المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 15 تشرين الأول/2018

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/newselias18/arabic.october15.18.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

Vote Charbel Bassil for the Catholic Separate French Trustee Board Schools In Mississauga انتخب شربل باسيل لعضوية مجلس أمناء المدارس الكاثوليكية الفرنسية في ماسيسوكا

http://eliasbejjaninews.com/archives/68117/vote-charbel-bassil-for-the-catholic-separate-french-council-board-schools-in-mississauga%d8%a7%d9%86%d8%aa%d8%ae%d8%a8-%d8%b4%d8%b1%d8%a8%d9%84-%d8%a8%d8%a7%d8%b3%d9%8a%d9%84-%d9%84%d8%b9%d8%b6%d9%88/

 

اقسام النشرة
عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

أورَشَلِيم، أُورَشَلِيم، يا قَاتِلَةَ الأَنْبِياء، ورَاجِمَةَ المُرْسَلِينَ إِلَيْها، كَمْ مَرَّةٍ أَرَدْتُ أَنْ أَجْمَعَ أَوْلادَكِ كَمَا تَجْمَعُ الدَّجَاجَةُ فِرَاخَهَا تَحْتَ جَنَاحَيْها، وَلَمْ تُرِيدُوا

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

بالصوت والنص/حرب باسيل-جعجع الإعلامية هدفها التعمية على واقع الإحتلال

بالصوت والنص/الياس بجاني/ذكرى 13 تشرين الأول 1990: قرابين على مذبح لبنان الرسالة

الياس بجاني/ذكرى 13 تشرين الأول 1990: قرابين على مذبح لبنان الرسالة

الياس بجاني/حزب الله وأدواته ومعظم الذين يدعون نفاقاً المعارضة هم وجهان لعملة واحدة

الياس بجاني/تغيير جلود ومداكشة الكراسي بالسيادة

الياس بجاني/رابط مقالتي المنشور اليوم في جريدة السياسة/شركات أحزاب من الإسخريوتيين يسوِّقون لزمن سادوم وعامورة

الياس بجاني/أصحاب شركات أحزاب من الإسخريوتيين يسوِّقون لزمن سادوم وعامورة

 

عناوين الأخبار اللبنانية

ضربة أميركية لحزب الله.. تصنيفه منظمة "إجرامية دولية"

"ورقة بين حزب القوات وتيار المردة؟".. والقاسم المشترك بين تيار المردة وحزب القوات هو أن لبنان "عربي الهوية والانتماء/داني فرح/فايسبوك

بين تشرين 1978 وتشرين 1990/خليل حلو/فايسبوك

صفحة من بعد 13 تشرين 1990/خليل حلو/فايسبوك

من حصاد اليوم/خليل حلو/فايسبوك

التلوث يجتاح لبنان براً و بحراً و جواً /آبو ارز

المقاومة_اللبنانية/١٣تشرين_اليوم_الأخير(١)/صعود ابوشبل

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 14/10/2018

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

دوي انفجار بين الحلوسية والزرارية عند مجرى نهر الليطاني

اليونيفيل: ننظر في موضوع انفجار الحلوسية بالتعاون الوثيق مع الجيش

الحريري في بعبدا اليوم حاملاً مسودّة حكومية جديدة

الملاحة الجوية اللبنانية في مرمى منظومة «إس 300» الصاروخية/الخطر وارد مع تسيير «طيران الشرق الأوسط» رحلاتها فوق سوريا

الحكومة رهن لقاء بين عون والحريري الأسبوع المقبل/نائب من «التيار»: لن تشكّل حكومة ما دامت وزارة الأشغال لـ«المردة»

باريس تتفق مع بيروت على لجنتين لمتابعة مشاريع «سيدر»

دعوات إلى «جبهة مسيحية» في لبنان تواجه «استفراد» التيار/قوى تتهم باسيل بشن «حرب إلغاء» ضدّها وتحويل البلد إلى شركة خاصة

حزب الله والعقوبات: باقٍ في سوريا

باسيل يجمع المسيحيين.. ضده

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

السعودية ترد على تلويح ترامب بالعقوبات بشأن قضية خاشقجي

مصدر سعودي: إذا تلقت المملكة أي إجراء فالرد سيكون أكبر

فتح الحدود بين الأردن وسوريا غداً الاثنين

ترمب يتحدث عن «خطوة كبرى» إلى الأمام في العلاقة مع تركيا

القس برانسون في البيت الأبيض... والمعارضة التركية تتهم إردوغان بتقديم تنازلات

روحاني يتهم واشنطن بالسعي لتغيير النظام في إيران

أميركا تفضح ممارسات إيرانية للتهرب من العقوبات وتمويل الإرهاب

إيران تتجه إلى «إعادة تأهيل» المجلس الأعلى الإسلامي بعد خسارتها الحكيم/احتفل بذكرى تأسيسه الـ37 في ظل انحسار شعبيته

لافروف يحذر أميركا من تشجيع مساعٍ إنفصالية لأكراد سوريا/دعوات إلى تحقيق دولي في قصف دير الزور بأسلحة محرمة

طيارون إسرائيليون وأميركيون في أوكرانيا يتدربون على مواجهة صواريخ روسيا

ظهور نادر لفاروق الشرع

إعادة فتح معبر القنيطرة في الجولان المحتل غداً

«داعش» يختطف 130 عائلة من ريف دير الزور بينهم 90 امرأة

غسان سلامة: مشكلة شرعية المؤسسات لا تزال قائمة في ليبيا/أكد لـ«الشرق الأوسط» أن نشر «قبعات زرق» غير وارد لفرض حل خارجي

لافروف يحذر أميركا من تشجيع مساعٍ إنفصالية لأكراد سوريا/دعوات إلى تحقيق دولي في قصف دير الزور بأسلحة محرمة

 

المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

عودة إلى مشهد 13 أكتوبر 1990 في لبنان/إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط

لبنان والاستيلاء الإيراني/رضوان السيد/نقلاً عن الاتحاد

ولادة الفرد والصحافة والرأي العام: من المطبعة إلى الإنترنت/د. منى فياض/الحرة

خامنئي يراهن على دماء الإيرانيين بعد تجويعهم/حامد الكيلاني/نقلاً عن "العرب

العقوبات الأميركية على الرياض تعني أن واشنطن تطعن نفسها/تركي الدخيل/العربية نت

لَمَا نام إلا في الغيم/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

الحقيقة الغائبة في قضية خاشقجي/سلمان الدوسري/الشرق الأوسط

المتاجرة باختفاء جمال خاشقجي/عبدالله بن بجاد العتيبي/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

المتاجرة باختفاء جمال خاشقجي

عبدالله بن بجاد العتيبي/الشرق الأوسط

دريان دعا تلفزيون الجديد الى الاعتذار من المسلمين: حذار التعرض لشعائر الله ومنها الكعبة المعظمة

ارسلان: الوضع المزري يدل على انهيار اقتصادي ومالي

بري حذر من جنيف من محاولات تصفية القضية الفلسطينية

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية

أورَشَلِيم، أُورَشَلِيم، يا قَاتِلَةَ الأَنْبِياء، ورَاجِمَةَ المُرْسَلِينَ إِلَيْها، كَمْ مَرَّةٍ أَرَدْتُ أَنْ أَجْمَعَ أَوْلادَكِ كَمَا تَجْمَعُ الدَّجَاجَةُ فِرَاخَهَا تَحْتَ جَنَاحَيْها، وَلَمْ تُرِيدُوا

إنجيل القدّيس لوقا13/من31حتى35/"دَنَا بَعْضُ الفَرِّيسِيَّينَ وَقَالُوا لِيَسُوع: «أُخْرُجْ وٱمْضِ مِنْ هُنَا، لأَنَّ هِيرُودُسَ يُرِيدُ أَنْ يَقْتُلَكَ!». فَقَالَ لَهُم: «إِمْضُوا وَقُولُوا لِهذَا ٱلثَّعْلَب: هَا إنِّي أُخْرِجُ الشَّيَاطِين، وَأُتِمُّ الشِّفَاءَاتِ اليَومَ وَغَدًا، وفي اليَومِ الثَّالِثِ يَتِمُّ بِي كُلُّ شَيء! وَلكِنْ لا بُدَّ أَنْ أُوَاصِلَ مَسِيرَتِي، اليَومَ وَغَدًا وَبَعْدَ غَد، لأَنَّهُ لا يَنْبَغي أَنْ يَهْلِكَ نَبِيٌّ في خَارِجِ أُورَشَلِيم! أُورَشَلِيم، أُورَشَلِيم، يا قَاتِلَةَ الأَنْبِياء، ورَاجِمَةَ المُرْسَلِينَ إِلَيْها، كَمْ مَرَّةٍ أَرَدْتُ أَنْ أَجْمَعَ أَوْلادَكِ كَمَا تَجْمَعُ الدَّجَاجَةُ فِرَاخَهَا تَحْتَ جَنَاحَيْها، وَلَمْ تُرِيدُوا! هُوَذَا بَيْتُكُم يُتْرَكُ لَكُم! وَأَقُولُ لَكُم: لَنْ تَرَوْنِي حَتَّى يَأْتِيَ وَقْتٌ تَقُولُونَ فِيه: مُبَارَكٌ الآتِي بِٱسْمِ الرَّبّ!».

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

حرب باسيل-جعجع الإعلامية هدفها التعمية على واقع الإحتلال

الياس بجاني/14 تشرين الأول/18

حرب التناطح ونبش القبور بين شركتي باسيل وجعجع لا تعنينا ولا يجب ان تعني أي سيادي حر لأنها عبثية وبين تجار وأبواق وصنوج هدفها تجهيل الإحتلال وزرع الفتنة.

 

بالصوت والنص/الياس بجاني/ذكرى 13 تشرين الأول 1990: قرابين على مذبح لبنان الرسالة

http://eliasbejjaninews.com/archives/68100/%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%88%D8%AA-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B5-%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%B0%D9%83%D8%B1%D9%89-13-%D8%AA%D8%B4%D8%B1%D9%8A%D9%86-%D8%A7/

بالصوت/فورمات/WMA/الياس بجاني/ذكرى 13 تشرين الأول 1990: قرابين على مذبح لبنان الرسالة/13 تشرين الأول/18/اضغط هنا للإستملع للتعليق

http://www.eliasbejjaninews.com/newwma17/elias13teshren18.wma

بالصوت/فورمات/MP3/الياس بجاني/ذكرى 13 تشرين الأول 1990: قرابين على مذبح لبنان الرسالة/13 تشرين الأول/18/اضغط على العلامة في أسفل إلى يسار الصحة للإستماع للتعليق

http://www.eliasbejjaninews.com/newmp3.17/elias13teshren18.mp3

 

ذكرى 13 تشرين الأول 1990: قرابين على مذبح لبنان الرسالة

الياس بجاني/13 تشرين الأول/18

نتذكر اليوم بحزن وأسى الشهداء الأبرار الذين سقطوا في 13 تشرين الأول/1990.

نتذكر الشهداء، كل الشهداء من مدنيين وعسكريين الذين استشهدوا ببسالة وبطولة وهم يواجهون الجيش السوري البعثي الغازي المحتل ومعه أرتال من طرواديي ومرتزقة الداخل، وذلك دفاعاً عن وطن الأرز والرسالة والتاريخ والإنسان والإستقلال..

ونتذكر اليوم أيضاً وبلوعة وحزن المئات من أهلنا ومنهم رهباناً وعسكر ومدنيين خطفهم جيش الإحتلال السوري ومرتزقته ونقلوهم إلى سجون ومعتقلات نظام الأسد النازية، وحتى يومنا هذا لا يزال مصيرهم مجهولاً.

إننا وبفضل تضحيات الشهداء الأبرار ومنهم شهداء يوم 13 تشرين الأول سنة 1990 ورغم كل الصعاب والمشقات وواقع الإحتلال الإيراني والإرهابي لوطننا الغالي ما زلنا في دواخلنا ووجداننا والضمير والعزائم نتمتع بحريتنا كاملة، وكراماتنا مصانة، وجباهنا شامخة.

الشهداء هم حبة الحنطة التي ماتت من أجل أن تأتِ بثمر كثير.

هم الخميرة التي تُخمر باستمرار همة وعنفوان وضمائر ووجدان وعزائم أهلنا ليُكملوا بإيمان وشجاعة وتقوى وتفانٍ مسيرة الشهادة والجلجلة والصلب والقيامة.

إن لبنان، وطن الأرز، هو أرض القداسة والفداء والرسالة، وهو عرين الشهداء والأحرار وملاذ لكل مُتعب ومضطهد.

هكذا كان، وهكذا سوف يبقى حتى اليوم الأخير والقيامة، وواجب اللبناني الإيماني والوطني والإنساني أن يشهد للحق والحقيقة دون خوف أو رهبة، وأن يرفع عالياً رايات الأخوة والحرية والمحبة والإيمان والعطاء والتسامح.

يقول القديس بولس الرسول في رسالته لأهل رومية (08/31 و32): “وبعد هذا كله، فماذا نقول؟ إذا كان الله معنا، فمن يكون علينا؟ الله الذي ما بخل بابنه، بل أسلمه إلى الموت من أجلنا جميعا، كيف لا يهب لنا معه كل شيء؟”

نعم إن الله معنا ومع لبنان في مواجهة الإحتلال الإيراني وطروادية كل أدواته المحلية، ولذلك لن يتمكن الأشرار وجماعات الأبالسة والإرهاب والأصولية والتقوقع بكل تلاوينهم وأسلحتهم من أن يكسروا عنفواننا أو يفرضوا علينا إرادتهم الشيطانية وكفرهم أو نمط حياتهم المتعصب والمتحجر.

شكراً لكل شهيد تسلح بالمحبة ومن أجلها قدم حياته قرباناً على مذبح وطن الأرز ليبق لبنان حراً، وسيداً ومستقلاً، وليبق اللبناني محتفظاً بكرامته وعنفوانه وحريته.

شكراً لأهالي الشهداء العظماء في إيمانهم ووطنيتهم لأنهم أنجبوا أبطالاً وبررة.

شكراً لتراب لبنان المقدس الذي انبت شهداء واحتضن رفاتهم.

شكراً للرب القدير الذي انعم على لبنان بالشهداء الأبطال.

وحتى لا تضيع تضحياتهم واجبنا المقدس هو احترام القضية التي من أجلها استشهدوا، وهي قضية لبنان وإنسانه والحريات والإيمان.

أما المخطوف والمغيب والمبعد قسراً فهو شهيد حي ومصيره أمانة بأعناقنا.

الشهداء أعطونا دون حساب، وأعطوا لبنان بسخاء وكرّم.

أعطونا كل ما يملكون دون أن نطلب منهم ذلك.

أعطونا حياتهم فرحين لأنهم أمنوا بقول السيد المسيح: (يوحنا 15/13): “ليس لأحد حب أعظم من أن يبذل الإنسان نفسه من أجل أحبائه”.

قبلوا طوعاً وبفرح عظيم أن يُقدموا أنفسهم قرابين على مذبح وطننا، فصانوه وافتدوه وحافظوا على كيانه وإنسانه والحريات.

فلنعطيهم حقهم كما أعطونا، ولنكن مؤتمنين بصدق وشجاعة على قدسية شهادتهم بالحفاظ على قضيتنا ووطننا وكرامتنا والإيمان.

من يتنكر لعطاءات الشهداء ويخون القضية التي استشهدوا من أجلها هو ناكر للجميل وزنديق وطروادي لا يستحق لا هوية لبنان ولا بركة قديسيه ولا نعمة الحرية.

كل رجل دين وسياسي ومسؤول ومواطن يخون لبنان وقضيته وإنسانه والحريات، إنما يخون دماء وتضحيات الشهداء، ويستحق نار جهنم.

لا يجب أن يغيب عن بالنا ولو للحظة واحدة مصير أهلنا اللاجئين في إسرائيل منذ العام 2000 ، وهم عملياً شهداء أحياء وممنوع عليهم من قوى الإرهاب والقهر وتجار المقاومة وزنادقة الممانعة العودة إلى وطنهم لبنان إلا وهم أموات وفي النعوش.

إن الأوطان التي لا يفتديها شبابها بحياتهم هي أوطان إلى زوال، ولبنان المتجذر في التاريخ ما كان بقي واستمر لولا تضحيات شبابه وتفاني الوطنيين والأشراف من أهله.

بارك الله لبنان وحماه وصانه ورد عن أهله كل سوء.

يا شهيد لبنان نام قرير العين لأنه بفضل أمثالك من الأبطال لبنان لن يركع ولن يقبل الذل وهو باق باق وباق.

فلنصلي خاشعين من أجل راحة أنفس شهداء وطن الأرز، ومن أجل معرفة مصير المغيبين من أهلنا في سجون نظام الأسد المجرم وعودة أهلنا المبعدين قسراً من إسرائيل،

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

حزب الله وأدواته ومعظم الذين يدعون نفاقاً المعارضة هم وجهان لعملة واحدة

http://eliasbejjaninews.com/archives/68061/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%ad%d8%b2%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d9%88%d8%a3%d8%af%d9%88%d8%a7%d8%aa%d9%87-%d9%88%d9%85%d8%b9%d8%b8%d9%85-%d8%a7%d9%84%d8%b0/

الياس بجاني/12 تشرين الأول/18

على الأكيد الأكيد، فإن حزب الله وأدواته في الحكم، إضافة إلى طاقم السياسيين والمطبلين والانتهازيين الطرواديين ومعهم كل الإعلاميين ووسائل الإعلام التابعة للاحتلال الإيراني هم عملياً كوارث وطنية واجتماعية ومعيشية وأخلاقية على كافة الصعد وفي كل المجالات، ولكن في الواقع وفي الممارسة وفي المواقف المتلونة فإن معظم من يطرحون أنفسهم كبدائل وطنية للاحتلال ولرموزه وأدواته تحت رايات السيادة والحريات والواقعية والشهداء والأحجام والتمثيل الشعبي هم عملياً وواقعاً معاشاً على الأرض وممارسات وحقائق مثبتة هم أعداء للهوية وللكيان ولتضحيات الشهداء ولكل ما هو لبنان ولبنانية كما أنهم أسوأ وأخطر من حزب الله وأدواته كافة بمليون مرة.

يبقى أن من لا مصداقية له،

ولا يحترم هوية لبنان ويحافظ عليها ويصونها ولا يخجل بها،

ولا يثبت على موقف،

ويمارس الحربائية والانتهازية في مواقفه وتحالفاته،

ولا ضمير ولا وجدان عنده،

والعمل السياسي والوطني في مفهومه الأعور والشارد عن الحق هو تجارة،

ولا يخاف الله ولا يوم حسابه الأخير..

ولا يؤمن يتبادل السلطة،

ويسوق لنفسه الطوباوية والقداسة..

يبقى، أنه من أجل كل ما في أعلى من صفات غير حميدة، وهذا قليل من كثير الشرود ولإسخريوتية، فإن كل من هم من هذه الخامة الحربائية والإنتهازية من سياسيين وناشطين وأصحاب أحزاب واعلاميين، لا يجب الوثوق بهم أو السير معهم أو خلفهم أو احترامهم.. لأن فاقد الشيء لا يعطيه.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

تغيير جلود ومداكشة الكراسي بالسيادة

الياس بجاني/11 تشرين الأول/18

ستتشكل الحكومة كما يريدها حزب الله وربع الصفقة المتناحرين عالحصص سيسيرون بها مجبرين بعد أن غيروا جلودهم وداكشوا السيادة بالكراسي.

 

الياس بجاني/رابط مقالتي المنشور اليوم في جريدة السياسة

شركات أحزاب لبنانية تعود لزمن سادوم وعامورة/الياس بجاني/12 تشرين الثاني/18/اضغط هنا أو على الرابط في أسفل

http://al-seyassah.com/%d8%b4%d8%b1%d9%83%d8%a7%d8%aa-%d8%a3%d8%ad%d8%b2%d8%a7%d8%a8-%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86%d9%8a%d8%a9-%d8%aa%d8%b9%d9%88%d8%af-%d9%84%d8%b2%d9%85%d9%86-%d8%b3%d8%a7%d8%af%d9%88%d9%85-%d9%88%d8%b9/

 

أصحاب شركات أحزاب من الإسخريوتيين يسوِّقون لزمن سادوم وعامورة

الياس بجاني/11 تشرين الأول/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/68039/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a3%d8%b5%d8%ad%d8%a7%d8%a8-%d8%b4%d8%b1%d9%83%d8%a7%d8%aa-%d8%a3%d8%ad%d8%b2%d8%a7%d8%a8-%d9%85%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d8%b3%d8%ae/

(إنجيل القديس متى 26/31) حِينَئِذٍ قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «كُلُّكُمْ تَشُكُّونَ فِىَّ فِي هذِهِ اللَّيْلَةِ، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: أَنِّي أَضْرِبُ الرَّاعِيَ فَتَتَبَدَّدُ خِرَافُ الرَّعِيَّةِ".

من واجب كل لبناني مؤمن بالحرية وبالهوية وبالكرامة وبحق الوجود الكريم المكلل بسيادة واستقلال وكامل حرية قرار وطن الأرز والقداسة..

ومن واجب كل لبناني صاحب ضمير ووجدان ويخاف يوم الله ويوم حسابه الأخير..

ومن واجب كل لبناني يؤمن بأن المحبة هي الله، وأن أقدس أنواع هذه المحبة وأطهرها وأعظمها هي العطاء والفداء بالذات من أجل الآخرين..

ومن واجب العرفان بالجميل لتضحيات الشهداء الذين قدموا أنفسهم قرابين على مذبح لبنان الرسالة والقداسة والحريات..

ومن أجل جرأة وواجب الشهادة للحق..

نعم، من أجل كل هذه القيم وغيرها الكثير علينا أن لا أن لا نسكت عن ممارسات وشرود وهرطقات وتضليل أي أحد من القادة أو السياسيين أو أصحاب شركات الأحزاب الدكتاتورية والعائلية والتجارية.

علينا أن نشهد للحق ونسمي الأشياء بأسمائها وأن نقول لا كبيرة ومدوية لكل من يضلل ناسنا ويتاجر بشعارات لا يحترمها ولا يمارسها ويقفز فوق دماء الشهداء ويجعلهم مطية للوصول إلى مطامعه وأجنداته الترابية.

وحتى تكون رسالتنا واضحة ومباشرة وليس فيها أي رائحة للرمادية والفتور فنحن بكلامنا هذا نحص فقط وفقط القيادات التي تدعي أنها سيادية واستقلالية ومقاومة.

ولا يعنيني غيرهم لأن هؤلاء "الغير" شردوا عن كل ما هو لبناني منذ زمن بعيد وسلموا الوطن للغرباء ولتجار الممانعة والتحرير والمقاومة الكاذبة ونحروا هويته واستهزأوا بتاريخه وشرعوا حدوده للمحتلين والأعداء.

من هنا ومع احترامنا لكل إنسان كائن من كان نحن نرى أن المشكلة الأساس في لبنان حالياً تكمن في العاهات التالية:

أولاً .. في إبليسية وإرهاب الإحتلال الإيراني الذي نجح في شق صفوف كل الشرائح المذهبية والمجتمعية وزرع بينها طرواديين وإسخريوتيين ومنافقين وجماعات ثقافتها ترابية داكشت الكراسي بالسيادة والإستقلال، وقفزت فوق دماء الشهداء، وتسوّق بفجور لهرطقات وخزعبلات تضليلية واستسلامية من مثل الواقعية والعجز والأحجام وإلخ..

وثانياً .. الزحف المشين لغالبية السياسيين وأصحاب شركات الأحزاب لإرضاء واسترضاء المحتل الإيراني المتمثل بحزب الله من خلال متاجرتهم بشعارات مقاومة شريفة لبنانية 100% وتشويهها، واللعب على نوستالجيا (حنين للماضي) مشرّفة بطلها "البشير" وكوكبة كبيرة جداً من الشهداء الأبرار الذين هم براء من كل من يدعي حمل مشعلهم والسير على طرقهم..

وثالثاً .. وهنا المشكلة الأهم والأخطر وهي جر شبابنا من خلال إعلام وإعلاميين مأجورين وطرواديين إلى مواجهات عبثية مع بعضهم البعض لتسميم عقولهم وتسطيح تفكيرهم وقتل كل ما بدواخلهم من حرية رأي وبصر وبصيرة، وإلهائهم بترهات وسخافات كلها تتمحور حول أطماع وأجندات أصحاب شركات الأحزاب..

غالبية هؤلاء الشباب التابعين للأحزاب قد فقدوا البوصلة الوطنية والإيمانية وباتوا من عبدة الأصنام الذين هم أصحاب شركات الأحزاب..

هؤلاء الشباب مغرر بهم وغارقين في اللاوعي الغنمي وفي نوستالجيا الحرب ببطولاتها وتضحياتها ..

مشكلتهم التي باتت مشكلة مجتمعنا المسيحي تحديداً أنهم أمسوا يقدسون بغباء أصحاب شركات الأحزاب الذين باعوا القضية وداكشوها بالكراسي وبأوهام الحصص وبنواب مخصيون سيادياً ينفذون ولا يقررون.

عملياً وللأسف عدنا مع غالبية الأحزاب وتحديداً منها المسيحية التي تدعي أنها سيادية .. عدنا إلى زمن الصنمية والعبودية والجاهلية ..

والشباب في مفهوم أصحاب شركات الأحزاب هم أدوات يتاجرون بهم بما يخدم أجنداتهم السلطوية دون أي اعتبار لا للقضية ولا للهوية ولا للتاريخ ولا للإيمان...

واجبنا اليوم أن نتصدى لهرطقات أصحاب شركات الأحزاب ونعري كل ما يقومون به من تضليل وتشويه لقضينا المقدسة.

يبقى أننا نعيش في زمن مّحل وعهر لا يختلف كثيراً عن زمن سادوم وعامورة...

خيارنا إما أن نتصدى لهذا الزمن بأسلحة الإيمان والجرأة والشهادة للحق..

أو أن نستلم له ونتخلى عن ذواتنا وحريتنا ووطننا ونعود إلى ثقافة الإنسان العتيق.. إنسان الغريزة والخطيئة الأصلية.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

ضربة أميركية لحزب الله.. تصنيفه منظمة "إجرامية دولية"

العربية/14 تشرين الأول/18/مرر مجلس الشيوخ الأميركي بالإجماع مشروعين لقانونين يستهدفان حزب الله وممولي ومسلحي وداعمي التنظيم، بالإضافة إلى من يساهمون في حزب الله وحماس في استخدام الدروع البشرية. ويمنع القانون تمويل حزب الله خارج وداخل لبنان ويسمح للحكومة الأميركية ملاحقة حزب الله كمنظمة إجراميه دولية، وليس فقط "إرهابية" الأمر الذي يسمح للولايات المتحدة باستهداف حزب الله ومموليه حتى في الدول التي لا تصنفه كمنظمة إرهابية. وكان مجلس النواب قد صوت لصالح القانون سابقاً، ويتوقع أن يدخل حيز التنفيذ بعد توقيع الرئيس خلال أيام. أما مشروع القانون الخاص باستخدام حزب الله وحماس للدروع البشرية ففريد من نوعه حيث إنه يتطلب من الرئيس فرض عقوبات على الأشخاص الذين يساعدون التنظيمات الإرهابية في استخدام الدروع البشرية. وستنتقل مسودة القانون إلى مجلس النواب ليصوت عليها. تأتي هذه القوانين كجزء من حملة أميركية أوسع - بمشاركة الفرعين التنفيذي والتشريعي - لاستهداف إيران وأذرعها في الشرق الأوسط.

 

"ورقة بين حزب القوات وتيار المردة؟".. والقاسم المشترك بين تيار المردة وحزب القوات هو أن لبنان "عربي الهوية والانتماء

داني فرح/فايسبوك/14 تشرين الأول/18

القاسم المشترك بين تيار المردة وحزب القوات هو أن لبنان "عربي الهوية والانتماء" كما جاء في نفاق وانفاق الطائف السيء الذكر.

هم كذلك، ليس غصب عن انفهم واستسلام وهزيمة وقبول بشروط مذلة، بل هم كذلك بكامل ارادتهم العقلية دون أن يقدموا أي دليل تاريخي او جيني ان موارنة لبنان، شمال لبنان، هم عرب.

البطاركة الموارنة في مدافن في قنّوبين هم بطبيعة المنطوق الخاص بهم من شبه جزيرة العرب الحجاز بحسب هذا الثنائي المضحك.

في اعلان النوايا

طفل يرضع من صدر امه له وعي ان اعلان النوايا، اعلان التكاذب بين التيار التجاري الحر البرتقالي والحزب اللدود حزب القوات اللبنانية، حزب لا يمت للقوات اللبنانية الاصيلة بصلة، الجهاز العسكري الممول عديداً وعدة ومال من حزب الكتائب حينها والذي سطى عليه سمير وقبله "هورس" + كريم + إيلي ومعهم سمير وغيرهم مساندين من قادة الوحدات، إذاً يعلم هذا الطفل الرضيع ان هذا الثنائي السيء الذين ارادوا شد الكتائب للانضمام اليهم لاضافة شرعية على كذبة انفضحت في اول اختبار سلطة وتنفيذ اتفاق المحاصصة، يعلم ان المؤسسة العريقة الكتائب اللبنانية امتنعت عن لعبة الاولاد هذه وأن هذا "الاتفاق" انتهى الى غير رجعة وكان قد ولد ميت.

وهذا الطفل الرضيع يعلم ان هذا الثنائي الغاشم لم يأتي مثيل له على تاريخ المسيحيين في لبنان على خط الوقت.

يجوز فيهم التوصيف "ورطة" و "كارثة".

فكيف بناضج له سمة الوعي.

أما بعد، في اللقاء المرتقب بين سمير وسليمان نترقب ما قد يسمى "بمصالحة" بين حزب القوات وتيار المردة وربما مشهد فولكلوري آخر لتوقيع مضمون ما منسوخ على ورق. ونسأل: "مصالحة على ماذا؟" هل اعترف سمير انه قام بالخروج عن الاطار الذي ربما كان مرسوم لعملية اهدن ام ما زال ينفي عينك بعينك؟ أذا لم يقم بها فالمردة في قفص الاتهام. اما المردة يبرىء المذنب، يدّعي انه ليس بمذنب، او مذنب بريء ويشد منه اعتراف غصب عن انفه وحسبي هذا لن نجده في الورقة. الدم لا يكذب ودم هابيل سيبقى يصرخ. أنما ضروري ان يعلن في مقدمة أي اتفاق ما هي المشكلة وعلى ماذا يتسامح الفريقين، تيار المردة كنتم او حزب القوات؟ هل يغفر حزب القوات لتيار المردة على عملية اغتيال جود البايع وفي المقابل يغفر المردة للقوات لعملية قتل طوني فرنجية؟ لا دخل لحزب القوات بجود البايع الكتائبي الكبير مع ان حزب القوات سطى على كثير مما يخص الكتائب اللبنانية.  إذاً، من المفروض أن نعرف عن اي صفحة ستطوى فيما بينكم الى غير رجعة وعن ماذا تتكلمون؟

ننتظر بفارغ الصبر ان نقرأ منشور يعلن لنا عن ماذا تمخض الجبل بعد مباحثات وأخذ ورد الخ،. نصلي الى الرب ان لا تنسخ خاتمة اعلان النوايا بين التيار التجاري الحر وحزب القوات وتقولب الكلمات وتضاف الى خاتمة ورقة جديدة ان وجدت كالتالي:

"وإذ يعتبر الطرفان أن اعلان النوايا هذا، يهدف إلى وضع المبادء الديمقراطية ومعاييرها كأساس لتنظيم علاقتهما، يؤكدان على ابقاء المبادئ الدستورية والميثاقية فوق سقف التنافس السياسي، كما يؤكدان على ارادتهما ورغبتهما بالعمل المشترك والتواصل في جميع المجالات والمواقع الممكنة لتنفيذ التزاماتهما المنوه عنها اعلاه ويعتزمان العمل على تفعيل انتاجية اتفاقاتهما حيث يتفقان، والتنافس من دون خصام حيث يختلفان، كما يتعهدان بالتواصل الدائم والتباحث المستمر للتفاهم على كافة المواضيع ذات الشأن العام والوطني."

في الخلاصة، كل الخبرية أن سمير عم يلحق حاله مع سليمان من ضمن احتمالات وسيناريوهات متعددة ومنها وصول سليمان الى رئاسة الجمهورية.

وللفريقين زقيفة على العمياني. نريد علاقة متينة مسيحية يقرأ فيها الغير جدّية فينضموا اليها. بدي اتمنى للقارىء نهار احد ممتلىء قداسة ولبنانية.

 

بين تشرين 1978 وتشرين 1990 ...

خليل حلو/فايسبوك/14 تشرين الأول/18

لإنعاش الذاكرة: حرب المئة يوم تواجهت فيها قوى الإحتلال السوري مع المقاومة اللبنانية ضد هذا الإحتلال ولا سيما أحزاب الوطنيين الأحرار والكتائب والتنظيم وحراس الأرز ومقاومون غير منتمين إلى أي من هذه الأحزاب، وكانت ساحاتها الأشرفية وعين الرمانة وفرن الشباك والحدث وبعبدا. هذه الحرب انتهت بقرار وقف اطلاق نار صدر عن مجلس الأمن تحت الرقم 436 في 6 تشرين الأول 1978 (والذي قلـّـما يذكر مثل الـ425 ...). على أثره انسحب الاحتلال السوري من الأشرفية لعدم تمكنه من حماية مراكزه هناك. هذه كانت المرّة الوحيدة في تاريخ مقاومة الإحتلال السوري الذي ينسحب فيه من منطقة لبنانية تحت ضغط المقاومين اللبنانيين. أما في تشرين 1990 فحصل العكس كما نعرف وسقط كل لبنان في قبضة نظام دمشق. بالأمس كان احتفال في الأشرفية ليس بانتصار 1978 بل "بانتصار 1990" (التاريخ لا يمحى ولا يمكن تحويل يوم العار إلى يوم نصر) ولم يذكر المحتفلون الإحتلال السوري مرّة واحدة ؟؟؟ ... تحياتي لمقاومي 1978، هذا الرعيل الذي لم يأخذ حقـّه من وطنه ولكن التاريخ سجـّل بطولاته التي ستبقى في ذاكرة الأجيال الى الأبد والتي ستستمد منها الأجيال ثقافة الحرية والكرامة.

 

صفحة من بعد 13 تشرين 1990،

خليل حلو/فايسبوك/14 تشرين الأول/18

بعد سقوط القصر الجمهوري ووزارة الدفاع في ايدي الإحتلال السوري في 13 تشرين 1990 وتوجه العماد عون والوزيرين اللوائين عصام أبو جمرة وإدكار معلوف وبعض الضباط إلى السفارة الفرنسية، وتراكم جثث الشهداء في براد مستشفى بعبدا الذي انقطعت عنه الكهرباء وبات مقبرة مفتوحة بدلاً من براد للجثث، أتاني أحد الضباط الأصدقاء ليستفسر ماذا سنفعل؟ فأجبته بانني لن أنفذ أوامر تخالف قناعاتي مهما تكن وسيكون أشرف لي الإستقالة من الجيش من الخدمة تنفيذاً لأوامر سوريا.

ثم اتاني أحد الأصدقاء وأعلمني أن ضباطاً لبنانيين مقربين من السوريين سلموا قوات الإحتلال نسخ عن إضبارات الضباط التي كانت في فرع الأمن العسكري في مديرية المخابرات. لم عجب من هذا الخبر.

 ثم راحت الأخبار تأتي تباعاً وعلى مراحل:

توقيف 18 ضابطاً من بينهم عامر شهاب مدير المخابرات وفؤاد الأشقر رئيس فرع الأمن العسكري وشامل موزايا قائد اللواء الخامس وفايز كرم مدير فرع المكافحة ومارون أبو ديوان وكرم مصوبع وغيرهم وسوقهم إلى سجن المزة في دمشق، وكان الشعور أن الدور سيأتي على الجميع خاصة على المقربين من العماد عون وأنا واحداً منهم،

وتواردت اخبار عن سرقة أموال ومستندات من كتيبة مقر عام الجيش في وزارة الدفاع من قبل الجنود السوريين،

وعن تواري عدد من الضباط اللبنانيين عن الأنظار خشية من التوقيف من قبل الإحتلال.

بعد أيام هدأت الأمور وتوجهت إلى وزارة الدفاع حيث أنني كنت في تصرف الوزير اللواء إدكار معلوف وكانت قطعتي الإدارية في مقر عام الجيش للإستفسار عن اية تعليمات بخصوص الإلتحاق بالخدمة.

عند وصولي رأيت شاحنة سورية داخل حرم وزارة الدفاع متوقفة على مدخل مبنى مديرية المخابرات، يا له من مشهد يرمز إلى "مات الملك" "Echec et Mat" وهو مؤلم.

هذا المبنى الذي ضم خيرة ضباط لبنان من كبريال لحود وأنطون سعد وجوني عبده وجول بستاني هو اليوم تحت رحمة جيش الإحتلال السوري.

كان عدد من العسكريين اللبنانيين في الباحة وقالوا لي أن الشاحنة السورية معطلة هنا منذ أيام دون الإدلاء باية تفاصيل أخرى، ثم حضر ضابط برتبة عميد كان يخدم في القيادة راح يشتم العماد عون بعد أن كان ينفذ أوامره في الأمس القريب مما جعلني أشمئز من ضابط رفيع يخل بقسمه بحثاً عن خلاص أو عن ارضاء المحتلين الجدد. في عمليات القيادة كان المرحوم العميد نعيم فرح الذي استقبلني بابتسامة ألم مع كلام قليل أما قائد مقر العام الجيش العميد روجيه ناصيف فلم تكن لديه أية تعليمات وكان ينتظر ما سيأمره به إميل لحود.

علمت لاحقاً أن باقة من الضباط اللبنانيين كانوا وقفوا في وجه الإحتلال السوري قاموا بزيارات طوعية للمخابرات السورية حيث أعلنوا نقل البندقية من كتف إلى آخر بشهادة غازي كنعان نفسه.

وعلمت أيضاً أن ضباطاً آخرين ممن لم يحضروا طوعاً تم استدعائهم دون المرور بإميل لحود الذي في مطلق الأحوال كان عاجزاً عن تأمين عازل بين ضباط الجيش والسوريين ومنهم من أنكر العماد عون ومنهم من أعلن ولائه لإميل لحود.

هذه الأيام التي تلت 13 تشرين بدت لي كسنوات طويلة سوداء ولكن كان الشعور الوطني يزيد من التصميم على الصمود وعدم القبول بالتدجين وإلا ما معنى هذه الحياة الذليلة وأي وطن سيبنى في ظل الإحتلال؟ ...

هذا غيض من فيض من وقائع عشتها ولكنه من المبكر الحديث عن تفاصيل أخرى لكي لا تصبح هذه التفاصيل سلعة في بازار السياسة الرخيص، أو مادة يتناولها الرعاع على وسائل التواصل الإجتماعي.

 

من حصاد اليوم

خليل حلو/فايسبوك/13 تشرين الأول/18

1) اعتذار فندقين مرموقين عن استقبال لقاء سيدة الجبل ليس صدفة على الإطلاق وادلاء السيد وفيق صفا بأنه هو الذي منع اللقاء في فندق البريستول هو رسالة واضحة ان لبنان اصبح تحت جزمة ايران، وطبعاً وزير العدل في حكومة تصريف الأعمال لن يتحرك لأن ميزان العدل يميل لصالح الوصاية غير المعلنة، كما لم يتحرك معاليه لاستجواب من شتموا واهانوا فخامة رئيس الجمهورية في الشارع منذ ستة أشهر (ثم عاد حزب الرئيس وتحالف معهم في الإنتخابات). النيابة العامة عندنا ووزير العدل عندنا لهما حرية التحرك ما عدا في اتجاه الحكام الفعليين مهما انتهكوا القوانين.

2) جريدة النهار التي صدرت بصفحاتها البيضاء هي شرف للبنان وللحريات في لبنان علّ تاريخ صدور هذا العدد الأبيض من النهار يكون نقطة الإنطلاق لاستعادة الإستقلال المفقود. ولا يسعنا في هذه المناسبة إلا التوجه بالتقدير لآل التويني الكرام الذين شكلوا معالم في الطريق لبنان الوطن والكيان ولا سيما غسان وجبران تويني.

3) في تأليف الحكومة: عدا عن أن ما يحصل هو مسخرة ومهزلة ومسرحية رخيصة هناك أمر واضح: ميزان القوى الذي يتحكم بهذا التأليف هو لصالح إيران وما ستقرره ايران هو الذي يحدد شكل الحكومة وليس جبران باسيل وسعد الحريري وسمير جعجع ووليد جنبلاط مع حفظ الألقاب ... كل ما يقال ويسمع من تصاريح وزيارات ومهل وغيره هو لتبرير الفشل الذي يشمل الجميع وبالنهاية قرار طهران هو الذي "يمشي" ... الا اذا قرر البعض ممن هم ليس ميؤوساً منهم 100% الإستفاقة من سباتهم.

 

التلوث يجتاح لبنان براً و بحراً و جواً

آبو ارز/14 تشرين الأول/18

و السرطان يفتك بأهلنا بنسبٍ غير مسبوقة، هي الأعلى في بلدان المنطقة. فيما أصحاب الشأن منهمكون في تقاسم السلطة، و توزيع الحقائب، و تناتش الحصص.

فنيابة عن شعبنا الغارق في لجة عميقة من اليأس و القهر والغضب، نحرص على تبليغ أصحاب الشأن هؤلاء ثلاث حقائق:

١- انتم أسوأ ما أنتجته السياسة اللبنانية عبر العصور.

٢- لن ندعكم تنعمون بأموال الشعب الذي تماديتم في نهبه و تجويعه.

٣- البلاد على حافة الإفلاس، والانهيار العام قد يكون قريبا، وساعتئذن سيبدأ الحساب ، وسيكون قاسياً ... وشاملاً .

لبيك لبنان.

 

المقاومة_اللبنانية/١٣تشرين_اليوم_الأخير(١)

صعود ابوشبل/14 تشرين الأول/18

للمرة الأولى، تناول السفير الفرنسي السابق في لبنان رينيه آلا، كيف تم لجوء العماد ميشال عون الى السفارة الفرنسية في 13 تشرين الأول (أكتوبر) 1990، حيث أمضى تسعة أشهر قبل ان يغادرها الى فرنسا في اطار عملية نظمتها الاستخبارات الفرنسية التي ترأسها في حينه فيليب روندو، في عهد السفير الفرنسي دانيال هوسون. . والتقت «الحياة» آلا المتقاعد من السلك الديبلوماسي ويترأس حالياً بلدية بلدة في جنوب فرنسا وقد عمل في لبنان من سنة 1989 حتى سنة 1991 ثم نقل الى الفاتيكان.

روى آلا لـ«الحياة» انه «في 13 تشرين الأول 1990 حلقت طائرات سورية من نوع سوخوي في الاجواء اللبنانية وحامت فوق منطقة مار تقلا حيث مقر السفارة الفرنسية، وراحت تقصف منطقتي اليرزة وبعبدا القريبتين، حيث كان مقر عون الذي كان رئيساً للحكومة»، فاتصل بي عون هاتفياً وقال: «هل انت على علم بما يحدث»، فقلت: «نعم لقد فهمت». أضاف آلا: «كان واضحاً ان تحليق الطيران السوري في سماء لبنان كان بموافقة اسرائيلية – أميركية، إذ ان مثل هذا التحليق كان ممنوعاً على الطيران الحربي السوري في الأجواء اللبنانية، فأدركت عندها ان هناك اتفاقاً دولياً مسبقاً يسمح بذلك، على رغم النفي الذي صدر في الولايات المتحدة».

وتابع: «كانت ادارة الرئيس جورج بوش الأب نفت عشية هذا الهجوم انها سمحت لسورية القيام به، وفي تلك الفترة كانت الإدارة الأميركية تعد لحرب لتحرير الكويت».

وأشار آلا الى انه صباح يوم 13 تشرين الأول كانت الجبهة اللبنانية مشتعلة من جراء القصف السوري، فاتصل عون به مجدداً وقال: «انظر ما في وسعك أن تعمله، فهذا هجوم شامل». وكانت عائلة عون في تلك الفترة في أحد الملاجئ وهو في بعبدا: «فاتصلت بوزارة الخارجية في باريس وأيقظت مدير مكتب وزير الخارجية آنذاك السفير برناركيسيدجيان (سفير فرنسا الحالي في جنيف) وأبلغته بالهجوم السوري على لبنان والعماد عون وطلبت منه إبلاغ وزير الخارجية رولان دوما والرئيس الفرنسي (الراحل) فرانسوا ميتران بذلك».

ومضى يقول: «حاولت الاتصال بالرئيس الهراوي. اتصلت به مرات عدة»، (الهراوي في مذكراته لم يشر سوى الى اتصال واحد)، فعاد عون واتصل مجدداً «ليقول لي ان الهجوم شامل ونهائي وانه يريد تجنب حمام دم وانقاذ ما يمكن إنقاذه، مطالباً بوقف لإطلاق النار، مضيفاً بصوت مخنوق ويكاد لا يسمع، اعتبر انني هزمت». وذكر آلا انه عندئذ بدأ يكثف تحركه فتمكن من التحدث هاتفياً الى الهراوي، بعد صعوبة و»أبلغته ان عون اعترف بهزيمته ويطلب وقفاً لإطلاق النار لتجنب حمام دم» وانه «من المحتمل أن أكون قلت له مثلما ورد في مذكراته لماذا أطلقتم هذا الهجوم فيما كنا نسعى لحل سياسي، لكني لم أعد أتذكر ذلك بدقة». وقال انه أكد للهراوي ان وقف اطلاق النار ضرورة وان عون صادق، فأجاب: «أنا لا أصدقه ونحن معتادون على مناوراته، فليذهب الى السفارة الفرنسية وبعدها سترى كيف ترتب الأمور». وانه عاد واتصل بعون ليبلغه بالانتقال الى السفارة، لأن مجيئه هو أحد شروط التفاوض لوقف اطلاق النار.

وذكر آلا انه اتصل مجدداً بعون الذي قال له: «كيف أصل الى السفارة والقصف من كل الجهات، فأنا لا أرى كيف يمكنني أن أخرج»، فكان لا بد من أن أعود وأتصل بالهراوي الذي رد علي قائلاً: «طالما لم يحضر إليكم (السفارة الفرنسية) فلا شيء ممكناً»، فاتصلت بعون وقلت له انه ليس هناك أي حل إلا بمجيئك الى السفارة، فأجاب: «سأخاطر وسنرى». وعند الساعة الثامنة والنصف من ذلك اليوم وصلت آليتان مصفحتان وعلى متنهما عونوحوالى 20 من أعوانه، وتوزعوا على مقر السفارة ومنزل السفير في ما كان يسمى فيلا الأمير، وحرصت على انزال الجميع الى الطبقة الموجودة تحت الأرض وبقيت مع عون وعدد من حراسه في الطبقة الأرضية. وروى آلا انه من هذا المكان أجرى اتصالاً هاتفياً بالهراوي وقال له: «ان عون الآن في دار السفارة، فماذا نفعل؟». فأجاب الهراوي انه ينبغي ان يعلن انه ينضم الى قائد الجيش في حينه إميل لحود ويطلب من الجيش أن ينضم لهذه القيادة وبهذا الشرط فقط يتم وقف اطلاق النار، «فبدأت أناقش مع عون لإقناعه بضرورة الادلاء بمثل هذا التصريحالعلني»، فسألني: «كيف وبأي وسيلة». ثم اتصل بمدير إذاعة لبنان آنذاك، رفيق شلالا المستشار الإعلامي السابق للرئيس أمين الجميل، فقال له انه وصل الى السفارة الفرنسية وأنه يريد التفاوض. وقال آلا انه عاد واتصل بالهراوي وقال له انه سيعطيه عون ليتكلم معه. فرفض الهراوي قائلاً: «التفاوض سيكون عبرك». فسألته متى ستعطى الأوامر لوقف اطلاق النار، فقال: «ان وزير الدفاع ألبير منصور سيتصل بك». فتأخر اتصال منصور، وعند حصوله طلب من عون أن يوجه أمراً شخصياً لوحداته للالتحاق بلحود وأن يضعوا أنفسهم تحت قيادته شخصياً، وعندها سألته عما إذا كان وجود عون في السفارة كاف للتفاوض على وقف اطلاق النار من دون أي اذلال له، إذ انهم كانوا بدأوا مسار قتله سياسياً، فقال لي ينبغي أن يسمع صوت العماد على الاذاعة وإلا فلا وقف لإطلاق النار، لأن ذلك سيكون أكثر صدقية بالنسبة الى جنوده، وعندها حاولت إقناع عون وتمكنت من ذلك لأنه أراد تجنب إراقة الدماء. ورأى آلا ان عون كان يدرك انه ينبغي تجنب المزيد من الدمار، وكانت سورية تكبدت أثناء المعارك حوالى 300 قتيل، فهذه الأسباب الأساسية جعلت خروج عون أكثر صعوبة.

وتابع آلا ان لحود كان وقتئذ في بيروت الغربية ولعب دوراً إيجابياً في تلك الفترة لأنه قاوم طويلاً قبل الموافقة على الحل العسكري الذي كان مسيئاً جداً للجيش، وكان هاجسه الأساس خلال الأشهر التي سبقت الهجوم السوري حمل عون على الالتحاق بقيادته، وكانت لديه معلومات حول ما كان يجري في دمشق. وأشار الى أن عون اتصل في هذه الأثناء برئيس أركان الجيش جان فرح وقال له: «لا تفاجأ سأدعو لوقف إطلاق النار وسأطلب من الجيش ان يضع نفسه بتصرف لحود وان يأخذ الأوامر منه». ثم اتصل مجدداً بشلالا وعاود تصريحه قائلاً انه يطلب وقف اطلاق النار تجنباً لإراقة الدماء، ودعا جنود الجيش لتلقي الأوامر من لحود. وقال آلا ان الجنرالين ادغار معلوف وعصام أبو جمرة لحقا بعون الى السفارة في وقت لاحق، وذكر انه علم باغتيال عدد من ضباط الجيش اللبناني، في حين ان وقف اطلاق النار لم ينفذ، على رغم الشروط المذلة التي وضعت لذلك، وقد «استهدفنا بقذيفة مباشرة سقطت على بضعة أمتار مني ومن عون، وبحسب الخبراء فإن القذيفة أطلقت من الشمالالغربي». وكشف عن اتصال هاتفي تلقاه من جوزيف جبيلي نيابة عن قائد القوات اللبنانية سمير جعجع، قال له فيه الا تحمي عون، وتساءل آلا عما اذا كان هذا الكلام تهديداً مباشراً لفرنسا، إذ ان القذيفة التي أصابت السفارة سقطت في الساعة التاسعة والقصف صباحاً «وكنت جالساً مع عون في مكتب في الطابق الأرضي، وكان في إمكانها أن تصيب أياً منا».

ومضى يقول انه على رغم ان عون كان أعطى أوامره لجميع الوحدات الموالية له، فقد استمرت المعارك والنصف طوال النهار، إذ ان بعض الوحدات لم توافق على الأوامر، وكانت هناك مشكلة مع «وحدة (الضابط) كلس» الذي كان يريد المضي في المعركة الى النهاية، فيما كانت الوحدات الأخرى تعمل على الالتحاق. المقابلة بتاريخ ١٧-٥-٢٠٠٥

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 14/10/2018

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

أضاء لبنان ليل باريس، بعرض فني ضجت به المدينة والعالم لفرقة كركلا العريقة، أعاد بهاء الصورة التي شوهتها الأزمات المتراكمة.

سياسيا، ركود في الداخل حركه التشاور الهاتفي بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف، بانتظار عقد لقاء بينهما.

وفيما تشريع الضرورة سيد الموقف إلى حين ولادة الحكومة، لمواكبة الاحتياجات الملحة وبينها ما يرتبط بإلتزمات خارجية ومؤتمر "سيدر"، نبه الرئيس نبيه بري من خطورة ما يعد للقضية الفلسطينية.

وغدا يعود معبر نصيب إلى دوره الطبيعي كشريان اقتصادي حيوي بين الأردن وسوريا وعبرهما، كصلة وصل بين لبنان وعدد من الدول.

النبأ أعلنته متحدثة باسم الحكومة الأردنية، بالتزامن مع اعلان التلفزيون الرسمي السوري. والمعبر كان مغلقا منذ سنوات بين الأردن وسوريا. وقد استحوذ على محادثات لبنانية على أكثر من صعيد في الفترة الأخيرة مع مسؤولين في البلدين المعنيين.

خارجيا أيضا، قضية الخاشقجي إلى مزيد من التعقيد والضبابية. وفي جديد المواقف، اصرار ألماني، بريطاني وفرنسي، في بيان مشترك، على كشف الملابسات ومطالبة السلطات السعودية والتركية بإجراء "تحقيق موثوق به" في اختفائه، والاعلان عن التعامل مع هذا الحادث "بأقصى درجات الجدية".

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

يوم ثان للرئيس نبيه بري قائدا ديبلوماسية برلمانية فاعلة، على هامش مؤتمر الاتحاد البرلماني الدولي الذي يفتتح غدا في جنيف. وبعد مشاركته في اجتماع المجموعة البرلمانية الإسلامية، كان للرئيس بري حضور فاعل في اجتماع رؤساء المجالس والوفود البرلمانية العربية.

وعلى مرأى ومسمع الحاضرين، حذر رئيس المجلس النيابي من المحاولات الجارية لتصفية القضية الفلسطينية، مشددا على ضرورة تصدي البرلمانات العربية لمثل هذه المحاولات في كل المحافل البرلمانية.

الرئيس بري كان له دور بارز في الدفع بأولوية التصويت على الاقتراح المتعلق بال"أونروا"، بعد محاولة استهداف هذا الاقتراح من خلال السعي لتمرير موضوع حقوق المثليين.

في بيروت تنتهي اليوم مهلة العشرة أيام التي حددها الرئيس سعد الحريري، من دون أن تولد حكومة ولا من يحزنون. لكن الرئيس المكلف يصر، بحسب أوساطه، على التمسك بحبل التفاؤل، مستندا إلى ما سمعه من رئيس الجمهورية الذي سيلتقيه مجددا الأسبوع المقبل على الأرجح.

فهل يستمر الرهان على إمكان إحداث خرق في الجدار المسدود قريبا، أم أن الملف الحكومي سيزداد ترنحا تحت وطأة التوترات المتنامية بين العديد من الأطراف السياسية ولا سيما "التيار الوطني الحر" و"القوات اللبنانية"؟.

الخرق الحكومي اللبناني غير المحسوم، قابله خرق إقليمي واضح سجل اليوم على المسار الميداني السوري- الأردني، حيث أعلن البلدان إعادة فتح معبر نصيب الاستراتيجي اعتبارا من يوم غد، وهي خطوة في غاية الأهمية ويفترض أن يكون للبنان نصيب منها.

أبعد من لبنان وسوريا والأردن، برزت أبعاد الوقائع الإقليمية والدولية المتصلة بإختفاء الصحافي السعودي جمال خاشقجي في اسطنبول، وإفراج السلطات التركية عن القس الأميركي أندرو برانسون، وفرضت هذه الوقائع نفسها طارحة تساؤلات عما إذا كان قد حان وقت الدخول في مزاد المقايضات والمزايدات وترتيب الأوراق ومسالك الخروج من المآزق.

ومن رحم هذه الوقائع، انبثقت مواقف بارزة من الرياض حيث أعلنت السعودية، في رد رسمي ضمني على الرئيس دونالد ترامب، رفض المملكة لأي تهديد وتلويح بفرض عقوبات اقتصادية عليها، واستخدام ضغوط سياسية أو ترديد اتهامات زائفة.

وما لم تقله الوزارة رسميا، أفرج عنه عبر مقالات لكتاب سعوديين مقربين من دوائر صنع القرار، قالوا فيها إن المملكة سترد على أي عقوبات عبر السماح بإنشاء قاعدة روسية على أراضيها وشراء أسلحة من موسكو والتصالح مع إيران ومصادقة "حزب الله" و"حماس"، وعدم الالتزام بسقف الانتاج النفطي ما قد يرفع سعر البرميل إلى مئتي دولار.

على إيقاع هذا الاشتباك السياسي- الاعلامي، الذي ربما يكون ضمن سياسة رفع السقوف التفاوضية وربما لا، يستعد وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس ليسير على خطى نيكي هايلي في الاستقالة.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"

هل يحمل الأسبوع الطالع حدا للمواقف العالية السقف، والتي تضرب بعرض الحائط التحذيرات من خطورة الوضع الاقتصادي وما يواجه لبنان من تحديات؟، وهل سيشكل اللقاء المرتقب بين رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري، انعطافة جديدة في مسار التأليف، لتركن الأطراف المعنية إلى صيغة جديدة تضع حدا للتجاذب بشأن الأحجام وتوزيع الحقائب؟.

وإذا كان اللعب على حافة الهاوية، هو التوصيف الذي يطلق على ما تشهده الحرب الكلامية بين "التيار الوطني الحر" و"القوات اللبنانية"، فإن عقلنة الطروحات لمواجهة الاستحقاقات هي الهدف الأساس، وفق مصادر متابعة، مؤكدة بأن الوقت الضائع بات الحافز لاطلاق الدول المانحة والبنك الدولي سلسلة تحذيرات من خطورة المرحلة التي يمر بها لبنان.

إقليميا، وفي قضية الصحافي جمال الخاشقجي، أكد مصدر سعودي مسؤول رفض المملكة التام لأي تهديدات ومحاولات للنيل منها، سواء عبر التلويح بفرض عقوبات اقتصادية أو استخدام الضغوط السياسية، أو ترديد الاتهامات الزائفة، مؤكدا ان المملكة ستظل حكومة وشعبا ثابتة كعادتها مهما كانت الظروف ومهما تكالبت الضغوط، كما تؤكد المملكة أنها إذا تلقت أي إجراء فسوف ترد عليه بإجراء أكبر.

وفي التطورات السورية، أعلنت الحكومة الأردنية عن فتح معبر جابر نصيب الحدودي مع سوريا يوم غد، مؤكدة ان المعبر يعد شريانا حيويا لحركة التجارة بين الأردن وسوريا وعبرهما إلى العديد من الدول.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

الاحتلال يقرع طبول عدوان جديد ضد قطاع غزة بعدما كبلت مسيرات العودة يديه وحققت مستويات متقدمة من ردع الرصاص الصهيوني بالدم الفلسطيني.

جواب غزة على تهديد نتنياهو وليبرمان لم يتأخر: إعلان عن مسير بحري جديد يؤكد التصميم على مواجهة الحصار والنار بثبات استثنائي محقق لخيارات شعبية محمية ببندقية المقاومة. فهل سيعي نتياهو الرسائل الغزية، أم سيجر كيانه الى مغامرة غير معلومة الافق؟

في مكان آخر من المنطقة، هناك من ترتد مغامرته ضد معارضيه وبالا سياسيا واقتصاديا عليه. وفي النتائج، إحراج من قضية الصحافي جمال خاشقجي يبلغ حده في الرياض، ويخرجها عن صمتها ببيان مكتوب مجهل المصدر بعيد اهتزاز بورصتها بخسارة مليارات الدولارات في يوم واحد.

السطور السعودية كشفت مستوى اهتراء الأعصاب جراء المخاوف من فرط عقد المشروع السلمياني الاقتصادي، ووطأة اصرار ترامب على حشر حليفه في زاوية الابتزاز المتواصل، وكذلك اعلان كيانات عالمية اقتصادية انسحابها من مؤتمر دافوس الصحراء أواخر الشهر الحالي اعتراضا على إخفاء خاشقجي.

في المؤشرات الاقتصادية الإيجابية للمنطقة، سجل اليوم بين الأردن وسوريا إعلان متزامن لقرار إعادة فتح معبر نصيب الحدودي ابتداء من يوم غد الاثنين. إعادة فتح هذا المعبر العابر لأسواق المنطقة، تعيد الروح الى خطوط التصدير اللبناني المخنوقة منذ بداية الأزمة السورية، فهل يعيد هذا الحدث التفاؤل لقطاعات خبا إنتاجها أمام المديونية المتراكمة وسقط أرضا جراء غياب الحكومة؟

في أخبار التشكيل، لا جديد قبل لقاء رئيس الجمهورية والرئيس المكلف الاسبوع الطالع، ويتقدم في المشهد استعار السجالات حول العقدة المسيحية بين "التيار" و"القوات". فهل يكون ذلك سببا لتأخير ولادة الحكومة، أم أن تقاذف المواقف هو في مكان فيما مسار التشكيل في مكان اخر؟

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

السؤال الأول الذي تبادر إلى أذهان اللبنانيين بعد سماعهم خبر اتفاق الأردن وسوريا على إعادة فتح معبر نصيب، هو عن المدى الزمني المطلوب لإعادة فتح معبر لبنان نحو مصلحته الوطنية بشكل عام، والاقتصادية بشكل خاص، بعيدا عن نهج المزايدات المعتاد، ومنطق الرهانات الإقليمية الخاسرة كالعادة.

فمعارضو النظام السوري وموالوه، تماما كمؤيدي العلاقات الطبيعية بين لبنان وسوريا تحت سقف الحرية والسيادة والاستقلال، ومعهم جميع خبراء الاقتصاد وأرباب العمل والنقابات وأصحاب الشاحنات والتجار، يدركون الاهمية البالغة لبنانيا لمعبر نصيب، في وقت ينوء الوطن تحت أثقال الأزمة السورية منذ سنوات، ويتكبد اقتصاده خسائر جمة جراء تداعياتها على مختلف المستويات.

وانطلاقا من هذا الواقع، يتطلع اللبنانيون بأمل نحو الأيام الآتية، عل معرقلي تأليف الحكومة المعروفين يدركون مصلحة لبنان واللبنانيين ومناصريهم من ضمنهم، ولو لمرة، فيمتنعون عن اتخاذ البلاد والعباد رهينة، فديتها حقيبة بالزائد، وعن غير وجه حق، في حكومة يفترض ان تشكل فريق عمل منتجا، لا طبخة بحص تتلاطم مكوناتها، ويعرقل بعضها بعضا.

وفي هذا الاطار، وغداة تشديد رئيس تكتل "لبنان القوي" الوزير جبران باسيل على أن الحكومة ستولد ردا على هواة التعطيل، ومدمني التلاعب بمصير الناس، تشير معلومات ال"أو تي في" إلى زيارة محتملة في وقت غير بعيد يقوم بها رئيس الحكومة المكلف لبعبدا، علما أن التطور البارز المعلن الوحيد الذي سجل حكوميا اليوم هو إعلان الوزير طلال ارسلان أن العقدة الدرزية لم تحل.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

الأسبوع الطالع يبدأ بموجة تشاؤم واضحة حكوميا، فالمواقف السياسية التصعيدية والاجواء المتوترة عند معظم الفرقاء وفي كل الاتجاهات، أثرت سلبيا وبشكل واضح على المساعي والاتصالات والمشاورات الهادفة الى تشكيل الحكومة المنتظرة.

وحسب مصدر سياسي مطلع، فان الاسبوع الطالع سيحدد اتجاه الامور في المرحلة المقبلة، فإذا نجحت الاتصالات في إحداث خرق ما في الجدار المسدود، فهذا يعني ان ولادة الحكومة ممكنة من الآن وحتى نهاية الشهر الجاري، أما إذا ظل الوضع يدور في حلقة مفرغة، فمعناه ان تشكيل الحكومة لن يحصل بسهولة، وبالتالي فإن الازمة قد تستمر طويلا.

إقليميا، قضية اختفاء الصحافي السعودي جمال الخاشقجي تتفاعل، فبعد تهديد الرئيس الاميركي دونالد ترامب السعودية بعقاب قاس اذا ثبت انها وراء اختفاء خاشقجي، نقلت وكالة الأنباء السعودية عن مصدر مسؤول ان السعودية سترد على اي اجراء ضدها باجراء اكبر، وما لم يعلنه المصدر المسؤول فصلته قناة "العربية" على موقعها، اذ رأت ان رد الرياض على اي عقوبات قد يشمل مشتريات الاسلحة والنفط وتبادل المعلومات الامنية مع واشنطن. كما أشارت "العربية" الى ان "العقوبات في حال فرضت قد تؤدي الى التقرب من ايران وتحويل حركة "حماس" و"حزب الله" الى صديقين"، فهل نكون انطلاقا من قضية الخاشقجي أمام عملية خلط أوراق في المنطقة؟.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

هل تقع المواجهة السياسية- الاقتصادية بين واشنطن والرياض؟، وما هو تأثيرها على العالم قاطبة؟.

الداعي إلى هذا السؤال الرد السعودي المزدوج على التلويح الأميركي بعقوبات: الرد الأول أتى على لسان مصدر سعودي جاء فيه: "تؤكد المملكة أنها إذا تلقت أي إجراء فسوف ترد عليه بإجراء أكبر".

لكن الرد الأعنف جاء بقلم تركي الدخيل القريب جدا من مواقع القرار السعودي، رد الدخيل بلغ حدا لا يمكن التكهن بمضاعفاته، وربما هو الأعنف منذ عقود من الزمن، حتى منذ أزمة النفط عام 1973.

يقول الدخيل: "إذا وقعت عقوبات أميركية على السعودية، فسوف نكون أمام كارثة اقتصادية تهز العالم. وإذا كان سعر 80 دولارا قد أغضب الرئيس ترامب، فلا يستبعد أحد أن يقفز السعر إلى مئة ومئتي دولار وربما الى ضعف هذا الرقم. لم يكتف الدخيل بالإنعكاسات الإقتصادية، بل ذهب إلى خيارات عسكرية من خلال قوله: "ولا يستبعد أحد أن تجد من آثار هذه العقوبات قاعدة عسكرية روسية في تبوك شمال غربي السعودية"، أما الخيار الصاعق ففي قوله: "تحول حماس وحزب الله من عدوين إلى صديقين، كما أن الاقتراب لهذا الحد من روسيا سيؤدي للاقتراب من إيران وربما التصالح معها..".

أما في الخيارات المالية، فألمح الدخيل إلى "تصفية أصول واستثمارات الرياض في الحكومة الأميركية، البالغة 800 مليار دولار". اللافت في كلام الدخيل أنه ينسبه إلى "المصادر السعودية المقربة من اتخاذ القرار". السؤال هنا: كيف ستتلقَّف واشنطن تلاحق التهديدات السعودية على مسارات النفط والنقد والتسلح؟ من السابق لأوانه الإجابة، ولكن ما يمكن قوله إن ما بعد أزمة خاشقجي لن يكون كما قبله، إلا إذا بلغت الأزمة حد التسويات، تماما مثلما جرى بين واشنطن وأنقرة بالنسبة إلى القس الأميركي.

في سياق آخر، ومن التحولات العربية الإقليمية أيضا، إعلان الأردن إعادة فتح معبر نصيب بين الأردن وسوريا اعتبارا من غد.

محليا، لا حكومة لمن تنادي، مهلة تطوي مهلة، والمعنيون غارقون بالمعايير والحصص، فيما معيار هموم الناس لا أحد يتلفت إليه، فعدَّدات المولدا ، وفوضى التلوث والنفايات، وغيرها من الملفات، أمام معضلة غياب المعيار الواحد وحضور تعدد المعايير.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

أصبحت مهلة الأيام العشرة خلف الرئيس سعد الحريري المكلف نفسه اليوم تمديدا لنصف المدة. وهو إذ منح مهمته خمسة أيام إضافية، فإن قناة "الجديد" تركب عدادا بفرعه الثاني، يرافق خطى الرئيس للساعات المئة والعشرين المقبلة.

لكن المهل الاقليمية لا تنتظر، وتتسارع وتيرتها من اسطنبول الى الرياض فعمان وبغداد ودمشق. وما بين هذه العواصم ابواب مغلقة ومعابر سيتم فتحها، وفي طليعتها معبر نصيب الاستراتجي الحدودي بين الأردن وسوريا، وهي النقطة التي ينأى لبنان بنفسه عنها، على الرغم من اهمية شريانها الحيوي، بالنسبة الى تصدير البضائع.

وشرايين عراقية سورية ضخت فيها الدماء الدبلوماسية اليوم، بزيارة وزير خارجية العراق ابراهيم الجعفري الى دمشق، ولقائه الرئيس السوري بشار الأسد.

عقارب الساعات الاقليمية تقلب بخطى سريعة، أما في لبنان فإن سياسييه عالقون في عنق التأليف الذي تحول الى زجاجة قيد الكسر، فالعالم في واد، ونحن في وادي الوزراء، نتنقل بين عقدة مسيحية وأخرى درزية، ووزير لهذا وآخر لذاك. فلا الرئيس المكلف يحسم، ولا القوى غير المعنية بصلاحيته ترفع يدها. ولا يسع الرأي العام سوى التقلب بين تفاؤل وتشاؤم، فيما خدماته الحياتية هي التي عادت الى المربع الاول والنقطة صفر، وكأن المطلوب من اللبنانيين فحص الذرة اللصوصية ومعرفة من يسرق لمصلحة من، وما هو دور علاء الخواجة في ديوانية سعد الحريري التجارية.

وهذا ما أعاد كشفه رئيس "تيار التوحيد" وئام وهاب على "الجديد" اليوم، قائلا للحريري، لو لم يكن رئيسا للحكومة ويتمتع بحصانتها لدخل السجن في تركيا وفي السعودية نظرا للشكاوى بحقه.

على ان الشكوى الأكثر تفاعلا بين هاتين الدولتين، تبقى في أزمة اختفاء جمال الخاشقجي، وحيالها افرجت السعودية عن كلام سلك خطى التهديد، إذ اعلنت الخارجية عن رفض السلطات السعودية التام لأي تهديدات ومحاولات للنيل منها، سواء عبر التلويح بفرض عقوبات اقتصادية أو استخدام الضغوط السياسية أو ترديد الاتهامات الزائفة. وأكدت انه "إذا تلقت السلطات أي إجراء فسوف ترد عليه بإجراء أكبر، وأن لاقتصاد المملكة دورا مؤثرا وحيوي في الاقتصاد العالمي، وما لم تسمه الخارجية السعودية دخل الى تفاصيله تركي الدخيل، الرجل الاكثر قربا من الديوان الملكي والامير محمد بن سلمان.

وكشف الإعلامي السعودي نقلا عن معلومات من أروقة القرار، عن أكثر من 30 إجراء سعوديا مضادا، في حال تم فرض عقوبات على الرياض، وكلها سيناريوهات كارثية للاقتصاد الأميركي قبل الاقتصاد السعودي. ومن بين هذه الاجراءات: عدم التزام السعودية بإنتاج السبعة ملايين برميل ونصف مليون من النفط، بل وربما تصبح عملة تسعير برميل النفط هي العملة الصينية. وتحدث الدخيل عن احتمال ارتماء العالم الاسلامي في أحضان إيران وعن تقارب بين السعودية وإيران وروسيا وتحول "حركة حماس" و"حزب الله" من عدوين إلى صديقين".

ولا يستبعد أحد أن تجد من آثار هذه العقوبات قاعدة عسكرية روسية في تبوك شمال غرب السعودية. كل هذا لن يعفي المملكة من السؤال عن مصير الخاشقجي. وهذا ما توجهت به كل من فرنسا وبريطانيا والمانيا، إذ طالبت الدول الثلاث في بيان مشترك كلا من السعودية وتركيا بإجراء "تحقيق موثوق به" في اختفاء خاشقجي وضمان محاسبة الفاعلين، قائلة إنها تتعامل مع هذا الحادث "بأقصى درجات الجدية".

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

دوي انفجار بين الحلوسية والزرارية عند مجرى نهر الليطاني

الوطنية/14 تشرين الأول/18/أفاد مندوب "الوكالة الوطنية للاعلام" في صور، عن سماع دوي انفجار في المنطقة الواقعة بين بلدتي الحلوسية والزرارية، عند مجرى نهر الليطاني، تزامنا مع تحليق مكثف لطائرات استطلاع اسرائيلية. وحضرت القوى الأمنية ومخابرات الجيش، وضربت طوقا أمنيا وبدأت بتمشيط المنطقة بحثا عن مكان الإنفجار. ولوحظ انضمام الطيران الحربي المعادي إلى الاستطلاعي، في التحليق في الأجواء. في السياق، افادت مصادر امنية انها لا تستبعد ان يكون الانفجار ناجما عن تفجير الطيران الحربي الاسرائيلي لجهاز تنصت في المكان ، الذي سبق وان شهد محيطه منذ عدة سنوات تفجيرا مماثلا. الى ذلك، افادت معلومات أولية عن أن دوي الإنفجار بين الحلوسية والزرارية ناجم عن تفجير جهاز تجسس من خلال طائرة اسرائيلية من دون طيار. ولاحقا، أفاد مندوب "الوكالة الوطنية للاعلام"، ان الانفجار الذي سمع دويه في المنطقة الواقعة بين بلدتي الحلوسية والزرارية، تبين انه ناتج عن إقدام طائرة استطلاع اسرائيلية على تفجير جهاز تجسس شرق بلدة الحلوسية، عند مجرى نهر الليطاني.  في موازاة ذلك، علق الناطق باسم القوات الدولية العاملة في الجنوب الـ"يونيفيل" الجنرال اندريا تننتي، بالقول: "اليونيفيل تنظر في الموضوع بالتعاون الوثيق مع القوات المسلحة اللبنانية".

 

اليونيفيل: ننظر في موضوع انفجار الحلوسية بالتعاون الوثيق مع الجيش

الأحد 14 تشرين الأول 2018/وطنية - علق الناطق باسم قوات ال"يونيفيل" الدولية اندريا تننتي، بالقول: "اليونيفيل تنظر في الموضوع بالتعاون الوثيق مع القوات المسلحة اللبنانية"

 

الحريري في بعبدا اليوم حاملاً مسودّة حكومية جديدة

اللواء/الاثنين 15 تشرين أول 2018 /اشارت صحيفة "اللواء" الى ان الشيء الثابت ان المساعي لتأليف الحكومة قائمة على قدم وساق، على الرغم من «فائض» التوتر السياسي، سواء على لسان رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل، أو سواه من السياسيون، الذين يمترسون تحت رمال واكداس صناديق الاقتراع، التي بعضها جيء به إلى المجلس الدستوري على خلفية الطعن من هذا المرشح الخاسر أو ذاك ليعلنوا على الملأ ان تمثيلهم يخولهم الحصول على هذه النسبة من الوزارات، وهذه النوعية من الحقائب.. والشيء الثابت، في ضوء ما يجري ان الرئيس المكلف سعد الحريري بات مطلباً إقليمياً ودولياً لتأليف الحكومة، وسط اشتداد أزمة قيد التشكل تتعلق ببرنامج الحكومة، وبالعلاقات اللبنانية - السورية، في ضوء القرار الأردني - السوري المشترك بإعادة فتح معبر نصيب، صلة الوصل، والمعبر الحيوي البري للبضائع والمنتوجات اللبنانية إلى العالم العربي وافريقيا. المعلومات تلتقي عند ان الرئيس المكلف سيزور بعبدا اليوم، مع انتهاء مهلة الايام العشرة التي حددها في اطلالته التلفزيونية الخميس في 4 ت1 الجاري. ورجّح مصدر مطلع ان يحمل معه مسودة حكومة، تراعي الأسس التي اعتمدها لجهة ان تكون هناك حكومة وحدة وطنية، تبدو مطلوبة في هذه المرحلة، للشروع بإجراءات اقتصادية وإدارية ومالية تبدو ضرورية لوضع مقررات «سيدر» موضع التنفيذ، حفاظاً مع ما تعتبره فرنسا مكاسب للبنان، لا يجوز الاطاحة بها.. ولم يستبعد مصدر مطلع ان تأخذ المشاورات الجارية بعض الوقت، مشيراً إلى تعقيدات ما تزال تعترض الحكومة، وستؤدي إلى استمرار تأخيرها، ما لم يُبادر رئيس الجمهورية إلى الحد من معايير باسيل، التي تؤثر سلباً على جهود التأليف. واعتبر المصدر أن ما يجري في المنطقة من شأنه ان يعطي الفرصة للنفاذ إلى الخروج من المأزق الحالي، وعدم البقاء في دائرة التأثر سلباً أو إيجاباً بالمناخات السياسية والاقتصادية الضاغطة على العلاقات والنظام الإقليمي - الدولي في الشرق الأوسط.

 الى ذلك، لم تحمل نهاية الأسبوع أي جديد على صعيد مسار تأليف الحكومة، باستثناء الاتصال الهاتفي الذي اجراه الرئيس الحريري بالرئيس عون مهنئاً اياه بسلامة العودة من يريفان بأرمينيا، بعد مشاركته في القمة الفرنكوفونية، مشيداً بالكلمة التي ألقاها عون امام القمة، والتي قال الحريري انها «تعبر عن رسالة لبنان في تعزيز الحوارات». واكتفت مصادر قصر بعبدا لـ«اللواء» بالتأكيد انه جرى بالاتصال الهاتفي الاتفاق على عقد لقاء بينهما هذا الأسبوع، من دون ان تشاء إضافة إلى معطيات عن الملف الحكومي بانتظار اللقاء. ونفى مصدر مقرّب من الرئيس الحريري صحة ما تمّ تداوله من تسريبات في بعض الوسائل الإعلامية ومواقع التواصل الاجتماعي حول تشكيلات مفترضة للحكومة والتي ذهب البعض إلى حدّ وضع أسماء مرشحين للحقائب موزعاً هذه الحقائب على الفرقاء السياسيين، وأكد المصدر ان الرئيس المكلف لم يصل في مشاوراته حتى الآن إلى مرحلة طرح الأسماء وجوجلتها. إلى ذلك، أفادت بعض المعلومات ان الرئيس عون تداول خلال الرحلة الجوية من بيروت إلى أرمينيا ذهاباً واياباً مع مستشار الحريري الوزير الدكتور غطاس خوري في ملف التشكيل والمقترحات الممكن ان ترسو عليها التشكيلة قبل الاجتماع المرتقب بين الرئيسين. وأكدت هذه المعلومات ان الصيغة التي يعدها الحريري باتت شبه منجزة وستعرض على الرئيس عون قريباً، رغم الجو السياسي المشحون نتيجة تصاعد الخلاف والسجالات والحملات بين «التيار» و«القوات» والذي يوحي بعدم الاتفاق على الحصص وتوزيع الحقائب، وهو أمر يجعل القرار بيد الحريري حصراً من أجل دوزنة التركيبة الحكومية بما يضمن التوازن الذي يرتئيه فيها. تجدر الإشارة إلى ان النقاش بات محصوراً حالياً حول عدد من الحقائب الخدماتية والاساسية التي يريدها اكثر من طرف (الاشغال والتربية والعدل والشؤون الاجتماعية والصحة)، لا سيما القوى المسيحية الثلاث التي ستشارك في الحكومة، «التيار» و«القوات» و«المردة»، فيما تؤكد مصادر مقربة من الرئيس نبيه بري ان ما سمي العقدة الدرزية باتت شبه محلولة لكن ربطا بحل عقدة التمثيل المسيحية.

 

الملاحة الجوية اللبنانية في مرمى منظومة «إس 300» الصاروخية/الخطر وارد مع تسيير «طيران الشرق الأوسط» رحلاتها فوق سوريا

بيروت: خلدون زين الدين/الشرق الأوسط/14 تشرين الأول/18

دخول منظومة «إس 300» الروسية عنصراً مستجداً في معادلات موازين القوى، فرض واقعاً مغايراً ذا صلة بسلامة الملاحة الجوية اللبنانية فوق الأراضي السورية، تحديداً في ظل مواصلة شركة «طيران الشرق الأوسط» المدنية اللبنانية تسيير رحلاتها فوق سوريا، في وجهاتها نحو دول الخليج العربي. مرور هذه الطائرات في الأجواء السورية، خصوصاً إذا كان وجودها ضمن نطاق منظومة «إس 300»، قد يعرضها للخطر إذا ما حدث خطأ ما، وفق الخبراء العسكريين، وإن بنسب مختلفة. وفي هذا الإطار، يقول الخبير العسكري ناجي ملاعب لـ«الشرق الأوسط»: «من المعروف أن لبنان سمح لطائراته بعبور الأجواء السورية منذ ما قبل بدء العمليات القتالية هناك. ورغم القتال الدائر، لم يتم تسجيل أي حادثة، نظراً لوضوح المسار المعتمد، أما مع دخول (إس 300) على الخط، فإن الخطر من هذه المنظومة ليس محصوراً فوق الأجواء السورية فقط، فهي تُستخدم ضد طيران العدو الإسرائيلي، أو ضد الصواريخ المحتمل إطلاقها. ونظراً للمدى المرتفع لصاروخ (إس 300) الذي يصل إلى 150 كلم، فإن إطلاقه أثناء مرور طائرة مدنية قد يعرضها لخطر الإصابة فوق الأجواء السورية أو خارجها، ضمن مدى الصاروخ المطلق، لا سيما قرب المناطق الحدودية».

ويشرح ملاعب بالقول: «المدى المجدي للدفاعات الجوية السورية مجهز على ثلاثة مستويات: المرتفع والمتوسط والقريب. ولا تشكل وسائط الدفاع الجوي القريبة خطراً على الطيران المدني، كذلك - إلى حد ما - المتوسطة، ولكن تلك المرتفعة هي التي يجب تلافيها، لافتاً إلى أن «تركيب وتشغيل المنظومة الجديدة (إس 300) يحتاج إلى سنة على الأقل. وبذلك لا أخطار آنية جراء هذا الأمر. وسيبقى مشغلو المنظومة من الخبراء الروس طيلة العام المقرر للتدريب». ويستطرد متابعاً: «في حال اقتراب الطائرة العدوة من طائرة مدنية، فإن هذه الأخيرة معرضة للإصابة، كما حصل مع الطائرة الروسية فوق سواحل اللاذقية».

في المقابل، يرى العميد الركن المتقاعد هشام جابر أن «الصواريخ الدفاعية بعيدة المدى، لا تشكّل تهديداً للملاحة الجوية اللبنانية، لأنها صواريخ موجهة ضمن نظام إلكتروني يعرف أهدافه العسكرية جيداً، وهو دقيق الإصابة». ويضيف في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أنه في «حال وجود عمليات جوية مكثفة يُفترَض أن يعلم الطيران المدني، ويتوقف عن التحليق إلى حين انحسار الوجود العسكري الجوي». ويلفت إلى أن الطائرات الإسرائيلية تحتاج في تنفيذ مهماتها إلى ثلاث أو أربع دقائق، وبالتالي فإن احتمال الخطأ يكون ضئيلاً، إنما يبقى احتمالاً قائماً.

لكن هذه المخاوف من حدوث خطأ ما ليست مجرد تكهنات، حسب ضابط طيار (حالي) فضل عدم ذكر اسمه، لافتاً في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن الطائرات تمر عبر ممرات خاضعة لقواعد تؤمن السلامة. لذا تتجنب دول عدة المجالَ الجوي السوري تحسباً لأي صاروخ، كونها تُعد في واقع الأمر مناطق حرب.

من هنا، يطرح السؤال عن سبب مواصلة شركة «طيران الشرق الأوسط» مساراتها فوق سوريا، وإلى أي ضمانات تستند إليها؟ وهو ما حاولت «الشرق الأوسط» نقله إلى المراجع المختصة، لكن الأخيرة فضلت عدم الخوض في هذا النقاش راهناً. مع العلم، أن معلومات من مصدر مطلع في الشركة تؤكد «حصول اجتماعات دورية مع خبراء أمنيين لمناقشة أي مخاطر، وتحديد المسارات الجوية مع الأخذ بالاعتبار، وبجدية تامة، الوقائع العسكرية على الأرض». أما عن مدى قدرة طائرة ««F 35 التي تمتلكها إسرائيل على التخفي من منظومة «إس 300»، فيوضح العميد ملاعب أن «هذه الطائرة الحديثة هي من الجيل الخامس، وتمتلك منها إسرائيل سرباً من 12 مقاتلة، سوف يصبح عددها 16 مقاتلة في نهاية هذا العام». ويضيف أن الشركة الصانعة «لوكهيد ماركت» تقول إن الطائرة تمتاز بتقنية التخفي، ولا يستطيع رادار العدو اكتشافها، ولكن يبدو أن الروس لا يوافقون على ذلك. ويلفت إلى أن «الخبراء العسكريين الغربيين يميلون إلى وجهة النظر القائلة بعدم قدرة (إس 300) على إصابة (F 35) متعددة الوظائف، ذلك أن الأخيرة، بحلول نهاية العام 2021، ستُجهّز ببرنامج جديد يجعلها عصية على المنظومة الروسية. ولكن قبل تزويد الطائرة بالتقنيات الحديثة، ثمة إمكانية لإصابتها».

 

الحكومة رهن لقاء بين عون والحريري الأسبوع المقبل/نائب من «التيار»: لن تشكّل حكومة ما دامت وزارة الأشغال لـ«المردة»

بيروت: كارولين عاكوم/الشرق الأوسط/14 تشرين الأول/18

خرق اتصال رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري برئيس الجمهورية ميشال عون، أمس، مشهد التوتّر السياسي والمواجهة الكلامية بين بعض الأفرقاء على خلفية مواقف وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل، التي أدت إلى تراجع الأجواء التفاؤلية بقرب تأليف الحكومة. وكشفت مصادر الرئاسة لـ«الشرق الأوسط»، عن اتفاق بين عون والحريري على اللقاء الأسبوع المقبل، مشيرة إلى أن تقديمه تشكيلة حكومية أو عدمها هو قرار للرئيس المكلف نفسه. ووصفت الوضع الحكومي اليوم بالقول «هناك ليونة من قبل البعض وتصلّب من قبل البعض الآخر»، مؤكدة في الوقت عينه على أن المشاورات مستمرة والأجواء ليست سلبية.

من جهتها، دعت أوساط الحريري إلى ترقّب ما ستؤول إليه مشاورات الأيام المقبلة، مؤكدة في الوقت نفسه على تمسك الحريري بتفاؤله. وأوضحت: «لأنه يعتمد في إيجابيته على ما سمعه من الرئيس عون خلال لقائه الأخير، وليس على أي كلام آخر»، لافتة لـ«الشرق الأوسط» إلى «أن البحث لم يصل إلى مرحلة الأسماء، وكل ما يتم التداول من تشكيلات وزارية غير دقيقة»، من دون أن تنفي أن أسماء بعض الشخصيات باتت شبه ثابتة ومعروفة.

وفي بيان له، قال مكتب الحريري إن الأخير أجرى اتصالاً بالرئيس عون مهنئاً إياه بسلامة العودة من يريفان بأرمينيا، بعد مشاركته في القمة الفرنكوفونية، ومشيداً بالكلمة التي ألقاها أمام القمة، التي تعبر عن رسالة لبنان في تعزيز حوار الحضارات. إلى ذلك، استمرت المواجهات الكلامية بين الأفرقاء السياسيين، لا سيما بين «التيار الوطني الحر» من جهة، و«القوات اللبنانية» و«تيار المردة» من جهة أخرى، على خلفية كلام باسيل الأخير. وردّ رئيس «القوات» سمير جعجع بشكل مباشر على وزير الخارجية، خلال لقائه طلاب الجامعات الفائزين في انتخابات الجامعات، بالقول إن «الانتخابات الطلابية الأخيرة هي عينة صغيرة تعطينا فكرة عن التمثيل الشعبي بشكل حقيقي، ولم أكن لأرغب في الكلام عن هذا الموضوع، لولا الغش الحاصل على هذا الصعيد يومياً، لذا معالي الوزير جبران باسيل، إذا ما أردنا الكلام عن التمثيل الشعبي، فهذا هو التمثيل الحقيقي ومن له أذنان سامعتان فليسمع». وأضاف: «يطل علينا باسيل كل يوم بمقاييس وحسابات تخلص إلى أنه يمثل 75 في المائة من هذه الدنيا، فيما الباقون مجتمعون لا يمثلون سوى 5 في المائة منها، وتبقى 20 في المائة غير محددة المعالم في شكل واضح».

وشدد على أن «الهدف الوحيد مما هو حاصل الآن هو تقليص تمثيل (القوات اللبنانية) في الحكومة العتيدة، كي يفتح لهم المجال للقيام بما كانوا ينوون القيام به في الحكومة المستقيلة، ولم يستطيعوا».

في المقابل، وفيما أكد أمين سر تكتّل «لبنان القوي» النائب في «التيار» إبراهيم كنعان، أنه سيكون لدى لبنان حكومة، قال زميله في التكتّل النائب أسعد درغام: «لن تشكّل حكومة ما دامت وزارة الأشغال لـ(المردة)، وذلك بعدما كان باسيل قد طالب بها رغم أن هناك توافقاً عليها من قبل مختلف الأطراف بأنها ستبقى من حصة (المردة)». وقال كنعان خلال عشاء أقامته هيئة «التيار» في المملكة المتحدة، «ستكون لدينا حكومة ونريدها للإنجاز لا للمتاريس، بل لتأمين المطالب التي يريدها اللبنانيون وتلبية تطلعاتهم، لنسجل أهدافاً وطنية كبيرة، لا النقاط الصغيرة في مرمى بعضنا البعض».ومع اتهامه «القوات» بتنفيذ أجندات خارجية من خلال مطالبها التعجيزية، قال درغام لـ«وكالة الأنباء المركزية»: «خلافنا مع (المردة) يعود إلى ضعف إنتاجية وزير الأشغال في حكومة تصريف الأعمال يوسف فينانيوس»، مضيفاً: «لذلك، لا حكومة ما دامت وزارة الأشغال لـ(المردة)، ونحن مصرون على نيل هذا المنصب، لغياب الخطط الخاصة بالنقل التي كان يجب أن يضعها الوزير الحالي، بدلاً من استخدام المال العام لأهداف انتخابية».

 

باريس تتفق مع بيروت على لجنتين لمتابعة مشاريع «سيدر»

الشرق الأوسط/14 تشرين الأول/18

أكّدت السفارة الفرنسية في لبنان تمسّك باريس باستقرار لبنان وبقاءها دائما إلى جانبه، مشددة على أنها لديها كلّ الثقة بقدرته على الإصلاح ومواجهة التحديات المستقبلية. وفي بيان لها، نفت السفارة الكلام الذي نُسِب إلى موفد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون السفير بيار دوكان من أنه قال خلال زيارته قبل أيام لبنان ولقائه رئيس مجلس النواب نبيه بري، ورئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، إن «لبنان غير قابل للإصلاح» مشيرة إلى أنه تمّ تشويه كلام السفير وإخراجه عن سياقه.

وأكد البيان أن «فرنسا تقوم بمساعٍ حثيثة من أجل لبنان، بالتحديد لأن لديها كلّ الثقة بقدرته على الإصلاح ومواجهة التحديات المستقبلية. وإن الالتزامات التي تعهدنا بها خلال مؤتمرات (سيدر) وروما وبروكسل، إنما هي خير دليلٍ على إرادتنا بتعميق شراكتنا مع هذا البلد الذي يشكّل بالنسبة إلينا محاوراً أساسيا ونموذجاً للعيش المشترك في المنطقة»، ولفت إلى أن فرنسا متمسّكة باستقرار لبنان وستبقى بالتالي دائماً إلى جانبه. وفي هذا الإطار، قال منسق البرنامج الاستثماري الوطني الذي أقر في «سيدر» نديم المنلا، إن «زيارة دوكان هدفت في شكل أساسي إلى الانتهاء من تشكيل آليات المتابعة للمؤتمر، وتم الاتفاق على تشكيل لجنتين، سياسية، تنظر إلى الرؤيا الشاملة للمؤتمر وتتمثل فيها الدول المانحة وتجتمع 3 مرات في السنة، وأخرى تقنية، لمتابعة تنفيذ وتمويل المشاريع، تتألف من تكنوقراط وإداريين من البلدان المعنية، على أن تجتمع مرة كل شهرين»، وأكد في حديث إلى «وكالة الأنباء المركزية»، أن «الاتصالات متواصلة بين لبنان والجانب الفرنسي، على أن تصبح الاجتماعات دورية بعد تشكيل اللجان». ولفت إلى أن دوكان حمل تمنيا فرنسياً للإسراع في تشكيل الحكومة، لتعويض الأشهر الستة التي مرت من دون أن يستفيد لبنان من الـ11 مليارا المقدمة، نتيجة الفراغ الحكومي. فكان التأكيد من الجانب اللبناني على مواصلة تنفيذ الإصلاحات المطلوبة، مضيفا: «أطلعناه على كل التحضيرات والتشريعات التي أقرت، وتوصيات (ماكينزي) التي تشكل جزءا من رؤية لبنان للمشروع الاستثماري، الذي يقوم على تنويع مصادر النمو للقطاعات المنتجة».

 

دعوات إلى «جبهة مسيحية» في لبنان تواجه «استفراد» التيار/قوى تتهم باسيل بشن «حرب إلغاء» ضدّها وتحويل البلد إلى شركة خاصة

بيروت: يوسف دياب/الشرق الأوسط/14 تشرين الأول/18

بدأ الصراع السياسي في الشارع المسيحي اللبناني يأخذ أبعاداً مختلفة، ويشقّ طريقه نحو اصطفافات جديدة، تمهّد لبناء «جبهة سياسية» في مواجهة ما تسميه بعض القوى «استفراد» التيار الوطني الحرّ ورئيسه جبران باسيل بالقرار المسيحي، وتتهمه بشنّ «حرب إلغاء سياسية» ضدّها لتثبيت معادلة الحزب الحاكم. ومع تنامي حركة الاعتراض المسيحية ضدّ هذا الواقع، تقدّم الأحزاب الوازنة، من «القوات اللبنانية» إلى حزب «الكتائب اللبنانية» وتيّار «المردة» مقاربتها للواقع، كلّ على طريقته، لكنّ هذه المقاربات تتفق على وضع «خطوط حمراء» أمام استفراد جبران باسيل وفريقه بلبنان، وعدم القبول بإدارة البلد كأنه شركة خاصة. وشدد عضو كتلة «الجمهورية القوية» (القوات اللبنانية) النائب زياد حوّاط، على أن «لبنان لا يحكم إلا بتوافق جميع أبنائه، وبمشاركة الجميع»، منبّهاً في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن «البلد يمرّ بمرحلة خطيرة سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وأخلاقياً، ويجب التخلّص من فكرة أن (العهد) عبارة عن فريق يحكم البلد وحده». وقال حوّاط: «لا نريد تعميق الشرخ المسيحي، لكننا بالتأكيد سنعمل على إيجاد أرضية تساعد في إنقاذ لبنان وتأمين حياة كريمة لأبنائه»، مؤكداً أن «لغة الفوقية التي تستخدم ضدنا مرفوضة، والنبرة العالية لا تخيفنا». وما زاد من رغبة هؤلاء بتشكيل حالة سياسية قادرة على مواجهة هذا المدّ، مواقف باسيل التي أطلقها في مقابلته التلفزيونية يوم الخميس الماضي، التي «قدّم فيها نفسه كمقرر عن الآخرين»، على حدّ تعبير القيادي في حزب «الكتائب اللبنانية» النائب السابق إيلي ماروني، الذي رأى في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «ما يحصل يستوجب قيام جبهة سياسية لمواجهة حكم الحزب الواحد»، مؤكداً أن «ما يميّز الساحة المسيحية منذ الاستقلال حتى الآن هو التعددية، لكن للأسف نرى اليوم سياسة الاستفراد من التعيينات في المؤسسات العسكرية والأمنية والإدارية، وصولاً إلى الحكومة، والإمساك بالقرار المسيحي داخل السلطة». وقال ماروني «هذا الفريق (التيّار الحرّ) يتناسى أن 55 في المائة من اللبنانيين لم ينتخبوا، لأنهم غير مؤمنين بالسياسات المتعبة».

توصيف الحالة المسيحية بمنظار «الكتائب»، يتطابق مع قراءة «المردة» لهذا الواقع، إذ عبّر القيادي في تيّار «المردة» النائب السابق كريم الراسي، عن أسفه، لأن «الحقد يعمي عيون بعض المسيحيين الذين يدمّرون الواقع المسيحي برمته، ويخلقون شرخاً مع الطرف المسلم الذي لا نستطيع أن نبني وطناً، إلا بالشراكة معه». وقال الراسي في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «للأسف هناك مسيحيون (التيار الوطني الحرّ) يعيشون تحت سلطة (حشيشة الطائفية)، وكلّما خسروا في السياسة يحتمون بالطائفة». وسأل: «أليس غريباً أن (التيّار) هو الطرف الوحيد الذي ليس لديه حليف مسيحي واحد، ويناصب المسيحيين العداء».

وتحمّل الأحزاب اللبنانية، خصوصاً المسيحية منها، فريق رئيس الجمهورية ميشال عون، مسؤولية تأخير تشكيل الحكومة، ووضع العراقيل أمام الرئيس المكلّف سعد الحريري، وأشار القيادي «الكتائبي» إيلي ماروني، إلى أن «الأمل الذي أعطاه الحريري بإمكان تشكيل الحكومة خلال عشرة أيام، بدده باسيل في مقابلته التلفزيونية الأخيرة، وأعادنا إلى مربّع التشاؤم». وقال: «بات واضحاً للبنانيين من الذي يعرقل تشكيل الحكومة، من أجل احتكار القرار المسيحي، وكأنه يقول الأمر لي». وشدد ماروني على أن «خلق الجبهة السياسية بات أمراً واجباً، مع كلّ من يشبه خطابنا، لمواجهة حرب الإلغاء السياسية على الساحة المسيحية»، لكنه أشار إلى «ظروف تؤخر إنشاءها، لأن بعض الفرقاء المسيحيين ينتظرون إلى ما بعد تشكيل الحكومة، وكل فريق يحاول تعزيز حصته الوزارية، وكأن البلد قالب حلوى يتقاسمه أهل السلطة، وكأن لا قيمة لوطن ينهار ومواطن وصل إلى أسوأ حالة، ولا قيمة لنصف اللبنانيين الذين لم يشاركوا في الانتخابات». ورأى أنه «في كلّ دول العالم عندما تختلف القوى على تشكيل السلطة، تذهب إلى انتخابات مبكرة لخلق توازنات جديدة». وينتظر عقد لقاء قريب بين رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، ورئيس تيّار «المردة» النائب السابق سليمان فرنجية، يؤسس لمصالحة بينهما، تطوي صفحة الصراعات التاريخية بين الطرفين. ويؤكد النائب السابق كريم الراسي، أن «التقارب بين (المردة) و(القوات) عامل إيجابي، وقد يكون هناك لقاء قريب بين جعجع وسليمان فرنجية الذي يبقى بيته مفتوحاً للجميع، ويرحب بكل القوى التي تتحاور معه». وإذ شدد الراسي على «أهمية بناء تحالف مسيحي عريض لمواجهة هذه الهجمة الإلغائية»، رأى أن «المرجعية الوحيدة التي يمكنها أن تجمع المسيحيين تحت عباءتها، هو البطريرك الماروني (بشارة الراعي)، الذي مارس هذا الدور خلال فترة معينة». وأشار إلى أن «مصلحة المسيحيين جميعاً أن يتفقوا على وضع خطوط حمراء لا تسمح لأي حزب أو مكون أن يتخطاها، ونحن نحتاج إلى استعادة ثقة المسيحيين ببلدهم ودولتهم».

 

حزب الله والعقوبات: باقٍ في سوريا

منير الربيع/المدن/الإثنين 15/10/2018

على مشارف دخول العقوبات الأميركية على إيران حيز التنفيذ، وترقّب الصعوبات التي سيواجهها الداخل الإيراني على خلفية منع طهران تصدير النفط، مررّ مجلس الشيوخ الأميركي مشروعين لقانونين يستهدفان حزب الله ومموليه ومسلحيه وداعميه. يصنّف القانون حزب الله منظمة إجرامية دولية وليس تنظيماً إرهابياً فحسب. ويرتبط ذلك بالتشدد في منع تمويل حزب الله خارج لبنان وداخله ويسمح للحكومة الأميركية بملاحقته كمنظمة إجراميه دولية، وليس "إرهابية" فحسب. ما يسمح للولايات المتحدة باستهداف حزب الله ومموليه حتى في الدول التي لا تصنفه منظمة إرهابية. وكان مجلس النواب قد صوت لمصلحة القانون سابقاً. ويتوقع أن يدخل حيز التنفيذ بعد توقيع الرئيس دونالد ترامب خلال أيام. في المقابل، يستعد مجلس الشيوخ لإقرار قانون جديد يطاول حزب الله أيضاً، إذ يتعلّق بفرض عقوبات عليه تحت عنوان استخدام دروع بشرية في المعارك العسكرية. وهذا القانون إذا ما أقر لا يشمل حزب الله وحده، بل يشمل كل من يتعاون معه في أي منطقة صراع، والأشخاص الذين يساعدون مقاتلي الحزب لأخذ الناس دروعاً بشرية. وتأتي هذه القوانين كجزء من حملة أميركية أوسع بمشاركة الفرعين التنفيذي والتشريعي لاستهداف إيران وأذرعها في الشرق الأوسط. لهذه القوانين تداعيات سياسية مركّزة على لبنان، وقد تشمل في بعض جوانبها حلفاء الحزب أو المتعاونين معه. لبنانياً، لا يعلّق البعض أهمية على هذه القوانين، باعتبار أن الأميركيين يقرون مثلها ولكنهم لا يطبقونها إلا حين تقتضي الحاجة السياسية. بالتالي، فإن إقرارها يهدف إلى استدراج إيران لتقديم مزيد من التنازلات. وهذه التنازلات إذا ما حصلت، يصبح في الامكان الالتفاف على العقوبات. لا يمكن فصل هذه العقوبات عن الضغوط السياسية التي يتعرّض لها حزب الله وإيران في المنطقة. وهي تندرج في خانة استمرار الضغط على إيران للخروج من سوريا. وهذا شعار ترفعه واشنطن التي تعلن أنها لا تريد إسقاط النظام الإيراني بل إعادة إيران إلى الداخل وعدم استمرارها في التأثير على مجريات الأوضاع في المنطقة. ويلجأ الأميركيون إلى الضغط على الروس في هذا المجال، لأجل دفع إيران إلى الانسحاب من سوريا كشرط للدخول في الحل السياسي وتوفير الدعم لإعادة الاعمار. وسط هذا الضغط، تفيد بعض المعطيات بسحب حزب الله العديد من دباباته من سوريا إلى بعض مناطق البقاع. فيما تفيد معلومات أخرى بأن حزب الله سحب دباباته في اتجاه منطقة القصير، التي يتخذ منها قاعدة عسكرية أساسية واستراتيجية. وقد كثرت التحليلات بشأن هذه الخطوة، إذ وضعها البعض في سياق التمهيد للانسحاب من سوريا، مع الإشارة إلى أنها ليست المرة الأولى التي تكثر فيها التحليلات بشأن انسحاب الحزب من سوريا. ولكن، وفق مصادر متابعة، ما يجري يندرج في إطار العمل الروتيني وإعادة التموضع التي يجريها حزب الله منذ بداية تدخله في الحرب السورية. وتقول المصادر أن لا شيء جديداً في هذا السياق، ولا داعي لهذه التحليلات، لأن منسوب المعارك ينخفض في سوريا. بالتالي، لا بد من سحب بعض القطع أو القوات، أو إجراء عمليات إعادة تموضع لها. وهذا ما حصل مرات سابقاً. ويؤكد حزب الله أنه باق في سوريا، ولن ينسحب من هناك قبل انتهاء المعارك وبلورة الحل السياسي.

 

باسيل يجمع المسيحيين.. ضده

منير الربيع /المدن/الإثنين 15/10/2018

أصبح في الامكان الحديث عن انتهاء تفاهم معراب بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية. الحملة الدعائية من جانب التيار، التي نظّمت لمناسبة ذكرى 13 تشرين ووصف القوات اللبنانية بالغدر واتهمتها بالضلوع في ما جرى ذلك اليوم، توحي بأن التيار أراد نقل المواجهة من الجانب السياسي إلى القواعد الشعبية والشبابية. كانت القوات تحرص على استمرار تصعيد مواقفها السياسية وتسمية الأمور بأسمائها، ولكن من دون أن ينعكس ذلك على الوضع العام في الشارع المسيحي. إلا أن تصعيد التيار بهذا الشكل، أخرج الأمور من طورها. مقابل الاتهام بالغدر، ردّ مناصرو القوات بأن النظام السوري أخرج عون من بعبدا والقوات هي من اعادته إليها، بينما يجد رئيس التيار جبران باسيل نفسه قادراً على الانفتاح على النظام وغير قابل للانفتاح على القوات.

في موازاة هذه الحملات المتصاعدة، كان التوتر ينعكس في الشارع بين مناصري الفريقين المسيحيين، ولا سيما الإشكال الذي حصل في الجامعة اليسوعية. قابلت القوات ما يجري بدعوة مناصريها إلى عدم الإنجرار إلى هذه السجالات، لكن الأمور أفلتت من عقالها. وما يعزز منطق القفز فوق تفاهم معراب بين الطرفين، ليس استمرار الأزمة الحكومية فحسب، على رغم أن القوات تعتبر أنها تتعرض لحرب الغاء جديدة في السياسة من جانب التيار، على غرار حرب الالغاء التي تعرّضت لها قبل أحداث 13 تشرين. وأكثر، تعتبر القوات أن حرب الالغاء التي شنّها ضدها الرئيس ميشال عون آنذاك هي التي دفعت القوى المحلية والخارجية إلى الاستفراد به. الآن، يرتكز الاهتمام المسيحي على تكوين جبهة مسيحية معارضة للتيار الوطني الحر وكيفية تعاطيه مع الاستحقاقات السياسية. التقارب بين القوات وتيار المردة، والتقارب بين المردة وحزب الكتائب، يهدفان إلى قطع الطريق على استفراد التيار بالقرار المسيحي. صحيح أن الأطراف المتقاربة تنفي أن يكون هدف التقارب هو مواجهة باسيل، لا بل يندرج في إطار توسيع دائرة المصالحات. لكن، في السياسة الأمر مختلف، خصوصاً أن القوات والمردة يتعرضان لهجمات مستمرة من جانب باسيل، ليس في الخلاف على الحصص الحكومية فحسب، إنما في توجيه الاتهامات لهما بالفساد وعدم وجود رؤية للوزارات التي يتوليانها.

حين سُئل باسيل عن مصالحة القوات والمردة، واللقاء بين سمير جعجع وسليمان فرنجية، أجاب بما لا يمكن لأحد أن يتصور، قال: "هذه الخطوة مطلوبة منذ زمن، وهي إيجابية طالما أن شخصاً سيكون قادراً على مسامحة قاتل والديه، فحينها يمكن أن يسامح من يعتبر أنه أخذ منه الرئاسة". استوقف هذا التعليق كثيرين، واعتبروا أنه مؤشّر لحجم امتعاض باسيل من الخطوة أولاً، ودليل على استمرار هجومه على الطرفين. هذا الهجوم عاد باسيل وفتحه في مسألة تشكيل الحكومة، إذ عاد إلى المطالبة بالحصول على 11 وزيراً ووزارة الأشغال، مقابل اعطاء القوات 3 وزراء بدلاً من 4. الكلام أعاد الأمور إلى نقطة الصفر، وحين همّ البعض للتواصل مع باسيل للاستفسار عن هذه الشروط الجديدة، قال إنه يرفع السقف لمواجهة القوات، وهدفه تسهيل التشكيل. جوابه لم يقنع سائليه، الذين اعتبروا أن تصعيده يهدف إلى القضاء على كل المساعي الايجابية للتشكيل. لأنه إذا ما أراد مواجهة القوات وعدم الانحناء لمطالبها، فلماذا طالب بوزارة الأشغال؟ ويصل الأمر بالتيار إلى القول أن لا حكومة إذا كانت الأشغال للمردة. ويتزامن ذلك مع هجوم عنيف على وزير الأشغال يوسف فنيانوس، بدأه باسيل حين وصفه بالطش والطشين، ولم ينته في إطلالته الأخيرة، إذ اعتبر أن الأشغال بحاجة إلى خطط ورؤى غير متوافرة لدى من تولاها. هجوم باسيل لم يقتصر على الأفرقاء المسيحيين. في خطابه لمناسبة ذكرى 13 تشرين، اعتبر أن التيار دخل في تسوية مع المستقبل، ولكنها لم تعد كافية، ما لم تتعزز في التساوي بالحكم. وهي إشارة من باسيل إلى المستقبل بأن عليه تقديم مزيد من التنازلات للحفاظ على التسوية. وبذلك يردّ على الرئيس سعد الحريري الذي أعلن تمسّكه بها. بالتالي، لذلك ثمن على الحريري دفعه، خصوصاً أن باسيل عاد واعتبر أنه لن يرضخ للضغوط الخارجية التي تمارس عليه. وهو عنى بذلك الحريري الذي لجأ إلى الفرنسيين لإقناعه بالتنازل. ومن الواضح أن باسيل لن يتنازل. فتتكون حوله صورتان متناقضتان، إذ يعتبر البعض أن خطواته هذه عبارة عن ذكاء وتخطيط للمستقبل سيفيد بمنه كثيراً في كل معاركه، بينما البعض الآخر يصف باسيل بالفرعون الجديد، وفرعون نهايته الغرق.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

السعودية ترد على تلويح ترامب بالعقوبات بشأن قضية خاشقجي

وكالات/ - الأحد 14 تشرين الأول 2018   /نقلت وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس) الأحد تصريحات لمن قالت إنه "مصدر سعودي مسؤول" لم تسمه، ردا على تهديدات أطلقها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بحق الرياض على خلفية قضية اختفاء الإعلامي المختفي جمال خاشقجي.وقال المصدر السعودي: "تؤكد المملكة أنها إذا تلقت أي إجراء فسوف ترد عليه بإجراء أكبر، وأن لاقتصاد المملكة دور مؤثر وحيوي في الاقتصاد العالمي، وأن اقتصاد المملكة لا يتأثر إلا بتأثر الاقتصاد العالمي". وأضاف المصدر: "نؤكد رفضنا التلويح بفرض عقوبات اقتصادية أو استخدام ضغوط، والمملكة تجدد رفضها لأي تهديدات ومحاولات للنيل منها". وتعليقا على قضية خاشقجي، أشار المصدر السعودي إلى أن "الاتهامات الزائفة لن تنال من المملكة ومكانتها"، مثمنا في ذات الوقت "أصوات العقلاء الذين غلبوا الحكمة والتروي بدلا من التعجل والسعي لاستغلال الشائعات والاتهامات لتحقيق أهداف وأجندات لا علاقة لها بالبحث عن الحقيقة"، وفق تعبيره. وأشار إلى أن "السعودية شعبا وحكومة ستظل ثابتة كعادتها مهما تكالبت الضغوط (..) وتقدّر وقفة الأشقاء في وجه حملة الادعاءات الباطلة". وكان الرئيس الأمريكي توعد السعودية السبت بـ"عقاب شديد" في حال أثبتت التحقيقات مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي داخل قنصليتها في إسطنبول بتركيا، مستبعدا في ذات الوقت "فرض عقوبات على مبيعات الأسلحة للمملكة حتى لا يضر بالوظائف الأمريكية".

 

مصدر سعودي: إذا تلقت المملكة أي إجراء فالرد سيكون أكبر

 العربية.نت/14 تشرين الأول/18/صرح مصدر مسؤول بأن المملكة العربية #السعودية ومن موقعها الرائد في العالمين العربي والإسلامي، لعبت دوراً بارزاً عبر التاريخ في تحقيق أمن واستقرار ورخاء المنطقة والعالم، وقيادة الجهود في مكافحة التطرّف والإرهاب، وتعزيز التعاون الاقتصادي، وترسيخ السلام والاستقرار في المنطقة والعالم، ولا تزال المملكة تعمل مع الدول الشقيقة والصديقة لتعزيز هذه الأهداف، مستندة في كل ذلك إلى مكانتها الخاصة، بوصفها مهبط الوحي، وقبلة المسلمين. وفق ما أوردت وكالة الأنباء السعودية (واس). ‏ وأكد المصدر أن المملكة تجدد رفضها التام لأي تهديدات ومحاولات للنيل منها سواءً عبر التلويح بفرض عقوبات اقتصادية، أو استخدام الضغوط السياسية، أو ترديد الاتهامات الزائفة، التي لن تنال من السعودية ومواقفها الراسخة ومكانتها العربية والإسلامية، والدولية، ومآل هذه المساعي الواهنة كسابقاتها هو الزوال، وستظل المملكة حكومة وشعباً ثابتة عزيزة كعادتها مهما كانت الظروف ومهما تكالبت الضغوط. موضوع يهمك ? كثيرة هي التلفيقات والشائعات التي تتقاطر من كل حدب وصوب في قضية الصحافي السعودي جمال خاشقجي، وتروج لها قنوات ومواقع...جديد تلفيقات إعلام قطر بقضية خاشقجي.. "صمت السعودية" السعودية كما تؤكد المملكة أنها إذا تلقت أي إجراء فسوف ترد عليه بإجراء أكبر، وأن لاقتصاد المملكة دورا مؤثرا وحيويا في الاقتصاد العالمي، وأن اقتصاد المملكة لا يتأثر إلا بتأثر الاقتصاد العالمي. وتقدر المملكة وقفة الأشقاء في وجه حملة الادعاءات والمزاعم الباطلة، كما تثمن المملكة أصوات العقلاء حول العالم الذين غلّبوا الحكمة والتروي والبحث عن الحقيقة، بدلاً من التعجل والسعي لاستغلال الشائعات والاتهامات لتحقيق أهداف وأجندات لا علاقة لها بالبحث عن الحقيقة.

 

فتح الحدود بين الأردن وسوريا غداً الاثنين

 العربية.نت/14 تشرين الأول/18/أعلنت الناطقة الرسمية باسم الحكومة الأردنية، جمانة غنيمات، عن فتح معبر جابر نصيب الحدودي بين الأردن وسوريا يوم غد الاثنين. وأشارت غنيمات إلى أن اللجان الفنية الأردنية السورية اتفقت على الإجراءات النهائية اللازمة لإعادة فتح المعبر الحدودي بين البلدين، وذلك خلال الاجتماع الذي عقد اليوم الأحد في مركز حدود جابر، لافتة إلى أن الاجتماعات أفضت إلى الاتفاق على فتح المعبر اعتبارا من يوم غد الاثنين الموافق الخامس عشر من تشرين الأول.وأكدت غنيمات أن معبر جابر نصيب الحدودي بين البلدين الشقيقين يعد شريانا حيويا لحركة التجارة بين الأردن وسوريا وعبرهما إلى العديد من الدول. يشار إلى أن معبر نصيب - جابر، يقع بين بلدة نصيب السورية في محافظة درعا وبلدة جابر الأردنية في محافظة المفرق، وهو أكثر المعابر ازدحاما على الحدود السورية، إذ وصل عدد الشاحنات، التي تمر من المعبر قبل اندلاع الثورة السورية في 2011 إلى 7 آلاف شاحنة يوميا.

 

ترمب يتحدث عن «خطوة كبرى» إلى الأمام في العلاقة مع تركيا

القس برانسون في البيت الأبيض... والمعارضة التركية تتهم إردوغان بتقديم تنازلات

أنقرة: سعيد عبد الرازق/الشرق الأوسط/14 تشرين الأول/18/عاد القس الأميركي أندرو برانسون، الذي احتجز لعامين في تركيا على خلفية اتهامات بممارسة أنشطة مرتبطة بالإرهاب، إلى بلاده حيث استقبله في البيت الأبيض الرئيس دونالد ترمب الذي أشار إلى «خطوة كبرى» إلى الأمام في العلاقات مع أنقرة.  ولدى استقباله القس برانسون في المكتب البيضاوي، رحّب الرئيس الأميركي بإفراج القضاء التركي عنه، وأعلن أن إطلاق سراحه «خطوة كبرى» إلى الأمام في العلاقات مع تركيا. وشكر القس برانسون الرئيس الأميركي على الجهود التي بذلها من أجل تسهيل إطلاق سراحه بعد أن سجن لنحو سنتين في اطار قضية «إرهاب» و«تجسس» أدت إلى أزمة دبلوماسية كبيرة بين أنقرة وواشنطن. وكانت طائرة القس الأميركي حطّت في قاعدة أندروز الجوية قادمة من ألمانيا. في غضون ذلك، عبرت تركيا عن استيائها من تعليقات الرئيس الأميركي وبعض المسؤولين في إدارته، بعد قرار إحدى محاكمها إطلاق سراح القس، في الوقت الذي اعتبرت فيه المعارضة التركية الإفراج عنه بهذه الطريقة نوعاً من التنازل المهين. وأكدت الرئاسة التركية أمس أن قرار إطلاق سراح برانسون أظهر أن تركيا «دولة قانون» وأن القضاء فيها «محايد ومستقل». وانتقد رئيس دائرة الاتصال برئاسة الجمهورية، فخر الدين ألطون، تغريدة الرئيس ترمب، التي قال فيها إنه «بذل جهداً كبيراً» من أجل برانسون. وقال: «نود تذكير ترمب مجدداً بأن تركيا دولة قانون، ومحاكمها مستقلة». وأضاف ألطون أن «تركيا ومحاكمها لا تتلقى تعليمات من أي جهاز أو سلطة أو مرجع أو شخص»، مشيراً إلى تصريحات الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، التي نشرت قبل يوم واحد من الإفراج عن برانسون، والتي أكد فيها «ضرورة احترام الجميع للقرار الذي سيصدر عن القضاء التركي في هذه القضية».

كان القس أندرو برانسون غادر وزوجته نورين، مطار عدنان مندريس في إزمير ليل الجمعة - السبت، بعد ساعات من صدور الحكم بالإفراج عنه، في طائرة عسكرية أميركية اتجهت إلى قاعدة رامشتاين الجوية الأميركية في ألمانيا. واستقبل السفير الأميركي في برلين، ريتشارد غرينيل، القس بعد مغادرته تركيا ووصوله إلى القاعدة الأميركية، ونشر صورة على حسابه بموقع «تويتر» للقس وهو يقبل العلم الأميركي. وبعد ذلك غادر برانسون متوجهاً إلى واشنطن. وأسدلت تركيا الجمعة الستار على قضية القس، وسمحت له بمغادرة البلاد بعد رفع قرار المحكمة السابق بفرض الإقامة الجبرية عليه، ومنعه من السفر، لتنتهي بذلك واحدة من أكثر القضايا التي أثارت توتراً في العلاقات بين أنقرة وواشنطن. واعتبر بعض المراقبين، ووسائل إعلام أميركية، أن قرار المحكمة جاء نتيجة صفقة بين تركيا والولايات المتحدة.

وعقب صدور قرار المحكمة، أجرى وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو اتصالاً هاتفياً مع نظيره الأميركي مايك بومبيو، وقالت مصادر بالخارجية التركية إنهما تباحثا خلاله حول القرار، دون ذكر مزيد من التفاصيل. ومن جانبه، طالب بومبيو أنقرة بـ«الإفراج سريعاً» عن بقية الأميركيين المحتجزين لديها، وكذلك عن أتراك يعملون في بعثات دبلوماسية أميركية في تركيا. وقال بومبيو في تغريدة على «تويتر»، إن «القس برانسون عائد أخيراً إلى أميركا، بعد محنة طويلة له ولأسرته، نأمل في أن تفرج الحكومة التركية سريعاً عن بقية الأميركيين وموظفي وزارة الخارجية المحليين المحتجزين لديها».

وتحتجز تركيا نحو 20 من الأميركيين، إلى جانب اثنين من الموظفين المحليين في قنصليتها بإسطنبول، بتهم التجسس ودعم تنظيمات إرهابية، والارتباط مع حركة «الخدمة» التابعة للداعية فتح الله غولن، الذي تتهمه السلطات التركية بتدبير محاولة انقلاب فاشلة شهدتها البلاد في 15 يوليو (تموز) 2016. وانتقدت المعارضة التركية بشدة قرار الإفراج، لافتة إلى أن إردوغان أظهر تراجعاً حاداً بعد تصريحاته التي كبدت الاقتصاد خسائر كبيرة بسبب الصدام مع واشنطن، وأصدر أوامر للقضاء بالإفراج عن القس في النهاية. ورداً على انتقادات المعارضة، قال المتحدث باسم حزب «العدالة والتنمية» الحاكم عمر تشيليك، في مؤتمر صحافي أمس (السبت)، «لم يقدم أي مسؤول تركي، وفي طليعتهم رئيس البلاد، تنازلاً إزاء الإملاءات والتهديدات والعبارات التي تجاوزت الحدود». وانتقد موقف المعارضة بخصوص مسألة القس برانسون، قائلاً: «للأسف حينما تحصل حوادث كهذه، فإن شرائح معينة من المعارضة تقف إلى جانب الجهات الخارجية بدلاً من الدفاع عن تركيا».

على صعيد آخر، أبدت أنقرة انزعاجها من البيان الختامي الصادر عن قمة قادة مصر وقبرص واليونان في جزيرة كريت، الأسبوع الماضي، قائلة إنها تأسف لما اعتبرته «تلميحات غير صحيحة» تجاه تركيا. وانتقد المتحدث باسم الخارجية التركية حامي أكصوي، في بيان أمس، بيان القمة قائلاً إنه تجاهل ما سماه بـ«المظالم التي تعرض لها الأتراك في شمال قبرص بين عامي 1963 و1974 من إدارة قبرص». ورفض أكصوي ربط البيان الثلاثي للقمة الثلاثية، القضية القبرصية بالعملية العسكرية التركية في قبرص عام 1974، انطلاقاً من حقها كدولة ضامنة بموجب اتفاق عام 1960، في إشارة إلى ما ذكره البيان من إعادة توحيد الجزيرة دون النظر إلى أي اعتبارات تاريخية أو اتفاقات أمنية «عفا عليها الزمن». واستضافت جزيرة كريت اليونانية، الأربعاء الماضي، القمة الثلاثية السادسة لقادة قبرص ومصر واليونان، بحضور الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والرئيس القبرصي نيكوس أنستاسيادس، ورئيس وزراء اليونان أليكسيس تسيبراس، حيث ناقشوا سبل تعزيز التعاون الاقتصادي والعسكري.

وعشية انعقاد القمة، أعلنت تركيا أنها لن تسمح لأي جهة بتنفيذ أنشطة تنقيب عن الهيدروكربونات (الغاز والنفط) في المياه الخاضعة لسيادتها شرق حوض البحر المتوسط، دون إذن منها.

وأعربت وزارة الخارجية التركية، في بيان، عن قلقها إزاء قرار إدارة قبرص دعوة الشركات الدولية للعمل في «منطقة الترخيص رقم 7»، من جانب واحد، وتجاهلها حقوق القبارصة الأتراك، واعتبرت أن قرار إدارة قبرص، دليل على مواصلتها عدم احترامها لمصالح ما يسمى «جمهورية شمال قبرص التركية»، التي لا تعترف بها سوى تركيا، وحقوقها المتساوية في الموارد الطبيعية للجزيرة. ولفت البيان إلى أن قرار الجانب القبرصي ينتهك حقوق تركيا النابعة من القانون الدولي في الجرف القاري، وأن قسماً مهماً من «منطقة الترخيص رقم 7» الذي يشمله القرار، يقع ضمن الحدود الخارجية للجرف القاري لتركيا شرق البحر المتوسط، والمسجلة في الأمم المتحدة. ويطالب الجانب القبرصي التركي ببقاء الضمانات الحالية حتى بعد التوصل إلى الحل المحتمل في الجزيرة، ويؤكد أن الوجود العسكري التركي في الجزيرة شرط لا غنى عنه بالنسبة للقبارصة الأتراك، أما الجانب اليوناني فيطالب بإلغاء معاهدة الضمان والتحالف، وعدم استمرار الوجود التركي في الجزيرة عقب أي حل محتمل. وكانت تركيا أعلنت في مايو (أيار) الماضي أنها ستبدأ أعمال الحفر على عمق 2600 متر في البحر المتوسط، معتبرة أنها خطوة تاريخية بالنسبة لها.

 

روحاني يتهم واشنطن بالسعي لتغيير النظام في إيران

لندن: «الشرق الأوسط/14 تشرين الأول/18»/قال الرئيس الإيراني حسن روحاني، اليوم (الأحد)، إن الولايات المتحدة تسعى إلى تغيير النظام في إيران. وأضاف روحاني، في كلمة بمناسبة بدء العام الدراسي الجديد في جامعة طهران وبثها التلفزيون الرسمي الإيراني، إن واشنطن تستخدم «الحرب النفسية والاقتصادية، وتشكك في شرعية» النظام في إيران لتغييره. وتابع الرئيس الإيراني: «تقليل شرعية النظام هو هدفها (الولايات المتحدة) النهائي. عندما يقولون التخلص من (أو تغيير) النظام على حد قولهم، كيف يحدث تغيير النظام؟ عن طريق الحد من الشرعية، وبغير ذلك لا يتغير النظام». وأعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب في مايو (أيار) انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الذي أبرمَتْه قوى عالمية مع طهران في عام 2015، وأعاد فرض عقوبات على إيران في أغسطس (آب). وتعتزم واشنطن فرض عقوبات إضافية تستهدف قطاع النفط الإيراني في نوفمبر (تشرين الثاني).

 

أميركا تفضح ممارسات إيرانية للتهرب من العقوبات وتمويل الإرهاب

واشنطن: معاذ العمري/الشرق الأوسط/14 تشرين الأول/18/مع اقتراب فرض الحزمة الثانية من العقوبات الأميركية الاقتصادية على إيران، حذرت الولايات المتحدة، المؤسسات المالية العالمية، من «التلاعبات الإيرانية الخبيثة» التي تهدف من ورائها للتحايل على العقوبات الاقتصادية، إذ رصدت وزارة الخزانة الأميركية أنشطة إيرانية في غسل الأموال ودعم الإرهاب، والالتفاف على العقوبات الاقتصادية، في مخالفة صريحة للأنظمة الدولية. ودعت أميركا، المؤسسات المالية والمصرفية والدول، إلى أخذ الحيطة والحذر من تلك التحركات. وكشفت وزارة الخزانة الأميركية أن النظام الإيراني يستخدم ممارسات خادعة، بما في ذلك شركات تعمل كواجهة، ووثائق مزورة، للالتفاف على العقوبات، موضحة أن تلك الأنشطة يقوم بها، إلى جانب عناصر من حكومة طهران، ومن قوة «الحرس الثوري الإيراني»، و«فيلق القدس»، مسؤولون من بنك إيران المركزي من أعلى المستويات. وقالت سيغال ماندلكر وكيلة وزارة الخزانة لشؤون الإرهاب، أمس، إن «أي بلد يسمح للبنك المركزي بالتورط في دعم الإرهاب، يتطلب أعلى درجات التمحيص، خصوصاً عندما يكون البلد نفسه أكبر دولة راعية للإرهاب في العالم، ويجب على الحكومات والمؤسسات المالية والشركات من جميع أنحاء العالم أن تكون في حالة تأهب قصوى لمثل هذه الإجراءات الإيرانية»، لافتة إلى أن واشنطن تتوقع أن تستمر إيران في محاولة التهرب من العقوبات على نطاق واسع، مع استخدام مواردها في الوقت نفسه لتمويل مجموعة واسعة من الأنشطة الخبيثة، «وعلى المؤسسات المالية أن تستمر في تطوير برامج الامتثال الخاصة بها لمنع هؤلاء الممثلين من استغلالها». وأوضحت ماندلكر، في بيان صحافي، أن المقصود من التحذيرات الأميركية الأخيرة والاستشارات الاقتصادية، هو مساعدة المؤسسات المالية الأجنبية على فهم التزامات المراسلين الأميركيين بشكل أفضل، وتجنب التعرض للعقوبات الأميركية، والتصدي لمخاطر مكافحة غسل الأموال، ومكافحة تمويل الإرهاب التي يشكلها النشاط الإيراني، مشيرة إلى أن النظام المالي الدولي يقدم استشارات ومعلومات عن التهديدات التي يلجأ إليها النظام الإيراني، حتى لا يقع فريستها النظام المالي الأميركي، والمؤسسات التي تربطها علاقات مصرفية مع المؤسسات المالية الأميركية. بدوره، أفاد كينيث بلانكو، مدير الاستشارات المالية والأنظمة المصرفية في وزارة الخزانة، بأن تقارير الأنشطة المشبوهة والمعلومات الأخرى القيمة التي نقلها القطاع المالي مفيدة لكشف عمليات تبييض الأموال والمخططات المالية الأخرى المرتبطة بالنظام الإيراني. وتهتم الاستشارات بتقديم معلومات إلى المؤسسات المالية، كما توفر نصائح ونماذج حمراء محددة لمساعدتها في تحديد النشاط المرتبط بشكل غير قانوني بإيران، منوهاً بأن هذه الاستشارات لا تؤدي إلى زيادة الوعي في الصناعة فحسب، بل تعزز في نهاية المطاف سلامة وأمن النظام المالي في الولايات المتحدة. وذكر بلانكو نماذج حول كيفية قيام النظام الإيراني بإساءة استخدام النظام المالي الدولي، منها أن النظام الإيراني أخفى معاملات غير مشروعة باستخدام كبار المسؤولين في البنك المركزي العراقي، كما استخدموا قدراتهم الرسمية لشراء العملة الصعبة وإجراء الصفقات لصالح قوات «الحرس الثوري - فيلق القدس»، ووكيلها الإرهابي مجموعة «حزب الله» اللبناني. وبناءً على ذلك، نصح المؤسسات المالية بممارسة العناية الواجبة عند التعامل مع المعاملات التي تنطوي على مبادلات قد تكون عرضة للنظام الإيراني، أو الأشخاص الإيرانيين المعينين. كما دعا بلانكو، المؤسسات المالية، لأن تكون على اطلاع بممارسات مراوغة محتملة؛ تشمل شركات الشحن الإيرانية، كما ينبغي أن تكون المؤسسات المالية على دراية باحتمال وقوع انتهاكات إيرانية للعملة الافتراضية والمعادن الثمينة للتهرب من العقوبات والوصول إلى النظام المالي الدولي وإخفاء أعمالها الشائنة. يذكر أنه بعد إعادة فرض العقوبات الكاملة في 5 نوفمبر (تشرين الثاني) 2018، من العقوبات التي رفعت بموجب خطة العمل المشتركة، يتوقع أن تزيد المؤسسات المالية الإيرانية والنظام الإيراني ومسؤولوهم من جهودهم للتهرب من العقوبات الأميركية، وتأمين العملة الصعبة لحكومة إيران. فيما تهتم وزارة الخزانة والحكومة الأميركية بالمعلومات المتعلقة بجهود النظام الإيراني، وكذلك المعلومات المتعلقة بكيفية إخضاع النظام الإيراني أو الكيانات الإيرانية للعقوبات، بما في ذلك البنك المركزي العراقي، وغيره من الجهات ذات الصلة.

 

إيران تتجه إلى «إعادة تأهيل» المجلس الأعلى الإسلامي بعد خسارتها الحكيم/احتفل بذكرى تأسيسه الـ37 في ظل انحسار شعبيته

بغداد: الشرق الأوسط/14 تشرين الأول/18»/أحيا «المجلس الأعلى الإسلامي» أمس، الذكرى الـ37 لتأسيسه في ظل تراجع وانحسار كبيرين لدوره وشعبيته على المستويين الرسمي والشعبي، خصوصاً بعد خروج سليل «زعاماته السابقة» عمار الحكيم وتأسيسه تيار «الحكمة الوطني» في يوليو (تموز) 2017. فالأخير ابن أخي زعيم ومؤسس «المجلس الأعلى الإسلامي» محمد باقر الحكيم، ونجل الزعيم اللاحق للمجلس، عبد العزيز الحكيم. كما لم يتمكن زعيم «المجلس» الحالي الشيخ همام حمودي من الفوز بمقعد نيابي في الانتخابات الأخيرة التي جرت في مايو (أيار) الماضي رغم خوضه السباق الانتخابي مع تحالف «الفتح» الذي حل ثانياً في تسلسل الائتلافات الفائزة في الانتخابات برصيد 47 مقعداً، ما اعتبره كثيرون «ثاني صفعة» يتلقاها «المجلس» بعد صفعة خروج عمار الحكيم. وأكد مصدر مطلع لـ«الشرق الأوسط» أن إحياء ذكرى التأسيس يأتي في ظل أحاديث تتناقلها كواليس القوى الشيعية حول سعي إيران إلى «إعادة تأهيل المجلس الأعلى الإسلامي بعد خسارته عمار الحكيم والتيار الذي يقوده، إلى جانب تنامي قوة حلفائها مثل منظمتي (بدر) و(عصائب أهل الحق)، وخشيتها من عدم إمكانية السيطرة عليهم». وأضاف المصدر أن «إيران بحاجة إلى وجود تيار له وزنه في الساحة ويكون موالياً لها بدرجة كبيرة، وهذا ما تسعى إلى عمله مع المجلس الأعلى الإسلامي». ولعل الكلمة الحماسية التي ألقاها رئيس «المجلس الأعلى الإسلامي» همام حمودي، في الاحتفال، وإشادته بصلة «المجلس» بإيران وبمرشد ثورتها الراحل الخميني، تلقي بعض الضوء على مرحلة «التأهيل» المحتملة التي تتردد في الأوساط السياسية. وقال حمودي إن «المجلس الذي رعاه الخميني يحمل هم المواطن، واستثمر كل الطاقات على الرغم من قسوة النظام الديكتاتوري»، في إشارة إلى نظام الرئيس السابق صدام حسين، وتأسيس المجلس الأعلى الإسلامي في إيران عام 1982، بوصفه جماعة معارضة لنظام صدام خلال فترة الحرب العراقية الإيرانية (1980 - 1988). وحضر احتفالية «المجلس الأعلى الإسلامي» التي أقيمت في بغداد، أمس، كبار المسؤولين وقادة الكتل السياسية، وكان من بين الحضور رئيس الجمهورية برهم صالح ورئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي، إضافة إلى رئيس تحالف «الفتح» هادي العامري.

وبينما اعتبر برهم صالح أن «البصرة ومعاناتها عنوان صارخ لما يواجهنا من تحديات»، ودعا إلى التعاون مع رئيس الوزراء المكلف عادل عبد المهدي لتشكيل الحكومة الجديدة، اعتبر رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي في كلمة مماثلة أن البرلمان «يتطلع إلى حكومة قادرة على احتواء الأزمات وبرنامج ضمن سقف زمني لمعالجة الأزمات». ولفت انتباه المراقبين، المقترح الذي وجهه رئيس تحالف «الفتح» هادي العامري إلى «المجلس الأعلى الإسلامي» وطالبه فيه بأن يكون «للمرأة دور كبير، وأن تكون نصف قيادة المجلس الأعلى من النساء».

ويرى المتخصص في الشؤون السياسية الناصر دريد، أن مقترح العامري «ربما يأتي في سياق المحادثات غير المعلنة لإعادة ضمه هو وجماعته إلى المجلس من جديد»، في إشارة إلى انشقاق هادي العامري الذي كان يتزعم الجناح العسكري للمجلس الأعلى الإسلامي ممثلاً في منظمة «بدر»، في مارس (آذار) 2012. واعتبر دريد في حديث لـ«الشرق الوسط» أن كلمة العامري «نوع من الغزل غير المباشر لتشجيع عمار الحكيم وتياره على العودة إلى المجلس أيضاً»، ضمن «جهود إيران لتكوين كتلة سياسية كبيرة تخلف حزب (الدعوة) في مؤسسات الحكم لدعم ولجم رئيس الوزراء المكلف عادل عبد المهدي في نفس الوقت». لكنّ خبيراً في شؤون الحركات الإسلامية الشيعية نفى إمكانية التحاق هادي العامري أو عمار الحكيم بـ«المجلس الأعلى الإسلامي» من جديد، لكنه لا يستبعد تحرك إيران بهدف إقناع تلك الأطراف بتشكيل تحالف سياسي داخل البرلمان على غرار «التحالف الوطني» السابق الذي كان يضم أغلب القوى الشيعية. واستبعد المصدر، الذي طلب عدم الإشارة إلى اسمه، «أن يلتحق هادي العامري بالمجلس من جديد لأنه اليوم كرّس نفسه كزعامة سياسية والجميع يطلب وده، ومنهم زعيم دولة القانون نوري المالكي، وكذلك بالنسبة إلى عمار الحكيم، لكنّ إحياء صيغة التحالف الوطني القديم فكرة واردة». وأضاف أن «إيران لم تتخلَّ تاريخياً عن حلفائها وأتباعها والجماعات المرتبطة بها، لذا فإن إعادة تأهيلها للمجلس الأعلى ورادة لأنها بحاجة إليه باعتباره أحد أجنحتها السياسية التي تتحرك بها في الساحة العراقية». ولفت إلى أن «الاحتفال الأخير ربما يهدف إلى تدارك ما يمكن تداركه، لأن المجلس معرّض للانهيار ويعاني من خلافات عميقة داخل هيئته القيادية. فثمة أشخاص داخل الهيئة لا يؤمنون بقيادة همام حمودي، وكان يفترض أن يقدّم استقالته بعد إخفاقه في الفوز بمقعد نيابي في الانتخابات الماضية».

 

لافروف يحذر أميركا من تشجيع مساعٍ إنفصالية لأكراد سوريا/دعوات إلى تحقيق دولي في قصف دير الزور بأسلحة محرمة

موسكو: رائد جبر/الشرق الأوسط/14 تشرين الأول/18/حذَّر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مما وصفه بـ«مغامرة أميركية جديدة» تدور حول تشجيع المساعي الانفصالية للمكون الكردي في سوريا و«اللعب على فكرة كردستان الكبرى» التي قال إنها «لعبة خطرة».

وبالتوازي مع تصاعد اللهجة الروسية أخيراً ضد الوجود الأميركي في قاعدة التنف جنوب سوريا، عاد لافروف للتنبيه إلى «خطورة التحركات الأميركية في مناطق شرق الفرات»، وقال إن «الولايات المتحدة تحاول إقامة دويلة شرق الفرات بمساعدة حلفائها في سوريا».

وزاد في حديث لوسائل إعلام ناطقة بالفرنسية نشرت أجزاء منه، أمس، أن «إدلب ليست آخر منطقة فيها مشكلات على أراضي سوريا. فهناك أراض شاسعة شرق الفرات، تجري فيها أمور لا يمكن القبول بها». وقال لافروف إن «الولايات المتحدة، ومن خلال حلفائها السوريين، وبالدرجة الأولى من خلال المكوِّن الكردي، تحاول استخدام هذه الأراضي لإقامة دويلة، هذا أمر غير شرعي ولا يمكن القبول به»، موضحاً أن واشنطن «نشطت خطواتها لإنشاء أجهزة سلطة موازية بديلاً عن أجهزة السلطة السورية الشرعية، وتعمل على إعادة وإسكان اللاجئين هناك».

ولفت إلى أن «الولايات المتحدة وفرنسا ودول غربية أخرى تعارض في الوقت ذاته، تهيئة ظروف مواتية لعودة اللاجئين إلى الأراضي التي تسيطر عليها الحكومة السورية الشرعية، وتربط أي تحرك في هذا الاتجاه ببدء عملية سياسية ذات مصداقية». ورأى أن ذلك يكشف «تناقضا واضحا في المواقف والتصرفات الغربية». وتساءل لافروف: «لماذا لا ينبغي انتظار بدء العملية السياسية على الضفة الشرقية لنهر الفرات، التي تسيطر عليها الولايات المتحدة وحلفاؤها المحليون»؟ لكن اتهامات لافروف لواشنطن ذهبت أبعد من ذلك، إذ حذر الوزير الروسي من أن «الولايات المتحدة قد تدخل من جديد في مغامرة خطيرة في كردستان العراق، عبر فكرة ما يسمى بـ(كردستان الكبرى)». وأضاف الوزير: «لا أستبعد أن تكون الولايات المتحدة تحاول الحفاظ على أوضاع متوترة في المنطقة. ومن الأسهل بالنسبة إليهم صيد السمك في المياه العكرة. لكن هذا لم يؤد إلى أي شيء جيد في كل التجارب السابقة».

وتطرق لافروف إلى الوضع في إدلب، مكرراً التفسير الروسي لاتفاق إقامة منطقة منزوعة السلاح، وشدد على أنه «اتفاق مؤقت بالفعل. وستنتهي القصة بعد عودة سلطة الشعب السوري في سوريا ويغادر أراضيها كل من لم تتمَّ دعوته. وهذا واضح للجميع»، علماً بأن هذه تعد واحدة من النقاط الخلافية بين موسكو وأنقرة في تفسير بنود الاتفاق، إذ تصر أنقرة على ضرورة المحافظة على الاتفاق لحين انطلاق عملية تسوية سياسية نهائية في سوريا. إلى ذلك، برزت دعوات في روسيا لفتح تحقيق دولي في اتهامات موجهة إلى التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن، بشن ضربات على مناطق قرب دير الزور، أول من أمس، باستخدام أسلحة محرمة. وقال نائب رئيس لجنة شؤون الدفاع في مجلس دوما (البرلمان) الروسي، يوري شفيتكين إنه «إذا ثبتت صحة الاتهامات التي وجَّهتها دمشق، فعلى المجتمع الدولي أن يفتح تحقيقاً أممياً يتعلق بقصف التحالف الدولي لمناطق في ريف دير الزور في سوريا بأسلحة محرمة دولياً أول من أمس (الجمعة)». وزاد أنه «ينبغي أولاً التأكد من دقة هذه المعلومات، بالطبع في حال تأكيدها، عندما يتم تلقي المعلومات، يجب على الفور إرسال طلب مناسب إلى منظمة حظر الأسلحة الكيماوية لإجراء تحقيق رسمي، وإحالة الأمر إلى مجلس الأمن الدولي». ورأى شفيتكين أن تصرفات واشنطن تعكس «انتهاكاً صارخاً لحقوق مواطني الجمهورية العربية السورية، مشدداً على أنه «يجب بحث مثل هذه الأفعال في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، ومن ثم في الجمعية العامة للأمم المتحدة، لأن هذه الأفعال تهدد ضمان الاستقرار والأمن بشكل عام في العالم». وكانت السلطات السورية اتهمت التحالف الدولي بشنِّ غارات على موقع قرب دير الزور باستخدام مادة الفسفور المحرمة. على صعيد آخر، رجَّحَت وسائل إعلام روسية أن تسعى تل أبيب لتطويق الأزمة المتصاعدة في مع موسكو بعد حادثة إسقاط طائرة «إيلوشين 20» الشهر الماضي قرب السواحل السورية، والقرارات التي اتخذتها موسكو في أعقاب الحادث وبينها إرسال منظومات صاروخية من طراز «إس300» إلى سوريا.

ونقلت وسائل إعلام عن مصادر روسية وإسرائيلية، أمس، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي أعلن عزمه زيارة موسكو في غضون أيام لبحث الملف مع الرئيس فلاديمير بوتين «سوف يسعى على ما يبدو، لإبرام اتفاق يتضمن عدداً من النقاط التي تعتبرها تل أبيب ضرورية لتسوية الأزمة بين الطرفين»، بينها التعهد من جانب موسكو «بعدم نقل المعلومات التي تأتي عبر خط منع المواجهة بين الجيش الإسرائيلي ووزارة الدفاع الروسية، إلى الجانب السوري». وتخلي روسيا عن فكرة نقل مقاتلات جديدة من طراز «ميغ 31» إلى القوات الجوية السورية وأنظمة دفاع جوي إضافية من طراز «بوك». وبررت المصادر ذلك بأن «تعزيز قوة إيران في سوريا ليس في مصلحة روسيا، وأن تل أبيب تدرك أنها (موسكو) لا تدافع عن حليفها الأسد بقدر ما تحمي مصالحها الوطنية».

وأشارت المصادر إلى أن تل أبيب تريد أيضاً من وزارة الدفاع الروسية، عدم ربط بطاريات «إس 300» السورية بشبكة كومبيوتر متصلة بنظام الدفاع الجوي «إس 400» في حميميم، «لأن ذلك سوف يعني أن تطلع وسائل الدفاع الجوي السوري على معلومات عن جميع الطائرات التي تحلق على مسافة تصل إلى 600 كلم من بطاريات الصواريخ». وأشارت مصادر دبلوماسية إلى أن تل أبيب في المقابل ستكون قادرة على لعب دور مهم في تقليص مساحة التوتر الحالية بين موسكو وواشنطن، لأن علاقات وثيقة تربطها مع الإدارة الأميركية الحالية، وهذا قد يعني العمل على محاولة تخفيف العقوبات المفروضة على روسيا. لكنّ معلقين روسيين رأوا أن موسكو لا تفضل في المرحلة الراهنة القيام بخطوات سريعة لتقريب المواقف مع تل أبيب، أو مع واشنطن، وأنها تفضِّل إبقاء الحوار مفتوحاً من دون التوصل إلى نتائج محددة، بانتظار ما ستسفِر عنه الانتخابات النصفية في الولايات المتحدة، وما إذا كان الرئيس دونالد ترمب سيخرج منها منتصراً أم سيضطر إلى إعادة النظر في بعض سياساته حيال روسيا والمنطقة.

 

طيارون إسرائيليون وأميركيون في أوكرانيا يتدربون على مواجهة صواريخ روسيا

منظومة «إس300»/تل أبيب: الشرق الأوسط/14 تشرين الأول/18»/كشفت مصادر أمنية في تل أبيب، أمس (الجمعة)، عن أن وفداً أميركياً - إسرائيلياً يقوم بتحركات عسكرية عاجلة لكشف أسرار منظومة الدفاع الروسية «إس300». وقالت هذه المصادر، إن الوفد الأميركي - الإسرائيلي، زار أوكرانيا مؤخراً، لفحص منظومة «إس300» المتمركزة هناك عن كثب، ودراسة مركباتها وطرق عملها وكشف جميع أسرارها؛ وذلك للاستعداد لمجابهتها في سوريا، والتغلب على ميزاتها والتملص من قدراتها المدمرة. وذكرت «القناة20» العبرية، التابعة للتيار اليميني الديني اليهودي الشريك في الحكم، أن من المتوقع أن تقوم إسرائيل والولايات المتحدة بإرسال طائرات وأطقم جوية للتدريب على التعامل مع تلك المنظومة. وأكدت، أن أوكرانيا سمحت لممثلين عن القوات الجوية الأميركية والإسرائيلية بتفحص أنظمة تلك الصواريخ، ومعرفة مكوناتها وبرمجياتها.

ولفتت القناة على موقعها الإلكتروني إلى أن أوكرانيا دعت القوات الجوية للبلدين إلى الحضور والتدريب على النظام، الذي حصلت عليه أوكرانيا في عام 2000، عندما كانت حليفة لروسيا. ومن المتوقع أن ترسل الولايات المتحدة طائرات «إف15» إلى هناك، بينما سترسل القوات الجوية الإسرائيلية أطقماً جوية. وستقوم الطائرات الأميركية التي يقودها طيارون إسرائيليون بمحاكاة عمليات جوية في سماء أوكرانيا، لاختبار الأداء الحقيقي لصواريخ «إس300»، ومعرفة أسرار المنظومة الدفاعية الروسية. وكان جنرال كبير في الجيش الإسرائيلي قد أعلن قبل أسبوعين، أن قواته تعرف الكثير عن صواريخ «إس300» وتدربت على مواجهتها منذ سنوات عدة، من دون أن يكشف كيف حصلوا على نموذج لتلك الصواريخ.

 

ظهور نادر لفاروق الشرع

لندن: الشرق الأوسط/14 تشرين الأول/18»/بعد غياب ما يقارب الأربع سنوات عن المشهد السياسي في دمشق، أظهرت صور حديثة التقطها شاعر سوري مغترب، نائب الرئيس السوري فاروق الشرع، وقد تقدم به العمر، في منزله في العاصمة السورية.وكتب الشاعر هادي دانيال المقيم في تونس على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»: خلال زيارة وديّة مُبْهِجَة إلى رجل الدَّوْلَة النبيل الأستاذ «فاروق الشَّرْع» نائب رئيس الجمهوريّة بمنزلهِ العامِر في العاصمة السورية دمشق مساء الاثنين 08 - 10 - 2018. لم يشارك الشرع خلال غيابه عن الحياة العامة في السنوات الأخيرة في أي مناسبة سياسية، وظهرت الكثير من الشائعات عنه من أنه انشق عن النظام وهرب إلى الأردن، أو أنه قتل، وأنه تحت الإقامة الإجبارية في منزله بطلب من الحرس الثوري الإيراني. غير أنه ظهر مرة واحدة للعلن في عزاء الكاتب والناشر السوري حسين العودات عام 2017. فاروق الشرع من مواليد درعا جنوب سوريا 1938، وهو خريج الأدب الإنجليزي في جامعة دمشق. حصل على ماجستير في القانون الدولي من لندن. تسلّم حقيبة وزارة الخارجية عام 1984 في عهد حافظ الأسد، ثم اختاره بشار الأسد لمنصب نائب رئيس الجمهورية عام 2006.

 

إعادة فتح معبر القنيطرة في الجولان المحتل غداً

الشرق الأوسط/14 تشرين الأول/18/أعلنت الولايات المتّحدة، أنّ الأمم المتحدة وسوريا وإسرائيل، توصّلت إلى اتفاق ينصّ على أن تتم غدا الاثنين إعادة فتح معبر القنيطرة في الجولان السوري المحتلّ، مطالبة الحكومتين السورية والإسرائيلية بتسهيل مهمة قوات حفظ السلام الأممية في المنطقة. وقالت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي في بيان نقلته وكالة الصحافة الفرنسية، إن «الولايات المتّحدة ترحّب بإعادة فتح هذا المعبر الذي سيتيح للقبعات الزرق الأمميين تكثيف جهودهم الرامية لمنع الأعمال العدائية في منطقة مرتفعات الجولان». وأضافت «إننا نتطلّع إلى كلّ من إسرائيل وسوريا لتمكين قوّات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة من الوصول إلى كل ما يحتاجون إليه، بالإضافة إلى ضمانات لسلامتهم». وتابعت السفيرة الأميركية في بيانها «إنّنا ندعو سوريا إلى اتّخاذ الخطوات اللازمة حتى تتمكّن قوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك (أندوف) من الانتشار وتسيير دوريات بأمان ومن دون تدخّل». وتقوم قوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك بمراقبة الوضع في منطقة منزوعة السلاح أنشئت في عام 1974 بين الجولان الذي تحتله إسرائيل والقطاع السوري، إلا أن مهمة حفظ السلام تعطلت بسبب الحرب الأهلية في سوريا. ولفتت هايلي إلى أنّه «بموازاة هذه الخطوة المهمّة، يجب على جميع الأطراف الالتزام باتفاقيّة عام 1974 ومنع وجود أي قوات عسكرية في المنطقة باستثناء قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة». وفي نهاية سبتمبر (أيلول)، أعلنت إسرائيل استعدادها لفتح معبر القنيطرة عقب عودة قوات حفظ السلام الدولية بعد أربع سنوات من انسحابها. وقالت الحكومة الإسرائيلية يومها، إنّ وزير الدفاع أفيغدور ليبرمان «سمح بإعادة فتح بوابة ألفا في معبر القنيطرة بين إسرائيل وسوريا بما يتيح للأمم المتحدة استئناف نشاطها عبر المعبر، بانتظار أن تعيد سوريا فتحه من جانبها» بحسب (رويترز). واستأنفت قوات الأمم المتحدة لمراقبة فضّ الاشتباك دورياتها في منطقة المعبر في أغسطس (آب) بعد أن انسحبت منها في 2014 عند سيطرة فصائل مسلحة مرتبطة بتنظيم القاعدة على المنطقة، بعد ثلاث سنوات من بدء الحرب السورية. وعادت القوات الدولية إلى المنطقة بعد أن تمكّنت قوات النظام السوري مدعومة من روسيا، من استعادة السيطرة على المنطقة القريبة من مرتفعات الجولان وإخراج الفصائل المسلحة من «منطقة خفض التصعيد». واحتلت إسرائيل معظم مرتفعات الجولان في حرب 1967 وحاربت سوريا مرة أخرى على الهضبة الاستراتيجية في أعقاب حرب عام 1973. غير أن إسرائيل ضمّتها إليها في 1981 في خطوة لا يعترف بها المجتمع الدولي.

 

«داعش» يختطف 130 عائلة من ريف دير الزور بينهم 90 امرأة

بيروت: الشرق الأوسط/14 تشرين الأول/18

اختطف تنظيم داعش يوم أمس 130 عائلة في ريف دير الزور، حيث سجلت في الأيام الأخيرة مواجهات وصفت بالأعنف بين عناصره و«قوات سوريا الديمقراطية». وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن التنظيم عمد، مساء الجمعة، إلى خطف نحو 130 عائلة، غالبيتهم من النساء، واقتادهم إلى مناطق سيطرته ضمن الجيب الأخير له شرق نهر الفرات. وأوضح رامي عبد الرحمن، مدير «المرصد»، أن التنظيم اختطف في هجومه على مخيم هجين، بأطراف الجيب الذي يسيطر عليه، أكثر من 130 عائلة، بينهم نحو 90 امرأة هربن من «داعش»، ومن ضمنهم أيضاً زوجات عناصر منشقين عن التنظيم، أو ممن قتلوا بمعارك سابقة من جنسيات غير سورية. وأشار كذلك إلى أن «داعش» تمكن خلال الـ72 الفائتة من إعدام وقتل ما لا يقل عن 47 عنصراً من «قوات سوريا الديمقراطية»، مستغلاً الأحوال الجوية السيئة والعاصفة الرملية لتنفيذ هجومه، بمساعدة مباشرة من خلايا التنظيم النائمة داخل المخيم، وفي مناطق الأخيرة. وأكد المركز الإعلامي لـ«قوات سوريا الديمقراطية»، في بيان مساء الجمعة، الهجوم ضد مخيم النازحين، مشيراً إلى أن عناصر التنظيم «خطفوا مجموعة من المدنيين، واصطحبوهم إلى داخل المناطق التي يسيطرون عليها». وأفاد «داعش»، من جهته، على حساباته على تطبيق «تلغرام»، بهجمات عدة شنها ضد مواقع «قوات سوريا الديمقراطية» في منطقة هجين، وبينها المخيم. كان التنظيم قد أسر خلال أول هجوم مضاد له، الأربعاء، وفق «المرصد»، 35 عنصراً من تلك «القوات»، فيما تمكن يوم الجمعة من السيطرة على مخيم البحرة لساعات، عبر خلايا تابعة له داخل المخيم، قبل أن تستعيده «سوريا الديمقراطية». واستمرت المعارك العنيفة، أمس، بين الطرفين، وتحديداً على محاور الباغوز والسوسة وهجين، ومحاور أخرى متفرقة في القطاع الشرقي من ريف دير الزور، حيث الجيب الأخير للتنظيم في المنطقة. وترافق ذلك مع عمليات قصف جوي من قبل طائرات التحالف على مواقع التنظيم ومحاور القتال. وألقى طيران التحالف، وفق مواقع معارضة، منشورات فوق مناطق سيطرة التنظيم، يدعو فيها المدنيين إلى ترك المنطقة فوراً. وتشن «قوات سوريا الديمقراطية» منذ شهر هجوماً ضد آخر جيب يتحصن فيه التنظيم في دير الزور، شرق البلاد، بدعم من التحالف الدولي، إلا أن التنظيم بدأ الأربعاء بشن هجمات مضادة ضد تلك «القوات»، وتمكن من عرقلة تقدمها مستفيداً من عاصفة رملية في المنطقة. وقال عبد الرحمن لوكالة الصحافة الفرنسية: «يواصل (داعش) هجماته المضادة في منطقة هجين، فيما تعمل (سوريا الديمقراطية) جاهدة على صده، بدعم من التحالف الدولي الذي يستهدف مواقع التنظيم بين الحين والآخر»، وأشار إلى أن العاصفة الرملية المستمرة «تُصعّب مهمة (سوريا الديمقراطية) وطائرات التحالف الدولي في صد الهجمات». وتُعد هجين أهم البلدات الواقعة في هذا الجيب، ولا تزال تحت سيطرة التنظيم، رغم استعادة «سوريا الديمقراطية» لمناطق أخرى محيطة. ومنذ بدء الهجوم، قبل شهر، تدور معارك عنيفة بين الطرفين، وقد ارتفعت حصيلة القتلى إلى 176 عنصراً من «قوات سوريا الديمقراطية» و325 من «داعش». ومُني التنظيم خلال العامين الماضيين بهزائم متلاحقة في سوريا، ولم يعد يسيطر سوى على جيوب محدودة في أقصى محافظة دير الزور، وفي البادية، شرق حمص.

 

غسان سلامة: مشكلة شرعية المؤسسات لا تزال قائمة في ليبيا/أكد لـ«الشرق الأوسط» أن نشر «قبعات زرق» غير وارد لفرض حل خارجي

القاهرة: عبد الستار حتيتة/الشرق الأوسط/14 تشرين الأول/18/أكد المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة، أن مشكلة شرعية المؤسسات لا تزال قائمة في ليبيا وما زال الخلاف مستمراً، وهذا أمر لا يحل إلا من خلال انتخابات عامة. وأبدى سلامة معارضته لهيمنة أي ميليشيا على طرابلس، سواء من داخلها أو من خارجها، وذلك بعد أسابيع قليلة من وقف لإطلاق النار برعاية البعثة، بين ميليشيات عدة كانت تتنافس بالأسلحة الثقيلة للسيطرة على العاصمة. وقال: إن طرابلس «كيكة» يتطلع إليها الكل، لكن ليس هناك طرف قادر على فرض وجوده عليها بسبب تنوع أصول أبنائها قبلياً وجهوياً. وفي حوار مع «الشرق الأوسط» عقب وصوله للقاهرة أمس، شدد سلامة على أن البعثة الأممية تعمل على إجراء الانتخابات «في أمد قريب»، قائلا إن عوامل محلية ليبية تسببت في تأخير الانتخابات، وليس الخلاف الإيطالي - الفرنسي، حول هذا الموضوع، مشيرا إلى أن الليبيين لا الفرنسيين، هم كانوا حددوا موعد إجراء الانتخابات في العاشر من ديسمبر (كانون الأول) المقبل، حين التقوا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في باريس، في مايو (أيار) الماضي. وأعرب سلامة عن أمله في أن تتمكن خطة أمنية واقتصادية من تهيئة الأوضاع في البلاد لنوع من الاستقرار يفضي إلى حل سياسي دائم. وقال إن الخطة الأمنية ترتكز على تحصين وقف إطلاق النار، ورفض الحل بالقوة، لافتاً إلى تغيير لجنة الترتيبات الأمنية في العاصمة، ووضع لجنة قوية تمثل مختلف الأجهزة الأمنية بحضور ممثل للبعثة الأممية، مشيرا إلى أنه جرى كذلك تبني مجموعة إصلاحات اقتصادية أدت إلى هبوط ملحوظ في أسعار السلع داخل ليبيا، وتحسن في سعر صرف الدينار أمام الدولار. وفيما يأتي نص الحوار.

> هل ستجرى انتخابات في ليبيا قبل نهاية هذا العام؟

- نحن نعمل لإجراء الانتخابات في أمد قريب. إن لم تجر قبل آخر هذا العام، فهذا لا يعني أنها لن تجرى. بل هذا يعني أنها ستجرى بعد حين. كان أملي أن تجرى قبل نهاية هذا العام، لكن حدثت تطورات داخل ليبيا أخَّرت بعض الشيء بعض الإجراءات. أولاً تأخر مجلس النواب في إصدار قانون للانتخابات. ونحن ما زلنا نأمل أن يُقدم على ذلك. وثانياً حصلت تطورات أمنية كبيرة، منها مسألة الهلال النفطي والاشتباكات في طرابلس التي جعلت الموضوع الأمني يعود إلى الصدارة. ثم حدث أمر آخر مهم جدا، وهو هجوم إرهابي على المفوضية العامة للانتخابات، جعلها تفقد الكثير من آلياتها، ولسوء الحظ فقدت عددا من موظفيها أيضا. وهذا أدى إلى شلل في حركتها بعض الشيء، لكننا عوضنا عن كل ذلك. كما تعلم لعبت البعثة دورا مهما في حل مشكلة الهلال النفطي، ولعبت البعثة دورا، أعتقد أنه أساسي، في التوصل لوقف إطلاق النار في طرابلس. وأيضا عوضنا مفوضية الانتخابات كل ما خسرته من آليات، ولكن المبنى الذي ستنتقل إليه المفوضية في طرابلس لم ينته تجهيزه بعد، لذلك، ولأسباب لوجيستية وتشريعية وأمنية، تأخرت المسيرة بعض الشيء.

مشكلة «شرعية المؤسسات» لا تزال قائمة. يوجد خلاف على الشرعية، وهذا الموضوع لا يُحل إلا من خلال انتخابات عامة. الآن نحن نقوم ونساعد كثيرا لإجراء الانتخابات على المستوى المحلي، ولقد حصلت انتخابات بلدية في ثلاث مدن مهمة، هي الزاوية والمرج وبني وليد، وستحصل إن شاء الله مجموعة من الانتخابات البلدية خلال الأسابيع المقبلة، وهذا يعني أن ما هو ممكن نقوم به فوراً. الانتخابات على المستوى الوطني تنتظر القانون، وتنتظر أيضا عمل المفوضية بكامل إمكانياتها، وهذا ما لم يحصل بعد. لذلك قد يكون هناك تأخير في الانتخابات لكنه مجرد تأخير وليس وضعها على الرف أو شيء من هذا القبيل. الانتخابات يطالب بها الليبيون قبل غيرهم. ونحن لا نريد أن نحرمهم من حقهم الطبيعي بأن يغيروا في الطبقة السياسية التي تحكمهم.

> حين يظهر موضوع الانتخابات على السطح، يظهر معه الحديث عن مبادرة الرئيس الفرنسي ماكرون، من أن الانتخابات ستكون في العاشر من ديسمبر (كانون الأول) المقبل، ويقترن بهذا الحديث أن هناك تنافسا إيطاليا - فرنسيا، بأن الإيطاليين يريدون تأخير الانتخابات والفرنسيين يريدون التبكير بها. وأن هذا يدور في إطار صراع ما بين الإيطاليين والفرنسيين. ما تقييمك لمثل هذا الحديث؟

- هناك تنافس بين إيطاليا وفرنسا، كان حاداً، ولم يعد بنفس الحدة الآن، ولكن لا تأثير له على الانتخابات. تاريخ العاشر من ديسمبر (كانون الأول) هو من اختيار الليبيين الذين كانوا موجودين في فرنسا، وليس من اختيار السيد ماكرون. وهو خيار الرجال الليبيين الأربعة الذين كانوا موجودين، وهم اقترحوا هذا التاريخ، وأنا كنت موجودا، ويمكن لي أن أشهد على ذلك. كان الاقتراح من السيد (فايز) السراج (رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق)، ووافق عليه السيد (المشير خليفة) حفتر (قائد الجيش الوطني)، والسيدان (خالد) المشري (رئيس مجلس الدولة)، وعقيلة صالح (رئيس مجلس النواب). إنما كما قلت لك حصلت تطورات منذ ذلك الحين ليبية - ليبية. حدث خلاف إيطالي فرنسي، لكن تأثيره خفيف على الداخل الليبي. لو لم يكن الهجوم الإرهابي وقع على مفوضية الانتخابات، ولو كان لدينا قانون للانتخابات، لربما كنا استطعنا أن نجري هذه الانتخابات خلال شهر أو شهرين من الآن، ولكن هذه الأحداث أجلت الانتخابات. إذن تأجيل الانتخابات ليس سببه الخلاف الإيطالي - الفرنسي، الذي كان حادا وخفت وتيرته الآن، ولكن الوضع القائم في ليبيا نفسها، الذي لم يأت حتى الساعة بقانون لإجراء الانتخابات. ولم يسمح للمفوضية أن تعمل بكامل قدراتها كما كنا نريد لها أن تعمل. ناهيك عن الوضع الأمني الذي حَرَفَنا قليلا عن المسار السياسي، وجعل البعثة تركز اهتمامها على منع حصول حرب مثل حرب 2014. لقد تعهدت في الخامس من سبتمبر (أيلول) الماضي، أمام مجلس الأمن الدولي، بمنع تدمير طرابلس، وبمنع حصول حرب أخرى كما حصل سنة 2014. وأنا ممتن من أننا تمكنا من تجنب ذلك، لأن ذلك كان ممكناً، بل يعد محتملاً، لولا التدخل القوي للبعثة لوقف إطلاق النار، ولحمايته، ولتحصينه لاحقاً.

> كيف تم ذلك؟

- تحصين وقف إطلاق النار تم بعدد من المبادرات التي كانت على الطاولة، وكانت حكومة الوفاق الوطني مترددة في تبنيها، أولا: تغيير لجنة الترتيبات الأمنية في العاصمة، ووضع لجنة قوية مكان اللجنة السابقة، لجنة تمثل مختلف الأجهزة الأمنية. وهناك ممثل للبعثة يحضر كل اجتماعاتها يومياً، وقدمت خطة للسيد السراج وهو تبناها، من دون أي تغيير لأي كلمة فيها، منذ أسبوع، أي يوم الأحد الماضي، كما هي، ونحن بصدد تنفيذها على الأرض. وقد بدأنا ذلك فعلاً، وأيضا من خلال تبني مجموعة من الإصلاحات الاقتصادية المهمة التي كانت جاهزة منذ شهر يونيو (حزيران) الماضي. وكان هناك نوع من التردد في حكومة الوفاق الوطني في تبينها. لقد تمكنا من تحويل أزمة القتال في طرابلس، إلى فرصة لكي تقوم حكومة الوفاق الوطني بتبني هذه الإصلاحات الاقتصادية، مما أدى إلى أمرين مهمين جداً، يساعدان في تهيئة الأجواء المناسبة للانتخابات، أولا هبوط ملحوظ في أسعار السلع داخل ليبيا، تجاوز أحيانا العشرين أو الخمسة وعشرين في المائة، وثانيا تحسن سعر صرف الدينار الليبي بنسبة تتجاوز الخمسة وعشرين في المائة. هذان الأمران مهمان جدا، لأن الانتخابات يجب أن تجري في وضع اقتصادي ومالي أفضل من الوضع المزري الذي كان قائما قبل تبني هذه الإصلاحات. إذن الترتيبات الأمنية من جهة، والإصلاحات الاقتصادية من جهة أخرى لعبتا دورا كبيراً، أولا في تثبيت وقف إطلاق النار، وثانيا في تحسين الأجواء لكي نذهب مجددا نحو العملية السياسية التي تتضمن فيما تتضمن انتخابات بلدية وانتخابات نيابية، وانتخابات رئاسية.

> هل يوضع في الحسبان وجود مسار عسكري للحل في ليبيا سواء كان هذا المسار العسكري من الداخل الليبي أو بالمساعدة من الخارج؟

- بالنسبة للمساعدة من الخارج، فإن مجلس الأمن الدولي واضح في هذا الموضوع. مجلس الأمن الدولي أولا لن ينشر القبعات الزرق في ليبيا، لأن البعثة هي بعثة عمل سياسي وليست بعثة حفظ سلام. ولذلك نحن نقوم بوقف إطلاق النار ونراقب وقف إطلاق النار، ولكن ليس لدينا قوات لكي نتدخل عسكريا كأمم متحدة في الوضع الليبي. ولا أتوقع حصول ذلك. أما مساعدة من قبل دول، فهذا يحدث. هناك دول تتبنى هذا الطرف أو ذاك في ليبيا، ونحن نعلم ذلك. ولكن هنا أيضا مجلس الأمن واضح، ويُصدِر تقريراً نصف سنوي، يشير إلى التدخلات الخارجية، ويندد بها، ويدعو إلى احترام حظر تصدير السلاح أو المشاركة العسكرية في ليبيا. أما في الداخل الليبي، فلقد جرب الليبيون كثيرا القتال. حصل ذلك سنة 2014 وحصل في مرات سابقة. وتبين، أعتقد، للجميع أنه ليس هناك من طرف قادر على فرض حل عسكري في ليبيا. لذلك حتى الأطراف التي هي عسكرية، نظامية أو غير نظامية، وصلت تدريجياً، أو هي تصل تدريجياً، إلى ضرورة الحل السياسي. ليس هناك من نزاع في العالم لا يتضمن حلاً سياسيا في آخر الأمر. صحيح أن الحل السياسي صعب، لكن لا مناص منه. ولا بديل له. وهناك شبه اقتناع عند كل الأطراف في ليبيا أن هذا هو الطريق الصحيح. لذلك نرى مقترحات سياسية، حتى من قبل كل الأطراف، بما فيها المشير حفتر الذي تقدم بعدد من الاقتراحات، أيضا، لحل سياسي.

> طرابلس تاريخيا دائما في بؤرة الضوء أمام المدن المجاورة لها... هل البعثة الأممية تخشى من تفجر الوضع في أي لحظة ضمن الصراع للسيطرة على العاصمة من بعض قوات تلك المدن؟

- لقد جربت (مدينة) الزنتان أن تستولي على العاصمة، وفشلت. وجربت (مدينة) مصراتة في مرحلة لاحقة، أن تسيطر على طرابلس، وأيضا فشلت. وجربت (مدينة) ترهونة مؤخرا، وأيضا لم تتمكن من ذلك. أعتقد أنه لدى مختلف الأطراف في غرب ليبيا نوع من الشعور المتزايد بأن ليس هناك من طرف بعينه يقدر على أن يستولي على العاصمة، لماذا؟ صحيح أن العاصمة هي «الكيكة» التي يتطلع إليها الكل ولكن طرابلس أولا تضم سكانا من مختلف أنحاء ليبيا، وهناك أعداد كبيرة أصلها من ترهونة، وأعداد كبيرة أصلها من مصراتة، وأعداد كبيرة أصلها من الزنتان، وأعداد كبيرة أصلها من غريان، وأعداد كبيرة أصلها من مناطق أخرى في ليبيا. ثلث الشعب الليبي يعيش حالياً في طرابلس الكبرى. إذن ليس هناك من طرف يقدر على أن يفرض وجوده على مجتمع مثل مجتمع طرابلس الكبرى المتنوع جداً جداً، في أصوله القبلية والجهوية. أنت أمام تحديين متكاملين، وعليك أن تعالجهما معاً: أولاً أنت تريد أن تخفف من سيطرة ميليشيات طرابلس نفسها على أجهزة الدولة والبعثة الأممية كانت نقدية جدا تجاه مسلك ميليشيات طرابلس قبل أن تقوم الحرب الأخيرة في طرابلس في أغسطس (آب). كنا نقديين تجاه المساس بالمؤسسات السيادية، مثل شركة النفط، أو هيئة الاستثمارات الخارجية، وما شابه. كنا ننتقد، وبقوة، وفي مجلس الأمن، وفي تصريحاتي، وبصورة علنية، ننتقد أي تغول من ميليشيات طرابلس على المؤسسات السيادية، وعلى المصرف المركزي، وعلى المصارف، وعلى كل شيء. أنت من جهة عليك أن تخفف تدريجيا، من ضغط الميليشيات الطرابلسية على المؤسسات الحكومية الموجودة في طرابلس، وعليك من جهة أخرى أن تحمي طرابلس من هجوم الأطراف غير الطرابلسية. إذن عليك أن تقوم بعمل متوازن، وهذا هو العمل الذي قمنا به خلال الأزمة الأخيرة. لقد توصلنا مع ميليشيات طرابلس إلى أن تخفف تدريجيا من وطأتها على مؤسسات الدولة، وذلك من خلال إدخال عناصر نظامية تحل مكان الميليشيات في عدد من الأماكن، ومن خلال التهديد بعقوبات على زعماء الميليشيات التي تعدت على المال العام، وعلى المؤسسات العامة، وقد أدى ذلك لاستقالة رؤساء بعض الميليشيات، وإلى إبداء آخرين الاستعداد للانسحاب من المشهد الأمني والسياسي من طرابلس. ومن جهة أخرى أدى ذلك إلى إقناع الميليشيات المُهاجمة أن «الكيكة» لن تكون فقط محصورة بميليشيات طرابلس نفسها، لأننا نحن نحمي المؤسسات الحكومة، لا نحمي تغول الميليشيات الطرابلسية على المؤسسات السيادية. إذن عليك أن تقوم بالعملين معا... أن تحمي مؤسسات الدولة في طرابلس من تغول ميليشيات طرابلس، وأن تحمي طرابلس من العنف الذي يأتيها من الخارج. نحن نعرف أن هناك من يزال يعتقد أن بإمكانه أن يغير الأمور بالقوة. لذلك قلنا، وأقول لك اليوم، بصريح العبارة، إننا لن نعترف بأي طرف عسكري يدخل إلى طرابلس بالقوة ويمس الحكومة القائمة بالقوة. نحن نقبل بتغيير الحكومة ونقبل بتغيير أعضاء المجلس الرئاسي، ولا نتمسك بأي شخص بعينه، ولكن لا نقبل بتفكير انقلابي أو بتفكير أن تأتي مدينة أو أن تأتي ميليشيا من خارج طرابلس، وتغير الأوضاع السياسية بالقوة. لن نعترف بهذا الأمر. لكن إن قام تفاهم جديد على أشخاص جدد في الحكومة، أو في المجلس الرئاسي، فنحن نشجع ذلك، لا مشكلة لدينا، لكن بطرق سلمية ومن خلال رضا المجلسين (مجلس الدولة، ومجلس النواب)، وليس باستعمال القوة كما فكر البعض، ونحن قمنا بدورنا لمنعهم من المساس بحكومة الوفاق الوطني بالقوة. إن شاءوا أن يغيروا أشخاصا بعينهم في تلك الوزارة أو في المجلس الرئاسي، فبالطريقة السلمية، هذا ممكن ونحن ندعو إليه، ولكن ليس بطريق العنف. وأقول، وأردد للذي يريد أن يقتحم طرابلس، إننا لن نقبل باقتحام العاصمة، ونقول لمن هو في طرابلس، إننا لن نقبل المساس بالمؤسسات السيادية داخل طرابلس. الأمران معا.

> يتردد أنه خلال الفترة الأخيرة كانت هناك ممارسات تقول إن المجلس الرئاسي منحاز بشكل فيه قدر كبير من السفور إلى ميليشيات طرابلس، وأنه قام بترقية بعض المنتسبين للميليشيات إلى رتب نظامية، وتم تغيير وزير الداخلية، ووزراء آخرين. أريد أن أقول إنه يبدو أن هناك ضغطا كبيرا من الميليشيات الطرابلسية على اتفاق الصخيرات، وعلى رئيس المجلس الرئاسي، وعلى حكومة الوفاق. هل ترى هذا؟ هل لاحظت هذا؟

- كان هناك أكثر من ذلك. كانت هناك عمليات ابتزاز من بعض ميليشيات طرابلس على المؤسسات، وعلى الحكومة، وعلى المصارف. وخُطف عدد من الشخصيات، كمديري المصارف، وتم اعتقال تعسفي ضد عدد من الناس، وتمت ترقيات غير مقبولة، لأنها مفروضة، ودخلت عدد من الميليشيات إلى صلب الوزارات. ما نحن نقوم به منذ أحداث طرابلس (في أغسطس) هو تنقية هذا الأمر. وبالتالي فنحن ننظر إلى ما حصل منذ ذلك الحين، كعملية تصحيح لما كان يحصل في الأشهر التي سبقت الاقتتال. مثلا أنَّ كل أعضاء لجنة الترتيبات الأمنية الجديدة، هم ممن عينوا بالتجاهل لأصولهم الجهوية، ولكن فقط بالنظر إلى وظيفتهم. لجنة الترتيبات الأمنية كلها من ضباط نظاميين، من مصراتة، من طرابلس، من الزاوية، ومن أماكن أخرى، فقط بسبب وظيفتهم، وليس لأن الميليشيات فرضتهم. في التعديل الحكومي الأخير جاء وزير للداخلية من مصراتة، للقول أيضا إن من وظيفة حكومة الوفاق الوطني، أن تمثل مختلف أطراف البلاد. إذن نحن نعتقد أننا في طور تنقية الوضع غير الصحي الذي كان قائما قبل 27 أغسطس الماضي، عندما بدأ الاقتتال. في ذلك الحين كان هنالك ضغط عسكري على طرابلس من خارجها وضغط على الدولة من داخل طرابلس. نحن نعمل على تخفيف الضغطين. وهذا لن يحصل بين ليلة وضحاها. هذا يتطلب عملا يوميا، مثلاً لجنة الترتيبات الأمنية تجتمع كل يوم، وهناك شخص من البعثة (الأممية) موجود كل يوم يساهم في وضع الأجندة ويساهم في عمل هذه اللجنة. نحن نعمل على بناء دولة. وليس للسماح لا لميليشيات طرابلس، ولا لميليشيات غير طرابلس أن تكون لها اليد الطولى على الدولة الجديدة.

 

لافروف يحذر أميركا من تشجيع مساعٍ إنفصالية لأكراد سوريا/دعوات إلى تحقيق دولي في قصف دير الزور بأسلحة محرمة

موسكو: رائد جبر/الشرق الأوسط/14 تشرين الأول/18/حذَّر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مما وصفه بـ«مغامرة أميركية جديدة» تدور حول تشجيع المساعي الانفصالية للمكون الكردي في سوريا و«اللعب على فكرة كردستان الكبرى» التي قال إنها «لعبة خطرة».

وبالتوازي مع تصاعد اللهجة الروسية أخيراً ضد الوجود الأميركي في قاعدة التنف جنوب سوريا، عاد لافروف للتنبيه إلى «خطورة التحركات الأميركية في مناطق شرق الفرات»، وقال إن «الولايات المتحدة تحاول إقامة دويلة شرق الفرات بمساعدة حلفائها في سوريا».

وزاد في حديث لوسائل إعلام ناطقة بالفرنسية نشرت أجزاء منه، أمس، أن «إدلب ليست آخر منطقة فيها مشكلات على أراضي سوريا. فهناك أراض شاسعة شرق الفرات، تجري فيها أمور لا يمكن القبول بها».

وقال لافروف إن «الولايات المتحدة، ومن خلال حلفائها السوريين، وبالدرجة الأولى من خلال المكوِّن الكردي، تحاول استخدام هذه الأراضي لإقامة دويلة، هذا أمر غير شرعي ولا يمكن القبول به»، موضحاً أن واشنطن «نشطت خطواتها لإنشاء أجهزة سلطة موازية بديلاً عن أجهزة السلطة السورية الشرعية، وتعمل على إعادة وإسكان اللاجئين هناك». ولفت إلى أن «الولايات المتحدة وفرنسا ودول غربية أخرى تعارض في الوقت ذاته، تهيئة ظروف مواتية لعودة اللاجئين إلى الأراضي التي تسيطر عليها الحكومة السورية الشرعية، وتربط أي تحرك في هذا الاتجاه ببدء عملية سياسية ذات مصداقية». ورأى أن ذلك يكشف «تناقضا واضحا في المواقف والتصرفات الغربية». وتساءل لافروف: «لماذا لا ينبغي انتظار بدء العملية السياسية على الضفة الشرقية لنهر الفرات، التي تسيطر عليها الولايات المتحدة وحلفاؤها المحليون»؟

لكن اتهامات لافروف لواشنطن ذهبت أبعد من ذلك، إذ حذر الوزير الروسي من أن «الولايات المتحدة قد تدخل من جديد في مغامرة خطيرة في كردستان العراق، عبر فكرة ما يسمى بـ(كردستان الكبرى)».

وأضاف الوزير: «لا أستبعد أن تكون الولايات المتحدة تحاول الحفاظ على أوضاع متوترة في المنطقة. ومن الأسهل بالنسبة إليهم صيد السمك في المياه العكرة. لكن هذا لم يؤد إلى أي شيء جيد في كل التجارب السابقة».

وتطرق لافروف إلى الوضع في إدلب، مكرراً التفسير الروسي لاتفاق إقامة منطقة منزوعة السلاح، وشدد على أنه «اتفاق مؤقت بالفعل. وستنتهي القصة بعد عودة سلطة الشعب السوري في سوريا ويغادر أراضيها كل من لم تتمَّ دعوته. وهذا واضح للجميع»، علماً بأن هذه تعد واحدة من النقاط الخلافية بين موسكو وأنقرة في تفسير بنود الاتفاق، إذ تصر أنقرة على ضرورة المحافظة على الاتفاق لحين انطلاق عملية تسوية سياسية نهائية في سوريا.

إلى ذلك، برزت دعوات في روسيا لفتح تحقيق دولي في اتهامات موجهة إلى التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن، بشن ضربات على مناطق قرب دير الزور، أول من أمس، باستخدام أسلحة محرمة. وقال نائب رئيس لجنة شؤون الدفاع في مجلس دوما (البرلمان) الروسي، يوري شفيتكين إنه «إذا ثبتت صحة الاتهامات التي وجَّهتها دمشق، فعلى المجتمع الدولي أن يفتح تحقيقاً أممياً يتعلق بقصف التحالف الدولي لمناطق في ريف دير الزور في سوريا بأسلحة محرمة دولياً أول من أمس (الجمعة)».

وزاد أنه «ينبغي أولاً التأكد من دقة هذه المعلومات، بالطبع في حال تأكيدها، عندما يتم تلقي المعلومات، يجب على الفور إرسال طلب مناسب إلى منظمة حظر الأسلحة الكيماوية لإجراء تحقيق رسمي، وإحالة الأمر إلى مجلس الأمن الدولي».

ورأى شفيتكين أن تصرفات واشنطن تعكس «انتهاكاً صارخاً لحقوق مواطني الجمهورية العربية السورية، مشدداً على أنه «يجب بحث مثل هذه الأفعال في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، ومن ثم في الجمعية العامة للأمم المتحدة، لأن هذه الأفعال تهدد ضمان الاستقرار والأمن بشكل عام في العالم». وكانت السلطات السورية اتهمت التحالف الدولي بشنِّ غارات على موقع قرب دير الزور باستخدام مادة الفسفور المحرمة.

على صعيد آخر، رجَّحَت وسائل إعلام روسية أن تسعى تل أبيب لتطويق الأزمة المتصاعدة في مع موسكو بعد حادثة إسقاط طائرة «إيلوشين 20» الشهر الماضي قرب السواحل السورية، والقرارات التي اتخذتها موسكو في أعقاب الحادث وبينها إرسال منظومات صاروخية من طراز «إس300» إلى سوريا. ونقلت وسائل إعلام عن مصادر روسية وإسرائيلية، أمس، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي أعلن عزمه زيارة موسكو في غضون أيام لبحث الملف مع الرئيس فلاديمير بوتين «سوف يسعى على ما يبدو، لإبرام اتفاق يتضمن عدداً من النقاط التي تعتبرها تل أبيب ضرورية لتسوية الأزمة بين الطرفين»، بينها التعهد من جانب موسكو «بعدم نقل المعلومات التي تأتي عبر خط منع المواجهة بين الجيش الإسرائيلي ووزارة الدفاع الروسية، إلى الجانب السوري». وتخلي روسيا عن فكرة نقل مقاتلات جديدة من طراز «ميغ 31» إلى القوات الجوية السورية وأنظمة دفاع جوي إضافية من طراز «بوك». وبررت المصادر ذلك بأن «تعزيز قوة إيران في سوريا ليس في مصلحة روسيا، وأن تل أبيب تدرك أنها (موسكو) لا تدافع عن حليفها الأسد بقدر ما تحمي مصالحها الوطنية».

وأشارت المصادر إلى أن تل أبيب تريد أيضاً من وزارة الدفاع الروسية، عدم ربط بطاريات «إس 300» السورية بشبكة كومبيوتر متصلة بنظام الدفاع الجوي «إس 400» في حميميم، «لأن ذلك سوف يعني أن تطلع وسائل الدفاع الجوي السوري على معلومات عن جميع الطائرات التي تحلق على مسافة تصل إلى 600 كلم من بطاريات الصواريخ». وأشارت مصادر دبلوماسية إلى أن تل أبيب في المقابل ستكون قادرة على لعب دور مهم في تقليص مساحة التوتر الحالية بين موسكو وواشنطن، لأن علاقات وثيقة تربطها مع الإدارة الأميركية الحالية، وهذا قد يعني العمل على محاولة تخفيف العقوبات المفروضة على روسيا. لكنّ معلقين روسيين رأوا أن موسكو لا تفضل في المرحلة الراهنة القيام بخطوات سريعة لتقريب المواقف مع تل أبيب، أو مع واشنطن، وأنها تفضِّل إبقاء الحوار مفتوحاً من دون التوصل إلى نتائج محددة، بانتظار ما ستسفِر عنه الانتخابات النصفية في الولايات المتحدة، وما إذا كان الرئيس دونالد ترمب سيخرج منها منتصراً أم سيضطر إلى إعادة النظر في بعض سياساته حيال روسيا والمنطقة.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

عودة إلى مشهد 13 أكتوبر 1990 في لبنان

إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط/14 تشرين الأول/18

لكثيرين من شباب لبنان، لا تعني شيئاً أحداث هذا اليوم من عام 1990...

الذين كانوا أطفالاً يوم 13 أكتوبر (تشرين الأول) 1990، لا يتذكّرون تلك الأيام عندما أصرّ الجنرال ميشال عون على رفض الاعتراف بالشرعية اللبنانية الناتجة عن «اتفاق الوفاق الوطني» الموقّع في مدينة الطائف بالمملكة العربية السعودية عام 1989، والذي بات يسمى مجازاً «اتفاق الطائف». عون - الذي كان يرأس في حينه «حكومة عسكرية» تتكوّن من ثلاثة وزراء لا مسلمون فيها - كان يعتبر أن كل التفاهمات الوطنية التي عارضها تفاهمات باطلة عُقدت في ظل هيمنة النظام السوري، وبموجب صفقات إقليمية دولية.

كذلك كان عون يعترض على جوهر ما تضمّنه «اتفاق الطائف» من تعديلات دستورية واسعة النطاق تهدف إلى تصفية أسباب الحرب اللبنانية (التي اندلعت عام 1975 واستمرت حتى عام 1990، أي إلى ما بعد توقيع الاتفاق). والمعروف، أنه في روح تلك التعديلات إزالة الشعور بالغُبن عند المسلمين وفي المقابل إزالة الشعور بالخوف عند المسيحيين. وحقاً، أقرّت التعديلات المناصفة بين الطوائف المسيحية والمسلمة في مقاعد البرلمان (بعدما كان للمسيحيين الغالبية بواقع 6 مقابل 5)، وأعادت توزيع الصلاحيات ورسم حدود شاغلي مناصب السلطة، فجرى - مثلاً - تقليص الصلاحيات المطلقة لرئيس الجمهورية المسيحي الماروني لصالح مجلس الوزراء مجتمِعاً، وبذا ما عاد رئيس الوزراء المسلم السنّي مجرد وزير بل غدا شريكاً كبيراً في الحكم. كذلك عزّزت سلطات رئيس مجلس النواب المسلم الشيعي فبات يُنتخب لمدة ولاية المجلس ولا يُجدَّد انتخابه سنوياً.

هذه التعديلات، التي اعتبرها عون ومناصروه «انتقاصاً من حقوق المسيحيين»، قابلتها مزايا مهمة جداً للمسيحيين، أبرزها تحويل توزيع حصص السلطة ومناصبها من العُرف غير المكتوب إلى النصّ المكتوب. ومع أن صلاحيات الرئيس قُلّصت، كما زيدت نسبة مقاعد المسلمين في البرلمان، فإن معظم المناصب الأساسية أُبقيت للمسيحيين على الرغم من أن ثمة مَن يزعم أن النسبة السكانية الفعلية للمسلمين مقابل المسيحيين تحوّلت لصالح المسلمين بنسبة 60% مقابل 40%، إذ أُبقيت للمسيحيين مناصب رئيس الجمهورية، وقائد الجيش، وحاكم المصرف المركزي، ورئيس مجلس القضاء الأعلى. المعادلة الدقيقة التي أرساها «اتفاق الطائف» وافق عليها - يومذاك - البطريرك الماروني نصر الله صفير، والدكتور سمير جعجع قائد «القوات اللبنانية» - أقوى قوة مسيحية مقاتلة في الحرب اللبنانية - غير أن عون رفضها علناً وقاتل ضدها رافضاً «الاتفاق». في حين قبِل «اتفاق الطائف» علناً ولكن حاربه ضمناً (أو قُل عمل على تعطيل تنفيذ ما لا يناسبه منه) كلٌّ من نظام دمشق، والكيان الذي أسسته طهران واحتضنته ورعته دمشق... ليغدو «حزب الله».

جذور ما حدث يوم 13 أكتوبر 1990 تعود حقاً إلى 22 - 23 سبتمبر (أيلول) 1988، عند انتهاء فترة رئاسة الرئيس الأسبق أمين الجميّل.

في تلك الفترة كان لبنان يعيش أزمة سياسية طاحنة وخلافاً بين رئيسي الجمهورية والحكومة أدى إلى استقالة الثاني الرئيس الدكتور سليم الحصّ. ومن ثم، في ظل خطر الفراغ، اختار الجميّل تسليم السلطة «المجلس العسكري» في الجيش اللبناني، وتحويل المجلس إلى حكومة برئاسة رئيس المجلس... قائد الجيش المسيحي الماروني ميشال عون!

وبالفعل، أُعلن من القصر الجمهوري تشكيل حكومة عسكرية من 6 وزراء هم ضباط «المجلس العسكري» برئاسة عون. غير أن هذه الخطوة قوبلت باستقالة الضباط - الوزراء المسلمين الثلاثة (سنّي وشيعي ودرزي) على الفور. ولكن عون لم يأبه لذلك، ولم يرَ أن غياب التمثيل المسلم عن الحكم أمر يخالف الدستور والميثاقية، بل اعتبر أن المستقيلين الثلاثة إنما استقالوا تحت «الضغط السوري». هنا تفاقم الفراغ بدلاً من أن يختفي، وانقسمت البلاد بين حكومتين: مستقيلة يرأسها الحص، وعسكرية بلا مسلمين برئاسة عون أقنع رئيسها نفسه بأنها «حكومة شرعية» ومارس صلاحياته كرئيس. وعلى هذا الأساس، رفض الاعتراف بانتخاب الرئيس الأسبق الراحل رينيه معوّض رئيساً للجمهورية يوم 5 نوفمبر (تشرين الثاني) 1989، كما رفض إخلاء القصر الجمهوري له كي يزاول منه مهام منصبه.

وتلاحقت الأحداث، واُغتيل معوّض بعد 17 يوماً (يوم 22 نوفمبر) في عملية تفجير داخل بيروت يوم الاحتفال بـ«عيد الاستقلال». وانتخب نواب لبنان على الأثر إلياس الهراوي يوم 24 نوفمبر رئيساً جديداً، واتخذ القرار بإنهاء «عصيان» عون على السلطة الشرعية، بينما كان عون يصر على مواجهة الضغوط الداخلية والإقليمية والدولية بالقوة ويجيّش مناصريه للمقاومة. صباح يوم 13 أكتوبر 1990، بعد استنفاد النصائح والتحذيرات والضغوط... هاجمت دبابات الجيش السوري المتمركزة داخل لبنان القصر الجمهوري في بعبدا - حيث كان عون يتحصّن - وكذلك وزارة الدفاع المجاورة، ودكّت الطائرات الحربية السورية مجمّع القصر ومحيطه... فاستسلم عون وفرّ إلى منزل السفير الفرنسي القريب، وانتهى العصيان.

عون انتقل بعد ذلك ليعيش في منفاه الفرنسي ويقود حرباً ضروساً ضد محور دمشق و«حزب الله». وبعدها حمل «حربه» على نظام دمشق والحزب - الذي بات ركيزة نفوذ طهران في لبنان - إلى العاصمة الأميركية، حيث كانت له جلسات استماع في الكونغرس عام 2003. ادعى بعدها «أبوّة» ما عُرف بـ«قانون محاسبة سوريا» الأميركي والبيان الرئاسي 1559 الصادر عن مجلس الأمن الدولي. على الرغم من كل هذا، جاءت نهاية الوجود العسكري السوري في لبنان في أعقاب اغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري عام 2005. تلك الجريمة أثمرت تضامن الشارع اللبناني وضغطاً داخلياً وخارجياً فرض سحب قوات نظام دمشق... إلا أنها أثمرت أيضاً حدثين آخرين لا يقلان أهمية:

- الأول، ظهور حقيقة دور «حزب الله»، ومن خلفه إيران، في لبنان.

- الآخر، عودة عون من منفاه بموجب «صفقة» مع دمشق وطهران. وبعد فترة قصيرة من عودته، وتحت حجة إنكار حلفائه «حجمه الحقيقي»، عقد «تفاهمات» مع «حزب الله» الغاية منها تسليمه رئاسة الجمهورية...

وأيضاً، اليوم يقف «التيار الوطني الحر» (حزب) عون، حليفاً لمن حاربه يوم 13 أكتوبر 1990...

 

لبنان والاستيلاء الإيراني

رضوان السيد/نقلاً عن الاتحاد/14 تشرين الأول/18

أرادت جماعةٌ مسيحيةٌ سياسيةٌ لبنانية قديمة (لقاء سيدة الجبل) عقد اجتماعٍ في فندق البريستول أو روتانا ببيروت، للبحث فيما آلت إليه الأوضاع في الحياة السياسية اللبنانية في ظلّ التأزم الطاحن، الناجم عن عدم القدرة على تشكيل حكومة جديدة بعد الانتخابات، والحالة الاقتصادية والمعيشية السيئة، ونزاعات الاستيلاء والفساد السائدة في إدارة الدولة في لبنان. لكنّ إدارة الفندقين عادت فرفضت عقد الاجتماع، لأنّ الدكتور فارس سعيد منسّق أعمال الجمعية المذكورة أعطى الاجتماع عنواناً أثار غضب «حزب الله» وهو: المعركة الوطنية لرفع الوصاية الإيرانية عن القرار الوطني وللدفاع عن الدستور والحفاظ على العيش المشترك. وبمجرد الإعلان عن رفض الاجتماع بسبب تدخل «حزب الله»، تضامنت جمعياتٌ وأحزابٌ مع «لقاء سيدة الجبل»، وعقدت اجتماعاً تضامنياً في مقر «حزب الكتائب» حضره رئيسا حزبي «الكتائب» و«الوطنيين الأحرار» وشخصيات سياسية لبنانية، وجمعيات مدنية وجمهور حاشد.

إنّ هذا التململ الحاصل في أوساط النخب السياسية والاقتصادية والاجتماعية اللبنانية، يحاول التعبير عن نفسه بأشكالٍ مختلفةٍ منذ انتخاب الجنرال عون لرئاسة الجمهورية قبل سنتين ونيِّف. إذ لا يغيب عن البال أنّ الرئيس نفسه جرى فرضه من «حزب الله» بعد ثلاث سنوات من الفراغ في سدة الرئاسة. وعندما كانت الحرب في سوريا مشتعلة، وصراعات التطرف والإرهاب جارية في سوريا والعراق وليبيا واليمن ومواطن أُخرى. وفي ظل «التسوية» التي تحدث عنها الجميع، جرى اشتراع قانون للانتخابات وإجراؤها بحيث سيطر الحزب وسيطر الرئيس الجديد في مجلس النواب بعد الرئاسة. وبسبب التزام رئيس الحكومة القديم والجديد بسقوف «التسوية»، فإنه صار أضعف الأطراف السياسية، وسط التحالف القائم بين رئيس الجمهورية و«حزب الله»، وضمهما للسياسيين والمجلس تحت جناحهما، والاستيلاء شبه الكامل على سائر أجهزة الدولة وإداراتها.

علةُ الأزمة في لبنان إذن هي هذا الاستيلاء الصانع للانشلال. وهذا ما عبّر عنه المتحدثون في الاجتماع التضامُني المذكور. وقد قال رئيس «حزب الكتائب»، النائب سامي الجميِّل، إنه صارت لهذا الاستيلاء «فلسفة» يقودها ويعبر عنها رئيس الجمهورية، مفادُها أنّ اللبنانيين لا يستطيعون مقاومة استيلاء التنظيم المسلَّح هذا، لذلك ينبغي الخضوع لإملائه، وانتظار انتهاء «أزمة الشرق الأوسط»، والبحث عن الحلول في اتجاهاتٍ أُخرى. بيد أنّ تلك الاتجاهات انحصرت حتى الآن في الإمعان بالسيطرة على إدارات الدولة، والتغول على «الطائف» والدستور، وخلق مزيد من الشرذمة الطائفية والمذهبية والسياسية.

إنّ ما يحاول لقاء سيدة الجبل إذن هو فتح نافذةٍ في جدار الأزمة المستحكمة. لذا مضى إلى السبب الحقيقي، بدلاً من التركيز على جزئياتٍ خادعة، كما فعل ويفعل كثيرون. إنه وبسبب سيطرة الحزب على القرار السياسي والعسكري في لبنان، صارت البلاد تُعاني من عزلةٍ عن العرب والعالم. وبخاصةٍ أنّ الحزب لا ينشر المذهبية والتهديد بالداخل وحسْب، بل ويخالف القرارات الدولية الحامية للبنان. وفي كل آن يصرِّح الإيرانيون بأنهم استولوا على أربع عواصم عربية منها بيروت. ثم إنّ الحزب يتفاخر بصواريخه الموجَّهة إلى إسرائيل، فيردُّ عليه الإسرائيليون بتحديد أماكن انتشارها حول مطار بيروت. ويمضي وزير الخارجية اللبنانية، صهر الرئيس، مع دبلوماسيين إلى مساحاتٍ على مقربة من المطار وسط أضواء الإعلام، لإثبات كذب ادعاءات إسرائيل التي لا ينكرها الحزب!

ليس في لبنان قطاعات صناعية معتبرة، بل فيه القطاع المصرفي أساساً، ومعظم موجوداته من تحويلات اللبنانيين في الخارج. فكيف سيأتي السائحون واللبنانيون وسط الجدل بشأن أمن المطار، وأمن البلاد؟ ولماذا يستثمر الأجانب في لبنان، بل ولماذا يحوِّل اللبنانيون مدخراتهم إلى مصارف بلادهم، ما دامت الأوضاع الأمنية والسياسية على هذه الشاكلة، وما دام حصار العزلة والتأزم واحتمالات الحرب تطوق لبنان؟! ما كان الوضع بهذا السوء، وما كان الناس من التشاؤم مثلهم الآن.. وكأننا عشية احتلال بيروت عام 2008. إنما الفرق أنّ المعارضين للسلاح غير الشرعي كانوا وقتها أكثر أملاً وفعلاً. أما اليوم فهناك عجزٌ مشهود وانقسام أكبر. لا مخرج من الأزمة في لبنان إلاّ بالخروج من استيلاء الصواريخ والمليشيات المسلحة. ولا طريقة لذلك إلا العمل على استعادة الدولة لسيادتها ومؤسساتها وحريات التفكير والتعبير والتصرف في مجتمعها.

 

ولادة الفرد والصحافة والرأي العام: من المطبعة إلى الإنترنت

د. منى فياض/الحرة/14 تشرين الأول/18

يقصد بالصحافة المكتوبة، عموما، مجموع وسائل النشر والإعلام المكتوب، أي الصحف والمنشورات الدورية إضافة للمنظمات المهنية المرتبطة بها.

واقعتان خلف ولادة الصحافة؛ اختراع المطبعة ونشر الدوريات. لكن المنشورات الأولى التي ظهرت في البداية قبل الصحافة كما اعتدنا عليها، لم تكن أخبارا، بل كتيبات من أربع صفحات تصدر بالمناسبات، للتشهير والهجاء وأخبار القيل والقال والمذكرات، وإعلانات وتقاويم وأجندات.

منذ بداية الأنوار وحتى القرنين السابع عشر والثامن عشر، ظل جزء من الأنباء منسوخا باليد، خصوصا الصحافة السرية. ولم يكن نشر مقالات تحليلية معمقة مع تعليقات ومواقف سياسية أو دينية معروفا؛ فقط ملخصات من كل نوع وأخبار آتية من أوروبا كأخبار القرصنة في المتوسط. فقبل اكتشاف الطاقة البخارية لم يكن انتقال الأخبار بسرعة ممكنا. ما يميز الديموقراطية الأميركية أيضا معيار هيكلية الأدوار وفصل السلطات الذي يحفظ درجة الاستقلال الذاتي لوسائل الإعلام

عندما ظهرت الدوريات في نهاية القرن السادس عشر، كانت في معظمها شهرية وهدفت لإشباع عطش المعرفة والاطلاع لقراء تلك الحقبة. أول دورية مطبوعة، صحيفة من أربع صفحات اسمها Relation صدرت في ستراسبورغ عام 1605 بالألمانية. لكن القرن التاسع عشر هو قرن انطلاق الصحافة المكتوبة بامتياز؛ فإذا كانت مطبعة غوتنبرغ (1438) سمحت بإطلاق النصوص المطبوعة في جميع أنحاء أوروبا، فإن الثورة الصناعية وتطوير تقنياتها هي التي سمحت بنمو الصحافة، خصوصا مع ظهور الطباعة الدوارة 1860. وهو ما حول الصحافة إلى صناعة حقيقية. فظهرت مهنة الصحافي والوكالات الصحافية. وازداد سحب الصحف من 36.000 عام 1800 في باريس إلى مليون عام 1870.

دور المطبعة: القراءة الصامتة وبروز الفرد

لا بد هنا من الإشارة إلى أن التغيير العميق الذي أحدثته الطباعة في جعل الكتاب في متناول القارئ العادي بعد أن كان حبيس الأديرة والمكتبات الخاصة، ساهم بانتشار الكتب وشيوع القراءة. الأمر الذي كان له التأثير العميق على البنية النفسية للإنسان الغربي. فتوسع الألفبائية سمح بانتشار القراءة الصامتة، التي تعتبر الشرط الضروري لظهور الحميمية الفردية ولإيجاد علاقة شخصية بالنص المكتوب فيتحرر الفرد من الوسائط القديمة المعتمدة على الشفهي والسمع. تخلص الفرد من رقابة الجماعة سمح له بالانعكاف على الذات وبالقراءات السرية والممنوعة واستطاع تكوين فكرته الخاصة عن العالم واكتساب معارف تجريبية وشخصية. تخلص الفرد بذلك من الآراء المسبقة والتأويل المعتاد والجماعي، ما ساعده على تشكيل ثقافة واسعة وثقة بالنفس وإحساسا بالنضج. وهذا ما ينمي الحس النقدي والاستقلالية.

لذلك، تعامل القراءة الصامتة كأداة تهديد تطاول نسيج الجماعة وجسدها وتهدده بالتمزق: ماذا تفعل وحدك في عزلتك مع كتاب؟ ألا تضجر؟ العزلة مخيفة ومثيرة للشك! ومصدر الخوف منها أنها منبع قوة هائلة! القراءة الصامتة تعد أحد شروط بروز الفرد.

ارتباط الصحافة بالفرد والرأي العام

كوّن بروز الفرد عاملا أساسيا في تشكّل الرأي العام الذي تعد حرية الصحافة أحد أهم شروط وجوده. فأحد عناصر بروز الديموقراطية في المجتمع الأميركي الخام يكمن في ظهور الحياة الخاصة للفرد المتميزة عن الحياة العامة. وكما أن للصحافة، برأي المؤرخ الفرنسي ألكسيس دو توكفيل، دورا مهما في المجتمع الأميركي الشاب في تصويب الديموقراطية، كذلك فإن تدفق الحياة السياسية في جميع أنحاء البلاد ينعش الصحافة، التي تقوم بوصل "السياسي" بالآراء الفردية. وذلك يعود إلى اللامركزية الإدارية التي جعلت المساواة متجذرة في العادات الفردية؛ فالفرد يمارس المواطنية والرقابة انطلاقا من أصغر بلدية إلى الدوائر الأعلى. يربط توكفيل بين هذه اللامركزية والحرية؛ لأن الحرية السياسية لا يمكن أن تعيش إلا عندما تمارس على المستوى المحلي. وقد يضعف العدد الكبير للصحف تأثيرها الفردي، لكنها بمجموعها تصبح القوة المؤثرة الأولى.

والمقصود بالمساواة هنا ليس المادية فقط بل الفكرية أيضا. الإنسان ـ الفرد في الديموقراطية يثق بحكمه الخاص. ولهذا يكتسب رأي الآخر أهمية أقل ويجد المنطق الديموقراطي نفسه مرتبطا بنفسه فقط. وتتموضع السلطة القوية في الرأي العام. ولا تفهم الديموقراطية حينها كنظام سياسي بل كحالة اجتماعية، في عادات السكان وتقاليدهم وفكرهم. وهذا هو دور الصحافة المحوري.

فالمشاركة السياسية المباشرة كما كانت معروفة في المجتمعات القديمة لم تعد هي معيار الحرية السياسية التي تحولت إلى حرية فردية. وجد توكفيل أن روح الصحافة في فرنسا هي النقاش بعنف أو بلاغة، لكن لمصالح الدولة العليا. بينما في أميركا تهاجم الصحافة السلطة بجرأة ودون هوادة لأنها مستقلة عن السلطات.

ما يميز الديموقراطية الأميركية أيضا معيار هيكلية الأدوار وفصل السلطات الذي يحفظ درجة الاستقلال الذاتي لوسائل الإعلام. ومن هنا تأتي قوة الصحافة في أميركا وتأثيرها في ممارسة الرقابة على السلطات السياسية.

لذا لا يأبه الصحافي للإغراءات ولا التهديدات طالما أن قانون دولته يحميه ويكفل له حرية نقل الحقائق والآراء كما هي لا كما يشتهيها البعض.

كلما انفتحت المجتمعات وتحولت نحو الديموقراطية الحقيقية، كلما احترمت حرية التعبير وتسهيل الاتصال، ما يمكّن من الضغط من أجل شفافية أكبر ومن أجل إلزام جميع المسؤولين باحترام إرادة الناخبين وإخضاعهم للمحاسبة الدائمة، وليس فقط عبر صناديق الاقتراعات التي تجرى دوريا وتخضع لحسابات المصالح.

الإنترنت هو أكثر من أداة جديدة للاتصال. إنه أداة تحول العالم وهذا التحول لم ينته بعد

في المقابل، لا يزال الإعلام العربي يفتقد إلى بديهيات الحرية ولاسيما في ما يتعلق بالشأن السياسي. فالصحافي مقيد في معظم الدول العربية لأن الصحافة تخضع لرقابة السلطات المحلية وطالما كانت أقرب إلى البروباغندا منها إلى الصحافة الحرة.

فبعد أن فطنت الأنظمة لأهمية الإعلام، كونه جزءا من صناعة القرار، في المؤسسة السياسية والعسكرية والاقتصادية؛ سوقت لأيديولوجيتها ولسياساتها وعمدت إلى اعتماد الإعلام الموجه والتشهير بخصومها. فوظيفة الإعلام الموجه حظر الحريات وتكميم الأفواه وغسل الأدمغة؛ وعند وجود صحف معدودة مسيطر عليها تزرع الأفكار نفسها في ذهن الملايين، فعلى الحرية السلام.

والهدف من كل ذلك خنق إمكانية التأثير في الرأي العام. فكلما ضاقت الفجوة بين الإعلام والرأي العام كلما عبر ذلك عن صدقية الإعلام والعكس صحيح. فالإعلام انعكاس للواقع السياسي، ولا يمكن أن تقدم وجبة صحية إذا كان مطبخك تعوزه المواد الجيدة والتجهيز الجيد. ولا زال محمد سعيد الصحاف وقبله أحمد سعيد حاضرين في ذاكرتنا.

لكن التقنيات الرقمية غيرت جذريا أنماط المشاركة وأشكال الحركة؛ فوسعت المجال العام، وخلخلت الهرميات المستقرة والبطريركية وفتحت ثغرات في جسم التجمعات ذات الامتيازات وشجعت التواصل وكونت كتلة رأي عام في المجتمعات ما فتح المجال للفاعل السياسي والمدني.. إنها حركية مجتمعية تنقلنا لا شك إلى زمن جديد. فسرعة تبادل الاتصال والمعلومات تجعل العالم أصغر فأصغر، ولهذا تأثيره الكبير على سلوكنا الشخصي والمهني.

تفتح الوسائط المجال العام أمام الجميع، دون تمييز، لإسماع أصواتهم وما تحمل من أفكار وتصورات. ووجهات نظر ظلت مهمشة، خصوصا في الفضاء التقليدي لأنظمة الاستبداد ومن هنا يشار إلى دورها في الثورات العربية. فعندما ينعدم وجود رأي عام فعلي يشارك في السلطة عبر الآليات الديموقراطية ويؤثر فيها، تصبح الثورات هي التي تعبر عن عدم الرضا. الإنترنت هو أكثر من أداة جديدة للاتصال. إنه أداة تحول العالم وهذا التحول لم ينته بعد.

 

خامنئي يراهن على دماء الإيرانيين بعد تجويعهم

حامد الكيلاني/نقلاً عن "العرب/14 تشرين الأول/18

بعد ستة أيام من الرد العراقي على العدوان الإيراني في 22 سبتمبر 1980، كانت أول مبادرة لوقف إطلاق النار بين البلدين وبرعاية إسلامية، وافق عليها العراق فورا، لكن نظام الخميني رفضها بشدة واعتبر وقف إطلاق النار خيانة لمبادئ ثورته، وفي المقدمة منها تصدير المشروع المذهبي التوسعي إلى العراق تحديدا، كهدف صريح لاحتلال المدن والأضرحة الدينية تخطيطا منه لصناعة مركز استقطاب يسيطر به على عصب التوتر في الانقسام والفتنة. الإصرار على استمرار الحرب رغم المبادرات ووساطات السلام، خاصة في الأشهر والسنوات الأولى من الحرب، يعود إلى أن الخميني يعتبر احتلال العراق خلاصة لجدوى نضاله واجتهاده ومعارضته وثورته ونجاحه في استلام السلطة، مع ما توفر له من دعائم سياسية دولية وإرادات لا ينبغي أن يخذلها. فكرة تحجيم أسباب الحرب بالخلافات الشخصية مع القيادة العراقية، أو اختصارها برغبة الخميني في الانتقام لكرامته من عدم السماح له بممارسة نشاطه السياسي والإعلامي ضد نظام الشاه من داخل العراق، والتي عللها نتيجة لالتزاماته الدبلوماسية والتعهدات السابقة المبنية أساسا على توافقات تهدئة بين الدولتين؛ وخرقها كان بمثابة إعلان لحالة الحرب؛ إضافة إلى المتداول من ضيافة الدولة العراقية للخميني مع مجموعته وتقديم التسهيلات الإنسانية والحياتية لهم من عيش كريم وحماية، تتطلب من المفروض عدم القيام بنشاط سياسي يحرج الدولة المضيفة. أسباب الحرب لا يمكن تسطيحها بهذه الرؤية القاصرة لنظام قائم منذ فبراير عام 1979 على إشهار عقيدته التوسعية مستندا ومستغلا حالة الهوس بالثورة ورجل الدين الذي استطاع انتزاع السلطة من نظام الشاه وأجهزته الأمنية المحترقة، والمدعوم بقوة من الغرب والولايات المتحدة؛ ما الذي حدث ليتهاوى الشاه؟ وأي حجر زاوية من حكمه تم رفعه بإرادة دولية ليأتي الخميني على أنقاض علاقة مريبة أوصلته بحفاوة من باريس؟ علاقة كلفت الشعوب الإيرانية وشعب العراق، ثم المنطقة، الكثير من الخراب، وارتدّت تباعا على دول العالم وفرنسا بالمزيد من العنف والاستباحة.

اغتنام الخميني للحماسة القومية والمذهبية في لحظة عدم التصديق بانتصار إرادة الثورة في خلع الشاه، أدّى بإيران إلى الاستخفاف والإقدام على احتلال العراق، وإلى توفر قناعات حقيقية عن امتداد الشرارة المذهبية إلى أتباع إيران من أحزاب وجماعات وميليشيات متطرفة، طائفيا، داخل العراق، يثقون بتخادمها معهم واستعدادها لخيانة الوطن الأم، وخرق الحدود وإثارة الفوضى.

ما فات إيران هو أن العراق في تلك الفترة السياسية، الصعبة أيضا، من مطلع ثمانينات القرن الماضي كان بقدرات تسليحية تقليدية مع تواضع نسبته السكانية قياسا بإيران؛ لكن الملفت أن شعب العراق كانت له تجربة تذوّق فيها طعم التنمية والإعمار والتغيير، توضحت معالمها في حياته الاقتصادية والاجتماعية والتعليمية والصحية والحضارية، وانفتاحه بعلاقات دولية أقدم فيها على دعم وإغاثة بعض دول العالم الثالث، وبناء معالم مدنية فيها مازالت شاخصة إلى حقبة بدا فيها العراق وشعبه على أعتاب نهوض غير مسبوق.

العراقيون في حرب الثمانينات توحدوا دفاعا عن خطوة كبيرة وعملية نحو التقدم، تلمسوا ثمارها وتعايشوا مع مواسم حصادها؛ لذلك من لديه مشروع للحياة سيدافع عنه بروحه ودمه، لثقته بأن تضحياته تدفع الأذى والخراب عن بيته الجميل وكرامة أهله الذين يتنعمون بفضائل الاستقرار. ذلك الوطن الذي كان؛ كانت فيه المذاهب والأديان والقوميات والأعراق تذوب وتنصهر في جبهات القتال لتصنع ساترا من الدماء المشتركة، إدراكا من المقاتلين لعمق وصلابة جبهتهم الداخلية حيث مدنهم وقراهم سالمة، وأهلهم ينعمون بالحياة في ظل صمودهم البطولي. لم نسمع يوما أن العراق له طموحات في احتلال إيران؛ بينما احتلال العراق لدى النظام الإيراني كان سلوكا لسياسة يومية وتربية عقائدية؛ والأرقام القياسية للقتلى من اليافعين الذين زجَّ بهم الخميني في الحرب ولفتح الألغام بأجسادهم؛ تحتاج وقفة لقراءة الغاية العظمى من احتلال العراق والتي تهون في سبيلها كل التضحيات الإيرانية. بعد 40 سنة على إشعال الخميني لفتيل فتنته المذهبية، يعود المرشد خامنئي ليتشبث بذات الشعارات والسياقات في لقائه مع قوات الباسيج الإيراني، طالبا منهم توجيه صفعة للولايات المتحدة، واصفا من يفكرون في التنازل لها والتفاوض معها بالخونة، رافضا إلى آخر رمق في حياته، على حد قوله، الاستجابة للشروط الأميركية. هذا التوجه ينسجم مع التفاف النظام على دكتاتوريته الدينية المتطرفة لإلقاء العهدة على تيار سياسي يتولى مهمة التنازل التي يتبرأ منها ويدينها المرشد. أسطوانة الاستكبار العالمي مازالت منتجة عند النظام الإيراني، فالاستكبار يمنح الفرصة للنظام، وتحديدا المرشد، للتراجع “من أجل شعبه” الذي يموت جوعا وفقرا لتدني العملة وارتفاع الغلاء، وهؤلاء المفسدون على الأرض، ويعني بهم المرشد القوى الحرة التي تحمل راية المقاومة ضد نظامه، منهم سواق الشاحنات الذين تحولوا إلى رمز عالمي تدعمه النقابات والمنظمات الإنسانية والحقوقية، لما يتعرضون له من مأزق تفاقم الرسوم وغياب الأمن على الطرقات الخارجية في نموذج متصاعد لنموذج هجمات الفقراء والجياع الأفغان على قوافل الإغاثة سابقا.

الشعوب الإيرانية الغاضبة يُشبّهها النظام بقطاع الطرق؛ لذلك شرّع المرشد للحرس الثوري وقوات الباسيج صلاحيات القمع وصولا إلى الإعدام، بعد أن أعطاهم الضوء الأخضر عندما وصفهم بالقدوة وحماة الثورة. نظام الملالي سارع بالموافقة على انضمام إيران لمعاهدة مكافحة تمويل الإرهاب، وهي فقرة في برنامج متعدد أعدّه النظام لمغازلة المجتمع الدولي وبالذات الولايات المتحدة، ويتضمن إلقاء تهم الإرهاب على من يشاء من دول وشخصيات وجماعات؛ ولا يخلو البرنامج من عمليات إرهابية، ستطال الإيرانيين حتما، يختارها النظام بعناية في المكان والتوقيت والسيناريو والتأثير المطلوب. فجأة أصبحت الصواريخ الباليستية الإيرانية في خدمة الحرب العالمية على الإرهاب، والتواجد الإيراني في سوريا في خدمة القضاء على الإرهاب أيضا، وانسحاب إيران أو بقاؤها مرهون بشفافية القرار السوري، والنظام الإيراني تبين أنه لم يقطع مياه الأنهار عن العراق، والميليشيات الإيرانية مجرّد أدوات سياسية متطوعة لخدمة الشعوب والأمن والسلام في المنطقة. ماذا ننتظر من النظام الإيراني إلا المزيد من المناورات على حدود عملياته الإرهابية التي سيغتنمها المرشد إلى آخر رمق للنظام في تمكين الفوضى كمبادئ عقائدية بالإمكان التراجع عنها تحت حجة ضغوط الاستكبار العالمي، أو الذهاب إلى حماقة الزج بالشعوب الإيرانية في معادلة “لا شيء لديها لتخسره”؛ وهي ذات المعادلة التي انتصر فيها العراقيون على العدوان الإيراني يوم كان لديهم الكثير مما يخسروه في الوطن.

 

العقوبات الأميركية على الرياض تعني أن واشنطن تطعن نفسها

تركي الدخيل/العربية نت/14 تشرين الأول/18

قرأت بيان الحكومة السعودية رداً على الأطروحات الأميركية بخصوص فرض عقوبات على السعودية، والمعلومات التي تدور في أروقة اتخاذ القرار السعودية، تتجاوز اللغة الواردة في البيان، وتتحدث عن أكثر من ثلاثين إجراءً سعودياً مضاداً لفرض عقوبات على الرياض، بل إن التحليلات توشك أن تتوافق مع هذه الأطروحات، وهي سيناريوهات كارثية للاقتصاد الأميركي قبل الاقتصاد السعودي. إذا وقعت عقوبات أميركية على السعودية، فسوف نكون أمام كارثة اقتصادية تهز العالم، فالرياض عاصمة وقوده، والمس بها سيصيب إنتاج النفط قبل أي شيء حيوي آخر. مثل عدم التزام السعودية بإنتاج السبعة ملايين برميل ونصف. وإذا كان سعر 80 دولاراً قد أغضب الرئيس ترمب، فلا يستبعد أحد أن يقفز السعر إلى مائة ومائتين دولار وربما ضعف هذا الرقم. بل وقد تصبح عملة تسعير برميل النفط هي العملة الصينية اليوان، بدلاً من الدولار، والنفط هو أهم سلعة يتدوالها الدولار اليوم. وسيرمي ذلك كله الشرق الأوسط بل العالم الإسلامي في أحضان إيران. التي ستكون أقرب إلى الرياض من واشنطن.

هذا فيما يتعلق بالنفط، لكن السعودية ليست برميلاً فقط، بل هي قائدة للعالم الإسلامي بمكانتها وجغرافيتها، ولعل التعاون الوثيق في المعلومات بين الرياض وأميركا ودول الغرب، سيصبح جزءاً من الماضي، بعد أن ساهم في حماية الملايين من الغربيين بشهادة كبار المسؤولين الغربيين أنفسهم. إن فرض عقوبات من أي نوع على السعودية من قِبل الغرب، سيدفعها إلى خيارات أخرى قالها الرئيس ترمب بنفسه قبل أيام إن روسيا والصين بديلان جاهزان لتلبية احتياجات الرياض العسكرية وغيرها، ولا يستبعد أحد أن تجد من آثار هذه العقوبات قاعدة عسكرية روسية في تبوك شمال غربي السعودية، في المنطقة الساخنة لمربع سوريا وإسرائيل ولبنان والعراق. في وقت يعني تحول حماس وحزب الله من عدوين إلى صديقين، كما أن الاقتراب لهذا الحد من روسيا سيؤدي للاقتراب من إيران وربما التصالح معها.

ولن يكون غريباً وقف شراء الرياض الأسلحة من أميركا، الرياض أهم زبون للشركات الأميركية، فالسعودية تشتري 10 في المائة من مبيعات شركات السلاح في أميركا، و85 في المائة من الجيش الأميركي فيما يبقى لبقية دول العالم خمسة في المائة فقط، بالإضافة إلى تصفية أصول واستثمارات الرياض في الحكومة الأميركية والبالغة 800 مليار دولار. كما ستحرم الولايات المتحدة من السوق السعودية التي تعتبر أحد أكبر عشرين اقتصاد في العالم.

هذه إجراءات بسيطة، ضمن ما يزيد على ثلاثين إجراءً ستتخذها الرياض، مباشرة، دون أن يرف لها جفن، إذا فرضت عليها عقوبات، كما تتداول المصادر السعودية المقربة من اتخاذ القرار.

الحقيقة أن واشنطن بفرض عقوبات على الرياض ستطعن اقتصادها في مقتل، وهي تظن أنها تطعن الرياض وحدها!

 

لَمَا نام إلا في الغيم

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/14 تشرين الأول/18

قبل أشهر كتب مشعل السديري في زاويته البارعة نصاً عنوانه «خادم الطيور يتكلم»، إحدى رحلاته الوجدانية الجميلة. وروى علاقته مع طيور بَنَت لنفسها أعشاشاً على شجر قبالة منزله، تؤانسه وتسلّيه. تحية أبا المشاعل من قرى لبنان، حيث الخلود إلى أنس العصافير، أرقّ كالعادة، من أخبار الناس وأخبار البلد وشتائم السياسيين. ويا عزيزي وزميلي وجاري، لقد أمضيت سحابة من عمري، رفاقي الأشجار وأصدقائي الطيور. وكنّا نعرف بوصول الربيع، ليس من التقويم، بل من وصول أسراب السنونو، هازجةً فرحةً مندفعةً نحو الحقول بسرعة الخيول الملوكية.

يقول محبو الأدب الفرنسي إن أهم كتّاب السيرة الذاتية في القرن الماضي كانا أندريه جيد وجول رينار. وأغامر على طريقة المعجبين لأقول لك إن رينار كان في رأيي، أعظم كتّاب فرنسا. أما في كتابة المفكرات الريفية فكان الأكثر سحراً في جميع اللغات.

دعْني أهديك بعض ما كتب:

- لو كنت طائراً لما قبلت النوم إلا في الغيوم؛

- ثمة قشعريرة من الرياح تمر فوق القرى؛

- تشبه السنونوات حواجب منتشرة في الهواء؛

- أردت أن أعرف، ماذا يمكننا أن نحقق في القرية، إذا عرفنا الحقيقة وحدها؟ لا شيء؛

- البقرة. لقد أُخذ منها عجلها هذا المساء وأُعطي للراعي الذي سوف يربيه. ماذا ستفعل الآن، هذه الأم الطيبة التي لم تتعب من تشمم مولودها؟ مع أنها عائدة للتوّ من المروج، لن تتردد في تناول التبن الذي يقدمه لها فيليب. وتترك لزوجته أن تفرغ ضرعها. نقدم لها شيئاً من الخبز، فتبتلعه. بعد يومين لن تتذكر شيئاً. وشعورها الأمومي الذي بدا عميقاً، سوف يختفي؛

- اللغة لها زهورها، ولها شتاءاتها. هناك أساليب عارية مثل هياكل الأشجار اليابسة، وهناك أغصان وارفة. وهناك تكدس. ثم يحين دور التقليم؛

- الريح، إنها تعرف كيف تقلب الصفحات، لكنها لا تعرف كيف تقرأ؛

- على الغداء، يمسح فيليب شاربيه بقشرة الخبز؛

- الكستناء، قنفذ الثمار؛

- أن تحلم، هو أن تتأمل في ضوء القمر. قمر داخلي؛

- عندما تعمل، الصعوبة هي في أن تقدح ضوء قنديل العقل. بعدها يشتعل من تلقاء ذاته؛

- لا بد أن أتحصل على طاولة مفتوحة. هكذا أستطيع أن أخرج بها وأعمل في الهواء الطلق؛

- صوت القصب الحريري؛

- يتلاعب موريس بارسن بالمنطق كما يلعب الآخرون بالناي؛

- يبسط القمر سجادة من الثلج فوق السطوح.

 

الحقيقة الغائبة في قضية خاشقجي

سلمان الدوسري/الشرق الأوسط/14 تشرين الأول/18

لم يشهد العالم قضية شهدت جدلاً كبيراً، واتسعت دائرة تكهناتها، وقفز على استنتاجاتها، وزادت شائعاتها، وسط كم نادر من معلوماتها، كما قضية اختفاء الزميل جمال خاشقجي. نحو 6 آلاف خبر ومقال وتقرير من 68 دولة حول العالم، غالبيتها العظمى لم تعتمد على معلومة حقيقية، أو مصدر رسمي، أو دليل مؤكد. للمرة الأولى، ربما في تاريخ بعض وسائل الإعلام الرصينة، ولا نتحدث عن وسائل إعلام اعتدنا منها الكذب والتزوير، يتم الاعتماد على مصادر مجهولة للترويج للقصة من زاوية واحدة. أخبار كاذبة، اتهامات زائفة بوجود أوامر للقتل، تحريض غير مسبوق، ومزايدات رخيصة، وهجوم محموم، حتى الجوانب القانونية لم تتم مراعاتها في توجيه اتهامات صريحة بالقتل، دون الأخذ بالاعتبار الحقوق القانونية لمن تم اتهامهم وإصدار الأحكام عليهم. ربما هناك من سيقول إن ذلك ليس جديداً على بعض وسائل الإعلام في استخدام هذه الأساليب لترويج قصة ما، لكن الغريب هو ما كنا نظنه وسائل إعلام رصينة ثم اكتشفنا أنها تتسابق للاعتماد كلياً على جانب واحد من القصة، وهو المصادر التركية غير الرسمية، يُروى لها ما يشاء فتصدقه ويبنى عليه ثم يعتبر الحقيقة المطلقة، وهي حالة لم نشهد لها مثيلاً في عالم الصحافة.

منذ اليوم الأول لاختفاء جمال وغالبية التقارير التي نشرت وبُثت احتوت على مغالطات كثيرة وروايات مختلقة لم تستند إلى حقائق وإنما على تكهنات وتسريبات، ووضعت هذه الحملات نصب أعينها المملكة، لا الحقيقة، كهدف. للأسف لم تكن الغاية سلامة جمال كما يبدو، بقدر ما كانت السعودية هي المستهدفة بتلك الاتهامات الخطيرة والتصعيد الممنهج، فلو كان غير جمال في نفس المكان وهو مواطن سعودي لرأينا نفس السيناريو، بينما لو كان جمال من جنسية غير سعودية لما شهدنا ولو عُشر هذه الحملة الإعلامية المجحفة، فكانت حفلة الاتهامات الخطيرة التي وجهت للمملكة كدولة بشكل غير موضوعي، وكأن هناك من سعى لتسييس القضية منذ ساعتها الأولى وقبل معرفة حقيقة تفاصيلها ونتائج تحقيقاتها، فاستباق نتائج التحقيق في هذه القضية بلغ درجات متقدمة ربما يؤثر بشكل سلبي في النتائج، فقد تم إطلاق الأحكام مسبقاً، وحُدد المتهمون مبكراً وألبسوا ثوب الإدانة، والخشية أنه مهما كانت نتيجة التحقيقات الرسمية، التي يجريها فريق سعودي - تركي مشترك، فإن الآلة التي تعمل بشكل متواصل لا تنتظر أصلاً ما ينتهي إليه فريق التحقيق، أليس هي المرة الأولى التي تنعكس فيها القاعدة القانونية بأن البينة على من ادعى لتصبح البينة على المدعى عليه؟!

الحملة الشرسة غير المهنية التي تخوضها وسائل الإعلام الغربية في هذه القضية، ستكون لها تأثيراتها الخطيرة جداً في تعميق الهوة بين الشرق والغرب، وإيجاد منفذ يدخل منه الذين يبحثون عن هذه الثغرات لإنفاذ سمومهم، لا جدال أنه من حق الصحافة البحث عن الحقيقة والركض من أجل الوصول للمعلومة، لكن ليس من حقها أبدا التجييش والتحريض وإطلاق الاتهامات جزافاً اعتماداً على استنتاجات فحسب. الأكيد أننا سنكتشف لاحقاً أنه أينما كانت الحقيقة في اختفاء خاشقجي، فإن انعكاسات مسار التغطية التي شابها الكثير من اللامهنية، سيتردد صداها لدى من يتحينون الفرص للضرب على وتر نظرية المؤامرة وكراهية الغرب، وستتعزز مفاهيمهم المغلوطة بعد أن كان هناك ردم لجزء كبير من تلك الهوة في السنوات القليلة الماضية.

 

المتاجرة باختفاء جمال خاشقجي

عبدالله بن بجاد العتيبي/الشرق الأوسط/14 تشرين الأول/18

المواطن السعودي، جمال خاشقجي، أين هو؟ ومن المسؤول عن اختفائه؟ وأين وكيف اختفى؟ هذه أسئلة مهمةٌ يطرحها الجميع، وهي أسئلة مشروعةٌ تماماً، والإجابة عن بعضها واضحة، وبعضها الآخر لم يزل صعباً، ولكن يمكن التعليق عليه.

بدايةً، جمال خاشقجي مواطن سعودي، خرج من السعودية واختار خطاً سياسياً ليس متوافقاً معها، ولكن ظلّت له علاقات مع بعض المسؤولين السعوديين، كما صرّح بذلك الأمير خالد بن سلمان سفير السعودية في واشنطن، الذي رسم خطوطاً واضحةً للأزمة من بدايتها، وأكد أن خاشقجي كان يزور السفارة السعودية في واشنطن إبان إقامته هناك، وهو لا يُعدّ معارضاً سياسياً؛ والسعودية تدافع عنه كأي مواطنٍ سعودي وتفتش عن مصيره. خاشقجي كشخصٍ، لمن لا يعرفه، صحافي فقد رئاسة التحرير مرتين، وأدار فضائية إخبارية أُغلِقت بعد ساعاتٍ قليلةٍ، وكان ذلك بسبب عدم إدراك للواقع ومعطياته، وفقدان لوعي مهمٍ بحساسيات المجتمعات. وأثناء «الربيع العربي» اعتقد أنه سيكون وسيطاً بين السعودية ومصر الإخوانية، ولم ينجح، وبعد فشل «الربيع العربي» بشكل كاملٍ كان ضمن أقلية ضئيلةٍ أصرت على نجاحه.

الزمان والمكان معروفان، والشخص معروفٌ، وهذه إجابات واضحةٌ، وتبقى أسئلة: ماذا حدث بالتحديد؟ وكيف حدث؟ ومَن المسؤول؟ وهذه الأسئلة الثلاثة ليست لها أي إجابة رسمية حتى الآن، ولكن يمكن البحث في الظروف المحيطة بها، للوعي بالمشهد العام.

أما المسؤولية الأمنية فهي مسؤولية الدولة التركية، لأن الحدث جرى على أراضيها، وهي أرض شهدت، على مدى السنوات الأخيرة، تحركاتٍ مريبةً لكل أجهزة الاستخبارات الدولية ولأنواع متعددةٍ من «المافيا» المحلية والدولية، وهناك عمليات اغتيال وتصفياتٍ جَرَتْ هناك ولم تحلّ منذ سنواتٍ، بالإضافة لتحركاتٍ واسعةٍ للتنظيمات الإرهابية من «داعش» إلى «النصرة»، وتحركات «لوجيستية» كانت تتم هناك على نطاق واسعٍ ومنظمٍ، وهذا مهمٌ في شرح المناخ السائد زمانياً ومكانياً.

الدولة القطرية تعمل منذ عقدين على معاداة المملكة العربية السعودية ودول الخليج والدول العربية، وهي حليفٌ معتمدٌ لدعم الإرهاب بشقيه السنّي والشيعي، وقد قلّمت السعودية وحلفاؤها كل أدواتها الإرهابية عبر تصنيف جماعة «الإخوان المسلمين» جماعةً إرهابيةً وإصدار قوائم مطلوبين من المسؤولين القطريين الداعمين المباشرين للإرهاب، وصولاً إلى القرار التاريخي، وهو قرار مقاطعة الدول الأربع لدولة قطر قبل عامٍ ونصف العام تقريباً.

خسرت قطر كثيراً من قوَّتها بعد المقاطعة، ولكنها ظلّت تنحت في الصخر وتحاول المستحيل لتغيير رأي السعودية وحلفائها، ولكنها لم تنجح، لا في الداخل السعودي والخليجي ولا في اليمن، حيث الحرب العادلة لطرد أذيال إيران منها، وهي تخسر في كل مكانٍ سعت للعبث فيه من قبل بالتحالف مع الإرهاب؛ خسرت في مصر والبحرين، وفي السعودية والإمارات، وخسائرها تتصاعد في سوريا وليبيا والعراق ولبنان، ولم يجدِها نفعاً الارتماء في حضن المشروعين المعاديين للعرب في المنطقة؛ المشروع الإيراني والمشروع الأصولي.

مع سياسة «العناد الاستراتيجي» التي اتبعتها قطر، فإن المنطق يقول إنها فكّرت وقدّرت ورجعت إلى قوّتها الأساسية لنشر الخراب والفوضى التي نجحت فيها جزئياً أيام ما كان يُعرف بـ«الربيع العربي»، وهي «القوة الإعلامية»، ولا أقصد بذلك منظوماتها الإعلامية الموجهة للشعوب العربية كقناة «الجزيرة» وتوابعها، بل أقصد استثماراتها الضخمة في وسائل الإعلام الغربية الكبرى، وركوبها لكثير من «اليسار» أو «اليسار الليبرالي» في الغرب، مؤسساتٍ وكتاباً ومشرّعين وساسةً، والمعادين أساساً للدول العربية، وعلى رأسها السعودية وحلفاؤها، وبالتالي: هل نجحت في صنع قضية رأي عامٍ دولي معادٍ للسعودية انطلاقاً من هذه القضية؟ والجواب يحمل عدداً من الأسئلة.

أول هذه الأسئلة، هو كيف علمت قطر - وحدها - بأن شيئاً ما قد حدث في المكان والزمان المحددين؟ وكيف تهافت مذيعوها ومشاهيرها في غضون الساعات الأولى على روايات وقصص تفصيلية عن خطفٍ واغتيالٍ وتعذيبٍ وتقطيعٍ وكأنهم شهود عيانٍ؟ وهو أمرٌ يثير الريبة دون شكٍ، وكيف استطاعت تحريك وكالاتٍ عالميةٍ وصحفٍ دوليةٍ مثل «رويترز» و«نيويورك تايمز» على سبيل المثال لتعزيز قصصها المتخيَّلة والمفصلة دون أي مصدرٍ موثوقٍ؟ هذا دليلٌ واضحٌ على اختراقاتٍ مهمةٍ لتلك الوسائل الإعلامية، وقد اعتذرت «نيويورك تايمز» لاحقاً، وحذفت بعض تغريداتها، ربما خوفاً من المحاكمات.

السؤال الثالث هو سؤال مؤلمٌ، وهو: كيف يمكن لدولٍ كبرى مثل السعودية وحلفائها الكبار مثل الإمارات التأثير في المشهد الإعلامي الغربي، حمايةً للمشروعات التنموية والتنويرية الضخمة التي يبشرون بنماذجها الناجحة في المنطقة والعالم؟ لأن الواضح اليوم هو أن ترك هذه المساحة فارغةً إلا من الاستثمار القطري، أمرٌ بالغ الضرر، وهو ما يجب استدراكه ومراجعته، وليس أنجع من الفراغ لخلق الفوضى وبناء القضايا ضد الخصوم، مع الاعتراف بأن التأخر التركي شارك في صنع الفراغ في هذا الحدث.

ولكن ونحن في سياق الأسئلة عن هذه الحادثة تحديداً، هل نجحت قطر في مبتغاها بتحميل السعودية كل شرور الحادثة؟ الجواب هو قطعاً لا... لم ولن تنجح، ولكنها خلقت مزيداً من البغضاء والشحناء لأدوارها التخريبية لدى جميع الشعوب العربية، وعلم الجميع حجم الحقد والمكر والخيانة التي هي مستعدة لها ومستمرةٌ فيها وماضيةٌ في سبيلها.

غيّرت السعودية الجديدة كثيراً من قواعد اللعبة السياسية في المنطقة والعالم، وهو تغيير يقلق كثيراً من الأطراف إقليمياً ودولياً، ومع دعمها المستمر لاستقرار الدول في المنطقة ورفضها الشرس لاستقرار الفوضى الذي يدعمه المحور الإيراني والمحور الأصولي لدرجة دخول الحرب العسكرية، إلا أنها أظهرت استخداماً غير مسبوقٍ لقوّتها في عدد من الأزمات؛ الأزمة مع السويد، التي اعتذرت عنها السويد، ومع ألمانيا، وأسفت ألمانيا، ومع كندا، وستعتذر كندا، ومع قطر، وستخضع قطر، وهذه التغيرات الكبيرة والسريعة أربكت الكثيرين، خصوصاً الخصوم في المنطقة. أخيراً، نتمنى نهاية إيجابية لأزمة خاشقجي كإنسان، وفريق العمل المشترك التركي - السعودي في القضية يدفعها بالاتجاه الصحيح.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

الفرد رياشي: نطالب السلطات السورية بالاعتذار من الجيش اللبناني

الأحد 14 تشرين الأول 2018 /وطنية - طالب الامين العام للمؤتمر الدائم للفدرالية الدكتور الفرد رياشي في بيان في ذكرى معركة 13 تشرين الاول 1990 "السلطات السورية بالاعتذار من الجيش اللبناني ومن عائلات المفقودين اللبنانيين، حتى ولو ان النظام الحالي لا يحظى باعتراف دولي واسع عن الانتهاكات وجرائم الحرب التي حصلت آنذاك، وبتوضيح مصير العسكريين والمواطنين من الذين فقدوا ابان هذه الاحداث. كما نحث الدولة اللبنانية والحكومة المزمع تأليفها تشكيل لجنة تقوم بتقصي ومتابعة هذه القضية الكبرى".

 

دريان دعا تلفزيون الجديد الى الاعتذار من المسلمين: حذار التعرض لشعائر الله ومنها الكعبة المعظمة

الأحد 14 تشرين الأول 2018 /وطنية - طالب مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان وسائل الإعلام وبخاصة المرئية منها، ب "عدم التعرض للمقدسات الإسلامية والمسيحية باي شكل من الأشكال، لأنها تمس مشاعر اللبنانيين وتستفزهم جميعا، وتشعل نار الفتنة التي تدمر البلاد والعباد ببرامج مرفوضة أخلاقيا ووطنيا ودينيا". وقال دريان في بيان: "الكعبة المشرفة لها حرمتها وقدسيتها ومكانتها وعظمتها عند المسلمين، فحذار التعرض لشعائر الله ومنها الكعبة المعظمة التي هي خط احمر، ولن نسمح لأي شخص كائنا من كان، بالتطاول على قبلة المسلمين في العالم، فليفهم المعنيون وليضعوا حدا لهذا الجنوح والجنون الذي يهدد الأمن الاجتماعي والوطني". ودعا قناة الجديد الى "ايقاف مثل هذه البرامج المسيئة، والاعتذار من جمهور المسلمين والمواطنين عن هذه الخطايا التي تخدم أعداء الوطن وتساهم في الفوضى، وعلى القضاء اللبناني المختص أن يعتبر هذا الموقف إخبارا لإجراء المقتضى ومحاسبة كل من هو متورط في هذا العمل المشين قبل فوات الأوان". واكد دريان ان "دار الفتوى في الجمهورية اللبنانية لم ولن تسكت عن هذه التجاوزات اللاأخلاقية، والتي تمس بأصل العقيدة الإسلامية"، داعيا الرأي العام الإسلامي واللبناني الى "التروي وإفساح المجال لمعالجة هذه القضية بالطرق التي تعتمدها دار الفتوى ضمن الأصول القانونية، بالتعاون مع رئاسة الحكومة ووزارة الإعلام المعنية بالموضوع لوضع الأمور في نصابها، ومنع تكرار مثل هذه الإساءات التي تمس بالسوء مشاعر المسلمين وتثير البلبلة في المجتمع اللبناني".

 

ارسلان: الوضع المزري يدل على انهيار اقتصادي ومالي

الأحد 14 تشرين الأول 2018 /وطنية - علق رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني الأمير طلال أرسلان، في سلسلة تغريدات على "تويتر"، على الأوضاع الراهنة، بالقول: "بعد الإنتهاء من استقبالات السبت الأسبوعية بالأمس، لا أستطيع القول إلا الله يساعد الناس بكافة فئاتهم العلمية العالية والمتوسطة... وكلما مضت الأيام أشعر بحال من الإشمئزاز والخوف والقلق على مصير الشباب اللبناني الصاعد بعامة والدرزي بخاصة من حاصبيا الى زرعون". وأضاف: "جامعيون يطلبون التطوع في قوى الأمن التي لا تحتاج الا لشهادة متوسطة. أعداد هائلة مقابل وظائف محدودة، عدا عن الكم الهائل من الذين يطلبون وظيفة ثانية كي يتمكنوا من الحصول على لقمة عيش كريمة بدون إذلال أو عوز لأحد". وتابع: "هذا الوضع المزري إن دل على شيء يدل على انهيار الوضع الاقتصادي والمالي في مجتمعنا حتى أصبح في أخطر مراحله.. نكرر ونقول معيب ما وصلنا اليه من هدر للحقوق وعدم الجدية في الحس بالمسؤولية تجاه من شرفنا وكلفنا بالمسؤولية". وختم أرسلان: "تمثيل الناس ليس تشريفا بل تكليفا، فهل من مجيب..؟؟ أو بالأحرى هل من إحساس..؟؟ مرفوض التأقلم مع هذا الواقع المرير الذي يتطلب من الجميع إعادة النظر في كل السياسات التقليدية القائمة في مجتمعنا اذا كنا فعلا جديين في إنقاذ اولادنا ومستقبلهم".

 

بري حذر من جنيف من محاولات تصفية القضية الفلسطينية

الأحد 14 تشرين الأول 2018 /وطنية - حذر رئيس مجلس النواب نبيه بري من محاولات تصفية القضية الفلسطينية، مجددا التأكيد على "ضرورة تصدي البرلمانات العربية لمثل هذه المحاولات في كل المحافل البرلمانية". جاء ذلك خلال الإجتماع المطول الذي عقده رؤساء المجالس والوفود البرلمانية العربية مساء أمس في مقر الإتحاد البرلماني الدولي في جنيف قبل جلسة افتتاح أعمال الجمعية العامة ال139 للإتحاد صباح الغد. وأقر المجتمعون، كما حصل في اجتماع المجموعة البرلمانية للدول الإسلامية، إقتراحا تقدمت به الكويت والأردن لإدراج بند طارىء على جدول أعمال المؤتمر يتعلق بقرار واشنطن وقف المساعدات المالية للأونروا الذي يشكل محاولة ضغط جديدة على الشعب الفلسطيني. وترأس اجتماع البرلمانات العربية رئيس الإتحاد البرلماني العربي الحالي رئيس مجلس النواب المصري علي عبد العال، وشاركت فيه رئيسة الإتحاد البرلماني الدولي السيدة غابرييلا التي أثارت موضوع مناقشة والتصويت على بند يتعلق بحقوق المثليين. ودار نقاش طويل معها، وقدم الرئيس بري أكثر من مداخلة ركز فيها على أولوية التصويت على البند الطارئ كما ينص نظام الإتحاد وهو البند المتعلق بموضوع الأونروا وحقوق الشعب الفلسطيني، لكن السيدة غابرييلا أبلغت المجتمعين أنه سيصار الى التصويت على موضوع الأونروا وتعديل جدول اعمال اللجنة الدائمة من أجل تمرير موضوع حقوق المثليين. وأكد رؤساء وأعضاء المجالس العربية أن الأولوية هي لموضوع الأونروا، وإن إدراج موضوع المثليين أمر مرفوض عدا عن أنه غير ملح. وقال بري: "أعتقد أنه وفقا لنظام الإتحاد البرلماني الدولي يجب التصويت على البند الطارئ قبل أي شيء آخر"، مشيرا الى "محاولة استهداف الإقتراح المتعلق بالأونروا وحقوق الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية من خلال السعي الى تمرير موضوع حقوق المثليين".

وأضاف: "إن ما يحدث هو ضد الديموقراطية"، محذرا من "استمرار مثل هذه المحاولة"، ومؤكدا "موقف البرلمانات العربية والإسلامية بالتصدي لها". وأقر المجتمعون السير بالموقف المعارض لتمرير موضوع المثليين، والتأكيد على أولوية التصويت على الإقتراح المتعلق بالأونروا. من جهة أخرى، شارك النائبان ميشال موسى ورولا الطبش جارودي صباح اليوم في اجتماع منتدى النساء البرلمانيات الذي يعقد في إطار مؤتمر الإتحاد البرلماني الدولي. وكان نقاش حول عدد من المواضيع منها: تحرك النساء لمناهضة الإتجار بالبشر وكل أشكال العنف ضد المرأة، النساء المهاجرات وسياسة الإدماج في الدول التي تستقبلهم، المساواة بين المرأة والرجل في مجالات العلوم والتكنولوجيا، والقيادة البرلمانية لتحقيق السلام والتطور في مجالات الإبتكار والتكنولوجيا. وقدم موسى والطبش جارودي مداخلتين ركزا فيها على العمل من أجل المساواة بين الجنسين، وتعزيز دور المرأة وحضورها البرلماني وفي كل المجالس التمثيلية، وشددا على "أن هذا الموضوع يشكل مفتاح التطور وتعزيز دور المرأة بشكل عام".