المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 28 تشرين الأول/2018

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/newselias18/arabic.october28.18.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة
عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

إنْ لَمْ تَكُونُوا أُمَنَاءَ في المَالِ الخَائِن، فَمَنْ يَأْتَمِنُكُم عَلَى الخَيْرِ الحَقِيقيّ

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/نيتنياهو في عمان ووزيرته في الإمارات في سياق عملية السلام

الياس بجاني/الحملة  الهستيرية والمسعورة على حكام السعودية لا علاقة لها بالخاشقجي

 

عناوين الأخبار اللبنانية

فيديو مداخلة من قناة الحدث للكاتب والمحلل السياسي لقمان سليم يشرح من خلالها دور حزب الله الإرهابي والدموي في سوريا غب مخطط تمدد إيراني وكذلك مقتل ما يزيد عن 2500 عنصر من عناصره وجرح حوالي خمسة آلاف على الساحة السورية

العقل السياسي الماروني " أجرودي/آبو ارز. اتيان صقر

ابونا شربل ابو سمرة/الكولونيل شربل بركات/مسيسوكا/اونتاريو/كندا

حزب الله يستقبل جثامين 5 من عناصره قتلوا  في سوريا.

"الطبخة استوت"... وساعات مفصليّة

هل تمرّ الذكرى الثانية لانتخاب عون من دون حكومة؟

لماذا اختار ترامب ذكرى تفجير "المارينز" لاعلان العقوبات على حزب الله؟

معنى زيارة نتنياهو إلى سلطنة عمان/علي الأمين/جنوبية

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 27/10/2018

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

إشكال في اليسوعيّة... وتوقيف رئيس مصلحة طلاب "القوات"

واشنطن تستعجل اللبنانيين حكومة متوازنة

 حكومة لن تحكم لغياب التضامن الوزاري

الحريري من عين التينة: الحكومة خلال أيام

إلياس الزغبي في تصريح لـ«اليوم»، أن «الإجراءات الأمريكية، تتخذ طابعاً أكثر جدّية وحزماً تجاه «حزب الله» ومرجعيته في طهران

عقوبات أمريكية جديدة تستهدف ممولي أو مزودي «حزب الله» بالأسلحة وترقب في لبنان للجزاءات الأقسى على الميليشيا الإيرانية

اللبنانيون يأكلون خبزاً من بِرَاز الجرذان؟!/الشيخ حسن سعيد مشيمش

لبنان يحاول تدارك انعكاس العقوبات الأميركية الجديدة على «حزب الله» وتحذيرات من أن يطال تأثيرها بلديات في الجنوب والبقاع وبيروت

عون يؤكد التزام لبنان بتوصيات مؤتمر «سيدر»

تأليف الحكومة في المرحلة الأخيرة... والحريري يعمل لمنح «القوات» حقيبة وازنة

فشل وساطة «حزب الله» يسقط اتفاق وقف إطلاق النار في مخيم «المية ومية» وهنية يؤكد لعون أن «أمن لبنان أولوية فلسطينية»

انحسار العاصفة في لبنان وسوريا... والنازحون أكثر المتضررين

بوادر صراع سياسي في لبنان على تشكيل المجلس الدستوري الجديد وقاضٍ كبير يستقيل من منصبه للترشّح لعضويته

البخاري يشدد على سعي السعودية الى الحفاظ على استقرار لبنان

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

الجبير: إيران أكبر دولة راعية للإرهاب.. وسيتم تحجيمها أكثر

روحاني: أميركا معزولة وسط حلفائها في مواجهتها مع إيران

خبراء أميركيون يفتشون شحنة أسلحة تقدم دليلاً جديداً على دعم إيران للميليشيات

إسرائيل: سوريا أمرت بإطلاق صواريخ من غزة بدعم إيراني وجيش الاحتلال يقصف 80 هدفاً في القطاع

القوات الإسرائيلية تقتل 4 فلسطينيين على حدود غزة

ليبرمان ينحاز إلى الجيش ويختار رئيس أركان لا يفضله نتنياهو/أفيف كوخافي الخيار الأخير بعد إسقاط جنرال حذر من سيطرة الفاشية على إسرائيل

41 قتيلاً من قوات سوريا الديمقراطية في هجمات لـ«داعش» شرقي دير الزور

لافروف وجاويش أوغلو التقيا قبيل قمة اسطنبول حول سوريا

دي ميستورا يقدم صورة قاتمة عن محادثاته في دمشق ودول غربية تحضه على المضي في تشكيل اللجنة الدستورية

المعارضة السورية تتهم النظام بعرقلة «الدستورية» وتدعو لضغط روسي على إيران

الكرملين: القمة الرباعية في إسطنبول اليوم لتقريب المواقف مع فرنسا وألمانيا

الدفاع» و«الداخلية» في عهدة عبد المهدي وخلاف حولهما بين الصدر والعامري ومرجع شيعي يهاجم الحكومة الجديدة

البرازيل تختار رئيسها غداً بين اليمين المتطرّف واليسار

منظمة الصحة العالمية: تلوث الهواء هو «التبغ الجديد»

 

المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

حروب عائلات المافيا اللبنانية ومصالحاتها/عقل العويط/النهار

حكومة «أمر واقع» لم تعد تعني حكومة «أكثرية»/جورج شاهين/موقع الجمهورية

المجلس السياسي «البرتقالي»: «ديوانية دردشة» تبحث عن دور/كلير شكر/موقع الجمهورية

دولة تعمل بِطاقة 20 % كيف تنجَح؟/ريمون شاكر/موقع الجمهورية

لا نريد دولة/جهاد جرجس/موقع الجمهورية

لماذا انتقل ملف المية ومية من صيدا إلى الضاحية الجنوبية؟/علي الأمين/جنوبية

الحريري يحاول إقناع عون بـ«العدل» لـ«القوات»/أسعد بشارة/الجمهورية

لا صلاحيات للرئيس المكلف سوى التأليف أو الاعتذار/نقولا ناصيف/الأخبار

القوات اللبنانية: الحريري ورّطنا/ليا القزي/الأخبار

في السلاح الفلسطيني/علي نون/المستقبل

زيارة نتنياهو إلى عمان: تمهيد إيراني للتفاوض حول العقوبات/سهى جفّال/جنوبية

السلطان قابوس مهندس خرائط طريق الحلول الحكيمة/أحمد الجارالله/السياسة

البرازيل... بين الرواسب المخيبة والمجازفة الخطرة/إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط

سوريا وإمكانات الخروج من القبضة الإيرانية/الياس حرفوش/الشرق الأوسط

إيران تتراجع: نفاوض بلا شروط/راجح الخوري/الشرق الأوسط

لندن كوطن: مدينة الجميع/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

الحريري زار بري: الحكومة خلال أيام وبقيت عقبة صغيرة سنحلها

نديم الجميل: نحمل حكومة تصريف الاعمال مسؤولية الفلتان الامني في مخيم المية ومية

جنبلاط: الرب يسألنا ماذا فعلنا بالطبيعة ولماذا دمرناها ولا نزال

جعجع تمنى على رئيسي الجمهورية والحكومة اعطاء الاوامر للجيش للتدخل لوقف الاشتباكات في مخيم المية ومية

باسيل للطلاب الفائزين بانتخابات اليسوعية: اليوم حققتم انتصارا كبيرا ونحن سنحقق لكم الانتصار الأكبر في الحكومة

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية

إنْ لَمْ تَكُونُوا أُمَنَاءَ في المَالِ الخَائِن، فَمَنْ يَأْتَمِنُكُم عَلَى الخَيْرِ الحَقِيقيّ

إنجيل القدّيس لوقا16/من09حتى12/"قالَ الربُّ يَسوع لِتَلامِيذِهِ: «إِصْنَعُوا لَكُم أَصْدِقاءَ بِالمَالِ الخَائِن، حَتَّى إِذا نَفَد، قَبِلَكُمُ الأَصْدِقاءُ في المَظَالِّ الأَبَدِيَّة. أَلأَمِينُ في القَلِيلِ أَمينٌ في الكَثِير. والخَائِنُ في القَلِيلِ خَائِنٌ أَيْضًا في الكَثير. إِنْ لَمْ تَكُونُوا أُمَنَاءَ في المَالِ الخَائِن، فَمَنْ يَأْتَمِنُكُم عَلَى الخَيْرِ الحَقِيقيّ؟وَإِنْ لَمْ تَكُونُوا أُمَنَاءَ في مَا لَيْسَ لَكُم، فَمَنْ يُعْطِيكُم مَا هُوَ لَكُم؟"

 

 تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

نيتنياهو في عمان ووزيرته في الإمارات في سياق عملية السلام

الياس بجاني/26 تشرين الأول/18

الرئيس الفلسطيني كان في عمان مع وفد كبير قبل عدة ايام وبقي فيها 3 أيام. قابوس يتوسط بين إسرائيل والفلسطينيين وبين إيران وإسرائيل وبين إيران وأميركا والكل يحترمه.المسألة هي فوق المزايدات المقاومتية الإيرانية الكاذبة. وفوق خزعبلات المتاجرين بقضية فلسطين وهم اعدائها.. زيارة نيتنياهو اليوم لعمان وزيارة وزيرته للإمارات في نفس الوقت هي انشطة توضع في مسار عملية السلام في المنطقة.

 

الحملة  الهستيرية والمسعورة على حكام السعودية لا علاقة لها بالخاشقجي

الياس بجاني/23 تشرين الأول/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/68348/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%85%D9%84%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%87%D8%B3%D8%AA%D9%8A%D8%B1%D9%8A%D8%A9-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D8%B9%D9%88/?fbclid=IwAR3Y08dSGlCIIJ835wFlh5aNV_P42h7rHYoU2xADhSCBSqo_jkCaPdglJVU

من المؤكد طبقاً للمنطق والعقل ولكل مجلدات التاريخ بأن فاقد الشيء لا يعطيه.

وبأن إبليس مهما تعب وجهد وتجمل وتزين وتخفى خلف الأقنعة لا يمكن أن يتحول إلى طوباوياً أو ملاكاً.

وفي نفس السياق العقلاني فإن القاتل والمجرم والدكتاتوري لا يمكن أن يؤمن جانبه، ويُصدَّق عندما يحمل ويسوّق لشعارات المحبة والسلام والقيم والمبادئ والعدل والمساواة.

كما أن الانتهازي والأكروبات والمنافق لا يمكن أن تكون له أية مصداقية.

وكذلك فإن الضارب عرض الحائط بشرعة حقوق الإنسان لا يمكنه أن يخدع المؤمنين والشرفاء وأصحاب العقول الراجحة عندما يبشر بالعفة.

كما لا يمكن الوثوق بالحكام والسياسيين والقادة والأنظمة والعصابات والإرهابيين الذين يذلون ويفقرون ويضطهدون ويقتلون أبناء شعوبهم ويعلقون جثثهم في الشوارع..

من هنا فإن الإعلام الأميركي اليساري الحاقد والعدائي المكرِّس كل إمكانياته وعلمه لمحاربة الرئيس ترامب من مثل محطة ال سي ان ان،

وكذلك لا يمكن أن تكون هناك أية مصداقية لنظام الملالي الفارسي الإرهابي والدموي والمذهبي الغازي والمزعزع للسلم والاستقرار في العديد من الدول العربية والممول دولياً وعالمياً لكل جماعات القتل والإرهاب والتمذهب.

وأيضاً لا يمكن بلع وهضم دفاع حكام قطر عن شرعة حقوق الإنسان وحزنهم الكاذب على وفاة الخاشقجي وهم الممولين والمساندين والحاضنين لكل جماعات الإرهاب من الإخوان المسلمين ولكافة إفرازاتهم الشيطانية في العالم.

أما عن مصداقية اردوغان تركيا في احترامه للحريات وللحقوق فحدث ولا حرج وهو الضارب والمنتهك بوقاحة وفجاجة لكل ما هو حريات وديمقراطية في بلاده والمضطهد لكل الأحرار من أبناء شعبه والحالم بعودة السلطنة العثمانية والمتوهم بدور السلطان.

من هنا ودون أية أوهام أو أقنعة أو مواقف ذمية فإن الحملة المسعورة على حكام السعودية وتحديداً على ولي عهدها الشاب من إعلام اليسار الأميركي ومحور الشر الإيراني ومعهما تركيا اردوغان وحكام دولة قطر لا علاقة لها بالخاشقجي ولا هي تكترث حقيقة لما حصل له.

الحملة بكل وضوح هي رزم من المحاولات الخبيثة  والحاقدة هدفها الانتقام المكشوف من وقوف السعودية ضد مشروع تمدد إمبراطورية إيران ومساندتها للرئيس ترامب في مواجهته العادلة للإرهاب الإيراني واستهزائها بأوهام وأحلام اردوغان العثمانية..

يقول كتابنا المقدس:"من كان منكم بلا خطيئة فليرميها بحجر"

ونحن نقول إن من كان من الحكام والأنظمة ووسائل الإعلام منزهاً وشريفاً ومحترماً لشرعة حقوق الإنسان وللحريات وللديمقراطية وللعدل وفعلاً بريئاً وبعيداً عن كل التهم التي يوجهها لحكام السعودية.. فليتفضل وإلا فليخرس ويترك السعودية تهتم بشؤون حكمها وقوانينها ومواطنيها

في الخلاصة فإن فاقد الشيء لا يعطيه كما أنه لا يحق للفاجرة أن تبشر بالعفة... وأهل مكة أدرى بشعابها.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.co

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

/27 تشرين الأول/18/فيديو مداخلة من قناة الحدث للكاتب والمحلل السياسي لقمان سليم يشرح من خلالها دور حزب الله الإرهابي والدموي في سوريا غب مخطط تمدد إيراني وكذلك مقتل ما يزيد عن 2500 عنصر من عناصره وجرح حوالي خمسة آلاف على الساحة السورية/اضغط هنا أو على الرابط في أسفل

https://www.youtube.com/watch?v=ZdxmBRuLiu0&t=310s

 

العقل السياسي الماروني " أجرودي

آبو ارز. اتيان صقر/27 تشرين الأول/18

قرأنا: عندما يكون الشخص أكبر من المنصب، تجده متواضعا وخدوما ومنتجاً.

وحين يكون أصغر من المنصب، تجده مغروراً وأجوفا ومتسلطاً.

هذه القاعدة تنطبق على غالبية "الزعامات" اللبنانية والمارونية بنوع خاص.

أصاب موريس عواد عندما قال: العقل السياسي الماروني "أجرودي".

لبيك لبنان.

 

ابونا شربل ابو سمرة

الكولونيل شربل بركات/مسيسوكا/اونتاريو/كندا/28 تشرين الأول/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/68445/%D8%A7%D9%84%D9%83%D9%88%D9%84%D9%88%D9%86%D9%8A%D9%84-%D8%B4%D8%B1%D8%A8%D9%84-%D8%A8%D8%B1%D9%83%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D8%A8%D9%88%D9%86%D8%A7-%D8%B4%D8%B1%D8%A8%D9%84-%D8%A8%D9%88%D8%B3%D9%85%D8%B1/

هالشب الواصل بوقتو من روما وجايب معو شوية قداسة تيزرعا بهالأرض الباردة، كان في بينو وبين كتار منا، مش بس علاقة قرابة، كان في كمان حلم مشترك...

الشباب هون حبو يقربو الكنيسة، مش تيفرقو الجالية، لا سمح الله، بس تيهينو الروحة عالكنيسة وتصير الكنيسة هيي محل اللقاء ونقطة التجمع...

بونا شربل شمّر عن زنودو وبلّش بدون ما يسأل كيف وليش... نزل بهالمعمعة وصار يجرّب يطلّع شي... هدفو واضح... بدو ينجح بخلق رعية متل الكنيسة العتيقة بجبل لبنان، مبنية على صخرة الايمان، ومتكاتفة على عمل الخير...

نجح... بالرغم من كتير مشاكل، وقدر يجمّع حولو، مع كل البساطة وقلة الخبرة بعقلية الناس وعلاقاتن المتضاربة احيان كتيرة، قدر يجمّع عدد كبير، ويحمّس ناس كتار على الشغل... وما مرق وقت كبير كانت، الكنيسة الصغيرة بقبو البيت المستأجر، صارت محل يساع، وقداس الأحد، موعد يتلاقو فيه كل اللبنانيي... وشوي شوي غير اللبنانيي كمان... وهيك بلش الحلم يبين كأنو عم يتحقق... وبلش الأمل انو يصير عنا كنيسة حجر، مش بس رعية ومحبين، يكبر...

بونا شربل، خلق بهالكوميونتي قضية، ونقطة تجمّع، وحط معالم، ومواعيد ننطرها كلنا... وصار عنا مناسبات نلتقي فيها، وروح تدفع للعمل والعطاء، من الفيستيفال بالصيف وكل التحضيرات الو، لعيد الصليب والسهرة الخاصة فيه، لكل المناسبات والاحتفالات التاني وما مننسى المدرسة هاللي عطاها كتير من وقتو... وهيك بينت هالجماعة الصغيرة بهالبلد البعيد متل أرزة مادي غصونها وبتفيي عا كتار...

ومع هالبساطة الظاهرة كان في روح ايمان خلت ابونا شربل ما يساير ولا يلين... بدو درب السما يكون اقرب، هون بهالمجتمع المادي وهاللي عم يندفش تيمشي بعكس السير الطبيعي... مش قابل بونا شربل يسكت، ولا قابل يمرّق الأمور هاللي بشوف انها بتبعد الناس عن ايمان بطرس وكنيسة المسيح... مش هيدا دورو؟... يمكن ما تحب خطب بونا شربل الطويلة وملاحظاتو الكتيرة احيانا عن أمور نحنا تعودنا نشوفا وين ما كان... بس إذا منطلع بعيونو منشوف، يمكن، لانو راعي صالح مش قادر يسمح للغلط يفوت على رعيتو بدون ما يجرب يهزلو العصا، وما بدو ذئاب بتياب حملان يختلطو بالقطيع وياخدوه عا غير مطرح...

مهمتك صعبة بونا شربل، والله يكون معك وين ما انت رايح، وانشالله بواب السما تبقى فاتحيتلك... ورعية جديدة تتعرف معك على امكانياتها، وتعمل متل ما عملت بهالرعية...

بونا شربل بسهرة هالوداع نحنا منشكرك على العمل والعاطفة والمحبة، وعلى الجهد والتجرد هاللي كانوا دايما شعارك... ومنجدد الاعتذار منك لأنو في مطارح يمكن ما فهمنا عليك... ومنتمنالك حياة طويلة ملياني خير وبركة. وما تنسانا ولا تتركنا برات صلواتك لأنك أكيد من القلال هاللي بعدها السما بتسمعلهن بهالايام القاسية، وبعدن شايفين طريقن بوضوح بالرغم من كل هالعجقة... بس عندي طلب صغير لو بتخلي فرح السما يتغلب على الخوف من الجحيم يمكن المسيرة بتكون أسرع والنعمة أشمل...

الله يخليك ... ومتل ما بيقولو الرهبان دايما... المجد لله...

 

حزب الله يستقبل جثامين 5 من عناصره قتلوا  في سوريا.

مواقع الأترونية/السبت 27 تشرين الأول 2018/أقام "حزب الله" في مقام السيدة خولة بنت الإمام الحسين في بعلبك، مراسم استقبال خمسة من جثامين أفراد من ميليشياته كانوا قتلوا في سوريا بعد ما يقارب العشرة أشهر، حيث كانوا قد قضوا مطلع العام الجاري إثر وقوعهم في كمين بالبادية السورية، وهم: محمد صادق شرف الدين، محمود السعدي صفوان، علاء محمد أمهز، علي حسين حمادة ومنذر دياب أمهز. وشيع كل منهم في مسقط رأسه، باستثناء شرف الدين الذي سيحدد موعد تشييعه في بعلبك لاحقا. شارك في موكب التشييع وزير الصناعة في حكومة تصريف الأعمال حسين الحاج حسن، النائبان علي المقداد وإبراهيم الموسوي، النائب السابق نوار الساحلي، وفد قيادة الحزب في منطقة البقاع، مسؤول العمل البلدي في البقاع حسين النمر، رؤساء بلديات واتحادات بلدية ومخاتير وفاعليات سياسية ودينية واجتماعية. وأم الصلاة على الجثامين المسؤول الثقافي في المنطقة العلامة السيد فيصل شكر.

 

"الطبخة استوت"... وساعات مفصليّة

اللواء/27 تشرين الأول 2018/كشفت مصادر مطلعة على تأليف الحكومة، لـ«اللواء»، أن «الطبخة استوت»، وما بقي «رتوشات» أخيرة، تسبق زيارة الرئيس المكلف سعد الحريري إلى بعبدا، والتي يمكن ان تكون اليوم أو غداً على أبعد تقدير.

 

هل تمرّ الذكرى الثانية لانتخاب عون من دون حكومة؟

اللواء/27 تشرين الأول 2018/إذا كان من الصعب التنبؤ بإعلان صدور مراسيم تأليف الحكومة العتيدة، تبعاً للتجارب السابقة والعديدة، حيث كادت «اللقمة تصل إلى الفم»، بحسب تعبير الامثال الشعبية، قبل ان تتعقد الأمور ثانية، فإن حركة المشاورات الماراتونية التي أجراها الرئيس المكلف سعد الحريري مع ممثلي الفرقاء المعنيين، تؤشر إلى ان أمور التشكيل بلغت مرحلة مفصلية ودقيقة جداً، يمكن ان تؤدي إلى حلحلة ما على صعيد معالجة عقدة تمثيل حزب «القوات اللبنانية»، وبالتالي إخراج الأزمة الحكومية من عنق الزجاجة، في خلال اليومين المقبلين. لكن أوساط الرئيس المكلف، على الرغم من تفاؤلها ما تزال تتكتم على الطروحات الأخيرة المقدمة للقوات، والجواب عليها، ما أعطى انطباعاً لدى المراقبين بأن الأمور لم تتبلور بعد، خصوصاً وأنه لم تتوفر معطيات تُشير إلى ان الحريري سيحمل التشكيلة النهائية إلى قصر بعبدا، اليوم أو غداً، وبالتالي ان تمر الذكرى الثانية لانتخاب الرئيس ميشال عون التي تصادف الأربعاء المقبل من دون حكومة كاملة المواصفات الدستورية.الا ان الأوساط نفسها، أكدت ان الفرصة ما تزال متاحة، وان الحريري سيستفيد من الزخم العربي والدعم الذي أعطي له خلال زيارته الأخيرة للمملكة العربية السعودية، فضلاً عن التفويض الدولي له والداعم لتأليف الحكومة، من أجل إيجاد الحلول التي تعوق ولادة الحكومة.

 

لماذا اختار ترامب ذكرى تفجير "المارينز" لاعلان العقوبات على حزب الله؟

المركزية/السبت 27 تشرين الأول 2018/توقفت مراجع دبلوماسية وسياسية امام اختيار الرئيس الأميركي دونالد ترامب ذكرى مرور 35 عاما على الهجوم الذي استهدف مقر مشاة البحرية الأميركية (المارينز) في بيروت عام 1983 مناسبة للإعلان عن توقيع قانون العقوبات الأميركية على حزب الله التي تهدف الى "حرمانه من الحصول على موارد لتمويل نشاطاته" في العالم وعلى الأراضي اللبنانية. ورأت فيها دلالات عدة لا بد من التوقف عندها وقراءتها بتمعن. ففي المعلومات التي وردت الى "المركزية" من واشنطن في الساعات الماضية التي سبقت الإعلان عن القرار روايات وسيناريوهات عدة دفعت بالرئيس الأميركي الى استعجال التوقيع على قانون العقوبات على حزب الله في هذا التاريخ بالذات لما يعنيه في ذاكرة الشعب الأميركي، بعدما خسر في تلك العملية مجموعة من افضل رجال المارينز المكلفين بالمهام الإستثنائية في العالم. ولذلك فقد قصد الإعلان عن القرار بحضور عائلاتهم وورثتهم. على هذه الخلفيات، اختار الرئيس الأميركي التوقيت الجديد ليكون منفصلا في شكله وتوقيته ومضمونه عن المرحلة الثانية من العقوبات المتشددة المفروضة على ايران والتي سيبدأ الأميركيون وحلفاؤهم في العالم بتطبيقها ابتداء من الخامس من تشرين الثاني المقبل، تنويها بأهميتها على رغم حجم العقوبات الأخرى التي ستطال الحزب من الرزمة الجديدة التي تستهدف ايران وحلفاءها في المنطقة والعالم. وقالت المراجع لـ"المركزية" ان من الضروري انتظار القرارات التنفيذية للقانون الجديد التي ستصدر في غضون الأيام او الأسابيع المقبلة عن الإدارة الأميركية من اجل تحديد الجهات والشخصيات والمؤسسات اللبنانية والعالمية على انواعها التي تتعاطى مع الحزب ومؤسساته، حتى الاعلامية منها، وتسوّق له بكل أشكال التجارة العالمية ونقل الأموال بين ايران وسوريا ولبنان كما بالنسبة الى الشبكات الدولية التي تساهم في تمويل الحزب من مؤسسات تجارية وصناعية ومصرفية. وعليه، كشفت المراجع ان القرارات التنفيذية اللاحقة للقرار ستحدد بالتفصيل كيفية تنفيذه وان الإدارة الأميركية تسعى من خلال العقوبات المالية على الأشخاص والمؤسسات وخصوصا المصرفية منها، الى مصادرة اموالها وارصدتها التي يطالها القرار اينما تمكنت من تنفيذ ذلك، بهدف تجميعها وربما تحويلها لاحقا الى حساب خاص بأهالي وورثة ضحايا المارينز الأميركيين. عند هذه المعطيات، تضيف المراجع، ان القانون الجديد، وان سخر منه بعض اللبنانيين لاسيما قادة حزب الله والحلفاء في لبنان والمنطقة الذين يعتقدون انهم لا يستخدمون القنوات المصرفية الدولية لتبادل او نقل الأموال، فهم يدركون في الوقت عينه انهم يدينون انفسهم، باعتبارهم خارجين على القوانين الدولية والأصول العالمية المعتمدة في مثل هذه الحالات. وانتهت المراجع الى القول ان هذه الوقائع والمعطيات قادت واشنطن الى ملاحقة الشبكات التي تعمل في هذا النطاق، تحت طائلة معاقبة كل من يسعى الى الإتجار بالمخدرات وتبييض الأموال، كما فعلت بالنسبة الى ملاحقة العديد من الأشخاص والشركات العاملة في افريقيا واميركا اللاتينية وما بين سوريا وايران ولبنان واليمن وغيرها من الدول التي تتمتع فيها ايران بنفوذ واسع يفوق قدرات الدول والحكومات المحلية.

 

معنى زيارة نتنياهو إلى سلطنة عمان

 علي الأمين/جنوبية/27 تشرين الأول/18

كيف يمكن قراءة زيارة نتنياهو إلى سلطة عمان؟

رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو وزوجته سارة في سلطنة عمان وفي ضيافة السلطان قابوس، وهذه الزيارة العلنية هي الأولى لرئيس حكومة إسرائيلي إلى الخليج العربي،. تكتسب هذه الزيارة أهمية قصوى على صعيد العلاقات الإسرائيلية ليس في محيطها العربي فحسب، بل بما تتضمنه من محاكاة لمشهد سبق أن احتضنته عُمان على صعيد المفاوضات الأميركية-الإيرانية، التي أدت إلى الاتفاق حول الملف النووي وقضايا أخرى. ليست الاتصالات العمانية الإسرائيلية خفية على أحد، وهي تعود إلى عقود ماضية، لكن الجديد اليوم إضافة إلى علانية الزيارة وصفة الزائر، أنها تأتي في مرحلة تشهد تصعيداً في العقوبات الأميركية على إيران من جهة، وتتزامن مع وصول وزيرة إسرائيلية إلى الإمارات العربية المتحدة، وسط تداعيات مقتل الصحفي جمال الخاشقجي الدولية على المملكة العربية السعودية. توقيت الزيارة لا يمكن أن ينفصل عن غض نظر إيراني معطوف على رغبة بعدم استفزاز إسرائيل، إن لم يكن مرتبطاً بمساع عمانية لتلطيف العلاقة الإيرانية الإسرائيلية، تمهيدا لحوار سري متقدم برعاية السلطان قابوس، وكذلك فإن الرياض التي تعاني اليوم من تداعيات قضية خاشقجي، لا تجد ضيرا في قيام نتنياهو بهذه الزيارة، ولو كان الهدف العماني هو إيران. زيارة نتنياهو إلى مسقط تعكس مدى قدرة إسرائيل على التمدد في علاقتها عربيا، لكن يبقى الجديد المهم أن إيران لم تجد نفسها مستفزة من هذه الزيارة،في ظل الثقة التاريخية والإستراتيجية بالسلطان قابوس وسياسته، التي طالما فتحت لها نوافذ عالمية، وها هي تفتح الآن نافذة إسرائيلية علنية.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 27/10/2018

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

الحكومة في عنق الزجاجة، والرئيس سعد الحريري يتحرك ويتشاور ويتصل ويجهد لتكون الولادة في الأيام المقبلة بعد عودته من الأردن التي يزورها يوم الاثنين، وهو زار الرئيس نبيه بري وتداول معه في اللمسات الأخيرة المتعلقة بتثبيت توزيع الحقائب ليتم إسقاط اسماء الوزراء عليها.

أمنيا تجددت الاشتباكات عصر اليوم في مخيم المية ومية، رغم إجراءات الجيش حول المخيم، والاتفاق بين حركتي "فتح" و"أنصار الله" لتثبيت وقف إطلاق النارالذي رعاه الرئيس بري.

وفي بلدة المية ومية سيقام ظهر غد قداس بحضور شخصيات سياسية وفاعليات.

في الخارج، قمة روسية- فرنسية- ألمانية في تركيا بخصوص الوضع في سوريا، وقمة أمنية في المنامة كان نجمها وزير خارجية سلطنة عمان الذي قال ان إسرائيل دولة موجودة بالمنطقة، وربما حان الوقت لمعاملة إسرائيل بنفس المعاملة وأن تتحمل أيضا نفس الالتزامات.

نبدأ من تحرك الرئيس سعد الحريري لولادة الحكومة، مع التوقيت الشتوي الذي يبدأ منتصف الليلة بتأخير الساعة ساعة، حيث تناول مسار التأليف الحكومي مع الرئيس بري واعلن أن الحكومة ستبصر النور خلال الأيام المقبلة، فيما يتبقى عقدة يتم العمل على حلها، مشيرا إلى أن الجميع ضحى وقدم التنازلات من أجل تأليف حكومة تضم الجميع لمواجهة التحديات.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

اليوم يؤخر اللبنانيون ساعاتهم ساعة واحدة عملا بالتوقيت الشتوي، فيما تتقدم عملية تشكيل الحكومة أكثر من أي وقت مضى، فهل دقت ساعة الولادة؟.

إحدى مؤشرات عملية الإستهلال الحكومي يمكن رصدها من خلال زيارة الرئيس المكلف سعد الحريري إلى عين التينة، حيث لمس من رئيس مجلس النواب كل إيجابية وإنفتاح على المساعدة في التشكيل.

الحريري أعلن أنه سيسعى لتشكيل الحكومة بداية الأسبوع المقبل، لافتا إلى وجود عقبة صغيرة متبقية وستحل فور عودته من الأردن غدا. وشدد الرئيس المكلف ألا أحد منتصر أو خاسر في التشكيل لأن الجميع ضحى ويضحي لمصلحة البلد.

ولاحقا كشف الحريري في دردشة مع الإعلاميين في "بيت الوسط" أن الأمور إيجابية، والحكومة ستشكل خلال يومين بمشاركة الكل ورضا الكل.

أوضاع مخيم المية ومية بقيت محور متابعة من رئيس مجلس النواب نبيه بري، حيث رعت حركة "أمل" الإجتماع الأول لهيئة العمل الفلسطيني في صيدا، وصدر موقف بالإجماع أكد على ضرورة تثبيت وقف إطلاق النار في المخيم، ومنع تكراره وعدم السماح لأي طابور خامس بخلق أي حدث أمني.

هذا الطابور رمى لاحقا بشائعات روجت لإستهداف قائد قوات الأمن الوطني الفلسطيني اللواء صبحي أبو عرب ونائب الأمين العام لحركة "أنصار الله" ماهر عويد، بهدف إشعال الفتنة مجددا، وهو ما نفته مصادر فلسطينية للـNBN، إلا أن هذه الشائعات فعلت فعلها فعادت الإشتباكات بين الجانبين.

بعد تصعيد تل أبيب إعتداءاتها على قطاع غزة وتهديدها بعملية عسكرية واسعة في حال استمر رد المقاومة الفلسطينية على هذه الإعتداءات، تم التوصل إلى إتفاق لوقف إطلاق النار بوساطة مصرية مع إشتراط إلتزام إسرائيل بهذا الأمر.

وإلى إسطنبول التي استضافت قمة رباعية هي الأولى من نوعها في مسار جهود التسوية حول سوريا، بحضور رؤساء روسيا وتركيا وفرنسا والمستشارة الألمانية. محور أجندة القمة هو التسوية عبر منصتي أستانا وجنيف، وتعزيز وقف إطلاق النار في إدلب، فضلا عن مناقشة إتخاذ خطوات ضرورية وإعلان خارطة طريق نحو التسوية السياسية إلى جانب تشكيل لجنة صياغة الدستور.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"

قرار الحسم بشأن تأليف الحكومة يحل مطلع الأسبوع المقبل، وكل الجهود تنصب حاليا على معالجة تمثيل "القوات اللبنانية". وفي هذا الإطار يمكن وضع الحراك الذي يقوده الرئيس المكلف سعد الحريري في كل الإتجاهات.

لكن السؤال يبقى: هل يحمل الأسبوع الطالع نهاية مخاض مشاورات التأليف، ويشهد ولادة الحكومة العتيدة، بعد إرتفاع حرارة التواصل والاجتماعات واللقاءات بين "بيت الوسط" وعين التينة وبعبدا؟. فالرئيس الحريري الذي عقد إجتماعا إيجابيا مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، قال إن الحكومة ستكون جاهزة خلال الأيام المقبلة، معلنا أنه سيستأنف مشاوراته بعد عودته مساء غد من زيارة سريعة للأردن، حيث يشارك في واجب عزاء عائلي.

بموازاة السباق القائم مع الوقت لإنضاج الحكومة، كان الإستحقاق الأمني المتمثل بتجدد الإشتباكات في مخيم المية ومية يقفز إلى واجهة الاهتمام. فقد شهد المخيم هذا المساء تدهورا أمنيا كبيرا، واضعا حدا لمحاولات تثبيت وقف النار الذي لم يصمد.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

هل يقف لبنان على شفا اعلان الحكومة؟. استنادا إلى ما قاله الرئيس المكلف سعد الحريري بعد زيارته الرئيس نبيه بري في عين التينة، فإن عقبة صغيرة لا تزال عالقة على درب التشكيل. فما هي هذه العقبة، وهل هي رأس جليد في مطب يكبر ويكبر أمام التأليف؟، وأي مستوى من التضحية قدمه من تقلب من موقف إلى موقف وعرقل وعطل التشكيل أسابيع؟.

في معلومات "المنار" فإن العقدة لا تزال "قواتية"، ومصادر مواكبة لاتصالات السبت تصف مطالب "القوات" بالجنون.

وعليه، ووفق المشهد المفترض، فإن مطلع الأسبوع لناظره قريب، والمهل التي ضربها الحريري مجددا لا تحتمل أي تمديد، بعدما انتظر معظم البلد طويلا في ظروف تشتد صعوبة وسط غياب المعايير وزعم الأوصاف والأحجام.

في المنطقة، غزة صدت جولة تصعيد معادية جديدة، ومرة أخرى رسائل المقاومة تفرض التهدئة بعد اعلان فصائلها الاستعداد لتوسعة رقعة الرد.

ملفات أخرى لا تزال تتسع وتتمدد بحثا عن حقائق ووقائع. قضية جمال خاشقجي تتصدر، للأسبوع الرابع، الاهتمام التركي والانتباه العالمي، ولا توقع بجديد من زيارة النائب العام السعودي غدا إلى اسطنبول بحثا عن تسوية بدل تقديم دليل يوصل إلى جثة خاشقجي أو أي قطعة منها.

على المقلب الأميركي، انشغال بحادثة هجوم مسلح على معبد يهودي في بنسلفانيا أدى إلى مقتل عدد من الاشخاص. حادثة واكبها دونالد ترامب عبر "تويتر"، مزخما بها حملته الانتخابية، علها ترفع رصيده كما فعل تبنيه الأعمى للكيان الصهيوني وابتزاز السعودية لتأمين وصوله إلى البيت الأبيض قبل عامين.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

انتظر اللبنانيون أن يتوجه الرئيس المكلف غدا الأحد إلى بعبدا لاعلان التشكيلة، فأعلن انه متوجه إلى عمان لأسباب خاصة عائلية. "ويك اند" بلا حكومة. منتصف هذه الليلة سيتم تأخير الساعة ساعة، فتعطى مشاورات التأليف ساعة إضافية، ويعطى أصحاب الطروحات الفهلوية والبهلوانية مساحة تفكير قبل ان يصلوا إلى ساعة التخلي.

كلام الحريري من عين التينة يلخص مشاوراته ويختصر خلاصاته: الحكومة خلال أيام، لا خاسر ولا منتصر في الحكومة العتيدة، الجميع ضحى وهناك من ضحى أكثر، حكومة وفاق وطني تضم الجميع، هناك عقبة صغيرة بعد ومنحلها. لم يقل ما هي؟، هل هي "القوات" أم سنة 8 آذار؟.

مدد الرئيس المكلف آجال التأليف أياما إضافية. وفي "بيت الوسط" أضاف الرئيس المكلف رشة توضيح على تصريح عين التينة، فقال إن الاثنين هو اليوم الكبير بعد رفعه التوليفة النهائية إلى بعبدا.

السباق انتهى، لكن النتيجة لم تعلن وإن كانت معروفة. الحكومة وفق كلام مسؤول كبير لل otv هذا المساء، أمام خيار الولادة الطبيعية إذا عولجت مسألة سنة 8 آذار، واقتنعت "القوات" ب3 وزراء ونائب رئيس حكومة، أو ولادة قيصرية قد يكون لها آثار جانبية على صحة الأم أو المولود، لكن الحكومة ستولد وتوجد قبل 31 تشرين الأول وقاب قوسين من الاثنين.

وعلى بعد ألف كيلومتر من بيروت، قمة غير مسبوقة رباعية في اسطنبول روسية- ألمانية- فرنسية- تركية ليس فيها أهل البيت، أي السوريين، ولا الأقرباء ولا الحلفاء، أي الايرانيين، في حين يتخذ الأميركيون صفة المراقبين عن بعد، مع استبعاد السعودية الغارقة في بركة الدماء التي تتسع يوما بعد يوم منذ قتل جمال الخاشقجي، وجديدها اليوم ما أعلنه عادل الجبير وزير الخارجية السعودي ان المتهمين بقتل الخاشقجي لن يسلموا إلى تركيا وستتم محاكمتهم في السعودية، ما يفتح الباب أمام مزيد من رياح التوتر والتفجر في العلاقة بين الرياض وانقرة التي تطالب بتسليم فرقة ال 18 أو كتيبة الاعدام أو مفرزة القتل التي أرسلت إلى اسطنبول للتخلص من الخاشقجي.

في هذا الوقت تخطو اسرائيل خطوة جديدة باتجاه محاصرة ايران عبر العرب. نتنياهو في سلطنة عمان وطائرته عبرت أجواء دولتين عربيتين قبل الوصول إلى عمان. ايران تقترب من الجولان وتطل على طبرية، واسرائيل تقترب من مضيق هرمز وتطل على بحر العرب. رقعة الشطرنج تتسع والأحجار تتحرك، والايرانيون الفرس الذين يحفظ لهم اليهود منذ أكثر من ألفين و500 عام انهم ازالوا عنهم كابوس السبي وبابل ونبوخذ نصر، يتقنون جيدا اللعبة التي جاءت من عندهم، ويحترفون الانتظار قبل أخذ القرار واستباق الخصم بخطوة ليقولوا: كش ملك.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

رغم كثرة الحركة على خط عين التينة- "بيت الوسط" أمس واليوم، والتي توجت بزيارة الرئيس الحريري الرئيس بري، إلا ان اسهم التشكيل عادت إلى الهبوط إثر خروج الرئيس المكلف من مقر رئيس المجلس بوجه افتقد البسمة، رغم حرصه أمام الصحافيين المنتظرين على وصف العائق بأنه عقدة صغيرة متبقية، وبأن ولادة الحكومة قريبة.

في المحصلة، العقدة الصغيرة أخت العقدة الكبيرة، الاثنتان تعوقان ولادة الحكومة. وكانت الآمال ارتفعت بعد التسويق بأن الرئيس المكلف يكاد يقنع الرئيس بري باعطاء "أمل" حقيبة الزراعة ل"القوات" لقاء تخلي "القوات" عن العمل ل"أمل".

وما عزز الاعتقاد بأن القضية حسمت ولم يعد ينقصها سوى بعض الدوزنة، ان زيارة الحريري عين التينة جاءت إثر زيارة الوزير علي حسن خليل "بيت الوسط" الجمعة. لكن تبين ان الحريري اعتقد ان بامكانه إقناع بري بهذه الهندسة، لكن الأخير لم يقتنع بعد، أم انه رفض "المداكشة" بالمطلق.

والحلقة المفقودة في هذا السيناريو، هو موقف "القوات": تقبل أم لا تقبل بهذه الحياكة؟، لكن أحدا من مسؤوليها لم يجب عن هذا السؤال.

إقفال الأفق في وجه الحلول البديلة، يمكن ان يقرأ فيه دفع باتجاه تشكيلة حكومة من دون "القوات"، طالما ان هناك عجلة معلنة في هذا الاتجاه، فهل تحرج "القوات" بما يقدم إليها من حقائب، فتمتنع عن دخول الحكومة أم تواجه من يريدونها خارج التركيبة بقبولها بالحقائب المعروضة، أم ان الرئيس الحريري يبقى على تمسكه بعدم تأليف حكومة من دون "القوات"؟.

الاثنين أو الثلاثاء يمكن ان يحملا اجابات عن هذه الأسئلة.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

وحدها فلسطين قادرة على جذب كل الأنظار وطي كل الصفحات، من سوريا وقمتها التي تعقد في تركيا، وصولا إلى قتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده في تركيا أيضا.

قبل الرابع من تشرين الثاني المقبل، موعد فرض رزمة جديدة من العقوبات الأميركية على ايران، ليست صدفة ان تعود فلسطين، الجرح العربي المفتوح، إلى الواجهة، وليست صدفة ان يحل رئيس الوزراء الاسرائيلي ضيف سلطنة عمان، قبل أربع وعشرين ساعة من قمة المنامة.

تقول سلطنة عمان، إنها لا تلعب دور الوسيط بين الفلسطينيين والاسرائيليين، انما تساعد الطرفين على التقارب، ومن دون أي مواربة تعلن ان اسرائيل موجودة تاريخيا في المنطقة بحسب التوراة.

ويقول المجتمعون في المنامة، ان التحالف الأمني الخليجي المزمع تشكيله، يهدف إلى مواجهة ايران والتطرف، من دون ان يأتي على ذكر من كان عدو العرب والخليج الأول: اسرائيل.

يدرك الجميع ان اسرائيل موجودة، كما يعرف الجميع ان الخلاف حول علة وجودها عميق، بين من يصنفها دولة محتلة، عنصرية، لم تترك لأهل الأرض سوى الفتات، وتاليا قرر مقاومتها، وبين من يرى فيها دولة ذات بعد تاريخي، ممكن التفاهم معها على المستقبل.

من خطط وظهر كل ما سبق، أراد حرف الأنظار، وإعادة إحياء صفقة القرن ولو مواربة، متناسيا ان في الشرق الاوسط ومحيطه، بلدانا، كإيران، حليفة عمان، تؤكد أن دونالد ترامب وبنيامين نتنياهو لن يجنيا ثمار صفقة القرن.

وفيما العالم يخط حدود الشرق الأوسط بدماء أبناء المنطقة، لبنان يبحث عن حقيبة واحدة أو على الأكثر حقيبتين وزاريتين، تحلان عقدة حكومية دخلت شهرها السادس، ووعد اللبنانيون بتشكيلها لمواجهة التحديات، إذا "مش الاثنين الخميس"، وعلى الوعد يا لبنانيين، انتظروا،انتظروا حكومة يقولون عنها حكومة تواجه التحديات الاقليمية والاقتصادية.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

تأثر تشكيل الحكومة بعقارب الساعة، وعاد زمن التأليف إلى الوراء، فكان أول من طبق نظام التوقيت الشتوي قبل الأوان.

وعملا بتأخير الساعة ستين دقيقة إلى الوراء، فإن الرئيس المكلف سعد الحريري منح نفسه مزيدا من المهل، حيث يغادر إلى الأردن ثم يعود مساء غد لاستئناف المشاورات، إذ إن ما بقي عالقا هو عقدة صغيرة، لكن هذه العقد تتحول إلى تعقيدات تبدأ من حقائب "القوات" وتنتهي بتمثيل النواب السنة من خارج تيار "المستقبل".

وحيال "القوات" كانت الطروح اليوم تتجلى في "حقيبة طالعة حقيبة نازلة"، وذلك بعد رغبة معراب في استبدال نيابة الرئاسة بوزارة منتجة. وخلال البحث في رغبات "القوات" تبين أنها تفضل الزراعة على العمل، غير أن الزرع يتطلب حصادا، وهذا ما تتوقف عنده الأوساط السياسية، إذ إن الأمر سيكون مرحبا به لو تمكنت "القوات اللبنانية" من فتح الأبواب الزراعية على سوريا، والتنسيق مع النظام حيال عبور الشاحنات من معبر نصيب، وغيره من القضايا ذات الاهتمام المشترك، وحبذا لو أعادت تفعيل المجلس الأعلى اللبناني- السوري.

وستعطي "القوات" ردها على ما طرحه الرئيس الحريري من وزارات، وهي العمل والشؤون والثقافة ونائب الرئيس مع "دولة"، أما في حال رفضها فإن الحكومة ماضية في التأليف، وسوف يبحث "التيار الوطني الحر" عن شريك مسيحي آخر، على ما أكدت مصادره ل"الجديد".

والتأليف بمراحله المتقدمة، لم يبلغ بعد نقطة التمثيل السني المعارض، وأكد النائب فيصل كرامي في اتصال ب"الجديد" أن أحدا لم يفاتح "اللقاء التشاوري" في الأمر لغاية الساعة بتوقيتها الصيفي، وجل ما تبلغه كرامي وأعضاء اللقاء تمسك "حزب الله" والرئيس نبيه بري ورئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية بتمثيل سنة المعارضة، وأن لا حكومة ستقوم من دون هذا التمثيل. أما لناحية رئاسة الجمهورية فإنها لم تبد رأيها بعد، ولم تمرر أي عبارة يستدل بها على موافقة الرئيس ميشال عون على منح المعارضة مقعدا من حصته.

وأمام دفق التفاؤل بقرب إعلان التشكلية غدا أو الاثنين، يقول مصدر في "حزب الله" ل"الجديد": هدئوا من روعكم ما زال النقاش مستمرا. وإذ يحسم الحزب أن وزارة الصحة لا نقاش فيها وهي من حصته، تؤكد مصادر الحريري كذلك أن الصحة صارت خارج أي تفاوض وسبق أن وعد "حزب الله" بها، وأن الرئيس المكلف سوف ينفذ الوعد الصادق.

موقف الحزب بالمصادر المطلعة، لا يختلف عنه في العلن وأمام الإعلام، إذ تساءل النائب حسن فضل الله عن السبب الذي يدفع إلى عدم اعطاء كل ذي صاحب حق حقه، لاسيما أن الانتخابات أفرزت واقعا معينا، في إشارة إلى أن هذه الانتخابات ما عادت تطوب "المستقبل" زعيما أوحد في النادي السني. على أن التوصيف الأكثر انسجاما مع المرحلة هو اعتبار فضل الله أن في البلد أفرقاء سياسيين يتناتشون الحصص والمغانم والمكاسب، ويتصارعون من أجل أنفسهم وليس من أجل الوطن الذي ينتظر تشكيل الحكومة.

وفي لبنان من لديه عقل في جيبه، فيفكر من جيبته، ونبض قلبه من حسابات البنك. لكن الحسابات الأكثر خطرا عربيا وخليجيا، هي تلك التي بدأت تروج التطبيع مع إسرائيل، واعتبار هذا الكيان دولة عادية وعلينا أن نتواءم معها. وقد خرجت اسرائيل من وكرها دفعة واحدة إلى دول عدة، رئيس حكومتها في سلطنة عمان مكرما، لاعبوها الرياضيون بين الامارات وقطر، وفرق إنقاذها تسعف الأطفال فوق البحر الميت.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

إشكال في اليسوعيّة... وتوقيف رئيس مصلحة طلاب "القوات"

"ليبانون ديبايت"/السبت 27 تشرين الأول 2018/عُلم أنّ إشكالاً وقع في الجامعة اليسوعيّة بين طلاب القوّات اللبنانيّة وحزب الله في الوقت الذي يشهد فيه الحرم انتخابات ديمقراطية حرّة, الأمر الذي أدّى الى تدخّل الجيش اللبنانيّ والاجهزة الامنية للفصل بين الطلاب.

ووفق معلومات خاصة حصل عليها "ليبانون ديبايت"، فإنّ رئيس مصلحة طلاب القوّات شربل الخوري، تدخّل للفصل بين الطلاب والتهدئة، لكن القوى الأمنية أوقفته لبعض الوقت قبل ان تفرج عنه. وفي معلومات خاصّة، فإنّ الإشكال كان متوقّعاً حدوثه بعدما عمدت ادارة الجامعة الى اعتماد الإنتخابات على دفعات اي كل اربعة طلاب بشكل متتالي، مع منع دخول الوفود الى الداخل وتشديد الاجراءات الامنية في الخارج الأمر الذي جعل هؤلاء ينتظرون في موقف السيّارات، ما من شأنه ان يسهّل حصول تلاسن او استفزازات بين مناصري الأحزاب، ولا سيما ان الاجواء هي اصلا مشحونة نتيجة اقامة الانتخابات يوم السبت ما يؤدي حتماً الى انخفاض نسبة الاقتراع. وكانت الانتخابات انتهت منذ وقت قصير، وشهدت فوز حزب "القوات اللبنانية" بالتحالف مع تيار "المستقبل" وحزب "الكتائب اللبنانية" في بيروت بنتيجة 13 كلية مقابل 6 لتحالف "التيار الوطني الحر"، "حزب الله"وتيار "المرده" وحركة أمل والحزب القومي السوري الاجتماعي. كما فاز المستقلون بكلية واحدة في ظلّ خوض الانتخابات على القانون "النسبي".

 

واشنطن تستعجل اللبنانيين حكومة متوازنة

موقع الجمهورية/السبت 27 تشرين الأول 2018/جرت اتصالات اليوم بين مسؤولين لبنانيين والسفيرة الاميركية في لبنان اليزابيت ريتشارد. وحضّت السفيرة على الاسراع في تأليف حكومة متوازنة تشجّع المجتمع الدولي على مساعدة لبنان في المرحلة المقبلة.

وعلم ان ريتشارد اكدت ان بلادها لا تتدخل في التفاصيل الداخلية في لبنان، وكل همّها ان يتمكّن من الافادة من التقديمات الدولية ويحترم القرارات الدولية التي وضعت لضمان استقراره.

 

 حكومة لن تحكم لغياب التضامن الوزاري

موقع الجمهورية/السبت 27 تشرين الأول 2018/أكد الرئيس حسين الحسيني لـ"الجمهورية" ان "التضامن الوزاري هو اساس الحكومات البرلمانية، الا ان ما فعلوه هو انهم وضعوا قانون انتخاب فتّتوا عبره البنية اللبنانية اي تكوين لبنان السياسي والاجتماعي، انه قانون تمزيق الوحدة الوطنية، وبالتالي لم تعد لديهم الامكانية على تأليف حكومة تستطيع ان تحكم، فحتى لو شكلوها لن تستطيع ان تحكم لان لكل طرف اهدافه الخاصة حتى ان ارتباطاتهم الخارجية متنوعة وكلها تصب في انعدام التضامن الوزاري، فاي انجازات سيحققونها اذا كانوا لا يستطيعون تحقيق  تضامن وزاري؟" ولدى القول له: "نفهم ان لا شيء تغيّر عن الفترة السابقة"، اجاب: "على العكس لقد تغير الكثير، كانت هناك آمال بالتغيير لكنهم اليوم اعدموا هذه الآمال".

 

الحريري من عين التينة: الحكومة خلال أيام

موقع الجمهورية/السبت 27 تشرين الأول 2018/أعلن الرئيس المكلف سعد الحريري بعد لقائه الرئيس نبيه بري في عين التينة، أن "تشكيل الحكومة خلال الأيام المقبلة"، كاشفا أن عقبة صغيرة متبقية أمام هذا التشكيل "وستحل فور عودتي من الأردن".

وقال: "الجميع ضحى لمصلحة البلد وما يهمنا تشكيل حكومة وحدة وطنية"

 

إلياس الزغبي في تصريح لـ«اليوم»، أن «الإجراءات الأمريكية، تتخذ طابعاً أكثر جدّية وحزماً تجاه «حزب الله» ومرجعيته في طهران

عقوبات أمريكية جديدة تستهدف ممولي أو مزودي «حزب الله» بالأسلحة وترقب في لبنان للجزاءات الأقسى على الميليشيا الإيرانية

موقع اليوم/27 تشرين الأول/18

وقّع الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب قانون عقوبات جديدا على ميليشيا حزب الله اللبناني يستهدف كل مَنْ يمول الحزب، أو يتعامل معه أو يزوده بالأسلحة، وكان هذا القانون قد صوّت لصالحه مجلس الشيوخ في الثاني عشر من الشهر الحالي وسبقه تصويت مجلس النواب.

وتعتبر العقوبات الجديدة، التي اعتمدها الرئيس الأمريكي، الخميس، نسخة معززة من عقوبات أمريكية مفروضة على حزب الله اللبناني، وتهدف إلى الحد من قدرات الحزب الإرهابي على الحصول على تمويل وتجنيد عناصر له، والضغط على البنوك والبلدان التي تتعامل معه وفي مقدمتها إيران.

» ذراع إيرانية

وكان مجلس الشيوخ الأمريكي قد صوّت على مشروع قانون في الثاني عشر من أكتوبر الجاري، وسبقه تصويت بمجلس النواب في سبتمبر، في خطوة تستهدف إحكام الطوق حول عنق الميليشيات، التي تعد الذراع الإيرانية في لبنان. واستهدف القانون كل مَنْ يمول الميليشيات ويزودها بالأسلحة، وهو نسخة معززة من عقوبات سابقة، لكنها أقسى. بدأ القانون بنسخته القديمة عام 2014، ويعرف في الولايات المتحدة باسم «أتش أي أف بي إيه» الأمريكي، ويعني بالعربية مكافحة تمويل حزب الله على اعتباره منظمة إرهابية.

» منظمة إرهابية

ويقول المشرعون الأمريكيون: إن الميليشيات الموالية لإيران متورطة في تهريب المخدرات وغسل الأموال، والأهم من ذلك نشر الإرهاب. ويحمل موعد الخامس من نوفمبر المقبل، دلالة بالغة الأهمية إذ ستنال العقوبات الأمريكية، وبضربة واحدة، من النظام الإيراني وأهم أذرعه في المنطقة.

» حزمة جديدة

وتدخل الحزمة الجديدة من العقوبات الأمريكية بحق ميليشيا «حزب الله» حيّز التنفيذ في 4 نوفمبر المقبل، بعدما اختار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذكرى الـ35 للهجوم، الذي استهدف مقّر مشاة البحرية الأمريكية في بيروت، موعداً لتوقيع الحزمة الجديدة بحق الحزب، متوعداً بالقضاء عليه. وتكشف مصادر معنية لـ«اليوم» أن «هذه الحزمة من العقوبات مختلفة عن سابقاتها، لأن هدفها الأساسي هو تجفيف مصادر تمويله، من دون المساس بلبنان وباقتصاده»، مشددة على ان «العقوبات ستضيق الخناق على المتعاملين معه مالياً، الذين يجمعون له الأموال في الخارج».

» تضييق الخناق

ويؤكد الكاتب والمحلل السياسي إلياس الزغبي في تصريح لـ«اليوم»، أن «الإجراءات الأمريكية، تتخذ طابعاً أكثر جدّية وحزماً تجاه «حزب الله» ومرجعيته في طهران، فهذه العقوبات المتصاعدة غير المسبوقة في السياسة الأمريكية الخارجية تجاه مجموعات فرعية تابعة لأصل معين، لأن واشنطن كانت تراقب الرأس أو المرجعيات وتكتفي بذلك، وهي الآن تحت سياسة دونالد ترامب، التي تذهب بعيداً كي تعالج الأذرع أو الفروع التي تنشرها إيران في المنطقة وتحديداً». وأضاف الزغبي: «لذلك، فإن هذه العقوبات التي ستشتد في 4 نوفمبر المقبل ستؤدي إلى التضييق كثيرا على نشاطات الحزب، لأنها في الأساس تصيب العصب المالي وهو الأساس لكل نشاطات حزب الله، سواء في لبنان أو سوريا أو المنطقة العربية والعالم».

» أثر العقوبات

وأوضح الزغبي أن انعكاسات هذه العقوبات المتراكمة سيكون لها أثر واضح في لبنان سواء من خلال أداء حزب الله في الحكومة العتيدة والحقائب التي سيشغلها، ومدى مقاطعة الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا والعالم العربي لنشاطاته سواء على المستوى الإداري في لبنان أو على المستويين الأمني والسياسي، لذلك، لا بد من ترقب المرحلة المقبلة، ومدى قدرة الحكومة الجديدة في حال تشكيلها على التعامل مع هذا الواقع الجديد.

» تحدٍ كبير

واستطرد: «لهذا أمام الدولة اللبنانية ممثلة برئاساتها وحكومتها تحدٍ كبير وهو كيفية التعاطي مع العقوبات الأمريكية التي لم تقتصر على الولايات المتحدة، بل بدأت تتمدد على دول كثيرة أبرزها بريطانيا التي ستلغي التمييز بين الجناحين العسكري والسياسي لحزب الله، وهذه المسيرة المتصاعدة من العقوبات سترتد على لبنان على أكثر من مستوى سياسي ومالي وأمني واقتصادي، وعلى الحكومة الجديدة خصوصاً حين تضع بيانها الوزاري أن تنتبه كثيرا وتتيقظ لهذه السياسة الدولية الأكثر وضوحاً وحزماً وحتما بالنسبة إلى حزب الله، فلا يستطيع لبنان بعد الآن أن يستخدم أسلوبين ووجهين أو واجهة سياسية مع العالم وخلفية أمنية مع حزب الله».

 

اللبنانيون يأكلون خبزاً من بِرَاز الجرذان؟!

الشيخ حسن سعيد مشيمش/27 تشرين الأول/18

لبنان . بلد بحره ملوث، أنهاره ملوثة، ينابيعه ملوثه، هواؤه ملوث، تربته ملوثة، زراعاته ملوثة، خزانات طحينه ملوثة ببراز الجرذان .

مأكولات مطاعمه ملوثة، كهرباؤه فاسدة، ماؤه فاسد ملوث، طرقاته مليئة بالحفرات والنفايات، ومؤسساته " عامرة " بالرشوى والفوضى.

وبناء المباني فيه يتم بعشوائية بلا مواقف سيارات ولقد تسببت بأزمات وأزمات. ومجمعات سكنية أحزمة بؤس وحرمان، وسلاح مُتَفَلِّت.

واستنفار بالأعصاب بصورة دائمة خوفا من حرب داخلية أو خارجية .

بلد ما زال شعبه نائماً سكراناً بخمرة الدين وأفيون المذهب وحشيش الطائفية وبشعارات "العلمانييبن" المنافقين الرافعين لشعار: "يجب أن يسقط المشروع الأميركي الإسرائيلي".

العلمانيون في لبنان "كالبعثيين والقوميين والعونيين" هم أكذب خلق الله وأسوء نوع من البشر على كوكب الأرض. .

 

لبنان يحاول تدارك انعكاس العقوبات الأميركية الجديدة على «حزب الله» وتحذيرات من أن يطال تأثيرها بلديات في الجنوب والبقاع وبيروت

بيروت: بولا أسطيح/الشرق الأوسط/27 تشرين الأول/18/لا ينحصر القلق من العقوبات الأميركية الجديدة، التي فرضتها الإدارة الأميركية على «حزب الله»، بقيادة الحزب فقط، بل يطال الدولة اللبنانية ككل خوفاً من ارتدادات سلبية على المصارف والاقتصاد الذي يعاني أصلاً من أزمة كبيرة، نتيجة تأخير تشكيل الحكومة، ما يمنع لبنان من الاستفادة من المشاريع التي تم إقرارها في مؤتمر «سيدر» في شهر أبريل (نيسان) الماضي. وأكد بيان صادر عن وزارة الخارجية الأميركية، أن القانون الذي أقره الكونغرس ووقعه الرئيس الأميركي دونالد ترمب، في الساعات الماضية، «يعزل» ما يسمى «حزب الله» عن النظام المالي العالمي بصورة تفوق أي وقت مضى، وفقاً لما أوردته شبكة «سي إن إن» الإخبارية.

ولا يستبعد خبراء اقتصاديون أن تطال العقوبات الأميركية الجديدة الاقتصاد والمصارف اللبنانية في حال عدم تدارك الأمور. واعتبر رئيس منظمة «جوستيسيا» الحقوقية الدكتور بول مرقص، الذي يتابع تفاصيل هذا القانون عن كثب من واشنطن، أن القانون الجديد أشبه بنسخة مطورة عن قانون العام 2015، لافتاً إلى أنه لا يحمل بطياته أدوات تنفيذية جديدة بقدر ما يحمل رسالة متجددة عن عزم الإدارة الأميركية فرض المزيد من العقوبات عند الاقتضاء. وقال مرقص لـ««الشرق الأوسط»، «بغض النظر عن الموقف السياسي من هذا القانون، فالمفترض استدراك عواقبه على المصارف اللبنانية لجهة حماية تعاملاتها مع المصارف الدولية المراسلة حتى لا تندفع باتجاه قطع التعامل مع الساحة المصرفية اللبنانية أو التخفيف منه». وشدد مرقص على أن «المصارف الدولية المراسلة تأخذ هذا القانون على محمل الجد، باعتبارها لا تطبقه حصراً بتعاملاتها بالدولار الأميركي، بل بكل العملات المتداولة حول العالم»، لافتاً إلى أن «القانون الجديد يلحظ تعديلاً بالمهل المناطة بالإدارة الأميركية للعودة إلى الكونغرس بنتائج تنفيذه، ما من شأنه أن يعطي زخماً أكبر لعملية التنفيذ». وأضاف: «إدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما لم تزخّم موضوع العقوبات ولم تمتثل للمهل الموضوعة في القانون السابق، لكن هذه الإدارة من المرجح أن تفعل»، مشيراً إلى أنه «يجب عدم التقليل من حجم عواقب هذا القانون، لكن في الوقت عينه عدم المبالغة فيه وإرساء حالة ذعر».

وقال ترمب إن العقوبات الجديدة على «حزب الله» تهدف إلى حرمان الحزب من الحصول على موارد لتمويل نشاطاته، متوعداً بإجراءات إضافية، علماً بأن العقوبات على الحزب تتزامن مع استعداد واشنطن لتطبيق حزمة جديدة من العقوبات على طهران، وتستهدف مبيعات النفط الإيراني وقطاع البنوك. وتندرج كل هذه العقوبات في إطار سياسة واشنطن الجديدة للضغط على إيران لـ«الكف عن التدخل في حربي سوريا واليمن في إطار سياسة خارجية لدعم حلفائها في المنطقة»، وفق تعبير الرئيس الأميركي. وكانت وزارة الخزانة الأميركية، فرضت في مايو (أيار) الماضي، عقوبات جديدة على أعضاء من القيادة العليا في «حزب الله»، بينهم أمينه العام حسن نصر الله ونائبه نعيم قاسم، إضافة إلى أفراد لهم صلة بالحزب. إلا أنه وبحسب علي الأمين المعارض الشيعي البارز لـ«حزب الله»، فإن مخاطر العقوبات الجديدة مرتبطة بتنفيذ واشنطن للقانون بحذافيره، باعتبار أن ذلك يسمح بأن تطال العقوبات جهات متعاونة مع الحزب، وإن لم يكن بإطار تعاون مشبوه، وهنا نتحدث عن قوى سياسية كما عن أفراد.

وقال الأمين لـ«الشرق الأوسط»، «هناك عشرات البلديات في الجنوب والبقاع، وحتى في بيروت، يرأسها عناصر وأشخاص ينتمون للحزب، ما من شأنه أن يؤدي إلى إرباك كبير في حال طبق القانون بحرفيته»، لافتاً إلى أن «السؤال الأساسي المطروح هو ما إذا كان هذا القانون سيكون حصراً سيفاً مسلطاً تحاول من خلاله واشنطن فرض شروط معينة في المرحلة السياسية الراهنة، أم أن التوجه هو لتطبيقه بحذافيره». ويعتبر الكاتب والمحلل السياسي، المتخصص بشؤون «حزب الله»، قاسم قصير، أن الحزب، كما إيران، تمكنا في الفترة الماضية من امتصاص أي تأثيرات أو تداعيات لكل هذه العقوبات، خصوصاً بعد تعاون الأوروبيين والروس والصينيين مع طهران في هذا المجال، لافتاً إلى أن الظروف الدولية والإقليمية لا تساعد ترمب في هذا المجال. وقال قصير لـ«الشرق الأوسط»: «(حزب الله)، ومنذ تأسيسه، لا علاقة له بالنظام المالي العالمي، وقد تمكن من إنشاء نظام مالي خاص به، ما يجعل أي عقوبات جديدة محدودة التأثير».

 

عون يؤكد التزام لبنان بتوصيات مؤتمر «سيدر»

بيروت/الشرق الأوسط/27 تشرين الأول/18/أكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أن «لبنان ملتزم بتوصيات مؤتمر (سيدر)، بالتزامن مع تطبيق خطة النهوض الاقتصادية التي أقرتها الحكومة المستقيلة لتعزيز قطاعات الإنتاج في البلاد». وجاء كلام عون خلال استقباله وفداً برلمانياً فرنسياً مشتركاً من الجمعية الوطنية ومجلس الشيوخ الفرنسيين، برئاسة رئيسة لجنة الشؤون الخارجية في الجمعية الوطنية مارييل دو سارنيز، ورئيس لجنة الخارجية والدفاع في مجلس الشيوخ كريستيان كامبون، جاء إلى لبنان في زيارة استطلاعية، وللتعبير عن تضامن البرلمانيين الفرنسيين مع لبنان، ودعمهم له في المجالات كافة. وشدد عون على «أهمية العلاقات اللبنانية - الفرنسية، والحرص على تطويرها وتعزيزها في المجالات كافة»، منوهاً بـ«الدور الذي تلعبه القوة الفرنسية العاملة في قوات (اليونيفيل) في الجنوب في حفظ الأمن والاستقرار». وأوضح أن «لبنان الذي قدم منذ عام 2011 حتى الآن الرعاية الكاملة للنازحين السوريين، ما ألحق تداعيات سلبية على اقتصاده وأمنه وبنيته الاجتماعية، يدعم اليوم مسيرة العودة الآمنة لهؤلاء النازحين إلى بلادهم، لا سيما بعد توقف القتال في عدد كبير من المناطق السورية، وتنظيم مصالحات على مختلف الأصعدة». كما جدد التأكيد أن «لبنان لا يمكنه أن ينتظر تحقيق الحل السياسي في سوريا لتتم عودة النازحين». وأكد عون للوفد البرلماني الفرنسي أن «القرار اللبناني مستقل وسيد، وهذا ما أدركه المجتمع الدولي، لا سيما من خلال المواقف التي صدرت عن رأس الدولة في المحافل الإقليمية والدولية، ولن يقبل لبنان أي مساس بسيادته واستقلاله وقراره الحر. وكما نحترم استقلالية كل دولة، فإننا نريدها أن تحترم استقلاليتنا».

 

تأليف الحكومة في المرحلة الأخيرة... والحريري يعمل لمنح «القوات» حقيبة وازنة

بيروت: نذير رضا/الشرق الأوسط/27 تشرين الأول/18/دخلت عملية تشكيل الحكومة اللبنانية المربع الأخير بعد تفعيل الاتصالات والمشاورات لحلحلة العقد الباقية، وأهمها تلك المرتبطة بعقدة منح حزب «القوات اللبنانية» حقيبة وازنة، وسط تكتم على صيغة الحل الأخيرة التي يعمل الرئيس المكلف سعد الحريري على تفكيكها، والتأكيد بالمقابل على أنه «لا تعقيدات»، وأن الحراك «قائم على قدم وساق، ويحرز تقدماً، وأن الأمور تصل إلى المرحلة الأخيرة». ومن المنتظر أن يزور الحريري رئيس مجلس النواب نبيه بري في الساعات المقبلة، في إطار التحرك الذي فعله أول من أمس، بحسب ما قالته مصادر مواكبة لـ«الشرق الأوسط»، بموازاة تأكيد مصادر الرئيس بري لـ«الشرق الأوسط» أن الأمور «تبدو أكثر نضوجاً من أي فترة سابقة»، مشددة: «إننا لا نبالغ إذا قلنا إننا دخلنا إلى المربع الأخير» في عملية التأليف، في وقت أبدى فيه الوفد البرلماني الفرنسي الذي زار بري عصر أمس ارتياحه «للأخبار المتعلقة بقرب تأليف الحكومة»، مؤكداً «حماس واستعداد الحكومة الفرنسية لترجمة نتائج مؤتمر (سيدر 1)». وبات محسوماً أن حقيبة «التربية» ستكون من حصة «الاشتراكي» الذي لن يتخلى عنها، كما أن حقيبة الأشغال ستكون من حصة «تيار المردة» الذي يرأسه الوزير الأسبق سليمان فرنجية، فيما البحث يجري عن حقيبة وازنة لـ«القوات» من خارج الحقيبتين المذكورتين، في حال أثمرت الاتصالات الأخيرة عن منح حقيبة وازنة لـ«القوات». ونقلت قناة «إل بي سي» عن مصادر الحريري قولها إن هناك «سبلاً قد تكون مفتوحة لحصول (القوات) على حقيبة وازنة»، مشيرة إلى «أننا نعمل بتكتم على إنجاح هذا الموضوع».

وفي السياق نفسه، نُقل عن مصادر مطلعة على موقف الرئيس ميشال عون أن رئيس الجمهورية قدم كل ما لديه لتأليف الحكومة، ولم يعد لديه ما يقدمه، لافتة إلى أن وزارة العدل حُسِمت من حصة الرئيس، وكذلك وزارة الدفاع. وتحيط السرية بالمفاوضات الأخيرة التي تتجاذب بين عدة مقترحات، لم يُكشف عنها، وقد تكون غير محصورة بالمقترحات التي تم التداول فيها في الأسابيع الماضية. وبانتظار ما ستؤول إليه اللقاءات المتوقعة بين رئيس الحكومة المكلف وموفد رئيس حزب «القوات»، الوزير ملحم الرياشي، ولقاء آخر مع موفد جنبلاط، النائب وائل أبو فاعور، تجزم «القوات» بأنه «لا جديد حتى الساعة»، قائلة لـ«الشرق الأوسط»: «إننا بانتظار أجوبة لم نتلقاها بعد». وقالت المصادر: «آخر عرض رسمي تلقيناه كان يتضمن وزارة العدل، قبل أن يعود ويتمسك بها رئيس الجمهورية»، لافتة إلى أن «رزمة الأفكار التي قدمت من قبلنا للرئيس المكلف لا أجوبة عليها بعد، ومن الواضح أنه يجري الاتصالات اللازمة من أجل أن تكون إجاباته عملية، خصوصاً أن الكرة ليست في ملعبه، وهو يضع كل ثقله من أجل ولادة حكومة متوازنة، ويرفض أي حكومة لا تجسد التوازن المطلوب». وأشارت إلى أن «القوات» لا تزال تنتظر أجوبة «يعمل الرئيس المكلف اتصالات مكوكية من أجل تأمينها». وواكب بري أمس حيوية الاتصالات بحراك من جهته، حيث أوفد وزير المال علي حسن خليل إلى الرئيس المكلف، قبل أن يستقبل الوزير الأسبق غازي العريضي موفداً من جنبلاط. وأكد العريضي أن «المطلوب تشكيل حكومة بأسرع وقت ممكن، والوزارات كلها مهمة». وإذ أسف لحصول أخطاء كثيرة، قال: «الآن، أصبحنا في وقت حساس جداً، وعلينا أن نعرف كيف نأخذ الخطوات بشجاعة، وهذا ما أقدم عليه وليد بك، في ما يخص الحزب التقدمي الاشتراكي واللقاء الديمقراطي، والتمثيل في الحكومة».

وفي غضون ذلك، أكد أمين عام تيار «المستقبل»، أحمد الحريري: «إننا مع الرئيس المكلف سعد الحريري في تفاؤله لتأمين ولادة الحكومة في أقرب فرصة». وفي معرض رده على المطالب بتمثيل النواب المستقلين السنة، قال: «العقدة المخترعة، بما يسمى العقدة السنّية، لا وجود لها، مع تأكيدنا على حق الجميع بالمطالبة بالتمثيل، لكن من دون التذاكي على الناس، لأن النواب السنة الستة الذين يطالبون بوزارة، أربعة منهم منخرطون في كتل نيابية ممثلة في الحكومة، وليس الهدف من مطالبتهم إلا وضع العصي في دواليب التأليف».

 

فشل وساطة «حزب الله» يسقط اتفاق وقف إطلاق النار في مخيم «المية ومية» وهنية يؤكد لعون أن «أمن لبنان أولوية فلسطينية»

بيروت/الشرق الأوسط/27 تشرين الأول/18/فشلت مبادرة «حزب الله» لإنهاء التوتر في مخيم «المية ومية» للاجئين الفلسطينيين قرب مدينة صيدا في جنوب لبنان، أمس، إذ تجددت الاشتباكات في المخيم بين حركة فتح وجماعة «أنصار الله»، بعد انعقاد الاجتماع الذي اتفق فيه الطرفان على «وقف إطلاق النار وإزالة المظاهر المسلحة وتسليم المطلوبين للسلطة اللبنانية»، وهي الوساطة الثانية خلال 24 ساعة، بعد مبادرة من رئيس مجلس النواب نبيه بري أثمرت اتفاقاً على وقف إطلاق النار، فشلت أيضاً في منتصف الليل. وتوسعت مساحة الاهتمام بالتطورات الأمنية التي تتواصل في المخيم إلى خارج لبنان، حيث اتصل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية هاتفياً برئيس الجمهورية العماد ميشال عون، وتم الحديث عن الأوضاع المتدهورة في مخيم «المية ومية»، والاشتباكات الجارية هناك.

وعبر هنية عن «حرص الفلسطينيين في لبنان على العلاقة الأخوية الفلسطينية اللبنانية، وضرورة تطويرها»، كما أكد أن «أمن لبنان أولوية فلسطينية، وهو ما ترجمه الفلسطينيون عملياً من خلال تحييد مخيماتهم عن الأحداث الجارية في المنطقة، وعدم السماح بأن تكون منطلقاً لأي عمل يضر بلبنان وأمنه». وشدد على أن «أمن المخيمات وجوارها يحظى بتوافق فلسطيني»، واتفق الجانبان على «أن ما يجري في مخيم (المية ومية) يجب أن يتوقف بأسرع وقت، وهو لا يخدم القضية الفلسطينية». وتزامن الاجتماع الذي رعاه «حزب الله» للفصائل الفلسطينية أمس، مع هدوء حذر شهده مخيم «المية ومية» إثر اشتباكات تجددت بعد منتصف ليل الخميس - الجمعة، وهدأت صباحاً. وعقد الاجتماع الموسع في مقر المجلس السياسي لـ«حزب الله»، وجمع وفدي حركتي «فتح» و«أنصار الله»، وحضره مسؤول العلاقات الفلسطينية في «حزب الله» النائب السابق حسن حب الله. وفي نهاية اللقاء تم الاتفاق على «تثبيت وقف إطلاق النار وإزالة المظاهر المسلحة فوراً»، و«التأكيد على الالتزام ببنود ورقة العمل الفلسطيني المشترك القاضية بتسليم أي مطلوب أو متهم أو مخل بأمن المخيمات إلى الأجهزة الأمنية اللبنانية ورفع الغطاء عنهم»، و«العمل على إعادة الحياة في مخيم (المية ومية) إلى طبيعتها بشكل تدريجي تمهيداً لعودة الأهالي إلى منازلهم وأرزاقهم». كما تم الاتفاق على آلية تنفيذية لتلك البنود بين الحركتين. ولم يصمد وقف إطلاق النار في مخيم «المية ومية»، فتجددت الاشتباكات التي استخدم فيها الرصاص والقذائف الصاروخية، حسب ما أفادت به «الوكالة الوطنية للإعلام» الرسمية اللبنانية. ويعد تدهور الوضع الأمني هو الثاني خلال أقل من 24 ساعة، إثر مبادرتين لوقف إطلاق النار، حيث توصلت الأطراف المتقاتلة إلى وقف لإطلاق النار مساء أول من أمس، سرعان ما انهار في منتصف الليل.

وأفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» بأن الاشتباكات تجددت بعيد منتصف الليل، واستمرت بشكل متقطع، وتخللها إطلاق قذائف صاروخية، فيما كانت تستمر المساعي من أجل تثبيت وقف إطلاق النار الذي تم الاتفاق عليه بمسعى من رئيس مجلس النواب نبيه بري خلال الاجتماع الذي عقد ليلاً في مقر قيادة حركة «أمل» في حارة صيدا، في حضور ممثلين عن «فتح» و«أنصار الله». ونصت بنود الاتفاق على «الاتفاق الفوري على وقف إطلاق النار والإشراف على تنفيذه، وتشكيل لجنة من الأطراف المعنية كافة لسحب المسلحين، وإعادة الوضع إلى ما كان عليه وإجراء مصالحات بين مختلف الأطراف ومعالجة الأسباب والنتائج التي أدت لحصول الأحداث». وأسفرت الاشتباكات التي تجددت عصر أول من أمس عن سقوط قتيل من قوات الأمن الوطني الفلسطيني، وأربعة جرحى، بينهما جنديان للجيش، بالإضافة إلى أضرار جسيمة في الممتلكات ونزوح عدد كبير من العائلات إلى خارج المخيم. في هذا الوقت، قامت وحدة هندسية في الجيش اللبناني بتفجير ذخائر غير منفجرة في محيط مخيم «المية ومية»، من مخلفات الاشتباكات الأخيرة داخل المخيم.

 

انحسار العاصفة في لبنان وسوريا... والنازحون أكثر المتضررين

بيروت/الشرق الأوسط/27 تشرين الأول/18/انحسرت العاصفة التي ضربت لبنان الخميس، كاشفة عن أضرار بالغة لحقت بالمزروعات والبنى التحتية في القطاعين العام والخاص، وقطعت الطرقات جراء السيول، لكن لم تسجل أية أضرار بشرية، في حين تركت العاصفة آثاراً مأساوية على مخيمات النازحين السوريين. ورغم التقليل من حجم الأضرار التي وثقت في مقاطع فيديو، وتناقلها مغردون على مواقع التواصل الاجتماعي، قال وزير الأشغال في حكومة تصريف الأعمال يوسف فنيانوس إن «كمية المتساقطات التي هطلت كانت أكبر بكثير من السنوات السابقة، والعمل جارٍ ولم يتوقف، والطرقات الخاضعة لوزارة الأشغال يتم العمل بها بشكل يومي». وأوضح في جولة له مع وفد من لجنة الأشغال النيابية لتفقد أضرار العاصفة ومتابعة الأوضاع أن «هناك أموراً خارجة عن إرادتنا، وعملنا يتركز على الطرقات الدولية، أما الحفريات في الشوارع فلا علاقة لنا بها، ونتائجها تصل إلى المجاري»، وأضاف: «ما حصل في العاصمة بيروت بعد المنخفض الجوي لا علاقة له بوزارة الأشغال، وفرق الوزارة منتشرة في كل مكان». ولفت فنيانوس إلى أن «ما يحصل اليوم نتيجة الأمطار أقل من الكوارث التي كانت تحصل سابقاً».

وأعلن رئيس حزب «الكتائب» النائب سامي الجميل، عبر حسابه على «تويتر»، أنه اتصل باللواء خير رئيس الهيئة العليا للإغاثة، طالباً التحرك السريع للتعويض عن الخسائر جراء العاصفة الحادة اللي ضربت لبنان، لافتاً إلى أن «التنسيق جارٍ لتأمينها».

وفي جنوب شرقي لبنان، أفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» بأن الأمطار الغزيرة انهمرت بصورة غير مسبوقة، في مناطق راشيا والبقاع الغربي، حيث تدفقت السيول محولة الطرقات الفرعية والرئيسية إلى أنهار من الوحول. وقد ألحقت العاصفة أضراراً جسيمة بالمزروعات، فتضررت الخيم البلاستيكية، وكانت فرق الأشغال والدفاع المدني التابعة لمؤسسات «الغد الأفضل»، وبمتابعة مباشرة من مديرها العام حسن عبد الرحيم مراد قد نشرت آلياتها في القرى للمساعدة والتدخل في الحالات الطارئة. وكما في لبنان كان الوضع في سوريا، حيث تعرضت مخيمات النازحين في سوريا لعواصف مطرية مصحوبة بالرياح، تحولت إلى سيول وأدت لأضرار واسعة في خيام النازحين. وتحدث ناشطون سوريون عن أن مخيمات دير بلوط وأطمة في الشمال شهدت أمطاراً ورياحاً مصحوبة بالرعد، وأدت لفيضانات وسيول اجتاحت خيام النازحين، وأسفرت عن أضرار واسعة، حيث غمرت مياه الأمطار الخيام، واقتلعت بعضها، وأتلفت مواد كثيرة داخلها، وسط حالة سيئة تعيشها المخيمات المكونة من خيام قماشية مبنية على أرض ترابية. ويعيش آلاف النازحين في مخيم أطمة، بريف إدلب على الحدود التركية، إضافة للمئات في مخيم دير بلوط بريف عفرين، وسط مناشدات مستمرة لإنقاذهم. في غضون ذلك، توفي ستة سوريين غرقاً بمياه السيول في قضاء يايلاداغي، بولاية هاتاي، أثناء محاولتهم اللجوء إلى الأراضي التركية من سوريا، وفق وكالة «الأناضول». ويحاول سوريون بشكل يومي عبور الحدود السورية التركية، للفرار من بلادهم، ويدفعون مئات الدولارات لمهربين، بعد أن أغلقت تركيا حدودها مع سوريا في عام 2015، ولم تسمح بدخول سوى الحالات الإنسانية. كذلك تعرض مخيم الركبان، الواقع على الحدود الأردنية جنوب سوريا، لسيول وعواصف ورياح زادت مأساة النازحين المحاصرين منذ أشهر، بحسب الإدارة المدنية للمخيم. ويخشى النازحون في المخيمات من استمرار تلك العواصف التي لم تشهدها البلاد من قبل، حيث لا توجد مقومات جيدة تتناسب مع حياة النازحين، لا سيما الأطفال والمرضى. ونشرت الإدارة المدنية لمخيم الركبان صوراً توضح حجم العاصفة التي غطت المنطقة وحجبت الرؤيا وتسببت بفيضانات طالت خيام النازحين.

 

بوادر صراع سياسي في لبنان على تشكيل المجلس الدستوري الجديد وقاضٍ كبير يستقيل من منصبه للترشّح لعضويته

بيروت: يوسف دياب/الشرق الأوسط/27 تشرين الأول/18/استبقت القوى السياسية موعد انتخاب وتعيين أعضاء المجلس الدستوري الجديد، بإقرار قوانين وقرارات أثارت هواجس أطراف أخرى، وطرحت أسئلة حيال خضوع هذا التعيين للمعايير السياسية، مثل تعديل مادة في قانون المجلس الدستوري، تمدد مهلة الترشيح للعضوية، بما رأت هذه القوى أنه «يجعل المجلس العتيد رهينة الأهواء السياسية، ويجرّده من استقلاليته القضائية»، في وقتٍ برّر مصدر في المجلس الدستوري هذا التعديل، ورأى أنه «يراعي المصلحة العامة، بسبب سقوط بعض الترشيحات السابقة، ويحفظ تمثيل الطوائف في المجلس العتيد». ورغم أن تكوين هيئة المجلس الجديد، ينتظر تشكيل الحكومة وسريان عمل المؤسسات، عبّر الحزب التقدمي الاشتراكي في بيان، عن استغرابه لـ«تهريب بعض القوانين بحجة الاستثنائية؛ حيث يجري تشريع قانون يكرّس الحالة الطائفية بكل معانيها». وأعلن رفضه لـ«تعديل أحد بنود قانون إنشاء المجلس الدستوري بصورة استثنائية، عبر تمديد مهلة الترشيح لعضوية المجلس الدستوري رغم انتهاء المدة المحددة لذلك، وابتداع مهلة جديدة للترشح للعضوية، وهي شهر من تاريخ نشر القانون المعدّل»، معتبراً إياها «استثناء لتمكين أشخاص جدد من الترشح بحجة التوازن الطائفي». الاعتراض السياسي على هذا القانون قلل من أبعاده مصدر في المجلس الدستوري، مبرّرا تعديل القانون بـ«أسباب ترتبط بصحّة عمل المجلس الدستوري». وأكد لـ«الشرق الأوسط»، أن «لا خلفية سياسية لتمديد مهلة الترشّح لعضوية المجلس؛ لأن بعض الذين رشّحوا أنفسهم في السابق سقطت ترشيحاتهم لتجاوزهم السنّ القانونية، والسبب الثاني أن بعض الطوائف ليس لديها مرشحون، مثل طائفة الروم الكاثوليك». وأشار المصدر الذي رفض ذكر اسمه، إلى أنه «فور انتظام عمل المؤسسات الدستورية، يفترض بالمجلس النيابي أن ينتخب خمسة أعضاء من بين المرشحين، كما يفترض بعد تشكيل الحكومة أن يعين مجلس الوزراء خمسة أعضاء، وعندها نصبح أمام مجلس دستوري جديد، وتنتهي ولاية المجلس الحالي الذي انتهت ولايته قبل ثلاث سنوات؛ لكنه مستمرّ بعمله بحكم تسيير عمل هذه المؤسسة التي تراقب دستورية القوانين، وتنظر بالطعون النيابية المقدمة أمامها». وجرى تشكيل المجلس الدستوري اللبناني للمرّة الأولى في عام 1993، وهو يتألف من عشرة أعضاء، خمسة ينتخبهم المجلس النيابي، وخمسة تعينهم الحكومة، ويراعي المناصفة بين المسلمين والمسيحيين، وتمثّل فيه الطوائف الأساسية، وحددت المادة الرابعة من قانون المجلس ولايته بست سنوات.

وغالباً ما تعجز القوى السياسية اللبنانية عن انتخاب مجلس جديد فور انتهاء ولاية المجلس السابق بسبب التجاذبات السياسية، واعتبر الخبير القانوني والدستوري صلاح حنين، أن «المجلس الدستوري الحالي مستمرّ بتسيير العمل رغم مرور ثلاث سنوات على انتهاء ولايته، وإلى حين انتخاب وتعيين مجلس جديد»، مشيراً في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن المجلس الدستوري «يشكّل ضمانة لعدم تمادي السلطة التشريعية في إقرار قوانين لا تراعي المصلحة العامة لجميع المواطنين». وعمّا إذا كان تعيين نصف أعضاء المجلس الدستوري يؤثر على حيادية قرار الأعضاء المعينين، أوضح النائب صلاح مخيبر أن الأمر «يرتبط بأخلاقية السياسيين ومدى احترامهم لاستقلالية القضاء وتمسّكهم بالعدالة». وقال: «يفترض بالمرجعيات السياسية أن تختار الأشخاص وفق معيار الكفاءة والنزاهة والخبرة، وليس بمعيار التبعية والزبائنية».

وينص قانون المجلس الدستوري على ضرورة اختيار أعضائه من القضاة العدليين والإداريين الحاليين والسابقين، الذين أمضوا أكثر من عشرين عاماً في القضاء، ومن المحامين الذين أمضوا أكثر من عشرين سنة في المهنة، ومن أساتذة التعليم العالي الذين يدرسون مادة القانون.

وإذا كانت المسؤولية ترتّب على السياسيين اعتماد الأكثر كفاءة لعضوية المجلس الدستوري، لفت النائب السابق صلاح حنين، إلى أن «الدستور ينصّ على استقلالية القاضي، وبالتالي مفروض على القاضي أن يكرّس استقلاليته ويتمسّك بها حتى لو كان معيناً من مرجع سياسي». وتعليقاً على المآخذ التي تسجّل على عمل المجالس الدستورية التي تعاقبت منذ تشكيل هذا المجلس في عام 1993 حتى الآن، قال حنين إن «المجلس الدستوري الذي اتخذ قراراً بإنجاح النائب صلاح مخيبر (في الانتخابات الفرعية عن منطقة المتن - جبل لبنان في عام 2002) بألف صوت فقط، مقابل من حصل على 30 ألف صوت (غبريال المرّ)، كان قراره سياسياً»، مشيراً أيضاً إلى أن المجلس الدستوري الذي «شرّع التمديد للمجلس النيابي في عام 2013 اتخذ قراراً سياسياً، رغم أن حيثيات التمديد تقول إنه غير شرعي»، معتبراً أن «هكذا قرارات تبرر أبعاد الصراع السياسي على التعيين في المجلس الدستوري، وتقوّض مفهوم الدولة». تمديد مهل الترشّح لدخول المجلس الدستوري، استفاد منه القاضي رياض أبو غيدا، الذي قدّم استقالته من منصب قاضي التحقيق العسكري الأول، وعلى الفور قبل مجلس القضاء الأعلى هذه الاستقالة، وأحالها على وزير العدل سليم جريصاتي، لإصدار مرسوم يقضي بإنهاء خدمات أبو غيدا، وإحالته على التقاعد بعد 38 عاماً قضاها في السلطة القضائية، وكشف مرجع قضائي أن «الاستقالة هي تمهيد لترشّح أبو غيدا لعضوية المجلس الدستوري، الذي سيتشكّل قريباً».

 

البخاري يشدد على سعي السعودية الى الحفاظ على استقرار لبنان

بيروت/الشرق الأوسط/27 تشرين الأول/18/أكد القائم بأعمال سفارة المملكة العربية السعودية في بيروت الوزير المفوض وليد البخاري «أن المملكة تسعى دائماً إلى الحفاظ على أمن واستقرار لبنان، وبلا شك نتمنى تشكيل الحكومة التي يعبر عنها دولة الرئيس سعد الحريري وبحسب توقعاته خلال الأيام القادمة»، متمنياً للبنان «الوصول إلى تشكيل الحكومة بشكل وازن». وإذ أشار البخاري إلى «سعي المملكة للبدء بالمشاريع التي من خلالها نستطيع دعم هذا البلد»، أكد أن المملكة «دعمته من خلال 3 مؤتمرات روما2 وبروكسل وسيدر»، معرباً عن اعتقاده «أنه آن الأوان لتشكيل الحكومة بشكل وازن كي تبدأ الدول الداعمة والصديقة للبنان البدء بتنفيذ المشاريع التي تكفل الحفاظ على اقتصاد وازدهار البلد». وجاء تصريح البخاري خلال زيارة قام بها إلى جانب سفير الإمارات العربية المتحدة حمد بن سعيد الشامسي إلى منطقة الشوف ضمن جولة اختتمت في منزل رئيس «مؤسسة العرفان» الشيخ علي زين الدين في بلدة الخريبة بحضور شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن، ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، ورئيس «اللقاء الديمقراطي» النائب تيمور جنبلاط. وأكد البخاري «على العلاقة التاريخية التي تربط المملكة العربية السعودية بطائفة الموحدين الدروز في جبل لبنان، جبل بني معروف التي ارتسمت على قممه رايات الأصالة والعروبة». وقال «انطلاقا من العلاقة القديمة التي كانت تربط جلالة الملك عبد العزيز بالموحدين وبالأمير شكيب أرسلان مروراً بالزعيم كمال جنبلاط وصولاً إلى الأستاذ وليد جنبلاط، إنما هي علاقة مميزة تمتد إلى الأصالة والجذور التاريخية والأخوة». وشدد على «أننا في هذه الزيارة نعبر عن محبتنا ووقوف المملكة العربية السعودية مع لبنان بجميع طوائفه وأطيافه ومجتمعه، وبخاصة الطائفة الدرزية الكريمة التي تعتبر ضماناً أساسياً لوطنية لبنان وعروبته».

وختم «ثمة لجنة مشتركة لبنانية - سعودية تعنى بالدعم والتعاون المشتركين، وسمعت عن المؤشرات الاقتصادية وقد تحدث عنها حاكم مصرف لبنان، نتمنى بعد التشكيل بدء الدعم للاقتصاد اللبناني، وإن شاء الله هو معافى، وسيشهد في الأشهر المقبلة دعماً من جميع الدول الصديقة التي وعدت بتقديم الدعم للاقتصاد». وألقى الشيخ زين الدين كلمة اعتبر فيها، أن «هناك خللاً في الوطن ولولا وجود قامة وطنية عملاقة بحجم وليد جنبلاط لما كان هناك توازن». وأكد زين الدين، أن العلاقة مع المملكة العربية السعودية «متجذرة منذ أيام الملك عبد العزيز والراحل كمال جنبلاط»، وشدد على «تضامن الدروز بشكل كامل مع ما تتعرض له المملكة العربية السعودية من ضغوط سياسية».

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

الجبير: إيران أكبر دولة راعية للإرهاب.. وسيتم تحجيمها أكثر

موقع الجمهورية/السبت 27 تشرين الأول 2018/أكد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أن إيران أكبر دولة راعية للإرهاب في العالم، داعيا في الوقت نفسه إلى التصدي لأنشطة طهران في شؤون المنطقة. وقال الجبير، خلال مؤتمر صحافي على هامش حوار المنامة الأمني في البحرين، إن الدور الإيراني في المنطقة تم تحجيمه، مؤكدا أن هذا الدور سيتم تحجيمه بشكل أكبر، في ظل استمرار التدخلات الإيرانية بالمنطقة.  وأوضح وزير الخارجية السعودي أن العلاقات بين بلاده والولايات المتحدة استراتيجية، وقال إن علاقات السعودية مع الولايات المتحدة "حديدية". وجاءت تصريحات الجبير بعد ساعات قليلة من إعلان وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس، أن بلاده تقف في وجه إيران، التي تدعم الحوثيين بالسلاح وتخالف للقوانين الدولية. وأضاف ماتيس أن إيران تهدد الملاحة البحرية، وأن واشنطن لن تقف مكتوفة الأيدي أمام تطويرها لبرنامجها النووي. وأكد الوزير الأميركي، أن الشراكة مع دول الخليج مستمرة وأساسية، وأنه يتم العمل مع الشركاء لتأمين الاستقرار للمنطقة.

 

روحاني: أميركا معزولة وسط حلفائها في مواجهتها مع إيران

موقع الجمهورية/السبت 27 تشرين الأول 2018/أعلن الرئيس الإيراني حسن روحاني أن الولايات المتحدة معزولة وسط حلفائها التقليديين في مواجهتها مع إيران وإن أوروبا نفسها تقف إلى جانب طهران ضد إعادة فرض العقوبات الأميركية.

وأضاف روحاني أمام البرلمان في كلمة نقلها التلفزيون الإيراني على الهواء مباشرة خلال جلسة لمناقشة تعديل وزاري "لا يحدث كثيرا أن تتخذ أميركا قرارا وينبذه حلفاؤها التقليديون. لم يكن أحد ليتصور قبل عام أن تقف أوروبا مع إيران في وجه أميركا".

 

خبراء أميركيون يفتشون شحنة أسلحة تقدم دليلاً جديداً على دعم إيران للميليشيات

واشنطن/الشرق الأوسط/27 تشرين الأول/18/قام خبراء أميركيون بتفتيش شحنة من الأسلحة استولت عليها البحرية الأميركية، التي يشتبه المسؤولون في الولايات المتحدة في أنها تقدم دليلا جديدا على الدعم الإيراني للميليشيات الحوثية في اليمن. وقال مسؤولون أميركيون أول من أمس، لصحيفة «واشنطن بوست»: «سيسعى المفتشون لتحديد أصل نحو 2500 بندقية من طراز (AK – 47) في الثامن والعشرين من أغسطس (آب) الماضي». ونقلت «واشنطن بوست» عن نائب الأميرال سكوت ستيرني، قائد القوات البحرية الأميركية في الشرق الأوسط، أن المسؤولين الأميركيين أجروا فحصا أوليا للأسلحة، لكنهم ينتظرون لتحديد كيفية التعامل معهم أن يصل محققو الأمم المتحدة إلى استنتاجاتهم الخاصة. وقال ستيرني: «ما يفعله فريق التفتيش التابع للأمم المتحدة هو أنه يسمح لنا بالحصول على مستوى من المصادقة يمكن قبوله على نطاق أوسع... أعضاء الفريق لديهم خبرة في الأسلحة القادمة من إيران واليمن والصومال، ولذلك، كل شيء يربط هذا الجزء من المسرح». ويأتي الاستيلاء في الوقت الذي تسعى فيه إدارة ترمب إلى خنق الدعم الخارجي للحوثيين، الذين انقلبوا على الحكومة الشرعية. وكانت الأسلحة مكدسة على ارتفاع خمس أقدام، وأربعة أسلحة قال عنها المسؤولون إنها جديدة عندما تمت مصادرتها، وإنها تصدأ بسرعة في هواء البحر. ويعتقد المسؤولون الأميركيون أن السفن التي تم اعتراضها قد انطلقت من الصومال، ويشتبه في أن الشحنة قد تكون مصنوعة بدعم إيراني. وقال غريغوري جونسن، الذي كان في السابق عضوا في فريق خبراء الأمم المتحدة في اليمن، إن المفتشين بالإضافة إلى فحص الأسلحة قد يطلبون على الأرجح وثائق تم العثور عليها على متن القارب، ومعلومات حول الاتصالات التي قد يكون طاقمها قد حصل عليها مع الشاطئ، وقد يطلب أيضا معلومات بما في ذلك الخرائط لتحديد مسار السفينة. سيكون إيجاد المنشأ أكثر صعوبة، حيث إنها أسلحة صغيرة ومتاحة بشكل عام بدلاً من الأسلحة ذات الحجم الأكبر.

 

إسرائيل: سوريا أمرت بإطلاق صواريخ من غزة بدعم إيراني وجيش الاحتلال يقصف 80 هدفاً في القطاع

القدس/الشرق الأوسط/27 تشرين الأول/18/جدد الطيران الحربي الإسرائيلي، صباح اليوم (السبت)، قصفه على مواقع وأهداف مختلفة في مدينة غزة، معلنا أن طائرات حربية ومروحيات وطائرات مسيرة إسرائيلية قصفت «نحو ثمانين هدفا لحركة حماس في جميع أنحاء القطاع». وقال الجيش الإسرائيلي في بيان فجر السبت إن القصف جاء ردا على عشرات الصواريخ التي أطلقت من قطاع غزة باتجاه بلدات في جنوب إسرائيل، وإن سوريا أمرت بإطلاق صواريخ من غزة بدعم من إيران. وقال الناطق باسم الجيش جوناثان كونريكوس إن «إطلاق الصواريخ ليلا على إسرائيل تم بأمر من دمشق بمشاركة واضحة للحرس الثوري الإيراني»، مؤكدا أن الرد الإسرائيلي «لم يكون محدودا جغرافيا». وأوضح الجيش أن ثلاثين صاروخا أطلقت ليلا، مشيرا إلى أن منظومة «القبة الحديدية» الإسرائيلي للدفاع الجوي «اعترضت نحو عشرة صواريخ». وأضاف أن «صاروخين سقطا في قطاع غزة والصواريخ الأخرى سقطت في أراض خالية» في الأراضي الإسرائيلية. وفي سياق متصل، ذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا» أن طائرات الاحتلال من نوع «إف 16» شنت الغارات التي استمرت حتى ساعات الفجر، مطلقة عشرات الصواريخ على مواقع وأهداف في رفح وخان يونس جنوب القطاع، ووسط القطاع، وشماله، وفي مدينة غزة، ما أدى إلى تدميرها بالكامل، إضافة لإلحاق أضرار جسيمة بالمنازل والممتلكات المجاورة، من بينها المستشفى الإندونيسي شمال القطاع. ولم يعرف ما إذا كانت هذه الغارات أسفرت عن ضحايا حتى الآن. ولم تتبن حركة «حماس» إطلاق الصواريخ لكن إسرائيل تحمل الحركة مسؤولية هذه العمليات لأنها تسيطر على القطاع المحاصر. وقتل 212 فلسطينياً على الأقلّ برصاص الجنود الإسرائيليين منذ بدء هذه المظاهرات، حسب حصيلة أعدتها وكالة الصحافة الفرنسية. وقتل قناص فلسطيني جنديا إسرائيليا في الفترة نفسها.

 

القوات الإسرائيلية تقتل 4 فلسطينيين على حدود غزة

غزة/الشرق الأوسط/27 تشرين الأول/18/قال مسؤولون في قطاع الصحة في غزة إن القوات الإسرائيلية أطلقت النار على محتجين على حدود القطاع فقتلت أربعة وأصابت 50 على الأقل أمس الجمعة، بحسب ما أوردت وكالة «رويترز». وقال بيان للجيش الإسرائيلي إنه نفذ ضربات جوية على ثلاثة مواقع تابعة لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي تدير القطاع. وأضاف أن نحو 16 ألف فلسطيني احتشدوا على حدود القطاع وكانوا يرشقون القوات بالحجارة وقنابل يدوية وقنابل حارقة. وتابع بأن الجنود الإسرائيليين ردوا «بوسائل تفريق مثيري الشغب» والطلقات الحية عند الضرورة. ووفقا لبيانات وزارة الصحة الفلسطينية قتل 212 فلسطينياً برصاص القوات الإسرائيلية منذ بدء الاحتجاجات الأسبوعية في 30 مارس (آذار) الماضي. وقتل جندي إسرائيلي واحد برصاص قناص فلسطيني في ذات الفترة. وأجرى مسؤولون أمنيون مصريون على مدى الأسبوعين المنصرمين محادثات مع قادة إسرائيليين ومسؤولين من «حماس» وفصائل فلسطينية أخرى، في محاولة للتوصل إلى تهدئة على الحدود، بحسب ما أشارت «رويترز». ونقلت الوكالة عن فوزي برهوم المتحدث باسم «حماس» أن الاحتجاجات ستستمر لحين تحقيق الأهداف وأهمها إنهاء الحصار على قطاع غزة. وفي الضفة الغربية المحتلة قال مسؤولون طبيون فلسطينيون إن فلسطينياً قتل متأثراً بإصابته برصاصة بعد اشتباك مع القوات الإسرائيلية في قرية المزرعة الغربية. ولم يرد تعليق من الجيش الإسرائيلي بعد على الواقعة.

 

ليبرمان ينحاز إلى الجيش ويختار رئيس أركان لا يفضله نتنياهو/أفيف كوخافي الخيار الأخير بعد إسقاط جنرال حذر من سيطرة الفاشية على إسرائيل

تل أبيب/الشرق الأوسط/27 تشرين الأول/18/قرر وزير الأمن الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، ترشيح رئيس جديد لأركان الجيش هو اللواء أفيف كوخافي، نائب رئيس الأركان الحالي، وذلك بعكس رغبة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الذي يريد للمنصب سكرتيره العسكري السابق اللواء ألون زمير، الذي يرتاح له أكثر. وكان ليبرمان قد بدأ في إجراء مقابلات مع الجنرالات المرشحين للمنصب، منذ شهرين. وأجرى مشاورات خارجية، ولكنه لم يستطع التوصل إلى قرار بسبب خلافه مع نتنياهو. وفي البداية كان ليبرمان يرغب في تعيين الجنرال يائير جولان الذي يحظى بتقدير عال داخل الجيش. لكن نتنياهو وعددا من وزراء اليمين المتطرف فرضوا «فيتو» قاطعاً عليه، بسبب خطاب كان ألقاه قبل سنتين في ذكرى المحرقة النازية، حذر فيه من سيطرة الفاشية على إسرائيل. أعلن جولان أنه يلمس تدهورا في إسرائيل يشبه التدهور الذي حصل في ألمانيا وقاد إلى سيطرة النازية على الحكم. وهدد بعض نواب اليمين بالتوجه إلى المحكمة العليا لإلغاء تعيينه رئيساً للأركان. وتراجع ليبرمان وطرح نتنياهو عندها مرشحه زمير لكن المعارضة له كانت أوسع. ففي قيادة الجيش يعتبرون زمير شابا صغيرا يستطيع الانتظار 8 سنوات حتى يعين في منصب كهذا، وهو يفتقر لأي تجارب حربية ميدانية كعضو في رئاسة الأركان. وراح المحللون العسكريون يتهمون نتنياهو بأنه يريد رئيس أركان للجيش يخدم مصالحه الشخصية وليس مصلحة الأمن. لذلك، قرر ليبرمان اختيار أفيف كوخافي، وأعلن عن ذلك في بيان أمس الجمعة، من دون تنسيق مع نتنياهو، واضعا إياه تحت الأمر الواقع. والمعروف أن ولاية رئيس الأركان الحالي اللواء غادي أيزنكوت، ستنتهي في الأول من يناير (كانون الثاني) 2019، وبموجب القانون الإسرائيلي، عند نهاية العملية يوصي الوزير ليبرمان بتعيين رئيس الأركان، والحكومة تصادق عليه.

وكوخافي هو لواء في الـ54 عاما، متزوج ولديه ثلاث بنات، بدأ حياته العسكرية في عام 1982، عندما تجند للواء المظليين، الذي تدرب فيه على القتال. وبعد أن اجتاز بتفوق دورة الضباط، عمل من بين مناصب أخرى، ضابط قسم وضابط كتيبة. وبعد إنهاء دراسته للقب الأول في الفلسفة، عُيّنَ ضابط قسم العمليات في لواء المظليين. وفي عام 1998، بعد إنهاء دراسته للقب الثاني في جامعة هارفارد في الولايات المتحدة، أصبح ضابط اللواء الشرقي التابع لوحدة الارتباط مع لبنان. وفي أثناء الانتفاضة الثانية (2001 - 2003)، كان كوخافي ضابط لواء المظليين، واهتم بالعمل ضد مصادر التنظيمات الفلسطينية المقاتلة، واشتهر بشكل خاص عندما قرر تغيير النمط التقليدي واقتحام البيوت والمباني في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة، رغم كونها مناطق مدنية مكتظة وصعبة للقتال. وفي سنة 2002، ترأس كوخافي عملية قام بها لواء المظليين للسيطرة على مخيّم بلاطة للاجئين في نابلس، دخل خلالها جنود إلى المخيم من خلال شن هجوم مدمج، وهكذا قاموا بتصفية عشرة مقاتلين فلسطينيين من «كتائب الأقصى»، التابعة لحركة «فتح»، مقابل إصابة جنديين إسرائيليين بجراح. وترأس كوخافي لاحقا لواء المظليين في عملية الاجتياح الإسرائيلي للضفة الغربية ومحاصرة الرئيس ياسر عرفات في المقاطعة والتي أطلق عليها اسم «الدرع الواقي». وبين عامي 2004 و- 2005، شغل كوخافي منصب ضابط كتيبة غزة. وبعد ذلك عُين رئيس شعبة العمليات في هيئة الأركان. وفي نهاية عام 2010، حصل كوخافي على رتبة لواء وعُين رئيس شعبة الاستخبارات الإسرائيلية «أمان». وفي العام 2014، بدأ كوخافي بشغل منصب قائد لواء الشمال في الجيش، وفي مايو (أيار) 2017، أصبح نائب رئيس الأركان.

 

41 قتيلاً من قوات سوريا الديمقراطية في هجمات لـ«داعش» شرقي دير الزور

بيروت/الشرق الأوسط/27 تشرين الأول/18/قتل 41 عنصراً من قوات سوريا الديمقراطية، تحالف فصائل كردية وعربية مدعومة من واشنطن، في هجمات عدة شنَّها تنظيم داعش، ليل الجمعة - السبت، في محافظة دير الزور في شرق سوريا، وفق ما أفاد به المرصد السوري لحقوق الإنسان. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة الصحافة الفرنسية إن «تنظيم (داعش) شنّ هجمات واسعة منذ مساء الجمعة، وحتى فجر السبت ضد مواقع تقدمت فيها قوات سوريا الديمقراطية». في آخر جيب يسيطر عليه الإرهابيون في أقصى ريف دير الزور الشرقي قرب الحدود العراقية. وتخلل الهجمات تفجيرات انتحارية بالأحزمة الناسفة.

 

لافروف وجاويش أوغلو التقيا قبيل قمة اسطنبول حول سوريا

إسطنبول/الشرق الأوسط/27 تشرين الأول/18/التقى وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو نظيره الروسي سيرغي لافروف قبل قمة رباعية بشأن سوريا تُعقد اليوم (السبت) في اسطنبول، وفقاً لمحطة "سي ان ان تورك" التلفزيونية التركية. وتجمع القمة قادة تركيا رجب طيب إردوغان وروسيا فلاديمير بوتين وفرنسا إيمانويل ماكرون وألمانيا أنجيلا ميركل للبحث في سبل تعزيز الهدنة الهشة في إدلب والتحرك في اتجاه عملية انتقال سياسي. وسيحضر موفد الأمم المتحدة إلى سوريا ستيفان دي ميستورا الذي أجرى محادثات غير مثمرة في دمشق هذا الأسبوع وأبدى أسفه لتوقف خطة الأمم المتحدة، قمة اسطنبول أيضا. وتتعاون تركيا الداعمة لفصائل معارضة سورية، مع روسيا وإيران الداعمتين لنظام بشار الأسد في الجهود الرامية إلى إنهاء النزاع المستمر في سوريا منذ أكثر من سبع سنوات. أما فرنسا وألمانيا فتنتميان إلى "المجموعة المصغرة" حول سوريا التي تضم خمس دول أخرى بينها الولايات المتحدة. وصرح ابراهيم كالين المتحدّث باسم إردوغان أن "الهدف الرئيسي لهذه القمة هو درس أي صيغ جديدة يمكن إيجادها من أجل التوصل إلى حل سياسي" لهذا النزاع المعقد. وقُبيل القمة، بدت الهدنة في محافظة إدلب هشة إذ قتل سبعة مدنيين على الأقل بينهم ثلاثة أطفال أمس (الجمعة) في قصف مدفعي لقوات النظام على قرية في المحافظة.

 

دي ميستورا يقدم صورة قاتمة عن محادثاته في دمشق ودول غربية تحضه على المضي في تشكيل اللجنة الدستورية

نيويورك: علي بردى/الشرق الأوسط/27 تشرين الأول/18/قدم المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، صورة قاتمة، لأعضاء مجلس الأمن، حول جهوده لإقناع الحكومة السورية بتشكيل اللجنة الدستورية، وفقاً للبيان النهائي لمؤتمر سوتشي وللقرار 2254، كاشفاً أن دمشق ترفض «تدخل» المنظمة الدولية في العملية السياسية بين السوريين، ومعتبراً أن ذلك يضع المجتمع الدولي أمام «تحديات خطيرة». غير أن دي ميستورا، الذي عبر بوضوح عن إخفاقه في تذليل العقبات أمام جهوده الدبلوماسية قبل انتهاء مهمته في نهاية تشرين، عقد بعض الأمل على الخروج من النفق المظلم خلال القمة الرباعية المقررة اليوم في إسطنبول بمشاركة الرؤساء: الروسي فلاديمير بوتين والفرنسي إيمانويل ماكرون والتركي رجب طيب إردوغان والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، وما يليه من اجتماعات أخرى للدول الضامنة لعملية آستانة و«المجموعة المصغرة». وعرض دي ميستورا لتفاصيل مهمة في شأن ما دار بينه وبين وزير الخارجية السوري وليد المعلم قبل أيام في دمشق، موضحاً أن «المعلم أكد بقوة على مبادئ السيادة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأعضاء في الأمم المتحدة. وأكد أن الدستور السوري مسألة حساسة للغاية تتعلق بالسيادة الوطنية» السورية. كما أن المعلم عبَّر عن نية حكومته قبول «بعض العناصر» من نتائج مؤتمر سوتشي. وقال دي ميستورا: «لم يقبل الوزير المعلم دوراً للأمم المتحدة بشكل عام في تحديد أو اختيار» اللائحة الثالثة للجنة الدستورية، إضافة إلى لائحة الحكومة ولائحة المعارضة، مضيفاً أن المعلم أشار إلى أن الحكومة السورية وروسيا «اتفقتا أخيراً على أن الجهات الضامنة الثلاث في آستانة والحكومة السورية ستقومان بالتشاور فيما بينها لإعداد مقترح يتعلق بالقائمة الثالثة، وتقديمها إلى الأمم المتحدة».

وقال دي ميستورا: «تعتقد الأمم المتحدة أنه من المهم ضمان وجود 30 في المائة حداً أدنى من النساء في اللجنة، وهذا يتطلب 24 امرأة على الأقل من الأعضاء 50». وأشار إلى أنه سيسافر إلى إسطنبول لتقديم إحاطة إلى رؤساء فرنسا وألمانيا وروسيا وتركيا حول سوريا، مضيفاً أنه «سيستخدم هذه المناسبة لتذكير هؤلاء الزعماء الأربعة المهمين بالنظر إلى أنه تم حتى الآن تجنب كارثة في إدلب، بالنظر إلى الإجماع الدولي على رؤية لجنة دستورية ذات مصداقية ومتوازنة تحت إشراف الأمم المتحدة في أقرب وقت ممكن»، بأمل «استنفاد كل السبل في الوقت الذي بقي لولايتي» من أجل التحقق مما إذا كان يمكن عقد اجتماع للجنة دستورية بقيادة سورية برعاية الأمم المتحدة، وتسهم في عملية جنيف لتنفيذ قرار مجلس الأمن 2254، وقال أيضاً إنه سيجتمع أعضاء المجموعة الصغيرة في لندن، وأنه يتطلع لاستضافة الدول الضامنة لآستانة قريباً.

وعقَّب نائب المندوبة الأميركية الدائمة لدى الأمم المتحدة، جوناثان كوهين، على إفادة دي ميستورا بالقول إن «الولايات المتحدة، إلى جانب الأعضاء الآخرين في المجموعة المصغرة: مصر وفرنسا وألمانيا والأردن والسعودية والمملكة المتحدة، وشركاء آخرين في مجلس الأمن، متحدون في موقفنا بأن على الأمم المتحدة التحرك بسرعة لعقد اللجنة الدستورية»، مشدداً على أن تكون اللجنة «ذات مصداقية ومتوازنة وممثلة للشعب السوري». وأكد أن «المزيد من العرقلة لتشكيل اللجنة أمر غير مقبول»، داعياً إلى «تحريك العملية السياسية الآن».

وعبرت المندوبة البريطانية كارين بيرس عن استيائها من رد فعل السلطات السورية على المبعوث الدولي، موضحة أن مشاركة الأمم المتحدة في سوريا «ليست مسألة سيادة وطنية»، إذ إن «هناك أكثر من 5 ملايين لاجئ (....) وهناك 400 ألف قتيل في سوريا». وأكدت أن «هذا تهديد للسلم والأمن الدوليين»، مضيفة أن «الأمم المتحدة شاركت في الجانب الإنساني. وتشارك في قضية اللاجئين. وتشارك في الجانب الصحي. ومن الواضح تماماً أنه ينبغي مشاركتها في العملية السياسية»، وإذ وافقت على «التحدي الخطير»، الذي تحدث عنه دي ميستورا في طريقة التعامل مع أعضاء الأمم المتحدة، وفيما يتعلق بالوضع على الأرض.

وإذ أسف نظيرها الفرنسي فرنسوا دولاتر، لما سمعه من المبعوث الدولي حول مواقف الحكومة السورية، كرر أنه «لا يوجد حل عسكري للحرب السورية»، محذراً من «خطر تجدد التصعيد» ومن «حال من الرعب إذا لم يجر التوصل إلى حل سياسي موثوق به وشامل». ورأى أن «الأسابيع المقبلة حاسمة: ولهذا لن نتردد في طلب عقد اجتماع آخر لمجلس الأمن خلال هذه الفترة»، داعياً إلى «العمل على وساطة الأمم المتحدة (....) بداية عبر اللجنة الدستورية». وعبر نائب المندوب الكويتي بدر المنيخ عن «الأسف» لأن زيارة دي ميستورا لم تؤدِ إلى نتائج إيجابية، ولم تساهم في الدفع بالعملية السياسية السورية بعد تسعة أشهر على إعلان سوتشي فيما يتعلق باللجنة الدستورية.  ووجه المندوب الروسي انتقادات لدي ميستورا بسبب حديثه علناً عما دار في المحادثات مع أطراف النزاع، مضيفاً أن «تسوية الأزمات تحتاج إلى الصبر». وكذلك انتقد الدول التي طلبت عقد هذا الاجتماع بصورة علنية. بيد أنه اعتبر أن زيارة دي ميستورا لدمشق «كانت جيدة ومثمرة»، مشيراً إلى إحراز تقدم في الكثير من الملفات، بما في ذلك الوضع على الأرض في إدلب. وشدد على أن «إعطاء مهل نهائية اصطناعية حول تشكيل اللجنة الدستورية أمر مضر» بالعملية السياسية. أما المندوب السوري بشار الجعفري، فنفى أن تكون حكومته ترفض دور الأمم المتحدة.

 

المعارضة السورية تتهم النظام بعرقلة «الدستورية» وتدعو لضغط روسي على إيران

الكرملين: القمة الرباعية في إسطنبول اليوم لتقريب المواقف مع فرنسا وألمانيا

موسكو: رائد جبر/الشرق الأوسط/27 تشرين الأول/18/أعرب الناطق باسم الكرملين ديمترى بيسكوف عن أمل في أن تتمكن روسيا وتركيا وألمانيا وفرنسا من إيجاد «قواسم مشتركة» في التعامل مع الملف السوري. واستبعد خروج القمة الرباعية المقررة اليوم في إسطنبول بنتائج محددة، لكنه قال إن الهدف الرئيسي هو محاولة تقريب وجهات النظر ووضع آليات مشتركة للتعامل مع الملفات المطروحة، وإن قمة قادة روسيا وتركيا وألمانيا وفرنسا المقررة غدا السبت في إسطنبول، تهدف لتوفيق المواقف في القضية السورية.

وتجنب بيسكوف الذي أعلن في وقت سابق أن موسكو «لا تنتظر اختراقا» في هذه القمة، إطلاق توقعات حول النتائج المتوقعة، وقال للصحافيين إن الحديث حاليا يدور عن «الجمع بين تنسيق هيكليات مختلفة، والتحقق من المواقف لمحاولة العثور على قواسم مشتركة». وأشار إلى أن روسيا وتركيا وألمانيا وفرنسا يريدون تسوية للوضع في سوريا لكن «قد تكون لدينا اختلافات في الآليات والتكتيك». ورجح أن يصدر عن القمة بيان ختامي مشترك، مشيرا إلى أن أهمية مناقشة الملفات المطروحة من زوايا مختلفة. وأوضح أن «هذا الاجتماع الأول في هذه الصيغة، ولذلك من الصعب التنبؤ مسبقا بطبيعة الدور الذي يمكن أن تلعبه ألمانيا وفرنسا، سيكون هذا هو أول نقاش من هذا النوع»، مذكرا بأن فرنسا وألمانيا تشاركان في مناقشات حول الأزمة السورية ضمن أطر وآليات مختلفة. وزاد أن «روسيا وأوروبا من الأطراف التي تساهم في إعادة إعمار سوريا، ولكن كل طرف لديه رؤيته لهذه المسألة، وفي هذه القمة سيتم بحث موضوع إعادة الأعمار». معربا عن أمل في تقريب وجهات النظر. في غضون ذلك، أجرى رئيس هيئة المفاوضات السورية المعارضة نصر الحريري جولة محادثات أمس، مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف تلتها جولة مطولة مع نائبه ميخائيل بوغدانوف. وأعرب الحريري قبل اللقاء، عن أمله في أن تسفر محادثاته عن نقطة تحول في حل الصراع في سوريا، مشيرا إلى أن موسكو غدت لاعبا أساسيا ولا يمكن التوصل إلى تسويات من دون النقاش معها، وقال إن ذلك سبب حرص المعارضة السورية على عدم إغلاق قنوات الحوار مع روسيا. واتهم الحريري دمشق بوضع عقبات أمام تشكيل اللجنة الدستورية، وقال إن المعارضة لا ترى «نورا في نهاية النفق» حول هذه المسألة بسبب عراقيل النظام.

موضحا أن «العمل يجري لتشكيل اللجنة الدستورية، التي يجب أن تضم ممثلين عن الحكومة والمعارضة. الحكومة تضع عقبات جديدة أمام تشكيل هذه اللجنة وتسد الآفاق نحو التوصل إلى توافقات». مؤكدا أن الحكومة السورية «تصرّ على إعادة صياغة الدستور الحالي، بدلا من وضع دستور جديد». وشدد على أهمية أن يكون الجهد الموجه نحو إطلاق اللجنة الدستورية «خطوة أولى على طريق عملية سياسية واسعة وليس مسارا منفصلا». وتطرق إلى المبادرة الروسية حول إعادة اللاجئين، مشددا على ضرورة «توفير البيئة الآمنة والهادئة والمحايدة ليتمكن اللاجئون من العودة». مشددا على أن المعارضة السورية تدعم أي جهد لإعادة اللاجئين السوريين، لكنها تشدد على «أن هذا يتطلب دستورا جديدا وانتخابات حرة».

وحمل الحريري بقوة على إيران، وقال إن طهران تواصل تعزيز الانتشار العسكري في سوريا. مؤكدا «أن هناك أكثر من 120 منطقة في سوريا تخضع للسيطرة الإيرانية، وتمت إقامة قواعد عسكرية فيها». وقال إن الإيرانيين حاليا «يسيطرون على 123 منطقة كانت في السابق تحت سيطرة المعارضة وبسطت طهران نفوذا عليها وأقامت فيها وجودا عسكريا لافتا». وقال إن هذا الملف مطروح للبحث مع الجانب الروسي. وفيما بدا أنه «رسالة إيجابية» لموسكو من جانب المعارضة، قال الحريري ردا على سؤال حول موقفه من الوجود العسكري الروسي إن المعارضة ترى أنه «إذا كانت ثمة دول ارتبطت باتفاقات مع الدولة السورية لا تشكل ضررا على مصالح الشعب السوري فنحن نحترم الاتفاقات والمعاهدات والمواثيق الموقعة». على صعيد آخر، أعلن مندوب روسيا الدائم لدى الاتحاد الأوروبي فلاديمير تشيجوف أن روسيا مستعدة لتسليم الاتحاد الأوروبي «قائمة بأسماء الإرهابيين المسؤولين عن استخدام السلاح الكيماوي في سوريا». وردا على سؤال الصحافيين حول إقرار الاتحاد الأوروبي، مؤخرا، آلية جديدة لفرض عقوبات على استخدام الأسلحة الكيماوية، قال الدبلوماسي الروسي إن «قائمة العقوبات لدى الاتحاد لا تتضمن حاليا أي أسماء، وبإمكان روسيا أن تساعد في هذا الشأن». موضحا أنه «ربما توجد لدى هيئاتنا ذات الشأن قوائم بأسماء الإرهابيين ومنسقيهم في سوريا، بمن فيهم قيادة (الخوذ البيضاء)، المتورطة في استخدام السلاح الكيماوي. ونحن نستطيع المساعدة». وكان وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي وافقوا خلال اجتماعهم في لوكسمبورغ الشهر الماضي على آلية جديدة لفرض عقوبات على المسؤولين عن استخدام وانتشار الأسلحة الكيماوية، بغض النظر عن مكان وقوع الحوادث وجنسية المسؤولين عنها.

 

الدفاع» و«الداخلية» في عهدة عبد المهدي وخلاف حولهما بين الصدر والعامري ومرجع شيعي يهاجم الحكومة الجديدة

بغداد: حمزة مصطفى/الشرق الأوسط/27 تشرين الأول/18/في خطوة وصفها المراقبون السياسيون بالعاصمة العراقية بغداد بأنها تعكس عمق الأزمة السياسية في البلاد، أعلن رئيس الوزراء العراقي الجديد عادل عبد المهدي عن احتفاظه بحقيبتي الداخلية والدفاع بالوكالة إلى حين أن تحسم الكتل السياسية أمرها بشأن مرشحي هاتين الحقيبتين. وأصدر عبد المهدي أمرا ديوانيا يقضي بشغله شخصيا هاتين الوزارتين في وقت شغل فيه وزراء آخرون الوزارات الأخرى المتبقية والتي رفض البرلمان تمرير المرشحين لها؛ وهي حقائب التعليم العالي والثقافة والتربية والعدل والهجرة والمهجرين. وبينما أعلن عبد المهدي في أول مؤتمر صحافي له بعد نيل حكومته الثقة أول من أمس الخميس أن لا تغيير في أسماء الوزراء الذين تقدم بهم إلى البرلمان لغرض نيل الثقة، فإنه الكرة في ملعب القوى السياسية لتسوية الأمر، لا سيما أنه أصبح الآن في موقف أقوى بعد نيله الثقة وعدم وجود مهلة دستورية يخشاها. إلى ذلك، قال محمد الكربولي، عضو البرلمان والقيادي البارز في كتلة المحور الوطني التي تمثل المكون السني والمنضوية في كتلة البناء، لـ«الشرق الأوسط» إن «منصب وزير الدفاع نحن من نقرره (في إشارة إلى كتلة المحور الوطني) لأن هذا المنصب هو أولا حصة مكون، وبالتالي فإن الاتفاق عليه لا بد أن يكون مع قيادات هذا المكون التي تمثله في البرلمان من خلال ما حاز من مقاعد، وثانيا لأن ترشيحه يقع على عاتقنا نحن وليس غيرنا». وأضاف الكربولي أن «مرشحنا لحقيبة الدفاع هو هاشم الدراجي الذي يحظى باحترام وتقدير الجميع ولا توجد عليه ملفات، وهو شخصية قيادية وعسكري سابق»، مبينا أن «أي اسم آخر لهذه الحقيبة لا يمكن أن يمر، ولن نقبل منذ الآن استمرار عمل الدولة والحكومة بالوكالة تحت ذريعة عدم وجود اتفاق أو توافق». وأوضح أنه «طوال السنوات الماضية كان المرشحون لوزارة الدفاع هم ممن يأتي بهم الشركاء وليس ممثلو المكون السني، وهذا الأمر لن نقبل به بعد اليوم». بدوره، أكد مصدر مطلع لـ«الشرق الأوسط» أن «الخلاف بين كتلتي الإصلاح والبناء لا يزال مستمرا بشأن المرشح لمنصب وزير الداخلية فالح الفياض الذي لم يتمكن عبد المهدي من تمريره داخل قبة البرلمان بعد الفيتو الذي وضعه عليه زعيم التيار الصدري وداعم تحالف سائرون، مقتدى الصدر». وأضاف المصدر أن «فالح الفياض مرشح كتلة البناء، لا سيما الفتح بزعامة هادي العامري، وهي لا تزال تصر عليه بينما لا يزال الصدر يعلن رفضه له دون بيان الأسباب، في وقت لم يعلن فيه الصدريون موقفا معلنا بالضد من الفياض الذي يبدو إنه كوفئ بهذا المنصب على أثر انشقاقه عن ائتلاف النصر بزعامة حيدر العبادي وهو جزء من تحالف الإصلاح الذي كان يهيئ نفسه لكي يكون الكتلة الكبرى لو لا انشقاق الفياض ومعه عدد كبير من نواب النصر»، مشيرا إلى أن «ذلك أدى من جانب آخر إلى انعدام حظوظ العبادي في ولاية ثانية حيث كانت واشنطن تدعمه بقوة». ويرى المصدر المطلع أنه «في حال استمر الخلاف حول حقيبة الداخلية والمتمثل بإصرار تحالف البناء على الفياض مرشحا وحيدا ورفض الصدر له، فإن التوافق الذي قاد إلى المجيء بعادل عبد المهدي مرشح تسوية وأدى إلى تشكيل الحكومة، مهدد بالانفراط».

وفي حين واصلت مرجعية النجف ممثلة بآية الله علي السيستاني، التي ينسب لها دعم عبد المهدي دون إعلان رسمي، صمتها بشأن الحكومة سواء لجهة تكليف عبد المهدي بتشكيل الحكومة قبل نحو ثلاثة أسابيع أو نيله الثقة، فإن مرجعا شيعيا معارضا هاجم التشكيلة الجديدة بعنف. وقال المرجع الديني جواد الخالصي خلال خطبة له في مدينة الكاظمية ببغداد أمس إن «مسألة توزيع المناصب ما زالت بنفس الطريقة المعهودة السابقة، ولم يحصل أي تغيير في تعريف واقع الأمة، أو الوفاء بالوعود التي قدمت للشعب العراقي من تجاوز للطائفية وتجنب المحاصصة، وها نحن نرى أن الوجوه قد عادت بنفس الطريقة التي أوقعت الشعب العراقي في أزماته الماضية». وبيّن أن «طريقة (كهذه) لن تتمكن من محاربة الفساد وإنقاذ العباد والبلاد؛ لأن هذه الطريقة ستجعل كل طرف يتشبث بمواقفه وغنائمه التي اختطفها من هذا الشعب، وسيبقى الشعب يواجه هذه المحنة». وأضاف أنه «مهما كان رأينا بالعملية السياسية وإفرازاتها ومنها الانتخابات والحكومات المشكّلة، فإن الواجب المحافظة على بقايا الحياء والأدب ولو ظاهرا، فحين تقدم الأسماء للمناصب، فلا يجوز أن يؤتى ببقايا الإرهاب ورموز الفساد وخريجي الملاهي وحانات الرذيلة في الخارج، ليفرضوا على رقاب شعبنا المظلوم، فاحتفظوا بما بقي من الحياء وإن كان قليلاً».

 

البرازيل تختار رئيسها غداً بين اليمين المتطرّف واليسار

ريو دي جانيرو/الشرق الأوسط/27 تشرين الأول/18/ينتخب البرازيليون غداً (الأحد) رئيسهم بعد تنافس يبدو ان مرشح اليمين جاير بولسونارو سيكسبه بسهولة أمام اليساري فرناندو حداد، بعد حملة انتخابية سادها التوتر. واذا فاز ضابط الاحتياط في الجيش ليخلف لأربع سنوات ميشال تامر اللبناني الأصل، فان أكبر دول اميركا اللاتينية ستكون قد اختارت للمرة الاولى رئيسا من اليمين المتطرف يشيد بحقبة الدكتاتورية (1964-1985) وحكامها. وتوقع استطلاع للرأي نشر مساء الخميس فوزا واضحا لبولسونارو (63 عاما) مرشح الحزب الليبرالي وحصوله على 56 في المائة من الأصوات مقابل 44 في المائة لحداد (55 عاما) مرشح حزب العمال، في هذه الدورة الثانية من الاقتراع. ودعي نحو 147 مليون ناخب للاقتراع اثر حملة انتخابية شهدت استقطابا شديدا وعنفا بعد الجولة الأولى في هذا البلد الواسع الذي يشهد 60 ألف جريمة قتل سنويا وفسادا مستشريا وركودا اقتصاديا. ويرى كثير من المحللين ان بولسونارو استفاد من الأزمة التي تشهدها البرازيل منذ النهاية الكارثية لـ 13 عاما من حكم حزب العمال مع إقالة الرئيسة ديلما روسيف في 2016. وهذا الشعبوي الذي يقول أنه يسعى لإعادة فرض النظام، بنى شعبيته على موجة ضيق شديد تنتاب الشعب البرازيلي. وفي المقابل، لم ينجح حداد – اللبناني الأصل هو الآخر - وهو رئيس بلدية سابق لساو باولو، في تشكيل "جبهة ديمقراطية" مع وسط اليسار والوسط لقطع طريق القصر الرئاسي على اليمين المتطرف على الرغم من اللغة الهجومية التي يعتمدها بولسونارو الذي وعد بعملية تطهير واسعة للبرازيل من "الحمر" وبسجن معارضيه أو نفيهم، وتمنى لمنافسه حداد ان "يتعفن في السجن" مثل الرئيس الأسبق لولا دا سيلفا. وهاجم بولسونارو الذي يريد أن يحكم "من أجل الغالبية وليس الاقلية"، حرية الصحافة مهددا صحيفة "فوليا" (الورقة) بأنه "سيكسب الحرب"، وذلك بعدما كشفت أن شركات مولت إرسال ملايين رسائل "واتساب" لمصلحة المرشح اليميني المتطرف. وجعل بولسونارو من وسائل التواصل الاجتماعي أداة حملته مع 15.4 مليون متابع على "فيسبوك" و"إنستغرام" و"تويتر". وبداعي "أسباب صحية" بعدما طعنه مختلّ بكسين في 6 سبتمبر (أيلول)، رفض المشاركة في ست مناظرات تلفزيونية، مما أثار غضب حداد الذي كان يرغب في مواجهة بين برنامجيهما. واذا كان معسكر بولسونارو عبر عن أمله في الحصول على أكثر من 60 في المائة من الأصوات من أجل تفويض شعبي صريح، فإن معسكر حداد يريد تفادي "هزيمة مدوية" ليتمكن "من الخروج مرفوع الرأس" من الاقتراع.

 

منظمة الصحة العالمية: تلوث الهواء هو «التبغ الجديد»

لندن/الشرق الأوسط/27 تشرين الأول/18/حذرت منظمة الصحة العالمية مجددا من أخطار تلوث الهواء، وأنه أصبح «التبغ الجديد» لهذا العصر. وذكرت المنظمة أن التلوث يقتل نحو سبعة ملايين شخص سنويا ويضر بالمليارات من البشر. وقال رئيس المنظمة تيدروس أدهانوم غيبريسوس: «لقد تجاوز العالم منعطف التبغ، ونواجه الشيء نفسه في الهواء السام الذي نتنفسه، والذي يعد هو التبغ الجديد». وأردف غيبريسوس: «لا أحد يسلم من تلوث الهواء. لا غني ولا فقير. إنها حالة صحية طارئة وصامتة»، مضيفا أن التلوث يسبب إعاقات ووفيات لا يمكن تجنبها، وفقا لصحيفة «غارديان» البريطانية. وتابع بأن نحو 90 في المائة من سكان العالم في معاناة من أضرار الهواء السام، وبخاصة الأطفال، بعدما أصبح الضباب الدخاني يسود الكوكب. وتأتي تعليقات مدير المنظمة قبل أيام على المؤتمر العالمي الأول بشأن تلوث الهواء والصحة، في المقر الرئيسي لمنظمة الصحة العالمية في جنيف من 30 أكتوبر (تشرين الأول) إلى 1 نوفمبر (تشرين الثاني). وأشارت الصحيفة إلى أنه على الصعيد العالمي يتسبب تلوث الهواء في وفيات أكثر من التبغ سنويا، ويعتقد عدد من الباحثين أن الضرر الناتج من تلوث الهواء، مثله مثل النوبات القلبية وأمراض الرئة، هو مجرد «غيض من فيض». ويعقد المؤتمر بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للبيئة والمنظمة العالمية للأرصاد الجوية، وأمانة اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ وتحالف المناخ والهواء النظيف للحد من ملوثات المناخ قصيرة الأجل، ولجنة الأمم المتحدة الاقتصادية لأوروبا. ويشارك في المؤتمر وزراء الصحة والبيئة وغيرهم من ممثلي الحكومات، وممثلو الوكالات الحكومية الدولية، والعاملون في مجال الصحة، وممثلو قطاعات أخرى.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

حروب عائلات المافيا اللبنانية ومصالحاتها

عقل العويط/النهار/27 تشرين الأول 2018

لا تذهب من بالي الصورة التاريخية التي تجمع عائلات المافيا، في فيلم "العرّاب"، مرّةً وهم جالسون حول طاولة التفاوض، ومرّةً حين يتبادلون القُبَل (وأيّ قُبَل!) تعبيراً عن التوصّل إلى حلٍّ يرضي الجميع، ولا سيما في لحظة الذروة المنتظرة، لحظة الحلّ، أي عندما يتبادل القُبَل، دون كورلياني وخصومه رؤساء العائلات الأخرى، وهي لحظةٌ كافية وافية، وتنوب عن كلّ تفسيرٍ أو تأويل.

أرى الصورة هذه، في حالتيها، ماثلةً أمامي، في نهاري وفي ليلي، في واقعي وفي الكوابيس. فأروح أتساءل في قرارتي: ترى، أهو شغفي بالفيلم هذا، وحضوري له مرّةً تلو مرّة، يجعلان الصورة لا تغيب عن البال، أم أن ثمّة سبباً دفيناً وخفيّاً يجعل هذه الصورة تقفز من عالم الفنّ والمافيا والماضي والذكريات، لتحتلّ واجهة الصوَر "اللبنانية"، في عقلي الباطن، وفي العقل العاقل؟!

أهي حقاً صورةٌ سينمائية فحسب، ملتقطة من الجزء الأول من فيلمٍ ثلاثيّ يمثّل حياة عائلات المافيا، أم هي صورةٌ لبنانيةٌ واقعية، ملتقطة من وقائع الحياة السياسية اللبنانية، ولا سيما عندما تقفز إلى البال صوَر الخلاف بين أطراف الطبقة السياسية، ولحظات التأجيج والتسعير، وصولاً إلى الصوَر التي تعبّر عن سبل فضّه، من خلال تبادل الزيارات والمصافحات والعناقات والقبلات، سعياً لتأليف حكومةٍ يفترض أن تمثّل، لا الأكثرية، بل الوحدة الوطنية الكاذبة والمفتعلة التي يفرضها الأمر الواقع البغيض، وخصوصاً عندما يجبر الأطراف المتنازعين على "التعايش"، تحيّناً لفرص الانقضاض والنهش؟

وإذا كانت عائلات المافيا في الفيلم المذكور تتقاتل في ما بينها، وتتعادى، وتنقضّ الواحدة منها على الأخرى، عندما تسنح لها الظروف الموضوعية على الأرض، ويصل العداء في ما بينها إلى استخدام العنف العنيف جداً، فيسقط قتلى وضحايا، وينزف دمٌ غزيرٌ يغطّي الشوارع، قبل أن تلتقي لتنظّم خلافاتها، من خلال ضبط الانفلات وتقاسم الحصص وتوزيع مواقع النفوذ والشوارع والمناطق في أراضي عمليات المافيا، فأيّ إسقاطٍ لذلك كلّه يمكن استشفافه من أزمنة الخلافات والمصالحات بين الأطراف السياسيين عندنا، ومن أساليب العزل والإقصاء حيناً إلى أساليب التفاوض والتنازل المتبادل حيناً آخر، وصولاً إلى التوافق، تبعاً لمعطيات الداخل وتأثيرات الخارج؟

وإذا كان لا شيء على الإطلاق يعود بالفائدة على اللبنانيين، أقصد الناس العاديين المعتّرين، أي الشعب المسكين، هنا وهناك وهنالك، لا في زمن الخلاف بين الأطراف السياسيين ولا في زمن التراضي، فلا بدّ أن ثمة عزاءً كبيراً يظلّ يشدّ المتفرّجين إلى السينما، لأنها سينما، ولأنها فنّ، ولأنها إبداع، ولأنها سيناريو مشوِّق، وإخراج، وتمثيل، وصورة، و"سوسبنس" و... هربٌ – لِمَ لا – من الواقع. وهلمّ.

صحيحٌ أن الفيلم هو عن المافيا، وعن القتل، والعنف، والمخدرات، والترهيب، وفرض الخوّات، لكنه فيلمٌ وليس حقيقة. وقد يكون في أساسه حقيقة.

هكذا، وعلى الرغم من كلّ شيء، ومن الحقيقة في السينما، نظلّ نتمنى أن نبقى في لحظة السينما هذه، مخطوفين فيها وإليها، كي لا نجد أنفسنا في الواقع، أسرى التوافق أو التنازع بين الأطراف السياسيين.

علماً أن الخسارة، خسارتنا كلبنانيين، مضمونةٌ لنا جميعاً، وللبنان، في الحالتين معاً. والسلام.

 

حكومة «أمر واقع» لم تعد تعني حكومة «أكثرية»

جورج شاهين/موقع الجمهورية/السبت 27 تشرين الأول 2018

نادراً ما يلتقي معظم الأوساط على الحديث عن قرب تأليف الحكومة العتيدة بالقفز فوق العقبات التي حالت دونها الى الآن. ومردّ هذا الإجماع الوصول الى مفهوم جديد لحكومة «الأمر الواقع». فقد سقطت التفسيرات التي ربطت بين هذه الصيغة وما تعنيه «حكومة الأكثرية» التي يمكن أن تفجّر العلاقة بين أطراف التسوية. وعليه ما الذي يعنيه التهديدُ بها؟ ولماذا اليوم؟

ضاقت كل السبل الى المخارج والحلول التي يمكن الوصول اليها لتأليف حكومة تُرضي مختلف أطراف التسوية الرئاسية الذين يحتفلون بعد أيام بالذكرى الثانية لإتمام «الصفقة السياسية» التي أنهت الشغور الرئاسي، وأوصلت العماد ميشال عون الى رئاسة الجمهورية وأعادت الرئيس سعد الحريري الى السراي الحكومي. وعلى رغم عبور الأشهر الخمسة على التكليف، فقد ظهر المشهد الحكومي في الساعات المنصرمة كأنّه اقترب من نهاياته الحتمية مخافة الإنزلاق الى محطات تضيع فيها كل الجهود التي بُذلت حتى الآن لضبط الأوضاع الأمنية والإقتصادية.

على هذه الخلفيات، تسارعت الخطى في الساعات الماضية لاتّخاذ قرار كبير وجدّي يُنهي حالات التردّد التي سادت بعض الأوساط تجاه التوزيعة النهائية للحقائب الوزارية، بعدما استُنفدت كل المحاولات لإجراء تعديلات طفيفة على رغم إدراك الطبّاخين استحالة إعادة النظر في أيٍّ منها. وباستثناء الحصّة التي نالها الثنائي الشيعي، دارت الأفكار المطروحة على حصص الجميع بغية توفير حقيبة بديلة من حقيبة العدل التي تمسّك بها رئيس الجمهورية لإرضاء «القوات اللبنانية» برباعيّتها الوزارية الجديدة بلا جدوى.

ففي ظلّ النزاع المحتدم على حقيبة وزارة العدل وما سعى اليه أكثر من طرف لمعالجتها، لم ينجح الساعون الى المخارج في إيجاد أيّ صيغة تغيّر من موقع حقائب «الأشغال» و»الصحة» و»التربية» و»الإتصالات» و»الطاقة». كذلك تمّ التفاهمُ على توزيعها عند حلّ العُقدة الدرزية بعد حصّة «المردة».

وإثباتاً لصدقيّة هذه النظرية، فقد تمترس الجميع خلف مواقفهم ولم يعد هناك أيّ أمل في تغييرٍ ما يمكن أن يطرأ. وهو ما قاد الى الحديث عن حكومة «أمر واقع» في الساعات القليلة الماضية والتي قد تُترجم في الساعات المقبلة وفي أمد يقاس في حدّه الأقصى نهاية الشهر الجاري بمعزل عن الإستحقاقات التي ينتظرها لبنان والمنطقة، سواءٌ تلك المتصلة بالعقوبات الأميركية على إيران وحلفائها في لبنان والمنطقة والتي أطلّ الجزءُ اللبناني منها في الساعات الماضية بتوقيع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، المجموعة الجديدة منها تجاه «حزب الله» والتي تهدف الى «حرمانه من الحصول على موارد لتمويل نشاطاته». وقد جاءت في ذكرى مرور 35 عاماً على الهجوم الذي استهدف مقرّ مشاة البحرية الأميركية (المارينز) في بيروت عام 1983.

وعلى رغم حجم المفاجأة التي أحدثها القرار الأميركي الجديد في توقيته، استباقاً للمرحلة الثانية من العقوبات الأميركية المفروضة على إيران والتي سيبدأ تطبيقُها في 5 تشرين الثاني المقبل، لا يتوقع اللبنانيون أيّ ردّ فعل فوري على هذا القرار، لا بل إنّ هناك اعتقاداً بأنّه سيواجَه بمزيد من السخرية من جانب «حزب الله» وإيران وحلفائهما مقابل الإعتراف المسبَق بعقم انعكاسات مثل هذه القرار على القيادة الحزبية وقادتها. ولكنّ ذلك لا يحول دون تمدّد القلق الى محيط الحزب الطبيعي وبيئته المذهبية والمالية والإقتصادية والإجتماعية، نتيجة التردّدات السلبية التي سيتركها عليها عندما ستصدر اللائحة الجديدة بالمؤسسات والشركات والأشخاص الذين سيطاولهم القرار بحكم صلاتهم بالحزب.

ثمّة مَن يقول إنّ شكل التعاطي مع القرار الأميركي الجديد سيُسقط الحديث عن أحد العوامل التي تسبّبت بتأخير تأليف الحكومة، وإن كان الأمر سيثبت نهائياً بعد ساعات على صدور هذا القرار أو عدمه، فإنّ الإشارة باتت واجبة الى الظروف الأخرى التي تحتّم الإنسياق الى حكومة «الأمر الواقع». فالتحذيراتُ التي أودعها حاكم مصرف لبنان رياض سلامة لدى المراجع السياسية المعنية وأطلّ بها الى العلن بعد لقائه رئيس مجلس النواب نبيه بري أمس الأول، يجب أن تؤخذ في الاعتبار وبالجدّية والخطورة التي تستحقها.

فإلى هذا الإنذار المالي والنقدي، ضمّ رئيس الجمهورية، على ما يبدو، مهلة نهاية الثلث الأوّل من العهد التي تُصادف نهاية الشهر الجاري، الى الإستحقاقات التي توجب البتّ بتأليف الحكومة، وهو ما جاراه فيها رئيس مجلس النواب الذي جمّد الدعوة الى جلسة تشريعية أمس الأول والرئيس المكلّف الذي تحدثت أوساطه عن تفسير جديد لحكومة «الأمر الواقع» التي تناقض «حكومة الأكثرية» في شكلها ومضمونها وهي قد تكون الوجه الآخر لحكومة «وحدة وطنية» ولن يغيب عنها أحد، وخصوصاً «القوات اللبنانية»، وإلّا لن يؤلّفَها. مع الأخذ في الاعتبار أنه عائدٌ للتو من مؤتمر الإستثمار في الرياض محمَّلاً بكمٍّ من التوقّعات والسيناريوهات الصعبة التي تتحدّث عن خضّاتٍ إقليمية ودولية قد تنعكس على لبنان. وبناءً على ما تقدّم، تبادلت أوساط سياسية ضيّقة أمس معلوماتٍ عن دعوة «مشفّرة» وجّهها مرجعٌ كبير الى وقف اللعب على حدّ السكين منعاً للوصول الى ما لا يرغب به أحد؟

 

المجلس السياسي «البرتقالي»: «ديوانية دردشة» تبحث عن دور

كلير شكر/موقع الجمهورية/السبت 27 تشرين الأول 2018

تجهد قيادة «التيار الوطني الحر»، وتحديداً رئيسها جبران باسيل، لحجب صبغة «الأحادية» عن طبيعة الحزب الحديث النشأة. «الاحتفاء» بمظاهر الانتخابات واحد من أدوات الترويج لأهمّية تأثير كل فرد في الحزب. ومع ذلك، التنقيب في عمق العمل الحزبي يُثبت أنّ هذه «البروباغندا» مناقِضة للجوهر. تجربة «التيار» في محاكاة الجمهور والتفاعل مع القواعد صارت «عتيقة»، لكنّ تجربة التنظيم الحزبي كهيكلية هرَمية مقوننة بقواعد صارمة، لا تزال طريّة العود، ولو أنّ عمرها تخطى السنتين.

قدّم الحزب نفسَه على أنه نموذجي يحاول بلوغ «الكمال» في ديموقراطيّته وريادته، أو الاقتراب منه. يقول باسيل منذ أيام «نحن الحزب الأول في لبنان، في كل شيء». هناك مَن فهم هذا «التشاطر» على أنّ التنظيم تمكّن من جذب أكبر عدد من المنتسبين (35 ألفاً)، ولكن هناك مَن فهمها أنها «مفاخرة» في كونه أكثرَ الأحزاب ديموقراطيةً وافساحاً في المجال أمام محازبيه للتعبير عن آرائهم وأنفسهم.

أما مسألة عدد المنتسبين فحمّالة وجوه، تستحقّ التدقيق إذا ما تبيّن أنّ جداول الانتسابات لا تخضع للتدقيق السنوي أو «إعادة التنسيب» ما يعني أنّ اللوائح المتّكل عليها تضمّ حُكماً محازبين منكفئين عن العمل الحزبي منذ سنوات، ولا يزالون مدرَجين على لوائح الشطب الحزبية.

لا شك في أنّ غالبية الأحزاب اللبنانية الأخرى ليست أفضل حالاً. لم تخرج من «شخصانية» قائدها أو من «عائليّتها». معظمها أسيرٌ للحالة التي يمثلها رأسُ الهرم، أو للقضية التي يحملها. هنا الأساس، أما بقية التفاصيل الحزبية فتصبح ثانوية، وأما العمل المؤسساتي المنتظم فيكاد يكون معدوماً. بهذا المعنى يصير الاستحقاق الثاني في سلّم أولويات «التيار الوطني الحر»، أي انتخابات المجلس السياسي لـ»التيار الوطني الحر»، محطة بارزة في المسار التنظيمي، تجذب اهتمامَ «التياريين»، لا بل جميع المعنيين بالحالة العونية ومَن يدور في فلكها، مع العلم أنّ هؤلاء يتخطون عدداً، مجموع حاملي البطاقات البرتقالية. الأحد 4 تشرين الثاني، سينتخب المجلس الوطني ستة أعضاء جدد للمجلس السياسي بعد انتهاء ولاية المجلس الحالي الذي سيكون الأقصر عمراً بين خلفائه ربطاً باتفاقٍ مسبَق يقضي بتقصير ولاية المجلس لكي لا تتضارب مواعيدُ الاستحقاقات الانتخايبة الحزبية. إلى الستة المنتخبين، ينضمّ نوابُ الحزب الحاليون ووزراؤه، وكذلك نوابه ووزراؤه السابقون، إلى جانب ثلاثة أعضاء يتمّ تعيينُهم من جانب رئيس الحزب، وأعضاء الهيئة التأسيسية.

وفق النظام الداخلي، يجتمع المجلس السياسي دورياً، مرة كل شهر. بداية كان الموعد صبيحة أوّل إثنين من كل شهر، ثمّ صار أوّل يوم جمعة مطلع كل شهر.

نظرياً، يُفترض أن يكون المجلس السياسي «مطبخ» الحزب الفكري. على مائدته تُطهى قراراتُ الحزب وتناقش أبرز القضايا السياسية التي يواجهها وكذلك أبرز المسائل الداخلية. توضع الاستراتيجيات، أو أقله ولكن عملياً، كان المشهد مناقضاً كلياً. القيمة المضافة التي يحملها أعضاء المجلس كونهم منتخبين، لا معنى لها طالما أنّ صوت هؤلاء لا يُصرَف في أيِّ قرار.

الموعد الشهري

تحوّل الموعدُ الشهري جلسة دردشة وشرب قهوة. جدول الأعمال الموضوع من جانب الرئاسة، قبل دقائق من موعد الاجتماع، يشجّع على النقاش، لكنّ المتحمّسين على المشاغبة والمساجلة، قلّة نادرة. أما الغلّة، فغالباً ما تكون «صفراً». يقول أكثر من مسؤول حزبي إنّ مهمة المجلس استشارية، لا تقدّم أو تؤخّر في قرارات رأس الهرم الممثل بباسيل تحديداً. كان الأخير يستعرض أحياناً ما في جعبته من معطيات سياسية، ويستمع إلى الآراء التي توضع أمامه، ولكن لا «تقريش» عملياً لأيِّ رأي أو فكرة أو طرح. وحين يتجرّأ أحدُهم على زرك رئيس الحزب في نقاش معيّن، يكون الهروب إلى حديث آخر «ثلثيّ المرجلة»، أو التذرّع بضيق الوقت... وإلّا اللجوء إلى متاهة التفاصيل. ولعلّ هذه الدينامية «غير المنتجة» هي التي منعت خمسة من الأعضاء المنتخبين، عدم تكرار التجربة. واحد منهم فقط هو زياد نجار (مدير مكتب خدمات باسيل) ترشّح لولاية جديدة، مع العلم أنّ الأخير من المجموعة التي عادة ما تتجنّب النقاشات الحادة أو معاكسة وجهة نظر رئيس الحزب. فيما البقية، وأبرزهم ميراي عون، انكفأوا عن الحلبة، لاعتباراتٍ لها علاقة بعدم فاعلية المجلس، خصوصاً أنّ هناك مَن راهن على قدرات تنفيذية قد يتمكن المجلس من «انتزاعها» بفعل الممارسة. وإذ برهاناته تسقط في الضربة القاضية. للإشارة فإنّ عضو المجلس نعمان مراد تقدّم باستقالته من الحزب بعد ترشّحه في الانتخابات النيابية على لائحة «القوات» في كسروان، مع العلم أنّه أبلغ أكثر من مرة إلى رئيس الحزب وقبيل الانتخابات نيّته بالاستقالة.

دورُ النواب والوزراء السابقين

يقول أحد أعضاء المكتب السياسي إنّ تركيبة المجلس تبعث في الأساس على التساؤلات حول دوره وأهمّيته. إذ إنّ مشاركة نواب ووزراء سابقين حتى لو كانوا حزبيّين تزيد من فضفاضيّته، وتحوّله ديوانية دردشة غير ذي منفعة. فلو كان النواب السابقون ناجحين في دوائرهم لما صاروا سابقين، وإذا كانوا ناجحين ودفعوا ثمن تحالفات الحزب، فكان لا بدّ من استثمار نشاطتهم بمهمات محدّدة يكلّفهم بها رئيس الحزب، أسوةً أيضاً بالوزراء السابقين للاستفادة من طاقاتهم. ولكنّ ضمّهم، حفظاً لماء الوجه إلى المجلس السياسي، أفقد الأخير فعاليته. يعطي عضو آخر رزمة دلائل على «خواء» دور المجلس السياسي. يكفي أنّ النقاش لم يصل مرة واحدة الى حدّ طرح أيّ مسألة مهمة أو غير مهمة على التصويت، أو أخذ رئيس الحزب برأي أكثرية الأعضاء من مسألة معيّنة. لم يحصل أن ناقش المجلس أيَّ استراتيجية مستقبلية لـ»التيار» أو خطة عمل أو منهجية... أكثر من ذلك، يقول أحدهم إنّ المتكلّمين على طاولة المجلس يكادون يكونون قلّة، فكيف بالحري المشاغبين؟ كانت ميراي عون من أكثر الشخصيات قدرةً على تصويب النقاش بموضوعية، فيما بعض النواب الحاليون كان يقدّم أحيانأً مداخلاتٍ هادئة وموزونة. لكنّ المحطات الفاقعة تكاد تكون نادرة. وشهد الاجتماع الأخير نقاشاً حاداً بين رئيس الحزب وأحد الأعضاء الذي اشتكى من عدم احترام الحزب لمبدأ فصل النيابة عن الوزارة انسجاماً مع مبادئه التي نادى بها طوال سنوات، متسائلاً عن معايير اختيار الوزراء. اللافت كان مساءلة الشخص نفسه عن الجهات المستفيدة من أسعار الفيول المستورد لتوليد الكهرباء.

الاستحقاق النيابي

ولكن في المقابل، عبر الاستحقاق النيابي بسلاسة على طاولة المجلس مع أنّه مادة دسمة للإشكالات والمناوشات، باستثناء جولات نادرة من المواجهات الكلامية، منها مثلاً حين أثار نعمان مراد مسألة ترشيحات الحزب في كسروان (عدم خضوع روجيه عازار للآلية التمهيدية)، فإنّ المشهد إختُزِل بالمستجدّات التحالفية التي كان يضعها رئيس الحزب أمام أعضاء مجلسه السياسي. ومع ذلك كانت الجلسات لا تخلو من نقاشات حادة قد تصل أحياناً الى «اشتباكات» كتلك التي حصلت بين الوزير السابق الياس بو صعب وناجي حايك على خلفية كلام الأوّل عن الوجود السوري، مع العلم أنّ حضور حايك على طاولة المجلس لا تفصَل عن إطلالاته المشاغبة عبر المنابر الإعلامية. رغم ذلك، يقول أحد الأعضاء، إنّ وظيفة المجلس لا تُختصر بصلاحياته، ولا بقدرته التأثيرية في قرار القيادة فقط، وإنما بدوره السياسي منبراً يمكن لإعضائه استثماره للتعبير عن وجهة نظر الحزب عبر وسائل الإعلام، أسوة بالنواب والوزراء. هنا أيضاً، أخفق كثيرون من أعضائه في ملء هذا الفراغ.

 

دولة تعمل بِطاقة 20 % كيف تنجَح؟

ريمون شاكر/موقع الجمهورية/السبت 27 تشرين الأول 2018

وكأنّ الأشهر الـخمسة التـي مضت ليست كافية لولادة طبيعية للحكومة، والـخوف من أن تأتـي الولادة مبتسرة، غيـر مكتملة النـموّ، فتسبّب تشوّهات خلقية ويضطر أولياء الأمر لاتـّخاذ قرارات صعبة ومـحرجة بـخصوص طريقة علاج مولودهم الـجديد. هذا ما حذّر منه الأميـن العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله، ناصحاً بعدم تـحديد موعد لولادة الـحكومة، لأنّ الـجنيـن الـمولود قبل ميعاده الطبيعي، تتـمّ تغذيته عن طريق أنبوبة، إلى أن يستطيع التنفّس والـمصّ والبلع ليـرضع، إمّا عن طريق صدر أمه أو «البيبـرونة»، وقد يعيش أو لا تُكتب له الـنجاة.

هذا هو حالنا، وحكومتنا الـموعودة تـحتاج إلى أكثـر من أنبوبة وأكثـر من صدر ليـرضعها وأكبـر من «بيبرونة».

إنّ ديـموقراطيتنا التوافقية «الملبننة» قضت على الديـموقراطية وعلى الأصول والدستور، وأصبحت جـميع الإستحقاقات الدستورية فـي مهبّ الرياح. فـي السنوات المس الأخيرة عاش اللبنانيون أربع سنوات فـي الفراغ الـمؤسّساتي القاتل: 11 شهراً تقريباً لتشكيل حكومة الرئيس تـمام سلام فـي نـهاية عهد الرئيس ميشال سليمان؛ ومرت سنتان ونصف السنة لانتخاب رئيس الـجمهورية العماد ميشال عون، وشهر ونصف الشهر لتشكيل حكومة الرئيس سعد الـحريري فـي بداية عهد الرئيس ميشال عون، والآن بعد خـمسة أشهر على التكليف لـم يـتـمكّن الرئيس سعد الـحريري من تشكيل الـحكومة. أيّ بلد فـي العالـم تتعطّل مؤسّساته الدستورية بنسبة 80 فـي الـمئة، ويبقى على «قيد الـحياة»؟

للأسف، فشلت الدولة فـي بناء مؤسّساتـها وفـي تـحصيـن دستورها. لـم يعد رئيس الـحكومة مَن يشكّل الـحكومة ولا رئيس الـجمهورية، بل أصبح رؤساء الأحزاب والكتل مَن يضعون شروطهم ويـحدّدون حصصهم الوزارية ونوعية الـحقائب وأسـماء الوزراء. إنه انقلاب على الدستور والقانون والأعراف، ولا توجد أيّ دولة فـي العـالـم تقبل أن تسيطر الأحزاب على مؤسّساتـها وتفرض شروطـها عليها. لقد أصبـحنا نعيش هاجس الإستـحقاقات الدستورية، وهاجس أمزجة رؤساء أحزابنا، وهاجس تدخّل الغرباء فـي شؤوننا.

أسئلة كثيـرة يطرحها الناس: إذا كان تعثّـرُ تشكيل الـحكومة سببه الـحقيبة الـخدماتية لـ «القوات اللبنانية»، فلـماذا عُرضت عليها وزارة العدل وليس وزارة أخرى، ما دام رئيس الـجمهورية متـمسّكاً بـها؟ لـماذا استفاقت الحصّة السنّية الـمعارِضة من غيبوبتـها فـي اللـحظة التـي وافقت «القوات» على حقيبة العدل؟ هل استشعر «حزب الله» خطرَ وجود «قوّاتـي» فـي وزارة العدل مع اقتـراب لفظ أحكام المحكمة الدولية؟ هل أنّ الـحكم الذي سيصدر بشأن ملكية الـ LBCI له علاقة بإبعاد «القوات» عن وزارة العدل؟ هل أنّ ضعف الـموقف السعودي بعد جريـمة الخاشقجي أضعف موقفَي الحريري و«القوات» فأصبحت حقيبة العدل خارج التداول؟ هل فشلت «القوات» فـي إدارة ملفّ حصّتها الـحكومية حيـن تراجعت سريعاً عن مطلب الـحقيبة السيادية إلى موقع نائب رئيس الوزراء؟ أم أنّ قول الدكتور سـميـر جعجع «يضحك كثيـراً مَن يضحك أخيرا»، هي التي قصمت ظهر البعير؟ إنّ الأسباب التـي تـجعل «الفول خارج المكيول» كثيرة جداً، وأهـمّها فقدان التوازن الوطنـي فـي التركيبة الحكومية، والـجشع اللامتناهي الذي أسقط كل الـمعاييـر الأخلاقية، بـحيث أصبحت الـحصص الوزارية «مطوّبة» للأحزاب وكأن لا وجود للمستقلّيـن الإختصاصيّـيـن الأكفياء فـي الدولة. فعدا عن الـ 51 فـي الـمئة الذين قاطعوا الإنتخابات، هناك أكثـر من 50 فـي الـمئة مِن الذين انتخبوا، لا يوافقون على نـهج هذه الطبقة السياسية التـي تتـحـكَّم بالبلاد والعباد والتـي أوصلت الوطن إلى هذا الدرك من الإنـحطاط والفقر والـمديونية والفساد.

إذا أراد رئيس الـحكومة وبالتوافق مع رئيس الـجمهورية حكومة «وحدة وطنية» فعلاً لا قولاً، فيجب تـمثيل حزبَـي «السوري القومي» و«الكتائب» وأيضاً «الـحراك الـمدنـي» والسنّة الـمعارضيـن. أمّا إذا أرادا حكومة «أكثريات»، فالمناصفة يـجب أن تـُحتـرم، ليس فقط طائفياً بل أيضاً فـي توزيع الـحقائب السيادية والـخدماتية وغيـرها، ويُطبّق مبدأ الـمداورة فـي الوزارات كافةً، على أن تُـحتـرم الأحجام التـي أفرزتـها الإنتخابات. وإذا اتّفقا على تـثـبـيـت حصّة رئيس الـجمهورية، فيجب أن تكون هذه الـحصة 4 وزراء لا ينتمون إلى أيّ حزب سوى حزب الكفاءة والإختصاص. (إثنان مسيحيان وإثنان مسلمان). أمّا فـي ما يتعلّق بـحصّة «القوات اللبنانية» التي تُعبر السبب الرئيسي فـي تعثّر تشكيل الـحكومة، فإننا بكل تـجرّد نقول إنّ حجمها التمثيلي يعطيها الـحق بـحقيبة سيادية أو ما يوازيها من الحقائب الخدماتية، ولا تـجوز العودة إلى لغة «الفيتوات» والمحظورات من أيّ فريق.

إنّ رئيس الجمهورية، وإن قُضـم بعضُ صلاحياته ظلماً، يبقى الوحيد القادر على فكفكة العُقد وتذليل الصعوبات وتـحقيق العدالة، لأنه أكبـر وأهمّ من كل الوزارات والحقائب، ولأنه رئيس الدولة والنظام وليس مجّرد الرئيس الـحكَم بيـن المتصارعين، وهو رمز وحدة الوطن والساهر على احتـرام الدستور، والـمحافِظ على استقلال لبنان ووحدته وسلامة أراضيه. هذه الـمكانة السامية والـمتميّزة لرئيس الجمهورية جعلتهُ مـمثّلاً للأمة اللبنانية جـمعاء والراعي للتوازنات الطائفية والحزبية والمناطقية، والوحيد الذي يقسم اليميـن الدستورية.

 

لا نريد دولة

جهاد جرجس/موقع الجمهورية/السبت 27 تشرين الأول 2018

الـ«لا» في بداية العنوان لم ترِد خطأً. أردتُها كما أردتُ «الدولة» عندما كنتُ صغيراً. لكن، كلّما كبرت وكبرت ورأيت الصغارَ يتحدثون عن بناء الدولة، ازداد شكّي بصوابيّة خياري الولّادي. بحثت عن هذه الكلمة، كلمة «دولة»، في قاموسنا الاجتماعي النفسي، فلم أجدها بالمعنى الّذي يتحدّثون عنه مَن هم فوق. توغّلت في بحثي الى أن وصلت الى الفينيقيّين، فوجدت «المدينة الدولة» التي تتحالف مع الغازي ضدّ جارتها. عدت أدراجي الى القرن العشرين فوجدت أنّ لفظة «دولة» رَسَخ معناها في ذهن اللبنانيّين منذ القرن السادس عشر: «الدولة هي العدوّ».

حاول أجدادُنا الهرب من الدولة، العثمانية والمملوكية و و و الى الجبال العاصية والوديان لأنّ الدولة تبحث عن الأراضي الخصبة والموانئ والممرات التجارية، وتضعف سطوتها كلما ابتعدت من المدن، فوكّلت الدولة زعماء اللبنانيّين بجباية الضرائب، وتركت لهم حصّتهم، للزعماء طبعاً. وكلّما ازدادت حاجة الدولة للمال زادت ضغطَها على الزعماء، الّذين أثقلوا بدورهم على الناس. الناس عندنا لم يجدوا مهرباً من هذا الضغط سوى التزلّم. فمَن كان زنده قويّاً أو صوته جميلاً أو له أيّ شيء جميل، نال حظوة، والباقون نضوة.

تدبّر الناس أمورَهم من دون دولة. تماماً كما يفعلون اليوم. وعندما حلّ الفرنسي في ربوعنا اشتممنا رائحة الدولة فقرفناها. الفرنسي الغبي يريدنا أن ننتظم في صفٍ مستقيم، نحن الّذين اعتدنا اللوفكة واللّف والدوران. أفلم نخرج للتو من أربعة قرون من العثمنة بعد أربعين قرناً منذ الفَينَقة؟

ارتحنا من الفرنسي لنعود الى تقاليدنا العريقة في رفض «الدولة» فاستقلّينا عن فرنسا ولم نستقلْ من مهامنا في تدمير كل ما هو نظام وانتظام. رحم الله حكّامنا بعد الاستقلال، الّذين تكلّموا لغة نفهمها عن «الدولة». فبـ«واسطتهم» نستطيع الوصول الى حيث شئنا دون الوقوف في الصف. فنحن نكره الوقوف، ونكره المشي ونكره التسلّق...

لكننا نحب الانبطاح.

 

لماذا انتقل ملف المية ومية من صيدا إلى الضاحية الجنوبية؟

علي الأمين/جنوبية/27 تشرين الأول/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/68435/%d8%b9%d9%84%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%85%d9%8a%d9%86-%d9%84%d9%85%d8%a7%d8%b0%d8%a7-%d8%a7%d9%86%d8%aa%d9%82%d9%84-%d9%85%d9%84%d9%81-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%8a%d8%a9-%d9%88%d9%85%d9%8a%d8%a9-%d9%85/

لماذا ممنوع على الشرعيتين اللبنانية والفلسطينية أن تحسما القرار الأمني والعسكري في مخيمات لبنان؟

لم تفلح محاولات الشيخ ماهر حمود، ولا جهود مكتب حركة أمل في حارة صيدا، في إيجاد حلول للاشتباكات التي جرت خلال اليومين الماضيين في مخيم المية ومية بين حركة فتح ومجموعة أنصار الله، فجرى رفع مستوى حركة الاتصالات بعد أن قام رئيس حكومة حماس في غزة إسماعيل هنية بسلسلة اتصالات مع قيادات لبنانية على رأسها الرئيس نبيه بري. أفضت هذه الاتصالات إلى نقل الملف إلى الضاحية الجنوبية، حيث جمع حزب الله عبر المسؤول عن الملف الفلسطيني النائب السابق حسن حب الله مسؤولين في حركة فتح على رأسهم أمين سر منظمة التحرير فتحي أبو العردات وماهر عويد عن مجموعة أنصار الله التي يرأسها جمال سليمان، وخلص الاجتماع إلى إعلان وقف إطلاق النار الفوري وهو ما يرجح أن يصمد، لأنه يؤدي إلى منع الشرعية الفلسطينية المتمثلة بحركة فتح من الحسم.

لماذا ممنوع على الشرعية الفلسطينية أن تحسم القرار الأمني والعسكري في مخيمات لبنان؟

بداية لا يستقيم أي تحليل لما جرى وسيجري في مخيم عين الحلوة ومخيم المية ومية، في ظل سيطرة قوى الممانعة، إن لم ننطلق من القاعدة الذهبية التي وضعتها الوصاية السورية منذ ما بعد اتفاق الطائف، وورثها حزب الله وسار عليها، وهي: منع الشرعية اللبنانية أو الشرعية الفلسطينية أو الاثنان معا من حسم المرجعية الأمنية والعسكرية للمخيمات. هذه السياسة المستمرة هي ما يفسر عدم قدرة حركة فتح وبدعم من الجيش اللبناني على حسم المعركة في مواجهة مجموعة اسمها أنصار الله متمركزة في المية ومية. لا تفسير لهذا العجز من قبل الشرعيتين اللبنانية والفلسطينية، إلا بوجود طرف من خارج المخيم يعمل على لجم توجه الحسم، خصوصاً أن الاستنفار السياسي الذي جرى ليل أمس الخميس من قبل حزب الله منع إنهاء المعركة، ودفع بمسؤولي حزب الله إلى إبعاد الملف تماما عن إشراف الجيش اللبناني الذي كان قد انتشر على أطراف المخيم، ونقله إلى بئر العبد في الضاحية الجنوبية.

السياسة المعتمدة والممنوع كسرها في إدارة ملف مخيمي عين الحلوة والمية ومية، هي عبر إبقاء المخيمات الفلسطينية عرضة للاستخدام السياسي وتوجيه الرسائل الأمنية وأن يبقى ساحة وملجأ للهاربين من القانون. لذا ممنوع أن تكون أي جهة أن تمسك أمن المخيم، وتتحمل أمام الدولة اللبنانية مسؤولياتها على هذا الصعيد، فضلا عن حماية أمن الفلسطينيين المقيمين فيه. من هنا يمكن فهم كيف أن الجيش اللبناني الذي غطى قرار فتح بالحسم لم يستطع إكمال مهمته كما حركة فتح. لقد كشفت المعركة الأخيرة عن وجود بعض التباينات بين الأجهزة الأمنية اللبنانية، والتي تنطلق بالدرجة الأولى من منع الشرعية اللبنانية من القيام بواجباتها حيال ضبط الأمن ومنع الجماعات المسلحة غير الشرعية من العبث بأمن المخيمات ومحيطها والأهم هو تحكم حزب الله بإدارة هذا الملف بناء على مصالحه المحلية والإقليمية.

كان طبيعيا ومنطقيا أن تبرز مطالبات من أبناء بلدة المية ومية، التي عانت من الاشتباكات الأخيرة بضرورة سيطرة الجيش على المخيم وإنهاء الوجود العسكري الفلسطيني فيه، وهذا مطلب حق، لا سيما أن الجميع بات يعلم من التجارب العبثية خلال أكثر من ثلاثة عقود، أن السلاح الفلسطيني في المية ومية لم يعد له أي وظيفة نضالية، بل تحول إلى سلاح عصابات ومافيات وبندقية للإيجار. قد يتوقف إطلاق النار وهذا على الأرجح سيتم، لكن على قاعدة تجدد الاشتباكات غبّ الطلب، وبناء على ما يريده الطرف المسيطر في البلد، وهذه هي مأساة أبناء المخيم وأبناء بلدة المية ومية، ولكن المأساة الأكبر هي مأساة الشرعيتين اللبنانية والفلسطينية باعتبارهما لا يتعرضان لمؤامرة من العدو الإسرائيلي بل من قوى تتلذذ باسم المقاومة والممانعة بالاستثمار بالدم الفلسطيني والدم اللبناني. ما لم تحسم الدولة اللبنانية قرارها بنزع السلاح الفلسطيني في المخيمات أو تنظيمه تحت سلطة الشرعية الفلسطينية، فإن مسلسل التخريب الأمني في المخيمات ومحيطها سيستمر حين تقتضي المصلحة، التي تناقض قطعاً طموحات الفلسطينيين واللبنانيين.

 

الحريري يحاول إقناع عون بـ«العدل» لـ«القوات»  

أسعد بشارة/الجمهورية/السبت 27 تشرين الأول

بصمت وبلا ضجيج إعلامي أو أيّ تسريب، يسعى الرئيس المكلّف سعد الحريري لفكّ عقدة تمثيل «القوات اللبنانية» التي بدت العقدة الوحيدة المتبقية، بعدما زالت العقدة الدرزية وراوحت العقدة السنّية بين تسجيل المواقف والاعتراض الاستعراضي، حيث لفت طوال أمس خفوت المطالبة بتمثيل سُنّة 8 آذار، في انتظار جلاء عقدة التمثيل المسيحي. يتركّز سعي الحريري لتأليف الحكومة خلال الـ 48 ساعة المقبلة، على حلّ العقدة المسيحية، التي من أجلها يُفترض أن يكون قد اجرى أمس أكثر من لقاء سرّي ومُعلَن مع المعنيين في «التيار الوطني الحر»، وربما مع رئيس الجمهورية.

وتتركّز هذه الديبلوماسية السرّية، حسب معلومات ثقة على محاولة إقناع الرئيس ميشال عون مجدداً بالتنازل عن حقيبة وزارة «العدل» لـ»القوات اللبنانية»، طالما أنه كان قد تنازل عنها وتراجع، بحيث لن يسجّل في خانته أنه تراجع لمصلحة «القوات» بل يكون كمَن اتّخذ «موقفاً كبيراً» لتسهيل التأليف، ومساعدة الرئيس المكلف، وإنقاذ عهده من فراغ حكومي طويل، لا بل من أزمة حكم، وهو المصرّ على أن تولد الحكومة قبل الذكرى السنوية الثانية لانتخابه رئيساً للجمهورية.

وبناءً عليه يجري الحريري اتصالات لإعطاء وزارة العدل لـ»القوات اللبنانية»، بعد شبه استحالة أن يتنازل أيُّ طرف عن حقيبته الثمينة، فلا «المردة» رضيت باستبدال وزارة «الأشغال»، ولا الحريري رضي بالتخلّي عن «الاتصالات»، ولا «حزب الله» رضي بالتخلّي عن «الصحة»، وكذلك بالنسبة الى الحزب التقدمي الاشتراكي في حقيبة «التربية»، ولم يعد أمام الحريري سوى إقناع رئيس الجمهورية «بفض المشكل» لكي يتم إعداد مراسيم التشكيلة الحكومية. تبدو كرة العقدة المسيحية في ملعب الحريري، لا في ملعب أيٍّ من الطرفين اللذين يتبادلان الاتّهامات بالتعطيل والجشع الوزاري. وفي هذا الاطار اشارت اوساط «القوات اللبنانية» الى أنّ «بروباغندا» التيار حول التنازل لها عن نيابة رئاسة الحكومة وحول التواضع في القبول بـ 4 وزراء بدلاً من 3 هي محض تكاذب وتضليل، فـ»القوات اللبنانية» هي التي تنازلت عن حصتها بـ 5 وزراء، وهي التي تنازلت عن حصتها بوزارة سيادية، وهي اليوم مَن يسهّل عمل الرئيس المكلف عبر تقديم بدائل أصبحت في عهدته. وترى أوساط «القوات» في خطاب التيار «استمراراً لأسلوب غير مقبول، فأحد نواب التيار (آلان عون) يحذّرنا من أنه سيبحث عن شريك آخر في الحكومة غير «القوات اللبنانية»، ونحن نردّ على هذا المنطق المُعتَوِر بسؤال النائب الكريم عمّا إذا كان هو يؤلّف الحكومة، أم أنه هو مَن يمتلك صلاحية تفويض الرئيس المكلف بطريقة تأليف الحكومة».

واشارت الأوساط نفسها الى «أنّ التيار يكمل السياسة نفسها، وهو يريد إحراجنا لإخراجنا، لكنّ هذا لن يتحقق، لأنّ الرئيس المكلف مصرٌّ على تأليف حكومة متوازنة، وهو صمد طوال هذه الفترة على رغم الضغوط التي تمارَس عليه لكي يشكّل حكومةً غير متوازنة، استعداداً وقائياً لإمكان فتح «حزب الله» وحلفائه ملفات على طاولة مجلس الوزراء لا تتّسم بالطابع التوافقي كملف التطبيع مع النظام السوري. وتختم أوساط «القوات» بالتأكيد أنّ الحريري وبعد عودته من السعودية تحديداً، لن يفرط بمشاركة حلفائه في الحكومة، وهو مصرٌّ على عدم التساهل في هذا الموضوع، تجنّباً للاستفراد والتطويق، وفرض سياسات يرفضها.

وفي المقابل تبدي أوساط «التيار الحر» عدم ارتياحها الى زيارة الحريري للمملكة العربية السعودية، وتشير الى أنّ موقف التيار من قتل الصحافي جمال الخاشقجي كان انتظار نتائج التحقيق. كما أنّ موقف التيار يعتبر أن لا علاقة للبنان بما يجري في السعودية وأنّ المطلوب علاقة رسمية بين دولتين تربطهما مصالح مشتركة. أما عن سبب الارتياح الى زيارة الحريري للرياض، فتقول الأوساط «أنّ ذلك سيمنحه بالتأكيد هامش حركة أوسع لضبط حلفائه، ومنعهم من استعمال القناة السعودية لتطويقه وابتزازه، وهذا أمرٌ يمكن أن يسرع في تأليف الحكومة».

 

لا صلاحيات للرئيس المكلف سوى التأليف أو الاعتذار

  نقولا ناصيف/الأخبار/السبت 27 تشرين الأول 2018

لا يحمل الرئيس سعد الحريري رقماً قياسياً في تنكّبه تأليف الحكومة. دخوله الشهر السادس يظل رحيماً بازاء سلفه الرئيس تمام سلام، مع ان العراقيل التي جبهها نفسها تقريباً تعصف بالخلف. كذلك قبلاً سلفاه الرئيسان نجيب ميقاتي وفؤاد السنيورة

في التجربة الحالية للرئيس المكلف سعد الحريري، خلافاً لحكومة 2016 كما الحكومات الخمس التي سبقته منذ عام 2005، الى جانبه الاحتياط السنّي الثقيل: رؤساء الحكومات السابقون. اسلافه القريبون اذا كان لا بد من استثناء الرئيس سليم الحص.

منذ تكليفه، يطل هؤلاء مرة تلو اخرى للدفاع عن «صلاحيات رئيس مجلس الوزراء» والردّ على حملات يُعتقد انه يواجهها، او تحاول الانتقاص من صلاحياته الدستورية: تارة بالقول ان الفاعل هو رئيس الجمهورية ميشال عون، وطوراً بإلقاء التهمة على وزير الخارجية جبران باسيل ابرز مفاوضيه لكونه صهر الرئيس يسعه التفاوض باسمه احياناً او لكونه رئيس الكتلة النيابية الكبرى في البرلمان منتزعاً هذا الامتياز من تيار المستقبل بعدما قبض عليه منذ عام 2005.

منذ التكليف، اجتمع الرؤساء السابقون للحكومة، نجيب ميقاتي وفؤاد السنيورة وتمام سلام، مرتين بالحريري في بيت الوسط في 30 حزيران، ثم في 21 تشرين الاول، واصدروا في المرة الثالثة موقفاً في 4 ايلول استهجنوا بياناً اصدره رئيس الجمهورية ضمّنه «ملاحظات» على مسودة اولى لحكومته سلمها اليه الحريري في اليوم السابق 3 ايلول. انتقدوا ما سمّاه الرئيس معاييره، واخذوا عليه ما عدّوه انتقاصه من صلاحيات رئيس مجلس الوزراء، ودقوا جرس إنذار استهداف طائفتهم وموقعها في الدستور والنظام. ردّدوا ذلك ايضاً في مواقف منفردة.

لم يسبق ان اجتمعوا لسبب مماثل في محطات تكليف اي منهم. الا انهم فعلوا اكثر من مرة ابان التحضير لعزل المفتي السابق للجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني عامي 2013 في حكومة ميقاتي وكان ثالث ميقاتي والسنيورة الرئيس عمر كرامي، و2014 في حكومة سلام. مع ذلك لم يكن ما قدمه المفتي المتقاعد للسنيورة قليل الاهمية، يوم أمّ الصلاة في السرايا على رأس وفد من المشايخ السنّة في 2 كانون الاول 2006، غداة اعتصام قوى 8 آذار والتيار الوطني الحر في الوسط التجاري لبيروت. سُجّلت حينذاك سابقة كان يصعب هضمها تحت وطأة نزاع مذهبي سنّي ـ شيعي، سارع السنيورة الى محاولة استيعابها، بدعوته مفتي صور وجبل عامل السيّد علي الامين في 13 نيسان 2007، كي يؤم المصلين ايضاً في القاعة الكبرى في السرايا. في ما بعد قال قباني ان اقتحام السرايا «خط احمر»، صابغاً اياها باللون السنّي.

في المواقف الاخيرة للرؤساء السابقين، تنديد بمحاولة الاعتداء على صلاحيات رئيس مجلس الوزراء، واصرارهم على انه هو - ولا احد سواه - يؤلف الحكومة التي سيرئس، من دون ان يتمكن اي منهم ما بين عامي 2009 و2014 ان يكون كذلك بين فريقي 8 و14 آذار.

قد لا يكون هذا الدفاع مبرّراً بالقدر الكافي تبعاً لملاحظات، منها:

1 - «الرئيس المكلف» غير «رئيس مجلس الوزراء». ما دام في مرحلة مفاوضات تأليف الحكومة، فالرجل ليس سوى رئيس مكلف، ولم يمسِ رئيساً لمجلس الوزراء.

2 - لا يمكن مطابقة صلاحيات رئيس مجلس الوزراء الواردة في الدستور على انها اضحت حقوق الرئيس المكلف واختصاصاته. ما لم يصدر مرسوم تعيينه رئيساً للحكومة يوقعه رئيس الجمهورية منفرداً، لا يعدو كونه رئيساً مكلفاً تبعاً لبيان التكليف المسند الى الاستشارات النيابية الملزمة. بصدور مرسوم التعيين يصبح رئيساً لمجلس الوزراء صاحب كيان دستوري، حاملاً اللقب، ويقتضي ان يذهب وحكومته الى مجلس النواب لنيل الثقة كي يباشرا ممارسة السلطة.

في ما مضى حمل الزعيم الاول المتقاعد نور الدين الرفاعي لقب «دولة الرئيس»، وحُسب رئيساً لمجلس الوزراء مع صدور مرسوم تعيينه وحكومته، مع ان عمرها لم يدم لأكثر من ثلاثة ايام، ما بين 23 ايار 1975 و26 منه، حينما استقال في الجلسة اليتيمة لحكومته، فلم تمثل امام مجلس النواب. لكنه اضحى رئيساً سابقاً للحكومة. قبله، نائب طرابلس امين الحافظ عُيّن في 25 نيسان 1973 رئيساً للحكومة، ومارس وحكومته السلطة قبل المثول امام مجلس النواب، بيد انه اخفق في الوصول الى ابوابه. استقال رئيسها في 14 حزيران، وُعدّ رئيساً سابقاً.

قبل تجربتي 1973 و1975، سابقة مهمة تعود الى عام 1952، فيها كل عِبر الصدام بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة عندما يبلغا الحائط المسدود. حاول الرئيس بشارة الخوري تأليف حكومة يواجه بها معارضيه، فاصطدم بمقاطعة سنّية عامة. كلّف ناظم عكاري تأليفها فأبصرت مراسيمها النور في 9 ايلول 1952 من دون ان تمثل امام البرلمان. ثم استقالت. تلتها في 14 ايلول حكومة صائب سلام لم تمثل بدورها، واستقالت في 18 ايلول. حاول الشيخ بشارة تكليف حسين العويني ترؤس الحكومة فاعتذر، فذهب اذذاك الى خيار قائد الجيش اللواء فؤاد شهاب. عامذاك، للمرة الاولى، حمل عكاري وسلام صفة رئيس مجلس الوزراء بعدما صدرت مراسيم تعيينهما وحكومتيهما، بينما لم يحز العويني الصفة الا عام 1951 عندما ترأس الحكومة الثلاثية. كان ذلك الفارق الحتمي بين رئيس مكلف وآخر ممارس.

لا يفوت الكلام هنا القول ان صدور مرسوم التعيين عن رئيس الجمهورية، جعل شهاب رئيساً سابقاً للحكومة بتوقيع الشيخ بشارة عام 1952، والعماد ميشال عون رئيساً سابقاً للحكومة عام 1988 بتوقيع الرئيس امين الجميّل. كلتا الحكومتين لم تمثلا امام مجلس النواب، وجيء بهما في ظروف استثنائية.

يصر الرؤساء السابقون للحكومة على ما لم يتمكّن أيّ منهم من القيام به

بعد اتفاق الطائف لا رئيس مكلفاً اعتذر عن تأليف الحكومة الا الحريري نفسه، في حكومته الاولى عام 2009. أُعيد تكليفه، فألّفها.

3 - لا صلاحيات للرئيس المكلف، وهو لا يرث - بمجرد تكليفه - الصلاحيات الدستورية لرئيس مجلس الوزراء، كون استقراره في المنصب غير محسوم وغير نهائي. صدور المرسوم وحده يمنحه لقب «دولة الرئيس». ليس في الدستور صلاحية للرئيس المكلف سوى ما تنص عليه الفقرة 4 من المادة 53 (توقيعه مرسوم تشكيل الحكومة بالاتفاق مع رئيس الجمهورية)، والفقرة 2 من المادة 64 (اجراء استشارات تأليف الحكومة)، على ان الدستور يفرد فقرات المادة 64 في تحديد صلاحيات «رئيس مجلس الوزراء» تارة و«رئيس الحكومة» طوراً، كما في مواد اخرى، انطلاقاً من قاعدة ان الرجل كرّس مرسوم تعيينه كيانه الدستوري. في بساطة، تقتصر صلاحيات الرئيس المكلف على التأليف او الاعتذار، وعلى رئيس مجلس الوزراء ممارسة السلطة وفق اختصاصاته او الاستقالة. والبون بين الاثنين شاسع.

 

القوات اللبنانية: الحريري ورّطنا!

ليا القزي/الأخبار/السبت 27 تشرين الأول 2018

خلف الصراع العلني بين التيار الوطني الحرّ والقوات اللبنانية، يقف من «دفش» قيادة معراب إلى معارك خاسرة، نتيجة قراءته الخاطئة للمفاوضات الوزارية. هو رئيس الحكومة المُكلّف سعد الحريري، الذي وعد «القوات» بحقيبة سيادية وبوزارة العدل، قبل أن «يكتشف» أنّه غير قادر على أن «يأخذ توقيع» الرئيس ميشال عون. كلّ معركة تشكيل الحكومة، خيضت تحت عنوان «صراع التيار الوطني الحرّ - القوات اللبنانية». وعلى رغم تفرّع عدّة عناوين ثانوية عنه، تُحاكي أوجهاً أخرى من الخلافات حول الحصص الوزارية، إلا أنّ العقدة الأساسية كانت في الشدّ والإرخاء بين حليفَي «إعلان النوايا». ولكن عملياً، مشكلة القوات اللبنانية الحقيقية، ليست مع العهد الرئاسي أو «التيار»، ولو أنّهما بالتأكيد غير راغِبَين في أن تنال قيادة معراب تمثيلاً «أكبر من حجمها» أو أن يتنازلا لمصلحتها. مُشكلة «القوات» هي مع رئيس الحكومة المُكلّف سعد الحريري، الذي بالغ في إلزام نفسه بالتزامات تفوق قدرته السياسية، وهي أصلاً بحاجة إلى موافقة القوى الأخرى، من أجل أن تمرّ. ظنّ الحريري في بداية تكليفه أنّ بإمكانه «تبييض الوجه» مع السعودية والقوات اللبنانية، بتخصيصها بحقائب «أكبر» منها، تُسحب من حصّة رئيس الجمهورية والتيار العوني، فكان له هذا الثنائي بالمرصاد. ثمّ كان الحريري يتمسّك بأي «أمل»، وبإشارات تبيّن أنها خاطئة، يبني عليها تركيبة حكومية، لا تلبث أن تسقط، وتخسر في نتيجتها القوات اللبنانية «شرطاً» من شروطها.

يُخبر نائب قواتي بارز أنّ المشوار الحكومي لحزبه «بدأ بأنّ حصتنا تشمل الحقائب التي تسلمناها في الحكومة السابقة: الصحة والشؤون الاجتماعية والإعلام ومنصب نائب رئيس الحكومة. من هنا بدأت المفاوضات». منذ البداية، «افترضنا أنّه، بالواقعية السياسية، لن ننال حقيبة سيادية». يقول النائب ذلك، مُجرّداً من كلّ «الكفوف» التي تفرضها المفاوضات السياسية، ومن كلّ الكلام عن تقاسم مع التيار الوطني الحرّ. ما حصل، أنّ «سعد الحريري ورّطنا في موضوع الحقيبة السيادية، مُصّراً على أنّ من حقّنا أن ننالها». أمام هذا العرض السخي من جانب الرئيس المُكلّف، «تخلينا عن الصحة، لا سيّما بعد أن تمسّك بها حزب الله. فأصبح مطلبنا الحصول على سيادية». رفض فريق العهد التخلّي عن الدفاع وعن الخارجية، مُلقياً بالكرة في ملعب حلفائه في «8 آذار» حتّى لا يقف هو في مُقدّمة المدفع المُعارض لهذا المطلب، وأصبحت القوات اللبنانية في موقع «المفاوض» للتخلّي عن «السيادية». لم يكن الرئيس ميشال عون أو الوزير جبران باسيل من وعد «القوات» بحقيبة سيادية، بل رئيس الحكومة المُكلّف من دون أن يُحسن تقويم قدرته على الالتزام بذلك.

لم تكن تلك المرّة الأولى التي يُخيّب فيها الحريري آمال قيادة معراب. ما حصل بموضوع وزارة العدل، دليلٌ آخر. «الحريري وعَدَنا بها»، يؤكّد النائب. ظنّت القوات اللبنانية أنّ رئيس تيار المستقبل بتّ بالأمر مع رئيس الجمهورية، «ليتبين أنّ الوزير غطاس خوري كان يتحدّث في أرمينيا مع عون، وفَهِم منه إمكانية التخلي عن العدل. بناءً عليه عرضها الحريري علينا». إدارة فريق رئيس الحكومة للمفاوضات، والسعي الحثيث لإنهاء التشكيلة بأي ثمن، ربما يكونان السبب خلف هذه «الفاولات»، التي «تدفع ثمنها» القوات اللبنانية، وتُظهرها بأنها ترفع السقف ثمّ ما تلبث أن تُقدّم التنازل تلوَ التنازل. وعلى رغم كلّ شيء، «سندخل إلى الحكومة، لأنّه على العكس ممّا يعتقد الجميع، المُعارضة لأربع سنوات ستكون مُكلفة شعبياً، كما أنّنا لن نترك الفريق الثاني يتحكّم بمجلس الوزراء وحده». ماذا عن تأثير ذلك على الرأي العام القواتي؟ «هو واعٍ إلى أهمية أن نكون ممثلين». تواسي القوات اللبنانية نفسها بأنّ «الأهمّ من نوعية الحقيبة، اختيار وزراء يُحدثون فرقاً. في المرّة الماضية، اخترنا بيار بو عاصي وغسان حاصباني اللذين لم يكن حضورهما بين الناس كبيراً، لكننا استطعنا التأثير وتنفيذ جزء من مشروعنا». القسم غير المُنفذ، «نتحمّل نحن مسؤولية جزءٍ منه، وهناك العرقلة التي تعرضنا لها». حالياً، الثابت هي حقائب الشؤون الاجتماعية والثقافة وموقع نائب رئيس الحكومة، «والأسماء أصبحت جاهزة».

القوات: جنبلاط غدر بنفسه وما قام به أضعف معركتنا قليلاً

تقف القوات اللبنانية اليوم وحيدةً في معركتها الحكومية، بلا حلفاء (في لبنان) تسند ظهرها إليهم. رئيس الحكومة «يتصرّف وفق مصلحته، التي التقت هذه المرّة مع مصلحتنا». أما النائب وليد جنبلاط، فلم يطل الأمر قبل أن يلتفّ مُجدداً، مُسوياً وضعه مع رئيس الجمهورية. ما قيل عن اتفاق بين «القوات» والحزب التقدمي الاشتراكي، بأن يدخلا معاً إلى مجلس الوزراء أو أن يُكونا في «المعارضة» معاً، بقي خاضعاً لعامل اللاثقة بين جعجع والنائب السابق وليد جنبلاط. زيارة الأخير إلى قصر بعبدا وتسليمه ورقة بأسماء خمس شخصيات تنتمي إلى الطائفة الدرزية لاختيار احدها (أو أحد مرشّحي النائب طلال ارسلان الخمسة) «وزيراً درزياً ثالثاً»، وامتعاض «القوات» من الخطوة، يؤكدان ذلك. يرد النائب بأنّه «غير دقيق، لأنّنا لم نغدر بجنبلاط مرّة، على رغم كلّ المقالب التي نفّذها بـ14 آذار». هل هو الذي غدر بكم؟ «غدر بنفسه»، يجيب النائب القواتي، مُضيفاً بأنّ «ما قام به لم يُزعجنا، ولو أنّه في النقاط أضعف معركتنا قليلاً».

 

في السلاح الفلسطيني..

 علي نون/المستقبل/27 تشرين الأول/18

ليست أخباراً مؤنسة (بطبيعة الحال) الاشتباكات الداخلية المتكررة في مخيم الميّة وميّة الفلسطيني قرب صيدا.. مثلما أنها لا تستحضر في الذاكرة المزدوجة اللبنانية والفلسطينية سوى صوَر الخراب العميم الذي أفضى في خلاصاته إلى تدمير لبنان من دون استعادة شبر من فلسطين!

وتلك الاشتباكات في ذاتها قبل تأويلاتها وتحليلاتها، تصيب اللبنانيين بضيم إضافي وغير مفهوم: إذا كانت معضلة سلاح "حزب الله" ممكنة التأويل إنطلاقاً من حقبة الاحتلال الإسرائيلي ومقاومته.. ثم ترجمة لنفوذ الوصاية الأسدية بداية! ثم للواقع الذي استجد غداة اندحارها لاحقاً وَوَضع "حزب الله" في موضع الوريث الجزئي لها.. ثم تحوّل هذا السلاح إلى "قضية" أكبر من لبنان الجغرافيا والكيان والدولة والدور، وتأكّد "وزنه" في الاستراتيجية الإيرانية، وصارت "معالجته" شأناً متصلاً بتلك الاستراتيجية أولاً وثانياً.. وعاشراً!

.. وإذا كانت مرحلة السلاح الفلسطيني في الخارج انتهت باتفاق أوسلو شرعياً بعد انتهائها شارعياً! وقبله باتفاق الطائف لبنانياً، عملياً ودستورياً بعد إعلان انتهاء الحرب اللبنانية.. وإذا كان القرار 1701 أنتج معادلة "محترمة" من قبل المعنيين به. وهذه عنت وتعني ضوابط ميدانية وغير ميدانية كثيرة منها ما يمنع أي تفلّت سلاحي فلسطيني باتجاه الحدود الجنوبية وبصرامة وحزم واضحين.. وإذا كانت القوى والأسلاك العسكرية والأمنية الشرعية اللبنانية قادرة على حماية الأمن الوجودي للفلسطينيين كما للبنانيين (خارج سردية مقاومة حزب الله).. فماذا يفعل السلاح الفلسطيني في مخيمي عين الحلوة والميّة وميّة؟! وأي وظيفة له؟! وأي مبرّر؟! وأي دور؟!

وهذه الأسئلة كان يفترض أن تأتي الأجوبة عنها منذ مطالع تسعينيات القرن الماضي. أي بعد الشروع في تصفية الحرب وظواهرها. وبعد حلّ الميليشيات العسكرية اللبنانية. وبعد اكتمال الانكفاء الفلسطيني المسلّح إلى داخل المخيمات. لكن سلطة الوصاية الأسدية كان لها رأي آخر! وهي بطبيعتها الأولى لم تكن من النوع الذي يوزّع الهدايا مجاناً، بل أرادت لكل خطوة ثمناً! أو بالأحرى لكل ورقة تملكها مقابل موازٍ في سياق استراتيجيتها المألوفة إزاء النزاع مع إسرائيل والذي يعني من ضمن معانيه الكثيرة أن يبقى ذلك النزاع مفتوحاً (أو مربوطاً) في لبنان وليس في سوريا ولا في الجولان! .. والورقة الخاصة بالسلاح داخل المخيمات كانت جزءاً من ذلك السياق خصوصاً وأنها صارت أسدية بالكامل بعد أن أُخرج ياسر عرفات من دائرة التأثير الثقيل أو الخفيف فيها!

وعلى الهامش التفصيلي يُذكر بأنه في موازاة المفارقة التي ولّدتها حقيقة أن الميليشيات اللبنانية تُسلّم سلاحها فيما تبقى "الميليشيات الفلسطينية" في مخيّماتها مسلّحة، كانت للتكتيكات الأسدية الصلفة والمحسوبة والمبنيّة في استراتيجيتها على ضعضعة قصّة السيادة اللبنانية وتحطيم آمال الغاشين و"الأبرياء" بعودة الدولة من غربة الانكسار والتلاشي.. كان لتلك التكتيكات ظاهرة عجيبة غريبة لم يستطع أحد إعطاء تفسير منطقي واحد لها، وهي إبقاء قواعد متفرقة لـِ"القيادة العامة" التي يقودها أحمد جبريل، في أنفاق الناعمة جنوب بيروت وفي قوسايا البقاعية وربما في غيرهما!

.. الغريب راهناً، هو أن يستمر الوضع الداشر في مخيّمي منطقة صيدا على حاله! برغم أن هذه "الورقة" لم تعد ذي وزن! ولا يُحسب حسابها لا في موازين "المقاومة" ولا في تخريفة المفاوضات مع إسرائيل.. وأوّل وأشجع مَن أقرّ بذلك هو رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الذي أعلن مراراً وتكراراً أن الفلسطينيين في لبنان تحت سلطة القانون وليسوا خارجه ولا فوقه وأنه يرضى بأي إجراء تتّخذه الشرعية اللبنانية.. لكن الواضح في المقابل، هو أن لـِ"حزب الله" وربما لغيره، حسابات أخرى لا تأخذ بدورها في الاعتبار أي معطيات من خارجها بما في ذلك معاناة أهل المخيمات قبل غيرهم، من وطأة هذا السلاح وتوظيفاته وبلاياه السوداء!

 

زيارة نتنياهو إلى عمان: تمهيد إيراني للتفاوض حول العقوبات

 سهى جفّال/جنوبية/27 تشرين الأول/18

الكاتب والمحلل السياسي مصطفى فحص عن زيارة نتنياهو لسلطنة عمان: "عمان المكان الأفضل والمناسب لتلتقي فيه إيران وأميركا وإسرائيل من أجل خوض مفاوضات ما قبل الرابع من تشرين ثاني".

شكلت زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى سلطنة عمان أمس ولقائه السلطان قابوس بن سعيد الحدث الإقليمي البارز الذي غطى على كل المجريات والتطورات في المنطقة، لاسيما أنها تأتي في ظلّ إحتدام الصراع العربي – الإسرائيلي والهجوم على المخيمات الفلسطينية في الضفة الغربية وغزة وفي ظلّ قرار ترامب الذي قضى قبل شهور بنقل السفارة الأميركية إلى القدس.

إلى ذلك تكتسب هذه الزيارة أهمية لحدوثها بشكل مفاجئ و ما رافقها من تسجيل موقف غير معلن يظهر عمان بصفتها مؤيدة لصفقة القرن التي تقضي بالتخلي عن القدس لصالح إسرائيل، وكأن المقاطعة التي تلتزم بها الدول العربية والخليجية تجاه إسرائيل لا تعنيها.

حجم الانتقادات العربية والدولية التي تعرضت لها سلطنة عمان دفعها إلى توضيح سبب الزيارة مشيرة إلى أن “الزيارة الفلسطينية والإسرائيلية تمت بطلب من كليهما ا، مؤكدة أن “عمان ليست وسيطة إنما تقدم التيسيرات فقط”، كما أن نتنياهو وصف هذه الزيارة بأنها “أول زيارة رسمية على هذا المستوى منذ 1996، وأنها تشكل خطوة ملموسة في إطار تطبيق سياسته الرامية إلى تعزيز العلاقات الإسرائيلية مع دول المنطقة”. وصدر بيان مشترك للبلدين جاء فيه أنه تم التطرق خلال الزيارة إلى “سبل دفع عملية السلام في الشرق الأوسط، كما جرى مناقشة عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك، والتي تهدف إلى تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة”. الكاتب السياسي والصحافي مصطفى فحص قال في حديث لـ “جنوبية” “إنها ليست الزيارة الأولى من نوعها لشخصية إسرائيلية رفيعة المستوى لسلطنة عمان”. أضاف ” موقف سلطنة عمان من القضية الفلسطينية هو موقف غائم”، مشيرا إلى أن أول زيارة للرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات كانت عام 1998 ولم تكن السلطنة تولي اهتماما بالقضية الفلسطينية يوازي اهتمام الدول عربية الأخرى وبعض دول الخليج كالسعودية والكويت”. يتابع حديثه معتبرا أنه “كان لعمان مسافة خاصة من القضية الفلسطينية وذلك ضمن السياسات التي كانت تتبعها في المنطقة كدولة تلتزم الحياد في أغلب قضايا المنطقة، من الحرب العراقية – الإيرانية إلى حرب الخليج الثانية، إلى الخلافات مع إيران وحرب اليمن.هي دولة ذات موقف أقرب إلى الحياد وقد بقيت مصرة على دور الوساطة الذي تلعبه عبر ممرات سياسية وقنوات دبلوماسية”.

وقال فحص “المفارقة الآن أنه خلال الأزمة الخليجية – الخليجية والإيرانية- الخليجية، نستطيع القول إن عمان تحولت إلى ممر سياسي إلى إيران، ولا أحد يستبعد في هذه الفترة التقاء واشنطن وطهران في مسقط كما التقيا منذ سنوات بعيداً عن أنظار المجتمع الدولي من أجل ترتيب الاتفاق النووي، وقد يكون هناك لقاءات إيرانية – عمانية، وبما أن إسرائيل تطالب بأن تكون حاضرة في كل المشاروات الأميركية – الإيرانية يبدو أن أهداف هذه الزيارة تصب في هذا السياق. وبما أن عمان قادرة على أن توفّر مكانا على أرضها تلتقي فيه إيران وأميركا من الممكن أن يفتح هذا اللقاء الثنائي الباب أمام لقاء ثلاثي بطريقة مباشرة أوغير مباشرة”.

شرح فحص أنه “منذ فترة تم ترتيب وضع الجنوب السوري فجرت في إحدى العواصم العربية لقاءات غير مباشرة بين الإيرانيين والإسرائيليين برعاية روسية من أجل الابتعاد عن حدود فلسطين المحتلة في منطقة الجولان بالجنوب السوري”،

مستنتجا أن “عمان هي المكان الأفضل والمناسب للقاء لأطراف الثلاثة أي إيران والعرب وأميركا من أجل خوض مفاوضات ما قبل الرابع من تشرين الثاني وهو تاريخ بدء العقوبات المشددة على إيران لمنعها من تصدير نفطها”

كما رأى فحص أنه قد يكون ثمة فرضية ثانية للزيارة الإسرائيلية إلى عمان، ورأى ان “عمان التي لم تقطع علاقاتها بالرياض وإيران إستغلت هذا الدور لتكون أيضا وسيطة بين الخليجيين والاسرائيليين بما انها تتمتع بعلاقة علنية مع اسرائيل لم تصل إلى مستوى التمثيل الدبلوماسي الكامل، خصوصا أن هناك من يدفع إلى ترتيب الوضع الخليجي – الخليجي وإلى إعادة المفاوضات الفلسطينية – الإسرائيلية بإعتبار أن المنطقة سوف تكون منشغلة عام 2019 بإيران والأولوية ستكون بالتالي لمواجهة الأخيرة وليس للصراع العربي – الإسرائيلي”.

ويضيف فحص ان “الملك سلمان أطلق تسمية قمة القدس على القمة العربية التي عقدت في الرياض وقامت الأخيرة بتغطية المالية لحاجات السلطة الفلسطينية ووصلت المبالغ التي دفعتها 250 فوق مليون دولار، فيما بعد الدول التي تتشدق بالدفاع عن إسرائيل لم تقم بأي خطوة من أجل دعم القضية خصوصا ان الرياض تقف بحزم امام الإدعاءات التي تقول بان هناك من يريد تميرير ما يسمى بصفقة القرن”. والملاحظة الأخيرة بحسب مراقبين، انه رغم الإدانة الإيرانية الباردة لزيارة نتنياهو لعمان، مع تأكيد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي على انه ” لا ينبغي للدول الإسلامية بالمنطقة أن تفسح للكيان الصهيوني الغاصب وبضغط من البيت الأبيض بالتحرك لإثارة فتن ومشاكل جديدة في المنطقة”، إلا انه من غير المتوقع أن تتخذ طهران إجراءات عملية تجاه السلطنة لسبب أنها لا تزال تعتبرها نافذتها على الخليج العربي بسبب تمايزها السياسي وعدم إنخراطها في الحرب باليمن وعدم مشاركتها أيضا في قوات درع الخليج، ما وضع إيران وجارتها عمان في موضع يستفيد منه البلدان، تلعب فيه السلطنة دورها المعتاد كوسيط محايد في الأزمات، وتكون أرضها مسرحا لمفاوضات تتقاطع فيها مصالح جميع الأطراف.

 

السلطان قابوس مهندس خرائط طريق الحلول الحكيمة

 أحمد الجارالله/السياسة/28 تشرين الأول/18

في الوقت الذي كان يتقاتل فلسطينيون على أزقة مخيم المية والمية في جنوب لبنان، كان هناك من يفتح الأبواب من أجل خلاص الشعب المنكوب من مأساته التي تسبب بها قادة عرب جعلوا من القضية الفلسطينية ممراً لتزعُّم العالم العربي، وفلسطينيون جعلوها سلعة رابحة للاستثمار.

طوال سبعين عاماً لم يستمع العرب لصوت العقل، ولم يدركوا أنهم لن يستطيعوا تحرير الأرض ورمي اليهود في البحر، أو إعادتهم من حيث أتوا بالحماسة والشعر والشعارات، ولا أيضاً بالإرهاب واستعداء العالم الذي يفهم لغة المصالح أكثر بكثير من العواطف، ولهذا ذهبت كل المحاولات أدراج الرياح لأن سيف التخوين كان مصلتاً على رقاب عقلاء هذه الأمة.

اليوم حين يستقبل سلطان عمان قابوس بن سعيد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بعد لقائه الرئيس الفلسطيني محمود عباس، فإنه يضع التسوية على سكة الحل الذي طال الحديث عنه، لكن لم تكن هناك أي خطوات فعلية من أجله، بل محاولات ممجوجة في سبيل الاستثمار أكثر بالدم الفلسطيني، في مقابل حصارات ومآسٍ إنسانية يعيشها يومياً كل الفلسطينيين، سواء أكان في الداخل أم الشتات. في أواخر ستينات القرن الماضي، وبعدما جرَّب جمال عبدالناصر كل أساليب التثوير والتعبئة لجعل القضية بوابته إلى زعامة العالم العربي، ونقل عدوى الانقلابات إلى بقية دوله، وصل إلى قناعة أن الواقعية الحقيقية تكمن في البحث عن تسوية سلمية تنهي الصراع، وتحافظ على حد أدنى من الأراضي الفلسطينية القابلة لأن تكون دولة، وعلى هذا الأساس تلقف مبادرة روجرز، غير أن أوركسترا التخوين العربية فعلت فعلها حينها، ولم تنفع ثلاث حروب خاسرة خاضتها مصر حينها في إقناع العرب بعدم قدرتهم على فرض الحل بالقوة العسكرية، ما دفعه في نهاية المطاف إلى الرضوخ والتراجع عن موقفه.

قبلها كان الرئيس التونسي الحبيب بورقيبة قد تعرض لحملة تخوين مشينة بسبب قوله في الضفة الغربية إن الطريق إلى الحل يكون عبر التسوية السلمية، وبدلاً من ذلك لجأت منظمات وجبهات إلى الإرهاب كوسيلة للضغط على العالم، فابتدعت خطف الطائرات المدنية، وتفجير أماكن الترفيه، وخطف الرهائن، وبدلاً من جلب التعاطف العالمي بات يُنظر إلى الفلسطيني في العالم على أنه إرهابي.

بعد كسر السادات حاجز الخوف وإحباط حملات التخوين، بدأت ترتسم في العالم العربي صورة أخرى، أكثر واقعية، تقوم على مبدأ المزيد من إشارات السلام ومبادراته، ولهذا جاءت معاهدة وادي عربة بين الأردن وإسرائيل، فيما كان أمير قطر السابق حمد بن خليفة آل ثاني يجري اتصالات علنية مع تل أبيب، ويفتح مكتباً لتمثيل المصالح القطرية في إسرائيل، والأخيرة تفتح مكتب تمثيل تجارياً في الدوحة، ودافع الشيخ حمد بن خليفة عن رؤيته وموقفه، ولم يتعرض لأي حملة تخوين في هذا الشأن.

في خضم هذه الصورة السوداوية كان لابد من تحرك يستند إلى رؤية بعيدة المدى، وهو ما أقدم عليه الرئيس المصري الراحل أنور السادات في حرب العام 1973 التي جاءت لتحرك المياه الراكدة وانتهت بالصلح بين مصر وإسرائيل على قاعدة تأسيس حكم ذاتي فلسطيني، ودفع إسرائيل إلى الزاوية لجهة تصوير نفسها أنها الساعية إلى السلام فيما العرب لا يريدون ذلك. السادات كان في ذلك سابقاً عصره، ومدركاً أن إعادة عقارب الساعة للوراء مستحيلة، غير أن المقاطعة العربية لمصر، وتصويرها أنها تبيع القضية، أبقت المسألة في المربع الأول، بل زادت من التخلي الدولي عن الفلسطينيين، فيما هناك أنظمة عربية جعلت القضية شماعة لها في زيادة قبضتها على الحكم، ومراكمة ثروات الحكام تحت عنوان المجهود الحربي والتحرير.

طوال السبعين عاماً أطلق العقلاء مبادرات كثيرة، وكانت أكثرها واقعية مبادرة الملك فهد بعد لقاء في مدينة كانكون المكسيكية مع الرئيس الأميركي، وقتذاك، رونالد ريغان الذي قال للملك: “نحن نتعامل مع موقف إسرائيلي واحد، وهو سعيهم إلى السلام بينما في العالم العربي هناك 22 وجهة نظر، وكلها لا تؤدي إلى نتيجة إذا أردنا السير بالحل، وإذا كنتم تريدون إثبات أن إسرائيل ترفض السلام فعليكم تقديم وجهة نظر واحدة”، فجاءت المبادرة التي أقرتها قمة فاس وقتذاك، لكن بدلاً من تلقفها والعمل عليها، سارعت بعض الدول التي وافقت على المبادرة إلى مهاجمة الملك فهد إلى حد إخراج السعودية كلها من العروبة والإسلام.

في العام 2002 كانت هناك، أيضا، مبادرة الملك عبدالله التي تحولت مبادرة عربية في قمة بيروت، لكن أيضا أشهرت حراب التخوين ضد السعودية، ومن الدول ذاتها التي وافقت على القبول بتلك المبادرة، فيما كان دم الفلسطينيين يتفرق بين المصالح الانتهازية العربية والإقليمية، لا سيما بعدما تحولت بعض المنظمات إلى التحدث بلكنة فارسية تحت تأثير المال الإيراني، بعدما وجدت منظمات فلسطينية في إيران الخمينية وجهة جديدة للاستثمار، وباعت القضية لها، بل راحت تزايد على العرب إلى حد أن الإيرانيين استطاعوا زرع الفتن المذهبية والطائفية في تربة القضية، وراحوا طوال العقود الأربعة الماضية يستثمرون فيها عربياً، من دون أن يتبصر الفلسطينيون المأزق الذي يدفعهم إليه الإيراني، الذي يجلس اليوم على ركام البيوت المهدمة في قطاع غزة ويصفق للدماء الفلسطينية التي تذهب هدراً في صراعات الأزقة بالمخيمات. هذه الصورة كانت الدافع الأول لحكيم العرب، وراسم خرائط الطرق إلى الحلول الواقعية السلطان قابوس بن سعيد أن يعمل من خلف الكواليس، وبعيداً عن جعجعة الشعارات لوضع القضية على سكة الحل، وينهي عصراً من الكوارث في العالم العربي تسببت به عمليات الهروب إلى الأمام والتَّستُّر بالشعارات.

 

البرازيل... بين الرواسب المخيبة والمجازفة الخطرة

إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط/28 تشرين الأول/18

يختار البرازيليون غدا الأحد رئيسهم الجديد. وما لم تحدث مفاجأة مُزلزلة، ستصوّت غالبية الناخبين للمرشح اليميني المتطرف جاير بولسونارو.

بولسونارو (63 سنة)، السياسي الشعبوي الذي لا يخجل من كل ما كان يخجل منه ساسة ما بعد مرحلة الديكتاتوريات العسكرية في أميركا اللاتينية، يدخل اليوم الأخير من الحملة الانتخابية متقدّماً على منافسه اليساري المعتدل فرناندو حدّاد (55 سنة). بل، إنه كان قد أخفق بفارق 4 نقاط مئوية فقط في حسم المعركة الانتخابية لمصلحته في الجولة الأولى من الانتخابات يوم 7 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي. يومذاك، تقدّم بولسونارو على حداد بفارق بلغ نحو 17 نقطة مئوية، ومنذ ذلك الحين، حافظ المرشح اليميني على تقدّمه.

طبعاً، تشعر الفئات الشعبية التي يستهدفها بولسونارو بسياساته المغالية بتطرّفها، في هذه الساعات، بقلق كبير من فوزه المرجّح. لكن الواضح، حتى اللحظة، أن خيبة الأمل الشعبية من تجربة حكم اليسار (بين 2003 و2016) في ظل فوضى السلاح وانتشار الجريمة، ما زالت أكبر من تخوّف كثيرين من خروج «مارد» العنصرية من قمقمه، وعودة قبضة الديكتاتورية العسكرية، وتنامي دور المتعصّبين الإنجيليين الذين غذّوا ويغذّون حملة المرشح اليميني...

وعليه، إذا فاز بولسونارو فلن يكون مستبعداً وقوع مواجهات بين تيارين لا قواسم مشتركة بينهما، قد تتسبب في إسدال ستارة من الغموض والشك واللاثقة بمستقبل بلد يعد من أعظم بلدان العالم من حيث الإمكانات البشرية والثروات الطبيعية.

في هذا السياق، من دروس التاريخ التي يتردّد كثيرون في استيعابها، أن عاقبة التطرّف الشعبوي أو التعصّب الفئوي، بمختلف أشكاله، تكون عادة وخيمة.

طبعاً، هذا لا يصدق مع ما وصفه العالم السياسي الأميركي صامويل هنتينغتون بـ«صدام الحضارات»، عندما تهزم إحدى الحضارات حضارة منافسة، فتغيّر بذلك مسار التاريخ. كمثال، وقع حدثان مفصليان من هذا النوع خلال القرن الـ15 مع نجاح العصبية القشتالية - الأراغونية المغذّاة مسيحياً في القضاء على الوجود العربي - الإسلامي في الأندلس، وفي المقابل، نجاح العثمانيين المسلمين في فتح القسطنطينية، عاصمة الإمبراطورية البيزنطية، وجعلها عاصمة لـ«خلافتهم».

غير ذلك، شاهدنا هزيمة التطرّف والشعبوية في غير مكان واحد ولو بعد حين. ففي إسبانيا، انتهت «محاكم التفتيش» بمجرد انتهاء الغاية منها، وبعد بضعة قرون طويت صفحة الديكتاتورية العسكرية الفرانكوية التي حكمت نحو 40 سنة.

كذلك، دفعت ثمناً باهظاً للتطرّف الفاشي والنازي كل من إيطاليا وألمانيا، وهما كيانان ولدا من توحّد وإعادة تشكل كثير من المكوّنات الإقطاعية القديمة داخل فضاء إمبراطوريات أوروبا. إذ كانت حصيلة الحرب العالمية الثانية مأساوية للبلدين، وكذلك لحليفتهما الشرقية اليابان.

وفي الاتجاه العقائدي المعاكس، ما كان نصيب التجربة السوفياتية في روسيا أفضل بكثير، مع أنها لعقود كثيرة قلبت مفاهيم السياسة، وهزّت أركان العالم، وأسقطت ظاهرة الاستعمار الأوروبي الأبيض عن آسيا وأفريقيا وبعض أجزاء أميركا اللاتينية.

لقد هرب الألمان والإيطاليون عندما أيّدوا أدولف هتلر وبينيتو موسوليني من الأسئلة المصيرية المعقّدة إلى ما أقنعوا أنفسهم بأنها الحلول المُثلى والسهلة. وحقاً، يمكن اختصار تعريف الشعبوية - من حيث الجوهر - بأنها تقديم إجابات سهلة على تساؤلات صعبة. وهناك دائماً فئة أو فئات شعبية معينة يصار إلى «شيطنتها» وتحميلها مسؤولية تراكم المشكلات!

فاشيو إيطاليا شيطنوا اليساريين، ونازيو ألمانيا شيطنوا اليهود... وكذلك فعل غلاة القوميين الروس إبان «البوغرومات». واليوم يشيطن كل من اليمين العنصري الأوروبي المسلمين والمهاجرين واللاجئين، واليمين الأميركي المتطرّف الأقليات الهسبانيكية والأفرو - أميركية، واليمين البرازيلي المثليين واليساريين وسكان العشوائيات في أطراف المدن الكبرى. غداً عندما يقول الناخب البرازيلي كلمته، قد يسجل غضبه على تجربة جماهيرية وعدته بالعدالة الاجتماعية والتسامح وفرص العمل وتحسين أوضاع الطبقات الفقيرة، وهذا من حقه. حتماً، لا توجد أعذار للفساد، غير أن الفساد آفة تتجاوز الأحزاب، وكما في هذا المعسكر فاسدون يوجد فاسدون في المعسكر المضاد.

أيضاً من حق الجيل الجديد من البرازيليين، الذي لم يعشْ فترة الديكتاتورية العسكرية أن يحلم بمستقبل نظيف وواعد بعيداً عن الجماعة التي جرّبها لأكثر من عقد من الزمن، لكنها - كلها أو بعضها - خذلته. وبالتالي، له أن يعطي فرصة للبديل الذي يَعِده اليوم بحياة أفضل، ذلك أن التجربة وإتاحة الفرص لتصحيح الأخطاء أو المسارات أو الخيارات هي المزايا الأهم للديمقراطية. غير أن الثقة مسؤولية ثقيلة، والغضب من خيبة الألم قد يكون كبيراً في بلد كل شيء فيه كبير... البرازيل بلد كبير جداً بحجمه السكاني (أكثر من 200 مليون نسمة) ورقعته (أكثر من 8 ملايين كلم مربع) وثرواته (يزيد الناتج المحلي الإجمالي على 3.370 تريليون دولار أميركي، ما يضع البرازيل في المرتبة الثامنة عالمياً)، وطاقاته ومشكلاته وتناقضاته وأحلامه. البرازيل حالة استثنائية... إنها «هند أميركا اللاتينية»، تماماً مثلما نيجيريا «هند أفريقيا». وعندما تتقاطع خطوط الفقر والثراء مع خطوط الفصل العرقية (بالأخص، بين البيض وغير البيض) والمذهبية (الكاثوليكية والبروتستانتية تحديداً) والتفاوت الإقليمي في مستويات الدخل والتنمية (صوّتت مناطق الشمال الشرقي الفقيرة بغالبية كبيرة للمرشح اليساري في الجولة الأولى)... تغدو المشكلات الاقتصادية والسياسة أكثر خطورة.

وإذا كان البعض يحسبون أن اللجوء إلى «العصا الغليظة» العسكرية كفيل بإخماد تململ المرارات وسخطِ المحرومين وقلق المناوئين، فإن القفز سياسيا من النقيض إلى النقيض، ولو عن طريق صناديق الاقتراع، لا يوفر ضمانات التعايش السهل ولا الانسجام الاجتماعي المنشود ولا البحبوحة الموعودة. لقد جرّب البرازيليون الديكتاتورية العسكرية بين 1964 و 1985... وعانوا منها. ثم عاشوا حكم «بطل اليسار» لويس (لولا) إيناسيو دا سيلفا الذي واكبته نهضة اقتصادية ضخمة استمرت لثماني سنوات بين 2003 و2011 قبل أن تهب رياح تهم الفساد، فيُحاكم «لولا» ويُسجَن! اليوم أمام نحو 150 مليون برازيلي المفاضلة بين رواسب حقبة اليسار المشوهة بالفساد... والمجازفة بتجربة اليمين المحفوفة بالمخاطر.

 

سوريا وإمكانات الخروج من القبضة الإيرانية

الياس حرفوش/الشرق الأوسط/27 تشرين الأول/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/68438/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%ad%d8%b1%d9%81%d9%88%d8%b4-%d8%b3%d9%88%d8%b1%d9%8a%d8%a7-%d9%88%d8%a5%d9%85%d9%83%d8%a7%d9%86%d8%a7%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d8%ae%d8%b1%d9%88%d8%ac-%d9%85%d9%86-%d8%a7/

مع تقدم البحث عن مخارج سياسية للأزمة السورية، ومع تصدع جبهات المعارضة واستعادة النظام سيطرته على أكثر المدن والمناطق، يبقى السؤال: أيُّ سوريا ستخرج من هذا الصراع الطويل؟ إنه السؤال الذي يشغل صانعي السياسات الإقليمية، كما يشغل المسؤولين الدوليين الذين تعتبر بلدانهم معنية بقضايا المنطقة وبمستقبل سوريا.

بكلام آخر: ماذا سيكون شكل النظام الذي سيجلس إلى طاولات القمم والمؤتمرات، العربية أو الدولية؟ هل سيكون نظاماً «روسياً» أم «إيرانياً»، تبعاً لولائه لهذه الدولة أو تلك؟ وهل يستطيع نظام بهوية إيرانية أن يستعيد علاقات طبيعية مع دول الجوار، في ظل التدهور القائم في علاقات إيران مع معظم جيرانها العرب، والخليجيين منهم على وجه خاص؟ وهل يستطيع نظام «إيراني» في سوريا أن يقنع أحداً من القوى الغربية القادرة بالمساهمة في عملية إعادة الأعمار، التي تقدر أرقامها بمبالغ فلكية تقارب 500 مليار دولار؟ وهنا نصل إلى السؤال الأكثر أهمية وإلحاحاً: مَن سيكون قادراً بالتالي على إخراج هذا النظام من القبضة الإيرانية، كما هو حاله اليوم؟

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي يُنسب إليه «الفضل» الأكبر في إبقاء نظام بشار الأسد في الحكم، يقول: «مسألة خروج إيران من سوريا ليست مشكلة روسيا. وعلى دمشق وطهران الاتفاق حول هذه المسألة». (خلال لقاء منتدى فالداي الأخير). وكان مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون، قد نقل أيضاً عن لسان بوتين كلاماً مماثلاً. قال بولتون في مؤتمر صحافي خلال زيارة لإسرائيل (في 22 أغسطس «آب» الماضي): «أبلغني الرئيس بوتين بأن المصالح الإيرانية في سوريا لا تتفق مع مصالح روسيا، وهو سيكون راضياً إذا عادت القوات الإيرانية في سوريا إلى بلادها». وكلام بوتين هو بالطبع رسالة موجهة إلى من يريدون مقايضة الوجود الإيراني في سوريا.

صراعات النفوذ على الأرض السورية تعني أمراً واحداً: أن سوريا التي كانت موجودة عام 2011 لم تعد قائمة. والمقصود هنا هو النظام السياسي الذي سينهض بعد الحرب. فحتى لو بقي بشار الأسد رئيساً لسوريا، فهو لن يكون قادراً على حكمها كما فعل في السنوات العشر التي تولى فيها السلطة خلفاً لوالده. فهو لم ينهض من هذه الحرب ولم يستعد السيطرة على معظم المدن، التي كان قد خسر أكثرها، نتيجة الدور العسكري للقوى الذاتية السورية. والقوتان اللتان ساعدتاه على ذلك: الروسية والإيرانية، تتبجحان علناً بأن تدخلهما هو الذي أنقذ النظام. الإيرانيون منذ الأشهر الأولى لبداية الثورة. والروس منذ سبتمبر (أيلول) 2015 بعد مناشدات من الرئيس السوري الذي وجد أن نظامه يشرف على الانهيار بعد أن عجزت قوات إيران والميليشيات التي ترعاها، وخصوصاً «حزب الله»، عن إنقاذه.

لم يكن الدور الروسي في سوريا خارج السياق الاستراتيجي لتوجّه حكم آل الأسد. فسوريا كانت في ظل حافظ الأسد وخلال صراع القوى الكبرى في زمن الحرب الباردة محسوبة على المعسكر الاشتراكي. وكان تدريب ضباط وعناصر الجيش السوري يتم في المعاهد العسكرية الروسية، وكذلك الأمر بالنسبة إلى أكثر أسلحته التي جاء معظمها من مخازن الاتحاد السوفياتي. لذلك وجد الرئيس فلاديمير بوتين أنها فرصة سانحة لاستعادة موقع نفوذ مهم على شاطئ المتوسط، خصوصاً أن لديه قاعدتين جوية وبحرية في حميميم وطرطوس، تؤمّنان له وجوداً ثابتاً. غير أن بوتين برر تدخله بأن الهدف منه هو المحافظة على وحدة الأراضي السورية واستعادة الأمن والاستقرار، وكذلك منع تغيير النظام بالقوة من قبل الولايات المتحدة. أسباب ثلاثة وجدت صدى طيباً لدى أركان النظام السوري وكذلك لدى حلفائه الإيرانيين الذين كان كل همهم المحافظة على مصالحهم في سوريا من خلال المحافظة على بشار الأسد، بأي ثمن، ولو اقتضى الأمر تقاسم الكعكة السورية مع فلاديمير بوتين.

الدور الروسي وجد قبولاً لدى كثيرين من السوريين من الذين كان تزايد النفوذ الإيراني في بلدهم يشكل بالنسبة إليهم مصدر قلق على هوية سوريا وعلى مصيرها وتركيبتها الديموغرافية. فالمعالم الإيرانية التي أخذت تغير طابع المدن السورية، ومنها دمشق، كانت قد أخذت تتسع منذ تسلم بشار الأسد الحكم، وزاد الأمر على صورة «تشيع» متزايد مع دخول «الحرس الثوري» وسائر الميليشيات إلى قلب المعارك وفي معظم الجبهات، على حساب دور الجيش السوري الذي تفكك وانهارت معظم فرقه وتشكيلاته. وحاولت موسكو الاستفادة من هذه الحساسيات الطائفية، فصارت تجلب عناصر للشرطة الروسية من مناطق مثل الشيشان ذات الأكثرية السُّنية للإشراف على الأمن في مدن مثل حماة وحلب، إذ شعرت أن هؤلاء يجدون استحساناً من جانب الأهالي أكثر من عناصر الميليشيات الإيرانية. وعندما حاصرت هذه الميليشيات مدينة حلب لمنع أبنائها من الانسحاب قامت الطائرات الروسية بقصف بلدتي كفريا والفوعة ذات الأكثرية الشيعية لإرغام الإيرانيين على الموافقة على تنفيذ الاتفاق المتعلق بحلب. أما في محافظة إدلب فقد كان الدور الروسي حاسماً في منع النظام (حتى الآن) من ارتكاب مجزرة كبرى ضد سكان المحافظة وعشرات الآلاف الذين لجأوا إليها بعد طردهم من مناطقهم في مختلف أنحاء سوريا. وكان الاتفاق الروسي - التركي الذي قضى بإقامة منطقة منزوعة السلاح تمتد من ريف اللاذقية الشمالي الغربي إلى محافظتي إدلب وحماة وريف حلب الغربي. وساهم الدور الروسي كذلك في إبعاد عناصر إيران وميليشياتها عن الجنوب السوري، وهو ما أفسح المجال أمام نظام الأسد لاستعادة السيطرة على المنطقة الحدودية في القنيطرة ودرعا بغطاء روسي وموافقة أميركية وإسرائيلية.

يمكن وصف علاقة روسيا وإيران على المسرح السوري بأنها علاقة تكامل وتناقض في الوقت ذاته. هناك التقاء بين البلدين على المحافظة على النظام الحالي وعلى رفض التدخل الأميركي لتغييره أو لقيام عملية سياسية إصلاحية تحت مظلة واشنطن. ويستفيد البلدان طبعاً من غطاء يوفره النظام يقوم على قاعدة أن التدخل العسكري للبلدين في سوريا هو تدخل «شرعي» لأنه حصل بطلب من النظام، بينما التدخلات الأخرى تعد من وجهة نظر النظام بمثابة «احتلالات». غير أن الخلاف يظهر عند النظر إلى الأهداف الاستراتيجية للتدخل. إيران تعتبر ما تسميه «انتصار» النظام تقدماً لمحورها «الممانع» في الصراع الإقليمي. بالتالي هي تعتبر أنها كسبت موقع قدم مهماً يوفر لها نفوذاً ليس في سوريا وحدها، بل وصولاً إلى لبنان، من خلال خط الإمداد السياسي والعسكري إلى «حزب الله». ومشروع «الحرس الثوري» في سوريا ليس فقط الهيمنة على النظام بل الاندماج الكامل في مؤسساته، بحيث تصبح جزءاً من المشروع الإيراني.

أما موسكو فتنظر إلى نفوذها في دمشق على أنه ورقة مهمة للتفاوض وموقع متقدم لها على شاطئ المتوسط. وفيما يهمها بالطبع ألا يتحول النظام السوري إلى موقع معادٍ لمصالحها فإنها لا تمانع في رعاية عملية إصلاح سياسي، كما يحصل من خلال مناقشة تشكيل اللجنة الدستورية. وقد دعا الرئيس فلاديمير بوتين في مناسبات مختلفة إلى ضرورة تسريع العمل لتشكيل هذه اللجنة والانتقال إلى التسوية السياسية. خطوط الخلاف على المصالح الروسية والإيرانية في سوريا تدركها موسكو جيداً. موسكو هي التي أجبرت إيران وميليشياتها على الانسحاب من الجنوب السوري تنفيذاً لتفاهم روسي - إسرائيلي. وهي التي أقنعت إيران بالقبول بصيغة التفاهم الروسي – التركي، والضغط على النظام السوري لعدم التدخل في إدلب. وموسكو تعتبر نفوذها في سوريا ورقة مهمة في تفاوضها مع الأميركيين حول مسألة العقوبات وتحسين العلاقات. ورقة موضوعة على الطاولة لمن يشاء التفاوض حول تحجيم الوجود الإيراني في سوريا. فموسكو هي أكثر الأطراف قدرة على ممارسة دور في هذا الاتجاه إذا حصلت على الثمن المناسب.

 

إيران تتراجع: نفاوض بلا شروط!

راجح الخوري/الشرق الأوسط/27 تشرين الأول/18

انفجرت يوم الخميس الماضي موجة جديدة من الاحتجاجات الغاضبة في طهران والمدن الإيرانية الأخرى، وأُحرقت صور المرشد الإيراني علي خامنئي، احتجاجاً على الأوضاع الاقتصادية المتردية، التي تزداد حدة في ظل العقوبات الأميركية، التي يبقى 5 أيام على موعد بدء المروحة الجديدة منها، التي يهدد الرئيس دونالد ترمب بأنها ستكون أقسى من الأولى؛ لأنها تشمل تصفير تصدير النفط وخنق النشاط المصرفي، ولكن النظام المقطّب كان يستعير الأقنعة الضاحكة، تحديداً وجه وزير الخارجية محمد جواد ظريف، الذي أعلن يوم الثلاثاء الماضي أن طهران مستعدة للانخراط في مفاوضات مع الإدارة الأميركية وليست لديها أي شروط مسبقة، لكن في إطار من الاحترام المتبادل! ولكأن القصة قصة احترام، لا قصة «دزينة» من الشروط والمطالب الأميركية الخانقة، التي تقول واشنطن إن الهدف منها تغيير سلوك نظام الملالي. طبعاً لا معنى لقول ظريف إن عددا من الدول يواصل علاقاته الاقتصادية مع طهران رغم العقوبات الأميركية، وإن بلاده ستتمكن من التغلّب على هذه العقوبات، فلو كان هذا الكلام صحيحا لم تكن إيران تطلب التفاوض من دون شروط مسبقة!

وماذا يعني «من دون شروط مسبقة»؟

طبعاً... يعني أنها باتت مستعدة للبحث في قائمة الشروط والمطالب الأميركية، بعدما كانت تكرر في الأشهر الماضية أنها لا تقيم وزناً لهذه الشروط، ففي 13 أغسطس (آب) الماضي كان المرشد علي خامنئي قد أعلن أن الأميركيين يتحدثون بشكل سافر عن إيران، فإلى جانب العقوبات يلوّحون بالمفاوضات وباحتمال نشوب حرب، ولكن لن تكون هناك حرب ولن نتفاوض معهم!  وكان من الواضح دائماً أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتعامل مع إيران كما تعامل مع كوريا الشمالية، عبر تطبيق نظرية جون فوستر دالاس، وزير الخارجية الأميركية أيام الرئيس دوايت إيزنهاور، التي تقول: «لوّح بعصا غليظة وتحدّث بصوت خفيض»، ربما على افتراض أن ما نجح مع كيم جونغ أون، يمكن أن ينجح مع ملالي طهران، وخصوصاً بعد استفحال الأزمة الاقتصادية التي أدت إلى نشوب اضطرابات متزايدة في الشارع الإيراني.

وفي هذا السياق، واصلت واشنطن ضغوطها على الشركات الأوروبية، التي راحت تتخلى عن عقودها مع الإيرانيين، التي لا تتجاوز قيمتها 400 مليار دولار، وتغادر طهران كي لا تخسر حصتها في الكعكة الأميركية، ذلك أن قيمة التبادلات التجارية مع واشنطن تصل إلى 18 تريليون دولار، وفي موازاة هذا اقترح ترمب في 30 يوليو (تموز) الماضي عقد لقاء مع الإيرانيين على خلفية 3 رهانات: الأول رغبته في دفعهم إلى الموافقة على عقد اتفاق نووي جديد، ولكن وفق شروط أميركية ملزمة ومتشددة، والثاني ميله إلى عدم إحراج شركائه الأوروبيين الذين وقّعوا الاتفاق السابق مع إيران عام 2015، وعدم دفعهم إلى الزاوية عبر خسائر شركاتهم العقود الموقعة مع طهران، والثالث سعيه الواضح إلى تعميق الشرخ الذي كان يتسع بين الإصلاحيين الإيرانيين والمتشددين الذين حمّلوا حكومة روحاني مسؤولية الأزمة الاقتصادية ودفعوه إلى إقالة بعض وزرائها!

الإيرانيون رفضوا عرض ترمب يومها، لكنه عاد وكرره في سبتمبر (أيلول) الماضي عندما اقترح أن يلتقي حسن روحاني على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، لكن روحاني حاول إحراجه في عقر داره عندما قال لـ«CNN» في مقابلة مع كريستيان أمانبور، إن طهران لم تطلب أبدا اللقاء مع ترمب، بل إنها تلقّت حتى ذلك الحين 8 طلبات من مسؤولين أميركيين لم يكشف عنهم لعقد اللقاء.

هنا تولى وزير الخارجية مايك بومبيو ردّ الصاع إلى روحاني، بالقول إن ترمب سيقبل اللقاء معهم، إذا برهنوا عن التزام فعلي بالقيام بتغييرات جوهرية، وعلى تغيير سلوكهم الخبيث، ووافقوا على التزامات فعلية تمنع في الواقع انتشار الأسلحة النووية، وأيضا على إنهاء تدخلاتهم الإقليمية ودعمهم الإرهاب، وفي موازاة ذلك تعمّد ترمب في خطابه أمام الأمم المتحدة، أن يرفع وتيرة اتهاماته لإيران عندما وصفها بأنها ديكتاتورية فاسدة، وأن نظامها المتطرف يزرع الفوضى والدمار والموت، وأن على العالم عزل هذا النظام، قائلا: «لا يمكننا السماح لأكبر دولة راعية للإرهاب في العالم، بأن تمتلك أكثر الأسلحة تدميرا في العالم»!

الآن بات من الواضح أن كل رهانات إيران على التملص من العقوبات الأميركية قد سقطت، فالدول الأوروبية ليس في وسعها إنقاذ الاتفاق وتجاوز الآثار الثقيلة للعقوبات الأميركية، فقد غادرت عشرات الشركات الكبرى طهران كي لا تقع تحت طائلة هذه العقوبات.

وسبق لمحمد جواد ظريف أن تخبط في مواقف متناقضة حول هذا الموضوع. أولا عندما قال إن الدول الأوروبية لا يمكنها أن تلزم شركاتها بأن تبقى في إيران، وإن الولايات المتحدة وضعت يدها على الشريان الحيوي للاقتصاد الإيراني، وثانيا عندما وصل إلى حدّ التهويل على الدول الأوروبية في 18 أغسطس الماضي بالقول إن الإجراءات التي اتخذتها العواصم الأوروبية لإنقاذ الاتفاق النووي هي مجرد إعلان مواقف أكثر منها إجراءات عملية. ووصل به الأمر إلى حدود التهديد ضمناً بقوله: «يعتبر الأوروبيون أن الاتفاق النووي إنجاز أمني بالنسبة إليهم، وبطبيعة الحال على كل بلد الاستثمار ودفع ثمن أمنه، ونعتقد أن أوروبا ما زالت غير مستعدة لدفع هذا الثمن»… غريب، لقد بدا هذا الكلام وكأنه تهديد بالتخصيب النووي ومحاولة إيرانية سافرة لابتزاز الأوروبيين!

ثانيا سقطت الرهانات على إحداث تغيير في موقف ترمب من الداخل، عبر تحركين نشيطين في شكلٍ متوازٍ، ذلك أن ريكس تيلرسون وزير الخارجية السابق القادم من عالم النفط، كان ميّالاً إلى ترتيب الأمور مع طهران ولم يماشِ سياسات ترمب المتشددة ضدها، وهذه من الأسباب الجوهرية التي أدت إلى إبعاده، وعندما خلفه مايك بومبيو القادم من عالم الاستخبارات، والذي يزايد على ترمب في تشدده حيال النظام الإيراني، سقطت فرضية تأثير وزارة الخارجية في قرار البيت الأبيض حيال طهران.

في موازاة ذلك، كان وزير الخارجية الأسبق جون كيري الذي يعتبر نفسه مهندس الاتفاق النووي إلى جانب باراك أوباما، ينخرط في مفاوضات سرية ووضع خطط سياسية مع الإيرانيين مباشرة، لتحريك لوبي داخلي يؤثر على قرار ترمب، لكن الأمر توقف تحديدا في 7 مايو (أيار) الماضي، عندما أعلن ترمب «أن كيري لم يستوعب أنه أخذ فرصته وأخفق، نحن لا نحتاج إلى دبلوماسية الظل، كيري... ابقَ بعيداً. أنت تؤذي بلدك، فلقد كنت من صانعي الفوضى»!

ثالثاً الرهان الإيراني على أن يُنهك الوقت سياسة ترمب، سقط أيضاً، فها هو ترمب يدخل الانتخابات النصفية بفرص جيدة لبقاء الأكثرية الجمهورية في الكونغرس، من منطلق أنه نجح في الملف الكوري الشمالي، ويحقق نجاحاً مثيراً على الصعيد الاقتصادي، من خلال مواجهة الصين، وإضاءة الضوء الأحمر في وجه فلاديمير بوتين، عبر التلويح بالانسحاب من معاهدة الأسلحة النووية المتوسطة، ما يتجاوز القول إن موسكو تدخلت لمصلحته في الانتخابات الرئاسية.

على خلفية كل هذا، وبالتوازي مع استفحال الأزمة الاقتصادية، ها هي إيران تذعن عارضة التفاوض من دون شروط مسبقة وضمن احترام متبادل، بما يعني ضمناً أنها لا تشترط المحافظة على نص الاتفاق النووي، الذي يطالب ترمب بتعديله جذرياً، لكن الأمر لا يتوقف عند هذا، بل يصل طبعاً إلى «دزينة» من الشروط التي كان مايك بومبيو سردها منتصف شهر مايو الماضي. وأهمها وقف التخصيب النووي تحت رقابة دولية صارمة، وقف تطوير الصواريخ الباليستية، وقف دعم الإرهاب والميليشيات المؤيدة لها في المنطقة، الانسحاب من سوريا والعراق، وقف دعم المتمردين الحوثيين، وقف سياسات التدخل التي تهدد جيرانها.

 

لندن كوطن: مدينة الجميع

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/27 تشرين الأول/18

لم يأتِ إلى لندن الفنانون والروائيون والشعراء فقط، بل جاء إليها أيضاً المفكرون والثوريون والفوضويون. ولعل أشهر هؤلاء كان كارل ماركس، الذي كتب في المتحف البريطاني عمله الشهير «رأس المال». وقد وجد فيها الأوروبيون الهاربون من دولهم المضطربة مكاناً آمناً، وكذلك المضطهدون الهاربون من روسيا القيصرية. وقد أدى ذلك عفوياً إلى قيام حالةٍ عابرةٍ من انعدام الأمن والمظاهرات والمتفجرات. ووجد الكتّاب في هذه الفوضى مواضيع خصبة لأعمالهم، وبينها «الأميرة كازاماسيما» (1886)، التي عرّف عنها بالقول: «إنها قصة بابل الرمادية في أعظم حالاتها». ولعل أشهر الفوضويين الذين اجتذبتهم المدينة كان العبقري الآيرلندي جورج برناردشو. وبرعت الشرطة البريطانية هي أيضاً في زرع المخبرين ومطاردة المجرمين، بحيث كان للمدينة أشهر أبطال التحري، شرلوك هولمز وسواه. ومن بولندا جاء القبطان جوزيف كونراد، الذي بعد رحلةٍ طويلةٍ في البحار سوف يستقر في هذا الميناء، ليضيف إلى الأدب الإنجليزي بعض أجمل الروائع، ومنها روايته «العميل السري: قصة عادية».

نفى كونراد أن يكون قد تأثر بالأدب الروسي، وأصرّ على أنه غير معجبٍ بكتابات دوستويفسكي ومناخه القاتم، إلا أنه كان من الواضح أنه تأثّر به إلى حدٍ بعيدٍ. وعندما كنت أجيب عن سؤال أين هو موطنك بأنه لندن «Home»، لم أكن قد قرأت على الإطلاق ما كتبه جوزيف كونراد إلى صديقٍ له عام 1886، عندما قال لرفيقٍ بولندي جاء يستوطن لندن هو أيضاً: «إنني أتفق معك على أنه في هذا العصر الاضطهادي، لا بد من البحث عن بلدٍ حرٍّ ومضيافٍ، يمكن العثور فيه على الحد النسبي من السعادة، المادية على الأقل. ولذلك تفهّمت على الفور إشارتك إلى (Home). فعند الكتابة أو التفكير أو التحدث باللغة الإنجليزية، فإن كلمة (Home) تعني دائماً بالنسبة لي هذه الشواطئ المضيافة في بريطانيا العظمى».

ألغى الـ«بريكست» حكاية «الشواطئ المضيافة». والجزيرة التي خرجت بأساطيرها إلى العالم، وعادت منه محملةً بالناس والأجناس، تنقبض الآن على نفسها بطريقةٍ مؤسفةٍ لا تنسجم مع ذلك الماضي الثري، ومن عصر الملكة فيكتوريا، الذي هو أحد أشهر وأجمل عصور العالم في أشياء كثيرة، دخلنا الآن زمن المسز تيريزا ماي والمستر بوريس جونسون. لا شك أنها كانت أيضاً إرادة الناخب البريطاني، وهذا هو التفسير القدري للخطأ الذي يمكن أن تقع فيه الديمقراطية حتى في البلاد التي اشتهرت بأنه أمها.

سوف أكرر ما كتبته يوم اقترعت بريطانيا للخروج من أرقى الوحدات الشعبية في العالم، وهو أن هذا قرار البريطانيين في بلدهم وفي شأنهم، لكنني بعدما قرأت ما حدث لابني، لن أمشي في شوارع لندن بعد اليوم وأنا مطمئنٌ إلى أنها ذلك الـ«Home» الذي عرفته.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

الحريري زار بري: الحكومة خلال أيام وبقيت عقبة صغيرة سنحلها

السبت 27 تشرين الأول 2018/وطنية - استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري، في عين التينة عند الثانية والنصف من بعد ظهر اليوم، الرئيس المكلف تأليف الحكومة سعد الحريري، يرافقه الوزير غطاس خوري والوزير السابق باسم السبع، في حضور الوزير علي حسن خليل، وجرى خلال اللقاء الذي تخللته مأدبة غداء بحث في الوضع الحكومي. وقال الحريري بعد اللقاء الذي استغرق ساعة ونصف الساعة: "كالعادة اللقاء مع دولة الرئيس بري دائما هو لقاء إيجابي ونلمس دائما من دولته الإنفتاح على المساعدة بتشكيل الحكومة. وما أريد أن أقوله في هذا الموضوع أننا بهذا التشكيل لا أحد خاسر، فبالنسبة لي الجميع ضحى ويضحي لمصلحة البلد. ومن هذا المنطلق فإن كل الغاية هو أن نشكل حكومة وحدة وطنية أو حكومة وفاق وطني وأن يشارك فيها كل الأفرقاء لكي نواجه التحديات التي يواجهها لبنان، ولا ننسى أن لدينا تحديات إقليمية وتحديات داخلية واقتصادية وهذا يتطلب أن يكون الجميع في هذه الحكومة، فإذا كان يعتقد أحد أن هذا هو انتصار له أو خسارة له أعود وأؤكد أنه لا يوجد أحد منتصر في هذه الحكومة وكلنا ضحينا وهناك من ضحى أكثر من الآخرين ولكن السبب الأساسي كما قال الرئيس بري أن التأليف شيء وأيضا يجب أن يكون هناك ائتلاف واضح وصريح لكي نواجه هذه التحديات". أضاف: "الحكومة بإذن الله خلال الأيام القادمة، وأنا مضطر غدا للسفر إلى الأردن لأسباب عائلية لأن هناك وفاة عندنا وان شاء الله سأعود مساء الغد وسأكمل جهدي لأن يكون في بداية الأسبوع المقبل شيء بإذن الله. أتمنى أيضا على الإعلام وعليكم جميعا أن نبث جوا إيجابيا، وصدقوني أن الفكرة بأن هناك فريقا سياسيا خسر وفريق ربح ليس هذا المبدأ، المبدأ هو أن يكون كل الأفرقاء السياسيين في هذه الحكومة لكي ننهض بالبلد الذي هو فعلا بحاجة الى أكبر وجود سياسي في الحكومة وأيضا لكي نواجه الصعوبات أكانت الإقتصادية أم الإقليمية".

سئل: هل ما زالت عقبات؟

أجاب: "بقي عقبة صغيرة سنحلها وأنا لا أريد أن أسترسل في الكلام وسأكتفي بما قلته ولن أجيب على الأسئلة وشكرا".

 

نديم الجميل: نحمل حكومة تصريف الاعمال مسؤولية الفلتان الامني في مخيم المية ومية

السبت 27 تشرين الأول 2018/وطنية - غرد النائب نديم الجميل على تويتر حول احداث المية ومية، قائلا: "أحداث مخيم المية ومية تذكرنا للأسف بأيام الحرب السوداء بسبب السلاح غير الشرعي بيد الفلسطينيين. نطالب قيادة الجيش بالعمل على نزع كل هذا السلاح، ونحمل السلطة السياسية وحكومة تصريف الأعمال مسؤولية الفلتان الأمني المتفجر".

 

جنبلاط: الرب يسألنا ماذا فعلنا بالطبيعة ولماذا دمرناها ولا نزال

السبت 27 تشرين الأول 2018 /وطنية - كتب رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" الوزير والنائب السابق وليد جنبلاط، تغريدة عبر حسابه على موقع "تويتر"، قال فيها: "بعد مرور العاصفة المبتورة بلا ثلج ولا شتاء كاف ما العمل، عله رب العالمين يستجيب. يا رب ارحمنا بشتاء طبيعي وثلج كثيف كما عودتنا في كل عام "فيجيب الرب "يا ابني ماذا فعلتم بالطبيعة، لماذا دمرتموها ولا تزالون، يا بني انكم تحصدون ما تفعلون. وتذكر اني على كل شيء قدير، والآتي أعظم".

 

جعجع تمنى على رئيسي الجمهورية والحكومة اعطاء الاوامر للجيش للتدخل لوقف الاشتباكات في مخيم المية ومية

السبت 27 تشرين الأول 2018 /وطنية - صدر عن رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع البيان الآتي: "تواصلت الاشتباكات على مدى الأيام الأخيرة في مخيم المية ومية وكأنها أرض غير لبنانية وسكانها غير لبنانيين في ظل معاناة ومخاوف كبرى من قبل أهالي البلدة والقرى المجاورة، والمؤسف، لغاية اللحظة، غياب اي تدخل للقوى الأمنية من أجل استتباب الأمن وتبديد مخاوف الأهالي وتثبيت الاستقرار وإعادة الأمور إلى نصابها، ولذلك أتمنى على رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس الحكومة سعد الحريري إعطاء الأوامر للجيش اللبناني من أجل التدخل في أسرع وقت ممكن لوقف الاشتباكات ومصادرة الأسلحة التي استعملت فيها منعا لاستخدامها مرة أخرى".

 

باسيل للطلاب الفائزين بانتخابات اليسوعية: اليوم حققتم انتصارا كبيرا ونحن سنحقق لكم الانتصار الأكبر في الحكومة

السبت 27 تشرين الأول 2018 /وطنية - إلتقى رئيس "التيار الوطني الحر" الوزير جبران باسيل مساء اليوم، الطلاب الفائزين في انتخابات جامعة القديس يوسف، في المقر العام للتيار، في سنتر ميرنا الشالوحي، وتوجه إليهم بكلمة، هنأهم فيها ب"الانتصار"، شاكرا لجنة الطلاب "الذين خاضوا الانتخابات بمسؤولية". وقال: "يجب أن نعترف كشباب التيار الوطني الحر والطلاب، أنه مطلوب منا أكثر كل يوم، لتعيدوا التيار إلى شبابه، كما كان التيار في التسعينيات، يجب أن تحكموا أنتم التيار، لأنكم في المستقبل ستحكمون أنتم لبنان".

وطالب أن "تكون الانتخابات في السنة المقبلة، أفضل في كل الكليات، ولكن الأهم من ذلك، ما يميزكم هو حماسكم وقوتكم، وهذا ما بحاجة إليه التيار ولبنان، وفي اليوم الذي نخسركم فيه في التيار وفي لبنان، يعني أننا خسرنا قضيتنا ووطننا، ولكن الأهم هو الوعي مع الحماسة، لذلك نريدكم أن تشبهوا التيار الوطني الحر بأخلاقه، نحن لا نشتم أحدا، ولا نجرح بأحد، ولا نعتدي على أحد، كل اللبنانيين إخوتنا في هذا الوطن، ولو اعتدوا علينا وظلمونا، وهم يظلموننا، ولو عرقلونا، وهم يعرقلوننا، سنبقى الأكبر والأوعى وسنبقى من يريد بناء البلد".

وقال: "لذلك وظفوا حماسكم لتنجزوا أكثر، وليس للكلام عن أحد، بل عن أنفسكم، أنتم اليوم لم تنتصروا على أحد، بل انتصرتم من أجلكم ومن أجل لبنان والتيار الوطني الحر، وهذه هي الصورة، التي نريد أن نظهرها".

أضاف: "لا تحزنوا، نحن قبلكم في الانتخابات النيابية الأخيرة، كانت النتائج واضحة، وأرادوا أن يحسبوا ال 15 مثل ال29، لذلك اليوم أيضا، من يعرف أن يعد، يعرف ما هي النتيجة، وإذا أحدهم، لم يشأ العد، لا تحزنوا ولا تقوموا بردة فعل، فلا أحد يمكنه أن ينزع منكم انتصاركم، لقد حاولوا أن ينزعوا منا انتصارنا في 14 آذار 2005، فبقينا نحن الحرية والسيادة والاستقلال، وما زلنا حتى اليوم".

وتابع: "لا يمكن لأحد أن يأخذ الحقيقة منكم، طالما أنتم تملكونها وتدافعون عنها، فهي ملككم، والمهم أن تبقوا متمسكين بها، ولبنان هو أحلى حقيقة نعيشها في هذا العالم، لأن لبنان بالنسبة إلينا، هو أحلى وطن، سنستمر في الدفاع عنه، والقتال من أجله، وأنتم اليوم تعطوننا الإمل، إضافة إلى أننا نرى لبنان من خلالكم، وأن شباب لبنان لم ييأسوا، وما زالوا متحمسين، وهكذا تكون السياسة في التنافس وفي إجراء انتخابات وهكذا تنتصر قضيتنا ونطمئن إلى المستقبل".

وختم "اليوم حققتم انتصارا كبيرا، ونحن سنحقق لكم الانتصار الأكبر في الحكومة، عليكم أن تنتصروا على الأرض، ونحن علينا أن نترجم انتصاراتكم لينتصر لبنان. نحن لا ننتصر على أحد فعندما تتشكل الحكومة، يكون لبنان قد انتصر، ويجب أن نفكر بما ستحققه هذه الحكومة من أجلكم، ونحن في التيار سنحقق لكم كل ما وعدناكم به، وفي العام 2019 سنعمل على خمسة مشاريع لشباب وطلاب التيار الوطني الحر، وأنا كنائب سأقوم بمشاريع مخصصة للشباب والتيار، عبر كل أجهزته، سيكون في تصرفكم وخدمتكم لأنكم أنتم المستقبل، أنتم اليوم انتصرتم وأعطيتمونا الأمل بلإكمال الطريق، لنبقى ويبقى التيار قويا، للبنان قوي".