المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 26 شرين الثاني/2018

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/newselias18/arabic.november26.18.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة
عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

انَّهُ لأَسْهَلُ أَنْ يَدْخُلَ جَمَلٌ في خِرْمِ الإِبْرَة، مِنْ أَنْ يَدْخُلَ غَنِيٌّ مَلَكُوتَ الله

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/في اسفل رابط مقالتي المنشورة اليوم في جريدة السياسة

الياس بجاني/حزب الله إيراني قلباً وقالباً

الياس بجاني/طبقة سياسية فاشلة وبدها نفضة

الياس بجاني/سرطانات لبنان الثلاثة: احتلال إيراني، جحود أصحاب شركات الأحزاب ومخطط تسطيح عقول شبابنا

الياس بجاني/الشهيد بشير الجميل هو شوكة في قلب وعيون وغيرة وغباء كل لبناني فقط بالهوية وليس بالإنتماء والولاء والإيمان والقناعة بوطن القداسة

الياس بجاني/99% من قياداتنا المارونية و100% من أصحاب شركات أحزابنا البالية هي مخصية وطنياً ومنتهية الصلاحية سيادياً وتمتهن الإستسلام والتجارة

الياس بجاني/تعليق بالصوت والنص/ لبنان دولة محتلة وفاقدة لاستقلالها بالكامل

الياس بجاني/رابط مقالتي "الإستقلالية" المنشورة اليوم في جريدة السياسة

الياس بجاني/لبنان دولة محتلة وفاقدة لاستقلالها بالكامل

 

عناوين الأخبار اللبنانية

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 25/11/2018

إلى ابراهيم كنعان: لناس والرأي العام ليسوا أغبياء/خليل حلو/فايسبوك

فوز اللائحة التي يرأسها غسان الأمين في إنتخابات نقابة الصيادلة

لبنان أمام جدل جديد: سحب تكليف تشكيل الحكومة من الحريري

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

الراعي عاد الى بيروت: لا يجوز تعطيل الحكومة مهما كانت الأسباب ولفصل الشأن السياسي في سوريا عن عودة النازحين

كارلوس غصن ينفي التهم... وعريضة لبنانية للتحرك من أجله

موقف متناقض لـ«حزب الله»: تمسُّك بالحريري وإصرار على تمثيل «سُنّة 8 آذار»و«المستقبل» يرفض الخضوع للضغوط

عون: أزمة الحكومة كبرت ونبحث عن «أم الصبي»

علاقة باسيل ـ «حزب الله» تتأرجح «على حبال» الحساسيات المسيحية و«الحزب» يستغرب دعوة وزير الخارجية إلى وضع لوحة تحتفل بذكرى الانسحاب السوري من لبنان

علاقة باسيل ـ «حزب الله» تتأرجح «على حبال» الحساسيات المسيحية و«الحزب» يستغرب دعوة وزير الخارجية إلى وضع لوحة تحتفل بذكرى الانسحاب السوري من لبنان

تبادل لإطلاق النار شرق بيروت بين الجيش وتاجر مخدرات

حاجات البقاع في خلوة لـ«كتلة المستقبل»

وفد من جمعية المصارف اللبنانية في أميركا لتعزيز العلاقات مع الأسواق الدولية

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

الفساد ينخر مفاصل إيران وخامنئي “يُرشِد” إلى سبب الاستهداف الأميركي!

روسيا: مقاتلاتنا “صفَّت” الذين قصفوا حلب بالكيماوي

«الهيئة السورية» المعارضة تؤسس مكتباً لـ «رصد سلوك إيران وإنهائه» ونصر الحريري يأمل أن تسهم اجتماعات آستانة و«المجموعة الصغيرة» في تشكيل اللجنة الدستورية

5 نقاط أميركية لـ«حماية الأكراد» من تركيا... و30 ألف مقاتل لـ«احتواء» إيران وواشنطن تعزز وجودها العسكري شمال شرقي سوريا

ظهور شعارات مناهضة للنظام في درعا بالتزامن مع زيارات وفود رسمية وانقسام في الجنوب السوري حول خلفية تشكيل «المقاومة الشعبية»

روسيا تتهم المعارضة السورية بقصف حلب بـ«غاز الكلور» و«جبهة التحرير» نفت امتلاكها لهذه النوعية من القذائف

ظهور شعارات مناهضة للنظام في درعا بالتزامن مع زيارات وفود رسمية وانقسام في الجنوب السوري حول خلفية تشكيل «المقاومة الشعبية»

 

المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

الهوية التاريخية والتلوث السياسي/الدكتورة رندا ماروني

سموم حسن عليق، وعبوات ميشال سماحة/عماد قميحة/لبنان الجديد

تدني معيار 'الديمقراطية' في العالم العربي/منى فياض/الحرة

كتاب وثقة ومؤامرة/حسين شبكشي/الشرق الأوسط

كيف استفاد «الإسلاميون» من اليسار/د. آمال موسى/الشرق الأوسط

فجيعة في صفوف مَن تاجروا بقضية خاشقجي/عبدالله بن بجاد العتيبي/الشرق الأوسط

الرواسم/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

رئيس البرلمان البلجيكي في بيروت بدعوة من بري: نتطلع إلى الاستقرار السياسي في لبنان وعلى اللبنانيين اتخاذ قرارات مهمة في غير مجال الأعمال

الحريري اعرب عن امله في تشكيل الحكومة: في نهاية المطاف سنصل الى حل

الخارجية ترفض نتائج تحقيقات العدو بجريمة اغراق سفينة لبنانية في طرابلس وتدعو مجلس الامن الى اصدار القرارات المناسبة

قاووق: الازمة الحكومية تتفاقم بسبب تنكر الرئيس المكلف لحق النواب السنة المستقلين بالتمثيل الوزاري

سامي الجميل: رئيس الجمهورية والرئيس المكلف لديهما فرصة تاريخية ليكونا بشارة الخوري ورياض الصلح 2018

ريفي في مؤتمر ناشطون: لا مكان للترف وواجبنا أن نكون صفا واحدا ونحن سنكون في المقدمة

إدكار طرابلسي: رئيس الجمهورية تنازل في تشكيل الحكومة ومبادرة باسيل ما زالت مستمرة

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية

مَمْلَكَتِي لَيْسَتْ مِنْ هذَا العَالَم. لَو كَانَتْ مَمْلَكَتِي مِنْ هذَا العَالَم، لَكَانَ حَرَسِي يُحَارِبُونَ لِئَلاَّ أُسْلَمَ إِلى اليَهُود

إنجيل القدّيس يوحنّا18/من33حتى83/دَخَلَ بِيلاطُسُ مِنْ جَديدٍ إِلى دَارِ الوِلايَة، ودَعَا يَسُوعَ وقَالَ لَهُ: «هَلْ أَنْتَ هُوَ مَلِكُ اليَهُود؟».أَجَابَ يَسُوع: «أَمِنْ عِنْدِكَ تَقُولُ هذَا، أَمْ قَالَهُ لَكَ عَنِّي آخَرُون؟».أَجَابَ بِيلاطُس: «أَيَهُودِيٌّ أَنَا؟ إِنَّ أُمَّتَكَ والأَحْبَارَ أَسْلَمُوكَ إِلَيَّ، فَمَاذَا فَعَلْت؟».أَجَابَ يَسُوع: «مَمْلَكَتِي لَيْسَتْ مِنْ هذَا العَالَم. لَو كَانَتْ مَمْلَكَتِي مِنْ هذَا العَالَم، لَكَانَ حَرَسِي يُحَارِبُونَ لِئَلاَّ أُسْلَمَ إِلى اليَهُود. أَجَل، مَمْلَكَتِي لَيْسَتْ مِنْ هُنَا».فَقَالَ لَهُ بِيلاطُس: «أَمَلِكٌ أَنْتَ إِذًا؟». أَجَابَ يَسُوع: «أَنْتَ تَقُولُ إِنِّي مَلِك. إِنِّي لِهذَا وُلِدْتُ ولِهذَا أَتَيْتُ إِلى العَالَم، لِكَي أَشْهَدَ لِلحَقّ. فَكُلُّ مَنْ هُوَ مِنَ الحَقّ، يَسْمَعُ صَوتِي».قَالَ لَهُ بِيلاطُس: «ومَا هُوَ الحَقّ؟». قَالَ هذَا، وعَادَ فَخَرَجَ إِلى اليَهُود، وقَالَ لَهُم: «أَنَا لا أَجِدُ فِيهِ أَيَّ ذَنْب!

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

الياس بجاني/في اسفل رابط مقالتي المنشورة اليوم في جريدة السياسة

سرطانات لبنان الثلاثة/الياس بجاني/26 تشرين الثاني/18/اضغط هنا أو على الرابط في أسفل لقراءة المقالة

http://al-seyassah.com/%D8%B3%D8%B1%D8%B7%D8%A7%D9%86%D8%A7%D8%AA-%D9%84%D8%A8%D9%86%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%AB%D9%84%D8%A7%D8%AB%D8%A9/

 

حزب الله إيراني قلباً وقالباً

الياس بجاني/25 تشرين الثاني/18

ذمي وتقوي ومنافق كل سياسي وصاحب شركة حزب يناشد أو يدعو حزب الله ليعود إلى لبنانيته إو إلى لبنان كون القاصي والداني وكذلك كل الطبقة السياسية ومعهم كل أصحاب شركات الأحزاب أنفسهم يعرفوف عملياً وواقعاً معاشاً على الأرض بأن حزب الله إيراني 100% وليس فيه أي شيء لبنان وهو بالتالي لن يعود لا للبنان ولا للبنانيته لأنه إن فعل يلغي ذتها وهو ولا إيران هما من جماعة القتل الرحيم.

 

طبقة سياسية فاشلة وبدها نفضة

الياس بجاني/25 تشرين الثاني/18

الطبقة السياسية والحزبية اللبنانية بغالبيتها خاضعة لإحتلال حزب الله وتتعاطى معه بنرسيسية وخوف وذمية وتعامي وإنكار. طبقة بدها نفضة.

 

سرطانات لبنان الثلاثة: احتلال إيراني، جحود أصحاب شركات الأحزاب ومخطط تسطيح عقول شبابنا

الياس بجاني/25 تشرين الثاني/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/69178/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%b3%d8%b1%d8%b7%d8%a7%d9%86%d8%a7%d8%aa-%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%ab%d9%84%d8%a7%d8%ab%d8%a9-%d8%a7%d8%ad%d8%aa/

مع احترامنا لكل إنسان كائن من كان نحن نرى أن المشكلة الأساس في لبنان حالياً تكمن في العاهات الثلاثة التالية:

أولاً: إبليسية وإرهاب الاحتلال الإيراني الذي نجح في شق صفوف كل الشرائح المذهبية والمجتمعية وزرع بينها طرواديين وإسخريوتيين ومنافقين وجماعات ثقافتها ترابية داكشت الكراسي بالسيادة والاستقلال، وقفزت فوق دماء الشهداء، وتسوّق بفجور لهرطقات وخزعبلات تضليلية واستسلامية من مثل الواقعية والعجز والأحجام وإلخ.. كما أنها راحت مؤخراً تساوم حتى على دماء الشهداء وتتبنى شهادة من هم قتلة ومجرمين ومافياويين.

وثانياً: الزحف المشين لغالبية السياسيين وأصحاب شركات الأحزاب لإرضاء واسترضاء والتملق المذل للمحتل الإيراني المتمثل بحزب الله من خلال متاجرتهم بشعارات مقاومة شريفة لبنانية 100% وتشويهها، واللعب على نوستالجيا (حنين للماضي) مشرّفة بطلها “البشير” وكوكبة كبيرة جداً من الشهداء الأبرار الذين هم براء من كل من يدعي حمل مشعلهم والسير على طرقهم.. وهنا نخص بشكل مركز الأحزاب المسيحية التي باعت كل شيء وتتاجر بكل شيء وتتنازل عن كل شيء..

وثالثاً: وهنا المشكلة الأهم والأخطر وهي جر شبابنا من خلال كفر وجحود ونرسيسية أصحاب شركات أحزاب بالية وقبلية ودكتاتورية ووسائل إعلام وإعلاميين مأجورين وطرواديين..جر شبابنا إلى مواجهات عبثية مع بعضهم البعض لتسميم عقولهم وتسطيح تفكيرهم وقتل كل ما بدواخلهم من حرية رأي وبصر وبصيرة، وإلهائهم بترهات وسخافات كلها تتمحور حول أطماع وأجندات أصحاب شركات الأحزاب المافياويين..

غالبية هؤلاء الشباب التابعين للأحزاب قد فقدوا البوصلة الوطنية والإيمانية وباتوا من عبدة الأصنام الذين هم أصحاب شركات الأحزاب.

هؤلاء الشباب مغرر بهم وغارقين في اللاوعي الغنمي وفي نوستالجيا الحرب ببطولاتها وتضحياتها.

مشكلتهم التي باتت مشكلة مجتمعنا المسيحي تحديداً أنهم أمسوا يقدسون بغباء أصحاب شركات الأحزاب الذين باعوا القضية وداكشوها بالكراسي وبأوهام الحصص وبنواب مخصيون سيادياً ينفذون ولا يقررون.

عملياً وللأسف عدنا مع غالبية الأحزاب وتحديداً منها المسيحية التي تدعي أنها سيادية .. عدنا إلى زمن الصنمية والعبودية والجاهلية ..

والشباب في مفهوم أصحاب شركات الأحزاب هم أدوات يتاجرون بهم بما يخدم أجنداتهم السلطوية دون أي اعتبار لا للقضية ولا للهوية ولا للتاريخ ولا للإيمان.

واجبنا اليوم أن نتصدى لهرطقات أصحاب شركات الأحزاب ونعري كل ما يقومون به من تضليل وتشويه لقضينا المقدسة.

يبقى أننا نعيش في زمن مّحل وعهر لا يختلف كثيراً عن زمن سادوم وعامورة.

خيارنا إما أن نتصدى لهذا الزمن بأسلحة الإيمان والجرأة والشهادة للحق.

أو أن نستلم له ونتخلى عن ذواتنا وحريتنا ووطننا ونعود إلى ثقافة الإنسان العتيق.. إنسان الغريزة والخطيئة الأصلية.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

البشير والمرتزقة

الياس بجاني/22 تشرين الثاني/18

الشهيد بشير الجميل هو شوكة في قلب وعيون وغيرة وغباء كل لبناني فقط بالهوية وليس بالإنتماء والولاء والإيمان والقناعة بوطن القداسة

 

صار بدون نفضة كاملة

الياس بجاني/22 تشرين الثاني/18

99% من قياداتنا المارونية و100% من أصحاب شركات أحزابنا البالية هي مخصية وطنياً ومنتهية الصلاحية سيادياً وتمتهن الإستسلام والتجارة

 

الياس بجاني/تعليق بالصوت والنص/لبنان دولة محتلة وفاقدة لاستقلالها بالكامل

http://eliasbejjaninews.com/archives/69085/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%AA%D8%B9%D9%84%D9%8A%D9%82-%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%88%D8%AA-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B5-%D9%84%D8%A8%D9%86%D8%A7%D9%86-%D8%AF/

بالصوت/فورماتMP3/الياس بجاني/تعليق عنوانه: لبنان دولة محتلة وفاقدة لاستقلالها بالكامل/اضغط هنا أو على الرابط في أسفل للإستماع للتعليق/22 تشرين الثاني/18

http://www.eliasbejjaninews.com/newmp3.17/eliasisteklal18.mp3

بالصوت/فورماتWMA/الياس بجاني/تعليق عنوانه: لبنان دولة محتلة وفاقدة لاستقلالها بالكامل/اضغط هنا أو على الرابط في أسفل للإستماع للتعليق/22 تشرين الثاني/18

http://www.eliasbejjaninews.com/newwma17/eliasisteklal18.wma

 

الياس بجاني/في أسفل رابط مقالتي "الإستقلالية" المنشورة اليوم في جريدة السياسة

لبنان دولة محتلة وفاقدة لاستقلالها بالكامل/22 تشرين الثاني/18/اضغط هنا أو على الرابط في أسفل لقراءاة المقالة

http://al-seyassah.com/%D9%84%D8%A8%D9%86%D8%A7%D9%86-%D8%AF%D9%88%D9%84%D8%A9-%D9%85%D8%AD%D8%AA%D9%84%D8%A9-%D9%88%D9%81%D8%A7%D9%82%D8%AF%D8%A9-%D9%84%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D9%82%D9%84%D8%A7%D9%84%D9%87%D8%A7-%D8%A8%D8%A7/

 

لبنان دولة محتلة وفاقدة لاستقلالها بالكامل

الياس بجاني/22 تشرين الثاني/18

في كندا حيث نقيم في مغتربنا، وطوال حقبة الاحتلال النازي والدموي للبنان، كنا (تجمعات لبنانية كندية) ومعنا كثر من الأحرار والسياديين نقيم كل سنة في ذكرى استقلال وطننا الأم الحبيب لبنان قداساً على نية الذكرى للصلاة ولتجديد الالتزام الإيماني والوطني والأخلاقي،..

كنا نصلي من أجل العمل الجاد والسلمي والحضاري لاسترداد الاستقلال المغيب والمصادر بالقوة والقمع والإرهاب من قبل المحتل السوري ومعه مجموعة فاجرة وجاحدة من طاقم سياسي وحزبي لبناني طروادي بامتياز...

ويوم أجبر شعبنا الحر والاستقلالي الجيش السوري على الانسحاب من وطننا الحبيب سنة 2005 فرحنا وأيدنا ثورة الأرز وناصرناها، وكذلك فعلنا مع تجمع 14 آذار الذي تكون من أحزاب وسياسيين تعهدوا بحمل مشعل الحرية والسيادة والاستقلال وتنفيذ القرارات الدولية الخاصة بلبنان (1559 و1701)...إلا أنهم تراجعوا ولم يفوا بالإلتزامات والوعود والعهود واليوم هؤلاء يتعايشون مع الاحتلال ويتملقونه على حساب الوطن واستقلاله وحرية شعبه.

وفي سياق التخلي والوقوع في التجارب الإبليسية والجري صوب الأبواب الواسعة التي تؤدي إلى الهلاك، فإن أصحاب شركات الأحزاب المسماة سيادية تخلوا عن الوكالة الشعبية لثورة الأرز ول14 آذار وانقلبوا على تعهداتهم والوعود وداكشوا (بادلوا) على خلفية تغليب المصالح الخاصة والمنافع الذاتية والسلطوية على حساب المصالح الوطنية... بادلوا كل ما هو سيادة واستقلال وحرية ودماء وتضحيات شهداء ووعود وعهود، بادلوها كلها بكراسي وبمواقع سلطوية مهمشة وثانوية في الحكم وقبلوا التعايش مع المحتل الإيراني المتمثل بحزب الله الملالوي تحت رايات العجز والواقعية وتأمين الخدمات المعيشية.

اليوم يتذكر شعبنا المعذب استقلال وطنه في سنته ال 75 في حين أن هذا الوطن هو محتل وطاقمه السياسي والحزبي بسواده الأعظم يعيث به استسلاماً وخنوعاً وفساداً وإفساداً.

عملياً فإن العلة ليست فقط في قوى الاحتلال الغريبة، بل هي أيضاً تكمن في ممارسات وثقافة البعض الاستسلامية من سياسيين وأحزاب ومواطنين باعوا الوطن ورهنوا قميصه بثلاثين الفضة.

هؤلاء لن يغفر لهم شعبنا السيادي ولا قاضي السماء، ويوم الحساب الأخير بانتظارهم ومعه نار جهنم التي لا تنطفئ وعذابها الذي لا يتوقف ودودها الذي لا يهدأ ولا يستكين.

انتم يا أيها البعض من أهلنا الطرواديين: إنكم تخادعون في رفع شعارات السيادة والحرية والاستقلال، في حين أنكم عملياً غارقين في غيكم، فلا ترحمون أنفسكم ولا تتركون الرحمة تحل على شعبكم ووطنكم.

“الويل لكم أيها الكتبة والفريسيون المراؤون، فإنكم تقفلون ملكوت السموات في وجه الناس، فلا انتم تدخلون، ولا الذين يريدون الدخول تدعوهم يدخلون”. (متى23/27).

يا قادة ويا سياسيين كفى استسلام وطمع وانحرافات وطنية..

توقفوا عن نفاق حمل الرايات الخادعة لأنكم بالواقع تحملون معاول الهدم وتعملون على هدم هيكل لبنان المقدس.

ألا تعلمون أنه وبسبب تبعيتكم لقوى الشر أصبحت: “بلادكم خربة، ومدنكم محرقة بالنار، وأرضكم تأكلها غرباء قدامكم وهي خربة كانقلاب الغرباء. (اشعيا01/07)

كفاكم جرياً صوب الأبواب الواسعة وتوبوا قبل أن يأتيَ العريس فتضطرون للبقاء في العراء وقناديلكم فارغة من زيت المحبة والإيمان.

صرعكم سيف الحق، ولقد صح فيكم القول المقدس: “حناجرُهُم قُبورٌ مُفَتحَّة وبألسنَتِهم يَمكًرون. سَمُّ الأصلالِ على شِفاهِهِم، أفواهُهم مِلؤًها اللعنةُ والمَرارة. أقدامُهم تَخِفً إلى سفكِ الدِّماء، وعلى طُرقُهم دمارٌ وشقاء. سبيل السلام لا يعرفون وليست مخافة الله نصْب عُيونهم”.(رومية03/13).

أنتم تدّعون محبة الوطن والناس والدفاع عن الحقوق في حين أنكم تكفرون بالمحبة التي هي جوهر وأساس الإيمان والرجاء.

نسأل، لماذا سمحتم للظلام أن يدخل دون مقاومة إلى قلوبكم وأعماق أعماقكم وابتعدتم عن الله وغرقتم في أوحال الخطيئة؟

يا من تُسمون أنفسكم زوراً قادة وسياسيين وتفاخرون بمقتنيات وثروات الأرض الترابية، انتم في الواقع المعاش مجرد أجرِاء، لا بل ذئاب كاسرة همكم نحر الخراف وسلخ جلودها وبيعها في أسواق النخاسة.

لقد أعمت التبعية عيونكم وقتلت فيكم كل المشاعر والأحاسيس النبيلة، فإنكم: “تسمعون سمعاً فلا تفهمون، وتنظرون نظراً فلا تبصرون” (متى 13/14).

إنكم عثرة للوطن واستقلاله، وزارعين شكوك بين ناسه ومسببي عثرات لكيانه وناحرين لهويته.

حربائيون نجسون وانتهازيون ومهرطقون انتم.. تتلونون وتتقلبون وتتنقلون من قاطع إلى آخر غب مصالحكم والمنافع الذاتية.

بدلتم جلودك وغطيتم أعمال الغزاة والمحتلين وماشيتهم الإرهاب وربعه مقابل ثلاثين من فضة.

تيقظوا وتوبوا قبل فوات الأوان، لأن لا مفر من ساعة الوقوف أمام قاضي السماء في يوم الحساب الأخير.

في الخلاصة، نطمئنكم إلى أن الفرجَ من غشكم ومكركم ومعه استقلال لبنان الناجز آتِ لا محالة مهما طال زمن خنوعكم وغرائزيتكم المتوحشة، والذي قال ”إني قد غلبت العالم” (يوحنا 16/13) هو يُمهل ولا يُهمل.

يبقى أن المنحى الإيماني والوجداني هو ما يجب أن نستمر القيام به دون كلل أو يأس، أي الصلاة والعمل الجاد من أجل استرداد الاستقلال، لأن لبناننا الحبيب والغالي هو حالياً بلداً محتلاً بالكامل.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 25/11/2018

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

توقع بلقاء خلال اليومين المقبلين بين عون والحريري لتقييم مسار التأليف الحكومي، في وقت لا تزال المنافذ كلها مسدودة عند نقطة توزير النواب السنة الستة الذي يتمسك بهم "حزب الله" والذي يرفض الرئيس المكلف سعد الحريري استقبالهم على أساس كتلة، وأوساطه تقول إنه عندما تمت استشارات التكليف كان كل منهم في كتلة، وماذا سيحصل إذا ما تجمع عدد من النواب من طائفة أخرى وطرحوا أنفسهم في كتلة ينبغي تمثيلها في الحكومة؟

ووسط القلق الدولي والمحلي من مغبة فرملة التأليف، برز قول الرئيس الحريري: في نهاية المطاف سنصل الى حل.

بعيدا من الشأن الحكومي، وصل الى بيروت رئيس البرلمان البلجيكي سيغريد باراك بدعوة من الرئيس بري، وهو سيلتقي رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس الحريري ويجول في مخيم النازحين السوريين في البقاع. باراك أكد التطلع الى الإستقرار السياسي في لبنان والنجاح في إيجاد مخرج للأزمة السياسية القائمة.

في الخارج، برز الآتي:

- إتهام دمشق وموسكو المعارضة السورية بشن هجوم بالغاز السام في حلب، ومحادثات تركية روسية عاجلة لاحتواء الموقف بعد قصف الطائرات الروسية إدلب.

- إنهاء المبعوث الدولي محادثاته في اليمن وانتقاله الى الرياض وسط معلومات عن تعثر الاتفاق بعد خلاف على إدارة ميناء الحديدة.

- مصادقة قادة الإتحاد الأوروبي على طلاق ودي قضى بخروج بريطانيا من تكتل "بريكست".

البداية من كلام رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري الذي أكد الوصول الى حل لأزمة تشكيل الحكومة في نهاية المطاف، مشددا على أهمية وعي الجميع ان الدستور هو الذي يجمعنا.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

لا جديد في الملف الحكومي الذي دخلت أزمته اليوم نفق الشهر السابع من التعثر، لكن الرئيس المكلف سعد الحريري متأكد أننا سنصل إلى حل في نهاية المطاف حسبما قال، والدستور هو الذي يجمعنا وهناك أمور قليلة نختلف عليها ويجب أن نركز على الأمور التي تجمعنا، على ما أضاف.

بانتظار تسييل هذا الكلام إلى واقع ملموس، يظل التأليف في حال انتظار لحل عقدة تمثيل النواب السنة المستقلين، وهو حل لا يبدو في متناول اليد بالنظر الى استمرار الهوة بين موقفهم وموقف الرئيس المكلف.

أما رئيس الجمهورية، فيلاحق المنجمون السياسيون ألغاز استحضاره حكم سليمان الحكيم وإسقاطه على لبنان، ليعرفوا المقاصد الحقيقية للرئيس.

الى الملف الحكومي، أعلن لبنان اليوم رفضه نتائج التحقيقات التي أجراها العدو الإسرائيلي في جريمة إغراق سفينة تحمل مدنيين عام 1982 قبالة الساحل الشمالي، ودعا الدول الأعضاء في مجلس الأمن الى إدانة اسرائيل وإصدار القرارات المناسبة بحقها، وهو أمر من المستبعد ان تأخذ به هذه الدول، لكن على لبنان المضي به لفضح وحشية هذا العدو وإحراج داعميه على أبعد تقدير.

سوريا، برز قيام الطيران الحربي بقصف مناطق فيها مسلحون قرب إدلب للمرة الأولى منذ التوصل إلى اتفاق على إقامة منطقة خالية من السلاح هناك، ردا على قصف نفذه المسلحون على إحياء سكنية في مدينة حلب واستخدموا فيه قذائف تحتوي على مواد سامة، الأمر الذي أدى إلى إصابة أكثر من مئة مدني بحالات اختناق.

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أنها قامت بتصفية المنفذين للعمل الارهابي.

أبعد من سوريا، اتجهت الأنظار اليوم الى بروكسل حيث صادق قادة الدول الأوروبية على اتفاق تاريخي حول انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. ولكن اتفاق الانسحاب يفترض أن يخضع لاختبار المصادقة عليه في البرلمان الأوروبي وفي البرلمان البريطاني قبل أن يدخل حيز التنفيذ في التاسع والعشرين من آذار 2019.

وقبل الدخول في تفاصيل النشرة، نشير إلى فوز حركة "أمل" وحلفائها في انتخابات نقابة الصيادلة، واختيار مرشح الحركة غسان الأمين نقيبا.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"

دخلنا في الشهر السابع لعملية تعطيل تأليف الحكومة والعقدة معروفة لدى الجميع، المواطنين قبل المسؤولين، والمسؤول عنها "حزب الله" الذي يتلطى وراء النواب الستة. والحزب لا يكتفي ويبدو انه لا يريد ان يكتفي بالتعدي على صلاحيات الرئيس المكلف وعرقلة المهمات المنوطة به لتأليف الحكومة، لكنه ارتأى ان يعود لفتح الدفاتر القديمة والى تحميل النهج الذي بدأ عام 1992 مسؤولية دفع الأثمان المالية والإقتصادية والإجتماعية على صورة ما ورد على لسان نائب الحزب حسن فضل الله.

"حزب الله" يرى الرئيس سعد الحريري في صورة الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وهو اليوم يصوب على الاثنين معا، في حين يعرف كل لبناني ان هذا الاسلوب لن ينفع في ايجاد الحلول وحماية الاستقرار وانقاذ البلاد من مخاطر التحديات الداهمة.

ولعل "حزب الله" ينسى او يتناسى ان البلاد تدفع منذ سنوات الأثمان الباهضة لتعطيل المؤسسات الدستورية ولاحتلال الساحات ولتجاوز القوانين ولفتح المعابر على التهريب ولتجاوز حدود السلطة ولتدخل في الصراعات الخارجية الى عشرات العناوين التي يمكن لكل لبناني أن يضعها أمام النائب فضل الله وأمام قيادته السياسية.

النهج الذي تحدث عنه فضل الله هو الذي شرع تفاهم نيسان وهو من حمى المقامة خلال عدوان عناقيد الغضب، وهو الذي عمر الجنوب وفتح أبواب النمو إليه حتى بات الجنوب مضرب مثل، وهو النهج الذي أطلق ورشة تحديث البنى التحتية في الضاحية الجنوبية وهو النهج الذي منع أن يعمل في بعلبك الهرمل.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

هو يوم كتب فيه للبشر خروج محتم من ظلمات شتى الى مساحات واسعة من قيم الاحترام والرحمة والعيش الكريم. هو يوم يتمسك فيه المسلمون بفيض ولادة نبيهم محمد (ص)، مجددين الأمل بحياة مشرقة في أمة يلازمها الصبر على التحديات والإستهدافات، لتخرج في كل مرة منتصرة متمسكة بالتضحيات ومستعدة للمزيد.

في يوم ولادة رسول الرحمة، الصحوة الإسلامية ممر الإنتصارات، ومن تمسك بها وعمل لها يتجاوز المخاطر التي تخلط الخرائط وتشوه التاريخ، وتبدل أقواما عن أقوالهم، الا الثابتون منهم اليوم على قضية كاليمن وفلسطين تجمعهم على مقاومة الاحتلال والعدوان من دون كلل ولا تراجع.

العالم اليوم مظلم، قال الإمام السيد علي الخامنئي في الذكرى المباركة، والبشرية كلها في مأزق جراء ممارسات الاستكبار. ولكن الصحوة الإسلامية تعم المنطقة، وهي ستكون سبيل النجاة فيها، أكد الإمام الخامنئي، وليطمئن شعبا فلسطين واليمن بأن النصر حليفهما بعدما تمنى أمريكا وأتباعها بالهزيمة.

في المنطقة اليوم، لا سبيل للمهزومين إلا دمج ما تبقى من قواهم، في محاولة فاشلة لمواجهة محور مقاوم ثابت بالمؤامرات تارة، وبتطويع بلدان وشعوب بالنار والمنشار تارة أخرى.

لبنان لم يكن قبل عام في منأى عن هذا التهديد، بل كان مستهدفا به بشكل مباشر من قبل الرياض وبشخص رئيس وزرائه آنذاك الى حين الافراج عنه بقوة التضامن اللبناني.

هو الرئيس المكلف الذي لا يفرج عن حقوق طائفة من النواب السنة نالوا تمثيلهم بقوة الانتخابات ولكنهم لا يعطون حقا بوزير في الحكومة. وفي آخر مواقفه، أعلن الحريري أن الحل سيأتي في آخر المطاف، وانه متمسك بالدستور لتحقيق ذلك.

هو موقف وضعه مراقبون في خانة شراء الوقت بانتظار الترجمات الفعلية، فهل يلتفت الحريري الى ان الدستور الذي يتمسك به أعطى النواب المستقلين حق التوزير بعدما أظهرت الإنتخابات المكفولة بالدستور نفسه حجمهم الشعبي المحجوب على مدى سنوات بأحادية التمثيل؟ وهل يكون الحل بالتنازل والاجتماع ب"اللقاء التشاوري" والاستماع لمطالبه؟

الأجوبة ينتظرها نواب "اللقاء"، متمسكين بمقدار الثقة والاحترام الذي يكنه لهم ناخبوهم، وفق ما أكد النائب عبد الرحيم مراد ل"المنار".

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

حتى لا تتكرر المأساة، لا بد من حل بشقين: الاحتراز والمحاسبة، وهو ما ينطبق على أكثر من ملف لبناني، لأن المماطلة والتسويف تقود الى نتائج سلبية لا ينفع بعدها الندم، تماما كملف النزوح السوري الذي لو جرى التعاطي معه في بداية الأزمة بالمنطق السيادي السليم، لجنب اللبنانيون بلادهم تداعياته الأمنية حينا، والاقتصادية والاجتماعية حينا، ولما كان سمع الوفد النيابي والحزبي من الفاتيكان كلاما، عن عدم وجود حماسة دولية لإعادتهم الى بلادهم.

الإجراءات والقرارات المطلوبة، تنطبق كذلك على صعيد حوادث السير التي تحصد الأبرياء يوميا، والمئات سنويا، ما يحتم خطوات وزارية وبلدية احترازية وردعية، ومن إرساء منطق الثواب والعقاب لكل مرتكب ومقصر، تماما كما الحال بالنسبة لمجارير العاصمة التي تحضر على طاولة لجنة الأشغال النيابية بحضور المعنيين، على المستويين النيابي والبلدي ومحافظ بيروت.

أما حكوميا، وعلى وقع عبارة الرئيس المكلف تشكيلها سعد الحريري "في نهاية المطاف يجب أن نصل الى حل للأزمة الحكومية"، يسدل الستار اليوم عن عطلة نهاية الأسبوع من دون مؤشرات إيجابية لقرب انتهاء المخاض الحكومي المستمر منذ ستة أشهر.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

الشهر السادس للتكليف ينتهي والنتيجة مكانك راوح، عقدة الثامن من آذار تنزلق شيئا فشيئا من أزمة حكومة الى أزمة حكم، المؤشرات كلها تشير الى ان الحل ليس قريبا، خصوصا ان الأمر لا يتعلق بتجاذب بين رئيس الحكومة المكلف وسنة الثامن من آذار فقط، فهذا الجانب هو الجانب الظاهر من جبل الجليد، أما الجانب غير المعلن فهو التجاذب بين رئيس الجمهورية و"حزب الله" وبين الوزير باسيل والحزب انطلاقا من رغبة الرئيس والتيار ان يكون لهما الثلث المعطل داخل الحكومة.

توازيا، شهد الواقع السني تطورا تمثل بتأييد اللواء أشرف ريفي سياسة رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، ريفي أعلن في مؤتمر صحفي عقده في طرابلس وبشكل واضح لا لبس فيه انه يدعم الرئيس سعد الحريري بشكل كامل في مواجهة "حزب الله" وشروطه.

موقف ريفي يعيد بشكل او بآخر ترتيب البيت السني، وخصوصا التيار المؤيد أساسا للرئيس سعد الحريري وطروحاته داخل الطائفة السنية، وهو أمر يعزز موقف الحريري تجاه سنة الثامن من آذار ومن يقف وراءهم.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

اليوم بدأ الشهر السابع على تكليف الرئيس سعد الحريري تشكيل الحكومة. وجاء هذا التكليف إثر الإنتخابات النيابية التي أفرزت الكتل والأحجام.

لكن التكليف لم يصل بعد إلى الحكومة الجديدة العالقة منذ التاسع والعشرين من تشرين الأول الفائت عند الأسماء الثلاثة لوزراء "حزب الله" الذي يرفض تسميتهم وتسليم أسمائهم للرئيس المكلف ما لم يوافق الأخير على تسمية أحد النواب السنة من 8 آذار.

العقدة المتبقية هنا، لكنها عقدة من شأنها أن تطيح الحكومة، فالرئيس المكلف لا يستطيع ان يتوجه إلى قصر بعبدا ليسلم تشكيلة بمن حضر، كما كان سيفعل لو لم تمش "القوات" أواخر الشهر الفائت، وما كان سيفعله مع القوات، يبدو أنه لا يستطيع فعله مع "حزب الله"، ولهذا فإن النواب الستة يستمدون صلابة الموقف من تمسك "حزب الله" بتوزير أحدهم.

كيف ستنتهي هذه العقدة؟ لا جواب عند أحد. فوساطة رئيس تكتل "لبنان القوي" الوزير جبران باسيل بلغت مداها من دون نتيجة، وهكذا، هناك عقدة، ولكن ليس هناك وسطاء، ما يعني أن الحكومة ليست قريبة وأن مرحلة تصريف الأعمال ستطول، مع ما يعني ذلك من إمعان في الشلل على مستوى السلطة التنفيذية، وغياب الإجراءات التي من شأنها تحصين الوضع الإقتصادي المتهاوي تدريجا بعدما تصاعدت الأصوات المنبهة من الإنعكاسات السلبية جدا، بسبب الشلل الحكومي، على الأوضاع المالية والمعيشية.

بالتزامن، تتجه الأنظار غدا الى الاجتماع الثاني المخصص لبحث مجرور الرملة البيضاء، بعد أحد عشر يوما على انفجاره والذي فجر معه ما كان مستورا من فضائح، فهل سيصل اجتماع غد إلى وضع النقاط على الحروف وتسمية الأمور بأسمائها؟ أم سيبقى يراوح بالتلطي وراء "المجهول" الذي سماه في الإخبار الذي قدمه؟

وبأسلوب "على طريقك"، هل يمكن ان يبحث نواب بيروت، في اجتماعهم غدا، في فضيحة التمويل الهائل للشركة التي ستتولى زينة بيروت؟ هل سيضعون يدهم على ملف "البعزقة ولم الأموال بإسم العاصمة"؟

يستحق هذا الملف الفضيحة أن يكون بندا على جدول أعمال اجتماع نواب العاصمة غدا، إلا إذا كانت بلدية بيروت أقوى من نواب بيروت.

قبل الدخول في تفاصيل النشرة، نشير إلى حدث إقليمي لافت جدا: الرئيس التشادي في إسرائيل، منهيا قطيعة دامت نصف قرن، ونتنياهو يقول له: قريبا ستكون لي زيارات لدول عربية على غرار زيارتي الأخيرة لسلطنة عمان.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

بوصفة صيدلانية خرج "التيار الأزرق" من حبوب الدواء، وخسر في انتخابات نقابة الصيادلة أمام تحالف جمع "حزب الله"، حركة "أمل"، "الجماعة الإسلامية"، "التقدمي" و"الكتائب". ولم يحصل "المستقبل" تعويضا نقابيا في انتخابات أطباء الأسنان في طرابلس، والتي أعطت ولاءها "لأفواج نجيب ميقاتي" مدعوما من المستقلين و"المردة".

وباقتلاع أسنان "المستقبل" من طرابلس نقابيا وتهاوي الحبة الزرقاء صيدلانيا، جاءت الإسعافات الأولية من اللواء التائب أشرف ريفي العائد اليوم إلى الحب الأول، معلنا الولاء للرئيس سعد الحريري في حربه السياسية ضد "حزب الله".

ونتائج النقابات تعطي صورة عن كسر قاعدة الاحتكار السياسي، وأن التمثيل لم تعد تختصره فئة بعينها. لكن الرئيس الحريري ما زال يحتفظ بهذه الحصرية وزاريا، ويرفض تمثيل نواب سنة جاء بهم قانون نسبي، ويتجنب الرد مباشرة على طلب لقائهم، وهو تأمل اليوم بحل "من فوق الغيمات"، وقال إننا سنصل إلى حل في نهاية المطاف، غير أنه لم يحدد على وجه الدقة ما إذا كانت الحكومة ستتبخر وتصعد طلوعا، لتنضم إلى الكتل الهوائية والغيمات المتلبدة.

وإلى الغيوم السود التي نشرت سمومها في سوريا مجددا، بإطلاق قذائف تحمل غازات الكلور على غربي مدينة حلب الواقع تحت سيطرة الحكومة. وسرعان ما أعلنت وزارة الدفاع الروسية قصفها المجموعات الإرهابية المتهمة بإطلاق هذا الهجوم السام، والذي تسبب بحالات اختناق لأكثر من مئة شخص. وهذه المرة الأولى التي لا تسارع فيها دول العالم إلى اتهام النظام باستخدام الكيماوي جريا على العادة.

ومعظم هذه الدول كان مشغولا اليوم بالتصويت على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، حيث صادق قادة دول الاتحاد في قمة بروكسل، على اتفاق تاريخي لخروج المملكة المتحدة وإيرلندا الشمالية من الاتحاد، ومن الهيئة الأوروبية للطاقة النووية، وأكدوا العمل لإرساء "أفضل علاقة ممكنة" مع لندن بعد ال"بريكست".

وإذا كانت أوروبا قد شعرت اليوم بأنها فعلا قد دخلت عصر القارة العجوز، فإن أميركا ستكون أول المصفقين لوصول الاتحاد الأوروبي إلى مرحلة العجز، فحلم أميركا كان إبقاء أوروبا ضعيفة وشاحبة سياسيا واقتصاديا، وأن تساهم الولايات المتحدة في فصل بريطانيا عن الاتحاد لأن في الاتحاد قوة، وهذا ما توقعه قبل سنوات مستشار الأمن القومي الأميركي زبيغنيو بريجنسكي في كتابه "رقعة الشطرنج الكبرى"، وقد قامت استراتيجية المنظر الأميركي على فصل الشراكة البريطانية عن الوحدة الأوروبية.

وهناك من كان عاملا على الأرض أبعد من التنظير، والأسواق البريطانية تشهد ساعة ال"بريكست" على لعبة شطرنج مالية قادها مقامرون أميركيون وتلاعبوا بأسعار الجنيه الاسترليني، ليرفعوه إلى أعلى مستوياته تشجيعا للانفصال عن أوروبا، والذي سيعزز العملة المحلية. ولم يصمد الارتفاع ساعات إذ إنه في اليوم التالي انخفض إلى أدنى مستوياته، تاركا خسائر على الموظفين. هي أميركا اللاعب في المال والأعمال وسياسات ونتائج قنصليات.

 

إلى ابراهيم كنعان: لناس والرأي العام ليسوا أغبياء

خليل حلو/فايسبوك/25 تشرين الثاني/18

لفتني صباح اليوم خبر على موقع ليبانون ديبايت عن خطاب لسعادة النائب ابراهيم كنعان في بلدة جورة البلوط المتنية بمناسبة وضع اكليل على نصب تذكاري لشهداء الجيش الذين سقطوا في 13 تشرين 1990 اثر الإجتياح السوري وردت فيه التعابير التالية:

- "... شهداؤنا هم تاريخنا، وعلى رأسهم شهداء الجيش اللبناني والرؤساء والقادة والمناضلين الذين بذلوا دماءهم من أجل ان نبقى في هذا الشرق ..."

تعليق: يا سعادة النائب لماذا لا تخبر حلفائك في حزب الله وفي دمشق عن الرؤساء الشهداء بشير الجميل ورينيه معوض ورياض الصلح ورفيق الحريري والمناضلين كمال جنبلاط وحسن خالد ووليد عيدو ومحمد شطح والصحافيين سليم اللوزي وجبران تويني وغيرهم؟ وإذا كان حلفائك لا يعتبرونهم شهداء فهذه مشكلة انفصام في الشخصية لديكم. الناس والرأي العام ليسوا أغبياء رجاءً ... ومع ذلك تجدون من يصدقكم مهما قلتم.

- "اننا حققنا الاستقلال وكل غريب داس هذه الارض بالقوة هو محتل كائناً من كان، وهذا التاريخ لا يمكن لأحد تغييره"

تعليق: لماذا لا تخبر يا سعادة النائب زميلك النائب المتني الياس بوصعب الذي اعتبر ان الإحتلال السوري لم يكن احتلالاً؟ ما قضيتكما يا سعادة النائبين؟ انفصام في الشخصية أم استغباء للناس؟ ومع ذلك هناك الكثيرين يصدقونكم.

- " تسمعون كثيراً عن مكافحة الفساد. فعن أي فساد نتحدّث؟ هل عن فساد الموظف المرتشي، ام المسؤول الذي يرقص على دف طائفته او حزبه او مصالحه الشخصية؟"

تعليق: لماذا لا تخبر يا سعادة النائب رئيس حزبك معالي الوزير جبران باسيل الذي لا يتوقف عن الحديث عن حقوق المسيحيين وحلفائك في حزب الله الذين لا يتحدثون عن حقوق الطائفة الشيعية الكريمة بل يعملون اللازم ليجعلوا من مناصريهم ومحازبيهم مواطنين من الدرجة الأولى وعلى إبقاء الآخرين في الدرجتين الثانية والثالثة ... هذه التناقضات في المواقف يا سعادة النائب هي للملمة المناصرين والمؤيدين وهذا الخطاب له مفعول جيد عند ناخبيكم الذين يريدون تصديقكم مهما استدرتم 180 درجة أو 90 درجة صعوداً أو نزولاً يا سعادة النائب. مبروك لكم ما تبقى من فتات الجمهورية اللبنانية ولكن نحن لا نصدقكم منذ زمن بعيد وسنبقى نناضل مدى الحياة.

 

فوز اللائحة التي يرأسها غسان الأمين في إنتخابات نقابة الصيادلة

وكالات/25 تشرين الثاني 2018/وتجدر الإشارة إلى أن هذه اللائحة مدعومة من “حزب الله” و”حركة أمل” وحزب “الطاشناق” وحزب “الكتائب” و”الحزب التقدمي الاشتراكي”، وكذلك دعمت المعارضة العونية هذه اللائحة التي استمر بترشحه فيها الصيدلي زياد نصور على رغم اجراء الفصل الذي اتخذه بحقه التيار الوطني الحر، “لمخالفته مجدداً لقرارات التيار النقابية واصراره على الترشح لعضوية مجلس نقابة صيادلة لبنان”، بحسب ما جاء في قرار الفصل. وتضم اللائحة لمجلس النقابة: النقيب صالح دبيبو، النقيب زياد نصور، دوري بدورة، ايمن باز، كريكور سحاقيان، ماري غصوب، طوني يوسف، شوقي الشماس، زياد الحاج شحادة.

 

لبنان أمام جدل جديد: سحب تكليف تشكيل الحكومة من الحريري

العرب/26 تشرين الثاني/18/بيروت – أكدت مصادر سياسية لبنانية مقربة من تيار المستقبل أن رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري متمسك بالدستور، ولا توجد سلطة قانونية تنتزع تكليفه بتشكيل الحكومة. وقالت المصادر في تصريح لـ”العرب”، “لا أحد بإمكانه إجبار الحريري على التخلي عن التكليف، إلا إذا اعتذر هو شخصيا”. مستبعدة أن يقدم اعتذرا لرئيس الجمهورية بشأن تكليف تشكيل الحكومة بالرغم من العراقيل التي يضعها حزب الله في طريق إعلان الحكومة. وأثارت أوساط سياسية إمكانية ذهاب حزب الله إلى سحب تأييده لبقاء الحريري في مهمة تشكيل الحكومة. ورد الحريري، الأحد، على هذه الأنباء بقوله إنه “في نهاية المطاف يجب أن نصل إلى حلّ للأزمة الحكومية وعلى الجميع أن يعلم أن الدستور هو الذي يجمعنا”. وقال “كلنا للبنان ولبنان لنا جميعا لذلك علينا حمايته من الفساد والهدر والمخدرات ويجب أن نكافح من أجل لبنان”. بالمقابل قال عضو المجلس المركزي في حزب الله الشيخ نبيل قاووق، الأحد، إن “الأزمة الحكومية في لبنان تتفاقم وتتعقد، بسبب تنكر الرئيس المكلف لنتائج الانتخابات النيابية، ولحق النواب السنة المستقلين بالتمثيل الوزاري، لا سيما وأنهم يمثلون شريحة وازنة من اللبنانيين”. وعزت المصادر السياسية تصريحات المسؤولين في حزب الله إلى رفع مستوى الضغوط التي تمارس على الحريري وطمأنة “سنة 8 آذار” المتحالفين داخل تكتل “اللقاء التشاوري” على استمرار التزام الحزب بالدفاع عن مطلب تمثيلهم داخل الحكومة المقبلة. ويصف الحريري هذا التكتل بأنه مصطنع تم تشكيله خصيصا ليكون أداة بيد حزب الله لتعطيل تشكيل الحكومة. ويرفض الحريري حتى الآن الاجتماع بالنواب السنة المستقلين بصفتهم تكتلا، ويكرر أنه سبق أن استقبل الكتل التي كانوا ينتمون إليها. وتؤكد أوساط الحريري أن الأخير مستعد لاستقبال هؤلاء بشكل فردي وليس بصفتهم تكتلا سنيا مستقلا. ولم يرصد المراقبون أي ليونة في مواقف حزب الله وتيار المستقبل حول العقدة المستجدة التي ظهرت بشكل مفاجئ بعد أن تمت حلحلة العقدتين، الدرزية والمسيحية، اللتين كانتا تعطلان ولادة الحكومة.

ويشترط الأمين العام لحزب الله، حسن نصرالله، تمثيل “سنة 8 آذار” في الحكومة قبل أن يقدم الحزب (وحليفته حركة أمل ضمنا) أسماء وزرائه إلى الرئيس المكلف. إلا أن مصادر لبنانية مطلعة نفت وجود أي خطط لحزب الله لإسقاط تكليف الحريري تشكيل الحكومة الجديدة.

وقالت هذه المصادر إنه رغم التوتر الحاصل بين الحزب والرئيس المكلف، ورغم تبادل الطرفين الاتهامات في شأن تحمل مسؤولية تعطيل الحكومة، إلا أن الحزب لا يطرح في الوقت الراهن الانقلاب على التسوية الرئاسية التي كان حزب الله شريكا فيها. وكانت الصفقة التي تمت بين الحريري وفريق الرئيس اللبناني ميشال عون قد نصت على أن يبقى الحريري رئيسا للوزراء طوال فترة العهدة، واستبطن الاتفاق موافقة كاملة لحزب الله على هذا الاتفاق.

وكان الحريري قد هدد قبل أسابيع، وقبل ظهور عقدة “سنة 8 آذار”، أنه لن يعود إلى القبول بتشكيل الحكومة إذا ما اضطرته الضغوط للاعتذار عن مهمته. وقال عضو المكتب السياسي لتيار المستقبل، علي حمادة، إن اعتذار الحريري لن يؤدي إلى تشكيل حكومة في لبنان، موضحا أن أي حكومة “لن تكون ميثاقية في غياب تيار المستقبل وغياب زعيم السنة في لبنان”. ورأى حمادة أن حزب القوات اللبنانية لن يشارك في حكومة لا يرأسها سعد الحريري، ورجح عدم مشاركة تكتل الزعيم الدرزي وليد جنبلاط في حكومة دون تيار المستقبل والحريري.

ويلفت المراقبون إلى أن البعد الخارجي يلقي بظلاله على مفاجأة التعطيل التي فرضها حزب الله لوقف ولادة حكومة الحريري. وقال هؤلاء إن إيران التي تبحث عن سبل حماية نفوذها الإقليمي، تسعى حاليا من خلال ورقتي لبنان واليمن، إلى أن تكون لاعبا مقررا في تعطيل أو تسهيل أي حلول يتم تداولها إقليميا ودوليا. والظاهر أن هذا البعد الخارجي هو الذي أوحى لرئيس الجمهورية ميشال عون بوصف أزمة تشكيل الحكومة بـ”العقدة الكبيرة” وهو ما جعل المراقبين يرجحون تأجيل البت في مصير الحكومة إلى السنة الجديدة.

ووصف عون، السبت، أزمة تشكيل الحكومة الجديدة في بلاده، بأنها لم تعد أزمة صغيرة. وأكدت أوساط قصر بعبدا أن الرئيس عون سعى في الأسابيع الأخيرة إلى تخفيف التوتر الذي شاب علاقته بحزب الله بعد إعلانه موقفا متضامنا مع الحريري في رفضه لتمثيل “سنة 8 آذار”. ورغم صدور تصريحات عنه فُهم منها تراجع عن هذا الموقف، غير أن هذه الأوساط تؤكد أن عون منزعج من موقف الحزب الذي عطّل ولادة ما كان يعتبره “الحكومة الأولى” في عهده. ورغم متانة التحالف بين حزب الله وعون، إلا أن بعض المراقبين ذكروا أن تحالفا كان موجودا بين الحزب والرئيس السابق ميشال سليمان، منذ أن كان قائدا للجيش اللبناني، انتهى في السنوات الأخيرة من عهد سليمان الرئاسي إلى فراق نتيجة تصادم منطق الدولة بمنطق الميليشيا. ولفتت بعض المصادر العارفة إلى أن نصرالله كرر أن حزب الله يقف وراء القرار الذي يتخذه “اللقاء التشاوري”، بما فهم أنه دعم وتأييد، لكنه قد يكون مخرجا يُطلب من خلاله لاحقا إسقاط هذا اللقاء لـ”حقه” الوزاري في حال لاح ضوء أخضر من طهران يتطلب تبدلا في خيارات حزب الله لصالح تشكيل حكومة سعد الحريري الجديدة.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

الراعي عاد الى بيروت: لا يجوز تعطيل الحكومة مهما كانت الأسباب ولفصل الشأن السياسي في سوريا عن عودة النازحين

الأحد 25 تشرين الثاني 2018 /وطنية - عاد الى بيروت مساء اليوم البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ومجلس المطارنة، آتين من روما بعد زيارة الأعتاب الرسولية التي تخللها لقاء مع البابا فرنسيس.

وكان في استقبال البطريرك في مطار رفيق الحريري الدولي- بيروت، ممثل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وزير الثقافة في حكومة تصريف الاعمال غطاس الخوري، رئيس المجلس الاغترابي في بروكسل السفير مارون كرم وعدد من المطارنة.

وتحدث الراعي في صالون الشرف في المطار الى الاعلاميين، فوجه التحية والشكر لرئيس الجمهورية لتكليفه الخوري بتمثيله في استقباله في المطار، وتمنى له "كل التوفيق والدعاء في قيادة سفينة الوطن وليتمكن مع كل السياسيين في لبنان من الخروج من أزمة الحكومة".

وقال الراعي: "ان هذا كان موضوع صلاتنا على ضريح القديس بطرس، إذ أن أساس زيارة الأعتاب الرسولية هي زيارة ضريحي القديس بولس وبطرس، أول شهيدين في روما وعلى دمائهما بنيت الكنيسة وصارت روما قلب الكنيسة الكاثوليكية النابض بعد ان كانت امبراطورية رومانية وثنية". أضاف: "كنا سعداء جدا بزيارة هذه الأعتاب، وكان لنا لقاء ممتع مع قداسة البابا استمر ساعتين ونصف الساعة، حيث قال لنا قداسته: انا هنا لأسمعكم فقولوا ما تريدون واطلبوا ما تشاؤون فهذا لقاء اخوي. وفعلا، طرح عليه المطارنة أسئلة من كل الأنواع والأشكال، وكان يجيب بكل محبة، وشعرنا بمحبته للكنيسة عامة والكنيسة المارونية خاصة وكل كنائس الشرق، وكم له محبة كبيرة للبنان والشعب اللبناني، وخاصة انه وقبل اللقاء معنا لمدة ساعتين، التقى مع الوفد اللبناني الذي كان موجودا ومع المؤسسة المارونية للانتشار، وعبر عن محبته الكبيرة للبنان، وطبعا قلبنا يكبر من خلال محبته وعاطفته". وتحدث الراعي عن لقاءات الوفد مع الدوائر الفاتيكانية، حيث جرى التعارف وتبادل الخبرات، كما تحدث عن مشاركته مع الوفد بالاحتفالات التي اقيمت في ايطاليا لمناسبة عيد الاستقلال، اضافة الى اللقاء مع الرهبانيات العالمية.

وقال: "نحن عائدون وقلبنا كبير جدا، لأن الجميع في روما من مسؤولين واصدقاء للبنان يحبون لبنان وينتظرون الساعة التي تعلن فيها الحكومة الجديدة، ونحن نعود ونكرر انه لا يجوز مهما كانت الاسباب عند هذا او ذاك من الفرقاء، ولأي مطلب شخصي او فئوي، تعطيل الحكومة". وأشاد بموقف رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، قائلا: "حتى الآن لم أر أحدا عنده هم لبنان فوق كل اعتبار، وأنا أتأمل ان يكون عنده لبنان فوق كل اعتبار وان يضحي من أجل لبنان. نكرر مع فخامة الرئيس: من يهمه لبنان ومن هو أم لبنان ومن يهمه ان يبقى لبنان مستمرا ومؤسساته مستمرة ويريد تشكيل الحكومة، ومن يهمه تنفيذ قرارات مؤتمر "سيدر" وإجراء الاصلاحات في القطاعات كافة حتى يتمكن من الحصول على 11 مليار ونصف مليار دولار، من يهمه الشباب الذين يتخرجون بالمئات سنويا ولا يوجد لهم فرصة عمل في لبنان ويهاجرون الى الخارج، من المسؤول"؟. وأضاف: "عندما نسأل في الخارج لماذا لا يوجد عندكم حكومة جديدة بعد، فإننا نضع رأسنا في الارض، والعالم كله يحب لبنان، ويا ليت اللبنانيين والمسؤولين فيه يحبونه كذلك".

وعن موضوع عودة النازحين الى سوريا وما نقل عن وزير خارجية الفاتيكان، قال: "ان هذا الكلام جاء في سياق الحديث عن حق السوريين والعراقيين والفلسطينيين بعودتهم الى بلادهم وتاريخهم وثقافتهم". وتابع: "للمجتمع الدولي مصالحه، لديه مصالحه عندما يفتعل الحرب، وعندما يذكي الحرب، وعندما يدعم كل المنظمات الارهابية، وعندما يرسل ايضا مرتزقة، هو لديه مصالح، مصالح اقتصادية سياسية واستراتيجية لا احد يجهلها، وعندما لا يدعم عودة النازحين لانه لا يريد السلام، والطبخة لم تنته بعد. ونحن نقول للمجتمع الدولي اذا كان يوجد قضية سياسية في سوريا من الضروري فصلها عن موضوع اللاجئين والنازحين، فهذا حقهم، ولا تقولوا إنه لا يوجد أمان او سلام، فأنتم تفتعلون الحرب وانتم تساعدون من يحاربون وتمدونهم بالمال والسلاح وتفتحون الخط لهم، وهذا الشعب يحق له العودة الى ارضه وانتم مجبرون على مساعدته حتى يعود الى حياته، ولماذا على لبنان ان يتحمل، ولا يكفي فقط الاشادة بلبنان لأنه يستضيف النازحين، ونحن لسنا بحاجة للاشادة، فهذا من طبيعتنا، ولكن لا يجوز ان يغرق لبنان إقتصاديا وأمنيا وسياسيا وإجتماعيا وديمغرافيا، فهذا من جهة، ومن جهة أخرى، على المجتمع الدولي مساعدة النازحين بالعودة الى بلادهم وليأت الحل السياسي لاحقا، واذا كنتم تريدون ان تفعلوا معهم كما فعلتم مع الفلسطينيين الذين يعيشون منذ 70 سنة بالفقر والبؤس في المخيمات والحل السياسي لم يأت بعد ويبعد، واذا كنتم تريدون ان تفعلوا نفس الشيء مع السوريين فهذا ما نرفضه، ووزير خارجية الفاتيكان يلوم المجتمع الدولي في هذا الموضوع، فهذا لا يجوز، لا يجوز التلاعب بمصير الناس". وختم: "نحن نقول دائما، من خلال اللقاء مع المسؤولين في زياراتنا الرعوية، افصلوا الشأن السياسي في سوريا عن شأن عودة النازحين، فهم لا علاقة لهم بما يحدث، هم مواطنون آمنون هجروا من أرضهم عنوة، وهم معنا في الفاتيكان في هذا الموضوع ويشعرون معنا". ويغادر الراعي غدا الى العاصمة العراقية بغداد، للمشاركة في أعمال دورة مجلس بطاركة الشرق الكاثوليك بضيافة بطريرك الكلدان الكاردينال لويس ساكو.

 

كارلوس غصن ينفي التهم... وعريضة لبنانية للتحرك من أجله

 "النهار" 25 تشرين الثاني 2018 /"مضت أيام على اعتقال المواطن اللبناني #كارلوس_غصن والحكم عليه قبل مثوله أمام المحكمة. القضاء الياباني، الذي يُطبّق على الأرجح قوانينه الخاصة التي تمنع المحامين الذين يتوكّلون عن المتهم من التواجد معه أثناء استجوابه، ذهبَ بعيداً جداً في ممارساته التعسّفية. هل علينا أن ننتظر إعدام المواطن اللبناني كارلوس غصن من دون محاكمة قبل أن تتحرك السلطات اللبنانية وتطالب اليابان رسمياً بالإفراج عنه؟ لم يتمكّن السفير اللبناني لدى اليابان من لقائه، بتكليف من وزير الخارجية اللبناني، وقد مُنِع عنه أي اتصال مع العالم الخارجي. نطالب بأن يتوجّه وفدٌ رسمي رفيع المستوى إلى اليابان بأسرع وقت ممكن للاطلاع على ظروف اعتقال المغترب اللبناني ورجل الأعمال اللامع المعروف بخصاله ومزاياه العظيمة". السطور الآنفة تمثّل نص عريضة يتداولها ناشطون لبنانيون لحث الجهات المعنية بالتحرك الفعال من أجل متابعة قضية غصن الذي نسب اليه اليوم، ولأول مرة منذ اعتقاله، نفيٌ للتهم الموجهة اليه بالتهرب الضريبي واساءة استخدام النفوذ. وكان وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل أعطى توجيهاته لسفير لبنان في طوكيو نضال يحيى، بضرورة اللقاء بغصن "للاطلاع على حاجاته والتأكد من سلامة الاجراءات المتخذة والحرص على توفير الدفاع القانوني له ليتسنى له عرض ما يمتلكه من وقائع وأدلة وفرصة حقيقية للدفاع عن نفس".

نية الاخفاء

وقال تلفزيون (إن.اتش.كيه) الرسمي الياباني إن غصن، الرئيس السابق لشركة نيسان نفى التهم المنسوبة إليه. ونقل عن غصن قوله للمحققين إنه "لم يكن ينوي إخفاء جزء من مكافأته في الوثائق المالية"، مشيراً الى ان جريج كيلي المسؤول التنفيذي السابق في نيسان الذي اعتقل مع غصن دافع عن المكافأة التي منحت للأخير بأنه "جرى بحثها مع مسؤولين آخرين ودفعت بشكل مناسب". وكان غصن الذي يحمل الجنسيات الفرنسية واللبنانية والبرازيلية أوقف في اليابان الاثنين الماضي للاشتباه بعدم إعلانه عن كامل دخله كرئيس مجلس إدارة شركة نيسان، وبأنه أخفى منه ما يوازي خمسة مليارات ين بين حزيران 2011 وحزيران 2015. وأقيل غصن من رئاسة مجلس ادارة شركة نيسان، الا أنه لا يزال يحتفظ بادارة رينو.

انقلاب؟

وبعد أيام من صدمة اعتقال غصن بات بعض المحللين يتكلم عن احتمال أن يكون قد حصل "انقلاب" من شركة نيسان على غصن، بهدف إعادة النظر في الشراكة بين الشركات الثلاث (نيسان-رينو-ميتسوبيشي) لجعلها أكثر توازناً. لذلك تكثفت التصريحات أكان في باريس أو في طوكيو لدعم الشراكة بين الشركات الثلاث التي كانت تعاني أصلاً خلافات ساهم توقيف غصن في تسليط الضوء عليها. والمعلوم أن رينو تملك 43% من نيسان التي لديها من جهتها 15% من رينو (ولكن من دون حق تصويت) و34% من ميتسوبيتشي. وباتت السلطة بيد رينو منذ أنقذت منافستها اليابانية من الافلاس عام 1999، مع العلم أن قيمة نيسان اليوم في البورصة تبلغ ضعف قيمة رينو. وكان وزير الاقتصاد الفرنسي برونو لومير قد أكد التمسك "بالحفاظ على التحالف بين رينو ونيسان لما فيه مصلحة الفرنسيين واليابانيين على السواء". وتملك الدولة الفرنسية 15% من رينو وهي معنية تماما بمستقبل الشراكة مع نيسان، الشركة التي لغصن الفضل في انقاذها من الافلاس.

مواقف لافتة

وفي الآونة الاخيرة، صدرت مواقف سياسية لافتة عن غصن، اذ تحدّى واشنطن خلال الصيف، بقوله إن شركة "رينو" لن تنهي وجودها في ايران، على رغم إعادة فرض الولايات المتحدة عقوبات ضد الجمهورية الإسلامية. وأبلغ الى المساهمين في الشركة خلال اجتماع للجمعية العامة في باريس "أننا لن نتخلى عن وجودنا. لكن إذا اضطررنا لتقليص نشاطنا سنحتفظ بوجود محدود لاننا مقتنعون بأن… هذه السوق ستُفتح من جديد في وقت ما، وإن بقاءنا في ايران سيمنحنا بالتأكيد أفضلية". وتتمتع "رينو" بحضور قوي في إيران حيث تتخطى مبيعاتها 160 ألف سيارة سنوياً، كما بلغ مجموع مبيعات الشركة في العالم 3,76 مليون سيارة.

Mr.Seven-Eleven

في كتابه عن اليابان والذي خصص فيه فصلاً عن كارلوس غصن، يذكر سفير لبنان السابق في اليابان سمير شمّا ان "اليابانيين أطلقوا على غصن لقب Mr. Seven – Eleven، إذ دعا أمّة المدمنين على العمل حتّى الإرهاق (ضحايا الـ Karoshi) إلى العمل من السابعة صباحًا حتّى الحادية عشرة ليلاً. فأن يرضى اليابانيّون بالاستعانة بـ Gaijin (كلمة متداولة في ثقافتهم تعني الغريب) لإنقاذ شركة نيسان العملاقة من الإفلاس لم يكن قرارًا سهلاً لدى أمّة ربيت على الحذر من الأجانب والتشكيك بهم مضافة إلى تباهِ بقدراتها الذاتيّة وعزتها القومية والتي بها تحقّقت معجزتها الاقتصاديّة، وبذلك يكون كارلوس غصن قد اخترق إحدى المحرّمات اليابانيّة". ورأى نوبوو تاناكا (Nobuo Tanaka) نائب رئيس المعهد الحكوميّ للدراسات الاقتصادية أنّه "بلغ من تقدير اليابانيّين لعطاءات كارلوس غصن وإنجازاته حد اعتباره بطلاً قوميًّا". وأضاف: "لنحقّق إصلاحات جذريّة نحن بحاجة إلى من هو آتٍ من خارج النظام اليابانيّ كمثل كارلوس غصن أو كمثل رئيس الحكومة اليابانيّة كويزومي الآتي من خارج الحلقة التقليديّة للسياسيّين"(16). يقول كارلوس غصن "علَّمتني اليابان بأن أكون حذرًا وأن أعطي وزنًا لكلّ كلمة أنطق بها". ويعترف يابانيون أنه ساعدهم على تغيير منهجيّة العمل التي اتسمت دومًا بالبطء الشديد في اتّخاذ القرارات، "فقد أدهش اليابانيّين حيثما حلّ فدعوه ساموراي الحداثة"، كما ورد في كتاب السفير شمّا.

اخل القضبان

من حقق كل هذه الانجازات لم يكن يتوقع أن يصبح وراء القضبان، وأن تستبدل حياة الترف والطائرات الخاصة بروتين يومي في سجن شمال طوكيو يبدأ بنصف ساعة رياضة، فاستحمام، فثلاث وجبات يومية، كما ذكرت وكالة "بلومبرغ". أما زيارات العائلة، فتقتصر على ربع ساعة لزوجته وبحضور الشرطة حيث يشترط الحديث باللغة اليابانية، وفق القانون. وكانت السلطات اليابانية أعلنت الأربعاء تمديد الحجز الاحتياطي لغصن عشرة أيام، في حين أفادت تقارير أن مجموعة السيارات العملاقة يمكن أن تتعرض لملاحقات قضائية. وأفادت مصادر قانونية إنه قد يتم تغريم غصن بـ10 ملايين ين وسجنه عشر سنوات لعدم إفصاحه عن كامل دخله، علماً ان تنفيذ الحكم ليس أكيداً.المقلق بالنسبة للمقتنعين ببراءة غصن، ان اغلب الاحكام في المحاكم اليابانية تسير لصالح جهة الادعاء. من هنا، يرون أهمية التحرك للضغط المحصن بشبكة دفاع قادرة على التصدي للادعاء صاحب النفوذ.

 

موقف متناقض لـ«حزب الله»: تمسُّك بالحريري وإصرار على تمثيل «سُنّة 8 آذار»و«المستقبل» يرفض الخضوع للضغوط

بيروت: كارولين عاكوم/الشرق الأوسط/25 تشرين الثاني/18/بدأت مواقف المسؤولين في «حزب الله» تتخذ منذ أيام منحى تصعيدياً تجاه رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، على خلفية تمثيل نواب «سُنة 8 آذار» في الحكومة، وتحميله شخصياً مسؤولية حل هذه العقدة. وهو ما طرح علامة استفهام حول الهدف من هذا التوجه والحدود التي قد يصل إليها في ظل الحديث عن بدء فريق «8 آذار» البحث عن بديل للحريري، وعما إذا كان الأخير في وارد الاعتذار بعدما كان قد استبعد هذا الأمر قائلاً: «لماذا أعتذر إن كنت سأعود، وما حصل في عام 2009 كانت ظروفه مختلفة»، في إشارة إلى سقوط حكومته آنذاك بعد استقالة وزراء «8 آذار» وحلفائهم منها. لكنّ توجّه الطرفين حتى الآن لا يوحي بأي تغيرات في «الستاتيكو» الحالي ما لم يحصل ما لم يكن في الحسبان، وهو ما يشير إلى أن الأمور لا تزال ضمن معركة شدّ حبال عبر ممارسة الضغوط المتبادلة وبالتالي بقاء الحريري رئيساً مكلّفاً غير قادر على التأليف. إذ تؤكد مصادر مطّلعة على موقف «حزب الله» أنه لا بديل بالنسبة إليه عن الحريري في رئاسة الحكومة لكنّه في الوقت عينه يتمسّك بتمثيل حلفائه السنة، في حين تجد مصادر الحريري في هذا الموقف «الرأي ونقيضه»، سائلة: «لماذا إذن يضعون العقد أمام مهمته؟». وتقول المصادر لـ«الشرق الأوسط»: «(حزب الله) يحاول عبر هذا الأمر تطويع الحريري وفرض شروطه عليه»، وتضع المعلومات المتداولة عن بدء البحث عن بديل في خانة الضغط عليه، وهو ما يرفضه «تيار المستقبل» ورئيسه، مضيفة: «إذا كان لديهم البديل فليأتوا به». وتؤكد مصادر الحريري أنه «لن ينصاع للضغوط ومتمسّك بصلاحياته في تأليف الحكومة وبموقفه الرافض لتمثيل (سُنة 8 آذار)، وهي العقدة الورقة التي لعبوها بعدما كانت الحكومة قاب قوسين من التشكيل».

في المقابل، ترمي المصادر المطلعة على موقف «حزب الله» مسؤولية التهديد بالبحث عن بديل، على ما وصفتهم بـ«الآخرين» وليس «حزب الله». وتشدد في تصريح لـ«الشرق الأوسط» على أن «التسوية التي توصل إليها الأطراف عام 2016 وأدّت إلى انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة بعلم ورضا الحزب ومن ثم إجراء الانتخابات النيابية، لا تزال قائمة ومعمولاً بها، والبحث عن بديل للحريري غير مطروح إطلاقاً، وكل ما يتم تداوله حول هذا الموضوع هي شائعات مصدرها آخرون في محاولة للضغط، وفي ظل إدراك الجميع أنه في حال اعتذر لن يكون من السّهل إيجاد البديل أو تشكيل حكومة».

وأبرز ما جاء في تسوية عام 2016 هو بقاء الحريري على رأس الحكومة وعدم استبعاد «حزب الله» عن طاولة مجلس الوزراء عبر «ربط نزاع» يشمل أيضاً تحييد قرارات المحكمة الدولية الخاصة باغتيال رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري عن القضايا اللبنانية الداخلية.

وكشفت المصادر أن المعاون السياسي للأمين العام لـ«حزب الله» حسين خليل، قال للحريري، خلال آخر لقاء بينهما: «موقفنا لم يتغيّر، ومستمرون في دعمك لأن الناس تريدك، وأنت الحاصل على تكليف من قبل 112 نائباً، لكنّنا في الوقت عينه نطالب بتمثيل حلفائنا وفق ما أفرزته الانتخابات النيابية». وتنفي المصادر القول: إن «الحزب بموقفه هذا لا يريد استقالة الحريري لأنه لا بديل عنه في الوقت الحالي لكنّه يريده ضعيفاً»، بالقول: «رئيس الحكومة لم ولن يكون ضعيفاً، وقوته في صلاحياته التي منحه إياها الدستور، و(حزب الله) حريص على تشكيل الحكومة، لكنّ الحريري الذي قَبِل توزير شخصية محسوبة على رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي وأخرى محسوبة على الوزير السابق محمد الصفدي لا يريد أن يمنح وزيراً للقاء التشاوري لأنّ نوابه حلفاء لـ(حزب الله) وللنظام السوري».

وذكّرت المصادر بموقف أمين عام «حزب الله» الأخير الذي ترك نافذة مفتوحة عبر إعلانه وقوف الحزب خلف قرار النواب السُّنة الذين طلبوا موعداً للقاء الحريري ولن يحصلوا على رد بالقول: «فليتم اللقاء ومحاولة تخفيف المواقف المتشنّجة، وهي أمور قد تؤدي إلى تذليل عقبات تشكيل الحكومة». وما سبق أن أعلنه الحريري وقالته مصادره، جدّد تأكيده أمس عضو المكتب السياسي لتيار «المستقبل» مصطفى علوش بالقول: إن «الدستور يعطي الحق لرئيس الحكومة المكلف أن يشكل الحكومة أو أن يعتذر، ولا يوجد بديل عن الحريري ولا حتى بالتهديد، والحلّ الوحيد للأزمة الحكومية يكون بين الرئيس ميشال عون و(حزب الله) بالاتفاق على شخصية سنّية توافقية بينهما». وأضاف علوش في حديث تلفزيوني: «لا نقول إنه لا يوجد بديل عن الحريري، وإذا كان هناك بديل فليتم طرحه، والحريري لن يرد على هذا الكلام». وذكّر بما سبق للحريري أن أعلنه بأنه لن يعود إلى التأليف في حال اعتذر عن تشكيل الحكومة. وسأل: «هل فقط الحريري وتيار المستقبل مسؤولان عن هذا الوضع؟»، مؤكداً: «لا يمكن تحميله المسؤولية وفي نفس الوقت تقييد حركته».

 

عون: أزمة الحكومة كبرت ونبحث عن «أم الصبي»

بيروت/الشرق الأوسط/25 تشرين الثاني/18/اعتبر الرئيس اللبناني ميشال عون أن أزمة الحكومة لم تعد صغيرة لأنها كبرت، في وقت تتراوح فيه المواقف حيال تأليفها وتحديدا تلك المتعلقة بالعقدة السنية في مكانها مع تمسّك «حزب الله» بمطلب تمثيل «نواب سنّة 8 آذار»، ورفض رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري. وقال عون خلال استقباله المشاركين في سباق البدل السنوي لعيد الاستقلال والوفد الإداري والتنظيمي «نجتاز اليوم أزمة تأليف الحكومة التي لم تعد أزمة صغيرة لأنها كبرت. وهي أزمة يحضرني فيها حكم سليمان الحكيم يوم أتت إليه امرأتان مع طفل وكل منهما تدّعي أنّها أمه. وبعد جهد جهيد، قال إنه سيحكم بالعدل بينهما بأن يتم تقطيع الطفل إلى قطعتين لكل واحدة قطعة. فصرخت إحداهن: لا تقتله بل اعطه كلّه إلى الأخرى، فعرف سليمان عندها من هي الأم الحقيقية. ونحن اليوم نريد أن نعرف من هي أم لبنان لكي نعطيها لبنان. وسأكتفي بهذه الكلمة الموجزة». وجدّد «حزب الله» على لسان رئيس كتلته النيابية النائب محمد رعد، تمسّكه بتمثيل النواب السنّة. وقال: «اتفق 6 من 10 نواب من الذين انتخبهم الناس من أبناء الطائفة السنية ومثلوا شريحة واسعة منها أن يتمثلوا في الحكومة، وهذا حق لهم وتمثيلهم ليس منة من أحد، ولم يقدر أحد أن يتجاوزهم». وأمل رعد في «أن تتشكل الحكومة في أسرع وقت، والمسألة مرتبطة بحسن النية وليست مسألة حسابات، لأنه إذا أردنا أن نفعل حسابات بحسب حق الناس بالتمثيل فتكون الحسابات خاسرة لجهة الطرف الذي لا يرضى بالتمثيل، دعونا نعمل حسابات النيات، فحسنوا نياتكم تصلون للحلول». في المقابل، اعتبر رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل في حديث إذاعي أنه لا إمكانية لتشكيل حكومة وحدة وطنية. وعن اقتراح «الكتائب» للخروج من الأزمة الحاصلة على صعيد تأليف الحكومة، قال: «كررنا ونكرر للمرة الألف، بالنسبة إلينا هناك عدم إمكانية لتشكيل حكومة وحدة وطنية تشارك فيها كل الأحزاب السياسية بكل تناقضاتها، من هنا طرحنا عدم تأجيل التشكيل وتأليف حكومة اختصاصيين، وفي هذا الوقت يحل الأطراف المتخاصمون مشكلاتهم بهدوء ويتفقون على النقاط الخلافية من خلال حوار في مجلس النواب، إنما هذا يجب ألا يوقف تشكيل الحكومة لأن لبنان يحتاج إلى حكومة تقوم بدورها وتعالج مشكلاته وتنقذ الناس من الكارثة الاقتصادية والاجتماعية التي نتعرض لها اليوم».

من جهته، قال أكرم شهيب، النائب في «الحزب التقدمي الاشتراكي» إن أزمة تشكيل الحكومة دخلت شهرها السابع، فيصبح التساؤل عما إذا كانت هذه الحكومة ستولد سباعية بعملية قيصرية أو بولادة طبيعية أم علينا الانتظار حتى الشهر التاسع وما بعده، كل ذلك والشروط والمعايير والتجمعات المصطنعة التي تحولت إلى عقد ساهمت ولا تزال في تأخير التشكيل وتعطيل عمل المؤسسات، مع التأكيد بأنه حتى لو تشكلت فإن أمامها مهام صعبة، إن لم أقل أكثر».

 

علاقة باسيل ـ «حزب الله» تتأرجح «على حبال» الحساسيات المسيحية و«الحزب» يستغرب دعوة وزير الخارجية إلى وضع لوحة تحتفل بذكرى الانسحاب السوري من لبنان

بيروت: بولا أسطيح/الشرق الأوسط/25 تشرين الثاني/18/يحاول رئيس «التيار الوطني الحر» الوزير جبران باسيل، أن يوازن قدر الإمكان بين ما يتطلبه تحالفه المستمر مع «حزب الله» منذ 12 عاماً وبين محاولته شد عصب الشارع المسيحي المؤيد له، كما الشارع المسيحي ككل، حرصاً على تكريس نفسه زعيماً مسيحياً قادراً على المنافسة بقوة على رئاسة الجمهورية في العام 2022. وقد مر وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال في الأسابيع الماضية في اختبارين أثرا سلباً على العلاقة بـ«حزب الله»، ما دفع الطرفين للاستنفار لمعالجة أي تداعيات بشكل سريع.

فلم يرق لـ«الحزب» إطلاقاً أن يعتمد باسيل تسمية «العقدة السنية - الشيعية» في وقت سابق لتوصيف العقدة التي استجدت مؤخراً، ولا تزال تحول دون تشكيل الحكومة بعد إصرار «حزب الله» على تمثيل أحد حلفائه السنة. وقالت مصادر مطلعة إن الموضوع أزعج «الحزب» كثيراً، خصوصاً أنه كان ولا يزال يبذل جهوداً كبيرة لتجنب أي صراع سني - شيعي في لبنان، وهو ما دفعه وتيار «المستقبل» لاعتماد سياسة «ربط النزاع»، خصوصاً بعد دخول «الحزب» حلبة الصراع السوري في العام 2012. وأشارت المصادر في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن قيادة «حزب الله» سارعت للتمني على باسيل إعادة وضع الإشكالية الحكومية الجديدة في إطارها السني - الوطني، وهو ما تجاوب معه رئيس «التيار» سريعاً بعد لقاء جمعه بالأمين العام لـ«الحزب» قبل نحو 14 يوماً. وبعد أن كان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أطلق موقفاً واضحاً داعماً لموقف الرئيس سعد الحريري من موضوع توزير «سنة 8 آذار»، أدى لقاء نصرالله - باسيل لتعديل الموقف العوني، إذ سعى وزير الخارجية في جولته الأخيرة على المعنيين بالملف للدفع باتجاه حل للأزمة يتضمن تمثيل النواب الـ6 حكومياً.

وقال نائب رئيس «التيار الوطني الحر» رومل صابر لـ«الشرق الأوسط»، إن موقف «التيار» واضح ولم يتراجع عنه، لذلك كانت المطالبة بأن يشكل النواب الـ6 تكتلاً ليحق لهم عندها التمثل في الحكومة، موضحاً أن حراك الوزير باسيل الأخير قام على قاعدتين أساسيتين، وجوب تشكيل هؤلاء تكتلاً جديداً مقابل عدم احتكار أي طرف التمثيل الطائفي. وأضاف: «الكرة اليوم لم تعد لدينا إنما في ملعب الفريق الآخر». وأكد صابر على متانة العلاقة مع «حزب الله»، واصفاً إياها بـ«الجيدة جداً»، وأضاف: «قد يحصل اختلاف بالرأي، لكن ليس على الأمور الاستراتيجية، إنما بالتكتيك، وهذا يحصل عادة بين الأخ وأخيه». إلا أنه وإذا كان الثنائي باسيل - «حزب الله» قد تجاوز بنجاح الاختبار الحكومي حتى الساعة، لكنه لم يتجاوز بعد اختبار دعوة باسيل لوضع لوحة تجسد ذكرى خروج الجيش السوري من لبنان في أبريل (نيسان) 2005 في منطقة نهر الكلب الواقعة بين قضائي المتن وكسروان. وبحسب المعلومات، فإن «حزب الله» أعرب عن استغرابه قرار باسيل إطلاق هذه الدعوة في هذه المرحلة بالذات. وتقدم النائب العوني إدي معلوف، أمس الجمعة، بكتاب إلى قائمقام المتن طلب فيه الترخيص لإعادة وضع لوحة تذكارية على الصخور المحاذية لنهر الكلب. ونشر معلوف صورة عن الكتاب على حسابه عبر «تويتر»، وأرفقها بالجملة التالية: «عند المواجهة كنا في الصفوف الأمامية، وعند انتفاء أسبابها كانت لنا جرأة المصالحة، نواجه بشرف ونصالح بشرف». وكان النائب «القواتي» شوقي الدكاش سبق معلوف إلى طلب ترخيص من قائمقام كسروان لوضع هذه اللوحة.

ورأى النائب في «لبنان القوي» حكمت ديب أنه لا مشكلة إذا كان من قدّم الطلب نائب في «القوات» أو «التيار» لأن الهدف واحد. وقال لـ«الشرق الأوسط»: «كما وضعنا لوحة للانسحاب الإسرائيلي عام 2000 من لبنان لا بد من وضع لوحة للانسحاب السوري، وإن كان الأول عدواً والثاني صديقاً، لكن كانت مفاعيل وجود الصديق احتلالاً». وأضاف ديب: «المطالبة بوضع لوحة هي لتخليد هذه اللحظة السياسية التي عم فيها الفرح والسعادة لبنان». وفي السياق نفسه، قال النائب في «لبنان القوي» أنطوان بانو: «دعوة الوزير باسيل انطلقت من قناعة راسخة بأنّ الجيش السوري كان آنذاك جيش احتلال بسبب ترسبات الحرب التي خضناها ضده». وأضاف: «إلا أنه لا بدّ من التأكيد من جديد على أنّ تحالفنا مع (الحزب) لا يعني أننا أتباعه، ومن هذا المنطلق، يمكننا أن نعبّر عن رأينا بكل حريّة وصراحة». واعتبر الكاتب والمحلل السياسي، المتخصص بشؤون «حزب الله»، قاسم قصير، أنها ليست المرة الأولى التي يحدث فيها تباين بين «التيار» و«الحزب»، لافتاً إلى أن الطرفين مرا باختبارات أصعب من التي نحن بصددها اليوم وتجاوزاها من خلال قنوات التواصل المفتوحة دائما بينهما. وأشار قصير في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إلى أنه «رغم حرص باسيل الكبير على علاقته بـ(الحزب)، إلا أن هناك حساسيات مسيحية وعونية لا يمكنه القفز فوقها ومنها موضوع الوجود السوري الذي لطالما اعتبره (التيار الوطني الحر) احتلالاً». وأضاف: «بالمقابل، يُظهر (الحزب) حرصاً كبيراً على عدم التعبير عن انزعاجه بالعلن والسعي لمعالجة الإشكالات بشكل مباشر وسريع من خلال المتابعة اليومية والقنوات المفتوحة بين الحزبين».

 

قلق لبناني من معلومات تؤكد استحالة عودة النازحين إلى بلادهم ومصادر تربط عودتهم بنضج الحلّ السياسي في سوريا

بيروت: يوسف دياب/الشرق الأوسط/25 تشرين الثاني/18/تلقى لبنان إشارات سلبية ومقلقة تؤكد صعوبة عودة النازحين السوريين الموجودين في لبنان إلى بلادهم في المدى المنظور. وتبلغ وفد نيابي لبناني من الفاتيكان، معلومات تتحدث عن استحالة عودة السوريين إلى مناطقهم لأسباب سياسية ولوجستية، في ظلّ تفاقم الخلاف بين هيئات الأمم المتحدة والنظام السوري الذي يرفض الاعتراف بنصف السوريين الذين هجّروا؛ سواء إلى مناطق أخرى في الداخل السوري أو إلى دول الجوار.

وأعلنت عضو كتلة «المستقبل» النيابية رولا الطبش الموجودة ضمن الوفد النيابي اللبناني الذي يزور الفاتيكان، أن وزير خارجية دولة الفاتيكان بول غالاغر أكد أنّ «الواقع يقول إنّ هناك اعتبارات دولية كبيرة في موضوع عودة النازحين، وإنّه لا يرى أنّ العودة ستتمّ نهائيّاً في المدى القريب بل ستأخذ وقتاً». وقالت: «فهمنا بعد اللقاءات أنّ الفاتيكان والحكومة الإيطالية سيقدّمان أقصى سبل التعاون في هذا الإطار، لكن ضمن الحدود الممكنة، وهذا ما دفعنا إلى الشعور بأنّ عودة النازحين إلى بلدهم ليست قريبة وسريعة وغير مسهّلة من المجتمع الدولي».

وتجمع مواقف أطراف معنية بملف النازحين على مسؤولية النظام السوري عن عرقلة عودتهم إلى بلادهم، وقرأ وزير الدولة لشؤون النازحين في حكومة تصريف الأعمال معين المرعبي، في موقف الفاتيكان، «ترجمة واضحة لعدم ثقة المجتمع الدولي ببشار الأسد، وعدم قبول الأخير عودة النازحين الذين هجّرهم عمداً من ديارهم». وأكد لـ«الشرق الأوسط» أن ما صدر من الفاتيكان «يمكن عطفه على كلام آخر، وهو أن الأسد يقوم بعمليات قتل ممنهجة، سواء للموجودين في الداخل أو للعائدين إلى بلادهم، الذين يضعهم في مخيمات من دون أن يسمح حتى بإيصال المساعدات الإنسانية الدولية لهم». وحذّر المرعبي من أن «يلقى السوريون العائدون إلى داخل مخيمات مؤقتة في سوريا، مصير الفلسطينيين الذين لا يزالون على هذا الوضع منذ 70 عاماً».وتتقاطع المعلومات الداخلية والخارجية على أن أسباباً سياسية تؤخر عودة النازحين السوريين، سواء الموجودين في لبنان، أو حتى في تركيا والأردن، وأوضحت مصادر اللجنة اللبنانية المعنية بمتابعة هذا الملفّ مع الجانب الروسي، أن «الترجمة العملية للمبادرة الروسية مرتبطة بمدى تجاوب الأميركيين معها». وتوقعت المصادر لـ«الشرق الأوسط» أن يتم «ربط أزمة النزوح بالحلّ السياسي، وفق ما يرتئي الأميركيون والأوروبيون الذين لا تتوفر لديهم ضمانات عن عودة آمنة للنازحين»، مؤكدة أن «معظم النازحين لا يمكنهم العودة إلى قراهم ومدنهم المدمرة، ولأن إعادة الإعمار معلّقة على حبال الحلّ السياسي». وبرأي وزير الدولة لشؤون النازحين، فإن «إعادة اللاجئين السوريين إلى بلادهم تحتاج لقرارات تصدر عن مجلس الأمن الدولي، تلزم نظام الأسد بإعادتهم إلى أرضهم وبلداتهم، والدبلوماسية اللبنانية مقصّرة في هذا الأمر، والمؤسف أن وزير الخارجية جبران باسيل، بدل أن يتحرّك باتجاه المجتمع الدولي لإثارة هذا الموضوع، ينشغل بإصدار مراسيم منح الجنسية لمتمولين سوريين وغير سوريين، وإصدار بطاقات انتخابية للمقيمين خارج لبنان». وأشار معين المرعبي إلى أن «المجتمع الدولي يدرك تماماً أن بشار الأسد أحدث تغييراً ديمغرافياً في سوريا، ودمّر المناطق التي هجّر أهلها منها، والآن يقوم بتدمير كامل لبعض الأحياء السنيّة في حلب، بحجة أنها مزروعة بالألغام، وهذا أفضل مؤشر على ما يقوله الفاتيكان، بأن الأسد لا يرغب في عودة النازحين، بدليل أنه يرفض معظم الأسماء التي ترد في لوائح الراغبين بالعودة. وأعطى المرعبي مثالاً على ذلك بـ«عدم ترجمة المبادرة الروسية، وتنصل موسكو من التزاماتها بمخطط عودة اللاجئين».

وتتصاعد في الأيام الأخيرة وتيرة الخلاف بين النظام السوري من جهة، وهيئات الأمم المتحدة والفرق العاملة في المجالات الإنسانية والاجتماعية في سوريا من جهة أخرى، حول الإحصاء الدولي الذي تناول عدد النازحين واللاجئين السوريين، سواء المهجرين داخل سوريا ومن هم في دول الجوار أو الدول الأخرى في العالم، حيث رفض النظام الاعتراف سوى بنصف أعداد النازحين الواردة في الإحصاء الدولي. وأطلق مكتب الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لدى مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في دمشق إحصاءً جديداً، في العاشر من الشهر الحالي، كشف فيه أنه «لا يزال هناك 6.2 ملايين نازح ولاجئ سوري ينتظرون العودة إلى مناطقهم، إلا أن الحكومة السورية رفضت الاعتراف بأكثر من 3 ملايين، بحجة أن كثيرين منهم عادوا إلى ديارهم بعد تحرير الجيش السوري بعض المناطق». إلى ذلك، نقلت وكالة الأنباء «المركزية» الخاصة عن مصادر أممية، قولها إن «الإحصاء الذي كشف عنه من دمشق، أثار رفضاً سورياً رسمياً، وتبلغ مسؤولو الأمم المتحدة ما يشبه التأنيب، جراء إصدار إحصائيات من داخل الأراضي السورية من دون أي تنسيق مع المؤسسات الرسمية السورية، وتلك الإنسانية التي تساهم في مجموعة كبيرة من النشاطات مع المؤسسات الأممية وممثلي المنظمات الأوروبية والعربية العاملة في سوريا، عدا المنظمات المحلية الداخلية».

 

تبادل لإطلاق النار شرق بيروت بين الجيش وتاجر مخدرات

بيروت/الشرق الأوسط/25 تشرين الثاني/18/وقع تبادل لإطلاق النار بين أحد المطلوبين والجيش اللبناني في شرق بيروت. وأوضحت قيادة الجيش - مديرية التوجيه في بيان أنه «في إطار الإجراءات الأمنية المتخذة من قبل وحدات الجيش في مختلف المناطق اللبنانية لتوقيف كبار تجار المخدرات، حصل تبادل إطلاق نار في محلة جسر الباشا، شرقي بيروت، أثناء مطاردة دورية لمديرية المخابرات لسيارة يعمل من بداخلها على ترويج المخدرات. وتم العثور على السيارة المذكورة عند مستديرة الحايك مصابة بعدة طلقات كما عثر في داخلها على مواد مخدرة من نوع الباز».

وأضافت أنه «بنتيجة التحقيقات المكثفة من قبل مديرية المخابرات، تبين أن المواطن (ع.ن) أقدم على تأجير السيارة للفلسطيني (ح.أ.ع) وأن سيارة أخرى تم استئجارها أيضاً، وبعد عملية مطاردة للسيارة الأخيرة تم توقيفها مع سائقها المواطن (ح.ع) في محلة المطيلب، وضبطت في داخلها كمية كبيرة من المواد المخدرة وأسلحة وذخائر حربية بالإضافة إلى مبالغ مالية، وبوشرت التحقيقات بإشراف القضاء المختص».

 

حاجات البقاع في خلوة لـ«كتلة المستقبل»

بيروت/الشرق الأوسط/25 تشرين الثاني/18/اختتمت «كتلة المستقبل» النيابية خلوتها الأولى في منطقة البقاع، التي عقدتها على مدى يومين بهدف «التواصل مع الناس والتطرق إلى مشكلاتهم وهمومهم والمشروعات التي هم بحاجة إليها»، بحسب ما أعلنت رئيسة الكتلة النائبة بهية الحريري، مشيرة إلى أنه سيتم عقد خلوات مماثلة في المناطق. حضر الخلوة نواب ووزراء ومسؤولو المنطقة في «تيار المستقبل» الذين اجتمعوا أيضاً مع رؤساء الاتحادات والبلديات والأعضاء والمخاتير. وقالت الحريري إن «الخلوة حددت الكثير من القضايا، التي سنتابعها مع رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، ومع الوزارات والإدارات المختصة التي لها علاقة بالمنطقة». ولفتت إلى أنه «تم الحديث عن المناطق الصناعية والأوتوستراد العربي، الذي هو من أولى أولوياتنا، وعلى رأس اهتماماتنا، وكذلك قضية تلوث الليطاني، وبعض هذه القضايا وغيرها سنتابعها أنا وزملائي في الكتلة، وليس فقط في هذه المنطقة، بل في كل المناطق. والأهم هو الآليات التي ستنشأ فيما بيننا، للتواصل بعد هذه الخلوة، وسيتم إشراك جميع القطاعات التربوية والبلديات والجمعيات والنقابات». وأشارت إلى أن «(مؤتمر سيدر) تعاطى مع كل مناطق الأطراف، ومع كل الأشياء المشتركة من اتصالات وكهرباء وطرقات». ولفتت إلى أن «كل مليار يصرف من (مؤتمر سيدر)، سيؤمن بين 30 و50 ألف فرصة عمل». وقالت: «نعيش في مرحلة قاسية جداً، وقاسية على الرئيس سعد الحريري، ولا يخفى على الجميع الأسباب، ولكننا لن ننتظر حل العقد لكي نعمل، بل علينا أن نشتغل وأن نضع قواعد للعمل».

 

وفد من جمعية المصارف اللبنانية في أميركا لتعزيز العلاقات مع الأسواق الدولية

بيروت/الشرق الأوسط/25 تشرين الثاني/18/يزور وفد من مجلس إدارة جمعية مصارف لبنان، نيويورك وواشنطن الأسبوع المقبل، في إطار الجهود التي تقوم بها الجمعية منذ عام 2011، لتعزيز علاقات المصارف اللبنانية مع الأسواق المالية الدولية.

وأشار بيان للجمعية إلى أن الوفد يضم نائب رئيس مجلس إدارة الجمعية سعد أزهري، وأمين السر وليد روفايل، وأمين الصندوق تنال صباح، ونديم القصار، وشهدان جبيلي، بالإضافة إلى الأمين العام للجمعية مكرم صادر.

ولفت إلى أن الزيارة تشمل مراكز القرار الأميركية المعنية بالعقوبات، أي مجلس النواب الأميركي ومجلس الشيوخ ووزارة الخارجية ووزارة الخزانة. وأوضح أن «الوفد سيجري خلال زيارته، لقاءات عمل في نيويورك مع إدارات المصارف الأميركية الأساسية المراسلة للمصارف اللبنانية، وبخاصة (بنك أوف أميركا) و(سيتي بنك) و(جي بي مورغان) و(ستاندرد تشارترد بنك)، ويلتقي وفد جمعية المصارف رؤساء وأعضاء اللجان المعنية بالشأن المالي والمصرفي في مجلسي النواب والشيوخ الأميركيين».

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

الفساد ينخر مفاصل إيران وخامنئي “يُرشِد” إلى سبب الاستهداف الأميركي!

طهران، واشنطن- وكالات/25 تشرين الثاني/18/ رأى المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي أن الولايات المتحدة “تستهدف الشرق الأوسط”، لأنها تخشى “صحوة إسلامية” في المنطقة. وكتب خامنئي على موقعه الإلكتروني أمس، أن “القوى العالمية، بزعامة أميركا، أبدت اهتمامها بالشرق الأوسط بسبب الصحوة الإسلامية في المنطقة”. وأضاف: “إنهم يخشون صحوة الدول الإسلامية نتيجة الصفعات التي تلقوها أينما انتشر الإسلام في قلوب الناس”. من جانب آخر، كشف عضو اللجنة التربوية في البرلمان الإيراني النائب محمود صادقي أن الفساد المستشري في أجهزة الدولة وصل إلى الجامعات، حيث يتم بيع مقاعد في كليات الطب. وقال صادقي، في تصريح لموقع “تابناك” أول من أمس، إن ثمة تقارير تشير إلى أن “بعض المقاعد في كليات الطب يتم بيعها بسعر يراوح بين 400 و500 مليون تومان” (32 إلى 40 ألف دولار تقريباً). وأوضح أن “من يدفعون هذه المبالغ يحصلون على الأموال بمساعدة بعض الشركات المتورّطة بالفساد، ومن خلال مجموعة شركات تابعة لوزارة الصحة”. إلى ذلك، سلطت مجلة “فورين بوليسي” الضوء على استغلال تطبيق “تلغرام”، الذي يستخدمه حوالى 40 مليوناً في إيران، من قبل تجّار العملة الصعبة، للتلاعب بالأسعار من خلال بث أخبار مزيفة لزيادة أرباحهم. وذكر تقرير نشرته المجلة الأميركية أن الريال الإيراني، الذي بدأ بالسقوط التدريجي منذ مايو الماضي، إثر إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب خروج واشنطن من الاتفاق النووي، استعاد مؤخراً استقراره التدريجي، لكن سعره لايزال مرتفعاً كثيراً عن السعر الحقيقي الذي حددته الحكومة. وبحسب المجلة، فإن ارتفاع سعر الدولار لا يتعلق بإعادة فرض العقوبات الأميركية وحسب، بل بنقاط الضعف الأساسية في الاقتصاد الإيراني التي أسهمت في انهيار العملة المحلية. كما ربطت ذلك بالتداول المتعمد للشائعات والأخبار المزيفة على “تلغرام” من قبل تجار العملة والوسطاء الذين يهدفون إلى تحقيق ربح أكبر. فبمجرّد أن أصبح واضحاً أن الولايات المتحدة ستعيد فرض العقوبات، شعر العديد من الإيرانيين من الطبقة الوسطى والأثرياء بأنّ لهم مصلحة في الانخراط في تجارة العملة، بعد أن استنتجوا أن قيمة الريال ستتراجع قريباً. وكان الهدف بالنسبة لهؤلاء هو شراء الدولارات، حتى إن بعض المواطنين باعوا منازلهم واستثمروا العائدات بالدولار للحفاظ على قيمة ممتلكاتهم، أو ببساطة للحصول على ربح. وأدت هذه الموجة إلى قفزة كبيرة في سعر الريال الإيراني مقابل الدولار.

 

روسيا: مقاتلاتنا “صفَّت” الذين قصفوا حلب بالكيماوي

موسكو، دمشق- وكالات/25 تشرين الثاني/18/أعلنت وزارة الدفاع الروسية، ظهر أمس، أن مقاتلات روسية “صفَّت” المسلحين الذين قصفوا مدينة حلب بالمواد الكيماوية يوم السبت. وقال الناطق باسم الوزارة اللواء إيغور كوناشينكوف، في تصريح صحافي، إن “الاستخبارات التابعة للقوات الروسية الموجودة في سورية، رصدت في المنطقة المنزوعة السلاح في محافظة إدلب، المرابض التي أطلق المسلحون المقذوفات منها لاستهداف المدنيين في مدينة حلب بالمواد الكيماوية، فضلاً عن رصد دلائل على تحضير المسلحين لتكرار الهجوم الكيماوي انطلاقاً من إدلب”. وأكد كوناشينكوف: “استناداً إلى المعلومات الاستخباراتية، أغارت الطائرات الحربية الروسية على مواقع الإرهابيين، التي قصفوا منها حلب بالذخائر المحشوّة بالمواد الكيماوية، مساء السبت 24 نوفمبر الجاري، ما أسفر عن تدمير كل الأهداف المحدّدة”. وأشارت الدفاع الروسية إلى أن الجانب الروسي “أبلغ تركيا مسبّقاً، عبر الخط الساخن، بتلك الغارات”. من جانب آخر، أطلقت التنظيمات الإرهابية المنتشرة في ريف حماة الشمالي أمس، قذيفتين صاروخيتين على محطة توليد الطاقة الكهربائية في منطقة محردة، ما أدى إلى إصابتها بأضرار، فيما ردّ الجيش السوري على مصادر إطلاق القذيفتين.

 

«الهيئة السورية» المعارضة تؤسس مكتباً لـ «رصد سلوك إيران وإنهائه» ونصر الحريري يأمل أن تسهم اجتماعات آستانة و«المجموعة الصغيرة» في تشكيل اللجنة الدستورية

الرياض: فتح الرحمن يوسف/الشرق الأوسط/25 تشرين الثاني/18/كشفت «الهيئة السورية للمفاوضات» المعارضة أمس، عن مساعٍ تجري حالياً، لتأسيس مكتب متخصص في «رصد ومتابعة السلوك الإيراني والمساهمة في وضع الأفكار والأدوات التي تناسب عملية إنهاء الوجود الإيراني»، منوهة بأنه «يتم حالياً تجييش حشود من الحرس الثوري الإيراني وحزب الله وميليشيات أخرى بشكل غير مسبوق في جنوب البلاد». وقال الدكتور نصر الحريري الذي جددت «الهيئة» انتخابه رئيسا لها، في مؤتمر صحافي عقده أمس بالرياض: «الوجود الإيراني في سوريا وفي الجنوب خاصة، غير مسبوق، حيث قامت إيران خلال الفترة الماضية، بإنشاء كثير من المواقع العسكرية، ومقرات ومراكز تدريب وغيرها». وأشار إلى «مشاركة من قبل الحواجز التي ينشرها النظام والتي يعتقد أنها تابعة للجيش السوري، فيها عناصر كثيرة غالبيتهم تابعة لحزب الله وغيره من الميليشيات الأخرى التابعة للحرس الثوري الإيراني، الذين غيروا لباسهم وهوياتهم ليظهروا سوريين». وتابع: «ظهر نظام الحوزة والحوزات جلياً في المنطقة من خلال مبعوث لمرشد إيران علي خامنئي ومبعوثين آخرين ويتبعون أساليب الترهيب والترغيب، والإغراءات المادية وحرية التنقل والأمن داخل البلاد من أجل أن يجعلوا الشباب من ضمن الخلايا لاغتيال الناشطين والسياسيين المعارضين للنظام وتطوير شبكة أمنية في هذه المنطقة لتحقيق مصالح إيران بالمنطقة». وزاد: «الهدف من ذلك، إغراء بعض الشباب الذي كان يقاتل في صفوف الجيش الحر بالمال لتشكيل فصائل عسكرية واشتروا كثيراً من الأسلحة التي تعود لفصائل الجيش الحرّ، الذين أجروا تسويات سابقاً من أجل خلق بديل للوجود الإيراني بهذه المنطقة»، مشدداً على «إطلاق خطة إقليمية لمواجهة إيران، وتكثيف الأدوات الدولية من أجل وضع حد لإيران».

وفسر الحريري هذا السلوك الإيراني، بأن «طهران قد تضطر للمغادرة في وقت لاحق ما يجعلها تترك خليفة لها في المنطقة، لإنشاء فكرة تشبه حزب الله اللبناني، بكوادر سورية، لتعبئتهم مادياً وعسكرياً ومنهجياً وعقدياً، لتنفيذ سياساتها الاستراتيجية في دول المنطقة».

وقال: «السعودية تقدم باستمرار دعماً غير منقطع للهيئة السورية وللقضية السورية، سياسياً وإنسانياً، للسوريين في داخل وخارج البلاد، ونحن على تواصل معهم للاستمرار في وضع الملف السوري على رأس الأجندة الدولية، ومن المفيد جداً فتح هذا الملف في المحافل الدولية».

وعن اللجنة الدستورية، قال: «نؤكد أن تنعقد في أسرع وقت ممكن رغم العراقيل التي يضعها النظام، في الإطار الأممي، ويجب على الأمم المتحدة والمجتمع أن تستحث الخطى لعقد جولات جديدة من المفاوضات لإطلاق مناقشة السلة الأولى المتعلقة بالمرحلة الانتقالية، عبر الآليات المحايدة وتشكيل هيئة الحكم الانتقالي».

وأضاف: «خلال أيام سينعقد اجتماع في آستانة نتمنى من خلاله إزالة كل العوائق التي تمنع من تشكيل اللجنة الدستورية في إطارها الأممي، والموافقة على تشكيلة الثلث الثالث المتروك للأمم المتحدة أن تسميه بالتعاون مع جميع الأطراف، وفق الشرعية الدولية».

وتابع: «اجتماع آستانة سيعنى بملف المعتقلين، إذ آن الأوان في إحراز تقدم في ذلك، فليس من مصداقية وثقة في العملية السياسية دون الإفراج الكامل الشامل عن كل المعتقلين في سوريا، وإيقاف أحكام الإعدام الصادرة بشكل يومي، في ظل تنصيب محاكم استثنائية لا تتوفر فيها شروط العدالة، شملت أحكام 9 من الشباب المعتقلين في سجن حماة، وهناك أحكام مؤبدة لـ9 آخرين، واستمرارية القتل منها اغتيال رائد الفارس، حمود الجنيد». وتابع: «النشاطات التي ستتم خلال الفترة المقبلة؛ لدينا لقاء آستانة وبعدها بأيام لقاء المجموعة الصغيرة، بجانب عدد من اللقاءات التقنية الرسمية في الأمم المتحدة وخارجها، من أجل بحث تطورات اللجنة الدستورية والسعي لتشكيلها في وقت محدد، وعقد اجتماع لها قبل نهاية العام الحالي».

وبين أن الربط الذي أجراه المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا في مجلس الأمن أخيراً بين الأمن واللاجئين والبيئة الآمنة والمحايدة ربط منطقي ومتسق مع القرار 2254، متوقعاً تمديد فترته، في ظل تصاعد أصوات بإبدال خبير مختص في الأزمات الدولية به.

ووفق الحريري، فإنه إذا تم اتفاق على اللجنة الدستورية، خلال الفترة المقبلة، فلا بد من دعوة من قبل الأمم المتحدة لعقد هذه اللجنة، مشيراً إلى أنه إذا لم يتم ذلك، واستمر حلفاء النظام في عرقلة هذه العملية، ستكون النتائج غير مرضية وقد تذهب الأمم المتحدة إلى خيارات أخرى، تعلن فيها الفشل في إحراز تقدم في اللجنة الدستورية وهذا ينبئ بعودة الأمور إلى نقطة الصفر، بظهور نهاية مسدودة، للعملية السياسية مجدداً. ولفت الحريري إلى أن روسيا سعت في الفترة الماضية، للتواصل مع دول كثيرة أوروبية وعربية، من أجل إعادة العلاقات مع النظام أو إعادة النظام إلى المنظومات الإقليمية التي كانت معها سابقاً، وللأسف هناك دول أغرتها هذه المحاولات وبدأت تفتح علاقات تحت ذرائع مختلفة، منها ما يتعلق بالوضع الإنساني، على حدّ تعبيره.

ودعا الحريري، تلك الدول الى ان تكون «متيقظة، لأن النظام لم يتوقف عن الانتهاكات التي يمارسها ضد الشعب السوري»، منوهاً بأن الأسباب التي أدت إلى اتخاذ العقوبات في حق هذا النظام من قبل هذه الدول من العالم لم تنته، مبيناً أن «التطبيع اليوم مع النظام لا يعني التطبيع مع القضية السورية، إنما هو تطبيع مع إيران ومع نظام ميليشاوي ينتهك كل الحرمات وحقوق الإنسان». وأضاف: «النظام يستفيد من ذلك الانفتاح المزيف، ويسوق على أن هذا الانفتاح دليل على شرعنة النظام، ومن هنا أدعو هذه الدول إلى مراجعة مواقفها من جديد في الوقت الذي يلاحظ فيه البعض أن إيران تغيب عن المشهد السياسي، هي تتسلل على الأرض وتنغرس في المجتمع السوري بكل الوسائل، سياسياً وأمنياً وعسكرياً وثقافياً». وقال بأن طهران «جزء من المشكلة وليست جزءاً من الحل للقضية السورية، وأي دور أو قرار أو محاولة لتقليم أظافر إيران أو إضعافها عسكرياً أو أمنياً أو سياسياً أو اقتصادياً، سيكون له التأثير الإيجابي في الملف السوري، ولكن هذه الإجراءات وحدها غير كافية». واضاف: «كانت لنا زيارة لموسكو ولن نقطع قنوات التواصل، مع روسيا والدول الأخرى، من أجل إيجاد حل لقضيتنا، فهذه المحاولات مبنية على أسس واضحة، وهي تطبيق القرار 2254، وهو حل مرن وليس بمقدور الثورة إبداء مرونة أكثر من قبولها بهذا القرار، الذي يؤسس لانتقال سياسي وفق نموذج جديد، لسوريا». وفيما يتعلق بإدلب، قال إن «فصائل الجيش الحر بالتنسيق مع أنقرة قامت بالالتزام الكامل ببنود اتفاق (سوتشي)، حيث تم سحب الأسلحة الثقيلة من المنطقة المتفق عليها، ومستمرون في تنفيذ بقية البنود، وملتزمون في ذلك انطلاقاً من حقيقتين؛ الأولى ضرورة حماية المدنيين وعددهم نحو 3.5 مليون في هذه المنطقة، والثانية الالتزام بكل الجهود الرامية لإيقاف إطلاق النار وتحقيق الحل السياسي الانتقالي في سوريا وفق قرارات جنيف ومجلس الأمن الدولي، خصوصاً القرار 2254».

 

5 نقاط أميركية لـ«حماية الأكراد» من تركيا... و30 ألف مقاتل لـ«احتواء» إيران وواشنطن تعزز وجودها العسكري شمال شرقي سوريا

لندن: إبراهيم حميدي/الشرق الأوسط/25 تشرين الثاني/18/بدأت القوات الأميركية أمس بإقامة خمس نقاط مراقبة على حدود تركيا، ضمن سلسلة إجراءات تقوم بها واشنطن لتعزيز وجودها العسكري والدبلوماسي شمال شرقي سوريا، شملت توقيع مذكرة تفاهم لمدة سنة لتدريب 30 ألف عنصر تابع لـ«قوات سوريا الديمقراطية» الكردية - العربية ومحاربة «خلايا «داعش». وقال لـ«الشرق الأوسط» قيادي في «وحدات حماية الشعب» الكردية التي تشكل القوة الرئيسية في «قوات سوريا الديمقراطية» الذراع البرية للتحالف الدولي ضد «داعش» بقيادة واشنطن، إن الجيش الأميركي بدأ أمس في إقامة ثلاث نقاط في تل أبيض ونقطتين في عين العرب (كوباني) على حدود تركيا. من جهته، أعلن وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، أمس: «أؤيد الرأي القائل إن هذه التدابير ستزيد من تعقيد وضع معقد أصلا وأبلغنا نظراءنا الأميركيين باستيائنا مرات عدة»، موضحا أنه تباحث في هذه المسألة مؤخرا مع رئيس الأركان الأميركي جو دانفورد على هامش مؤتمر الأمن في هاليفاكس في كندا. وأضاف أن أبراج المراقبة «لن تكون لها أي فائدة. وتركيا لن تتردد في اتخاذ الإجراءات التي تفرض من الجانب الآخر من الحدود لمواجهة المخاطر والتهديدات التي يمكن أن تنشأ».

وجاءت الخطوة الأميركية بهدف «حماية ظهر» القوات السورية الحليفة في الحرب ضد «داعش» خصوصاً بعدما قررت «قوات سوريا الديمقراطية» تعليق الهجمات ضد «داعش» ردا على تعرض «وحدات الحماية» لقصف تركي، إضافة إلى العزل بين الأطراف المتحاربة بالتزامن مع جهود تركية - أميركية لاستكمال تنفيذ خريطة طريق لمدينة منبج وتسيير دوريات مشتركة بين فصائل «درع الفرات» حلفاء واشنطن و«قوات سوريا الديمقراطية» حلفاء واشنطن.

كما استهدفت واشنطن تعزيز القوات السورية في المعركة الأخيرة ضد التنظيم في جيوبه قرب حدود العراق. وقتل 24 عنصراً من «قوات سوريا الديمقراطية» منذ الجمعة في هجوم تمكن خلاله التنظيم من اقتحام بلدة البحرة في محافظة دير الزور شرق سوريا. وأوضح مسؤول كردي رفيع المستوى لـ«الشرق الأوسط» أمس: «استغل (داعش) الجو الضبابي والأمطار والعواصف وشن هجوما على قواتنا قرب الهجين». لكن إقامة نقاط المراقبة الخمس، التي ستعقبها خطوات مماثلة في المدن الكبرى السورية على حدود تركيا مثل رأس العين وعمودا والدرباسية، تأتي ضمن سلسلة خطوات عسكرية ودبلوماسية لتنفيذ الاستراتيجية الأميركية الهادفة لابقاء الفي جندي واميركي ومئات من الوحدات الخاصة من دول التحالف، لتحقيق ثلاثة أمور: محاربة «داعش» ومنع عودته، وإخراج إيران من سوريا، والدفع نحو حل سياسي سوري.

وكشف قيادي في «قوات سوريا الديمقراطية» أمس، أن مذكرة تفاهم وقعت بين «قوات سوريا الديمقراطية» والتحالف الدولي تضمنت برنامج عمل لمدة سنة واعتماد موازنة للعمل سويا لإنهاء «داعش» في جميع جيوبه و«محاربة الخلايا النائمة لـ(داعش) وتدريب قوات محلية وتحقيق الاستقرار هناك، إضافة إلى تدريب 30 ألفا من المقاتلين وعناصر الأمن، يضافون إلى 60 ألفا موجودين حاليا». وأوضح القيادي أن «الاتفاق قابل للتمديد نهاية 2019».

وكانت واشنطن أقرت خطة لاستقرار شرق الفرات في زاوية الحدود السورية - التركية - العراقية وحصلت على تمويل وزيادة الانخراط العسكري من الدول الحليفة، إضافة إلى تعزيز الوجود الدبلوماسي بقيادة السفير الأميركي السابق في البحرين ويليام روباك.

كما عززت أميركا والتحالف الدولي الوجود في قاعدة التنف في زاوية الحدود السورية - الأردنية - العراقية وأجرت مناورات عسكرية علنية وعززت وسائل الدفاع عن هذه المنطقة.

في المقابل، تسعى موسكو وطهران ودمشق لاختبار هذا الوجود الأميركي. وإذ يحافظ الجيش الروسي على اتفاق «منع الصدام» مع الجيش الأميركي وجرت جهود مشتركة لإغاثة مخيم الركبان قرب قاعدة التنف، فإن الخطاب الروسي لايزال تصعيديا ضد الوجود الأميركي وقصف التحالف لمناطق شرق الفرات قبل قمة الرئيسين دونالد ترمب وفلاديمير بوتين على هامش قمة العشرين في الأرجنتين في الثاني من الشهر المقبل. وأوضح قيادي في «قوات سوريا الديمقراطية» أن المعلومات المتوفرة لديه من الأرض تفيد بأن الإيرانيين يعززون وجودهم غرب نهر الفرات في الميادين والبوكمال ودير الزور في محاذاة خطوط انتشار حلفاء واشنطن وأن «الحرس الثوري الإيراني يدرب ويجند سوريين لتأسيس تنظيمات مسلحة. كما جرى نقل عناصر من ميلشيات غير سورية من مناطق أخرى إلى تخوم نهر الفرات». وعقدت محادثات بين دمشق وبغداد لإعادة فتح معبر البوكمال بين سوريا والعراق بعدما أغلقت واشنطن معبر التنف بين البلدين لإضعاف الخط البري بين طهران - بغداد - دمشق - بيروت، بحسب بيانات أميركية. وأضاف القيادي: «لن يقوم الإيرانيون بمواجهات مباشرة ضد الأميركيين، لكنهم سيعملون على تحريك عشائر عربية وسيقومون بعمليات أمنية ضد الأميركيين». ويشكل الشيخ نواف البشير أحد الأذرع الرئيسية في تجنيد سوريين موالين لإيران في شمال شرقي سوريا. إلى ذلك، قال رياض درار رئيس «مجلس سوريا الديمقراطي» ذراع «قوات سوريا الديمقراطية» أمس، إن ترتيبات تجري لعقد مؤتمر سوري ثان في عين عيسى قرب الرقة يومي 28 و29 الشهر الحالي بمشاركة ممثلي كتل سياسية رئيسية لبحث الواقع الاقتصادي والسياسي ودور المرأة والمفاوضات وتصورات سوريا المستقبل.

 

ظهور شعارات مناهضة للنظام في درعا بالتزامن مع زيارات وفود رسمية وانقسام في الجنوب السوري حول خلفية تشكيل «المقاومة الشعبية»

درعا (جنوب سوريا) /الشرق الأوسط/25 تشرين الثاني/18/استفاقت عدد من قرى وبلدات درعا جنوب سوريا خلال الأيام القليلة الماضية على شعارات مناهضة للنظام السوري، إذ انتشرت كتابات على جدران بعض الأبنية والمحال التجارية والمدارس، وكان من هذه الشعارات «يسقط بشار»، و«الثورة مستمرة»، و«الموت ولا المذلّة». وأوضحت مصادر محلية أن سلطات النظام في المحافظة «عملت على إزالة جميع الكتابات المناهضة للنظام والشعارات التابعة للمعارضة، وكتابة شعارات تمجِّد النظام السوري»، مشيرةً إلى «اعتقال اثنين من أبناء ريف درعا الغربي للاشتباه بهما بأنهما مَن خطّا عبارات مناهضة للنظام في بلدة المزيريب غرب درعا، كما باتت دوريات عسكرية تابعة للنظام تجوب المدن والبلدات تحسباً لعودة ظهور الشعارات والقبض على الفاعلين». كما طلبت دمشق من «أصحاب المحال التجارية في جنوب سوريا طلاء واجهات محالهم بالعلم الرسمي»، مهددين المتخلف عن ذلك بالعقوبة والغرامة. وقال الناشط مهند العبد الله من جنوب سوريا لـ«الشرق الأوسط» إن الشعارات «ظهرت أخيراً مع استمرار تجاوزات قوات النظام السوري في اعتقال عناصر من المعارضة سابقاً، الذين تمَّت تسوية وضعهم، أو من الذين لم يُسوَ وضعهم بعد، حيث اعتقلت قوات النظام السوري خلال الأسبوع الماضي، ما يقارب 8 أشخاص من مدينة الحارة بريف درعا الغربي، معظمهم من عناصر المعارضة سابقاً، حاولوا الخروج من درعا باتجاه مناطق الشمال السوري بعد قرب انتهاء مدة التسوية الممنوحة للمتخلفين عن الخدمة الإلزامية والاحتياطية، ووصول آلاف أسماء الشباب من المنطقة الجنوبية للالتحاق بالخدمة الاحتياطية بعد رفعها لمدة لم تتجاوز أسبوعاً، بقرار من سلطات النظام السوري». وشهدت مدينة الحراك بريف درعا الشرقي اعتصاماً أمام مخفر المدينة التابع للحكومة على خلفية اعتقال أحد أبناء المدينة، مطالبين بإطلاق سراح الشاب الذي قام بضرب عنصر للنظام على أحد حواجز المدينة، ومصادرة سلاحه، بعد مشادة كلامية بين عنصر النظام والشاب، ليتمَّ اعتقاله بعدها من قبل باقي عناصر الحاجز، ونقله إلى خارج المدينة، من دون معرفة مصيره.

كما قُتِلت طفلة وجُرِحت امرأة قبل أيام بريف درعا الغربي، بعد مداهمة قوات النظام السوري لخيمة يقطنها أحد أبناء المنطقة، بهدف اعتقاله واتهامه بالانتماء لتنظيم «داعش»، ما أدى إلى وقوع اشتباك بين الطرفين، ومقتل ابنة المتهم، وإصابة زوجته، ولاذ الأخير بالفرار من الاعتقال. كما عثرت الأهالي في مدينة داعل بريف درعا على جثة قيادي سابق في المعارضة، بعد يوم من اختطافه من منزله. واتهم الأهالي أجهزة النظام السوري بمقتل القيادي السابق، في حين أن النظام السوري رد باتهام «خلايا داعش» بأنها تقف وراء العملية، معززاً موقفه بتعرض عدد من عناصر النظام السوري للقتل بشكل مفاجئ من قبل خلايا «داعش» في المنطقة رغم سيطرته عليها.

في غضون ذلك، انتشرت أخيراً أنباء عن تشكيل «المقاومة الشعبية في جنوب سوريا»، وأخبار عن عمليات ضد قوات النظام السوري نفّذتها في درعا. ناشطون من درعا أثارتهم الريبة حول حقيقة «تشكل المقاومة الشعبية في جنوب سوريا» ومن يقف وراءها، معتبرين أن المقاومة الشعبية قد تكون «شماعة لاستدراج من تبقى أبناء الجنوب، ويحمل فكر التسلح ضد قوات النظام بهدف القضاء على هذه الفئة إذا وُجِدت»، معززين موقفهم بعدة أمور، أبرزها من خلال متابعة الأوضاع الحالية في درعا، وسماع أخبار لم يتسنَّ معرفة مدى دقتها وحقيقتها تدعي الأخيرة أنها نفذتها، إضافة إلى الوجود العسكري الكبير لقوات النظام السوري داخل محيط المدن والبلدات التي سيطر عليها النظام أخيراً في الجنوب، وسهولة حصر أي تحركات مضادة ومراقبتها، ووجود أذرع للنظام بين المدنيين للكشف عن المشتبه بهم أو من لهم خلفية عسكرية في المعارضة سابقاً، إضافة إلى تنامي ظاهرة الحراك السلمي العلني بين الأهالي في جنوب سوريا، ما يفسر رغبة الأهالي في عدم تقييد حريتهم، بعيداً عن التسليح، وإعادة الحياة المدنية دون أي تجاوزات وخروقات من قبل قوات النظام السوري.

وشهدت مناطق في جنوب البلاد، بعد دخول النظام السوري إلى المنطقة باتفاق مع الجانب الروسي، عدة حوادث تؤكد الحراك السلمي العلني، مثلما حدث أخيراً في مدينة الحراك شرق درعا بالاعتصام أمام مخفر المدينة للمطالبة بشاب تم اعتقاله على أحد حواجز المدينة، بعد ضربه لعنصر من قوات النظام قام باستفزازه، وخروج مظاهرة في مدينة بصرى الشام تطالب بالمعتقلين ومعرفة مصيرهم، ومثلها في مدينة درعا البلد. في المقابل، قال آخرون إن المرحلة الأخيرة التي مرت على جنوب سوريا مفتوحة على كل الاحتمالات، خصوصاً مع بقاء أعداد كبيرة من عناصر وقادة المعارضة سابقاً في الجنوب، ورفضهم للتهجير إلى شمال سوريا، وعودة الشعارات المناهضة للنظام السوري في الجنوب، مع استمرار خروقات قوات النظام واعتقال العشرات من أبناء المنطقة، رغم اتفاق التسوية والمصالحات، ما يدفع الشباب في المنطقة إلى الرد على خروقات النظام، فالمنطقة تحوي خزاناً بشرياً قد ينفجر في أي لحظة إذا ما استمرت الخروقات على حد تعبيرهم. ويرى مراقبون أن النظام السوري يدرك أهمية الجنوب والحفاظ على ما وصل إليه من السيطرة على هذه المنطقة الحدودية، وعدم عودة الأعمال العسكرية إليها، فيحاول الأخير إعادة تعويم نفسه في المنطقة الجنوبية من خلال عدة زيارات قامت بها شخصيات رسمية عسكرية ومدنية لمحافظة درعا أخيراً، حيث زار محافظة درعا عدد من أعضاء مجلس الشعب (البرلمان السوري)، وجميل الحسن مسؤول إدارة المخابرات الجوية في سوريا، وأحمد بدر الدين حسون مفتي سوريا، وكانت زيارات تهدف إلى طمأنة أهالي محافظة درعا، والوعود بالخدمات. وذكر مفتي سوريا في زيارته إلى درعا أن «أهالي درعا خسروا، وبالمقابل الدولة خسرت، وما حدث بات كافياً، والآن حان وقت إعادة الإعمار».

 

روسيا تتهم المعارضة السورية بقصف حلب بـ«غاز الكلور» و«جبهة التحرير» نفت امتلاكها لهذه النوعية من القذائف

موسكو - بيروت/الشرق الأوسط/25 تشرين الثاني/18/اتهمت روسيا، اليوم (الأحد)، مقاتلي المعارضة السورية بإطلاق قذائف بغاز الكلور على مدينة حلب، مما أسفر عن تسمم 46 شخصاً، بينهم ثمانية أطفال، مضيفةً أنهم يتلقون العلاج في المستشفى. وذكرت وزارة الدفاع الروسية في بيان أن مقاتلي المعارضة قصفوا حلب من منطقة لخفض التصعيد في إدلب يسيطر عليها مسلحو «جبهة النصرة»، وأنها تعتزم الحديث مع تركيا بشأن الواقعة بما أن أنقرة هي الضامن لالتزام المعارضة المسلحة بوقف لإطلاق النار. وقال الميجر جنرال إيجور كوناشينكوف في بيان: «تفيد معلوماتنا الأولية التي أكدتها أعراض التسمم بين الضحايا أن القذائف المستخدمة في قصف مناطق سكنية في حلب كانت معبأة بغاز الكلور». وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يراقب الحرب في سوريا إن القصف تسبب في إصابة العشرات بمشكلات في التنفس، مساء أمس (السبت)، في حلب، في حين أسفر قصف للنظام عن مقتل تسعة أشخاص في قرية في إدلب. وقالت وسائل إعلام تابعة للنظام إن 107 أشخاص أصيبوا في القصف، هو أكبر عدد للضحايا في حلب منذ أن استعادت قوات النظام وحلفاؤها السيطرة على المدينة من المعارضة قبل قرابة عامين. ونفى مسؤولون من المعارضة استخدام أسلحة كيماوية واتهموا النظام السوري بمحاولة توريطهم. وقال الناطق الرسمي باسم الجبهة الوطنية للتحرير المعارضة، النقيب ناجي مصطفى، في بيان صحافي، اليوم: «ننفي مزاعم النظام المجرم الكاذبة حول استهداف الثوار لمدينة حلب بأي نوع من القذائف، خصوصاً تلك التي تحتوي غاز الكلور»، مؤكداً أنه لا يمتلك هذه القذائف ويستخدمها في سوريا إلا النظام. وأكد الناطق أن «افتراءات النظام باتت مكشوفة وتأتي للتغطية على جرائمه التي يرتكبها بحق الشعب السوري وآخرها استهداف مدرسة في بلدة جرجناز البارحة بقذائف مدفعية أسفرت عن مقتل عدد من الأطفال والنساء». وكانت فصائل المعارضة السورية حذرت من استخدام قوات النظام السلاح الكيمائي في مناطق غرب مدينة حلب. وقال القائد العسكري في الجبهة الوطنية للتحرير النقيب عبد السلام عبد الرزاق لوكالة الأنباء الألمانية أمس: «وصلت إلينا معلومات من مدينة حلب أن النظام يعمم على مقاتليه بعد منتصف ليل السبت - الأحد برفع الجاهزية وارتداء الأقنعة الواقية ويدعو الأهالي إلى الانتباه والحذر من قصف غرب حلب وشمالها بالسلاح الكيماوي». واتهم النقيب عبد الرزاق «قوات النظام بتلفيق الأكاذيب حول قصف حلب بغاز الكلور»، مشيراً إلى أن «الخاسر الأكبر في هذه المسرحية هم المدنيون». وأكد أن «قوات النظام تروج منذ عدة أشهر حول استخدام الأسلحة الكيماوية من قبل فصائل المعارضة، ولكن اليوم يبدو أن النظام سوف يستخدم ذلك السلاح وبحسب ما وصلت إلينا من مصادر ربما يكون التوقيت بين الساعة 2 بعد منتصف الليل، والساعة 7 صباحاً بالتوقيت المحلي».

 

ظهور شعارات مناهضة للنظام في درعا بالتزامن مع زيارات وفود رسمية وانقسام في الجنوب السوري حول خلفية تشكيل «المقاومة الشعبية»

درعا (جنوب سوريا) /الشرق الأوسط/25 تشرين الثاني/18/استفاقت عدد من قرى وبلدات درعا جنوب سوريا خلال الأيام القليلة الماضية على شعارات مناهضة للنظام السوري، إذ انتشرت كتابات على جدران بعض الأبنية والمحال التجارية والمدارس، وكان من هذه الشعارات «يسقط بشار»، و«الثورة مستمرة»، و«الموت ولا المذلّة». وأوضحت مصادر محلية أن سلطات النظام في المحافظة «عملت على إزالة جميع الكتابات المناهضة للنظام والشعارات التابعة للمعارضة، وكتابة شعارات تمجِّد النظام السوري»، مشيرةً إلى «اعتقال اثنين من أبناء ريف درعا الغربي للاشتباه بهما بأنهما مَن خطّا عبارات مناهضة للنظام في بلدة المزيريب غرب درعا، كما باتت دوريات عسكرية تابعة للنظام تجوب المدن والبلدات تحسباً لعودة ظهور الشعارات والقبض على الفاعلين». كما طلبت دمشق من «أصحاب المحال التجارية في جنوب سوريا طلاء واجهات محالهم بالعلم الرسمي»، مهددين المتخلف عن ذلك بالعقوبة والغرامة. وقال الناشط مهند العبد الله من جنوب سوريا لـ«الشرق الأوسط» إن الشعارات «ظهرت أخيراً مع استمرار تجاوزات قوات النظام السوري في اعتقال عناصر من المعارضة سابقاً، الذين تمَّت تسوية وضعهم، أو من الذين لم يُسوَ وضعهم بعد، حيث اعتقلت قوات النظام السوري خلال الأسبوع الماضي، ما يقارب 8 أشخاص من مدينة الحارة بريف درعا الغربي، معظمهم من عناصر المعارضة سابقاً، حاولوا الخروج من درعا باتجاه مناطق الشمال السوري بعد قرب انتهاء مدة التسوية الممنوحة للمتخلفين عن الخدمة الإلزامية والاحتياطية، ووصول آلاف أسماء الشباب من المنطقة الجنوبية للالتحاق بالخدمة الاحتياطية بعد رفعها لمدة لم تتجاوز أسبوعاً، بقرار من سلطات النظام السوري». وشهدت مدينة الحراك بريف درعا الشرقي اعتصاماً أمام مخفر المدينة التابع للحكومة على خلفية اعتقال أحد أبناء المدينة، مطالبين بإطلاق سراح الشاب الذي قام بضرب عنصر للنظام على أحد حواجز المدينة، ومصادرة سلاحه، بعد مشادة كلامية بين عنصر النظام والشاب، ليتمَّ اعتقاله بعدها من قبل باقي عناصر الحاجز، ونقله إلى خارج المدينة، من دون معرفة مصيره.

كما قُتِلت طفلة وجُرِحت امرأة قبل أيام بريف درعا الغربي، بعد مداهمة قوات النظام السوري لخيمة يقطنها أحد أبناء المنطقة، بهدف اعتقاله واتهامه بالانتماء لتنظيم «داعش»، ما أدى إلى وقوع اشتباك بين الطرفين، ومقتل ابنة المتهم، وإصابة زوجته، ولاذ الأخير بالفرار من الاعتقال. كما عثرت الأهالي في مدينة داعل بريف درعا على جثة قيادي سابق في المعارضة، بعد يوم من اختطافه من منزله. واتهم الأهالي أجهزة النظام السوري بمقتل القيادي السابق، في حين أن النظام السوري رد باتهام «خلايا داعش» بأنها تقف وراء العملية، معززاً موقفه بتعرض عدد من عناصر النظام السوري للقتل بشكل مفاجئ من قبل خلايا «داعش» في المنطقة رغم سيطرته عليها.

في غضون ذلك، انتشرت أخيراً أنباء عن تشكيل «المقاومة الشعبية في جنوب سوريا»، وأخبار عن عمليات ضد قوات النظام السوري نفّذتها في درعا. ناشطون من درعا أثارتهم الريبة حول حقيقة «تشكل المقاومة الشعبية في جنوب سوريا» ومن يقف وراءها، معتبرين أن المقاومة الشعبية قد تكون «شماعة لاستدراج من تبقى أبناء الجنوب، ويحمل فكر التسلح ضد قوات النظام بهدف القضاء على هذه الفئة إذا وُجِدت»، معززين موقفهم بعدة أمور، أبرزها من خلال متابعة الأوضاع الحالية في درعا، وسماع أخبار لم يتسنَّ معرفة مدى دقتها وحقيقتها تدعي الأخيرة أنها نفذتها، إضافة إلى الوجود العسكري الكبير لقوات النظام السوري داخل محيط المدن والبلدات التي سيطر عليها النظام أخيراً في الجنوب، وسهولة حصر أي تحركات مضادة ومراقبتها، ووجود أذرع للنظام بين المدنيين للكشف عن المشتبه بهم أو من لهم خلفية عسكرية في المعارضة سابقاً، إضافة إلى تنامي ظاهرة الحراك السلمي العلني بين الأهالي في جنوب سوريا، ما يفسر رغبة الأهالي في عدم تقييد حريتهم، بعيداً عن التسليح، وإعادة الحياة المدنية دون أي تجاوزات وخروقات من قبل قوات النظام السوري.

وشهدت مناطق في جنوب البلاد، بعد دخول النظام السوري إلى المنطقة باتفاق مع الجانب الروسي، عدة حوادث تؤكد الحراك السلمي العلني، مثلما حدث أخيراً في مدينة الحراك شرق درعا بالاعتصام أمام مخفر المدينة للمطالبة بشاب تم اعتقاله على أحد حواجز المدينة، بعد ضربه لعنصر من قوات النظام قام باستفزازه، وخروج مظاهرة في مدينة بصرى الشام تطالب بالمعتقلين ومعرفة مصيرهم، ومثلها في مدينة درعا البلد. في المقابل، قال آخرون إن المرحلة الأخيرة التي مرت على جنوب سوريا مفتوحة على كل الاحتمالات، خصوصاً مع بقاء أعداد كبيرة من عناصر وقادة المعارضة سابقاً في الجنوب، ورفضهم للتهجير إلى شمال سوريا، وعودة الشعارات المناهضة للنظام السوري في الجنوب، مع استمرار خروقات قوات النظام واعتقال العشرات من أبناء المنطقة، رغم اتفاق التسوية والمصالحات، ما يدفع الشباب في المنطقة إلى الرد على خروقات النظام، فالمنطقة تحوي خزاناً بشرياً قد ينفجر في أي لحظة إذا ما استمرت الخروقات على حد تعبيرهم. ويرى مراقبون أن النظام السوري يدرك أهمية الجنوب والحفاظ على ما وصل إليه من السيطرة على هذه المنطقة الحدودية، وعدم عودة الأعمال العسكرية إليها، فيحاول الأخير إعادة تعويم نفسه في المنطقة الجنوبية من خلال عدة زيارات قامت بها شخصيات رسمية عسكرية ومدنية لمحافظة درعا أخيراً، حيث زار محافظة درعا عدد من أعضاء مجلس الشعب (البرلمان السوري)، وجميل الحسن مسؤول إدارة المخابرات الجوية في سوريا، وأحمد بدر الدين حسون مفتي سوريا، وكانت زيارات تهدف إلى طمأنة أهالي محافظة درعا، والوعود بالخدمات. وذكر مفتي سوريا في زيارته إلى درعا أن «أهالي درعا خسروا، وبالمقابل الدولة خسرت، وما حدث بات كافياً، والآن حان وقت إعادة الإعمار».

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

الهوية التاريخية والتلوث السياسي

الدكتورة رندا ماروني/25 تشرين الثاني/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/69201/%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%83%D8%AA%D9%88%D8%B1%D8%A9-%D8%B1%D9%86%D8%AF%D8%A7-%D9%85%D8%A7%D8%B1%D9%88%D9%86%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%87%D9%88%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%AE%D9%8A/

لقد أتت ذكرى استقلال لبنان الخامسة والسبعون في ظل غياب حكومة العهد الأولى كما أراد أب العهد أن يسميها، والتى طال إنتظارها وتعثرت ولادتها بسبب عقدة أطلق عليها إسم العقدة السنية فيما الحقيقة بأنها عقدة حزب الله المفتعلة في اللحظات الأخيرة مع إقتراب عملية الولادة.

كما رافقت هذه الذكرى إضافة الى العقدة المفتعلة، سيناريو مؤدلج مبرمج يهدف الى ضرب كل معاني وعبر هذا اليوم المجيد في تاريخ لبنان، بل وأيضا أبلسة وتشويه الاعمال النضالية التاريخية القديمة منها والقريبة العهد في سبيل الحرية والكرامة والدفاع عن النفس وحق الوجود.

أبواق في كل مكان إحتلت المنابر الإعلامية ووجهت طاقاتها وألسنتها الناسفة لزعزعة كل مفاهيم العيد وتشويه التاريخ النضالي في حجة التصويب، تصويب يلائم مؤامرة تم حبكها عبر إجراءات وترتيبات عسكرية وإرهابية وسياسية وإيديولوجية وغيرها من ضروب التعسف.

إجراءات تظللت أهدافها الحقيقية تحت عباءة الدفاع عن الوطن في وجه الخطر الاسرائيلي، قافزة فوق الحدود مشكلة قوى عبر وطنية ذو أهداف خارجية مفروضة على الداخل وملقنة له أسسا وتعاريف جديدة للدولة والدستور والقانون والتاريخ والحاضر والمستقبل.

أبواق فتحت أثيرها لتشكك بالكيان ولتنسف وجوده وتاريخه ولتهزىء من حكايا أبطال الاستقلال الأول مكملة سفاهاتها الحاقدة تسلسلا عبر التاريخ لتنزع صفة الشهادة عن أبطال كثر دافعوا عن الكيان اللبناني في وجه أطماع إحتلال النظام السوري للبنان وعلى رأسهم الشهيد الرئيس بشير الجميل.

هذا الحقد الأعمى على الإستقلال ورجالاته والإستقلالين ورموزهم الأبطال يغدق فيضا لوفرة القوة والاستقواء بسلاح غير شرعي فرض على لبنان واللبنانيين محاولا تغيير المسار والمصير والتاريخ والذكريات وتشويه الرموز والمقدسات وتجميد الحاضر وزيادة الإنتهاكات وتعتيم المستقبل وكل ما هو تقدم آت.

عتمة حالكة هدفها الأول وضع لبنان على شفير الهاوية تمهيدا للسيطرة الكلية الكاملة دون منازع ولا شريك، هذا الوطن النهائي لجميع أبناءه كما نص عليه دستور الطائف برضى جميع الأطراف اللبنانية المشاركة دون إستثناء وعلى رأسهم دعاة القوميات العابرة للحدود، الذين إرتضوا بنهائية الكيان اللبناني الجامع لأبناءه تحت رآية الدستور والقانون حيث لا سلاح خارج إطار الدولة الشرعية.

لا شك في أنهم أرادوا حسم هذا الموضوع وإعطاءه مرتبة دستورية للدلالة على قوة الاختيار من جهة وعلى استخلاص التجربة من جهة ثانية، حيث لا تجزئة ولا تقسيم بل دولة موحدة في وطن واحد.

وبما انه نتيجة لذلك لا يمكن للبنان ان يكون جزءا من اي اتحاد او وحدة، وتاليا لا يمكنه الا ان يكون نهائيا، ولا يمكن لاي مشروع ان ينتقص من سيادته واستقلاله، هكذا فرضت مقتضيات تكوينه وتاريخه وحروبه، فلا بد من النأي به عن اي مشروع يتجاوز حدوده.

هكذا قضى الخيار وقت وضع الحل، لذا لم يعد في لبنان مكان بارز لكل الطروحات العقائدية والصراعات المرافقة لها وأي طرح يتجاوز الكيان القائم والحدود القائمة لم يعد له شأن في الحياة السياسية في لبنان بعد إتفاق الطائف حيث سلم أبناء الطوائف بأن لبنان وطنهم النهائي، هذا ما يعني أن لبنان ليس للبعض أكثر مما هو لغيرهم، فلا إستئثار ولا غبن ولا خوف فالجميع هم أبناؤه إلى طائفة أي إنتموا وهو وطنهم النهائي.

 هذا الوطن النهائي لجميع أبناءه يريده البعض اليوم مفصلا على قياسه الخاص، صيغته غالب ومغلوب مسترجعا كل الخلافات العقائدية دون وجه منطق حيث لم يكن بالأساس موجود على الساحة ولا طرفا فيها.

القوميات عادت من الحرب وصاغت الطائف، فيما حزب الله اليوم ذاهب إليها مرتديا عباءة القومية، شاهرا أسلحتها القديمة، قافزا فوق الحدود وفوق الدستور، مبقيا على سلاحه غير الشرعي في الدولة إلى جانب سلاح الجيش، واضعا نفسه فوق الجميع، فارضا خياراته على الكل، مبرهنا أن مخلفات الاحتلال السوري للبنان لم تنتهي بعد ليشكل قوة احتلالية تربط لبنان بسوريا بإيران وتتحكم بمصيره ومصير أبناءه.

لقد عادت ذكرى الاستقلال، وعادت ذكرى رجالات عظام حاكت الهوية التاريخية النضالية للبنان، هذه الهوية لن يستطيع أن يزعزها تلوث سياسي من هنا أو لسان سفيه من هناك ولا أدلجة حاقدة متآمرة من هنالك مهما علا شأنها والتاريخ شاهد على ذلك.

التاريخ شاهد
على ذلك
أدمغة متآمرة 
تتهالك
وتلوث سياسي
يندحر
وأيادي أبطال 
تتشابك 
لترسم علامة 
النصر
أبدا الدهر
وتقصي طامعين 
وممالك 
ظنوا أنهم 
غلبوا 
أريج البخور 
ورائحة الريحان
والمسائك
صعاليك صغار
أقل وصفهم
لا يدرون ما يفعلون
وما هو المصكوك
المتاح المباح
لدى العلي
وموانع المسالك 
تلوث تآمر 
سرقات سمسرات
أياد ممدودة 
تتجاوز الحدود
كل ما يصاغ 
سواد حالك
زاد الله سواد 
وجوهكم
وادخلكم جحيم 
النار
وبلاكم في الهوالك
وأحكم في 
رمي شباكه 
وأخلدكم 
في المشابك
فالتاريخ شاهد
على ذلك
أدمغة متآمرة 
تتهالك
وتلوث سياسي 
يندحر
كل ما صاغه
سواد حالك.
 

سموم حسن عليق، وعبوات ميشال سماحة

عماد قميحة/لبنان الجديد/25 تشرين الثّاني 2018

 خطوة المصالحة التي حصلت في بكركي، كان لها وقع الصاعقة على رؤوس أزلام المخابرات السورية في لبنان

 ما كان تهجّم الصحفي بجريدة الأخبار على بشير الجميل يستوجب كل هذه الردود لو أن من نطق به يمثل رأيه الشخصي، أو أنه صحافي غير مرتبط بصحيفة تتقن دورها تماماً بإثارة النعرات والفتن واجتراح الأزمات بالبلد، من خلال غرف مخابراتية سوداء تستمد سوادها من مكاتب علي المملوك ومن لفّ لفّه.  لم تهنىء جريدة الأخبار، بالرغم من كل ظلامية الأوضاع التي تمرّ بها البلاد على كل المستويات السياسية منها والمعيشية، فأزعج ناظريها بالأيام الأخيرة نقطتي ضوء تسربا في عتمة ليلنا الكالح مما أفقدها توازنها وهي الحريصة على إبقاء اللبنانيين وإرجاعهم إلى مرحلة هي من أبشع مراحل تاريخ لبنان، مرحلة الحرب الأهلية لأنه  حينها فقط كان مشغليهم بأحسن حالاتهم ولطالما يحنّون بالعودة إليها.

 أتفهم تماماً، كم أن خطوة المصالحة التي حصلت في بكركي، كان لها وقع الصاعقة على رؤوس أزلام المخابرات السورية في لبنان، وكيف أنها خطفت ببريقها أبصارهم، ليس كونها مصالحة سياسية، خسروا من خلالها حليفاً مقرّباً كسليمان فرنجية، لأن هذا لم يحصل حقيقة، فزعيم المردة لم يُغيّر تموضعه السياسي كما يؤكد باستمرار، وانما بالنسبة للجريدة المذكورة فقد حصل ما هو أفظع من مجرد خسارة حليف، لأن هذه المصالحة الوجدانية قد تساهم بتنقية الذاكرة " السوداوية " بين طرفين لبنانيين، وهنا بالنسبة إليها مكمن الخطر الحقيقي.

 أما البريق الثاني الذي كاد أن يخطف أبصار كتاب الجريدة والعاملين عليها، فهو تصريح نائب القوات اللبنانية بأن "كل شهيد لحزب الله سقط دفاعاً عن لبنان فهو شهيد للقوات اللبنانية"، وهنا لم ترَ الجريدة ومن خلفها بهذا التصريح مجرد غزل سياسي بين القوات اللبنانية وحزب الله فقط، بل قرأت فيه ما هو أخطر من ذلك بكثير فهو يؤسّس لثقافة وحدوية جديدة مبنية على اعتراف الأفرقاء اللبنانيين بشهداء بعضهم البعض بعيداً عن الأدلجة المسبقة وبعيداً أيضاً عن التموضعات  المختلفة، ويكفي أن يكون الهدف من الإستشهاد هو " الدفاع عن لبنان " بغضّ النظر عن كل التفاصيل حتى ينال الشهيد مقامه المحترم عند كل اللبنانيين مما يعني بالضرورة فتح صفحة بيضاء على مستقبل أبيض يجمع اللبنانين ولا يعودوا أسرى  لماضي هم بحاجة للخروج منه، وهذا ما يُنغّص على الجريدة عيشتها ومستقبلها.

 فهذا المفهوم العظيم إن سرى في عقول اللبنانيين وأخذ حيّزه في وجدانهم، سيكون كفيل بمحو كل موبقات مرحلة الحرب الأهلية المقيتة، وهذا ما يقلق كل المتربصين بلبنان وأهله والساعين دوماً لخلق فروقات ثقافية وفكرية بينهم، والساعين إلى تفرقتهم إن من خلال  بثّ سموم فكرية وعقائدية كما تفعل جريدة الأخبار وكاتبها حسن عليق، أو من خلال زرع عبوات ناسفة كما حاول أن يفعل ميشال سماحة.

 

تدني معيار 'الديمقراطية' في العالم العربي

منى فياض/الحرة/25 تشرين الثاني/18

يصدر المؤشر العربي منذ العام 2011 عن المركز العربي للدراسات في قطر، وهو استطلاع سنوي يهدف للوقوف على اتجاهات الرأي العام العربي نحو مجموعة مواضيع اقتصادية واجتماعية وسياسية، بما في ذلك اتجاهات الرأي العام نحو قضايا الديمقراطية، ويتضمن تقييم المواطنين لأوضاعهم العامة والأوضاع العامة لبلدانهم. حاول القائمون على المؤشر في تعليقاتهم إظهار بعض الجوانب المشرقة في مجتمعاتنا لجهة تحسن الموقف من الديمقراطية والمؤسسات والانتخابات والتدين والحريات غيرها.

لكن عندما نقارن نتائج هذا المؤشر مع نتائج مؤشر الفساد الذي يصدر عن منظمة الشفافية العالمية والمؤشر العالمي للحرية الذي يصدر عن "فريدوم هاوس"، سنجد أن الوضع في المنطقة لا يزال في منتهى السوء، بالرغم من التقدم الطفيف في اتجاهات المواطنين.

يظهر مؤشر الفساد أن غالبية دول العالم لم تحرز أي تقدم على الإطلاق لإنهاء الفساد عدا إحراز بعضها تقدما ضئيلا. ومن اللافت أن مؤشر الحرية في تراجع مستمر وهو ما يشير إلى تراجع الحرية حول العالم، نتيجة صعود القوميين والشعبويين في الدول الديمقراطية، الذين يمثلون تهديدا للديمقراطية العالمية؛ بالإضافة إلى الانتهاكات التي تمارسها الأنظمة القمعية. من دون أن ننسى التجاوزات التي تقع في الحروب دون تحميل المسؤولية لأي جهة ومركزها الشرق الأوسط.

فيما يتعلق بالفساد، اعتمد المؤشر العربي على مدى انتشار الفساد المالي والإداري في البلاد، بوصفه أحد المؤشرات المعيارية التي يمكن أن تساهم في تفسير العلاقة بين المواطنين والدولة وفي تقييمهم لأداء دولهم. ولقد أجمع حوالي 91 في المئة، على أن الفساد منتشر بدرجات متفاوتة في بلدانهم. ومن الملاحظ وجود نوع من التوازي العام بين ارتفاع معدلات الفساد وانخفاض الحريات. جميع الدول العربية تعاني من الفساد؛ إذ حصلت جميعها على علامة أقل من 50 درجة على مؤشر الفساد (ما عدا دولتين: الإمارات وقطر نالتا علامة فاقت الخمسين درجة)؛ هذا يعني أن الدول العربية تعيش في ظل نسب فساد عالية. في المقابل، أفاد مؤشر الحرية أن الدولة الوحيدة التي صنفت كدولة حرة في العالم العربي (22 دولة) هي تونس مع درجة إجمالية بلغت 78 من 100 (المئة تعني بلدا يتمتع بالحرية التامة). فيما صُنفت خُمس الدول العربية تحت خانة "حرة جزئيا"، وهي: جزر القمر ولبنان والمغرب والأردن والكويت. أما بقية الدول العربية البالغ عددها 14 فصنفت كدول "غير حرة".

تساوت مصر مع قطر وجيبوتي في مؤشر الحرية في عدد النقاط بحصولها على درجة إجمالية متوسطة بلغت 26، فيما نالت السعودية 10 درجات وتذيّلت سوريا الترتيب بحصولها على درجة إجمالية متوسطة بلغت ناقص 1.

يتماشى هذا مع ما يكشفه التحليل المفصل لنتائج المؤشر لجهة أن معظم البلدان التي تتدنى فيها مستويات حماية الصحافة والمنظمات غير الحكومية هي التي تتصدر أعلى معدلات الفساد؛ فالفساد يساهم في التضييق على المجتمع المدني الذي يعبر وجوده عن مستوى الديمقراطية في البلد المأخوذ بعين الاعتبار. ما يعني وجود ارتباط سلبي بين الفساد ومستوى الحريات العامة.

تمتعت البلدان ذات الأنظمة الديمقراطية عموما بمعدلات جيدة نسبيا على المؤشرين معا تفوق كثيرا البلدان الأخرى ذات الأنظمة غير الديمقراطية. وتصدرت كل من فنلندا والنرويج والسويد مؤشر الحرية. السؤال الذي يشغلنا هو إلى أي مدى يتلمس المواطن العربي هذه العلاقة بين الفساد ومستوى الحريات العامة؟ وهل يمكنه أن يقيّم مستوى الديمقراطية أو تدهور الحريات في بلدانه. إذا دققنا في نتائج المؤشر العربي سوف نجد أن الشكوى العارمة من الفساد لا ترافقها شكوى موازية من غياب الحريات.

يعتمد مؤشر الحرية العالمي في تصنيفه على معياريين أساسيين، هما: الحقوق السياسية والحريات المدنية، ثم يحسب درجة إجمالية من صفر إلى 100 لكل دولة محل الدراسة.

فكيف قيّم المواطن العربي مستوى الديموقراطية في بلاده؟

سنجد الترتيب على الشكل التالي:

السعودية 7.5

الكويت 6.9

الأردن 6.2

موريتانيا 5.9

لبنان 5.8

مصر 5.6

تونس 5.2

المغرب 5.1

العراق 4.9

فلسطين 4.7

السودان 3.7

المعدل 5.5

المعدل العام 5.5 وهو يعني أن التقييم العام للديمقراطية فوق المتوسط بقليل؛ فيما تصدرت السعودية مع درجة 7.5 رأس اللائحة.

ووجد 55 في المئة من المستطلعين أن الحريات مضمونة بالكامل أو مضمونة إلى حد ما في بلدانهم؛ و39 في المئة رأوا أنها غير مضمونة إلى حد ما أو غير مضمونة على الإطلاق. وهذا يتعارض مع نتائج مؤشر الحرية الذي أفاد بأن معظم الدول تغيب عنها الحرية أو أنها منقوصة. إذن تفيد النتائج بأن تقييم الرأي العام العربي لحرياته أعلى مما هي عليه في الواقع بشكل عام. ففي حين جاءت تونس في صدارة الدول العربية كدولة حرة مع درجة 70 وهي تساوي 10 أضعاف درجة المملكة العربية السعودية. كان تقييم التونسيين للديمقراطية في بلدهم 5.2 وهو ليس فقط أقل من تقييم السعوديين، بل واللبنانيين أيضا الذين تبين أن بلدهم هو دولة "حرة جزئيا" ويقدرون الديمقراطية بـ 5.8. هذا يعني أن الحصول على الحرية يدعم الديمقراطية، وكلما كان النظام أكثر ديمقراطية، كلما تمتع المواطن بحس نقدي يساعده على التقييم الأقرب إلى الواقع. والعكس صحيح، كلما تعرض المواطن للقمع يصبح أكثر ميلا للقبول بالأوضاع السيئة واعتبارها مقبولة. وليس أدل على ذلك ما أظهره التقرير من أن أكثرية المستجيبين أفادوا بأن المواطنين غير قادرين على انتقاد الحكومة دون خوف، بالرغم من تقييمهم الإيجابي لمستوى الديمقراطية. فكيف تكون إذن الحريات مضمونة؟ فسر التقرير هذه النتيجة بأنها تعود إلى كونه موضوعا عمليا بينما تقييم ضمان الحريات يكون مختلطا بين العملي والمجرد.

وهذا يعني أن المواطن العربي لا يمتلك الشروط الأساسية كي يتمكن من تقييم أوضاعه بشكل دقيق؛ الأمر الذي يتطلب اعتماد وسائل قياس إضافية موضوعية لتقدير مدى توافق تقييم المواطن النظري لوضعه مع الواقع الحقيقي أو العملي.

استنتج المؤشر العربي أن مواطني المنطقة العربية يفهمون الديمقراطية، على أساس سياسي قائم على ضمان الحريات السياسية والمدنية، ونظام حكم يحترم التعددية وتداول السلطة. أو من خلال مفهوم سياسي يعتمد على نظام حكم يحقق العدل والمساواة بين المواطنين.

ولقد أظهر المؤشر أن المواطن العربي يشكو من تردي الأوضاع الاقتصادية وأن قطاعا واسعا من الأسر العربية يعيش في حالة "عوز" أو على حافة الحاجة الدائمة. وهذا ما جعل المواطنين يعتقدون أن الديمقراطية تساهم في تحسين الوضع الاقتصادي والأمان. مع أن هذين العاملين قد يتوفران في أكثر الأنظمة قمعا (نموذج الصين أو عراق صدام أو سوريا الأسد)؛ كما يمكن لبلد ما أن يتمتع بالديمقراطية وهو فقير (نموذج كوستاريكا). تفضح الرغبة العارمة، لدى 26 في المئة من المواطنين في البلدان العربية، بالهجرة خارج بلدانهم، لأسباب اقتصادية أو سياسية أو بحثا عن الأمن، درجة البؤس التي يعيشونها إلى حد رمي أنفسهم في البحار.

 

كتاب وثقة ومؤامرة

حسين شبكشي/الشرق الأوسط/25 تشرين الثاني/18

كان المذيع التلفزيوني الأميركي المخضرم ولتر كرونكايت مضرباً للأمثال في «الثقة» لدى المتلقي، وأصبح القول المتداول إن الخبر الذي لا يقرأه ولتر كرونكايت قد لا يكون صحيحاً.

نال ولتر كرونكايت ثقة الجماهير العريضة بمختلف توجهاتها عبر رزانته وموضوعيته وثبات كل مبادئه. اليوم وكما يبدو واضحاً فإن هناك أزمة ثقة حادة جداً، ليست فقط على صعيد الخطاب الإعلامي ووسائله المختلفة، ولكن أيضاً على صعيد الخطاب السياسي والاقتصادي والديني. فالخطاب الإعلامي حول العالم أصبح يقدم «حقيقة بديلة» و«أخباراً كاذبة» بحسب تفسير مستشارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، والخطاب السياسي طغت عليه اللغة القمعية والعنصرية والإقصائية على حساب الحريات والحقوق، والخطاب الديني «يركض في مكانه» ويعتقد أنه طاله التجديد والإصلاح. مع كل هذا المناخ المتوتر يكون النتاج الطبيعي فيه الظهور الكبير والطاغي لنظريات المؤامرة.

أنهيت قراءة كتاب ممتع ومثير ومهم منذ فترة قريبة بعنوان «راكب الحصان الباهت... صعود المؤامرة وسقوط الثقة في أميركا» للكاتب مارك جاكوبسون، وتظهر فيه أهم نظريات المؤامرة، وكيفية ازدهارها في أجواء ومناخ انعدام الثقة. وليس هذا الكتاب الوحيد المهم الذي يتطرق إلى فكرة أهمية «الثقة»، فلقد تطرق إليها من قبل الكاتب الأميركي ذي الأصول اليابانية فرانسيس فوكوياما بمهارة واقتدار، وبين بالأدلة الموثقة أهمية هذا العامل الحيوي في بناء القيم الاجتماعية وبناء الرخاء. وإذا ما طبقنا هذه المفاهيم والمعايير والمقاييس التي تأتي معها في العالم العربي، سنجد أن معدلات الثقة فيما سبق ذكره متدنية للغاية، وأن عقول العامة «ملغمة» بقدر مهول بنظريات المؤامرة بشتى الأنواع والأشكال.

ظهرت هذه الأمثلة بقوة خلال الأزمات والأحداث الكبرى، مثل نكبة عام 1948، وتأميم قناة السويس، والانقلابات العسكرية المختلفة، وحرب 1967 وغزو الكويت، وثورة الخميني، واحتلال الحرم، وغزو العراق، وأحداث سبتمبر (أيلول) 2001، والحرب الأهلية في لبنان، ووصول الخميني للحكم في إيران والربيع العربي. هناك أنظمة تمكنت من تسويق فكرة المؤامرة وترويجها على شعوبها، ولكن ظهر لاحقاً أنه لولا الهبوط الحاد في الثقة الموجودة في أوساط الشعب لما كان الطرح مقنعاً ولا ممكناً. ولكن «الثقة» المتقلصة جعلت من التربة الصالحة لزراعة أفكار المؤامرة خصبة وجاهزة بشكل مدهش. هناك عمق تحليلي لا يمكن الوصول إليه طالما استمر الطرح السطحي لتفسير الأحداث الكبرى، ولذلك يتم اللجوء إلى «غيبيات» المؤامرة وتفاصيلها «المثيرة» و«الخيالية» لتفسير ما يحصل، وأصبح هذا سهلاً جداً وممكناً للغاية بوجود شبكات التواصل الاجتماعي الفعالة والمؤثرة بشكل فوري ومدهش. نظريات المؤامرة كانت ولا تزال وسيلة إلهاء وإشغال وتسخير وتمكين ليتم إيجاد موضوع جديد وتفسير بديل لحدث كبير. وفي النهاية تبقى القضية الأولى هي وجود الثقة من عدمه، لأن معيار الثقة هو الذي يحدد مدى قدرة الشائعات ونظريات المؤامرة على الانتشار الهائل. ومع كل حدث يزداد هذا الأمر تأكداً.

 

كيف استفاد «الإسلاميون» من اليسار؟!

د. آمال موسى/الشرق الأوسط/25 تشرين الثاني/18

يقتضي الذكاء أن يتعلم الإنسان من خصمه أكثر مما يتعلم من صديقه. وكما نلاحظ أن في هذه الفكرة إقرار خفي بأن لكل طرف - مهما كان - إيجابية أو إيجابيات جديرة بالالتقاط، ذلك أن صورة الخصم ذاتها، تشترط التمكن من عناصر أو خصائص معينة تُؤهل صاحبها ليقف في وجه «الطرف» الخصم أو الآيديولوجيا المتخاصم معها. في هذا السياق العام نود أن نطرح بعض الأسئلة حول التبادلية النفعية في الخصومة الآيديولوجية التاريخية بين التقدميين الحداثيين والحركات الإسلامية. بمعنى آخر إلى أي مدى استطاع الإسلاميون الاستفادة من خصومهم وسحب البساط منهم في المواعيد الانتخابية وفي حجم استقطاب القواعد الشعبية؟ كما تلاحظون خيّرنا طرح سؤال الاستفادة بالنسبة إلى الإسلاميين وقفزنا عمداً على طرحه بالنسبة إلى التقدميين الديمقراطيين؛ وذلك لأنه من حيث المضمون الآيديولوجي الإسلاموي لا يوجد ما يغري التقدميين وما يستحق إغناء مشروعهم به. أما من النواحي الأخرى، فإن الخاصية التي تحتاج إليها القوى التقدمية المتمثلة في قوة التنظيم والانضباط الحركي الحزبي، التي تشكل نقطة قوة التنظيمات الإسلامية فإنّها لم تهتم بها مع الأسف ولم تسعَ لاكتسابها، وهي حسب اعتقادنا السبب الأقوى وراء ما يعانيه الحداثيون اليوم من تعثر وتشرذم. ولكن في مقابل عدم استفادة التقدميين الحداثيين من الإسلاميين فإن الإسلاميين استفادوا من خصومهم في السنوات الأخيرة وكانوا من الدهاء الآيديولوجي ما مكنهم من تسجيل نقاط لصالحهم ومن مصادرة بعض قوة الخطاب الديمقراطي الحداثي. ويبدو لنا أنه من المهم الانتباه إلى هذا المعطى خاصة، لأنه يكشف عن قدرة خاصة في إدارة المعارك الآيديولوجية وفي فهم البيئة الفكرية العامة. وهي قدرة مكتسبة من المعارك والخصومات ذاتها وليست من النسيج البنيوي للتنظيمات الإسلامية، ذلك أنه رغم كونها تنظيمات تدافع عن الثبوتي السلفي الماضوي وقضت عقوداً من نشاطها على هذا النحو، فإنها لجأت إلى نوع من الحراك الفكري لتدافع به عن وجودها.

وإذا أردنا حصر مجالات الاستفادة، فإنه يمكننا التوقف عند نقاط عدّة تشكل مجتمعة تطبيقاً لاستراتيجية سحب البساط من الخصم وتوظيف آليات المزايدة على الخصم في موضوعات وأفكار يعتبرها الخصم التقدمي مشروعه الجوهري والأسلحة التي يضرب بها خصمه الإسلاموي.

إن أول فكرة استفاد منها الإسلاميون من التقدميين هي فكرة الديمقراطية.. هذه الفكرة كانت منبوذة في خطاب التنظيمات الإسلامية ويعتبرونها فكرة غربية وكانوا يدافعون عن البديل الإسلامي لفكرة الديمقراطية.

ولكن عندما تمكنت التنظيمات الإسلامية من القواعد الشعبية أبدت مصالحة كبرى مع فكرة الديمقراطية وأصبحت تطالب بها وتصر عليها وعينها على صناديق الاقتراع وعلى قناعة أنه لا حل غير الدخول في لعبة الديمقراطية للوصول إلى الحكم، بل إن الخطاب الإسلاموي ابتكر صيغاً احتفالية جديدة بفكرة الديمقراطية ومنها ما جاء على لسان زعيم حركة النهضة التونسية السيد راشد الغنوشي حيث استعمل مقولة «الإسلام الديمقراطي».

كما نشير في هذا السياق إلى التجربة المصرية سواء قبل الثورة ووصول «الإخوان» إلى مجلس النواب أو بعد الثورة وبلوغهم سدة الحكم بعد سقوط نظام الرئيس الأسبق حسني مبارك.

المظهر الثاني من استفادة الإسلاميين من القوى الديمقراطية العربية يتمثل في السطو على خطاب الحداثة ومحاولة أسلمتها وتبنيها بعد إنكار عميق رافق نشأة الحركات الإسلامية. وفي هذا الموضوع خاصة وجد الإسلاميون صعوبات وهم يحاولون التعامل بازدواجية وانتقائية مع هروب من الإشكاليات الصدامية لمنظومة الحداثة. لذلك يغلب على توظيف فكر الحداثة ممارسات تتميز بالمسافة والصمت وغض الطرف قدر الإمكان؛ فالحديث عن الحرية والحقوق وفق الميثاق العالمي لحقوق الإنسان ينطويان على الصمت المقصود المعبر وفي لحظات الإحراج يتم اللجوء لسترة نجاة فكرة الخصوصية الثقافية. أيضا تجدر الإشارة إلى أن الخطاب حول الحداثة رغم الحذر فكثيراً ما يستمد بعض قوته من الاستقواء الرمزي بالأنموذج التركي الإردوغاني.

طبعاً تركنا قصداً المظهر الأكبر والجزء المهم من البساط المسحوب إلى خاتمة هذه المقالة: إنه موضوع المرأة قلب المشروع الإسلاموي والعمود الأساسي الذي يستند إليه. فالتحول النوعي في كيفية تعامل الأحزاب الإسلامية مع مسألة المرأة إنما يعد أهم استفادة حصلت للإسلاميين وقاموا فيها بما يشبه المزايدة على القوى التحديثية التي بنت مجدها الآيديولوجي بالانتصار لقضية المرأة. وفي هذه المنطقة ضرب الإسلاميون عصفورين بحجر واحد؛ من جهة كسب المرأة كخزان شعبي في عملية التصويت والاقتراع وأيضاً سد ثغرة لطالما أوجعه بها خصومه؛ وهي تخلفه في تصور دور المرأة وحقوقها ومساواتها مع الرجل.

وأحسن مثال على حسن توظيف مسألة المرأة والتغير في الموقف منها نذكر حركة النهضة التونسية، حيث إنها بعد أن كانت ترفض قبول عضوية النساء غير المحجبات أصبحت ترحب بالمحجبة وغير المحجبة، وأيضاً رشحت غير المحجبات لترأس أهم بلدية في تونس، كما حصل مؤخراً مع السيدة سعاد عبد الرحيم مرشحة حركة النهضة لمنصب شيخ مدينة تونس. كما صرحت منذ عودتها للنشاط السياسي بعيد الثورة عن قبولها الكامل ببنود مجلة الأحوال الشخصية، إضافة إلى كونها انخرطت في خطاب المساواة وعدم التمايز بين الجنسين وهو انخراط لا بد منه كي تدفع عنها تهمة النظرة الدونية للمرأة. السؤال الآن: هل «الاستفادات المشار إليها يمكن أن تنفع الإسلاميين إذا كانت (استفادات) شكلية وضرباً من ضروب المناورات الآيديولوجية؟

إذا كانت الإجابة بنعم فإن مزيد التعثر سيصيبها بأكثر مما أصاب القوى التقدمية التي تمتاز بمصداقية الخطاب، ولكنها تفتقد للطرق المؤدية للتأثير الواسع الذي وحده يكسب الأحزاب فعاليتها.

                                            

فجيعة في صفوف مَن تاجروا بقضية خاشقجي

عبدالله بن بجاد العتيبي/الشرق الأوسط/25 تشرين الثاني/18

الموقف الذي أعلن عنه الرئيس الأميركي دونالد ترمب، بشأن قضية جمال خاشقجي كان حاسماً وعقلانياً، إذ تعامل مع القضية في إطارها القانوني والجنائي الذي تقوده السعودية، ورفض أيَّ شكلٍ من أشكال التسييس الذي كانت تقوده تركيا وقطر ومعهما إعلام اليسار الليبرالي الأميركي، ونظر بعين المصالح الثاقبة بعيداً عن كل الغوغائية والمتاجرة التي سادت المشهد الإعلامي.

بقيادة النيابة السعودية أخذت القضية مسارها الطبيعي، فبعد تكليف الملك سلمان بن عبد العزيز للنيابة العامة بتولي القضية أصدرت بيانها الأول وأوضحت فيه الملابسات العامة للقضية، وكان ثمة اعترافٌ شجاعٌ جداً بالقضية بصورتها المعروفة اليوم، وتضليلٌ من بعض المشاركين فيها تم توضيحه علناً، وتم سحب الكثير من الأوراق من أيدي الخصوم، وبعد مباشرة النيابة للقضية خرجت حقائق جديدة عرضتها النيابة العامة في مؤتمرٍ صحافي مهمّ وضع النقاط على الحروف.

النيابة العامة كعادتها تطالب بأقصى العقوبات ويبقى الأمر للقضاء ليقول كلمته الأخيرة حين ينتهي بناء القضايا ضد الأفراد المشاركين وبحقوق كاملة لاختيار المحامين الذين يدافعون عنهم حتى يأخذ القضاء مجراه وتنتهي المحاكمات وتصدر الأحكام، وهي عملية تأخذ وقتاً ليس بالقصير نظراً إلى التعقيد الذي يحفّ القضية، مقارنةً بأي عملياتٍ مشابهة في العالم، ومع ذلك يحفظ للنيابة العامة السعودية سرعتها ودقتها في إظهار الحقائق كافة حين الوصول إليها.

كأي قضية مماثلة، فإن قضية خاشقجي ليست قضية جنائية فحسب بل كان فيها تلاعبٌ مقصودٌ واستغلال بشعٌ أوضحته بعض التسريبات التي اعتمدتها تركيا ضمن منهجية واضحة بغرض تأجيج القضية إعلامياً بشكلٍ متواصل يمنعها من أن تخبو أو يخفّ وهجها، وكما أشار الرئيس ترمب فبعض أبعاد هذه القضية ربما لن تتضح إلا بعد سنواتٍ ليست بالقليلة، فالتلاعب الاستخباراتي والإعلامي يحتاج إلى وقتٍ طويلٍ نسبياً حتى تتكشف خيوطه وتتضح أبعاده وينفضح المتلاعبون فيه.

منذ كلّف الملك سلمان النيابة العامة بتولي القضية ذهب نصف المتاجرة بدم خاشقجي أدراج الرياح، والنصف الباقي أخذ في التلاشي بعد الموقف الصارم من الرئيس ترمب وبعد تعامل السعودية بكل الشفافية المطلوبة في التعامل مع القضية، أما المتاجرون والمتلاعبون فالأيام دولٌ والسعودية الجديدة لديها أوراق ضخمة تستطيع بها ملاعبة الخصوم وردّ الصاع أصواعاً وقلب الموازين، ولكن ضمن توقيت السعودية وحلفائها في المنطقة والعالم.

اكتملت الفجيعة في صفوف مَن تاجروا بقضية خاشقجي بعد موقف الرئيس الأميركي، ومن قبله كانت الفجيعة تتوالى عليهم بثبات الموقف السعودي الصلب، وأن السعودية ليس لديها ما تخفيه، وبالاحترافية في إدارة الأزمة، وقد اصطدموا بقوة الموقف السعودي وثباته، وخاب ظنهم حين اعتقدوا أن السعودية دولة ضعيفة يمكن أن تهتزّ بحادثة عابرة مثل هذه القضية، هي قضية إنسانية لها حقها من التعاطف والمطالبة بتحقيق العدالة دون شكٍّ، ولكنها بالنسبة إلى الدول وحين يراد لها أن تكون سلاحاً لضرب استقرار الدولة تصبح قضية هامشية لا قيمة لها في الصراعات السياسية. في أثناء اشتداد الأزمة والهيجان الإعلامي تجاهها، وما سماه وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، الهستيريا في التعامل معها، والرسائل القوية التي تعاملت السعودية بها مع كل مَن أراد استفزازها في السياسة الخارجية قبل الأزمة وفي أثنائها وبعدها كانت مواقف الدول الرسمية بعيدة كل البعد عن الانسياق وراء الإرجاف الذي قادته تركيا وقطر ومعهما الإعلام اليساري الأميركي، ويمكن رصد ذلك من خلال مواقف السعودية الصارمة تجاه السويد وألمانيا وكندا على سبيل المثال قبل الأزمة، وفي أثناء الأزمة رفضت إسبانيا وفرنسا التعامل مع السعودية بـ«غوغائية»، كما كان تعبير الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.

ما بعد الأزمة بدأ بالفعل، فوليّ العهد السعودي الذي كان الهدف الأكبر لكل المتاجرة والتسييس لهذه القضية خرج منها أقوى بكثير، فقد رأى العالم بأسره التفاف الشعب السعودي حوله وحول مشروعه الكبير للسعودية، ورأوا رأي العين ما يمثله للشعوب العربية من نموذجٍ مبهرٍ للتنمية والتقدم والرقيّ الحضاريّ والاقتصاديّ، وأن واحداً من أحلامه فقط قادرٌ على هزيمة خصومه، فكيف بها جميعاً! حاول بعض الانتهازيين في أثناء الأزمة الصعود على موجة الغوغائية الإعلامية من رؤساء مجالس الإدارة لبعض الشركات الكبرى حول العالم، فكانت النتيجة أن أخرجتهم شركاتهم وتبرأت من مواقفهم واستمرت في توثيق علاقاتها بالسعودية والحرص الشديد على أن تكون هذه الشركات مساهمة في تحقيق رؤية ولي العهد السعودي وأحلامه والمستقبل الذي يبنيه.

في أثناء الأزمة - كذلك - كان الخصوم مشغولين بالكذب والتلفيق والتسريبات وإدارة أوسع حملة إعلامية عالمية للنيل من السعودية ومكانتها ومستقبلها، وكان ولي العهد السعودي يتحدث عن «مشروعه الشخصي» كما سماه، وعن رؤيته لمستقبل المنطقة بأسرها لا مستقبل السعودية فحسب، ويتحدث بأريحية عن أنه يرى «الشرق الأوسط أوروبا الجديدة»، وهنا يكمن فارق مهمٌ بين من يسعى للهدم والتخريب عبر التزوير والكذب ومن يشد العزم نحو التنمية والمستقبل.

كما أشار كاتب هذه السطور من قبل في هذه المساحة، وأشار غيره، فإن السعودية قد تجاوزت الأسوأ في هذه الأزمة، وتبدو اليوم وهي باتجاه جعلها جزءاً من الماضي مع الحفاظ على أخذ حق الضحية وتقديم المجرمين للعدالة عبر المؤسسات العدلية في السعودية، والعودة للتركيز على بناء النموذج الفذّ الذي يقوده ولي العهد السعودي عبر «رؤية السعودية 2030»، وعبر البرامج المتعددة والمتشعبة المساندة لها، وعبر السياسات الخارجية المحكمة في تثبيت السعودية الجديدة رقماً صعباً في كل المعادلات السياسية إقليمياً ودولياً.

ولي العهد السعودي سيرأس وفد السعودية إلى أهم قمة عالمية، قمة مجموعة العشرين «G20» في الأرجنتين، ويزور قبلها عدداً من الدول الحليفة ابتداءً بالعاصمة الإماراتية أبوظبي، الحليف الأقوى والأصلب للدولة السعودية، ما يعني فعلياً وعملياً الانتهاء من تلك الأزمة والتعامل مع أي مضاعفاتٍ حسب حجمها الطبيعي دون متاجرة أو تسييس. أخيراً، فبعد كل ما تم عرضه يمكن القول إنه قد «قُضي الأمر الذي فيه تستفتيان»، وإن على الخصوم البدء بالتفتيش عن قضايا أخرى وافتعال أزماتٍ جديدة ولكن عليهم قبل ذلك الاستعداد لمواجهة سياساتٍ أكثر حزماً، فقد تكشف الكثير من الخيوط وظهر العديد من الأعداء المستترين، وعلى الجاني تدور الدوائر.

 

الرواسم

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/25 تشرين الثاني/18

يتكرر في كتاباتنا استخدام التعابير والمصطلحات التي لكثرة ما استعمِلَت أصبحت عبئاً على اللغة نفسها. وقد سُمِي هذا النوع من الترداد «الرواسم»، ترجمة لكلمة «كليشيه» الفرنسية. ولقد وجدت في الرواسم تعبيراً عبقرياً عن المقصود، لأن معناها الأصلي، هو الأختام. والختم مكررٌ لا يتغيّر فيه شيء إلى ما شاء الله. من أكثر التعابير التي استهلِكَت في العالم العربي، وإلى حدٍ ما في الحضارات الأخرى، بيت الشعر الذي قاله روديارد كيبلينغ: «آهٍ، الشرق شرقٌ والغرب غربٌ ولن يلتقي هذا المثنى على الإطلاق». لم يحاول أحدٌ على الإطلاق أن يُكمِل قراءة تلك القصيدة، لأن الأبيات التالية تلغي تماماً معاني وأهداف البيت الأول. إذ يُكمِل كيبلينغ قائلا: «لأنه ليس هناك شرقٌ ولا غربٌ ولا حدودٌ ولا تنشئةٌ ولا عرقٌ/ تفصل بين رجلين قويين عندما يقفان في وجه بعضهما البعض/ مع أنهما آتيان من آخر أطراف الأرض».

كان كيبلينغ، إذن، يريد القول إن الشرق والغرب ملتقيان بقوة الطبيعة، شئنا أم أبينا. وإن الحضارات والطبائع والظروف مهما اختلفت لا بد من أن تنصهر، بطريقة أو بأخرى في حقلٍ أو في آخر. وعندما كتب هذا الكلام أوائل القرن الماضي من الهند حيث عاش فترة طويلة من حياته، إنما كان يريد القول إنه لا بدَّ من الانصهار عند نقطة ما، مهما تعمّقت التباينات الحضارية. غير أن العالم استخدم هذا «الكليشيه»، في الشرق وفي الغرب، لكي يدعم نظرية معاكسة تماماً. وهي مناقضة بالدرجة الأولى للغريزة البشرية التي قام تاريخها على تلاحم أو تلاقح الحضارات والأجناس ولو ظلّت صفات كلٍّ منها على ما هي. لا يتذكّر ناقلو هذه النظرية المبتورة أن عدم الالتقاء واردٌ في الغالب عند أهل الجنس الواحد أو الحضارة الواحدة. فالحروب الطاحنة كانت بين الأوروبيين والمسيحيين والعرب والأفارقة أنفسهم، وبين ما سُمِي «الجنس الأصفر»، حيث لا يزال فريقٌ كبيرٌ منه متباعداً أو متعادياً على أثر حروبٍ واحتلالاتٍ لا حصر لها في اليابان والصين وكوريا. يخطر لي أن أجمع الرواسم التي يبدو أن لا فكاك عنها. بعضها يعود إلى الجاهلية، التي عرفت أيضاً باسم «أيام العرب»، وبعضها الآخر لم يعد يعني شيئاً على الإطلاق، أو هو غير مفهومٍ لدى فريقٍ كبيرٍ من الناس، كمثل القول «ما هكذا يا سعد تورد الإبل»، مع أن الكثير حتى من أهل البادية لم يعد يعرف كيف تورد الإبل، فكيف نطلب ذلك من ابن القاهرة أو بيروت. في لقاءٍ مع طلاب الإعلام، قبل عام، تمنّيت عليهم شيئاً واحداً - بعكس المألوف - هو الامتناع عن التأثّر بالأساتذة وتجنّب مفرداتهم والهرب كلياً من جفاف الرواسم.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

رئيس البرلمان البلجيكي في بيروت بدعوة من بري: نتطلع إلى الاستقرار السياسي في لبنان وعلى اللبنانيين اتخاذ قرارات مهمة في غير مجال الأعمال

الأحد 25 تشرين الثاني 2018/وطنية - وصل إلى بيروت عند الثالثة والنصف، من بعد ظهر اليوم، رئيس مجلس النواب البلجيكي سيغريد براك، على رأس وفد، آتيا من بروكسل، في زيارة رسمية للبنان، تستمر أياما، يجري خلالها لقاءات مع كبار المسؤولين اللبنانيين، ويبدأها ظهر غد الاثنين مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، للبحث في عدد من القضايا المشتركة، أبرزها العلاقات بين مجلسي النواب في كلا البلدين، وتمديد الاتفاقية الموقعة بينهما، بالإضافة إلى العلاقات بين مجلس النواب اللبناني والبرلمان الاوروبي.

ومن المقرر أن يلتقي براك رئيس الجمهوريةالعماد ميشال عون، والرئيس المكلف تأليف الحكومة سعد الحريري، ويجول في مخيم للنازحين السوريين في البقاع. وكان في استقبال براك في مطار رفيق الحريري الدولي، رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب النائب ياسين جابر، الأمين العام للشؤون الخارجية في المجلس بلال شرارة، سفير بلجيكا هوبير كورومان وأركان السفارة.

براك

وتحدث براك عن زيارته لبنان، فقال: "نحن نعول كثيرا على هذه الزيارة، التي تأتي في وقت مناسب وحساس جدا، حيث أن هناك العديد من القرارات المهمة جدا، التي على لبنان واللبنانيين أن يتخذوها". أضاف: "وحيث أن لبنان يشكل جسر تواصل وعبور، ما بين الاتحاد الأوروبي، ومن ضمنه بلجيكا مع العالم العربي، فإننا نتطلع إلى الاستقرار السياسي في لبنان، وأنا متأكد من أن النموذج اللبناني، سوف ينجح في إيجاد مخرج وحل للازمة السياسية القائمة". وتابع: "نظرا إلى الأوضاع المتشنجة في المنطقة، هناك الكثير من الأمور، التي يمكن أن نتعاون فيها، وليس فقط في مجال الأعمال". وردا على سؤال عن العلاقات البرلمانية اللبنانية- البلجيكية، وصف براك هذه العلاقات ب"المتينة جدا"، وقال: "كنا قد بدأنا العمل معا، منذ أكثر من 14 عاما، حيث قام سلفي بتوقيع اتفاقية تعاون بين بلدينا، وأنا اليوم هنا، أتطلع إلى تمديد هذه الاتفاقية، وتوسعة نطاقها للسنوات الثلاثة المقبلة".

جابر

من جهته، رحب جابر ببراك، وقال: "إنطلاقا من تفعيل دور الدبلوماسية البرلمانية، وجه رئيس مجلس النواب نبيه بري دعوة، إلى نظيره البلجيكي سيغريد براك، لزيارة لبنان مع وفد نيابي مرافق، ونحن نرحب به أولا، كون بلجيكا دولة صديقة للبنان، وفيها جالية لبنانية كبيرة، وهي أيضا عاصمة الاتحاد الأوروبي". أضاف: "وكما تعلمون، هناك شراكة قائمة ما بين لبنان والاتحاد الأوروبي، الذي يقف دائما إلى جانب لبنان، فمن الضروري أن نخلق دائما هذه العلاقات الديناميكية، بين المجلس النيابي اللبناني، وكل هذه المجالس النيابية في الدول الصديقة".

 

الحريري اعرب عن امله في تشكيل الحكومة: في نهاية المطاف سنصل الى حل

الأحد 25 تشرين الثاني 2018 /وطنية - اعرب رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري عن امله في "ان يتم التوصل الى حل لازمة تشكيل الحكومة"، وقال: "في نهاية المطاف انا متأكد اننا سنصل الى حل، ويجب ان نصل الى حل، وعلى الجميع ان يعي ان الدستور اللبناني هو الذي يجمعنا". كلام الرئيس الحريري جاء خلال تسلمه ظهر اليوم رسالة الاستقلال التي جاء بها غطاسون من نادي تشايسدايفرز من قعر البحر وكانت هذا العام تحت عنوان "وطن بلا ادمان برا وبحرا وجوا"، في خلال احتفال أقيم في بيت الوسط للمناسبة، شاركت فيه جمعيات واندية ومنظمات عدة ابرزها، جمعية الارشاد القانوني والاجتماعي، منظمة البراعم، المجلس الثقافي الإنمائي لمدينة بيروت، جمعية الكشاف العربي، الوحدة الكشفية لدار الايتام الإسلامية، امبيرياللايونز كلوب، جمعية قرارات ومبادرات، جمعية أصدقاء وزيرة صيدا، مؤسسة شريك، الاتحاد النسائي التقدمي، معهد الشوف التقني وجمعية سيدات الخريبة والجديدة-بقعاتا. استهل الحفل بالنشيد الوطني، ثم القت السيدة ميرفت نحاس كلمة باسم المشاركين، اكدت فيها "ان الحرب التي مرت على لبنان علمتنا ان لا نهدي استقلالنا لاحد وان علينا جميعا ان نحمي هذا الاستقلال بكل الوسائل المتاحة"، وقالت: "تحت جناحك يا دولة الرئيس، معك وبجانبك سنحمي الاستقلال من أحلام غررت بالبعض منهم، فاسقطتهم خطواتهم الناقصة، فلن نسمح لاحد ان يتحاصص البشر. معا سنحمي لبنان من التفرقة والسرقة والمخدرات وليقتنع الجميع بان لبنان ثابت بتاريخه واستقلاله ودستوره".

كلمة الرئيس الحريري

بعد ذلك، خاطب الرئيس الحريري الحضور، قائلا: "ان قلب المرء يكبر عندما يرى هذا العدد من الشباب والشابات يتفاعلون مع هذه القضية التي تمس البلد وتمس كذلك العديد من العائلات فيه. انتم اليوم تناضلون وتعملون الى جانب ادارتكم والجمعيات لكي نحارب هذه الآفة. لا شك ان كلامك اليوم عن لبنان والاستقلال يذكرنا بقول الوالد الرئيس الشهيد رفيق الحريري بان الوطن ليس فندقا يقصده المواطن لعدة أيام ومن ثم يغادره، الوطن هو وطن. فكلنا للبنان ولبنان لنا جميعا، لذلك علينا حمايته أحيانا من بعض مواطنيه، ومن الفساد والهدر والمخدرات وكل الموبقات التي تحصل فيه.

هناك طلعات ونزلات وتحديات، ولكننا نبقى جميعا لبنانيين، وكما تعلمون انتم اليوم من اجل مكافحة المخدرات وغيره من آفات، علينا جميعا ان نكافح من اجل بلدنا".أضاف: "اود ان أشكركم جميعا من كل قلبي على العمل الذي تقومون به، اما بالنسبة لمسألة التعطيل فلن اتحدث عنها كثيرا، علنا نتمكن مع الأيام ان نجد حلا لها من بين الغيوم الموجودة فوق لبنان، وانا متأكد اننا في نهاية المطاف سنصل الى حل، ويجب ان نصل الى حل، وعلى الجميع ان يعي ان الدستور اللبناني هو الذي يجمعنا. هناك مسائل قليلة نختلف حولها في البلد، لذا علينا التركيز على ما يجمعنا، وكل عملي خلال المرحلة السابقة انصب على الامور التي تجمعنا. اشكركم على هذه المبادرة وعلى كل ما تقومون به من اجل لبنان واللبنانيين".

وفي نهاية الحفل، سلمت مديرة البرنامج الوطني للوقاية من الادمان السيدة اميرة نصرالدين درعا تذكارية للرئيس الحريري عربون وفاء وتقدير، كما وقع الرئيس الحريري على علم لبناني يحمل شعار رسالة الاستقلال.

 

الخارجية ترفض نتائج تحقيقات العدو بجريمة اغراق سفينة لبنانية في طرابلس وتدعو مجلس الامن الى اصدار القرارات المناسبة

الأحد 25 تشرين الثاني 2018 /وطنية - صدر عن وزارة الخارجية والمغتربين البيان الآتي: "بعد اعتراف العدو الاسرائيلي بالجريمة التي قامت بها قواته سنة 1982 قبالة السواحل الشمالية للبنان، حيث أغرقت سفينة تقل على متنها لاجئين، ما أدى الى مقتل 25 شخصا مدنيا. تستذكر الوزارة هذه الحادثة بكثير من الأسى والحزن، وتاريخ العدو معروف بقتل المدنيين والاعتداء على المنشآت الخدماتية. ترفض الخارجية نتائج تحقيقات العدو باعتباره جريمة الحرب هذه خطأ في التقدير، وان يكن فهي تدعو جميع الدول لا سيما الدول الأعضاء في مجلس الأمن إلى ادانة إسرائيل وإصدار القرارات المناسبة في حقها لكي لا تبقى جرائمها عصية عن المحاسبة. وسيبقى لبنان، ووزارة الخارجية والمغتربين كأداته الدبلوماسية، السد الحصين للوقوف في وجه أي إعتداء إسرائيلي على لبنان وشعبه".

 

قاووق: الازمة الحكومية تتفاقم بسبب تنكر الرئيس المكلف لحق النواب السنة المستقلين بالتمثيل الوزاري

الأحد 25 تشرين الثاني 2018 /وطنية - رأى عضو المجلس المركزي في "حزب الله" الشيخ نبيل قاووق "أن الأزمة الحكومية في لبنان تتفاقم وتتعقد، بسبب تنكر الرئيس المكلف لنتائج الانتخابات النيابية، ولحق النواب السنة المستقلين بالتمثيل الوزاري، لا سيما وأنهم يمثلون شريحة وازنة من اللبنانيين". كلام قاووق جاء خلال الاحتفال التكريمي الذي أقامه الحزب للعلامة السيد عبد اللطيف الأمين في الذكرى السنوية لاستشهاده، في حسينية بلدة الصوانة الجنوبية، في حضور عدد من العلماء، الفعاليات، الشخصيات، وحشد من الأهالي.

وشدد على "أن صناديق الاقتراع هي من تعطي الحق لهؤلاء النواب بالتمثيل الوزراي وليس موقف حزب الله الذي هو موقف وطني وأخلاقي داعم لحق هؤلاء النواب، لا سيما وأن البعض قبل بنتائج الانتخابات في كل الطوائف، ولكن عندما وصل الأمر إلى المستقلين السنة، أصروا على رفض تمثيلهم والاعتراف بوجودهم، ولكن هذا الإصرار أعطى نتائج عكسية، حيث عزز من قوة تمثيلهم وتأثيرهم في المعادلة السياسية، وبات لا يمكن لأحد أن يتجاوزهم، ولذلك كلما استمر الرئيس المكلف بالتنكر لنتائج الانتخابات ولحق هؤلاء بالتوزير، فهذا يعني أن الأزمة مستمرة"، مؤكدا "أننا حريصون على الحل، ولكن الحل والعقدة بدايتهما ونهايتهما عند الرئيس المكلف". ورأى "أن تطبيع النظام السعودي مع إسرائيل يوجه طعنة للأمة في قلبها، ويمثل كارثة تاريخية لفلسطين ولبنان والمنطقة والعالم الإسلامي في أسره، لأن هذا النظام يدعي تمثيله لبلاد الحرمين الشريفين، فهناك ملامح تحالف سعودي إسرائيلي في المنطقة، وهذا يعني أن السعودية تريد أن تدخل المنطقة في العصر الإسرائيلي". وشدد قاووق على "أننا أمام تحدي إستراتيجي خطير، لأن التطبيع والتقارب السعودي مع إسرائيل، يشكل خطرا حقيقيا على لبنان وسيادته واستقلاله وموقفه ومستقبله".

 

سامي الجميل: رئيس الجمهورية والرئيس المكلف لديهما فرصة تاريخية ليكونا بشارة الخوري ورياض الصلح 2018

السبت 24 تشرين الثاني 2018 /وطنية - وجه رئيس حزب "الكتائب اللبنانية" النائب سامي الجميل، نداء عبر قناة "أم تي في"، لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، ليكونا بشارة الخوري ورياض الصلح 2018، وأن يرفضا هذه الطريقة في الأداء، ويعلنا أنهما سيكونان رجلي الجمهورية الثالثة". وقال الجميل بمناسبة الذكرى 82 لتأسيس حزب "الكتائب": "إن مصير لبنان والكتائب يسيران معا، من الاستقلال إلى استشهاد بيار وتأسيس الحزب في التاريخ عينه، وهذا دليل على ارتباطنا العضوي بالبلد".

ولفت إلى أن "كل الاستحقاقات الدستورية تتأجل 10 أشهر وسنة وسنتين. من هنا دعوتي لرئيسي الجمهورية والحكومة لوضع "نقطة ع السطر" لكل المراحل الماضية، والعمل من أجل بناء لبنان الجديد"، مبديا اعتقاده بأن "الكل اقتنع أن لبنان لا يحكم بهذه الطريقة والشعب يدفع الثمن من معيشته واستقلاله وسيادته واستقراره". وقال: "لقد حان الوقت لوقف هذه الطريقة في إدارة الحياة السياسية، وأن نجلس معا، لبناء لبنان الجديد، وهذه رسالتنا، فكما كانت الكتائب في العام 1943، ثورة على الوصاية الفرنسية، والوصايتين الفلسطينية والسورية، الكتائب اليوم هي ثورة على الواقع الذي نعيشه، وعلى عملية التأجيل الدائمة لبناء الدولة في لبنان، فهدفنا بناء دولة يفتخر الشعب اللبناني، بأنه يحيا في ظلها". وعن موقف رئيس الجمهورية، الذي أشار إلى أن "مسألة الحكومة كبرت"، قال: "نحن نعرف أن الجنرال عون ثائر على الواقع، وبالنسبة إلي سواء الجنرال عون أم الرئيس الحريري، وهو شاب وفي موقع مسؤولية كبير جدا، لديهما فرصة تاريخية، ليكونا بشارة الخوري ورياض الصلح 2018، شرط ان يرفضا هذه الطريقة في الأداء، التي رأينا إلى أين أوصلت البلد، ويعلنا أنهما سيكونان رجلي الجمهورية الثالثة".

ورأى أن "الجمهورية التي نعيش في ظلها، هي جمهورية تفتقد السيادة، وهي جمهورية فاسدة، وغير قابلة لإنتاج السلطة بطريقة طبيعية ودستورية، وقد أفقدت الناس إيمانها وثقتها وأملها بالبلد وهجرت الشباب"، معتبرا أن "هذه الحياة السياسية، يجب أن تتغير، والتغيير المطلوب يجب أن يكون تغييرا بنيويا، فالأزمة التي نعيشها وإن تخطيناها، سنعود ونقع فيها في السنوات اللاحقة". وردا على سؤال عن إقناع "حزب الله" بالمضي قدما بحل العقدة، أجاب: "على حزب الله أن يعرف، فنحن حزب أكبر منه سنا، ولدينا تجربة، فقد مررنا بالتجربة التي يمر بها، وفائض القوة، التي يعيشها مررنا بها في الماضي، ونصيحتنا للحزب، لا أحد يمكنه أن يسيطر على البلد". وقال: "يستطيع حزب الله أن يركع الطبقة السياسية، إنما لا يمكنه أن يركع الشعب اللبناني، والشعب لن يركع"، مضيفا: "يمكن أن يمر حزب الله في فترة يكون فيها الآمر الناهي، ولكن هذا لن يدوم، من هنا ندعو حزب الله في هذا الظرف بالذات، أن يأخذ القرار الجريء، ويمد يده لباقي اللبنانيين، ببناء دولة سيدة حرة مستقلة ومستقرة، ويضع نفسه تحت سقف الدستور والقانون".

وختم "إذا بقي حزب الله يعتبر أنه أكبر وأهم من سائر اللبنانيين، ويحق له ما لا يحق لغيره، فهذا سيدفع بالناس إلى الانتفاضة على الواقع".

 

ريفي في مؤتمر ناشطون: لا مكان للترف وواجبنا أن نكون صفا واحدا ونحن سنكون في المقدمة

الأحد 25 تشرين الثاني 2018 /وطنية - أكد الوزير السابق أشرف ريفي، "دعم الرئيس سعد الحريري بشكل كامل في مواجهة مشروع "حزب الله" وشروطه"، معتبرا أنه "وفي مرحلة إستهداف رفيق الحريري شهيدا بعد إستهدافه زعيما على مستوى الوطن، لا مكان للترف بل الواجب الوطني يدعو الجميع الى أن يكونوا صفا واحدا، ونحن سنكون في المقدمة". ودعا القوى السيادية "أن تضع اليد باليد لإنقاذ لبنان ومواجهة إنقلاب "حزب الله" الذي يسعى لتكريس وصاية إيران وإعادة النظام السوري الى لبنان بشكل مباشر أو عبر أتباعه". كلام ريفي جاء خلال مشاركته في المؤتمر الثالث لجمعية "ناشطون" الذي عقد في فندق "كواليتي إن" - طرابلس، حيث شدد أمام شابات وشباب الجمعية "أننا تعاملنا مع الأحداث التي عصفت بلبنان برؤية واضحة لما حصل وسيحصل، وقد كانت لنا مواقف ثابتة من كل ما حصل قبل الفراغ الرئاسي وخلاله وبعده، وحذرنا مما سيأتي ليس على قاعدة التمريك السياسي أو المزايدة، بل وفقا لرؤية بعيدة المدى، فقد كنا منذ البداية في مواجهة انقلاب كبير على لبنان وسيادته ودستوره ومؤسساته". ولفت إلى أننا "إستشرفنا معالم الانقلاب الذي بدأ عسكريا في السابع من أيار 2008، وتمدد في المؤسسات ليقضم ما تبقى من الدولة اللبنانية، وأخذنا قرارا بمواجهته مهما كانت الصعوبات"، مضيفا "لم يكن الفراغ الرئاسي سوى حلقة من حلقات الإنقلاب، وبعد إنتخاب رئيس الجمهورية بقوة الإنقلاب والتعطيل، فرض "حزب الله" قانون إنتخاب، لكي يؤمن أكثرية نيابية تكرس انقلابه وسيطرته على المؤسسات، وهو يكمل اليوم ما بدأه بالأمس". ورأى ريفي أن "ما يقوم به حزب الله حاليا هو تكريس لهذا الإنقلاب وهو يريد تشكيل حكومة بشروطه، يريد من الجميع الإستسلام لمشروعه، يريد ان نتحول رعايا لولاية الفقيه، يريد فرض الغلبة علينا، لكن نقول له سنقاومك حتى النهاية، وما دام فينا عرق ينبض لن تتمكن من تكريس وصاية إيران على لبنان"، مضيفا "بالفراغ الرئاسي حقق الحزب جزءا من الإنقلاب، وبقانون الإنتخاب أتوا بأغلبية قاسم سليماني، واليوم يسعون للسيطرة بشكل كامل على الحكومة، وغدا من يدري سيعدلون الدستور ويفرضون المثالثة، ويطيحون بالطائف. هذا مشروع متكامل، يناقض جوهر لبنان وصيغته وعيشه المشترك وعروبته"، مشددا على أنه "مشروع إنقلابي بامتياز". وتوجه ريفي الى الحضور قائلا: "نحن في مواجهة مشروع السيطرة على لبنان، ونعيش أزمة سياسية مصيرية، لقد تعاملنا مع كل الاستحقاقات ومنها الإنتخابات النيابية، على هذا الاساس، لقد نبهنا الى خطورة الإنقلاب وها هو يستكمل الإنقضاض علينا جميعا وعلى ما تبقى من المؤسسات". وأردف: "لم يكن هدفنا السلطة بل انقاذ البلد، ولا نعتبر أننا دفعنا الثمن، فنحن ربحنا أنفسنا، وما زلنا واقفين صامدين بإيماننا بالله سبحانه وتعالى وبقوتكم وإصراركم على إنقاذ لبنان من خطر تغيير هويته، واليوم نقول: لا يمكن مواجهة الانقلاب إلا بالصمود والإرادة وتوحيد الصفوف، وتضميد الجراح، وعدم التلهي بمرحلة سابقة سيحكم عليها التاريخ بما لها وما عليها". وقال: "أنا أشرف ريفي الذي نذرت حياتي لقضية وطني أدعو اليوم بشجاعة المؤمن بقضيته وقضية أهله الى توحيد الصفوف وختم جروح الماضي"، مؤكدا أنه "في زمن الإستهداف الذي يطال لبنان بمؤسساته ودستوره وهويته العربية، نقف في المواجهة وندعو جميع السياديين الى إستعادة التضامن تحقيقا للتوازن الذي أطاح به مشروع الدويلة".

ورأى ريفي أن "تداعيات مشروع حزب الله خطيرة جدا على لبنان، هذا المشروع كان وما زال أحد الاسباب الرئيسية لتحويل البلد الى دولة فاشلة. لقد عمَّ الفساد في الدولة برعاية الدويلة وتحت انظارها، ففي وقت ينفذ "حزب الله" مشروعه للهيمنة على البلد، تعتاش بعض الطبقة السياسية من فتات الفساد على ضفاف هذا المشروع وبحمايته، حتى كاد اللبنانيون يكفرون بوطنهم". وتابع: "الدين العام الى إزدياد والبطالة ترتفع والإقتصاد ينهار والليرة في خطر، والادارة في أسوأ ايامها، والشباب يهاجر، والأمل يتقهقر"، متسائلا "هل كتب على لبنان أن يكون دولة مستحيلة، محكومة بسلاح الوصاية ومصابة بكل أمراض الفساد والفوضى والنهب المنظم؟" وأردف "الفساد لا يقل خطرا على الدولة من خطر سلاح الدويلة، في السابق دعونا لإطلاق تيار السيادة واليوم ندعو لإطلاق تيار النزاهة، الفاسدون لا يبنون دولة الشرفاء والمترفعون عن الفساد هم وحدهم من يبنون الأوطان"، مضيفا "هذا ليس قدرا مفروضا على الوطن، فبقدر ما تستقيلون من الحياة العامة بقدر ما يملأ المنافقون والفاسدون والجبناء وأشباه الرجال هذا الفراغ". وتطرق ريفي الى القضية الفلسطينية فقال: "على مستوى المنطقة نعيش التداعيات المدمرة لنكبة فلسطين، التي هي البوصلة ولن يكون سلام وأمن واستقرار في المنطقة من دون قيام دولة فلسطين وعودة اللاجئين". وأكد أننا "أيدنا المبادرة العربية للسلام، وأي حل آخر لا مكان له، وما يحكى عن صفقة العصر مرفوض رفضا قاطعا، فالشعب الفلسطيني له الحق بإنشاء دولته الكاملة الناجزة وفقا للقرارات الدولية، وكل ما يحكى خارج هذا الحد الادنى من الحلول سيكون خارج العصر". وقال: "من على منبر "ناشطون" منبر الشباب والأمل نقولها واضحة إن من يقترب من فلسطين نقترب منه ومن يبتعد عن فلسطين نبتعد عنه، فلسطين هي البداية وهي النهاية". وتوجه ب"التحية لفلسطين وتحية لغزة وتحية لبيت لحم ورام الله وحيفا، والتحية الكبرى للقدس الحبيبة عاصمة فلسطين الأبدية، تحية لكل حجرة من حجارة تلك الأراضي المقدسة".  وفي الختام شكر ريفي جمعية "ناشطون" وخاطب الشابات والشباب قائلا: "الوطن لكم ولأمثالكم فلا تستقيلوا من واجباتكم، ونحن معكم دائما فلا تراجع بل إصرار على اكمال الطريق نحو الوطن الذي به تحلمون فأنتم تعيدون الأمل لنا أن القصة لم تنته بعد وأن طريق النضال لم تقفل".

 

إدكار طرابلسي: رئيس الجمهورية تنازل في تشكيل الحكومة ومبادرة باسيل ما زالت مستمرة

الأحد 25 تشرين الثاني 2018/وطنية - لفت عضو تكتل "لبنان القوي" النائب ادكار طرابلسي، في بيان، الى أن "رئيس الجمهورية العماد ميشال عون تنازل حتى الساعة في تشكيل الحكومة إذ إنه أعطى من حصته للقوات اللبنانية كذلك عمل على حل العقدة الدرزية، وبالنسبة للعقدة السنية فالنواب السنة الستة لم يقبلوا الحضور الى استشارات ككتلة واحدة". واشار الى "ان الرئيس عون يتطلع بشكل أساسي الى مستقبل لبنان الاقتصادي"، معتبرا أنه "لو أن الكتلة الشيعية وفي عدادها نواب سنة أكدوا اننا نريد في حصتنا نائبا سنيا لكان رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري غير حساباته". وقال طرابلسي: "إن مبادرة وزير الخارجية جبران باسيل لحل العقدة السنية لم تنسف والاتصالات ما زالت مستمرة في بعض الاحيان وليس في العلن"، مشددا على "أن رئيس الجمهورية حقق الاستقرار الامني وتحرير الجرود وتعيينات أمنية وقنصلية ودبلوماسية وعسكرية وغيرها من الامور"، ولافتا الى "أن اقرار سلسلة الرتب والرواتب كان خطأ كبيرا لناحية تقدير الارقام وقد وجدت الزبائنية عبر توظيف عدد من الاشخاص في الوزارات من دون قرار بالتعاقد".