المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 06 تشرين الأول/2018

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/newselias18/arabic.october06.18.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة
عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

الياس بجاني/تَأَمَّلُوا الزَّنَابِقَ كَيْفَ تَنْمُو، وَهيَ لا تَغْزِلُ وَلا تَنْسُج، وَأَقُولُ لَكُم: إِنَّ سُلَيْمَانَ نَفْسَهُ، في كُلِّ مَجْدِهِ، لَمْ يَلْبَسْ كَوَاحِدَةٍ مِنْهَا

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/هوس بالكراسي والمغانم وتعامي عن الإحتلال

الياس بجاني/المشكلة مع الحريري بخياراته وتحالفاته ومسلسل تنازلاته

الياس بجاني/14 آذاريين تعتير وشعاراتهم وتجمعاتهم ومطالبهم موسمية

الياس بجاني/وجهان لعملة واحدة هي النرسيسية

الياس بجاني/المتزلف والذمي المتاجر بهويتنا هو ليس منا ولا يمثلنا

الياس بجاني/لا مصداقية للحربائيين الذين يعارض احتلال حزب الله موسمياً وبالمواقف الذمية

الياس بجاني/سياسيين وأصحاب شركات أحزاب مقلعطين وغنم وزقيفي تعتير

 

عناوين الأخبار اللبنانية

أم النور أو أم النوّار/الكولونيل شربل بركات

من قضايا العالم/خليل حلو/فايسبوك

بدنا نرجع مقاومة ونترك السياسة للتجار والسماسرة/ادمون الشدياق/فايسبوك

من أرشيف تاريخ المقاومة_اللبنانية/الهجوم_على_العيشية (٣)

الحرس الثوري: "حزب الله" يكفي للقضاء على اسرائيل 

السفارة الأميركية تهدد بقطع المساعدات عن أيّة وزارة تسند إلى «حزب الله»

مأساة اللبنانيين في أنغولا.. وتدّخل الرئيس بريّ

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الجمعة في 5/10/2018

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الجمعة في 5 تشرين الأول 2018

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

البحث في أسماء الوزراء سيبدأ...

الوطني الحر يُسرّع لقاء فرنجية وجعجع...

هل تولدُ للبنان حكومةٌ في الأيام المقبلة؟

الجيش اللبناني... النساء للمراكز الإدارية والرجال للميدان/2500 امرأة انخرطن حديثاً... وترقية 3 نساء لرتبة عميد و17 لرتبة عقيد

الأحرار: لصرف النظر عن حكومة الأكثرية غير القابلة للتحقيق والمس بالحريات يضعف الكيان

روجيه اده: لحكومة كفاءات من 14 وزيرا مهمتها الاصلاح السياسي والاقتصادي

القوات اللبنانية أوضحت نقاطا وردت في مؤتمر باسيل: قوله عن فيتو وطني مجرد اختلاق ويحق لنا ثلث التمثيل الوزاري عددا ووزنا

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

مرشّح ترامب يفوز في تصويت أولي في مجلس الشيوخ  

بن سلمان: لا نريد "حزب الله" جديداً في الجزيرة العربية  

واشنطن تعتبر نشر «اس 300» في سوريا «تهوراً»

بولتون يؤكد أن واشنطن تواجه تهديدات من طهران وميليشياتها

خامنئي يقر بمشكلات إيران الاقتصادية ويتوعد بمواجهة العقوبات واعتبر وسائل الإعلام {سلاحاً كيماوياً}... وحذر المسؤولين من الخلافات الداخلية

واشنطن تعتبر نشر «اس 300» في سوريا «تهوراً»

بوتين يستبعد عملية واسعة في إدلب ويؤكد تنفيذ أنقرة «التزاماتها» وجدد دعوة أوروبا إلى «عدم تسييس» ملف اللاجئين السوريين

أسبوعان على اتفاق إدلب والأمور على الأرض تراوح مكانها

ألمانيا مستعدة لتقديم مساعدات في شمال سوريا

 

المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

النسبية المذهبية»: تُفكّــك عُقدة وتتسبّب بعقدتين/جورج شاهين/جريدة الجمهورية

إيران تمنع لقاء في لبنان؟/طوني فرنسيس/الحياة

باسيل في ملعب «العهد»/طوني عيسى/جريدة الجمهورية

نار «سيمنز» تحت رماد الكهرباء/كلير شكر/جريدة الجمهورية

المسلمون السنّة.. بين الواقع المكلوم والأمل المنشود/القاضي الشيخ خلدون عريمط/جريدة الجمهورية

التفاؤل بالتشكيل على رمال متحرِّكة "كلٌّ على موقفه"... ولا تقدُّم/الهام فريحة/الأنوار

حكومة من المنفى/جوزف الهاشم/جريدة الجمهورية

لبنان 'المنظّف' بين 'العهد' و'الزهراء'/فارس خشّان/الحرة

صقور الإدارة: 2019 لوقف التوسّع الإيراني.. وتضييق الخناق على «حزب الله»/رلى موفّق/اللواء

يجوز لهم وحرام علينا ؟!/الشيخ حسن سعيد مشيمش

أميركا وانتخابات التجديد النصفي/جوناثان برنستين/الشرق الأوسط

سوريا 2020 لن تكون العراق 2005/روبرت فورد/الشرق الأوسط

إلى أي مدى تتحكم موسكو بقرار دمشق؟/أكرم البني/الشرق الأوسط

مفكرة البحرين: الكيلو والمليار/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

حل سياسي سوري مع تعزيز عسكري؟/وليد شقير/الحياة

هل وجدت العلمانية مُقاماً لها في مدينة قُـم؟/أمير طاهري/الشرق الأوسط

الانسدادات العربية: القضايا والأسئلة والمشكلات/رضوان السيد/الشرق الأوسط

الغموض المقلق حول مكان وجود صحفي سعودي/سايمون هندرسون/"ذي هيل

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

رئيس الجمهورية: التواصل الدائم بين لبنان المقيم ولبنان المنتشر من أبرز أهداف عملي

الحريري استقبل جمالي مع وفد فرنسي والجوزو المدير التنفيذي لهيومن رايتس وواتش: من المبكر إعادة أي كان إلى سوريا

الحريري ترأس طاولة حوار مع مديري شركات لبنانية: لمزيد من الشراكة مع القطاع الخاص لتحقيق أهداف التنمية المستدامة

بري تابع الوضع الانمائي لبعلبك الهرمل وتلقى اتصالا من الغانم مستنكرا مقال إحدى الصحف الكويتية ومؤكدا عمق العلاقة بين البلدين

جعجع استقبل فوشيه في حضور الرياشي

وفد لجنة الشؤون الخارجية النيابية زار مقر اليونيفيل وجال على الخط الأزرق

باسيل: نتنازل لتسهيل تأليف حكومة وحدة وطنية منتجة وقادرة والمعيار العادل هو وزير لكل 5 نواب ولا نقبل بالابتزاز أو بافشال العهد

سلام للسياسة الكويتية: عون ينحاز إلى فريقه السياسي وهذا لا يريح لا تأليف الحكومة ولا البلد

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية

تَأَمَّلُوا الزَّنَابِقَ كَيْفَ تَنْمُو، وَهيَ لا تَغْزِلُ وَلا تَنْسُج، وَأَقُولُ لَكُم: إِنَّ سُلَيْمَانَ نَفْسَهُ، في كُلِّ مَجْدِهِ، لَمْ يَلْبَسْ كَوَاحِدَةٍ مِنْهَا

إنجيل القدّيس لوقا12/من22حتى31/"قالَ الربُّ يَسوع: «لا تَهْتَمُّوا لِنَفْسِكُم بِمَا تَأْكُلُون، وَلا لِجَسَدِكُم بِمَا تَلْبَسُون. فٱلنَّفْسُ أَهَمُّ مِنَ الطَّعَام، وَالجَسَدُ أَهَمُّ مِنَ اللِّبَاس. تَأَمَّلُوا الغِرْبَان، فَهيَ لا تَزْرَعُ وَلا تَحْصُد، وَلَيْسَ لَهَا مَخَازِنُ وَأَهْرَاء، وٱللهُ يَقُوتُها. فَكَمْ أَنْتُم بِالحَرِيِّ أَفْضَلُ مِنَ الطُّيُور؟ وَمَنْ مِنْكُم، إِذَا ٱهْتَمَّ، يَسْتَطِيعُ أَنْ يُطِيلَ عُمْرَهُ مِقْدارَ ذِرَاع؟ فَإِنْ كُنْتُمْ لا تَسْتَطِيعُونَ القَلِيل، فَلِمَاذَا تَهْتَمُّونَ بِالبَاقِي؟ تَأَمَّلُوا الزَّنَابِقَ كَيْفَ تَنْمُو، وَهيَ لا تَغْزِلُ وَلا تَنْسُج، وَأَقُولُ لَكُم: إِنَّ سُلَيْمَانَ نَفْسَهُ، في كُلِّ مَجْدِهِ، لَمْ يَلْبَسْ كَوَاحِدَةٍ مِنْهَا. فَإِنْ كَانَ العُشْبُ الَّذي يُوجَدُ اليَومَ في الحَقْل، وَغَدًا يُطْرَحُ في التَّنُّور، يُلْبِسُهُ اللهُ هكذَا، فَكَمْ بِالأَحْرَى أَنْتُم، يَا قَلِيلِي الإِيْمَان؟ فَأَنْتُم إِذًا، لا تَطْلُبُوا مَا تَأْكُلُون، وَمَا تَشْرَبُون، وَلا تَقْلَقُوا، فَهذَا كُلُّهُ يَسْعَى إِلَيْهِ الوَثَنِيُّونَ في هذَا العَالَم، وَأَبُوكُم يَعْلَمُ أَنَّكُم تَحْتَاجُونَ إِلَيْه. بَلِ ٱطْلُبُوا مَلَكُوتَ الله، وَهذَا كُلُّهُ يُزَادُ لَكُم."

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

هوس بالكراسي والمغانم وتعامي عن الإحتلال

الياس بجاني/05 تشرين الثاني/18

لا الحريري أمس ولا باسيل اليوم ولا ردود القوات والإشتراكي والمستقبل عليه ذكروا احتلال حزب الله ولا انه هو المشكلة.. عمى بصر وبصيرة ومرتا مرتا!!

 

المشكلة مع الحريري بخياراته وتحالفاته ومسلسل تنازلاته

الياس بجاني/05 تشرين الثاني/18

لا مشكلة مع الحريري الشخص فهو قريب من القلب وخفيف الظل، ولكن خياراته السياسية تعتير ع الآخر وكذلك تحالفاته والأخطر مسلسل تنازلاته التي لا تنتهي ولا حدود لها.

 

14 آذاريين تعتير وشعاراتهم وتجمعاتهم ومطالبهم موسمية

الياس بجاني/06 تشرين الأول/18

يطل علينا بين الحين والآخر بعض السياسيين الانتهازيين والمتلونين والفاشلين من الذين كانوا في تجمع 14 آذار داعين إما لإعادة إحياء هذا التجمع السيادي والاستقلالي الذي بمكر وطروادية وعن سابق تصور وتصميم ومن أجل الكراسي والمغانم والحصص نحره أصحاب شركات أحزاب تجارية ودكتاتورية وغدروا به وقفزوا فوق دماء شهدائه وباعوه (سمير جعجع وسعد الحريري ومن قال ويقول قولهما)، أو مسوقين بضوضائية كاذبة وبمشهديات مسرحية لتكوين تجمع مماثل من أجل مواجه الاحتلال الإيراني للبنان.

بكل صراحة ودون مواربة لا مصداقية ولا صدق سيادي واستقلالي لغالبية هؤلاء السياسيين المسرحيين لأنهم وعلى سبيل المثال لا الحصر كانوا تخلوا عن كل ما هو سيادي واستقلالي ومبادئ ثورة أرز خلال الانتخابات النيابية الأخيرة حيث راح كثر منهم يستجدي بذل مواقع نيابية ضاربين عرض الحائط بكل ما هو ثورة أرز و14 آذار، حتى أن بعضهم وبوقاحة وفجور تحالف ودون خجل أو وجل أو احترام لدماء الشهداء مع رموز 08 آذار في كسروان وجبيل وغيرهما من الدوائر الانتخابية.

بعض هؤلاء يتاجر بالسيادة وهو عروبي أكثر من العرب، وذلك تملقاً واستجداءً للسعودية تحديداً ويجاهر بعروبته وبعروبة لبنان بذمية فاقعة نعتقد أنها تزعج وتنفر حتى السعوديين.

يبقى إن من ليس فيه خير لأهله بالتأكيد لا خير فيه لأي أحد.. ومن يتخلى عن هويته ويبدل جلده ويسوّق مصلحياً لهوية أخرى غير هويته بهدف التملق والتزلف والإستجداء هو ساقط في الشأنين الوطني والأخلاقي ولا أمل ورجاء منه.

هؤلاء السادة المتباكين الآن على 14 آذار وعلى الحريات كانوا بإبليسية وطروادية أفشلوا كل المساعي الجادة التي قام بها عدد لا يستهان به من الناشطين والإعلاميين والسياسيين الصادقين والمخلصين قبل الانتخابات النيابية لتشكيل جبهة معارضة سيادية واستقلالية واسعة وعابرة للطوائف..

من هؤلاء أصحاب شركات أحزاب عائلية وتجارية توهموا أنهم سوف يحققون نجاحات باهرة في تلك الانتخابات فخابت أوهامهم المرّضية وكانت النتيجة فشلهم الذريع والمدوي واعطاء الإحتلال الإيراني أغلبية نيابية.

نعم وألف نعم فإن خيارات التيار الوطني الحر السياسية اقليمياً واستراتجياً ووطنياً وكذلك ممارسات هي 100% غير لبنانية وضد كل ما هو سيادة واستقلال وقرارات دولية، إلا أن البديل ومليون ب ال 100% هو ليس لا في ال 14 آذاريين من أصحاب الأحزاب الذين دخلوا الصفقة الرئاسية وكل متفرعاتها وداكشوا الكراسي بالسيادة (جعجع والحريري وكل من لف لفهما)، ولا في كثر من ال 14 آذاريين الانتهازيين المتباكين الآن على السيادة والحريات والمتلونين بألف لون ولون والمسوقين بذمية مقززة لهويات وانتماءات غير لبنانية.

بإختصار، فإن لبنان المحتل حالياً بكل ما في مصطلح الاحتلال من معاني هو للأسف يعاني من حالة عقم كارثية في خامة ونوعية السياسيين والحزبيين..

وبالتالي، ومن أجلال خلاصه واستعادة سيادية واستقلاله وقراره الحر وتنفيذ القرارات الدولية الخاصة به (1559 و1701) هو بأمس الحاجة لقيادات جديدة:

تخاف ربها وتحسب حساباً ليوم حسابه الأخير،وتسمي الإحتلال الإيراني بإسمه دون ذمية،

وتعرف معنى العطاء والتضحية،

وتتفهم القيم الديمقراطية،

وتؤمن بلبنان التعايش والكيان والهوية والدور والرسالة،

ولا تبحث عن مصالح ذاتية،

ولا تداكش الكراسي بالسيادة،

ولا تقفز فوق دماء الشهداء،

ولا تتاجر بهوية لبنان،

ولا تخدع الناس بشعارات بالية من مثل الواقعية،

وتؤمن بمبدأ تبادل السلطات،

ولا تعمل على تقديس ذاتها

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

وجهان لعملة واحدة هي النرسيسية

الياس بجاني/04 تشرين الثاني/18

لا فرق بين سياسي يفاخر بأنه جندي في ولاية الفقيه وبين آخر يدعي نفاقاً السيادية والإستقلالية وبذمية يسوّق لغير الهوية اللبنانية..هما عملياً من خامة واحدة..خامة الانتهازية والنفاق وعشق السلطة والمغانم..التنين متل بعضون ويمتهنان الولاءات للقوى الخارجية.

 

السياسي الماروني المتزلف والذمي المتاجر بهويته اللبنانية ليس منا ولا يمثلنا

الياس بجاني/03 تشرين الثاني/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/67862/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d9%8a%d8%a7%d8%b3%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%a7%d8%b1%d9%88%d9%86%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%aa%d8%b2%d9%84%d9%81/

بداية فإن هوية لبنان هي لبنانية ولا عربية ولا فارسية وهذا تم التوافق عليه يوم نال البلد استقلاله.

من هنا فكل هوية تفرض أو فرِّضت علينا بالقوة والإرهاب لا قيمة لها ولا مصداقية لمن يفرضها وهي إلى زوال مؤكد..مع احترامنا لكل هويات البلدان والشعوب من عربية وغيرها.

للتوضيح من لا يفاخر بهويته لا يستحق الاحترام من أحد لأن من ينكر أصله لا أصل له ومن ليس فيه خير لأهله لا خير فيه لأحد.

ونعم لكل إنسان هويته والهويات متعددة.

وهنا علمياً واجتماعياً يجب أن نعرف الفرق بين الهوية وبين الجنسية Ethnic Identity and citizenship والخلط بينهما معمم ومدمر للأسف.

الهوية هي الإثنية أي ال DNA ولا يمكن تغيرها وتبديلها أو نكرانها..

على سبيل المثال أنا ماروني وهويتي سريانية أرامية ولا رأي لي بالأمر ولا خيار أو قول.. وكنيستي تفاخر بهذه الهوية التاريخية.

أما الجنسية فهي التذكرة التي أحملها ويحملها المقيم في أي بلد من بلدان العالم بعد أن يحصل على جنسيتها.

هوية الجنسية لا تغير في الهوية الإثنية.

في لبنان الكل يحمل التذكرة اللبنانية وهي لبنانية ولا عربية ولا فارسية ولا أي شيء آخر لأنها مزيج من هويات متعددة وهذا ما يميز لبنان.

إذن، هوية لبنان هي لبنانية وفقط لبنانية.. علماً أن في لبنان ما يزيد عن 25 هوية اثنية من مثل المارونية والأرمنية والكردية والخ..

في كندا هناك ما يزيد عن 150 هوية اثنية والكل يحمل الجواز الكندي ولا أحد يطلب من غيره تغيير هويته الإثنية والدولة الكندية سنت القوانين المميزة للحفاظ على تعدد الهويات لأنها غنى.

اليوم في كل البلدان المتحضرة لا تفرض أي هوية على أي مواطن..

في كندا وأميركا وأستراليا القانون يصون هوية السكان الأصليين..

من هنا علينا في لبنان وبلدان الشرق الأوسط تحديداً ان نقبل بعضنا ونعترف بخصوصية كل منا..

لقد انتهى زمن الفرض والدكتاتوريات.

وهنا يجب أن لا نغفل أمر مهم وهو أن من أهم أسباب غرق الدول العربية تحديداً فيما هي غارقة فيه من حروب وفوضى وصراعات مذهبية واثنية وقومية هو قوانينها ودساتيرها القمعية والدكتاتورية والدينية التي لا تنتمي للعالم المتحضر..

في الخلاصة من لا يعترف بعلته العلة تقتله..

يبقى أن من أخطر ما فُرض علينا في اتفاق الطائف كان هوية هي ليست هويتنا..أو لنقول هي ليست هوية كل اللبنانيين.. ونقطة على السطر.

في الخلاصة فإن كل سياسي ماروني بشكل خاص يتنكر لهويته اللبنانية من أجل مصالح آنية وذاتية وسلطوية ويتزلف ويداهن ويتلحف بالذمية ويسوّيق دون حياء لهوية غير هويتنا لا هو منا ولا يمثلنا.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

المتزلف والذمي المتاجر بهويتنا هو ليس منا ولا يمثلنا

الياس بجاني/03 تشرين الثاني/18

هوية لبنان هي لبنانية ولا عربية ولا فارسية وكل هوية تفرض أو فرضت علينا بالقوة لا قيمة لها ولا مصداقية لمن يفرضها وهي إلى زوال مؤكد..مع احترامنا لكل هويات البلدان والشعوب.

 

لا مصداقية للحربائيين الذين يعارض احتلال حزب الله موسمياً وبالمواقف الذمية

الياس بجاني/02 تشرين الأول/18

معظم السياسيين وأصحاب شركات الأحزاب ال 14 آذارين الذميين وربع الصفقات وشعارات الواقعية ومهووسو الأحجام (وليس الشعب) الذين يعارضون احتلال حزب الله هم منافقون ومعارضتهم كلامية وموسمية ومصلحية وهم عملياً أخطر بمليون مرة على لبنان واللبنانيين من الحزب اللاهي واسيادة الملالي.

 

سياسيين وأصحاب شركات أحزاب مقلعطين وغنم وزقيفي تعتير

الياس بجاني/01 تشرين الأول/14

http://eliasbejjaninews.com/archives/67806/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%b3%d9%8a%d8%a7%d8%b3%d9%8a%d9%8a%d9%86-%d9%88%d8%a3%d8%b5%d8%ad%d8%a7%d8%a8-%d8%b4%d8%b1%d9%83%d8%a7%d8%aa-%d8%a3%d8%ad%d8%b2%d8%a7/

دنب الكلب بيضل أعوج لو انحط مية سني بالقالب،

والخنزير قد ما يغسل حالو بيرجع يتمرمغ بالوحل وبيتوسخ من جديد،

والكلب من قرفو بيزتفرع وبياكل يلي بيزتفرعه.

بيخبرنا القديس بطرس برسالته وبيقول:” عاد الكلب إلى قيئه، والخنزيرة التي اغتسلت عادت إلى التمرغ في الوحل”.

بعض السياسيين وأصحاب شركات الأحزاب التجار والواطيين بوطن الأرز المحتل مرضا باخلاقون وما منون لا أمل ولا رجاء.

هودي بيدمروا كل يوم بلدون أكثر وأكثر تا يأمنوا مصالحون ويمرقوا صفاقاتون ويغطوا كذبون.

هودي جماعة سمسرات وصفقات ومداكشة كراسي بسيادي واستقلال ودماء شهدا.

هودي بياعين شعارات الواقعية وعم يضحكوا ع الناس ويغشون.

هودي لا يمكن يتغيروا لأنون عوج متل ذنب الكلب ومجبولين بسموم الانتهازية والنفاق واليوداصية.

لا يمكن يتغيروا لأنون عميان بصر وبصيرة ..

والإبليسية بخبثها بتمشي بدمون مع انو ما عندون دم متل باقي البشر.

دمون سم افاعي ومش دم بشر.

في مدرسي بلبنان ومن سنين عم تربي وتخرج نوعية من السياسيين وأصحاب شركات الأحزاب التعتير يلي الكرامي عندون ما إلها لا معنى ولا قيمي.

هيدي نوعية من السياسيين الطرواديين موجودي ببلدنا وكل يوم تلاميذها بيغيروا ألوانون وجلودون ومواقفون متل الحربايات.

هودي بيبشروا بالعفة وهني غرقانين بالفحش والفجور.

هودي قوبة سياسيين وأصحاب شركات أحزاب ما عندون لا كرامي ولا شرف ولا ضمير ولا وجدان.

كل همون خداع الناس واستغلال المواقف والمزايدات الكذابة.

هودي بيرضعوا مع الحليب الانتهازية وبيعيشوا وبيموتو هيك ومهما عليو بيضلو واطيين.

وللأسف في شرائح من أهلنا وكتار هني غنم وماشين وراء هالسياسيين وأصحاب شركات الأحزاب التجار.

باختصار مش الحق بس ع السياسيين وأصحاب شركات الأحزاب المقلعطين والطرواديين..

لا الحق كمان ع الغنم من أهلنا يلي فاقدين كل شي اسمو حرية وبصر وبصيرة وشغلتون الهوبرا والزقيف وع عماها.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

أم النور أو أم النوّار

الكولونيل شربل بركات/05 تشرين الثاني/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/67895/%D8%A7%D9%84%D9%83%D9%88%D9%84%D9%88%D9%86%D9%8A%D9%84-%D8%B4%D8%B1%D8%A8%D9%84-%D8%A8%D8%B1%D9%83%D8%A7%D8%AA-%D8%A3%D9%85-%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%88%D8%B1-%D8%A3%D9%88-%D8%A3%D9%85-%D8%A7%D9%84%D9%86/

في تراثنا العينبلي (بلدة عين إبل الجنوبية) كان دوما لأم النور، السيدة العذراء، دورا ومهمة، فهي رفيقة الكل في مشوارهم اليومي، تسمع لرب العائلة وتسهم بدفعه للعمل المستمر والبعيد عن السرقة والاستغلال والهيمنة والتسلط أو انتظار الدولة والمحسنين أو غيرهم من "المانحين". وهي تفتح له طرق الابداع لسد الحاجة، بالقلة أحيانا، ولكن بكل الكرامة التي تكفيه الذل والتبعية.

وهي رفيقة الأم التي تعمل ليل نهار لجعل عائلتها وبيتها موطن الفرح والمحبة ومكان اللقاء الأمين والحميم، وجائزة دائمة لذلك الذي يعمل طيلة النهار بدون كلل أو ملل.

وهي تواكب الشاب الممتليء بالعنفوان فتمنع عنه التسّرع والاستخفاف بالآخر أو الانقياد بالشهوات العابرة، وتحثّه على بناء المستقبل والتحضير للارتباط الدائم بشريكة العمر التي معها، يسهم في زيادة تزيين الكون بطاقات جديدة وأطفال تملأ ضحكاتهم بيته الصغير وتبسّط الهموم مقابل السعادة المنتشرة حوله.

وهي صديقة الفتاة المهذّبة والمكافحة بكل نشاط وجد للمساهمة بدعم الوالد ومساعدة الوالدة، وبنفس الوقت، تعلّم فنون الحياة والاستعداد للمهمة القادمة التي تهيء نفسها لها مع شريك منتظر، تقدّر فيه الطموح وتنمّي المحبة المبنية على تألق بارز، بالجمال وسرعة الخاطر وخفة الدم، وبالذكاء الذي يجعل الاحترام المتبادل عنوان كل اللقاءات التي تنتهي بالاختيار الحسن لتناغم نفسين ستبنى عليهما أسس العائلة الدائمة والتي تسهم بتقدم المجتمع الصغير، فلا تقطعها صعوبة ولا تنهيها شدة أو تعقدها ذلة...

أم النور هذه كانت معلما لنا في مدخل البلدة ومنارا لكل زائر وهي كانت حامية "الضهر العاصي" والمستجيبة لكل دعاء. وهي شفيعة البلدة في الصعاب وزينتها أيام الفرح والبحبوحة. ولكن اسمها الذي اطلق على المدخل الشمالي دوما عرفناه بشكل مختلف فما الفرق بين الأسمين ولماذا طغى الأسم الآخر على "أم النور" ؟

عرفنا منذ الصغر تلة العاصي "بأم النوّار" وهكذا سميناها ونقلنا الاسم كما هو ولم نكن ندري بأنه هو نفسه اسم ملكة السماء مريم العذراء "أم النور" كما ندعوها اليوم، ولكن ما هو افرق بين النور والنوّار ولماذا سميت بأم النوّار في تقليدنا العينبلي؟

النور باللغة التي نحكيها هو الضوء الذي يلفنا ويجعلنا قادرين على الرؤية وهو يشعّ بدون شك (هو- شع- نا) من كل من تقرّب من الله ورأينا بوجهه صورته تعالى (كما نحب أن نوصف من نحس بأنه قريب بأعماله أو سيرته منه صبحانه). أما النوّار فهو الجسم أو الشخص الذي ينير وهنا المعني هو السيد المسيح ابن العذراء مريم الذي نعتبره مصدر النور ومعطي النور وهو إذا ليس النور بحد ذاته إنما أكثر من ذلك هو المنير أو "النوّار" ومن هنا كان اسم أعلى مرتفع في البلدة، والذي يشكل مدخلها الرئيسي "أم النوّار" لا أم النور.

فإلى "أم النور" نرفع الصلاة وإلى "أم النوّار" نتقدم بالدعاء لكي تبقي لنا "ضهر العاصي" عاصيا على الشر والأشرار ومدخلا للخير والمحبة ومحجا للتبرّك من مقامها وملتقى لكل من يزور "بلاد البشارة" التي يجب أن تبقى درة في تاج لبنان تبشّر الداخل من جنوبه بأنه يطأ أرضا مقدسة هي هيكل الله وتحثّ الساكن فيه أن يعرف قيمة العلاقة مع السماء ويقدر قوة الخير والتعاون ويستخف بالحقد والطمع ونتاجهما لأن موطن الأرز لن يشبه اي مكان آخر والنعمة التي تغلف الساكن فيه هي بحد ذاتها قيمة لا يمكن أن تستبدل بكنوز الأرض...

 

من قضايا العالم

خليل حلو/فايسبوك/05 تشرين الثاني/18

في العالم أجمع هذه الأيام نلاحظ توترات كبيرة ما بين القوة العظمى أي الولايات المتحدة وقوى مهمة مثل روسيا والصين وقوى إقليمية مثل فنزويلا وإيران. نلاحظ أيضاً توترات بين قوى إقليمية في الشرق الأوسط والشرق الأقصى ... كما يلاحظ الذين يتبعون السياسات الداخلية لكل هذه الدول أن السياسة الخارجية هي في السلالم الدنيا لاهتمامات الشعوب وأنه حيث تجري انتخابات حقيقة تكون الشؤون الداخلية هي التي تحرك الناخبين والقادة في هذه الدول غالباً ما يلجأون الى الشعبوية لإثارة مشاعر الناخبين/المواطنين لابعادهم عن المنطق والواقع كما يلجأون ايضاً إلى أعدائهم الخارجيين ويتبادلون معهم الخدمات السياسية غمزاً وهمساً من خلال تصاريح فضفاضة لتوظيف العدو في السياسات الداخلية. فالعدو الإسرائيلي مثلاً كان العذر للأنظمة العربية لقمع الحريات بحجة أننا في حرب مع عدو شرس والوقت منذ العام 1943 هو ليس للديموقراطية أو للإصلاحات والتطوير. حالياً النظامين الإيراني والسوري هما على هذه الخطى. في الولايات المتحدة راينا جون كيري من الحزب الديموقراطي يسرب للإيرانيين أن عهد ترامب لن يطول وأنه يجب كسب الوقت قبل إعادة العمل بالإتفاق النووي. رأينا النظام السوري وروسيا يستفيدون من تنظيمي داعش والقاعدة اللذين ضربا قوى الثورة السورية. راينا ترامب يستفيد من زعيم كوريا الشمالية وتحدياته النووية والصاروخية ... الخ. هنا نتسائل اذا ما كان هناك بين عواصم الدول المعنية شبكات من مستفيدين اعداء/اصدقاء سياسياً ومالياً من هذه الأزمات بغض النظر عن الوقائع الجيوسياسية التي في النهاية تتحكم بأمور العالم ... والثمن هو مئات آلاف القتلى والجرحى والنازحين وخيبات كبيرة. الله اعطى البشر عقولاً يضعونها جانباً لتطغى عليها المشاعر والأوهام المدمرة التي تعميهم عن مصالحهم الحقيقية وعن منطق السلام والعدل والتعاون.

 

بدنا نرجع مقاومة ونترك السياسة للتجار والسماسرة

ادمون الشدياق/فايسبوك/05 تشرين الثاني/18

ما في حزب سياسي ممكن يكون مقاومة ولا مقاومة تكون حزب سياسي الا بعد دحر الاحتلال. منشان هيك بشير الجميل عمل القوات من رحم كل الاحزاب يلي كانت عم بتحاول تقاوم الاحتلال. وانتهى حلمه وحلمنا لما صار رئيس قبل ما تحرر لبنان وحاول يحرر البلد من خلال الدولة. اذا بدنا نحاول نحرر لبنان ولو سلمياً بدنا نرجع مقاومة ونترك السياسة للتجار والسماسرة يلي عم يركضه ورا الحصص والكراسي والمصالح.

 

من أرشيف تاريخ المقاومة_اللبنانية

الهجوم_على_العيشية (٣)

الخميس ٢١-١٠-١٩٧٦

في ساعات الصباح الأولى لهذا النهار المشؤوم، دخل العرب إلى العيشية...

فبدأت المواقع تسقط واحدةً تلو الأُخرى، وإنسحب من بقي من المدافعين حيّاً إلى داخل البلدة، "ذهبت إحدى نساء البلدة إلى المواقع الأمامية للإطمئنان إلى زوجها وابنها المقاتلٓين، فأخبرتهما أن غالبية المواقع قد سقطت وإجتاحها المهاجمون، عاد زوجها إلى البلدة مسرعاً لمساعدة الأهالي، ليرى المهاجمين منتشرين في غالبية منازل العيشية وشوارعها. أسرع إلى منزله خوفاً على عائلته، وبعد أن وصل دخلت عليهم مجموعة من "جيش لبنان العربي" وحاولت إقتياده بالقوة فعاندها، صاح به ضابط من المجموعة كان واقفاً خارج المنزل طالباً منه التقدّم نحوه لمحادثته، فتقدّم المقاتل وما أن أطلّ عليه عاجله الضابط برصاصة في رأسه أدّت إلى إستشهاده على مرأى من زوجته وأولاده، وإعتقلوا أحد أولاده الذي كان يبلغ من العمر تسع سنوات، لكنه أُطلق لاحقاً، في اليوم نفسه إستشهد ولده المقاتل على الجبهة".

إنتشرت المجموعات المحتلّة، لا سيما العناصر الفلسطينية منها في غالبية أحياء البلدة، وكانوا يقومون بتصفية كل رجل يرونه، أمام أعين ذويه، فقد قاموا بإحراق الشهيد "فرنسيس الفريد نصر" حيّاً على مرأى من والده "ألفريد"، وذلك بتوجيه من أحد أبناء البلدة الشيوعي الإنتماء، الذي رفس "والدة فرنسيس" وهي ترجوه أن يعفي عن إبنها وزوجها الذي أُعدم بعد أبنه. وتابع الوفيّ (الشيوعي) بإرشاد الأعداء إلى أبناء بلدته كسرعة النسيم، فشٓهٓدٓ على أعمالهم التاريخ "جيش لبنان العربي يقوم بأعمال عنيفة في قرية العيشية".

عند وصول هذه المجموعة الهمجية إلى الكنيسة، طلبوا من الجميع التجمّع داخلها والإنضمام إلى من سبق وإلتجأ إليها، وباشروا إختيار من إعتقدوا أن إعدامه سيُقٓرِّبُهم من تحرير فلسطين... مُتٓفٓنّنين في إبتكار أساليب القتل والتعذيب.. عٓلّٓ الضحيّة تكون عبرة لغيرها من المسيحيين ليخافوا ويتركوا لهم هذه الأرض المقدّسة، كل هذا أمام الجميع لترعيبهم. ومع إنتهاء مسلسل إصدار الأحكام وتنفيذ الإعدامات، التي شملت الشهيد يوسف الياس أبو خير الجندي في الجيش اللبناني الذي أُعدم داخل الكنيسة من قبل عناصر "أحمد الخطيب"، وإلى جانبه الشهيد "يوسف الياس نورا"، لم يبق داخل الكنيسة سوى العجزة والنساء والأطفال، بعضهم ... وليس جميعهم! فقد ذُبح الطفل "بيار نعمة الله جبّور" أمام أهله، إذ ان "أبو موسى" قائد جيش الإحتلال الفلسطيني في الجنوب أمر بإحتجاز أحياء بلدة العيشية داخل الكنيسة، "وتركهم يموتون فيها إهانة وجوعاً وعطشاً". الآمر الناهي بحقّ أعناق أبناء العيشية! هذا السفّاح المرتزق تنقّل من بلد إلى آخر ممتهناً القتل.نهاراً، بعد أن بدأت أخبار المجازر تنتشر في لبنان والعالم، بدا وكأنّ ما من شيء يمكن أن يردع هؤلاء عن القتل والتدمير والتهجير. فساد شعورٌ بأن الدور سيطال باقي المناطق المسيحية، إنتشر الإحباط، والإحساس بالندم، على خطأ إستقبال الغريب والتساهل معه، فاستباح المنزل وأهله مُنٓصِّباً نفسه ربّاً له!!

 

الحرس الثوري: "حزب الله" يكفي للقضاء على اسرائيل 

الجمهورية/05 تشرين الثاني/18/أوصى نائب القائد العام للحرس الثوري الإيراني العمید حسین سلامي رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتنياهو بالتدرب على السباحة في البحر المتوسط، لافتا إلى أنه "لن يجد قريبا مكانا للهروب له سوى البحر".

وقال سلامي: "اسرائيل لا تمتلك أيا من مقومات الدولة الحقيقية". وأضاف: "ليست على المستوى الذي يستحق تهديداتنا، إذ يكفيه حزب الله".ورأى نائب القائد العام للحرس الثوري الإيراني أن "حزب الله يكفي للقضاء على الحياة السياسية لاسرائيل".

 

السفارة الأميركية تهدد بقطع المساعدات عن أيّة وزارة تسند إلى «حزب الله»

جنوبية/!5 أكتوبر، 2018 /أشارت مصادر مطلعة لإحدى الصحف المحلية إلى”توجه السفارة الأميركية بإعادة تكثيف تهديداتها بتوقيف المساعدات عن أي وزارة يم إسنادها لـ”حزب الله”، ويأتي ذلك في سياق الضغط على المسار الحكومي والمعنيين بهذا الشأن”.

ولفتت إلى أن أحد الأشخاص من دائرة رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري طرح “حل وسط” يُرضي الأميركيين فيما يتعلق بإعطاء وزارة الصحة إلى الحزب،  وهو عبر إنشاء وزارة دولة للشؤون الصحية، تتلقى المساعدات، إلا أن هذا الحل جوبه بالرفض القاطع من قبل السفارة الأميركية. كما قالت مصادر 8 آذار  ان “حزب الله لن يوافق على هكذا خزعبلات”.

 

مأساة اللبنانيين في أنغولا.. وتدّخل الرئيس بريّ

جنوبية/05أكتوبر، 2018/لواندا-أنغولا/بعد اتخاذ الحكومة الأنغوليّة إجراءات جديدة في قطاع تجارة الماس، أعلن عدد من اللبنانيين عن إقفال عدد من المحال التجارية الخاصة بهم. هذا الاجراء القاسي دفع برئيس مجلس النوب نبيه بري الى التواصل مع رئيس جمهورية الأنغولية، طالبا التدخّل لإعادة فتحها، كما تابعت وزارة الخارجية اللبنانية القضية عبر السفير اللبناني في جنوب أفريقيا قبلان فرنجية. وقد أكد مصدر لـ”الشرق الأوسط” أن “السبب الأساس في هذا القرار هو الإجراءات الانغولية الجديدة في قطاع الماس، ولا يستهدف اللبنانيين بشكل خاص”. علما أن عددا كبيرا من المغتربين اللبنانيين في أفريقيا هم من تجار الماس منذ عشرات السنين، وينتمي 70% منهم إلى الطائفة الشيعية ومن الجنوب.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الجمعة في 5/10/2018

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

بعد ساعات من ابداء الرئيس سعد الحريري تفاؤلا بتشكيل الحكومة خلال اسبوع او عشرة ايام، قال الوزير جبران باسيل في مؤتمر صحافي انه لا يريد خلق تفاؤل مفتعل، مقدما شروحات لوجهة نظره في التوزيع الحقائبي الوزاري من حيث الأعداد، مفندا نصيب كل طرف من الحقائب، وهذا ما اتبع برد سريع من حزب القوات اللبنانية.

ويعتزم الرئيس الحريري القيام بجولة جديدة من المشاورات مع الاحزاب الرئيسية، فيما يستعد رئيس الجمهورية للسفر الى ارمينيا.

وفي شأن آخر جالت اللجنة النيابية للشؤون الخارجية على مناطق اليونيفيل عند الخط الازرق والتقت قياديين، وذلك في اطار التأكيد على ان لبنان لم يعتد على احد.

وفي مجال ثان تلقى الرئيس بري اتصالا من رئيس البرلمان الكويتي الذي ابلغه ان ما نشر في احدى الصحف الكويتية لا يمثل رأي الحكومة، مشددا على عمق العلاقة والتقدير لرئيس المجلس النيابي اللبناني.

وقبل العودة الى ذلك، نبأ احتفالي مباشر من مبنى الامم المتحدة في نيويورك اليوم تمثل بفوز العراقية الناشطة الحقوقية نادية مراد بجائزة نوبل للسلام. وقالت مراد في بيان لرويترز أشارك هذه الجائزة مع كل اليزيديين وكل العراقيين والأكراد وكل الأقليات وكل الناجين من العنف الجنسي في جميع أنحاء العالم.

وقالت لجنة نوبل النرويجية التي تمنح الجائزة إن مراد والطبيب الكونغولي دنيس ماكويجي فازا بالجائزة لجهودهما في مكافحة استخدام العنف الجنسي كسلاح في الحرب.

وكانت نادية مراد قد اكتسبت شهرة عالمية بعد نشر كتب ومقابلات عدة لها اوردت فيها تفاصيل اغتصابها من قبل عناصر تنظيم داعش الارهابي بعد هجومه على اليزيديين في سنجار بالعراق عام 2014.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ام تي في"

تفاؤل الليل هل يمحوه سجال النهار؟ التفائل مصدره ما قاله الرئيس الحريري للـ mtv عندما حدد مهلة تتراوح بين اسبوع وعشرة ايام لولادة الحكومة المنتظرة، لكن ما حصل اليوم بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية بدد بعض هذا التفائل، وخصوصا ان السجال الذي اطلقه الوزير جبران باسيل في مؤتمره الصحافي تطور الى حد غير مسبوق بحيث وصلت الامور الى حد تشبيه الوزير ملحم رياشي الوزير باسيل بفاتن حمامة.

مع ذلك ثمة من يرى بأن السجالات لن تؤدي بأي شكل من الاشكال الى تعثر عملية التشكيل وبالتالي فإن كل ما يحصل هو في اطار رفع السقوف قبل ولادة الحكومة وهي بحسب الاوساط لم تعد بعيدة لأن الرئيس الحريري يعمل بجهد على فكفكة العقد وإيجاد حلول لها.

على الصعيد المسيحي اللقاء المنتظر بين رئيس القوات اللبنانية ورئيس تيار المردة اضحى قريبا وقريبا جدا، ووفق المعلومات فإن التحضيرات اللوجستية انجزت وكل شيء أعد لساعة الصفر التي لم تعد بعيدة وهي على الارجح صارت تحتسب بالساعات لا بالأيام.

معلومات صحفية ذكرت ان اللقاء بين جعجع وفرنجية الذي ينهي عقودا من الخلاف الدموي سيحصل في أحد أديرة الشمال وذلك تجسيدا لرمزين، فالمصالحة تتم في الشمال لأن الخلاف الدموي تركز فيه، وبالتالي فإن حصول المصالحة يريح المنطقة وقاعدتي القوات والمردة فيها. أما تحقيق المصالحة في دير فلأن المصالحة ليست ذات بعد مناطقي فقط، بل لها بعد مسيحي عام ويمكن اذا ما تطورت واستكملت أن تحدث توازنات جديدة في الحياة السياسية المسيحية.

* مقدمة نشرة أخبار "الجديد"

الرئيس سعد الحريري توهم أنه قدم تضحيات .. والوزير جبران باسيل اعتقد أنه احتسب الحل عدا ونقدا .. لكن وفي الواقع كان اللبنانيون بين ليلة وضحاها على موعد مع ظهور "كوكبين" من خارج المجرة فالرئيس كان مكلفا ألا يقول شيئا .. ألا يدلي بمعلومات أو ألا يسأل عنها من الأساس .. كان محتجزا وقيد الإقامة السياسية .. قليل المواقف .. كثير الضحكات .. مبالغ في تقديم التضحيات التي وزعها على اللبنانيين شعبا وأحزابا وتيارات .. ضحى الرجل لاكثر من ثلاثين مرة في الحلقة الواحدة من أجل مصلحة الوطن .. لقد كان كله للوطن .. وفي المقابل وقف جبران باسيل ملء عين الزمن منغصا على الرئيس تضحياته الجمة .. ومتدفقا بالحسابات الرقمية منها والسياسية أعلن باسيل "حسبة" جديدة أدخلها إلى ميزان المعايير بحيث قسم مجلس النواب بمعدل "خمسة بواحد" رفع رئيس التيار القوي حصة رئيس الجمهورية وخفض القوات إلى ثلاثة وزراء .. والاشتراكي إلى وزيرين إلا ربعا .. لكنه قال إنه لا يتدخل في تأليف الحكومة ولا يعرقل ويقدر التضحيات لكن ليس لدرجة ابتزاز العهد بهدف تفشيله وان كل ما يطرحه اليوم هو بهدف الإسراع في تأليف الحكومة وإذ لفت باسيل إلى أن الدستور لا يحدد مهلة للتأليف قال إن على الرئيس المكلف أن يضع مهلة لنفسه واذا لم تأخذ الحكومة الثقة فسنعيد تسمية الحريري، لكن على أسس جديدة ووفقا لوعد باسيل فإننا قد نكون في المرحلة الاخيرة قبل ولادة الحكومة إذا ما اعتمدنا المعايير الصحيحة .. أما وعد الرئيس الحريري فإنه كان محددا بأيام عشرة وما على الجديد سوى ملاحقة الزمن القصير .. حيث سنبدأ من اليوم باحتساب المهلة تبعا للوعد وتبيان صدقية تنفيذه وتعقب الرئيس إلى باب التأليف. وفي ردود ما بعد مؤتمر باسيل فإن وزير الإعلام ملحم الرياشي استعان بطيف سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة معدلة وبتصرف .. وقال إن جبران باسيل يلعب دور البطولة في فيلم "لا أريد حلا" وإذا استكمل الرياشي مسار النقد عبر الأفلام فإنه سيسترزق بموسوعة أشمل ولا سيما أن "أريد حلا" تلاه فيلم "أفواه وأرانب" الذي يعبر اليوم عن الأفواه والحقائب السياسية ولم تكتف القوات بالحمامة الزاجلة لوزير الإعلام بل كتبت دائرتها الإعلامية بيان اعتراض رأت فيه أن ليس جبران باسيل من يضع المقاييس والمعايير للحكومة، بل رئيس الحكومة بالتفاهم مع رئيس الجمهورية. وقال مصدر في القوات اللبنانية للجديد إن ما أدلى به رئيس التيار القوي اليوم لا يتعدى "مزحة سمجة" تطاولت على صلاحيات رئيسين. وعليه فإن القوات غير معنية بطروحه. وفي كل ما تقدم فإن أحدا من المسؤولين لم يعد مسؤولا .. أو انه يشعر بقضايا الناس وبأننا بلد ضربته "التفليسة" .. والجدل الوارد آنفا .. لا يقيم وزنا لتأليف أو لمصير حكومات .. وكل ما اراده الرئيس المكلف من وراء الظهور التلفزيوني هو تقديم نفسه على صورة المجاهد الأكبر الذي قدم نفسه قربانا على مذبح الوطن .. اما سعي رئيس التيار القوي فهدف الى رفع البصمات عن تهمة التعطيل .. وفي كلتا الصورتين: لا حكومة ولا من يؤلفون.

* مقدمة نشرة أخبار "المستقبل"

بعد الأجواء الإيجابية التي نشرها الرئيس المكلف سعد الحريري أمس، مطمئنا اللبنانيين إلى أن الحكومة باتت قاب قوسين أو أدنى من الولادة، نام لبنان على مشهد مريح، يشبه إطلالة الحريري ومصارحته المواطنين بالمشكلات وآفاق الحلول.

الحريري، الذي أطل في برنامج حواري مقدما مصلحة الوطن على كل الاعتبارات، وموجها رسائل إيجابية في كل اتجاه، بعدما كان قد حدد بشكل واضح وحازم ان الوحدة الوطنية، هي المعيار الوحيد لتشكيل حكومته.

لكن البلاد استيقظت على مشهد مختلف تماما، بدأ في صياغته الوزير جبران باسيل بإعلانه معايير جديدة، أبرزها أنه لكل 5 نواب وزير واحد، لترد عليه القوات اللبنانية بأنه “ليس هو من يضع المقاييس والمعايير للحكومة، بل رئيس الحكومة بالتفاهم مع رئيس الجمهورية، ولم نتبلغ من الرئيسين يوما انهما قد تفاهما على هذا المقياس الذي تحدث عنه”.

وأتى الإسناد من وليد جنبلاط، الذي كتب على تويتر موحيا أن المعيار هو باسيل نفسه. فيما حول الوزير ملحم الرياشي النقاش إلى فني، قائلا إن باسيل لا يريد حلا، على عكس عنوان فيلم فاتن حمامة “أريد حلا”، وموحيا أن التأليف بات بلا أفق واضح.

هكذا نام اللبنانيون على حكومة، واستفاقوا على معركة إعلامية وسياسية. فهل هي سقوف اللحظات الأخيرة قبل التشكيل؟ أم أنها بوادر تعقيدات إضافية لم تكن في الحسبان؟

* مقدمة نشرة أخبار ال "ال بي سي"

"رمانة" الحكومة فجَّرت "القلوب الملآنة" بين فرقاء التأليف ولاسيما بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية، وبدرجة اقل بين التيار والحزب الإشتراكي والتيار وتيار المستقبل...

صاعق التفجير جاء على توقيت المؤتمر الصحافي لرئيس التيار جبران باسيل الذي اعتمد ما وصفه "بالمعيار العادل" وهو وزير لكل خمسة نواب "لأنه لو اعتمدنا معيار الأربعة نواب لاحتجنا إلى 38 وزيرا"...

سارعت القوات إلى الرد، فرأت أن ليس الوزير باسيل من يضع المقاييس والمعايير للحكومة، بل رئيس الحكومة بالتفاهم مع رئيس الجمهورية... القوات استطردت انها نالت ثلث التمثيل الشعبي المسيحي، وبالتالي يحق لها ثلث التمثيل الوزاري في الحكومة عددا ووزنا. التيار لم يتأخر في الرد، فأعلن ان القوات تمثل أقل من 25 بالمئة من الكتلة الوزارية المسيحية بعد اقتطاع حصة الرئيس اي 3 وزراء وهي تمعن في ضرب الرئيس برفض حصة وزارية له...

الخلاصة، اي تشكيل في ظل هذه الأجواء؟ والجواب: لا تشكيل، أما تحديد المواعيد و"تعييش" الناس على المهل، فإنها وسائل لم تعد تنطلي على أحد، والحقيقة الوحيدة أن الثلث الأول من تشرين الأول سيمر من دون حكومة، أما متى المواعيد الجديدة المضروبة، فالعلم ليس في متناول أحد...

في الإنتظار، الملفات تتراكم، منها ما هو عالق، ومنها في كباش بين المعالجة والعرقلة... ابرز هذه الملفات ملف عدادات مولدات الكهرباء... وزارة الإقتصاد ماضية إلى النهاية في قرارها، الطلب من أصحاب المولدات تركيب عدادات...

في المقابل، أصحاب العدادات يفتشون كل يوم عن ذريعة لعدم التركيب، ووصل بهم الأمر إلى حد التلويح بالإدعاء على وزير الاقتصاد، لم يكتفوا بذلك بل يستنبطون كل يوم سببا للتعويض عن الأرباح الخيالية التي كانوا يجنونها، وأحدث البدع طلب التأمين علما ان هذا الطلب لم يكن واردا يوما، ما يطرح السؤال: ما هو الطلب الجديد الذي سيطلبونه غدا؟

* مقدمة نشرة أخبار ال "ان بي ان"

لم يكد الرئيس المكلف سعد الحريري يعلن عن “كلاكيت” المشهد الأخير من عملية التشكيل الحكومية وفي مهلة لا تتخطى العشرة أيام حتى تظهرت في الشكل صورة مغايرة تدل أن فيلم التشكيل ربما يكون طويلا .. فماذا عن المضمون؟؟.

رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل أعلن أن الأمور قد تكون في المرحلة الأخيرة من التأليف لكنه ربط ذلك بإعتماد المعايير الصحيحة والعدالة السياسية التي تتمثل بمقياس وزير لكل خمسة نواب ووفق ذلك يحق للقوات اللبنانية بثلاثة وزراء. باسيل شدد على عدم وجود مشكلة لدى التيار بتولي القوات حقيبة سيادية لكنه كشف عن فيتو وطني في مكان آخر لافتا إلى أن تسمية نائب رئيس الحكومة حق لرئيس الجمهورية وفق العرف.

الرد القواتي الأولي جاء عبر تغريدة للوزير ملحم رياشي الذي رأى أن (جبران يلعب البطولة في فيلم لا أريد حلا أما مدته فعند ربك..) بعكس عنوان الفيلم المحدد المدة لفاتن حمامة .. فهل طارت موجة التفاؤل؟؟.

ولاحقا أسندت الدائرة الإعلامية في القوات رياشي فأكدت في بيان أن ليس باسيل من يضع المقاييس والمعايير الحكومية مشددة أن من حقها ثلث التمثيل الوزاري.

وبعيدا من الشأن الحكومي كان رئيس مجلس النواب نبيه بري يتكلم تنمية خلال لقائه نواب بعلبك الهرمل حيث جرى البحث في إنشاء مجالس إنماء لبعلبك الهرمل والبقاع وعكار والضنية والمنية.

وفي شأن آخر وبعد موقف وزارة الخارجية الكويتية تلقى الرئيس بري إتصالا من نظيره الكويتي مرزوق الغانم مستنكرا ما ورد بمقال في إحدى الصحف الكويتية ومؤكدا على العلاقات المتينة بين البلدين وعلى تقدير الكويت للرئيس بري ودوره.

من ناحيته أكد رئيس المجلس أن عشرات المقالات لا تؤثر بالعلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين ولا بعلاقته الشخصية بدولة الكويت الشقيقة.

* مقدمة نشرة أخبار ال "او تي في"

اليوم، أكثر من أي وقت مضى، كرة تأليف الحكومة، وإخراج البلاد من عنق الزجاجة، في ملعب القوات.

ولا تنفع بعد اليوم، هضامة التغريدات، ورتابة البيانات، والكلام على تنازلات هي في الحقيقة أوهام، في صرف انظار اللبنانيين عن هذا الواقع، ولاسيما بعد مواقف رئيس الحكومة، والمرونة المنقولة عن وليد جنبلاط، والتسهيل الدائم من رئيس البلاد، واعلان رئيس التيار الوطني الحر، المتهم الأول بالعرقلة وفق أدبيات القوات، بالاستعداد للتخلي عن كل شيء، وصولا إلى عدم المشاركة في الحكومة، في مقابل التوصل إلى تشكيلة تنتج وتعمل، ولا تضيع الوقت في عرقلة الذات.

فبمعيار العدد، لا يحق لكتلة من خمسة عشر نائبا الا بثلاثة وزراء، واذا قبل الآخرون بمنحها اربعة، فهم من تنازلوا وليس القوات. وبمعيار المنطق، لا يحق للقوات ان ترفض تولي وزارة دولة اسوة بالآخرين، ولا ان تطالب بحقيبتين اساسيتين من اصل ثلاثة مخصصة للمسيحيين، في وجود تكتل آخر حجمه ضعف حجم القوات، وفي موازاة حق رئيس الجمهورية بحصة، وفق العرف، وبحسب النص الحرفي لتفاهم معراب، الذي يتمسك به التيار الوطني الحر كاملا، لا منقوصا كما تريده القوات.

اما بالنسبة الى السؤال عن ضرب العهد، فلا ضرورة للتكرار. والقصة ليست فقط قصة كهرباء وبواخر، ومحاولة حصر الفساد بالتيار من دون سواه. فلا ينسى اللبنانيون طبعا احتجاز رئيس الحكومة، والتملص من التحالف في الانتخابات النيابية، والتلويح بالاستقالة من الحكومة غير مرة، من دون سبب.

لكن قبل الغوض في تفاصيل السياسة، نشير الى ان الاوتيفي تعلن تضامنها هذا المساء، كما في كل مساء، مع المصابين بالسرطان، وتحاول من خلال دعم شعار NO DRAMA، ان تقدم مساهمة صغيرة في حملة THE LEBANESE BREAST CANCER FOUNDATION، للحث على الكشف المبكر، الذي يؤدي الى شفاء غالبية حالات سرطان الثدي.

* مقدمة نشرة أخبار "المنار"

هو أول الايام العشرة الموعودة على طريق ولادة الحكومة الميمونة، التي ألزم الرئيس المكلف سعد الحريري نفسه بها، وخلاصته رفع لسقف الاشتباك بما لا يشبه الحديث المفرط عن التفاؤلات.

فما ان انتهى رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل من مؤتمره الصحافي، مؤكدا على ضرورة اعتماد معيار واحد للتأليف، واحترام قاعدة الاحجام وفق ما أفرزته الانتخابات النيابية، حتى غرد الوزير القواتي ملحم رياشي مستحضرا أفلاما عربية، وأعطى لباسيل دور البطولة عن فيلم بعنوان: "لا أريد حلا".

صحيح أننا أمام فيلم، الا انه في الواقع فيلم أميركي – عربي طويل، عنوانه الابتزاز بمطالب محلية متضخمة، تضخ السلبية بشروط متجددة كلما لاحت في الافق اجواء ايجابية، وصوب اللبنانيون - كما فعل الوزير باسيل – على مكامن المشكلة الحقيقية، التي يحترف البعض تأدية دورها باتقان، نيابة عن اصحاب الاخراج والتأليف..

وبلغة الافلام، ماذا عن الفليم الاميركي - السعودي الطويل؟ فعلى مدى اسبوع يتدرج ترامب في اهاناته للمملكة: انتم من دوننا لا شيء، وبدوننا لن تصمدوا اسبوعين، الى ان جاء العرض الثالث أمام مهرجان انتخابي، حيث خاطب ترامب الملك سلمان بالقول: أيها الملك أنت رائع، لكن أنا جاد وعليك الدفع، الى هذا المستوى وصل الكلام على الملأ بحق المملكة ادفع بالتي هي أحسن، فاين النخوة السعودية للحفاظ على مقام ملكهم، واين البطولات السعودية وبعض توابعها العربية التي فاضت زمن الاشتباك مع الدولة الكندية، بل اين اعلام المملكة وتوابعه الناطقة بكل احرف السمو والجلالة، اين الغيرة والحمية على ملككم يا سادة ؟ اما من مجيب لترامب وراد للاساءة؟

ومحوا للاساءة التي تمعن بها مقالات السياسة الكويتية بحق لبنان والرئيس نبيه بري، كان اتصال رئيس مجلس الامة الكويتي مرزوق الغانم بالرئيس بري مشددا على متانه العلاقات الكويتية – اللبنانية ، وتقدير الكويت لرئيس مجلس النواب، الذي رد التحية بأحسن منها، مؤكدا أن عشرات المقالات الصحافية المسيئة لن تؤثر في العلاقات الثنائية بين البلدين.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الجمعة في 5 تشرين الأول 2018

النهار

يشكو مواطنون من توقف موظفين رسميين عن اجراء المعاملات للناس قرابة الأولى والنصف بعد الظهر رغم أن الدوام الجديد فرض العمل الى نحو الرابعة في مقابل عطلة السبت.

يدور حديث عن إنشاء مرفأ في الناقورة في مقابل إنعاش مرفأ طرابلس مع إغفال الكلام على مطار القليعات الذي بات حاجة ملحة وضرورية.

قال نائب زحلي سابق إن الذي يخوض المعركة ضد شركة كهرباء زحلة سيخسر سياسياً وشعبياً لأن الوعود ببدائل ليست واقعية وستنعكس سلباً على مطلقيها.

الجمهورية

يقول مرجع مصرفي إن كل الكلام الذي يصدر حول قرب موعد إعادة العمل بالقروض السكنية المدعومة، لا يعدو كونه مجرّد تمنّيات قد لا ترى النور قريباً.

يقول وزير معني بقطاع حيوي إن شخصية بارزة عرضت عليه التمثّل بتجربة طائفة ثانية في رعاية القطاع في مناطقها.

لا ينفك حزب سياسي من التركيز على ان تياراً بارزاً يضغط عليه لإحراجه ومن ثم إخراجه من السلطة.

اللواء

خلافاً لخبريات سرت، لم يقم أي من "الثنائي الشيعي" بأية محاولة، تندرج في إطار وساطة، واكتفى "الثنائي" بالبحث عن التأليف بسرعة!

وضع قطب نيابي مرجعاً رفيعاً في أجواء لقاء ملّي، معني هو أصلاً في اتجاهاته وقراراته؟

يستعد لبنان بعيداً عن الأضواء، لمواجهة استحقاقات 5 ت2 في شقين ماليين: محلي ودولي؟

المستقبل

يقال إن ديبلوماسيين معتمدين في بيروت يتحدثون عن تحضيرات لعقد اجتماع بين لجنتين لبنانية وروسية لوضع خطة عودة النازحين السوريين إلى بلادهم حيّز التنفيذ.

البناء

قالت مصادر دبلوماسية إنّ الرسائل الإيرانية التي حملها الأسبوع الماضي غاية في الأهمية، فقد قالت إنّ المبادرة العسكرية في المنطقة بيد إيران عبر رسائل صاروخية تحت أنوف الأميركيين في العراق وسورية، وضدّ جماعات تعمل تحت راية واشنطن لاستهداف إيران، وقالت إنّ المبادرة السياسية بيد إيران عبر التشكيلة الدستورية التي حملتها الاستحقاقات العراقية في الرئاسات الثلاثة التي تمّت دون تفاهم إيراني أميركي بل بتمرير إيراني من بين أقدام الأميركيين.

الاخبار

بعد الجلسة الحكومية الأخيرة قبيل دخولها في مرحلة تصريف الأعمال في أيار الفائت، أصدر وزير الصحة غسان حاصباني قراراً يقضي بإلغاء المرسوم رقم 4599 الذي اعتاد وزراء الصحة اعتماده لتوزيع اعتمادات السقوف المالية للمستشفيات الخاصة والحكومية (الأموال التي تُدفع من الخزينة العامة بدل استشفاء المواطنين غير المضمونين صحياً). وعمد إلى إصدار قرار يعيد توزيع هذه السقوف بطريقة عشوائية تؤدي إلى إضعاف المستشفيات الحكومية عبر خفض اعتماداتها مقابل رفع اعتمادات مستشفيات خاصة، بينها تلك التي ترفض غالبيتها أصلاً استقبال مريض على حساب الوزارة إلا بطلب من مكتب الوزير. ونتيجة عدم قانونية هذا القرار، لم يمر في وزارة المالية وبقي عالقاً قي ديوان المحاسبة. لذلك استسلم حاصباني للأمر الواقع بعد ارتفاع صرخة المستشفيات، وأصدر أول من أمس قراراً يلغي قراره، ليصبح المرسوم 4599 سارياً مجدداً.

تبلغ لبنان بواسطة جهات أمنية رسمية في كينشاسا حقيقة الأسباب القضائية التي تقف خلف قرار سحب الإقامات من عدد من اللبنانيين العاملين هناك، مؤكدة غياب أي بُعد سياسي لهذه الخطوة. ويفترض أن تصل إلى بيروت ملفات قضائية أعدت في الكونغو تعرض تفاصيل المشكلة الخاصة بالذين أعيدوا إلى لبنان في الأيام القليلة الماضية. وكانت الجهات الرسمية في لبنان قد طلبت إيضاحات حول حقيقة ما حصل قبل ثلاثة أسابيع في العاصمة الكونغولية على اثر انهيار أحد المعامل العائدة إلى بعض المبعدين ما تسبب بوفاة عدد من الموطنين هناك.

تعاني هيئة أوجيرو من شح في الأموال، بسبب تأخر وزارة الاتصالات بتسليمها مستحقاتها، على رغم الطلبات المتكررة من الهيئة. وفيما تؤكد الوزارة أن التأخير يعود لعدم توقيع العقد مع الهيئة، ولوجود حكومة تصريف أعمال، فإن مصادر أجيرو تؤكد أن استمرار الوضع على ما هو عليه سيؤدي إلى إعلانها عن عدم قدرتها على تلبية كل طلبات الصيانة التي تصلها من المواطنين

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

البحث في أسماء الوزراء سيبدأ...

اللواء/05 تشرين الأول 2018/أفادت معلومات، لـ«اللواء»، أن الإجتماع الثاني، الأسبوع المقبل، بين رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس الحكومة المكلف سعد الحريري سيبحث جدياً في صيغة حكومية، بعد توزيع الحقائب على الكتل النيابية، على أن يترك لرؤساء الكتل وضع أسماء للحقائب المقترحة لكل كتلة أو حزب.

 

الوطني الحر يُسرّع لقاء فرنجية وجعجع...

"الأنباء الكويتية/05 تشرين الأول 2018/يقول مصدر في «تيار المردة»، لـ«الأنباء»، إن «الخلاف الحاصل بين القوات والتيار الوطني الحر سرّع في هذا التقارب، وأن الاختلاف مع القوات ينحصر في السياسات الخارجية، بينما يلتقي الحزبان كثيرا في أمور وقضايا داخلية. ويثني في هذا الإطار على أداء وزراء القوات في الحكومة قائلا: «لا يمكننا إلا أن نعترف بكفاءتهم ونزاهتهم». ويضيف المصدر: «من هنا نرى أنه لا ضرورة لورقة تفاهم أو أي خطوة مماثلة لتنظيم العلاقة فيما بيننا لأن كلمتنا تبقى هي الأساس التي طالما عرفنا بالتزامنا بها، في وقت يقوم غيرنا بتوقيع تفاهمات ليعود بعدها ويضرب بها عرض الحائط».

 

هل تولدُ للبنان حكومةٌ في الأيام المقبلة؟

"الراي الكويتية" - 5 تشرين الأول 2018/بقيت بيروت أمس تحت تأثير «بصيص الأمل» الذي غلّف ملف تشكيل الحكومة الجديدة مع زيارة الرئيس المكلف سعد الحريري لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون وما رافقَها من أجواء أوحتْ بارتفاع حظوظ إمكان تذليل العقبات التي تعترض مسار التأليف منذ 24 الماضي. وفيما كانت كل الأنظار أمس على إطلالة الحريري التلفزيونية المسائية عبر شاشة "أم تي في"، فإن المؤتمر الصحافي لرئيس «التيار الوطني الحر» وزير الخارجية جبران باسيل اليوم سيكون مفصلياً في تحديد إما جدّية مرتكزات «هَبّة الأمل» ببدء العدّ التنازلي لاستيلاد الحكومة وإما أن هذا المناخ مجرّد «إنذار كاذب» جديد. وفيما تبدي أوساطٌ مطلعة اقتناعها بما سبق لـ «الراي» ان أوردتْه عن ان الملفّ الحكومي وتعقيداته باتَ «ملبْنناً» منذ «إرجاء» المواجهة في إدلب وتَعاطي طهران مع العقوبات النفطية الأميركية المرتقبة على أنها من «مواجهات النفَس الطويل» الأمر الذي أخْرج «حزب الله» من وضعية «التفرج» حيال استحقاق تشكيل الحكومة الى تحبيذه ولادتها بملاقاة «تشرين الثاني الاميركي - الإيراني» والتحديات الاقتصادية - المالية المتصاعدة والتهديدات الاسرائيلية المتزايدة، فإنها ترى أن هذا الأمر يعني أن العمل الذي يجري على تذليل العقبات حالياً يحظى نظرياً بإمكاناتٍ أعلى من الفترة السابقة لتحقيق اختراقاتٍ ولو احتاج حسْم كامل لوحتها الى المزيد من الوقت انطلاقاً من معادلة «التوازن في التنازلات» بين كل الأطراف، وإلا فإن العكس سيعني طغيان «حسابات السلطة» بالكامل على ملفٍ بات التأخر في بتّه باهظ الكلفة على الواقع اللبناني. وتشير الأوساط في هذا السياق الى أن عقدة تمثيل «القوات اللبنانية» باتت «مَخارجها» الممكنة معروفة بعدما تأكّد ان عون وافق على مَنْحها منصب نائب رئيس الحكومة بلا حقيبة مع 3 وزراء آخرين، في ظلّ استمرار الأخذ والردّ حول إذا كانت «القوات» ستكتفي بحقيبتيْن وهل تقبل بأن تكونا التربية والشؤون الاجتماعية او تصرّ على العدل، ووسط توقُّف هذه الأوساط باهتمام عند تسريب معلومات حول طرْحٍ عُرض على «القوات» ويقضي بمنْحها 3 حقائب (مع نيابة رئاسة الحكومة) هي التربية والشؤون الاجتماعية والثقافة، الأمر الذي ردّت عليه الأخيرة مبدية أسفها «لأن يقوم البعض بالتلهي بالمناورات التي لا هدف لها سوى إلقاء اللوم على الآخرين ومحاولة رمي مسؤولية تأخير التأليف على (القوات)».

 

الجيش اللبناني... النساء للمراكز الإدارية والرجال للميدان/2500 امرأة انخرطن حديثاً... وترقية 3 نساء لرتبة عميد و17 لرتبة عقيد

بيروت: بولا أسطيح/الشرق الأوسط/05 تشرين الثاني/18/تشهد المؤسسة العسكرية نقلة نوعية لجهة إشراك العنصر النسائي بفاعلية في صفوف الجيش، بعدما كان منذ تسعينات القرن الماضي حضور المرأة رمزيا، إن كان من حيث عدد العناصر أو المهام الموكلة إليهن.

وقد وضعت قيادة الجيش «خطة استراتيجية» تلحظ أهدافا قصيرة ومتوسطة وبعيدة المدى، على أن يتم في مرحلة أولى تسليم النساء وظائف إدارية في المؤسسة، وفي مرحلة ثانية، توزيع العناصر النسائية على مختلف المجالات وصولا لأن يتسلمن المراكز الإدارية كافة ليتفرغ الرجال للعمل الميداني، إضافة لتطوير نظام الخدمة، على أن يكون هناك مرحلة ثالثة بعيدة المدى، تلحظ المساواة المطلقة واشتراك المرأة في العمل الميداني.

وتشكّل هذه الخطة، بحسب القيادة «خيارا استراتيجيا»، باعتبار أن انخراط المرأة في الجيش سيؤدي إلى «تأمين مهارات خاصة غير موجودة لدى الرجال، وتحسين الأداء الوظيفي وتعميم التنافسية الإيجابية، وتقوية الحس الوطني والولاء للوطن والمؤسسة، وزيادة الانصهار الوطني، وتعزيز حقوق الإنسان وتأمين التوازن الاجتماعي والفئوي». وتعتبر مصادر عسكرية أن «الأنثى تشكل قيمة مضافة للجيش وتتمتع بخصائص ومكتسبات مختلفة عن الرجل، كالدقة في العمل والمستوى التنظيمي الأعلى، أضف أن معظم المنخرطات يتمتعن بمستوى علمي مميز، أقله بكالوريا قسم ثاني وإجازة علمية، علما بأن الأغلبية الساحقة هن من صاحبات الإجازات الجامعية، ما سيؤدي إلى رفع المستوى الثقافي في المؤسسة». وتشير المصادر في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إلى وجود 3000 عنصر نسائي حاليا في الجيش موزعات على الوحدات كافة أي الإدارات والحرس الجمهوري وأفواج الحدود ووحدات دعم القتال والوحدات المساندة والطبابة، كما أن هناك 4 نساء في فوج المغاوير، لافتة إلى أنه تمت ترقية 3 نساء مؤخرا لرتبة عميد و17 لرتبة عقيد. في عام 2017، انخرطت 2500 امرأة في المؤسسة العسكرية، تخرجت منهن 1640 في الشهرين الماضيين بما شكّل أكبر دورة نسائية في تاريخ الجيش، علما بأن انخراط المرأة اللبنانيَّة في صفوف المؤسسة بدأ في أواخر ثمانينات القرن الماضي، في ظل الحرب التي دفعت القيادة إلى البحث عن سبل لملء الفراغ الحاصل في الوحدات.

وكان عام 1992، قد شهد افتتاح دورة للضبّاط الاختصاصيين (ذكور وإناث) في الكلّية الحربيَّة حاليّاً، التحقت بها 32 متطوِّعة من حملة الإجازات في اختصاصات طبِّ الأسنان وإدارة الأعمال. ويشير العميد المتقاعد جورج نادر إلى «قرار اتخذه قائد الجيش العماد جوزيف عون شخصيا، بتفعيل دور المرأة بالمؤسسة العسكرية إيمانا منه بأن ذلك سيؤدي إلى نهضة كبيرة»، لافتا في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «وجود العنصر النسائي ينحصر حاليا وبشكل خاص في الوحدات الإدارية واللوجيستية والطبية، لكن الخطة التي وضعتها القيادة ستؤدي في المدى القريب لتسلم النساء المراكز الإدارية لتفرغ الرجال للعمل الميداني». ويضيف نادر: «هناك في المرحلة الراهنة 2500 امرأة في صفوف المؤسسة من كل الرتب كما أن هناك 1200 على طريق التطويع، ما يجعل العدد الإجمالي المتوقع نحو 4000»، موضحا أن كثيرا منهن يشاركن أيضا في الوحدات العملانية، على سبيل المثال في عمليات التفتيش عند مداخل مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين الواقع في منطقة صيدا جنوب لبنان».

ويؤكد نادر أن «كل المتطوعات وكي يتم قبولهن يجب أن يؤمنّ المستندات العلمية المطلوبة التي تستوفي الشروط، إضافة إلى خضوعهن لامتحان الصحة والرياضة، نافيا نفيا قاطعا أن يكون قد تم قبول أي امرأة لم تستوف هذه الشروط ولم تنجح في الامتحانات». وأضاف: «أما الحديث عن أن ضم كل هذا العدد من النساء إلى المؤسسة يؤدي إلى تكاليف إضافية على كاهل الخزينة، فليس في مكانه على الإطلاق، باعتبار أن كل المنتسبات مؤخرا أتين لتغطية أماكن شاغرة لكثير من العناصر الذين يتم تسريحهم بشكل شهري، سواء في حال بلغوا السن القانونية أو في حال أرادوا هم شخصيا الخروج من صفوف المؤسسة». وشدد نادر على أن «كل التجارب النسائية سواء الماضية أو الحالية في المؤسسة فاجأت القيادة من حيث قوة النساء المنتسبات وقدرتهن على التحمل»، لافتا إلى أن «ثلث الوحدات الخاصة في تونس، مثلا، من النساء».

 

الأحرار: لصرف النظر عن حكومة الأكثرية غير القابلة للتحقيق والمس بالحريات يضعف الكيان

الجمعة 05 تشرين الأول 2018 /وطنية - عقد المجلس السياسي لحزب الوطنيين الأحرار اجتماعه الأسبوعي برئاسة رئيسه دوري شمعون وحضور الأعضاء. ورأى المجلس في بيان إثر الاجتماع أن "الساعات الأخيرة سجلت بارقة امل باختراق على صعيد تشكيل الحكومة العتيدة على ان يتم البناء عليها من أجل مزيد من الإيحابيات لدى كل الأفرقاء لبلوغ الهدف المنشود". وقال: "هذا يعني استمرار العوائق والعقبات المفتعلة التي حالت دون التوصل الى قيام حكومة وحدة وطنية تتصدى للتحديات الكثيرة وفي مقدمها الأوضاع الاقتصادية والمعيشية. ومن البديهي والحال هذه صرف النظر عن حكومة الأكثرية غير القابلة للتحقيق من جهة ولأنها تفاقم المشاكل من جهة أخرى. أخيرا، نأمل في انتصار منطق التفاهم والتعاون على منطق الخلاف والتباعد ضنا بالمصلحة الوطنية وفي وقت تتنوع فيه الاخطار على المستويين الإقليمي والمحلي".

أضاف: "نلاحظ تدرجا في المس بالحريات تجلى بداية بالاستدعاءات القضائية على خلفية التعبير عن الآراء عبر وسائل التواصل الاجتماعي الى منع لقاء سيدة الجبل من عقد اجتماع له ومن دون اي مسوغ قانوني. ونعتبر ان هذه الممارسات تشكل انتهاكا للدستور الذي يكفل حرية الرأي والاجتماع ووسيلة ضغط على المعارضين كما تلحق بالغ الأذى بصورة لبنان. ونلفت في هذا المجال الى ان لبنان والحرية صنوان لا يفترقان وان المس بالحريات العامة والخاصة يضعف الكيان ويؤدي الى ردود فعل تأتي في نهاية المطاف لمصلحة الحرية واللبنانيين الأحرار. إننا، إذ نعلن تضامننا مع كل الذين استهدفتهم إجراءات تنتقص من حريتهم، ندعو الى وقفها وعدم اللجوء اليها مجددا في أي ظرف".

وأكد المجلس "ضرورة تطبيق قرار وضع العدادات على المولدات الخاصة حرصا على مصلحة المستهلكين، علما انه تمت إعادة النظر بالتعرفة بما ينصف أصحاب المولدات والمواطنين في نفس الوقت". ودعا الى "عدم التصعيد وإحلال الحوار للوصول الى افضل الشروط بين الطرفين". وقال: "نلفت الى الأسباب الحقيقية التي ادت الى هذه الإشكالية وهي تختصر بالفشل الذريع في إدارة مرفق الكهرباء منذ عدة سنوات. الأدهى اننا ما زلنا نتخبط في نفس المشكلة وهي عدم توافر معامل الانتاج مما كبد خزينة الدولة الخسائر الجسيمة وفاقم الدين العام. وفي المناسبة نعلن ان اللجوء الى خيار استئجار بواخر توليد الطاقة يندرج في استمرار الأزمة ولا يعدو كونه حلا مؤقتا باهظ الكلفة. وعليه نذكر بضرورة التزام خيار انجاز بناء معامل الانتاج واشراك القطاع الخاص في هذا المجال".

 

روجيه اده: لحكومة كفاءات من 14 وزيرا مهمتها الاصلاح السياسي والاقتصادي

الجمعة 05 تشرين الأول 2018/وطنية - اعرب رئيس "حزب السلام اللبناني" المحامي روجيه اده عن تخوفه من ضربة عسكرية اسرائيلية على لبنان لا اجتياحا لمناطق، متوقعا الا يصعد حزب الله اذا ما حصلت الضربة". وقال امام اعلاميين في دارته في بلدة اده قضاء جبيل :"الذي لا يصعد في سوريا لماذا يريد ان يصعد في لبنان"، وانتقد جولة الوزير جبران باسيل مع السفراء الى المكان الذي تحدث عنه رئيس الحكومة الاسرائيلية من ان حزب الله يخبئ اسلحة فيه. وقال :" كان يجب ان يقوم الجيش اللبناني مع القوات الدولية العاملة في الجنوب اللبناني بزيارة المواقع المحددة والتحقق من الموضوع، ومن ثم وضع تقرير للامم المتحدة وللحكومة اللبنانية، وعندها تكون هناك مصداقية ونقفل الباب دوليا على قيام نتنياهو بعملية عسكرية على لبنان، علما ان ما نعرفه ونسمعه منذ زمن ان هذه الاماكن ليست الا هدفا من الاهداف الكثيرة الموجودة في لبنان".

اضاف :" ماليا ان لم يحصل انعاش اقتصادي يكون اولا بتعليق سلسلة الرتب والرواتب لمدة عشر سنوات واعادة برمجتها في ظل عدم تغيير النظام الاقتصادي في لبنان، يكون الانهيار المالي". وجدد التأكيد "على ضرورة تشكيل حكومة كفاءات لا يتعدى عددها 14 وزيرا، يكون هدفها محدد، الا وهو الاصلاحات السياسية والاقتصادية للاستفادة من المساعدات الدولية ولاعادة انماء الاقتصاد اللبناني، ويجب الا تضم هذه الحكومة اي حزب من الاحزاب اللبنانية، وعندها لا يمكن لحزب الله ان يقول انه غير ممثل او مستفردا"، لافتا "الى ان لا حكومة في القريب المنظور".

وحول ما يحكى عن مصالحة قريبة بين القوا ت اللبنانية وتيار المردة قال:"انا مع كل مصالحة تنهي المرحلة الاليمة التي مرت على اللبنانيين وخصوصا بين المسيحيين"، معربا "عن عدم تخوفه من توطين النازحين السوريين في لبنان".

 

القوات اللبنانية أوضحت نقاطا وردت في مؤتمر باسيل: قوله عن فيتو وطني مجرد اختلاق ويحق لنا ثلث التمثيل الوزاري عددا ووزنا

الجمعة 05 تشرين الأول 2018 /وطنية - أصدرت الدائرة الإعلامية في "القوات اللبنانية" بيانا توضيحا، حول بعض النقاط التي وردت في المؤتمر الصحافي لوزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الاعمال جبران باسيل، جاء فيه:

"- أولا، تثمن القوات اللبنانية قول الوزير باسيل انه مع المصالحة المسيحية، لكنها تستغرب ان يقول بانه يريد اتفاق معراب كاملا، في الوقت الذي يشكل هذا المطلب مطلب القوات تحديدا. وتذكيرا لمن يمكن ان تكون قد خانته الذاكرة، انه تم الخروج عن اتفاق معراب منذ اللحظة الأولى، بدءا من تشكيل الحكومة الماضية، مرورا بعدم تشكيل لجنة مشتركة من الحزبين، وليس انتهاء بكثير من الطروحات السياسية المناقضة لمضمون التفاهم. وفي سياق متصل، تحدث باسيل كما يتكلم مرارا وتكرارا عن ضرب العهد، وعليه، نسأله وبكل بساطة: هل يستطيع ولمرة واحدة ان يقول أمام الرأي العام اللبناني اين ضربت "القوات" العهد، وفي اي مناسبة، وفي أي مواضيع وملفات؟. وأما إذا كان يعتبر الوزير باسيل ان معارضة وزراء "القوات" لصفقة بواخر الكهرباء ضربة للعهد. فنحن نعتبر بالمقابل اننا قد أدينا خدمة كبرى للعهد، لأنه لا يشرف اي عهد حصول صفقة من هذا النوع في أيامه. - ثانيا: قال الوزير باسيل في مؤتمره الصحافي انه لم يكن لديه في اي يوم من الأيام أي موقف اعتراضي على تولي "القوات اللبنانية" حقيبة سيادية، ولكن المشكلة برأيه تكمن في وجود فيتو وطني على تولي "القوات" حقيبة سيادية، وفي هذا السياق نسأل الوزير باسيل امام كل الرأي العام اللبناني: اين هو هذا الفيتو الوطني الذي يتحدث عنه؟ وهل يمكنه ان يفيدنا مثلا، في أي تصريح او تلميح، ان حزبا او بعض الاحزاب عارضت تولي "القوات" حقيبة سيادية؟ لا بل عندما طرح تولي "القوات" لحقيبة سيادية، كان لهذا الأمر وقعه الإيجابي والترحيبي من قبل الكتل النيابية، وفي غياب أي معارضة علنية أو في الكواليس السياسية، وبالتالي ما قاله عن فيتو وطني لم نجد له اثرا، لا في تصريح رئيس حزب ولا في مواقف كتل نيابية ولا في أدبيات أخرى وازنة ومهمة، وبالتالي يكون قول الوزير باسيل في هذا الصدد مجرد اختلاق لا أكثر ولا أقل. ثالثا:أما بخصوص المقياس الذي يتكلم عنه مرارا وتكرارا، ومع احترامنا الكلي لشخصه، ليس هو من يضع المقاييس والمعايير للحكومة، بل رئيس الحكومة بالتفاهم مع رئيس الجمهورية، ولم نتبلغ من الرئيسين يوما انهما قد تفاهما على هذا المقياس الذي تحدث عنه. ومن ثم المقياس الوحيد المعمول به حتى الساعة وفي تشكيل هذه الحكومة بالذات، هو نسبة التمثيل الشعبي، ومن هذا المنطلق، نرى مثلا ان التمثيل الوزاري الشيعي حصر بـ"حزب الله" وحركة "أمل". وأما في ما يتعلق بالتمثيل الوزاري الميسحي، فالمقياس الوحيد المنطقي هو النسبة التي نالها كل طرف في الانتخابات الأخيرة، وقد نالت "القوات اللبنانية" ثلث التمثيل الشعبي المسيحي، وبالتالي يحق لها ثلث التمثيل الوزاري في الحكومة عددا ووزنا.

رابعا: أما لجهة قوله لماذا تكون كل وزارات الدولة من حصة "التيار الوطني الحر"، فهذا القول صحيح، ونحن نقبل ان تكون إحدى وزاراتنا وزارة دولة، ولكن بعد ان يصار إلى تمثيلنا بالشكل الصحيح الذي أفرزته الانتخابات النيابية، اي بثلث المقاعد الوزارية، وذلك ان على مستوى عدد الوزراء او نوعية الحقائب".

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

مرشّح ترامب يفوز في تصويت أولي في مجلس الشيوخ  

الجمهورية/05 تشرين الثاني/18/فاز القاضي بريت كافانو مرشح الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى المحكمة العليا، الجمعة، بتصويت أولي إجرائي في مجلس الشيوخ نحو تثبيته في المنصب عبر تصويت نهائي السبت. ونال القاضي بريت كافانو 51 صوتا مقابل معارضة 49. وكانت السناتورة الجمهورية ليزا موركوسكي صوتت ضد تثبيت ترشيح كافانو للمحكمة العليا في هذا الاقتراع الأولي، الذي يعتبر مؤشرا للتصويت النهائي الذي سيجرى السبت. وصوت العضوان الجمهوريان المعتدلان جيف فلايك وسوزان كولينز لمصلحة كافانو، وكذلك فعل السناتور الديموقراطي جو مانتشن.

 

بن سلمان: لا نريد "حزب الله" جديداً في الجزيرة العربية  

الجمهورية/05 تشرين الثاني/18/رأى ولي العهد السعودي محمد بن سلمان أننا "لا نريد "حزب الله" جديدا في الجزيرة العربية وهذا خط أحمر للعالم وليس للسعودية فقط". وأضاف في حوار مع وكالة "بلومبرغ"، أن "لا أحد يريد أن يكون حزب الله قريبا من منطقة يمر عبرها 15% من التجارة العالمية". وجاءت تصريحات ولي العهد السعودي ردا على سؤال حول الأزمة اليمنية، حيث قال إن الرياض تأمل أن تنتهي الأزمة اليمنية في أقرب وقت ممكن. وتابع قائلا: "نحن نأمل بأن يكونوا مستعدين للتفاوض والتوصل إلى اتفاق في أقرب وقت ممكن". هذا ورفض ولي العهد السعودي تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب التي حذر خلالها العاهل السعودي من أنه لا يمكنه أن يبقى في السلطة "لأسبوعين" من دون دعم الجيش الأميركي وطالبه بأن يدفع التكاليف. وقال الأمير محمد: "أحب العمل معه. تعرفون، يجب أن تتقبلوا أن أي صديق سيقول أمورا جيدة وأخرى سيئة". وأضاف: " كل الأسلحة التي نحصل عليها من الولايات المتحدة الأميركية يتم دفع ثمنها، ليست أسلحة بالمجان. ومن ثم فمنذ أن بدأت العلاقات بين السعودية والولايات المتحدة، اشترينا كل شيء بالمال". كما أعلن بن سلمان أن بلاده تنوي طرح أسهم شركة أرامكو النفطية العملاقة في السوق المالية بحلول العام 2021، مشيرا الى أن هذا الامر سيحصل "أعتقد في نهاية 2020 او مطلع 2021".

 

واشنطن تعتبر نشر «اس 300» في سوريا «تهوراً»

واشنطن - لندن/الشرق الأوسط/05 تشرين الثاني/18»/قال الجنرال الذي يشرف على القوات الأميركية في الشرق الأوسط، الخميس، إن نشر موسكو منظومة صواريخ «إس300» في سوريا إنما هو رد متهور وغير محسوب على إسقاط طائرة عسكرية روسية في سوريا الشهر الماضي.

وأكد الجنرال جوزيف فوتيل، قائد القيادة المركزية الأميركية، عملية النشر، وأضاف أنها ستساعد في حماية الأنشطة الإيرانية في سوريا؛ وهو ما تسبب في غارات جوية شنتها إسرائيل. وكان مسؤول إسرائيلي قلل، الأربعاء، من التحديث الروسي للدفاعات الجوية السورية، قائلاً إن طائرات الشبح المقاتلة الإسرائيلية قادرة على التغلب على نظام «إس300» الصاروخي الذي حصلت عليه سوريا مؤخراً، ومن الممكن تدميره على الأرض. وقالت موسكو، الثلاثاء، إنها سلمت النظام الصاروخي «إس300»، وهو قرار اتخذته بعد اتهامها إسرائيل بالمسؤولية غير المباشرة عن إسقاط طائرة تجسس روسية على يد القوات السورية أثناء إطلاقها النار على طائرات إسرائيلية مهاجمة الشهر الماضي. وتصف دمشق وحليفها القوي الإضافة المتقدمة إلى الترسانة السورية بأنه رادع كبير. وأعربت كل من إسرائيل وواشنطن عن تشككهما بشأن عملية تسليم النظام «إس300».

ورداً على سؤال في مقابلة حول هل امتلاك سوريا لنظام الصاروخي «إس300» من شأنه تقييد طائرات الجيش الإسرائيلي، قال تساحي هنجبي، وزير التعاون الإقليمي الإسرائيلي، وهو أيضاً عضو لا يملك حق التصويت في مجلس الوزراء الأمني المصغر «لا، على الإطلاق». وقال لراديو الجيش «القدرات التشغيلية التي لدى القوات الجوية لا تستطيع معها مثل تلك البطاريات (إس300) أن تقيد في واقع الأمر قدرات القوات على العمل». وفي إشارة إلى طائرات «إف35» المقاتلة التي تسلمتها إسرائيل، قال هنجبي «تعرف أن لدينا طائرات شبح مقاتلة، أفضل الطائرات في العالم. هذه البطاريات ليست قادرة حتى على اكتشافها». وذكرت «رويترز» عام 2015، أن إسرائيل تدربت على التعامل مع نظام «إس300» قدمته روسيا إلى اليونان. وتقول إسرائيل، إن غاراتها الجوية على سوريا ضرورية لمنع عمليات الانتشار ونقل الأسلحة التي تقوم بها إيران أو «حزب الله» اللبناني، الحليفان لدمشق. وقال هنجبي، إن روسيا كانت قد نشرت سابقا نظام «إس300» الخاص بها في سوريا؛ لذلك فإن قدرات هذا النظام سبق وأن وضعت لفترة طويلة بعين الاعتبار في التخطيط الإسرائيلي.

 

بولتون يؤكد أن واشنطن تواجه تهديدات من طهران وميليشياتها

واشنطن/الشرق الأوسط/05 تشرين الثاني/18»/أكد مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون أن الولايات المتحدة تواجه تهديدات من إيران وميليشياتها الإرهابية. وقال بولتون للصحافيين لدى تقديمه استراتيجية بلاده لمكافحة الإرهاب والتي تركز أيضاً على إيران، إن «الجماعات الإرهابية المتطرفة تمثل أبرز تهديد إرهابي عبر الحدود للولايات المتحدة ولمصالحها في الخارج». وأضاف أن بلاده تواجه أيضاً تهديدات من إيران التي وصفها بأنها «الممول الرئيسي العالمي للإرهاب الدولي منذ 1979».

 

خامنئي يقر بمشكلات إيران الاقتصادية ويتوعد بمواجهة العقوبات واعتبر وسائل الإعلام {سلاحاً كيماوياً}... وحذر المسؤولين من الخلافات الداخلية

لندن: عادل السالمي/الشرق الأوسط/05 تشرين الثاني/18/من أعلى نقطة في معلب آزادي وأمام ما يقارب ثمانين ألفا من منتسبي الباسيج وقيادات «الحرس الثوري»، أقر المرشد الإيراني علي خامنئي بأن بلاده تمر بصعوبات اقتصادية، نافيا أن يكون النظام الإيراني في «مأزق» تحت وطأة العقوبات الأميركية. ووجه خامنئي تحذيرا لأطراف داخلية من ارتكاب «الخيانة» إذا ما تحدثت عن وجود «مأزق» في إيران، وقال «يجب أن نوصل رسالة قوة إلى الأعداء وليس رسالة ضعف» محذرا المسؤولين الإيرانيين من «الضعف» والخلافات الداخلية. وشدد أيضا على «قدرة» الاقتصاد الإيراني على «إلحاق الهزيمة بالعقوبات» غير أنه عاد للقول «لا شكّ في أنّنا لدينا مشاكل اقتصاديّة؛ لدينا اقتصاد نفطي هو عيبٌ كبيرٌ في حدّ ذاته». وأبدى خامنئي حرصا في خطابه على توظيف مفردات يستخدمها بشكل روتيني في مخاطبة المسؤولين الأميركيين، ووصف ما قاله بومبيو وبولتون بـ«العربدة والتصريحات السخيفة والتصورات الواهية» متهما إياها بالسعي وراء رسم صورة «مقلوبة» عن واقع الأرض في إيران غير أنه قال إن بلاده تواجه فترة حساسة بسبب الضغوط الأميركية والمصاعب الاقتصادية وقال إن «ظروف البلاد وظروف المنطقة والعالم ظروف حسّاسة؛ خاصّة بالنّسبة إلينا نحن الشّعب الإيراني». وعزا خامنئي أسباب حساسية الأوضاع في إيران إلى سياسات الإدارة الأميركية. وتطرق بمرارة إلى ما تشهده إيران هذه الأيام من المشكلات الاقتصادية والمعيشية، ونقلت عنه رويترز «أننا من ناحية لدينا صياح القوى المتعجرفة وساسة الإمبريالية الأميركية... ومن ناحية أخرى لدينا المشكلات الاقتصادية التي تواجهها الأمة وتضييق العيش على قطاع كبير من الضعفاء في البلاد». ولم يتطرق خامنئي لحلول واقعية يمكن تطبيقها لتجاوز المشكلات الاقتصادية مع اقتراب العقوبات، لكنه أشار إلى «عيوب» مثل «فقدان ثقافة التوفير» و«الإسراف» قبل أن يوجه انتقادات مبطنة لجهات تريد الانفتاح الاقتصادي على الغرب بقوله إن «العيب الحقيقي هو أن يظنّ الشاب داخل البلاد بأنه لا سبيل للحل سوى الارتماء في حضن العدو». كما اتهم «الأعداء» بتقديم صورة «مغلوطة» عن إيران لافتا إلى أن (الأميركيين) يحاولون «الإيهام بأنّهم في موضع القوّة؛ بيدَ أنّهم ليسوا في موضع القوّة» وأضاف «الصورة المغلوطة الأخرى هي تصورهم عن إيران. مؤخرا قال الرئيس الأميركي لزعماء أوروبا: تريّثوا شهرين أو ثلاثة ستنتهي إيران». قبل أسبوعين، قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال مؤتمر صحافي على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، إن «إيران سوف تلجأ إلي وستطلب أن تعقد اتفاقا جيدا معي سوف يحدث ذلك. هم يعانون كثيرا الآن». وكان ظهور خامنئي، أمس، بمثابة هجمة مرتدة ضد مواقف كبار المسؤولين في الإدارة الأميركية وآخرها تصريحات وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو ومستشار الأمن القومي جون بولتون، أول من أمس، هاجما سياسات النظام الإيراني بأشد العبارات. أول من أمس، وبعد ساعات من إعلان قرار محكمة العدل الدولية بشأن العقوبات الإيرانية، خرج وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو في مؤتمر صحافي ودعا قادة إيران إلى «إنفاق الأموال على الشعب الإيراني بدلا من إثارة الرعب في العالم». وقال بولتون إن إيران «البنك المركزي للإرهاب» لافتا إلى أن التهديد الإيراني «لا يقتصر على ترسانة الصواريخ والطموحات النووية وإنما رعاية الإرهاب». وفي تصريحات صحافية في جنيف، قال المبعوث الأميركي إلى مؤتمر نزع السلاح روبرت وود «نريد أن نرى إيران وقد انتهى دورها في سوريا... وسوف نستمر في تشديد العقوبات على إيران - سوف ترون بعض الخطوات الجديدة في نوفمبر (تشرين الثاني)، وسوف نستمر من هذه النقطة».

وقال خامنئي إن «الولايات المتحدة لا سبيل لها سوى فرض العقوبات» مضيفا أن طهران «ستصفع الولايات المتحدة وستهزمها من خلال هزيمة العقوبات».

وجاء خطاب خامنئي غداة حكم صدر من محكمة العدل الدولية ردا على شكوى إيرانية، اتهمت فيها الولايات المتحدة بخرق معاهدة الصداقة التي وقعها النظام الإيراني السابق في 1955. وكان وزير الخارجية الإيراني في منتصف يوليو (تموز) الماضي أعلن عن تسجيل شكوى رسمية ضد واشنطن بسبب انسحاب من الاتفاق النووي وعودة العقوبات. ولم تحصل طهران على حكم يبطل العقوبات الأميركية إلا أن المحكمة أمرت الولايات المتحدة بضمان عدم تأثر السلع الإنسانية بالعقوبات، واعتبرت كل من إيران والولايات المتحدة أنه الطرف الفائز في القرار. ورحبت طهران على لسان وزير الخارجية والمتحدث باسم الخارجية لكن وزير الخارجية الأميركي اعتبره «هزيمة» للإيرانيين. وسارع بومبيو للتأكيد على أن الولايات المتحدة لم تفرض حظرا على سلع تشمل الجانب الإنساني ومنها الأدوية والغذاء.

وهذه المرة الأولى التي يقابل فيها زعيم النظام الإيراني أمام المستطيل الأخضر الأكبر اتساعا للجماهير في البلاد، لتوجيه كلمة أمام أنصاره ويعد ملعب «آزادي» من معالم طهران ومن تراث النظام السابق. وقال خامنئي إن «زبدة الكلام» في خطابه «عظمة إيران» أولاً، و«صلابة النظام» ثانياً وثالثاً «استعصاء إلحاق الهزيمة بالشعب الإيراني» وأشار إلى ما اعتبره سحق إيران في مختلف المجالات على مدى 200 عام خلال مرحلتي حكم القاجاريين والنظام البهلوي. ولم يعلق خامنئي على الجدل الإيراني_الأميركي حول القرار كما أنه تجاهل التعليق على إطلاق صواريخ باليستية باتجاه شرق الفرات بداية الأسبوع الحالي وفسرتها طهران على أنها رسالة للإدارة الأميركية. ومع ذلك، دعا خامنئي مخاطبيه من قوات «الحرس الثوري» والباسيج إلى «معرفة ساحة الهجوم. أين تكمن حربنا مع العدو؟ ينبغي علينا تحديد هذا بشكل صحيح. ينبغي علينا فهم تهديد العدوّ بشكل صحيح. ينبغي عليكم أن تعلموا من أي جهة يشنّ العدوّ هجومه. ينبغي على جميع النّاس أن يمتلكوا فهماً صحيحاً». وتزامن ظهور خامنئي بهذه الطريقة مع حملة إعلامية أطلقتها السلطات الإيرانية في المواقع الرسمية لتقديم صورة مغايرة عن تفاعل السوق والعملة الإيرانية مع العقوبات، قبل العد العكسي لدخول الحزمة الثانية من العقوبات الأميركية حيز التنفيذ في مطلع نوفمبر. في هذا الشأن، شبه خامنئي وسائل الإعلام بـ«السلاح الكيماوي في الحرب العسكرية» لافتا إلى أن هذا النوع من السلاح يستخدم «عندما تضرب الدبابات والمعدات والقوات وتسقط القدرة على استخدام الوسائل» وصرح «كذلك شأن وسائل الإعلام، اليوم يستخدم التلفزيون والإنترنت وشبكات التواصل ضد الرأي العام (الإيراني)» محذرا من «استخدام هذا السلاح الكيماوي ضد الإيرانيين». ودعا في هذا الصدد قوات «الباسيج» إلى اتخاذ سياسة «حرية إطلاق النار» في شبكات التواصل الاجتماعي. ويعود أول استخدام لمصطلح «حرية إطلاق النار» إلى أول خطابات خامنئي عقب فوز روحاني بولاية رئاسية ثانية في مايو (أيار) 2017، حينذاك كان خامنئي ينتقد الأوضاع الثقافية، ودعا «الأجهزة الثورية إلى اتخاذ زمام المبادرة إذا ما رأت تقاعسا لدى الأجهزة المعنية في معالجة القضايا الثقافية» ضد ما اعتبره «التغلغل الثقافي». ويملك «الباسيج» جيشا إلكترونيا من «الهاكرز» وآخرين يعملون في سياق حملات ينظمها «الباسيج» ضد حراك نشطاء المجتمع المدني والمعارضين لسياسات النظام.

وكانت شركات غوغل وتويتر وفيسبوك أعلنت الشهر الماضي عن إغلاق مئات الحسابات الإيرانية. وبحسب معلومات تداولها ناشطون فإن أكثر من 20 ألفا من عناصر الأمن تحت إشراف فريق حماية خامنئي، تكفل بتأمين حضور قوات الباسيج في ملعب آزادي، وقالت وكالة «إسنا» الحكومة في وصف الحشود إنها «جماعات جهادية» من قوات «الباسيج» التابع لـ«الحرس الثوري» الإيراني.

 

واشنطن تعتبر نشر «اس 300» في سوريا «تهوراً»

واشنطن - لندن/الشرق الأوسط/05 تشرين الثاني/18»/قال الجنرال الذي يشرف على القوات الأميركية في الشرق الأوسط، الخميس، إن نشر موسكو منظومة صواريخ «إس300» في سوريا إنما هو رد متهور وغير محسوب على إسقاط طائرة عسكرية روسية في سوريا الشهر الماضي.

وأكد الجنرال جوزيف فوتيل، قائد القيادة المركزية الأميركية، عملية النشر، وأضاف أنها ستساعد في حماية الأنشطة الإيرانية في سوريا؛ وهو ما تسبب في غارات جوية شنتها إسرائيل. وكان مسؤول إسرائيلي قلل، الأربعاء، من التحديث الروسي للدفاعات الجوية السورية، قائلاً إن طائرات الشبح المقاتلة الإسرائيلية قادرة على التغلب على نظام «إس300» الصاروخي الذي حصلت عليه سوريا مؤخراً، ومن الممكن تدميره على الأرض. وقالت موسكو، الثلاثاء، إنها سلمت النظام الصاروخي «إس300»، وهو قرار اتخذته بعد اتهامها إسرائيل بالمسؤولية غير المباشرة عن إسقاط طائرة تجسس روسية على يد القوات السورية أثناء إطلاقها النار على طائرات إسرائيلية مهاجمة الشهر الماضي. وتصف دمشق وحليفها القوي الإضافة المتقدمة إلى الترسانة السورية بأنه رادع كبير. وأعربت كل من إسرائيل وواشنطن عن تشككهما بشأن عملية تسليم النظام «إس300». ورداً على سؤال في مقابلة حول هل امتلاك سوريا لنظام الصاروخي «إس300» من شأنه تقييد طائرات الجيش الإسرائيلي، قال تساحي هنجبي، وزير التعاون الإقليمي الإسرائيلي، وهو أيضاً عضو لا يملك حق التصويت في مجلس الوزراء الأمني المصغر «لا، على الإطلاق».

وقال لراديو الجيش «القدرات التشغيلية التي لدى القوات الجوية لا تستطيع معها مثل تلك البطاريات (إس300) أن تقيد في واقع الأمر قدرات القوات على العمل». وفي إشارة إلى طائرات «إف35» المقاتلة التي تسلمتها إسرائيل، قال هنجبي «تعرف أن لدينا طائرات شبح مقاتلة، أفضل الطائرات في العالم. هذه البطاريات ليست قادرة حتى على اكتشافها». وذكرت «رويترز» عام 2015، أن إسرائيل تدربت على التعامل مع نظام «إس300» قدمته روسيا إلى اليونان. وتقول إسرائيل، إن غاراتها الجوية على سوريا ضرورية لمنع عمليات الانتشار ونقل الأسلحة التي تقوم بها إيران أو «حزب الله» اللبناني، الحليفان لدمشق. وقال هنجبي، إن روسيا كانت قد نشرت سابقا نظام «إس300» الخاص بها في سوريا؛ لذلك فإن قدرات هذا النظام سبق وأن وضعت لفترة طويلة بعين الاعتبار في التخطيط الإسرائيلي.

 

بوتين يستبعد عملية واسعة في إدلب ويؤكد تنفيذ أنقرة «التزاماتها» وجدد دعوة أوروبا إلى «عدم تسييس» ملف اللاجئين السوريين

موسكو: رائد جبر/الشرق الأوسط/05 تشرين الثاني/18/استبعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إطلاق عملية عسكرية واسعة النطاق في إدلب، وأعرب عن ارتياح لسير تنفيذ الاتفاقات مع تركيا، حول إنشاء منطقة منزوعة السلاح على خطوط التماس بين المعارضة والقوات الحكومية، مؤكدا أن أنقرة «تقوم بتطبيق التزاماتها الخاصة بتسوية الوضع». وخلافا للهجة الانتقاد لأداء أنقرة التي ميزت تعليقات بعض وسائل الإعلام وتصريحات مسؤولين في روسيا، جاء حديث بوتين ليؤكد مواصلة العمل لتنفيذ الاتفاقات الثنائية التي تم التوصل إليها، خلال قمة جمعته مع نظيره التركي رجب طيب إردوغان، في سوتشي قبل نحو أسبوعين. وأوضح الرئيس الروسي خلال مؤتمر صحافي جمعه مع مستشار النمسا سيباستيان كورتز في سان بطرسبورغ أول من أمس، الملابسات التي قادت إلى التوصل إلى اتفاق مع تركيا حول إدلب، وأشار إلى أن «الوضع كان معقدا جدا في منطقة خفض التصعيد في إدلب، بعدما تم نقل مسلحين إليها من كل أنحاء سوريا تقريبا، واحتشد هناك للأسف عدد كبير جدا من ممثلي الجماعات المتشددة، مثل (داعش) و(جبهة النصرة) والتشكيلات المرتبطة معهما». ولفت بوتين إلى وجود تباينات بين هذه المجموعات داخل إدلب، مشيرا إلى أن «ليس هذا ما أقلقنا؛ بل ازدياد عمليات القصف في الآونة الأخيرة التي تستهدف البلدات والمدن السورية، بما في ذلك حلب، ثاني أكبر مدينة في البلاد، وقلقنا الأكبر نجم عن بدء تنفيذ محاولات لمهاجمة المواقع العسكرية الروسية في سوريا، وخصوصا قاعدة حميميم، بواسطة طائرات مسيرة، وكنا مضطرين لهذا السبب إلى الرد وشن ضربات على الأراضي التي نبع منها التهديد».

وزاد أن فكرة إنشاء منطقة منزوعة السلاح نشأت خلال المفاوضات التي انعقدت مع إردوغان في سوتشي، موضحا أنه «خلال اللقاء مباشرة تشكلت فكرة إقامة منطقة منزوعة السلاح في إدلب، بعمق 15 - 20 كيلومترا، لضمان مزيد من الأمن للمنشآت السورية المدنية والمدن والبلدات، وكذلك قاعدتنا العسكرية في حميميم». وأكد أن «ثمة توافقا روسيا تركيا كاملا على أن المنطقة العازلة لا يمكن أن يكون فيها جماعات متشددة، بما في ذلك (جبهة النصرة)، أو أي أسلحة ثقيلة، مهما كانت هوية أصحابها». ولفت بوتين إلى أن موسكو «تعمل بتضامن كامل مع الشركاء الأتراك، ونرى أنهم يتعاملون مع هذه الاتفاقات بأقصى درجات الجدية، ويطبقون مسؤولياتهم من الالتزامات، ويساهمون في انسحاب مختلف الجماعات المتطرفة والأسلحة الثقيلة من هذه المنطقة»، مضيفا أن «روسيا بدورها تقوم بإنجاز الجزء الخاص بها» من العمل الهادف لتسوية الوضع في إدلب، و«سنواصل سويا معهم (الأتراك) العمليات التي تم تحديدها، بما في ذلك تنفيذ دوريات مشتركة من قبل القوات المسلحة التركية والشرطة العسكرية الروسية». وأكد الرئيس الروسي أن التنسيق مع السلطات السورية والدعم الذي حصلنا عليه من جانب إيران، وفر فرص النجاح لهذه المبادرة، وزاد: «نحن متضامنون في عملنا المشترك الذي يتقدم باتجاه صحيح، ولدي كل الأسس للاعتقاد بأننا سنحقق الأهداف التي رسمناها». وشدد على أن «هذا يعني أن لا عمليات عسكرية واسعة النطاق هناك؛ لأنه لا حاجة إليها، ويجب حاليا تحقيق أهداف معينة، وتلك الآليات التي اخترناها، تعمل بفاعلية». واستغل بوتين المناسبة للإشارة إلى مبادرة روسيا لإعادة اللاجئين السوريين، وإطلاق مشروعات لإعادة الإعمار، وقال إنه «لا يعلم كيف ستتصرف أوروبا لمنح مساعدات للسوريين في هذا الاتجاه»، معربا عن قناعة بأنه «من الضروري عدم تسييس هذا العمل، ولا يمكن تفريق السكان السوريين على أساس الأراضي التي يقيمون فيها، ما هو الفرق من حيث النهج الإنساني، بين كون الناس يعيشون في الأراضي الخاضعة للسلطات الرسمية بقيادة الرئيس الأسد، وبين كونهم يعيشون في تلك المناطق التي تسيطر عليها المعارضة غير النظامية والجماعات المسلحة؟». وأكد أن «الأمر الثاني المهم يكمن في أن أوروبا لها مصلحة كبيرة في عودة اللاجئين إلى وطنهم، ووفق حساباتنا، فإن العام الماضي شهد عودة نحو 150 ألف شخص إلى بيوتهم؛ لكن هذا العدد كان سيكون أكبر بكثير لو قمنا بتقديم مساعدات مشتركة أساسية، مثل إعادة إصلاح شبكة المجاري وإمداد المياه والكهرباء والبنية التحتية الخاصة بنقل المواد الغذائية والأدوية، وخلق الظروف لكي يتمكن الناس من ممارسة الحياة الطبيعية والعودة إلى منازلهم». وتساءل مخاطبا المستشار النمساوي: «أليست أوروبا مهتمة بذلك؟». ورأى بوتين أن ثمة آفاقا لتكثيف العملية السياسية في سوريا «على أساس القرار رقم 2254، والاتفاقات التي تم التوصل إليها في إطار عمليات آستانة»، مشيرا إلى ارتياحه للمحادثات مع المستشار النمساوي الذي «أعرب عن استعداد النمسا للانضمام إلى العمليات الإنسانية التي تدعم سكان سوريا».

لكن بوتين شدد في الوقت ذاته على «ضرورة أن يجري تقديم كل أنواع المساعدات عبر القنوات، التي تم تنسيقها مع السلطات الشرعية، وأن يشمل كل المناطق المتضررة جراء الاعتداءات الإرهابية والحرب الأهلية». في حين أكد كورتز على ضرورة انسحاب كل القوات الأجنبية من أراضي سوريا، بما في ذلك القوات الإيرانية والمدعومة من جانب إيران.

وخاطب بوتين مشيرا إلى أن «روسيا تتحمل مسؤولية كبيرة» في حل الأزمة في سوريا، وزاد: «تابعت تصريحاتكم اليوم (أمس) يا سيد بوتين، حول سوريا، وآمل في أن يتم التمكن من سحب كل القوات الأجنبية من سوريا، وبالدرجة الأولى الإيرانية، لإنهاء الحرب في سوريا». وكان بوتين قد أكد قبل لقائه المستشار النمساوي على ضرورة «انسحاب كل القوات الأجنبية من سوريا بعد الانتصار على الإرهاب». ورغم أن إشارة بوتين كانت إلى القوات الأميركية التي قال إنها يجب أن تحصل على تفويض أممي، أو دعوة من دمشق لتقنين وجود قواتها في سوريا، فإنه رد على سؤال صحافيين عما إذا كانت عبارته حول انسحاب كل القوات الأجنبية تنسحب على روسيا ذاتها، بالإشارة إلى أن موسكو مستعدة للانسحاب من سوريا «إذا طلبت منا الحكومة الشرعية ذلك». في الأثناء، جددت الخارجية الروسية تأكيد ترحيبها بنشاط القوات الإيرانية والتشكيلات العسكرية المتحالفة مع إيران في سوريا، وقال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي فيرشينين، أمس، إن «القوات الإيرانية والقوى القريبة من طهران تساعد حقا في مكافحة الإرهاب في سوريا». وأكد أن «العسكريين الإيرانيين وكل التشكيلات المتحالفة معهم، ينشطون في سوريا بطلب من الحكومة السورية الشرعية. قيل ذلك مرارا؛ لكن يجب الحديث عن هذا وتأكيده؛ لأن هذا مهم جدا. إنهم يوجدون هناك لتقديم مساعدة، وهم يقومون بالفعل بتقديم هذه المساعدة في مواجهة الإرهاب». ورأى الدبلوماسي الروسي أنه لا بد من تقريب وجهات النظر بين إيران وإسرائيل، وزاد أن «الاتفاق بين إيران وإسرائيل، وإن كان ليس في الأفق القريب؛ لكنه أمر حتمي يتعين عليهما». ولفت إلى أن «الأوضاع في الأراضي السورية الحدودية القريبة من إسرائيل هادئة. والجولان مثال على ذلك؛ حيث تسيطر القوات الحكومية السورية على الأوضاع، وحيث توجد الشرطة العسكرية الروسية، وإلى حيث عادت قوات الفصل الأممية. هذا كثير، هذا أفضل ضمان لأن يتم نزع القلق والمخاوف إذا كانت موجودة لدى إسرائيل فيما يتعلق بالأمن». على صعيد آخر، لفتت الناطقة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، إلى أن «جزءا مهما من المعارضة السورية في إدلب يدعم إقامة المنطقة المنزوعة السلاح في المحافظة». لكنها عادت إلى تكرار أسطوانة التحضير لـ«استفزازات كيماوية» التي باتت مفضلة لدى جزء من النخبة الدبلوماسية الروسية، وقالت إن «التنظيمات الإرهابية بعد تنفيذ الاتفاقات الروسية التركية، ونتيجة لخشيتها من العزلة، تقوم بأنواع مختلفة من الاستفزازات، وتحاول المحافظة على الوضع في محيط منطقة خفض التصعيد في إدلب، وما زلنا نتلقى معلومات حول محاكاة لهجمات كيماوية تم إعدادها من قبل الإرهابيين، على نطاق واسع، في إدلب، للزعم أنها كانت ستُرتكب من قبل القوات الحكومية».

 

أسبوعان على اتفاق إدلب والأمور على الأرض تراوح مكانها

بيروت /الشرق الأوسط/05 تشرين الثاني/18»/بعد أسبوعين من اتفاق روسي - تركي سمح بإرجاء هجوم كان النظام السوري ينوي شنه على محافظة إدلب، لا تزال شروط الاتفاق غامضة ولم يتبدل شيء على الأرض في آخر معقل للفصائل المعارضة والمتطرفة في سوريا.

ونص الاتفاق الروسي - التركي على إقامة منطقة منزوعة السلاح بعمق 15 إلى 20 كيلومتراً على خطوط التماس بين قوات النظام والفصائل عند أطراف إدلب وأجزاء من محافظات مجاورة وتحديداً ريف حماة الشمالي وريف حلب الغربي وريف اللاذقية الشمالي. وبموجب الاتفاق، على جميع الفصائل سحب سلاحها الثقيل من المنطقة العازلة بحلول العاشر من الشهر الحالي، وينسحب المتطرفون تماماً منها بحلول منتصف الشهر، على أن تتولى قوات تركية وشرطة روسية الإشراف عليها. وإذ جنّب الاتفاق الذي تم التوصل إليه في 17 سبتمبر (أيلول)، إدلب، هجوماً واسعاً لوحت به دمشق على مدى أسابيع، فإن مصير المنطقة لا يزال مجهولا وخصوصا أن المهلة المحددة لتطبيقه أوشكت أن تنتهي. وأعلنت فصائل مقاتلة رفضها الاتفاق فيما اعترضت أخرى على بعض نقاطه وخصوصا تلك المتعلقة بتسيير دوريات للشرطة العسكرية الروسية من أجل مراقبة المنطقة المنزوعة السلاح. ويقول الباحث في معهد شاتام هاوس حايد حايد: «على الأرض الآن بشكل أساسي، ليس هناك أي تحرك، ليس هناك تسليم أي مناطق أو سلاح». وما يجري الآن عملياً هو تفاوض واجتماعات ونقاش بين روسيا وتركيا والفصائل المقاتلة لبحث تفاصيل بنود الاتفاق وانضمام الجهاديين إليه. وثمة تساؤلات عدة تتصل بمكان إنشاء المنطقة العازلة ومن سيقوم بمراقبتها، وعما إذا كانت الفصائل ستنقل أسلحتها الثقيلة إلى مناطق أخرى تابعة لها أم ستسلمها لأنقرة. ولدى التوصل إلى تسوية لهذه المسائل سيتم التنفيذ سريعا، بحسب حايد. وأضاف: «أعتقد أنه سيتم تطبيق الاتفاق في موعده لكن مع بعض التعديلات». وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره التركي رجب طيب إردوغان أعلنا، عقب قمة ثنائية جمعتهما في منتجع سوتشي، الاتفاق على إقامة «منطقة منزوعة السلاح» في إدلب. ورحبت القوى الكبرى والأمم المتحدة بالاتفاق معربة عن أملها بتجنب كارثة إنسانية غير مسبوقة في محافظة إدلب. ولم يتم إعلان تفاصيل الاتفاق باستثناء المهل المحددة لتطبيقه. وأشار حايد إلى وجود احتمالين: «الأول، أن روسيا وتركيا اتفقتا على كل التفاصيل لكنهما لم تعلناها. والاحتمال الثاني هو أنهما اتفقتا على الخطوط العريضة لكن من دون تفاصيل»، ما يسمح لأنقرة بتفكيك العقد مع الفصائل المقاتلة في إدلب. وأعلن بوتين الأربعاء أن موسكو لا تزال «تعمل بالتعاون مع تركيا» حول إدلب. وأضاف: «إننا نجد أنهم جادون وسيفون بالتزاماتهم». وتحدث الرئيس الروسي بعد ساعات من دخول رتل عسكري تركي جديد إلى مناطق سيطرة الفصائل المعارضة في شمال غربي سوريا وتمركزه في نقاط مراقبة في المنطقة. وينص الاتفاق على أن تتولى تركيا المحاذية حدودها لمحافظة إدلب التي تدعم الفصائل المقاتلة منذ اندلاع النزاع السوري في 2011 العمل على تنفيذ بنود الاتفاق. لكن الصعوبة تكمن في إقناع المتطرفين وبينهم «هيئة تحرير الشام» (جبهة النصرة سابقاً) بالقبول بالاتفاق. وتسيطر هيئة تحرير الشام ومجموعات جهادية أخرى أقل نفوذاً منها، على نحو 70 في المائة من المنطقة العازلة المرتقبة، وفق المرصد. ولم تعلن هيئة تحرير الشام حتى الآن موقفا من الاتفاق، ما يشير إلى أنها قد تكون تتفاوض مع تركيا للحصول على شروط أفضل. ولفت حايد إلى أن «عدم ورود أي نبأ قد يكون إيجابيا أكثر منه سلبيا»، مضيفا: «هذه المنطقة مهمة جداً لهيئة تحرير الشام، فيها فوائد اقتصادية وهي تضمن استمرارية الهيئة. إذا سلّمت هذه المنطقة، ماذا يبقى لها؟». لكن موسكو اتهمت هيئة تحرير الشام و«مقاتلين متشددين» بمحاولة تقويض الاتفاق. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زخاروفا الخميس إنهم «يخشون أن يجدوا أنفسهم معزولين نتيجة الاتفاق الروسي التركي، ويرتكبوا كل أنواع الاستفزازات ما يزيد من تفاقم الوضع». كما تجري أنقرة محادثات مع فصائل مقاتلة أخرى تعارض بنودا في الاتفاق. ورفضت الجبهة الوطنية للتحرير التي سبق أن أعلنت ترحيبها بالاتفاق، أي وجود روسي في المنطقة العازلة التي أعلن بوتين أن الشرطة العسكرية الروسية والقوات التركية ستسير دوريات فيها. وقال المتحدث باسم الجبهة الوطنية للتحرير ناجي مصطفى: «ليس هناك أي تقدم في الاتفاق إلا في موضوع الدوريات التي ستكون من الجانب التركي فقط». وأضاف: «بالنسبة إلى المنطقة المنزوعة السلاح، لا يوجد لدينا سلاح ثقيل في المنطقة».

 

ألمانيا مستعدة لتقديم مساعدات في شمال سوريا

واشنطن/الشرق الأوسط/05 تشرين الثاني/18»/تعهد وزير الخارجية الألماني هايكو ماس للولايات المتحدة الأميركية بتقديم دعم في المساعدات الإنسانية لسوريا، حال وقوع هجوم سوري على محافظة إدلب، آخر معقل رئيسي لفصائل المعارضة السورية. وقال ماس بعد محادثات مع نظيره الأميركي مايك بومبيو: «إننا نستعد لأن نكون تحت التصرف بشكل شامل»، وأكد أن ألمانيا على استعداد لتحمل المسؤولية.وعلى جانب آخر، لم يمنح الوزير الألماني لنظيره الأميركي أي آمال في مشاركة الجيش الألماني في تدخل عسكري حال استخدام قوات الرئيس السوري بشار الأسد أسلحة كيماوية. وقال ماس: «كان لدى مايك بومبيو معلومات جيدة للغاية عن النقاش السياسي الذي جرى في ألمانيا بهذا الشأن». وأضاف وزير الخارجية الألماني أن نظيره الأميركي يعلم أنه «لا يمكن اعتبار» تفويض البرلمان الألماني «بوندستاج» بهذا الشأن «أمرا محتملا بشكل كبير». كانت الولايات المتحدة ناشدت ألمانيا منتصف سبتمبر (أيلول) الماضي تقديم دعم عسكري في حال استخدام أسلحة كيميائية في سوريا. ورفضت زعيمة الحزب الاشتراكي الديمقراطي أندريا ناليس على الفور وبشكل واضح مشاركة الجيش في ضربات انتقامية لحلفاء غربيين. ولما كان تحالف المستشارة أنجيلا ميركل المسيحي لا يتوقع حصول مثل هذه المشاركة على تأييد من الكتل البرلمانية لأحزاب المعارضة، فإن موافقة البرلمان على مشاركة الجيش في مثل هذه العمليات ليست مرجحة إلى حد بعيد. كما أن هذه المشاركة ستكون مثار جدل كبير من الناحية القانونية، إذ أن تقريرا للهيئة العلمية التابعة للبرلمان انتهى إلى أن هذه المشاركة ستكون مخالفة للدستور وللقانون الدولي. وقال ماس: «نحن متوافقون على أننا يتعين علينا في المقام الأول فعل كل ما يلزم من أجل منع استخدام أسلحة كيماوية في سوريا». وأكد السياسي الاشتراكي أن ألمانيا لا تزال مستعدة لمواصلة العمل مع الولايات المتحدة من أجل التوصل إلى حل سياسي في سوريا. وتدعو الدولتان إلى إبرام اتفاقية دستورية من شأنها تهيئة الظروف من أجل إجراء انتخابات حرة في سوريا. وكان إنشاء منطقة عازلة حول إدلب قد حال بشكل مؤقت دون شن هجوم كبير عليها من قبل القوات الحكومية، ويُعْتَقَد أن إدلب يقيم بها أكثر من عشرة آلاف مقاتل من جماعات متشددة إسلامية بالإضافة إلى ما لا يقل عن 55 ألف مقاتل منتمين إلى ميليشيات ليست قريبة من تنظيم القاعدة. من ناحية أخرى، أعلن ماس استمرار الخلاف مع الولايات المتحدة فيما يتعلق بملف الاتفاق النووي مع إيران، ورغم ذلك أكد الوزير الألماني على وجود اتفاق بين الجانبين في الأهداف المتمثلة في منع إيران من امتلاك قنبلة نووية وتقليص النفوذ الإيراني في الشرق الأوسط ووقف البرنامج الصاروخي الإيراني.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

النسبية المذهبية»: تُفكّــك عُقدة وتتسبّب بعقدتين  

جورج شاهين/جريدة الجمهورية/الجمعة 05 تشرين الأول 2018

فشلت المساعي المبذولة لتأليف الحكومة على قاعدة النسبية التي اعتُمدت في جزء من قانون الإنتخاب وتحكّمت بتركيبة المجلس النيابي الجديد. ولما توسّعت دائرة الخلافات حول ترجمتها، ثمّة مَن اقترح مخرَجاً لفكفكة بعض العقد فدعا الى اعتماد النسبية الحكومية على أساس المذهب فاجترح حلّاً يفكّ العقدة الدرزية لكنه تسبّب بعقدتين مسيحية وسنّية، وعليه ما الذي يقول به الإقتراح ونتائجه؟ لم يتوقف بعض أهل الحكم عن التغنّي بإجراء الإنتخابات النيابية الأخيرة على اساس قانون جديد اعتمد النسبية للمرة الأولى، لكنه لم يُشر الى تعطيل جزء من نتائجها المباشرة باعتماد «الصوت التفضيلي» وهو ما أدّى الى اصابة المبدأ بتشوّهات كبيرة في الشكل والمضمون والنتائج التي ترتّبت عليها فاستحقت لقب «النموذج اللبناني من النسبية».

ومن دون الدخول في الآليات والسيناريوهات الإنتخابية التي قاد اليها القانونُ الجديد وأنتجت تفاهمات هجينة ومستغربة شهدت عليها بعض الدوائر الإنتخابية المختلطة لم يكن يتصوّرها أحد، فإنّ كل ذلك كان له ما يبرّره سعياً الى الصوت التفضيلي من دون النظر الى ما كان يمكن أن تتسبّب به موجات إحياء النعرات المذهبية من نزاعات في بعض الدوائر الإنتخابية المختلطة كادت أن تكون قاتلة في بعض الأحيان. ولم يكتشف بعض اللبنانيين سوءَ ما انتجته الإنتخابات إلّا عند بلوغ مرحلة تأليف الحكومة وفق المنطق النسبي عينه الذي تحكّم بمجرياتها. وقد ظهر ذلك جلياً عند محاولة البعض ترجمة نتائجها في التشكيلة العتيدة فعجزت الماكيناتُ الحسابية عن إنتاج حكومة تترجم الأحجام قبل الوصول الى مرحلة توزيع الحقائب التي صُنّفت بين سيادية وخدماتية وعادية وثانوية وأخرى بلا هوية.

وبناءً على ما تقدّم، وأمام الصور الفسيفسائية التي جرى اعتمادُها لتوزيع الحصص على أساس الكتل النيابية التي اختلط حابلها بنابلها وخصوصاً عندما تمّ تشكيل بعض الكتل الوهمية.

وسعى البعض الآخر الى تحالفات لم يشهدها المجلس النيابي سابقاً لجمع شتات نيابي من مواقع سياسية وحزبية وعائلية متفرّقة لم يجمعها أيّ مصطلح أو برنامج انتخابي قبلاً، وكل ذلك بغية دخول لائحة «الجداول النسبية» سعياً الى مقعد وزاري من هنا أو هناك. ولذلك فقد تحوّلت المعادلات الخاصة بها وجهاتِ نظر لا تراعي العلم ولغة الأرقام في شيء.

وأدّت الى فشل مساعي التأليف بعد مرور أربعة اشهر وعشرة ايام تقريباً على تكليف الرئيس سعد الحريري مهمة التأليف، ولم يتوقف النقاش حول الأحجام قبل توزيع الحقائب والحصص. وما بين قائل بضرورة العودة الى احتساب النسبية على اساس الأصوات التي نالها كل فريق من مذهبه بالعودة الى «القانون الأورتوذكسي»، أو على اساس الكتل النيابية وقعت المواجهة وانتهت الى فوز الخيار الثاني طالما أنّ النّية عُقدت على تأليف حكومة تمثل ما يشبه «مجلس إدارة» للتركيبة النيابية فحصرت المناقشات الى الآن في طريقة تمثيل الكتل النيابية من دون الخروج عن إطارها، ولكنها لم تُنتج بعد تشكيلة وزارية ترضي مختلف الأطراف الذين عزموا على تقاسم السلطة في ما بينهم.

وامام هذا الوقائع، وبعيداً من وضع الثنائي الشيعي من ضمن هذه المعادلات الحكومية، ثمّة مَن اقترح، لتسهيل فكفكة بعض العقد، اللجوء الى مبدأ النسبية على اساس المذاهب من دون اعتماد منطق «الكسر الأكبر» لتبرير بعض المواقف التي تسبّبت بالعقد الماثلة حالياً. ووفق المنطق المشار اليه يمكن عندها تبرير إصرار العهد على توزير النائب طلال ارسلان إذا ما اعتُمد مبدأ حصرية التمثيل النيابي وفق النسبية على أساس المذهب. وعليه فقد فاز الحزب التقدمي الاشتراكي بسبعة مقاعد نيابية من اصل ثمانية ولتمثيل المتمايزين عنه نيابياً فقط يمكن عندها تبرير توزير ارسلان دون سواه من خارج الندوة النيابية. وعليه يظهر جلياً أنّ اعتماد هذه الطريقة بشموليّتها لا يحلّ سوى العقدة الدرزية وينتج في الوقت نفسه عقدتين سنّية ومسيحية، فإصرار الرئيس المكلّف على حصر التمثيل السنّي به يضع تسعةً من النواب السنّة من اصل 27 نائباً خارج اطار التمثيل النسبي وهو أمر في حال الإصرار عليه يُسقط أهمية اعتماد النسبية على الساحة الدرزية ويُغلّب منطق الحزب التقدمي على ما عداه. والى العقدة السنّية ستظهر عقدة مسيحية أكبر حجماً وأكثر تعبيراً عن حجم الخلل الذي يسعون الى تكريسه في التمثيل المسيحي على أنّ اقصاه من حقّ القوى المسيحية الأكثر تمثيلاً. فاللجوء الى المنطق عينه يُفقد أقل من ثلث النواب المسيحيين حقهم في التمثيل الوزاري. فحصة «التيار الوطني الحر» وحلفائه 27 نائباً مسيحياً و«القوات اللبنانية» 15 نائباً، وإذا نال فرنجية بكتلته من أربعة نواب مقعداً وزارياً فإنّ 18 نائباً مسيحياً سيبقون خارج التمثيل الحكومي من دون أن يُحدث ذلك ضجيجاً كان يمكن في حال اللجوء اليه أن يصيب مبدأ العدالة والتوازن وحسن التمثيل المطلوبين بقوة في الصميم. على أنّ اللجوءَ الى حكومة أقطاب أو حكومة من التكنوقراط الإختصاصيين قد يكون مخرَجاً ممكناً لإنهاء الأزمة الحكومية وتعقيداتها المختلفة، لكنّ مجرد التفكير بهذا المنطق قد يكون حلماً بعيدَ المنال. فالقوى الأكثر تمثيلاً رفضته وسترفضه كما رفضت «حكومة أكثرية» تأكيداً منها أنّ مبدأ تقاسم السلطة فرصة لا تفوّت ولا يوجد مَن هو مستعدّ للتخلّي عنها.

 

إيران تمنع لقاء في لبنان؟

طوني فرنسيس/الحياة/05 تشرين الثاني/18

ليست إيران في أفضل أحوالها. المشاكل الداخلية تتناسل احتجاجات على الانهيار الاقتصادي والتضخم واضمحلال قيمة العملة. الاصطدامات الأمنية تتوالى في مناطق بلوشستان على الحدود مع باكستان، وفي المناطق الغربية على حدود كردستان العراق، وفي الجنوب الغربي حيث تعيش مناطق عربستان توترات توجها الهجوم الأخير على استعراض للحرس الثوري... في خلفية هذا المشهد يهتف إيرانيون ضد حكامهم: اخرجوا من سورية... اخرجوا من لبنان. حولوا الأموال التي تنفقوها على منظماتكم في الخارج إلى الشعب الإيراني، وترد السلطة على كل ذلك بخطاب مكرور ضد المؤمرات الأميركية البريطانية الإسرائيلية وتضرب الأكراد الإيرانيين وتوجه صواريخ محملة بالشتائم ضد العرب والاستكبار عبر أجواء العراق إلى أنحاء نهر الفرات لتعلن، وحدها، أنها قضت على عشرات الإرهابيين الذين «تحميهم أميركا» في الشرق السوري.

قد تعتبر أنواع الردود هذه، في استهدافها الإيرانيين المعترضين في العاصمة والمناطق الإيرانية الأخرى شأناً إيرانياً داخلياً، لكن اختيار شرق الفرات لتجربة الصواريخ الإيرانية يتعدى خطوط المتعارف عليه في سلوكيات الدول. وأصدقاء الحكم الإيراني كشفوا المقصود عندما أسهبوا في الحديث عن استهداف لأميركا، عبر الزعم أن موقع «داعش» يقع ضمن نطاق السيطرة الأميركية، وعلى بعد 4 كيلومترات من نقطة للجيش الأميركي. ويمكن أن يكون ذلك صحيحاً في مقياس النوايا، فإيران تريد أن تقول شيئاً لواشنطن، وهو ما حاولته في القذائف التي تم إطلاقها على المنطقة الخضراء في بغداد ومحيط القنصلية الأميركية في البصرة وجعل الأميركيين يسحبون ديبلوماسييهم منها ويحملون إيران المسؤولية عن أي أذى يلحق بهم. ولدى إيران أيضاً ما تريد قوله لآخرين ليس في العراق وحده، بل في سورية وفي كل مكان تتعرض فيه «استثماراتها الميليشياوية» لخطر ما. إنها تتعرض للخطر في سورية ليس فقط بسبب الملاحقة الجوية الإسرائيلية، بل أساساً بسبب الرفض الشعبي السوري، ولأن كل مشاريع الحلول المطروحة تلحظ الخروج الإيراني من هذا البلد.

وما زالت الهتافات ضد إيران في البصرة وبغداد حية، وعلى رغم السعي الحثيث للمجيء بأعوان إيران على رأس الحكم في بغداد، يصعب تصنيف برهم صالح كتابع، أو عادل عبد المهدي خريج جامعات الغرب، ذو التجربة البعثية فالشيوعية ثم الشيعية، كشخصية من مدرسة نوري المالكي. الخلاصة أن سلطات إيران التي تنتظر المزيد من الحصار خلال الأيام والأسابيع المقبلة ستزداد شراسة وضيقاً، في الداخل والخارج. ومن هنا نفهم كيف سارع ممثلوها في لبنان إلى الضغط لمنع لقاء لبناني يناقش «الوصاية الإيرانية على لبنان»، من دون أن يعني ذلك أننا نفهم تخلي السلطات اللبنانية عن دورها في حماية الحريات العامة وحق الاجتماع والتعبير تحت سقف القانون. إن الذين منعوا لقاء لبنانياً تحت العنوان المذكور هم أنفسهم من ينظمون المهرجانات لشتم قادة ودول عربية، وهم أيضاً من يعقد المؤتمرات لتنظيم الثورات والانقلابات ولدعم ميليشيات تنتشر من الفيليبين إلى نيجيريا، ويحولون المناسبات الإيرانية إلى أعياد وطنية فاخرة. إنه الضيق الإيراني... لكن ليس على لبنان التنفيس عنه، وبهذه الوسائل.

 

باسيل في ملعب «العهد»  

طوني عيسى/جريدة الجمهورية/الجمعة 05 تشرين الأول 2018

«قَطَفَها باسيل» مرّة أخرى. هذا رأي المؤيّدين. وفي تقديرهم أنّ القطافَ «لا يبدأ في الحكومة العتيدة ولا ينتهي في استحقاق رئاسة الجمهورية المقبل». لكنّ الخصوم يقولون: «على العكس، هو ينزلق أكثر في المحور السائر نحو المُنحدَر. وربما يحقّق الرجل بعض المكاسب الآنيّة، ولكن، في المدى البعيد، ستكون الأوراقُ مرشّحة للخلط مرّات ومرّات، فلا تستعجلوا»! بين وجهتي النظر، باسيل لا ينظر إلى الوراء. هو يكمل الرهان الذي بدأه الرئيس ميشال عون، منذ العام 2006، على العلاقة مع «حزب الله».

كمهندس، يمكن لباسيل - حسابياً - أن يعتبر أنه على حقّ. فعون وصل إلى رئاسة الجمهورية بسبب التحالف مع «حزب الله»، مع أنّ حظوظه في الأساس لم تكن أفضل بكثير من أيِّ قطب ماروني آخر، كالدكتور سمير جعجع أو الرئيس أمين الجميل، لأنّ بلوغ الرئاسة ليس مرتبطاً باتّساع الزعامة المسيحية بل بحسابات أخرى. لولا التحالف مع «الحزب»، ربما كانت حظوظ عون هذه أضعف من حظوظ «الوسطيين» الموارنة المعروفة أسماؤهم، وهم المفضَّلون لدى غالبية أركان «التحالف الرباعي» الذي نشأ في 2005، لاعتقاد هؤلاء أنّ هذه الفئة من المرشحين «لا تُوجِّع الراس». وحتماً، كانت حظوظه أضعف بكثير من حظوظ رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية. فالرئيس سعد الحريري فاجأ الجميع بتسميته فرنجية، من داخل صفّ 8 آذار، متخلّياً عن جعجع، مرشح 14 آذار الرسمي. وقد حظي فرنجية بدعم الرئيس نبيه بري ورئيس التقدمي وليد جنبلاط.

ولولا أنّ عون واجه هذا الخيار بقوة، إلى حدّ التلويح بإعادة النظر في علاقاته، حتى مع «حزب الله»، ولولا رغبة «الحزب» بعدم «إغضاب» الحليف الماروني القوي، واضطرار جعجع، ثم الحريري، إلى تعديل مواقفهما تجاهه، لكانت التسويةُ تمّت مع فرنجية لا مع عون. ولذلك، يدرك باسيل أنّ السندَ الأساسي لعهد عون، كما للعهد الذي يليه يبقى «حزب الله». وخلال العامين الفائتين، خاض عون - ويخوض- مواجهاتٍ مباشرة وغير مباشرة، متزامنة ومتلاحقة، مع الجميع تقريباً: بري، جنبلاط، جعجع، فرنجية… لكنّ الجبهة آمِنة مع «حزب الله». وهذا مصدر قوة أساسي له.

طبعاً، يقول كثيرون: «لا شيءَ في السياسة بلا ثمن. وأساساً، كان الثمن الذي دفعه عون عام 2006، لكي يدخل «تفاهم مار مخايل»، هو الانتقال من خط 14 آذار إلى الخط المقابل، والإعتراف بمشروعية سلاح «حزب الله» في الداخل (مبرّر المواجهة مع إسرائيل) ثم في حروب المنطقة بعد 2011 (مبرّر المواجهة مع الإرهاب). وأما مبرِّر الانتقال إلى مرحلة العلاقات الجيدة مع سوريا - الأسد فهو أنها أنهت احتلالها للبنان، وبات منطقياً نشوء علاقات طيّبة معها، كما هي الحال بين أيّ دولتين زالت حالُ العداء والحرب بينهما. واليوم، يرغب عون وفريقه السياسي في تطوير هذه العلاقات وتطبيعها تماماً، مع إعلان رفضه العودة إلى التجاوزات السابقة.

إذاً، في نظر القريبين من عون و»التيار الوطني الحرّ»، نهج التحالف مع «الحزب» هو الذي أثمر انتصارات سياسية. ولكن، يقول هؤلاء، «ليست المكاسبُ هي وحدها التي تدفعنا إلى التزام هذا النهج، بل أيضاً الاقتناعات السياسية.

ولذلك، نحن لن نتراجع عن هذا الالتزام أيّاً تكن الظروف الآتية. والتحالف بين رئيس الجمهورية والمقاومة هو الذي يوفّر للبنان القوة والاستقرار». ومن هنا، كان موقف عون الحازم في نيويورك، وملاقاة باسيل الميدانية له في بيروت.

المتابعون يقرأون باهتمام ردّ فعل «حزب الله» على مواقف عون ومبادرة باسيل إلى تنظيم الجولة الميدانية لطواقم السفراء في محيط المطار وملعب نادي «العهد» الرياضي، وزيارة الشكر والعرفان للقصر. وهذه الخطوة لها مدلولاتُها السياسية، على المديَين القريب والبعيد.

وثمّة اعتقاد بأنّ «الحزب» يزداد اطمئناناً إلى أنّ خطّ عون السياسي في «التيار» كما في موقع الرئاسة، يمكن أن يستمرّ بلا تغيير مع باسيل. وهذا ما يدفع «الحزب» إلى تزخيم تحالفه مع «التيار» في الاستحقاقات الآتية، بدءاً بتركيبة الحكومة العتيدة والحصص والمواقع في مؤسسات الدولة. كذلك يمكن أن يمنح باسيل رصيداً إضافياً ليكون «رأسَ السبق» في معركة الرئاسة المقبلة، كما يصفه عون ويرغب.

وأما مراهنة الخصوم على متغيِّرات إقليمية تقلب الطاولة في لبنان، عند موعد الاستحقاق الرئاسي المقبل، فليست مضمونة. والضغوط الأميركية والإسرائيلية المتوقّعة على إيران، والهادفة إلى تقليص نفوذها في الشرق الأوسط عموماً ليس مؤكداً أنها ستؤدي إلى تحقيق نتائج ذات شأن.

كما أنّ خصوصية التركيبة الطائفية والمذهبية في لبنان ربما لا تسمح بإضعاف دور «حزب الله» إلى الحدّ الذي يجعله عاجزاً عن إيصال رئيس للجمهورية من حلفائه. ومن هنا، يقول البعض، يمضي عون في مدّ اليد، إلى الحدّ الأقصى، إلى «حزب الله»، طبعاً ضمن هوامش عدم استفزاز المجتمع الدولي، وهو الرئيس الماروني للجمهورية. وفي الموازاة، يمضي باسيل في ترجمة هذا الخيار، ضمن هوامش عدم الاستفزاز إياها، وهو الوزير الماروني للخارجية… ولم يسبق أن ردّ وزير الخارجية على تصريح مسؤول إسرائيلي باستنفار الوزارة وسفرائها والطواقم الديبلوماسية ميدانياً، و»جرِّهم» إلى محيط الضاحية الجنوبية، ليُثْبِت لهم خُلوَّ المنطقة من صواريخ «حزب الله». في أيّ حال، ليس جديداً أنّ «الحزب» يمتلك منظومة هائلة من الصواريخ. فأمينُه العام السيد حسن نصرالله لطالما هدّد بأنّ ترسانة «الحزب» الصاروخية باتت أقوى ممّا كانت في أيِّ يوم مضى، وطبعاً هي قادرة على بلوغ «حيفا وما بعد بعد حيفا». والإشكالية في تهديد نتنياهو واقعة فقط في حال كانت هناك مخازن أو مصانع لهذه الصواريخ في الضاحية ومحيط المطار أم لا. ولكن، وفي أيِّ حال، باسيل لم يوفِّر الفرصة. سحب سفراءَه كأفراد فريق رياضي إلى باحة ملعب «العهد»، ورمى الكرة كأيِّ لاعب لتسجيل الهدف... والسلّة معروفٌ مكانها: بعبدا. إذاً، يدرك باسيل أنّ بين الضاحية وبعبدا مرمى كرة. لكنه يدرك أيضاً أنّ كرة الرئاسة ليست خفيفةً وأنّ ملعب «العهد» ليس سهلاً!

 

نار «سيمنز» تحت رماد الكهرباء  

كلير شكر/جريدة الجمهورية/الجمعة 05 تشرين الأول/2008

العاشرة صباح الإثنين المقبل، سيكون وفد شركة «سيمنز» الألمانية ضيفَ الوزير سيزار أبي خليل في وزارة الطاقة. الموعد حُسم بعد مراسلات بين الطرفيْن، أو بالأحرى بعد السجال العابر للجبهات الافتراضية الذي أعاد «نبش» عرض الشركة لقطاع الكهرباء اللبناني... في انتظار التفاهم على جدول أعمال اللقاء. هكذا، يُنتظر أن تشتعل مجدداً النار الهامدة تحت الرماد فور عبور الوفد الألماني عتبة مكتب «معاليه»، بحثاً عن الحقيقة الكامنة وراء «الطبق» المقدَّم من الجهة الأوروبية على المائدة اللبنانية «المهترِئة». يصرّ معارضو الوزير العوني على عدم أخذ التوضيحات التي عرضها عن لقائه الوفد الألماني، محمل الجدّ، أو الصدقية. في الأساس كيف يمكن لمحادثات على مستوى وزاري أن تصير موضعَ تغريدات وتلطيشات... وتندّر الرأي العام؟ يقول هؤلاء إنّ التعامل مع العرض الألماني بهذا «الاستلشاق» فيه استخاف بعقول الناس لأنّ الشركة العملاقة لم تأتِ من تلقاء نفسها إلى بيروت بواسطة مدير مبيعات أو تسويق، وإنما برفقة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل. وهذا يعني أنّ ما تحاول برلين القيام به ليس صفقة تجارية تُقصد بها خدمة الشركة أو توسيع هامش أرباحها، وإنّما مدّ يدّ العون للبنان بغية الحدّ من تدهوره الاقتصادي والذي يتسبّب في جزء كبير منه عجز قطاع الكهرباء، والعمل بشتى الطرق لحماية الاستقرارين الاقتصادي والسياسي. ليس حبّاً بلبنان وإنما لأنّ أوروبا تخشى من حصول الإنهيار اللبناني ما قد يسبّب هجرة آلاف النازحين السوريين إلى أوروبا. وهنا المصيبة بالنسبة للأوروبيين.

إذاً هي المصلحة السياسية التي تدفع ألمانيا إلى المساهمة في تقديم معالجة جذرية لقطاع الكهرباء الذي يستنزف الخزينة العامة. وبالتالي، إنّ ما يُدلي به وزير الطاقة لا يُقنع متابعي هذا الملف الذين يؤكدون أنّ جردةً بسيطة لكلفة الكهرباء في لبنان وفي المنطقة تُظهر في وضوح «الخلل المشبوه» في توضيحات وزير الطاقة.

ويشيرهؤلاء إلى أنّه «لو فرضنا أنّ الشركة الألمانية تعاملت مع الملف المصري بأسعار مخفّضة كون الفاتورة عالية جداً، غير أنّها تعاملت مع ليبيا بالأسعار نفسها تقريباً ولم تحتج ليبيا لأكثر من 1400 ميغاوات ولم يتخطَّ سعر الميغاوات الـ600 ألف من الدولارات، بينما كل ميغاوات في معمل دير عمار كلّفت أكثر من مليون دولار». ويؤكدون أنّ مكامن الخلل في سياسة وزارة الطاقة لا تتوقف هنا، وإنما تعود إلى الجذور، تحديداً من القانون الرقم 181 تاريخ 5-10-2011 والمتعلق ببرنامج معجّل لأشغال كهربائية لإنتاج 700 ميغاوات ونقل وتوزيع الطاقة الكهربائية بقيمة 1772 مليار ليرة، والذي صرف منه جزءٌ كبير بلا نتيجة فعليّة، مع العلم أنّ صرف الاعتماد كان مشروطاً بتعيين مجلس إدارة جديد لمؤسسة كهرباء لبنان (لم يحصل)، وتعيين الهيئة الناظمة للقطاع عملاً بالقانون 462/2002 (لم يحصل) وإجراء المناقصات في إدارة المناقصات (حصل بعد الاشتباك السياسي)، على أن تكون قروض التمويل طويلة الأمد ومخفّضة من صناديق دولية وعربية. ولكن حتى الآن، لا يزال قطاعُ الكهرباء مزراباً للهدر، مع العلم أنّ متابعي الملف يؤكدون أنّ مسؤولي البنك الدولي أبلغوا الى بعض المسؤولين اللبنانيين المعنيّين أنّهم مستعدون لمساعدة لبنان مالياً من خلال مدّه بقروض ميسّرة مقابل شرط واحد وهو معالجة الهدر الحاصل في قطاع الكهرباء. الأسوأ من ذلك، يقول هؤلاء نقلاً عن مسؤولين دوليّين متابعين إنهّ لو حصلت معجزة وتمكّن لبنان من بناء معامل إنتاج كهرباء فإنّ هدر الإنتاج سيتخطّى الـ45%، بسبب الشبكة المهترئة على مستويَي التوزيع والنقل، والنقص في الجباية.

«القوات»: تخيّلات وفبركات

في المقابل، استغربت مصادر في «القوات» أن تكون مواقفها من ملف الكهرباء محورَ تركيز وزير الطاقة «وكأنها الوحيدة التي رفعت الصوت في هذا الملف الذي كان خلال السنوات العشر الماضية موضع الفساد والهدر الأول في لبنان بعدما كلّف وحده الخزينة اللبنانية عجزاً بين 15 و20 مليار دولار»، وسألت: «لماذا يحاول أن يفبرك خطّة معيّنة لـ»القوات» في ملف الكهرباء، فيما هي غير موجودة أساساً إلّا في مخيّلته؟». وأكدت أنّ «خطّة «القوات» هي الذهاب في أسرع وقت ممكن الى الحلول الدائمة وهي منفتحة على الحلول الموقتة كافة بشرط أن تتوافر شروط المنافسة فيها للحصول على أدنى الاسعار وأفضل الحلول التقنية. ولماذا الاتّهام الدائم لـ «القوات» بأنها عرقلت العهد عندما اعترضت على مقاربة البواخر فيما كافة القوى السياسية بلا استثناء كانت لها اعتراضاتٌ مماثلة؟». وسألت: «أليس «حزب الله» الحليف الأوّل لفريق الوزير أبي خليل؟ ولماذا كان يصوِّت في كل مرة إلى جانب «القوات» عندما يُطرح موضوعُ البواخر؟ ولماذا غالبية القوى السياسية وقفت ضد البواخر؟». ورأت المصادر أنّ «الحلّ الذي تقدمت به شركة «سيمنز» جاء ضمن حلول متكاملة وهي ليست الشركة الوحيدة التي قدّمت اقتراحاً لحلّ أزمة الكهرباء، بل هناك شركات عدة. ولكنّ السؤال الأساس هو: هل لدى أبي خليل النّية الحقيقية للعمل على تنفيذه؟ ولماذا لم يسأل الشركة الألمانية عن تصوّرها المتكامل للحلول الدائمة من باب الاستفسار والاهتمام؟ وألا يعدّ تقصيراً من جانبه وإهمالاً لمسؤولياته؟». وأضافت: «لماذا يستخفّ أبي خليل بعقول اللبنانيين ويدّعي كلاماً بينه وبين رئيس الحزب سمير جعجع عن محاصصة في الكهرباء، فيما هذا الكلام هو تضليل كامل لأنّ «القوات» لم تفكر يوماً بهذا الطرح ولم تطرح أيَّ شيء من هذا القبيل». كل هذا لا يعني إلّا أمراً واحداً: يحمل قطاع الكهرباء في بطانته ما يكفي من متفجّرات قادرة على إحداث عاصفة من السجالات كلما طرأ بند جديد على جدول أعمال المعالجات المنتظرة... لإقفال هذه «المغارة».

 

المسلمون السنّة.. بين الواقع المكلوم والأمل المنشود 

القاضي الشيخ خلدون عريمط/جريدة الجمهورية/الجمعة 05 تشرين الأول 2018

الوجود الإسلامي لأهل السنّة والجماعة في بيروت وبقيّة مدن الساحل اللبناني، يعود تاريخه الى عهد الخليفة الفاروق عمر بن الخطّاب رضي الله عنه، أي سنة 13 للهجرة النبويّة الشريفة، الموافق 634 م، كما أشار الى ذلك كثير من المؤرّخين العرب والأجانب، وخصوصاً المؤرّخ أبو الحسن بن داود البلاذري في كتابه «فتوح البلدان» وهذا يعني أنّ المسلمين في لبنان ساحلاً وسهلاً وجبلاً وبقاعاً وفي الدول المجاورة للبنان، هم أصل هذه البلاد وأهلها منذ ما يزيد عن ألف وأربعمئة وسبعة وعشرين عاماً، وهم الّذين صاحبوا صحابة رسول الله في الدفاع عن هذه الأرض الطيّبة وتحريرها، وفي مقدّم الصحابة الّذين نزلوا طرابلس، وجبيل، وبيروت، وصيدا، وصور وجبل عامل والبقاع عام 13 للهجرة الصحابي أبو الدرداء، وشرحبيل بن حسنة، ويزيد بن أبي سفيان، وسلمان الفارسي وابو ذرّ الغفاري، وغيرهم الكثير رضي الله عنهم وأرضاهم ممّن رابطوا وجاهدوا ودُفنوا في مقابر المسلمين، ومن هذه النخبة الطيّبة ومَن جاء بعدها من التابعين وتابعيهم في العهود الأموية والعباسية والعثمانية تجذّر الوجود العربي بمسلميه ومسيحيّيه، فكانت بيروت وساحل لبنان اضافة الى ساحلي سوريا وفلسطين ثغوراً للعروبة والإسلام قدّم المسلمون من أهل السنّة والجماعة عشرات الآلاف من الشهداء في كلّ عصر من العصور السالفة ليستمرّوا ركناً ركيناً من مقوّمات الدولة بمسمّياتها المختلفة، لم يتقوقعوا أو يتأقلنوا أو ينحرفوا مذهبياً أو طائفيا أو عرقيا أو مناطقياً، فهم بثقافتهم الراشدة وعمق عقيدتهم وتسامحها أصل الأمّة وحماة الدولة، ومدافعون عن وجودها ودورها في حماية كل مَن يوجد على أرضها من المواطنين بشتّى معتقداتهم وانتماءاتهم، هكذا كانوا ولا زالوا يحملون ثقافة الوحدة والتوحيد والحفاظ على الآخر واحترام ثقافته وخصوصيّته سواءٌ كانت مذهبيّة أو طائفيّة أو حتّى عرقيّة، الى أن تمّت ولادة «دولة لبنان الكبير» في أول أيلول عام 1920، برغبة فرنسيّة مع اتفاقيّة (سايكس بيكو) المشؤومة قبيل نهاية الدولة العثمانيّة عام 1922.

والسؤال الكبير الّذي يُطرح الآن، ما الّذي تغيّر؟ ليعيش المسلمون من أهل السنّة والجماعة في لبنان واقعاً مكلوماً متطلّعين الى أمل منشود منذ عام 1975، مع بداية الحرب الأهليّة العبثيّة الّتي دمّرت مدنهم في بيروت وطرابلس وصيدا، ومزّقت وجودَهم بالاجتياح الإسرائيلي عام 1982 وصولاً الى «الاتّفاق الثلاثي» المغيّب لهم والموقّع في دمشق عام 1985 حتّى نهاية الحرب الأهليّة 1990، بإقرار «وثيقة الطائف»، هل لأنّ المسلمين في لبنان كانوا على الدوام دعاة وحدة وطنيّة وعربيّة، مقاومين في استمرار للمشروع الصهيوني المحتل لفلسطين والهادف الى إقامة كيانات مذهبيّة وطائفيّة وعرقيّة لتكون هذه الكيانات المتنفّس للمشروع الصهيوني التلمودي في فلسطين؟ أم لأنّهم أصرّوا على بناء الدولة اللبنانيّة ومؤسّساتها، ورفضوا منطق الميليشيات المذهبيّة والطائفيّة؟ بل وأكّدوا في مواقفهم وأدبيّاتهم ووثائقهم السياسيّة والدينيّة نهائيّة الكيان اللبناني من خلال الثوابت العشر الّتي أُعلنت في دار الفتوى عام 1986؟

أم لأنّهم رفضوا ويرفضون المشروع الصفوي الفارسي وفكرة تحالف الأقليات، الّتي روّج وعمل لها التحالف «الصهيو أميركي» لزرع الفتن بين المسلمين من ناحية وبين المسيحيّين والمسلمين من ناحية أخرى. المسلمون هؤلاء هم الّذين كانوا على الدوام ضحايا الاغتيال لزعاماتهم وقياداتهم السياسيّة والدينيّة، فمن اغتيال الرئيس رياض الصلح عام 1951، الى اغتيال النائب معروف سعد عام 1975 الى اغتيال الرئيس رشيد كرامي عام 1987، واغتيال النائب والوزير ناظم القادري عام 1989 واغتيال المفتي الصالح الشيخ حسن خالد عام 1989 وقبله اغتيال الشيخين أحمد عسّاف 1982 وصبحي الصالح 1986، وأعقبت هؤلاء الشهداء جريمة العصر باغتيال باني لبنان المعاصر الرئيس رفيق الحريري عام 2005 وما بعده من شخصيّات إسلاميّة سنّية وأخرى لبنانيّة حملت أفكاراً وتوجّهات المسلمين من أهل السنّة والجماعة الّذين رفضوا منطق الميليشيات والدويلات ضمن الدولة أو خارجها وعملوا في استمرار لنهوض الدولة وزرع ثقافة المواطنة بين اللبنانيّين، حتّى إنّ التيّارات والتنظيمات الّتي أسّستها أو عملت لها القيادات الإسلاميّة السنّية كانت تيّارات وتنظيمات عابرة للطوائف والمذاهب والمناطق، ومن أجل بناء الدولة رفع المسلمون السنّة وقياداتهم شعار نهائيّة الكيان اللبناني ولبنان أوّلاً في الوقت الّذي عمل ويعمل الآخرون على بناء وتحصين مستنقعاتهم وأنفاقهم وتقوقعاتهم المذهبيّة والطائفيّة، حتّى بات لبنان قبل «وثيقة الطائف» وبعدها ساحةً لتوجّهات الآخرين إقليمياً ودولياً، أو دويلات بعضها محصّن عسكرياً وبعضها الآخر طائفياً لإعادة عقارب السّاعة الى ما قبل «وثيقة الطائف»، بل الى عصر حكم بعض الطائفة وليس الطائفة وهذا ما أدّى ويؤدّي الى الفراغ الرئاسي لسنوات، والحكومي الى أشهر، وربما يصل الى سنين.

وحده المواطن اللبناني مسلماً كان أو مسيحياً يدفع ثمن هذا الجنوح والعناد. المسلمون السنّة وحدهم وقياداتهم يقدّمون التضحيات ويتحمّلون سلبيّات ونتائج التسويات ليحيا الوطن وتُبنى الجمهوريّة بعيداً من المحاور التي ترفع شعارات لإمرار مشاريعهم المذهبية، فإلى متى سيبقى المسلمون السنّة وحدهم يدفعون الأثمان؟ والى متى يستمرّ العناد في تعطيل بناء الدولة انطلاقاً من وثيقة الوفاق الوطني المعروفة بـ«وثيقة الطائف» والتي يحاول البعضُ تجويفها وتفريغها من مضمونها بحجّة إيجاد أعراف لاستعادة الحقوق وبناء الدولة على مقاس البعض من هذا الفريق أو ذاك؟

ألا يكفي هذا الاهتراء وذاك الإحباط؟ ومتى يدرك بعض القوى الجامحة أنّ المسلمين السنّة في لبنان هم الأعمق تاريخياً، والأكثرعدداً، وعطاءً، وتضحية؟ ومتى يدركون أنّ قيادات المسلمين، وخصوصاً من أهل السنّة السياسيّة والدينيّة، تعمل وتعرف وتصبر وتضحّي ليبقى لبنان الدولة والكيان، سيّداً حراً عربياً مستقلّاً.

 

التفاؤل بالتشكيل على رمال متحرِّكة "كلٌّ على موقفه"... ولا تقدُّم

الهام فريحة/الأنوار/05 تشرين الثاني/18

الصيغةُ الحكوميةُ الأخيرة التي تمَّ الترويج لها، لم تلقَ القبول المطلوب من الأطراف الفاعلين، فكتلة نواب "اللقاء الديمقراطي" عكست بدقةٍ ما يطالب به زعيم المختارة وليد جنبلاط، من أنَّ هناك "الحقوق المكتسبة" التي أفرزتها الإنتخابات النيابية، وأنَّ التسوية "لا تُفرَض بطريقة قسرية". القراءة المبسَّطةُ لهذا الموقف تعني أنَّ جنبلاط ما زال عند موقفه: إما أن نأخذَ "حقَّنا المكتسب" وإما الأمور ليست على ما يُرام. وما ينطبقُ على المختارة يمكن اعتباره أنه ينطبق على معراب، القوات اللبنانية "عرفت من الإعلام" ماذا جرى من تداول في بعبدا حول الحصة التي ستُعطى لها: نيابة رئاسة الحكومة من دون حقيبة (أي ليس كما هو حاصل الآن: وزير الصحة هو نفسه نائب رئيس الحكومة) ووزارات الثقافة والشؤون الإجتماعية والتربية. هذه الحصة، مع نوعية الحقائب، رفضتها القوات اللبنانية رفضاً مطلقاً، من خلال بيانٍ عالي النبرة وصف المعروض بأنَّه "فتات"، ومما جاء في البيان الرافض: "لا تريد "القوات" أن تتمثَّل في الحكومة سوى بالحجم الذي أعطاها إياه اللبنانيون في الإنتخابات الأخيرة. فـ"القوات" حصلت على ثلث الصوتِ المسيحيِّ في لبنان ككل، وبالتالي من حقِّها الطبيعي، ومن دون منةٍ من أحد، أن تحصل على ثلث التمثيل المسيحي في الحكومة العتيدة، إن على مستوى عدد الوزراء أو نوعية الحقائب، ولن ترضى ببعض الفتات من هنا وهناك كما يُروَّجُ له في التركيبة المزعومة". هكذا: المختارة تتحدَّثُ عن "الحقِّ المكتسب"، ومعراب تتحدَّثُ عن "الحقِّ الطبيعي"، التذكير بهذين المصطلحين يعني أنَّ الأمور ما زالت في المربع الأول على رغم كلِّ التفاؤل الذي يمكنُ القول عنه إنَّه مصطنع. بهذا المعنى فإنَّ مكوِّنين أساسيين: درزي ومسيحي، غير قابلين حتى الساعة، يعني أنَّ الأمور ما زالت معقّدة. وإنَّ "ترياق التشكيل" ليس في المدى المنظور، على رغم محاولات البعض إعطاء نفحة من التفاؤل الذي يتأكّدُ شيئاً فشيئاً أنَّه غيرُ قائمٍ على أسس متينة. في المحصِّلة، فإنَّه ولو بعد مئة سنة، فإنَّ "الثوابت" العالق فيها موضوع التشكيل، باتت تقوم على ما يلي: لا ثلث معطِّلاً لأيِّ طرفٍ من الأطراف: لا المسيحي ولا السنِّي ولا الشيعي. هذا يعني أنَّ لا 11 وزيراً لأحد لئلا يتحكم أحد بمجلس الوزراء، خصوصاً أنَّ للرئيس سعد الحريري تجربةً مرةً مع الثلث المعطِّل، فهذا الثلث المعطل أسقط له حكومته حين كان مجتمعاً مع الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، لهذا، وتحت أيِّ ظرفٍ من الظروف، فإنَّ الرئيس المكلَّف لن يضع رقبته تحت سيفِ التعطيل والتصويت. لا تشكيلة من خارج سياق نتائج الإنتخابات النيابية، فالحصص الضيّقة لا تُعطي "ترف البذخ" في توزيع الحقائب، بل هي "على القَدّ" كما يقال في اللغة المحكية.

 

حكومة من المنفى 

جوزف الهاشم/جريدة الجمهورية/الجمعة 05 تشرين الأول 2018

بحكومة أو بغير حكومة، فإنّ اليأس عندنا بلَغ حدّ الإستقالة من الطموح، لأنَّ خطر اللبنانيين على لبنان يكاد يوازي خطر الآخرين عليه، وبات علينا أن ننـقذ لبنان أولاً... من اللبنانيين أولاً.. يقولون عن الإصلاح والتغيير...! ولكن... لم يقولوا كيف نغـيّر، وماذا نغـيّر، ومَنْ نغـيّر ، وبـمَنْ نغـيّر، لنُصْلِح...؟ كلُّ شيءٍ عندنا ملوَّث.. البيئة الجغرافية ملوثة، والبيئة الأخلاقية ملوثة، والهواء ملوّث والماء والفضاء والبحر وسهلنا والجبل ومنبِتُ الرجال ورجالُ الحكم وأهلُ السلطة ملوثون، وعندما يتلوَّث المسؤولون تصبح السلطة وبـاءً.

كلّ الذين تولّـوا الأحكام عندنا على مدى السنين الخوالي وما زالوا مستمرين، هم الذين قاتلوا، وقتلوا، وتقاتلوا، والذي يقتل أكثر يحقق مكاسب سياسية أكثر. كلّهم يدَّعي القداسة، وكل الإختلاسات تجري في ظلِّ هذه القداسة، وبين القداسة والسياسة، تمتزج رائحة البخور برائحة المفاسد والمذابح. الفساد عندنا فعلٌ وليس له فاعل، الفاعل دائماً مجهولٌ ومستتـرٌ على خلاف الأصل تقديره هو.. ولكثرة ما استخدموا كلمة الشفافية، أصبحوا شفّافين كالأشباح، والأشباح ليس لها أجسام لإلقاء القبض عليها، وعلى الذين يقبضون المال.. والمال الحرام. أعلنت مجلة «فوربس» الأميركية لائحة تشمل عشر شخصيات لبنانية توالت على الحكم، وقُـدِّرتْ ثروات كل منهم بما يقارب أو يفوق المليار دولار. وقد تعزّزت لائحة مجلّة «فوربس» بلائحة عالمية أخرى نشرتها مؤسسة هاريتاج فونديشن Heritage Fondation عن الدول التي تحتلّ أدنى درجات النزاهة الحكومية فاحتلّت الدولة اللبنانية مرتبة تبيّض وجه النزاهة ووجه لبنان، الذي لم يعد فيه شيء أبيض إلا ما تمـنّ به الطبيعة عليه من ثلج على القمم الملّوثة. قال الرئيس ميشال عون أمام اللجنة الإقتصادية الإجتماعية لغرب آسيا (أسكوا)... «ساعة الحساب مع الفساد قد حانت فلا تهاون مع تحقيق المكاسب غير المشروعة من طريق مخالفة القوانين والتعدّي على حقوق الدولة...» ولكن... الذين حققوا المكاسب غير المشروعة ونهبوا الدولة وصناديقها، ووجوههم مألوفة، وأسماؤهم معروفة، وعليهم تـدّل الأصابع.. منهم، من هؤلاء ستؤلَّف الحكومة، ومعهم سنظل نعيش في أقبيـة التعاسة وفي المنفى المظلم داخل الوطن، وبهم يقول الشاعر: رُبَّ مَـنْ ترجو بـهِ دَفْـعَ الأذى سوفَ يأتيكَ الأذى مِـنْ قِـبَلِهْ.

مع شيء من التفاؤل النظري حتى ولو كان حلماً أفلاطونياً، نتمنى لو تؤلَّـف الحكومة من هذه الطاقات اللبنانية النادرة وجبابرة العقول الذين هجَّرتْهُم هذه السلطة الى المنفى في ديار الإنتشار، فنبغوا في كل مضمار متفوقين، ورفعوا أمجاداً لأوطان، وازدهاراً لأمم، وإعلاءً لأحكام، وإلاّ، فقد نظل مع حكومات «دون كيشوت» نمضي العمر ونحن نركض وراء الطواحين.

 

لبنان 'المنظّف' بين 'العهد' و'الزهراء'

فارس خشّان/الحرة/05 تشرين الثاني/18

نشر مواطن من الضاحية الجنوبية لبيروت على وسائل التواصل الاجتماعي شريطا مصورا لعمليات تنظيف الطريق المتسخ الذي يوصل إلى ملعب "العهد" لكرة القدم، قبيل انتقال وزير الخارجية جبران باسيل برفقة السفراء العاملين في لبنان، في محاولة تهدف إلى دحض مزاعم رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، بخصوص وجود أحد مصانع "حزب الله" لـ"الصواريخ الدقيقة". وإذا كان هذا الفيديو يرمي إلى التعبير عن الغضب من السلطة التي تركت السكان فريسة للأوساخ حتى هذا اليوم الاستعراضي، إلا أنه في الوقت نفسه يسمح للمراقبين أن يعثروا على الصورة التي يمكنها أن تلخص الدور الوحيد المنوط بالحكومة في كل ما يتصل بأعمال "حزب الله": التنظيف. الطامة الكبرى أن مشاكل "حزب الله" تنمو باضطراد وبدأت تصل إلى الدولة الأكثر حرصا على لبنان، أي فرنسا

في واقع الحال، فإن لبنان الرسمي في "الحرب الناعمة" المندلعة معركة جديدة من معاركها بين إسرائيل من جهة و"حزب الله"، بصفته أهم ذراع إيرانية في المنطقة، من جهة أخرى، لا يملك سوى السعي إلى تجنيب مرافئ لبنان العامة، يتقدمها مطار رفيق الحريري الدولي، من أن تكون على لائحة أهداف أي حرب محتملة في لحظة لا يتحكم هو بها لا من قريب ولا من بعيد.

ولبنان الرسمي في هذه المرحلة، هو ضحية مغلوب على أمرها في منازلة "جودو" جديدة بين إسرائيل و"حزب الله"، ذلك أن الأمين العام للحزب حسن نصرالله، وفي سياق محاولة سحب الذريعة التي يقدمها نتنياهو للغارات التي يشنها على مواقع إيرانية في سورية، أعلن أن حزبه بات يملك الصواريخ الدقيقة التي تخشى إسرائيل أن يمتلكها، فما كان من نتنياهو إلا أن استفاد من هذا الإعلان، ليوجه ضربة قاسية إلى لبنان، بنشر مزاعم عن المواقع الحساسة التي تنتشر فيها مصانع هذه الصواريخ.

ومن شأن ضربة نتنياهو المستفيدة من إعلان نصرالله أن تساهم، وبقوة، في دفع الاقتصاد اللبناني المترنح أصلا خطوة جديدة نحو الهاوية، ذلك أن إدراج المرافئ العامة على لائحة أهداف أي حرب محتملة من شأنه أن يرفع من مخاوف المستثمرين وأن يكبح حماسة أي دولة تعمل على مساعدة الحكومة اللبنانية وأن يشل المفاعيل الموعودة ـ والمشروطةـ لمؤتمر "سيدر" الذي كان قد انعقد في باريس قبل أشهر. ويأتي هذا التطور، في وقت يتحضر لبنان لمواجهة موجة جديدة من العقوبات الأميركية الهادفة التي خنق "حزب الله" ماليا وعزله مجتمعيا، إذ ينتظر أن يبت مجلس الشيوخ بالقانون الذي سبق وأقره مجلس النواب. وتشخص عيون المراقبين إلى طبيعة الحكومة الجديدة المتعثرة التأليف، وموقع "حزب الله" فيها، ومعرفة ما إذا كان ضعف لبنان الرسمي سوف يسمح بإسقاطه، شرعيا وبشكل كامل، في قبضة الحزب، بعد انتخابات نيابية أظهرت على الرغم من بعض محاولات النفي أن "حزب الله" بات مسيطرا على البرلمان اللبناني. وفي حال حصل هذا الدمج مع "حزب الله"، فإن لبنان الرسمي سوف يفقد القدرة على القيام بآخر وظائفه في كل ما يتصل بـ"حزب الله"، أي التنظيف، مما يرفع نسبة المخاطر إلى أقصاها على جميع المستويات. من شأن ضربة نتنياهو المستفيدة من إعلان نصرالله أن تساهم، وبقوة، في دفع الاقتصاد اللبناني المترنح أصلا خطوة جديدة نحو الهاوية

والطامة الكبرى أن مشاكل "حزب الله" تنمو باضطراد وبدأت تصل إلى الدولة الأكثر حرصا على لبنان، أي فرنسا. وأظهرت باريس، في الآونة الأخيرة، أن عينها محمرة من الأدوار التي يلعبها "حزب الله"، ويؤشر الى ذلك إقفال "مركز الزهراء" في شمال فرنسا ـ وهو مناصر لـ"حزب الله" ـ بالتزامن مع الجزم بمسؤولية وزارة الاستخبارات الإيرانية عن عملية إرهابية كانت تستهدف مؤتمرا للمعارضة الإيرانية انعقد في حزيران/يوينو، في العاصمة الفرنسية. حتى الساعة، تتعاطى باريس مع "حزب الله" على اعتبار أنه إيراني التوجه، وهي تتشدد في التعاطي معه لممارسة ضغوط على طهران للإقلاع عن توجهاتها العدائية في أوروبا، ولكن المشكلة سوف تنعكس على لبنان في حال سمحت قواه السياسية بتحويل المؤسسات الدستورية والرسمية إلى "الجناح السياسي" لحزب موسوم جناحه العسكري ـ أوروبيا ـ بالإرهاب.

تأسيسا على كل ذلك، فإن منازلة "الجودو" بين إسرائيل و"حزب الله" ليست مباراة على كأس تستدعي اصطفاف المشاهدين والمراهنين، بل هي كارثة محدقة ببلد ينزلق بسرعة إلى أن يكون ضحية إطفاء بعض الحرائق الإقليمية التي تزعم طبقته السياسية أنها تعمل على عزله عنها.

 

صقور الإدارة: 2019 لوقف التوسّع الإيراني.. وتضييق الخناق على «حزب الله»

رلى موفّق/اللواء/05 تشرين الثاني/18       

الردّ على مزاعم نتنياهو يتعدّى الزيارة الاستعراضية.. والحل بسلطة قوية على المرافق التي تربط لبنان بالعالم الخارجي

سبق وفاتح مسؤولون أميركيون القيادة العسكرية ببسط سلطة الشرعية على المناطق الخارجة عن سيطرة «الحزب».. والجواب بقي ملتبساً

وسط غليان المنطقة واحتدام المواجهة الأميركية مع إيران، وذهاب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى إبراز خارطة من على منبر الأمم المتحدة يقول إنها لمواقع تحتوي على صواريخ مخزنة في محيط مطار بيروت الدولي، يصبح المطلوب أكثر من الزيارة الاستعراضية التي دعا إليها وزير الخارجية جبران باسيل الدبلوماسيين الأجانب المعتمدين في لبنان. فالجولة التي غاب عنها ممثلو الدبلوماسية الأميركية في لبنان، كما ممثلو العديد من الدول الخليجية، لا تشكل دليلاً يدحض اتهامات نتنياهو. الصواريخ - إن وُجدت في ضاحية بيروت - ليست مكشوفة في مواقع فوق الأرض، والرد الملموس لا يكون بجولة للدبلوماسيين بل بلجنة عسكرية يكون خبراء الأمم المتحدة جزءاً منها. هي مسؤولية الجيش اللبناني الذي تقع عليه مهمة بسط سيادة الدولة على الأراضي اللبنانية، ولا سيما العاصمة، وتأمين المرافق الحيوية التي تربط لبنان بالعالم الخارجي، وفي مقدمها مطار رفيق الحريري الدولي، البوابة الجوية الوحيدة لبلاد الأرز مع الخارج. لم يكن مستغرباً الصمت الرسمي على الإعلان الصريح للأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله في الليلة الأخيرة من أيام عاشوراء، من أن «الأمر انتهى وباتت المقاومة تملك الصواريخ الدقيقة». فالصمت يُعبّر عن تواطؤ من هذا الطرف، وضعف وعجز من ذاك الطرف وحسابات سياسية طموحة من ثالث، لكن نتائجه المدمرة في نهاية المطاف ستكون واحدة على لبنان.

فالرسالة التي أراد نتنياهو إيصالها إلى لبنان الرسمي، الذي كان حاضراً في نيويورك، مفادها أن الحرب على لبنان هذه المرة لن تكون كسابقاتها، ولا سيما حرب تموز 2006، حيث تمّ يومها استهداف مركّز لمناطق «حزب الله» وبيئته الحاضنة التي يستخدمها دروعاً بشرية، وجرى تحييد القوى النظامية اللبنانية والمراكز الحيوية الرسمية من الضربات الجوية المدمرة، حتى أن ضربة المطار آنذاك طالت مدرجه من دون إحداث أضرار كبيرة في أجهزته وبناه التحتية. ما يقوله رئيس الوزراء الإسرائيلي أن لبنان بأكمله سيدفع ثمن أي مغامرة، وستكون البنى التحتية والمواقع الحيوية والمدن المأهولة أهدافاً مشروعة إذا تلطى خلفها «حزب الله» وأطلق منها صواريخه. هو أراد أن يوصل الرسالة إلى مسامع المجتمع الدولي، ويُخبرهم سلفاً بأن استهداف المدنيين بات مشروعاً بعدما حوّلهم «حزب الله» إلى «أكياس رمل» في قلب العاصمة بيروت وليس فقط على الحدود الجنوبية، على مرأى من القوى النظامية اللبنانية.

سبق أن فاتح مسؤولون أميركيون قيادة الجيش بضرورة بسط سلطة القوى الأمنية على المناطق الخارجة عن سيطرة «حزب الله» والمواقع الحسّاسة للدولة. جاء الجواب ملتبساً نابعاً من واقع البلاد المعقد، وتعاملت معه واشنطن ببراغماتية وفهمها لتوازنات الداخل وأولوياتها. لم تنطلق في العقود الماضية نظرة الدول الغربية وحتى العربية والخليجية إلى مطار بيروت على أنه تحت سيطرة الأجهزة الرسمية وحدها. التداخل والتشابك بين ما هو مدني وأمني وموقع المطار الجغرافي وزرع «حزب الله» مخبرين له في عداد الكوادر الإدارية وغير الإدارية، وصولاً إلى همس يدور في الأروقة عن ربط ما لـ«داتا المعلومات» من الواصلين إلى المطار والمغادرين منه مع أجهزته، أمور معلومة لدى تلك الدول التي تستند في كثير من الأحيان إلى ضمانات مباشرة وغير مباشرة من «الحزب» وليس إلى آليات الدولة والقانون.

كانت تُطرح على الدوام أسئلة ليس فقط حول قدرة المؤسسات الرسمية على القيام بواجباتها ودورها، بل حول رغبتها الفعلية في ذلك. «فائض القوة» شكّل أحد العوائق ولكن أيضاً شبكة المصالح المستفيدة من وجود «اللادولة» فعلت فعلها. اليوم كثير من الدول تضيق ذرعاً نتيجة عجز المؤسسات والأجهزة اللبنانية وتقصيرها والتفافها على متوجبات القوانين والأنظمة والمعاهدات، ما يطرح تساؤلات مشروعة حول تداعيات تجاهل مؤسسات الدولة للهوامش المسموح بها دولياً.

مساحة المناورة تضيق، وكذلك إمكانية غض الطرف. فالضغوط على لبنان ستشتدّ على وقع تصاعد الوتيرة في المنطقة. مكافحة مصادر تمويل الإرهاب والجريمة المنظمة وتهريب المخدرات وغسل الأموال كلها عناوين تشكل تحدياً للبنان. فهو يتعاون حيناً ويلتف أحياناً، ينسق حيناً ويزود الشركاء الدوليين بالمعلومات ويحجبها أحياناً، كلها مسائل خاضعة للظروف ومبدأ المواءمة وطبيعة ما هو مطلوب منه، بما جعله يمارس سياسة الكيل بمكيالين، ويُكـرّس معادلة «الصيف والشتاء تحت سقف واحد»، لجهة كيفية تطبيق مؤسساته، على اختلافها، للقرارات والقوانين.

باتت اللعبة أشد خطورة مع دعوة نصرالله الصريحة للقوى السياسية إلى الخروج من سياسة النأي بالنفس، فيما تلك القوى نفسها موجودة داخل الحكم. قال «إن ما يجري في المنطقة يرسم مصيرها ومصير لبنان»، لا بل «إن مصير لبنان يصنع في لبنان وفي ساحات وميادين المنطقة». وما يحاول زعيم الذراع الإيرانية الأقوى فعله هو محاولة إلغاء أي تمايز على الساحة اللبنانية، بما يحوّلها إلى ميدان كليّ في خدمة الدفاع عن إيران في المعركة التي تتم قراءتها على أنها المعركة الفاصلة في مستقبل الجمهورية الإسلامية الإيرانية. وهذا يتطلب بالتالي، استخدام كل الإمكانات الممكنة من أجل جمع ما أمكن من أوراق قوّة لصرفها حين يحين وقت التفاوض.

والقناعة الأكيدة لدى طهران وحلفائها أن الورقة المؤثرة في هذا المجال هي ورقة الضغط المباشر على إسرائيل. فإذا كان الباب مقفلاً من غزة ومن الجولان، فهل يكون مفتوحاً من جنوب لبنان؟ هو السؤال الأصعب حتى على «الحزب»، الذي يُدرك أنه لو امتلك صواريخ دقيقة، كما أعلن أمينه العام، تطال مواقع إسرائيلية حيوية، فإن الحرب ستكون مدمرة على بيئته ومناطق نفوذه، وأن احتمالات تجنّب خوض هذه الحرب تكون قليلة إذا ضاق الخناق على إيران، التي لن تقف مكتوفة الأيدي أمام خطة أميركا وحلفائها في المنطقة لتقليم أظافرها ومحاصرتها اقتصادياً وخلق شرخ بين النظام الحاكم وشعبه بواسطة لقمة العيش، ونقل الاضطرابات إلى الداخل الإيراني بما يُهدّد أركان النظام وبُنيانه. المخاوف تتزايد مع القراءة الأميركية التي تجنح أكثر باتجاه توقع أن تذهب إيران إلى المواجهة حتى النَفَسْ الأخير، واستنفاد كل وسائلها وأذرعها الخارجية، ذلك أن موافقتها على الشروط التي وضعها الرئيس الأميركي دونالد ترامب ستؤدي إلى نهاية النسخة الحالية من الجمهورية الإسلامية ومكامن قوتها، بما يعني عملياً انتهاء مشروعها التوسعي والعقائدي، وفتح الباب أمام إيران جديدة. القراءة الأميركية تنطلق، هي الأخرى، من إدراك جليّ بأن طهران تراهن على كسب الوقت لتمرير السنتين المقبلتين من ولاية ترامب علّ الانتخابات الرئاسية المقبلة لا تفضي إلى التجديد له. وهذا ما يدفع بصقور الإدارة الأميركية إلى حصر زمن التسوية مع إيران بالعام 2019، وإقفال الطريق أمام أي مناورات لتقطيع الوقت. أما بناء الحسابات على الانتخابات النصفية للكونغرس، وإمكان أن يخسر الجمهوريون الأكثرية في مجلس النواب، بما يضعف الرئيس، فهو - في رأي متابعين للشأن الأميركي - حسابات خاطئة، إذ أن الديموقراطيين متشددون حيال إيران بمقدار  الجمهوريين أنفسهم، وربح الحزب الديموقراطي لمجلس النواب - إذا حصل - لن يؤثر على سياسة الرئيس الخارجية، ولا يدل على تراجع حظوظه في ولاية جديدة، ذلك أن غالبية الرؤساء يخسر حزبهم الأكثرية في مجلس النواب في الانتخابات النصفية، ويعاودون الفوز بولاية ثانية. قد يكون هذا حال الجمهوريين في انتخابات السادس من تشرين الثاني، وقد لا يكون، لكن الأكثر رجحاناً أن ذلك لن يؤثر على استراتيجية «سيّد البيت الأبيض» حيال إيران!.

 

يجوز لهم وحرام علينا ؟!

الشيخ حسن سعيد مشيمش/05 تشرين الثاني/18

حينما شعر الخميني باقتراب الهزيمة أمام غزو صدام حسين استعان ( بالأجنبي ) بأميركا عدوه اللدود بشراء السلاح منها بصفقة سُمِّيت بصفقة إيران غيت صفقة القرن العشرين ولم ينكر ذلك حينما فضحتها وكشفت عنها وسائل الإعلام الدولية والغريب في الأمر أن السلاح تم شحنه من المرفأ الإسرائيلي والمستودعات الإسرائيلية ونحن نعلم بأن الخميني استند فقهيا لشرعنة ذلك على قاعدة شرعية تقول الضرورات تبيح المحظورات. وحينما شعر الخامنئي باقتراب سقوط نظام الديكتاتور بشار الأسد حليفه استعان ( بالأجنبي ) بروسيا بوتين وفتح خامنئي مطاراته العسكرية في إيران لطائرات بوتين لتقصف منها المعارضة السورية ضد الطاغوت بشار الأسد. وحينما ضاقت أرض الدنيا بخصوم صدام حسين المعارضين العراقيين الموالين لولاية الفقيه استعانوا ( بالأجنبي ) بأميركا وبريطانيا وبفتوى من الولي الفقيه لكي يتخلصوا من صدام حسين.

وحينما شعر القذافي باقتراب الهزيمة منه استعان ( بالأجنبي ) بإيطاليا لكنها خذلته. وحينما شعر أمير قطر بالخطر استعان ( بالأجنبي ) بتركيا لحماية نظامه وسلطانه. وحينما غزا صدام حسين الكويت استعان الكويتيون ( بالأجنبي ) بأميركا لتحرير بلدهم من احتلال صدام حسين.

وحينما غزا الطاغوت حافظ أسد لبنان وأزال بطائراته حكومة ميشال عون الدستورية استعان ( بالأجنبي ) بأميركا وكيف استعان بأميركا؟ استعان بها حينما ذهب إلى الكويت ليقاتل تحت راية أميركا وقيادتها ضد صدام حسين فكافأته أميركا حينما شرعت غزوه للبنان ووقوعه تحت وصايته الديكتاتورية. وحينما تعرض المسلمون في البوسنة والهرسك لمجازر على أيدي الصرب المسيحيين المتطرفين من صربيا وكرواتيا استعان المسلمون ( بالأجنبي ) بأميركا حتى جاءت بأساطيلها الجوية ومنعت عنهم وحمتهم من المجازر واسقطت عدوهم المتطرف الجزار ميلوسوڤيتش.

وحينما حُوصِر تنظيم حزب الله اللبناني ( الشيعي ) في منطقة الشياح في شارع الحجاج أيام حربه مع حركة أمل ( الشيعية ) لينتزع منها القرار السياسي للطائفة الشيعية في لبنان استعان تنظيم حزب الله اللبناني الشيعي بعدوه اللدود حزب القوات اللبنانية العميل لإسرائيل وفق توصيف حزب الله ليمده بالسلاح والمؤنة إلى أن فكت حركة أمل الحصار عنه. وأشاع يومها حزب الله في صفوف جمهوره وأتباعه بأن الإمام المهدي هو الذي كان يمدهم بالسلاح والمؤنة في معركة الحجاج في الشياح، كما أشاع بأن الإمام المهدي كان يقاتل معهم ضد اسرائيل في حرب تموز 2006.

كلهم يستعينون بالأجنبي ولو كان الأجنبي عدوهم اللدود للحفاظ على سلطانهم ونفوذهم وحكمهم ممن يتهددهم لا أنه يتهدد شعوبهم الفقيرة المسكينة البائسة. وحينما وجدت إيران ولاية الفقيه من مصلحتها السياسية أن تقف إلى جانب دولة أرمينيا المسيحية في حربها مع أذربيجان الإسلامية الشيعية وقفت إلى جانب دولة أرمينيا المسيحية ضد أذربيجان الشيعية ولم تبكي إيران ولاية الفقيه ولم تلطم صدرها ولم ترفع شعار هيهات منا الذلة دفاعا عن مليون شيعي أذربيجاني تم تهجيرهم من بيوتهم وبلداتهم في أرمينيا ( بإقليم قرة باخ ) إلى دولة أذربيجان ليعيشوا منذ أكثر من 15 سنة وحتى هذا اليوم في مخيمات اللاجئين في ظروف مأساوية تشبه الظروف المأساوية التي يعيشها الشعب الفلسطيني في مخيمات الشتات، والسبب في كراهية ايران ولاية الفقيه لدولة أذربيجان الشيعية لأن الحاكم فيها رفض التماهي مع أدبيات ولاية الفقيه الدينية المذهبية والسياسية.

وبعد ذلك يأتيك ممانع من هنا ومقاوم مقاول من هناك ليقول لك بأن المعارضين السوريين المظلومين ضد الطاغوت الظالم بشار الأسد هم عملاء للأجنبي.

 

أميركا وانتخابات التجديد النصفي

جوناثان برنستين/الشرق الأوسط/05 تشرين الثاني/18

ثمة سبيلان للنظر إلى المعركة الدائرة حول مجلس النواب الأميركي، مع وجود الانتخابات على بعد أقل من ستة أسابيع؛ إحداهما أن الوضع سيظل مستقراً على ما هو عليه بدرجة كبيرة، مع احتمالات حصول الديمقراطيين على 218 مقعداً، مع وجود فرصة واقعية للغاية لاحتفاظ الجمهوريين ببعض النفوذ. وتشير توقعات الكاتب نيت سيلفر إلى حصول الديمقراطيين على فرصة 80 في المائة للفوز بالغالبية داخل المجلس. وتعد هذه نسبة مرتفعة قليلاً عما توصل إليه النظام الإحصائي الذي ابتكره بداية أغسطس (آب)، لكنه أقل من مستوى الذروة الذي كانت بلغته التوقعات في هذا الصدد مطلع سبتمبر (أيلول). إلا أن التغيرات التي حدثت جاءت صغيرة ومحدودة. وأشارت توقعات ظهرت في 1 أغسطس إلى حصول الديمقراطيين على 231 مقعداً، بينما ارتفع هذا الرقم اليوم إلى 232.

وبالطبع، يظل ذلك مجرد نظام توقعات واحد بناءً على استطلاعات الرأي، لكن اللافت أن جميع السبل المختلفة لتوقع نتائج الانتخابات أشارت إلى النتيجة ذاتها. وبذلك وجدنا أربعة أنظمة مختلفة لتوقع نتائج الانتخابات أشارت إلى خسارة الجمهوريين ما بين 27 و44 مقعداً خلال التوقعات التي ظهرت منتصف سبتمبر. ومع أن «تقرير كوك السياسي» لا يصدر توقعات إجمالية، وإنما يتناول كل ضاحية على حدة، فإنه إذا سارت كل ضاحية تبعاً لما هو متوقع، فإن الحال قد تنتهي بالديمقراطيين بالحصول على 220 أو 221 مقعداً.

وكل ما سبق من توقعات يقول رسالة واحدة مفادها: توقعوا تحقق أغلبية للديمقراطيين، لكن لا تندهشوا كثيراً إذا صمد الجمهوريون. أما السبيل الأخرى للنظر إلى الأمر، فتتعلق بمسألة أن هامش الخطأ يبقى كبيراً للغاية، مع استمرار إمكانية حدوث ميل كبير على الجبهة الديمقراطية. من جانبهم، يستمر الديمقراطيون في توسيع نطاق جهودهم داخل دوائر جديدة كانت تبدو فيما مضى مضمونة بالنسبة للجمهوريين. ولا يعني ذلك أن الديمقراطيين سيفوزون في دوائر مثل مونتانا أو الضاحية الثالثة بواشنطن. ومن بين الطرق للنظر إلى هذا الأمر، التوقعات الصادرة عن مؤسسة «فايف ثيرتي إيت». وإذا تجاهلنا نتائج الـ10 في المائة الأقل احتمالاً على الجانبين، تصبح توقعات سيلفر أن يفوز الديمقراطيون في كل مكان بما يتراوح بين 17 و59 مقعداً. وهذا معدل ضخم! وكان المرء يتوقع أنه مع اقتراب الانتخابات، تزداد التوقعات دقة. إلا أنه حتى الآن على الأقل، لا يبدو أن هذا يحدث. وحتى اليوم، لن أكون مندهشاً إذا فاز الديمقراطيون بعدد قليل من المقاعد لا يتجاوز 14 مقعداً أو حصدوا عدداً ضخماً من المقاعد يصل إلى 70 مقعداً. وحتى الآن، لا يزال من الصعب التعرف على ما سيحدث في انتخابات مجلس النواب، خصوصاً في ظل عدم وجود كثير من الاستطلاعات، وقليل من الاستطلاعات المتاحة يمكن وصفه بأنه رفيع المستوى. ولا يزال من الصعب للغاية تقدير حجم إقبال الناخبين على المشاركة في انتخابات التجديد النصفي، ولا يمكن لاستطلاعات الرأي توقع نتائج الانتخابات بصورة صائبة إذا أخفقت في طرح توقعات صائبة بنسبة إقبال الناخبين. والنقطة الأساسية التي ينبغي التأكيد عليها هنا، أنه يتعين على الجميع ألا يثقوا بأي شخص يقول إن غالبية مقاعد المجلس محجوزة للديمقراطيين. كما يجب تذكر أن كل مقعد إضافي يحمل أهمية حقيقية، بالنسبة للكونغرس المقبل والمستقبل.

* بالاتفاق مع «بلومبرغ»

 

سوريا 2020 لن تكون العراق 2005

روبرت فورد/الشرق الأوسط/05 تشرين الثاني/18

ينتابني حزن عميق نحو الزملاء السابقين الذين يتحملون مسؤولية السياسات الأميركية إزاء المأساة السورية الراهنة. وما أسمعه منهم هو تعبير صريح عن استحالة تحقيق الاستراتيجيات والغايات الأميركية في هذا الملف الشائك للغاية. وإنني على يقين من أنهم يدركون هذا الأمر بالفعل، غير أن المسرح السياسي العالمي يتطلب منهم الإفصاح والحديث. طالما فضلت أن أبلغ الناس بما لديّ من أخبار سيئة وكنت أرغب دوماً في الاستماع إلى الحقيقة الصارخة الموجعة، ويقولون في المثل العربي الدارج: «الصراحة راحة». ولا أعتقد الآن بوجود «الصراحة» أو ما توحي به من «راحة» ضمن السياسات الأميركية في سوريا. على سبيل المثال، صرح مسؤولون أميركيون كبار مؤخراً - مثل وزير الخارجية مايكل بومبيو، ووزير الدفاع جيمس ماتيس، والمبعوث الأميركي الخاص لسوريا السفير جيمس جيفري - بأن عملية الأمم المتحدة الجارية بشأن جلب الأطراف السورية المعنية للتفاوض بشأن التعديلات الدستورية هناك ومن ثم إجراء الانتخابات العامة في البلاد، من شأنها أن تسفر عن «حل» الأزمة السورية. لكن، ما هي المشكلة القائمة في الدستور السوري على وجه التحديد؟ تنص المادة رقم 33 من الدستور الوطني السوري على أن الدولة تضمن الحريات، والكرامة، والأمن لكل المواطنين. وتنص المادة رقم 42 من الدستور على أنه لكل مواطن الحق في التعبير عن رأيه بحرية. في حين تنص المادة رقم 44 من الدستور على أن للمواطنين الحق في التجمع والتظاهر بالوسائل السلمية. وتحظر المادة رقم 53 من نفس الدستور استخدام كل وسائل وأساليب التعذيب. أما المادة الثامنة، فتنص على أن النظام السياسي في البلاد يستند إلى الانتخابات الديمقراطية. وبناء عليه، نعاود طرح نفس السؤال الفائت: ما هي المشكلة القائمة في الدستور السوري على وجه التحديد؟

قرر المسؤولون الأميركيون، الذين يعتقدون بسهولة سحب وتطبيق تجربتهم الذاتية التاريخية على بقية بلدان العالم رغم الاختلافات الثقافية والتاريخية المتعددة، أن يُمنح رئيس الوزراء السوري المزيد من السلطات والصلاحيات، في حين تُقلص سلطات رئيس الجمهورية وصلاحياته، وأنه ينبغي ألا يستند النظام السياسي السوري إلى مركزية الحكم والقيادة. ويمكنهم ممارسة الضغوط لفرض مواد جديدة على الدستور السوري تنبثق من رؤيتهم الخاصة للأوضاع هناك.

ينبغي على بعض الساسة الأميركيين الذين يديرون دفة السياسة الأميركية إزاء سوريا أن يتحلوا بقدر من التواضع: لقد مارسوا الضغوط الشديدة لأجل أن يتولى نوري المالكي رئاسة وزراء العراق في عام 2010 و2011. وأثبت التاريخ أن هذا كان من الأخطاء السياسية الفادحة التي أفضت إلى بروز خطر «داعش» في كل من العراق وسوريا لاحقاً. وينبغي عليهم إدراك حقيقة بسيطة مفادها أن «حزب البعث السوري» لا يزال على رأس الحكم في البلاد، وهو يرفض «لا مركزية» السلطة والقيادة رفضاً باتاً. وفي هذه الحالة، ليست لدى سوريا خبرات كافية في لا مركزية الحكم بالأساس. وتظهر المشاكل التي عانى منها العراق في محافظات مثل البصرة مدى صعوبة تطبيق أساليب الحكم اللامركزية.

والأهم مما سبق، وبصرف النظر تماماً عما يتعهد به الدستور الوطني السوري، فإن أجهزة الأمن السورية لا تحترم القوانين المعمول بها في البلاد. فهل نسي المسؤولون الأميركيون آلاف الصور للمواطنين السوريين الذين قتلوا تحت وطأة التعذيب من الحكومة السورية الحالية وأجهزتها الأمنية على الرغم من المادة رقم 53 في الدستور السوري آنفة الذكر؟ إن الدرس المستفاد من ذلك بسيط للغاية: لا توجد سيادة للقانون داخل سوريا والدستور منبت الصلة تماماً بواقع الأحداث التي تمر بها البلاد، إنه ليس إلا حبراً على ورق.

بعض من زملائي الأميركيين السابقين كانوا يعملون في العراق قبل 15 عاماً في أعقاب الغزو الأميركي في عهد جورج دبليو بوش الذي أطاح بنظام حكم صدام حسين هناك. ويتذكرون أن العراقيين صاغوا دستوراً جديداً للبلاد في عام 2005، ثم أجروا انتخابات عامة تفتقر إلى المثالية لكنها كانت ديمقراطية إلى حد ما. ويقول المسؤولون الأميركيون إن الانتخابات السورية المقبلة يمكن أن تتم تحت إشراف منظمة الأمم المتحدة، تماماً على غرار الانتخابات العراقية السابقة في عام 2005. بيد أن سوريا في عام 2019 و2020 لن تكون أبداً كمثل العراق في عام 2005، نظراً لأن الجيش الأميركي قضى على الأجهزة الأمنية الموالية لنظام صدام حسين قبل إجراء الانتخابات، لكن الأجهزة الأمنية التابعة لحكومة بشار الأسد (وأعني الاستخبارات) لا تزال حاضرة وفعالة ونشطة للغاية في الواقع السوري الراهن. وليس من قبيل المصادفة أن يفوز بشار الأسد بنسبة 97 في المائة من إجمالي الأصوات في انتخابات عام 2000، ثم بنسبة 98 في المائة في انتخابات عام 2007، ومرة أخرى بنسبة 89 في المائة في انتخابات عام 2014. فهل يعتقد المسؤولون الأميركيون حقاً أن الاستخبارات السورية ستتلقى الأوامر بكل بساطة من بعض موظفي الأمم المتحدة؟ وعندما ترفض أجهزة الاستخبارات السورية تنفيذ أوامر الفرق التابعة للأمم المتحدة، هل من أحد يعتقد أن موسكو لن تستخدم حق النقض (الفيتو) مجدداً بعد أن استخدمته قبل ذلك 12 مرة لحماية حكومة بشار الأسد في المنظمة الدولية؟

فوجئت كثيراً بتصريحات السفير جيمس جيفري. اقترح أنه على غرار انسحاب الجيش الأميركي من فيتنام، يمكن لإيران سحب قواتها المنتشرة في سوريا. غير أن الجيش الأميركي أخفق في فيتنام، ولن يقاتل حلفاؤنا الفيتناميون الجنوبيون إلى جانب أحد بعد الآن. وينبغي على واشنطن إدراك أن قوات بشار الأسد، المدعومة من الحلفاء في روسيا وإيران، ستواصل القتال لإحراز تقدم في ميادين القتال. إنها حقيقة واضحة للجميع. من الصعب أن نفهم السبب الحقيقي وراء استمرار إصدار التصريحات الغريبة بشأن سوريا من واشنطن. ولديّ بشأن ذلك تفسيران اثنان محتملان؛ الأول، أن الأميركيين كرروا نفس الفكرة السخيفة بشأن الدساتير والانتخابات في كثير من الأحيان لدرجة أنهم بدأوا في تصديق أنفسهم والدعاية الخاصة الصادرة عنهم. ولقد رأيت ذلك بعيني حال عملي في العراق بين عامي 2003 و2010. ويتناسى المسؤولون الأميركيون أن هناك فارقاً كبيراً ومعتبراً بين الأمل الموهوم والتحليل العقلاني. والاحتمال الآخر يقول إن المسؤولين الأميركيين يدركون أن الدستور والانتخابات ستمنح الجانب الأميركي المبرر المطلوب لمغادرة سوريا مع المحافظة على قدر «ما» من حفظ ماء الوجه. وربما يكون دستور «الحبر على ورق» مفيداً بدرجة كافية لواشنطن التي تعلن أنها لن تخوض حرباً ضد قوات إيران في سوريا. وهذا من قبيل التحليل الصائب وليس الوهم المأمول.

* خاص بـ«الشرق الأوسط»

 

إلى أي مدى تتحكم موسكو بقرار دمشق؟

أكرم البني/الشرق الأوسط/05 تشرين الثاني/18

قبل أن تعلن روسيا موقفاً رسمياً يحمّل إسرائيل مسؤولية إسقاط طائرة «الإليوشن»، أشاع، لوهلة، أنصار النظام السوري، أن مضاداته تعمدت إسقاط الطائرة، كرد مباشر على توقيع موسكو اتفاق إدلب مع أنقرة؛ لأنه لجم الشهية السلطوية لاجتياح المدينة، وسحق ما تم تجميعه فيها من قوى المعارضة المسلحة، الأمر الذي أثار السؤال حول قدرة دمشق على رفض ما تقرره موسكو في مجرى الصراع، فكيف باتخاذ إجراء عقابي ضدها! وتالياً لاستجلاء ما تمتلكه قيادة الكرملين من نفوذ لفرض إرادتها وإملاءاتها على النظام؛ خاصة إن تضمنت تنازلات لا ترضيه أو تضعف من مقومات سلطانه. ثمة من يقلل من قدرة روسيا على التحكم في قرار النظام السوري، ويوسع هامش مناورة الأخير وقدرته في الالتفاف على الضغوط والإملاءات الخارجية. والحجج متنوعة، تبدأ برأيهم عن تماسك اللحمة الطائفية للسلطة، وتعاضد دوائرها الأمنية وملحقاتها العسكرية، ما يمكنها من رفض ما يهدد مصلحتها ومراميها، مروراً بتغليبهم حاجة موسكو للنظام على حاجته إليها، إن في بيعه أسلحة وتجريب جديدها، وتسديده ثمنها بالعملة الصعبة، وإن بفتح الأبواب السورية أمام الاستثمارات الاقتصادية الروسية، ومروراً بإدراجهم دور إيران بصفتها حليفاً طائفياً موثوقاً يتمسك بشدة بسلطة دمشق، كحلقة رئيسة من حلقات النفوذ في المشرق العربي، ثم يتساءلون بمكر: ألم ينكفئ قادة الكرملين غير مرة عن الوضع السوري، وهددوا بسحب قواتهم عندما لم تقابل بعض مبادراتهم وخططهم بالمرونة السلطوية المطلوبة؟ وألم يؤكد الوزير لافروف أن روسيا غير قادرة على إقناع أهل الحكم في سوريا برؤيتها، وأنها عاجزة عن إرغامهم على السير بخطة طريق تضعف أركانهم وصلاحياتهم؟!

لكن الحقيقة غير ذلك، وثمة مياه كثيرة جرت، وخطوط جديدة رسمت في المشهد السوري، بعد ثلاث سنوات من تدخل عسكري روسي واسع، كان له الدور الحاسم في تعديل توازنات القوى ومنع سقوط النظام، ويعرف القاصي والداني أنه بات أمراً مألوفاً في إدارة غالبية المعارك، وجود لجان عسكرية روسية لها الدور المقرر والحاسم، مثلما صارت مكشوفة المحاولات الروسية لدفع شخصيات عسكرية وأمنية محسوبة عليها إلى مواقع حساسة في المؤسستين الأمنية والعسكرية، للتحكم بقراراتهما، ولمحاصرة مراكز سلطوية أفرزتها الحرب ويهمها الحفاظ على الوضع القائم، وما جنته من مكاسب وامتيازات، والأنكى ما يشاع عن رعاية روسية لكثير من الإجراءات والتعديلات في الجيش النظامي والميليشيا الموالية له، بما في ذلك إصدار قرارات انضباطية جديدة تطال الحياة العسكرية للضباط وصف الضباط، وصل الأمر إلى تولي الشرطة العسكرية الروسية إدارة الحياة اليومية لبعض المناطق، وإلى اعتقال ومعاقبة عناصر من جيش وميليشيا النظام حين تجاوزوا الشروط والتعليمات التي أمليت عليهم، ثم منح هويات خاصة لقادة الجماعات والفصائل التي رضيت بعقد تسويات مع اللجان العسكرية الروسية، كما حصل في درعا وحمص، كي تسهل تحركهم وتحميهم من الملاحقات والاعتقالات التي بدأت تطالهم بعد مرور زمن من إنجاز هذه التسويات. صحيح أن موسكو حريصة على استمرار نظام مجرب وضعيف، وتعتبره أفضل الموجود لحماية مصالحها؛ لكنها لم تهتك مصداقيتها أمام العالم، وتتقصد تغطية انتهاكاته وعنفه المفرط ومده بمختلف أنواع الأسلحة، ولم تستخدم «الفيتو» عدة مرات لحمايته ومنع صدور قرار دولي يدينه، والأهم لم تتدخل عسكرياً لتغيير توازنات الصراع جذرياً، «كرمى عيون» هذا النظام، كما يقول المثل الدارج؛ بل لضمان استقرار مصالحها، وتطوير سياسة تحمي هذه المصالح وتنمّيها، بما هو دفاع عن نفوذها وتمددها في المشرق العربي، لدفع تنافسها مع الغرب على الحصص والأدوار إلى مستوى أعلى، ولنقل لاستثمار حضورها القوي في سوريا، وارتباط هذا البلد بكثير من الملفات الإقليمية الحساسة، كي تغدو الطرف الأول والمقرر في معالجة هذه البؤرة من التوتر، وضمان استقرار المنطقة كلها.

وإذا سلمنا بأن إيران حليف قوي وموثوق للنظام، وأن الأخير يحاول توسيع هامش مناورته عبر الاستقواء بها؛ لكن ما قيمة هذا الاستقواء في ظل الضغوط الغربية المتصاعدة على طهران، وحين تتفاقم أزمتها الداخلية على مختلف الصعد، وحين تترك الأجواء السورية مفتوحة أمام إسرائيل لتنفذ عشرات الضربات المؤلمة للوجود الإيراني في سوريا، الأمر الذي يزيد من حاجة قادة طهران لروسيا ورضوخهم لها، ما يفسر امتثالهم لإرادة الكرملين في إبعاد قوات الحرس الثوري والميليشيا الموالية لهم مسافة ترضي إسرائيل، ثم تسارع حلول عسكريين روس محل الإيرانيين في تدريب وتوجيه قوات النظام السوري، وهو تسارع يزداد طرداً مع تصاعد الضغط الإسرائيلي والأميركي لإخراج إيران من سوريا، ومنعها من إقامة مراكز تواصل ومنشآت عسكرية دائمة، ولا يخرج عن هذا الإطار إعلان قيادة الكرملين بدء تنفيذ اتفاقها القديم مع النظام، بتوريد سلاح «إس 300» المضاد للطائرات، فالأمر يبدو ظاهرياً حماية للطائرات الروسية وحداً من حرية الطلعات والغارات الجوية لإسرائيل وللتحالف الغربي؛ لكن غرضه الجوهري تحقيق نقلة جديدة في قدرة موسكو على التحكم في الصراع السوري والأطراف المؤثرة فيه، بما في ذلك هامش مناورة إيران والنظام، ما دام السلاح الجديد سيبقى في أيادي الضباط الروس إلى أمد غير قصير، ورهن إرادة الكرملين السياسية. والحال، ليس غريباً على سلطة كالسلطة السورية هذا التبجح الديماغوجي بأنها صاحبة قرار وطني مستقل، وهي السلطة التي لم تقم للوطن والإجماع الوطني أي اعتبار، حين مارست أشنع وسائل الفتك والتنكيل ضد شعبها، ولم تتردد في حرق البشر والحجر واستجرار أسوأ أنواع الدعم الطائفي والتدخلات العسكرية، للبقاء في سدة الحكم وحماية امتيازاتها وثرواتها، بينما بقيت عاجزة عن القيام بأي رد فعل جدي حيال الغارات الإسرائيلية المتكررة، وحيال الدور العسكري لقوات التحالف الغربي، وهي السلطة التي لم يكن لها مكان في مختلف التسويات والهدن التي عقدتها روسيا في غير منطقة سورية، والأهم أنها أقصيت من مختلف الاجتماعات والاتفاقات التي رعتها موسكو حول المستقبل السوري.

 

مفكرة البحرين: الكيلو والمليار

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/05 تشرين الثاني/18

وقف الشاب أمام دكان توابل في بنغازي عام 1968 وبدأ يشرح له ما يريد أن يبيعه. لكن البائع قاطعه قائلاً: قعمز! ولم يفهم معناها، فاستمر في الكلام، إلى أن صرخ البائع: اجلس! جلس عند باب الدكان يقول للرجل إنه جاء من لبنان ليبيع الـ«إنسيكلوبيديا بريتانيكا»: 15 جزءاً ثمنها 1500 ليرة مقسطة على 15 شهراً. بالإنجليزية. وسأله الرجل: ما إفادتي وأنا لا أعرف الإنجليزية؟ هل تستطيع أن تهزم بائعاً لبنانياً؟ قال له: يا عم بياع التوابل، الموسوعة وضعت للعائلة... الأب لا يقرأ، أبناؤه يقرأون. إنها تحمل الجواب عن كل شيء في الحياة. هل تريد أن تعرف مثلاً أين تنبت أنواع التوابل؟ بدأ البائع الليبي يتراجع قليلاً أمام البائع اللبناني. وأخيراً سأله: وكم ثمن الكيلو؟ قال له: هذه لا تباع بالكيلو، بل بالجزء. رد بائع التوابل بكل بساطة: أنا لا أتعاطى إلا بالكيلو، وإلا فلن أشتري.

عاد اللبناني إلى الفندق ليتصل بوكيل الموسوعة في بيروت. وعندما سمع هذا العرض جنّ جنونه: الموسوعة البريطانية بالكيلو، هل تريد أن تخرب بيوتنا؟ انسَ الموضوع! كيف يمكن لصاحبنا أن ينسى الموضوع؟ إنه يجيء إلى بنغازي كل صيف يبيع الموسوعة من أجل أن يتمكن في الشتاء من دفع قسطه في الجامعة الأميركية. في اليوم التالي عاد إلى بائع التوابل: العناد الليبي المشهور في مواجهة الشطارة اللبنانية الشهيرة. قال له: فلنسمِّ الجزء كيلو في حسابك، وجزءاً في حسابنا، و15 كيلو في حساب هذه الروائح التي تشق القلب. اتفقا. فرح اللبناني بحصته من العقد، وفرح الليبي بحصة أبنائه من العلم. أكرم مكناس عندما تخرج كان قراره متخذاً في بنغازي: ما دامت له القدرة على بيع الموسوعة بالكيلو، فإن موهبته الأولى صناعة الإعلان. اختار البحرين وطناً منذ أربعين عاماً، وأسس مع شركاء له شركة «بروموسفن».

كل مرة أجيء إلى البحرين أجد أن أكرم بدأ مشروعاً جديداً. ومنذ أن تزوجت ابنة شقيقته أمل علم الدين بجورج كلوني، أصبح لقبه لدى الجميع «الخال»، باللهجة اللبنانية. وكنت أعرف أن الخال يملك سلسلة مطاعم في لبنان والبحرين، ويجمع أغلى السيارات القديمة، وإنه مقاول كبير في بناء بيوت ذوي الدخل المحدود. كل هذه مهن لا علاقة لنا بها. ماذا يعمل أكرم مكناس الآن؟ يكتب مقالاً سياسياً أسبوعياً في «الأيام»! ويؤلف الكتب. فمن نافسك في أعمالك؟ إنه عالم صغير كما تعرفون. وقبل سنوات التقى أكرم أستاذته من الجامعة الليبية. وعندما عرّفها بنفسه، قالت ضاحكة: هل أنت الرجل نفسه الذي باع الموسوعة إلى أبي؟ سألت أكرم عن أوضاع «بروموسفن» التي هو الآن رئيسها، لكي أطمئن على وضعه في الإعلان: «الحمد لله. موازنتنا هذا العام 1.7 مليار. طبعاً لا بالليرة اللبنانية ولا بالجنيه الليبي».

 

حل سياسي سوري مع تعزيز عسكري؟

وليد شقير/الحياة/05 تشرين الثاني/18

تشذ الأزمة في سورية عن قواعد السعي نحو الحلول كافة. حديث كل القوى والدول المتورطة في حربها عن أن لا حل عسكرياً فيها وأن الحل السياسي هو الأساس، إلى درجة بات معها ممجوجاً تكرار هذه العبارة من قادة دوليين وإقليميين، يرتكبون ما استطاعت أسلحتهم من قتل وتدمير في الوقت نفسه. حتى البديهية القائلة بأن الحل العسكري يرمي إلى تمهيد الطريق للحل السياسي بمعنى تعديل ميزان القوى لمصلحة التفاوض، لا يجد طريقه إلى الترجمة العملية في الميدان السوري. وإذا كانت كل جولة عسكرية تنتهي بتفاوض فإن السنتين الأخيرتين شهدتا على أن القتال كان ينتهي في منطقة ما من أجل فرض استسلام على أحد الطرفين، تحت عنوان «المصالحة».

القاعدة في بلاد الشام باتت قول الشيء والتصرف بنقيضه. ومع تسجيل صدق بعض الفرقاء، لا سيما سوريي المعارضة المعتدلة في تطلعهم إلى الحل السياسي، فإن الموجة الجديدة من الكلام عن هذا الطموح، تترافق مع تناقضات يصعب معها تبدل الأحوال.

فلاديمير بوتين يعلن ضرورة الانتقال إلى الحل السياسي، والعمل على انسحاب كل القوات الأجنبية من سورية، بما فيها الروسية، في الوقت نفسه الذي يرسل إليها بطاريتي صواريخ أس 300 مع ما تتطلبه من خبراء وضباط روس لتدريب جيش النظام عليها، وللإشراف على استعمالها. فمن المؤكد أن الوحدات السورية التي ستوضع في عهدتها ستكون تحت قيادة روسية وأنظمة تحكم لاستخدامها يقودها ضباط روس، حتى بعد تأهيل الضباط السوريين. قرار استعمالها المفترض روسي قبل أن يكون سورياً. ولم يكتف الكرملين بتعزيز وجوده الصاروخي، بل أدخل إلى سورية أيضاً أنظمة إلكترونية للرصد والتتبع والتعطيل، لم يسبق أن استخدمت خارج الاتحاد الروسي، ما يدل على أن الميدان السوري ما زال ميدان اختبار للأسلحة المختلفة في مواجهة الترسانة الأميركية المتطورة، في سياق المبارزة بين القوتين الكبريين على استعراض القوة على المسرح الدولي والإقليمي.

يقود ذلك إلى زيادة عديد القوات الروسية لسنوات مقبلة، لا انسحابها. وبينما يعلن القيصر أن الوضع في إدلب لن يحتاج إلى عمليات عسكرية كبرى، تدخل أرتال جديدة من الدبابات التركية إلى المحافظة بناء للاتفاق بين موسكو وأنقرة.

بالموازاة، يصدر ممثل وزير الخارجية الأميركي الخاص للتواصل حول سورية السفير جيم جيفري ونائب مساعد وزير الخارجية المبعوث الخاص إلى سورية جول رايبورن بياناً الثلثاء الماضي بأن «لا بديل للحل السياسي فيها وأن أولئك الذين يسعون للحل العسكري لن ينجحوا إلا في زيادة احتمال التصعيد الخطير واتساع نطاق الأزمة داخل المنطقة وخارجها»، وفي اليوم التالي يعلن وزير الدفاع جيمس ماتيس من باريس عن زيادة «عدد الخبراء الأميركيين» في سورية بعد قرار البقاء فيها إلى حين القضاء على «داعش» وانسحاب إيران منها. فالسفيران الأميركيان يريدان حلاً «لسورية الجديدة بلا ارتباطات مع النظام الإيراني وميليشياته»...

ترافقت كل هذه المواقف مع تأكيد إسرائيل أنها لن تتوقف عن ضرب الوجود الإيراني في الميدان السوري على رغم تسلم الجيش السوري بطاريات أس 300. على رغم التهيؤ لعقد اجتماع للجنة صوغ الدستور السوري، وعلى رغم الحديث عن انطلاقة جديدة للوساطة الأممية من أجل الحل السياسي في سورية عبر تعيين موفد جديد بدلاً من ستيفان دي ميستورا، يصعب الاقتناع بأن الدول الكبرى تتهيأ لإنهاء مأساة السوريين، وسط هذه التناقضات بين ترويجها للحل السياسي وبين تصرفاتها العسكرية على الأرض. وهي ليست المرة الأولى التي تفعل ذلك على مدى السنوات السبع الماضية. ومع أنه لاحت في الأفق إمكانية لإطلاق عملية سياسية مع المبادرة الروسية لإعادة النازحين، لأنها تفتح الباب على تفاوض بين الدول الكبرى للتفاهم على سلة إجراءات بالتوازي بين العودة وبين البدء بسحب القوات الأجنبية، وبين الحل الانتقالي الذي ينص عليه القرار الدولي الرقم 2254، إلا أن موسكو بنت مبادرتها على قصر من الرمل، لأنها لم تستطع تقديم ضمانات يركن إليها لضمان هذه العودة خارج المظلة القمعية والوحشية للنظام الذي يلاحق العائدين لإخضاعهم وإذلالهم، ولأنها لم تتمكن من ضمان الانكفاء الإيراني من أجزاء مهمة، بناء لاتفاق هلسنكي بين بوتين ودونالد ترامب، اللذين يحتاجان لاجتماع جديد. ينتظر أن تستهلك الأزمة السورية موفداً دولياً جديداً بعد دي ميستورا وكوفي أنان والأخضر الإبراهيمي، كي يتناغم مع تقاسم البلد مناطق نفوذ بين الدول المنغمسة فيه. وإذا كان من أمل بالحل السياسي فإن مؤشره الأول بدء انسحاب القوى الأجنبية، بانكفاء إحداها تمهيداً لانكفاء غيرها. العكس يحصل الآن.

 

هل وجدت العلمانية مُقاماً لها في مدينة قُـم؟

أمير طاهري/الشرق الأوسط/05 تشرين الثاني/18

نظراً لصفة «إسلاميّ» التي صارت لازمة الالتحاق بكافة أجهزة الدولة وتُنسب إليها كافة الإجراءات المتخذة حكومياً؛ فغالباً ما بات يوصف النظام الخميني في إيران بأنه الحكم الثيوقراطي (الديني) ذو المذهبية الشيعية التي تمثل العمود الفقري لآيديولوجية الدولة. ومع ذلك، ماذا لو أن الصفة كانت منبتة الصلة عن الموصوف، ناهيكم عن أن تكون الصفة مُضللة بالأساس؟ وماذا لو أن المختصين فشلوا في استشعار موجة التوتر الخافتة بين الجمهورية الإسلامية باعتبارها بنياناً سياسياً وبين الهياكل التقليدية للمذهبية الشيعية؟

ورغم أن الشيعية بصفتها مذهباً لم تحظَ قط بشكل تنظيمي رسمي، بالمعنى نفسه الذي تعكسه الكنائس المسيحية على سبيل المثال، فلقد نجحت – عبر القرنين الماضيين على أقل تقدير – في تطوير بنيان غير رسمي من الإدراك والتراتبية التمييزية، ووقفت في بعض الأحيان موقف المعارضة الصريحة من الآلية الحكومية العابرة عليها. ويقع في صميم هذا البنيان ما يسمى بالمعهد العلمي (أو الحوزة العلمية)، وهي عبارة عن شبكة من المدارس الدينية المكرسة بالكامل لتعليم الأجيال تلو الأجيال من رجال المذهب الشيعي المعتمد لديهم.

وفي فبراير (شباط) من عام 1979، ومع الوثبة الكبيرة التي وثبها آية الله الخميني من العدم إلى الفراغ الذي خلّفه رحيل الشاه المفاجئ عن المشهد السياسي الإيراني إثر مغادرته البلاد، كانت الفرضية السائدة توحي بأن «الحوزة العلمية» على اعتبار أنها الذراع الرئيسية للتراتبية المذهبية، سوف تلتقط زمام السيطرة على آليات الحكم والقيادة في الدولة الجديدة من خلال حالة من حالات الاندماج الفعلية المتوقعة. ومع ذلك، لم يجد ذلك الاندماج في واقع الأحداث مكاناً يُذكر.

وبادئ ذي بدء، لم يؤيد النظام الخميني الحاكم الجديد سوى حفنة قليلة من كبار آيات الله، ولم يكن تأييدهم بالحماس المطلق الذي توقعه الكثيرون. وتأكيداً للقول، فإن عدد الرجال الذين اعتمروا العمائم الشيعية الشهيرة وتتدلى من بين أصابعهم المسابح الطويلة قد تزايد انتشارهم بصورة فجة، حيث صار «الشكل» الديني الظاهر من ضرورات تأمين «لقمة العيش» وفرص العمل في الهيئات الحكومية المختلفة وقتذاك. ومن ثم تحول الآلاف من الانتهازيين من الملابس المدنية الاعتيادية إلى العباءات الدينية الداكنة وتلمسوا لأنفسهم ألقاباً رنانة مثل «حجة الإسلام» أو «آية الله»!

وفي عام 1979، قدّر مكتب الأوقاف، الذي كان متفرعاً عن حكومة الشاه آنذاك، عدد رجال الدين وطلاب العلوم الدينية بنحو 200 ألف فقط. وفي عام 1989، ارتفع العدد إلى ما يقرب من نصف مليون. ونظراً لأنه كان من شبه المستحيل عملياً تدريب هذا العدد الهائل من طلاب العلم الجدد (الملالي)، فلا بد أن يفترض المرء أن الزيادة العجيبة في عدد رجال الدين إلى أكثر من الضعف يرجع بالأساس إلى التدفق الهائل في أعداد رجال الدين «المزعومين».

وكان من وظيفة رجال الدين «المزعومين» الجدد منح التأييد العلمي الافتراضي للمزاعم الدينية الخاصة بالنظام الحاكم الجديد. وفي الأثناء ذاتها، ورغم كل شيء، مهَد وجودهم المجال لرجال الدين التقليديين من المحافظة على جزء من هويتهم المستقلة على أقل تقدير.

وخضعت المزاعم الدينية للنظام الخميني الحاكم الجديد للطعن من حقيقة واقعة مفادها أن المعاهد الدينية «الحوزة العلمية» في مدينة النجف العراقية كانت خارج نطاق سيطرة النظام الإيراني، وبالتالي فهي قادرة على توفير الملاذ الآمن لرجال الدين الإيرانيين الذين يعارضون الأفكار والمعتقدات السياسية للخميني.

ومع ذلك، وطالما يستطيع النظام الحاكم الجديد في طهران «ترهيب» أو «رشوة» الحوزة العلمية في مدينة قُـم، فمن شأنها توفير التأييد الجزئي لبعض مزاعم النظام وإضفاء الشرعية الدينية عليها وفق المطلوب. وتحقيقاً لهذه الغاية، أنشأ النظام الحاكم مجلس العلماء الذي يتألف من سبعة إلى تسعة من «آيات الله» الذين يختارهم المرشد الأعلى بنفسه من أجل تأييد النظام الحاكم وتعزيزه إثر العطايا الحكومية السخية.

ومع ذلك، ورغم أن بعض «المختارين» أصبحوا أثرياء للغاية، فإنهم فشلوا في تأمين التأييد الشعبي الحقيقي لأنفسهم. وبالتالي، وبدلاً من اعتماد النظام الحاكم على شعبيتهم، اعتمدوا هم على أموال النظام من أجل استمرار وجودهم ووظائفهم وعطاياهم.

وعلى مر السنين، تمكنت الحوزات العلمية الإيرانية المنتشرة والعاملة في أكثر من 30 مدينة في كافة أرجاء البلاد، وعلى رأسها مدينة قُـم، من إقامة نوع من المناطق العازلة فيما بينها وبين آليات الحكم في الجمهورية الإسلامية. ورفض المذهبيون التقليديون في إيران تأييد المواقف السياسية، وألزموا أنفسهم النأي التام عن أجهزة الدولة المختلفة مثل المجلس الإسلامي، ومجلس الخبراء، ومجلس الأوصياء. وتطرقت الحوزة العلمية البالغة الأهمية في النجف لما هو أبعد من ذلك في إقصاء الذات عن أجهزة الدولة الخمينية. وتوقفت الشخصيات الرئيسية في حوزة النجف، ومن أبرزها آية الله العظمى علي محمد السيستاني، عن زيارة إيران.

والآن، ومع التحديات التي تواجهها الجمهورية الإسلامية، وشرعيتها القائمة، من واقع المظاهرات الشعبية العارمة، فإنها تحاول مجدداً فرض السيطرة على التراتبية التقليدية لرجال الدين في الحوزات العلمية، ولا سيما في مدينة قُـم.

وخلال الصيف الماضي، عندما تحولت مدينة قُـم إلى مسرح مفتوح للثورة ضد النظام، اضطر المرشد الأعلى علي خامنئي إلى إلغاء زيارته إلى المدينة وأصدر أوامره إلى لواء الإمام الصادق باستعادة الأمن والنظام في المدينة. وزعمت الدعاية الحكومية الرسمية، من خلال التأييد الضمني لحالة الاستياء السياسية الراهنة، أن رجال الدين التقليديين قد صاروا «علمانيين»!

وكان هذا الادعاء هو الموضوع الرئيسي للمظاهرات التي اندلعت في أغسطس (آب) الماضي من تنظيم الأمن الإسلامي تحت رعاية وإشراف لواء الإمام الصادق بهدف ترهيب رجال المذهب الشيعي التقليديين.

واحتل لواء الإمام الصادق، رفقة الآلاف من طلاب العلم الشباب، مبنى المدرسة الفيضية الشهيرة، حيث شنّ أنصار الحكومة ودعاتها هجوماً حاداً على آيات الله التقليديين وطلابهم.

وقال حسن رحيمبور أزغدي، أحد أبرز المنظرين الإعلاميين للحرس الثوري الإيراني، «إن علمنة الحوزة العلمية تهديد واضح وصارخ على النظام القائم في البلاد. فالحوزة العلمية، في واقع أمرها، تتواطأ مع العلمانية، وربما عن غير قصد منها». واشتمل استعراض القوة في مدينة قُـم بعضاً من الدندنة حول العطايا المالية السخية التي ينثرها النظام الحاكم على رجال الدين وطلاب العلم مع التهديد الضمني بأنه إن اتخذت الحوزة العلمية جانب المنشقين عن النظام، فربما ينتهي أمرها تماماً في البلاد.

وجاء الرد الفوري من رجال الدين التقليديين في صورة موعظة كبيرة ألقاها آية الله العظمى محمد جواد علوي بروجردي، الذي يعتبره الكثيرون في إيران أحد كبار رجال الدين في مدينة قُـم.

وقال السيد بروجردي في موعظته «يزعم بعض السادة أن الحوزة العلمية قد تحولت إلى العلمانية، فإن زعموا أن الحوزة العلمية لا تعبأ بحياة الناس، ومشكلاتهم، ومخاوفهم، فقد كذبوا. فإن المذهب الشيعي في جوهره الأصيل مذهب سياسي ولا يمكن لنا ألا نعبأ أبداً بحياة الناس ومتاعبهم».

وفي هجوم خافت على رجال الدين الموالين تماماً للنظام، قال آية الله بروجردي «إن العلمانيين هم أولئك الذين يخضعون بالطاعة والولاء الأعمى لكل من تولى مقاليد الحكم في البلاد، وأولئك الذين يصوغون الآيديولوجيات المؤيدة لحكم المستبدين، فلا يتوقعون من الحوزة العلمية أبداً أن تذعن لأهوائهم». ثم أضاف قائلاً «أجل، إننا نناقش المسائل ذات الصلة بالدولة والحد من سلطاتها. وينبغي لمجال الدين، كما هو الحال في مجالات العلوم والفنون، أن يكون مفتوحاً للحوار الحرّ البناء؛ مما يعني أن يكون الناس أحراراً في المناقشة والمناظرة والتنظير. فالعلوم لا تتقدم قيد أنملة في غياب الحرية وأن يتمكن الجميع من الاستفادة منها على حد سواء». كما دعا آية الله بروجردي الحكومة الإيرانية إلى وقف عطاياها السخية التي تتفضل بها على رجال الدين وطلاب العلم حين قال «لقد اعتمدنا دائماً على تبرعات وهبات الناس من حولنا».

وفي غضون 48 ساعة من موعظة آية الله العظمى بروجردي، أقال المرشد الأعلى علي خامنئي الجنرال حسن طبيبي - فار من قيادة لواء الإمام الصادق، وأمر بإجراء تحقيق في المظاهرة المثيرة للريبة في أغسطس الماضي في مدينة قُـم.

أيمكن أن «تتعلْمَن» مدينة قُـم؟ يصعب للغاية تصديق ذلك، على الرغم من حالة الجهل والصلف والغطرسة التي تعم القيادة السياسية في طهران التي قد تُفضي إلى ردود فعل غير متوقعة من ضحايا الفساد الراسخ والسخرية اللاذعة.

 

الانسدادات العربية: القضايا والأسئلة والمشكلات

رضوان السيد/الشرق الأوسط/05 تشرين الثاني/18

ما فاجأني كلام وزير خارجية مملكة البحرين في نيويورك بشأن سوريا والوضع السوري. فالمتابعون يعرفون أنّ لدى البحرين موقفاً خاصاً من النظام السوري، ما تغيَّر عبر سنوات الحرب؛ لكنه كان يعلو أو ينخفض في اللهجة وليس في الأساس. إنما في الظروف الأخيرة، يبشّر أنصار النظام في لبنان، والعائدون من دمشق، بعضهم بعضاً، بأنّ وضعاً جديداً يوشك أن يتبلور بعودة النظام للتأهُّل في الجامعة العربية. والمسألة الآن ليست الموقف البحريني القديم - الجديد؛ بل بالفعل: كيف يفكر العرب بشأن سوريا في المستقبل القريب؟

النظام لم يتغير قيد أنملة، وليس لجهة إيران المستولية على الأرض بالفعل؛ بل وفي الموقف تجاه شعبه، والموقف لجهة التغيير السياسي المتواضع. سيقول المتواضعون: بل إنّ وزير الخارجية السوري قال في الأمم المتحدة، إنهم مستعدون لاستقبال الجمهور السوري النازح أو اللاجئ في لبنان وربما في الأردن. المنظمات الدولية لا تزال تقول: إنّ النظام والوضع معاً لا يسمحان بعودة الذين غادروا. ونحن نعلم أنّ الإدارة اللبنانية و«حزب الله» معاً فتحا مكاتب لمن يريد العودة طوعاً. وما أقبل عليها غير مئاتٍ قليلة حتى الآن. فريق جبران باسيل وزير الخارجية اللبناني يذهب إلى أنّ هؤلاء لا يريدون العودة؛ لأنهم يعملون في لبنان، وهو يُغريهم بأن سوريا مقبلة على إعادة الإعمار، وهناك شركات لبنانية ذهبت إلى هناك من أجل العقود والعمل، فلماذا يتردد المواطنون في العودة إلى بلادهم؟! الذين تحدثنا إليهم لا يذكرون الأسباب الأمنية فقط؛ بل يشيرون بالدرجة الأولى إلى أنّ هناك مناطق فيما بين ضواحي دمشق والقلمون وحمص وحلب، ما عاد لأهلها مكانٌ فيها؛ بل يسكن فيها أو يحتلُّها غيرهم!

لقد ذكرتُ هذه التفاصيل بدءاً بموقف البحرين، لأقول إنّ الوضع في سوريا يحتاج إلى اجتماعٍ عربي ولو سرّي، من جانب الدول ذات قرون الاستشعار الطويلة والاهتمام الفعلي. وأقصد بقرون الاستشعار الطويلة العرب الذين عندهم علاقات تشاورية قائمة ومستمرة مع الأميركيين والروس؛ إذ إنّ هذه المجموعة الاستراتيجية إن توصلت لاتفاقٍ أو إجماع، تستطيع التحرك باتجاه الدوليين، وباتجاه الجامعة العربية بتصورٍ لدورٍ عربي في سوريا. وليس صحيحاً أنّ العرب ما اهتموا بالعراق بعد الغزو الأميركي عام 2003؛ بل أنشأوا آلية «دول جوار العراق» إلى أن أخرجهم بعد عام 2006 - 2007 الاتفاق الأميركي - الإيراني.

ليست إسرائيل هي التي ستُخرج إيران من سوريا ولبنان؛ بل إنّ العرب الاستراتيجيين هم الذين يمكنهم ومن مصلحتهم العمل على ذلك؛ بدلاً من انتظار الاتفاق الروسي - الأميركي.

إنّ الانسداد الآخر الذي ينبغي ألا يحصل، هو في اليمن. فالحوثيون متضايقون جداً، وإلا لما تشابكوا (وليس اشتبكوا!) مع الدوليين من أجل إخراج جرحاهم وقادتهم من طريق عُمان بواسطة غراندي. ولو لم يكونوا يفكرون في المغادرة لما اهتمّ عبد الملك الحوثي الآن بتعيين خليفة له في «الإمامة». وقد قابلتُ عندما كنتُ أُدرّس باليمن بدر الدين الحوثي (والد حسين وعبد الملك)، ومحمد بن عبد العظيم الحوثي، الذي كان خصماً لبدر الدين. بدر الدين المتشدد كان مهتماً وقتها بغزو اليهود، نعم اليهود، وهم مائتا يهودي يمني لا أكثر كانت السلطات تحميهم في مواطنهم البائسة، وكان بدر الدين ساخطاً عليهم لأنهم «خالفوا عقد الذمة»! أما محمد بن عبد العظيم فكان من أنصار مجد الدين المؤيَّدي الذي كان يعتبره أكبر مجتهدي الزيدية الأحياء، وهما معاً كانا يعتبران بدر الدين إمامياً وليس زيدياً. الآن يريد عبد الملك القضاء على محمد بن عبد العظيم؛ لأنّ شيوخ الزيدية الباقين على المذهب فيما بين ذمار وحجة وصعدة يفكرون فيه. وأظن أنّ عبد الملك يريد أن يعمل مع قريبه البعيد ما عمله هو مع السلفيين بدماج في عامي 2012 و2013، أي القتل أو الإخراج من الديار. والمعروف باليمن الآن أنّ أولاد السلفيين الذين أخرجهم جمال بنعمر وقتها هم عماد ألوية العمالقة المقاتلة بالحديدة اليوم.

لا بد الآن - ولستُ خبيراً عسكرياً - من إخراج الميليشيات من لحج والبيضاء، ومن الحديدة، وتضييق الخناق عليهم في صعدة. وإذا تحررت تعز، وتحررت إبّ خلال الشهور القادمة، فلن تقوم لهؤلاء قائمة.

قال لي عسكري يمني قابلتُهُ في الرياض كان يدرس عندي شاباً عام 1990: «لقد كنتم تحسدوننا نحن يمنيي الشمال؛ لأننا لم نضطر لمقاتلة الاستعمار الغربي، وها نحن مضطرون لتحرير بلادنا شبراً شبراً وبدمٍ كثير». وتابع: «إنّ الغريب أنّ الرئيس علي عبد الله صالح هو الذي كان يقول لنا ذلك في الاجتماعات العسكرية، كان يقول: إن لم تقضوا على تمردهم الآن، فستضطرون لتحرير بلادكم منهم بالشبر!».

ولنمضِ إلى الانسداد الثالث الذي لا ينبغي أن يحصل، وهو الوضع الليبي. فلأنّ الليبيين مثل اليمنيين أرادوا الحصول على إجماعٍ من كل الأطراف المسلَّحة وغير المسلَّحة، ذهبوا إلى تونس والجزائر والصخيرات بالمغرب، وصار الحلُّ دولياً وبمبعوثين دوليين متتالين. والمجلس الرئاسي وإداريوه مدنيون؛ لكنّ المسيطرين على القرار في طرابلس والغرب الليبي مجموعات من الميليشيات المحترفة، تماماً مثل الوضع في لبنان، وإن كان الوضع الأمني عندنا أفضل حتى الآن. فعندنا جيشان، أو جيش وميليشيا، وفي طرابلس وغرب ليبيا بقايا جيش وعشرون ميليشيا. فحتى إيطاليا صار عندها ميليشيا في ليبيا. وقد استغربت لأنّ المبعوث الدولي صديقي المفكر غسان سلامة تحمس للانتخابات بحسب الاقتراح الفرنسي. وربما ظن أن الليبيين (شأنهم في انتخابين سابقين) ستحسم أكثريتهم الأمر لصالح الحكم المدني. إنما من قال لك يا صديقي إنّ الميليشيات ستقبل بالانتخابات أو تعترف بنتائجها؟ وعلى أي حال، فإنّ تحركات المبعوث الدولي الأخيرة وتصريحاته، تشير إلى أنه يتحرر بالتدريج من سحر الانتخابات والأمن التوافقي، ويعيد النظر في المجلس الرئاسي وطريقة عمله. والوضع في شرق ليبيا ليس مثالياً؛ لكنّ الأمن مستتبّ والبرلمان والحكومة يعملان بحدود. وقد أخرج الجيش الإرهابيين من درنة بعد بنغازي. ولستُ أقول بالحلّ العسكري القادم من الشرق؛ لكن الانتخابات لا يمكن أن تجري إلا في ظلّ وضعٍ آمِنٍ وسلطة واحدة. ولا أدري لماذا لا ينتخب الليبيون رئيساً أولاً، فتكون الشرعية بيده، وتجري مساعدته عربياً ودولياً لإجراء انتخاباتٍ حرة. ما عاد من المفيد استعراض الظروف التي أدت في الدول الثلاث: سوريا وليبيا واليمن، إلى أن يصبح الحلُّ دولياً بحتاً ومن دون دور عربي، لولا استدراك وتدخل التحالف العربي باليمن. وربما عاد ذلك في ليبيا واليمن إلى انقسام الجيش أو ضعفه، وفي سوريا إلى انحيازه الكامل لنظام قاتل وأداة من أدوات إيران. ولستُ أزعم أن الحلَّ الدولي شرٌّ كلّه، لكنْ لنتأمل الوضع في سوريا؛ حيث عجز الدوليون، وجاء الإيرانيون وبعدهم الروس للقتل باسم النظام، دونما قرارٍ دولي من أي نوع! وإلا كم يعترف الروس والإيرانيون بالقرار الدولي رقم 2254؟ ويكون على السوريين الآن أن يحفظوا أسماء أخرى لأماكن غريبة، مثل آستانة وسوتشي وحتى مزارات آل البيت بدمشق وجوارها وبحلب! لا صلاح للأوضاع العربية من دون مجموعة استراتيجية عربية حازمة وقادرة. ولنتصور ماذا كان قد حدث لليمن لخمسين عاماً قادماً لو بقي اليمنيون في انتظار الدوليين لإنفاذ القرار رقم 2216؟! في اليمن جاء العرب فظهر أفقٌ للخلاص، وهو الأمر الذي ينبغي أن يحصل في سوريا وليبيا.

 

الغموض المقلق حول مكان وجود صحفي سعودي

سايمون هندرسون/"ذي هيل"/05 تشرين الأول/أكتوبر، 2018

اختفى [هذا الأسبوع] الصحفي السعودي المنفي البارز جمال خاشقجي! عند كتابتي هذه السطور، فإما أن يكون في القنصلية السعودية في اسطنبول، حيث ذهب للحصول على وثيقة، أو تم نقله جواً إلى المملكة العربية السعودية، مع تواطؤ السلطات التركية أو بدونها.

ومثلي مثل العديد من الصحفيين أو الدبلوماسيين الآخرين الذين يشمل عملهم [القضايا المتعلقة بـ ] المملكة، أَعْتبِر خاشقجي كجهة اتصال له وجهات نظر مثيرة للاهتمام، وكصديق أيضاً. فبعد أن بعثتُ له رسالة بالبريد الإلكتروني قائلاً إنني أُعجبتُ بـ المقابلة التي أجراها مع صحيفة "الإيكونوميست" في 26 تموز/يوليو، أجاب: "شكراً، يجب أن نلتقي قريباً لنعوّض عما فاتنا، متى تتسنى لك الفرصة". سأعود في الرابع من آب/أغسطس". ولكني كنتُ في سفرة خلال معظم ذلك الشهر، وجاء أيلول/سبتمبر ومر سريعاً. بصراحة تامة، لا أظن أننا سنتناول الغداء سوية قريباً.

كانت الخطيئة المحتملة لخاشقجي هي انتقاد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وإن كان ذلك بصورة غير مباشرة. ففي مقابلة أجرتها معه مجلة "الإيكونوميست"، قال خاشقجي: "أنا أكتب مقالة في سبيلها إلى الصدور، أُشير فيها إلى سبب احتياج محمد بن سلمان إلى صحافة حرة. ... فولي العهد يشارك في تحول اقتصادي كبير. وبما أنه لا يوجد شخص يجادل هذا التحوّل، [أو] يناقشه، فلن يرى ولي العهد عيوب هذه التحوّلات". وفي مقالة نشرتها صحيفة "واشنطن بوست" في 7 آب/أغسطس، كتب خاشقجي: "... إن عدم الانتقاد يخلق جواً من شأنه تمكين الحكام السلطويين من إنكار الحقوق المدنية لشعوبهم". وقد أظهر خاشقجي بعض التعاطف مع الإسلام السياسي أيضاً. ففي مقالته في "الواشنطن بوست" في 28 آب/أغسطس، كتب: "لا يمكن أن يكون هناك إصلاح سياسي وديمقراطي في أي بلد عربي دون القبول بأن الإسلام السياسي يشكل جزءاً منه. ... يبدو الأمر واضحاً ... إن السبيل الوحيد لمنع الإسلام السياسي من لعب دور في السياسة العربية هو إلغاء الديمقراطية، التي تحرم المواطنين أساساً من حقهم الأساسي في اختيار تفضيلاتهم السياسية". وتتناقض هذه السطور مع [شخصية] محمد بن سلمان، الذي يبدو لبعض المراقبين استبدادياً إلى حد كبير ويعارض بشدة الإسلام السياسي. إن التكرار الأخير لمعارضته هو عقد مؤتمر بعنوان "التقارب الثقافي بين الولايات المتحدة والعالم الإسلامي"، تنظمه "رابطة العالم الإسلامي" التي تمولها السعودية في مدينة نيويورك يومي الخميس والجمعة هذا الأسبوع. (يأمل المرء بأن يناقش الحضور مصير خاشقجي). وفي الوقت الذي تعتبر فيه الولايات المتحدة والكثير من دول العالم أن رفض محمد بن سلمان للإسلام السعودي المتشدّد من الطراز القديم، إن لم يكن الإسلام المتطرف، يشكل إضافة هائلة، إلّا أن سجله في السياسة الخارجية غير متناسق. وكما أخبرني دبلوماسي أوروبي في الأسبوع الماضي، لا يستطيع التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن الانتصار في الحرب هناك من دون وقوع "ضحايا وإصابات غير مقبولة في صفوف المدنيين". ولا يزال الصدع مع قطر مستمراً. كما لم تدم الاستقالة القسرية لرئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري فترة طويلة. أما الضجة الأخيرة مع كندا فلا تزال في مرحلة الألقاب غير المحببة. فوفقاً لما قاله وزير الخارجية السعودي عادل الجبير: "نحن لسنا جمهورية الموز".

إذا تم التأكد من أنه قد تم احتجاز خاشقجي و/ أو إعادته جواً إلى السعودية، فمن الواضح أن محمد بن سلمان لم يأخذ في عين الاعتبار الآثار المحتملة لهذه الخطوة في واشنطن، حيث يعيش خاشقجي. وقد يقلل بن سلمان أيضاً من تأثير هذه الإجراءات على مناخه الاستثماري - فهو يريد استثمارات غربية ويحتاج إليها. أما المستثمرون فقد يرحبون بحكومة قوية، لكنهم لا يحبون عدم القدرة على التنبؤ وأي شيء قد يزعج حملة الأسهم. لذا، والسؤال الذي يطرح نفسه هنا، ما الذي يفكره بن سلمان؟ وكما قال لي دبلوماسي أوروبي: "أنا أعلم ما يقوله محمد بن سلمان. لا أعلم ما الذي يفكره." وعلى الأقل، فإن اختفاء خاشقجي الظاهر، إذا كان مرتبطاً بانتقاداته للمملكة، قد يوحي بأن المملكة العربية السعودية الجديدة لا تزال حساسة للغاية. وعلى الرغم من السنوات العديدة التي أكتب فيها عن المملكة، ورغم إصداري دراستين عن الخلافة الملكية ("بعد الملك فهد" و "بعد الملك عبد الله")، لم أحصل أبداً على تأشيرة لزيارة السعودية. وقد أخبرني أحد أصدقائي السعوديين ذات مرة: "نحن نتحدث عن الخلافة طوال الوقت، ولكن لماذا يجب عليك تدوينها؟"قبل بضعة سنوات، كنت في اجتماع في واشنطن مع مسؤول سعودي بارز أنهى حديثه بالقول: "إذا كان أي شخص هنا يريد الحصول على تأشيرة، ليخبرني وسوف أساعده على الحصول عليها." أجبته، "هل ستساعدني في الحصول على تأشيرة؟" أجاب: "سنمنحك تأشيرة، ثم سنبقيك". وضحك الجميع، إلّا أنا.

سايمون هندرسون هو زميل "بيكر" ومدير برنامج الخليج وسياسة الطاقة في معهد واشنطن.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

رئيس الجمهورية: التواصل الدائم بين لبنان المقيم ولبنان المنتشر من أبرز أهداف عملي

الجمعة 05 تشرين الأول 2018 /وطنية - أكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أن "التواصل الدائم بين لبنان المقيم ولبنان المنتشر هو من ابرز الاهداف التي يعمل لها، لان الانتشار اللبناني في الخارج قيمة اضافية ودعم اساسي للوطن الام وقضاياه، والقوانين التي اقرت لاعادة وصل ما انقطع بين اللبنانيين في داخل البلاد وخارجها، ومشاركة المنتشرين اللبنانيين في الانتخابات النيابية، الدليل القاطع على توجه العهد للجمع بين جناحي لبنان". كلام عون جاء خلال استقباله قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، وفدا من النادي اللبناني في المكسيك برئاسة ايوب سفر بواري. وحضر اللقاء رئيس مجلس القضاء الاعلى القاضي جان فهد وسفير لبنان في المكسيك سامي النمير، وسفير المكسيك في لبنان خوسيه اغناسيو. في مستهل اللقاء تحدث النمير ناقلا الى رئيس الجمهورية تحيات ابناء الجالية اللبنانية في المكسيك وتمنياتهم له بدوام التوفيق والنجاح في قيادة سفينة البلاد الى شاطئ الامان. وتناول دور الجالية اللبنانية والحضور الدائم لافرادها في الميادين كافة. واشار الى ان "وجود القاضي فهد في اللقاء يعود لكون مجلس القضاء الاعلى اللبناني وقع اتفاق تعاون مع مجلس القضاء الاعلى في المكسيك. وستتم ايضا ترجمة الدستور اللبناني الى اللغة المكسيكية". وعرض بواري أبرز ما يقوم به النادي اللبناني في مكسيكو، مشيرا الى أن "أبناء الجالية اللبنانية والمكسيكيين المتحدرين من اصل لبناني، يتمتعون بحضور لافت في المجالات السياسية والثقافية والاجتماعية وقطاع الاعمال، وان النادي بات ملتقى جميع المسؤولين والسياسيين في المكسيك على اختلاف انتماءاتهم، بهدف ابقاء اسم لبنان عاليا في كل المجالات". وأشار الى ان النادي سيحتفل هذه السنة بالذكرى 56 لتأسيسه بالتزامن مع الاحتفال بالذكرى الـ75 لاستقلال لبنان.

وعبر عون عن اعتزازه بالجالية اللبنانية في المكسيك، وبجميع اللبنانيين المنتشرين في العالم، مؤكدا ان "ابناء لبنان الصغير بمساحته جعلوه وطنا كونيا نظرا الى تمدد وجودهم من القطب الشمالي الى القطب الجنوبي".

وتحدث عن الاجتماعات التي ينظمها وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل لجمع الطاقات الاغترابية.

وزير الطاقة

الى ذلك شهد قصر بعبدا سلسلة لقاءات تناولت مواضيع وزارية وانمائية وصحية.

واستقبل عون وزير الطاقة والمياه سيزار ابي خليل وعرض معه شؤونا تتعلق بوزارة الطاقة والمشاريع التي تتولى تنفيذها. كما تتطرق البحث الى اوضاع مؤسسة كهرباء لبنان.

وفد نقباء اطباء الاسنان العرب

والتقى وفدا من نقباء اطباء الاسنان العرب والمحاضرين الذين يشاركون في المؤتمر الدولي الثامن والعشرين لطب الاسنان الذي انعقد في "فوروم دو بيروت".

في مستهل اللقاء، تحدث نقيب اطباء الاسنان في لبنان البروفسور كارلوس خيرالله باسم الوفد، شاكرا رئيس الجمهورية على الاستقبال في "بيت الشعب". واشار الى ان المؤتمر الذي عقد هذا العام في ظل حضور دولي، كان محط اعجاب لدى جميع المشاركين من الشرق الاوسط، اضافة الى المحاورين الدوليين. واضاف انه "فضلا عن المؤتمر، هناك معرض يمتد على مساحة تقارب الستة آلاف متر، استقبل افضل ما تملكه الشركات المعنية بالموضوع"، مشيرا الى العمل على تطويره سنة بعد أخرى. ووضع النقيب إمكانات النقابة في تصرف رئيس الجمهورية، لافتا الى أنها "من النقابات النادرة التي تجمع كل البلدان العربية رغم الاختلافات السياسية القائمة". ورد رئيس الجمهورية مرحبا بالوفد، ومشيدا بما حققه في المجال الطبي للشعوب العربية جمعاء. وقال: "لقد جمعكم العلم وفرقتكم السياسة بفعل ابتعاد الدول سياسيا عن بعض، وما قمتم وتقومون به في المجال الطبي هو النموذج الحقيقي لهذه الشعوب. وأتمنى دوام النجاح لمؤتمركم ومعرضكم، لان الحقل العلمي هو اضافة ايجابية للجميع، تتيح تبادل الخبرات واستمرارها عبر الاجيال في الحقول والاختصاصات العلمية". وأضاف: "لطالما وقفنا وسنقف الى جانب هذا النوع من المؤتمرات، ونهتم برعايتها نظرا الى اهمية المواضيع التي تطرحها، فكل ما يتعلق بالشؤون الطبية والعلمية يتمتع بأولوية، فكم بالحري اذا طاول صحة الانسان؟ وكلما تطور الطب، تحسنت صحة الانسان، والعناية بالفم والاسنان هي من الامور التي يجب على الناس الاهتمام بها وعدم اهمالها". وختم: "نحن نقف الى جانبكم، وسنقوم بكل ما يمكننا القيام به من اجل مساعدتكم، ونرحب بعقد مؤتمرات ولقاءات في كل المجالات والحقول في لبنان، لان من شأنها ان تقرب الناس والمجتمعات".وتحدث نقيب اطباء الاسنان الاردني ابراهيم طراد، مجددا الشكر لرئيس الجمهورية على استضافته الوفد، ومؤكدا كلام الرئيس عون أن السياسة تفرق والعلم يجمع، مبديا ثقته بجهود الرئيس عون وبالقادة العرب "الذين يدركون ان الخطر الحقيقي يتأتى من اسرائيل". وثمن جهود رئيس الجمهورية متمنيا "ان يبقى لبنان موحدا وقويا ومستقرا، ويتفادى جميع العرب المشاكل السياسية والاقتصادية".

 

الحريري استقبل جمالي مع وفد فرنسي والجوزو المدير التنفيذي لهيومن رايتس وواتش: من المبكر إعادة أي كان إلى سوريا

الجمعة 05 تشرين الأول 2018/وطنية - استقبل رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري عصر اليوم، في "بيت الوسط"، وفدا من منظمة "هيومن رايتس ووتش" برئاسة المدير التنفيذي للمنظمة كينيث روث، بحضور النائب رولا الطبش.

بعد اللقاء، قال روث: "عقدت المنظمة اجتماعا مثمرا للغاية مع الرئيس الحريري، حيث ناقشنا الخطوات التالية لإدارة أزمة النفايات والتأكد من وجود توافق حقيقي في المجتمع حول المطلوب. كما تحدثنا عن أهمية اغتنام الفرصة التي أتاحها المعهد الوطني لحقوق الإنسان للتصدي لمشكلة التعذيب، والتأكد من أن الخطوات لوقف التعذيب تؤدي في نهاية المطاف إلى الحد من التعذيب في الواقع. كذلك بحثنا في مشكلة النساء اللبنانيات المتزوجات من رجال غير لبنانيين، وغير القادرات على منح الجنسية لأبنائهن. نحن نتفهم وجود مخاوف قديمة من أن إعطاء هذا الحق، وأن إنهاء هذا التمييز ضد النساء سيغير بشكل ما التوازن الديموغرافي في لبنان. لكن في الواقع هناك مبالغة بالإحصاءات التي يعرفها الجميع، فالمشكلة صغيرة قياسا مع مشكلة هؤلاء النساء وأطفالهن. ناقشنا أيضا بعض الطرق العملية للتحرك إلى الأمام، وربما حتى منح جواز سفر له بعض الحقوق المحدودة، والذي يعطي على الأقل هؤلاء الأولاد القدرة على السفر ومعرفة أنهم لبنانيون في وطنهم الأم". أضاف: "أخيرا بحثنا في موضوع اللاجئين السوريين واتفقنا جميعا على أنه من المبكر إعادة أي كان إلى سوريا، حيث تبقى السجون السورية مليئة وحيث يعذب الناس ويعدمون. والسؤال الحقيقي هو كيف يمكننا التأكد أنه في وقت وجود اللاجئين في لبنان، ليسوا بائسين لدرجة أنهم مجبرون على العودة".

وتابع: "المشكلة الكبرى هي صعوبة أن يدفع الأشخاص 200 دولار كل ستة أشهر كرسوم تسجيل. وفي حين أن الحكومة أصدرت تنازلا عن هذا الرسم في بعض الحالات، إلا أن هناك بعض الاستثناءات الكبيرة لذلك، حيث أن أعدادا كبيرة، وربما نصف اللاجئين، يعجزون عن دفع هذا المبلغ. هم خائفون من السفر ويجدون صعوبة في إرسال أطفالهم إلى المدرسة والحصول على الرعاية الصحية، وهذا الأمر ليس من مصلحة أي شخص. فليس من مصلحة لبنان أن تكون لديه مجموعة غير متعلمة من الأطفال، وعدم معرفة مكان هؤلاء الأشخاص لأنهم غير مسجلين رسميا لديه". وختم: "لقد ناقشنا ما يجب القيام به للتأكد من أن التنازل عن مبلغ الـ 200 دولار يتم تطبيقه على جميع الصعد، وأن الجميع يملكون الضرورات الأساسية للعيش أثناء وجودهم في لبنان في الوقت الذي ينتظرون فيه تحسن الأوضاع في سوريا".

الجوزو

كما استقبل الرئيس الحريري مفتي جبل لبنان الشيخ محمد علي الجوزو، وعرض معه الأوضاع العامة والتطورات. بعد اللقاء، قال الجوزو: "بحثت مع الرئيس الحريري في الوضع الذي نعيشه اليوم، ولا سيما التأخير الحاصل بتشكيل الحكومة، ولكن الرئيس الحريري كان متفائلا، كعادته، وقد بشرنا خيرا. إلا أننا نريد أن نذكر بأن الرئيس الحريري قام بدور تاريخي حين كان البلد يعيش فراغا رئاسيا، وهو أنقذ الدولة والبلد من خلال اختياره الرئيس ميشال عون رئيسا، ونرى أنه لا بد اليوم من تقدير موقفه هذا ومبادلته بالمثل، فلا يكون العطاء من قبلنا نحن فقط، لأن الدولة تتأثر للغاية جراء هذا التأخير الحاصل، والناس يعانون حالة من القلق، ولا بد بالتالي من تعاون الجميع من أجل حل كافة العقد التي تواجهنا، لمصلحة البلد والمواطنين".

وفد فرنسي

ثم استقبل الرئيس الحريري النائبة ديما جمالي مع وفد فرنسي برئاسة عضو مجلس الشيوخ الفرنسي السيناتور ناتالي غوليه. بعد اللقاء، أوضحت جمالي أن "الوفد نقل للرئيس الحريري نتيجة التجارب التي تدارسها والحلول التي خرج بها لعدد كبير من المشاكل البيئية، من أجل البحث في إمكانية الاستفادة منها في لبنان".

المقاصد وعيتاني

واستقبل أيضا، النائب السابق محمد الأمين عيتاني ورئيس جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية الدكتور فيصل سنو، وعرض معهما شؤون الجمعية ومطالب العاصمة.

 

الحريري ترأس طاولة حوار مع مديري شركات لبنانية: لمزيد من الشراكة مع القطاع الخاص لتحقيق أهداف التنمية المستدامة

الجمعة 05 تشرين الأول 2018 /وطنية - أكد رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري "ايمانه الراسخ بأن القطاع الخاص له دور مهم في تطوير أجندة التنمية في لبنان". وقال: "نحن نرغب في المزيد من الشراكة مع القطاع الخاص لتحقيق أهداف التنمية المستدامة على المستويات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية". ترأس الرئيس الحريري، قبل ظهر اليوم في "بيت الوسط"، طاولة حوار جمعت اثنتي عشرة مديرا تنفيذيا لأهم شركات لبنان، في حضور فريقه الاستشاري، تم خلالها عرض أعمال وانجازات الشبكة الوطنية التي ترأسها النائب الدكتورة ديما جمالي. وأدار الحوار المستشار الاستراتيجي للشبكة الوطنية لميثاق الامم المتحدة الدكتور حسن يونس. وتحدث الرئيس الحريري خلال الحوار، فقال: "لقد سررت بالاستماع اليوم إلى عمل كل واحد منكم عن أهداف التنمية المستدامة (SDGs). إن قصص النجاح التي سمعتها اليوم هي مثال للشراكة الحقيقية والتكامل بين القطاعين العام والخاص. ومساهمتكم هي المفتاح لتطوير مجتمعنا وتحقيق التنمية المستدامة والنمو الشامل لجميع المواطنين. إنني أؤمن إيمانا راسخا بأن القطاع الخاص له دور مهم في تطوير أجندة التنمية في لبنان. واليوم كل واحد منكم قد أكد هذا الاعتقاد".

اضاف: "الجميع لديه أدوار مهمة ليلعبها سواء من خلال جهود المسؤولية الاجتماعية للشركات (CSR) أو من خلال تنفيذ مشاريع الشراكة بين القطاعين العام والخاص في لبنان. إن عملكم يكمل عملنا في الحكومة. ونحن نرغب في المزيد من الشراكة معكم لتحقيق أهداف التنمية المستدامة على المستويات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية. وأولويتي هي أن أدعمكم لكي تنمو أعمالكم بشكل أكبر، وهدفي هو تسريع اقرار التشريعات الحديثة وتوفير البنية التحتية الحديثة والاستقرار في لبنان وأنا سأستمر على هذا الطريق".

تجدر الاشارة الى ان هدف هذه المبادرة تطوير سياسات وممارسات مسؤولة تم اعتمادها من قبل القطاع الخاص و تحديدا من قبل المدراء التنفيذيين لعدد كبير من الشركات في لبنان من مختلف القطاعات لتطوير أهداف التنمية المستدامة ووضع لبنان على الخريطة العالمية. وتدعو الشبكة الوطنية القطاع الخاص والمجتمع المدني إلى الالتزام بالمبادئ العشرة للأمم المتحدة التي تتمحور حول حقوق الانسان، العمل، البيئة، ومكافحة الفساد.

وقد التحق خلال هذه السنوات لدى الشبكة أكثر من 180 عضوا ملتزمين بتطبيق وتنفيذ أهداف التنمية المستدامة داخل مؤسساتهم. ويعتبر هذا الاجتماع نقطة انطلاق شراكة وتعاون بين الشبكة الوطنية ورئاسة مجلس الوزراء من أجل وضع خطة لأولويات هذه الأهداف المستدامة وإيجاد حلول للتحديات والمشاكل التي يواجهها لبنان. وكانت الشبكة الوطنية شاركت بإعداد التقرير الطوعي الوطني VNR الذي عرض في نيويورك في شهر تموز، وهي تدعو الجميع إلى الانضمام إلى هذه المبادرة.

نادي رجال الاعمال الفرنسي

واستقبل الرئيس الحريري وفدا من نادي رجال الاعمال الفرنسي Vivario Club في حضور رئيس مجلس ادارة المدير العام لطيران الشرق الاوسط محمد الحوت. بعد اللقاء تحدث عضو النادي مروان لحود، فقال: "هدف زيارة الوفد الى لبنان والذي يضم شخصيات ذات خبرة في المجالات الاقتصادية والمالية والسياسية هو التعرف والاطلاع على المشاريع والقطاعات التي يمكن الاستثمار فيها في لبنان، لا سيما وان اعضاء النادي يعملون في الوقت الحالي في مجال الاستثمارات في القطاع الخاص ولديهم اهتمام في الاستثمار بالبلد، وقد تم ترتيب وتنسيق الزيارة بالتعاون مع شركة طيران الشرق الاوسط".

الغانم

كما استقبل الرئيس الحريري الرئيس التنفيذي لمجموعة حمد الغانم الكويتية محمد الغانم، الذي أوضح ان "النقاش كان وديا وتناول سبل الآفاق للمستثمر العربي والخليجي في لبنان.

الجراح

والتقى الرئيس الحريري وزير الاتصالات في حكومة تصريف الاعمال جمال الجراح وعرض معه شؤونا وزارية.

فخر الدين

كذلك استقبل رجل الاعمال رائد فخر الدين.

 

بري تابع الوضع الانمائي لبعلبك الهرمل وتلقى اتصالا من الغانم مستنكرا مقال إحدى الصحف الكويتية ومؤكدا عمق العلاقة بين البلدين

الجمعة 05 تشرين الأول 2018 /وطنية - تلقى رئيس مجلس النواب نبيه بري اتصالا من رئيس مجلس الامة الكويتي مرزوق الغانم مستنكرا ما ورد في مقال في احدى الصحف الكويتية، ومؤكدا العلاقات الكويتية - اللبنانية المتينة وتقدير الكويت للرئيس بري.

بدوره أكد بري ان "عشرات المقالات لا تؤثر في العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين ولا في علاقته شخصيا بدولة الكويت الشقيقة". وعرض بري بعد ظهر اليوم الوضع في منطقة بعلبك-الهرمل ولاسيما لجهة الشأن الانمائي والخدماتي في المنطقة، مع وفد من تكتل نواب بعلبك-الهرمل والبلديات. وتركز الحديث على انشاء مجلس انماء لبعلبك-الهرمل والبقاع وعكار والضنية والمنية والطريق الدائري حول بعلبك. وضم الوفد الوزيرين حسين الحاج حسن وغازي زعيتر والنواب: ألبير منصور، على المقداد، وليد سكرية وابراهيم الموسوي، ورئيس اتحاد بلديات بعلبك نصري عثمان، ورئيس بلدية بعلبك حسين اللقيس، ومدير العمل البلدي في "حزب الله" حسين النمر، ومسؤول البلديات المركزي في حركة "أمل" بسام طليس.

الحاج حسن

وقال الحاج حسن بعد الاجتماع: "قمنا في تكتل بعلبك-الهرمل مع الاخوة في العمل البلدي في حركة أمل وحزب الله مع رئيس اتحاد بلديات بعلبك ورئيس بلدية بعلبك بزيارة دولة الرئيس بري، وهنأناه بإعادة انتخابه رئيسا لحركة امل وبالتجديد لقيادة الحركة. وبحثنا مع دولته في عدد من المواضيع اهمها موضوع انشاء مجلس انماء بعلبك الهرمل والبقاع وعكار والضنية والمنية، واتفقنا معه على ان نعيد طرح اقتراح القانون المتعلق بهذا الموضوع بالتنسيق مع زملائنا النواب المعنيين على دولة الرئيس ليحيله على اللجان النيابية المشتركة لكي يأخذ طريقه. الموضوع الثاني الذي طرحناه مع دولته هو طريق الرينغ الدائري حول مدينة بعلبك، واتفقنا مع دولته، وسوف يقوم بالاتصالات اللازمة لوضع اعتماد بقانون برنامج من ضمن وزارة الاشغال في موازنة 2019 لهذا الطريق، وبحثنا في عدد كبير من القضايا الانمائية المتعلقة ببعلبك-الهرمل وفي منطقة البقاع عموما، ودولته داعم اساسي وركن أساسي في تنمية منطقتنا، وان شاء الله سنتابع معه التفاصيل الاخرى".

وكان بري استقبل الوزير السابق غازي العريضي وعرض معه الاوضاع العامة والوضع الحكومي.

 

جعجع استقبل فوشيه في حضور الرياشي

الجمعة 05 تشرين الأول 2018 /وطنية - التقى رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، في معراب، السفير الفرنسي برونو فوشيه، يرافقه المستشار الأول في السفارة سالينا غروني - كاتالانو، في حضور وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال ملحم الرياشي، الأمينة العامة للحزب الدكتورة شانتال سركيس، ورئيس جهاز العلاقات الخارجية الدكتور إيلي الهندي. وتباحث المجتمعون في آخر التطورات على الساحتين المحلية والإقليمية.

 

وفد لجنة الشؤون الخارجية النيابية زار مقر اليونيفيل وجال على الخط الأزرق

الجمعة 05 تشرين الأول 2018 /وطنية - اعلنت اليونيفل في بيان ان وفدا من لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب اللبناني يتألف من سبعة أعضاء زار المقر العام لليونيفيل ومنطقة عمليات البعثة اليوم، للاطلاع عن كثب على العمل الحاسم الذي تقوم به بعثة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في جنوب لبنان. وقد استقبل رئيس بعثة اليونيفيل وقائدها العام اللواء ستيفانو ديل كول، الوفد الذي ترأسه رئيس اللجنة النائب ياسين جابر لدى وصولهم إلى مقر اليونيفيل في الناقورة. يذكر أن هذه الزيارة هي الأولى لأعضاء اللجنة الى اليونيفيل. وأعرب اللواء ديل كول عن امتنانه للوفد على زيارته الأولى لليونيفيل ومنطقة عملياتها وعلى الدعم المستمر من حكومة لبنان لتنفيذ ولاية البعثة. كما أطلع اللواء ديل كول الوفد على "الوضع في منطقة عمليات اليونيفيل التي تبلغ مساحتها 1060 كيلومتر مربع، وعلى الوضع على طول الخط الأزرق البالغ طوله 120 كيلومترا، وكذلك على عمل قوة اليونيفيل البحرية في مجال تسيير دوريات في المياه الاقليمية اللبنانية بالتنسيق الوثيق مع البحرية اللبنانية"، مشيرا إلى "أن الوضع هادئ وأن الاستقرار المستتب منذ 12 عاما يعطي دفعا قويا للأنشطة الاقتصادية". كما سلط الضوء على أهمية تعزيز القوات المسلحة اللبنانية وبسط سلطة الدولة في المنطقة. وقال النائب جابر إن "الزيارة كانت تأكيدا على "تقديرنا ودعمنا" لدور اليونيفيل في جنوب لبنان". وأضاف: "إن التعاون القائم بين الجيش اللبناني المنتشر في هذه المنطقة وبين قوات الأمم المتحدة لحفظ السلام استطاع أن يحقق في هذه المنطقة في السنوات الاثني عشر الماضية الاستقرار والسلام والأمن والازدهار. ونتمنى أن يستمر هذا التعاون، ونحن نتمسك بقرار مجلس الأمن الدولي 1701، ونتمسك بدور هذه القوات العاملة في جنوب لبنان". وإلى جانب النائب جابر، ضم الوفد النواب: ابراهيم عازار، جورج عقيص، علي بزي، قاسم هاشم، هاغوب بقرادونيان وفؤاد مخزومي. وخلال الزيارة، قام النواب أيضا بجولة على الخط الأزرق، واطلعوا في أحد مواقع اليونيفيل في المنطقة وعلى كيفية عمل جنود حفظ السلام التابعين لليونيفيل على مدار الساعة، بالتنسيق الوثيق مع القوات المسلحة اللبنانية، للحفاظ على الهدوء في منطقة العمليات وعلى طول خط الالنسحاب..

 

باسيل: نتنازل لتسهيل تأليف حكومة وحدة وطنية منتجة وقادرة والمعيار العادل هو وزير لكل 5 نواب ولا نقبل بالابتزاز أو بافشال العهد

الجمعة 05 تشرين الأول 2018 /وطنية - عقد وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل في حكومة تصريف الاعمال مؤتمرا صحافيا بعد ترؤسه الاجتماع الدوري للمجلس السياسي لـ"التيار الوطني الحر" في مركز "التيار" في ميرنا الشالوحي - سن الفيل، وقال: "قررنا هذا اللقاء اليوم بعد اجتماع المجلس السياسي الشهري لـ"التيار الوطني الحر" الذي عرضنا فيه، من ضمن مواضيع أخرى، التقرير المالي للإنتخابات وأمورا داخلية اخرى. وعرضنا ايضا بشكل أساسي الوضع الإقليمي والدولي السياسي لما له من تأثيرات على وضعنا الداخلي والحكومي تحديدا، والموضوع الداخلي في مسار تأليف الحكومة وأخذنا فيه التوجهات ويفترض بنا أن نقوم بأمرين اليوم: من جهة، نوضح بعض الأمور التي تراكمت في موقفنا للرأي العام، ومن ناحية ثانية مهمتنا أن نسهل أكثر فأكثر تأليف الحكومة".

واضاف: "لأننا نشعر اليوم أكثر فأكثر بمسؤولية أن تشكل هذه الحكومة، وبطبيعة الحال هذا الأمر مخالف لكل ما يحكى عن عرقلة لأن لا احد يعرقل نفسه، على ما أعتقد، وكل ما سأقوله، الهدف منه عملية الإسراع في تأليف الحكومة لأن في مقدورنا أن نكون اليوم في مرحلة مؤهلة لأن تكون الأخيرة في تأليف الحكومة إذا اعتمدنا المعايير اللازمة والصحيحة التي تتيح لنا تأليف هذه الحكومة وتشكل أساسا لتأليف الحكومات في ما بعد. لماذا؟ لأن الحكومة ليست إمرا وليد لحظته، الحكومة مسار سياسي

وهي تأتي في عهد تميز بأمرين: أولا الميثاقية بمعنى رئيس الجمهورية القوي، رئيس المجلس القوي، رئيس الحكومة القوي، الحكومة القوية، البرلمان القوي، الجيش القوي، كل هذا المفهوم، وبمعنى القرار الوطني المنبثق من إرادة اللبنانيين بصناعة انتخاب الرئيس والحكومة وقانون الإنتخاب والمجلس، هذان الأمران، الميثاقية والقرار الوطني، هما اللذان يصنعان إستقرارا سياسيا في البلد، وهما المسؤولان عن تحقيق النتائج في خلال السنة ونصف سنة، الكبيرة على المستوى الوطني، واللذان يسمحان بالتداول الطبيعي للسلطة في استحقاقات، منها الإستحقاق الحكومي. فعندما نصل إليه، إن أخللنا بهذين المبدأين: الميثاقية والقرار الوطني، يقع الخلل ويحدث اضطراب سياسي ولا نعود نعبر بشكل سليم، كما ينبغي، من محطة الى أخرى".

وتابع: "لهذا السبب، يجب ألا تكون أي محطة دستورية نمر فيها، سببا للإلتفاف على هذه المبادئ الأساسية، بل سببا لتكريسها، لأننا هكذا نسهل حياتنا، فاعتمادنا مبدأ "حلها ومشها" وكسرنا لهذه المبادئ، يؤدي الى مشكلة لاحقا. في كل مرة تحل الأمور على أسس عادلة ومنطقية ودستورية، نكون نقيم امتدادا طبيعيا للحياة السياسية، فلا تعود تمر بمطبات، وهذا أمر أساسي تحقق في هذا العهد. مؤكد يجب ألا نقبل نحن، أو أي أحد من اللبنانيين، أن نخسره وأن نتنازل عنه لأن الإستقرار السياسي هو أمر ملزم ولكنه غير كاف للإستقرار الإقتصادي".

بمعنى آخر، ليس هناك استقرار اقتصادي من دون استقرار سياسي، غير ممكن. ولكن أيضا إن صنعنا هذا الإستقرار السياسي في العمل الإقتصادي الذي يأتي من بعده، هو ما يجعلنا ننتقل ليس الى مرحلة استقرار اقتصادي، بل الى ازدهار إقتصادي، لهذا الحكومة، ولو هي مبادئ أساسية، نحن ملزمون إعادة التذكير بها".

وقال: "الحكومة في لبنان أو في أي بلد آخر، إما تكون حكومة وحدة وطنية أو حكومة أكثرية. في لبنان يفضل أن تكون دائما حكومة وحدة وطنية، ولا سيما في الظروف الصعبة كالتي نمر فيها، على تقاطع إقليمي دولي بالغ الخطورة وعلى تقاطعات داخلية، نعرف كل ما نمر فيه، ومسألة تأليف حكومة وطنية تستأهل إنتظارا وتضحيات وتساهلات، ولكن ليس الى درجة أن تصل الى مستوى الإبتزاز من أجل تأليف الحكومة: تريدون حكومة وحدة وطنية؟ سنفرض أمرا غير منطقي أو دافعا لتفشيل العهد والواضح أنه جزء أساسي من اللعبة التي تلعب اليوم".

المعيار الواحد

وقال: "حكومة الوحدة الوطنية هي أسهل ما يمكن أن ينجز لأن العرف يكرس فيها ويصبح متداولا؛ حكومة الوحدة الوطنية بكل بساطة، وخصوصا وفق قانون انتخاب نسبي، وبعد إجراء الإنتخابات مباشرة، هي انعكاس للمجلس النيابي. الصورة هي ذاتها ولا نستطيع تأليف حكومة وحدة وطنية، إلا وفق مبدأ ومعيار غير إستنسابي، عموما. هذه هي الطريقة الوحيدة.

حكومة أكثرية تستطيع الأطراف التي ستؤلفها بأكثرية النصف زائد واحد، أن تستنسب ما ترتئيه بين بعضها البعض، من أجل ضمان حصول هذه الأكثرية على ثقة المجلس. لكن حكومة الوحدة الوطنية لا يمكن أن تقوم على معيار إستنسابي، كل على هواه". وأضاف: "هذا هو رأينا، ونحن لا نتدخل في تأليف الحكومة، وأنا أتحدى أي أحد أن يقول إني قمت بأي مبادرة، أو بإتصال هاتفي، أو بطلب اجتماع، في موضوع التأليف. نحن منذ البداية قلنا إنها مهمة رئيس الحكومة ووضعنا أنفسنا في التصرف عندما يحتاج لينا، أن نلبي طلبه، وهذا ما يحدث.

ولكن من واجبنا كأكبر تكتل نيابي أن نطالب بمعيار يؤمن سلاسة تأليف الحكومة والعمل السياسي، وفق معيار العدالة، فإن لم تكن هناك عدالة سياسية في التمثيل، يعني أن ليست هناك عدالة اقتصادية، ولا اجتماعية، ويعني ذلك أن لا مساواة للبنانيين أمام القانون؛ فإن كنا في السياسة، بأمر بهذه السهولة، تأليف حكومة وحدة وطنية سنتلاعب بمعيار التمثيل النيابي، فماذا ترانا نقول للناس؟ عن أي عدالة وتطبيق القوانين سنحدثهم وهم يرون أن السياسيين بين بعضهم البعض لا يستطيعون أن يعدلوا، على معيار بهذه السهولة؟".

وزير لكل 5 نواب

وتابع: "التوزيع العادل برأينا هو معيار واحد في حكومة من ثلاثين وزيرا: 128 نائبا في المجلس النيابي، يقتضي المعيار بأن يمثل كل 5 نواب بوزير، وإن كان سيمثل كل 4 نواب بوزير، فستصبح الحكومة من 38 وزيرا، لأن الكتل الأساسية الكبرى في المجلس اليوم تشمل نحو 116 نائبا، يبقى المستقلون والكتل الصغرى، وفي عملية حسابية كهذه لا مجال للتضليل". وقال: "المجلس النيابي اليوم يضم: تكتل "لبنان القوي" (29 نائبا) ينبغي أن يمثلوا بـ6 وزراء، الثنائي الشيعي: "أمل" و"حزب الله" 17 و13، أي 30 نائبا يمثلون بـ6 وزراء، وهذا يتطابق ميثاقيا مع عدد السنة والشيعة والمسيحيين.

كتلة "المستقبل" من 20 نائبا يمثلون بأربعة وزراء، "القوات اللبنانية" 15 نائبا يمثلون بـ3 وزراء، كتلة الإشتراكي ("اللقاء الديموقراطي") من 9 نواب يمثلون بوزيرين، "المرده وكتلتهم 7 نواب على ما أعتقد، يمثلهم وزير. مجموع هؤلاء 22 وزيرا". وأضاف: "لقد قضى العرف بأن يمثل رئيس الجمهورية، كما حصل في الحكومة الأخيرة، 5 وزراء، رئيس الحكومة وحده، إضافة الى تياره، يعين وزيرا أو وزيرين بحسب العرف. يبقى وزير واحد، يمكن أن يمثل الحزب السوري القومي الاجتماعي أو الكتائب، ويمكن رئيس الحكومة أن يطالب بحصوله على هذا الوزير؛ هذا المقعد قابل للتوافق بين القوى السياسية".

وتابع: "هكذا تؤلف بكل بساطة هذه الحكومة، في غضون دقائق والحقائب تقسم على المعيار نفسه، فمعروف كيف توزع الحقائب السيادية، والحقائب الأساسية 6، معلوم كيف توزع بين القوى السياسية وبين المسيحيين والمسلمين. إذن، ليست العملية صعبة البتة لكي نستطيع القول إننا نحن نطالب بعدالة التمثيل". وقال: "العقد التي كانت في مجال تأليف الحكومة والمطروحة الى اليوم أكرر تعدادها، أعود فأقول لأننا نريد الخروج منها بأمر منطقي، ونتمكن من إيجاد المسعى الذي يشير الى ولادة الحكومة قريبا، وهذا يجب أن يحصل وأن نكون كلنا شركاء فيه ونساعد ونسهل حصوله". وأضاف: "في ما يتعلق أولا بما يسمى العقدة السنية، أي النواب الذين يشكلون المعارضة السنية وعددهم ، ويقال إن سبب رفض توزيرهم عدم وجودهم في كتلة واحدة. نحن لا علاقة لنا بهذا الموضوع لأن لا نائب سنيا عندنا في التكتل على رغم وجود أصدقاء لنا، ورغم مطالبتنا بهذا الأمر بشكل رسمي، لم نقم بأي جهد في هذا المسعى لأننا احترمنا هذا الموضوع وتركناه لدى رئيس الحكومة، وبالحد الأدنى لم نعامله بالمثل في هذا الموضوع، كما عاملنا هو، ولا بأس إن كنا أفضل".

وابتعدنا على رغم الكلفة السياسية التي تكبدناها تجاه أصدقاء وحلفاء لنا، وحتى أننا لم نعقد اجتماعا في هذا الخصوص، هذا وفق منطق أن رئيس الحكومة يريد أن يكون هناك وزير سني لرئيس الجمهورية وأن هذا شأنه والأطراف المطالبة بهذا الموضوع، فنأينا بأنفسنا عن الموضوع ولم نبد فيه رأيا حتى، ولكن هذا لا ينفى أنها مشكلة حقيقية وقائمة ولا يستطيع أحد التقليل من أهميتها، وان شاء الله نساعد مع رئيس الحكومة في حلها بالطريقة التي ترضي كل الناس، ونحن موافقون على كل شيء".

وقال: "النقطة الثانية ما يسمى بالعقدة الدرزية أو عقدة الإشتراكي؛ هنا نحن معنيون مباشرة كتكتل، ونحن لا نتدخل في الشأن الدرزي ولا في أي شأن آخر، لكن المير (النائب) طلال أرسلان هو جزء من هذا التكتل، ولم يتم تركيب كتلة له كما يدعي البعض، أعلنا قبل الإنتخابات من دارته في خلدة، أننا متحالفون في كتلة "ضمانة الجبل" التي ستصبح جزءا من تكتل "لبنان القوي" لاحقا، وخيضت انتخابات واضحة في قلب مركز التعايش المسيحي - الدرزي أعطت شراكة، للمرة الاولى، بهذا الشكل في الجبل، وجاءت النتيجة 9 نواب للقوات والإشتراكي و"المستقبل"، في مقابل 4 للتيار والمير طلال، كأننا نتحدث عن نسبة 60 في المئة في مقابل 40 في المئة. هذا معطى سياسي لا نستطيع تجاهله في تأليف حكومة ونقول إننا نريد احتكار التمثيل، الأمر الذي لم يحدث في أي مكان. حتى عند الشيعة الذين يحظون بـ26 نائبا من أصل 27، أي ما يعادل نسبة 95 في المئة، فقد توزع التمثيل على فريقين وليس على فريق واحد، وبالتالي هنا نتكلم عن 6 نواب من أصل 8، نتكلم عن 59 في المئة من التمثيل الشعبي. أمر طبيعي هذا المعيار الواحد، عدم الإحتكار وتمثيل الأكثريات والأقليات في كل الطوائف. نحن الأكثرية عند المسيحيين ولم نقل إننا نريد أن نكون بمفردنا في الحكومة. على العكس، نحن مع أن يشارك كل الأطراف وألا يبقى أحد خارج هذه الحكومة، لهذا هو معيار واحد يجدر أن يطبق".

وأضاف: "يبقى ما يسمى بالعقدة المسيحية أو عقدة "القوات". أنا هنا مضطر الى أن أشرح أكثر قليلا أيضا من أجل أن يصلكم كم نحن نسهل ونساعد في هذا الموضوع، ولكن ليس لنعتبر في النهاية أننا من نعرقل وأن غيرنا يتنازل، من أجل أن أظهر لكم أين نحن، وفي كل شيء نقوم بالتنازل في هذا الموضوع والحقوا بي تباعا: أولا 15 نائبا يتمثلون بـ3 وزراء. هذا الحق، ومن يتنازل يقول أنا أقبل بوزيرين ولكن لا يأخذ 4 وزراء ويدعي أنه يتنازل. الحق هو ثلاثة وزراء. 15 نائبا على 64، أي أقل من 25 في المئة، حتى وفق الحسبة الشعبية إن قسمنا المسيحيين على القوى الأربع الأساسية: 55 "تيار"، 31 "قوات"، و7 ل"المرده" و 7 للكتائب، لأننا حذفنا المستقلين، فنحن أقل من 55 في المئة عند المسيحيين و"القوات" أقل من 31 في المئة عند المسيحيين ايضا. فنحن قسمنا التمثيل على هذه القوى الأربع الأساسية من أجل إجراء المقارنة، لكن هذا لا يعني أن 31 في المئة من المسيحيين على 15 نائبا يتمثلون في الحكومة بـ5 وزراء، فأين إذن حصة الرئيس؟"

وتابع: "هذا ليس خطأ بل خطيئة لأنه أمر استراتيجي عندما نرتكب نحن هذا في حق حصة الرئيس، التي هي في العرف والميثاق وفي الإتفاق الذي بيننا. الأجدر أن نضع حصة الرئيس جانبا ثم نجري الحساب، فهذه تعنينا كلنا. فأسهل الأمور أن نقول إن 55 في المئة من المسيحيين مقسومة على 15 وزيرا تجعلنا نطالب بـ9 وزراء وانتهى، وحصة الرئيس 4 أو 5 وزراء. ونمشي وهيك. ولكن على أحدنا أن يفكر بالآخر".

أضاف: "أيضا يطالبون بألا يكون للقوات وزير دولة، ولكن هناك 3 وزراء دولة في الحكومة ونائب رئيس حكومة، فكيف لا يتمثل الفريق الوزاري الثاني بوزير دولة؟ أنتمثل نحن بوزراء الدولة الثلاثة؟ فالأمر عادل أن يكون التمثيل على هذا النحو. كذلك يطالبون بنائب رئيس الحكومة، والعرف يقضي بأن يكون هذا المركز لرئيس الجمهورية، وإن شاء رئيس الجمهورية يعطيه، كما حصل في المرة السابقة، ولكنه ليس حقا يطالب به".

وتابع: "يطالبون بحقيبة سيادية ونحن، منذ اليوم، الأول قلنا لا مانع لدينا، لا بل نتمنى أن تحصل "القوات اللبنانية" على احدى الحقائب: المال، الداخلية، الخارجية، أو الدفاع، لا مشكلة لدينا وأبلغنا بذلك كل المعنيين، لكن هناك "فيتو" وطنيا من مكان آخر، وأعود فأكرر لا مانع لدينا ولكن من دون أن يصبح ذلك قضية حق، لأن الحق في هذا الموضوع أن يأخذ رئيس الجمهورية الحقيبة السيادية، ويتولاها أكبر تكتل نيابي. نحن قابلون، قبلنا وبلغنا، ولسنا رافضين، ماذا أفعل إن كان باقي البلد غير موافق؟ ولكن ذلك لا يعني أنه حق للقوات". أضاف: "تذكروا بأننا كنا أكثر من 27 نائبا ولم نأخذ حقيبة سيادية إلا في المرة الأخيرة، فقد كان رئيس الجمهورية يحصل على حقيبتين سياديتين: الداخلية والدفاع.

ثم تمت المطالبة بحقيبتين أساسيتين، الحقائب الأساسية للمسيحيين 3، وهناك رئيس الجمهورية وهناك أكبر كتلة مسيحية، فكيف تطلب ثاني أكبر كتلة إثنتين من أصل 3؟ كيف هذا؟ ماذا يبقى لنا؟ وأيضا يقول إن هذا حق. وأنا أيضا أوضح لأقول إننا على كل هذا لم نقل لا، لكن في النهاية سنرى وفق هذا المطالب ماذا ستكون حصة التيار؟ وماذا سيكون نصيب التكتل، وعلى هذا الأساس الحق الذي يحكى هو بثلاثة وزراء، فمن يتنازل يتنازل الى ما دون 3".

نريد اتفاق معراب كاملا

وتابع: " نحن قلنا منذ اول اجتماع لنا مع رئيس الحكومة، قال فيه سنعطيهم 4، فلم نمانع، فمن يريد أن يعطي فليعط، حتى نحن ليس لدينا مشكلة في أن نعطي. نحن في هذا الموضوع كله، هذا الإتفاق العام، اذا كرسنا الاتفاق نكون قد امنا السلاسة في تأليف الحكومة. ولكن في ما يتعلق بالاطراف الآخرين، في ما بينها ثنائيا لا اريد التطرق الى هذا الموضوع واذا لزم الامر سأتحدث في ما بعد عن الاتفاق بيننا وبين "القوات"، ولا اعني المصالحة، فالمصالحة لن يمس بها احد والبرهان الاكبر هو ما اتحمله شخصيا من تجن وتجريح في هذا الموضوع، وانا صامت وسأبقى صامتا لان هذا موضوع استراتيجي ويرخص كل شيء من اجله. وأنا اتحمل كل الظلم الذي يقع علي وانا كفيل معالجة هذا الموضوع، واكثر من ذلك نحن نريد اتفاق معراب ولكننا نريده كاملا وروحيته هي التحالف مع بعضنا دعما للعهد، ولا يعني ذلك ان ما نقوله يجب ان يؤيدوه ولكن لا يعني ايضا ان كل ما نقوم به هو للمعارضة والضرب".

اضاف: "من المؤكد اننا نتكلم مع بعضنا ولكن يجب التوقف عن الكلام في حقنا، وحرام القول ان لا فاسدين في البلد الا نحن ولا احد يخطئ غيرنا، وبالتالي التحاور امر ممكن ولكن من ضمن اتفاق كامل اننا ضمن حكومة نريد تسيير البلد. وعندما نقول اننا نريد تسيير العهد، فهذا امر لا يتعلق ب"التيار الوطني الحر"، فقط والعهد لا يخص رئيس الجمهورية فقط بل العهد هو الدولة والحكومة والمؤسسات والناس، واذا تعثر العهد يعني ان البلد كله تعثر والناس وملفاتها وحاجاتها ومشاكلها".

تعثر العهد وأداء الحكومة

وسأل باسيل :" اذا ضربنا العهد هل هذا يعني اننا ضربنا التيار ويخسر التيار ام يخسر المستقبل ورئيس الحكومة وكل الناس في البلد؟ ان عقلية اذا منعنا الكهرباء كأن الكهرباء للتيار، في حين ان كل لبنان يدفع فاتورة الكهرباء وخسارتها على الخزينة فالعقلية السياسية التي تضعنا امام معطى اساسي التي هي العقدة الداخلية التي من حقنا ان نخاف منها هي تخريب العهد ولو كان الثمن عدم تشكيل الحكومة ونخرج بنظرية ان تعقد الحكومة جلسات الضرورة وكأننا نقول للبنانيين ان لا حكومة والهدف نفسه عندما يحكى عن عقد خارجية بعذر شرعي ونفشل البلد والعهد ونشل البلد ونوقف الحكومة ونعتقلها بطريقة اخرى. والابشع هو اداء الحكومة، فالعقد التي تحدثت عنها، درزي وسني ومسيحي وغيرها غير مهمة، العقدة الاهم هي اداء الحكومة، نحن مستعدون للتنازل عن شيء حتى عن وجودنا في الحكومة شرط ان نضمن وجود حكومة منتجة من اجل الناس وليس حكومة تعرقل ذاتها وتعطل نفسها من الداخل بالمناكفات وتوقيف ملفات".

وتابع: "هذا هو الاساس وهذا ما يجعلنا نخاف ونطرح الثقة بالحكومة، نحن اليوم في حاجة الى حكومة للنهوض بالاقتصاد، ولكن الابشع من ذلك تشكيل حكومة لا تستطيع النهوض بالاقتصاد لان الفكرة التعطيلية في داخلها موجودة، لذلك نحن في حاجة الى ضمان، ولهذا الهدف يرخص وزير اضافي او وزير يالناقص ويرخص كل شيء، لأن من حق الناس المطالبة بحكومة منتجة بغض النظر عن عدد الوزراء لكل فريق، انما الابشع ان نفقد العدالة السياسية في داخل الحكومة ويكون ذلك سببا يعرقل الانتاج، ويجب ان يوحي الوزراء للناس بالثقة في موضوع الفساد والانتاجية والوعود المطمئنة. فعندما نتكلم على وزارة الاشغال يجب ان نعد الناس بوضع خطط عن النقل المشترك والمطار والمرافئ والنقل الجوي، فكيف يقوم بلد من دون تقديم خطط وجريمتنا اننا نطالب بالمزيد من العمل. نحن لا نفكر بالزفت الانتخابي بل نضع خططا لاوتوسترادات ومطارات ونقل بحري في بلد يقع على شاطئ المتوسط، هكذا نحن نفكر في وزاراتنا. فهل الزفت الانتخابي هو حرص على الناس ومصالحهم أو تعطيل؟".

وسأل ايضا: "هل هكذا نطل على "سيدر" أو اننا نذهب الى "سيدر" بوزراء يوحون بالثقة والجدية للمجتمع الدولي وللناس ويضعون الخطط بعيدا من الفساد، نحن انتقدنا ذاتنا في كثير من الامور وهذه مناسبة لنصحح ونقوم بأداء اهم، وهذا هو التحدي الاكبر امام الحكومة، لذلك فان عرقلة الحكومة يسأل عنها كل الناس الا نحن، اولا لان لا يمكن ان نعرقل أنفسنا وثانيا عندما يحكى رئاسة الجمهورية، اضافة الى ان هذا كلام معيب، فنحن نتحلى بالاخلاق تجاه انفسنا فلا نتحدث عن رئاسة الجمهورية فكيف اذا كان الرئيس رئيسا لتكتلنا وما زال في بداية عهده، فهل نحن من يتحدث عن رئاسة الجمهورية؟ وهل نحن من يريد ان يفشل هذا الرئيس؟ وهل نحن من فتح معركة رئاسة الجمهورية؟ وهل نحن من وضع قانون الانتخاب في السنة الاولى للعهد ليؤمن لنا انتخاب رئيس الجمهورية؟".

وقال: "نحن نطلب قليلا من المنطق في العمل السياسي ولو اردنا العرقلة لكنا طالبنا بوزارة المال او الداخلية، ماذا يعني انه في عهد الرئيس ميشال عون، الرئيس القوي والتكتل الاكبر لا يحق له ان يطالب بوزارة المال او الداخلية ونتهم بالعرقلة، في حين انه كان في امكاننا ان نتمسك بصيغة 32 وزيرا لان من حق العلويين والسريان ان يتمثلوا، وكذلك اخترعوا قصة الثلث الضامن فلسنا نحن من يطالب بالثلث الضامن وهل رئيس الجمهورية يطالب به؟ المعارضة هي التي تبحث عن الثلث الضامن وليس رئيس الجمهورية، فرئيس الجمهورية يملك بشخصه اكثر من الثلث الضامن هو ورئيس الحكومة، لذلك نطلب قليلا من الاحترام لعقول الناس، يستعملون سوء النية للحجة ويدخلون في الماورائيات".

وأضاف: "لقد عملنا على تدوير الزوايا من قبلنا في ما يخص الآخرين، وسلمنا ان الحكومة هي كل وعندما نوافق نحن يجب ان يوافق غيرنا ايضا لتسيير الامور".

نطالب بحكومة منتجة

ولخص موقف "التيار الوطني" بالآتي: "نحن نطالب بتأليف حكومة منتجة على اسس عادلة بمعايير واحدة تعطي الثقة للبنانيين لتنهض بالاقتصاد وتحارب الفساد. وعلى هذا الاساس ولانه في كثير من الايجابية والفرح سمعنا امس رئيس الحكومة وتفاءلنا معه ما يعني ان الحظ اليوم ان نذهب لانهاء تشكيل الحكومة ليس في 10 ايام بل نأمل خلال يومين ونحن لها ونحن امامه ومع ما هو مطلوب ولازم لنخرج بحكومة نفتخر بها حتى اذا تطلب الامر يمكن رئيسي الجمهورية والحكومة من موقعيهما الدستوري التوافق على تأليف الحكومة وهذا شأنهما اذا ارادا الاخذ برأينا لتحقيق عدالة التمثيل وعلى الاقل فليضعا معيارا لحكومة وعرضها على كل الاطراف وتكون حكومة وحدة وطنية وليس حكومة اكثرية عندها فليشارك فيها او يخرج منها من يريد وهذا حق، وهكذا نخرج من كل الاشكالية".

وتابع: "صحيح ان لا مهلة دستورية للرئيس المكلف لتشكيل للحكومة، ولكن اكيد ان رئيس الحكومة يضع مهلة لنفسه ولمصلحة البلد واحدى وسائل وضع المهلة هي تحديد مرحلة معينة وفي نهايتها يقول هذه هي الحكومة التي نريدها ويذهب بها الى المجلس النيابي بعد موافقة رئيس الجمهورية فاذا نالت الثقة بالاجماع او بالاكثرية يكون ذلك جيدا، واذا سقطت تكون رسالة من المجلس الى رئيسي الجمهورية والحكومة انها حكومة غير مقبولة وفي هذه الحالة نعود ونسمي الرئيس الحريري لتشكيل الحكومة ولكن على قواعد اخرى نتفق عليها كي تنال هذه الحكومة الثقة.

بهذه الطريقة نخرج من الاشكالية في الدستور باحترامه من دون تعديله او الاختلاف عليه ونذهب بالتسلسل، وذلك يتطلب قرارا يتخذه رئيس الجمهورية والرئيس المكلف وعلى اساسه اذا لم يعجبنا القرار لا نشارك قي الحكومة ونكون في صفوف المعارضة فنحن نعرف ان نكون في معارضة منتجة وايجابية، فهل هناك تنازل اكثر من ذلك، في عهد العماد عون يقول "التيار الوطني الحر" من اجل سلامة واستقرار التداول السياسي في لبنان ومن اجل الشراكة والميثاقية وحفظ القرار الوطني الحر في لبنان هناك حد ادنى لا يمكن التنازل عنه، وهذا حقنا، واذا تنازلنا عنه نقبل بذلك وبكل ايجابية اؤكد اننا لن نكون سلبيين تجاه رئيس الجمهورية ولا تجاه رئيس الحكومة في الشراكة القائمة بيننا، والتي كما قال امس اننا سنستمر فيها، واتمنى ان تكون اقوى وافضل".

وختم: "نحن اليوم امام فرصة حقيقية عبر عنها رئيس الحكومة امس نقابلها نحن بايجابية اكبر، وعلى الكل التنازل شرط ان تكون التنازلات حقيقية وغير وهمية نظهر فيها، كما فعلنا اليوم، انه من اجل انتاجية الحكومة وادائها نفعل كل ما يمكن وصولا الى الا نكون جزءا من الحكومة ونساعدها في معارضتنا البناءة والايجابية. انتاجية الحكومة ونجاح البلد اهم شيء وحان الوقت ان نحسم والا نترك البلد في حال الانتظار. على هذا الاساس، نلتقي في موعد جديد بعد تشكيل حكومة جديدة تعطي الثقة وتقلع ليس للعهد بل للبلد".

اسئلة واجوبة

وأكد ردا على سؤال "اننا نفهم الانحياز وعدم العدالة في موقف رئيس الحكومة تجاهنا ونتقبله لأنه "يعتبرنا في الجيبة، "تحصيل حاصل" لكوننا "أم الصبي" ويستطيع ان يحملنا ولو ظلمنا ليكون قادرا على إرضاء كل الأطراف، ونحن نحمل هذا الموضوع". وعن العروض التي قدمت الى رئيس الجمهورية في الموضوع الحكومي، نفى علمه بها لأنه "لم يتابع هذا الموضوع منذ فترة طويلة". وعن تقديم الرئيس المكلف تشكيلة وزارية الى رئيس الجمهورية الذي كان يحيلها بدوره عليك، وما يعني ذلك من ان الرئيس لن يقبل بحكومة لا يرضى بها الوزير باسيل، سأل وزير الخارجية: "من قال اني لن اكون راضيا ولن اكون شريكا في الأفكار لصناعة هذه الحكومة وان اكون شريكا اساسيا؟"، مشددا على أنه "في اسوأ الأحوال، لا يقبل بها التيار". وأكد ان رئيس الجمهورية وضع معايير محددة وأعلن عنها ومهما كنا قريبين منه يبقى هو رئيس الجمهورية ونحن تكتل نيابي، وهذا الفصل موجود في الدستور. وبالتالي فإن رئيس الجمهورية يعطي رأيه في المطلق أو بالتشكيلة التي تعرض عليه، اما اذا طلب منه احد الأطراف ان يضغط علينا للقبول بأمر ما فعندها سيكون مصرا على ان الكلام يجب أن يكون معنا مباشرة وخصوصا انه لا يضغط على أي طرف، وبالتالي يستطيع أن يعرض الرئيس المكلف تشكيلة حكومية فاذا لم يوافق عليها الرئيس يوافق على التشكيلة الأخرى أو التي تليها، اخيرا لا بد من حل".

وهل هناك امل لولادة الحكومة في الايام العشرة المقبلة، كما قال الرئيس الحريري، أكد أنه "لا يريد أن يعطي الناس تفاؤلا مفتعلا لان ذلك يتسبب في إحباط أكبر، والاهم، من كل ذلك هو تأليف حكومة منتجة قادرة على العمل، لذلك كان الحرص على ان نتنازل في بعض الامور في مقابل ان تكون الحكومة منتجة".

واعتبر ان "تفاؤل الرئيس المكلف قد يكون مبنيا على معطيات حقيقية في حال قام بحسم الامور، عندها يكون التفاؤل منطقيا وواقعيا، وهذه إيجابية نريدها، وعلى هذا الأساس ننتظر رئيس الحكومة الذي قال ان كل الامور قابلة للحل".

وبالعودة إلى المعايير أكد أن "على الجميع احترام المنطق وعقول الناس، ان حكومة الوحدة الوطنية الآتية بعد قانون انتخاب نسبي ونظام برلماني لا نستطيع أن نناقش طريقة تأليفها، هذا المعيار الواحد الذي تحدثت عنه يخص كل الأفرقاء"، مشددا على ان "التيار طالب بمعيار واحد في الانتخابات النيابية وقد تسبب ذلك بتكبير كتل نيابية ليست معنا سياسيا ولم نعترض، وهو ما يحصل اليوم عند مطالبتها بمعيار واحد للجميع ومنهم التيار".

وهل يلتقي الرئيس الحريري قريبا، قال: "إنه يعرف أنا موجود في أي وقت يطلبه، "حاضر ناضر".

وعن الاعتداءات الاسرائيلية والكلام والأسئلة عن مواقع قرب مطار رفيق الحريري الدولي - بيروت ، تمنى الوزير باسيل على "ادرعي و نتنياهو ان يتفقا لان أحدهما قال ان المنشآت الصاروخية يمكن إزالتها بـ3 ايام في حين قال الآخر إننا ذهبنا إلى الملعب ولم نذهب إلى تحته، يعني بعكس ما قال ادرعي. على الأسرائيليين ان يتفقوا على رأي واحد ويعلنوه من على منبر الامم المتحدة"، لافتا الى "تهديدات اسرائيلية دائمة للبنان مع وجود 1714 خرقا جويا خلال 8 أشهر".

وعن مطالبة "القوات اللبنانية" ب 5 وزراء اعتبر أنه "لا تستطيع أن تخسر لمئة سنة من أجل لحظة سياسية، علينا أن نقتطع حصة رئيس الجمهورية ونبدأ بالحساب بالطريقة التي تريدها. الرقم ليس 31 في المئة وإلا نكون نحن 55 في المئة". وعن وجود عقبة خارجية و"فيتوات" على "حزب الله" أكد أن "على لبنان ان يتخذ الموقف السيادي الذي يؤمن مصلحته ويأخذ في الإعتبار عوامل خارجية لمصلحة اللبنانيين، وهذا موضوع لسنا معنيين به وحدنا بل الجميع، والمطلوب منهم ان يقدروا. فماذا لو كان عندها ل"حزب الله" 3 وزراء دولة أو إخراجه من الحكومة، أو قد يرفض الحزب وجوده في أمكنة تتطلب تعاطيا دوليا لا يريده. اذن، تستطيع أن توفق بين الإعتبار السيادي ومصلحة لبنان لتتخذ القرار الصحيح".وردا عل سؤال، تمنى على الرئيس المكلف ان "يتنازل فعليا ويفرض على الآخرين التنازل الفعلي وليس بالكلام، لأن الحق هو المعيار الوحيد للتنازل".

 

سلام للسياسة الكويتية: عون ينحاز إلى فريقه السياسي وهذا لا يريح لا تأليف الحكومة ولا البلد

الجمعة 05 تشرين الأول 2018 /وطنية - رأى رئيس الحكومة السابق النائب تمام سلام في حديث الى "السياسة" الكويتية، أن "التأخير في تشكيل الحكومات في لبنان أمر بدأ منذ نحو عشر سنوات، بعدما كانت عملية التشكيل قبل ذلك تستغرق أسابيع معدودة، وأبرز مثال، أن تشكيل حكومتي استغرق نحو عشرة أشهر ونصف الشهر". وقال: "من الواضح أن هناك عوامل داخلية تؤثر في ذلك، وتتمثل في الصراع المستمر على السلطة والنفوذ من القوى السياسية المختلفة، خصوصا في ظل الحرص على تأليف حكومات وحدة وطنية في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها البلد، وبالتالي تمادي كل فريق سياسي بالضغط للحصول على الحصة الأكبر، إضافة إلى عوامل خارجية، إقليمية ودولية، تلعب الورقة اللبنانية كإحدى الأوراق المطروحة على الساحة وفي المنطقة". وأكد أن "هذا لا يساعد كثيرا في ظل صراع مشتد وقائم في المنطقة تعاني منه كل الدول"، لافتا إلى أن "حكومة أكثرية هي من بين الصيغ الحكومية التي يتم طرحها، إلى جانب حكومة أقطاب وكفاءات، تفاديا للصراع القائم سياسيا بين القوى المختلفة". وردا على سؤال عما إذا كان يعتبر أن هناك من يحاول محاصرة صلاحيات رئيس الحكومة؟ قال: "بعد اتفاق الطائف هناك انطباع مغلوط وخاطئ أن صلاحيات رئيس الجمهورية قد أضعفت لحساب رئاسة الوزراء، وهذا غير صحيح بتاتا. فرئاسة الجمهورية ما زالت هي المرجع والحكم، بينما رئيس الوزراء أصبح مكبلا في مجلس الوزراء، إذ أن السلطة التنفيذية ما بعد الطائف وضعت في مجلس الوزراء، وليس عند رئيس الوزراء". أضاف: "ما نشهده اليوم يدل على مدى جهود القوى السياسية للاستيلاء والسيطرة على مجلس الوزراء وعلى قراراته، وبالتالي إضعاف رئاسة الوزراء، بحيث أن التأخير في التشكيل يعطي فكرة واضحة بأنهم يريدون محاصرة رئيس الحكومة وإضعافه، لأنه في ظل نظامنا الديموقراطي فإن رئيس الوزراء يشكل الحكومة التي يجب أن تعمل معه على تنفيذ السياسات في البلد، لا أن تعمل من خارجه أو عليه، بل معه، وبالتالي فهو من يؤلف الحكومة، لا القوى السياسية، ولا رئيس الجمهورية ولا أي أحد آخر".

ولفت الرئيس سلام إلى أن "رئيس الجمهورية يوقع مع رئيس الحكومة مرسوم تشكيل الحكومة، ويمكن له أن لا يوقع وهنا تنشأ العرقلة، ولكن دور رئيس الجمهورية أن يساعد الرئيس المكلف لا أن يعاكسه"، مؤكدا أن "رئيس الجمهورية ميشال عون لا يؤدي الدور التوفيقي بالنسبة لعملية تشكيل الحكومة، خصوصا عندما يطرح خلافا لما كانت عليه قناعاته قبل أن يصبح رئيسا للجمهورية، بأن لرئيس الجمهورية وزراء داخل الحكومة، وهو يتمسك بذلك، بينما كان يرفضه رفضا باتا ويهاجم رئيس الجمهورية الذي سبقه على هكذا إجراء، فأصبح اليوم يعتبره معطى أساسيا في تأليف الحكومة"، مشددا على أن "وجود وزراء لرئيس الجمهورية في الحكومة يضعفه ولا يقويه، لأن جميع الوزراء في الحكومة يجب أن يكونوا على علاقة جيدة مع رئيس الجمهورية الذي عليه أن يكون على مسافة متوازية من الجميع. فعندما يحق له ترؤس مجلس الوزراء ساعة يشاء، فلماذا يكون عنده وزراء"؟ واعتبر أن "الرئيس عون ينحاز إلى الفريق السياسي الذي كان يرأسه، أي التيار الوطني الحر، وهذا بالتأكيد لا يريح، لا تأليف الحكومة ولا يريح البلد"، لافتا إلى أن "هناك محاولة جدية لوضع الملامة على الرئيس المكلف في عدم تأليف الحكومة، بينما الجميع يعلم أن الرئيس المكلف ابتدع الحلول والأفكار من دون توقف وما زال لتأليف الحكومة، وهو يجابه بتعنت وصد وعرقلة، وهذا أمر أصبح معروفا، وبالتالي فإن الرئيس المكلف برأيي مقتنع من دون أي لبس أن أمامه مهمة إنقاذية وإنمائية للبلد، وأبرز محطاتها كانت مؤتمر سيدر، وهو مستعد أن يحتضن الكثير من هواجس الآخرين، وقد فعل ذلك لدرجة أن البعض يتهمه بأنه يتخلى عن مكانة رئاسة الحكومة، لكن الرئيس الحريري مقتنع أن عليه أن يساهم في إنقاذ بلده، وليس في أضعافه".

وقال: "لكن يجب أن نقول الأمور كما هي أن هناك فريقا سياسيا كبيرا في البلد يعتمد العرقلة، وهو التيار الوطني الحر، وجاءت الفرصة لتؤكد له أن العرقلة مجدية، فعرقل البلد على مدى سنتين ونصف السنة من دون رئيس للجمهورية، وأوصل رئيسه في النهاية إلى رئاسة الجمهورية، وهذا يؤكد أن العرقلة مجدية بالنسبة له، وسيستمر فيها إلى أن ينال كل ما يريد. وهذا ليس من مصلحة البلد".

وشدد على أن "مطلوب من رئيس الجمهورية أن يؤازر الرئيس المكلف، ويدعمه عمليا لتقديم مساعدة فعلية، لتضحية من هنا، لضغط على فريق من هناك من أجل انتاج هذه الحكومة، وفي ذلك ليس هناك أي أضعاف لرئاسة الجمهورية، بل هي قوة لمرجعية هذه الرئاسة، لأن أحدا لا يريد تحزب هذه الرئاسة ولا تسييسها لجهة دون أخرى، وهذا أمر مطلوب برأيي أكثر من أي وقت مضى، ومن الرئيس ميشال عون بالذات الذي يروجون من حوله أنه الرئيس القوي ووالد الجميع، وهو الرئيس الأب، لكن كيف يترجم ذلك، إذا لم يساعد رئيس الحكومة المكلف"؟

وقال: "كل المعطيات التي يتم التداول بها بما يتصل بتشكيل الحكومة لا تبشر بالخير، مع الأسف، لكن إلى متى يمكن للبلد أن يعيش في ظل هكذا وضع، وكأن رئيس الجمهورية مرتاح في رئاسة الجمهورية التي هي له طيلة ست سنوات، طالما أن التيار الوطني الحر يقول أنه تم تحقيق إنجازات كبيرة في السنتين الماضيتين، فلماذا الهلع وتحميلهم المسؤولية، في حين يعلم الجميع أن أوضاع البلد الاقتصادية سيئة بشهادة الجميع"؟، معتبرا أن "استمرار التسوية السياسية القائمة يتوقف على مدى نجاحها في تعزيز ودعم الوضع الوطني ككل، أما إذا كانت هذه التسوية سينشأ عنها المزيد من العرقلة والشرخ الداخلي، فستتم مساءلة هذه التسوية والتشكيك بها وبجدواها".

واعتبر الرئيس سلام أن "الخلل الذي يشوب العلاقات اللبنانية-الخليجية، مرده إلى الأوضاع السائدة في المنطقة، وفي ظل الفوضى العارمة التي تلقي بثقلها على ما يحدث في سورية وفي المنطقة ككل، لا تساعد كثيرا على الاستقرار، وتحديدا ما يتصل بالعلاقات اللبنانية-الخليجية، لكن مع ذلك، فإن غالبية اللبنانيين وكل قيادة مسؤولة في لبنان عن مصير وصحة الوطن، لا يمكن أن تتجاهل أهمية العلاقة الوثيقة مع الدول الخليجية، والسعي الدائم إلى توطيدها وتعزيزها، بدل الوقوع في مطبات غير مطلوبة"، مشددا على "عمق العلاقات الأخوية مع دولة الكويت والمملكة العربية السعودية، وهي علاقات عزيزة علينا جميعا في لبنان، وعند إخواننا الخليجيين جميعا، ولا أحد يستفيد من إضعاف هذه العلاقة"، لافتا إلى أن "النأي بالنفس يعود إلى ما فيه مصلحة لبنان واللبنانيين، وبالتالي فإن التطبيق الجدي للنأي بالنفس وحيث ما يجب، أمر مطلوب بشكل مستمر حتى في ظل حكومة تصريف أعمال، ويجب الاعتناء بهذا الأمر إلى أبعد حد، وليس فيه أي ضرر". وقال: "طبعاً لا يمكن إبعاد لبنان عن محيطه العربي، وهذا أمر مسلم به، وعلى لبنان أن يتفادى ويتحاشى أن توريط في أمور ترتد عليه ضررا".

وردا على سؤال بشأن أبعاد التهديدات الاسرائيلية، قال: "إن اسرائيل لا توفر مناسبة إلا وتسعى لاستهداف لبنان واللبنانيين، لأن نموذج التعايش الحضاري اللبناني لا يناسب دولة عنصرية مثل اسرائيل، واليوم في ظل الاحتراب القائم في المنطقة، ربما ترى اسرائيل فرصة لضرب لبنان، ولكن الجميع يعرف أن اسرائيل لا تقدم على امر جدي في هذا الاتجاه، إلا إذا كان عندها غطاء أميركي، وبما أن السياسة الاميركية الحالية غير مستقرة ومزعجة، فلا ندري ما هي الترتيبات بين أميركا وإسرائيل اليوم في موضوعات عدة في المنطقة، قد تتورط فيها الولايات المتحدة من غير أن تدري، لما للصهاينة من نفوذ في الادارة الاميركية الحالية".