المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 02 تشرين الأول/2018

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/newselias18/arabic.october02.18.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة
عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

يا جَاهِل، في هذِهِ اللَّيْلَةِ تُطْلَبُ مِنْكَ نَفْسُكَ. وَمَا أَعْدَدْتَهُ لِمَنْ يَكُون؟ هكذَا هِيَ حَالُ مَنْ يَدَّخِرُ لِنَفْسِهِ، وَلا يَغْتَنِي لله

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/سياسيين وأصحاب شركات أحزاب مقلعطين وغنم وزقيفي تعتير

الياس بجاني/حزب الله القداسة والطوباوية والقديسين

الياس بجاني/اعلام نفاق مقاومة ودجل إيران يسمم ويسرطن وسائل الإعلام في لبنان

الياس بجاني/التهديدات الإسرائيلية لبيروت

الياس بجاني/جماعة مغانم وتحاصص وفجع سلطة وأخر هم عندون الإحتلال والناس

الياس بجاني/بشير قضية شعب ومن يتطاول عليه يتطاول على هذا الشعب

الياس بجاني/حزبيون عميان وهوبرجية يعبدون أصنام بشرية اسخريوتية

الياس بجاني/يلي فرطوا 14 آذار وداكشوا السيادة بالكراسي لازم يبقوا خارج الحكومة

 

عناوين الأخبار اللبنانية

انشغال رسمي بخلفيات تهديدات نتانياهو: تحذير من استغلال مناخ دولي غير موات للبنان

الاتهامات الإسرائيلية الجديدة ضد حزب الله غريبة ومقلقة توقيتاً ومضموناً وإطاراً

نتنياهو يتهم حزب الله بالكذب

أفيخاي أدرعي يهاجم باسيل'

السفراء يجولون على 3 مواقع قرب المطار برفقة باسيل: ستشهدون على كذب نتانياهو

مزاعم اسرائيلية جديدة: بنية صاروخية بالقرب من فندق الساحة

طبيب الاسد ونصرالله رئيساً لجامعة البلمند

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الاثنين في الأول من تشرين الأول 2018

صور نتنياهو للتهويل لا للحرب: الصواريخ للمخازن

باسيل يفتح معركة دبلوماسية.. وإسرائيل توجّه رسالة لفندق الساحة

ماذا لو اعتدت إسرائيل على الأوزاعي؟

لبنان يحيل إلى القضاء شكوى يمنية من إعلام الحوثيين

هل تحوّل إسرائيل الضربات الجوّية من سوريا إلى لبنان؟.

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

بيان استثنائي للقاء سيدة الجبل

بيان لقاء سيدة الجبل الإسبوعي

ماذا سيتبع كلام عون عن حكومة الأكثرية؟

الحريري لن يقدّم صيغة وزارية جديدة...

مرحلة مفصلية وصعبة تنتظر لبنان...

الأسد يسمع شكاوى حلفائه اللبنانيين: كل شيء بحسابه

الويل لكم أيها المسيحيون إن/ليبانون ديبايت - فادي عيد

حزب الله يفرض على حركة أمل المناصفة في وظائف الدولة

ما شاء الله شو هالمعلم لسانو متل صحتو/علي سبيتي/لبنان الجديد

خليل صحناوي... ضحية مشترع واهواء قاضٍ

من هي ملكة جمال لبنان لعام 2018؟

جعجع يحذر من سجالات «تدفع لبنان نحو الهاوية»

مشاورات الحكومة اللبنانية «عادت إلى المربع الأول» واستمرار المواقف الرافضة لصيغة «الأكثرية»

أنصار عون يستنفرون لمواجهة «حرب مفتوحة لإضعاف عهده» وخصومه ينفون وجود حملة منظمة ضده

الوزير مروان حماده  في الذكرى الـ14 لمحاولة اغتياله: وصلنا إلى قاع القاع… فهل من سيناريو 1952 في الأفق؟

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

الوزير مروان حماده  في الذكرى الـ14 لمحاولة اغتياله: وصلنا إلى قاع القاع… فهل من سيناريو 1952 في الأفق؟

إسرائيل تهدد بضرب «إس 300» حتى لو لم تستطع منع وصولها

وسيا تكشف خسائرها في سوريا خلال 3 أعوام

صواريخ إيران على سوريا.. قتلى مدنيون وإصابة مدن إيرانية

إيران تقصف شرق سوريا بصواريخ باليستية رداً على هجوم الأحواز

صواريخ إيران حلقت بأجواء العراق قبل سقوطها على البوكمال السورية

إيران تحكم بإعدام 3 أشخاص لجرائم مالية وتتوعد المطالبين بزيادة الأجور في ظل عودة العقوبات الأميركية

ظريف ينتقد ضغط واشنطن «غير المسبوق» لتنفيذ العقوبات على طهران

وزير الخارجية الإيراني: سننسحب من الاتفاق النووي إذا لم تكن الآلية الأوروبية فعالة

درون إيرانية تقصف مقر الحزب الديمقراطي الكردستاني

كحوليات فاسدة في إيران تودي بحياة 27 شخصاً

بأمر الخميني... كتاب يتهم إيران بتفجير طائرة لوكربي/المؤلف دوغلاس بويد فنّد فرضية وقوف ليبيا وراء الاعتداء

محمد بن سلمان يدفع بالعلاقات السعودية ـ الكويتية لمرحلة التكامل والشيخ صباح استقبله في قصر {بيان} وبحثا ملفات المنطقة

 

المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

معركةُ «فَجرِ الليرة»/سجعان قزي/الجمهورية

إذا ضرب الإسرائيليّون لبنان/حازم صاغية/الحياة

معراب والمختارة: متفاهمتان... ولكن/كلير شكر/الجمهورية

"صواريخ المطار"/نبيل هيثم/الجمهورية

جنبلاط وجعجع: تهديد عون لا يُخيفنا/طوني عيسى/الجمهورية

محاربة الفساد...مفتاح الإنماء/روفسور جاسم عجاقة/الجمهورية

انشغال رسمي بتهديدات نتانياهو: تحذير من استغلال مناخ دولي غير موات للبنان/وليد شقير/الحياة

الإعلام اللبناني وصناعة صحافة السلام/رائد جرجس/المستقبل

رئيس الجامعة اللبنانية يدعي ضد مقال: أين محكمة المطبوعات/نسرين مرعب/جنوبية

"جمهورية الملفات العالقة"/الهام فريحة/الأنوار

لا حوار بين واشنطن وطهران... بل حرب استنزاف/جورج سمعان/الحياة

إيران تتهيّب عقوبات ذكرى الرهائن/طوني فرنسيس/الحياة

الهويات المجروحة والمواطنة/منى فياض/الحرة

نزيه أبو عفش الخائف.. عودة الصقر إلى الربوع/إميل منعم/العربي الجديد

انتخابات "الجهاد الإسلامي".. إدارة إيرانية كاملة/علي الأمين/العرب

روسيا بين الوجود الإيراني في سوريا والحيرة مع إسرائيل/سام منسى/الشرق الأوسط

العقلية الاستعلائية تقود استراتيجية طهران تجاه المنطقة/محمد السلمي/ الشرق الأوسط

نجوم العيادة الدولية/غسان شربل/الشرق الأوسط

مفكرة البحرين: 35 متحفاً/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

التصالح مع قطر/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

عون أسف لحال الصحافة الورقية في لبنان واتصل بإلهام فريحة متضامنا: الحرية الإعلامية جعلت الرأي العام مشاركا في بناء الوطن

الامن العام: تأمين العودة الطوعية ل 752 نازحا سوريا عبر المصنع والعبودية والزمراني

باسيل للسفراء في الخارجية: نحن لا نقبل بمنصات صواريخ في محيط المطار وأنتم لا تقبلوا بادعاءات كاذبة من على منبر الامم المتحدة للاعتداء على لبنان

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية

يا جَاهِل، في هذِهِ اللَّيْلَةِ تُطْلَبُ مِنْكَ نَفْسُكَ. وَمَا أَعْدَدْتَهُ لِمَنْ يَكُون؟ هكذَا هِيَ حَالُ مَنْ يَدَّخِرُ لِنَفْسِهِ، وَلا يَغْتَنِي لله

إنجيل القدّيس لوقا12/من13حتى21/"قَالَ وَاحِدٌ مِنَ الجَمْع لِيَسُوع: «يَا مُعَلِّم، قُلْ لأَخِي أَنْ يُقَاسِمَنِي المِيرَاث». فَقَالَ لهُ: «يا رَجُل، مَنْ أَقَامَنِي عَلَيْكُمَا قَاضِيًا وَمُقَسِّمًا؟». ثُمَّ قَالَ لَهُم: «إِحْذَرُوا، وَتَحَفَّظُوا مِنْ كُلِّ طَمَع، لأَنَّهُ مَهْمَا كَثُرَ غِنَى الإِنْسَان، فَحَياتُهُ لَيْسَتْ مِنْ مُقْتَنَياتِهِ». وَقَالَ لَهُم هذَا المَثَل: «رَجُلٌ غَنِيٌّ أَغَلَّتْ لهُ أَرْضُهُ. فَرَاحَ يُفَكِّرُ في نَفْسِهِ قَائِلاً: مَاذَا أَفْعَل، وَلَيْسَ لَدَيَّ مَا أَخْزُنُ فِيهِ غَلاَّتِي؟ ثُمَّ قَال: سَأَفْعَلُ هذَا: أَهْدِمُ أَهْرَائِي، وَأَبْنِي أَكْبَرَ مِنْها، وَأَخْزُنُ فِيهَا كُلَّ حِنْطَتِي وَخَيْراتِي، وَأَقُولُ لِنَفْسِي: يا نَفْسِي، لَكِ خَيْرَاتٌ كَثِيرَةٌ مُدَّخَرَةٌ لِسِنينَ كَثِيرَة، فٱسْتَريِحي، وَكُلِي، وٱشْرَبِي، وَتَنَعَّمِي! فَقَالَ لَهُ الله: يا جَاهِل، في هذِهِ اللَّيْلَةِ تُطْلَبُ مِنْكَ نَفْسُكَ. وَمَا أَعْدَدْتَهُ لِمَنْ يَكُون؟ هكذَا هِيَ حَالُ مَنْ يَدَّخِرُ لِنَفْسِهِ، وَلا يَغْتَنِي لله».

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

سياسيين وأصحاب شركات أحزاب مقلعطين وغنم وزقيفي تعتير

الياس بجاني/01 تشرين الأول/14

http://eliasbejjaninews.com/archives/67806/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%b3%d9%8a%d8%a7%d8%b3%d9%8a%d9%8a%d9%86-%d9%88%d8%a3%d8%b5%d8%ad%d8%a7%d8%a8-%d8%b4%d8%b1%d9%83%d8%a7%d8%aa-%d8%a3%d8%ad%d8%b2%d8%a7/

دنب الكلب بيضل أعوج لو انحط مية سني بالقالب،

والخنزير قد ما يغسل حالو بيرجع يتمرمغ بالوحل وبيتوسخ من جديد،

والكلب من قرفو بيزتفرع وبياكل يلي بيزتفرعه.

بيخبرنا القديس بطرس برسالته وبيقول:” عاد الكلب إلى قيئه، والخنزيرة التي اغتسلت عادت إلى التمرغ في الوحل”.

بعض السياسيين وأصحاب شركات الأحزاب التجار والواطيين بوطن الأرز المحتل مرضا باخلاقون وما منون لا أمل ولا رجاء.

هودي بيدمروا كل يوم بلدون أكثر وأكثر تا يأمنوا مصالحون ويمرقوا صفاقاتون ويغطوا كذبون.

هودي جماعة سمسرات وصفقات ومداكشة كراسي بسيادي واستقلال ودماء شهدا.

هودي بياعين شعارات الواقعية وعم يضحكوا ع الناس ويغشون.

هودي لا يمكن يتغيروا لأنون عوج متل ذنب الكلب ومجبولين بسموم الانتهازية والنفاق واليوداصية.

لا يمكن يتغيروا لأنون عميان بصر وبصيرة ..

والإبليسية بخبثها بتمشي بدمون مع انو ما عندون دم متل باقي البشر.

دمون سم افاعي ومش دم بشر.

في مدرسي بلبنان ومن سنين عم تربي وتخرج نوعية من السياسيين وأصحاب شركات الأحزاب التعتير يلي الكرامي عندون ما إلها لا معنى ولا قيمي.

هيدي نوعية من السياسيين الطرواديين موجودي ببلدنا وكل يوم تلاميذها بيغيروا ألوانون وجلودون ومواقفون متل الحربايات.

هودي بيبشروا بالعفة وهني غرقانين بالفحش والفجور.

هودي قوبة سياسيين وأصحاب شركات أحزاب ما عندون لا كرامي ولا شرف ولا ضمير ولا وجدان.

كل همون خداع الناس واستغلال المواقف والمزايدات الكذابة.

هودي بيرضعوا مع الحليب الانتهازية وبيعيشوا وبيموتو هيك ومهما عليو بيضلو واطيين.

وللأسف في شرائح من أهلنا وكتار هني غنم وماشين وراء هالسياسيين وأصحاب شركات الأحزاب التجار.

باختصار مش الحق بس ع السياسيين وأصحاب شركات الأحزاب المقلعطين والطرواديين..

لا الحق كمان ع الغنم من أهلنا يلي فاقدين كل شي اسمو حرية وبصر وبصيرة وشغلتون الهوبرا والزقيف وع عماها.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

حزب الله القداسة والطوباوية والقديسين

الياس بجاني/30 أيلول/18

 لا داعي لباسيل أن يقنعنا غداً بطوباوية حزب الله الذي انتصر ع إسرائيل وأميركا فشعب لبنان شاهد أن لا صواريخ في مخازنه بل زيت وزيتون وألعاب أطفال.

 

اعلام نفاق مقاومة ودجل إيران يسمم ويسرطن وسائل الإعلام في لبنان

الياس بجاني/29 أيلول/18

امر محزن للغاية أن تضطر كبرى الصحف اللبنانية إلى الإغلاق في حين أن صحف ووسائل اعلام إيران دجل ونفاق المقاومة من أبوق وصنوج ومداحين وشتامين بالإجرة يهيمنون اليوم على غالبية وسائل الإعلام في وطننا المحتل ويعهرونها.

 

تهتمون بالحصص والمغانم وتتعامون عن احتلال حزب الله لوطنكم

الياس بجاني/29 أيلول/18

هل من يذكر ربع الصفقة جعجع والحريري وجنبلاط بأن حزب الله يحتل لبنان وأن فجعهم ع الحصص والمغانم يرسخ ويقوي هذا الإحتلال.. "مرتا مرتا المطلوب واحد"!!!

 

التهديدات الإسرائيلية لبيروت

الياس بجاني/27 أيلول/18

التهديدات الإسرائيلية لبيروت ولمطارها جدية للغاية وحتى الآن للأسف لم يصدر عن حكام لبنان أي موقف جدي ورسمي ومسؤول..إلى متى السكوت؟

 

جماعة مغانم وتحاصص وفجع سلطة وأخر هم عندون الإحتلال والناس

الياس بجاني/27 أيلول/18

زخم زيارات جعجع المفاجئة لبيت الوسط واجتماعاته بالحريري باتت تستدعي حجز عرفة له وللرياشي هناك.الخلاف الحكومي ع حصص ومغانم .. عيب والله عيب!!

 

بشير قضية شعب ومن يتطاول عليه يتطاول على هذا الشعب

الياس بجاني/26 أيلول/18

التطاول على الشيخ بشير من جماعات رخيصة وبوقية وطروادية هو تطاول سافر على كرامة وذاكرة وضمير وشهداء شرائح كبيرة من الشعب اللبناني.

 

حزبيون عميان وهوبرجية يعبدون أصنام بشرية اسخريوتية

الياس بجاني/26 أيلول/18

كارثة بعض الحزبيين أنهم مصابين بتونالية عمى البصر والبصيرة ويعبدون أصنام بشرية هم أصحاب شركات الأحزاب الإسخريوتيين الفجار والتجار.

 

يلي فرطوا 14 آذار وداكشوا السيادة بالكراسي لازم يبقوا خارج الحكومة

الياس بجاني/25 ايلول/18

08 آذار اكثرية ب 77 نائباً وجعجع والحريري وجنبلاط يا بيخضعوا يا بيبقوا برا الحكومة. هم الكارثة وسبب التسوية وهم فرطوا 14 آذار

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

انشغال رسمي بخلفيات تهديدات نتانياهو: تحذير من استغلال مناخ دولي غير موات للبنان

الحياة/01 تشرين الأول/18/ينشغل الوسط السياسي اللبناني بالتهديدات الإسرائيلية للبنان نتيجة ما أعلنه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو عن وجود مصانع لـ «حزب الله» لتطوير صواريخ بهدف جعلها أكثر دقة، في منطقة الأوزاعي وقرب مطار رفيق الحريري الدولي، في كلمته أمام الجمعية العمومية للأمم المتحدة في نيويورك، إضافة إلى ما قاله في هذا الشأن الناطق باسم جيش العدو أفيخاي أدرعي. والسؤال الأساسي الذي يطرح في هذه الأوساط هو لماذا اختارت إسرائيل إثارة الموضوع في هذا التوقيت بالذات إذا صح أن لديها المعلومات عن هذه المصانع منذ مدة، وما الهدف من الحملة السياسية الإعلامية التي تشنها على الحزب ولبنان الآن بالذات؟ وتقول مصادر سياسية واسعة الاطلاع على الموقف الخارجي إن تزامن الحملة الإسرائيلية مع التصعيد الأميركي ضد إيران ودورها في المنطقة والتحضير لعقوبات جديدة ضدها وضد الحزب يجعل الادعاء الإسرائيلي بامتلاك الحزب مصانع تطوير صواريخ في بيروت محاولة لتبرير أي عدوان في هذه الأجواء الدولية الإقليمية الملبدة، ما يستوجب من السلطات اللبنانية تحركاً يقطع الطريق على تحول هذه الادعاءات إلى أمر واقع دولي. وتسأل المصادر إياها: ما الذي يمنع الدولة اللبنانية والحزب معها من تنظيم جولة للإعلام الأجنبي واللبناني إلى المناطق التي أظهرها نتانياهو في الخريطة التي رفعها في نيويورك لإثبات عدم صحة تلك الادعاءات وتسفيه ما يروجه نتانياهو وأدرعي منذ 3 أيام؟. وترى المصادر أن خطوة من هذا النوع تدعم النفي الذي صدر عن كل من وزيري الخارجية جبران باسيل والشباب والرياضة محمد فنيش، واعتبرا فيه أن ما قالته إسرائيل أكاذيب.

ورأت مصادر وزارية أن إسرائيل تستسهل إطلاق المزيد من التهديدات للبنان في ظل أجواء دولية وإقليمية تزداد تلبداً وفي ظل وجود ما يمكن وصفه بالـ «تعب» من أوضاع لبنان نتيجة عدم مواكبة الطبقة السياسية الجهود الخارجية من أجل تكريس الهدوء فيه وضمان الاستقرار الذي تميز به في المرحلة السابقة، عبر الإسراع في قيام حكومة وإرساء معادلة داخلية تأخذ في الاعتبار هواجس المجتمع الدولي حيال دور البلد في المنطقة، من طريق ما يسميه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في تقاريره المتكررة إلى مجلس الأمن، «تعزيز» سياسة النأي بالنفس التي التزمتها الأطراف المختلفة والتي كانت شرطاً ومخرجاً قبل سنة لعودة رئيس الحكومة سعد الحريري عن استقالته قبل زهاء ١١ شهراً. وتعطي هذه المصادر الوزارية مثلاً على ذلك إعلان مصدر فرنسي رسمي قبل ٤ أيام أن فرنسا والمجتمع الدولي قاما بواجبهما حيال لبنان عبر مؤتمرات الدعم التي انعقدت لمصلحة الجيش والاقتصاد اللبنانيين في النصف الأول من هذه السنة. وفي معلومات المصادر الوزارية أن المناخ الذي يسود في بعض أروقة بعض المسؤولين الغربيين أنه «طفح الكيل» من عدم تحمل المسؤولين اللبنانيين مسؤولياتهم في القيام بقسطهم من المطلوب لضمان الاستقرار في لبنان، لا سيما لجهة التعجيل في قيام حكومة تبدأ تطبيق مقررات «سيدر» للإصلاحات الاقتصادية والهيكلية. وتشير إلى أن من دلائل هذا «التعب» الدولي من مشاكل لبنان أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لم يأتِ على ذكر لبنان في خطابه خلال مؤتمر الديبلوماسيين السنوي الذي يترأسه، ولم يلتق الرئيس العماد ميشال عون خلال وجودهما في نيويورك وأن الديبلوماسية الفرنسية اقترحت أن يقتصر التواصل على محادثة هاتفية بينهما فقط.

وتزيد المصادر على ذلك قولها أن لقاءات وزير الخارجية جبران باسيل مع رؤساء الديبلوماسية الغربية اقتصرت على لقاء مع مساعد وزير الخارجية الأميركي ديفيد ساترفيلد. وترى المصادر أن هذا المناخ معطوفاً على كلام الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصر الله الذي أسقط سياسة النأي بالنفس وأعلن التضامن مع إيران إزاء العقوبات الأميركية المقبلة عليها، يشكل ظرفاً مناسباً لإسرائيل كي توجه تهديداتها. وتعتبر أن تبديد المناخ الدولي غير المواتي للبنان يتطلب خطوات واضحة من «حزب الله» بإبعاد لبنان عن الصراع في المنطقة، خصوصاً أن هناك مراقبة دولية للمداخلات حول تأليف الحكومة ودور «حزب الله» فيها ورفض واشنطن وعواصم أخرى أن تزداد حصته فيها في شكل يؤشر إلى توسيع الغطاء الذي يتمتع به لسياسته الانخراط في أزمات المنطقة. وترى مصادر وزارية أخرى أن التهديد الإسرائيلي للبنان هو نوع من التحذير بعد إعلان نصر الله تضامنه مع طهران، بألا يلجأ إلى أي عمل لمصلحة الأخيرة في مقابل تزايد الضغوط عليها، من دون أن يعني ذلك التمهيد لضربة عسكرية لمواقع الحزب في لبنان. وتقول المصادر إياها إن المعطيات لم تتغير بأن التركيز الإسرائيلي ما زال على الوجود الإيراني في سورية. هل تكفي هذه التفسيرات لخلفية التهديد الإسرائيلي لفهم أسبابه؟

الأجوبة تتعدى هذه التفسيرات وتتعدد كالآتي:

- إن نتانياهو أراد الرد على الخطوة الروسية بتقييد حركة الطيران الإسرائيلي في الأجواء السورية بعد إسقاط الطائرة الروسية «إيل ٢٠» عبر تسليم سورية بطاريات صواريخ أس ٣٠٠ للقول لمحور دمشق طهران إن عليه عدم الاستقواء بهذا التطور وأن الأسلحة الإيرانية التي يستهدفها في سورية يمكنه استهدافها في لبنان أيضاً.

- إنه إذا فكرت إيران التي أعلن رئيسها حسن روحاني أن بلاده لا تريد حرباً مع الولايات المتحدة، باستخدام «حزب الله» في نطاق «الحرب بالواسطة» التي يجيدها الجانب الإيراني في المنطقة، فإن تل أبيب تنبه إلى أي تحرك بأنها ستشن حرباً على الحزب ولبنان في هذه الحال. - إنه رد على إعلان نصر الله امتلاك الحزب للصواريخ الدقيقة الذي اعتبرته أوساط لبنانية عدة متعجلاً ويعطي إسرائيل الذرائع. وفي وقت تحصر هذه التفسيرات للتهديدات الأمر في نطاق الإنذار، فإن المصادر الوزارية تعتبر أنه على رغم ذلك يجب عدم الاستهانة بخطورتها. وتأتي في هذا السياق أيضاً دعوة وزير الإعلام ملحم الرياشي إلى أنها باتت سبباً إضافياً لدعوة مجلس الوزراء إلى الانعقاد للضرورة كما يقترح حزبه «القوات اللبنانية»، لدراسة الأمر على أن يليه انعقاد مجلس الدفاع الأعلى للغرض نفسه.

وفي المقابل تشير الأوساط السياسية المراقبة إلى جملة مؤشرات رافقت وجود الرئيس عون والوزير باسيل في نيويورك، منها تأكيده في حديثه إلى صحيفة «لو فيغارو» التزام سياسة النأي بالنفس بالنسبة إلى أزمات المنطقة ولا سيما سورية. كما أن هذه الأوساط تلاحظ أنه للسنة التالية يتجنب الرئيس عون لقاء الرئيس الإيراني أو أي مسؤول سوري على رغم أنه في الأشهر الماضية كان يدعو إلى فتح العلاقة مع النظام من أجل إعادة النازحين وتصدير الإنتاج اللبناني عبر سورية. وحتى الوزير باسيل لم يلتق نظيره السوري وليد المعلم كما فعل السنة الماضية. ولا تستبعد الأوساط ذاتها أن يكون عون أراد في ذلك عدم إثارة حفيظة الدول الغربية، من باب الحرص على إبقاء المظلة الدولية فوق لبنان لمنع أي تهديد له.

وتعتبر الأوساط أنه على رغم الملاحظات الكثيرة للدول الغربية على موقف لبنان الرسمي حيال سورية والدور الإيراني، فإن المظلة الدولية لضمان استقراره ما زالت قائمة. لكن تقديرات الأوساط تتساءل عن مغزى إثارة إسرائيل هذه الاتهامات في هذا التوقيت.

 

الاتهامات الإسرائيلية الجديدة ضد حزب الله غريبة ومقلقة توقيتاً ومضموناً وإطاراً

الأنباء الكويتية/01 تشرين الأول/18/ليست المرة الأولى التي توجه فيها إسرائيل الى حزب لله اتهامات وتهديدات، وصحيح أن الحزب لا ينفي امتلاكه لصواريخ دقيقة وغير دقيقة، ولكن ما صدر في الأيام الأخيرة عن كبار المسؤولين الإسرائيليين أثار حالة من الترقب والقلق في لبنان للأسباب التالية:

١ ـ المكان الذي انطلقت فيه التهديدات الإسرائيلية: بأن يفتح رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ملف حزب لله وصواريخه من على منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة ويرفع صورا يدعي فيها أنها لمخزن صواريخ لحزب لله تحت ملعب لكرة القدم في بيروت قريب من مطار بيروت، فهذا يعني أن نتنياهو ذهب الى أبعد من حرب نفسية مفتوحة، كمن يحاول التمهيد لإجراءات أو ضربات واختلاق ذرائع يوحي بأنها صحيحة ومثبتة لتبرير ما هو آتٍ.

٢ ـ التركيز على منطقة مطار بيروت ومحيطه: استكمالا لما أورده نتنياهو في خطابه أمام الأمم المتحدة، نشر الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي تقريرا مدعوما بمقاطع جديدة وصور تظهر ما يقول إنها مواقع عسكرية تابعة لـ«حزب لله» في قلب بيروت وعدد من أحيائها وبمحاذاة مطار رفيق الحريري الدولي، وقال إن الحزب يحاول في السنة الأخيرة إقامة بنية تحتية لتحويل صواريخ أرض- أرض الى صواريخ دقيقة في حي الأوزاعي المجاور لمطار بيروت.

٣ ـ توقيت هذه الحملة الإسرائيلية التي تواكب حملة أميركية للتضييق أكثر على حزب لله مع توجه الى فرض عقوبات جديدة أكثر تشددا، في موازاة العقوبات المفروضة على إيران، ولاسيما العقوبات النفطية.

يضاف الى ذلك الحملة البريطانية المستجدة مع ظهور توجه الى إدراج حزب لله كاملا على لائحة الإرهاب من دون التمييز والفصل بين جناحين عسكري وسياسي.

٤ ـ ثمة عامل آخر في التوقيت يلفت الانتباه، وهو أن هذه الاتهامات الإسرائيلية الموجهة ضد حزب لله في لبنان جاءت مباشرة في أعقاب تطور استراتيجي أقلق الإسرائيليين، وتمثل في قرار موسكو تسليم سورية المنظومة الدفاعية المتطورة «إس ٣٠٠». فكان أن تحول الإسرائيليون ردا على هذا الحد من حركتهم في المجال السوري، الى المجال اللبناني وفتح ملف حزب لله وصواريخه وإدراج مطار بيروت ومحيطه على لائحة الأهداف الجديدة المحتملة، والتعاطي مع لبنان وسورية كمسرح واحد سواء تطور الأمر الى مواجهات عسكرية أو الى تسويات سياسية في إطار صفقة شاملة تبحث عنها إسرائيل وتعمل لها. هذا «الجديد» في الهجمة الإسرائيلية ضد حزب لله أثار قلقا في بيروت، إذ اعتبرت «منظمة ومنهجية وغير بريئة» في توقيتها ومراميها. هذا القلق لا يصل الى حد التخوف من وقوع حرب إسرائيلية مفاجئة ضد حزب لله على الأرض اللبنانية بعد السورية. ولذلك، فإن المسؤولين اللبنانيين لا يقللون من شأن هذه التهديدات ولا يستخفون بها، وإنما يتعاطون معها بجدية وبدءا من شن حرب ديبلوماسية مضادة للرد ودحض الاتهامات والادعاءات الإسرائيلية، وكشف نواحي الخطورة فيها والأهداف المبيتة. أما حزب لله، فإنه يلتزم الصمت جريا على عادته ووفق استراتيجية إعلامية يتبعها في عدم التعليق نفيا أو تأكيدا على مثل هذه الاتهامات الإسرائيلية.

ولكنه حذر جدا هذه الأيام ولا يأمن جانب إسرائيل في ظل المساندة الأميركية وسياسة ترامب المتطرفة.

وهو اتخذ الاحتياطات للتعامل مع أكثر السيناريوهات والاحتمالات سوءا، بما في ذلك احتمال التدحرج نحو حرب.

 

نتنياهو يتهم حزب الله بالكذب

وكالات/01 تشرين الأول/18/اتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، "حزب الله"، بالكذب على المجتمع الدولي، على هامش جولة وزير الخارجية جبران باسيل. وغرد نتنياهو عبر "تويتر": "حزب الله يكذب للمجتمع الدولي بشكل سافر من خلال الجولة الدعائية الخادعة التي قام بها وزير الخارجية اللبناني اليوم حين اصطحب سفراء أجانب إلى ملعب كرة القدم ولكنه امتنع عن زيارة المصنع تحت الأرض المتاخم له حيث يتم إنتاج الصواريخ عالية الدقة". وأضاف نتنياهو "فليسأل السفراء أنفسهم لماذا انتظر الطرف اللبناني ثلاثة أيام قبل القيام بتلك الجولة". وأتم نتنياهو "حزب الله يعمل بشكل اعتيادي على إخلاء معداته من المواقع التي تم الكشف عنها. من المؤسف أن الحكومة اللبنانية تضحي بسلامة مواطنيها من خلال التغطية على حزب الله الذي أخذ لبنان رهينة في عدوانه على إسرائيل".

 

أفيخاي أدرعي يهاجم باسيل'

نهارنت/01 تشرين الأول/18/شن المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي أفيخاي أدرعي اليوم الاثنين هجوما كلاميا على وزير الخارجية جبران باسيل. وكتب أدرعي تغريدة على "تويتر" توجه فبها الى باسيل بالقول "حضرة وزير الخارجية بحكومة تصريف الأعمال جبران باسيل، إنّو شو بدك تقول يا باسيل للسفرا؟". وقال "المفروض أول شي توقف إرهاب حزب الله وتسحب سلاحه من قرب مطار بيروت؟ فحصت منيح إذا الحزب الإلهي بعدو مستملك المواقع اللي كشفنالكن عنا أو على عينك يا تاجر؟". ودعت الخارجية أمس الاحد جميع السفراء المعتمدين في لبنان الى الحضور الثالثة بعد ظهر اليوم الاثنين الى مقرها في قصر بسترس للاستماع الى ردّها على ادعاءات رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، على أن يلي العرض زيارة لاحد المواقع بالقرب من مطار بيروت. وكان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو عرض في خطابه أمام الجمعية العامة للامم المتحدة الخميس الفائت صورة، قال انها لثلاثة مخازن اسلحة تابعة لـ"حزب الله"، تحتوي الف صاروخ، موضحاً "ان الموقع في محيط منطقة الأوزاعي على بُعد خطوات من الطريق السريع. ولفت الى أن "حزب الله يستخدم المدنيين في لبنان كدروع بشرية". واستكملت اسرائيل "رواية الصواريخ" بما نشره ادرعي من صور وفيديو لبنية تحتية في قلب بيروت، مدّعيا انها لتحويل صواريخ ارض–ارض إلى صواريخ دقيقة، من طرف الحزب.وذكر ان إسرائيل تتابع المواقع من خلال قدرات ووسائل متنوعة ولديها معلومات عديدة عن مشروع الصواريخ الدقيقة وهي تتحرك في مواجهته من خلال طرق عمل ووسائل مختلفة.

 

 السفراء يجولون على 3 مواقع قرب المطار برفقة باسيل: ستشهدون على كذب نتانياهو

نهارنت/اسوشيتد برس/وكالة الصحافة الفرنسية/01 تشرين الأوّل 2018/جال السفراء المعتمدون في لبنان بعد ظهر الاثنين على ثلاثة مواقع قرب مطار رفيق الحريري الدولي، قالت اسرائيل ان فيها صواريخ لحزب الله، وذلك بمبادرة من وزير الخارجية جبران باسيل الذي رافقهم. وتوجه السفراء الى المواقع الثلاثة، وفقا للخريطة التي أظهرها رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو في الامم المتحدة. والمواقع هي بحسب ما أوضحت قناة الـ LBCI في ملعب نادي العهد، والمرسى في منطقة الاوزاعي وفي نقطة مجاورة لحائط المطار. وأبرز الغائبين هم السفيرة الأميركية التي تغيبت عن الاجتماع في الوزارة بداعي السفر. أما السفيرين السعودي والاماراتي فقد حضرا الى وزارة الخارجية، لكنهما لم يشاركا في الجولة على المواقع. وأكد باسيل أن الجولة هذه لم يتم تنسيقها مع حزب الله. وقبل التوجه الى المواقع، قال باسيل أمام السفراء الذين دعاهم الى اجتماع في وزارة الخارجية، "اسرائيل لا تحترم القرارات الشرعية الدولية ولا سيادة لبنان، ونتنياهو يستخدم منبر الأمم المتحدة لتبرير خرق اسرائيل للقرارات الدولية". وشدد على أن اسرائيل "هي الدولة التي تمارس الارهاب على الشعوب، واللبنانيون لن يقبلوا استعمال اسرائيل منبر الامم المتحدة للاعتداء على لبنان"، معتبرا أن "إسرائيل تسعى لتبرير عدوان آخر على لبنان بمزاعم عن مواقع صواريخ لحزب الله". وأكد باسيل أن "لبنان ملتزم بالقانون الدولي والقرارات الدولية، وهو لا يلتزم النأي بالنفس عندما يتعلق الامر بالدفاع عن ارضه وشعبه". وأضاف "سنكتشف سويا صحة وامكانية وجود صواريخ لحزب الله قرب مطار بيروت، سنذهب الى المواقع التي تحدث عنها نتنياهو وستكونون شهوداً على كذبه". وفيما أكد أن ليس من مصلحة حزب الله وجود منصة لصواريخه قرب المطار، جزم باسيل أن "لبنان قوي بشكل كافٍ لمنع الاعتداء عليه واسرائيل لا تخيفنا وعندما تهدد ندرك مدى ضعفها". وكان نتانياهو عرض في خطابه أمام الجمعية العامة للامم المتحدة الخميس الفائت صورة، قال انها لثلاثة مخازن اسلحة تابعة لـ"حزب الله"، تحتوي الف صاروخ، موضحاً "ان الموقع في محيط منطقة الأوزاعي على بُعد خطوات من الطريق السريع. واليوم الاثنين، شن المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي أفيخاي أدرعي اليوم الاثنين هجوما كلاميا على وزير الخارجية جبران باسيل. وكتب أدرعي تغريدة على "تويتر" توجه فبها الى باسيل بالقول "حضرة وزير الخارجية بحكومة تصريف الأعمال جبران باسيل، إنّو شو بدك تقول يا باسيل للسفرا؟". وقال "المفروض أول شي توقف إرهاب حزب الله وتسحب سلاحه من قرب مطار بيروت؟ فحصت منيح إذا الحزب الإلهي بعدو مستملك المواقع اللي كشفنالكن عنا أو على عينك يا تاجر؟".

 

مزاعم اسرائيلية جديدة: بنية صاروخية بالقرب من فندق الساحة

تويتر/01 تشرين الأوّل 2018/غرّد المتحدث بلسان جيش الدفاع الاسرائيلي للاعلام العربي، على حسابه الخاص على موقع "تويتر"، زاعما ما يلي:

"يقع فندق الساحة ذو التصميم الفني والذي يبدو وكأنه قرية لبنانية أصيلة على بعد أقل من 4 كم عن مطار رفيق الحريري. فهل يعي طاقم الفندق انه في أقل من ٤ كلم من الفندق الرائع حاول حزب الله إقامة بنية صاروخية؟ وهل ستنظم جماعة نصرالله رحلات مجانية الى مستنقعها الإرهابي؟"

 

طبيب الاسد ونصرالله رئيساً لجامعة البلمند

"ليبانون ديبايت"/01 تشرين الأوّل 2018/بعد اخذ ورد دام اشهر عدة، تم تعيين الطبيب الياس الوراق رئيسا لجامعة البلمند خلفاً للدكتور ايلي سالم الذي قدّم استقالته بناء لطلب البطريرك يوحنا العاشر اليازجي. وكغيرها من الجامعات، شهدت البلمند تجاذبات سياسية واسعة حيال الاسم الذي سيخلف سالم قبل ان ترسو بورصة الاسماء على الوراق، طبيب العيون وابن بلدة شربيلا في عكار، ويعتبر من الاطباء الناجحين في اختصاصهم، وقام باجراء عمليات عدة لسياسيين في عيونهم من بينهم رئيس تيار المرده سليمان فرنجية، وهو الطبيب الخاص للرئيس السوري بشار الاسد وتربطه علاقة عائلية معه، كما انه كان طبيب الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله. واختيار البطريرك اليازجي للوراق ليس صدفة بل يأتي بتزكية من المجمع الانطاكي، رغم دعم تيار المرده والحزب السوري القومي الاجتماعي كقوتين اساسيتين في الجامعة لنائب رئيس الجامعة الحالي الدكتور ميشال نجار.ولكن يبدو ان اليازجي اراد اختيار مرشح له صداقات واسعة مع الجميع فكان اسم الوراق متقدما على الجميع.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الاثنين في الأول من تشرين الأول 2018

النهار

سأل نائب سابق عن التزام الباخرة التركيّة المُنتجة للكهرباء المغادرة في منتصف تشرين الأوّل الجاري أو "اختلاق" حالة طوارئ ‏تحول دون ذلك.

يؤكّد مشارك في صياغة بنود اتفاق الطائف أن رسالة رئيس الجمهوريّة إلى مجلس النوّاب تكون في اختصاص المجلس أي التشريع ‏أمّا في تأليف الحكومة فتصبح رسالة بلا معنى لأنّها خارج اختصاصه.

شهدت بيروت تراجعاً كبيراً في تراخيص البناء بلغ نحو 30 في المئة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي وفق رئيس الهيئات ‏الاقتصاديّة اللبنانيّة.

الأخبار

تأخر التحقيق مع صحناوي

لم تباشر مديرية المخابرات في الجيش بعد تحقيقاتها في ملف أكبر عملية قرصنة إلكترونية في تاريخ لبنان. ورغم أن قاضي التحقيق ‏في بيروت أسعد بيرم قد أحال التحقيق الى الجيش للتوسّع فيه منذ أكثر من أسبوعين، لكنّ أحداً لم يُحرّك ساكناً. ولم تُعرف الأسباب ‏بشأن التأخر في فتح التحقيق مع الموقوفين، وعلى رأسهم الموقوف خليل الصحناوي، علماً بأن استنابة القضاء وصلت الى مديرية ‏المخابرات منذ أيام.

سوزان الحاج الى المجلس التأديبي

وقّع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون مرسوم إحالة المقدم سوزان الحاج إلى المجلس التأديبي في قوى الأمن الداخلي، على خلفية ‏اتهامها بالتورط في تلفيق ملف جنائي للممثل المسرحي زياد عيتاني، واستغلالها منصبها لتحقيق مكاسب شخصية وارتكاب مخالفات ‏قانونية. وقد وصل المرسوم إلى المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي على أن تبدأ التحقيقات مع الضابط في غضون الأيام المقبلة.

مسعى ماليّ

يقوم المدير العام في وزارة أساسية بمسعى لدى المسؤولين من أجل التخفيف من التشنجات، والعمل على جمع المعنيين بالشؤون ‏المالية والنقدية، بهدف التوافق على تشخيص الوضع الذي يمر به لبنان واقتراح الحلول والإجراءات ورصّ الصفوف، في مواجهة ‏الأزمة القائمة وعدم تقاذف المسؤوليات، بما يزيد من تعقيد هذا الوضع.

توتر بين طلاب "أوعا خيّك"

علمت "الأخبار" أن التعميم الذي صدر عن رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع، مطالباً "المناصرين والرفاق" في الحزب بالتوقف ‏عن السجالات والردود ولو من طرف واحد، مردّه إلى التشنج غير مسبوق في البيئة القواتية ضد التيار الوطني الحر، والتخوف من ‏أي مشاكل يمكن أن تحصل في الجامعات مع بدء العام الدراسي الجامعي، لا سيما أن الأجواء كلها تشير الى عودة التشنج بين الطلاب ‏كما في مرحلة ما قبل التفاهم بين التيار والقوات. وقد تعمّد جعجع أن يصدر التعميم عنه بدلاً من المكتب الإعلامي للحزب، كي يظهر ‏بأنه ملزم لكل المناصرين.

البناء

كواليس

استغربت مصادر دبلوماسية عدم صدور ايّ تعليق أممي على الكلام الذي قاله الرئيس الأميركي من أحد المنابر الملحقة بالأمم المتحدة ‏حول نيته دعم انقلاب عسكري في فنزويلا وصولاً للتهديد باغتيال الرئيس الفنزويلي المنتخب والمشارك في دورة الجمعية العامة للأمم ‏المتحدة، في وقت كانت مفوضية حقوق الإنسان الأممية تفاوض الرئيس الفنزويلي على ترتيب زيارة لها الى بلده…!

الجمهورية

رصد حراك على مستوى مجموعة دبلوماسية للبحث في مواقف أطلقها قيادي لبناني تناولت الوضع في المنطقة ولبنان.

دخل وسطاء على خط تبريد الأجواء بين مرجعية دينية وبعض الشخصيات السياسية على خلفية إستحقاق إنتهى بالتمديد لهذه المرجعية.

لاحظت أوساط سياسية أن أحد الأحزاب أبلغ بعض وسائل إعلامية انه سيتوقف عن الدعم لها ماليا بسبب الأزمة الاقليمية والعقوبات

اللواء

تفاءلت أوساط طرابلسية بالاحتفال السعودي باليوم الوطني في الفيحاء كخطوة تمهيدية لافتتاح قنصلية سعودية في العاصمة الثانية ‏لتكون أول قنصلية عربية في المدينة التي تضم أكثر من قنصلية أجنبية!

توقف مرجع سياسي عند كلام رئيس الجمهورية الى قناة "روسيا اليوم" وما تضمنه من رسائل صادمة الى السعودية والرئيس ‏المكلف في آن!

بدأ البحث جدياً بإعادة النظر بمبدأ الحكومة الثلاثينية وإحتمال تخفيض العدد إلى أربعة وعشرين أو أقل إذا اقتضت ضرورة تسريع ‏الولادة الحكومية !

المستقبل

يقال أن ديبلوماسيين عرباً يؤكدون استمرار الاتصالات العربية بقيادة لبنان والأردن مع الدول لتعويض النقص الذي حصل في مالية ‏الـ"أونروا" نتيجة القرار الأميركي بوقف التمويل، وهناك تنسيق عربي مُكثّف في هذا المجال

 

صور نتنياهو للتهويل لا للحرب: الصواريخ للمخازن

منير الربيع/المدن/الإثنين 01/10/2018

تتعدّد القراءات في أبعاد الصور التي نشرها الإسرائيليون حول تخزين حزب الله وامتلاكه صواريخ في مناطق قريبة من مطار بيروت. يقرأ البعض في هذه الصور ونشرها من منبر الأمم المتحدة، دلالة على احتمال لجوء الإسرائيليين إلى التصعيد في لبنان، او توجيه ضربات إلى إيران وحلفائها إلى ساحة أخرى بعد حادثة اسقاط الطائرة الروسية في سوريا، والتشدد الروسي حيال الحدّ من العمليات الجوية الإسرائيلية ضد الاهداف الايرانية في سوريا. وقد استفادت ايران من حادثة اسقاط الطائرة الروسية، لجهة تشدد موسكو مع تل أبيب للحد من الغارات التي كانت تنفذها ضد المواقع الإيرانية. وبما ان ايران ذاهبة إلى الارتياح بعض الشيء في سوريا، فبالتأكيد ستكون مرتاحة في ميادين أخرى. أكثر من 200 غارة إسرائيلية نفذت على مواقع ايرانية في سوريا منذ التدخل الروسي. نفّذت الغارات بلا تسريب أي صورة لأي موقع. الموقع الوحيد الذي سرّب الإسرائيليون صوره قبل فترة، كان القصر الجمهوري ومحيطه. وهذا الموقع الوحيد الذي يحظى بحماية أممية. وذلك أكبر دليل على أن الصور التي تنشر لمواقع، غايتها ليست توجيه ضربات، بل لها أهداف أخرى تختلف عن السياق العسكري. يلاقي نتنياهو بشكل أو بآخر مواقف الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، الذي قال في خطابه الأخير إن الأمر قد قضي، وما أدخل من أسلحة وصواريخ إلى لبنان قد تم إدخاله. بالتالي، فإن الإسرائيليين يردّون على كلام نصرالله بأن هذه الصواريخ والقواعد مرصودة. والغاية لا تتعدّى الاستعراض والاستثمار السياسي، على قاعدة تجاوز حزب الله الخطوط الحمراء والقرارات الدولية. لا مصلحة للإسرائيليين ولا لحزب الله بالحرب. وأي حرب ستُفتح، لا بد من السؤال عن غايتها وأهدافها. وأي حرب ستُفتح ستقود في المعنى الاستراتيجي إلى استفادة الروس منها، بالدخول إلى لبنان سياسياً والاضطلاع بمعادلة فض الاشتباك. كذلك، فإن المعادلة القائمة في لبنان، والتي تخضع لسيطرة الحزب وإيران، وبموازاة المعادلات القائمة لبنانياً، لا تشكل تهديداً للإسرائيليين في ظل وجود ضمانات روسية. ومعروف أن الإسرائيليين لا يدخلون في حرب لتحقيق أهداف غيرهم. وسواء دخل الإسرائيليون في الحرب أو لم يدخلوا فيها، فإن هذه الصواريخ سيتم استخدامها. تجنّب الحرب يعني تجنّب استخدام هذه الصواريخ، وتعطيل مفاعيلها وحصرها داخل المستودعات. التورط في حرب لن يكون في مصلحة الطرفين. ربما أسوأ السيناريوهات قد يقتصر على توجيه ضربة موضعية أو أكثر، لا تؤدي إلى حرب مفتوحة، مقابل الاستعداد لمجالات الردّ الذي سيردّه حزب الله. حزب الله ليس في وارد المغامرة، ولا الدخول في عملية انتحارية غير مضمونة النتائج، خصوصاً أن أولوياته والإيرانيين ليست مصوبة في اتجاه الإسرائيليين. لذلك، فإن الحملات الإعلامية، لا تدخل سوى في إطار تثبيت المعادلة القائمة وليس إلى إلغائها، خصوصاً في ظل إنعدام وجود خيارات أخرى، أو أفضل من الوضع القائم، طالما الاستقرار مؤمن. وهناك من يعتبر أن بقاء المعادلة على حالها، يسهم في تكبيل إيران وإضعافها، لمصلجة الرؤية الأميركية الساعية إلى ضمّ إيران إلى تفاهم جديد. وهو ما يعلن عنه الرئيس الأميركي دونالد ترامب مراراً. بالتالي، الغاية ستكون عدم فعالية إيران او سحب تأثيرها السلبي على المصالح الأميركية والإسرائيلية في المنطقة. تعتبر إسرائيل أن خلال الفترة الماضية حققت إنجازات هائلة، اقتصادياً وتنموياً، وبزيادة عمليات الاستيطان، وسياسياً من خلال اعتراف واشنطن بالقدس عاصمة لإسرائيل. بالتالي، تهشيم القضية الفلسطينية والقضاء عليها، عبر الاستفادة من الظروف والتطورات في المنطقة، والتي لم يشكل فيها حزب الله وإيران أي عائق أمام تحقيق الإسرائيليين ما يريدون، لا بل إن الإلتزام بالشروط الإسرائيلية لحماية أمن إسرائيل في الجنوب السوري، برعاية روسية، كما هي الحال في الجنوب اللبناني منذ العام 2006، برعاية دولية.

 

باسيل يفتح معركة دبلوماسية.. وإسرائيل توجّه رسالة لفندق الساحة

منير الربيع/المدن/الإثنين 01/10/2018

يتوه الباحث عن صواريخ حزب الله، التي تحدّث عنها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في دهاليز متعددة. هي صواريخ ضائعة، أعلن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله امتلاك الحزب المتطوّر منها، فلاقاه نتنياهو بإظهار صور قال إنها لبعض مواقعها. لم يعد النقاش بشأن وجود الصواريخ، إنما في أماكن وجودها. والتي يعتبر الإسرائيليون أنها في محيط مطار بيروت. وكما الصواريخ تاه السفراء الأجانب في زواريب الضاحية، ودخلوا مناطق لم يدخلوها من قبل، بناء على دعوة من وزير الخارجية جبران باسيل للتحقق من أن ادعاءات الإسرائيليين كاذبة.

فتح باسيل معركة دبلوماسية مع الإسرائيليين، معتبراً أن كلام نتنياهو استباقي يمهّد لعدوان جديد على لبنان، واصفاً الكلام بالكذب. وقال باسيل أمام السفراء إن "إسرائيل لا تحترم المنظمات الدولية ولا تنفذ القرارات الأممية، بل خرقت أكثر من 28 قراراً دولياً، كما خرقت هذا العام الأجواء والأراضي والبحر اللبناني 1417 مرة خلال 8 أشهر، أي أكثر من من 150 مرة في الشهر". واعتبر أن "إسرائيل تعودت على ممارسة خروقات غير مبررة"، مشيراً إلى "أننا اخترنا اليوم القيام بهذه المبادرة لنتوجه إلى سفراء الدول، ضمن الحملة الدبلوماسية". واعتبر أن المعلومات التي استند إليها نتنياهو هي معلومات غير دقيقية ودون دليل وصورة لا تحتوي على برهان. أضاف: "صحيح أن حزب الله يملك صواريخ، ولكنها ليست قرب المطار. نحن نحترم القرارت الدولية، لكننا لا نلتزم النأي بالنفس عندما يتعلق الأمر بالدفاع عن أرضنا وشعبنا"، جازما أن "لنا الحق الشرعي في المقاومة حتى تحرير الاراضي المحتلة كلها". جيدة جداً الخطوة التي قام بها باسيل، والتفسير السياسي لها بأنها خطوة فتح معركة مقاومة سياسية ودبلوماسية ضد الإسرائيليين وادعاءاتهم. وهذا كان محطّ ثناء من القوى السياسية التي اجتمعت خلف موقف الخارجية اللبنانية. ومن الواضح أن المواجهة الدبلوماسية ستستمر على صعيد تبادل المواقف بين لبنان والعدو، ففي الوقت الذي كان باسيل يجتمع مع السفراء الأجانب، ويجول معهم على المواقع التي ادعى نتنياهو أنها تحوي مصانع صواريخ للحزب، كان المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي أفيغداي أدرعي يوجه مزيداً من الرسائل بأن اخفاء هذا النوع من الأسلحة يحتاج إلى ثلاثة أيام، وكأن الجولة أجريت بعد اتخاذ الإجراءات اللازمة لإظهار أن المنطقة خالية من أي أسلحة. وقبلها كان أدرعي يوجه رسائل جديدة لها علاقة بمحيط المطار أيضاً، ولكن هذه المرّة بالاشارة إلى قرية الساحة التراثية، متوجهاً إلى إدارة الفندق وإذا ما كانت تعلم النزلاء بوجود مصانع أو مخازن للصواريخ على بعد 4 كيلومترات منه. توحي الرسائل وكأن الهدف ادعائي وإعلامي أكثر منه عسكرياً. من بين أهدافه الضغط على المطار وحزب الله، بل الضغط على لبنان ككل، لما يمثّل المطار من رمزية وواجهة للبنان أمام العالم. وإذا ما كان محيط المطار مطوقاً بمخازن صواريخ، فهذه ستكون دعوة إلى الأجانب لعدم زيارة لبنان. وذلك بالتزامن مع ضغوط تمارس على حزب الله، والعقوبات الأميركية المفروضة عليه. لم يعد النقاش يتعلّق بوجود الصواريخ من عدمها. الغاية من ذلك تتخطى هذا التفصيل، فالأساس يبقى بتداعيات هذه المواقف والغاية منها، والتي سيكون لها علاقة بإعادة ترتيب بعض الأولويات السياسية في المنطقة، وسيضطّلع بها الروس والأميركيون، في إطار الحرب السياسية لا العسكرية.

 

ماذا لو اعتدت إسرائيل على الأوزاعي؟

عماد قميحة/لبنان الجديد/01 تشرين الأوّل 2018

 إدعاء العدو الإسرائيلي بوجود معامل صواريخ بمنطقة الأوزاعي يأتي بعد تصريحات كان قد أطلقها مساعد قائد الحرس الثوري الإيراني عنها

 أن يقف رئيس وزراء العدو على منبر الأمم المتحدة ويخاطب العالم وبيده صور عن معمل صواريخ ذكية تابعة لحزب الله ليس بالأمر العابر أو البسيط الذي يمكن التعاطي معه بخفّة وسهولة، فكلنا يعلم بأن إسرائيل لا تأبه ولا تهتم إلا باستمرار تفوقها العسكري الإستراتيجي وتحاول عبر السنين وبكل جدية منع أي خلل قد يصيب هذا التفوق. هذا ما حصل سنة 1981 عندما تم قصف المفاعل النووي العراقي غير آبهة بردات الفعل أو تبعات هذا الإعتداء على دولة قوية تملك أكبر جيش عربي، وهذا ما حصل أيضاً سنة 2007 عندما أغار سرب من طيران العدو على مفاعل دير الزور في سوريا الأسد، ولم تأبه أيضاً بنشوب حرب بين الدولتين الأقوى في المنطقة مع ملاحظة أن سوريا يومها كانت بأفضل حالاتها. وفي هذا السياق فإن إدعاء العدو الإسرائيلي وجود معامل صواريخ بمنطقة الأوزاعي يأتي بعد تصريحات كان قد أطلقها مساعد قائد الحرس الثوري الإيراني عنها، مما يعزّز عند الرأي العام العالمي حقيقة وجودها على الأراضي اللبنانية بغض النظر عن دقة المعلومات التي أعلنها نتنياهو أو خطأها، إلا أن أصل الخبرية لها مكانها في الإعلام العالمي. أمام هذه الحقائق، لا يكف الإعتماد على الديبلوماسية اللبنانية المتمثلة بوزير الخارجية جبران باسيل واللقاء المزمع عقده مع ممثلي دول القرار لوقف الإندفاعة الإسرائيلية، بالخصوص إذا ما أخذنا بعين الإعتبار أن جبران باسيل قد جعل من الديبلوماسية اللبنانية مهزلة المهازل بعد أن حوّلها رئيسها إلى منصة لتياره ومركز سفريات له ولفريقه وهو المحسوب أصلاً على حزب الله، وهذا ما كنا نحذّر منه في غابر الأيام. فالدور الذي كان يلعبه الشهيد رفيق الحريري بعلاقاته الدولية وصلاته مع دول القرار في العالم هو أكثر ما يفتقده لبنان في هذه اللحظات الحسّاسة. والحديث هنا عن توازن رعب بين حزب الله من جهة وبين إسرائيل من جهة أخرى، هو حديث أقرب ما يكون إلى الترهات في ظل إختلال كبير بموازين القوى بالخصوص في ظل إدارة أميركية ماضية إلى أقصى الحدود في محاصرة إيران ومحورها ومع إنهيار العملة الإيرانية إلى حدود لم تشهدها منذ قيام الثورة الإسلامية، ووضع سوريا التي لا تحسد عليه وتضعضع عراقي سياسي وأمني. قد يكون تصريح نتنياهو في الأمم المتحدة مجرّد هجوم نفسي للمزيد من الضغط على إيران وأتباعها لإخراجها من سوريا، إلا أن هذا لا يستوجب من حزب الله الإتكال على جبران باسيل ولا على تحذيرات سيرغي لافروف، وعليه إتخاذ خطوات أكثر جدية، قد يكون تشكيل حكومة حقيقية بتنازلات كبيرة من الحزب واحدة من الخطوات الضرورية جداً، وتسليم وزارة الخارجية لشخصية من الفريق الآخر خطوة أكثر من ملحة لحماية لبنان ، فوضع البلد لا يسمح بسماع عبارة "لو كنت أعلم" ولا حتى "سنرد بالزمان والمكان المناسبين".

 

لبنان يحيل إلى القضاء شكوى يمنية من إعلام الحوثيين

بيروت/الشرق الأوسط/01 تشرين الأول/18/يتجه وزير الإعلام اللبناني في حكومة تصريف الأعمال ملحم الرياشي إلى إحالة شكوى وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني من تحويل «حزب الله» الضاحية الجنوبية لبيروت منصة لإعلام الحوثيين، على القضاء اللبناني.

وقال الرياشي لـ«الشرق الأوسط»: «أشكر معالي الوزير الزميل وأؤكد له التزام الحكومة اللبنانية سياسة النأي بالنفس»، رافضاً المساس بأي دولة عربية أو التدخل في شؤونها. وأكد أنه تواصل مع مدعي عام التمييز القاضي سمير حمود في هذا الخصوص «وسأحيل عليه خطاب الوزير الزميل (اليوم) لإجراء المقتضى». وكان وزير الإعلام اليمني توجّه إلى الحكومة اللبنانية ووزير الإعلام، داعياً لبنان إلى التزام سياسة النأي بالنفس. وقال في سلسلة تغريدات عبر «تويتر» إن «حزب الله اللبناني الذي هو جزء من الحكومة اللبنانية لم يكتف بتقديم الدعم اللوجيستي من خبرات ومقاتلين للميليشيا الحوثية الإيرانية الناشطة في لبنان، بل قام بتحويل الضاحية الجنوبية إلى منصة لإدارة الماكينة الإعلامية للانقلاب في اليمن ومهاجمة وتشويه تحالف دعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية». وطالب بيروت بـ«الالتزام بسياسة النأي بالنفس التي أعلنتها تجاه الصراعات في المنطقة والتدخل لوقف الأنشطة التخريبية والتحريضية لميليشيا الحوثي بغطاء سياسي وأمني ودعم مالي من حزب الله». ودعا إلى «وقف بث قناة المسيرة الفضائية والساحات والمواقع الإلكترونية والعشرات من العناصر التابعة لهذه الميليشيا الناشطين في لبنان»، مؤكداً أن «هذه الأنشطة غير القانونية تساهم في إطالة أمد الحرب وتضر بأمن اليمن واستقراره، وبالعلاقات بين البلدين والشعبين الشقيقين».

 

هل تحوّل إسرائيل الضربات الجوّية من سوريا إلى لبنان؟.

اللواء/01 تشرين الأول/18

السؤال، الذي يشغل اللبنانيين، مواطنين (على الرغم من كثرة الانشغالات اليومية القاتلة من ماء وكهرباء ونفايات وصرف من العمل، وانسداد الأفق الاقتصادي) وأنتلجنسيا (أعيتها الحيلة، فلجأت إلى المقاهي تبحث عن اطمئنان لوجودها، عبر الدردشة وراء الطاولة، أو عبر شاشات الخليوي، بحدود المعرفة التكنولوجية) ونواب يبحثون عن دور في قاعات المجلس، علَّهم يفكّون أحرف التشريع وأبجدياته وألفبائياته، أو وزراء يسابقون الزمن في الحفاظ على مناصبهم أو بأقل تقدير مَنْ لا يحاسبهم بعد ترك الوزارة - المغارة، ومسؤولين في مواقع أخرى، تجمع بين القرارات والسياسة والأمن، الذي أعيت خلافات بعض «ضباطه» الأمن وانتظام العمل في مطار بيروت الدولي..

السؤال هو: هل تُقدم إسرائيل بعد سلسلة التهديدات والتحريضات المفتوحة منذ أيام على شن هجوم على مناطق قريبة من مطار رفيق الحريري الدولي، بذريعة «واهية» و«سخيفة» بأن حزب الله ينشر بطاريات الصواريخ الذكية، والدقيقة في ملعب كرة القدم، والنقاط القريبة، والتي سبق للأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله الكشف عن أن الحزب، في إطار تطوير قدراته القتالية، الدفاعية والهجومية، بات يمتلك ما يكفي ويزيد من «صواريخ دقيقة» قالت إسرائيل ان ضرباتها الجوية في سوريا، تهدف إلى منع وصولها إلى لبنان، السؤال استطرداً: هل تضرب إسرائيل أو تُقدم على نقل المواجهة من مطارات دمشق وحماه وحمص وأدلب واللاذقية إلى مطار بيروت، وهو الوحيد في لبنان؟

يحاول الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، الذي يقترب شكله من شكل «الضفدعة»، ويدعى أفيدخاي أدرعي الإيحاء بأنه يتقن الحرب النفسية، وهو متخصص في إثارة اعصاب قيادة حزب الله، أو بأقل تقدير جمهور الحزب، الزعم المستمر بأن الحزب ينشر بطاريات الصواريخ في احياء محيطة بالضاحية الجنوبية وعلى بعد 500م فقط من مهبط الطائرات المغادرة والواصلة إلى المطار، متوعداً ومهدداً، ومفبركاً روايات حول صور، وضعتها أجهزة استخبارات إسرائيلية وربما دولية أيضاً، بهدف المساهمة في الضغط على حزب الله، ومن ورائه لبنان، في غمرة احتدام المواجهة الاميركية - الإيرانية على خلفية البرنامج النووي الإيراني، الذي انسحب دونالد ترامب (وهو بالمناسبة ما يزال رئيس الولايات المتحدة الأميركية، منذ انتخابه قبل سنتين، على الأقل)، من التوقيع على الاتفاق حوله في عهد سلفه باراك أوباما..

وتترافق الحملة الإعلامية والدبلوماسية الإسرائيلية على حزب الله، التي أطلقها في الأمم المتحدة رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو، مع اشتداد المواجهة على أرض غزة وعلى الأرض الفلسطينية من الضفة الغربية إلى أراضي الـ48 بين الانتفاضة الفلسطينية المستمرة منذ أكثر من ثلاثة أشهر وجيش الاحتلال الذي يُمعن في قتل المواطنين والمدنيين الفلسطينيين الآمنين، ومع اشتداد نبرة الدولة اللبنانية، بصورة رسمية، وعلى لسان كبار المسؤولين (الرؤساء ميشال عون، ونبيه برّي وسعد الحريري) بأن لبنان لن يقبل بحال من الأحوال في توطين اللاجئين الفلسطينيين، ويطالب باستمرار عمل «الأونروا» التي ترعى أوضاعهم التعليمية والصحية والاجتماعية في لبنان، ودول الشتات القريبة من فلسطين.

فضلاً عن المطالبة التي لا تتوقف بعودة النازحين السوريين إلى بلادهم، بعد التغييرات الميدانية والعسكرية لمصلحة النظام، سواء في دمشق وحمص وحماه وحلب واللاذقية وأرياف هذه المدن والمحافظات السورية، التي قال النظام أنها باتت «نظيفة» من داعش والنصرة والجماعات العسكرية والقتالية المسلحة (أي مجموع المنظمات الارهابية).. في ظروف النشاط التشريعي والدبلوماسي والأمني، في الولايات المتحدة وبريطانيا العظمى (عندما كانت لا تغيب عنها الشمس) حول حظر نشاط حزب الله، وفرض عقوبات جديدة، انسجاماً مع دعوات «اللوبي اليهودي» سواء في واشنطن أو لندن، إذ يندفع وزير الداخلية البريطاني ساجد جاويد، بوصفه صنيعة «الجالية اليهودية» في عاصمة الجنيه الاسترليني، بالتعاون مع وزير الخارجية الجديد جيريمي هانت لحظر النشاط المدني والسياسي للحزب في العاصمة البريطانية، بعد حظر النشاط العسكري واعتبار الحزب «منظمة شبه عسكرية ارهابية» والإبقاء على نشاط الحزب كتنظيم سياسي، كان بإمكانه ان ينظم مسيرة أو يشترك بتنظيمها في يوم القدس العالمي..

ويتزامن الإجراء الإنكليزي، مع انتظار ترامب وصول القانون الجديد الذي أقره مجلس النواب الأميركي الخميس الماضي 27/9/2018 للحؤول دون التمويل الدولي لحزب الله واستهداف تدفقات التمويل والتجنيد العالمي للحزب، على ان يعاقب القانون الجديد، وفقا لموقع «مونيتور» كل من يوفر دعماً مالياً أو مادياً أو تكنولوجيا لحزب الله والمؤسسات الإعلامية والمدنية التابعة له، من زاوية معاقبة ايران «ووكلائها في عموم الشرق الأوسط»، وفقاً لتعبير الموقع.

بعد هذا العرض المستفيض للوقائع ومعطياتها، وأخذاً في نظر الاعتبار الضغوطات المالية على لبنان، والضغوطات الجارية في موضوع تأليف الحكومة، والمتنازع المستمر على الحقائب والصلاحيات، والقرار داخل مجلس الوزراء، فضلاً عن البيان الوزاري المرتقب، يُمكن ايجاز الإجابة على السؤال في مطلع التقرير بالآتي:

1 - لا خلاف ان الحملة الإعلامية الإسرائيلية، التي تندرج تحت باب «إثارة الضجة» ليست بريئة، فهي ستمهّد إلى غارات على لبنان، وعدم اقتصار الغارات على سوريا، أو التخفيف منها.

2 - ان حزب الله، لن يُستدرج للردّ المباشر على الإدعاءات، فهذا أمر في عهدة الدولة، هي تتخذ ما تراه مناسباً، وان كانت المزاعم هي باعتراف الدولة، وباعتراف الطرف الإسرائيلي، والأطراف الدولية، لا سيما الجانب الأميركي، هي مزاعم ولا أساس لها من الصحة... ولا حاجة لإيراد ما يثبت هذه القناعة لدى الأميركيين والأوروبيين فضلاً عن الروس، إذ حذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من الإقدام على اية حماقة ضد لبنان.

3 - من الثابت، ان خطاباً قريباً، خلال أربعة أسابيع أو خمسة للأمين العام لحزب الله السيّد نصر الله، سيتطرق فيه إلى المزاعم المعادية على طريقته..

4 - وفقا لمعلومات دبلوماسية، فإن الحرب الإعلامية الإسرائيلية «السوداء» المتمادية على لسان ادرعي وسواه، تدخل في سياق التفاوض الدولي - الروسي - الإسرائيلي - الإيراني حول إنشاء معادلة جديدة في سوريا قوامها: وقف الضربات الجوية الإسرائيلية مقابل وقف شحنات الأسلحة الإيرانية إلى سوريا، ويشترك موقع «ديبكا» الأمني الإسرائيلي في التعامل مع هذه المعلومات باعتبارها على طاولة حركة الموفدين الكبار من روس وايرانيين واسرائيليين، مع إضافة وقف تزويد سوريا بـمنظومة «اس300» الصاروخية الدفاعية.

في لعبة منفلتة على مستوى العالم في عهد ترامب، وخطيرة في الشرق الأوسط مع صفقة القرن.. كل الاحتمالات تبقى واردة، وكذلك حسابات الأفعال والنتائج؟!

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

بيان استثنائي للقاء سيدة الجبل

01 تشرين الأوّل 2018

تحضيراً لعقد الخلوة الثالثة عشرة للقاء سيدة الجبل، تمّ تكليف نائب رئيس اللقاء، السيد بهجت سلامه، القيام بالاتصالات اللازمة مع إدارة فندق البريستول والاتفاق على كل التفاصيل.

تمّ الاتصال الاول مع الإدارة والحجز المبدئي في 27 آب 2018.

أجتمع السيد سلامه مع إدارة الفندق بتاريخ 28 ايلول 2018 وتمّ تأكيد الحجز على يوم 7 تشرين الاول 2018.

تكررت الاتصالات وكان آخرها اليوم في 1 تشرين الاول من خلال رسالة الكترونية (مرفقة ربطاً) تؤكد على الحجز بإسم "لقاء سيدة الجبل" ليوم الاحد 7 تشرين الاول 2018.

خلال النهار وبعد اجتماع اللقاء الاسبوعي أُعلن عن موضوع الخلوة: "رفع الوصاية الايرانية عن القرار الوطني اللبناني من أجل حماية الدستور والعيش المشترك".

وفي تمام الساعة 3:20 من بعد الظهر بعد توزيع نص البيان ونص الدعوة على وسائل الاعلام تلقّينا رسالة من إدارة فندق البريستول تعتذر فيها عن استقبال الخلوة.

يستنكر "لقاء سيدة الجبل" هذا الاعتداء السافر على حقّ التعبير وحرية العمل السياسي للأفراد والجمعيات.

إن الأمور واضحة وضوح الشمس ولا تحتاج إلى تفسير إضافي.

لقد ألغى فندق عريق له تاريخ في استقبال لقاءات متنوعة خلوةَ لقاءٍ مرخّص شرعي قانوني سلمي لأن عنوانها "رفع الوصاية الايرانية عن القرار الوطني اللبناني من أجل حماية الدستور والعيش المشترك".

نؤكّد للجميع أننا لن نتوقّف ولن نخاف وسنتابع نضالنا، وسوف نعلن عن موعد ومكان الخلوة لاحقاً.

 

بيان لقاء سيدة الجبل الإسبوعي

01 تشرين الأوّل 2018

عقد "لقاء سيدة الجبل" اجتماعه الأسبوعي في مكاتبه في الأشرفية بحضور السيدات والسادة أنطوان قسيس، اسعد بشارة، ايلي الحاج، ايلي كيرللس، بهجت سلامه، توفيق كسبار، حُسن عبّود، ربى كبارة، سامي شمعون، سعد كيوان، سناء الجاك، سوزي زيادة، سيمون ج. كرم، طوني الخواجه، طوني حبيب، غسان مغبغب، فارس سعيد، مياد حيدروأصدر البيان التالي: عقد "لقاء سيدة الجبل" اجتماعه الأسبوعي في مكاتبه في الأشرفية اليوم، وخصّصه للبحث في تنظيم خلوته السنوية المقررة يوم الأحد في 7 تشرين الاول المقبل في فندق "البريستول" والتي ستقام تحت عنوان: "رفع الوصاية الايرانية عن القرار الوطني اللبناني من أجل حماية الدستور والعيش المشترك".

 

ماذا سيتبع كلام عون عن حكومة الأكثرية؟

"الأنباء الكويتية01 تشرين الأول 2018/انشغـلـت الأوساط السياسية باقتراح رئيس الجمهورية ميشال عون، تشكيل حكومة أكثرية، تقابلها معارضة، إذا ما تعذر تشكيل حكومة ائتلاف، وقد اعتبر المعترضون ان حكومة كهذه لن تحظى بقبول المجتمع الدولي الحريص على الاستقرار في لبنان، علما أن أوساطا قريبة من التيار الوطني الحر أدرجت كلام الرئيس في خانة تحفيز المعنيين على التعجيل بتشكيل الحكومة. وقال مصدر مطلع، لـ«الأنباء»، إن «عرقلة تشكيل الحكومة متصل بمواقف أساسية على الحكومة اعتمادها في بيانها الوزاري، بمعزل عن الخلافات الظاهرة حول أعداد الوزراء ونوعية وزارات كل فريق». وفي تقدير المصدر أن «التأزم الظاهر اقرب ما يكون الى مقولة «اشتدي أزمة تنفرجي» لا أن «تنفجري» كما استدرك مجيبا عن سؤال بهذا المعنى». واعتبر المصدر أن «هناك نقطتين على الأقل يتعين معالجتهما مع حزب الله مسبقا، قبوله بحقائب وزارية، لا تثير تحفظات دولية، وموافقته على أن تكون الاستراتيجية الدفاعية في طليعة البرنامج الوزاري للحكومة العتيدة»، كما اكد النائب شامل روكز لـ «الأنباء».

 

الحريري لن يقدّم صيغة وزارية جديدة...

"اللواء/01 تشرين الأوّل 2018/أفاد مصدر نيابي في تكتل «الجمهورية القوية»، لـ«اللواء»، ان الأمور في الملف الحكومي ما زالت تراوح مكانها، في ظل انتفاء المبادرات الهادفة إلى وضع أسس تركيبة حكومية متوازنة، بالشكل على صعيد الحصص والحقائب، وفي المضمون لناحية ان يكون البيان الوزاري متضمناً مجموعة ثوابت سبق ان توافق عليها الأفرقاء في الحكومات أو خلال جولات الحوار السابقة. ونفى المصدر علمه بأي صيغة جديدة ينوي الرئيس المكلف عرضها على رئيس الجمهورية أو القوى السياسية، باستثناء بعض ما يسرب في الإعلام من صيغ أبعد ما تكون عن الواقع من جهة وعن الصفة التمثيلية النيابية والشعبية للقوات اللبنانية، والتي ترجمت بحجم الكتلة التي خرج بها الحزب في الانتخابات الأخيرة.

 

مرحلة مفصلية وصعبة تنتظر لبنان...

"اللواء/01 تشرين الأوّل 2018/في تقدير مصادر سياسية متابعة، لـ «اللواء»، أن لبنان أمام مرحلة مفصلية وصعبة، وسط سباق بين التفاؤل والتشاؤم، وان كانت بعض القوى السياسية تؤكد استحالة ولادة حكومة في فترة قريبة، مشيرة إلى أن «الجميع بات في هذه الأجواء، وان كان الكلام التفاؤلي مطلوباً لتوفير جرعات طمأنة اقتصادية، بعدما بات الخوف على الليرة يقضّ مضاجع اللبنانيين».

 

الأسد يسمع شكاوى حلفائه اللبنانيين: كل شيء بحسابه

منير الربيع/المدن/الإثنين 01/10/2018

تتزايد زيارات الوفود اللبنانية إلى سوريا. عدإضافة إلى الزيارات الرسمية، هناك زيارات سياسية يجريها حلفاء النظام، الذين يذهبون لشكوى همومهم الوزارية في مرحلة تشكيل الحكومة الجديدة. تندرج هذه الزيارات في خانة تقديم صورة بأن النظام يتجاوز جراحه. وقد دخل في مرحلة التقاط الأنفاس، عينه لا تفارق لبنان. يلمس كثيرون تدخلاً سورياً في مسألة تشكيل الحكومة، إن ببعض الشروط التي تفرض أو بالإصرار على توزير بعض الشخصيات، وخصوصاً النائب طلال ارسلان. بعض من التقى رئيس النظام السوري بشار الأسد في الفترة الأخيرة، ينقل عنه قوله إنه تجاوز المحنة، ولن ينسى من كان جزءاً مما يسميها المؤامرة عليه وعلى نظامه. وكأن في الكلام تهديداً بالانتقام. يرتّب النظام السوري أولوياته. الأهمية الآن لارساء التفاهمات الميدانية، ويتحدث عن عدم صمود الاتفاق التركي الروسي في شأن إدلب، وأن موسكو ستدفع أنقرة إلى القبول بدخول قوات النظام إلى المناطق العازلة، او بعض النقاط المتقدمة. وبعد تحقيق ذلك سيكون لكل حادث حديث في السياسة وفي عملية إعادة الاعمار. يحاول النظام إظهار نفسه مقرراً في مجريات الأمور في سوريا، او على الأقل شريكاً فيها. يتحدث الأسد بثقة عن كيفية توزيع حصص إعادة الاعمار، كمنح قطاع الكهرباء للإيرانيين مثلاً، بالإضافة إلى مناطق جغرافية يحددها هو. ويتفاهم مع الروس بشأن خططهم وبرامجهم.

أمام من يلتقيه من اللبنانيين يتقصّد الأسد إثارة موضوع إعادة الاعمار، ليوجّه رسائل عديدة، كان قد بدأ بتوجيهها منذ رهان لبنان على فتح معبر نصيب. في حينها، رفض الأسد استفادة لبنان من المعبر ما لم يتخذ خطوات سياسية رسمية وعلنية تجاهه. وقتها، اشترط تنسيقاً رسمياً بين الحكومتين. كذلك يوجّه رسائل بأن بعض اللبنانيين الطامعين بالمشاركة في عملية إعادة الاعمار لن يشاركوا فيها إذا ما بقيت مواقفهم على ما هي عليه، وإذا لم يقدّموا اعتذارات. يقصد الأسد في هذا الكلام الرئيس سعد الحريري الذي تحدّث أكثر من مرّة عن ارتكاز الاقتصاد اللبناني على إعادة الاعمار، وخصوصاً بالنسبة إلى طرابلس. ولكن الأسد يعتبر أن الحريري يراهن على الدور الروسي في هذا المجال، لذلك هو يتبنى بحماسة المبادرة الروسية لإعادة اللاجئين، التي أوقفها الأوروبيون لاعتبارهم أنها تخلّ في جوانب أساسية من حقوق اللاجئين وتوفير الأمن والأمان لهم. وينقل بعض هؤلاء ما سمعوه في دمشق، من أن الحريري وجهاد العرب، كانا قد أسسا شركة في دولة أجنبية وباسم أجنبي مع أحد رجال الأعمال السوريين الكبار، بهدف المشاركة في عملية إعادة الاعمار، وعندما اكتشف النظام الأمر، توجه إلى رجل الأعمال هذا بتحذير شديد بأنه لن يكون للحريري أي طريق إلى إعادة الاعمار، من خلال مناوراته هذه. فهم السامعون أن الأسد يضع شروطه على اللبنانيين الطامعين في إعادة الاعمار. بمعنى أن الطريق لن تكون مقفلة نهائياً، ولكن هناك دفتر شروط سياسي عليهم الإلتزام به. وقد حاول الوفد فتح مواضيع سياسية داخلية متعددة، أبرزها مسألة تشكيل الحكومة، وهم طالبو النظام الذي يعتبرون أنه يتعافى ويستعيد أنفاسه بتوفير الحماية لهم، وتحصين مواقعهم وتعزيزها. وقد لاقى ذلك تجاوباً لدى النظام. وإذ سمع الأسد شكاوي حلفائه، أكد أنه لن ينسى لبنان. واعتبر أمامهم أن كل شيء سيكون بحسابه، مؤكداً أن ما تحقق في لبنان منذ سنتين إلى اليوم هو أمر أكثر من إيجابي بالنسبة إلى "سوريا الأسد"، خصوصاً في ظل وجود حليف موثوق ويتمتع بشعبية واسعة في قصر بعبدا اسمه الرئيس ميشال عون. ويمكن الرهان عليه لإعادة تعزيز العلاقات، خصوصاً أن عون يمثّل أفضل الحلفاء الاستراتيجيين بالنسبة إلى دمشق، لما لديه من مدّ شعبي مسيحي. أما الأفرقاء الآخرون، فحسابهم آت، وفق ما سمع الوفد اللبناني، الذي اشتكى كيفية تآمر بعض اللبنانيين على سوريا طوال السنوات الفائتة، فتقصّد الأسد توجيه رسائل التهديد.

 

الويل لكم أيها المسيحيون إن... !

ليبانون ديبايت - فادي عيد/01 تشرين الأوّل 2018

أين تكمن المشكلة؟ سأل مصدر سياسي بارز، يواكب عملية تأليف الحكومة هذا السؤال أمام مجموعة إعلاميين من دون أن ينتظر الإجابة، ليضيف، المشكلة تكمن في عدم جدية وزير الخارجية جبران باسيل، تمثيل الأطراف جميعها، وخصوصاً "القوات اللبنانية"، والذي يسعى للإفتئات عليها، والمشكلة تكمن في أن رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، يطلب تنازلات من الأطراف الأخرى، ولا يطلب من فريقه السياسي، والمشكلة الثالثة تكمن في أن باسيل يريد احتساب حصّة رئيس الجمهورية مرتين، ليضاعف حصّته الوزارية، والمشكلة الرابعة تكمن في أن باسيل، فتح المعركة الرئاسية قبل أوانها، ولا نعرف إذا كان ذلك برضى رئيس الجمهورية أو لا. أما المشكلة الأخطر، تابع المصدر السياسي، فتكمن في إصرار الوزير باسيل أيضاً، دون سواه من الشخصيات والكادرات العونية، على إعادة إحياء زمن الصراع الأخوي بين "القوات اللبنانية" و"التيار الوطني الحر" لاستخدام ذلك داخل "التيار" بهدف وضع يده كاملاً عليه، وتخفيف سيطرة كادرات عديدة، أبرزها كريمة رئيس الجمهورية ميراي عون وصهره النائب شامل روكز. ورداً على سؤال، قال المصدر السياسي نفسه، إذا كنت أنا غير المسيحي أرى كل هذا الجنون وأعتبر، فلماذا لا يعتبر المسيحيون، ويستفيدون من فرصة استثنائية جعلت منهم الأقوى في لبنان، فحيث فشل سمير جعجع في اسقطاب القرار السياسي الآذاري نحوه، والحصول على عدد أكبر من الوزراء، وحيث فشل ميشال عون في تحقيق أي تقدم، بالرغم من حصوله على 10 وزراء في حكومة الرئيس الأسبق نجيب ميقاتي، أتى اتفاق عون ـ جعجع ليمكّن رئاسة الجمهورية من استعادة صلاحيات الجمهورية الأولى، ولو من دون نص، أي أن اتفاق عون ـ جعجع جعل النصف المسيحي للحكومة في مقابل ستة سنّة وستة شيعية وثلاثة دروز، مما يجعل من هذا النصف قوة فاعلة عددياً، وقبلها سياسياً، والدليل أن اتفاق عون ـ جعجع مكّن المسيحيين من إحياء نظرية الرئيس الراحل صائب سلام "توازن الجناحين اللبنانيين" في شراكة متوازنة وندّية. وهنا السؤال الكبير، ما الذي يجبر باسيل على تدمير هذه المعادلة عبر نكله ب"اتفاق معراب"، ومحاولة إعادة عقارب الساعة إلى الوراء، وإحياء الشياطين النائمة، كما بدأت تفعل قناة "أو ـ تي ـ في" منذ يومين، عندما فتحت دفاتر الماضي؟. وبعد جلسة استمرّت لساعتين، كان فيها ما فيها من النقاش الوطني والسياسي هذه زبدته، ختم المصدر بالقول، "الويل لكم أيها المسيحيون، إن لم تضعوا حدّاً لجشع بعضكم، حتى لا يعود التاريخ إلى الوراء".

 

حزب الله يفرض على حركة أمل المناصفة في وظائف الدولة

خاص جنوبية/01 أكتوبر، 2018

يبدو ان حزب الله الذي يعاني من الشحّ المالي الايراني، ومن عقوبات غربية تستهدفه، سيلجأ ليحتمي بالدولة اللبنانية عن طريق تكثيف توظيفات عناصره فيها لتكون الدولة له مددا ومعينا ماليا ماليا

علم موقع “جنوبية” أن حزب الله، وبعد نتائج الانتخابات في الجنوب والبقاع التي أظهرت تفوّق مرشحي حزب الله على مرشحي حركة أمل بعدد الأصوات وبفارق الضعف تقريبا، وكذلك استباقا للعقوبات الاميركية المالية القاسية ضد ايران والتي تستهدف منعها من تصدير النفط، فقد أبلغ الحزب حركة أمل أنه سوف يستحوذ من الآن فصاعدا على نصف الوظائف المخصصة لأفراد الطائفة الشيعية في الدولة، وذلك تطبيقا لمبدأ المحاصصة المعمول فيه بالوظائف عرفا وقانونا بين الطوائف اللبنانية.هذا وتشكو ايران التي تموّل حزب الله وتسلّحه من ازمة إقتصادية بفعل العقوبات الاقتصادية الاميركية المفروضة عليها، وتتراجع عملتها بشكل كبير يوميا مع قرب فرض أميركا لعقوبة حظر تصدير النفط الايراني الى الخارج منتصف الشهر الحالي بعد انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي ومطالبتها بتعديلات عليه رفضتها طهران، وهذه العقوبات “الخطيره” كما وصفها السيد حسن نصرالله امين عام حزب الله، سيبدأ فرضها منتصف شهر تشرين أول الحالي بعد 15 يوما. والجدير ذكره ان حركة أمل كانت وما زالت تشكّل العصب الشيعي داخل الدولة مع وجود آلاف الموظفين منها وعشرات المدراء في الادارات والمناصب المدنية والعسكرية، ويبغي حزب الله اليوم مشاركة حركة أمل من أجل تحقيق ثلاثة أمور، أولها ان تحمل الدولة عن الحزب جزأ من العبء المالي بالنسبة للمنتسبين الجدد الى صفوفه الذين سيقبضون رواتبهم من وظيفتهم الاضافية في الدولة، وثانيها أن تصبح الدولة بمؤسساتها المدنية والعسكرية التي سوف ينتسب لها أفراد الحزب، حصنا قانونيا وملاذا آمنا بوجه المجتمع الدولي ضدّ أية عقوبات دولية محتملة على شخصياته وأنصاره، وثالثها أن يشارك الحزب بالقرار الشيعي الرسمي الحالي، ليستفرد به لاحقا بعد رحيل رئيس حركة أمل ومجلس النواب نبيه برّي. ان ما يحصل حسب مراقبين يُظهر ان حزب الله يمهّد الطريق بشكل سافر وعلني ليستلم الحصة الشيعية في الدولة بشكل كامل لاحقا، وما ضمّ اللواء جميل السيّد المقرّب من حزب الله الى لائحته في البقاع في الانتخابات الاخيرة والعمل على تنجيحه بأعلى الاصوات، سوى رسالة واضحة، واعلان أكيد ولو غير مصرّح به، عن الخليفة المرتقب لبرّي في حال خلوّ سدّة رئاسة المجلس من زعيم حركة أمل التاريخي.

 

ما شاء الله شو هالمعلم لسانو متل صحتو

علي سبيتي/لبنان الجديد/01 تشرين الأوّل 2018

 لقد أدهشنا وليد المعلم حرّك فينا مواجع قومية عميقة ذكرنا بالأيام الخوالي بأمجاد أمّة عربية واحدة ذات رسالة خالدة...

 أتحف وليد المعلم العرب والغرب وشنف أسماع العالم بخطبة عصماء بدا فيها خطيباً مفوهاً كخطباء اسبارطة معيداً أمجاد العرب في سوق عكاظ ومُذكراً بآل نهرو وغيفارا وكاسترو وتشرشل وبدا أمام طلته الغرّاء في الأمم المتحدة هزيلاّ وجه ريس العرب والعروبة جمال عبد الناصر حتى الأسد الكبير بات شبلاً رضيعاً أمام هذا الجهبذ التاريخي الذي أعاد سوريا كاملة غير ناقصة مما فيها الجولان المحتل ولواء اسكندرون وحنّ على فلسطين قردّها أو استردها بقوّة الجيش العربي السوري الذي لا يُقهر وهدّد دول الاحتلال أميركا وفرنسا وتركيا وقال بأنه سيعاملهم معاملة الإرهابيين ومنحهم فرصة الاستيقاظ باكراً وضبّ طائراتهم وسفنهم وبوارجهم وآلياتهم وجنودهم العاديين والفرق الخاصة من المارينز الى الكومندوز الفرنسي والتركي وإلاّ سيزلزل الأرض من تحتهم براً وبحراً وجواً وساعتئذٍ فليتحمل المجتمع الدولي عواقب تحويل الأمريكيين والفرنسيين والأتراك الى جثث مصندقة اذا لم يتحولوا الى بقايا أشلاء ورماد. لقد هدّد العدو الاسرائيلي ووعده بجولة جديدة من جولات المقاومة لتحرير الجولان دفعة واحدة وعدم ترك أي شبر مهما كان صغيراً للعدو الذي يتربص شراً بالجولانيين السوريين عوضاً عن استهدافه اليومي بطائراته التي تزور سورية على موعد وغير موعد دون أن يكون لنا سوى حق الردّ في الزمان والمكان العربيين المناسبين لأن الكيل قد فاض وبات الحساب حسيباً وعظيماً يوم القيامة. لقد أدهشنا وليد المعلم حرّك فينا مواجع قومية عميقة ذكرنا بالأيام الخوالي بأمجاد أمّة عربية واحدة ذات رسالة خالدة وأيقظ  ميشال عفلق وأنطون سعادة من خشخاشتيهما وابراهيم هنانو من قبره وأجيال كاملة كانت كامنة في رسالة البعث وقبرت ومازالت شواهد في أضرحتها على تجربة مرّة ولا أمرّ منها لا في الأمويين ولا في العباسيين. لأول مرة يتحقق الحلم العربي بهدوء وسلاسة لسان وبوضع عربة الأمّة أمام الحصان العربي فأثار غبار النصر وأعاد كثافته الآتية من التاريخ من خالد ابن الوليد الى صلاح الدين والظاهر بيبرس وقد فاقهم رجولة وفحولة كونه يهدد أميركا لا كأقرانه المذكورين الذين انتصروا بسيف من حديد على سيوف من حديد في حين أن المعلم البطل انتصر على أعداء اذا أرادوا وبكبسة زر تصبح سورية في خبر كان وممسوحة تماماً عن خريطة الوجود وقد أذاقهم رغم ما يملكون عذاب من غسلين. الحمد لله الذي أحيانا لنرى بأم العين ما لا يُرى من مجد لا يعلوه مجد ومن قامة ضخمة لا توازيها ولا تزنها قامة أخرى بطل تشريني من أبطال العزة والكرامة أعطانا جُرعات من الحياة فأحيا الأمل الميت فينا وأخذ بأيدينا الى حيث يجب الى الجولان عن طريق إدلب والى فلسطين عن طريق درعا إنه لفتح عظيم من فتوحات الخلفاء ويوم مشهود من الأيام المعلومة من تاريخ أمّة حباها الله بالنصر المؤيد والمسدد كيفما توجهت واتجهت وولّت شطر وجهها. غداً سنكون في الجولان ما دام الوليد على أبواب القدس وسنقيم مذابح الشهادة على رُكام وحطام أميركا في الرقّة ودير الزور ما دام عسكر بني عبس في طريقهم لنجدة أبناء عمومتهم وأخوالهم من مضر درعا وبادية الشام وسننسى كل آلامنا ومحننا وأزماتنا وأحزاننا الغائرة في عمق تاريخ العرب الجُدد من أحزاب لم تصدأ سيوفها المُسلة على رقاب الشعوب والصدئة أمام الأعداء الحقيقيين والمحتلين للقدس ولمقدسات أخرى.

 

خليل صحناوي... ضحية مشترع واهواء قاضٍ

ليبانون ديبايت/المحرّر السياسي/01 تشرين الأول/18

شهد العالم خلال السنوات الأخيرة قفزات سريعة لتكنولوجيا المعلومات والإتصالات التي دخل استخدامها إلى كافة المجالات، في ظل غياب التشريعات الخاصة والمتكاملة لتنظيم ورعاية هذا القطاع.

وترافق هذا التطوّر مع بروز نوع جديد من الأفعال الجرمية تم تعريفه بإسم جرائم المعلوماتية، وهنا علينا التمييز بين نوعين من هذه الجرائم:

• الجرائم التقليدية التي ترتكب بمساعدة نظم المعلوماتية مثل الإبتزاز والإحتيال باستخدام شبكة الإنترنت.

الجرائم التي ظهرت مع تطوّر المعلوماتية، والتي لم تكن موجودة من قبل، على سبيل المثال:

• الدخول غير المشروع إلى الأنظمة المعلوماتية

• التعرّض لأمن وسلامة الأنظمة المعلوماتية

• التعرّض لسرّية البيانات والمعلومات

وفي ظل غياب التشريعات واجتهاد المحاكم، لا بد من التوقّف عند المواثيق والمعاهدات الدولية التي تنص على مبدأ "لا جريمة ولا عقوبة إلا بنص"، وهذا المبدأ هو حق قانوني ودستوري لا يجوز حرمان أحد منه، وقد ورد ضمن الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة سنة (1948) والذي وقّع عليه لبنان. وللمصادفة، أقرّ المشترع اللبناني الأسبوع الماضي قانون المعاملات الإلكترونية الذي خصّص الباب السابع منه للجرائم الإلكترونية، وللجانب الجزائي والعقوبات، ومن أبرز الجرائم الجديدة التي نصّ عليها القانون، الجرائم المتعلقة بالأنظمة والبيانات المعلوماتية، ومن ضمنها الولوج غير المشروع إلى النظام المعلوماتي، وجرائم التعدّي على سلامة هذا النظام، أو على سلامة البيانات الرقمية التي يحتوي عليها، والتعطيل المتعمّد". وإزاء ما تقدّم، لا بد من مراجعة قضية الشاب خليل صحناوي الموقوف بسبب امتلاكه بيانات وشيفرات تمكّنه الولوج إلى أنظمة معلوماتية لمؤسّسات رسمية، بالرغم من أن القانون اللبناني عند امتلاك صحناوي للشيفرات، لم يكن يجرّم امتلاكها، الأمر الذي يخالف المواثيق والمعاهدات ومنها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان. إن قصور المشترع اللبناني عن مواكبة التطوّرات العلمية بصياغة قوانين تنظّمها وترعاها، ترك القضاء عرضة للإجتهاد، وترك المواطنين عرضة لأهواء بعض القضاة، وما أصاب خليل، لا بد أن يكون دافعاً للمجلس النيابي للإنكباب في ورشة عمل تشريعية، وحتى يقضي الله أمراً كان مفعولاً، لا بد لعين مجلس القضاء الأعلى من السهر على منع تمادي بعض الجسم القضائي.

 

من هي ملكة جمال لبنان لعام 2018؟

بيروت/الشرق الأوسط/01 تشرين الأول/18/توجت أمس (الأحد)، اللبنانية مايا رعيدي ملكة جمال لبنان لعام 2018، في حفل أقيم في مجمع «الفورم دو» بيروت. وتعد رعيدي طالبة بالصيدلة، وانتزعت اللقب من بين 30 فتاة تنافسن للفوز بتاج الجمال، وحلت ميرا طفيلي وصيفة أولى، ويارا بو منصف وصيفة ثانية، وفانيسا يزبك وصيفة ثالثة، وتاتيانا ساروفيم وصيفة رابعة. وعبرت رعيدي عن فوزها بكلمات عفوية، وقالت إنها لا تعرف كيف فازت وماذا حدث بالتحديد. وأضافت: «فجأة لقيت التاج على رأسي». وتشكلت لجنة تحكيم المسابقة من الإعلامي جورج قرداحي والمغنية نانسي عجرم والممثلة نادين نجيم ومصمم الأزياء نيكولا جبران والممثل عادل كرم وخبير التجميل بسام فتوح ومصمم الجواهر ضومط زغيب والموسيقي جي مانوكيان وملكة جمال العالم السابقة ديمي لي نيل بيترز. وقبل إعلان النتيجة، أجابت المتسابقات عن أسئلة عامة وأخرى شخصية تعكس طبيعة شخصياتهن، بخلاف عرض في ملابس السهرة وزي البحر، وفقاً لوكالة «رويترز». وتولت ملكة جمال الولايات المتحدة السابقة من أصل لبناني ريما فقيه تنظيم الحفل الذي شمل فقرات فنية وغنائية، شارك فيها كثير من نجوم لبنان مثل راغب علامة ومايا دياب، إضافة إلى المغني الكندي من أصل لبناني مساري والمغني الأميركي من أصل مغربي فرنش مونتانا. وتقاسم الإعلامي مرسال غانم وملكة جمال لبنان السابقة أنابيلا هلال تقديم الحفل الذي حضره ممثلون عن رئاسة الجمهورية والحكومة وكثير من الشخصيات السياسية والعامة البارزة، منها وزير السياحة أفيديس كيدانيان. وفي سياق متصل، حل هاشتاغ بِاسم رعيدي في قائمة التغريدات الأكثر تداولاً في لبنان عقب الفوز، واستحضر عدد من المغردين صورة ملكة جمال لبنان لعام 1971 جورجينا رزق للشبه بينها وبين رعيدي.

 

جعجع يحذر من سجالات «تدفع لبنان نحو الهاوية»

بيروت/الشرق الأوسط/01 تشرين الأول/18/طلب رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، من «المناصرين والرفاق»، التوقف عن «أي سجالات وردود من شأنها أن تساهم في دفع لبنان نحو الهاوية».وفي بيان أمس، قال جعجع: «أطلب من المناصرين والرفاق في (القوات اللبنانية) التوقف عن أي سجالات وردود، ولو من طرف واحد، إلا فيما يتعلق بالوقائع السياسية الصلبة والنقاش الهادئ». وأشار إلى أن «أي تباين لا يحلّ عن طريق صب الزيت على النار، بل من خلال الحوار والتواصل البناء والعمل على تضييق رقعة التباينات، خصوصاً أن الناس تنتظر من جميع القوى الحلول لمشكلاتها وليس مفاقمة تلك المشكلات». وبرر دعوته بأن «أولويات الناس تعلو ولا يعلى عليها، ولأن الهم المعيشي والاقتصادي أصبح ضاغطاً للغاية، ولأن (القوات) قدمت كل التسهيلات الممكنة لتسريع التأليف، وتشكيل حكومة قادرة على مواجهة التحديات، ولأن استمرار الفراغ دفعها إلى المبادرة باتجاه البحث عن السبل والآليات التي من الممكن اعتمادها لتحريك الجمود الاقتصادي، وإنقاذ الوضع اللبناني، وترييح الناس، ولأن السجالات والخلافات والمواجهات تساهم في دفع لبنان نحو الهاوية».

 

مشاورات الحكومة اللبنانية «عادت إلى المربع الأول» واستمرار المواقف الرافضة لصيغة «الأكثرية»

بيروت/الشرق الأوسط/01 تشرين الأول/18/استمرت المواقف الرافضة لتلويح الرئيس اللبناني ميشال عون بحكومة أكثرية، فيما لم تظهر أي مؤشرات جديدة على إمكانية تحقيق خرق في مسار التشكيل الوزاري. ووصف النائب في «القوات اللبنانية» وهبي قاطيشا تشكيل الحكومة بـ«الصعب»، معلناً أن «الأمور عادت إلى المربع الأول». وقال قاطيشا في حديث إذاعي: «في كل مرة تظهر القوات إيجابية في ملف الحكومة يلاقيها الفريق الآخر المعطل بالتسلط والاستئثار بالسلطة». وأكد «صعوبة تشكيل الحكومة قبل أن يغير الفريق الآخر نهجه في التسلط».

وعاد النائب في «القوات» فادي سعد، وأكد التمسك بحق حزبه في التشكيلة الحكومية، مشدداً على أن «محاولات تحجيم القوات اللبنانية، ومن خلالها تحجيم الفريق السيادي في لبنان، ستبوء بالفشل». ودعا في كلمة خلال لقاء بدعوة من مركز «القوات» في عبرين البترون، رئيس الجمهورية، إلى «اتخاذ القرار بتشكيل الحكومة وإعطاء تعليماته للحد من الطمع تسهيلاً لذلك. وفي حال فشلت المحاولات، فعلى حكومة تصريف الأعمال أن تمارس صلاحياتها كما هو الحال عند حصول كوارث، فتهتم بالكوارث الاقتصادية قبل أن تحصل، ونحن اليوم في بلد ليس بأفضل حالاته اقتصادياً وعلى الحكومة تحمل مسؤولياتها». بدوره، اعتبر النائب في «اللقاء الديمقراطي» الذي يرأسه النائب تيمور جنبلاط، بلال عبد الله، أنه «يخطئ من يعتقد أنه بليّ الأذرع لبعض القوى السياسية يمكن أن يحصد أكثر مما حصده في الانتخابات النيابية، فالطائف موجود. أما الأعراف التي يحاولون إيجادها من هنا وهناك فلن تمر. إن الرئيس المكلف يبذل جهوداً حثيثة لإيجاد المخارج والحلول، ونحن معه شرط ألا يحرجوه». وقال إن «كل لبنان ينتظر ولادة الحكومة، والمطلوب من الجميع أن يسعوا ويعملوا لتسهيل هذه المهمة، ولكن يجب ألا يحلم أحد أنه من الممكن إيجاد تسوية على حساب فريق دون فريق آخر، فالمطلوب تنازل وتواضع وتسوية من الجميع خدمة للبلد واستقراره، وخدمة للوضع المتهاوي إقليمياً، ولتحصين البلد وحماية استقراره الأمني». وانتقد عبد الله الحديث عن حكومة أكثرية، قائلاً إن «المطلوب إبعاد بعض القوى السياسية كما سمعنا في الخطابات خارج لبنان وداخله، فليجربوا أن يحكموا البلد إذا كانوا قادرين من دون مشاركة بقية الأطراف والمكونات والقوى السياسية». وأضاف: «يلوحون بحكومة أكثرية، فإذا كانوا يعتبرون الأكثرية مستوردة من الخارج، فمبروك لهم هذه الأكثرية، فنحن أكثريتنا من الشعب ومن التمثيل الحقيقي خارج إطار هذا النظام الانتخابي الطائفي الهجين الذي برمجوه حسب مصالح ضيقة، لذا نأمل أن تخرج التسوية عادلة متساوية، ولا نريد للرئيس المكلف إلا أن يكون قوياً ولا نريده أن يكون مكبلاً في حركته السياسية». من جهته، دعا النائب في «تيار المردة» طوني فرنجية، إلى الإسراع بتشكيل حكومة وحدة وطنية تضم كل الأفرقاء وتحترم نتائج الانتخابات، مناشداً رئيس الجمهورية «تقديم التنازلات صوناً للوطن». وقال في عشاء لمكتب الشباب والطلاب في «المردة»: «إننا لا نعيش مرحلة ترف سياسي، والأزمة أعمق من وزير بالزائد ووزير بالناقص. البلد على المحك ومستقبلنا ومستقبل أولادنا على المحك». وأكد أنه «بوحدتنا وإرادتنا الصلبة نستطيع تجاوز كل مشكلاتنا، ولكن يجب إيقاف مزاريب الهدر واعتماد سياسة تقشف لفترة زمنية».

 

أنصار عون يستنفرون لمواجهة «حرب مفتوحة لإضعاف عهده» وخصومه ينفون وجود حملة منظمة ضده

بيروت: بولا أسطيح/الشرق الأوسط/01 تشرين الأول/18/تنشط هيئات «التيار الوطني الحر» مؤخراً لمحاولة التصدي لما تقول إنها «حرب مفتوحة» على عهد مؤسس التيار الرئيس اللبناني ميشال عون «تهدف لإضعافه». لكن خصومهم ينفون تماماً وجود أي حملة منظمة على عون، ويؤكدون حصر انتقاداتهم وحملاتهم بـ«التيار» ورئيسه جبران باسيل. وبعد تناول وسائل الإعلام عدداً من الأخبار المثيرة للجدل عن عون في الأسابيع الماضية، استنفرت قيادة «الوطني الحر» في حملة مضادة للرد على كل من تناول رئاسة الجمهورية «للحؤول دون أن تترسخ بعض هذه الشائعات كحقائق، خصوصاً بعد تبنيها من قبل عدد من النواب». واعتبر نائب رئيس «التيار» رومل صابر، أن «ما حصل في الأيام الماضية، سواء بموضوع التصويب على الرئيس وكأنه هو من أمر بإفراغ إحدى الطائرات من ركابها لتأمين سفره إلى نيويورك، علماً بأنه موضوع تتحمل مسؤوليته شركة الطيران، أو ما أشيع عن رفض لبنان عرضاً ألمانياً لتأمين الكهرباء بأسعار مخفضة، إنما يندرج في إطار حملة منظمة معيبة غير عفوية على الإطلاق». وقال صابر لـ«الشرق الأوسط»، إن «هناك من يحاول ضرب صورة العهد وسمعته، وهو ما لن نسمح به وسنتصدى له بكل الوسائل، خصوصاً من خلال الإعلام لتبيان الحقائق من دون أن نُقدم على التجريح بأي من القوى أو الفرقاء السياسيين». ورأى أن «مجرد تبني بعض النواب والمسؤولين إشاعات معينة والسعي للترويج لها، إنما يؤكد أن القيادات الحزبية التي يتبعون لها شريكة بما يحصل، وهو ما يؤكد أن العملية منظمة». وقال «ما نحن بصدده ليس أياي خفية، بل شخصيات معروفة، علماً بأننا لا نزال نفضل الحديث عن حملة داخلية وإن كان احتمال تلقي البعض تعليمات خارجية أمراً وارداً، لا نحسمه بالمرحلة الراهنة ونترك للوقت أن يؤكده أو ينفيه».

ولم تقتصر الأخبار التي نفاها «التيار» عن عون مؤخراً على موضوع الطائرة والعرض الألماني لتأمين الكهرباء؛ إذ سبقتها شائعة عن إيراد اسمه ضمن لائحة لأثرياء العالم، إضافة إلى ما يقول أنصاره، إنها «محاولات يومية لتحميل الرئيس مسؤولية استدعاء ناشطين على وسائل التواصل الاجتماعي إلى القضاء». ويستغرب حزب «القوات اللبنانية» إصرار بعض النواب والقيادات العونية على اتهامه بالوقوف وأحزاب أخرى وراء الحملات ضد الرئيس. ويشدد النائب أنيس نصار على أن «العكس هو الصحيح، باعتبار أننا كقوات نرى مصلحة بنجاح العهد لا بإفشاله، خصوصاً أننا كنا السبب الرئيسي لوصول العماد عون إلى الرئاسة». وقال نصار لـ«الشرق الأوسط»، إن «هناك من رمى الكرة وعبّد طريق بعبدا أمامه، بخلاف آخرين لحقوا هذه الكرة». وأضاف، أن «ما نفعله هو التصويب على أداء بعض الوزراء الذي اتسم بالفشل الذريع كوزير الطاقة مثلاً، وهذا واجبنا كنواب. فهل التصويب على أخطاء وزير ما بهدف تحسين الأداء هو تصويب على العهد ومحاولة لإضعافه؟». ولفت إلى أن «معظم القوى والأحزاب السياسة عارضت وتعارض سياسة وزير الطاقة القائمة على البواخر، ومنها (حزب الله) والحزب التقدمي الاشتراكي و«أمل» والمردة والكتائب. فلماذا الإصرار على تصوير القوات كأنها تفردت بمواجهة هذه الخطة؟». وأشار إلى أن «القوات حريصة على العهد أكثر ممن يدعون حرصهم عليه»، لافتاً إلى أن «من يساهم في تأخير تشكيل الحكومة هو أبرز من يساهم في إضعاف العهد، وبالتالي إضعاف الدولة ودورها».

ويُعتبر «الحزب التقدمي الاشتراكي» و«حركة أمل» إلى جانب «القوات» أبرز خصوم الرئيس عون و«التيار الوطني الحر»، وإن كان العمل على التهدئة على كل الجبهات قائماً، وبخاصة في الأيام الماضية على جبهة «التيار» – «الاشتراكي». ونفت مصادر قيادية في «الاشتراكي» نفياً قاطعاً أن تكون هناك حملة مبرمجة يشارك بها الحزب وتستهدف العهد، مشددة على أن «المسألة ليست متصلة بشخص الرئيس أو بالمسؤولين في تياره، بل بضرورة القيام بخطوات تنفيذية تُحدث تغييراً ملموساً على المستوى الداخلي اللبناني».

وقالت المصادر لـ«الشرق الأوسط»، إن «أبرز العناوين والملفات التي نركز عليها لانتقاد العهد هي عدم انطلاق مشاريع مكافحة الفساد التي وعد بها، والاقتراحات المكلفة للكهرباء والتي لم تولّد حلولاً جذرية للقطاع، إضافة إلى تردي الأوضاع الاقتصادية». وأوضحت أن «التصويب على هذه الملفات هدفه تقويم الاعوجاج ومحاولة إصلاح الوضع الداخلي وإعطاء بارقة أمل للبنانيين... وكل حديث عن محاولة لضرب العهد وإضعافه في غير مكانه».

 

الوزير مروان حماده  في الذكرى الـ14 لمحاولة اغتياله: وصلنا إلى قاع القاع… فهل من سيناريو 1952 في الأفق؟

النهار/01 تشرين الأول/18

بعد 14 عاماً على محاولة اغتياله، في الاول من تشرين الاول عام 2004، ماذا يقول الوزير مروان حماده الذي رافق بجسده وروحه وعقله مرحلة عاصفة من تاريخ لبنان لم ينتهِ عصفها حتى اليوم؟ وفيما يقرأ هذه الاعوام واضعاً اغتيال الرئيس رفيق الحريري في مرتبة الاحداث الكبرى التي مرّت على لبنان والمنطقة، يطل حماده على لبنان حاضراً ومستقبلاً فيرسم أفقاً مثقلاً بالصعوبات، مقترحاً طريقاً للخلاص يعيد الاعتبار الى إرادة اللبنانيين ضمن لبنان الكبير في زمن ترتسم خرائط بديلة مما رُسم في زمن سايكس – بيكو. وهنا وقائع الحوار الذي أجرته “النهار” مع حماده في هذه الذكرى المؤلمة لصاحبها ولبنان أيضا:

“في الذكرى الـ14 لا أستطيع ان أقول إنني نجوت من محاولة الاغتيال، لا أنا ولا عائلتي ولا أهلي ولا قومي ولا وطني نجوا من الاغتيال، بل نعيش في كل لحظة محاولة جديدة للقضاء على الواقع ولو مريراً وعلى الاحلام ولو بعيدة. هل كان من الافضل أن أقضي في تلك اللحظة ولا أشهد اغتيال رفيق الحريري وسمير قصير وجورج حاوي وجبران تويني وبيار الجميل وانطوان غانم ووسام عيد ووليد عيدو ووسام الحسن ومحمد شطح، والمحاولتين اللتين استهدفتا العزيزين ميّ شدياق والياس المر؟ هل حُكم علينا جميعا أن نتقبّل الجريمة ونتخطاها لنبتلع خطوة بعد خطوة كل ما حلّ بلبنان وسوريا وفلسطين والعراق منذ أن انقضّ على المنطقة مشروع شمولي له كل الاوصاف التوسعية والديكتاتورية والمذهبية، الفاشية بعينها بأوصاف نازية؟

بعد 14 عاماً أتطلع الى الوراء فأرى اللون الاحمر يغطي سماءنا. وأتطلع الى الامام فأرى السواد يلفّ آفاقنا: ميشال عون رئيسا؟ أين السيادة والاستقلال والديموقراطية والعروبة؟ حكومات الوحدة الوطنية؟ ماذا بقي من تلك الوحدة؟ وأين هي الوطنية في تصرفاتها وتغطيتها لموبقات تتخطى حتى الفساد لتبلغ الهلاك الشامل لكل القيم، ناهيك عن الدستور والقوانين والاخلاق واللياقة والتهذيب؟ لقد وصلنا الى قاع القاع فلم أرَ في حياتي أسوأ من هذا العهد وأفشل من هذه الحكومة ولا أستبشر خيراً بالصيغ المطروحة مع تمنياتي ورجائي أن تشكَّل حكومة جديدة اليوم قبل الغد. في نظري ان لبنان يحتاج الى وثبة سياسية شعبية من النوع الذي أزاح الرئيس الشيخ بشارة الخوري في العام 1952، هذا الرجل بطل الاستقلال، من دون أن يسفك نقطة دماء واحدة أو يلجأ الى الجيش. لم يغتصب السلطة أصلاً، ولم يستنفد رصيده الباقي إلا بسبب انتخابات مزوّرة تبقى أقل بشاعة من القانون الذي اعتُمد في انتخابات التمزيق المذهبي التي جرت قبل أشهر. ولم يستنفد أيضا، وهو بطل الاستقلال، بقية رصيده إلا من فساد أحد أفراد عائلته وكان ذلك كافياً ليقول شعب لبنان لعملاق سياسي وثقافي: كفى! أقولها بالفم الملآن: كفى! كفى تجاوزاً للسلطة. كفى اعتداء على الدستور. كفى استنزاف موارد الدولة. كفى تحويل المؤسسة الدستورية الأمّ الى شركة مضاربة عائلية قبضت على مقاليد السلطة وتوغلت في أجهزتنا القضائية والعسكرية والادارية”.

سئل الوزير حماده: أنت تدعو الى وثبة سياسية وشعبية كالتي أزاحت الرئيس بشارة الخوري، علماً ان الاخير واجه هذه الانتفاضة بعدما أمضى في سدة الرئاسة تسعة أعوام، في حين ان رئيس الجمهورية الحالي لم يمضِ عليه سوى عامين في منصبه؟

حماده: “نحن في ألفيّة السرعة. لم تتأخر الامور حتى انكشفت أمام كل لبناني. إكتشفوا ان التسوية لم تكن إلا صفقة، وان ما بنيَ على باطل فهو باطل. إستنزفت التسوية بسرعة فائقة كل الآمال التي تشدّق بها حاملوها والتي كنا نقول منذ البداية انها غير موفقة وغير متكافئة ولا تنمّ عن أي بعد نظر، لا بالنسبة للاشخاص ولا بالنسبة للاساليب ولا نظراً الى السوابق التي كانت تكفي لنتّعظ منها على مدى 30 عاماً كلما تمنينا ان يتغلب المنطق على الطمع.

أتمنى أولاً أن يكون هذا الصباح المتفجّر في ذاكرتي وأجساد رفاقي، مفجّراً للطاقات الخلاّقة التي تحاول تشكيل حكومة جديدة. مع علمي اليقين بأن أية حكومة لن “تشيل الزير من البير” في ظل العقلية السائدة في البلاط الرئاسي.

أتمنى ثانياً ان يكون رفيقي الشهيد الاول في ثورة الارز غازي ابو كروم، قد لاقى جنّة كلها نور”.

سئل: بالعودة الى ذكرى محاولة الاغتيال، هل تنظر الى الحدث الآن بعد مرور 14 عاماً بطريقة مختلفة عما كانت عليه في الاعوام السابقة؟ هل من معطيات جديدة؟ أجاب: “من الواضح ان المحاولة التي استهدفتني هي تفصيل صغير بالنسبة للزلزال الذي هزّ لبنان من خلال اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري. أنني أضع اغتيال رفيق الحريري في مرتبة أحداث تاريخية كبرى من نوع إطلاق الحرب اللبنانية، والتدخل السوري، والاجتياح الاسرائيلي، والهجوم الاميركي على العراق. الاغتيال كان بداية الاجتياح الجديد للبنان ولمؤسساته ولميثاقه الوطني، وقد أفسح في المجال أمام قيام سلطات موازية لسلطة الدولة وبالتالي تحويلنا الى مجتمع قد يشبه في النهاية المجتمع الافغاني من حيث تقاسم الحكم، فلم يبقَ عندنا اليوم إلا (لوياجيرغا) بنكهة لبنانية. حمانا الله من تشبيه إقتصادي لاحق بـ”صوماليا” مثلاً. اليوم، وكل يوم تستمر مفاعيل اغتيال الحريري”!

ماذا عن الجلسات الاخيرة للمحكمة الخاصة بلبنان؟ هل لمستَ معطى لم يكن معلوماً من قبل؟ أجاب: “لن أتطرق الى شيء في موضوع المحكمة قبل صدور الحكم”.

سئل: لقد حضرت الجلسات الاخيرة للمحكمة، هل من انطباع تكوّن لديك في لاهاي بالوصول الى قناعات جديدة بعد الصورة الشاملة التي ارتسمت أمامك؟ فأجاب: “لقد تأكدت مما كُشف في اللحظات الاولى من المؤامرة بالنسبة الى: صاحب القرار ومدبّر العملية ومنفّذها. كثيرون قضوا بعد ذلك وكأن العدالة الالهية سبقت عدالة الانسان. أما مَن بقي، وعلى رأسهم بشار الاسد، فما جرى لنظامه بعد ذلك يعطي جواباً كافياً: رفيق الحريري شهيد ثورة الارز، ورفيق الحريري الشهيد الاول لثورة أهل الشام وأبطالها. فإلى الشيخ سعد دولة الرئيس، والى رفيق العمر وليد جنبلاط، والى زملائي في 14 آذار أقول: “أنتم أبطال وضحايا مرحلة طويلة: حافظوا على الارز ولو تباطأت ثورته”.

وقيل لحماده ان احد اهداف حرب العام 2006 هو مواجهة مسار المحكمة التي انطلقت قبل تلك الحرب، فهل سيؤدي صدور الحكم النهائي الى حدث مماثل؟ أجاب: “قطعاً، لا أتمنى ذلك. على العكس، أرجو ان يكون إعلان الحقيقة وإصدار الحكم محطة كافية تحمل العقاب الكافي والشافي في آن، يطوي الصفحة لكي يتسنى للبنانيين التخلص من أحقاد غريبة المنشأ نفحت عليهم من الشرق والغرب، فيكفيهم التغلّب اليومي على تناقضاتهم ومآسيهم، هذا ما يجب ان نهتم به. المحكمة مستمرة باقية شاء مَن شاء وأبى مَن أبى. لكن المحكمة لن تقرر مصير لبنان، ولا يجوز ان تدفعنا الى اقتتال جديد. معركة لبنان هي معركة الحفاظ على ذاته وأخلاقه وانفتاحه واحترامه لمواثيقه”.

عن احوال المنطقة التي تواجه عنف المواجهة الاميركية – الاسرائيلية – الايرانية، اضافة الى ما أعلنه رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو في الامم المتحدة بشأن ما زعمه من مراكز أسلحة لـ”حزب الله”، هل من ضوء يشير الى ان لبنان سينجو من هذه الكارثة الكبرى ؟ أجاب: “في نظري، ان التمسك الحقيقي من غير تكاذب، كما هو الامر حالياً، بالنأي بالنفس هو وصفة السلم الاهلي والاجتماعي والاقتصادي كما والسلام الخارجي. لا نستطيع ان نتحمّل أعباء الصراع القائم إقليمياً ودولياً. فعلى من يحمل رايات إيران أن يقول لها بصراحة لا تحمّلونا ولا تحمّلوا لبنان وطأة سياستكم. وعلى الذين يحملون الرايات الاخرى ان يتوجهوا بالمنطق نفسه الى حليفهم او حاميهم أياً كان. الميثاق الوطني والاستقلال بنيا العام 1943 على هذا الاساس. ووثيقة الوفاق الوطني عام 1989 انبثقت من المبادئ نفسها. وأي إخلال من اي جهة في التوازن يطيح لبنان. فإذا كان الرؤساء لا يفهمون ذلك فلنغيّر الرؤساء. وإذا كانت الحكومات لا تطبّق ذلك فلنشكّل غير حكومات. إستمرار الوضع الراهن كارثي، وأقولها بالفم الملآن، لإنني ألمسه في كل زاوية مذهبية في الادارات الرسمية وفي التصرفات الميليشيوية لبعض الاجهزة الامنية والانفلات القانوني والاخلاقي في سلطات من المفترض ان تحمي العدل والحريات، كل ذلك سينتهي الى كارثة غير مسبوقة هذه المرة والى انهيار لا قيامة منه ومن بعده والى ثورة عارمة بدأت تعشش في قلب وفكر وضمير كل لبناني مقيم او مغترب. بصراحة، في هذا اليوم، لا أتذكر منه إلا لحظة انفجار وبرق ودخان وغبار ووجع وفقدان لرفيق عزيز الشهيد غازي ابو كروم. كل ما أتمناه هو ألا تعود الاغتيالات ولا ان يتكرر الاجتياح ولا ان تتجدد الوصايات. كفانا حروباً شخصية وعامة. ان نبش القبور مقدمة لحفر قبور جديدة”.

قيل لحماده: يتكرر القول ان سنة 2019 ستكون صعبة جداً في لبنان والمنطقة، هل توافق على ذلك؟ أجاب: “من دون شك ان 2019 سنة استحقاقات كبيرة بدايتها مشاريع ظالمة بحق الشعب الفلسطيني، ثم تصفية حسابات في تقاسم جديد للنفوذ فتكون الصيغة الجديدة: بوتين – ترامب – اردوغان –نتنياهو بديلة من صيغة سايكس- بيكو. في كلتا الصيغتين، السابقة والقادمة، أين العرب وأين لبنان؟ إن كنّا، وهذا الواقع، لا نستطيع المشاركة في رسم المنطقة، فلنبقِ على خريطة لبنان الكبير وعلى الآمال التي ما زالت تحملها”.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

«الاتفاقية الاقتصادية الأميركية المكسيكية» تحل محل «نافتا»

أوتاوا/الشرق الأوسط/01 تشرين الأول/18/أكدت الولايات المتحدة وكندا، التوصل إلى اتفاق جديد ليحل محل اتفاقية التجارة الحرة لأميركا الشمالية (نافتا) التي تعود لعام 1994. وأشار البلدان في بيان مشترك، إلى إن الاتفاق الجديد سيسمى اتفاق الولايات المتحدة والمكسيك وكندا.

وقال رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو لدى خروجه من اجتماع وزاري خُصّص للبحث في تحديث اتفاقية التجارة لأميركا الشمالية (نافتا)، "إنه يوم سارّ لكندا". ورحب الرئيس الأميركي دونالد ترمب في تغريدة على تويتر اليوم (الاثنين) "باتفاق تجاري رائع" تم التوصل إليه في اللحظة الأخيرة مساء أمس (الأحد). وكان ترمب فرض إعادة التفاوض حول اتفاق التبادل الحر لأميركا الشمالية (نافتا) الذي كان يعتبره "كارثيا" للاقتصاد الأميركي. وبينما تمكن الجانبان الأميركي والمكسيكي من الاتفاق في أغسطس (آب) الماضي، كانت المفاوضات شاقة بين الولايات المتحدة وكندا، وتمكن الطرفان من عقد صفقة قبل ساعات قليلة من انتهاء مهلة حددتها واشنطن. وتحل "الاتفاقية الاقتصادية الأميركية المكسيكية الكندية" محل "اتفاقية التجارة الحرة لأميركا الشمالية"، وهو الاسم الذي وعد ترمب بتبديله. ويتعلق أحد أهم بنود الاتفاقية بقطاع السيارات الذي أحدثت فيه "نافتا" ثورة حقيقية. وتنص الاتفاقية الجديدة على قواعد تحض على التزود بالمواد والقطع في الولايات المتحدة وأميركا الشمالية، كما تتضمن بندا يرغم المكسيك على زيادة عدد الموظفين في هذا القطاع لردم الهوة مع جيرانها الشماليين الذين يدفعون أجورا أعلى. وستُعفى نحو 2,6 مليون سيارة تجمع في كندا من الرسوم الجمركية الأميركية. ومن البنود التي كانت عالقة، تنظيم قطاع مشتقات الحليب والدواجن. وقد وافقت أوتاوا على تليين نظامها الذي يحمي المزارعين الكنديين بما يسمح بزيادة دخول المنتجين الأميركيين إلى السوق الكندية. في المقابل، أُبقيت آلية تسوية الخلافات التجارية المعروفة بـ"الفصل 19" والتي كانت واشنطن ترفضها. وتنص الاتفاقية  على تدابير حماية "غير مسبوقة" للملكية الفكرية. كما تندرج فيها بنود تمنع "التلاعب" بالمبادلات سواء من خلال العملات أو بضمان عدم جني بلدان غير موقعة للاتفاقية مكاسب غير مستحقة لها من هذه السوق الحرة. وتوقَّع الاتفاقية لمدة 16 عاما مع إمكان إعادة النظر فيها كل ست سنوات.

 

إسرائيل تهدد بضرب «إس 300» حتى لو لم تستطع منع وصولها

تل أبيب/الشرق الأوسط/01 تشرين الأول/18/صرح مسؤول سياسي إسرائيلي كبير، أمس الأحد، بأن نقل صواريخ «إس - 300» الروسية، المضادة للطائرات، يشكل «تحدياً غير بسيط بالنسبة لإسرائيل»، وأن النظام السوري أودع مبلغ مليار دولار في بنوك روسية ثمناً لها.

ونقلت الإذاعة العامة الإسرائيلية، أمس، عن المسؤول، وهو مقرب من رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، إلى نيويورك، قوله إنه «تم إيداع المبلغ مقابل نقل منظومة (إس - 300) في بنوك روسية قبل سنوات، لكن بسبب تجميد الصفقة، بعد ضغوط إسرائيلية، لم يتم نقل المبلغ إلى روسيا بشكل نهائي». واعتبر نتنياهو نقل الصواريخ الجديدة لسوريا «تصرفاً غير مسؤول من روسيا». وأضاف في حديث مع شبكة «سي إن إن» الأميركية، أن هذه الصواريخ تضر بمصالح روسيا وإسرائيل. لكنه أكد أن التنسيق بين البلدين مستمر، وأن حكومته تسعى لتحسين العلاقات مع موسكو، وإعادتها إلى سابق عهدها، مشيراً إلى وجود تأييد تام لإسرائيل في البيت الأبيض ضد هذه الصفقة. يذكر أن موسكو ودمشق أبرمتا صفقة صواريخ «إس - 300» في العام 2013، لكن تم تجميدها في أعقاب طلب إسرائيل، حسبما أعلن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، مؤخراً. وأضاف المسؤول الإسرائيلي أن روسيا ستحصل على هذا المبلغ لدى نقل الصواريخ فعلياً إلى أيدي النظام السوري. وأعلن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أمس، أن روسيا بدأت بنقل هذه المنظومة إلى سوريا. وكانت روسيا أعلنت أنها ستنقل صواريخ «إس - 300» إلى سوريا، في أعقاب إسقاط طائرة التجسس الروسية في الأجواء السورية في 16 سبتمبر (أيلول)، قبل أسبوعين، بصواريخ «إس - 200» أطلقها جيش النظام باتجاه طائرات حربية إسرائيلية نفذت غارة قرب اللاذقية. وحملت روسيا، إسرائيل، مسؤولية إسقاط الطائرة ومقتل 15 ضابطاً وجندياً كانوا على متنها. وبحسب المسؤول الإسرائيلي، فإن نقل الصواريخ إلى سوريا «يخدم المصالح الاقتصادية للرئيس الروسي فلاديمير بوتين». وشدد على أن هذه المنظومة الدفاعية تشكل «تحدياً ليس بسيطاً لإسرائيل، ونحن نتعامل مع ذلك بطرق مختلفة وليس بالضرورة من خلال منع نقلها».

وتتخوف إسرائيل من أن نصب منظومة «إس - 300» في سوريا، من شأنه تقييد حرية طيرانها الحربي في تنفيذ غارات في سوريا. ولم تتردد أي تقارير عن غارات إسرائيلية في سوريا منذ إسقاط الطائرة الروسية. وكان نتنياهو وبوتين قد توصلا إلى تفاهمات تسمح روسيا لإسرائيل بموجبها بأن تشن هجمات ضد أهداف لإيران و«حزب الله» في سوريا، شريطة عدم استهداف أهداف للنظام. وقال نتنياهو، الأسبوع الماضي، إنه تحدث مرتين هاتفياً مع بوتين في أعقاب أزمة إسقاط الطائرة، في محاولة لمنع نقل صواريخ «إس - 300» لسوريا، بينما أعلن وزير الأمن الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، الأسبوع الماضي، أن محادثات بهذا الخصوص تجري في «قنوات مغلقة».

 

روسيا تكشف خسائرها في سوريا خلال 3 أعوام

موسكو/الشرق الأوسط/01 تشرين الأول/18/بلغت حصيلة القتلى في صفوف القوات الروسية العاملة في سوريا 112 عسكرياً خلال 3 أعوام، حسبما أعلن رئيس لجنة الدفاع والأمن في مجلس الاتحاد الروسي فيكتور بونداريف في تصريحات بمناسبة مرور 3 أعوام على إطلاق العملية العسكرية الروسية في سوريا. وقال المسؤول إن نصف الخسائر الروسية البشرية جاءت جراء تحطم طائرتي «إن - 26» و«إل - 20»، مشيراً إلى أن القوات الروسية تكبدت خسارة 8 طائرات و7 طائرات هليوكوبتر ومدرعتي نقل جنود. ومقارنة بالخسائر الروسية في الحرب بأفغانستان، أكد بونداريف أن الخسائر بلغت في الأعوام الثلاثة الأولى نحو 4800 عسكري، وعلى الأقل 60 دبابة و400 مدرعة و15 طائرة و97 مروحية. ولقي 15 عسكرياً روسياً كانوا على متن طائرة الاستطلاع «إيل - 20» مصرعهم جراء إسقاطها من قبل الدفاعات الجوية السورية قبل أسبوعين فوق المتوسط.كما تحطمت طائرة نقل روسية من طراز «إن - 26» في مارس (آذار) هذا العام، أثناء محاولة هبوطها في قاعدة حميميم الجوية، ما أدى إلى مقتل 39 عسكرياً روسياً على متنها.

 

صواريخ إيران على سوريا.. قتلى مدنيون وإصابة مدن إيرانية

العربية.نت - صالح حميد/01 تشرين الأول/18/تداول ناشطون إيرانيون من داخل إيران، مقاطع تظهر سقوط صاروخين باليستيين - من أصل ستة - في منطقة جوانرود بالقرب من كرمنشاه غرب إيران، مركز إطلاق تلك الصواريخ التي يقول الحرس الثوري إنه أطلقها ضد أهداف في البوكمال السورية انتقاما لهجوم الأحواز. كما تظهر المقاطع سقوط أحد الصواريخ في قرية سراب ياوري، وأدت إلى تدمير المحاصيل الزراعية والبساتين. وبينما أعلنت إيران أن هجماتها تمت بصواريخ "ذو الفقار" و"قيام" وطائرات الدرون، ذكر ناشطون سوريون أن الصواريخ أصابت منازل المدنيين في الباغوز وهجين شرقي دير الزور، وتسببت بمقتل أكثر من 10 مدنيين في المناطق القريبة من سيطرة تنظيم "داعش"، بحسب شهادات سكان محليين. وتم إطلاق الصواريخ باتجاه البوكمال السورية عبر الأراضي العراقية بمحافظات ديالى وصلاح الدين والأنبار، وسقطت قريباً من مدينة القائم. وأعلن الحرس الثوري في بيان أنه استهدف، فجر الاثنين، بـ6 صواريخ باليستية "أرض - أرض" متوسطة المدى، أهدافاً في شرق الفرات السورية، رداً على هجوم الأحواز الأخير. كما أعلنت القوات الجوية للحرس الثوري أنه تم بعد ذلك استهداف مقرات في نفس المنطقة بشرق الفرات بـ7 طائرات مسيرة.

 

إيران تقصف شرق سوريا بصواريخ باليستية رداً على هجوم الأحواز

لندن/الشرق الأوسط/01 تشرين الأول/18/أعلن الحرس الثوري الإيراني صباح اليوم (الاثنين)، أنه هاجم "بصواريخ بالستية" مواقع في سوريا، رداً على الهجوم الذي استهدف عرضا عسكريا للحرس الثوري في مدينة الاحواز بـ21 سبتمبر (أيلول) الماضي. وقال الجيش الإيراني على موقعه الإلكتروني الرسمي وفق ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية، إن مقر قيادة المسؤولين عن الهجوم تعرض لهجوم قبل دقائق في شرق الفرات بصواريخ بالستية أطلقها الفرع الجوفضائي للحرس الثوري.

 

صواريخ إيران حلقت بأجواء العراق قبل سقوطها على البوكمال السورية

لندن/الشرق الأوسط/01 تشرين الأول/18/أعلن الحرس الثوري الإيراني صباح اليوم (الاثنين)، أنه هاجم «بصواريخ باليستية» مواقع في شرق الفرات بسوريا، رداً على الهجوم الذي استهدف عرضا عسكريا له في مدينة الأحواز الإيرانية في 21 سبتمبر (أيلول) الماضي. وذكرت وكالة الأنباء الألمانية، اليوم، نقلاً عن الحرس الثوري الإيراني، أن الصواريخ الباليستية هي من نوع أرض - أرض، وانطلقت من القاعدة الجوية الفضائية التابعة للحرس الثوري، واجتازت مسافة 570 كيلومتراً، واتبع الهجوم بقصف من سبع طائرات تابعة للحرس الايراني، حسب زعمه.

ويعد هذا الإطلاق الصاروخي الثاني الذي شنته إيران على سوريا منذ أكثر من عام، وفقاً لصحيفة «واشنطن بوست». وأصابت الصواريخ مدينة البوكمال السورية، وهي أحد الجيوب القليلة المتبقية تحت سيطرة تنظيم داعش. وذكرت الصحيفة أن الصواريخ «قتلت وجرحت» مسلحين في سوريا، دون الخوض في تفاصيل، نقلاً عن التلفزيون الرسمي الإيراني. وبثت لقطات لأحد مراسلي التلفزيون الإيراني وهو يقف وخلفه ينطلق صاروخ، وحدد المنطقة التي أطلق منها الصاروخ وهي إقليم كرمنشاه غرب إيران. وأظهر الفيديو أن الصاروخ حلق في سماء العراق قرب مدينة تكريت، قبل أن يسقط على مدينة البوكمال أقصى جنوب شرقي سوريا. من جهته، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان وقوع «انفجارات عنيفة فجراً قرب مدينة البوكمال، وتحديداً في آخر جيب تحت سيطرة تنظيم داعش شرق الفرات»، حيث تشن قوات سوريا الديمقراطية منذ 10 سبتمبر هجوماً بدعم أميركي. كما تواجه قوات النظام على جبهة أخرى في هذه المنطقة تنظيم داعش. وكان تنظيم داعش قد تبنى الهجوم على العرض العسكري في الأحواز، الذي أوقع 24 قتيلاً قبالة قاعدة للجيش الإيراني. ويعد هجوم الأحواز أحد أسوأ الهجمات على قوات «الحرس الثوري» الإيراني، ووصفت طهران الهجوم منذ اللحظات الأولى بالإرهابي. وكان الرئيس الإيراني حسن روحاني قد توعد في يوم الهجوم نفسه بأن الرد سيكون «رهيباً» على الاعتداء، بينما أعلن حرس الثورة عن «انتقام لا يُنسى» في مستقبل قريب، دون ذكر تفاصيل.

 

إيران تحكم بإعدام 3 أشخاص لجرائم مالية وتتوعد المطالبين بزيادة الأجور في ظل عودة العقوبات الأميركية

دبي/الشرق الأوسط/01 تشرين الأول/18/قضت محاكم إيرانية خاصة تأسست في إطار مسعى لمحاربة الجرائم المالية يوم أمس (الأحد)، بإعدام ثلاثة أشخاص في ظل عودة العقوبات الأميركية على طهران وحالة استياء عام من الانتهازية والفساد. وذكرت وسائل إعلام رسمية، أن مسؤولاً قضائياً توعد أيضاً سائقي الشاحنات المضربين في أنحاء البلاد بسبب الأجور وارتفاع الأسعار بعقوبات "قاسية" إذا استمروا في احتجاجهم. وتأسست المحاكم الثورية الخاصة الشهر الماضي لمقاضاة المشتبه بهم بسرعة بعدما دعا الزعيم الإيراني الأعلى علي خامنئي إلى إجراءات قانونية "سريعة وعادلة" لمواجهة "حرب اقتصادية" يشنها "أعداء من الخارج". ونقل التلفزيون الرسمي عن غلام حسين محسني اجئي المتحدث باسم السلطة القضائية قوله إن المحاكم قضت بإعدام ثلاثة متهمين لإدانتهم "بنشر الفساد في الأرض"، مشيراً إلى أنه من الممكن استئناف الأحكام أمام المحكمة العليا. وبحسب اجئي، صدرت كذلك أحكام بالسجن لفترات تصل إلى 20 عاماً، بحق 32 متهماً آخرين أدينوا بارتكاب جرائم اقتصادية. وفي مايو (أيار)، قررت الولايات المتحدة الانسحاب من الاتفاق الذي أبرمته طهران وقوى عالمية عام 2015 وجرى بمقتضاه تخفيف العقوبات على طهران مقابل كبح برنامجها النووي. وأعادت واشنطن فرض عدد من العقوبات على إيران وتعتزم فرض عقوبات أشد قسوة في نوفمبر (تشرين الثاني) تستهدف قطاع النفط في ايران. وفقد الريال الإيراني حوالى 70 في المائة من قيمته منذ أبريل (نيسان) تحت وطأة إعادة فرض العقوبات الأميركية، وفي ظل الطلب الشديد على الدولار من الإيرانيين العاديين لحماية مدخراتهم. وارتفعت تكاليف المعيشة أيضاً مما أدى لخروج مظاهرات متفرقة ضد الانتهازية والفساد فيما ردد بعض المحتجين شعارات مناهضة للحكومة. ووجه محسني اجئي تحذيراً لسائقي الشاحنات الذين واصلوا احتجاجاتهم للمطالبة بزيادة الأجور، مؤكداً أن عقوبات قاسية تنتظرهم. وكان المدعي العام الإيراني محمد جعفر منتظري قال الأسبوع الماضي، إن السائقين المحتجين قد يواجهون عقوبة الإعدام بموجب القوانين الصارمة لمكافحة قطع الطرق، وفقا لما ذكرته هيئة الإذاعة والتلفزيون الرسمية في إيران الخميس الماضي. واليوم الأحد، أرسل 153 عضوا في البرلمان الذي يضم 290 مقعداً خطابا إلى الحكومة يحثونها فيه على حل ودي للنزاع الذي اعتقل فيه عشرات السائقين المضربين بتهمة قطع الطريق ومحاولة الضغط على زملائهم للانضمام إلى الإضراب.

 

ظريف ينتقد ضغط واشنطن «غير المسبوق» لتنفيذ العقوبات على طهران

وزير الخارجية الإيراني: سننسحب من الاتفاق النووي إذا لم تكن الآلية الأوروبية فعالة

لندن/الشرق الأوسط/01 تشرين الأول/18/جدد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف تحذيره من انسحاب إيران من خطة العمل المشترك «إذا لم تكن الآلية الأوروبية الهادفة للحفاظ على الاتفاق النووي فعالة»، ووصف سياسة الإدارة الأميركية بتنفيذ العقوبات على طهران بـ«غير المسبوقة». وقال ظريف إن تهديد ترمب بفرض عقوبات على الدول الأوروبية المستمرة في علاقاتها التجارية مع إيران، «غير مسبوق»، متهما إياه بممارسة سلوك «الفتوّة». وقال أيضا إنه «لا يزال من الممكن» أن تتمكن إيران من استئناف برنامجها النووي، مضيفا أن ترمب «عزل الولايات المتحدة بالانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني». ومع ذلك، أقر ظريف بتأثير خطوات الإدارة الأميركية على علاقات إيران الاقتصادية، وقال إن انسحاب الشركات الأوروبية من إيران «بسبب الخوف من العقاب من قبل الولايات المتحدة». واتهم وزير الخارجية الإيراني في مقابلة مع قناة «سي بي إس» على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، أمس، الولايات المتحدة بإجبار حلفائها الأوروبيين على القيام بأعمال «خارجة عن القانون»، وقال في هذا: «تطلب الولايات المتحدة من الدول انتهاك القانون الدولي، وتقول للدول والشركات إنهم إذا ما احترموا القانون فسوف يعاقبون». وأشار ظريف تحديدا إلى تهديد ترمب للدول التي تواصل التعامل مع إيران بعد تنفيذ العقوبات الأميركية، عندما قال: «كل من يتعامل مع إيران لن يقوم بأعمال تجارية مع الولايات المتحدة». وقال إن «هذه السياسة سوف يكون لها رد فعل عنيف. إن المجتمع الدولي لن يقبل أن يأتي شخص ويريد أن يصدر أوامره». وقبل ذلك، قال ظريف في كلمة بمقر السفارة الإيرانية في الأمم المتحدة، ليلة أول من أمس إنه «إذا كانت الآلية الخاصة التي أنشأها الأوروبيون غير فعالة، فقد تنسحب إيران من هذا الاتفاق». وأضاف ظريف أن إيران تخطط للتعامل بالعملات الأخرى، لتحل محل الدولار، في بيع النفط والتجارة الدولية، لمواجهة العقوبات النفطية الأميركية، موضحا أن دولا بدأت في إبرام اتفاقيات لاستخدام عملتها المشتركة في التجارة الثنائية في إطار الآلية الجديدة. ودافع ظريف عن إمكانية القيام بتبادلات تجارية بعملات أخرى غير الدولار، مشيرا إلى قناعته بـ«إمكانية الربح». وجاءت تصريحات ظريف بعد أيام من تأكيد رئيس مجلس الاتحاد الأوروبي دونالد تاسك على أن المجموعة «ستلتزم باتفاق إيران ما التزمت به إيران» وفقا لوكالة «بلومبيرغ». وكان الاتحاد الأوروبي أعلن مؤخرا أنه سيوفر قنوات دفع جديدة لتسهيل الأعمال التجارية مع إيران دون تضارب مع العقوبات الأميركية، بما في ذلك المرتبطة بصادرات النفط. وأكد الاتحاد أن إيران تفي بالتزاماتها بموجب الاتفاق النووي لعام 2015، الذي انسحب منه الرئيس الأميركي دونالد ترمب في مايو (أيار) الماضي بصورة أحادية. وردا على سؤال بشأن ما إذا كان انسحاب إيران من الاتفاق النووي سيفتح الباب أمام هجوم عسكري على إيران، قال ظريف: «أعتقد أنه إذا كانت أميركا تعتقد أنه يمكن أن تنجح في مثل هذا الهجوم على إيران، لنفذت هذا الأمر».

وقد أثار المسؤولون الأميركيون انتقادات لإيران للتورط في صراعات إقليمية في سوريا والعراق ولبنان واليمن؛ بحسب صحيفة «واشنطن بوست». وأفادت وكالة الأنباء الألمانية بأن ظريف عدّ أن الولايات المتحدة هي المعتدي في المنطقة. وقال: «هل رأيتم خريطة توضح جميع القواعد الأميركية الموجودة حولنا... نحن في منطقتنا ولم نهاجم أي بلد. لم نرسل قواتنا إلى أي مكان دون أن يُطلب منا. نحن سعداء بحجم بلدنا وجغرافيتنا ومواردنا، ولم نطمع بتربة أو موارد أي شعب ومكان آخر». وانسحب كثير من الشركات الدولية بعد وعود ترمب بـ«تطبيق أقسى عقوبات في التاريخ على إيران» عقب الانسحاب من الاتفاق. وفي مايو الماضي، قررت الولايات المتحدة الانسحاب من الاتفاق الذي أبرمته طهران وقوى عالمية عام 2015 وجرى بمقتضاه تخفيف العقوبات على طهران مقابل كبح برنامجها النووي.

وفقد الريال الإيراني نحو 70 في المائة من قيمته منذ أبريل (نيسان) الماضي تحت وطأة العقوبات الأميركية وفي ظل الطلب الشديد على الدولار في أوساط الإيرانيين لحماية مدخراتهم.

وانحدر مستوى المعيشة أيضاً مما أدى لخروج مظاهرات متفرقة ضد الانتهازية والفساد، فيما ردد بعض المحتجين شعارات مناهضة للحكومة. وشهدت أكثر من 80 مدينة إيران احتجاجات في بداية هذا العام ضد تدهور الأوضاع المعيشية. ومنذ ذلك الحين تشهد البلاد إضرابات واحتجاجات ضد تأخر الوعود الحكومية بتحسين الوضع الاقتصادي. على هذا الصعيد، يعقد البرلمان الإيراني اليوم اجتماعا مغلقا لدراسة عدة قضايا أبرزها الوضع الاقتصادي. ولفت أحد النواب في تصريح لوكالة «إرنا» أن الاجتماع ينعقد بمشاركة أعضاء البرلمان فقط، ومن دون مشاركة ممثلين عن الحكومة. ويقدم عدد من النواب خلال الاجتماع مقترحات للعبور من الأزمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد. كان وزير التجارة الإيراني محمد شريعتمداري أعلن قبل أيام استقالته من منصبه بسبب الأزمة المالية الحادة، ونقلت وكالات إيرانية أن الرئيس الإيراني حسن روحاني وجه خطابا إلى رئيس البرلمان علي لاريجاني طالب فيه بتعطيل جلسة استجواب شريعتمداري. وجاء هذا بعد أسابيع من إقالة المجلس وزيري العمل والاقتصاد ومحافظ ونائب محافظ البنك المركزي. كما خضع روحاني نفسه لجلسة استجواب أمام البرلمان. ويتهم البرلمان الإيراني روحاني وفريقه الاقتصادي بالتسبب في فقدان العملة الوطنية الريال نسبة زادت على 70 في المائة من قيمتها وبالمسؤولية عن الأزمة المالية. ويرفض روحاني هذه الانتقادات ويؤكد أن الأزمة سببها انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي وإعادة فرض عقوبات على بلاده. وفي شأن متصل، قال التلفزيون الرسمي في إيران إن محاكم خاصة تأسست في إطار مسعى لمحاربة الجرائم المالية قضت بإعدام 3 أشخاص في ظل عودة العقوبات الأميركية على إيران وحالة استياء عام من الانتهازية والفساد.

وتأسست المحاكم الثورية الخاصة الشهر الماضي لمقاضاة المشتبه بهم بسرعة بعدما وافق المرشد الإيراني علي خامنئي على طلب رئيس القضاء صادق لاريجاني باتخاذ إجراءات قانونية «سريعة وعادلة» لمواجهة «حرب اقتصادية» يشنها أعداء من الخارج. ونقل التلفزيون الرسمي عن غلام حسين محسني أجئي، المتحدث باسم السلطة القضائية، قوله إن المحاكم قضت بإعدام 3 متهمين لإدانتهم «بنشر الفساد في الأرض» وهي جريمة عقوبتها الإعدام بموجب قوانين المحاكم الثورية المعمول بها في إيران. ولم يذكر محسني أجئي أسماء المتهمين الثلاثة، ونقل التلفزيون الرسمي عنه قوله إنه تتعين مصادقة المحكمة العليا على الأحكام حتى تنفذ. ونقلت وكالات رسمية عن محسني أجئي قوله إن أحكاما بالسجن لما يصل إلى 20 عاما صدرت بحق 32 متهما آخرين.

 

درون إيرانية تقصف مقر الحزب الديمقراطي الكردستاني

لندن/الشرق الأوسط/01 تشرين الأول/18/أعلن الحزب الديمقراطي الكردستاني المعارض لطهران أمس، أن مقاره تعرضت لقصف من طائرة درون إيرانية بجبال «كودو» في الشرط الحدودي بين إيران وإقليم كردستان العراق. وقال بيان للحزب على موقعه الإلكتروني أمس، إن طائرة درون هاجمت مقاره، مشيراً إلى إصابة عدد من قوات البيشمركة التابعة للحزب بجروح. وهذا أول هجوم بعد نحو 3 أسابيع على إطلاق «الحرس الثوري» 7 صواريخ باليستية قصيرة المدى على مقر الحزب الكردي بقضاء كويسنجق في إقليم كردستان العراق، ما أدى إلى مقتل 16 شخصاً وجرح أكثر من 40 آخرين. وكان «الحرس الثوري» نشر تسجيلاً قال فيه إن الهجوم رسالة إلى الولايات المتحدة الأميركية وحلفائها في المنطقة. وطالبت طهران إقليم كردستان بتسليم المعارضين الأكراد أو طردهم من أراضيها بعد الهجوم، إلا أن حكومة الإقليم استنكرت الهجوم وأعلنت رفضها تحويل أراضي الإقليم إلى ساحة لتصفية الصراعات.وجاء الهجوم بالتزامن مع إقامة الانتخابات المحلية في كردستان. ولم ترد طهران على الاتهامات التي وجهها بيان الحزب الكردي.

 

كحوليات فاسدة في إيران تودي بحياة 27 شخصاً

لندن/الشرق الأوسط/01 تشرين الأول/18/لقي 27 شخصا حتفهم في إيران وأصيب أكثر من 300 بالتسمم جراء تناول مشروبات كحولية فاسدة، في واحد من أسوأ الحوادث من هذا النوع في بلد يجرم احتساء الخمر، ويرقد 15 آخرون في حالة حرجة؛ حسبما أوردت وكالات عن «خدمات الطوارئ» الحكومية الإيرانية. وأعلنت «خدمات الطوارئ» أنه جرى نقل 290 شخصا للمستشفيات في 4 محافظات خلال الأيام القليلة الماضية بعد تناول كحوليات فاسدة. ونقلت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية (إسنا) عن المتحدث باسم «خدمات الطوارئ» القول إن نحو 250 مريضا لا يزالون يتلقون العلاج، فيما نقلت «رويترز» عن وكالة «إيلنا» شبه الرسمية عن مجتبى خالدي، المتحدث باسم «خدمات الطوارئ» قوله إن 176 شخصا ما زالوا يتلقون العلاج بالمستشفيات في 5 أقاليم. وأفادت وكالة الأنباء الألمانية نقلا عن «إسنا» أنه لم يتضح بعد مصدر المشروبات الفاسدة.

يذكر أن بيع واستهلاك الكحوليات محظور في إيران لأسباب دينية، ويواجه من يتناولونها غرامات، والجلد في حال تكرار تناولها. وعلى الرغم من حظر المشروبات الكحولية في إيران ومداهمات الشرطة المتكررة، فإن الكحوليات المهربة تنتشر على نطاق واسع. وبحسب دراسة تعود لشهر فبراير (شباط) الماضي، فإن هناك 5 ملايين شخص يدمنون الكحوليات في البلاد. يذكر أن بعض المشروبات بدائية الصنع وتكون ملوثة وقد تؤدي إلى تسمم خطير.

 

بأمر الخميني... كتاب يتهم إيران بتفجير طائرة لوكربي/المؤلف دوغلاس بويد فنّد فرضية وقوف ليبيا وراء الاعتداء

لندن/الشرق الأوسط/01 تشرين الأول/18/نشرت صحيفة «ديلي الميل» البريطانية مقتطفات من كتاب جديد للمؤلف الأميركي دوغلاس بويد يفند فيه فرضية وقوف ليبيا وراء تفجير طائرة لوكربي عام 1988، مؤكداً أن إيران هي التي أسقطتها.

وتم تفجير الطائرة من طراز «بوينغ 747 - 121» التابعة لشركة «خطوط بان أميركان العالمية» الأميركية، فوق قرية لوكربي في اسكوتلندا في 21 ديسمبر (كانون الأول) 1988، بعد إقلاعها من مطار هيثرو في لندن في طريقها إلى نيويورك. وأسفر الحادث الذي عُدّ أسوأ كارثة جوية في تاريخ بريطانيا، عن مقتل 259 شخصاً كانوا على متنها، بالإضافة إلى 11 آخرين كانوا على الأرض لحظة سقوط حطام الطائرة.

من المسؤول؟

وفي كتابه «لوكربي... الحقيقة»، يؤكد بويد أن وزير الداخلية الإيراني الأسبق علي أكبر موهتشاميبور هو الذي أمر وموّل الاعتداء. ويقول «إلى الآن، وبعد 30 عاماً، لا نزال لا نعلم رسمياً من المسؤول عن جريمة قتل جماعي في الجو فوق قرية اسكوتلندية صغيرة تتحضر لأعياد الكريسماس». ويضيف مؤلف الكتاب «بعد 11 عاماً من المذبحة، أدين مدير الأمن بالخطوط الجوية الليبية عبد الباسط المقرحي (47 عاماً) في الحادث بناءً على نسج من الأكاذيب تركزت على زعم صاحب متجر مالطي أنه رأى المقرحي يشتري ملابس مشابهة لتلك التي كانت في الحقيقة مع القنبلة، والتي كانت لتتمزق عبر جسم الطائرة». وحُكم على المقرحي بالسجن مدى الحياة في محاكمة يصفها بويد بأنها «استثنائية عقدت في قاعدة عسكرية أميركية غير مستخدمة قرب أوترخت في هولندا».

رواية جديدة

ويشير الكاتب إلى رواية مختلفة تماماً حول الجهة التي وقفت وراء الاعتداء، قائلاً، إن التحقيقات البريطانية - الأميركية المشتركة توصلت بعد ثلاث سنوات من الحادث إلى أدلة تؤكد مسؤولية «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة»، حيث تم العثور على بقايا متفحمة من جهاز راديو ماركة «توشيبا» بين حطام الطائرة، والذي كان يحتوي على قنبلة ودائرة كهربية. وكانت السلطات الألمانية قد اعتقلت، قبل أسابيع من تفجير الطائرة بناءً على معلومات من الاستخبارات الأميركية، خلايا نائمة للجبهة الشعبية، وعثرت خلال المداهمات على قنابل مخفية داخل أجهزة راديو ماركة «توشيبا»، فضلاً عن أسلحة ومواد متفجرة وذخائر. ويضيف، أن منظمة التحرير الفلسطينية أصدرت تقريراً بعد وقوع الحادث بفترة قصيرة تؤكد فيه أنها منظمة سياسية وتنفي عن نفسها شبهة الإرهاب، وزعمت أن إيران هي التي دفعت أموالاً لـ«الجبهة الشعبية» لتفجير الطائرة. واتهمت المنظمة رجلاً يدعى أبو إلياس بأنه المشتبه الأول في باقتحام مخزن الحقائب في مطار هيثرو وزرع القنبلة.

الخميني يأمر بالقصاص

ويذكر بويد في كتابه أن وكالة الاستخبارات بوزارة الدفاع الأميركية أصدرت بياناً في سبتمبر (أيلول) 1989، ذكرت فيه أن «التفجير تم التخطيط له والأمر بتنفيذه وتمويله من جانب وزير الداخلية الإيراني السابق علي أكبر موهتشاميبور، بينما تم الاتفاق مع أحمد جبريل قائد (الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة) بتنفيذ العملية». ويؤكد الكاتب، أن التخطيط لإسقاط الطائرة لم يكن في ليبيا وإنما في إيران قبل الحادث بخمسة شهور، بعد إسقاط سفينة بحرية أميركية لطائرة إيرباص تابعة للخطوط الجوية الإيرانية في 3 يوليو (تموز) 1988؛ ظناً منها أنها طائرة مقاتلة معادية. وينقل المؤلف عن ضابط سابق بالاستخبارات الإيرانية قوله، إن المرشد السابق الخميني قد أمر بالقصاص رداً على إسقاط الطائرة الإيرانية؛ ما يعني إسقاط طائرة ركاب أميركية. وهكذا، كلفت الاستخبارات الإيرانية جبريل بتنفيذ العملية، والذي بدوره استأجر خبير متفجرات أردنياً يدعى مروان خريسات لصناعة قنبلة يمكنها المرور من أجهزة تفتيش حقائب المسافرين، ويمكنها الانفجار فوق الماء، لتدمر الطائرة وتقتل كل من على متنها ولا تترك أي أثر خلفها. ويذكر بويد، أن «الجبهة الشعبية» قد جربت بالفعل قنبلتها عبر تفجير طائرة «سويس إير» في 21 فبراير (شباط) 1970، لتقتل 47 راكباً، بالإضافة إلى طاقمها، وطائرة تابعة للخطوط النمساوية في اليوم نفسه كان مقرراً لها الهبوط بأمان في مطار فرانكفورت. ويرى الكاتب، أن السبب وراء توجيه أصابع الاتهام إلى ليبيا وليس إيران، كان غزو صدام حسين للكويت في أغسطس (آب) 1990، وحاجة الولايات المتحدة إلى إذعان طهران.

لغز أبو إلياس

ويختتم بويد قائلاً «أغلب المشاركين في القصة ماتوا دون أن يخبروا بالحقيقة»، فالمقرحي مات بمنزله في مايو (أيار) 2012، بينما قتل جبريل في تفجير نفذته جماعة مرتبطة بتنظيم القاعدة في أغسطس 2014. وتردد أن خريسات توفي في أكتوبر (تشرين الأول) 2016، مشيراً إلى أن أبو إلياس الذي على الأرجح هو من وضع القنبلة على متن رحلة «بان إير» رقم 103، يُعتقد أنه لا يزال على قيد الحياة، ويعيش في واشنطن بموجب برنامج حماية الشهود، وتم توظيفه من جانب سلطات التعليم المحلية تحت اسم باسل بوشناق.

 

محمد بن سلمان يدفع بالعلاقات السعودية ـ الكويتية لمرحلة التكامل والشيخ صباح استقبله في قصر {بيان} وبحثا ملفات المنطقة

الكويت: ميرزا الخويلدي/الشرق الأوسط/01 تشرين الأول/18/أجرى الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع السعودي أمس، محادثات مع الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير الكويت، وولي العهد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، في الكويت، التي وصل إليها بعد ظهر أمس. كما التقى ولي العهد كبار المسؤولين في الكويت، حيث شملت المباحثات الملفات الإقليمية والتطورات الدولية، والعلاقات الثنائية المتميزة بين البلدين والسعي لتطويرها لمزيد من التماسك.

واستقبل أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح بقصر بيان مساء أمس، الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي. وقالت وكالة الأنباء الكويتية إنه «تم خلال اللقاء تبادل الأحاديث الأخوية التي عكست عمق العلاقات التاريخية الطيبة والراسخة بين البلدين والشعبين الشقيقين وسبل تعزيزها وتنميتها في المجالات كافة بما يخدم مصالحهما المشتركة والسعي نحو تضافر الجهود لدعم العمل الخليجي المشترك في إطار ما يجمع دول مجلس التعاون الخليجي من علاقات وطيدة، كما تم التطرق إلى آخر المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية».

وكان ولي عهد الكويت الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح في مقدمة مستقبلي الأمير محمد بن سلمان لدى وصوله إلى مطار الكويت مساء أمس، كما شارك في الاستقبال رئيس مجلس الأمة مرزوق علي الغانم ورئيس مجلس الوزراء بالإنابة ووزير الخارجية الشيخ صباح الخالد الحمد الصباح وكبار المسؤولين بالدولة. وكان الديوان الملكي السعودي قال في بيان، إنه «بناءً على توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وانطلاقاً من حرص مقامه الكريم على التواصل وتعزيز روابط الأخوة بين المملكة العربية السعودية ودولة الكويت، واستجابة لدعوة الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت، غادر الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع أمس (الأحد) إلى دولة الكويت الشقيقة في زيارة رسمية».

وأضاف أن ولي العهد السعودي يلتقي خلال الزيارة أمير الكويت وعدداً من المسؤولين «لبحث العلاقات الثنائية وأوجه التعاون بين البلدين الشقيقين، ومناقشة القضايا ذات الاهتمام المشترك».

وتعد الكويت أول دولة خليجية يزورها الأمير محمد بن سلمان منذ توليه ولاية العهد، مما يؤكد المكانة المتنامية التي تحملها المملكة للكويت أسرة حاكمة وحكومة وشعباً، والتقدير الكبير من قبل ولي العهد لأمير الكويت. وبعد مغادرته الأراضي الكويتية، أرسل الأمير محمد بن سلمان برقية للشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، جاء فيها: {لقد أتاحت لي هذه الزيارة فرصة اللقاء بسموكم، وسمو ولي العهد، ومسؤولي دولة الكويت الشقيقة، وبحث ما من شأنه تعزيز روابط الأخوة القائمة بين البلدين والشعبين الشقيقين، وما يحقق مصالحهما في المجالات كافة، كما أكدت عمق العلاقات التاريخية التي ربطت وتربط بين البلدين الشقيقين في ظل قيادة سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود وسموكم الكريم}. من جهته ، قال الأمير سلطان بن سعد السفير السعودي لدى الكويت، إن زيارة الأمير محمد بن سلمان ولي العهد «تأتي في مرحلة دقيقة وحرجة تمر بها المنطقة وما تواجهه من أطماع وتدخلات وتهديدات خارجية». وفِي تصريح له قال السفير الكويتي في الرياض الشيخ ثامر الصباح، إن زيارة ولي العهد السعودي للكويت «ستؤسس لمرحلة جديدة واعدة في مسار العلاقات الوطيدة التي تجمع البلدين والشعبين»، مجدداً ترحيب الكويت أميراً وحكومة وشعباً بالزيارة الكريمة. وقال ‏نائب وزير الخارجية الكويتي خالد الجار الله لـ«الشرق الأوسط»، إن الأمير محمد بن سلمان «سيبحث مختلف ملفات المنطقة مع القيادة الكويتية». وأضاف الجار الله أن الأمير محمد بن سلمان، «سيحل في قلوب الكويتيين لنضع معاً وفق رؤانا المشتركة أسس العمل على كل ما من شأنه تحقيق مصالح وطموحات شعبينا الشقيقين، وبما يمكننا من مواجهة التحديات المتصاعدة في المنطقة وصيانة الأمن والاستقرار الذي ننشده في إطار الجهود المشتركة وفق منظومة العمل الخليجي لنحقق لهذه المنظومة المنعة والتماسك والحفاظ على مكاسبها».

وأضاف أن «زيارة ولي العهد السعودي ستصب في مصلحة العلاقات الأخوية بين دولة الكويت والسعودية الشقيقة، وتعد فرصة تاريخية للبلدين لبحث أوجه العلاقات الثنائية المتميزة والسعي لتطويرها في كل المجالات». وأعرب عن فخر بلاده بما حققته السعودية من إنجازات على جميع المستويات، «فهي تحقق خطوات ثابتة وراسخة على طريق الوصول بالمملكة إلى مستوى متقدم من الازدهار والرخاء والأمن بما يجسد رؤيتها (2030) الشاملة على كل المستويات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية وفي مجال الطاقة». ووصف الجار الله العلاقات الثنائية بين بلاده والسعودية بـ«المتميزة» و«المتنامية»، مستذكراً في إطار تلك العلاقات الموقف التاريخي والمشرف للمملكة في نصرة الحق الكويتي إبان الغزو العراقي. وأضاف الجار الله: «إننا ندرك جميعاً المكانة المتميزة والمتقدمة التي تحتلها المملكة على خريطة العالم من خلال دورها في كثير من المحافل الدولية، ولعل أبرزها عضويتها في مجموعة العشرين الاقتصادية التي تتحكم بمستقبل العالم الاقتصادي قاطبة». وعن أهم الملفات التي ستطرح خلال الزيارة، أشار الجار الله إلى أنها ستتمحور حول القضايا الثنائية وملفات المنطقة ذات الاهتمام المشترك.

وقال الجار الله ‏إن «العلاقات الكويتية - السعودية كبيرة وتشهد تطوراً ملحوظاً، وستحظى هذه العلاقات بنصيب وافر من المباحثات من أجل العمل على تعزيزها». وكان البلدان وقعا في 18 يوليو (تموز) الماضي، محضر إنشاء مجلس تنسيقي بين البلدين الخليجيين، يعزز علاقاتهما، ويرفع درجة التنسيق بينهما، والمجلس يعد «إطاراً عاماً يندرج تحت مظلته جميع مجالات التعاون والعمل المشترك» بين البلدين. والسعودية والكويت عضوان في منظمتي الدول المنتجة والمصدرة للبترول (أوبك) والدول العربية المنتجة والمصدرة للبترول (أوابك)، ومن شأن هذه الزيارة تعزيز التنسيق والتشاور بينهما. وتدفع هذه الزيارة بتوافق سياسة البلدين النفطية، الأمر الذي يؤدي إلى نوع من الاستقرار في الأسواق النفطية. وتعزز الزيارة التنسيق المشترك بين البلدين الخليجيين، خصوصاً في ظل التحديات الإقليمية، والتشاور المستمر حول مختلف القضايا والموضوعات وسبل تدعيم التعاون المشترك في مختلف المجالات. وكان الديوان الملكي، أعلن أمس، مغادرة الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي، متوجهاً للكويت في زيارة رسمية، قال إنها تأتي «بناءً على توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وانطلاقاً من حرصه على التواصل وتعزيز روابط الأخوة بين المملكة العربية السعودية ودولة الكويت، واستجابة لدعوة الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت». ويلتقي خلال الزيارة أمير دولة الكويت وعدداً من المسؤولين، لبحث العلاقات الثنائية وأوجه التعاون بين البلدين الشقيقين، ومناقشة القضايا ذات الاهتمام المشترك. وغادر الأمير محمد بن سلمان، خميس مشيط في وقت سابق من أمس، متوجهاً إلى دولة الكويت، وكان في وداعه بمطار قاعدة الملك خالد الجوية، الأمير فيصل بن خالد بن عبد العزيز أمير منطقة عسير، والأمير تركي بن طلال بن عبد العزيز نائب أمير منطقة عسير، والأمير تركي بن فيصل بن عبد المجيد، والفريق أول ركن فياض الرويلي رئيس هيئة الأركان العامة، والأمير الفريق ركن فهد بن تركي بن عبد العزيز قائد القوات المشتركة، واللواء ركن عبد الله القفاري قائد المنطقة الجنوبية، وعدد من كبار المسؤولين.

وكان في استقبال ولي العهد لدى وصوله إلى مطار الكويت، الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح ولي عهد دولة الكويت، ورئيس مجلس الأمة الكويتي مرزوق الغانم، والشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح نائب رئيس الحرس الوطني، والشيخ صباح خالد الحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء بالنيابة وزير الخارجية، والشيخ علي جراح الصباح وزير شؤون الديوان الأميري، والشيخ خالد جراح الصباح نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، ونائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء أنس خالد الصالح، والشيخ محمد العبد الله المبارك الصباح نائب وزير شؤون الديوان الأميري «رئيس بعثة الشرف»، ووكيل الديوان الأميري مدير مكتب أمير البلاد أحمد فهد الفهيد، والشيخ خالد العبد الله الصباح الناصر الصباح رئيس المراسم والتشريفات الأميرية، والشيخ مبارك فيصل السعود الصباح رئيس ديوان ولي العهد، والشيخ ثامر جابر الأحمد الصباح سفير دولة الكويت لدى المملكة، والأمير سلطان بن سعد بن خالد سفير السعودية لدى الكويت، وأعضاء السفارة وعدد من كبار المسؤولين في دولة الكويت. ويضم الوفد المرافق لولي العهد السعودي كلاً من الأمير سلطان بن سعد سفير السعودية لدى الكويت، والأمير تركي بن محمد بن فهد المستشار بالديوان الملكي، والأمير بدر بن سلطان أمير منطقة الجوف، والأمير عبد العزيز بن سعود بن نايف وزير الداخلية، والأمير بدر بن عبد الله الفرحان وزير الثقافة، والأمير عبد الله بن خالد بن سلطان المستشار بالديوان الملكي، والأمير تركي بن هذلول نائب أمير منطقة نجران، والدكتور مساعد العيبان وزير الدولة عضو مجلس الوزراء، والدكتور ماجد القصبي وزير التجارة والاستثمار، وعادل الجبير وزير الخارجية، والمهندس خالد الفالح وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية، والدكتور عواد العواد وزير الإعلام، وخالد الحميدان رئيس الاستخبارات العامة، وفهد العيسى المشرف العام على مكتب وزير الدفاع، وثامر نصيف رئيس الشؤون الخاصة لولي العهد، وبندر الرشيد المستشار في الديوان الملكي سكرتير ولي العهد، وراكان الطبيشي نائب رئيس المراسم الملكية.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

معركةُ «فَجرِ الليرة»

سجعان قزي/الجمهورية/01 أيلول/18

كصِبْيةٍ يُشعِلونَ النارَ بكوْمةِ حشيشٍ يابسٍ فيَحرُقون الغابةَ بأسْرِها، هكذا يُشعِل البعضُ حربَ الليرةِ فيَحرُقون البلد. حبّذا لو يَرمي رياض سلامة استقالتَه في وجهِ «أَكَلَةِ الليرةِ» لنرى كيف سيَهرعُ الجميعُ إليه راجينَ عودتَه عنها، كما يومَ رَمى فؤاد شهاب استقالتَه سنةَ 1960 في وجهِ أكلةِ الجُبنة.

يَتعرّض لبنانُ لمؤامَرة. لا كلمةَ بديلةً منها. ظاهريًّـا تَطالُ المؤامرةُ الليرةَ اللبنانيّة، لكنّها فعليًّا تَستهدِف الكِيانَ اللبنانيّ، إذ ما عادت سوى الليرةِ تُوحِّد اللبنانيّين. اضْرُبوا الليرةَ يَسقُط لبنان. هل نتذكّرُ أواسطَ الثمانيناتِ الماضية؟

في البدءِ ما كانت القضيّةُ مؤامرةً. كانت حملةً تركَّزت على حاكمِ مصرف لبنان رياض سلامة لتغييرِه، لا على الليرةِ اللبنانيّةِ لإسقاطِها. كانت لدى بعضِ المحيطينَ بالعهدِ حساسيّةٌ حيالَ هذا الرجلِ الناجحِ. أَساءَهُم أن يكونَ بينَهم ناجحًا، وهو «الحاكمُ» أيضًا، يا للهول! وهو الاسمُ المطروحُ تِلقائيًّا، منذُ عشرينَ سنةً، لرئاسةِ الجُمهوريّة، يا للهَلَع!

هكذا، في الليلةِ الظلماءِ افتُقِد العقلُ. بدأت الحربُ المفتوحةُ على رياض سلامة لِدفعِه إلى الاستقالةِ أو لتبريرِ عدمِ التجديدِ له. أصداءُ الحملةِ بلغَت سَماعَ رئيسِ الجُمهوريّةِ العماد ميشال عون، فأدركَ خلفيّاتِها واستَدركَ مفاعيلَها، ووافَق أخيرًا على التجديدِ للحاكمِ، فاستقرّت الأسواقُ قليلًا وانتعشَت الليرةُ نسبيًّا، وفَشِل الفاشِلون، وأدركوا أن وضعَ حاكمِ مصرِفِ لبنان في هذه الظروفِ هو قرارٌ عربيٌّ ودوليٌّ لا محليّ... بعد انكفاءِ الفصيلِ الرسميِّ، بدأت حربٌ جديدةٌ اشتركَت فيها مجموعاتٌ أخرى: اقتصاديّون يَعتقدون عن حسنِ نيّةٍ أنَّ لديهم سياسةً نقديّةً بديلةً عن السياسةِ المـتّــبَعة. خبراءُ ماليّون وَعدوا أنفسَهم، مُذ ذاقوا صَحنَ «المُغْلي»، بحاكميّةِ مصرفِ لبنان. طامِحون ثانويّون إلى رئاسةِ الجُمهوريّة لا يتعدّى حظُّهم حظَّ دخولِ الجَملِ من ثَقبِ الإبرة. مَصرِفيّون فاتَتهم مكاسبُ الهندساتِ الماليّةِ التي وضَعها، اضْطِرارًا، مَصرفُ لبنان. وأخيرًا، صحافيّو الليرة.

بين ليلةٍ وضُحاها صورّوا الرجلَ الأكثرَ مِصداقيّةً في الدولةٍ منذ التسعينات كأنّه أسوأُ رجلٍ عَرِفه لبنانُ منذ العصرِ الحجري. شكّلوا غُرفةَ عمليّاتٍ لمعركةِ «فجرِ الليرة». ابتدعوا مِلفّاتٍ وانتقدوا هندساتٍ، سرّبوا وثائقَ منقوصةً إلى الصحفِ وبثّوا ضِدّه إشاعاتٍ طالَت شظاياها مصالحَ اللبنانيّين. هل ندري أنَّ كلَّ إشاعةٍ عن وضعِ الليرةِ كانت تُكلِّفُ لبنانَ يوميًّا ملايينَ الدولاراتِ في سوقِ القَطْع؟ بعد خِسارةِ معركةِ الحاكميّةِ حاولت هذه المجموعاتُ الجديدةُ الانتقامَ من الليرة، بل من الرئيسِ وعهدِه. هنا، تحوّلت الحملةُ على شخصٍ مؤامرةً على وطن. تداخلَت فيها عناصرُ سياسيّةٌ وحزبيّةٌ وأمنيّةٌ وطائفيّةٌ، وتزامَن الأمرُ مع اشتدادِ الصراعاتِ في المِنطقةِ، ومع ازديادِ التوتّرِ بين أميركا وأوروبا من جِهةٍ وإيران من جِهة أخرى.

صارت الليرةُ «الجنوبَ اللبنانيَّ الجديدَ». وكُتِب عليها أن تواجِهَ وحيدةً مِن دونِ وفاقٍ وطنيٍّ ومِن دونِ حكومةٍ ومن دونِ استراتيجيّةٍ وطنيّةٍ جميعَ هذه الأخطارِ زائدةٌ عليها العقوباتُ الأميركيّةُ المتصاعدةُ على حزبِ الله. هكذا تلاقت أحقادُ الداخِل على رجلٍ ومؤسَّسةٍ مع مؤامرةٍ خارجيّةٍ على البلدِ من خِلالِ عُملتِه الوطنيّة. ليست صدفةً أن تَترافقَ أزمةُ الليرةِ اللبنانيّةِ مع أزمتَي الليرةِ التركيّةِ والريالِ الإيرانيّ، كأنَّ الليرةَ صارت عُملةَ «حزبِ الله» لا عُملةَ الدولةِ اللبنانيّة. عِوضَ أنْ يَكُفَّ، هنا، أصحابُ الحملاتِ السابقةِ عن التهشيمِ بالليرة، ضاعَفوا حملتَهم وفَتحوا فروعًا لهم في الخارجِ حيث وجدوا أرضًا خَصبةً لدى بعضِ المؤسَّساتِ الدوليّة التي رَفض لبنانُ ـــ وحسنًا فعَلَ ـــ الأخذَ بمقترحاتِها التكنوقراطيّة. ووَجدوا كذلك صحافيّين ومحلِّلين واقتصاديّين أجانبَ مرتَبطين بإسرائيلَ وبدولٍ وبمجموعاتِ ضغطٍ دوليّةٍ هَـمُّها التضييقُ على لبنانَ وصولًا إلى حزبِ الله والعهد.

والفضيحةُ، بل المؤامرةُ، أنَّ غالِبيّةَ المقالاتِ والتقاريرِ الصادرةِ في العالمِ العربيِّ وأوروبا وأميركا بشأنِ الاقتصادِ اللبنانيِّ والليرةِ اللبنانيّةِ هي لبنانيّةُ المصدَر. فالمجموعاتُ اللبنانيّةُ ذاتُها راحَت توزّعُ الأخبارَ المغلوطةَ والأرقامَ الاستنسابيّةَ، وتَقومُ بكتابةِ تحاليلَ وتُوزّعُها على المراسلينَ الأجانب وعلى مواقعِ التواصلِ الاجتماعيّ. وكما أنَّ اللبنانيّين يَعتبرون «كلَّ فرَنْجي برَنْجي» قرأوا واستهْولوا وخافوا. لكنّهم لم يُدركوا أنَّ الجوقةَ ذاتَها التي عَبثَت بالليرةِ سابقًا منَ الداخل تَعبَثُ بها اليومَ من الخارج.

هذه حربٌ تَخنُق الشعبَ ولا تَستثني المشاركين فيها. لذا، يَجدُر بحزبِ الله، رحمةً بالشعبِ اللبنانيّ، أنْ يُعيدَ النظرَ في استراتيجيّتِه العسكريّةِ المفتوحةِ، ويُفترض بالحكمِ أيضًا أن يوقِفَ انحيازَه المُضِرَّ إلى محورِ الممانَعة، وأيُّ ممانَعة؟! هذا تكرارٌ لانتحارٍ سابق.

صحيحٌ أنَّ الاقتصادَ الوطنيَّ مأزومٌ والليرةَ تواجه قلقَ الناس، لكنَّ لبنان، وإنْ كان دولةً مَدينةً، ليس دولةً مُفْلِسَةً. وإذا سلَّمنا جدلًا بأنَّ النقدَ اللبنانيَّ في خَطر،

فهل المصلحةُ الوطنيّةُ تَقضي بتضخيمِ الأمرِ أم بمعالجتِه؟ وصحيحٌ أنَّ بعضَ التدابيرِ التي يَتّخذُها حاكمُ مصرف لبنان استَغلّتها مصارفُ بجشعٍ وشَراهةٍ، لكنّه كان مُضطرًّا إلى اتّخاذِها استثنائيًّا لمواجهةِ ظرفٍ استثنائيّ. فأيُّهما أفضلُ: ارتفاعُ سعرِ الفائدةِ أم هبوطُ سعرِ الليرة؟ وأيُّهما أجْدى: هندساتٌ ماليّةٌ خاصّةٌ تُنقِذُ مصارفَ متعثرةً وتَحفَظُ أموالَ المودِعين، أم النأيُ عن الهندسةِ وسقوطُ القطاعِ المصرَفي؟ فالمؤامرةُ على الليرةِ كالانقلابِ على النظامِ، تُواجَهُ بأحَكامٍ عُرفيّةٍ ماليّة. رغمَ ذلك، لا تزال الليرةُ صامدةً لأنَّ حاكمَ مصرِفِ لبنان حصلَ على دعمِ أركانِ الدولةِ اللبنانيّةِ الثلاثة، كما تَمكّن في الأشهرِ الثلاثةِ الماضيةِ من تأمينِ دعمٍ عربيٍّ وغربيٍّ لسياستِه النقديّةِ، ووعدٍ بتحييدِ الليرةِ اللبنانيّةِ ـــ قدَرَ الإمكان ـــ عن العقوباتِ الأميركيّةِ الجديدةِ المقبلةِ على حزبِ الله وحلفائِه.

 

إذا ضرب الإسرائيليّون لبنان

حازم صاغية/الحياة/02 تشرين الأول/18

بنيامين نتانياهو يكذب؟ بالتأكيد. «حزب الله» يخبّىء أسلحة؟ بالتأكيد أيضاً. بين هذين الاحتمالين الكبيرين والخطيرين، يعيش اللبنانيّون ويداورون مخاوفهم: هل تضرب إسرائيل ومتى تضرب وأين؟ والعيش على إيقاع السؤال هذا، والذي يطرحه أيضاً من يقولون إنّ «زمن الهزائم قد ولّى»، أمر مُهين للّبنانيّين فضلاً عن أنّه مُقلق. ما يضاعف إهانته هذا العجز عن التدخّل فيه، دعْ جانباً محاولة تفاديه. كلّ ما يستطيعه اللبنانيّون هو أن يسألوا وينتظروا. غير ذلك ممّا قد يخالف إرادة «حزب الله» هو تآمر وعمالة للعدوّ الصهيونيّ! بالطبع، ما من عاقل يمكنه الجزم بأنّ الإسرائيليّين سوف يضربون. لكنْ ما من عاقل يستطيع الجزم بأنّهم لن يضربوا. والحال أنّ من يتوقّعون ضربة موجعة لا يُعدَمون الحجج: فهناك اليوم حملة متّصلة أميركيّة – إسرائيليّة على إيران كانت الأمم المتّحدة، قبل أيّام، أحد مسارحها الكثيرة. ثمّ إنّ الدفعة الجديدة من العقوبات الأميركيّة في طريقها، وحيالها يتراوح الأوروبيّون والروس بين العجز والإحراج. فوق هذا، لم تعرف الولايات المتّحدة في تاريخها منذ 1948، إدارة منحازة لإسرائيل كإدارة دونالد ترامب، والتي إذا تدخّلت تدخّلت طلباً لمزيد من التشدّد. وإيران، في حال الهجوم على فصيلها اللبنانيّ المتقدّم، «حزب الله»، أضعف من أن تردّ بما يتجاوز بعض الاستعراض الإرهابيّ هنا أو هناك: لا وضعها الاقتصاديّ المتداعي يسمح بذلك، ولا عزلتها السياسيّة في المنطقة. أمّا روسيا فيُستبعَد أن يمتدّ تورّطها في الشأن السوريّ، حيث لها جنود وقواعد، إلى لبنان. وربّما جاز القول إنّ إضعاف الموقع الإيرانيّ، من خلال «حزب الله»، يسهّل على الروس سيطرتهم على الوضع السوريّ، أو ما يتوهّمونه كذلك. والقرائن باتت كثيرة على أنّ استراتيجيّة جمع النقائض – التركيّة والإيرانيّة والإسرائيليّة – أمر صعب حتّى على روسيا وفلاديمير بوتين.

في داخل إسرائيل، أوضاع نتانياهو وحزبه لا يمكن أن تكون أفضل. إنّه حاليّاً أحد تعابير «النجاح الشعبويّ» في سياسات عالمنا.ثلاثة ملفّات فساد صارت تحتلّ الصفحات الداخليّة للصحف الإسرائيليّة منذ نقل السفارة الأميركيّة إلى القدس. تصدّيه لإيران وضرباته العسكريّة في سوريّة تزيد من شعبيّته. حتّى «هآرتس»، التي مثّلت على الدوام الصوت النقديّ الصارم لتوجّهاته وأعماله، امتدحت خطابه الأخير في الأمم المتّحدة بوصفه «مقنعاً جدّاً». الانتخابات العامّة في العام المقبل يُتوقّع لها أن تكرّس وضعه ووضع ائتلافه هذا. خنقه المنهجيّ للشعب الفلسطينيّ، ولأهل غزّة خصوصاً، لا يترك أيّ أثر محترم على رأي عامّ أصابه الانحطاط. نحن، في لبنان، كيف نقيّم أوضاعنا في حال الضربة الإسرائيليّة؟ عجز الدولة عن تمييز نفسها عن إرادة الحزب، وصولاً إلى مشاركته السقوط في الهاوية؟ علاقات الطوائف والمذاهب البالغة التردّي؟ العلاقات الدوليّة السيّئة والعلاقات العربيّة الأسوأ؟ الوضع الاقتصاديّ الذي يتيح الصمود؟ الأفضل الصمت والاكتفاء بخطابات الأمين العام لـ «حزب الله» عن الانتصارات المضمونة والقنابل الدقيقة التي يمتلكها. هنا، في الأقلّ، ننتصر.

 

معراب والمختارة: متفاهمتان... ولكن

كلير شكر/الجمهورية/01 أيلول/18

..وفي بداية الشهر الخامس للتكليف، بدا رئيس الجمهورية ميشال عون كمَن يلعب على الحافة. وفيما يحاول رئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري تدويرَ زوايا العُقد الوزارية الحادة، من خلال الضغط على المكوّنات الحكومية لتخفيض سقوف مطالبها، راح رئيسُ الجمهورية إلى أقصى التصعيد: «فلتكن حكومة أكثرية إذا لم نتمكّن من تأليف حكومة ائتلافية، ومَن لا يريد المشاركة فليخرج منها»!.. رسالة واضحة وضوح الشمس وجّهها رئيس الجمهورية الى كل مَن يخالف وجهة سير «المعايير» التي وضعها لتأليف الحكومة، وهي تعني خصوصاً حزبي «القوات اللبنانية» و«التقدمي الاشتراكي»، اللذين يتصدّيان حتى اللحظة للأجندة الوزارية التي يحاول «التيار الوطني الحر» فرضَها بغية تقاسم الحصتيْن، المسيحية مع معراب، والدرزية مع المختارة. لكنّ السؤال الأهم يتصل بموقف رئيس الحكومة المكلف من هذا «التهديد المبطّن» خصوصاً أنّ جولات التأليف كانت شاهداً حيّاً على سعي الحريري إلى مراعاة مصالح صديقيه، سمير جعجع ووليد جنبلاط، بلا إثارة غضب بعبدا وسخطها. ولكنه حتى الآن، لم يتمكن من بلوغ خواتيم سعيدة، لا بل تبدو الأمورُ أكثرَ تعقيداً. ولعلّ سياسة إمساك العصا من الوسط التي يعتمدها رئيس الحكومة المكلف، هي التي دفعت «القوات» و«الاشتراكي» الى تكثيف قنوات التواصل الثنائية درءاً لأيّ سيناريو انقلابي قد تشهده مشاورات التأليف في أيّ لحظة.

اذاً، هي «المصيبة» التي جمعت الحزبين، وإن كان لكل منهما خصوصيّته وموقعه وحساباته، لكنه «الاستهداف» المشترَك كما يصفانه الذي جعل منسوب التنسيق بينهما يرتفع إلى حدود غير مسبوقة.

خاضت «القوات» الانتخابات النيابية في الجبل الى جانب الحزب التقدمي الاشتراكي بعدما تكبّر «التيار الوطني الحر» عن وضع يديه بيدي الاشتراكيين بحجة الخلاف حول بعض التفاصيل. فكانت النتيجة أن حافظت معراب على علاقتها بالمختارة ولو أنّها لم ترتقِ يوماً إلى مرتبة التحالف السياسي العميق. بعد انتهاء «سكرة» الانتخابات، حرصت «القوات» على تجديد التنسيق مع المختارة، لكنّ الإطارَ المشترَك لم يتخطَّ الإطارَ المطلبي - الاجتماعي، ولكون التنسيق السياسي يحتاج إلى كثير من المجهود والمتطلبات غير المتوافرة، الذي قد ينفع، أو لا ينفع مع الزعامة الاشتراكية. فالعلاقة مع جنبلاط ليست سهلة أو مضمونة أو في الإمكان ضبطها. في استطاعة الرجل القفز من ضفة إلى أخرى في ليلة لا ضوء للقمر فيها، بلا حسيب أو رقيب. فائض الزعامة الذي يؤمّنه له مريّدوه يسمح له بالقيام بأيّ شيء وفي أيّ وقت. ثمّة كثير من المبرّرات التي تتيح أن يفعل ما يشاء. هكذا، هو قادر في هذه اللحظة أن يذهب في تصعيده الحكومي إلى حيث يريد وكيفما يريد. ناسُه من ورائه ولهذا الخطاب المتصلّب القدرة على شدّ عصب جمهوره. ويمكنه أيضاً أن يتراجع عند أيِّ محطة مفصليّة، ستكون له مبرّراتُه التي يغفرها له مؤيّدوه. وهو مهّد لهذا التراجع من خلال فتح كوة تسوية، وإن لم يكن وقتها بعد. ولهذا بدا التقاربُ في الملف الحكومي محدوداً. يدرك جنبلاط جيداً أنّ جعجع محميّ بقبّة السعودية الحديدية التي تفتح له دارة الحريري ودعمه. ولكنّ زعيم المختارة لا يتمتع بالامتيازات نفسها. لا يزال فاقداً الغطاء الإقليمي، وإن تحسّنت علاقته بالممكلة لكنها لم تبلغ «الكمال». من هذا المنظار يمكن توصيف «بروفيله» السياسي خلال السنوات الأخيرة: متجذّر في موقعه الوسطيّ، على أساس مهادنة مبطّنة لا تقطعها إلّا تغريداتُه التي غالباً ما تكون على شاكلة «قفشات» لا تُقدّم في المشهد السياسي ولا تُؤخّر، مقارنة بالدور المتقدّم الذي اختاره لنفسه في قيادة «قوى 14 آذار» بعد العام 2005.

ومع ذلك لم يتوانَ جنبلاط عن توجيه تحيّة دعم إلى «حكيم معراب» نهاية شهر آب الماضي، من مقرّ رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة حين اعتبر أنّ «مطلب «القوات» محقّ».

حتى إنّ التمريرة التي أبدى جنبلاط عبرها استعدادَه لتسهيل مهمة التأليف، تُركت لما بعد معالجة العقدة المسيحية، وقد فسّرت الخطوة، وفق المطّلعين على خطّ العلاقة الثنائية، على أنّها جرعة دعم غير مباشرة للموقف «القواتي». ولكن هذا لا يعني أبداً أنّ «القوات» و»التقدّمي» قرّرا الالتصاق بعضهما ببعض حكومياً. إذ إنّ اختلاف الوضعية تجعل من الصعوبة اعتمادهما وحدة مسار ومصير حكوميَّين. لا بل أكثر من ذلك، ذهبت معلوماتٌ راصدة لحراكهما المشترَك إلى حدّ القول إنّهما حاولا صوغ تفاهم ثنائي يشبه «إعلان النيات» الموقّع بين «التيار الوطني الحر» و«القوات»، تكون ألفُه وباؤُه التفاهم الحكومي، وياؤه، الاستحقاق الرئاسي. لكنّ الطرفين ينفيان هذا السيناريو مكتفيَين بما حققاه ويحققانه من تنسيق، ولو بالمقدار البسيط. وفق النظرة الجنبلاطية، يحاذر البيك إقحامَ حزبه في نفق الاصطفافات. لن يكون في وارد تكرار تجربة العام 2005. كلما زادت الحاجة إلى الانغماس مجدداً في قلب 14 آذار، كلما ازداد التصاقه في المقابل بالمحور الآخر من خلال بوابة صديقه بري. وليس مستعدّاً للتضحية بما رمّمه حتى الآن في العلاقة مع «حزب الله». لهذا يحاذر الرجل الدخول مجدداً في نمطية الجبهات المغلقة. ثمّة تنسيق مع «القوات» بسبب تقاطع الإستهداف المشترك، ولكن ليس الى درجة ربط «حبل السرّة». وحين يصل الموسى إلى ذقن المختارة، قد يستدعي الأمر رفع «دوز» التنسيق مع معراب كونهما «مستفردَين» وفق تعبير الحزبين، من جانب العهد. من هذه الزاوية يمكن تصنيف مسارعة النائب أكرم شهيب إلى الجلوس في مكتب جعجع في معراب للبحث في طريقة رفع «منسوب المواجهة» خلال المرحلة المقبلة وتعزيزه. ومع ذلك ينفي المطّلعون على العلاقة الثنائية أن يكون هناك ثمّة توجّه لدى الحزبين لتصعيد مشترك في الملف الحكومي.

 

"صواريخ المطار" ..

نبيل هيثم/الجمهورية/01 أيلول/18

ماذا بعد اتّهام إسرائيل لـ"حزب الله" بإنشاء بنية تحتية لتطوير الصواريخ بالقرب من المطار؟ سؤال فرضه التركيز الإسرائيلي في الأيام الأخيرة في اتّجاه لبنان؛ أوّلا من خلال الصور التي رفعها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من على أعلى منبر دولي في الأمم المتحدة وقال انّها مخزن صواريخ لـ"حزب الله" تحت ملعب لكرة القدم في بيروت، وثانياً من خلال التغريدات المتتالية للناطق باسم الجيش الإسرائيلي حول تطوير "حزب الله" لصواريخ دقيقة، وأتبعها بتحذيرات للمسافرين عبر المطار؟ قد تبدو الخطوة الاسرائيلية هذه في نظر البعض، والكلام هنا لخبير في الشأن الإسرائيلي. لعبة اعلامية يحاول من خلالها نتنياهو ان يهرب من ازمته الداخلية لفرض وقائع جديدة تغطي على حال التدحرج الانحداري الذي يتعرض له في الداخل الاسرائيلي، نتيجة مجموعة كبرى من الاخفاقات، اضافة الى مسلسل الصفعات التي مني بها في الفترة الاخيرة وصولاً الى صواريخ الـ"اس 300". كما انّ هذه الخطوة، في رأي الخبير نفسه يمكن ان تفسّر في بعض جوانبها على انّها رد فعل اسرائيلي مباشر على المبادرة الروسية بتزويد الجيش السوري بصواريخ "اس 300"، وذلك لاحتواء هذه المبادرة واختبارها في الميدان اللبناني، على اعتبار ان لبنان قد يكون في نظرها خاصرة رخوة ومفتاحاً لمجالها الجوي، يمكن لها من خلاله ان تعوّض بعضاً مما فقدته في الأجواء السورية.

هنا يلفت الخبير، الى تزامن الخطوة التصعيدية الاسرائيلية تجاه لبنان، مع التطوّرات الاخيرة في سوريا والتي فرض فيها حضور الصواريخ الاستراتيجية الـ"اس 300" صدمة في المجتمع الاسرائيلي السياسي والعسكري، وخصوصاً لناحية خلقه امراً واقعاً جديداً ممهداً لفرض قواعد اشتباك جديدة في المنطقة، تخشى من خلاله اسرائيل ان يصعّب عليها ذلك حركة طيرانها الحربي ليس فقط في الاجواء اللبنانية، بل من ان يصل ايضاً المدى الحيوي لهذه الصواريخ الى الاجواء اللبنانية بما يجعل هذه الاجواء ممنوعة على طيرانها الحربي.

ولكن، يضيف الخبير، في الوضع الحالي الذي تتسارع فيه التطورات في المنطقة الى مستوى غير مسبوق، وفي الاتجاه التصعيدي، سواء ضد ايران وكذلك ضد "حزب الله" الذي يتعرّض في هذه الفترة لهجوم قاس من جهات متعددة، ولذلك من الصعب الافتراض بأنّ هذه الخطوة الاسرائيلية آتية من فراغ، فبالتأكيد أنّها تندرج في سياق سيناريو معيّن وضعه الاسرائيليون موضع التنفيذ، لتحقيق هدف ما".

وأمّا مندرجات هذا السيناريو فمعالمها، وكما يقول الخبير المذكور، غير واضحة. وبالتأكيد ان الخطوة الاسرائيلية هذه، ليست كما ذهب البعض الى وصفها بـ"فقاعة صابون تحريضية للبنانيين على "حزب الله"، وللبنانيين على بعضهم بعضاً"، هي أبعد من ذلك.

التصعيد الاسرائيلي، اشاع جوًّا قلقاً، او بمعنى ادقّ القى في الاجواء اللبنانية عبوة يمكن أن تسلك طريقها الى احتمالات خطيرة ليس اقلها الوصول الى مواجهة حربية. وما يرفع مستويات الريبة من هذا الدخول الاسرائيلي على الخط اللبناني، كما يقول الخبير، هو الصمت الاميركي الواضح حيالها، الذي يبدو كأنّه يغض النظر، إن لم يكن اكثر، على الخطوة الاسرائيلية هذا إن لم يكن شريكاً، وكذلك بردّ الفعل الروسي العالي النبرة، حيث سارعت موسكو الى التحذير على لسان وزير خارجيتها سيرغي لافروف الذي قال رداً على سؤال عما اذا كانت اسرائيل ستضرب محيط مطار بيروت:" سيكون ذلك انتهاكاً خطيراً للقانون الدولي، وسنعارض بشدّة هذه الاجراءات، لكن نحذر من ايّ انتهاكات مهما تكن لقرار مجلس الامن في الامم المتحدة".

كلام لافروف اقترن مع كلام ديبلوماسي بذات اللغة، يدعو الى التمعّن ملياً بكلام وزير الخارجية الروسي، النابع من الفهم الروسي السريع لمحتوى الرسالة الاسرائيلية الخطيرة، ولذلك كان موجباً ان ترسل رسالة كابحة لها.

على انّ الكلام الديبلوماسي يلفت الى انّ الشهرين المقبلين، قد يشكلان ذروة الضغط الاميركي والاسرائيلي مع بعض دول المنطقة سواء على ايران و"حزب الله"، ومع ذلك، حتى الآن لا يمكن الوصول الى استنتاج نهائي بما سيؤول اليه الوضع، وما اذا كان سينحدر نحو عمل عسكري، حتى الآن لسنا مقتنعين بأنّ الامور على ابواب حرب او عملية عسكرية اسرائيلية ضدّ لبنان، لأن نتائج اي عمل عسكري لن تكون مخاطرها وأثارها الوخيمة محصورة بطرف بعينه دون الطرف الآخر. وما يعزز عدم اقتناعنا هذا بأنّ اسرائيل منذ حرب تموز 2006 لم تصل الى الجهوزية التي تجعلها تحمي جبهتها الداخلية، والتي تجعلها ايضاً قادرة على تحقيق هدفها الاساس، ايّ القضاء على "حزب الله"، ولو انّها قادرة على ذلك لأخذت قرار الحرب على الحزب امس قبل اليوم. علماً ان قدرات "حزب الله" تراكمت اضعافاً منذ حرب تموز 2006 وحتى اليوم.

يضيف الديبلوماسي نفسه، هذا لا يعني ان ابواب التهوّر مغلقة، وكذلك ابواب المغامرات نحو اعمال عسكرية وردود، وهذا معناه الدخول في حالة من التدحرج نحو مواجهة وحرب، بالتأكيد انّها لن تبقى محصورة على الجبهة اللبنانية الاسرائيلية، بل ستتمدّد نحو حرب اقليمية حتمية تضع مصير المنطقة برمتها في مهب المجهول والخلط الخطير للاوراق. "حزب الله"، تلقف المبادرة التصعيدية الاسرائيلية، ولكن من دون ان يحرّك في العلن ساكناً حيالها، الّا انّه في الميدان ذهب الى التعاطي معها بما تقتضيه من جهوزية واعداد عدّة لكلّ الاحتمالات، واما لبنان الرسمي فقرّر البدء بتحرّك ديبلوماسي لمواجهة التهديدات الاسرائيلية ونفي المزاعم حول وجود الصواريخ التي قالت اسرائيل انّه يجري تطويرها لتصبح دقيقة باشراف ايران. فهل يمكن ان يصل هذا التحرّك الى نتيجة؟ واللافت في السياق اللبناني، جرس الخطر الذي دقّه رئيس مجلس النواب حيال هذا التطور، حيث شدّد على انّه لا يجب المرور على هذا الامر مرور الكرام، نحن امام وضع خطير، بل نحن امام كلام حرب". لا يرى برّي في هذه الخطوة ما يدعو الى التعاطي معها وكأنّها "مزحة"، فلا احد يستخف بالخطر الاسرائيلي المتجدد، ما قاله نتنياهو وغيره من الاسرائيليين هو اخطر كلام ضدّ لبنان، فهذه "الموجة"، مستمرة عبر مسلسل متواصل بدءًا من العقوبات وصولاً الى المطار. وقال برّي: انّهم يريدون اقفال المطار وغير ذلك، ونحن هنا في لبنان نخرّب بلدنا بأيدينا، ونتلهّى بوزير زيادة وخيبة من هنا وهناك. لذلك امام ما يجري، فإن المطلوب هو أن نتعاطى مع هذا الحدث بما يستحقه من يقظة وحذر ومحاولة تحصين الداخل، بدءًا بتحرّك ديبلوماسي، وقبل كل شيء التحصين بوحدة الصف اللبناني اولاً وأخيراً، وهذا هو الأهم.

 

جنبلاط وجعجع: تهديد عون لا يُخيفنا!

طوني عيسى/الجمهورية/01 أيلول/18

لم يقبل الرئيس ميشال عون أن يسجِّل على نفسه مرور أيلول من دون أن يفي بالحدّ الأدنى من وعده. فهو قال قبل شهر: «في أيلول سيكون لنا حديث آخر، إذا لم تتألف الحكومة». وهكذا، تدارك الرئيس انتهاء الشهر الموعود، فكان حديثه الجديد: «شكِّلوها بالتوافق... وإلّا فلتكن حكومة أكثرية». وهذا الخيار لم يكن يستسيغه قبل اليوم، مع أنّ رئيس «التيار» الوزير جبران باسيل لوّح به أحياناً. فهل إنّ تهديد عون قابل للتنفيذ؟ أم إنّ مفاعيله زالت قبل وصول الطائرة الرئاسية من نيويورك إلى بيروت؟ لن يكون هناك جديد في أيِّ «طبخة» حكومية يمكن أن يطرحها الرئيس المكلّف سعد الحريري على رئيس الجمهورية بعد عودته من نيويورك. فالصورة واضحة لدى الجميع، والتشاور في الأفكار لم ينقطع بين جميع المعنيين منذ 3 أيلول الفائت حين عرض الحريري على عون رسمياً «صيغة وفاقية»... «لا ينتصر فيها أحدٌ على أحد»، كما قال الحريري حينذاك، وهو ليس مستعدّاً لإجراء تعديلات على تلك الصيغة التي أسقطها عون وباسيل بالضربة القاضية. ولم تنجح اتصالاتٌ ولقاءاتٌ عدة بينهما وبين الحريري في خرق النفق المسدود.  وبعد سفر عون إلى نيويورك، استكمل الحريري مشاوراته ضمن «التحالف الثلاثي» الذي يضمّه ورئيس حزب «القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع ورئيس الحزب التقدمي الأشتراكي وليد جنبلاط. في لقاء الحريري - جعجع، في «بيت الوسط»، ظهرت خلاصة الموقف «القواتي» كالآتي: «كلما تنازلنا لتسهيل التسوية، يطالبوننا بتقديم تنازل أكبر. لذلك، سنعود إلى الطرح الأول ونطالب بحقنا الطبيعي: نحن نمثّل ثلثَ المسيحيين، باعتراف باسيل. ولذلك، مِن حقّنا أن نتمثّل بثلث الوزراء المسيحيين، أي بـ5 وزراء». وهكذا وضع جعجع طَرْح الـ5 وزراء أمانةً في يد الرئيس المكلَّف. وبعد ذلك لكل حادث حديث.

في الموازاة، خلاصة موقف جنبلاط هي التمسّك بتمثيل الوزراء الدروز الثلاثة. ففي ذلك هو يصبح قادراً على امتلاك ورقة ثمينة جداً هي «الفيتو» الميثاقي الطائفي. وهذه الورقة قادرة على إسقاط الحكومة، إذا اقتضى الأمر.

كما أنّ حيازة جنبلاط للوزراء الدروز الثلاثة يكرِّس إمساكه وحده بكل المفاصل المتعلقة بالطائفة، من دون خرق. وتالياً، هو يقطع الطريق على تأسيس ثنائية درزية يتلقّى فيها النائب إرسلان دعم سوريا وبعض حلفائها ورئيس الجمهورية.

لذلك، في المضمون، يلتزم الحريري شروط جنبلاط في أيّ تشكيلة يعرضها على عون. لكنه، في الشكل، ولإظهار أنه يسهّل التسوية، يطرح الحريري أن يكون الوزير الدرزي الثالث وسطياً بين جنبلاط وإرسلان. وفي العمق، هناك حرصٌ على أن يكون هذا الوزير محسوباً على جنبلاط، في اللحظة الحاسمة، لا على سواه. حتى الآن، لا شيءَ يمنع جعجع وجنبلاط من التمسّك بشروطهما، ولا شيءَ يجبر الحريري على أن يتخلّى عنهما ويبرم صفقة مع «حزب الله» و»التيار» والآخرين بمعزل عنهما. والسبب هو وجود توازن رعب ومصالح بين القوى على الساحة اللبنانية، وتجنّب «حزب الله» الخيارات الاضطرارية لفرض تأليف الحكومة فوراً ووفقاً لمصالحه.

ويبدو الحريري مقتنعاً بأنّ «الحزب» لن يستعيد نماذج التعاطي السابقة مع عمليات تأليف الحكومة، وهو مرتاح إلى الإشارات الإيجابية المتبادلة معه، والتي عبّرت عنها وقائعُ جلسات التشريع النيابية ومواقفُ الحريري خلال مرافعات المحكمة الدولية الخاصة بلبنان في لاهاي.

إذاً، الحريري يتوخّى إراحة «حزب الله»، ولا يريد أيَّ توتّر مع رئيس الجمهورية و»التيار»، ويطَمْئِن المعنيين إلى أنه متمسّكٌ بتسوية 2016 ونهجها. لكنه يستفيد من هذا المناخ ليدافع عن جعجع وجنبلاط اللذين يستقوي بهما لإقامة حدّ أدنى من التوازن داخل الحكومة العتيدة.

وكثيرون مقتنعون بأنّ الحريري يلتزم نصائح إقليمية ودولية للتماسك مع جعجع وجنبلاط منعاً لتسليم قرار البلد لـ»حزب الله». وثمّة مَن يعتقد أنّ هناك نصائح للثلاثة بـ»الصبر» والمواجهة في عملية التأليف، لأنّ «الحزب» سيكون بعد أسابيع أو أشهر أضعف ممّا هو اليوم، بعد تبلور الضغوط والعقوبات العربية والدولية عليه وعلى إيران في لبنان والمنطقة. وهناك مَن يرى أنّ البناءَ على هذه التوقعات أمرٌ ممكن. إذاً، لا الحريري ولا جنبلاط ولا جعجع يشعرون بالقلق في هذه الفترة. ولذلك، هم لم يتأثروا بتلويح عون بحكومة أكثرية. وحتى الزيارة التي قام بها النائب أكرم شهيب الى معراب، موفداً من جنبلاط، لم تتوقف كثيراً عند تهديد عون، بل تجاوزته إلى أفكار أخرى أكثر حيوية. ووفق المعلومات أنّ جنبلاط وجعجع مقتنعان بأنّ الحريري لن يقدّم لعون أيَّ صيغة تتضمّن تنازلاً عن الحصة التي يطالب بها كل منهما. وبكل تأكيد، لن يتجاوب الحريري إطلاقاً مع طرح حكومة الأكثرية، لأنه يعني بالدرجة الأولى أنّ الرئيس المكلّف وافق على عزل نفسه. وهذا أمر مستحيل دستورياً وسياسياً.

وأما عزل جنبلاط وجعجع، فهو أمر يرفضه الرئيس نبيه بري وغالبية القوى في المجلس النيابي، بما فيها «حزب الله» الذي يريد من الحكومة أساساً أن تشكّل له أوسعَ مظلّة عربية وإقليمية ودولية واقية في الظروف الصعبة الآتية.

وفي قراءة جنبلاط وجعجع أنّ دعوة عون إلى حكومة أكثرية ليست سوى محاولة أخرى للضغط في اتّجاه تأليف الحكومة، بما يلائم الفريق الذي يدعمه، وأن لا مفاعيل دستورية أو سياسية لهذه الدعوة، تماماً كما كل الدعوات التي أطلقها سابقاً. فقد سبق لعون أن طالب بالتزام الرئيس المكلّف مُهَلةً زمنيّةً للتأليف، وذهب بعض القريبين من القصر إلى حدّ إطلاق فتاوى دستورية تقول بإمكان سحب التكليف من الحريري. ولوَّح عون بأنّ أيلول هو الحدّ الأقصى الذي يقبل به لانتظار ولادة الحكومة. ويلتقي المحيطون بجنبلاط وجعجع على القول: كما انتهت كل هذه التهديدات بلا نتيجة، فكذلك سيكون مصيرُ التهديد بحكومة الأكثرية. وهذا الموقف لا يخيفنا ونحن لا نشغل أنفسنا بالبحث عن طريقة للتعاطي معه، لأن لا فاعلية له أساساً. وبالتأكيد، إنّ حكومةً من هذا النوع لا يمكنها أن تحظى بالغالبية الكافية لتنال ثقة المجلس النيابي. وعلى العكس، هناك اتّجاه إلى جولة ثانية من تشريع الضرورة، وتشجيع للحريري على عقد «مجلس وزراء الضرورة». وهذه الفكرة ما زالت قيد التبلور، لجهة ما تتضمّنه من إيجابيات وسلبيات. أمرٌ واحد يحرص عليه جنبلاط وجعجع، وهو «صمود» الحريري وعدم التنازل تحت ضغوط الترغيب والترهيب والتزام الدفاع عن «التحالف الثلاثي». فلا أحد يستطيع أن ينتزع من الحريري التكليف ولا أن يفرض عليه التأليف… وحتى إشعار آخر، «حزب الله» يتجنّب استخدام أسلوب التخويف!

 

محاربة الفساد...مفتاح الإنماء

روفسور جاسم عجاقة/الجمهورية/01 أيلول/18

يربط الفساد والنشاط الإقتصادي علاقة وطيدة أخذت ترمي بثقلها على المالية العامة وبالتالي على الشقّ الإجتماعي، من ناحية غياب العدالة الإجتماعية لصالح المُفسدين ولكن أيضًا على الفقر الذي وصل إلى مستويات كارثية. وتُعتبر مُكافحة الفساد عُنصرا أساسيا لرفاهية المُجتمع وعامل نجاح في إدارة سياسات التنمية. وفقًا لإجماع واسع نسبيًا من قبل الباحثين، يُنظر الى الفساد على أنه تحويل للسلطة الإستنسابية التي يتمتّع بها شخص مُعيّن لمصلحة طرف ثالث (الذي يعرض الرشوة). وبالتالي (أقلّه نظريًا) من المُمكن أن يخضع كل تفويض للسلطة الإستنسابية لعملية فساد مما يُشكّل تحديًا للمجتمعات نظرًا إلى التداعيات الكارثية على الإقتصاد وعلى المُجتمع كما هو الحال في لبنان.

هناك ثلاثة مؤشّرات أساسية يُمكن من خلالها إستخلاص وجود الفساد في بلد مُعيّن: (1) وضع المالية العامّة، (2) مستوى الفقر، و(3) مستوى الخدمات العامّة. وبالتالي أي بيئة أو مجتمع تكون فيه هذه المؤشرات مُتردّية، يكون فيع الفساد مُستشريا.

إن سوء استخدام السلطة الإستنسابية التي تغذّي الفساد يستند إلى اختلاف المصالح بين صاحب السلطة وصاحب الرشوة. هذا الاختلاف هو السمة الرئيسية لموقف صاحب الرشوة تجاه صاحب السلطة. وتحديد خصائص هذه العلاقة يجعل من الممكن فهم طبيعة عقد الفساد بين الطرفين حيث من المفروض أن هذه العلاقة تحوي على شقّين مع دوافع متناقضة: الأولى هي العلاقة الطبيعية (إجراء معاملة، الإشتراك في مناقصة...)، والثانية هي ميثاق أو عقد الرشوة. إن خصوصية تموضع صاحب الرشوة نسبة إلى صاحب السلطة، تسمح بفهم كامل لعملية الفساد.

تشريح علاقة الفاسد والمُفسد

تنصّ نظرية الـ Principal-Agent على أن هناك أربع حالات ممكنة تضع الطلب (لاعب من القطاع العام - المسؤول) مع العرض (لاعب من القطاع الخاص – صاحب الرشوة) :

أولًا – حالة التساوي بين الطلب والعرض (الإحتكار الثنائي): تنصّ هذه الحالة على أن ميزان القوى بين العرض والطلب متوازن حيث أن النخبة السياسية والنخبة الإقتصادية تتواجد في حال تناغم كّلي يسمح لها بالإتفاق على عقود الفساد في ما بينها مع إستثناء صغار الموظفين الذين يخضعون لسلطة القانون. هذه الحالة تنطبق على الدول المُتطوّرة مثل الدول الأوروبية حيث عمدت النخبة السياسية إلى وضغ قوانين تمنع صغار الإدارة العامّة من القيام بعمليات فساد.

ثانيًا – حالة سيطرة الطلب على العرض (Cleptocraties): في هذه الحالة هناك نوع من الإبتزاز يُمارس من قبل القطاع العام على القطاع الخاص حيث لا يوجد للأخير كلمة في حجم الرشوة. لذا نرى منافسة ضخمة بين أفراد القطاع الخاص لدفع الرشاوى ويتمّ في بعض الأحيان إستخدام القوّة لإلغاء المنافسين الذين يتواجدون في حال ضعف نسبة للقطاع العام. وتنصّ النظرية على أنه في هذه الحال، هناك هدر لحقوق الإنسان وحقّ الملكية في البلد المعني وتُصنّفه النظرية على أنه أسوأ أنواع الفساد («الفساد المُستشري») وله مفاعيل سلبية جدًا. وتُضيف النظرية أنه في هذه البلدان يسعى الأغنياء ورجال الأعمال في القطاع الخاص للحصول على مناصب عامّة بهدف الحفاظ على ثرواتهم الشخصية وتفادي الإبتزاز من القطاع العام. هذه الحالة تنطبق على دول في طور النمو.

ثالثًا – العرض يفوق الطلب: في هذه الحالة هناك نخبة من القطاع الخاص عادة ما تكون رجال أعمال يملكون ثروات هائلة أو شركات عالمية، تعمد إلى الضغط على القطاع العام بهدف الفوقية. هذه الحالة تتواجد في بلدان فقيرة جدًا (أفريقيا) حيث أن حكّامها يجدون هذه الوسيلة سهلة لتجميع الثروات. لذا نرى أن الدولة (وحكامها) تخضع إلى إبتزاز هذه النخبة كما فعلت شركات النفط العالمية مع بعض حكام الدول الأفريقية.

رابعًا – حالة التشرذم حيث أن عمليات الفساد تبقى مُتشرذمة نظرًا إلى كثرة اللاعبين من جهة العرض والطلب. هذه الحالة تتواجد فيها بعض دولّ أوروبا الشرقية مثال أوكرانيا ورومانيا وغيرها من الدولّ التي خرجت من كنف الشيوعية السوفياتية.

تداعيات الفساد

للفساد تداعيات سلبية كثيرة ولا يوجد أي تداعيات إيجابية بإستثناء المفاعيل على الفاسد الذي يزيد من ثروته الشخصية على حساب المال العام. فالفساد يضرب اللعبة الإقتصادية بالكامل من ناحية أن مبدأ «التساوي في المعلومات والحظوظ» يتمّ ضربه بعرض الحائط بوجود الفساد وهذا الأمر يجعل توزيع الثروات الناتجة عن النشاط الإقتصادي محصورة في قلّة من الأشخاص في المُجتمع مما يضرب العدالة الإجتماعية ويزيد من الفقر خصوصًا بين الفئات الضعيفة في هذا المُجتمع.

أيضًا للفساد ضررّ على المالية العامّة التي تُعتبر الضمانة الأولى للعدالة الإجتماعية. فالفساد يمنع الأموال عن خزينة الدولة التي لا تستطيع القيام بمشاريع ذات طابع إجتماعي ولا تأمين خدمات عامّة على مستوى عصرنا الحالي. ولكن الأصعب (كما هو الحال في لبنان) أن الفساد قدّ يؤدّي إلى ضرب البيئة الإقتصادية من خلال حرمان الإقتصاد من الأموال بهدف الإستثمارات (منافسة القطاع العام للقطاع الخاص على أموال المصارف). هذا هو بالتحديد ما يعيشه لبنان حاليًا مع إزدياد طلب الدولة على أموال المصارف وبالتالي، لم تعدّ المصارف مُهتمّة بإقراض القطاع الخاص إن للإستثمار أو الإستهلاك. ولا يُمكن نسيان ما لضعف مالية الدولة من ضرر على المواطن إجتماعيًا من خلال فرض الضرائب الذي يُصبح إلزاميًا لسدّ حاجة الدوّلة إلى الأموال مما يزيد من الفقر. هذا الأمر (بإعتقادنا) سيؤسّس لثورة إجتماعية في لبنان إذا لم يتمّ القيام بإصلاحات لمكافحة الفساد. إن كلفة الفساد على لبنان هي 10 مليار دولار سنويًا أي ما يقارب الـ18% من الناتج المحلّي الإجمالي مقارنة بـ2% في الولايات المُتحدة الأميركية، و3% في بريطانيا. هذه الكلفة هي خسارة لأموال كانت خزينة الدوّلة لتنعم بها لولا وجود الفساد، وبالتالي من غير المقبول الإستمرار على هذا النحو حيث أن التهرّب الضريبي وحده يقارب الـ7.2% من الناتج المحلّي الإجمالي ناهيك عن غياب الفرص الإقتصادية والتي تُشكّل وحدها ما يقارب الـ 9% من الناتج المحلّي الإجمالي.

إن هذه الأرقام تؤكّد مرّة أخرى أنه لا يُمكن وضع أي سياسات إنمائية أو إقتصادية من دون محاربة الفساد وخفضه إلى مستويات الدول المُتطوّرة. لذا المطلوب من الحكومة العتيدة وضع هذا البند في البيان الوزاري وإيلائه الهمّ الأول نظرًا إلى التداعيات الكارثية التي تنتظر لبنان في حال ترك الأمر على حاله.

 

انشغال رسمي بتهديدات نتانياهو: تحذير من استغلال مناخ دولي غير موات للبنان

وليد شقير/الحياة/01 تشرين الأول/18

ينشغل الوسط السياسي اللبناني بالتهديدات الإسرائيلية للبنان نتيجة ما أعلنه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو عن وجود مصانع لـ «حزب الله» لتطوير صواريخ بهدف جعلها أكثر دقة، في منطقة الأوزاعي وقرب مطار رفيق الحريري الدولي، في كلمته أمام الجمعية العمومية للأمم المتحدة في نيويورك، إضافة إلى ما قاله في هذا الشأن الناطق باسم جيش العدو أفيخاي أدرعي.

والسؤال الأساسي الذي يطرح في هذه الأوساط هو لماذا اختارت إسرائيل إثارة الموضوع في هذا التوقيت بالذات إذا صح أن لديها المعلومات عن هذه المصانع منذ مدة، وما الهدف من الحملة السياسية الإعلامية التي تشنها على الحزب ولبنان الآن بالذات؟

وتقول مصادر سياسية واسعة الاطلاع على الموقف الخارجي إن تزامن الحملة الإسرائيلية مع التصعيد الأميركي ضد إيران ودورها في المنطقة والتحضير لعقوبات جديدة ضدها وضد الحزب يجعل الادعاء الإسرائيلي بامتلاك الحزب مصانع تطوير صواريخ في بيروت محاولة لتبرير أي عدوان في هذه الأجواء الدولية الإقليمية الملبدة، ما يستوجب من السلطات اللبنانية تحركاً يقطع الطريق على تحول هذه الادعاءات إلى أمر واقع دولي.

وتسأل المصادر إياها: ما الذي يمنع الدولة اللبنانية والحزب معها من تنظيم جولة للإعلام الأجنبي واللبناني إلى المناطق التي أظهرها نتانياهو في الخريطة التي رفعها في نيويورك لإثبات عدم صحة تلك الادعاءات وتسفيه ما يروجه نتانياهو وأدرعي منذ 3 أيام؟. وترى المصادر أن خطوة من هذا النوع تدعم النفي الذي صدر عن كل من وزيري الخارجية جبران باسيل والشباب والرياضة محمد فنيش، واعتبرا فيه أن ما قالته إسرائيل أكاذيب. ورأت مصادر وزارية أن إسرائيل تستسهل إطلاق المزيد من التهديدات للبنان في ظل أجواء دولية وإقليمية تزداد تلبداً وفي ظل وجود ما يمكن وصفه بالـ «تعب» من أوضاع لبنان نتيجة عدم مواكبة الطبقة السياسية الجهود الخارجية من أجل تكريس الهدوء فيه وضمان الاستقرار الذي تميز به في المرحلة السابقة، عبر الإسراع في قيام حكومة وإرساء معادلة داخلية تأخذ في الاعتبار هواجس المجتمع الدولي حيال دور البلد في المنطقة، من طريق ما يسميه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في تقاريره المتكررة إلى مجلس الأمن، «تعزيز» سياسة النأي بالنفس التي التزمتها الأطراف المختلفة والتي كانت شرطاً ومخرجاً قبل سنة لعودة رئيس الحكومة سعد الحريري عن استقالته قبل زهاء ١١ شهراً. وتعطي هذه المصادر الوزارية مثلاً على ذلك إعلان مصدر فرنسي رسمي قبل ٤ أيام أن فرنسا والمجتمع الدولي قاما بواجبهما حيال لبنان عبر مؤتمرات الدعم التي انعقدت لمصلحة الجيش والاقتصاد اللبنانيين في النصف الأول من هذه السنة. وفي معلومات المصادر الوزارية أن المناخ الذي يسود في بعض أروقة بعض المسؤولين الغربيين أنه «طفح الكيل» من عدم تحمل المسؤولين اللبنانيين مسؤولياتهم في القيام بقسطهم من المطلوب لضمان الاستقرار في لبنان، لا سيما لجهة التعجيل في قيام حكومة تبدأ تطبيق مقررات «سيدر» للإصلاحات الاقتصادية والهيكلية. وتشير إلى أن من دلائل هذا «التعب» الدولي من مشاكل لبنان أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لم يأتِ على ذكر لبنان في خطابه خلال مؤتمر الديبلوماسيين السنوي الذي يترأسه، ولم يلتق الرئيس العماد ميشال عون خلال وجودهما في نيويورك وأن الديبلوماسية الفرنسية اقترحت أن يقتصر التواصل على محادثة هاتفية بينهما فقط.

وتزيد المصادر على ذلك قولها أن لقاءات وزير الخارجية جبران باسيل مع رؤساء الديبلوماسية الغربية اقتصرت على لقاء مع مساعد وزير الخارجية الأميركي ديفيد ساترفيلد.

وترى المصادر أن هذا المناخ معطوفاً على كلام الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصر الله الذي أسقط سياسة النأي بالنفس وأعلن التضامن مع إيران إزاء العقوبات الأميركية المقبلة عليها، يشكل ظرفاً مناسباً لإسرائيل كي توجه تهديداتها. وتعتبر أن تبديد المناخ الدولي غير المواتي للبنان يتطلب خطوات واضحة من «حزب الله» بإبعاد لبنان عن الصراع في المنطقة، خصوصاً أن هناك مراقبة دولية للمداخلات حول تأليف الحكومة ودور «حزب الله» فيها ورفض واشنطن وعواصم أخرى أن تزداد حصته فيها في شكل يؤشر إلى توسيع الغطاء الذي يتمتع به لسياسته الانخراط في أزمات المنطقة. وترى مصادر وزارية أخرى أن التهديد الإسرائيلي للبنان هو نوع من التحذير بعد إعلان نصر الله تضامنه مع طهران، بألا يلجأ إلى أي عمل لمصلحة الأخيرة في مقابل تزايد الضغوط عليها، من دون أن يعني ذلك التمهيد لضربة عسكرية لمواقع الحزب في لبنان. وتقول المصادر إياها إن المعطيات لم تتغير بأن التركيز الإسرائيلي ما زال على الوجود الإيراني في سورية.

هل تكفي هذه التفسيرات لخلفية التهديد الإسرائيلي لفهم أسبابه؟

الأجوبة تتعدى هذه التفسيرات وتتعدد كالآتي:

إن نتانياهو أراد الرد على الخطوة الروسية بتقييد حركة الطيران الإسرائيلي في الأجواء السورية بعد إسقاط الطائرة الروسية «إيل ٢٠» عبر تسليم سورية بطاريات صواريخ أس ٣٠٠ للقول لمحور دمشق طهران إن عليه عدم الاستقواء بهذا التطور وأن الأسلحة الإيرانية التي يستهدفها في سورية يمكنه استهدافها في لبنان أيضاً.

إنه إذا فكرت إيران التي أعلن رئيسها حسن روحاني أن بلاده لا تريد حرباً مع الولايات المتحدة، باستخدام «حزب الله» في نطاق «الحرب بالواسطة» التي يجيدها الجانب الإيراني في المنطقة، فإن تل أبيب تنبه إلى أي تحرك بأنها ستشن حرباً على الحزب ولبنان في هذه الحال.

إنه رد على إعلان نصر الله امتلاك الحزب للصواريخ الدقيقة الذي اعتبرته أوساط لبنانية عدة متعجلاً ويعطي إسرائيل الذرائع.

وفي وقت تحصر هذه التفسيرات للتهديدات الأمر في نطاق الإنذار، فإن المصادر الوزارية تعتبر أنه على رغم ذلك يجب عدم الاستهانة بخطورتها. وتأتي في هذا السياق أيضاً دعوة وزير الإعلام ملحم الرياشي إلى أنها باتت سبباً إضافياً لدعوة مجلس الوزراء إلى الانعقاد للضرورة كما يقترح حزبه «القوات اللبنانية»، لدراسة الأمر على أن يليه انعقاد مجلس الدفاع الأعلى للغرض نفسه.

وفي المقابل تشير الأوساط السياسية المراقبة إلى جملة مؤشرات رافقت وجود الرئيس عون والوزير باسيل في نيويورك، منها تأكيده في حديثه إلى صحيفة «لو فيغارو» التزام سياسة النأي بالنفس بالنسبة إلى أزمات المنطقة ولا سيما سورية. كما أن هذه الأوساط تلاحظ أنه للسنة التالية يتجنب الرئيس عون لقاء الرئيس الإيراني أو أي مسؤول سوري على رغم أنه في الأشهر الماضية كان يدعو إلى فتح العلاقة مع النظام من أجل إعادة النازحين وتصدير الإنتاج اللبناني عبر سورية. وحتى الوزير باسيل لم يلتق نظيره السوري وليد المعلم كما فعل السنة الماضية. ولا تستبعد الأوساط ذاتها أن يكون عون أراد في ذلك عدم إثارة حفيظة الدول الغربية، من باب الحرص على إبقاء المظلة الدولية فوق لبنان لمنع أي تهديد له.

وتعتبر الأوساط أنه على رغم الملاحظات الكثيرة للدول الغربية على موقف لبنان الرسمي حيال سورية والدور الإيراني، فإن المظلة الدولية لضمان استقراره ما زالت قائمة. لكن تقديرات الأوساط تتساءل عن مغزى إثارة إسرائيل هذه الاتهامات في هذا التوقيت.

 

الإعلام اللبناني وصناعة صحافة السلام

رائد جرجس/المستقبل/01 تشرين الأول/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/67809/%d8%b1%d8%a7%d8%a6%d8%af-%d8%ac%d8%b1%d8%ac%d8%b3-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d8%b9%d9%84%d8%a7%d9%85-%d8%a7%d9%84%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%88%d8%b5%d9%86%d8%a7%d8%b9%d8%a9-%d8%b5%d8%ad%d8%a7/

يجري البحث في كيفية توطيد السلام من خلال عمل الصحافة والصحافيين بما يسمى «صحافة السلام». فللإعلام اللبناني عموماً والصحافيين في لبنان تحديداً دورهم في هذا المجال. لقد شهد لبنان فورة إعلامية بعد انتهاء الحرب في أوائل التسعينات من القرن الماضي، بحيث رخّصت الدولة اللبنانية للعديد من القنوات التلفزيونية والإذاعات آخذة بعين الإعتبار التوزيع الطائفي والسياسي. وازداد تأثير الإعلام الخاص على الجماعات والأفراد لأهداف ترويجية سياسية - حزبية بالمجمل لأن الإعلام الخاص بغالبيته كان وما زال مرتبطاً بجهات سياسية - مالية ترفده بالدعم اللازم فيعكس بالتالي رغبات الجهات الداعمة ويظهر هذا جلياً أثناء الحملات السياسية وعند كل مناسبة حساسة محلية أو إقليمية.

يميّز البرفسور الهولندي يوهان غالتونغ، وهو المؤسس لدراسات السلم منذ نصف قرن، وطوّر الأسس النظرية لما أصبح يُسمّى بإعلام السلام، بين إعلام العنف وإعلام السلام، حيث جاء في مقدمة كتابه: «هناك عموماً أسلوبان يتم انتهاجهما في التغطية الإعلامية للنزاعات الناشبة: الطريق السفلي والطريق العلوي. ويتوقف اختيار هذا الطريق أو ذاك، على ما إذا كان التركيز منصبّاً على العنف والحرب، ويولي الأهمية القصوى لمن ينتصر في النزاع، أم أنّ التركيز يكون على النزاع ذاته وعملية تحويله على نحو سلمي. بل قد يختلط الأمر في كثير من الأحيان على وسائل الإعلام بحيث تعجز حتى عن التمييز بين الاثنين، فتجدها تتحدّث عن النزاع وهي تقصد في واقع الأمر العنف...»

يفتقر الإعلام اللبناني عموماً أكان خاصاً أو دينياً، إلى المهنية الصحيحة، والأهم إلى الإرادة للترويج لصحافة السلام. والمثال على ذلك الحملات التحريضية أثناء الإنتخابات النيابية أو عند تغطية أحداث إقليمية أو دولية من ناحية شيطنة الآخر، الخصم، وتحويله من إنسان إلى كائن يشكل خطراً ما على وجودي أو على تحقيق هدفي. وعندما نتحدث عن وجوب وجود إرادة للترويج لصحافة السلام يجب أن تُرفق هذه الإرادة بالأفعال، فيعكس فعلياً الإعلام اللبناني هذه الإرادة على أرض الواقع بعمل دؤوب نحو هذا الهدف من خلال طريقة تغطية الأحداث وتغيير مقاربة الصحافيين لها من منحى توتيري، سلبي يُكبّر الخطر المفترض ويُهيّج المشاعر على اختلافها (المناطقية أو المذهبية أو الحزبية) إلى منحى موضوعي، يعمل لإظهار الوقائع واستخلاص العِبَر وإنتاج الحلول والعمل على الالتقاء مع الآخر وليس على معاداته وشيطنته. يواجه المجتمع في لبنان والعالم تحديات جمة تعيق تحقيق صحافة السلام، وقد ذكر قداسة البابا فرنسيس تحديات عديدة لا بل خطيرة تنطبق على الإعلام بشكل عام وبمختلف وسائله وليس فقط على وسائل التواصل الاجتماعي. فحذر البابا من: الأخبار المزيفة، وشدد على ضرورة مكافحة انتشارها بسبب خطورتها وتأثيرها على الرأي العام. كما سلّط الضوء أيضاً على الأخبار «المقنّعة» بقناع الحيادية والموضوعية والتي يجب التنبه إليها بحيث يعتقد المتلقي أن المعلومة صحيحة ولكنها تكون مزيفة بطريقة حذقة من الصعب كشف زيفها. يضاف إلى ذلك تحديات أخرى كالمنحى التجاري للأخبار حين يتقدم الهدف المالي على حساب الأخلاقيات فتختفي البرامج التثقيفية مثلا لمصلحة برامج أخرى. يضاف إلى ذلك تحديات أخرى كالحد من الحرية الإعلامية والضغوط السياسية والمادية بفعل الأزمات الإقتصادية المتلاحقة وغيرها.

أمام هذه التحديات، يصعب الوصول إلى إعلام محايد بالدرجة الأولى وإلى صحافة سلام كخطوة ثانية. لذا يجب العمل أولاً على إعادة اكتشاف قيمة مهنة الصحافة وإبراز المسؤولية الشخصية لكل صحافي في نقل الحقيقة فيتحول الصحافي إلى «حارس الأخبار» المؤتمن على إعلان الحقيقة وإيصالها إلى الجمهور بصدق وأمانة. وبإمكان الفرد المحاسبة من خلال عدم متابعة الوسائل الإعلامية التي تنقل أخبارا تحريضية أو ملفقة أو غير دقيقة و«مكافأة» الوسائل التي تتوخى الدقة وتستثمر في الأبحاث لتقديم المعلومة الصحيحة.

أظهرت دراسة عالمية أجرتها مؤسسة statista سنة 2018 أن المتلقي بات أكثر قبولاً لدفع مبلغ مالي لقاء الأخبار (النوعية طبعاً) وهذا نمطٌ في ازدياد مستمر. إن هذه الظاهرة تنمو أكثر فأكثر في البلدان المتقدمة اجتماعياً. فإذا طبّق المتلقي مبدأ المحاسبة سينخفض عدد المشاهدين أو المتابعين أو المشتركين وستنخفض بالتالي إيرادات الإعلانات ما سيُضطر الوسيلة الإعلامية التي لا تتمتع بحد مقبول من المهنية إلى مراجعة سياستها الإعلامية أو الإقفال. فالصحافة الصفراء والصحافة المحرّضة ستؤولان إلى الزوال مع الوقت في المجتمعات الراقية. والسؤال يطرح نفسه هنا، هل نحن في مجتمع راق؟ وهل من الممكن أن نصبو إلى صحافة راقية ومهنية في مجتمعنا؟

* من محاضرة ضمن أعمال الشبكة المستدامة لرجال الدين في الشمال بالتعاون مع جمعية المنتدى.

* رائد جرجس/إعلامي لبناني

 

رئيس الجامعة اللبنانية يدعي ضد مقال: أين محكمة المطبوعات؟

نسرين مرعب/جنوبية/30 سبتمبر، 2018

الدكتور فؤاد أيوب يدعي على صحافية بالقدح والذم..

“حبروزها حد شهادتين أخدتهن من الجامعة اللبنانية”!!.. بهذه العبارة علقت الزميلة الصحافية مريم سيف الدين، على الإدعاء المقدم ضدها من رئيس الجامعة اللبنانية الدكتور فؤاد أيوب.

فالدكتور أيوب الذي ادعى على الصحافية بالقدح والذم وهي الحائزة على شهادتين في الإعلام وعلوم الحياة من الجامعة اللبنانية نفسها التي يرأسها هو نفسه، تجاوز في خطوته القانونية هذه محكمة المطبوعات كمرجع مختص لمحاسبة الصحافيين، لاسيما وأنّ الادعاء جاء على خلفية مادة كتبتها مريم ونشرها موقع “المدن” الإلكتروني. واللافت أيضاً في الاستدعاء الذي وصل إلى مبنى “المدن”، أنّ الدكتور أيوب لم يدّعٍ لا على الموقع الناشر ولا على الجهة التحريرية التي صادقت على التقرير، فاكتفى بمقاضاة سيف الدين من دون ان يشرك بالدعوى أي جهة ثانية.

الصحافية سيف الدين التي تتهيأ للمثول يوم الخميس الواقع فيه 11 تشرين الأوّل، أمام قاضي التحقيق في بيروت، أسعد بيرم، بغرض استجوابها، ترجّح أن يكون تقريرها الذي نشرته المدن في 30 أيار المنصرم ويحمل عنوان “الجامعة اللبنانية: انتفاضة على الرئيس”، هو موضوع الدعوى، وهذا ما أشار إليه بدور موقع “المدن” الالكتروني، الذي يتابع بحسب مصادر لـ”جنوبية” هذا الإدعاء، وذلك عبر محامي الموقع الذي سيرافق سيف الدين.

وفي مطالعة للتقرير المشار إليه والذي تابع في تاريخه، السجال الجامعي القائم حول اتهام الدكتور أيوب في تلك المرحلة بمسألة الشهادات المزورة – وهذا ما نفته لاحقاً السفارة الروسية- ومطالبة الجهات الأكاديمية المعارضة لأيوب بتطبيق اللامركزية الإدارية، نلحظ خلّوه من أي قدح وذم، وحتى من أي موقف شخص تبنته الزميلة، إضافة لكون التقرير لم يأتِ أحاديَ الرأي، بل استند إلى معطيات عديدة منها: بيان “هيئة الأساتذة المستقلين”، وبيان آخر مضاد صدر عن الجامعة اللبنانية، كما تضمن كذلك تصريحاً للدكتور عصام خليفة وتصريحاً أخر لمصدر مقرب من الدكتور أيوب نفسه. لا تضع سيف الدين ادعاء الدكتور أيوب عليها في نطاق القدح والذم، وذلك لكون المادة لا قدح فيها ولا ذماً، وفيما تشدد الزميلة لـ”جنوبية” على احترام القانون وحق أي كان بالإدعاء استناداً للنصوص القانونية المرعية، تتساءل بالتالي إن كان الهدف من هذه الخطوة هو الضغط عليها نظراً لكونها تابعت العديد من الملفات المتعلقة بالجامعة اللبنانية مؤخراً. وفيما تطرح سيف الدين تساؤلات حول الاستفراد فيها بالإدعاء وتحميلها وحدها المسؤولية، كمحاولة لتجريدها من حماية المؤسسة الإعلامية التي تتبع لها، توضح بالتالي أنّ موقع “المدن” إلى جانبها في هذا المنحى القضائي.

ادعاء على الزميلة مريم سيف الدين

سيف الدين، وفي دردشة معها حول التقرير موضوع الادعاء، توضح أنّ هذا الملف بالذات صوّرته وسائل الإعلام المرئية بأسلوب طائفي، لافتة إلى أنّ بيان الأساتذة المستقلين اتخذ منحى طائفياً وهذا ما انتقدته هي في تقريرها الذي رفض ما تضمنه البيان من محاولة لتحويل القضية العالقة بين الدكتور أيوب ومعارضيه إلى قضية ثانية ألا وهي تقسيم الجامعة. هذا الأسلوب الطائفي هو ما تحفظت عليه الزميلة في تقريرها الذي عمل على إعادة الملف إلى نصابه الأكاديمي، مؤكدة أنّها حاولت عدة مرات التواصل مع رئيس الجامعة الدكتور فؤاد أيوب، ولما لم تجد إلى ذلك سبيلاً توجهت إلى الإدارة المركزية حيث طلبت موعداً، ومن ثم التقت مسؤول العلاقات العامة الذي لم يعطها التصريح المرتجى. مما دفعها في النهاية إلى إرسال رسالة نصية إلى أيوب. تؤكد سيف الدين كذلك أنّ الجامعة اللبنانية ومستواها الأكاديمي، من القضايا التي تعنيها كأولوية، فهي خريجة هذه الجامعة وأيّ تراجع لها سوف يؤثر على قيمة الشهادات الصادرة، وهذا ما تحرص على عدم حصوله.مريم سيف الدين لن تتراجع، هذا ما تشدد عليه لـ”جنوبية”، فمشاكل الطلاب ستبقى ضمن الأولويات بالنسبة إليها، مؤمنة لهم المساحة الكافية لطرح ما يعانون منه، وهي التي ناصرتهم مؤخراً في قضية الاختصاصين وتقديم الطعن، فكان مجلس شورى الدولة في صف الطلبة وتمّ إبطال القرار الصادر عن رئاسة الجامعة بمنع الجمع بين اختصاصين في عام دراسي واحد. يشار إلى أن الزميلة مريم سيف الدين قد تابعت مؤخراً  وتقديم الطعن، فكان المجلس الدستوري في صف الطلبة وتمّ إبطال القرار الصادر عن رئاسة الجامعة بمنع الجمع بين اختصاصين في عام دراسي واحد. موقع “جنوبية” حاول كذلك التواصل مع الدكتور فؤاد أيوب للوقوف عند دواعي عدم لجوئه إلى محكمة المطبوعات، إلا أنّ الأخير لم يجب، فأرسلنا إليه رسالة نصية أبلغناه فيها بالمراد، وحتى اللحظة لم نحصل على أيّ رد. المحامي نهاد سلمى استغرب بدوره الادعاء على الصحافية مريم سيف الدين بالقدح والذم، وذلك بعد مطالعة له للتقرير. ولفت سلمى في حديث لـ”جنوبية” إلى أنّ الصحافية قد نقلت الوقائع ولم تتبنَ أي معلومة، كما لم تتهم.

هذا وطرح المحامي عدة تساؤلات حول سبب عدم التوجه إلى محكمة المطبوعات، والتي هي الجهة المعنية بهذا الشأن.

 

"جمهورية الملفات العالقة"

الهام فريحة/الأنوار/02 تشرين الأول/18

قبيل دقائق معدودة من هبوط الطائرة، أي طائرة، في مطار رفيق الحريري الدولي، يمكن من النافذة الرؤية، وبالعين المجردة، واقع الأزمات والملفات في لبنان، حتى ليصحَّ القول: "بيروت من فوق هي ذاتها بيروت من تحت" وليس كما يقال: "روما من فوق غير روما من تحت". قبل لحظات من الهبوط، وعلى امتداد الشاطئ، يمكن مشاهدة بواخر توليد الكهرباء الثلاث، هنا تبدأ أزمة الملفات العالقة التي من دون معالجة منذ أكثر من ربع قرن. أيُّ بلدٍ في العالم يَصرفُ على كهربائه ثلاثين مليار دولار، أي ثلث الدين العام، وما زال يستعين ببواخر التوليد بسبب النقص في معامل التوليد، ولو أُتيحَ النظرُ أكثر لكان بالإمكان رؤية آلاف مولِّدات الكهرباء التي تنتشر كالأخطبوط لتمتصَّ جيوب الناس. وقبل لحظات من الهبوط أيضاً، يمكن مشاهدة بالعين المجردة "معالم" وجبال النفايات، من "مَعلم" مطمر الناعمة إلى الكوستابرافا إلى برج حمود.

هذا جزءٌ من "بيروت من فوق"، ولكن بيروت من تحت ليست أفضل حالاً. يصل المسافر إلى مطار بيروت، ويمكن أن "يَعلق" بالمفاجآت التالية: جهاز التبريد لا يعمل فيكتوي بلهيب الصيف وما يحمله من روائح منبعثة من المطمر الملاصق للمدرجات، مطمر الكوستابرافا.

يصل إلى مكان استلام الحقائب، فربما يكون معطلاً، وإذا أسعفه الحظ ولم يتعطَّل على دوره فإنَّه قد يُواجَه بعدم وجود عربة لتحميل حقائبه، لأنَّ هذه العربات "محجوزة" لدى الحمَّالين، وهُم يؤجِّرونها "مع سائق"!

يخرجُ من المطار لتبدأ مشكلةٌ جديدةٌ وهي الفوضى بين تاكسي المطار والسيارات الخاصة، في ظلِّ صراخٍ وتدافعٍ وتجاوزٍ ولا ينجو من كلِّ هذه الشوائب سوى المحظيين.

هذا في اختصار حالُ المطار، من دون أن ننسى "صراع الأجهزة" وصراع "المدراء العامين" في الطيران المدني، وتداخل الصلاحيات الوزارية.

يخرجُ المواطنُ من المطار فيجدُ أمامه كمًّا هائلاً من الملفات العالقة، يرى كيف رضخت الوزارات المعنية لمطالب أصحاب المولِّدات لجهة تسعيرة "الكيلوواط"، ويسأل نفسه: إذا كانت الوزارات المعنية قد رضخت لشروط وابتزاز أصحاب المولِّدات، فكيف لها أن تجعل المواطن يطمئن إلى أنَّ قضاياه في أيدٍ أمينة؟ يتابعُ المواطن السير فيُدهشه كيف تُدار "لعبة" التوظيف في لبنان، وأقول "لعبة" لأنَّ بعض المسؤولين "يتلاعبون بهذا القطاع الحيوي من دون الأخذ بعين الإعتبار أمرين مهمين: الأول أنَّ هناك قراراً من مجلس الوزراء بوقف التوظيف، والثاني أنَّ وضع الدولة لا يسمح بإدخال موظف واحد قبل إجراء الإصلاحات الضرورية في إدارة الدولة". هذا غيض من فيض ما تحتويه الجمهورية من ملفات عالقة، والأمور آخذة في التأزّم أكثر فأكثر ما لم يتحرَّك المعنيون قبل فوات الأوان، والخطوة الأولى في رحلة الألف ميل تبدأ بتشكيل الحكومة، لكنها تبقى خطوة أولى ويبقى 999 ميلاً. كم الأوضاع متأخرة عن اللحاق بالأوضاع الطبيعية؟! مؤسف.

 

لا حوار بين واشنطن وطهران... بل حرب استنزاف

جورج سمعان/الحياة/02 تشرين الأول/18

الصراع بين الولايات المتحدة وإيران إلى تصاعد. أقله في المدى المنظور. ليس في الأفق ما يوحي بأن ثمة قنوات خلفية تمهد لحوار بينهما، لا في سلطنة عمان ولا في غيرها. بل إن حملة الوعيد والتهديد التي أطلقها الرئيس دونالد ترامب ورجال إدارته في نيويورك الأسبوع الماضي، تشي بأن واشنطن في جعبتها الكثير. وأن العقوبات على قطاع الطاقة ومشتقاتها الشهر المقبل لن تكون آخر السلسلة. بل قد تليها أخرى أكثر إيلاماً. وهناك من يتوقع أن تشمل قطاع المواصلات الجوية لعزل الإيرانيين واستنزاف اقتصادهم. ينتظر الطرفان نتائج الانتخابات النصفية للكونغرس. إذا تراجع الحزب الجمهوري، ستختار طهران الصبر والعمل مع المتمسكين بالاتفاق النووي لعلها تعمق الخلاف بينهم وبين واشنطن. والتحايل على العقوبات بالرهان على مساعدة دول حليفة وصديقة بينها الصين وروسيا والعراق وتركيا وبعض أوروبا. ويمكنها ربما التحمل حتى مجيء إدارة ديموقراطية يمكن أن تتفاوض معها مجدداً. والمرشد علي خامنئي لم يستبعد فكرة الحوار ولكن ليس مع الإدارة الحالية.

لا يعني أن انسداد باب الحوار بين الطرفين سيقود في النهاية إلى مواجهة عسكرية. الرئيس حسن روحاني أكد أن بلاده لا ترغب في محاربة القوات الأميركية في المنطقة. وكذلك الإدارة الأميركية لا ترغب في أي حرب جديدة، خصوصاً في الشرق الأوسط. وما يجري في الميدان وما يدور من استعدادات لا يعدو كونه جزءاً من الضغوط المتبادلة ورفع سقف التحديات. طهران اعتمدت خيار التمسك بسياستها السابقة. قواها العسكرية تواصل بناء ترسانتها العسكرية وتعزيز برنامجها الصاروخي. وهي تدرك جيداً أن ما يقلق أميركا، وحتى روسيا، هو انخراط الإقليم كله في سباق صاروخي قد ينزلق إلى مغامرة عسكرية بين الجمهورية الإسلامية وخصومها العرب. الأمر الذي قد يورط الدولتين الكبريين في هذه المغامرة. وكان واضحاً منذ أيام ولايتي الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما أن القوى الإقليمية غادرت مظلة القوى الكبرى وتفاهماتها. وكان تحرك التحالف العربي في اليمن لمواجهة تمدد إيران وانقلاب حليفها الحوثي على السلطة المنتخبة هناك قراراً لا يتسق مع رغبة الإدارة السابقة التي كانت تحابي طهران لإنجاز اختراق في المفاوضات النووية، والتي انتهت بعد أشهر من بدء الحرب لاستعادة الشرعية في صنعاء في توقيع الاتفاق النووي بين إيران والدول الخمس الكبرى وألمانيا.

في الدورة السابقة للجمعية العمومية للأمم المتحدة، ركز الرئيس دونالد ترامب في كلمته على الزعيم الكوري الجنوبي كيم أون. سخر منه وأطلق عليه أوصافاً مقذعة. وهدده وتوعده... لكنه بعد أشهر كان يجلس معه في سنغافورة. في الدورة الحالية، جند رجال إدارته في حملة كبيرة على إيران. ووسع دائرة الخصوم. لم يوفر الصين التي اتهمها بأنها تتدخل في الانتخابات الأميركية النصفية الشهر المقبل. وأنها لا ترغب في فوز حزبه الجمهوري. كذلك فعل بروسيا التي أخذ عليها دعم الرئيس السوري بشار الأسد. خرج على كل ما توافق عليه المجتمع الدولي في العقدين الأخيرين في مجالات عدة، من مسألة المناخ إلى قوانين التجارة الحرة. واللائحة تطول. وهو ما استدعى رداً غير مباشر من نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي رفض سياسة الفرض بالقوة التي يمارسها سيد البيت الأبيض في علاقاته الدولية. وكان الأخير ورجال إدارته توزعوا الأدوار في التلويح بتوسيع سياسة العقوبات. لا شك في أن تلويح ترامب بالقبضة الحديد تمليه اعتبارات عدة. فالرجل يتشدد مع اقتراب موعد انتخابات الكونغرس النصفية ليعزز فرص حزبه ويضمن لنفسه التجديد ولاية ثانية. لذلك، يستعجل إرغام إيران على الرضوخ لمطالبه. وأبعد من ذلك يريد البقاء أميناً للشعارات التي رفعها في حملته الانتخابية. لذا، يبدو نهجه خليطاً من الانكفاء الذي مارسه رؤساء أميركيون سابقون، ومن الانخراط في مواجهات سياسية، معتمداً على عصا العقوبات المتشددة. فهو الآن مثلاً لا يزال يغازل الزعيم الكوري الشمالي، وقد خصه بتقريظ في كلمته أمام الجمعية العمومية. لكنه يود بقاء العقوبات الدولية على بيونغ يانغ حتى تخلصه من برنامجها النووي. ويحفظ وداً لنظيريه الروسي والصيني، لكنه لا يتردد في فرض عقوبات اقتصادية على بلديهما. وحتى طهران التي يلوح لها بحصار غير مسبوق ويعزز تحالفاته العسكرية في الإقليم، من مصر إلى الكويت، يبدي استعداداً للحوار معها.

المشاكل والتحديات التي يتصدى لها الرئيس ترامب هي نفسها واجهها سلفه الرئيس أوباما. لكنه نهج أسلوباً مختلفاً يتسم بالعجلة والضغط والتلويح بالقوة، على رغم أنه لا يرغب في إرسال أبناء الأميركيين إلى حروب جديدة. وإذا كان عليهم أن يساهموا في حفظ الأمن والدفاع عن الحلفاء والأصدقاء شرقاً وغرباً فعلى هؤلاء أن يتحملوا الأعباء والتكلفة. فالخلافات بين الصين والولايات المتحدة ليست جديدة. سلفه باراك أوباما بذل الكثير لمنع بكين من مواصلة سياسة الهيمنة في بحر الصين. وكان خفض الأخيرة سعر صرف اليوان موضوع خلاف دائم مع واشنطن لأنه يخل بالميزان التجاري بين البلدين. وأطلق في بداية ولايته مشروع «الشراكة عبر المحيط» لمواجهة خطط التوسع التجاري لبكين التي كانت تتهمه بالتدخل في الخلافات بينها وبين جاراتها في المنطقة، على رغم اعترافها بأن واشنطن عامل فعال في آسيا منذ منتصف القرن الماضي. وتفضل التعاون معها. ولم تكف الإدارة السابقة عن التحذير مما أطلقت عليه «الاستعمار الجديد» في أفريقيا، وهي تقصد الانتشار الصيني في القارة السمراء.

كذلك لم يكن الرئيس الأميركي السابق معجباً بنظيره الروسي فلاديمير بوتين وبكثير من قادة أوروبا. لكنه نهج سياسة عنوانها لا يختلف كثيراً عما يريد خلفه ترامب، ولكن بأسلوب مختلف. أصر على وجوب قيام تعاون دولي لإدارة شؤون العالم. سحب القوات من العراق، وأبرم الاتفاق النووي مع إيران، ودفع الأوروبيين إلى التعامل مع أحداث العالم العربي التي اندلعت مطلع العقد الحالي. وترك لروسيا التعامل مع الأزمة السورية. ومن أيامه، كانت طموحات الرئيس بوتين واضحة. فالأخير منذ دخوله الكرملين وعد مواطنيه بأن بلادهم بقيادته ستكون مختلفة تقدماً وازدهاراً. وستكون قوة عظمى مجدداً لها دورها البارز في العالم. وقد حقق جانباً من هذا الوعد على حساب الجانب الآخر. أثبت حضور موسكو حتى في قلب اللعبة السياسية الداخلية في الولايات المتحدة ودول أوروبية. لكن سياسة العقوبات الغربية على بلاده خلفت آثاراً سلبية على اقتصادها ورفعت نسبة الفقر فيها. ولم يجد أخيراً الوقت مفراً من التوجه نحو جيرانه الغربيين وتوطيد علاقاته مع الصين أيضاً. وهو ما بدأ ينهجه أخيراً. الزيارة التي قام وزير الخارجية سيرغي لافروف إلى برلين قبل أيام أثبتت الحاجة الماسة إلى مثل هذا التوجه. أفادت روسيا ولا تزال تفيد من التبدلات في السياسة الأميركية. أتاحت لها إدارة أوباما التقاط أنفاسها. رسخت حضورها في جورجيا وأوكرانيا بعد ضمها شبه جزيرة القرم. وبنت لها على الساحل السوري قاعدة متقدمة في المشرق العربي. وزرعت مزيداً من المخاوف في الاتحاد الأوروبي. ورفعت وتيرة تدخلاتها، مستخدمة شتى الوسائل، وبينها «جيشها الإلكتروني»، في أميركا وأوروبا... لكن كل هذه «الإنجازات» لم تثمر في تقدم اقتصادها. كما أنها لم تؤد إلى إضعاف الولايات المتحدة.

ولحق الرئيس رجب طيب أردوغان بنظيره الروسي. توجه إلى السيدة أنغيلا مركل. طوى سيل الحملات التي كالها لها، في سبيل إعادة ربط علاقاته مع الاتحاد الأوروبي لعل ذلك يفيده في إقامة توازن بين علاقاته بهذا الاتحاد وبروسيا أيضاً. ويخفف عنه ضغوطها وضغوط إيران، وعبء الخلاف مع الولايات المتحدة وما خلف ذلك من آثار سلبية على اقتصاد تركيا. ولا شك في أن القمة المتوقعة بين روسيا وتركيا وفرنسا وألمانيا قريباً تشكل محاولة من هذه الدول لبناء سياسة مختلفة حيال سورية خصوصاً، فضلاً عن البحث في مجالات التعاون الأخرى. فالدول الأربع تتشارك في الهموم حيال سياسة واشنطن ومستقبل الوضع في سورية. وتسعى موسكو إلى اقناع الدولتين الأوروبيتين اللتين تشكلان رافعة الاتحاد الأوروبي بالانخراط في إعادة إعمار بلاد الشام، بالتوازي مع الجهود الأممية لوضع دستور جديد لدمشق. وقد يكون الحديث عن خلافات بين الكرملين وأنقرة حيال مستقبل الوضع في إدلب على رغم الاتفاق الأخير في قمة سوتشي، أداة ضغط على باريس وبرلين للبحث الجدي في احتمال مساعدتهما في ورشة الإعمار. ولا يغيب أيضاً أن الانتشار الذي تقوم به إيران وميليشياتها في محيط محافظة إدلب سيعمق المخاوف من عودة خيار الحسم العسكري في هذه المنطقة وما قد يخلفه ذلك من تداعيات لن تكون القارة العجوز بمنأى عنه.

لا شك في أن إيران تراقب مسار اعتلال العلاقات الدولية، واعتراض دول كبرى على سياسة الرئيس ترامب. وتفضل الإقامة في محطة «الصمود والتصدي»، معتمدة على نوع من حرب الاستنزاف. لم تعد معنية بالتفاهم مع الولايات المتحدة في العراق. بل ربما حركت «حشدها الشعبي» لمضايقة الوجود الأميركي العسكري في هذا البلد بعد القضاء على «داعش». ودفعت الحوثيين إلى مقاطعة محادثات جنيف التي دعا إليها أخيراً المبعوث الأممي. وإذا كانت راعت تفاهمات روسيا في سورية فإنها لا تزال تنتشر في أماكن كثيرة بعيداً من الحدود مع إسرائيل. وتعد لفتح جبهة شرق الفرات. وعادت إلى المناورات بين فترة وأخرى، مهددة بإقفال مضيق هرمز. لذلك، لم يكن أمام الرئيس ترامب سوى رفع وتيرة الضغوط على جميع المتمسكين بالاتفاق النووي، مهدداً بمزيد من العقوبات على مخالفي سياساته. ويعكف جنرالاته على توحيد القوى العربية الحليفة لمواجهة أي طارئ. حتى إسرائيل التي قيدت موسكو تحركاتها في أجواء سورية، اتجهت إلى جبهة لبنان في حرب نفسية ضاغطة على «حزب الله» واللبنانيين عموماً. وإذا كانت الحرب بعيدة فإنها قد تقترب إذا ظلت المواقف على حالها من التشدد والتصعيد. وليس أمام واشنطن سوى رفع وتيرة الحرب الاقتصادية والحرب النفسية، فهل تنجح في إرغام طهران؟ وإلى متى تصمد هذه بوجه الضغوط الخارجية والداخلية؟ وهل يتعمق الانقسام الدولي ويتصاعد الاحتقان وحرب الاصطفافات فترتفع احتمالات المواجهة العسكرية؟

 

إيران تتهيّب عقوبات ذكرى الرهائن

طوني فرنسيس/الحياة/02 تشرين الأول/18

بعد تسعة أيام على الهجوم على العرض العسكري للحرس الثوري الإيراني في الأحواز، ومقتل وإصابة العشرات من العسكريين والمدنيين الإيرانيين، ردت القيادة الإيرانية بإطلاق صواريخ من غرب إيران اخترقت الأجواء العراقية مستهدفة ما قالت إيران أنه اجتماع لقيادات «داعش» في صحراء البوكمال السورية. كانت القيادات الإيرانية دخلت في سلسلة تحليلات ووجهت اتهامات في اتجاهات شتى حول المسؤولية عن هجوم الأحواز. لم ينتظر مسؤولو الحرس ووجوه سياسية إيرانية أخرى نتائج التحقيقات الأولى المفترضة، وانطلقوا في حملة مبرمجة ضد أميركا وإسرائيل وضد دولتين عربيتين، محمّلين هذه الدول المسؤولية عن الحادث، قافزين فوق حقيقتين، الأولى إعلان عدد من التنظيمات الأحوازية المسؤولية عن الهجوم إضافة الى بيانات تدعي المسؤولية أصدرها تنظيم «داعش»، والحقيقة الثانية أن هناك مشكلات حقيقية تعانيها الأقليات القومية في أكثر من منطقة في إيران، الكردية والآذرية في المناطق الغربية الشمالية، والبلوشية في الشرق والعربية في الجنوب الغربي، وليست حالات الاعتراض في عربستان بجديدة منذ أن ضم رضا شاه هذه المنطقة الى إمبراطوريته في عام 1925، منهياً حكم الشيخ خزعل في عبادان ومسيطراً على ثروات نفطية هائلة. فسكان الإقليم عانوا الأمرّين خلال حكم نظام الشاه ولم يشعروا بأي تغيير بعد مجيء الخميني الى السلطة في عام 1979. أوحت ردود فعل القيادة الإيرانية أنها ستنظم اعتداءات ضد السعودية والإمارات عبر أذرعتها وشبكاتها في المنطقة، ولم يتوقف كثيرون أمام تهديداتهم لإسرائيل نظراً الى تجارب سابقة معمرة، وانتبهوا الى ما جرى في البصرة من تهديدات أدت الى إغلاق القنصلية الأميركية وإطلاق تحذيرات أميركية مباشرة لإيران، واختارت طهران كما فعلت مرتين في السابق رداً على هجمات داخلية على مؤسساتها، القصف الصاروخي خارج الحدود، داخل العراق كما فعلت في قصف مقر كردي قبل أيام، وعبر الأجواء العراقية كما حصل قبل شهور عندما أعلنت عن هجوم صاروخي على مواقع «داعش» شرق الفرات، رداً على هجمات في طهران. تظهر طبيعة الرد الإيراني إصرار طهران على إبراز ما تعتبره قدراتها الصاروخية، وفي ذلك رسالة تهديد الى الجيران والى الأميركيين أنفسهم، ومحاولة تأكيد الحضور الإيراني في المنطقة كقوة إقليمية ودولية لا تأخذ بالاعتبار سيطرة العراق على أجوائه، إلا أنها تكشف من جهة أخرى القلق الإيراني من الضغوط المقبلة نتيجة العقوبات الأميركية. لقد كان ترامب شديد اللؤم عندما اختار يوم 4 تشرين الثاني (نوفمبر) لإطلاق دفعة جديدة من العقوبات القاسية ضد النظام الإيراني، فلهذا اليوم وقعه الخاص في الذاكرة الأميركية، حيث أنه شهد في العام 1979 عملية احتجاز عناصر السفارة الأميركية في طهران. واختيار الذكرى لتشديد الضغط على إيران لا يمكن أن يكون مجرد مصادفة. الآن اكتفت إيران برد على خصومها لا يزعج أحداً، فهي تنتظر أياماً صعبة ستحدد صراحة ما يجب فعله، والأصح ما يمكن ويجب القيام به.

 

الهويات المجروحة والمواطنة

منى فياض/الحرة/01 تشرين الأول/18

أذكر أن ابني تعرض للدغة دبور في إصبعه في منتصف العام الثالث من عمره فتورم والتهب، فكان يحمله طوال النهار متألما شاكيا ويبرزه كلما التقى أحدا كي يقاسمه وجعه. حول كل انتباهه وطاقته إلى هذا الإصبع المؤلم.

ولا بد أن معظمكم يعرف معنى ألم الضرس المصاب، يتحول كياننا كله إلى ضرس موجع.

أمرنا مع الهوية هو على شاكلة الإصبع والضرس المصابين. الهوية المهددة تستقطب جل انتباهنا وطاقتنا.

تتميز الحقبة الراهنة بشيوع الحروب والصراعات السياسية والاجتماعية والثقافية. ترتكب جرائم قتل وإبادة باسم الهويات الدينية والقومية والإثنية، تترافق مع العمل على إحداث تحولات ديموغرافية دائمة عبر الترانسفير وتفريغ الأرض من أصحابها وتهجيرهم وتجنيس المرتزقة بدلا عنهم. ما جعل من مفهوم "الهوية" الأكثر تداولا من أي حقبة ماضية.

صارت الهوية محور بحث الأنثروبولوجيين والسوسيولوجيين والنفسانيين والسياسيين المعنيين بالأقليات والجماعات الدينية والإثنية.

يتفق الكثيرون على أن مفهوم الهوية ملتبس. اختزل البعض دلالات استعماله في خمسة استعمالات، تتمثل من كون الهوية "مرجعية ناظمة" و"نواة فردية أو جماعية"، و"نتاج الفعل الاجتماعي والسياسي"، حيث تستعمل في الخطابات السياسية "كمحرض على التضامن والوحدة"، أو بصفتها "نتاجا لتعدد وتنافس الخطابات". وهذه التعريفات تكشف مدى التباس مفهوم "الهوية" وتعقيده وتباين استعمالاته.

تمايزات

في حين تميزت الصراعات التي اندلعت في المجتمع العراقي بكونها تقوم على أسس طائفية/مذهبية وإثنية؛ نجد أن النظام في سورية، الذي تتحكم به طائفة ـ أقلية حاكمة، استهدف المدنيين من أفراد وجماعات تنتمي غالبيتها للمذهب السني. الأمر الذي جعل الصراع يتخذ مظهر صراع هويات طائفية وعرقية خصوصا بعد تدخل إيران المذهبية وميليشياتها. تشرد الملايين من السكان إثر ذلك بوتيرة غير مسبوقة في التاريخ. وتم تهميش فئات اجتماعية كاملة في المجتمع ووضعوا في حالة استثنائية باتوا يشعرون معها بالتهديد على أساس طائفي.

في صراع الهويات تتعرف الغالبية على نفسها بالانتماء الأكثر عرضة للتهجم فنتماهى معه بالضبط سواء تبنته علنا أو خفية

طبيعي أن يتركز اهتمام الشخص في هذه الوضعية على المكون المقموع ويتمحور حوله. سبق لأمين معلوف أن أشار في كتابه "هويات قاتلة" أن الشخص وبعد أن يعدد لمحاوره مختلف انتماءاته يتوجه إليه المحاور قائلا: "قل لي ماذا تشعر في قرارة نفسك؟". وكأن "قرارة" نفسه لا بد أن ترتكز إلى انتماء وحيد فقط هو الجوهر المولود معه وغير قابل للتغيير. يرغمنا هذا على اختيار معسكر نقف فيه لنلتحق بصفوف قبيلتنا. هذا ما يسهم في تصنيع القتلة! بحسب معلوف.

في صراع الهويات تتعرف الغالبية على نفسها بالانتماء الأكثر عرضة للتهجم فنتماهى معه بالضبط سواء تبنته علنا أو خفية. سواء أكان اللون أو الدين أو اللغة أو الطبقة ليجتاح الهوية بأكملها. أما الذين يتشاركون فيه فيشعرون بالتضامن فيجتمعون ويستنفرون ويحمس بعضهم بعضا ويهاجمون من هم في مواجهتهم. يصبح التأكيد على الهوية فعل شجاعة وتحرر.

وغني عن القول إن ما يحدد انتماء الفرد إلى جماعة معينة هو في الأساس الرغبة في أن يشبههم وينال حبهم ورضاهم. فيخضع لتأثيرهم عليه، أي أهله وأبناء دينه الذين يسعون لامتلاكه. كما يتأثر بمن هم في مواجهته لأنهم يحاولون إلغاءه.

من هنا تحدث جروح الهوية لأن الآخرين يشعرونه بأنه مختلف وأن اختلافه وسمٌ له وعزل فيزيدونه تمسكا به. هذه الجروح هي التي تحدد في كل مرحلة من مراحل الحياة موقف الافراد من انتماءاتهم كما تحدد تراتبية هذه الانتماءات.

يعني هذا اختزال الهوية إلى انتماء واحد يصنف الناس داخل موقف منحاز وغير متسامح وتسلطي. وكأن ما تبقى من سيرة الإنسان الحر مثل قناعاته المكتسبة، أولوياته، حساسيته الخاصة وأهواءه أي حياته، لا يحسب لها حساب.

الغريب في هذه المقاربة أنها تهمل أن هذا الانتماء الحصري هو نفسه متغير وذو أوجه. فتارة يكون الانتماء في نظر البعض للوطن، ولكنه في نظر البعض الآخر يكون للدين، أو للطبقة، أو للغة. ما يعني نسبية فكرة الانتماء نفسها؛ ففي كل مرة يشعر فيها الناس أنهم مهددون في إيمانهم يبرز هذا الانتماء كمحدد حصري لهويتهم الكاملة. وحيث يطال التهديد اللغة الأم أو الجماعة الإeنية لا يترددون في مواجهة ضارية مع أبناء دينهم نفسه كما يحصل بين الأتراك والأكراد المسلمين. أو بين العرب أنفسهم في الصراع السني الشيعي المستجد. غالبا ما تكون هويتنا المعلنة منسوخة سلبا عن هوية خصمنا.

الهوية الفردية

تحيل الهوية الفردية إلى ما لدى الشخص من تفرد وخصائص. وهي تشمل مفاهيم مثل وعي الذات وتمثلها، والثابت والفريد وكل ما هو نفسه أي المتماثل عند الشخص الواحد. إلى حد يجعل من أماريتا صن يتساءل: هل يتطابق الفرد مع نفسه؟ بمعنى آخر هل ينظر الشخص في نفسه إلى نفسه كما يُنظر إليه من الخارج؟ فكيف يمكن تعريف ما هو غير ثابت بشكل ميكانيكي كمتماثل مع نفسه؟ فكيف هي الحال عندما نجعل من هذه الهوية متطابقة في هوية واحدة مع الآخرين أو جماعة معينة؟

هويتي هي ما يجعلني لا أشبه أي إنسان آخر، لأنها نتاج تركيب ذهني، وهي عملية واعية حينا وغير واعية أحيانا أخرى مرتبطة بتاريخ الشخص وتجاربه. فالهوية ليست معطى ثابتا، محددا، جامدا، إنها عملية جمع وتفضيل، منفتحة على مؤثرات عدة، ومستمرة مدى الحياة.

هل الهوية اللبنانية أو السورية أو العراقية مهددة؟

نسمع كثيرا عن شعوب لبنانية وشعوب سورية أو عراقية، وعن غلبة الهوية الطائفية على الهوية الوطنية. فما هي صحة هذه التوصيفات؟

يشكل مفهوم "الهوية الاجتماعية" عنصرا ديناميكيا. فالهوية الاجتماعية هي "وعي" الفرد بانتمائه إلى جماعة تاريخية توفر له إطارا وظيفيا لإشباع حاجته إلى الأمن النفسي، وإطارا مرجعيا لصياغة منظومة قيمية ـ ثقافية تنظم إدراكه للعالم وتفاعله معه وتقييمه له. يتم هذا في إطار السعي نحو إنجاز أهداف جماعية مشتركة، دون أن يتعارض ذلك مع أهدافه الفردية الخاصة.

يعرف إرنست رينان الوطن كروح وكمبدأً فكري. شيئان يشكلان شيئا واحدا في الواقع أي روح هذا المبدأ الفكري. أحدهما في الماضي والآخر في الحاضر. أحدهما امتلاك تراث مشترك وغني من الذكريات والتجارب، والآخر هو التوافق الراهن والرغبة في العيش المشترك، وإرادة الاستمرار في اعتبار هذا التراث الموروث غير قابل للاقتسام. وكما أن الإنسان لا يصنع نفسه بنفسه بل بتفاعله مع المحيط، الوطن أيضا كالفرد، هو نتاج ماض طويل وجهود وتضحيات وتفان. إنه امتلاك أمجاد مشتركة في الماضي وإرادة مشتركة في الحاضر؛ إنجاز أعمال كبيرة معا والرغبة بإنجاز غيرها أيضا؛ هذه هي الشروط الأساسية لكي نكون شعبا.

الهوية الاجتماعية للفرد لا تتماثل على الدوام مع هوية الإطار السياسي للبقعة الجغرافية التي يحيا فيها

ويمكن القول إن هذه التوصيفات تنطبق بنسب متفاوتة على أفراد الجماعة البشرية القاطنة ضمن الحدود الجغرافية للدولة اللبنانية أو السورية والعراقية. والأحداث الراهنة في العراق تبرهن ذلك.

ما ينبغي تسجيله في هذا المجال أن الأحداث السياسية تتميز بأنها سريعة ومتغيرة أما سيكولوجيا البشر فعميقة وبطيئة وبالتالي لا تتغير مع التغيرات والتبدلات السياسية الآنية.

كما أن الهوية الاجتماعية للفرد لا تتماثل على الدوام مع هوية الإطار السياسي للبقعة الجغرافية التي يحيا فيها. وأهم مثال على ذلك الفلسطينيون الإسرائيليون، والعرب أنفسهم حيث أن وجودهم في دول وطنية ذات أطر سياسية متباينة لم يمنع من ديمومة مفهوم العروبة كجزء مكمل للهوية لديهم وكأحد أوجه الهوية الاجتماعية. أيضا لم يمنع تبعثر الأكراد في عدة أقاليم متجاورة من تمسكهم النفسي الصلب بهويتهم الكردية التاريخية.

إن المنظومة النفسية الجمعية لأي جماعة، تتشكل على امتداد زمني طويل، ولا تطرأ عليها تغيرات جوهرية إلا بعد وقت طويل أيضا؛ بمعنى أن الحدث السياسي ـ بسبب سرعته ـ قد يفرض شروطا تاريخية معينة على السلوك الظاهري لجماعة ما، من دون أن يعني ذلك قدرته بالضرورة على إحداث تغييرات مماثلة لمنطق تلك الشروط في المنظومة النفسية الداخلية لتلك الجماعة. فالحدث السياسي (خصوصا عندما يكون مفروضا من الخارج) يتحرك ويموضع نفسه في الزمان أسرع بكثير مما يفعله الحدث السيكولوجي المنبثق عنه لدى الفرد والجماعة، بالرغم من الصلة الجدلية بين الحدثين. وهذا ما يفسر قدرة شعوب كثيرة على الاحتفاظ بهويتها الوطنية والثقافية على مدى سنين طويلة من الاحتلالات وحكم الجيوش الاستعمارية الغازية لها.

 

نزيه أبو عفش الخائف.. عودة الصقر إلى الربوع

إميل منعم/العربي الجديد/01 تشرين الأول/18

الشاعر الصديق نزيه أبو عفش خائف. وخوف الشاعر دلالةٌ عميقةٌ على عطْبٍ في سويّة الحياة وانتظام سيرها. أحسبُ أن خوف الشاعر ليس أقلّ من تحذيرٍ ضمنيٍ من بلوغ الهاوية، ولهذا علينا الإنصات جيداً إلى خفقان قلبه بين السطور.

لا غرابة في أن يخاف الشاعر نزيه أبو عفش. هو ابن سورية الجريحة، وأحد الأصوات التي دوّت فيها طويلاً. بل الغرابة، كلّ الغرابة، إذا كان لا يخاف في بلدٍ زُجّ من قادةِ الرأي في سجونه ومعتقلاته، أكثرَ مما أُلحِق منهم في الجامعات والمدارس. وذاق معارضوه صنوفَ تعذيبٍ لم يعرفْها تنويريّو عصر الظلمات، واختُرق المجتمع فيه، من أقصاه إلى أقصاه، بمختلف فرق البطش والتنكيل، حتى غدت تقنيات الترهيب ونشر الخوف أهمّ صناعاته الوطنية.

من الطبيعي أن يخاف الشاعر الصديق، ومن الطبيعي أكثر أن يُجاهر بهذا الخوف في كل سانحة. وهو ما برح، منذ سنواتٍ، يقوم بهذه المهمة، كتاباتٍ ومقابلات ورسائل.

نعم، عليه أن يخاف، بل ويرتعب، في وطنٍ عزّت فيه الكرامة على طالبيها، إلى درجة إفنائهم دونها. وغدا مطلبُ الحريّة فيه لا يكلّف أقلّ من أن يُشرَّد شعبٌ بأكمله، ويُدفن أحرارُه أحياءَ على مرأى من العالم. وأن يَستدرِج حاكموه ذئابَ الأرض لتنهشَه من كل جانب. ويوزّعوا نواحيه على جيوش الفتح والإرهاب، فقط، لكي تُفوَّتَ الفرصةُ على تحقيق هذا المطلب البسيط لشعبه: الحريّة.

"تتكشّف رميات أبو عفش عن لغوٍ ورغاوةٍ وزبد، لا تليق إلا بدعائيي السلطة، وخدّامها الأمينين"

لكن ما القولُ إذا لم يكن هذا كله ما يخافُه نزيه أبو عفش؟ "أنا فعلاً أخاف المثقفين، وأنا لا أحترم الكائنات التي أخافها، ومن بين كل من عاشرت، طوال عقود حياتي الماضية، أكثر من خفتُ منهم هو صنف المثقفين". هذا ما يجود به أديبٌ على الملأ، فوق دخان بلاده من دون حرج، ومن دون أن يعتريه شعورٌ بالحاجة إلى التمييز بين مثقف وآخر. ولا يبوح لقرّائه بمن هم هؤلاء الذين يعرّفهم بالمثقفين، فهم عنده صنفٌ وحسب، "فهناك مثلاً صنف الدجاج، الأسماك، الثيران، الذئاب، البشر، وهناك المثقفون الذين أخاف منهم".

وبتنزيه نفسه عن هذا "الصنف"، يكون شاعرنا، عن حق، قد اعترف بنصف الحقيقة، مدفوعاً بالقصويّة المثيرة التي يتمتّع بها عادةً، المتبارون من شعراء الزجل في الأرياف. أما النصف الآخر من الحقيقة فهو الإيهام بأنّه مثقّف من صنفٍ مختلف. يقف مع "الممانعين" في مواجهةِ الإرهاب والمؤامرات الكبرى وصدّ العدوان. وأما الآخرون الذين يخافهم، ممن تقدّموا صفوف المتظاهرين في طلب الحرية، أو تشرّدوا في جهات الأرض، فعملاءُ ومأجورون. وإذا كان هذا ما رمى إليه، فليسمحْ لنا شاعرُنا الكبير، بأن لا نقرأَ في خوفه تحذيراً من بلوغ أيّة هاوية، بل تحذيراً من قرب إعلان ساعة الحداد على نخبة، آلت إلى هذا الحدّ من الهشاشة والوضاعة.

ليس أبو عفش وحده بين من انتظرهم شعبهم ليكونوا رمح المواجهة أمام من يستهين بكراماتهم منذ عقود، فأخلفوا الوعد ولم يصلوا. بل على العكس، انكفأوا إلى مسرح وهميّ، رتّبه لهم دهاةُ الحروب الأهليّة لمقارعة طواحين الإرهاب. ولا بأس بتذكيرهم أن إسرائيل، هي الأخرى، ما زالت تحارب "الإرهاب" منذ نشوئها. بل كشفت الفصول الأخيرة من مسرح المواجهات، في طول عالمنا العربي وعرضه، عن مأساة هذه النخبة وشحّها. كما كشفت، بوضوح شديد، أن محنتنا، في جانب كبير منها، ثقافية بامتياز.

إن نِصف قرن من إرهاب الشعب السوريّ، ودَوسِ كرامته، واستغلال ثروته، ومصادرة حريّته، لم يكن زمناً كافياً لحَمْل السيد أبو عفش على الاعتراف بحقّ شعبه في التظاهر السلميّ مطالباً بحقوقٍ، من المعيب أن تبقى موضعَ سؤال، في زمنٍ تُسنّ فيه القوانينُ، وتنهض المؤسساتُ للدفاع عن حقوق الحيوانات السائبة. حتى يخرجَ بهذا الإعلان المخجل والفج والعقيم: "هم لن يمهلوا النظام السوري للقيام بالإصلاحات، فهذه لا تكون في يوم وليلة.. الإصلاح لا يتحقق في ست ساعات، ولا في ستة أشهر". ما يقوله الشاعر، وهو أقرب إلى الكوميديا، لا يعبّر بالتأكيد عن قناعةٍ، بل عن ارتباكٍ وهروب، في لحظة انكشاف عجز المثقّف عن النهوض بدوره، في أصعب لحظةٍ يمرّ بها شعبه.

"إذا انهار النظام في سورية الذي عارضتُه أربعين عاماً إلى أين سأذهب؟ إلى المعارضة؟ أنا أخاف من هذه المعارضة التي ابتدأت مشوارها ومنذ الأسابيع الأولى بشعار: لا للحوار". نعم، إنها محنة ثقافية، وليس أشد ّمدعاة للأسى من "مثقّفٍ" يجهد، حتى باستخدام التزوير، في صدّ الماضي، ومنعه من أن يصير ماضياً.

"نسيج آرائه المهلهل، ووعيُه الضامر الذي يملي عليه مواقفه المخزية، وقد بلغت حدّ تمجيد السفّاحين، أعجزُ من أن ترتق ثوب رضيع، فكيف بستر عورة نظام"

لم ينجحِ القتلةُ باستدراجهم الإرهاب، لتبرير براميلهم المتفجرة فوق المشافي ورياض الأطفال، بقدر نجاحهم في تقديم هذا الإرهاب ذريعةً سهلةً لمن يريد تبرير التقاعس والنكوص. لقد غدا وهم مقارعة الإرهاب أحد مستحضرات التجميل الأكثر انتشاراً بين حماة الماضي، ومنافقي القتلة، لإضفاء بريقٍ اصطناعيٍّ على وجوهٍ، ألفاها شاحبةً دمُ الأبرياء المتسرّب من الأنقاض.

ليس الترهيب سلاح المستبدّ، بل قوامه. وعندما ينجح نظامٌ في إخافة المثقف، يكون قد نجح، ليس في تدعيم سلطانه وحسب، بل في تعقيم الحياة وتبديد الأحلام وإطفاء الأمل.

وظيفة المثقّف التي لا مساومة فيها هي إرهاب السلطة، لا الخضوع لإرهابها. ما يعوزه امتلاك عدّة معرفية واسعة ومركّبة ونقديّة، تسمح له بمعاينة حيَل السلطة في تزييف الوعي، وكشف مخططاتها المفضية إلى تشتيت قوى المجتمع وتحييد نخبه. وجعل العمل الدؤوب على إرساء سلطته المضادة هدفاً مركزياً لمسيرة كفاحه النبيل.

لا توحي رمياتُ أبو عفش الطائشة بأيّ همّ من هذا القبيل، بل تتكشّف عن لغوٍ ورغاوةٍ وزبد، لا تليق إلا بدعائيي السلطة، وخدّامها الأمينين. ما من أحدٍ يدفع بجهوده في صراع مفتوح مع سلطة القهر، ويتحمّل تبعات هذا الصراع، ما لم يكن وعيه التاريخيّ غامراً شعوره بكل اللحظات العابرة. وما لم يضع قيمه الأخلاقيّة في سويّة وجوده.

ليس أبو عفش معادياً لشعبه، ولا خادماً للسلطة بالتأكيد. وفقاقيعه التي يطلقها في الصحافة ومواقع التواصل لن يفيدَ منها نظام القتلة في شيء، فنسيج آرائه المهلهل، ووعيُه الضامر الذي يملي عليه مواقفه المخزية، وقد بلغت حدّ تمجيد السفّاحين، أعجزُ من أن ترتق ثوب رضيع، فكيف بستر عورة نظام، تنكشف ممارساته عن أكبر جرائم العصر. ولكن أقوالاً كهذه لها أن تثير الشفقة على بؤسه، وبؤس النخبة التي ينتمي إليها. عدا ما تثيره من استفزاز للمشاعر بين من أصابهم العدوان بشظاياه، أو من تشرّدوا في مسالك الأرض، أو طُحنت عظامُ أبنائهم في غياهب السجون، ففي بساطة الكلام الاستفزازي دليلٌ إضافي ودامغ على قوامٍ ثقافي هزيل، ليس صعباً على السلطة إرعاب صاحبه، كما تُرعب الأبرياء الآخرين. في حين أن المثقف الحقيقي أكبر من أن يُروّضه خداعُ السلطة، أو أن يُغمزَ له جانبٌ، أو أن يُقعقعَ له بالشِّنان.

يخاف المثقف، ومن حقّه أن يخاف، ولكن عندما يكتب لا يكتب بدافع الخوف، بل بدافع الألم. ذاك الألم الذي يسطع منه الموقف الأخلاقي فوق كلّ صوت ونبرة.

لقد سقط محمد الدرّة في زمن محمود درويش، فوجد من ينتشله من وهدة الدم، ويطبعه في ضمير العالم. أما الالتفات إلى حمزة الخطيب ورفاقه، ففيه نشازٌ مُفسدٌ لمظنّة الإرهاب ومعزوفته، فلا غضاضة من تركهم ليُدفنوا في العراء. هنا ينجلي الفارق بين معنى أن تكون مثقفاً جديراً بهذه التسمية وأن تكون ثقافتُك قناعاً من الزيف.

حشد بطرس الناسك فقراء فرنسا تحت راية الدفاع عن قبر المسيح، وزجّهم وقوداً في الحروب الصليبيّة على الشرق، ولم تنجح خُطبُه المفوهّة في إضفاء أية شرعيّة على دعواه، التي لم تكن سوى ستارٍ "مقدسٍ" لحرب استعماريّة دامت قروناً. وبعد ألف عام بالتمام، سيعاودُ التاريخ تمثيل هذه المهزلة بين ظهرانينا، حين يقفُ من يحشد الفقراء تحت راية مشابهة: "الدفاع عن مقام السيدة زينب"، ويشنّ حرباً، "مقدّسة" هي الأخرى، على أبناء سورية في عزّ انتفاضتهم. هنا يتوقف التاريخ عند السيد نزيه وأمثاله، فيُحْجِم عن إكمال الحكاية حتى نهايتها. الحكايةِ الأليمةِ التي اكتملت فصولُها بهذا الدمار الكبير تحت أكثرِ الشعارات طائفيّةً وعدوانيّةً في

"ما يكتبه أمثال نزيه في "حب الوطن" يجعل من أوطانهم خِيَماً معزولة على طرف الصحراء" العصر الحديث. لا يفلح "الممانعون" في إكمال الحكاية، لسببٍ بسيط، هو أن الحجّة جاهزة لا يرقى إليها الشك. العدوّ لا يأتي إلا من الغرب، فالعدوان طبيعة جوهريّة في الشعوب والبلدان.

"لا ينسى أحد أنني رجل ماركسي شيوعي علماني، لي عدو وحيد على هذه الأرض، هو النظام الأميركي، وعندما أقول النظام الأميركي، فضمناً أعني إسرائيل". واستتباعاً، فلنتصوّر، إذا صودف أن جاءنا عدو من مكان آخر، كيف على "الممانعين" تقديم الاعتذار إليه، لاستحالة إدراجه في لائحة الأعداء، حفاظاً على "قانون طبيعي"، يحصر العداوة بأميركا وإسرائيل ويقفل الباب. ليس في تصريح كهذا خفّة وحسب. هو استهلاكٌ ممجوجٌ لمقولة "العدوّ الأوحد"، والتي لا يريد مسوّغوها تضخيم خطر إسرائيل، بمقدار ما يريدون بها التستّرَ على أعداء آخرين، لا يقلّون عنها خطورةً على أوطاننا واجتماعنا.

هل الإرهاب فعلاً هو ما يخيف نزيه أبو عفش؟ إذا كان الأمر كذلك، قد يكون من الحكمة غضّ الطرف عن سقطاته، بإحالتها إلى قصورٍ في موضعةِ دور الإرهاب في الصراع السوري، وكيف يتم خرطه وتوظيفه بين أسلحة القهر الكثيرة. ولكن هل الأمر كذلك؟

مرّة في باريس، في أواخر الثمانينيات من القرن الماضي، كنا شلّة من الأصدقاء السوريين، بينهم نزيه أبو عفش، وأنا. لم تكد جلستنا تبدأ حتى عكّرها الأستاذ نزيه، وسط استغراب الجميع وذهوله، باعتراضه العنيف والهستيري على نكتةٍ رماها الراحل جميل حتمل عن قوات الردع السورية في لبنان. اكتشف شاعرُنا فجأةً أن بين الوطن وسلطته عروةٌ وثقى لا تنفصم، فقلب ظهر المجنّ، وكرجت من تحت لسانه خيولُ القبائل من البيد، وألقى على جميل درساً عرمرماً في الوطنية، مستخدماً كلاماً شوفينياً مريعاً.

تغاضينا، حاملين ردّ فعله المفاجئ على زلّة لسان، أو اضطرابٍ عارض خارج عن السيطرة. ولكن ما فجَعَنا به وقتها، أبى إلا أن يكرّره بفاجعةٍ أعظم في عام 2005، عندما نشر شاعرنا في صحيفة السفير اللبنانية مقاله المسهب في هجاء اللبنانيين، في "موقعة" خروج الجيش السوري المحتل من أرضهم، فكالهم أقذع الشتائم لدى مطالبتهم بخروج من أذاقهم ما لم يعد خافياً على أحد، من صنوف الإذلال والاغتيالات والنهب وتكميم الأفواه. بل أكثر من ذلك، وجد في تلك المطالبة الشعبيّة نكراناً للجميل، فكتب بين ما كتب: "الاهتمام والرعاية اللذان أولاهما النظام السوري للشعب اللبناني كان من الأجدى أن يكونا من حظ الشعب السوري، وأنه من يحتاج إلى حماية ورعاية".

تصوّر أنّه يتمنّى للشعب السوري نِعَمَ النظام، وكأن الأخير، على مدى خمسين عاماً من الاستبداد، كان مقصّراً في إغداقها على شعبه. وما أكثرها من نِعَم! أي إرهاب هذا الذي يعيد الشاعر الصعلوك صاغراً إلى القبيلة. ويخنق في الصقر المرقّط "نعقته البربرية فوق أسطح الدنيا"؟ أي إرهاب يجرّ قرن الحداثة إلى زمن المعلّقات، ولم يكن شاعرنا، فيما مضى، يخفي إعجابه بلمعة صديقه الشاعر حسن عبدالله، عنما كتب: "وإن وطني صار ثوراً/ أنازلْه وأجندلْه في ثوانْ".

"المثقف الحقيقي أكبر من أن يُروّضه خداعُ السلطة، أو أن يُغمزَ له جانبٌ، أو أن يُقعقعَ له بالشِّنان"

أي إرهاب يبرّر ضيق التنفس هذا، ويسوّغ التنكّر لنداء الحريّة، وطيّ الأجنحة والعودة بها إلى الأقفاص؟ كان مفخرةَ فرنسا عندما كتب سارتر "عارُنا في الجزائر"، مُديناً سلطة بلاده، ومكرّساً تقليداً كبيراً يسمو بالمثقف ودوره إلى فضاء إنساني رحب، دونه السلطات جميعاً.

ما يكتبه أمثال سارتر في سلطة أوطانهم يجعل من هذه الأوطان قلب العالم. وما يكتبه أمثال نزيه في "حب الوطن" يجعل من أوطانهم خِيَماً معزولة على طرف الصحراء. ولكن هل تجد، عند بلوغ الحضيض، من يكتب "عارنا في الربيع العربي"، بدل أن يمجّد العارَ وأهلَه ويشتم الربيع وبواكيره؟

أقول لمن جمعتنا الصداقة ذات يوم: إن مناجاة الله واستحضار التوابيت على قارعة كل قصيدة، قد يرفع منسوب الصوت، لكنّه لا يمنع انخفاض المعنى إلى قاعٍ يشحّ فيه زيتُ المروءة، وينحني غصنُ الكبرياء، فيسهل تبادل المكرمات فوق جثث الضحايا.

سيبقى صوت الألم نشازاً، ولو غمرتْه الأناشيد، وسيبقى اختلالُ العدالة اختلالاً في إيقاع العالم، ولو رُصِفتْ دروب الأرض بالشعر والموسيقى.

 

انتخابات "الجهاد الإسلامي".. إدارة إيرانية كاملة

علي الأمين/العرب/02 تشرين الأول/18

زياد نخالة أمينا عاما لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، خلفا لرمضان عبدالله شلح الذي يعاني من غيبوبة، ومن وضع صحي متدهور، بحسب مصادر فلسطينية مطلعة ومتابعة. انتخب نخالة وهو من القيادات العسكرية المقيمة خارج فلسطين، في دمشق تحديدا، ويذكر أن عملية الانتخابات تمت في ظل تشكيك في شروطها الديمقراطية، وسط اتهامات من قبل بعض المنتمين إلى حركة الجهاد بأن نتائج الانتخابات هي تعبير عن الإطباق الإيراني الكامل على الحركة.

جدير بالذكر أنّ مؤسس حركة الجهاد فتحي الشقاقي قضى نتيجة عملية اغتيال نفذها جهاز الموساد الإسرائيلي في جزيرة مالطا أثناء عودته من ليبيا عام 1995 والتي كانت آنذاك تحت الحصار الدولي. في سنواته الأخيرة كان الشقاقي حسب مصدر قريب من “الحركة” في حالة صدام مع إيران التي كانت تدعم ماليا هذا التنظيم، وكان الشقاقي يواجه قبل استشهاده محاولة إيرانية لشق حركة الجهاد وتشكيل مجموعة منها باسم حزب الله فلسطين، ويضيف المصدر أنّ الضغط على الشقاقي في ذلك الحين كان عبر تشكيل لوبي إيراني داخل الحركة لابتزازه، لذا كان ردّ الشقاقي عبر توثيق وتعميق العلاقة مع السودان لا سيما القيادي الإسلامي الراحل حسن الترابي، وحتى مع ليبيا، التي استشهد أثناء العودة من رحلة إليها، وهي رحلة كانت بغرض الحفاظ على العلاقات مع معمر القذافي، وبغاية فتح نافذة على العرب وعدم إبقاء بيض حركة الجهاد في السلة الإيرانية.

بعد استشهاد الشقاقي تمّ انتخاب الأمين العام رمضان عبدالله شلّح في العام 1995خلفا له، ويعود لشلح بحسب المصدر وضع “الحركة” تحت العباءة الإيرانية، قال مقولته الشهيرة “إذا اقترب منهم تيسير الخطيب خطوة (أحد القيادات المقربة من إيران بالحركة آنذاك) سأقترب منهم مئة” فقطع العلاقة مع ليبيا التي كان الشقاقي متحمسا لها، وكذلك فعل مع السودان وأبقى أوراق الحركة بالكامل في قبضة الإيرانيين الذين سيطروا تماما على الحركة أو ما تبقى منها بعد انهيارها مؤسساتيا وتنظيميا.

هيمن رجال إيران وتحكموا مباشرة بقناة فلسطين اليوم، الناطقة باسم الحركة التي تنقل مباشرة ودائما، خطب أمين عام حزب الله حسن نصرالله بما يعكس موقفا متبنيا لكل خيارات الحزب، لا سيما تلك المتصلة بتدخله العسكري في سوريا من جهة، والتدخل في البلاد العربية الأخرى من جهة ثانية، فيما لا تبث هذه المحطة خطب الشيخ رائد صلاح على سبيل المثال، لا سيما تلك التي يدافع فيها عن المسجد الأقصى. كما نجح الإيرانيون في خلق قناة اتصال مباشرة مع الجناح العسكري لحركة الجهاد في الداخل، عبر زياد نخالة، والمسؤول العسكري أكرم العجوري، وهو الأمر الذي كان يرفضه الشقاقي حتى اليوم الأخير في حياته.

مع دخول رمضان شلح في غيبوبة منذ شهور سعى الإيرانيون بحسب المعلومات، لتنصيب زياد نخالة أمينا عاما، وأرادوا مخرجا شكليا لتحقيق ذلك واصطدموا بثلاثة معوقات. أولا المطالبة المستمرة بعقد مؤتمر عام للحركة يناقش كل المرحلة الماضية، منذ انعقاد المؤتمر العام الأول والأخير في ظل قيادة فتحي الشقاقي عام 1992، ورفض رمضان شلح بعد ذلك عقد أي مؤتمر، وحتى قام بحل مجلس الشورى المركزي المنتخب من قبل مجالس الشورى المنتخبة في الداخل. ثاني المعوقات، طموح محمد الهندي للقيادة وهو أحد مؤسسي الحركة ورغبته في خلافة شلّح، واعتباره أن نخالة غير جدير بالمنصب. أما ثالثها فهو المطالب الإصلاحية التي يمثلها الشيخ نافذ عزام في غزة، وهو أحد المؤسسين الأوائل وأقربهم إلى الشقاقي. تمّ تجاوز النقطة الأولى، أي فكرة المؤتمر والحديث عن الظروف وصعوبة عقد المؤتمر لدواع أمنية ولوجستية، علما أن شلّح كان قد قال قبل سنوات وحسب مصادر فلسطينية قريبة من الجهاد إنّ عقد مؤتمر وانتخابات في التنظيم، سيؤدي إلى تفجير وانقسام الحركة، كما يحدث في دول العالم الثالث. وتمت الاستعاضة عن المؤتمر قبل أيام، بإجراء انتخابات شكلية في سوريا ولبنان، وعدم إجراء انتخابات في الضفة الغربية والسجون الإسرائيلية، لكن بقيت عقدة الانتخابات في غزة، حيث يتركز التنظيم مع صعوبة كبحها أو إجراء انتخابات معلبة.

تم منع إجراء انتخابات لمنصب أمين عام حركة الجهاد، واختارت إيران زياد نخالة وأكرم العجوري لقيادة حركة الجهاد، مع أنه بشكل فعلي، لم تجر انتخابات في الضفة الغربية، ولا في السجون كما تفعل حماس الهندي اعتبر نفسه مؤهلا لخلافة شلّح، لكنه واجه انتقادات بسبب علاقته الحميمة مع حركة حماس، وقيل له إنّ القرار الإيراني حاسم لجهة اختيار نخالة، ولن يتم السماح بإجراء انتخابات على منصب الأمين العام من الأساس، فوافق على مجاراة التيار والقبول بالأمر الواقع، مقابل السماح له بالترشح عن الخارج وليس الداخل، مع توفير بعض المكاسب الشخصية والتنظيمية له، منها الحديث عن تعيينه نائبا للأمين العام وتكليفه بعض المهام السياسية التشريفية. مع حل معضلة الهندي بقيت عقدة الشيخ عزام الذي أصر على الترشح لمنصب الأمين العام حتى ليلة الانتخابات، وتحدث عن أجندة إصلاحية للحركة ومراجعة للمرحلة السابقة، مع تشديده على الاستئثار والفساد خاصة في بنية الحركة في غزّة تحت قيادة الهندي، واقترابه من حماس وقيادتها.

عزام رفض كل الوساطات، وأصر على الترشح لمنصب الأمين العام في مواجهة نخالة، فتدخل الجناح العسكري للحركة بأوامر من الخارج للضغط عليه، بحجة أن انتخاب أمين عام من الداخل سيزيد من الأعباء عليه وسيعسر حمايته أمنيا وسيكون هدفا سهلا للاحتلال الإسرائيلي، لكن هذه الذريعة كان الرد عليها أن قائد حركة حماس ومسؤول مكتبها السياسي يعيشان في غزة. في مجريات الانتخابات وإدارتها، تمّ تكليف أنور طه مسؤول قناة “فلسطين اليوم” بقيادة اللجنة الانتخابية، وهي القناة الممولة والمدارة إيرانيا، ولأن طه أيضا مرشح للانتخابات، ما وضع علامات استفهام من داخل الحركة على نزاهة واستقلالية العملية الانتخابية في سوريا ولبنان. وبحسب المصادر نفسها فقد تمّ إجراء انتخابات صورية للمكتب السياسي بعد حسم منصب الأمين العام. وتنقل المصادر التي واكبت الانتخابات أنه شارك فيها موظفون وحتى مرافقون في لبنان وسوريا، فيما تم منع قادة من الرعيل الأول مثل المحامي إبراهيم أبومر وطلعت العمصي (الضبع) من المشاركة في الانتخابات خشية الترشح وبعثرة الأوراق، لذا وبحسب المصادر نفسها فقد تمّ ترتيب الإعلان عن فوز نخالة بمنصب الأمين العام بالتزكية، وترتيب الفائزين في الخارج حسب ما هو مخطط مسبقا، وعقدت التحالفات بحيث يأتي أكرم العجوري أولا، ثم محمد الهندي ثانيا، وأنور طه ثالثا، وعبدالعزيز المينياوي رابعا، وهم من فازوا بالمراتب الأربع المخصصة للمكتب السياسي بالخارج رغم أنهم جميعا من غزة.

أمّا الضفة الغربية فلم تجر فيها انتخابات ولم يتواجد أي ممثل عنها في المكتب السياسي، علما أنّ الناطق باسم الجهاد داوود شهاب قال وهو يعلن عن النتائج في غزة، إن الانتخابات أجريت في “الضفة” والسجون وحتى مناطق 48، وهو ما فضح “الكذبة كلها” حسب المصادر المتابعة لما يجري داخل حركة الجهاد.  بقيت عقدة الانتخابات في غزة مع صعوبة تمريرها كما حصل في لبنان وسوريا، فتمّ التحالف ضد عزام باعتباره الصوت المعارض لتحالف الخارج، وتجرأ على الترشح لمنافسة نخالة، وتمّ ترتيب أوراق وتقديم إغراءات مالية لشطبه ولاستبعاده من المكتب السياسي، إلاّ أنّ ذلك لم يكتب له النجاح، ورغم أنه لم ينل المرتبة الأولى إلا أنه فاز بعضوية المكتب السياسي مع داعمين له. الخلاصة أنه تم منع إجراء انتخابات لمنصب أمين عام حركة الجهاد، واختارت إيران زياد نخالة وأكرم العجوري لقيادة حركة الجهاد، مع أنه بشكل فعلي، لم تجر انتخابات في الضفة الغربية، ولا في السجون كما تفعل حماس، حيث قيل إن الهندي سيتولى المسؤولية عنهما تحت إشراف النخالة والعجوري، والانتخابات جرت فعليا في غزة، مع محاولات غير ناجحة لمعاقبة المعارضين وإخراجهم من الهيئات القيادية.

*علي الأمين/كاتب لبناني

 

روسيا بين الوجود الإيراني في سوريا والحيرة مع إسرائيل

سام منسى/الشرق الأوسط/01 تشرين الأول/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/67815/%d8%b3%d8%a7%d9%85-%d9%85%d9%86%d8%b3%d9%89-%d8%b1%d9%88%d8%b3%d9%8a%d8%a7-%d8%a8%d9%8a%d9%86-%d8%a7%d9%84%d9%88%d8%ac%d9%88%d8%af-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d9%8a%d8%b1%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%81%d9%8a-%d8%b3/

إن حادثة إسقاط الطائرة الروسية في سوريا ظهّرت مجدداً حالة الضياع والفوضى؛ بل الخواء السياسي، التي تعيشها القوى المتصارعة والمتحالفة فوق الجغرافيا السورية. فالحادثة وما تلاها من ردود فعل من الجانبين الروسي والإسرائيلي معاً، عززت وهَن ما سمي التفاهم الروسي - الأميركي - الإسرائيلي بعد معركة الجنوب السوري، لا سيما لجهة الإعلان عن إبعاد إيران وميليشياتها مسافة 80 كيلومتراً (كلم) عن الحدود مع إسرائيل، وأحيانا 140 كلم، كما أعلنت موسكو بعيد إسقاط الطائرة في 17 سبتمبر (أيلول) الماضي.

على الرغم من القرار الروسي تسليم الجيش السوري منظومة صواريخ «إس 300» وأجهزة إلكترونية حديثة ومتطورة من شأنها منع أو إعاقة تحليق الطيران الإسرائيلي فوق الأراضي السورية، فإن أكثر من جهة تردد، وفي معظم وسائل الإعلام، أن التعاون الوثيق بين موسكو وتل أبيب سيستمر، وأن الخلاف بينهما لن يتجاوز حدوداً معينة في ظل سعي كل طرف لإنقاذ ماء الوجه.

وعلى عكس ذلك، يرى مراقبون عديدون أن هذا التفاهم الروسي - الإسرائيلي هو في الأساس ضد الطبيعة، لأنه يقوم على اعتبار أن روسيا تلعب دور الوسيط النزيه بينما في الواقع هي طرف رئيسي في النزاع.

المرجح أن استخدام الصواريخ سيكون محاصراً بخطوط حمر روسية وتحت إدارة روسية مباشرة، كما الأجهزة الإلكترونية الحديثة، التي تهدف أساساً إلى حماية القوات الروسية البرية والجوية. ومع ذلك، يبدو أن التطورات الأخيرة سوف تدخل العلاقات الروسية - الإسرائيلية خصوصاً، وجراءها المنطقة عموماً، في مرحلة جديدة قد لا تشبه المرحلة التي سبقت إسقاط الطائرة، وتفتح الباب أمام تحولات وأبعاد عدة.

التحول الأول هو أن إسرائيل أصبحت أكثر انزعاجاً وقلقاً من الوجود الروسي في سوريا. منذ بداية التدخل الروسي في سوريا، تعاملت إسرائيل مع هذا التدخل بمثابة أمر واقع لا طاقة لها بتغييره، وحاولت منذ اليوم الأول احتواءه والإفادة منه قدر المستطاع. بات أوضح للعيان اليوم أن الوجود الروسي في سوريا يعقد ويربك أكثر فأكثر قدرة إسرائيل على مواجهة إيران وميليشياتها في سوريا.

هذا في وقت لم تمارس فيه موسكو أي ضغوط جدية لتقييد الحراك الإيراني السياسي والأمني أو العسكري في سوريا، بدليل أن الطيران الإسرائيلي كان لا يزال حتى يوم إسقاط الطائرة يغير على مواقع عسكرية إيرانية. وعليه، يجوز القول إن القدرة الإسرائيلية العسكرية في سوريا تتراجع، فيما الوجود الإيراني إذا صح أنه لم يتوسع أكثر، فإنه لم يتقلص. يضاف إلى ذلك عجز موسكو عن التموضع في دور «الوسيط النزيه» القادر على ضبط إيقاع التوتر الإيراني - الإسرائيلي في سوريا.

التحول الثاني هو سقوط الرهان الإسرائيلي، الذي يصفه بعضهم بـ«الوهم»، على قدرة النظام السوري على استمرار لعب دوره السابق في حماية الحدود الإسرائيلية، كما سقوط الرهان بعد معارك جنوب سوريا على القدرة على إبعاد إيران عن الحدود والمحافظة على الهدوء الذي تميزت به منذ عام 1974. وحتى إذا صح أن إيران وميليشياتها ابتعدت عن الحدود مسافة قصيرة أو بعيدة، فإن فعالية وتأثير إيران ومخابراتها وميليشياتها وتغلغلهم في مفاصل الجيش السوري يشكل تهديداً على الرغم من التفوق العسكري الإسرائيلي الأكيد في الإقليم.

التحول الثالث يتمثل بماهية الرد الإسرائيلي المقبل على محاولات إيرانية جديدة لتهريب أسلحة إلى لبنان أو تمكين ميليشياتها في سوريا. يبدو أن إيران مصممة على مواصلة عملياتها، وإسرائيل مصممة على منعها. وتصبح المشكلة أكثر تعقيداً إذا كانت الضربات الإسرائيلية قريبة من قواعد روسية في شمال غربي سوريا. هل ستخاطر إسرائيل بتوتير علاقاتها أكثر مع موسكو؟ وماذا لو تم إسقاط طائرة إسرائيلية هذه المرة؟

التحول الرابع هو في إمكانية عدم سماح روسيا بعد اليوم لإسرائيل بحرّية جوية على غرار ما تمتعت به منذ العام الماضي، حيث شنّت أكثر من 200 هجوم في سوريا؛ بحسب ما أعلنه الجيش الإسرائيلي. في هذه الحال، ما البدائل المتاحة أمام تل أبيب؛ هل البديل هو الهروب إلى الأمام وقصف مواقع في لبنان على غرار ما أعلنه نتنياهو رئيس الحكومة الإسرائيلية أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة الأسبوع الماضي؟

ونتساءل في هذا السياق عما إذا كانت المواقف الأميركية من حادثة الطائرة على مستوى الحدث والرد الروسي عليه، ما ينقلنا إلى البعد الخامس وهو السياسة الأميركية تجاه سوريا... هل ستستمر واشنطن في الإقرار بالهيمنة الروسية على سوريا وترضخ لتقييدها حرية إسرائيل في مواجهة الوجود الإيراني على أراضيها في وقت ترفع فيه من وتيرة الضغوط على طهران؟ منذ اندلاع الحرب السورية بقيت إسرائيل على هامش الحدث ولم تتدخل في مسارها إلا بما يؤمن مصالحها ويحمي حدودها. اليوم دخلت إسرائيل إلى قلب الحدث السوري في مواجهة مفتوحة مع إيران، التي بدورها لن تتخلى قيد أنملة عن وجودها في سوريا كما في ظهيرها لبنان. فهل سيدفع هذا الأمر بواشنطن للضغط على إيران بدءاً من سوريا؟

أكدت واشنطن موقفها المناهض لتمدد إيران ولدورها المزعزع للاستقرار في المنطقة في الخطاب الذي ألقاه الرئيس الأميركي مؤخراً أمام الجمعية العامة، كما في التصريح الذي أدلى به مبعوث الخارجية الأميركية لسوريا، السفير جيمس جيفري، أمام مجلس الأمن بعد حادثة الطائرة؛ إذ قال: «لا استقرار في سوريا مع بقاء إيران وأدواتها في هذا البلد»، وحملهم مسؤولية أعمال العنف الفاضحة في الحرب، و«أصبحوا اليوم على أبواب إسرائيل، وهذا غير مقبول». تنتظر إسرائيل ترجمة عملية لهذا الموقف على الأرض، تؤمن سنداً واقعياً للتحديات التي قد تواجهها في الحرب التي تخوضها ضد الوجود الإيراني، لا سيما بعد الإجراءات الروسية الأخيرة.

ماذا بالنسبة للمستقبل، أقلّه في المديين القريب والمتوسط؟

الأكيد أنه لا روسيا ولا إسرائيل تريدان تدهور العلاقات بينهما، علماً بأن روسيا بقيادة بوتين ستقبض ثمن دماء جنودها وستعمد إلى الإفادة القصوى من الحادثة من سوريا وإيران وإسرائيل معاً. إنما مهما اتخذت من إجراءات فلن تصل إلى حد التسبب في انهيار علاقاتها مع تل أبيب، كما من غير المرجح أن تغامر بالمكاسب التي حققتها على صعيد موقعها الدولي لحماية إيران.

في المقابل، لن يتبدد القلق الإسرائيلي إذا لم تعمل واشنطن بوضوح عبر دبلوماسية جريئة مدعومة بقوة فاعلة على ترجمة السياسة التي عبر عنها الرئيس وأعوانه، بما يسمح لإسرائيل بمواصلة تقليص الوجود الإيراني في سوريا. ودون ذلك سيكون أمام إسرائيل خياران لا ثالث لهما: إما أن تكبل بالإجراءات الروسية الجديدة وتتحصن داخل حدودها وتنتظر ما سترسو عليه الأوضاع في سوريا على وقع العلاقات بين طهران وموسكو، وإما أن تستمر في سياسة المواجهة مع ما قد تحمله من مخاطر حرب استنزاف طويلة ومكلفة قابلة لأن تتطور إلى حرب واسعة في الإقليم يصعب توقع نتائجها.

 

العقلية الاستعلائية تقود استراتيجية طهران تجاه المنطقة

محمد السلمي/ الشرق الأوسط/01 تشرين الأول/18

كثيرون تحدثوا عن حقيقة أن تعاطي إيران مع دول الخليج العربي تختلف جذرياً عن تعاطيها مع الدول الغربية، خصوصاً في أوقات الأزمات، وهناك من يتساءل لماذا هذه الازدواجية وما دوافعها وخلفياتها التاريخية؟ وهل هي سياسة محصورة في إيران ما بعد الثورة؟ أم أنها إرث من الأنظمة السابقة؟ لنستعرض بداية بعض النماذج التاريخية وكيف كانت إيران دائماً تخطئ في تعاطيها مع دول المنطقة، ثم تكتشف ذلك متأخراً فتعود بعد خسارة روح المبادرة في حسن النيات.

سوف يستعرض هذا المقال ذلك عبر أخذ نموذج العلاقات السعودية - الإيرانية خلال القرن العشرين والقرن الحالي، أي خلال العصر البهلوي وإيران ما بعد الثورة، فخلال العصر البهلوي لدينا نموذجان ومثلهما بعد الثورة.

ففي عام 1944، تم القبض على حاج إيراني في المطاف حول الكعبة يدعى أبا طالب يزدي، قيل إنه حاول تدنيس الكعبة المشرفة، وشهد عليه عدد من الحجاج من جنسيات مختلفة، فحكمت المحكمة السعودية بإعدامه، وتم تنفيذ ذلك في مكة أواخر موسم الحج في ساحة الصفا قرب الحرم المكي الشريف، وكان رد فعل طهران أنها خطوة متعجلة في قطع علاقاتها مع الرياض، رغم تأكيد السلطات السعودية وعلى رأسها الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن، أن الحكم جاء وفقاً للأدلة وشهود العيان، وأن الحكومة لا تستطيع التدخل في القضاء والأحكام الصادرة من المحاكم. بعد ذلك بثلاث سنوات، أدرك «البهلوي» الخطأ وأعاد العلاقات وأرسل وفداً كبيراً خلال موسم الحج من كل الدوائر الحكومية العليا، بما في ذلك ممثلون عن البلاط الملكي.

وثمة مثال آخر من العصر البهلوي حدث عام 1968، وبينما كان الاستعمار البريطاني يحزم حقائبه للانسحاب من منطقة الخليج، استقبل الملك فيصل بن عبد العزيز، الشيخ عيسى بن سلمان حاكم البحرين آنذاك، فعدّ محمد رضا بهلوي الخطوة السعودية بأنها رسالة سعودية لإيران بعروبة البحرين وعدم قبول النقاش حولها، وقد كانت هناك زيارة مجدولة للشاه إلى الرياض بعد اللقاء المشار إليه بيومين، فأعلنت إيران نتيجةً لذلك إلغاء الزيارة. يقول الباحث الإيراني الدكتور حميد أحمدي في كتابه حول العلاقات السعودية - الإيرانية، إنه عندما سئل الملك فيصل عن موقفه من الخطوة الإيرانية، قال إنَّ «القرار يعود لشاه إيران، وهو شاب وربما أخذه غرور الشباب، وقد يعيد النظر في هذا القرار». وبالفعل ما هي إلا بضعة أشهر حتى كان الشاه في زيارة إلى إثيوبيا، وقد طلب لقاء الملك فيصل في مطار جدة، وتحددت فترة اللقاء بأربعين دقيقة، لكنه استمر لست ساعات ووعد الشاه بزيارة خاصة للرياض، وتمت بعد ذلك بأقل من ستة أشهر. أما بعد الثورة الإيرانية، فنورد حدثين مهمين أيضاً في فترتين مختلفتين:

الفترة الأولى: كانت في عهد مؤسس الجمهورية الخميني إبان الحرب العراقية - الإيرانية تحديداً في عام 1985، حينما قدمت السعودية مبادرة لوقف الحرب بين طهران وبغداد، ودعت إلى حقن الدماء بين الدولتين المسلمتين، إلا أن الخميني رفض المبادرة رفضاً قاطعاً، وأصر على استمرار الحرب حتى القضاء على نظام صدام حسين، وبعد سنتين فقط، رضخت إيران لوقف إطلاق النار بين الجانبين ووصف الخميني التوقيع على الاتفاقية بأنه يتجرع كأس السم.

المرحلة الثانية: في عهد المرشد الأعلى علي خامنئي، وهي مرحلة تاريخية مختلفة في ظروفها السياسية والإقليمية والدولية، وتحديداً في عام 2015 عند توقيع اتفاقية العمل المشتركة بين إيران ومجموعة «5+1»، إذ تجاهلت فيه إيران إلى جانب الدول الموقعة على الاتفاقية التحفظات الخليجية على ذلك الاتفاق، وبدت إيران غير آبهة بتحفظاتها، إذ اعتقدت طهران أن الاتفاق مع القوى الكبرى كافٍ، وأن دول الخليج لن تجد خياراً سوى التأييد الكامل له، وأنَّ عليها المسارعة لتحسين علاقتها مع النظام الإيراني. استمر الموقف الخليجي الرافض للسلوك العدائي الإيراني في المنطقة، وتحويل طهران للأموال التي حصلت عليها بعد الاتفاق إلى دعم وتأسيس الميليشيات بالمنطقة. لكن ما هي إلا ثلاثة أعوام حتى شعرت طهران بحاجتها لهذه الدول خصوصاً بعد الانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي وفرض مزيد من الضغوطات والعقوبات الاقتصادية والسياسية على طهران. في ظل هذه الظروف تذكر النظام الإيراني دول الخليج مجدداً، وأدرك أن الطريق إلى واشنطن وتخفيف الضغوطات لا بد أن يمر عبر العواصم الخليجية، خصوصاً الرياض وأبوظبي والمنامة، فأطلق الرئيس الإيراني ووزير خارجيته تصريحات تتودد لهذه العواصم وتدعو للحوار معها وفتح صفحة جديدة، غير أن الدول الخليجية الثلاث تُصرّ حتى اللحظة على موقفها الداعي إلى ضرورة أن يغير النظام الإيراني سلوكه في المنطقة قبل فتح أي قنوات للحوار أو التفاوض.

تقودنا الأمثلة السابقة إلى أن هناك إشكالية حقيقية في العقلية الإيرانية عند تعاطيها مع دول الخليج، وأن حسابات إيران في الغالب خاطئة في هذا الصدد، حتى إن تغير النظام السياسي الحاكم في طهران. إذن، أين يكمن الخلل؟ في نظري، يكمن في صورة العربي في العقلية الإيرانية، خصوصاً القيادية منها، وهذا واقع متوارث من عصور ما قبل الإسلام، وليس هذا المقال مجالاً لسرد الأدلة على ذلك. هناك نظرة دونية من قبل الشخصية الفارسية تجاه العرب، وهذه النظرة يتم توارثها والإصرار عليها كابراً عن كابر، حتى إن تغيرت الظروف، وأصبح واقع هذه الدول وخصوصاً الخليجية منها، متقدماً على الجانب الإيراني في كثير من الأصعدة، إلا أن الغرور القومي والنظرة الاستعلائية لم تتغير، وبالتالي نجد أن الجانب الإيراني مستسلم تماماً لذلك، وأصبحت استراتيجيته تجاه هذه الدول تدور حول إفرازات العقلية القومية المرتبطة بالماضي وشوائبه، وعليه تقع إيران في الأخطاء نفسها تارة بعد أخرى دون أن تتعلم منها. لذا نقول للعقلاء في إيران: متى ما أرادت بلادكم الوصول إلى علاقات جيدة ومتوازنة ومنسجمة مع محيطها الإقليمي العربي، فيجب أن تعيد النظر في الزاوية التي تنظر من خلالها إلى دول المنطقة العربية والخليجية تحديداً، وإلا فإن هذا الواقع سيستمر لعصور مقبلة وستكرِّر طهران الأخطاء ذاتها دون أن تتعلم منها، وسوف يتجاوز العالم إيران، وهي حبيسة التاريخ الذي حتماً سيضرها ولن ينفعها.

 

نجوم العيادة الدولية

غسان شربل/الشرق الأوسط/01 تشرين الأول/18

تخطئ الدول الصغيرة إذا جاءت إلى الأمم المتحدة متوهمة أن العيادة الدولية تملك أدوية سحرية لأمراض أعضائها. هكذا تقول التجارب. لكن عدم قدرة المنظمة على إطفاء كل النزاعات المشتعلة في القرية الكونية لا يعني أنها فقدت أسباب وجودها. وليس سراً أن صحة العيادة نفسها تتوقف على توافق كبار الجراحين العاملين فيها، أي الدول الكبرى، على تشخيص الأمراض وسبل العلاج. وكما يحصل في أي مستشفى؛ فإن التنازع بين الأطباء يطيل إقامة المريض في أوجاعه. وعلى رغم اختلاط النجاحات بالإخفاقات تبقى الأمم المتحدة مرجعاً وملاذاً ومنبراً.

حضور الدول في الأمم المتحدة هو في الغالب انعكاس لحضورها على الساحة الدولية. المنظمة الدولية لا تملك غير سلاح الشرعية تقرأ به الأزمات المفتوحة. وهي في النهاية تجمع أقوياء وضعفاء. ولهذا تخطئ وتصيب وتتأثر وتراعي. لا تستطيع الأمم المتحدة أن تكون مجرد صدى لأصوات الأقوياء. لكنها لا تستطيع أن تتجاهلهم أيضاً لأنها تحتاج إليهم حين تختار فرض هيبتها واحترام قراراتها. تستعير قوتها منهم مرة وتعاني من قوتهم مرة أخرى. مع انعقاد الدورة الـ73 للجمعية العامة للأمم المتحدة تجدد الحديث عن المنظمة وفاعليتها، والأزمات التي نجحت في حلها، وتلك التي فشلت في احتوائها. ولدت الأمم المتحدة من ركام الحرب العالمية الثانية ومن حلم ألا يسقط العالم مجدداً في تجربة مشابهة قد تتخذ شكل وجبة نووية مدمرة. ومن حسن الحظ أن العالم لم يسقط في الفخ الكبير وتراجع مذعوراً حين كادت أزمة الصواريخ الكوبية تنذر بمواجهة أميركية - سوفياتية مخيفة. والعارفون بتلك الحقبة يصرون على القول إن الأمين العام للأمم المتحدة يومها يو ثانت ساهم في حل تلك الأزمة وإن كانت الأضواء تركزت على طباخين آخرين. الدبلوماسيون الذين أدمنوا مواكبة دورات الجمعية العامة يتذكرون أن الأمم المتحدة خاضت امتحانات صعبة ونجحت، ليس فقط في البقاء حية، بل في تأكيد أنها حاجة. وحتى الذين يغضبون من المنظمة الدولية بسبب اختلاف حساباتها عن حساباتهم يسلمون في النهاية أن لا بديل في الأفق لصمام الأمان الذي تشكله أو تحاول أن تكونه. عاشت الحرب الباردة والحروب بالوساطة وانفجار خرائط ونزاعات أهلية، وحين فشلت في اجتراح الحلول حاولت ضبط الخسائر وتخفيف المعاناة. وإذا كان دور المنظمة الدولية البحث عن حلول، فإن مناخ التوتر الدولي كان يحولها أحياناً ساحة للهجمات والحملات.

لم تغب عن ذاكرة الجيل المواكب تلك الخطب الطويلة التي كان فيديل كاسترو يلقيها في عز الحرب الباردة. تلك الخطابات كانت السبب في قرار حصر فرصة المتحدث بربع ساعة فقط يبدأ بعدها بتلقي إشارة ضوئية تذكره. لكن كان هناك دائماً من يتمرد وبينهم مارغريت ثاتشر. وكان مسلسل الخطب التي لا تنتهي بدأ مع كريشنا مينون وزير خارجية نهرو. أطال الوزير وأغمي عليه خلال كلمته، وحين أنعشوه أصر على متابعة خطابه. وكانت هناك إطلالات أخرى مثيرة. لقد رأت الجمعية العامة معمر القذافي ينتهك الوقت المحدد ويفتعل حالة غضب توّجها بتمزيق ميثاق الأمم المتحدة سارقاً الأضواء. وإليها أيضاً جاء عيدي أمين زاعماً أنه يجيد التحدث إلى التماسيح وممازحتها. هذا من دون أن ننسى حين راح نيكيتا خروتشوف يشاغب ويضرب الطاولة أمامه بحذائه. وحتى الساعة يسأل زوار الأمم المتحدة عن المكان الذي ارتكب فيه رئيس الوزراء السوفياتي هذه السابقة في تاريخ المنظمة الدولية. نجوم كثر تعاقبوا على منبر الجمعية العامة بينهم نيلسون مانديلا الذي احتفلت المنظمة الدولية في دورتها الحالية بالذكرى المئوية لولادته واستضافة تمثاله رمزاً للتحرر ونهايةً التمييز العنصري. والزعيم الفلسطيني ياسر عرفات الذي خاطب العالم من منبر الجمعية العامة وناشده ألا يسقط غصن الزيتون من أيدي المقاومين الفلسطينيين.

في الدورة الحالية حُسم موقع النجومية منذ الافتتاح. حيث يكون دونالد ترمب تكون الأضواء مسلطة عليه. جنرال «تويتر» يتقن أصول اللعبة. ملاكم متمرس لا يغادر الحلبة. يوجه الضربات ويتلقى الضربات. تغريداته موضع انتظار يومي في العالم. لم يسبق أن رأى العالم رئيس دولة كبرى يدير أعقد المعارك والأزمات عبر جمل قصيرة سرعان ما تحتل الشاشات وصفحات المواقع. من منبر الجمعية العامة وقاعة مجلس الأمن، خاطب ترمب الأميركيين والعالم. إنها طريقة جديدة تماماً في التعاطي العلني مع العلاقات الدولية. طريقة جديدة وقاموس جديد. بعبارات تصلح لـ«تويتر»، تحدث ترمب عن الحرب التجارية مع الصين. وكذلك عما أنجز مع كوريا الشمالية. وعن العقوبات المقررة على إيران بسبب طموحاتها النووية والصاروخية وانتهاجها سياسة تزعزع استقرار الشرق الأوسط. لغة جديدة فعلاً حتى في التخاطب مع الحلفاء الأوروبيين والأطلسيين.

أصحاب الخبرة في رصد أداء زوار المنظمة الدولية اعتبروا إطلالة ترمب ناجحة من ناحية خطف الأضواء وتأكيد استمرار أميركا في الموقع الأول. قالوا إن إطلالته ذكّرتهم بإطلالة رونالد ريغان من المنبر نفسه. رأى هؤلاء أيضاً أن ترمب نجح في فرض الأجندة الفعلية وجعل الموضوع الإيراني في الصدارة سواء في القاعة أو الأروقة. وأوحت تحذيرات واشنطن للأوروبيين من تسهيل التفاف إيران على العقوبات أن الشهور المقبلة ستكون غنية بالمواقف والتغريدات. نجومية ترمب لا تلغي بريق فلاديمير بوتين وسياسته التي جعلت مداخلات سيرغي لافروف تذكّر العالم بأيام أندريه غروميكو مع الفوارق طبعاً. النجومية نفسها لا تلغي أن أي تصعيد في الحرب التجارية مع ورثة ماو تسي تونغ سيكون أكبر من قدرة العيادة الدولية على توفير العلاجات.

 

مفكرة البحرين: 35 متحفاً

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/01 تشرين الأول/18

يطرح عليك الجميع هنا سؤالاً واحداً: «كم قلت عن البحرين؟». أي أنك مقصر ولا عذر لك. وهذه المرة الثانية التي أحل فيها ضيفاً محاضراً على مركز الشيخ إبراهيم بن محمد الخليفة للثقافة والبحوث. المرة الأولى، كما تذكر الشيخة مي آل خليفة، كانت عام 2009. أيضاً تشرَّفتُ بأن أكون أول محاضري الموسم السنوي الذي يبدأ (منذ 2002) أول أكتوبر (تشرين الأول)، ويستمر إلى نهاية مايو (أيار)، أي من بداية تلطف الجو إلى هجوم الرطوبة. في المفكرات، على كاتبها أن يدوِّن الأشياء في تفاصيلها. وقد بدأتْ هذه الرحلة بالمأدبة التي أقامتها شيخة النهضة الثقافية في البلاد، ودعت إليها أعضاء مجلس الأمناء. وقبل ذلك قمنا بجولة على عدد من 35 «بيتاً» أو بالأحرى، متحفاً صغيراً من التحف الرائعة الجمال والهندسة والطراز التاريخي. أحياناً، يخطر لك أنك في إيطاليا القديمة، بألوانها الخشبية وإضاءاتها الفنية. ولا حصر لنشاطات المسرح في الفكر والفنون، ولا حدود لأحلام الشيخة مي: «البحرين، تقول، أرض حضارات وملتقى شعوب، في موقعها وفي تاريخها، وعلينا ألا نهمل هذه الخصائص». مصطفى الفقي، عمرو موسى، محمد أركون، غسان سلامة، أحمد لطفي حجازي، عبد الرحمن الأبنودي، ليلى عبد الحميد شرف. بعض من الوجوه التي تحدث أصحابها إلى الجمهور البحريني في سلسلة المحاضرات. كل ضيف اختار موضوعه. واكتفت مي الخليفة بوضع عنوان عريض للموسم كله.

عنوان هذا الموسم: «كل نور لا يزيل ظلمة لا يعوَّل عليه». ومن محاضري الموسم في تنوعاته الروائي طاهر بن جلون، ووجه الحوار السياسي في لبنان مرسيل غانم، ومَن لن تصدق: الشاعر الزجلي موسى زغيب، الذي سيلقي بعضاً من شعره العامي، فكيف يفهم أهل المنامة والمحرَّق على لهجة أهل حراجل؟ مهرجان ثقافي يمتد على نحو نصف عام. معارض فنية، والآن أصبح لدى البحرين مسرح وطني جميل وفي منتهى الحداثة. ويعيدني ذلك - كالعادة - سنوات طويلة إلى الزمان الماضي حين كانت البحرين تمتاز عن دول الخليج بالحركة المسرحية. لكن تلك المسرحيات كانت تقام في المدارس البسيطة. وكان يلعب دور النساء شبان يرتدون أثواباً نسائية ويحاولون قمع طبقات حناجرهم. أما الآن، فالوجه الثقافي الأبرز سيدة.

لم أعد أعرف أين كانت البحرين القديمة، إلا المعالم التي منعت الدولة المساس بها. ولقد قامت إلى جوانبها بحرين حديثة جميلة العمار. والبحرين الحديثة كانت من قبل مياها، ثم ردمها كما فعل الهولنديون. ولم يعد المد والجزر لعبة مسلية ومخيفة أحياناً. فالمدينة الآن في المدينة. أو بالأحرى في المدن التي قامت حول العاصمة في نهضة اقتصادية عامرة.

إلى اللقاء...

 

التصالح مع قطر

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط/01 تشرين الأول/18

.الشأن الذي لم يكن حاضراً في الموسم السياسي السنوي للأمم المتحدة ونشاطاتها هذا العام، وكان حاضراً في العام الماضي، هو القطيعة الرباعية مع قطر. يبدو أننا في حالة انسجام وتصالح مع الواقع الجديد، والقبول بالأمر الواقع. في نيويورك نسينا «القضية» لولا سؤال وُجِّه لوزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، رد عليه بقوله: «مضى على مقاطعتنا قطر 15 شهراً ويمكن أن نستمر دونها 15 عاماً». ولم يتذكر أزمة قطر هنا سوى ممثلي قطر. حتى إن الدكتور أنور قرقاش، وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية نبّهنا في تغريدة له، إلى أن «أزمة قطر اختفت كليّاً من اهتمامات المجتمع الدولي في أسبوع الجمعية العامة في نيويورك»... وأن «قطر أهدرت مبالغ باهظة على شركات العلاقات العامة والمحامين دون نتيجة تذكر».

ماذا عن الدول الأربع، مصر والسعودية والإمارات والبحرين؟ الوضع الحالي مثالي جداً، السلام جاء مع قطيعة كاملة ضد الجارة الصغيرة التي أزعجتهم بالمشكلات والمؤامرات لأكثر من عشرين عاماً. الوضع مريح جداً لأن خسارتهم من المقاطعة تقريباً صفر، أما خسارة قطر فكبيرة سياسياً واقتصادياً... بل إن القطيعة أكثر من مريحة، مفيدة جداً للبحرين والسعودية والإمارات. فقد عانت هذه الدول من محاولات قطر لخلق معارضات داخلها، وتمويل نشاطات خارجية ضدها، وسعي حثيث لتفكيك مجتمعات الدول الثلاث ومؤسساتها. فقد كان معظم رموز الجماعات المتطرفة في السعودية، دينية ومدنية وأفراداً، يحجون إلى الدوحة، ويحصلون منها على الدعم المالي والإعلامي والتنظيمي، وبعضهم كان يفعلها في العلن بلا خوف ولا حياء. ورغم تعهداتها بالكف، فإن سلطات الدوحة استمرت تدعم بسخاء أفكاراً ونشاطات تقسيمية، سياسية وطائفية ومناطقية وقبلية. كلها توقفت جراء القطيعة، ولم يبقَ سوى نشاطها المعادي في الخارج. القطيعة الشاملة مع قطر، في الواقع، تُبيّن لنا أنها أكثر من تعبير دبلوماسي عن الغضب، فقد لعبت دوراً فعالاً في شل نشاطات قطر داخل الدول الثلاث. باسم قطع العلاقات صار يحظر على جميع مواطني هذه الدول الذهاب إلى قطر، أو استخدام طيرانها أو مطاراتها أو بنوكها، أو التعامل مع مؤسساتها، أو مع من يتعامل معها. بذلك تم تجفيف منابع المشكلات والفتن الداخلية. بغياب، أو الأصح بتغييب قطر، نجحت السعودية في تنفيذ كثير من الإصلاحات الاجتماعية، ومحاربة التطرف الديني، ما برهن على أن قطع الارتباط القطري ألغى الأصوات والتيارات المعارضة المستأجرة. كما أثبت أن المجتمع السعودي ناضج ومستعد للتغيير الإيجابي، عندما تتوقف عنه التدخلات الخارجية، وعلى رأسها القطرية، التي قامت سياستها على التحريض واستقطاب الرؤوس المدبرة وتوظيفها سياسياً لصالحها. وهذا يفسر حالة الغضب التي أصابت القيادات القطرية من مقاطعتها، وما رافقها من إغلاق للحركة. الغضب لأنها رأت أن نشاطها الضخم، الذي بذلته وبنته منذ سنوات على دعم هذه الجماعات والأفراد والترتيبات في داخل البحرين والسعودية والإمارات، يهدم. ولهذا حاولت بكل السبل أن تفرض إعادة علاقاتها على الجارات الثلاث لتستكمل مشروعها، لكن القطيعة بقيت. الآن في البحرين هدوء غير مسبوق، كما اختفت نشاطات تلك الجماعات المتطرفة التي كنا نشتكي منها في السعودية، وكذلك في الإمارات. وبعد أن قبلت قطر بحقيقة وواقع القطيعة، فعساها تنفق الفائض من أموالها على شراء مزيد من الفنادق وأندية كرة القدم ونعيش جميعاً في سلام.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

عون أسف لحال الصحافة الورقية في لبنان واتصل بإلهام فريحة متضامنا: الحرية الإعلامية جعلت الرأي العام مشاركا في بناء الوطن

الإثنين 01 تشرين الأول 2018 /وطنية - أسف رئيس الجمهورية العماد ميشال عون لما آلت اليه حال الصحافة الورقية في لبنان أخيرا، "بعدما كانت رائدة وشكلت صورة مشرقة لعقود حفلت بأقلام كتاب وصحافيين جعلت من لبنان وطن الحقيقة والكلمة، ورفعت الصحافة الى مرتبة السلطة الرابعة"، معتبرا ان الحرية الاعلامية "شكلت الرأي العام في لبنان وعرفت كيف تجعل منه حكما ومشاركا في بناء الوطن". وأعرب رئيس الجمهورية عن تضامنه مع مختلف المؤسسات الاعلامية التي اضطرت منذ فترة الى الاقفال، وآخرها "دار الصياد"، التي ودعت قراءها وغابت عن الصدور اليوم، بمختلف مطبوعاتها، بعد مسيرة تخطت الستة وسبعين عاما من النجاح على الرغم من الظروف القاهرة التي مر بها لبنان على مدى سنوات، وواكبت خلالها اهم الاحداث اللبنانية والعربية والدولية. وكان رئيس الجمهورية اجرى اتصالا هاتفيا، قبل ظهر اليوم، بالسيدة الهام فريحة، المديرة العامة ل"دار الصياد"، معربا عن تضامنه مع الدار وأسرتها، ومشيدا بالدور الذي لعبته على مختلف الصعد من ثقافية واجتماعية وسياسية واقتصادية، ومنوها بالارث الذي تركه فيها المؤسس الراحل سعيد فريحة.

الصمد

الى ذلك، استقبل عون قبل ظهر اليوم، النائب جهاد الصمد واجرى معه جولة افق تناولت التطورات السياسية الراهنة ومسار تشكيل الحكومة الجديدة. وبعد اللقاء قال الصمد: "قدرنا عاليا المواقف التي اتخذها فخامته في الامم المتحدة وفي البرلمان الاوروبي خصوصا انها تعكس اقتناع اللبنانيين، كما أكدنا أن هذه المواقف وغيرها تحصن الوحدة الوطنية وتحافظ على الاستقرار وتمنع اي محاولة للاستفراد بلبنان واللبنانيين". وأشار الصمد إلى انه بحث مع عون في مسألة تأليف الحكومة "ولمست حرص فخامته على أن تعكس الحكومة العتيدة بأمانة نتائج الانتخابات النيابية والعدالة في التمثيل".

رئيس مجلس شورى الدولة

واستقبل عون رئيس مجلس شورى الدولة القاضي هنري خوري وعضو المجلس القاضي ريتا كرم وتداول معهما عمل مجلس شورى الدولة.

 

الامن العام: تأمين العودة الطوعية ل 752 نازحا سوريا عبر المصنع والعبودية والزمراني

الإثنين 01 تشرين الأول 2018/وطنية - افاد مكتب شؤون الإعلام في المديرية العامة للأمن العام في بيان انه "في إطار متابعة موضوع النازحين السوريين الراغبين بالعودة الطوعية إلى بلداتهم قامت المديرية العامة للأمن العام اعتبارا من صباح اليوم وبالتنسيق مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين UNHCR وحضور مندوبيها بتأمين العودة الطوعية لـ 752 نازحا سوريا من مناطق مختلفة في لبنان إلى الأراضي السورية عبر معابر المصنع والعبودية والزمراني. وقد انطلق النازحون بواسطة حافلات أمنتها السلطات السورية لهذه الغاية من نقاط التجمع المحددة في صيدا، النبطية، شبعا، المصنع، برج حمود، العبودية، البقيعة، طرابلس وعرسال بمواكبة دوريات من المديرية العامة للأمن العام حتى الحدود اللبنانية - السورية"

 

باسيل للسفراء في الخارجية: نحن لا نقبل بمنصات صواريخ في محيط المطار وأنتم لا تقبلوا بادعاءات كاذبة من على منبر الامم المتحدة للاعتداء على لبنان

الإثنين 01 تشرين الأول 2018 /وطنية - أكد وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الاعمال جبران باسيل ان "لبنان ملتزم بالقانون الدولي والقرارات الدولية وهو لا يلتزم النأي بالنفس عندما يتعلق الامر بالدفاع عن ارضه وشعبه"، مشيرا الى أن "اسرائيل لا تحترم المنظمة الدولية ولا تطبق قراراتها، وفي لبنان لم تحترم القرار 1701 وهي انتهكت ارضنا وجونا وبحرنا 1417 مرة خلال الاشهر الثمانية الاخيرة". كلام باسيل جاء خلال لقائه السفراء المعتمدين في لبنان والهيئات والبعثات الديبلوماسية الذين لبوا دعوته للحضور الى وزارة الخارجية للرد على المزاعم الكاذبة لرئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو من على منبر الامم المتحدة حول وجود مخازن للصواريخ قرب مطار رفيق الحريري الدولي - بيروت. وأشار باسيل الى أن "اسرائيل تسعى من خلال هذه الادعاءات الى تبرير عدوان جديد على لبنان"، وتوجه الى السفراء قائلا: "سنذهب الى المواقع التي تحدث عنها نتنياهو قرب مطار بيروت وستكونون شهودا على كذبه، والمنطق العام الذي يقول انه بقرب مطار دولي كمطار بيروت توضع صواريخ من النوع الذي وضع عندنا، ولنتمكن من رؤية اي اثر لها او لمنصات بحجمها ولنتأكد اذا كان ذلك ممكنا، وأيضا لنقول لحزب الله اذا كان ذلك قد حصل أعتقد انه لا يمكن ان يكون من مصلحة المطار وحركته والامان حوله. واذا كان ذلك لم يحصل كما نعتقد نحن، لا بعقل وحكمة حزب الله ولا لمصلحة لبنان، ما يبرهن لنا ان اسرائيل هي المعتدية الاولى على النظام الدولي والشرعية الدولية والخارقة الاولى لقراراتها ولسيادة لبنان 1417 مرة في الثمانية اشهر الأخيرة بحرا وبرا وجوا خلافا للقرار الدولي 1701".

أضاف: "اسرائيل التي تتهم الناس بالارهاب هي الدولة الاولى للارهاب وتمارس بامتياز الارهاب الدولي على الشعوب من خلال قتلها جماعيا ونحر سيادتها وعدم احترام الشرعية الدولية، ولن يقبل اللبنانيون ان تستعمل الامم المتحدة منبرا للاعتداء على سيادة لبنان والتحضير لاعتداء جديد عليه من خلال ادعاءات كاذبة وغير ثابتة. ومن حق لبنان الدائم الدفاع عن نفسه واستعمال كل وسائل المقاومة المشروعة لتحرير ارضه من الاحتلال الاسرائيلي الذي لا يزال جاثما على بعض الاراضي اللبنانية المحتلة. على هذا الاساس ولان نتنياهو اختار منبر الشرعية الدولية للتوجه الى كل دول العالم ومرة جديدة يلقي بتهمه ويمارس إرهابه على دولة مسالمة مثل لبنان الذي لم يعتد على احد بل هو دائما عرضة للاعتداء، وهو دائما في موقع الدفاع عن النفس وسيبقى كذلك ولكن شعبه سيبقى مقاوما ويواجه وينتصر. وليتذكر نتنياهو انه عندما يتكلم عن لبنان يكون يتكلم عن بلد وشعب انتصر عليه وعلى غطرسته وعدم احترامه للشرعية الدولية، وانه شعب مستعد مرة جديدة ليقاوم وينتصر لانه يدافع عن ارضه ولا يعتدي على أحد".

وتوجه باسيل الى السفراء بالقول: "على هذا الاساس وجهنا لكم الدعوة لانها الطريقة الاسرع، ونحن لا نقبل بوجود منصات صواريخ كهذه في محيط مطار بيروت، ولكن انتم أيضا لا تقبلوا ادعاءات كاذبة كهذه من على منبر الامم المتحدة لتستعمل للاعتداء على لبنان. ويجب أن تضعوا حدا من قبلكم ومن قبل دول العالم ومن قبل الشرعية الدولية لما هو ارهاب الدولة لان ارهاب الجماعات مسؤولة عنه الجماعات وتلاحق بالقوانين الدولية، اما ارهاب الدولة فهو مسؤولية الامم المتحدة والشرعية الدولية التي يجب ألا تسمح بأن تكون بين اعضائها مثل هذه الممارسات وهذا هو المبرر الاول لوجود الامم المتحدة، لذلك ندعوكم الى الاطلاع سويا على هذا الامر". وردا على سؤال، قال: "في التاريخ تمر مراحل فيها جنون ومجانين، واحيانا تلتقي هذه العوامل مع بعضها وتؤدي الى امور خارج المنطق. المنطق يقول ان لبنان محمي وقوي كفاية ليمنع الاعتداء عليه، والهدف من سياستنا حماية لبنان والدفاع عنه ولن نرضى يوما بأن نغطي اعتداء من لبنان او من لبنانيين على الخارج. نحن بلد كل همه ان يعيش بسلام ويتمكن من حماية نفسه، لذلك اذا كنتم تبحثون عن السلام فيجب ان تكونوا في موقع القوة لتتمكنوا من حفظ هذا السلام وتحقيقه".

وعن غياب السفيرة الاميركية عن هذه الجولة، قال باسيل "إنها مسافرة". وقال عن كلام رئيس الاركان الاسرائيلي: "الجيش اللبناني هو من يرد عليه، اما انا فأقول لكل اسرائيل انها لم ولن ترهبنا يوما، وهي حين تهدد ندرك ضعفها".

وردا على سؤال قال: "نحن لسنا لجنة تقصي حقائق وأشدد على ذلك، وفي كل مرة يصدر كلام من أي طرف وتحديدا اسرائيل عن وجود لموقع عسكري ليس من مهامنا الكشف لنقول نعم او لا، نحن لسنا كشافة للعدو الاسرائيلي. ولكن لاننا نعرف ما هي النوايا الاسرائيلية للاعتداء ثانيا، ولأن الكلام حكي من على منبر الجمعية العامة للامم المتحدة، ولأنه مطار بيروت مع ما يرمز له في التاريخ من اعتداء وفي الحاضر من استقرار في البلد وفي المستقبل من وعود للبنان، انه مطار للسلام ليقوم بإعمار لبنان وسوريا وليربط لبنان بثقافته ورسالته بين لبنان المقيم والمنتشر وليس ليكون مكانا للاعتداء الارهابي. لذلك واستثنائيا قمنا بهذه المبادرة". أضاف: "إن لبنان بصموده ومقاومته ومواجهته استطاع تحرير ارضه في العام 2000، وعام 2006 تغلب على الاعتداء عليه في حرب تموز، وديبلوماسيا هو في مواجهة دائمة ليثبت قضيته من خلال تقديمه البراهين والشكوى الى مجلس الامن. ديبلوماسيا، هذه واجباتنا وفي حركتنا السياسية والديبلوماسية نتكلم عن الامور كما هي. واعود واكرر ان سياستنا الاساسية وسلاحنا الاساسي هو الدفاع عن النفس وحماية وطننا من الاعتداء عليه من الخارج".

وعن موقف "حزب الله"، قال: "لا اعتقد ان حزب الله مع ان يتم الكشف عليه في حال توجيه اتهام او ادعاء او افتراء، لكن في كل الاحوال اود القول انه ليس من مهام وزارة الخارجية الذهاب ومراقبة المنطقة هناك ولكن قمنا بهذه الجولة بعد ان ابرز نتنياهو صورا وادعاءات كاذبة من على منبر الامم المتحدة".