المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 19 تشرين الأول/2018

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/newselias18/arabic.october19.18.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة
عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

فَأَنْتُم لا تَزَالُونَ أُنَاسًا جَسَدِيِّين: فَمَا دَامَ بَيْنَكُم حَسَدٌ وَخِصَام، أَفَلا تَكُونُونَ جَسَدِيِّين، وسُلُوكًا جَسَدِيًّا تَسْلُكُون؟

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/ملك التذاكي والتشاطر والضحك ع الناس وكمان متخصص بالمصالحات الغير شكل

الياس بجاني/رابط مقالتي المنشورة في جريدة السياسة

الياس بجاني/14 “آذاريين” شعاراتهم ومطالبهم موسمية

 

عناوين الأخبار اللبنانية

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الخميس 18/10/2018

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الخميس في 18 تشرين الأول 2018

الجيش: الجانب اللبناني شدد خلال الاجتماع الثلاثي في الناقورة على التمسك بالسيادة على الأراض والمياه والنفط

قائد اليونيفيل ترأس الاجتماع العسكري الثلاثي: الوضع في منطقة عملياتنا يحافظ على هدوئه رغم الوضع المضطرب في المنطقة

الإتحاد البرلماني الدولي: إسقاط مشروع يتعلق بالمثليين

الأب طوني خضرا يكشف أرقاما مخيفة عن الخلل في التوازن الطائفي

الياس الزغبي: أسوأ إخراج لتذليل عقبات تشكيل الحكومة أن يأتي على شكل وصاية

لماذا طلقت ولاية الفقيه/الشيخ حسن سعيد مشيمش

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

معلومات عن العقوبات على حزب الله: لا هروب/منير الربيع/المدن

القوات وتجديد تحالف المستقبل والتيار: تفاصيل اللقاء السري/منير الربيع/المدن/

توقعات بإعلان الحكومة بداية الأسبوع مع انتهاء قطيعة «القوات» و«التيار»/بري وجنبلاط متفائلان بقرب تشكيلها

ريفي في ذكرى استشهاد الحسن: لن يذهب دمك سدى

المبادلة غير واردة

هل حُسمت "العدل" للقوات..وماذا عن "الاشغال"؟!

أربعة أطراف لبنانية تتصارع على ثلاث وزارات وتشكيل الحكومة يواجه عقدة توزيع الحقائب

لقاء سيدة الجبل» يعقد خلوته الأحد بعد منعه في فندقين ببيروت

إرجاء دعوى {الشرق الأوسط} ضد مهاجمي مكاتبها في بيروت إلى مارس المقبل

الكتائب: الصمت الرسمي على ما جرى في المخيمات الفلسطينية غير مبرر

السلاح الفلسطيني في لبنان يؤجج الصراعات بين الفصائل

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

لو فيغارو": محمد بن سلمان سيغادر منصبه

ترمب: السعودية تعهدت إجراء تحقيق شفاف... ونحن بحاجة إليها

أنقرة تؤكد تعاون الرياض في جهود كشف ملابسات اختفاء خاشقجي

«الدفاع» السعودية: لم يتم أي لقاء ثنائي بين رئيس هيئة الأركان والجنرال آيزنكوت

السعودية تؤكد التزامها بمواصلة جهودها لتعزيز وحماية حقوق الإنسان

واشنطن: مائة أجنبي انضموا لـ «داعش»

مسؤول أميركي: اتفاق إدلب «جمّد» النزاع في سوريا

هايلي: إيران تجنّد الأطفال وتشركهم بحروب خارجية

بوتين: اللجنة الدستورية وإعادة الإعمار هدفان أساسيان في سوريا حالياً

دي ميستورا يبلغ مجلس الأمن انتهاء مهمته الشهر المقبل/السعودية تطالب بانسحاب فوري لإيران وميليشياتها من سوريا

روسيا تسيطر على خطوط التماس في سوريا ومعابر الحدود مع الجوار

مفاوضات لإطلاق «داعش» مخطوفي السويداء وذهاب شباب دروز إلى الجندية

أنقرة لواشنطن: إذا لم تخرجوا «الوحدات» الكردية من منبج فسنتكفل بالأمر/«قوات سوريا الديمقراطية» تقلل من تصريحات إردوغان

الأردن: مغادرة 279 من «الخوذ البيضاء»

نجل بيغن يطرح تعديلاً لقانون القومية {يوفر المساواة}

وزير الدفاع الأميركي يلتقي نظيره الصيني في سنغافورة

السجن 25 عاماً لمدان بتهمة حرق مسجد في تكساس

الاتحاد الأوروبي يقترح تمديد الفترة الانتقالية لـ«بريكست»/استطلاع أوروبي يظهر معارضة قوية للخروج من التكتل

بوتين والسيسي يدشنان مرحلة جديدة في العلاقات عبر «الشراكة الاستراتيجية»/اتفقا على «خطوات عملية» لعودة السياحة... وناقشا تعزيز التعاون العسكري

 

المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

من صراع التشكيل الى صراعات الحكم/جورج شاهين/جريدة الجمهورية

خارطة التشكيل... وحسابات الأفرقاء/الهام فريحة/الأنوار

الشمال يترقّب المصالحة.. «خلصنا من الحرب»/ألان سركيس/جريدة الجمهورية

الحريري: الحكومة «مش مجلس مِلّي»/راكيل عتيِّق/جريدة الجمهورية

إلَّا «نور العين»... فهو الإستثناء/مرلين وهبة/جريدة الجمهورية

عادَ معبر «نصيب».. لكن التصدير قد لا يعود/ايفا ابي حيدر/جريدة الجمهورية

معركة "شخصية" على "الأشغال"/ملاك عقيل/جريدة الجمهورية

حكومة بيروت: صناعة لبنانية مستوردة/محمد قواص/العرب

حكومة لبنان في اليوم التالي/محمد علي فرحات/الحياة

لماذا أخفى عون وثيقة «الخلاص» من الإجتياح السوري/فادي عيد/جريدة الجمهورية

جريدة العرب: الخاشقجي رجل مخابرات بثياب صحافي وتاريخه في النشاط قريب من بن لادن وتنظيم القاعدة/جريدة العرب اللندنية

دفاع عن خاشقجي أم استهداف للسعودية/صالح القلاب/الشرق الأوسط

مؤشرات التخبّط الإيراني عشية اشتداد المأزق/عبدالوهاب بدرخان/الحياة

هل استعد العرب لهذه الحرب/عثمان ميرغني/الشرق الأوسط

هل تنجح روسيا في احتواء أزماتها الداخلية/هدى الحسيني/الشرق الأوسط

ضناً بها/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

السياسة في أزمة بيئية مقبلة/حسام عيتاني/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

رئيس الجمهورية تابع الاتصالات لتشكيل الحكومة والتقى زوارا

الحريري: الحكومة هذا الاسبوع والكل سيشارك

الحريري يجول وولية عهد السويد في وسط بيروت

الحريري أطلع ممثلي مجموعة الدعم على الأوضاع الاقتصادية وتطورات ملف تشكيل الحكومة

الأحزاب الأرمنية: متمسكون بوزيرين يؤمنان حسن تمثيل الطائفة

الرامغافار: نحذر من أن يأتي تمثيل أي طائفة أخرى في الحكومة على حساب حصتنا كطائفة أرمنية

رئيس الاتحاد السرياني: نستحق أن نمثل في الحكومة ونرفض العطف علينا بمقعد مقتطع من حصة الآخرين

المجلس الاعلى للكلدان: لن نرضى إلا بتمثيل الاقليات المسيحية في الحكومة

التقدمي الاشتراكي: التسوية السياسية خطوة الى الامام

نائب رئيس الاركان الايرلندي تفقد كتيبة بلاده في الجنوب وشارك في حفلي تقليد أوسمة وتأبين شهداء الكتيبة 47

نصرالله في لقاء مع العاملين في اذاعة النور: معركة الوعي هي الأساس لمواجهة ما يستهدف لبنان والمقاومة

جعجع: العهد عهدنا ويضحك كثيرا من يضحك أخيرا ولقاء الرياشي باسيل ليس حكوميا وانما للتهدئة

عدوان: الرئيس المكلف يتعامل مع تأليف الحكومة بمسؤولية وهدوء وسنطلع الرأي العام على اسباب تأجيل الدورة في معهد القضاء

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية

فَأَنْتُم لا تَزَالُونَ أُنَاسًا جَسَدِيِّين: فَمَا دَامَ بَيْنَكُم حَسَدٌ وَخِصَام، أَفَلا تَكُونُونَ جَسَدِيِّين، وسُلُوكًا جَسَدِيًّا تَسْلُكُون

رسالة القدّيس بولس الأولى إلى أهل قورنتس03/من01حتى11/يا إِخوَتِي، أَنَا، لَمْ أَسْتَطِعْ أَنْ أُكَلِّمَكُم كَأُنَاسٍ رُوحَانيِّينَ بَلْ كَأُنَاسٍ جَسَدِيِّين، كَأَطْفَالٍ في المَسِيح.قَدْ غَذَوْتُكُم بِالحَليبِ لا بِالطَّعَام، لأَنَّكُم لَمْ تَكُونُوا بَعْدُ قَادِرِين، ولا حَتَّى الآنَ أَنْتُم قَادِرُون.فَأَنْتُم لا تَزَالُونَ أُنَاسًا جَسَدِيِّين: فَمَا دَامَ بَيْنَكُم حَسَدٌ وَخِصَام، أَفَلا تَكُونُونَ جَسَدِيِّين، وسُلُوكًا جَسَدِيًّا تَسْلُكُون؟ فإِذَا كَانَ أَحَدُكُم يَقُول: أَنَا لِبُولُس! وآخَر: أَنَا لأَبُلُّوس! أَفَلا تَكُونُونَ جَسَدِيِّين؟ فمَا هوَ أَبُلُّوس؟ ومَا هوَ بُولُس؟ هُمَا خَادِمَانِ آمَنْتُم عَلى أَيْدِيهِمَا، عَلى قَدْرِ مَا أَعْطَى الرَّبُّ كُلاًّ مِنْهُمَا. أَنَا غَرَسْتُ، وأَبُلُّوسُ سَقَى، ولكِنَّ اللهَ هُوَ الَّذي كَانَ يُنْمِي. فلا الغَارِسُ بِشَيءٍ ولا السَّاقِي، بَلِ ٱللهُ الَّذي يُنْمِي! لكِنَّ الغَارِسَ والسَّاقِي وَاحِد، وكُلٌّ مِنْهُمَا يَأْخُذُ أَجْرَهُ عَلى قَدْرِ تَعَبِهِ. فَنَحْنُ مُعَاوِنَانِ لله، وأَنْتُم حَقْلُ ٱللهِ وَبِنَاءُ ٱلله. وأَنَا بِنِعْمَةِ ٱللهِ الَّتي وُهِبَتْ لي، وَضَعْتُ الأَسَاسَ كَبَنَّاءٍ حَكِيم، لكِنَّ آخَرَ يَبْنِي عَلَيْه: فَلْيَنْظُرْ كُلُّ وَاحِدٍ كَيْفَ يَبْنِي عَلَيْه! فَمَا مِنْ أَحَدٍ يُمْكِنُهُ أَنْ يَضَعَ أَسَاسًا آخَرَ غَيْرَ ٱلأَسَاسِ ٱلمَوْضُوع، وهُوَ يَسُوعُ المَسِيح."

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

ملك التذاكي والتشاطر والضحك ع الناس وكمان متخصص بالمصالحات الغير شكل

إلياس بجاني/18 تشرين الأول/18

مين بدو يضحك بالآخر؟ ع الأكيد المضحكي هو المتذاكي بالواقعية يلي داكش السيادة بالكراسي وبحقائب وزارية ترسو وبيتاجر بدم الشهداء وغاشيش بعض المعترين بهالته

غرد سمير جعجع اليوم يقول: "يضحك كثيراً من يضحك أخيراً وعند الانتهاء من تأليف الحكومة سنقوم بجدول مقارنة بين ما كنا نطرحه وكان يطرحه الآخرون وما تحقق من الذي كنا نطرحه".

 

14 “آذاريين” شعاراتهم ومطالبهم موسمية

إلياس بجاني/16 تشرين الأول/18

رابط المقالة في جريدة السياسة/اضغط هنا

http://al-seyassah.com/14-%D8%A2%D8%B0%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D9%8A%D9%86-%D8%B4%D8%B9%D8%A7%D8%B1%D8%A7%D8%AA%D9%87%D9%85-%D9%88%D9%85%D8%B7%D8%A7%D9%84%D8%A8%D9%87%D9%85-%D9%85%D9%88%D8%B3%D9%85%D9%8A%D8%A9/

رابط المقالة على موقعنا الألكتروني/اضغط هنا

http://eliasbejjaninews.com/archives/68169/%D8%A5%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A-14-%D8%A2%D8%B0%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D9%8A%D9%86-%D8%B4%D8%B9%D8%A7%D8%B1%D8%A7%D8%AA%D9%87%D9%85-%D9%88%D9%85%D8%B7%D8%A7/

يطل علينا بين الحين والآخر بعض السياسيين اللبنانيين الانتهازيين والمتلونين والفاشلين من الذين كانوا في تجمع “14 آذار” داعين إما لإعادة إحياء هذا التجمع السيادي والاستقلالي الذي بمكر وطروادية وعن سابق تصور وتصميم ومن أجل الكراسي والمغانم والحصص نحره أصحاب شركات أحزاب تجارية وديكتاتورية وغدروا به وقفزوا فوق دماء شهدائه وباعوه (سمير جعجع وسعد الحريري ومن قال ويقول قولهما) أو مسوقين بضوضائية كاذبة وبمشهديات مسرحية لتكوين تجمع مماثل من أجل مواجهة الاحتلال الإيراني للبنان.

بكل صراحة ومن دون مواربة،لا مصداقية ولا صدق سياديا واستقلاليا لغالبية هؤلاء السياسيين المسرحيين،لأنهم وعلى سبيل المثال لا الحصر كانوا تخلوا عن كل ما هو سيادي واستقلالي ومبادئ ثورة أرز خلال الانتخابات النيابية الأخيرة، حيث راح كثر منهم يستجدي بذل مواقع نيابية، ضاربين عرض الحائط بكل ما هو ثورة أرز و”14 آذار” حتى أن بعضهم وبوقاحة وفجور تحالف ومن دون خجل أو وجل أو احترام لدماء الشهداء مع رموز “8 آذار” في كسروان وجبيل وغيرهما من الدوائر الانتخابية.

يبقى إن من ليس فيه خير لأهله بالتأكيد لا خير فيه لأي أحد، ومن يتخلى عن هويته ويبدل جلده ويسوّق مصلحياً لهوية أخرى غير هويته بهدف التملق والتزلف والاستجداء هو ساقط في الشأنين الوطني والأخلاقي ولا أمل ورجاء منه.

هؤلاء السادة المتباكون الآن على “14 آذار” وعلى الحريات كانوا بإبليسية وطروادية أفشلوا كل المساعي الجادة التي قام بها عدد لا يستهان به من الناشطين والإعلاميين والسياسيين الصادقين والمخلصين قبل الانتخابات النيابية لتشكيل جبهة معارضة سيادية واستقلالية واسعة وعابرة للطوائف.

من هؤلاء أصحاب شركات أحزاب عائلية وتجارية توهموا أنهم سوف يحققون نجاحات باهرة في تلك الانتخابات، فخابت أوهامهم المرّضية وكانت النتيجة فشلهم الذريع والمدوي واعطاء الاحتلال الإيراني أغلبية نيابية.

نعم وألف نعم، فإن خيارات التيار الوطني الحر السياسية اقليمياً وستراتجياً ووطنياً وكذلك ممارساته هي  100 في المئة غير لبنانية وضد كل ما هو سيادة واستقلال وقرارات دولية، إلا أن البديل ومليون في المئة هو ليس لا في الـ 14 آذاريين” من أصحاب الأحزاب الذين دخلوا الصفقة الرئاسية وكل متفرعاتها وبادلوا الكراسي بالسيادة (جعجع والحريري وكل من لف لفهما) ولا في كثر من الـ “14 آذاريين” الانتهازيين المتباكين حاليا على السيادة والحريات والمتلونين بألف لون ولون والمسوقين بذمية مقززة لهويات وانتماءات غير لبنانية.

باختصار، إن لبنان المحتل حالياً بكل ما في مصطلح الاحتلال من معان هو، للأسف، يعاني من حالة عقم كارثية في خامة ونوعية السياسيين والحزبيين.

وبالتالي، ومن أجل خلاصه واستعادة سياديته واستقلاله وقراره الحر وتنفيذ القرارات الدولية الخاصة به (1559 و1701) هو بأمس الحاجة لقيادات جديدة:

تخاف ربها وتحسب حساباً ليوم حسابه الأخير،

وتسمي الاحتلال الإيراني باسمه من دون ذمية،

وتعرف معنى العطاء والتضحية،

وتتفهم القيم الديمقراطية،

وتؤمن بلبنان التعايش والكيان والهوية والدور والرسالة،

ولا تبحث عن مصالح ذاتية،ولا تبادل الكراسي بالسيادة،

ولا تقفز فوق دماء الشهداء،ولا تتاجر بهوية لبنان،

ولا تخدع الناس بشعارات بالية من مثل الواقعية،

وتؤمن بمبدأ تبادل السلطات،

ولا تعمل على تقديس ذاتها.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الخميس 18/10/2018

* مقدمة نشرة اخبار " تلفزيون لبنان"

ساعات أم أيام قليلة لولادة الحكومة؟

سؤال يطرح نفسه في ظل موجة التفاؤل الكبيرة، والتقاء الأفرقاء على التأكيد أن عملية تشكيل الحكومة تخضع للمسات الأخيرة التي توضع بجهد واسع للرئيس سعد الحريري، بمؤازرة من رئيس الجمهورية ميشال عون.

واستنادا الى المعلومات المتوافرة، فإن العقد الأساسية تم تفكيكها والعمل منصب على عقد صغيرة لا تشكل دافعا للتراجع الى الخلف.

ويرتقب أن يجتمع رئيس الجمهورية مع رئيس الحكومة المكلف لتثبيت ما تم التوصل إليه من نتائج، تمهيدا للإجتماع مع الرئيس بري العائد من الخارج.

أما في المشهد الخارجي، ففريق التحقيق التركي في إختفاء الصحافي السعودي جمال خاشقجي، ينتظر عينات من دم خاشقجي لمقارنتها بالعينات التي أخذت من داخل القنصلية السعودية وبيت القنصل في اسطنبول.

وفي سوريا داعش ظهر خلف الفرات، مهددا أميركيين في المنطقة، وأشار الى ذلك الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في وقت أعلنت المعارضة أنها ستتوجه الى روسيا لتفاوضها، ولتفاوض هي النظام السوري.

وفي فلسطين المحتلة حشود عسكرية إسرائيلية في محيط غزة، وتوقع عملية عسكرية كبيرة غدا.

* مقدمة نشرة اخبار "المستقبل"

الاجواء التفاؤلية تستمر السمة الغالبة على الحراك السياسي.

فالاتصالات على قدم وساق باتجاه تامين ولادة امنة للحكومة في وقت اكد رئيس الجمهورية ميشال عون لتلفزيون "المستقبل" ان الحكومة قريبة وهي على قاب قوسين أوأدنى من التشكيل.

اما بيت الوسط، فقد شهد سلسلة لقاءات معلنة، من بينها اجتماعان للرئيس سعد الحريري مع وزير المالية علي حسن خليل ووزير الاشغال يوسف فنيانوس، وكذلك اتصالات غير معلنة بهدف تذليل آخر العقد، امام اعلان التشكيلة الحكومية.

وفيما اكدت مصادر الرئيس الحريري انه يعمل مع رئيس الجمهورية ويتابع اتصالاته مع كل الأطراف لتشكيل حكومة وفاق وطني، كانت مصادر رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، تؤكد العمل من اجل حكومة وحدة وطنية، وانها تقدم كل التنازلات الممكنة، كي لا تستثني الحكومة احدا وخصوصا القوات اللبنانية.

وفي ظل هذه الاجواء رد رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع على حملة ما وصفه بعض الصحافة الصفراء والوجوه الصفر مؤكدا انه وعند الإنتهاء من تأليف الحكومة، فان القوات مستعدة للقيام بمقارنة بين ما كانت تطرحه وما كان يطرحه الآخرون، وما أنجز وما تحقق منها موضحا ان المفاوضات والمشاورات مستمرة ليل نهار مع الرئيس الحريري، بغية الوصول في أقرب وقت ممكن إلى تشكيل الحكومة.

كلام جعجع سبقه تاكيد النائب جورج عدوان من مجلس النواب ان الحكومة ماشية في السياق الصحيح ويديرها الرئيس الحريري بمسؤولية وهدوء، مشددا على ان علاقة القوات بالرئيس الحريري ممتازة.

اقليميا، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أن بلاده حققت أهدافها في سوريا بعد تحرير خمسة وتسعين بالمئة من الأراضي، مرحبا باتفاق إدلب في وقت أعلنت الأمم المتحدة أن موسكو ضغطت على النظام السوري لسحب القانون رقم عشرة المتعلق بمصادرة أملاك اللاجئين.

في قضية الصحافي السعودي جمال خاشقجي فقد كشف وزير الخارجية الأميركية أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان تعهد للرئيس الأميركي دونالد ترامب بإجراء تحقيق شامل وشفاف في القضية ..

* مقدمة نشرة اخبار "ال بي سي"

هل تدخل القوات اللبنانية الحكومة إذا لم تعط حقيبة العدل؟ هل يقبل رئيس الجمهورية بتشكيلة لا تكون حقيبة العدل فيها من حصته؟

الجواب عن هذين السؤالين أو حتى عن واحد منهما، من شأنه أن يطلق سراح الحكومة فتصدر مراسيمها الليلة وقبل بزوغ الفجر.

أما عدم الإجابة عن هذين السؤالين فإنه يأخذ الوضع في اتجاه خيارات أخرى، منها ان توافق القوات على دخول الحكومة من دون حقيبة العدل، وعندها تكون الأمور قد انفرجت،أو أن ترفض الدخول، وعندها تكون الكرة في ملعب الرئيس, فإما أن يسير بحكومة من دون القوات، وإما أن يرفض السير بحكومة من دونها، وعندها يعود التأليف إلى المربع الأول...

عمليا لم يعد هناك سوى مربعين, مربع التعثر أو مربع التأليف، فالتصفيات وصلت إلى الـ"final "، ولا عودة إلى الوراء, حتى إنه لم يعد بالإمكان تعطيل المباراة النهائية: فإما حكومة من دون قوات، وهذا ما لا يسير به الرئيس الحريري، وإما حكومة مع القوات، ولكن وفق أي حقائب إذا كانت العدل ستبقى عند رئيس الجمهورية.

مصادر مواكبة لعملية التشكيل تساءلت " إذا كانت وزارة المال محسومة لحركة أمل، والداخلية لتيار المستقبل، فكيف يستغني رئيس الجمهورية عن وزارة العدل؟ ألا يكون بذلك قد تخلى عن آخر أداة حكم فعلية للعهد؟ والتخلي عن وزارة العدل, ألا يعتبر تنازلا عن مشروع الإصلاح ومكافحة الفساد؟

في سياق التأليف أيضا، لا تبدو حقيبة العدل هي العقدة الوحيدة.

المعطيات تتقاطع عند اعتبار حقيبة الاشغال موجودة في مربع التجاذب ... التيار الوطني الحر لم يخف رغبته في الاستحواذ عليها، لكن تيار المردة يتمسك ببقائها معه ومع الوزير فنيانوس بالذات، فهل سيجري التساهل في مقابل هذا الإصرار؟ أم تكون الأشغال العقدة الثانية إلى جانب العدل؟

في المحصلة، الحكومة التي يشكلها رئيس ينتمي إلى الطائفة السنية، وتنال الثقة من مجلس ينتمي رئيسه إلى الطائفة الشيعية، تدور معاركها الأخيرة على أرض مارونية، وكأنها بروفا مبكرة جدا للمعركة الرئاسية.

* مقدمة نشرة اخبار "المنار"

على الايجابية يراكم الجميع لانضاج التشكيلة الحكومية التي قطعت القوس الاول ولم يبق الا الثاني، لتصل الى مستوى الاماني ..

فحكومة الوحدة الوطنية قاب قوسين او ادنى اذا، أكد رئيس الجمهورية المشرف على آخر اللمسات التي يضعها الرئيس المكلف مع الافرقاء، ولن يفرق المسار الحديث عن مطب هنا او اعتراض هناك، طالما ان المتبع معيارا للتشكيل من المفترض انه لن يسقط من حسابه ايا من الافرقاء لا سيما ما بات يعرف بالسنة المستقلين..

وبالسنة اللبنانية المتبعة قبل التشكيل، فان هدوء السجال الاعلامي والهمس لحل القطب العالقة، مع طوباوية الخطابات السياسية، كلها عوارض تشير الى قرب الولادة..

وحتى تنجز المهمة، فان الساحة اللبنانية الخصبة ولادة للاشكاليات ان لم نقل للازمات، والجديد الصرف التعسفي الذي وصل الى طرد اكثر من مئتين وخمسين موظفا من شركات خاصة خلال يومين على ما يقول رئيس الاتحاد العمالي العام للمنار، تحت أعين القوانين التي تحتاج الى من يرعى اجراءها..

في غزة الامور تجري على وقع توازن الرعب الذي يرسمه اهل القطاع ومقاومته بوجه الاحتلال، والجديد بيان المقاومة للمحتلين:اياكم ان تسيئوا التقدير او الحسابات..

عالميا كل التقديرات المبنية على المعطيات ان بن سلمان لم يحسن الحسابات، فغرق بدماء جمال الخاشقجي، وما زال الحبل الاميركي المدلى لانقاذه تتلاعب به ظروف دونالد ترامب وحساباته الداخلية المختنقة بارتفاع الصوت لاتخاذ موقف ضد السعودية.. فيما موقف البيت الابيض وخلافا لكل المواقف الاوروبية وحتى وزير الخزانة الاميركية، امهال بن سلمان وقتا اضافيا لايام مقابل مخرج محكم السيناريو، والا فلا امكانية للنفاذ..

* مقدمة نشرة اخبار "ان بي ان"

الحكومة على لياليها، قبل أن ينتهي مخاض التأليف الى الولادة الميمونة التي ينتظرها اللبنانيون منذ خمسة أشهر إلا قليلا، أحدث إعلان من رحم هذه المقاربة، بشر به الرئيس ميشال عون خلال كزدورة صباحية في حديقة القصر الجمهوري حين قال: الحكومة قاب قوسين أو أدنى.

أما الفترة القصيرة الفاصلة عن الولادة فتخضع التشكيلة خلالها لعملية روتوش نهائية وفكفكة آخر العقد أو الإشكالات سواء على المستوى القواتي أو الأرمني وهي عقد أصغر من أن تشكل عصا في دواليب التأليف التي "تبرم" سريعا، فهل تكون الولادة خلال اليومين المقبلين؟

إذا كان التمثيل الأرمني في الحكومة قد حط بعد ظهر اليوم في اجتماع طارىء للأحزاب الأرمنية التي تمسكت بوزيرين، فإن القوات اللبنانية استنفرت على أعلى المستويات لتحصين حصتها، لكن ما كتب قد كتب ورئيسها سمير جعجع انبرى للقول إن غالبية الأفرقاء تريد القوات في الحكومة باستثناء بعض الوجوه الصفر.

وأضاف: يضحك كثيرا من يضحك أخيرا.

رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي بقي على تواصل مع بيروت حكوميا على وجه التحديد، تابع مشاركته في أعمال مؤتمر الاتحاد البرلماني الدولي في جنيف وهناك لعب دورا ناشطا في مواجهة ثم إسقاط مشروع قرار خاص باحترام حقوق المثليين وهو صوت مع المعارضين لهذا المشروع وهم الى جانب البرلمانات الاسلامية والعربية، الكثير من دول افريقيا ودول أخرى من بينها الصين وروسيا، وقد خسر الأوروبيون وآخرون في عملية التصويت.

* مقدمة نشرة اخبار "او تي في"

وسط غابة التسريبات المتلاطمة، والتحليلات المتناقضة، والتمنيات المتضاربة، وفيما الأكيد أن تشكيل الحكومة بات قريبا جدا، يمكن التوقف عند الملاحظات التالية:

أولا: الواضح أن ثمة محاولة لتقزيم المشاورات المستمرة راهنا على أنها مخصصة لحل خلاف حول وزارة العدل. غير أن الوقائع تشير إلى عكس ذلك، فمصير الوزارة المذكورة أو غيرها، هو جزء من كل. والكل المقصود، هو اتفاق شامل مبني على معيار موحد لتوزيع الحقائب بشكل منصف لجميع الأفرقاء على حد سواء.

ثانيا: على عكس ما يحاول البعض تصويره، فمنطق الإقصاء ليس واردا في قاموس التيار الوطني الحر، الذي أكدت مصادر رئيسه الوزير جبران باسيل اليوم الاستعداد لتقديم التضحيات والتنازلات حتى لا تستثنى القوات اللبنانية تحديدا من الحكومة المقبلة.

ثالثا، والأهم: كرست الأيام الأخيرة، العلاقة بين التيار الوطني الحر ورئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، وعززت الثقة بين الطرفين، إلى درجة بات يمكن معها القول إن اتفاقا كاملا أنجز بين الجانبين، يتناول سبل قيام حكومة منتجة وفاعلة، تعالج سلبيات المرحلة الماضية، وتبني على الإيجابيات.

لكن، مهما يكن من أمر، يبقى أن منطق الربح والخسارة لا يبني دولة، والقوى السياسية جميعها مدعوة بإلحاح من جميع المواطنين إلى نبذ ما يفرق، والتركيز على ما يجمع، لأن اللبنانيين ينتظرون من الحكومة الآتية، ومن العهد الراهن الكثير الكثير.

* مقدمة نشرة اخبار "ام تي في"

جملة وقائع افرزتها الساعات الاخيرة يتعين ايرادها تسهيلا لتظهير صورة المخاض الحكومي، اولها ان الحكومة ستكون حكومة وحدة وطنية جامعة لا تستثني احدا، ثانيها ان الرئيس المكلف بالتعاون مع رئيس الجمهورية هو من يشكل الحكومة، ثالثها ان التشكيلات الملغومة التي سوقت عبر بعض الاعلام وتحدث عن حكومة غالب ومغلوب غير صحيحة، وهذا اضطر رئيس الجمهورية والرئيس المكلف الى تكذيبها مؤكدين ان البلاد لا تحكم الا بمشاركة كل قواها الفاعلة.

المشكلة الاخيرة المعوقة للتأليف سببها حقيبتان، العدل للقوات والاشغال للمردة وغريمهما المشترك التيار الحر، في حصة القوات تتضارب المعلومات بين من يقول ان العدل حسمت لها وهي تطالب بحقيبة غير متاحة، ومن يقول ان العدل غير محسومة فيما ترفض القوات رباعية وزارية بديلة، في حصة المردة لم يحسم امر الاشغال رسميا بعد رغم اعلان الـ otv عصرا عن تراجع التيار عنها لصالح المردة، ازمة جديدة ظهرت برفض الارمن الارثوذكس حرمانهم وزيرهم الثاني لصالح الاقليات المسيحية.

* مقدمة نشرة اخبار "الجديد"

تركيا تتتبع آثار السيارات في قضية مقتل خاشقجي ولبنان يرصد الإشارات على خط التأليف.

الشرطة التركية وبعد الأدلة والعينات حددت مسارا جديدا للتحقيق وبدأت عملية بحث وتحرٍ عن ثلاث سيارات غادرت القنصلية السعودية سالكة ثلاثة اتجاهات ليلة اختفاء الصحافي جمال خاشقجي، وخلصت إلى أن هذه السيارات نفذت هذه العملية بهدف التضليل

تتبع الأثر تزامن ومقاطعة دولية لمؤتمر الاستثمار في الرياض انضمت إليها اليوم فرنسا وبريطانيا وهولندا وحتى وزير الخزانة الأمريكي الذي قال إنه اتفق والرئيس دونالد ترامب على مقاطعة المؤتمر إضافة الى سلسلة مواقف ومؤتمرات لمنظمات حقوقية منها هيومن رايتس ووتش تطالب بفتح تحقيق أمميٍ في قضية خاشقجي.

ولمعرفة ما ستؤول اليه الحقيقة يجب تتبع اثر وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو،الذي غادر الرياض إلى تركيا على جناح حوالة مالية قدرها مئة مليون دولار بعد لقاء وديٍ مع ولي العهد السعودي أعطى المملكة قيمة مضافة، إذ قال في ختام جولته إن المملكة شريك أساسي في مكافحة الإرهاب وإنه استحصل على وعد من ولي العهد بتحقيقٍ منصف وشفاف، وأمهل الطرفين السعودي والتركي أياما أخرى للتوصل إلى الحقائق بشأن قضية خاشقجي وبما يشبه الرسالة المشفرة.

ختم بومبيو بالقول إن السعودية تحتضن الحرمين الشريفين.

أمهلت قضية خاشقجي أياما لكن أيام التأليف شارفت النهاية وبصرف النظر عن كبسة الزر السحرية التي أضاءت الضوء الأخضر أمام الرئيس المكلف فإن مصادر الجديد أكدت أن التعطيل بات وراءنا وأن رئيس الجمهورية لن يكون حجر عثرة أمام ولادة الحكومة، وذلك بهدف تسهيل ولادة حكومة العهد الأولى، وأن الحكومة ستتألف بأحجام تمثيلية طبيعية غير منتفخة، وستكون حكومة وفاق وطني يؤمل أن تكون منسجمة، فكل طرف قدم تنازلات في سبيل التأليف، لحظة انسجام معطوفة على ذبذبات خارجية أنهت المسرحية وحقن التشكيل بطلق صناعيٍ ليبدأ مخاض الولادة القيصرية وهي ولادة ستضع حدا لانتظار دام خمسة أشهر، لعب خلالها السياسيون صولد وأكبر ووضعوا فيها البلاد رهينة وزير بالناقص ووزير بالزائد تخاصموا وتصالحوا فيما جرى حقن الناس بجرعات مخدرة من الطائفية والمذهبية، وباتت البدعة بأن تكون الوزارة وزارة انتاجية على غرار بواخر الكهرباء وتأمين المياه لكل الناس وحل أزمة النفايات وإلغاء أوجيرو عبر تلزيم قطاع الاتصالات لشركة GDS بالمليارات والاستئثار بالوزارات الوازنة لتمرير الصفقات وتعيين المحسوبين والتابعين.

بعد خمسة اشهر ستعيد حكومة علي بابا إنتاج ذاتها وكما نكون يولى علينا.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الخميس في 18 تشرين الأول 2018

النهار

تحاول جهات معروفة افتعال مشكلة في تعديل النظام في المجلس الاعلى للروم الكاثوليك وانقسام ما بين المطارنة واعضاء الهيئة التنفيذية لحسابات سياسية.

فسّرت أوساط الحملة المستمرة على وزارة الصحة العامة ووزيرها غسان حاصباني في اطار خطة تهدف الى ابراز فشل "القوات" في ادارة الملف واعطائه لـ"حزب الله".

بدأ عدد من الوزراء ورشة نقل اغراضهم الشخصية من الوزارات بعدما تأكد لهم عدم العودة وزراء في الحكومة الجديدة.

الجمهورية

عُقد لقاء مسائي بين شخصيتين بارزتين تمحور حول سياسة الحكومة الجديدة لا سيم على المستوى الإقتصادي.

سُئل قيادي في أحد الاحزاب عن الجديد في البلاد فقال: "لا حديث سوى عن الحكومة".

يستعد رئيس حزب للسفر في جولة حزبية الى دولة غربية للمشاركة في أحد المؤتمرات الإغترابية وإلقاء كلمة فيه.

اللواء

تحاكي آلية التوظيفات لدى تيّار سياسي موالٍ، الآلية المعتمدة لدى "الشركاء في الوطن"، لجهة المحسوبية، مراعاة "للميثاقية"!

تحوّلت قضية إحدى الوزارات إلى مسألة حيوية لتيار سياسي، فضلاً عن تحالفاته الموزعة على غير مسار..

اعتبر رئيس حزب مسيحي أن خصومه يلجأون إلى إثارة القلاقل الداخلية، عبر تسريبات، وصفها "بالتحريضية"!‏

المستقبل

يقال إنّ مواكبين للقاء الذي جمع رئيس "التيار الوطني الحر" الوزير جبران باسيل والوزير ملحم رياشي بحضورالنائب ابراهيم كنعان ، علّقوا على أهمية اللقاء بالقول : " أعاد احياء خط رياشي - كنعان "

البناء

قالت مصادر فلسطينية في غزة انّ حجم التحضيرات "الإسرائيلية" العسكرية المحيطة بحراً وبراً بقطاع غزة مع حجم الطلعات الجوية الإستطلاعية تدعو لأخذ الكلام "الإسرائيلي" عن مشروع عدوان كبير على محمل الجدّ، خصوصاً بعد التطورات التي شهدتها سورية وترتب عليها تقييد حركة سلاح الجو "الإسرائيلي" وصارت حكومة بنيامين نتنياهو بحاجة لفعل شيء يعيد تظهير قوّتها المتهالكة، وقالت المصادر إنّ استعدادات قوى المقاومة تتمّ لجعل أيّ عدوان درساً لا ينسى كما كانت حرب تموز 2006 على لبنان...

 

الجيش: الجانب اللبناني شدد خلال الاجتماع الثلاثي في الناقورة على التمسك بالسيادة على الأراض والمياه والنفط

الخميس 18 تشرين الأول 2018/وطنية - صدر عن قيادة الجيش - مديرية التوجيه، البيان الآتي: "عقد صباح اليوم اجتماع ثلاثي في رأس الناقورة برئاسة قائد قوات الأمم المتحدة الموقتة في لبنان اللواء ستيفانو دل كول (Stefano Del Col)، وفي حضور وفد من ضباط الجيش اللبناني برئاسة العميد الركن الطيار أمين فرحات. وقد عبر الجانب اللبناني عن موقف الحكومة اللبنانية المتمسك بسيادة لبنان على أراضيه ومياهه البحرية وثرواته النفطية، وعرض الجانب اللبناني خروق العدو الجوية والبحرية والبرية للبنان والاستفزازات المتكررة وطالب بوقفها، كما طالب بالإنسحاب من مزارع شبعا وتلال كفرشوبا وبلدة الغجر".

 

قائد اليونيفيل ترأس الاجتماع العسكري الثلاثي: الوضع في منطقة عملياتنا يحافظ على هدوئه رغم الوضع المضطرب في المنطقة

الخميس 18 تشرين الأول 2018 /وطنية - ترأس رئيس بعثة اليونيفيل وقائدها العام اللواء ستيفانو ديل كول اليوم، الاجتماع العسكري الثلاثي، في موقع للأمم المتحدة في رأس الناقورة. وتركزت المناقشات، بحسب بيان "اليونيفيل"، على "قضايا تتعلق بالوضع في منطقة عمليات بعثة الأمم المتحدة لحفظ السلام، ولا سيما على طول الخط الأزرق، والى تعاون الأطراف مع اليونيفيل من أجل تنفيذ المهام المنوطة بها، والاستخدام الأمثل لآليات الارتباط والتنسيق التي تضطلع بها البعثة للحفاظ على الهدوء السائد على الخط الأزرق، والانتهاكات الجوية والبرية، الى جانب انسحاب القوات الاسرائيلية من شمال الغجر".

ديل كول

وقد أشاد ديل كول ب"الأطراف على عملهم من خلال المنتدى الثلاثي وآليات الارتباط التابعة لليونيفيل لتهدئة التوترات"، مجددا دعوته الى "البناء على الهدوء من أجل التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار"، وقال: "الوضع في منطقة عمليات اليونيفيل يحافظ على هدوئه رغم الوضع المضطرب في المنطقة. ويسرني أن التنسيق والاتصال من خلال قنوات الارتباط التي نضطلع بها تستخدم على نحو فعال". وشدد على أن "اليونيفيل على استعداد في جميع الأوقات لتوفير الأصول اللازمة للمساعدة في الحفاظ على الهدوء وتقليل التوتر".

 

الإتحاد البرلماني الدولي: إسقاط مشروع يتعلق بالمثليين

الخميس 18 تشرين الأول 2018/وطنية - خصصت الجمعية العامة للاتحاد البرلماني الدولي جلسة لها، مساء امس في قصر المؤتمرات في جنيف، لمناقشة دور البرلمانات في إنهاء التمييز على التوجه السياسي، واحترام حقوق المثليين. وشارك رئيس مجلس النواب نبيه بري والوفد البرلماني المرافق في الجلسة بعد ان لعب دورا ناشطا لمواجهة صدور قرار عن الاتحاد بهذا الخصوص. والمعلوم ان المجموعتين البرلمانيتين الاسلامية والعربية كانتا عقدتا اجتماعين على هامش مؤتمر البرلمان الدولي وأكدتا رفض مشروع القرار المتعلق بحقوق المثليين. وفي اجتماعه امس مع رئيس الاتحاد البرلماني الافريقي اتفق الرئيس بري معه على التصدي لهذا الامر. وتحدث في الجلسة عن المؤيدين لحقوق المثليين رئيسة الوفد البلجيكي، فاعتبرت ان "معارضة انهاء التميز على التوجه الجنسي يعني الاصرار على التمييز". كما تحدث رئيس الوفد الاوغندي عن المعارضين، فأشار الى "ان شرعة حقوق الانسان لا تأتي على ذكر هذا الموضوع"، موضحا ايضا "ان هذا الامر يتعارض مع معتقداتنا وثقافتنا". وجاءت نتيجة التصويت على الشكل التالي: 636 صوتا ضد مناقشة القرار، 499 مع مناقشة القرار، 130 امتناع. وبذلك فاز المعارضون للقرار، وهم الى جانب البرلمانات الاسلامية والعربية الكثير من دول افريقيا ودول اخرى من بينها الصين وروسيا. وصوت لبنان مع المعارضين. وخسر الاوروبيون ودول اخرى في عملية التصويت.

 

الأب طوني خضرا يكشف أرقاما مخيفة عن الخلل في التوازن الطائفي

وكالة الأنباء المركزية/18 تشرين الأول/18/يعاني القطاع العام من الخلل في التوازن الطائفي في وظائف الدولة. والمشكلة كرّستها المادة 95 من الدستور اللبناني الجديد المعدّل في اتفاق الطائف اذ كانت تنص على أن توزَّع الوظائف العامة مناصفة بين المسيحيين والمسلمين، ولكن مع اتفاق الطائف جرى تعديل هذه المادة وألغي مبدأ 6 و6 مكرر، وأصبحت تنصّ على المناصفة فقط في الفئات الاولى، وتستثنى منها الفئات الثانية وما دون، والتي توزّع وفق الكفاءة والمباريات، شرط ألا يتناقض ذلك مع مقتضيات الوفاق الوطني، أي احترام التوازن. في العام 1990 تمّ اعتبار ان هناك خاسرا ورابحا، من هنا تمّ استبعاد المسيحيين وعمّت الفوضى في التوظيف. فمجرّد نظرة الى المثبتين في القطاع العام الذين تتجاوز أعمارهم الخمسين عاما، يتبين أن عددهم لا يقل عن أربعين في المئة، أما بعد العام 1990 فعمّت الفوضى. رئيس اتحاد "اورا" الاب طوني خضرا، قال لـ"المركزية": "نطالب بالكفاءة والشفافية في امتحانات مجلس الخدمة المدنية". وتساءل لماذا نتحدّث عن التوازن الطائفي في المجلس النيابي، ولا نطبّقه على مراكز الدولة والوظائف؟ ويضيف: "الخلل في التوازن يطال الادارات والمؤسسات العامة كافة، وكلّه موثّق بالارقام. فعدد الاساتذة في المديرية العامة للتعليم المهني والتقني يبلغ 21 ألف استاذ، ويبلغ عدد المثبتين منهم 2000، ألف مسيحي وألف مسلم، أما إذا نظرنا الى الـ19 ألف متعاقد، فنجد أن عدد المسيحيين يبلغ 10 في المئة فقط. وهنا يظهر الاختلاف في التوازن. ففي وزارة التربية مثلا يبلغ عدد المسيحيين 20 في المئة مقابل 80 في المئة من المسلمين، وفي التعليم المهني والتقني 12 في المئة من المسيحيين مقابل 88 من المسلمين ويبلغ عدد المتقدّمين الى الوظائف العامة 4500 شخص، 18 في المئة منهم من المسيحيين و82 في المئة من المسلمين، كما يطال الخلل الاداريين والحرس في المجلس النيابي، واوجيرو وغيرها من المؤسسات والادارات العامة. هذه عينة صغيرة من الارقام التي نملكها والتي تطال كافة ادارات ومؤسسات الدولة التي تشهد جميعها خللاً في التوازن". اضاف: واذا أجرينا مقارنة بين عامي 2009  و2016 نجد تطوراً طفيفا في نسبة المسيحيين العاملين في القطاع العام، إذ ارتفعت النسبة من 24 الى 29 في المئة، ويعزو الاب خضرا هذا الامر الى التوعية على اهمية التقدم الى الوظائف العامة. ويرى "أن سبب الخلل هو الوضع السياسي والتدخلات التي سمحت بالتوظيف العشوائي، اما إعادة التوازن فيحتاج الى خطوات عدة: اولها مسح حاجات الدولة والشواغر، وثانيا احترام آلية المباريات والنتائج وتطبيق مبدأ الكفاءة، وثالثاً توعية الفئات اللبنانية على الوظائف العامة، ورابعاً تطبيق المادة 95 من الدستور والتي تنص على ألا يتناقض ذلك مع الوفاق الوطني". أما الحل الآخر الذي يمكن اعتماده لإعادة التوازن فبسيط جداً، كما يؤكد الاب خضرا، "وهو صدور قرار أو مرسوم من مجلس الوزراء ينص على ما معناه أن نظرا لوضع لبنان والمادة 95 سنجري مباريات تعتمد على التوازن والميثاقية". وختم الاب خضرا: "التوازن ضرورة وطنية، وهو جوهر الوطن ومن دونه لا وطن. وعلى المرجعيات السياسية ان يكون همها الاول والاساسي التوازن".

 

الياس الزغبي: أسوأ إخراج لتذليل عقبات تشكيل الحكومة أن يأتي على شكل وصاية

الخميس 18 تشرين الأول /2018 /وطنية - رأى عضو قيادة "قوى 14 آذار" الياس الزغبي في تصريح أن "أسوأ إخراج لتذليل عقبات تشكيل الحكومة هو أن يأتي على شكل وصاية من قيادة "حزب الله" على رئيس تكتل العهد ومساعدته على النزول من أعلى الشجرة". وقال: "لقد جرى ضخ غبار كثيف عن حصار حزب "القوات اللبنانية"، وقطع طريقه إلى حقائب وازنة، بهدف حجب حقيقة التراجعات الفعلية كما ونوعا". وأضاف: "لقد تقاطعت رغبات دولية عبر باريس مع إرادة إيرانية عبر "حزب الله"، وأنتجت تخفيضا لسقوف هذا التيار، ولم يكن سعيه إلى إعادة التقرب من القوات مساء أمس سوى حصيلة لهذا التقاطع ومحاولة للظهور بمظهر صاحب الفضل وتمنينها بحقوقها الطبيعية".

 

لماذا طلقت ولاية الفقيه ؟

الشيخ حسن سعيد مشيمش/18 تشرين الأول/18

طلقت ولاية الفقيه طلاقا خلعيا بل طلاق المباراة على الأصح "طلاق المباراة يقع نتيجة كراهية متبادلة بين الزوجين" لأنه تعاهدنا سنة 1987 على أن نعيش معا على أساس كتاب الله وسيرة النبي محمد صلى الله عليه وآله وصحبه الأخيار، لكن في سنة 1998 طفح الكيل من كثرة أفعالها المريبة العجيبة الغريبة التي أورثتني اليقين الكامل بأنها لا تريد العيش حسب كتاب الله تعالى وسيرة نبينا محمد (ص) وعلي والحسن والحسين وزين العابدين عليهم السلام بعدما تعاهدت مع بوتين "قيصر روسيا" حليف إسرائيل وصديقها العظيم، وبشار أسد، ونوري المالكي، وعلي عبد الله صالح، وأميل لحود، وميشال عون، وجبران باسيل، فقاتلت وقتلت ودمرت وهجرت شعوبا بالتحالف معهم في دول العالم العربي قافزة فوق كل القيم الدينية البديهية والقيم الإنسانية الفطرية، لذلك توكلت على الله وطلقتها طلاقين "خلعيا ومباراة سنة 1998" ونظرا لشدة جمال وجهها، وكثرة أموالها، أغرت القاضي وأغوته بمالها وجمالها حتى حكمني بالسجن لمدة "5 سنوات" بتهمة العمالة لإسرائيل.{مَثَلُ ولاية الفقيه كَمَثَلِ الْحَيَّةِ ، لَيِّنٌ مَسُّهَا، وَالسَّمُّ النَّاقِعُ فِي جَوْفِهَا، يَهْوِي إِلَيْهَا الْغِرُّ الْجَاهِلُ، وَيَحْذَرُهَا ذُو اللُّبِّ الْعَاقِلُ } عن الإمام علي عليه السلام.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

معلومات عن العقوبات على حزب الله: لا هروب

منير الربيع/المدن/19 تشرين الأول/18

كل القوانين الأميركية السابقة التي فرضت عقوبات على حزب الله، حوت كثيراً من الثغرات القانونية، وفق ما يعتبر البعض، وقد استغلّها حزب الله وإيران للالتفاف عليها. ولكن، قبل أيام أعلن وزير العدل الأميركي تصنيف حزب الله منظمة إجرامية عابرة للدول. ومن شأن هذا القانون، وفق قراءة بعض المتابعين، أن يمنع حزب الله من ايجاد ثغرات للالتفاف عليه. وهذا يترافق مع ضغط أميركي على بعض الدول الأوروبية لإدراج الحزب بشقيه السياسي والعسكري على لائحة الإرهاب.

هناك قرار واضح في أميركا للتنسيق بشأن تشديد العقوبات على حزب الله، ولمنع أي قدرة التفاف على هذه القوانين. قرار اتخذه مجلسا النواب والشيوخ منذ سنتين، ويستمرّ تطبيقه اليوم لعدم تكرار تجربة إدارة باراك أوباما التي أتاحت لحزب الله وإيران المناورة وحرية الحركة في الالتفاف على هذه العقوبات. وما يتفق عليه المجلسان قد أُبلغت به السلطات اللبنانية، بأن الهندسات والتخريجات المالية التي كان يجريها حاكم مصرف لبنان رياض سلامة بموافقة أميركية أيام أوباما لم تعد ممكنة، وإلا فإن العقوبات ستطاول المؤسسات الرسمية اللبنانية.

الهدف من هذه القوانين، هو استكمال العنوان الأساسي الذي يرفعه الأميركيون، أي تجفيف منابع أموال الحزب لتعطيل منظومته المالية والعسكرية، والتأثير على نشاطه في مختلف دول العالم. لذلك، تضمّن القانون إدراج حزب الله كمنظمة إجرامية عابرة للحدود. ما يمكن واشنطن من التلويح بفرض عقوبات على المتعاونين مع الحزب، وعلى الدول التي تسهّل له أو تشكّل له متنفساً، ولا تدرجه على قائمة الإرهاب.

في أميركا، أجواء متشددة جداً تجاه الوضع في الدولة اللبنانية. آراء الجمهوريين والديمقراطيين تتفق على مبدأ يصف المؤسسات اللبنانية بالمتواطئة مع الحزب. وهذا وضع لا يمكن القبول به أو استمرار التغاضي عنه. من هنا، يندرج شدّ الحبال الذي حصل بشأن تولي الحزب وزارة الصحة، إذ إن الأميركيين يتهمونه بأنه يريد الوزارة للسيطرة على مقدرات مالية وصحية ضخمة، تتيح له توفير مساعدات صحية ومرضية لمقاتليه وجرحاه بعد معاناته من شحّ مالي بفعل العقوبات.

ليست هذه القوانين بسيطة، ومفاعيلها تظهر على المدى الطويل. إذ إنها تغطي سلسلة ملاحقات، يفترض أن يجري تطبيقها لاحقاً، أي تكون سيفاً مسلطاً يتم توجيهه حسبما تقتضي حاجة الإدارة الأميركية. فتطبيق هذه العقوبات، ربطاً بالقبض على شبكات تابعة للحزب، يعني أن الوضع سيصعب. وهذا لا بد أن يكون مرتبطاً بتطورات قد تشهدها الساحة اللبنانية والمنطقة. ما تريده واشنطن من هذه الإجراءات هو الوصول إلى مرحلة عزل حزب الله عن محيطه وبيئته ورجال أعمال يناصرونه، وإلا سيكونون مهددين بأرزاقهم وثرواتهم.

الغريب هو أن هناك تكتّماً بشأن هذا القانون وتفاصيله. ويبدو أن التكتم ناجم عن اتفاق ضمني لعدم إثارة المخاوف لبنانياً، وللبحث عن مخارج لتحاشيه أو الالتفاف عليه. أولاً لناحية الإصرار على عدم إثارة هذه القوانين، والمحاولة للتعتيم عليها، في إطار التسوية المستمرة في لبنان، والتي يصفها الأميركيون بأنها هروب إلى الأمام وعدم مواجهة الحقائق والواقع. بينما وفق التصنيف الأميركي، يعني هذا أن الحكومة اللبنانية تتعاطى مع تنظيم مصنّف على لائحة الإرهاب. وهذا قد يوجب فرض عقوبات عليها. فيما حزب الله يجهد لاعتبار هذه العقوبات تستهدف الشعب اللبناني وفئاته المختلفة. يحاول لبنان البحث عن مخارج من هذه العقوبات. الرهان الأساسي يبقى على تطورات خارجية، وتحقيق خروقات في جدار العلاقات الأميركية الإيرانية، للوصول إلى خيط تواصل معين، يتم من خلاله تخفيف الضغط. ورهان لبناني آخر كان يرتكز على دور للدول الأوروبية لتوفير غطاء يضمن الالتفاف على هذه القوانين، إلا أن ذلك يبدو مستحيلاً، خصوصاً وفق الأجواء التي تنقل عن لسان مسؤولين لبنانيين تبلّغوا مضامين رسائل أوروبية عديدة، وفرنسية بشكل خاص، تشير إلى أن المرحلة الحالية صعبة ولا بوادر للهروب من هذه الإجراءات، فيما الوضع قد يتغير بعد الانتخابات النصفية في الولايات المتحدة.

 

القوات وتجديد تحالف المستقبل والتيار: تفاصيل اللقاء السري

منير الربيع/المدن/الجمعة 19/10/2018

لحظات تفاوضية عصيبة تخوضها القوات اللبنانية في الساعات الأخيرة لولادة الحكومة. كأن ثمة ضوءاً أخضر حتّم استعجال ولادتها. وهنا، تتقاطع التقديرات بشأن حقيقة ما حصل خارجياً وانعكس على الداخل. صحيح أن للتوافق المرتقب في العراق علاقة بما يجري في لبنان، ولكن هناك أيضاً من يحللّ في تداعيات أزمة السعودية على خلفية اختفاء الصحافي جمال الخاشقجي، وإذا ما تسبب ذلك بثغرات في لبنان، حاول البعض انتهازها لتشكيل حكومة بالاستناد إلى ليونة بعض المتشددين. سؤال أصبح معتاداً في اليوميات اللبنانية عند كل استحقاق. هل السعودية موافقة على إنجاز الحكومة؟ تماماً كما طرح هذا السؤال يوم التوافق على النأي بالنفس بعد عودة الحريري عن استقالته من الرياض، وكما سئل من قبل عن موقفها من التسوية الرئاسية. الجواب السعودي يكون واضحاً دائماً بأن لا تدخّل في الشأن اللبناني، وعلى اللبنانيين أن يفعلوا ما يرونه مناسباً.

لكن هذا الجواب لا يقنع كثيرين. ويعتبر هؤلاء أن الضغط ازداد على القوات في الساعات الأخيرة لتشكيل الحكومة، فيما هي بقيت على موقفها وتشبّثها بعدم تقديم أي تنازل جوهري. ما دفع رئيسها سمير جعجع إلى القول إن من يضحك كثيراً هو من يضحك أخيراً، داعياً إلى إجراء مقارنة بين ما استطاعت القوات تحصيله وما كان معروضاً عليها. ولكن هذا الكلام، يؤكد ضمناً ما كانت تتعرض له القوات، وإن كان البعض يسعى لاحراجها واخراجها، وبعد تثبّته من عدم استعدادها للخروج، أكد التمسك بحكومة الوحدة الوطنية.

أعطت القوات أكثر من إشارة في الساعات الأربع والعشرين الأخيرة. واحدة منها أنها تتعرض لحرب إلغاء من الأقربين والأبعدين. والثانية كلام الوزير ملحم رياشي من بيت الوسط، والذي يدل على أن الاتفاق لم يحصل، وبعدها غرّد الرياشي عن مناقشة سقوط القسطنطينية. ما يعني الاختلاف على كل التاريخ المسيحي. والثالثة إشارة جعجع في كلامه عن وجود بعض العقبات التي تحتاج إلى تذليل. كل هذه الأجواء لا تختلف عن أجواء أخرى جرى بثّها، تتعلق بوصف القوات ببقائها وحيدة، وبأن الحكومة ستشكّل بوجودها أو من دونها. والمقصود من ذلك كان رسالة موجهة إلى القوات بأن عليها السير في التشكيلة كما هي وبما يعرض عليها.

وتتعزز هذه الاجواء باللقاء البعيد من الإعلام، وهو الثاني من نوعه، لرئيسي الجمهورية ميشال عون والحكومة المكلف سعد الحريري، وبحضور الوزير جبران باسيل. في هذا اللقاء جرى استشعار عودة الوئام بين الرئيسين وإعادة إطلاق العنان للتسوية والتفاهمات بينهما، بعد الحفاظ على وجود القوات للحفاظ على التسوية من الخارج. أما من الداخل، في صلب العمل الحكومي بعد تشكيل الحكومة، فالإنقسام سيتجدد، على غرار الوضع في حكومة تصريف الأعمال.

وشهد اللقاء السرّي تشدداً من جانب رئيس الجمهورية وباسيل على أنه لم يعد في الامكان مراعاة القوات أكثر، أو إطالة أمد التشكيل، خصوصاً أن الظرف يسنح باستيلاد الحكومة سريعاً. ولذلك جرت عملية الضغط على معراب للقبول بالعرض أو رفضه والبقاء خارج الحكومة. هذا السقف استفاد منه الحريري عبر إبقاء علاقته جيدة بالقوات وإبداء الحرص على تحقيق ما تريد، من خلال تمسكه باعطائها وزارة العدل، وإقدام رئيس الجمهورية على التلميح بأن تمنح القوات حقيبة العدل لأن لا أحد يريد استمرار الاشكالات، والجميع يريد تشكيل الحكومة، ولأنها حكومة العهد الأولى. وقد نقلت مصادر عن عون قوله: "بهدف تسهيل ولادة الحكومة، سواء أكان الامر متعلقاً بالعدل أو لا، لن يكون حجر عثرة لأنها حكومة العهد".

ولاحقاً أكد الحريري في دردشة مع الإعلاميين، أنه مخطئ من يظنّ أنه سيتخلى عن القوات، وأنها ستتمثل في الحكومة. وقال إنه حريص على تمثيل كل القوى، معتبراً أن لا وجود لما يسمّى عقدة سنيّة، لأنه تم تجاوزها منذ بداية مشاورات التأليف. وقال إن الحكومة ستبصر النور في منتصف الأسبوع المقبل حداً أقصى، لأن هناك بعض التفاصيل الصغيرة التي لا تزال عالقة بحاجة إلى معالجة، مفضّلاً عدم الخوض بالتفاصيل وبكيفية توزيع الحقائب، لأجل تسهيل عملية التفاوض الأخيرة".

 

توقعات بإعلان الحكومة بداية الأسبوع مع انتهاء قطيعة «القوات» و«التيار»/بري وجنبلاط متفائلان بقرب تشكيلها

بيروت: كارولين عاكوم/الشرق الأوسط/18 تشرين الأول/18/بدأت بوادر الانفراج الحكومي تظهر عبر مؤشرات عدّة؛ أبرزها إنهاء القطيعة السياسية بين «التيار الوطني الحر» و«حزب القوات اللبنانية» عبر اللقاء الذي جمع أمس وزير الخارجية جبران باسيل ووزير الإعلام ملحم رياشي، في وقت برزت فيه عقد طارئة يعمل على تذليلها مع استمرار الجهود لحلّ مشكلة «حصة القوات» والبحث عن مخرج لمطلبها بالحصول على وزارة العدل، وكذلك العمل لحسم «وزارة الأشغال» التي يطالب بها باسيل ويتمسك بها «تيار المردة». ولفتت مصادر وزارية مطلعة على المشاورات لـ«الشرق الأوسط» إلى أن اللمسات الأخيرة توضع على التشكيلة الحكومية التي من المتوقّع الإعلان عنها نهاية هذا الأسبوع أو بداية الأسبوع المقبل على أبعد تقدير، وذلك بعد عودة رئيس مجلس النواب نبيه بري من جنيف. ولفتت في الوقت عينه إلى بروز عقد وصفتها بـ«الطارئة» في الـ24 ساعة الأخيرة، مع تأكيدها على أنها «قابلة للحل»، وأوضحت أنها تتمثل في مطالبة بري بوزارة الشؤون الاجتماعية انطلاقا من أنه لم يحصل على وزارة شبه أساسية، إضافة طبعا إلى وزارة المال، وتمسك الأحزاب الأرمنية بتمثيلها عبر وزارتين ورفض التنازل عن مقعد منهما لصالح الأقليات وفق التوجّه الذي كان من المفترض أن يعتمد في الحكومة المقبلة. وفيما رجّحت حلّ العقدة الأرمنية بإبقاء القديم على حاله، لم تستبعد إجراء عملية تبادل للحقائب في اللحظات الأخيرة، وتحديدا بين تلك التي توضع ضمن الخانة نفسها، وهو ما قد يعتمد في حالة مطلب بري.

وفي حين استمر البحث حول «وزارة الأشغال»، أشارت المصادر إلى أن الحسم بشأن مطلب «القوات» للحصول على «وزارة العدل» من شأنه توضيح الخريطة الحكومية النهائية، وقالت: «إذا بقيت (العدل) مع رئيس الجمهورية؛ فعندها قد تكون (العمل) أو (الصناعة) من حصّة (القوات)». مع العلم بأن «القوات» سبق أن رفضت عروضا كهذه متمسكة بحصولها على وزارة وازنة، وقالت مصادرها لـ«الشرق الأوسط»: «التفاوض مستمر ولم تحسم الأمور لغاية الآن. قدّمنا أفكارنا للحلّ، وننتظر الإجابات النهائية عليها». وفيما أكدت أن التعاطي يتم بإيجابية من قبلها ومن قبل مختلف الأطراف في موازاة تواصل «القوات» الدائم مع رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، وضعت اللقاء الذي جمع أمس رئيس «التيار» وزير الخارجية جبران باسيل ووزير الإعلام ملحم رياشي عن «القوات»، في خانة وضع حد للقطيعة السياسية بين الحليفين السابقين بعد مرحلة من المواجهات على خلفية الحصص الوزارية.

واستمرت المواقف الإيجابية حيال قرب تشكيل الحكومة، وتابع رئيس الجمهورية الاتصالات الجارية بشأنها في ضوء التطورات التي استجدت خلال الساعات الماضية، والمواقف التي صدرت عن عدد من رؤساء الكتل النيابية حول التشكيلة الحكومية الجديدة، بحسب ما جاء في بيان للرئاسة. وأكد عون أمام زواره أن الملف الحكومي له الأولوية في الوقت الراهن، معربا عن أمله في أن تشكل الحكومة في أسرع وقت كي تنصرف إلى مواجهة التحديات المختلفة؛ وفي مقدمها التحديات الاقتصادية. وعبّر رئيس مجلس النواب نبيه بري عن تفاؤله بتشكيل الحكومة قريبا، وقال من جنيف: «لا أستطيع أن أقول إن تأليف الحكومة اللبنانية انتهى، لكن أستطيع القول إن التقدم على قدم وساق... وقريبا وعسى ولعل. صار الفول موجود والمكيول موجود، لربما إن شاء الله يتم هذا الأمر». وضمّ رئيس «الحزب الاشتراكي» وليد جنبلاط صوته إلى صوت بري، عادّاً أن «الإسراع في تشكيل الوزارة أكثر من ضروري، لأن الوضع الاقتصادي فوق كل اعتبار»، وأضاف: «أضم صوتي إلى صوت الرئيس بري وإلى جميع الحريصين مثله». من جهته، قال باسيل: «عدالة التمثيل تتحقق، والقواعد والمعايير التي تجمع تتحقق، وهذا ما يسمح للحكومة بقرار رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة، بأن تتشكل، ونتمكن من اليوم أن نقول: مبروك». وعن مطالبة «القوات اللبنانية» بوزارة العدل، قال: «لا أملك الصفة للدخول في هذه التفاصيل، لكن الصورة واضحة أمامي في هذا الإطار». وأكد مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان أن تشكيل الحكومة بات محسوما، قائلا: «الانفراج آت لا محالة، وعملية التأليف على نار حامية. انتظرنا أشهرا، فلا ضير من انتظار عدة أيام أو ساعات، فالتفاؤل أصبح واقعا بولادة حكومة وحدة وطنية تعكس ارتياحا لدى اللبنانيين وتنعش اقتصادهم». وأضاف: «المشاورات واللقاءات التي جرت وتجري ستثمر تشكيل حكومة، مهما (قيل وقال)، فالجميع متفقون على أن الوطن لا ينهض ولا يزدهر إلا بحكومة توافق وطني». ونوّه بـ«جهود رئيس الحكومة المكلف الذي صبر لإتمام هذا الإنجاز الوطني».

 

ريفي في ذكرى استشهاد الحسن: لن يذهب دمك سدى

المركزية/18 تشرين الأول/18/أشار اللواء أشرف ريفي في ذكرى استشهاد اللواء وسام الحسن إلى انه “في ذكرى إستشهادك يا رفيق السلاح والقضية، نجدد أيها اللواء الشهيد وسام الحسن عهدنا بمتابعة النضال لكشف الحقيقة ومحاسبة المجرمين الذين اغتالوك وشهداء إنتفاضة الإستقلال، وقد كنتَ الدرع الحامي والمثال في الشجاعة والتضحية”. وقال ريفي في بيان: “حقك علينا وحق عائلتك الصغيرة زوجتك العزيزة آنا وإبنيك مازن ومجد، وحق رفيقك المؤهل الشهيد أحمد صهيوني وعائلته وحق عائلتك الوطنية الكبيرة أن تُعلن نتائج التحقيق في اغتيالك”. ودعا ريفي لـ”إعلان نتائج التحقيق دون تردد فاستشهادك أكبر من أن يوضع ملفه في أدراج النسيان، وفي الحسابات الآنية، والحقيقة لا يجوز أن تبقى أسيرة معادلة وهم الحفاظ على الاستقرار. فالعدالة هي المدخل الى الاستقرار، ونرفض أن تُفرض علينا هيمنة تؤدي الى إلغاء الذات”. وختم ريفي: “لن نقبل أن يذهب دمك سدى ولن نقبل أن تُغتال مرتين”.

 

المبادلة غير واردة

المركزية/18 تشرين الأول/18/نفت مصادر مطلعة على ملف تشكيل الحكومة، أن "يكون جرى البحث بين "حزب الله" وتيار "المردة" حول تبادل حقيبتي الصحة والأشغال العامة في ما بينهما"، لافتة إلى أنه "من غير المنطقي أن يقبل الحزب بتسلم الأشغال نظراً للاتهامات الدائمة له ببسط سيطرته على المطار فكيف اذا حصل على وزارة الأشغال أيضاً".

 

هل حُسمت "العدل" للقوات..وماذا عن "الاشغال"؟!

المركزية/18 تشرين الأول/18/فيما تتكثف الاتصالات لانضاج الطبخة الحكومية، لا يزال تمثيل القوات اللبنانية فيها أبرز النقاط العالقة. وفي السياق، علمت "المركزية" ان آخر الصيغ التي عرضت على معراب تتضمن نيابة رئاسة مجلس الوزراء، العدل، الثقافة والعمل، وقد رُفضت لان القوات تريد حقيبة خدماتية. وليس بعيدا، قالت مصادر القوات للـLBCI: ما هو معروض علينا يسمح لنا بدخول الحكومة ومصممون على المشاركة فيها، مضيفة "مسألة وزارة العدل بالنسبة لنا اصبح امرها محسوما وستؤول الينا". واشارت معلومات للـLBCI ايضا الى انه عُرض على رئيس حزب القوات سمير جعجع نيابة رئاسة الحكومة والصناعة والثقافة والشؤون الاجتماعية لكنه مصر على "العدل". في المقابل، اكدت مصادر رئيس التيار الوزير جبران باسيل "اننا مع حكومة وحدة وطنية ونقدم كل التنازلات الممكنة من جانبنا كي لا تستثني الحكومة احدا وخاصة القوات".

وليس بعيدا، افادت  mtv نقلا عن أوساط الحريري أنّ "التفاصيل الحكوميّة العالقة تتعلّق ببعض الحقائب وكيفيّة توزيعها لا سيما بين "الوطني الحر" و"القوات" و"المردة" بمعنى أن "الاشغال" لا تزال غير محسومة". آخر المعطيات: من جهتها، أكدت مصادر متابعة لعملية التأليف، أن التشكيلة تخضغ "للرتوش الأخير" من قبل الرئيس المكلف سعد الحريري بتواصله مع مختلف الأطراف. واشارت المصادر الى انه لم يعد هناك عقدة درزية، والعقدة الأرمنية التي طرأت يجري العمل على ايجاد حل لها، موضحةً أن حصة "القوات اللبنانية" لم تُحسم بعد والاتصالات مستمرة لمعالجتها. وقالت انه عرض على القوات 4 مقاعد هي نائب رئيس الحكومة و 3 حقائب: العدل مع الشؤون الاجتماعية والثقافة. وعن حقيبة وزارة العدل، لفتت مصادر متابعة لعملية التأليف الى انه ما زالت موضع أخذ ورد، مؤكدةً أن ما يجري حول "العدل" هو عرض قيد التفاوض ولم يبت بعد بالقبول او بالرفض او بالتعديل. وافادت مصادر متابعة ان الرئيس المكلف مازال بانتظار جواب حاسم من الرئيس عون في ما يتعلق بإسناد وزارة العدل للقوات اللبنانية. وتابعت: "اذا كان موضوع العدل يحل المشكلة فلا احد يريد مشكلة، ورئيس الجمهورية أكد أن الهدف تشكيل حكومة الوحدة الوطنية وتحت هذا السقف تجري اتصالات الساعات الاخيرة". ولفتت الى ان حقيبة الاشغال ما زالت موضع أخذ ورد. وعن حقيبة وزارة الاشغال، افادت مصادر تيار المردة للـ"ال بي سي" أنّ "البحث في لمن ستؤول اليه وزارة الأشغال ما زال مستمرا". وأضاف المصدر: "نحن متمسكون بها ونلقى تأييدا من رئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري وتفهما من قبل حزب الله". وعن توزير السنة المستقلين عن "المستقبل"، رأت المصادر ان الامر لم يُشكل عقدة امام ولادة الحكومة من الأساس. ووفق آخر المعطيات، اكّدت المصادر ان تركيبة الحكومة أصبحت جاهزة، مشيرةً الى انها "ستكون حكومة وحدة وطنية لا ثلث معطلاً فيها ولا حصص مضخمة بل أحجام تمثيلية طبيعية". متى الولادة؟ وكان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون قال في دردشة مع الصحافيين قبل الظهر ان "الحكومة على قاب قوسين او ادنى من عملية التشكيل". وقال النائب زياد اسود "الحكومة السبت". اما نائب رئيس القوات النائب جورج عدوان فقال " الحكومة لا بكرا ولا بعد بكرا"، مضيفا من مجلس النواب "لا نسعى لحصص وحقائب معينة"، واشار الى ان "القوات حريصة على تشكيل الحكومة بسرعة وتواكب الملف بافضل طريقة وكل من يراهن على خلاف القوات والحريري رهانه في غير مكانه". وتابع "اي حكومة لا تعكس التوازنات في البلد يُكتب لها الفشل قبل ان تقوم بمهامها وهو امر يعرفه الحريري". وقال "تلقينا عرضا من الرئيس المكلف في ما يتعلق بوزارة العدل والحكومة تسير بالاتجاه الصحيح وهي لا تزال تحتاج الى بضعة أيام كي تبصر النور".

 

أربعة أطراف لبنانية تتصارع على ثلاث وزارات وتشكيل الحكومة يواجه عقدة توزيع الحقائب

بيروت: نذير رضا/الشرق الأوسط/18 تشرين الأول/18/عكست المباحثات الأخيرة للتوصل إلى تفاهم حول توزيع الحقائب الوزارية صراعا بين القوى السياسية على 6 حقائب، توصف بأنها «وازنة»، بالنظر إلى أهميتها السياسية، وحجم موازناتها الكبيرة أو أهميتها من ناحية رفد الدولة اللبنانية بالإيرادات، إضافة إلى طابعها الخدماتي، رغم أن بعضها، مثل وزارة الطاقة، يضع الفريق الذي يتولاها في موقع الاتهامات بالفشل على ضوء الاستمرار في أزمة انقطاع الكهرباء، التي تكلف لبنان إنفاقاً ضخماً. وفيما بات محسوما أن وزارة الطاقة من حصة «التيار الوطني الحر»، ووزارة الصحة من حصة «حزب الله»، والاتصالات من حصة «المستقبل»، انحصرت النقاشات في المربع الأخير حول 3 حقائب، هي التربية والتعليم العالي والعدل والأشغال العامة والنقل، وعقّدت مهمة الرئيس المكلف سعد الحريري لتوزيعها بين 4 فرقاء يطالبون بها، هم «التيار الوطني الحر» و«القوات اللبنانية» و«الحزب التقدمي الاشتراكي» و«تيار المردة». وفي حكومة تتألف من 30 وزيراً، يرأسها رئيس من الطائفة السنية، يبلغ عدد الحقائب السيادية 4، هي حقائب ذات وظيفة سياسية، تتمثل في الداخلية والخارجية والدفاع والمالية، وتتقاسمها عرفا منذ العام 2005 الطوائف الأربع الكبرى، وهي الموارنة والسنة والشيعة والأرثوذكس. كما يبلغ عدد الحقائب الوازنة 6. أما الحقائب الخدماتية فيبلغ عددها 11 حقيبة، تتنوع من حيث الأهمية وفق ميزانيتها السنوية، فيما يبلغ وزراء الدولة من دون حقائب 8، وهو التقسيم الذي انطبق على الحكومة الأخيرة.

وتتألف الحقائب الوازنة من 6 حقائب، وتتضمن الأشغال العامة والنقل، والطاقة والمياه، والاتصالات، والصحة، والعدل والتربية والتعليم العالي. وتقسم تلك الحقائب مناصفة بين المسلمين والمسيحيين، بحيث تكون في الغالب حقيبة للسنة وأخرى للشيعة وأخرى للدروز، بينما تكون هناك حقيبة للموارنة، وأخرى للأرثوذكس، وأخرى للكاثوليك أو الأرمن. ويُخرق العرف في بعض الأحيان بحيث يمكن أن تحصل طائفة من تلك الطوائف السبع على حقيبتين موزعتين لتكتلين برلمانيين مختلفين، وتلعب الاتفاقات بين القوى السياسية دورا في إحداث خرق.

وينطلق الصراع على الحقائب الوازنة من كونها وزارات خدماتية، تسهم إلى حد كبير في تجيير مقدم الخدمات للأصوات الانتخابية لصالحه، كما يقول خبراء. ومع أن بعضها، مثل وزارة الاتصالات، لا تستحوذ على كمية كبيرة من إنفاق الموازنة، فإنها تعد وزارة أساسية؛ لأنها تدر أموالا طائلة على الخزينة، وهي مسؤولة عن إدارة الشركات التي تستثمر في القطاعات من الدولة، في حين تعد وزارات أخرى مهمة بالنظر إلى أن حجم الإنفاق فيها مرتفع جداً، مثل وزارة التربية التي تحتل الموقع الثاني من الوزارات الأكثر إنفاقا بعد وزارة الدفاع في الموازنة العامة. وتليها وزارة الصحة، ثم الأشغال، والعدل والطاقة، علما بأن الأخيرة، وعبر مؤسسة كهرباء لبنان، تعد من أكثر القطاعات إنفاقا وعبئا على الخزينة.

ومع أن مشكلة الكهرباء التي كلفت الحكومة اللبنانية أكثر من 30 مليار دولار منذ تصاعدها في التسعينات، ويتعرض أي فريق يتولاها لاتهامات بالفشل بسبب استمرار مشكلة انقطاع الكهرباء، فإن «التيار الوطني الحر» يتمسك بها. واعتبر عضو تكتل «لبنان القوي» النائب ماريو عون أن وزارة الطاقة «باتت مرغوبة الآن بالنسبة للبعض، منذ أن تسلمها التيار الوطني الحر وحقق فيها إنجازات وإنتاجية على صعيد الوطن، حتى باتت بمصاف الحقائب السيادية»، لافتا إلى أن الإنجازات التي تحققت «كان يمكن أن تكون أكثر أهمية لو كان هناك تعاون على الصعيد الحكومي لإنجاز جميع المشاريع المقدمة». ذلك، على الرغم من أن أطرافا أخرى تعد بتحقيق إنجازات أكبر في الوزارة لو تسلمتها. قال النائب عون لـ«الشرق الأوسط»: «بالنسبة لنا، الإنجازات مستمرة، وستتضاعف الإنجازات أكثر لتحقيق مشاريع على مستوى الكهرباء وبناء السدود»، لافتا إلى «أنه من هنا تأتي المطالب بأن تبقى من حصتنا، ونصرّ على أن تبقى كذلك»، من غير أن ينفي حق الآخرين بالمطالبة بها.

من جهة أخرى، باتت وزارة العدل الآن محل تجاذب بين الأطراف، وتمثل محور صراع بين «التيار» و«القوات»، رغم أن هذه الوزارة غير خدماتية، وهي تعد من الوزارات التي تثقل كاهل الدولة بالإنفاق عليها، لكن أهميتها تنطلق من كونها سياسية، ومن دورها ورمزيتها. ويشرح وزير العدل الأسبق إدمون رزق ذلك بالتأكيد على أن هذه الوزارة «هي من أهم الوزارات، لأنها المرجعية الإدارية للسلطة القضائية، ولا تمتلك إمرة على القضاء». وقال رزق لـ«الشرق الأوسط» إن وزير العدل ليست له أي سلطة على القضاء الذي يعد سلطة مستقلة، خلافا لوزير الداخلية الذي يأمر الأجهزة الأمنية مثلا والإدارات الرسمية الأخرى التابعة له، موضحا أن دور وزير العدل «سياسي وإداري، ويمثل الإدارة المسؤولة عن سلامة السلطة القضائية وعن استقلاليتها وحريتها». وقال: «أعمال السلطة القضائية غير خاضعة لإمرة وزير العدل، فالتفتيش القضائي هو من ضمن جسم القضاء، لكن وزير العدل يعطي أوامر للنيابات العامة للتحرك، علما بأن النيابة العامة هي ليست قضاء حكم بل قضاء طلب، بمعنى أنها لا تحكم، بل تتخذ التدابير». ويضيف شارحاً: «وزير العدل له صلاحيات إعطاء توجيهات للنيابة العامة، لكن لا صلاحية له للكلام مع أي قاض بأي دعوة».

وعلى غرار وزارة الطاقة، تعد وزارة الأشغال من أكثر الوزارات جدلية، بالنظر إلى أن حجم إنفاقها كبير نسبياً، وترتسم علامات استفهام كبيرة حول وظيفتها، فالطرف السياسي الذي يتولى هذه الحقيبة يستفيد منها بتقديم خدمات تنعكس إيجابيا على شعبيته في مواسم الانتخابات. وبسبب تلك الاتهامات، سيكون الطرف السياسي الذي يتولى هذه الحقيبة عرضة للمساءلة والاتهامات، ما يجعل توليها مغامرة، إلا إذا كانت المشاريع التي تنفذها تتسم بشفافية كبيرة. ورغم مطالبة «التيار الوطني الحر» بأن تكون من حصته، ينظر النائب ماريو عون إلى هذه الحقيبة من زاوية مختلفة، رافضا حصرها بالأشغال العامة و«تعبيد الطرقات». وقال إن المطالبة بها أيضا تنطلق من أنها مرتبطة بقطاع النقل والطيران، والخطط لحل أزمة المرور. واعتبر أنه «كان هناك نوع من التعاطي غير الكافي مع اللبنانيين»، موضحا أنه «كانت هناك فئوية في التعاطي مع أفرقاء دون سواهم لجهة تعبيد الطرقات أو سواها من مهام الوزارة».

 

«لقاء سيدة الجبل» يعقد خلوته الأحد بعد منعه في فندقين ببيروت

بيروت/الشرق الأوسط/18 تشرين الأول/18/أعلن «لقاء سيدة الجبل» عن عقد خلوته السنوية يوم الأحد المقبل في مقرّ نادي الصحافة في بيروت، وذلك بعد منعه من عقدها في فندقي «بريستول» و«روتانا جفينور». وكان اللّقاء قد اتّهم «حزب الله» بالوقوف وراء هذا المنع معلنا أن رفض الفندقين استقبال الخلوة كان بسبب عنوان حول «رفع الوصاية الإيرانية عن القرار الوطني اللبناني دفاعاً عن الدستور وحماية للعيش المشترك». واتّهم النائب السابق فارس سعيد، أحد شخصيات اللقاء، السلطة اللبنانية «بتسليم شأنها لسلطة الوصاية الفعلية ما يجعلها شريكة في جريمة كم الأفواه وقمع الحريات، لذا وأمام هذا الواقع نعلن أننا مصممون ومصرون على خوض معركة رفع وصاية إيران عن لبنان وإعادة البوصلة إلى حيث يجب أن تكون»

 

إرجاء دعوى {الشرق الأوسط} ضد مهاجمي مكاتبها في بيروت إلى مارس المقبل

بيروت/الشرق الأوسط/18 تشرين الأول/18/أرجأ القضاء اللبناني أمس، النظر في دعوى «الشرق الأوسط» ضد ناشطين اعتدوا على مكاتبها قبل عامين ونصف العام، إلى 13 مارس (آذار) المقبل. وكان ناشطون اعتدوا على مكاتب الصحيفة في 1 أبريل (نيسان) 2016. ورفعت «الشرق الأوسط» دعوى قضائية بحقهم بجرم الاعتداء على مكاتبها في بيروت وتخريب محتوياتها ومنع موظفيها من مزاولة عملهم. وأرجأت القاضية المنفردة الجزائية في بيروت نيبال محيو أمس، إلى 13 مارس المقبل النظر في الدعوى المقدمة من «الشرق الأوسط» ضد الناشطين عباس زهري وبيار حشاش وآخرين؛ لتمكين وكيل المدعى عليهم المحامي حسن بزي من الاطلاع على الملف وتقديم دفوعه.

 

الكتائب: الصمت الرسمي على ما جرى في المخيمات الفلسطينية غير مبرر

الخميس 18 تشرين الأول 2018/وطنية - رأى مجلس الاعلام في حزب الكتائب، في بيان، أن "ما شهده مخيم المية ومية من اشتباكات بين فصائل فلسطينية متناحرة، وما تسببت به لعائلات مدينة صيدا والقرى المحيطة من اضرار ونزوح ومعاناة وترويع وتهديد لانتظام حياتهم وأعمالهم ودراسة أبنائهم، يؤكد الحاجة الملحة الى بسط سلطة الدولة على كامل الاراضي اللبنانية". وأكد أن "من غير المقبول الصمت الرسمي غير المبرر على ما جرى ويجري في المخيمات الفلسطينية، في ما يشبه التطبيع والاستسلام لحال متمادية شاذة، يتلقى اهلنا في صيدا والقرى المجاورة تداعياتها الكارثية، ولا من يسأل".

 

السلاح الفلسطيني في لبنان يؤجج الصراعات بين الفصائل

بيروت: بولا أسطيح/الشرق الأوسط/18 تشرين الأول/18/أظهرت الاشتباكات الدامية التي شهدها مخيم «المية ومية» للاجئين الفلسطينيين الواقع في جنوب لبنان، مطلع الأسبوع، أن مخيم «عين الحلوة» الواقع في المنطقة نفسها ليس وحده الذي يشكل بؤرة أمنية قد تنفجر في أي لحظة مهددة البلدات والمدن اللبنانية المحاذية؛ فالصراع بين الفصائل الفلسطينية؛ سواء على قيادة هذه المخيمات أو استكمالاً للصراع المحتدم في الأراضي الفلسطينية، وإن كان في معظم المخيمات لا يزال غير ظاهر، يغذيه السلاح المتفلت وقرار الدولة اللبنانية تسليم أمن المخيمات للفلسطينيين وعدم اتخاذ أي مبادرة باتجاه فرض سيطرتها على أكثر من 12 تجمعاً رسمياً للاجئين. وعلى الرغم من القرار الوطني اللبناني الذي اتخذ عام 2006 بعيد انعقاد أول طاولة للحوار بين القيادات اللبنانية، والذي قضى بسحب السلاح من المجموعات الفلسطينية المتمركزة خارج المخيمات، ومن ثم تأكيد الرئيس الفلسطيني محمود عباس خلال زيارته الأخيرة إلى لبنان العام الماضي رفضه وجود السلاح بيد الفلسطينيين في المخيمات وخارجها، عادّاً أن من حق الحكومة اللبنانية أن تسحب كل السلاح الفلسطيني على أراضيها من منطلق أن الفلسطينيين في لبنان في حماية الجيش اللبناني والحكومة، فإن الدولة اللبنانية لم تحرك ساكنا؛ بل ظلت في موقع المتفرج في معظم الأحيان على تحول إشكالات فردية داخل المخيمات إلى صراعات دموية، وهي إن بادرت للقيام بذلك فهي تفعله من موقع الوسيط.

ولعل الخطوة الوحيدة التي قامت بها الحكومة اللبنانية في إطار سعيها لتنظيم الوجود الفلسطيني في لبنان، كانت العام الماضي حين قامت بتعداد عام للسكان والمساكن في المخيمات والتجمعات الفلسطينية في لبنان، أشرفت عليه لجنة الحوار اللبناني - الفلسطيني وأنجزته إدارة الإحصاء المركزي اللبناني والجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني. وخلص إلى وجود 174 ألف لاجئ فلسطيني في لبنان يعيشون في 12 مخيماً و156 تجمعاً فلسطينياً في المحافظات الخمس في لبنان، علما بأن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) وفي إحصاء أجرته قبل نحو 9 سنوات، أكدت وجود أكثر من 483 ألف لاجئ فلسطيني في لبنان؛ 449 ألفاً منهم مسجلون لديها. وهي لا تزال تؤكد على ذلك من خلال موقعها الرسمي على شبكة الإنترنت.

ويربط ممثل حركة «حماس» في لبنان علي بركة بين تسلم الدولة اللبنانية أمن المخيمات وتسلمها كل الملفات المرتبطة باللاجئين سواء الاقتصادية أو الاجتماعية التي تتسلمها منذ عام 1948 وكالة «أونروا»، عادّاً أن «ذلك ليس بالأمر السهل على الإطلاق، ويتطلب دراسة سياسية - قانونية - اجتماعية - أمنية معمقة»، لافتا إلى أن الخطوة الأولى والأبرز المطلوبة اليوم هي رفع مستوى التنسيق اللبناني - الفلسطيني، وإعادة النظر بالسياسات الأمنية المتبعة، ووضع ضوابط جديدة للمحافظة على أمن المخيمات، على أن يقترن ذلك بمحاسبة كل المتسببين بأحداث أمنية». ويقول بركة لـ«الشرق الأوسط»: «قضية اللاجئين هدف للإدارة الأميركية والكيان الصهيوني، لذلك هناك دائما من يسعى لتضخيم أي إشكال أمني تشهده المخيمات خدمة لأجندات خارجية تسعى لتصفية هذه القضية، مما يستدعي منا كثيراً من اليقظة والحذر في التعامل مع كل الملفات المرتبطة بالمخيمات». وتبدو مصادر في حركة «فتح» أكثر تقبلاً لإجراءات أمنية جديدة تطال المخيمات تكون الدولة اللبنانية والجيش اللبناني شريكا أساسيا فيها، لافتة إلى أن «كل ما يعني سكان المخيمات الذين يرزح معظمهم تحت خط الفقر هو الأمن والأمان، خصوصا أنهم محرومون من معظم حقوقهم، خصوصا الحق في العمل في معظم المهن، لذلك إذا ارتأت الدولة اللبنانية أن يدخل الجيش إلى المخيمات لبسط الأمن، فهم سيكونون مرحبين بذلك ما دام سيؤمن لهم ذلك الاستقرار الأمني». وتضيف المصادر في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «للأسف، تجربة اللجان الأمنية المشتركة أثبتت أنها ليس حلا جذريا، كما أنها فشلت في منع حدث أمني ما من الوقوع، كما أنها عجزت عن التصدي لعمليات الاغتيال»، ورأت أن السبب الرئيسي وراء ذلك هو أن «القوى الأمنية الفلسطينية محكومة بضوابط سياسية عليا تمنعها نتيجة صراع الفصائل على تعزيز مواقعها، من الإمساك بالأمن بيد من حديد».

وتتولى لجان أمنية مشتركة تضم ممثلين عن أبرز الفصائل الفلسطينية، الأمن في مخيم عين الحلوة والبداوي وبرج البراجنة، التي تعدّ أكبر تجمعات للاجئين الفلسطينيين في لبنان. ولا وجود للجيش والقوى الأمنية اللبنانية داخل 12 مخيما فلسطينيا منتشرة في معظم المناطق اللبنانية، مما أدى لهرب عدد كبير من المطلوبين إلى داخل هذه المخيمات التي تشهد انتشارا ظاهرا للسلاح من دون أي ضوابط. ويعدّ رئيس «لجنة الحوار اللبناني - الفلسطيني»، الوزير السابق حسن منيمنة، أنه «لا حل للأحداث الأمنية المتكررة في المخيمات إلا من خلال سحب السلاح الفلسطيني؛ سواء من داخل أو خارج المخيمات، بعدما بات دوره يقتصر على تغذية الصراع بين الفصائل وخدمة أجندات خارجية»، مذكرا بأن «الرئيس الفلسطيني نفسه أقر بوجوب سحب هذا السلاح ودخول الجيش اللبناني إلى المخيمات، إلا إن الدولة اللبنانية لم تبادر إلى اتخاذ أي خطوات عملية في هذا المجال». ويرفض منيمنة في حديث لـ«الشرق الأوسط» ربط البعض بين الدعوة لسحب السلاح من اللاجئين الفلسطينيين وبسط الدولة اللبنانية سلطتها على كامل أراضيها، وبين ما يُعرف بـ«صفقة القرن»، لافتا إلى أن «الاتفاق اللبناني على سحب السلاح الفلسطيني من خارج المخيمات تم في عام 2006 على أساس أن يليه تفاهم على سحب هذا السلاح من داخل المخيمات، لكن شيئا لم يطبق من هذه التفاهمات».

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

"لو فيغارو": محمد بن سلمان سيغادر منصبه...

وكالات/الخميس 18 تشرين الأول 2018 /قالت صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية إن هيئة البيعة في السعودية اجتمعت سرا لاختيار ولي لولي العهد. ونقلت الصحيفة عن مصدر دبلوماسي أنه إذا تم تعيين السفير السعودي لدى واشنطن الأمير خالد بن سلمان في هذا المنصب فإن ذلك سيعني أن ولي العهد محمد بن سلمان سيغادر منصبه، ولكن ليس فورا وإنما على المدى المتوسط. وقالت لوفيغارو إنه في ضوء الضغوط الدولية المتزايدة التي سببها اختفاء الصحفي جمال خاشقجي بدأت هيئة البيعة منذ أيام النظر وبأعلى درجات الاهتمام في ما سمته قضية محمد بن سلمان، الذي تحوم حوله الشكوك. وأضافت الصحيفة أنها تأكدت من الخبر من مصدر سعودي في الرياض. يشار إلى أن السفير عاد إلى الرياض من واشنطن عقب اندلاع قضية اختفاء الصحفي السعودي في قنصلية بلاده بإسطنبول، ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مصادر رسمية أميركية أنه لن يعود إلى واشنطن سفيرا. وكان السفير خالد بن سلمان أدلى بتصريحات بشأن قضية خاشقجي قائلا إن كاميرات القنصلية بإسطنبول لم تكن تسجل في يوم زيارة الصحفي لها.

 

ترمب: السعودية تعهدت إجراء تحقيق شفاف... ونحن بحاجة إليها

أنقرة تؤكد تعاون الرياض في جهود كشف ملابسات اختفاء خاشقجي

واشنطن: معاذ العمري أنقرة: سعيد عبد الرازق/الشرق الأوسط/18 تشرين الأول/18/تواصلت الجهود السعودية - التركية المشتركة، أمس، لكشف ملابسات اختفاء المواطن السعودي جمال خاشقجي في مدينة إسطنبول، قبل أكثر من أسبوعين. وفيما شدد الرئيس الأميركي دونالد ترمب على أن الولايات المتحدة «بحاجة إلى السعودية» في أكثر من مجال، بما في ذلك الحرب على الإرهاب والتصدي لإيران، قال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، إن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أبلغه بأن السعوديين يتعاونون في التحقيقات، مضيفاً أن الرياض تعهدت إجراء تحقيق شامل وبشفافية مطلقة في قضية اختفاء مواطنها. وأكد الرئيس ترمب، أمس، أن التحقيقات التي تُجريها المملكة العربية السعودية وتركيا بشأن اختفاء خاشقجي تسير بشكل صحيح، وذلك وفقاً لما تعهدت به القيادة السعودية. وأوضح خلال لقاء تلفزيوني بثته «شبكة فوكس نيوز للأعمال» أن واشنطن لديها محادثات مباشرة وصريحة مع الرياض وأنقرة، مشدداً على أهمية إجراء تحقيق شامل وشفاف، ومؤكداً تعهد القيادة السعودية بالقيام بذلك بدقة. وقال إن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان تحدث معه وطمأنه إلى أن هناك تحقيقاً جدياً وجديراً بالصدقية يتم إجراؤه حالياً.

وقال ترمب للشبكة التلفزيونية من داخل البيت الأبيض: «نحن بحاجة إلى السعودية في الحرب ضد الإرهاب، وفي كلّ ما يحدث في إيران وأماكن أخرى». ورداً على سؤال عما إذا كانت الولايات المتحدة ستبتعد عن السعودية، حليفتها في منطقة الخليج، قال ترمب: «لا أريد ذلك». ولفت إلى أن 500 ألف وظيفة في أميركا تعتمد على العلاقات مع السعودية. وأوضح أنه في انتظار عودة وزير خارجيته بومبيو عقب زيارته للرياض وأنقرة، مشيراً إلى أنه يتوقع بدء ظهور ملابسات اختفاء خاشقجي بحلول نهاية الأسبوع. وقال إنه طلب الحصول على أشرطة مزعومة لما حصل مع خاشقجي «إذا كانت موجودة فعلا»، وهو أمر يروّج له بعض وسائل الإعلام نقلاً عن مسؤولين أتراك يزعمون امتلاكها.

وجاءت تصريحات الرئيس الأميركي بعد وقت قليل من إنهاء بومبيو زيارة لأنقرة دامت ساعات التقى خلالها إردوغان، في مطار أسنبوغا في العاصمة التركية، بحضور وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو، ورئيس المخابرات التركية هاكان فيدان، والمتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين. وبعد هذا اللقاء الموسع، عقد بومبيو وجاويش أوغلو لقاءً في المطار أيضاً لمدة 40 دقيقة، تم خلاله التطرق إلى موضوع اختفاء خاشقجي والتحقيقات السعودية - التركية المشتركة، بالإضافة إلى ملفات أخرى. ولم يدلِ وزير الخارجية الأميركي بتصريحات عقب المحادثات، لكنه قال للصحافيين على متن الطائرة التي أقلّته من أنقرة إلى بروكسل: «لقد أوضح (إردوغان) أن السعوديين تعاونوا مع التحقيق الذي تجريه تركيا وأنهم سيتبادلون المعلومات التي لديهم مع السعودية أيضاً». وأضاف: «حدث تأجيل (للتحقيق) لمرتين لكنهم (الأتراك) واثقون تماماً، في ما يبدو، من أن السعوديين سيسمحون لهم بفعل ما يريدون لإكمال تحقيقهم الشامل والمستفيض»، حسب ما أوردت وكالة «رويترز». أما محطة «سي إن إن» فنقلت عن بومبيو تشديده على ضرورة إعطاء السعوديين «بضعة أيام لإكمال (التحقيق)... من أجل أن يكون شاملاً وكاملاً». ولفت الوزير الأميركي إلى أن من المهم الأخذ في الاعتبار أن الولايات المتحدة لديها «الكثير من العلاقات المهمة» مع السعودية، مالياً وحكومياً وفي مجال التصدي لإيران. وتابع أنه يمكنه أن يتحدث مطولاً عن المجالات التي يعمل فيها السعوديون والأميركيون معاً، وإنه يجب أخذ هذا الأمر في الاعتبار عند درس أي خطوة أميركية في المستقبل. وقبل ذلك، وزّع مكتب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية بياناً أصدره بومبيو بشأن اللقاءات التي أجراها في الرياض مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، بالإضافة إلى وزير الخارجية عادل الجبير. وتابع بومبيو: «أجرينا محادثات مباشرة وصريحة، أكدت أهمية إجراء (تحقيق) شامل وشفاف وسريع، وقد تعهدت القيادة السعودية إجراء تحقيق يحترم هذه الشروط». وتابع أن المملكة أكدت أن «ثمة تحقيقاً جدياً وموثوقاً به» يجري حالياً، مضيفاً أن السعوديين تعهدوا بأن «يتوصل عمل المدعي العام السعودي إلى استنتاج كامل وشامل بشفافية مطلقة ليطّلع العالم عليه». وتابع أن «القيادة السعودية نفت بشدة في اجتماعات اليوم (أول من أمس) أيّ علم لها بما حصل في قنصليتها في إسطنبول». وتابع الوزير الأميركي: «يتمثل تقييمي من هذه الاجتماعات في أن ثمة التزاماً جدياً بتحديد الوقائع كافة». في غضون ذلك، قال وزير الخارجية التركي إن التحقيق في قضية اختفاء خاشقجي سيستمر، شارحاً أن تفتيش مقر إقامة القنصل السعودي في إسطنبول لم يتم مساء أول من أمس، كون أسرة القنصل كانت موجودة داخله و«نأمل الدخول إلى هناك اليوم (أمس)»، وهو ما تم فعلاً. فقد أوردت «رويترز» أن محققين بدأوا أمس تفتيش مقر إقامة القنصل، كما فتشوا القنصلية السعودية، في ثاني عملية تفتيش لها هذا الأسبوع. وفي الإطار ذاته، أكد وزير الداخلية التركي سليمان صويلو، في مقابلة مع وكالة أنباء «الأناضول»، أن الجانب السعودي لم يمانع في تفتيش منزل القنصل، وأن عملية التفتيش جاءت بعد تفاهم مشترك. وصدر أمس بيان مشترك لوزراء خارجية مجموعة الدول السبع (كندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان والمملكة المتحدة والولايات المتحدة الأميركية وكذلك الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي) أعرب عن تشجيعه {التعاون بين تركيا والسعودية».

 

«الدفاع» السعودية: لم يتم أي لقاء ثنائي بين رئيس هيئة الأركان والجنرال آيزنكوت

الرياض/الشرق الأوسط/18 تشرين الأول/18/نفت وزارة الدفاع السعودية، جملة وتفصيلاً أنباء تحدثت عن لقاء جمع بين الفريق أول ركن فياض الرويلي رئيس هيئة الأركان العامة، مع رئيس الأركان الإسرائيلي الجنرال قادي آيزنكوت. وجاء النفي على لسان مصدر مسؤول بالوزارة، رداً على ما تناقلته وسائل إعلام إسرائيلية عن هذا اللقاء، مشدداً على أن «هذا الخبر عارٍ عن الصحة ولم يتم خلال الاجتماع أي لقاء ثنائي بين الطرفين». وقال المصدر إن الفريق الرويلي «شارك في اجتماع دولي لرؤساء أركان الدفاع المنعقد في الولايات المتحدة الأميركية بقاعدة أندروز الجوية لمناقشة مواجهة جماعات التطرف العنيف بمشاركة 81 دولة خلال الفترة من 15 - 16 أكتوبر (تشرين الأول)، حيث تخلل الاجتماع عشاء رسمي لجميع المشاركين على شرف رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية، وتبعه في اليوم التالي المؤتمر الرئيسي في قاعدة أندروز الجوية».

 

السعودية تؤكد التزامها بمواصلة جهودها لتعزيز وحماية حقوق الإنسان

نيويورك/الشرق الأوسط/18 تشرين الأول/18/أكد وفد السعودية الدائم في الأمم المتحدة التزام المملكة بمواصلة جهودها لتعزيز وحماية حقوق الإنسان، وتعاونها الدائم والمستمر مع جميع الآليات الدولية وتأكيدها على دور المجتمع الدولي في الحفاظ على الإنسان من خلال تضافر الجهود، وتعزيز دعم المفوضية السامية لتؤدي دورها المعني بحماية الإنسان وحقوقه. وأبرزت السعودية يوم أمس (الأربعاء) في جلسة إحاطة المفوض السامي لحقوق الإنسان، ضمن أعمال اللجنة الاجتماعية والإنسانية والثقافية للدورة الـ 73 للجمعية العامة للأمم المتحدة، حرصها على تعزيز التعاون مع الآليات الدولية لحقوق الإنسان والمشاركة في أعمالها والاستفادة من الإمكانات المتوفرة لديها. وأكدت المملكة في كلمتها التي ألقاها السكرتير الثالث في وفد السعودية محمد خشعان، أهمية تعزيز التعاون بين الدول والمنظمات الدولية لتبادل الخبرات وتعزيز ثقافة حقوق الإنسان، وطالب النظر بجدية للحالات الإنسانية في الشرق الأوسط إضافة إلى الوضع الإنساني في ميانمار.

 

واشنطن: مائة أجنبي انضموا لـ «داعش»

لندن/الشرق الأوسط/18 تشرين الأول/18/أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) أن عدد الأجانب المتوجهين إلى سوريا والعراق بهدف الانضمام إلى تنظيم «داعش» انخفض ليبلغ نحو مائة شخص في الشهر. جاء هذا الإعلان على لسان رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الجنرال جوزيف دانفورد، في كلمة ألقاها أول من أمس بمؤتمر حول مكافحة التطرف عقد في قاعدة «آندروز» العسكرية قرب واشنطن بمشاركة عسكريين من 82 دولة. وأشار دانفورد إلى إحراز «تقدم مشجع جدا في محاربة (داعش)، حيث تقلص في عام 2017 عدد الهجمات التي يشنها التنظيم بمقدار 23 في المائة مقارنة مع عام 2016». وأكد أن الأجانب يواصلون التدفق إلى سوريا والعراق «وغالبيتهم عبر الحدود التركية، للقتال في صفوف (داعش)، لكن أعدادهم تقلصت لتصل إلى مائة شخص شهريا»، في تراجع كبير بالمقارنة مع أعدادهم في ذروة التدفق حين بلغت نحو 1500 شخص في الشهر قبل 3 سنوات، وفقا لوكالة الصحافة الفرنسية. وأكد الجنرال الأميركي أن نجاعة الإنجازات في مكافحة الإرهاب تعود إلى «تحسين التبادل المعلوماتي عبر القنوات العسكرية والاستخباراتية والأمنية»، لافتا إلى أن «النجاح على المدى البعيد سيتوقف على تمزيق النسيج الذي يربط المقاتلين الأجانب والمواد والآيديولوجيا في شبكة واحدة». وقال قيادي في «قوات سوريا الديمقراطية»، وهي تحالف عربي كردي مدعوم من الولايات المتحدة، لوكالة الصحافة الفرنسية أول من أمس، إن القتال لطرد تنظيم «داعش» من منطقة بشرق سوريا سيستمرّ وقتاً أطول من المتوقع. وتشنّ «قوّات سوريا الديمقراطية» منذ أكثر من شهر هجوماً لطرد التنظيم من بلدة هجين في محافظة دير الزور، غير أن تقدّمها تباطأ جرّاء هجمات مضادة شنّها جهاديون، فضلاً عن الظروف المناخية الصعبة. وقال القيادي الكردي ريدور خليل إنّ «العمليات العسكرية في هجين ستستغرق وقتاً أطول من المتوقّع». وأضاف: «(داعش) يستفيد كثيراً من الظروف المناخيّة، بما في ذلك العواصف الرملية»، مشيراً إلى أن «ذلك ساعدهم على الفرار من طائرات الاستطلاع ووسائل مراقبة أخرى». ووفقاً لـ«قوات سوريا الديمقراطية»، يتحصّن نحو 3 آلاف متطرف في منطقة هجين؛ أحد آخر جيوب التنظيم في سوريا. وأوضح خليل أنّ هؤلاء «حفروا خنادق وأقاموا عوائق ووضعوا متفجّرات» وهو ما يعوق تقدّم «قوات سوريا الديمقراطية»، لافتاً إلى أن معظم الجهاديين من الأجانب. ووفقاً لـ«المرصد السوري لحقوق الإنسان»، قُتل أكثر من 70 عنصراً من «قوات سوريا الديمقراطية» وعشرات الجهاديين منذ بداية الهجوم في 10 سبتمبر (أيلول) الماضي. وأبدت الأمم المتحدة أول من أمس قلقها من الآثار «المدمّرة» للمعارك على آلاف المدنيين في المنطقة. وقد نزح نحو 7 آلاف شخص الشهر الماضي بسبب المواجهات، بينما يُهدّد الخطر 10 آلاف مدني آخرين؛ وفق الأمم المتحدة.

 

مسؤول أميركي: اتفاق إدلب «جمّد» النزاع في سوريا

أنقرة - لندن/الشرق الأوسط/18 تشرين الأول/18/اعتبر المسؤول الأميركي عن الملف السوري، جيمس جيفري، الأربعاء أن تطبيق الاتفاق الروسي - التركي بشأن إدلب «جمّد» الحرب في سوريا، آملاً استكماله بإعادة أحياء المفاوضات لتسوية النزاع المستمر منذ أكثر من سبعة أعوام. وقال جيفري للصحافيين المرافقين له في أنقرة، إحدى محطات جولة خارجية يقوم بها، تعليقاً على بدء تطبيق اتفاق إدلب: «إنه خطوة هامة، لأن ما تم القيام به جمّد النزاع ليس هناك فحسب ولكن تم تجميده بشكل أساسي في كل مكان آخر». وينص الاتفاق التركي - الروسي على إقامة منطقة منزوعة السلاح في إدلب وبعض المناطق الواقعة في محيطها. وأُنجز سحب السلاح الثقيل من المنطقة قبل أسبوع، بينما كان يتوجب على الفصائل الجهادية إخلاؤها في مهلة أقصاها الاثنين. ورغم عدم رصد أي انسحابات، أكدت موسكو وأنقرة الثلاثاء أن الاتفاق ما زال «قيد التنفيذ».

وجنّب الاتفاق مناطق سيطرة الفصائل المعارضة والجهادية في إدلب ومحيطها هجوماً عسكرياً لوحت دمشق بشنه على مدى أسابيع، وحذرت الأمم المتحدة من تداعياته على حياة نحو ثلاثة ملايين نسمة. وقال جيفري للصحافيين: «نتداول مع الأتراك كيف بإمكاننا راهناً أن ننتقل مرة أخرى (..) لإعادة إحياء العملية السياسية مع وجود وقف إطلاق نار، بحكم الأمر الواقع أو مؤقت على الأقل، في جميع أنحاء البلاد» باستثناء معارك في مناطق محدودة غالبيتها تحت سيطرة تنظيم داعش.

 

هايلي: إيران تجنّد الأطفال وتشركهم بحروب خارجية

المركزية/18 تشرين الأول/128/قالت المندوبة الأميركية لدى مجلس الأمن نيكي هايلي، الخميس، إن الحكومة الإيرانية تستغل الأطفال في القتال لفرض سطوة النظام، لافتة إلى أن ميليشيات الباسيج الإيرانية، تجند أطفالا وتشركهم بالقتال في حروب خارجية. وفي كلمة أمام مجلس الأمن الدولي، قالت هايلي، إن الدول التي تتعامل مع حكومة إيران بوصفها "حكومة طبيعية"، تغفل عن أن هذه الحكومة "لا تعمل على رفاهية مواطنيها، وإنما تستغل أطفالهم في القتال لفرض سطوة النظام ونفوذه". وأوضحت، أن الأطفال الذين يتم تدريبهم وتسليحهم في الباسيج، يبلغون أحيانا 12 عاما، ويتم إلحاقهم بالحرس الثوري للقتال في حروب خارجية. وأشارت إلى أن واشنطن توصلت مؤخرا لبعض مصادر تمويل الباسيج، وبناء عليه، قامت بتوقيع عقوبات على 20 مؤسسة تموّل هذه الميليشيات. وشددت على أن واشنطن تعتبر أيّ مؤسسة غير إيرانية تتعامل مع تلك المؤسسات المشمولة بالعقوبات، "متورطة في سفك دماء الأطفال في سوريا وغيرها". واختتمت: "السخط الشعبي من المواطنين الإيرانيين على إهدار أموالهم في هذه المغامرات، يتم قمعه من السلطة باستخدام ذات الميليشيات".

 

بوتين: اللجنة الدستورية وإعادة الإعمار هدفان أساسيان في سوريا حالياً

موسكو: رائد جبر/الشرق الأوسط/18 تشرين الأول/18/حدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس هدفين، قال إنهما يمثلان «المهمة الأساسية في سوريا حالياً»، مؤكداً أن موسكو تعمل مع شركائها على وضع آليات لدفع العمل بهما على الأرض. وأشاد بوتين خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره المصري عبد الفتاح السيسي بالخطوات التي تم تحقيقها في سوريا، خلال الفترة الأخيرة، وأشار إلى تفاهم واسع مع الجانب المصري حول الوضع في سوريا، لافتاً إلى اتفاق تم التوصل إليه خلال المحادثات مع السيسي لتعزيز التنسيق الثنائي بشأن تحقيق التسوية السياسية. وزاد أن الجانب الروسي «أبلغ الزملاء المصريين بالخطوات التي اتخذتها روسيا لتسوية الوضع في سوريا، وأجرينا مقارنة لمواقفنا بشأن هذه القضية، واتفقنا على مواصلة العمل المشترك». وأكد بوتين أن المهمة الأساسية في سوريا خلال المرحلة الراهنة تتمثل في تشكيل اللجنة الدستورية وإطلاق عمليات إعادة الإعمار. وتطرق بوتين إلى الوضع في إدلب، مشيراً إلى أن محادثات الجانبين «تناولت هذا الملف بإسهاب». وذكر أنه تم الاتفاق على «ضرورة إيلاء اهتمام خاص بالوضع في محافظة إدلب، حيث تراكم عدد كبير من المقاتلين في منطقة خفض التصعيد، وثمة خطر جدي من انتشارهم إلى الدول المجاورة». وأضاف أنه «أطلع الجانب المصري على ما يتضمنه أساس الاتفاقيات مع تركيا لحل هذه المشكلة». وشدَّد الرئيس المصري، من جانبه، على الأهمية التي توليها القاهرة لمواصلة تنسيق المواقف مع موسكو في الشأن السوري. وقال إنه تم التأكيد على «أهمية تبادل المعلومات بين الأجهزة الأمنية الخاصة في البلدين، خصوصاً بشأن الإرهابيين». وتزامن حديث بوتين عن الأولوية التي تمنحها بلاده لملف إعادة الإعمار، مع بروز تحذيرات روسية من «مساعٍ تقوم بها واشنطن لتخريب أي عمل يصب في هذا الاتجاه»، وفقاً لنائب وزير الخارجية سيرغي ريابكوف، الذي أوضح أن توجُّه واشنطن لفرض عقوبات على الدول والشركات التي تنوي المشاركة في عمليات إعادة إعمار سوريا، لا يمكن وصفه إلا بأنه «مسار تخريبي».

 

دي ميستورا يبلغ مجلس الأمن انتهاء مهمته الشهر المقبل/السعودية تطالب بانسحاب فوري لإيران وميليشياتها من سوريا

نيويورك: علي بردى/الشرق الأوسط/18 تشرين الأول/18/أكد المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا ستيفان دي ميستورا أمام مجلس الأمن أمس أنه سيبذل جهوداً مكثفة للتوصل إلى اتفاق في شأن تشكيل لجنة لوضع دستور جديد لسوريا قبل تنحيه في نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، وفقاً لبيان جنيف وقرار 2254. غير أن المندوبين لدى المنظمة الدولية الروسي فاسيلي نيبينزيا والسوري بشار الجعفري رفضا «أي تدخل» في وضع جدول زمني لانعقاد هذه اللجنة أو في طريقة تشكيلها. وأعلن دي ميستورا أنه سيغادر «لأسباب شخصية بحتة» بعد أربع سنوات وأربعة أشهر في واحدة من أصعب المهمات في الأمم المتحدة، ولكنه أبلغ أعضاء مجلس الأمن أن «اعتراضات الحكومة السورية لا تزال تعيق إطلاق اللجنة الدستورية» التي جرى التوافق عليها في إطار عملية آستانة برعاية الدول الضامنة لها وهي روسيا وتركيا وإيران. واعتبر أن «هناك اتفاقاً على وفود الحكومة والمعارضة المكونة من 50 عضوا للجنة الصياغة - لكن الحكومة تعترض على وفد ثالث يضم 50 عضواً تشكله الأمم المتحدة ممثلاً للخبراء السوريين والمجتمع المدني والمستقلين وقادة القبائل والنساء». وقال إنه تلقى دعوة لزيارة دمشق الأسبوع المقبل لمناقشة تشكيل اللجنة الدستورية، مبدياً استعداده لتقديم تقرير إلى مجلس الأمن لكي يكون قادراً على «إصدار دعوات لعقد اجتماع اللجنة الدستورية، على أمل خلال نوفمبر المقبل». بيد أنه تجنب تقديم أي توقعات مسبقة في شأن ما إذا كان سيتمكن من القيام بذلك. وقال: «ما أعرفه هو أنه بعد تسعة أشهر من الاستعدادات، من المهم إطلاق لجنة دستورية ذات صدقية».

وكشف دي ميستورا أنه خلال الاجتماعات الرفيعة المستوى للجمعية العامة للأمم المتحدة الشهر الماضي، قال وزير الخارجية السوري وليد المعلم إنه «يشكك بشدة» بالاتفاق الذي جرى التوصل إليه في منتجع سوتشي الروسي على البحر الأسود في يناير (كانون الثاني) الماضي لصياغة دستور جديد ودعا إلى «إعادة تقييم أساسية» لتفويض اللجنة الدستورية المكونة من 50 عضواً تختارهم الأمم المتحدة. وقال دي ميستورا أيضاً إن روسيا وإيران اللتين تدعمان الرئيس السوري بشار الأسد وصفتا تلك القائمة بأنها «محل شك». وأضاف أنه بالنظر إلى الوضع السوري على نطاق أوسع، تم تجنب «كارثة» في آخر معقل للمعارضة في إدلب بعد الاتفاق الروسي - التركي و«تم اتخاذ خطوات كبيرة في هزيمة الإرهاب». وردد رؤساء روسيا وتركيا، الذين قالوا إن صفقة إدلب عرضت نافذة سياسية وفرصة لتشكيل اللجنة الدستورية وبدء العمل. وقال: «لقد قامت الأمم المتحدة بكل ما في وسعها وبصراحة أكبر لإيجاد طريقة لعقد لجنة دستورية ذات صدقية ومتوازنة». وأكد «أننا مستعدون لعمل المزيد وبطريقة متسارعة خلال الأشهر القادمة، مستغلين فرصة هدنة إدلب (...) لكننا لسنا مستعدين لعقد لجنة غير موثوقة ومتوازنة».

وقال نائب المندوبة الأميركية الدائمة لدى الأمم المتحدة جوناثان كوهين: «يجب على المبعوث الخاص دي ميستورا تحديد موعد الاجتماع الأول للجنة الدستورية، وإصدار الدعوات، والمضي في المحادثات. ويجب عليه القيام بذلك دون تأخير». وأضاف أنه «في حين أن البعض في هذه القاعة ليسوا في عجلة من أمرهم للمضي في العملية السياسية، هناك ستة ملايين لاجئ لا يستطيعون العودة إلى ديارهم من دون إحراز تقدم في القرار 2254»، معتبراً أن «اللجنة الدستورية ما هي إلا خطوة مبكرة جداً نحو ذلك». وأشار إلى «ثلاثة ملايين مدني سوري في إدلب مصيرهم في الميزان». وإذ لاحظ أن «الطائرات السورية والروسية متوقفة - في الوقت الراهن. بينما أُزيلت الأسلحة الثقيلة من المنطقة المنزوعة السلاح - في الوقت الراهن»، أكد أن «وقف النار في إدلب أعطانا فرصة، لكنه نافذة يمكن أن تغلق في أي لحظة»، مذكراً بأن القرار 2254 «يؤيد بشكل صريح وقف النار على مستوى البلاد لمرافقة وتعزيز الخطوات الأولية نحو الانتقال السياسي». ودعا المندوب الفرنسي فرنسوا دولاتر إلى عدم «غلق نافذة الفرصة الضيقة التي فتحت بقرار تشكيل اللجنة الدستورية»، محذراً أنه «إذا لم ينجح هذا المسار، سنعود إلى المربع الأول، وسنقضي على عشرة أشهر من الجهود الدبلوماسية - بما في ذلك التي بذلتها الدول الضامنة لآستانة (روسيا وإيران وتركيا)». وتساءل: «ماذا ستكون الخيارات البديلة بعد ذلك؟»، مضيفاً أن «لا أحد يرغب في الوصول إلى ذلك». ورأى أن «ذلك ينبغي أن يترافق مع إنهاء أزمة عودة اللاجئين وإعادة الإعمار». وشدد على أنه «حان الوقت لاستخدام الأسابيع القليلة القادمة للدعوة إلى الاجتماع الأول للجنة الدستورية».

وقال المندوب الكويتي الدائم منصور العتيبي إن المجتمع الدولي «يقف على مفترق طرق» بالنسبة إلى الحرب السورية، معتبراً أن هناك «طريقاً منوراً ومضيئاً وكافة معالمه واضحة ومرسومة وفقاً لبيان جنيف لعام 2012 وقرار مجلس الأمن 2254 يعطينا الأمل في الوصول إلى نهاية النفق للأزمة التي تمر فيها سوريا لثماني سنوات حتى الآن». أما على الجانب الآخر «فهناك طريق مظلم ووعر مليء بالعقبات والعراقيل المفتعلة يعيدنا إلى نقطة الصفر». واعتبر المندوب السويدي أولوف سكوغ أن وقف النار في إدلب «يوفر فرصة لإعادة تنشيط العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة»، داعياً إلى «اغتنام هذه الفرصة». وأضاف أن «الخطوة الأولى نحو الحل السياسي المستدام، تمشياً مع القرار 2254، يتمثل بإنشاء اللجنة الدستورية». ورأى أنه «يجب علينا الآن أن نوحد الجهود لدعم التأسيس السريع للجنة الدستورية».

واعتبر المندوب الروسي أن التدابير «الأحادية المفروضة على سوريا تتعارض مع القانون الدولي وتعرقل التوصل إلى حل سياسي للأزمة». ورفض المندوب السعودي الدائم لدى الأمم المتحدة، السفير عبد الله بن يحيى المعلمي، تدخلات إيران في سوريا ودعمها النظام السوري في عمليات التغيير الديموغرافي وممارسة أعمال التطهير العرقي والطائفي بحق الشعب السوري، مطالباً إيران بأن تقوم «الآن وفوراً» بسحب حرسها الثوري وميليشياتها الطائفية وترك سوريا للسوريين.

وفي سياق اجتماع مجلس الأمن، قال المعلمي إن السعودية «ترى أن حل الأزمة السورية لن يكون عن طريق العمليات العسكرية ولا الأسلحة الكيماوية التي عرضت البلاد والشعب السوري إلى أبشع أشكال الدمار»، موضحاً أن «الحل السياسي هو الحل الوحيد للأزمة السورية الذي يستند إلى قرار مجلس الأمن رقم 2254». وأضاف أن «النظام السوري قد تسبب بتعنته ومماطلته واستهتاره في إعاقة جهود الأطراف الدولية للمضي في التفاوض بالجدية المطلوبة، وعطل مفاوضات جنيف التي مضت جولاتها الثماني السابقة من دون تحقيق خطوات ملموسة تؤدي إلى إعادة سوريا إلى وضعها السابق». وأكد أنه «يجب الإسراع في تشكيل اللجنة الدستورية للبدء في كتابة دستور سوريا الجديدة ودعوة الشعب السوري كافة في الداخل والخارج لانتخاب حكومته تحت إشراف الأمم المتحدة وبشكل موثوق وشامل»، مكرراً «نداء المجموعة المصغرة بأن تبدأ اللجنة الدستورية في أعمالها بشكل عاجل وخلال الأسابيع القادمة». وعرض المعلمي لـ«حرص المملكة منذ بداية الأزمة على الإنسان السوري، حيث قامت بتقديم جميع أنواع المساعدة والدعم للشعب السوري، ومثالاً على ذلك فلقد استضافت ما يفوق مليوني سوري وقدمت لهم فرص العمل والخدمات الطبية والتعليمية وأتاحت لمن يرغب منهم فرص الانتقال إلى مواقع أخرى، كما أن هناك أكثر من 140 ألف طالب وطالبة من سوريا يدرسون في جامعات ومدارس المملكة ويحظون بكل التسهيلات والمرافق التي يحظى بها الطالب السعودي». وأضاف: «عملت بلادي على توحيد صفـوف المعارضة السورية عبر مؤتمر الرياض 1 و2 ليتسنى لها التفاوض مع النظام بما يضمن أمن واستقرار سوريا ووحدتها ولمنع التدخلات الأجنبية الهدامة. كما عملت مع شقيقاتها في دولة الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين والمملكة الأردنية الهاشمية وجمهورية مصر العربية على تعزيز الدور العربي في حل الأزمة السورية والوقوف إلى جانب الشعب السوري بكل الإمكانات والطاقات الممكنة». وأعلن «رفض المملكة التدخل في سوريا من قبل النظام الإيراني بأي شكل من الأشكال ودعمه السلطات السورية في عمليات التهجير والتغيير الديموغرافي وممارسة أعمال التطهير العرقي والطائفي بحق الشعب السوري»، قائلاً إنه «يجب وضع حد لهذه الأعمال التخريبية التي ترتب عليها عواقب وخيمة أدت إلى تدمير البنى التحتية وقتل وتشريد كثير من الشعب السوري». وعبر عن رأيه قائلا: «حكومة بلادي ترى أن الدور الإيراني الفعال في الأزمة السورية يتمثل في مغادرة إيران وسحب حرسها الثوري وميليشياتها الطائفية الآن وفوراً، وترك سوريا للسوريين».

 

روسيا تسيطر على خطوط التماس في سوريا ومعابر الحدود مع الجوار

مفاوضات لإطلاق «داعش» مخطوفي السويداء وذهاب شباب دروز إلى الجندية

لندن/الشرق الأوسط/18 تشرين الأول/18/باتت الشرطة الروسية تسيطر على معابر بين مناطق المعارضة في إدلب ومناطق النظام شمال سوريا ووسطها، ضمن سيطرتها ورعايتها لمعابر مع الأردن وخط فك الاشتباك في الجولان. كما تسعى روسيا إلى عقد صفقة تسفر عن إطلاق «داعش» مخطوفي السويداء مقابل مشاركة الشباب الدروز في الجندية الإلزامية. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بوصول رتل عسكري للقوات التركية فجر الأربعاء إلى نقطة المراقبة التركية، في منطقة مورك بالقطاع الشمالي من ريف حماة؛ حيث كان الرتل هذا قد دخل الأراضي السورية الثلاثاء عبر معبر باب الهوى الحدودي، واتجه إلى نقاط مراقبة تركية في المنطقة، قبل أن يصل فجراً إلى مورك. وعلم أن وصول الرتل التركي إلى مورك يتزامن مع ترقب لإعادة فتح معبر مورك شمال حماة، خلال الساعات القليلة القادمة، إذ يربط المعبر مناطق سيطرة الفصائل بمناطق سيطرة قوات النظام. وكانت «هيئة تحرير الشام» تسيطر على المعبر قبل انسحابها منه منذ أسابيع؛ حيث من المفترض أن يستخدم المعبر للتنقل بين مناطق سيطرة الفصائل والنظام، وتنقل الشاحنات والسيارات للتجارة. وأشار «المرصد» إلى أنه لاحظ «إشراف روسيا على معبري نصيب والقنيطرة، اللذين افتتحا مع الأردن والجولان السوري المحتل، في 15 الشهر الجاري». كما رصد إشراف روسيا في وقت سابق على معبر أبو الضهور الذي ربط بين مناطق سيطرة النظام والفصائل، في القطاع الشرقي من ريف إدلب، وعاد على إثرها مئات المواطنين إلى قراهم وبلداتهم التي نزحوا عنها في القطاع الجنوبي الشرقي من ريف إدلب، خلال سيطرة قوات النظام وحلفائها عليها بعملية عسكرية قبل أشهر. وكان «المرصد» قد أشار قبل أسبوعين إلى دخول 30 شاحنة محملة بالكتل الإسمنتية، دخلت من معبر باب الهوى الحدودي شمال إدلب، نحو نقاطها المتناثرة في الشمال السوري، إضافة إلى دخول رتل تركي جديد إلى الأراضي السورية، وذلك عبر منطقة كفرلوسين الحدودية شمال إدلب، وتوجه إلى النقطة التركية في شير مغار الواقعة بريف حماة الغربي كتعزيز لها؛ حيث ضم الرتل آليات عدة وجنود.

وشهدت النقطة التركية في شير مغار تعزيزات متواصلة في الآونة الأخيرة. كما كان المرصد السوري قد نشر في الـ25 من شهر سبتمبر (أيلول) الفائت من العام الجاري، أنه رصد دخول رتل عسكري جديد للقوات التركية إلى الأراضي السورية عبر معبر باب الهوى؛ حيث دخل الرتل الذي يضم أكثر من 40 آلية عسكرية بعد منتصف ليل الاثنين – الثلاثاء، واتجه نحو النقطة التركية في منطقة شير مغار بريف حماة، وتزامن دخول هذا الرتل وقتذاك مع التحضيرات الجارية لتطبيق الاتفاق الروسي – التركي، بعد أن دخل في الـ15 الشهر الماضي رتل عسكري تابع للقوات التركية عبر معبر كفرلوسين الحدودي شمال إدلب؛ حيث اتجه الرتل المؤلف من نحو 15 آلية عسكرية من ضمنها 6 دبابات، نحو النقطة التركية في منطقة شير مغار بجبل شحشبو في ريف حماة الغربي. كما انقسم الرتل بعدها إلى قسمين: أحدهما بقي في نقطة شير مغار، والآخر اتجه نحو نقطة اشتبرق، بعدما دخل رتل سابق انقسم إلى قسمين: أحدهما توجه نحو النقطة التركية في منطقة مورك بريف حماة الشمالي، وتوجه الآخر نحو نقطة الصرمان بريف مدينة معرة النعمان، ويضم الرتل التركي دبابات ومعدات عسكرية ولوجستية. في الإطار نفسه، سجلت عملية اغتيال جديدة عبر مجهولين، إذ لقي اثنان من حركة «أحرار الشام» المنضوية تحت «الجبهة الوطنية للتحرير»، مصرعهما بإطلاق النار عليهما من قبل مسلحين مجهولين في أحد نقاط الفصيل، بمنطقة جسر بيت راس في سهل الغاب، بريف حماة الشمالي الغربي.

وقال «المرصد»: «مع الاغتيال الجديد فإنه يرتفع إلى 357 شخصاً على الأقل، تعداد من اغتيلوا في أرياف إدلب وحلب وحماة، منذ الـ26 من أبريل (نيسان) من العام الجاري 2018. هم زوجة قيادي أوزبكي وطفل آخر كان برفقتها، إضافة إلى 70 مدنياً بينهم 12 طفلاً و6 مواطنات، عدد من اغتيلوا من خلال تفجير مفخخات وتفجير عبوات ناسفة وإطلاق نار واختطاف وقتل، ومن ثم رمي الجثث في مناطق منعزلة، و245 عنصراً ومقاتلاً من الجنسية السورية ينتمون إلى (هيئة تحرير الشام)، و(فيلق الشام)، وحركة (أحرار الشام الإسلامية)، و(جيش العزة)، وفصائل أخرى عاملة في إدلب، و40 مقاتلاً من جنسيات صومالية وأوزبكية وآسيوية وقوقازية وخليجية وأردنية وتركية، اغتيلوا بالطرق ذاتها، كذلك فإن محاولات الاغتيال تسببت بإصابة عشرات الأشخاص بجراح متفاوتة الخطورة، بينما عمدت الفصائل لتكثيف مداهماتها وعملياتها ضد خلايا نائمة اتهمتها بالتبعية لتنظيم داعش».

على صعيد آخر، قال «المرصد» إنه «لا تزال قضية المختطفين والمختطفات من أبناء السويداء لدى تنظيم داعش الشغل الشاغل في المحافظة؛ حيث يراقب أهالي المختطفين بشكل خاص وأهالي السويداء بشكل عام تطورات المفاوضات عن كثب، بين التنظيم من جانب واللجان المفوضة لحل قضية المختطفين من جانب آخر، والتي شهدت بدورها تطوراً ملحوظاً؛ حيث تأمل الأوساط الشعبية في المدينة وريفها في الوصول إلى اتفاق يقضي بالإفراج القريب عن المختطفين والمختطفات البالغ عددهم 18 طفلاً و9 مواطنات، كان التنظيم قد اختطفهم في الأربعاء الدامي الذي شهدته السويداء وريفها الشرقي في 25 يوليو (تموز)». ورجحت مصادر أن تتم عملية الإفراج «خلال الساعات المقبلة، مع وعود قدمت لروسيا من مشيخة عقل طائفة الموحدين الدروز، حول تجنيد الشبان في محافظة السويداء وإلحاقهم بـ(خدمة التجنيد الإجباري) مقابل الإفراج عن المختطفات، فيما تتزامن عملية المفاوضات المستمرة هذه مع استمرار توقف العمليات العسكرية في تلول الصفا ببادية ريف دمشق، بين قوات النظام وحلفائها من جهة، وعناصر التنظيم من جهة أخرى، وذلك منذ يوم الثلاثاء وحتى اللحظة».

 

أنقرة لواشنطن: إذا لم تخرجوا «الوحدات» الكردية من منبج فسنتكفل بالأمر/«قوات سوريا الديمقراطية» تقلل من تصريحات إردوغان

أنقرة: سعيد عبد الرازق/الشرق الأوسط/18 تشرين الأول/18/أبلغ الرئيس التركي رجب طيب إردوغان وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو بأن تركيا يمكنها أن تقضي على وجود مسلحي «وحدات حماية الشعب» الكردية في مدينة منبج بشمال سوريا إذا لم تقم أميركا بإخراجهم منها.

وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إن إردوغان أبلغ بومبيو، خلال لقائهما في مطار أسنبوغا في أنقرة أمس (الأربعاء) رسالة بخصوص منبج السورية قال فيها إنه «إذا كانت لدى واشنطن صعوبات في إزاحة (الإرهابيين)، (في إشارة إلى عناصر الوحدات الكردية)، فإن تركيا ستتكفل بالأمر». وعشية الزيارة الخاطفة التي قام بها بومبيو لأنقرة أمس والتقى خلالها إردوغان وجاويش أوغلو، قال إردوغان إن أنقرة أعطت مهلة للولايات المتحدة 90 يوماً لحل موضوع منبج الواقعة في ريف حلب الشرقي، وإخراج «وحدات حماية الشعب» الكردية منها، لافتاً إلى أن بلاده ستتدخل إذا مرت هذه المدة دون إنجاز. وقال إردوغان، في كلمة بالبرلمان التركي أول من أمس: «حددنا 90 يوماً مع الولايات المتحدة فيما يخص منبج، لكن إن مرت هذه المدة دون إنجاز، فنحن جاهزون لنحقق مصيرنا بأيدينا»، في تكرار لتهديدات سابقة بالتدخل العسكري في منبج حال استمر وجود مسلحي «الوحدات» الكردية فيها. واتهم إردوغان الولايات المتحدة، مرارا، بعدم الوفاء بتعهداتها بسحب مسلحي «الوحدات» الكردية من منبج، وقال إن تركيا لن تتنازل عن تطهير منبج ومناطق شرق الفرات في سوريا وسنجار في شمال العراق من الميليشيات الكردية التي تقول تركيا إنها تشكل امتدادا لحزب العمال الكردستاني المحظور.

وكان مقررا، وفق جدول زمني، تنفيذ خريطة الطريق في منبج، التي تم التوصل إليها خلال اجتماع وزيري خارجية الولايات المتحدة وتركيا في واشنطن في 4 يونيو (حزيران) الماضي، على مراحل خلال 90 يوميا، تبدأ بسحب عناصر «الوحدات» الكردية، ويليه تولي عناصر من الجيش والمخابرات التركية والأميركية مهمة مراقبة المدينة والإشراف على الأمن والاستقرار فيها لحين تشكيل إدارة محلية من سكانها. وحتى الآن، تؤكد أنقرة أن عناصر «الوحدات» لم ينسحبوا، كما لم ينفذ من مراحل الخطة سوى تسيير الدوريات المستقلة على جانبي الخط الفاصل بين مناطق سيطرة «الوحدات» الكردية ومناطق «درع الفرات». وتعثر تنفيذ اتفاق خريطة الطريق في منبج منذ بدء تطبيقه في 18 يونيو الماضي وحتى الآن وسط توتر العلاقات بين واشنطن وأنقرة على خلفية قضية القس الأميركي آندرو برانسون الذي كانت تحاكمه تركيا بتهمة دعم الإرهاب وممارسة أنشطة لصالح حزب العمال الكردستاني و«الوحدات» الكردية في سوريا و«حركة الخدمة» التابعة للداعية فتح الله غولن، قبل أن تفرج عنه يوم الجمعة الماضي بعد احتجازه عامين، ويعود إلى بلاده. وتوقع مراقبون أن تؤدي خطوة الإفراج عن القس برانسون، إلى تحريك ملف منبج وتقليل واشنطن دعمها للأكراد في سوريا الذي يثير غضب أنقرة. في السياق ذاته، قال جاويش أوغلو، إنه بحث موضوع منبج مع بومبيو خلال لقائهما في أنقرة أمس. وكان جاويش أوغلو استبق اللقاء بالتأكيد على أن أي مماطلة من الجانب الأميركي في موضوع منبج السورية، ستعيد خريطة الطريق المتفق عليها بين الجانبين، خطوة إلى الوراء.وأضاف، في تصريحات بأنقرة مساء أول من أمس: «إما أن تطهروا بأنفسكم (في إشارة إلى الأميركيين) مدينة منبج من الإرهابيين، وإما نقوم نحن بذلك». وشدد الوزير التركي على أهمية تنفيذ خريطة الطريق حول منبج بشكل كامل، عادّاً أن تطهير منبج من «الوحدات» الكردية غير كاف، قائلا: «لا نريد رؤية (الإرهابيين) شرق نهر الفرات، وإحدى مسؤوليات الولايات المتحدة تطهير المنطقة منهم». بالتوازي، قال وزير الداخلية التركي سليمان صويلو: «ليتنا تمكنا من التوجه إلى الرقة والوجود هناك، فستتبين أهمية ذلك أكثر بعد 3 أو 5 سنوات». وفي أكتوبر (تشرين الأول) من العام الماضي، سيطر تحالف «قوات سوريا الديمقراطية (قسد)» التي تعد «وحدات حماية الشعب» الكردية مكونها الأكبر، بدعم من التحالف الدولي على مدينة الرقة، التي اتخذها تنظيم داعش عاصمة له. ولفت صويلو، في مقابلة مع وكالة «الأناضول» الرسمية أمس إلى أنه منذ سيطرة «قسد» على المدينة، تقوم باعتقالات وعمليات دهم عشوائية للمنازل، إلى جانب التجنيد الإجباري لشباب المدينة، مما دفع السكان للخروج في مظاهرات رفضا لوجود هذه الميليشيات وسياساتها. من جهته، قلل المتحدث باسم قوات «مجلس منبج العسكري» التابع لـ«قوات سوريا الديمقراطية»، شرفان درويش، من أهمية تصريحات إردوغان بشأن مدينة منبج في ريف حلب الشرقي. وقال درويش في تصريح لوكالة الأنباء الألمانية: «هذه التهديدات ليست جديدة علينا منذ تحرير مدينة منبج قبل أكثر من عامين من قبل (مجلس منبج العسكري) وبمساعدة التحالف الدولي و(وحدات حماية الشعب) الكردي الحليفة التي غادرتنا فيما بعد. نؤكد أن الحجج التي يروج لها الجانب التركي بوجود (وحدات حماية الشعب) الكردي لا أساس لها من الصحة». وأكد درويش على أن «مجلس منبج العسكري» مطلع على خريطة الطريق التي تتحدث عنها تركيا و«نعقد لقاءات متكررة مع التحالف، وهدف الخريطة تأمين الأمن والاستقرار، وتكون دوريات على الخط الفاصل بيننا وبين مناطق (درع الفرات) ولن تكون داخل مدينة منبج».

 

الأردن: مغادرة 279 من «الخوذ البيضاء»

عمان - لندن/الشرق الأوسط/18 تشرين الأول/18/أفاد بيان لوزارة الخارجية الأردنية بأن نحو 300 من العاملين بالدفاع المدني «الخوذ البيضاء» الذين فروا من سوريا للأردن قبل ثلاثة أشهر غادروا البلاد لإعادة توطينهم في دول غربية. وقال البيان: «279 مواطنا سوريا من موظفي الدفاع المدني غادروا المملكة». وفي يوليو (تموز) خرج أفراد الدفاع المدني أمام تقدم القوات الحكومية السورية المدعومة من روسيا عبر الحدود مع الجولان التي تحتلها إسرائيل ودخلوا الأردن بمساعدة جنود إسرائيليين وقوى غربية. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في ذلك الوقت إنه ساعد في إجلائهم بناء على طلب من الرئيس الأميركي دونالد ترمب وزعماء آخرين وكانت هناك مخاوف من أن يكون هناك خطر على حياتهم. وقال مسؤولون إن الأردن قبل دخولهم بعد الحصول على ضمانات بأن إقامتهم ستكون مؤقتة وأنهم سيحصلون على اللجوء في كندا أو ألمانيا أو بريطانيا. وأفاد البيان بأن المملكة «سمحت لهم بالمرور عبر أراضيها بشكل مؤقت لإعادة توطينهم في دول غربية، بناء على طلب الأمم المتحدة لأسباب إنسانية بحتة». وينسب الفضل للخوذ البيضاء المعروفة رسميا باسم الدفاع المدني السوري في إنقاذ حياة الآلاف في مناطق كانت تسيطر عليها المعارضة على مدى سنوات تعرضت فيها هذه المناطق لقصف القوات الحكومية والقوات الروسية في الحرب الأهلية الدائرة في سوريا. ويقول أفراد الخوذ البيضاء إنهم محايدون. ويصفهم الرئيس السوري بشار الأسد ومناصروه بأنهم أدوات للدعاية الغربية وللمعارضة المسلحة التي يقودها الإسلاميون. وبحسب بيان للخارجية الأردنية، تم البت بمواعيد سفر المتبقي منهم لإعادة توطينهم تباعا خلال الأسبوعين القادمين. وأشار البيان إلى أن العدد الإجمالي لمن دخل المملكة بناء على هذا التعهد من المواطنين السوريين من الدفاع المدني وعائلاتهم بلغ 422 شخصا، وارتفع هذا الرقم نتيجة ولادة 6 أطفال إلى 428. وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أكد في تصريح له أمس الثلاثاء أن عناصر الخوذ البيضاء الذين تم إجلاؤهم من سوريا في يوليو الماضي، لم تقبلهم كل من كندا أو الدول الأوروبية ولا يزالون في الأردن، ووفقاً لبياناتنا، فإن دولا غربية وعدت الأردن بأخذ هؤلاء الأشخاص وتوطينهم في أوروبا وكندا و«هي بدأت بدراسة ماضيهم، فأصيبوا بالرعب لأن تلك الدول لا تريد قبول مثل هؤلاء الأشخاص أصحاب الماضي الإجرامي».

 

نجل بيغن يطرح تعديلاً لقانون القومية {يوفر المساواة}

تل أبيب/الشرق الأوسط/18 تشرين الأول/18/استهل النائب عن حزب الليكود الحاكم في إسرائيل، بيني بيغن، أعمال الدورة الشتوية للكنيست (البرلمان الإسرائيلي)، بطرح مشروع لتعديل قانون القومية العنصري، ليشتمل على بند يضمن المساواة لجميع المواطنين. وبيغن هو نجل القائد التاريخي لليكود، رئيس الحكومة الأسبق مناحم بيغن، ويعتبر من أبرز المعارضين ضمن الائتلاف الحكومي لقانون القومية بصيغته الحالية. وقد تعمد التغيب عن جلسة الكنيست، عندما تم إقرار القانون العنصري. وفسر موقفه قائلا إن «حركة قومية لا تحافظ على حقوق الإنسان، سرعان ما تتدهور إلى التطرف القومي غير المرغوب فيه». وقال إنه يرى أن «قانون القومية يشكل ازدراء لمبدأ الديمقراطية». وأضاف النائب بيغن في مؤتمر كلية الحقوق في جامعة حيفا، أمس، أنه «لو اشتملت صيغة القانون على جملة تنص على الحفاظ على المساواة في الحقوق لجميع المواطنين، لكان من شأن ذلك أن يجنبنا مشكلات كثيرة». وأعد بيغن في حينه نصا آخر لقانون القومية، يؤكد فيه على أن إسرائيل دولة الشعب اليهودي، لكنه يضيف جملة مأخوذة من «وثيقة الاستقلال»، التي تعتبر القاعدة الدستورية والأخلاقية للدولة العبرية»، وهي التي تنص على «المساواة الاجتماعية والسياسية التامة لجميع المواطنين، بغض النظر عن انتماءاتهم الدينية والعرقية والجنسية»، وتصون «حرية الدين والضمير واللغة والتربية والثقافة». وقال النائب بيغن في شرح لمشروع التعديل الجديد الذي يقترحه، إن قانون الأساس القومية بصيغته الحالية، ينقصه التزام الدولة بمبدأ المساواة التامة لجميع المواطنين. وأكد أنه لا يجوز الإبقاء على قانون القومية كما هو ولا يجوز التعامل معه كماضٍ غابر، بل يجب تجديد مناقشته، وتعديله حتى يلائم المواطنين العرب وسائر المواطنين غير اليهود في إسرائيل. من جهة ثانية، قدم عضو الكنيست العربي من «المعسكر الصهيوني» المعارض، زهير بهلول، استقالته الرسمية من الكنيست، أمس الأربعاء، احتجاجا على قانون القومية. واعتبر أن الكنيست لم تعد عادلة وديمقراطية بعد سن هذا القانون، ولذا فلا مكان له فيها. وقال إنه سيستمر في العمل الجماهيري، وبخاصة بصدد عملية السلام وقضية التعايش المشترك بين العرب واليهود، من خارج الكنيست. وعلى الصعيد ذاته، أعلن النواب من كتلة «التجمع الوطني الديمقراطي» في «القائمة المشتركة» بقيادة النائب جمال زحالقة، أنهم سيقاطعون جلسات الكنيست لمدة شهر، احتجاجا على القانون. وقال زحالقة، إن النواب العرب يرفضون قانون القومية، ويطالبون بإلغائه وليس تعديله فحسب، لأنه بمجرد اعتباره إسرائيل دولة يهودية يؤسس للتمييز ضد العرب. كما جرت أول من أمس، قبالة مقر الكنيست في القدس الغربية، مظاهرة احتجاج لأبناء الطائفة العربية الدرزية تنديدا بقانون القومية.

 

وزير الدفاع الأميركي يلتقي نظيره الصيني في سنغافورة

سنغافورة/الشرق الأوسط/18 تشرين الأول/18/التقى وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس اليوم (الخميس) بنظيره الصيني وي فنغ خه في سنغافورة، في وقت يحاول فيه جيشا البلدين تخطي توترات متزايدة. وقال مسؤول أميركي قبل اللقاء إن ماتيس سيسعى إلى علاقات عسكرية أكثر مرونة خلال محادثاته مع وي، على هامش اجتماع لوزراء دفاع آسيويين في سنغافورة. ورأى ماتيس بنفسه الشهر الماضي كيف يمكن أن يؤدي الشقاق المتنامي بين الصين والولايات المتحدة إلى تقويض الاتصالات العسكرية عندما، ألغت بكين خططا لعقد اجتماع في أكتوبر (تشرين الأول) الحالي في الصين بينه وبين وي، في رد جلي على العقوبات الأميركية. وقال راندال شرايفر، وهو مساعد وزير الدفاع الأميركي لشؤون آسيا والمحيط الهادي، إن جعل العلاقات بين الجيشين الأميركي والصيني أقل هشاشة أمر جوهري للمساعدة في الحد من احتمالات اندلاع نزاع مدمر. وأضاف شرايفر مخاطبا صحافيين مرافقين لماتيس «قوتان مسلحتان نوويا لهما مصالح إقليمية، إن لم تكن عالمية، يتعين علينا التأكد من أنه عندما تتداخل مصالحنا ألا يتفاقم هذا إلى شيء سيكون كارثيا». وتابع شرايفر قائلا إنه يعتقد أن هذا شعور مشترك مع الجيش الصيني، إذ إنه طلب مؤخرا إجراء محادثات في سنغافورة بعدما قررت بكين إلغاء اجتماع ماتيس ووي في الصين.

 

السجن 25 عاماً لمدان بتهمة حرق مسجد في تكساس

تكساس/الشرق الأوسط/18 تشرين الأول/18/قالت السلطات الأميركية إن رجلاً أدين بجريمة كراهية تتعلق بإضرام النيران في مسجد في تكساس، حكم عليه بالسجن لما يقرب من 25 عاماً يوم أمس (الأربعاء)، مشيرة إلى أن المتهم تصرف بدافع الكراهية والحقد. وأضرم مارك بيريس (26 عاماً) النيران في المركز الإسلامي في فيكتوريا والذي يقع على بعد نحو 200 كيلومتر جنوب غربي هيوستن في عام 2017. واعتبرت منظمات حقوقية إسلامية الجريمة بأنها جزء من موجة متنامية من التعصب تجاه المسلمين في الولايات المتحدة. وقالت وزارة العدل الأميركية إن الرجل أدين في يوليو (تموز) بجريمة كراهية بإحراق المركز الإسلامي في فيكتوريا في 28 يناير (كانون الثاني) 2017، كما أدين باستخدام النيران لارتكاب جناية اتحادية وحيازة جهاز تدمير غير مسموح به فيما يتعلق بواقعة منفصلة لها صلة بالحادث. وقال القاضي جون ريني قال أثناء النطق بالحكم وفق ما ذكره مكتب النائب العام لمنطقة جنوب تكساس، إن "جرائم الكراهية سرطان لمجتمعنا ويجب عدم التساهل مع هذا السلوك".وقالت وزارة العدل الأميركية، إنه عندما علم بيريس بأن الجالية المسلمة في فيكتوريا جمعت أموالاً لإعادة بناء المسجد أبلغ أحد الشهود بأنه سيحرق المسجد مجدداً إذا أعيد بناؤه.

 

الاتحاد الأوروبي يقترح تمديد الفترة الانتقالية لـ«بريكست»/استطلاع أوروبي يظهر معارضة قوية للخروج من التكتل

بروكسل/الشرق الأوسط/18 تشرين الأول/18/انتهى اجتماع الحكومة البريطانية مساء الثلاثاء، والذي تكهّنت وسائل إعلام بأنّه سيشهد استقالات، بلا مشكلات. وأبلغت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي وزراءها بأنهم لن يتوصلوا إلى اتفاق للخروج من الاتحاد الأوروبي ما لم يتحدوا، داعية إلى إظهار الوحدة لإسكات من يضغطون عليها لإعادة النظر في استراتيجيتها لمغادرة التكتل. والتقت ماي مساء الأربعاء زملاءها الأوروبيين في قمّة قد تقتصر على إظهار الخلافات التي ما زالت قائمة بين لندن والاتحاد الأوروبي بعد أن بدا أن مفاوضات بريكست في طريق مسدودة. وقد تبدّدت الآمال التي كانت معلّقة على هذه القمة التي كانت تقدّم على أنّها «ساعة الحقيقة» قبل أقلّ من ستّة أشهر على الموعد المقرّر لخروج بريطانيا من الاتّحاد في 29 مارس (آذار) 2019. وأفادت مصادر دبلوماسية بأن قادة الاتّحاد الأوروبي يعتبرون أن الوقت ما زال متاحاً للتوصّل إلى «اتفاق جيّد» مع لندن بشأن «بريكست» وأنّهم مستعدّون لمساعدة رئيسة الوزراء البريطانية خلال القمّة الأوروبية التي بدأت أمس في بروكسل إذا ما قدّمت لهم اقتراحات «خلّاقة» للخروج من الأزمة.

وقال دبلوماسيان أوروبيان لوكالة الصحافة الفرنسية إنّ كبير مفاوضي الاتّحاد الأوروبي ميشال بارنييه تقدم باقتراح يقضي بتمديد الفترة الانتقالية التي تلي خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي لمدة سنة، بهدف حلحلة المفاوضات بين الطرفين. وجاءت تصريحات بارنييه للتزامن مع مطالبة رئيس الوزراء الأسبق توني بلير، أحد أكثر السياسيين البريطانيين تحمسا للبقاء في أوروبا، قادة أوروبا تخفيف الضغط على بريطانيا من أجل إتاحة فرصة لإجراء استفتاء آخر حول الخروج أو البقاء في التكتل. وكتب بلير مقالا نشر في سبع دول أوروبية يطالب فيه بتمديد فترة المفاوضات والبقاء في الاتحاد من أجل إعطاء الشعب البريطاني فرصة أخرى. ومقترح تمديد الفترة الانتقالية لمدّة سنة، الذي رفض مكتب بارنييه التعليق عليه، يهدف خصوصاً إلى إتاحة مزيد من الوقت من أجل حلّ مسألة الحدود بين مقاطعة آيرلندا الشمالية التابعة لبريطانيا وجمهورية آيرلندا العضو في الاتّحاد الأوروبي، وهو أبرز موضوع خلافي في المحادثات. من جهتها أكّدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، قبيل ساعات من انطلاق القمّة، أنّ «الفرص لا تزال متاحة للتوصّل إلى اتفاق خروج يكون جيّدا وقابلا للحياة في آن معاً».

وقال وزير الخارجية الآيرلندي سايمون كوفيني لهيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» إنّ «ما قاله ميشال بارنييه بوضوح هو أنّ الجانب الأوروبي مستعد لإعطاء مزيد من الوقت خلال الفترة الانتقاليّة لإيجاد حلّ بديل» عن ذلك الموجود حالياً على الطاولة. لكنّ دبلوماسيا أوروبياً قال إن «هذا ليس حلّاً قائماً بذاته. هذا لن يحلّ بطريقة عجائبيّة مشكلة الحدود». وبحسب دبلوماسي أوروبي آخر طلب بدوره عدم نشر اسمه فإنّ هذا المقترح «ليس مطروحاً فعلياً على طاولة المفاوضين»، مشيراً إلى أنّ هذا الاقتراح سيكون على بريطانيا من خلاله احترام قواعد الاتّحاد الأوروبي في حين أنّها لن تكون عضواً في الاتّحاد. ولتسوية مسألة الحفاظ على الحدود البرية مفتوحة بين آيرلندا الشمالية وجمهورية آيرلندا بعد أن تخرج بريطانيا من السوق الموحّدة والاتّحاد الجمركي، تقترح بريطانيا أن تبقى ملتزمة القواعد الجمركية للاتّحاد الأوروبي حتى توقيع اتفاق أوسع للتبادل الحرّ من أجل تجنّب إقامة حدود فعلية لمراقبة البضائع. ويمكن أن يسمح اقتراح بارنييه الذي عرض على وزراء الخارجية الأوروبيين، بكسب الوقت للتفاوض حول اتفاق تجاري، ما يقلّل من إمكانية اللجوء إلى إجراءات أمنية على الحدود الآيرلندية التي ستطبّق إذا لم يتمّ التوصّل إلى حلّ أفضل خلال المفاوضات. عمليا، ترغب الدول الـ27 في هذه الحالة، في الحصول على تعهد ببقاء آيرلندا الشمالية في الاتّحاد الجمركي حتى نهاية المرحلة الانتقالية، لكنّ المملكة المتحدة ترفض ذلك. أما رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك الذي قال الثلاثاء إنّه سيطالب ماي باقتراحات «ملموسة» و«خلّاقة»، فسيجتمع بها على انفراد. وقال المسؤول البولندي: «لتحقيق اختراق نحتاج بالإضافة إلى حسن النيّة لوقائع جديدة (...) سأسألها (ماي) ما إذا كانت لديها اقتراحات عمليّة للخروج من المأزق». وأضاف: «نحتاج إلى شيء جديد (...) إلى أسلوب جديد للتفكير»، إلى حلّ يحمي «قيم» الاتّحاد الأوروبي والسوق الموحّدة من جهة، و«المملكة المتحدة وسيادتها» من جهة أخرى، على حدّ قوله. لكن هامش المناورة الذي تملكه ماي يضيق بسبب ضغوط المعارضة داخل حزبها المحافظ. وفي سياق متصل أظهر استطلاع للرأي أن أغلبية البريطانيين أصبحوا يعارضون خروج بلادهم من الاتحاد الأوروبي. وحسب الاستطلاع الذي أجري بتكليف من البرلمان الأوروبي وأعلن عن نتائجه أمس الأربعاء في بروكسل فإنه إذا استفتي البريطانيون اليوم على خروج بريطانيا من الاتحاد فلن يوافقوا على الخروج. وتبين من خلال الاستطلاع أن 51 في المائة من البريطانيين مع بقاء بلادهم داخل الاتحاد بينما يؤيد 34 في المائة الخروج ولم يكوّن 11 في المائة ممن شملهم الاستطلاع رأيا جازما في هذا الأمر. وفي الوقت ذاته فإن أكثر من نصف البريطانيين (54 في المائة) يعتقدون أن قرار الخروج من الاتحاد خاطئ في حين أجاب 38 في المائة على سؤال بشأن ما إذا كان اللجوء للاستفتاء عن الخروج صحيحا بـ«نعم».

 

بوتين والسيسي يدشنان مرحلة جديدة في العلاقات عبر «الشراكة الاستراتيجية»/اتفقا على «خطوات عملية» لعودة السياحة... وناقشا تعزيز التعاون العسكري

موسكو: رائد جبر/الشرق الأوسط/18 تشرين الأول/18/خطت موسكو والقاهرة خطوات واسعة نحو تعزيز التعاون في المجالات المختلفة، ونقل علاقات البلدين إلى «مرحلة جديدة نوعياً»، وفقاً لتعليق صدر في الكرملين، أمس، وذلك بعد قيام الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والمصري عبد الفتاح السيسي بتوقيع اتفاقية «الشراكة الاستراتيجية»، التي تضع «أساسا قانونيا لتوسيع التعاون في المجالات المختلفة». وحملت الاتفاقية، التي وقعت في ختام محادثات الرئيسين، عنوان «الشراكة الشاملة والتعاون الاستراتيجي بين روسيا ومصر»، وهي المرة الأولى التي توقع فيها روسيا اتفاقية بهذا الشكل مع بلد عربي، ما عكس درجة الاهتمام الروسي بدفع العلاقات مع القاهرة، التي وصفها سياسيون روس مؤخرا بأنها «البوابة الرئيسة والشريك الاستراتيجي الأهم لروسيا في المنطقة». ومع الاتفاقية، حمل الإعلان عن تفاهم على استئناف رحلات الطيران الروسية بشكل كامل بين البلدين، قفزة أخرى بعدما ظل هذا الملف موضوع نقاشات مطولة لم تتوج بإعلان مواعيد محددة لاستئناف الطيران، وتنشيط قطاع السياحة الروسية إلى مصر، الذي أصيب بأضرار كبرى منذ تجميده عام 2015. وكان الرئيسان قد عقدا جلسة نقاش مطولة، تطرقت إلى العلاقات الثنائية وعدد من القضايا الإقليمية. وخلال إعلان مشترك أعقب القمة، أشار بوتين إلى ارتياحه لسير المحادثات، وقال إنها تناولت مسائل عدة ذات اهتمام مشترك، بالإضافة إلى العلاقات الثنائية. موضحا أن الجانبين ناقشا بالتفصيل التعاون في مجال الطاقة، وخاصة مشروع بناء محطة الضبعة النووية في مصر، التي تبنيها شركة «روس آتوم» الروسية، كما أشار الرئيس الروسي إلى أن اللقاء بحث فرص تعزيز التعاون العسكري. وكانت مصادر الكرملين قد أشارت في وقت سابق أمس إلى أن المجمع الصناعي الحربي الروسي أعد شريط فيديو اشتمل على نماذج من تقنيات عسكرية روسية، تم عرضها على السيسي خلال المحادثات بهدف بحث إمكانية التوصل إلى توقيع عقود عسكرية جديدة. وفي ملف السياحة، أشار بوتين إلى «قرب استئناف رحلات الطيران من روسيا إلى شرم الشيخ والغردقة». وقال بهذا الخصوص: «نعمل على إعادة إطلاق الرحلات بين روسيا والمنتجعات المصرية المشهورة لدى الروس في الغردقة وشرم الشيخ قريبا، ونحن واثقون من أن أصدقاءنا المصريين يعملون ما في وسعهم في هذا الاتجاه». كما تطرق بوتين إلى مشروع المنطقة الصناعية الروسية في منطقة قناة السويس، وقال إنه «سيتم في إطار المشروع ضخ استثمارات بقيمة 7 مليارات دولار، وستؤمن المنطقة قرابة 35 ألف فرصة عمل جديدة». معربا عن ارتياحه لمستوى التبادل التجاري الذي قال إنه شهد تنشيطا بين البلدين خلال الفترة الماضية، وارتفع خلال العام الماضي بأكثر من 60 في المائة. من جهته، أكد الرئيس المصري أن زيارته إلى روسيا تعكس عمق العلاقة بين البلدين وشعبيهما، وقال إن التعاون بين البلدين يؤسس لنقلة نوعية في العلاقات، ويشجع الاستثمارات الروسية في مصر. كما أكد أن اتفاقية الشراكة الاستراتيجية بين روسيا ومصر «تفتح صفحة جديدة في العلاقات بين روسيا ومصر»، مشيرا إلى أنه اتفق مع الرئيس بوتين على «إعلان 2020 عاما ثقافيا» بين البلدين. وشارك في المحادثات وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، ووزير الدفاع سيرغي شويغو، ووزير المالية أنطون سيلانوف، ومساعد الرئيس الروسي يوري أوشاكوف، بالإضافة إلى وزير الصناعة والتجارة دينيس مانتوروف. أما عن الجانب المصري فقد حضر المباحثات وزير الخارجية سامح شكري، ووزير الطاقة والكهرباء محمد شاكر، ومدير المخابرات العامة اللواء عباس كامل، ونائب وزير المالية أحمد كجوك. على صعيد متصل، أعلنت الخدمة الفيدرالية الروسية للتعاون العسكري والتقني عن قرب التوصل إلى اتفاق بين موسكو والقاهرة بشأن إعادة تأهيل حاملتي الهليكوبتر المصريتين من طراز «ميسترال». وأوضح رئيس الخدمة الروسية دميتري شوجاييف، أنه يتم التفاوض لإمداد حاملتي الطائرات المروحية من طراز Ka - 52 بأحدث معدات الاتصالات، وقال بهذا الخصوص: «نحن نتفاوض، وهذا موضوع جاد، وهو في المرحلة النشطة». وكان ألكسندر ميخاييف، الرئيس التنفيذي لشركة «روس أوبورون إكسبورت»، قد قال إنه بعد الانتهاء من المشاورات بشأن تصدير معدات لحاملات طائرات الهليكوبتر، ستكون الشركة قادرة على تقديم طائرات هجومية من طراز Ka - 52K لمصر.

وكانت مصر قد وقعت عقدا لشراء حاملتي مروحيات من نوع «ميسترال» في أكتوبر (تشرين الأول) 2015، كانت فرنسا قد صنعتهما لروسيا، ولم تتم الصفقة وفسخ العقد.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

من صراع التشكيل الى صراعات الحكم 

جورج شاهين/جريدة الجمهورية/الخميس 18 تشرين الأول 2018

قبل عبور الحكومة مخاض الولادة واكتمال تقاسم الحصص وتوزيع الحقائب قبل إسقاط الأسماء عليها، بدأ الجدل حول ما يمكن أن تنجزه، والمعطيات التي تقود الى هذا النقاش غير مطمئنة. فكل مكوّناتها قادمة من جبهات مختلفة من دون توافق على أي من الملفات الكبرى في جو إقليمي مشرّع على كل المخاطر. فكيف ستقاربه هذه التركيبة؟ وكيف سيتصرف رئيسها؟

قد لا يكون الوقت مناسباً لقراءة المستقبل الحكومي في الساعات المواكبة لولادة الحكومة، لكنّ الجدل قائم منذ فترة حول 3 محطات حكومية لا بد من ولوجها إدارياً ودستورياً. فبالإضافة الى شكلها وطريقة تركيب موازين القوى فيها وتقاسم حقائبها والمعادلات الجديدة، وهو ما ستحسمه الأيام القليلة المقبلة، هناك نقاش لا غنى عنه في شكل بيانها الوزاري ومضمونه وما يمكن ان تتعهّد الحكومة به، قبل البحث في طريقة مقاربتها الملفات الداخلية والخارجية ومسلسل الإستحقاقات المقبلة على لبنان والمنطقة اقتصادياً وسياسياً ودولياً.

وفق هذه المعادلة سينتهي قريباً النقاش شكلاً وفي الحصص الحكومية التي اكتسبها المتنازعون. فهم خاضوا حرباً مضنية طوال الأشهر الخمسة التي أعقبت تكليف الرئيس سعد الحريري من أجل تحقيق أعلى المكاسب الممكنة، فكان النقاش يدور تارة على قاعدة ما أنتجته الإنتخابات النيابية من كتل ومواقع قوى قديمة ـ جديدة، وتارة أخرى على قاعدة مناصبة العهد العداء والسعي الى إحباطه بعيداً من البحث في دورها وطريقة مقاربة الملفات الشائكة التي يختلف حولها من سينضمّون للجنة الحكومية الى حدود بعيدة كل البعد عن القواسم المشتركة. وكل ذلك كان يجري في ظل سَعي رئيس الجمهورية الى تأليف الحكومة الأولى في عهده التي انتظرها بعد الإنتخابات النيابية. والتي - في الأمر الواقع - قد تكون حكومة العهد الأولى والأخيرة بالنسبة الى الآخرين، الذين يتصرفون على أساس أنها نتاج تسوية رئاسية وحكومية ونيابية جاءت بعون الى قصر بعبدا وبالحريري الى السراي الحكومي طوال الولاية الرئاسية أيّاً كان الثمن، ولا مكان لأي سيناريو آخر.

وعليه، ومتى انتهت عملية توليد الحكومة في الأيام المقبلة، سيكون البيان الوزاري اول الاستحقاقات التي ستواجهها في ظل مهلة الشهر التي عليها ان تضعه فيها قبل طلب ثقة مجلس النواب. وهو أمر لا يتحمّل كثيراً من الجدل، ذلك انّ معظم البيانات الوزارية السابقة تناولت القضايا الخلافية بعبارات ومقاطع قابلة للتأويل والتفسير بما يُرضي كل المكونات الحكومية، عدا عن الاعتقاد السائد بأنّ البيان يوضع على الرف متى ولد ولا يعود اليه أحد إلّا في المحطات الخلافية فيؤكدون مرة أخرى قراءاتهم المتشعبة للبند الخلافي. وها هي التجربة مع ثلاثية «الجيش والشعب والمقاومة» خير دليل على عمل الحكومات التي شكّلت منذ العام 2005 الى الآن، والتي لم يخل البيان منها، ولو بعبارات مختلفة على رغم الطعون التي تقدمت بها قوى سياسية وحزبية لسحبها من البيان أو تجميدها، فوضعت في أدراج المراجع الدستورية ولم تغيّر من شكل البيان ومضمونه شيئاً.

والمفارقة المتوقعة مع الحكومة الجديدة لا تقف عند البيان الوزراي وحسب، فالمشكلة الحقيقية هي إذا بقيَ جميع الذين دخلوا الجنة الحكومية على مواقفهم السابقة من القضايا الأساسية والمشاريع الحيوية التي تحاكي سياسة لبنان الإقليمية والدولية، وبعض الملفات الكبرى التي تطاول قطاعات خدماتية وحيوية كالطاقة الكهربائية والنفط والنفايات وغيرها من تلك التي سيحتسب رئيس الجمهورية، وربما انضمّ اليه رئيس الحكومة لاحقاً، على أنها في نوعيتها ضد العهد أو معه ترحيباً أو رفضاً من اليوم، على أساس انّ أصحابها مفروزون من الآن بين مَن بَقوا في التسوية ومعارضيها.

ولذلك، تبدو الآن المخاوف واضحة من أن تبقى المواقف المتضاربة معتمدة في الحكومة المقبلة متى بدأت مهماتها. وهو ما سيجعلها في حال نزاع دائم طالما انّ الحلول المرضية للجميع مفقودة وانّ النيات معقودة على برامج لا يتوافر حولها الإجماع الوطني، بدليل انّ وليد جنبلاط يُحاذر تأليف الحكومة ـ وعلى سبيل المثال لا الحصر - ان يكون طرفاً في معركة متوقعة من الآن مع «تجار الزبالة».

والى الملفات الحيوية التي ينتظر اللبنانيون حلولاً مستحيلة او صعبة لها، هناك عناوين سياسية لا يمكن تجاهل ردات الفعل المتضاربة على طريقة مقاربتها من الآن، وفي مقدمها علاقات لبنان مع الخليج العربي وجارته سوريا تحديداً، ومسألة التطبيع مع النظام التي ستقود الى خلاف يهدد التضامن الحكومي، خصوصاً إذا ما بات على لبنان ان يقول الكلمة الفصل في ما يجري هناك في ظل الخلافات الإقليمية التي تترجمها المحاور التي تقود النزاع في سوريا، والتي لا تنبىء بإمكان التفاهم على حل سياسي قريب ينقل الحوار بين السوريين من جبهات القتال الى طاولات المؤتمرات السياسية والدستورية التي يجهد العالم لأجلها بلا جدوى. على هذه القواعد والمعطيات، تتنامى المخاوف من وجود بذور التعطيل في التركيبة الحكومية الجديدة وتَشي بها التشكيلات الوزارية متداولة في السر والعلن. فصيغة التوافق التي ستترجم بـ3 عشرات لا تؤمّن أكثرية قوية وضاغطة، وإن توافرت في بعض العناوين الهامشية فهي قائمة في القضايا الاساسية ومفروزة من الآن بنحو قد يؤدي الى تعطيل القرارات المناسبة في شأنها. وإن أقفلت هذه الحكومة بعض الملفات فهي ستقفلها على زَغل، ما سيقود حتماً الى مزيد من العقبات أمام الانتاجية الحكومية... ومن يعش يرى؟

 

خارطة التشكيل... وحسابات الأفرقاء

الهام فريحة/الأنوار/18 تشرين الأول/18

اللعبة باتت مكشوفة، كل الأوراق أصبحت فوق الطاولة، ليس هناك من ورقة تحت الطاولة، الجميع قالوا ما يريدون، ولم يعد هناك أي قطبة مخفية، وبعد كل ذلك كيف ستتطور الأمور؟ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون يريد لعهده ان ينجح، ويوم قال ان الحكومة التي ستأتي بعد الانتخابات ستكون حكومة العهد الأولى، لم يكن يبالغ، ولذلك فإن الرأي العام، الذي يعني الكثير بالنسبة اليه، سيدقق كثيراً في حكومة العهد الأولى، ولذا فهو يجد نفسه في موقع غير القادر على التساهل أو التهاون لأن الحكومة ستحسَب عليه خصوصاً انه لا يكتفي بالتوقيع على مراسيمها بل له الدور الفاعل في انضاج تشكيلتها، فهو استوعب العقدة الدرزية، وهو ينظر الى الحكومة كموقع للانطلاق بالاصلاح الموعود والمنشود، ولو شاء التساهل لكانت التشكيلة صدرت منذ وقت طويل. رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري يخوض معركة على كل الجبهات، فهناك نواب "المعارضة السنيَّة" أو "سنَّة 8 آذار" الذين يطالبون بمقعد وزاري، ولكن بعد طول اخذ ورد حُسِم الأمر لجهة ان تكون المقاعد الوزارية السنية للرئيس الحريري ومقعد واحد من حصة رئيس الجمهورية. على الجبهة الدرزية، فإن العقدة تم استيعابها من خلال "ايداعها" عند رئيس الجمهورية بالتوافق مع الرئيس المكلف، الاسم الدرزي الثالث سيخرج من الأحد عشر اسماً التي قدمها رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط والنائب والوزير طلال ارسلان. أما "أم المعارك" فعلى الحصة المسيحية حيث ان حرب "داحس والغبراء" تدور بين "ميرنا شالوحي" (مركز التيار الوطني الحر) ومعراب وبنشعي:

رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل لا يتهاون على الاطلاق في حصة التيار النابعة من الحجم الذي اعطته اياه الانتخابات النيابية، حتى انه يطرح مسألة جعل حقيبة الأشغال من حصة التيار أو على الأقل ان ينالها حليفه حزب الله، فتكون حقيبة الصحة التي يطالب بها الحزب، من حصة المردة.

لكن عقدة هذا التبادل انها أصبحت موضوعاً شخصياً يتعلق برئيس تيار المردة الوزير السابق سليمان فرنجيه، فتراجعه عن المطالبة بالأشغال سيعتبره انتكاسة لا يريدها ولا يتحملها.

اما العقدة الأكبر فبين القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر، وحتى اليوم لم يُعرف كيف ستنتهي. هناك تنازل مطلوب من احد الطرفين، ولكن من سيتنازل؟ وإذا لم يحصل التنازل ستكون الخيارات صعبة وضيقة ومنها عدم دخول القوات اللبنانية الى الحكومة، هذا الخيار لن يكون سهلاً على أحد: لا على القوات اللبنانية بالتأكيد ولا على الرئيس المكلف، فهل تحدث هذه المجازفة؟

هذه هي خارطة التشكيل: لا افراط في التفاؤل ولا افراط في التشاؤم.

قرأ المقال 0 0 0 0 9 7  مرة

ايقاف مطبوعات "دار الصياد" التسع

رافَقَتْهُ المحبّة والدُعاء بالخير ودمع الفُراق

مطلع هذه السنة بدأت إدارة "دار الصياد" بتقليص صدور مطبوعاتها من "أسبوعياً الى شهرياً ومن شهرياً الى 3 أو 4 إصدارات في السنة"، بعد ثلاث سنوات من معاناة المهنة دون ان يشعر أحد من الاسرة بما نمر فيه أي 36 شهراً دفعت والله وحده عليم بما تكبدته "دار الصياد"، وهي نتيجة حتمية للوضع الاقتصادي في البلد عامة وفي الصحافة اللبنانية والعربية والدولية خاصة.

لم نتوقف يوماً عن دفع المرتّب الشهري كاملاً لأسرة "دار الصياد" بحيث دفعت ادارة "دار الصياد" الكلفة بجميع جوانبها، حتى الإكراميات التي كانت تعطى لكل الأسرة، احتسبت من ضمن التعويض.

ومن مطلع السنة ولغاية القرار النهائي، في 1 ت1 وبعد التداول مع وزارة العمل، ومشكور وزيرها الصديق الاستاذ محمد كبارة والمشرفات الرئيسات الأكارم بالخبرة والتفهّم والتعقّل.

أمضينا 3 أيام طويلة بكاملها بإشراف بنك الموارد، وتحية كبيرة لرئيس مجلس الإدارة ومديره العام الوزير السابق مروان خير الدين والمدير المالي الاستاذ ناظم السنكري والمحامي مالك ارسلان واثنين من كتّاب العدل، وكان من مسؤوليتنا تسليم بنك الموارد كافة التقارير والجداول المالية ليتم الدفع من قبله.

1- من اليوم الأول أسرة "دار الصياد" لم تطلب إلا الحق، فعمدت ادارة "دار الصياد" الى تكريم الوالد سعيد فريحه والدعاء بالخير لكل الذين قبلوا بما هو حقهم ولم تستطع "الإدارة" إلا أن تقابلهم بالمثل وتردّ بعضاً من دماثتهم ومحبتهم بأكثر من حقهم.

2- اليوم الثاني كان الإستهجان، فالبعض وعددهم أقل من عدد أصابع اليدين قيّم نفسه بما يراه هو، والجدير بالذكر ان ثلاثة ممن يعتقدون انفسهم من الكتّاب، كانت الدار خيمة فوق رؤوسهم ويا لقهر الزمن ويا لمعاناة مهنة الصحافة! ثلاثة منهم، ولا أقول اسماءهم بل أقول الأول الذي وقّع منذ سنتين على براءة ذمّة وإسقاط حق، واتاحت له الدار الكتابة فقط للمحافظة على حضوره واسمه الصحافي وأعطته راتبه مع أنه يأتي الى "دار الصياد" 3 ساعات في الأسبوع، ولسخرية القدر والمهنة طالب بمبلغ 150 ألف دولار اميركي فقط لا غير، مقيّماً نفسه.

أما الثاني الذي يسير وراءه، وجميعهم اصبحوا فوق السن القانونية، والخطأ الجسيم أن إدارة "دار الصياد" احتضنت من عمر 64 الى 80 عاماً وعندما أتت شركة تدقيق محاسبة منذ سنتين في 2016، قالت لإدارة "دار الصياد": إما تقوّين قلبك وتتصرفين كما نقول بالقانون أو غيّري اسم "دار الصياد" الى جمعية خيرية او جمعية مار منصور.

3- وفي اليوم الثالث وقّع ايضاً الباقون من الأسرة المحبّة التي سنفتقدها، وأرسلنا كل التواقيع الى وزارة العمل ونقابتي المحررين والصحافة، للعلم والخبر .

أما ما تخلّل في اليوم الثالث هو ان محرراً يعمل في عدّة أماكن وقد انهى السن القانونية وتقدّم باستقالته من "دار الصياد" لأسباب خاصة وبقي على مزاجه يقبض راتبه، لم يطلب كثيراً!!! فقط 120 ألف دولار اميركي، بالإضافة الى أنه يعمل في وكالة محلية وغيرها.

أقل من عدد أصابع اليدين من أسرة كبيرة محبة وفيّة صادقة قضينا شبابنا سوياً وكبرنا وكل منّا عاش كريماً مكرّماً بمؤسسة عريقة تحترم جميع أسرتها دون استثناء، وانتهى التفاوض، وامام الآنف ذكرهم من المعترضين الحل التالي:

- المبلغ والتواقيع والقيم التي من حقهم موجودة بكل أمانة في وزارة العمل التي اخذت على عاتقها ومنعت إدارة "دار الصياد" ان تتعامل مع المبتزّين والطامعين. وقد علمنا انهم لا يثقون بوزارة العمل ويا لسخرية القدر بل يفضّلون محامياً، يذكرنا بأيام "داهش" يركزون على جشعه للمطالبة لهم بمبالغ عالية ليأخذ هو الحصة الأكبر، إن "توفّق"، فوق ما هو فوق القوانين المرعية الإجراء.

- أما العبرة، بعد 76 عاماً على رسالة سعيد فريحه، لها وجهان:

- أسرة "دار الصياد" صادقة، صافية، تفرح قلبك وعمرك وتاريخك بعملٍ جدّي في "دار الصياد" وينتهي معهم المشوار بحنين وشوق.

- العبرة الثانية انه في أي مهنة تجد الجشع والشره والمبتزّ، ولا شعور لديهم أو لدينا معهم تجاه الماضي أو الحاضر بل كما يقول المثل: ذاب الثلج وبان المرج.

وأخيراً، تشكر "دار الصياد" أسرتها الحبيبة الغالية حتى اليوم الأخير.

بكينا آخر ايامنا معاً وتمسكنا بأيدينا طالبين من الله ان يعطينا الصحة والخير والبركة.

وافترقنا على أمل اللقاء كأحباء وأصدقاء كبرنا معاً وكبرت "دار الصياد" فينا كأصحاب أخلاق ووفاء وكرم عطاء للمهنة.

والسلام... أحبكم جميعاً.

 

الشمال يترقّب المصالحة.. «خلصنا من الحرب» 

ألان سركيس/جريدة الجمهورية/الخميس 18 تشرين الأول 2018

في خضمّ التقارب الذي يحصل على الساحة اللبنانية، لا يمكن غضّ النظر عن مشهدٍ أساسيّ يرتسم وسيتوَّج بمصالحة «القوات اللبنانية» وتيار «المردة»، تلك الخطوة التي يترقّبها أهالي الشمال أكثر من غيرهم.

كثيرة هي السيناريوهات التي يُحكى عنها والتي تسبق لقاء رئيس حزب «القوات» سمير جعجع برئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية، منها ما يتعلق باستحقاق بالرئاسة، وأخرى تتناول إنشاءَ جبهة سياسية جديدة، لكنّ الأكيد أنّ مرحلة جديدة في المستقبل المسيحي ستُفتح.

لا يمكنك اجتيازُ حاجز المدفون في اتّجاه الشمال، إلّا أن تلاحظ إنعكاس الصراع السياسي والعسكري السابق على الأقضية المسيحية الشماليّة، هنا في البترون ألف قصّة وقصّة، الساحل فُصل عن الوسط والجبل، في الساحل وقسمٍ من الوسط تمركز الجيشُ السوري و»المردة» أو الزغرتاويّون كما يحلو للبعض من أبناء المنطقة أن يسمّيهم، وهناك في وسط البترون والأعالي تمركزت وحداتُ «القوات اللبنانية» وباتت من المناطق المحرّرة.

تكمل المشوار باتّجاه شكا، البلدة التي أدمتها مجازر الفلسطينيين وحلفائهم، ومن ثمّ شهدت خلافات على شركة الترابة بين أبناء البيت الواحد، لتنتقل بعدها الى الكورة التي كانت أرضاً خصبة لصراع المسيحيين، والتي عاشت موجة تهجير الكتائبيين بعد حادثة إهدن، وشهدت حوادث متفرّقة بعد عام 2005 أدّت الى سقوط ضحايا من الفريقين. لكنّ الحدث الأهمّ في مفهومه المناطقي سيكون بين بشري وزغرتا، هما المنطقتان اللتان تشكّلان بوابة جبل لبنان التاريخي من ناحية الشمال، والأهم أنه رغم الخلاف السياسي، فإنّ الشعب قد تصالح منذ زمن بعيد وخفّت حدة الخلاف بين أفراده، وما لقاء جعجع وفرنجية إلا تتويجاً لمصالحة الشعب وليس العكس. إذاً، تختم المصالحة بين «القوات» و»المردة» آخر الجروح المسيحية النازفة والتي كانت من أحد أهم أسباب «كسر ظهرهم»، وبغض النظر عن الأجندات السياسية، إلّا أنّ أبناء الشمال يؤكدون أنّ المصالحة مطلوبة في هذا الوقت لإراحة المنطقة نهائياً، وعدم «نبش القبور» لحظة وقوع الخلاف السياسي، ولكي لا يستطيع أيُّ فريق كائناً مَن كان «نكء» الجراح والمتاجرة بالقضية والمزايدة.

ويحضر اللقاء المرتقب بقوّة في أحاديث مَن عايش تلك المرحلة أو مَن عانى من ترسّباتها، وأدّى الى الفرقة، خصوصاً أنّ «حرب السنتين» شهدت توحّداً مسيحيّاً، ولم يكن هناك فرق بين «بشراني وزغرتاوي»، أو بين «كتائب» و»أحرار» و»حرّاس أرز» و»مردة» أو أيِّ تنظيم آخر.

وتأتي مصالحة فرنجية وجعجع بعد توقيع «تفاهم معراب»، خصوصاً أنّ الإتّصالات قد نشطت في الأيام الماضية على جبهة «القوات»- «التيار الوطني الحر» لحصر الحرائق التي اندلعت على خلفية تأليف الحكومة. ومن المؤكد أنّ «تفاهم معراب» يحظى برعاية كبرى، إذ إنّ الطرفين لا يستطيعان أن يتنصّلا من منطق المصالحة. ومن جهة أخرى، فإنّ كسراً للجليد حصل بين «الكتائب» و»التيار»، لكنه لم يصل الى مرحلة نسج تحالف سياسي، في حين أنّ العلاقة بين «الكتائب» و»المردة» جيدة، وتتحسّن مع «القوات» بشكل كبير.

وتبقى العقدة الأكبر في العلاقات المسيحية هي بين «المردة» و»التيّار»، خصوصاً مع مطالبة الأخير بوزارة الأشغال وفتح مشكل جديد عند كل استحقاق حتى لو كان إجتماعيّاً. وفي هذا الإطار، فإن لا جديد يُسجَّل على هذا الخط، والجميع ينتظر خطوات لرأب الصدع.

لكنّ القياديّين في الأحزاب والتيّارات يؤكّدون أنّ كل تلك الخطوات لن توصل الى ما يشبه جبهة تشبه «الجبهة اللبنانية»، وذلك لأسباب عدة أبرزها أنّ طبيعة الصراع في البلد تغيّرت ولم تعد طائفية والإصطفافات لا تشبه إصطفاف 1975.

أما النقطة الثانية فهي غياب مرجعية قادرة على جمع الأحزاب والتيارات والشخصيات المسيحية، فبكركي لا تتدخّل في التفاصيل، في حين أنّ الرهبنة المارونيّة هي التي شكّلت في الحرب تلك المرجعيّة، ويضاف الى ذلك غياب قياديين بحجم الرئيس كميل شمعون الذي ترأّس الجبهة، ومفكرين وشخصيات طبعت تلك المرحلة.والسببُ الأهم لعدم الحاجة لوجود مثل هكذا جبهة، هو أنّ معظم المطالب المسيحية تحقق وخصوصاً إنتخاب رئيس ذات تمثيل شعبي وإقرار قانون إنتخابي عادل.

وبالتالي، فإنّ تجميع الأحزاب والقوى في جبهات ذات طابع طائفي غير مطروح وهو مضرّ، خصوصاً أن لا مشروع سياسيّاً معيّناً تتفق عليه هذه الأحزاب والتيارات، ومعروف أنّ المسيحيين يتأثرون بما يدور من حولهم، ولذلك هم منقسمون الى محورين.

ويبقى المطلوب أن يستمرّ التواصل بين جميع القيادات المسيحية واللبنانية، لا أن يتصالح فريقان على حساب الثالث، من ثمّ يتصالح الثلاثة لاحقاً على حساب الرابع، بل إنّ المسيحيين دفعوا ثمن حروب الإلغاء التي دمّرتهم ولا يريدون أن يدفعوا فاتورةً في السلم أكبر من أيام الحرب.

 

الحريري: الحكومة «مش مجلس مِلّي» 

راكيل عتيِّق/جريدة الجمهورية/الخميس 18 تشرين الأول 2018

بين المعلومات المُتضارِبة والإشاعات حول جنس المولود الحكومي الجديد، الثاني لرئيسَي الجمهورية العماد ميشال عون والحكومة المُكلّف سعد الحريري، يُؤمل أن لا يكون هذا المولود بين «التشرينين» عارياً من مقوّمات النجاة والاستمرار. في حين لم تكتمل ملامحُ الصيغة الحكومية الأخيرة التي يبدو أنها ستخرج من رحم المفاوضات في الشهر الخامس، يظهر أنّ المحسوم من صفات الحكومة العتيدة هو صيغة الثلاث عشرات و»اللامداورة» في الحقائب السيادية التي حُسمت منذ أيام التكليف الأولى... وعدم تمثيل السُنّة المعارضين للحريري أو من خارج تيّاره. في أيار 2018 فاز في الانتخابات النيابية 10 نواب من الطائفة السُنّية من خارج تيار «المستقبل» للمرة الأولى منذ عام 2005. وفيما فضّل الرئيس نجيب ميقاتي والنواب فؤاد مخزومي وأسامة سعد وبلال عبدالله عدم الانتماء إلى تكتّل سنّي في مواجهة كتلة «المستقبل»، ألّف النواب السُنّة الستة: فيصل كرامي، جهاد الصمد، عبد الرحيم مراد، عدنان طرابلسي، الوليد سكرية وقاسم هاشم، «لقاء النواب السنّة المستقلين».

النواب الـ6 يعارضون الحريري وينتمون إلى «خطّ الممانعة» أو قوى الثامن من آذار، وعلى رغم أنّ كرامي والصمد ينتميان إلى «التكتل الوطني» الذي يجمع تيار «المردة» وحلفاءه، ويُمثِّل طرابلسي «الأحباش»، وينتمي سكرية إلى كتلة «الوفاء للمقاومة» وهاشم إلى كتلة «التنمية والتحرير»، يُطالب اللقاء منذ تكليف الحريري بتمثيل أعضائه في الحكومة على أساس أنهم يمثلون جزءاً وازناً من الطائفة السنّية وأنّ على الحريري أن لا يحتكر تمثيلها بمفرده. وفي حين، عوّل هؤلاءُ النواب على حلفائهم السياسيّين للضغط في هذا الاتّجاه، لم يكن هذا البندُ من ضمن أولويات هؤلاء الحلفاء الذين انشغلوا في هذه المرحلة بفكفكة عراقيلَ ومطبّاتٍ أَولى راهناً، إضافةً إلى أنّ من غير المنطقي أن يُدخل «حزب الله» العُقد إلى عقر دار الحريري، وهو كان بادر الى تسهيل مهمّته في تأليف الحكومة. تدرّجت مواقفُ النواب السنّة الستة من المشاركة في الحكومة، إلّا أنّ المطالبة بالتمثيل ما زالت مستمرة، واعتبروا أمس أنّ «استبعادَهم من التشكيلة الوزارية هو فرضٌ للأحادية، في ظلّ إصرار الحريري على احتكار التمثيل السنّي، وهو ما يخالف نتائجَ الانتخابات النيابية وما أجمعت عليه جميع القوى السياسية من ضرورة تأليف حكومة وحدة وطنية يتمثّل فيها الجميع». ومن دارة مراد كان الاستهدافُ مباشراً للحريري، والتصويب غير مباشر على الحلفاء. فبعد اجتماعه أصدر «لقاءُ النواب السنّة المستقلين» بياناً، رأى فيه أنّ «أيَّ حكومة تتشكّل في ظلّ الاستفراد في تمثيل الطائفة السنّية الكريمة، هي حكومةٌ بتراء ينقصها الإجماع الوطني». واعتبر أنّ أيَّ استبعادٍ لتمثيله «هو محاولةٌ فظّة لفرض أحاديةٍ تحمل مخاطر على مستقبل الوطن وتمنع احترامَ التعدّدية في أيِّ مكوّنٍ وطني»، واضعاً هذا الأمر «برسم كلّ القوى السياسية، وفي طليعتها الحلفاء قبل الآخرين».

ورداً على الاتّهام بـ«الاحتكار والأحادية»، قالت مصادر تيار «المستقبل» لـ»الجمهورية»: إنّ خلاف الحريري مع هؤلاء النواب السنّة الستة، هو سياسي، لا طائفي - سنّي، وإن كانوا يبحثون عن تمثيل طائفي فليتوجّهوا إلى «المجالس الملّية» وليس إلى مجلس النواب أو مجلس الوزراء».

وسألت المصادر: «كيف يُمكن أن يكون هؤلاء النواب معارضين للحريري بنحوٍ تام سياسياً ويؤيّدون خطاً مضاداً لخط تيار «المستقبل» ويطلبون أن يتمثلوا في حكومة الحريري وأن يتنازل عن حصته ليتمثلوا هم؟»، مشيرةً إلى «أنّ بعضهم ينتمي إلى كتل أخرى، وهذه الكتل مُمثَّلة في الحكومة، وبالتالي هم مُمثَّلون في الحكومة على أساس الكتل النيابية المُكوِّنة للمجلس». تشكيلة الحريري الوزارية، المُتوقَّع أن يُسلِّمَها إلى عون قريباً مُتمخّضة من مشاورات ومفاوضات كثيرة أجراها الحريري مع جميع الأطراف، فالحريري لن يُقدّم تشكيلةً لا تُرضي القوى التي يريدها أن تكون موجودة في حكومته، وفي الوقت نفسه لا يريد تقديمَ تشكيلة يرفضها عون، وبالتالي وازَن بين الأمرَين لترضي صيغتُه الحكومية الجميع وتجمعهم معاً تحت سقف السراي.  كذلك، حرص الحريري على أن لا يحوز أيُّ طرف مفتاحَ تعطيل مجلس الوزراء من الداخل، ويسعى لأن تكون حكومته منتجة وبمقدار توقعات اللبنانيين وآمالهم، على ما تقول مصادر «المستقبل»، «فلماذا سيُشرِّع باب الحكومة لمُعارضين جُدد له في مجلس الوزراء؟ وطالما أنهم معارضون، فليبقوا خارج الحكومة وليعارضوا ويحتجّوا».

 

إلَّا «نور العين»... فهو الإستثناء 

مرلين وهبة/جريدة الجمهورية/الخميس 18 تشرين الأول2018

كبت «حزب الله» مشاعره وهو لطالما تمرّس في هذا، لاسيما في الاستحقاقات المصيرية في المنطقة ولبنان. فالإطلالة الإعلاميّة الرسمية كان يراها البعض «قاسية» عند الحديث عن حلفائه، في تمرير رسائله السلبية والايجابية في تقييم 

لم يهوَ «الحزب» المديح يوماً ولم يغرّه إطراء. فهو لم يمدح سوى شهدائه، ولم يستجد أي إطراء من حلفائه حتى أقربهم... ولربما تمرّس على ذلك بسبب قساوة مشواره الحربي واختياره مظهر المقاوِم في مقاربة الاداء السياسي، فأبقى ما ومن في القلب في القلب. فالمقياس عند الحزب هو نسبة الوفاء وليس عدد شهادات الإطراء... في الدلالة العملية لواقع هذا الكلام، بقاء الحزب على الحياد في معارك حلفائه الانتخابية، وكذلك الامر اليوم في مراقبته لسير التشكيلة الحكومية المتعثرة. والسؤال الكبير: «هل يكسر «حزب الله» اليوم القاعدة ليقود معركة أحد الحلفاء؟»

الحالة السنية المعارضة؟

في الوقائع، لم يدعم «حزب الله» حليفه «السني المعارض» فيصل كرامي الذي تحدث عن تخلّي الحلفاء عنه. واعتبر محللون عتب كرامي في غير مكانه، وقد يكون لتعاطي كرامي مع الهبات العسكرية التي قدمها له «الحزب» في بداية الثورة السورية شأن في «غَض النظر» عن النداء. ويقول العارفون في الشمال إنّ الحقيبة الوزارية التي تركتها له «الثنائية الشيعية» في ذلك الظرف كانت «هبة» لتعزيز موقعه السياسي، وهي لم تخدم شعبيته سنّياً. والعارفون في المدينة يدركون أهمية الزيارة الداعمة التي قام بها الوزير سليمان فرنجية الى دارة الوزير فيصل كرامي صباح الانتخابات النيابية الشمالية، وتوَجههما معاً الى «جبل محسن» لحشد الصوت العلوي، لِما كان لهذا الصوت من تأثير في توجيه بوصلة المعركة لتأمين الحاصل الانتخابي لكرامي الذي كان مهدداً لولا دعم فرنجية.

وفي هذه المعركة كان موقف الحزب محايداً أيضاً، ولم يطلب من حليفه المرشح السني في المنية - الضنية، الانسحاب لصالح كرامي.

و«القومي» توقّع حقيبة ! كذلك، لم يمنح «حزب الله» مقعداً من حصته لـ«الحزب السوري القومي»، الذي اعتاد الحقائب من حصة الثنائية الشيعية وتحديداً من حصة «الحزب»، علماً انّ القومي تنازل في الانتخابات النيابية الاخيرة عن مقعده في بيروت إكراماً لـ«حزب الله» ولصالح النائب إدغار طرابلسي. ويتفاجأ القومي اليوم، بحسب مصادر مقرّبة منه، من عدم حماسة «الحزب» لمبادلته جميل هذه الخطوة بإشراكه في الحكومة الجديدة.

وجنبلاط؟

قد يصح القول أنه حتى الساعة لم يتمكن أحد من قراءة الزعيم السياسي المخضرم وليد جنبلاط أو حتى الغوص في أعماقه أو إدراك مفاهيمه السياسية الحقيقية! شيوعية أم يمينية متطرّفة. فخطاباته المتناقضة يُضرَبُ بها المثل، فيما التغريدات «الصدّاحة» يلزمها محلّلون سياسيون وعلماء مختصّون في قراءة اللوحات الفنية التي ترافقها... وقد يصح بالزعيم الدرزي ما باحَت به زوجته السيدة نورا في مقابلتها الاخيرة مع «الجمهورية»، حين وصفته بالـ«قارىء الكبير للتاريخ والسياسة الذي لا يمكن للانسان العادي استيعابه أو مجاراته». وبالعودة إلى علاقة جنبلاط بالثنائية الشيعية، وتحديداً مع «حزب الله»، فهي صُنّفت بالعدائية بداية الثورة السورية، إلّا انها «تَدوزنَت» تدريجاً وفقاً لمتغيرات المناخات السياسية التي أصابت «ذبذباتها» الزعيم «الملهم» ليعود الى جذور القضية العربية التي لطالما ناصَرها كما فعل والده، إلّا أنّهما دفعا ثمن تلك المناصرة، كلٌ بحسب مقتضيات الظروف. فإذا تمّت تصفية الزعيم الأول بما يُمثّل جسدياً فماذا يمنع قرار إلغاء الزعيم الثاني سياسياً أو تحجيمه، الذي قد يكون قيد البحث؟، فيما تقاذُفُ حصته الحكومية اليوم مؤشّرٌ! ما أرغمه على مجاراة «العهد الفاشل» والتنازل في قصر بعبدا، فلا يبدو كما في السابق، «بيضة القبّان». هذه الوقائع تجري أيضاً أمام أعين حليفه الاستراتيجي الاساسي «حزب الله» الذي يراقب ويستمر في حياده من دون تعليق... ولو ظاهرياً.

و«نور العين»؟

مع سليمان فرنجية يكسر «حزب الله» القاعدة قولاً، وعلى ما يبدو فعلاً.

فهو دَلّل الزعيم الزغرتاوي أمام عدسات الكاميرات وعلى منبر المقاومة وناداه «بنور العين»، كاسراً التقاليد. وها هو اليوم، وعلى ذمّة مصادره، يلمّح في مجالسه الى كل من يحلو له الاستماع، وللحلفاء قبل الخصوم، ويمرّر رسالة لمَن ينتظر رسائله، بأنه داعم أبدي لفرنجية، وهو مستعد حتى لخوض معركته الوزارية اذا اقتضى الأمر، وليس دعمه فقط. وتضيف مصادر «الحزب» في رسالتها الى المردة بانّ «الحزب» قد يضطر الى الاستغناء عن جميع حلفائه، إنما ليس عن فرنجية. وما إصرار الحزب على إبقاء وزارة الاشغال في يد تيار «المردة» أو مبادلته شخصياً بحقيبة الصحة، إلّا الدليل القاطع على رفضه كسر «المردة». وتضيف المصادر أن «الحزب» لا ينسى كيف تَخلّف فرنجية عن حضور جلسات انتخاب رئيس الجمهورية، ولاسيما جلسة كانون 2015 التي كانت ستكرّسه رئيساً للجمهورية، وذلك إكراماً لوفائه لـ«حزب الله».

وقد يصحّ القول إنه لولا رفْض رئيس حزب «القوات» سمير جعجع، لكان وصول سليمان فرنجية الى سدة الرئاسة محسوماً.  ولكن ألا يصحّ القول أيضاً: لولا وفاء فرنجية لـ«حزب الله» لكان رئيس تيار «المردة» قصدَ ساحة النجمة في كانون وحضر جلسة انتخابه وجعل نفسه بنفسه رئيساً للبنان؟ بناء على ما تقدّم يستثني «حزب الله» فرنجية من بين الحلفاء. فمَن كان وفياً له في كانون... لن يغدر به في تشرين.

 

عادَ معبر «نصيب».. لكن التصدير قد لا يعود 

ايفا ابي حيدر/جريدة الجمهورية/الخميس 18 تشرين الأول 2018

هل تسرّع الصناعيون والزراعيون في تعليق الآمال على اعادة فتح معبر نصيب، واعتبارهم انه اصبح في الامكان استعادة ايام العز من خلال العودة الى التصدير البري الى الاسواق العربية؟ تواصلت أمس ردود الفعل المرحبة بإعادة فتح معبر نصيب نظرا الى القيمة الاقتصادية التي يمثلها هذا الشريان الحيوي للتصدير البري الى الدول العربية والخليجية.  لكن وبعد مرور يومين على فتح المعبر، بدأت تتظهّر بعض العراقيل أمام المصدّرين التي تهدّد بتراجع الآمال المعقودة على رفع حجم الصادرات براً.

وفي هذا السياق، اشار مصدر صناعي لـ«الجمهورية» الى ان فرحة الصناعيين بإعادة فتح المعبر قد لا تكتمل نظرا لمجموعة عوامل ابرزها:

• ان الجانب اللبناني ينتظر اجوبة من الجانب السوري في ما خصّ رسوم المرور لأنه تبين ان الفارق بين الرسم الذي كنا ندفعه في السابق والرسوم المعمول بها اليوم تتراوح ما بين 600 الى 800 دولار على كل شاحنة زنتها 24 طنا، ومع هذه التكاليف المستحدثة من المستبعد ان يتمكّن الصناعي من المنافسة.

تابع: إذا بقي هذا الرسم على ما هو عليه، لن تعود حركة الصادرات البرية عبر هذا المعبر الى ما كانت عليه، لأن التصدير البحري يبقى اوفر. على سبيل المثال، ووفق الرسوم الموضوعة، ستصل كلفة التصدير الى السعودية برا الى 3000 دولار، فيما هي اقل عبر البحر.

• ان الوضع الامني غير المستقر في سوريا قد يدفع بالصناعيين الى شراء بوليصات تأمين على كل انواع المخاطر، بما فيها مخاطر الحرب، بما يعني ان الكلفة ستكون ايضا مرتفعة مقارنة مع كلفة التأمين على التصدير البحري والتي لا تتعدى الـ 50 دولارا.

• ان اعادة البحث عن السائقين الذي كانوا يعملون على هذا المعبر والتأكد من مدى جهوزيتهم لوجستيا لخوض هذه المهمة مجددا قد يستغرق وقتا، فمنهم من باع شاحنته وانصرف الى غير مهنة، ومنهم من هاجر، والبعض الآخر أفلس نتيجة توقفه عن العمل... مرجحا استكمال الاستعدادات لاستئناف التصدير الصناعي عبر معبر نصيب بالزخم الذي كان عليه سابقا حتى نهاية العام الحالي. بالاضافة الى كل هذه المعوقات، تردّدت معلومات ان السائق السوري ممنوع من الدخول الى الاراضي السعودية.

وأكد المصدر ان كل هذه العراقيل ستحدّ من حماسة بعض الصناعيين لاعادة التصدير برا في حال لم تتمّ معالجة الامور من جوانبها كافة.

جمعية الصناعيين

وكانت جمعية الصناعيين اللبنانيين برئاسة د. فادي الجميل رحّبت في بيان اصدرته «بإعادة فتح معبر نصيب الذي يعتبر شرياناً حيوياً للبنان خصوصاً لتصدير منتجاته براً الى الدول العربية لا سيما الخليجية».

وأكدت الجمعية في بيان ان الاغلاق القسري للمعبر والذي امتدّ لنحو ثلاث سنوات أضرّ كثيرا بالقطاع الصناعي، خصوصاً لجهة التراجعات الدراماتيكية التي سجلتها الصادرات الصناعية.

وفي هذا السياق، أمل الجميّل في ان يعيد فتح معبر نصيب الامور الى نصابها بما خص انسياب السلع الصناعية والزراعية وتطوير حركة التبادل التجاري مع الدول العربية، مما ينعكس ايجاباً على تحريك عجلة النمو الصناعي والاقتصادي.

وإذ أكد الجميل على جهوزية القطاع الصناعي للتصدير بشكل فوري الى الدول العربية ودول الخليج، تمنّى ان تسترجع الصادرات اللبنانية ما خسرته في السنوات السابقة.

ورأى انه في موازاة هذا الانفراج الصناعي الذي من شأنه ان ينعش القطاع مجددا، لا بد من الالتزام باتفاقية التيسير العربية وتخفيض الرسوم تعويضاً للخسائر التي نتجت عن اقفال معبر نصيب متمنياً ان يشمل هذا التخفيض كل الدول العربية.  وتوجه الجميل بالشكر الى المسؤولين اللبنانيين وعلى رأسهم رئيس الجمهورية العماد ميشال عون لاهتمامه بمعالجة الموضوع، والمدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم لمساعيه الدؤوبة مع الجانب السوري والتي سمحت بمباشرة التصدير.

الاسمر

بدوره، علّق رئيس الاتحاد العمالي العام بشارة الأسمر على إعادة فتح معبر نصيب الحدودي، واعتبر ان هذا المعبر «أكبر متنفس بين لبنان وسوريا والأردن والدول العربية وتركيا سواء من النواحي الاقتصادية أو حركة الترانزيت أو السياحة وانتقال المواطنين العرب بين هذه البلدان».

أضاف: «لعلّ النصيب الأوفر اقتصاديا قد طال لبنان بعد سنوات ثلاث عجاف تكبد فيه المزارع اللبناني الذي يصدّر أكثر ممن 70% من منتجاته إلى البلدان العربية عن طريق هذا المعبر الحيوي وكذلك الصناعي الذي يصدر حوالي 30% إضافة إلى أصحاب وسائقي الشاحنات وحركة مرور البشر بين هذه البلدان. وقد تكبدت الصناعة وحدها، حسب مصادر جمعية الصناعيين، أكثر من ملياري دولار أميركي في السنوات الثلاث نتيجة اضطرارها الى نقل المنتجات عن طريق البحر. ناهيك عن الخسائر الكبرى للزراعة والمزارعين والعمال والكساد الذي ضرب معظم المنتجات الزراعية بسبب وقف التصدير أو كلفته العالية بحرا». ويرى الاتحاد العمالي العام أن على الدولة اللبنانية أن تتعاطى مع هذا الموضوع الاقتصادي الوطني والقومي من هذا المنطلق وأن ترتقي بالعلاقات اللبنانية السورية إلى أعلى المستويات بعيدا من الحسابات الضيقة. أما في ما يتعلق بالرسوم الإضافية، فإننا على ثقة بأن المباحثات الأخوية كفيلة بحلها لاحقا بعدما حلت العقدة بفتح هذا المعبر».

 

معركة "شخصية" على "الأشغال"  

ملاك عقيل/جريدة الجمهورية/الخميس 18 تشرين الأول 2018

تسقط العقبات الوزارية الواحدة تلو الأخرى. في «التصفيات» النهائية بدت «عقدة» حقيبة وزارة الأشغال هي الأصعب والأكثر إحراجاً لأكثر من طرف. يمكن الجزم بالتأكيد أنّها باتت «معركة» شخصية لسليمان فرنجية، ومن حوّلها فعلياً حلبة «تكسير رؤوس» هو الوزير جبران باسيل!

يَجزم «مَرَديون» أنّ حقيبة وزارة الأشغال لم تكن لتأخذ هذا المنحى من «التصعيد» بتمسّك تيار «المردة» بها «لو لم يتقصّد باسيل إستفزازنا بمقدار كبير»!

كان يمكن، حسب هؤلاء، «أن يحصل إنتقال سلِس لـ«المردة» من هذه الحقيبة الخدماتية الى أخرى تكون مُرضية لنا، لكن إصرار باسيل على منطق الإستفزاز بفتح النارعلينا وشن حملة غير منطقية على الوزير يوسف فنيانوس، دفعنا الى التمسّك بهذه الحقيبة».

وفق المعلومات، كل التشكيلات الوزارية التي عرضها الرئيس المكلّف سعد الحريري على رئيس الجمهورية ميشال عون، أو تلك التي نقّحها في «بيت الوسط» كانت تتضمّن تخصيص «المردة» بحقيبة «الأشغال». فالحريري ورئيس مجلس النواب نبيه بري و«حزب الله» يؤيّدون بقاء هذه الحقيبة في يد فرنجية. بقية القوى السياسية لم تُشهِر «الفيتو» في وجه «المردة» بعد محاولات فاشلة للحصول على «أم الحقائب الخدماتية».

يراهن فرنجية على وقوف حلفائه الى جانبه في معركة «إثبات الوجود»، وإن عبر حقيبة وزارية. فيما تجزم أوساط «حزب الله» والحريري وفرنجية على حدّ سواء، أنّ مبادلة حقيبتي «الأشغال» و«الصحة» بين «المردة» و«حزب الله»، غير مطروحة لدى الطرفين.

وما يمكن التسليم به، وفق مطلعين، هو أنّ «الفيتو» الرئيسي لباسيل يستهدف فنيانوس قبل الحقيبة نفسها، مع العلم أنّ الأخير لم يكن يرفض طلباً مصدره القصر الجمهوري. إلّا أنّ «لينك» الخدمات والتواصل تعرّض لانتكاسة بعد بدء «التيّار الوطني الحرّ» حملته المباشرة على فنيانوس.

قال باسيل ما لديه من أسباب موجبة «تشرّع»، في رأيه، إنتزاع وزارة الأشغال من يد «المردة». إستند خطاب العونيين الى التركيز على «فشل» فنيانوس وتقصيره في إعداد الخطط المطلوبة للوزارة، وصارت «بِرَك» المياه وفضائح المطار وبعض المناقصات عناوين إدانة مباشرة له، في وقت نُقل عن محيط رئيس الجمهورية وباسيل عدم الرغبة في توزير فنيانوس مجدداً.

لدى فريق وزارة الاشغال جردة بالخطط التي قدّمها فنيانوس تدحض «الحملة غير المفهومة وغير المبرّرة»، في رأيهم، ضدّه. فقد قدّم للأمانة العامة لمجلس الوزراء خطة مشروع النقل العام للركاب ضمن بيروت الكبرى ونظام للنقل السريع على المحور الشمالي، وبعد نحو عشرة أشهر أصدر مجلس الوزراء القرار الرقم 66 تاريخ 19-12-2017 بالموافقة على الخطة بكاملها وتكليف مجلس الانماء والاعمار التفاوض مع البنك الدولي للاستحصال على القرض اللازم لتمويل مشروع مصلحة سكك الحديد والنقل المشترك وبالتنسيق معها، وتأمين الاعتمادات اللازمة لإعداد واستكمال الدراسات واتخاذ الإجراءات المناسبة لتنفيذ المشروع لا سيما منها دراسة تقييم الأثر البيئي.

المشروع «الحلم» للبنانيين بإحداث مسارات خاصّة للنقل المشترك تربط بيروت بضواحيها شرقاً وشمالاً وجنوباً، وتهدف الى التخفيف من زحمة السير اليوميّة شكّل عنوان المؤتمر الصحافي الذي عقده فنيانوس في 4 آب 2017، والذي أكّد فيه أنّ التنفيذ يتطلّب إنجاز دراسة الجدوى الاقتصاديّة التي ستحدّد نوعيّة النقل المشترك الأمثل، ودراسة الأثر البيئي، وتأمين الدعم من السلطات المحليّة لإزالة التعدّيات عن المسارات، وتمويل عمليّة التنفيذ من الحكومة أو الجهات المانحة.

ووافق مجلس الوزراء في جلسته في 16 نيسان 2018 على طلب وزارة الاشغال والنقل الموافقة على تصديق التحديث لمشروع المخطط التوجيهي لتطوير مطار بيروت وتوسعته (تكاليف إنجاز المخطط قدّمتها شركة «الميدل ايست» وبلغت 675 الف دولار اميركي)، والعمل على إيجاد حلّ للمسالك والطرق من والى المطار للوصول اليه بطريقة أسهل. المشروع الذي يحاكي إستخدام المطار وفق رؤية متطورة حتى سنة 2035 والذي سيرفع قدرة مطار بيروت لاستقبال مسافرين من 7 ملايين في السنة الى 22 مليون مسافر بكلفة تراوح بين 800 و900 مليون دولار لم تُحسم طريقة تنفيذه بعد، ويُفترض أن يكون من أولويات الحكومة المقبلة التي يجب عليها ان تحدّد مدى التعاون في هذا المشروع بين القطاعين العام والخاص.

مشروع التوسعة، وفق فنيانوس، سيتمّ على ثلاث مراحل، الاولى الاحتياجات الضرورية التي لا تُؤجّل وكلفتها 88 مليون دولار، وتؤدي الى زيادة عدد المسافرين الى مليوني مسافر. المرحلة الثانية، الجزء الغربي من المطار وكلفتها 200 مليون دولار، عندها يستوعب المطار مليوني مسافر اضافي، والمرحلة الثالثة هي الأوسع والأشمل وفي حاجة الى سنة ونصف سنة، عندها يستطيع المطار إستيعاب أكثر من 20 مليون راكب.

في 3 آذار من السنة الجارية وافق مجلس الوزراء على المشروع الذي كانت تقدّمت به وزارة الأشغال لإجراء بعض أعمال الصيانة والتأهيل الضرورية بكلفة نحو 88 مليون دولار أميركي، إضافة الى القيمة المضافة. الدفعة الاولى ومقدارها 18 مليون دولار أميركي أقرّتها الحكومة لحساب مجلس الإنماء والاعمار للبدء بتنفيذ ما اتُفق عليه في المرحلة الأولى للتوسعة، لكن مرسوم تأمين الاعتماد صدر في 14 تموز الفائت مما أخرّ المباشرة في التنفيذ أشهراً عدة.

ولا يزال المخطط التوجيهي العام لمرفأ بيروت الذي تقدّمت به وزارة الاشغال منذ حزيران الماضي عالقاً في الأمانة العامة لمجلس الوزراء، مرفقاً بملخص الدراسة التمهيدية التي أنجزتها شركة «خطيب وعلمي»، وقد ورد في الطلب انّ المراحل التي تمّ إنجازها من هذا المشروع قد خلُصت الى تقديم خيارات عدّة لاعتمادها ضمن هذا المخطط، وطلبت الوزارة عرض الموضوع على مجلس الوزراء لاتخاذ القرارات المناسبة». ردم الحوض الرابع، الذي لم يتبناه أصلاً وزير الاشغال، كان واحداً من هذه الخيارات وبالتالي لم تكن إثارته في الاعلام، قبل طرحه حتى على جدول الاعمال، سوى جزء من الحملة السياسية على فنيانوس، وفق أوساط الوزارة. وفي جلسته المنعقدة في 19/12/2017 قرّر مجلس الوزراء تكليف وزير الأشغال مع إستشاريين، إجراء دراسة حول خطط سكك الحديد من الحدود الشمالية حتى الناقورة ومن بيروت حتى رياق - المصنع على الحدود السورية ومن رياق حتى القاع.  ويذكر أنّ وزارة الاشغال العامة والنقل لم تأخذ بعرض كلفته عالية جداً قدّمته من شركة «خطيب وعلمي» في شأن تنفيذ خطوط سكك الحديد على المسارات الثلاثة، وقد عاد فنيانوس وعرض نتيجة المفاوضات مع الشركة على مجلس الوزراء لاتخاذ القرار.

 

حكومة بيروت: صناعة لبنانية مستوردة

محمد قواص/العرب/19 تشرين الأول/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/68228/%d9%85%d8%ad%d9%85%d8%af-%d9%82%d9%88%d8%a7%d8%b5-%d8%ad%d9%83%d9%88%d9%85%d8%a9-%d8%a8%d9%8a%d8%b1%d9%88%d8%aa-%d8%b5%d9%86%d8%a7%d8%b9%d8%a9-%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86%d9%8a%d8%a9-%d9%85%d8%b3/

قد يعاند اللبنانيون طويلا في الإفراج عن حكومتهم طالما أن أمر ذلك كان متاحا، لكن حين يشتعل الضوء الأحمر، ييسر اللبنانيون بحنان وود عطوف أضواء خضراء لولادة حكومتهم، ويستعدون للإصغاء بحرص لما تهمس به العواصم البعيدة.

صدع الجدل رؤوس اللبنانيين حول عقد متعددة الاتجاهات حالت دون الولادة المنتظرة

ستفرجُ بيروت عن حكومتها الجديدة. سيُجمعُ أهل الحكم على تقديم الأمر على أنه انتصار لهم جميعا في سعيهم الدؤوب خلال الأشهر الأخيرة للمطالبة باحترام نتائج الانتخابات والاتساق مع ما قيل إنه معاييرها والانحناء لهيبة الأحجام وعدالة الحصص. يعرف اللبنانيون أبجدية خصبة لتدوير الزوايا والخروج دائما بالانتصار الأزلي، فلن يعدموا سبيلا للتفاخر بإنجازهم الحكومي الجديد، لكن المحصلة الأكيدة أن لبنان، وحتى إشعار آخر، مازال يخضع لمزاج الخارج وإراداته، فإذا ما أراد حربا أهلية فله في لبنان ذلك، وإذا ما أراد إنهاءها فله في “الطائف” ملاذا، وإذا ما أراد حجب أو ولادة حكومة فله في بيروت ثمار الأمر. وعليه فلا بأس أن يتعلم اللبنانيون، مرة أخرى، حقيقة مقاسهم وواقع حجمهم في المشهد الدولي الكبير.

صدع الجدل رؤوس اللبنانيين حول عقد متعددة الاتجاهات حالت دون الولادة المنتظرة. جرى النفخ بعقدة سنّية يروم حزب الله من خلالها توزير سنّة موالين له يعارضون تيار المستقبل بزعامة سعد الحريري، ويسعون إلى منافسته على تمثيل السنّة في البلد. تم تسعير عقدة مسيحية يروم حزب الله من خلالها تضخيم حصة حليفه في بعبدا رئيس الجمهورية ميشال عون، مضافة إلى حصة حزبه، التيار الوطني الحر برئاسة صهره جبران باسيل. تم اختلاق عقدة درزية يروم حزب الله من خلالها فرض حصة ترضي حليفه طلال أرسلان المقرب جدا من نظام دمشق. وداخل تلك العقد كانت المطالب تأتي بالمفرق من قبل باعة التفصيل لتصبّ لصالح بائع الجملة الكبير، حزب الله.

استنفدت المقايضات وقودها. لم تعد المضاربات في بورصة الحصص والحقائب والأحجام تفضي إلى جديد. التقى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الرئيس عون في يرفان في أرمينيا مصرا على تواجد باسيل بالذات في الاجتماع. أوصلت باريس رسائل دولية جادة وحازمة بضرورة وضع حدّ للمزاد، والتموضع وفق إرادة دولية عامة تريد إغلاق ملف الحكومة في بيروت.

أرسل عون قبل ذلك سهاما طالت عواصم القرار الكبرى. جاءت مواقف الرجل في “الفيغارو” الفرنسية متعارضة مع وجهة التيار الدولي العام. دافع الرجل عن حزب الله وسلاحه وحروبه وموقعه، فيما واشنطن تطلق عقوباتها بتصاعد لا يكلّ ضد الحزب وشبكاته وامتداداته. وحين أطل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من على منبر الأمم المتحدة في نيويورك، ملوّحا بصور وخرائط لمواقع صاروخية لحزب الله قرب مطار بيروت، تطوّع جبران باسيل بتنظيم رحلة للسفراء الأجانب إلى تلك المواقع لإثبات خلوها مما زعمه نتنياهو وجنرالاته. تحركت باريس بقوة لتعيد تذكير بيروت بأن الأمر ليس دمية صبيانية، وأن هواء الحرب حقيقي لا يتحمل استعراضات لم يهضمها سفراء العالم في لبنان.

بدا أن باسيل فهم في اجتماع ماكرون ما لم يفهمه قبل ذلك. حمل ملف الاجتماع وهرع به إلى الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله، وربما من أجل ذلك أصر ماكرون على تواجد باسيل في الاجتماع. دام اجتماعهما ثلاث ساعات، قيل فيها الكثير الكثير. ومن ضمن ما قيل أفرج عن حكومة الحريري العتيدة.

تسلّح رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري بموقف دولي داعم للبنان وداعم له شخصيا. بدا أن مؤتمر الدول المانحة لدعم لبنان (سيدر) الذي عقد في باريس في أبريل الماضي برعاية الرئيس الفرنسي، كان رسالة استهدفت دعم الحريري نفسه أكثر من دعم لبنان. بات الرجل مرجعا لبنانيا ترعاه الدول العربية والإقليمية ويحظى بدعم الدول الكبرى. وحين لوّح بأنه قد يعتذر عن تأليف الحكومة وأنه لن يقبل أن يعود إلى هذه المهمة بعد ذلك، فهم من لم يفهم قبل ذلك أن الرجل يستوحي موقفه من مزاج خارجي عام لم يعد يتسامح مع الدلال اللبناني وسذاجة طبقته السياسية.

ينشغل العالم بورش كبرى ستقرر مصير الشرق الأوسط في المستقبل. إحدى هذه الورش تدور حول مستقبل سوريا، تنخرط داخلها روسيا والولايات المتحدة في منافسة تطل من خلالها تركيا وإسرائيل والدول المحيطة. بات لسان حال واشنطن صارخا واعدا بإخراج كل تفاصيل التواجد الإيراني من هذا البلد على نحو يجعل من لبنان تفصيلا يخضع لأجندات الكبار.

تفصح إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب يوما بعد آخر عن عزم دؤوب على ممارسة أقصى الضغوط ضد إيران. تبدو واشنطن مستخفة بموقف الاتحاد الأوروبي، مقللة من تأثير آليات فيديريكا موغيريني لتأمين دوام التعامل المالي مع طهران. يتحدث المبعوث الأميركي لشؤون إيران، بريان هوك، عن عزم بلاده على إجبار إيران على التوقيع على صفقة جديدة تطال البرنامجين النووي والصاروخي وسلوك إيران في العالم. وفيما يلوّح الرجل بالصفقة بمعناها التعايشي مع نظام الولي الفقيه، تهزّ وزارة الخزينة الأميركية أركان نظام طهران بفرض عقوبات على الشبكة المالية الداعمة لقلب النظام وأداته الضاربة، قوات الباسيج. وعلى هذا لا يُسمح للبنان أن يغرد نشازا لا يتآلف مع معطيات أمر ذلك وقواعده.

أوحى حزب الله أيضا بأن الخارج هو الذي فرض شروط التسوية الداخلية الحكومية اللبنانية. قالت أوساطه إن ولادة الحكومة في بيروت هي نتاج طبيعي للتسوية التي أتت بعادل عبدالمهدي رئيسا للوزراء في العراق. فإذا ما كان للصفقة العراقية عبق إيراني، فهو كذلك في بيروت حمل أريجه وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري في زيارته لبيروت قبل أيام.

لكن الثابت أن حزب الله يريد لهذه الحكومة أن ترى النور. إيران أيضا صار من مصلحتها أن تكون للبنان حكومة شرعية مكتملة بما يلتقي مع الإشارات الدولية. تودّ طهران ملاقاة باريس في سعيها بما يؤكد للأوروبيين دور إيران المفصلي في تقرير أحوال الاستقرار في المنطقة، وبالمناسبة في العراق كما لبنان. بالمقابل، بدا أن حزب الله الذي تتدحرج صوبه العقوبات الأميركية تلو العقوبات، قد آثر الانحناء للعاصفة والتدثر برداء الشرعية اللبنانية داخل حكومة متكتلة يتعايش داخلها، برشاقة، أهل الولاء لها وأهل العداء.

وقد يكون لافتا أن مواقف تيارات السياسة في لبنان في شأن اختفاء الصحافي السعودي جمال خاشقجي بقيت تحت سقف “من عرف حجمه وقف عنده”. إيران نفسها آثرت الصمت “بانتظار انتهاء التحقيقات”، فيما تحفظت بيروت بكافة مشاربها على احترام أمر هذه التحقيقات وما سيصدر عنها. بات اللبنانيون مراقبين للتحولات الكبرى التي تجري حولهم. جادلوا كثيرا في مسألة علاقة بلادهم السياسية الرسمية مع نظام دمشق، ثم أتاهم من أخبرهم أن لبنان مشمول بالاستفادة من فتح معبر نصيب على الحدود السورية الأردنية، دون أن يكون ذلك مشروطا بتلك العلاقة التي أعاد الحريري التأكيد على رفضها قبل أسبوعين.

النظام الدولي يرسم خطوطه بصخب وارتجال وخبث. لم نعرف كيف أفرجت دمشق عن “نصيب” أمام بيروت. شيء ما يُصاغ بدقة قد يحمل مفاجآت في علاقة دمشق مع دول في المنطقة مارست حردا ضدها خلال السنوات الأخيرة. لن يكون لبنان خارج عملية سياسية دولية تنخرط فيها دول العالم قاطبة، ولا مصلحة للبنان أن ينفرد بما هو خارج مزاج العرب والعالم. وقد يعاند اللبنانيون طويلا في الإفراج عن حكومتهم طالما أن أمر ذلك كان متاحا، لكن حين يشتعل الضوء الأحمر، ييسر اللبنانيون بحنان وود عطوف أضواء خضراء لولادة حكومتهم، ويستعدون للإصغاء بحرص لما تهمس به العواصم البعيدة.

*محمد قواص/صحافي وكاتب سياسي لبناني

 

حكومة لبنان في اليوم التالي

محمد علي فرحات/الحياة/18 تشرين الأول/18

يملك اللبنانيون مهارة يُحسدون عليها في ترتيب كلام جديد لموضوع مكرر ليس فيه شيء من الجدة. وفي الساعات الأربع والعشرين الأخيرة، يسود تفاؤل غير حذر بين الجماعات السياسية حول حكومة جديدة ستولد بعد أشهر من تكليف الرئيس سعد الحريري تشكيلها.

نلحق بالمتفائلين لنتخيل تأليف الحكومة وتسوية الخلافات بين أركانها حول البيان الوزاري، وتوصلهم الى تدوير الزوايا والردّ في أشكال ضبابية على أسئلة المواطنين المتعلقة بالاقتصاد والنازحين والبيئة والحريات العامة، وأسئلة المجتمع الدولي حول العلاقة مع سورية ومدى التحكّم بقرارات «حزب الله» الأمنية داخل لبنان وفي محيطه. ونفترض أن البيان أنجز ونالت الحكومة على أساسه ثقة البرلمان، فماذا تفعل في اليوم التالي؟

الحكومة «الجديدة» تمثل التوازن السياسي نفسه الذي مثلته حكومة ما قبل الانتخابات النيابية، وتلك الانتخابات أحدثت تغييرات طفيفة في التمثيل السياسي لم تصل الى تغيير التوازن، حتى في التمثيل المسيحي بعد ازدياد عدد نواب «القوات اللبنانية». يستند السياسيون اللبنانيون الى ما ورد في اتفاق الطائف حول الديموقراطية التوافقية التي تحكم مجلس الوزراء، ويذهبون في ذلك الى ضرورة تمثيل القوى السياسية الرئيسية في الحكومة، بحيث تكون توافقية ولا يبقى مجال خارجها لمعارضة فاعلة. جلّ ما في الأمر أن نواباً نجحوا مخترقين الحواجز الحديد لزعماء الطوائف، لكنهم لم يصلوا عددياً الى التأثير في قرارات الحكم، فتبقى لهم حصانة نيابية تسمح بقول ما لا يستطيع قوله مواطن عادي، سواء كان صحافياً أو وجهاً اجتماعياً أو رجل اقتصاد خارج الكارتيل المهيمن. تمثل الحكومة القوى الرئيسية وتكون قراراتها (مشاريع القوانين، أو في حالات محددة المراسيم) نتاج توافق المختلفين الذين يؤجلون اختلافهم حتى زوال أسبابه، وإن اقتضى الأمر شهراً أو سنة أو سنوات! بذلك يلحظ التوافق بالضرورة المصالح الفئوية للوزراء، وتبقى القضايا الرئيسية معلقة مهما شكا المواطنون، ومهما لحق بالمؤسسات من أذى. والحكومة في لبنان، أي حكومة، هي شكل مصغّر من البرلمان وليست سلطة تنفيذية مستندة الى ثقة غالبية النواب. من هنا يسأل المراقبون: ما ضرورة البرلمان في الحياة السياسية اللبنانية إذا كانت الحكومة تمثل أطرافه الرئيسيين وتغيب عنها عناصر نيابية هامشية؟ هذا الوضع غير الطبيعي مردّه، ربما، الى قراءة متعسفة لاتفاق الطائف، فالتوافق المطلوب في قرارات مجلس الوزراء لا يعني بالضرورة أن يكون تكوين المجلس نفسه توافقياً يشمل القوى الرئيسية كلها. هذه القراءة الممكنة لا ترتضيها قيادات ترى في «التوافق» حفظاً للحدّ الأدنى من مصالحها مهما بلغ حجم تمثيلها، وهو حجم كبير بالضرورة نتيجة انتخابات تحكمها نزعات بدائية كالطائفية والمناطقية والعشائرية، ناهيك عن سلطة المال السياسي. ما يلفت أن الدول الكبرى في الإقليم والعالم «تتفهم» هذا الوضع السياسي العجائبي، من باب حرصها على لبنان كـ «منصّة» للاتصال بالداخل المشرقي الملتهب. وتطلب هذه القوى، فرادى أو باسم المجتمع الدولي، أموراً محددة، خصوصاً في تحويل الأموال ومدى تأثير «حزب الله» في الحكومة والمجتمع، وتتمّ الاستجابة اللبنانية، بقدر المستطاع. هذا ما يحدث الى الآن، مع وجود قيادة الرئيس دونالد ترامب المتشددة، لكن، ما من ضمانة حقيقية للبنان إلا إذا أيقن زعماؤه، خصوصاً الطالعين من حطام الحرب الأهلية الى مجدهم السياسي، أن ليس بمثل سلوكهم تقاد الدول ويتم الحضور مع قيادات الأمم الصغيرة والكبيرة. ثمة قدرة احتمال عجيبة لدى المواطنين اللبنانيين المتضررين، إذ نرى الكثيرين منهم يفضلون الهجرة على الانتفاض ضد زعمائهم. وطن الطوائف الذي اسمه لبنان، كأنه يحتاج الى انتداب أجنبي يشرف على أداء حكومته، فمرحلة الاستقلال كان نجاحها محدوداً في الفترة ما بين الانتدابين الفرنسي والسوري. وليس بين اللبنانيين اليوم من يتخيل المطالبة بانتداب أجنبي يحميهم من زعمائهم.

 

لماذا أخفى عون وثيقة «الخلاص» من الإجتياح السوري؟

فادي عيد/جريدة الجمهورية/18 تشرين الأول/18

الوثيقة التي كتبها العميد عامر شهاب بخط يده مساء 12 تشرين الأول ولم يعلن عنها

رفع «التيار الوطني الحر» شعار «العالم لم يسحقنا ولم يأخذ توقيعنا»، وقد امتلأت الطرق والساحات في غالبية المناطق المسيحية بهذا الشعار وغيره، خصوصاً في مناطق المتن الشمالي، وكان لهذا الشعار «وقع فارغ»، بحسب شخصية بارزة في التيار العوني عاصرت عن قرب تلك الفترة الحساسة من تاريخ الوطن. وتؤكد هذه الشخصية أنّ "العالم سحق رئيس الحكومة العسكرية يومها العماد ميشال عون، لأنّ كل دول القرار رأت وجوب الانتهاء من حال التمرّد التي كان يمثّلها عون، بهدف عودة الهدوء والاستقرار إلى البلد. وكان الثمن الأكبر الذي تكبّده لبنان سقوط الشرعية ورموز السيادة الوطنية في تلك الفترة في قبضة الاحتلال السوري (القصر الجمهوري، وزارة الدفاع الوطني، وغيرها من المؤسسات الشرعية). وبسبب سيطرة الاحتلال، بدأ تطبيق الطائف السوري الذي أقصى المسيحيّين عن السلطة، وحاول تقويض كل مقومات الكيان اللبناني (تعديل قوانين الانتخاب النيابية والرئاسية ومرسوم التجنيس...)". لكن ما لا يعلمه كثيرون، بحسب المصدر نفسه، هو أن عون كان وافق على الاعتراف برئيس الجمهورية في تلك الفترة الياس الهراوي، ووقّع اتفاقاً كتبه العميد عامر شهاب بخط يده في السفارة الفرنسية، مساء يوم الجمعة في 12 تشرين الأول 1990. وقد أتى على ذكر هذا الاتفاق وزير الدفاع آنذاك ألبير منصور في كتابه "الانقلاب على الطائف"، وقال ما حرفيته: "أؤكد أنه لو أُعلم مجلس الوزراء بأمر الاتفاق في حينه، لكان أوقف العملية العسكرية حتماً" (صفحة 134).

وقد أورد الزميل أنطوان سعد في الجزء الأول من سيرة البطريرك الماروني السابق (السادس والسبعون مار نصرالله بطرس صفير) الوثيقة التي كان وقّعها عون، وفيها يعترف بالرئيس الهراوي وباستعداده لتسليم قيادة الجيش للعماد اميل لحود، غير أنّ تأخّره وتردّده في الإعلان عن الاتفاق، مراهناً على إشاعات وصلته، تبيَّن أنها واهية، جعلته يُهمل الإعلان عن هذا الاتفاق، ويترك الفرصة للجيش السوري ليقتحم المنطقة الشرقية وقصر بعبدا ووزارة الدفاع.

والجدير ذكره أن أشخاصاً مقرّبين جداً من رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" لم يطلعوا على هذا الاتفاق. وفي هذا المجال، يذكر القاضي سليم العازار، الذي كان من الدائرة الصغرى المحيطة بعون، وهو كتب في مقال نشر في جريدة "الديار" في 6 آب 2012، أنه التقى عون "قبل غياب الشمس، وسَمِع منه أن الهجوم سيتمّ صبيحة اليوم التالي، وأنه سيحصل وقد قُضي الأمر"، ولكن من دون أن يطلعه على الاتفاق الذي كان يمكنه أن يحول دون حصول الاجتياح لَو تمّ الإعلان عنه. وسأل المصدر: ماذا لو أُعلن عن هذا الاتفاق عشيّة الاجتياح، وتم إيقاف آلة القتل العسكرية السورية؟ هل كان استشهد العشرات، وربما المئات، من العسكريين والضباط؟ وهل كان الجيش اللبناني ليكون رهينة لدى السوريين منذ ذلك العام وحتى العام 2005، وربما أكثر؟ وهل كان في إمكان الجيش السوري أن يستولي على ذاكرة الوطن وذاكرة الجيش اللبناني من خلال وضع يده على الأرشيف الذي نقلته شاحنات سورية كثيرة من وزارة الدفاع الوطني إلى سوريا؟ وهل كان رئيس الجمهورية سيُصبح أُلعوبة في يد النظام السوري يومها مع سائر رؤساء الحكومات والوزراء والنواب؟ وهل كان الجنرال عون نفسه نُفي بهذه الطريقة المذلّة والمهينة؟

هذه كلها أسئلة برَسم الرأي العام اللبناني عموماً، والمسيحي خصوصاً، والعوني تحديداً، لأنّ البلد بأسره، كما شعبه، تعرّض لأبشع أنواع الهيمنة والإفقار والدَّوس على السيادة والكرامة بعد 13 تشرين الأول من العام 1990.

 

جريدة العرب: الخاشقجي رجل مخابرات بثياب صحافي وتاريخه في النشاط قريب من بن لادن وتنظيم القاعدة

بروج مشيدة: البعد المجهول في تاريخ جمال خاشقجي يعود للأضواء

جريدة العرب اللندنية/الأحد 2018/10/14

http://eliasbejjaninews.com/archives/68221/%d8%ac%d8%b1%d9%8a%d8%af%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%b1%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d8%ae%d8%a7%d8%b4%d9%82%d8%ac%d9%8a-%d8%b1%d8%ac%d9%84-%d9%85%d8%ae%d8%a7%d8%a8%d8%b1%d8%a7%d8%aa-%d8%a8%d8%ab%d9%8a%d8%a7/

العالم يتابع قصة اختفاء خاشقجي الصحافي والمدافع عن حقوق الإنسان، لكنه يجهل إلى حد كبير تاريخه في النشاط قريبا من تنظيم القاعدة.

“رجل مخابرات بثياب صحافي

لندن – لم يكن لورنس رايت مؤلف كتاب “بروج مشيدة: القاعدة والطريق إلى 11 سبتمبر” يتخيل أن شخصية أخرى من شخصيات كتابه ستصبح محل جدل سياسي ودبلوماسي كبير لا تقل عن الشخصية المحورية للكتاب، أي أسامة بن لادن.

في كتاب “بروج مشيدة” الذي تحوّل إلى مسلسل تلفزيوني بنفس الاسم ويروي حكاية هجمات القاعدة على نيويورك وواشنطن، تتسلل فقرة عن صديق لبن لادن يشاركه طموحه “في إقامة دولة إسلامية في أي مكان في العالم”. الصديق هو جمال خاشقجي، العضو الفاعل في تنظيم الإخوان المسلمين والذي انتمى إلى الحركة في الوقت نفسه لانتماء بن لادن لها والتي تحوّل قسم منها على يده ويد عبدالله عزام، صديق جمال خاشقجي الآخر، إلى تنظيم القاعدة، التنظيم الأخطر في العالم.

خاشقجي وبن لادن كانا يؤمنان "بأن شيئا سيقود إلى آخر وأن العالم سيتساقط كأحجار الدومينو وسنغير مسار التاريخ"خاشقجي وبن لادن كانا يؤمنان “بأن شيئا سيقود إلى آخر وأن العالم سيتساقط كأحجار الدومينو وسنغير مسار التاريخ”

وينقل رايت في كتابه عن خاشقجي (ص 78)، أنه وبن لادن كانا يؤمنان “بأن شيئا سيقود إلى آخر وأن العالم سيتساقط كأحجار الدومينو وسنغير مسار التاريخ”. واستخدم الكاتب الوصف القرآني من سورة النساء “بروج مشيدة” للدلالة على استهداف أبراج مركز التجارة العالمي في نيويورك.

ورغم أن العالم اليوم يتابع قصة اختفاء جمال خاشقجي الصحافي والمدافع عن حقوق الإنسان في السعودية، إلا أنه يجهل إلى حد كبير تاريخه في النشاط قريبا من تنظيم القاعدة خلال حرب أفغانستان وتقديمه المجاهدين السعوديين على وجه الخصوص مركّزا على علاقته وصداقته ببن لادن. ونشر خاشقجي في صحيفة “أراب نيوز السعودية الصادرة في 4 مايو 1988 تحقيقا عن جولته في أفغانستان مع ناشطي القاعدة ومشاركته لهم حياتهم. ورغم أن خاشقجي كان صحافيا، إلا أن التحقيق الذي كتبه كان يتضمن صورا له وهو يرتدي ملابس المجاهدين الأفغان ويحمل قاذفة صواريخ محمولة على الكتف “آر.بي.جي”. وتضمن التحقيق تصريحات وصورا لبن لادن ولعدد من قادة القاعدة المؤسسين.

وكتب خاشقجي التحقيق تحت عنوان “الشباب العربي يقاتل جنبا إلى جنب مع المجاهدين” وصف فيه عمليات أعضاء القاعدة المؤسسين في تلك المرحلة الحاسمة من الحرب الأفغانية انطلاقا من باكستان.

وقال مراقب عربي لم يشأ ذكر اسمه “إن جمال خاشقجي نسي دائما أن قتال المجاهدين العرب إلى جانب المجاهدين الأفغان لم يكن سوى في إطار لعبة رسمت سي.اَي.أي إطارها من البداية إلى النهاية”.

وأضاف أن “جمال خاشقجي لم يكن في أي وقت سوى رجل مخابرات بثياب صحافي. ذهب في النهاية، في حال لم يعثر عليه حيا، ضحية لعبة اختلطت فيها الصحافة بالأجهزة الأمنية لم يقدر يوما أنها يمكن أن ترتد عليه. ففي هذا النوع من الألعاب في استطاعة أي طرف خارجي دخول اللعبة متى وجد ذلك مناسبا له من أجل تصفية حسابات معينة مع جهة معينة يبدو أنها المملكة العربية السعودية هذه الأيام”.

 

دفاع عن خاشقجي أم استهداف للسعودية؟

صالح القلاب/الشرق الأوسط/18 تشرين الأول/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/68223/%d8%b5%d8%a7%d9%84%d8%ad-%d8%a7%d9%84%d9%82%d9%84%d8%a7%d8%a8-%d8%af%d9%81%d8%a7%d8%b9-%d8%b9%d9%86-%d8%ae%d8%a7%d8%b4%d9%82%d8%ac%d9%8a-%d8%a3%d9%85-%d8%a7%d8%b3%d8%aa%d9%87%d8%af%d8%a7%d9%81-%d9%84/

حتى لو ثبت وبكل «الأدلة» القاطعة المانعة أنه ليس للمملكة العربية السعودية أي دور ولا أي علاقة باختفاء مواطنها الصحافي جمال خاشقجي، الذي اختفى بعد خروجه من «قنصلية» بلده بإسطنبول في 2 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، فإن الذين كانوا وما زالوا خلف هذه الكذبة، التي من المفترض أنها غدت مكشوفة وواضحة وأنها معدّة سلفاً ومنذ فترة سابقة بعيدة، لا يمكن إلا أن يواصلوا «فبركاتهم» وأكاذيبهم للإساءة إلى هذا البلد العربي الكبير الذي من المعروف أنه الوحيد، ومعه بعض «دول الخليج»، الذي تصدى - ولا يزال - للتمدد الإيراني في هذه المنطقة.

ولعل ما تجب الإشارة إليه في البداية هو أنه قد ثبت وبالأدلة القاطعة أن أصحاب المصلحة الحقيقية في تشويه صورة هذا البلد العربي قد بادروا، ومبكراً، حتى بينما كان جمال خاشقجي لا يزال في الولايات المتحدة وربما قبل ذلك، إلى تشكيل غرفة عمليات مشتركة متخصصة في «الفبركات» وصناعة الأكاذيب وإلصاقها بهذه الدولة العربية.

والدليل على هذا أنه ما إنْ دخل هذا الصحافي السعودي قنصلية بلده حتى بادرت دبابير غرفة العمليات هذه، التي كان قد تم إعدادها سلفاً للإساءة للمملكة العربية السعودية، إلى نسج مسرحية خاشقجي هذه. والغريب أن صحفاً غربية كبرى لم تدقق في روايات غرفة العمليات المشتركة هذه وأكاذيبها، وأنها دأبت على بث ونشر كل ما صدر ولا يزال يصدر عن هذه «الغرفة». وهنا؛ فأغلب الظن أن الأموال كان - ولا يزال - لها دور رئيسي في هذا المجال، وإلا ما معنى أن تتلقف هذه الصحف كل ما كان يروج من إشاعات حول هذه المسألة التي كانت - ولا تزال - غامضة، من دون التدقيق في أي منها ولو من قبيل الحفاظ على مصداقية بقيت متوارثة على مدى سنوات طويلة. وعليه؛ فإن ما يؤكد أن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان نفسه قد ضاق ذرعاً بما كانت تتداوله حتى بعض وسائل الإعلام التركية الرسمية، وبما كان يقوله ويردده بعض كبار المسؤولين الأتراك، أنه، أي إردوغان، قد أدلى بتصريح وهو لا يزال في طريقه من بودابست إلى أنقرة قال فيه: «إنه لا يمكن أن نبني مواقفنا وردود الفعل على الافتراضات»، لكن رغم ذلك، فإن الأوساط المحسوبة على الإخوان المسلمين؛ أتراكاً ومصريين وسوريين... وغيرهم، لا تزال تتمسك بكل هذه الروايات آنفة الذكر وبطريقة: «يكاد المريب يقول خذوني»، على أساس أن هناك من ترسخت لديهم شكوك بأنه غير مستبعد أن هؤلاء هم «الطرف الثالث» الذي لا يُستبعد أن يكون هو المسؤول عن هذه الجريمة إمعاناً في تشويه صورة المملكة العربية السعودية.

إنه لا ضرورة للتطرق لمسألة مجيء جمال خاشقجي من الولايات المتحدة إلى تركيا، ما دامت هناك لجنة تركية - سعودية تنهمك الآن في التحقيق والتدقيق في حيثيات كثيرة بالنسبة لهذه المسألة التي هي في غاية الخطورة، وأيضاً ما دام هناك بعض المحققين الأميركيين وربما غيرهم يشاركون في هذه المهمة التي لا بد من أن تضع النقاط على الحروف في النهاية.

ولذلك؛ فالأوْلى إلقاء مزيد من الأضواء على هذا «الاستنفار» الذي كان جاهزاً ومجهزاً حتى قبل أن يذهب خاشقجي إلى قنصلية بلده في إسطنبول، ثم إنه لا يعقل أن تبادر وسائل إعلام كثيرة؛ بعضها عربية، وهي معروفة بالطبع، إلى ترويج روايات تشبه روايات «أرسين لوبين» بعد فترة قصيرة من دخول الصحافي السعودي إلى القنصلية السعودية، وكل هذا استناداً لرواية من ادعت أنها «خطيبته» التي كانت قد تعلمت اللغة العربية في سلطنة عمان، ثم بعد ذلك انتقلت إلى الدوحة، حيث إنه غير معروف حتى الآن لماذا هذا الانتقال، ومع أي جهة وأي جهاز قد عملت خلال وجودها في إمارة قطر «الشقيقة».

وأيضاً؛ فإن ما أثار - ولا يزال - تساؤلات كثيرة؛ وهي تساؤلات لا بد أن اللجنة التركية - السعودية آنفة الذكر سوف تتطرق إليها وسوف تناقشها بمنتهى والجدية، هو: لماذا يا ترى لم ترافق هذه الفتاة خطيبها إلى داخل قنصلية بلده، ما دامت تدّعي أنها خطيبته التي من المفترض أنها حريصة عليه، والتي كان يجب أن تكون شاهد عيان في حال تعرضه لأي سوء وأي إساءة؟! وهنا؛ فإن الواضح أن الذين بادروا إلى افتعال هذه المعركة الإعلامية الظالمة ينطبق عليهم ذلك المثل الشعبي القائل: «المسألة ليست مسألة رمانة وإنما قلوب ملآنة»، وأن هؤلاء لو أن «مسرحية» جمال خاشقجي هذه لم تكن؛ لاغتنموا أي فرصة أخرى لشن هذه الحرب الظالمة على السعودية؛ الدولة التي تعدّ جدار الأمة العربية المنيع.

ويقيناً أنه غير مستبعد؛ لا بل هو مؤكد وأكثر من واضح، أن الذين لجأوا إلى كل هذا الاستعراض الاتهامي للمملكة العربية السعودية، ومعهم بعض حثالات المتساقطين الذين تخلوا حتى عن القضية الفلسطينية وانحازوا إلى مصالحهم الخاصة... قد يكون بعضهم هو «الطرف الثالث» المشار إليه وقد يكون بعضهم الآخر مسانداً له. ثم إن ما تجدر الإشارة إليه هنا هو أنه كان هناك في حالات كثيرة من يختطف الجرائم من أصحابها الرئيسيين من أجل مصالحهم الخاصة، وهؤلاء هم «الطرف الثالث» الذي يجري الحديث عنه دائماً وأبداً، فقد كان هناك، على سبيل المثال لا الحصر، اغتيال الزعيم المغربي المعارض المهدي بن بركة الذي أشرف على اغتياله في باريس عام 1965 وزير داخلية المغرب في ذلك الحين الجنرال محمد أوفقير ومعه مدير المخابرات أحمد الدليمي، وقد ثبت بالأدلة القاطعة بعد ذلك الانقلاب الفاشل الذي قام به لاحقاً هذا الجنرال ضد العاهل المغربي، أن هدف عملية الاغتيال هذه هو التخلص من رمز المعارضة المغربية بوصفه منافساً رئيسياً، وأيضاً استهداف شعبية الملك الحسن الثاني ومكانته المعنوية مغاربياً وعربياً ودولياً، والذي كان قد أعلن بعد هذه المحاولة الانقلابية آنفة الذكر أن من اغتال بن بركة هو من تآمر عليه وحاول اغتياله.

وكذلك، فإن ما تجدر الإشارة إليه أيضاً هو أنه كان هناك وفي حالات كثيرة من يختطف الجرائم من أصحابها الرئيسيين من أجل مصالحهم الخاصة وهؤلاء هم الطرف الثالث الذي يجري الحديث عنه دائماً وأبداً. هذا هو المثال الأول. أما المثال الثاني، فهو تغييب الزعيم الشيعي اللبناني موسى الصدر واثنين من رفاقه معه، عندما كان في زيارة لجماهيرية القذافي في عام 1978، فقد كان هناك سببان لعملية التغييب هذه والاغتيال؛ هما: أولاً التخلص من قائد ديني وسياسي كان من الممكن أن يشكل عقبة في طريق انتصار الثورة الخمينية في عام 1979. وثانياً أنه رفض الاستجابة لطلب من حافظ الأسد بإخراج المقاومة الفلسطينية من الجنوب اللبناني وانتقالها إلى سوريا، ليصبح القرار الفلسطيني في يده حيث مفاوضات عملية السلام مع الإسرائيليين في ذلك الحين كانت على الأبواب. وأيضاً؛ فإن هناك من يقول إن طرفاً ثالثاً كان وراء اغتيال ليون تروتسكي في المكسيك عام 1940، واسمه الحقيقي ليف ديفيدوفيتش، الذي كان قد لجأ إلى أميركا اللاتينية هرباً من ديكتاتور الاتحاد السوفياتي في ذلك الحين جوزيف ستالين، لكن هناك من قال في ذلك الوقت لا بل إن اغتياله بتلك الطريقة المرعبة قد كان لتحريض يهود روسيا الذي هو منهم ضد هذا الديكتاتور المستبد، وأيضاً لتشويه صورته في كثير من الدول الأوروبية التي كانت أحزابها الشيوعية قوية ورئيسية.

 

مؤشرات التخبّط الإيراني عشية اشتداد المأزق

عبدالوهاب بدرخان/الحياة/18 تشرين الأول/18

لا اتفاق في طهران على ما إذا كانت العقوبات الأميركية الوشيكة خطيرة أم لا على اقتصاد إيران، فالمواقف متفاوتة بين الحكومة ومجلس الشورى، ومتناقضة بين رجال الاقتصاد وقادة «الحرس الثوري»، ما يشير إلى أن الجميع يستشعر فعلاً جسامة المشكلة لكن تقويم تداعياتها يتوقف على المواقع والمصالح الضيقة والصراعات بين الأجنحة السياسية. وتبعاً لذلك يتأرجح مصير الرئيس حسن روحاني، إذ يقال في يوم أن البرلمان يعمل على إسقاطه، ليقال في يوم آخر أن البرلمان ينتظر من الحكومة مبادرات لمعالجة التداعي الاقتصادي، ثم يقال في يوم ثالث أن المرشد على خامنئي بعث برسائل وإشارات تجدّد الثقة بروحاني. كل ذلك يفيد بأن المأزق واقع وليست هناك خيارات محدّدة أو معجزات متوقّعة لإحباطه، لذا يجرى التعامل معه على أنه اختبار لـ «نهج المقاومة» يجب خوضه. المرشد وجد في تصريحاته الأخيرة أن مواجهة العقوبات تتطلّب أمرين متوفّرين في رأيه: الأول «بالوحدة يمكننا التغلّب على كل الأزمات»، والآخر أن إيران قادرة على مقاومة الضغوط الأميركية «بالاعتماد على مواردها الطبيعية والبشرية». بالنسبة إلى «الوحدة (الوطنية)» ربما أصبح من الضروري مراجعة السياسات لصون مقوّماتها، فالإيرانيون وطنيون إذا ما تعلّق الأمر بخطر خارجي يتهدّد بلدهم، لكن الانتفاضات الشعبية أطلقت مآخذ واضحة برفضها تسخير إمكانات إيران في حروب ومغامرات خارجية، وحفلت بأقسى الاتهامات لرموز الحكم سواء بالفساد أو بسوء إدارة البلد، ما كشف أن ثمة هوّة واسعة بين المجتمع والنظام. أما الاعتماد على الموارد الطبيعية والبشرية فلا شك في أنه متّبع منذ فُرضت العقوبات، وأنه مكّن إيران من الصمود، غير أن هذه الموارد وأهمها النفط مستهدفة للمرة الأولى بالعقوبات وستتأثّر بها، بالتالي فإنها قد لا تتمكّن من القيام بالمهمّة التي يتصوّرها خامنئي، بل كان يمكن جدوى هذه الموارد أن تكون مضاعفة في ظل اقتصاد متعافٍ وقيد التطوير وليس فقط بتوظيفها في التحايل على العقوبات.

في عملية التفاوض على الاتفاق النووي، أدرك روحاني وفريقه أن ثمة سبيلاً واحداً للخلاص من العقوبات، وهو تكيّف إيران مع المجتمع الدولي ومعاييره، ومن أبرزها أن تستخدم الدول مواردها للتنمية وتحسين معيشة شعوبها قبل الإنفاق على توسيع نفوذها في الخارج. أما إيران فسعت إلى تطويع المجتمع الدولي لمعاييرها وإلى جعل الاتفاق النووي إطاراً لـ «شرعنة» تعميمها الصواريخ الباليستية على أتباعها، وكذلك لغزوات «حرسها» وميليشياتها ودعمها جماعات التطرف والإرهاب. لم يكن لهذه المناورة الخبيثة أن تنجح سواء أقدم دونالد ترامب أم لم يُقدم على الانسحاب من الاتفاق. وفي ما يبدو فليس هناك تقويم إيراني ثابت لهذا الانسحاب الأميركي، ذاك أن طهران بدأت بالسخط وأتبعته بالاستهزاء، ثم لوّحت بانسحاب مماثل من الاتفاق وباستئناف تخصيب اليورانيوم، وانتهت إلى اعتبار أن أميركا هي المتضرّرة لا إيران.

بعدما أنذر خامنئي وروحاني بأن إيران ستمزّق الاتفاق وتعتبره ساقطاً، وبأن ترامب «سيندم» لأن قراره سيتسبب في «عزلة» دولية لأميركا، ها هي المواقف الأخيرة لروحاني بعد خمسة شهور تعلن أن إيران ستلتزم تقييد برنامجها النووي وفقاً للاتفاق. لماذا؟ لأن «الجميع يعلم أن أميركا مُنيت بهزيمة قانونية وسياسية عندما تخلّت عن التزاماتها الدولية، ولقد حقّقنا الانتصار». ولكن أي انتصار؟ «كان الأميركيون يتوقّعون منا أن ننسحب من (الاتفاق) بعد ساعات من إعلان انسحابهم، وماذا كان سيحصل؟ ستعود المسألة إلى مجلس الأمن وتتحوّل ضد إيران وتعزلنا»... كانت طهران، بحسب طبيعة نظامها وإثباتاً لكونها «دولة عظمى إقليمية»، تتوق إلى الردّ على واشنطن بالمثل، غير أن الشهور التي سبقت الانسحاب الأميركي حفلت بالاتصالات مع الدول الأخرى الموقّعة على الاتفاق، خصوصاً بريطانيا وفرنسا وألمانيا التي لم تلفتها إلى الاعتبارات القانونية والسياسية، فحسب بل أنذرتها بأن ثمة مشكلة تتعلق ببرنامجها الصاروخي وسياساتها الإقليمية ولا بدّ من التفاوض عليها، فحتى لو كانت منطلقات ترامب عدائية تجاه إيران إلا أنها تستند إلى منطق مفاده أن ممارسات إيران تتناقض مع روح الاتفاق النووي وخلفيته السياسية.

كانت هناك حاجة، إذاً، إلى التفكير بعقلية أخرى غير متوفّرة في طهران. فالفرصة التي أتيحت لها مع إدارة باراك أوباما انتهزتها لتعمل عكس ما كان يُنتظر منها، إذ اغتبطت بأنها استدرجت تلك الإدارة إلى التواطؤ معها لتمرير كل مخططاتها التخريبية في سورية والعراق واليمن، واغتبطت أيضاً بأنها أطاحت كل مسعى تطبيعي مع واشنطن. لم يكن واقعياً خروج إيران من المفاوضات النووية بانطباع بأن الدول الغربية الأربع «موافقة» ولو ضمنياً على سياساتها، بدليل اندفاع معظمها إلى إبرام صفقات معها، لكن نهج تحييد أميركا أو «عزلها» كان ولا يزال أيديولوجياً بحتاً بمقدار ما أنه قصير النظر، إذ يبرهن أن الملالي بنوا نظامهم وسطوتهم على قطيعة أبدية مع أميركا، فهم يفضّلون تلقّي عقوباتها بعدما حوّلوها وسيلة شحن عقائدي ويخشون أن يؤدّي أي انفتاح عليها إلى إضعاف سلطتهم. وإذا كانت لديهم تنازلات فإنهم يقدّمونها إلى دول أخرى، غربية أو غير غربية، على أن تكون «شكلية» ولا خطر فيها على النظام.

ليس أدلّ على ذلك من النقاش الذي شهده البرلمان الإيراني في سياق إقرار قانون لمكافحة تمويل الارهاب، إذ قُدّم هذا القانون باعتباره «أساسياً لإنقاذ الاتفاق النووي» بطلب من «الشركاء الأوروبيين والآسيويين» الذين ألحّوا على انتساب إيران إلى الهيئة الحكومية الدولية لمكافحة تبييض الأموال وتمويل الإرهاب (مجموعة العمل المالي «غافي») التي كانت وضعت إيران وكوريا الشمالية على لائحتها السوداء. المفارقة في تمرير هذا القانون أن معارضيه المتشدّدين كانوا أكثر «شفافية» في طرح آرائهم، فهو قد يتسبّب في إشكالات لـ «الحرس الثوري» أو يحدّ من قدرة إيران على دعم ميليشيات تابعة لها مثل «حزب الله» وسواه لأن «غافي» تأخذ بالتصنيفات الدولية وربما تتأثّر بالأميركية. تنازع المعارضون والمؤيدون على مَن منهم يعرف موقف خامنئي، فهو لم يؤيّد الانضمام إلى تلك الهيئة الدولية، لكن علي لاريجاني حسم بأن المرشد لا يعارض إقرار القانون، فيما قال النائب الإصلاحي محمد فيضي أن إيران «لا تملك رفاهية الاختيار». وهكذا بدت المسألة مزيجاً من الانتهازية والشكلية أكثر منها تشريعية، ولم يمرّ الأمر من تراشق باتهامات «الخيانة»، فهذه من المرات القليلة التي يناقش فيها البرلمان قانوناً متوافقاً مع المعايير الدولية.

تمثّل هذه العيّنة من النقاش مدى صعوبة كسر العُقد المتعلقة بالحوار مع الولايات المتحدة. ليس فقط بمستواها الأيديولوجي أو حتى النفسي، لكن أيضاً بما يشكّله أي تطبيع من تهديد لمنظومات مصالح أنشئت على أساس العداء لأميركا. كرّر المسؤولون الإيرانيون طوال الشهور الماضية، ومنهم روحاني أخيراً، أن واشنطن تعمل على تغيير النظام، يقولون ذلك بلهجة الاتهام وبقصد «التشهير» بنهج أميركي خالف ميثاق الأمم المتحدة لدى غزو العراق وأفغانستان لتغيير النظام فيهما. لم يكن هذان النظامان نموذجين يستحقّان الاستمرار بل التغيير، لكن الغزو والاحتلال كانا الوصفة الأكثر سوءاً، خصوصاً أن إيران نفسها غدت المستفيدة الأولى ولعلها الوحيدة من إسقاطهما. لا أحد يتوقّع غزواً لإيران لكن تقويم نظام الملالي لا يختلف عالمياً عما هي النظرة إلى النظام السوري أو ما كانت عليه تجاه نظامي صدام حسين و «طالبان». وعندما يقول الأميركيون أن المطلوب من النظام الإيراني «تغيير سلوكه» فهذا يستحق من الملالي وأتباعهم شيئاً من التبصّر، فقبل الأميركيين كان شعبهم وجيرانهم أول من طالبهم بتغيير سلوكهم.

* كاتب وصحافي لبناني

 

هل استعد العرب لهذه الحرب؟

عثمان ميرغني/الشرق الأوسط/18 تشرين الأول/18

حروب الاستخبارات بطبيعتها تحدث في الغالب الأعم سراً، ومن وراء حجب سميكة، إلا في الحالات التي يراد منها توجيه رسائل علنية، للترهيب أو الترغيب أو التضليل. وفي عصر الإنترنت وثورة الاتصالات والمعلومات، اكتسبت هذه الحروب أدوات جديدة جعلتها أكثر قوة وخطرا، إلى الحد الذي جعل البعض يشبه قوتها التدميرية بالقنبلة النووية. معظم أجهزة الاستخبارات لديها اليوم وحدات للأمن الإلكتروني والمعلوماتي، وهي وحدات دفاعية وهجومية أيضا إن اقتضى الأمر. ذلك أن الفضاء الإنترنتي بات ساحة حرب مفتوحة بالغة التأثير والخطورة بين الدول ومع عصابات الجريمة المنظمة وجماعات الإرهاب والتطرف، والتحسب لها جزء مهم من منظومة الأمن القومي. خلال الأيام الماضية مرّت عدة أخبار في إطار هذه الحرب. ففي لندن نشرت تقارير عن أن الحكومة البريطانية حذرت روسيا من أنها سترد على أي هجمات إلكترونية تهدد مصالحها وأمنها القومي، بما في ذلك قطع الكهرباء عن الكرملين باستهداف كومبيوترات شبكة الإمداد. وجاءت هذه التحذيرات والتسريبات بعدما اتهم مسؤولون بريطانيون وحدة تابعة للاستخبارات العسكرية الروسية بأنها وراء محاولة اختراق أجهزة وزارة الخارجية البريطانية بعد هجمات إلكترونية سابقة على معمل العلوم والتكنولوجيا التابع لوزارة الدفاع.

بالتزامن مع الاتهامات البريطانية، نُشرت تقارير في هولندا والولايات المتحدة عن تفاصيل عمليات روسية في إطار الحرب الإلكترونية، استهدفت مؤسسات علمية ودولية، مثل المعمل الذي قام بتحليل عينات الغاز السام، الذي استخدم في محاولة اغتيال العميل الروسي سيرغي سكريبال وابنته في بريطانيا في مارس (آذار) الماضي، إضافة إلى مؤسسات رياضية مثل الاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا» حيث أمكن سرقة ملفات طبية تخص 250 رياضياً من نحو 30 بلداً. كما اتهم العملاء الروس بالتجسس الإلكتروني على وكالة محاربة استخدام المنشطات في الرياضة، ردا على الاتهامات التي قادت إلى منع روسيا من المشاركة في الأولمبياد الشتوي لعام 2018. ونشرت هولندا صور 4 روس، وصفتهم بأنهم عملاء في الاستخبارات العسكرية الروسية جرى توقيفهم وترحيلهم من الأراضي الهولندية بعد ضبطهم متلبسين بمحاولة التجسس إلكترونياً على منظمة حظر الأسلحة الكيماوية، التي حققت في الاتهامات الموجهة ضد روسيا باستخدام غاز الأعصاب لتصفية عميلها السابق سكريبال، وفي الاتهامات الموجهة ضد سوريا باستخدام غازات سامة خلال الحرب.

في واشنطن أعلنت وزارة العدل الأميركية لائحة اتهامات ضد 7 أشخاص، قالت إنهم ينتمون إلى الاستخبارات العسكرية الروسية، واتهمتهم بالتورط في عمليات قرصنة إلكترونية، امتدت إلى عدة مؤسسات داخل الولايات المتحدة وخارجها. ومن بين هؤلاء السبعة، هناك 3 وردت أسماؤهم في إطار التحقيقات التي يجريها المحقق الخاص روبرت مولر في عمليات القرصنة الإلكترونية والتشويش المعلوماتي التي نفذتها روسيا للتأثير على انتخابات الرئاسة الأميركية عام 2016.

هذه الحملة المنسقة لتشديد الضغط على روسيا لا تكشف بالطبع سوى جزء يسير من الحرب الإلكترونية المستعرة التي أعادت إلى السطح أجواء شبيهة بأجواء الحرب الباردة. فروسيا كما اتضح من خلال كثير من الأحداث كثفت من نشاطها في هذا المجال، ولا سيما مجال حرب المعلومات التي وجدت فيها سلاحاً قوياً للتدخل في العمليات السياسية والانتخابية في الغرب، بالتأثير على الرأي العام عبر منصات التواصل الاجتماعي وساحة الإنترنت. فهذا السلاح «الشعبوي» يعطي روسيا قدرة تفوق في كثير من الأحيان وسائل التجسس التقليدية، ويجعل يدها أطول للتدخل في الغرب وإرباك مؤسساته الديمقراطية. فمن الولايات المتحدة إلى بريطانيا وفرنسا وألمانيا، صدرت اتهامات رسمية لروسيا بالتدخل للتأثير في العمليات الانتخابية، وهو أمر يشعر معه كثيرون في الغرب بأنهم لا يملكون إزاءه قدرة كافية للردع والرد؛ لأن الانتخابات في روسيا لا تشبه الانتخابات في الغرب، وإمكانية التدخل فيها بتوجيه الرأي العام تبدو محدودة للغاية.

وإذا كانت روسيا تشكل خطرا متزايدا في مجال حرب الفضاء المعلوماتي، فإن الصين تشكل تهديدا أكبر في مجال التجسس الصناعي. فقد شن نائب الرئيس الأميركي مايك بنس هجوماً عنيفاً على الصين في سلسلة من التصريحات بداية الشهر الحالي، قائلا إن ما تقوم به الصين في مجال حروب الإنترنت والمعلومات والقرصنة الإلكترونية يفوق ما تقوم به روسيا ومثير للقلق أكثر. بعدها بأيام كشفت واشنطن أن مسؤولاً استخباراتياً في وزارة الأمن الوطني الصينية اعتقل في بلجيكا وسُلم إلى السلطات الأميركية أخيراً لمحاكمته بتهمة التجسس ومحاولة سرقة أسرار متعلقة بصناعة محركات الطائرات. الولايات المتحدة ظلت منذ فترة طويلة توجه اتهامات للصين باستخدام وسائل القرصنة الإلكترونية والبشرية، لسرقة معلومات عسكرية وصناعية وتجارية وأكاديمية من أميركا لاستخدامها في تطوير صناعاتها وقوتها الاقتصادية والعسكرية وتوسيع نفوذها العالمي. وكلام نائب الرئيس الأميركي، والإعلان عن تسلم المسؤول الاستخباراتي الصيني لمحاكمته، لا يمكن فصلهما عن الحرب التجارية المستعرة حالياً بين الماردين الاقتصاديين. هذه الحروب تعنينا في المنطقة العربية؛ لتداعياتها السياسية والاقتصادية والعسكرية، وتعنينا أكثر لأن دولاً مجاورة مثل إيران وبالتأكيد إسرائيل قطعت شوطاً في مجال الحروب الإلكترونية... فهل تقوم الدول العربية بما يكفي لتعزيز قدراتها في هذا المجال، أم تبقى فريسة سهلة في حرب المستقبل؟

 

هل تنجح روسيا في احتواء أزماتها الداخلية؟

هدى الحسيني/الشرق الأوسط/18 تشرين الأول/18

فاسيلي كيسليستين؛ النائب الشيوعي عن منطقة كورغان في جنوب روسيا، نصح في 9 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي الرئيس فلاديمير بوتين، وبعد أشهر قليلة من فوزه بولايته الأخيرة، بالاستقالة حتى يتجنب إطاحته بطريقة عنيفة. ويشهد بوتين انخفاضاً في مستويات الثقة به، بعدما وقّع على قانون يؤخر سن التقاعد للروس 5 سنوات. قال كيسليستين: «لا يحتاج بوتين الانتظار حتى جره بقدميه للتنحي. إننا من العمر نفسه؛ 66 عاماً، وهذه هديتي له». في أعقاب التدخل الروسي في أوكرانيا عام 2014، شرعت الولايات المتحدة في سياسة ذات شقين: العقوبات، والعزلة، ضد روسيا. في ذلك الوقت توقع بعض المحللين الروس أنه سيكون من المستحيل عزل روسيا، بل إن من يقومون بذلك سيعزلون أنفسهم. وعلى الرغم من الضرر الاقتصادي الذي عانت منه روسيا: انهيار في الروبل، وركود في نمو الناتج المحلي الإجمالي، والاستبعاد من أسواق الائتمان الدولية، فإنها وسّعت صادراتها وعمقت التعاون مع الدول المنتجة للطاقة وغيرها من المقرضين لتمويل مشروعات البنية التحتية الطموحة في الداخل. أراد بوتين بهذا زرع عقلية «روسيا الحصينة» لتقوية الدعم السياسي المحلي له.

لكن، على الرغم من كل هذه المحاولات، يتعرض بوتين الآن إلى بعض من أشد التحديات التي تواجهه على طريق السلطة في روسيا، حيث يطالب الروس العاديون بنوع من الظروف الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التي يعرفون أنها موجودة خارج بلادهم. إن الروس محبطون بشدة، وللمرة الأولى منذ ضم شبه جزيرة القرم، يعاني بوتين من تراجع في شعبيته يقترب من مستويات الأزمة، ومن المرجح أن يكون الدعم الفعلي له أقل بكثير من 50 في المائة، وهذا يُعد هشاً إلى حد كبير. منذ ما يقرب من قرن والنساء الروسيات يتقاعدن في سن الخامسة والخمسين، والرجال في سن الستين، ويعتمدون على معاش حكومي هزيل ثابت لدفع تكاليف معيشتهم، لكن مع اتجاه صندوق المعاشات نحو الإفلاس، وغيره من الاحتياطات الحكومية اللازمة لتعزيز النفقات العسكرية وحماية الكرملين من الضغط الاقتصادي الغربي، رأى بوتين أنه لا بد من الإقدام على الخطوة غير السارة برفع سن التقاعد للجنسين 5 سنوات. وإذا عرفنا أن متوسط العمر المتوقع للرجال في روسيا هو نحو 67 عاماً، فإن كثيراً من الروس يجدون هذا الإجراء سخيفاً ومهيناً، والأكثر من ذلك؛ فإن الفقراء العاملين في المناطق الريفية والحضرية في منتصف العمر، سيكونون الأكثر تضرراً من التغيير، ثم إنهم هم الذين اعتمد عليهم بوتين أكثر من غيرهم في الانتخابات الأربعة السابقة، كما أن العمال الأكبر سناً يشعرون بالخوف لأن أصحاب العمل سيجدون الوسائل لتحييدهم جانباً لصالح بدائل أصغر سناً وبأقل تكلفة.

عام 2005 وعد بوتين شخصياً بأنه لن يلامس معاشات التقاعد «ما دام رئيساً»، إنما بعد فوزه في الانتخابات الأخيرة في شهر مارس (آذار) الماضي أعلن دعمه خطة إصلاح نظام التقاعد، مؤكداً أنها سوف تمضي قدماً بحلول الصيف، ووافقته المؤسسة السياسية الروسية برمتها، فدفعت ثمناً سياسياً قاسياً مع خروج مزيد من المتظاهرين إلى الشوارع. لعقدين من الزمن والروس يراقبون كيف تعامل الدولة الشخصيات المعارضة غير المنظمة؛ إما تضعهم في السجن مثل ألكسي نافالني المناهض للفساد، وإما بطرق أخرى. ويدرك الروس في الوقت نفسه أن أحزاب المعارضة تكذب؛ إن كانوا الشيوعيين، أو الليبراليين الذين ليسوا بليبراليين، أو «روسيا العادلة»، ويشعرون بأنهم كلهم موالون للكرملين.

هذا الغضب والإحباط تحولا إلى مفاجأة غير سارة لبوتين وحزبه الحاكم «روسيا المتحدة» في الانتخابات الإقليمية الشهر الماضي؛ إذ - باستثناء موسكو - شهد كثير من المناطق انزعاجاً واضحاً من حكام الحزب الحاكم الحاليين، وصبّت أصوات الاحتجاج في صناديق الشيوعيين والديمقراطيين الليبراليين، ومع الغش الواضح والتزوير الذي ارتكبته الدولة، أُجبرت في بعض المناطق على إلغاء كل الانتخابات وإعادة تحديد وقت لها. كما لوحظ بعض علامات التذبذب في الانضباط داخل صفوف الدائرة الداخلية لبوتين. قبل اعتقاله الأخير (أطلق سراحه يوم الأحد الماضي ليعاد استدعاؤه الاثنين) نشر ألكسي نافالني فيديو على «يوتيوب» يهاجم فيه حارساً شخصياً سابقاً لبوتين عيّنه الأخير رئيساً لقوات الأمن الداخلي: فيكتور زولوتوف. أراد نافالني دق إسفين بين الجنود المخلصين والقادة الفاسدين، وادعى أن زولوتوف يعيش بشكل يتجاوز ما يسمح به راتبه المعلن رسمياً، وأنه وأتباعه يسرقون الأموال اللازمة لتوفير الطعام والسكن والمعدات للضباط والقوات تحت إمرته.

مزاعم الفساد ضد كبار المسؤولين الروس ليست بجديدة، لكن زولوتوف نشر رداً على ذلك فيديو رديئاً اتهم فيه نافالني بأنه عميل أجنبي، ودعاه إلى مبارزة وجهاً لوجه، كالنوع الذي كان يتواجه فيه ضباط ورؤساء روس في عصر بوشكين، واتهم نافالني بطموحات رئاسية. وقد أحرج هذا الرد بوتين. حسب الدستور الروسي الذي يتردد بوتين في تعديله رسمياً، تحق له فترة رئاسية أخرى حتى عام 2024. بحلول ذلك الوقت يكون قد تجاوز السبعين، ومع ذلك، مثل الأسواق المالية، فإن الرأي العام الروسي السياسي يقفز إلى عدم اليقين، لذا، فإن السؤال عن عام 2024 صار محور الاهتمام في موسكو، وسوف يظهر أعضاء الدائرة الداخلية لبوتين أكثر وضوحاً في المناورة للوصول إلى المنصب. ومن شأن أي تلميح من بوتين لتسمية تابعه المخلص ديمتري ميدفيديف أن يفتح أبواباً من نشر الغسيل، والتحديات السياسية والقانونية، وليس من المستبعد لجوء البعض من منافسي ميدفيديف إلى اعتداءات جسدية. كل هذا من شأنه أن يؤثر على نظام «قيصر روسيا»؛ النظام الذي يعتمد عليه من أجل استمرار سلطته وبقائه على قيد الحياة السياسية.

أخيراً يواجه بوتين قيود الاقتصاد المتباطئ الذي من غير المحتمل أن يعطيه زخماً حتى لو كان يستطيع المناورة من تحت الضغوط الأميركية. المشكلة هي عدم وجود إصلاح هيكلي في الاقتصاد الروسي الذي لا يزال يعتمد على استخراج الموارد الطبيعية، لا سيما النفط والغاز. وعلاوة على ذلك، فإن الفساد المستشري على جميع مستويات الدولة يستنزف الموارد من الصناعات والاستثمارات الواعدة.

بالنسبة إلى الشباب، فإنهم يواجهون آفاقاً ضعيفة لإيجاد وظائف مع زيادة الإنتاجية وارتفاع الأجور، كما أن نظام التعليم صار متخلفاً إلى درجة أن كبار المسؤولين الروس يعترفون بأنه لم يتأثر بتقدم وتطور القرن الحادي والعشرين. لن يعفي بوتين الشعور الغامض عند الناس بأنه أنقذ البلاد من الفوضى في التسعينات بعد الحقبة السوفياتية، من الحكم على قيادته بالسؤال، خصوصاً من قبل الذين لا يزال مستقبلهم أمامهم: ما الذي فعلته لي في الآونة الأخيرة؟ إن مزيداً من الروس يطالبون بوظائف جيدة وخدمات حكومية عادلة وفعالة وبنية تحتية قريبة مما يعرفونه خارج روسيا. عندما يحصلون على أقل من ذلك بكثير، فإن غريزتهم الإنسانية الطبيعية، وحقهم الذي يمنحه لهم الدستور، سيدفعانهم إلى التظاهر والاحتجاج سواء في صناديق الاقتراع أو في الشوارع. حارب بوتين عزلة روسيا عن العالم، فإذا بشعبه يؤكد أنه الدليل الحي على أن العزلة عن العالم الأوسع وعن سياسة بلدهم، مستحيلة. يبحث بوتين عن مخارج؛ يطالب أصدقاءه الأثرياء بإعادة ثرواتهم إلى البلاد، وتقدر بتريليون دولار. إذا أضفنا إلى مشكلات بوتين الداخلية، ما يعانيه من محاولة إقناع الدول الأوروبية بالوقوف إلى جانبه ضد الولايات المتحدة، والموافقة معه على إعادة بناء سوريا، وهي ترفض، فإنه يمكننا تصور - ولو جزئياً - المستنقع الذي أدخلت روسيا نفسها فيه؛ داخلياً وخارجياً.

 

ضناً بها

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/18 تشرين الأول/18

أثار الإعلامي الشهير عمرو أديب ضجة أخرى عندما أثار في برنامجه حكماً بالحبس ثلاثة أشهر على سيدة فتّشت «موبايل» زوجها. وقال عمرو: الزوج هو الذي يرعى الزوجة. بمعنى يكفل حياتها. لديّ في هذه المسألة رأي آخر أحب تسجيله إلى جانب الزملاء والزميلات الذين اعترضوا أو أيّدوا: أنا ضد التسلل إلى خصوصيات الزوج أو الزوجة. ومن حيث المبدأ، الأفضل أن يكون هاتف كلٍّ منهما مفتوحاً للآخر في حال طارئة، أما التسلل في الخفاء دليل عدم ثقة، وقد يهدد سلامة الزواج. أما عقوبة السجن ثلاثة أشهر فشططٌ قانوني: بأي نفسية سوف تعود هذه السيدة من السجن إلى المنزل الزوجي؟ وإذا كانت أُماً، فكيف سينظر أبناؤها إلى الأب الذي يرسل أمهم إلى السجن لسبب ضئيل مثل هذا السبب؟ أمَا أنه لا يحق للمرأة مثل هذا الخطأ لأن الرجل «يرعاها»، فالقضية في بلدٍ مثل مصر لها وجهان. فالمرأة تكاد تتساوى - على الأقل من حيث المبدأ - مع الرجل في مسألة «الرعاية»، أي الدخل والعمل. وتعد قرينة عمرو، الأستاذة لميس الحديدي، أحد الأمثلة الساطعة على هذا الواقع. وتمتلئ حكومة مصر بالوزيرات، وجامعاتها بالأستاذات، ومستشفياتها بالطبيبات. وتتجاوز مداخيل المرأة في السينما والمسرح والتلفزيون، مداخيل الرجال، أو الذكور. اللهم إلا دخل الأستاذ أديب الذي سجّل رقماً قياسياً في العالم العربي. ولا تنافسه في هذه المرتبة سوى سيدات. بقدر ما أنا معنيٌّ، وما دام لكل صاحب منبرٍ الحق والحرية، فالملاحظة تنحصر فقط بكلمة «رعاية». فإذا كان الزوج يرعى بحكم طبيعة البشر، فإن المرأة ترعى هي أيضاً بلا حدود: زوجة وأماً وابنة وشقيقة. وكان طبيعياً أن تمر كلمة عمرو أديب من دون اعتراض لو لم يكن يتمتع بمثل هذا الجمهور الكبير. وشعبيته قائمة، بالدرجة الأولى، على مهارة الحوار وإثارة القضايا والوقوف غالباً إلى جانب الشرائح المغلوبة في الوطن العربي.

طبعاً هذا موضوع أُثير ويُثار وسوف يظلُ موضوع جدلٍ في مجتمعاتنا. فكيف يستقيم استخدام مصطلح «الرعاية» عندما تكون سيدة عربية ترأس أكبر وأهم مجموعة اقتصادية مثل «تداول»؟ وإذا أردنا نموذجاً في الطبقات المتوسطة تُطالعنا صورة شرطية تدقق في الجوازات في مطار دبي أو الكويت. دعْك من ذلك المشهد المألوف في حقول مصر وبلدان المغرب العربي، حيث ترى أحياناً المرأة تشقى في الفلاحة والقطاف بلا حدود. ربما من الأنسب لنا، معشر الرجال، أن نستخدم مصطلحات أكثر لطافة في الحديث عن هذا النصف الآخر، الذي هو في الغالب، النصف الأكثر جمالاً والأكثر عطفاً والأكثر صبراً وشقاءً في السهر علينا والرعاية لأبنائنا.

 

السياسة في أزمة بيئية مقبلة

حسام عيتاني/الشرق الأوسط/18 تشرين الأول/18

أعاد الرئيس الأميركي دونالد ترمب صوغ رفضه مقولات التغيّر المناخي بعبارات مرنة في أحاديث صحافية في الأيام القليلة الماضية، فمع اعترافه بارتفاع درجات الحرارة العالمية، توقع ألا يطرأ تبدل في أسلوب الحياة في العالم، وأن تعود الأمور إلى نصابها السابق، مشدداً على امتناعه عن دفع أموال طائلة لمكافحة الظاهرة العالمية أو خسارة الأميركيين ملايين فرص العمل. وكرر اتهامه علماء المناخ بتبني جدول أعمال سياسي ضد إدارته. تبدو الأجواء هذه كأنها تنتمي إلى عالم آخر غير العالم الذي يسيطر عليه ويسيّره الخوف من جهة؛ واللامبالاة من الجهة المقابلة.

وترمب الذي زار الأماكن التي اجتاحها الإعصار «مايكل» في الولايات الجنوبية، نفى أن تكون العواصف والأعاصير تزداد سوءاً. هذه التصريحات تتناقض رأساً مع مضمون التقرير الذي أصدرته قبل أسبوعين من مدينة أنتشيون الكورية الجنوبية «اللجنة الحكومية المشتركة حول التغيّر المناخي» التابعة للأمم المتحدة، والذي حمل أخباراً سيئة لكل المهتمين بمستقبل كوكب الأرض: سيدخل العالم أزمة بيئية حادة بحلول سنة 2040؛ حيث سترتفع الحرارة 1.5 درجة مئوية عن معدلات ما قبل العصر الصناعي. التوقعات السابقة كانت تتحدث عن موعد أبعد وعن درجات حرارة أعلى، بيد أن التقرير الذي شارك في وضعه 91 عالماً من 40 بلداً حذر من أن الوقت لم يعد كافياً لوقف عجلة التلوث وانبعاث الغازات المساهمة في ظاهرة الاحتباس الحراري، ذلك أن وقف المسار الحالي والاتجاه اتجاهاً معاكساً يأخذ في الاعتبار المصلحة العامة للبشرية على المديين المتوسط والبعيد، لم يعد في المتناول.

التقدير المتشائم هذا يعيد الكلام إلى السياق السياسي. صعود النزعات الإقليمية والمحلية بعدما انحصرت فوائد العولمة في فئة ضئيلة من السكان، وتحول «الذات» إلى المسألة الأولى والأخيرة التي تستحق اهتمام السياسيين والتي يملأون بها فضاء الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي، بالتزامن مع الأزمة العميقة التي تعيشها الليبرالية الديمقراطية وتراجعها أمام موجات الهجوم الشعبوي من اليمين ومن اليسار... كل ذلك يضع قضية البيئة في مرتبة ثانوية. لكن هذا التراجع ليس إلا دخاناً مضللاً. فعالم اليوم يزداد ترابطاً وتداخلاً وتعقيداً حتى لو أنكر أصحاب الآراء التبسيطية الحقيقة هذه. ولا مفر من الاعتراف ذات يوم بأن الكارثة البيئية المقبلة ستكون العنصر المحدد لسياسات الدول بسبب انعكاساتها الهائلة على الزراعة والاقتصاد ككل وعلى حركة السكان الذين سيضطرون إلى الهجرة من المناطق المنكوبة، مما سيرفع من درجات التوتر بين الجماعات والدول والهيئات الدولية. في العالم العربي شهدنا بدايات مقلقة في دارفور، وفي مثول هاجس الشح المائي في العراق ومصر، والتلوث في لبنان، والتصحر في شمال أفريقيا، ناهيك بالاكتظاظ السكاني في المراكز المدنية، الذي تسببه قلة المحاصيل وتمدد الصحراء وتضاؤل المتساقطات المائية. كل هذه عوامل تزيد من التوتر الاجتماعي والسياسي وتحمل الحكومات، كما معارضيها، إلى مواقف أكثر جذرية وحدّة ليس من المغامرة توقع نهاياتها في دورة لا تنتهي من الحروب الأهلية والانقلابات والصدامات الواسعة والعنيفة. الظواهر التي ستنجم عن الكارثة البيئية في المناطق الأكثر حساسية من العالم، ومنها منطقتنا العربية، ستلقي بتبعات كبيرة على دول الشمال التي استعدت لمواجهة اللاجئين البيئيين المقبلين والذين سيلحقون بلاجئي الحروب والصراعات السياسية، برفع أسوار الحكومات الشعبوية والعنصرية. التجربة الإيطالية في التعامل مع سفن اللاجئين جديرة بالمتابعة كعينة لما سيكون مرشحاً للتعميم في أوروبا في الأعوام المقبلة. من المؤسف أن المآلات التي انتهت إليها الثورات العربية ضيقت حيز الحوار الضروري بين أطراف المجتمعات المختلفة لإيجاد تصورات مستقبلية لمعضلات بدأت نذرها تقرع أبواب الحاضر. وغني عن البيان أن مشكلات على هذا القدر من الاتساع تحتاج إلى عمل منظم يساهم فيه أصحاب رؤى قد تكون متناقضة. والأدبيات التي تتناول العلاقة بين البيئة والسياسة في منطقتنا ما زالت قليلة العدد، وتتوجه إلى اختصاصيين وخبراء، وتقوم أساساً على أعمال مترجمة أو تستند بياناتها إلى أرقام وإحصاءات أجنبية (تجدر الإشارة هنا إلى كتب «مدار الفوضى: تغير المناخ والجغرافيا الجديدة للعنف» لكريستيان بارينتي، و«وجه غايا المتلاشي: تحذير أخير» لجيمس لفلوك، و«الانفجار السكاني والاحتباس الحراري» لعبد المنعم مصطفى المقمر. والكتب الثلاثة صادرة ضمن سلسلة «عالم المعرفة» الكويتية. لا تفسير لسلوك البشرية اليوم إلا التمسك بسلوك انتحاري واعٍ يقدم المصلحة الآنية المباشرة على تلك العامة وبعيدة المدى. والصراع الذي اعتقد الإنسان أنه انتصر فيه للسيطرة على الطبيعة من خلال استنزافها وتدميرها والقضاء على توازنها الداخلي، يعود من حيث لم يتوقع البشر المغرورون والمحكومون بنقصهم وبجهلهم وطمعهم. هذه المعركة، وإن بدت اليوم هامشية ولا ترقى إلى ما يستحق اهتماماً ومتابعة يومييْن، ستحدد مصير العالم لقرون مقبلة، وسترسم مصير كوكب الأرض الذي أساء بنو جنسنا إليه أكثر من طاقته على التحمل.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

رئيس الجمهورية تابع الاتصالات لتشكيل الحكومة والتقى زوارا

الخميس 18 تشرين الأول 2018 /وطنية - تابع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، الاتصالات الجارية لتشكيل الحكومة الجديدة، في ضوء التطورات السياسية الاخيرة ومواقف الاطراف من الصيغ المطروحة لها.

الاعور

على صعيد آخر، استقبل الرئيس عون، النائب السابق فادي الاعور والشيخ سلمان يحيى والشيخ محمود يحيى وعرض معهم الاوضاع العامة.

كرم

واستقبل الرئيس عون، السفير خليل كرم وعرض معه نتائج القمة الفرانكوفونية التي عقدت في يريفان والقرارات التي اتخذت فيها والتي تهم لبنان، لا سيما منها انشاء المقر الاقليمي لمنظمة الفرانكوفونية في بيروت ابتداء من العام 2020.

وخلال اللقاء، اطلع السفير كرم رئيس الجمهورية على قرار الحكومة الفرنسية بمنحه وسام السعف الاكاديمي من رتبة كومندور، وهو ارفع وسام اكاديمي فرنسي، تقديرا لمسيرته التربوية والاكاديمية.

وسيتم تقليد الوسام في احتفال يقام في جامعة السوربون الاسبوع المقبل. وهنأ الرئيس عون السفير كرم على هذا التقدير متمنيا له التوفيق.

 

الحريري: الحكومة هذا الاسبوع والكل سيشارك

المركزية/18 تشرين الأول/18/اكد رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، خلال دردشة مع الصحفيين المعتمدين في بيت الوسط، اليوم الخميس، أن الحكومة ستبصر النور هذا الاسبوع وليس الاسبوع المقبل. واضاف: "هناك بعض التفاصيل الصغيرة العالقة والحكومة ستضمّ الجميع وطبعا ما بزعّل القوات". وتمنى الحريري على الإعلام ان يساعده قائلا "إذا أردتم مساعدتي فلا تدخلوا في أخبار توزيع الحقائب".

 

الحريري يجول وولية عهد السويد في وسط بيروت

المركزية/18 تشرين الأول/18/ جال الرئيس المكلف سعد الحريري ترافقه ولية عهد السويد الاميرة فيكتوريا والوفد المرافق ومسؤولين لبنانيين في شوارع وسط بيروت، حيث اطلعت من الحريري على تاريخ تلك المنطقة وما تعرضت له من دمار ابان الحرب الأهلية اللبنانية ومن ثم إعمارها. ودخلت فيكتوريا كنيسة في ساحة النجمة واطلعت على تاريخها، ومن ثم اطلعها الرئيس الحريري على الآثارات الرومانية وعلى مسجد محمد الأمين. وشرح الحريري في كل محطة من الجولة مراحل الاعمار والانماء وكيف تحول وسط بيروت مجددا بعد الحرب الى نقطة جذب وتلاق بين اللبنانيين.

 

الحريري أطلع ممثلي مجموعة الدعم على الأوضاع الاقتصادية وتطورات ملف تشكيل الحكومة

الخميس 18 تشرين الأول 2018 /وطنية - عقد رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري مساء اليوم، في "بيت الوسط"، اجتماعا مع سفراء وممثلين عن مجموعة الدعم الدولية من أجل لبنان والتي تضم: الصين وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وروسيا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة الأميركية والاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية وممثلي عدد من الصناديق والمؤسسات التنموية العاملة في لبنان. ويأتي هذا الاجتماع في إطار التشاور الدائم مع دول مجموعة الدعم والمنظمات التي ساهمت في مؤتمر "سيدر"، حيث أطلع الرئيس الحريري الحاضرين على آخر التطورات الاقتصادية والسياسية، ولا سيما نتائج زيارة الموفد الفرنسي السفير بيار دوكان الأخيرة إلى لبنان. كما أطلع الرئيس الحريري المشاركين على آخر تطورات ملف تشكيل الحكومة اللبنانية، منذ انعقاد مؤتمر "سيدر" وحتى اليوم، بما في ذلك القوانين التي أقرت خلال الجلسة التشريعية الأخيرة وتقدم سير العمل على هذا الصعيد. وخلال الاجتماع، شدد ممثلو الدول والمؤسسات المشاركة على أهمية استقرار لبنان الاقتصادي في المرحلة المقبلة.

 

الأحزاب الأرمنية: متمسكون بوزيرين يؤمنان حسن تمثيل الطائفة

الخميس 18 تشرين الأول 2018 /وطنية - عقدت الاحزاب الارمنية الثلاثة اجتماعا في مطرانية الارمن الارثوذكس، للبحث في تشكيل الحكومة وتمثيل الطائفة الارمنية فيها. ورحب المجتمعون، في بيان، بالجهود التي تبذل من أجل تشكيل الحكومة، وأملوا "أن تثمر هذه الجهود حكومة تخرج البلاد من أزمتها السياسية". وأكدوا "أهمية توافق الأطراف السياسية والمحافظة على التوازنات الطائفية لتشكيل الحكومة واحترام الاعراف وفق ما نص عليه اتفاق الطائف". وبحثوا في ما يتم تداوله عن تمثيل الطائفة الارمنية بوزير واحد، وإعطاء المقعد الوزاري الثاني المخصص للطائفة الأرمنية للاقليات. وأعربوا عن تمسكهم "بحق الطائفة بالتمثيل بوزيرين يؤمنان حسن تمثيل الطائفة، مع الإعراب عن دعمهم المطلق لتمثيل الأقليات في الحكومة بوزير، ليس على حساب الطائفة الارمنية ولا من حصتها، والتي كما هو معلوم محددة بوزيرين أرمنيين أرثوذكسيين في حكومة من ثلاثين وزيرا". وتمنى المجتمعون "على كل القوى السياسية التي تساهم في تشكيل الحكومة أن تتوصل الى نتائج إيجابية في القريب العاجل تشكل فيها حكومة وحدة وطنية، مع احترام حقوق الطوائف فيها ومن ضمنها الطائفة الأرمنية".

 

الرامغافار: نحذر من أن يأتي تمثيل أي طائفة أخرى في الحكومة على حساب حصتنا كطائفة أرمنية

الخميس 18 تشرين الأول 2018 /وطنية - أكدت الهيئة التنفيذية لحزب "الرامغافار" في بيان أن "الحزب على موقفه الثابت، ويطالب رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس الحكومة المكلف سعد الحريري بحفظ حقوق الطائفة الأرمنية، وعدم المس بالدستور والحصص والأعراف التي تقوم عليها صيغة الحكم في وطننا لبنان". وأكدت أن "حصة الأرمن في حكومة من ثلاثين وزيرا كانت على الدوام وزيرين، وهذا ما كان يبعمل به في كل الحكومات المتعاقبة". وختم البيان: "مع إحترامنا ومطالبتنا بتمثيل جميع الطوائف ضمن الحكومة، نرفض ونحذر من أن يأتي تمثيل أي طائفة أخرى على حساب حقوقنا وحصتنا كطائفة أرمنية".

 

رئيس الاتحاد السرياني: نستحق أن نمثل في الحكومة ونرفض العطف علينا بمقعد مقتطع من حصة الآخرين

الخميس 18 تشرين الأول 2018 /وطنية - أعلن رئيس حزب الاتحاد السرياني العالمي إبراهيم مراد في تصريح، "رفض الحزب العطف على السريان بإعطائهم مقعد وزاري تحت تسمية اقليات، مقتطعا من حصة وحقوق الآخرين ولا سيما من حصة الأخوة الأرمن"، رافضا "هذا المبدأ الذي يؤسس لحقد وفتنة بين أبناء الوطن ومكوناته الدينية والقومية"، وقال: "ان التسويق لهكذا عرض وقبوله لا سمح الله، يضعنا في خانة القبول بسلب ما هو ليس من حقنا". أضاف: "إننا كحزب سرياني منذ العام 2005 تقدمنا باقتراحات قوانين لنيل السريان حقوقهم الطبيعية المحقة في دولة نحن شركاء في تأسيسها وحماية كيانها واستقلالها ووجودها وقدمنا زودا عنها 1132 شهيدا من أجل الحرية والحق والعدالة، وطالبنا مرارا برفع التسمية العثمانية عنا وأثبتنا بأنه يحق لنا نائبان ووزير ويحق لنا ما يحق لغيرنا من أخوة الوطن في كافة إدارات الدولة، إلا أن القيمين على السلطة مصرون على تهميشنا ولولا التحركات العديدة والمظاهرات والمؤتمرات والمطالبات التي قمنا بها سابقا لما تم نقل مقعد الأقليات الذي هو حق للسريان الى الدائرة الاولى في بيروت ولما كان استجاب أركان السلطة وأحزابها". وتابع: "إننا وبكل محبة، نناشد فخامة الرئيس العماد ميشال عون ودولة الرئيس المكلف الشيخ سعد الحريري الإسراع في تشكيل الحكومة بإنصاف وشراكة تامة تعبر عن الانتخابات النيابية الأخيرة، وعدم السماح بإقصاء أو تهميش أي فئة لبنانية وذلك للنهوض بلبنان من الانهيار الاقتصادي الذي يعاني منه، ووضع خطة شفافة إنقاذية تعيد لبنان إلى خارطة الدول المتحضرة عبر محاربة الفساد والهدر والإنماء المتوازي". وختم: "كما أننا نناشد الرئيسين عون والحريري بإنصاف السريان بمقعد وزاري يمثل قضاياهم وطموحاتهم بعيدا عن اقتطاع مقعد وزاري من حصة أي طائفة أو مكون، فنحن وعدنا منذ سنوات طوال من كافة الأحزاب المسيحية بإنصافنا وحان الوقت لتحقيق الوعود الكثيرة الرنانة بقناعة تامة منهم بأننا نستحق أن نمثل لنضالنا ووفائنا وتضحيات شهدائنا وليس على حساب الاخرين".

 

المجلس الاعلى للكلدان: لن نرضى إلا بتمثيل الاقليات المسيحية في الحكومة

الخميس 18 تشرين الأول 2018 /وطنية - أكد المجلس الاعلى للكلدان في جلسة استثنائية برعاية المطران ميشال قصارجي وبرئاسة انطوان حكيم أنه "في وقت تأليف الحكومة اللبنانية نصر على أن يتوقف تهميش طوائفنا الست الصغيرة المسماة "أقليات مسيحية" في التمثيل السياسي، وأن تلحظ التشكيلة الوزراية مقعدا للاقليات المسيحية". وشدد المجلس في بيان، على أن "من حق كل طائفة أن تشعر أن حظوظها متساوية وأن لها كامل المواطنة ليكون أبناؤها في خدمة لبنان في أي موقع. فماذا يضير أن يصبح تمثيل الاقليات في كل المواقع مداورة؟". وختم: "نشد على أيدي فخامة الرئيس العماد ميشال عون "بي الكل" ونثق بأننا سننصف على أيامه".

 

التقدمي الاشتراكي: التسوية السياسية خطوة الى الامام

الخميس 18 تشرين الأول 2018 /وطنية - عقد مجلس قيادة الحزب التقدمي الاشتراكي إجتماعه الدوري في المركز الرئيسي في وطى المصيطبة، برئاسة نائب الرئيس دريد ياغي وناقش آخر المستجدات السياسية إضافة إلى الشؤون الوطنية العامة.

وفي نهاية الإجتماع، صدر البيان التالي:

"أولا: يؤكد مجلس قيادة الحزب أن التسوية السياسية التي تتبلور حاليا والتي ذللت العقبات من أمام تأليف الحكومة هي خطوة إلى الأمام وتصب في مصلحة تكريس إستقرار البلد. وإذ يعرب عن إرتياحه لها يأمل أن يحل الرئيس المكلف سعد الحريري ما تبقى من اشكاليات تعترض إخراج التشكيلة إلى النور في أسرع وقت ممكن، إذ لم يعد جائزا التأخير في إعلان الحكومة في ظل حراجة الأوضاع الإقتصادية ودقتها، والتي يبقى أمر معالجتها أهم من أي أمر آخر وفوق أي إعتبار خصوصا مع تسجيل مؤشرات سلبية باتت تتطلب علاجات سريعة وجذرية.

ثانيا: إن حراجة الوضع الإقتصادي تتطلب إستتباع إعلان ولادة الحكومة بالاسراع في صياغة البيان الوزاري ونيل الثقة للشروع فورا في العمل بالتعاون مع مجلس النواب في ابتداع الحلول الموضوعية والواقعية للأزمة التي يعاني منها الإقتصاد الوطني، والتي لا بد ان تبدأ بمعالجة مزاريب الهدر وترشيد الانفاق.

ثالثا: يثمن الحزب العناوين الاقتصادية التي خلص إليها ممثلو الأحزاب في المجلس الإقتصادي الإجتماعي والتي شارك في صياغتها، ويدعو الحكومة الجديدة والمجلس النيابي إلى الأخذ بها والعمل على وضعها موضع التطبيق بعد تطويرها. وهذه الخطوة ومشاركة الحزب بها تؤكد موقفه الثابت لضرورة معالجة الملفات الإقتصادية والاجتماعية بعيدا عن التجاذب السياسي.

رابعا: يتابع مجلس القيادة بارتياح الإقتراحات التشريعية التي قدمها اللقاء الديموقراطي، وآخرها اقتراح تمديد التعليم الرسمي المجاني ليشمل المرحلة الثانوية والتعليم المهني والتقني، وقبلها اقتراح قانون الجنسية، وسيليهما إقتراح قانون الإيجار التملكي والضمان الإجتماعي، ويتمنى على جميع الكتل النيابية والنواب دعم هذه الاقتراحات لما يشكل من ضرورة في دعم المواطنين في هذه الظروف الصعبة.

كما يواكب من موقعه السياسي والوطني ملفات الكهرباء ومعالجة تلوث نهر الليطاني وخطط النقل العام وسواها من الملفات الحياتية التي تهم المواطنين.

خامسا: يدعو الحزب لإطلاق أوسع حملة إصلاحية لمكافحة الفساد بدءا برفع الغطاء السياسي عن كل من يثبت تورطه في أعمال الفساد في مختلف الإدارات العامة والمؤسسات بعدما بلغت حدودا غير مسبوقة تهدد أسس الدولة ومرتكزاتها".

 

نائب رئيس الاركان الايرلندي تفقد كتيبة بلاده في الجنوب وشارك في حفلي تقليد أوسمة وتأبين شهداء الكتيبة 47

الخميس 18 تشرين الأول 2018/وطنية - تفقد نائب رئيس الأركان في الجيش الإيرلندي الجنرال كيفن كاتر، الذي يزور لبنان يرافقه وفد عسكري رفيع المستوى، كتيبة بلاده العاملة ضمن إطار اليونيفيل في جنوب لبنان. وحضر حفل تقليد الاوسمة في مركز الكتيبة في بلدة الطيري، وهي مراسيم تقام كل ستة أشهر بمناسبة انتهاء خدمة الفرقة السابقة واستبدالها بفرقة أخرى. كما حضر التأبين الشهري الذي يقام لشهداء الكتيبة ال 47 عند النصب التذكاري في بلدة تبنين، في حضور قائد الكتيبة المقدم جوني كيلمارتن وقيادة الفرقة وممثل بلدية تبنين عضو البلدية محمد حمود وفاعليات اختيارية واجتماعية وأمنية. بداية، كلمة كلمة تأبين من قيادة الكتيبة ثم وضع الجنرال كاتر اكليلا من الزهر على النصب، بعدها تلا قسيس الفرقة الصلاة لارواحهم على ايقاع لحن تعظيم الشهداء، ثم رفع العلم على ايقاع لحن النشيد الوطني الايرلندي. وقال الجنرال كاتر: "إنها المرة الأولى التي أشارك في مثل هذا الإحتفال، وأنا ممتن لسكان تبنين الذين سمحوا بانشاء هذا النصب ولمتابعتهم واهتمامهم". اضاف: "على الصعيد الشخصي، كانت لي علاقة وثيقة مع الأفراد الذين كانوا هنا في جنوب لبنان وبعض زملائي المقربين، وذكرت اسماؤهم بين هؤلاء الشهداء، وأشعر بالحزن الشديد لأجلهم ولأجل عائلاتهم. أما من جهة جيش الدفاع الإيرلندي وكنائب لرئيس الأركان، فمن المهم لنا أن نتذكر تضحيات أفراد جيشنا في خدمة السلام ومن المهم أيضا لجنودناالعاملين هنا اليوم أن يتذكروا التضحيات التي قدمتها أيرلنده في خدمة السلام".

 

نصرالله في لقاء مع العاملين في اذاعة النور: معركة الوعي هي الأساس لمواجهة ما يستهدف لبنان والمقاومة

الخميس 18 تشرين الأول 2018/وطنية - أكد الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله أن "معركة الوعي هي الأساس لمواجهة المشاريع التي تستهدف لبنان والمقاومة"، معتبرا "أننا تجاوزنا التهديد العسكري والأمني بدرجة كبيرة لكن هذا لا يلغي وجوب البقاء على جهوزية لكل الإحتمالات". ولفت في لقاء خاص مع العاملين في "إذاعة النور" في الذكرى الثلاثين على انطلاقتها، بحسب بيان وزعته العلاقات الاعلامية في الحزب، إلى أن "أبرز التحديات التي نواجهها اليوم هي محاولة إسقاط المقاومة في بيئتها من خلال زرع الفتن الحزبية والمناطقية والعشائرية والعائلية، وهناك أدوات حاضرة لتنفيذ هذه الأجندات"، مشددا على "أننا بوعينا سنفشل هذا المخطط كما أفشلنا ما سبقه من مشاريع". وتطرق نصرالله إلى "المسؤوليات الكبيرة التي يفترض أن تقوم بها وسائل الإعلام"، مشددا على أهمية الصدقية والأمانة في نقل الأخبار والأحداث، "وهذا ما يميز حزب الله ومقاومته ووسائل إعلامه". ونبه إلى "خطورة ما يثار على مواقع التواصل الإجتماعي التي تدخل كل بيت"، داعيا إلى "ضرورة أن نكون حاضرين في معركة الإعلام الجديد". وأشاد ب"إذاعة النور" على ما قدمته طيلة السنوات الطويلة الماضية في مسيرتها الإعلامية، وقال: "إن تأثير الإذاعة كان قويا ولا يزال، وهي واجهت تحديات كثيرة وتغلبت عليها وكانت ذروتها في حرب تموز العدوانية حين حاول العدو إسكات صوتها"، معتبرا أن "الإذاعة والعاملين فيها شركاء في كل الإنجازات والانتصارات التي تحققت".

 

جعجع: العهد عهدنا ويضحك كثيرا من يضحك أخيرا ولقاء الرياشي باسيل ليس حكوميا وانما للتهدئة

الخميس 18 تشرين الأول 2018 /وطنية - أكد رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع أن "البعض لا يهمه إن كانت الحكومة ستتألف أم لا بقدر ما يهمه ما هو حجم تمثيل القوات فيها، باعتبار أن حزبنا حصرمة في عيونهم، ولا يهمهم من كل ما يحصل سوى إظهاره على أنه خاسر، إلا ان كل هذه الأجواء التي تشاع غير صحيحة إطلاقا". ولفت إلى أن الوزير ملحم الرياشي نقل له تحيات الرئيس المكلف سعد الحريري وأن "القوات هي زينة الحكومة، وبالتالي سنستمر في المشاورات من أجل تذليل النقاط التي لا تزال عالقة من أجل الوصول إلى تأليف الحكومة بأقرب وقت ممكن". وأوضح جعجع في حديث الى "اذاعة لبنان الحر"، أن "ما جرى هو أن حزب القوات اللبنانية أعطاه الشعب انتصارا كبيرا في الإنتخابات النيابية الأخيرة ولا يمكن لأحد أن يقوضها، وهذا ما نشهده اليوم على مستوى الحكومة تماما. لذا لا يمكنني أن أجد أي تفسير للحملة التي تقوم بها بعض الصحافة الصفراء والوجوه الصفر سوى أنها كمن يحاول تخفيف ربح أو حجم أو إندفاعة خصمه عبر بث الأخبار الملفقة والشائعات"، مشددا على أنه "يضحك كثيرا من يضحك أخيرا". وقال: "ما ان يتم الإنتهاء من تأليف الحكومة، نحن مستعدون للقيام بمقارنة بين ما كنا نطرحه وما كان يطرحه الآخرون وما أنجز وما تحققه منه". وردا على سؤال عن الأجواء التي تشير إلى أنه محاصر وفي موقع حرج وأمامه خياران إما الدخول إلى الحكومة بما عرض عليه أو الخروج منها، قال جعجع: "هذه الأجواء لا تمت للصحة بصلة، والمفاوضات والمشاورات مستمرة ليل نهار مع الرئيس المكلف سعد الحريري بغية الوصول في أقرب وقت ممكن، إن شاء الله، إلى تشكيل الحكومة. ولا أخفي أن هناك عددا من النقاط لم يتم التوصل إلى حل نهائي في شأنها إلا أننا نستمر في العمل مع الرئيس المكلف من أجل ذلك". وعن الرسالة التي نقلها له الوزير الرياشي بعد اجتماعه مساء أمس بالرئيس المكلف، قال جعجع: "نقل لي تحيات الرئيس الحريري وأنه مهما حصل فإن القوات هي زينة الحكومة، وبالتالي سنستمر بالمشاورات من أجل تذليل النقاط التي لا تزال عالقة للتوصل إلى تأليف الحكومة في أقرب وقت ممكن".

وهل يستطيع التأكيد أن لا حكومة من دون "القوات"، قال جعجع: "هذا رأيي الشخصي. وأرى ان أكثرية الافرقاء على الساحة اللبنانية لديهم رغبة في أن تشارك القوات في الحكومة، إلا أن هناك بعض الوجوه الصفر التي لا ترغب في ذلك، وهذه التمنيات عائدة لهم ونحن لا دخل لنا".

وعن التفاهم مع وزير الخارجية جبران باسيل على حجم تمثيل "القوات" ونوعية الحقائب التي ستتولاها في الحكومة العتيدة، أكد جعجع أن "هذا الأمر لم يحصل واللقاء مع الوزير باسيل جاء في سياق الجو المتفجر الذي شوَّش على المصالحة "تفاهم معراب. وهناك أصدقاء مشتركون عقدوا على مدى الأسابيع المنصرمة لقاءات متتالية معي ومع الوزير باسيل لتهدئة الأوضاع وإعادة بث الجو الصحي في المجتمع على الأقل، إلا أن الأمور السياسية لها بحث آخر. ولقد أتت زيارة الوزير الرياشي برفقة النائب ابراهيم كنعان للوزير باسيل في هذا الإطار تحديدا وليس في أي سياق آخر، ولم يتم التطرق إلى موضوع تشكيل الحكومة باعتبار أننا نقوم بتداوله مع الرئيس المكلف منذ اللحظة الأولى". وفضل جعجع التكتم الشديد على العرض الذي تلقاه في ما خص حجم "القوات" التمثيلي في الحكومة، قائلا: "سيكون لنا كلام مسهب جدا في هذا الخصوص بعد تأليف الحكومة". وعما إذا كان يتوقع حصول عرقلة في عملية إقرار البيان الوزاري كما حصل في مسألة التأليف، قال: "لا أحب استعمال كلمة عرقلة، إلا أن البيان الوزاري سيكون دقيقا جدا ويتطلب العمل بدقة كبيرة، ولذلك أتوقع أن يستغرق العمل على إقراره بعض الوقت".

ولفت إلى أنه "من الممكن أن يزور قصر بعبدا في وقت قريب، تبعا للتطورات والضرورات"، وقال: "علاقتي مع الرئيس العماد ميشال عون مستمرة على ما هي منذ بداية العهد حتى الآن. فنحن لم نعمل في أي لحظة من اللحظات على عرقلة العهد وإنما لدينا مبادىء ومقاربة معينة هي التي تحكم كل تحركاتنا وخطواتنا لا أكثر ولا أقل. فنحن نعتبر هذا العهد عهدنا، وبالتالي كل عملنا هو من أجل أن يكون من الأنجح في تاريخ لبنان".

 

عدوان: الرئيس المكلف يتعامل مع تأليف الحكومة بمسؤولية وهدوء وسنطلع الرأي العام على اسباب تأجيل الدورة في معهد القضاء

الخميس 18 تشرين الأول 2018/وطنية - عقد رئيس لجنة الادارة والعدل النائب جورج عدوان مؤتمرا صحافيا في مجلس النواب قال فيه: "هناك موضوعان سأتحث عنهما: الاول يتعلق بما اثير عن الامتحانات في معهد القضاء لأننا تحدثنا عن الموضوع في الاعلام وبما اننا قد دأبنا في لجنة الادارة والعدل ان كل موضوع نتحدث عنه نكمل به انا اليوم دعوت معالي وزير العدل ورئيس مجلس القضاء القاضي جان فهد الى جلسة استماع الثلاثاء في لجنة الادارة والعدل للبحث في هذا الموضوع من كل جوانبه لنصل الى نتيجة حول ما حصل وستكون ملك الرأي العام".

وأضاف: "أنا اتحدث في هذا الموضوع لسبب يهمني ان اكون واضحا جدا ليس لدينا مشكلة مع القضاء اطلاقا، القضاة عندنا هم من خيرة القضاة وهناك قضاة ممتازون وعندما تكون هناك مخالفة اذا وجدت يشتغل عليها قاض معين. مسؤوليتنا ان نشير الى هذه المخالفة او هذا الملف، خدمة للقضاء وليس هجوما عليه. لذلك اتمنى الا يعمم احد وعندما نبحث في موضوع معين نضعه في اطار وكأنه هجوم على القضاء وكيل له، بل هو دعم للقضاة الشرفاء وهم كثر، ودعم للقضاة الاداوم وتطبيق للقوانين. لذلك هذا الموضوع سنبحثه الثلاثاء في ضوء ما سنستمع اليه من طرح ونقول ماذا تبين لدينا. انما الاهم ان الكل يعرف ان القوانين ستطبق والمعارك الاعلامية وبيان من هنا وبيان من هناك لا يعنينا اطلاقا كلجنة ادارة وعدل. ولدينا مسألتان القانون والوقائع وننطلق منهما ونبني على الشيء ما يقتضيه". واوضح ان "ما اثير في معهد القضاء يتعلق بتأجيل دورة معينة لأسباب اشرت اليها وهل تأجيلها كان قانونيا، ولماذا تأجلت، ومن تدخل؟ كل هذه مواضيع ستكون قيد البحث. وما حصل سنخرج به الى لرأي العام، واكرر ان ذلك يدعم معهد القضاء والذي هو من اهم المعاهد الموجودة والذي خرج افضل القضاة، وحتى يبقى كذلك علينا ان نمنع التدخل والوساطات، وتدخلنا هو لمنع التدخل والوساطات ليبقى كما هو ". وتابع: "اما الموضوع الثاني فهو يتعلق بالحكومة، وقد شهدنا في ال 24 ساعة الاخيرة وقبل ذلك ان البعض قد نصب نفسه مكان الرئيس المكلف واخر 24 ساعة شاهدنا وسائل اعلام توزع وترفض وتصدر وتخرج احزابا من الحكومة وتدخل اخرى. الموضوع يحتاج الى طول بال. اولا ان "القوات اللبنانية" حريصة على ان تكون لدينا حكومة بشكل سريع وهي كانت وما زالت تواكب هذه العملية بأفضل طريقة.

ثانيا، كل من يراهن على خلاف بين "القوات اللبنانية" والرئيس المكلف اقول ان رهانه في غير مكانه وانه سيفاجأ في الايام المقبلة ان العلاقة ليست ممتازة فحسب بل الرئيس المكلف هو الذي يقدم عروضا يرى انها تناسب "القوات" لتكون فاعلة في الحكومة، و"القوات" لا تسعى الى حصص ولا الى حقائب معينة، وقد أثاروا لنا مشكلة حول حقيبة التربية ولا مشكلة حولها. ثم أثاروا مشكلة حول وزارة العدل. نحن في هذا الموضوع ننسق مع الرئيس المكلف هو يعرض علينا ونتناقش معه والامور في صلب الاخذ والرد على عكس ما يظن البعض. واطمئنهم ان لا ثغرة ولا مشكلة ويطولوا بالهم على الرأي العام لأنه سئم من الاجواء التي تضخ. فالحكومة تسير وفق السياق الصحيح والرئيس المكلف يتعامل مع تأليفها بمسؤولية وهدوء ولن يحرق المراحل بسبب يوم او اثنين او ثلاثة، كما يتمنى البعض. وفي الساعات الـ 24 او الـ 48 المقبلة، هناك نقاش ما زال قائما. وليس هناك شيء في ما يتعلق بنا قد انتهى ولا اجواء متوترة بل العكس، هناك نقاش بناء يقوده الرئيس المكلف وهو يعرض القضايا التي يحكي عنها وليست "القوات اللبنانية من يطلبها. وأحببت اليوم ان اوضح الامور لأنه في ال 24 الساعة الماضية جرى ضخ في الاعلام يحمل تناقضا كبيرا: تارة ان "القوات" تفرض شروطا ثم ان القوات عزلت. حسنا، اذا كانت تفرض شروطا في موضوع التأليف فعلينا ان نطول بالنا على الناس وعليكم. والموضوع ان اي حكومة غير متوازنة أو غير واقعية ولا تعكس التوازنات في البلد وضمن مكونات يكتب لها الفشل قبل ان تبدأ. والرئيس المكلف يعلم هذا الموضوع وفخامة الرئيس ايضا يتابعه ايجابا، فليقم كل طرف بعمله ولنقم نحن بواجباتنا. وقال: نطمئن اللبنانيين اننا في السياق الصحيح انما لا يستعجلوا الامور والحكومة تحتاج الى ايام لكي تعلن، وان شاء الله، تكون لدينا حكومة تعكس فاعلية العمل والثقة بمحاربة الفساد وان تتمكن من اداء دورها. الثقة ان تقدم الى المواطن ما يحتاج اليه في القضايا المعيشية والاقتصادية. هذه هي المعركة الحقيقة وليطمئن الحريص اكثر من اللازم ان "القوات اللبنانية" مواكبة وهي في صلب الموضوع وعلاقتها ممتازة مع الرئيس الحريري.

اسئلة واجوبة

سئل عن حقيقة الكباش حول وزارة العدل كشرط للقوات ومطلبها، فأجاب: "نحن في ما يتعلق بوزارة العدل تلقينا عرضا من الرئيس المكلف ولن ازيد اكثر من ذلك". وعن الكلام على امكان تأليف الحكومة من غير "القوات"، اجاب: "نحن نعلم الوضع الدقيق الذي نمر به في ظل الوضعين الاقليمي والدولي. فكلما حصنا الحكومة كلما تمكنا في الداخل والخارج ان نخرج من الوضع الذي نحن فيه. واذا كان احد يعتقد ان له مصلحة ببقاء القوات خارج الحكومة، فمن المؤكد ليس الرئيس المكلف ولا فخامة الرئيس المطلع على الوضع. والجميع يعلمون ان وجود "القوات" في الحكومة هو تحصين للحكومة، واذا احد ما عنده غاية من ذلك يكون يضع نفسه في وجه المصلحة الوطنية الكاملة، لأن اي حكومة لا وجود للقوات ستكون غير متوازنة لجهة صورتها، وبالتالي لا مصلحة لأحد في ذلك". وعن قوله ان "القوات" تلقت عرضا من الرئيس المكلف بالنسبة الى وزارة العدل في ظل تمسك رئيس الجمهورية بهذه الوزارة، قال: "نحن مهمتنا مع الرئيس المكلف، والموضوع عنده واتمنى عليه ان يسأل، وقد يقدم بعد ساعة عرضا آخر. وما دام الكلام متواصلا معه سيكمل خلال الـ 48 الساعة المقبلة، لذلك، كما قلت، لا حكومة لا بعد ساعة او ساعتين، والقصة بين يدي الرئيس المكلف، ونحن كقوات لبنانية نتلقى العروض ندرسها ونجيب عنها".

 

روابط مقالات منشورة على موقعنا

Department of Justice Right to Go after Hezbollah
 
إيمانويل اوتولنجي/موقع ذا هيل/وزارة العدل الأميركية محقة في ملاحقة حزب الله
 Emanuele Ottolenghi/The Hill/October 18/18
 
http://eliasbejjaninews.com/archives/68242/emanuele-ottolenghi-the-hill-department-of-justice-right-to-go-after-hezbollah-%D8%A5%D9%8A%D9%85%D8%A7%D9%86%D9%88%D9%8A%D9%84-%D8%A7%D9%88%D8%AA%D9%88%D9%84%D9%86%D8%AC%D9%8A-%D9%85%D9%88%D9%82/


 
Human Rights Watch: No Action to Enforce Lebanon's New Waste Law
 
هيومن رايتس وتش: لم تؤخذ أية إجراءات عملية لتطبيق القانون اللبناني الجديد الخاصبالنفايات
 Human rights watch/ Thursday 18th October 2018
 
http://eliasbejjaninews.com/archives/68238/human-rights-watch-human-rights-watch-no-action-to-enforce-lebanons-new-waste-law-%D9%87%D9%8A%D9%88%D9%85%D9%86-%D8%B1%D8%A7%D9%8A%D8%AA%D8%B3-%D9%88%D8%AA%D8%B4-%D9%84%D9%85-%D8%AA%D8%A4%D8%AE/

 

جريدة العرب: الخاشقجي رجل مخابرات بثياب صحافي وتاريخه في النشاط قريب من بن لادن وتنظيم القاعدة

بروج مشيدة: البعد المجهول في تاريخ جمال خاشقجي يعود للأضواء

جريدة العرب اللندنية/الأحد 2018/10/14

http://eliasbejjaninews.com/archives/68221/%d8%ac%d8%b1%d9%8a%d8%af%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%b1%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d8%ae%d8%a7%d8%b4%d9%82%d8%ac%d9%8a-%d8%b1%d8%ac%d9%84-%d9%85%d8%ae%d8%a7%d8%a8%d8%b1%d8%a7%d8%aa-%d8%a8%d8%ab%d9%8a%d8%a7/

 

دفاع عن خاشقجي أم استهداف للسعودية؟

صالح القلاب/الشرق الأوسط/18 تشرين الأول/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/68223/%d8%b5%d8%a7%d9%84%d8%ad-%d8%a7%d9%84%d9%82%d9%84%d8%a7%d8%a8-%d8%af%d9%81%d8%a7%d8%b9-%d8%b9%d9%86-%d8%ae%d8%a7%d8%b4%d9%82%d8%ac%d9%8a-%d8%a3%d9%85-%d8%a7%d8%b3%d8%aa%d9%87%d8%af%d8%a7%d9%81-%d9%84/

Israel’s war planes unlikely to be deterred by Syrian missiles
 
محمد شبارومن غير المحتمل أن تردع الصواريخ السورية غارات الطائرات الإسرائيلية
 Mohamed Chebaro/Arab News/October 17, 2018
 http://eliasbejjaninews.com/archives/68219/mohamed-chebaro-israels-war-planes-unlikely-to-be-deterred-by-syrian-missiles-%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF-%D8%B4%D8%A8%D8%A7%D8%B1%D9%88-%D9%85%D9%86-%D8%BA%D9%8A%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D9%85/