المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 07 تشرين الأول/2018

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/newselias18/arabic.october07.18.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة
عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

جِئْتُ أُلْقِي عَلَى الأَرْضِ نَارًا، وَكَمْ أَوَدُّ لَوْ تَكُونُ قَدِ ٱشْتَعَلَتْ

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/مسلسل مصالحات أصحاب شركات أحزابنا المارونية المغرمين بالأبواب الواسعة

الياس بجاني/يضبضبوا ويخجلوا يلي داكشوا الكراسي بالسيادة

الياس بجاني/هوس بالكراسي والمغانم وتعامي عن الإحتلال

الياس بجاني/المشكلة مع الحريري بخياراته وتحالفاته ومسلسل تنازلاته

الياس بجاني/وجهان لعملة واحدة هي النرسيسية

الياس بجاني/السياسي الماروني المتزلف والذمي المتاجر بهويته اللبنانية ليس منا ولا يمثلنا

 

عناوين الأخبار اللبنانية

الإستقرار نعم أما الإستسلام فلا/خليل حلو/فايسبوك

رزق الله على ايامك بونا يوسف القدوم/ايلي الحاج/فايسبوك

ماذا أفعل بكلّ هذا الحبّ؟!/عقل العويط/النهار

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 6/10/2018

أسرار الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم السبت 6 تشرين الاول 2018

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

تصعيد باسيل صدَم الحريري...

أيها اللبنانيون... البلد دخل المرحلة الأخيرة!

باسيل يخلط أوراق تشكيل الحكومة بعد أجواء إيجابية بثّها الحريري وحدد معياراً جديداً للتأليف رفضته «القوات»

لجنة الخارجية النيابية في لبنان تزور الجنوب وتطالب بوقف انتهاكات إسرائيل

بعد "تفاهم معراب"..جرح مسيحي نحو الختم يتوّج بمصالحة جعجع-فرنجية/بكركي تبارك: حان اــوقت لتخطّي حواجز الماضي

جبران ينسف تفاؤل الحريري والقوات تنفي الاتهامات بضرب العهد

هكذا قرأ جنبلاط لعبة باسيل: ماذا عن القوات؟

باسيل يصعّد حكومياً: التسوية تنبع في العراق وتمر بسوريا

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

البابا فرنسيس يعلن "عدم التسامح بعد الآن" ازاء السكوت عن الاستغلال الجنسي

أنباء عن العثور على جثة الصحافي جمال خاشقجي

 واشنطن بوست تعلق على المعطيات المتعلقة بمقتل خاشقجي

العفو الدولية: اغتيال خاشقجي إشارة مرعبة لمنتقدي السلطات السعودية

بومبيو يبدأ من طوكيو جولة آسيوية محورها كوريا الشمالية

استراتيجية أميركية لمكافحة إرهاب الجماعات المتطرفة وإيران

غواصات روسية «تثير قلق» حلف شمال الأطلسي تعمل في البحر الأسود وشرق «المتوسط

بلجيكا: الادعاء يطالب بالسجن 4 سنوات لشقيق منفذ تفجيرات باريس الذي عبر أمام المحكمة عن ندمه على التورط في عملية سطو في مولنبيك

«نوبل للسلام» تكرّم عراقية وكونغولياً لجهودهما في مكافحة العنف الجنسي

نادية مراد أهدت الجائزة إلى الإيزيديين والعراقيين والأكراد والأقليات المضطهدة

تركيا تلوّح باستفتاء على عضوية اتحاد أوروبي «يقترب من نهايته» وتقول إنها لن تتنازل عن حقوقها في موارد الطاقة شرق المتوسط

«البنتاغون» يرفض خصخصة حرب أفغانستان... والبيت الأبيض يدرسها وإحباط في صفوف القوات الأفغانية في ضوء معدل الخسائر المرتفع

غارات جوية في قندهار تودي بحياة مدنيين

نتنياهو يتجه إلى انتخابات مبكرة في إسرائيل والشرطة أخضعته لجلسة تحقيق جديدة... وزوجته تُحاكم غداً

قتيلان وعشرات الجرحى في «مسيرات العودة» على حدود غزة

السيسي في كلمته بمناسبة الذكرى الـ45 لنصر أكتوبر: عبرنا مرحلة الاضطراب بالمنطقة... ووجهنا ضربات قاصمة للإرهاب

سلوفاكيا مستعدة لاستقبال «يتامى» سوريين

 

المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

عضّ أصابع مسيحي في ملعب التفاؤل الحريري/أسعد بشارة/الجمهورية

من سكب "الماء البارد": الحريري أم باسيل/طارق ترشيشي/الجمهورية

عن القلق اللبناني من تهديدات نتانياهو/حسن شامي/الحياة

على ماذا يُراهن باسيل... وهل "يفعلها" من جديد/لينا الحصري زيلع/اللواء

حزب الله": لا نتلقّى رسائلَ من باسيل/راكيل عتيِّق/الجمهورية

«ثلاثيّة القيصر»: النازحون والأسد والإعمار في سلّة واحدة/جورج شاهين/الجمهورية

«إس300» و«إف 22» في سماء الشرق الأوسط/عمر الصلح/جريدة الجمهورية

إردوغان عالق في إدلب/راجح الخوري/الشرق الأوسط

خامنئي وخاتمي... وانهيار إيران/إميل أمين/الشرق الأوسط

هل تكون إيران إسفيناً بين ضفتي الأطلسي/عبد الرحمن شلقم/الشرق الأوسط

فروع العائلة/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

سامي الجميل دعا الحريري وعون لتشكيل حكومة من الكفاءات خارج الأحزاب

المجمع الأنطاكي: لتخفيف الاحتقان السياسي وتشكيل حكومة وحدة وطنية تتصدى للتحديات ووضع حد للفساد المستشري

نص مقابلة مطولة وشاملة مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان/الأسلحة الأميركية ليست مجاناً... وقادرون على حماية مصالحنا

ولي العهد السعودي قال في حوار مع «بلومبرغ» إن طرح «أرامكو» للاكتتاب العام سيكون بنهاية 2020 أو بداية 2021

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية

جِئْتُ أُلْقِي عَلَى الأَرْضِ نَارًا، وَكَمْ أَوَدُّ لَوْ تَكُونُ قَدِ ٱشْتَعَلَتْ

إنجيل القدّيس لوقا12/من49حتى53/"قالَ الربُّ يَسوع: «جِئْتُ أُلْقِي عَلَى الأَرْضِ نَارًا، وَكَمْ أَوَدُّ لَوْ تَكُونُ قَدِ ٱشْتَعَلَتْ! وَلي مَعْمُودِيَّةٌ أَتَعَمَّدُ بِهَا، وَمَا أَشَدَّ تَضَايُقِي إِلى أَنْ تَتِمّ! هَلْ تَظُنُّونَ أَنِّي جِئْتُ أُحِلُّ في الأَرْضِ سَلامًا؟ أقُولُ لَكُم: لا! بَلِ ٱنْقِسَامًا! فَمُنْذُ الآنَ يَكُونُ خَمْسَةٌ في بَيْتٍ وَاحِد، فَيَنْقَسِمُون: ثَلاثةٌ عَلَى ٱثْنَيْن، وٱثْنَانِ عَلى ثَلاثَة! يَنْقَسِمُ أَبٌ عَلَى ٱبْنِهِ وٱبْنٌ عَلَى أَبِيه، أُمٌّ عَلَى ٱبْنَتِهَا وٱبْنَةٌ عَلَى أُمِّهَا، حَمَاةٌ عَلَى كَنَّتِها وَكَنَّةٌ عَلَى حَمَاتِها!».

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

مسلسل مصالحات أصحاب شركات أحزابنا المارونية المغرمين بالأبواب الواسعة

الياس بجاني/06 تشرين الثاني/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/67928/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%85%d8%b3%d9%84%d8%b3%d9%84-%d9%85%d8%b5%d8%a7%d9%84%d8%ad%d8%a7%d8%aa-%d8%a3%d8%b5%d8%ad%d8%a7%d8%a8-%d8%b4%d8%b1%d9%83%d8%a7%d8%aa/

إلى هذا الحد الدركي من الاستخفاف بعقولنا وذاكرتنا وذكائنا وعلمنا وأوجاعنا ومآسينا وصل حال غالبية قياداتنا المارونية حيث لا يردعهم شيء البتة من أكوام ورزم خطاياهم المميتة وأخطائهم القاتلة من استنساخ الكوارث التي هم من يقف ورائها خدمة لمصالحهم الذاتية، وتسويقاً ودعماً لأجنداتهم السلطوية والترابية بمفهومنا الإنجيلي… وكل ذلك على حساب أهلنا والوطن وكل ما له علاقة بلقمة العيش والهوية، والشهداء، والتاريخ، والأمن والدور والوجود والمصير.

في هذا السياق النفاقي بامتياز، وبما يتعلق بمسلسل مشهديات ومسرحيات المصالحات الكاذبة والاستعراضية بين هؤلاء فإن لا رادع عندهم ..لا وجدان ولا صدق ولا احترام للذات ولا أيمان ولا ضمير.

والأخطر في كل هذه الخزعبلات التصالحية المسرحية والنفاقية أن هؤلاء القادة والسياسيين يجدون باستمرار الكثر من أهلنا البسطاء والمغرر بهم الذين يسيرون خلفهم بعمى بصر وبصائر، وبقتل داخلي طوعي لكل ما هو تمييز بين الحق والباطل، وحرية رأي، وقراءة واقعية لممارسات وخلافات ومصالحات وحروب عبثية التي لا تنتهي.

عملياً وفكراً، فإن هؤلاء القادة هم عميان قيادة ورعاية، وعشاق أبواب واسعة، وغارقين بالكامل في كل ما هو إنسان عتيق وغرائزية، بالمفهوم الإنجيلي الحرفي.

وبالتالي فإن كل سار ويسير خلفهم وقع وسيقع على الأكيد والألف أكيد معهم في حفر وأوحال وغياهب الجهل والتبعية والغنيمة التي لا نهاية لها.

وحال أهلنا هؤلاء البائس يقول بعكس العقل والمنطق والتجارب “منجرب المجرب لأن عقلنا مخرب وما راح نتعلم”.

إن مسلسل المصالحات النفاقية والمصلحية المارونية يتوالى فصولاً هزلية وسط التطبيل والتزمير والهوبرة واستغلال عواطف أهلنا واللعب على مخاوفهم.

أحد هؤلاء القادة الموارنة وهو صاحب شركة حزب تجاري، وبشكل خاص ومميز متفوق على أقرانه من السياسيين وأصحاب شركات الأحزاب كونه مرضياً باطني ويتوهم بأنه ذكي وحربوق.. إلا أن كل مسرحيات ومصالحات هذا المخلوق كانت آنية وفاشلة  وكاذبة ولم تؤدي في يوم من الأيام لغير الخيبات والفشل . .. لكنه لا يتعلم ولا يتعظ!!

نلفت هنا إلى أنه وفي هذا الإطار المسرحي تعرض حالياً حلقة جديدة-قديمة من مسلسل هذه المصالحات المارونية الكاذبة والآنية والمصلحية وسط همروجة إعلامية مدفوعة الثمن..وهي بنتائجهما لن تكون مختلفة عن كل ما سبقها.

وعلى الأكيد الأكيد لا أحد منا هو ضد المصالحات الحقيقية والصادقة التي تبنى على أسس إيمانية وقواعد والتزامات جادة وشفافة وواضحة المرامي والأهداف حيث التوبة وتأدية الكفارات.

أما المصالحات الآنية والمصلحية والمسرحية التي هدفها خدمة أجندات سلطوية ومالية ونرسيسية فهي لا تعنينا ومن واجب كل حر وسيادي ومؤمن أن يعري دجل أصحابها..

يبقى أنه ليت أن قيادتنا المارونية النرسيسية من أصحاب شركات أحزاب وتجار سياسة يتصالحون أولاً مع ربهم وشعبهم ويتوبون ويؤدون الكفارات على ذنوبهم بدلاً من مسرحيات المصالحات المسرحية والكاذبة مع بعضهم البعض.

في الخلاصة، إنه ورغم زمن المّحل الذي نعيشه حالياً، فإن في لبنان خمائر كثيرة مؤمنة وعن طريقها وبأعمالها وبإذن الله سوف يبقى لبنان أرض قداسة وقديسين.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

يضبضبوا ويخجلوا يلي داكشوا الكراسي بالسيادة

الياس بجاني/06 تشرين الثاني/18

المعرابي والحريري قدما لحزب الله القانون الأكثري على خلفية حسابات دكنجيي ونرسيسية..فجاء الحزب بأغلبية نيابية. من هنا هو وحده من سيقرر بشأن الحكومة والحقائب ولمن تمنح..وعلى الأكيد المعرابي والحريري سيخضعان لمشيئة الحزب مهما ارتفع صراخهما ما داما في احضان الصفقة الخطيئة. في النهاية ستشكل الحكومة وسوف يقبلان بما يعطى لهما بصمت لأنهما عشاق كراسي...هذه نتيجة مداكشة الكراسي بالسيادة وفرط 14 آذار ومساكنة المحتل وسلاحه وحروبه. يبقى أن من يحفر حفرة للناس وللوطن لا بد وأن يقع فيها!!!

 

هوس بالكراسي والمغانم وتعامي عن الإحتلال

الياس بجاني/05 تشرين الثاني/18

لا الحريري أمس ولا باسيل اليوم ولا ردود القوات والإشتراكي والمستقبل عليه ذكروا احتلال حزب الله ولا انه هو المشكلة.. عمى بصر وبصيرة ومرتا مرتا!!

 

المشكلة مع الحريري بخياراته وتحالفاته ومسلسل تنازلاته

الياس بجاني/05 تشرين الثاني/18

لا مشكلة مع الحريري الشخص فهو قريب من القلب وخفيف الظل، ولكن خياراته السياسية تعتير ع الآخر وكذلك تحالفاته والأخطر مسلسل تنازلاته التي لا تنتهي ولا حدود لها.

 

وجهان لعملة واحدة هي النرسيسية

الياس بجاني/04 تشرين الثاني/18

لا فرق بين سياسي يفاخر بأنه جندي في ولاية الفقيه وبين آخر يدعي نفاقاً السيادية والإستقلالية وبذمية يسوّق لغير الهوية اللبنانية..هما عملياً من خامة واحدة..خامة الانتهازية والنفاق وعشق السلطة والمغانم..التنين متل بعضون ويمتهنان الولاءات للقوى الخارجية.

 

السياسي الماروني المتزلف والذمي المتاجر بهويته اللبنانية ليس منا ولا يمثلنا

الياس بجاني/03 تشرين الثاني/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/67862/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d9%8a%d8%a7%d8%b3%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%a7%d8%b1%d9%88%d9%86%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%aa%d8%b2%d9%84%d9%81/

بداية فإن هوية لبنان هي لبنانية ولا عربية ولا فارسية وهذا تم التوافق عليه يوم نال البلد استقلاله.

من هنا فكل هوية تفرض أو فرِّضت علينا بالقوة والإرهاب لا قيمة لها ولا مصداقية لمن يفرضها وهي إلى زوال مؤكد..مع احترامنا لكل هويات البلدان والشعوب من عربية وغيرها.

للتوضيح من لا يفاخر بهويته لا يستحق الاحترام من أحد لأن من ينكر أصله لا أصل له ومن ليس فيه خير لأهله لا خير فيه لأحد.

ونعم لكل إنسان هويته والهويات متعددة.

وهنا علمياً واجتماعياً يجب أن نعرف الفرق بين الهوية وبين الجنسية Ethnic Identity and citizenship والخلط بينهما معمم ومدمر للأسف.

الهوية هي الإثنية أي ال DNA ولا يمكن تغيرها وتبديلها أو نكرانها..

على سبيل المثال أنا ماروني وهويتي سريانية أرامية ولا رأي لي بالأمر ولا خيار أو قول.. وكنيستي تفاخر بهذه الهوية التاريخية.

أما الجنسية فهي التذكرة التي أحملها ويحملها المقيم في أي بلد من بلدان العالم بعد أن يحصل على جنسيتها.

هوية الجنسية لا تغير في الهوية الإثنية.

في لبنان الكل يحمل التذكرة اللبنانية وهي لبنانية ولا عربية ولا فارسية ولا أي شيء آخر لأنها مزيج من هويات متعددة وهذا ما يميز لبنان.

إذن، هوية لبنان هي لبنانية وفقط لبنانية.. علماً أن في لبنان ما يزيد عن 25 هوية اثنية من مثل المارونية والأرمنية والكردية والخ..

في كندا هناك ما يزيد عن 150 هوية اثنية والكل يحمل الجواز الكندي ولا أحد يطلب من غيره تغيير هويته الإثنية والدولة الكندية سنت القوانين المميزة للحفاظ على تعدد الهويات لأنها غنى.

اليوم في كل البلدان المتحضرة لا تفرض أي هوية على أي مواطن..

في كندا وأميركا وأستراليا القانون يصون هوية السكان الأصليين..

من هنا علينا في لبنان وبلدان الشرق الأوسط تحديداً ان نقبل بعضنا ونعترف بخصوصية كل منا..

لقد انتهى زمن الفرض والدكتاتوريات.

وهنا يجب أن لا نغفل أمر مهم وهو أن من أهم أسباب غرق الدول العربية تحديداً فيما هي غارقة فيه من حروب وفوضى وصراعات مذهبية واثنية وقومية هو قوانينها ودساتيرها القمعية والدكتاتورية والدينية التي لا تنتمي للعالم المتحضر..

في الخلاصة من لا يعترف بعلته العلة تقتله..

يبقى أن من أخطر ما فُرض علينا في اتفاق الطائف كان هوية هي ليست هويتنا..أو لنقول هي ليست هوية كل اللبنانيين.. ونقطة على السطر.

في الخلاصة فإن كل سياسي ماروني بشكل خاص يتنكر لهويته اللبنانية من أجل مصالح آنية وذاتية وسلطوية ويتزلف ويداهن ويتلحف بالذمية ويسوّيق دون حياء لهوية غير هويتنا لا هو منا ولا يمثلنا.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

الإستقرار نعم أما الإستسلام فلا

خليل حلو/فايسبوك/06 تشرين الثاني/18

إلى من يتعاطون الشأن العام من سياسيين ومتابعين وزعماء كباراً وصغار. الإستقرار في لبنان أمر مهم ويقتضي التوافق عليه انطلاقاً من مبدأ الحياد في صراعات المنطقة، ولكنه يبقى استقراراً غير مستقر عندما يشعر فريق بفائض قوة ويفرض سياساته على الآخرين ونفقد صفة الحيادية مثلما هو وضعنا الآن حيث معظم دول العالم تضعنا في نطاق النفوذ الإيراني في المنطقة. في هذه الحالة لا يعود الإستقرار استقراراً بل استسلاماً للأمر الواقع وانتصاراً مقنعاً لفئة على أخرى باسم الإستقرار والوحدة الوطنية. للمتعاطين في الشأن العام ننعش ذاكرتهم باتفاق ميونيخ في العام 1938 بين هتلر وموسوليني وتشامبرلين ودالادييه، الذي قضى بتسليم جزء من تشيكوسلوفاكيا لألمانيا النازية بهدف تفادي الحرب في أوروبا. بعد ذلك بسنة اندلعت الحرب العالمية الثانية، حيث قال بعدها ونستون تشرتشل لتشامبرلين "قبلتم بالإذلال لتفادي الحرب فحصلتم على الإذلال والحرب". لبنان لم يستطع نظام البعث السوري من ابتلاعه رغم ثلاثين سنة من المحاولات والمعزوفات من "وحدة المصير والمسار" إلى "شعب واحد في بلدين" إلى "لا يمكن أن نفرق ما جمعته الجغرافيا" إلى دروس من قبل البعث وأزلامه عن الوحدة الوطنية وعن سوريا كنموذج للوحدة الودنية وعدم التفرقة بين المواطنين السوريين في الحقوق والواجبات الخ ... لبنان بالتالي لن يبتلع من نظام الملالي في إيران والنموذج الإجتماعي والسياسي الذي يقدمه لنا نظام طهران لا يغري كثيراً الشعب اللبناني بمختلف فئاته ومذاهبه. الإستقرار نعم أما الإستسلام فلا.

 

رزق الله على ايامك بونا يوسف القدوم

ايلي الحاج/فايسبوك/06 تشرين الثاني/18

كتبتها في 2013

لم أعد أذكر متى بالضبط حصلت هذه الحادثة في ال 75 أو ال76 . قرع الخوري الضخم الجثة جرس الكنيسة في القرية الصغيرة ثلاث مرات ولم يطل أحد، لخدمة القداس على الأقل. الأهالي كانوا ليلة السبت طولوا السهرة في حفلة زجل بالقرية المجاورة. غضب الخوري فخلع عنه ثياب القداس البيضاء التي كان ارتداها على عجل، وهرول على الطريق ليقف وهو يلهث عند شباك الغرفة المفتوح حيث كنت انام في بيت عمتي، وصاح بي بصوت مجلجل عظيم :" أش بعدك نايم؟ قوم قوم عالقداس. إنت شوعي إنت؟"(شيوعي). قفزت من السرير مرتعبا أما هو فانفتل مكملا جولته الغاضبة على بيوت القرية.

رزق الله على ايامك بونا يوسف القدوم . هل لا تزال حيا ترزق في ضيعتك "الكفر"؟ ألا يزال صوتك سقف الكنيسة العقد؟

أذكر بعد أيام صار جرس كنيسة قرية دملصا يقرع بشكل متواصل وبالتزامن مع اجراس كل كنائس القرى المجاورة."سقطت شكا". لا تزال العبارة ترن في ذاكرتي. كل الشباب والرجال حملوا ما عندهم من اسلحة وذخيرة وحتى من خرطوش وهرعوا صوب الشمال. كانت منطقة الحرف في جبيل قبل ذلك اليوم كتلوية صارت كتائب... إلا الخوري وأنا وصديقي الياس توفيق عوّاد الذي نام يوماَ ولم يستيقظ. يستحق سميي وصديقي أن أكتب عنه رواية . عن قريته التي لم ينم خارجها يوما.

صباح الخير يا الياس. لم أغف كل الليل من دوي القصف البعيد في بيروت.سأرافقك في رعي الغنمات.

 

ماذا أفعل بكلّ هذا الحبّ؟!

عقل العويط/النهار/06 تشرين الثاني/18

أن أكون في قلب العالم وخارجه. أن أكون في الجحيم. وفي الهواء الطلق. أن أكون في الجروح في المآسي في الأوجاع في الكآبات في المرارات في الهزائم في الكوارث الجماعية في احتفالات الخراب والموت في الوحشية القصوى في جموح القتل اللامسبوق في الخواء في العدم، و... أن أظلّ أحلم بالأمل. أنا الآن في قلب العالم وفي الخارج. أرى ذلك كلّه يعبر في عينيَّ وفي قلبي، ملمِّعاً وجداني المغمور بلوعة العتمة الرهيبة، لكني أظلّ أرفض السقوط في اليأس.

في مكانٍ ما من ليل هذا العالم، أمشي تحت الرذاذ الخفيف. ثمة هواءٌ شجيٌّ يسألني أن أُنصت إلى معناه، عارفاً أني أكتفي بلمعان البوصلة في العقل لكي أُدرك جوهر ما يجري، مستخلصاً النهايات التي يأخذنا إليها هذا العالم.

أتودّد إلى أمكنةً لا يعرفني فيها أحد، سوى الغيوم المتراكمة في الفضاء، واجهات الكتب، وكراسي الجلوس على أرصفة شوارع مضمّخة برائحة الحبر والنبيذ والشغف.

هل يكفي أن أمشي هناك، وأن أجلس هناك، عارفاً ما يجري، وعبث ما يجري، وأيّ مصيرٍ يلمّ بإنسان هذا العالم، لكي أشعر بعذابٍ أقلّ؟!

أمشي طويلاً في أعماق الليل، وأجلس طويلاً.

ذلك كلّه يتحقق خارج الوقت. وخارج المكان. يا للعجب حين يتحقّق ذلك كلّه في جوهر الوقت. وفي جوهر المكان.

فما أعظم أن أكون وأن لا أكون، وحيداً وأنا في وجدان العالم، متفلتاً من كلّ عبء مباشر، مكتفياً بالرمز والدلالة.

المسافة التي تفصلني عن هذا العالم أشبه بالمسافة بين النثر والشعر.

بين المرأة التي تعرف عبقرية كونها امرأة، والمرأة التي لا تعرف. ولا يمكنها أن تعرف.

كان لا بدّ لي من أن أستعيد جسداً تُفلت مني روحه باستمرار. وأن يأخذني النبيذ الليلي إلى حيث لا يقيم سوى الشعر.

كيف أشرح ما أنا فيه؟! تتساقط الشروح. لا جدوى من الشروح.

الناس الذين يجلسون، أو يعبرون، أعرفهم واحداً واحداً بالبوصلة التي تلمع في العقل، وتمنحني القدرة على الاستمتاع بجوهر الانتماء إلى قاموس العالم، والتملّص منه في الآن نفسه. لكن لا أحد من هؤلاء يعرفني. وهذه غايتي القصوى.

ما أعظم أن أمشي وحيداً. وأن أجلس وحيداً.

الرذاذ الصديق يترفّق بعطش الروح. الغيوم تلبّي أفكاري عن الشعر. وتهرّب الشعر من الشروح. ومثلها يفعل الهواء الخفيف. بالخفّة نفسها. وبالمكر نفسه.

أمامي أعمالٌ كثيرة ينبغي لي أن أنصرف إليها: معالجة هذا الرذاذ من أجل أن يبقى برفقتي. دعوة الغيوم من أجل أن تستوطن رأسي لئلا يشعر بالاغتراب. الأرصفة، واجهات الكتب، الشوارع، المقاهي، الكراسي، كم أنا محتاج إليها لأبقى أتحمّل الجحيم، رافضاً الاستسلام لليأس.

شيءٌ من نبيذ الحبّ ينبغي له أن يقنع الشعر، ويقنعني، بلذة البقاء.

ماذا أفعل بكلّ هذا الحبّ؟! بأيّ إناءٍ أجمعه لئلاّ يذهب إهداراً؟!

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 6/10/2018

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

رأى الرئيس نبيه بري أن عملية تشكيل الحكومة عادت إلى الصفر.

السؤال الآن: لماذا؟، ما هي الأسباب؟، من لا يريد تأليف حكومة؟.

الأسباب واضحة وهي تغرق في السجالات بين "التيار الوطني الحر" وحزب "القوات اللبنانية"، فقط بعد ساعات من إبداء الرئيس سعد الحريري تفاؤله في التأليف خلال أسبوع أو عشرة أيام.

وفيما أبدى الرئيس بري تشاؤما حيال ذلك، يبرز السؤال مجددا عن الجهات التي لا تريد تشكيل حكومة.

يضاف إلى ذلك، سؤال آخر هل هناك من متضررين من تأليف الحكومة، ومن يطلب منهم ذلك أكان في الداخل أو من الخارج؟.

ما يدفع إلى السرعة في تأليف الحكومة، وقائع وظروف صعبة أولها كلام لصحيفة عن استعدادات إسرائيلية لهجوم عسكري على لبنان. وثانيها: تحذير رئيس الإتحاد العمالي العام من الوضع المعيشي الإجتماعي. وثالثها: تأكيد حاكم مصرف لبنان على الإستقرار النقدي، لكن إلى متى؟.

ووسط تعثر قيام حكومة يرتقب أن يكون هناك إجتماعان: الأول بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف، للبحث في انطلاقة جديدة، الثاني بين رئيسي حزب "القوات اللبنانية" و"المردة"، للبحث في تنسيق المواقف.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

موجة التفاؤل الحريري لم تصمد طويلا. نكسة قوية أصابتها في اليوم الأول من مهلتها ذات الأيام العشرة، وتواصلت تردداتها في اليوم الثاني، وخصوصا بين طرفي العقدة المسيحية: "التيار الوطني الحر" و"القوات اللبنانية".

البرتقاليون و"القواتيون" لم يتركوا تعابير إلا واستخدموها في حرب داحس والغبراء: من الجنون والهلوسة مرورا بالتخبط وصولا إلى الفاخوري ودينة الجرة.

على هذا الإيقاع، عدنا إلى نقطة الصفر، قال الرئيس نبيه بري. وأضاف: كانت هناك بوادر حلحلة لكن بعد التصريحات أمس صرت متشائما. ومازح الرئيس بري زواره بالقول إن كلا من رئيسي الجمهورية والحكومة يطالب بحصته في الحكومة بمعزل عن حصة تياره السياسي سائلا: "أين حصة رئيس المجلس النيابي؟".

الرئيس بري حصل على دعم لموقفه المحذر من التأخر في تشكيل الحكومة، من الزعيم "الإشتراكي" وليد جنبلاط، بإشارة الأخير إلى عامل الوقت الذي يصر عليه وينبه من خطورته رئيس المجلس ونشاركه القلق: القلق الشديد، قال جنبلاط.

في ظل الواقع الحكومي المستجد، هل يستطيع الرئيس المكلف ترميم الوضع خلال جولة مشاوراته الجديدة المنتظرة؟، وهل لا يزال اجتماعه الثاني مع رئيس الجمهورية على موعده الأسبوع المقبل قبل سفر الرئيس ميشال عون إلى أرمينيا؟.

في الانتظار، التزم الرئيس المكلف الصمت، فيما اعتبر عضو كتلة "المستقبل" هادي حبيش عبر الـNBN، أن التفاؤل مستمر لكن المطلوب خفض السقوف. أما أمين عام "المستقبل" فقال إن كلام الحريري الأخير بمثابة جرس إنذار للجميع.

الجميع يتابع التحضيرات الجارية للمصالحة في لقاء يجمع رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية ورئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، برعاية كنسية. "القوات" تسوق منذ أيام بأن اللقاء بات وشيكا جدا، فيما يقول "المردة" إنه سيحصل عاجلا أم آجلا لكنه لن يكون قريبا.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"

على الرغم من كل التفسيرات والتأويلات التي حملتها الساعات الماضية على خلفية المهلة التي حددها الرئيس المكلف سعد الحريري لتشكيل الحكومة، وما قاله وزير الخارجية جبران باسيل في مؤتمره الصحافي أمس، فإن الصيغة الحكومية الأخيرة التي طرحها الرئيس الحريري لا تزال مدعاة تفاؤل، خصوصا وأنها تقترب من تحقيق طموحات الأطراف المعنية بالتشكيل.

هذا ما أكدت عليه مصادر معنية بالإتصالات الجارية، مشيرة إلى أن الصيغة تدعو في الوقت نفسه الجميع إلى تقديم التضحيات والتنازلات. وكشفت المصادر نفسها عن لقاء سيعقد الأسبوع المقبل بين رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس الحريري من أجل بلورة صورة المشاورات الجارية.

وإذا كان الكلام الأخير للرئيس الحريري قد تضمن جملة تأكيدات على دقة المرحلة التي يمر بها البلد، داعيا إلى التكاتف للنهوض من المأزق، فإن رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط أكد أن أن عامل الوقت ليس لصالحنا، لافتا إلى ما أعرب عنه رئيس مجلس النواب نبيه بري من قلق شديد إزاء الوضع الراهن.

إقليميا، برزت في الساعات القليلة الماضية المقابلة الصحافية التى أجرها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، والتي تناولت العديد من القضايا، مركزا على ضرورة العمل لكبح جماح إيران، وعدم السماح ب"حزب الله" آخر في الجزيرة العربية.

وفي سوريا، بدأت قوات المعارضة السورية اليوم بسحب الأسلحة الثقيلة من المنطقة العازلة بإدلب، تنفيذا لإتفاق سوتشي.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

على شفا أسبوع تقريبا من نهاية وعد الرئيس المكلف، السجالات يعلقن التفاؤلات لبعض الوقت، ويدفعن رئيس مجلس النواب إلى تقدير غير مريح لمسار التأليف بعد تصريحات الجمعة.

في الاستنتاجات، يقرأ من رفع بعض أصحاب العقد صوته بعد لقاء بعبدا، انه يتشدد في الشروط اصرارا على تعقيد التشكيل، وبالتالي هو يفرغ حمولة غضبه على "التيار الوطني الحر" قبل خروج التأليف من نفق الأزمة.

في الاطار، توضيح من مصادر "التيار" ل"المنار" بأن ميزان التأليف مرتبط بالتقدم الحاصل بين رئيسي الجمهورية والحكومة.

وتزامنا، سجل خرق لدى رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط حول العرض الأخير للوزير جبران باسيل، محيلا إياه إلى الدراسة المعمقة والتدقيق الموضوعي، فهل يجري الاعلان عن حل لعقدة وزراء "الاشتراكي" في الساعات المقبلة فيتقدم التأليف خطوة إلى الأمام؟، وماذا عن عقدة "القوات"؟.

لم تستنفر التحديات المحيطة والخطيرة البعض للاسراع في التأليف، فهل يفعل ذلك اعلان العدو نواياه لعرقلة رحلة تصدير الغاز اللبناني إلى أوروبا، قبل ان يستخرج؟.

العدو ماض في عقد صفقاته مع قبرص واليونان وايطاليا، كي يصدر الغاز المنهوب من فلسطين المحتلة إلى اوروبا، فيما لبنان غائص في مصائبه، مهدد بخسارة أكبر ثرواته المستقبلية التي يبني عليها اللبناني آماله للتحرر من آلام موجعة تطارده في المستشفيات والطرقات والمدارس، وفي كل ما يؤكل ويشرب عبر ملوثات تستدعي تدخلات عاجلة، كما هو الحال مع ما كشف اليوم من تقارير حول استخدام مواطنين في الضاحية الجنوبية لبيروت مياها ملوثة بأعلى نسب الجراثيم والباكتيريا.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

إذا كان موعد العشرة أيام الذي حدده الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري حاسما بالنسبة إليه لولادة حكومته الثالثة، فيفترض أن تتفعل اتصالاته وحركة مشاوراته على قاعدة وحدة المعايير، قبل أن يتوجه مجددا إلى بعبدا للقاء رئيس الجمهورية وتقديم تصوره، الذي وبعد موافقة رئيس الجمهورية عليه، يمكن أن يتحول إلى اعلان إنتهاء المخاض بالولادة الحكومية وتوقيع المراسيم المرتبطة بها.

في غضون ذلك، تلقت مصادر "التيار الوطني الحر" بايجابية كلام النائب السابق وليد جنبلاط اليوم، على الأقل من حيث الشكل، حيث بدا مختلفا إلى حد التناقض عن رد فعل أفرقاء آخرين، أبرزهم "القوات اللبنانية". وهو ما يؤكد بما لا يقبل الشك، أن كلام الوزير جبران باسيل في مؤتمره الصحافي أمس اصاب الهدف، لناحية كشف حقيقة المطالب المضخمة والتنازلات الوهمية.

وأملت مصادر "التيار" في ان يشكل الكلام الجنبلاطي مدخلا لحوار عقلاني، يفضي في نهاية المطاف إلى تشكيل حكومة تعمل وتنتج، وهو الهدف الأساس.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

ماذا يحصل على صعيد تشكيل الحكومة؟، وهل صحيح ان ما قاله الوزير جبران باسيل في مؤتمره الصحفي الجمعة عرقل مسارا وضرب دينامية، كان يمكن أن يؤديا إلى تحقق التشكيل؟.

المعطيات المتوفرة تشير إلى ان ما قاله باسيل في المؤتمر قد يكون أخر المسار لبعض الوقت، لكنه حتما لا يؤدي إلى عرقلته نهائيا، فالفرصة لتشكيل حكومة في الأيام المقبلة متوافرة وبقوة، وعلى هذا الأساس من غير المستبعد ان يحصل لقاء بين الرئيس الحريري والوزير باسيل قبل سفر وزير الخارجية مساء الأحد إلى دول الخليج.

كذلك من المرجح ان يبدأ الرئيس الحريري سلسلة اتصالات ومشاورات مطلع الأسبوع المقبل، وذلك لأخذ أجوبة نهائية من الفرقاء المعنيين بالتشكيل. واتصالات الحريري ستتركز في شكل أساسي على 3 أطراف "الحزب التقدمي الاشتراكي" و"القوات اللبنانية" وتيار "المردة"، وقد علمت الـmtv ان العقدة الدرزية على طريق الحل، وان ثمة توافقا على ان يكون الدرزي الثالث مشتركا بين رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط والنائب طلال ارسلان، وتأكد ان البحث وصل إلى حد تسمية الشخص الذي يمكن ان يشكل نقطة التقاء بين جنبلاط وارسلان.

أما على صعيد "القوات" فالأمر أكثر تعقيدا، إذ ان "القوات" تنتظر من الرئيس الحريري ان يقدم لها عرضا متكاملا بالوزارات التي يمكن ان تحصل عليها، وذلك بعدما ذللت عقدة حصولها على نيابة رئاسة الحكومة. أما بالنسبة إلى تيار "المردة"، فهو يصر على وزارتين وعلى ان يكونا وازنتين. فهل يتمكن الحريري من حل كل هذه الأمور الأسبوع المقبل، بحيث نشهد ولادة الحكومة المنتظرة في نهايتها أو في بدايات الأسبوع الذي يلي.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

الأسبوع المقبل ليس لتشكيل الحكومة: رئيس الجمهورية العماد ميشال عون يتوقع ان يكون في زيارة لأرمينيا، وزير الخارجية جبران باسيل في جولة عربية لتسليم قادة دولها دعوات لحضور القمة العربية الاقتصادية في بيروت في منتصف كانون الثاني المقبل، الرئيس سعد الحريري يتوقع ان يكون على سفر أيضا.

هكذا، من دون طول تحليل "الأمور مكربجة"، في ظل تداخل طرح المعايير التي تخضع للرفض المتبادل، بمعنى أنه إذا طرح طرف معيارا للتأليف، فإن طرفا آخر يرد بمعيار مغاير. وهكذا دواليك إلى أن يصبح المواطن في "دويخة" حقيقية في ظل تشابك المعايير.

في غضون ذلك، تبقى الملفات العالقة على درجة مرتفعة من التعقيدات: ملف عدادات المولدات اجتاز أسبوعه الأول، في ظل نجاح الوزير رائد خوري في تخطي التهويل الذي مارسه أصحاب المولدات، حينا بالتلويح برفع دعوى قضائية ضده، وحينا آخر بالتلكؤ في تركيب العدادات.

الملف الآخر الذي يشهد سجالا هو ملف التوظيفات، سواء بالتعاقد أو بالفاتورة، وقد علق هذا الملف عند التضارب في احتساب العدد الحقيقي للذين أدخلوا "جنة الإدارة" بشكل مخالف للقوانين المرعية الإجراء.

أما الملف الذي بدأ يتوسع فهو ملف تجاوز وزارات عدة موازناتها، وهذا ما بدأ التفتيش المركزي يضع يده عليه.

أما الملف الذي يستحوذ أكثر فأكثر على الإهتمام فهو ملف النازحين السوريين، وقد تناوله من كل جوانبه اليوم المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم في مقابلة خاصة مع الـ "ال بي سي آي" تطرق فيها إلى معبر نصيب بين سوريا والأردن.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

يدخل أهل التأليف في عصف فكري جمعا وطرحا للحسابات الرقمية والسياسية على حد سواء، في وقت برزت دعوة جنبلاط إلى دراسة معمقة لما طرحه باسيل، من دون إغفال أهمية طروح الحريري وقلق بري والقلق المكرر ل"الاشتراكي" أحاط زعيم الجبل بالهواجس من أطراف ثلاثة، لكنه لم يتوقف عند قلق معراب.

ومن سفوح الجبل، كان النائب جورج عدوان يعلن ل"الجديد"، أن ما أقدم عليه رئيس "التيار القوي" هو تعد واضح على صلاحيات رئيس الحكومة المكلف، وصلاحيات فخامة الرئيس في الوقت نفسه. وكشف عدوان أنه في اللقاء الأخير بين الرئيسين عون والحريري لم يمانع رئيس الجمهورية في إسناد نيابة رئاسة الحكومة إلى "القوات"، لكن من دون أن تتبلغ معراب هذا الطرح رسميا، الذي ستربطه ببقيه الحقائب. ورأى عدوان أن الرئيس المكلف انطلق من هذا التطور ليبني عليه الإيجابيات.

والصورة بما هي عليه حاليا، تتسابق والأيام العشرة التي تبناها الحريري لإنجاز التأليف، غير أن هناك تيارا أقوى لم يدرج في الحسابات المعلنة، وهو تيار الباخرة "إسراء" التي سينتهي العقد معها في الخامس عشر من الجاري، وإذا لم يجدد لها عبر مجلس الوزراء، فإنها ستبحر عائدة إلى تركيا، فمن يستعجل التأليف لتوقيف "إسراء" في عرض البحر؟، من له المصلحة والمنفعة في الإبحار مع الزمن المتبقي؟. يمكن القول إن العقد الحكومية أضيف إليها العقد مع "إسراء"، وذلك على وقع تهديد اللبنانين مجددا بين الباخرة والعتمة.

وفيما "إسراء" تنتظر التأليف للتجديد، فإن حركة ملاحة سياسية طارئة تفرض نفسها على الأسبوعين المقبلين، مع "إسراء" "القوات" ليلا ونهارا إلى حضن "المردة"، هاربة من جنة التفاهم. واليوم يتأكد الحديث عن لقاء سوف يجمع رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع بزعيم تيار "المردة" سليمان فرنجية، لكن من دون أن تقول معراب "سليمان عنا"، إذ إن الاجتماع سوف يعقد تحت مظلة بكركي، وفق معلومات "الجديد".

ولأن الأعمال بالنيات، فسوف تكون النوايا غير مكتوبة، إذ لن يتجه الطرفان إلى إعلان تفاهم، ولن ينتج عن الاجتماع "أوعى خيك" فرع ثان، حيث تدرج بنشعي ومعراب هذه الخطوة في إطار استكمال المصالحة بين زعيمين تخاصما بالدم.

وإذا كان "الدم ما بصير مي"، فإن المياه ممكن أن تتحول إلى "براز بشري" يدخل بيوت العاصمة والضاحية الجنوبية لبيروت، ويبدو أن الحكومة فهمت التصريف على شكل خاطئ، وطبقته من مجاري الصرف الصحي أولا. مناطق عدة ارتفعت شكواها من مياه "طالعة ريحتها" ولا تصلح للري، لكنها تدخل كل البيوت.

 

أسرار الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم السبت 6 تشرين الاول 2018

السبت 06 تشرين الأول 2018

النهار

يتحدّث مُطّلع عن وفد إيراني يعمل على أفكار لتعزيز علاقة الشيعة بالمسيحيّين في لبنان وسوريا والعراق وفلسطين. لا يزال لبنانيّون يتداولون مشهداً مصوّراً "لمدير فندق بيروتي وهو يرمي بنفسه عن السطح بعدما تراكمت عليه الديون" رغم توضيح الأمن الداخلي أنّه مشهد من فيلم سينمائي يعود إلى العام 2016. عزا مستشار سياسي التفاؤل بقرب ولادة الحكومة إلى حركة اتّصالات إقليميّة تشمل الرياض ودمشق. سخر مصدر أمني من حجّة رجا الزهيري بأن السلاح المصادر من منزله كان في "طريقه إلى جبل العرب في سوريا لمحاربة الإرهاب".

الجمهورية

بعد كلام رئيس الحكومة المكلّف عن إقتراب تشكيل الحكومة، تصاعد توتّر المستوزرين وتكاثرت زياراتهم كلٌّ إلى مرجعيّته.

بدأ بعض الوزراء ممّن لا يأملون في العودة إلى الحكومة بتجميع أغراضه الشخصية تحسُّباً للرحيل.

يربط حزب محسوب على "8 آذار" منحه الثقة لحكومة الرئيس سعد الحريري بتمثّله في التشكيلة الوزارية أما غيابه عنها فسيدفعه الى حجب الثقة.

اللواء

تحدثت تقارير صحافية بريطانية عن خسائر مالية تصيب قيمة النقد اللبناني، بصرف النظر عن سعر الصرف. يرفض رئيس تيّار مسيحي عقد لقاء مع رئيس حزب آخر، ويحرص على بقاء العلاقة ضمن إطار نائب - وزير كما هي حالياً. تتحدث معلومات عن أن أحد طرفي "الثنائي الشيعي" بات أكثر قبولاً لفكرة حصر تمثيل طائفة بتيّار سياسي معروف.

المستقبل

إن مراقبين عن كثب لتطورات ملف تشكيل الحكومة لفتهم خلال الساعات الأخيرة بروز أكثر من موقف يعكس مقاربات مختلفة داخل تكتل نيابي بارز إزاء الملف .

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

تصعيد باسيل صدَم الحريري...

"اللواء/06 تشرين الأول 2018/أفادت معلومات، لـ «اللواء»، أن رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري فوجئ بالمواقف عالية السقف، التي خرج بها الوزير جبران باسيل في مؤتمره الصحفي، فضلاً عن الرد السريع من قبل حزب «القوات اللبنانية»، لا سيما وأن سهام رئيس «التيار الوطني الحر» طالته شخصياً، عندما شكك بحقيقة نياته بخصوص التنازلات التي أبدى استعداده لتقديمها من أجل تسهيل تأليف الحكومة، مطالباً بأن تكون هذه التنازلات فعلية وليست كلاماً. وقالت مصادر في تيّار «المستقبل» إن «الحريري كان يأمل بأن تنعكس المواقف التي أطلقها خلال اطلالته المتلفزة مساء الخميس، إيجاباً على مجمل الأوضاع، وخاصة على الملف الحكومي، بعد ان بشر اللبنانيين بأنه ستكون لهم حكومة خلال أسبوع أو عشرة أيام، ولكن مؤتمر باسيل والذي كان مقرراً مسبقاً، والذي لم يوفّر فيه أحداً من القيادات »السياسية، ولا سيما «القوات اللبنانية» شكل احراجاً للرئيس الحريري، واوحى بشكل أو بآخر، بأن أفق تأليف الحكومة بات مسدوداً.

 

أيها اللبنانيون... البلد دخل المرحلة الأخيرة!

"الراي الكويتية/06 تشرين الأول 2018/رغم «الإشارات المتناقضة» التي طفت على سطح ملف تشكيل الحكومة الجديدة في الساعات الماضية، من تحديد الرئيس المكلف سعد الحريري «أسبوعاً أو عشرة أيام» كمهلة يفترض ان يكون التأليف حصل خلالها إلى تصاعُد «الكباش» بين حزبيْ «التيار الوطني الحر» و«القوات اللبنانية» على جبهة ما يُعرف بعقدة التمثيل المسيحي، فإنّ معطيات متقاطعة لا تستبعد ان يكون هذا الملف دَخَلَ فعلياً مرحلة العدّ التنازلي لتَصاعُد «الدخان الأبيض». وبمعزل عن تفاصيل المراحل الأخيرة من تركيب «البازل الحكومي» والوقت الذي قد تتطلّبه «كاسحةُ الألغام» لشقّ الطريق أمام ولادة الحكومة، فإن أوساطاً واسعة الاطلاع تحدّثت لـ«الراي» عن «رباعيةِ دفْعٍ» يتقاطع فيها المحلي بالإقليمي وتشي باقتراب كسْر المأزق، بدءاً من حاجة «حزب الله» الى حكومةٍ فاعلة قبل حلول موعد العقوبات الأميركية النفطية على إيران في أوائل نوفمبر المقبل، مروراً برغبة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في إطفاء الشمعة الثانية من ولايته (31 أكتوبر الجاري) بـ«حضور» ما كان وَصَفَهُ بأنه «حكومة العهد الأولى»، وصولاً الى تَعاظُم التهديدات الاسرائيلية وخطرِها بعدما أصبح المسرح السوري أكثر صعوبة، وليس انتهاءً بـ«المَتاعب» الاقتصادية - المالية التي قَرَع الحريري حيالها «ناقوس الخطر». وفي رأي هذه الأوساط ان هذه «الأسباب الموجبة» للإسراع بتأليف الحكومة هي التي أفضتْ إلى بلوغ «رسْمٍ تشبيهي» للتشكيلة الموعودة طوى عملياً صراعَ الأحجام بعدما جرى ترسيم التوازنات والحصص، ليبقى شدّ الحبال تحت سقف «إطار الحل» الذي بات معروفاً على صعيد عقدتيْ تمثيل حزبيْ «القوات اللبنانية» و«التقدمي الاشتراكي»، والذي رسا على التسليم بإعطاء «القوات» 4 وزراء بينهم منصب نائب رئيس الحكومة، وانفتاح الزعيم الدرزي وليد جنبلاط على تسويةٍ تقضي بتخليه عن المقعد الدرزي الثالث إما لوزيرٍ يتشاركه مع الحريري ورئيس البرلمان نبيه بري أو في إطار مبادلته بوزير مسيحي. وفيما وضعتْ هذه الأوساط السجال المستعاد بين «القوات» و«التيار الحر» هو في إطار «تحسين الشروط» في الجولة الأخيرة من التفاوض وتحت سقف «التوازن في التنازلات» وسط إصرارٍ «قواتي» على محاولةِ انتزاعِ حقائب وازنة تعتبر أنها تعبّر عن حجمها التمثيلي كما أفرزتْه الانتخابات النيابية، لم تقلل دوائر مراقبة من أهمية هذا التدافُع بين الطرفيْن وإمكان استنزافه وقتاً غير قليلٍ من «عمر» مسار التأليف.

 

باسيل يخلط أوراق تشكيل الحكومة بعد أجواء إيجابية بثّها الحريري وحدد معياراً جديداً للتأليف رفضته «القوات»

بيروت/الشرق الأوسط/06 تشرين الثاني/18/وضع وزير الخارجية ورئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل أمس، معياراً جديداً لتشكيل الحكومة، يتمثل في منح الكتل النيابية وزيراً مقابل كل خمسة نواب، ما يعني أن كتلته تحصل على ستة وزراء، بينما تحصل كتلة «القوات اللبنانية» على ثلاثة، وهو معيار رفضته «القوات» التي أكدت أنه «ليس باسيل من يضع المقاييس والمعايير للحكومة، بل رئيس الحكومة بالتفاهم مع رئيس الجمهورية»، مشددة على أن المقياس الوحيد المعمول به هو «المقياس الشعبي» الذي يمنحها «ثلث عدد الوزراء المسيحيين». وجاء موقف باسيل غداة أجواء من التفاؤل أضفاها الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري في مقابلته التلفزيونية الأخيرة ليل الخميس الماضي، قال فيها بأن الحكومة ستتشكل خلال 10 أيام، وأنه يواصل مفاوضاته لتذليل العقد التي تحول دون تشكيلها. غير أن تصريحات باسيل أعادت خلط الأوراق أمس، وهو ما دفع أمين سر «تكتل الجمهورية القوية» النائب السابق فادي كرم لانتقاد باسيل من غير أن يسميه، قائلاً عبر حسابه على «تويتر»: «من مناورة لمناورة... ومن إفشال لإفشال. وتستمر المسرحية التسلطية على حساب الاقتصاد الوطني ومصالح الشعب اللبناني... لا هم لديه إلا سيطرته على كل القرارات لتمرير الملفات... والعائق أمامه القوات... نعم هكذا مسؤولين يراهنون على العرقلة».

وقال باسيل في مؤتمر صحافي، «إننا قد نكون في المرحلة الأخيرة قبل ولادة الحكومة إذا اعتمدنا المعايير الصحيحة»، مشيرا إلى أن «المعيار العادل هو وزير لكل خمسة نواب، لأننا لو اعتمدنا معيار أربعة وزراء لاحتجنا إلى 38 وزيرا». وقال: «نريد حكومة وحدة وطنية، لكن ذلك لا يعني أن نقبل بالابتزاز أو بلعبة إفشال العهد». وأضاف: «أتحدى من يقول إنني قمت بمبادرة لتشكيل الحكومة، إذ أنها مهمة رئيس الحكومة المكلف لكننا نطالب بمعيار العدالة السياسية في التأليف». وأكد «أننا معنيون بالعقدة الدرزية لأن طلال أرسلان جزء من تكتل لبنان القوي»، مشيرا إلى أنه «لا علاقة لنا بما يسمى العقدة السنية في تأليف الحكومة لأن ذلك من مهمة الحريري ولم نعامله كما عاملنا». وأعلن «أن استهداف حصة الرئيس هو أمر استراتيجي خطير، ونحن نتنازل بكل شيء فيما يتعلق بعقدة القوات على عكس ما يسوق البعض، ويحق للقوات ثلاثة وزراء»، مشيرا إلى أن «عدد وزارات الدولة المخصصة للمسيحيين معروف، فلماذا تكون جميعها من حصتنا؟»، مؤكدا أننا «نريد اتفاق معراب كاملا». وأكد أنه «لم يكن لدينا في أي يوم مشكلة بتولي «القوات» حقيبة سيادية، لكن هناك فيتو وطني في مكان آخر لا علاقة لنا به. وموضوع تسمية نائب رئيس الحكومة حق لرئيس الجمهورية وفق العرف». ولفت إلى أن «الدستور لا يحدد مهلة للتأليف لكن على رئيس الحكومة أن يضع مهلة لنفسه، وإذا لم تأخذ الحكومة الثقة سنعيد تسمية الحريري، لكن على أسس جدية». ورأى أن «الاتفاق العام في البلد، إذا تم تكريسه يمكن أن ينجز سلاسة في تأليف الحكومة»، ودعا الحريري «ليضع مع رئيس الجمهورية المعيار، وليقولا لكل الأطراف بما فيها نحن هذه هي تشكيلتنا فإما أن توافقوا أو لا».

وردت «القوات» على تصريحات باسيل، نافية أن تكون قد ضربت «العهد»، وقالت: «إذا كان الوزير باسيل يعتبر أن معارضة وزراء «القوات» لصفقة بواخر الكهرباء ضربة للعهد. فنحن نعتبر بالمقابل أننا أدينا خدمة كبرى للعهد، لأنه لا يشرف أي عهد حصول صفقة من هذا النوع في أيامه». كما تساءلت عن «الفيتو الوطني» الذي وضع في وجه حصول «القوات» على حقيبة سيادية، قائلة بأنها لم تسمع عنه من أي رئيس حزب أو كتلة نيابية، قائلة بأن ما قاله باسيل بهذا الصدد هو «اختلاق». وأضافت «القوات» في بيانها: «أما بخصوص المقياس الذي يتكلم عنه مرارا وتكرارا، ومع احترامنا الكلي لشخصه، ليس هو من يضع المقاييس والمعايير للحكومة، بل رئيس الحكومة بالتفاهم مع رئيس الجمهورية، ولم نتبلغ من الرئيسين يوما أنهما قد تفاهما على هذا المقياس الذي تحدث عنه». وشددت «القوات» على أن «المقياس الوحيد المعمول به حتى الساعة وفي تشكيل هذه الحكومة بالذات، هو نسبة التمثيل الشعبي، ومن هذا المنطلق، نرى مثلا أن التمثيل الوزاري الشيعي حصر بـ«حزب الله» وحركة «أمل». وأما فيما يتعلق بالتمثيل الوزاري المسيحي، فالمقياس الوحيد المنطقي هو النسبة التي نالها كل طرف في الانتخابات الأخيرة، وقد نالت «القوات اللبنانية» ثلث التمثيل الشعبي المسيحي، وبالتالي يحق لها ثلث التمثيل الوزاري في الحكومة عددا ووزناً». وأعلنت «القوات» تأييدها على أن «تكون إحدى وزاراتنا وزارة دولة، ولكن بعد أن يصار إلى تمثيلنا بالشكل الصحيح الذي أفرزته الانتخابات النيابية، أي بثلث المقاعد الوزارية، وذلك إن على مستوى عدد الوزراء أو نوعية الحقائب». وكان الحريري أعلن عن تسهيلات يقدمها لتشكيل الحكومة، قائلاً في حوار تلفزيوني بث ليل الخميس: «أنا مستعد أن أعطي القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر من حصتي إذا ساهم ذلك بتشكيل الحكومة لأن الوضع الاقتصادي لم يعد يحتمل، أما النواب السنة خارج «المستقبل» فغير متكتلين بحزب واحد ولا يمكن تجميعهم لتمثيلهم حكومياً». وإذ أعلن عدم ممانعته لتسلم «حزب الله» وزارة الصحة، قال إن تسلم الحزب هذه الوزارة مرتبط بمساعدات وهبات دولية وقد يشكّل سبباً لوقف هذه المساعدات. وأكد الحريري أن «لا وجود لضغوطات خارجية لتعطيل تشكيل الحكومة ولم يتّصل بي أي أحد لا من قريب ولا من بعيد».

 

لجنة الخارجية النيابية في لبنان تزور الجنوب وتطالب بوقف انتهاكات إسرائيل

بيروت/الشرق الأوسط/06 تشرين الثاني/18/استكمل لبنان مساعيه لتطويق التهديدات الإسرائيلية، أمس، عبر زيارة قامت بها لجنة الشؤون الخارجية والمغتربين في مجلس النواب إلى جنوب لبنان، وجدد أعضاؤها تمسكهم بالشرعية الدولية وبعملية السلام وتطبيق القرار الدولي 1701، وذلك بعد تهديدات إسرائيل للبنان وإعلانها وجود منصات عسكرية لـ«حزب الله» قرب مطار بيروت. وزار أعضاء اللجنة التي تضم نواباً يمثلون معظم أطياف السياسة اللبنانية، ثكنة للجيش اللبناني في جنوب لبنان، ومقر قيادة قوات حفظ السلام الدولية العاملة في الجنوب «يونيفيل»، استكمالاً لحملة سياسية ودبلوماسية لتطويق التهديدات الإسرائيلية التي يتخوف منها لبنان. استُهلت الجولة بزيارة ثكنة «بنوا بركات» العسكرية في صور، حيث عُقد لقاء مغلق في مركز إدارة الأزمات استمع النواب خلاله لشرح عن الوضع في الجنوب والتنسيق مع «يونيفيل». وأكد رئيس لجنة الشؤون الخارجية والمغتربين النائب ياسين جابر، الرغبة بأن يكون التعاون بين الجيش اللبناني و«يونيفيل» دائماً، مشيراً إلى «أن زيارة لجنة نيابية في المجلس النيابي هي الأولى ولن تكون الأخيرة»، ومشدداً على «دور الجيش اللبناني الذي حقق نجاحاً كبيراً في تحقيق الأمن في المنطقة». وفي رده على سؤال قال: «لبنان ليس لديه أي شيء، فهو ضحية للاستعراض الذي قام به رئيس وزراء إسرائيل في الأمم المتحدة»، مؤكداً أنها «ادعاءات كاذبة، فإسرائيل تحاول دائماً تهديد لبنان وإرباك الأوضاع فيه، وخير دليل على ذلك ما تقوم به من انتهاكات جوية وبرية وبحرية لأراضينا».

وتابع: «رغم الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة يقوم لبنان دائماً بتوجيه الاعتراض إلى الأمم المتحدة لكنّ إسرائيل لا تستجيب لأي قرار دولي. إن لبنان دولة مسالمة ليس لديه نية الاعتداء على أحد، ولا داعي للخوف إلا أننا تعوّدنا على الغدر الإسرائيلي، ولا يمكن للعدو القيام بأي اعتداء، وأعتقد أن الأمر مستبعَد إلا أن إسرائيل غدّارة ودولة عدوانية». وأشار، رداً على سؤال، إلى «أن هناك 13 نقطة مختلَف عليها في مزارع شبعا والغجر، ونحن نطالب بتطبيق القرار الدولي 1701 بحذافيره، وأن تتحول الاعتداءات الإسرائيلية إلى وقف إطلاق نار دائم»، مشدداً على أن «لبنان يريد فقط الحفاظ على حدوده الدولية وحمايتها، وهو لم يبادر يوماً إلى أي عدوان فهو تعرّض للاحتلال لمرات من قبل العدو الإسرائيلي». بعدها انتقل الوفد إلى المقر العام لـ«يونيفيل» في الناقورة، والتقى القائد العام لهذه القوات اللواء ستيفانو ديل كول، وكبار الضباط الدوليين، مقدماً له التهنئة على تعيينه قائداً لـ«يونيفيل»، والتقدير لجهود «يونيفيل» في عملية السلام والتمسك بوجودهم لأن هناك من يشكك بهذا الوجود. واستمع الوفد من ديل كول لشرح مفصل عن دور ومهام «يونيفيل» في عملية السلام في الجنوب وتطبيق القرار 1701.

 

بعد "تفاهم معراب"..جرح مسيحي نحو الختم يتوّج بمصالحة جعجع-فرنجية/بكركي تبارك: حان اــوقت لتخطّي حواجز الماضي

المركزية/06 تشرين الثاني/18/تستعد الساحة المسيحية لختم جرح "اخوي" ينزف منذ سنوات عدة بلقاء يجمع قريباً رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع ورئيس "تيار المردة" النائب السابق سليمان فرنجية يتوّج بمصالحة تاريخية. فاللقاء الذي طال انتظاره على رغم ان مصافحات "هامشية" تمت بين جعجع وفرنجية في مناسبات عدة، يأتي بعد اجتماعات ماراتونية بين ممثلين عن "القوات" و"المردة" كانت نتيجتها طي صفحة الخلاف الدموي وفتح اخرى عنوانها التلاقي حول مصلحة البلد والمسيحيين وتنظيم الخلاف حول المسائل المتباعدة لعل ابرزها العلاقة مع سوريا وسلاح "حزب الله". ومع ان البعض وضع اللقاء المُرتقب بين الزعيمين الشماليين تحت خانة المثل القائل "المصيبة بتجمع"، باعتبار ان "امتعاضهما" من سياسة رئيس "التيار الوطني الحر" الوزير جبران باسيل منذ بداية العهد وحتى الان والذي تُرجم بمواقف معارضة لكيفية مقاربته لكثير من الملفات، خصوصاً داخل مجلس الوزراء، الا ان ما من اثنين يختلفان على انه يُرخي بظلاله الايجابية على الشارع المسيحي الذي ضاق ذرعاً بالخلافات بين قادته. ويأمل المسيحيون في ان تكون المصالحة المُنتظرة حقيقية وقوية تصمد في وجه التحديات التي ستُقابلها في استحقاقات مستقبلية، خصوصاً ان تجربة "تفاهم معراب" لا تزال ماثلة في اذهانهم. فصحيح ان طرفيه "التيار الوطني الحر" و"القوات اللبنانية" لا ينفكّان يؤكدان التمسّك به وبالمصالحة التي نتجت منه، الا انه مُهدد بالسقوط بالضربة القاضية نتيجة تناقض المواقف واختلاف الاراء في مسائل عدة كان ابرزها صفقة البواخر. بكركي التي لطالما بادرت لترتيب البيت المسيحي-الماروني وتنظيم الخلاف بين رؤساء الاحزاب الكبرى لمنع انزلاقه الى الشارع، تُبارك اي لقاء يتوّج بمصالحة، وتؤكد مصادرها لـ"المركزية" "اننا نُشجّع على مصالحة بين حزبين جعلتهما الظروف في مرحلة معيّنة في حالة خصام، وحان الوقت ليتخطّيا حواجز الماضي"، وتذكّر "بأن نشر المحبة بين الناس من صميم رسالة الكنيسة". ولفتت الى "اننا نتمنى التقارب والمصالحة بين مختلف اللبنانيين وليس فقط فئات معيّنة، اضافةً الى وحدة الكلمة والتعاون من اجل بناء الدولة على اسس صحيحة ومساعدة الشعب على تمرير هذه المرحلة". ومع ان المصالحة ستتم في غياب البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي عن لبنان بسبب زيارته الى روما، الا انه يُباركها ويُرحّب بها، تؤكد مصادر بكركي، مشيرةً الى "ان البطريرك الذي كان السبّاق في جمع القيادات المسيحية تحت قبّة بكركي، يُشجّع على مصالحات كهذه، ويُبارك كل تقارب وفعل التسامح بين الاخوة، لان بهذه الاعمال نبني مجتمعاً حقيقياً تسوده المحبة والحوار". واذ رفضت المصادر التعليق على سؤال عمّا اذا كانت "المصيبة" هي التي جمعت جعجع وفرنجية وليس هناك مصالحة حقيقية في العمق، اكتفت بالقول "ان مبدأ اللقاء والمصالحة هو الاساس بالنسبة لنا، انطلاقاً من تمنّياتنا ورسالتنا كنيسة بأهمية نشر المحبة والتسامح، خصوصاً بين الاخوة"، واملةً في "ان تعم المصالحة الوطنية مختلف الاحزاب المتخاصمة، لان مصلحة البلد فوق كل اعتبار".     

 

جبران ينسف تفاؤل الحريري والقوات تنفي الاتهامات بضرب العهد

 إعداد جنوبية 6 أكتوبر، 2018

نسف المؤتمر الصحفي لرئيس "تكتل لبنان القوي" الوزير جبران باسيل موجة التفاؤل التي أضفاها الرئيس المكلف سعد الحريري، خلال الإطلالة التلفزيونية والتي بشّر فيها عن عشرة أيام حاسمة، ستؤدي إلى ولادة حكومية. في خضم الاهتمام بالتفاؤل المفاجىء بتأليف الحكومة اللبنانية خلال 10 ايام، برزت مواقف تصعيدية في الساعات التي تلت مقابلة الحريري، ليعود الاشتباك السياسي بين “التيار الوطني الحر” و”القوات اللبنانية” ما ينبىء بأنّ تأليف الحكومة ما زال بعيد المنال، إلا انه  في كل حال الايام المقبلة كفيلة بتظهير الصورة، خصوصاً انّ الرئيس المكلف يستعدّ لجولة مشاورات جديدة قبل التوجه الى قصر بعبدا في غضون أيام، وذكرت مصادر معنية لـ “النهار” بالتأليف انّ رئيس الجمهورية وافق على إعطاء منصب نائب رئيس الحكومة الى “القوات اللبنانية” مشفوعاً بـ3 وزراء، الّا انّ “القوات” تشترط إسناد حقيبة وزارية أيضاً لنائب رئيس الحكومة، كذلك تطالب بحقيبة وزارة العدل. واشارت المصادر الى انّ المفاوضات ستتمحور حول هذه النقطة. وقد وضع  رئيس “التيار الوطني الحر” الوزير جبران باسيل أمس خلال مؤتمره الصحافي، “معايير” لتشكيل الحكومة وارتكز فيها إلى ما يشبه “آلة حاسبة” للتمثيل الوزاري توزّع الحصص والحقائب على الكتل وفق معادلة رياضية خارجة عن الدستور والمألوف في تأليف الحكومات الائتلافية، وهذا ما أثار  بحسب “المستقبل” سلسلة من ردود الفعل التي وضعت مؤتمر “ميرنا الشالوحي” والمعايير المتجددة التي طُرحت خلاله في خانة المواقف السلبية والمحاولة الهادفة إلى إعادة الأمور إلى المربّع الأول، بشكل ضعضع الأجواء التفاؤلية الإيجابية التي سادت خلال الأيام الأخيرة بدءاً من لقاء بعبدا بين الرئيسن عون والحريري، وبالتالي التفاؤل الذي اعرب عنه الرئيس المكلّف خلال إطلالته المتلفزة.

وقد حدّد باسيل حسابات التمثيل الوزاري وفق ما يراه “عادلاً” إزاء حصص الكتل الرئيسية على أساس “وزير لكل 5 نواب”، مع تركيزه بشكل رئيس على حصة كتلتي “القوات اللبنانية” و”اللقاء الديموقراطي” اللتين ارتأى وجوب تمثّل الأولى بـ3 وزراء والثانية بوزيرين، حتى توالت ردود الفعل الرافضة للخروج عن الدستور وأصوله وتقييد عملية التأليف بمعايير مختلقة. فبينما برزت تغريدة مقتضبة لرئيس “الحزب التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط تعقيباً على كلام باسيل اكتفى فيها بعبارة “المعيار هو” التي شرّعت الباب واسعاً أمام تعليقات المغردين المنتقدين لـ”معايير” باسيل، حرصت الدائرة الإعلامية في “القوات” من جهتها على إصدار بيان توضيحي حول بعض النقاط التي وردت في مؤتمر رئيس “التيار الوطني” مستغربةً اتهامها بمحاولة “ضرب العهد”، ونافيةً كلام باسيل المتصل بإشارته إلى وجود “فيتو وطني” حول تولي وزير قواتي حقيبة سيادية في الحكومة العتيدة، ووضعت ما قاله باسيل في هذا الإطار في خانة “الاختلاق لا أكثر ولا أقل.وأشارت “اللواء” أن ما لم يقله باسيل في مؤتمره الصحافي، قالته “O.T.V” في نشرتها المسائية: كرة تأليف الحكومة، وإخراج البلد من عنق الزجاجة في ملعب “القوات”..

الحملة المركزة على “القوات” استدعت “تغريدة” أولى من وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال جاءت بمثابة ردّ أوّل وفيها: “جبران يلعب البطولة في فيلم لا أريد حلاً.. أما مدته.. فعند ربك”. ومع الضبابية التي هبطت بعد ظهر على الوضع الحكومي، قال مصدر مطلع لـ”اللواء” ان مسار التأليف تعرض “لانتكاسة بسيطة” لكن الاتصالات تضاعفت بعد مؤتمر باسيل، بهدف احتواء التداعيات السلبية. وأكد المصدر ان الرئيس الحريري متمسك بتصوره لصيغة الحكومة العتيدة، وسيحمل هذه التشكيلة إلى بعبدا، وليتحمل كل واحد، عندها مسؤوليته. وذكرت مصادر رسمية متابعة للاتصالات ان “التيار الحر” و”القوات اللبنانية” رفعا بعد بيان “القوات” قبل يومين، ومؤتمر باسيل امس، سقف المواقف والمطالب، ليس بالضرورة من اجل التعطيل، بل ربما لإعادة التفاوض حول الحصص، ولكن هذا يعني بشكل مباشر إعادة الكرة الى ملعب الرئيس المكلف، الذي بات عليه اجراء دورة جديدة من المفاوضات وخلال مهلة العشرة ايام التي وعد بها لتشكيل الحكومة”. الواقع ان أوساطاً سياسية معنية بعملية التأليف لفتت عبر “النهار” الى قلق متصاعد لديها من امكان وجود “اجندات” تهدف الى افتعال الازمة تلو الازمة والتعقيد تلو التعقيد في ملف تأليف الحكومة في كل مرة يحصل فيها تحرك جدي نحو انهاء الازمة.

 

هكذا قرأ جنبلاط لعبة باسيل: ماذا عن القوات؟

منير الربيع/المدن/الأحد 07/10/2018

ماذا يفعل الوزر جبران باسيل، أو في ماذا يفكّر؟ لا أحد في لبنان قادراً على الإجابة عن هذا السؤال. فبعد يوم من خروج الرئيس سعد الحريري متفائلاً في قرب تشكيل الحكومة، خرج باسيل مطيحاً بكل الصيغ، مطالباً بإعادة وضع معايير جديدة، تنسف المعايير التي اعتمدت منذ تكليف الحريري حتى اليوم. تكثر التكهنات في شأن مطالب باسيل، لكنها جميعها تلتقي عند نقطة واحدة، وهي الكباش الذي يخوضه باسيل ليثبت انتصاره، ليس في عملية تشكيل الحكومة فحسب، بل في سبيل استعادة الحريري إلى حضنه أولاً، وتثبيت تياره قوة مسيحية كبرى تتقدّم على كل القوى الأخرى. ولهذا ارتباط بحسابات الانتخابات الرئاسية المقبلة، وبإظهار نفسه قائد مسيرة إعادة صلاحيات المسيحيين، من خلال فرض شروط وأسقف ومعايير للتشكيل ناهيك عن إلزام رئيس الحكومة بمهلة زمنية للتشكيل. على الرغم من تصعيد باسيل تؤكد مصادر متابعة لـ"المدن" أن هذا الكلام لن يغيّر من المسار الإيجابي للوصول إلى حكومة وحدة وطنية، ضمن المهلة التي تحدّث عنها الحريري. ويؤكد مقربون من الحريري أنه لا يزال عند الموعد الذي ضربه. وهذا الكلام يتلاقى مع كلام آخر من بعض المقربين من رئيس الجمهورية ميشال عون، إذ يعتبرون أن الحكومة ستتشكل بعيد عودته من أرمينيا. الشعور العام في الضيق والضغط هو ما دفع الجميع إلى السير بالتسوبة، وأبرزهم رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط الذي وافق عليها مبكراً وعاد وأصدر موقفاً إيجابياً تجاه كلام باسيل. هذا الموقف لا يعني القبول الحرفي بطرح باسيل أن ينال كل خمسة نواب وزيراً، إنما يوجّه جنبلاط رسالة إلى القوات بوجوب السير بالتسوبة، لأن حصّتها المؤلفة من نائب رئيس حكومة و3 حقائب هو أمر جيد جداً، في ظل الضيق الذي فرض على الجميع السير بالتسوية. والدليل على ذلك، هو تنازل رئيس الجمهورية عن نائب رئيس الحكومة لمصلحة القوات. بالعودة إلى تصعيد باسيل، يستذكر أحد المصادر حرب تصفية الحساب في العام 1993، كان كهلان يجلسان في الجنوب، لم يسمعا أصوات القصف، بسبب تقدّم العمر، وكانا يتحدثان إذا ما كانت ستتوقف الحرب أم لا، فأجاب أحدهما الآخر بأن اسحق رابين يرضى بإيقاف الحرب، ولكن أحد قادة المقاومة هو من لا يرضى. يقول المصدر هذا الكلام، للإشارة إلى أن الموارنة هم الذين لا يريدون الحكومة بسبب خلافاتهم وحساباتهم.

وقد جاء تصعيد باسيل على خلفية موافقة رئيس الجمهورية على منح نائب رئيس الحكومة للقوات. ما أدى إلى حشرها. لكن القوات رفضت العرض، وأصرت على نائب رئيس حكومة مع حقيبة، حينها لم يستطع الحريري حلّ الأزمة. وبعد هذا الرفض بادر باسيل إلى التصعيد، وكأنه يعتبر أنه لعب هذه اللعبة كي ترفض القوات ويتم تطويقها أكثر. بينما كانت القوات تصرّ على وزارة العدل ونائب رئيس حكومة مع حقيبة. ما اعتبره باسيل ذريعة للإطاحة بكل المعايير، فيما لا تزال القوات مصرّة على حقيبة العدل. وعلى الرغم من ذلك، لا تزال المصادر تبدي تفاؤلها بالوصول إلى الحكومة. ويعود باسيل إلى نغمة منح القوات اللبنانية ثلاثة وزراء وليس أربعة. ووفق المعيار نفسه فإن الحزب التقدمي الاشتراكي يجب أن يحصل على وزيرين لا ثلاثة. وعلى الرغم من أن باسيل تمسك في توزير النائب طلال ارسلان، واصفاً إياه بأنه جزء من تكتل لبنان القوي، غابت هذه النقطة عن وحدة المعايير لدى باسيل، فهو تارة يعتبر ارسلان جزءاً من تكتله وطوراً يعتبره رئيس كتلة مستقلة استحدثت لأجل أن يوزيره. علماً أنه، وفق حسابات باسيل أيضاً، فإن ارسلان على رأس كتلة نيابية من أربعة نواب، أي لا يحق لها بوزير. وتختلط المعايير أكثر لدى باسيل، في الدمج بين الحصول على كتلتين وزاريتين واحدة للتيار الوطني الحر وأخرى لرئيس الجمهورية، مع احتساب عدد النواب مرتين. وهذه الحسابات تقود التيار أو تكتل لبنان القوي إلى الحصول على 6 وزراء بالحد الأقصى، طالما أن التكتل لديه 28 نائباً. ولكن هذا لا يرضى به باسيل، الذي كان يطالب بأحد عشر وزيراً، وقد يتنازل للحصول على عشرة موزعين على حصة تياره وحصة رئيس الجمهورية. وهنا، يكون قد جرى احتساب النواب مرتين، مرة للتيار ومرة للرئيس. إلا أن هذه الصيغة لن تصل إلى أي نتيجة وفق المصادر، بينما هي تأتي في اطار الضغط لتحسين الشروط فحسب، والعودة إلى الصيغة المعتمدة بين الحريري ورئيس الجمهورية.

 

باسيل يصعّد حكومياً: التسوية تنبع في العراق وتمر بسوريا

منير الربيع/المدن/السبت 06/10/2018

يوم كان ساسة لبنان يجتمعون في الدوحة بعد أحداث السابع من أيار 2008، كان الرئيس ميشال عون حينها يعارض تسوية وصول قائد الجيش آنذاك ميشال سليمان إلى رئاسة الجمهورية. كانت المفاوضات تحقق تقدّماً كبيراً على صعيد مختلف البنود السياسية، من شكل الحكومة إلى قانون الانتخاب وتوزيع الدوائر، بالإضافة إلى التوافق على انتخاب سليمان رئيساً للجمهورية. وبقي عون على معارضته حتى الساعات الأخيرة قبل المغادرة. عندها، توجه النائب محمد رعد مضطّراً إلى جناح عون للقائه، ومحاولة الوقوف على خاطره وإقناعه بضرورة السير بالتسوية والعودة إلى لبنان، لأن التوافق حصل، مع ضمانة الحزب لعون باستمرار دعمه سياسياً ورئاسياً للاستحقاق المقبل.

زيارة رعد كانت مفصلاً أساسياً، أدى إلى إنجاز التوافق والعودة إلى لبنان وانتخاب رئيس للجمهورية. اليوم، هناك من يشبّه زيارة وفد كتلة الوفاء للمقاومة، واتصال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بالرئيس عون، بزيارة رعد لعون في الدوحة عام 2008. ويعتبرون أن الزيارة والاتصال ركزا على وجوب حسم مسألة تشكيل الحكومة ووقف التعطيل والعرقلة، وتقديم كل القوى تنازلات لأجل تسهيل تشكيل الحكومة قبل نهاية الشهر الجاري، لاعتبارات محلية وخارجية، ولاهتمام حزب الله في مواجهة الضغوط الاقليمية والدولية.

وتشير بعض المصادر إلى أن حزب الله نصح الرئيس عون بضرورة التوافق على تشكيل الحكومة، لانجاح العهد ووقف مسلسل التعطيل، حتى لو كان المعطّلون يريدون ابتزازه بعهده او يراهنون على استعجال الحزب ولادة الحكومة، يجب تفويت الفرصة عليهم. بالتالي، المسألة لا تكون معلّقة على وزير من هنا او حقيبة من هناك، لأن الهدف أبعد من ذلك بكثير. هذا النفس الذي تحدّث فيه حزب الله، تحدّث فيه الرئيس سعد الحريري خلال إطلالته التلفزيونية، ووصل به الأمر إلى التأكيد أنه جاهز للتنازل من حصته لتسهيل التشكيل، او منح حقائب من حقائبه لإنجاز الحكومة وارضاء الجميع. ما يعني أن الحريري مستعد للتجاوب مع طروحات عون التي قالها له خلال لقاءاتهما المتعددة، إذ كان عون يقول للحريري إن عليه منح القوات حصة او حقيبة من حصّته.

الخلاف على هذه النقطة يتعلّق بالأحجام. موافقة عون على صيغة العشرات، أي عدم حصول أي فريق على 11 وزيراً، يعتبرها تنازلاً أساسياً. لكن الخلاف بقي على وزراء الدولة. يعتبر أن القوات تطالب بخمسة وزراء، فيما هو والتيار سيحصلان على عشرة، وبين هؤلاء ثلاثة وزراء دولة، وآخر للنائب طلال أرسلان. ما يعني أنه حصل على ستة وزراء مقابل خمسة للقوات. وهذا لا يمكن أن يرضى به لجهة التوازن في الأحجام. لذلك، يريد من الحريري تعزيز حصة القوات على حسابه وليس على حساب التيار الوطني الحر وحجمه التمثيلي. وكما حزب الله مستعجل لتشكيل الحكومة، كذلك الحريري الذي أبدى استعداده للتنازل عن إحدى وزاراته. ما يجري يفيد بأن هناك تسوية لا يمكن الخروج منها. يعود البعض إلى عبارة الرئيس الراحل كميل شمعون "نهر التسويات ينبع في العراق ويمرّ في سوريا ويصب في لبنان". يستند متذكرو هذه العبارة، التي كان يستخدمها شمعون في الخمسينيات وإبان الحرب الأهلية، إلى التسوية التي حصلت في العراق وأنتجت رئيساً وتسمية رئيس لتشكيل الحكومة. مع الإشارة إلى أن هذه التسوية ستنسحب على لبنان. وهناك من يعتبر أن ما يجري هو عبارة عن تسوية كبرى يجري الإعداد لها في المنطقة، ولكنها غير مشهودة حتّى الآن، إذ يستخدم الرئيس الأميركي منطق "السيف بيدي على طاولة المفاوضات". وتتوقع المصادر المتابعة أن تكون التركيبة الحكومية هي نفسها التي قدّمها الحريري أخيراً لرئيس الجمهورية مع بعض التعديلات، لناحية الحصص. فيما يبقى النقاش على الحقائب ونوعياتها إذ إن هناك تسوية يجب أن تسير. لكن الطرح الذي عاد الوزير جبران باسيل وطرحه، لا سيما لجهة اعتماد معيار لكل خمسة نواب وزير، فيعني أنه غير مستعد للتنازل، لا سيما أن هذا المعيار يعني حصول القوات على ثلاثة وزراء، والاشتراكي على وزيرين، بينما المستقبل على أربعة وزراء. وهذا ما قد يعيد النقاش إلى نقطة الصفر، إذا لم يتم إيجاد حلّ له.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

البابا يعلن "عدم التسامح بعد الآن" ازاء السكوت عن الاستغلال الجنسي

المركزية/06 تشرين الثاني/18/أعلن البابا فرنسيس السبت "عدم التسامح بعد الآن" في ما يتعلق بالسكوت عن الاستغلال الجنسي، وأمر بفتح أرشيف الفاتيكان أمام تحقيق بحق رئيس أساقفة واشنطن ثيودور مكاريك، الذي قدم استقالته في تموز/يوليو. وقال البابا في بيان للفاتيكان "لن يتم التسامح بعد الآن مع الاستغلال وتغطيته"، مشددا على ضرورة تصدي الكنيسة لـ"آفة الاستغلال الخطيرة داخل وخارج" الكنيسة. وأثارت قضية رئيس أساقفة واشنطن جدلا واسعا بعد أن اتهم الأسقف المحافظ كارلو ماريا فيغانو البابا بأنه تجاهل عمدا تحذيرات متعلقة بتجاوزات جنسية ارتكبها الكاردينال ماكاريك، أحد أرفع الكهنة الكاثوليك الذين يواجهون اتهامات بالاستغلال الجنسي. وبعد رسالة الأسقف فيغانو طالبت مجموعات أميركية تمثّل ضحايا استغلال جنسي من قبل كهنة كاثوليك البابا بنشر قائمة برجال الدين المتّهمين بارتكاب اعتداءات جنسية. وجاء في البيان الصادر السبت عن الفاتيكان أن البابا فرنسيس "مدرك لما تسببه هذه الاتهامات من التباس لدى المؤمنين ويبدي قلقه حيالها". وتابع البيان "لن يتم التسامح بعد الآن مع الاستغلال وتغطيته"، مشيرا إلى واجب الكنيسة "بمنع ارتكاب جرائم كهذه في المستقبل بحق الأكثر براءة والأكثر ضعفا في المجتمع". كذلك شدد البيان على أن البابا فرنسيس وجّه في آب/أغسطس رسالة إلى الكاثوليك قال فيها إن "السبيل الوحيد أمامنا من أجل التصدي لهذا الشر الذي أصاب حياة الكثير من الأشخاص هو باعتباره مهمة تعنينا جميعا كأبناء الله". وتابع البيان "أن نكون جزءا من شعب وتاريخ مشترك سيمكننا من الاعتراف بخطايا وأخطاء ارتكبناها في الماضي بانفتاح على التوبة يمكن أن يسمح لنا بالتجدد من الداخل". وفي ما يتعلق بمكاريك أعلن الفاتيكان في البيان أن البابا فرنسيس "أمر بضم المعلومات التي تم تجميعها في التحقيق الأولي إلى دراسة أكثر تعمقا للوثائق التي يحتويها أرشيف دوائر الفاتيكان ومكاتبه... لإثبات كل الوقائع ذات الصلة ووضعها في إطارها التاريخي وتقويمها موضوعيا". وختم البيان أن الفاتيكان يقر بأنه "قد يتبين أنه تم اتخاذ خيارات لا تتلاءم مع مقاربة معاصرة لمسائل كهذه"، لكن، وكما أعلن البابا في 2015 "سنتبع مسار الحقيقة حيثما قادنا".

 

أنباء عن العثور على جثة الصحافي جمال خاشقجي

جنوبية/07 أكتوبر، 2018/نقلت قناة الجزيرة عن مصادرها أنّ السلطات التركية قد عثرت على جثة الصحافي السعودي جمال خاشقجي في إحدى مناطق اسطنبول. وكانت رويترز قد أعلنت استناداً إلى مصادر تركية أنّ التقييم الأول يشير إلى أنّ خاشقجي قد قتل في القنصلية السعودية في اسطنبول.

 

 واشنطن بوست تعلق على المعطيات المتعلقة بمقتل خاشقجي

جنوبية/07 أكتوبر، 2018 /أشارت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، أنّه إذا تأكد مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي فإنّ ذلك سيشكل تصعيدا سعوديا صادما لإسكات المعارضة.

 

العفو الدولية: اغتيال خاشقجي إشارة مرعبة لمنتقدي السلطات السعودية

جنوبية/07 أكتوبر، 2018 /أكّدت منظمة العفو الدولية أنّ اغتيال الإعلامي السعودي جمال خاشقجي سيكون إشارة مرعبة لمنتقدي السلطات السعودية بأنهم في خطر شديد حتى خارج السعودية.

 

بومبيو يبدأ من طوكيو جولة آسيوية محورها كوريا الشمالية

طوكيو/الشرق الأوسط»/06 تشرين الثاني/18/وصل وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو إلى طوكيو اليوم (السبت) في مستهل جولة آسيوية تشمل عقد لقاء مع زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون. وقال بومبيو في الطائرة إن هدفه "بناء ما يكفي من الثقة" بين الخصمين التاريخيين من أجل الوصول إلى السلام، "ثم سنعمل أيضا على الإعداد للقمة المقبلة". غير أنه قلل من التوقعات بشأن تحقيق اختراق كبير هذه المرة، بقوله: "أشك في أننا سننجز الأمر، لكننا سنبدأ تطوير خيارات لكل من المكان والتوقيت بشأن متى يجتمع الرئيس كيم مع الرئيس – دونالد ترمب -مجدداً. وقد نصل إلى أبعد من ذلك". وكان ترمب التقى في يونيو (حزيران) كيم في سنغافورة في قمة أسفرت عن التزام غامض من كيم تجاه نزع السلاح النووي في شبه الجزيرة الكورية. وألغى ترمب لاحقا رحلة كان من المقرر أن يقوم بها وزير خارجيته إلى بيونغ يانغ بعدما اعتبر أنه تعذر تسجيل تقدم كاف نحو تطبيق بنود إعلان سنغافورة. لكن الرئيس الأميركي أكد في المقابل أنه "يحب" رجل بيونغ يانغ القوي. وفي طوكيو، يجري بومبيو محادثات مع رئيس الوزراء شينزو آبي ووزير الخارجية تارو كونو بغية طمأنتهما إلى مسار المحادثات مع كوريا الشمالية التي تعتبر اليابان أنها تمثّل "تهديدا خطيرا" خصوصاً أنها تمضي قدماً في خطط لتعزيز قدراتها الصاروخية الباليستية. وبعد طوكيو، يتوجه بومبيو إلى بيونغ يانغ ثم إلى كوريا الجنوبية التي لعب رئيسها المؤيد للحوار مون جاي-أون دور الوسيط بين الطرفين. وكانت وزيرة خارجية كوريا الجنوبية كانغ كيونغ قد أعطت لمحة عما يمكن أن تبدو عليه الصفقة الناجحة في شبه الجزيرة الكورية. ففي مقابلة مع صحيفة "واشنطن بوست" قالت إن كوريا الشمالية يمكن أن توافق على تفكيك موقع يونغبيون النووي. وفي مقابل ذلك، تعلن الولايات المتحدة النهاية الرسمية للحرب الكورية التي دارت بين عامي 1950 و1953 وتوقفت بهدنة وليس معاهدة سلام شاملة، لكن كوريا الشمالية لن تقدم قائمة شاملة بمنشآتها النووية، وفق الوزيرة. ورفض بومبيو الحديث عن الخطوط العريضة لصفقة محتملة، قائلا إن مهمته "هي التأكد من أننا نفهم ما يحاول كل طرف فعلاً تحقيقه". وبعد سيول، يختتم بومبيو رحلته الاثنين في الصين التي تمثل شريان الحياة السياسي والاقتصادي لكوريا الشمالية. وستكون محادثاته هناك صعبة في ظل الحرب التجارية الشرسة الدائرة بين الولايات المتحدة والصين، وبعد أيام من خطاب حاد اللهجة ألقاء نائب الرئيس الأميركي مايك بنس واتهم فيه الصين بالعدوان العسكري والسرقة التجارية وبارتكاب انتهاكات متزايدة لحقوق الإنسان والتدخل في الانتخابات ضد ترمب.

 

استراتيجية أميركية لمكافحة إرهاب الجماعات المتطرفة وإيران

واشنطن: هبة القدسي/الشرق الأوسط/06 تشرين الثاني/18/اعتمد الرئيس الأميركي دونالد ترمب، استراتيجية جديدة لمكافحة الإرهاب، أعلن عنها مستشاره للأمن القومي جون بولتون، في مؤتمر صحافي مساء الخميس، وارتكزت على مكافحة آيديولوجيا الإرهاب، وملاحقة الإرهابيين في بلادهم، ومنعهم من تجنيد واستقطاب المناصرين، إضافة إلى منعهم من الوصول إلى الولايات المتحدة، واستخدام كافة الوسائل، عسكرية أو غير عسكرية، ضدهم، في الاستراتيجية الجديدة. وقال بولتون للصحافيين إن «الجماعات الإسلامية الإرهابية المتطرفة تمثل أكبر تهديد عبر الحدود للولايات المتحدة ومصالحها في الخارج»، وأوضح أن الاستراتيجية ترتكز أيضاً على مواجهة التهديدات من إيران، التي وصفها بأنها الممول الرئيسي العالمي و«البنك المركزي للإرهاب» منذ عام 1979. وشدد مستشار الأمن القومي الأميركي على أن الاستراتيجية الجديدة لإدارة ترمب تختلف عن استراتيجية الإدارة السابقة، من خلال التركيز على الأفكار وآيديولوجيا الإرهاب، وقال: «إننا نواجه آيديولوجيا إرهابية، وأعتقد أن الرئيس ترمب كان أعرب عن اعتقاده أنه من دون إدراك أننا في صراع آيديولوجي مع الإرهاب، فإننا لا يمكننا مواجهة التهديدات الإرهابية بالشكل المناسب، وأعتقد أن هذا الأمر أوسع بكثير من الاستراتيجيات التي اتخذتها الإدارة السابقة». وأضاف بولتون أن الاستراتيجية تهدف إلى معالجة التهديد الإرهابي المتزايد التعقيد والمتطور، وأن الاستراتيجية الجديدة هي أول مخطط عملي لهزيمة المجموعات الإرهابية الدولية والتهديدات المحلية منذ قامت إدارة الرئيس السابق باراك أوباما بتطبيق استراتيجية لمكافحة الإرهاب في عام 2011؛ تركزت على مكافحة «القاعدة»، وقدرتها على التشجيع على هجمات داخل الولايات المتحدة. وقال بولتون إن ترمب «وافق على هذه الاستراتيجية التي ستساعد في حماية أمتنا، وتعزيز الأمن القومي، وتوجه الجهود المستمرة لهزيمة الإرهابيين والمنظمات الإرهابية، وتحديث أدوات المكافحة، لتكون أكثر احترافية وفاعلية، وتقوية أمن الحدود (البرية والبحرية والجوية)، وتعطيل أي محاولات لاستقطاب وتجنيد المقاتلين عبر وسائل الإعلام الاجتماعية وعبر الإنترنت، واستخدام القوة العسكرية وغير العسكرية في مكافحة الإرهاب، وبناء ثقافة استعداد عالية، والعمل مع الشركاء من الحكومات والقطاع الخاص في مكافحة الإرهاب».

ولوحظ أنه في وصفه للمتشددين الإسلاميين المسلحين، استخدم بولتون تعبير «الإسلاميين المتطرفين»، مناقضاً بذلك موقف الرئيس السابق باراك أوباما، الذي كان يري أن استخدام تعبير «الإرهاب الإسلامي» يؤدي للخلط بين المسلمين المسالمين وبين الإرهابيين. ودافع بولتون عن فكرة الحرب ضد الإرهاب كحرب آيديولوجية، مشيراً إلى وصف ملك الأردن عبد الله الثاني للإرهاب بأنه «حرب أهلية داخل الإسلام». وقال إن «التهديد الإسلامي المتطرف الذي نواجهه هو شكل من أشكال الآيديولوجيا، ولا ينبغي أن يكون هذا شيئاً جديداً بالنسبة لأي شخص». وقال بولتون إن الإدارة الأميركية تعتبر طهران الممول الرئيسي للإرهاب من خلال عملائها، وأشار إلى سلسلة عقوبات أصدرتها إدارة ترمب ضد إيران وضد «الحرس الثوري» الإيراني، وتطبيق حزمة عقوبات جديدة في 4 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، تهدف إلى إجبار كل الدول المستوردة للنفط الإيراني على وقف مشترياتها بالكامل. وأشار بولتون إلى مناقشات تجريها إدارة ترمب مع دول آسيوية حول توفير بدائل للنفط الإيراني، وقال: «سنبحث لهم عن بدائل للنفط الإيراني، وهذا أمر لم تفعله إدارة أوباما، وهو إقناع الشركاء في آسيا أن هناك بدائل».

وبولتون من المدافعين عن قرار الرئيس دونالد ترمب الانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني، وعن سياسة فرض أقصى ضغط على طهران. ويعتقد أن إعادة فرض العقوبات تزيد بالفعل الضغوط على قادتها. وتعتزم الولايات المتحدة تطبيق عقوبات جديدة تستهدف قطاع النفط الإيراني، بهدف وقف تدخل طهران في الصراعات في سوريا والعراق، ودفعها إلى طاولة التفاوض فيما يتعلق ببرنامجها للصواريخ الباليستية. وقال بولتون: «هدفنا هو عدم منح إعفاءات من العقوبات، وأن تنخفض صادرات النفط والغاز والمكثفات الإيرانية إلى الصفر. لا أقول إننا سنحقق ذلك بالضرورة، لكن يجب ألا تكون لدى أحد أوهام بشأن ذلك الهدف». وتابع: «يمكنكم النظر في إمكانية الخفض الذي يؤدي إلى الصفر، ربما لا يجب أن يحدث ذلك على الفور». وفور إعلان الاستراتيجية الجديدة، أصدر وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، بياناً، أشاد فيه بالاستراتيجية، مشيراً إلى أنها تستفيد من جميع جوانب القوة الأميركية، وتشدد على أهمية الدبلوماسية والشراكات الدولية في مكافحة التهديدات الإرهابية. وقال بومبيو إن التهديدات الإرهابية اليوم أكثر تعقيداً من أي وقت مضي، وإن الجماعات الإرهابية وشبكاتها مثل تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، والإرهابيين المدعومين من إيران، مستمرون في التخطيط لاستهداف الولايات المتحدة وحلفائها وشركائها، ولذا يجب محاربة هذه التهديدات من خلال نهج شامل ومنسق. وأصدر البيت الأبيض بياناً حدد فيه ملامح الاستراتيجية الجديدة، وقال إن الاستراتيجية تركز على ست نقاط أساسية هي: ملاحقة الإرهابيين في بلدانهم الأصلية وعزلهم عن مصادر تمويلهم، وتحديث ودمج أدوات الولايات المتحدة لمكافحة الإرهاب، وحماية البنية التحتية الأميركية، وتعزيز المرونة ومكافحة تجنيد الإرهابيين عبر وسائل الإعلام الاجتماعية، ومكافحة الآيديولوجيا المتطرفة، وأخيراً تعزيز قدرات مكافحة الإرهاب لدى الحلفاء والشركاء الدوليين.

 

غواصات روسية «تثير قلق» حلف شمال الأطلسي تعمل في البحر الأسود وشرق «المتوسط»

واشنطن/الشرق الأوسط/06 تشرين الثاني/18/تُثير غوّاصات روسيّة تعمل حالياً في جنوب أوروبا «قلق» حلف شمال الأطلسي، حسبما أفاد الأدميرال الأميركي جيمس فوغو أمس (الجمعة) في واشنطن. وذكّر فوغو، وهو قائد القوة المشتركة لحلف شمال الأطلسي في نابولي، خلال مؤتمر صحافي في البنتاغون، بأنّ روسيا حدّثت ترسانتها في السنوات الأخيرة بغوّاصات من الجيل الجديد. وأشار إلى أنّ ستّ غوّاصات هجينة طراز كيلو «تعمل حالياً في البحر الأسود وشرق البحر المتوسط»، مضيفاً أنّ هذه الغوّاصات مزوّدة بصواريخ من نوع «كاليبر» طويلة المدى، وقادرة على بلوغ أي عاصمة أوروبّية.وتابع الأدميرال الأميركي: «هذه مسألة تُثير قلقاً بالنسبة إليّ، وهي مسألة تثير قلق شركائي وأصدقائي في حلف شمال الأطلسي». ورداً على سؤال حول قدرة الأطلسي على مراقبة تحرّكات الغواصات الروسية باستمرار، أبقى الأدميرال فوغو على الغموض، وأوضح:  «أستطيع أن أقول لكم إنّنا نمتلك أفضليّة الصوت وسنُحافظ عليها»، في إشارة إلى تقنيّات الاستماع التي تُتيح تحديد مواقع الغوّاصات.

 

بلجيكا: الادعاء يطالب بالسجن 4 سنوات لشقيق منفذ تفجيرات باريس الذي عبر أمام المحكمة عن ندمه على التورط في عملية سطو في مولنبيك

بروكسل: عبد الله مصطفى/الشرق الأوسط/06 تشرين الثاني/18/استأنفت في بروكسل جلسات الاستماع في محاكمة محمد عبد السلام، شقيق كل من إبراهيم وصلاح عبد السلام. الأول لقي حتفه في تفجيرات باريس في نوفمبر (تشرين الثاني) 2015، بينما تراجع الثاني عن تفجير نفسه، وجرى اعتقاله في بلجيكا في مارس (آذار) 2016 قبل أيام من هجمات بروكسل، وجرى تسليمه إلى فرنسا لمحاكمته هناك. ويحاكم محمد على خلفية الاشتراك في عملية سطو في بلدية مولنبيك التي تعيش فيها عائلة عبد السلام، وكان محمد قد عمل فترة من الوقت موظفا في مقر البلدية واعترف في وقت سابق بأنه تورط في لعب دور وسيط وسائق لشخصين آخرين شاركا في عملية السطو، ولكن الشخصين أنكرا ما جاء في أقوال عبد السلام. وفي جلسة استماع قبل يومين، كرر محمد عبد السلام أسفه في محكمة الجنايات ببروكسل قائلا: «على الرغم من أن اسمي عبد السلام، وعمري 32 عاما، ما زال يمكنني القيام بشيء جيد في حياتي». وقال محمد عبد السلام: «أريد أن أعبر مرة أخرى عن أسفي على هذه الجريمة، أحاول أن أتحمل مسؤولياتي ولكنها ليست سهلة، أنا أب، ولدي طفلان، لا أريد أن أشعر بالأسف على نفسي». ويضيف: «أنا أقدر أن أقوم بشيء جيد في حياتي. أرجو أن تنظروا إلى القضية برأفة». وفي يونيو (حزيران) الماضي، اعترف الأخير بأنه شارك في عملية السرقة، وقد حصل على المعلومات من بيار رافاييل، أحد زملائه السابقين، أن المسؤولين سيتوجهون لإيداع مبلغ كبير من المال في البنك، ما سهل على الرجل ارتكاب الهجوم في بلدية مولنبيك، وهي بلدية معروفة بغالبية سكانها من المهاجرين وخاصة العرب والمسلمين. وفي جلسة سابقة طلب المدعي العام محكمة الجنايات في بروكسل بالحكم 4 سنوات سجن على محمد عبد السلام لسرقة صندوق بلدية مولنبيك. وقدّر المدعي العام أن محمد عبد السلام، شقيق اثنين من مرتكبي هجمات باريس في نوفمبر 2015، كان على رأس مدبري سرقة صندوق بلدية مولنبيك الذي ارتكب في 23 يناير (كانون الثاني). وقال: «لقد حصل على المعلومات من بيار رافاييل عن يوم تحويل المال وكان رفيقه يوسف ب. في السيارة». وطلب المدعي العام أيضا حكما بالسجن لمدة عامين مع إيقاف التنفيذ ضد يوسف ب. وحكم بالسجن لمدة 30 شهرا مع إيقاف التنفيذ ضد بيار رافاييل. أما بالنسبة للأموال، التي لم يتم العثور عليها حتى الآن، فإن المدعي العام يعتبر أنها «بقيت في أيدي محمد عبد السلام». وتشير كثير من القرائن، أنه تم تحويل 20 ألف يورو إلى حساب في المغرب، كما قال عدد من الشهود إنه في خرجاته المسائية كان معه مال كثير. يذكر أنه في يوم 23 يناير الماضي وقع هجوم على 3 ضباط من مولنبيك كانوا على وشك إيداع مبلغ يقرب من 70 ألف يورو في أحد البنوك في بروكسل. وألقي القبض على 4 أشخاص، من بينهم محمد عبد السلام، وأحد أصدقائه، وكذلك اثنان من موظفي البلدية. وكانت بلدية مولنبيك قد اشتهرت في أعقاب تورط عدد من الشباب من سكان الحي في السفر إلى سوريا للقتال هناك ومشاركة البعض منهم في عمليات إرهابية ضربت مدنا أوروبية ومنها هجمات باريس التي أودت بحياة 130 شخصا وتفجيرات بروكسل التي أودت بحياة 32 شخصا وأصابت 300 آخرين.

 

«نوبل للسلام» تكرّم عراقية وكونغولياً لجهودهما في مكافحة العنف الجنسي

نادية مراد أهدت الجائزة إلى الإيزيديين والعراقيين والأكراد والأقليات المضطهدة

أوسلو/الشرق الأوسط/06 تشرين الثاني/18/فازت الشابة الإيزيدية العراقية نادية مراد، الضحية السابقة لتنظيم داعش المتشدد، والطبيب الكونغولي دينيس موكويغي، أمس، بجائزة نوبل للسلام، تكريما لجهودهما في مكافحة العنف الجنسي المستخدم «كسلاح حرب» في النزاعات.

ويجسد موكويغي، الطبيب النسائي البالغ من العمر 63 عاما، ونادية مراد البالغة من العمر 25 عاما، التي كانت من سبايا التنظيم المتطرف، قضية تتخطى إطار النزاعات المحلية لتأخذ أبعادا عالمية، وهو ما تشهد عليه حركة «#مي تو» التي أحدثت ثورة في العالم منذ سنة بعد الكشف عن اعتداءات جنسية ارتكبها مشاهير. وأعلنت النروجية بيريت رايس أندرسن، المتحدثة باسم لجنة نوبل، أن الجائزة تكرم «جهودهما لوضع حد لاستخدام العنف الجنسي كسلاح حرب». وقالت في تصريحات بثتها وكالة الصحافة الفرنسية إن «دينيس موكويغي كرّس حياته بكاملها للدفاع عن ضحايا العنف الجنسي في زمن الحرب. أما الفائزة معه نادية مراد فهي شاهدة تروي التجاوزات التي ارتكبت بحقها وحق أخريات». وتبلغ موكويغي أمس نبأ نيله جائزة نوبل وهو في غرفة العمليات داخل عيادته في بانزي، حيث تلقى المواطنون الخبر بالبهجة، مثلما هي الحال في سائر أنحاء جمهورية الكونغو الديمقراطية. وقال عبر الموقع الرسمي لجائزة نوبل «علمت بالنبأ وأنا في غرفة العمليات عندما بدأ (الناس) فجأة بالصياح... ويمكنني أن أرى في وجوه كثير من النساء إلى أي مدى هن سعيدات لتكريمهن. لقد كان الأمر مؤثراً فعلاً».

وعالج موكويغي نحو خمسين ألفا من ضحايا جرائم الاغتصاب، من نساء وأطفال وحتى رضع، لا يتجاوز عمرهم بضعة أشهر في مستشفى بانزي، الذي أسسه عام 1999 في بوكافو، شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية.

وموكويغي «الرجل الذي يداوي جراح النساء»، وفق ما وصفه فيلم وثائقي مخصص له، هو أول كونغولي يحصل على جائزة نوبل، وإنسان يعتبر أن أعمال العنف الجنسي «سلاح دمار شامل».

وهنأت الحكومة الكونغولية موكويغي على الرغم من بعض «الخلافات» معه، بسبب انتقاده نظام الرئيس جوزيف كابيلا. وفي تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية قال المتحدث باسم الحكومة الكونغولية لامبير مندي إن «الحكومة تهنئ الدكتور دينيس موكويغي على العمل بالغ الأهمية، الذي قام به (للنساء المغتصبات) حتى لو أننا غالبا ما كنا على خلاف».

أما نادية مراد، الفائزة الثانية بجائزة نوبل للسلام، والعراقية الأولى التي تنال هذه الجائزة، فقد كانت ضحية لكل الفظاعات التي يحاول الطبيب إصلاح نتائجها، لكنها تمكنت من الانتصار على أسوأ المحن التي عاشها إيزيديو العراق، حتى صارت متحدثة بارزة في الدفاع عن هذه الأقلية.

وقالت نادية مراد أمس إنها تشرفت بفوزها بجائزة نوبل للسلام، وتابعت والبسمة تعلو وجهها: «أشارك هذه الجائزة مع كل الإيزيديين وكل العراقيين والأكراد، وكل الأقليات، وكل الناجين من العنف الجنسي في جميع أنحاء العالم». وتغيرت حياة نادية مراد عندما اجتاح تنظيم داعش المتطرف قريتها كوجو في إقليم سنجار في أغسطس (آب) 2014، بعد أن تم خطفها، وتحولت على غرار الآلاف من نساء وأبناء ديانتها إلى سبايا، وظلت ثلاثة أشهر في الموصل، معقل التنظيم حينها، قبل أن تتمكن من الفرار. وفي تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية قبل سنتين روت نادية جزءا من معاناتها الكبيرة، بحرقة بالغة وعينين دامعتين: «أول شيء قاموا به هو إرغامنا على اعتناق الإسلام. وبعد ذلك فعلوا بنا ما أرادوا». نادية التي قتل ستة من أشقائها ووالدتها على أيدي تنظيم داعش أصبحت منذ 2016 سفيرة الأمم المتحدة لكرامة ضحايا الاتجار بالبشر، وباتت تنشط من أجل قضية الإيزيديين، داعية إلى تصنيف الاضطهاد الذي تعرضوا له على أنه «إبادة». تقول نادية في كتابها «الفتاة الأخيرة»: «ليس من السهل أبدا أن أسرد قصتي. ففي كل مرة أتحدث فيها أسترجع مآسيها، ولأنها قصة من صميم الواقع فهي أفضل سلاح لدي ضد الإرهاب، أعتزم استخدامه حتى يتم وضع هؤلاء الإرهابيين داخل قفص المحاكمة». وفي ردود الفعل، رحّب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ بـ«جهود لا تكل من أجل تسليط الضوء على أفظع الجرائم ووضع حد لها». وبدورها وصفت الأمم المتحدة الجائزة بأنها «رائعة». كما أشادت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بـ«صرخة إنسانية وسط فظائع لا يمكن تخيلها»، بحسب المتحدث باسمها. من جهتها، قالت النائبة الإيزيدية في البرلمان العراقي فيان دخيل لوكالة الصحافة الفرنسية: «هذا حدث كبير وفرحتنا كبيرة، وهو يمثل صفعة أخرى في وجه الإرهاب... ونتمنى من الحكومة العراقية أن تنتبه أكثر إلى المأساة التي حدثت للإيزيديين لأن كل العالم اهتم بها. لكن الحكومة لم تهتم». وبالنسبة للطبيب دينيس فإن عمليات الاغتصاب التي تمارس في العالم بأسره تخلف وراءها مئات آلاف الضحايا، سواء في النزاعات أو في حملات قمع الأقليات.وفي هذا السياق يقول موكويغي إن هذا السلاح «غير الباهظ والفعال» لا يدمر النساء جسديا ونفسيا فحسب، بل «يلحق بهن وصمة تلاحقهن مدى الحياة، كما تلاحق الأطفال الذين قد يولدون جراء الاغتصاب». وأضاف مستنكرا: «الضحايا يحكم عليهن بالمؤبد، لكن ماذا عن جلاديهن؟».وسيتسلم موكويغي ونادية مراد الجائزة في أوسلو في 10 من ديسمبر (كانون الأول) في ذكرى وفاة مؤسس الجائزة الصناعي ألفريد نوبل.

 

تركيا تلوّح باستفتاء على عضوية اتحاد أوروبي «يقترب من نهايته» وتقول إنها لن تتنازل عن حقوقها في موارد الطاقة شرق المتوسط

أنقرة: سعيد عبد الرازق/الشرق الأوسط/06 تشرين الثاني/18/اعتبر الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أن الاتحاد الأوروبي بات يقترب من نهايته ودخول مرحلة التفكك، قائلا إنه إذا استمرت حالة الجمود في مفاوضاته مع تركيا لنيل عضويته كما هي عليه الحال الآن فإنه قد يتم التوجه إلى استفتاء شعبي في تركيا على الاستمرار في المفاوضات. وقال إردوغان في كلمة الليلة قبل الماضية، في ختام منتدى إعلامي عقد في إسطنبول إنه يتفق مع التوقعات التي تتحدث عن اقتراب الاتحاد الأوروبي من نهايته ودخوله مرحلة التفكك، مضيفا: «أنا أيضاً أرى تلك البوادر». وتحدث إردوغان عن وجود علاقة طردية بين قوة الاتحاد الأوروبي وقوة تركيا، لكنه حذّر من الجمود في مفاوضات الانضمام التي تراوح مكانها لسنين طويلة، وقال: «في حال استمر الوضع على هذه الشاكلة فإن أنقرة قد تلجأ إلى استفتاء شعبي حول الانضمام إلى عضوية الاتحاد من عدمه». والأسبوع الماضي، خفض الاتحاد مساعدته لها كدولة مرشحة لعضويته في إجراء عقابي بسبب عدم إحرازها تقدما للوفاء بالمعايير المطلوبة للحصول على عضويته. وقررت المفوضية الأوروبية تخفيض مساعدتها لتركيا بنسبة تصل إلى 40 في المائة بين العامين 2018 و2020، ما يعني أن المبلغ الذي ستحصل عليه أنقرة سيكون أقل بـ759 مليون يورو من ذلك المقرر أصلا. ورغم هذا القرار، ستحصل تركيا خلال الأعوام الثلاثة من الاتحاد الأوروبي على 1.18 مليار يورو لمساعدتها في التكيف مع المعايير الأوروبية. واعتمدت الموازنة الأوروبية متعددة الأعوام من 2014 إلى 2020، مساعدة لتركيا بقيمة 4.45 مليار يورو استعدادا لانضمامها المحتمل للاتحاد الأوروبي. وتنص الاستراتيجية الجديدة على عدم إطلاق وعود ملموسة للمرشحين الخمسة للاتحاد، تركيا وألبانيا ومقدونيا والجبل الأسود وصربيا. وسيرصد للدول الخمس مبلغ مشترك بقيمة 14.5 مليار يورو على أن يوزع بحسب التقدم الذي يسجل في كل منها. وتجمدت المفاوضات بين الاتحاد الأوروبي وتركيا، ولم يفتح أي من فصول التفاوض بينهما منذ العام 2012، وينتقد الكثير من القادة الأوروبيين رد السلطات التركية على محاولة الانقلاب الفاشلة، ويعتبرون أن إردوغان استخدمها ذريعة لسحق معارضيه. وقام بفرض حالة الطوارئ التي استمرت لعامين لتحقيق هذا الغرض وترسيخ نظام حكم «ديكتاتوري» في تركيا. في سياق قريب، أعلنت تركيا أنها لن تسمح لأي جهة بتنفيذ أنشطة تنقيب عن الهيدروكربونات (الغاز والنفط) في المياه الخاضعة لسيادتها شرق حوض البحر المتوسط، دون إذن منها. وأعربت وزارة الخارجية التركية، في بيان أمس، عن قلقها إزاء قرار إدارة قبرص دعوة الشركات الدولية للعمل في «منطقة الترخيص رقم 7»، من جانب واحد، وتجاهلها لحقوق القبارصة الأتراك، واعتبرت أن قرار إدارة قبرص، دليل على مواصلتها عدم احترامها لمصالح ما يسمى «جمهورية شمال قبرص التركية»، التي لا تعترف بها سوى تركيا، وحقوقها المتساوية في الموارد الطبيعية للجزيرة. ولفت البيان إلى أن قرار الجانب القبرصي ينتهك حقوق تركيا النابعة من القانون الدولي في الجرف القاري، وأن قسما مهما من «منطقة الترخيص رقم 7» الذي يشمله القرار، يقع ضمن الحدود الخارجية للجرف القاري لتركيا شرق البحر المتوسط، والمسجلة في الأمم المتحدة. وأكد البيان: «استمرار تركيا في اتخاذ التدابير اللازمة لحماية حقوقها ومصالحها في الجرف القاري، وتنفيذ جميع الأنشطة بما في ذلك التنقيب». وأضاف: «تركيا لن تسمح لأي بلد أجنبي أو شركة أو سفينة، القيام بأنشطة التنقيب عن الهيدروكربونات في المياه الخاضعة لسيادتها شرقي البحر المتوسط، بدون إذن منها». ومنذ 1974، انقسمت جزيرة قبرص بين شطرين، تركي في الشمال، ويوناني في الجنوب، وفي العام 2004، رفض القبارصة اليونانيون خطة قدمتها الأمم المتحدة لتوحيد شطري الجزيرة. ويطالب الجانب القبرصي التركي ببقاء الضمانات الحالية حتى بعد التوصل إلى الحل المحتمل في الجزيرة، ويؤكد أن الوجود العسكري التركي في الجزيرة شرط لا غنى عنه بالنسبة للقبارصة الأتراك، أما الجانب اليوناني فيطالب بإلغاء معاهدة الضمان والتحالف، وعدم استمرار الوجود التركي في الجزيرة عقب أي حل محتمل. وكانت تركيا أعلنت في مايو (أيار) الماضي أنها ستبدأ أعمال الحفر على عمق 2600 متر في البحر المتوسط، معتبرة أنها خطوة تاريخية بالنسبة لها. واعترضت قطع بحرية تركية سفينة حفر تابعة لشركة «إيني» الإيطالية كانت في طريقها للتنقيب عن الغاز المكتشف أخيرا في المياه القبرصية في فبراير (شباط) الماضي، كما جددت التأكيد على عزمها القيام بكل الخطوات اللازمة من أجل الحفاظ على حقوق تركيا والقبارصة الأتراك ومنع اتخاذ خطوات أحادية في شرق البحر المتوسط. وأعلنت تركيا عزمها على القيام بكل الخطوات اللازمة من أجل الحفاظ على حقوقها وحقوق الشطر الشمالي من الجزيرة القبرصية. وأكدت الخارجية التركية وقوف تركيا الكامل مع ما يسمى «جمهورية شمال قبرص التركية»، وتأييدها البيان الصادر عن وزارة الخارجية فيها، الذي قالت فيه إنها لن تترد في اتخاذ خطوات مماثلة تجاه المساعي الأحادية لقبرص في التنقيب عن النفط والغاز شرق المتوسط.

 

«البنتاغون» يرفض خصخصة حرب أفغانستان... والبيت الأبيض يدرسها وإحباط في صفوف القوات الأفغانية في ضوء معدل الخسائر المرتفع

واشنطن: محمد علي صالح/الشرق الأوسط/06 تشرين الثاني/18/بينما رفض «البنتاغون» خطة عرضها إريك برنس، مؤسس شركة «بلاك ووتر» الأمنية السابقة خلال حرب العراق، بخصخصة الحرب ضد الإرهاب في أفغانستان، قال مسؤول في البيت الأبيض إنهم يدرسونها، بالتزامن مع أنباء من أفغانستان تفيد بأن حكومتها رفضت مثل هذه الخطة. ونقلت صحيفة «واشنطن بوست» أمس (الجمعة) قول مسؤول أفغاني: «طاف برنس كابل، وقابل كبار المسؤولين، وضغط عليهم». وأضاف المسؤول: «هناك إحباط داخل القوات الأفغانية المسلحة، وخاصة على ضوء معدل الخسائر المرتفع مؤخرا». ونقلت الصحيفة الرئيس أشرف غني، قوله في بيان من القصر الجمهوري في كابل: «يجرى نقاش هنا حول طلب مساعدة قوات أجنبية لا تتحمل أي مسؤولية وطنية. يريد بعض الناس إدخال عناصر مرتزقة تشترك معنا في حربنا». وأضاف البيان: «في ظل أي ظرف من الظروف، لن تسمح أفغانستان بأن تكون الحرب ضد الإرهاب شركة خاصة، أو مؤسسة من أجل الربح». في البنتاغون، قال قائد القيادة المركزية الأميركية، الجنرال جوزيف فوتيل، للصحافيين: «أنا لا أوافق إطلاقا (على تصريحات برنس بأنه يقدر) على الانتصار في الحرب في أفغانستان بسرعة أكبر، وبأموال أقل، إذا استعمل بضعة آلاف من البنادق المستأجرة». وأضاف الجنرال فوتيل: «ستحول هذه الخطة، التي تخالف الاتفاقيات الموقعة مع الحكومة الأفغانية، مصالحنا الوطنية والأمنية إلى متعاقدين». وكرر الجنرال ما قاله جيم ماتيس وزير الدفاع: «أنا لا أتفق (مع خطة برنس) أبدا». وقالت صحيفة «واشنطن بوست» أمس: «ليست هذه خطة جديدة. لكن ما أعطاها حياة جديدة هو الاعتقاد السائد في كابل وواشنطن بأن برنس يتمتع بثقة الرئيس ترمب الذي عبّر عن تضايقه من تكاليف الحرب في أفغانستان، ومن التقدم البطيء في الاستراتيجية التي تبناها قبل عام، عندما وافق بعد إلحاح متواصل من العسكريين على زيادة عدد القوات الأميركية هناك». وعكس الرفض القاطع في البنتاغون، قال متحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، يوم الخميس: «نقوم باستمرار بتقييم استراتيجياتنا، ونحن منفتحون على أساليب جديدة تساعدنا على تحقيق أهدافنا الاستراتيجية». وفي اليوم نفسه، نقل تلفزيون «إيه بي سي» قول جون بولتون، مستشار الرئيس ترمب للأمن الوطني: «أنا منفتح دائما أمام الأفكار الجديدة». ونقلت صحيفة «واشنطن بوست» أمس تصريح مسؤول في البيت الأبيض، رفض نشر اسمه أو وظيفته، قال فيه: «لا يوجد مؤشر قوي على أن الرئيس ترمب، رغم صبره الواضح بشأن حرب كان قد تعهد بالانتصار فيها سريعا، أن يغير رأيه الآن. لكنني لن أتفاجأ إذا استيقظت صباح غد وقرأت تغريدة من ترمب يقول فيه عكس ذلك». وبعد البيان الذي أصدره الرئيس غني أمس، وعارض فيه الاقتراح، شنّ مؤيدون لبرنس، وخبراء سابقون في شركة «بلاك ووتر» التي كان يديرها خلال حرب العراق، هجوما قويا على الرئيس الأفغاني.

وقال مارك كوهين، المتحدث باسم برنس، إن الحكومة الأفغانية «تستغل دافعي الضرائب الأميركيين بما يقارب 62 مليار دولار سنوياً».  ورغم أن برنس باع شركة «بلاك ووتر»، واسمها الحالي هو «أكاديمي»، فإن اسمه يظل مرتبطا بها. وكان أسسها شركة أمن أميركية عسكرية خاصة في ولاية نورث كارولاينا عام 1997. وكانت تعتبر واحدة من أبرز الشركات العسكرية الخاصة في الولايات المتحدة. وتعاقدت مع البنتاغون بعشرات الملايين من الدولارات، عاما بعد عام، لتقديم خدمات أمنية للقوات الأميركية في كل من العراق وأفغانستان.

في الوقت الحالي، تعمل الشركة في مختلف أنحاء العالم، وتقدم خدماتها الأمنية، مثل التدريب، والعمليات الخاصة، إلى الحكومة الأميركية وحكومات تلك الدول على أسس تعاقدية. وقدمت «أكاديمي» خدماتها إلى وكالة الاستخبارات المركزية «سي آي إيه» منذ عام 2003، بما في ذلك عقد بمبلغ 250 مليون دولار عام 2010. ثم في عام 2013 وقّعت عقدا بقيمة 92 مليون دولار لتوفير حراسات أمنية لوزارة الخارجية الأميركية. وفي عام 2011 تعرضت الشركة لانتقادات واسعة بعد نشر كتاب «بلاك ووتر - أخطر منظمة سرية في العالم» للمراسل الصحافي الأميركي جيريمي سكاهيل الذي ذكر عدة معلومات موثقة ضد الشركة. منها دعمها القوات الأميركية في العراق مقابل خضوع جنودها للحصانة من الملاحقات القضائية. وفي عام 2007 اشتهر اسم الشركة عندما أدينت مجموعة من موظفيها بقتل 14 مدنيا عراقيا في ساحة النسور في بغداد، وسجن واحد فقط، وما زالت قضايا الباقين مستمرة.  في غضون ذلك، قالت وزارة الدفاع الأفغانية، أمس، إن 48 مسلحا سقطوا ما بين قتيل وجريح خلال عمليات منفصلة نفذتها قوات الأمن في 12 ولاية خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية. وقال بيان لوزارة الدفاع إن العمليات نفذت في ولايات فارياب وهيرات وغزني وأروزجان ونمروز وهيلماند وننكرهار وباغلان ولوغار وسار إي بول وقندهار وباداخشان. بحسب وكالة «باجوك» الأفغانية للأنباء.

 

غارات جوية في قندهار تودي بحياة مدنيين

إسلام آباد: جمال إسماعيل/الشرق الأوسط/06 تشرين الثاني/18/اندلعت معارك عنيفة وقصف متبادل بين قوات حركة طالبان والقوات الأفغانية في منطقة قندهار، فيما قالت الحكومة إن مسلحين ينحدرون من مناطق باكستانية شاركوا في هذه المعارك، وإن القوات الأفغانية تمكنت من قتل عشرة من المسلحين، حسب بيان نقلته وكالة خاما بريس المقربة من الجيش الأفغاني. ونقلت الوكالة عن الناطق باسم شرطة قندهار ضياء دراني قوله إن المعارك وقعت في منطقة معروف قرب قندهار مساء الخميس، وإن عشرة من المسلحين المناوئين للحكومة الأفغانية لقوا مصرعهم في هذه الاشتباكات كما اعترف بإصابة أربعة من المدنيين في المعارك. وحسب ما نقلت عنه وكالة خاما بريس فقد قال دراني إن المعارك وقعت في بلدة خوكياني وإن امرأة وطفلا كانا ضمن القتلى كما أصيب طفل وسبع من النساء في المنطقة. ولم يوضح دراني كيف استهدف القصف المناطق المدنية وسكانها. وأفاد مصدر محلي آخر بأن مقاتلي طالبان تمكنوا من التسلل إلى مساكن المدنيين واستهدفوا القوات الأمنية بأسلحة ثقيلة، مما أجبر القوات الحكومية على الرد على مصادر النيران واستدعاء القوات الجوية التي قامت بقصف المنازل المدنية، فيما قال شهود عيان حسبما نقلته وكالة خاما إن مسلحي طالبان انضموا إلى قافلة سيارات لأحد الأعراس حين كانوا يتعرضون لقصف جوي من الطيران الحربي. واعترفت قوات الناتو بمقتل جندي أميركي لها في معارك في أفغانستان أول من أمس دون الإدلاء بأي معلومات عن مكان مقتله أو العمليات التي كان يشارك فيها. وأشار بيان لقوات الناتو في أفغانستان إلى أن الجنرال سكوت ميلر قائد قوات الناتو وقواته ينعون الجندي القتيل، ولم يعط بيان قوات الناتو أي تفاصيل أخرى عن الجندي أو مكان مقتله، وتعمد القوات الأميركية إلى عدم الإدلاء بمعلومات عن اسم ومكان مقتل أي من جنودها في أفغانستان قبل مرور 24 ساعة على الحادث حتى تتمكن القوات الأميركية ووزارة الدفاع في واشنطن من إبلاغ عائلة القتيل بمقتله وظروف العملية التي مات بها بالكامل. من جانبها اتهمت حركة طالبان القوات الأميركية بارتكاب مجزرة ضد المدنيين في منطقة معروف قرب مدينة قندهار بعد شنها غارات على خمس سيارات مدنية كانت تشارك في حفل عرس لأحد سكان المنطقة، وقال بيان طالبان إن السيارات كانت تقل العريس ويدعى شار خيل في منطقة خوكياني حين تعرض موكب العرس لغارات جوية من قبل الطيران الأميركي، حيث قتلت أربع نساء وجرحت إحدى عشرة امرأة أخرى مع عدد من الأطفال.

وكانت طالبان أصدرت بيانا آخر قالت فيه إن أحد أفراد القوات الأميركية قتل في معارك في ولاية هلمند في منطقة جرم سير حيث تجري اشتباكات بين القوات الأميركية والأفغانية من جهة وقوات طالبان من جهة أخرى. وأشار البيان الصادر مساء الخميس إلى أن عبوة ناسفة زرعتها قوات طالبان أمام قافلة من القوات الأميركية في منطقة دوار التابعة لمديرية جرم سير أدى تفجيره إلى تدمير مدرعة كان يستقلها جندي أميركي وإصابة آخرين كانوا معه. كما جاء في البيان أن دبابة أخرى للقوات الأميركية تم تدميرها في تفجير آخر في نفس المنطقة وقتل جميع من فيها.

وأشار بيان آخر من حركة طالبان إلى تدمير مركز للشرطة الأفغانية في منطقة معروف، حيث قامت الشرطة باستخدام إحدى العيادات المحلية مقرا لعملياتها، وهو ما استدعى مهاجمة قوات طالبان لها من خلال تفجير إحدى الناقلات العسكرية التابعة للشرطة والمليئة بالمتفجرات، وهو ما أدى إلى مقتل عشرين شخصا حسب بيان طالبان. وأشار البيان إلى أن مقاتلي طالبان عمدوا إلى مهاجمة قوات الشرطة وعناصر الاستخبارات الموجودين في المنطقة وأن ستة عشر من قوات الحكومة الأفغانية لقوا مصرعهم في الحادث كما أصيب ثلاثة عشر آخرون. وقد هاجمت قوات طالبان إحدى المروحيات الحكومية التي هرعت لنقل الجرحى والقتلى من المكان مما أجبرها على الهرب والابتعاد عن المنطقة. وواصلت طالبان عملياتها في ولاية نمروز غرب أفغانستان، حيث هاجمت مركزا أمنيا في منطقة جادالو قرب مركز الولاية تشاخ نصور ليلة الجمعة، وشهدت المنطقة اشتباكات بالأسلحة الخفيفة والثقيلة استمرت أكثر من ساعتين، حسب بيان طالبان، وأدت الاشتباكات إلى سيطرة طالبان على المركز الأمني وقتل ستة من القوات الحكومية وجرح اثنين آخرين ونصبت قوات طالبان كمينا لقوات أفغانية أرسلت كمدد للقوات الحكومية التي هاجمتها قوات طالبان، وحسب بيان الحركة فقد دارت اشتباكات بين الطرفين على أبواب مركز ولاية نيمروز.

 

نتنياهو يتجه إلى انتخابات مبكرة في إسرائيل والشرطة أخضعته لجلسة تحقيق جديدة... وزوجته تُحاكم غداً

تل أبيب: نظير مجلي/الشرق الأوسط/06 تشرين الثاني/18/أكدت مصادر مقربة من رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أنه حسم أمره وقرر حل الكنيست (البرلمان الإسرائيلي) وإجراء انتخابات مبكرة في غضون بضعة شهور.

وجاء هذا الإعلان في الوقت الذي أمضى فيه نتنياهو، أمس الجمعة، جولة تحقيق أخرى في مكتبه، بإدارة طاقم ضباط التحقيق في الوحدة القطرية لمكافحة الفساد والجريمة المنظمة (لاهف 433)، هي الجولة الثانية عشرة من التحقيقات خلال السنتين الماضيتين. وجاء ذلك أيضاً بالارتباط مع بدء محاكمة زوجته سارة نتنياهو، غداً الأحد، بتهمة تلقي الرشى وخيانة الأمانة واستغلال موارد الدولة لأغراض شخصية. وأعلنت الشرطة أن جلسة التحقيق يوم أمس، جاءت لاستكمال ما تبقى من أمور غير واضحة في الملفين 1000 و2000. اللذين يشتبه فيهما بتلقي الرشى. وكانت الشرطة الإسرائيلية قد أعلنت عن انتهاء التحقيق في هذين الملفين في منتصف فبراير (شباط) الماضي، وأوصت المستشار القضائي للحكومة أبيحاي مندلبليت والنيابة العامة بتقديمه إلى المحاكمة فيهما، لوجود أدلة دامغة. ففي الملف 1000 يشتبه بأن نتنياهو حصل على منافع وهدايا من رجال أعمال في مقدمتهم رجلا الأعمال أرنون ميلتشين وجيمس باكر، بضمنها سيجار فاخر وشمبانيا وبدلات فاخرة ومجوهرات، قدرت قيمتها بنحو مليون شيكل (300 ألف دولار)، دفع منها ميلتشين نحو 750 ألفاً، ودفع باكر نحو 250 ألف شيكل. وفي «ملف 2000» توجد أدلة على أن نتنياهو عرض على ناشر صحيفة «يديعوت أحرونوت» أرنون موزيس، صفقة يحصل بموجبها رئيس الوزراء على تغطية إعلامية إيجابية مقابل التضييق على صحيفة «يسرائيل هيوم» المنافسة. لكن المستشار القضائي، مندلبليت، رفض الاستجابة لطلب الشرطة وادعى وجود نقص في المعلومات. ولذلك فقد قررت الشرطة إجراء جلسة تحقيق أخرى. وهناك ملف تحقيق آخر مفتوح ضد نتنياهو، وقد خضع للتحقيق فيه يوم 17 أغسطس (آب) الماضي. ويركز «الملف 4000» على شبهة تلقي نتنياهو رشوة من مالك شركتي «بيزك» (للاتصالات) و«واللا» (موقع إخباري)، رجل الأعمال شاؤول ألوفيتش. وتدور الشبهات حول قيام نتنياهو، بوصفه أيضاً وزيراً للاتصالات، بتقديم تسهيلات كبيرة لألوفيتش تقدر قيمتها بمئات ملايين الدولارات، مقابل تخصيص موقع «واللا» للكتابة الإيجابية عن نتنياهو وحكومته. وفي هذا شبهات قوية بمخالفات رشى واحتيال وخيانة الأمانة. ووفقاً لتقديرات الشرطة، فإن جلسة التحقيق أمس ستكون الأخيرة، قبل أن تقدم توصياتها بمحاكمته. ويبدأ المستشار دراسة الملفات ثم يجري لقاء سماع مع نتنياهو أو محاميه. ثم يتم إعداد لائحة اتهام. ويسعى نتنياهو إلى تقديم موعد الانتخابات، على أمل أن يحظى بشعبية كبيرة من ناخبي اليمين تؤهله للبقاء في منصبه حتى لو تقررت محاكمته. والتقديرات هي أن لا تبدأ المحاكمة قبل منتصف السنة القادمة. وهو يريد أن يجري الانتخابات قبل بدء المحاكمة، وربما قبل أن يقرر المستشار القضائي قبول توصية الشرطة لمحاكمته. فهو واثق جداً من أنه سيفوز مرة أخرى على كل منافسيه وينتخب رئيساً للحكومة مرة أخرى. وبهذه الطريقة يكون نتنياهو قد استعرض قوته الجماهيرية، الأمر الذي سيصعّب على مناوئيه إدارة محاكمة ضده.

 

قتيلان وعشرات الجرحى في «مسيرات العودة» على حدود غزة

غزة/الشرق الأوسط/06 تشرين الثاني/18/قُتل ما لا يقل عن فلسطينيين اثنين وأصيب عشرات آخرون أمس الجمعة خلال مظاهرات اندلعت على الحدود الشرقية لقطاع غزة في الجمعة الثامنة والعشرين من «مسيرات العودة» التي أطلقت عليها اللجنة الوطنية المنظّمة لها اسم «جمعة الثبات والصمود». وأعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة مساء أمس أن فلسطينيين اثنين قتلا برصاص الجيش الإسرائيلي. وذكرت الوزارة في بيان: «شهيدا غزة هما: الطفل فارس حافظ السرساوي 12 عاماً والشاب محمود أكرم أبو سمعان 24 عاماً». وأضافت أن 124 شخصاً آخرين أصيبوا بينهم مسعف في حالة حرجة بعد إصابته برصاصة في الصدر وصحافية أصيبت برصاصة في القدم. وشهدت مسيرات أمس مشاركة جماهيرية واسعة أشعل خلالها الفلسطينيون آلاف الإطارات المطاطية على طول الحدود الشرقية للقطاع وذلك من أجل حجب الرؤية عن قناصة الجيش الإسرائيلي الذي أنشأ نقاطاً رملية جديدة في إطار التعزيزات على طول الحدود الشرقية، بالإضافة إلى نشر عدد من الدبابات. ودعت «اللجنة الوطنية لمسيرات العودة وكسر الحصار» الجماهير الفلسطينية إلى المشاركة الواسعة في جمعة «الثبات والصمود» في مخيمات العودة على السياج الأمني بقطاع غزة. وقال رئيس «الهيئة الوطنية العليا لمسيرات العودة» القيادي في حركة «الجهاد الإسلامي» خالد بطش: «لن ندفع ثمن الحصار الظالم المفروض على غزة وحدنا بل سيدفعه العدو ومن يحاصرنا». كذلك قال زياد النخالة الأمين العام لحركة «الجهاد الإسلامي» في كلمة متلفزة بثت على شاشات كبيرة، حيث يوجد الفلسطينيون في مخيمات «مسيرات العودة» شرق قطاع غزة، إن «التغول الصهيوني على مسيرات العودة وهذا القتل المتكرر... كما حدث الجمعة الماضية يجب أن يتوقف، إن مقاومتنا الباسلة تملك القدرة والإمكانات لتجعل أيضاً غلاف غزة والمستوطنات المحيطة مكانا لا يصلح للحياة»، بحسب ما أوردت وكالة الصحافة الفرنسية. وأضاف النخالة أن «قوى المقاومة وعلى رأسها سرايانا (سرايا القدس الجناح العسكري للجهاد) وكتائب القسام (الجناح العسكري لحركة حماس) وكل فصائل المقاومة لن تستمر بصمتها، وسوف تتقدم في الوقت المناسب لتلجم هذا الاستهتار بدماء شعبنا». واعتبر «أن المصالحة الفلسطينية أولوية وطنية في صراعنا مع العدو وهي مفتاح لتجاوز الخلافات والصراعات داخل المجتمع الفلسطيني، فجميع الشعب الفلسطيني ضحية لهذا الخلاف». وتمكّن عدد من الشبان من قص السلك الشائك في مناطق عدة من قطاع غزة مثل معبر كارني ومنطقة أبو صفية، بينما أطلق شبان عشرات البالونات الحارقة صوب الأراضي المحتلة شرق قطاع غزة. من جانبها، قالت حركة «حماس» إن الجماهير الفلسطينية التي خرجت في «جمعة الثبات والصمود» تؤكد القدرة على «الصمود الأسطوري أمام آلة القتل الإسرائيلية». وقال حازم قاسم الناطق باسم «حماس»: «تهديدات قادة الاحتلال ضد مسيرات العودة محاولة فاشلة لوقفها. شعبنا على الدوام لا يلتفت لهذه الأسطوانة المشروخة».

 

السيسي في كلمته بمناسبة الذكرى الـ45 لنصر أكتوبر: عبرنا مرحلة الاضطراب بالمنطقة... ووجهنا ضربات قاصمة للإرهاب

القاهرة/الشرق الأوسط/06 تشرين الثاني/18/أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اليوم (السبت)، أن مصر استطاعت عبور مرحلة الاضطراب غير المسبوق الذي شهدته المنطقة خلال السنوات الأخيرة، مضيفا أنه تم توجيه ضربات قاصمة للتنظميات الإرهابية وعناصرها.

وقال السيسي في كلمته بمناسبة الذكرى الـخامسة والأربعين لانتصار أكتوبر إن «مصر أثبتت في السلام نفس مقدرتها في الحرب، ولعل الحفاظ على السلام يمثل تحديا لا يقل عن تحدي القتال وفي الحالتين أوضحت مصر أنها عندما تقرر، تستطيع التنفيذ وأن إرادتها في السلام نابعة من قناعة وطنية وشعبية». وأضاف السيسي: «أثبتت العقود الأربعة الأخيرة مقدرة هذا الشعب وهذه الأمة وعمق رسوخها في جذور التاريخ وصلابتها أمام المحن والشدائد، فاستطاعت استرداد أرضها حتى آخر شبر حربا وسلاما، واستطاعت فرض واقع استراتيجي مختلف وصياغة معادلات الإقليم على أساس التوجه نحو السلام وليس الحرب والخراب والدمار". وتابع أن «تحديات الحياة لا تنتهي وقدر الشعوب العظيمة مواجهة هذه التحديات وقهرها.. وها نحن في مصر واجهنا تحديا من أصعب ما يكون خلال السنوات الماضية، تحدي الحفاظ على دولتنا ومنع انهيارها ومواجهة خطر الفراغ السياسي والفوضى وانتشار الإرهاب المسلح الغادر». مضيفا أن «النظرة المنصفة إلى مجمل تحديات الأمن القومي التي شهدتها المنطقة خلال السنوات الماضية توضح لنا أن انتصار أكتوبر لم يكن صدفة، وأن جذور الانتصار وقهر المحن متوطنة في تربة بلدنا العظيم».

وأوضح الرئيس المصري: «إننا كما عبرنا الجسر الفاصل بين الهزيمة والنصر خلال الفترة من 1976 حتى 1973، استطعنا عبور مرحلة الاضطراب غير المسبوق الذي انتشر في المنطقة خلال السنوات الأخيرة، فلم تضعف التحديات الصعبة عزيمتنا، واستطعنا محاصرة خطر الإرهاب الأسود وتوجيه ضربات قاصمة لتنظيماته وعناصره». واستطرد: «كما استطعنا تثبيت أركان دولتنا وإعادة الثقة والهدوء للمجتمع بعد فترات عصيبة من الاستقطاب والتوتر، ولم تشغلنا أيضا هذه المهام الجسام عن إرساء أساس متين للتنمية الاقتصادية يستند إلى مواجهة الحقائق والتعامل مع الواقع كما هو، وليس من خلال الشعارات والأوهام، آملين في تحقيق تقدم نوعي في مستوى حياة هذا الشعب الكريم، ونقل الواقع المصري من حال إلى حال أفضل، من خلال العلم الحديث والجهد الدؤوب مع الصبر والمثابرة والثقة في أنفسنا، ولنا الحق في الشعور بالفخر بما حققناه مع استمرار تطلعنا إلى تحقيق المزيد». كما وجّه السيسي، في كلمته، التحية للوحدات العربية المقاتلة التي شاركت مع القوات المسلحة في حرب أكتوبر المجيدة، مؤكدا أنهم أشقاء أعزاء ورفاق سلاح.

 

سلوفاكيا مستعدة لاستقبال «يتامى» سوريين

براتيسلافا/الشرق الأوسط/06 تشرين الثاني/18/أوضح رئيس وزراء سلوفاكيا بيتر بيلغريني، أمس (الجمعة)، أن بلاده قد تقبل عشرات من الأطفال السوريين اليتامى، ليخرج بذلك بشكل طفيف عن إجماع الحلفاء الآخرين بوسط أوروبا الذين يرفضون قبول لاجئين. وأدى تدفق كبير لطالبي اللجوء من الشرق الأوسط وأفريقيا قبل ثلاث سنوات إلى انقسامات عميقة في الاتحاد الأوروبي، بين دولتي الصدارة إيطاليا واليونان، ودول المقصد النهائي مثل ألمانيا وأربع دول على الحافة الشرقية للاتحاد الأوروبي، وهي بولندا وجمهورية التشيك والمجر وسلوفاكيا. وتساند سلوفاكيا منذ فترة طويلة الدول الأخرى في وسط أوروبا في اعتراضها على محاولات مسؤولي الاتحاد الأوروبي فرض حصص إجبارية لتوطين اللاجئين. وأفاد بيلغريني في مقابلة، بأن سلوفاكيا بلد غني بما يكفي لرعاية «عشرة أو عشرين أو ثلاثين طفلا» موجودين حاليا في مخيم للاجئين باليونان. وتابع: «إننا ساسة، ولكن عندما نتحدث عن معاناة اليتامى السوريين الذين تتولى رعايتهم حاليا دولة عضو أخرى، أعتقد أنه يجب علينا أن نكون أكثر إنسانية». وأضاف: «لا يمكن لعدة عشرات من اليتامى الذين سيتم إيداعهم في دور رعاية الأطفال في بلادنا أن يهددوا الاقتصاد السلوفاكي أو المجتمع السلوفاكي أو الثقافة السلوفاكية.. سيتعلمون لغتنا وثقافتنا».

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

عضّ أصابع مسيحي في ملعب التفاؤل الحريري  

أسعد بشارة/الجمهورية/السبت 06 تشرين الأول 2018

لم يكد الرئيس سعد الحريري ينتهي من مقابلته التلفزيونية حتى استعاد الخلاف «القواتي» ـ «العوني» زخمَه المعتاد، معيداً مساعي التأليف الى المربّع ما قبل الأوّل. استعادت «القوات اللبنانية» مشهدَ ما بعد زيارة الدكتور سمير جعجع الى بعبدا، في مؤتمر الوزير جبران باسيل، فاستحضرت ما حصل يومها. تقول مصادر «القوات»: «ما كاد جعجع يخرج من لقاء الرئيس ميشال عون حتى طلب من الوزير ملحم رياشي الاتصال بباسيل (خلافاً لما رفضه النائب وليد جنبلاط) كما تمنّى الرئيس عون، وحصل اللقاء لكنّ باسيل ردّ في اليوم التالي بالإطاحة بالخطوة، لا بل ذهب الى حدّ الاستهزاء بـ«اتفاق معراب»، ما حدا بـ»القوات» الى نشر محضر الاتفاق، أما اليوم فتتكرّر جهود باسيل في إحباط أيّ فرصة تلوح لتشكيل الحكومة، فبعد الكلام الايجابي للرئيس سعد الحريري خرج باسيل في مؤتمره الصحافي لينسفَ هذه الفرصة، وليعيدَ الامور الى الصفر».

وتضيف مصادر «القوات»: «لا ندري إذا كان باسيل يقصد فقط الإساءة للرئيس الحريري أم هو مستمرّ في العمل على اجندة إخراج «القوات» من الحكومة، فسلوكه يشير الى رهانه على أوراق مطوية، كما انه يذهب في اعتماد اسلوب الخروج على الأعراف، فتحديد المعايير والحقائب هو شأن الرئيس المكلّف بالتفاهم مع رئيس الجمهورية، وليس شأنه أن يملي على الحريري كيف تشكل الحكومة». وتكشفت المصادر نفسها «انّ «القوات» لم تصلها أيُّ صيغة رسمية للحكومة حتى ترفض أو تقبل، ولم يزر أيُّ موفد لعون معراب، كما أنّ الحريري الذي فاتحناه في شأن الصيغة التي تمّ تداولُها في الإعلام، نفى أن يكون على علم بها، ولذا بات واضحاً أنّ هذه الصيَغ تُسرَّب في وسائل الإعلام على طريقة الصيغ اللقيطة، التي لا أب لها ولا أُم، حتى اذا ما أعطت «القوات» رأيها، يتمّ التراجع عنها، واستثمار هذا الرأي سلباً، ولهذا فإنّ «القوات» لن تعطي جواباً على أيِّ صيغة إلّا إذا صدرت عن الرئيس سعد الحريري حصراً في اعتباره الرئيس المكلّف الذي يعدّ التشكيلة الحكومية». بدورها اوساط «التيار الوطني الحر» علّقت على موقف «القوات» بالتأكيد انه «يعكس مأزقاً ناتجاً عن التصلب والتعطيل»، وكشفت «أنّ تفاهماً بالحدّ المقبول لإنتاج حكومة حصل بين عون والحريري، وهذا التفاهم مرشّح لأن يؤدّي الى تظهير الموقف الحقيقي وخفض السقوف في الايام المقبلة». ورجّحت هذه الاوساط «أن يكون الحريري متّجهاً الى حفظ ماء وجه «القوات» والحزب التقدمي الاشتراكي في التشكيلة التي ربما يعرضها قريباً على رئيس الجمهورية، لكنّ ذلك لا يمكن أن يكون مقبولاً اذا تخطّى معايير التشكيل، لأنّ الحريري يعرف أنّ مصلحته السياسية تكمن في استمرار التعاون مع رئيس الجمهورية، ومع «التيار الوطني الحر»، قبل تشكيل الحكومة وبعدها، كما أنه يحاذر إعطاء كل من جنبلاط وجعجع سقفاً عالياً من المطالب، كونه يعرف أنهما مكلّفان سعودياً «مراقبته» داخل الحكومة، وتضييق هامش مناوراته». وتجمع أوساط سياسية متابِعة لملف التأليف على «أنّ ما يجري وما سيحصل خلال الايام المقبلة هو كناية عن عضّ أصابع اللحظة الاخيرة قبل أن يقدّم الحريري الى عون تشكيلة معدّلة (جزئياً)، وفي هذا السياق يأتي المؤتمر الصحافي لباسيل والرد «القواتي» المفصّل، وكلاهما يدل على أنّ العقدة المتبقية هي العقدة المسيحية التي تشهد عضّ الأصابع الأخير، ففي حين تبدي «القوات اللبنانية» ثقتها بالتزام الحريري مطالبها، يذهب عون الى حضّ الرئيس المكلّف على تقديم تشكيلة حكومية، وفق معادلة الامر الواقع، وليخرج مَن يخرج وليبقَ مَن يبقى، والمقصود بهذا الكلام حصراً «القوات اللبنانية».

 

من سكب "الماء البارد": الحريري أم باسيل؟

طارق ترشيشي/الجمهورية/السبت 06 تشرين الأول 2018

أيّهما سكب الماء البارد على الصفيح الحكومي الساخن، رئيس الحكومة سعد الحريري عندما فاجأ الجميع بإعلانه انّ الحكومة ستؤلف خلال اسبوع الى عشرة ايام، مُطلِقاً عنان التفاؤل بـ"قرب الفرج" من الازمة الحكومية، ام رئيس "التيار الوطني الحر" الوزير جبران باسيل عندما أعلن الشروط والمعايير لتأليف الحكومة وتمثيل الافرقاء السياسيين فيها وكأنه المرجع صاحب الصلاحية في هذا الشأن الدستوري ليعيد أجواء التشاؤم؟ إعلان الحريري انّ حكومته ستؤلّف خلال أسبوع الى عشرة أيام، أطلق علامات استفهام كثيرة حول أبعاده والخلفيات، خصوصاً أنّ مثل هذا الاعلان وضع صدقية صاحبه على المحك في ظل الوضع السياسي المأزوم المحيط بالاستحقاق الحكومي، والذي لم يَرسُ على أي صيغة بعد منذ التكليف. الاوساط السياسية الرسمية منها وغير الرسمية على اختلاف مواقعها ومستوياتها ومسمّياتها، وصولاً الى الاوساط الاقتصادية والشعبية، فوجئت بهذا الاعلان الحريري، الذي سكب "ماء باردة" على صفيح الأزمة الحكومية الساخن، هذه الأزمة المستحكمة والناجمة من الخلاف بين المعنيين وبعض الافرقاء السياسيين على التمثيل والاحجام وتوزيع الحقائب الوزارية ونوعيّاتها. وقد سارع فريق من هذه الاوساط الى الربط بين ما أعلنه الرجل وبين اللقاء الاخير الذي جمعه قبل أقل من 24 ساعة برئيس الجمهورية العماد ميشال عون. ولكن في المقابل فإنّ الماء البارد الذي سكبه باسيل على الصفيح الحكومي غيّر المشهد كلياً، ليتزايد حجم الاسئلة حول ما استند اليه الحريري في تفاؤله بتأليف الحكومة خلال عشرة ايام حداً أقصى.

بعض المتابعين، يقول في هذا المجال، انّ تأكيد الحريري ولادة حكومته خلال هذه الايام المعدودة، يفترض انه كلام مسؤول لأنه يصدر عن المرجع الاساسي المعنيّ بتأليف الحكومة، وبالتالي لا يمكن ان تكون غاية صاحبه افتعال إيجابيّات فقط، على حد ما لمّح باسيل اليه مباشرة ومداورة، عندما قال إنه "لا يريد أن يعطي الناس تفاؤلاً مفتعلاً لأنّ ذلك يتسبب في إحباط أكبر"، واعتبر انّ "تفاؤل الرئيس المكلف قد يكون مبنياً على معطيات حقيقية في حال قام بحسم الامور، عندها يكون التفاؤل منطقياً وواقعياً، وهذه إيجابية نريدها، وعلى هذا الأساس ننتظر رئيس الحكومة الذي قال انّ كل الامور قابلة للحل".

وفي رأي متابعين انّ باسيل غيّر المشهد التفاؤلي خلال مؤتمره الصحافي أمس، والذي اعلن عنه قبَيل إطلالة الحريري التلفزيونية، إذ بدا من كلامه انه يتهم الرئيس المكلف بافتعال ايجابيات غير موجودة، موحياً انّ على الحريري، اذا اراد ان يعالج الازمة الحكومية، ان لا يعالجها على حساب "التيار الوطني الحر" او تكتل "لبنان القوي"، لا فارق. علماً انّ باسيل تحدث أمس بمنطق مَن يملك صلاحية تأليف الحكومة عندما اكد انّ حصة "القوات اللبنانية" هي 3 وزراء، وانّ هناك "فيتو وطنياً" على تولّيها حقيبة وزارية سيادية، مؤكداً انّ "التيار الحر" يقدم تنازلات تسهّل تأليف الحكومة، وانّ على الحريري والآخرين ان يقدموا "تنازلات فعلية". ولكن في ضوء هذا الكلام الباسيلي كبر حجم التساؤلات حول دافع الحريري الى هذا التفاؤل المفرط بالولادة الحكومية سريعاً، فالبعض ذهب الى القول انّ الرجل استند الى انّ ما حصل من انفراج في الازمة السياسية العراقية تمثّل بانتخاب رئيس للجمهورية وتكليف شخصية لتأليف الحكومة، ما أتاح "تنفيسة" معينة تتيح في لبنان الشروع بتأليف الحكومة.

وبعض آخر سأل: هل انّ الحريري تعمّد إعلان هذه الايجابية المفاجئة على سبيل المناورة لإلقاء الحجّة على الآخر وإظهار انه هو من يعرقل التأليف، وفي هذا يكون قد اوقع باسيل في الفخ الذي بَدا في مؤتمره الصحافي كأنه يتلو مَضبطة شروط لتأليف الحكومة، وظهر كأنه من يعرقل او يمانع الولادة الحكومية ما لم تلبَّ هذه الشروط؟ وبعض ثالث قال انّ القاصي والداني يعرف انه بعد هذه الاشهر الاربعة التي انقضَت على التكليف وما شهدته وتشهده من خلافات وتجاذبات بين المعنيين تعرقل تأليف الحكومة، لا يمكن ان يكون قد زال بين ليلة وضحاها وباتَ التأليف أمراً مُتاحاً بهذه السرعة، ما يعني انّ في الامر "استخفاف واستهتار واستلشاق" بعقول الناس بعد كل هذا الانتظار. ولذلك، يقول هؤلاء انه لا يعقل ان يكون وارداً لدى الحريري ان يبخّس بصدقيته أمام الرأي العام، والمغامرة بالإعلان عن انه سيؤلف الحكومة خلال الايام العشرة المقبلة، لينصب فخاً لباسيل ويظهره أمام الرأي العام أنه "المعطل الأول" لتأليف الحكومة. فإذا صحّت هذه النظرية ربما يكون باسيل قد وقع في الفخ، علماً أنّ بعض السياسيين اعتبروا انّ باسيل أظهر من خلال كلامه امس وكأنه "الآمر الناهي" في موضوع تأليف الحكومة، وليس فريقاً يفاوض كغيره من الافرقاء لتحقيق التمثيل الوزاري الافضل لتيّاره فيها. لكنّ فريقاً من السياسيين المطلعين يؤكد ان الحريري ربما يكون قد استند في تفاؤله بالولادة الحكومية "الوشيكة" الى معطيات إقليمية ودولية جدية تشجّع على الشروع في هذه الخطوة، وهذه المعطيات ربما تكون وصلت إليه قبل سواه من المعنيين، خصوصاً أنّ هناك معطيات ترشح منذ أسابيع من الرياض تشير الى استعداد القيادة السعودية للمساعدة في تسهيل تأليف الحكومة، وذلك خلافاً لِما يردده البعض من وجود عدم اهتمام سعودي ملحوظ بهذا الاستحقاق الدستوري اللبناني.

وفي اي حال فإنّ صحة وجود مثل هذه المعطيات من عدمه ستظهر في الايام القليلة المقبلة، في حال صدور مراسيم تأليف الحكومة من عدمه خلال الايام التي حددها الحريري لحصول هذا التأليف.

 

عن القلق اللبناني من تهديدات نتانياهو

حسن شامي/الحياة/07 تشرين الثاني/18

هناك قلق لبناني متزايد من وتيرة التهديدات الإسرائيلية في الآونة الأخيرة. صحيح أن اللبنانيين، والعرب استطراداً، اعتادوا لغة التهديدات التي كانت تصدر دورياً عن قادة الدولة العبرية منذ النكبة والحروب المتناسلة منها وحول تبعاتها خلال سبعة عقود. غير أن تعبيرات القلق اللبناني الحالي على المستويين السياسي الرسمي والمدني المختلط بالأهلي تنم عن شعور بالخوف من مصيبة على وشك الحدوث.

إنه، في معنى ما، قلق مستجد ويكاد يزعم بأنه طارئ على بيئة هانئة وراضية على رغم إدمانها تخبطات دورية. وعلى المنوال ذاته، صار أشبه بالفولكلور المسلي والمبكي أن تستنقع اللعبة السياسية المعطوفة على استعصاء تشكيل حكومة ترضي الجميع، وهم كلهم من أصحاب الرؤوس الحامية. القلق المستجد الذي نتحدث عنه يستحق التفحص كي لا نقول التشريح. ذلك أن التوافق العام على جدية هذا القلق وصوابيته يكاد يفصح جهاراً نهاراً عن تذرر القراءات والمقاربات والتعليلات الزاعمة تقديم الوصفة الشافية للخلاص من القلق. فالتصريحات التي أطلقها بنيامين نتانياهو حول تخزين «حزب الله» ترسانة أسلحة في محيط مطار بيروت الدولي تأتي كرسالة نارية أو كصخرة ألقيت في مياه بحيرة لبنانية راكدة. ونرجح أن صاحب هذه التصريحات كان يعرف كل هذا وأنه يهدف إلى تسخين خطوط الانقسام اللبناني البارد.

في هذا المعنى ليس منسوب الكذب والتهويل في كلام نتانياهو هو ما يحمل معظم اللبنانيين على القلق. فمثل هذين الكذب والتهويل بات ملازماً لخطاب الحرب المباشرة وغير المباشرة، أي الحرب النفسية والديبلوماسية وما تتضمنه من مناورات وتكتيكات للالتفاف على كل ما من شأنه أن ينتقص من، أو يتهدد، أرجحية الدولة العبرية وتفوقها الاستراتيجي على كل جيرانها. لا حاجة لتقديم شواهد وأدلة ما دام أي عرض سريع لما يسمى مشروع التسوية مع السلطة الفلسطينية وحل الدولتين يكفي للكشف عن كذب نتانياهو ونفاق رعاة عملية السلام.

بقدر قليل من الحس السليم يمكن دحض مزاعم نتانياهو. ولا يعني هذا أن «حزب الله لا يمتلك ترسانة من الأسلحة. فمن بين أكبر الأسرار العسكرية شيوعاً وإشهاراً وتداولاً لدى القاصي والداني أن الحزب المذكور يمتلك عتاداً من الصواريخ والأسلحة الاستراتيجية ويتمتع بقدرة قتالية وبكفاءة ميدانية عالية كما يستطيع إحداث مفاجآت في أي معركة أو حرب يخوضها. بل حتى يمكننا أن نضيف أن المعارك التي خاضها في سورية والتي استنزفت قواه ورصيديه المعنوي والدعوي لدى قطاعات شعبية واسعة في العالم العربي، لا يبدو أنها أنهكته إلى حد الشلل والوهن الاستراتيجيين. على العكس، وبغض النظر عن رأينا في هذا العكس، هناك مؤشرات إلى تزايد قواته وخبراته القتالية ومناوراته الهادفة إلى إرباك عدوه الإسرائيلي.

من المعلوم أن هذه العناصر والاعتبارات ساهمت في إنشاء نوع من توازن الرعب أو، بلغة مخففة، من توازن الردع بين الطرفين ما يحملهما كلاهما على مراعاة قواعد اللعبة وضبط التوترات والمواجهات. ما يصعب تصديقه في كلام نتانياهو هو أن يقوم «حزب الله» بتحويل محيط المطار إلى مخازن أسلحة وقواعد عسكرية.

لسنا خبراء عسكريين كي نؤيد هذه الفرضية أو ندحضها. فهذه الأمور مثلها مثل العمليات الأمنية والاستخبارية الكبيرة، وفي مقدمها اغتيال السياسيين والمسؤولين، يصعب الجزم في ما يخص الوجه القانوني والتنفيذي منها. أما المسؤولية السياسية والأمنية فهي بالتأكيد محل الحكم الأولي. نشك إذاً في أن ينشئ «حزب الله» قواعد عسكرية في منطقة لا يشرف تماماً على مداخل أمنها ومخارجه كما هي الحال في مناطق نفوذه وانتشاره في بيئته الحاضنة. وهذا ما يحمل على الاعتقاد أن نتانياهو يسعى إلى الاستفادة القصوى من العهد الترامبي ومن حال التهور الذي يسم سلوك رئيس شعبوي معتوه ونزق ومافيوي مثل ترامب وبعض أبرز رموز إدارته كي يضرب كل ما من شأنه أن يحدث تبديلاً ولو طفيفاً في معادلة السيطرة والتفوق الاستراتيجيين.

الموضوع الإيراني والنفخ المتواصل في صورة أخطاره يأتي في هذا السياق. وليس مهماً أن نعلم ما إذا كان ترامب انقلب على الاتفاق النووي المرعي دولياً كانقلاب على ما فعله سلفه باراك أوباما أو كاستجابة لضغوط حكومة نتانياهو واللوبي القوي التابع لها في الولايات المتحدة. التلويح بشن هجوم على مطار بيروت الدولي بدعوى تحوله إلى مستودع لأسلحة «حزب الله» يغمز من قناة ضربة سابقة ترقى إلى خمسة عقود. ففي نهاية عام 1968، أقدمت القوة الجوية الإسرائيلية على تدمير الأسطول الجوي المدني اللبناني في مطار بيروت بدعوى معاقبة الحكومة اللبنانية على انطلاق مجموعة فلسطينية من لبنان وتنفيذها عملاً إرهابياً. حصلت العملية التي يمكن اعتبارها من دون مواربة إعلان حرب في سياق تحولات إقليمية أعقبت هزيمة العرب في حرب 1967 وانحسار المشروع الناصري. فجاء الدعم المتزايد للمقاومة الفلسطينية المسلحة وتعاظم شعبيتها، فلسطينياً ولبنانياً وعربياً وعالمياً، كتعويض عن النكسة وعن الحدود التي اصطدم بها المشروع الوحدوي الناصري.

قبل خمسين سنة، ارتأت القيادة السياسية اللبنانية التي ورثت وزعمت استئناف المشروع الشهابي أن خلاص لبنان يكون بمسايرة الزخم الشعبي العروبي لضبط إيقاعه ورسم حدوده والتحكم بسرديته في بلد التوازنات الطائفية الهشة، أي البيت اللبناني ذي المنازل الكثيرة. هناك الكثير من الصلافة في تذكير نتانياهو اللبنانيين بالضربة المذكورة، علماً أن مياهاً كثيرة جرت مذاك تحت جسور جيلين أو ثلاثة أجيال من اللبنانيين الضعيفي الصلة بتاريخ بلدهم الحديث. فهذا التاريخ بات يقتصر على السردية التي تصنعها كل جماعة طبقاً لحسابات المكانة والقوة ووحدة المعتقد الطائفي. ثمة شيء من هذا القبيل في المعادلة اللبنانية الحالية ولعبة التحالفات المعدّلة والمتقلبة بين قيادات الجماعات. وليس سراً أن «حزب الله يتمتع بحيثية داخلية، شعبية ووطنية تنضاف إلى تمثيله الأهلي والطائفي لقطاع عريض من الشيعة، ما يجعله في قلب التوازنات الوطنية والإقليمية. القراءة الإسرائيلية لموقع» حزب الله» في اللعبة اللبنانية والإقليمية تخضع لاعتبارات السيطرة الاستراتيجية والاستيلاء على الأراضي المحتلة وتصفية المسألة الفلسطينية. ومن المؤسف ألا يفهم بعضهم هذا.

 

على ماذا يُراهن باسيل... وهل "يفعلها" من جديد؟

لينا الحصري زيلع/اللواء/06 تشرين الأول 2018

كان من المفترض ان تنعكس المواقف التي اطلقها الرئيس المكلف سعد الحريري خلال اطلالته المتلفزة مساء الخميس الماضي ايجابا على مجمل الاوضاع لا سيما المتعلقة بالملف الحكومي، خصوصا انه بشر اللبنانيين بأنه ستكون لهم حكومة خلال اسبوع او عشرة ايام، ولكن جاء المؤتمر الصحافي والذي كان مقررا مسبقا لرئيس «التيار الوطني الحر» الوزير جبران باسيل ليدحض كل الايجابيات التي أعلن عنها الرئيس الحريري، من خلال التصعيد في المواقف التي اعلن عنها، وأدت الى استهداف مباشر لعدد كبير من الافرقاء السياسيين لا سيما حزب «القوات اللبنانية» الذي اصدر بيانا واضحا رد فيه على كل مزاعم الوزير باسيل، فكان رد على الرد من قبل مصادر «التيار الوطني الحر» يزيد الامور تأجيجا وتصعيدا.

وما قاله الوزير باسيل شكّل احراجا للرئيس الحريري، وبالتالي ذهولا لدى شريحة كبيرة من اللبنانيين كانت تأمل خيرا على صعيد ولادة حكومية وشيكة.

مصادر «القوات اللبنانية» التي بدت مستاءة جدا من كلام الوزير باسيل، اعتبرت لـ«اللواء» انه من الواضح ان رئيس «التيار الوطني الحر» لا يريد حكومة، واشارت المصادر الى انه لا يمكن تفسير المؤتمر الصحافي الذي عقده بالامس الا انه يرد على الرئيس المكلف وعلى المناخات الايجابية التي عممها، مما يعني انه يقول بأن كل ما يمكن ان يكون تقدم من صيغ وافكار تم نقاشها بين الرئيس الحريري ورئيس الجمهورية اتى الوزير باسيل ليعيد الامور الى النقطة صفر، وبالتالي الى المربع الاول والنقاش حول المعايير. علما ان هذا النقاش كان افتتحه منذ انطلاق مسيرة مشاورات التأليف، وهذا الافتعال ادى حينذاك الى اشتباك حول موضوع الصلاحيات عندما تمادى بالحديث عن ان الرئيس المكلف يجب ان يكون لديه مدة زمنية للتكليف، وبالتالي عدنا اليوم ايضا للنقاش في مسألة الصلاحيات، مع العلم ان الدستور اولا لم يحدد معايير، ثانيا هذه من مسؤوليات الرئيس المكلف ومن ثم بالتشاور مع رئيس الجمهورية، ثالثا من قال ان هذه المعايير يجب اعتمادها ولا يجب اعتماد معايير اخرى.

وتعود المصادر لتشير الى ان الهدف من المؤتمر الصحافي هو اخذ النقاش الى مكان اخر لانه عندما رأى ان البلاد بدأت تتجه فعليا نحو ولادة الحكومة تبرع مجددا لاطاحة كل هذه الاجواء بقطع الطريق امام ولادتها.

وعن سبب تصعيد الوزير باسيل، تستغرب المصادر ذلك، وتقول لا يمكن الاجابة عن هذا السؤال لان لا احد يدرك ويعرف ماذا يريد الوزير باسيل بالتحديد، ولكن اذا عدنا لمراجعة مسلسل الاحداث منذ اربعة اشهر الى اليوم، يتبين انه في كل مرة كان يظهر فيها بصيص امل بتشكيل الحكومة كان يطيح وزير الخارجية هذه الاجواء والامال المعقودة من خلال الهجوم اما على هذا الطرف او على ذلك الطرف، ويعيد الامور الى المربع الاول. وتعتبر المصادر ان النتيجة الوحيدة التي يمكن استخلاصها من بعد المؤتمر الصحافي هي ان هذا الفريق لا يريد حكومة.

وحول ما اذا كان الوزير باسيل يراهن على امر محدد تقول المصادر القواتية: لا نعلم على ماذا يراهن الوزير باسيل، وما هو هدفه وخلفيته، وكل الامور تشير الى ان هناك نية واضحة لاستبعاد اي نية لتأليف حكومة، وكلما تقترب الامور من الايجابية في ملف التأليف يعيدنا الى المربع الاول، لذلك لا نستطيع ان نحلل ماذا يريد وما هي اهدافه وخلفياته ومأربه.

وترى المصادر ان احد اهدافه الرئيسية هي اخراج القوات من الحكومة، وتلفت الى انه رغم قوله بانه لا يتحدث بخلفية رئاسية فإن الواضح ان كل ما يتحكم بما يحصل هو الخلفية الرئاسية، والتمسك بالثلث المعطل بكل الصيّغ والمعايير وهذا الامر يوضح الاتجاه الذي يرسمه.

وعما اذا كانت الصيغة المطروحة في الاعلام والمتعلقة بتمثيل القوات في الحكومة من خلال نائب رئيس الحكومة ووزير دولة واخر يتولى حقيبة اساسية ورابع حقيبة خدماتية تجيب المصادر القواتية بالقول: لا نستطيع الرد على صيغة نسفها الوزير باسيل خلال مؤتمره الصحافي، وتشير الى انه ومنذ اللحظة الاولى كنا نقول ان ما يطرح من صيغة لتمثيل القوات في الحكومة هي صيغة مزعومة وتبين صدق ما قلناه، وتعتبر الى انه لو كانت هناك صيغة جدية لكانت طرحت. وتقول المصادر القواتية: يبدو ان الوزير باسيل كان يريد جرنا للناقش في صيغة، وعندما نناقشها يقول من قال لكم اننا نطرح مثل هكذا صيغة، من هنا تؤكد المصادر بأن ليس هناك اي جدية لصيغ تطرح على القوات، لذلك لا يمكن اعطاء رأيها بأي شيء من دون ان يكون هناك اي طرح رسمي، وان كل ما يتم تداوله يطرح في الاعلام بشكل مدسوس فقط لا غير.

 

حزب الله": لا نتلقّى رسائلَ من باسيل 

راكيل عتيِّق/الجمهورية/السبت 06 تشرين الأول 2018

رَكْضُ رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل على ملعب "العهد"، ليس مباراته الأولى، التي يتوفّق فيها في حمل راية "المقاومة" وحماية ظهر لاعب أساسي على الساحة: "حزب الله". إبنُ البيئة المسيحية المارونية، المتّكئ على حيثية مؤسس التيار رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وعلى شعبيّة تياره الكبيرة على الصعيد المسيحي، كان "وعدُه صادقاً" مع الحزب على خشبة المسرح السياسي، داخلياً وخارجياً. قد تكون النّيات حسنة، وقد تكون وسيلةً توصل إلى الغاية وتبرّرها، أو الإثنين معاً فـ"يضرب هدفين بصاروخٍ واحد". لكن، ما هو المدى الذي تطاوله رسائلُ باسيل، وهل تخدم صواريخُه "حزب الله"، أم أنّ مفعولها ينتهي في الزمان والمكان، حيث أطلقها؟ ليست المرة الأولى التي توجّه إسرائيل رسائل تحذيرية أو تهديدية إلى لبنان، كلاماً أو فعلاً، فالأجواء اللبنانية تُخرَق يومياً. ليست المرة الأولى التي يردّ فيها لبنان، أو باسيل. هذه المرة، الردّ مختلف. استدعاءُ السفراء شهوداً: "كونوا شهوداً على أنّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يكذب. لا صواريخَ قرب المطار".

البعض رأى أنّ هذه الخطوة الديبلوماسية "سابقةٌ من نوعها، وتثبيتٌ لهيبة الدولة أمام العدوّ والمجتمع الدولي". البعضُ الآخر، اعتبرها "مسرحيّةً هزليّةً، فالأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله يفاخر بامتلاك الحزب الصواريخ كمّاً ونوعاً". ويسأل: "ما همّ أين يخبّئها الحزب، إن كانت موجودةً وجاهزةً للاستعمال؟". مصادر معنيّة، تعتبر أنّ باسيل التقط مناسبة إعلان نتنياهو وجود صواريخ قرب مطار بيروت، بغية الدخول في حفلة المزايدات ورفع السقوفَ في هذا الملف، لأسبابٍ عدة. فباسيل يُدرك أنّ "حزب الله" مستاءٌ منه شخصياً انطلاقاً من مواقف سابقة له وتحديداً في الموضوع الإسرائيلي عندما اعتبر أن "لا مشكلة ايديولوجية مع إسرائيل وأنّ من حقها الحصول على الأمن". فهذا التصريح أثار حفيظة الحزب لأنه يعتبر باسيل حليفاً، انطلاقاً من "وثيقة مار مخايل"، وليس فقط وزير خارجية لبنان. وبالتالي يريد باسيل تبييضَ صفحته في الموضوع الإسرائيلي تجاه جمهور "حزب الله". لباسيل صفحة سيّئة أخرى مع الحزب، حين انتقده في مقابلة مع مجلة "الماغازين" في شباط 2018، بقوله، إنّ "ثمّة قراراتٍ يتّخذها الحزب في الموضوع الداخلي لا تخدم الدولة وهذا ما يجعل لبنان يدفع الثمن، وإنّ بنداً أساسياً هو بناء الدولة في وثيقة التفاهم لا يطبّق بحجة قضايا السياسة الخارجية". كذلك، تعتبر المصادر أنّ باسيل يوجّه رسالةً أيضاً إلى الطائفة الشيعية لطيّ الصفحة السلبية لنظرتها إليه، إن في موضوع تصريحه عن إسرائيل أو في الكلام عن الرئيس نبيه بري ووصفه بـ"البلطجي"، فعلى رغم عودة العلاقات الى مجاريها بين الطرفين، لم ينسَ جمهورُ بري هذه الإساءة. وترى المصادر أنّ باسيل وجد مناسبةً للدخول مجدداً في وجدان الطائفة الشيعية، بعدما خرج منه نتيجة مواقفه وممارساته.

رسائلُ الجولة على ملعب نادي "العهد" الرياضي، متعددة، آنيّة وبعيدة المدى، تطاول الملف الحكومي ورئاسة الجمهورية أيضاً، حسب ما ترى المصادر. ففي هذه اللحظة السياسية يريد باسيل عملياً من "حزب الله" أن يخرج من موقفه المحايد من تأليف الحكومة إلى دعمه. فهو يدرك أنّ الحزب ومنذ اللحظة الأولى لتكليف الرئيس سعد الحريري اتّخذ قرار الوقوف على مسافة واحدة من الجميع وأن ينأى بنفسه عن التأليف، ويضمن الحصة الشيعية له ولبري فقط، من دون أن يتدخّل مع طرف ضد آخر، خلافاً للمراحل السابقة. فالحزبُ تدخّل دعماً لعون قبل انتخابه رئيساً للجمهورية، وفي معظم الحكومات بعد 2008، كان يرفع شعار "إما أن يوافق عون وباسيل وإما لا حكومة". هذه المرة لم يرفع الحزب أيَّ شعار من هذا النوع ووقف على الحياد في كل المواجهات التي خاضها باسيل، إن مع "الحزب التقدمي الاشتراكي" أو "القوات اللبنانية" أو تيار "المستقبل"... ولم يتدخّل لا من قريب ولا من بعيد.

لذلك، يعتقد باسيل أنّ ردَّه على نتنياهو هو موقفٌ تسليفي لـ"حزب الله"، وعلى الحزب "ردّ الواجب" في المقابل بخروجه من الحياد وتأييد شروط باسيل، أي الضغط على الحريري لتحجيم تمثيل "الاشتراكي" و"القوات".

أما الصاروخ البعيد المدى، الذي يأمل باسيل إصابته الهدف، هو الرئاسة. فباسيل يريد أن يضمن تأييدَ "حزب الله" له. وترى المصادر، أنّ كل المعركة التي يخوضها باسيل هي لخلافة عون، وقرّر أن يضع كل وزناته في سلّة "الحزب" بغية كسب تأييده، لأنه يعتقد أنّ تأييد "الحزب" يسهّل مهمته، وهو يريد أن يبدأ معركته الرئاسية من المربّع الذي كان عون بدأ منه معركته. "حزب الله" ينظر إلى علاقته بـ"التيار" من زاوية أخرى، ويرى أنها تخطّت هذه الشكليّات، وتقول مصادره لـ"الجمهورية": "إننا مقتنعون بأنّ ما يقوم به باسيل يأتي عن اقتناع وليس إرضاءً لأحد ولا تبييض صفحة". لكن هل اقتناع باسيل، مصدره إشارة من الحزب؟

تنفي مصادر "الحزب" هذا، وتقول: "نشعر أنه مقتنعٌ بهذا الكلام، وفي المحافل الدولية مواقفُه جيدة جداً من دون أن يُطلب منه أو يُهمس له. مواقف عون وباسيل مُشرّفة، ونرتاح اليهما ونشعر معهما أنّ "ظهرنا محميّ"، وبالتالي لا التيار يسجّل فواتيرَ للحزب، ولا الحزب يتلقّى منه رسائل".

وعن كرسي رئاسة الجمهورية، تقول المصادر نفسها: "بكير كتير على رئاسة الجمهورية و"الله يطوّل بعمر فخامة الرئيس عون". ولكل حادث حديث. ونحن ضد الدخول في البازار الرئاسي من الآن. فلنفكّر بالحكومة وحاجات الناس وحلّ المشكلات مثل الكهرباء والنفايات وغيرها".

أمّا عن صمت "حزب الله" على نتنياهو وتولّي باسيل الرد عليه، فتشير مصادر الحزب إلى أنّ "نصرالله هو مَن يردّ على إسرائيل، وكما دائماً في المكان والزمان المناسبين. هذه سياسة الحزب. ونحن لا ننفي ولا نؤكّد. أمّا باسيل فتصرّف ونفى وجودَ الصواريخ من منطلق أنه وزير خارجية لبنان، وهذا الأمر يعني الدولة اللبنانية ووزارة الخارجية لتكذيب العدوّ وادّعاءاته غير المنطقية أمام الرأي العام الدولي".

وتؤكد مصادر قريبة من "حزب الله" أن "لا داعي للرسائل بين باسيل والحزب، فالحوار المباشر قائم بين الطرفين، وهناك لقاءات دورية متواصلة بين السيد نصرالله وباسيل، إضافةً إلى لقاءاتِ المتابعة بين باسيل والحاج حسين خليل المعاون السياسي لنصرالله، أو مسؤول لجنة التنسيق والارتباط في الحزب الحاج وفيق صفا". وعلى الضفة الأُخرى تلفت مصادر حزبيّة معارِضة لقوى الثامن من آذارإلى أنّ "وجودَ الصواريخ مؤكّد، بغض النظر إن وُجدت فوق الملعب أو تحته أو في مكان آخر... فبالتأكيد ليست معروضةً على الحشيش". وترى أنّ "مشوار باسيل خطوةٌ استعراضية، وقد يراها السفراء مسرحيّةً هزليّةً، وأنّ باسيل يحاول أن يزايد بمقدار الإمكان تجاه "حزب الله" لرفع حظوظه الرئاسية". وماذا عن شكر "الحزب" لكلٍّ من عون وباسيل على مواقفهما في المحافل الدولية؟ تجيب هذه المصادر: "خطوة "حزب الله" بدورها مسرحيّة، وذلك لتشجيع عون واستدراجه إلى خطواتٍ مماثلة أكثر، ولكن في النهاية "بكير" على رئاسة الجمهورية". أمّا مصادر "حزب الله"، فتجزم "أننا لم نطلب ولو لمرة واحدة من عون أو باسيل اتخاذ موقفٍ ما، ولذلك حين نختلف مع "التيار" على أمور معيّنة "منطنِّش" لأنّ المواقف الاستراتيجية التي يتّخذها كلّ من عون وباسيل أكبر وأهم بكثير من الخلافات على مسائل بسيطة".

 

«ثلاثيّة القيصر»: النازحون والأسد والإعمار في سلّة واحدة  

جورج شاهين/الجمهورية/السبت 06 تشرين الأول 2018

مَن يراقب المتغيّرات التي رافقت التدخّل الروسي في سوريا قبل ثلاث سنوات لا يحتاج الى جهدٍ كبير لقراءة التقلّبات التي أحدثها. وإن توقف أحدٌ عند استحقاقات ما بعد قمّة هلسنكي والمبادرة المعلّقة بالنازحين السوريين وصولاً الى المواجهة مع تل أبيب يمكنه فهمُ ما بلغه التصلّبُ الروسي وصولاً الى حديث عن "معادلة جديدة" قوامها: النازحون والأسد والإعمار في سلّة واحدة؟ تُجمع تقارير ديبلوماسية واردة من موسكو على إظهار حجم التصلب الروسي إزاء ما بلغته الأزمة السورية وتردّداتها في ساحات المنطقة والعالم على ضوء التطورات المتلاحقة التي أعقبت قمّة هلسنكي الأميركية ـ الروسية في 16 حزيران الماضي، وما تلاها من خطوات روسية متعثرة ابرزها الخطة الدولية التي وضعتها موسكو للنازحين السوريين ولحظت إعادة سبعة ملايين ونصف المليون نازح من 146 دولة في العالم بما فيها دول الجوار السوري وصولاً الى المواجهة الروسية ـ الإسرائيلية الأخيرة فوق البحر المتوسط. وأفاد تقرير على جانب كبير من الأهمية أّنّ القيادة الروسية التي صُدمت بالتصرّف الإسرائيلي الذي أعقب الغارة على أحد مراكز الأبحاث وتجميع الأسلحة السورية في أطراف مدينة اللاذقية ليل 7 أيلول الماضيُ اضطُرّت الى إجراء اعادة نظر واسعة بالتفاهمات التي حكمت علاقتها بإسرائيل طوال السنوات السبع الماضية، وخصوصاً بالنسبة الى هامش الحركة الذي تمتّعت به تل أبيب في قصفها الأهداف العسكرية والتقنية ومراكز الدراسات العسكرية والكيماوية السورية والإيرانية وتلك التابعة لـ"حزب الله" على مساحة الأراضي السورية من دون استثناء بما فيها تلك الواقعة في المدى الحيوي للقواعد الروسية على الساحل السوري، وتحديداً في المجالين الجوي والبري لقاعدتي "حميميم" الجوية و"طرطوس" البحرية.

والى ردة الفعل الروسية التي لم تكن تتوقعها واشنطن وتل أبيب تحديداً، فقد أكّد الرئيس الروسي قدرته على تنفيذ قراراته مهما كان حجمُها ومداها بالسرعة القصوى التي لا تتمتع بها أيُّ إدارة أو دولة في العالم، فما أن أعلن في نهاية أيلول الماضي النّية لتعزيز قدرات سلاح الدفاع الجوي السوري بمنظومة "إس 300" حتى وصلت أربع منصات منها الى الأراضي السورية في خلال أقلّ من أسبوع. وكل ذلك تمّ في وقت كانت الإدارة الأميركية تُسدي النصحَ لنظيرتها الروسية بعدم الإقدام على هذه الخطوة التصعيدية واستبعاد تل أبيب إمكان بلوغ الرئيس الروسي هذا المدى في ردّ فعله على إسقاط الطائرة قبل أن تدّعي قدرتها على تجاوز قدرات المنصات الجديدة إذا قرّرت المضي في غاراتها على الأراضي السورية وتجاه أيِّ هدف تريده.

والى المعطيات العسكرية والديبلوماسية المحيطة بالخطوات الروسية التصعيدية التي أثار توقيتُها ردات فعل مستغرَبة، فهي بلغت الذروة تزامناً مع المساعي المبذولة عقب التفاهم الروسي ـ التركي على تجميد العمليات العسكرية في إدلب ومناطق أخرى غرب نهر الفرات. وهو تصعيد تمّ ربطُه بحادث إسقاط الطائرة "ايل 20" التي أنهت كثيراً من التفاهمات المعلنة وغير المعلنة بين روسيا وإسرائيل وأطراف في الحلف الدولي، وأجبرت موسكو على أداء عسكري جديد في الأزمة السورية لاسترجاع ما أصاب هيبتها في الداخل الروسي والخارج في مرحلةٍ ظهر فيها أنها الأقوى على الساحة السورية بعدما أعادت المناورات البحرية في شرق المتوسط ما افتقدته من موقع متقدّم في المنطقة.

والى هذه الوقائع يشير التقريرُ الديبلوماسي الى الحملة الديبلوماسية التي تستعدّ موسكو لإطلاقها قريباً توصّلاً الى مقاربة جديدة للأزمة السورية بجوانبها المختلفة الإنسانية منها والسياسية والعسكرية كما الإقتصادية واعادة الإعمار. وهو ما عبّرت عنه الديبلوماسية الروسية في حراكها الواسع في المنطقة والعالم. وكشفت المعلومات أنّ الخطة الروسية تقول بثلاثة مسارات متزامنة ربطت بين خطة إعادة النازحين السوريين الى بلادهم في ظلّ القيادة السياسة الحالية السورية التي يترجمها بقاءُ الرئيس السوري بشار الأسد في السلطة، ومَن يتوافق مع الروس على هذين المبدأين سيكون الباب مفتوحاً امامه للمشاركة في عملية اعادة الإعمار التي قُدِّرت تكاليفُها المبدئية قبل الدخول في كثير من التفاصبيل بما يقارب 440 مليار دولار حسب آخر الدراسات التي وُضعت لإعادة إعمار القطاعات الإقتصادية وبناء ما دمّرته الحربُ في المدن والمناطق السورية.

وتأسيساً على هذه الثلاثية الجديدة، تتّجه موسكو الى مزيد من التشدّد في مفاوضاتها مع مختلف القوى الدولية والإقليمية، ومن هنا فُسِّرت اللهجة الروسية التصعيدية تجاه الوجود الأميركي في سوريا واعتباره قوة احتلال خارج كل المعايير الدولية، تزامناً مع اللغة عينها التي اعتمدتها إزاء إسرائيل لجهة دورها في الأزمة السورية وتماديها في شنّ الغارات الجوية في سوريا. وهو ما تُرجم تبريداً لها. فمنذ إسقاط الطائرة الروسية لم يُسجَّل أيُّ تحرّك للطائرات الإسرائيلية في اتّجاه سوريا بعدما انكفأت في تهديداتها في اتّجاه الساحة اللبنانية لملء الوقت الضائع الى حين تظهير قواعد السلوك الجديدة في سوريا، وهو أمر لا يمكن أحد التثبّت منه قبل معرفة ما ستؤول اليه المفاوضات الجارية بين تل أبيب وموسكو والتي لم تنتهِ الى خطوات واضحة ونهائية بعد بإعتراف الطرفين.

ولا بد من الاشارة الى أنّ جديد كل هذه التطوّرات بات رهناً بالتعهّدات التي قطعتها مختلف القوى المعنية بالأزمة السورية. فالتفاهمات التي عُقدت بين موسكو وأنقرة في شأن إدلب قيد التجربة في وقت تنتظر روسيا ردود الدول المعنية بملف النازحين في ضوء ما بلغته الترتيبات التي أجرتها مع المفوضية السامية للاجئين لتقديم المساعدة للنازحين في سوريا بدلاً منها في الدول المضيفة، وهو أمر تترقّبه موسكو في الأسابيع المقبلة بعد توجّهها الى الدول المانحة خارج أوروبا والولايات المتحدة الأميركية. وهو ما طرح سؤالاً وجيهاً: فهل تكتمل الأحلام الروسية في وقت قريب أم أنها مجرد اضغاث احلام؟

 

«إس300» و«إف 22» في سماء الشرق الأوسط

عمر الصلح/جريدة الجمهورية/السبت 06 تشرين الأول 2018

ما أن تمّ الكشفُ عن استخدام الولايات المتحدة الأميركية مقاتلات «إف22» خلال عملياتها في سوريا نهاية العام 2014 إلّا وبدأت موسكو الاستعداد لإدخال منظومات دفاعية حديثة الى اجواء الشرق الأوسط للحفاظ على التوازن الاستراتيجي في المنطقة.

يحاول بعض الخبراء الغربيين التقليل من اهمّية إدخال روسيا منظومة «إس 300» الصاروخية في المعادلة العسكرية في سوريا، ويعتبرون أنّ مقاتلة الجيل الخامس الأميركية «إف 22» المضادة للرادارات يمكن أن تكون عصيّةً على المنظومة الروسية في اعتبارها قادرةً على اختراق أجهزة الترقب ورادارات التغطية الصاروخية. وهنا يبرز السؤال حول جدوى نشر وزارة الدفاع الروسية صواريخ «إس300» في حين أنّ منظومة «إس400» هي الأكثر فعالية في مواجهة التقنيات الهجومية الأميركية الحديثة؟

خبير عسكري روسي متابع لعمليات نشر الصواريخ في سوريا يكشف أنّ منظومة «إس300» قد خضعت لبرامج تطوير تقني خلال العامين الماضيَين وهي قادرة حالياً على توفير تغطية جوّية آمنة تراوح مساحتها من 150 الى 250 كلم، وذلك بعد أن تمكّن البنتاغون من كشف بعض الميزات التقنيّة لهذه المنظومة خلال السنوات الماضية، مشيراً الى أنّ صواريخ «إس 300» هي في الأساس مخصَّصة للحدّ من فعالية مقاتلات الجيل الرابع الأميركية «إف 16» التي تستخدمها إسرائيل في استهدافاتها المتكرّرة في سوريا.

ويؤكّد أنّ المقاتلات الأميركية «اف 22» التي تستخدمها الولايات المتحدة في سوريا غير قادرة على اكتشاف مواقع «إس 300» إلّا في حال استخدامها وهو ما يقلّص إمكانية استهدافها لأنّ هامش مواجهتها يصبح ضمن مربّع زمني يقدَّر بعشرات الثواني.

ويؤكد هذا الخبير الروسي أنّ نشر الصواريخ الروسية ليس موجَّهاً ضد الولايات المتحدة، بل لحماية القواعد الروسية في سوريا، وقد اتُّخذ قرار نشرها بعد إسقاط طائرة «إيل 20» الشهر الماضي، مشيراً الى أنّ العمل بدأ على تطوير وتجهيز هذه الطائرة ببرامج حديثة لمواجهة الصواريخ، خصوصاً أنّ «إيل 20» هي من الجيل القديم ومخصّصة لحماية أنظمة الدفاع الجوّي المحمولة. ولا يستبعد الخبيرُ الروسي نشرَ منظومات صاروخية أكثرَ تطوّراً إذا اقتضت الحاجة لتوفير أقصى درجات الحماية للقوات الروسية الموجودة هناك وذلك بتوجيهات الكرملين المباشرة.

خلاصة ما يمكن استنتاجُه من كلام الخبير الروسي هو رغبة بلاده البقاء في المراتب الأولى من التقنيات العسكرية امام الولايات المتحدة للحفاظ على موقعها قطباً دولياً فاعلاً على امتداد العالم، ولكن بعيداً من خصائص السلاح الروسي والأميركي وتفوّق هذه المنظومة أو تلك، وأمام إقفال الطريق في وجه الحراك السياسي، فإنّ أجواء الشرق الأوسط ستكون في المرحلة المقبلة مركزَ اختبارٍ وتجارب لأحدث الابتكارات العسكرية....

 

إردوغان عالق في إدلب؟

راجح الخوري/الشرق الأوسط/06 تشرين الثاني/18

سريعاً وصلت سفن رجب طيب إردوغان إلى أرخبيل صخور التنظيمات المتشددة في إدلب؛ حيث تصطدم عملية تنفيذ اتفاق سوتشي، الذي توصّل إليه مع فلاديمير بوتين في 17 سبتمبر (أيلول) الماضي، بمزيد من الصعوبات والعراقيل، وهو ما قد يعيد الأمور إلى المربع الأول، الذي ارتسم عندما حشد الروس والنظام والميليشيات المؤيدة له، استعداداً للهجوم على المحافظة. يومها تصاعدت المخاوف من وقوع كارثة إنسانية تطلق موجات جديدة من اللاجئين السوريين إلى داخل تركيا، ففي إدلب أكثر من ثلاثة ملايين نسمة، قيل إن بينهم 60 إلى 70 ألف مسلّح، وفق المبعوث الأميركي الجديد إلى سوريا جيمس جيفري، الذي يقدّر أن نسبة 20 في المائة من هؤلاء هم من المنتمين إلى التنظيمات الإرهابية. بعد أقلّ من عشرين يوماً على قمة بوتين وإردوغان، يتضح يومياً أن حسابات الحقول في سوتشي قد لا توافق حسابات البيادر في إدلب؛ وخصوصاً إذا رفضت الفصائل المتشددة مثل «جبهة النصرة» التي تسيطر على مساحة 70 في المائة من مساحة المحافظة، و«الحزب الإسلامي التركستاني»، و«تنظيم حراس الدين»، و«الإيغور»، تنفيذ الاتفاق، ما سيعيد الأمور إلى سيناريو الحل العسكري!

من المبكّر جداً القول إن إردوغان يسير بعد رهاناته في قمة سوتشي، على الطريق التي ستجعله يقول غداً إن الروس تركوه وحيداً في مواجهة المتشددين، وقد سبق له أن أعلن فور القمة مع بوتين، أن الاتفاقات التي تم التوصل إليها تسمح بتفادي كارثة، وأن تركيا ستعزز معابرها في منطقة خفض التصعيد في إدلب، ولكن بعد أقل من أسبوعين على الاتفاق، تزداد الصعوبات والعقبات التي لم تتمكن الاتصالات بين العسكريين الأتراك والروس من إيجاد الحلول لها، إضافة طبعاً إلى فرضية حصول الصدام مع المتشددين الذين يرفضون الانسحاب وتسليم السلاح.

وللتذكير، فإن الاتفاق دعا إلى إقامة منطقة عازلة في المساحات التي تسيطر عليها المعارضة شمالاً، خلافاً للأنباء التي أشارت إلى أنها ستتوسط خطوط التماس بين المعارضة وقوات النظام، وكذلك دعا إلى سحب السلاح الثقيل في العاشر من هذا الشهر، أي بعد ثلاثة أيام تحديداً، يوم الأربعاء المقبل، وإلى التخلّص من التنظيمات المتطرفة في منتصف هذا الشهر، أي يوم الاثنين من الأسبوع المقبل، وإلى قيام دوريات مشتركة روسية - تركية على طول هذه المنطقة.

في موازاة كل هذا، وقياساً بجدول هذه المواعيد، يواجه إردوغان استحقاقين؛ الأول سريع ومقلق، والثاني مؤجّل لكنه خاسر ومؤلم. الأول يبرز من خلال المعلومات المؤكدة عن أن موسكو أبلغت الأتراك والإيرانيين والنظام، أنه إذا لم يتم تنفيذ ما اتفق عليه في موعدي 10 و15 الشهر الحالي، بسحب المسلحين والأسلحة، فسيبدأ الهجوم فوراً، مصحوباً باستئناف عمليات القصف الجوي، التي كانت قد سبقت قمة سوتشي، وهو ما سيضع إردوغان - إن حصل - أمام مخاطر تعرّض تركيا لموجة نزوح جديدة.

أما الاستحقاق الثاني، فيتمثل في أن موسكو والنظام والإيرانيين يريدون أن يخضع الاتفاق لجدول زمني مؤقت، كما حصل في مناطق خفض التصعيد الأخرى في حمص ودرعا والغوطة، بينما يطمح إردوغان لأن يكون مستمراً ودائماً، ما يعطيه دوراً فاعلاً في تقرير الحل السياسي، الذي يقول إنه غير ممكن في ظل استمرار الرئيس بشار الأسد في السلطة، كما يعطيه نفوذاً في محافظة إدلب وفي مواجهة الأكراد، وهو ما دعا الباحث في المعهد الأميركي للأمن، نيكولاس هيراس، إلى القول إن إردوغان يريد أن تبقى أنقرة عمدة إدلب!

في 25 سبتمبر الماضي، أعلن إردوغان في نيويورك أن الجماعات المتطرفة بدأت الانسحاب من المنطقة المتفق على نزع سلاحها في إدلب؛ لكن «المرصد السوري لحقوق الإنسان» سارع إلى الإعلان عن أن المنطقة التي تم التوافق عليها، الممتدة من ريف اللاذقية مروراً بمحافظتي حماة وإدلب، وصولاً إلى ريف حلب الجنوبي الغربي، والتي تسيطر الفصائل الأصولية على نحو 70 في المائة من مساحتها، لم تشهد أي عمليات انسحاب. حتى «الجبهة الوطنية للتحرير» التي شكّلتها تركيا من فصائل «الجيش السوري الحر»، والتي أبدت التعاون مع أنقرة والاستعداد للانسحاب، أصدرت بياناً يقول سنبقى حذرين ومتيقظين حيال غدر الروس والإيرانيين؛ خصوصاً بعد الإعلان عن أن الاتفاق سيكون مؤقتاً: «إن أصابعنا ستبقى على الزناد، ولن نتخلى عن سلاحنا، ولا عن أرضنا، ولا عن ثورتنا». ويتصاعد الخلاف أيضاً حول مفهوم المنطقة العازلة؛ ففي حين ترى موسكو أنها بعمق 15 إلى 20 كيلومتراً، وفي مناطق سيطرة المعارضة، ترفض «الجبهة الوطنية» هذا، مطالبة بأن تكون مناصفة لتشمل مساحات تحت سيطرة النظام «وإلا فإن الاتفاق يكون بمثابة عملية قضم للمناطق المحررة، يمهّد لإعادة تعويم بشار الأسد»، أضف إلى ذلك أن هذه الفصائل أعلنت رفضها لأي وجود روسي في المنطقة العازلة، خوفاً من أي يؤدي ذلك إلى عودة قوات النظام، وهو ما سبق أن حصل في مناطق خفض التصعيد، حيث مهّد الوجود الروسي لإعادة سيطرة النظام على ثلثي مساحة سوريا!

ويأتي كل هذا في موازاة التناقض التركي الروسي الواضح، عندما يقول بوتين إنه بموجب الاتفاق سيتم سحب كل ما في حوزة مسلحي المعارضة من أسلحة ثقيلة ومدافع هاون ودبابات وصواريخ بحلول 10 أكتوبر (تشرين الأول)، بينما يقرّ إردوغان بوجود اختلافات في «الرأي والرؤية» مع موسكو وطهران، قائلاً إن المعارضة المعتدلة ستحتفظ بأسلحتها، وتبقى في المناطق التي تسيطر عليها! تزداد صعوبة الالتزامات التي وقعت على تركيا وفق اتفاق سوتشي، فالمواعيد حانت لكن دون أي مؤشرات ميدانية على إمكان سحب الأسلحة والمسلحين، وخصوصاً أن «هيئة تحرير الشام»، أي «جبهة النصرة» ومجموعات أخرى، تعمل على تحصين مواقعها في المنطقة العازلة، وبينما كان الرهان على أن تنجح تركيا في تفكيك «النصرة» عبر ذرّ الانقسامات في صفوفها، لم تظهر أي معالم لهذا حتى الآن، في حين أعلن أبو محمد الجولاني أن سلاح الفصائل «خط أحمر» لا يقبل المساومة أبداً، ولن يوضع يوماً على طاولة المفاوضات! ولكن كيف يمكن الفصل عملياً بين المتطرفين وباقي التنظيمات؟ ثم ما هي الطريقة للتخلّص من المتطرفين؟ وإلى أين يمكن سحبهم؟ وخصوصاً أن هناك بينهم أكثر من ثلاثة آلاف من الأجانب الذين ترفض بلادهم عودتهم، في حين يريد إردوغان استثمارهم، عبر السعي لنقلهم إلى مناطق الأكراد، بينما لا تخفي موسكو رغبتها في تصفيتهم، بما يعني اشتعال معارك ميدانية ستؤدي بدورها إلى تحريك عمليات النزوح! على خلفية كل هذا، ليس غريباً أن يجمع بعض المراقبين، وبينهم مثلاً فابريس بالانش، الخبير في الشأن السوري، على أنه من الصعوبة بمكان أن تتمكن أنقرة من الإيفاء بالتزاماتها التي وعدت بها في سوتشي، فالأمر شديد التعقيد والصعوبة، وقد ينتهي بالعودة إلى المربع الأول، أي أن ينهار وقف النار ثم يبدأ الهجوم الذي لوّح به بوتين صراحة، وهو ما سيضع تركيا في مواجهة عاصفة جديدة.

 

خامنئي وخاتمي... وانهيار إيران

إميل أمين/الشرق الأوسط/06 تشرين الثاني/18

درج رجال القانون على القول الشهير: «الاعتراف سيد الأدلة»، وعندما يجيء الاعتراف من مرشد الثورة الإيرانية عينه، وكذا من الرئيس الأسبق محمد خاتمي، فإن على الجميع التيقن بأن الزلزال قد ضرب إيران بالفعل، وبأن التوابع والارتدادات ماضية قدماً، والنهاية باتت قدراً مقدوراً في زمن منظور. نهار الخميس، أي منذ ساعات، كان المرشد الإيراني علي خامنئي، وفي خطاب بثه التلفزيون الرسمي للبلاد، يقر بأن إيران تعيش وضعاً متأزماً تحت وطأة العقوبات الأميركية، ويقطع بأن الاقتصاد الإيراني يواجه مصاعب جمة.

خامنئي الذي حاول أن يغازل في خطابه الشارع الإيراني، فشل بكل تأكيد، وتحديداً في إقناع الرأي العام بأن النظام الحاكم بريء، وبأن الإمبريالية الأميركية هي السبب، سيما أن الجميع في الداخل يعلم قدر المليارات التي أنفقت طوال الأربعة عقود، عمر الثورة الإيرانية غير المحمودة، على مغامرات الملالي في خارج البلاد، الأمر الذي أفقد الريال الإيراني نحو 75 في المائة من قيمته منذ بداية عام 2018.

لا يضع خامنئي قدميه على الأرض؛ بل يعيش حالة تعرف في علوم الطب بـ«مرحلة الإنكار»؛ سيما في حالة ظهور مرض عضال؛ إذ ينكر المرء المصاب الأمر، في محاولة نفسية للهروب، وإن كانت لا تفلح في معالجة الداء.

الشيء نفسه فعله خامنئي في خطابه؛ حيث أشار إلى أن «طهران سوف تصفع واشنطن وستهزمها بهزيمة العقوبات»؛ لكن الرجل فاته أن يقول لشعبه كيف وبأي طريق، سيتمكن من القفز على عقوبات الماضي، ناهيك عن الهول الأكبر القادم ولا شك في الطريق، خلال أسابيع، من خلال الفصل الثاني من العقوبات الأميركية، وما فيها من وقف لبيع النفط الإيراني للخارج. قبل تصريحات خامنئي بثلاثة أيام فقط لا غير، كان الرئيس الإيراني الأسبق خاتمي، الرجل الذي حاول تقديم نفسه للعالم بوصفه من الحمائم وليس الصقور، وهو توصيف لا يستقيم في الحالة الإيرانية، فجميعهم يشملهم الغلو الدوغمائي القاتل، كان يتحدث أمام عدد من مصابي الحرب العراقية الإيرانية، مشيراً إلى الوضع الكارثي الذي يواجه إيران حكومة وشعباً، والذي لن تخرج مستقبلياته عن سيناريو من اثنين؛ إما الانقلاب الداخلي في البلاد، وإما الثورة الشعبية.

يرى خامنئي أنه «عندما يكون المجتمع غير راض عن الوضع الراهن، ولا يسمع كلامه بأي شكل من الأشكال، ولا يتم التعامل مع احتياجاته وأسئلته، ويتم إغلاق نوافذ الحوار، والنقل، وحرية التعبير، بالطرق القانونية، فسيحدث إما انقلاب وإما ثورة».

تصريحات خاتمي تعبر تعبيراً مؤكداً عن الحالة المتردية التي وصل إليها النسيج الاجتماعي الإيراني، حالة التفكك والتفسخ الداخلي، التي لا تصلح معها المهدئات أو المسكنات، كما أن المراوغات واللعب على المتناقضات لا ينقذانها من مصيرها المحتوم.

لقد أدرك الإيرانيون أنهم وقعوا في «فخ الملالي»، وأن المطالب التاريخية للشعب لم ولن تتحقق عبر الأيادي الحاكمة، التي تصر على الانتحار من خلال رفض التعاون مع المجتمع الدولي، أو الكف عن العبث النووي أو الصاروخي.

قبل بضعة أيام أيضاً، وفي الوقت الذي تتسارع فيه الأحداث، كان الملالي يطلقون صواريخ باليستية على العراق وسوريا، والحجة أنها موجهة إلى قلب الجماعات الإرهابية الداعشية هناك، وإن كان القاصي والداني يعلم تمام العلم أن «إيران هي مصرف الإرهاب المركزي» حول العالم.

صواريخ إيران الباليستية رسالة سياسية وعسكرية للولايات المتحدة ولحلفائها في المنطقة، تقول: «إن طهران جاهزة للانتقام»؛ لكنه انتقام لا يفيد، ومكلف للذات الإيرانية، التي تنسى أو تتناسى ما يعرف في العلوم العسكرية باسم «ميزان الانتباه»؛ ذلك أنه مقابل كل صاروخ أو طلقة رصاص، يمكن أن تصيب أميركياً أو خليجياً، سيكون مقابلها فتح أبواب جهنم على الإيرانيين.

العقلاء والنجباء من الإيرانيين يرون ملامح الانهيار بادية في الأفق، ومن بين هؤلاء تأتي البروفسورة إلهه كولايي، أستاذة العلوم السياسية الإيرانية الأصل، التي حذرت من احتمال تفكك إيران على غرار الاتحاد السوفياتي، في حال لم تتخذ التدابير الضرورية لحل الأزمة الاقتصادية.

عند السيدة كولايي أنه ينبغي على إيران الاتعاظ بتجربة الاتحاد السوفياتي، وإلا فإنها تتجه نحو الطريق عينه؛ لكن واقع الحال يبين لنا أن إيران مدفوعة بدافع قسري تاريخي، يجعلها تكرر أخطاء الماضي؛ لكن يبدو أن هذه المرة سيكون العناد والغطرسة الأدوات التي تفعل فعل المعاول في الجسد الإيراني الذي بات مهترئاً، باعتراف خامنئي وخاتمي. حين تتحكم العقلية العقدية «الدوغمائية» على هذا النحو القاتل في شعب بعينه، تنقلب أحواله دائماً إلى الأسوأ، ذلك أن الفكر الحاكم سيصاب لا محالة بفيروسين قاتلين؛ الانعزالية والأحادية من جهة، والفساد المر من جهة أخرى.

الأحادية الإيرانية للخميني ومن لف لفه من الملالي، هي التي جعلت النظام الإيراني الحالي ديكتاتورياً متمحوراً حول الذات، رافضاً لوجود الآخر؛ مهما كانت ملته أو مذهبه. ولعله من مآسي القدر، أنه قبل مائة عام، وفي الداخل الإيراني، دافع رجل الدين النائيني، عن حقوق ووجود المسيحيين والزرادشتيين واليهود في البرلمان، أما اليوم فإن غير المسلمين لا مكان لهم حتى في مجلس المدينة، بينما المسلمون السنة يلاقون من العنت والرفض الشيء الفائق للوصف. الفساد يستشري عادة في ظل الأنظمة القمعية؛ حيث لا رقابة ولا شفافية، ولا مقدرة البتة عن مساءلة الأيقونات، أو كيف تنفق مليارات الدولارات في أوجه عديمة النفع بالنسبة للشعب. الانهيار عادة ما يكون دالة ملازمة لأحادية الفكر وذهنية التوجه الواحد؛ حيث لا يرى الحاكم في نفسه سوى صورة نرجسية، وليتها كانت مستنيرة؛ بل هي غير ذلك بالمرة، وغني عن القول إن الفساد هو المعول المعزز للأحادية، والفساد يقود إلى الانفلات الأمني والرقابي في جميع مناحي حياة الدولة. وفي حين يجد كبار المسؤولين الإيرانيين كافة التسهيلات المالية والخدمية، يعاني الشعب شظف العيش، الأمر الذي تجلى واضحاً في الشعارات التي خرجت عبر المظاهرات، مطالبة بسقوط فلسطين، في إشارة لا تخطئها العين لانكشاف زيف الرهان على «الحرس الثوري»، و«قوة القدس»، تلك التي عاثت فساداً في العالم العربي، وربما وفرت غطاءات من الأمن لإسرائيل، ولم يعرف الرصاص الإيراني طريقه لتحرير زهرة المدائن، ولن يعرف إلى الأبد.

الانهيار الإيراني الذي نتحدث عنه بدأت إرهاصاته بالفعل، ودون تهوين أو تهويل، فقد جرت المقادير بشرخ كبير بين الملالي والشعب، مخرجاته تؤكد أن الثورة أو الانقلاب اللذين تحدث بهما خامنئي قادمان لا محالة في القريب العاجل، سيما بعد أن فقدت الجماهير ثقتها بالحكام.

مظاهرات الإيرانيين بدأت بمطالبات لتحسين أحوال الاقتصاد؛ لكنها سريعاً ما أصبحت ذات صبغة سياسية واضحة، الأمر الذي بان بوضوح في هتافات تندد بالتدخل الإيراني في سوريا، بالإضافة إلى شعارات تصيب النظام في مقتل، مثل «الموت لخامنئي»، و«الموت لروحاني».

حين لا تجد الحكومة الإيرانية حلولاً غير الأدوات القمعية الأمنية، تلك التي اعتقلت نحو ثمانية آلاف شخص في الأسابيع الأولى من الاحتجاجات في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، فإنها تعيد سيرة «شاه إيران»، الذي اعتمد على «السافاك» تحديداً، ليعيش على حد السيف مرة وإلى الأبد، ونسي أو تناسى أن من يعيش بالسيف لا بد أن يموت به أيضاً. لا يمكن توقع إجراءات عقلانية من الملالي... فات الميعاد... والقارعة قادمة... لكنها من أسف لن تأتي قبل أن تمضي طهران في درب «الخيار شمشون»، إلا ما رحم ربك.

 

هل تكون إيران إسفيناً بين ضفتي الأطلسي؟

عبد الرحمن شلقم/الشرق الأوسط/06 تشرين الثاني/18

عواصف سياسية واقتصادية تسبح أصواتها فوق ضفاف المحيط الأطلسي؛ لكنها تتحرك بحسابات سرعة خاصة. أوروبا التي حملت يوماً اسماً جغرافياً له كثافة سياسية، هو «أوروبا الغربية»، ارتبطت مع الولايات المتحدة الأميركية بقوة التحالف السياسي والعسكري، ووحدة النموذج الاقتصادي الرأسمالي والسياسي الديمقراطي. شهدت تلك العلاقات اهتزازات كثيرة منذ بداية خمسينات القرن الماضي؛ لكن الجذور المشتركة التي غاصت في أعماق بنية العلاقات بقيت على قوتها، وكانت لغة الحوار المبني على المصالح المشتركة والعقلية البراغماتية، تقود دائماً إلى التفاهم وتصليب عقل النتائج. نحن اليوم أمام أوروبا أخرى، وكذلك ولايات متحدة أميركية أخرى. كانت أوروبا الغربية تُقاد بزعامات ما بعد الحرب العالمية الثانية حكومياً وحزبياً. الأحزاب الشيوعية ارتبطت بعلاقات قوية مع الاتحاد السوفياتي؛ لكنها، خاصة الحزبين الشيوعيين الإيطالي والفرنسي، كان لها صوت مستقل؛ بل كان في كثير من الحالات والمواقف ناقداً للسياسات السوفياتية.

الولايات المتحدة الأميركية تنتقل رئاستها بين الحزبين الكبيرين: الجمهوري والديمقراطي، ولكل منهما توجهاته وسياساته العامة، ولكن لكل رئيس برنامجه الذي يدخل به حلبة الانتخابات الرئاسية داخل حزبه أولاً، ثم إلى السباق الرئاسي الوطني. من روزفلت إلى ترمب، شهدت الولايات المتحدة الأميركية رؤساء صنعوا خرائط فارقة على المستويين الداخلي والخارجي. عبر تلك العقود شهدت العلاقات بين أوروبا التي كانت تسمى «الغربية» خلافات واختلافات بين الطرفين؛ لكن الكتلة الأطلسية بقيت متماسكة تربطها قوة المصالح وقوة الهواجس من الطرف الآخر.

اليوم وبعد أفول عواصف الحرب الباردة، برزت إلى ساح الأوضاع الدولية قوى جديدة اقتصادية وعسكرية، أبرزها الصين والهند واليابان. في أوروبا موجة شعبوية وطنية؛ خاصة في إيطاليا وبعض بلدان أوروبا الشرقية، ولم تغب عن ألمانيا وهولندا وحتى السويد، بدرجة أو بأخرى.

دونالد ترمب، الرئيس الأميركي الذي دلف إلى الزعامة السياسية من باب الأعمال، دون المرور على كراسي الكونغرس أو حكم الولايات، شكل ظاهرة جديدة وفريدة في السياسة الأميركية. رفع صوته في وجه حلفائه الأوروبيين، طالبهم برفع مساهمتهم في ميزانية حلف شمال الأطلسي، بحجة دفاع أميركا عنهم، وواجه مجموعة السبع، وشن حرباً اقتصادية على أغلب دول العالم. الحالة الإيرانية تقدم نموذجاً يستحق الوقوف عنده. منذ قيام ثورة الخميني اشتعلت نار العداء بين إيران والولايات المتحدة الأميركية. فغداة وصول الخميني إلى كرسي الحكم، قام شباب إيرانيون باحتجاز دبلوماسيين أميركيين في طهران، لماذا؟! بدوافع شعاراتية حماسية أعلاها: «الموت لأميركا». ساهم ذلك الحدث بقدر كبير في انتصار رونالد ريغان على جيمي كارتر. اعتقد الزعماء الإيرانيون أنهم صاروا فاعلين في القرارات الأساسية الأميركية.

بين كل رئاسة ورئاسة في أميركا، يوجد برزخ يتسع أو يضيق على المستويين الداخلي والخارجي، حتى بين جورج بوش الأب وجورج بوش الابن، وكلاهما من الحزب الجمهوري، وكذلك بين بيل كلينتون وباراك أوباما، وكلاهما من الحزب الديمقراطي؛ لكن مع كل هؤلاء بقيت الحبال القوية التي تربط الولايات المتحدة الأميركية مع أوروبا القديمة والجديدة منيعة عن الوهن.

في الحالة الإيرانية، أراد جيمي كارتر استعمال القوة لتحرير الرهائن الأميركيين المحتجزين في طهران، وفشلت العملية العسكرية التي اعتبرتها طهران انتصاراً لها، وساهمت في هزيمته وانتصار غريمه ريغان. باراك أوباما، مارس سياسة الاحتواء التي قادت إلى اتفاق حول البرنامج النووي الإيراني، ضمن مجموعة الست، بالتنسيق والتعاون مع منظمة الطاقة، ثم الإفراج عن الأموال الإيرانية المجمدة. دونالد ترمب رفض ذلك الاتفاق ووضعه في قائمة برنامجه الانتخابي، وحاز تأييد شريحة كبيرة من الناخبين وكذلك من السياسيين. الدول التي شاركت في ذلك الاتفاق مع إيران استمرت في حماسها له بقدر معارضة الرئيس الأميركي. هذه المجموعة ترى في الاتفاق خطوة تقيد نشاط إيران النووي لسنوات ثمان، وبعد ذلك يمكن تجديد الاتفاق؛ خاصة أن منظمة الطاقة الدولية تتابع بفعالية وعلى الأرض برامج إيران. رفعت أوروبا صوتها المعارض لسياسة ترمب ضد إيران، بعدما أعلن حرب العقوبات على طهران، وأضاف نقطتي خلاف جديدتين معها، وهما: برنامجها الصاروخي، ونشاطها العسكري والسياسي والعقائدي في دول المنطقة. الرئيس الفرنسي ماكرون، أخذ دور الناطق السياسي باسم أوروبا، وكذلك السيدة موغيريني مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي؛ لكن المجموعة التي ساهمت في الاتفاق مع طهران تماهت مع الموقف الأميركي؛ خاصة بعد سياسة العقوبات الأميركية الشاملة والعنيفة ضد إيران؛ بل ضد كل من يخالف ويخترق تلك العقوبات.

إيران بدلاً من أن تتخذ من مرونة المواقف الأوروبية مدخلاً عملياً من أجل الوصول إلى مقاربة سياسية موضوعية، من أجل الوصول إلى تسوية تجنبها الوهن الاقتصادي الكبير، الذي ينتهي بسخط شعبي داخلي، وضعف قاتل في دعمها للقوى الموالية لها خارج حدودها، بدلاً من ذلك غرقت في مستنقع الوهم الذي يصور لها أن أزمتها مع الولايات المتحدة الأميركية ستكون الإسفين الذي يشرخ العلاقة بين أوروبا والولايات المتحدة الأميركية. المصالح بين القوتين الأميركية والأوروبية أقوى بكثير وأعمق بكثير، لا يستطيع أي فأس قطعها. إيران تطلق النار على ذاتها عندما ترسل من يحمل هويتها الدبلوماسية إلى العاصمة الفرنسية، ليفجر مؤتمر المعارضة الإيرانية المنعقد بها. تطلق صرخات التهديد والوعيد بقفل مسارات ناقلات النفط بباب المندب ومضيق هرمز. سلاح النفط له تكتيك خاص في استعماله. تستطيع أن توجه نفطك لمن تريد وتمنعه عن آخر؛ لكن أن تمنع نفط الآخرين من الوصول إلى مستهلكيه، فذاك يعني الدخول في حرب مع العالم. استخدم العرب سلاح النفط في حرب أكتوبر (تشرين الأول)؛ لأنه ثروتهم، ولم يمنعوا نفط الآخرين من الوصول إلى مستهلكيه، وشتان بين الحالتين.

إذا لم تخرج القيادة الإيرانية من فقاعة الوهم، فستخسر أولاً الأطراف التي تعمل على الوصول إلى حل دبلوماسي للأزمة، قبل بداية تطبيق العقوبات الأميركية الشاملة عليها، التي تطال الشركات الأجنبية التي لا تتقيد بتلك العقوبات. بإمكانها أن تتخذ من الأطراف الدولية الفاعلة باباً تلج منه إلى مربع الحل. السياسة مواسم؛ لكنها في كثير من الأحيان قصيرة جداً، ومن يتوهم أنه الإسفين الفالق قد يكون أوهى من قشة صغيرة، أو قشرة بيضة قديمة.

 

فروع العائلة

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/06 تشرين الثاني/18

من نهوى أكثر في الحياة: الأدباء أم الشعراء أم النجوم أم رجال التاريخ؟ أم أن طرح السؤال خطأ في الأساس لأننا نحب كل شيء في إطاره؟ مَن نحمل معنا الفترة الأطول من العمر؟ ثم ما معنى هذا السؤال الذي لا نستطيع نحن الإجابة عنه؟

توفيت أودري هيبورن منذ سنوات طويلة. وتوقفت أنا أيضاً عن الذهاب إلى السينما منذ سنوات. لم تكن فائقة أو خاصة الجمال، ولا كانت استثنائية التمثيل. وإلى اليوم، لا تزال أحب ممثلة عندي! كنت أشعر أنها فرد من العائلة، رغم بعد الأرحام والمحيطات. وكما كنت أنتظر في الصفوف مترقباً أمام دور السينما وأنا شاب، أنتظر بالشوق نفسه إعادة فيلم لها على التلفزيون اليوم، وأشاهده بالمشاعر نفسها. وعند انتهائه، أتمنى لو أنه تأخر قليلاً في إسقاط تلك الكلمة الضخمة مرفقة بالموسيقى الضاربة: النهاية!

ما سر هذه القربى التي تنشأ بينك وبين هؤلاء السحرة؟ أحببت كُتّاباً كثيرين، ولا أزال أحيا مع أكثرهم، وبالمشاعر نفسها. أقرأ نيكوس كازانتزاكيس، كما أشاهد أودري هيبورن في «إجازة في روما»، وأتفقده دوماً. ودائماً كما لو كنت أقرؤه للمرة الأولى، عندما قدمت إلى سيدة من بلاد الإغريق كتابه «تقرير إلى غريكو». وبعدت السيدة الإغريقية في السنين، كما يجف الندى عن الشجر بين الفجر والضحى، لكن كازانتزاكيس ما زال هنا، واحداً من العائلة. وكلما عدت إليه، تأصرت القربى. لم أطق في حياتي ظلم أحد، أو الظلم لأحد، لحظة واحدة، حتى لو ظالمي. لذلك، لم أطق مستبدي التاريخ وأعلامهم ورموزهم. غريبة هذه الحياة! المرة الوحيدة التي تقبلت فيها ذكر ستالين كانت عندما مدحه كازانتزاكيس. سافرتُ مع كازانتزاكيس حول العالم، وفي قرى كريت وحجارتها وموانئها، وفي مقاهي فيينا التاريخية، وفي موسكو الثلاثينات، وفي سيناء الأربعينات، وفي جبال اليونان المعلقة. وكنت أقول في نفسي ألاَّ تسمح لشاعر هذه الأمكنة أن يقترف محبة ستالين. فليكن. فهو في المقابل أحب جميع سمحاء الأرض. وبابلو نيرودا أيضاً كتب مديحاً في ستالين، ربما لأنه كان يهجو به طغاته. دعونا نقدر ظروف هؤلاء العباقرة عندما يقتضي الأمر. كم يمنحوننا من دون أن يدروا، ويصبحون شيئاً منا، أفراداً من العائلة تحت سقف البيت، أو تحت سقف السماء. كلما شعرت بكآبة، قمت إلى ركن توفيق الحكيم، أرافقه ضاحكاً في الأرياف. أو رافقت فيروز بالسيارة إلى الجبل وهي تغني: «شايف البحر شو كبير، قد البحر بحبك». عائلة لها فروع كثيرة «في بحار تئن فيها الرياح / ضاع فيها المجداف والملاّح».

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

سامي الجميل دعا الحريري وعون لتشكيل حكومة من الكفاءات خارج الأحزاب

السبت 06 تشرين الأول 2018 /وطنية - غرد رئيس حزب "الكتائب اللبنانية" النائب سامي الجميل، عبر حسابه في موقع "تويتر" قائلا: "‏الناس موجوعة والبلد عم يغرق وهني واقفة معن على وزير بالزايد أو بالناقص. حياتنا ومستقبلنا معلق على أنانيات ومصالح لا علاقة لها بمصلحة لبنان وشعبه. اتمنى على سعد الحريري ورئيس الجمهورية وقف هذه المسرحية وتشكيل حكومة من الكفاءات اللبنانية خارج الأحزاب".

 

المجمع الأنطاكي: لتخفيف الاحتقان السياسي وتشكيل حكومة وحدة وطنية تتصدى للتحديات ووضع حد للفساد المستشري

السبت 06 تشرين الأول 2018 /وطنية - الكورة - انعقد المجمع الأنطاكي المقدس برئاسة البطريرك يوحنا العاشر يازجي، في دورته العادية العاشرة ودورته الاستثنائية الحادية عشرة، من الثالث وحتى السادس من تشرين الأول 2018، في البلمند، في حضور المطارنة: الياس عودة (أبرشية بيروت وتوابعها)، الياس كفوري (أبرشية صيدا وصور وتوابعهما)، سرجيوس عبد (أبرشية سانتياغو وتشيلي)، دمسكينوس منصور (أبرشية ساو باولو وسائر البرازيل)، سابا اسبر (أبرشية حوران وجبل العرب)، جورج أبو زخم (أبرشية حمص وتوابعها)، سلوان موسي (أبرشية جبيل والبترون وما يليهما)، باسيليوس منصور (أبرشية عكار وتوابعها)، أفرام كرياكوس (أبرشية طرابلس والكورة وتوابعهما)، إغناطيوس الحوشي (أبرشية فرنسا وأوروبا الغربية والجنوبية)، جوزيف زحلاوي (أبرشية نيويورك وسائر أميركا الشمالية)، غطاس هزيم (أبرشية بغداد والكويت وتوابعهما)، أنطونيوس الصوري (أبرشية زحلة وبعلبك وتوابعهما)، نقولا بعلبكي (أبرشية حماه وتوابعها)، باسيليوس قدسية (أبرشية أستراليا ونيوزيلاندا والفيلبين)، إغناطيوس سمعان (أبرشية المكسيك وفنزويلا وأمريكا الوسطى وجزر الكاريبي) وأثناسيوس فهد (أبرشية اللاذقية وتوابعها).

كما حضر الأساقفة: نيفن صيقلي، موسى الخوري، لوقا الخوري، ديمتري شربك، إيليا طعمة، غريغوريوس خوري ويوحنا بطش، أمين سر المجمع المقدس الأسقف أفرام معلولي، واعتذر عن الحضور المطران اسحق (ألمانيا وأوروبا الوسطى) والمطران سلوان (أبرشية الجزر البريطانية وإيرلندا). كذلك حضر في صلوات آباء المجمع وأدعيتهم المطران بولس (أبرشية حلب والإسكندرون وتوابعهما) المغيب بفعل الأسر.

بعد الصلاة واستعراض جدول الأعمال، تناول المجتمعون أولا قضية مطراني حلب المخطوفين بولس يازجي ويوحنا إبراهيم، واستنكروا "الصمت الدولي المطبق تجاه القضية في عامها الخامس". ودعوا إلى "إطلاقهما ووضع نهاية لهذا الملف الذي يختصر شيئا مما يعانيه إنسان هذا الشرق من ويلات". وصلى الآباء من أجل صحة الأسقف كوستا كيال، ضارعين إلى الله "أن يمن عليه بالشفاء والتعافي من الحادث الأليم الذي تعرض له".

وعرض البطريرك للزيارة الرعائية الأخيرة التي قام بها إلى أبرشية زحلة وبعلبك وتوابعهما وعبر عن تأثره "العميق" بما شاهده والوفد المرافق من "إيمان متجذر ومحبة أصيلة عند كل أبناء زحلة والجوار والذين اجتمعوا من كل الطوائف وشاركوا في الاستقبال". وشكر "الجهود الكبيرة التي بذلت ليكون هذا اللقاء الرائع".

وبنتيجة شغور أبرشية بوينس آيرس وسائر الأرجنتين بنقل مطرانها سلوان موسي استثنائيا وتدبيريا إلى أبرشية جبيل والبترون وما يليهما، تداول الآباء في وضع الأبرشية بعد الاستماع عن كثب لأبنائها، وانتخبوا الأرشمندريت يعقوب الخوري متروبوليتا عليها.

كما تدارس الآباء عددا من النقاط مستمعين إلى الدراسات الواردة بشأنها من بعض المطارنة والأساقفة وأصحاب الاختصاص، ومنها قانون الأحوال الشخصية، وواقع المحاكم الروحية البدائية والاستئنافية ومرتجاها. وتداولوا أيضا في محورية دور الكهنة في الحقل الرعائي والتعليمي وقرروا تنظيم ورشة عمل تدريبية للكهنة في الكرسي الأنطاكي. وطرح الآباء قضايا الهجرة الداخلية والاقتناص والرعاية الواجبة لمواجهة هذين التحديين، وقرروا التوسع في هذه النقاط بعد ورود الدراسات بشأنها في المجمع القادم. وفيما يخص التنشئة الكهنوتية والإكليريكية، أكد الآباء أن "المجمع المقدس هو المولج بشكل حصري وأولا وأخيرا، بأمر التعليم اللاهوتي الإكليريكي في الكرسي الأنطاكي"، وقرروا "تكليف لجنة تضع تصورات وتطلعات في سبيل تطوير أساليب إعداد الكوادر الكهنوتية والإكليريكية". وطرحوا أيضا أهمية سر الزواج وقرروا "المضي في متابعة الجهود لإصدار وثيقة شاملة تأخذ بالاعتبار ما صدر سابقا وما يصدر من دراسات بهذا الشأن".

وتناول الآباء الشأن الأرثوذكسي العام. فأكدوا أن الكنيسة الأنطاكية "تعبر عن قلقها الكبير من المحاولات الرامية الى تغيير جغرافية الكنائس الأرثوذكسية من خلال إعادة قراءة التاريخ اليوم". وتعتبر أن "الاحتكام إلى قراءات أحادية للتاريخ، لا يخدم الوحدة الأرثوذكسية بل يساهم في تأجيج التنابذ والشقاق بين أبناء الكنيسة الواحدة". وشددوا على أن "الكنيسة الأنطاكية ترفض تكريس مبدأ قيام كنائس موازية ضمن الحدود القانونية للبطريركيات والكنائس المستقلة كوسيلة لحل الخلافات أو كأمر واقع في العالم الارثوذكسي".

كما أكدوا أن أن "أية مقاربة لمسألة منح الاستقلال الذاتي لكنيسة معينة يجب أن تتوافق مع الإكليزيولوجيا الأرثوذكسية والمبادئ التي تم الاتفاق عليها بإجماع الكنائس في السنوات الماضية إن لجهة موافقة الكنيسة الأم، أو لجهة اعتراف جميع الكنائس الارثوذكسية المستقلة بهذا القرار". وأكدوا أيضا على "ضرورة الاحتكام لمبدأ الاجماع، هذا في ما يختص بالعمل الارثوذكسي المشترك والمسائل الخلافية في العالم الأرثوذكسي وذلك كضمانة فعلية لوحدة الكنيسة الارثوذكسية".

وحذروا "من مخاطر زج العالم الأرثوذكسي في الصراعات السياسية العالمية ومن مساوئ مقاربة الكنيسة الارثوذكسية على أسس سياسية وعرقية وقومية".

وأعلنوا أن "الكنيسة الأنطاكية تدعو قداسة البطريرك المسكوني إلى الدعوة لاجتماع عاجل لرؤساء الكنائس الارثوذكسية المستقلة للتداول في التطورات التي يشهدها العالم الأرثوذكسي بشأن مسالة منح الاستقلال الذاتي لكنائس جديدة، والعمل على إيجاد حلول مشتركة لها قبل اتخاذ أي قرار نهائي بشأنها. وتشدد الكنيسة الأنطاكية على أهمية اليقظة الروحية في هذه المرحلة التاريخية الدقيقة، وعلى ضرورة الحفاظ على سلام الكنيسة ووحدتها، والتنبه لعدم الوقوع في مطبات السياسة التي أثبت التاريخ أنها أوهنت الكنيسة الأرثوذكسية وأضعفت الشهادة الأرثوذكسية الواحدة في العالم".

ودعا آباء المجمع "جميع المسؤولين في لبنان الى الانصراف التام من أجل تمتين الوحدة الوطنية والسهر على انتظام العمل الدستوري والمؤسساتي"، وناشدوا "العمل من أجل تخفيف حدة الاحتقان السياسي وكل ما من شأنه نكء جروح الماضي وتأجيج الصراعات الطائفية والمذهبية لخدمة أهداف تضر بأسس العيش الواحد وتزيد من معاناة الشعب اللبناني". وشددوا في هذا الصدد على "ضرورة الإسراع في تشكيل حكومة وحدة وطنية قادرة على التصدي للتحديات الجسام التي يواجهها لبنان وذلك بروح المسؤولية الوطنية وبعيدا عن الحسابات الضيقة والآنية، ويطالبون المسؤولين إيلاء الشأن الاقتصادي أولى اهتماماتهم والدفع من أجل تحريك العجلة الاقتصادية واستنباط الحلول التي تساهم في التخفيف من الأعباء الحياتية التي يرزح تحتها المواطنون والتي تطال حقوقهم الأساسية وجميع مرافق حياتهم".

كما ناشد آباء المجمع المسؤولين "وضع حد للفساد المستشري في جميع قطاعات الدولة ومرافقها، من خلال تفعيل ثقافة المحاسبة والشفافية، والإقلاع عن اعتبار مؤسسات الدولة مكانا لتقاسم الغنائم ولممارسة الزبائنية والمحسوبيات".

وشكروا الله على "عودة الحياة الآمنة إلى أجزاء كبيرة من الدولة السورية"، مشددين على "ضرورة العمل الجاد وتضافر كل الجهود الدولية والمحلية من أجل ترسيخ قيم العدالة والسلام والحرية فيها"، وعلى "ضرورة إعادة إعمار ما هدمته الحرب بما ينصف المواطنين ولا يزيد من بؤسهم وفقرهم في مرحلة السلم"، وعلى "أهمية أن تترافق الجهود الرامية إلى إعادة الإعمار مع جهود ترمي إلى تعزيز المصالحة بين جميع مكونات الشعب السوري".

وأمام تردي الظروف المعيشية، كرر الآباء التزامهم "العمل الإغاثي الرامي الى التخفيف من أوجاع الشعب السوري وعذاباته، مناشدين "جميع المعنين في العالم فك الحصار الاقتصادي الذي يرزح تحته الشعب السوري والذي لا يسلم من نتائجه الضارة أحد من المواطنين". كما ناشدوا "جميع الخيرين تكثيف دعمهم من أجل أن تستطيع الكنيسة الاستمرار في خدمتها الإغاثية والاجتماعية التي تزداد الحاجة اليه لتثبيت المؤمنين في أرضهم والحؤول دون نزوحهم أو هجرتهم".

ورفع آباء المجمع صلواتهم من أجل أبنائهم في الوطن وفي الانتشار، مؤكدين أنهم وإياهم "قلب واحد وحال واحدة في كل فرح وترح لأن الكنيسة الأنطاكية تبقى أولا وأخيرا لسان حالهم ومجس هواجسهم وختم أفراحهم"، كذلك صلوا "من أجل السلام في سوريا والاستقرار في لبنان، ومن أجل فلسطين الجريحة بعاصمتها العربية وعاصمة مقدساتها المسيحية والإسلامية، القدس الشريف، ومن أجل العراق، ومن أجل سلام الشرق والعالم أجمع".

وختاما خصوا "بالبركة الرسولية أبناءنا الأنطاكيين المنتشرين في كل مكان"، متوجهين "بالسلام القلبي والبركة الأبوية لأبنائنا في أبرشية بوينس آيرس وسائر الأرجنتين"، ضارعين إلى الله "أن يغدق عليهم من نعمه السماوية ويحفظهم وراعيهم الجديد باليمن والبركات".

 

نص مقابلة مطولة وشاملة مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان/الأسلحة الأميركية ليست مجاناً... وقادرون على حماية مصالحنا

ولي العهد السعودي قال في حوار مع «بلومبرغ» إن طرح «أرامكو» للاكتتاب العام سيكون بنهاية 2020 أو بداية 2021

الرياض: «الشرق الأوسط»/06 تشرين الثاني/18

أكد الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي، أن بلاده قادرة على حماية مصالحها... ولن تدفع شيئاً مقابل أمنها، مشيراً إلى أن جميع الأسلحة التي حصلت عليها السعودية من الولايات المتحدة، تم شراؤها بالمال، وإنها ليست مجانية.

وقال الأمير محمد بن سلمان إن الولايات المتحدة في عهد الرئيس السابق باراك أوباما «عملت ضد أجندتنا، إلا أننا كنا قادرين على حماية مصالحنا. وكانت النتيجة النهائية أننا نجحنا، وإن الولايات المتحدة الأميركية في ظل قيادة أوباما قد فشلت، على سبيل المثال في مصر».

وأشار ولي العهد السعودي في مقابلة مع وكالة «بلومبرغ» الأميركية، إلى أن الرياض تربطها علاقات عمل وثيقة مع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، وحققت معه نجاحات كثيرة في الشرق الأوسط، خصوصاً ضد التطرف والآيدولوجيات المتطرفة، والإرهاب واختفاء «داعش» في فترة قصيرة جداً في العراق وسوريا. وأضاف: «لقد عملنا معا أيضا ومع أكثر من 50 دولة؛ للاتفاق على استراتيجية واحدة في الشرق الأوسط». وتابع: «لا يمكنك أن تجد صديقا يوافقك مائة في المائة... وإذا نظرت إلى الصورة بشكل عام فسيكون لديك 99 في المائة من الأمور الجيدة ومسألة سيئة واحدة فقط».

وبشأن ما يشاع عن المواطن السعودي جمال خاشقجي، أكد الأمير محمد بن سلمان أن بلاده حريصة جداً على معرفة ما حدث له... «وسوف نستمر في محادثاتنا مع الحكومة التركية لمعرفة ما حدث لجمال هناك»، وكذّب الشائعات التي أشارت إلى أنه موجود داخل القنصلية السعودية في إسطنبول. وأضاف: «مستعدون للترحيب بالحكومة التركية في حال كانوا راغبين في البحث عنه في المبنى الخاص بنا. المبنى يعد منطقة سيادية، لكننا سنسمح لهم بالدخول والبحث والقيام بكل ما يريدونه. في حال طلبوا ذلك، فسنسمح لهم قطعا بالقيام به. فليس لدينا ما نخفيه».

من ناحية ثانية، دحض الأمير محمد بن سلمان الإشاعات حول إلغاء المملكة طرح «أرامكو» للاكتتاب العام، وقال: «في حال أردنا أن نملك مستقبلاً قوياً لـ(أرامكو) بعد 20 و30 و40 سنة من اليوم، فعلى (أرامكو) أن تستثمر المزيد في المصب». وتوقع أن يتم الطرح بنهاية 2020، أو بداية 2021.

- قال ترمب إنكم لن تبقوا لأسبوعين دون الولايات المتحدة.

- السعودية كانت موجودة قبل الولايات المتحدة الأميركية. إنها موجودة منذ عام 1744، أعتقد قبل أكثر من 30 عاماً من وجود الولايات المتحدة الأميركية.

في تقديري، وأعتذر إذا أساء أحد فهم ذلك، أن الرئيس أوباما خلال فترة رئاسته التي دامت 8 أعوام قد عمل ضد أغلب أجندتنا ليس فقط في السعودية، وإنما في الشرق الأوسط. وعلى الرغم من أن الولايات المتحدة عملت ضد أجندتنا، فإننا كنا قادرين على حماية مصالحنا. وقد كانت النتيجة النهائية أننا نجحنا، وأن الولايات المتحدة الأميركية في ظل قيادة أوباما قد فشلت، على سبيل المثال في مصر.

لذلك فإن السعودية تحتاج إلى ما يقارب ألفي عام لكي ربما تواجه بعض المخاطر. لذلك أعتقد أن ذلك غير دقيق.

- حسناً، إذا كان الرئيس ترمب يفعل أشياء أخرى أنت تريدها فإنك لا تمانع أن يقول هذه الأشياء السيئة جداً.

- حسناً، أنتم تعلمون أنه يجب عليك تقبُّل مسألة أن أي صديق سيقول أموراً جيدة وسيئة، لذلك لا يمكنك أن تحظى بأصدقاء يقولون أموراً جيدة عنك بنسبة 100% حتى داخل عائلتك، سيكون هناك سوء الفهم، لذا نحن نضع ذلك ضمن هذا الإطار.

- في اعتقادي أن ألمانيا وكندا كانتا صديقتين وأنّ ما قامتا به كان أقل سوءاً.

- إن الأمر مختلف تماماً، كندا أعطت أمراً للسعودية بشأن مسألة داخلية، إنه ليس رأي كندا حول السعودية بقدر ما هو إعطاء أمر لدولة أخرى؛ لذلك نحن نعتقد أن هذه قضية مختلفة تماماً. ترمب كان يتحدث لشعبه داخل الولايات المتحدة الأميركية عن قضية.

- يبدو أن ذلك رأيه (ترمب) حول مسألة أن السعودية يجب أن تدفع أكثر مقابل أمنها. هل تتفق مع ذلك؟

- في الواقع لن ندفع شيئاً مقابل أمننا، نعتقد أن جميع الأسلحة التي حصلنا عليها من الولايات المتحدة الأميركية قد دفعنا من أجلها، إنها ليست أسلحة مجانية، فمنذ أن بدأت العلاقة بين السعودية والولايات المتحدة الأميركية؛ قمنا بشراء كل شيء بالمال. فقبل عامين، كانت لدينا استراتيجية لتحويل معظم تسلحنا إلى دول أخرى، ولكن عندما أصبح ترمب رئيساً قمنا بتغيير استراتيجيتنا للتسلح مرة أخرى للـ10 أعوام القادمة لنجعل أكثر من 60% منها مع الولايات المتحدة الأميركية، ولهذا السبب خلقنا فرصاً من مبلغ الـ400 مليار دولار، وفرصاً للتسلح والاستثمار، وفرصاً تجارية أخرى. ولذلك فإن هذا يُعد إنجازاً جيداً للرئيس ترمب وللسعودية. كما تتضمن تلك الاتفاقيات أيضاً تصنيع جزء من هذه الأسلحة في السعودية، وذلك سيخلق وظائف في أميركا والسعودية، تجارة جيدة وفوائد جيدة لكلا البلدين، كما أنه نمو اقتصادي جيد، بالإضافة إلى أن ذلك سيساعد أمننا.

- حسناً، نفهم من ذلك أن العلاقات الأميركية - السعودية جيدة الآن كما كانت عليه قبل 24 ساعة من قول الرئيس لهذه الأمور؟

- نعم بالطبع، إذا نظرت إلى الصورة بشكل عام سيكون لديك 99% من الأمور الجيدة ومسألة سيئة واحدة فقط.

- مع الرئيس ترمب يبدو أن هناك أكثر من 1%.

- 1 %. أنا أحب العمل معه. أنا حقاً أحب العمل معه، ولقد حققنا الكثير في الشرق الأوسط خصوصاً ضد التطرف والآيديولوجيات المتطرفة والإرهاب واختفاء «داعش» في فترة قصيرة جداً في العراق وسوريا، كما أن العديد من الروايات المتطرفة قد تم هدمها في العامين الماضيين، لذلك فإن هذه مبادرة قوية. لقد عملنا معاً أيضاً مع أكثر من 50 دولة؛ للاتفاق على استراتيجية واحدة في الشرق الأوسط، ومعظم تلك البلدان متفقة مع تلك الاستراتيجية، نحن الآن ندحر المتطرفين والإرهابيين وتحركات إيران السلبية في الشرق الأوسط بطريقة جيدة، ولدينا استثمارات ضخمة بين كلا البلدين، ولدينا تحسن في تجارتنا والكثير من الإنجازات، لذلك فهذا أمر عظيم جداً.

- أعتقد أن مغزى ما يقوله وسبب شعوره بما يجب أن يقول هو أنه يريد أسعار نفط منخفضة. هل تعلم سبب تذمره من أسعار النفط عند سعر 80 دولاراً؟

- على مدى تاريخ السعودية لم نقرر قط ما إذا كان سعر النفط صحيحاً أم لا. سعر النفط يعتمد على العرض والطلب، وبناءً عليهما يتحدد سعر النفط. إن ما التزمنا به في السعودية هو التأكد من عدم وجود نقص في المعروض. لذلك نحن نعمل مع حلفائنا في «أوبك» والدول غير الأعضاء في «أوبك» للتأكد من وجود معروض مستدام لدينا من النفط، وأنه ليس هناك نقص، وأن هناك طلباً جيداً، والذي لن يخلق مشكلات للمستهلكين وخططهم وتنميتهم.

- هل قام بطلب معين بخصوص النفط؟

- نعم، في الحقيقة الطلب الذي قدمته أميركا للسعودية والدول الأخرى الأعضاء في «أوبك» هو التأكد من أنه إذا كان هناك نقص في المعروض من قِبل إيران فإننا سنوفره وقد حصل ذلك؛ بسبب أن إيران مؤخراً خفَّضت صادراتها بنحو 700,000 برميل، إن لم أكن مخطئاً. وقد قامت السعودية وشركاؤها من كبرى الدول الأعضاء وغير الأعضاء في «أوبك» بزيادة صادراتها بنحو 1.5 مليون برميل يومياً. لذلك نحن نصدّر ما يُقدّر ببرميلين إضافيين مقابل أي برميل مفقود من طرف إيران مؤخراً، لذا نحن قمنا بعملنا وأكثر، نحن نعتقد أن الأسعار المرتفعة لدينا في الشهر الماضي ليست بسبب إيران، فهي على الأغلب بسبب الأمور التي تحدث في كندا والمكسيك وليبيا وفنزويلا وغيرها من الدول التي أدت إلى ارتفاع السعر قليلاً، ولكن بسبب إيران؟ بالطبع لا؛ وذلك لأنها خفضت نحو 700,000 برميل يومياً ونحن قمنا بتصدير أكثر من 1.5 مليون برميل إضافي يومياً.

- كم تنتج المملكة بسبب ذلك؟

- اليوم ننتج نحو 10.7 مليون برميل يومياً، إن لم أكن مخطئاً.

- ماذا عن الأشهر القليلة القادمة؟

- لدينا مخزونٌ احتياطي يقدَّر بـ1.3 مليون برميل يومياً دون أي استثمار؛ لذا فلدينا في السعودية 1.3 مليون برميل يومياً جاهزة في حال احتاجت السوق إلى ذلك، ومع دول منظمة «أوبك» ودول خارج المنظمة نحن نعتقد أن لدينا أكثر من ذلك، أكثر من ذلك بقليل. وبالتأكيد هناك فرصة للاستثمار خلال ثلاثة إلى خمسة أعوامٍ قادمة.

- أعتقد أنك عقدت اجتماعاً للتوّ في الكويت من أجل إعادة تنشيط الإنتاج في المنطقة المحايدة، كيف سار الأمر؟

- في الواقع إن الـ1.3 مليون برميل يومياً تمثلُ مخزوناً نملكه نحن الآن، من دون تلك الفرصة في الكويت. ونحن نعتقد أننا نقترب من تحقيق شيءٍ مع الكويت. هناك فقط بعض المسائل التي كانت عالقة خلال الـ50 سنة الماضية. والجانب الكويتي يريد حلَّها الآن، قبل أن نستمر في الإنتاج في تلك المنطقة.

- هم يريدون شيئاً لا علاقة له بالأمر؟

- الأمور العالقة هي جزء من مسائل ذات علاقة بالسيادة، لم يتم حلّها بين المملكة والكويت خلال الـ50 سنة الماضية، وهم يريدون حلَّها الآن قبل أن نستمر في الإنتاج من تلك المنطقة، ونحن نعتقد أن مسألة عالقة منذ 50 سنة يكاد يكون من المستحيل حلُّها في أسابيع قليلة. لذا فنحن نعمل للحصول على اتفاق مع الكويتيين لكي نستمر في الإنتاج للسنوات الـ5 إلى الـ10 القادمة وفي الوقت ذاته نعمل على حلِّ مسائل السيادة.

- يبدو أنك لا تتوقع حدوث ذلك في أي وقت قريب؟

- نحن جاهزون في المملكة العربية السعودية، والآن نعمل مع الكويتيين، ونعتقد أنه يمكننا الحصول على شيء ما قريباً، نحن نحاول إقناع الكويتيين بالحديث حول مسائل السيادة، وفي الوقت ذاته نستمر في الإنتاج حتى نقوم بحلِّها.

- ولكن هل أحرزت تقدماً بشأن ذلك في هذا الاجتماع؟

- القيادة الكويتية تريد فعلاً المضي قُدُماً في ذلك، نحن نعتقد أن جزءاً منهم هناك يريد التمسُّكَ بمسائل السيادة قبل المُضي قُدُماً، والجزء الآخر في الكويت يؤيد ما نحاول قوله. هو أمرٌ جيد للكويت والمملكة العربية السعودية، وأنا أعتقد أنها مسألة وقتٍ حتى يتم حلُّها.

- والآن هناك صفقة أخرى كبيرة، لأن علينا التحدث عن الصفقة الكبيرة الأخرى التي أعلم أن زملائي مهتمون بها جداً وهي مفاوضات «أرامكو» من أجل شراء حصة في «سابك»، هل لديك فكرة عن كيفية القيام بذلك، كيف سيجري الأمر؟

- لقد سمع الجميع الإشاعات حول إلغاء المملكة العربية السعودية طرح «أرامكو» للاكتتاب العام، وتأجيله، وأن ذلك يؤجل «رؤية 2030». هذا الأمر غير صحيح. وفي الواقع، في منتصف عام 2017 واجهتنا مشكلة، ألا وهي: ما مستقبل «أرامكو»؟

فـ«أرامكو» اليوم تنتج النفط، ولا تملك سوى القليل من مشاريع المصب (downstream). نسبةً إلى إنتاجها الضخم من الزيت الخام في حال أردنا أن نملك مستقبلاً قوياً لـ«أرامكو» بعد 20 و30 و40 سنة من اليوم، فعلى «أرامكو» أن تستثمر المزيد في المصب (downstream) لأننا نعلم أن الطلب على النفط بعد 20 عاماً من اليوم سيكون من البتروكيماويات. وإذا ما رأينا الطلب المتزايد على البتروكيماويات، فأنا أعتقد أنه يزداد بنسبة 2% إلى 3% اليوم. فحتماً مستقبل «أرامكو» يجب أن يكون في المصب (downstream)، وعلى «أرامكو» أن تستثمر في المصب (downstream). وحين تقوم «أرامكو» بذلك، سيكون هنالك تعارض كبير مع «سابك»، لأن «سابك» متخصصة في البتروكيماويات والمصب (downstream). ومصدر «سابك» الرئيس للنفط هو «أرامكو». لذا فحين تقوم «أرامكو» باتِّباع هذه الاستراتيجية، فستعاني «سابك» بكل تأكيد. لذا فقبل أن نقوم بذلك، يجب أن يكون لدينا نوعٌ من الاتفاق لكي نضمن استفادة «أرامكو» من «سابك» وأن «سابك» لن تعاني خلال تلك العملية. لذلك وصلنا إلى نقطة أن صندوق الاستثمارات العامة سيقوم ببيع حصته التي يملكها في «سابك» والبالغة 70% لصالح «أرامكو»، و«أرامكو» سوف تقوم بباقي العمل المتعلق بالاندماج - أو أياً كان ما سيفعلونه بـ«سابك» - من أجل الحصول على شركة عملاقة في هذا المجال في المملكة العربية السعودية وفي العالم أجمع.

بالتأكيد المبلغ الذي سيأتي من تلك الصفقة سيذهب لصندوق الاستثمارات العامة، ولكننا لا نستطيع طرح «أرامكو» للاكتتاب بعد تلك الصفقة مباشرةً، لأنك تحتاج على الأقل إلى سنة مالية كاملة قبل الطرح العام. لذا نعتقد أن الصفقة ستتم في عام 2019. وعلى ذلك فأنت تحتاج إلى عام 2020 بالكامل قبل الطرح العام لـ«أرامكو».

- هل تقصد بداية عام 2019؟

- ستكون تقريباً في منتصف عام 2019. وقد تكون أقرب أو أبعد من ذلك. أنتم تتحدثون عن صفقاتٍ تقدَّر بـ100 مليار دولار، لذا فالأمر ضخم.

- نوعاً ما أنت تعرف ماهية الهيكلة وكيف ستصبح عليه؟

- هذا الأمر معقدٌ جداً، ولست واثقاً من التفاصيل بعد. نحن سنتوصَّل إلى ذلك.

لذلك فالصفقة ستكون في عام 2019. وبعد مضيّ سنة مالية في عام 2020 سيتم طرح «أرامكو» للاكتتاب العام. لقد حاولنا الدفع بطرحها في أقرب وقتٍ ممكن، ولكن هذا هو الجدول الزمني، بناءً على الوضع الراهن.

هذا لن يضرّ بخطط «رؤية 2030» لأن صندوق الاستثمارات العامة سيظل ممولاً من صفقة «سابك» في عام 2019 بنحو 70 إلى 80 مليار دولار، إن لم أكن مخطئاً، وفي أواخر عام 2020 ومطلع عام 2021 سيكون لدى الصندوق 100 مليار دولار من طرح «أرامكو» للاكتتاب العام. لذا فهذا هو خط الإمداد المالي لصندوق الاستثمارات العامة: 70 ملياراً - من 70 إلى 80 مليار دولار - ثم 100 مليار دولار. وعلى ذلك فنحن نتحدث عن نحو 170 إلى 180 مليار دولار. وبالتالي فصندوق الاستثمارات العامة في حالة جيدة، والخطط الاقتصادية للمملكة العربية السعودية في حالة جيدة، وتلك الصفقة جيدة لمجال صناعة المصب (downstream) في المملكة العربية السعودية.

نحن نعتقد أننا بحلول عام 2030 سنقوم بإنتاج أكثر من 3 ملايين برميل من البتروكيماويات، غالبيتها داخل المملكة العربية السعودية، وجزءٌ منها خارج المملكة، وهذا سيتم من خلال شركتي «أرامكو» و«سابك»؛ مما سيخلق فرصاً هائلة للنمو الاقتصادي والوظائف.

- لماذا رأى الناس ترابطاً بين الأمرين؟ فهم يقولون حسناً، لقد تم تأجيل الطرح العام، والآن لدينا هذه الصفقة التي لم نكن نعلم عنها من قبل... هل كان من غير الممكن القيام بالطرح العام قبل صفقة «سابك»؟

- قناعتي أن ذلك سيضيع الصورة الكاملة لـ«أرامكو». فلا يمكنك إدراج اكتتاب «أرامكو» ومن ثم تفاجئ المساهمين بعد عام بإبرام صفقة جديدة لم تكن على الخريطة آنذاك، لذا يجب أن يكون هنالك اكتتاب واضح واستراتيجية واضحة. ولهذا كان لزاماً علينا القيام بذلك أولاً.

ولماذا حدثت هذه القصة؟ لأننا نعتقد أنه كان هنالك بعض التسريب بشأن صفقة «سابك» قبل أن نبدأ حملة العلاقات العامة لإعلانها رسمياً في السعودية، لذلك عندما حدث هذا التسريب سارت نحو الطريق الخطأ، ولكنني اليوم أحاول قول الصورة الصحيحة.

- إذن أنت لا تزال تعتقد أن الاكتتاب العام هو في مصلحة البلد قطعاً؟

- بالطبع، 100%.

- في عام 2020 أم 2021؟

- أعتقد أواخر عام 2020، أو بداية 2021.

- هل سيكون الطرح بنسبة 5% كاملة لأنك تتحدث عن 100 مليار دولار؟

- بالتأكيد.

- وهل ما زلت متمسكاً بتقييمك السابق تريليوني دولار، حتى لو كان هناك الكثير من الشكوك حول ذلك؟

- سوف نرى، والمستثمر هو من سيحدد السعر في ذلك اليوم.

- هل يعني ذلك أنه يمكن أن يكون تريليوني دولار، هل يمكن أن يكون مستنداً إلى السوق؟

- في تقديري أنه سيكون تريليوني دولار، وأكثر من تريليوني دولار.

- ولكن هل تقييم تريليوني دولار يتعلق بـ«سابك» و«أرامكو» معاً؟

- بالطبع، أعتقد أنه سيكون أعلى من تريليوني دولار – لهذا السبب - لأنه سيكون ضخماً.

- فيما يتعلق بالاكتتاب العام في شركة «أرامكو»، كان هنالك الكثير من التقارير وسمعنا أن أحد الأمور التي كانت تقف في الطريق هو الإدراج الدولي، هل تود إدراج الاكتتاب في نيويورك ولكن هناك مسألة قانونية؟ وهل تريد إدراجه في لندن أو في آسيا؟

- عندما تتحدث عن أكبر اكتتاب عام في تاريخ البشرية، بالطبع ينبغي أن تنظر إلى كافة الخيارات المتاحة وما هو القرار، سيُتخذ القرار الذي يصب في مصلحة الشركة، الطرح العام الأولي لـ«أرامكو».

وأعتقد أنه غير مخول لي الحديث عما سيحدث في هذا الجانب بناءً على ما يقوله محامونا وبنوكنا، ولكن هذا القرار سيتخذ في الوقت المناسب.

- فيما يتعلق بصفقة «سابك»، قلت إنها تتراوح ما بين 70 إلى 80 مليار دولار، هل يمكن أن تخبرنا كيف ستقوم «أرامكو» بتمويلها؟ هل ستكون في الغالب على شكل دين وجزئياً بشكل نقدي؟

- «أرامكو» تحظى بديون منخفضة حقاً، وديونها منخفضة جداً مقارنة مع شركات الطاقة الأخرى في جميع أنحاء العالم، ولدينا الآن أسعار نفط جيدة، ولديهم أموال إضافية بإمكانهم استخدامها لإعادة الاستثمار في رأسمال «أرامكو»، وبالتالي لديهم الكثير من الأدوات للاستثمار في «سابك» بالإضافة إلى استراتيجيات المصب الأخرى الخاصة بهم في السنوات الـ10 القادمة.

- إذن لا يوجد أي قرار حتى الآن حول كيفية تمويلها؟

- كما تعلم، «أرامكو» هي شركة منفصلة، هناك مجلس برئاسة خالد الفالح وأشخاص آخرين، لذلك أنا لست الشخص المناسب للحديث عن كيفية تعامل «أرامكو» معها.

- دعنا نتحدث عن الاقتصاد. لقد بدأت الحديث عن الإصلاح على ما أعتقد قبل 3 سنوات تقريباً، هل كان هناك أي شيء كنت ستنجزه بطريقة مختلفة في هذه الفترة؟

- نعم بالطبع. فأي حكومة أو شركة أو فريق سوف يكتسب المزيد من الخبرة مع مرور الوقت كأي عمل بشري، بطبيعة الحال ستكون هناك بعض الأخطاء والكثير من الإنجازات، إذا كنت متجها نحو الطريق الصحيح. لذلك أعتقد أن السنوات الثلاث الأخيرة كانت جيدة، وليس بمقدورنا تقديم عمل أفضل مما قدمناه، تعلمنا الكثير من الأشياء – الفريق والمنظومة بأكملها – وسنواصل التقدم والتطور في هذا الجانب، ولكن ما يهم هو وجود الصورة الرئيسية والأهداف الرئيسية والخطة، ونحن مستمرون في تطويرها ومواصلة العمل في نفس الاتجاه، لذلك لا يوجد أي تغيير في ذلك.

- الكثير من الحكومات التي تحدثت إليها، دائماً ما كان لديها مشكلة تتعلق بإدارة التوقعات، وهناك نظريات مختلفة، عليك أن تطمح للأعلى، أو تعرف أنه يجب عليك أن تعدّ فقط بما تستطيع تقديمه، لقد وضعت طموحات عالية جداً.

- نعم بالطبع. عليك أن ترفع معنويات الناس، والموظفين، والوزراء، والمجال بأكمله، عليك أن ترفع المعنويات وأن تضعهم تحت ضغوط هائلة، وإذا كان سقف طموحاتك منخفضاً، فهذا يعني أن أمامك هدفاً سهلاً، وهذا يعني أن لا أحد سيحاول العمل بجد لتحقيق ذلك، يجب أن ترفع سقف طموحاتك عالياً وأن تحاول تحقيق قدر ما تستطيع، وقلنا ذلك بوضوح، طموحنا للأعلى، وإذا حققنا 100 في المائة، هذا رائع. وإذا حققنا المزيد، أيضاً رائع. وإذا حققنا 50 في المائة، رائع! أفضل من عدم تحقيق أي شيء. لذلك لا توجد مشكلة في رفع سقف طموحاتنا.

- باستثناء إذا كان الأمر متعلقاً بمصداقيتك، إذا وعدت بموازنة الميزانية بحلول عام 2019، وإذا وعدت بوضع معدل البطالة عند 9 في المائة، هل يتعين عليك أن تتراجع عن ذلك حينما تجري الرياح بما لا تشتهي السفن؟

- أعتقد أننا وعدنا بموازنة الميزانية في عام 2023.

- الآن. ولكن في الأصل، كانت عام 2019.

- نعم، لأننا تلقينا نصائح من الكثير من البنوك والكثير من الكيانات، منها البنك المركزي والبنك الدولي مفادها بأنه يمكنك إنفاق المزيد من المال في الاقتصاد، فلماذا نؤجل هذا الإنفاق؟ أنفقنا هذا المال وأعدنا صياغة استراتيجيتنا ولهذا السبب قمنا بتحويلها إلى عام 2023 لرفع ميزانيتنا وللإنفاق؛ للتأكد من وجود الكثير من الفرص الوظيفية، ووجود نمو اقتصادي واستثمار في السعودية.

- ولكنك وضعت سقف توقعات عالياً جداً والآن أنت تخشى من أن العاطلين عن العمل يعتقدون أنك بالفعل في طريقك إلى خفض معدل البطالة؛ وهو في الواقع في حالة ارتفاع وأكثر من قبل.

- نعم، تصل نسبة ذلك في الوقت الحالي إلى نحو 13 في المائة. لكن بالطبع، لو قضينا سنتين في إعادة هيكلة الاقتصاد، ستجد بالطبع آثاراً جانبية. لا يمكنك أن تقوم بإعادة هيكلة دون وجود آثار جانبية وهذا جزء من الآثار الجانبية لإعادة هيكلة الاقتصاد.

لكن اليوم نحن أقوى بكثير، نتحدث اليوم عن ميزانية 2019، التي زادت عن تريليون ريال لأول مرة في تاريخ المملكة العربية السعودية، حيث وصلت إلى تريليون و100 مليار ريال. كما وصلت الزيادة في المداخيل أو الإيرادات غير النفطية إلى 300 في المائة. لذا فإن الزيادة كانت من 100 مليار ريال إلى 300 مليار ريال، إلى آخره. توجد هناك إنجازات ضخمة تتيح لنا التعامل مع القضايا الأخرى من الآن فصاعداً.

أرى أن معدل البطالة سيبدأ في الانخفاض بدءاً من عام 2019 حتى يصل إلى 7 في المائة في عام 2030 على النحو المستهدف في الرؤية.

لكن لو نظرت إلى الأرقام، فهي أمر مثير للاهتمام. حيث لو نظرت إلى معدل البطالة بين الذكور، فإنك ستجدها بين 5 إلى 6 في المائة، وذلك رقم قريب جداً من المعدل الطبيعي. ولكن لو نظرت إلى معدل البطالة عند الإناث، فإنه يزيد على 20 في المائة. ولا نعلم كم عدد النساء، من تلك النسبة، اللاتي يُعتبرن عاطلات ويبحثن عن وظائف، وعدد اللاتي لا يبحثن عن وظائف، والآن لدينا الكثير من البرامج التي ستتعامل مع هذه المطالب وهذا سيبيّن الكثير من الأرقام، ونعتقد أن عملية خلق الوظائف ستبدأ من عام 2019. وربما في أواخر عام 2018.

- بالحديث عن خلق الوظائف، تتمحور رؤية 2030 حول تمكين القطاع الخاص، ولكي يقوم القطاع الخاص بخلق الوظائف، فإنه يجب أن يكون هناك نمو في القطاع الخاص. وبما أن الاقتصاد في طور إعادة الهيكلة، فإن النمو صار بطيئاً بعض الشيء. هل تظن أنه سيتم خلق وظائف حكومية مجدداً وهو الأمر الذي قد يقول عنه الناس بأنه ضد توجه رؤية 2030؟

- النسبة التي ننظر إليها في الحكومة هي نسبة المبالغ التي ننفقها على الموظفين من ميزانية الحكومة. لذلك في 2015 – 2016، كانت تمثل مرتبات الموظفين 50 في المائة من ميزانيتنا وما إلى ذلك. واليوم، تبلغ النسبة 42 في المائة إن لم أكن مخطئاً. وفي عام 2020، أعتقد أنها ستكون أقل من 40 في المائة. والهدف الرئيسي هو أن تكون النسبة في عام 2030 تمثّل نحو 30 في المائة من الإنفاق الحكومي على التوظيف الحكومي.

لذا فإن حجم هذا الإنفاق لن يُشكّل أهمية بالنسبة لنا، حيث إنه سيكون أقل من 40 في المائة، ويقترب من 30 في المائة في عام 2030 لأن ميزانيتنا وإنفاقنا، سيصبحان أعلى بكثير من إنفاقنا على الموظفين الحكوميين.

بالطبع، لا تزال الحكومة السعودية بحاجة إلى خلق الكثير من الوظائف بسبب الاحتياجات في البلاد، في الجيش، وفي الأجهزة الأمنية، وفي التعليم – وخاصة التعليم – وكذلك في القطاعات الأخرى التي تم إنشاؤها حديثاً كالمجال الرياضي ومجالات أخرى مختلفة. لذلك، يحتاج الاقتصاد والبلاد والشعب إلى هذه الخدمات، لذلك بالطبع سنخلق هذه الوظائف. كما نعتقد أن خلق الوظائف في القطاع الخاص سينمو أيضاً مع مرور الوقت.

اليوم تُعد النسبة جيدة، لست متأكداً من النسبة المئوية بالضبط، لكنني أظن أنها تقارب 50 في المائة من موظفي الحكومة والموظفين غير الحكوميين. لكن إذا نظرت إلى دول مجلس التعاون الخليجي الأخرى، فهذا الرقم يختلف لديهم تماماً. لذلك نحن اليوم في وضع جيد، أعتقد أنه في عام 2030 سيكون الرقم أقل من ذلك. لذلك إذا نظرت إلى العامين التاليين، سترى أننا نسير في الاتجاه الصحيح لكن لن يتم تحقيق كل شيء اليوم.

- أحد الأمور هو أنك ستريد أن يمثل القطاع الخاص والمستثمرون الأجانب جزءاً كبيراً من الرؤية المستقبلية والتغيير في الاقتصاد، من الواضح أن ثقة المستثمرين مهمة جداً، لذا هل تعتقد أن اعتقالات الريتز كارلتون قد أثّرت على ثقة المستثمر؟ فبالتأكيد كانت هنالك أحاديث حول ذلك.

- لقد أدّت إلى انتشار الكثير من الشائعات، لكنني لا أرى أنها أثرت في ثقتهم. ففي نهاية الربع الثاني من عام 2018، ارتفع صافي الاستثمار الأجنبي في سوق الأسهم السعودية بنسبة 40.4 في المائة مقارنة بنفس الفترة من عام 2017.

- لكن إجمالي الاستثمار الأجنبي المباشر قد انخفض بشكل كبير.

- نعم، لقد انخفض بنسبة 80 في المائة في عام 2017 مقارنة بعام 2016، ولكن في عام 2018 سيزيد بنسبة 90 في المائة مقارنة بعام 2017. هذا الرقم بالنسبة للنصف الأول وسوف تشمل جميع الاستثمارات. وبالنسبة للانخفاض بنسبة 80 في المائة في عام 2017، فنحن نعتقد أن الصفقة التي تمت، وهي عبارة عن استحواذ شركة المملكة على جزء من البنك السعودي الفرنسي، عبر شرائها أسهماً من مستثمرين أجانب، قد أدى إلى ذهاب الكثير من المال إلى الخارج.

وتجب الإشارة إلى أمر ما وهو انخفاض الاستثمار المباشر حول العالم بنسبة تزيد على 20 في المائة في عام 2017.

- لكنه زاد في المنطقة، بشكل عام.

- لننظر إلى أرقام 2018. إنها أعلى من أرقام 2017 بنسبة 90 في المائة وهذا يعني أننا نسير في الاتجاه الصحيح.

- في أي فترة من العام كان ذلك.

- تلك الزيادة كانت في الربعين الأولين من العام مقارنة بالربعين الأولين من عام 2017.

- هل ترى أن بعضاً من هذا أتى من القطاع غير النفطي أيضاً؟ لأن ارتفاع أسعار النفط شهد على المستوى التاريخي الكثير من الاستثمارات النفطية، ولكن الشيء المهم هو الاستثمار الأجنبي المباشر غير النفطي.

- نحن نرى أنه أتى من كليهما وأعتقد أننا سنتوصّل إلى صفقة رائعة في أكتوبر (تشرين الأول) بعد أسبوعين من اليوم. وستحمل رقماً كبيراً. سيتم ذلك في مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار وهو مجال بعيد عن النفط. هذه الصفقة هي ما يحدث في المملكة العربية السعودية – لذا هناك صفقة واحدة في مبادرة مستقبل الاستثمار وهناك صفقات أخرى سيتم الإعلان عنها.

- هل يمكننا الحصول على أي معلومات بخصوص ذلك في أي مجال ستكون؟

- مجال بعيد عن النفط.

- هل ستكون في مجال التكنولوجيا؟

- ربما، ولكنها ستكون في السعودية، وستحمل أرقاما كبيرة.

- هل هو مجال يتعلق بالسيارات؟

- سنرى، فأنت كما تعلم، لا يفصلنا إلا أسبوعان عن ذلك.

- هل تُخطط السعودية لزيادة الإنتاج بين الفترة الزمنية الحالية ونهاية هذا العام؟

- ما أعلنت عنه السعودية هو أنه إذا كان هنالك أي طلب، سوف نقوم بالإمداد مع الأخذ بعين الاعتبار قدرتنا على القيام بذلك.

- كان هنالك حديث عن وجود اتفاقٍ بين السعودية وروسيا لزيادة إنتاج النفط بشكلٍ أكبر.

- ما أعلناه في السعودية هو أننا مُستعدون للاستجابة لأي طلب وأي تغطية لعجز نفط إيران.

- هل لديكم خطط للاستثمار بشكلٍ أكبر في شركة «تيسلا»؟

- لقد استثمرنا في «تيسلا» في سوق الأسهم حالنا حال أي مستثمر، هنالك مفاوضات بين الكثير من الشركات، والكثير من الصناديق، لكننا لم نعلن عن أي شيء بخصوص ذلك.

- هل التقيت بإيلون ماسك؟

- لم التقِ به قط.

- هل تعتقد أنه من المخاطرة الاستثمار في «تيسلا»؟ إنه مُكلف، ويقود الشركة شخصٌ غريب الأطوار.

- لقد استثمر صندوق الاستثمارات العامة في «تيسلا»، وسيكون هنالك تضارب مصالح إذا قلت: إن الاستثمار في «تيسلا» أمر خطير؛ لأن صندوق الاستثمارات العامة يملك بالفعل حصصاً في شركة «تيسلا».

- هل سيكون هنالك صالات عرض لسيارات «تيسلا» في السعودية؟

- في رأيي أن هذا سيحصل. سيكون لدينا في السعودية صالات عرض لسيارات «تيسلا» بعد عامٍ أو عامين. والآن سمحنا بالملكية الكاملة للاستثمارات الأجنبية في السعودية، لذلك بإمكان «تيسلا» أن تفتح صالات العرض الخاص بها وامتلاكها بنسبة 100 في المائة.

- الملكية الكاملة في أي قطاع؟

- في جميع القطاعات، بالأخص في التجزئة. فعلى سبيل المثال، ستفتتح شركة «آبل» متجراً لها في الرياض قريباً.

- هل تنظر لتصنيع البطاريات على أنه جزء من المستقبل؟

- نحن نؤمن بأن تصنيع البطاريات يتغير ويتقدم ولن يصل لمرحلة النضوج اليوم، لذا فنحن لا نعلم عن مستقبل البطاريات. نحن نعتقد أنه من الخطورة جدّاً الاستثمار في تصنيع البطاريات في السعودية وخارج السعودية؛ لأنه تقدم. وقد يتغير مصدر البطاريات والطاقة في الأعوام الخمسة أو العشرة القادمة. لذا فنحن لا نعلم ما نوع المادة التي ستستخدمها البطاريات، ما نوع التقنية التي ستستخدمها البطارية؛ لأن الطلب يزداد. نحن نعتقد أنه ينبغي علينا مراقبة هذا المجال قبل الاستثمار فيه.

- ما حجم المبلغ الذي تم تحصيله من اعتقالات فندق الريتز كارلتون؟

- لست متأكداً من الرقم، لكني أعتقد أنه فوق 35 مليار دولار اليوم. أعتقد أننا سنصل للرقم النهائي ربما خلال العامين القادمين. تم تحصيل 40 في المائة من المبلغ الحالي على شكل نقد، و60 في المائة الباقية في الغالب على شكل أصول.

- هل تتم إدارة ذلك عبر شركة استدامة؟

- صحيح. تُدار الشركات والممتلكات من قبل استدامة. لكن النقد يُرسل لوزارة المالية. بعد عامين من الآن سيتم إغلاق هذا الملف بأكمله.

- هل تتم أي محاكمات الآن؟

- للأسف، لا أريد تزويدك بمعلومات مغلوطة.

- الأشخاص المحتجزون، هنالك العديد منهم، كيف سيتم التعامل معهم؟

- للأسف مرة أخرى، ليس لدي معلومات دقيقة. لقد تبقى حوالي ثمانية أشخاص. هم الآن مع محامين خاصين بهم، ويواجهون «القانون» السعودي.

- أحد الأمور التي نسمعها عن حادثة فندق الريتز كارلتون يتوافق مع رواية – نحن نسمع ذلك حتى من رجال الأعمال السعوديين وفي الخارج – حيث لديك أزمة أو خلاف مع قطر، ثم حادثة الريتز كارلتون، ثم هناك مشكلة مع ألمانيا. الرواية هي أن هنالك شعورا أكبر بعدم اليقين، وشعور كبير جدّاً من هذا النوع قد لا يتحمله المستثمرون، ولا السعوديون.

- لا أعتقد أن هذا سؤال جِدِي. لأن أميركا تعاني الآن من مشاكل مع معظم الدول والصفقات الاقتصادية الجديدة، مع الصين وكندا والمكسيك. هذا أمر طبيعي أن يكون لديك اختلافات ومفاوضات، وأن تسعى إلى أفضل الصفقات، وإلى فهم أفضل بين الدول. إنه أمر طبيعي بالنسبة للولايات المتحدة الأميركية، إنه أمر طبيعي بالنسبة للسعودية، وكل قائد يحاول القيام بالأفضل من أجل الوصول إلى أفضل وضع لبلاده. هذا هو عمله. إن ما يحدث هو جزء من محاولة الحكومة السعودية للحصول على أفضل وضع للسعودية، اقتصادياً وأمنيّاً وسياسياً أو في جميع المجالات. اليوم لدينا اتفاقية جديدة مع ألمانيا، مع تفاهم وعمل جديد كالمعتاد. لم يتضرر المستثمرون الألمان في السعودية خلال تلك الفترة، كما أنهم مستمرون في أعمالهم من خلال مبيعاتهم. الفرص الجديدة هي التي توقفت فقط، وقد عادت الآن مرة أخرى. أعتقد أنه ليس هناك ما يظهر وجود مخاطر على أي من المستثمرين، أو أي من الصفقات، أو أي من الالتزامات في السعودية في ذلك المجال.

- هل سيعود السفير السابق إلى ألمانيا؟

- هذا صحيح.

- هل هو الأمير فيصل (بن فرحان)؟

- سيذهب السفير السابق إلى هناك، وأعتقد أنه سيتولى منصباً آخر لاحقاً، وسيكون لدينا سفير جديد هناك.

- ماذا عن كندا؟

- الأمر عائدٌ إليهم. لقد اتخذوا إجراءات ضد قانون الأمم المتحدة، وضد مبادئ العمل. لقد تدخلوا في مسألة ليست مسألة كندية. هم ليسوا مواطنين كنديين، إنها ليست مصالح كندية. إنها مصالح سعودية داخلية بالكامل. إنه من غير المسموح لهم القيام بذلك. بإمكان الإعلام أن يتحدث عن أي مسألة أخرى.

- كيف سيتم حل هذا الأمر؟

- يجب عليهم الاعتذار. ببساطة. كما يجب عليهم أن يعرفوا أنهم قد ارتكبوا خطأً. أعتقد أنهم يعلمون أنهم قد ارتكبوا خطأً، ولكننا سننظر إلى كيفية إعادة الأمور إلى مجراها.

- النقطة غير المتوقعة، اعتقد العديد من الناس أنك مختلف، سيكون هناك نظام وقانون وإصلاح بالنسبة للمرأة وتغيير للمجتمع. لذلك يتساءل الناس عندما تحدث هذه الأمور، هل هو جديد أم قديم؟

- ما علاقة هذا بما يحدث في السعودية؟ هناك شخص، وهناك اتهامات ضده بسبب مسائل تتعلق بالأمن القومي وكل المعلومات متوفرة. إذا كان لديك الوقت وترغب في زيارة النائب العام وإلقاء نظرة على الوضع فإنك في موضع ترحيب. ليس لذلك علاقة بحرية التعبير. ولكن الحكومة الكندية، التي لا تملك معلومات عمَّا يحدث، والتي لا تملك الحق في التدخل في تلك المسألة، تقوم بالتدخل وهذا أمر غريب حقّاً.

- لقد كان الدبلوماسيون يطلبون معلومات حول هذه الملفات ولكنهم لم يحصلوا عليها.

- هذا ليس عملهم. إنه دبلوماسي كندي، هو ليس دبلوماسيا سعوديا. الإعلام مرحب به. الذي بدوره يكتب آراءه وما رآه. ولكن الحكومة الكندية، ويجب عليهم أن يهتموا بالمصالح الكندية، ليس لهم علاقة بالمصالح السعودية.

 

- ما هي قصة جمال خاشقجي؟

- نسمع عن إشاعات حول ما حدث. هو مواطن سعودي، ونحن حريصون جدّاً على معرفة ما حدث له. وسوف نستمر في محادثتنا مع الحكومة التركية لمعرفة ما حدث لجمال هناك.

- لقد دخل القنصلية السعودية.

- ما أعرفه هو أنه دخل وخرج بعد دقائق قليلة أو ربما ساعة. أنا لست متأكداً. نحن نحقق في هذا الأمر من خلال وزارة الخارجية لمعرفة ما حدث بالضبط في ذلك الوقت.

- إذنْ هو ليس بداخل القنصلية؟

- نعم، ليس بالداخل.

- المسؤولون الأتراك قالوا إنه لا يزال في الداخل.

- نحن مستعدون للترحيب بالحكومة التركية في حال كانوا راغبين في البحث عنه في المبنى الخاص بنا. المبنى يعد منطقة سيادية، لكننا سنسمح لهم بالدخول والبحث والقيام بكل ما يريدونه. في حال طلبوا ذلك، فسنسمح لهم قطعاً بالقيام به. فليس لدينا ما نخفيه.

- هل سيواجه أي تهم في السعودية؟

- في الحقيقة نريد أن نعلم أولاً أين جمال.

- إذنْ قد يكون يواجه تهماً ضده في السعودية؟

- لو كان في السعودية كنت سأعلم بذلك.

- إذن فهو ليس الشخص الذي ذكرته وكالة الأنباء السعودية (في خبر عن تسلم المملكة شخصاً عن طريق الإنتربول الدولي)؟

- قطعاً ليس هو.

- الفكرة العامة هي أنه في حال جمعت أحداث – ألمانيا وكندا والريتز - فهنالك انطباع، ليس فقط بين المستثمرين الدوليين، بل ورجال الأعمال السعوديين أيضاً - والذين يمثلون القطاع الخاص الذي تسعى إلى تشجيعه - بأن هناك شعورا بالقلق بشأن أن يأتي تالياً قرار جديد آخر غير متوقع.

- لقد تحدثنا عن ذلك كثيراً في الماضي. في عام 2015م، كان يجب علينا القيام بالكثير من المفاجآت. لم نكن نرغب في خسارة العديد من الفرص. لكن احتمالية حدوث المفاجآت الآن تقلصت إلى 1 في المائة. والأمر الذي نركز عليه حالياً بشكل كبير هو الرؤية، الآن برنامج 2020 ومن ثم سنعلن عن برنامج 2025، ولن يكون هناك أي فرض لضرائب جديدة حتى عام 2030 وسنبذل قصارى جهدنا من أجل تعزيز الاقتصاد وتعزيز تطوير القطاع الخاص وجميع المجالات الصناعية.

- عن طريق زيادة كميات الإنفاق؟

- عن طريق زيادة الإنفاق الرأسمالي، وزيادة حجم صندوق التنمية السعودي الجديد، والذي يضم تحته عددا من الصناديق الأخرى، وزيادة أموال صندوق الاستثمارات السعودي؛ من أجل الاستثمار داخل وخارج المملكة، وتسهيل القوانين، وإعادة هيكلة الصناعات الأخرى لخلق المزيد من الفرص للنمو، واستقطاب المزيد من الأنشطة التجارية.

- ماذا عن الخصخصة؟

- في عام 2019م، سيكون لدينا أكثر من 20 قطاعا تجاريا قد تمت خصخصتها، والعديد منها ستكون في قطاع المياه والزراعة والطاقة وبعضها في الرياضة. الآن نحن نقوم بإجراء محادثات مع المستثمرين. وبعضهم هنا، والبعض الآخر في الخارج. نريد أن نتأكد من كفاءة هؤلاء المستثمرين في إدارة الأعمال التجارية. ستتملك الحكومة السعودية القليل من تلك الشركات من أجل التأكد من جودة الأداء لفترة من الزمن، كما أننا نسعى لأنْ تكون معظم تلك الشركات قد طرحت أسهمها في السوق أثناء تحولها إلى القطاع الخاص. لذا سيتملك المستثمرون الحصة الأكبر فيها، وستتملك الحكومة السعودية الحصة الأقل، وسيتم طرح القليل من أسهم تلك الشركات في سوق الأسهم. نحن بحاجة لذلك الأمر من أجل زيادة الشفافية. كما أننا لم نكن راغبين في التحرك بشكل سريع مع مستثمرين غير معروفين. الخطة هي اختيار المستثمر المناسب، وطرح بعض أسهم الشركات في سوق الأسهم ومراقبتها عن كثب، كي يكون بإمكاننا ملاحظة أي مشكلات قبل حدوثها، كي نكون قادرين على التدخل من أجل إصلاح الأمر.

وبالتالي، قطعاً ستبدأ أكثر من 20 شركة بالتحول إلى القطاع الخاص في عام 2019م. ومعظم الشركات ستكون في مجال تحلية المياه.

- ما مستوى القلق إزاء تدفق رأس المال من البلاد؟

- في تقديري أن الأرقام كانت جيدة. في الربعين الأولين تحصلنا على زيادة في الاستثمار بنسبة 90 في المائة في المملكة. لا أعتقد أن هناك ما يدعو للقلق. كما تعلمون نحن نحظى بسوق حر في السعودية، حرية في تحرك الأموال. ولو نظرت إلى سجل المملكة في هذا العام وفي العام الماضي وعلى سبيل المثال أثناء حرب الخليج عام 1990، لم تقم المملكة بمنع أي تحرك للأموال. نحن نواصل التزامنا بهذا الأمر، ونواصل العمل كسوق حر.

- تمثل أحد أسباب عودة بعض الأموال في أن أسعار النفط أصبحت أعلى، فعندما تنظر إلى الاقتصاد بنظرة أشمل، ستجد أن الأمور تتحسن قطعا للأسباب القديمة نفسها التي كانت في الماضي، أي أن سعر النفط يرتفع، ولكن الإنفاق المالي يرتفع أيضا. وسنشهد في هذا العام ارتفاعا من شأنه أن يساعد الاقتصاد، ولكن هذه ليست الرؤية المستقبلية، بل هي عودة إلى تلك الرؤية القديمة.

- إذن ماذا يتعيّن علينا أن نفعل؟ هل يتعيّن علينا ألا نستخدم الأموال التي تأتي من النفط؟ إن ما نحاول فعله هو أن نلتزم ببرنامج التوازن المالي لعام 2023 كي نستمر في الإنفاق على البرامج التي حددناها. والفرق الوحيد الذي سينتج عن ارتفاع أسعار النفط هو خفض العجز، ولكنه في الغالب لن يؤثر على ما ننفقه، والأموال الإضافية التي سنتحصل عليها، جزءٌ منها سيستمر بكونه جزءا من الخزينة السعودية، وجزءٌ منها سيتم تحويله إلى صندوق الاستثمارات العامة، وصندوق التنمية السعودي الجديد؛ لتعزيز رؤوس أموالها من اليوم حتى عام 2030.

- هناك إنفاق إضافي في هذا العام.

- إن كان ذلك في نطاق 10 في المائة، فأعتقد أن ذلك في النطاق الطبيعي. فكما تعلمين، كنّا قبل عشرة أعوام ننفق أكثر من ذلك بنسبة 45 في المائة. وإن نظرتِ إلى سجل الميزانية السعودية من عام 2005 إلى عام 2015، ستجدين أننا ننفق ما بين 25 في المائة إلى 50 في المائة فوق الميزانية، لذا نعتقد أن أي إضافة أو نقصان بنسبة 10 في المائة هو نطاقٌ طبيعي.

- أخبرني وزير مالية أوروبي ذات يوم أن صنّاع السياسات لا يفعلون الأمر الصائب إلا عندما يكونون على حافة النافذة ينظرون للأسفل. ويبدو لي الآن أنه من الصعب عليك أن تواصل الإصلاحات وقد وصل سعر النفط إلى 80 دولارا... هل أصبح الأمر أقل إلحاحا؟

- أشعر بأن الإصلاحات اليوم قد حدثت. فقد أصلحنا أسعار الوقود في السعودية، ذلك أمرٌ قد تم إنجازه. أسعار الكهرباء تم إصلاحها. أسعار المياه تم إصلاحها. ولذا تم تحقيق الإصلاح. ضريبة القيمة المضافة تم إنجازها. ولذلك ليس هناك إصلاحات في الطريق سنتجنبها؛ لأن أسعار النفط مرتفعة؛ فقد حققنا ذلك بالفعل، الإصلاحات قد طُبّقت.

- هناك سؤال مرتبط بهذا، في العام الماضي عندما فرضتَ ضريبة القيمة المضافة ثم رفعت الأسعار، أعلن الملك بعد ذلك بأربعة أيام حزمة مساعدات يفترض لها أن تستمر لعام واحد. والآن يقول صندوق النقد الدولي إن عجزك سينخفض بشكل كبير العام القادم، وذلك جزئياً مبني على افتراض أن هذه الحزمة لن يتم تمديدها. هل تفكر في تمديدها؟ أم أنك ملتزم بأنها لعام واحد؟

- خادم الحرمين الشريفين والحكومة السعودية اعتقدا العام الماضي أن جزءا من البرنامج، ألا وهو حساب المواطن، لا يمكن أن يكون دقيقًا جداً. لذا رغبنا أن نكون متأكدين من أنه بإمكان المواطنين تدبّر أمرهم في عام 2018، وأنهم لن يتضرروا. ولدينا الآن كثيرٌ من النقاشات في الحكومة السعودية حول ما إذا كان يجب علينا أن نستمر بحساب المواطن ونعتمد عليه، أو أنه يجب علينا أن نغيّر ذلك ونعتمد بشكلٍ كبير على التعويض. وهذا نقاش سيستمر داخل الحكومة السعودية، ولكننا نعتقد أن ذلك لن يضر بالإنفاق؛ لأن كمية الأموال المخصصة لذلك موجودة. ونقاشنا الآن داخل الحكومة السعودية متعلقٌ بكيفية إنفاقها لصالح الشعب.

- بالنسبة لي، كانت أحد أكثر التغييرات إثارة خلال العام الماضي هي مشاهدة النساء وقد سُمحَ لهنّ بالقيادة. ولكننا رأينا في الوقت ذاته اعتقالات واسعة لأشخاصٍ كانوا يوجهون النقد بشدة تجاه الحكومة، بمن في ذلك النساء نفسهن اللواتي طالبنَ بمنح النساء حق القيادة.

- أعتقدُ أن ثمة أشخاصًا كثيرين طالبوا بحق قيادة المرأة للمركبات؛ وهم الآن أحرار طُلقاء. لذلك فالأمر لا يتعلق بمطالبة النساء بمنحهن حق القيادة؛ وأنهُن قد اُعتُقلنَ قبل حلول اليوم الذي كان من المُقرر فيه السماح للنساء بالقيادة. فليس لذلك أي ارتباطٍ بحقيقة الأسباب التي تم اعتقالهُن بموجبها. وإذا ما أردتِ الاطّلاع على بعض التفاصيل؛ فغدا نُطلِعكِ عليها، ومن ثم يُمكنكِ معرفة التهم الموجهة بحقهن.

- هل وجهت لهن تُهم؟

- نعم هذا صحيح. والأمر لا علاقة له بتلك الشائعة التي يتناقلها البعض. فهُن على علاقاتٍ مع وكالاتٍ لدولٍ أخرى. ولديهن شبكة واتصالات مع أشخاص حكوميين، حيث يُسربنَ معلوماتٍ لمصلحة تلك الحكومات الأخرى.

- هل هذه تُهم تجسُّس؟

- نعم، يمُكنكِ قول ذلك.

- هل هذا يعني التحدُّث لدبلوماسيين وصحافيين أجانب؟

- صحافيين، لا. بل إن المقصود هم المُخابرات. لدينا مقاطع فيديو تُدين بعضا منهُن. يُمكنُنا إطلاعكِ عليها. غدا سنُريكِ تلك المقاطع.

- هل سيكون هُناك قضايا رسمية بحقهن؟

- أعتقد أنهُ سيكون هُناك قضايا رسمية بحقهن بموجب القانون السعودي. لم تصلني أي معلومة تُفيد بأنهُ قد تم التعامل معهُن بطريقة لا تتماشى مع القانون السعودي والنهج المُتبع في المملكة العربية السعودية. لذلك فإن جميع الإجراءات التي اتُخذت بحقهن كانت بموجب القوانين والأدلة السعودية. بحوزتنا أدلة على هيئة أشرطة فيديو، ولدينا أدلة لمكالمات هاتفية...

- هل يُمكن أنهُن كُنَّ يتحدثنَ إلى دبلوماسيين أجانب؟

- إن الحديث لدبلوماسي يختلفُ تماما عن الحديث إلى الاستخبارات، وتقاضي الأموال، والحصول على مبالغ مالية مقابل تسريب المعلومات والتوقف...

- ما الدول التي نتحدثُ عنها هُنا؟

- تُعد قطر واحدة من بين هذه الدول التي جندت بعضا من هؤلاء الأشخاص. وبعض الوكالات التي تعملُ بشكلٍ غير مُباشر مع إيران. هاتان هما الدولتان الرئيسيتان اللتان كانتا تُجند هؤلاء الأشخاص بالفعل. وكان بعض الأشخاص على هذه القائمة طرفا في ذلك، ولكنهم لم يعلموا بأنهم كانوا جُزءا من عملية استخباراتية، لذا فإننا قد أطلقنا سراحهم. ولكن فيما يتعلق بالأشخاص الآخرين، فقد أثبتت الأدلة والتحقيقات أنهم كانوا على دراية بأن ذلك كان عملاً استخباراتياً ضد المملكة العربية السعودية.

- إذن في رأيك، لا علاقة لها بالأمور التي كانوا يشنون حملات ضدها؟

- مائة في المائة، لأن الأمور التي كانوا يطالبون بها، يطالب بها الآلاف من الناس في المملكة العربية السعودية ومع ذلك يتنقلون بحرية.

- هل هذا يعني مطالبتهم بإنهاء قانون الوصاية أيضًا؟

- الشعب السعودي كان يُناقش هذه المسألة قبل خمس دقائق من الآن في كُل مدينة من مُدن السعودية، لا سيما النساء اللاتي يوجدن في كُل مكان.

- هل سيتم إحداث أي تغييرٍ بشأن ذلك؟

- حسنا، إذا ما ألقينا نظرة على الوضع في فترة السبعينات، فإننا سنجدُ أنهُ يختلف عن وضعنا اليوم. وإنْ لم أكن مُخطئا، فإن قانون الوصاية قد وضِع في عام 1979. والآن نحنُ ننظر في القوانين التي وضِعت بعد عام 1979، حيثُ نتباحثُها مع مُعظم أعضاء هيئة كبار العُلماء لنرى ما هو إسلامي منها، وما ليس بإسلامي في هذا المجال، وأنا أعتقد أن هُناك فُرصة في هذا المجال.

- عندما تقولون إنكم قد أنجزتم كثيرا من الإصلاحات الاقتصادية، وإنكم قد حققتم الإنجاز الأكبر في الإصلاحات الاجتماعية: ألا وهو قيادة المرأة. ولكنكم لم تنتهوا من إضفاء الإصلاحات بعد، أليس كذلك؟ وهل ستعلنون عن المزيد من الإصلاحات الاجتماعية؟

- بلا شك، فهدفُنا في المملكة العربية السعودية هو أن نكون دولة مُنافسة. وعلى سبيل المثال، لدي مؤسسة (مسك) وكنت وما زلت أحاول على مر الأشهر الماضية تعيين مُدير تنفيذي جديد؛ مُدير تنفيذي غير سعودي. ولكنني لم أستطع، لأنهم - المديرين التنفيذيين غير السعوديين) - لا يُريدون العيش في السعودية. فهذه مُشكلة. والسبب هو أن جودة الحياة ونمط الحياة ليسا جيدين، وهم يُريدون العمل لأسبوع في مدينة دبي، والأسبوع الآخر في السعودية. بالله عليكم، ما الذي يحدث؟ لذا يتعين علينا تحقيق أفضل المعايير في أقرب وقتٍ ممكن، وذلك لضمان أنهُ من الممكن للناس العمل في بلادنا والمُضي قُدُمًا وبناء بعض الأشياء في هذه البلاد.

- حسنا، ما الحد الأدنى لنمط المعيشة الجيد الذي يتوجب عليك تقديمه؟

- أن نجلب هؤلاء الناس إلى السعودية. سوف نحاول القيام بما في وسعنا وأعتقد أن لدينا خطة جيدة لتحقيق ذلك دون الانتقال من القوانين، والدين الذي ترتكز عليه السعودية. نعتقد أن الدين الإسلامي هو النموذج ونعتقد أيضا أن المتطرفين يحاولون نقله إلى الجانب الخاطئ، ولكن أعتقد أننا حققنا كثيرا في السنة الماضية مقارنة بما حُقق في الثلاثين سنة الماضية. لذا، إذا نظرت إلى هذه السرعة، فسترين أن المسألة هي مسألة وقت فقط.

- لقد كنتُ أغطي المملكة العربية السعودية إعلاميا لقرابة 17 سنة. نعود إلى جانب الاعتقالات. كنت هنا الشهر الماضي وكان لدي كثير من الأشخاص الذين أعرفهم منذ سنوات كثيرة والذين رفضوا التحدث إلي. يقولون إنها مخاطرة جداً عندما تُرى وأنت تتحدث إلى صحافي. كان هناك نوع من الخوف لم يسبق لي أن شاهدته في السعودية. كيف تفسر ذلك؟

- ربما تعرفين بضعة أشخاص من بين 20 مليون شخص. أنا لا أعرف هؤلاء الأشخاص. ولا أعتقد أنكِ سوف تعطينني أسماء هؤلاء الأشخاص. ولكن ليس لدي أرقام دقيقة أو أرقام رسمية لأقول إن هذا يحدث أو لا يحدث. باعتقادي أن غالبية السعوديين بناء على معظم مؤشرات الرأي العام، فكثير من الشركات والمراكز على مستوى العالم وكثير من الشركات والمراكز على مستوى السعودية قد أخذت استطلاعات الرأي العام، إن لدينا نسبة كبيرة من دعم الأغلبية في المملكة العربية السعودية. وهذه هي الأرقام التي تهمنا. وإذا كان هناك أشخاص يعتقدون أنهم إذا تحدثوا لوسائل الإعلام فسوف يتعرضون للمشكلات بسبب ما حدث لعدة أشخاص في السنتين الماضيتين، ربما يحدث لهم، وربما خلقت لهم وهما يخافون منه، فهذا ليس صحيحا. آمل أن يكون بإمكانك تشجيعهم. أنتِ تعملين لوكالة «بلومبرغ». سيتحدثون إليك. ولن يصيبهم أذى. ستكون قصة جيدة لـ«بلومبرغ» لمهاجمتي. لذا، يمكنكِ تشجيعهم بهذه الطريقة.

لكنني أعتقد أنه يوجد ثمن لكثير من الحركات التي تحدث في جميع أنحاء العالم. على سبيل المثال، إذا نظرتِ إلى الولايات المتحدة الأميركية مثلا فقد أرادوا تحرير العبيد، وماذا كان ثمن ذلك؟ حربا أهلية قسمت أميركا لبضع سنوات، قتل على إثرها الآلاف، بل عشرات الآلاف في سبيل الظفر بحرية العبيد. أما هنا فنحن نحاول التخلص من التطرف والإرهاب دون حرب أهلية، ودون إعاقة نمو البلاد، ومع استمرار التقدم في جميع الأصعدة. لذلك إذا كان هناك ثمن بسيط لهذا فإنه أفضل من تكبد خسائر يستمر أثرها طويلا. والأهم من ذلك، فإننا ننظر في جميع هذه القضايا بجدية ونحاول التأكد من عدم تعرض أي شخص للأذى بقدر ما نستطيع.

- كيف تشعر حيال بعض الانتقادات؟ يقول بعض الناس إنك ربما قمت بإجراء بعض الإصلاحات على الاقتصاد وسمحت للنساء بقيادة السيارة، لكنك أيضا قمت بالقبض على بعض الأشخاص، وإنك في الحقيقة لم تكن مصلحا. أنا متأكدة أنك رأيت بعض هذه الانتقادات والهجمات. كيف تشعر حيال ذلك؟

- في الواقع، لم أدع نفسي مصلح المملكة العربية السعودية، أنا ولي عهد السعودية وأنا أحاول أن أبذل قصارى جهدي من خلال منصبي كولي عهد ونائب رئيس وزراء المملكة العربية السعودية، لكن لننظر إلى الأرقام لأن الأرقام لا تكذب، عدد الذين تم القبض عليهم في السنوات الثلاث الأخيرة، ضمن مكافحة التطرف، ومكافحة الإرهاب، ومحاربة كثير من الوكالات التي تحاول العمل من خلال المملكة وتستخدم الناس وترهبهم باستخدام حرية التعبير، عدد من قبض عليهم كما قلنا سابقًا هو 1500 شخص.

- منذ متى؟

- في السنوات الثلاث الأخيرة. ولكن ماذا عن أعدادهم في تركيا؟ يتداول أنهم 50 ألفا. إذن نحو 1500 شخص، معظم قضاياهم ليست متعلقة بحرية التعبير، كما سيعود معظمهم إلى منازلهم عند انتهاء العملية. وأي شخص لدينا ضده معلومات واضحة ودقيقة - بناءً على القوانين السعودية - تُفيد بأن من لديه صلات بالاستخبارات ضد السعودية أو التطرف أو الإرهابيين فسوف يواجه القانون السعودي. ويجب علينا فعل ذلك. إذ إنّنا لا نستطيع محاربة المتطرفين والحصول على 500 أو 700 متطرف في الشوارع يجنّدون الناس. لذا هم ضد القانون السعودي، وضد مصالح السعودية، وضد مصالح العالم أجمع بطبيعة الحال.

- إنني مهتمة بقولك بأنك لم تدعُ نفسك بالمصلح، لأنك سُئلت في بعض المقابلات الكبيرة التي أجريتها عام 2016 عما إذا كنتَ نسخة مارغريت ثاتشر السعودية، فأجبت بلا شك. هل ما زلت مارغريت ثاتشر؟

- ربما يقصدون أشخاصا قدموا أمرا جديدا للبلاد. ولا يهمني كيف ينظر العالم إليّ بقدر ما يهمني ما يصب في مصلحة البلاد والشعب السعودي. وأي أمرٍ يخدم الشعب السعودي والسعودية كدولة، سأفعله بكل قوة، بغض النظر عن الانطباعات التي سيخلقها عني. إذا كان الأمر جيدا، فشكرًا، هذا أمرٌ رائع. أما إذا كان سيئا، فسأحاول توضيح نفسي. وإذا نجح ذلك، فهذا أمر طيب، أما إذا لم ينجح، فإنني سأفعل ما هو جيد لبلدي وشعبي.

- في عام 2016، أخبرتنا بأن ملكية «أرامكو» ستنتقل إلى صندوق الاستثمارات العامة، هل هذه الخطة ما زالت قائمة؟

- كلا. ملكية «أرامكو» ستكون في يد الحكومة السعودية، غير أن أموال الاكتتاب ستذهب إلى صندوق الاستثمارات العامة.

- ما تقييمك الحالي لصندوق الاستثمارات العامة؟ الاستراتيجية التي قدمتها لنا في عام 2016 كانت استثمار 50 في المائة محليا و50 في المائة عالميا، باستثناء «أرامكو».

- هذا صحيح.

- ما الوضع اليوم مع صندوق الاستثمارات العامة؟

- لقد تجاوزنا الآن الـ300 مليار دولار، واقتربنا من الـ400 مليار دولار. وهدفنا في عام 2020 هو 600 مليار دولار تقريبا. وأعتقد أننا سنتجاوز هذا الهدف بحلول 2020.

- هل الاستثمارات متساوية الآن؟

- إنها الآن أكثر من 50 في السعودية، وأقل من 50 خارجها، ولهذا السبب سنقوم بالاستثمار في أماكن عدة العام القادم.

- تُعد شركة «سوفت بانك» أحد الأماكن التي استثمرتم فيها، فهل ستكونون جزءا من الـ100 مليار دولار الإضافية التي يسعون إلى الحصول عليها؟

- بالطبع. بلا شك. فنحن من أسس صندوق رؤية «سوفت بانك»، ونملك 45 في المائة. ودون صندوق الاستثمارات العامة، لن يكون هناك صندوق رؤية «سوفت بانك».

- كم من الـ100 مليار دولار الجديدة؟

- المبلغ نفسه تقريبا.

- أهذا يعني 45 مليار دولار أخرى؟

- هذا صحيح.

- مما يعني 90 مليار دولار إجمالا.

- هذا صحيح. وذلك يعني أن لدينا فائدة كبيرة من (الاستثمار) الأول. ولم نكن لنقدم - بصفتنا صندوق الاستثمارات العامة - 45 مليار دولار أخرى إذا لم نكن قد شهدنا دخلا هائلا في العام الأول بأول 45 مليار دولار.

- كم بلغ (الدخل)؟

- أعلن «ماسا» الأرقام في مؤشر المستثمر المؤسسي الأجنبي الأخير بأننا حققنا أكثر من 20 في المائة في أول خمسة أشهر، أيمكنكِ تخيل ذلك!

- هل أنت سعيد؟

- بلا شك!

- البحرين؟

- سوف تسمعين إعلانا اليوم في البحرين. فلا يمكننا التخلي عن دول مجلس التعاون الخليجي. وسوف يكون هناك إعلان جماعي لدعم البحرين من الكويت والإمارات والسعودية. وسيكون في فئات مختلفة.

- الرقم الذي سمعناه يُقارب الـ10 مليارات دولار لتمويل النقص على مدى 5 سنوات.

- إنها ستغطي احتياجات البحرين على مدى 5 أعوام. نعتقد أنهم قاموا بإصلاحات جدية حقاً في العام الماضي. نعتقد أنهم أحرزوا تقدما ضخما. لديهم فريق قوي ورائع. لقد أخبرت ملك البحرين وولي عهد البحرين بأنكم إذا استغنيتم أو فصلتم أحدا من الفريق الاقتصادي الرائع فسنوظفه.

- اليمن. كيف ترى تطور الصراع، ومتى سينتهي؟

- نأمل في أن ينتهي ذلك في أقرب وقت ممكن. نحن لا نريد ذلك على حدودنا. ولكننا بالطبع لا نريد أن يكون لدينا «حزب الله» جديد في شبه الجزيرة العربية. هذا خط أحمر ليس بالنسبة للسعودية فحسب، وإنما للعالم أجمع. لا أحد يريد وجود «حزب الله» في مضيقٍ يمر من خلاله نحو 15 في المائة من التجارة العالمية. سوف نواصل الضغط عليهم. نحن نأمل بأن يكونوا مستعدين للتفاوض والتوصل إلى اتفاق في أقرب وقت ممكن.

- هل شكل ذلك ضغطا كبيرا على علاقاتكم مع حلفاء مثل المملكة المتحدة؟

- الأخطاء تحدث في جميع الحروب. أي أخطاء في الحرب ستحصل، والأمور المؤلمة ستحدث. سوف نحاول حلها في أقرب وقت ممكن.

- إذن فإنهم قد عبّروا لك عن قلقهم ولكنك لا تعتقد بأن ذلك يخاطر بشكل أساسي بالعلاقة مع هؤلاء الحلفاء؟

- إنها ليست مسألة مخاطرة بالعلاقة. إنها مسألة متعلقة بالأمن القومي. نأمل بأن يتفهموا ذلك. نحن نحاول إقناعهم. نعتقد أنهم يفهمون مخاطر ذلك على تلك المنطقة، ولكن إذا كان ذلك سيخلق مشكلات فليكن ذلك. لا يمكننا أن نخاطر بأمننا القومي لصالح علاقاتنا مع دول أخرى.

- ماسايوشي سون (الرئيس التنفيذي لسوفت بانك)؟

- أعتقد أنه سيكون لدينا إعلانان ضخمان: أحدهما سيحدث في الأشهر القادمة - لست متأكدا من التاريخ - كما أننا أنهينا هيكلة الاستثمار الشمسي في السعودية. لذا سيكون لدينا في مكان في منتصف عام 2019 تقريبا، الاتفاقية بأكملها والهيكلة للعشرة أعوام القادمة. سيكون لدينا 2 غيغا واط، وبداية البناء في السعودية في عام 2019. وفي عام 2020 - 2021 سيكون لدينا 4 غيغا واط. ولكن الـ196 غيغا واط الأخرى سيكون الإعلان عن الإطار الزمني في عام 2019. ولكن اليوم لدينا ما يقارب 4 غيغا واط من العام 2019 إلى العام 2021 قد تم التخطيط لها واعتمدت بالفعل.

- نيوم؟

- أمضى خادم الحرمين إجازته هذا العام في نيوم، إنها إشارة على أن الملك، ولأول مرة خلال 40 عاما أو أكثر، يمضي إجازته في بلاده السعودية. وتحت مظلة نيوم، أعتقد أن هناك أكثر من 12 مدينة أو بلدة صغيرة متاخمة للبحر، وغيرها ست أو سبع بلدات، بعضها في الوادي وبعضها في الجبال، ومنطقة صناعية ضخمة، وميناء ضخم، وثلاثة مطارات، وهناك مطار دولي كبير. لذلك هناك كثير من المشروعات المختلفة الضخمة في نيوم. نيوم بمثابة دولة صغيرة داخل دولة كبيرة. لذا فإن البلدة الأولى في المنطقة التي نسميها «نيوم ريفيرا» ستكون موجودة في عام 2020. معظم الموظفين سينتقلون هناك. أنا أضغط من أجل إيجادها في عام 2019. لا أعلم إذا كنت سأنجح في ذلك. ومن ثم سيكون لدينا من اثنتين إلى ثلاث بلدات في نيوم كل عام. ستكون مدينة نيوم مكتملة في عام 2025. هنالك شركاء مهتمون في الشرق الأوسط وعالمياً. أسماء مثيرة. أعتقد بأننا سنسمع كثيرا من القصص الجيدة، سوف نسمع عن أولها في شهر فبراير (شباط) من عام 2019. سيقوم مستثمر جديد بتشكيل شيء ما هناك. نحن نعمل على التفاصيل النهائية. نحن في طور الحصول على اعتماده النهائي.