المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 26 تشرين الأول/2018

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/newselias18/arabic.october26.18.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة
عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

أَلوَيلُ لِلْعَالَمِ مِنَ الشُّكُوك! فلا بُدَّ أَنْ تَقَعَ الشُّكُوك، ولكِنِ ٱلوَيْلُ لِمَنْ تَقَعُ الشُّكُوكُ بِسَبَبِهِ

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/الحملة  الهستيرية والمسعورة على حكام السعودية لا علاقة لها بالخاشقجي

الياس بجاني/رابط مقالتي المنشورة اليوم في جريدة السياسة الكويتية

الياس بجاني/داني شمعون وعائلته هم شهداء كل لبنان وكل اللبنانيين

الياس بجاني/اغتيال داني شمعون والوحشية المستمرة ضد أحرار لبنان

 

عناوين الأخبار اللبنانية

فيديو وبالصوت/مقابلة جيواستراتجية رائعة ومهمة جداً من تلفزيون المر مع الباحث د. نبيل خليفة تتناول أهداف الحروب الحالية في المنطقة وأسباب حرب 13 تشرين الأول 1990 والحروب على المسيحيين في لبنان والمخطط الغربي والإيراني والإسرائيلي للسيطرة على المنطقة وضرب النفوذ والديموغرافية والقدرات السنية

أهم عناوين مقابلة د. نبيل خليفية مع تلفزيون المر بتاريخ 25 تشرين الأول/18

تفريغ وتلخيص الياس بجاني بحرية وتصرف كاملين

موقع المقاومة_اللبنانية: الحرب_بين_بشير_وجوني_عبدو

(كتبها الصحافي إيلي الحاج ٢٠٠٦)/نقلا عن صفحة صعود أبوشبل

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الخميس في 25/10/2018

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الخميس في 25 تشرين الأول 2018

الجيش: إصابة عسكريين بجروح نتيجة الاشتباكات الدائرة داخل مخيم المية ومية

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

زيارة الحريري إلى السعودية تزيل الشوائب وتجدد العلاقات/هيلدا المعدراني/جنوبية

مفاوضات التأليف تتجاوز الحقائب الى "ضمان انتاجية" مجلس الوزراء/مساع لترميم التسوية الرئاسية "الثلاثية": ضروري لحكومة قادرة على العمل

الحريري في الرياض "بإرادته" حقاً... وبتلهف سعودي طبعاً/منير الربيع /المدن

أبو زيد يتغلّب على أسود ويقلب المعادلات في التيار/باسكال بطرس/المدن

هكذا ستتعامل أميركا مع وزارات "حزب الله"..

.أيّ جواب سيُبلغه الحريري لـ"القوات" اليوم؟

بعبدا تسأل: لماذا ظهرت في اللحظة الأخيرة؟

عون وباسيل يعيدان مبدأ المثالثة لسحب صلاحيات الحريري

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

بوادر «تصعيد دبلوماسي» بين واشنطن وموسكو حول سوريا

وزيرا الدفاع التركي والروسي يبحثان في أنقرة ملف إدلب

روسيا: الإصلاح الدستوري هو الاتجاه الوحيد للتسوية

النيابة العامة بالسعودية: معلومات تركية تشير أن المشتبه بهم بقضية خاشقجي أقدموا على فعلتهم بنية مسبقة وأكدت نها ستواصل تحقيقاتها مع المتهمين واستكمال مجريات العدالة

محمد بن سلمان: حادث خاشقجي «بشع وغير مبرر» وسينال منفذوه العقاب الرادع وبحث مع إردوغان تطورات القضية وأكد صلابة العلاقات مع أنقرة وأكد هيكلة الأجهزة الأمنية

 موسكو: الأميركيون نسّقوا هجوما جوياً على قاعدة حميميم في سوريا

 تحرير صحافي ياباني بعد 3 سنوات على اختطافه في سوريا

البرلمان الإثيوبي يعين امرأة رئيسة للبلاد للمرة الأولى

الصين تهدد بتحريك جيشها لمنع انفصال تايوان

قتيلان في إطلاق نار بولاية كنتاكي الأميركية

ترمب يطالب وسائل الإعلام بوقف «عدائيتها» وهجماتها المضللة

جو بايدن وماكسين ووترز يلتحقان بقائمة المستهدفين بطرود مفخخة

اعتراض طرود «متفجرة» مرسلة إلى منزلَي أوباما وكلينتون وشرطة نيويورك تتعامل معها بوصفها «حدثاً إرهابياً»... وهيلاري تربطها بالانتخابات المقبلة

 

المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

بلدة المية ومية المسيحيّة تستنجد.. لا تُهجّرونا مرّةً ثانية/ألان سركيس/الجمهورية

"التيار" يروي "معاناته" مع "القوات"... بالتفاصيل/عماد مرمل/الجمهورية

هل من بديل لـ«العدل» إلّا «العمل»/جورج شاهين/الجمهورية

آخر «رسائل» المشنوق الى الحريري/ملاك عقيل/الجمهورية

انا الحاكم بأمري/عقل العويط/النهار

ليلة اسقاط ملحم الرياشي: الصَدْم بوجه حمائم معراب/ليبانون ديبايت/علاء خوري

في "الدخول" الإيراني/علي نون/المستقبل

مفهوم تشكيل الحكومة: الأعباء والأكلاف/الهام فريحة/الأنوار

الحاكم والتاجر الطمَّاع والمرأة الأمينة/الهام فريحة/الأنوار

إردوغان وكبار قادة العالم: الرواية السعودية صحيحة/صالح القلاب/الشرق الأوسط

إيران تحمي البيئة باعتقال علمائها وأنصارها/هدى الحسيني/الشرق الأوسط

العائلة المالكة السعودية تدافع في أزمة خاشقجي/ديفيد اغناتيوس/الشرق الأوسط

لندن كوطن/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

هل تستعيد تركيا امبراطوريتها بانتهاء معاهدة لوزان 2023../مقال بالغ الأهمية يمكن من خلاله فهم خلفيات تعاطي تركيا مع مقتل جمال الخاشقجي/شذى خليل/مركز الروابط للبحوث والدراسات الاستراتيجية

أسوأ من جريمة.. إنه خطأ/محمد قواص/العرب

عشية انعقاد مؤتمره العام في اسطنبول : اي دور لاتحاد العلماء المسلمين في المرحلة المقبلة/قاسم قصير/موقع عربي

كندا تدعم الإرهابيين، وتعاملهم كأطفال/ Canada Supports, Infantilizes Jihadis/جوديث بيرغمان/كايتستون

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

رئيس الجمهورية تسلم مطالب بلدة المية ومية: الوضع داخل المخيم قيد المعالجة لازالة اسباب الاضطرابات ومنع الاحتكاك بين سكانه

بري ترأس اجتماع هيئة مكتب المجلس واستقبل رياض سلامة الفرزلي: تعيين جلسة تشريعية ارتبط بتطور الواقع الحكومي في اليومين المقبلين

الحريري استقبل وفدا نيابيا فرنسيا ورئيسة مكتب الدفاع في المحكمة الدولية رايبرن: نعمل مع شركائنا اللبنانيين من أجل الحل في سوريا

تخاطب راق جدا" يدلل على أن المشكلة تكمن حصرا" في التنافس على تقاسم فتات مائدة "السلطة" ليس إلا.

بو صعب: يحق لرئيس الجمهورية بحصة وزارية فهل نأخذ منه آخر ما تبقى له من صلاحيات؟

الرياشي:على الرئيسين عون والحريري التوقيع على تشكيلة حكومة لدى القوات فيها حقيبة سيادية وعندها فليعترض من لديه مشكلة

باسيل أمام الجالية اللبنانية في بولونيا: الحكومة ستتشكل قريبا جدا وهدفنا النهوض بالاقتصاد ومكافحة الفساد

سامي الجميل اختتم جولته في كندا بالمشاركة في المؤتمر الدولي للبرلمانيين: تقدم ملحوظ للبنان على صعيد المساواة الجندرية

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية

أَلوَيلُ لِلْعَالَمِ مِنَ الشُّكُوك! فلا بُدَّ أَنْ تَقَعَ الشُّكُوك، ولكِنِ ٱلوَيْلُ لِمَنْ تَقَعُ الشُّكُوكُ بِسَبَبِهِ

إنجيل القدّيس متّى18/من06حتى10/"ومَنْ شَكَّكَ وَاحِدًا مِنْ هؤُلاءِ الصِّغَارِ المُؤْمِنِينَ بي، فَخَيْرٌ لَهُ أَنْ يُعَلَّقَ في عُنُقِهِ رَحَى الحِمَار، ويُزَجَّ بِهِ في عُمْقِ البَحْر.أَلوَيلُ لِلْعَالَمِ مِنَ الشُّكُوك! فلا بُدَّ أَنْ تَقَعَ الشُّكُوك، ولكِنِ ٱلوَيْلُ لِمَنْ تَقَعُ الشُّكُوكُ بِسَبَبِهِ.فَإِنْ كَانَتْ يَدُكَ أَو رِجْلُكَ سَبَبَ عَثْرَةٍ لَكَ، فَٱقْطَعْهَا وأَلْقِهَا عَنْكَ، فَخَيْرٌ لَكَ أَنْ تَدْخُلَ الحَيَاةَ وأَنْتَ أَقْطَعُ أَو أَعْرَج، مِنْ أَنْ يَكُونَ لَكَ يَدَانِ أَو رِجْلانِ وتُلْقَى في النَّارِ الأَبَدِيَّة. وإِنْ كَانَتْ عَيْنُكَ سَبَبَ عَثْرَةٍ لَكَ، فَٱقْلَعْهَا وأَلْقِهَا عَنْكَ، فَخَيْرٌ لَكَ أَنْ تَدْخُلَ الحَيَاةَ بِعَيْنٍ وَاحِدَة، مِنْ أَنْ يَكُونَ لَكَ عَيْنَانِ وتُلْقَى في جَهَنَّمِ النَّار. أُنْظُرُوا، لا تَحْتَقِرُوا أَحَدًا مِنْ هؤُلاءِ الصِّغَار، فَإِنِّي أَقُولُ لَكُم: إِنَّ مَلائِكتَهُم في السَّمَاوَاتِ يُشَاهِدُونَ كُلَّ حِينٍ وَجْهَ أَبِي الَّذي في السَّمَاوَات".

 

 تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

الحملة  الهستيرية والمسعورة على حكام السعودية لا علاقة لها بالخاشقجي

الياس بجاني/23 تشرين الأول/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/68348/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%85%D9%84%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%87%D8%B3%D8%AA%D9%8A%D8%B1%D9%8A%D8%A9-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D8%B9%D9%88/?fbclid=IwAR3Y08dSGlCIIJ835wFlh5aNV_P42h7rHYoU2xADhSCBSqo_jkCaPdglJVU

من المؤكد طبقاً للمنطق والعقل ولكل مجلدات التاريخ بأن فاقد الشيء لا يعطيه.

وبأن إبليس مهما تعب وجهد وتجمل وتزين وتخفى خلف الأقنعة لا يمكن أن يتحول إلى طوباوياً أو ملاكاً.

وفي نفس السياق العقلاني فإن القاتل والمجرم والدكتاتوري لا يمكن أن يؤمن جانبه، ويُصدَّق عندما يحمل ويسوّق لشعارات المحبة والسلام والقيم والمبادئ والعدل والمساواة.

كما أن الانتهازي والأكروبات والمنافق لا يمكن أن تكون له أية مصداقية.

وكذلك فإن الضارب عرض الحائط بشرعة حقوق الإنسان لا يمكنه أن يخدع المؤمنين والشرفاء وأصحاب العقول الراجحة عندما يبشر بالعفة.

كما لا يمكن الوثوق بالحكام والسياسيين والقادة والأنظمة والعصابات والإرهابيين الذين يذلون ويفقرون ويضطهدون ويقتلون أبناء شعوبهم ويعلقون جثثهم في الشوارع..

من هنا فإن الإعلام الأميركي اليساري الحاقد والعدائي المكرِّس كل إمكانياته وعلمه لمحاربة الرئيس ترامب من مثل محطة ال سي ان ان،

وكذلك لا يمكن أن تكون هناك أية مصداقية لنظام الملالي الفارسي الإرهابي والدموي والمذهبي الغازي والمزعزع للسلم والاستقرار في العديد من الدول العربية والممول دولياً وعالمياً لكل جماعات القتل والإرهاب والتمذهب.

وأيضاً لا يمكن بلع وهضم دفاع حكام قطر عن شرعة حقوق الإنسان وحزنهم الكاذب على وفاة الخاشقجي وهم الممولين والمساندين والحاضنين لكل جماعات الإرهاب من الإخوان المسلمين ولكافة إفرازاتهم الشيطانية في العالم.

أما عن مصداقية اردوغان تركيا في احترامه للحريات وللحقوق فحدث ولا حرج وهو الضارب والمنتهك بوقاحة وفجاجة لكل ما هو حريات وديمقراطية في بلاده والمضطهد لكل الأحرار من أبناء شعبه والحالم بعودة السلطنة العثمانية والمتوهم بدور السلطان.

من هنا ودون أية أوهام أو أقنعة أو مواقف ذمية فإن الحملة المسعورة على حكام السعودية وتحديداً على ولي عهدها الشاب من إعلام اليسار الأميركي ومحور الشر الإيراني ومعهما تركيا اردوغان وحكام دولة قطر لا علاقة لها بالخاشقجي ولا هي تكترث حقيقة لما حصل له.

الحملة بكل وضوح هي رزم من المحاولات الخبيثة  والحاقدة هدفها الانتقام المكشوف من وقوف السعودية ضد مشروع تمدد إمبراطورية إيران ومساندتها للرئيس ترامب في مواجهته العادلة للإرهاب الإيراني واستهزائها بأوهام وأحلام اردوغان العثمانية..

يقول كتابنا المقدس:"من كان منكم بلا خطيئة فليرميها بحجر"

ونحن نقول إن من كان من الحكام والأنظمة ووسائل الإعلام منزهاً وشريفاً ومحترماً لشرعة حقوق الإنسان وللحريات وللديمقراطية وللعدل وفعلاً بريئاً وبعيداً عن كل التهم التي يوجهها لحكام السعودية.. فليتفضل وإلا فليخرس ويترك السعودية تهتم بشؤون حكمها وقوانينها ومواطنيها

في الخلاصة فإن فاقد الشيء لا يعطيه كما أنه لا يحق للفاجرة أن تبشر بالعفة... وأهل مكة أدرى بشعابها.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.co

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

الياس بجاني/رابط مقالتي المنشورة في جريدة السياسة الكويتية

داني شمعون وكل الشهداء خميرة وطن الأرز/الياس بجاني/22 تشرين الأول/18

http://al-seyassah.com/%D8%AF%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%B4%D9%85%D8%B9%D9%88%D9%86-%D9%88%D9%83%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%87%D8%AF%D8%A7%D8%A1-%D8%AE%D9%85%D9%8A%D8%B1%D8%A9-%D9%88%D8%B7%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B1%D8%B2/

 

داني شمعون وعائلته هم شهداء كل لبنان وكل اللبنانيين

الياس بجاني/21 تشرين الأول/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/68292/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%af%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%b4%d9%85%d8%b9%d9%88%d9%86-%d9%88%d8%b9%d8%a7%d8%a6%d9%84%d8%aa%d9%87-%d9%87%d9%85-%d8%b4%d9%87%d8%af%d8%a7-2/

يعلمنا التاريخ بأن الأوطان التي لا يسقيها شبابها تضحيات وقرابين بسخاء ودون حساب تنهار مذابحها وتتشتت شعوبها وتنقرض وتهمش هويتها ويقتلع تاريخها وتنتهك كراماتها. 

إن لبنان القداسة الذي انعم الله عليه بشباب لا يهابون الموت ولا يبخلون بالشهادة في سبيله من أمثال داني وعائلته، هذا اللبنان باق ولن تقوى عليه قوى الشر.

إن الشهادة تولد من فعل إيمان وفعل محبة: إيمان بوطن وقضية،

ومحبة مجبولة بالعطاء ترقى بنبلها إلى حد تقديم الذات من أجل من نحب.

إن الشهداء هم نبراس ينير لنا الطريق للوصول إلى واحات الحرية، وحافزاً لنا لمتابعة رسالة القداسة والرقي.

اليوم ونحن نتذكر الشهيد داني شمعون وعائلته نؤكد أن إيماننا بالله وبلبنان وبحقنا بحياة حرة وكريمة يتطلب منا تحمل الآلام والاضطهاد كشعب مؤمن ومحب للسلم..

وهذا ليس حبا بالألم، وإنما من اجل البلوغ إلى القيامة، قيامة الوطن وانتصاره على قوى الإحتلال لأن المجتمعات لا تبنى إلا بالحب والرجاء والتضحيات حتى الاستشهاد.

صلاتنا اليوم في ذكرى استشهاد داني شمعون وأفراد أسرته نرفعها من اجل السلام والوحدة في لبنان،

نرفعها من أجل المسؤولين ورجال الدين والسياسيين وكل العاملين بالشأن العام ليعوا التبعات الملقاة على عاتقهم ويتخطوا التبعية والمذلة والرضوخ للخارج، ويعودوا إلى ينابيع الإيمان والصدق والحرية والكرامة.

28 سنة انقضت على غياب الشهيد داني شمعون وأفراد أسرته وما زالت الجريمة النكراء تلك ماثلة في ذاكرة ووجدان وضمائر الأحرار والسياديين من أهلنا.

جريمة بشعة من سلسلة ارتكابات بربرية ودموية اقترفها المحتل السوري ومرتزقته المحليين الكفرة والأبالسة الذين ارتضوا وضعية الزلم والأدوات والمرتهنين.

مرتزقة من أهلنا للأسف بذل واحتقار للذات قبلوا بخنوع أدوار الملجميين والطرواديين، والإسخريوتيين الساقطين في كل تجارب الشياطين.

مرتزقة من أهلنا وطرواديين منهم مواطنين ومسؤولين وسياسيين وأصحاب شركات أحزاب مافياوية باعوا دماء الشهداء وهم عملياً السرطان الأخلاقي والقيمي والوطني الذي يفتك بوطننا وبشعبنا.

هؤلاء القيادات المسخ الذين يناصرون المحتل الإيراني المتمثل بذراعه المحلية والإرهابية،حزب الله، اليوم قد قفزوا فوق دماء الشهداء والتحقوا بالخانعين والطرواديين طمعاً بسلطة ونفوذ ترابيين وداكشوا السيادة بالكراسي وتعاموا عن كل القرارات الدولية الخاصة بلبنان.

28 سنة انقضت على جريمة اغتيال داني شمعون وعائلته وهي لا زالت تزرع في القلوب غصة، وفي العيون دموع تنهمر حسرة على أبطال شرفاء أبوا إلا أن يفتدوا بأرواحهم وطن الأرز وناسه.

لنصلي من أجل راحة أنفس داني شمعون وأفراد عائلته الشهداء، ومن أجل راحة أنفس كل الشهداء طالبين لهم الراحة الأبدية إلى جانب البررة .

بتقوى وعرفان بالجميل نذكر في صلاتنا كل شهيد من أهلنا بذل ذاته على مذبح وطننا الغالي من أجل أن يبقى لبناننا الرسالة والقداسة واحة للحرية والسيادة والاستقلال، وليبقّ اللبناني حراً وسيداً ومرفوع الرأس بعزة وشموخ.

إن الشهيد داني شمعون وأولاده الأطفال وزوجته أحبوا لبنان واللبنانيين حتى الشهادة فبذلوا أنفسهم على مذبحه قرابين طاهرة.

داني وعائلته الشهداء بنبلهم وتفانيهم ومحبتهم للوطن وإيمانهم الراسخ بحقه بحياة حرة وكريمة هم لبنان، هم كل اللبنانيين، هم الرمز، هم العطاء والكرامة.

داني وعائلته غابوا بالجسد إلا أنهم وككل الشهداء الأبرار والأبطال هم في قلوبنا والضمائر والذاكرة.

إنه بفضل تضحيات الشهداء بقي لبنان وبإذن الله هو باق ولن تقوى عليه شرور وإرهاب الأبالسة المحليين والدوليين والإقليميين.

إن كان من أمثولة يمكننا أن نستخلصها من حياة واستشهاد داني وعائلته، أو من وصية نستطيع أن نوجهها باسمه إلى جميع اللبنانيين، فإننا نتبنى كلام رسول الأمم، بولس إلى أهل فيليبي (02/01حتى05) حيث قال بصوت عال وصارخ:

(“فإِذا كانَ عِندَكم شأَنٌ لِلمُناشَدةِ بِالمسيح ولِما في المَحَبَّةِ مِن تَشْجيع، والمُشارَكةِ في الرُّوحِ والحَنانِ والرَّأفة، فأَتِمُّوا فَرَحي بِأَن تَكونوا على رأيٍ واحِدٍ ومَحَبَّةٍ واحِدة وقَلْبٍ واحِدٍ وفِكْرٍ واحِد. لا تَفعَلوا شَيئًا بِدافِعِ المُنافَسةِ أَوِ العُجْب، بل على كُلٍّ مِنكم أَن يَتواضَعَ ويَعُدَّ غَيرَه أَفضَلَ مِنه، ولا يَنظُرَنَّ أَحَدٌ إِلى ما لَه، بل إِلى ما لِغَيرِه. فلْيَكُنْ فيما بَينَكُمُ الشُّعورُ الَّذي هو أَيضاً في المَسيحِ يَسوع. هو الَّذي في صُورةِ الله لم يَعُدَّ مُساواتَه للهِ غَنيمَة بل تَجرَّدَ مِن ذاتِه مُتَّخِذًا صُورةَ العَبْد وصارَ على مِثالِ البَشَر وظَهَرَ في هَيئَةِ إِنْسان فَوضَعَ نَفْسَه وأَطاعَ حَتَّى المَوت مَوتِ الصَّليب”.)

في الخلاصة، ما الحرية سوى نعمة مجانية وهبنا إياها الله لنكون احرارا في القول والتصرف والفكر والمعتقد، فيا أبانا السماوي انعم علينا بعطايا الثبات في الموقف والعناد في الشهادة للحق.

الشهيد داني شمعون وكل شهداء ال 10452كلم مربع هم الخميرة الإيمانية التي تخمر باستمرار عجين الوطن وتزرع الحب والعطاء والرجاء

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.co

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

اغتيال داني شمعون والوحشية المستمرة ضد أحرار لبنان

الياس بجاني/21 تشرين الأول/18

إن وحشية ممنهجة تتناول كل قادة لبنان الأحرار والسياديين لا زالت مستمرة بأساليب قمعية وإرهابية مختلفة..لا شيء تغير للأفضل استقلالياً في لبنان منذ اغتيال الشهيد داني شمعون..البلد لا يزال محتل وحكامه وطاقمه السياسي بغالبيتهم العظمى تابعين للمحتل وينفذون فرماناته على حساب شعبنا ووطننا ودستوره والحريات..كان الإحتلال السوري المهيمن حتى أسحاب الجيش السوري ومن يومها حل مكانه الاحتلال الإيراني بواسطة ذراعه الإرهابية المحلية المسماة حزب الله ..أما الشرفاء وهم كثر فهم الخميرة التي ستخمر عجين الوطن طال الزمن أو قصر.. الرحمة للشهيد شمعون وللأفراد عائلته. والرحمة لكل أنفس الشهداء الأبرار.

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

فيديو وبالصوت/مقابلة جيواستراتجية رائعة ومهمة جداً من تلفزيون المر مع الباحث د. نبيل خليفة تتناول أهداف الحروب الحالية في المنطقة وأسباب حرب 13 تشرين الأول 1990 والحروب على المسيحيين في لبنان والمخطط الغربي والإيراني والإسرائيلي للسيطرة على المنطقة وضرب النفوذ والديموغرافية والقدرات السنية

http://eliasbejjaninews.com/archives/68395/%D9%81%D9%8A%D8%AF%D9%8A%D9%88-%D9%88%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%88%D8%AA-%D9%85%D9%82%D8%A7%D8%A8%D9%84%D8%A9-%D8%AC%D9%8A%D9%88%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D8%B1%D8%A7%D8%AA%D8%AC%D9%8A%D8%A9-%D8%B1%D8%A7/

اضغط هنا للإستماع لمقابلة د.نبيل خليفة من تلفزيون المر (فورماتWMA) /25 تشرين الأول/18

http://www.eliasbejjaninews.com/newwma17/n.kalefi25.10.18..wma

اضغط في اسفل على العلامة الموجودة إلى يسار الصفحة للإستماع لمقابلة د.نبيل خليفة (فورماتMP3) من تلفزيون المر/25 تشرين الأول/18

http://www.eliasbejjaninews.com/newmp3.17/n.kalefi25.10.18.mp3

فيديو/اضغط لمشاهدة مقابلة د.نبيل خليفة (فورماتMP3) من تلفزيون المر/25 تشرين الأول/18

https://www.youtube.com/watch?v=bYyyPaQdXNA&feature=youtu.be&fbclid=IwAR0yrjlFwAbopMCo5tPhEUZacQSkfIX4-4_FS6OqVeN5EJ4PW7vkHBm-opw

 

أهم عناوين مقابلة د. نبيل خليفية مع تلفزيون المر بتاريخ 25 تشرين الأول/18

تفريغ وتلخيص الياس بجاني بحرية وتصرف كاملين/25 تشرين الأول/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/68395/%D9%81%D9%8A%D8%AF%D9%8A%D9%88-%D9%88%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%88%D8%AA-%D9%85%D9%82%D8%A7%D8%A8%D9%84%D8%A9-%D8%AC%D9%8A%D9%88%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D8%B1%D8%A7%D8%AA%D8%AC%D9%8A%D8%A9-%D8%B1%D8%A7/

*ما يميز المرحلة الحالية في المنطقة إنها انتقالية (من القرن العشرين إلى القرن الواحد والعشرين) وفيها صراعات ونزاعات وتنافسات.

*الصراعات هي بين أعداء والنزاعات بين أخصام والتنافسات بين متنافسين.

*الصراع العربي-الإسرائيلي..انتقل إلى مرحلة دولة الأمة اليهودية بدلاً من التعايش بين الطوائف بعد أن اقتنع الإسرائيليون بأنهم غير قادريين على العيش في المنطقة بسبب الديموغرافية العربية السنية التي تريد برأيهم أن تأكل وتقضم الدولة اليهودية ولهذا عرض نتنياهو قبل فترة وجيزة قبول بلاده إعطاء الفلسطينيين كيان مستقل هو أقل من دولة وأكثر من حكم ذاتي.

*إسرائيل حالياً هي في مرحلة واستعدادات حرب المصير الأخيرة.

*إسرائيل مقتنعة بأن دول المحيط العربية السنسة هي غير قادرة على هزيمتها عسكريا في حين أن مصرها ووجودها كما ترى يعتمدان على الديموغرافيا. وهنا هي ستسعى لترحيل 300 ألف عربي من القدس الشرقية.

*كل ما يجرى الآن من حروب في المنطقة هو مخطط له إسرائيلياً وهدفه الإثبات العملي أنه لا يمكن العيش مع العرب السنة... وتوطين الفلسطينيين في بلدان إقامتهم أو في مكان من العالم هو جزء من المخطط.

*تسعى إسرائيل لإقامة دولة الصفاء اليهودي دينياً وإثنياً.. دولة عبرية-يهودية.

*مفاهيم الحروب في إسرائيل ثلاثة وهي حروب الخيار وحروب اللا خيار وحروب المصير .

*اليوم هناك قناعة في إسرائيل بأنها قادرة عسكرياً على خوض معركة الحرب المصيرية لتثبيت وجودها وهي تملك 200 قنبلة نووية..إسرائيل هي خامس قوة نووية في العالم.

*هناك حلف غربي وأوروبي وأميركي وروسيا وإيراني وإسرائيلي للسيطرة على الشرق الأوسط واقتلاع النفوذ العربي والسني منه.

*مخطط الغرب هو وقف التمدد الإسلامي الذي منه 85% سني.. بعد أحداث 11 سبتمبر أدرك الغرب أن الخطر الإسلامي هي الذي يهدده.

*الدراسات تفيد بأن سنة 2050 سيصبح الدين الإسلامي هو الدين الأول في العالم.

*رئيسة وزراء بريطاني السابقة تاتشر قالت إن بقاء الحلف الأطلسي بعد سقوط الإتحاد السوفياتي هو لمواجهة الإسلام.

*بدأ الغرب يتحدث عن حروب جيوبولتيك الأديان.

*دول الغرب وإسرائيل وإيران متفقين على مخطط مواجهة التمدد السني العربي ومنع السنة من تدمير إسرائيل.

*إيران ترفع شعار محاربة إسرائيل وإزالتها بهدف توليها قيادة العالم الإسلامي بدلاً من السنة.

*إسرائيل زودت إيران بالأسلحة خلال الحرب العراقية الإيرانية ليس محبة بالإيرانيين بل لأنها تريد مساعدة الأقليات ومنها إيران الشيعية ضد الأكثرية السنية.

*إسرائيل تريد قلب المنطقة وتحوليها إلى دول أقليات ومن ضمنها دولة علوية.

*مقابل التنازل الإيراني عن النووي سمحت لها أميركا الدخول إلى الدول العربية وإقامة الميليشيات من الأقليات لإسقاط الأنظمة.

*إسقاط السد السني في العراق(صدام حسين) بمواجهة إيران غير الوضع العسكري في كل الدول العربية ومكن إيران من التسلل إلى غالبية الدول العربية واقامة الميليشيات فيها من الأقليات الشيعية.

*إيران ضالعة في مخطط مواجهة الأكثرية السنية على خلفية أطماعها السيطرة على المنطقة.

*خلفيات حرب 13 تشرين الأول 1990 وحقيقة ما حدث بكل تفاصيلها والمواجهة الفرنسية-الأميركية في حينه حيث أسقطت أميركا الخطوط الحمر في لبنان لمنع عودة النفوذ الفرنسي إليه التي وضعها كيسنجر وسمحت للطيران السوري بضرب الجيش اللبناني وإسقاط المناطق المسيحية وإسقاط حكومة العماد عون العسكرية التي رأت فيها أميركا احتمل عودة النفوذ الفرنسي إلى لبنان.

*كيسنجر كان يرى في لبنان كونديمنيوم وإسرائيل ولبنان تديران أمره وأميركا تتحكم بالثلاثة.

*البنود الثلاثة للخطوط الحمر في لبنان التي وضعها كيسنجر عام 1976:

01-لن تتجاوز القوات السورية خطاً ابعد من الزهراني وقرية كفرمشكي التي تبعد 40 كيلومتر عن الحدود الإسرائيلية.

02-تمنح سوريا السلاح الإسرائيلي حرية الحركة في الأجواء اللبنانية ولا تُدخّل إلى لبنان صواريخ أرض جو.

03-تمتنع سوريا عن توجيه ضربات جوية على أهداف أرضية مسيحية.

*الصراع الأميركي - الأميركي جاء في الوقت الذي كان يريد فليب حبيب إخراج القوات الإسرائيلية والسورية من لبنان ففشل وتم اغتيال الرئيس بشير الجميل.

* إسقاط المناطق الشرقية المسيحية في 13 تشرين الأول 1990 كان بنتيجة صراع أميركي - فرنسي وانتصار أميركا وفشل فرنسا...على خلفية خوف أميركا من قلب المعادلة وأخذ لبنان من النفوذ الأميركي إلى النفوذ الفرنسي.

* لبنان له أهمية إستراتجية أميركية كبيرة جداً وخصوصاً بما يتعلق بطبيعة سلسلة جباله وتحدياً جبل صنين حيث هناك امكانية نصب صواريخ على قممها وتشكيل خطر استراتيجي على إسرائيل والأساطيل الأميركية في المنطقة... وقد شرحت هذا الأمر في دراسة لي نشرتها في 03 أيار عام 1981. بينت أهداف سوريا وإسرائيل في لبنان وحقيقة تلاقيهما موضوعياً.

*أتذكر يوم أسقطت إسرائيل لسوريا طائرتين هليكوبتر على قمم جبل صنين كانتا تستهدفان مقاتلين لبنانيين (مسيحيين) أبطال اشداء كانوا مع غيرهم كثر من المقاتلين اللبنانيين (المسيحيين) يسلكون طرق الجبل هذا للدفاع عن زحلة (عاصمة المسيحية وعروس الحرية) في مواجهة حصارها السوري العسكري.

* في مقالة لي وجهتها إلى سوريا بعنوان "كلام برسم دمشق": قلت "نحن دعاة تعاون بنطاق السيادة والاحترام وإننا في الخيار بين سوريا وكل العالم نختار سوريا أولاً، ولكن في الخيار بين سوريا وحريتنا نختار حريتنا"..

* موقفنا اللبناني السيادي والاستقلالي والمتعلق بالحرية اختصره التاريخ بمشهدية ورمزية المقاتلين المسيحيين اللذين تجمدا بسبب الصقيع والبرد على قمة من قمم جبل صنين وهما يحضنان بعضهما البعض والسلاح على كتفيهما..(كانا في طريقهما للدفاع عن زحلة). هما رمز تعلقنا بالأرض اللبنانية وعنوان لمقاومتنا ولتاريخنا وحقيقة تجزرنا ووجودنا ودورنا في لبنان والشرق الأوسط.

* نصيحة كيسنجر للرئيس السوري حافظ الأسد كانت تقول إذا أردتهم السيطرة على لبنان عليكم أن تسيطروا على المسيحيين فيه.

*الفلسطينيون واليسار ومع سلاح معمر القذافي لم يتمكنوا من السيطرة على المسيحيين في لبنان.

*القذافي اتصل بالشيخ بشير الجميل مرتين وطلب الاجتماع به وأنا نصحت البشير بالرفض خوفاً على حياته من القذافي الذي كان يسعى لاغتياله جسدياً وسياسياً.

*السؤال هو هل تمت السيطرة على المسيحيين الآن؟

والجواب هو بأن هذه محاولات السيطرة هذه لا تزال مستمرة وقد قد قطعت الأشواط التالية حيث استعملت فيها حرب التهجير، وحرب الفتنة بين موارنة الجبل وموارنة الشمال، وحرب التجنيس سنة 1994، وحرب تجاوز اتفاقية الطائف بانتخابات عام 1992، وحرب إنقاص عدد النواب الموارنة من 35 على 34، وحرب إضعاف دورهم التمثيلي ووضع النواب الموارنة في مناطق غير مسيحية ومارونية لتهميش دورهم، حرب السيطرة على القرار المسيحي والماروني الديني المتمثل ببكركي، وحروب السيطرة على القرار السياسي المسيحي في كل المواقع.

*للتاريخ وشهادة للحق نلفت لدور البطريرك مار نصرالله بطرس صفير الوطني والسيادي والشجاع الذي وقف بوجه الهيمنة السورية على لبنان نهائياً رغم ثلاثة محاولات لاغتياله وهو رفض بإباء الذهاب إلى سوريا برفقة قداسة البابا القديس يوحنا بولس الثاني وقال يومها لن أذهب مع قداسته إلى سوريا قبل ترسيم الحدود اللبنانية السورية وإعادة كل المعتقلين اللبنانيين في السجون السورية. هذا هو البطريرك العظيم وآخر قيادي ماروني في التاريخ وفي هذا البلد. اما الحرب على موقع رئاسة الجمهورية المارونية فالكل ملم بما حصل، وكذلك الحرب على المواقع الأمنية والعسكرية المسيحية وعلى الأحزاب والمؤسسات. ونعم كل الضغوط على البطريرك صفير فشلت.

*من المؤسف أن النائب نعمة فرام قد استقال قبل يومين من رئاسة لجنة الانتشار اللبناني كون الإنتشار هو مهم جداً للبنان وللمسيحيين فيه.

*سوريا كان المطلوب منع الانتشار اللبناني من إدخال طاقاته السياسية والبشرية والديموغرافية والاقتصادية والمالية والثقافية إلى لبنان وهم أي السوريين وضعوا (أزلامهم من اللبنانيين في مواقع السلطة) للقيام بهذه المهمة.

* مشكور وزير الخارجية الحالي جبران باسيل على دوره في وزاته ولكن ألم لماذا ورغم كل أنشطته وجهوده الاغترابية لم تتحقق النتائج المرجوة..

*جيد أن يقول رئيس الجمهورية أن في العالم 13 مليون مغترب لبناني.. ولكن نسأل كم بلغ عدد الذين صوتوا في الانتخابات الأخيرة (100ألف فقط).

*أعداء لبنان يخافون من الانتشار اللبناني ومن قدراته التي قد تغير المعادلات.

* مهم جداً ترسيم الحدود بين لبنان وسوريا وحتى الآن لم تحصل، في حين أن كل المحاولات في هذا السياق قد فشلت...

*ما لم ترسم الحدود يبقى الاستقلال غير ناجز وتبقى المخططات السورية اللاغية لاستقلال لبنان قائمة.

*هناك فرق كبير بين الترسيم المطلوب للحدود وبين مصطلح تعيين الحدود كما يفعل النظام السوري.

*لا مصداقية ولا قيمة لأي اعتراف سوري بلبنان ما لم ترسيم الحدود بين البلدين.

 

موقع المقاومة_اللبنانية: الحرب_بين_بشير_وجوني_عبدو

(كتبها الصحافي إيلي الحاج ٢٠٠٦)/نقلا عن صفحة صعود أبوشبل/فايسبوك

(كشف الدكتور سمير جعجع بالأمس في المقابلة التي أجراها ضمن برنامج المشهد على شاشة BBC مع الإعلامية جيزيل خوري بأن (المرحوم) زاهي بستاني هو من كان يفاوض بإسم القوات اللبنانية مع الرئيس رفيق الحريري قبل وأثناء إنعقاد مؤتمر الطائف)

وجد البستاني في بشير شريكًا فاعلاً على الأرض، في وقت بات الأمن العام من دون نفوذ على الأرض. بدا الرجلان قادرين على تعاون تتقاطع عنده مصلحتاهما وهدفهما المشترك: الدفاع عن المناطق المسيحية بوسيلة جديدة للمواجهة. في الشهور التالية اجتمعا مراراً وتبادلا الأفكار موطدين صداقة عميقة وحميمة وطويلة قادت البستاني إلى أن يصير المستشار الأول والأقرب لقائد القوّات، والعارف وحده من دون سائر فريق العمل بأسراره كلّها. آتيًا من خارج حزب الكتائب وبعيدًا من أيّ انتماء حزبي أو عقائدي، حمل اسماً مستعاراً في فريق العمل هو: أنور. وخلافًا لجوزف أبو خليل وأنطوان نجم وجان ناضر الذين شدّهم ولاء غير منازع إلى بيار الجميّل أو الحزب، ولكريم بقرادوني الموزع الولاء بين بيار الجميّل والياس سركيس، سلّم البستاني بولاء مطلق لبشير، فأضحيا لا يفترقان.

تدريجًا أخذ البستاني، منذ صيف 1976، يطلع بشير الجميّل على ما لديه من معلومات وتحليلات استقاها من جهازه، ويطلع منه على أحوال الجبهات والاتصالات التي كان يجريها مع كميل شمعون وبيار الجميّل. وبناء على رغبته طلب منه إبقاء معلوماته سرًّا. وفي تشرين الثاني (نوفمبر)، مع انتهاء حرب السنتين، عُيّن البستاني في منصب مستحدث في الأمن العام هو رئاسة الغرفة الخاصة التي كانت بمثابة مكتب أركان للمدير العام بصلاحيات متشعبة.

وبعد تعيين فاروق أبي اللمع مديراً عاماً للأمن العام في 11 نيسان (ابريل) 1977 خلفًا لأنطوان الدحداح، أبقى البستاني في رئاسة الغرفة الخاصة. وفي غضون ذلك تطوّرت علاقة البستاني ببشير بعيدًا من الأضواء، وكانا يلتقيان سرًّا في مرحلة شهدت نفورًا بين السلطة اللبنانية وقائد القوّات. في آب (أغسطس) 1977 اكتشف عبده العلاقة الوطيدة بين الرجلين، ولكن بلا تفاصيل دقيقة. في أيلول (سبتمبر) 1977، حصل على معلومات إضافية فأعلم رئيس الجمهورية، واتصل بأبي اللمع وطلب منه ملاقاته في قصر بعبدا للاجتماع بالرئيس. قبيل دخولهما إلى مكتب سركيس طلب عبده من أبي اللمع إبعاد البستاني عن الأمن العام وإرساله في دورة تدريبية أمنية إلى الخارج لسنة. تحفّظ أبي اللمع، فعقّب عبده: حسنًا سيطلب منك الرئيس ذلك الآن.

فاتح رئيس الجمهورية أبي اللمع في الموضوع نفسه بعدما تحدّث عن تعاون ضابط كبير في الأمن العام سرًّا مع قائد ميليشيا مناوئة للسلطة الشرعية، وطلب منه إبعاده عن لبنان بعض الوقت. اقترح أبي اللمع إصدار تشكيلات تنتدب البستاني في دورة أمنية إلى بريطانيا لسنة على نفقة الأمن العام، على أنّ اقتراحه لم يقترن بالتنفيذ.

في 22 تشرين الثاني(نوفمبر) 1977 التقط عبده عبر تنصّت أجرته مديرية الاستخبارات على هاتف منزل البستاني في الأشرفية مكالمات بينه وبين بشير الذي كان يزور واشنطن آنذاك. في إحدى المكالمات حض البستاني قائد القوّات على تعزيز اتصالاته بمسؤولين أميركيين وشخصيات نافذة لدى الإدارة الأميركية وتأكيد عدم ثقته بالسلطة اللبنانية وبمقدرتها على إعادة بناء الدولة وطلب دعم للجبهة اللبنانية. بعد ساعات نقل عبده تسجيل المكالمة الهاتفية إلى أبي اللمع الذي استعجل عندئذ سفر البستاني إلى بريطانيا. لم تكن ثمّة دورة أمنية في لندن بل إبعاد له إلى باريس بموافقة المدير العام، مع أنّه كان قد تقدّم إليه باستقالة من الأمن العام جمّدها أبي اللمع.

بعد 14 شهرًا فاجــأ عبــده أبي اللمع بالطلب إليـــه إنهاء إبــعاد البستاني واستــدعاءه إلى بيروت على عجل. ثمّ سمع الطلب نفسه من سركيس في قـصر بعبدا. ولمّا سألهما عن السبــب أجــابه عبــده: ظروف شخصية... تغيّـرت الأيـام. لم يستفسر أبي اللمع أكثر، لكنّه استعـاد عبـارة قـالها له البستاني قبيل مغادرته إلى باريس;السبب الذي دفــــعهم إلى مطالبتك بإبعادي سيجعلهم يطالبونك بعودتي.

في هذه الأثناء كانت الحرب الأمنية والسياسية بين عبده وبشير في ذروتها، وأضحت المناطق الشرقية مسرحاً لأعمال عنف وخطف واعتداء وتبادل جثث بين فرقة المكافحة بأوامر من عبده وميليشيا القوّات اللبنانية. عندما عاد البستاني الى بيروت في شباط (فبراير) 1979 كان تعديل طرأ على توازن القوى بين السلطة اللبنانية وبشير الجميّل الصاعد بزعامته. عيّن أبي اللمع البستاني مستشاراً له في مكتب مجاور لمكتبه في إشارة ذات دلالة إلى الموقف المستجد للسلطة حيال إمكان الانفتاح على بشير، وقد صارت أقرب إلى الاعتراف بزعامته تلك وحاجتها إلى محاورته. في شباط 1979، تلقّى البستاني مكالمة هاتفية من بشير لملاقاته في مكتبه في مقرّ القوّات في الكرنتينا. في لقائهما أخبره برسالة عبده إليه ورغبته في فتح حوار معه عبر شخصية موثوق بها، وطلب منه الاضطلاع بالمهمّة. وفي الساعات التالية التقى عبده والبستاني في وزارة الدفاع في اليرزة. وفي لقائهما الأول الذي خلا من جدول أعمال تبادلا المفاجأة: عرف البستاني من رئيس الاستخبارات العسكرية أنّه كان ينوي اغتياله، فيما وجد الأخير نفسه أمام ضابط كبير في الأمن العام يفاوض عن ميليشيا هي خصم للسلطة ومتمرّدة عليها (...) ومنذ الاجتماع الأول تصرّف أحدهما حيال الآخر بود متجاوزاً مشاعر الريبة والحذر، فأتى التفاهم تكريساً لجلسات عمل تمهيدية حدّدت اتجاهات التدرّج نحو الثقة.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الخميس في 25/10/2018

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

الحكومة خلال الساعات الثماني والاربعين المقبلة إذا قبلت القوات المعروض عليها من حقائب وسط استعجال جميع الأفرقاء وفي مقدمهم حزب الله لولادة الحكومة للتصدي للاوضاع الاجتماعية والاقتصادية.

وينتظر ان يطلع الرئيس سعد الحريري رئيس الجمهورية على الأجواء ويقدم له التشكيلة الوزارية.

وخارج السياسة العاصفة التي تضرب لبنان حديث الناس خصوصا وانها تسببت بأضرار وأثلجت في بيروت والضواحي. سنكون مع مجموعة تقارير حول ذلك بعد التوقف مع الأمن الذي اهتز في مخيم الميه وميه باشتباكات بين عناصر حركتي فتح وأنصارالله. وقد اتخذت وحدات من الجيش اللبناني إجراءات حول المخيم.

وفي محيط سراي بعبدا كانت اليوم مناورة حية للجيش والقوى الأمنية والدفاع المدني تتعلق بما يمكن القيام به في حال حصول هزة أرضية.

وفي الخارج الطرود المفخخة ترهب الاميركيين الذين يتحضرون للإنتخابات النصفية.

وفي موسكو كلام على أن الولايات المتحدة الاميركية تمارس الارهاب في سوريا.

وفي العراق محاولة إقلاع للحكومة المؤلفة أمام البرلمان.

نبدأ أولا من العاصفة التي ضربت لبنان والتي تستمر يومين.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ال بي سي"

الطبيعة اصدق انباء من السياسة.. الطبيعة لا تخطئ، تقسو لكنها لا تغدر ولا تفاجئ... الطبيعة قست اليوم ستين دقيقة كانت كافية لكشف غياب الصيانة ومطابقة شروط السلامة العامة... الطبيعة كشفت اليوم أن بعض الإدارات الرسمية يتحمل المسؤولية، تماما كبعض القطاعات الخاصة الذي يتحمل المسؤولية ايضا...

الوزارات المعنية تتحمل المسؤولية، مجلس الإنماء والإعمار يتحمل المسؤولية، الشركات المتعهدة تتحمل المسؤولية بعض الورش يتحمل المسؤولية...

أما الفضيحة فهي أن التقصير يتجدد عند بداية كل موسم: طرق تتحول إلى بحيرات، أما المسؤولية فعلى مسؤولين محميين لا يصل إليهم سيف المحاسبة، ومنشآت ورش لا تطابق شروط السلامة العامة, فتنهار السقالات فيها مسببة خسائر فادحة، فمن يعوض؟

ما حدث ليس من فعل الطبيعة بل من فعل تقصير الإنسان, سواء كان في الإدارات العامة أو في مؤسسات خاصة... وفي غياب المحاسبة ستعود الطرق لتتحول إلى بحيرات عند كل شتوة، إذ أين المفاجأة في أن تمطر في عز الخريف؟

الطبيعة لا تمهل، أما السياسة فتهمل...

هذا الأسبوع دخلت البلاد الشهر السادس على تكليف الرئيس الحريري تأليف الحكومة، العقد تجتر نفسها ولم يتبق منها سوى عقدة القوات اللبنانية, التي تقول إنها تنتظر جوابا من الرئيس المكلف على ما قدمته من عرض مكتوب...

وفي غياب المعطيات الداخلية الجديدة، معطيات خارجية يمكن البناء عليها: المعطى الأول، زيارة الرئيس الحريري للسعودية ولقاؤه ولي العهد، والثاني، معلومات تفيد أن واشنطن حثت الرئيس الحريري على الإسراع في تشكيل الحكومة، وأن يكون التشكيل هذا الأسبوع.

* مقدمة نشرة أخبار "المنار"

لا اخبار تسابق سرعة الرياح اليوم، ولا وقائع حكومية تشغل المواطنين عن اهتمامهم بتوقعات مصلحة الارصاد الجوية..

هو الشتاء في موسمه، وان اتسمت شوارعنا بالسيول والفيضانات كلما زادت خيرات السماء، ولا متغير في المناخ يدعو الى القلق او ينذر بخطر، الا ان الحذر واجب مع اشتداد سرعة الرياح، وغزارة الامطار التي لن تجد مجاري مؤهلة لاستيعابها، فضلا عن انعدام الأمل بوجود سدود تؤمن الاستفادة منها..

وبدل ان يكون الخبر اليوم متنقلا بين المقرات الرسمية بحثا عن المؤشرات الحكومية، كانت وسائل الاعلام تتنقل بين بيروت والشمال، والبقاع والجنوب وجبل لبنان، حيث السيول وزخات البرد، واللوحات المتطايرة واغصان الشجر، التي تسببت باضرار مادية كبيرة، فيما نجا اللبنانيون من الخسائر البشرية، خلافا للدول المجاورة كالاردن التي اعلنت مقتل ثمانية اطفال وفقدان عشرات آخرين جراء سيول جرفت رحلة مدرسية..

اما رحلة الحكومة اللبنانية فجرفها تعنت البعض من الايجابية بقرب الولادة، الى ترنح ليس لمصلحة أحد..

فعودة الرئيس المكلف سالما من الريتز كارلتون في الرياض، لم تغير شيئا من المشهد الحكومي المعلق على حقيبة كما قال عضو تكتل لبنان القوي النائب آلان عون، فيما لم يحمل الرئيس سعد الحريري حقيبته التي تحتوي تصورات حل وينتقل بها الى قصر بعبدا كما كان متوقعا، أما مجلس النواب فقد جدول عبر هيئة مكتبه جدول اعمال الجلسة التشريعية المزمع عقدها، وفق تقدير المسارات الحكومية..

في الاقليم مسار قضية جمال خاشقجي غير واضح المعالم، بل النوايا الى الآن، ورغم كل الادلة التي تتحدث عنها الصحافة التركية، فان المواقف الرسمية ما زالت تحتمل التأويل، وبورصة المواقف الاميركية على تقلبها، علها تستقر بعد لقاء دونالد ترامب مع مسؤولة السي اي ايه القادمة من تركيا على موقف واضح، فيما موقف الكونغرس الاميركي بات شبه واضح، وان كان ليس بوضوح موقف البرلمان الاوروبي، الذي طالب بتحقيق دولي لكشف جميع المتورطين بالقضية..

* مقدمة نشرة أخبار ال "ام تي في"

عاد الرئيس الحريري من السعودية وتجدد سعيه الى تليين المواقف المتصلبة التي تعوق تشكيل الحكومة، وإذ تؤكد المعلومات ان اشكالية توزيع الحقائب لا تزال عالقة عند العقد المعروفة، الا ان الجديد الذي أمكن تلمسه اليوم يشير الى ان الرئيس المكلف صار أكثر اصرارا على انجاز تشكيلته في وقت قريب، والى ان جهده سيتركز على اقناع فريق الرئيس عون والتيار الحر وحزب الله بضرورة الاقرار بصوابية قاعدته الذهبية التي تقول بالعدل للقوات، التربية للاشتراكي الاشغال للمردة ولا حقيبة لسنة المعارضة، وقد يجد الرئيس الحريري نفسه مضطرا الى اعادة البحث فيما صار مطلوبا من الحقائب السيادية لهذا الفريق او ذاك، وذلك لقناعة راسخة لديه بأن لا حكومة متوازنة من دون حقائب وازنة لم يستحقها والا فلا حكومة.

تكتسب هذه التحليلات صدقيتها من مواقف الافرقاء السياسيين المعنيين بهذه التوزيعة، فالقوات لا تزال تنتظر جواب الرئيس المكلف على مطالبها المعروفة، المردة يتمسك بالاشغال، الاشتراكي بالتربية وقد رفض الثلاثي الانزلاق الى متاهة البحث فيتبادل الحقائب بل الحقائب التي دعوا اليها، فيما حصل الرئيس والتيار على ما يريدانه من حقائب وحبة مسك، اما سنة المعارضة فهم على تمسكهم بالحصول على حقيبة في الحكومة يدعمهم حزب الله ورئيس الجمهورية.

وفي الانتظار الرئيس بري المصر على عدم تعطيل الالة البرلمانية، حدد جلسة تشريعية اواخر الشهر الحالي، وفيما العناصر السياسية في صراعها الأبدي، وصل المنخفض الجوي الى لبنان فغمر الطرقات وكشف عورات البنى التحتية الرسمية والخاصة وقصف البرد العملاق المزروعات والسيارات والابنية متسببا بأضرار كبيرة.

* مقدمة نشرة اخبار "المستقبل"

حتى في أسفاره ، يبقى لبنان في قلب اهتماماته، وشغله الشاغل. فمن المملكة العربية السعودية حيث أكد الرئيس المكلف سعد الحريري أن الحكومة قريبة، وأنها ستكون مطعمة بالشباب والنساء، عاد إلى بيروت واستأنف الاتصالات في كل الاتجاهات لتفعيل مبادرات جديدة، تمهيدا لصياغة تشكيلة نهائية يفترض أن تكون الأيام المقبلة حاسمة في تظهير مشهدها الحكومي الكامل.

الهدوء الحكومي الذي يسبق عاصفة العمل، قابلته عاصفة تشرين الأولى، التي ضربت لبنان، ويتوقع أن تستمر حتى الجمعة. وقد خلفت وراءها أضرارا في الممتلكات والسيارات، وغمرت مياه السيول طرقا تحولت إلى مستنقعات وتسببت بزحمة سير خانقة.

كذلك تستمر العاصفة الأمنية في المخيمات الفلسطينية، فقد عاد مخيم المية والمية إلى الواجهة باشتباك بين مقاتلي حركة فتح ومقاتلي أنصار الله، وبوتيرة أعنف من سابقتها، مع أسلحة رشاشة وقذائف صاروخية هزت مدينة صيدا وجوارها.

وإقليميا تستمر قضية مقتل المواطن السعودي جمال خاشقجي، وجديدها إعلان النائب العام السعودي عن معلومات من الجانب التركي تشير إلى أن المشتبه بهم أقدموا على فعلتهم بنية مسبقة. في وقت كان ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان يرأس أول اجتماع للجنة الوزارية التي أمر الملك سلمان بتشكيلها، لتعيد هيكلة رئاسة الاستخبارات العامة في المملكة.

*مقدمة نشرة اخبار "او تي في"

حرام. حرام بعد كل التضحيات المبذولة، والدم الذي سال، أن يبقى اللبنانيون أسرى إشارة من الخارج كي يشكلوا حكومة، لا لسبب، إلا لأن عقول البعض لم تزل محتلة، على رغم تحرير الارض.

حرام أن ينسى اللبنانيون عموما، ولاسيما المسيحيون، أهمية أن يتمكنوا من اختيار وزرائهم جميعا، للمرة الثانية في أقل من سنتين، وفي تجربة هي الأولى منذ الطائف، بعدما كان الآخرون يختارون الغالبية الوزارية عنهم، لا لعلة، سوى المناكفات المستمرة في اتجاه واحد منذ بداية العهد، والمرشحة للاستمرار حتى نهايته، إلا إذا نجح سعاة الخير هذه المرة، في التغلب على نزعة الشر.

حرام أن يهدر مزيد من الوقت، وأن تضيع فرص أكثر، وأن يتعرض الوضع الاقتصادي لخطر أكبر... وكل ذلك، بسبب مجرد حقيبة، لا أكثر ولا أقل.

ولهذا السبب بالتحديد، كان تفاهم بين المعنيين بالتشكيل، على عدم الانتظار أكثر، خصوصا بعدما نالت القوات اللبنانية حقها وأكثر، من رئيس الجمهورية الذي جير لها حقه العرفي بتسمية نائب رئيس الحكومة، ورئيس الحكومة المكلف الذي تنازل لها عن حقيبة، والتيار الوطني الحر الذي وافق على منحها مقعدا وزاريا رابعا كان يمكن أن يكون من حصته، فيما العلم والأرقام يمنحانها ثلاثة مقاعد على الأكثر.

حرام أن يميع إنجاز تركيب العدادات، غير المسبوق في تاريخ لبنان ما بعد الحرب، حيث بادرت وزارة الاقتصاد إلى محاولة ضبط العلاقة بين أصحاب المولدات والمواطنين، في انتظار الحل المستدام لأزمة الكهرباء. ومنعا للتمييع، خاطب الوزير رائد خوري اليوم وزارة العدل، طالبا تحريك دعوى الحق العام بحق المخالفين، المعروفين إسما إسما، ومخالفة مخالفة، ولتكن الكلمة الفصل للقضاء.

وحرام أخيرا، أن تتكرر مع كل هطول للمطر، مشاهد، سئمها اللبنانيون، وباتت عنوانا للتندر على مواقع التواصل، فيما يكتفي وزير الاشغال العامة والنقل بالدعوة الى جولة تفقدية في اليوم التالي لوقوع الكارثة، من دون أن يكلف نفسه حتى عناء الوعد، ببدء البحث في خطة، تتفادى الحاجة إلى سفينة نوح مع كل زخة مطر، وفق تغريدة النائب السابق وليد جنبلاط اليوم... كل ذلك حرام... "عن جد حرام".

* مقدمة نشرة اخبار "ان بي ان"

خيرات وفيرة هبطت على لبنان امطارا غزيرة من الاطراف الى الداخل والساحل، وكانت للعاصمة بيروت حصة كبيرة منها ترصعت بحبات البرد التي تركت بصماتها على الاضرار المادية. كل هذا حصل اليوم ضمن عاصفة جوية لن تدوم طويلا بحسب الارصاد الجوية. واليوم ايضا دخل ماراتون التأليف شهره السادس من دون ان تخرج عملية التأليف من موجات المد حينا والجزر حينا اخر.

ضبابية المسار الحكومي عبرت عنها أجواء تفاؤلية ضخها الرئيس المكلف سعد الحريري من المنبر السعودي ولكنها ضلت في بيروت مفتقرة الى ما يجزم بولادة وشيكة.

على اي حال يفترض ان تتوضح اتجاهات الرياح الحكومية في الساعات المقبلة بعدما عاد الرئيس المكلف من الرياض وسط رصد لدرجة تأثر ملف التأليف بمناخ رد سكارلتون المستجد.

على المسار النيابي جلسة لهيئة مجلس مكتب مجلس النواب ترأسها الرئيس نبيه بري اليوم في عين التينة في اطار التحضير لجلسة تشريعية عامة لم يحدد موعدها وذلك ارتباطا بواقع التطور الحكومي في اليومين المقبلين على ما قال نائب رئيس المجلس ايلي الفرزلي.

ومن المعلوم ان هناك نحو اربعين مشروع واقتراح قانون جاهزة لادراجها على جدول اعمال الجلسة المرتقبة.

امنيا، تجددت الاشتباكات في مخيم المية ومية بين حركتي فتح وانصار الله حيث سمعت اصوات القذائف والرصاص في اجواء مدينة صيدا وسط معلومات تحدثت عن اختراق المربع الامني لانصار الله وتقدم فتحاوي في المخيم ومن دون مشاركة الجيش اللبناني بما يجري كما روج البعض.

* مقدمة نشرة اخبار "الجديد"

لم يترك الطقس مجالا لكلام آخر، العاصفة كتبت مآثرها على أرض خصبة فتحول لبنان في دقائق خمس إلى مستنقع كبير، وتمكنت الرياح القوية من تكسير رؤوس بعض الأشجار المعتدة بارتفاعها ومن فرض حال طواىء إنقاذية، وإذا كان لبنان قد جاءت أضراره غير بشرية فإن العاصفة في الأردن كانت مأساوية، حيث أعلن الدفاع المدني حدوث انجرافات وسيول على البحر الميت تسببت بجرف أربعة وأربعين شخصا بينهم أطفال.

والمطر الأسود في مخيم المية والمية نشر رصاصاته على محيط مدينة صيدا مع تجدد الاشتباكات بين حركة فتح وأنصار الله، المجموعة التي تصنف عسكريا وسياسيا قريبة من محور المقاومة، وتجري حاليا مشاورات في مكتب النائب أسامه سعد تضم ممثلين عن حزب الله والفصائل الفلسطينية في محاولة لإنهاء الاشتباكات وعودة الأمن إلى المخيم وصيدا التي شهدت حركة نزوح إليها.

ونزوحا من الرياض إلى بيروت جاءت عودة الرئيس سعد الحريري من السعودية لتخرق أمر " اليومين " لولي العهد الامير محمد بن سلمان .

غادر الحريري المملكة مع طلوع الفجر .. في الوقت الذي سجلت فيه مغادرة صلاح جمال خاشقجي للسعودية على نحو مفاجىء من دون تحديد وجهة الوصول . وكلتا المغادرتين أعقبت كلاما لولي العهد اتضح بموجبه أن لا الرئيس سعد الحريري كان مخطوفا في أي من المراحل .. ولا جمال الخاشقجي قتل .. وأن الحادثين عارضان : خطف رئيس الحكومة شائعة .. والخاشقجي وافته المنية بسبب شجار وقضي الأمر .

غير أن للواقعتين مفاعيلهما على مستوى العالم .. فأزمة مقتل الخاشقجي تمكن رجب طيب اردوغان من تحويلها الى ملعب دونالد ترامب .. وقد سرب الرئيس التركي الدلائل الصوتية الى رئيسة الاستخبارات الأميركية التي ستلتقي ترامب وتبلغه ما سمعت في إسطنبول ومع اقتراب الانتخابات النصفية الأميركية الشهر المقبل قد يسمع من الرئيس الأميركي كلام آخر.

أما الكلام الحكومي الآخر .. فينتظر أن تظهر علائمه محليا بعيد عودة الحريري .. وتقول أوساط سياسية رفيعة للجديد إن الرئيس المكلف تبلغ من المملكة تنسيقها المباشر معه شخصيا بحيث لم تعد القنوات السياسية اللبنانية السعودية تمر من معراب . وهذه القناة المباشرة سوف تطلق يد الحريري في التأليف ليبقى عليه تسليك الممرات الداخلية . والمطروح منها حاليا هو عرض وزارة التربية على القوات اللبنانية كعطل وضرر عن حقيبة العدل . لكن هذا العرض يصطدم بموقف وليد جنبلاط المتمسك بالتربية والذي تقول أوساطه ردا على سؤال عن التنازل عنها : كلا ثم كلا.

والمشهد الحكومي حاليا في انتظار عودة وزير الخارجية جبران باسيل من وارسو .

ابتل التأليف بالحلول .. لكن أمامه ساعات فاصلة فإما ان تجرفه السيول وإما أن يخرج من بين الانقاض فتعلن الحكومة ويجري تحريرها.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الخميس في 25 تشرين الأول 2018

النهار

يعمد وزراء إلى تواقيع عقود خدمات بتواريخ سابقة لإفادة المقرّبين منهم قبل تركهم المقار الوزاريّة خصوصاً بعدما تأكّد لبعضهم عدم توزيره من جديد.

تبيّن أن أكبر عدد من المتعاقدين في سنة سُجّل في "أوجيرو" وفق البيانات المجمّعة إلى اليوم.

شوهد عدد من المرافقين يقطعون الطريق في وسط بيروت ليتسنّى لنائب جديد في العاصمة الوصول إلى أسواق بيروت.

يدور تطاحن سياسي إعلامي بين ناشطين ومسؤولين داخل تيّار سياسي في البقاع ظهرت طلائعه إلى العلن.

الجمهورية

لم تستو العلاقة بين جهات سياسية فاعلة ولصيق بمرجع كبير خلافاً للانسجام القائم في علاقتها مع هذا المرجع اذ انها تحمّل هذا اللصيق مسؤولية تعكير الاجواء بينهما أحيانا.

يربط مطلعون بين هوية الجهة السياسية التي ستنتقل اليها وزارة العدل ومسار مواكبة القرار الاتهامي المنتظر صدوره في المحكمة الدولية في قضية إغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري.

تستعد جهات سياسية لشرح المخاطر التي تهدد الإقتصاد مستندة الى معلومات وتفاصيل علمية دقيقة.

اللواء

يأخذ خبير على المسؤولين تخفيفهم من الوضع الاقتصادي المأزوم، خلافاً ما هو عليه في الحقيقة.

يلجأ نواب جدد إلى توظيف فتيات حسناوات لإدارة مواقع التواصل الخاصة بهم، والاهتمام بما يكتب أو يقال عنهم؟!

من تعقيدات الحكومة الجديدة، انتقال البحث من الحقائب إلى الحصص الطائفية، داخل كل طائفة؟!

الاخبار

تتداول أوساط رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري والتيار الوطني الحر على حدّ سواء أن الحريري يفكر في توزير زوجة الوزير السابق محمد الصفدي، فيوليت خيرالله الصفدي. وقد يكون الأمر بمثابة ضرب عصفورين بحجر: ردّ جميل للصفدي الذي وقف مع رئيس تيار المستقبل في معاركه السياسية منذ سنوات، ومسعى لحلّ الخلاف حول الحصة المارونية بين القوات اللبنانية والتيار، على اعتبار أن توزير خيرالله يكون من ضمن الحصة الأرثوذكسية.

نُشر في العدد الأخير من الجريدة الرسمية (18/10/2018) مرسوم رقمه 3757 ينص على نقل اعتماد من احتياطي الموازنة العامة إلى موازنة وزارة العدل، يقيمة 452.250.000 (نحو 300 ألف دولار) لتغطية مصاريف الدعوى التحكيمية الخاصة بمعمل دير عمار مع شركة J&P Avax. وفي التفاصيل، يتبين أن هذا المبلغ مقسّم على الشكل التالي: 150 ألف دولار مصاريف أولية لصالح المركز الدولي لتسوية منازعات التحكيم، 100 ألف دولار تسديد المرحلة الأولى من أتعاب مكتب المحاماة Bredin Prat و50 ألف دولار لتسديد المرحلة الجديدة لمكتب المحاماة في حال التنازل عن الدعوى.

هذه الدعوى يفترض أن تكون قد أقفلت، بعد التسوية التي أجراها مجلس الوزراء، وأدت إلى تحويل العقد من EPC (تنفيذ المعمل لمصلحة الدولة) إلى BOT (تنفيذ المعمل وبيع الطاقة للدولة لفترة محددة قبل أن تنتقل ملكيته إليها في نهاية هذه الفترة). لكن مصادر وزارة الطاقة توضح أن الدعوى لم تنته، إنما عُلّقت بانتظار انتهاء المفاوضات بين الدولة والشركة. وبالتالي، وإلى حين سحب الدعوى، فإن مجلس الوزراء مضطر لدفع التكاليف المتوجبة عليه، وكذلك تلك التي تتوجب عليه عند التنازل عن الدعوى. في المقابل، فقد استغربت مصادر قانونية متابعة أن لا تكون هذه التكاليف جزءاً من التسوية التي أنجزها مجلس الوزراء، وحصلت الشركة بموجبها على عقد لعشرين سنة.

المستقبل

يقال إن رسائل دعم عربية وغربية وردت إلى الرئيس المكلّف سعد الحريري، نوّهت بجهوده الحثيثة لتشكيل حكومة قادرة على تعزيز الاستقرار والنهوض بالاقتصاد.

 

الجيش: إصابة عسكريين بجروح نتيجة الاشتباكات الدائرة داخل مخيم المية ومية

الخميس 25 تشرين الأول 2018 /وطنية - صدر عن قيادة الجيش البيان التالي: "بتاريخه حوالى الساعة 19,50، ونتيجة الاشتباكات الدائرة داخل مخيم المية ومية، سقطت قذيفة صاروخية قرب أحد مراكز الجيش حول المخيم المذكور، ما أدى إلى إصابة عسكريين اثنين بجروح طفيفة، نقلا على أثرها إلى المستشفى للمعالجة. وإذ تشيد قيادة الجيش بالجهود المبذولة لوقف الاشتباكات، تدعو الطرفين إلى التقيد بوقف إطلاق النار، لما فيه مصلحة أبناء المخيم"

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

زيارة الحريري إلى السعودية تزيل الشوائب وتجدد العلاقات

هيلدا المعدراني/جنوبية/ 25 أكتوبر، 2018

ما بعد زيارة الحريري إلى الرياض ليس كما قبلها. مصطفى فحص لـ"جنوبية": "التعطيل الحكومي مردّه تمسك التيار الوطني الحرّ بمطالبات يؤدي تنفيذها إلى اختراق وثيقة الوفاق الوطني واتفاق الطائف". إصرار رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري على اشاعة اجواء تفاؤلية على ملف التأليف الحكومي، أضيف إليه بالامس “دفع معنوي” إقليمي، حيث أحيطت زيارته للمملكة السعودية في إطار مؤتمر “مبادرة الاستثمار” المنعقد في الرياض، بحفاوة دبلوماسية وشخصية خاصة. من جهة أخرى، يسجل للرئيس الحريري مسارعته لحضور المؤتمر في خضم الهجوم على المملكة، وأزمتها مع تفاعل قضية مقتل الإعلامي جمال الخاشقجي عالميا، وقد برز ذلك من خلال مقاطعة العديد من الشركات والمؤسسات العالمية الاقتصادية للمؤتمر،الأمر الذي أعاد للعلاقة قوتها وشدّ من أواصرها، كما أن ولي العهد محمد بن سلمان قد ثمنها بشكل كبير من خلال جلوسه مع الرئيس الحريري في المؤتمر الصحافي الذي تم عقده في نهاية اليوم الأول للمؤتمر، وتشديده على عمق العلاقة مع لبنان ورئيس حكومته. ومما لا شك فيه استقبال الحريري ودعمه من قبل المملكة أطاحا بالادعاءات التي صوّرت الحريري ووصفته انه بات بلا مرجعية، خصوصا بعد أزمة نهاية العام المنصرم عندما قدم استقالة الحكومة اللبنانية في الرياض. ما كُشف مؤخرا أظهر أن السعودية ومن ورائها دول الخليج مجتمعة تدعم مواقف الحريري الداخلية والخارجية، لجهة تشكيل حكومته العتيدة، منعا للاستفراد به من قبل معسكر الممانعة الذي يقوده حزب الله، كما هو حاصل حاليا مع الضغوطات التي يتعرض لها ومحاولة فرض خيارات لا يريدها، كالإصرار على تمثيل “سنة المعارضة” في 8 اذار، في الحكومة المنوي تشكيلها.

ويرى مراقبون أن تمديد زيارة الحريري ليومين إضافيين انعكس إيجابا على قدرته في تذليل العقبات التي تحول دون إنجاز مهمة التأليف، حيث ظهر على خط التأليف أيضا تفجير خلاف جديد بين القوات اللبنانية والتيار العوني، فالتيار الذي يرأسه وزير الخارجية جبران باسيل والذي يتباهى بدعم حزب الله له، يرفض تمثيل منافسه الماروني بوزارات وازنة، وذلك في جوّ من التصعيد، إذ يجري الحديث عن تأجيل الزيارة الموعودة للوزير القواتي ملحم رياشي إلى رئيس الجمهورية، مايؤشّر إلى أن الحلّ ما زال مستبعدا.

الكاتب والمحلل السياسي مصطفى فحص، شدد في حديث لـ”جنوبية” على أن التعطيل في زمن ما قبل زيارة الحريري إلى الرياض لم يكن سببه المملكة السعودية، والتعطيل كان مرده تمسك التيار الوطني الحر بمطالبات يؤدي تنفيذها إلى خرق وثيقة الوفاق الوطني، واتفاق الطائف، لناحية التوازن في الحكم بعيدا عن نتائج الانتخابات النيابية، أما إذا كان المطلوب هو الركون إلى نتائج الانتخابات النيابية حيث يكون هناك أغلبية نيابية تحكم وأقلية تعارض، فإن اتفاق الأقطاب على تكليف الرئيس الحريري بتشكيل الحكومة المقبلة، معناه أن التوجّه العام أصبح يميل ناحية إيجاد صيغة وطنية توافقية”. إلا أن فحص رأى أن ” تلك الصيغة الديموقراطية التوافقية لها عدة أثمان فهي بمثابة عملية اغتيال لنتائج الانتخابات، وهي تصنع حكومات وحدة وطنية غير منتجة، لكن يتم اعتمادها من أجل الحفاظ على الوحدة الوطنية، ولكن الحريري لا يمكنه أن يسلم باختراق هذا المعطى وإعطاء 11 وزيرا لرئيس الجمهورية وصهره رئيس التيار الوطني الحرّ، حيث يصبح التيار متحكما بالحكومة ومجلس الوزراء، من هذا المنطلق فإن الرئيس الحريري مضطر للدفاع عن صلاحياته”.

وأكد فحص أنه “بعد زيارة الحريري إلى الرياض وإشاعة تراجع الدور السعودي الإقليمي بعد مقتل المرحوم الصحافي الخاشقجي، وما سبقها قبل شهور (أزمة استقالة حكومة الحريري في الرياض)، فإن مفاعيل هذه الزيارة الإيجابية أدت إلى انهاء ما سمي بحالة الفتور وإلى استمرار الدعم السعودي للمؤسسات اللبنانية”. أضاف فحص “من جهة الفريق الآخر هناك مطالبات متكررة تؤدي إلى التعطيل، فإن خطاب السيد حسن نصرالله الذي جاء بعد خطاب الرئيس عون في الأمم المتحدة، وزيارة الوزير باسيل الى الأوزاعي التي نفى فيها وجود مخازن سلاح لحزب الله يكشفان عن مدى دعم نصرالله الوافر لرئيس التيار العوني”. وتابع فحص “الاختبار الثاني هو عندما اعلن السيد حسن أنه لن يضغط على حلفائه وسوف يعطيهم الوقت الكافي”. فحص اعتبر أن ” فكرة التعطيل الحكومي بحد ذاتها تخضع للعديد من التفسيرات، ربما يكون أبرزها الفكرة التي تعتبرأن الرئيس عون يسعى إلى ترسيخ فكرة التعطيل باعتبار أن حزب الله والايرانيين في مرحلة عدم توازن، وهم يسعون إلى تأجيل عملية التأليف إلى ما بعد فرض العقوبات الأميركية على إيران في 4 نوفمبر، أو يريدون استباقها، وتقدير مدى كلفتها على لبنان في حال تم تنفيذها. وهل إن حزب الله هو في صلب الحكومة أو هو يشكل جزءا منها؟ خاصة مع الحديث عن تولي الحزب بعض الوزرات التي تكون على علاقة بالأميركيين والتي قد تخضع للعقوبات”.

 

مفاوضات التأليف تتجاوز الحقائب الى "ضمان انتاجية" مجلس الوزراء/مساع لترميم التسوية الرئاسية "الثلاثية": ضروري لحكومة قادرة على العمل

المركزية- في وقت اعتبر رئيس مجلس النواب نبيه بري في لقاء الاربعاء امس ان "اذا كان تأليف الحكومة في غاية الاهمية فان تآلف الحكومة هو اكثر أهمية"، اكد الرئيس المكلف سعد الحريري عصرا من الرياض أنه في مباحثات التشكيل "لدينا حرص على موافقة أي فريق سياسي سيشارك في الحكومة على الإصلاحات التي أُقرّت في سيدر ويجب على الفرقاء اللبنانيين التوافق على الإصلاحات الاقتصادية". وقبلهما، شدد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون كما رئيس التيار الوطني الحر وزير الخارجية جبران باسيل، مرارا، على ان المطلوب ان يكون مجلس الوزراء المنتظر متجانسا ليتمكّن من الانتاج. هذه المواقف تدل بحسب ما تقول مصادر سياسية مطّلعة لـ"المركزية" الى ان مفاوضات التأليف تتحرك على خطين، الاول يُعنى بتذليل العقد التي لا تزال تعترض عربة الرئيس المكلف ويتعلّق بتوزيع الحصص والحقائب على القوى السياسية. والثاني، يطال مشروعها المستقبلي حيث يسعى الرئيس الحريري على ما يبدو، الى ضمان التقاء الاطراف الذين سيجلسون الى الطاولة الوزارية نفسها، ولو بالحد الادنى، على الرؤية نفسها، لتفادي خلافات ومناكفات "تُكربج" العمل الحكومي.

وليس بعيدا، تلفت المصادر الى ان اجتماعات الرئيس الحريري والوزير باسيل، المتكررة في الاونة الاخيرة، تجاوزت في الواقع، موضوع تشكيل الحكومة وتوزيع الحصص والحقائب، خاصة وأن تكتل "لبنان القوي" حسم حصته منذ فترة. وتشير الى ان البحث تخطى التأليف الى مرحلة "ما بعده"، لجهة انتاجية الحكومة تحديدا، حيث كان حرص على ضرورة ان تكون مؤلفة من فريق عمل متجانس ووزراء منسجمين ومتعاونين، قادرين على اتخاذ قرارات لتعويض ما فات من تعطيل وعرقلة، لا ان تكون حكومة متاريس واشتباكات.

واذ تلفت الى ان هذا الهمّ كان مشتركا لدى الحريري وباسيل، تشير المصادر الى ان الاخير توقّف خلال آخر زيارة له الى بيت الوسط، عند ما حصل في ملف الكهرباء في الحكومة الراهنة (التي تصرف الاعمال الآن) حيث دخلت اليه الحسابات السياسية ومنعت تحقيق اي انجاز، غامزا من قناة القوات اللبنانية التي في رأيه كان كلّ هدفها "مناقرة" وزراء التيار ورمي العصي امام خطّتهم لمعالجة أزمة الكهرباء.

في المقابل، تكشف المصادر عن توجّه لدى الحريري وباسيل لاحياء "روح" التسوية الرئاسية التي أوصلت العماد عون الى قصر بعبدا و"زعيم المستقبل" الى السراي، مشيرة الى ان الاتصالات بينهما متواصلة لترميمها وسط إدراك مشترك بأهميتها للنهوض بالبلاد، فلولاها لما كانت موازنة ولا تعيينات ولا قانون انتخاب ولا انتخابات. غير ان هذه المشاورات لا تدور فقط بين "الأزرق" و"البرتقالي" بل يتوقع وفق المصادر ان تتوسع اكثر في الايام المقبلة، لتنشط على خط ميرنا الشالوحي - معراب، استكمالا للقاء الذي جمع الاسبوع الماضي في مركزية التيار، وزير الاعلام موفدا من جعجع ورئيس التيار في حضور النائب ابراهيم كنعان. وبحسب المصادر، الهدف من هذه الحركة هو ترطيب المناخات التي توترت طوال الحقبة الماضية بين التيار من جهة وبيت الوسط ومعراب من جهة ثانية، وإنعاش الاتفاق الثلاثي بينها الذي أتاح قيام العهد الحالي، بما يؤمن مناخات هادئة مؤاتية لعمل الحكومة في المرحلة المقبلة، خاصة وان أمامها تحديات كبيرة أبرزها اطلاق ورشة اصلاحات في القطاعات كلّها، للفوز بمساعدات مؤتمر "سيدر"..

 

الحريري في الرياض "بإرادته" حقاً... وبتلهف سعودي طبعاً

منير الربيع /المدن/الخميس 25/10/2018

المشهد غير عادي، والتوقيت استثنائي. سعد الحريري في فندق كارلتون- ريتز إياه. هو هناك الآن "بكامل إرادته"، ولو كان مسبوقاً بخبر تداولته وسائل الإعلام العالمية مجدداً، حول ما جرى معه قبل حوالى السنة في السعودية، وما تعرّض له من قِبَل المستشار في الديوان الملكي المقال سعود القحطاني. كأن سعد الحريري ذهب إلى السعودية، بزيارة يريد منها طيّ صفحة "سوء التفاهم"، أو الأصح: "سوء المعاملة". أخيراً تم له ما أراد. فمنذ ما بعد الإنتخابات النيابية والحريري يسعى للحصول على موعد من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان من غير طائل. طوال أشهر مديدة، بدا كيتيم لا يعرف وجهته، يتخبط بين إرادات سياسية متضاربة، وعليه تجاوزها أو التغلب عليها من أجل تشكيل حكومته الموعودة.

ذات مرّة توجّه إلى السعودية على أمل اللقاء ببن سلمان، لكن بلا جدوى. كانت الذريعة السعودية الواهية (والمهينة) أن الحريري توجه إلى الرياض وولي العهد كان في جدّة. هكذا، لم يستطع الحريري الحصول على جواب سعودي واضح، يرتكز عليه في اختيار المنحى والمقاربة لصوغ تشكيلة حكومية مرضية للجميع. بقي يستند إلى مواقف غائمة من هنا، وإشارات ملتبسة من هناك. بحثاً عن اليقين، وتحاشياً للخطأ، حاول مراراً ترتيب لقاء مع القيادة السعودية، لكن عبثا. كان الجواب غير المعلن "حين تنتهي من تشكيل حكومتك نبحث أمر الزيارة واللقاء". ما أراد السعوديون قوله للحريري في تلك الفترة، هو أنه لا يزال يخضع للامتحان. وهذا الامتحان لا بد أن تظهر نتائجه في تشكيل الحكومة، طالما أنها لم تظهر في الإنتخابات النيابية، إذ إن حسابات حقل الوعود الحريرية تناقضت مع حسابات بيدر النتائج التي أنتجتها التحالفات. الآن، وقد تحقق له ما أراد، قد يحمل الحريري بعد عودته من السعودية مفاتيح الحلّ الحكومي، متسلحاً بضوء أخضر لتأليف مجلس وزراء كما يريد ووفق ما يرتئي.

أبعد من عقدة الحكومة، للزيارة معان كثيرة لا تخلو من نفحة درامية، بالنسبة إلى الحريري وإلى بن سلمان أيضاً. فهذه المرة يذهب الحريري مسلّفاً السعودية موقفاً تضامنياً في لحظة محنتها الشديدة المصحوبة بضغط دولي غير مسبوق تتعرض له. لذا، أكد أنه "لا يمكن إلا التضامن مع السعودية". يمكن القول إن الحريري وضع زيارته في سياق التضامن، وإن لم يبح بهكذا إعلان مباشرة. أدرك بداهة أن المملكة الآن بحاجة إلى أصدقائها وحلفائها. فوجد نفسه أوّل المندفعين، لإزالة أي التباس قد يعتري العلاقة بينه وبين المسؤولين السعوديين.

ففي لحظة مقاطعة العديد من ممثلي الشركات والوفود الاقتصادية لمؤتمر الاستثمار السعودي، تكتسب زيارة الحريري أبعادها المتعددة. وقد قابلها السعوديون بالمثل، من خلال الاستقبال الملكي الذي أجري له، واللقاءات التي عقدها. وفيما كان من المفترض أن يعود سريعاً إلى بيروت، إلا أن هناك من أشار إليه بالبقاء، ربما لعقد لقاء آخر مع بن سلمان. إنها من المرات النادرة التي يذهب فيها الحريري إلى السعودية من موقع القوة والاقتدار، خصوصاً أن السعودية بحاجة ماسة حالياً إلى إحاطة نفسها بحلفائها.

قد تكون هي المرّة الأولى التي يذهب فيها الحريري إلى السعودية "سيداً حراً مستقلاً". لطالما كان يقال إنه يذهب إلى هناك لأنه استُدعي. بل لا عجب إن ذهب مُستدعَياً هذه المرّة أيضاً. مع ذلك، للزيارة نكهة مختلفة الآن، ولا بأس بنكهة الثأر "الناعم"، المغلف بالمغفرة! يصلهم وهم بحاجة إليه وليس هو بحاجة إليهم. و"بإرادته" كما أكد بإلحاح قبل ذهابه.

لا ينفي كل هذا البعد السياسي (المشتبك بالكرامة الشخصية) الطابعَ المصلحي للزيارة، الذي سيعود بالمنفعة للطرفين، فهو هناك ليقول إنه حاسم بانحيازه إلى جانب السعودية. والمملكة بدورها تريد حضوره ليكون خير برهان على تجاوز المرحلة السابقة. صحيح إنها لحظة يحتاج فيها السعوديون إلى كل حلفائهم، لكن لزيارة ابن رفيق الحريري رمزية خاصة، تضمر ذاكرة مريرة، ذاكرة "الاستقالة القسرية" ومحنة الـ19 يوماً كالحاً، وهو ما أعادت وكالة "رويترز" وتحدّثت عنه، تزامناً مع كشفها عن بعض المعطيات بشأن قضية جمال خاشقجي.

في أي حال، تحصل السعودية على رصيد قوة بزيارة الحريري إليها. فسلوك الحريري هو "السيناريو" المشتهى لتخطي جريمة القنصلية. وعلى هذا المنوال، ليس غريباً تعمّد ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ممازحة الحريري بالقول: "إنه سيبقى يومين كي لا يخرج أحد ويقول إنه مختطف". وبلغة الجسد، أكثَرَ بن سلمان من نظراته الحريري التي تشي بالاستعطاف، وكذلك التصفيق لكل كلمة قالها. التفاتات تقول الكثير. يسجّل الحريري في زيارته انتصاراً معنوياً لنفسه، يمكن ترجمته على أرض السياسة. هو أصبح في مرحلة لم تعد تعنيه المرحلة السابقة. أما من تعرَّضوا له قبل نحو سنة، قد أنصفه القدر في رؤية مصيرهم حالياً على خلفية قضية جمال خاشقجي. ما قبل مرحلة الجريمة لن يكون كما بعدها. وما يهمّ الحريري هو إعادة تعزيز مكانته لبنانياً وسعودياً، وعودة الثقة والدفء إلى العلاقة، والتي استأنفها من مدخل كبير، هو باب هذه الزيارة المتزامنة مع عاصفة الحنق الدولي وضغوطه الهائلة. يذهب الحريري وبرأسه احتمالان: إن خرج بن سلمان قوياً من هذه المحنة، فهذا يعني أنه "سيغدق عليه" الكثير، وإن لم ينجُ فلا ضرر على الحريري، لأنه يكون قد حمى نفسه بتجديد الولاء للأسرة الملكية وللعائلة المالكة ككل، آملاً أن ينصفه الزمن مما تعرّض له. بعيداً عن املاءات العاطفة، أو حتى الاعتبارات الأخلاقية، لا بد من مقاربة "واقعية" لعلاقة الحريري بالسعودية، لأنها ستتخطى "عقدة ستوكهولم".

 

أبو زيد يتغلّب على أسود ويقلب المعادلات في التيار

باسكال بطرس/المدن/الخميس 25/10/2018

معركة قاسية بل الأشرس بين معارك الأقضية، خاضتها جزين في انتخابات مجالس الأقضية في التيار الوطني الحر، فكانت نتيجتها مفاجئة قلبت معادلات التيار في القضاء وأعادت خلط الأوراق وطرح موازين القوى على الساحة الجزينية، لا سيما بالنسبة إلى الصراع القائم بين النائب زياد أسود والنائب السابق أمل أبو زيد على "الشعبية" في صفوف التيار. وهو ما اعتبره البعض بمثابة ردّ اعتبار وتصفية حسابات الانتخابات النيابية، بعد خمسة أشهر على حصولها. يُناط عمل مجلس القضاء في التيار بالشؤون الانمائية والخدماتية والسياسية بالمنطقة المنتخب فيها، وينضمّ أعضاؤه الخمسة المنتخبين إلى المجلس الوطني الذي يضم أيضاً النواب والوزراء ورؤساء المجالس البلدية الكبيرة ونوابهم والنقابيين ومسؤولي العلاقات العامة والبلديات ومنسق القضاء، إضافة إلى ثلاثة من أعضاء الهيئة. اليوم، بعد أن بادرت قيادة التيار إلى تعيين المنسقين من دون تنظيم انتخابات في هذا الاطار، وهو ما لم يرق كثيرين، تتميّز انتخابات المجلس بكونها أجريت وفق نظام الصوت الواحد one person one vote، بحيث صوّت محازبو كلّ قضاء لمرشّح واحد، فتمّ اختيار أول خمسة في ترتيب عدد الأصوات، ليكون صاحب الرقم الأعلى مقرّر المجلس. عليه، أصبح مجلس القضاء بمثابة الرقيب على المنسّق وهيئته، وسيكون الأساس في انتخابات المكتب السياسي التي تقام في الرابع من الشهر المقبل.

وفي المحصّلة، حلّ مرشح أبو زيد إلى منصب المقرّر، أولاً بـ173 صوتاً، وحلّ مرشحه الثاني خامساً بـ93 صوتاً. أما مرشح زياد أسود الرئيسي الياس كرم فحلّ في المرتبة الرابعة بعد أن نال 95 صوتاً، فيما حلّ كلٌّ من المنسّق السابق أسعد هندي ودومينيك عاقوري، وهما من الحزبيين الذين لا يوالون أيّاً من الطرفين، في المرتبتين الثانية والثالثة. وفي وقت رفضت أوساط أسود التعليق على نتيجة الانتخابات مفضّلة لزوم الصمت، تكشف مصادر مطّلعة في القضاء لـ"المدن"، أنّ "ما حصل شكّل صدمة كبيرة في صفوف مناصري أسود". وتؤكد أنّ "جزين قالت كلمتها الفصل في هذه الانتخابات، خصوصاً أن طريقة التصويت التي اعتمدت بالانتخابات، أي صوت واحد لمرشح واحد، هي الأكثر والأصدق تعبيراً عن إرادة الناخبين". "هذه الانتخابات أعادت لنا الاعتبار"، يقول مناصرو أبو زيد، ففوز النائب أسود بأكبر عدد من الأصوات التفضيلية، ولأنه ملتزم في التيار، لا يعني أنّ الأفضليّة له في القضاء. وقد دحضت الحقيقة اليوم كل الشائعات والادّعاءات التي كان يروّجها المحيطون بالنائب أسود". ويلفت مناصرو أبو زيد الى أنه "كان ثمة تآمر واضح على أبو زيد في الانتخابات النيابية لكونه مقرّباً من أهالي المنطقة"، مؤكدين أنّ "عصبيّة وحدّية زياد أسود وطبعه المتعجرف يسبّب امتعاضا لدى الناس منه ويساهم بإبعادهم عنه، فيما يتعاطف أهالي المنطقة مع أمل أبو زيد الذي يتميّز بتواضعه والمرونة والسلاسة في تعاطيه مع الآخرين. فمن يزرع يحصد ما زرعه، والناس "قاشعة" وستحاسبه". وتختم المصادر: "لا شكّ أنّ موازين القوى تتبدّل، ولا شكّ أنّ الأيام المقبلة ستثبّت أكثر فأكثر حقيقة التمثيل العوني في جزين. فالنائب الذي لا يملك القدرة على مساعدة أبناء قضائه بحجة خلافاته مع الطبقة السياسية برمّتها، لا يمكنه الاحتفاظ بتوكيل الناس له إلى أجل غير مسمّى".

 

هكذا ستتعامل أميركا مع وزارات "حزب الله"...

"الأنباء الكويتية" - 25 تشرين الأول 2018/يرى خبير في القانون الدولي، لـ"الأنباء"، أن "العقوبات لا تزال محصورة حتى اللحظة بالإدارة الأميركية، وأن الاتحاد الأوروبي لم يجار الولايات المتحدة في سياستها العقابية، وهذا ما يحفظ متنفسا ل‍"حزب الله"، خصوصا على صعيد تمثيله الحكومي". والإدارة الأميركية ترتبط عمليا بعلاقات مباشرة مع وزارتي الدفاع والخارجية، والتي يجري في صددها إعداد مشاريع وخطط أميركية أو دولية وتنفيذها. ويحكى عن علاقة مباشرة تربط الأميركيين ب‍وزارة الزراعة، وهذا ما يؤدي الى حصر تمويل هذه الوزارة وتطويرها خارجيا بالإدارة الأميركية. ويبدو أنه سيتم التضحية بالعلاقة التي تربط الولايات المتحدة بـ"الصحة"نتيجة إصرار الحزب عليها وحسمها لمصلحته. وفي هذه الحال سترتبط الوزارة بشكل أو بآخر بحلفاء الحزب (إيران مثلا). ويصبح دعم هذه الوزارة وتمويلها مرتبطين بإيران، مع استبعاد توقف الدعم الأوروبي، في ظل عدم مجاراة أميركا في عقوباتها. ولكن مصادر ديبلوماسية بارزة تتوقع أن تتعامل الولايات المتحدة مع أي وزارة تعطى لحزب الله، ليس بوقف المساعدات عنها أو برامج التعاون، انما أن يتم التعامل مع المدير العام للوزارة، فيتم استكمال ما هو قائم من مشاريع، على أن القلق من أي مفاجآت في العلاقة بين واشنطن ومثل هذه الوزارات يبقى قائما في عهد الرئيس دونالد ترامب الذي لا يملك إستراتيجية واضحة، وحيث يمكن أن يتبع أي اسلوب وفي أي وقت.

 

أيّ جواب سيُبلغه الحريري لـ"القوات" اليوم؟

"اللواء" - 25 تشرين الأول 2018/يعتقد المتفائلون، وفق "اللواء"، أن عودة رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، والجواب الذي سيبلغه لمعراب مساءً على الارجح رداً على "ورقة المقترحات" التي سلمه إياها قبل أيام وزير الإعلام ملحم رياشي ومدير مكتب رئيس حزب "القوات اللبنانية" ايلي براغيد، يفترض ان يزيلا الضبابية التي تغلف ما تبقى من مصير العقد التي تحول دون ولادة الحكومة، خصوصاً وانه بعد هذه الخطوة سيقوم الحريري بزيارة إلى بعبدا لاطلاع الرئيس ميشال عون على تطورات الملف الحكومي، في محاولة أخيرة لتوليد الحكومة في الأيام الفاصلة عن 31 تشرين الحالي، موعد الذكرى الثانية لانتخاب عون رئيساً للجمهورية، علماً ان الرئيس نبيه برّي دق أمس ناقوس خطر الانهيار الاقتصادي الوشيك إذا لم تتخطَ البلاد عقبة التشكيل سريعاً.

 

بعبدا تسأل: لماذا ظهرت في اللحظة الأخيرة؟

"اللواء" - 25 تشرين الأول 2018/لم تتحدث مصادر مطلعة على موقف رئيس الجمهورية الا عن قيام رئيس الجمهورية ميشال عون بما عليه من تسهيل في الملف الحكومي مبرراً التمسك بحقيبة العدل في الوقت الذي لم يشرح الفريق الذي يرغب بهذه الحقيبة حقيقة هذا التمسك. وسألت المصادر، لـ"اللواء"، عن سبب بروز العقد في اللحظة الاخيرة. ولفتت الى ان "المشكلة ليست في بعبدا والموقف كان معروفا اي ضرورة قيام حكومة وفاق وطني. واكدت ان رئيس الجمهورية بادر الى التدخل في سياق الحل". ورأت المصادر أن "عقدة الحقيبة الموازية لحقيبة العدل لم تحل وكذلك الامر في ما خص العقدة السنية خارج المستقبل". ولفتت الى أن "المساعي متواصلة لإنجاز الحكومة الجديدة واي لقاء بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومه المكلف مرتقب بعد عودته من المملكة العربية السعودية لكن لم يحدد موعده".

 

عون وباسيل يعيدان مبدأ المثالثة لسحب صلاحيات الحريري

العرب/25 تشرين الأول/18

مؤسسة الرئاسة تدفع نحو نظام سياسي يتوافق مع خطط حزب الله للهيمنة على لبنان وسط مخاوف من إعادة إنتاج مناخ الحرب الأهلية.

تفخيخ صلاحيات رئيس الحكومة

بيروت - أخذ تشكيل الحكومة بعدا خطيرا يتجاوز العقد الطائفية المتعلقة بالتحاصص داخل حكومة سعد الحريري المقبلة، إلى مساع لتفخيخ صلاحيات رئيس الحكومة وتوزيعها على المكونات السياسية المشكّلة للحكومة. وتوقعت مصادر سياسية لبنانية أن يتجاوز النقاش التفاصيل المتعلقة بتوزيع الحقائب ليطال مسائل تتعلق بالنظام السياسي اللبناني وقواعد استقراره. وأشار وزير الدولة اللبنانية لشؤون النازحين في حكومة تصريف الأعمال معين المرعبي، إلى محاولات تفريغ دور رئيس الحكومة من مضمونه، محذرا من أن “هناك من يسعى لإدخال أعراف جديدة تفرض رغبات وإملاءات في عملية التأليف”. وسبق وأن أكد رؤساء الحكومة اللبنانية السابقون في اجتماعات متكررة عقدوها في الأسابيع الأخيرة لدعم الحريري، على صلاحيات موقع رئاسة الوزراء. ورأوا في اجتماعات ضمت إلى الحريري كلا من فؤاد السنيورة ونجيب ميقاتي وتمام سلام، أن رئاسة الجمهورية تحاول فرض أعراف غير دستورية لا يشير إليها اتفاق الطائف، وحذروا من أي مساس بالاتفاق الذي بات جزءا من الدستور ومن أي مساس بموقع رئاسة الحكومة ودور رئيس الحكومة في تأليف حكومته وقيادتها بعد ذلك.

واعتبر المرعبي في تصريحات صحافية أن “هناك مواطنا يعامل على أنه نصف مواطن، بينما الآخر ينعم بكامل الحقوق”، متهما رئيس الجمهورية ميشال عون ووزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال رئيس التيار الوطني الحرّ جبران باسيل، بـ”إعادة إنتاج مرحلة الحرب الأهلية”.

ويرى مشرعون لبنانيون أن خطورة الأمر تعيد لبنان إلى مربع ملتهب كان نذيرا بنشوب حرب أهلية دامت 15 عاما، وأن الرئيس عون الذي لم يعترف باتفاق الطائف عام 1989، يحاول اللجوء إلى ممارسات لتفخيخ صلاحيات الرؤساء الأخرى، لا سيما رئيس الحكومة، من خلال أعراف لا تتسق مع النظام السياسي اللبناني الراهن. وكان رئيس الحكومة الأسبق فؤاد السنيورة قد انتقد قبل أيام ما وصفه بـ”مخالفات دستورية” يقوم بها عون، معتبرا أنها تمثّل مسّا باتفاق الطائف. وأخذ السنيورة على رئيس الجمهورية محاولته فرض سوابق و”أعراف” جديدة لا ينص عليها الدستور، من خلال الإصرار، مثلا، على “حصة وزارية” له في أي حكومة. الحريري قدم تنازلات كثيرة لإنجاح مهمتهالحريري قدم تنازلات كثيرة لإنجاح مهمته ورأى مراقبون أن السجال الذي اندلع بين السنيورة ووزير العدل المقرب من عون، سليم جريصاتي، يعبر عن تصدع كبير في علاقة تيار المستقبل بعون والتيار الوطني الحرّ. ولفت المرعبي إلى أن الحريري قدم الكثير من التنازلات بدءا من انتخاب العماد ميشال عون رئيسا للجمهورية، إلى قانون الانتخاب “الذي وصفه بالمسخ” وصولا إلى تشكيل حكومة ذات أغلبية من الطرف الآخر، ورغم ذلك، فإنهم يعملون ليل نهار لتفريغ دور رئيس مجلس الوزراء وتوزيع صلاحياته على المكونات السياسية للحكومة، وهذا يؤسس لخلافات وإشكالات كبيرة داخل وخارج الحكومة في المستقبل.

ولفت برلمانيون إلى أن حديث بعبدا عن “معايير” و”ملاحظات” و”تحفظات” تعيق تشكيل الحكومة وتصب في حسابات من يريد الانقلاب على اتفاق الطائف. واعتبر هؤلاء أن عون وصهره جبران باسيل يحاولان إعادة إحياء دعوات سابقة أثارها حزب الله حول “المثالثة” و”المؤتمر التأسيسي”، من خلال مناورات جديدة لا تحمل هذه الأسماء لكن هدفها واحد هو العبور نحو نظام سياسي جديد يتوافق مع خطط حزب الله في الهيمنة على الحياة السياسية اللبنانية. وقالت أوساط قريبة من تيار المستقبل أن الرئيس سعد الحريري يحاول أن يتصرف بصفته رئيس حكومة كل لبنان وليس زعيما لحزب سياسي فقط، وأنه يسعى إلى عدم كسر التسوية بينه وبين عون-باسيل والتي قادت إلى انتخاب عون رئيسا. وتضيف هذه الأوساط أن تصاعد الأصوات داخل تيار المستقبل يعكس الأجواء الحقيقية للتيار المعادية لما تمارسه بعبدا بحق الحريري كما بحق التمثيل السني في البلد. وتؤكد بعض المصادر السياسية السنية في لبنان أن تحالف حزب الله-عون يسعى لفرض أمر واقع سياسي دستوري على لبنان في محاولة للالتفاف على التحولات الإقليمية المتعلقة بالموقف الدولي من إيران. ورأت هذه المصادر أن إعادة إثارة مسألة تمثيل النواب السنة الموالين لحزب الله في الحكومة، تندرج داخل خطة لمحاصرة الحكومة وتفريغ التمثيل السني الحقيقي من قوته داخل الخارطة السياسية اللبنانية. ويخشى مراقبون من توتر في العلاقات السياسية للسنة مع فريق عون-باسيل، ويتخوفون من أن تنسحب المواقف الصادرة عن قيادات المستقبل إلى الشارع بما يمكن أن ينقل البلد إلى أجواء تهدد الاستقرار والسلم الأهليين. ويضيف هؤلاء أن تحذيرات قد وصلت إلى بعبدا في هذا الصدد وتنصح بعدم اللعب بقواعد اللعبة السياسية الداخلية التي تحظى بتوافقات دولية عربية كبرى.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

بوادر «تصعيد دبلوماسي» بين واشنطن وموسكو حول سوريا

لندن: إبراهيم حميدي/الشرق الأوسط/25 تشرين الأول/18/تشهد الأيام المقبلة سلسلة من الاجتماعات رفيعة المستوى لبحث الملف السوري وسط اختلاف بين أجندتين: روسية ترمي إلى التركيز على ملفي اللاجئين والإعمار، وأميركية تتمسك بأوراق الضغط والوجود العسكري شرق سوريا للدفع نحو «انتقال سياسي». يبدأ الأسبوع الدبلوماسي الحافل بلقاء رئيس «هيئة التفاوض السوري» المعارض نصر الحريري مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في موسكو اليوم، ثم يقدم المبعوث الدولي سيتفان دي ميستورا إيجازا إلى أعضاء مجلس الأمن غدا عن نتائج زيارته الأخيرة إلى دمشق أمس، حيث التقى وزير الخارجية السوري وليد المعلم لبحث ملف تشكيل اللجنة الدستورية. إذ كان لافتا أن المعلم أبلغ دي ميستورا أن «كل هذه العملية يجب أن تكون بقيادة وملكية سوريا، باعتبار أن الدستور وكل ما يتصل به هو شأن سيادي بحت يقرره الشعب السوري بنفسه دون أي تدخل خارجي تسعى من خلاله بعض الأطراف والدول لفرض إرادتها على الشعب السوري». وكانت الدول «الضامنة» الثلاث، روسيا وإيران وتركيا، عقدت اجتماعات مع دي ميستورا في جنيف الشهر الماضي، واتفقت على قائمتي الحكومة والمعارضة للجنة الدستورية (من أصل 50 في كل قائمة)، لكن الدول الثلاث لم تقر القائمة الثالثة التي وضعها دي ميستورا من مرشحي المجتمع المدني والمستقلين. كما أبلغت دمشق المبعوث الدولي تمسكها بأغلبية الثلثين ورئاسة اللجنة وفرضت شروطا على آلية التصويت في اللجنة التي ستضم 45 - 50 اسما.

وأعرب دبلوماسيون غربيون عن اعتقادهم أن المضي في «خيار دمشق» يعني أن تكون الإصلاحات الدستورية تتم في لجنة تابعة لمجلس الشعب (البرلمان) السوري، ما جعل الدول الغربية تدفع باتجاه التمسك بشروط تشكيل اللجنة كي تحظى بدعم دولي.

سيكون إيجاز دي ميستورا خطوة مهمة لتحديد خياراته في الشهر الأخير من مهمته، بين الدفع بتشكيل اللجنة برعاية دولية أو ترك الخيار وتحميل المسؤولية لدمشق في إفشال إطلاق عملية جنيف، بحيث يتسلم المبعوث الجديد الذي يعتقد أن السفير النرويجي في الصين غير بدرسون الأكثر ترجيحا لتسلمه ملفا معقدا ينذر بتصعيد بين روسيا وحلفائها من جهة وأميركا وحلفائها من جهة أخرى. إلى حين ذلك، تسعى كل من واشنطن وموسكو لحشد لمواقف حلفائها. وعلم أن دول «المجموعة الصغيرة» التي تضم أميركا وبريطانيا وفرنسيا وألمانيا والسعودية والأردن ومصر ستعقد اجتماعا في لندن الاثنين بمشاركة رئيس «هيئة التفاوض السورية» المعارضة، نصر الحريري.

وكان وزراء «المجموعة الصغيرة» أكدوا بعد اجتماعهم في نيويورك معايير تشكيل اللجنة الدستورية للتمهيد لانتخابات رئاسية وبرلمانية سورية بمشاركة السوريين في الشتات ورقابة الأمم المتحدة. ويتوقع أن يتم التأكيد على هذا الموقف خلال اجتماع لندن، إضافة إلى تجديد التمسك بشروط المشاركة في إعمار سوريا بينها حصول «انتقال سياسي» وربما البحث في ورقة سابقة تضمنت مبادئ الحل السياسي وضرورة «تقليص صلاحيات الرئيس» وتعزيز صلاحيات رئيس الوزراء وإقرار مبدأ اللامركزية في سوريا. ويستند التصلب في موقف واشنطن لقرار إدارة الرئيس دونالد ترمب البقاء عسكريا شرق سوريا وفي قاعدة التنف والبدء بترميم العلاقات مع تركيا عبر التعاون في منبج ودعم موقفها في اتفاق سوتشي الخاص بإدلب. في المقابل، تستضيف تركيا السبت قمة روسية - تركية - فرنسية - ألمانية هي الأولى من نوعها. وإذ أعرب بعض الدبلوماسيين الأوروبيين عن القلق من نجاح الرئيس فلاديمير بوتين بـ«إحداث اختراق في الموقف الأوروبي بمشاركة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل»، أشاروا إلى أن موسكو تريد التركيز على أولويتين: إعادة اللاجئين السوريين والمساهمة في إعمار سوريا من دون انتظار الانتقال السياسي. وبدأ الكرملين اتصالات مع أنقرة وطهران لترتيب قمة روسية - إيرانية - تركية رابعة ضمن مسار سوتشي للدول الضامنة الثلاث، الذي أسس لاتفاقات خفض التصعيد ومهد لاتفاق سوتشي الخاص بإدلب. وفي حال فشل مسار تأسيس اللجنة الدستورية وفق مسار جنيف، قد تدفع موسكو باتجاه تشكيل اللجنة ضمن مسار سوتشي الذي كان بدأ لدى عقد مؤتمر الحوار الوطني السوري في المنتجع الروسي بداية العام الحالي. وتراهن دول أخرى على أن موسكو «بحاجة لشرعية دولية وقد تضغط على دمشق للمضي في تشكيل اللجنة الدستورية»، في وقت قدمت موسكو «نصيحة» لدمشق لـ«إصدار عفو عام يمكن أن يقدم الجانب الروسي لدول أوروبية لإعادة اللاجئين السوريين من دون تخوف من ملاحقات».

 

وزيرا الدفاع التركي والروسي يبحثان في أنقرة ملف إدلب

أنقرة: سعيد عبد الرازق/الشرق الأوسط/25 تشرين الأول/18/يلتقي وزيرا الدفاع التركي خلوصي أكار نظيره الروسي سيرغي شويغو في أنقرة بعد غد (السبت) في أنقرة لإجراء مباحثات حول العديد من الملفات، أبرزها اتفاق إدلب الأخير الذي تم التوصل إليه خلال لقاء رئيسي البلدين في مدينة سوتشي الروسية في 17 سبتمبر (أيلول) الماضي. وقال أكار: «سيكون لدينا محادثات مع وزير الدفاع الروسي حول اتفاق إدلب.. يوم السبت سنجد فرصة لمناقشة هذه المسألة وغيرها مع شويغو، وبالتالي نود مواصلة عملنا هنا بنجاح أكبر». ومن المنتظر أن تستضيف إسطنبول في اليوم نفسه قمة تركية - روسية - ألمانية - فرنسية ستبحث اتفاق إدلب ومرحلة التسوية السياسية في سوريا. وأكد آكار، في لقاء مع وكالة أنباء الأناضول الرسمية أمس أن قسما كبيرا من العناصر المتشددة انسحب من المنطقة العازلة منزوعة السلاح بإدلب، وتم تسليم أسلحتهم الثقيلة، مشيرا إلى انخفاض في انتهاكات وقف إطلاق النار بنسبة 90 في المائة. ولفت أكار إلى أن تركيا كانت على قدر المسؤولية في المناطق التي نفذت بها عمليات عسكرية شمال سوريا، حيث تمكنت من تطهير مساحة ألفي كيلومتر مربع من الإرهابيين وحيدت 3 آلاف إرهابي من «داعش» في عملية درع الفرات. وعلى صعيد اتفاق خريطة الطريق في منبج مع الولايات المتحدة في 4 يونيو (حزيران) الماضي، قال أكار إن الدوريات العسكرية التركية الأميركية المشتركة في منبج ستبدأ خلال أيام قليلة بعد استكمال التدريب المشترك. وتسير القوات التركية والأميركية دوريات مستقلة في منبج منذ 18 يونيو الماضي، تنفيذا لما اتفق عليه البلدان.

كان وزير الدفاع الأميركي، جيمس ماتيس، أعلن مؤخراً البدء في تدريباتٍ للقيام بدورياتٍ مشتركة في منبج، إلا أنه لا تغييرات في المهام العسكرية إلى الآن، حيث لا تزال الدوريات العسكرية التركية والأميركية مستقلة عن بعضها، إضافة إلى وجود قوات فرنسية في المنطقة ذاتها.

ويسيطر مجلس منبج العسكري، وهو فصيل مسلح غير موال لتركيا، ويضم بعض أبناء المدينة، ويتكون من فصائل عسكرية عدّة كانت تقاتل ضد النظام السوري، على المدينة حالياً، لكنه نسّق في وقتٍ سابق مع تحالف قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، الذي تشكل وحدات حماية الشعب الكردية غالبية قوامه، أثناء معركة تحريرها من «داعش» منتصف العام 2016، الأمر الذي زاد من مخاوف تركيا من السيطرة الكردية التامة على المدينة. وتطالب تركيا بانسحاب الوحدات الكردية منها وفق خريطة الطريق وتتهم واشنطن بالتباطؤ في هذه الخطوة وتهدد بالتدخل العسكري إذا لم يتم سحب مسلحي الوحدات الكردية. وقال أكار: «نحتاج للتحضير والقيام بعمليات تدريب للعناصر العسكرية التركية والأميركية في إطار القيام بدوريات مشتركة هذه المرحلة بدأت في 9 أكتوبر (تشرين الأول) الجاري ولا تزال مستمرة حاليا في غازي عنتاب.. وعقب الانتهاء من التدريبات المشتركة بين الجيشين التركي والأميركي ستبدأ الدوريات المشتركة في منبج بعد أيام من التحضيرات» وشدد الوزير التركي، مجددا، على أن بلاده لن تسمح بإقامة أي ممر إرهابي في الشمال السوري، من شأنه تهديد أمن تركيا واستقرارها وراحة شعبها. على صعيد آخر، قالت تركيا إن إنقاذ الصحافي الياباني، جومبي ياسودا جاء على يد أجهزتها الأمنية والاستخباراتية بعد نقله من محافظة إدلب في سوريا.

وذكر والي هطاي (جنوب تركيا)، أردال أطا، أن قوات الأمن وأجهزة الاستخبارات التركية تمكنت من إحضار الصحافي الياباني إلى تركيا، مساء أول من أمس الثلاثاء. وأضاف أن الصحافي كان مجهول الهوية لدى إحضاره من سوريا، ولم يكن يحمل هوية أو إثبات شخصية، مشيراً إلى أنه تم التأكد من هويته بعد تواصل الجهات التركية المختصة مع الجانب الياباني. وحول كيفية إنقاذه، قال الوالي: «لم تُنفذ أي عملية عسكرية لإنقاذه، فالعثور عليه جرى بعد عمل دؤوب من قبل الأجهزة الأمنية والاستخباراتية التركية». وكان كبير أمناء مجلس الوزراء الياباني، يوشيهيدي سوجا، قال في مؤتمر صحافي، إنهم تلقوا معلومات من قطر تفيد بإطلاق سراح الصحافي «ياسودا»، والمختطف منذ عام 2015. وأضاف سوجا لوكالة «رويترز»: «تم إبلاغنا بوجوده (ياسودا) في مركز للهجرة في أنطاكيا جنوب تركيا.

واختطفت جماعة مسلحة ياسودا في يوليو (تموز) 2015، في منطقة تسيطر عليها «جبهة النصرة سابقا» بريف جسر الشغور، بعد وقت قصير من دخوله سوريا. وكانت وسائل إعلام يابانية تحدثت سابقاً عن أن «جبهة النصرة» (المنضوية حاليا ضمن هيئة تحرير الشام) أسرت ياسودا، بعد دخوله سوريا من تركيا في يونيو 2015، لكن الهيئة نفت أمس ضلوعها باختطافه. كان ياسودا وجه، في مارس (آذار) 2016، رسالة مصورة إلى أسرته وبلده، طالباً مساعدته في إطلاق سراحه. في غضون ذلك، ألقى الأمن التركي، ليل أول من أمس، القبض على اثنين من عناصر تنظيم داعش الإرهابي المدرجين على اللائحة الحمراء، عقب دخولهما من سوريا إلى كيليس في جنوب البلاد. وأطلقت فرق الدرك التركية عملية في ولاية كيليس بالتنسيق مع الادعاء العام الجمهوري في الولاية إثر بلاغ باستعداد إرهابيين اثنين من «داعش» التسلل إلى تركيا بطريقة غير قانونية. وألقت فرق الدرك القبض على اثنين من إرهابيي «داعش»، خلال عملية أمنية، عقب التأكد من دخولهما إلى البلاد بطريقة غير شرعية وكشفت تحقيقات الأمن التركي أنهما مواطنان فرنسيان من أصل مغربي، مدرجان على النشرة الحمراء، ويدعيان اختصارا «ر. ل» و«س. إ».

وعقب الإجراءات الأمنية بحق الإرهابيين المذكورين تم نقلهما إلى المحكمة التي أمرت بحبسهما على ذمة التحقيق.

 

روسيا: الإصلاح الدستوري هو الاتجاه الوحيد للتسوية

موسكو: رائد جبر/الشرق الأوسط/25 تشرين الأول/18/أسفرت اجتماعات مكثَّفة عقدها ممثلون عن روسيا وتركيا وإيران في موسكو، خلال اليومين الماضيين، عن استكمال تنسيق مواقف الأطراف الثلاثة الراعية لمسار «آستانة»، ووضع رؤية مشتركة للخطوات اللاحقة في سوريا بعد استكمال تنفيذ اتفاق إدلب، خصوصاً على صعيد دفع جهود تشكيل اللجنة الدستورية بالتزامن مع مواصلة العمل لحشد تأييد دولي في ملف إعادة اللاجئين وإعادة تأهيل البنى التحتية في سوريا. وتزامنت الاجتماعات الثلاثية على مستوى نواب وزراء الخارجية مع إنجاز التحضيرات من الجانب الروسي للقمة الرباعية التي يُنتظر أن تجمع السبت في إسطنبول زعماء روسيا وتركيا وفرنسا وألمانيا. وحدّد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أمس، أبرز التوجهات الروسية خلال القمة المرتقبة، عبر التأكيد على ملف الإصلاح الدستوري ومبادرة إعادة اللاجئين، وحثّ المجتمع الدولي على دعم المبادرة وتقديم مساعدات لتهيئة الظروف المناسبة على الأرض لتسهيل هذه العودة، في إشارة إلى ضرورة تسريع إطلاق مشروع دولي لإعادة الإعمار في سوريا. وأعرب لافروف، خلال استقباله، أمس، نائب وزير الخارجية الإيراني حسين جابري أنصاري ونظيره التركي سادات أونال، في ختام اجتماعاتهما مع الجانب الروسي، عن ارتياح موسكو لنتائج التعاون بين الدول الثلاث الضامنة (مسار آستانة). وقال إن التعاون الثلاثي سمح «بتخفيض العنف على الأرض بشكل ملحوظ، وتكبيد الإرهابيين هزيمة ساحقة، وتحسين الوضع الإنساني في سوريا».

ولفت إلى أن الأطراف الثلاثة اتفقت خلال الاجتماعات على أهمية إتمام العمل على تنسيق «تشكيلة للجنة الدستورية مقبولة لدى كل الأطراف السورية، في أسرع وقت ممكن، الأمر الذي سيسمح بإطلاق عمل اللجنة في وقت قريب، بما يتماشى مع قرارات مؤتمر الحوار الوطني السوري في مدينة سوتشي الروسية وقرار 2254 لمجلس الأمن الدولي».

وأفاد بيان أصدرته الوزارة بأن البلدان الثلاثة «أجرت مشاورات في موسكو وأكدت تمسكها الثابت بسيادة سوريا واستقلالها ووحدتها وسلامة أراضيها، بالإضافة إلى تأكيدها على وجود فهم مشترك لضرورة أن يحدد السوريون أنفسهم مستقبلَهم في إطار عملية سياسية يقودونها وينفذونها».

وزاد أن الأطراف «بحثت تطورات الأوضاع السورية على الأرض بصورة مفصَّلة، إلى جانب بحثها مجمل القضايا المتعلقة بتشكيل اللجنة الدستورية السورية وإطلاق عملها». وأشارت الوزارة إلى أن المشاركين «اتفقوا على تسريع وتيرة العمل تشكيل اللجنة الدستورية، بمراعاة مصالح جميع السوريين، بناء على قرار (2254) لمجلس الأمن الدولي، والتنسيق مع المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى الشأن السوري، ستيفان دي ميستورا». وشدد المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى سوريا ألكسندر لافرينتييف الذي شارك في اللقاءات على أن «اللجنة الدستورية السورية هي الاتجاه الوحيد للخروج من الأزمة السورية»، وقال إن الدول الثلاث الضامنة لـ«عملية آستانة» تبذل كل الجهود اللازمة لتشكيل اللجنة وبدء عملها. وأشاد لافرينتييف في الوقت ذاته، بما وصفه بـ«النهج البنَّاء الذي أبدته الحكومة السورية، فيما يتعلق بمسألة تشكيل وإطلاق عمل اللجنة»، لكنه لَمّح إلى أن موسكو «ليست متعجلة» لإطلاق عمل اللجنة قبل إنجاز التوافقات اللازمة لذلك، وزاد: «موقفنا يتمثل في ضرورة وضع آلية فعالة، لا نريد ولادة كيان ميت، لذلك لا مبرر للدعوة لوضع مواعيد محددة. وإذا نجحنا في ذلك سريعاً فذلك مرحَّب به، لكن تعجيل العملية بشكل مفتعل لن يأتي بنتائج، لذلك نحن نعمل مع كل الأطراف، بما في ذلك الفرنسيون والأميركيون للوصول إلى نتائج». ولفت لافرينتييف، إلى وجود «فرصة جيدة لأن ينجح المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، بإطلاق عمل اللجنة قبل استقالته من منصبه، الشهر المقبل»، ولم يستبعد زيارته لموسكو قبل ذلك الحين. على صعيد موازٍ، أعلن مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون في ختام زيارة إلى موسكو التقى خلالها الرئيس فلاديمير بوتين وعدداً من المسؤولين الروس، أن نقاشاته مع الجانب الروسي ركَّزت على ضرورة توسيع مساحة التنسيق بين البلدين في سوريا. وزاد أن روسيا والولايات المتحدة اتفقتا «نتيجة اللقاءات التي أجريناها مع القيادة الروسية في موسكو، على وضع آليات محددة لتوسيع تنسيقهما». وتجنب بولتون الإشارة إلى ملفات خلافية في سوريا، خصوصاً اتهامات موسكو لواشنطن بالتقاعس عن مكافحة الإرهاب، ما سمح بتنشيط تحركات تنظيم «داعش» في منطقة شرق الفرات، بالإضافة إلى المطالب الروسية المتواصلة بانسحاب القوات الأميركية من قاعدة «التنف» في الجنوب وتفكيك مخيم الركبان. وبدا أن الطرفين لم يتطرقا إلى هذه الملفات الخلافية خلال المحادثات، وهذا ما أوحى به بيان وزارة الدفاع الروسية بعد لقاء بولتون مع الوزير سيرغي شويغو، أول من أمس، إذ اكتفى البيان بالإشارة إلى مسعى لتعزيز التنسيق لمنع وقوع حوادث في الأجواء السورية. وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أكد، في وقت سابق، أن الآليات القائمة لـ«منع الاحتكاك» ليست كافية، ولا بد من توسيع التنسيق في ملفات سياسية، في إشارة إلى الحديث الروسي - الأميركي بعد زيارة بولتون عن اتجاه لتوسيع التنسيق قد يشمل ملفات سياسية تتعلق باللجنة الدستورية أو الملفات الأخرى المطروحة. وكان لافتا أن بولتون أشار في حديثه إلى «المكانة المهمة التي شغلها الوضع حول إدلب» خلال محادثاته مع المسؤولين الروس. وأكد على قناعة واشنطن بضرورة الالتزام ببنود الاتفاق الروسي - التركي، و«عدم السماح بانزلاق الأمور نحو مواجهة في المنطقة لتجنب كارثة إنسانية محتملة». وقال بولتون: «أعتقد أننا ناقشنا موضوع إدلب في كل اجتماع عقدته في موسكو، وسأكرر ما أكده سابقاً الرئيس، دونالد ترمب، حول أهمية منع استئناف الأعمال القتالية وتجنب وقوع كارثة إنسانية هناك»، مضيفاً أن «الاتفاق (الروسي - التركي) يتم تطبيقه حتى هذه اللحظة على الرغم من وجود مشكلات كثيرة ما زالت لم تجد طريقها إلى الحل». وحذر بولتون من تصرفات «غير مرغوبة» قد يقوم بها أي طرف لتعطيل الاتفاق، داعياً الروس إلى «الانتباه لتصرفات إيران في سوريا، وفي منطقة الشرق الأوسط برمتها».

 

النيابة العامة بالسعودية: معلومات تركية تشير أن المشتبه بهم بقضية خاشقجي أقدموا على فعلتهم بنية مسبقة وأكدت نها ستواصل تحقيقاتها مع المتهمين واستكمال مجريات العدالة

الرياض/الشرق الأوسط/25 تشرين الأول/18/أعلنت النيابة العامة بالسعودية، عن ورود معلومات من الجانب التركي تشير إلى أن المشتبه بهم في قضية خاشقجي أقدموا على فعلتهم بنية مسبقة. وأشارت إلى أن معلومات وردت إلى النيابة العامة من الجانب التركي من خلال فريق العمل المشترك بين المملكة العربية السعودية والجمهورية التركية تشير إلى أن المشتبه بهم في تلك الحادثة قد أقدموا على فعلتهم بنية مسبقة. وأكدت النيابة العامة أنها ستواصل تحقيقاتها مع المتهمين في ضوء ما وردها وما أسفرت عنه تحقيقاتها من وصول إلى الحقائق واستكمال مجريات العدالة.

 

محمد بن سلمان: حادث خاشقجي «بشع وغير مبرر» وسينال منفذوه العقاب الرادع وبحث مع إردوغان تطورات القضية وأكد صلابة العلاقات مع أنقرة وأكد هيكلة الأجهزة الأمنية

الرياض: مساعد الزياني وعبد الهادي حبتور وفتح الرحمن يوسف أنقرة: سعيد عبد الرازق واشنطن: هبة القدسي وعاطف عبد اللطيف/الشرق الأوسط/25 تشرين الأول/18/وصف الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي مقتل الصحافي جمال خاشقجي بـ«الحادث البشع والمؤلم»، متعهداً بتقديم المذنبين للعدالة، مشددا في الوقت نفسه على صلابة العلاقات مع تركيا، وأكد تمسكه بالإصلاح ومكافحة التطرف. وقال الأمير محمد بن سلمان خلال مشاركته في منتدى «مبادرة مستقبل الاستثمار» المنعقد في الرياض، أمس: «الحادث مؤلم جدا لجميع السعوديين... ولأي شخص في العالم... إنه حادث بشع وغير مبرر تماما». وأضاف أن المملكة «تقوم باتخاذ كل الإجراءات القانونية لتحقيق واكتمال التحقيقات بالعمل مع الحكومة التركية للوصول إلى النتائج وتقديم المذنبين إلى المحاكمة، وأخذ العقاب الرادع، وهذا إجراء تأخذه أي حكومة يقع فيها مثل هذا الأمر».

وتابع أن هناك محاولات لـ«إحداث شرخ» في العلاقات مع أنقرة، لكنه شدّد على أنهم «لن يستطيعوا عمل ذلك». وقال: «بلا شك أن التعاون اليوم بين الحكومة السعودية والتركية، يسير بشكل مميز... والكل يعرف أن كثيرين يحاولون استغلال هذا الظرف المؤلم لإحداث شرخ بين السعودية وتركيا»، وأضاف: «أريد أن أرسل لهم رسالة من خلال هذا المنبر، لن يستطيعوا عمل ذلك، طالما يوجد ملك اسمه سلمان بن عبد العزيز وولي عهد اسمه محمد بن سلمان في السعودية, ورئيس في تركيا اسمه إردوغان... لن يحدث هذا الشرخ وسنثبت للعالم أن الحكومتين متعاونتان لمعاقبة أي مجرم وأي مذنب والعدالة في الأخير سوف تظهر».

وأكد الأمير محمد بن سلمان أن الأوان آن لـ«إعادة هيكلة قطاعات الأمن الوطني لترتقي إلى مستوى القطاعات الأخرى في السعودية». وأجرى ولي العهد السعودي، في وقت سابق أمس، محادثة هاتفية مع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، تناولا خلالها الخطوات اللازمة والجهود المشتركة لتسليط الضوء على قضية المواطن جمال خاشقجي حسب وكالة الأنباء السعودية (واس). في السياق ذاته، أكد الرئيس إردوغان أن بلاده ستعلن عن أي أدلة جديدة يتم التوصل إليها حول مقتل خاشقجي، للرأي العام العالمي، بشكل فوري. وقال في كلمة ألقاها خلال مشاركته في ندوة حول النظام القضائي في تركيا بالقصر الرئاسي في أنقرة، أمس، إن التحقيقات لم تنته، وإن بلاده تقوم بالتفتيش وجمع الأدلة، لافتا إلى أن العالم يتابع قضية خاشقجي من كثب. في غضون ذلك، قالت الشرطة التركية إنها حصلت على إذن بتفتيش بئر يقع في الحديقة التابعة للقنصلية السعودية في إسطنبول بشكل مشترك مع فريق التحقيق السعودي. وكانت تقارير صحافية محلية في تركيا من بينها وكالة «الأناضول»، زعمت أن أجزاء من جثة خاشقجي موجودة في البئر الذي يبلغ عمقه 25 مترا، وأن السعودية رفضت تفتيشها، لكنها عادت ونفت هذه الرواية. وسبق أن قام الفريق التركي - السعودي المشترك، بتفتيش القنصلية ومقر إقامة القنصل، إضافة إلى مركبات تابعة للقنصلية. من جهتها، ذكرت قناة «تي آر تي» الرسمية التركية أن «فريقاً خاصاً ضمن التحقيقات فحص مواد التقطت من 137 كاميرا مراقبة في 62 نقطة في إسطنبول».

وفي هذا السياق، قال وزير العدل التركي عبد الحميد غل، إن النيابة العامة بدأت تحقيقاتها في القضية منذ اختفاء خاشقجي, في 2 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، وإنها ما زالت متواصلة، مؤكدا أنه لن يتم إهمال أو التستر على أي معلومة مهما كانت صغيرة، في قضية خاشقجي، مشيرا إلى وجود استنفار كامل للكشف عن كل ملابسات القضية. وحول اقتراح الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، أول من أمس، محاكمة المشتبه بهم الـ18 الموقوفين بالسعودية في تركيا، أوضح غل أن التحقيقات لا تجري بكل أبعادها من قبل النيابة العامة، ما دام بعض الأسماء موجودين في بلد آخر. ولفت إلى أنهم ينتظرون الرد من الجانب السعودي على اقتراح الرئيس إردوغان خلال الأيام المقبلة.

بدوره، شدد وزير الداخلية التركي سليمان صويلو على أن بلاده لم تتخلّ أبدأ عن الشفافية والوضوح والقانون في قضية خاشقجي. وأضاف: «أدعو العالم إلى تحمل المسؤولية كي يتسنى الكشف عن ملابسات الحادثة».

إلى ذلك، أفادت مصادر صحافية تركية قريبة من الحكومة، أمس، بأن أجهزة الاستخبارات التركية أطلعت مديرة وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) جينا هاسبل، على العناصر التي جمعتها في إطار التحقيق بقضية خاشقجي خلال زيارتها لتركيا أول من أمس.

وفي واشنطن، أعلن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، أن وزارة الخارجية الأميركية تنسق مع وزارة الخزانة لأخذ خطوات بشأن إلغاء تأشيرات دخول وإجراءات أخرى ضد الأفراد المشتبه في تورطهم في حادثة خاشقجي، في إشارة إلى 18 شخصا تم توجيه أصابع الاتهام لهم.

وقال بومبيو في مؤتمر صحافي بمقر الخارجية الأميركية، إن بلاده تجمع المعلومات من الجانب التركي والسعودي وتتحقق من الحقائق والمعلومات وتوصلت إلى أن بعض الأفراد في كل من الاستخبارات السعودية والخارجية قد تورطوا في هذه الجريمة، ولذا تأخذ الولايات المتحدة خطوات بالتنسيق مع وزارة الخزانة الأميركية لوقف بعض التأشيرات وإجراءات أخرى ضد هؤلاء الأفراد والبحث عن إجراءات أخرى لمحاسبة المتورطين في هذا الأمر، كما تبحث إمكانية فرض عقوبات تستهدف المسؤولين عن انتهاكات حقوق الإنسان.

وشدد بومبيو على أن الرئيس ترمب، يولي أهمية للعلاقات مع المملكة العربية السعودية، وقال: «سنستمر في علاقات جيدة مع المملكة العربية السعودية ولسنا سعداء لا أنا ولا الرئيس ترمب بما حدث لكننا سنستمر في حماية مصالح الولايات المتحدة ومحاسبة المسؤولين عن مقتل خاشقجي».

من جهتها، أعلنت الحكومة البريطانية أمس، سحب أي تأشيرات دخول بريطانية يحملها المشتبه بهم في قضية جمال خاشقجي. وقالت رئيسة الوزراء تيريزا ماي أمام البرلمان، إن «وزارة الداخلية تتخذ تدابير ضد جميع المشتبه بهم لمنعهم من دخول المملكة المتحدة»، مضيفة: «هؤلاء الأفراد إن كانوا يحملون تأشيرات دخول، فسيتم إلغاؤها اليوم». وأجرت ماي مساء أمس، اتصالا بخادم الحرمين الشريفين، بحسب ما أعلنته رئاسة الحكومة البريطانية. من جهته، قال مصدر من مكتب الرئيس الفرنسي إمانويل ماكرون في قصر الإليزيه، إن فرنسا لن تتخذ أي قرار بشأن مستقبل علاقتها مع السعودية إلى أن تتضح الحقائق حول حادثة مقتل المواطن السعودي جمال خاشقجي. وأضاف المصدر: «إذا كانت قرارات ستتخذ في المستقبل فإنها ستتخذ استنادا إلى حقائق تكون قد اتضحت ومسؤوليات تحددت بشكل واضح». وأضاف: «لن نتخذ أي قرار متعجل بشأن مستقبل علاقاتنا الاستراتيجية». الموقف نفسه اتخذته الحكومة الألمانية، حينما تعهدت المستشارة أنجيلا ميركل، بأنها لن تتخذ أي إجراءات بشأن صادرات السلاح للسعودية حتى تتضح ملابسات قضية جمال خاشقجي. لكن رئيس وزراء إسبانيا، بيدرو سانشيز، قال إن بلاده لن توقف صادرات الأسلحة إلى السعودية. وأضاف سانشيز، في كلمة أمام البرلمان أمس، أنه يجب أن «نحمي مصالح إسبانيا».

 

 موسكو: الأميركيون نسّقوا هجوما جوياً على قاعدة حميميم في سوريا

موسكو/الشرق الأوسط/25 تشرين الأول/18/أعلن الكرملين اليوم (الخميس) أنه منزعج جدا من تقرير لوزارة الدفاع الروسية يفيد بأن طائرة استطلاع أميركية نسقت هجوما بطائرات مسيّرة على قاعدة حميميم الجوية الروسية في سوريا في يناير (كانون الثاني) الماضي. وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إنه لا يستبعد أن يثير الرئيس فلاديمير بوتين مسألة الهجوم مع نظيره الأميركي دونالد ترمب، علماً انهما سيلتقيان في باريس يوم 11 نوفمبر (تشرين الثاني) على هامش الاحتفالات بمئوية انتهاء الحرب العالمية الأولى. وأضاف بيسكوف: "إنها معطيات مثيرة للقلق الشديد، وسيعمل العسكريون الروس على تحليل هذه البيانات للخروج بالاستنتاجات اللازمة. وحدهم العسكريون يمكنهم إعطاء كل التفاصيل في هذه الحالة". وصرّح نائب وزير الدفاع ألكسندر فومين أن طائرة استطلاع أميركية من طراز "بوسايدن -8" ساعدت في تنسيق هجوم نفذته 13 طائرة مسيّرة على القاعدة. وأشار إلى أن الدرونات المهاجمة، تحولت إلى نظام توجيه يدوي عندما تصدّت لها الأنظمة الإلكترونية الروسية التي أسقطتها كلها، ونقلت عددا منها إلى حميميم لمعاينتها، وقال: "طبعا لا يمكن لفلاح جاهل القيام بعملية التحكم اليدوي هذه". وأضاف فومين خلال منتدى أمني في بكين: "بعد تعرض الدرونات لتأثير التشويش الإلكتروني الروسي، تراجعت إلى مسافة محددة وجرت إدارتها من الفضاء وتوجيهها إلى ثغرات محددة حاولت التسلل عبرها، لكنها تعرضت للتدمير". ودعا إلى التوقف عن تجهيز الإرهابيين بالمعدات العالية التقنية والأسلحة الحديثة.

 

 تحرير صحافي ياباني بعد 3 سنوات على اختطافه في سوريا

طوكيو/الشرق الأوسط/25 تشرين الأول/18/عاد صحافي ياباني يبلغ من العمر 44 عاما اليوم (الخميس) إلى بلده بعد أكثر من ثلاث سنوات أمضاها محتجزا لدى متشددين في سوريا، فيما وصف بأنه «جحيم» جسدي وعقلي. ومن المقرر أن يصل جومبي ياسودا، الذي استقال من عمله بصحيفة يابانية حتى يغطي حرب العراق في 2003 إلى طوكيو اليوم على متن طائرة قادمة من تركيا، ليذكي النقاش في اليابان بشأن ممارسة العمل الصحافي في مناطق الحروب التي يراها البعض مغامرة طائشة بينما يراها آخرون عملا صحافيا شجاعا. وأظهرت لقطات تلفزيونية ياسودا محاطا بمسؤولين وهو يهبط درجا في طريقه إلى سيارة تنتظره بمطار ناريتا. وقال ياسودا، الذي بدا عليه التعب، لوكالة «رويترز» للأنباء وهو في طريقه إلى إسطنبول قادما من جنوب تركيا الذي عبر إليه من سوريا بعد 40 شهرا قضاها محتجزا: «أنا سعيد بأن بوسعي العودة لليابان. وفي الوقت نفسه لا أعرف ماذا سيحدث هنا أو ماذا علي أن أفعل». وأضاف أنه يواجه صعوبة في التحدث باليابانية. وكان مسؤولون بالحكومة اليابانية قد توجهوا في وقت سابق إلى جنوب تركيا للتحقق من هويته. وشكر رئيس الوزراء شينزو آبي السلطات التركية ودولا أخرى على مساعدتهم في إطلاق سراح ياسودا. ولم يكن احتجازه في سوريا المرة الأولى التي يحتجزه فيها متشددون في المنطقة. فقد سافر ياسودا إلى العراق في أواخر عام 2002 مستغلا إجازة مدفوعة الأجر من صحيفة «شينانو ماينتشي» التي كان يكتب فيها عن المشكلات البيئية وسلامة الأغذية وقضايا الأسرة. وقدم استقالته في 2003 بسبب غضبه من رفض الصحيفة إرساله في مهمة هناك. وفي 2004 خلال زيارة أخرى للعراق، احتجزه متشددون لمدة ثلاثة أيام قرب بغداد. وفي كتاب نشر في العام نفسه، أوضح أن سبب قيامه بالمهمة هو رغبته في إظهار المعاناة التي تسببها الحرب. وعاد ياسودا إلى العراق في 2007 ليعمل طاهياً في معسكر تدريب للجيش العراقي، ونشر كتابا في 2010 في اليابان عن العمالة في مناطق الحروب. وكانت آخر مرة سافر فيها إلى المنطقة في 2015 وبعيدا عن القليل من المقاطع المسجلة القصيرة التي نشرها خاطفوه، لا يُعرف سوى القليل عما حدث له بعد اختفائه. وقُتل يابانيون آخرون بعد احتجازهم هناك.

 

البرلمان الإثيوبي يعين امرأة رئيسة للبلاد للمرة الأولى

أديس أبابا/الشرق الأوسط/25 تشرين الأول/18/اختار البرلمان الإثيوبي اليوم (الخميس) بالإجماع سهلي ورق زودي لرئاسة البلاد لتصبح بذلك أول امرأة تشغل هذا المنصب الفخري أساساً بعد استقالة الرئيس ملاتو تشومي. وسهلي ورق هي رابع رئيس للبلاد منذ إقرار دستور 1995 الذي ينص على انتخاب الرئيس لولايتين على الأكثر كل منها ست سنوات. وشغلت زودي عدة مناصب محلية ودولية، منها المدير العام للشؤون الأفريقية في وزارة الخارجية الإثيوبية، وسفيرة لإثيوبيا في عدة بلدان أفريقية، وفرنسا. وتولت كذلك منصب الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لدى الاتحاد الأفريقي واللجنة الاقتصادية لأفريقيا التابعة للأمم المتحدة، الذي استقالت منه الأسبوع الماضي. ودرج البرلمان الإثيوبي، في حال تقديم الرئيس لاستقالته، قبولها، وتعيين الرئيس الجديد في جلسة واحدة. ويذكر أن البرلمان الإثيوبي انتخب مولاتو تشومي (63 عاما) رئيسا للبلاد، في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2013، لمدة 6 سنوات في منصب رمزي وشرفي، خلفا لجيرما ولد جيورجيس، الذي تولى المنصب في 2001 وأعيد انتخابه في 2007. ويتكون الائتلاف الحاكم، منذ عام 1991، من 4 أحزاب، هي: «جبهة تحرير شعب تجراي»، و«الجبهة الديمقراطية لشعب أورومو»، و«الحركة الديمقراطية لقومية أمهرا»، إضافة إلى «الحركة الديمقراطية لشعوب جنوب إثيوبيا».

 

الصين تهدد بتحريك جيشها لمنع انفصال تايوان

بكين/الشرق الأوسط/25 تشرين الأول/18/قال وزير الدفاع الصيني اليوم (الخميس) إن جيش بلاده سيتحرك «مهما كان الثمن» لإحباط المحاولات لفصل جزيرة تايوان التي تتمتع بحكم ذاتي وتقول بكين إنها تابعة لها. وغضبت الصين من العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة على جيشها في الآونة الأخيرة وهي واحدة من عدد من القضايا الساخنة في العلاقات مع واشنطن ومنها حرب تجارية مريرة بالإضافة إلى تعزيز تايوان والصين المتزايد لوضعيهما العسكريين في بحر الصين الجنوبي. وأرسلت الولايات المتحدة يوم الاثنين سفينتين حربيتين عبر مضيق تايوان في ثاني عملية من نوعها هذا العام وهي الأحدث ضمن سلسلة من اللفتات التي قام بها البيت الأبيض دعما لتايوان الديمقراطية. وقال وزير الدفاع الصيني وي فنع خه في افتتاح منتدى شيانغشان في بكين: «قضية تايوان مرتبطة بسيادة الصين وسلامة أراضيها وتمس مصالح الصين الأساسية». وأضاف: «فيما يتعلق بهذه القضية من الخطورة الشديدة بمكان تحدي الصين. إذا حاولت أي جهة فصل تايوان (عن الصين) فإن الجيش الصيني سيتخذ الإجراءات اللازمة مهما كان الثمن». وقال وي إن علاقات الصين العسكرية مع الولايات المتحدة مهمة وحساسة، مضيفاً أن الصين لن تتخلى أبدا عن شبر من أراضيها.

 

قتيلان في إطلاق نار بولاية كنتاكي الأميركية

كنتاكي (الولايات المتحدة الأميركية) /الشرق الأوسط/25 تشرين الأول/18/أعلنت الشرطة أن مسلحا دخل متجرا في ولاية كنتاكي الأميركية أمس (الأربعاء) وقتل رجلا بالرصاص، ثم غادر المتجر وقتل امرأة في مرأب للسيارات. وتبادل واحد من المارة كان يحمل سلاحا إطلاق النار مع المشتبه به في مرأب المتجر الواقع ببلدة جيفرسون تاون، قبل أن يفر المهاجم في سيارة. وأفاد قائد شرطة جيفرسون تاون سام روجرز، في تصريحات للصحافيين خارج المتجر، بأنه تم إلقاء القبض على منفذ الهجوم بعد ذلك بقليل. وأضاف أنه لم يسقط مصابون. وأوضح روجرز أن المهاجم اختار الضحايا عشوائيا على ما يبدو، ولم تذكر الشرطة دافعا لحادث إطلاق الرصاص الذي وقع على مسافة 24 كيلومترا تقريبا من وسط مدينة لويزفيل. ومضى قائلا: «يبدو أنها ضحية عشوائية كانت موجودة في مرأب السيارات». ولدى سؤاله عما إذا كان الرجل الذي لقي حتفه في المتجر قتل عشوائيا أيضا، أجاب روجرز: «غالبا هذا ما حدث». ولم يتم الكشف عن أسماء المشتبه به أو الضحيتين. وأشارت قناة «ويف3» التلفزيونية إلى أن المرأة التي قتلت بالرصاص أميركية من أصول أفريقية.

 

 ترمب يطالب وسائل الإعلام بوقف «عدائيتها» وهجماتها المضللة

واشنطن/الشرق الأوسط/25 تشرين الأول/18/دعا الرئيس الأميركي دونالد ترمب الأربعاء وسائل الإعلام إلى وقف "عدائيتها المتواصلة" و"هجماتها المضللة"، وذلك في تعليق على الطرود البريدية المفخخة التي تم إرسالها إلى الرئيس السابق باراك أوباما ومسؤولين ديموقراطيين ومقر شبكة "سي إن إن". وفي كلمة أمام أنصاره خلال مهرجان انتخابي في مدينة موزيني في ولاية ويسكونسن يوم أمس (الأربعاء)، قال الرئيس الأميركي: "لا يجب على أحد أن يقارن بتهاون المعارضين السياسيين بالشخصيات التاريخية الشريرة، وهو ما حصل وما يحصل دائما".

وأضاف: "وسائل الإعلام أيضاً لديها مسؤولية وضع ضوابط مدنية، ووقف العدائية المتواصلة والتقارير السلبية المستمرة التي غالبا ما تكون هجمات مضللة.. يجب عليهم أن يتوقفوا عن ذلك".

 

جو بايدن وماكسين ووترز يلتحقان بقائمة المستهدفين بطرود مفخخة

واشنطن/الشرق الأوسط/25 تشرين الأول/18/قال مسؤول اتحادي أميركي يوم أمس (الأربعاء)، إن محققين اتحاديين يحاولون اقتفاء أثر طرد مريب يعتقدون أنه موجه لنائب الرئيس السابق جو بايدن. وكان الرئيس السابق باراك أوباما ضمن المستهدفين بما لا يقل عن خمسة طرود تحوي مواد متفجرة أرسلت إلى مسؤولين كبار بالحزب الديمقراطي وشبكة (سي إن إن) فيما وصفه مسؤولون في نيويورك بأنه عمل من أعمال الإرهاب. كما أكد مكتب التحقيقات الاتحادي (إف بي آي)، العثور على طردين مماثلان أرسلا إلى ماكسين ووترز عضو الكونغرس من كاليفورنيا وهي نائبة ديمقراطية مخضرمة من لوس أنجليس، ليرتفع إجمالي عدد الطرود المريبة التي تحتوي على مواد متفجرة ويجري التحقيق في أمرها إلى ثمانية.

 

اعتراض طرود «متفجرة» مرسلة إلى منزلَي أوباما وكلينتون وشرطة نيويورك تتعامل معها بوصفها «حدثاً إرهابياً»... وهيلاري تربطها بالانتخابات المقبلة

واشنطن: معاذ العمري/الشرق الأوسط/25 تشرين الأول/18/في حدثين مفاجئين ومتزامنين، اعترضت الأجهزة الأمنية الأميركية طروداً تحتوي على «أجهزة متفجرة محتملة» كانت في طريقها إلى منزل الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما في واشنطن، ومنزل هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية السابقة في نيويورك، ومقر شبكة «سي إن إن» التلفزيونية في المدينة ذاتها. كما أرسلت طرود مشبوهة أخرى إلى قادة في الحزب الديمقراطي. واعتبرت السلطات الحدث إرهابياً يستهدف الأمن الأميركي. وحسب أجهزة الاستخبارات في الأجهزة الأمنية الأميركية، فإن اكتشاف الطرود في الصناديق المرسلة تم بعد فترة وجيزة من العثور على عبوة ناسفة في صندوق بريد في بيدفورد في ولاية نيويورك، موطن جورج سوروس رجل الأعمال الشهير البالغ من العمر 88 عاماً والداعم للتوجهات الليبرالية في أميركا والحزب الديمقراطي، والذي يعد هدفاً متكرراً للانتقادات من جماعات اليمين المتطرف. وأوضح المسؤولون في الاستخبارات في بيان صحافي أمس، أنه تم العثور على الأجهزة التي أُرسلت إلى كلينتون وأوباما في أثناء الفحص ولم تصل إليهم، مفيدين بأنهم تعرفوا على الطرود على الفور في أثناء إجراءات فحص البريد الروتيني، وتم التعامل معها بشكل مناسب، ولم يكن المستهدفون عرضة لخطر تلقيها. وأظهرت الاستخبارات أن الحزمة التي تم توجيهها إلى تشاباكوا في ولاية نيويورك موطن هيلاري كلينتون، والرئيس السابق بيل كلينتون، تم ضبطها في وقت متأخر أول من أمس (الثلاثاء)، فيما تم اعتراض الطرد الآخر الذي كان مرسلاً إلى منزل الرئيس السابق أوباما في واشنطن في وقت مبكر، أمس (الأربعاء). وأضافت: «تم اعتراض الحزمتين من قبل موظفي الخدمة السرية الذين يعملون في مرافق خارج مواقع الإرسال بالقرب من منازلهم في نيويورك وواشنطن. ووفقاً لما ذكره شخص مطلع على أعمالهم فإن جميع رسائل البريد والطرود الموجّهة إلى الرؤساء السابقين وعائلاتهم المباشرة يتم فرزها مسبقاً وفحصها من قبل موظفي الخدمة السرية. ووفقاً لوسائل الإعلام الأميركية فإنه يشتبه في أن الأجهزة المرسلة إلى كلينتون وأوباما هي من عمل الشخص نفسه الذي أرسل جهازاً مشابهاً إلى سوروس في وقت سابق من هذا الأسبوع، حسب تصريحات مسؤولَين مكلفين تنفيذ القانون تحدثا إلى الإعلام بشرط عدم الكشف عن هويتهما لمناقشة إجراء تحقيق مستمر.

قنابل أنبوبية

ويُعتقد أن الأجهزة التي أُرسلت إلى كلينتون وأوباما وسوروس عبارة عن قنابل أنبوبية موضوعة داخل مغلفات بسيطة مع عناوين مكتوبة على الملصقات. ووفقاً لمسؤول في جهاز إنفاذ القانون فإن العنوان المكتوب على العبوة هو مسؤول عام معروف، لكن السلطات لا تعتقد أن هذا الشخص متورط، موضحين أن الأجهزة الثلاثة يبدو أنها قادرة على الانفجار والتسبب في وقوع إصابات، وأن السلطات تفتش صناديق البريد الخاصة بالمسؤولين الحكوميين في جميع أنحاء الحكومة، وتحث أي شخص يتلقى رزمة مشبوهة على الاتصال بإنفاذ القانون. وكان رجل الأعمال جورج سوروس وهو أحد الناجين من المحرقة اليهودية البالغ من العمر 88 عاماً، قد قام بتوجيه الكثير من ثروته إلى مشاريع ليبرالية في جميع أنحاء العالم، مما جعله هدفاً متكرراً من اليمين، واستناداً إلى التوقيت والمادة، يشتبه مسؤولو إنفاذ القانون في أن الشخص نفسه وراء الأجهزة الثلاثة، والمسؤولون يتدافعون لتحديد ما إذا تم إرسال أي أجهزة أخرى إلى أشخاص آخرين. كما تم إخلاء مقر «سي إن إن» في مركز «تايم وورنر» في نيويورك صباح أمس (الأربعاء)، بسبب وصول طرود مشبوهة عُثر عليها هناك، وأذاعت الشبكة لقطات لموظفيها في الخارج في شوارع مانهاتن، وعلّق جيف زوكر رئيس شبكة «سي إن إن» في رسالة إلى الموظفين أن المركز «تم إخلاؤه لاحتياطات أمنية واتخاذ الحذر»، بعد العثور على حزمة مشتبه بها في غرفة البريد، كما أخبر الموظفين بأن الشبكة راجعت مكاتبها الأخرى لكنها لم تعثر على هذه الأجهزة. وقالت إدارة شرطة نيويورك إن ضباطها يحققون في طرد مشبوه في دائرة كولومبوس، حيث يقع مركز «تايم وورنر»، وتعمل مع الشركاء الفيدراليين بشأن التحقيقات في ما تم إرساله إلى أوباما وكلينتون وسوروس و«سي إن إن»، حسب مسؤول بالشرطة. وكجزء من عملها الأمني، زادت شرطة نيويورك الدوريات في مناطق مرتبطة بهؤلاء الأشخاص الثلاثة، وتفتيش الحزم المرسلة إلى المواقع المرتبطة بهم، معتبرة ما حصل، أمس، حدثاً إرهابياً يستهدف الأمن الأميركي، وسيتم التعامل معه وفقاً للقانون الأميركي.

موسم الانتخابات

بدورها، لاحظت هيلاري كلينتون في كلمة لها بحفل عام في ميامي، أمس، أن إرسال طرود بريدية إلى منزلها ومنزل الرئيس السابق باراك أوباما وسورس و«سي إن إن»، يأتي بالتزامن مع موعد الانتخابات التشريعية النصفية الشهر المقبل، مؤكدة أن ذلك يشير إلى حالة الاحتقان السياسي في البلاد، والتي يجب على الإدارة الأميركية الحالية التعامل معها. وقالت في كلمتها، أمس، إنها بصفتها الشخصية تعيش حياة جيدة ولا ضرر عليها، بيد أنها تأسف بصفتها السياسية الأميركية على ما آلت إليه الأمور سياسياً في أميركا كما تعتقد، وأن هذه الأحداث التي يتعرض لها المسؤولون قبل موعد الانتخابات هي محاولات لتثبيط عملهم، داعيةً إلى ضرورة إنهاء كل أشكال الاحتقان السياسي، وتحقيق تطلعات الشعب الأميركي، «يجب أن نقف جميعنا بعضنا مع بعض». وقالت سارة ساندرز متحدثة البيت الأبيض، في بيان صحافي أمس، إن الإدارة الأميركية تدين محاولة الاعتداءات العنيفة التي ارتُكبت مؤخراً ضد الرئيس أوباما، والرئيس بيل كلينتون، والوزيرة هيلاري كلينتون، وشخصيات عامة أخرى، مؤكدة أن السلطات الأميركية ستحاسب المسؤول عن ذلك التهديد على أقصى درجة من القانون، إذ تعمل خدمة الولايات المتحدة السرية ووكالات إنفاذ القانون الأخرى بالتحقيق، «وستتخذ جميع الإجراءات المناسبة لحماية أي شخص مهدَّد من قبل هؤلاء الجبناء».

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

بلدة المية ومية المسيحيّة تستنجد.. لا تُهجّرونا مرّةً ثانية 

ألان سركيس/الجمهورية/الخميس 25 تشرين الأول 2018

تُعتبر أزمة انتشار السلاح داخل المخيمات الفلسطينية من الأزمات التي تصنَّف بالمستعصية، فكل قرارات طاولات الحوار السابقة لم تجد حلّاً للقضية، في وقتٍ يعاني الفلسطيني واللبناني على حدّ سواء من قتال الفصائل المسلّحة التي تزرع الرعب في قلوب المواطنين.

هي بلدة المية ومية المسيحيّة، وكأنّ قدرَها أن تعيش دائماً تحت إرهاب السلاح المتفلّت والذي لم يعرف طريقه الى الحلّ بعد، فيما الدولة مشغولة عن الاهتمامات الأساسيّة وتخلّت عن جزءٍ من سيادتها.

دخلت بلدة المية والميّة، والتي تُعتبر من أكبر البلدات الكاثوليكيّة في لبنان، نفقاً مظلماً منذ أن وُجد مخيّم للاجئين الفلسطينيين على تلالها، وترافق ذلك مع انفلاش المسلّحين الفلسطنيين منذ ما قبل بداية الحرب الأهلية، إلى أن أتى التهجيرُ الكبير للبلدة عام 1985 بعد سقوط شرق صيدا.

تلك الحوادث ما تزال ماثلة أمام عيون أهالي البلدة، وقد علت صرخاتهم منذ أكثر من أسبوع مع اندلاع اشتباكاتٍ بين حركة "فتح" و"أنصار الله" في المخيّم، استمرّت تقريباً 3 أيام، كانت هي الأعنف منذ مدّة وتردّد صداها في أرجاء البلدة التي استنفر أبناؤها طالبين النجدة وإنقاذهم من هذا الكابوس. العام 1991 حزم أهالي المية وميّة أمرهم وقرّروا العودة الى بلدتهم بعد انتهاء الحرب الأهلية واستلام الجيش اللبناني الأرض وانحسار المسلّحين الفلسطينيين داخل المخيمات، غير أنّ كلّ تلك الخطوات بقيت ناقصة لأنّ السلاح بقيَ بأيدي الفلسطنيين من دون ضوابط جدّية.

ويصف أحد أبناء البلدة المشهد بأنه "كالذي ينام وقربه توجد أفعى"، قد لا تؤذيك، لكنك لا تعرف متى قد تلسعك. ويضيف قائلاً: "نحن تهجّرنا وعدنا بشكل كثيف وأكثر من مسيحيّي الشوف، لا نريد أن نترك أرضنا وبيوتنا مجدّداً ونصبح لاجئين ونازحين، لذلك على المسؤولين السياسيين وضع حدّ لهذا الفلتان المستشري، فكيف يُعقل أن تقبل دولةٌ ذات سيادة بأن يتقاتل فصيلان مسلّحان على أرضها، وأن يرعبا أبناءها وهي تتفرّج ولا تتدخّل؟"

مَن يقصد المية ومية يشهد فعلاً على عودة المسيحيين الى قراهم، فتلك البلدة تُعدّ نحو 4500 نسمة والغالبية الساحقة من الكاثوليك، وقد وجّهوا نداءً إلى رئيس الجمهورية وقادة الأجهزة الأمنية وعلى رأسهم الجيش، والى البطريرك لكي يتحرّكوا ويضعوا حدّاً لمآساتهم، وهم في المقابل ينتظرون من هذه الفاعليات التحرّك.

ومع ارتفاع منسوب الاشتباكات، تحرّك راعي أبرشيّة صيدا ودير القمر للروم الملكيين الكاثوليك المطران الياس حدّاد، وتواصل مع القيادات السياسية والأمنية والسلطة الفلسطينية في محاولةٍ لطمأنةِ الأهالي وعدم دفعهم الى ترك بلداتهم.

ويؤكّد حدّاد لـ"الجمهوريّة" أننا "لن نترك أرضنا مهما زاد الخطر وتطوّرت الاشتباكات، فالأهالي عادوا الى بلدتهم لأنهم أبناء هذه الأرض، لكن على الدولة أن تحزم أمرها ولا تترك الأمور سائبة، فلا يجوز كلما تقاتل فصيلان أن ندفع الثمن ولا ننعم بالأمن والاستقرار".

ويأتي تحرّك المرجعيات الدينية والمحلّية والسياسية بعدما تفاقمت الأمور نحو الأسوأ، وقد شهدت البلدة عدداً من الزيارات وخصوصاً من الأحزاب والفاعليات المسيحيّة.

وفي السياق، سيقوم وفدٌ من بلديّة المية ومية والمخاتير والكهنة بزيارة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في قصر بعبدا اليوم لطرح القضية ومحاولة إيجاد حلول.

ويشدّد رئيس بلدية المية ومية رفعت بو سابا في حديث لـ"الجمهوريّة" على أنّ التواصل مع المرجعيات الأمنية والسياسية مستمرّ، وزيارة بعبدا هي لشكر الرئيس عون على تحرّكه السريع وبحث وضع مخيّم المية ومية.

ويؤكّد بوسابا أنّ الجيش اللبناني ينتشر في البلدة بكثافة، وبالأساس هناك ثكنة دائمة ونحن نراهن على دور الجيش لعدم تفاقم الأمور سلباً. ويضيف: "بلدتنا تعاني منذ مدّة، وهناك قلق دائم وخوف على المصير، ويكفينا ما عشناه سابقاً من تهجير وحروب وأزمات، ونطالب الدولة بأن تلتفت إلينا لأننا مواطنون لبنانيون".

وما يزيد الوضع خطورة هو أنّ مخيّم المية ومية ملاصق لمخيّم عين الحلوة، ما يجعل التواصل موجوداً في أيّ لحظة، خصوصاً أنّ حركة "فتح" التي تشكّل السلطة السياسية الفلسطينية لا تسيطر بالكامل على المخيمات، وسط وجود عدد كبير من الفصائل الإسلامية ولعلّ أبرزها "انصار الله". وقد جرت إتصالات بالسلطة الوطنية الفلسطينية وبالسفارة الفلسطينية وبحركة "فتح"، لكنّ الأمور لم تصل الى خواتيمها السعيدة بعد. وفي السياق، يشير نائب المنطقة ميشال موسى لـ"الجمهورية" الى أنّ الوضع مستقرّ لكن هذا لا يعني أنه سيستمرّ لأننا لا نعرف متى قدّ تنفجر.

ويعتبر أنّ أزمة المية ومية تأتي ضمن سياق الأزمات التي تعانيها المناطق التي تقع في جوار المخيمات، وهذا الأمر ينطبق أيضاً على عين الحلوة، لافتاً الى أنّ حلّ أزمة المخيمات يحتاج الى قرار كبير، ونحن سنتابع الموضوع بإلحاح.

ووسط هذه الأجواء، انتشر الجيش اللبناني منذ صباح أمس في مخيم المية ومية وعلى مداخله، بعد تذليل العقبات التقنية واللوجستية والإتفاق مع قيادة قوات الأمن الوطني الفلسطيني في المخيم.

وتضمّنت عملية الانتشار، تمركز الجيش في نقاط رئيسة بدأت على مدخل المخيم الجنوبي الغربي، وتموضع على نقطة حاجز "الكفاح المسلّح" التابع لقوات الأمن الوطني "فتح" بعد إخلائها، تبعه انتشار في محيطها. ثم استكمل تقدّمه إلى وسط المخيم عبر قوة أخرى تسلّمت موقعاً متقدماً يشكّل رابطاً لشارعين أساسيّين داخل المخيم، فيما تمركزت وحدات في نقاط أخرى من الجهتين الشمالية والشرقية، بهدف ضبط الوضع الأمني والإمساك بزمام الأمور.

قد يكون اللبناني لا يتعلّم من تجارب الماضي، حيث يؤكد عدد من فعاليات المية ومية وبلدات شرق صيدا وجود عدد كبير من النازحين السوريين الذي قطنوا المنطقة، ويحصل تواصل بين عدد من السوريين والمخيمات، وهذا ما يظهر من إلقاء الأجهزة الأمنية القبض على المطلوبين.

وبين انتظار الحلّ الجذري للسلاح الفلسطيني، ورغبة الأهالي بالعيش في سلام، يبدو أنّ الحلّ ما يزال بعيد المنال مع عدم وجود قرار سياسي ونيّة بختم هذا الملّف الذي دمّر لبنان وكان أحد أهم أسباب اندلاع الحرب الأهلية.

 

"التيار" يروي "معاناته" مع "القوات"... بالتفاصيل 

عماد مرمل/الجمهورية/الخميس 25 تشرين الأول 2018

يبدو أنّ التأخير المستمر في تأليف الحكومة لا ينعكس فقط على الوضع العام، بل إنه يزيد العلاقة تعقيداً بين رئيس الجمهورية و"التيار الوطني الحر" من جهة و"القوات اللبنانية" من جهة أخرى. بعد الرواية "القواتية" التي نشرتها "الجمهورية" أمس لمضمون اللقاء في سنتر ميرنا الشالوحي ولجانب من المفاوضات الحكومية، نعرض في ما يلي مقاربة "التيار" لهاتين المحطتين: يقول مصدر في "التيار"، ومواكِب للمفاوضات مع الرئيس سعد الحريري و"القوات"، انّ منح نيابة رئاسة الحكومة لمعراب يشكّل تضحية كبيرة قدّمها الرئيس ميشال عون و"التيار"، بهدف تسهيل ولادة الحكومة، على قاعدة أن تضمّ حصة "القوات" نائب رئيس الحكومة الذي يكون وزير دولة، و3 حقائب وزارية، من بينها واحدة أساسية. بعد نقاش طويل مع الحريري، أبلغ الرئيس المكلف الى قيادة "التيار" انه إذا كانت هذه الصيغة مقبولة، فإنّ الامور ستسلك والحكومة ستؤلف "ولا تعتلوا هَم".

وكان قد عُقد اجتماع ضَمّ عون الى الحريري والوزير جبران باسيل في قصر بعبدا، أبدى خلاله عون مرونة واضحة حيال مصير مركز نيابة رئيس الحكومة التي تُصنّف عرفاً ضمن كتلة الرئيس الوزارية. خلال هذا اللقاء، فتح عون نافذة على التسوية، متوجّهاً الى الحريري بالقول: "أنا متمسّك بموقع نائب رئيس الحكومة، ولكنني مستعد للتنازل عنه لـ"التيار" حصراً، وإذا أراد "التيّار" لاحقاً التنازل عنه لـ"القوات" فهذا شأنه".

على الفور أبلغ الحريري الى "القوات" ما حصل، خصوصاً انها كانت قد طلبت منه إدراج مركز نائب رئيس الحكومة ضمن حصتها. وتزامناً، كانت "القوات" تشكو من عدم تواصل "التيار" معها مباشرة، وأوصَلت رسائل بهذا المعنى الى باسيل، فأتاها الرد أنه ليس ضد محاورتها، "ولكن عليكم أوّلاً أن توقِفوا الشتائم، إذ كيف لنا ان نتكلم معكم فيما أنتم لا تتوقفون عن شَن الحملات علينا؟!!". لاحقاً، أصدر سمير جعجع بياناً دعا فيه محازبي "القوات" الى وقف الحملات ضد "التيار"، الذي تجاوَب بدوره مع التهدئة، ثم طلب الوزير ملحم الرياشي موعداً للقاء باسيل. وعلى هذا الاساس، زار الرياشي رئيس "التيار" أخيراً، في حضور النائب ابراهيم كنعان، في سنتر ميرنا الشالوحي، حيث دار نقاش صريح تركّز على نقطتين: الأولى، حسم مسألة نائب رئيس الحكومة، والثانية تحصين المصالحة المسيحية.

وفق الرواية البرتقالية، طلب وزير الاعلام صراحة من باسيل نيابة رئيس الحكومة، فأبلغ اليه أنه سجّل ذلك، وسيتعاطى معه إيجاباً. ثم ما لبث الرياشي أن فتح باباً على النقاش حول الحقيبة الاساسية لـ"القوات"، فاعتبر باسيل أنّ "هذا شأن تناقشونه مع الرئيس المكلف، نحن هنا لسنا في وارد أن نشكّل الحكومة معاً". موضحاً "انّ التيار يملك ان يتخلّى لكم عن نيابة رئيس الحكومة لأنها وفق العرف تعود الى رئيس الجمهورية الذي جَيّر أمر البَتّ بها إلينا، أمّا البحث في نوعية حقائبكم فليس من اختصاصنا، وإن كنّا في المبدأ لسنا ضد أن تنالوا واحدة أساسية".

ويكشف المصدر البرتقالي انّ الرياشي أصرّ على طرحه، قائلاً: "بَدنا نحكي بالحقيبة الاساسية، لأنها في مكان ما أهم بالنسبة إلينا من نيابة رئيس الحكومة"، فردّ باسيل أنه "إذا كان الأمر على هذا النحو، خَلّوا نيابة رئيس الحكومة معنا". لكنّ الرياشي استدرك، مؤكداً التمسّك بها.

وتِبعاً للوقائع التي يسردها المصدر، إنتقل النقاش لاحقاً الى الواقع المسيحي، حيث اعتبر الرياشي انه "كلما انقسم المسيحيون على أنفسهم وتنازعوا، كانوا هم الخاسرون"، مستعيداً في هذا السياق تجربة سقوط القسطنطينية ودروسها.

هنا، قال باسيل انه لم يكن في صدد الخَوض في هذا الملف الآن، "لأنّ الأولوية في هذه اللحظة هي لتسهيل تشكيل الحكومة، ولكن الأكيد انني لستُ أنا المسؤول عن تعطيل تفاهم معراب". واستغرب باسيل كيف انه "بعد تأليف الحكومة الحالية (المستقيلة) عقب انتخابات الرئاسة وتفاهم معراب، لم يكن لديكم هدف سوى مهاجمة "التيار" ووزرائه زاعمين انه متورّط في الفساد، وكان الشغل الشاغل لوزرائكم التصويب على مناقصة بواخر الكهرباء والهجوم علينا، علماً انّ المناقصة لم تحصل أصلاً، وبالتالي فأنتم كنتم تحاكموننا على النيّات وتوجّهون إلينا اتهامات باطلة، علماً انّ أكثر من 20 اجتماعاً عقدناه مع "القوات" حتى نشرح لها ملف الكهرباء على حقيقته. وقد نبّهناكم مراراً وتكراراً الى أنكم تخطئون في مهاجمتنا، وحذّرناكم من الاستمرار في توجيه الاتهامات الكاذبة الى "التيار"، لكنكم واصلتم التحامل علينا، ولم ترتدعوا، ما هدّد تفاهم معراب".

ولفت باسيل ضيفه الى أنه كان قد اقترح التحالف في الانتخابات النيابية "فرفضتم، واعتبرتم انه لا توجد لكم مصلحة في ذلك. وعلى مستوى التعيينات الادارية كنّا متعاونين معكم، وأنا سعيتُ كثيراً لنتفاهم على تعيين رئيس مجلس ادارة تلفزيون لبنان وأعضائه، على رغم انّ العرف يمنح رئيس الجمهورية حَقّ تسمية رئيس مجلس الادارة، وقد عرضتُ عليك تسوية لهذه المسألة تحافظ على هيبة الرئاسة ودورك كوزير للاعلام في آن واحد، ولكنكم لم توافقوا وكان ردّكم سلبياً". ويشير المصدر الى "انّ المرونة وصلت بباسيل آنذاك الى حد القبول بحسم مسألة التلفزيون في مجلس الوزراء بمعزل عن بند "الوكالة الوطنية للاعلام"، في محاولة لإظهار الثقة في "القوات"، الّا أنها فرّطت بهذه الفرصة". ويؤكد انه لم يؤتَ في اللقاء على ذكر قصة رحيل المسيحيين عبر القوارب الى المانيا، "إذ هل يعقل ان يصدر مثل هذا الكلام في حضور باسيل ويسكت عنه؟!".

بعد هذا العرض، يؤكد المصدر نفسه "انّ لدينا الاستعداد لتخَطّي كل الاساءات، وإبداء كل الايجابية في التعاطي مع "القوات" لأننا نهتمّ حقاً بحماية المصالحة المسيحية واستقرار لبنان، وان نعمل معاً من أجل المسيحيين واللبنانيين".

 

هل من بديل لـ«العدل» إلّا «العمل»؟  

جورج شاهين/الجمهورية/الخميس 25 تشرين الأول 2018

لم يَعد من فول لوضعه في المكيول سوى حقيبة «العمل» بديلاً من «العدل». ولا يتعدّى الفارق سوى ما هو قائم بين الـ»ميم» و»الدال». فالحقيبتان هما من سلّة حكومية واحدة بعيداً من «التصنيف المُهين» للحقائب. والوقائع تقول انّ الأبواب أُقفلت أمام بديل بأهمية حقيبة «العدل»، وباتت المشكلة كامنة في طريقة العبور الى المخارج المحتملة. فكيف الوصول إليها؟ لا يوجد بين المسؤولين من يتجرّأ على تحديد موعد جديد لولادة الحكومة، فكل التطورات بخلفياتها السياسية توحي بمزيد من القلق الذي يُبعد إمكان الجزم بتاريخ محدد لها خوفاً من مطبّات مفاجئة. وما يزيد من نسبة القلق الذي يُعبّر عنه البعض انّ منطق الألغاز والمقالب ما زال قائماً ومتبادلاً بين بعض المواقع. فالتشكيك المتبادل بصدق النيّات ليس خافياً على كُثر، وليس أقل ما هو متداول من روايات ملخّصه: الى أين سيقودنا تَعنّت فلان أو فلان؟ والى متى يمكن الاستمرار باللعب على حدّ السكين؟ ولماذا يريد فلاناً أن يقودنا الى الانسحاب من المشاركة في الحكومة ويصرّ على منطق الإحراج للإخراج؟ وهذا الشعور مَردّه الفشل في تطبيق المخارج التي اقترحت لبعض العقد حتى الآن، خصوصاً بعدما رفض رئيس الجمهورية التخَلّي عن حقيبة «العدل» لـ»القوات» بعد أن أعاد إليها نيابة رئاسة الحكومة. ومردّ ذلك الى انّ عين عون و»التيار الوطني الحر» كانت - بحسب أحد العارفين - على حقيبة «الأشغال» بديلاً منها. وكان ذلك قبل بروز ضغوط جهات مختلفة للالتقاء على موقف جامع لم يتوافر حول مصير أي حقيبة أخرى. وطُرح يومها سؤال جدي عن الظروف التي قادت الى التوافق بين «حزب الله» والرئيس نبيه بري والتقائهما مع رغبة الرئيس سعد الحريري بإبقاء حقيبة «الأشغال» مع تيار «المردة»؟ فكان الرد بالتمسّك مجدداً بحقيبة «العدل».

ولتبرير هذه الخطوة وسحب الموافقة المبدئية التي أعطيت للرئيس المكلف حول هذه الحقيبة لتكون من حصة «القوات»، نشأت حملة إعلامية منظّمة للتأكيد أنها الحقيبة التي تشكّل إحدى الادوات التي سيخوض من خلالها رئيس الجمهورية، في «الحكومة الأولى» من ولايته، الحرب على الفساد. فهي الحقيبة المُشرفة على النيابات العامة والهيئات القضائية، وتلك التي يمكن أن تُلاقي وجود حقيبة الداخلية في يد فريق رئيس الحكومة ووزارة المال بيد رئيس مجلس النواب، ليكتمل عقد ثلاثية الأمن والمال والعدل. وعليه، كانت أولى الترددات اضطرار الرئيس المكلّف الى تغيير عَرضه على «القوات اللبنانية»، والبحث عن بديل من هذه الحقيبة التي عرضت عليها الى جانب حقيبتي «الشؤون الإجتماعية» و»الثقافة» ونيابة رئاسة الحكومة بلا «الحقيبة ـ التوأم».

وعلى وقع التشنّج السياسي الذي تسبّبت به الحملات الإعلامية المتبادلة بين «القوات» و«التيار»، بدأت مرحلة البحث عن حقيبة بديلة من «العدل». ولذلك، وجد الرئيس المكلف نفسه أمام هذه المهمة الصعبة، فهو كان قد أنجز قسماً كبيراً من عملية توزيع الحقائب، ولم يعد هناك حقيبة تساوي في أهميتها وتصنيفها وزارة العدل. فقبل ساعات قليلة، كانت التسوية مع «الحزب التقدمي الإشتراكي» قد أنجِزَت وسُوّي قسم كبير ممّا سُمّي «العقدة الدرزية»، التي أعطت في جانب منها قوة إضافية لرئيس الجمهورية بوضع الحقيبة الدرزية الثالثة في عهدته، كذلك بالنسبة الى «التيار الحر» الذي يقود رئيسه مواجهة شرسة مع «القوات»، فتنامى الشعور بالقدرة على محاصرتها، ونَمت العقدة المسيحية الى أن بلغت الذروة.

وأمام فقدان المخارج، سعى الحريري ورئيس حزب «القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع جاهدين لتأمين بديل يوازي حقيبة «العدل»، وتحركت ماكينتيهما في غير اتجاه، وجرى بحث في استبدالها بحقيبة «التربية» التي كانت قد أعطيت لـ«الحزب التقدمي الإشتراكي»، وذلك في تسوية اعتقدا أنها ممكنة، فكان لقاء فاشل للوزير ملحم الرياشي مع النائب وائل ابو فاعور على وَقع نصيحة عون و«التيار» بالتفكير في إمكان الحصول على حقيبة «الأشغال» من تيار «المردة»، الحليف الجديد لـ«القوات»، فكانت محاولة فاشلة إضافية، حتى أنها وصفت بأنها «نصيحة ملغومة».

عند هذه المرحلة من البحث عن البديل تطلّعت «القوات» الى حقيبة «الإتصالات» المصنّفة ضمن حصة «المستقبل»، فكان جواب «بيت الوسط» أنّ هذا المطلب صعب لأنّ رئيس الحكومة لم يعد قادراً على التنازل اكثر ممّا أقدم عليه، فيما يواجه أزمة تمثيل «نواب سنّة 8 آذار» المتجددة، بعدما انطلقت المطالبة بتوزيرهم من الضاحية الجنوبية بعد عين التينة، على رغم اقتناع الرئيس المكلّف بأنّ مثل هذه الأزمة غير موجودة، وانّ على مَن يرشّح هؤلاء النواب أن يعطيهم حقيبة «من كيسِه»، وهو جاهز للتبادل كما فعل بإحدى الحقائب السنّية مع رئيس الجمهورية.

عند هذه المحطة من الاتصالات، باتَ أمام «القوات» حقيبة واحدة هي «العمل» بدلاً من «العدل»، ما يشكّل الفرصة الوحيدة للحل حتى هذه اللحظة. وهو أمر باتَ رهناً بقبول «القوات». وقد تبلّغ الحريري، أمس الأول، من الوزير جبران باسيل موافقة رئيس الجمهورية المبدئية.

وعليه، تنتظر هذه العقدة جولة الاتصالات المتوقعة بعد عودة الحريري من الرياض، لعلّها تكون باب الفرج الوحيد لإتمام الاتفاق مع «القوات»، فتكتمل الصفقات بين كل المكونات الحكومية، ليبدأ التحضير لاحقاً لإصدار مرسوم تأليف الحكومة وفق الترتيبات الدستورية التقليدية المعهودة.

 

آخر «رسائل» المشنوق الى الحريري!  

ملاك عقيل/الجمهورية/الخميس 25 تشرين الأول 2018

«الألغام» المحيطة بالرئيس المكلّف تشكيل الحكومة سعد الحريري وصلت الى داخل «بيته». مشهدُ الخروج «الهوليوودي» لرئيس «التيار العربي» شاكر البرجاوي من بين قضبان العدالة أثار استياءً كبيراً لدى جمهور تيار «المستقبل». وفي المناسبة، «فُتحت السيرة» داخل «البيت الأزرق» عن المقارنة بين «تدليل» «حزب الله» لحلفائه وبين «ما فعل الحريري» بأقرب حلفائه! وفق المعلومات، الضغوط لمنع وصول ملفّ شاكر البرجاوي الى خاتمته غير المتوقعة لم تحقّق مبتغاها. وعلى رغم تورّطه المباشر، وفق أوساط «المستقبل»، في الأحداث الدموية في محلتي «الطريق الجديدة» و»المدينة الرياضية» عامي 2012 و2014، لكنّ «الفيلم البرجاوي» انتهى بقرار بحبسه مدة 9 أشهر استُبدل بغرامة «ما في الجيب»، بلغت 6 ملايين و800 ألف ليرة، وإلزامه تقديم بندقية أو دفع مبلغ مليون ونصف مليون ليرة. أما أبناء «الطريق الجديدة» فغاضبون ومستاؤون «شاكر البرجاوي ممنوع من دخول طريق الجديدة»!. رئيس «التيار العربي» الصادر في حقه مذكرة توقيف غيابية وحكم غيابي بالحبس سنة والمتهم بـ «توليع» بيروت، شكّل مدخلاً لبعض «المستقبليّين» لإجراء قراءة، وإن «على الحامي»، لمسار يكبّل الحريري أكثر فأكثر ويدفع في إتّجاه إجراء مقارنة تلقائية مع نهج «الوفاء» الذي يعتمده «حزب الله» حيال حلفائه وبين «ما يفعله سعد الحريري بنا»! أسماءٌ عدّة تحضر لدى «الناقمين» في تيار «المستقبل» لدى إجراء المقارنة مع أسلوب تصرّف الحريري مع أهل بيته ومع بعض الملفات الحسّاسة في بيئته، كموقفه من المحكمة الدولية في لاهاي قبل وقت طويل جداً من صدور القرار الإتّهامي.

نادر الحريري، حالة خاصة جداً يُفترض وضعُها جانباً، لكن ماذا مثلاً عن الرئيس فؤاد السنيورة ووزير الداخلية نهاد المشنوق؟ يسأل هؤلاء. الأول، برأيهم، صحيح أنه كان سيخسر أمام أسامة سعد لو خاض الانتخابات النيابية، «لكنّ السؤال الأهم لماذا قَبِل أصلاً الحريري بقانون إنتخاب أبعد عدداً من شخصيات «عصبه» السياسي التاريخي، ثمّ تكفّل بنفسه «بالبقية»، وصولاً الى القبول بتحجيم حصته النيابية!

الثاني، يضيف هؤلاء، صحيح أنّ الحريري عيّنه مرتين وزيراً للداخلية، لكن ما الحِكمة من التخلّي عن «صقر» كالمشنوق في مرحلة يحتاج فيها رئيس الحكومة الى فريق عمل من «الخبراء» في «الحساسيات» السنّية وصولاً الى الملفات الكبرى، يسانده بوجه الاستحقاقات المقبلة وتحت سقف عهد «لا يَشبع» مكتسباتٍ وحقوقاً وإدّعاء إنجازات، ودخل شريكاً مضارباً بقوة على الصلاحيات والنفوذ. واستطراداً، هل من حكمة بالعمل «سولو» وحصر «الإدارة» بشخص واحد من دون فريق عمل حديدي الى جانبه إستبدله بشحطة قلم بـ «هواة» في السياسة؟

قلّة قليلة رصدت «الرسائل» التي وجّهها المشنوق في خطابه خلال إحياء الذكرى السنوية السادسة لاغتيال اللواء الشهيد وسام الحسن في حضور الحريري شخصياً وعلى مسمعه. لا يمكن فصل المشهد عمّا أعلنه المشنوق أمس مؤكّداً «في القريب العاجل سأكون بين أهلي في بيروت، وسأفتح لهم أبواب منزلي للتواصل معهم مباشرة والبحث في مشكلاتهم وحلّها، لا أبواب أيّ وزارة».

الخطاب استحوذ إهتمامَ متابعين سياسيّين، وشخصيات داخل «المستقبل» ناقشت سطوره بعقل بارد. بتأكيد هؤلاء، تقصّد وزير الداخلية توجيه رسائل عدة الى الحريري. يتقاطع هذا الاستنتاج مع إشارة قريبين من المشنوق الى أنه «بشكل أدقّ، حاول حضّ الحريري على الصمود».

في خطابه الملتبس و»حمّال الأوجه» والمعاني، في ذكرى الحسن، كان المشنوق صريحاً بالقول: «طوال وجودي في الوزارة التزمتُ بما عاهدتُ نفسي عليه أن أكون وزيراً لجميع اللبنانيين. وكنتُ أعرف أنه خيار سيترتّب عليه كثير من الأثمان عند الحلفاء، وكثير من النكران عند الخصوم، وفعلاً ما خاب ظني»! تحدّث المشنوق عن «أسباب كثيرة تمنع المسؤول أحياناً أو الوزير من النجاح في ملف ما». قال: «ربما أخطأنا أو قصّرنا وربما هي ظروف... وربما لم نمتلك الشجاعة، وربما كانت مصلحة البلاد العليا أولى من الحقيقة». مَن يعرف المشنوق جيداً ينقل عنه أنّ هناك ملفات عدة كان يتّخذ قراراً بعدم فتحها أو إستكمالها بسبب الحريري.

لن يكون مجرد تفصيل هامشي، وعلى مسمع الحريري، أن يشير المشنوق الى «بلاد تغتال الكفاية، وتُحاكمُ الذكاء، وتعتدي على أصحاب النجاح...».

القريبون من وزير الداخلية يجزمون أنه وجّه رسالة مباشرة للحريري على خلفية إصداره قرار فصل النيابة عن الوزارة «الذي لم يستهدف إلّا المشنوق»، في رأيهم. ويسرد هؤلاء بعضاً من «الإنجازات» أوّلها إنجاز الانتخابات النيابية وقبلها البلدية خلال عامين فقط، إضافة إلى تنفيذ وعده يوم تسلّمه الوزارة بوقف نزاع الأجهزة وتحويله «تنسيقاً دائماً»، وغيرها من النقاط التي تُحسَب له، لا تبدأ في تنظيم السجون و»تطهيرها» من سيطرة الإرهابيين، وصولاً إلى تحقيق الأمن، وكذلك رعاية قوى الأمن الداخلي وإطلاق خطة خمسية لجعلها الممسك الأوّل بأمن الداخل اللبناني.

وعَرَّج المشنوق خلال الخطاب في ذكرى الحسن على «التسويات» التي يجب أن لا تكون، في رأيه، «مدخلاً للتراجع، وأن لا تكون الحكمة مرادفاً للجُبن، وأنّ التسويات لا تنجح إذا كان عنوانها الاعتداء والانتقاص»، وما لم يقله المشنوق: «على حساب الطائفة».

في محيط «المستقبل» مَن يلوم الحريري أيضاً على كلمته «غير الموفّقة» أمام المحكمة الدولية في 11 أيلول الماضي في لاهاي في ختام جلسات المرافعات للدفاع والادّعاء، ملمِّحاً إلى تخلّيه عن حقّه الشخصي، من دون مقابل على الأرجح!

وقول المشنوق «لا ضمان في لبنان غير المؤسسات» لم يكن، بتأكيد عارفي المشنوق، سوى رسالة مباشرة الى الرئيس المكلّف بأنّ الضمانات «لا تكون بالأشخاص»، في إشارة الى رئيس الجمهورية. رجل «التسويق» للتسوية الرئاسية، كما ينقل عنه عارفوه، دعا في خطابه الأخير إلى حكومة «تكون بوابة للإنصاف». وهنا لبّ الموضوع. يسأل القريبون من المشنوق «أين الإنصاف في الإستغناء عمن دافعوا عن الحريري في أقسى لحظات حياته السياسية والشخصية؟ أين الإنصاف حين صَعد المشنوق على منبر دار الفتوى، مستعدّاً للتضحية بمستقبله السياسي، قائلاً لقيادة المملكة العربية السعودية: «نحن لسنا قطيع غنم لنوَرَّث من سعد إلى بهاء الحريري... ونريد رئيس الحكومة في بيروت ثم نناقش التفاصيل»! يعترف المشنوق، كما ينقل القريبون منه: «كنتُ شريكاً أساسياً في التسوية الرئاسية، لكن بهدف وضع حدّ للفراغ في موقع رئاسة الجمهورية من منطلق إقتناعي بأنّ الفراغ أخطر بكثير من رئيس يصعب الاتفاق معه. لكن للأسف عون تحوّل طرفاً ولم يعد ضماناً. في مرحلة ما بعد تأليف الحكومة، كلّ ما تقرّر في جانبنا السياسي خَلقَ موجة إحباط كبيرة في الشارع السنّي وشارع تيار «المستقبل».

 

انا الحاكم بأمري

عقل العويط/النهار/25 تشرين الأول/18

في بلجيكا، المقسومة لغوياً وإدارياً بين الناطقين بالفرنسية في والونيا – بروكسيل، والناطقين بالفلامنكية في فلاندر، والناطقين بالجرمانية، ثمّة مكانةٌ لا يُسمَح لأحدٍ، أو لفريقٍ، بتجاوزها، مهما كبر حجمه، ومهما اشتدّت الأزمات، وعصفت، ومهما تأخّر موعد تأليف الحكومة، أو سوى ذلك من استحقاقاتٍ دستوريةٍ داهمة. الأطراف البلجيكيون المقسومون لغوياً، وإدارياً، كلٌّ منهم يعرف حدوده التي لا يتخطّاها، قيد أنملة. ولا يفكّر أيٌّ منهم في ابتزاز الآخر، جاعلاً الدولة كبش محرقة أو رهينة.

غير ممكن، أن يفكّر – ولا بالمنام - أيُّ طرفٍ منهم في ارتكاب "جريمةٍ" كهذه. الدولة هي المكان - المكانة غير القابل هناك للابتزاز أو المقايضة، أو المتاجرة، أو المصادرة، أو الترهيب، أو التلاعب، أو الحجز.

الدولة هناك، وحدة الدولة، ومصالحها العليا، فوق كلّ اعتبار. في لبنان، المنقسم أحزاباً مذهبية وطائفية، ومناطق، ومجالس، وعهوداً، وزعماء عصابات، مكانةُ الدولة عرضةٌ للانتهاب، حيث يُسمَح للجميع بامتطائها، وكسر هيبتها، وتركيعها، وإذلالها، وتمريغها بالعار. الجميع يفعلون ذلك، جميع الأحزاب والتيارات والقادة. من فوق إلى تحت. فالواحد من هؤلاء، يتجاوز مكان الدولة ومكانتها، مهما صغر حجمه، أو كبر، وأياً يكن، ومهما أتيح له أن يركب مراكب الصلف والعنجهية والاستكبار والاستغباء، مفضِّلاً مصالحه الصغيرة، وأحياناً الدنيئة، على مصلحة الدولة العليا، وجاعلاً لبنان رهينةً وكبش محرقة، ليس في عقله ويده السوداء الملوّثة فحسب، بل في أيدي الأوصياء والمحتلين الأقربين والأبعدين. كلّ يوم، كلّ ساعة، يرتكبون مثل هذه الجريمة، ولا يرفّ لهم جفن، وبرباطة جأشٍ وبرودة أعصاب، هي ميزة القتلة والمجرمين.

في بلجيكا ثمّة دولةٌ تحاسب، فيما لو فكّر أحدهم في ارتكابٍ وطنيٍّ دولتيٍّ كهذا. في لبنان، الارتكاب السياسيّ، الوطنيّ الدولتيّ، المجرم، الشبيه بجرائم القتل العلنية الموصوفة في العالم، ليس ثمة دولةٌ موجودة لتحاسب الارتكاب والمرتكب.

لا أستغرب أن يتأخّر تأليف حكومة. في بلجيكا يتأخّر أيضاً تأليف الحكومة. لكن الدولة هناك لا تُغتصَب، ولا الدستور، ولا القانون. ولا تُصادَر حياة الناس، وسعادتهم، ولقمة عيشهم، ومصدر رزقهم، كما هي الحال في لبنان. هنا، كلّ شيء مباح. فالمهمّ أن أكسر رقبة القانون والدولة والدستور، ورقبة الآخر، لأني لا أفهم ممارسة الحكم والسلطة إلاّ من هذا الزاوية بالذات، ووفق هذا المنطق الإلغائي. عجلة الدولة هناك في بلجيكا، تسير مثل الساعة. مثل ساعة بيغ بن. ولا تتوقف. ولا تُصاب بعطل طارئ، مقصود أو غير مقصود. هنا، في لبنان، يجب أن تتوقّف عجلة الدولة من أجلي. ومن أجل مَن يشدّ على مشدّي، أو من أجل مَن يُملي عليَّ مواقفي، تسديداً لدينٍ له في ذمّتي. أنا الحاكم بأمري، أُلغي الدولة من أجلي!

 

ليلة اسقاط ملحم الرياشي: الصَدْم بوجه حمائم معراب

ليبانون ديبايت/علاء خوري/25 تشرين الأول/18

لم يكن سهلا على الدكتور سمير جعجع بعد خروجه من السجن، اخراج الحزب "فكرا ونهجا" من البزة الزيتية، واقناع الكثيرين أنّ متاريس عين الرمانة سقطت ومعارك "ضهر الوحش" نقولها في التاريخ للاستفادة من مساوئها بغياب حسنة واحدة فيها.

ما بين الـ 94 واليوم تغييرات كثيرة طرأت، فرضت على "الحكيم" اسلوبا جديدا تطغى عليه السياسة على البندقية والحمائم على الصقور، والجيوش الالكترونية على جيوش الصدم.

كان جعجع بحاجة الى ارساء نهج جديد يواكب كل تلك التغييرات التي حصلت بعد خروجه من زنزانة "العالم الخارجي" حيث وجد نفسه في نظام قائم على مصالح حزبية وسياسية تُغرد على ايقاع أمني بات بعيدا عن سنوات "الدشم والمتاريس".

وسط هذه الحالة أراد جعجع أن يمحي من ذاكرة الناس صورة "اختصرت القوات"، أراد أن يظهر أنطوان زهرا النائب الذي يحمل التشريع في مجلس النواب في معركة الحقوق والقانون كما حمل بندقيته يوم كان على "الحاجز"، ولكنه سرعان ما اصطدم بـ"حائط الذاكرة" التي لا يستطيع أي نظام تفريغ "شريطها".

ولكن مرحلة التكتيك اقتضت من جعجع الاستعانة بوجوه جديدة تدور في فلك القوات ويطغى عليها الطابع "السلمي" وتتقن فن التواصل وبعيدة عن "مرمى" سهام الاطراف الاخرى.

تزامن ذلك مع غربلة اسماء في صفوف القوات غردت خارج سرب الحكيم.

كان ملحم الرياشي يواصل مهنة الصحافة حين خرج سمير جعجع من سجنه، يطل في برامج سياسية وثقافية عبر احدى القنوات الفضائية العربية، يتحدث عن التفاصيل اللبنانية ويتابع كمستشار لوزير الداخلية آنذاك الياس المر.

علاقة الرياشي مع القوات، عززها النظام الامني اللبناني السوري في مرحلة سجن الحكيم، حيث كان الرياشي "رجل الظل" الذي يعمل على حماية "شباب القوات" والسعي الى تجنيبهم تبعات السجن.

بعد خروج جعجع بدأت العلاقة بين الرياشي والمر تسيئ وجاءت صحيفة الجمهورية لتقطع "خيط معاوية" بين الوزير ومستشاره الذي سجل ملاحظات كثيرة على اداء الصحيفة عند انطلاقتها، وما لبث بعدها أن أعلن انسحابه من "العمارة" بالتزامن مع لقاءاته السياسية التي كانت مع الكثير من "القواتيين".

المسافة الى بزمار وبعدها الى معراب كانت قريبة الى الرياشي.. سرعان ما دخل "اللاهوتي" ابن الخنشارة الى "فكر" جعجع، تكثفت اللقاءات قبل أن يجد "الحكيم" بالرياشي مرآة تعكس ما يريده للقوات في هذه المرحلة.. عُيّن الرياشي مسؤولا في جهاز الاعلام والتواصل وبدأ رحلة البحث عن نقلة نوعية للاعلام القواتي المفعم بالاناشيد وبخطابات "البشير وجعجع" الى إعلام الكتروني موجه يدرك أين يريد أن يضع المعلومة ووفق أي صياغة تفيد المصلحة العامة للحزب.

منذ أن بدأ حياته الصحفية وعين الرياشي على الوضع المسيحي المتشرذم، مع البير مخيبر عمل الرياشي على ذلك وأراد أن يكلل المسيرة داخل القوات اللبنانية بمصالحة تتحدث عنها الاجيال المقبلة.

بعد عرض فكرة المصالحة بين القوات والتيار، أعطى جعجع الضوء الاخضر للرياشي، الذي وجد "نصفه الثاني" في شخصية "ابراهيم كنعان". قام الرجلان بجهود "جبارة" للوصول الى تلك الصورة التي جمعت ذات كانون "قُطبي المارونية السياسية".

لم "يهضم" الحرس القديم في القوات، هذه المصالحة، فالامتعاض كان له اسباب عدة، بعضها متصل برفض مطلق لفكرة التقارب بين نهجين وخطين مختلفين، بعضهم الاخر كان يريد ان يخرج عون رئيسا للجمهورية ولكن ليس على حساب "الحكيم" ورصيده، وبعضهم الآخر كان رافضا لفكرة "الرياشي" وشخصه القادم حديثا الى الحزب وآخذ على عاتقه هذه المهمة من دون الالتفاف الى تفاصيل يعتبرها البعض من الخطوط الحُمر التي تخطاها الرياشي من دون الالتفاف الى الوراء.

بقي الحرس القديم منتظرا موعد قطاف مشوار "العراب" ويعلم بخبرته الطويلة لتفكير "جعجع" أن الاخير ستيتخلى في الوقت المناسب عن الرياشي متى تطلبت الظروف عودة الصقور.

في معراب خطوط كثيرة تتشابك مصالحها، وكل فريق يحاول شد حبل الخدمات باتجاهه، وهنا يعمل جعجع على ضبط الايقاع ودوزنة الامور، ويعلم الرياشي أيضا ان "الجلادين" كثر يتوزعون في الاروقة بانتظار وقوع الضحية.

في اليومين الماضيين اتسعت رقعة "المصيدة"، بدأت التسريبات تلتف حول عنق الرياشي، من تحليل انتداب براغيد الى بيت الوسط وترأسه جلسة الحوار مع الحريري وبحضور الرياشي، الى التسريبات عن امتعاض قواتي لحوار وزير الاعلام مع باسيل ونشره في الصحف، الى رفض رئيس الجمهورية استقبال الرياشي في بعبدا على خلفية هذا التسريب، وصولا الى مطالبة جعجع بتوزير اورثوذكسيين ومارونيين من حصة القوات، في "ضربة" تبعد الرياشي عن نادي التوزير.

وسبق ذلك تصريح للنائب السابق أنطوان زهرا الذي أكد أن الثابت الوحيد من أسماء وزراء القوات هي مي شدياق، الامر الذي اعتبره الرياشي موجها ضده فاتهمته بعض الاطراف في معراب بأنه المسؤول عن تسريب لائحة باسماء وزراء أُبعد اسم زهرا منها.

تسارعت التطورات على وقع مرحلة جديدة أراد جعجع أن "يُدشنها" بتزخيم حراك الصقور في القوات الذين أوكل لهم مهمة "الاستشراس" داخل الحكومة لأي ملف يُطرح على النقاش، فاسماء كسيزار ابي خليل وجبران باسيل وسليم جريصاتي وغيرها، يلزمها "أنطوان زهرا" ومي شدياق وعينة أُخرى قد تحمل مفاجآت سيختارها جعجع بدقة لقيادة المرحلة المقبلة، التي يعتبرها رئيس القوات مفصلية لمستقبل الحزب على الساحة المسيحية.

 

في "الدخول" الإيراني

 علي نون/المستقبل/25 تشرين الأول/18

تأخر الإيرانيون في "الدخول" على قضية الزميل الراحل جمال خاشقجي، لكنهم فعلوا ذلك أخيراً.. ومن موقعهم "الأصلي" والمفترض وليس من سواه!

وذلك الموقع هو ذاته الذي اعتمدته إيران إزاء السعودية منذ الأيام الأولى لـِ"ثورتها" واشتغلت وعمّرت على أساساته الوحيدة ما تراه مناسباً لمشروعها ونهجها واستراتيجيّتها الكبيرة.

تراخت في متابعة القضية الراهنة من باب التفرّج (عن قرب) على "مشكلة داخلية" مندلعة في صفوف أعدائها وأخصامها والمتضررين من سياستها. وفي المخيال الانتهازي، أن تلك هي أحسن طريقة تكتيكية ممكنة: أي "تدخل" سياسي أو إعلامي (بطبيعة الحال) قد يعكّر مزاج المتخاصمين! وقد يدفع بالجانب الأميركي مثلاً، إلى العودة للتركيز الحصري عليها هي، إيران، باعتبارها المصدر الفعلي للأزمات الكبيرة في عموم المنطقة والمحرّك الأول لكل آليات التوتر التي تهدّد مصالح الكبار والجوار على حدٍّ سواء. و"الموضوع" الأبرز وشبه الوحيد المفلوش على طاولة "المعالجة" وخصوصاً من قبل إدارة الرئيس دونالد ترامب.. أقلّه في هذه الآونة.

انكفأت وانتظرت وتوقّعت الأسوأ وعندما حاولت المرور بين حبّات المطر بخفّة وتشاطر من خلال تكرار دعوتها إلى "التفاوض" مع الأميركيين، جاءها جواب "قوي" من الذين ظنّت أنهم "ضعفوا" أو انتكسوا تحت وطأة قضية خاشقجي: وُضِعَ الجنرال قاسم سليماني و"مؤسسات" وبنى تابعة لـِ"الحرس الثوري" أو مرتبطة به في دائرة العقوبات الإضافية أميركياً وخليجياً.. واستمر العدّ التصاعدي على وتيرته بانتظار لحظة الذروة في تلك العقوبات المرتقبة في الرابع من الشهر المقبل! أي أن الطارئ "الذي طرأ في اسطنبول لم يُعدّل السياقات العامة للعلاقات والمصالح والسياسات الكبرى. وهذه في ألف باء المنطق والواقع، لا تتأثر بالعمق، نتيجة "حالات شخصية" أيّاً تكن أوزانها وطبيعتها وأوضاعها..

انكفاء إيران عن المشهد لم يكن إذن من باب حسن النيّات تجاه الجار السعودي! أو إشارة تقارب مطلوب بحرارة لمحاولة كسر الحصار والعقوبات! مثلما لم يكن وليد خفرٍ ما كان يمكن أن تسببه مفارقة أن "تدين" جريمة قتل صحافي أو معارض سياسي فيما ملفّها مُثقل ومليء بالشواهد عن كيفية "تعاملها" مع المعارضين داخلياً وخارجياً! وعن السبل التي تتوسّلها وتعتمدها لتحقيق أهدافها وتطلعاتها وطموحاتها!

في خروجها عن صمتها وانكفائها لم تتوقف الإدارة الإيرانية عند تلك المفارقة لا من قريب ولا من بعيد.. بل هي خرجت على لسان الرئيس حسن روحاني بردّ مؤدلج من موقعها "الأصلي"، على فشل محاولة الاستثمار السياسي في القضية المفتوحة راهناً: عادت إلى النقر على الوتر المذهبي الذي رنّ غداة أحداث 11 أيلول الأميركية من خلال إرجاع الجريمة إلى جذر "الفكر نفسه الذي أنشأ تنظيم داعش في المنطقة"، بعد أن تبخّر العنوان السابق الذي هو "القاعدة"! وعادت إلى التكتيك المخزي ذاته في إطار استراتيجية تقسيم الإسلام والمسلمين إلى خانتَين، وكونها هي بطبيعة الحال صاحبة الريادة في "الخانة الجيّدة" القادرة على "فهم" العالم و"التعايش" معه على العكس من الطرف الآخر المركون في "الخانة السيئة" الذي يفرّخ "الإرهاب" والعدم والعبث والغربة عن عالم اليوم!

وفي العودة إلى هذه السردية ما يكفي لتبيان مدى عبثية الأداء الإيراني! والمدى الذي يمكن أن يصل إليه أصحابه لتبرير أنويتهم المذهبية والقومية والسياسية.. بحيث أن عقدين من الزمن "المكثف" أنتجا ما يمكن وصفه بموضوعية تامة، أسوأ ما حصل للإسلام والمسلمين عموماً في كل تاريخهما، لكن إيران (الجمهورية الإسلامية!) لم تَرَ شيئاً من ذلك! ولم "تنتبه" إلى أن العالم شرقاً وغرباً لم يجارِها في ترف التقسيم المذهبي والفقهي بل أخذ الكلّ بجريرة العنوان الجامع أصلاً وفصلاً ونصاً وممارسة!

.. لم يتوقف الشيخ الرئيس روحاني عن الحقيقة القائلة بأن "الفكر" الذي يدينه مجدداً، لم يكن هو الذي أوصل إيران إلى ما وصلت إليه هذه الأيام! ولم يكن هو الذي جعل منها دولة "محاصرة ومنبوذة ومتّهمة بأبوّة الإرهاب وإنتاجه ورعايته وتعميمه"! ولم يكن هو "الفكر" المسؤول عن وصول نظام الجمهورية التي يرأسها إلى نقطة العجز عن تقديم أي جواب معقول على أزمات المال والاقتصاد والاجتماع والتنمية والحريات العامة في الداخل الإيراني!

لم يتوقف عند شيء من ذلك كله، بل عاد إلى الاستثمار في أداء ثبت أن مردوده كارثي على إيران قبل غيرها وأكثر من غيرها. وعلى الإسلام نصّاً وقيماً وفرعاً وجمعاً.. وإذا لم تكن هذه هي النكبة، فكيف لها أن تكون؟!!

 

مفهوم تشكيل الحكومة: الأعباء والأكلاف

الهام فريحة/الأنوار/25 تشرين الأول/18

لنضع تشكيل الحكومة جانباً، ليس على طريقة "استراحة المحارب"، بل تفادياً لتكرار معزوفة "الأحجام والأوزان والحصص والحقائب السيادية ونصف السيادية والوازنة والأساسية والثانوية والهامشية" ولا ننسى بالتأكيد وزارات "الفتات" التي لا يرضى بها أحد، وصولاً الى وزارات الدولة التي هي وزارات من دون حقائب، ولا وظيفة لها سوى تحقيق توازن هش. لنضع كل هذا جانباً لنقول: ان مقاربة السياسيين لمفهوم تشكيل الحكومة ولتعريف الوزارات وأهميتها هو مفهوم خاطئ تماماً. كيف في بلد "تأكله النفايات" وترتوي مزروعاته من المياه المبتذلة والصرف الصحي والمجارير، وتخنقه انبعاثات عشرة آلاف مولّد، ان تُعتبر فيه وزارة البيئة ثانوية أو هامشية أو فتاتاً؟ ان الذي يفترض ان يتسلم وزارة البيئة يجب ان يكون عالماً بقضاياها وشؤونها وشجونها وملابساتها، يعرف ما هو حجم الانبعاثات السامة وكيف يمكن معالجتها؟ ويعرف حجم النفايات التي يجب ايجاد حل لها... ان وزارة البيئة تهم أربعة ملايين لبناني في حياتهم وصحتهم والخضار والفواكه التي يأكلونها، فكيف يتجرأ احد على اهانة وزارة البيئة؟ ربما لأن ليس فيها خدمات لمناصرين وأزلام، فوزير البيئة المفترض، بالتأكيد لن يقدم لأنصاره خدمات من نوع "نفايات ومجارير وهواء ملوث"، هو يريد وزارة فيها خدمات عريقة لهؤلاء الانصار.

أليس هذا هو التخلف بحقيقته؟ ثم، كيف في بلد المئة مهرجان ومئات القلاع والآثار، وآلاف المواقع الأثرية، كيف لبلد فيه قلعة بعلبك وقلعة جبيل وقلعة صيدا وقلعة صور وقلعة الشقيف، وغيرها وغيرها من القلاع، ان تُعتبر فيه وزارة الثقافة ثانوية وهامشية؟ نطرح هذا السؤال ما عدا السهو بالنسبة الى مغارة جعيتا وغابات الارز في بشري وتنورين والباروك. في بلد الألف شاعر والألف أديب وآلاف المسرحيين، هل تُعتبر وزارة الثقافة ثانوية؟ كيف لبلد كان البقاع فيه في يوم من الأيام "اهراءات روما"، ومعظم اراضيه زراعية، ومعظم الاجداد والآباء كانوا من المزارعين، ان يستخف سياسيوه بوزارة الزراعة؟ هل لأنهم لا يستطيعون ان "يبيّضوا وجوههم" مع الناس في هذه الوزارة؟ هذه عينة وليست كل شيء عن الوزارات، لأننا لو اردنا الاضافة لكان لدينا الشيء الكثير لنضيفه، فيا سادة، الوزارات ليست "مكاتب خدمات" بل "ادارات تنفيذية" لادارة شؤون البلد والسهر على تطبيق القانون، وما عدا ذلك استعطاء للخدمات يعاقب عليه القانون. حين يبدأ السياسيون بالنظر الى الوزارات والحقائب وفق هذا المفهوم، عندها يمكن القول ان الناس متلهفون للحكومة الجديدة، اما إذا كان الأمر غير ذلك، فلماذا الحكومات؟ ولماذا الجهود لتشكيلها اذا كانت ستؤدي الى موجة جديدة من الخدمات للمناصرين والأزلام وترتيب اعباء اضافية على الدولة؟

 

الحاكم والتاجر الطمَّاع والمرأة الأمينة

الهام فريحة/الأنوار/25 تشرين الأول/18

كان هناك تاجر غني، وكان يزداد بخلاً كلما جمع نقوداً. وكان دائماً مشغولاً في كسب مزيد من قطع النقد الذهبية وجمعها. في احدى المرات اشترى قطيعاً من النعاج وباعه بربح كبير. وعاد الى بيته سعيداً، وفي جيبه محفظة محشوة بالنقود. هذا التاجر الجشع قال لنفسه: "بهذه الاربعمائة درهم سأشتري نعاجاً مرة أخرى وسأبيعها بثمانمئة درهم. وسأشتري من جديد نعاجاً وسوف أبيعها بضعف الثمن..". وبينما استرسل في احلامه، سقطت المحفظة من جيبه دون ان يلاحظ، وبعد وصوله الى البيت اكتشف فقدانه المحفظة، فكاد ان يفقد عقله. لم يستطع النوم طوال الليل، وكان يتنهد ويتأوه، وفي الصباح توجه الى حاكم المدينة والتمسه راجياً: "أيها الحاكم العظيم، نصير التعساء ونصير كل الناس الشرفاء، أنقذني من هذه المصيبة. أرجوك ان تأمر بالاعلان عن ان كل من يجد محفظة نقود وفيها اربعمئة درهم، فليأت بها اليك ويحصل على مكافأة مقدارها أربعون درهما". أشفق الحاكم على التاجر فأمر بالاعلان عن ضياع محفظة النقود وعن المكافأة السخية للشخص الذي يجدها. وبعد ثلاثة أيام جاءت الى الحاكم امرأة فقيرة وسلمته محفظة النقود وبها أربعمئة درهم. قال لها الحاكم: أنت تستحقين هذه المكافأة لأنك أمينة ونزيهة. وأمر باحضار التاجر. وما ان رأى التاجر محفظته حتى أفرغها من النقود على الطاولة وبدأ يعد القطع الذهبية ووجدها لم تنقص درهما واحدا. لكن المفاجأة كانت انه لم يشأ ان يعطي المكافأة. وكانت اربعين درهما ذهبيا، لكن التاجر لم يشأ ان يهب المكافأة. فصاح التاجر المحتال: يا امرأة! النقود ناقصة! كنت قد وضعت أربعين درهما ذهبية بالاضافة الى هذه الاربعمائة درهم! اجابت المرأة بهدوء: سيدي التاجر، لو كنت أنوي ان استولي على نقودك لأخذت المحفظة بكاملها ولما كنت قد أتيت بها الى السيد الحاكم.

أدرك الجميع ان المرأة تقول الحقيقة، لكن التاجر استمر في الصياح وكان يشتم المرأة. وهنا أيقن الحاكم ان التاجر الطماع لم يكن يريد ان يعطي المرأة المكافأة الموعودة فأمره قائلا: اقترب مني وأعطني محفظة النقود.

ثم سأله الحاكم: أأنت متأكد انه كان في محفظتك بالاضافة الى الاربعمئة درهم ايضا اربعون درهما اضافيا؟!

التاجر: نعم يا سيدي الحاكم. الحاكم: لكن لماذا لم تقل لي عن هذا سابقا؟! ثم رفع الحاكم صوته قائلا: هذه المحفظة لا تخص التاجر. انا ايضا فقدت محفظتي منذ ايام، وكان بها فقط أربعمئة درهم لا غير، وهذا يعني ان المحفظة محفظتي.

ثم توجه الحاكم قائلا للمرأة: ايتها السيدة المحترمة هناك مقولة لدينا تفيد بأن الذي يقوم بالعطاء هو الانسان الكريم وليس الغني. لهذا السبب انت أتيت بهذه المحفظة الى هنا. اذن فهي لك. كم من طمَّاع في هذه الدنيا لا يعرف الفرق بين الغني والكريم؟ كم من غني في مجتمعنا؟ كثر كم من كريم؟ نادرون وعملة صعبة، كما تلك التي كانت موجودة ي محفظة التاجر الشره الطمَّاع.

 

إردوغان وكبار قادة العالم: الرواية السعودية صحيحة

صالح القلاب/الشرق الأوسط/25 تشرين الأول/18

لم يكن مستغرباً أن يخيب الرئيس التركي رجب طيب إردوغان في حديثه، أول من أمس الثلاثاء، أمام أهم محطة قيادية في حزبه، حزب العدالة والتنمية، ظن؛ لا بل ظنون أركان غرفة عمليات استهداف المملكة العربية السعودية في الدوحة، ويقول الحقيقة من دون أي زيادة أو نقصان، بالنسبة لقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي، في الثاني من أكتوبر (تشرين الأول) الحالي. وهي حقيقة مطابقة في محتواها الرئيسي وبخطوطها العامة، وأيضاً بتفاصيلها الأساسية، لما كانت أعلنته الرياض، وكررت إعلانه مرات عدة حول هذه «الواقعة» التي استنكرها وأدانها كبار المسؤولين السعوديين، وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، ووزير خارجيته.

كانت غرفة عمليات الدوحة، ومعها رهط، قد وضعوا كل إمكاناتهم، ووظفوا كل علاقاتهم العربية والدولية، وفوق كل هذا حصة مجزية، ليس من أموالهم، وإنما من أموال الشعب القطري الشقيق العزيز، من أجل أن يتبنى رجب طيب إردوغان رواياتهم المنتحلة التي شاركت في انتحالها جهات وأجهزة كثيرة حول «واقعة» مقتل خاشقجي، واتهام المملكة العربية السعودية بما ثبت ومنذ اللحظات الأولى أنه اتهام «مفبرك»، وأن الحقيقة التي لا حقيقة غيرها، هي ما قاله الرئيس التركي أمام قادة حزبه أول من أمس الثلاثاء.

لقد ثبت بالأدلة القاطعة المانعة أنَّ «فبركات» غرفة عمليات الدوحة كانت كلها كذباً في كذب، ويقيناً سيأتي يوم غير بعيد سيثبت فيه أنه لو أن واقعة إسطنبول لم تكن، لكانت هناك واقعة أخرى ما دام هدف هؤلاء الذين تم استيرادهم مبكراً، وهدف الذين يديرونهم ويقفون خلفهم، هو استهداف المملكة العربية السعودية الدولة، التي هي بقيادتها وبشعبها تشكل الجدار الاستنادي لهذه الأمة، سابقاً وحتى الآن، ولاحقاً وإلى ما يشاء جلَّ شأنه.

والسؤال الذي تردد كثيراً في الأيام الأخيرة هو: لماذا يا ترى كل هذا الاستهداف لهذه الدولة العربية، الذي تقف وراءه إيران وخلفها بعض الأتباع، وبعض الدول التي من المفترض أنها شقيقة، وبعض الجيوب والدوائر الغربية التي لا تخفي ارتباطها بالحركة الصهيونية؟ وهذه مسألة كانت واضحة، وهي لا تزال واضحة ومعروفة، ولا ينكرها أصحابها، لا بل إنهم بقوا يتباهون بها وما زالوا، ومنذ عهود وسنوات طويلة، والمفترض أن كل معني يعرف هؤلاء معرفة أكيدة، اللهم إلا من يتجنب معرفة الحقيقة وأي حقيقة!

والجواب هو: أن النخلة العالية والمرتفعة المثمرة هي التي تضرب بالحجارة، وأن المملكة العربية السعودية تُسْتهدف كل هذا الاستهداف لأنها دولة مواقف، ولأنها دائماً وأبداً لا تتردد في دعم الأشقاء عندما يحتاجون إليها، ولأنها دائماً وأبداً ترابط في خنادق العرب الأمامية. وعلى من يريد التأكد من هذا مراجعة تاريخ القضية الفلسطينية، والصراع العربي – الإسرائيلي، والعودة لسجلات العدوان الثلاثي على مصر، وسجل الثورة الجزائرية، وأيضاً كل هذا الذي يجري الآن في اليمن وفي سوريا وفي العراق وفي ليبيا.

ولولا هذا، ما كان من الممكن أن يكون هناك هذا التحالف الشيطاني الذي تتزعمه إيران الخامنئية، والمقصود هنا هو هذا النظام البائس، وليس الشعب الإيراني العظيم الشقيق بالفعل، والذي تشارك فيه بعض الدول العربية «المايكروسكوبية» الحاقدة، والذي يشكل غرفة عملياته الإعلامية من عدد من الذين من المفترض أن مواقعهم ليست هذه المواقع، وإنما في خنادق الدفاع عن فلسطين وعن القضية الفلسطينية، وليست في خنادق «الزندقة» السياسية، والوقوف إلى جانب الباطل وهم يعرفون أنه باطل، ويستهدفون الحق وهم يعرفون أنه حق، ويعرفون أن أصحابه قلوبهم وعقولهم في فلسطين، وأن كل إمكاناتهم في تصرف الشعب الفلسطيني.

والمهم، وكل هذا الذي سلف ذكره وتم التطرق إليه مهم جداً؛ لا بل في غاية الأهمية، أن المملكة العربية السعودية، باعترافها بحقائق ما جرى في إسطنبول بالنسبة لـ«واقعة» مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي، بعدما اتضحت هذه الحقائق لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، أطال الله في عمره وسدد على طريق الخير والحق خطاه، قد أثبتت أنها دولة تثق بنفسها، وأنها لا تتردد في الانحياز إلى الحق، وأنها الأكثر قسوة على كبار مسؤوليها في مواقع المسؤولية، عندما يرتكبون أخطاء كالخطأ الذي ارتُكب في القنصلية السعودية، الذي وصل استنكاره إلى حدِّ اعتبار أن الذين ثبتت مسؤوليتهم عنه مجرمون ستتم محاكمتهم ومحاسبتهم كقتلة، حسب القوانين السارية، وقبل ذلك حسب الشريعة الإسلامية.

وعليه، فإنه لا يمكن أن يكون كبار قادة الدول الكبرى، وقادة معظم الدول العربية والإسلامية، ودول العالم الثالث، على خطأ، وتلك المجموعة الحاقدة التي تأتمر بأمر إيران وغير إيران هي الصادقة والصحيحة، ولذلك فإن التعاطي مع هذه المجموعة ومع «المستأجرين» من قبلها بالكلام الأخوي غير ممكن؛ لا بل هو في غاية الاستحالة، ما دام هناك كل هذا التأييد الفاعل والصادق للموقف السعودي بالنسبة لهذه «الواقعة» المستنكرة والمرفوضة، التي سيواجه منفذوها من دون العودة إلى مرجعيتهم أشد العقوبات في الأيام القادمة، وعندها سيعرف الحاقدون والمستأجرون من قبلهم أي منقلب سينقلبون.

لم تتردد القيادة السعودية عندما انكشفت الحقائق بالنسبة لواقعة مقتل الصحافي جمال خاشقجي، في إدانة هذه الجريمة واستنكارها، والمبادرة إلى احتجاز المسؤولين عنها، الذين قاموا بما قاموا به من وراء ظهر قياداتهم ومن دون علمها، ومحاكمتهم، وربما بإشراف دولي، إذا كانت القوانين السارية في هذا البلد تسمح بذلك، وإيقاع العقاب الذي يستحقونه عليهم، وهذا هو ما أخذته الدول التي ساندت الموقف السعودي بعين الاعتبار، وبغض النظر عن كل هذه التلفيقات التي بقيت تصدح بها وسائل غرفة العمليات الإعلامية في الدوحة، منذ الثاني من أكتوبر، وقبل ذلك، وحتى الآن. وأيضاً ربما لسنوات مقبلة طويلة.

إنه لم يعد هناك أي مجال أكثر من هذا، فالمسؤولون عن هذا الخطأ الذي يرتقي إلى مستوى الجريمة قد تم اعتقالهم، وهم الآن يخضعون في السجون التي تم زجهم فيها لتحقيقات قاسية، وكل هذا في حين أن العالم بكل ثقله بات يقف إلى جانب المملكة العربية السعودية، ويؤيد إجراءاتها، ويثق بروايتها لما جرى في هذه «الواقعة»، مما يعني أن الطرف الآخر الذي يستهدف هذه الدولة التي لها في أعناق الآخرين ديون كثيرة، قد أصبح معزولاً وغداً يجتر ذاته، والذي من المؤكد أنه سيواصل ما كان بدأه ومنذ فترة سابقة بعيدة، ضد دولة ذات تاريخ مشرق، وذات حاضر نظيف، وأيضاً ذات مستقبل واعد، بدأت تتضح أبعاده المنتظرة، ليس منذ الآن وإنما منذ فترة سابقة بعيدة. الآن، وبعد هذا كله، لم يعد هناك أي مجال لأي نظرة ضبابية مصطنعة لموقف المملكة العربية السعودية من هذا الخطأ الفادح، الذي يرتقي حسب الموقف الرسمي السعودي إلى مستوى الجريمة، فالأمور باتت واضحة ومعروفة، إلا لمن لا يريد أن يعرف، ولمن يواصل إغماض عينيه حتى لا يرى وبوضوح هذه الحقيقة. إن هذا هو موقف تلك الدولة «المايكروسكوبية»، وتلك المجموعة الإعلامية التي تخلت عن قضيتها المقدسة، وباتت تنخرط في معاداة دولة، لم ولن تتخلى عن تبنيها لهذه القضية التي لا قضية أهم منها. وهكذا، وفي النهاية، فإن انعقاد «مبادرة مستقبل الاستثمار» في الرياض، وكل هذا الحضور النوعي، وكل هذه الإمكانات المالية، يؤكد أن المملكة العربية السعودية، صاحبة الولاية وصاحبة الحق، بالنسبة لمقتل مواطنها جمال خاشقجي، وأيضاً بالنسبة لمعاقبة الفاعلين، كان ولا يزال غضبها طافحاً؛ لكنها بقيت تواصل مسيرتها الخيرة، وبقيت قافلتها تغضُّ النظر، ولا تتأثر بصراخ غرفة العمليات الإعلامية في هذا البلد العربي، الذي من المفترض أنه شقيق وجار عزيز، وأن ما يوجع أياً من أشقائه يوجعه!

 

إيران تحمي البيئة باعتقال علمائها وأنصارها!

هدى الحسيني/الشرق الأوسط/25 تشرين الأول/18

يوم الأحد الماضي ذكر موقع إصلاحي إيراني أن خمسة ناشطين بيئيين سجناء يواجهون اتهامات «بالفساد على الأرض»، مما قد يؤدي إلى عقوبة الإعدام. ففي 8 أكتوبر (تشرين الأول) أصدرت محكمة الثورة الإيرانية لوائح اتهام مبدئية ضد هؤلاء الخمسة من دعاة حماية البيئة الذين تم اعتقالهم في وقت سابق من هذا العام، واتهموا باستخدام مشاريع بيئية كغطاء لجمع معلومات استراتيجية سرية، وهي تهمة تحمل عقوبة الموت.

داخل الأوساط الأكاديمية الإيرانية، الرأي المنتشر هو أن «الحرس الثوري» يسجن أنصار البيئة، لأن لديهم معرفة محتملة بمواقع المنشآت، حيث يمكن للنظائر المشعة والمواد الكيماوية السامة تلويث الأرض.

لقياس إشعاع الخلفية والتلوث الكيميائي في منطقة معينة يجب على المرء أن يكون لديه جهاز الكشف عن الإشعاع، أو أخذ عينات من التربة، وهذا يفسر هوس رجال الاستخبارات الإيرانية الذين بدأوا يحتجزون العشرات من دعاة حماية البيئة، ويصادرون أجهزتهم الإلكترونية في أجزاء مختلفة من البلاد. وتقدم خريطة الاعتقالات فكرة جيدة عن مراكز المواقع الحساسة. فقد اعتقل ناشطون بيئيون من يوكان شمال غربي إيران، وذكرت وكالة «إسنا» في 21 مايو (أيار) الماضي أن قوات الأمن في جنوب البلاد اعتقلت 20 ناشطاً بيئياً، في مدينة بندر لنجة والمدن المحيطة بها: لافاردين، وجنة وبستك في ولاية هرمزجان. وكان الناشط البيئي أزار سيداغاتي نشر على موقع «إنستغرام» في 9 مايو الماضي، أن منازل العشرات من المهتمين بالبيئة وبعض أقاربهم في جنوب إيران قد تم تفتيشها، وصودرت كل أجهزة اتصالاتهم. وقد تم حذف الخبر بعد ساعات قليلة على نشره. في 13 فبراير (شباط) قال عباس جعفري دولت أبادي مدعي عام طهران للصحافيين، إن النشطاء المحتجزين متهمون باستخدام المشاريع البيئية كغطاء لجمع معلومات استراتيجية سرية.

من بين أنصار البيئة الذين يواجهون عقوبة الإعدام أو السجن لفترة طويلة مواطن أميركي يدعى مراد طهباز خريج جامعة كولومبيا، والمؤسس المشارك لمؤسسة «التراث العمراني الفارسي»، وكان أعضاء المؤسسة عارضوا علناً تركيب منشآت إطلاق الصواريخ النووية من تحت الأرض في الأراضي المحمية، وكان مدير المؤسسة المواطن الكندي كافوس سيد إمامي اعتقل في يناير (كانون الثاني) الماضي مع مراد طهباز وسبعة آخرين في سجن إيفين، وتوفي بعد استجواب مكثف مباشرة بعد إلقاء القبض عليه.

قبل اعتقاله قام سيد إمامي بتدريس علم الاجتماع في جامعة الإمام صادق في طهران، ووفقاً لأسرته كان أسعد رجل على وجه الأرض، وادعت السلطات الإيرانية أنه انتحر في زنزانته، ولم تجرِ تحقيقاً محايداً في وفاته، ورفضت طلب الأسرة إجراء تشريح مستقل، كما تم استجواب أرملته ومنعت من العودة إلى كندا، كما صادرت السلطات جواز سفرها.

في 22 مايو ذكرت وكالة «أنباء الطلبة» الإيرانية أن عيسى كالانتاري رئيس المؤسسة البيئية الإيرانية قال في خطاب ألقاه في مؤتمر التنوع البيولوجي، إن الحكومة شكلت لجنة مكونة من وزراء الاستخبارات والداخلية والعدل والنائب القانوني لرئيس الجمهورية، فخلصت إلى أنه لا يوجد دليل يشير إلى أن المعتقلين جواسيس، وأضاف كالانتاري بأن اللجنة قالت إنه ينبغي إطلاق سراح دعاة حماية البيئة. في الوقت نفسه تقريباً اعتقلت قوات الأمن لفترة وجيزة نائب رئيس هيئة البيئة كافي مدني، وهو عالم درس في الولايات المتحدة الأميركية وحصل على جوائز دولية، وكان الرئيس حسن روحاني أشاد به العام الماضي وعلى عودة الأدمغة الإيرانية إلى البلاد. بعد إطلاق سراحه إثر احتجازه لمدة 3 أيام، قبل مدني منصب أستاذ في مركز السياسة البيئية في «الإمبريال كولدج» في لندن، وغادر إيران مهاجراً.

عدد كبير من منظمات حقوق الإنسان والمؤسسات الإعلامية تقدم للدفاع عن أنصار البيئة المسجونين، واتهمت «منظمة العفو الدولية» الحرس الثوري بتعذيب السجناء وطالبت بإجراء تحقيق مستقل في وفاة البروفسور سيد إمامي، وفي أبريل (نيسان) الماضي، وقّع 800 عالم بيئي إيراني رسالة إلى الرئيس روحاني احتجاجاً على الاحتجاز غير القانوني لزملائهم، ورداً على ذلك عيّن روحاني لجنة تحقيق من مسؤولين حكوميين رفيعي المستوى في مايو الماضي، خلصت إلى أن المدافعين عن البيئة المسجونين لم يرتكبوا أي جريمة، إلا أن هذا لم يؤدِ إلى إطلاق سراحهم، مما يؤكد أن الصراع بين المسؤولين المنتخبين و«الحرس الثوري» يغطي تقريباً كل القطاعات في إيران، والمعروف أن الحرس يرفع تقاريره مباشرة إلى المرشد علي خامنئي وينتظر أوامره.

إن الحرس الثوري الإيراني هو المسؤول الفعلي عن جميع الحالات التي يعتقد أنها مرتبطة بالأمن القومي، وفي أغسطس (آب) الماضي، صدر الأمر إلى وزارة البيئة بوقف كل جهودها لإثبات أن علماء البيئة لم يفعلوا أي شيء خاطئ، ثم صدر تحذير ضد التدخل في المسائل القضائية إلى رئيس دائرة البيئة عيسى كالانتاني.

من المؤكد أن السرية التي تحيط باعتقال المهتمين بالبيئة، لا تترك مجالاً للشك حول ارتباطها بالبرامج العسكرية. وقد احتجز السجناء بمعزل عن العالم الخارجي منذ يناير الماضي، ولم يُسمح بالزيارات لهم. وطلب منهم اختيار محامين من قائمة سبق اعتمادها تضم 20 اسماً لا تتضمن أي محامٍ لحقوق الإنسان. مع هذا الشرط المعمول به لم يسمح حتى الآن لأي متهم بالالتقاء بمحاميه.

في 30 سبتمبر (أيلول) الماضي قال أفراد عائلات المحتجزين على وسائل التواصل الاجتماعي إن السلطات القضائية أبلغتهم أن أخصائيي البيئة المعتقلين، لا يمكن أن يمثلهم سوى المحامين من قائمة العشرين محامياً والتي نشرها القضاء في يونيو (حزيران) الماضي، وبذلك لم تجز السلطات لهؤلاء الاتصال بمحامين من اختيارهم، أو تحديد موعد للمحاكمة. وقالت سارة ليا ويتسون مديرة قسم الشرق الأوسط في «هيومن رايتس واتش»، إن «السلطة القضائية الإيرانية تبرز مرة أخرى دورها بأن القضاة موظفون رئيسيون في آلية الدولة القمعية، بدلاً من المدافعين عن العدالة». وعلى الرغم من أن دعاة حماية البيئة قد أمضوا نحو العشرة أشهر في الحبس الاحتياطي، فإن السلطات لم تصدر بعد تهمة جنائية ضدهم.

الآن عاد الحديث عنهم وبأنهم «مفسدون في الأرض»، وبمجرد بدء الحركة فلن تتوقف «آلة التفتيش» في القرن الواحد والعشرين، حتى يتم سحق الضحايا. إن لوائح الاتهام الأولى الصادرة ضد دعاة حماية البيئة تفتح الطريق أمام المحاكم الثورية، وهي ذراع رئيسة من أذرع «الحرس الثوري» يرأسها أحد «قضاة المشانق». وكان شخص يعمل في مكتب المدعي العام أخبر عائلات أربعة من هؤلاء بأنهم اتهموا بـ«زرع الفساد في الأرض» وهي تهمة خطيرة تصل حتى الإعدام.

من المعتاد في إيران احتجاز المعارضين السياسيين، وليس البيئيين من دون اتباع الإجراءات القانونية الواجبة حيث يخضعون لمعاملة لا إنسانية وظروف معيشية تعذيبية، ويطالب كثير من الإيرانيين المجتمع الدولي بالتنديد بهذه الانتهاكات المتفشية في إيران والوقوف متحداً في الدفاع عن الإيرانيين. وكان آخر من حكم عليه بالموت محمد رضا حداداي وعمره 15 عاماً، ولم يُبلغ الإعلام الأميركي الرئيس روحاني أو وزير خارجيته محمد جواد ظريف أنهما يخرقان القانون الدولي بالحكم على الأطفال بالإعدام. أما أنصار البيئة المسجونون، فخطيئتهم خوف القيادة الإيرانية من أن يكونوا وجدوا تلوثاً في مواقع نووية وصواريخ محتملة. إننا نتحدث عن الحرس الثوري والظلام الذي يسيّره، لكن سجل نظام حسن روحاني فيما يتعلق بحقوق الإنسان فهو على النحو التالي: إعدام 3602 والرقم إلى تصاعد، بينهم 84 امرأة، و34 من الأحداث، و86 من السجناء السياسيين.

 

العائلة المالكة السعودية تدافع في أزمة خاشقجي

ديفيد اغناتيوس/الشرق الأوسط/25 تشرين الأول/18

من بين جميع ردود الأفعال المصدومة إزاء موت جمال خاشقجي، يقف الأمير تركي الفيصل كحالة خاصة: قال الأمير الذي يعد بمثابة أحد أعمدة المؤسسة الحاكمة السعودية خلال مقابلة أجريت معه إنه يشعر بـ"الصدمة" حيال خسارة خاشقجي الذي لطالما حظي برعاية تركي الشخصية، لكنه يقف خلف الملك سلمان وولي العهد خلال هذه الأزمة.  وقال تركي: "من يظنون أن تغييراً سيطرأ على ترتيب ولاية العرش خاطئين"، في إشارة توبيخ إلى التوقعات التي أطلقها البعض حول إمكانية استبعاد الأمير محمد بن سلمان من ولاية العهد بسبب مزاعم تتعلق بأنه من أصدر الأوامر التي أسفرت عن أحداث انتهت بموت خاشقجي، أحد كتاب الرأي لدى صحيفة "ذي واشنطن بوست." وأضاف تركي أن السعوديين في الواقع يدعمون ولي العهد بسبب الهجوم الذي يتعرض له حالياً.

وقال تركي: "كلما زادت الانتقادات الموجهة لولي العهد، تنامت شعبيته داخل المملكة. وإذا أجريت استطلاعاً للرأي بين السعوديين اليوم، ستجد أنه أصبح أكثر شعبية عما كان عليه منذ أسبوعين. وهذا لأن السعوديين يشعرون بأن قائدهم يتعرض لهجوم ظالم من جانب وسائل الإعلام الأجنبية. وينطبق ذلك على العائلة المالكة، أيضاً، ذلك أن ثمة شعور لدى السعوديين بأن هذا الهجوم يستهدف السعودية والعائلة المالكة، وليس محمد بن سلمان فحسب." في الواقع، ليس من سبيل للتحقق من صحة هذه الادعاءات المتعلقة بالدعم الشعبي لمحمد بن سلمان، لكن اللافت أن تصدر هذه الرؤية الموالية للقصر من جانب تركي تحديداً، والذي باعتباره الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات وسفير المملكة لدى لندن وواشنطن، يتحدث بلسان فريق من العائلة المالكة يعرف بآرائه المعتدلة.

وجاءت تعليقات تركي عشية الخطاب الذي ألقاه الرئيس التركي رجب طيب إردوغان واتهم خلاله السعوديين بارتكاب "عملية قتل بشعة"، لكنه لم يكشف أية أدلة جديدة تؤكد ضلوع الرياض في عملية قتل معد لها سلفاً.

مساء الاثنين، تحدث تركي إلي داخل مقر إقامته في مكلين بفيرجينيا على مدار قرابة 90 دقيقة. ووصف لقاء جرى الليلة السابقة بينه وبين زوجات خاشقجي السابقات وأبناءه الثلاثة كي "يعرب لهم عن تعازي" الملك وولي العهد. وقال تركي: "تحدثنا عن الماضي عندما كنا في واشنطن ولندن." وجرى مشهد آخر لتقديم التعازي في الرياض، حيث التقى الأمير محمد بن سلمان مع صلاح، نجل خاشقجي الأكبر، الذي ظل ممنوعاً لشهور من مغادرة المملكة في إطار حملة ضغط ضد خاشقجي. وأظهر فيديو سعودي صلاح يصافح الرجل الذي يلقي البعض باللوم عليه عن موت والده. من ناحيته، قال تركي إن خاشقجي لفت انتباهه للمرة الأولى عام 1988، بعدما اضطلع كصحافي برحلة إلى أفغانستان لحساب صحيفة "آراب نيوز" التي يوجد مقرها بالرياض. وأكد تركي أنه في ذلك الوقت: "لم يكن لخاشقجي أية صلة بالاستخبارات السعودية، ولا حتى على مستوى بسيط." إلا أنه عندما أصبح خاشقجي رئيساً لتحرير "آراب نيوز" في تسعينيات القرن الماضي، جرى لقاء بينه وبين تركي.

في السنوات اللاحقة، أصبح تركي صاحب فضل كبير على خاشقجي، فقد اختاره مرتين لتولي رئاسة تحرير صحيفة "الوطن" المملوكة للعائلة المالكة، ونقله إلى لندن وواشنطن كمستشار إعلامي عندما أصبح سفيراً.

وقال تركي: "كإنسان، كان خاشقجي لطيف المعشر، ويملك حس دعابة رائع، بجانب كونه صحافياً شديد الدقة. لقد كان يتعامل مع مهنته بجدية بالغة." ومثلما الحال مع كثير من أصدقاء خاشقجي الآخرين، وصف تركي امتلاك خاشقجي لشعور بالتفاؤل افتقر إلى الواقعية بعض الأحيان. وقال: "دائماً ما كنت أقول له: "على رسلك يا جمال، توقف عن المزاح.... لا أصدق أنك بهذه السذاجة. توقف!" إلا أن ثمة شقاق وقع بين الرجلين منذ قرابة أربعة سنوات أوعزه تركي في جزء منه إلى تباين موقفيهما تجاه جماعة "الإخوان المسلمين." وقال تركي إنه كان يوبخ خاشقجي قائلاً: "إنهم جماعة لجأت لأعمال إرهابية للترويج لآرائها تحت قناع الليبرالية." وكان خاشقجي دائماً يجيب: "نعم، وانتقدتهم من أجل ذلك، ودعوتهم لتجديد فكرهم. لقد عفا الزمن على فكرهم وأصبحوا بحاجة إلى التغيير.""

في العادة، تتخذ العائلة المالكة السعودية استعداداتها للدفاع عن نفسها في الأزمات، وتوحي المحادثة التي دارت بيني وبين تركي بأن هذه الأزمة ليست باستثناء. من جهته، شدد تركي على أن: "تشويه السعودية أمر ظالم ومجحف"، لكنه تحاشى الرد على تساؤلات بخصوص ما إذا كان يتعين على الأمير محمد بن سلمان توسيع قاعدته الآن من أجل تعزيز الاستقرار بالمملكة وإعادة تحفيز برنامجه الإصلاحي المعروف باسم "رؤية 2030." وقال تركي: "الشعب السعودي سعيد بقيادته لأنها قيادة طرحت رؤية للمستقبل وتعمل على تنفيذها. وإذا كانت هناك حاجة لتنقيح أو تعديل أو إضافة شيء إلى هذه الرؤية، فلا بأس، ذلك أن "رؤية 2030" ليست بنص مقدس." وأكد تركي أنه عندما سمع نبأ تأكيد موت خاشقجي خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي: "كان أمراً صادماً. حتى اللحظة الأخيرة، كن يساورني الأمل ألا يكون قد مات."

في الحقيقة، بعض الأحيان يتمكن أناس في موتهم من تحقيق أهداف بدت في حياتهم مستحيلة، أو ربما حتى ساذجة. وبغض النظر عما سيحدث في الأخير، يبقى المؤكد أن وجه السعودية سيتغير بسبب مقتل خاشقجي.

 

لندن كوطن

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/25 تشرين الأول/18

هاجرنا إلى بريطانيا منذ أربعين عاماً على وجه الضبط. وأمضينا في لندن نحو ربع قرنٍ إقامة متواصلة وقد رُزِقنا بتلك المدينة التي لا شبيه لها بابني وابنتي وأُعطينا جميعاً الجنسية البريطانية. وقد وصلتنا الجنسية بالبريد عام 1989 مع تحيات الملكة، من دون أن نقابلَ أحداً أو نقف على باب أحد أو في طابور أحد. وخلال ربع قرن لم يدخل بريطاني إلى بيتي ولا دخلت إلى منزل بريطاني. عملت كلياً بموجب المثل الإنجليزي القائل «اهتم بشؤونك ودعك من شؤون الآخرين». السعادة هي أكثر الأشياء نسبيةً في الحياة، ولكن بمقاييس كثيرة كانت إقامتي في لندن الأكثر هناءً بهذا العمر. ولست أعرف لماذا، ولا أريد أن أحدد سبب هذا الشيء الثمين. فقد كانت السعادة مثلاً المشي لساعات طويلة في «الهايد بارك» أو في «البال مال». بل كانت ثمة سعادة أو متعة في التسكع في شوارع شرق لندن الذي كان بائساً ذات زمن ومليئاً بالحكايات التعيسة، وفيه كتب تشارلز ديكنز وغيره تلك الأعمال العظيمة والمحزنة. وبعد ربع قرن صرت إذا سُئِلتُ ما هو موطني أجيب بعفوية سريعة إنه لندن. فقد أنستني سحر بيروت وشبابها، وأنستني خصوصاً أوهام باريس التي كانت تُغري وتغمُرُ القادمين من أنحاء العالم. لذلك طالما كتبت في هذه الزاوية خلال 33 عاماً عن الوفاء للمدينة التي جعلت من نفسها موطناً لنا من دون أي تمييز أو شروط أو متطلبات. كلُ ما في الأمر أننا ذهبنا إلى أقرب مكتب محاماة لكي نقسم يمين المواطنة، وكلّفنا الأمر يومها ليرتين عن الشخص أي أقل من 5 ليرات للعائلة.

أرسلنا ابني وابنتي إلى المدرسة الفرنسية التي كانت الأقرب إلينا والأقل كلفةً بين جميع المدارس الخاصة. ولأن الدنيا أقدار، فقد برع الابن في الكتابة في الإنجليزية والفرنسية معاً، ونجحت الابنة الحبيبة في الفرنسية وكأنها لم تولد في لندن ولا تقيم فيها. وعندما كَبُرَ الابن انصرف إلى الكتابة والتأليف والعمل في مجال النشر. وبما أنني منذ اللحظة الأولى لا أتدخل في أي شأنٍ من شؤونه، إن لم يختر هو أن يطلعني عليه، فإنني لا أُتابع «البلوغ» الذي يكتبه إلا لماماً. الأسبوع الماضي أعاد في زاويته نشرَ مقالٍ كتبه في مجلة «ج ك» التي تصدر في نيويورك ولها طبعات كثيرة حول العالم. وقد أحزنني أن ابني يتحدّث عن لندن أخرى غير تلك التي ولد فيها أو التي عشنا فيها. إنها لندن يُصادف فيها الشبان مواقف عنصرية. بل هو يروي كيف اعترضته مجموعةٌ من الشبان ذات مساء لأنه كان يتحدّث العربية مع زوجته، إضافة إلى أنه يُرخي منذ أول سنوات البلوغ، لحيةً كثة. إلى اللقاء..

 

شذى خليل/هل تستعيد تركيا امبراطوريتها بانتهاء معاهدة لوزان 2023../مقال بالغ الأهمية يمكن من خلاله فهم خلفيات تعاطي تركيا مع مقتل جمال الخاشقجي

شذى خليل/مركز الروابط للبحوث والدراسات الاستراتيجية/نشر في 17 حزيران/2017

http://eliasbejjaninews.com/archives/68391/%d8%b4%d8%b0%d9%89-%d8%ae%d9%84%d9%8a%d9%84-%d9%87%d9%84-%d8%aa%d8%b3%d8%aa%d8%b9%d9%8a%d8%af-%d8%aa%d8%b1%d9%83%d9%8a%d8%a7-%d8%a7%d9%85%d8%a8%d8%b1%d8%a7%d8%b7%d9%88%d8%b1%d9%8a%d8%aa%d9%87%d8%a7/

مهم: في أسفل مقال بالغ الأهمية يمكن من خلاله فهم خلفيات تعاطي تركيا مع مقتل جمال الخاشقجي. عام 2023 تنتهي مفاعيل معاهدة لوزان التي انهت السلطنة العثمانية واردوغان يخطط لأضعاف منافسيه والتوسع من جديد..

http://rawabetcenter.com/archives/48046

لم ينس الاتراك يوما معاهدة لوزان الثانية  التي تسببت بتقليصٍ جغرافيا الدولة التركية الحديثة، وإلزامها بالتنازل عن مساحات كبيرة كانت تتبع لها.

لذلك لم يكن غريبا تطرق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لها ، في اثناء لقاءاته الدورية مع المخاتير الأتراك ، لايصال رسالةٍ تاريخيةٍ وسياسيةٍ إلى الخارج قبل الداخل، باهتمام تركيا بالتخلص من آثار الاتفاقية واستعادة حقوقها، التي اغتصبتها دول الحلفاء كما ترى تركيا التي تعد نصوص الاتفاقية مجحفة بحقوقها؟

تأسست الجمهورية التركية الحديثة؛ بناءً على معاهدة لوزان 1923، والتي تم إبرامها مع الحلفاء المنتصرين في الحرب العالمية الأولى، وهم: المملكة المتحدة (بريطانيا)، وإيرلندا، وفرنسا، وروسيا، وايطاليا ، وقد وضعت بريطانيا عدة شروط مجحفة ومؤلمة بحق الدولة العثمانية، اذ تم إلغاء الخلافة، ونفي الخليفة وأسرته خارج تركيا، ومصادرة جميع أمواله، وإعلان علمانية الدولة، ومنع تركيا من التنقيب عن البترول واعتبار مضيق البسفور الرابط بين البحر الأسود وبحر مرمرة، ثم إلى البحر المتوسط ممرا دوليا لا يحق لتركيا تحصيل رسوم من السفن المارة فيه.

و بحلول 2023تنتهي مدة المعاهدة التي يكون قد مر عليها مائة عام، ومن هنا تفهم تصريحات أردوغان ، اذ ستدخل تركيا عهدا جديدا، وستشرع في التنقيب عن النفط, وحفر قناة جديدة تربط بين البحرين الأسود ومرمرة تمهيدا للبدء في تحصيل الرسوم من السفن المارة .

ومن هنا يمكن فهم بعض أوجه الخلاف الدائر الان بين تركيا والغرب.

تاريخ المعاهدة :

بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى عام 1918 أبرمت دول الحلفاء المنتصرة “معاهدة سيفر” يوم 10 أغسطس/ آب 1920، وتقاسمت بموجبها أراضي الدولة العثمانية، وأعطت معظم القوميات غير التركية في الدولة العثمانية استقلالها، ولكن الأتراك رفضوا هذه المعاهدة وخاضوا حربا شرسة ضد الحلفاء حتى انتصروا عليهم انتصارا كبيرا، وخاصة على اليونان خلال حرب 1922-1923.

وفي أعقاب ذلك عُقد “مؤتمر لوزان” الثاني الذي استمرت أعماله ثلاثة أشهر، وتمخض عن توقيع “معاهدة لوزان” اتفاقية سلام دولية يوم 24 يوليو/ تموز عام 1923 في فندق “بوريفاج بلاس” بمدينة لوزان جنوبي سويسرا، وكانت أطراف المعاهدة القوى المنتصرة بعد الحرب العالمية الأولى (خاصة بريطانيا وفرنسا وإيطاليا)، والإمبراطورية العثمانية التي ترأس وفدها إلى المؤتمر عصمت إينونو، وقسمت على اساسها رسمياً الامبراطورية العثمانية، وتم تأسيس الجمهورية التركية برئاسة مصطفى كمال اتاتورك.

مصطفى كمال اتاتورك: (1881 – 1938)، هو قائد الحركة التركية الوطنية التي حدثت في أعقاب الحرب العالمية الأولى، وهو الذي أوقع الهزيمة بجيش اليونانيين في الحرب التركية ـ اليونانية عام 1922، وبعد انسحاب قوات الحلفاء من الأراضي التركية جعل عاصمته مدينة أنقرة، وأسس جمهورية تركيا الحديثة، وألغى الخلافة الإسلامية، وأعلن علمانية الدولة.

عصمت انونو: ( 1884 ـ 1973)، هو الرئيس الثاني لجمهورية تركيا حيث تولى الرئاسة من 11 نوفمبر 1938 إلى 22 مارس 1950, وكان شغل منصب رئيس وزراء تركيا عدة مرات في الفترات التالية من 1923 إلى 1924 ومن 1925 إلى 1937ومن 1961 إلى شكل خلالها عشر حكومات, كما شغل منصب وزير خارجية تركيا في الفترة من 1922 إلى 1924, ومنصب رئيس الأركان العامة من 1920إلى 1921, وأصبح زعيم حزب الشعب الجمهوري من 1938 إلى 1972.

من اهم ما تضمنته معاهدة لوزان الثانية:

• ترسيم حدود امبراطورية الخلافة العثمانية التي كانت الدول الغربية تسميها آنذاك “الرجل المريض”، والتي أسست لقيام الدولة التركية القومية الحديثة بقيادة مصطفى كمال أتاتورك، وعاصمتها أنقرة.

• تضمنت 143 مادة موزعة على 17 وثيقة ما بين “اتفاقية” و”ميثاق” و”تصريح” و”ملحق”، وتناولت ترتيبات الصلح بين الأطراف الموقعة على المعاهدة، وإعادة تأسيس العلاقات الدبلوماسية بينها “وفقا للمبادئ العامة للقانون الدولي”.

وضعت قوانين لاستخدام المضايق المائية التركية وقواعد المرور والملاحة فيها زمن الحرب والسلم، ونصت على شروط الإقامة والتجارة والقضاء في تركيا، وإعادة النظر بوضعية الدولة العثمانية ومآل الأراضي التي كانت تابعة لها قبل هزيمتها في الحرب العالمية الأولى خلال 1914-1918.

• ابطال “معاهدة سيفر” وبنودها المجحفة بحق الدولة العثمانية، والتأسيس لما عُرف لاحقا بـ”الجمهورية التركية” العلمانية بعد إلغاء نظام الخلافة الإسلامية، ورسّمت حدود اليونان وبلغاريا مع الدولة التركية التي حافظت على ضم إسطنبول وتراقيا الغربية، وتضمنت بنودا تتعلق بتقسيط ديون الدولة العثمانية.

• تخلت تركيا عن السيادة على قبرص وليبيا ومصر والسودان والعراق وبلاد الشام، باستثناء مدن كانت تقع في سوريا مثل أورفا وأضنة وغازي عنتاب وكلس ومرعش، وبتنازل الدولة العثمانية عن حقوقها السياسية والمالية المتعلقة بمصر والسودان اعتبارا من نوفمبر/ تشرين الثاني عام 1914.

• نصت على استقلال جمهورية تركيا، وحماية الأقلية المسيحية الأرثوذكسية اليونانية بتركيا والأقلية المسلمة باليونان، وألزمت الحكومة التركية بالمحافظة على حياة جميع المواطنين وحقوقهم وحريتهم ضمن أراضيها، وبمساواتهم أمام القانون بغض النظر عن الأصل والقومية واللغة والدين، إلا أن معظم السكان المسيحيين في تركيا والسكان الأتراك في اليونان كانوا قد طـُردوا حسب معاهدة تبادل السكان اليونانيين والأتراك السابق توقيعها بين اليونان وتركيا، يونانيو اسطنبول، إمبروس وتندوس فقط تم استثناؤهم (حوالي 270,000 آنذاك)، والسكان المسلمين في تراقيا الغربية (نحو 129,120 في 1923)، الفقرة 14 من المعاهدة منحت جزر گوقچى‌عادة (إمبروس) و بوزجاعادة (تندوس) “تنظيم اداري خاص”، وهو الحق الذي ألغته الحكومة التركية في 17 فبراير 1926.

• وافقت تركيا رسمياً على خسارة قبرص (التي كانت مؤجرة للإمبراطورية البريطانية إثر مؤتمر برلين في 1878، ولكنها ظلت قانونياً أرضاً عثمانية حتى الحرب العالمية الأولى) وكذلك مصر والسودان الأنجلو-مصري (الذي احتلته قوات بريطانية بحجة “اخماد ثورة عرابي واستعادة النظام” في 1882، ولكنهما ظلتا “قانونياً” أراضي عثمانية حتى الحرب العالمية الأولى)، والتي ضمتها بريطانيا بشكل أحادي في 5 نوفمبر 1914.

• ترك مصير مقاطعة الموصل ليتحدد عبر عصبة الأمم، كما تخلت تركياً عن كل الادعاءات فيما يختص بـجزر الدوديكانيز، التي كانت إيطاليا مجبرة على اعادتها لتركيا حسب الفقرة 2 في معاهدة اوشي في 1912، وتُعرف أيضاً باسم معاهدة لوزان الأولى 1912, إذ وُقـِّعت في شاتو دوشي في لوزان، سويسرا ، في أعقاب الحرب الإيطالية التركية (1911-1912)، بين تركيا وايطاليا.

• ظلت الأراضي إلى الجنوب من سوريا والعراق والجزيرة العربية تحت السيطرة التركية حين وُقـِّعت هدنة مدروس في 30 أكتوبر 1918 والتي لم تتعامل نصوصها معها بوضوح، إلا أن تعريف الحدود الجنوبية لتركيا في الفقرة 3 كان يعني أيضاً أن تركيا قد تخلت عنها، وكانت تضم المملكة المتوكلية اليمنية، وعسير وأجزاء من الحجاز مثل المدينة المنورة، التي احتفظت بها القوات التركية حتى 23 يناير 1919.

• الزام تركيا بعدم وضع أي قيود على المواطنين في استخدام أي لغة يختارونها مهما كانت، سواء أكان ذلك في العلاقات الخاصة أم في الاجتماعات العامة أم في مجالات الدين والتجارة والإعلام والنشر، مع تأكيد حقوق السيادة السياسية والاقتصادية للدولة التركية وإلغاء تطبيق نظام الامتيازات الأجنبية على أراضيها.

• أعلنت رومانيا من جانب واحد فرض سيادتها على جزيرة القلعة العثمانية(أضا قلعة) في 1919، وقوّت هذا الادعاء في معاهدة تريانون في 1920، وكانت الجزيرة منسية بالكامل في أثناء محادثات السلام في مؤتمر برلين في 1878، مما سمح لها أن تبقى قانونياً أرضاً تركية في المِلكية الخاصة للسلطان العثماني حتى معاهدة لوزان في 1923 .

وهي جزيرة صغيرة تقع على نهر الدانوب، وتتبع اليوم للأراضي الرومانية الصربية، وكان معظم سكانها من الأتراك، وتعكس الجزيرة خصائص العمارة العثمانية، حيث فيها العديد من المساجد والأزقة الملتوية. وقد بُنيت بعض مباني الجزيرة على طراز فوبان ، مثل الكنيسة الأرثوذكسية وبعض المقاهي.

• تخلت تركيا عن امتيازاتها في ليبيا كما كانت تحددهم الفقرة 10 من معاهدة اوتشي في 1912 (حسب الفقرة 22 من معاهدة لوزان في 1923).

الأتراك ينظرون الى الاتفاقية ، باعتبارها وثيقة تأسيس للجمهورية التركية، كما وصفها بذلك الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان”، في كلمته أمام اجتماع المخاتير في مجمع الرئاسة بالعاصمة أنقرة حيث عاد الرئيس أردوغان مجددًا للحديث عن المعاهدة، مطالبا بمراجعة اتفاقية لوزان الثانية، الموقعة عام 1923، والتي تم على إثرها تسوية حدود تركيا الحديثة عقب الحرب العالمية الأولى.

اردوغان قال إن “خصوم تركيا” أجبروها على توقيع “معاهدة سيفر” عام 1920، وتوقيع “معاهدة لوزان” عام 1923، وبسبب ذلك تخلت تركيا لليونان عن جزر في بحر إيجه، ويصف اردوغان ؛ معاهدة سيفر، بانها الشوكة الأولى في الظهر العثماني، لأنها أجبرتها على التنازل عن مساحات شاسعة من الأراضي التي كانت واقعة تحت نفوذها

معاهدة لوزان؛ المحطة الأخيرة لتقسيم التركة العثمانية

اعترفت المعاهدة بحدود الدولة الحديثة في تركيا ، وتقلصت مطالب الحلفاء من الحكم الذاتي لكردستان التركية بالتنازل التركي للأراضي إلى أرمينيا ، والتخلي عن المطالبات إلى مناطق النفوذ في تركيا ، وفرض الرقابة على المعاملات المالية بتركيا أو القوات المسلحة ، وقد أعلنت المضائق التركية بين بحر إيجة والبحر الأسود لتصبح مفتوحة للجميع ، على خلاف ما حدث في اتفاقية سيفر.

اما في آسيا، فتخلت تركيا عن السيادة على العراق والاردن وفلسطين، لتصبح تحت النفوذ البريطاني، فيما خضعت سوريا و لبنان للانتداب الفرنسي ، واحتفظت تركيا بالأناضول ، وأصبحت أرمينيا جمهورية مستقلة تحت ضمانات دولية .

وفي أوروبا، تنازلت تركيا عن أجزاء من تراقيا الشرقية وبعض جزر بحر إيجه لليونان ، ودوديكانيز ورودس لإيطاليا ، والإبقاء على القسطنطينية وضواحيها ، بما في ذلك منطقة المضيق “الدردنيل والبوسفور” ، الذي تم تحيده وتدويله ، وحصل الحلفاء على المزيد من السيطرة الفعلية على الاقتصاد التركي مع حقوق الاستسلام.

وقادت معاهدة لوزان الثانية إلى الاعتراف الدولي بسيادة جمهورية تركيا كدولة خلفت الامبراطورية العثمانية.

ومع قرب انتهاء المعاهدة يعتقد ان “الرسالة المتداولة” سببت التوتر السياسي بين تركيا وبعض دول الاتحاد الأوروبي، بعد مرور مائة عام على توقيعها.

كما تشير الرسالة إلى أنه سيكون بإمكان تركيا بعد انتهاء مدة المعاهدة، التنقيب عن النفط، وتنضم إلى قائمة الدول المنتجة للنفط، إلى جانب تحصيل رسوم من السفن المارة عبر مضيق البوسفور، وحفر قناة جديدة تربط بين البحر الأسود وبحر مرمرة، والتي كانت محظورة على تركيا حسب معاهدة لوزان؛ تمهيدا للبدء في تحصيل الرسوم من السفن المارة.

ويمكننا فهم بعض أوجه الخلافات المستمرة بين تركيا والغرب بان الدول الغربية تخشى مع انتهاء المعاهدة ان تجد تركيا ما يبرر تدخلها في الموصل ، التي كانت تابعة لتركيا طوال 4 قرون حتى فقدتها في الحرب العالمية الأولى.

وقال البروفيسور التركي المتخصص في العلاقات الدولية مصطفى صدقي بيلجين: عندما تخلت تركيا عن الموصل للعراق كان الأمر مشروطاً بعدم تغيير حدودها أو وضعها آنذاك، وهو ما تغير خلال العقود الماضية”.

ويذكر التاريخ أن مدينة الموصل خضعت للسيطرة العثمانية عام 1534 في عهد سليمان القانوني، حتى نهاية الحرب العالمية الأولى، إذ أصبحت مطمعاً للدول الغربية خصوصاً بعد اكتشاف النفط، فاستولت عليها فرنسا ثم بريطانيا، ومع توقيع تركيا على معاهدة لوزان واتفاقية أنقرة، تخلت أنقرة عن الموصل بعد تقليص مساحة أراضيها.

وهنا تمكن الموازنة بين معاهدتي لوزان الثانية، و “معاهدة نانكينغ ” التي تنازلت فيها الصين عن هونج كونج إلى بريطاني، وذلك بعد حرب الأفيون الأولى وذلك بتوقيع اتفاقية تشنبي التي تسعى إلى إنهاء الصراع الأنجلو-صيني الأول.

ففي عام 1839، غزت بريطانيا الصين لسحق المعارضة لتدخلها في الشؤون الاقتصادية والسياسية للبلاد، وكان احد أهم اهداف بريطانيا الحربية هو احتلال هونج كونج، الجزيرة المأهولة بالسكان قبالة سواحل جنوب شرقي الصين.

وشهدت المستعمرة البريطانية الجديدة (جزيرة هونج كونج) ازدهارا، اذ اصبحت مركزا تجاريا بين الشرق والغرب وبوابة تجارية ومركز توزيع لجنوب الصين، وفي عام 1898، حصلت بريطانيا على 99 عاما إضافية من الحكم على هونغ كونغ بموجب اتفاقية بكين الثانية .

وفى سبتمبر عام 1984، وبعد سنوات من المفاوضات، وقع البريطانيون والصينيون اتفاقية رسمية بالموافقة على إعادة الجزيرة إلى الصين في عام 1997 مقابل تعهد الصين بالحفاظ على النظام الرأسمالي لهونج كونج، وفي الأول من يوليو عام 1997 سلمت هونغ كونغ رسميا إلى الصين في مراسم حضرها عدد من كبار الشخصيات الصينية والبريطانية، وضع الرئيس التنفيذي لحكومة هونج كونج الجديدة تونغ تشى هوا ، سياسة تقوم على مفهوم “دولة واحدة ونظامين”، مما يحافظ على دور هونج كونج كمركز رأسمالي رئيس في اسيا.

ولوزان الثانية: اليوم على طاولة النقاش ، اذ بدأت المخاوف من انقضاء المدة تطفو على السطع ، وربط ذلك بمحاولة الانقلاب على اردوغان في منتصف 2016 ،ومع معركة الرقة والموصل.

والسؤال: هل عند انتهاء مدة “معاهدة لوزان 2” ستعود تركيا امبراطورية عثمانية حديثة في المنطقة؟ وهل ستتغير الخريطة الجيوسياسية والاقتصادية ، ويشهد العالم دخول مرحلة جديدة برجوع الارث العثماني؟

وكيف ستتعامل القوى العظمى الحالية مع المطالب التركية؟ وهل سنشهد حروبا قبل 2023، ومن سيقود ذلك التغيير.

وحول ربط قرب انتهاء الاتفاقية بالتوتر السياسي بين تركيا وبعض دول الاتحاد الأوروبي، يتساءل المراقبون: “هل توجد في القانون الدولي مادة تنص على صلاحية المعاهدات الدولية 100 عام فقط؟”، مشيرين إلى أن “ألمانيا ألغت معاهدة في الثلاثينيات بعد 20 عاما من توقيعها، فهل يمكن لتركيا فعل ذلك؟

*الوحدة الاقتصادية/مركز الروابط للبحوث والدراسات الاستراتيجية

 

أسوأ من جريمة.. إنه خطأ

محمد قواص/العرب/26 تشرين الأول/18

تمرين صعب أن يتأمل المرء الحدث بأدوات العقل فقط دون أن يتسرّب غضب من بين الحروف. اعترفت الرياض بالجريمة وتعمل على ملاحقة الفاعلين، وربما أكثر من ذلك، فما بالك إذا كان "الأمر أسوأ من جريمة، إنه خطأ".

السعودية تسلط ترسانة قضائية لمتابعة التحقيقات واعتقال الجناة ومعاقبة المذنبين

لا شيء يبرر أن تُقترف جريمة بحق صحافي سلاحه الكلمة. تعترف السعودية بالخطيئة وتقول إنها تسلط ترسانة قضائية لمتابعة التحقيقات واعتقال الجناة ومعاقبة المذنبين. غير أن ذلك لا يكفي. قتل جمال خاشقجي لم يكن جريمة تقليدية لطالما طالت وجوها صحافية في هذا البلد أو ذاك، أدانتها هذه المنظمة الحقوقية أو تلك، بل إن في ظروفها وفرادة تفاصيلها ومكان ارتكابها وهوية منفذيها، ما يُسّيل حبرا كثيرا ويطرح أسئلة، ويوقظ شياطين في عواصم العالم أجمع.

أن يتحول “النقاش” إلى “تشابك بالأيدي” يؤدي إلى “وفاة”، رواية لا يمكن مقارنتها بما ضخّته “المصادر” التركية من تسريبات أغرقت الفضاء العام بما بات حقائق تتبناها دون أي تشكيك، للمفارقة، كبرى الصحف الدولية.

وعلى هذا فإن ضعف الرواية الرسمية، حتى لو كانت تمثل حقيقة من الحقائق المتدفقة، يعود إلى قوة المعطيات التي تُسرّب وسهولة تصديقها وسلاسة تقنيات عرضها. يكفي أن يقال إن “المخفي أعظم”، وأن تُبث فيديوهات مبتورة توحي بأن إخفاء نسخها كاملة أمر مقصود ويكشف فضيحة، لتصبح صورة الجريمة في مخيّلة العامة تلتقي مع أصحاب الروايات في خلاصاتها وفي ما تتحراه من نهايات.

للدبلوماسي الفرنسي الشهير شارل موريس دي تيليران مقولة شهيرة “الأمر أسوأ من جريمة، إنه خطأ”. قدم الخطأ في إسطنبول هدية ثمينة لمن يشتهي تصفية حسابات عتيقة – جديدة مع السعودية.

تقود الرياض في السنوات الأخيرة انقلابا حقيقيا ضد قواعد قديمة داخل المملكة، كما في العالم الإسلامي برمته، لطالما استكانت لها المنطقة، كما علاقات العالم مع هذه المنطقة. انتظمت السعودية في السابق داخل منظومة دولية عظّمت من شأن التيارات الإسلامية في مواجهة تيارات اليسار والشيوعية التي كانت تنفخُ بها موسكو أيام الاتحاد السوفياتي. جرى أن الرياض ذهبت بعد اندثار الحرب الباردة إلى التخلص من عباءات ذلك الزمن، متصدية في ذلك لإرهاب “القاعدة” و”داعش” وأخواتهما، مُطلقة حملات جريئة لمواجهة التطرف والترويج لـ”المناصحة”.

دفع السعوديون ثمن “الصحوة” غاليا من دمهم، لكن أيضا من صيتهم. باتت سمعة البلاد مرتبطة بالتطرف والتشدد و”سعوديي 11 سبتمبر” وآفة الإرهاب التي تفتك بالعائلات السعودية في أبنائها. قاومت الرياض أمر ذلك بشقّ النفس والوجع، بحيث باتت الصحافة والأدب وما تعرضه الشاشات من مسلسلات درامية منخرطة في ورشة اجتثاث التطرف من قلب المجتمع وبنيانه. غير أن لتلك الحكاية مقلبا آخر.

تغيّرت السعودية في عهد الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده. قيل إن التحولات التي يريدها الحكم الجديد سريعة الوتائر على نحو قد لا تحتمله قماشة المجتمع السعودي. اعترف الأمير محمد بن سلمان بأنه مسرّع في دفع الأمور باتجاه التغيير لأن بلاده تحتاج إلى الالتحاق بركاب العصر. قال إنه يسعى لإخراج بلاده من عصر “الصحوة” والانتقال بها إلى حداثة تحاكي شروط العصر. ذهبت الرياض بعيدا في دفع الانفتاح الاجتماعي والثقافي والاقتصادي، وذهبت الرياض أبعد من ذلك حين مضت وحلفاؤها في مقاطعة قطر من ضمن استراتيجية أشمل لمكافحة الإسلام السياسي.

تغيرت السعودية. جمال خاشقجي نفسه أخافه هذا التغيير. تبدلت قواعد اللعبة. كان خاشقجي يجيد التعامل مع ثوابت المملكة فيتجرأ عليها على صفحات صحف المملكة. بدا منطق الراحل منسجما مع بيئة حاضنة للإسلام السياسي ما زال ينهل قوته من رعاية عواصم في المنطقة لا ترتاح إلى طبائع الرياض الجديدة وطبيعة ما ستُحدثه تحولاتها في كل المنطقة.

“الأمر أسوء من جريمة، إنه خطأ”. شنّ سعوديون حربا على الولايات المتحدة في 11 سبتمبر الشهير. كان من شأن ذلك أن يبرر حربا أميركية ضد السعودية، لكن ذلك لم يحدث، وكانت في أمكنة أخرى ضد أهداف أخرى. شنّ السعودي أسامة بن لندن حربه ضد واشنطن ومصالحها في العالم وبات العدو رقم واحد لمؤسساتها العسكرية والأمنية. كانت الرياض شريكة مع الأميركيين والغربيين في الحرب ضد الإرهاب على الرغم من أدبيات ومواقف غربية لطالما اتهمت السعودية و”وهابيتها” بأنهما مصدر التطرف والتشدد ومنبع الإرهاب. وعلى الرغم مما واكب قانون جاستا من جدل حول مسؤولية الدولة السعودية عن جريمة 11 سبتمبر، لكن ذلك لم يرق، كما هو حاصل هذه الأيام، إلى المطالبة برأس الدولة.

والخطأ يكمن في معادلة بسيطة. فحين تتموضع السعودية داخل خيار يروم نقل المملكة من طور الصحوة والطفرة والماضوية إلى طور الاعتدال والانفتاح واقتصاد المستقبل، فتلك ورشة هائلة لا يمكن السماح بإرباكها بعملية “إقناع” معارض بالعودة إلى بلاده. في ذلك خطأ بدا أن خصوم الرياض ينتظرونه بتلهف، فأتاهم مجانا يقصفون من خلاله هذا “الجديد” الذي يطل من الرياض سعيا لاسترجاع “قديم” يأنسون له.

في لعبة المصالح والأمر الواقع توقفت كافة العواصم “الغاضبة” من جريمة إسطنبول هذه الأيام عن المطالبة في الأشهر الأخيرة برحيل بشار الأسد عن نظام دمشق. قتل رجل أمن تابع للدولة التركية السفير الروسي في إسطنبول في ديسمبر 2016. لم يكن الأمر فرديا. كان بإمكان موسكو اتهام رأس الدولة. أنقرة نفسها اعترفت بأنه ليس فرديا، وأن وراءه ذلك “الكيان الموازي” الذي يوالي فتح الله غولن. ارتضت موسكو رواية أنقرة.

قتلت المخابرات الروسية العميل الروسي ألكسندر ليتفينينكو عام 2006، وحاولت اغتيال الآخر سيرجي سكريبال هذا العام، وما بين الحدثين وقبلهما وُجد مواطنون روس “منتحرون” أو قتلى بشكل مشبوه في بريطانيا. اتهمت لندن وأجهزتها وصحافتها روسيا بالوقوف وراء ذلك. ذهبت الاتهامات باتجاه فلاديمير بوتين شخصيا، لكن لم تتجرأ العواصم على الغمز من قناة رحيله عن الحكم.

لا تبرر تلك الوقائع واقعة إسطنبول السوداء. لكن من لا يتجرأ في وقائع الأمس، يتجرأ بسهولة على السعودية في واقعة اليوم.

لا يكفي الحديث عن “مؤامرة” تحاك ضد المملكة. للدول والجماعات مصالحها وأسلحتها وأفخاخها، ومن المنطق أن تدبر المكائد للخصوم.

السؤال يجب أن يُطرح حول كيفية إدارة الأزمات وامتلاك الرشاقة في مواجهة التحديات، والتسلّح بأدوات حديثة في الأمن والسياسة والإعلام تكون على مستوى تلك التحولات الهائلة التي تعد بها الرياض.

والسؤال يجب أن يطرح حول نجاعة القوة الهائلة التي يفترض أن تمتلكها الرياض في العالم، والتي بدا أنه يتم تحديها بخبث سواء داخل الكونغرس الأميركي أو منابر أوروبا أو من خلال تسريبات “المصادر” في أنقرة.

والسؤال يطرح أيضا حول تخبط أولويات تجعل من مصير دولة بحجم السعودية مرتهن لسوء منظومة استخبارات تَعِدُ التدابير الأخيرة بإعادة هيكلتها.

ستخرج السعودية من أزمتها. العالم يحتاج إلى الرياض ويواكب بتأمل وقلق وحيرة مسيرتها الجديدة. ستتقاذف العواصم المواقف والتصريحات، وسيتحرك مبعوثو الدبلوماسية والأمن لإيجاد مخارج للحكاية التي صارت ظاهرة عالمية طغت على كل الحكايات. غير أنه ليس من الحكمة أن لا نتعلم جميعا من هذه التجربة في تثبيت مسلّمة رفض المساس بالصحافة ورجالها وبالمعارضة عموما وشخوصها، ذلك أن رحيل السعودي جمال خاشقجي جريمة تمثل انتكاسة كبرى للسعودية لا يمكن إغفالها.

هو تمرين صعب أن يتأمل المرء الحدث بأدوات العقل فقط دون أن يتسرّب غضب من بين الحروف. اعترفت الرياض بالجريمة، وتعمل على ملاحقة الفاعلين، وربما أكثر من ذلك، فما بالك إذا كان “الأمر أسوأ من جريمة، إنه خطأ”.

*محمد قواص/صحافي وكاتب سياسي لبناني

 

عشية انعقاد مؤتمره العام في اسطنبول : اي دور لاتحاد العلماء المسلمين في المرحلة المقبلة؟

قاسم قصير/موقع عربي 21/25 تشرين الأول/18

يعقد الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين برئاسة العلامة الشيخ يوسف القرضاوي جمعيته العمومية الخامسة ( اي مؤتمره العام) في مدينة اسطنبول ما بين الثالث والثامن من شهر تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل ، ومن المقرر ان يتزامن انعقاد الجمعية العمومية ، مع عقد مؤتمر خاص تحت عنوان : "الاصلاح والمصالحة"، والذي يهدف لدراسة المشكلات والخلافات بين المسلمين اليوم وكيفية مواجهتها. وتأتي اهمية انعقاد المؤتمر العام للاتحاد بعد مرور حوالي 14 سنة على تأسيسه ، مع الاشارة الى ان الاتحاد تأسس عام 2004 في لندن وضم مئات العلماء المسلمين، كما ان هذا المؤتمر يأتي بعد مرور ثمان سنوات على الثورات العربية وما ادت اليه من نتائج سياسية وميدانية واجتماعية في معظم الدول العربية والاسلامية ، وقد كان للاتحاد دورا فاعلا ومباشرا في كل هذه الاحداث ، وفي حين ينظر البعض الى الجانب الايجابي من هذا الدور من خلال دعمه للثورات والشعوب العربية ، فان هناك من يتهم الاتحاد بالقيام بادوار سلبية ادت الى هذا الانهيار في الواقع العربي والاسلامي.

وبين هاتي وجهتي النظر ، اين اصبح الاتحاد اليوم ؟ وما هو دوره المستقبلي ؟ وهل سيستطيع الاتحاد تجاوز الاشكالات والعقبات التي واجهته في السنوات الاخيرة؟

من المعروف ان الاتحاد عندما تأسس في لندن عام 2004 ضم مئات العلماء المسلمين من كافة الدول والاطياف والفئات والاتجاهات الفكرية والمذهبية ، ويعتبر مؤسسو الاتحاد انهم يمثلون عشرات الالاف من العلماء ، ويعبرون عن شريحة واسعة من الشعوب العربية والاسلامية.

وكان ملفتا ان قيادة الاتحاد برئاسة العلامة الشيخ يوسف القرضواي ضمت الى جانبه علماء من ايران وسلطنة عمان والمغرب وموريتانيا ومصر ، وانه كان يمثل معظم المذاهب الاسلامية ، وهو تميز بعدة مميزات ومنها :

1. الإسلامية: فهو اتحاد إسلامي خالص، يتكون من علماء مسلمين، ويعمل لخدمة القضايا الإسلامية، ؛ وهو يمثل المسلمين بكل مذاهبهم وطوائفهم.

2. العالمية: فهو ليس محليا ولا إقليميًا، ولا عربيًا ولا عجميًا، ولا شرقيًا ولا غربيًا.

3. الشعبية: فهو ليس مؤسسة رسمية حكومية، وإنما يستمد قوته من ثقة الشعوب والجماهير المسلمة به. ولكنه لا يعادي الحكومات، بل يجتهد أن يفتح نوافذ للتعاون معها على ما فيه خير الإسلام والمسلمين.

4. الاستقلال: فهو لا يتبع دولة من الدول، ولا جماعة من الجماعات، ولا طائفة من الطوائف.

5. العلمية: فهو مؤسسة لعلماء الأمة، فلا غرو أن يهتم بالعلم وتعليمه وبالتراث العلمي وإحيائه وتحقيقه ونشره.

6. الدعوية: فهو مؤسسة تُعنى بالدعوة إلى الإسلام باللسان والقلم، وكل الوسائل المعاصرة المشروعة.

7. الوسطية: فهو لا يجنح إلى الغلو والإفراط.

8. الحيوية: فلا يكتفي بمجرد اللافتات والإعلانات، بل يُعنى بالعمل والبناء.

لكن التطورات التي حصلت خلال السنين الاخيرة عصفت بالاتحاد وادت الى ابتعاد الكثير من العلماء والشخصيات الاسلامية عنه ، اما بسبب بعض الخلافات المذهبية ، او بسبب تبني الاتحاد لسياسات معينة وضعته في مواجهة دول ومحاور مختلفة ، وكل ذلك حوّل الاتحاد من مؤسسة علمائية جامعة الى مؤسسة تمثل اتجاها محددا داخل الساحة الاسلامية ، واصبح يعتبر لدى البعض الواجهة العلمائية للأخوان المسلمين وبعض التيارات السلفية القريبة من الاخوان ، كما عمدت بعض الدول كالامارات والسعودية ومصر الى وصف الاتحاد با"المجموعة الارهابية" ، ووضع عدد من قيادييه على " لوائح الارهاب"، وطبعا كل هذه الاتهامات مرفوضة.

لكن بالمقابل على المسؤولين في الاتحاد ان يعترفوا اليوم ان هناك خللا كبيرا اصابه وانه يواجه ازمة حقيقية ابعدته عن الشعارات والخصائص التي ميّزته والتي وضعها في ميثاقه الاساسي .

وعلى ضوء كل ذلك المطلوب اليوم وعشية انعقاد المؤتمر الخامس ان تجري مراجعة شاملة لكل المرحلة الماضية ، وتقييم كل النتائج التي حصلت بايجابياتها وسلبياتها ، وعلى ضوء ذلك وضع خطة مستقبلية كي يستعيد الاتحاد دوره الوحدوي الحقيقي ، اضافة لدوره الاصلاحي في الامة والقيام يما يجب لاصلاح الواقع العربي والاسلامي والذي اصيب بندوب وجروح كبيرة خلال السنوات الاخيرة.

ان المؤتمر الخامس لاتحاد العلماء المسلمين ينعقد في ظل التطورات المتسارعة والتداعيات التي حصلت من جراء قتل الصحافي جمال خاشقجي في القنصلية السعودية في اسطنبول وكل التطورات الدولية والاقليمية والمتغيرات في المنطقة ، مما يستدعي اعادة النظر بدور الاتحاد وتحديد موقعه المستقبلي في ظل كل هذه المتغيرات.

 

كندا تدعم الإرهابيين، وتعاملهم كأطفال/ Canada Supports, Infantilizes Jihadis

جوديث بيرغمان/كايتستون/26 حزيران/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/68387/%D8%AC%D9%88%D8%AF%D9%8A%D8%AB-%D8%A8%D9%8A%D8%B1%D8%BA%D9%85%D8%A7%D9%86-%D9%83%D9%86%D8%AF%D8%A7-%D8%AA%D8%AF%D8%B9%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B1%D9%87%D8%A7%D8%A8%D9%8A%D9%8A%D9%86%D8%8C-%D9%88/

إنَّ الحكومة الكندية على استعداد لبذل جهود كبيرة (ومكلِّفة على الأرجح) من أجل "تيسير" عودة الجهاديين الكنديين إلى البلاد، على العكس ممَّا فعلته المملكة المتحدة، على سبيل المثال، التي أسقطت جنسيتها عن المقاتلين في صفوف تنظيم 'داعش' حتى لا يتمكنوا من العودة إلى البلاد.

كثيرًا ما أثبتت محاولات دفع المتطرفين إلى نبذ التطرف أنَّها غير فعالة. ففي المملكة المتحدة على سبيل المثال، يُظهر تقرير حكومي جديد أنَّ الغالبية العظمى من برامج نبذ التطرف لم تكُن غير فعَّالة فحسب، بل إنَّها أتت بنتائج عكسية، وأنَّ المسؤولين عن تنفيذ هذه البرامج "... كانوا يرفضون الحديث بشأن بعض المواضيع خوفًا من أن تُثار مسائل عرقية أو دينية قد تؤدي إلى إظهارهم على أنَّهم يمارسون التمييز".

في فرنسا، أُغلق المركز الأول والوحيد المعني بنبذ التطرف في البلاد في أيلول/سبتمبر 2017 بعد عام واحد فقط من إنشائه، دون أن ينجح في أن يدفع ولو شخص واحد إلى نبذ التطرف. بل على العكس، تشير التقارير إلى أنَّ ثلاثة من المشاركين كانوا يتصرفون كما لو كان المركز "أكاديمية للجهاديين".

وفقًا لوثائق حكومية حصلت عليها شبكة 'غلوبال نيوز' (Global News) الإخبارية، فإنَّ الكنديين الذين يسافرون إلى الخارج من أجل ارتكاب أعمال إرهابية - أي بعبارة أخرى، الجهاديين - لديهم "الحق في العودة" إلى البلاد. وهم لا يتمتعون بالحق في العودة فحسب، بل "... وحتى إذا تورط مواطن كندي في أنشطة إرهابية خارج البلاد، يجب على الحكومة أن تيسِّر عودته إلى البلاد"، كما تذكر إحدى الوثائق.

ووفقًا للحكومة، فلا يزال هناك 190 مواطنًا كنديًّا متطوعين كإرهابيين خارج البلاد. وأغلبهم موجودون في سوريا والعراق، في حين عاد إلى كندا بالفعل 60 منهم. وتفيد التقارير بأنَّ الشرطة تتوقع موجة جديدة من العائدين على مدى الشهرين المقبلين.

والحكومة الكندية على استعداد لبذل جهود كبيرة (ومكلِّفة على الأرجح) من أجل "تيسير" عودة الجهاديين الكنديين إلى البلاد، على العكس ممَّا فعلته المملكة المتحدة، على سبيل المثال، التي أسقطت جنسيتها عن المقاتلين في صفوف تنظيم 'داعش' حتى لا يتمكنوا من العودة إلى البلاد. وقد أنشأت الحكومة الكندية فرقة عمل أسمتها "فرقة العمل المشتركة بين الوزارات المعنية بالعائدين الشديدي الخطورة" بهدف القيام بما يلي، وفقًا لوثائق حكومية:

"... أن تتيح لنا أن نحدد سويًّا التدابير التي يمكن اتخاذها بهدف الحد من الخطر الذي قد يمثله هؤلاء الأفراد أثناء عودتهم إلى كندا. ويمكن أن تشمل تلك التدابير إرسال ضباط إلى خارج البلاد لجمع الأدلة عن هؤلاء العائدين قبل المغادرة، أو احتجازهم من جانب الشرطة الكندية لدى وصولهم إلى كندا".

ويمكن أيضًا الاستعانة بضباط سريين "من أجل التواصل مع المسافرين الشديدي الخطورة بهدف جمع الأدلة أو مراقبتهم أثناء رحلة عودتهم إلى الوطن".

وفي اللغة الجديدة المعقَّمة التي تستخدمها الحكومة الكندية، والتي تبدو كأنَّها مأخوذة من كتابات 'أورويل'، لا يُعتبر الإرهابيون جهاديين غادروا كندا من أجل ارتكاب أبشع الجرائم، مثل التعذيب والاغتصاب والقتل، أثناء قتالهم في صفوف تنظيم 'داعش' في سوريا والعراق، بل هم "مسافرون شديدو الخطورة" و"عائدون شديدو الخطورة"

وتدرك الحكومة تمامًا المخاطر الأمنية التي تُعرِّض لها المواطنين الكنديين: فوفقًا للوثائق الحكومية المذكورة، "يمكن أن يمثل العائدون الشديدو الخطورة تهديدًا كبيرًا للأمن الوطني في كندا". ويطرح ذلك سؤالًا بشأن دوافع الحكومة الكندية التي تجعلها شديدة الحرص على تيسير تمتُّع هؤلاء الأشخاص "بحق العودة" - في الوقت الذي يُفترض فيه أنَّ مسؤولية الحكومة الأولى هي ضمان أمن المواطنين الكنديين الملتزمين بالقانون.

ولا يبدو كذلك أنَّ الحكومة تأمل أن يواجه الإرهابيون العائدون إلى كندا تهمًا جنائية. فحتى نهاية عام 2017، لم تكُّن حكومة رئيس الوزراء 'جاستن ترودو' (Justin Trudeau) قد وجَّهت اتهامات سوى لاثنين من مقاتلي تنظيم 'داعش' العائدين إلى كندا فحسب. وقال وزير السلامة العامة 'رالف غوديل' (Ralph Goodale) آنذاك: "هذه مسألة تثير حيرة البلدان في مختلف أنحاء العالم بشأن كيفية الانتقال من الناحية العملية... من مرحلة جمع المعلومات الاستخباراتية إلى مرحلة إعداد القرائن وإثبات الاتهامات".

وتصف الوثائق قضايا الإرهاب بأنَّها "قضايا معقدة وتتطلَّب الكثير من الموارد"، مشيرة إلى الصعوبات التي تواجهها التحقيقات في جرائم الإرهاب. وتحذِّر الوثائق من أنَّ "الأدلة قد لا تكون كافية للإثبات الاتهامات"، ومن ثمَّ، ستكون الحكومة مضطرة إلى أن "تعمل على الحد من التهديدات من خلال بذل الجهود خارج نظام العدالة الجنائية".

ويمكن أن تشمل هذه الجهود إرسال "فريق تدخل" يمكنه "التواصل مع العائد وأسرته من أجل فتح الباب أمام الحوار مع الشخص المعني، والمساعدة في دعم تحوُّله عن أيديولوجيته المتطرفة وسلوكه في الماضي... وفي حين أنَّ هؤلاء الأشخاص يمكن أن يكونوا قد تورطوا في أعمال إرهابية خارج البلاد وخرقوا القانون، فليس جميع العائدين إلى كندا ممَّن لا يزالون يشكِّلون تهديدًا — فقد يكونوا الآن قد انفضُّوا عن القضية" أو "... قد يكونوا قد فقدوا اهتمامهم بالعنف".

فيا للارتياح الذي ينبغي أن يشعر به الكنديون وهم يرون حكومتهم تعمل من أجل إرضاء رغبات الإرهابيين في الوقت الذي تتظاهر فيه بأنَّ هناك فرصة أن يغيِّر الجهاديون العائدون فجأة من أساليبهم.

وكثيرًا ما أثبتت محاولات دفع المتطرفين إلى نبذ التطرف أنَّها غير فعالة. ففي المملكة المتحدة على سبيل المثال، يُظهر تقرير حكومي جديد أنَّ الغالبية العظمى من برامج نبذ التطرف لم تكُن غير فعَّالة فحسب، بل إنَّها أتت بنتائج عكسية، وأنَّ المسؤولين عن تنفيذ هذه البرامج "... كانوا يرفضون الحديث بشأن بعض المواضيع خوفًا من أن تُثار مسائل عرقية أو دينية قد تؤدي إلى إظهارهم على أنَّهم يمارسون التمييز". وفي فرنسا، أُغلق المركز الأول والوحيد المعني بنبذ التطرف في البلاد في أيلول/سبتمبر 2017 بعد عام واحد فقط من إنشائه، دون أن ينجح في أن يدفع ولو شخص واحد إلى نبذ التطرف. بل على العكس، تشير التقارير إلى أنَّ ثلاثة من المشاركين كانوا يتصرفون كما لو كان المركز "أكاديمية للجهاديين".

تبدو الحكومة الكندية على استعداد لبذل جهود كبيرة من أجل "تيسير" عودة الجهاديين الكنديين إلى البلاد. بيد أنَّ محاولات دفع المتطرفين إلى نبذ التطرف في البلدان الغربية كثيرًا ما أثبتت عدم فعاليتها. ففي فرنسا، أُغلق المركز الأول والوحيد المعني بنبذ التطرف في البلاد (في الصورة) في أيلول/سبتمبر 2017 دون أن ينجح في أن يدفع ولو شخص واحد إلى نبذ التطرف. (مصدر الصورة: برنامج '28 دقيقة' - لقطة مأخوذة من مقطع فيديو خاص بقناة ARTE)

ومن الواضح أنَّ بعض أعضاء الحكومة الكندية يدركون أنَّ جهود نبذ التطرف من هذا النوع تكاد تكون بلا طائل. ففي تشرين الثاني/نوفمبر 2017، قال وزير السلامة العامة 'رالف غوديل': "يجب منع المشكلة قبل نشوئها. فعندما يدخل أي شخص إلى منطقة حرب ويشارك عن قصد في أنشطة لها علاقة بالإرهاب، تكون القدرة على تحويلهم عن ذلك الطريق محدودة للغاية".

ولكن لا يُتوقع أن تزعج هذه الحقائق رئيس الوزراء 'جاستن ترودو' الذي يبدو أنَّه يقارن بين مقاتلي تنظيم 'داعش' العائدين إلى كندا والمهاجرين الإيطاليين واليونانيين الذين استقروا في مونتريال في الأعوام التالية للحرب العالمية الثانية. فقد قال 'ترودو' "نحن نعلم بالفعل أنَّ شخصًا تورَّط في هذه الأيديولوجية الكريهة ثمَّ تحوَّل عنها يمكن أن يكون صوتًا قويًّا للغاية من أجل منع التطرف" — ولكن يبدو أنَّه يتجاهل الأدلة التي تشير إلى أنَّ قلَّة قليلة هي التي تدير ظهرها فعلاً للأفكار الجهادية.

وربما يكون اهتمام حكومة 'ترودو' بالجهاديين وأتباع الحركة الإسلامية أكثر من اهتمامها بكندا. ففي أوائل أيار/مايو، كشفت صحيفة 'تورونتو صن' (Toronto Sun) أنَّ 'رابطة مسلمي كندا' (Muslim Association of Canada) التي تربطها صلات بمنظمات إرهابية ستحصل على 10 منح من برنامج منح الوظائف الصيفية الخاص بالحكومة الكندية[1] من أجل تمويل أنشطتها في مختلف أنحاء مقاطعة أونتاريو.

ووفقًا لما ذكرته صحيفة 'أونتاريو صن' فإنَّ "الرابطة قدَّمت 296,514 دولارًا بين عامي 2001 و2010" لمؤسسة 'عرفان - كندا' (IRFAN-Canada). وأثناء تلك الفترة، وتحديدًا بين عامي 2005 و2009 "نقلت مؤسسة 'عرفان - كندا' ما قيمته 14.6 مليون دولار من الموارد إلى منظمات مختلفة مرتبطة بحركة 'حماس'". ويُعتبر كلٌّ من 'رابطة مسلمي كندا' ومؤسسة 'عرفان - كندا' من المنظمات المرتبطة بجماعة الإخوان المسلمين. وفي عام 2014، صنَّفت الحكومة الكندية برئاسة رئيس الوزراء 'ستيفن هاربر' (Stephen Harper) مؤسسة 'عرفان - كندا' على أنَّها كيان إرهابي.

وتعمل حكومة رئيس الوزراء 'جاستن ترودو' حاليًّا من أجل تيسير عودة إرهابيي تنظيم 'داعش' إلى كندا، وتقدِّم منحًا حكومية إلى منظمات إسلامية لتذهب في نهاية المطاف لتمويل جماعات إرهابية محظورة. والسؤال إذن، لصالح أيِّ جهة تعمل الحكومة الكندية حقًّا؟

'جوديث بيرغمان' (Judith Bergman) صحفية ومحامية ومحللة سياسية.

[1] الوظائف الصيفية في كندا (CSJ): وفقًا للموقع الإلكتروني الخاص بالحكومة، برنامج يقدِّم دعمًا ماليًّا لمساعدة أصحاب الأعمال على توفير الأجور من أجل إيجاد وظائف للطلاب في المرحلة الثانوية وما بعد الثانوية. ويرحب البرنامج بالطلبات المقدمة من أصحاب الأعمال الصغيرة والمنظمات غير الهادفة للربح والقطاع العام والمنظمات القائمة على العقيدة التي توفر وظائف صيفية جيدة للطلاب.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

رئيس الجمهورية تسلم مطالب بلدة المية ومية: الوضع داخل المخيم قيد المعالجة لازالة اسباب الاضطرابات ومنع الاحتكاك بين سكانه

الخميس 25 تشرين الأول 2018 /وطنية - اكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، ان "الجيش سيواصل اتخاذ التدابير اللازمة للمحافظة على الامن والاستقرار في منطقة المية ومية بعد الاشكالات الامنية التي وقعت داخل المخيم وطاولت شظاياها البلدة".

وابلغ الرئيس عون راعي ابرشية صيدا ودير القمر وتوابعهما للروم الكاثوليك المطران ايلي حداد الذي استقبله قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، مع وفد ضم رئيس بلدية المية ومية رفعت بو سابا وكهنة البلدة والمختارين، ان "الاجراءات الميدانية التي اتخذها الجيش من شأنها ان تمنع اي اعتداء على البلدة وسكانها"، مؤكدا ان "الوضع داخل المخيم هو ايضا قيد المعالجة لازالة الاسباب التي ادت الى وقوع اضطرابات فيه ومنع الاحتكاك بين سكانه". وشكر المطران حداد واعضاء الوفد المرافق الرئيس عون على "الاهتمام الذي ابداه تجاه ابناء بلدة المية ومية للمحافظة على امنهم وسلامتهم"، متمنين "وضع حد نهائي للاضطرابات التي تقع من حين الى آخر داخل المخيم وفي محيطه". وتسلم الرئيس عون مذكرة باسم اهالي المنطقة تضمنت ابرز المطالب وابرزها اعفاء اصحاب العقارات في المخيم من كافة الرسوم وتحرير العقارات والمنازل في منطقة الهمشري العقارية ومعالجة الوضع وازالة التعديات في المخيم.

ابو مرعي

الى ذلك، كانت للرئيس عون لقاءات ديبلوماسية، فاستقبل النائب من اصل لبناني في برلمان جمهورية لاتفيا الدكتور حسام ابو مرعي ترافقه زوجته الوزيرة السابقة ليندا مورنيس، واطلع منه على اوضاع الجالية اللبنانية في لاتفيا وعلى العلاقات بين البلدين وسبل تطويرها.

وشكر النائب ابو مرعي الرئيس عون على تعيينه قنصلا فخريا للبنان في لاتفيا.

خليفة

وفي قصر بعبدا، سفير لبنان المعين لدى الاكوادور ناجي خليفة لمناسبة تسلمه مهامه الديبلوماسية، وقد تمنى له رئيس الجمهورية التوفيق وزوده بتوجيهاته.

 

بري ترأس اجتماع هيئة مكتب المجلس واستقبل رياض سلامة الفرزلي: تعيين جلسة تشريعية ارتبط بتطور الواقع الحكومي في اليومين المقبلين

الخميس 25 تشرين الأول 2018 /وطنية - ترأس رئيس مجلس النواب نبيه بري، قبل ظهر اليوم، في عين التينة، اجتماع هيئة مكتب المجلس، في حضور نائب رئيس المجلس ايلي الفرزلي والنواب: مروان حمادة، سمير الجسر، الان عون، ميشال موسى واغوب بقرادونيان، والامين العام للمجلس عدنان ضاهر والمدير العام محمد موسى. وبعد الاجتماع قال الفرزلي: الاجتماع مقرر لدرس جدول الاعمال المقترح لانعقاد جلسة تشريعية عامة، وجرت مناقشة كل بنود جدول الاعمال المزمع طرحها على الهيئة العامة. وارتبط تعيين موعد الجلسة بتطور الواقع الحكومي في اليومين المقبلين على امل ان يكون هناك خير، واذا لا سيتم تعيين الموعد في اقرب وقت ممكن بعد ان يكون قد وزع جدول الاعمال على السادة النواب جميعا. كما جرت المناقشة لكل بنود جدول الاعمال المقترحة للجلسة التشريعية المقبلة. وردا على سؤال حول عدد مشاريع واقتراحات قوانين المدرجة على جدول الاعمال قال الفرزلي: "عديدة".

جاكم مصرف لبنان

ثم استقبل الرئيس بري حاكم مصرف لبنان رياض سلامة وعرض معه للوضع المالي. كما استقبل النائب السابق ناصر قنديل وعرض معه للوضع العام.

 

الحريري استقبل وفدا نيابيا فرنسيا ورئيسة مكتب الدفاع في المحكمة الدولية رايبرن: نعمل مع شركائنا اللبنانيين من أجل الحل في سوريا

الخميس 25 تشرين الأول 2018 /وطنية - استقبل رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري مساء اليوم، في "بيت الوسط"، نائب مساعد وزير الخارجية الأميركية لشؤون المشرق والمبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا جويل رايبرن، ترافقه سفيرة الولايات المتحدة الأميركية في لبنان اليزابيث ريتشارد. بعد اللقاء، قال رايبرن: "أنا سعيد جدا بزيارة بيروت اليوم، حيث كان لي سلسلة من اللقاءات مع وزراء ونواب وأعضاء من القطاع الخاص اللبناني. أنا هنا للحصول على النصيحة حول كيف يمكن للولايات المتحدة أن تساعد لبنان في المضي قدما باتجاه إيجابي، وكيف يمكننا أن نعمل معا من أجل مصالحنا المشتركة، سعيا لإحلال الاستقرار والأمن الإقليميين. وأنا سعيد جدا الآن لتمكني من الحصول على الفرصة لتبادل الآراء والمشورة مع الرئيس الحريري". أضاف: "أنا هنا لأتحدث عن لبنان ومن أجل لبنان، خاصة وأن لدينا شراكة وطيدة مع هذا البلد، ونريد دائما أن نوسع تلك الشراكة. كما أن سوريا تشكل مصدر قلق كبير للبنان، تماما كما هو الحال بالنسبة للولايات المتحدة. لذلك نحن هنا مع شركائنا اللبنانيين للعمل نحو هدف مشترك من أجل الحل في سوريا".

وفد نيابي فرنسي

ثم استقبل الرئيس الحريري وفدا نيابيا فرنسيا مشتركا من مجلسي الشعب والشيوخ، برئاسة رئيسة لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشعب ماريال دو سارنيز ورئيس لجنة الشؤون الخارجية لدى مجلس الشيوخ كريستيان كامبون، في حضور سفير فرنسا في لبنان برونو فوشيه. وجرى خلال اللقاء عرض لآخر المستجدات في لبنان والمنطقة والعلاقات الثنائية بين البلدين.

دوهيلين

وكان الرئيس الحريري قد استقبل رئيسة مكتب الدفاع في المحكمة الدولية الخاصة بلبنان دوروتيه لوفرابيه دوهيلين.

أودونوفان

كما التقى الرئيس السابق لجامعة جورج تاون الأب ليو أودونوفان الذي أوضح على الأثر أنه يزور بيروت للبحث في مسألة اللاجئين السوريين في لبنان والمنطقة واستطلاع أوضاعهم.

 

تخاطب راق جدا" يدلل على أن المشكلة تكمن حصرا" في التنافس على تقاسم فتات مائدة "السلطة" ليس إلا.

25 تشرين الأول/18

ça vole vraiment très bas!

الرياشي لـmtv عما اذا كانت هذه الاطلالة ستكون الاخيرة له كوزير: كل شيء وارد

ال الرياشي لـmtv: أنا اخترت سمير جعجع منذ كنت طالبا وليس العكس وجعجع لا يضحي بأحد

الرياشي لـmtv: لم يلغ موعدي في القصر الجمهورية بسبب مقال انما بسبب حالة طارئة كما قال الرئيس عون وانا اصدق الرئيس

بو صعب لـmtv: من دون لف ودوران نَفَسي لم يكن موجودا في الغاء موعد الرياشي لانني لم اكن في لبنان

بو صعب لـmtv: فوجئنا بما صدر في احدى الوسائل الاعلامية عن لسان الرياشي بعد اللقاء الاخير الذي حصل بين الرئيس عون والرياشي والاتفاق على إصدار بيان مشترك

الرياشي لـmtv: قلت للرئيس عون إن هناك مصلحة للمسيحي أن يعرف حقيقة ما يجري بيننا لانه ليس هناك أي خلاف جوهري أو شخصي إنما اختلاف بالمقاربات الرياشي لـmtv: انا لا أنقل كلاما عن لسان الرئيس عون إلا إذا طلب مني ذلك والكلام الذي سلّمني إياه يبقى بيني وبينه

الرياشي لـmtv: ميشال عون لا يلغي اجتماعا من أجل مقال صحافي ولا أقبل بالحديث عن الرئيس بهذا الشكل

بو صعب لـmtv: لا نريد "تشليح" "القوات" حقيبة إنما الحفاظ على ما لدينا ولا نمانع حصولهم على حقيبة سيادية أو اساسية

الرياشي لـmtv: الرئيس المكلف عرض علينا وزارة العدل بناء على كلام بينه وبين الرئيس عون وكلام جعجع عن أن "يضحك كثيرا من يضحك أخيرا" لا يقصد به رئيس الجمهورية

بو صعب لـmtv: حزب الله قرر اليوم استعادة حقيبته الاساسية وطالب بالصحة بعدما كان الثنائي الشيعي قد تنازل عن حصته بالاشغال في الحكومة السابقة لصالح تيار المردة

الرياشي لـmtv: فليوقع عون والحريري على مرسوم حكومة فيه حقيبة "سيادية" لـ"القوات" "واللي بدو يعترض يروح يعترض"

بو صعب لـmtv: فليعرضوا على الرئيس عون احدى الوزارات السيادية الاخرى وحينها لن يتمسك بوزارة العدل

بو صعب لـmtv: رئيس الجمهورية مؤتمن وقسم اليمين على الدستور ووزارة العدل بحاجة الى مشروع تطويري وكل لبناني يعرف كم القضاء بحاجة الى عمل ومكننة واستقلالية

الرياشي لـmtv تعليقا على كلام بو صعب حول ضرورة أن تكون وزارة "العدل" من حصة رئيس الجمهورية: لم أؤمن بكلامه

بو صعب لـmtv: رئيس الجمهورية لم يكن يوما يريد تكريس حقيبة معينة من حصته وبإمكانه الحفاظ على الدستور من خلال "المال" والامن والقضاء ولكن "المال" من حصة "حركة أمل" و"الداخلية" من حصة "المستقبل" وهو لديه خطة للقضاء

بو صعب لـmtv: الرئيس عون لم يرفض إنما طالب بأن تكون حصة رئيس الجمهورية بالدستور في عهد الرئيس ميشال سليمان

الرياشي لـmtv: المناصفة الطائفية تطبق فقط في الفئة الاولى ونحن دافعنا عن المراقبين الجويين والناجحين في مجلس الخدمة المدنية في مجلس الوزراء

بو صعب لـmtv: أجريت مباراة في وزارة التربية لادخال أساتذة للتعليم الثانوي ولم أتوقف يومها عند التوازن الطائفي الذي لم يكن موجودا في الدورة

الرياشي لبو صعب عبر mtv: لا يمكنني أن اقول لك كل ما يجري بيني وبين رئيس الجمهورية

بو صعب لـmtv: هناك مرسوم وحيد للناجحين تدرسه الدوائر القانونية في القصر الجمهوري وبعض المراسيم لم يحصل إتفاق حولها في مجلس الوزراء ولم تصل الى بعبدا

الرياشي لبو صعب: لم يهمّكم من اتفاق معراب الا انتخابنا لرئيس الجمهوريّة

الرياشي لـmtv: نحن حريصون على صلاحيات رئيس الجمهورية وحددنا حصته بـ3 وزراء في تفاهم معراب ونحن نفذنا المطلوب منا في التفاهم وعلى الفريق الآخر ان ينفذ المطلوب منه

بو صعب لـmtv: أريد أن أعلم أين شن وزراء "القوات" في الحكومة السابقة هجوما على غير وزراء "التيار"؟

الرياشي لـmtv: "مش كل واحد عطس بالصين بيصير ضدّ العهد"

الرياشي لبو صعب: "شو بدّي جبلك اكتر من رئيس جمهورية؟ بدك إمبراطور الصين؟"

بو صعب: "القوات" هربوا من انتخاب فرنجيّة الى اتفاق معراب

بو صعب للرياشي عبر الـmtv: رئيس الجمهورية صنع في لبنان ونفتخر به و"امبراطور الصين" خليلك ياه

الرياشي لـmtv: لم يكن الخلاف يوماً بين "التيار" و"القوات" عقائديا وأنا من كتب كلمات "أوعا خيك" ولكن لا تجعلني يوما أصرخ

الرياشي لبو صعب: "رح تجي وزير ما ضروري تبيّض وجّ مع باسيل"

الرياشي لبو صعب: من هو رئيس الجمهورية أنتم أم "حزب الله"؟

بو صعب للرياشي: طلب منّي كنعان أن أقول لك "بلا هالمسرحيّات"

 

بو صعب: يحق لرئيس الجمهورية بحصة وزارية فهل نأخذ منه آخر ما تبقى له من صلاحيات؟

الخميس 25 تشرين الأول 2018 /وطنية - قال النائب الياس بو صعب في برنامج صار الوقت عبر محطة "أم تي في" إنه "اتفق في بعبدا على بيان مع الوزير رياشي وبعدها تفاجأنا بشيء مختلف على احد التلفزيونات وكأنه محضر "مختلف" عما جاء في الاجتماع".

اضاف أن "خلاصة المشكلة مع القوات التباس في التصاريح ادى الى سوء تفاهم". وأكد: "لم نحاول أخذ اي حقيبة من "القوات اللبنانية" انما أردنا الحفاظ عما لدينا. ارتأى حزب الله وامل التنازل عن الحصة الشيعية في الوزارات الاساسية لصالح المرده (الاشغال) في الحكومة الحالية. وقرر حزب الله في هذه الحكومة (قيد التشكيل) استرجاع حقه بحصة اساسية". وتابع: "فخامة الرئيس يسعى لاقامة مؤتمر في موضوع العدل ويريد المضي باصلاحات كبيرة بكل ما يتعلق بالمواطن والمحاكم وقصور العدل. لفخامة الرئيس رؤية للعدل وهو يعتبر "اذا كان العدل بخير يكون لبنان بخير". ومن الطبيعي أن يحافظ الرئيس عون على القوانين ووزارة العدل بحاجة إلى مشروع تطويري ولدى الرئيس عون مشروع بموضوع العدل سنشهد عليه في المرحلة المقبلة لإصلاح القضاء.

ولفت إلى أن "حقيبتين من اصل 3 من الحقائب الاساسية للمسيحيين هي لنا ونحن محافظون عليها ولن نتنازل عنها. فخامة الرئيس يسعى إلى ان تكون بين يديه وزارة او اثنتان اساسيتان لكي يتمكن من السير ببرنامجه الاصلاحي والتغييري". وأضاف بو صعب: "رئيس الجمهورية كان يحق له قبل الطائف تسمية الوزراء، اليوم يحق له بحصة وزارية فهل نأخذ منه آخر ما تبقى له من صلاحيات بعد الطائف؟ لا يجب ان نأخذ ما تبقى من صلاحيات لرئيس الجمهورية بعد الطائف".  وقال: "الامن اليوم مرتبط بالقضاء عبر وزارة الداخلية". ورأى أن "الجيش اللبناني لا يجب ان يتدخل بالامن الداخلي". ولفت إلى أن "هناك مرسوما في بعبدا تدرسه الدوائر القانونية يتعاطى مع موضوع مجلس الخدمة المدنية والرئيس عون لا ينظر للأمر من منطلق طائفي".نظمت امتحانات في وزارة التربية لـ 2000 استاذ نجح من بينهم 70 % مسلمين ووقعت المرسوم. لم اعرقله بسبب التوازنات الطائفية. كل من قدم على مجلس الخدمة المدنية ونجح... يجب أن يمارس مهنته وعمله". وفي موضوع التعيينات للناجحين في مجلس الخدمة المدنية قال: "بعض المراسيم لم تذهب الى القصر الجمهوري بعد".

 

الرياشي:على الرئيسين عون والحريري التوقيع على تشكيلة حكومة لدى القوات فيها حقيبة سيادية وعندها فليعترض من لديه مشكلة

الخميس 25 تشرين الأول 2018 /وطنية -أشار وزير الاعلام في حكومة تصريف الاعمال ملحم الرياشي في حديث الى برنامج "صار الوقت" عبر شاشة "ام تي في"، الى انه هو من اختار سمير جعجع "وليس هو من اختارني"، مؤكدا ان جعجع "لا يضحي بأحد بل يضحي بنفسه من اجل كل الناس". وقال : "سواء شاركت انا في الحكومة ام لم اشارك فأنا على ثقة بأن القوات اللبنانية ستتمثل خير تمثيل". وعن الغاء موعده الاخير مع رئيس الجمهورية، لفت الى ان "الرئيس ميشال عون قال انه كان لديه حالة طارئة لإلغاء موعدي وأنا أصدقه".

اضاف الرياشي: "تمنيت على الرئيس عون بأن يطلب من الوزير باسيل أن يلتزم بما يقوله عبر تويتر"، مشيرا الى انه قال للرئيس عون "ان هناك مصلحة للرأي العام المسيحي خصوصا ان يعرف طبيعة الامور التي تجري بيننا".

وأكد الرياشي انه "لا ينقل كلاما عن لسان الرئيس عون الا اذا طلب مني هو ذلك"، وقال: "الكلام الذي قاله لي رئيس الجمهورية يبقى بيني وبينه ولن اقوله لاحد". وأكد ان "تطيير اجتماع الامس بسبب امر طارىء لدى الرئيس"، مشددا على ان الرئيس عون "لا يلغي اجتماعا مع وزير بسبب مقال صحافي". ولفت الى ان "الرئيس المكلف عرض علينا وزارة العدل بعد تواصل بينه وبين الرئيس عون"، مشيرا الى انه "نقل إلينا ان حديث الدكتور جعجع إلى "لبنان الحر" هو ما دفع بالرئيس عون للتمسك بوزارة العدل ولكن لا أعتقد ان الرئيس عون يتصرّف بهذا الشكل".

ولفت الى ان التيار الوطني الحر "وضع قواعد عدة ومن ثم لم يعمل بأي منها وتراجع عنها كذلك لم يرض بالسير بالحصص وفق اتفاق معراب"، معتبرا ان المنطق هو "بالعودة إلى اتفاق معراب، وعلى الرئيسين عون والحريري التوقيع على تشكيلة حكومة لدى القوات فيها حقيبة سيادية، وعندها فليعترض من لديه مشكلة"، مشيرا الى ان "كل وزراء الحكومة هم وزراء رئيس الجمهورية". ورأى الرياشي ان المقاربة التي يطرحها التيار الحر في موضوع الحصص "تؤدي الى مخالفة الدستور وتوزيع الصلاحيات بين قطب وآخر"، معتبرا انهم "يعملون مقاربة تهدد المكونات العميقة التي تقوم عليها البلد"، مشددا على ان القوات "غير موافقة على مقاربة ادارة الحكم بينها وبين التيار الوطني الحر"، معلنا اننا "لم نصل بعد الى منطق الدولة الذي نريده من عهد الرئيس عون". واشار الرياشي الى انه "قام بامتحان للوصول إلى رئيس مجلس إدارة تلفزيون لبنان وتم عرقلة هذا الملف والعديد من الملفات الأخرى"، معتبرا ان "المناصفة تطبّق في وظائف الفئة الأولى وأما دون ذلك فهي حسب نتائج الامتحانات". واعتبر ان على الوزير "لأي حزب انتمى او حقيبة تسلم ان يخدم كل اللبنانيين"، لافتا الى انه "في تجربتي الوزارية لم أفكر طائفيا بل كل اللبنانيين سواسية أمام القانون". واكد الرياشي ان "لا احد يريد المس بصلاحيات رئيس الجمهورية ونحن لا نريد إلا اتفاق معراب كاملاً في حين ان التيار أراد من اتفاق معراب فقط بند انتخاب العماد عون رئيس الجمهورية"، مشيرا الى اننا "طرحنا العديد من المرات ان نقوم بتشكيل لجنة مشتركة لدراسة الملفات كما ورد في اتفاق معراب وتم تجاهل الموضوع". ورأى ان الاتفاق بين جعجع وعون "بني على قناعة سياسية وجدانية استراتيجية بدأ منذ 30 سنة وهذه توازي الجمهورية القوية"، معتبرا ان "الأساس في اتفاق معراب هو الا يتحول الاختلاف إلى خلاف ومن هنا لقائي بالوزير جبران باسيل".

واشار الرياشي الى ان "الوزير نهاد المشنوق صديق للقوات اللبنانية ولكن نحن من أوقف مناقصة المعاينة الميكانيكية"، مشددا على ان القوات "لم تستهدف الوزير أبي خليل بسبب خطه السياسي بل نحن رفضنا بعض المناقصات التي لا تستوفي الشروط وقبلنا بغيرها التي تستوفي الشروط".

وشدد الرياشي على ان "ما قام به سمير جعجع لم يقم به أي ماروني في تاريخ لبنان"، مؤكدا انه "ولا مرة كان هناك خلاف عقائدي بين القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر"، وقال : "انا كتبت كلمات اوعى خيك، لكن لا تجعلني يوما ما اصرخ، ونحن من ندافع عن كرامة ميشال عون".

وسأل الرياشي: "لماذا قام التيار الوطني الحر بالتفاهم مع القوات اللبنانية ما زال كان باستطاعته الوصول إلى السلطة من دوننا؟". وتوجه الرياشي الى الرئيس الحريري بالقول: "اطلب من الرئيس سعد الحريري ان يعطي حقيبة للدفاع الى القوات اللبنانية والرئيس عون سيوقع المرسوم".

 

باسيل أمام الجالية اللبنانية في بولونيا: الحكومة ستتشكل قريبا جدا وهدفنا النهوض بالاقتصاد ومكافحة الفساد

الخميس 25 تشرين الأول 2018 / وطنية - أكد وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل أمام الجالية اللبنانية في بولونيا أن "الحكومة ستتشكل قريبا جدا، وإن شاء الله قبل الذكرى السنوية الثانية لانتخاب رئيس الجمهورية العماد ميشال عون"، وقال: "مهما حققنا من إنجازات، فنحن مدعوون الى المزيد، وهدفنا النهوض بالاقتصاد ومكافحة الفساد بعدما ثبت العهد استقرار الأمن وأنجز الانتخابات". أضاف: "لا يمكن ان يطلب الأوروبيون منا ما لا يقبلونه على أنفسهم، فكلما طال النزوح خربت سوريا وتضرر لبنان".

أردنوفسكي

من جهة ثانية، بحث الوزير باسيل مع وزير الزراعة البولوني جان أردنوفسكي في "فتح الاسواق البولونية امام المنتوجات الزراعية اللبنانية".

 

سامي الجميل اختتم جولته في كندا بالمشاركة في المؤتمر الدولي للبرلمانيين: تقدم ملحوظ للبنان على صعيد المساواة الجندرية

الخميس 25 تشرين الأول 2018 /وطنية - عاد رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميل الى بيروت، منهيا جولة في كندا استمرت اسبوعا، زار في خلالها مونتريال وتورونتو وأوتاوا، واختتمها بالمشاركة في "المؤتمر الدولي السابع للبرلمانيين" الذي انعقد في مدينة أوتاوا في 22 و23 تشرين الحالي وتناول تنفيذ برنامج عمل المؤتمر الدولي للسكان والتنمية. وكانت للنائب الجميل مداخلة، تناولت "التحديات التي تواجه لبنان والدول العربية في القضايا المتعلقة بالمساواة بين الجنسين والصحة الجنسية والإنجابية"، استهلها بالحديث عن "التقدم الملحوظ الذي حققه لبنان في خلال السنوات العشر الأخيرة على صعيد المساواة الجندرية، لجهة إقرار المجلس النيابي اللبناني قوانين عدة، أبرزها: قانون إلغاء جرائم الشرف الذي كان قد تقدم به الجميل العام 2010 وأقر في العام التالي، قانون حماية المرأة وسائر أفراد الأسرة من العنف الأسري، مكافحة وتجريم الاتجار بالبشر، إلغاء المادة 522 من قانون العقوبات التي كانت تعفي المغتصب من مسؤوليته الجزائية في حال زواجه من ضحيته، رفع مدة اجازة الأمومة من 49 يوما الى 70 يوما، المساواة في التعويضات العائلية بين الرجل والمرأة في القطاع العام وإعطاء المرأة حق الترشح للانتخابات البلدية في بلدتها الأم". كما عرض في مداخلته التحديات "التي ما زالت تعترض المساواة بين المرأة والرجل في لبنان، وفي مقدمها عدم إقرار كوتا نسائية في الانتخابات النيابية"، واشار الى "اقتراح قانون كان تقدم به باسم كتلة نواب الكتائب اللبنانية لاقرار كوتا جندرية بنسبة 30% في الانتخابات النيابية والبلدية"، مؤكدا ان "حزب الكتائب هو الوحيد الذي صوت لصالح إقرار الكوتا الجندرية في المجلس النيابي". وتناول الجميل "قانون التحرش الجنسي، الذي هو قيد المناقشة حاليا في اللجان النيابية، اضافة الى عدم تجريم فعل الزنى والاكتفاء باعتباره سببا من أسباب حل الزواج". وتطرق الى "قوانين الأحوال الشخصية التي ما زالت تميز بشكل فاضح بين المرأة والرجل، لا سيما في ما يتعلق بالميراث والحضانة والولاية على الأطفال". كما تطرق الى "قانون منع زواج القاصرات وتحديد سن الزواج ب18 سنة كحد ادنى"، لافتا الى "النقاشات المتقدمة التي تحصل في اللجان النيابية حول هذا الموضوع، ودافع عن حق المرأة في اعطاء الجنسية لاولادها وضرورة إقرار الزواج المدني الاختياري في لبنان ضمانا لحقوق المرأة والمساواة بين الجميع". واشار المكتب الاعلامي للنائب الجميل الى ان "المشاركين في المؤتمر أشادوا بدور النائب الجميل في هذا الإطار، وباقتراحات القوانين التي تقدم بها للمساواة بين المرأة والرجل، داعين البرلمانيين لا سيما الرجال منهم الى الاقتداء بهذه الخطوات، لأن المساواة لا تتحقق الا بالتعاون بين المرأة والرجل في كل المجتمعات لإقرار هذه الحقوق التي هي في النهاية من حقوق الإنسان".