المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 14 تشرين الأول/2018

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/newselias18/arabic.october14.18.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

Vote Charbel Bassil for the Catholic Separate French Trustee Board Schools In Mississauga انتخب شربل باسيل لعضوية مجلس أمناء المدارس الكاثوليكية الفرنسية في ماسيسوكا

http://eliasbejjaninews.com/archives/68117/vote-charbel-bassil-for-the-catholic-separate-french-council-board-schools-in-mississauga%d8%a7%d9%86%d8%aa%d8%ae%d8%a8-%d8%b4%d8%b1%d8%a8%d9%84-%d8%a8%d8%a7%d8%b3%d9%8a%d9%84-%d9%84%d8%b9%d8%b6%d9%88/

 

اقسام النشرة
عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

لِتَكُنْ مَحَبَّتُكُم بِلا رِيَاء: تَجَنَّبُوا الشَّرّ، ولازِمُوا الخَيْر. أَحِبُّوا بَعْضُكُم بَعْضًا مَحَبَّةً أَخَوِيَّة، وبَادِرُوا بَعْضُكُم بَعْضًا بِالإِكْرَام

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

بالصوت والنص/الياس بجاني/ذكرى 13 تشرين الأول 1990: قرابين على مذبح لبنان الرسالة

الياس بجاني/ذكرى 13 تشرين الأول 1990: قرابين على مذبح لبنان الرسالة

الياس بجاني/حزب الله وأدواته ومعظم الذين يدعون نفاقاً المعارضة هم وجهان لعملة واحدة

الياس بجاني/تغيير جلود ومداكشة الكراسي بالسيادة

الياس بجاني/رابط مقالتي المنشور اليوم في جريدة السياسة/شركات أحزاب من الإسخريوتيين يسوِّقون لزمن سادوم وعامورة

الياس بجاني/أصحاب شركات أحزاب من الإسخريوتيين يسوِّقون لزمن سادوم وعامورة

 

عناوين الأخبار اللبنانية

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 13/10/2018

أسرار الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم السبت 13 تشرين الأول 2018

الفرد رياشي: نطالب السلطات السورية بالاعتذار من الجيش اللبناني

١٣ تشرين الاول ١٩٩٠...مأثرة تاريخ/انطون خوري حرب/فايسبوك

من حصاد اليوم/خليل حلو/فايسبوك

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

تشرين الأسود ! العميد الركن المتقاعد جورج نادر في مقابلة مع الكاتبة مريم يوسف فاهمي.

وزراء ونواب ينتمون لـ «حزب الله» في مرمى العقوبات الأميركية

ماذا إن نجحت فرنسا في تأليف حكومة لبنان؟

لبنان دخل في الـ48 ساعة المحدّدة... فهل تُحسَم وزارياً؟

سجعان قزي: أنا معارض للعهد لكن يجب أن تُحفظ حصة وزاريّة للرئيس

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

أجواء التفاؤل بقرب تشكيل الحكومة تنقلب إلى «ترقب حذر»

ستريدا جعجع وصفت كلام باسيل عن المصالحة مع «المردة» بـ«المليء بالحقد»

واشنطن تتعهد بنهج أكثر صرامة تجاه بكين

البنتاغون يحقق في خرق إلكتروني لبعض سجلات السفر لديه

كندا تقدّم مساعدة ماليّة طارئة لـ«الأونروا»

القس برانسون يغادر تركيا... وترمب سيستقبله في البيت الأبيض/طائرة عسكرية أقلّته من إزمير إلى قاعدة أميركية في ألمانيا

 

المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

ثورة من فوق ثورة من تحت أو صواعق ملونة/الدكتورة رندا ماروني

الرئيسان يضربان المواعيد لتشكيل الحكومة: عون يهدد والحريري يخدر/منير الربيع/المدن

مطار بيروت: واجهة دولة فاشلة/مكرم رباح/العرب

حكومة «قيصرية» للبنان/راجح الخوري/الشرق الأوسط

13 تشرين الأسود/العميد الركن المتقاعد جورج نادر

تشكلية في زوايا مطبخ التأليف/طارق ترشيشي/جريدة الجمهورية

الحكومة في «المخاض» فهل تنجو/جورج شاهين/جريدة الجمهورية

حكومة الحريري الثالثة: ثقة «قيد الدرس»/ملاك عقيل/جريدة الجمهورية

سنتان من عمر العهد/ريمون شاكر/جريدة الجمهورية

فرنسا: «سيدر» ليس عقد زواج قابل للطلاق/سابين الحاج/جريدة الجمهورية

اللويزة «قواتية»... و14 آذار تتقدم في «الأميركية»/ناتالي اقليموس/جريدة الجمهورية

"الغضب الكبير" أصاب باسيل و"الوطني الحر"... ومناورة/أنطوان الأسمر/اللواء

'الخاشقجيون'/فارس خشّان/الحرة

أميركا تحتاج إلى تحالف عالمي لمواجهة هجمات روسيا السيبرانية/جيمس ستافريديس/الشرق الأوسط

جمهورية دجاج وأرانب/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

تحديات أمام رئيس الوزراء العراقي الجديد/محمد الرميحي/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

الحريري اتصل برئيس الجمهورية مهنئا اياه بسلامة العودة ومشيدا بكلمته

بري أمام المجموعة البرلمانية الإسلامية: لتوحيد الصف لمواجهة صفعة العصر

سامي الجميل التقى وزير خارجية الإمارات

المجلس الوطني لثورة الأرز: البلد يواجه تحديات خطيرة لا يجوز التلهي عنها بقياس الأحجام والحصص

جعجع بعد انتصار القوات في الانتخابات الطالبية: عينة صغيرة تعطينا فكرة عن التمثيل الشعبي في شكل حقيقي

باسيل بذكرى 13 تشرين: مصرون على حكومة وحدة وطنية حتى ينشق النفس لا البلد

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية

لِتَكُنْ مَحَبَّتُكُم بِلا رِيَاء: تَجَنَّبُوا الشَّرّ، ولازِمُوا الخَيْر. أَحِبُّوا بَعْضُكُم بَعْضًا مَحَبَّةً أَخَوِيَّة، وبَادِرُوا بَعْضُكُم بَعْضًا بِالإِكْرَام

رسالة القدّيس بولس إلى أهل رومة12/من09حتى15/"يا إخوَتِي، لِتَكُنْ مَحَبَّتُكُم بِلا رِيَاء: تَجَنَّبُوا الشَّرّ، ولازِمُوا الخَيْر. أَحِبُّوا بَعْضُكُم بَعْضًا مَحَبَّةً أَخَوِيَّة، وبَادِرُوا بَعْضُكُم بَعْضًا بِالإِكْرَام. كُونُوا في الٱجْتِهَادِ غَيْرَ مُتَكَاسِلِين، وبالرُّوحِ حَارِّين، ولِلرَّبِّ عَابِدِين، وبالرَّجَاءِ فَرِحِين، وفي الضِّيقِ ثَابِتِين، وعَلى الصَّلاةِ مُوَاظِبِين، وفي حَاجَاتِ القَدِّيسِينَ مُشَارِكِين، وإِلى ضِيَافَةِ الغُرَبَاءِ سَاعِين. بَارِكُوا الَّذِينَ يَضْطَهِدُونَكُم، بَارِكُوا ولا تَلْعَنُوا. إِفْرَحُوا مَعَ الفَرِحِين، وَٱبْكُوا مَعَ البَاكِين."

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

بالصوت والنص/الياس بجاني/ذكرى 13 تشرين الأول 1990: قرابين على مذبح لبنان الرسالة

http://eliasbejjaninews.com/archives/68100/%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%88%D8%AA-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B5-%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%B0%D9%83%D8%B1%D9%89-13-%D8%AA%D8%B4%D8%B1%D9%8A%D9%86-%D8%A7/

بالصوت/فورمات/WMA/الياس بجاني/ذكرى 13 تشرين الأول 1990: قرابين على مذبح لبنان الرسالة/13 تشرين الأول/18/اضغط هنا للإستملع للتعليق

http://www.eliasbejjaninews.com/newwma17/elias13teshren18.wma

بالصوت/فورمات/MP3/الياس بجاني/ذكرى 13 تشرين الأول 1990: قرابين على مذبح لبنان الرسالة/13 تشرين الأول/18/اضغط على العلامة في أسفل إلى يسار الصحة للإستماع للتعليق

http://www.eliasbejjaninews.com/newmp3.17/elias13teshren18.mp3

 

ذكرى 13 تشرين الأول 1990: قرابين على مذبح لبنان الرسالة

الياس بجاني/13 تشرين الأول/18

نتذكر اليوم بحزن وأسى الشهداء الأبرار الذين سقطوا في 13 تشرين الأول/1990.

نتذكر الشهداء، كل الشهداء من مدنيين وعسكريين الذين استشهدوا ببسالة وبطولة وهم يواجهون الجيش السوري البعثي الغازي المحتل ومعه أرتال من طرواديي ومرتزقة الداخل، وذلك دفاعاً عن وطن الأرز والرسالة والتاريخ والإنسان والإستقلال..

ونتذكر اليوم أيضاً وبلوعة وحزن المئات من أهلنا ومنهم رهباناً وعسكر ومدنيين خطفهم جيش الإحتلال السوري ومرتزقته ونقلوهم إلى سجون ومعتقلات نظام الأسد النازية، وحتى يومنا هذا لا يزال مصيرهم مجهولاً.

إننا وبفضل تضحيات الشهداء الأبرار ومنهم شهداء يوم 13 تشرين الأول سنة 1990 ورغم كل الصعاب والمشقات وواقع الإحتلال الإيراني والإرهابي لوطننا الغالي ما زلنا في دواخلنا ووجداننا والضمير والعزائم نتمتع بحريتنا كاملة، وكراماتنا مصانة، وجباهنا شامخة.

الشهداء هم حبة الحنطة التي ماتت من أجل أن تأتِ بثمر كثير.

هم الخميرة التي تُخمر باستمرار همة وعنفوان وضمائر ووجدان وعزائم أهلنا ليُكملوا بإيمان وشجاعة وتقوى وتفانٍ مسيرة الشهادة والجلجلة والصلب والقيامة.

إن لبنان، وطن الأرز، هو أرض القداسة والفداء والرسالة، وهو عرين الشهداء والأحرار وملاذ لكل مُتعب ومضطهد.

هكذا كان، وهكذا سوف يبقى حتى اليوم الأخير والقيامة، وواجب اللبناني الإيماني والوطني والإنساني أن يشهد للحق والحقيقة دون خوف أو رهبة، وأن يرفع عالياً رايات الأخوة والحرية والمحبة والإيمان والعطاء والتسامح.

يقول القديس بولس الرسول في رسالته لأهل رومية (08/31 و32): “وبعد هذا كله، فماذا نقول؟ إذا كان الله معنا، فمن يكون علينا؟ الله الذي ما بخل بابنه، بل أسلمه إلى الموت من أجلنا جميعا، كيف لا يهب لنا معه كل شيء؟”

نعم إن الله معنا ومع لبنان في مواجهة الإحتلال الإيراني وطروادية كل أدواته المحلية، ولذلك لن يتمكن الأشرار وجماعات الأبالسة والإرهاب والأصولية والتقوقع بكل تلاوينهم وأسلحتهم من أن يكسروا عنفواننا أو يفرضوا علينا إرادتهم الشيطانية وكفرهم أو نمط حياتهم المتعصب والمتحجر.

شكراً لكل شهيد تسلح بالمحبة ومن أجلها قدم حياته قرباناً على مذبح وطن الأرز ليبق لبنان حراً، وسيداً ومستقلاً، وليبق اللبناني محتفظاً بكرامته وعنفوانه وحريته.

شكراً لأهالي الشهداء العظماء في إيمانهم ووطنيتهم لأنهم أنجبوا أبطالاً وبررة.

شكراً لتراب لبنان المقدس الذي انبت شهداء واحتضن رفاتهم.

شكراً للرب القدير الذي انعم على لبنان بالشهداء الأبطال.

وحتى لا تضيع تضحياتهم واجبنا المقدس هو احترام القضية التي من أجلها استشهدوا، وهي قضية لبنان وإنسانه والحريات والإيمان.

أما المخطوف والمغيب والمبعد قسراً فهو شهيد حي ومصيره أمانة بأعناقنا.

الشهداء أعطونا دون حساب، وأعطوا لبنان بسخاء وكرّم.

أعطونا كل ما يملكون دون أن نطلب منهم ذلك.

أعطونا حياتهم فرحين لأنهم أمنوا بقول السيد المسيح: (يوحنا 15/13): “ليس لأحد حب أعظم من أن يبذل الإنسان نفسه من أجل أحبائه”.

قبلوا طوعاً وبفرح عظيم أن يُقدموا أنفسهم قرابين على مذبح وطننا، فصانوه وافتدوه وحافظوا على كيانه وإنسانه والحريات.

فلنعطيهم حقهم كما أعطونا، ولنكن مؤتمنين بصدق وشجاعة على قدسية شهادتهم بالحفاظ على قضيتنا ووطننا وكرامتنا والإيمان.

من يتنكر لعطاءات الشهداء ويخون القضية التي استشهدوا من أجلها هو ناكر للجميل وزنديق وطروادي لا يستحق لا هوية لبنان ولا بركة قديسيه ولا نعمة الحرية.

كل رجل دين وسياسي ومسؤول ومواطن يخون لبنان وقضيته وإنسانه والحريات، إنما يخون دماء وتضحيات الشهداء، ويستحق نار جهنم.

لا يجب أن يغيب عن بالنا ولو للحظة واحدة مصير أهلنا اللاجئين في إسرائيل منذ العام 2000 ، وهم عملياً شهداء أحياء وممنوع عليهم من قوى الإرهاب والقهر وتجار المقاومة وزنادقة الممانعة العودة إلى وطنهم لبنان إلا وهم أموات وفي النعوش.

إن الأوطان التي لا يفتديها شبابها بحياتهم هي أوطان إلى زوال، ولبنان المتجذر في التاريخ ما كان بقي واستمر لولا تضحيات شبابه وتفاني الوطنيين والأشراف من أهله.

بارك الله لبنان وحماه وصانه ورد عن أهله كل سوء.

يا شهيد لبنان نام قرير العين لأنه بفضل أمثالك من الأبطال لبنان لن يركع ولن يقبل الذل وهو باق باق وباق.

فلنصلي خاشعين من أجل راحة أنفس شهداء وطن الأرز، ومن أجل معرفة مصير المغيبين من أهلنا في سجون نظام الأسد المجرم وعودة أهلنا المبعدين قسراً من إسرائيل،

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

حزب الله وأدواته ومعظم الذين يدعون نفاقاً المعارضة هم وجهان لعملة واحدة

http://eliasbejjaninews.com/archives/68061/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%ad%d8%b2%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d9%88%d8%a3%d8%af%d9%88%d8%a7%d8%aa%d9%87-%d9%88%d9%85%d8%b9%d8%b8%d9%85-%d8%a7%d9%84%d8%b0/

الياس بجاني/12 تشرين الأول/18

على الأكيد الأكيد، فإن حزب الله وأدواته في الحكم، إضافة إلى طاقم السياسيين والمطبلين والانتهازيين الطرواديين ومعهم كل الإعلاميين ووسائل الإعلام التابعة للاحتلال الإيراني هم عملياً كوارث وطنية واجتماعية ومعيشية وأخلاقية على كافة الصعد وفي كل المجالات، ولكن في الواقع وفي الممارسة وفي المواقف المتلونة فإن معظم من يطرحون أنفسهم كبدائل وطنية للاحتلال ولرموزه وأدواته تحت رايات السيادة والحريات والواقعية والشهداء والأحجام والتمثيل الشعبي هم عملياً وواقعاً معاشاً على الأرض وممارسات وحقائق مثبتة هم أعداء للهوية وللكيان ولتضحيات الشهداء ولكل ما هو لبنان ولبنانية كما أنهم أسوأ وأخطر من حزب الله وأدواته كافة بمليون مرة.

يبقى أن من لا مصداقية له،

ولا يحترم هوية لبنان ويحافظ عليها ويصونها ولا يخجل بها،

ولا يثبت على موقف،

ويمارس الحربائية والانتهازية في مواقفه وتحالفاته،

ولا ضمير ولا وجدان عنده،

والعمل السياسي والوطني في مفهومه الأعور والشارد عن الحق هو تجارة،

ولا يخاف الله ولا يوم حسابه الأخير..

ولا يؤمن يتبادل السلطة،

ويسوق لنفسه الطوباوية والقداسة..

يبقى، أنه من أجل كل ما في أعلى من صفات غير حميدة، وهذا قليل من كثير الشرود ولإسخريوتية، فإن كل من هم من هذه الخامة الحربائية والإنتهازية من سياسيين وناشطين وأصحاب أحزاب واعلاميين، لا يجب الوثوق بهم أو السير معهم أو خلفهم أو احترامهم.. لأن فاقد الشيء لا يعطيه.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

تغيير جلود ومداكشة الكراسي بالسيادة

الياس بجاني/11 تشرين الأول/18

ستتشكل الحكومة كما يريدها حزب الله وربع الصفقة المتناحرين عالحصص سيسيرون بها مجبرين بعد أن غيروا جلودهم وداكشوا السيادة بالكراسي.

 

الياس بجاني/رابط مقالتي المنشور اليوم في جريدة السياسة

شركات أحزاب لبنانية تعود لزمن سادوم وعامورة/الياس بجاني/12 تشرين الثاني/18/اضغط هنا أو على الرابط في أسفل

http://al-seyassah.com/%d8%b4%d8%b1%d9%83%d8%a7%d8%aa-%d8%a3%d8%ad%d8%b2%d8%a7%d8%a8-%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86%d9%8a%d8%a9-%d8%aa%d8%b9%d9%88%d8%af-%d9%84%d8%b2%d9%85%d9%86-%d8%b3%d8%a7%d8%af%d9%88%d9%85-%d9%88%d8%b9/

 

أصحاب شركات أحزاب من الإسخريوتيين يسوِّقون لزمن سادوم وعامورة

الياس بجاني/11 تشرين الأول/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/68039/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a3%d8%b5%d8%ad%d8%a7%d8%a8-%d8%b4%d8%b1%d9%83%d8%a7%d8%aa-%d8%a3%d8%ad%d8%b2%d8%a7%d8%a8-%d9%85%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d8%b3%d8%ae/

(إنجيل القديس متى 26/31) حِينَئِذٍ قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «كُلُّكُمْ تَشُكُّونَ فِىَّ فِي هذِهِ اللَّيْلَةِ، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: أَنِّي أَضْرِبُ الرَّاعِيَ فَتَتَبَدَّدُ خِرَافُ الرَّعِيَّةِ".

من واجب كل لبناني مؤمن بالحرية وبالهوية وبالكرامة وبحق الوجود الكريم المكلل بسيادة واستقلال وكامل حرية قرار وطن الأرز والقداسة..

ومن واجب كل لبناني صاحب ضمير ووجدان ويخاف يوم الله ويوم حسابه الأخير..

ومن واجب كل لبناني يؤمن بأن المحبة هي الله، وأن أقدس أنواع هذه المحبة وأطهرها وأعظمها هي العطاء والفداء بالذات من أجل الآخرين..

ومن واجب العرفان بالجميل لتضحيات الشهداء الذين قدموا أنفسهم قرابين على مذبح لبنان الرسالة والقداسة والحريات..

ومن أجل جرأة وواجب الشهادة للحق..

نعم، من أجل كل هذه القيم وغيرها الكثير علينا أن لا أن لا نسكت عن ممارسات وشرود وهرطقات وتضليل أي أحد من القادة أو السياسيين أو أصحاب شركات الأحزاب الدكتاتورية والعائلية والتجارية.

علينا أن نشهد للحق ونسمي الأشياء بأسمائها وأن نقول لا كبيرة ومدوية لكل من يضلل ناسنا ويتاجر بشعارات لا يحترمها ولا يمارسها ويقفز فوق دماء الشهداء ويجعلهم مطية للوصول إلى مطامعه وأجنداته الترابية.

وحتى تكون رسالتنا واضحة ومباشرة وليس فيها أي رائحة للرمادية والفتور فنحن بكلامنا هذا نحص فقط وفقط القيادات التي تدعي أنها سيادية واستقلالية ومقاومة.

ولا يعنيني غيرهم لأن هؤلاء "الغير" شردوا عن كل ما هو لبناني منذ زمن بعيد وسلموا الوطن للغرباء ولتجار الممانعة والتحرير والمقاومة الكاذبة ونحروا هويته واستهزأوا بتاريخه وشرعوا حدوده للمحتلين والأعداء.

من هنا ومع احترامنا لكل إنسان كائن من كان نحن نرى أن المشكلة الأساس في لبنان حالياً تكمن في العاهات التالية:

أولاً .. في إبليسية وإرهاب الإحتلال الإيراني الذي نجح في شق صفوف كل الشرائح المذهبية والمجتمعية وزرع بينها طرواديين وإسخريوتيين ومنافقين وجماعات ثقافتها ترابية داكشت الكراسي بالسيادة والإستقلال، وقفزت فوق دماء الشهداء، وتسوّق بفجور لهرطقات وخزعبلات تضليلية واستسلامية من مثل الواقعية والعجز والأحجام وإلخ..

وثانياً .. الزحف المشين لغالبية السياسيين وأصحاب شركات الأحزاب لإرضاء واسترضاء المحتل الإيراني المتمثل بحزب الله من خلال متاجرتهم بشعارات مقاومة شريفة لبنانية 100% وتشويهها، واللعب على نوستالجيا (حنين للماضي) مشرّفة بطلها "البشير" وكوكبة كبيرة جداً من الشهداء الأبرار الذين هم براء من كل من يدعي حمل مشعلهم والسير على طرقهم..

وثالثاً .. وهنا المشكلة الأهم والأخطر وهي جر شبابنا من خلال إعلام وإعلاميين مأجورين وطرواديين إلى مواجهات عبثية مع بعضهم البعض لتسميم عقولهم وتسطيح تفكيرهم وقتل كل ما بدواخلهم من حرية رأي وبصر وبصيرة، وإلهائهم بترهات وسخافات كلها تتمحور حول أطماع وأجندات أصحاب شركات الأحزاب..

غالبية هؤلاء الشباب التابعين للأحزاب قد فقدوا البوصلة الوطنية والإيمانية وباتوا من عبدة الأصنام الذين هم أصحاب شركات الأحزاب..

هؤلاء الشباب مغرر بهم وغارقين في اللاوعي الغنمي وفي نوستالجيا الحرب ببطولاتها وتضحياتها ..

مشكلتهم التي باتت مشكلة مجتمعنا المسيحي تحديداً أنهم أمسوا يقدسون بغباء أصحاب شركات الأحزاب الذين باعوا القضية وداكشوها بالكراسي وبأوهام الحصص وبنواب مخصيون سيادياً ينفذون ولا يقررون.

عملياً وللأسف عدنا مع غالبية الأحزاب وتحديداً منها المسيحية التي تدعي أنها سيادية .. عدنا إلى زمن الصنمية والعبودية والجاهلية ..

والشباب في مفهوم أصحاب شركات الأحزاب هم أدوات يتاجرون بهم بما يخدم أجنداتهم السلطوية دون أي اعتبار لا للقضية ولا للهوية ولا للتاريخ ولا للإيمان...

واجبنا اليوم أن نتصدى لهرطقات أصحاب شركات الأحزاب ونعري كل ما يقومون به من تضليل وتشويه لقضينا المقدسة.

يبقى أننا نعيش في زمن مّحل وعهر لا يختلف كثيراً عن زمن سادوم وعامورة...

خيارنا إما أن نتصدى لهذا الزمن بأسلحة الإيمان والجرأة والشهادة للحق..

أو أن نستلم له ونتخلى عن ذواتنا وحريتنا ووطننا ونعود إلى ثقافة الإنسان العتيق.. إنسان الغريزة والخطيئة الأصلية.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 13/10/2018

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

الحديث عن قرب تشكيل الحكومة وإعلان المراسيم، في محله نتيجة أمرين: الأول أن الرئيس الحريري قطع شوطا كبيرا في موضوع الحقائب، وسيواصل الجهد لإسقاط أسماء الوزراء عليها، تمهيدا لتسليم الصيغة الجديدة إلى رئيس الجمهورية. الأمر الثاني ان فرنسا تضغط لبنانيا لتسهيل التأليف الحكومي، إنطلاقا مما قاله الرئيس ماكرون للرئيس عون، بأن الضرورة تحتم ولادة حكومة جديدة تأخذ على عاتقها مواجهة ارتدادات الأوضاع المتسارعة في المنطقة.

وفي جديد التطورات الخارجية، قول الرئيس الأميركي دونالد ترامب إن عقابا شديدا ستناله السعودية، إذا ثبت أنها تقف وراء اغتيال الصحافي جمال خاشقجي.

وفي سياق التمهيد لولادة الحكومة اللبنانية، إتصال هاتفي أجراه الرئيس الحريري برئيس الجمهورية، مهنئا إياه بسلامة العودة من يريفان، ومتشاورا معه في المرحلة التي بلغتها عملية التأليف الوزاري.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

بينما يستمر الدوران في حلقة حكومية مفرغة في بيروت، تنطلق الديبلوماسية البرلمانية اللبنانية بأبهى فاعليتها في جنيف. هذه الديبلوماسية يقودها رئيس مجلس النواب نبيه بري في إطار مشاركته بأعمال مؤتمر الإتحاد البرلماني الدولي الذي يفتتح بعد غد الإثنين.

عشية المؤتمر كان الرئيس بري يسجل اليوم حضورا فاعلا في إجتماعات المجموعتين البرلمانيتين العربية والإسلامية.

ليس ثمة فترة في التاريخ أكثر صعوبة وتعرضا لمقدساتنا الإسلامية والمسيحية من الفترة التي نمر بها، يقول الرئيس بري محذرا، ولا شيء يمكن أن يعطينا الرجاء والأمل في أن نستعيد شيئا ما، أو نوقف ما يسمى بصفقة العصر أو صفعة العصر سوى الوحدة، يضيف رئيس المجلس النيابي اللبناني.

مواقفه هذه في إجتماع برلمانات الدول الإسلامية، لقيت ترحيب المجتمعين الذين أعربوا عن تقديرهم لكلمته.

من جنيف إلى بيروت، لا حراك ظاهرا على خط تأليف الحكومة. حتى أن اللقاء المزمع بين رئيسي الجمهورية والحكومة المكلف، لم يضرب له بعد أي موعد، والإتصال الذي أجراه الرئيس سعد الحريري بالرئيس ميشال عون ظهر اليوم، لم يقارب الملف الحكومي من قريب أو بعيد، واقتصر على تهنئة الرئيس المكلف لرئيس الجمهورية بالعودة سالما من أرمينيا، والإشادة بكلمته في القمة الفرنكوفونية، بحسب المعلومات الرسمية التي وزعت بعد الإتصال.

وقبل الإتصال الرئاسي، انشغلت الدوائر المتابعة بمسودة أسماء يزعم أنها ستدخل جنة الحكومة العتيدة، لكن مصادر متابعة أكدت للـ NBN ألا صحة لهذا الأمر، فيما شددت مصادر "بيت الوسط" على أن الحريري لم يصل في مشاوراته بعد إلى مرحلة طرح الأسماء.

وعلى ضفاف السجالات البرتقالية- "القواتية" ذات المنابع الحكومية، اغتنم رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع طلابا فائزين في الإنتخابات الجامعية، قائلا لمعالي الوزير جبران باسيل إن زمن الإنتصارات أتى، وإذا ما أردنا الكلام عن التمثيل الحقيقي، فهذا هو التمثيل الحقيقي، ومن له أذنان سامعتان فليسمع.

خارج لبنان، ما تزال قضية قتل أو إختفاء الصحافي السعودي جمال خاشقجي في اسطنبول، عنوانا ساخنا على مستوى معظم دول العالم. وفيما أكدت وسائل الإعلام التركية أن المحققين توصلوا لتسجيلات على ساعة ال"آبل" الخاصة بخاشقجي تظهر تعذيبه وقتله، وصفت وزارة الداخلية السعودية الإتهامات الموجهة للرياض بإعطاء الأوامر بقتله بأنها أكاذيب لا أساس لها.

أما الرئيس الأميركي دونالد ترامب، فقد صرح بأنه سيكون هناك عقاب شديد للسعودية إذا تبين أن خاشقجي قتل داخل قنصليِته.ا وكرر في الوقت نفسه أن قطع المبيعات العسكرية الأميركية للمملكة ليس خيارا مطروحا.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"

التصعيد الذي أعقب موجة التفاؤل الأخيرة التي عبر عنها الرئيس المكلف سعد الحريري، كان كافيا لتقديم اشارات واضحة لتأخير تشكيل الحكومة، لكن من المفترض ان يكون هذا الأمر مطروحا للنقاش على جدول اللقاء المرتقب بين رئيسي الجمهورية والحكومة.

عطلة الأسبوع، وفقا لمصادر مطلعة، ستشهد إعادة تقييم للمرحلة، وان الرهان على إحداث خرق في الجدار المسدود لم ينته بعد، خصوصا في ظل التحديات الاقتصادية والمالية والاجتماعية التي تواجه لبنان. ولعل أبلغ دليل الزيارة التي قام بها الموفد الفرنسي إلى بيروت، والتي أكدت على وجوب الاسراع في تشكيل الحكومة للانطلاق في وضع مقررات مؤتمر "سيدر" موضع التنفيذ.

المصادر نفسها أشارت إلى ان أمام البلد تحديات كبيرة وملحة، وهذا الموضوع لم يعد يحتمل المزيد من التأخير والتأجيل في عملية ولادة الحكومة. واليوم نفى مصدر مقرب من الرئيس المكلف صحة ما يتم تداوله من تسريبات وزارية في بعض وسائل الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي. وشدد المصدر على ان الرئيس المكلف لم يصل في مشاوراته حتى الآن، لمرحلة طرح الأسماء وجوجلتها.

إقليميا، شجبت المملكة العربية السعودية على لسان وزير داخليتها الأمير عبد العزيز بن سعود بن نايف بن عبدالعزيز، ما يتم تداوله في بعض وسائل الإعلام من اتهامات زائفة، وتهجم على المملكة على خلفية قضية اختفاء المواطن السعودي جمال خاشقجي. وقال إن ما تم تداوله بوجود أوامر بقتله هي أكاذيب ومزاعم لا أساس لها من الصحة، والمملكة حريصة على تبيان الحقيقة كاملة في موضوع اختفاء المواطن جمال خاشقجي.

إقليميا أيضا، كشفت الولايات المتحدة الأميركية عن اتفاق بين اسرائيل ونظام بشار الأسد، يقضي باعادة فتح معبر القنيطرة في هضبة الجولان المحتل اعتبارا من بعد غد الاثنين.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

عقاب شديد وتهديد ووعيد، أو ابتزاز جديد، هو خطاب دونالد ترامب لحليفه السعودي على خلفية اختفاء جمال الخاشقجي؟.

فبعد ان ضاقت عليه المواقف الدولية وحتى الأمريكية، واقتربت الحقائق من تصديق ما ينشر عن ضرب وتعذيب وتقطيع داخل قنصلية سعودية من المفترض انها خاضعة للأنظمة والأعراف الديبلوماسية وقبلها الانسانية، خرج الرئيس الأميركي ملمحا إلى امكانية تورط حليفه السعودي محمد بن سلمان بما سماها بعض الاعلام بجريمة القرن، ولم تنفعه صفة القرن ولا مئات مليارات الدولارات عند مفترق دولي صعب، فتوعده بالعقاب الشديد ان ثبت تورط المملكة، على ألا تمس تلك العقوبات بالصفقات التي تدر على الولايات المتحدة المليارات، فهناك وسائل أخرى للعقاب، قال ترامب، وستؤمن للأميركيين المزيد من المليارات، تقول التجارب.

بلا شك إنها التجربة الأولى بهذه القساوة التي تخوضها المملكة السلمانية، فكل دماء اليمنيين لم تحرك العالم المستنفر اليوم لجريمة اخفاء الخاشقجي.

ألا وقد تحرك العالم، فإن كل ما يحكى عن صفقات تحاك ستكون للتقليل من الخسائر التي ستصيب ابن سلمان وليس لالغاء تداعيات الفعل، الذي سيفعل كثيرا في العلاقات بين أهل المملكة وفي علاقاتها الخارجية.

لغز القنصلية السعودية في اسطنبول على طريق الحل، فيما لغز الحكومة اللبنانية لا زال عصيا حتى الآن. لكن رئيس الجمهورية يحتفظ بالايجابية نفسها التي منحها للرئيس المكلف تشكيل الحكومة أثناء لقائهما الأخير، تقول مصادر متابعة ل"المنار"، والمهلة التي وضعها الرئيس الحريري لا تزال قائمة الصلاحية، وإن تجاوزت الأيام العشرة. فالعقدة الدرزية حلت، تقول المصادر، فيما تفكيك العقدة المسيحية ينتظر اللمسات الأخيرة. والجميع يسير بدفع الحاجة الاقتصادية والضغوط الاجتماعية، وبوهج "سيدر" الذي يحرق المهل والفرص، إذا ما ادرك الجميع الوقت، قبل فوات الاوان.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

لبنان لم يدفن في 13 تشرين الأول 1990، بل ثبت حقه بالوجود، وزرع مجددا. زرع في أرض طيبة خصبت وارتوت بدماء الشهداء وعرق الأبطال ودموع الأمهات واليتامى، وهو بكل تأكيد قد أوشك أن ينبت موسما متدفقا.

الكلام للعماد ميشال عون من منفاه الباريسي في ذكرى 13 تشرين منذ أعوام.

مر الزمن، إستشرس الناشطون نضالا، تحرر لبنان من الوصاية، فانطلقت مسيرة التغيير والاصلاح، كي تعود للمؤسسات هيبتها وللعيش المشترك حلته، وللميثاقية مكانها.

ولأن القطار عاد إلى سكته الميثاقية والوطنية الصحيحة قبل عامين تقريبا، عادت نغمة الاغتيال، السياسي هذه المرة. يوما عبر ماكينات الكذب، ويوما عبر آليات التعطيل، وحينا عبر تجمع الأضداد، ودوما عبر السعي إلى تطويق "العصي على التطويق" الذي تمكنوا يوما من سحقه، لكنهم لم يأخذوا توقيعه.

لكن، قبل ان نبدأ النشرة، نتوقف مع تعليق نشر في صحيفة "النهار"، وتناول إحدى مقدمات أخبار الـ otv هذا الأسبوع. فبغض النظر عن المضمون الذي قد يختلف معه كثيرون أو يتفقوا، تماما كأي رأي أو موقف يرد في أي وسيلة اعلامية، نستغرب محاولة الايحاء بأن الزميل جان عزيز هو من يقف وراء المقدمة، علما ان الزميل عزيز الذي لا نتنكر لفضله في تأسيس مديرية الأخبار والبرامج السياسية في محطتنا ورعايتها لحوالى عشر سنوات، لم تعد له علاقة لا من قريب ولا من بعيد بأخبار المحطة منذ آذار 2018، كما أورد هو نفسه اليوم في تغريدة. فاقتضى التوضيح، مع تجديد التمني باستقاء الأخبار من مصادرها الصحيحة في المستقبل.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

لا تزال مجريات لقاء الرئيسين عون وماكرون تتسرب بالقطارة، لكن القليل مما علمناه يؤكد فعلا ان الرئيس الفرنسي، الذي لم يتكلم مباشرة في الشأن في الحكومي اللبناني، تحدث بقوة واسهاب عن كل ما ينقذ لبنان من الأزمات الاقتصادية والمالية والحياتية، موحيا بقوة ان هذا الانقاذ لا يتحقق من دون حكومة لبنانية قوية ومتناغمة وصاحبة مشروع.

وطلب ماكرون من الوفد اللبناني القيام بعمل خلاصي يخرج الحكومة من الهوة التي هي فيها، انقاذا للبنان ولكن أيضا انقاذا لسمعة فرنسا وسمعة رئيسها عراب "سيدر". ولمزيد من الاقناع، نبه الرئيس الفرنسي محاوريه إلى ان الوقت لا يصب في مصلحة لبنان، وبأن حجته تجاه الدول المانحة تضعف يوما بعد يوم، وبالتالي سيأتي يوم قريب تسحب فيه هذه الدول منحها، فيسقط "سيدر" وتسقط الثقة بلبنان، وهذا ما لا يريده الأجانب لكم فهل ترضونه لأنفسكم؟.

داخليا، ما خلا بعض المتفائلين الذين يتنبأون بتأليف قريب للحكومة في الأسبوعين المقبلين، فإن الأرض المشتعلة بالتغريدات والحملات العنيفة على وسائل التواصل الاجتماعي، بين ميرنا الشالوحي ومعراب، لا تشي بحل قريب. وقد توجها رئيس "التيار" جبران باسيل بهجوم عنيف على "القوات" مساء. من هنا كيف الوصول إلى حكومة والتراشق على أشده، فيما مواقف المعنيين بالعقد تؤكد ان مخاض التأليف لا يزال في ليلته الأولى، والخطر يحدق بالوالدة الحاضنة أي الرئيس المكلف نفسه؟.

والتوترات كانت قد بدأت الخميس خلال حلقة "صار الوقت" على الmtv، وتواصلت على خلفية نتائج الانتخابات الطالبية، ولن تنتهي اليوم في ذكرى ال13 من تشرين. وفي خلفية الصورة تكريس المصالحة بين معراب وبنشعي.

وسط هذه الأجواء حلق رئيس الحريري فوق الجبهات، فأجرى اتصالا بالرئيس عون لا لتحديد موعد لزيارة تأليفية الطابع إلى بعبدا، بل وبحسب البيان المقتضب خصصه الحريري لتهنئة الرئيس عون على كلمته القيمة في القمة الفرنكوفونية.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

تعداد الأيام العشرة التي حددها الرئيس المكلف سعد الحريري لتأليف الحكومة ينتهي غدا، ولا شيء في الأفق يدل على قرب التشكيل.

فبعد إعلان الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله، ان لا جديد لديه في هذا الخصوص، استبدل اليوم الرئيس المكلف سعد الحريري زيارته المرتقبة إلى قصر بعبدا، باتصال برئيس الجمهورية العماد ميشال عون، أبلغه في خلاله نيته لقاءه الأسبوع المقبل.

تزامنا، علمت الـLBCI أن رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، طالب نواب كتلة "الجمهورية القوية"، بضرورة مواصلة العمل، على ما أسماه الخطة الاقتصادية الطارئة التي يعدها الحزب، تحسبا لامكان فشل مفاوضات التشكيل، على أن تعرض هذه الخطة في جلسة استثنائية لحكومة تصريف الأعمال، يتوافق عليها الفرقاء السياسيون، كما حصل في موضوع الجلسة التشريعية.

فكرة انعقاد الجلسة هذه شبه مستحيلة حسب معطيات المعنيين، إذ إنه وفقا للمادة 62 من الدستور، لا تمارس الحكومة صلاحياتها قبل نيلها الثقة، لا بعد استقالتها أو اعتبارها مستقيلة، إلا بالمعنى الضيق لتصريف الأعمال، ما يجعل طرح فكرة انعقاد الجلسة مجرد فرضية، لو حصلت، تكون السياسة تغلبت فيها مجددا على الدستور.

وبينما موجة التفاؤل بقرب تأليف الحكومة انتهت، في انتظار أخرى، كل ما يهم اللبنانيين، على الأقل مرحليا، محاربة الفساد. حرب لا تبدو سهلة، وآخر عراقيلها، محاولة لفلفة قضية عضو المجلس الأعلى للجمارك غ. ق. وعلاقتها المالية المشبوهة بمخلص جمركي ملفه منتفخ بالمخالفات.

فقد علمت الـLBCI، أن ضغوطا سياسية تمارس لنقل الملف من جهة إلى أخرى، خوفا من كشف فضيحة كبرى، أبطالها مخلصون جمركيون وموظفون رسميون، ومن وراء هؤلاء من الرؤوس الكبيرة، التي استفادت على مدى سنين من التهرب الجمركي والصفقات المشبوهة.

محاولة اللفلفة هذه، تضعها الـLBCI في عهدة الرأي العام، مدعومة بموقف رئيس الجمهورية الذي قال يوما: "سنعمل على ضبط كل أنواع التهريب، ونبذل جهودا لزيادة فاعلية الجمارك".

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

طوق من المعلومات أصبح يحاصر القنصلية السعودية في اسطنبول، ويرتفع فوق سورها ذي السيف القاطع، لكن حقيقة جمال خاشقجي لن يقطعها سوى إعلان تركي رسمي يذهب في اتجاه تأكيد ما ينشر من معلومات عن التصفية داخل الحرم القنصلي أو نفيها، أما الخيار الثالث فهو الأخطر الذي بدأ يحمل طلائع التسويات، وإذا كانت المملكة قد فعلتها فإن رجب طيب أردوغان ملك الصفقات السياسية وسيد مقاولي العروش، محصن بصحيفة سوابق.

ومن علامات تذويب قضية خاشقجي، الإفراج المفاجئ عن القس الأميركي أندرو برانسون، مع ترجيح إطلاق السلطات الأميركية سراح هاكان أتيلا النائب السابق لمدير مصرف "خلق بنك" التركي. والأهم من تبادل الرهائن، هو الحرب التركية بالإعلام فقط، وإرسال الإشارات إلى واشنطن والرياض بأن لدينا معلومات خطرة ففاوضونا.

ومن أخطر ما نشر اليوم كان عبر صحيفة "صباح" التركية، عن تسجيل الجريمة داخل القنصلية عبر ساعة "آبل" التي كان خاشقجي مزودا بها، ولم تفرج أنقرة رسميا حتى الساعة عن مجريات الساعة، وأبقت على المعلومات سرية، وإن تسللت إلى الصحف. لكن هذه السرية ليست بخفاء على الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي قال لشبكة "سي بي إس" في لقاء تلفزيوني، إن السعودية "قد تكون وراء اختفاء خاشقجي".

ومن ترامب إلى أردوغان، دخلت قضية خاشقجي مزاد التسويات العلني، والتي قد تنتشل رئيس تركيا من تحت ركام الليرة. وحل التسوية يشمل العلاقات السعودية- الأميركية، لاسيما منها في باب صفقات السلاح التي قال ترامب إنها ستبقى على إجراءاتها.

ملامح الإخراج الأميركي- السعودي- التركي ظهرت في بيان الداخلية السعودية، حيث ركز البيان على نفي صدور الأوامر لقتل الخاشقجي، وقال وزير الداخلية الأمير عبد العزيز بن سعود بن نايف إن المعلومات التي يجري تداولها في وسائل إعلام عن أوامر صدرت هي "أكاذيب ومزاعم لا أساس لها من الصحة تجاه حكومة المملكة المتمسكة بثوابتها وتقاليدها، والمراعية للأنظمة والأعراف والمواثيق الدولية".

وفيما أكدت المملكة التعاون مع أنقرة من لجنة تحقيق مشتركة، بدا أن تركيا لم تلمس هذا التعاون، إذ دعا وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو السلطات السعودية إلى السماح لمسؤولين أتراك بدخول قنصليتها في اسطنبول.

وإلى القنصلية السياسية اللبنانية المفتوحة على خطف الحكومة بهواء خارجي، وعكس هذا التيار سار اليوم وزير الخارجية جبران باسيل في ذكرى 13 تشرين معلنا: اننا مصرون على حكومة الوحدة الوطنية من الآن وحتى ينشق النفس، شرط ألا ينشق البلد، ومن يعيق تأليفها هو من يحاول إقحام الخارج في عملية التأليف. وسأل باسيل ما الفرق بين اليوم والأمس عندما كان يستعين السياديون الجدد بالوصاية، واليوم يستعين السياديون القدامى برعاية جديدة، من أجلها ومن أجل مالها تسقط قوانين الانتخابات ومنها "الأرثوذكسي"، وتسقط الحكومات وتسقط الاتفاقيات وتداس الصلاحيات؟.

واقترب رئيس "التيار القوي" أكثر فأكثر من توجيه الكلام غير المباشر إلى رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، الذي كان حذر من وضع اقتصادي خطر، إذ قال باسيل: يهددوننا بالخراب الاقتصادي ويشيعون لانهيار الليرة إن لم يعطوا زيادة على ما يستحقون، بربكم أليس هذا استيلاء ميليشياويا على جزء من الحكومة؟، وما الفرق بين اليوم والأمس عنما استولوا على ما استولوا عليه في الدولة أيام الحرب وما بعدها؟.

واشتدت لهجة باسيل عندما قال إنهم يحاولون قتل العهد بالكذبة "وبدنا نخلصه ولو بدنا نستشهد سياسيا"، البعض كان مجرم حرب بمليشياته واليوم هو مجرم سلم بفساده. والعبارة الأخيرة لا يمكن أن تنحصر بسمير جعجع، بل إنها تصلح لكل زعيم حرب اختبر تجربة السلم ولا يزال على قيد الحياة السياسية.

 

أسرار الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم السبت 13 تشرين الأول 2018

النهار

ينشط المستشار الجديد لرئيس حزب "القوّات" في التواصل مع المطارنة غير الموارنة في خطوة تعد سابقة بعد تلازم عمل "القوّات" بالكنيسة المارونيّة. سأل مرجع سابق عن دور المؤسّسات إذا كانت سلفة خزينة بقيمة 625 مليار ليرة تمر بمرسوم خاص بين الرئيسين ووزيرين في غياب الحكومة.

يخشى وزير سابق من أن يكون التصويب على الرئيس نبيه برّي من بوابة السفارة السورية، هادفاً إلى التخلّي عن دعمه للرئيس الحريري ورئيس التقدّمي في مطالبهما الحكوميّة.

الجمهورية

أبلغ مرجع مسؤول المعنيّين بأنه مستعد للعودة فوراً من زيارة خارجية في حال استجد شيء على صعيد تأليف الحكومة.

أخلى موقع إلكتروني ناشط مكاتبه لينتقل إلى مكاتب حزبية ضمن خطة عصر النفقات.

لاحظت أوساط سياسية أن صفقة ما تحصل بين أحد القطاعات ومسؤول رسمي على خلفية تنظيم القطاع وعدم إستغلال المواطنين.

اللواء

استمع الموفد الفرنسي، خلافاً، للمعلومات التي سبقت مجيئه إلى الصعوبات التي أخرت تأليف الحكومة.. توقف وزير يطمح للبقاء في الحكومة العتيدة، عند تبدُّل التحالفات السياسية، التي قد تطيح به وبتياره؟ تكاد العلاقة شبه مقطوعة بين مسؤول كبير ووزير سيادي، على خلفية اشتباك سياسي- كلامي يتعلق بظروف التسوية وشخصياتها.

المستقبل

إن بعض اللوائح التي وزعت أمس عبر منصّات ومواقع التواصل الاجتماعي على أساس إنها لوائح شبه نهائية لتشكيلة الحكومة العتيدة تبيّن أن وراءها أحد المستوزرين.

 

الفرد رياشي: نطالب السلطات السورية بالاعتذار من الجيش اللبناني

الكلمة أولاين/13 تشرين الأول/18

اعلن الامين العام للمؤتمر الدائم للفدرالية الدكتور الفرد رياشي انه وفي ذكرى معركة 13 تشرين الاول 1990 نطالب السلطات السورية بالاعتذار من الجيش اللبناني ومن عائلات المفقودين اللبنانيين حتى ولو ان النظام الحالي لا يحظى باعتراف دولي واسع عن الانتهاكات وجرائم الحرب التي حصلت انذاك وبتوضيح مصير العسكريين والمواطنين من الذين فقدوا ابان هذه الاحداث كما نحث الدولة اللبنانية والحكومة المزمع تاليفها لتاليف لجنة تقوم بتقّصي ومتابعة هذه القضية الكبرى.

 

١٣ تشرين الاول ١٩٩٠...مأثرة تاريخ

انطون خوري حرب/فايسبوك/13 تشرين الأول/18

"ان قضية الجنود المفقودين والمعتقلين في السجون السورية، تتحمل مسؤوليتها القيادات العسكرية المتتالية والحكومات المتعاقبة.

فهم لم يكلفوا أنفسهم عناء استيضاح وتوضيح مصير هؤلاء العسكريين. هذا التحدي مرمي أمام قيادة الجيش ووزارة الدفاع والحكومة بكافة أعضائها، لتحديد ما حصل في ١٣ تشرين وخاصة في دير القلعة. فلا يجوز ألا يعلم الجيش اللبناني الذي كان على تلك التلة شيئا عن الموضوع.

على الجميع ان يعلنوا أمام الرأي العام ماذا حصل للجنود اللبنانيين."

صحيفة "البلد"

ايار عام ٢٠٠٥ (الرابية)

العماد ميشال عون رئيس التيار الوطني الحر.

كلام قيل طوال ١٥ سنة.(١٩٩٠-٢٠٠٥)

كلام توقف بعد المشاركة في الحكم.(٢٠٠٨)

كلام لم يقال بعد العلاقة الجيدة مع النظام السوري.

كلام لم يقال لوزير دفاع الرئيس ولقائدين للجيش اختارهما.

كلام طوته قيادة تيار منبثق من ١٣ تشرين.

رحمة الله على شباب صمدوا حتى الموت امام المستحيل

لعنة القدر على هذا الزمن الرديئ

 

من حصاد اليوم

خليل حلو/فايسبوك/13 تشرين الأول/18

1) اعتذار فندقين مرموقين عن استقبال لقاء سيدة الجبل ليس صدفة على الإطلاق وادلاء السيد وفيق صفا بأنه هو الذي منع اللقاء في فندق البريستول هو رسالة واضحة ان لبنان اصبح تحت جزمة ايران، وطبعاً وزير العدل في حكومة تصريف الأعمال لن يتحرك لأن ميزان العدل يميل لصالح الوصاية غير المعلنة، كما لم يتحرك معاليه لاستجواب من شتموا واهانوا فخامة رئيس الجمهورية في الشارع منذ ستة أشهر (ثم عاد حزب الرئيس وتحالف معهم في الإنتخابات). النيابة العامة عندنا ووزير العدل عندنا لهما حرية التحرك ما عدا في اتجاه الحكام الفعليين مهما انتهكوا القوانين.

2) جريدة النهار التي صدرت بصفحاتها البيضاء هي شرف للبنان وللحريات في لبنان علّ تاريخ صدور هذا العدد الأبيض من النهار يكون نقطة الإنطلاق لاستعادة الإستقلال المفقود. ولا يسعنا في هذه المناسبة إلا التوجه بالتقدير لآل التويني الكرام الذين شكلوا معالم في الطريق لبنان الوطن والكيان ولا سيما غسان وجبران تويني.

3) في تأليف الحكومة: عدا عن أن ما يحصل هو مسخرة ومهزلة ومسرحية رخيصة هناك أمر واضح: ميزان القوى الذي يتحكم بهذا التأليف هو لصالح إيران وما ستقرره ايران هو الذي يحدد شكل الحكومة وليس جبران باسيل وسعد الحريري وسمير جعجع ووليد جنبلاط مع حفظ الألقاب ... كل ما يقال ويسمع من تصاريح وزيارات ومهل وغيره هو لتبرير الفشل الذي يشمل الجميع وبالنهاية قرار طهران هو الذي "يمشي" ... الا اذا قرر البعض ممن هم ليس ميؤوساً منهم 100% الإستفاقة من سباتهم.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

تشرين الأسود ! العميد الركن المتقاعد جورج نادر في مقابلة مع الكاتبة مريم يوسف فاهمي.

خاص اينوما | المصدر :اينوما - الكاتب :مريم يوسف فاهمي 2018-10-13

ابطال تشرين أن حكوا - التزامًا مع رفاق السّلاح الشهداء، الجرحى وغير المصابين, من زاوية أخلاقية وانسانية يكتب العميد الركن المتقاعد جورج نادر رافعاً صوت جراحه عاليًا بحنجرةٍ أصابها الخذلان ربما وبصوت الشهيد الحيّ الذي لم ييأس النضال والدفاع عن كرامات الشهداء الابطال. عن تاريخ مسطّر بالنضال والشهادة ما زال العميد نادر ينبض مع كل لفظة حرف وطنيةً شريفة وانتماء صادقًا باكيًا بحرقة قلبٍ وطنًا قد صفّق حكامُه لِعلَمٍ سوريٍّ أسَديٍّ رُفع بكامل تواطىء على ثكن الجيش اللبناني!

ويعتبر العميد نادر انه في هذا اليوم الأسود قد أدير لهم الظهر فيقول:" رمينا لقمة بين أنياب جيش ما تعوّد النصر يوماً الاّ على جثث شهدائنا، بل حشد قواته وجبروته وحقده التاريخي على أرض لم يعترف يوماً باستقلالها، وهاجم جيشاً لم يتجاوز عدد مقاتليه الف جندي !

ويصف اجتياح جيش الاحتلال بالهمجية والحقد متذكرًا الأسرى المقتولين والجرحى ودمار الثكن وسرق محتوياتها ورفع علم الاحتلال على وزارة الدفاع والقصر الجمهوري، معتبراً انّ العدو الاسرائيلي قد "استحى" بفعل ذلك أثناء اجتياحه عام  1982 "!

ويرى نادر انّه بين تشرين الاول 1990 واليوم  لم يتغيّر شيء! فبرأيه الحاكم اليوم هو عبارة عن أدوات سورية عوضاً عن حاكم سوري مباشر مضيفًا: "ما زلنا تحت الوصاية السورية وما زال السوريّ هو الكلمة الفصل في كل أمر يتعلّق بنا"

وبغصة مجروحة يدين التواطؤ المحليّ مؤكدًا انّ ما يحصل اليوم على الأراضي السورية لا علاقة له به ولكن ما حصل على الأراضي اللبنانية في هذا التاريخ الاسود هو مسؤولية الجميع والكلّ بنظره مدان !

ويأسف بدوره على كلّ قطرة دماء تنزفها سوريا مؤكدًا انه لا يضمر الحقد والكراهية لأحد لكنه يرفض الصمت معتبراً انً الصمت امام غموض القضية واخفائها هو خيانة عظمى بحقّ كرامة كلّ شهيد و بطل من رفاقه, لذلك لن يقبل ان يمرّ هذا التاريخ مرور الكرام وكأنّ شيئاً لم يكن, ولن يتوقف عن رفع الصوت حتى يعتذر النّظام السوري اعتذارًا رسميًا للكرامة اللبنانية كما فعل الرئيس الاميريكي السّابق بيل كلينتون يوم رفضت اليابان استقباله الاّ بعد تقديم اعتذار رسميّ عن القنبلة الذريٍة التي ألقاها الأمريكيون على ناكازاكي عام 1945 !

ويطالب نادر بحنجرة يمزقها الحزن بمعرفة مصير رفاقه في السجون السورية, قائلاَ " اذا كانوا قد استشهدوا، فليأتو لنا برفاتهم لا أكثر !

يختم نادر رافعًا سيف الحقّ في وجه المسؤولين اللبنانيين قائلًا:" فليتجرأ مسؤول واحد فقط و يطالب الحكومة السورية بجثث شهدائنا !

هذا هو جورج نادر ضمير ينبض بالشهادة والوطنية

هذا هو الشهيد الحيّ، يموت الف مرة في اليوم كي يحميَ الأرض والكرامة الانسانية

هكذا هو الوطن المسلوب مصلوباَ على عاتقه !

وعن نفسي أقول نحن أيضًا نريد أن نعرف الحقيقة والعالم أجمع عليه أن يعرف الحقيقة، ولكن دماء شهدائنا لا تباع باعتذار سوريّ لبنانيّ ملطّخ بالعار !

 

وزراء ونواب ينتمون لـ «حزب الله» في مرمى العقوبات الأميركية

سهى جفّال/جنوبية/ 13 أكتوبر، 2018/عقوبات أميركية مرتقبة على "حزب الله" ستمشل نواب ووزاراء يدورون في فلكه.. فهل تنجح واشنطن بعزل "حزب الله" داخليا؟

“حزب الله” من جديد تحت مجهر العقوبات الأميركية مع تصويت مجلس الشيوخ الأميركي أمس بالإجماع لصالح مشروعا لتعزير العقوبات عليه من خلال استهداف كل من يموله ويزوده بالأسلحة، إضافة إلى مشروعي قانونين ضد حركة حماس والجماعات الإرهابية الأخرى التي تستخدم المدنيين دروعا بشرية. ويشكل القانون نسخة معززة من عقوبات مفروضة على “حزب الله” لكنها أقسى بكثير. ويرجح أنها ستفرض كلها قبل الخامس من شهر تشرين الثاني المقبل.

وتهدف العقوبات الجديدة إلى الحد من قدرة “حزب الله” على جمع الأموال وتجنيد عناصر، والضغط على البنوك التي تتعامل معه والبلدان الداعمة له، وعلى رأسها إيران، وينتظر مشروع القانون توقيع الرئيس الأميركي دونالد ترامب عليه قبل أن يصبح نافذا.

كما يحظرمشروع القانون، دخول أي شخص للولايات المتحدة يقدم دعما ماديا لحزب الله بأي طريقة كانت، ويعطي مشروع القانون للرئيس صلاحية رفع حظر إعطاء تأشيرات الدخول شرط إبلاغ الكونغرس بقراره في فترة لا تتجاوز الستة أشهر، وأن يبرر بأدلة أن قراره يصب في مصلحة الأمن القومي. وأهم ما في هذا القانون انه يلزم الإدارة الأميركية تقديم تقرير علني يفصل أصول العناصر القيادية في حزب الله وشركائهم، بمن فيهم أي أفراد من الحكومة اللبنانية أو حتى نواب داعمين للحزب.

ولا تتعلق العقوبات بداعمي حزب الله بشكل مباشر فقط، وإنما تطال الداعمين أيضا لـكل من: بيت المال وجهاد البناء ومجموعة دعم المقاومة وقسم العلاقات الخارجية للحزب وقسم الأمن الخارجي للحزب وتلفزيون المنار وإذاعة النور والمجموعة الإعلامية اللبنانية.

الخبير في العلاقات الدولية البروفسور وليد عربيد في حديث لـ “جنوبية” رأى أنها “ليست المرة الأولى التي تقوم بها الولايات المتحدة بالضغط على “حزب الله“، حتى انها قد وضعت سابقا حظرا على بعض الأسماء تمنعهم من الدخول إلى أراضيها وأيضا حظرت أموال لهم”، وأشار إلى “الكلام الذي وجهه الرئيس الأميركي ترامب إلى المملكة السعودية يظهر أن ترامب يعتبر نفسه ان الحليف الأساسي له أي السعودية هي أيضا تحت مجهر العقوبات والتهديدات الأميركية”.

ولفت عربيد إلى أن “أميركا ادرجت “حزب الله” في لائحة المنظمات الإرهابية، والضغط الأكبر على الحزب ليس لكونه منظمة إرهابية هو وحماس لكن أيضا على الممولين كما شهدنا من قبض على رجال أعمال لبنانيين متواجدين في أميركا اللاتينية، وأيضا يتجه الضغط نحو النواب والوزارء في لبنان الملتفين سياسيا حول “حزب الله””. وتابع “يأتي هذا الضغط ضمن إيجاد دور للولايات المتحدة في إعادة إعمار سوريا، ودعم السعودية في الضعط على إيران من خلال الحرب النفسية التي تقوم بها واشنطن تجاه طهران، وثمة لائحة كانت قد وضعت في المصارف اللبنانية بأسماء شخصيات رجال أعمال من طائفة معينة تحت رقابة لأنها تقدم الدعم لـ “حزب الله””، مضيفا “هذا كله اليوم عملية ضغط على حزب الله من أجل الضغط على إيران في العملية الدبلوماسية حيث تم توصيف الدبلوماسي الإيراني في بروكسل بالتجسس لصالح إيران”. وفي الختام، شدّد عربيد على انه “من الممكن أن يذهب ترامب أكثر وأكثر للضغط على “حزب الله” حتى يبقى الأخير معزولا داخليا، والعمل أيضا على التنصل من البيئة الحاضنة لـ “حزب الله”.

 

ماذا إن نجحت فرنسا في تأليف حكومة لبنان؟

"اللواء" - 13 تشرين الأول 2018/شخصتْ أنظار بيروت أمس، على اللقاء الذي عُقد في يريفان بين الرئيس العماد ميشال عون والرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، وسط تَرقُّبٍ لِما إذا كان سيعطي ملف تشكيل الحكومة الجديدة دفْعاً انطلاقاً من «الأسباب الموجبة» الدولية لتحصين لبنان بإزاء المحطات الساخنة التي تتجه اليها المنطقة ومنْعه من الوقوع في «المحظور» الاقتصادي - المالي. وتركّز الاهتمام فور انتهاء اللقاء الثنائي الذي استمرّ نحو 20 دقيقة أعقبها انضمام وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل اليه على معرفة المفاعيل التي ستتركها «ديبلوماسية الحضّ» الفرنسية التي ارتكزتْ على «الحكومة سريعاً» كمَدْخلٍ مزدوج، أولاً لانطلاق «قطار» تسييل نتائج مؤتمر «سيدر 1» للنهوض بالوضع الاقتصادي - المالي في لبنان وتفادي إهدار فرصة الاستفادة من مساعداته وقروضه الميسرة (نحو 11.5 مليار دولار) التي قد تذهب بحال المزيد من التأخر في ولادة الحكومة في اتجاهات أخرى، وثانياً لتشكيل «مانعة صواعق» في لحظة اشتداد العواصف الاقليمية. وفي المعلومات الرسمية من القصر الرئاسي أن اللقاء مع ماكرون الذي جرى على هامش القمة الفرنكوفونية تخلله «جولة أفق تناولت الأوضاع في لبنان ودول المنطقة، وتطرق البحث خصوصاً الى موضوع التهديدات الاسرائيلية حيث كان الرأي متفقاً على ضرورة العمل لإبقاء الوضع مستقراً في الجنوب، كما شمل البحث موضوع النازحين السوريين وضرورة عودتهم الى الاماكن الآمنة والمستقرة في بلادهم، وان تقدم الامم المتحدة مساعدات لهم في مناطقهم داخل سورية». وحسب المعلومات نفسها، فقد أكد عون في الشأن الحكومي «ان الاتصالات جارية لتشكيل الحكومة التي اعتبر ماكرون انه لا بد من تشكيلها بعد الانتخابات النيابية».

 

لبنان دخل في الـ48 ساعة المحدّدة... فهل تُحسَم وزارياً؟

"اللواء" - 13 تشرين الأول 2018/كشف مصدر مطلع، لـ«اللواء»، أن اتصالاً سيجري بعد عودة رئيس الجمهورية ميشال عون، بينه وبين رئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري، للإتفاق على عقد اجتماع يخصص للتشكيلة الحكومية، التي جرى تداول أكثر من نسخة منها، والتي باتت مراسيمها اكثر من ضرورية، وذلك على مسافة أقل من 48 ساعة من الموعد المتناقص الذي ضربه الرئيس المكلف وحصره بـ10 أيام على أبعد تقدير.

 

سجعان قزي: أنا معارض للعهد لكن يجب أن تُحفظ حصة وزاريّة للرئيس

جريدة الجمهورية/السبت 13 تشرين الأول 2018/اشار الوزير السابق سجعان قزي إلى انه "لا يمكن ان نقول اليوم ان ما يحصل في لبنان يتحمل مسؤوليته رئيس الجمهورية فهو لا يتمتّع بالصلاحيات التي كانت موجودة قبل اتفاق الطائف"، معتبرا ان "اول اخفاق للعهد هو انه كان من المفترض باركان العهد أن يأتوا الى الدولة بأهم الشخصيات اللبنانية بالسياسة والعلم والاقتصاد". وفي حديث تلفزيوني، أوضح قزي أنه "منذ تكليف الرئيس سعد الحريري بتشكيل الحكومة والى الآن كل ما قيل عن تقدّم وعن تذليل للعقد في تشكيل الحكومة هو لملء وقت الفراغ وهناك مشكلة خارجية فالوضع اللبناني مرتبط بالوضع السوري والايراني"، مضيفا أنّ " قانون الانتخاب الجديد أدّى الى أكثريات وأقليات تصعّب تشكيل حكومة طبيعية". وأشار إلى أنه "معارض للعهد لكن يجب أن تُحفظ حصة وزاريّة معيّنة لرئيس الجمهورية".

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

أجواء التفاؤل بقرب تشكيل الحكومة تنقلب إلى «ترقب حذر»

ستريدا جعجع وصفت كلام باسيل عن المصالحة مع «المردة» بـ«المليء بالحقد»

بيروت: كارولين عاكوم/الشرق الأوسط/13 تشرين الأول/18

بعد أيام على أجواء التفاؤل التي حاول المعنيّون بتشكيل الحكومة بثّها أتى كلام وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل ليضع علامة استفهام حول خلفية هذا التفاؤل ومدى إمكانية تشكيل الحكومة في وقت قريب، خاصة أن مواقفه أكّدت أن العقد لا تزال على حالها وتحديدا ما تعرف بـ«العقدتين الدرزية والمسيحية» بل أضيفت إليها عقدة جديدة تمثّلت بمطالبة باسيل بوزارة الأشغال التي يفترض أن هناك اتفاقا على أن تكون من حصة «تيار المردة».

وفيما رأت مصادر حزب «القوات اللبنانية» «أن كلام باسيل الذي جدّد فيه مطالبه الوزارية أعاد الأمور إلى ما قبل نقطة الصفر» رفضت مصادر رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري هذا الوصف مؤكدة لـ«الشرق الأوسط» «أنه لا عودة إلى الوراء لكن يمكن القول بأن هناك ترقّبا حذرا، وفي النهاية هناك رئيس للجمهورية هو الذي له الكلمة الفصل وكلّ كلام آخر هو مجرّد رأي». والانطباع نفسه لم يختلف بالنسبة إلى «حركة أمل»، حيث وصف مصدر نيابي في كتلة «التنمية والتحرير» الوضع بعد كلام باسيل بـ«غير الإيجابي» قائلا لـ«الشرق الأوسط»: «كأنّ باسيل يقصد في كل مرة نسف كل تقدّم يتحقّق في مسار المفاوضات عبر وضع عراقيل جديدة لتعقيد الأمور». سائلا «هل حصول باسيل على وزارة الأشغال ينهي الأزمة في البلد؟ ما نراه هو حرتقات لأهداف حزبية وطائفية ستنعكس سلبا على الجميع». وأمل أن يحمل الحريري كما كان متوقعا في اليومين المقبلين تشكيلة حكومية إلى رئيس الجمهورية تخرج البلاد من المأزق التي تعيش فيه. كما سجّل ردّا لافتا من قبل النائب في «القوات» ستريدا جعجع على وزير الخارجية واصفة كلامه بـ«المليء بالحقد والشرّ» عندما تحدث عن المصالحة بين «تيار المردة» و«القوات»، معتبرة في الوقت عينه أنه يضع معايير تناسبه بهدف تقليص حجم تمثيل «القوات» في الحكومة. وأوضحت في بيان لها نقاطا عدة، مؤكدة أن «اتفاق معراب» وخلافاً لما تحدث عنه باسيل، ينص على «أن تتولى «القوات» و«التيار الوطني الحر» مناصفة المقاعد الوزارية المخصصة للطائفة المسيحية، بما فيها السيادية منها والخدماتية، والموزعة على المذاهب المسيحية المختلفة، وفي كل حكومات العهد، وذلك بعد احتساب الحصة المسيحية التي جرت العادة أن تكون لرئيس الجمهورية».

ووصفت ستريدا جعجع كلام باسيل بأنه يرغب في أن تتولى «القوات» حقيبة سيادية لكن الاعتراض جاء من مختلف القوى السياسية بـ«التضليل» مشيرة إلى أنه في «استعراض مواقف كل الأطراف منذ بدء تشكيل الحكومة تأكيد أنه لا يوجد أي موقف معارض لتسلم القوات حقيبة سيادية باستثناء الوزير باسيل». وأضافت «إذا سلمنا جدلا بمقياس وزير لكل 5 نواب يكون بادئ ذي بدء لرئيس الجمهورية كما هو متفق عليه في اتفاق معراب 3 وزراء في حكومة ثلاثينية ويكون لباسيل 4 وزراء لأن نواب «تيار الوطني الحر» هم عشرون نائبا وسائر النواب هم لرئيس الجمهورية وحصة الرئيس قد احتسبت أساسا بثلاثة وزراء».

وفي الإطار نفسه، قالت مصادر «القوات» لـ«الشرق الأوسط»: يبدو واضحا أن باسيل مصمم على عرقلة تشكيل الحكومة. الأسبوع الماضي نسف إيجابية الحريري بعد لقائه عون والآن عاد ليقوم بالخطوة نفسها محاولا نسف كل ما عمل ويعمل عليه الرئيس المكلف خلال هذا الأسبوع محاولا تدوير الزوايا والقفز فوق العراقيل. وأضافت «كلامه أثبت أنه لا يريد حكومة عبر تمسكه بالعقد نفسها، إن حيال حصة القوات أو فيما يتعلّق بالحصة الدرزية رغم أن رئيس حزب الديمقراطي اللبناني، النائب طلال أرسلان نفسه قدّم تنازلا، بل حتى وأضاف إليها عقدة جديدة عبر مطالبته بوزارة الأشغال التي كان شبه متفق عليها بأنها من حصة «تيار المردة»، كما أنه يدخل نفسه في صلاحيات رئيس الحكومة المكلف من باب فرض المعايير والشروط». ونقلت «وكالة الأنباء المركزية» عن مصادر مقرّبة من رئيس تيار «المردة»، الوزير السابق سليمان فرنجية، ردا على مطالبة باسيل بالأشغال إلى جانب الطاقة، قولها «متمسكون بـ«الأشغال» ونرفض أن نخضع لابتزاز أحد». وأضافت «بتنا في مرحلة متقدمة من التفاوض والوزير باسيل يضع أوراقه كافة على الطاولة، في محاولة لرفع سقف مكاسبه التي لن تكون على حسابنا».

وأوضحت «حلفاؤنا وعدونا بـ«الأشغال»، ونحن متمسكون بها حتى إشعار آخر، وأي عرض بديل يجب أن يكون محصورا بـ«الطاقة» أو «الاتصالات» ولن نقبل بأقل من ذلك»، مضيفة «مطالبنا في عهدة الرئيس الحريري الذي نتواصل معه بشكل دائم، والمفاوضات وصلت إلى مرحلة متقدمة وعند حصول أي عرض جديد ينسجم مع طروحاتنا، سنختار الأنسب بدعم من حلفائنا»، مؤكدة في الوقت نفسه «أن «المردة» لن يكون خارج الحكومة بأي شكل من الأشكال».

 

واشنطن تتعهد بنهج أكثر صرامة تجاه بكين

واشنطن: «الشرق الأوسط/13 تشرين الأول/18»/تعهد مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون بتشديد نهج إدارة ترمب الصارم تجاه الصين، قائلا إن «سلوك بكين يحتاج إلى تعديل في مجال التجارة وفي المجالات الدولية والعسكرية والسياسية». وفي مقابلة مع محطة إذاعية بثت أمس (الجمعة)، قال بولتون إن الرئيس دونالد ترمب يعتقد أن الصين استغلت النظام الدولي لفترة طويلة جدا دون أن يواجهها الأميركيون بما يكفي. وأضاف: «حان وقت القيام بذلك». وقال بولتون إن نهج ترمب المتشدد تجاه الصين، وهي بلد اعتبرته الإدارة «القضية الرئيسية في هذا القرن»، قد جعل بكين «مرتبكة». وتابع بولتون قائلا: «لم يروا قط رئيسا أميركيا بهذه الصرامة من قبل. أعتقد أن سلوكهم يحتاج إلى تعديل في مجال التجارة وفي المجالات الدولية والعسكرية والسياسية وفي مجموعة كاملة من المجالات». وأضاف: «ربما سنرى في اجتماع مجموعة العشرين في الأرجنتين الشهر المقبل شي جين بينغ على استعداد للحديث بصراحة في بعض هذه القضايا». جاءت تصريحات بولتون وسط انتقادات الإدارة للصين تتجاوز الحرب التجارية. وشمل ذلك اتهام بكين بمحاولة إضعاف ترمب قبل انتخابات الكونغرس الشهر المقبل والقيام بتصرفات عسكرية متهورة في بحر الصين الجنوبي. وقال وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوتشين أمس (الجمعة) إن ترمب سيمضي في خطة مقابلة شي في قمة مجموعة العشرين إذا بدا من الممكن رسم «اتجاه إيجابي». لكنه قال إن إعادة إطلاق محادثات التجارة مع الصين تتطلب من بكين الالتزام باتخاذ إجراءات بشأن الإصلاحات الهيكلية لاقتصادها. ووصف بولتون سلوك الصين في بحر الصين الجنوبي، حيث أوشكت سفينة حربية أميركية على الاصطدام بسفينة صينية في الشهر الماضي، «بالخطير» وقال إن الولايات المتحدة عازمة على إبقاء الممرات البحرية الدولية مفتوحة.

وقال بولتون: «سنفعل المزيد في هذا الصدد».

 

البنتاغون يحقق في خرق إلكتروني لبعض سجلات السفر لديه

واشنطن: الشرق الأوسط/13 تشرين الأول/18»/أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أنها تحقق في خرق إلكتروني لبعض سجلات السفر لديها على نحو أدى إلى كشف معلومات شخصية. وأفاد اللفتنانت كولونيل جوزيف بوتشينو، المتحدث باسم البنتاغون أمس (الجمعة)، بأنه حدث خرق لبعض «المعلومات المحددة للهوية الشخصية» بعدما تم اختراق موقع «متعهد تجاري واحد». وأضاف أن الخرق لم يؤثر إلا على نسبة صغيرة من العاملين، وأن البنتاغون يحقق في الأمر. وتم إبلاغ القيادة العسكرية بهذا الخرق في الرابع من أكتوبر (تشرين الأول).

وأوضح تقرير للحكومة الاتحادية الأسبوع الماضي، أن البنتاغون كان بطيئا في حماية أنظمة أسلحة رئيسية من الهجمات الإلكترونية، وأنه يجد من آن لآخر نقاط ضعف في تلك الأنظمة يمكن أن يستغلها المخترقون. وفي الآونة الأخيرة، أصدرت دول غربية إدانات منسقة لروسيا لإدارة ما وصفته هذه الدول بحملة اختراق عالمية، استهدفت مؤسسات مثل هيئات مكافحة المنشطات الرياضية، وشركة للطاقة النووية ومنظمة حظر الأسلحة الكيماوية.

 

كندا تقدّم مساعدة ماليّة طارئة لـ«الأونروا»

أوتاوا: الشرق الأوسط/13 تشرين الأول/18»/أعلنت الحكومة الكنديّة أمس (الجمعة) أنّها ستقدّم مساعدة ماليّة طارئة لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، التي تعاني من أزمة مالية حادّة. وأفادت وزارة الخارجية الكندية في بيان، بأنّ أوتاوا ستقدّم للأونروا 50 مليون دولار كندي (33 مليون يورو) على مدى عامين. وأضاف البيان أنّ القسم الأكبر من هذه المساعدة سيخصّص «لتلبية الاحتياجات الأساسية في مجالات التعليم والصحة والمعيشة لملايين اللاجئين الفلسطينيين، ولا سيما النساء والأطفال». أما القسم الآخر فسيخصّص، بحسب البيان، لتوفير «مساعدات طارئة حيوية لأكثر من 460 ألف لاجئ فلسطيني في سوريا ولبنان». من جهة ثانية، أعلنت كندا أنّها ستقدّم مساعدة بقيمة 12.5 مليون دولار إلى «رايت تو بلاي إنترناشونال»، المنظمة غير الحكومية التي ستعمل بالتعاون مع الأونروا على إنشاء «قاعات تدريس آمنة وشاملة، بالإضافة إلى تدريب المعلّمين على دمج منهجيات تتمحور حول اللعب، وتركّز على الطفل». وأوضحت أوتاوا أنّ تمويلها يهدف أيضاً إلى «دعم الجهود المستمرّة التي تبذلها الأونروا لتعزيز حيادية أنشطتها وموظفيها، ومعظمهم من اللاجئين الفلسطينيين». وتأسّست الأونروا بقرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1949، في أعقاب تشريد الفلسطينيين ولجوئهم إلى الضفة الغربية وقطاع غزة ودول الجوار، بسبب إسرائيل. ومن أهدافها تقديم برامج الإغاثة المباشرة وتوفير العمل لهم. وتقدّم الوكالة لملايين الفلسطينيين خدمات التعليم والرعاية الصحية، والإغاثة والبنية التحتية وتحسين المخيّمات، والدعم المجتمعي والإقراض الصغير والاستجابة الطارئة، خاصة أثناء أوقات النزاع المسلّح.

 

القس برانسون يغادر تركيا... وترمب سيستقبله في البيت الأبيض/طائرة عسكرية أقلّته من إزمير إلى قاعدة أميركية في ألمانيا

أنقرة - واشنطن: الشرق الأوسط/13 تشرين الأول/18»/غادر القسّ الأميركي أندرو برانسون تركيا مساء أمس (الجمعة) على متن طائرة متّجهة إلى ألمانيا في طريق عودته إلى الولايات المتحدة، حيث سيستقبله الرئيس دونالد ترمب، وذلك بعيد قرار محكمة تركية الإفراج عنه بعدما قضى عامين قيد الاحتجاز. وقال وكيل الدفاع عن القسّ برانسون المحامي إسماعيل جيم هالافورت لوكالة الصحافة الفرنسية إنّ موكّله الذي أثارت قضيّة احتجازه في تركيا أزمة دبلوماسية بين أنقرة وواشنطن غادر على متن طائرة عسكرية أميركية أقلعت من مطار عدنان مندريس في إزمير (غرب) متّجهة إلى قاعدة رامشتاين الجويّة الأميركية في ألمانيا، على أن يستقلّ من هناك طائرة أخرى تعود به إلى بلاده. ولاحقاً أعلن البيت الأبيض أن برانسون أصبح خارج الأجواء التركية، ويتوقّع أن يصل إلى قاعدة أندروز الجوية قرب واشنطن ظهر السبت (16.00 ت غ).

وسارع الرئيس الأميركي إلى الترحيب بهذا النبأ، مؤكّداً أنّه سيستقبل القسّ المفرج عنه في المكتب البيضاوي فور عودته المتوقّعة «السبت على الأرجح». وقال ترمب للصحافيين لدى وصوله إلى سينسيناتي بولاية أوهايو للمشاركة في تجمع انتخابي: «بشرى سارة، القسّ برانسون موجود الآن في الجو (...) أعتقد أنّه بصحة جيدة» بعدما «عانى الكثير» خلال السنتين اللتين قضاهما في تركيا خلف القضبان ثم في الإقامة الجبرية. وأكّد الرئيس الأميركي أنّ القسّ المفرج عنه «سيزور البيت الأبيض، على الأرجح السبت». ونفى ترمب ما تداولته وسائل إعلام أميركية من أن الإفراج عن القسّ برانسون تمّ بموجب اتفاق بين أنقرة وواشنطن تعهدت خلاله الإدارة الأميركية بأن تخفّف ضغوطها الاقتصادية على تركيا. وقال الرئيس الأميركي: «لقد تحدّثنا مع تركيا» لكن «لم يتم عقد أي اتفاق». وبعدما رفضت المحكمة الإفراج عن القس في يوليو (تموز)، صعّدت واشنطن لهجتها وفرضت سلسلة عقوبات على تركيا. وتم الإفراج عن القسّ البالغ من العمر 50 عاماً بقرار أصدرته محكمة علي آغا في إزمير (غرب) وحكمت فيه بالسجن لمدة ثلاثة أعوام وشهر على برانسون، لكنها أمرت بالإفراج عنه فوراً بعدما أخذت في الاعتبار فترة سجنه (عام ونصف في السجن وشهران في الإقامة الجبرية) وكذلك أيضا سلوكه خلال المحاكمة. وحكم على برانسون بهذه العقوبة بعد إدانته بـ«دعم منظمات إرهابية»، أي حزب العمال الكردستاني الانفصالي وشبكة الداعية فتح الله غولن الذي تتّهمه أنقرة بتدبير المحاولة الانقلابية ضدّ الرئيس رجب طيب إردوغان في يوليو (تموز) 2016. كذلك، تجاوبت المحكمة مع طلب النيابة العامة رفع الإقامة الجبرية عن برانسون والسماح له بمغادرة تركيا. ويقيم برانسون منذ نحو عشرين عاماً في تركيا، حيث يدير كنيسة بروتستانتية صغيرة في إزمير. وينفي اتهامه بممارسة أنشطة «إرهابية». وفور الإفراج عن برانسون طالب وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أنقرة بـ«الإفراج سريعاً» عن بقيّة الأميركيين المحتجزين لديها وكذلك أيضاً عن أتراك يعملون في بعثات دبلوماسية أميركية في تركيا. وقال بومبيو في تغريدة إنّ «القسّ برانسون عائد أخيراً إلى أميركا، بعد محنة طويلة له ولأسرته. نأمل أن تفرج الحكومة التركية سريعاً عن بقية المواطنين الأميركيين وموظفي وزارة الخارجية المحليين المحتجزين لديها». وأضاف: «هذا يوم عظيم لأميركا! مواطن آخر يتم الإفراج عنه. ينبغي على العالم أن يعي أن رئيس الولايات المتحدة ووزارة الخارجية الأميركية سيواصلان العمل بكدّ في سبيل أن يعود إلى ديارهم كل الرهائن الأميركيين وأولئك المسجونين والمعتقلين بغير وجه حق». وتطالب الولايات المتحدة تركيا بالإفراج خصوصاً عن سركان غولج الذي يحمل الجنسيتين التركية والأميركية ويعمل عالماً في وكالة الفضاء الأميركية «ناسا» والذي حكمت عليه محكمة تركية في فبراير (شباط) بالسجن لمدة سبع سنوات ونصف بتهمة الإرهاب قبل أن يتم تخفيض العقوبة في سبتمبر (أيلول) الماضي إلى السجن لمدة خمس سنوات. كذلك فإن أنقرة تعتقل موظفين تركيين يعملان في بعثتين دبلوماسيتين أميركيتين في تركيا، أحدهما موظف في القنصلية الأميركية في أضنة يدعى حكزة أولوكاي، وقد رفضت محكمة الجمعة طلباً تقدّم به لإطلاق سراحه. في المقابل تبدي أنقرة غضبها من إصدار محكمة أميركية حكما بحق نائب مدير عام «بنك خلق» (بنك الشعب) الحكومي محمد حقان أتيلا بالحبس 32 شهرا لإدانته بمساعدة إيران في الالتفاف على العقوبات الأميركية المفروضة عليها. وقد يتعرّض المصرف لغرامة هائلة، ما يثير قلق السلطات التركية التي تفيد تقارير إعلامية بأنها تريد التوصل إلى تسوية في هذا الملف في إطار اتفاق ينص على الإفراج عن برانسون.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

ثورة من فوق ثورة من تحت أو صواعق ملونة

الدكتورة رندا ماروني/14 تشرين الأول/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/68112/%d8%a7%d9%84%d8%af%d9%83%d8%aa%d9%88%d8%b1%d8%a9-%d8%b1%d9%86%d8%af%d8%a7-%d9%85%d8%a7%d8%b1%d9%88%d9%86%d9%8a-%d8%ab%d9%88%d8%b1%d8%a9-%d9%85%d9%86-%d9%81%d9%88%d9%82-%d8%ab%d9%88%d8%b1%d8%a9-%d9%85/

إنه عصر المطالب التغييرية، وكيف لا والكل ينادي بها، مع فارق إنه يريد تغييرا ولكن متناسقا مع ما يناسبه، فأطراف السلطة الملونة تريد التغيير، وبعض الجمعيات والجماعات من خارج السلطة الغير موحدة في تشخيص الحلول تريد التغيير. تصدح الأصوات هنا وهناك، وتطلق المعارك وترافق بدراسات متناقضة حول ما يجوز وما لا يجوز، وتستعمل إزدواجية المعايير، فتارة تستعين بالدستور إذا حلا لها، وساعة أخرى تتناساه.

 أسلوب مزدوج يمارس من قبل الجميع دون إستثناء، فإذا بالمواطن العادي يتخبط بين سيل من الأحاجيج لا يدري من منهم ينطق حقاً فهو غير خبير بالتفاصيل الدستورية والقانونية والحقوقية، وغير خبير بتفاصيل القوانين الإنتخابية، يريد فقط أن يواصل عيشه بشكل طبيعي في بلد طبيعي. هذا الحق الذي سلب منه ويريد إستعادته، يريد إستعادة زمام القرار، قد يصح أنه لا يدرك في بعض الزوايا بالتفاصيل، ولكنه بات يدرك أن الكل مشارك في مصادرة قراره ومبتغاه بطريقة أو بأخرى.

التغيير اليوم من فوق، أي ثورة سلطة وثورة إصلاحية لمصلحة الشعب، صعب المنال على الرغم من كل الوعود والتصاريح البراقة، فالتغيير له معطيات وظروف غير متوفرة في الواقع اللبناني نتيجة للتعددية الزعماتية، فليس هناك من زعيم بشخصه يستطيع إحداث واقع تغييري ثوري يصب في مصلحة الدولة والمواطن وذلك للقدرة المحدودة التي يتمتع بها إن لم يكن على صعيد الطائفة فعلى الصعيد الوطني ككل، وفي سبب آخر وفي أغلب الظروف والحالات، اللعبة الزعماتية مصالحها في ذاتها وفي إعادة إنتاج نفسها.

إن النظام الزعماتي العائلي القبلي ينفر من التغيير، ويوصد الباب أمام القارعين الجدد لأبواب التغيير، فهو نظام مغلق على طبقة سياسية معينة، موصد الأبواب أمام شباب المستقبل والمثقفين، ومفتوح بسهولة لظاهرة الفساد، حيث لا يمكن محاسبة أحد لأحد.إن الإصلاح والتغيير، هو بالدرجة الأولى قيام دولة القانون، وهذا دونه عقبات كثيرة في لبنان، فدولة القانون هو في الدرجة الأولى تطبيق القانون على الجميع داخل الدولة إبتداء من الرأس ومكافحة الفساد، هو عملية دائمة وليست موسمية أو إستنسابية، إذ في دولة القانون من النصوص ما يكفل محاسبة أي مسؤول كان. فمقياس الديمقراطية يكمن في قدرة هذه الدولة على محاسبة المسؤولين وفي إنصياع الدولة للقانون، وهذا هو الفارق بين عالم متقدم وعالم متخلف، فالديمقراطية ليست بوضع الدساتير والنصوص، فقط بل بقدرة النظام على محاسبة آفة الفساد، وبهذا فإن لبنان ما زال واقفا على أبواب الديمقراطية ولم يستطع بعد الدخول إليها، وإن الشعارات والوعود الشعبوية المطروحة من البعض هي حتى واقع حالنا اليوم ليست بأكثر من حبر على ورق، وتدخل في عدة عمل إنتحال صفة أبطال منقذون، فالبطل الوحيد في الدول الحديثة هو القانون الذي يعلو الجميع.

فحتى لو شهد تاريخ لبنان في أوقات معينة خروج عن قواعد اللعبة الطائفية إلا إنه سريعا ما أعيد إليها ولم يثمر هذا الخروج إصلاحا سياسيا كما كانت تصبو إليه الشهابية، فتجربة الإصلاح الإداري في عهد الرئيس شارل حلو وصرف موظفين ليكونوا عبرة لم تدم طويلا ولم تنتج إصلاحا سياسيا، كما أن حكومة الشباب الخارجة عن الإصطفاف السياسي في مطلع عهد سليمان فرنجية، التي إستمرت بصعوبة حتى إنتخابات 1972 كانت فاصل مؤقت في مسيرة النظام ، إلا أنها لم تكن لتجسد تغيير أو ثورة بل كانت لتوفير بديل مقبول للشهابية بالإضافة إلى كره الرئيس لكافة أنواع الأحزاب يمينا ويسارا، إلا أنها فتحت بابا بعد إنقضاء عشرين عاما على وجود المجلس النيابي نفسه، على وجوب تأليف حكومات من خارج المجلس خصوصا بعد إنقضاء الحرب وظهور أطراف جدد على الساحة، إلا إنه في مطلق الأحوال فإن الحالات التقليدية راسخة في النظام اللبناني كما أن المستجدون أتوا ليلعبوا نفس الأدوار في الانخراط بالتقليد ومنع التحول والإصلاح السياسي.

لقد وعد الرئيس الجديد الشعب اللبناني بالتغيير والإصلاح فور تسلمه، وكان قد وعد سابقا المسيحيين باسترجاع حقوقهم، وعلى خلفية هذه الحجة تعطلت الإنتخابات الرئاسية لأكثر من سنتين، ولكن في الواقع إن الوعود شي والواقع شي آخر تماما، فالتغيير يحتاج إلى دولة قانون ومحاسبة إبتداء من الرأس، وهذا غير متوافر في المستقبل المنظور. أما بالنسبة لاسترجاع حقوق المسيحيين فهي تندرج في حقوق المواطنة وفي القدرة على التغيير والمحاسبة المسلوبة من قبل الفريق الحاكم، وهذا ما ترجم من خلال قوانين الإنتخابات المدروسة بدقة لإستمرار عملية السلب.

أما الثورة التحتية التي تنطلق من قواعد الشعب والمثقفين والتي تهدف للإصلاح السياسي فهي غير مؤهلة حتى الساعة للعب دور ريادي، بالرغم من الحالة المذرية التي يعيشها المواطن والتي من المفروض أن تدفع في هذا الإتجاه، فإختلاف القراءات والتشخيصات  لطبيعة النظام، والإقتراحات المتباينة للحلول تضفي صفة التشرذم واللاتماسك والتنوع في الخطط والمطالب، وانطلاقا من هذا التشرذم لم تستطع حتى اليوم أن تشكل قوة ضاغطة دافعة بشكل كاف للتغيير والإصلاح، فتأتي تحركاتها هزيلة غير مؤثرة في صميم اللعبة السياسية.

أما إذا أرادت أن تكون أكثر فعالية وتأثيرا فعليها أن توحد صفوفها، وتعيد النظر في قراءاتها وأهدافها وتنظيم تحركاتها، وأن تضع أهداف واقعية قابلة للتنفيذ تنطلق من الواقع اللبناني، وعليها بالدرجة الأولى أن يكون لديها نظرة موحدة لشكل الدولة وتحديد المفاهيم المختلف عليها والتي تدور في فلك سيادة الدولة والحرية والاستقلال وعلاقات لبنان بالخارج ورؤية واضحة حول شروط تأسيس الأحزاب ودورها في الحياة السياسية وقوانين تنظيمها، كلها حتى اليوم مواضيع خلافية تشكل تشتتا في القواعد الشعبية وضعفا في الضغط الفعال بإتجاه التغيير، فإذا لم يتحقق هذا التوافق السياسي في القواعد الشعبية اللبنانية حول دور الوطن والهوية، سيبقى أي تحرك تغييري محدود التأثير، وكل الضغوط ستذهب أدراج الرياح، وسيبقى الإختلاف في الرؤيا السياسية عاملا اساسيا، ينعكس ضعفا ضاغطا على كل الميادين الأخرى أكانت إقتصادية معيشية أو غيرها وسنبقى رهينة للعبة المحاصصة.

ثورة من فوق

ثورة من تحت

أم صواعق ملونة

تصعق العقول لبرهة

بوعود مزينة

ثم ترتد أدراجها

مثقلة الهموم

خائرة القوى واهنة

فتنعي واقعا

وتنفث السموم

بأعيرة مدوزنة

كبرج بابل

تشامخ وكبرياء

وبلابل المنابر

بالأدضاد مدندنة

بلبل الله ألسنتهم

فتفرقت أحرف الفهم

وكل نبرته في

الصياح مسلطنة

تحاضر تناور

تفجر المواقف

فتعلو صعودا

وترطموا ساكنة

كلهم فهيم

وينطق حكمة

والإختلافات في

قاموسهم مخونة

لا صلة وصل

لا تواصل بغير

ما يبغيه الملقن

مصالح مكاسب

وحدها مبتغاة

في أقصى ما يمكن

في الجيوب مخزنة

لا أمل لا طائل فيهم

أما في التحت

فالهمم نائمة

لا تضامن لا إتساق

مطالب متضاربة

لا تنظيم

لا قوة مقوننة

إنه فشل فاقع

فلا ثورة من فوق

ولا ثورة من تحت

بل صواعق ملونة

تصعق العقول لبرهة

بوعود مزينة.

 

الرئيسان يضربان المواعيد لتشكيل الحكومة: عون يهدد والحريري يخدر

منير الربيع/المدن/الأحد 14/10/2018

فور انتهاء الانتخابات النيابية وصدور النتائج في أيار 2018، عمد الساسة اللبنانيون إلى ضخ أجواء إيجابية بشأن تشكيل الحكومة. كانت الأجواء التفاؤلية طاغية في تلك الفترة. وبدأ البعض يتحدث عن ولادتها في مهلة أقصاها شهر.

بعدها، بدأ يتوالى ضرب المواعيد، من عيد الفطر، إلى زيارة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بيروت، وبعدها في عيد الجيش بالأول من آب، وفيما بعد عيدية اللبنانيين في عيد الأضحى.. وعيد التجلّي، وغيرها من المواعيد التي لم تشهد ولادة الحكومة ولا توافقاً.

وقد شارك الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري في بث التفاؤل، معتبراً أن الأجواء في البلد تتيح إنجاز التشكيل.

في المقابل، ثمة مواعيد ضربها رئيس الجمهورية ميشال عون، الذي ساير الحريري في مواعيده الأولى، وبعد اكتشاف أن المواعيد تمرّ والحكومة لا تولد، ضرب مواعيد من نوع آخر وتحدث عن اللجوء إلى تحديد مواعيد ملزمة للتشكيل، او سيكون له إجراءات عملية تنتج حكومة او تعيد الأمور إلى نصابها بما ينتج دورة إطلاق العهد بعد الانتخابات. ضرب عون موعداً فاصلاً هو الأول من أيلول، وإلا سيتحرك ويتخذ إجراءات تنجز التشكيلة الحكومية او تتعلّق بجوانب استخدام صلاحياته، كتوجيه رسالة إلى مجلس النواب.

وبين مضارب المواعيد هذه، تجلّت آراء كثيرة في كيفية التعاطي مع إطالة عملية التشكيل، كإسقاط التكليف عن الحريري بأصوات الأكثرية، او الدعوة إلى جلسة نيابية لمناقشة التعثر، او وضع مهلة زمنية للرئيس المكلف. لا أسس دستورية او قانونية لكل هذه المواعيد. هي محطات اعتاد اللبنانيون على تحديدها للارتاكز عليها في سبيل تقطيع الوقت ريثما تنجلي الصورة.

قبل أيام، خرج الحريري ضارباً موعداً جديداً للتشكيل، قال إن الحكومة قد تولد خلال عشرة أيام. ها هي الأيام العشرة تشرف على الانتهاء، فيما من المفترض أن يعقد لقاء بين عون والحريري للبحث في آخر الصيغ التي يمكن التوافق عليها. تماماً كما كانت الحال في موعد الأول من أيلول، الذي ضربه عون، فلجأ الحريري إلى ردّ الكرة إلى ملعب بعبدا بتقديمه تشكيلة حكومية، رفضها رئيس الجمهورية قبل أن يصل الحريري إلى منزله. والآن، يقدم الحريري تشكيلة جديدة، ستخضع لمزيد من النقاش والبلورة.

لا بد من التفريق بين المواعيد التي ضربها عون، وكان هدفها الضغط في سبيل التشكيل، وتحمل في طياتها بعداً تهديدياً يستند إلى رؤى متعددة بشأن إلزام الحريري بمهلة، او توجيه كتاب لمجلس النواب، او حتى إسقاط التكليف وإعادته بشروط جديدة وفق ما أعلن الوزير جبران باسيل. وهذه أخذت الأمور إلى نقاش على الصلاحيات بين الرئاستين الأولى والثالثة. بينما تتضمن مواعيد الحريري شقين، الأول بث أجواء تفاؤلية والاستثمار في الوقت بالعلاقة مع المجتمع الدولي ولا سيما في إطار انتظار مؤتمر سيدر؛ والثاني مبني على معطيات خارجية بشأن إمكانية تسهيل ولادة الحكومة. قبيل ذهاب رئيس الجمهورية إلى الأمم المتحدة، عُقد لقاء سرّي بينه وبين الحريري. هذا اللقاء أكد أن لا خلاف بين الرئيسين، وأنهما يعملان معاً لاستمرار التسوية، ولكن كل وفق حساباته وبعض النقاط التي لا يمكنه الخروج منها. وضربت مهلة جديدة لامكانية تشكيل الحكومة بعد عودة الرئيس من نيويورك. وبين هذه المواعيد، كانت التحذيرات الدولية تتفاعل. في حينها، كان من المفترض أن يعقد لقاء على هامش الجمعية العامة بين عون والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، لكن اللقاء لم يحصل. وهناك من يعتبر أن ماكرون أراد توجيه رسالة استياء من الوضع في لبنان. هذا الموقف الفرنسي، دفع الإليزيه إلى الدخول على خطّ التشكيل مرتين. الأولى من خلال جولة السفير الفرنسي لاستطلاع الآراء بشأن امكانية الاضطلاع بمبادرة فرنسية، لكن الجهود اصطدمت بتصلّب الوزير باسيل. ما يدفع البعض إلى الاعتبار أن الفرنسيين عرفوا أن باسيل هو المعرقل. والثانية هي زيارة الموفد الرئاسي الفرنسي لإيصال رسائل تحذير للبنان من مغبة عدم تشكيل الحكومة، مع التأكيد على الحرص على الحريري وعلى التوازن في الحكومة. وهذه الزيارة تزامنت مع اللقاء القصير الذي جمع عون وماكرون في أرمينيا. وهناك من يعتبر أن ماكرون هو من طلب حضور باسيل هذا اللقاء، لإيصال رسائل تحذيرية متشددة، بأن الوضع غير مقبول. وربما الإشارة إلى عدم إيجاية اللقاء تجلّت في كلام عون، الذي قال إنه لم يذهب إلى أرمينيا لمناقشة الشق الحكومي، وهو شأن لبناني داخلي، وإذا ما أراد الحريري زيارته في القصر فأهلاً وسهلاً.

وكما كان الوضع في أرمينيا، كذلك كان في لبنان، في ما يخص نتائج زيارة المفود الفرنسي، إذ حذر الفرنسيون من أن تأخر التشكيل لن تؤدي إلى تسيير نتائج سيدر، لأن لا أحد من الدول المانحة سينتظر، خصوصاً أن الوضع في لبنان غير قابل للاصلاح. وما هو غير قابل للاصلاح، يقابل في الوضع السياسي حالياً بأن لا أفق أمام تشكيل الحكومة والأمور عادت إلى نقطة الصفر.

 

مطار بيروت: واجهة دولة فاشلة

مكرم رباح/العرب/14 تشرين الأول/18

غالبا ما يكون مطار الدولة مقياسا دقيقا لقدرتها على الإدارة والحكم وقدرة فروعها المختلفة على العمل بشكل متناسق. فالمطارات تعتبر من وجهات الدول. ويتم تحديد الانطباعات الأولى للزائرين من قاعات الوصول. وقاعات المطار بيروت تعكس عدم قدرة المنشأة والحكومة التي تديرها.

كان مطار بيروت الدولي من أحد المشاريع الرائدة لرئيس الوزراء الراحل رفيق الحريري. قاد الحريري مشاريع إعادة البناء والتوسع في المنشأة مباشرة بعد أن أصبح رئيسا للوزراء في عام 1992، مع استكمال المرحلة الأولى في عام 1998. وخلّد التاريخ اسم الحريري من خلال إطلاق اسمه على مطار بيروت، الذي أعيدت تسميته إلى “مطار بيروت – رفيق الحريري الدولي” عقب اغتياله عام 2005. ومع ذلك، لم يكن التاريخ منصفا للمطار الذي يحمل اسم الحريري. ظهر المطار في الآونة الأخيرة في عناوين الصحف عندما اتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، حزب الله باستخدام المنطقة المحيطة بالمطار كمواقع لتحويل الصواريخ، وهو ادعاء دعمه بعرض لقطات استطلاع جوية لثلاثة مواقع. وردّ وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل، وهو حليف لحزب الله، بتنظيم رحلة ميدانية للسلك الدبلوماسي ووسائل الإعلام إلى المواقع واتهم نتنياهو بالتحريض على الحرب. بغض النظر عن مزاعم نتنياهو، الحقيقة أنه منذ اغتيال الحريري، تدهورت البنية التحتية للبنان ومطارها. حتى أن انقطاع الخدمة أصبح أمرا شائعا، وأصبح التأخير المتكرر في مواعيد الرحلات أمرا عاديا، مما يجعل المطار كابوسا افتراضيا للآلاف الذين يُجبرون على اللجوء إليه.

خلال الأسابيع القليلة الماضية، انهار “نظام الصعود” في المطار، مما أدى إلى تعليق جميع الرحلات المغادرة وحبس المسافرين في المطار لساعات، ما أحدث فوضى عارمة تمت مشاركتها بسرعة في جميع أنحاء العالم من خلال وسائل التواصل الاجتماعي. كما أدى الخلاف الذي حدث بين الوكالتين الأمنيتين المكلفتين بحماية المطار في وقت لاحق إلى إغلاق نقاط التفتيش لساعات. وبشكل نظري، تتم إدارة المطار من قبل خمس وكالات أمنية – الجمارك والأمن العام وأمن المطارات وقوى الأمن الداخلي والجيش. يتم تكليف كل منها بقطاعات معيّنة، مع تداخل بعض المهام في ما بينها. ومما يزيد الوضع تعقيدا حقيقة أن كل وكالة تعمل في خدمة الطوائف اللبنانية المختلفة، وبالتالي هناك قلق دائم من نشوب أي صراع بينها قد يتطور فجأة إلى صراع خطير وطائفي.

وتضمّن الحادث الأخير قوات الأمن الداخلي، المكلفة بفحص وتفتيش الركاب، وأمن المطارات، المكلف بالحفاظ على الأمن في جميع أنحاء المنشأة وما حولها. وكلا الهيئتين تحت سلطة وزير الداخلية نهاد مشنوق، لكن رئيس الأمن في المطار، وهو ضابط يوناني كاثوليكي في الجيش اللبناني يرفع تقاريره مباشرة إلى الرئيس اللبناني ميشيل عون، متجاهلا التسلسل القيادي الطبيعي. أما الضابط الذي يرأس فرقة الأمن الداخلي بالمطار، وهو سني يتبع المعسكر السياسي لرئيس الوزراء سعد الحريري، فتعامل بندية قبل ذلك مع رئيس الأمن بالمطار، مما أدى إلى زيادة المشاحنات بينهما.

ومن المؤسف أن هذا الإخفاق الأخير لم يُحسم إلا عندما تدخل المشنوق مباشرة، وقام بزيارة طارئة إلى المطار لإعادته إلى وضعه الطبيعي. لكن هذا الحادث الأخير اعتُبر ضربة إضافية لما تبقى من مظهر الدولة اللبنانية. للأسف، لم يتخذ عون ولا الحريري أي إجراءات عقابية ضد الضابطين المعنيين أو مرؤوسيهم، مفضلين الوقوف إلى جانب رعاتهم، حتى على حساب إضعاف الدولة. لكن الفشل الحقيقي ليس أن بوابة لبنان إلى العالم قد تحولت إلى بالوعة، أو أن الأشخاص المكلفين بصيانتها وحمايتها فشلوا في أداء وظائفهم. بل إن هذا النموذج الفاشل هو انعكاس دقيق لكامل الدولة وفروعها المختلفة. لا يمكن لأحد أن يجادل بأن هناك أي بصيص من الأمل بالنسبة للبنانيين ودولتهم الفاشلة. إن الطريقة التي تتعامل بها النخبة اللبنانية والشعب الذي يدعمها في التعامل مع التحديات السياسية والاقتصادية وحتى البيئية، تُثبت أن حكم القانون استبدل بقانون الغابة، وهي غابة تسكنها كائنات فقدت قدرتها على اتخاذ خيارات عقلانية تنقذها.

 

حكومة «قيصرية» للبنان

راجح الخوري/الشرق الأوسط/13 تشرين الأول/18

لم يعد ينقص لبنان سوى أن يجتمع مجلس الأمن ويصدر قراراً تحت الفصل السابع يفرض عليه تشكيل حكومة جديدة، قبل أن يدخل دومينو من الانهيارات الاقتصادية والسياسية يدفعه إلى فراغ مديد يكرّسه أخيراً دولة فاشلة بامتياز.

خمسة أشهر مرت على تكليف الرئيس سعد الحريري تشكيل الحكومة، لكنه ما زال يواجه الشروط العرقوبية والمطالب التعجيزية التي أفشلت حتى الآن صيغتين لتشكيل حكومة وحدة وطنية يصرّ عليها، وفي خلال هذه المدة تلقى المسؤولون في بيروت سلسلة متواصلة من المساعي والتدخلات والتمنيات، ثم التنبيهات والتحذيرات من النتائج الوخيمة التي ستترتب على المراوحة في الفراغ الحكومي، ولكن دون جدوى. السؤال المطروح الآن بعدما أعلن الحريري في الأسبوع الماضي أنه لمس تنازلات من الجميع، وأنه سيتوصل بالتعاون مع الرئيس ميشال عون إلى إعلان الحكومة العتيدة بعد عشرة أيام: هل يشهد اللبنانيون والعالم أعجوبة ولادة حكومة قيصرية جديدة في لبنان في خلال هذين اليومين؛ وتحديداً بعد عودة عون من أرمينيا، حيث شارك في اجتماع قمة دول الفرنكوفونية وعقد على هامشها لقاء مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي يستعجل المسؤولين في بيروت بالإسراع في تشكيل الحكومة للبدء بتنفيذ مقررات مؤتمر «سيدر» الذي رصد مبلغ 11.2 مليار دولار مساعدات وقروضاً ميسّرة لمساعدة لبنان؟

في الأيام القليلة الماضية كان الرهان واضحاً على أن تعصف رياح يريفان لتحلّ العقدة الحكومية، خصوصاً أن هذه الأجواء واكبتها ملامح إيجابية، بعد إعلان الحريري عن تنازلات من كل الأفرقاء وأن كل العقد في طريقها إلى الحل، والأهم من كل هذا مفاجأة الحريري التي تعني عهد الرئيس عون تحديداً؛ عندما قال إنه إذا اعتذر عن عدم التأليف فإنه لن يقبل بإعادة تكليفه، وهو ما يعني أن أي عملية استشارات نيابية ملزمة وجديدة لتكليف رئيس جديد تشكيل الحكومة ستصطدم بموقف صعب.

لماذا تحديداً؟ لأنه بعد إفشال الحريري في مهمته، فلن يقبل أي زعيم سُنّي بالمهمة، حتى لو كان من جماعة «الثامن من آذار»، فسيواجه مقاطعة الأغلبية السنيّة مدعومة بموقف من «القوات اللبنانية» و«الحزب الاشتراكي»، وهو ما يدخل البلاد في فراغ مؤذٍ للعهد، الذي مرّ عليه عامان ولم يبدأ بعد، انطلاقاً من قول عون سابقاً إن عهده يبدأ مع تشكيل الحكومة الجديدة،

لكن يا للغرابة تصطدم عملية التشكيل منذ خمسة أشهر، تارة بالشروط والمعايير التي أشار إليها عون بعد رفض التشكيلة الثانية، وتارة أخرى بالقواعد الحسابية للمحاصصة كما يحددها الوزير جبران باسيل رئيس «التيار الوطني الحر» وصهر عون.

تلويح الحريري بأنه لن يقبل التكليف مرة جديدة إذا قرر الاعتذار لا يعني أنه سيعتذر غداً، لكن من الواضح أنه يوجّه رسالة إلى من يعنيهم الأمر بأنه لم يعد يحتمل العرقلة والتأجيل، وقد جاء هذا بالموازاة مع إعلان الرئيس نبيه بري يوم الأربعاء الماضي أنه آن الأوان ليتحمل الجميع مسؤولياتهم من أجل حسم موضوع الحكومة، داعياً الجميع إلى التواضع، وملوّحاً بدوره أنه إذا لم تشكّل الحكومة حتى نهاية هذا الشهر، فإنه سيدعو مجلس النواب إلى جلسة تشريعية. وفي هذا السياق، معروف أن بري دعا إلى جلستين للسلطة التشريعية تحت عنوان «تشريع الضرورة» الذي اقتضاه إقرار بعض المشروعات المرتبطة بمقررات مؤتمر «سيدر»، والتي كانت باريس قد طلبت من بري إقراراها كي لا يخسرها لبنان. الحديث في بيروت هذه الأيام عن «مبادرة فرنسية» للمساعدة على حلّ العقدة الحكومية لا معنى له على الإطلاق؛ أولاً لأن باريس لم تتوقف منذ ثلاثة أشهر عن حضّ الأفرقاء على تجاوز العقد والعراقيل وتشكيل الحكومة، وثانياً لأن الرئيس ماكرون أبلغ الرئيس عون في يريفان بضرورة الإسراع في تشكيل حكومة لا تميل لصالح طرف دون آخر ولا تهمّش أي فريق، وذلك تمهيداً للبدء بتنفيذ برنامج الإصلاحات التي تعهد بها لبنان أمام الدول المانحة، وكذلك التقيّد الأمين بسياسة النأي بالنفس! حكومة لا تميل لطرف دون آخر ولا تستبعد أي فريق، تعني تماماً حكومة وحدة وطنية وهي التي يصرّ عليها الحريري؛ أولاً من منطلق ضرورة توافر وحدة وطنية في السلطة التنفيذية، بحيث يمكن الشروع في البرنامج الإصلاحي الذي تعهّد به لبنان أمام مؤتمر باريس، وثانياً من منطلق حاجة لبنان الحيوية والملحة إلى قاعدة للوحدة الوطنية، تساعده في مواجهة الأخطار الإقليمية المتأججة والأزمة الاقتصادية المتصاعدة.

أكثر من هذا؛ قال الدكتور سمير جعجع يوم الأربعاء الماضي إن الأطراف الأساسيين في مؤتمر «سيدر» أبلغوا المعنيين بأن المطلوب هو تشكيل حكومة وحدة وطنية متوازنة، تضم ممثلين عن «القوات اللبنانية»، التي من دونها تكون الحكومة الجديدة على شاكلة حكومة غزة، وان التحرّك الفرنسي يصب في هذا الاتجاه.

المصادر الدبلوماسية لا تقف عند الحديث عن «مبادرة فرنسية» توّجتها القمة بين ماكرون وعون، لأنها تعدّ أن هناك التزاماً فرنسياً متواصلاً لم يتوقف منذ أشهر في هذا الاتجاه، وقد سبق للسفير الفرنسي في بيروت برونو فوشيه أن زار الرؤساء عون وبري والحريري في 15 من الشهر الماضي، داعياً إلى حسم الموضوع الحكومي. وعشية سفر عون إلى أرمينيا وصل إلى بيروت بيار دوكين الذي عيّنه ماكرون سفيراً مولجاً ملف مؤتمر «سيدر» وتنفيذه، وقد أبلغ المسؤولين اللبنانيين بأنه تمّ تشكيل لجنة المتابعة من الدول المانحة لتنفيذ البرنامج، بما يرتّب على الجانب اللبناني أن يقوم بدوره، الذي يحتاج بالضرورة إلى قرارات لا يمكن اتخاذها إلا عبر السلطة التنفيذية التي تراوح منذ خمسة أشهر في حدود تصريف الأعمال، مما يستدعي تشكيل حكومة جديدة في أسرع وقت.

يكرر الفرنسيون دائماً أن مقررات مؤتمر «سيدر» ليست التزامات دائمة ومستمرة ومن طرف واحد، وهو ما سبق أن سمعه المسؤولون من فريد بلحاج مدير البنك الدولي في آسيا وأفريقيا، الذي حذرهم بأن المبالغ التي رصدها مؤتمر باريس «لا يمكنها أن تنتظركم إلى ما لا نهاية، ويمكن للدول المانحة أن تتفق على تدويرها وتقديمها إلى دول أخرى». وعندما قال الحريري الأربعاء الماضي «إذا اعتذرت فلن أقبل التكليف من جديد»، كرر التحذير من أن هناك قروضاً لا تنتظر.

لكن القصة ليست قصة قروض فحسب؛ بل هي، كما يقول الخبراء الاقتصاديون، الفرصة الأخيرة المتوفرة للبنان؛ لا بل إنها «فرصة الحافة» كما قال لي أحد مديري المصارف، لأنه إن لم ينفذ لبنان بشكل صادق وأمين التزاماته التي قطعها أمام الدول المانحة، فإنه لن يجد في المستقبل من يلتفت إليه أو يهتمّ بمساعدته، خصوصاً أنه لا يرغب في مساعدة نفسه! كلام مؤلم؟ ربما أكثر، ولأسباب عدة؛ فليس من دولة في العالم تحتاج إلى التدخلات والوساطات والتحذيرات لكي تشكّل حكوماتها، وليس من بلد مأزوم تعلكه ظروف اقتصادية معيشية متنامية، يراوح في الفراغ الحكومي بسبب الخلاف على الحصص والأحجام ويمكن أن يهدر فرصة كفرصة «سيدر» تساعده على وقف الانهيار؛ كي لا أقول على النهوض! السؤال الملحّ الآن: هل تعصف رياح يريفان بحيث تولد الحكومة اللبنانية قيصرياً وبعد كثير من الآلام؟

 

13 تشرين الأسود

العميد الركن المتقاعد جورج نادر

13 تشرين الأول

في كل عام، في شهر تشرين الأول، وعلى الرغم مني، أعود ذهنياً وفكرياً إلى العام 1990، حين اجتاحت جحافل جيش الاحتلال السوري المنطقة التي كان يسيطر عليها الجيش اللبناني بقيادة العماد ميشال عون.

غالباً ما تراودني صور ذاك النهار المشؤوم، وما تلاه من ممارسات قمعية وثأرية، فهي معششة في بالي وذاكرتي ولا تمحوها الأيام والسنون.

قال لي أحد الأصدقاء يوماً: "حلّك بقا تنسى شو أنت وحدك بدّك تقوّم العوجا؟".

أنا يا صديقي لم أُصب بفقدان الذاكرة ولا بموت الضمير، فأنا لا أتذكّر الماضي لأعيش فيه، ولا أستحضر الأيام السوداء لأنكأ الجراح، بل لاستقاء الدروس والعبر، ووفاءً لدماء الرفاق الذين عاهدوا الوطن على الولاء، والتزموا قيم الشرف والوفاء، وبعضهم لا يزال مغيّباً في السجون السورية، أو أنهم أصبحوا... رفات شهداء.

أكتب عن 13 تشرين الأسود كي لا ننسى ما حدث صبيحة ذاك السبت، أخبرها لأولادي والأحفاد، كي لا تُغيّب بطولات أخوة السلاح في أدراج الذاكرة وعتم التاريخ، فيما ثعالب السياسة والانبطاح ووطاويط الليل يقطفون الجهد والتعب والدم في غفلةٍ من الحق والحقيقة، وفي غفوة النسور، زاحفين إلى الوالي الدمشقي، ناكرين ومتنكرين لتضحيات الرجال الذين غُيّب بعضهم في سجونه، أو تحت التراب.

في يومٍ، تخلّت أممُ الأرض كلها عن حفنةٍ من العسكريين، يلتحفون الكرامة في بزاتهم المرقّطة، ويتوسّمون الشرف من فوهات بنادقهم التي نذروها لحماية الأرض والشعب، مقسمين اليمين على قدسية الواجب.

13 تشرين الأسود، يوم أعطت الولايات المتحدة الأميركية "الضوء الأخضر" لسوريا، بصمتٍ فرنسي وتواطؤ عربي وإقليمي ومحلّي، لاجتياح المنطقة الحرة، وإحكام السيطرة على الوطن برمّته، مكافأة لها على مشاركتها إلى جانب قوات التحالف الدولي ضد العراق في حرب الخليج الأولى.

بضعة عسكريين مهووسين بانتمائهم، مُخلصين للقسم حتى العظم، يحدوهم الشغفُ بالتضحية حتى بالروح، تصدّوا لآلة الحرب الهمجية التي لا تقيم وزناً للقوانين والأعراف الدولية، ولا للإنسانية، فكانت إعدامات الأسرى، وقتل المدنيين العزّل، ونهب البيوت والثكن. أفعال مخزية "استحت" ميليشيات الحرب اللبنانية أن تقوم بها.

عسكريون أدركوا سلفاً خسارة الحرب نتيجة الاختلال الهائل في ميزان القوى، مقاتلون لا يتعدّى عديدهم الألف جندي، هاجم مراكزهم آلاف جنود الوحدات الخاصة السورية والمشاة المؤللة والمدرعات، بتغطية كثيفة من نيران المدفعية وسلاح الطيران الحربي، ومساندة محلية، يا للأسف. هذا الجيش الذي لم يعرف طعم النصر يوماً إلا على شعبه، وقد هُزم مرّات عدّة أمام "عدوّه" (عدونا وعدو البشرية جمعاء) في الأعوام 1967 و1973 و1982، وما زالت أرضُه محتلّةً في الجولان، الذي ضمّته إسرائيل الى أرض ميعادها في فلسطين، ومنذ 45 سنة، لم تُطلق رصاصةَ واحدة في الجولان لتحريره، بل وُجّهت نيران هذا الجيش، حامي النظام، إلى صدور العسكريين اللبنانيين الشرفاء، الذين ذنبهم أنهم آمنوا بأن الحقّ يغلب القوّة ولو بعد حين، في عالم يمجّد القوّة ويقدّسها لتصبح هي الحقّ والحقيقة.

صبيحة ذلك اليوم، استيقظت باكراً قبل شروق الشمس، فحلقت ذقني و"أخذت دوشاً"، فبادرني أحد الضباط الظرفاء: "شو مبيّن عليك ضاهر". فضحكت، وكان حدسي أنني سأصاب، ومن المعيب أن أدخل المستشفى بذقنٍ غير حليقة وثياب غير نظيفة.

وهكذا كان.

في استطلاعي الأولي لتقدّم وحدات جيش الاحتلال، وبوصولي إلى مستديرة بيت مري، أُخبرت من المواطنين أن "السوريين أخذوا دير القلعة"، وعرفت لاحقاً أن فوجاً من الوحدات الخاصة السورية قد احتلّ الدير ومحيطه حيث كانت تتمركز سرية من اللواء العاشر، وأعدم المهاجمون بوحشية عناصر السرية الأسرى. خطّطت ذهنياً بسرعة لمهاجمة المراكز المفقودة واتصلت بمساعدي: "جهّز السرية سنهاجم دير القلعة". نعم، سرية مدرعات مغاوير تنقص منها فصيلة اقتُطعت لمساندة سرية المغاوير الثانية على محور الدوّار، وعديد ما تبقى من السرية لا يتعدّى الـ35 عنصرا، ستهاجم قوةً تفوقها 15 ضعفاً، هذا المخطّط المتهوّر أهم ما فيه أنه لم ينفّذ لأنني أصبت إصابة خطرة في رأسي ووجهي ويديّ ورقبتي وظهري، وأصيب معي المعاون غسان الراعي واستشهد على الفور كل من الرقيبين هاني عبدو وجوزف جريج، إثر إصابة الجيب "ويللس" الذي كان يقلّنا بقذيفتين من عيار 130 ملم. الحسنة الوحيدة لتلك الإصابات هي إلغاء هذا الجنون ونجاة السرية من الإبادة، لأن المغوار لا يستسلم، بل يقاتل حتى الرمق الأخير. هكذا نشأنا وهكذا سنموت.

13 تشرين الاسود وما تلاه من أيام سوداء، أحسسنا خلالها أننا كالأبرص في أيام السيد المسيح، إذ كان الناس يعتقدون أن لعنةً إلهية حلّت عليه، فكانوا يطرحون المريض خارج القرى، فيقيمُ وحيداً في العراء منبوذاً ومحتقراً.

في 13 تشرين الأسود دخل لبنان العصر السوري ولا يزال، نهار لا يمكن أن يُمحى من الذاكرة، فهو يوم الفصل بين الحرية والاستعباد، بين الشرف والمذلّة، بين الكرامة والعمالة، بين الاستقلال والاحتلال، بين الحقّ والباطل... وأكثر ما ينكأ جراح ذلك اليوم التي لم تندمل بعد، هو أن "أبطال" ذاك النهار لا يزالون في الحكم، وبعضهم عاد أخيراً بسطوة المحتلّ وغباء البعض أو خبثهم، والمؤلم أنه ما من مسؤول سياسي واحد يمتلك الجرأة ليطالب بمعرفة مصير جنود 13 تشرين، وما قبله من خطفٍ وسجنٍ وتغييب.

13 تشرين الأول سيبقى أسود إلى أن يتحرّر الوطن من التبعية والاستقواء بالخارج والارتهان لدول القرار. سيبقى أسود إلى أن نشعر بأننا فعلاً أحرار ومستقلون ونعيش في دولة ذات سيادة.

في ذكرى رفاقي الأبطال، أنحني أمام شهادتهم فرداً فرداً من دون أن أسمّيهم، خوفاً من نسيان أحد ممن عُثر على رفاتهم ودُفنوا، أو الذين لا يزالون مغيّبين في سجون الاحتلال، وأغلب الظنّ أنهم شهداء، في حين أن أمهاتهم لا يزلن ينتظرنهم أمام مبنى الأسكوا في العاصمة، ويأملن رجوعهم أحياء، ولا من يسأل عن حرقة الأمهات ودموعهن.

في ذكرى اليوم الأسود من تشرين، أعتزّ وأفتخرُ بأنني قاتلتُ مع حفنةٍ من العسكريين الشرفاء لا همّ لهم إلا الوفاء للقسم، والتضحية، وستبقى أحداث ذلك اليوم وما أعقبها محفورة على جبيني، وأوكّد أن ليس في قلبي حقد أو ضغينة، ولا كره أو رغبة في الثأر، ولست ضد المصالحة ولا أعارض بناء علاقات مع دولة سوريا، ولكن، كما للحرب أسبابها وشروطها وقوانينها، كذلك للسلم شروط وأصول، فهل طالب أحد من المسؤولين هذه الدولة بالاعتذار من الشعب اللبناني وجيشه عما فعله جيشها خلال عقود من الزمن؟ وهل نحن من اعتدى واحتلّ الشام ودمّرها؟ وهل جيشنا هو الذي هاجم قصر المهاجرين في دمشق وأعدم الجنود السوريين؟ يكفينا اعتذار رسمي واحد عما اقترفته وحدات الجيش السوري في مدننا وقرانا من قتل وتدمير وتهجير، واعتراف بإخفاء مئات المواطنين والعسكريين في سجون سوريا والكشف عن مصيرهم، فلا عداء أبدي، ولا خصام إلى ما لانهاية، ولعلّه من المفيد التذكير بأن الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون، عزم في بداية التسعينيات على زيارة اليابان كأول رئيس أميركي يزور طوكيو بعد الحرب العالمية الثانية، والولايات المتحدة تملك قواعد عسكرية في اليابان، وقد خرجت منتصرة بعد تفكك الاتحاد السوفياتي عام 1989، وحرب الخليج الأولى، وفرضت نفسها القوة الكبرى الوحيدة في العالم، ورغم ذلك فقد رفضت الحكومة اليابانية استقباله إذا لم يعتذر رسمياً عن القنبلة الذرية التي ألقاها الأميركيون على هيروشيما وناكازاكي عام 1945، واعتذر الرئيس الأميركي، وانتصرت الكرامة اليابانية... فهل من يتّعظ؟

 

تشكلية في زوايا مطبخ التأليف

طارق ترشيشي/جريدة الجمهورية/السبت 13 تشرين الأول 2018

تتصاعد الخلافات حول الاستحقاق الحكومي حيناً وتنخفض أحياناً، خصوصاً في هذه الآونة مع تزايد التفاؤل بالولادة الحكومية نتيجة «تبشير» الرئيس المكلف سعد الحريري الاربعاء ما قبل الماضي بأنّ حكومته ستولد خلال اسبوع الى عشرة ايام، وقد انقضى الاسبوع ولم يبقَ من الايام العشرة الّا اليوم. ولكن ثمّة اقتناع بات راسخاً لدى الجميع هو انّ هذه السنة لن تنقضي الّا وسيكون للبلد حكومة. يقول بعض المتابعين انّ ارتفاع منسوب الخلافات والتباينات بين المعنيين وعودة بعض القوى السياسية الى رفع سقوف مطالبها على مستويي الاحجام والحقائب الوزارية، يدل الى انّ ولادة الحكومة ربما تكون قد دخلت في الهزيع الأخير، على رغم من انّ بعض هذه المواقف يدفع الى التشاؤم والاستنتاج أنّ الولادة الحكومية ما تزال متعثرة جداً، خصوصاً عندما يصل الأمر بأفرقاء سياسيين الى التفرّد بمعزل عن حلفائهم بالتمسّك بمطلب ان يكون لهم «الثلث المعطّل»، من مثل «التيار الوطني الحر» الذي يريد هذا الثلث مكوّناً من حصته وحصة رئيس الجمهورية المُبتدعة منذ بعض العهود، والتي تمّ ابتداعها «عِرفاً» خلافاً لـ«اتفاق الطائف» وللدستور المنبثق منه، والذي يسمّي رئيس الجهمورية «رئيس الدولة ورمز وحدة الوطن والقائد الاعلى للقوات المسلحة الخاضعة لسلطة مجلس الوزراء»، بحيث يتمكن هؤلاء من خلال هذا «الثلث المعطّل» من الامساك بمفاصل اللعبة والقرار في مجلس الوزراء، بل بمصير الحكومة برمّته، بحيث اذا استقال هذا الثلث (وهو الثلث زائداً واحداً من اعضاء الحكومة) تصبح الحكومة مستقيلة دستورياً حكماً، تماماً كما حصل لحكومة الرئيس سعد الحريري مطلع العام 2011 عندما كان مجتمعاً آنذاك بالرئيس الاميركي باراك اوباما في البيت الابيض، واستقال الثلث زائداً واحداً من أعضاء حكومته في بيروت.

الكلام متناقض عن التشكيلة الوزارية العتيدة وطبيعتها، فالحجم محسوم وهو 30 وزيراً، ولكن غير المحسوم هو عدد الوزراء ونوعية الحقائب التي ستعطى لبعض القوى السياسية، وخصوصاً لـ«التيار الحر» الطامح الى حصة كبرى و«القوات اللبنانية» و«الحزب التقدمي الاشتراكي» وتيار «المردة». علماً انّ حسابات غالبية القوى السياسية التي ستشارك في الحكومة يغلب عليها الطابع المصلحي الانتخابي نيابياً ورئاسياً، لاعتقاد الجميع انّ هذه الحكومة ستعيش حتى نهاية عهد الرئيس ميشال عون في 31 تشرين الاول 2022 او على الاقل حتى انتخاب مجلس نيابي جديد في ايار 2022، أي قبل انتهاء الولاية الرئاسية بنحو 6 أشهر، ما لم يطرأ يومذاك ما يفرض لـ«عِلة ما» أو لـ«ضرورة ما» تمديد ولاية المجلس النيابي الحالي لكي ينتخب هو رئيس الجمهورية الجديد.

هو «اعتقاد» أكثر منه «توقُّع» لأنه في النظام الجمهوري الديموقراطي البرلماني عادة لا تعيش الحكومات طويلاً الّا في حال التوافق السياسي، وفي لبنان لا تسير الامور على «المسطرة الديموقراطية» بل تسير بـ«الديموقراطية التوافقية»، فطالما انّ المجلس النيابي ممثلاً بمختلف كتله في الحكومة، فإنه نادراً ما يُقدِم على محاسبة لهذه الحكومة تصل الى حدود إسقاطها بسحب الثقة عنها. فالحكومات منذ إقرار «اتفاق الطائف» تأتي بتركيبتها صورة مصغّرة عن المجلس النيابي، فكيف لهذا المجلس ان يحاسب نفسه عبر محاسبة حكومة تضم وزراء يمثلون مختلف كتله النيابية؟ والحكومة الراهنة التي تصرّف الاعمال خير مثال، وقبلها سابقاتها كانت بالمواصفات نفسها.

وعلى طريق التأليف المنتظر، والذي يعتقد البعض انه أوشك، شاع مناخ تشاؤمي إثر ما قاله الوزير جبران باسيل في حواره المتلفز حول حصص وزارية وحقائب لـ«القوات اللبنانية» وقوى سياسية أخرى، وجاء مناقضاً لِما هو شائع عن حلول توافرت لها ولا تحتاج إلّا الى تكريس في لقاء مرتقب بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف. ووسط هذا الجو المعقد، رُوّج أمس لتشكيلة وزارية قيل انها قيد التداول في بعض زوايا مطبخ التأليف، وجاءت على الشكل الآتي:

ـ سعد الدين الحريري رئيساً لمجلس الوزراء (سني، تيار «المستقبل»)

ـ غسان حاصباني نائباً لرئيس مجلس الوزراء وزيراً للتربية والتعليم العالي (ارثوذكسي، «قوات لبنانية»)

ـ بيار رفول وزيراً للدفاع الوطني (ماروني، من حصة رئيس الجمهورية)

ـ اللواء ابراهيم بصبوص وزيراً للداخلية (سني، تيار «المستقبل»)

ـ علي حسن خليل وزيراً للمال (شيعي، حركة «أمل»)

ـ الياس بو صعب وزيراً للخارجية (ارثوذكسي، «التيار الوطني الحر»)

ـ سليم جريصاتي وزيراً للعدل (كاثوليكي ـ من حصة رئيس الجمهورية)

ـ جمال الجرّاح، وزيراً للاتصالات (سني، تيار «المستقبل»)

ـ ندى البستاني، وزيرة للطاقة والمياه (مارونية، «التيار الوطني الحر»)

ـ يوسف فنيانوس، وزيراً للأشغال (ماروني، تيار «المردة»)

ـ جمال الطقش، وزيراً للصحة العامة (شيعي، «حزب الله»)

ـ حسن اللقيس، وزيراً للشؤون الاجتماعية (شيعي، حركة «أمل»)

ـ هادي أبو الحسن، وزيراً للعمل (درزي، «الحزب التقدمي الاشتراكي»)

ـ انطوان زهرا، وزيراً للبيئة (ماروني، «القوات اللبنانية»)

ـ ملحم الرياشي، وزيراً للثقافة (كاثوليكي، «القوات اللبنانية»)

ـ وائل ابو فاعور، وزيراً للزراعة (درزي، «الحزب التقدمي الاشتراكي»)

ـ ميرنا منيمنة وزيرة للإقتصاد (سنية، تيار «المستقبل»)

ـ محمود قماطي وزيراً للصناعة (شيعي، «حزب الله»)

ـ أواديس كيدانيان، وزيراً للسياحة (أرمني، تكتل «لبنان القوي»)

ـ جبران باسيل، وزيراً لشؤون رئاسة الجمهورية (ماروني، «التيار الوطني الحر»)

ـ فادي عسلي وزيراً لشؤون مكافحة الفساد (سني، من حصة رئيس الجمهورية)

ـ علي رحال وزيراً للتنمية الإدارية (شيعي، حركة «أمل»)

ـ محمد فنيش وزيراً لشؤون مجلس النواب (شيعي، «حزب الله»)

ـ مي شدياق وزيرة لشؤون المرأة (مارونية، «القوات اللبنانية»)

ـ داليا داغر وزيرة للإعلام (مارونية، «التيار الوطني الحر»)

ـ رأفت صالحة وزيراً للشباب والرياضة (درزي، توافقي رئيس الجمهورية)

ـ نبيل بستاني وزيراً للمهجرين (ماروني، توافقي إشتراكي)

ـ مصطفى علوش وزيراً لشؤون النازحين (سني، تيار «المستقبل»)

ـ غطاس الخوري وزير دولة (ماروني، تيار «المستقبل»)

ـ ميراي عون وزيرة دولة لشؤون حقوق الانسان (مارونية، رئيس الجمهورية)

هذه التشكيلة ربما تكون من بين التشكيلات الوزارية المرجّحة، وربما تكون الغاية من تسريبها رصد ردود الفعل عليها قبل الخروج بالتشكيلة النهائية، علماً أنّ غالبية الاسماء الواردة فيها مطروحة جدياً على بساط التوزير.

والمنتظر حسب المعلومات انّ الصورة الحكومية ستتضِح من اليوم وحتى الثلثاء المقبل.

 

الحكومة في «المخاض» فهل تنجو؟

جورج شاهين/جريدة الجمهورية/السبت 13 تشرين الأول 2018

للمرة الأولى يشعر المراقبون انّ هناك «طبخة حكومية» وضعت على نار قوية، الى درجة أوحَت أنها دخلت غرفة الولادة وهي في «ربع الساعة الأخير من المخاض». فالتفاهمات قطعت شوطاً بعيداً وأُقِرَّت الحصص بالصيغة النهائية، ويتجلّى ما تبقى في توزيع بعض الحقائب لتبصر الشكيلة كاملة النور بعد إسقاط الأسماء عليها. فما الذي يقود الى هذه الخلاصة؟ يُجمع المراقبون في مقاربة ملف تأليف الحكومة على أنه بات في المراحل الأخيرة، فقد اعتاد الطبّاخون مواجهة كثير من مطبّات الساعات الأخيرة بما فيها ما هو منطقي وما هو وهمي، لكون ذلك لا يعدو سوى رفع سقوف في اللحظات الأخيرة التي يتقلص فيها هامش المناورة الى الحدود الدنيا. وخلافاً لأجواء الملل التي تسود الأندية السياسية، فإنّ البلد يعيش منذ ايام ما بين موجات السخونة والتبريد، وتتناتشه المواقف والنظريات على مسافة ساعات لا أيام، وذلك على وقع مزيد من السيناريوهات المتقلبة التي ضيّعت اللبنانيين، فتغريدة من هنا وأخرى من هناك تتلاعب بأعصابهم وتغيّر أمزجتهم. قبل 9 ايام فتح الرئيس المكلف سعد الحريري الآفاق واسعة امام اللبنانيين ووعدهم بحكومة في خلال 10 ايام، وما ان تنفّس لبنان واقتصاده صباح اليوم التالي الصعداء، حتى نعاها رئيس «التيار الوطني الحر» الوزير جبران باسيل ظهراً وأبعد عن اللبنانيين جو التفاؤل. ولذلك تلاحقت الإتصالات واطمأنّ الجميع الى انّ ما جرى لا يستأهل التوقف عنده، فالعملية هي سباق ربع الساعة الأخير الى منصة التتويج بعد تقاسم الحصص والحقائب.

وما بين مسحات التفاؤل التي عكستها مصادر بعبدا و»بيت الوسط» قبَيل توجّه رئيس الجمهورية الى يريفان، أصرّت «عين التينة» على «ان ترى الفول في المكيول.

ومَردّ ذلك الى النتائج التي ترتبت على اللقاء الأخير بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف قبل إطلالة الاخير التلفزيونية، والتي عدّت جلسة «مصارحة» اضطر خلالها الرجلان الى وقف سيل المناورات التي لم تأت سوى بتشكيلات لا يمكن ان يتقبلها رئيس الجمهورية، لا في شكلها ولا في الحصص ولا في الحقائب لخروجها على كل ملاحظاته السابقة الى درجة التحدي.

ومنذ ذلك اللقاء انقلبت الأجواء، وبدأ السعي الفعلي للتأليف، وسقطت مناورات عدة لجأ اليها مختلف الأطراف عبر مجموعة من السيناريوهات الغريبة والعجيبة لِما فيها من شروط وشروط مضادة لا يمكن ان تقود الى التأليف مهما طال الانتظار.

وعليه، وأمام حجم التطورات المتوقعة على أكثر من صعيد، فقد طرحت مجموعة ملاحظات تقود تدريجاً الى التحولات الجدية التي أطلقت موجة من التفاؤل لا بد من الإشارة اليها، نظراً الى عوامل عدة داخلية وخارجية أعاقت مهمة الرئيس المكلف الى الآن، ولا يمكن لأحد ان يصدق ان هذه العوامل ما زالت داخلية بحتة. فالخيط الرفيع الفاصل بين العراقيل الداخلية والخارجية يكاد الّا يكون مرئياً سوى عند البحث في نوعية الحراك الدولي الذي يساعد على توفير الأجواء الملائمة للإسراع في تأليف الحكومة.

ويقول العارفون انّ مضمون التقارير المالية والإقتصادية التي وضعت بين أيدي المسؤولين مشفوعة بالمواعيد المقبلة للعقوبات الأميركية على إيران وحلفائها في المنطقة، ومنها لبنان، وبالتشدد الأميركي تجاه تصرفات بعض أهل الحكم، ينذر بكثير من الضغوط، ليس أقلّها الحديث المتجدد عن عقوبات جديدة ستطاول بعض المسؤولين اللبنانيين في كل القطاعات الحكومية والسياسية والحزبية وصولاً الى الديبلوماسية، ما يُنذر بحصار كبير لا يستطيع أهل الحكم ان يواجهوه متفرقين، وبات لزاماً عليهم التعاون والتعاضد لمواجهة الآتي من استحقاقات اقتصادية وسياسية وديبلوماسية، وربما أمنية، وهذه الاستحقاقات لا يمكن تطويقها او التخفيف من وطأتها بالاتكال على نظرة المجتمع الدولي الموضوعية الى لبنان وتغاضيه عن كثير من المخالفات المرتكبة طوال السنوات الماضية، والتي تفاقمت في الأسابيع الأخيرة على اكثر من مستوى وباتت على قاب قوسين او ادنى من الانفجار في وجه الجميع، ما يفرض عليهم وقف كل أشكال المناورات. فالتذاكي على المجتمع الدولي بقرارات من مثل «حرص لبنان على سياسة النأي بالنفس» تجاه بعض القضايا الإقليمية والدولية لم يعد مجدياً، وإخفاء كثير من الصفقات الداخلية لم يعد ذي نفع لأنّ هامش الحركة بات ضيقاً الى درجة كبيرة، وهناك قرارات صعبة على لبنان اتخاذها في مجالات عدة ولا يمكن تأجيلها. ولقد تولّد اقتناع بضرورة الشروع في تأليف الحكومة التي يحتاج اليها الجميع بلا استثناء. فلا أهل الحكم في منأى عن العقوبات المقبلة، ولا «حزب الله» سيكون مرتاحاً الى ما هو منتظر من إجراءات متشددة. وبات الإستقرار الذي يتغنّى به المسؤولون على المحك، الامر الذي لا يمكن استيعابه بلا حكومة كاملة المواصفات يفترض انها باتت قريبة الولادة ولن يحول دونها خلاف على حقيبة من هنا وأخرى من هناك. فكل المخارج متوافرة ولا تحتاج إلّا الى تظهير، على حد ما يجزم مرجع أمني وسياسي كبير.

 

حكومة الحريري الثالثة: ثقة «قيد الدرس»!

ملاك عقيل/جريدة الجمهورية/السبت 13 تشرين الأول 2018

بالتزامن مع بحث الرئيس المكلّف سعد الحريري المستمرّ عن تشكيلة وزارية تضمن قيادته «الآمنة» لحكومة تواكب العهد حتى أيامه الأخيرة، يهمّه ضمان الحصول على ثقة نيابية تبعد عن حكومته الثالثة شبح التطيير أو التعطيل، والأهم حكومة منتجة حذّر باكراً من أنه لن يسمح بتحوّلها «حلبة ملاكمة»! إعتُبِرت حكومة الحريري الثانية، والاولى في عهد رئيس الجمهورية ميشال عون في كانون الاول 2016، الحكومة الأسرع في التكليف والتأليف منذ العام 2005، حيث استغرق تأليفها شهراً ونصف الشهر فقط.

تفاؤل الحريري المفرط والمتكرّر، منذ التكليف الثالث، لم يجنّبه المحظور. حكومته محاصرة منذ خمسة أشهر بالشروط والسقوف العالية، و«الثقة» الموعودة في مجلس النواب ستبقى أسيرة حسابات اللحظة الأخيرة، طالما أنّ هناك مَن لا يزال يلوّح له بإمكانية سقوط حكومته في مجلس النواب إذا صدرت مراسيم الحكومة «على زغل». لم يتردّد الوزير جبران باسيل في قولها كما هي: «لا مهلة للرئيس المكلف لتشكيل للحكومة، ولكن الأكيد أنه يضع مهلة لنفسه، وفي نهايتها يذهب بالتشكيلة الى المجلس النيابي فإما تنال الثقة بالإجماع أو بالأكثرية، وإما تسقط وتكون رسالة من المجلس الى رئيسَي الجمهورية والحكومة أنها حكومة غير مقبولة، وفي هذه الحالة نعود ونسمّي الرئيس الحريري، ولكن على قواعد أخرى نتّفق عليها لكي تنال هذه الحكومة الثقة». أما إحتمالُ بقاء فريق رئيس الجمهورية خارج الحكومة، كما لوّح باسيل، فيصفها العارفون بـ «الدعابة»!

ثقة قياسية نالتها حكومة الحريري الأولى في كانون الأول 2009 بلغت 122 نائباً، بعد إعتذار عن التأليف ليعاد تكليفه مجدداً. كواليس «الشيخ» في الأشهر الماضية كانت تنفي دوماً إحتمال تكرار هذا السيناريو. «إما تشكيلة ممهورة بتوقيعي، وغير مفروضة عليّ وعلى فريقي السياسي، وإما الإعتذار والإنكفاء». الاحتمال الثاني لم يراود الحريري حتّى في عزّ إستيائه «ممّن يحاول أن يضع «دفتر شروط» لمهمّتي كرئيس مكلّف لتأليف الحكومة».

حكومة الحريري الثانية نالت ثقة 87 نائباً من أصل 92 حضروا الجلسة في كانون الاول عام 2016. نواب «الكتائب» الثلاثة سامي الجميل ونديم الجميل وسامر سعادة حجبوا ثقتهم عن الحكومة، فيما إمتنع نائب «الجماعة» عماد الحوت عن التصويت تماماً كما الحكومة الأولى. النائب خالد الضاهر، الذي كان علّق عضويّته في تيار «المستقبل»، لم يساير الحريري حتى بصوته! بعد ما كلّفه رئيس الجمهورية، في ضوء تأييد 111 نائباً، إكتشف الحريري باكراً أنّ ولادة حكومته لن تكون سهلة أبداً، خصوصاً أنها ستكون «حكومة كل العهد».

يقول عارفوه إنه «حاول منذ الأيام الأولى للتكليف حَشِر الجميع بتعميم أجواء تفاؤل مقصودة لإقفال الطريق على المطالب التعجيزية، خصوصاً أنّ نتائج الانتخابات النيابية، كانت تسمح بهامش مناورة كبير ولأنّ حكومته ستكون «الضحية» لأولى ترجمات الإنتخابات على أساس النسبية، والدليل تقاطع القوى السياسية كافة عند جملة واحدة: «إحترام نتائج الانتخابات النيابية»! وباكراً جداً إقتنع الحريري أنّ «اللغمَ الفعلي أمام ولادة حكومته هو حصة العهد وفريق رئيس الجمهورية التي قد تأتي على حسابنا جميعاً»، كما ردّد دوماً، إضافة الى توجّسه من انهيار «أساسات» اتّفاق معراب وتداعياته على مفاوضات الأحجام داخل الحكومة! بالتأكيد، الثقة التي ستنالها حكومة الحريري الثالثة سترتبط بأكثر من عامل ومعطى لكنّ الأساس هو عامل التمثيل وتوزيع الحصص والحقائب داخل الحكومة، خصوصاً أنّ ثمّة متضرّرين قد يحجبون الثقة عن حكومته.

«حزب الكتائب» الذي سلك درب المهادنة «الغاندية» منذ فرز نتائج صناديق الاقتراع هو مثال على ذلك. فـ «حرب» الأحجام والحقائب التي اندلعت بين «التيار الوطني الحر» و»القوات اللبنانية»، ونظام «المبادلة» بين رئيس الجمهورية وقوى سياسية، لا يسمحان بالحديث عن ترفِ ترك مقعد، ولو بلا حقيبة، لـ «الكتائب». لذلك قد تدشّن الصيفي معارضتها بحجب الثقة عن الحكومة!

يمكن التسليم بأنّ ليس جميع القوى والنواب الذين سمّوا الحريري سيمنحون الثقة لحكومته بالضرورة عند مثولها أمام مجلس النواب... أو بالعكس! وفق المؤكّد ستمنح الكتل النيابية التالية ثقتها لحكومة الحريري الثالثة: كتلة «المستقبل» (20 نائباً)، كتلة «الجمهورية القوية»-القوات اللبنانية (15 نائباً)، «كتلة لبنان القوي» (29 نائباً بينهم «الطاشناق»)، كتلة الرئيس نبيه بري (17 نائباً)، كتلة النائب تيمور جنبلاط (9 نواب)، كتلة «المردة» (3 نواب).

ووفق المعلومات، فإنّ «حزب الله» (14 نائباً) لن يحجب الثقة عن حكومة سيتمثل فيها بحقيبة وازنة، ورافعاً فيها شعار «مكافحة الفساد»، للمرة الأولى منذ دخوله المعترك السياسي، مع العلم أنه صوّت لحكومتي الحريري الاولى والثانية، ما يرفع عدد مانحي الثقة للحكومة الى 107 أصوات.

وأصوات نواب «الكتائب» (3) إضافة الى النواب المستقلّين (7 نواب) و«التكتل الوطني» (7 نواب) وكتلة الرئيس نجيب ميقاتي (4 نواب) و»الحزب القومي» (3 نواب)، تبقى ضمن بلوك الأصوات المتأرجحة التي بأكثريتها قد تمنح الثقة لحكومة الحريري، فيما يرجّح أن يحجبها «القومي» في حال عدم تمثله في الحكومة وعدد من النواب السنّة الناقمين من الاستبعاد. ويبدو أنّ الحريري يولي أهمّية لخروج حكومته من جلسة مناقشة البيان الوزاري بثقة نيابية تلامس تلك التي حصلت عليها حكومتُه الأولى، فيما عناوين البيان الأساسية تُطرح بالتوازي مع «وجعة رأس» الحقائب والأحجام، في ظلّ رهان قريبين من الحريري على نيل حكومته ثقة قياسية. أما سقوطها تحت قبة البرلمان فلن يكون سوى الواجهة لـ «مشكل» وليس لتكليف آخر للحريري.

 

سنتان من عمر العهد!

ريمون شاكر/جريدة الجمهورية/السبت 13 تشرين الأول 2018

تأتي الذكرى الثانية لانتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية، فـي مرحلة هي من أصعب المراحل التي تمرّ بها البلاد والـمنطقة. فالعدوّ الإسرائيلي، وعلى رغم نشر صواريخ «إس 300» الروسية فـي سوريا، لا يزال يهدّد بحرب إستباقية ضدّ ما وصفه النفوذ الإيراني فـي لبنان وسوريا وغزة، وبتدمير ما إعتبره مصنع سلاح إيرانياً أو أكثر يُقام على الأراضي اللبنانية فـي منطقة يسيطر عليها «حزب الله». وقال وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان إنّ إسرائيل لم تعد تميّز بين «حزب الله» ولبنان. هذه التهديدات لا تخيف اللبنانيين الذين تعوّدوا صلف العدوّ الإسرائيلي وخداعه، ولكنها تخيف المستثمرين والسيّاح وتؤثّر تأثيراً كبيراً على الحركة الإقتصادية. إلى جانب هذا التحدّي الخارجي الذي يواجهه العهد، إضافةً إلى العقوبات الأميركية المتوقعة على «الحزب»، هناك تحدٍّ داخلي لا يقلّ أهمية، لأنه يتعلّق بتشكيل السلطة التنفيذية. وكل المؤشّرات لا تبشّر بانفراج قريب، لأنّ التشكيلة الحكومية تتداخل فيها طموحات رئاسية وسلطوية، وعناصر محلية وخارجية متشابكة. فالبشرى التـي أطلقها رئيس الحكومة المكلّف من قصر بعبدا والذي حدّد مهلة عشرة أيام لولادة حكومة الوحدة الوطنية، نسفها وزير الخارجية جبران باسيل في اليوم التالي محدِّداً معايير جديدة في توزيع الحقائب لا تراعي المبدأ الذي إنطلق منه الحريري، وهو تشكيل حكومة متوازنة تحفظ خصوصية كل المكوّنات ولا تسبّب شرخاً عميقاً فـي مجتمعنا المشرذم. خلال السنتين المنصرمتيـن نجح العهد في ملفات عدّة وفشل فـي ملفات أخرى. أمّا أهمّ الإنجازات التي تحقّقت:

- تحرير الجرود من «داعش» و»النصرة»، وتحصين الوضع الأمني بفضل الجيش والأجهزة الأمنية.

- إنجاز قانون جديد للإنتخابات إعتمد «النسبية» للمرة الأولى بعد تأجيلها 3 مرات.

- إقرار الموازنة، بعد غياب 12 عاماً، وإقرار سلسلة الرتب والرواتب.

- التعيينات في المراكز العسكرية والأمنية بعد التمديد، وشملت أيضاً السلكين الديبلوماسي والقضائي كما بعض المراكز الإدارية.

- في المقابل، لم ينجح العهد بإلغاء المحاصصة والفساد. فبدل من أن يأتـي «التيار الوطني الحرّ» ببقية القوى إلى ملعب التغيير والإصلاح اللذين رفع شعارهما، ذهب هو إلى ملعبهم وشاركهم في لعبتهم التي أتقنوها وبرعوا فيها منذ زمن بعيد، وهي المحاصصة فـي التشكيلات، إلى التخبّط في ملفات الكهرباء والإتصالات والنفايات وغيرها، وما نتج عنها من هدر وفساد. كذلك حامت شبهات كثيرة حول فساد في عدد من المناقصات التي أجرتها بعض الوزارات.

- فشل العهد فـي إلزام «حزب الله» بوضع سلاحه تحت إمرة الدولة وبالإنسحاب من القتال فـي سوريا، وفـي إعادة العلاقات اللبنانية - العربية إلى سابق عهدها، بسبب تدخّل «الحزب» فـي سوريا واليمن. وهكذا، لـم يعد لبنان يتمتع بسياسة خارجية مستقلّة بل إنزلق فـي المحور المعادي للدول العربية والخليجية.

- أمّا الموازنة، فإنها أُقرَّت من دون قطع حساب، كما أنّ معظم الوزارات تجاوزت موازناتها المقرّرة، ما زاد العجز والمديونية. - وفي قانون الإنتخاب الجديد، فأول مَن طالب بتعديله هو الوزير جبران باسيل، وأول مَن نعاه الرئيس نبيه بري، وأول مَن رفضه الشعب وقاطعه.

ـ في مرسوم التجنيس الذي تضمّن أسماء مشبوهة وأخطاء إدارية فاضحة كشفها المدير العام للأمن العام، طُمس الملفّ وتوقف الحديث عنه.

- فـي ملفّ النازحين، بقيت الأمور على حالها ولا تزال أعداد العائدين رمزية، فـي ظلّ آليات عشوائية متّبعة لإعادتهم لا تختلف كثيراً مع السياسة الفوضوية التي انتهجتها الدولة منذ إنطلاق موجات النزوح.

- وفـي ملفات الكهرباء والماء والطرق والنفايات والإتصالات والتلوّث البيئي والوضع المعيشي، كان الفشل ذريعاً، ولم تعالج أيّ مشكلة يعاني المواطن منها.

- أمّا عن الحريات وعمليات التدجين ضدّ الناشطين والإعلاميين، فلم يتحمّل فريق العهد الصوت المُعارض ولم يوفَّق فـي مقاربة هذه المسألة الحسّاسىة التي تعني كثيراً اللبنانيين، من قضية مارسيل غانم إلى قضية أصغر ناشط سياسي وإعلامي إستدعاه القضاء.

- وكشفت السنتان المنصرمتان مدى عمق الهوّة بين «التيار» وبقية المكوّنات اللبنانية الأخرى، بدءاً بـ»القوات» و»الكتائب» و»الـمردة»، وصولاً إلى «المستقبل» و «أمل» و «الإشتـراكي».

- أمّا الوضع الإقتصادي، فازداد سوءاً ووصل إلى شفيـر الإنهيار في ظلّ غياب الخطّـة الإقتصادية الشاملة، واستمرار العجز والهدر والفساد، بالإضافة إلى تراجع النموّ، وتراجع الإنتاج فـي القطاعات الصناعية والتجارية والزراعية. لقد تخطّت البطالة الـ40 فـي المئة، وبحسب البنك الدولي وصلت إلى 60 في المئة فـي أوساط الشباب، وهناك 30 في المئة من اللبنانيين يعيشون تحت خطّ الفقر.

وبلغ العجز في موازنة 2017 أربع مليارات ومئتي مليون دولار، وهذا العجز سيرتفع في موازنة 2018 إلى نحو 6 مليارات من الدولارات، وهذا يعني أنّ الدين العام سيرتفع إلى نحو 85 مليار دولار، وربـما أكثر.

فـي الكلمة التي ألقاها بعد إنتخابه قال رئيس الجمهورية صراحةً إنه أتى«فـي زمن عسيـر»، مشيراً إلى ضرورة تخطّي الصعاب وليس التآلف والتأقلم معها. وفي «خطاب القَسَم» قال «إنّ الإصلاح الإجتماعي - الإقتصادي، لا يمكن له أن ينجح إلّا بإرساء نظام الشفافية عبر إقرار منظومة القوانين التي تساعد على الوقاية من الفساد وتعيين هيئة لمكافحته، وتفعيل أجهزة الرقابة وتمكينها من القيام بكل أدوارها». خلال سنتين، لا يجوز أن نحكم على العهد بالفشل، كما فعل النائب السابق وليد جنبلاط، ولكن كوننا حريصين على نجاح العهد وعلى تحقيق ما ورد فـي خطاب القَسَم، لأنه السبيل الوحيد لإنقاذ الوطن، فإننا نناشد فخامة الرئيس العمل على تطبيق شعار «مِن أين لك هذا»، ووضْع حدّ لجميع الذين يُمعنون في تشويه صورة العهد ولو كانوا أقرب المقرّبين إليه.

 

فرنسا: «سيدر» ليس عقد زواج قابل للطلاق

سابين الحاج/جريدة الجمهورية/السبت 13 تشرين الأول 2018

ما زالت مقررات مؤتمر «سيدر» قابعة في ثلّاجة إنتظار تأليف الحكومة، بينما جال مبعوث الموفد الرئاسي الفرنسي المكلّف متابعة تنفيذها السفير بيار دوكان، على القيادات اللبنانية في محاولة لتذليل العراقيل. وعلى هامش جولته، أكّد دوكان خلال جلسة مع صحافيين حضرتها «الجمهورية»، أنّ تأخير تأليف الحكومة لن يلغي مقررات «سيدر»، ولكنه قد يؤدي إلى عدم تنفيذها. وأوضح دوكان أنّ «الجهات المانحة لن تسحب تعهّداتها، إذ لديها رغبة كبيرة في مساعدة لبنان على نطاق واسع»، مطمئناً الى أنّ «سيدر ليس عقد زواج قابل للطلاق».

وقال: «سنواصل المهمة، خصوصاً أنّ لبنان في وضع طارىء ويحتاج لإصلاحات، وبموجب «سيدر» سيُمنح 11 مليار دولار إذا تمّت هذه الإصلاحات والمشاريع». وأكّد أنّ الحكومة الفرنسية لا تضغط على الدولة اللبنانية ذات السيادة لتنفيذ «سيدر» لكنّها «تردّد نصيحة ودّية على مسامع هذا وذاك بأن تنفيذه من مصلحتكم». وفي حين تجدر الإشارة إلى أنّ تشكيل الحكومة اللبنانية يشكّل الآلية الأساسية للبت بتنفيذ المقررات، شدّد دوكان على أنّ لبنان قد أضاع 6 أشهر، قائلاً: «لا يمكن أن نسمح لأنفسنا بخسارة 6 أشهر إضافية، فتشكيل حكومة جديدة هو المبادرة الأكبر، ولكن يجب التحضير لهذا اليوم، وهناك الكثير من الخطوات الممكن إتمامها». وأكّد أنّه قبل انعقاد «سيدر» إنصّب الإهتمام على منح المجتمع الدولي إشارات إيجابية تُظهر أنّ الطبقة السياسية اللبنانية مدركة وواعية. أمّا حالياً فالأمر يتعلق بكل بساطة باستقبال الاستثمارات في القطاعات المعنية، للبدء بالتنفيذ. وألمح إلى أنّ آليات التنفيذ في لبنان بطيئة ومعقّدة، متسائلاً: «هل من الضروري أن تخضع كل اتفاقية تمويل مشروع لقانون خاص بها». وأضاف: «هناك جهات دولية تُقرض المال، فهل نحن فعلاً بحاجة لعدد كبير من الاجراءات لتلقيه؟».

ولفت إلى أنّ الحكومة تطلب مساعدة المجتمع الدولي وتوقّع إتفاقات المشاريع التي يوافق على تمويلها قبل أن تحصل على موافقة البرلمان، ما يجعل طلبها للمساعدة واستجابة الدول المانحة قابلين للمماطلة أو حتّى للرفض، وهذه مفارقة». وتابع: «يمكن أن يستغرق اقرار المشاريع أشهراً أو حتّى سنوات». واستذكر دوكان بيان «سيدر»، الذي يؤكّد أنّ «الحكومة اللبنانية وبدعم من المانحين والمستثمرين تخطط لتبسيط إجراءات اعتماد المشاريع والموافقة عليها وتنفيذها، مستفيدة من التمويل الخارجي». وشدّد على أنّ تنفيذ هذا البند يصبّ في مصلحة لبنان.

وفي حين أشار إلى أنّ عقد «سيدر» قبل الانتخابات النيابية اللبنانية كان خياراً صائباً، خصوصاً أنّ بعدها لم يكن هناك حكومة، لفت إلى أنّ بعض الخطوات الممهّدة للبدء بتنفيذ ورقة «سيدر» نُفذت، ومنها اعتماد قانون للمياه وإقرار ميزانية 2019، في حين يُنتظر غيرها من مبادرات فعّالة. كما دعا إلى التفكير ببرنامج الإصلاح وتصنيف المشاريع الذي يمرّ بانتقاء الأكثر أهمية من بينها لتنُفّذ أولاً. وقال: «يجب البدء الآن».

وعن وضع لبنان قال: «نحن في عجلة وفي وضع طارىء ولكننا لسنا في كارثة أو أزمة، مشدداً على أهمية حصول لبنان على المساعدة الدولية وإتمام الإصلاحات. وقال: «يجب مساعدة لبنان، ونحن نستمر في التفكير بذلك، ولكن نحرص على أن تُصرف الأموال بالشكل الصحيح».

وأكّد أنّ فرنسا تشعر بخيبة أمل، لأنّها كانت تنتظر أن يتفق المسؤولون اللبنانيون عقب «سيدر» في وقت وجيز. ولكنه ألمح إلى أنّ «ما يريح كثيرون هو اقتناعهم بأن «لبنان هكذا»، في حين يرى غيرهم أنه غير قابل للاصلاح».

وأوضح أنّ جميع الأفرقاء في لبنان متوافقون على أهمية «سيدر»، ويطالبون حالياً بتنفيذه، «فلا أحد يرفض أو ينكر أهمية الاصلاحات، ولا يدور أي جدل حول جوهرها».

واعتبر أنّ «سيدر» تحوّل إلى عقد ثقة جديد بين لبنان والمجتمع الدولي، مذكّراً بأنّ إعلانه تطلب الكثير من العمل وقد نصّ على أنّ «الحكومة اللبنانية وبدعم من المانحين، ملتزمة بتحقيق هدف طموح وهو تعديل ميزانية الناتج المحلي الإجمالي بخمس نقاط خلال السنوات الخمس المقبلة، وذلك باستخدام مزيج من الخطوات والوصفات بما فيها زيادة الضرائب، ومراقبة الإنفاق مثل تخفيض التحويلات إلى كهرباء لبنان». إلى ذلك أشار دوكان إلى قطاعات ثلاثة تستهدفها الإستثمارات بالدرجة الأولى وهي الطاقة، والمياه وإدارة النفايات، يليها قطاع المواصلات.

وأكّد أنّ «الكهرباء هي أول قطاع للإصلاح من ناحية الأهمية»، لافتاً إلى أنّ «الهدف هو تأمينها 24/ 24، وخفض الإنفاق عليها لخفض العجز العام، فيربح الجميع».

وتحدّث المبعوث الفرنسي عن توازن يجب انشاؤه على جبهات ثلاث هي المشاريع، وتمويلها والاصلاحات، مؤكداً أنّه لا يمكن إهمال أي منها. وأوضح أنّ الاصلاحات هي تأمين إدارة جيدة لكل قطاع مستهدف. ولفت إلى أنّ أبرز وسيلة على طريق الإصلاح تكمن بإنشاء موقع على الانترنت ليتمكن الناس من متابعة سير المشاريع وتمويلها ومراحل تطورها، حفاظاً على الشفافية. وأوضح أنّ على السلطات اللبنانية إنشاء هذا الموقع بالتواصل مع البنك الدولي والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة. وختم قائلاً: «الجميع متوافق على سيدر، ولكن هل سينفذون؟».

 

اللويزة «قواتية»... و14 آذار تتقدم في «الأميركية»

ناتالي اقليموس/جريدة الجمهورية/السبت 13 تشرين الأول 2018

عرسٌ ديمقراطي شهدته أمس الجامعة الاميركية في بيروت (AUB) وجامعة سيّدة اللويزة (NDU)، أطلق خلاله الطلاّب العنان لمشاريعهم التطويرية ولآرائهم السياسية. معركة طالبية مزدوجة إنشغلت بها ماكينات الأحزاب، وقد أظهرت النتائج الاولية، فوز حزب «القوات اللبنانية» بـ26 مقعدًا منفرداً، في «اللويزة»، مقابل 7 مقاعد للتيّار «الوطني الحر» المدعوم من حركة «أمل» وبعض الاحزاب، ومقعدين لحزب «الكتائب اللبنانية». أما في «الاميركية»، 7 مقاعد لـ«القوات» و«المستقبل»، 6 مقاعد لـ»حزب الله» وحلفائه، 5 مقاعد للنادي «العلماني». وقد تعادل «المستقبل» و»العلماني» في أحد المقاعد، تُحسم نتيجته لاحقاً. في الظاهر كانت انتخابات طالبية، أمّا في الباطن أشبه بمعركة «كسر عضم»، وسباق على تثبيت الوجود بين الاحزاب المتنافسة، لم يوفّر خلالها المرشحون أي وسيلة لجذب الطلاب، من الاتصال بهم وحثهم على الحضور والاقتراع، إلى مرافقتهم تحت المظلة نظراً لرداءة الطقس، فيما رفع غالبيتهم لواء منع زيادة الأقساط ضمن برامجهم الانتخابية.

كيف بدا المشهد؟

في الـ AUB، حيث بلغت نسبة الاقتراع الـ63.7 في المئة بحسب بيان إدارة الجامعة، تَحالفَ «تيّار المستقبل» و«القوات اللبنانية» تحتَ شعار «Leaders of tomorrow» في وجه حلف حركة «أمل»، «حزب الله»، «الحزب التقدّمي الإشتراكي»، «التيّار الوطني الحرّ»، «الطاشناق»، «المردة»، «القومي السوري» تحت شعار «Students for change»، وفي وجه «النادي العلماني» تحت شعار «Campus Choice». دارت المعركة على محورين: الأول حول مجلس الكلية المُقسّم على سنوات الدراسة في كل كليات الجامعة والذي يُنتخب بالأكثرية، والثاني حول مجلس الجامعة الذي يضمّ 19 مقعداً يُنتخب على أساس النسبية مع صوت تفضيلي، وهو مقسّم على الشكل التالي: الهندسة 5 مقاعد، العلوم والفنون 5 مقاعد، إدارة الاعمال 3 مقاعد، الصحة مقعدان، الزراعة مقعدان، الطب والتمريض مقعدان.

أمّا في الـ«NDU»، التي تُعتبر مقلع المناصرين للأحزاب المسيحية، فقد غابت عنها التحالفات لانتخاب مجلس الطلّاب المكوّمن من 36 مقعداً، عبر اعتماد القانون النسبي مع الصوت التفضيلي. فمعظم الأحزاب تخوض معركتها منفصلة، «القوات اللبنانية»، «التيّار الوطني الحرّ»، «الكتائب اللبنانية»، مع وجود عدد من المستقلّين. وقد برزت مشاركة حركة «أمل» للمرّة الاولى في المعركة الطالبية عبر مرشحين لها. وبلغت نسبة الاقتراع 77.73 في المئة بحسب ما أعلنت إدارة الجامعة.

حركة «أمل»

«صوتك أمَلك». شعارٌ رافق طلّاب حركة «أمل» في معركتهم المزدوجة، مشكّلاً لهم جواز عبور لاجتذاب أصوات زملائهم. في هذا السياق، يعبّر مسؤول مكتب الشباب والرياضة في حركة «أمل» الدكتور علي ياسين في حديث لـ«الجمهورية» عن أهمية الاستحقاق، «انّها محطّة سنوية لتكريس عرس الديمقراطية. تجربة تُغني المخزون الثقافي لدى الطلّاب، وانّ السياسة هي فن الممكن، بعيداً من التعصّب، لذا نشجّع على تكريس الإنتخابات في الجامعات».

ويؤكّد ياسين أنّ الغاية من الانتخابات «لا أن نكون في مواجهة مع أحد الأحزاب إنما التهافت على خدمة الطالب».

وعن مشاركتهم في انتخابات اللويزة، قال: «هذه المرّة الأولى التي نقرّر فيها خوض التجربة الانتخابية في «اللويزة»، من منطلق إيماننا بأهمية الانتخابات، وهي تجربة ديمقراطية صرف، وليس الهدف أن نربح أو نخسر إنما أن نعلّم طلّابنا، في أي محيط وُجدنا فيه، أهمية التعاون مع الجميع بأجواء من الحرّية بعيداً من أي منطق مذهبي أو طائفي، بالإضافة إلى تحالفنا مع «التيار الوطني الحرّ»، مشيراً إلى انّ «هذه الخطوة هي الاولى من مسيرة ألالف ميل».

«التيّار الوطني الحرّ»

من جهته، أثنى مسؤول الجامعات الخاصة في قطاع الشباب في «التيّار الوطني الحرّ» مارك خوري على مشاركة حركة «أمل» في الانتخابات الطالبية عبر مرشحين لها، قائلاً في حديث لـ«الجمهورية»: «مشاركتها لا تشكّل إستفزازاً لأحد طالما هي حاضرة وبوسعها أن تحجز مقعداً لنفسها». منتقداً «المشككين والمحرّضين الذين استغلوا دخول «أمل» إلى المعركة بهدف تجييش الطلّاب واستمالة المزيد من الأصوات واللعب على الوتر الطائفي».، معلّقاً: «ولّى زمن الشرقية والغربية» ولفت خوري إلى انّ «التيّار الوطني الحرّ، يخوض معركته في «اللويزة» تحت شعار «We» (نحن) بدعم من الطاشناق، «أمل»، «حزب الله»، و«الحزب الديمقراطي اللبناني»، مشيراً إلى انّ «الإقبال على الاقتراع في «اللويزة» إختلف بين الكلّيات، بعضها لامس الـ90 في المئة، والبعض الآخر لم يبلغ الـ70 في المئة». اما عن تحالفاتهم في «الاميركية» إلى جانب «أمل»، «حزب الله»، «المردة»، «التقدمي الاشتراكي» و«القومي السوري»، فقال خوري: «انّه الحلف المعتاد وقد أُضيف إليه هذا العام إنضمام «الحزب التقدمي الاشتراكي». فلكل حزب حساباته الخاصة».

«القوات اللبنانية»

بهدف التوجّه للطلّاب بشكل مباشر، إختار حزب «القوات اللبنانية» شعار «You» (أنت)، للتركيز على الطالب كأولوية. فيوضح رئيس دائرة الجامعات الاميركية في «القوات اللبنانية» جومايك حشاش في حديث لـ«الجمهورية»: «نخوض المعركة في «اللويزة» منفردين، عبر 36 مرشحاً، ففي كل الكليات سنتواجد، وبرنامجنا يشمل كل الطلّاب بحسب خصوصية الكلية المتواجدين فيها». وأضاف: «رهاننا كبير جداً كي نثبت مرّة جديدة أنّ اللويزة عرين «القوات» خصوصاً وأنّها في العمق الكسرواني المسيحي». ويتوقف حشاش عند أبرز النقاط التي يتضمنها برنامجهم الإنتخابي، قائلاً: «مشكلة الأقساط تلازمنا منذ سنوات، إذ يدخل الطالب بكلفة معينة ثم تبدأ الأقساط بالارتفاع إلى حين يتخرّج، «بفوت ع أساس شي، بيضهر بأغلى بكتير!»، وتابع: «سبق وقدّمنا للإدارة إقتراحاً بتجميد الأقساط، وأنّ أي زيادة قد تُستجد يجب أن تقتصر على الطلّاب الجدد، لذا سنعمل على تحقيق هذا المطلب».

«التقدّمي الاشتراكي»

بعد إعلانه الإنسحاب من الانتخابات الطالبية العام المنصرم، عاد الحزب «التقدمي الاشتراكي» ليخوض غمار المعارك الطالبية في معظم الجامعات. في هذا الاطار، يوضح مفوض الشباب وأمين عام منظمة الشباب «التقدمي الاشتراكي» محمد منصور لـ«الجمهورية»: «سبق وانسحبنا من الانتخابات لانها كانت تُخاض على أساس «مقعد بالزايد، مقعد بالناقص»، وليس بناء على برنامج عمل واضح يخدم الطلّاب. امّا هذه السنة وقد عُدنا لنخوض الانتخابات موضحين لحلفائنا منذ البداية انّ الطالب هو الغاية الأساسية، ومن هنا بنينا تحالفاتنا في الجامعات كافة، وهذه التحالفات لا تحمل رسالة سياسية إنما عبارة عن تلاقٍ بين الطلاب على خطة العمل التي سننفذها». وشدّد منصور على أهمية التعاون بين الطلّاب بصرف النظر عن الرابح، «سواء ربحنا أم خسرنا سنمدّ يد التعاون للفريق الآخر من أجل تحسين ظروف الطالب الذي غالباً ما يدفع الثمن». معرباً عن أسفه «لكون مجلس الطلّاب في معظم الاحيان مجلس شكلي يعجز عن تحصيل أي مكسب أو الدفاع عن واقع الطلّاب»

«تيّار المستقبل»

تحت عنوان «Leaders of tomorrow»، هندس «تيّار المستقبل» معركته كتفاً إلى كتف مع «القوات»، وفي قرارة نفسه انّ الـ AUB صورة مصغّرة عن لبنان، حيث خليط الاحزاب، الثقافات، والديانات. وعلى حدّ تعبير مسؤول الجامعات الخاصة في «تيّار المستقبل» بكر حلاوي: «المعركة تعني لنا الكثير، وتحالفنا مع «القوات» ثابت عمره أكثر من 10 سنوات، ولهذه المعركة دلائل كبرى، تُظهر متانة التحالفات وأحجامها. فالجامعة الاميركية من المؤشرات التي يمكن الإستناد إليها لمعرفة مزاج الشارع اللبناني ونبض شبابه».

«الكتائب اللبنانية»

من جهته يؤكّد رئيس خلية طلّاب «الكتائب» في «اللويزة» انطوان معوّض في حديث لـ«الجمهورية» على أهمية الاستحقاق، قائلاً: «محطة سنوية تضع الطالب أمام مسؤولياته. من جهتنا نخوض المعركة منفردين، وغايتنا الأساسية مصلحة الطالب وخدمته بأوسع قدر ممكن».

وأضاف: «هدفنا إيصال أكبر عدد ممكن من الطلّاب إلى المجلس بهدف رفع الصوت إلى الإدارة. لذا نصّب كامل طاقتنا لتوسيع حجم تمثيلنا لأكثر من مقعدين من أصل 43 مقعداً، بحسب نتائج السنة الماضية. من هنا دعونا الطلّاب للمشاركة بكثافة، ففي نهاية المطاف علينا التعبير عن رأينا بصرف النظر عن تنوع إنتماءاتنا وتوجّهاتنا».

«لا أحد يُحجّمنا»

وليلاً، هنأ رئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري الفائزين من تيّار «المستقبل» في «الاميركية» قائلًا لهم: «ألف مبروك لكم، ونحن نرفع رؤوسنا بكم، أنتم الشباب وأنتم مستقبل هذا البلد». وأضاف: «دائماً كانت هناك محاولات لتحجيم «المستقبل» لكنكم أثبتم لهم العكس، اليوم في «الأميركية»، وقبلها في «اللبنانية الأميركية»، وإن شاء الله هذا التحالف مع «القوات اللبنانية» سيبقى معتمداً في باقي الجامعات». وسط الكباش الطلاّبي المحتدم، تتجّه الأنظار إلى جامعة «اليسوعية» التي سيكون طلاّبها على موعد مع الانتخابات في 27 الشهر الجاري.

 

"الغضب الكبير" أصاب باسيل و"الوطني الحر"... ومناورة

أنطوان الأسمر/اللواء/13 تشرين الأول 2018

في أسبوع واحد، أطل جبران باسيل مرتين. الإطلالتان مدروستان توقيتاً ومضموناً. هو أراد بكل وضوح أن يضع خطاً فاصلاً بين مرحلتين:

١-أولى حفلت بالمناورات المكشوفة لتضخيم احجام وتقليص أخرى، بغية وصول القوى المناوِرة الى ما تعتبره «حقاً وزارياً بضمانة نتائج الانتخابات النيابية».

٢-وثانية هي في الحقيقة نتيجة بلوغ النضوح الحكومي، حيث توضّحت المناورات وتكشّفت الاحجام وفُصِل الغثّ عن السمين.

أراد باسيل في الاطلالتين إيضاح هذه الصورة تحديدا. لا وقت بعد اليوم لمناورات الخداع والتضليل، وخصوصا البروباغندا بنسخها الغبية.

من تسنى اللقاء به بين الاطلالتين، وجده صافي الذهن وعلى يقين بأن كلامه لا بد أن يسرّع الولادة الحكومية.لماذا؟ هو رسم خطاً سميكاً أحمر بين المرحلتين سيسهم ايجاباً في تصفية النوايا .. والمناورات، بما يساعد رئيس الحكومة المكلف في الإنطلاق نحو خط النهاية، متحررا من الاغلال والاثقال التي حملها وحُمِّل بها على مدى الاشهر الفائتة.من هذه الأثقال ما حمله سعد الحريري طوعا، ومنها ما فرضته عليه معادلات داخلية وخارجية، إختار ان يحملها كلها، رغبة منه في تسهيل التشكيل.

أصاب باسيل هدفه في المرتين. ظنّ الحريري او صُوِّر له أنه المستهدف منهما. الحقيقة ان المستهدف الوحيد هو من ناور وضخّم حجمه وأفاد من البروباغندا ليصيغ ذاته ضحية جبران باسيل، رائد الإقصاء وسيّده! المناوِر الاكبر هنا هو القوات اللبنانية. لذا كان باسيل واضحا وقاطعا في التصويب على إستراتيجيتها القائمة على إلتحاف ثوب الضحية (!)، وتكبير حجم المطالب كي تصل في نهايتها الى مطلب الوزراء الأربعة، بحيث يصير في قدرتها القول إنها ضحّت من أجل تسهيل التشكيل فتصير عرابة الولادة الحكومية. وهو ما فعلته، بدءا من مطالبتها بستة وزارات فخمسة، إنتهاء بالمطلب الحقيقي. ما فعله باسيل هو أنه كشف للرأي العام هذه الحقيقة (غير) العرجاء، فإستجلب لنفسه ولقواعد التيار الوطني الحر، وخصوصاً رئيس الجمهورية، الغضب الكبير. إتضح بنتيجة هذا الأمر، أن أعلنت القوات اللبنانية حقيقة موقفها من حصة الرئيس. هي أنكرت عليه هذا الحق (بيان فادي سعد الذي عاب على ميشال عون المطالبة بحصة رئاسية وهو الذي أنكرها سابقا على ميشال سليمان، في حين ان الحقيقة تكمن في ان عون طلب ادراجها في الدستور وتكريسها حقا رئاسيا لا عرفا ولا -والأهم- تسوّلا)، المكرّس أصلا في تفاهم معراب ووثيقته السياسية التي تطالب القوات مع كل طلعة ضو بإحترامها وإلتزام بنودها! باح باسيل بالمثير لمن إلتقاهم بين الإطلالتين. إستفاض في تفسير ما قاله في المؤتمر الصحافي، من غير ان يحجب اشد استغرابه من اتهامه بعرقلة العهد! أ-فنّد المعيار الماتيماتيكي المحض الذي وضعه (وزير لكل ٥ نواب)، حيث لا تذاكٍ ولا سلب حقوق. وهذه المعادلة الوحيدة القادرة على إنتاج حكومة سوية من ٣٠ وزيراً تحتوي كل القوى وتمثّلها تمثيلاً نسبياً عادلاً بلا غبن او تضخيم. ب-شرح اهداف الحملة الممنهجة الذي يتعرض لها، داخليا واسرائيليا وخارجيا، إثر فضحه نوايا بنيامين نتانياهو ومراميه، وكشف الكثير من الوقائع مما لا يحتمل النشر نظرا الى دقة الموضوع وحساسيته وإرتداداته. شيء واحد قد يصلح للنشر: ثمة تقاطع محلي -اسرائيلي واضح المعالم. ج-تحدث عن مضمون لقاءاته في الأمم المتحدة، وتحديدا مع دايفيد ساترفيلد. النتيجة مطمئنة نسبيا في ملف النازحين ومقلقة كثيرا مما هو آتٍ من ضغط داخلي وخارجي. اما مع الملك الاردني فمعبر نصيب كان له النصيب الاهم في اللقاء.

د-تناول الدعوات الى القمة العربية الاقتصادية في كانون الثاني المقبل، متوقفا تحديدا عند مسألة سوريا.

هـ-تطرق الى الرغبة الفرنسية التي وصلته في ان يكون حاضرا في لقاء القمة بين ميشال عون وايمانويل ماكرون. الامر الذي حرص على حصوله امس رغم زحمة مواعيده في الكويت فالأردن حيث اودع تباعا الامير والملك الدعوتين بإسم رئيس الجمهورية.

و- (قد تكون النقطة الأهم)رفض رفضا قاطعا اي غمز او لمز عن علاقته بسعد الحريري، لا قبل التفاهم ولا بعده، ولا خصوصا في مرحلة محنته في تشرين ٢٠١٧. يزداد حرصه على تمتين هذه العلاقة وتصليبها. لماذا؟ هذه قصة أخرى قائمة بحد ذاتها، تروى في وقتها!

 

'الخاشقجيون'

فارس خشّان/الحرة/13 تشرين الول/18

كثيرون ممن يحملون في هذه الأيام قضية الاختفاء الدراماتيكي للصحافي جمال خاشقجي، لا يفعلون ذلك، حبا بالحرية، بل كرها بالسعودية.

كثيرون من هؤلاء سبق لهم أن تقدموا صفوف من تولوا تسخيف جرائم مرعبة حصلت في لبنان، ومنها على سبيل المثال لا الحصر، اغتيال الصحافيين سمير قصير وجبران تويني ومحاولة اغتيال الإعلامية مي شدياق.

وبطبيعة الحال، لم يثر اهتمام هؤلاء ما نسب إلى إيران من أدوار في اغتيال معارضين لنظامها في الداخل والخارج، ولا عملية جرى إحباطها كانت تستهدف بها الاستخبارات الإيرانية التي تتخذ من بعض سفارات نظامها مقرا لها، اجتماعا مناهضا انعقد في 30 حزيران/يونيو في شمال باريس.

للعالم الثالث نظام عقوباته، فـ"المتآمر" يستحق الإعدام من دون حاجة إلى محاكمات وحتى نقاشات

هذه الجولة السريعة، لا تستهدف مطلقا التخفيف من حجم "اللغز التراجيدي" الذي يخفي جمال خاشقجي ـ حيا أو شهيدا ـ بل تطمح إلى إيجاد إطار سليم للمسألة.

في واقع الحال، فخاشقجي، بغض النظر عن الأبعاد الجنائية لقضيته وسلامة الأدلة التي تجرم هذا أو ذاك، هو ضحية نهج خطر وصل إلى أوروبا، حيث قتل أخيرا وفي أقل من سنة واحدة ثلاثة صحافيين كانوا يعملون على كشف فضائح فساد.

ولا يمكن أن تثمر قضية خاشقجي إيجابيات إذا ما تركت للصراع السياسي المفتوح بين دول متصارعة ومحاور متنافسة، لأنه والحالة هذه سيدور عليها دولاب الزمن ويسحقها، إذ سيتم إدخالها في لعبة المصالح وفي معادلات المقايضة.

وهذا يستدعي إدراج ملف خاشقجي في إطار قضية كبرى وحساسة وواجبة، وهي حصانة المعارضين عموما والصحافيين خصوصا.

وثمة من يعتقد أنه لو تعامل المجتمع الدولي بصرامة مع من مد يده الإجرامية، سواء كان نظاما أو كيانا أو جماعة، على سمير قصير، مثلا، لما كان هناك اليوم ملف يحمل اسم جمال خاشقجي.

ولا يغيب عن بال أحد أن الأنظمة والجماعات السياسية، مثلها مثل الأفراد، يقلد بعضها البعض الآخر، وتسمح لنفسها ما سمح غيرها لنفسه به في سياق ما تسميه "ضرب المتآمرين".

وللعالم الثالث مصطلحاته، فـ"المتآمر"، هو كل معارض وكل من يتعاطف مع معارض وأحيانا كل من يشاهد قناة تلفزيونية أو يستمع إلى محطة إذاعية أو يقرأ صحيفة إلكترونية تستضيف معارضا.

كما أن للعالم الثالث نظام عقوباته، فـ"المتآمر" يستحق الإعدام من دون حاجة إلى محاكمات وحتى نقاشات.

ولا يغيب عن البال أن في العالم الثالث نوعا فريدا من القادة، فهم ليسوا حكاما بل آلهة، تماما كحكام الشرق في التاريخ. رؤيتهم ليست سياسية بل هي رؤيا "ربانية"، وكلمتهم ليست نتاج تفكير بل هي منزلة من السماء، ومعارضوهم لا يملكون نظرة مختلفة لأوطانهم، بل هم مرتدون ويلبسهم الشيطان ويستحقون الموت.

لا يمكن أن تثمر قضية خاشقجي إيجابيات إذا ما تركت للصراع السياسي المفتوح بين دول متصارعة ومحاور متنافسة

وإذا لم يدرج ملف خاشقجي، في إطار وضع حد فاعل لنهج استهداف المعارضين، جسديا ومعنويا، فإن الإنسانية ستفجع بملفات مأساوية مماثلة مع إشراقة كل شمس وسوف تتمدد إلى بقاع لم يحسب أحد أنها يمكن أن تكون مسارح جريمة.

وفي هذا السياق، لا بد من اعتبار ملف جمال خاشقجي نقطة بداية لورشة كبرى، تبدأ بجلاء ملابسات ما حصل معه واقتياد الفاعلين والمحرضين إلى المحاكم المناسبة، وإعادة الاعتبار إلى ملفات يراد لها أن يطويها النسيان كملفات قصير وتويني وشدياق في لبنان، وإخراج المعارضين السياسيين وأهل الكلمة وأصحاب الرأي من المعتقلات، وإعادة صوغ المعاني الصحيحة لمصطلحات المتآمر والمعارض والإله والحاكم وخلافها الكثير الكثير.

وهذا كله يستدعي، قبل أي شيء آخر، قيام منظمة دولية تفصل بين المصلحة من جهة والمبدأ من جهة أخرى. فكابح التغيير، في الوقت الراهن، يتمثل في قيادات الدول الديموقراطية نفسها، حيث يقدم الحكام النفعية على المبدئية ويفضلون التدفق المالي على انتشار المبادئ ويضحون بمئات آلاف الضحايا من أجل مستثمر واحد.

طبعا، بمعايير هذا الزمن، ما ورد في هذا المقال هو حلم؛ ولكن، إذا بقي هذا الحلم مجرد حبر على ورق فإن جميع من يجرؤ أن ينطق بـ"لا" هم على درب سمير قصير وجمال خاشقجي سائرون! وكثير من هؤلاء هم اليوم في موقع من تحميهم موالاتهم كما كانت عليه يوما حال.. خاشقجي.

 

أميركا تحتاج إلى تحالف عالمي لمواجهة هجمات روسيا السيبرانية

جيمس ستافريديس/الشرق الأوسط/13 تشرين الأول/18

رغم أن القرصنة الإلكترونية الروسية كانت من التهديدات القائمة والمستمرة لعدة سنوات حتى الآن، إلا أن الأيام القليلة الماضية قد سلطت المزيد من الضوء بنطاق واسع على الجرائم السيبرانية الروسية الموجهة ضد الولايات المتحدة الأميركية ومنظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) والمنظمات الحكومية من مختلف أرجاء العالم. ويأتي على رأس القائمة الكشف الأخير عن محاولة الهجوم السيبراني على منظمة حظر الأسلحة الكيماوية، والتي أشرفت على جهود التحقيقات في استخدام الذخائر والأسلحة الكيماوية المحظورة من قبل نظام الديكتاتور السوري بشار الأسد، المدعوم من الكرملين، في سوريا. وكشفت أجهزة الاستخبارات الهولندية والبريطانية عن هذه المؤامرة ومن ثم إحباطها، وأسفرت عن اعتقال أربعة رجال يُقال إنهم أعضاء في وكالة الاستخبارات العسكرية الروسية.

وعلى نحو مماثل، وجهت وزارة العدل الأميركية الاتهامات ضد سبعة من عملاء الاستخبارات الروسية تتعلق بالقرصنة على منظمات مكافحة المنشطات الدولية، الأمر الذي أثار غضب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بسبب ما تمخض عنه الأمر من حرمان الرياضيين الروس من المشاركة في أولمبياد عامي 2016 و2018. وفي يوم الخميس الماضي، تعهد وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس بمزيد من الدعم الأميركي لجهود حلف الناتو في مواجهة القرصنة السيبرانية الروسية، وهو ما يعد رداً على الهجمات الروسية المزعومة على الحلف وقواته في الأعوام الأخيرة.

ولتفهم جهاز الإنترنت الروسي بأسره لا بد من تقدير كونه نتاج التعاون الوثيق بين القطاعين العام والخاص في روسيا. ولا يتعلق الأمر بأن هناك نشاطاً هجومياً روسياً من قبل الكرملين عبر الهياكل العسكرية والمدنية التقليدية مثل الاستخبارات العسكرية الروسية، وفقاً لمعلومات استخباراتية غربية، فإن الكرملين يستخدم شبكة منظمة بشكل هائل من المجرمين الإلكترونيين الذين يُكلفون بتنفيذ هذه الأعمال والمهام الوضيعة. وينبغي أن نفكر في الأمر على أنه الإصدار الحديث من «خطابات مارك» التي كانت الدول تصدرها في قبل عدة قرون بشأن السماح للمدنيين بشن أعمال القرصنة البحرية على سفن الأعداء. وكان السير البريطاني فرانسيس دريك من أبرز الأمثلة المثيرة على مثل هذه الاستراتيجية.

والرئيس بوتين، الذي يقدر بدرجة عميقة كافة أشكال ما يسمى بالحرب غير المتناظرة، قد سعى من جانبه ومنذ فترة طويلة إلى تقويض أركان القوى الغربية، وتقويض أركان حلف الناتو، وغرس بذور الفرقة والشقاق بين الولايات المتحدة وحلفائها في أوروبا، وتعزيز المصالح الروسية على مستوى العالم. وهي أيضاً من بين السبل التي يستغلها الرئيس الروسي في تأييد قاعدة الدعم الشعبية التي يحظى بها في بلاده التي تشهد فيها شعبيته انخفاضاً غير مسبوق في الآونة الأخيرة.

وفي حين أن الجانب الأميركي، وبطبيعة الحال، على وعي تام بجهود الكرملين الرامية إلى تقويض أسس الديمقراطية في الولايات المتحدة خلال انتخابات الرئاسة السابقة في عام 2016، فإن روسيا قد فعلت الشيء نفسه في مختلف أرجاء أوروبا في جزء من استراتيجية روسية واسعة النطاق.

لذلك، ما الذي يمكن للولايات المتحدة وحلفائها فعله رداً على ذلك؟ هناك أربع مهام رئيسية: الكشف، والرد، وإعادة البناء، والانتقام.

لا بد أن نبدأ بالكشف عن مدى الأضرار التي لحقت بنا من أنشطة الحكومة الروسية الخبيثة، وكذلك من جانب الوكلاء الخاضعين لسلطتها أيضاً. وهذا يعني تدشين حملة عامة وفعالة لمواجهة النشاط الروسي ونقل الأمر برمته إلى الإعلام. إن المؤتمر الصحافي البارز لوزارة العدل الأميركية، الذي شهد تغطية إعلامية واسعة النطاق، والذي تم فيه الإعلان عن توجيه الاتهامات للعناصر الروسية، هو من أبرز الأمثلة على ذلك. وفي حين أن هناك درجة من التردد المقبول فيما يتعلق بالمعلومات السرية والكشف عن الكثير مما نعرفه على المجال العام، فلا يزال هناك متسع لبذل المزيد من الجهود العدائية لتسليط المزيد من الأضواء «الفاضحة» على الأنشطة الروسية غير البريئة. وليس فقط من جانب الولايات المتحدة وحدها، بل إن الإنتربول وغيره من منظمات إنفاذ القانون الدولية الأخرى يمكن أن تكون مفيدة للغاية في هذه الجهود.

وبالإضافة إلى مجرد الكشف ببساطة عن مجال الأنشطة الروسية، فإننا في حاجة إلى الرد بقوة وفق التنسيق مع حلفائنا. ولا بد لذلك أن يشمل المطالبة العلنية بوقف السلوكيات الروسية من خلال إصدار البيانات من قبل المنظمات الدولية ومن حلف شمال الأطلسي إلى منظمة الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية التي تعرضت للهجمات الروسية. ويحتاج الغرب إلى الإعراب بوضوح أنه سوف تكون هناك عواقب وخيمة إذا ما استمرت السلوكيات الروسية العدائية ولم تتوقف، مع إظهار المقدرة على شن الهجمات السيبرانية المضادة عبر الإنترنت، والتأكيد على أن ردود فعلنا قد تتجاوز مجرد الرد على الفضاء السيبراني فحسب – وأعني فرض العقوبات الاقتصادية، وطرد الدبلوماسيين، وغير ذلك من الإجراءات.

ثالثا، نحتاج إلى إعادة بناء هياكلنا الدفاعية. وهذا يعني الكونغرس، والمؤسسة العسكرية، ووكالات الاستخبارات، وتكريس المزيد من الموارد للدفاعات السيبرانية المحلية، وإنشاء ما يُعرف بالقوة السيبرانية (وهي القوة الضرورية في هذه اللحظة الحاسمة من قوة الفضاء الجديدة لدى إدارة الرئيس دونالد ترمب)، والتي عمل بشكل وثيق مع حلفائنا، وشركائنا، وأصدقائنا في الخارج بغية تنسيق الأساليب الدفاعية، وتقديم الخبرات السيبرانية إلى أوثق الحلفاء لدينا خارج الكتلة الأوروبية مثل اليابان ودول الخليج العربية التي قد تواجه التهديدات السيبرانية الروسية كذلك.

وأخيراً، قد تحتاج الولايات المتحدة وحلفاؤها إلى الانتقام بطريقة مبتكرة. وفي حين أن الفكرة الجاذبة تقول بالرد بالمثل، عبر شن الهجمات السيبرانية المضادة على أجهزة الحكومة الروسية، فإن المقاربة الأكثر ألمعية في هذا السياق تتعلق بتوسيع نطاق العمل. ورداً على الهجوم على منظمات مكافحة المنشطات الدولية، على سبيل المثال، ينبغي فرض المزيد من قرارات الحظر على مشاركة العناصر الرياضية الروسية. ورداً على الجهود الروسية المناوئة لحلف الناتو، ينبغي علينا العمل عن كثب مع الاتحاد الأوروبي لزيادة العقوبات الاقتصادية المفروضة على روسيا. وفي أعقاب الهجوم على منظمة حظر الأسلحة الكيماوية، يمكننا الانتقام لذلك عن طريق الكشف العميق وبالتفاصيل الموثقة عن فساد مسؤولين روس من أرفع المستويات في الحكومة الروسية، وليشمل ذلك مدى معرفتهم بالبرامج الكيماوية السرية لدى النظام السوري.

هناك مقولة روسية قديمة منقولة عن لينين جاء فيها: «ابحث باستخدام الحراب: فإن لقيت ليونة... تابع. وإن لقيت صلادة... توقف». ومن المثير للاهتمام، كان الرئيس ريتشارد نيكسون هو من عمد إلى تعميم هذا المبدأ في الغرب، وكان يفهم اللغة الروسية بدرجة جيدة. وسوف تحتاج الولايات المتحدة الأميركية وحلفاؤها إلى صياغة منهج أكثر صرامة في التعامل مع الموجة الجديدة من الهجمات السيبرانية الروسية.

* بالاتفاق مع «بلومبرغ»

 

جمهورية دجاج وأرانب

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/13 تشرين الأول/18

في كتاب «الروس الجدد» (1990) يشكو أحد سكان موسكو: «الجميع يعرف أنه لم يعد في إمكانك شراء شيء. أريد ثوباً رياضياً ولست أستطيع شراءه. والناس لا تريد أن تعمل لأن الروبل فقد قيمته فلا جدوى من العمل. إنني أعمل 10 إلى 12 ساعة في اليوم من أجل زيادة دخلي، لكن ماذا يفيدني ذلك ما دمت لا أستطيع شراء شيء بمالي؟ هناك نقص في كل شيء: السكر والشاي والصابون والأحذية. أي بلد عظيم مثل هذا لا يستطيع تأمين ما يكفي من الجلود لصناعة الأحذية؟». يسمى هذا في لغة أهل الاقتصاد «التضخم المالي» وترجمته بالعامية خراب البيوت وفقر الشعوب وفشل الدول. في السنوات الثلاث الماضية هجر مليونا فنزويلي بلادهم إلى البرازيل وكولومبيا المجاورتين بحثاً عن الطعام والدواء. وتقلص دخل الفرد 35 في المائة - وأصبح التضخم نحو 1.3 في المائة (مليون وثلاثمائة ألف). ولم يعد اللاجئون عبئاً على بلادهم فقط، بل على دول الجوار أيضا. ماذا فعل الرئيس نيكولا مادورو لمواجهة الكارثة؟ دعا الشعب إلى تربية الدجاج والأرانب في شققهم. وعندما أقام لي كوان يو تلك النهضة العجيبة في سنغافورة منع تربية الدجاج في الشقق. في ذاكرتي رجلان فقط لم تعد الأرقام في ظلهما تعني شيئا: سلوبودان ميلوشيفتش وصدام حسين. الأول طبع ورقة نقدية من فئة المليار دينار يوغوسلافي من دون أن يخطر له لحظة أن الحل الوحيد والأكثر سهولة هو الذهاب إلى بيته. لكن الديكتاتور يرى أن الكارثة الوحيدة هي ذهابه. فليربّوا الأرانب. ذات مرة دعا معمر القذافي الشعب الليبي إلى الهجرة للعمل في السودان. وكان ذلك في مؤتمر للشعب. وتتشابه فنزويلا في الأرض والنفط مع العراق وليبيا، والنظام الثوري. وأيضا مع هذه النتائج المفجعة والمخجلة. كتب وزير خارجية المكسيك السابق أن أسوأ الحلول هو تشجيع عمل انقلابي، لكن يبدو أنه الحل الوحيد لإنقاذ ملايين الفنزويليين من الجوع والمرض والاضطهاد. لا يمكن أن يكون عاقلاً الحاكم الذي يتطلع في عيون شعبه الجائع ويسأله لماذا لا تربي الأرانب، ها أنا أربي في القصر الجمهوري 150 دجاجة. متى يدرك هؤلاء اليائسون أن الشعوب تحتمل كل شيء إلا أن ترى أطفالها جائعين ومرضى، ورئيس الجمهورية يسعى إلى إقامة دولة دجاج وأرانب.

 

تحديات أمام رئيس الوزراء العراقي الجديد

محمد الرميحي/الشرق الأوسط/13 تشرين الأول/18

بعد أكثر من خمسة أشهر على إجراء الانتخابات البرلمانية الأخيرة في العراق (ثاني انتخابات بعد الانسحاب الأميركي ورابعها منذ سقوط النظام السابق)، وبعد شقاق طويل وخلاف على نتائجها، استطاعت النخب السياسية العراقية أن تتوافق على الرئاسات الثلاث (رئاسة مجلس النواب، ورئاسة الجمهورية، ورئاسة الوزراء)، وهكذا جاء عادل عبد المهدي المكلف بتشكيل الوزارة، كما قيل، مرشحاً (توافقياً) بين تلك الأحزاب والجماعات السياسية العرقية والمذهبية، وبعضها مسلح والآخر آيديولوجي، وبعضها تابع لخارج الحدود، وكلها متنافرة إلى درجة أن المتابع يفقد القدرة على معرفة أيٍّ من تلك المكونات في لحظةٍ ما متحالف أو متنافر مع المكون الآخر. فبعد تاريخ طويل في العراق من حكم الحزب الواحد (الذي لا شريك حياً له)! إلى عدد لا يُحصى من التجمعات في كل المكونات - المكون الوحيد (الموحّد) هو المكون التركماني حتى الآن، ربما بسبب عدد التركمان الصغير نسبياً في العراق - إلا أن الاحتمال أن يطول الزمن قبل أن يصل عادل عبد المهدي إلى تكوين وزارته العتيدة، كما أن الاحتمال الثاني، هو أن الزمن سوف يقصر بها (إنْ ظهرت) فبقاؤها في الحكم سوف يكون قصيراً. العراق حتى الآن غير مهيأ (للمهدي) وما يمثله من أفكار أو توجهات في الحكم. من أجل هذه المقالة رجع الكاتب إلى ما تيسر مما كتبه السيد عبد المهدي، وكان بإمكاني أن أصل إلى شبه قناعة بأن هذا المتحول (من الفكر القومي إلى الإسلامي إلى الليبرالي) هو رجل أقرب إليه (الحلم) منه إلى قيادة مجموعات متنافرة ومتصارعة اسمها (النخب المسيطرة على السياسة في العراق اليوم). هو ترك انطباعاً أنه زاهد في المناصب، فلن يفاجأ أحد إنْ قَدِم عبد المهدي على رئيس الجمهورية (برهم صالح) في وقت قريب، وفي يده خطاب اعتذار عن عدم التكليف. إذا كان الأمر أخذ أكثر من خمسة أشهر لاختيار ثلاثة أشخاص، مرسومة انتماءاتهم في ذهن الجميع (سنّي وكردي وشيعي) فما بالك باختيار تقريباً خمسة وعشرين إلى ثلاثين شخصاً لإدارة البلاد! كل تلك القوى تقاتل من أجل وضع (رجالها) في السلطة من أجل الحصول على قطعة من الكعكة!

لفتني في كتابات عبد المهدي تنظيره لحقب الحكم الثلاث في تاريخ العراق الحديث: المرحلة الملكية، والتي كما قال (علة وجودها) التوافق الدولي عليها، والمرحلة الجمهورية، والتي كان علة وجودها حكم العسكر، وعندما تنتفي (علة الوجود) ينهار النظام ويتلاشى، والمرحلة الحالية والتي علة وجودها كما قال (الديمقراطية والانتخابات واللامركزية وإطلاق الحريات)! عجز القائمين على النظام الحالي عن الوفاء بتلك الشروط الأربعة ينفي حجة وجود (النظام) كما يُفهم من قول عبد المهدي!

واضح أن كل ذلك (تنظير) يقبله المثقف الحالم، ولكنه لا يُطعم الجمهور خبزاً ولا يوفّر لهم وظائف ولا يمدهم بالكهرباء ولا يتيح لهم شرب ماء نظيف، وفوق ذلك لا يؤمّن لهم أمناً! في مقال آخر يبرر عبد المهدي ما هو موجود من (نظام) قائم اليوم في العراق، على أنه (على عكس ما يقول البعض) قد قَدِم على متن دبابة - هي الدبابة الأميركية - جاءت - كما يرى عبد المهدي - مستغلة لكفاح الشعب! من النادر في العالم أن ينجح سياسي وهو متعلق بالتنظير. بعضهم - وهم قلة - نجحوا، وأكثرهم فشلوا، وفي الحالة الموضوعية للعراق اليوم فإن النجاح بعيد المنال في التحليل العقلاني. يقول عبد المهدي في مكان آخر: «علينا جميعاً أن نراجع مفاهيمنا وثقافتنا وسلوكنا... فهي قبل غيرها سبب أزماتنا المتكررة، فنحن نراكم السلبيات ونضحّي بالإيجابيات»! وربما فات على السيد عبد المهدي أن تغيير الثقافة، خصوصاً السياسية، لا يأتي بمرسوم، فهي عملية طويلة المدى، كما أن الديمقراطية ليست نصوصاً ولكنها سلوك!

أمام عبد المهدي أربع عقبات كؤود؛ الأولى ما يُعرف في العرف السياسي الحديث بـ(المرجعية)، التي هي في العراق شكل محسَّن من المرجعية الإيرانية، مع فارق مهم أن الثانية (إيران) لها سلطات واسعة، تحمل شيئاً من المسؤولية. أي أن الجمهور العام يمكن أن يلومها في حال الفشل! أما الأولى العراقية، فلها سلطات معنوية ضخمة ولكن بلا مسؤولية، وهي حالة من حالات الغموض السياسي المحير، حتى لا تستخدم مفاهيم أخرى توصف وضعها في بنية السلطة السياسية، كما أن مستقبلها مبهم بعد ذهاب سماحة علي السيستاني بعد عمر طويل، (هو اليوم في أواخر ثمانيناته)، ربما بعده تتعدد المرجعيات للأغلبية من المكونات، وتنتشر بين ولاءات مختلفة وأيضاً متضاربة! أما العقبة الثانية فهي علاقته بأميركا التي وقّعت معها الدولة العراقية مجموعة من المعاهدات متوسطة وطويلة الأجل. وهي، أي الولايات المتحدة، لها أجندة محددة في العراق وجوارها. أما الثالثة فهي إيران، وهنا يدخل عاملان؛ الأول طموحات إيران غير المنكَرة من سياسييها وقادتها في التسلط على مقدرات العراق، موارد وبشراً، والثاني التنافس بينها وبين الولايات المتحدة على أرض العراق، وهو تنافس في مرحلة سابقة - أي المرحلة الأوبامية - كان إلى حدٍّ ما منسجماً، أما اليوم في المرحلة الترمبية فهو متنافس إلى حدِّ الصراع. أما العقبة الرابعة والأخيرة فهي طموحات الناس (الجمهور العراقي) الذي يفتقر إلى الأمن وتتسلط عليه فوضى السلاح والفساد من جهة، ورغبة بعض المكونات في الانفصال تحت شعار (اللامركزية) من جهة أخرى. هذا الجمهور الذي تشعر غالبيته نتيجة ما مرّ به خلال أكثر من خمسة عشر عاماً، بأن هذه المرحلة قبلها كان أفضل مما هي فيها! تتعطل مطالبه الحياتية ويزداد نفوراً من جميع المكونات، وما أحداث البصرة إلا مظهر قد يتكرر في أكثر من مكان.

هذه العبء الرباعي الكبير والمتشعب لن يفيد فيه كثيراً ترياق (الزهد في المناصب) ولا حتى (التفكير النظري) الذي يحمله السيد عادل عبد المهدي، ولا حتى تنظيراته في مقالاته بين (الثورة الفرنسية) التي عشق تطوراتها ومآلاتها و(الحالة العراقية)، وإن كان ثمة احتمال في التماثل فعليه أن يفكر في إبدال الشعب الفرنسي بالشعب العراقي! لتلك الأسباب مجتمعة فإن ظهور المهدي في بغداد جاء في تقديري قبل أوانه بكثير!

آخر الكلام: يتوجه العراق إلى نظام سياسي هجين، بين الإيراني (نفوذ رجال الدين) وبين اللبناني (المحاصصة الطائفية)، وزاده هجانة طلب السيد عادل عبد المهدي (عير المسبوق في كل تجارب العالم) أن مَن يرِد أن يعمل وزيراً فليقدم طلباً على الإنترنت!...

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

الحريري اتصل برئيس الجمهورية مهنئا اياه بسلامة العودة ومشيدا بكلمته

السبت 13 تشرين الأول 2018 /وطنية - أجرى رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري ظهر اليوم اتصالا هاتفيا برئيس الجمهورية العماد ميشال عون مهنئا إياه بسلامة العودة من يريفان بأرمينيا، بعد مشاركته في القمة الفرنكوفونية، مشيدا بالكلمة التي ألقاها أمام القمة والتي تعبر عن رسالة لبنان في تعزيز حوار الحضارات.

 

بري أمام المجموعة البرلمانية الإسلامية: لتوحيد الصف لمواجهة صفعة العصر

السبت 13 تشرين الأول 2018 /وطنية - دعا رئيس مجلس النواب نبيه بري العالمين الإسلامي والعربي الى "توحيد الصف لمواجهة صفعة العصر التي تستهدف القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني". وقال في كلمة مقتضبة أمام المجموعة البرلمانية الإسلامية التي عقدت اجتماعاتها بعد ظهر اليوم في إحدى القاعات في قصر المؤتمرات للإتحاد البرلماني الدولي في جنيف: "لا شيء يمكن أن يعطينا الرجاء والأمل في أن نستعيد شيئا ما أو نوقف ما يسمى بصفقة العصر أو صفعة العصر سوى هذه الوحدة". وقد شارك الرئيس بري في إجتماع برلمانات الدول الإسلامية، تمهيدا للمؤتمر ال139 للإتحاد البرلماني الدولي الذي ينعقد بعد غد في جنيف، ويرافقه وفد برلماني يضم النواب: ياسين جابر، ميشال موسى، أغوب بقرادونيان ورولا الطبش جارودي. وناقش المجتمعون اقتراحين، أردني وكويتي، حول القرار الأميركي بقطع المساعدات عن وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" الذي يستهدف الشعب الفلسطيني، وتقرر دمج الإقتراحين باقتراح واحد تتبناه المجموعة البرلمانية للدول الإسلامية في مؤتمر البرلمان الدولي في إطار البند الطارئ. وقد رحب المجتمعون ببري وأعربوا عن تقديرهم لكلمته، كما جلس بري الى منصة رئاسة الإجتماع والى جانبه رئيس البرلمان التركي ورئيس مجلس الأمة الكويتي ورئيس الجلسة. وألقى بري في الإجتماع كلمة نوه في مستهلها بالحضور "الجامع المانع الذي أصبح يستصعب مع الأسف الشديد إن لم يكن شبه مستحيل في عالمنا العربي والإسلامي، على الأقل كبرلمانيين، أن نثبت أن الحقيبة الدبلوماسية البرلمانية تختلف عن الحقيبة السوداء أو غير السوداء التي تتمتع بها فقط السياسة، لأنه كثيرا من الحالات نبحث داخلنا عن حكومات أكثر من برلمانات". وقال: "لا أعتقد أننا مررنا بالتاريخ بفترة أكثر صعوبة وأكثر تعرضا لمقدساتنا الإسلامية والمسيحية معا كالفترة التي نحن فيها. ولا شيء يمكن أن يعطينا الرجاء والأمل في أن نستعيد شيئا ما أو نوقف ما يسمى بصفقة العصر أو صفعة العصر، كما تريدون، سوى هذه الوحدة". أضاف: "موضوع الأونروا جزء من صفقة العصر، جزء من الضغط على أهلنا وإخوتنا الفلسطينيين، وموضوع نقل واشنطن لسفارتها الى القدس جزء من هذا الأمر، والموضوع المتعلق بالأونروا سواء على الصعيد الأردني أو اللبناني أو أي بلد آخر وحتى داخل اسرائيل نفسها، هو أيضا جزء من هذه الصفقة. وهنا أشيد بموقف أخي دولة رئيس مجلس الأمة الكويتي باقتراح دمج الإقتراحين الكويتي والأردني، وهذا أقل شيء يمكن أن نشارك فيه موحدين بالفعل في مؤتمر الإتحاد البرلماني الدولي، وبالفعل يمكن أن نتحرك افريقيا ولاتينيا، وهذا الإقتراح بالنسبة للبند الطارئ له نصيب كبير من النجاح، ويعبر ولو على الأقل أننا بدأنا نتصدى لهذا المخطط الرهيب الذي لا أدري أو أدري الى أين سينتهي".

 

سامي الجميل التقى وزير خارجية الإمارات

السبت 13 تشرين الأول 2018 /وطنية - لبى وفد من حزب "الكتائب اللبنانية" برئاسة رئيس الحزب النائب سامي الجميل دعوة من قيادة دولة الإمارات لزيارتها، وتناول البحث مع وزير الدولة للشؤون الخارجية الدكتور أنور محمد قرقاش الأوضاع العامة، وكانت مناسبة شدد فيها الطرفان على أهمية تعزيز التعاون لما فيه مصلحة البلدين. وشارك في المحادثات نائب رئيس الحزب الوزير السابق سليم الصايغ والوزير السابق الان حكيم.

 

المجلس الوطني لثورة الأرز: البلد يواجه تحديات خطيرة لا يجوز التلهي عنها بقياس الأحجام والحصص

السبت 13 تشرين الأول 2018 /وطنية - استنكر "المجلس الوطني لثورة الأرز- الجبهة اللبنانية"، في بيان أصدره بعد إجتماعه الأسبوعي، "أسلوب المماطلة والمطالب التعجيزية إزاء موضوع تشكيل الحكومة، فالأمور وصلت إلى حد لم يعد يطاق وبات السياسيون أشد خطرا على لبنان من القوى الإقليمية والدولية، وبالتالي بات لزاما على الشرفاء إنقاذ لبنان من الأخطار الداهمة". ورأى المجتمعون أن "النظام السياسي يطالب بالتجديد، وهو يعمل خلافا لتلك المنظومة، فيقر قانون انتخابات نيابية يوصل من هم في سدة المسؤولية، ويضرب بعرض الحائط كل منظومة ديمقراطية تأخذ بالإعتبار مبدأ تداول السلطة.. نظام سياسي يطالب بالتغيير، والمكونات السياسية هي أشبه ما تكون مأمورة من خارج يعمل لمصالحه الخاصة، نظام سياسي يدعي الإصلاح وكل شيء من حولنا تدور فيه الشبهات.. وان كل الذين يمارسون السلطة اليوم هم مجموعة سياسية متناحرة أدت إلى ضرب النظام اللبناني وخرق السيادة الوطنية". وإذ تخوفوا من "إطالة أمد الوضع السياسي القائم"، أسفوا "لإبقاء لبنان في دوامة الإنتظار والتسويف السياسي"، معتبرين ان "البلد يواجه تحديات قاسية وخطيرة لا يجوز التلهي عنها بقياس الأحجام والحصص"، مذكرين "المطالبين بأحجامهم وفقا لنتيحة إنتخابات أيار، أن جميعكم أيها السادة ومجتمعين لم تتخطوا ال48% من أعداد الناخبين المدرجين على لوائح الشطب.. وعليكم بالتالي التواضع في المطالب". وأصر المجتمعون على "ضرورة إيجاد خطط للخروج من الأزمات الحالية، فالتسويات لم تعد تصلح حاليا مع الأوضاع القائمة خصوصا لناحية تطاول إسرائيل على السيادة الوطنية، وبالتالي لم تعد تكتفي بتعديات على السيادة من حين إلى آخر، بل هي على ما يبدو تستعد للتعدي على السيادة الوطنية. إن المجتمعين يطالبون كل من سيشارك في حكومة الظل المنوي تشكيلها الإتفاق على مبادئ أساسية ترتكز على النقاط التالية: الإتفاق على نوعية النظام في لبنان، هل لبنان دولة محايدة أم دولة منحازة، ولمن الإنحياز؟ هل يريد السياسيون دولة فعلية قولا وفعلا ووطنا نهائيا أم مجموعة دويلات؟ هل يريد السياسيون سياسة دفاعية ترتكز على ما ينص عليه قانون الدفاع الوطني وخصوصا المادتين الأولى والثانية"؟ كما استعرض المجتمعون دراسة أعدتها لجنة الدراسات في المجلس، حيث لحظت أن "كلفة الفساد تناهز 10 مليار دولار سنويا أي ما يقارب ال10% من الناتج المحلي الإجمالي، وهذا يعني أنه لا يمكن وضع سياسات إنمائية أو إقتصادية من دون محاربة الفساد، والمطلوب من كل السياسيين ومن الحكومة المنوي تشكيلها إن صدقت النيات وضع بند الفساد أولوية في البيان الوزاري، وإيلاء هذا الموضوع الأهمية القصوى نظرا إلى تداعياته الخطيرة".

 

جعجع بعد انتصار القوات في الانتخابات الطالبية: عينة صغيرة تعطينا فكرة عن التمثيل الشعبي في شكل حقيقي

السبت 13 تشرين الأول 2018 /وطنية - أكد رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع أن "الإنتخابات الطالبية الأخيرة هي عينة صغيرة تعطينا فكرة عن التمثيل الشعبي في شكل حقيقي، ومن جهتي لم أكن لأرغب بالكلام عن هذا الموضوع لولا الغش الحاصل على هذا الصعيد يوميا لذا معالي الوزير جبران باسيل إذا ما أردنا الكلام عن التمثيل الشعبي فهذا هو التمثيل الحقيقي ومن له أذنان سامعتان فليسمع". ولفت إلى أن "كلامه غير موجه لشابات وشباب التيار الوطني الحر وإنما لباسيل حصرا الذي يطل علينا في كل يوم بمقاييس وحسابات تخلص إلى أنه يمثل 75% من هذه الدنيا فيما الباقون مجتمعون لا يمثلون سوى 5% منها وتبقى 20% غير محددة المعالم في شكل واضح". وشدد على أن "الهدف الوحيد مما هو حاصل الآن هو تقليص تمثيل القوات اللبنانية في الحكومة العتيدة كي يفتح لهم المجال بالقيام بما كانوا ينوون القيام به في الحكومة المستقيلة ولم يستطيعوا"، مشيرا إلى "أن القوات اللبنانية تعرضت لكل ما تعرضت له في فترة الإحتلال لسبب بسيط جدا وهو ليس ما يحاول البعض ادعاءه عبر شيطنتنا وإنما لأننا قادرون على إصلاح الأوضاع في البلاد والقطع بأرزاق الكثيرين ممن يعتاشون على مال الدولة وتحويل لبنان إلى وطن بكل ما للكلمة من معنى". كلام جعجع أتى خلال لقائه، في معراب، وفدا من طلاب الجامعات الأميركية "LAU"، "AUB" و"NDU"، عقب الإنتصار الكبير الذي حققه حزب "القوات اللبنانية" في الإنتخابات الطالبية في هذه الجامعات، في حضور الأمين المساعد لشؤون المصالح الدكتور غسان يارد ورئيس مصلحة الطلاب شربل خوري. وكان جعجع استهل كلمته، بالقول: "زمن الإنتصارات قد أتى ومنذ الإنتخابات النيابية في العام 2009 مرورا بالحكومة الحالية والإنتخابات النيابية الأخيرة وصولا إلى الإنتخابات الطالبية الأخيرة فقد أصبح جليا وواضحا للجميع أن زمن الإنتصارات قد أتى. ومثلما مر علينا زمن عسير استمر لمدة 25 سنة مع سلطة الإحتلال فقد دخلنا اليوم في السنوات السبع اليسر وبدأ معها زمن الإنتصارات لأنه لا يصح إلا الصحيح، لأنه لم يكن لدينا في أي يوم من الأيام سوى النية والهدف الطيبين وعملنا بكد وجهد وبكل ما أتينا من قوة من أجل إيصال لبنان إلى الوطن الحلم الذي يحلم به الجميع". وتابع: "تعرضنا في السابق لمحاولات عرقلة عديدة وحلوا حزبنا، وما يهمني اليوم في شكل أساسي هو أن تيقنوا جيدا لأي حزب تنتمون. هل حل أي حزب آخر؟ هل زج برئيس أي حزب آخر في الإعتقال؟ الجواب هو أبدا فنحن تعرضنا لكل ما تعرضنا له لسبب بسيط جدا وهو ليس ما يحاول البعض ادعاءه عبر شيطنتنا وإنما لأننا قادرون على إصلاح الأوضاع في البلاد والقطع بأرزاق الكثيرين ممن يعتاشون على مال الدولة وتحويل لبنان إلى وطن بكل ما للكلمة من معنى".

وتوجه جعجع للطالب، قائلا: "تظنون أنكم حققتم مجرد انتصار إنتخابي في بعض الجامعات في لبنان إلا أن ما قمتم به أكبر من ذلك بكثير، فانتم انتصرتم للبنان المستقبل الذي نريده لأنه في نهاية المطاف لا يصح إلا الصحيح".

واستعرض جعجع النتائج الأولية للانتخابات الطالبية في "LAU"، "AUB" و"NDU" "ليس لأي سبب وإنما تبعا للقول المأثور الحسابات الجيدة تصنع أصدقاء جيدين".

واعتبر "أن المقاعد الثلاثة التي فاز بها حزب القوات اللبنانية في الـAUB توازي 30 مقعدا في أي جامعة أخرى نظرا لصعوبة الموقف هناك، لذلك أريد أن أوجه تهنئة خاصة لشابات وشباب هذه الجامعة حيث أتت النتائج الأولية على الشكل الآتي: 3 مقاعد للقوات، مقعد للتيار الوطني الحر، 4 مقاعد لتيار المستقبل، 3 مقاعد لحزب الله، مقعد لحركة أمل، مقعد للحزب التقدمي الإشتراكي وخمسة مقاعد للمستقلين حيث بقي مقعدان ليتم تحديد هويتهما لاحقا".

وتابع جعجع: "في الLAU فازت القوات اللبنانية ب8 مقاعد فيما أتت النتائج الأولية المتبقية على الشكل الآتي: مقعد لتيار المستقبل، مقعد للحزب التقدمي الإشتراكي، 4 مقاعد للتيار الوطني الحر ومقعد لحركة أمل. أما في الNDU فقد فازت القوات اللبنانية ب26 مقعدا فيما النتيجة الأولية أتت مقعدين لأصدقائنا في حزب الكتائب اللبنانية، مقعد للحزب التقدمي الإشتراكي و6 مقاعد للتيار الوطني الحر". وشدد على "أن الشابات والشباب في التيار الوطني الحر أصدقاؤنا، وبيننا لا وجود للحسابات وإنما الإنتخابات هي الإنتخابات ونحن مجبرون على خوضها وهي كناية عن تنافس ديموقراطي. وما سأقوله الآن غير موجه لهم وإنما هو حصرا برسم الوزير جبران باسيل الذي يطل علينا في كل يوم بمقاييس وحسابات تخلص إلى أنه يمثل 75% من هذه الدنيا فيما الباقون مجتمعون لا يمثلون سوى 5% منها وتبقى 20% غير محددة المعالم بشكل واضح. وما سأقوله الآن مرده للتضليل الحاصل في الرأي العام وخصوصا على أبواب تأليف الحكومة العتيدة باعتبار أن الهدف الوحيد مما هو حاصل هو تقليص تمثيل القوات اللبنانية في الحكومة الجديدة كي يفتح لهم المجال للقيام بما كانوا ينوون القيام به في الحكومة المستقيلة ولم يستطيعوا".

وتابع جعجع: "سأقول برسم صديقنا العزيز الوزير باسيل: في الAUB حصدنا 3 مقاعد فيما حصل التيار الوطني الحر على مقعد واحد فقط، في الLAU حصلنا على 8 مقاعد فيما التيار فاز بأربعة فقط، في الNDU فزنا ب26 مقعدا فيما التيار حصل على 6 مقاعد لا غير وبهذا نكون قد استعرضنا الجامعات الأميركية كافة في لبنان التي تضم ما يقارب الـ25000 طالبة وطالب من المناطق والعائلات اللبنانية كافة وهؤلاء الطلاب يمثلون بشكل كبير جدا الرأي العام اللبناني، وبالتالي فهذه الإنتخابات الطالبية هي عينة صغيرة تعطينا فكرة عن التمثيل الشعبي بشكل حقيقي، ومن جهتي لم أكن لأرغب بالكلام عن هذا الموضوع لولا الغش الحاصل على هذا الصعيد يوميا. لذا يا معالي الوزير باسيل إذا ما أردنا الكلام عن التمثيل الشعبي فهذا هو التمثيل ومن له أذنان سامعتان فليسمع".

واستطرد جعجع: "إن المشهد في هذه الصالة بكبر القلب ومن ينظر إليها يرى من خلال الشابات والشباب الموجودين فيها لبنان الذي نحلم به لذا أريد منكم أن تعرفوا أن الجيل الذي سبقكم تعب كثيرا من أجل الوصول إلى ما نحن عليه اليوم باعتبار أن المسيرة لم تكن سهلة أبدا، وأتمنى ان نكون سهلنا لكم الطريق بحيث أنه ليس من المفترض أن تتعبوا بالقدر الذي تعبنا به إلا أن هذا لا يعني أنكم لستم بحاجة للعمل بكد وجهد فبلدنا بحاجة لكثير من العمل كما أنكم يجب ألا تصدقوا من يقولون لكم إن لبنان بلد ميؤوس منه، فللأسف هناك بعض وسائل الإعلام والسياسيين ورجال الدين الذين يحاولون ليل نهار اللعب على وتر سلبي في هذا المجال". وقال: "صحيح أن وضع البلاد صعب ولكنه ليس ميؤوس منه، وبالقليل من الوعي السياسي وبقيادة سياسية جيدة من الممكن أن ينقلب الوضع في البلاد من الحلقة الجهنمية التي ندور فيها إلى حلقة واعدة ومشرقة، وذلك فقط خلال أيام وأسابيع وأشهر قليلة جدا إلا أن كل هذا سيتوقف على عملكم". وختم جعجع: "في العامين المنصرمين أصبح من الواضح بشكل جلي جدا أننا في حزب القوات اللبنانية حراس المال العام الذي لطالما كان سائبا، ونحن حراس لصالح الشعب لذا أريد منكم ألا ينعسوا أو يملوا أو يتعبوا الحراس وهذا ما سيحصل إن شاء الله".

 

باسيل بذكرى 13 تشرين: مصرون على حكومة وحدة وطنية حتى ينشق النفس لا البلد

السبت 13 تشرين الأول 2018/وطنية - أحيا "التيار الوطني الحر" ذكرى 13 تشرين الأول، باحتفال مركزي بعنوان "من البداية... إلى اللانهاية"، أقامه مساء اليوم في نيو بيال- فرن الشباك، وتخلله احتفاء بالمنتسبين الجدد.

وألقى رئيس التيار الوزير جبران باسيل كلمة، فقال: "بئس الذي قال إن التاريخ يكتبه المنتصرون، التاريخ يكتبه الشهداء بدمائهم، لأنهم يكتبون الحقيقة، والحقيقة هي التي تتنصر دائما، والبرهان هو وجودنا اليوم، هنا بعد 28 سنة، والعماد ميشال عون في قصر بعبدا. الحقيقة تتجدد فيكم أنتم المنتسبون الجدد، الذين تجددون الدوم في عروق قضية الحرية والسيادة والاستقلال، وما استشهد شهداؤنا من أجلها، وقام من أجلها التيار، لهذا جمعنا هذا العام، في ذكرى الشهداء مع المنتسبين الجدد، لنبقى متشددين بالحرية بعروقنا، ولكي نقول إنهم البداية، وأنتم اللا نهاية".

أضاف: " 13 تشرين، يوم مؤلم، اعتقد العالم أننا هزمنا به، وانسلخنا عن وطننا، لو استسلمنا في 13 تشرين، كنا انتهينا، لكننا ناضلنا وانتصرنا، انتصرنا في 26 نيسان ويوم 7 آب وفي 7 آيار، تاريخ عودة العماد عون إلى الوطن، وانتصرنا أيضا في انتخابات 2005 وفي 2009 وفي 2018، واليوم نحن ننتصر كل يوم، بكل واحد منكم انتصرنا. في 31 تشرين، بوصول العماد عون إلى قصر بعبدا، وكل واحد منكم وصل إلى بعبدا، انتصارنا اليوم هو في 5000 منتسب جديد أتيتم لتقولوا إن الذي صمد في وجه كل العالم والتآمر على الوطن من الداخل والخارج، يستطيع أن يصمد في وجه تآمر آخر على مؤسسات الوطن، الذي لم تقتله هزيمة، 13 تشرين، لن تقتله خسارة معركة أمام الفساد اليوم".

وتابع: "أتينا لكي نقول إننا نحن الصمود، الذي لا تقتله هزيمة. نحن الميثاقية التي ستهزم كل متآمر عليها، ونحن الإصلاح الذي يهزم كل فساد. أنتم اليوم تستلمون بطاقة هويتكم الثانية، التي تعبر عن انتمائكم الثاني، انتمائكم الأول هو لبنان لا عربي ولا مشرقي لا مسيحي ولا إسلامي لا حزبي ولا تياري، لتعرفوا معناه، هو ليس ذكرى نتكلم بها عن الماضي، بل بها للمستقبل، نتعرف أنه في 13 تشرين، مات شهداؤنا، وعاش وطن، وتشرد أبطالنا، وجمع شعب، في 13 تشرين بكينا، وزرع أمل، في 13 تشرين خسرنا معركة، وانتصر حق. نعلم أنه في كل يوم تساق بحقنا الافتراءات، يكون 13 تشرين، وكل يوم تشن علينا الحملات بالفساد، يكون أبشع من يوم 13 تشرين، وكل يوم تنتزع منا الحقوق وتمس الميثاقية وتوضع العراقيل في وجه الحكومة والمشاريع الوطنية، وتنتزع الصلاحيات، يوم يشبه 13 تشرين، الفساد والظلم والتزوير هم وجه آخر ل 13 تشرين". وأردف: "سنقاومهم مثل 13 تشرين، وننتصر بالنهاية. في 13 تشرين في العام 1990 كانت الحرب على العماد عون بالمدافع والطائرات. في 13 تشرين 2018 الحرب هي بالإشاعات والأكاذيب. وقتها في 12 تشرين جربوا أن يقتلوا العماد عون برصاصة، واستشهد جوزف رعد لكي ينقذه، واليوم يجربون قتل العهد يعني قتل كل البلد بالكذبة، ونحن نريد أن نخلصه ولو سنستشهد بالسياسة، وقتها كان اغتيالا أمنيا، واليوم اغتيال سياسي، وفي الحالين المرتكبون هم مجرمون، وهم تقريبا أنفسهم في الداخل والخارج. كانوا مجرمي حرب بميلشياتهم، واليوم هم مجرمو سلم بفسادهم وكذبهم. 13 تشرين يعيش معنا كل يوم، ليعطينا قوة أكبر، لنكمل ويكون عندنا دولة محررة من جيوش وميليشيات الحرب، ولكن محررة أيضا من جيش الفساد وميليشيات السلم".

واستطرد: "سنبني أولا الجمهورية، لأن معركتنا لا تختصر بوصول العماد عون إلى رئاسة الجمهورية، بل نريد بناء الجمهورية بعدالتها والشراكة المتناصفة بين مكوناتها، شراكة بدأنا بتحقيقها بالرئاسة والحكومة والمجلس النيابي، ويجب أن نكملها بالإدارة. ولا أحد يعتقد أنه بالإدارة سنكون أقل تصميم من السياسة. الدستور واضح والحل موجود، قائد الجيش بكل أمانة وآدامية يطبق المعايير في المدرسة الحربية، ونأمل أن نرى نفس المعايير ونجمع بين الكفاءة والميثاقية، ونرى هذا الشيء يحصل في كل الأجهزة الأمنية وإدارات ومؤسسات الدولة. وأنا أقول لكم لا تخافوا، اعملوا بضميركم، ولا أحد يستطيع أن يمسكم، وادعوا الناس لاستعادة الثقة بأنفسهم، لكي يرجعوا إلى مؤسسات الدولة، التي يجب أن تكون لكل اللبنانيين. بناء الاقتصاد الذي تهدم على مر السنين، باستادنة مبرمجة وتضخما بنية محو الدين لاحقا، مقابل تنازل كياني، بفلتان مالي، من دون حسابات وموازانات ريعية مقصودة لتغذية الأحزاب، بفتح مزاريب الهدر بالمؤسسات والمجالس، بنهش موارد الدولة وتثقيل مؤسساتها، بتوظيف سياسي منفوخ".

وقال: "هذا الاقتصاد الذي زاد عليه مؤخرا عقوبات مجحفة، وإغلاق منافذ المحيط، بفعل الأزمة في سوريا، وشح التحويلات الخارجية، بفعل أزماته والانكماش الاقتصادي العالمي وعبء ونزوح ولجوء مليوني سوري وفلسطيني، هذا الاقتصاد لا يستطيع أن ينهض بسنة واحدة، يجب تحويله إلى اقتصاد منتج، وتعزيز الصناعة وتشجيع الزراعة وفتح أسواق التصدير لها، وللصناعات الغذائية تحديدا، وتطوير السياحة، وخصوصا الدينية، وتفعيل اقتصاد المعرفة عبر الإنسان اللبناني المميز، بقدرته على إطلاق الاقتصاد من خلال خطة اقتصادية متفق عليها، وعناصرها الأولى متوفرة بمشروع ماكينزي، وبناها التحتية وإنشاءتها ممكنة من خلال برنامج سيدر"، مستطردا "الصينيون القدامى لكي يشعروا بالأمان، بنوا السور العظيم، لكنهم لم ينتبهوا أن يبنوا الإنسان الحارس، وبفعل الرشوة للحراس، غزيت الصين 3 مرات بدون أن يسقط سورها العظيم".

أضاف: "هذا القدر موجه أولا إلى شباب لبنان وطلابه، الذين يجب أن يعرفوا معنى الالتزام بوطنهم وبأرضهم، ولا يعتبرونه محطة بحياتهم. نحن فعلا يجب أن نؤمن لهم فرص العمل والحياة، ولكن الأهم التربية الوطنية، التي تعلمهم حب الوطن والتعلق به، لأنه عبثا نحاول أن نحافظ على وطن، أن تخلى شبابه عنه، هنا تأتي ثقافة الصلاح عند الشباب، لأنه إذا تركناه فريسة للفساد والزبائنية السياسية، يصبح عبدا بحاجة إلى الوظيفة أو الخدمة عند السياسي، الذي يستعبده سلعة انتخابية على حساب المال العام. هكذا ينمى مجتمع الفساد على مفاهيم الرشوة والاستفادة على حساب الوطن، بدل المساهمة بصنع قوة الوطن". وتابع: "لا أستطيع أن أرى إلا ثائرين على الفاسدين ولا يخلطون بين الصالح والطالح، بل يميزون بينهم، لكي يكون عندهم القدوة، ولا يعممون لكي يكون عندهم المرجع الصالح، ويختارون لإدارة البلد، الشخص الآدمي والكفوء والمجتهد، ويختارون سكة الحديد والمطار الداخلي والأنفاق وخطط النقل، على زواريب وزفت الانتخابات، يختارون طريقهم إلى المستقبل وليس طريقهم إلى الوراء، وهذا الشيء يأخذنا إلى النقطة الرابعة لبناء الإصلاح ومقاومة الفساد، من خلال جبهة وطنية وميثاق وطني يلتزم المنخرطون به، بإسقاط الفساد نحن اتفقنا مع حزب الله والسيد صادق عندما يلتزم يفي والناس تنتظر منا الفعل لتصدقنا، وتلتحق بنا، وليكبر معنا مجتمع الإصلاح، ويصبح أكبر من مجتمع الفساد، الفساد هو سرطان قاتل، لا يوجد له دواء، إذا لم نقتله، ولا نعيش أو نتعايش معه، إذا لم نزله من حياتنا الوطنية".

وأردف: "نحن في التيار الوطني، نلتزم بكل شيء نستطيع أن نحققه، أن نفعل حملة القضاء على الفساد، بمشاركة كل المعنيين والراغبين، وخصوصا في القضاء والتفتيش المركزي وأمن الدولة، حملة يجب أن تطال كل جارور يفتح بأي دائرة، وتطال كل مرتش ومرتكب، وتطال كل الملفات الكبيرة والصغيرة، وهذا الشيء وحدنا، لا نستطيع أن نقدر عليه، إذا لم نتضامن مواطنين وموظفين وقضاة وضباطا وسياسيين، وتبقى النتائج كما هي اليوم، متواضعة. وفي بناء العلاقات نمد يدنا إلى الجميع، لبناء شراكة بناءة لا فيتو فيها على أحد".

واستطرد: "أسسنا لمثلث نريد أن نحافظ ونبني عليه، مع حزب الله، نجحنا بحماية لبنان من إسرائيل والإرهاب، والآن علينا حمايته من انهيار اقتصادي محتمل، إذا لم نتجنب بوعينا وحكمتنا، أن لا يحصل شيء يؤذي بلدنا مجانا. ومع تيار المستقبل عملنا تسوية ولكن لم تعد كافية، إذا لم تتحول إلى تساو بالحكم، وبالمسؤولية بمواجهة الفساد. نريد أن نتشارك سويا في مواجهة الفساد، لا نسكت عنه، ولا نغطيه. ومع القوات اللبنانية اتفقنا على مصالحة تحمي المجتمع، ولن تكون كافية إذا لم نعززها بشراكة عادلة بالحكم، تحميها من انزعاج الآخرين، ونحصنها من تخربيها بأنفسنا، عبر منع موجات الحقد وتعميم ثقافة المحبة، لتنشئة شبابنا على المستقبل، وليس على الماضي، على المحبة، وليس الكراهية والتحريض".

وقال: "يبقى بناء التيار، وهذا أولا علينا أن نبني بيتنا على أساس مؤسسة دائمة ومستدامة، تغذي نفسها بقضيتها، وبكم أنتم المنتسبون الجدد، القضية مصانة بفكرنا وصمودنا، ولكنها ستبقى معرضة للخطر، إذا سمحنا لعناصر الفساد بنشر ملفات، أو ذهنية بالتسرب إلى تيارنا، وإذا صرنا جزء من الطبقة السياسية المتأقلمة على الخطأ، أو صرنا جزءا من السلطة، مع تمييزنا السلطة عن الحكم، الذي نحن موجودون فيه".

اضاف: "اليوم المطلوب من التيار بناء الديمقراطية. الأسبوع المقبل ستجرى انتخابات داخلية للمرة الخامسة، وأنتم يكفيكم فخرا أنكم في التيار السياسي الوحيد في لبنان، الذي يجري انتخابات على أساس القاعدة، وإذا لم يكن هناك ديمقراطية وتنوع، فلماذا تجرى الانتخابات. بناء الفكر السياسي من خلال أكاديمية التيار التي سنعيد تكوينها وتفعليها سريعا. بناء المؤسسات داخل التيار وانتظام عملها ودورها، بدأ من المجلس السياسي والهيئة السياسية والمجلس التحكيمي والمجلس الوطني وهيئات التحكيم، بانتظام وفعالية. بناء نظام المساءلة، وسنشهد اليوم أحد فصوله، بتكريم هيئات المسؤولين، الذين عملوا جيدا. وآخرا بناء منشآت التيار ومؤسساته المالية الاستثمارية". وتابع: "ويسعدني أن أعلن، أنه في العام 2019، نلتزم بأن نبدأ على الأرض أولا، ببناء المقر العام للتيار. ثانيا منشآت رياضية خاصة للتيار الوطني الحر، ومخيم دائم للكشافة والشباب، ومركز خاص للشبيبة، وأيضا أكاديمية تقنية مع منامة لطلاب التيار الوطني الحر، وغيرها من المشاريع المالية، التي بدأنا بالعمل عليها، أو التحضير لها، لكي نستطيع الحفاظ على استقلاليتنا وعدم تبعيتنا، أو رهن قرارنا السياسي لأحد. هذه قوتنا واستقلاليتنا".

وأردف: "أما بالنسبة للحكومة، سأتوجه إلى اللبنانيين، وأقول لهم: رهاننا الوحيد هو على الناس وعلى الشباب، خصوصا، مؤمنين أنه معكم نصنع لبنان الغد، ومن دونكم نبقى في لبنان التبعية. لسنا مراهنين لا على حروب ولا على عقوبات ولا ننتظر انتخابات خارجية، ولا انهيار أنظمة. هدفنا مزدوج: استقرار وازدهار، لكي نحمي وطننا من التعدي الخارجي والإرهاب. وحدتنا هي خلاصنا، ولكن وحدتنا على الصح، وليس اجتماعنا على مرقلي تا مرقلك".

واستطرد: "نحن في هذه المرحلة مصرون على حكومة وحدة وطنية، لتتحمل المسؤولية، وليس ليدخلها أحد للاستفادة من السياسة والخدمات، ويعارضها من الداخل لكي يستفيد شعبيا وانتخابيا. مصرون على حكومة الوحدة، حتى ينشق النفس، شرط ألا يشق البلد. نريد الحكومة من البارحة، ونحن الذين دفعنا الثمن غاليا من رصيدنا، بسبب تأخيرهم تشكيل الحكومة، والذي يعيقها هو الذي يحاول إقحام الخارج، بتأليف الحكومة، لا بل استجرار الخارج والاستقواء به، لفرض مطالبه المضخمة، التي لا تعكس لا تمثيلا نيابيا ولا تمثيلا شعبيا، ولا هي حق بمطلق الأحوال، بحجة أنه ليس مسموحا أن تقوم حكومة من دونهم، وساعة بحجة أنه ليس هناك سيدر بحكومة من دونهم، يهددوننا بالخراب الاقتصادي ويشيعون انهيار الليرة، وهي خير عام مشترك لكل اللبنانيين، ويهددون بالانهيار إذا لم يأخذوا زيادة عن الذي يستحقونه".

وإذ سأل: "بربكم أليس هذا استيلاء مليشيوي على جزء من الحكومة؟ ما الفرق بين اليوم والبارحة، عندما استولوا على الذي استولوا عليه بالدولة، أيام الحرب وبعدها؟ وما الفرق بين اليوم والبارحة؟"، قال: "عندما كان السياديون الجدد يستعينون بالوصاية واليوم السياديون القدامى يستعينون برعاية جديدة، من أجلها ومن أجل مالها، تسقط قوانين الانتخابات، وعلى رأسها الأرثوذكسي والحكومات وتسقط الاتفاقات وتداس الصلاحيات، وصلاحيات رئيس الجمهورية، نريد أخذها منه، وهكذا نكون ندعم العهد. تخيلوا أيها اللبنانيون، يستقوون علينا بالاقتصاد والليرة وبحاجاتكم، وهذه نقطة ضعفنا، أمسكونا بنقطة ضعفنا، ويستقوون علينا بها، ويستحضرون كل شيء محرم أخلاقيا باللعبة السياسية، يستعملون الوسخ السياسي بالدعاية، لكي يحاصروا العهد، بالذي يعتقدونه خطرا آنيا عليهم، وليخنقوا التيار بالذي يعتقدونه خطرا مستقبليا عليهم".

وقال: "ما أشبه 13 تشرين 1990 ب 13 تشرين 2018، بانعدام الأخلاقيات، وفقدان الضمير وانصياع للخارج، وتغليب المصلحة الخاصة على المصلحة العامة، ومع كل ضربة للتيار وكل إشاعة تطاله، يخلق مناضل ملتزم جديد منكم، كل كذبة بمناضل، كل إشاعة هناك إيمان جديد، يتجدد بكم من كل طوائف لبنان ومناطقه. أنتم الرد على محاولاتهم لإضعافنا وخنقنا، لأننا لا نشبههم، ولن نشبههم. اليوم سنكون الرد على محاولاتهم عرقلة تشكيل الحكومة، وسنفشلهم بأننا سنشكل الحكومة، الأمر الذي يعكس بالحد الأدنى نتائج الانتخابات النيابية الأخيرة".

أضاف: "ويبقى العمل الأصعب علينا، وهو الأداء، وردنا على العرقلة، سيكون المزيد من الكفاءات بوزارائنا وأكثر انتاجية بعملنا. نريد حكومة منتجة، لكي يكون لبنان مهيأ لعودة النازحين إلى سوريا، ومنصة لإعادة إعمار جارته، لطالما كنا الأساس بنهوض دول بعيدة في العالم، كيف لا نكون حاضرين لنهوض وإعمار الدولة الأقرب لنا. ردنا عليهم بأنه سيكون عندنا حكومة قريبا، هذا هو الانتصار بتأليف الحكومة، بعدما تأكدت نواياهم بعدم السماح بتأليفها، حتى أنهم اقترحوا أيام حكومة تصريف الأعمال، كحكومة ضرورة".

وتابع: "سننتصر كل يوم يواجهوننا فيه، في 13 تشرين، وكلما يقتلوننا نعيش أكثر، 13 تشرينهم إسقاط الرئيس القوي، وسيكون عندنا عهد قوي، 13 تشرينهم عرقلة الحكومة وسيكون عندنا حكومة، 13 تشرينهم منع الكهرباء وسيكون عندنا كهرباء، تشرينهم هو إبقاء النازحين وسيعودون إلى بلدهم، وأيضا سقوط الليرة، وسينهض معنا الاقتصاد حتما". وختم "يا جيل التيار الجديد، وجودنا هنا اليوم، والعماد عون في قصر بعبدا، هو التأكيد على أهمية الإيمان. لا تفقدوا الأمل بالتيار وبلبنان، لأنه مهما دمروه سنعمره من جديد، قدرنا أن نتحمل لننتصر على اليأس".