المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 25 شرين الثاني/2018

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/newselias18/arabic.november25.18.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة
عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

انَّهُ لأَسْهَلُ أَنْ يَدْخُلَ جَمَلٌ في خِرْمِ الإِبْرَة، مِنْ أَنْ يَدْخُلَ غَنِيٌّ مَلَكُوتَ الله

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/سرطانات لبنان الثلاثة: احتلال إيراني، جحود أصحاب شركات الأحزاب ومخطط تسطيح عقول شبابنا

الياس بجاني/الشهيد بشير الجميل هو شوكة في قلب وعيون وغيرة وغباء كل لبناني فقط بالهوية وليس بالإنتماء والولاء والإيمان والقناعة بوطن القداسة

الياس بجاني/99% من قياداتنا المارونية و100% من أصحاب شركات أحزابنا البالية هي مخصية وطنياً ومنتهية الصلاحية سيادياً وتمتهن الإستسلام والتجارة

الياس بجاني/تعليق بالصوت والنص/ لبنان دولة محتلة وفاقدة لاستقلالها بالكامل

الياس بجاني/رابط مقالتي "الإستقلالية" المنشورة اليوم في جريدة السياسة

الياس بجاني/لبنان دولة محتلة وفاقدة لاستقلالها بالكامل

 

عناوين الأخبار اللبنانية

كتائب الاشرفية ترد على حسن عليق: الشهيد هو الذي مات من أجل وطنه وشعبه وأرضه والمرتزق هو من مات من أجل النظام السوري أم ولاية الفقيه

نتنياهو يؤكد استمرار استهداف إيران في سوريا ولبنان

حزب الله يضغط لإضعاف الحريري ونزع الثلث المعطّل من العونيين

تحذير دولي من اعطاء مكاسب اضافية لحزب الله

«الشرعية»: الحوثيون لا يكشفون عن أسماء الجرحى بسبب وجود لبنانيين وإيرانيين بينهم

غريفيث زار الحديدة لساعات والأمم المتحدة مستعدة للمساعدة في إدارة مينائها

غوتيريش: لبنان ملزم بتقارير عن منع نقل الأسلحة

قاتل نقيب الصحافة اللبنانية يظهر في جرد "النبي شيت"

“حزب الله” يُهدِّد بـ”خيارات” غير الحريري إذا لم يوزّر سُنَّة “8 آذار”

عون: أزمة تأليف الحكومة كبرت ونحتاج فيها "حكم سليمان الحكيم"

واكيم: باسيل فتح المعركة الرئاسية باكراً جداً ولا يحق له تدمير البلد

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

نتعبهم نوّترهم شعب الفوضى.. كل يوم عنده black Friday/كلوفيس الشويفاتي/النشرة

٨ آذار للحريري: التأليف وإلا الإعتذار والبديل جاهز!

الفاتيكان "يحذّر".. إلى اين أنتم ذاهبون بلبنان؟

تركيا ترفض استقبال باخرتين تجاريتين من لبنان.. والسبب..

بالصور: "دروز" بيروت يتظاهرون بعد إدعاء جنبلاط عليهم

الرئيس امين الجميل: نعيش اليوم تسوية الإستسلام

هكذا سينتزع "حزب الله" الثلث المعطّل...

رسالة مُباشرة إلى "الوطني الحر"... فكيف سيأتي الرد؟

8 آذار" تتّجه نحو التصعيد في الأيام المقبلة..

رعد: حسّنوا نياتكم تتشكّل الحكومة

سامي الجميّل: فرصة تاريخية أمام عون والحريري.. وهذه نصيحتي لـ"حزب الله"

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

واشنطن ترفض مقايضة وجود إيران بتخفيف العقوبات

أوساط روسية ترى «تراجعاً» في اللهجة الأميركية حيال التسوية السورية

إيران لا تريد «إضاعة الوقت» في مفاوضات نووية جديدة مع ترمب

أنقرة: لا فائدة لنقاط المراقبة الأميركية في شمال سوريا

«داعش» يتبنى التفجيرين الانتحاريين في باكستان وأفغانستان الهجومان أوقعا عشرات القتلى

الأحواز تنتفض ضد الملالي… والمحتجون يهتفون: “هيهات منا الذلة”وايران تتهاوى وسط ارتفاع التضخم

فرنسا في مَهبِّ “السترات الصفراء”… الفصل الثاني: استقالة ماكرون

شرطة باريس فرّقت بالغاز عشرات آلاف المحتجين ومتطرفو اليمين واليسار يُحرِّضون على "تعبئة هائلة"

إغلاق “برج إيفل”

رئيس الأركان البريطاني: روسيا أخطر من «داعش»

24 قتيلاً من «سوريا الديمقراطية» بهجوم لـ«داعش» في دير الزور

الخارجية الألمانية ترفض ترحيل حتى المجرمين من اللاجئين السوريين وتقريرها السنوي يستخلص أن لا مناطق آمنة لاستقبالهم

 

المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

الاستقلال... غير المستقل/سليم نصار/الحياة

الاستقلال بالقوّة/خيرالله خيرالله/العرب

الفاتيكان يحذر لبنان.. الأسد سيبقى ولا عودة للنازحين/يوسف حسين/جنوبية

حزب الله يحضّر «طبخة البديل».. والحريري يطفئ النار تحتها/أحمد شنطف/جنوبية

عن الغزل الإعلامي بين «القوات» و«الحزب»/مرلين وهبة/جريدة الجمهورية

سيناريو جديد: إن لم يَعُد النازحون إلى سوريا فإلى أين/جورج شاهين/جريدة الجمهورية

الحكومة إلى ... الربيع/نبيل هيثم/جريدة الجمهورية

«القوّات» لمُعاودة المطالبة بتفعيل الحكومة/أسعد بشارة/جريدة الجمهورية

لبنان المسلوب إزاء المخاطر المتزايدة/د. خطار أبودياب/العرب

استقلال بطعم الكآبة/راجح الخوري/الشرق الأوسط

الشعب يريد... إسقاط الطوائف/أحمد الغز/اللواء

الأوضاع المالية لامست الخط الأحمر/الهام فريحة/الأنوار

الفاتيكان: المجتمع الدولي لا يريد عودة النازحين السوريين/نقولا ناصيف/الأخبار

التودد "القواتي" إزاء "حزب الله": سوء تعبير أم رسالة انفتاح/حسين عاصي/النشرة

فرنجية لـ«الأخبار»: المصالحة مع القوات ليست تحالفاً سياسياً/فراس الشوفي/الأخبار

إسرائيل تطمئن جمهورها: الحرب مع حزب الله ليست قريبة/يحيى دبوق/الأخبار

في إيران والنكران/علي نون/المستقبل

الحريري لن يتجرّع ”كأس السمّ” مرتين… ”لا سلام للقتلة”/حمد نمر/النهار

ما بعد جولة محمد بن سلمان/سلمان الدوسري/الشرق الأوسط

السقوط عن أعلى السلم/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

الأزمة اليمنية وحشر الأنف الإيراني فيها/محمد الرميحي/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

رئيس الجمهورية التقى وفودا رياضية وتلقى برقيات تهنئة بالاستقلال: الأزمة الحكومية كبرت ويحضرني حكم سليمان الحكيم عن أم الصبي

الراعي أنهى زيارته الى دولة الفاتيكان بلقاء مع أمين سرها بارولين: للبنان موقع خاص في قلب قداسة البابا

كتلة المستقبل اختتمت خلوتها البقاعية بحفل استقبال بمناسبة الاستقلال: هدفنا التواصل مع الناس وحددنا قضايا المنطقة الإنمائية وسنتابعها مع الحريري

البابا فرنسيس عين المونسنيور كريستوف القسيس سفيرا بابويا في باكستان

الراعي من الفاتيكان: دماء شهدائنا تستصرخنا كي لا يجرؤ احد على التلاعب بهذا الوطن وكي نحافظ على تنوعه بعيدا من اي تفرد او استقصاء

باسيل: الحكومة ستبصر النور

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية

إِنَّهُ لأَسْهَلُ أَنْ يَدْخُلَ جَمَلٌ في خِرْمِ الإِبْرَة، مِنْ أَنْ يَدْخُلَ غَنِيٌّ مَلَكُوتَ الله

إنجيل القدّيس مرقس10/من17حتى27/"أَسْرَعَ إِلَى يَسُوعَ رَجُلٌ وجَثَا أَمَامَهُ وسَأَلَهُ: «أَيُّها المُعَلِّمُ الصَّالِح، مَاذَا أَعْمَلُ لأَرِثَ الحَيَاةَ الأَبَدِيَّة؟». فقَالَ لَهُ يَسُوع: «لِمَاذَا تَدْعُونِي صَالِحًا؟ لا أَحَدَ صَالِحٌ إِلاَّ وَاحِد، هُوَ ٱلله! أَنْتَ تَعْرِفُ الوَصَايَا: لا تَقْتُلْ، لا تَزْنِ، لا تَسْرِقْ، لا تَشْهَدْ بِٱلزُّور، لا تَظْلِمْ، أَكْرِمْ أَبَاكَ وَأُمَّكَ». فقَالَ لَهُ الرَّجُل: «يَا مُعَلِّم، هذِهِ كُلُّها حَفِظْتُها مُنْذُ صِبَاي».وحَدَّقَ إِلَيْهِ يَسُوعُ فَأَحبَّهُ، وقَالَ لَهُ: «وَاحِدَةٌ تَنْقُصُكَ: إِذْهَبْ، وَبِعْ كُلَّ مَا لَكَ، وأَعْطِ الفُقَرَاء، فَيَكُونَ لَكَ كَنْزٌ في السَّمَاء، وتَعَالَ ٱتْبَعْنِي!». فَٱغْتَمَّ الرَّجُلُ لِهذَا الكَلام، ومَضَى حَزِينًا، لأَنَّهُ كانَ صَاحِبَ مُقْتَنَياتٍ كَثِيرة. فأَجالَ يَسُوعُ نَظَرَهُ في مَنْ حَوْلَهُ وقَالَ لِتَلامِيذِهِ: «مَا أَصْعَبَ عَلَى الأَثْرِيَاءِ أَنْ يَدْخُلُوا مَلَكُوتَ الله!». ودَهِشَ التَّلامِيذُ مِنْ كَلامِهِ، فَأَجَابَ يَسُوعُ ثَانِيَةً وقَالَ لَهُم: «يَا بَنِيَّ، مَا أَصْعَبَ الدُّخُولَ إِلى مَلَكُوتِ الله! إِنَّهُ لأَسْهَلُ أَنْ يَدْخُلَ جَمَلٌ في خِرْمِ الإِبْرَة، مِنْ أَنْ يَدْخُلَ غَنِيٌّ مَلَكُوتَ الله». فَبُهِتُوا جِدًّا وقَالُوا بَعْضُهُم لِبَعْض: «فَمَنْ يَقْدِرُ أَنْ يَخْلُص؟». فحَدَّقَ إِلَيْهِم يَسُوعُ وقَال: «هذَا غَيْرُ مُمْكِنٍ عِنْدَ النَّاس، لا عِنْدَ الله، فَعِنْدَ اللهِ كُلُّ شَيءٍ مُمْكِن».

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

سرطانات لبنان الثلاثة: احتلال إيراني، جحود أصحاب شركات الأحزاب ومخطط تسطيح عقول شبابنا

الياس بجاني/25 تشرين الثاني/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/69178/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%b3%d8%b1%d8%b7%d8%a7%d9%86%d8%a7%d8%aa-%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%ab%d9%84%d8%a7%d8%ab%d8%a9-%d8%a7%d8%ad%d8%aa/

مع احترامنا لكل إنسان كائن من كان نحن نرى أن المشكلة الأساس في لبنان حالياً تكمن في العاهات الثلاثة التالية:

أولاً: إبليسية وإرهاب الاحتلال الإيراني الذي نجح في شق صفوف كل الشرائح المذهبية والمجتمعية وزرع بينها طرواديين وإسخريوتيين ومنافقين وجماعات ثقافتها ترابية داكشت الكراسي بالسيادة والاستقلال، وقفزت فوق دماء الشهداء، وتسوّق بفجور لهرطقات وخزعبلات تضليلية واستسلامية من مثل الواقعية والعجز والأحجام وإلخ.. كما أنها راحت مؤخراً تساوم حتى على دماء الشهداء وتتبنى شهادة من هم قتلة ومجرمين ومافياويين.

وثانياً: الزحف المشين لغالبية السياسيين وأصحاب شركات الأحزاب لإرضاء واسترضاء والتملق المذل للمحتل الإيراني المتمثل بحزب الله من خلال متاجرتهم بشعارات مقاومة شريفة لبنانية 100% وتشويهها، واللعب على نوستالجيا (حنين للماضي) مشرّفة بطلها “البشير” وكوكبة كبيرة جداً من الشهداء الأبرار الذين هم براء من كل من يدعي حمل مشعلهم والسير على طرقهم.. وهنا نخص بشكل مركز الأحزاب المسيحية التي باعت كل شيء وتتاجر بكل شيء وتتنازل عن كل شيء..

وثالثاً: وهنا المشكلة الأهم والأخطر وهي جر شبابنا من خلال كفر وجحود ونرسيسية أصحاب شركات أحزاب بالية وقبلية ودكتاتورية ووسائل إعلام وإعلاميين مأجورين وطرواديين..جر شبابنا إلى مواجهات عبثية مع بعضهم البعض لتسميم عقولهم وتسطيح تفكيرهم وقتل كل ما بدواخلهم من حرية رأي وبصر وبصيرة، وإلهائهم بترهات وسخافات كلها تتمحور حول أطماع وأجندات أصحاب شركات الأحزاب المافياويين..

غالبية هؤلاء الشباب التابعين للأحزاب قد فقدوا البوصلة الوطنية والإيمانية وباتوا من عبدة الأصنام الذين هم أصحاب شركات الأحزاب.

هؤلاء الشباب مغرر بهم وغارقين في اللاوعي الغنمي وفي نوستالجيا الحرب ببطولاتها وتضحياتها.

مشكلتهم التي باتت مشكلة مجتمعنا المسيحي تحديداً أنهم أمسوا يقدسون بغباء أصحاب شركات الأحزاب الذين باعوا القضية وداكشوها بالكراسي وبأوهام الحصص وبنواب مخصيون سيادياً ينفذون ولا يقررون.

عملياً وللأسف عدنا مع غالبية الأحزاب وتحديداً منها المسيحية التي تدعي أنها سيادية .. عدنا إلى زمن الصنمية والعبودية والجاهلية ..

والشباب في مفهوم أصحاب شركات الأحزاب هم أدوات يتاجرون بهم بما يخدم أجنداتهم السلطوية دون أي اعتبار لا للقضية ولا للهوية ولا للتاريخ ولا للإيمان.

واجبنا اليوم أن نتصدى لهرطقات أصحاب شركات الأحزاب ونعري كل ما يقومون به من تضليل وتشويه لقضينا المقدسة.

يبقى أننا نعيش في زمن مّحل وعهر لا يختلف كثيراً عن زمن سادوم وعامورة.

خيارنا إما أن نتصدى لهذا الزمن بأسلحة الإيمان والجرأة والشهادة للحق.

أو أن نستلم له ونتخلى عن ذواتنا وحريتنا ووطننا ونعود إلى ثقافة الإنسان العتيق.. إنسان الغريزة والخطيئة الأصلية.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

البشير والمرتزقة

الياس بجاني/22 تشرين الثاني/18

الشهيد بشير الجميل هو شوكة في قلب وعيون وغيرة وغباء كل لبناني فقط بالهوية وليس بالإنتماء والولاء والإيمان والقناعة بوطن القداسة

 

صار بدون نفضة كاملة

الياس بجاني/22 تشرين الثاني/18

99% من قياداتنا المارونية و100% من أصحاب شركات أحزابنا البالية هي مخصية وطنياً ومنتهية الصلاحية سيادياً وتمتهن الإستسلام والتجارة

 

الياس بجاني/تعليق بالصوت والنص/لبنان دولة محتلة وفاقدة لاستقلالها بالكامل

http://eliasbejjaninews.com/archives/69085/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%AA%D8%B9%D9%84%D9%8A%D9%82-%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%88%D8%AA-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B5-%D9%84%D8%A8%D9%86%D8%A7%D9%86-%D8%AF/

بالصوت/فورماتMP3/الياس بجاني/تعليق عنوانه: لبنان دولة محتلة وفاقدة لاستقلالها بالكامل/اضغط هنا أو على الرابط في أسفل للإستماع للتعليق/22 تشرين الثاني/18

http://www.eliasbejjaninews.com/newmp3.17/eliasisteklal18.mp3

بالصوت/فورماتWMA/الياس بجاني/تعليق عنوانه: لبنان دولة محتلة وفاقدة لاستقلالها بالكامل/اضغط هنا أو على الرابط في أسفل للإستماع للتعليق/22 تشرين الثاني/18

http://www.eliasbejjaninews.com/newwma17/eliasisteklal18.wma

 

الياس بجاني/في أسفل رابط مقالتي "الإستقلالية" المنشورة اليوم في جريدة السياسة

لبنان دولة محتلة وفاقدة لاستقلالها بالكامل/22 تشرين الثاني/18/اضغط هنا أو على الرابط في أسفل لقراءاة المقالة

http://al-seyassah.com/%D9%84%D8%A8%D9%86%D8%A7%D9%86-%D8%AF%D9%88%D9%84%D8%A9-%D9%85%D8%AD%D8%AA%D9%84%D8%A9-%D9%88%D9%81%D8%A7%D9%82%D8%AF%D8%A9-%D9%84%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D9%82%D9%84%D8%A7%D9%84%D9%87%D8%A7-%D8%A8%D8%A7/

 

لبنان دولة محتلة وفاقدة لاستقلالها بالكامل

الياس بجاني/22 تشرين الثاني/18

في كندا حيث نقيم في مغتربنا، وطوال حقبة الاحتلال النازي والدموي للبنان، كنا (تجمعات لبنانية كندية) ومعنا كثر من الأحرار والسياديين نقيم كل سنة في ذكرى استقلال وطننا الأم الحبيب لبنان قداساً على نية الذكرى للصلاة ولتجديد الالتزام الإيماني والوطني والأخلاقي،..

كنا نصلي من أجل العمل الجاد والسلمي والحضاري لاسترداد الاستقلال المغيب والمصادر بالقوة والقمع والإرهاب من قبل المحتل السوري ومعه مجموعة فاجرة وجاحدة من طاقم سياسي وحزبي لبناني طروادي بامتياز...

ويوم أجبر شعبنا الحر والاستقلالي الجيش السوري على الانسحاب من وطننا الحبيب سنة 2005 فرحنا وأيدنا ثورة الأرز وناصرناها، وكذلك فعلنا مع تجمع 14 آذار الذي تكون من أحزاب وسياسيين تعهدوا بحمل مشعل الحرية والسيادة والاستقلال وتنفيذ القرارات الدولية الخاصة بلبنان (1559 و1701)...إلا أنهم تراجعوا ولم يفوا بالإلتزامات والوعود والعهود واليوم هؤلاء يتعايشون مع الاحتلال ويتملقونه على حساب الوطن واستقلاله وحرية شعبه.

وفي سياق التخلي والوقوع في التجارب الإبليسية والجري صوب الأبواب الواسعة التي تؤدي إلى الهلاك، فإن أصحاب شركات الأحزاب المسماة سيادية تخلوا عن الوكالة الشعبية لثورة الأرز ول14 آذار وانقلبوا على تعهداتهم والوعود وداكشوا (بادلوا) على خلفية تغليب المصالح الخاصة والمنافع الذاتية والسلطوية على حساب المصالح الوطنية... بادلوا كل ما هو سيادة واستقلال وحرية ودماء وتضحيات شهداء ووعود وعهود، بادلوها كلها بكراسي وبمواقع سلطوية مهمشة وثانوية في الحكم وقبلوا التعايش مع المحتل الإيراني المتمثل بحزب الله الملالوي تحت رايات العجز والواقعية وتأمين الخدمات المعيشية.

اليوم يتذكر شعبنا المعذب استقلال وطنه في سنته ال 75 في حين أن هذا الوطن هو محتل وطاقمه السياسي والحزبي بسواده الأعظم يعيث به استسلاماً وخنوعاً وفساداً وإفساداً.

عملياً فإن العلة ليست فقط في قوى الاحتلال الغريبة، بل هي أيضاً تكمن في ممارسات وثقافة البعض الاستسلامية من سياسيين وأحزاب ومواطنين باعوا الوطن ورهنوا قميصه بثلاثين الفضة.

هؤلاء لن يغفر لهم شعبنا السيادي ولا قاضي السماء، ويوم الحساب الأخير بانتظارهم ومعه نار جهنم التي لا تنطفئ وعذابها الذي لا يتوقف ودودها الذي لا يهدأ ولا يستكين.

انتم يا أيها البعض من أهلنا الطرواديين: إنكم تخادعون في رفع شعارات السيادة والحرية والاستقلال، في حين أنكم عملياً غارقين في غيكم، فلا ترحمون أنفسكم ولا تتركون الرحمة تحل على شعبكم ووطنكم.

“الويل لكم أيها الكتبة والفريسيون المراؤون، فإنكم تقفلون ملكوت السموات في وجه الناس، فلا انتم تدخلون، ولا الذين يريدون الدخول تدعوهم يدخلون”. (متى23/27).

يا قادة ويا سياسيين كفى استسلام وطمع وانحرافات وطنية..

توقفوا عن نفاق حمل الرايات الخادعة لأنكم بالواقع تحملون معاول الهدم وتعملون على هدم هيكل لبنان المقدس.

ألا تعلمون أنه وبسبب تبعيتكم لقوى الشر أصبحت: “بلادكم خربة، ومدنكم محرقة بالنار، وأرضكم تأكلها غرباء قدامكم وهي خربة كانقلاب الغرباء. (اشعيا01/07)

كفاكم جرياً صوب الأبواب الواسعة وتوبوا قبل أن يأتيَ العريس فتضطرون للبقاء في العراء وقناديلكم فارغة من زيت المحبة والإيمان.

صرعكم سيف الحق، ولقد صح فيكم القول المقدس: “حناجرُهُم قُبورٌ مُفَتحَّة وبألسنَتِهم يَمكًرون. سَمُّ الأصلالِ على شِفاهِهِم، أفواهُهم مِلؤًها اللعنةُ والمَرارة. أقدامُهم تَخِفً إلى سفكِ الدِّماء، وعلى طُرقُهم دمارٌ وشقاء. سبيل السلام لا يعرفون وليست مخافة الله نصْب عُيونهم”.(رومية03/13).

أنتم تدّعون محبة الوطن والناس والدفاع عن الحقوق في حين أنكم تكفرون بالمحبة التي هي جوهر وأساس الإيمان والرجاء.

نسأل، لماذا سمحتم للظلام أن يدخل دون مقاومة إلى قلوبكم وأعماق أعماقكم وابتعدتم عن الله وغرقتم في أوحال الخطيئة؟

يا من تُسمون أنفسكم زوراً قادة وسياسيين وتفاخرون بمقتنيات وثروات الأرض الترابية، انتم في الواقع المعاش مجرد أجرِاء، لا بل ذئاب كاسرة همكم نحر الخراف وسلخ جلودها وبيعها في أسواق النخاسة.

“لقد أعمت التبعية عيونكم وقتلت فيكم كل المشاعر والأحاسيس النبيلة، فإنكم: “تسمعون سمعاً فلا تفهمون، وتنظرون نظراً فلا تبصرون” (متى 13/14).

إنكم عثرة للوطن واستقلاله، وزارعين شكوك بين ناسه ومسببي عثرات لكيانه وناحرين لهويته.

حربائيون نجسون وانتهازيون ومهرطقون انتم.. تتلونون وتتقلبون وتتنقلون من قاطع إلى آخر غب مصالحكم والمنافع الذاتية.

بدلتم جلودك وغطيتم أعمال الغزاة والمحتلين وماشيتهم الإرهاب وربعه مقابل ثلاثين من فضة.

تيقظوا وتوبوا قبل فوات الأوان، لأن لا مفر من ساعة الوقوف أمام قاضي السماء في يوم الحساب الأخير.

في الخلاصة، نطمئنكم إلى أن الفرجَ من غشكم ومكركم ومعه استقلال لبنان الناجز آتِ لا محالة مهما طال زمن خنوعكم وغرائزيتكم المتوحشة، والذي قال ”إني قد غلبت العالم” (يوحنا 16/13) هو يُمهل ولا يُهمل.

يبقى أن المنحى الإيماني والوجداني هو ما يجب أن نستمر القيام به دون كلل أو يأس، أي الصلاة والعمل الجاد من أجل استرداد الاستقلال، لأن لبناننا الحبيب والغالي هو حالياً بلداً محتلاً بالكامل.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

كتائب الاشرفية ترد على حسن عليق: الشهيد هو الذي مات من أجل وطنه وشعبه وأرضه والمرتزق هو من مات من أجل النظام السوري أم ولاية الفقيه

السبت 24 تشرين الثاني 2018 /وطنية - صدر عن منطقة الأشرفية الكتائبية البيان الاتي: "كما العادة، يتحفنا أصحاب النظريات والأقلام الصفراء بتصريحات معلبة من أجل نشر بذور الفتنة والتنكر لمقومات الوطن وأعرافه الدستورية، ويتنطحون كما فعل حسن عليق في برنامج صار الوقت مع الإعلامي مرسال غانم بإنكار صفة الإستشهاد وحتى الرئاسة عن رئيس الجمهورية المنتخب بشير الجميل الذي استشهد قبل أن يتسلم مقاليد الحكم.

فإلى العليق نقول، لربما يعلق شيء في ذهنه:

1- الرئيس بشير الجميل إنتخب في ثكنة الفياضية بإختيار من رئيس مجلس النواب آنذاك المغفور له الرئيس كامل الأسعد. فهل ثكنة الجيش في الفياضية كانت تابعة للجيش الاسرائيلي أو أن الرئيس الأسعد متهم من قبلك أنه عميل للعدو ينفذ أوامره؟

2- حضر جلسة الانتخاب ثلثا عدد مجلس النواب أي 62 من أصل 92 على قيد الحياة. وهذا يعني أن الدستور كان محترما. وهل هؤلاء النواب الأبطال الذين تحدوا القرار السوري بعدم إجراء الانتخابات هم كلهم عملاء لإسرائيل؟

3- نال بشير الجميل في الدورة الثانية 57 صوتا بمشاركة نواب من كل الطوائف، وبخاصة الطائفة الشيعية الكريمة. فهل تعتبر أن كل هؤلاء أجبروا على الحضور بظل الدبابة الإسرائيلية؟ فهل حضر الياس الهراوي الذي إنتخبه أعضاء المجلس النيابي نفسه بعدها رئيسا للجمهورية على ظهر دبابة إسرائيلية، كذلك الرئيس الشهيد رينه معوض. وهل حضر عبد اللطيف الزين (أطال الله بعمره) أم عثمان الدنا (حفظه الله) على متن دبابة إسرائيلية لإنتخاب بشير الجميل؟ وهل حضر النواب ال62 مخفورين بظل البندقية الإسرائيلية ؟

4- وهل تعتبر أن عملية تفجير بين الكتائب في الأشرفية برئيس للجمهورية هي عملية عادية مات فيها من مات كما تدعي ولا استشهاد ولا قضية؟

5- وهل تتنكر يا سيد عليق الحكم الصادر منذ سنة من قبل أعلى سلطة قضائية لبنانية وهي المجلس العدلي التي اعتبرت أن إغتيال الرئيس بشير الجميل هو عمل إرهابي إجرامي يطال أمن الدولة اللبنانية والذي سقط فيه 23 شهيدا وعشرات الجرحى؟

إنك بمداخلتك في برنامج صار الوقت قد تنكرت للدستور ولانتخاب رئيس شرعي للبلاد واتهمت مجلس النواب بكل مكوناته بالعمالة.

أنت إسم لمسمى: عليق، كالعليق الذي ينمو بين الحشيش الأخضر والاشجار المثمرة بانتظار أن يأتي من يقبعه من شلوشه ويرميه في آتون من نار. فالشهيد يا حسن هو الذي مات من أجل وطنه وشعبه وأرضه، والمرتزق هو من يموت من أجل بلد آخر غير وطنه. فلا تتحفونا بعد اليوم بشهداء ماتوا من أجل النظام السوري أم ولاية الفقيه. إنهم مرتزقة بكل ما للكلمة من معنى. فلا الشهيد بشير الجميل ولا بقية شهداء المقاومة اللبنانية ولا اللبنانيون الشرفاء يكترثون لسمومك الصفراء ولا لمن ترتزق بريالتهم.

سيبقى الرئيس بشير الجميل بالنسبة لكثير من اللبنانيين حلم الجمهورية القوية والعادلة رغم إمعانكم في محاولة تشويه صورته منذ 35 عاما".

 

نتنياهو يؤكد استمرار استهداف إيران في سوريا ولبنان

تل أبيب/الشرق الأوسط/24 تشرين الثاني/18/أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، ما كان صرح به وزراء آخرون في حكومته، من أن «إسرائيل تواصل العمل في سوريا ولبنان من أجل منع تموضع إيران فيهما». وقال نتنياهو أيضا إن جيشه مستعد لتنفيذ مزيد من «العمليات العسكرية الثقيلة والقاسية» في قطاع غزة والتوغل في مناطق السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية. وكان نتنياهو يتكلم في أول اجتماع رسمي له بصفته وزيرا للأمن، مع هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي، وذلك في مقر وزارة الأمن في تل أبيب، مساء الخميس. وحسب الناطق بلسانه، فقد صرح قائلا خلال الاجتماع: «لدينا مهمة مشتركة وهي صون أمن إسرائيل على جميع الجبهات: الجبهة الأولى وهي قطاع غزة، فنحن مستعدون للعمل والقيام بكل ما يلزم من أجل الحفاظ على أمن سكان غلاف غزة وجنوب البلاد. أما الجبهة الثانية فهي يهودا والسامرة (الضفة الغربية). وقد أحبط الشاباك والجيش هذا العام نحو 500 عملية إرهابية. هذه فرصة للإشادة بالعملية الأخيرة التي أحبطت عملية إرهابية كبيرة خططت حركة حماس لتنفيذها بتوجيهات من قطاع غزة. وأما الجبهة الثالثة فهي الجبهة الشمالية، أي سوريا ولبنان. وهناك نحن كما تعلمون نواصل العمل من أجل إجهاض التموضع العسكري الإيراني في سوريا وإفشال مشروع تصنيع الأسلحة الدقيقة الذي يقوم به حزب الله في لبنان». وقالت مصادر عسكرية إن نتنياهو يتصرف كما لو أنه وزير أمن متفرغ، مع أنه يتولى حاليا حقائب وزارية كثيرة (الخارجية والصحة واستيعاب الهجرة)، إضافة إلى منصبه كرئيس للحكومة. ومن أبرز قراراته في هذا الشأن تعيين قائد الجبهة الجنوبية في الجيش الإسرائيلي، إيال زامير، نائبا لرئيس أركان الجيش المعين، أفيف كوخافي. ويعتبر زامير مقربا شخصيا من نتنياهو، أراد تعيينه رئيسا للأركان لكن سلفه أفيغدور ليبرمان، رفض ذلك وقال إنه لا يمتلك الخبرة الكافية. وثارت شكوك في الجيش من أن زامير هو رجل نتنياهو ويمكن أن يتحول إلى جبهة معه ضد الجنرالات، لذلك ساندوا ليبرمان في رفضه. وعندما استقال ليبرمان، انتهز نتنياهو الفرصة ومنح هذه الترقية للجنرال زامير، على أمل أن يصبح رئيسا للأركان بعد 3 - 4 سنوات.

 

حزب الله يضغط لإضعاف الحريري ونزع الثلث المعطّل من العونيين

إعداد جنوبية 24 نوفمبر، 2018 /يضاعف حزب الله ضغوضاته في جميع الاتجاهات مستهدفا الحلفاء قبل الخصوم، وهو اذ يتشدد باصراره على توزير حلفائه من النواب السنة من حصة الرئيس الحريري، فانه أقفل الباب على مبادرة الوزير باسيل رافضا ضمنا اعطاء الثلث المعطل لحليفه تيار رئيس الجمهورية. تتجه قوى 8 آذار إلى التصعيد، فهي لن تترك مهل تأليف الحكومة مفتوحة امام الرئيس المكلف إلى ما لا نهاية، ولا تنوي أيضاً بطبيعة الحال محاولة تقييده بمهل محددة، وفقاً لاوساطها. وجزمت مصادر مطلعة في هذه القوى لـ«اللواء» ان فريق 8 آذار مرّر للحريري رسالة واضحة مفادها ضرورة الاستعجال في تأليف الحكومة والا الاعتذار والبديل جاهز، دون ان تدخل في لعبة تحديد مهل معينة حتى تترك مكانا للوساطة التي يقوم بها رئيس الجمهورية بشخص الوزير باسيل، حتى ان المصادر رفضت تحديد الشخصية البديلة للحريري التي وافقت على الحلول مكانه. وقالت صحيفة الراي الكويتية ” أن الأزمة الحكومية التي “افتعل” حزب الله عقدتَها الأخيرة تحت عنوان توزير السنّة الموالين له “أو لا حكومة” وتَعاطيه مع الرئيس المكلف سعد الحريري بمنْطق “الفرْض” وتقديمه هذه العقدة بطريقةٍ تجعل أي سيرٍ للحريري بـ”دفتر شروط” الحزب على أنه بمثابة “انتحارٍ سياسي”، كل هذا يعكس رغبةً بعدم ترْك أي مجالات لتراجعاتٍ تسْووية يمكن أن تُنْهي حال “تعليق” لبنان على “حبال” الحكومة… المعلَّقة. وترى هذه الدوائر أن حزب الله حيّد نفسه عن الحركة المفاجئة من رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل الذي عَمَدَ، مفوَّضاً من الرئيس ميشال عون، الى النأي بنفسه عن “إطار الحلّ” لتلك العقدة وأوحى بـ”قفْل” حصّة عون على قاعدة انتزاع الثلث المعطّل من خلال التراجُع عن مبدأ المبادلة مع الحريري واسترجاع الوزير المسيحي من حصة الرئيس المكلف مقابل إعادة الوزير السني السادس إليه بحيث يكون هو المدخل لتمثيل السنّة الموالين لحزب الله. وحسب الدوائر نفسها، فإن حزب الله الذي لا يريد أصلاً تسليم فريق عون الثلث المعطّل يدرك تماماً ان طرْح باسيل وُلد ميتاً، طارحة علامات استفهام حول إذا كان الحزب سيُبقي لعبة “عض الأصابع” ضمن حدودها الراهنة أم أنه قد يلجأ وفق “المقتضيات الاقليمية” الى قلْب الطاولة على الحريري عبر حشْره في زاوية الإحراج، للإخراج”.

 

تحذير دولي من اعطاء مكاسب اضافية لحزب الله

إعداد جنوبية 24 نوفمبر، 2018 /أكّدت مصادر رفيعة المستوى، في تصريح لصحيفة “الجمهورية” أنّ “أبرز مهمّات المبعوث الأميركي نائب مساعد وزير الخارجية الأميركية لشؤون بلاد الشام جويل رايبرن، الّذي زار لبنان 19 ساعة، كانت إيصال رسالة مباشرة مفادها ممنوع التنازل سياسيًّا لـ”حزب الله”، وأنّ أيّ تنازل سيؤدّي إلى تنازل من قبلنا عن المساعدات والهبات المقدَّمة في “مؤتمر سيدر” بما فيها تنازل أيضًا عن الهبات المقدّمة إلى الجيش اللبناني”. وكشفت أنّ “المبعوث حذّر رئيس الوزراء المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري وحاكم “مصرف لبنان” رياض سلامة من إعطاء “حزب الله” أية مكاسب سياسية إضافية، ملمِّحًا إلى أنّ “تأثيرَنا كبير على مقرّرات مؤتمر “سيدر””.

 

«الشرعية»: الحوثيون لا يكشفون عن أسماء الجرحى بسبب وجود لبنانيين وإيرانيين بينهم

غريفيث زار الحديدة لساعات والأمم المتحدة مستعدة للمساعدة في إدارة مينائها

الرياض: عبد الهادي حبتور/الشرق الأوسط/24 تشرين الثاني/18

كشفت الحكومة اليمنية عن معلومات استخباراتية مؤكدة، مفادها أن أربعة عناصر لبنانية واثنين إيرانيين ضمن قائمة جرحى الميليشيات الحوثية التي تحاول نقلهم للخارج، مبينة أن ذلك يفسر إصرار الميليشيات المدعومة إيرانياً على عدم الكشف عن أسماء الجرحى بشكل نهائي. وأكد راجح بادي، المتحدث باسم الحكومة اليمنية، لـ«الشرق الأوسط»، أن أربعة عناصر لبنانية (يعتقد أنهم من «حزب الله» الإرهابي)، واثنين من عناصر الحرس الثوري الإيراني ضمن قائمة جرحى الحوثيين الذين يحاولون تهريبهم للخارج. وأضاف بادي، الذي تحدث من مقر إقامة الحكومة في العاصمة المؤقتة عدن: «لدينا معلومات استخباراتية مؤكدة أن ضمن الجرحى أربعة لبنانيين، وعنصرين إيرانيين؛ ولذلك تصر الميليشيات الحوثية الإيرانية على عدم الكشف عن أسماء الجرحى». وتعد مسألة نقل الجرحى واحدة من ثلاثة شروط وضعتها الميليشيات الحوثية في اللحظات الأخيرة قبيل بدء مشاورات جنيف السابقة في سبتمبر (أيلول) الماضي، وحالت دون حضور وفدهم وفشل المشاورات. ونقلت وكالة «رويترز»، أول من أمس، أن زعيم المتمردين طرح مسألة نقل الجرحى على المبعوث الأممي خلال لقائهما. وبحسب المعلومات التي حصلت عليها «الشرق الأوسط»، فإن الحوثيين وضعوا شرط نقل 50 جريحاً و50 مرافقاً قبيل البدء في أي مشاورات يمنية، لكن محمد عبد السلام، المتحدث باسم الميليشيات لم يوضح في تغريدات عبر حسابه في «تويتر» هل الجرحى الذين تحدث عنهم زعيم الميليشيات هم الجرحى الذين جرى نقلهم الأربعاء قبل الماضي، أم أنهم جرحى آخرون. وينتظر أن تبدأ الأمم المتحدة مشاورات بين الأطراف اليمنية مطلع ديسمبر (كانون الأول) المقبل في السويد، بعد جهود حثيثة قام بها مارتن غريفيث المبعوث الأممي لليمن وفريقه تضمنت رحلات مكوكية كان آخرها لقاءه زعيم المتمردين عبد الملك الحوثي أول من أمس على هامش زيارته لصنعاء.

وزار المبعوث مدينة الحديدة أمس رفقة ليز غراندي منسقة الشؤون الإنسانية في اليمن، وصدر عن غريفيث بيان قال فيه «لقد وصلت صباح هذا اليوم، قادما من صنعاء، إلى مدينة الحديدة. وأنني ممتن للترحيب الحار الذي استقبلت به من كبار المسؤولين هنا، وللتنظيم الجيد لهذه الزيارة»، مضيفاً: «التقيت أمس مع قيادة أنصار الله في صنعاء، وتطرقنا ضمن مباحثاتنا إلى كيفية إسهام الأمم المتحدة في الحفاظ على السلام في الحديدة. وأنا هنا اليوم لأخبركم أننا قد اتفقنا على أن الأمم المتحدة يجب أن تنخرط الآن وبشكل عاجل في مفاوضات تفصيلية مع الأطراف للقيام بدور رئيسي في ميناء الحديدة، وأيضاً على نطاق أوسع». ونقلت «العربية» عن مصادر، أن ميليشيات الحوثي الانقلابية «منعت المبعوث الأممي من زيارة أي منشآت أو أماكن أخرى في المدينة التي حولها الحوثيون إلى ثكنة عسكرية، وحفروا الخنادق في شوارعها»، وأن غريفيث عقد «لقاءات مع المحافظ المعين من قبل الميليشيات ووكلاء المحافظة المعينين من قبل المتمردين». وتابع المبعوث في بيانه بالقول: «إن أنظار العالم تتجه صوب الحديدة. إن القادة والرؤساء من كل البلدان دعونا جميعاً للحفاظ على السلام في الحديدة. لقد جئت إلى هنا اليوم مع أصدقائي وزملائي ليز غراندي، المنسق الإنساني للأمم المتحدة، ومدير برنامج الغذاء العالمي ستيفن أندرسون، لنتعرف بشكل مباشر كيف يمكننا الإسهام في حماية الناس في الحديدة من التعرض لمزيدٍ من الدمار»، وزاد: أرحب بالنداءات الأخيرة التي تدعو إلى وقف القتال، وهذه خطوة أساسية إذا أردنا حماية أرواح المدنيين وبناء الثقة بين الأطراف. كما تعلمون أنني أخطط وأتمنى أن أجمع الأطراف معاً في السويد في وقت قريب جداً لاستئناف المشاورات السياسية، نحن نعتقد أن مثل هذا الدور سيحافظ على خط الإمداد الإنساني الرئيسي الذي يبدأ من هنا ليخدم الشعب اليمني. كذلك، نأمل أن يسهم مثل هذا الدور أيضاً في الجهود الدولية لزيادة قدرة وفاعلية الميناء».

ونقلت «رويترز» عن متحدث باسم الأمم المتحدة قولها: إن المنظمة الدولية «مستعدة للمساعدة في الإشراف على إدارة ميناء الحديدة اليمني لحماية خط الإمداد الحيوي من أي دمار محتمل». وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ريال لوبلون، في جنيف، أمس: إن المبعوث الدولي سيطرح أفكاراً محددة عن إدارة الميناء على طرفي الصراع. وأضاف: إن الهدف هو «حماية الميناء نفسه من دمار محتمل والحفاظ على خط المساعدات الإنسانية الرئيسي لشعب اليمن». وينتظر أن يقوم المبعوث الأممي مارتن غريفيث بزيارة العاصمة السعودية الرياض هذه الأيام للقاء الحكومة اليمنية، وإطلاعها على نتائج مباحثاته مع الانقلابيين في صنعاء. وسبق لوزير الخارجية اليمني خالد اليماني أن استبعد توقف الميليشيات عن استحداث شروط تعجيزية، لافتاً إلى أن «ما تتعرض له الميليشيات من خسائر في الجبهات يعتبر قاصماً للمشروع الحوثي (...) إنهم يشعرون الآن باستفزاز كبير، كما أن عمليات الحديدة تستهدف كثيراً من القيادات الحوثية التي تتحرك في المحافظة التي تعتبر بدورها مشروعاً لموارد ومكاسب هائلة للحوثيين، سواء من ناحية النفط أو تهريب الصواريخ المجزأة، أو إيصال المخدرات التي امتلأت السوق اليمنية بسمومها». وأضاف اليماني: إن الحديدة «مشروع يرفدهم (الميليشيات الحوثية) بملايين الدولارات، وهي مسألة حياة أو موت؛ لهذا يشعرون بالضغط الهائل عليهم»، وزاد: «مع الأسف المبعوث الخاص يحاول كل يوم حل مشكلة وهم يأتون اليوم الآخر بمشكلة أخرى وطلب آخر، وكلها خطوات لن توصل إلى سلام».

 

غوتيريش: لبنان ملزم بتقارير عن منع نقل الأسلحة

 الحياة/24 تشرين الثاني 2018/أهاب الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيرش بالقيادات السياسية وجميع الأحزاب في لبنان أن "تعجِّل بما تبذله من جهود لتشكيل حكومة تكون شاملة للجميع"، مشدداً على ضرورة "تجديد الحوكمة المؤسسية ليتسنى للبنان الاستفادة بالكامل من خريطة الطريق المتعلقة بالدعم الدولي التي صيغت في المؤتمرات التي عُقدت في روما وباريس وبروكسل". ودعا إلى "نبذ الخلافات وتكثيف الحوار وتغليب المصلحة الوطنية على الاعتبارات السياسة الحزبية". مواقف غوتيريش جاءت في تقريره التقييمي الشامل الذي يقدمه إلى مجلس الأمن كل 6 أشهر، حول تنفيذ قرار مجلس الأمن 1701 (2006) خلال الفترة من 21 حزيران (يونيو) إلى 26 تشرين الأول (أوكتوبر) 2018، وناقشه مجلس الأمن الأربعاء الماضي. ودعا غوتيريش في التقرير إلى "التحلي بالرغبة في التسوية لإيجاد قاسم مشترك، وتجنب خطر تجدُّد الشلل المؤسسي والتعجيل بتشكيل حكومة تصون التوازن المكرَّس في اتفاق الطائف والدستور". وأهاب بـ"السلطات المقبلة أن تواصل سياسة النأي بالنفس التي يتبعها لبنان، بما يتفق مع إعلان بعبدا للعام 2012"، داعياً "جميع الأطراف اللبنانية إلى الكفّ عن الإنخراط في النزاع السوري وسائر النزاعات في المنطقة. فتنقُّل المقاتلين ونقل العتاد الحربي المزعومين عبر الحدود اللبنانية - السورية، ينتهك القرار 1701 (2006)".

واعتبر أن "امتلاك أسلحة غير مأذون بها خارج نطاق سيطرة الدولة، باعتراف متكرر من حزب الله نفسه وجماعات مسلحة أخرى من غير الدول، في انتهاك للقرار 1701، يثير قلقا بالغا ويشكّل تهديدا خطيرا لاستقرار لبنان والمنطقة"، مشيراً إلى "استمرار ورود ادعاءات بعمليات نقل غير مشروع للأسلحة إلى الجماعات المسلحة من غير الدولة في لبنان، هو أمر يثير قلقا بالغاً". وقال: "ليس بوُسع الأمم المتحدة أن تتحقق من مدى صحة هذه الإفادات بطريقة مستقلة، غير أن عمليات النقل هذه، إذا ثبتت صحتها، ستشكّل انتهاكا للقرار 1701". ورحب بـ"الخطوات التي يتخذها لبنان نحو تعزيز تنظيم عمليات نقل وتجارة الأسلحة على الصعيد الدولي". وأهاب بـ"الدول الأعضاء أن تفي بالتزامها بموجب القرار 1701 بمنع بيع أو تزويد أي كيان أو فرد في لبنان، من غير مَن تأذن له حكومة لبنان، بأسلحة وما يتصل بها من عتاد". وطالب الحكومة بأن "تتخذ جميع الإجراءات الضرورية لضمان التنفيذ الكامل للأحكام التي تطالب بنـزع سلاح كل الجماعات المسلحة في لبنان". وقال: "ستواصل الأمم المتحدة العمل مع الدول الأعضاء للبت في هذه الادعاءات وغيرها من انتهاكات القرار". وكشف أنه "في رسالة مؤرخة في 25 تشرين الأول موجهة إلى الأمانة العامة، قدمت دولة عضو معلومات مستمدة من تقارير مفتوحة المصادر، تدعي أن إيران زودت حزب الله منذ العام 2006 بصواريخ وقذائف انسيابية مضادة للسفن ومنظومات جوية بدون طيار ومركبات خفيفة وأسلحة صغيرة مختلفة بطرق برية وجوية. وليس بوُسع الأمانة العامة أن تتحقق من مدى صحة هذه الادعاءات".

وأكد غوتيريش أنه "لم يُحرز أي تقدم نحو نزع سلاح الجماعات المسلحة. ولا يزال استمرار حزب الله وغيره من الجماعات في حيازة السلاح خارج نطاق سيطرة الدولة يقوِّض قدرة حكومة لبنان على ممارسة سيادتها". وأشار إلى كلام رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين "نتنياهو أن إيران توجه حزب الله لبناء مواقع سرية لتحويل مقذوفات غير دقيقة إلى قذائف دقيقة التوجيه واتهامه حزب الله بأنه يتعمد استخدام الأبرياء في بيروت كدروع بشرية". كذلك أشار إلى "رفض وزير خارجية لبنان، جبران باسيل، المزاعم ودعا أعضاء السلك الدبلوماسي إلى القيام في بجولة إلى المواقع المذكورة، إلا أن نتنياهو أكد أن أعضاء السلك الدبلوماسي لم يؤخذوا إلى مرفق الإنتاج السري الفعلي". وأشار غوتيريش إلى أن "لبنان اتخذ خطوات تشريعية لمنع نقل الأسلحة غير المشروع، باعتماد البرلمان في 25 أيلول (سبتمبر) قانونا يأذن بالتصديق على معاهدة تجارة الأسلحة". وأكد أن "لبنان سيكون ملزما بتقديم تقارير سنوية عن تنفيذ المعاهدة، التي ينصب فيها التركيز على مسؤولية الحكومات عن ممارسة الرقابة لمنع نقل وتداول الأسلحة غير المشروعين خارج سيطرة الدولة". وقال إن "الأمم المتحدة مستعدة لدعم حكومة لبنان في تنفيذ المعاهدة، بما في ذلك أي خطوات يعتبرها ضرورية لتعديل إطارها القانوني ونظامها الرقابي". ودان غوتيريش "الهجوم الذي استهدف في 4 آب (أغسطس) قوات حفظ السلام التابعين للأمم المتحدة في مجدل زون" في جنوب لبنان، مطالباً "الجيش اللبناني بأن يستكمل تحقيقه في هذا الاعتداء" وحكومة لبنان بأن "تكفل محاسبة الجناة". ودعا "السلطات اللبنانية إلى أن تفي بمسؤوليتها عن كفالة حرية تنقل أفراد القوة المؤقتة وسلامتهم من دون عوائق".

 

قاتل نقيب الصحافة اللبنانية يظهر في جرد "النبي شيت"

"ليبانون ديبايت"-المحر الأمني/24 تشرين الثاني 2018/يستمرّ مسلسل إفلات المجرمين في لبنان من العقاب دون رقيب أو حسيب حتى وإن كان قرار "الإدانة" صادر عن "المجلس العدلي". فتحت ذرائع عدة "سياسية"، "طائفية" "حزبية"و"عشائرية"، توضع القرارت القضائية على "الرّف" أو في "أدراج النسيان" وكأن شيئاً لم يحدث!. يوم 23 تموز من عام 1980، اغتال "خليل عباس الموسوي" و"عبد الإله محمد الموسوي" نقيب الصحافة رياض طه لأسباب ثأرية بعدما نصبوا له كمين في منطقة "الروشّة - بيروت" مطلقين ما يفوق الأربعين رصاصة استقرت 6 منها في جسد النقيب لترديه قتيلاً على الفور. وأصدر المجلس العدلي حينها، حكمه الغيابي في القضية والذي قضى بإنزال عقوبة الإعدام بحق الفاعلين(خليل و وعبد الإله). وجديد القضية، تمثلّ بظهور أحد القتلة وهو المدعو "عبد الإله" في فيلم وثائقي عُرض على قناة إيرانية قبل أسابيع في جرود بلدة "النبي شيت" متباهياً بسلاحه. وتفيد معلومات "ليبانون ديبايت"، أن "الموسوي يحظى بغطاء أحد النواب السابقين الأمر الذي دفع الأجهزة الأمنية الى غض نظرها عن الموضوع، بالرغم من ان عنوانه معلوم لسكان بلدته". وبالعودة إلى "واقعة الاغتيال" ذكرت صحيفة "البيان" الأسبوعية تفاصيل الواقعة، مشيرة في تحقيق لها إلى أن "النقيب طه حضر كعادته الساعة التاسعة من صباح يوم الأربعاء في 23 تموز 1980، إلى مكتبه في دار النقابة في محلة الروشة، وتوجه بعدها بسيارته البويك ذات الرقم 393 التي يقودها سائقه وابن خالته سهيل خضر الساحلي الى الدوحة لمقابلة رئيس الحكومة المستقيل الدكتور سليم الحص، لبحث شؤون صحافية".

ولفتت إلى أن "لدى وصول طه بالقرب من فندق كونتيننتال على كورنيش الروشّة، اعترضه مسلحون، و أطلقوا عليه وعلى سائقه أربعين رصاصة اخترقت السيارة وجسد النقيب وسائقه فاستشهدا على الفور، وكانت آخر عبارة قالها رياض طه "قتلوني يا عار بنادقهم"، ليتبين من خلال التحقيق ان سيارتين اشتركتا في الحادث الأثيم، الأولى فيات 128 حمراء اللون، تقل أربعة مسلحين تولوا عملية الاغتيال بشكل مباشر، والثانية مرسيدس 200 بيضاء اللون تقل ثلاثة مسلحين ساهمت باعتراض طريق سيارة النقيب وتغطية الفرار". وتابعت أنه "فور تبلغ النيابة العامة التمييزية نبأ اغتيال النقيب طه، كلفت المدعي العام في بيروت زاهي كنعان الإشراف على التحقيق، وعاونه قائد السرية الإقليمية العقيد نديم لطيف، وتولى آمر الشرطة القضائية العقيد محمود طي أبو ضرغم يعاونه الرائد شريف الحاج التحقيق من جهتهما لمعرفة ملابسات الجريمة. وحضر بعد الظهر إلى فصيلة مخفر حبيش نجل النقيب جهاد طه وادعى على مجهول باغتيال والده وسائقه وعلى كل من يظهره التحقيق فاعلاً أو متدخلا، فيما أحالت الحكومة الجريمة على المجلس العدلي". وأشارت "البيان" إلى أنه "صدرت أحكام غيابية على كل من "خليل عباس الموسوي" و"عبد الإله محمد الموسوي" بعد أن تم القبض على عدد من شبان آل الموسوي الذين نفوا ان يكونوا هم من اغتالوا رياض طه لدواع ثأرية بينهم وبين آل طه، لكن كل التحقيقات تؤكد ذلك، وتقول ان هناك من دخل على الخط واستغل الخلاف العشائري وعمل على التحريض ضد رياض طه لتصفية الحسابات السياسية معه، خاصة وقد اتهم يوماً بأنه يتعاطف مع حزب البعث العراقي في زمن تشظي العلاقات العربية العربية وانعكاس ذلك على الداخل اللبناني".

 

“حزب الله” يُهدِّد بـ”خيارات” غير الحريري إذا لم يوزّر سُنَّة “8 آذار”

عون: أزمة تأليف الحكومة كبرت ونحتاج فيها "حكم سليمان الحكيم"

واكيم: باسيل فتح المعركة الرئاسية باكراً جداً ولا يحق له تدمير البلد

بيروت ـ “السياسة” /السبت 24 تشرين الثاني 2018/مع دخول تكليف رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري تشكيل الحكومة، أمس، شهره السابع، ليس ثمة ما يشير إلى قرب انتهاء المعاناة، لا بل على العكس من ذلك، فإن “حزب الله” الذي يحتجز الحكومة أبلغ المعنيين بشؤون التأليف أنه لن يفرج عنها، إلا في حال وافق الحريري على توزير “سنة 8 آذار”، وإلا فإنه ستكون للحزب خيارات أخرى، ربما يكون أحدها سحب الموافقة على تكليفه تشكيل الحكومة. وفي حين طلب نواب “سنة 8 آذار” موعداً للقاء الرئيس المكلف، فإن مصادر الحريري أبلغت “السياسة”، صعوبة تحديد موعد لهم، لأن لا جديد لدى الرئيس المكلف سيقوله لهم، مشيرة إلى أنه حتى ولو التقاهم فإنه سيبلغهم بموقفه المعروف من مطالبتهم بالدخول إلى الحكومة، نافية كل ما يحكى عن امكانية توزيرهم، لا من حصة رئيس الجمهورية ولا من حصة غيره.

وفي السياق، لا تبدي أوساط مقربة من حزب “القوات اللبنانية” تفاؤلاً بولادة قريبة للحكومة، وكما تقول لـ”السياسة”، تعتبر أن عملية احتجاز الحكومة من جانب “حزب الله” ستطول لاعتبارات إقليمية، وبالتالي فإنه لا يتوقع أن تبصر الحكومة في وقت قريب، إلا في حال كان هناك تدخل حاسم من جانب رئيس الجمهورية ميشال عون. وأكد رئيس الجمهورية ميشال عون في كلمة له أمام المشاركين في سباق الاستقلال، أمس، أننا “نجتاز حالياً أزمة تأليف الحكومة التي لم تعد أزمة صغيرة لأنها كبرت”. وقال “هي أزمة يحضرني فيها حكم سليمان الحكيم يوم أتت إليه إمرأتان مع طفل وكل منهما تدعي أنها أمه، وبعد جهد جهيد، قال إنه سيحكم بالعدل بينهما بأن يتم تقطيع الطفل إلى قطعتين لكل واحدة قطعة، فصرخت إحداهن، لا تقتله بل أعطه كله إلى الأخرى، فعرف سليمان عندها من هي الأم الحقيقية، ونحن حالياً نريد أن نعرف من هي أم لبنان لكي نعطيها لبنان”.

من جانبه، اعتبر عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب عماد واكيم أن “تكليف الحريري يجب ألا يكون بخطر،إذ أن هناك دعماً دولياً وإقليمياً كاملاً لتكليفه، وللأسف بعض الجهات الخارجية تلاحظ وضعنا السيئ أكثر منا”.

وقال إنه “ليس هناك من بلد في العالم فيه حكومة وسلطة مركزية وجيش وفريق يقول أنا أقاوم، فإن كان هناك لزوم للمقاومة، الدولة تأخذ هذا القرار”، مؤكدا أن “الوزير جبران باسيل فتح المعركة الرئاسية باكراً جداً، ولا يحق له تدمير البلد من أجل معركته الشخصية”. بدوره، أشار رئيس “حركة التغيير” ايلي محفوض إلى أن “خفايا عرقلة تشكيل الحكومة تتمحور بشأن سعي حزب الله لقيام حكومة إن لم يمسكها ويتمسك بمفاصل قراراتها، فالإبقاء على الوضع الراهن تمهيداً للفوضى العارمة على كل المستويات وهو المعتلم ما ينتظره من عقوبات والتي لا تشبه سابقاتها، وكذلك ما ينتظره من مضمون قرار المحكمة الدولية في قضية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري”. في المقابل، شدد عضو لقاء النواب “نواب سنة 8 آذار” النائب عبدالرحيم مراد على أن طلب اللقاء التشاوري للنواب السنة المستقلين الموعد من الحريري لم يأت متأخراً. وقال إن “الرئيس عون كان متجاوباً معنا وأقنعناه والدليل أنه قال إن جبران باسيل سيسعى للتوفيق .. ليس من حق رئيس الوزراء أن يرفض استقبالنا”. وأشار إلى أنه “من حق النواب السنة الذين هم خارج تيار المستقبل أن يتم تمثيلهم في الحكومة”، موضحاً “نحن مستمرون باللقاء التشاوري ولا يجوز أن يستمر التمثيل السني في الحكومة محصوراً بتيار المستقبل فقط “. وأكد أننا “حلفاء المقاومة على رأس السطح”، مضيفاً إن “الحريري يعترف بخسارته في الانتخابات سنياً وعليه ان يترجم هذا الأمر في تأليف الحكومة وأتمنى عليه أن يحدد موعداً للقائنا وهناك احتمال أن نصل إلى حل”.

من جانبه، اعتبر رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد أن “الذين انتخبهم الناس من أبناء الطائفة السنية، ومثلوا شريحة واسعة منها عشرة نواب اتفق منهم ستة نواب أن يتمثلوا في الحكومة فهذا حق لهم وتمثيلهم في الحكومة ليس منة من احد، ولم يقدر أحد أن يتجاوزهم”.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

نتعبهم نوّترهم شعب الفوضى.. كل يوم عنده black friday

كلوفيس الشويفاتي/النشرة/السبت 24 تشرين الثاني 2018   

يوم سجن المواطنون في الطرقات وبين المياة الآسنة في الرملة البيضاء الأسبوع الماضي.. كان "بلاك فرايداي"

الاحد الذي أقيم فيه الماراتون فعانى اللبنانيون على مداخل العاصمة.. كان "بلاك فرايداي". يوم أمس كفر الناس بيوم الجمعة وبما سببه الاعلان عن black Friday فالطرقات اكتظت بالسيارات والزحمة منذ الصباح حتى ساعات الليل. ونحن المواطنون الذين نعاني ندعوكم جولوا على المحلات التجارية وعلى المعارض وفي الشوارع وإسالوا الناس، إسالوا الباعة، إسالوا السائقين والمشاة والسكان كبارًا وصغاراً شباباً وشيباً، سيجيبون أن كل يوم عندنا هو "بلاك" وان اختلف بين "فرايداي ، أو مانداي، أو تيوزداي.."

إسالوا المسافرين الذين عانوا ويعانون من السير ومشاكل المطار والانتظار. وإذا أردتم تقليد الولايات المتحدة بجمعتها السوداء فليكن التقليد "على الأصول". فهناك ينظّم "البلاك فرايدي" يوماً وحداً ومحدداً هو الجمعة الذي يأتي مباشرة بعد عيد الشكر ويُعتبر بداية موسم شراء هدايا الميلاد، حيث تقدّم أغلب المتاجرعروضاً وحسومات كبيرة، فتفتح أبوابها باكراً ويتجّمهرالمستهلكون فجر الجمعة خارج المتاجر بانتظار الساعة الصفر، وليس الأمر كما يجري هنا عندما يحلو لأحدهم تصفية بضاعة محله أو منافسة جاره أو وضع إعلان تجاري لمحلاته.

لماذا نحن شعب الفوضى حتى في محاولتنا خدمة الناس والمواطنين نتعبهم ونزعجهم نوترهم ونعصبهم... لماذا هذه الفوضى التي لا يُمكن أن تكون خلاّقة ولا مفيدة إلا لشخص أو لتاجر بعينه على حساب البلاد والعباد خصوصاً وأن موضوع التنزيلات يحمل ألف علامة استفهام.

الله يرزق الجميع ولكن بتنظيم ومن دون زيادة الطين بلة، فلو كانت أحوال اللبناني بخير ولو كان قادراً على تأمين أكثر من لقمة العيش وحبة الدواء، لما انتظر "بلاك فرايدي" ولا لافتة "تنزيلات " أو "حسم 50 بالمئة" لكنه أُرهق وأُرهق حتى باتت كل أيامه "بلاك".

 

٨ آذار للحريري: التأليف وإلا الإعتذار والبديل جاهز!

التيار المستقل/24 تشرين الثاني/18/تتجه قوى 8 آذار إلى التصعيد، فهي لن تترك مهل تأليف الحكومة مفتوحة امام الرئيس المكلف إلى ما لا نهاية، ولا تنوي أيضاً بطبيعة الحال محاولة تقييده بمهل محددة، وفقاً لاوساطها.  وجزمت مصادر مطلعة في هذه القوى لـ«اللواء» ان فريق 8 آذار مرّر للحريري رسالة واضحة مفادها ضرورة الاستعجال في تاليف الحكومة والا الاعتذار والبديل جاهز، دون ان تدخل في لعبة تحديد مهل معينة حتى تترك مكانا للوساطة التي يقوم بها رئيس الجمهورية بشخص الوزير باسيل، حتى ان المصادر رفضت تحديد الشخصية البديلة للحريري التي وافقت على الحلول مكانه. وبحسب هذه المصادر، فإن هذا الكلام التصعيدي لا تضعه هذه القوى في اطار الابتزاز بقدر ما هو دق ناقوس الخطر لتحميل الجميع مسؤولياتهم الوطنية وتقديم مصلحة البلد على مصالحهم الشخصية والفئوية. وتعتقد المصادر نفسها ان رئيس الجمهورية هو معني أيضاً وبشكل مباشر بحل الأزمة الحكومية، وقالت: في اللحظة الحاسمة نحن نعتقد بانه لن يمانع في تكليف بديل عن الحريري، فالعهد لا يحتمل هذه المماطلة والتعنت في التأليف نظرا الى تزايد الضغوطات الدولية على لبنان وتهديد معظم الدول المانحة في مؤتمر سيدر الدولي بالتراجع عن التزاماتها، مما سيعرض الاقتصاد وسعر صرف الليرة الى خطر جدي. وعلى هامش هذا التحذير، لمحت المصادر الى ان «التيار الحر» والعهد باتا ملزمين بايضاح الكثير من النقاط حول مسالة اصرارهم على الثلث المعطل بشكل منفصل عن باقي قوى ٨ آذار، مشددة على ضرورة اعادة نظر كل القوى بمواقفهم وتوجهاتهم وعدم اضاعة البوصلة تحت عنوان «مشروعية التباين في المسائل السياسية الداخلية». وتضيف «لربما لا تقف مشكلة الحريري عند حدود حل ازمة سنة ٨ آذار، فما لا يعلمه الحريري ان هذه القوى بدات الحديث جديا عن اعادة النظر باتفاق الطائف، هذا الكلام ليس للاستهلاك الاعلامي بل انه كلام رسمي ومن اعلى المراجع في هذه القوى، والمفارقة هنا ان موضوع تاليف الحكومة او عدم تاليفها لا يرتبط بشكل مباشر بهذا الموضوع»

 

الفاتيكان "يحذّر".. إلى اين أنتم ذاهبون بلبنان؟

الجمهورية/24 تشرين الثاني/18/أشارت صحيفة "الجمهورية"، إلى أن "وسط هذه الأجواء اللبنانية القاتمة، يبرز التحذير الذي أطلقه الكرسي الرسولي للبنانيين، وحثّهم على الحفاظ على بلدهم في وجه التحدّيات التي قد تواجهه. مع التأكيد على وقوف الفاتيكان والبابا فرنسيس الى جانب لبنان والتنوّع فيه". هذه الصورة، نقلها بعض الزوار اللبنانيين الى الفاتيكان في الأيام الاخيرة، ومن بينهم شخصيات وحزبيون ونواب مثل علي بزي، الان عون، نعمة افرام، ياسين جابر، نديم الجميل، طوني فرنجية، شوقي الدكاش، نقولا نحاس، وغيرهم. وبحسب هؤلاء، فإنّ البابا فرنسيس، أكّد أمام من التقاهم من هؤلاء الزوّار على عمق العاطفة التي يكنّها للبنان، آملاً أن يستعيد عافيته، ومنوّها في الوقت نفسه على أهمية التوازن المسيحي - الإسلامي الفريد في لبنان، مؤكّداً انّ هذا التوازن قوي كأرز لبنان. على انّ المحطة الأبرز لهؤلاء الزوّار، كانت مع وزير خارجية الفاتيكان، الذي قدّم أمامهم عرضاً مفصّلاً للوضع في المنطقة ومن ضمنها لبنان. وبحسب ما نقلوا، فإنّ وزير خارجية الكرسي الرسولي مرّ على الملف الإيراني، داعياً الى عدم التقليل من أهمية دور إيران في المنطقة. واما في الملف السوري، فلم يرَ انّ الحل السياسي ممكن حتى الآن، وإن كان أشار الى انّ الرئيس السوري بشار الاسد قد لا يمانع في ان يكون رئيساً حتى على مساحة لا تشكّل كل المساحة السورية. وحول الوضع اللبناني، أكّد انّ الفاتيكان يريد ان يرى حكومة في لبنان، ونُقل عنه قوله: "لا اريد ان أرسم أمامكم صوراً وردية او اقصّ عليكم قصص أطفال، الى اين أنتم ذاهبون بلبنان، وضعكم لا تُحسدون عليه، انتبهوا، يجب ان تنظّموا أنفسكم وبلدكم لكي تستطيعوا مواجهة الكمّ الكبير من التحدّيات التي تنتظركم، والكرسي الرسولي سيبقى داعماً للبنان، لكنّه بالتأكيد لا يملك عصا سحرية". والنقطة الأهم التي ركّز عليها وزير خارجية الفاتيكان، كانت موضوع النازحين السوريين في لبنان، وفوجىء الحاضرون اللبنانيون بصراحته حيث قال: "موضوع النازحين في لبنان يشكّل عبئاً كبيراً، وبالتأكيد انّ لبنان لا يستطيع ان يحتمل العبء الإضافي الذي يشكّله تزايد ولادات النازحين التي باتت تزيد عن 200 الف ولادة، ولكن مع الأسف، انّ عودتهم الى بلادهم قد لا تتم، إذ ليس هناك في العالم من هو مستعد ليقدّم المساعدة للبنان في هذا الموضوع، نحن ننصح بأن يطرق لبنان باب واشنطن علّه يلقى مساعدة في هذا المجال".

 

تركيا ترفض استقبال باخرتين تجاريتين من لبنان.. والسبب..

المستقبل/24 تشرين الثاني/18/علمت "المستقبل" ان السلطات الملاحية التركية رفضت استقبال باخرتين تجاريتين محملتين بحديد الخردة قادمتين من لبنان ردا على قرار السلطات اللبنانية منع استيراد بعض اصناف البضائع التركية. وبحسب مصادر ملاحية في مدينة صيدا، فإن الباخرتين اللتين كانتا على وشك الإبحار قبل ايام انطلاقا من مرفأ صيدا الى السواحل التركية بعدما تم تحميلهما بنحو 6500 طن من حديد الخردة (3000 طن على متن الأولى و3500 طن على متن الثانية)، اضطرتا للبقاء داخل حوض ميناء صيدا الجديد بعدما تبلغ طاقما الباخرتين والتاجران صاحبا البضاعة، قرار السلطات التركية عدم استقبال حمولتي "الخردة" اللبنانية. واضافت المصادر ان الباخرتين لا تزالان ترابطان منذ ايام في حوض مرفأ صيدا الجديد بانتظار تحديد الوجهة الجديدة لحمولتيهما والتي ستكون على الأرجح بحسب هذه المصادر، جمهورية مصر العربية. وفي سياق متصل، علم ان سفير تركيا في لبنان هاكان شاكيل وخلال زيارته الأخيرة لمدينة صيدا كان شكا لمسؤولين واقتصاديين لبنانيين من تداعيات قرار السلطات اللبنانية منع استيراد منتجات تركية معينة وانعكاس هذا القرار سلبا على التبادل التجاري بين البلدين

 

بالصور: "دروز" بيروت يتظاهرون بعد إدعاء جنبلاط عليهم

"ليبانون ديبايت"/24 تشرين الثاني/18/شهدت منطقة وطى المصيطبة في بيروت ليل أمس الجمعة، تظاهرة لعدد من الشبان الدروز، وذلك إحتجاجاً على قيام النائب السابق وليد جنبلاط برفع دعوات ضد عدد من الدروز القاطنين تاريخياً في منطقة وطى المصيطبة، ومطالبتهم بالاخلاء الفوري لعقارات كان قد اشتراها جنبلاط لإقامة فنادق ومجمع تجاري.

 

الرئيس امين الجميل: نعيش اليوم تسوية الإستسلام

المركزية/24 تشرين الثاني/18/اكد الرئيس امين الجميل "ان كلام وافكار الشيخ بيار الجميل المؤسس هو المرجع لحزب الكتائب على الدوام الذي يقوم على لبنان الإستقرار والتعاون المسلم - المسيحي، ولبنان الرسالة الذي يتجاوز الطائفية، لبنان بلد المواطن ليس بلد الطوائف". واستذكر في تصريح حقبة الإستقلال، إذ لعب حزب "الكتائب" دور محوري فيه ولولاه لتأخر الإستقلال". ودعا الجميل الى "الاتعاظ اليوم من تجربة الـ1943 ومراقبة التسويات الحاصلة"، لافتا الى "ان حزب "الكتائب "هو الوحيد الذي بقي على طهارته ومبادئه وهو وحده الذي بقي في الميدان من دون اي مساومات"، معتبراً "ان الذي نعيشه اليوم هو تسوية الإستسلام وليس تسوية بنّاءة حيث يستقوي فريق سياسي على الآخر".

 

هكذا سينتزع "حزب الله" الثلث المعطّل...

"الراي الكويتية" - 24 تشرين الثاني 2018/لم تعد دوائر سياسية تُخْفي أن «حزب الله» الذي يُمْسِك بـ«مفاتيح» الحرب والسلم في لبنان ويتحكّم عبر «صواريخه الدقيقة» بـ«أزرار» طمْأنة اسرائيل أو تهديد أمْنها الاستراتيجي، يحتاج في ملاقاة أقسى مرحلة من تضييق الخناق على طهران وعليه عبر العقوبات الأميركية الى ورقة ضغطٍ إضافية تسمح له بالسير في «حقل الألغام» الأكثر خطورةً متفادياً «الضغط على الزناد التفجيري» (مع اسرائيل) الذي لن يكون هذه المَرة إلا على طريقة «يا قاتل يا مقتول»، وفي الوقت نفسه بما يفتح أمامه باب مقايضاتٍ على مجمل الواقع اللبناني وإدارة السلطة فيه وتوازناته وحتى... نظامه السياسي. وفي رأي الدوائر السياسية، لـ «الراي»، أن الأزمة الحكومية التي «افتعل» حزب الله عقدتَها الأخيرة تحت عنوان توزير السنّة الموالين له «أو لا حكومة» وتَعاطيه مع الرئيس المكلف سعد الحريري بمنْطق «الفرْض» وتقديمه هذه العقدة بطريقةٍ تجعل أي سيرٍ للحريري بـ«دفتر شروط» الحزب على أنه بمثابة «انتحارٍ سياسي»، كل هذا يعكس رغبةً بعدم ترْك أي مجالات لتراجعاتٍ تسْووية يمكن أن تُنْهي حال «تعليق» لبنان على «حبال» الحكومة... المعلَّقة. وترى هذه الدوائر أن «حزب الله» حيّد نفسه عن الحركة المفاجئة من رئيس «التيار الوطني الحر» الوزير جبران باسيل الذي عَمَدَ، مفوَّضاً من الرئيس ميشال عون، الى النأي بنفسه عن «إطار الحلّ» لتلك العقدة وأوحى بـ«قفْل» حصّة عون على قاعدة انتزاع الثلث المعطّل من خلال التراجُع عن مبدأ المبادلة مع الحريري واسترجاع الوزير المسيحي من حصة الرئيس المكلف مقابل إعادة الوزير السني السادس إليه بحيث يكون هو المدخل لتمثيل السنّة الموالين لـ «حزب الله». وحسب الدوائر نفسها، فإن «حزب الله» الذي لا يريد أصلاً تسليم فريق عون الثلث المعطّل يدرك تماماً ان طرْح باسيل وُلد ميتاً، طارحة علامات استفهام حول إذا كان الحزب سيُبقي لعبة «عض الأصابع» ضمن حدودها الراهنة أم أنه قد يلجأ وفق «المقتضيات الاقليمية» الى قلْب الطاولة على الحريري عبر حشْره في زاوية الإحراج، للإخراج.

 

رسالة مُباشرة إلى "الوطني الحر"... فكيف سيأتي الرد؟

"اللواء" - 24 تشرين الثاني 2018/لمحت مصادر قوى "8 آذار"، لـ"اللواء"، الى ان "التيار الوطني الحر" والعهد باتا ملزمين بايضاح الكثير من النقاط حول مسألة اصرارهم على الثلث المعطل بشكل منفصل عن باقي قوى ٨ آذار"، مشددة على ضرورة "إعادة نظر كل القوى بمواقفهم وتوجهاتهم وعدم اضاعة البوصلة تحت عنوان "مشروعية التباين في المسائل السياسية الداخلية". وتضيف: "لربما لا تقف مشكلة الرئيس المكلف سعد الحريري عند حدود حل ازمة سنة ٨ آذار، فما لا يعلمه الحريري ان هذه القوى بدات الحديث جديا عن اعادة النظر باتفاق الطائف، هذا الكلام ليس للاستهلاك الاعلامي بل انه كلام رسمي ومن اعلى المراجع في هذه القوى، والمفارقة هنا ان موضوع تاليف الحكومة او عدم تاليفها لا يرتبط بشكل مباشر بهذا الموضوع".

 

"8 آذار" تتّجه نحو التصعيد في الأيام المقبلة...

"اللواء" - 24 تشرين الثاني 2018/تتجه قوى 8 آذار إلى التصعيد، فهي لن تترك مهل تأليف الحكومة مفتوحة امام الرئيس المكلف إلى ما لا نهاية، ولا تنوي أيضاً بطبيعة الحال محاولة تقييده بمهل محددة، وفقاً لاوساطها. وجزمت مصادر مطلعة في هذه القوى، لـ"اللواء"، أن فريق 8 آذار مرّر للرئيس المكلف سعد الحريري رسالة واضحة مفادها ضرورة الاستعجال في تاليف الحكومة والا الاعتذار والبديل جاهز، دون ان تدخل في لعبة تحديد مهل معينة حتى تترك مكانا للوساطة التي يقوم بها رئيس الجمهورية بشخص الوزير باسيل، حتى ان المصادر رفضت تحديد الشخصية البديلة للحريري التي وافقت على الحلول مكانه. وبحسب هذه المصادر، فإن هذا الكلام التصعيدي لا تضعه هذه القوى في اطار الابتزاز بقدر ما هو دق ناقوس الخطر لتحميل الجميع مسؤوليتاتهم الوطنية وتقديم مصلحة البلد على مصالحهم الشخصية والفئوية. وتعتقد المصادر نفسها ان رئيس الجمهورية هو معني أيضاً وبشكل مباشر بحل الأزمة الحكومية، وقالت: في اللحظة الحاسمة نحن نعتقد بانه لن يمانع في تكليف بديل عن الحريري، فالعهد لا يحتمل هذه المماطلة والتعنت في التأليف نظرا الى تزايد الضغوطات الدولية على لبنان وتهديد معظم الدول المانحة في مؤتمر سيدر الدولي بالتراجع عن التزاماتها، مما سيعرض الاقتصاد وسعر صرف الليرة الى خطر جدي.

 

رعد: حسّنوا نياتكم تتشكّل الحكومة

المركزية/24 تشرين الثاني/18/تساءل رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد "ان الإسرائيلي الذي لم يستطع ان يتحمل بضعة صواريخ قصيرة المدى تطال بعض المستوطنات من قبل فصائل المقاومة الفلسطينية، هل يستطيع ان يتحرش بالمقاومة في لبنان؟ لا والله". كلام رعد جاء خلال الحفل التأبيني لوالدة الشهيد يوسف مهظي في بلدة أرنون، (النبطية)، في حضور فعاليات وشخصيات وأهالي البلدة، وقال "انتهى الزمن الذي كان يستطيع فيه العدو ان يتحرش بلبنان دون ان يلقى العقاب اللازم والآن العدو يتورع من ان يتحرش بلبنان، والسبب انه يعرف ان هذه المقاومة اعدت له ما يلوي ذراعه، بل ما يضع مصير كيانه على الطاولة". وعن اجواء يوم الإستقلال، قال رعد "ان هذا الإستقلال حفظته مقاومتنا وجيشنا يضطلع بدوره المهم في حفظ الإستقلال لكن جيشنا يحتاج إلى تسليح، والتسليح ممنوع على جيشنا، لأن كل سلاح يؤثر في الأمن الإسرائيلي ممنوع ان يصل ليس إلى لبنان فحسب بل إلى اي بلد عربي". اضاف "حتى سلاح الطيران الذي يرسل إلى بعض الأنظمة العربية في منطقتنا بائعوه للبلدان العربية يشترطون ان لا يطاول هذا السلاح الأمن الإسرائيلي، لأن العالم الغربي واميركا واوروبا لا ترى في هذه المنطقة إلا إسرائيل فكل شيء ينقز إسرائيل ممنوع لأحد ان يقترب منه". وفي الشأن الحكومي، اشار رعد إلى "ان الذين انتخبهم الناس من ابناء الطائفة السنّية الكريمة، ومثّلوا شريحة واسعة منها 10 نواب اتفق منهم 6 نواب ان يتمثلوا في الحكومة فهذا حق لهم وتمثيلهم في الحكومة ليس منّة من احد، ولم يقدر احد ان يتجاوزهم". اضاف "اننا نلام لأننا دعمنا حقهم ووقفنا إلى جانب هذا الحق". وامل في "ان تتشكل الحكومة في اسرع وقت والمسألة مرتبطة في حسن النيّة وليست مسألة حسابات، لأن اذا اردنا ان نفعل حسابات بحسب حق الناس بالتمثيل فتكون الحسابات خاسرة لجهة الطرف الذي لا يرضى بالتمثيل، دعونا نعمل حسابات النيات، فحسنوا نياتكم تصلون للحلول".وختم رعد:"اننا لن نكون شهود زور على تضييع حقوق من يطالب بحقه".

 

سامي الجميّل: فرصة تاريخية أمام عون والحريري.. وهذه نصيحتي لـ"حزب الله"

المركزية/24 تشرين الثاني/18/اكّد رئيس "حزب الكتائب" النائب سامي الجميّل للـmtv أنّ "مصير لبنان ومصير "الكتائب" متلازمان والرسالة الأكبر التي نريد توجيهها لجميع المسؤولين أنّ الشعب اللبناني لا يستطيع المضيّ بهذه الطريقة وتأجيل كلّ الإستحقاقات الدستورية"، مشدداً على أنّه "حان الوقت لوضع نقطة على السطر والعمل على بناء لبنان جديد". وقال: "حان الوقت لإيقاف هذه الطريقة بإدارة الحياة السياسية والجلوس معاً لبناء لبنان الجديد"، معتبراً أنّه "أمام الرئيسين ميشال عون وسعد الحريري فرصة تاريخيّة ليكونا بشارة الخوري ورياض الصلح 2018 شرط رفض هذه الطريقة بالأداء والقول إنهما سيكونان رجال الجمهورية الثالثة". وقال الجميّل: "فائض القوة الذي يعيشه "حزب الله" مررنا به في الماضي ونصيحتنا له أن لا أحد يستطيع أن يسيطر على هذا البلد"، مضيفا: "دعوتي لـ"حزب الله" لأن يأخذ القرار الجريء بمدّ اليد للآخرين ووضع نفسه تحت سقف القانون لأنه إذا استمرّ باعتبار أنه أكبر وأهم من اللبنانيين فهذا سيؤدي إلى انتفاضة".

 

المتفرقات الأخبار الإقليمية والدولية

واشنطن ترفض مقايضة وجود إيران بتخفيف العقوبات

أوساط روسية ترى «تراجعاً» في اللهجة الأميركية حيال التسوية السورية

موسكو: رائد جبر/الشرق الأوسط/24 تشرين الثاني/18/تجنب الكرملين، أمس، المسارعة إلى إعلان موقف حول تصريحات المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا جيمس جيفري، في حين رأت فيها مصادر مقربة من صنع القرار «تراجعاً» عن اللهجة السابقة لواشنطن، وإقراراً بـ«مركزية دور روسيا» في التسوية السورية. وكان جيفري قال إن بلاده ترفض مقايضة الوجود الإيراني في سوريا بملف العقوبات على طهران.

ورأى مصدر دبلوماسي روسي، تحدث إلى وسائل الإعلام، أمس، أن الرسائل التي وجهها جيفري إلى موسكو خلال مقابلة صحافية مع وسائل إعلام روسية حكومية تستحق التوقف والدرس، مبرراً بذلك عدم صدور رد فعل رسمي سريع من جانب الدبلوماسية الروسية. وكان جيفري أكد أن بلاده «لا تسعى إلى تغيير السلطة في سوريا، بل تدعم تغيير سلوكها». وتحدث في مقابلة مع وكالة أنباء «نوفوستي» الرسمية وصحيفة «كوميرسانت» الروسية واسعة الانتشار عن ضرورة «انسحاب كل القوات الأجنبية من سوريا، وبالدرجة الأولى القوات الإيرانية»، ملمحاً أيضاً إلى انسحاب أميركي، لكنه استثنى الروس في حديثه عن ضرورة خروج القوات الأجنبية من سوريا. ونقلت الوكالة الروسية عن جفري قوله: «نعتقد أن الرئيس السوري عار على البشرية ومجرم حرب، وربما أكبر مجرمي الحرب في عالم اليوم وأشدهم قسوة، ولن تكون لبلادنا علاقات جيدة مع بشار الأسد أبداً، لكن مع ذلك نحن متمسكون بعملية سياسية تتحقق بالتعاون مع الشعب السوري ومن قبل الشعب السوري نفسه». وأضاف: «على الشعب السوري أن يقرر من يحكمه وأي حكومة ستكون لديه». وشدد على أن واشنطن «لا تسعى لأي شكل من أشكال تغيير النظام»، بل تستهدف «تغيير سلوك هذا النظام إزاء شعبه بالدرجة الأولى، ثم تجاه جيرانه، فالمجتمع الدولي... بما يشمل ملفات مثل استخدام السلاح الكيماوي وممارسة التعذيب وما يهدد المنطقة من مخاطر هائلة نتجت عن تدخل إيران، وإطلاق العنان، ولو بطريقة غير مباشرة، لكارثة تتمثل في (داعش) في المنطقة وأوروبا، إضافة إلى تدفق ملايين المهاجرين الذين أثقلوا كاهل أوروبا وتركيا ولبنان والأردن».

وأشار إلى «قائمة طويلة» لما تعتبره الولايات المتحدة غير مقبول في أداء الحكومة السورية، وما «يجب أن يتغير لدى التوصل إلى السلام الحقيقي والتسوية الحقيقية للخلافات مع المجتمع الدولي». وزاد أن واشنطن «كانت ولا تزال تدعم وحدة أراضي سوريا، ووجود القوات الأميركية، التي تنفذ عمليات لمكافحة الإرهاب في سوريا، لا يعني إطلاقاً رغبة في تفكيك البلاد»، بدليل أن الحضور العسكري الأميركي في العراق على مدى سنوات طويلة «لم يؤدِ إلى انقسام ذلك البلد».

وأشاد جيفري بالجهود التي بذلها المبعوث الأممي المنتهية ولايته ستيفان دي ميستورا لتشكيل اللجنة الدستورية السورية، معتبراً أن مهمة المبعوث الجديد غير بيدرسن تتمثل في تطوير عمل هذه اللجنة، وتوجيهه تحضيراً لإجراء انتخابات بموجب قرار مجلس الأمن 2254.

لكن جيفري حذر من أنه «إذا فشلت محاولات المبعوث الأممي العمل مع روسيا وإيران وتركيا، إضافة إلى الحكومة السورية، إلى حد ما، وإذا خابت آمالنا ولم يتم تشكيل اللجنة، فإن الولايات المتحدة ودولاً كثيرة أخرى ستنتظر من الأمم المتحدة دوراً مختلفاً تماماً يتسم بدرجة أكبر من المركزية في تسوية الأزمة السورية».

ودعا روسيا للضغط على الحكومة السورية وإيران لسحب قوات طهران من كل الأراضي السورية، بموجب القرار القاضي بانسحاب كافة القوات الأجنبية باستثناء روسيا والعودة إلى وضع ما قبل 2011.

وقال جيفري إن بلاده ترفض فكرة مقايضة الوجود الإيراني في سوريا بملف العقوبات على طهران، موضحاً أنه «إذا ما تم طرح فكرة مقايضة انسحاب القوات الإيرانية من سوريا، بإضعاف العقوبات ضد إيران، فإننا لن نقبلها تحت أي ظرف من الظروف، لأنها أمور مختلفة، والعقوبات الأميركية ضد إيران لا تتعلق بسوريا، بل ناتجة عن قلق واشنطن بشأن ملف إيران النووي ونشاطاتها في المنطقة». ورأت أوساط روسية في تصريحات جيفري تغييراً في اللهجة حيال موسكو، وإقراراً بالدور الأساسي لروسيا في سوريا. ونقلت وسائل إعلام عن مصدر وصفته بأنه في القيادة العسكرية الروسية أن «ممثلي الولايات المتحدة، بمن فيهم رجال الاستخبارات، نشروا بنشاط معلومات تقول بالانتهاء الوشيك للحملة الأميركية في سوريا. وقاموا بنقل مقاتلي تنظيم داعش إلى بلدانهم الأصلية، وطلبوا معلومات إضافية عن أولئك الذين ما زالوا يقومون بأنشطة إرهابية. وحاولوا مع روسيا، بالمناسبة، إقامة مثل هذا الاتصال، لكن لم يتم الاتفاق بعد». وزاد المصدر أن مبعوثين أميركيين «أجروا اتصالات نشطة مع الحكومة السورية من خلال وساطة الروس، وبمشاركة من الأكراد. وعرضت الولايات خلالها عدة خيارات يمكن من خلالها الانسحاب وحتى حل الهياكل السياسية في الشمال الكردي. لكن الشروط المطروحة لم تكن مقبولة». ورأى المصدر أن تصريحات جيفري الأخيرة، تصب في الاتجاه ذاته، وتشكل مسعى جديداً لوضع إسفين في العلاقة بين روسيا وإيران، مضيفاً أنه على الرغم من أن بعض الرسائل التي أرسلها جيفري «إيجابية ويمكن التعامل معها، لكن التحركات الأميركية على الأرض ما زالت لا توفر قدراً كافياً من الثقة لدى موسكو بنيات الولايات المتحدة».

 

إيران لا تريد «إضاعة الوقت» في مفاوضات نووية جديدة مع ترمب

روما - طهران/الشرق الأوسط/24 تشرين الثاني/18/قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، إن طهران لا تجد سبباً لـ«إضاعة الوقت» في محادثات نووية جديدة مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب، لأنه «لا يُعوّل عليه»، بحسب ما أوردت وكالة الأنباء الألمانية. وكانت الولايات المتحدة أعادت تطبيق جولة ثانية من العقوبات ضد طهران في الرابع من الشهر الحالي، استهدفت بها قطاع الطاقة في إيران، وذلك بعد ثلاثة أشهر من إعادة تطبيق جولة أولى من العقوبات. وانسحبت واشنطن في مايو (أيار) الماضي من الاتفاق النووي الذي وقعته إيران والقوى العالمية، بينها الولايات المتحدة، في فيينا عام 2015. وقال ظريف في مقابلة مع صحيفة «كوريري ديلا سيرا» الإيطالية نشرتها في عددها أمس الجمعة، «نحن بالفعل لدينا اتفاق: أجرينا مفاوضات بشأنه مع الولايات المتحدة وشركاء آخرين لمدة عامين ونصف العام. هل علينا أن نقضي عامين ونصف عام آخرين مع هذا الرئيس، الذي قد لا يُعاد انتخابه (لفترة ثانية بعد عامين)، وأن نوقّع وثيقة ربما يرفضها خلفه (في البيت الأبيض)؟». وتساءل: «لماذا يتعيّن علينا إضاعة الوقت مع شريك لا يُعول عليه؟». ووصف الوزير الإيراني الاتفاق النووي بأنه «اتفاق جيد»، لكنه حذّر من أن بلاده قد تتخلى عنه إذا ما أخفقت الجهود التي تقودها أوروبا للإبقاء عليه.في غضون ذلك، رفضت إيران «بشدة»، الجمعة، الاتهامات الأميركية لها بامتلاك برنامج للأسلحة الكيميائية. وأفاد بيان صدر عن وزارة الخارجية الإيرانية ونقلته وكالة الصحافة الفرنسية: «وجّهت الولايات المتحدة (...) كعادتها اتهامات لا أساس لها إلى الجمهورية الإسلامية نرفضها بشدة». وأضاف البيان أن «هذا النوع من الاتهامات غير الصحيحة والباطلة ناجم فقط عن العداوة تجاه الأمة الإيرانية».  واتهمت الولايات المتحدة، الخميس، إيران، بعدم الكشف عن برنامجها للأسلحة السامة إلى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية في انتهاك للاتفاقيات الدولية. وقال المندوب الأميركي لدى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية كينيث وورد في لاهاي، إن طهران تسعى كذلك إلى امتلاك غازات أعصاب قاتلة لأغراض هجومية.

 

أنقرة: لا فائدة لنقاط المراقبة الأميركية في شمال سوريا

أنقرة/الشرق الأوسط/24 تشرين الثاني/18/انتقدت تركيا بحدة اليوم (السبت) إقامة الولايات المتحدة نقاط مراقبة في شمال سوريا تهدف إلى منع أي مواجهة بين الجيش التركي ومقاتلين أكراد مدعومين من واشنطن. ونقلت "وكالة أنباء الأناضول" الرسمية التركية عن وزير الدفاع التركي خلوصي أكار قوله: "أؤيد الرأي القائل إن هذه التدابير ستزيد تعقيد وضع معقد أصلا". وأضاف: "أبلغنا نظراءنا الأميركيين باستيائنا مرات عدة"، موضحا أنه بحث في هذه المسألة أخيراً مع رئيس الأركان الأميركي جو دانفورد. وكان وزير الدفاع الأميركي جيم ماتيس قد أعلن الأربعاء أن الجيش الأميركي سيقيم نقاط مراقبة على الحدود الشمالية لسوريا لتجنب التوتر بين تركيا وأكراد سوريا حلفاء التحالف الدولي المناهض لـ "داعش". وأوضح أن الهدف هو التأكد من أن قوات سوريا الديمقراطية "قسد" المكوّنة من مقاتلين أكراد وسواهم "لن تنسحب من المعركة" ضد "داعش". وأضاف ماتيس أن مراكز المراقبة هذه "ستكون مواقع ظاهرة بوضوح ليلا ونهارا ليعرف الأتراك أين هي بالضبط"، لافتا إلى أن هذا القرار اتخذ "بالتعاون الوثيق مع تركيا". وبعدما دعا أكار مجددا الولايات المتحدة إلى الكف عن دعم "وحدات حماية الشعب" الكردية التي تشكل العمود الفقري لـ "قسد"، أكد أن أبراج المراقبة "لن تكون لها أي فائدة". وقال إن "تركيا لن تتردد في اتخاذ الإجراءات التي تفرض من الجانب الآخر من الحدود لمواجهة الأخطار والتهديدات التي يمكن أن تنشأ". من جهة أخرى، اتفق أكار ووزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، خلال اتصال هاتفي اليوم، على مواصلة العمل المشترك من أجل تحقيق السلام واستمراره في إدلب وتل رفعت السوريتين. وذكرت مصادر في وزارة الدفاع التركية لـ "وكالة الأناضول للأنباء" أن الوزيرين ناقشا في الاتصال قضايا تتعلق بالأمن الإقليمي، في إطار الاتفاق الموقع في 17 سبتمبر (أيلول) الماضي في مدينة سوتشي الروسية بين البلدين حول سورية. وأكدت أن الوزيرين حددا التدابير التقنية والتكتيكية الواجب اتخاذها ميدانيا. يشار إلى أن أكار ورئيس جهاز الاستخبارات التركي هاكان فيدان، عقدا الثلاثاء الماضي لقاء مع شويغو ومسؤولين روس آخرين في سوتشي الروسية المطلة على البحر الأسود لمناقشة نقاط في الاتفاق الذي يقضي خصوصاً بإقامة منطقة منزوعة السلاح تفصل بين المناطق التي تسيطر عليها قوات نظام بشار الأسد ومناطق المعارضة في إدلب.

 

«داعش» يتبنى التفجيرين الانتحاريين في باكستان وأفغانستان الهجومان أوقعا عشرات القتلى

إسلام آباد - كابل/الشرق الأوسط/24 تشرين الثاني/18/أعلن تنظيم «داعش» المتطرف تبنيه للتفجيرين الانتحاريين اللذين حصدا عشرات القتلى في باكستان وأفغانستان أمس (الجمعة). ونقلت وكالة «أعماق» التابعة للتنظيم إعلانه المسؤولية عن التفجير الانتحاري في سوق بشمال غربي باكستان، وزعمت أنه أسفر عن مقتل 57 شخصاً. وكان الانفجار قد جرى بهجوم انتحاري بسترة ناسفة في منطقة أوركزي جنوب غربي إقليم خيبر بختون خوا شمال باكستان. وكان مسؤول حكومي قال أمس إن 25 قتيلا على الأقل سقطوا كما أصيب 20 آخرون. كما تبنى التنظيم المتطرف التفجير داخل مسجد في إقليم خوست بشرق أفغانستان، وقال إن الهجوم أدى إلى مقتل نحو 50 من الجيش الأفغاني وإصابة 110 آخرين، حسب «أعماق». وكان مسؤولون أمنيون في المنطقة قالوا أمس إن التفجير في المسجد الذي يقع داخل قاعدة عسكرية أسقط 26 قتيلا على الأقل و50 مصابا.

 

الأحواز تنتفض ضد الملالي… والمحتجون يهتفون: “هيهات منا الذلة”وايران تتهاوى وسط ارتفاع التضخم

طهران، عواصم – وكالات/24 تشرين الثاني/18/دخلت الاحتجاجات العمالية في الأحواز أسبوعها الثالث، وانضم سكان المنطقة الواقعة جنوبي إيران إلى مظاهرات العمال في أكثر من مدينة. وتظاهر مئات المحتجين في شوارع مدينتي الأحواز العاصمة والسوس أمس،، مع اتساع رقعة المظاهرات، واجتاز عمال محتجون الحواجز التي وضعتها قوات الشرطة، بهدف حصر الاحتجاجات في أماكن محددة. وقال المركز الأحوازي للإعلام والدراسات الستراتيجية، إن السكان انضموا إلى الاحتجاجات، حيث “سيطر المتظاهرون على العديد من شوارع مدينتي الأحواز العاصمة والسوس”. وأوضح أن “قوات الشرطة تراجعت تحت ضغط المحتجين الغاضبين، الذين يطالبون بدفع رواتبهم المتأخرة وتحسين وضعهم المعيشي، ومحاسبة المسؤولين ومحاربة الفساد الاقتصادي الذي ينخر بجميع مؤسسات النظام الإيراني”. وهتف المحتجون: “هيهات منا الذلة”، عندما حاولت قوات النظام التصدي لهم وتفريق مظاهراتهم. ومن بين الهتافات التي رفعها المحتجون: “الحكومة والمافيا، زواجكم مبارك”، في إشارة إلى وقوف حكومة الرئيس حسن روحاني مع “الحرس الثوري” وتيار المرشد في قمع المواطنين والعمال المحتجين. ومن جهة أخرى، طالب عمال مصنع سكر القصب في “هافت تابه” بمدينة السوس، بالإفراج عن زملائهم المعتقلين، في اليوم الرابع والعشرين من إضرابهم احتجاجا على تأخر الرواتب وفساد مسؤولي المصنع. ورفع عمال محتجون لافتة كتب عليها: “ليطلق سراح العامل المسجون”، وهتفوا: “عازمون على نيل حقوقنا ولو كلفنا حياتنا”، و”العامل يموت ولا يقبل الذل”. في غضون ذلك، أعلن مركز الإحصاء الإيراني عن ارتفاع معدل التضخم في البلاد وذكر أنه بلغ 34.9 في المئة في نوفمبر الجاري. وضمن تقريره عن مؤشر أسعار السلع والخدمات الاستهلاكية، ذكر أن الأسر الإيرانية أنفقت 34.9 في المئة أكثر من نوفمبر من العام الماضي لشراء نفس السلع والخدمات في نفس العام. وأظهرت المؤشرات الارتفاع المضطرد لأسعار المواد الغذائية والمشروبات كزيادة أسعار اللحوم بما في ذلك الأسماك ولحم الضأن ولحم البقر والفاكهة والمكسرات، وكذلك ارتفاع أسعار منتجات الألبان.

كما أكد زيادة مؤشر أسعار الأثاث والأجهزة المنزلية والملابس والأحذية، وبلغت السجائر أعلى معدل للتضخم من بين السلع الاستهلاكية التي بلغ نسبة التضخم فيها 160في المئة بعد ما ارتفعت أسعارها 63.5 في المئة. إلى ذلك، وفي اعتراف صريح للتدخل والدعم العسكري الذي تقدمه إيران إلى ميليشيات الحوثي، ما يزيد من معاناة الشعب اليمني، ويطيل أمد الحرب، أقام “الحرس الثوري” مؤتمراً لدعم تلك الميليشيات، في العاصمة الإيرانية طهران يوم الخميس الفائت. واعترف “الحرس الثوري” الإيراني بتقديم بلده المال والسلاح للحوثيين، وزعم نائب

القائد العام حسين سلامي، أن ما تقوم به طهران يأتي في إطار “الأخوة والوحدة” على حد تعبيره. من جانبه، زعم الرئيس حسن روحاني أمس أن إيران مستعدة للدفاع عن مصالح الشعب السعودي ضد “الإرهاب والقوى العظمى”ودعا المسلمين إلى الاتحاد ضد الولايات المتحدة.

وخلال بث مباشر للتلفزيون الإيراني لوقائع افتتاح الدورة 32 من “مؤتمر الوحدة الإسلامية” قال روحاني “نحن مستعدون للقيام بكل ما هو ممكن لحماية مصالح الشعب السعودي ضد الإرهاب والقوى العظمى (…) كما فعلنا لدعم الشعوب في العراق وسورية وأفغانستان واليمن”.

 

فرنسا في مَهبِّ “السترات الصفراء”… الفصل الثاني: استقالة ماكرون

شرطة باريس فرّقت بالغاز عشرات آلاف المحتجين ومتطرفو اليمين واليسار يُحرِّضون على "تعبئة هائلة"

باريس- وكالات/24 تشرين الثاني/18/استخدمت قوات الأمن الفرنسية الغاز المسيِّل للدموع وخراطيم المياه لتفريق عشرات الآلاف من متظاهري السترات الصفراء، الذين حاولوا أمس، اختراق طوق للشرطة في جادة شانزليزيه بالعاصمة باريس، وهم يهتفون: “استقالة ماكرون”، مُعلنين بدء “الفصل الثاني” من موجة احتجاجات متصاعدة منذ السبت الماضي، رفضاً للسياسات الاقتصادية للرئيس إيمانويل ماكرون، وخصوصاً زيادة رسوم المحروقات.

وتدفق آلاف المحتجّين على ساحة إيتوال ومدخل جادة شانزيليزيه، وهم يهتفون: “استقالة ماكرون”، و”الشرطة معنا”. وحاولوا الوصول إلى ساحة كونكورد، والتوجّه نحو قصر إليزيه، لكنّ قوات الأمن منعتهم بالقوّة، ودفعتهم باتجاه قوس النصر، وإلى حديقة “شون دو مارس”، التي حصلوا على ترخيص للتظاهر فيها، لكنهم أصروا التحرك باتجاه القصر الرئاسي، ما ينذر باتسّاع دائرة الاضطرابات.

وتخشى قوات الأمن أن يتسلل إلى التظاهرات متطرفون من أقصى اليسار وأقصى اليمين المتطرِّفَيْن، ما يزيد تحدّيات السيطرة عليها. وقدَّر الأمين العام لاتحاد الشرطة البديلة دينيس جاكوب عدد المحتجين في باريس وحدها بنحو 30 ألف شخص. وقال: “نعلم أن هناك متسللين من اليمين المتطرّف ومن اليسار المتطرّف. نتوقع أيضاً عصابات من الضواحي”، فيما أعلنت بلدية باريس أن نحو ثلاثة آلاف شرطي تم إعدادهم للعمل في المدينة أمس، وسيكون على قوات الأمن التعامل مع تظاهرة ضد العنف الجنسي، ومباراة لكرة القدم، ومباراة للرغبي، وكلها في اليوم نفسه.

ولأكثر من أسبوع، أغلق متظاهرون يرتدون السترات الصفراء، التي يتعيّن على سائقي السيارات في فرنسا حملها في سياراتهم، الطرق السريعة بحواجز محترقة وقوافل من الشاحنات بطيئة الحركة، ما عرقل الوصول إلى مستودعات الوقود ومراكز التسوّق وبعض المصانع في جميع أنحاء البلاد. ويعارض المحتجّون الضرائب التي فرضها ماكرون العام الماضي على الديزل والبنزين، لتشجيع الناس على الانتقال إلى وسائل نقل أكثر ملاءمة للبيئة. وإضافة إلى الضريبة، عرضت الحكومة حوافز لشراء سيارات كهربائية أو صديقة للبيئة.

وعلى الرغم من دعوات الحكومة إلى التهدئة، تواصل تدفق المحتجين المرتدين السترات الصفراء، التي أصبحت رمزاً لحراكهم، إلى الأراضي الفرنسية في الخارج، بما في ذلك جزيرة لا ريونيون في المحيط الهندي، حيث أضرمت النار في عدد من السيارات. وقالت وزارة الداخلية، أول من أمس، إن الاضطرابات خلفت قتيلين و606 مصابين في البر الرئيسي الفرنسي. وقرر المحتجون القيام بتحركات في مناطق أخرى أيضاً، وخصوصاً في محيط الطرق المدفوعة ومحاور الطرق السريعة، وذلك بعد نجاح التحرك الأول في باريس السبت الماضي، حيث أغلق 282 ألف شخص محاور طرق ومواقع ستراتيجية، تلاه أسبوع من التجمّعات التي أراد منها المحتجون عرض قوّتهم.

ومن الواضح أن التحرك يعتمد على دعم واسع من الفرنسيين، فقد كشف استطلاع للرأي أجراه معهد “بي في آ”، تأييد 72 في المئة من الفرنسيين مطالب “السترات الصفراء” الغاضبين من زيادة رسم للبيئة أدى إلى ارتفاع أسعار المحروقات. ومع أن طريقة التحرك تثير انقساماً بين الفرنسيين (52 في المئة يؤيدون و46 في المئة يعارضون) تشكل الحركة غير السياسية وغير النقابية تحدياً حقيقياً للرئيس ماكرون الذي لم يبدِ حتى الآن أي رغبة في تخفيف وتيرة “إصلاحاته” من أجل “تغيير” فرنسا.

وفيما أعلنت الرئاسة الفرنسية أن ماكرون سيطلق بعد غد الثلاثاء “توجيهات للانتقال البيئي”، مؤكدةً أنه “تلقى رسالة المواطنين”، قال عدد من كتاب الافتتاحيات إن الهدف هو تجنب إحداث “شرخ” بين الفرنسيين. وكتب نيكولا شاربونو في صحيفة “لوباريزيان” أن “الشرخ يقع عندما لا نعود نصغي إلى بعضنا ولا نحترم بعضنا (…) وهذا هو أكبر خطر اليوم”. وفي وقت أعلنت شرطة باريس أنها حشدت ثلاثة آلاف من أفراد القوات المتنقلة لتطويق “تجمعات متفرقة” في العاصمة، أعلن نحو 35 ألف شخص على “فيسبوك” استعدادهم للمشاركة في تجمع كبير في ساحة الكونكورد بالقرب من القصر الرئاسي. ومنذ فجر أمس، أغلقت الطرق المؤدية إلى الإليزيه والقسم السفلي من جادة الشانزليزيه وساحة الكونكورد والجمعية الوطنية ومقر رئيس الحكومة. وقال قائد الشرطة ميشال ديلبويش: “لا يمكن أن تجرى أي تظاهرة أو تجمع أو موكب مرتبط بـ “السترات الصفراء” في هذه المنطقة. من غير الوارد إطلاقاً السماح بالاقتراب من الإليزيه، كما حدث الأسبوع الماضي”. وفيما تؤكد الحركة أنها غير سياسية، لكن عدداً من نواب المعارضة مهتمون بها، فقد اقترحت مارين لوبن رئيسة حزب “التجمع الوطني” من اليمين المتطرّف تنظيم تجمع في الشانزيليزيه، بينما توقع جان لوك ميلانشون زعيم حزب “فرنسا المتمردة” اليساري المتطرّف “تعبئة هائلة”.

 

إغلاق “برج إيفل”

باريس- كونا/24 تشرين الثاني/18/أعلنت إدارة “برج إيفل” إغلاقه أمام الزوّار بسبب الاحتجاجات الواسعة التي تشهدها باريس ومدن فرنسية عدة. وقالت إدارة البرج، في بيان أمس: “سيتم إغلاق البرج استثنائياً طوال اليوم (أمس السبت) بسبب احتجاجات (السترات الصفراء) في أنحاء فرنسا”. وتعيش العاصمة باريس حالة استنفار أمني، إذ أغلقت السلطات جادّة الشانزليزيه تفادياً لأي أوضاع قد تنجم عن الاحتجاحات العارمة، وينتشر منذ صباح أمس الآلاف من رجال الشرطة في كل أنحاء العاصمة.

 

رئيس الأركان البريطاني: روسيا أخطر من «داعش»

لندن:/الشرق الأوسط/24 تشرين الثاني/18/أكد رئيس أركان الجيش البريطاني اليوم (السبت) أن روسيا تشكل "بما لا يقبل الجدل" تهديدا أكبر على أمن بريطانيا من الجماعات المتطرفة مثل تنظيمي "داعش" و"القاعدة". ولفت الجنرال مارك كارلتون-سميث إلى أن موسكو أبدت استعدادا لاستخدام قوتها العسكرية من أجل تحقيق مصالحها القومية وتسعى إلى "استغلال نقاط الضعف الغربية". وأضاف في مقابلة أجرتها معه صحيفة "ديلي تلغراف": "تمثّل روسيا اليوم بما لا يقبل الجدل تهديدا أبعد بكثير على أمننا القومي من تهديدات الإسلام المتطرف مثل القاعدة وتنظيم داعش". وأوضح أن "روسيا بدأت جهدا ممنهجا لاستكشاف نقاط الضعف لدى الغرب واستغلالها، خاصة في بعض النواحي غير التقليدية مثل الانترنت والفضاء وأساليب الحروب تحت الماء". وقال الجنرال البالغ من العمر54 عاماً إنه بعد الهزائم التي مني بها تنظيم "داعش" على أرض المعارك في سوريا والعراق، فإن على التحالف الغربي أن يركّز الآن على التهديد الذي تشكله روسيا وأن يفعل ذلك من خلال حلف شمال الأطلسي. وأكد أنه "لا يمكن أن نكون لامبالين حيال التهديد الذي تشكله روسيا أو أن نتركه بدون التصدي له"، لافتاً إلى أن "أهم رد عسكري تقليدي على روسيا هو الاستمرار في بناء القدرات والتماسك داخل الحلف الأطلسي". وهذه المقابلة هي الأولى للجنرال كارلتون-سميث منذ تعيينه رئيسا لهيئة الأركان البريطانية في يونيو (حزيران) الماضي. وجاءت تعليقاته بعد زيارته القوات البريطانية المتمركزة في أستونيا كجزء من مجموعة قتالية تابعة للحلف الأطلسي في اطار مهمة ردع أي عدوان من روسيا المجاورة. واغتنم كارلتون-سميث الفرصة لانتقاد فكرة الحاجة إلى جيش أوروبي منفصل، وهو ما دعا اليه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أخيراً. وقال: "لا أدعم أي مبادرة تضعف التأثير العسكري للحلف الذي يشكل نقطة الارتكاز الأساسية للأمن الأوروبي".

 

24 قتيلاً من «سوريا الديمقراطية» بهجوم لـ«داعش» في دير الزور

بيروت: /الشرق الأوسط/24 تشرين الثاني/18/قتل 24 عنصراً من قوات سوريا الديمقراطية منذ أمس (الجمعة)، في هجوم تمكن خلاله تنظيم «داعش» المتطرف من اقتحام بلدة البحرة في محافظة دير الزور بشرق سوريا، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.

ويتحصن تنظيم «داعش» في جيب بأقصى ريف دير الزور الشرقي قرب الحدود العراقية، حيث يتعرض لغارات عنيفة من قبل التحالف الدولي بقيادة واشنطن. وأفاد مدير المرصد رامي عبد الرحمن: «شنّ التنظيم هجوماً واسعاً أمس على بلدة البحرة المحاذية للجيب الواقع تحت سيطرته، مستفيداً من الأحوال الجوية الضبابية في المنطقة». وتمكن التنظيم المتطرف من اقتحام المدينة حيث تدور منذ أمس معارك عنيفة أسفرت حتى الآن عن مقتل 24 عنصراً من قوات سوريا الديمقراطية، وفق المرصد، الذي أشار إلى أسر الإرهابيين لعشرة عناصر من تلك القوات.

وسيطرت قوات سوريا الديمقراطية على البحرة قبل أشهر عدة في إطار معاركها ضد داعش في ريف دير الزور الشرقي، وتتضمن البلدة مقراً عسكرياً لتلك القوات ولمستشارين من التحالف الدولي، بحسب عبد الرحمن. ومع استمرار الهجوم، أوضح عبد الرحمن أنه بدأت طائرات التحالف الدولي بشن غارات عنيفة على التنظيم في البحرة «لإبعاد خطرهم». وقتل 27 عنصراً من التنظيم المتطرف منذ أمس جراء الاشتباكات والقصف الجوي على مناطق عدة بينها البحرة، بحسب المرصد. كما قتل 17 مدنياً، بينهم خمسة أطفال، جراء عمليات القصف. وتعليقاً على هجوم التنظيم في البحرة، أكد عمر أبو ليلى، المدير التنفيذي لشبكة «دير الزور 24» المعنية بمتابعة أخبار المحافظة، أن «الوضع مخيف بعدما تمكن (داعش) من تحقيق تقدم كبير خلال ساعات فقط مستغلاً الأجواء الضبابية». واستأنفت قوات سوريا الديمقراطية منذ أسبوعين هجومها ضد التنظيم في المنطقة، بعد عشرة أيام من تعليقه رداً على قصف تركي طال مواقع كردية في شمال البلاد. واستقدمت مئات المقاتلين إلى محيط الجيب الأخير للتنظيم، في إطار مساعيها لإنهاء وجود الإرهابيين فيه، والذين يقدر التحالف الدولي عددهم بنحو ألفي عنصر. وتشهد سوريا نزاعاً دامياً تسبب منذ اندلاعه في منتصف مارس (آذار) 2011 بمقتل أكثر من 360 ألف شخص، وبدمار هائل في البنى التحتية، ونزوح وتشريد أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.

 

الخارجية الألمانية ترفض ترحيل حتى المجرمين من اللاجئين السوريين وتقريرها السنوي يستخلص أن لا مناطق آمنة لاستقبالهم

برلين: راغدة بهنام/الشرق الأوسط/24 تشرين الثاني/18/أصبح موضوع الهجرة محورياً في الحملات الانتخابية القائمة حالياً على زعامة حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي لخلافة ميركل... والمرشحون الـ3 الأبرز تطرقوا لموضوع تغيير الدستور الألماني حول الهجرة (أ.ف.ب)

أنهى تقرير لوزارة الخارجية الألمانية جدل ترحيل اللاجئين السوريين إلى بلادهم، ودفع بوزير الداخلية المحافظ هورست زيهوفر إلى التراجع عن الفكرة، والإعلان أن ترحيل السوريين حالياً غير ممكن. وقال زيهوفر، في تصريحات لموقع «شبيغل»، إنه «في الوقت الحالي، ليس هناك أي منطقة في سوريا يمكن ترحيل السوريين إليها، حتى المجرمين منهم». وجاءت تصريحات وزير الداخلية هذه بعد أيام من إعلانه أنه وزارته تدرس احتمال ترحيل سوريين إلى مناطق آمنة في بلادهم، بنيّة طرح المقترحات أمام قمة لوزراء داخلية الولايات الألمانية الأسبوع المقبل. وينتهي في ديسمبر (كانون الأول) المقبل حظر ترحيل السوريين، الذي أدخلته الحكومة الألمانية منذ بدء الحرب هناك، على أن يناقش الوزراء الأسبوع المقبل تمديد هذا الحظر من عدمه.

ولكن تقرير وزارة الخارجية «السنوي» حسم القرار، وبات من المؤكد أن الحظر على ترحيل السوريين سيُمدد، رغم معارضة بعض وزراء الداخلية له، خصوصاً في ولايتي بافاريا وساكسونيا، اللتين يحظى فيهما حزب البديل لألمانيا المتطرف بشعبية كبيرة. وكان التقرير السري الذي صدر في 13 من الشهر الجاري، وسُرّب لـ«شبيغل» وقناة «آر إن دي»، قد حذر من أن إعادة أي سوري إلى بلده قد يعرضه للاعتقال أو التعذيب والقتل. وذكر التقرير الذي امتد على 28 صفحة أنه رغم توقف القتال في مناطق كثيرة في سوريا، بعد أن استعادها نظام بشار الأسد، بمساعدة روسيا وإيران، فإن هذه الحرب لم تنته. وأضاف التقرير أن الأسد «قد كرر مراراً أن هدفه استعادة كامل الأراضي السورية، لذلك فإن علينا أن نتوقع عودة العمليات الهجومية في أي وقت». كما حذر التقرير من أن عمليات انتقام قد يتعرض لها اللاجئون «حتى وإن لم يكونوا قد مارسوا أي نشاطات معارضة للنظام»، وأشار إلى أنه قد يتم القبض عليهم لتهربهم من الخدمة العسكرية. وتحدث التقرير عن حالات معروفة لسوريين عادوا طوعاً إلى بلادهم، وتعرضوا إما للاعتقال أو للإخفاء. وأشار التقرير إلى أن «التعذيب الممنهج في السجون السورية هو سياسة» يعتمدها النظام، مضيفاً: «الشرطة ورجال الأمن والمخابرات يستخدمون التعذيب الممنهج، خصوصاً ضد المعارضين، وهذا لا يستثني الأطفال… والسوريون العائدون الذين يعتبرون معارضين يواجهون تعريض حياتهم وأعضائهم للخطر».

وأشار كذلك تقرير وزارة الخارجية إلى أن النظام بدأ بمصادرة أملاك اللاجئين لإسكان مؤيديه فيها، وأن عدداً كبيراً من اللاجئين قد يعودون ليجدوا أنه لا يمكنهم السكن في منازلهم. وعاد جدل ترحيل اللاجئين السوريين إلى طاولة النقاشات في الأسابيع الأخيرة، مع اقتراب تصويت حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي لانتخاب زعيم جديد له في ٧ ديسمبر (كانون الأول) المقبل. وظهرت دعوة مفاجئة قبل أسابيع من أنيغريت كرامب كارنباور، المرشحة لخلافة أنجيلا ميركل في زعامة الحزب ومرشحتها المفضلة، لترحيل اللاجئين السوريين المتورطين بجرائم إلى بلدهم، رغم استمرار الحرب في سوريا. وعزا البعض دعوة كرامب كارنباور، التي أيدت سياسة ميركل باستقبال اللاجئين السوريين، إلى محاولة إبعاد نفسها عن المستشارة لكسب أصوات إضافية داخل الحزب تقربها من الفوز بالزعامة. وكان حزب البديل لألمانيا اليميني المتطرف قد بدأ نقاش إعادة السوريين فور دخوله البوندستاغ (البرلمان الألماني) في سبتمبر (أيلول) من العام الماضي. وزار وفد من الحزب المعادي للمهاجرين والمسلمين مناطق سورية تابعة للنظام، في إطار حملة دعائية للترويج إلى أن سوريا آمنة. وبعد عودة نوابه من سوريا، دعا الحزب لإعادة السوريين إلى هناك. ومؤخراً، دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، من برلين التي زارها في نهاية أغسطس (آب) الماضي، إلى المساعدة في إعادة البناء لكي يتمكن اللاجئون من العودة، مروجاً حينها لأن الحرب هناك قد انتهت، ولكن برلين رفضت مقترح بوتين، وتتمسك بالتوصل لحل سياسي قبل البدء بإعادة الإعمار. ومع ذلك، يبقى موضوع الهجرة محورياً في الحملات الانتخابية القائمة حالياً على زعامة حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي. وكل المرشحين الـ3 الأبرز تطرقوا للموضوع بطريقة أو بأخرى. وبعد كرامب كارنباور، التي تشير الاستطلاعات إلى تقدمها بفارق ضئيل، خرج منافسها فريدريش ميرز، الذي يحتل المرتبة الثانية في الاستطلاعات، بتصريحات أكثر جدلاً بعد من تصريحاتها.

وشكك ميرز بجدوى بند في الدستور الألماني يحفظ حق اللجوء، وهو بند أدخل بعد هزيمة النازيين والهولوكوست، كرد فعل على الفترة السوداء تلك. وتعتبر ألمانيا الدولة الوحيدة في العالم التي تحفظ حق اللجوء في دستورها. وبعد موجة من الانتقادات لميرز، تراجع عن كلامه، وقال إنه أسيء تفسيره، وعاود تأكيده على دعمه لحق اللجوء المحفوظ في الدستور. ولم يتمكن كذلك المرشح الثالث لزعامة الحزب يانس شبان من البقاء بعيداً عن موضوع الهجرة، وشكك قبل أيام بجدوى استمرار انضمام ألمانيا لاتفاق الأمم المتحدة بشأن الهجرة. وكانت إدارة ترمب قد سحبت الولايات المتحدة من اتفاق الهجرة، إضافة إلى المجر التي رفضت استقبال أي لاجئ سوري، والنمسا التي تستمر بتعديل قوانينها لتجعل طلب اللجوء لديها مستحيلاً. جاء هذا في وقت أظهر فيه تقرير ارتفاع عدد طلب اللجوء في ألمانيا العام الماضي لــ50 في المائة، مقارنة بالعام الذي سبقه، العدد الأكبر منهم قدموا من أفغانستان، إضافة إلى أعداد كبيرة من تركيا. وبحسب أرقام رسمية، فقد بلغ عدد طالبي اللجوء المسجلين لدى السلطات 1.7 مليون شخص. ومن بين هؤلاء 84 ألفاً من أفغانستان، و38 ألفاً من العراق، و28 ألفاً من سوريا. ولكن الزيادة الأكبر بعدد الطلبات كانت للمواطنين الأتراك الذين ارتفعت طلبات اللجوء لديهم من 7500 إلى أكثر من 10 آلاف. وتسعى الحكومة لإدخال تعديلات على قانون اللجوء، لتمديد فترة فحص الملفات، بهدف تخفيف الضغط على المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين. ومن بين التعديلات زيادة فترة دراسة قرارات الموافقة على اللجوء من 3 سنوات إلى 5 سنوات، خصوصاً بالنسبة للاجئين الذين تقدموا بطلباتهم بين عامي 2015 و2016، وهي الفترة التي شهدت دخول مئات الآلاف من اللاجئين السوريين إلى ألمانيا.

 

المتفرقات المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

الاستقلال... غير المستقل!

سليم نصار/الحياة/25 تشرين الثاني/18

بسبب الاختبارات السابقة التي مارسها السياسيون اللبنانيون طوال حرب استمرت خمس عشرة سنة، أصبح الفراغ الحكومي أمراً طبيعياً لدى مختلف أطراف النظام. والكل يذكر أن شغور منصب رئيس الجمهورية استمر سنتين ونصف السنة، قبل أن يعلن سعد الحريري تأييده ترشيح رئيس «تكتل التغيير والإصلاح» ميشال عون لرئاسة الجمهورية. وكان ذلك يوم الخميس من تشرين الأول (اكتوبر) 2016. وقد استمر أكثر من ساعتين في استعراض الدوافع الشخصية والوطنية التي فرضت عليه اتخاذ مثل هذا القرار الصعب. أي القرار الذي أخرج لبنان، بحسب رأيه، من حال الفراغ والضياع والشلل. وبعد الانتهاء من إعلان الترشيح في مقر إقامة الحريري، وصل ميشال عون يرافقه صهره جبران باسيل الى المقر المذكور حيث استقبله سعد ونادر الحريري. وعلى الفور عقد العماد وسعد خلوة اتفقا خلالها على القواعد الأساسية لتعاونهما. وقد اختصرها عون بهذه الكلمات: «أنا مرشح لأكون رئيساً لكل اللبنانيين، وحارساً لسيادتهم وحريتهم واستقلالهم.»

في التكليف الثاني لتشكيل الحكومة الثانية، جوبه الرئيس سعد الحريري بعوائق داخلية وخارجية لم تكن في الحسبان. وقد تعرض لمفاجآت غير متوقعة كان أخطرها خطاب أمين عام «حزب الله» السيد حسن نصرالله الذي نسف كل المحاولات الرامية الى متطلبات التوافق اللبناني. وهو شرط مطلوب لإنجاح التشكيلات الحكومية. التحاليل السياسية، التي اجتهد مطلقوها من أجل تفسير خطاب السيد نصرالله، أجمعت على القول إن نسف عملية تشكيل الحكومة اللبنانية كان بمثابة تهديد علني موجه الى الولايات المتحدة والسبب أن واشنطن باشرت في عرض اللائحة الثانية من العقوبات ضد ايران. وبما أن كل الدول الغربية مهتمة بتثبيت الاستقرار في لبنان، فإن تأجيل تشكيل الحكومة يدفع الوضع العام الى حافة الإنهيار، خصوصاً إذا تأجلت الاستحقاقات المرتبطة بتطبيق إصلاحات مؤتمر «سيدر» المالية والاقتصادية. وفي حال تفاقم الدين العام، فإن تراكم العجز سيفشل في تغطية الاستحقاقات المقبلة.

على هامش هذه الأزمة الصامتة، يرى عدد من الشخصيات المسيحية المعارضة أن موقف السيد نصرالله لا يخلو من أبعاد داخلية موجهة الى رئيس الجمهورية ميشال عون. والسبب كما يراه هذا الفريق، يتعلق بإصرار الرئيس على تكليف سعد الحريري بإنجاز مهمته ولو تأخرت أطول مدة ممكنة. وهو يبرر هذا الإصرار بالوفاء للشخص الذي أوصله الى كرسي الرئاسة. صحيح أن «حزب الله» لم يحِد عن تأييده للعماد عون رئيساً للجمهورية... ولكن الصحيح أيضاً أن سعد الحريري هو الذي فتح الباب الموصد الذي دخل منه عون الى قصر بعبدا.

واليوم، يبدو أن قيادة «حزب الله» لم تعد مطمئنة الى تمثيل سعد الحريري داخل طائفته بسبب ارتباطه بالمملكة العربية السعودية، وعزوفه عن محاورة الرئيس السوري بشار الأسد. لذلك أبرز الحزب على قائمة البدائل عدة أسماء بينها عبدالرحيم مراد وفيصل عمر كرامي. واستطراداً لهذا الموقف المتحول، لوحظ الأسبوع الماضي أن أصدقاء المقاومة راحوا يكيلون المديح عبر شاشات التلفزيون للدكتور سمير جعجع، رئيس حزب «القوات اللبنانية»، والترجمة الصحيحة لهذا المديح المفاجئ العمل على إرباك صهر الرئيس جبران باسيل الذي يتوقع من «حزب الله» تأييده للرئاسة سنة 2022.

ويُستدَل من دوافع المصالحة التي رعاها البطريرك الماروني بشارة الراعي، أن رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية ورئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع يتطلعان بفضول الى معركة الرئاسة سنة 2022. كما يتطلعان أيضاً - بعد أربعة عقود من القطيعة - الى التحولات السياسية المتوقعة من السعودية بعد انتهاء حرب اليمن، ومن دمشق بعد نشر سلطة بشار الأسد على مساحة سبعين في المئة من الأراضي السورية. وفي حال بقي الأسد على وعده لسليمان فرنجية، فإن «حزب الله» لن يشذ عن هذا الخيار. وسط هذه الأجواء السياسية الملبدة، احتفل اللبنانيون يوم الخميس الماضي بعيد الاستقلال الـ 75. وهو عيد تقليدي تم تحديده رسمياً عقب تنظيم انتخابات نيابية جرت سنة 1943. وقد أدت تلك الانتخابات الى اختيار الشيخ بشارة الخوري رئيساً للجمهورية وتعيين رياض الصلح رئيساً للحكومة.

ولما أعلنت حكومة الاستقلال انتهاء الانتداب، ردت السلطات الفرنسية باعتقال رئيسي الجمهورية والحكومة ومعظم الوزراء. وعلى اثر احتجازهم جميعاً في قلعة راشيا، انفجر الشارع اللبناني غضباً وسخطاً، الأمر الذي إضطر المندوب السامي الفرنسي الى إلغاء اجراءاته والرضوخ للضغوطات الشعبية. وبما أن عملية الإفراج عن المعتقلين تمت في الثاني والعشرين من تشرين الثاني (نوفمبر)، لذلك أصبح هذا التاريخ مناسبة للاحتفال باستعراض الفئة الحاكمة التي اجتمع أعضاؤها تحت العلم اللبناني. علماً بأن «القبائل» اللبنانية تملك أكثر من عشرة أعلام مختلفة.

والملاحظ في هذا السياق أن الجماهير التي كانت تتجمع حول المنصة قد خفت أعدادها سنة بعد سنة. والسبب أن الوعود التي أطلقها الرئيس ميشال عون في مطلع عهده لم يتحقق منها إلا النيات المخلصة. ولكنها فعلياً لم تُنفذ كما توقع المواطنون. وهم يتذكرون كلامه عند أول إطلالة بعد انتخابه. وقد صرح بذلك أثناء خروجه من بكركي:

«إن أكثر ما يؤلم وطننا في هذه المرحلة هو الفساد المستشري الذي سدّ شرايين الدولة وجعلها في حال عجز دائم.» وعزا الرئيس «سبب الفساد الأساسي الى الانحطاط الذي ضرب المجتمع بحيث أصبحت كل مرتكزات الحكم خارج نطاق الكفاءة والأخلاق.» وختم تصريحه بالعبارة التالية: «إن كل عمل سلطوي لا يحترم بمعاييره القوانين والأخلاق يصبح جريمة، لأنه يسبب الأذى للأفراد وللمجتمع»! ويُستدَل من مراجعة ذلك التصريح المقتضب أن الرئيس عون كان عازماً على استئصال شأفة الفساد التي زرعها العهد السابق، والتعويض عنها ببناء عهد نقي ومختلف، لذلك توقع اللبنانيون منه تنفيذ تعهده بأقصى سرعة ممكنة. وبعد انقضاء نحو من سنتين من عهده، ازدادت شكاوى المواطنين بسبب الإهمال الذي يلقونه من المؤسسات الرسمية، ومن عجز هذه المؤسسات عن تلبية حاجات الناس. والمؤكد أن انشغال الدولة بالدفاع عن مواقفها السياسية ضد خصومها الكثر جعلها تهمل واجباتها الاجتماعية والصحية والاقتصادية والمعيشية حيال جماهير بدأت تهدد بإشعال ثورة أهلية ثالثة.

روى المرحوم الرئيس تقي الدين الصلح أنه كان يزور صديقه المرحوم الرئيس شارل حلو مرة في الأسبوع. وكثيراً ما كان يسأله عن ادائه في الحكم وماذا يقول المواطنون في عهده. وصارحه تقي الدين في إحدى المرات، وقال له: إن اللبنانيين يتحسرون على عهد الانتداب. ولما سأله الرئيس عن السبب، أجاب: «قبل الاستقلال كان اللبنانيون شعباً منتدباً وفرداً حراً... أما اليوم فالشعب أصبح حراً بينما الفرد يعاني من «انتداب» الدولة! وعلى الفور أخذ شارل حلو ورقة وقلماً، وطلب من تقي الدين إعادة العبارة التي ذكرها لأنه يريد تسجيلها في مذكراته.

وعلق البك على تصرف الرئيس بقوله: إترك الكتابة علينا... وإهتم يا فخامة الرئيس بالحكم! وهذا ما يتوخاه الشعب اللبناني من رئيس أقسم أن يحكم حسب القانون والعدالة والدستور، فإذا لبنان في عهده يتحول الى لبنانَيْن، مذكراً بالعبارة التي كتبها جورج نقاش، «سلبيان لا يشكلان دولة!»

والمؤسف أن الثورتين اللتين فجرهما اللبنانيون سنة 1958 وسنة 1975، لم تكونا أكثر من تعبير دموي لوطن مشطور بسكين الطائفية والمذهبية والعشائرية والمناطقية والفئوية.

وبلغ من شدة تأثير هذه الاتجاهات المتعارضة أن نبتت عند جذورها مؤسسة إصلاحية عنوانها: «لبنان واحد.» وكان المرحوم الرئيس صائب سلام أول مَنْ أطلق هذا الشعار رداً على حملات التقسيم والتجزئة والانفصال.

* كاتب وصحافي لبناني.

 

الاستقلال بالقوّة

خيرالله خيرالله/العرب/24 تشرين الثاني/18

من يتحكم بالدولة

لم يسبق للبنانيين أن عاشوا في مثل هذا الجوّ من التشاؤم بمستقبل بلدهم. إذا كان من عبارة تلخّص الوضع اللبناني في هذه الأيّام فهذه العبارة هي: فقدان الأمل. هاتان كلمتان تختزلان المزاج اللبناني بعدما ساد شعور لدى كثيرين بأن عليهم الاحتفال بالقوة بالعيد الخامس والسبعين للاستقلال.

كان هناك، يوم الخميس الماضي الواقع فيه يوم الثاني والعشرين من تشرين الثاني – نوفمبر 2018، احتفال بالاستقلال وجد كثير من اللبنانيين أنّهم مجبرون على الاحتفال به لا أكثر. ابتعد الاحتفال بالاستقلال عن أي نوع من العفوية التي لازمت هذا العيد في الماضي، حتّى في عزّ أيّام الحرب الأهلية وحروب الآخرين على أرض لبنان.

كان هناك، هذه المرّة، من أراد أن يشعر اللبناني بأنّ الاحتفال بالاستقلال صار واجبا وأن عليه دفع فاتورة هذا الاحتفال ولو عن طريق القبول بزحمة سير خانقة أدت إلى احتجاز الآلاف في سياراتهم طوال ما يزيد على أربع ساعات قبل أيّام قليلة من العرض العسكري الذي أقيم بالمناسبة.

ليس معروفا كيف يمكن للتحضير لعرض عسكري أن يخلق كلّ هذه الزحمة؟ قد يكون ذلك عائدا إلى غياب أي تحذير مسبق للمواطنين المغلوبين على أمرهم من جهة وغياب أي حسّ بالمسؤولية من جهة أخرى. اكتشف المواطن العادي فجأة أنه آخر ما يهمّ دولته الباحثة عن طريقة تثبت عبرها أنّها ما تزال قائمة.

زاد الشعور بالقهر غياب أي اهتمام فعلي بتشكيل حكومة. يوجد رئيس مكلف بتشكيل الحكومة، هو سعد الحريري، ولا يوجد من يبحث عن حد أدنى من المقومات التي تضمن العثور على وزراء يمتلكون بعض الخبرة والكفاءة في أي مجال من المجالات.

كلّ ما في الأمر أن هناك من يريد الانتقام من لبنان لأنه استطاع أن ينهض في المرحلة التي تولّى فيها رفيق الحريري موقع رئيس مجلس الوزراء. لم ينته الفصل الذي اسمه الانتقام من رفيق الحريري لأنّه أعاد الحياة إلى بيروت ولأنّه كان يعمل من أجل إعادة الحياة إلى لبنان كلّه. مطلوب حاليا منع سعد الحريري من الإقدام على أي خطوة يمكن أن تكون متممة للفصل الذي افتتحه رفيق الحريري في العام 1992 عندما أصبح رئيسا لمجلس الوزراء للمرّة الأولى.

هذا الفصل الذي بدأ مع رفيق الحريري يجب أن يشطب من تاريخ لبنان. هذا ما يدركه اللبنانيون في أعماق النفس. يدركون أنّ لا أمل بالتخلص من الدولة – الساحة التي تصلح لكل الاستخدامات باستثناء أن تكون في خدمة المواطن اللبناني.

نال لبنان استقلاله قبل ثلاثة أرباع القرن. لعبت عوامل كثيرة، من بينها التنافس مع بريطانيا، دورها في جعل فرنسا تضع حدا للانتداب على البلد الصغير. لعب زعماء كبار من طينة بشارة الخوري ورياض الصلح دورا في بناء بلد يمتلك مؤسسات حديثة. استفاد هؤلاء من تركة الانتداب الفرنسي.

امتلك الزعماء اللبنانيون في مرحلة ما بعد الاستقلال ما يكفي من الحكمة كي لا يغرق لبنان في تجارب الانقلابات العسكرية التي أوصلت سوريا إلى ما وصلت إليه الآن.

لعب النظام الطائفي دوره في منع الانقلابات العسكرية إلى أن جاءت حرب 1967 والهزيمة العربية التي دفع لبنان ثمنا غاليا لها. في الواقع، دفع لبنان ثمن تحلّيه بالحكمة والمنطق. تفادى دخول الحرب فحافظ على أرضه. يبدو أنّ ذلك لم يكن مسموحا به عربيا…

بعد العام 1967، صار الانتصار على لبنان بديلا من الانتصار على إسرائيل. صار مطلوبا إلقاء كل الثقل الفلسطيني على لبنان، خصوصا بعدما استطاع الأردن المحافظة في العام 1970 على كيانه ومنع الفصائل الفلسطينية من إقامة دولة لهم على أرضه خدمة للمشروع الإسرائيلي. كانت إسرائيل تعتبر، وقتذاك، الأردن بمثابة “الوطن البديل” للفلسطينيين. من وقف فعلا في وجه مشروع الوطن البديل وقضى عليه كان الملك حسين، رحمه الله.

دفع لبنان غاليا ومازال يدفع ثمن الهزيمة العربية في 1967. لذلك فُرض عليه اتفاق القاهرة في 1969، وهو الاتفاق الذي وجد منه حافظ الأسد مدخلا لوضع اليد على لبنان. ولمّا خرج المسلحون الفلسطينيون من البلد صيف العام 1982، ترافق ذلك مع دخول “الحرس الثوري” الإيراني عبر الأراضي السورية، تماما مثلما دخل المسلحون الفلسطينيون إلى لبنان.

منذ اتفاق القاهرة، وصولا إلى ما قبل حلول الذكرى الخامسة والسبعين للاستقلال، بقي لبنان يقاوم. حتّى عندما اجتاحت إسرائيل بيروت في العام 1982 بقي لبنان يقاوم. بقي هناك أمل في إعادة لبنان إلى وضع البلد المزدهر المنفتح على محيطه العربي والقادر على الاستفادة من الفرص المتاحة. قد يكون الاستخفاف بقدرات الساعين إلى تدمير لبنان الخطأ الأكبر الذي ارتكبه رفيق الحريري. لم يرد الاعتراف بأنّ هناك من يريد القضاء على أي أمل بمستقبل أفضل للبنان. ثمّة إصرار الآن على فرض أسوأ اللبنانيين على لبنان وذلك بدل الاستعانة بأفضل اللبنانيين وأكثرهم كفاءة. لو لم يكن الأمر كذلك، لما كان يروّج الآن في أوساط المطالبين بتشكيل حكومة حسب “المعايير” التي وضعها “حزب الله” لأن يكون لسنّة حزب مسلّح ليس سوى لواء في “الحرس الثوري” الإيراني وزير في الحكومة. تستهدف هذه الخطوة تتويج الانقلاب الكبير الذي بدأ باغتيال رفيق الحريري. إنّه انقلاب ينفّذ على مراحل وقد تكشفّت خطوطه العريضة عندما استطاع “حزب الله” ملء الفراغ الناجم عن الانسحاب العسكري السوري من لبنان. لم يكن حافظ الأسد يتصوّر يوما أن الوجود العسكري السوري في لبنان سينتهي وأنّ هناك من سيفرّط بالتركة التي خلفها لنجله بشّار. ولكن ما العمل عندما يشارك النظام السوري، في أقلّ تقدير، في تغطية جريمة اغتيال رفيق الحريري التي بات معروفا من تولّى تنفيذها؟

دفع لبنان في سبعينات القرن الماضي ثمن الوجود الفلسطيني المسلّح ودفع ثمن استغلال النظام السوري لهذا الوجود الفلسطيني المسلّح كي يرسل جيشه إلى لبنان. يدفع حاليا ثمن وراثة النظام الإيراني للنظام السوري.

استطاعت إيران، على خلاف الأسد الأب والأسد الابن، تحقيق اختراقات في لبنان بدءا بتغيير طبيعة المجتمع الشيعي فيه وصولا إلى اختراق مسيحي سمح لها باختيار من يكون رئيس جمهورية لبنان.

ما تصنعه إيران الآن، عبر النواب السنّة الستة الذين يحرّكهم “حزب الله” هو تحقيق اختراق سنّي دائم وفرض هذا الاختراق على الواقع السياسي اللبناني. مثل هذا الاختراق خطير إلى درجة لا يمكن أن يقبل به سعد الحريري، الذي يمثل آخر حصن لبناني.

هذا لا يمنع من الاعتراف بأنّ إيران حققت الكثير في لبنان. حققت أوّلا جعل اللبنانيين يفقدون الأمل في المستقبل. كانت كلمة الأمل الحلقة المفقودة في احتفالات الاستقلال التي بدت وكأنها فرضت فرضا على اللبنانيين، في أكثريتهم طبعا. بدا هؤلاء مجبرين على الاحتفال بعيد لم يعد يعتبرونه عيدا بمقدار ما يرون فيه تعبيرا عن حال غير طبيعية في بلد صارت فيه الدويلة، الممثلة بميليشيا مذهبية، من يتحكّم بالدولة.

خيرالله خيرالله/إعلامي لبناني

 

الفاتيكان يحذر لبنان.. الأسد سيبقى ولا عودة للنازحين

يوسف حسين/جنوبية/24 تشرين الثاني/18

ما كشفه وزير خارجية الفاتيكان المونسنيور "بول ريتشارد غالاغر" ليس جديداً من ناحية عدم رغبة بشار الأسد بعدم عودة النازحين، إنما الخطير في حديثه هو ما أدلى به من معلومات حول عدم وجود رغبة دولية بعودة النازحين من الدول المجاورة لسوريا إلى بلادهم، وهذا ما قد يعطي مؤشرات خطرة لناحية التطورات في المنطقة وانعدام أي حل سياسي قريب. في ظل التحديات السياسية الداخلية والإقليمية التي يمر بها لبنان، جاءت التوصيات التي قدمها وزير خارجية الفاتيكان المونسنيور “بول ريتشارد غالاغر” للوفد اللبناني النيابي والمؤسسة المارونية للانتشار، لتضيف إلى الواقع اللبناني والإقليمي المزيد من التشاؤم والقلق والتوتر. واعتبرت أوساط نيابية شاركت في اللقاء أنه بعد رسالة الأمل التي تحدث بها بابا الفاتيكان أمام الوفد، أتى اللقاء مع وزير خارجية الفاتيكان معاكساً، حيث أخبرهم بأن المعطيات التي تملكها الفاتيكان من الولايات المتحدة الأميركية، تشير إلى أن النظام السوري ورئيسه بشار الأسد لا يؤيدان إعادة النازحين السوريين المنتشرين في البلاد المجاورة لسوريا إلى بلدهم وكذلك المجتمع الدولي.وقال غالاغر الذي اعتبر أن رسالته ليست مشجعة ومطمئنة بعد استماعه للوفد اللبناني: ” أعطاكم البابا البارحة رسالة أمل وتسامح وتشجيع ومحبة، لكنني أود الآن التحدث معكم بواقعية، لن أروي لكم قصص أطفال”، مضيفاً أن: “الوضع اللبناني غير سليم”.

بول ريتشارد غالاغر

وفي ما يتعلق بالنازحين السوريين كشف أن ” عودتهم لن تحصل لأن المجتمع الدولي برمته ضد هذه العودة في الوقت الحاضر، وإذا أردتم المعالجة الفعلية لهذه المشكلة إذهبوا الى واشنطن”. وتابع: “الرئيس السوري بشار الأسد سيبقى رئيساً إلى وقت طويل، طويل للغاية، وهو يفضل أن يكون رئيساً لسوريا على شعب أقل عدداً مما كان عليه قبلاً.” أضاف:” لا تقللوا من تأثير إيران ونفوذها في المنطقة، ويقتضى أن يُحسب حسابها”. وشدد غالاغر على أن “هذا الموضوع غير قابل للمناقشة في حساب المجتمع الدولي في الظرف الراهن”. وإذ أكد الفاتيكان على عدم بروز أي مؤشرات إيجابية من واشنطن وصولاً الى أي دولة أخرى في العالم حيال عودة النازحين السوريين إلى بلادهم، رأى غالاغر أن ” هذا الحل لن يحصل قريباً قبل التوصل إلى الحل السياسي الانتقالي”. وخلال اللقاء سأل رئيس المؤسسة المارونية للانتشار، المهندس شارل الحاج: “ماذا سيكون دور الفاتيكان في الحقل الدولي من أجل إعادة النازحين الى بلدهم؟”، أجاب غالاغر بأن “الفاتيكان يؤيد عودتهم لكن قدراته متواضعة في هذا الملف”.

وترى أوساط متابعة أن ما كشفه وزير خارجية الفاتيكان ليس جديداً من ناحية عدم رغبة بشار الأسد بعدم عودة النازحين، إنما الخطير في حديثه هو ما أدلى به من معلومات حول عدم وجود رغبة دولية بعودة النازحين من الدول المجاورة لسوريا إلى بلادهم، وهذا ما قد يعطي مؤشرات خطرة لناحية التطورات في المنطقة وانعدام أي حل سياسي قريب. وربطت مصادر متابعة ما صرح به غالاغر بالعقوبات الأميركية على إيران معتبرة أن لا أحد يضمن عدم تطور الأمور في هذا الخصوص، وصولاً إلى احتمال تفضيل إيران خيار زعزعة الأمن في المنطقة بحثاً عن فسحة صغيرة لتنفس عنها، وخصوصاً بعد الكشف عن شبكة روسية سرية تتعاون مع إيران لمواجهة العقوبات عليها، والتفاوض الروسي الأميركي حول وجود إيران في سوريا. وأشارت المصادر إلى أن “ما قاله غالاغر للوفد اللبناني يأتي أيضاً بعد اتفاق وزراء خارجية المجلس الأوروبي الأسبوع الماضي في بروكسل على فرض عقوبات اقتصادية على ايران، وهذا ما قد يؤكد إمكانية ذهاب المنطقة إلى مزيد من التوتر بين الأطراف المتنازعة”، ورأت أن “ما كشف عنه غالاغر بعدم وجود رغبة دولية لعودة النازحين في ظل هذه التطورات يبدو منطقياً”في ظل هذه التطورات يبدو أن لا حل يلوح في الأفق وتبقى رسالة غالاغر التحذيرية للبنان هي الأبرز حيث قال: “نحن سنعمل كل ما في وسعنا لمساعدة لبنان، ولكن كي نكون واقعيين ليس بين أيدينا عصا سحرية، سارعوا إلى معالجة مشاكلكم بعضكم مع بعض، لأن الوضع في المنطقة خطير”. قال الفاتيكان ما عنده فهل ستلاقي تحذيراته آذانا لبنانية صاغية؟

 

حزب الله يحضّر «طبخة البديل».. والحريري يطفئ النار تحتها!

أحمد شنطف/جنوبية/24 تشرين الثاني/18

مصادر مطلعة أكدت أن هناك شخصية بديلة للحريري وافقت على الحلول مكانه، دون تحديد الاسم، لكن التجارب السابقة في التعامل مع موقف كهذا، تعيد اسم الرئيس الأسبق للحكومة نجيب ميقاتي إلى الواجهة. بعد تشبث الرئيس المكلف سعد الحريري بقرار عدم توزير أي شخصية من نواب سنة 8 آذار الستة، بقوله من القصر الجمهوري في ذكرى الاستقلال رداّ على سؤال عن إمكانية لقائه ب”السنة المستقلين”، “وين في نواب سنة مستقلين؟ المشكلة ليست عندي”. مُررت رسالة له اليوم من قبل قوى الثامن من آذار مفادها أن البديل جاهز، فمن هو هذا البديل؟

مصادر مطلعة أكدت أن هناك شخصية بديلة للحريري وافقت على الحلول مكانه، دون تحديد الاسم، لكن التجارب السابقة في التعامل مع موقف كهذا، تعيد اسم الرئيس الأسبق للحكومة نجيب ميقاتي إلى الواجهة. بعد إسقاط حكومة الحريري الأولى في 12-1-2011، وفي موقف أولي لميقاتي تعليقاً على الموضوع، قال إن المرحلة تحتاج عودة سعد الحريري على رأس الحكومة، إلا أن الأيام القليلة التي تلت هذا الموقف، وضعته مرشحاً مدعوماً من حزب الله بوجه الحريري، وتم تكليفه بتشكيل الحكومة، التي رفض المستقبل المشاركة فيها، وأدت إلى ابتعاد الحريري عن المشهد السياسي حينها، وتعتبر هذه الحكومة التي اتسمت باللون الواحد، من أفشل حكومات مرحلة ما بعد الطائف، حيث انخفض معدل النمو العام، و كان أن استقالت إثر اغتيال اللواء الشهيد وسام الحسن.

وتعتقد أوساط سياسية أنه لا يمكن لميقاتي أن يعيد نفس المرحلة السابقة التي وضعته رئيساً للحكومة، وأن يقف مجدداً في مواجهة الحريري، لاسيما أن الحريري أعاد العلاقات الطبيعية معه، واحترم نتيجة الانتخابات التي أعطته وزناً سنيا،ً إضافة إلى كتلة من أربعة نواب، واتفق معه على وزير سني من حصته. وبالتالي سيصعب استيعاب الفكرة مجدداً وخصوصاً بعد تصريحاته المتتالية مؤخراً المؤكدة على دعم الحريري وصلاحياته كرئيس للحكومة، إضافة إلى اجتماعاته مع رؤساء الحكومة السابقين تمام سلام وفؤاد السنيورة، وتناغمه مع موقفهما، على الرغم من تشابه مواقفه الحالية مع موقفه قبل تسميته بديلاً عام 2011.

هل حان وقت لعب “ورقة المشنوق”؟

كثر الكلام في مرحلة ما بعد الانتخابات، وصولاً إلى مرحلة هاشتاغ”#المشنوق_ضمير_السنة” عن تحضير وزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال نهاد المشنوق نفسه للحلول مكان الحريري في السراي الحكومي، وتقول المصادر إنه طالما عرض اسمه على الحريري لتسميته بديلاً عنه، إذا استدعى الظرف السياسي إبعاد الحريري عن المشهد مجدداّ. إلا أن المواقف المستجدة للمشنوق وخصوصاً تلك التي أتت من دار الفتوى، أكدت على تراجعه عن هذا الطرح، حيث قال إن الحريري سيشكل الحكومة و”على كفالتي”.

وعلى الرغم من تأخره لنحو 20 دقيقة عن مؤتمر الحريري الأخير، الا أنه عاد وظهر إلى جانبه في أكثر من مناسبة.

ما رأي الرئاستين الأولى والثانية بهذه الرسالة؟

اعتبرت المصادر التي أثارت فكرة “البديل الجاهز” للحريري، أن رئيس الجمهورية ميشال عون معني بشكل مباشر بحل الأزمة الحكومية، وأنه في اللحظة الحاسمة لن يمانع في تكليف بديل عن الحريري، لأن العهد لا يحتمل هذه المماطلة نظراً للضغوط الدولية والتحديات التي يجب مواجهتها لإنقاذ اقتصاد البلاد. الا أن هذا الموقف مستبعد أن يصدر عن عون كي لا يظهر بموقع المتخلي عن التسوية مع الحريري، وخصوصاً أنه أكد في حوار الذكرى السنوية الثانية لولايته، على “طيبة الحريري” وعدم إمكانية الاختلاف معه، وأهمية أن يكون قوياً. فبالتالي، المنتظر من قصر بعبدا لم يأت كما تشتهي سفن البعض، أما عن موقف عين التينة، فيمكن اختصاره بما كان الرئيس نبيه بري قد أدلى به من مواقف تجاه الحريري أكد فيها أنه “مع الحريري ظالماً أو مظلوماً” وأن “لا مرشح عندي غير الحريري”.

ما مدى توافق هذا الطرح دولياً؟

غربياً، يبدو الدعم للحريري واضحاً، وخصوصاً من أميركا وفرنسا، فالرئيس الأميركي دونالد ترامب دائماً ما يجدد ثقته بدور الحريري بقيادة لبنان، في حين أن موقف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الداعم للحريري يتخطى السياسة، ويصل إلى الشخصي، ودعوته لحضور الذكرى المئوية لانتهاء الحرب العالمية في باريس وصوره مع قادة العالم على هامشها، شكلت رداً دولياً بالشكل على مضمون الرسالة الأخيرة لأمين عام حزب الله حسن نصرالله عالية اللهجة تجاه الحريري وحلفائه.

الأسماء التي قد تطرح، سواء ميقاتي أو المشنوق أو غيرهما، لن يشكلوا أي ضمانة للخارج، وبالتالي أي حكومة لا يرأسها الحريري ويسيطر عليها حزب الله ستعرض لبنان كله لعقوبات مشابهة للعقوبات الأميركية على إيران، إلاضافة إلى تراجع أوروبي عن أي تعامل ودعم للبنان قد يؤدي لسحب الدول المانحة في مؤتمر سيدر لالتزاماتها، ما يسهم بعدم العمل بأي من المشاريع المطروحة. أما عربياً، فلا يختلف المشهد كثيراً، على الرغم من حياكة المشنوق وميقاتي لبعض العلاقات، الا أنها لا تصل لحدود تزكية أحدهما لمنصب رئيس الحكومة، وخصوصا من الناحية الخليجية بعدما ظهر الحريري بجانب ولي عهد السعودية محمد بن سلمان في مؤتمر الاستثمار بدافوس كأحد القادة العرب للمرحلة المقبلة. من هنا ليس من المرجح أن يذهب العرب باتجاه يخدم مصالح إيران أكثر في لبنان ويخلي الساحة لحزب الله لتنفيذ مشروعه.

هل يعتذر الحريري؟

دستورياً، فان ترجمة طرح البديل لا يمكن أن يتم دون أن يقدم الحريري على الاعتذار عن تشكيل الحكومة، وبالتالي فرض هذا السيناريو يرتبط بقرار الحريري أولاً،وقد أكدت مصادر بيت الوسط منذ أيام أنه أمامنا أشهر، وحتماً الحريري يملك القدرة على التحمل، إضافة إلى أنه كان قد سبق له أن أكّد أن الاعتذار غير وارد حالياً و “كل شي بوقته”. تستمر الرسائل المتبادلة بين حزب الله الذي يُعرف بتمسكه بموقفه ونفسه الطويل، وبين “نيو سعد الحريري” الذي تخلى عن “الصبي” كما يردد مؤخراً، وبالتالي نحن أمام كباش داخلي مفتوح بقوة على حسابات خارجية، ومن الصعب توقع نتائجه ، ولكن الكفة ستميل في النهاية لصالح أحد الطرفين بالنهاية، فلمن تكون الغلبة هذه المرة؟

 

عن الغزل الإعلامي بين «القوات» و«الحزب»!  

مرلين وهبة/جريدة الجمهورية/السبت 24 تشرين الثاني2018

مقالات خاصةخاص "الجمهورية"- نحو جولة "قواتية" جديدة لإنقاذ الوضع الاقتصاديّخاص "الجمهورية"- "حزب الله": تكليف الحريري لا يزال قائماً"المستقبل": طلب النواب الـ6 خطوة إضافية في "مسلسل عرقلة التأليف" المزيدهل بدأ إعلامُ «حزب الله» إسقاط الفيتو عن حزب «القوات اللبنانية»؟ وهل تستجيب القوات «للغزل المستجدّ» بعد أن بدا مطلبُها؟ يغيب اليوم عن المشهد السياسي الاشتباك التقليدي المتصل بـ«سلاح حزب الله». عليه هو يعتمد أسلوب التبريد، والواضح أنه ينشد في هذه المرحلة التهدئة والابتعاد من التسخين بموضوع السلاح تحديداً.

مصادر القوات تقول إنّ الحزب اعتمد منذ فترة «حملة» تبريد سياسي إعلامي مع مختلف الاطراف السياسية ومن بينها «القوات اللبنانية». في وقت تشير المعطيات أنّ سليمان فرنجية يبقى اليوم القناة الوحيدة التي ستقرّب القوات من «حزب الله» رغم تصاريح الفريقين العلنية أثناء المصالحة والقائلة إنّ أحداً لن يأخذ الفريق الآخر الى محوره.

اما بالنسبة لعلاقة الحزب مع القوات فيبدو أنّ الثنائي الشيعي وليس الحزب وحده يقرّشها وفق نتائج الانتخابات النيابية بعدما أثبتت القوات أنّ حجمها الشعبي يوازي تقريباً حجم «التيار الوطني الحر». لذلك فضل الحزب عدم الاصطدام مع القوات والتعامل معها تحت سقف الحكومة وزاريّاً.

وحرص منذ بدء تشكيل الحكومة على عدم إرسال أيّ إشارة سلبية لتسلّم القوات حقيبة الدفاع. أقلّه هذا ما شهدناه في الإعلام إن لم يكن له في الكواليس رأيٌ آخر. بدوره الرئيس بري ارسل إشارات عدة مباشرة تعبّر عن رفضه تقليص حصّة القوات وكان حريصاً على إظهار موقفه إعلامياً. أما السؤال البديهي الذي يطرحه البعض: إلى أيّ مدى لدى «حزب الله» الاستعداد اليوم للحوار مع القوات في العمق؟ والى أيِّ مدى هذه الأخيرة قادرة على الجلوس مع الحزب وهي تعلم مسبقاً أنه لن يذهب بعيداً بالمسألة السياسية الاستراتيجية المتعلقة بسلاحه، فما هي أهمية الحوار بينهما طالما الأمور الأساسية لن تُبحث، كما أنّ «الحزب» لن يذهب بعيداً؟ أما بالنسبة الى التبريد الإعلامي مع القوات فتضعه مصادرالقوات في إطار «التكتيك السياسي» أو «زكزكة» لأطراف أخرى أو قد تكون في إطار الرسائل اليها كما لغيرها ربما للقول إنّ «لدينا دائماً خيارات أخرى».

«القوات الجديدة» متريّثة؟

وفي متابِعة للمسلك القواتي السياسي الجديد يتضح أنّ القوات تتريّث بالإستجابة لغزل «حزب الله» أو لتُحجِم عنه بانتظار العقوبات الأميركية. إلّا أنّ مصادرها تقول لـ«الجمهورية» إنّ حدود التلاقي مع الحزب ستبقى تحت سقف الدستور وهي اتّخذت قراراً إيجابياً بضرورة التكيّف مع مبدأ المساكنة معه تحت سقف المؤسسات وليس أبعد من ذلك. أما كلمة الحكيم في قداس معراب فكانت تطالب الحزب بالعودة الى لبنان، ولم تذهب القوات أبعد من ذلك. كذلك الحزب هو لن يبتعد أكثر من ذلك برأي مصادرها. وهي تحت سقف التسوية الرئاسية حيّدت المشكل الاستراتيجي وتعاطت معه في الأمور الداخلية بانتظار التسويات الخارجية التي تحسم الاتّجاهات الكبرى، وهو قرار مشترك «ارتضيناه سوياً». البعض الذي يقرأ تريّثاً من قبل «القوات اللبنانية» في الاستجابة حالياً لغزل «حزب الله» يردّه الى رسالة المبعوث الأميركي نائب مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون بلاد الشام جويل رايبرن الذي زار لبنان 19 ساعة والتقى الحريري وحاكم مصرف لبنان وكان عنوان زيارته «ممنوع عليكم التنازل سياسياً»، في حين أكدت مصادر رفيعة المستوى أنّ أبرز مهمّات المبعوث كان إيصال رسالة مباشرة مفادها «ممنوع التنازل سياسياً لـ«حزب الله» وأنّ أيَّ تنازل سيؤدّي الى تنازل من قبلنا عن المساعدات والهبات المقدَّمة في «سيدر» بما فيها تنازل أيضاً عن الهبات المقدّمة الى الجيش اللبناني».

وتكشف مصادر رفيعة المستوى أنّ المبعوث حذّر الطرفين، أي الحريري وحاكم مصرف لبنان من إعطاء «حزب الله» أية مكاسب سياسية إضافية ملمِّحاً الى أنّ «تأثيرَنا كبير على مقرّرات مؤتمر «سيدر».

فرنجية الوسيط الوحيد؟

لكنّ أسباب التقارب المفترض بين «الحزب» و«القوات» والمتداوَلة أخيراً أسبابها مستجدات سياسية داخلية عدة ومنها:

-1 التقارب بين جعجع وفرنجية الذي قد يساعد في تقريب وجهات نظر بين «الحزب» و«القوات». علماً أنّ الأخيرة كانت طلبت من فرنجية (إبان التسوية الرئاسية التي تمّت بين الحريري وفرنجية) المساعدة على تقريب المسافات أو اللقاء بين «الحزب» وبينها.

-2 قد يكون الخطاب الذي نشهده على لسان إعلاميين بارزين مؤيّدين لـ«حزب الله» هو تقارب ظاهري يندرج في إطار إرسال التحذيرات أو إيصال رسائل لجميع الأطراف أو لمَن يهمّه الأمر أو بكل بساطة في إطار «الزكزكة» على العهد.

في الممارسة الحكومية تقول مصادر إعلامية مقرّبة من «الحزب» أنه استدرك أنّ قواعد الممارسة الحكومية لديه ولدى «القوات» متشابهة شعبوياً وتؤمن بمنطق الالتزام، كما تجمعهما قواسم مشترَكة بالنسبة لملف مكافحة الفساد وتحضير ودرس الملفات بدقة داخل مجلس الوزراء.

وتجدر الإشارة الى أنّ الطرفين «امتحنا» عون اقلّه تكتيّاً وبالطبع ليس استراتيجياً فاتّضح بعد الأزمة الأخيرة بين «الحزب» والعهد أنهما متّفقان في الأمور الاستراتيجية إنما تكتيّاً هما مختلفان، فيما واقع «الحزب» و«القوات» يشير الى العكس أي أنهما يتّفقان في المرحلة الحالية تكتيّاً إنما ليس استراتيجياً.

«الحزب» والتكتيك

وفي السياق أوضحت مصادر سياسية مطلعة أنّ «حزب الله» وقراراته عموماً تندرج في إطار استراتيجي موضوعة سلفاً. وقد يحصل له أحياناً أن يلجأ الى التكتيك ولكن ليس على حساب الاستراتيجية بل لتعزيز الاستراتيجية بطريقة غير مباشرة أي للتحذير أو لفت الانتباه.

في المقابل المحاولات الكثيرة التي بادرت بها «القوات اللبنانية» للتقرّب من «الحزب» خلال السنوات الخمس الماضية، كانت مرفوضة من «حزب الله» لأسباب عدة:

-1 لمعرفتهم سلفاً أنّ «القوات» تريد الانفتاح عليهم تكتيّاً وليس استراتيجياً.

-2 ولأنّ حدود انفتاح القوات عليهم يقف عند اعتراض «محورهم».

-3 لأنهم يعلمون أنّ الخلاف هو في الفكر الاستراتيجي الخاص بالقوات وقد اتّخذت خيار الأكثريات أي الفريق السنّي في المنطقة، فيما اتّخذ الحزب خيار الأقليات أي الخيار الشيعي فيها. لذلك الخلاف هو استراتيجي.

-4 لا يقدم «حزب الله» على أيّ انفتاح داخل المجتمع المسيحي دون مباركة وموافقة مسبقة من إيران.

-5 السبب القديم الجديد. أي قصة الديبلوماسيّين الأربعة الذين لا يزال «حزب الله» ينتظر جواباً عنهم من «القوات اللبنانية». وعليه، كل المعلومات تشير الى أن ليست هناك نيّة الآن عند الحزب عموماً ولدى إيران خصوصاً بإعادة تموضع مع القوات أو بفتح علاقات جديدة معها.

«الحزب» يُسقط الفيتو

أمّا ما يحصل اليوم من غزل إعلامي بين الفريقين فيُترجَم في إطار التهيئة لإسقاط الفيتو ربما عن القوات، وعليه يلجأ اليوم الحزب الى التبريد السياسي وسط الحصار بالعقوبات لأنّه يهتمّ بتوزيع الرسائل لمنع الهجوم المضاعف عليه داخليّاً.

في المقابل يهم القوات فتح علاقة مع «حزب الله» مثلما اهتمّ سليمان فرنجية بإقامة علاقة مع جعجع. وهي تندرج في إطار إسقاط الفيتو عنها وهذا ما يهمّ سمير جعجع أيضاً من أيّ علاقة مستقبلية مفترَضة مع «حزب الله»، عنوانها فقط، إسقاط الفيتو، لمساره نحو الرئاسة.

لكنّ الفريقين، يعرفان كما الجميع، واقع الحال، وهو أنّ لبنان مقبل على مرحلة تأزيم وليس على مرحلة حلول، ولذلك كل العلاقات السياسية الجديدة المفترضة مؤجّلة وغير واردة في ظلّ التأزّم الذي يتصدّر جميع الاحتمالات.

 

سيناريو جديد: إن لم يَعُد النازحون إلى سوريا فإلى أين؟  

جورج شاهين/جريدة الجمهورية/السبت 24 تشرين الثاني 2018

مقالات خاصةخاص "الجمهورية"- نحو جولة "قواتية" جديدة لإنقاذ الوضع الاقتصاديّخاص "الجمهورية"- "حزب الله": تكليف الحريري لا يزال قائماً"المستقبل": طلب النواب الـ6 خطوة إضافية في "مسلسل عرقلة التأليف" المزيدعلى وقع التعثر الذي أصاب المبادرة الروسية الخاصة بإعادة النازحين السوريين الى بلادهم، كشف ديبلوماسيون غربيون أنّ على نظرائهم الروس والقادة العسكريين الذين وضعوا الخطط لهذه لغاية الإنتظار الى مطلع سنة 2020 على الأقل للبحث فيها. وإذا أرادوا الإحتفاظ بهذه البرامج الى حينه فسيكون جيداً في خدمة التاريخ، فهناك سيناريوهات أخرى قد تُنهي صلاحياتها الى حينه. فما هو أبرزها؟

في الكواليس الديبلوماسية الأميركية والأوروبية توافقٌ غير مسبوق على اعتبار أنّ الخطط الروسية التي وُضعت من أجل عودة النازحين واللاجئين السوريين من 57 دولة في العالم قد طُويت في الوقت الراهن. وإنّ أيّ حراك يتصل بهذه الخطط وطريقة تنفيذها لا يعدو كونه نوعاً من «البروباغندا» الديبلوماسية للتأكيد على مسار السياسة الروسية في سوريا والمنطقة وما يستلزمها من عدة الشغل في إطار المساعي لمقاربة الأزمة السورية من البوابة الإنسانية وتعزيز قدرات النظام في هذه المرحلة بالذات لأكثر من ألف سبب وسبب.

وفي فهم هذه الديبلوماسية الغربية انّ الخطط الروسية كانت متسرّعة ومرتجلة لم تستند عند اطلاقها سوى الى توقيتٍ اختاره الكرملين بذكاء ودهاء لم يسبقه إليه أحد. فقد وُضعت خطط الترحيل وتجميع النازحين واللاجئين من دول الجوار السوري ودول الشتات الواسعة بطريقة لم تكن تقليدية وعادية. واستندت السفارات الروسية الى الأرقام التي وضعتها المؤسسات الإنسانية الأُممية والمحلية في كثير من الدول ولا سيما منها تلك التي تُعنى بالنازحين واللاجئين ومنها المفوّضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة ومنظمات إقليمية محلية أبدت إهتماماً بإحصائهم حيث ما انتشروا. وبعد أن تبنّت موسكو هذه الأرقام على علّاتها بفعل وجود أرقام وهمية وأُخرى غامضة لا تستند الى أيّ أساس وقد تكون السفارات السورية التي ما زالت تتعاطى مع النظام قد ساهمت فيها الى حدٍّ بعيد، وخصوصاً في بعض الدول البعيدة جغرافياً من منطقة الشرق الأوسط بهدف الإيحاء بأنّ هناك جهوداً كبيرة قد بُذلت لهذه الغاية.

وبعد أن تبنّتها القيادة الروسية اختارت توقيتاً مميّزاً يوحي بكثير من الثقة امام العالم والشعوب المختلفة. فأطلقت مبادرتها بعد اقل من اسبوعين على قمّة كوبنهاغن التي جمعت الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بنظيره الأميركي دونالد ترامب نهاية الربيع الماضي لإعطائها شرعية دولية وفرضها أمراً واقعاً ما لبثت أن أنهكته واشنطن بتريّثها، أولاً لجهة نفي أو تأكيد أنّ ما تمّ التوصّلُ اليه كان من ثمار القمّة التاريخية بين الرجلين. والى هذه الخطوة الأميركية التي اتّخذت التريّث أولى خطواتها تجاه الخطة قبل أن توجّه اليها سهام الرفض لمجرد أنها لم تكن على جدول أعمال القمة. وهو موقف أميركي زرع الشكوك حول الخطة ومراميها في شكلها وتوقيتها وما تقتضيه من تمويل كبير لم يستشرْ الروس أيّاً من الدول التي ستكون مصدره بنحوٍ مسبَق وبطريقة تقليدية وطبيعية.

ويعترف الديبلوماسيون الغربيون أنّ الروس حاولوا وضعَ معظم دول العالم أمام أمرٍ واقع جديد وصعب ليس من السهل تجاهلُه، طالما أنه يحاكي مجتمعاتهم التي كانت بدأت تتلقّى النتائج الكارثية لانتقال النازحين إليها بأعداد لا تُحتمل تلازَم وجودهم فيها مع موجات تفجير وإعتداءات إرهابية كما حصل في المدن الفرنسية والبلجيكية والمانيا ومناطق أخرى، والتي طاولت بفظائعها مسارح ومؤسسات إعلامية وملاعب رياضية بغية بثّ الذعر في نفوس المواطنين ابناء هذه الدول. وبذلك باتت خططُ الترحيل المخرَج الإجباري لمواجهة هذه الحالات أيّاً كانت كلفتها فهي تبقى في نظر حكومات هذه الدول وشعوبها أقل كلفة مهما بلغت إذا ما تمّت مقارنتها بما تحتاجه برامج الرعاية الإجتماعية والإنسانية المعمول بها في هذه الدول من كلفة تفوق كل التوقعات. وعليه، فقد وضعت هذه الخطط المجتمعات وحكوماتها للوهلة الأولى امام مسؤوليات لم تستطع التهرّب منها سوى بربط تنفيذها بما هو غير متوقع في وقت قريب. فكان الخيار بالتمنّي بتأجيلها الى حين ولوج الأزمة السورية مراحل الحلول السياسية السلمية والمصالحات التي لا بد منها وبعد إعمار المناطق المدمَّرة في سوريا وتأهيلها.

كما ربطت بين إمكان تنفيذ برامج العودة لمواطنين فرّوا من بطش نظام لم يغادر السلطة بعد. لا بل فقد أحكم سيطرته على كثير من المناطق التي انتفضت في وجهه وليس من السهل القبول بعودة اهاليها اليها سواء لأسباب امنية أو مذهبية وطائفية أو عرقية وقبائلية. على هذه الأسس وضعت الديبلوماسية الغربية خططها للتخلّص من «البروباغندا» الروسية وما كان عليها سوى ربط هذه البرامج وتوفير مصادر تمويلها بالحلّ السياسي البعيد المدى في سوريا لفرملة اندفاعتها. وهو أمر رهنته بعض الحكومات بمصير النظام في ظلّ قيادة الرئيس بشار الأسد ومعها بخطط إعادة إعمار ما دُمِّر كترجمة فعلية لما تقول به القوانين والمواثيق الدولية، التي تدعو الى توفير مقوّمات الحياة الطبيعية والآمنة والمستقرّة ومعها فرض العمل المفقودة قبل التفكير في عودة أيِّ لاجىء اليها.

فالمناطق المنكوبة تحكي عن معاناتها ومصاعب العودة إليها من دون أيِّ تحقيق. فمعظم المناطق التي هجرها أهلها مدمَّرة ومُسحت منازلهم بالأرض وتغيّرت أحياؤهم وبات من المستحيل في ظلّ التدابير التي اتّخذتها القيادة السورية للتصرّف بأملاك الغائبين - وهو ما ترجمه القانون الرقم 10- الذي أنهى أحلامَ سكان عدد من المناطق بالعودة اليها نظراً الى ما أقرّه من آليات لا تسمح بعودة 99 % من سكانها اليها، وهي في مجملها من مذاهب وطوائف انتفضت في وجه النظام وعارضته بالسلاح ولا يمكن القبول بعودتها اليها بسهولة، وربما في خلال عقود من الزمن.

وفي ظلّ هذه التعقيدات التي لا يمكن تجاوزُها ببساطة كشفت معلومات وردت من عواصم غربية عن خطط جديدة مقترحة لتجاوز الآثار السلبية التي تركتها أزمة النزوح في دول الجوار السوري.

ومن بينها مشروع يتحدث عن «دولة سنّية» بوشر ببنائها في مناطق تجمع بين الحدود الشرقية لسوريا والأراضي المقابلة لها في الغرب العراقي وفي مناطق تمتدّ شرق الفرات، وهي منطقة تحتاج الى كثافة سكانية سنّية في مواجهة الكثافة الشيعية في العراق بغية توفير نوع من التوازن المفقود فيها. وفي السيناريوهات المتداوَلة على نطاق ضيّق حديث عن إمكان إقناع السعوديين بنقل نحو نصف مليون سوري الى المنطقة الجديدة الجاري بناؤها وفق خطة الإعمار الشاملة التي تستند الى «رؤية العام 2030» التي أطلقها وليُّ العهد السعودي الأمير سلمان بن عبد العزيز. فهي تحتاج الى ضعفَي اليد العاملة المحكي عنها علماً أنّ اليد العاملة السورية ماهرة وتتقن مختلف انواع الأعمال الخفيفة في البناء والخدمات السكنية والتجارية والصناعية الخفيفة. وعلى هذه الخلفيات يتطلّع المراقبون الى كل هذه المشاريع بعين القلق من مشاريع تُطبخ في الخفاء، فيما يتلهّى اللبنانيون بالمناكفات الداخلية ويبحثون عن وزير مجهول الهوية يحول عدم الاتفاق عليه دون تأليف الحكومة، فيما الخطط تنسج ومعها ما يمكن أن تعكسه على الساحة اللبنانية من مخاطر وتجاذبات وليس هناك مَن يتابعها أو يرصدها قبل فوات الأوان.

 

الحكومة إلى ... الربيع !  

نبيل هيثم/جريدة الجمهورية/السبت 24 تشرين الثاني2018

مقالات خاصةخاص "الجمهورية"- نحو جولة "قواتية" جديدة لإنقاذ الوضع الاقتصاديّخاص "الجمهورية"- "حزب الله": تكليف الحريري لا يزال قائماً"المستقبل": طلب النواب الـ6 خطوة إضافية في "مسلسل عرقلة التأليف" المزيدلا رئيس الجمهورية ومعه «التيار الوطني الحر» في وارد القبول بإنقاص حصتهما الوزارية المشتركة عن 11 وزيراً، ولا الرئيس المكلف بصدد الخضوع أمام ما يسمّيها الكتلة النيابية المفتعلة والقبول بتوزير أحد أعضائها، ولا «سنّة 8 آذار» ومن خلفهم «حزب الله» بصدد النزول عن سقف مطالبتهم بإشراكهم في الحكومة إستجابة لمساحتهم الشعبية والتمثيلية التي توجِب ذلك. بمعزل عن خلفية أيّ من اللاءات الثلاث وأسباب تمسّك كلّ طرف بـ»لائه»، فإنّ الشريحة الواسعة من اللبنانيين تجد صعوبة في تصديق انّ البلد ومصير أهله معلّقان على حقيبة وزارية، والأنكى من ذلك أنها في أحسن حالاتها «وزارة دولة»، وهو أمر يشكّل بالدرجة الاولى إدانة لطبّاخي الحكومة الاساسيين، ويحرّض على السؤال: من هو هذا الوزير الخارق لكي يُعطَّل البلد ويُطاح بالحكومة «كرمال عيونو»؟ وماذا سيقدّم هذا الوزير أو سيؤخّر؟ وهل «سيشيل الزير من البير» سواء أعطي لـ«سنّة 8 آذار» أو بقي ضمن حصة رئيس الجمهورية؟ أو بقي مع الرئيس المكلّف أو أخِذ منه؟

الأكيد هنا انّ الأفق مغلق بالكامل، لا يمكن الحديث عن حلّ طالما انّ رئيس الجمهورية يقفل باب إنقاص الحصة الرئاسية تحديداً، كما لا يمكن الحديث عن حلّ طالما انّ الرئيس المكلف يقفل كل الابواب التي يمكن أن يَلج منها «سنّة 8 آذار» الى الحكومة، ولا يمكن الحديث عن حلّ طالما انّ «سنّة 8 آذار» محميّون بـ الـ«فيتو» الذي يفرضه «حزب الله» على حكومة لا يكونون ممثلين فيها بواحد منهم حصراً. هنا ينبري السؤال: هل ثمة إمكانية لحل وسط هذا الإقفال المُحكَم؟ وأيّ حلّ يمكن ان يخترق هذه اللاءات الثلاث؟ وهل ثمّة في الداخل من يملك القدرة على فرض مثل هذا الحل؟ وهل ثمّة في الخارج من هو مستعد للتدخل مباشرة والتوسّط بين الاطراف ورعاية حل مقبول يطلق عجلة الحكومة؟ كل الطاقم السياسي لا يملك جواباً، فقط تأكيد على انّ ارادة إيجاد هذا الحل، أو التراجع أو التنازل باتت منعدمة، يُضاف الى ذلك عودة الهمس في الصالونات السياسية بأنّ الداخل المعطّل ليس فقط بفِعل عامل داخلي، إنما بات مُستجيباً لعامل خارجي «مجهول الهوية» أوحى بتأخير ولادة الحكومة اللبنانية الى أن تحين الظروف الداخلية ولاقليمية والدولية الملائمة لهذه الولادة.

ولا يتردّد البعض في القول إنّ أطرافاً في الداخل دخلت في «لعبة صولد»، الرهان الأكبر فيها على تحجيم دور «حزب الله» وحضوره في الحكومة إن لم يكن إبعاده عنها!

واذا كان الطبّاخون الأساسيون للحكومة ينفون في العلن مثل هذا التوجّه، مع التأكيد على رفض سياسة العزل لأيّ طرف، وان ليس لدى أيّ طرف الرغبة او القدرة على سلوك هذا المنحى، إلّا انّ بعض هؤلاء الطبّاخين، ومن بينهم من سبق أن قال إنّ الاشارات الخارجية التي تلقّوها أكدت الدعم من بعيد وعدم وجود مبادرات خارجية، ونصحت هذه الإشارات بأنّ تشكيل الحكومة شأن اللبنانيين وحدهم، باتوا يقاربون هذه اللعبة بما يُشبه الجزم بأنّ صفّارة هذه اللعبة قد أطلقت من مكان ما، وصدى الصَّفير بلغَ «حزب الله» وحلفاءه.

وفي أوساط «الحزب» من يحذّر من لعبة خطيرة ورهان مُستجد عند البعض على مبادرات أميركية في المدى المنظور لإرهاق إيران وتحجيم دورها في المنطقة، وإضعاف «حزب الله» في لبنان.

وبمعزل عن النفي او الجزم فإنّ هذه اللعبة، إذا صَحّت، فمعنى ذلك أنّ البلد على وشك الدخول في كباش سياسي خطير، يصبح اللعب فيه تحت الزنّار مباشرة. أمّا نتيجته الحتمية فهي وَضع البلد على حافّة احتمالات خطيرة. على ما تذهب إليه بعض القراءات السياسية، التي صارت تقارب تأليف الحكومة في هذه الاجواء المسدودة كفِعلٍ صار من الماضي البعيد.

إذاً، العامل الخارجي موجود حتى يثبت العكس، وإثبات هذا العكس بات مطلباً مُلحّاً لدى كل فئات الناس، علماً انه محصور فقط بالمتصارعين الثلاثة على «وزير». ولكن كيف سيتم هذا الاثبات طالما انّ أيّاً من هؤلاء ليس في وارد المبادرة الى ذلك، ويرفض التضحية والتخلّي عن هذا «الوزير الثمين»؟ في هذه الحالة تتعزّز فرضية وجود العامل الخارجي. حتى الأمس القريب، لم يكن رئيس المجلس النيابي نبيه بري في صَف القائلين بوجود عامل خارجي مُعطّل للحكومة، بل أصَرّ على أنّ عقدة التأليف داخلية بامتياز ولا دور لرابط لها من الخارج. على انّ الأهَمّ في تشخيصه لأزمة التأليف هو وضع إصبعه على جرح التعطيل بقوله: «مع الأسف، المشكلة صارت مشكلة مزايدات ومكايدات. هذا ينتظر ذاك، وذاك ينتظر ذاك. كل واحد ينتظر الآخر ليتنازل، هذه هي الصورة، كلهم ينتظرون أن يتراجع هذا قبل ذاك في الداخل والخارج، وما من شك في هذه الحالة انّ الصمت يبقى سيّد الكلام». يبدو انّ بري راهَن على الخلوة التي جمعته مع رئيس الجمهورية والرئيس المكلّف في القصر الجمهوري قبل تَلقّيهم التهاني بعيد الاستقلال، لعلّ هذه الخلوة تؤسّس لمخرج جدّي للعقدة الحكومية القائمة، الّا أنها انتهت الى انّ الرئيسين تشارَكا الرغبة في العمل والسعي الى العثور على حل للأزمة المستعصية.

ربما أراد بري ان يسمع من شريكَي التأليف ما يطمئن الى انّ الأمور يمكن ان تصبح سالكة على الخط الحكومي، لكنه كان متحدثاً معظم الوقت في خلوة الدقائق العشر، فأعاد استعراض الوضع الحكومي وتعقيداته، وما يرخيه ذلك من أضرار وسلبيات على الواقع اللبناني، وعَرّجَ على الوضع الاقتصادي وظروفه الصعبة والمخاطر التي تتهدّد، إضافة الى الاقتصاد بشكل عام، الوضع النقدي والاجتماعي والمعيشي وكل مفاصل الدولة وكل ما يتصل بحياة الناس ومصالحهم.

«المطلوب في هذا الوضع، أن تسمع صرخات الناس التي تتعالى يوماً بعد يوم، فالوضع لم يعد يُحتمل، ولم يعد من الجائز الاختباء خلف الاصبع او دفن الرؤوس في الرمال. يجب ان نعترف انّ البلد على شفير أن يتداعى إذا استمر الحال على ما هو عليه».

كلام بري هذا سبق تأكيده أمام الرئيسين بأنّ «الأوان آن لتشكيل الحكومة، وكل تأخير إضافي يُدفّع البلد مزيداً من الأكلاف والاضرار التي قد يصل معها الى لحظة لا يعود في مقدوره احتواءها او لَملمة سلبياتها. ولذلك، وزير بالزايد أو وزير بالناقص، أعتقد انه ليس مهماً على الاطلاق، يا إخوان البلد في وضع صعب». كلام بري هذا، والذي أوحى فيه بأنّ الجَو جامد حكوميّاً ، ولا حلول آنية في متناول اليد، لا بل انّ أفق الحلول مُغلق بالكامل، ما يعني ان الحكومة «مطوّلة»، لاقاه مرجع سياسي بقوله: « كانت الحكومة في اليد، فصارت على الشجرة، والآن دخلنا في شهر الأعياد، وهو كما هو معلوم شهر ميّت سياسيا، فدعونا ننتظر الى آخر السنة... وبعد آخر السنة بنحكي ... وعليكم خير. فهذا الصراع، يضيف المرجع، والمُحتدم على حقيبة وزارية وكأنها كنز ثمين، ليتبوّأها «وزير خارق»، أطفأ باعتراف أطرافه الأمل في بناء الهيكل الحكومي المطلوب، وأسّس الى ترحيل الحكومة مسافات الى الأمام، أقلّه الى آخر السنة، حتى لا أقول بأنّ الصورة التشاؤميّة القائمة حالياً تدفع إلى الإفتراض أنّ الحكومة رُحِّلت أشهراً وإلى ما بعد آخر السنة، وصولا حتى الربيع المقبل إن لم يكن أبعد من ذلك..

 

«القوّات» لمُعاودة المطالبة بتفعيل الحكومة  

أسعد بشارة/جريدة الجمهورية/السبت 24 تشرين الثاني 2018

مقالات خاصةخاص "الجمهورية"- نحو جولة "قواتية" جديدة لإنقاذ الوضع الاقتصاديّخاص "الجمهورية"- "حزب الله": تكليف الحريري لا يزال قائماً"المستقبل": طلب النواب الـ6 خطوة إضافية في "مسلسل عرقلة التأليف" المزيدقبل حَلّ العقدة «القواتيّة» والدرزية، طرحت «القوات اللبنانية» تفعيل العمل الحكومي في انتظار تأليف الحكومة الجديدة، ولاقى هذا الطرح يومها قبولاً متحفّظاً لدى الرئيس سعد الحريري، ورفضاً لدى الرئيس ميشال عون في اعتبار أنّ تفعيل العمل الحكومي يعني من ضمن ما يعنيه دخول العهد في عصر تصريف الاعمال، وهو ما لا يقبل به. وما لم يقبل به العهد لم يذهب الحريري الى الموافقة عليه، وبالتالي طويَت تلك المطالبة، الى أن تحركت الاتصالات وتَوصّلت الى حل العقدة القواتيّة بموافقة «القوات» على ما أعطي لها من حقائب وزارية.

لم تكد أزمة تمثيل «القوات اللبنانية» تنتهي، وكذلك أزمة التمثيل الدرزي، واعتقدَ الجميع أنّ مراسيم الحكومة باتت قيد الطبع، حتى طافَت العقدة السنّية على السطح، وعاد الجميع الى المربّع الأول، بما يعني العودة الى تلاشي احتمال تأليف الحكومة، من دون تحديد آفاق زمنية للأزمة.

وبناء عليه، باتت الحكومة مؤجّلة لفترة طويلة مقبلة، وهو ما أعاد طرح تفعيل الحكومة الى الواجهة، بسبب الاستحقاقات الداهمة التي تُضفي بثقلها على الوضع الاقتصادي. وفي معلومات لـ«الجمهورية» أنّ «القوات اللبنانية» تتجه الى المطالبة بتفعيل الحكومة وتحديد اجتماعات حكومية بناء على توافق يفترض أن يحصل، أي بناء على جدول أعمال طارئ اقتصادي بالدرجة الاولى، يتعلق باتخاذ قرارات جراحية هي نفسها التي طالبت بها «القوات» قبل فترة، وتتعلّق بدرس خطوات في ملف الكهرباء والاتصالات وفي اتخاذ قرار صارم بوَقف التوظيف في القطاع العام، ومكافحة التهرّب الضريبي وضَبطه في المرافق العامة (المرفأ وغيره من المرافق). وهذه البنود، وفق «القوات اللبنانية»، يمكن لها أن تخفّض العجز السنوي في الخزينة من 3 مليارات دولار الى 4. وهذا الأمر باتَ أكثر من ضروري، لأنّ الجميع يعرف بالأرقام أنّ الأزمة الاقتصادية باتت تُنذر بمؤشّرات سلبية وخطيرة، وأنه في ظل عدم تشكيل حكومة يفترض البَت بهذه القرارات في حكومة تصريف الاعمال تفادياً للأسوأ.

في اختلاف الظروف التي باتت تُملي النظر الى ما ستطرحه «القوات اللبنانية»، يمكن قول الكثير.

فبالنسبة الى العهد، أولاً لا يفترض بعد التعطيل شِبه الكامل لتأليف الحكومة أن يَلقى اقتراح تفعيلها أيّ اعتراض، خصوصاً انّ عون متضرّر من عدم تشكيل حكومة عهده «الأولى». كما أنه سيتلقى، أسوة ببقية مكوّنات الحكم، النتائج السلبية لأيّ تداعيات اقتصادية، فالسقف عندما ينهار إنما ينهار على الجميع، وتعطيل تأليف الحكومة بات معروفاً مصدره، بعد حلّ عقدة التمثيل المسيحي والدرزي، وبعد دعم عون لمطلب الحريري ثم انكفائه الى لعب دور الوساطة التي تَترنّح بدورها على إيقاع رفض الوزير جبران باسيل الاستمرار بها اذا كان سيدفع ثمنها من كيس حصّته الوزارية. أمّا بالنسبة الى الحريري، فهو من المحبّذين لفكرة تفعيل الحكومة اذا لم تؤدّ الى الإضرار بعلاقته مع عون، وهو سَبق له أن لَمّح الى إمكان عودته الى السراي لممارسة تصريف الأعمال من مكتبه، بما يوحي أنه يُدير عجلة الحكومة المستقيلة وكأنها حكومة قائمة فعلاً. والحريري يواجه كرئيس مكلّف وكرئيس لحكومة تصريف الاعمال، أعباء الوضع الاقتصادي والاضرار الناتجة من عدم تحقيق الاصلاحات المطلوبة لمؤتمر «سيدر»، وسيكون الوقت المهدور عامل ضغط سلبي قد يهدد المؤتمر نفسه، على ما أسَرّ الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون لعون في لقائهما الأخير. ويبقى السؤال: هل ستحظى جهود تفعيل حكومة الضرورة على موافقة الاطراف؟ أم أنّ أزمة تأليف الحكومة ستُبقي الأزمة الاقتصادية في دائرة الخطر، وهو ما قد يَستتبِع نتائج سلبية على الليرة، وفق تحذيرات لم تعد تُقال في الغرف المغلقة؟

 

لبنان المسلوب إزاء المخاطر المتزايدة

د. خطار أبودياب/العرب/24 تشرين الثاني/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/69181/%D8%AF-%D8%AE%D8%B7%D8%A7%D8%B1-%D8%A3%D8%A8%D9%88%D8%AF%D9%8A%D8%A7%D8%A8-%D9%84%D8%A8%D9%86%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D9%84%D9%88%D8%A8-%D8%A5%D8%B2%D8%A7%D8%A1-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AE/

لبنان.. بانوراما سوداوية

تحلّ الذكرى الخامسة والسبعون لاستقلال لبنان في ظروف دقيقة حيث لم تنجح مساعي تأليف الحكومة منذ ستة أشهر، ويلامس البلاد شبح الانهيار الاقتصادي، ولا تتراجع انعكاسات الصراعات في الإقليم عليه مع الخشية من دفعه ثمن تصفيات “الحروب السورية” أو اختبار القوة الأميركي – الإيراني. في اليوبيل الماسي لاستقلال لبنان عن فرنسا وقبل سنتين من مئوية تأسيس “لبنان الكبير”، يواجه اللبنانيون تحديات جسام يمكن أن تمسّ وجود الكيان بحد ذاته خلال مرحلة إعادة تركيب الشرق الأوسط، إذا لم تتوافر شروط تسوية داخلية متجددة قوامها احترام التعددية (في نقلات تدريجية نحو المواطنة واللامركزية الإدارية الواسعة) وأولوية الولاء الوطني مع عدم الانغماس في لعبة المحاور الإقليمية والدولية، إلى جانب اكتساب وظيفة جيوسياسية حيادية أو وسيطة، وأدوار ثقافية واقتصادية وسياحية تتلاءم مع قيمة الحرية الموجودة في جينات البلد، ومع انتمائه العربي والمشرقي وانفتاحه على العالم.

قبل سنتين عند انتخاب الجنرال ميشال عون رئيساً بعد فراغ في قصر بعبدا لمدة سنتين ونصف، راهن قسم من اللبنانيين على تحوّل إيجابي، وبالرغم من مخاض طويل جرى إقرار قانون انتخابي مختلط وهجين زاد عملياً من الاستقطاب المذهبي مع تعديل لا أكثر على نمط “المحاصصة الطائفية” السائد منذ اتفاق الطائف في 1989، الذي شكّل الغطاء للفساد ونهب المال العام عبر شراكة متقاسمي الحكم من النافذين لصالح زعاماتهم العتيقة أو المستحدثة، وسقطت مع الوقت كل شعارات الإصلاح والمحاسبة والشفافية وبرزت إلى السطح أزمات الكهرباء والمياه والنفايات والتلوّث وغيرها. وزادت البطالة مع استشراء الفساد والتسيّب والتخوف من الأسوأ، مع محاذاة رقم الدين العام مئة مليار دولار في بلاد تنقصها الموارد، ولن يكفي الاعتماد النظري على استخراج الغاز والنفط خاصة من مناطق بحرية متنازع عليها مع إسرائيل. حيال كل هذه البانوراما السوداوية وتبعات ارتباط حزب الله بالمحور الإيراني - السوري على توازنات الداخل اللبناني والانغماس في صراعات جديدة، لا يتردد الكثير من اللبنانيين على اعتبار استقلال بلدهم ناقصاً ويتعاملون معه بتشكيك دائم، ويصل الإحباط عند نخب حائرة أو عاجزة أو مقيّدة أو مشتتة للقول إنه منذ 75 سنة خلت كان البلد يريد الاستقلال، فإذ بالاستقلال اليوم يبحث عن الدولة والسيادة.

من الواضح أن الذاكرة التاريخية لم تؤثر بشكل حاسم على سلوك مكوّنات الشعب اللبناني (أو شعوب وقبائل لبنان حسب سركيس نعوم) وعلى قرارات القيّمين في “دولته”. ويتبين أن ثقوب في الذاكرة الجماعية أو انتقائية مقصودة تعمّق الانقسام وقراءات التاريخ المتنوعة، فلكل بطله ولكل مؤسسه والحدّ الأدنى من الحكاية الوطنية غير متوفر. هكذا لا يزال لبنان عمليا يعاني من آثار وتداعيات دورة حروب بدأت في نهاية الستينات من القرن الماضي، ولم تتوقف بشكل نظري إلا مع اتفاق الطائف في عام 1989. بيد أن استمرار ضغط ووجود العوامل الإقليمية والخارجية حتى اليوم يلقي بثقله على تداخل التاريخ القريب المثخن بالجراح، واللحظة المعاصرة الراهنة الحبلى بمخاطر العودة إلى الوراء.

من يتذكر تاريخ حروب لبنان الأهلية والخارجية يتوجب عليه التنبه إلى هشاشة النسيج الوطني، وكأن مقولة البلد غير القابل للحكم أو أطروحة “نفيان لا يصنعان أمة” (لا عروبة ولا ارتباط بالغرب) تؤكدان أكثر من أي وقت مضى على المخاوف حيال تهالك وضع الدولة في لبنان، والانقسام المريع بين طوائف ومذاهب ووكلاء دول خارجية وأيديولوجيات متصارعة. التوصيف سهل بالرغم من خطورته إذ أن “بذور التفكك والتحلل تكمن في تأسيس لبنان على قاعدة التركيبة الطائفية التعددية” حسب تعبير الباحث أدمون رباط. بيد أن لبنان المستقل الذي كان ينظر إليه على أنه “سويسرا الشرق” (خلال أول عقدين أو ثلاثة عقود من عمره)، سرعان ما تحوّلت المعجزة أو الأسطورة إلى سراب تحت وقع الضربات الخارجية والداخلية التي خلخلت الأساس الطائفي للمجتمع والدولة اعتبارا من ثورة أو أزمة 1958.

وبعد دخول “الصاعق الفلسطيني” والنظام السوري وأطراف إقليمية ودولية على الخط، كان يوم الثالث عشر من أبريل 1975 فاتحة جولات حروب استمرت عقدا ونصف من الزمن، كادت تقضي على الكيان ووحدته. لكن انهيار الصيغة اللبنانية سليلة تسوية ميثاق 1943، لم يمنع من تجميلها في صيغة محاصصة طائفية جديدة في عام 1989. يظهر اليوم أن غالبية اللبنانيين، مسلمين ومسيحيين، ينظرون بأسى إلى تجاربهم وتعثر أداء دولتهم ويزداد قلقهم وكيفية إنقاذ بلادهم من شبح الانهيار الاقتصادي وتفكك وحدتهم في وجه عواصف الإقليم

والآن يتضح أن تلك التسوية المتجدّدة تحت إشراف خارجي لم تصمد في تطبيقها الدستوري إلا تحت رعاية الوصاية الخارجية. ولذا منذ العام 2005 إلى 2008 و2014 – 2018 تتعمق أزمة النظام وهي لا تشبه أزمة 1969 الشهيرة وشبيهاتها، بل أصبحت تعكس مأزق التعايش بين صلاحيات الرئاسات الثلاث ولعبة التعطيل والهيمنة على قرار الدولة.

يتفاقم المأزق الدستوري بسبب حدة الانقسام السياسي ورفض تنظيم الاختلاف، إذ بدلا من إهداء حزب الله “إنجازه” في حرب 2006 إلى “الدولة اللبنانية”، قام هذا الحزب عملياً بطرح نفسه كبديل عن “الوصيّ السوري” وتمثيل “الوصيّ الإيراني” بشكل أو بآخر.

وقد نجح منطق الغلبة الذي يمارسه حزب الله في فرض اتفاق الدوحة في عام 2008 كأول ضربة لاتفاق الطائف، وفي موازاة “إنجازاته” في الساحة السورية دفع الحزب نفسه باتجاه إخراج تسوية 2016 التي أدت لوصول حليفه ميشال عون إلى رأس السلطة التنفيذية، وأسهمت الانتخابات التشريعية في مايو 2018 ببلورة حزب الله لأكثرية (ولو نسبية بالقياس لتموضع التيار العوني غير المحسوم) تحت قبة البرلمان.

واليوم مع تعطيل تأليف الحكومة قي آخر لحظة في نوفمبر الحالي تحت حجة عدم تمثيل النواب السنّة المقرّبين منه، كأن بحزب الله يودّ الذهاب بعيداً في إحكام سيطرته، ملوّحاً بمؤتمر تأسيسي يطيح باتفاق الطائف ينتزع فيه ثلث التمثيل للطائفة الشيعية، بدل المناصفة المسيحية – المسلمة من خلال إعطاء الانطباع للفريق الماروني باستعادة صلاحيات سلبها منه اتفاق الطائف لصالح الحكومة مجتمعة ورئيسها السني. يتزامن المأزق الداخلي اللبناني مع انعكاسات اللعبة الكبرى الدائرة انطلاقاً من سوريا عليه ليس فقط بالنسبة لوجود النازحين أو اللاجئين السوريين، بل بالنسبة لإقحام لبنان مباشرة في الأتون الإقليمي مع تصعيد العقوبات الأميركية ضد إيران وحزب الله. وبينما يعتبر الأخير أن توازن الردع هو الذي حمى لبنان منذ 2006، لا يمكن تناسي القرار الدولي رقم 1701 والدعم الأميركي المباشر للجيش اللبناني الذي تنظر له غالبية لبنانية ساحقة على أنه صمام الدفاع عن الوطن والأمان للمواطن. ولذا إزاء الخطر الداهم إقليمياً خاصة سيناريو حرب إسرائيلية جديدة على الجبهة الشمالية بعد الإخفاق الإسرائيلي الأخير في غزة والتطورات الروسية – الإسرائيلية في سوريا، يستحسن توافق الحدّ الأدنى على الأفضل بالنسبة للبنان وتحصينه، ويبقى من البديهي القول إن استرجاع كامل للسيادة لا يتم من دون حصر قرار الحرب والسلم بيد الدولة من دون فذلكة أو تنميق. أما الدرس الآخر لحماية لبنان وما تبقى من استقلاله فهو عدم إمكانية قيام هيمنة لفئة أو مجموعة في ظل إحباط أو تهميش مجموعات أخرى في مجتمع مركب.

لنتذكر أنه فيلعام 1943 طالبت غالبية المسلمين بالوحدة مع سوريا ورفضت الاستقلال الناجز، وأيضاً طالبت غالبية المسيحيين ببقاء الانتداب الفرنسي ورفضت الاستقلال الكامل. لكن أقليّة مسيحية ومسلمة شكّلت “أكثرية نسبية” لصالح الاستقلال. وفي عام 2005 طالبت غالبية مسيحية وغالبية مسلمة بالاستقلال عن السيطرة السورية، على إثر اغتيال الرئيس رفيق الحريري. ويظهر اليوم أن غالبية اللبنانيين، مسلمين ومسيحيين، ينظرون بأسى إلى تجاربهم وتعثر أداء دولتهم ويزداد قلقهم وكيفية إنقاذ بلادهم من شبح الانهيار الاقتصادي وتفكك وحدتهم في وجه عواصف الإقليم، وتنقصهم الأجوبة والإمكانيات والإرادة للحفاظ على “استقلال لبنان” أياً كان تقييمهم لمساره.

د. خطار أبودياب/أستاذ العلوم السياسية، المركز الدولي للجيوبوليتيك - باريس

 

استقلال بطعم الكآبة؟

راجح الخوري/الشرق الأوسط/24 تشرين الثاني/18

احتفل لبنان يوم الخميس بالذكرى الخامسة والسبعين للاستقلال، وبدلاً من أن تكون هذه المناسبة بطعم «الماس»، كانت طبعاً بطعم العلقم، لأسباب كثيرة، في مقدمها طبعاً تردي الأوضاع السياسية في غياب تشكيل الحكومة الجديدة، التي ما انفك الرئيس ميشال عون يقول إن عهده سيبدأ معها، وها قد مضى على بدايته عامان ونيف ولم تشكّل، وكذلك بسبب تردي الأوضاع الاقتصادية، وازدياد المديونية العامة، وتفاقم الفقر، وارتفاع نسبة البطالة، وتضاعف عدد عمليات الإفلاس في المصانع والمؤسسات، والانهيار في قطاعات الخدمات العامة.

لم يكن من معنى لتكرار القول الذي كان يتردد سنوياً في هذه المناسبة، التي يفترض أن تكون محطة للفرح والاعتزاز، فقد ملّ الشعب اللبناني من التبرّم سخرية: «عيد، بأي حال عدت يا عيد»، ربما لأنه انصرف هذه السنة إلى المرارة، وخصوصاً أنه منذ صباح يوم الأربعاء، كان المواطن إذا حاول الاتصال هاتفياً أو تلقى مكالمة من أي مصدر، يستمع مجبراً إلى مطلع النشيد الوطني صادحاً: «كلنا للوطن»، فيبتلع ريقه مرارة، وهو يقول لنفسه: «لا... عملياً كلنا عالوطن» بمعنى أننا جميعاً نعمل ضد لبنان الوطن!

طبعاً تبدو الصورة تعيسة جداً، ولا مغالاة في القول إن الدولة، أو ما تبقى من الدولة، كانت في وادٍ وهي تحاول أن تعطي المناسبة بُعدها الوطني المفترض، بينما كان الشعب اللبناني في وادٍ آخر، وهو ينوء بهَمَّين؛ هَمّ مصاعب الحياة المتفاقمة، وهَمّ أن يصير للاستقلال طعم المرارة. سلسلة المواعيد التي حددت بالتتابع للخروج من الأزمة الحكومية تساقطت تباعاً، وكان آخر الرهانات أن يجري الاحتفال بعيد الاستقلال مع وجود سلطة ناجزة بحكومة جديدة؛ لكن الحديث الآن يدور حول موعد جديد، وهو نهاية السنة، وما يثير الغرابة في هذا السياق أنه لم يعد ينقص سوى أن يجتمع مجلس الأمن الدولي ويتّخذ قراراً تحت الفصل السابع، يلزم اللبنانيين بتشكيل حكومتهم العتيدة!

ذلك أن آخر ما يتم تداوله نقلاً عن المصادر الدبلوماسية في بيروت، الحديث عن اتصالات تجري بين المسؤولين الفرنسيين والأميركيين من جهة، وبين الفرنسيين والروس من جهة ثانية، من أجل السعي لحل عقدة تشكيل الحكومة!

كيف؟ من منطلق الرهان على أن تتمكن الدبلوماسية الفرنسية من استحداث ثغرة في الموقف الإيراني، الذي يعرقل تشكيل الحكومة اللبنانية، كما حاولت طهران سابقاً عرقلة الحكومة في العراق، لتوجيه رسالة إلى واشنطن، مفادها أنها تملك عناصر إقليمية فاعلة للرد على العقوبات التي فرضت، وخصوصاً أن فرنسا والدول الأوروبية تسعى جاهدة لانتظام الوضع السياسي في لبنان، وذلك من منطلق الحرص على الاستقرار، الذي يحفظ بقاء اللاجئين السوريين فيه، وعدم تدفقهم إلى الشواطئ الأوروبية الجنوبية. وفي هذا السياق ليس خافياً أن عمليات اللجوء بحراً بدأت من طرابلس شمال لبنان، وتستمر بوتيرة أخف هذه الأيام!

عندما أعلنت واشنطن بداية معارضتها دخول «حزب الله»، الذي يتعرض إلى مروحة من العقوبات الأميركية، إلى الحكومة، وخصوصاً بعد الحديث عن إعطائه وزارة الصحة، كانت هناك مجموعة من العقد التي تعترض تشكيلها، وخصوصاً العقدة المسيحية بين «التيار الوطني الحر» وحزب «القوات اللبنانية»، من منطلق الخلاف على الأحجام والحصص، وهو ما فكك تقريباً كل الإيجابيات التي نتجت عما يسمى «اتفاق معراب» الذي توّج تأييد الدكتور سمير جعجع رئاسة الجنرال ميشال عون. ثم برزت كما هو معروف العقدة الدرزية، وقد استغرق حل هاتين العقدتين من الرئيس المكلّف سعد الحريري، أربعة أشهر ونصف شهر!

فجأة، وفي اللحظة التي تبيّن أنه تم حلّ هاتين العقدتين، وانتظر الناس إعلان الحكومة في خلال ساعات، ألقى «حزب الله» مفرقعة توزير النواب السنة المستقلين في وجه عون والحريري، معرقلاً عملية التشكيل، تحت ذريعة الدعوة إلى ضرورة تمثيل هؤلاء في الحكومة، رغم أنه جرى جمع هؤلاء النواب وهم من جماعة «الثامن من آذار»، على طريقة «من كل وادٍ عصا»، أي أتوا من كل كتلة نيابية بنائب، وتم إعطاؤهم اسم «اللقاء التشاوري»... وهكذا بدا واضحاً تماماً أن «حزب الله» الشيعي، الذي كان يراهن على عقدتي المسيحيين والدروز لعرقلة الحكومة، اضطر إلى العرقلة والتعطيل مباشرة وخلافاً للدستور، الذي ينيط بالرئيس المكلف ورئيس الجمهورية عملية التشكيل، وذلك عبر تمسّكه بتوزير واحد من هؤلاء النواب السنة!  ليس من الواضح كيف يمكن تجاوز هذه العقدة، وإلى متى يمكن أن تبقى السلطة التنفيذية اللبنانية معطلة أمام شروط «حزب الله» وإيران طبعاً، ولا من الواضح إذا كانت المساعي والضغوط والتدخلات من فرنسا والبنك الدولي، يمكن أن تساعد في حلّ هذه المشكلة؛ لكن من الواضح تماماً أن لبنان المتهالك ينزف اقتصادياً، وتدهمه سلسلة من المشكلات الخانقة، في البطالة والإفلاسات التي قيل إنها شملت منذ بداية هذه السنة أكثر من 2200 مؤسسة ومصنع، في وقت بات فيه الدَّين العام يتجاوز 80 ملياراً من الدولارات، وكل ذلك وسط دوي متزايد عن فضائح الفساد التي تضرب في إدارات الدولة!

ويبدو الفرنسيون أكثر حرصاً من المسؤولين والسياسيين في لبنان على عدم انهيار مفاعيل «مؤتمر سيدر» الذي كان قد عقد في باريس، وقرر تقديم مبلغ 11.2 مليار دولار إلى لبنان، على شكل هبات وقروض ميسّرة. ففي 15 سبتمبر (أيلول) الماضي، جال السفير الفرنسي في بيروت، برونو فوشيه، على الرؤساء اللبنانيين، وأبلغهم ضرورة تشكيل الحكومة في أقرب وقت؛ لأن الدول المانحة في «سيدر» أنجزت دورها، وأن صبرها تجاوز الحدود. ثم أوفد الرئيس إيمانويل ماكرون السفير بيار دوكان، ليكرر ما قاله السفير فوشيه؛ لكنه خرج بخلاصة فاجعة، اختصرها بعد جولة لقاءاته بالقول: «إن لبنان غير قابل للإصلاح»!

ثم وصل الموفد الفرنسي الخاص أوريليان لوشوفالييه، حاملاً الموقف عينه الذي كان ماكرون أبلغه هاتفياً إلى الرؤساء عون ونبيه بري والحريري، وهو أن الدول المانحة لا يمكنها أن تنتظركم إلى الأبد، وأن المبالغ المقررة لكم في مؤتمر «سيدر» يمكن أن يتم تدويرها وصرفها في دول أخرى، ولكن ذلك لم يغيّر شيئاً من مسار الأزمة الخانقة! ما يقوله المسؤولون من الفرنسيين، موازٍ تماماً لما كرره الممثل الإقليمي للبنك الدولي فريد بلحاج، الذي طالب بتشكيل الحكومة سريعاً، والمباشرة في إعداد المشروعات والإصلاح؛ لأن مبلغ ملياري دولار رصده البنك الدولي لمساعدة لبنان لا يمكن أن ينتظر طويلاً، وقد قيل هذا للمسؤولين على أعلى المستويات، ولكن دون أن يؤدي ذلك إلى ما يساعد على تجاوز عقدة «حزب الله» التي تعطّل تشكيل الحكومة. كل هذا يتمّ في بلد ينزف ويسرع الخطى إلى الانهيار، فعندما ذهب النواب إلى ما سُمي «تشريع الضرورة»، واتفقوا على صرف مبلغ 75 ملياراً من الليرات لدفع ثمن أدوية للأمراض المستعصية، كان جواب وزير المال علي حسن الخليل، أنه ليس في احتياطي الموازنة ليرة واحدة! وقبل ذلك الاجتماع، قال رئيس مجلس النواب، إن لبنان يمكن أن يتحمل اقتصادياً أسابيع وليس أشهراً، ونحن نقوم بأمور كثيرة للمحافظة على سلامة الليرة، ولكن إذا بقي الأمر على ما هو عليه، فإنه في الحقيقة أخطر من خطير! أخطر من خطير؟ هذا ليس اكتشافاً، فالهيئات الاقتصادية لا تتوانى في القول: «جهّزوا ورقة النعية للوضع». ولكن ثمة من كان مهتماً بتجهيز رنة الهاتف في عيد الاستقلال: «كلنا للوطن»، ولكن الأوطان تصبح أحياناً قبضة من الرمل بين أصابع الحمقى!

 

الشعب يريد... إسقاط الطوائف

أحمد الغز/اللواء/25 تشرين الثاني/18

تميّزت الذكرى الخامسة والسبعين لاستقلال لبنان في الرغبة العارمة لدى غالبية اللبنانيين في التعبير عن سخطهم وتنكّرهم لكافة مكونات السّلطة والمتمثلة بأمراء العجز الطائفي، وذهب الكثيرون منهم الى أشكال مختلفة من العدمية والاستهزاء بالوطن والدولة والكيان، من دون التمييز بين حقبة وأخرى، واعتبروا انّ تاريخ لبنان قائم على الوهم والجنون والادعاء، وتدمير هيبة الدولة والوطن بالاصطفافات امام السفارات العربية والاقليمية والدولية، وتعميم ثقافة الولاء لأجهزة المخابرات، وذهب البعض ايضا الى المطالبة بالانتداب من جديد، وشبّهوا كل لبنان (بالعصفورية) على امتداد الـ١٠٤٥٢ كلم٢ رغم ان الأجيال الجديدة لا تعرف بأنّ المقصود بالعصفورية هو مستشفى المجانين.

إنّها المرة الاولى التي اشعر فيها بأن معظم اللبنانيين باتوا يدركون معنى الاستقلال وحاجتهم اليه، على قاعدة أن المحبة لا تعرف عمقها الا ساعة الفراق، ويدركون ايضاً عمق الهوة بين مكونات السلطة الطائفية وأوهامهم وبين ضرورات واستحقاقات الدولة الوطنية المستقلة، ومعظم اللبنانيين يعرفون بوضوح ان أمراء الطوائف والميليشيات صنعوا أمجادهم وتسلطهم على حساب الشعب والوطن والكيان، وانهم امتداد لأزمنة الاستعمار والانقلابات والنكسات والاجتياحات والاحتلال والوصايات ومحاور النزاعات وخطوط التماس، وانهم ورثة ثقافة الهزائم والانتصارات بين الأخوة الأعداء، تلك الثقافة التي تقوم على الانعزال والاستقواء ورفض الآخر وإلغائه وقتله في كثير من الأحيان، وان امراء الطوائف أعداء اشداء لثقافة النجاح والانجاز وقبول الاخر وحرية الافراد ولا يعترفون بالتنافسية المدنية في الحياة والعمل والإنتاج والإبداع وحماية وحدة المجتمعات التي تعبر عن قوتها في الدولة الوطنية والمؤسسات.

لا بد من اعتراف اللبنانيين بأنهم خسروا حريتهم واستقلالهم عندما انتظموا في طوائفهم وتنازلوا عن مواطنيتهم، من اجل حقوق الطوائف ولو على حساب حقوق الوطن المواطنين، لان الدولة الوطنية لا تقوم الا على اساس التعاقد بين الدولة والافراد، وان اي تعاقد بين الطوائف او المجموعات هو عملية اقتسام للسلطة والمغانم ومانع لقيام دولة العدالة والمساواة، ويجب ان يتذكر اللبنانيون انه في كل مرة ارتفع فيها صوت الطائفية والمذهبية انعدمت الحريات العامة والفردية، وضاعت الحقوق والواجبات، ويعم الفساد الطائفي المقدس، وتسقط قيم المحاسبة والمساءلة، وتصبح المكابرة والتغول والوقاحة والسفاهة من الفضائل، والصدق والحكمة والتواضع من الموبقات.

الاطفال اللبنانيون وحدهم كانوا سعداء بنعمة الاستقلال وصادقين باحتفالهم وأناشيدهم، لأن الاطفال أنقياء غير ملوثين بالطائفية وغير مرتكبين بحق الدولة والمجتمع والكيان، وفي بريق عيونهم وقلوبهم البيضاء كل ما تبقى في لبنان من أمل بتجدد الوطن المستقل الذي فقدناه، اما نحن اجيال الطائفية البغضاء لدينا تاريخ طويل من الارتكابات وأيدينا ملوثة بالدماء والفساد وقلوبنا الطائفية والمذهبية حاقدة وشديدة السواد، الاطفال في لبنان وحدهم الامل والرجاء، ويجب حمايتهم من الإصابة بطاعون الطائفية الذي فتك بكل الأجيال والانجازات والإبداعات.

منذ ما يقارب المئة والخمسين عاماً والطائفيون كانوا ولا زالوا جهلة وطغاة، اهل قتل ودمار، منذ لبنان الصغير الى لبنان الكبير، الى لبنان الاستقلال، الى لبنان النزاعات الأهلية الطائفية المسلحة، الى لبنان الاحتلال والوصايات وإدارة الأزمات من الدول القريبة والبعيدة، الى لبنان الاغتيالات والارتجالات والتهديدات والشعارات الجوفاء ومظاهر الاستقواء والاستتباع والغدر والهدر والتعطيل والفساد. تاريخ طويل من الفشل والادعاء وصناعة الأزمات والاستهتار بمستقبل الأجيال، يهربون من فشل الى فشل ولا مانع لديهم بتحويل المستنقعات الطائفية الى دويلات وهمية، خوفا من اللبنانيين الافراد المؤمنين بالتجربة الوطنية المدنية، والذين يعتبرون الطائفية والمذهبية قوة احتلال ومانعة لقيام دولة الحرية والاستقلال، وان ربيع لبنان والانتظام العام في دولة المؤسسات، لا يكون إلا اذا رفع شباب لبنان شعار الشعب يريد... اسقاط الطوائف.

 

الأوضاع المالية لامست الخط الأحمر

الهام فريحة/الأنوار/24 تشرين الثاني/18

من دون سابق إنذار، وفي يوم عمل بين العيدين: عيد المولد النبوي الشريف وعيد الاستقلال، إلتأم على عجل في بيت الوسط اجتماع مالي استثنائي بين رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري ووزير المال على حسن خليل وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة.

الاجتماع في توقيته بالغ الأهمية، وفي دلالاته يعكس الوضع الدقيق الذي تمر به مالية الدولة لجهة التساؤل عن كيفية تأمين الأموال في ظل التعثر المتمادي في تشكيل الحكومة، مع ما يعني ذلك من تراجع الالتزامات الدولية حيال لبنان، ولا سيما مفاعيل مؤتمر "سيدر" الذي يتحدث عن مساعدات للبنان بأحد عشر مليار دولار بينها عشرة مليارات دولار على شكل قروض ميسرة ومخفضة الفوائد وهبات بنحو مليار دولار. لكن هذه الوعود تكاد ان تتبخر لأنها كانت مشروطة بتشكيل حكومة جديدة وبإنجاز الاصلاحات المطلوبة في البنية الادارية للدولة، لكن لم يتحقق شيء من ذلك وباتت الدول المانحة أو الواعدة بالمنح، أمام استحقاق تحويل هذه القروض والهبات الى دول أخرى، قد تكون دولاً أفريقية، وهذا ما يمكن ان يحدث مطلع السنة الجديدة، ما يعني ان لبنان يكون قد فوَّت عليه فرصة ثمينة قد تكون نادرة ولا تتكرر. المعنيون يستشعرون الخطر المحدق، ولهذا تم الاجتماع الثلاثي، وعلى جدول أعماله بند واحد هو: كيفية توفير الاموال للدولة حتى آخر هذه السنة، ولم يعد خافياً على أحد ان المبلغ المطلوب لا يقل عن الملياري دولار.

طرحت جملة من المقترحات والحلول من بينها ان يعمد مصرف لبنان الى إعطاء قروض للدولة اللبنانية، هنا كان رأي حاكم مصرف لبنان رياض سلامة ان تكون القروض بالليرة اللبنانية وبفوائد تزيد عن الفوائد التي تعطيها المصارف لزبائنها، إذ لا يُعقل ان تقرض المصارف الدولة اللبنانية وتأخذ منها فوائد أقل من الفوائد التي تعطيها للمودعين لأنها في هذه الحال لا يمكنها ان تستمر، فعلى سبيل المثال لا الحصر: إذا كانت المصارف تعطي لزبائنها عشرة في المئة، فكيف تأخذ من الدولة أقل من ذلك؟ ان هذا الأمر يوقعها في خسائر محققة ومحتمة.

في المقابل، كان رأي وزير المال ان الفوائد التي كانت تعطى في السابق يجب ان تبقى على ما هي عليه، لكن حيال هذا الأمر ابدى الحاكم سلسلة من الملاحظات، وبناء على هذا التباين فإن الرئيس الحريري فضَّل رفع الجلسة على ان يتم البت بالموضوع في اجتماعات لاحقة.

بالتأكيد هناك وضع غير مريح يشغل البال خصوصاً في ظل الهدر المستشري والذي لم يجد من يضبطه في ظل التراخي على مستوى السلطة التنفيذية، ومن المعروف ان حكومات تصريف الأعمال ليس بإمكانها امساك زمام الأمور وكأنها حكومة أصيلة كاملة الأوصاف.

انطلاقاً من هذه المعطيات فإن اعلان حال طوارئ اقتصادية ونقدية، بات أمراً حيوياً وضرورياً، وأول ما يجب التفكير به خفض الرواتب الخيالية في بعض القطاعات ولا سيما منها تلك غير المنتجة... وللبحث صلة.

 

الفاتيكان: المجتمع الدولي لا يريد عودة النازحين السوريين

نقولا ناصيف/الأخبار/السبت 24 تشرين الثاني 2018

لم يكن الرئيس نبيه برّي مرة في حال من التشاؤم كهذه الايام، عندما يُسأل عن المأزق الحكومي. في الغالب يُرسل - وإن في ظل تعثّر كامل - اشارات ايجابية واحياناً وهمية، ويوحي بأن الابواب ليست موصدة تماماً، حتى عندما تكون كذلك

يبدو رئيس مجلس النواب نبيه برّي الآن اقرب الى اليأس منه الى الشعور بأن ثمة مشكلة ناجمة عن تعذّر تأليف الحكومة، مع دخول التكليف شهره السابع اليوم.

في خلوته القصيرة - بالكاد عشر دقائق - مع رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلف سعد الحريري، على هامش الاستقبال الرسمي في الاستقلال الخميس في قصر بعبدا، لم يسعه الخروج سوى بسوداوية مطبقة. تكلم الى الحريري عن الوضع الاقتصادي «الذي لم يعد يتحمّل مشكلة وزير بالناقص او وزير بالزايد»، فلم يلقَ جواباً. قال انه لن يسأل بعد الآن في هذا الموضوع.

لا يعثر رئيس المجلس على تباين في الموقف بين عون والحريري، وهما المعنيان مباشرة باصدار مراسيم الحكومة، ويلاحظ بأن المأزق عالق بين ما يرفضه الرئيس المكلف ويصرّ عليه النواب السنّة الستة. بذلك يكرّر تيقنه من ان المشكلة سياسية بين فريقين ينتميان الى الطائفة نفسها. ليس في وارد التدخّل، لكنه يرى ايضاً ان ليس ثمة فرصة للتوسط في ظل المواقف القاطعة: لا يريد الحريري اياً منهم في حكومته، ولا يتخلى هؤلاء عن التمسك بتوزير احدهم - من دون ان يسمّوه هم - ويرفضون الخوض في توزير مَن يمثّلهم.

عندما يُسأل برّي مجدداً يقول ان احداً من طرفي العقدة السنّية «لا يريد ان يتزحزح عن موقفه. كل منهما ينتظر الآخر كي يتراجع، وليس بينهما مَن يريد ان يتراجع».

يقول ايضاً: «القصة ميتة تماماً. اخشى انها ستطول». اذذاك لا يستبعد ان يجرجر التكليف الى ابعد من الشهر السابع.

للفور يقلب الصفحة. يسأل النائب علي بزّي، العائد من الفاتيكان في عداد الوفد النيابي مع المؤسسة المارونية للانتشار، عن حصيلة اللقاء بالبابا فرنسيس في 20 تشرين الثاني، ثم وزير خارجية الفاتيكان المونسنيور بول ريتشارد غالاغر في اليوم التالي. يقول بري عن الكرسي الرسولي انه «اهم مدرسة ديبلوماسية في العالم لانها الدولة الاكثر استقطاباً للمعلومات والمعرفة. كل الدول المهمة والفاعلة تدلي بدلوها فيها. انها كرسي الاعتراف السياسي».

في ما رواه بزّي لبرّي عن وقائع اللقاءين ان البابا فرنسيس تحدث امام الوفد الزائر عن «التقليد اللبناني» في العلاقات المسيحية - الاسلامية الذي هو «صلب كأرز لبنان»، قائلاً انه عنصر اساسي في التوازن الوطني.

في اجتماع الغداة، 21 تشرين الثاني، ارخى وزير خارجية الفاتيكان ظلالاً من التشاؤم على اوضاع المنطقة.

وزير خارجية الفاتيكان: الاسد سيبقى رئيساً الى وقت طويل للغاية

بعدما اصغى الى النواب اللبنانيين فرداً فرداً. اورد المعطيات الآتية:

«1- اعطاكم البابا البارحة رسالة امل وتسامح وتشجيع ومحبة، لكنني اود الآن التحدث معكم بواقعية. لن اروي لكم قصص اطفال. الوضع اللبناني غير سليم. في ما يتعلق بالنازحين السوريين، لن تحصل عودتهم لأن المجتمع الدولي برمته ضد هذه العودة في الوقت الحاضر. اذا اردتم المعالجة الفعلية لهذه المشكلة إذهبوا الى واشنطن. هذا الموضوع غير قابل للمناقشة في حساب المجتمع الدولي في الظرف الراهن.

2 - الرئيس السوري بشار الاسد سيبقى رئيساً الى وقت طويل، طويل للغاية. وهو يفضل ان يكون رئيساً لسوريا على شعب اقل عدداً مما كان عليه قبلاً.

3 - لا تقللوا من تأثير ايران ونفوذها في المنطقة، ويقتضي ان يُحسب حسابها.

4 - سارعوا الى معالجة مشاكلكم بعضكم مع بعض، لأن الوضع في المنطقة خطير. تنبهوا اليه كي يكون في وسعكم مواجهة التحديات المطروحة امامكم.

5 - نحن سنعمل كل ما في وسعنا لمساعدة لبنان. كي نكون واقعيين ليس بين ايدينا عصا سحرية.

6 - رسالتي اليكم كما ترون ليست مشجعة ومطمئنة. لكن علينا ان نعيش في العالم الواقعي الذي يكون احياناً مناقضاً لخياراتنا.

7 - ليست لدينا اشارة ايجابية من واشنطن وصولاً الى اي دولة اخرى في العالم حيال عودة النازحين السوريين الى بلادهم قبل التوصل الى الحل السياسي الانتقالي. هذا الحل في اعتقادي لن يحصل قريباً».

توقف رئيس المجلس امام الفقرة الاخيرة، قائلاً ان في وسع لبنان تجاوز هذه العقبة: «ما ان تتألف الحكومة الجديدة سنمضي قدماً في العودة الطوعية للنازحين السوريين الى بلادهم. هذا الامر اتفقت عليه مع رئيس الجمهورية. هناك تفاهم نهائي معه على العمل من اجل عودة هؤلاء الى سوريا من دون انتظار اي احد في الخارج. سنساعد اولئك الذين يريدون ان يرجعوا من تلقائهم وبإرادتهم، ونشجعهم. لكن ذلك يتطلّب اولاً حواراً مع سوريا وتنسيقاً، وهو ضروري، من اجل تأمين اعادتهم. من دون التفاهم مع سوريا واجراء محادثات مباشرة يعني اننا نترك النازحين هنا».

 

التودد "القواتي" إزاء "حزب الله": سوء تعبير أم رسالة انفتاح؟

حسين عاصي/النشرة/السبت ٢٤ تشرين الثاني ٢٠١٨  

أن يقول نائب من "القوات اللبنانية" هو أنيس نصار، أنّ "أي شهيد يسقط لحزب الله دفاعاً عن أرض لبنان هو شهيد للقوات اللبنانية"، لا يمكن أن يكون تصريحاً عابراً، أو من دون خلفيّات، ولو حرص قائله على القول إنّه يعبّر عن "رأي شخصي"، وبالتالي فهو "غير ملزم" للقيادة "القواتية".

وإذا كان نصّار ذهب بعيداً في "مغازلة" الحزب، ما تطلّب منه إصدار بيان توضيحي كرّر فيه موقفه ولو بصيغة "تلطيفية"، فإنّ تصريحه هذا لا ينفصل عن سلسلة تصريحات ومواقف صدرت سابقاً لقياديين من "القوات"، بينهم رئيس الحزب سمير جعجع نفسه، أظهرت مقاربة جديدة في التعاطي مع "حزب الله" تقوم على "الانفتاح" عليه على رغم الاختلاف. مع ذلك، يطرح توقيت التصريح العديد من علامات الاستفهام، في عزّ الأزمة الحكوميّة التي يحمّل "القواتيون" وحلفاؤهم مسؤوليتها المباشرة لـ"حزب الله"، فهل ما حصل هو مجرّد "سوء تعبير"، أم أنّه يشكّل "رسالة انفتاح" جديدة على الحزب؟ وهل صحيح أنّ "القوات" تحاول اليوم التقرب من الحزب، مستفيدة من "التباين" الذي ظهر أخيراً، بينه وبين "التيار الوطني الحر"؟!.

انفتاح مستمرّ

لا شكّ أنّ النائب نصار "بالغ" في "الانفتاح" على "حزب الله"، إلى حدّ تصنيف شهداء الأخير، شهداء لـ"القوات اللبنانية"، على رغم أنّ الاختلاف بين الفريقين في مقاربة الملفات الوطنية والاستراتيجية شاسعٌ حدّ التناقض، ما يجعل مثل هذا الطرح "نافراً" من حيث المبدأ، شكلاً ومضموناً، سواء بالنسبة إلى القاعدة "القواتية"، أو حتى قاعدة "حزب الله". وحتى لو قلّل نصار من "الإحراج" الذي تسبّب به موقفه، عبر اعتبار كلّ من يسقط في سبيل لبنان "شهيداً"، فإنّ هذه المسألة بحدّ ذاتها لا تبدو "مطلقة" أيضاً، خصوصاً أنّ الاختلاف بين الحزبين يشمل النظرة إلى "مصلحة لبنان"، تماماً كما يشمل "الاستراتيجية الدفاعية" حتى في مواجهة إسرائيل، علماً أنّ جعجع سبق أن قدّم أطروحات في مقابل استراتيجية الحزب على هذا الصعيد، هذا إذا فُهِم من كلام النائب "القواتي" أنه يستثني من يسقط من الحزب في إطار الحرب السورية، سواء على الأرض السورية أو خارجها.

لكن، بعيداً عن "المبالغة" وارتداداتها التي قد تكون "عكسيّة"، فإنّ ما لا شكّ فيه أنّ كلام نصار لم يأتِ من العدم، بل يندرج في سياق سياسة "انفتاحية" تعتمدها "القوات" إزاء "حزب الله" منذ فترة ليست بقصيرة، ظهرت بوضوح من خلال تخفيف "الاشتباك" بين الجانبين إلى حدّه الأدنى، بعدما كان جعجع يعقد في مرحلةٍ ما، مؤتمراً صحافياً بعد كلّ خطابٍ للأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله بغية "تفنيده" والردّ عليه، بالفاصلة والنقطة. ولعلّ من مؤشرات "الانفتاح" أيضاً، على الأقلّ من الجانب "القواتي"، المواقف الإيجابية التي صدرت بعد إعلان "حزب الله" انخراطه في معركة "مكافحة الفساد"، ما جعل قياديين في "القوات" يعلنون جاهزيّتهم لوضع يدهم بيد الحزب في هذه المعركة، بل ذهاب بعضهم للقول إنّ الحزبين يلتقيان في الداخل أكثر ممّا يفترقان، وإنّ رؤيتهما لأزمة النظام اللبناني وما يترتب عليها، خصوصاً اقتصادياً ومعيشياً، تكاد تكون متطابقة على غير صعيد.

لا ترجمة متوقّعة

في حين تتعدّد التفسيرات لأسباب "الانفتاح القواتي" على الحزب، يرى كثيرون أنّ طموح جعجع الرئاسيّ قد يكون "السرّ" الأساسيّ الكامن خلفها، بعدما أدرك من الاستحقاق الرئاسي الأخير، أنّ وصوله إلى الرئاسة "شبه مستحيل" إذا بقي الحزب على موقفه "السلبي" منه، وهو ما تطلب منه رسم "قواعد اشتباك" جديدة، ترجمت سريعاً من خلال سياسة "الانفتاح" التي لم تعد خافية على أحد، في الداخل والخارج. وفي وقتٍ يرى البعض أنّ جعجع يحاول الاستثمار في "التباين" الذي ظهر أخيراً، على خط العلاقة بين "حزب الله" و"التيار الوطني الحر"، ليصوّر نفسه "بديلاً ممكناً"، يذهب آخرون للقول إنّ أحد أهداف "المصالحة" التي أبرمتها "القوات" مع رئيس "تيار المردة" سليمان فرنجية، إضافة إلى ختم أحد أهمّ جروح الحرب اللبنانية، هو فتح قنوات اتصال مع "حزب الله"، ربطاً أيضاً بالطموح الرئاسي لجعجع، الذي يصبو ليصبح "مقبولاً" على الأقلّ من الحزب، حتى لا يضع "فيتو" على ترشيحه إذا ما حصد "إجماعاً"، تماماً كما يفعل مثلاً مع رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، فهو لا يسمّيه، ولكنّه لا يمنع تكليفه في الوقت نفسه.

لكن، رغم كلّ هذه المؤشرات والأسباب، لا شيء يدعو إلى الاعتقاد بأنّ ثمّة "ترجمة" ممكنة قريباً لـ"الانفتاح" القواتي، عبر حصول أي لقاء "قيادي" بين الجانبين من شأنه التأسيس لـ"تفاهم" ما، أو حتى عبر أيّ تقاربٍ، ولو من الدرجة الثانية، بعيداً عن اللقاءات الطبيعية، التي تحصل بين نواب ووزراء الجانبين، سواء في مجلس النواب، أو في الحكومة، إن تشكّلت في المدى المنظور.

ولعلّ ما يعزّز هذا الاعتقاد هو تمسّك "حزب الله" بسياسة "تجاهل" المحاولات "القواتية"، على رغم أنّ أمينه العام بادر في مرحلةٍ من المراحل إلى توجيه رسائل إيجابية، كما حصل حين أقرّ بحيثية "القوات" الداخلية قبيل الانتخابات النيابية الأخيرة، إلا أنّها رسائل بقيت في إطارها "الضيّق". ولم يشذ الحزب عن هذه القاعدة بعد تصريح النائب نصار الأخير، إذ لم يصدر عنه أي موقف منه، خصوصاً بعد البيان التوضيحي لنصار، الذي قرأه مقربون من الحزب بأنه بمثابة "تراجع تحت الضغط"، إن جاز التعبير.

وإذا كان التقارب يبقى ممكناً في أيّ وقتٍ بين الجانبين، تماماً كما حصل في وقت سابق بين الكثير من الفرقاء بعدما كان "من سابع المستحيلات"، فإنّ الثابت والأكيد في قاموس الحزب، أنه، حتى ولو حصل، لا يمكن أن يشكّل "بديلاً" للعلاقة بينه وبين "التيار الوطني الحر"، وأنّ الحزب لا يبحث عن "بدائل" عن "التيار" بأيّ شكلٍ من الأشكال. ويقول العارفون بأدبيات الحزب، إن التباينات التي تحصل بين الجانبين بين الفينة والأخرى، والتي تمثّل آخرها في الموقف من توزير "سُنّة 8 آذار" في الحكومة، هي آنية وموضعيّة، ولو انعكست في مكانٍ ما على "القواعد"، لكنّها لن تؤثّر على جوهر "التفاهم" بين الجانبين، الذي سيبقى قائماً في كلّ الظروف.

لا تغييرات نوعية

ليست المرّة الأولى التي تبدي فيها "القوات اللبنانية" انفتاحاً إزاء "حزب الله"، وإن ذهبت هذه المرة بعيداً في "إيجابيتها"، بما يتخطى، كما رأى كثيرون، الضوابط والسقوف التي رسمتها هي لنفسها، ما استدعى منها بعض "الفرملة"، حفظاً لماء وجهها بالحدّ الأدنى.

وسواء كان طموح جعجع الرئاسي هو الذي يقف وراء هذا الانفتاح، أو رغبة "القوات" بتصوير نفسها "بديلاً" لـ"التيار الوطني الحر"، أو بفتح قنوات اتصال مع الحزب شأنه شأن غيره من القوى السياسية فقط لا غير، فإنّ الأكيد أنّ أيّ تغييرٍ "نوعي" على خط العلاقة بين الجانبين يبقى مستبعداً، أقلّه في المرحلة الحالية، إلا إذا حصلت "معجزة ما" جعلت المستحيل ممكناً...

 

فرنجية لـ«الأخبار»: المصالحة مع القوات ليست تحالفاً سياسياً

 فراس الشوفي/الأخبار/السبت 24 تشرين الثاني 2018

لا شيء تغيّر عند سليمان فرنجية. قبل المصالحة مع سمير جعجع وبعدها، يبدو رئيس تيار المردة هو هو، في الشكل والمضمون، في الموقف واللغة، ثابت في تحالفاته السياسية وفي مواقفه من سوريا والمقاومة، وفي رؤيته لدور المسيحيين في لبنان والشرق.

مقالات مرتبطة

حزب الله لفرنجية: نثق بِك ولا نخاف منك ميسم رزق

أسئلة كثيرة ارتسمت بعد مصالحة بكركي الأخيرة، عند جمهور حلفاء فرنجية وأخصامه. هل كانت المصالحة مع رئيس حزب القوات سمير جعجع لزوم ما لا يلزم؟ هل تحالف مع القوات؟ هل منح صكّ براءة لسمير جعجع من دم عائلته؟ أم أن سلوك التيار الوطني الحر، وتحديداً وزير الخارجية جبران باسيل، دفع فرنجية إلى «أبغض الحلال»، بمصافحة جعجع وإعلان «المسامحة» بعد أربعين عاماً على جريمة إهدن؟

أوراق الخريف، تملأ ضفاف الطريق إلى البيت الخشبي المعتّق في بنشعي. إجراءات أمنية معتادة بين المدخل الرئيسي والبيت. فرنجية في الباحة الفسيحة ينتظر ضيوفه لاستقبالهم، والغيم الرمادي في السماء القريبة يهمّ بالهرب من المطر ويرحل صعوداً نحو الجبال العالية، مع الريح الغربية.

هنا في البيت متعة لامتناهية لهواة الصيد البري، ورئيس المردة حائرٌ يبحث عن مكانٍ ليعلّق فيه كبش معزاة جبلية جديدة محنّطة ودبّ كندي عجوز ضخم، إلى جانب طرائده الأخرى المعلّقة على كل جدار.

قبل حديث السياسة، يبدو فرنجية «متشائلاً» حيال المستقبل. يقتنع بأن «لبنان لديه فرصة تاريخية في المرحلة المقبلة مع التحولات الاقتصادية من استخراج النفط والغاز إلى إعادة إعمار سوريا والعراق وشبكات المواصلات الحديثة، ليلعب دوراً متقدماً في محيطه». لكنّه في المقابل، يرى أن «قدرة لبنان الحالية وظروفه السياسية وعدم وجود رؤية في البلاد، قد يغرقنا في الديون والأزمات الاقتصادية والبطالة أكثر مّما نحن فيه».

يعطي فرنجية مثالاً على ذلك أزمة الكهرباء، وكيف أن بلداً مثل لبنان بهذا العدد من السكان، لم ينجح حتى الآن في حل أزمة عميقة من هذا النوع. وهو على عكس المتوقّع، لا يحمّل طرفاً مسؤولية هذه الأزمة، حتى ولو كان خصماً مستجداً كالتيار الوطني الحر. إنّما يرى أن «أزمة الكهرباء هي نتاج مسار طويل من الجهل واللامعرفة»، ويقترح أن «تضع الدولة خطة اكتفاء ذاتي، ثم تضع تصوّراً للحل عبر دمج مصادر الطاقة من معامل الإنتاج والغاز إلى محطات الطاقة المتجددة، ثم نذهب ونبحث لها عن تمويل كامل، ولو أخذت وقتاً أطول لكن نصل إلى حل جذري ونصارح اللبنانيين ونضعهم في صورة الخطة ونهيئ الأرضية للصبر. صبرنا كل هذه السنين، فلنصبر لننجز حلاً متكاملاً نهائياً».

نعود إلى المصالحة. يبتسم فرنجية، «شو بها المصالحة؟ اسمها يكفي لشرحها». يبدأ رئيس المردة بوضع إطار لما جرى الأسبوع الماضي في بكركي: «هي مصالحة من دون أي اتفاق سياسي أو التزام أو تفاهم مستقبلي. طبعاً هناك تهدئة بين الحزبين والجمهور من نتائج المصالحة، وأصلاً كان هناك قناة اتصال لتخفيف التوتر والاحتقان الذي كان يحصل في السنوات الماضية».

لكن لماذا الآن، ألم تحصل مصالحة في لقاء الزعماء المسيحيين الأربعة في بكركي قبل سنوات؟ يردّ فرنجية: «لم تكن مصالحة وقتها، كان لقاء عابراً جرى برعاية بكركي لمصلحة المسيحيين ولبنان، وما حصل الأسبوع الماضي هو أيضاً برعاية بكركي، ولمصلحة لبنان والمسيحيين». يتابع: «أما لماذا الآن، فلنسأل عكسياً، متى هو الوقت المناسب؟ ليس هناك من توقيت محدّد، لكن الظروف نضجت، ولا فائدة من التمسّك بالأحقاد. وأكرر هي مسامحة ومصالحة وليست تحالفاً سياسياً».

لكن البعض يقول إنك تنازلت عن دم عائلتك، ما ردّك على هذا المنطق؟ يجيب فرنجية: «أوّلاً هذا ليس تنازلا عن دم عائلتي، هذه مصالحة ومسامحة عن شيء لي الحق فيه أنا وأهالي الشهداء الذين جلست وإياهم قبل القيام بأي تحرك. لا أريد الخوض في التفاصيل، لكنّي على الأقل تنازلت من دون مقابل عن حقّي، فيما تنازل آخرون عن دم غيرهم لأجل الرئاسة».

بيتكم وأنت وحكاية مجزرة إهدن، تمثّلون حالة وجدانية معيّنة لدى شريحة واسعة من اللبنانيين، فهل منحت مصالحتك لجعجع صك براءة له؟ يردّ فرنجية: «جعجع خرج من السجن بتوافق سياسي، وهو موجود في الحياة السياسية، والحلفاء والخصوم يتعاملون معه بهذه المعطيات، ثمّ إن منطق «صك البراءة» منحه التيار الوطني الحر والرئيس ميشال عون لرئيس القوات في معراب، وأوقفوا الحملات الإعلامية ضد القوات ووقّعوا وثيقة وعملوا تفاهم سياسي طويل عريض، كلّه لأجل الرئاسة، وعندما وصلوا إلى الرئاسة انقلبوا على الاتفاق على مراحل. أنا على الأقل لم أتعهد له بأي شيء وهو كذلك».

كم تقوّم الفائدة بالنسبة إليك وبالنسبة إلى جعجع؟

«ممم»، يفكر فرنجية قبل أن يجيب، ثمّ يرد: «لا أرى أن المسألة ربح وخسارة، لكن أعتقد أن المصالحة المجرّدة هي ربح 50 للمردة و50 للقوات. ربّما تتحوّل هذه الفائدة، بحسب الظروف لمصلحة لأحد الفريقين، لأن الظروف المحلية والإقليمية متغيرة».

هل يمكنك أن تعطي مثالاً؟

يرد رئيس المردة، «نعم، فلنأخذ مثالاً، مع أن الانتخابات الرئاسية المقبلة بعيدة المدى، لكن إذا بقيت الظروف الحالية وتقدّم سوريا ومحور المقاومة في الإقليم، وهذا المرجّح لسنوات مقبلة، فإن حظوظي مرتفعة لأكون الرئيس المقبل. في المرة الماضية، كان محسوماً أن الرئيس من قوى 8 آذار ورئيس الحكومة من فريق 14 آذار، أرجّح أن تكون الرئاسة المقبلة على هذا الأساس مع أنها بعيدة وليس وقتها للنقاش، لكن ستكون موازين القوى نفسها. لذلك سيكون الاستحقاق محصوراً بيني وبين جبران باسيل. جعجع جرّب سابقاً خيار عون، وكانت النتيجة الانقلاب على التفاهم. أعتقد أنه بيني وبين باسيل يختارني، فأنا وباسيل من ذات الخيار السياسي، لكن الفرق أنني أخاصم بشرف وأعطي كل ذي حق حقّه ولا أنقلب على اتفاقات».

هل يعني هذا الكلام أن هناك اتفاقاً على هذا الأمر؟

يرد فرنجية سريعاً: «طبعاً لا. قد تقف القوات إلى جانب هذا الخيار أو لا تقف، لم نناقش الأمر ولم نقترب منه أصلاً. لكن أعطي مثلاً، لأن هناك من يحضّر لانتخابات الرئاسة منذ الآن بأي ثمن وبكل الوسائل، ومنها محاولة القول باحتكار النواب والأصوات المسيحية وهذا غير صحيح طبعاً، أو القول إن المردة خارج جبل لبنان وهذا تفكير متخلّف، التمييز بين مسيحي من جبل لبنان ومسيحي من الأطراف».

هل تأخذ القوات من جمهور المردة مستقبلاً؟

يرد فرنجية: «مستحيل، نحن جمهوران وعنوانان منفصلان في السياسة. المردة لا يتحولون إلى قوات والعكس صحيح. لكن كلنا نتنافس على الكتلة الرمادية. للأسف، التيار الوطني الحرّ يوتّر الشارع ويحرّك العصبية، وعندها يمكن للقوات أن تستقطب من هذه الشريحة».

هل لا يزال جعجع مخيفاً بأدواره على الساحة اللبنانية، في الأمن مثلاً؟

يرد فرنجية: «الجميع مخيف بالأمن بحسب الظروف. في الظروف الحالية لا أعتقد. فليكن السؤال الأخير عن المصالحة، لا أريد تخريبها، لقد مضى ما مضى».

متى تتألف الحكومة؟

فرنجية: إذا بقيت المعادلة الحالية في الداخل والإقليم فحظوظي بالرئاسة مرتفعة

فرنجية: «أعتقد أن الأمور معقّدة. من الواضح أن همّ باسيل الوحيد هو الحصول على 11 وزيراً، للتأكد من قدرته على إمساك الحكومة في حال حصول أي تطوّر، طالما أن هناك اعتقاداً بأن هذه الحكومة ستبقى مدة طويلة. إذا كان باسيل يثق بحلفائه، فلماذا يصرّ على الثلث المعطّل؟ هذا يعني أنه يفتعل أزمة ثقة، تضاف إلى سلوك عام أخيراً. هل تستأهل معركة الرئاسة توتير البلد منذ الآن؟ هذا سؤال يجب أن يطرح عليه. هناك عقل إلغائي ضد الجميع».

سؤال أخير، تحدثنا في البداية عن التطبيع مع العدو الإسرائيلي في العالم العربي ولبنان، ما هو موقفك من هذا الأمر؟

فرنجية: موقفي مثل موقفي من المقاومة والقضية الفلسطينية. هناك محاولات في لبنان لفرض التطبيع علينا، بكل أشكاله، علينا مواجهته بكل الوسائل أيضاً. هناك حالات محدّدة، القانون لا يلحظها، لذا علينا تعديل القانون حتى يلحظ كل الحالات والاستثناءات وليس اتخاذ قرارات فردية. لا أقول أن ننعزل عن العالم، ولكن ما يحصل خطير ويصبّ في سياق تصفية القصية الفلسطينية وإنهاء الصراع مع العدو الإسرائيلي».

 

إسرائيل تطمئن جمهورها: الحرب مع حزب الله ليست قريبة

يحيى دبوق/الأخبار/السبت 24 تشرين الثاني 2018

لطالما كانت الحرب عند إسرائيل بمثابة العصا التي تهدد بها، لكنها اليوم لم تعد كذلك، إذ أصبحت، على العكس تماماً، تُبادر إلى طمأنة «شعبها» بأنّها لن تُقدم على حرب ضدّ حزب الله. أصحاب القرار هناك، أكثر من سواهم، يعرفون مدى القلق في شارعهم

يندر أن تتصدى إسرائيل للتأكيد أنها لن تبادر إلى حرب لأن نتائجها كارثية عليها. تخويف الأعداء من إمكان نشوب الحرب هدف مطلوب لذاته مهما كانت تداعياته، وخاصة أنه يدفع الأعداء إلى التموضع الدفاعي أكثر، والانشغال بالانكفاء عن إسرائيل، مع الرهان على إمكان لجم تطوير دفاعاتهم خوفاً من التسبب بحرب. لذا، أن تبادر إسرائيل إلى الطمأنة بأن الحرب مع حزب الله بعيدة وغير واردة، في المدى المنظور، فمسألة تستدعي كثيراً من التأمل. في الأيام القليلة الماضية، أدخلت تل أبيب نفسها وجمهورها في سجال تطور إلى قلق لدى المستوطنين، حول «تطور أمني» كبير جداً، قد تقدم عليه في المدى المنظور، ومن شأنه التسبب بحرب شاملة.

تطور القلق إلى خشية فعلية من أن تكون التلميحات تشير الى إمكان نشوب مواجهة واسعة مع حزب الله شمالاً، وخاصة أن حديث التطور الأمني ساهم فيه رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو، وإن على خلفية مصالح سياسية ترتبط بمنع سقوط الائتلاف الحكومي بعد استقالة أفيغدور ليبرمان وانسحاب حزبه من الائتلاف. مساهمة نتنياهو فتحت الباب لتطوير التكهنات، بما يشمل أسوأها مع لبنان، وخاصة أنه أعاد التأكيد على التطور الأمني الكبير جداً أكثر من مرة، بشكل مباشر أو عبر تسريبات.

أضيف إلى ذلك، حديث وزير إسرائيلي سابق، غدعون ساعر، الذي طالب بتوجيه «ضربة وقائية» ضدّ حزب الله في لبنان على خلفية ما سماه تطوير ترسانته الصاروخية، مؤكداً أن نافذة الفرص باتت تضيق أمام إسرائيل، وإلا فإن مواجهة هذا التطوير لاحقاً ستكون بأثمان لا تحتمل.

تتابعت هذه المواقف وتفاقم تأثيرها، لكن مع استحصال نتنياهو على ما أراد، وتحديداً منع سقوط الائتلاف الحكومي، عمدت الرواية الإسرائيلية الموجهة من أعلى إلى تهدئة الأمور والتراجع النسبي عن «التطور الأمني»، وكل ما جرى ربطه مع لبنان، من خلال إعطاء جرعة طمأنة للإسرائيليين بأن الأسوأ لن يقع (في مواجهة حزب الله).

كان لافتاً في السياق، قبل السجال الإسرائيلي البيني وبعده، مسارعة مواقع إخبارية عربية إلى ترجمة ما يرد عن إسرائيل مع جرعات كبيرة من المبالغة، لأهداف باتت مفهومة، في تلقف أي معطى للتأثير السلبي على المقاومة وبيئتها.

وكان التراجع الإسرائيلي لافتاً بقدر ما كانت لافتة إثارة القلق الذي سبق. في السياق برز أيضاً مستوى الانصياع بين إعلاميي إسرائيل ورقابتهم العسكرية، إلى حد الامتثال المطلق في ما يتعلق بالمسائل الأمنية، وتحديداً ما يتعلق بالساحة الشمالية مع سوريا ولبنان. معلق الشؤون العسكرية في القناة العاشرة العبرية، آلون بن دافيد، أكد في تقرير له أن الرقيب العسكري طلب منه أن يقول إن التطور الأمني لن يفضي إلى حرب ومواجهة واسعة، بخلاف ما جرى الاعتقاد ابتداءً، وإن أقصى ما يمكن أن يحدث هو أيام قتالية لا أكثر. ليعود ويؤكد في اليوم التالي أن «الأمر لا يتعلق بشن هجمات في لبنان، حيث العواقب ستكون سيئة للغاية».

ذكر المراسل العسكري أن إسرائيل ستتحرك ضد حزب الله بـ«حكمة وحذر

في حديث الرقيب العسكري غير المباشر عبر مراسل القناة العاشرة، رد واضح على الوزير السابق غدعون ساعر، الذي أقحم نفسه وحديث الهجوم في لبنان في المشهد المتوتر في إسرائيل عن التطور الأمني وحرف وجهته. يشير المراسل إلى الآتي:

«إسرائيل ليست على وشك توجيه ضربة وقائية في لبنان، كما أوصى أحد المنافسين على رئاسة الوزراء هذا الأسبوع، إن الهجوم في لبنان سوف يجرف إسرائيل إلى واحدة من أصعب الحروب التي عرفناها». ولزيادة جرعة طمأنة الإسرائيليين، أشار المراسل الى أن إسرائيل ستتحرك ضد حزب الله بـ«حكمة وحذر». في موازاة ذلك، وردت أمس سلسلة تعليقات طمأنة إضافية عبر الإعلام العبري موجهة للجمهور الإسرائيلي، بأن الحرب مع حزب الله لا تزال بعيدة. من بين هذه التقارير، ما ورد في صحيفة «إسرائيل اليوم»: «صحيح أن «غدعون ساعر» اقترح في الأسبوع الماضي مهاجمة حزب الله وصواريخه، لأن تطويرها يغير التوازن الاستراتيجي، لكن يبدو أن إسرائيل بعيدة عن ذلك، إذ يعتقدون، في المستوى السياسي ــــ الأمني الرفيع، أنه لم تنعدم فرص إحباط مشروع تطوير صواريخ حزب الله عبر أساليب وطرق أخرى لا تجرّ بالضرورة إسرائيل إلى حرب».

 

في إيران والنكران..

علي نون/المستقبل/24 تشرين الثاني/18

الأداء المتّبع من قِبَل القيادة الإيرانية إزاء العقوبات الأميركية والغربية والشروط الملحقة بها والدافعة إليها والمشكّلة لحيثياتها و"قضيتها" عموماً، لا يزال في مكانه، ويدلّ على عبث الرهان على أي احتمال يطال تغييراً جوهرياً عميقاً في طريقة تفكير تلك القيادة.. أو انتباهها إلى الحائط المدرّع الذي اصطدمت به! والزاوية المقفلة التي ذهبت إليها ولم تعد تعرف كيف تخرج منها.

محمد جواد ظريف وزير الخارجية يكرّر بعض عوارض ذلك الأداء بما يدلّ على عدم رغبة في استيعاب ما يحصل! وما يريده ويفعله رئيس أميركا دونالد ترامب.. مثلما يدلّ على مكابرة في رفض الاعتراف بهزال التكتيك المتّبع من أجل محاولة احتواء ذلك الذي يحصل، والقاضي بإتباع سياسة دفاعية باردة لردّ هجوم حار وعنيف وحاسم.. حتى لو كانت تلك السياسة مشتملة على شيء من الواقعية في ضوء المعرفة الإيرانية الأكيدة بحقائق موازين القوى التي تمنع أي استطراد باتجاه دفع المواجهة إلى الصدام المسلّح و"المباشر"!

تخوض إيران نصف مواجهة وبالواسطة وعلى طريقتها المألوفة.. أو بالأحرى تستمر في محاولة ذلك. وكأن "طيف" السيئ الذكر باراك أوباما لا يزال يركب عقل قيادتها ويدغدغ أحلام اليقظة عندها بعودة أدائه حيالها! ويدفع بها إلى دوام النكران بـ"حقيقة" مختلفة جذرياً اسمها دونالد ترامب.. وإلى المواظبة على ارتكاب "الانتظار" والرهان على عامل الزمن الكفيل بتغيير الموازين والسياسات والأشخاص وكأنها هي في ذاتها (قيادة طهران) غير معنية بذلك الزمن! وخارج أحكام "التغيير" التي تطال الأشخاص والسياسات المرتبطة بهؤلاء الأشخاص!

والأمر لله من قبل ومن بعد! لكن لعبة الانتظار تبدو هذه المرّة أعقد من الرهان على حصر جناها بلاعب واحد! بل يصحّ الظنّ بأن الآخرين، الهاجمين الساعين إلى لجم إيران وجرّها بالسلاسل إلى منظومة الدول "الطبيعية"، هم مَن يفترضون أن الزمن سلاح فعّال في أيديهم وفي خزائنهم وليس العكسّ! وأن كل يوم عقوباتي يقرّبهم أكثر فأكثر من هدفهم وليس العكس! وأن هذا السلاح يعوّضهم عن غيره وعن الأكلاف المادية والبشرية لأي أطر عسكرية أو أمنية يمكن اعتمادها (فرضياً) في سياق هذه الحملة الكبرى لإنهاء السياسات العبثية والمدمّرة التي أنهكت الجميع في واقع الحال وآن لها بعد أربعة عقود من غليانها أن تَبرُد وتهدأ وصولاً إلى التلاشي.

.. محمد جواد ظريف طاش بعيداً هذه المرّة حتى من ضمن سردية النكران. قال يوم الخميس، أي بعد يوم واحد من تكثيف الرئيس ترامب سياساته في بيان مكتوب أعاد فيه تأكيد ثوابته ونظرياته إزاء إيران ومسؤوليتها شبه الحصرية في رأيه، عن كوارث المنطقة (العربية والإسلامية!).. قال (ظريف) إن بلاده لا ترى ضرورة لإجراء مفاوضات نووية مع واشنطن "من دون الحصول على ضمانات" بعدم الرجوع عنه! ثم راح أكثر عندما رأى أن ترامب ألغى الاتفاق النووي لأنه "يكره" سلفه باراك أوباما!.. أي أن لا سبب آخر في رأي الوزير ظريف، يدفع الرئيس الأميركي إلى اعتماد السياسات العقابية تجاه إيران سوى "كراهيته" لسلفه السيئ!

لم يجد شيئاً آخر ناظر الديبلوماسية الإيرانية يستحق التوقف عنده في سياسات ترامب غير النازع الشخصي! وتلك في خلاصتها ذروة من ذرى النكران الذي يحرّك ولا يزال يحرّك سياسة مركزية لنظام يعيش في عالمه الخاص و"ينكر" الإشارات المتكاثرة عن قرب تحطّمه!

 

الحريري لن يتجرّع ”كأس السمّ” مرتين… ”لا سلام للقتلة”

محمد نمر/النهار/24 تشرين الثاني/18

“لا سلام للقتلة” هو “تراند” رد فيه أنصار الرئيس سعد الحريري على الحملة التي طالته من أنصار “حزب الله”، جراء تجنبه مصافحة سفير النظام السوري في بيروت علي عبد الكريم علي. وليست المرة الأولى التي يتجنب فيها الحريري مصافحة علي، كما أنها ليست المرة الأولى التي يصب فيها حلفاء النظام حقدهم على الحريري، فسبقتها حملة أوسع تزامنت مع زيارات لوزراء من الحكومة إلى دمشق. هي كانت إحدى محاولات دفع الحريري إلى التطبيع مع النظام، إلى جانب المحاولات الأخرى التي استغل فيها ملفات: اللاجئون السوريون (أعطى الرئيس الحريري دعمه للمبادرة الروسية)، مرور الشاحنات بالأراضي اللبنانية (كانت تمر قبل إقفال معبر نصيب ومن دون علاقات رسمية)، ملف “إعادة الإعمار” (ينتظر حلاً سياسياً وموقفاً عربياً شاملاً).

وكالعادة، وعند كل حدث يرتبط بالعلاقات مع النظام، يذكّر أنصار الرئيس السوري بشار الأسد الرئيس الحريري باليوم الذي نام فيه على “تخت في قصر تشرين” في دمشق كانون الأول 2009 قبل الزيارة الثانية في أيار 2010 وثالثة بعد الجولة، وأتت جميعها بعد مبادرة الـ “س. س.” الشهيرة وزيارة الراحل الملك السعودي عبدالله بن عبد العزيز آل سعود إلى دمشق في تشرين الأول من العام 2009.

هذه الزيارات سبق ووصفها الحريري بـ”كأس السم”، وقال في خطاب رمضاني عام 2016: “أنا من شربت كأس السّم! أنا من ذهبت إلى سوريا لأفتدي بكرامتي الشخصية هذا الهدف العربي النبيل! السعودية كانت تريد أن تنهي النزاعات بين أطراف البيت العربي بدءاً من لبنان، وبشار الأسد كان يريد أن يغدر بالسعودية ومبادرتها ودورها، ويقضي على الحريرية الوطنية في لبنان!”، وأضاف: “بشار الأسد دكتور في تقديم الوعود الكاذبة ويريد هو وحلفاؤه أن يغتالوني سياسيا، إن لم يتمكنوا من أن يفعلوا معي ما فعلوه مع رفيق الحريري جسدياً! تذكّروا يومها، ليست فقط السعودية، بل أوباما وساركوزي وحسني مبارك وأمير قطر وإردوغان، جميعهم قالوا لي: “يا سعد، ولو، بتخلّي كبرياءك وكرامتك ومشاعرك الشخصية توقف بوجّ وعود بشار الأسد لإلنا إنّو ينفصل عن إيران ويرجع للحضن العربي”؟ يومها، والحمدلله أن معظمهم ما زال شاهداً، قلت لهم: أنا سأذهب إلى سوريا، عند بشار فقط لكي تروا أن هذا المجرم أكبر كاذب! وعادوا وقالوا لي: “والله كان الحق معك ويا ليتنا سمعنا منك”. وبدلاً من أن ينفصل الأسد عن إيران في العام 2010، ابتعد أكثر عن الموقف العربي، وارتمى في الحضن الإيراني، خصوصاً بعد الثورة التي انطلقت عام 2011.

موقف سوري آخر اعتبر أن لولا الأسد و”حزب الله” لما كان الحريري رئيساً للحكومة، وتقف مصادر عند هذا الرأي لترد: “إذا كان القصد أن المبادرة في العام 2009 أوصلت الحريري إلى الحكومة فهي كانت بنية الحريري العربية لنزع فتيل التشنج وكانت ضمن سياسة اليد الممدودة رغم الاكتساح الذي حققه حلفاء “14 آذار” في الانتخابات النيابية ولو اعتمدت حينها المعايير التي يطالب بها اليوم البعض لكانت حكومة 14 آذارية صافية، أما حالياً فلا يمكن تطبيق هذا الكلام على الحريري، فالحكومة الأولى للعهد أتت بعد تعطيل من “حزب الله” لسنتين ونصف السنة بهدف إيصال مرشحه إلى الرئاسة وبعد تسوية خاضها الحريري حرصاً على المصلحة الوطنية، أما مستقبلاً فالحريري رد بشكل واضح على محاولات التطبيع في خطابات سابقة”، وكان الحريري علّق على موضوع زيارة دمشق، منذ أشهر، مغلقاً كل الأبواب، بتغريدة جاء فيها: “من المستحيل أن أزور (سوريا)، في أي وقت، حتى ولو انقلبت المعادلات وإذا اقتضت مصلحة لبنان ذلك، فساعتها بتشوفولكم حدا تاني غيري”.

إعلان الحريري استحالة زيارته دمشق ومواصلته تجنب مصافحة سفير النظام، مؤشر بالنسبة إلى أحد السياسيين أن “الحريري في ملف سوريا لا يزال صامداً وقادراً على المواجهة، وأن لا موقف عربياً جديداً من نظام طرد من جامعة الدول العربية”.

ولم يقتصر الأمر على وعود كاذبة من الأسد بالانفصال عن إيران، بل وفي أول زيارة نقلت وكالات الأنباء عن الأسد قوله: “أمن لبنان واستقراره هما من أمن واستقرار سوريا والعكس صحيح. وسوريا لن تدخر اي جهد يسهم فى توطيد علاقات البلدين ووحدة لبنان وتعزيز امنه واستقراره”. وهذا الموقف ترجمه النظام السوري بارتباط مباشر بتفجيري طرابلس (التقوى والسلام) وسقوط 50 شهيداً، وتوجه بديليفري الارهاب ميشال سماحة ومشروع تفجيرات فتنوية، فضلاً عن علاقة بالتفجيرات التي طالت زعماء لبنانيين على رأسهم الرئيس الشهيد رفيق الحريري (بانتظار حكم المحكمة)، أما أمن سوريا، فدماء النصف مليون سوري والأبنية المدمرة والحالة الاجتماعية والاقتصادية تشهد على أهمية الشعب بالنسبة إلى الأسد أمام الحفاظ على الكرسي. والأسئلة التي تطرح علناً: كيف يصافح رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري سفير النظام، في وقت هناك مسؤولون سوريون مثل اللواء علي المملوك مطلوبون بمذكرات توقيف لبنانية وفرنسية؟ كان الأجدى دخول الموجة العالمية والعربية منذ أعوام عندما تم طرد سفراء سوريا، احتجاجاً على ما يجري في سوريا، فماذا لو كان تفجيرا طرابلس في باريس أو بروكسل أو كندا أو الرياض أو حتى اسطنبول؟ ربما لما انتظر القرار سنوات، أو أقله كنا شهدنا سفارة للمعارضة السورية في لبنان وزيارات رسمية للمعارضين.

 

ما بعد جولة محمد بن سلمان

سلمان الدوسري/الشرق الأوسط/24 تشرين الثاني/18

حطت رحال طائرة ولي العهد السعودي في العاصمة الإماراتية أبوظبي مساء أول من أمس، كأول محطة لجولة عربية واسعة تشمل ست دول يقوم بها الرجل الثاني في المملكة، ضمن دبلوماسية جديدة انتهجتها السعودية منذ تولي الملك سلمان الحكم في بلاده أوائل 2015، تقوم في أساسها على الاستفادة القصوى من هذه الزيارات بتعزيز المصالح مع الدول الأخرى وتطوير العلاقات معها، أكثر من كونها زيارات بروتوكولية تنتهي منافعها بنهاية الزيارة نفسها، وضمن هذه الدبلوماسية سبق لولي العهد السعودي أن قام بجولتين ناجحتين للغاية، آسيوية في أغسطس (آب) 2016، وأوروبية أميركية في أبريل (نيسان) 2018، وهذه المرة تكون الوجهة عربية لتشمل الإمارات والبحرين ومصر وتونس والجزائر وموريتانيا، وذلك في مسعى متواصل للأمير محمد بن سلمان من أجل تعزيز مكانة بلاده سياسيا واقتصاديا وعسكرياً، والترويج لرؤية المملكة 2030.

ومن أجل أيضاً تعزيز الحضور الدبلوماسي السعودي القوي باعتبار أن المملكة لاعب رئيسي لا يستغني عنه العالم، بشهادة رئيس أكبر دولة في العالم دونالد ترمب الذي قال عن المملكة «إنها حليف لا غنى عنه». تزامن الجولة العربية لولي العهد السعودي مع ترؤسه وفد بلاده في قمة مجموعة العشرين في الأرجنتين الأربعاء المقبل، يشكل فرصة مهمة لتعزيز الدور القيادي، إقليمياً ودولياً، للمملكة، باعتبارها العضو العربي الوحيد في مجموعة العشرين، وكذلك فرصة من جانب آخر لأن تمثل السعودية المنطقة في هذه القمة الأكثر أهمية سنوياً على المستوى الدولي، بل إنها أكثر أهمية حتى من الاجتماعات السنوية للأمم المتحدة، ولطالما كانت المملكة تحمل القضايا العربية والإقليمية على عاتقها ولا تنفك منها، وهو ما تمثل في رؤية الأمير محمد بن سلمان للمنطقة بأنها ستكون شرق أوسط جديداً، التي أعلنها الشهر الماضي في مؤتمر اقتصادي في الرياض، إذا ما تخلصت من قضاياها المزمنة وركزت على تنمية أوطانها.

هنا في أبوظبي يحتفي الإماراتيون، رسمياً وشعبياً، بزيارة الأمير محمد بن سلمان وكأنه يزورهم لأول مرة، وهو الذي لا يغيب عن العاصمة الإماراتية بزيارات لا تنقطع وتواصل مستمر، ومرد ذلك أن كل زيارة لولي العهد السعودي للإمارات يضع من خلالها أساساً جديداً ترتقي معه العلاقات السعودية الإماراتية، التي تمر بأقوى مراحلها منذ تأسيسها قبل خمسة عقود، وذلك بفعل القناعة التامة من الرياض وأبوظبي بالتحالف الاستراتيجي القوي الذي يجمع البلدين، والرغبة المشتركة للبلدين في تعزيز شراكتهما التي تعد أهم مصادر القوة بينهما، حيث يمثل حجم اقتصاد البلدين ما قيمته تريليون دولار وهو الأكبر في الشرق الأوسط، وصادراتهما تجعلهما ضمن أهم الصادرات العشرة عالميا بقيمة تقترب من 700 مليار دولار، ولديهما اليوم أكثر من 175 مبادرة ومشروعاً ينتظر أن ترسم واقعاً جديداً للمنطقة ومرحلة جديدة من العمل المثمر، كما لديهما أيضاً القدرة والرغبة في التكامل بين الجانبين في ثلاثة محاور مهمة؛ الاقتصادي، والبشري والمعرفي، والمحور السياسي والعسكري والأمني، ناهيك عن التوافق الكبير الذي يصل إلى حد التطابق في مواقف البلدين ورؤيتهما المشتركة للقضايا والأزمات الإقليمية والدولية.

كعادة جولات وزيارات الملك سلمان بن عبد العزيز والأمير محمد بن سلمان، فإن ما قبل الزيارات الرسمية ليس كما بعدها، فهناك دبلوماسية سعودية متميزة تهدف إلى تحقيق المصالح الوطنية وحمايتها، وتعزيز دور المملكة في إحلال الأمن والاستقرار والازدهار في المنطقة والعالم، ولا شك أن هذه الجولة العربية التي يقوم بها ولي العهد السعودي ينتظر منها أن تسهم في تطوير العلاقات السعودية - العربية باعتبارها أحد المرتكزات التي تقوم عليها الثوابت السعودية، وعدم السماح بمحاولات الاختراق التي تقوم بها دول إقليمية لتمرير أجندتها التي تساهم في خلق الفوضى وإبعاد الاستقرار، وهو آخر ما يمكن أن تريده المنطقة في وقتها الحالي.

 

السقوط عن أعلى السلم

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/24 تشرين الثاني/18

منذ أيام هنري فورد، الذي اخترع سيارة رخيصة في متناول الطبقة الوسطى، لم تعرف صناعة السيارات في العالم رجلاً بكفاءة كارلوس غصن. ومنذ أيام أول سلالة إمبراطورية، لم تطلب اليابان من أجنبي أن يأتي لإنقاذها من أزمة كبرى. ولا حدث في العالم أن ترأس رجل واحد في وقت واحد، ثلاث شركات (نيسان، ميتسوبيشي، رينو) يزيد دخلها السنوي على مائة مليار دولار، وتوظِّف نحو ربع مليون إنسان. هذا العبقري الذي غيَّر في هذه الصناعة الكبرى، كان صرحاً وهوى. نسي أن اليابانيين ينتحرون بالسيف في المعدة، بسبب تهمة فساد. فهو قادم من ثلاثة بلدان لها فلسفة خاصة حيال القانون: البرازيل حيث ولد، ولبنان حيث أكمل الدراسة الثانوية، وفرنسا حيث لمع في جامعاتها. اليابان غير! ولا شك أن رفاقه في مجلس إدارة «نيسان» كانوا يتربصون بأول هفوة يرتكبها، فعزلوه بالإجماع. فوجوده كان إهانة لهم وتحدياً لليابان و«إله الشمس». مهاجر لبناني يُطلب إليه نجدة ثالث اقتصاد في العالم! البرازيل بلاد مهاجرين. وفرنسا بلاد تعدد. أما اليابان فمن العار أن يتزعم ذو بشرة غير آسيوية هذا المجد الإمبراطوري المغلق. وإذ أقيل رجل واحد، ارتجت بورصة طوكيو وبورصة باريس. واهتزت قليلاً صورة اللبناني الأكثر نجاحاً في العالم، بعد «سميّه» كارلوس سليم، ذات يوم، كبير أثرياء الكوكب الأزرق. ابنا مهاجرين بسيطين، في البرازيل وفي المكسيك، يصبحان رايتي أكبر بلدين لاتينيين، ويديران اقتصاداً ضعف الاقتصاد اللبناني برمّته. ولا يشتهر غصن بأنه «مدير» جيد بل بأنه منفذ جيد. فعندما انضم إلى «نيسان»، كانت على شفير الإفلاس، و«رينو» كانت في مربع الخسائر. وعندما لمع اسمه عرضت عليه «فورد» و«جنرال موتورز» عروضاً مغرية، اعتذر عن عدم قبولها. هل انتهت أسطورة غصن؟ ليس تماماً. فإن شركة «رينو» متمسكة به. ويهيأ لي، أنه بعد انتهاء الإشكال القانوني في اليابان، سوف يتلقى عروضاً كثيرة من خارجها، إذا لم تكن هناك إدانة كبرى تحول دون ذلك. ويبقى له عمل آخر كان يقال إنه يفكر فيه: رئاسة الجمهورية اللبنانية. ليس أي جديد فيما حدث. الفساد يغري البشر مذ كانوا وكان. ويهدد العمالقة إذا ضبطوا بالجرم المشهود. المحزن في الأمر هو السقوط من على هذا الارتفاع. قصة نجاح على سلم الشهرة سارت دون توقف، وفجأة، ينزلق على الدرجة اليابانية التي كانت سر أسطورته.

 

الأزمة اليمنية وحشر الأنف الإيراني فيها

محمد الرميحي/الشرق الأوسط/24 تشرين الثاني/18

هل نصدق الأخبار القادمة من الساحة الدولية ومن صنعاء أن الحوثيين قد نزعوا الوقر من آذانهم وجنحوا إلى الحق، ورغبوا في المساعدة لإنقاذ اليمن من مأساة استمرت سنين طوالا؟ في العمل السياسي لا تصدق ما تسمع، صدق ما ترى! وسوف تكشف الأسابيع والشهور القادمة وترينا ما يخفى الآن! إلا أن الافتراض أن اليمن يمكن أن يخرج من تلك الحرب الأهلية الضروس، التي جعلت من اليمن في مواجهة أبشع مجاعة ربما عرفها اليمنيون عبر التاريخ، هو افتراض ممكن، ولكن ما شروط التعافي اليمني؟

أولا استتباب الثقة بين الأطراف، وهي ثقة مفقودة، بسبب التدخل الإيراني النشط في التمويل والتدريب والأدلجة، فهل انصاعت إيران اليوم إلى طريق التهدئة، وعرفت أن تجربتها في لبنان لا يمكن أن تتكرر؟ ذلك أمر لا بد من تمحيصه، فالإشكالية التي أصبحت معروفة في طهران، أن هناك أصواتا متعددة، وليس صوتا واحدا لاتخاذ القرار، تقريبا في كل القضايا الإقليمية والدولية، وحتى المحلية، هناك صقور كثر، إن صح التعبير، وحمائم قليلة، وحتى تلك الحمائم في كثير من الأوقات تحاول التشبه بالصقور! خوفا أو استتباعا أو إرهابا، إذن التدخل الإيراني من جهة، أو كف اليد من جهة أخرى، سوف يساهم في مسيرة التعافي أو الانتكاسة، وذلك احتمال ممكن على الجانبين وجب التحسب له، والسؤال هل من مصلحة إيران وقف النزاع، ربما دافعها اللحظي تضاؤل القدرات المالية بعد الحصار، والمشكلات الداخلية التي بدأت تطل برأسها، وهي ليست هينة!

ثانيا بعد الثقة بين القوى المختلفة، يأتي الجانب الأمني بشكل عام، فإصلاح قطاع الأمن من الخطوات اللازمة والأولوية في سكة التعافي، ذلك تاريخ الصراعات التي شهدها مجمل القرن العشرين، خاصة الصراعات الأهلية، فتوحيد السلاح له أهمية قصوى في إتمام الخطوات اللاحقة، هناك بعض التجارب الدولية استطاعت أن (توحد السلاح) تحت سلطة مركزية، حتى في بعض الحروب المتقيحة في أفريقيا التي التهمت ملايين من البشر، استطاعت أن تتعافى من خلال آلية معروفة عادة تسمى (المصالحة والعدالة الانتقالية) المثال هو تجربة جنوب أفريقيا، فنجا المجتمع في تلك الدولة التي تمزق نسيجها من الارتدادات السلبية لآثار الحرب الأهلية، وبعض الصراعات الأهلية فشلت في توحيد السلاح وقوى الأمن، فتشكلت دويلات داخل الدولة، وطال الصراع. فهل ينصاع الحوثي لتسليم سلاحه الثقيل والمتوسط ويُخرج محازبيه من المدن، ويدمج الجميع في القوات المسلحة أو قوى الأمن الداخلي، تجربة لبنان مثال على فشل توحيد السلاح، وهذا هو لبنان يعاني من تعطل الدولة، وسيادة الميليشيات، وربما مثال العراق صورة أخرى، فالصراع حول ظهور الدولة العراقية وتعافيها يعتمد على نزع سلاح الميليشيات.

ثالثا الإغاثة السريعة، فعلى الرغم من الجهود التي تبذل من قبل المملكة العربية السعودية والإمارات، وآخرها نصف مليار دولار من الدولتين، وشارك عدد من المجتمع العالمي في مد اليمن بحبل الإغاثة، إلا أن الحوثيين يعرقلون المساعدات الإغاثية وخاصة في المناطق التي يسيطرون عليها.

رابعا التعافي اليمني المطلوب لا بد له من رافعة وهي أولا دول الخليج، الذي هو جزء منها، وثانيا المجتمع الدولي بما تستطيع مؤسساته أن تساعد، لذلك فإن وجود قوة أمنية خليجية دولية مشتركة وقبولها من الأطراف كافة حجر أساس للتعافي الحقيقي، لأن اليمن، مثل غيرها من المجتمعات التي شهدت صراعا مجتمعيا، يمكن أن تنزلق إلى صراع أشد في غياب ذلك الضامن، وقد تتحول اليمن في حال إهمال الضامن الكبير والمستمر لسنوات من خلال الوجود العربي المعضد بقوى دولية، قد ينزلق إلى شبيه بالمنزلق الأفغاني، وقتها يغوص المجتمع الدولي في عدم استقرار أمني طويل ومكلف.

إذن خطة التعافي اليمنية المطلوبة ليست فقط (مصافحات وابتسامات) في السويد، المكان المقترح لسير المفاوضات المقبلة، فقد حدثت تلك المصافحات والابتسامات قبل ذلك في أكثر من مكان، وكان أطول أوقاتها في الكويت وقد فشلت بعد ثلاثة أشهر من المراوحة، مرورا بجنيف، وقد استهلكت الحرب في اليمن ثلاثة مندوبين للأمين العام حتى الآن، وآلاف القتلى وخسارة فادحة في اقتصاد هش. فماذا استجد؟ المطالب الدولية وأيضا مطالب الشرعية اليمنية وأطراف أخرى مساندة لها لا تخرج مطالبها عن مطلبين أساسيين وهما، أولا (إجراءات أمنية انتقالية) وقف الحرب وتسليم الأسلحة الثقيلة والمتوسطة وإعادة مؤسسات الدولة وانسحاب المجموعات المسلحة من المدن، وثانيا العودة إلى التفاوض السياسي على قاعدة الوثائق الثلاث، ومخرجات الحوار الوطني اليمني، والقرارات الأممية والورقة الخليجية. وقد تأخذ فترة التفاوض كثيرا من الوقت وكثيرا من الجدل، فدون حسم دولي في رسم خطة واضحة لمسيرة التعافي اليمني، وبحضور دولي فاعل فسوف تستمر إيران في الطغيان. الفكرة الأساسية هي تمكين المجتمع اليمني من حرية الاختيار دون قهر أو إرهاب، وهي حرية تشبّعها ذلك المجتمع، وناضلت من أجلها النخب اليمنية على الأقل طوال مائة عام، تخلصت فيها من الحكم الكهنوتي، ولكنها وقعت في الحكم العسكري، وآن للمجتمع اليمني أن يتجاوز الاثنين ليصبح له حكم مدني حديث، دون القفز على خصوصياته التي تمسك بها في كل المراحل، وهي أن يكون حرا وأن يقرر مصيره بنفسه، أدوات التحرر وتقرير المصير اختلفت عن السابق، تحول اسمها إلى (صناديق انتخاب) و(أحزاب حديثة) و(دستور مدني) وقوى أمنية خاضعة للمسائلة من مدنيين منتخبين، وعدم تدخل قطعي في شؤون اليمن من أي قوى خارجية، وخطة إعمار لها بُعدان، اقتصادي ومدني، تلك العجينة التي يجب أن يُحضرها ويتعامل معها مندوبو المجتمع الدولي المفرزون للتعاطي مع الشأن اليمني. ولا بد أيضا من حساب الاحتمالات الأخرى التي قد تعيد القضية إلى نقطة الصفر من جديد، وهي أن إيران لن تسمح للحوثي بالذهاب بعيدا في المصالحة، إلا إذا تحقق لها بعض ما تريد، وهي اليوم تريد اختراق المقاطعة الأميركية وتمرير أجندتها في الإقليم، أو حتى تفكيك التوافق الدولي على وقف تدخلاتها، لذلك فإن احتمال فشل أو عرقلة التوافق اليمني - اليمني واجب الحساب لدى الأطراف المهتمة بالقضية اليمنية في الجوار. كما أن التوجه الدولي لحلحلة الموضوع اليمني الذي هو ساخن اليوم، ولكن ربما تظهر قضايا دولية أخرى تضعه في الثلاجة إلى وقت آخر، كل ذلك احتمالات ممكنة واجبة التفكير. فالسياسة لا تقاس فقط بالنيات الحسنة! لذلك فإن الطريق إلى تعافي اليمن يحوطه قليل من الأمل، وكثير من العقبات.

آخر الكلام

ربما تفوه الرئيس الأميركي بعبارة مفتاحية عندما سئل عن احتمال انتهاء الصراع في اليمن فقد قال ما معناه: تحتاج رقصة التانغو إلى شخصين! وأردف: هل إيران مستعدة؟!

 

المتفرقات المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

رئيس الجمهورية التقى وفودا رياضية وتلقى برقيات تهنئة بالاستقلال: الأزمة الحكومية كبرت ويحضرني حكم سليمان الحكيم عن أم الصبي

السبت 24 تشرين الثاني 2018 /وطنية - شهد قصر بعبدا اليوم، سلسلة استقبالات رياضية، إذ استقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في حضور رئيس لجنة الشباب والرياضة النائب سيمون ابي رميا، ممثلين من جمعية "التعاطف والعطاء" - جبيل، ومن منتخبات لبنان وسوريا والاردن والعراق الذين شاركوا في المهرجان الرياضي العربي الثالث في كرة الطاولة وكرة السلة للاشخاص ذوي الحاجات الخاصة على الكراسي المتحركة، والذي اقيم في مجمع الرئيس ميشال سليمان الرياضي في عمشيت في 21 و22 الشهر الحالي، بدعوة من الجمعية.

في مستهل اللقاء، ألقى أبي رميا كلمة توجه فيها الى الرئيس عون، مؤكدا "أهمية هذا اللقاء اليوم معكم، ونحن نعرف مدى الأهمية التي تولونها الى ذوي الحاجات الخاصة، واعتباركم هذا الملف بمثابة الاولوية. نحن لا ننسى يوم كنتم في قلب معركة النضال من اجل سيادة لبنان وحريته في العام 1989، فاستقبلتم ذوي الحاجات الخاصة في "بيت الشعب"، وقلتم لهم: بينكم من هو اصم واصغى الى قضيتي، ومنكم بكم عبروا عن اعتناقهم للقضية، ومنكم من لا يبصر الا انه رأى قبل الاخرين حقيقة قضية لبنان. اليوم نحن معكم، والى جانبكم. وانا ادركت بفضل هذه التظاهرة الرياضية كم نحن بحاجة الى القيم الرياضية السامية وهي المحبة والسلام في منطقتنا".

وألقى عضو الجمعية لاعب كرة الطاولة الاب ميلاد عوض كلمة ذكر فيها بأن "الجمعية تأسست في الثمانينات وهي تقيم مهرجانات رياضية ونشاطات متنوعة لذوي الحاجات الخاصة، والمبادرات التي تطلقها فردية لأشخاص يضحّون مجانا لخدمة هذه الفئة من المجتمع وزرع الفرح فيهم".

وقال: "ان الحاضرين هنا يجمعهم وجع اوطانهم ووجع اجسادهم، ولكن على الرغم من اوضاعهم المؤلمة فإنهم يحلقون ويتحدون وتستمر الحياة عندهم. ان رقي الاوطان يقاس بمقدار ما تحترم ذوي الاعاقات والحاجات الخاصّة، وتؤمن لهم الضروري للعيش الكريم، ونتمنى للبنان واوطان الشرق ان تتحدّىآالامها واوجاعها، وتعمل في قلب المحن لتصل بشعوبها الى السلام".

ورد الرئيس عون بكلمة رحب فيها باعضاء الوفد، معبرا عن فرحته باستقبالهم من مختلف الدول العربية، وقال: "انتم كنتم المبادرين، وقد اسمعتم صوتكم عاليا، فعمد اصحاب القلوب الكبيرة الى الاهتمام بكم. عشت الآلام مع مئات العسكريين الذين سقطوا جرحى، ومنهم من اصبح من ذوي الحاجات الخاصة. واهتممت بهم وكنت الى جانبهم لسنوات. وتكرارا كنت اقول لهم: لا تخافوا اذا ما بترت ساقكم او تعطلّت وظيفة ايديكم. فهذه ليست بإعاقة. ان الاعاقة الحقيقية هي التي تصيب اي احد في قلبه او عقله ممن لا يعرف ان يفكّر بغيره او لا يكّن عاطفة للغير. انتم، على العكس، لديكم الشجاعة لبذل الجهود والمحافظة على صلابة معنوياتكم واظهار ما لديكم من كفاءات كبرى تضاهي من يسير على ارجله ويحرك يديه".

أضاف: "علينا ان نهتم بكم، على الرغم من الظروف الحالية غير المشجعة. كنا في السابق نسعى لايجاد فرص عمل للذين خضعوا لدورات إعادة تأهيل. هناك اليوم ضابط برتبة عميد من ذوي الحاجات الخاصة يتولى قيادة لواء في الجيش اللبناني".

وأكد "عمق التقدير الذي نكنه لكل احد منكم"، وشدد على "البقاء الى جانب كل أحد".

وفي الختام، قدم كل منتخب من المنتخبات المشاركة درعا تذكارية لرئيس الجمهورية وتم التقاط الصور للمناسبة.

سباق الاستقلال

وظهرا، استقبل الرئيس عون، عند مدخل البهو الرئيسي للقصر الجمهوري، المشاركين في سباق البدل السنوي لعيد الاستقلال والوفد الاداري والتنظيمي برئاسة رئيس المعهد الانطوني في بعبدا الذي ينظم السباق الأب جورج صدقة. وضم الوفد الى العدائين الذين ركضوا من قلعة راشيا الى القصر الجمهوري في بعبدا "تخليدا لذكرى الاستقلال ورجاله والشهداء الذين ناضلوا في سبيل حرية الانسان واستقلال لبنان الناجز"، رئيس بلدية راشيا بسام دلال واعضاء لجان الأهل وحشد من الكهنة والطلاب.

في مستهل اللقاء، تسلّم الرئيس عون من العدائين العلم اللبناني وعلم المعهد الانطوني. والقى الأب صدقة كلمة قال فيها: "اتينا من راشيا القلعة التاريخية الحاملة صليب الاستقلال والحاضنة تضحيات الابطال الميامين، الذين، بسجنهم حققوا لنا الاستقلال والعزة والكرامة. اتيناكم رافعين علم البلاد، الذي رفيفه يحمل كل اماني اللبنانيين. اتينا بالعلم المفدّى الى القصر الجمهوري الذي هو رمز قيامة لبنان وعنوان استقلاله".

أضاف: "يسلّمكم علم البلاد شبّان نرى فيهم مستقبل الوطن الواعد، وفي عيونهم امل من فخامتكم برعاية الرياضة والشباب لنبني جيلا يحقق طموحات العهد القوي، الذي يوصل الوطن الى الاستقلال الحقيقي، حيث يكون الرئيس رئيس كل ترابة من ترابات الوطن، رئيس كل لبنان".

وختم: "عرفكم القاصي والداني انكم رجل المواقف والقرار، لذا اتيناكم اليوم، لنشدّ على اياديكم، ويكون شبابنا زخم مسيرتكم الاصلاحية في قيامة لبنان، لتحققوا كل الآمال التي يعقدها عليكم شعبنا، في السيادة والحرية والاستقلال. وانطلاقا من شعاركم الجديد لمناسبة الاستقلال: "نيل الاستقلال أسهل من الحفاظ عليه"، نعاهدكم مع هذه الشبيبة بأن نثابر معكم في الحفاظ عليه لأنه اثمن ما لدينا في هذا الوطن".

ورد الرئيس عون بكلمة رحب فيها بالوفد، مهنئا العدائين بما أنجزوه لمناسبة الاستقلال، ومتمنيا لهم دوام العطاء والنجاح، وقال: "عندما تحملون العلم اللبناني فهذا يعني انكم تحملون لبنان بأسره، لأنه لوحده يدل على جميع اللبنانيين وهو رمزهم جميعا، حيثما كنّا في اي احتفال او مقام دولي او زيارة رسمية. وفي هذا العام نحتفل باليوبيل الماسي لاستقلال لبنان الذي دُفِع ثمنه في مراحل عديدة. صحيح اننا نلناه في العام 1943 الا انه تعرض الى كبوات عدة، وكدنا نخسره في كل مرة. لكن كان هناك على الدوام رجالات انقذوا الوضع".

أضاف الرئيس عون: "نجتاز اليوم ازمة تأليف الحكومة التي لم تعد ازمة صغيرة لأنها كبرت. وهي ازمة يحضرني فيها حكم سليمان الحكيم يوم اتت اليه امرأتان مع طفل وكل منهما تدّعي انّها امه. وبعد جهد جهيد، قال انه سيحكم بالعدل بينهما بأن يتم تقطيع الطفل الى قطعتين لكل واحدة قطعة. فصرخت احداهن: لا تقتله بل اعطه كلّه الى الأخرى، فعرف سليمان عندها من هي الام الحقيقية. ونحن اليوم نريد ان نعرف من هي ام لبنان لكي نعطيها لبنان. وسأكتفي بهذه الكلمة الموجزة".

وختم: "أهنئكم بإنجازاتكم، وبالرموز التي حملتموها معكم من راشيا الى بعبدا".

وفي ختام الاحتفال، قدّم الأب صدقة الى رئيس الجمهورية لوحة تذكارية عليها صورة قلعة راشيا والى جانبها صورة رئيس الجمهورية، ومكتوب عليها شعار الرئيس عون لعيد الاستقلال لهذه السنة: "نيل الاستقلال أسهل من الحفاظ عليه." وتم التقاط الصور التذكارية.

برقيات تهنئة

الى ذلك، تلقى رئيس الجمهورية مزيدا من برقيات التهنئة لمناسبة عيد الاستقلال، ابرزها من الملك فيليبي ملك اسبانيا، التي شدد فيها على عمق روابط الصداقة التي تجمع بلاده الى لبنان، متمنيا "للبنان وشعبه المحبوب اطيب التمنيات بالسلام والرفاهية".

وتلقى كذلك، برقية من الامينة العامة للفرنكوفونية ميكايل جان عبّرت فيها عن "تقدير منظمة الفرنكوفونية للبنان في دفاعه عن القيم الانسانية العالمية التي تحملها، من اجل مستقبل سلام وهناء قائم على التضامن بين الشعوب"، متمنية "ان يسهم انشاء المركز الاقليمي للشرق الأوسط للفرنكوفونية في بيروت بتوطيد هذه الرسالة اكثر، بدفع مباشر من فخامتكم".

 

الراعي أنهى زيارته الى دولة الفاتيكان بلقاء مع أمين سرها بارولين: للبنان موقع خاص في قلب قداسة البابا

السبت 24 تشرين الثاني 2018 /وطنية - أنهى مجمع أساقفة الكنيسة المارونية برئاسة البطريرك الماروني الكردينال مار بشارة بطرس الراعي زيارته الى الفاتيكان، بلقاء مطول مع أمين سر دولة الفاتيكان الكردينال بياترو بارولين، في حضور وزير الخارجية المطران بول ريتشارد غالاغر وعدد من كبار الموظفين في أمانة سر الدولة. استهل اللقاء بعرض للراعي حول الكنيسة المارونية وأبرشياتها، وحول التحديات والتطلعات في الظروف الحالية. ثم كانت كلمة لبارولين، شدد فيها على "عمق العلاقة التي تربط الكرسي الرسولي بلبنان، وبنوع خاص بالكنيسة المارونية". وأكد أن "للبنان موقعا خاصا في قلب قداسة البابا"، منوها بدور اللبنانيين المنتشرين في كل أنحاء العالم. ثم شرح دور أمانة سر الدولة داخل الكنيسة وعلاقتها مع الدول ومع الكنائس في العالم. كما أعلن عن "تعيين قداسة البابا اليوم، المونسنيور كريستوف زخيا القسيس اللبناني الماروني سفيرا بابويا في باكستان، ورقاه الى درجة رئيس أساقفة". وقدم بارولين المطران الجديد الى الراعي، معتبرا ان "هذا التعيين يحمل فرحا اضافيا للكنيسة المارونية في زيارتها للأعتاب الرسولية". وكان الآباء قد زاروا صباح اليوم تمثال القديس مارون المرفوع في إحدى القناطر على الحائط الخارجي لبازيليك القديس بطرس، وأمامه رفعوا الصلاة على نية الكنيسة ولبنان.

 

كتلة المستقبل اختتمت خلوتها البقاعية بحفل استقبال بمناسبة الاستقلال: هدفنا التواصل مع الناس وحددنا قضايا المنطقة الإنمائية وسنتابعها مع الحريري

السبت 24 تشرين الثاني 2018 /وطنية - أعلن المكتب الإعلامي لتيار المستقبل في بيان، أن "كتلة المستقبل النيابية برئاسة النائبة بهية الحريري"، اختتمت خلوتها الأولى في منطقة البقاع، التي عقدتها على مدى يومين في منتجع "ويست بقاع كونتري كلوب" في بلدة خربة قنفار، بحفل استقبال أقامته بمناسبة اليوبيل الماسي لعيد الاستقلال، وحضره نواب الكتلة: سمير الجسر، محمد القرعاوي، محمد الحجار، بكر الحجيري، هنري شديد، عثمان علم الدين، ديما جمالي، وليد البعريني، محمد سليمان، عاصم عراجي ووزير الاتصالات في حكومة تصريف الأعمال جمال الجراح، النواب السابقون: روبير غانم، زياد القادري، أمين وهبي، مستشار الرئيس سعد الحريري لمنطقة البقاع الغربي وراشيا علي الحاج، مستشار الرئيس للشؤون الدينية علي الجناني، الأمين العام لتيار "المستقبل" أحمد الحريري، والمرشحان السابقان: غسان سكاف وماري جان بلازيكجيان، المنسق العام لتيار "المستقبل" في البقاع الغربي وراشيا محمد حمود وأعضاء مكتب ومجلس المنسقية.

وحضر مهنئا: قائمقاما البقاع الغربي وسام نسبين وراشيا نبيل المصري، وفود من مختلف قرى وبلدات البقاع الغربي وراشيا والبقاع الأوسط وبعلبك الهرمل وعرسال، رؤساء اتحادات بلديات: البحيرة يحيى ضاهر، السهل محمد المجذوب وقلعة الاستقلال فوزي سالم، رؤساء بلديات ومخاتير وأعضاء مجالس بلدية واختيارية من كل البقاع، رجال دين من مختلف الطوائف، ممثلا حزبي: "القوات اللبنانية" إيلي لحود و"التقدمي الاشتراكي" عماد عبد الرحيم، وفد من حركة "حماس" برئاسة ممثلها في البقاع بسام خلف، وفد من مكتب النائب وائل أبو فاعور تقدمه الزميل عارف مغامس، وفود من مختلف قطاعات تيار "المستقبل" في البقاعيين الغربي والأوسط: الشباب والمرأة والكشافة، وفد من ديوان العشائر العربية برئاسة سامي اللويس، وفد من طلاب وأفراد الهيئة التعليمية في معهد جب جنين الفني، ممثلو الأجهزة الأمنية وفاعليات اجتماعية وتربوية وثقافية.

الحريري

وعلى هامش حفل الاستقبال، التقت الحريري أفراد الهيئة التعليمية وطلاب معهد جب جنين الفني، وتوجهت إلى الطلاب بالقول: "كلكم مدعوون للمشاركة في دورات تدريبية في المركز، الذي تم افتتاحه في بلدة المرج، وأنتم أملنا في المستقبل".

بعدها، اجتمعت إلى رؤساء الاتحادات والبلديات والأعضاء والمخاتير، في حضور نواب الكتلة الحاليين والسابقين والوزير الجراح ومستشاري الرئيس، وتوجهت إليهم بالقول: "كل عام وأنتم بخير بمناسبة الاستقلال. أحببنا أن تكون أول خلوة نعقدها ككتلة في منطقة البقاع، وبمناسبة اليوبيل الماسي للاستقلال، ارتأى الشباب أن يكون هناك حفل استقبال بين أهالي هذه المنطقة وأعضاء كتلة المستقبل، وسنعقد خلوات أخرى في المناطق، وهذه توجهات الرئيس سعد الحريري، وبناء على طلبه، فالبقاع غال على قلوبنا، لأنه أعطى التيار، ليس مرة بل مرات، وبهذه الطريقة نبدأ حل مشاكل المناطق".

وشددت على أن "ما أردناه هو أن يكون هناك مساحة تواصل، وهدف الخلوة هو التواصل مع الناس، والتطرق إلى مشاكلهم وهمومهم والمشاريع، التي هم بحاجة إليها في هذه المنطقة، وما أردناه هو أن يكون هذا التواصل مع الناس"، مشيرة إلى أن "الخلوة حددت الكثير من القضايا، التي سنتابعها مع الرئيس سعد الحريري، ومع الوزارات والإدارات المختصة، والتي لها علاقة بالمنطقة. وقد تم الحديث عن المناطق الصناعية والأوتوستراد العربي، الذي هو من أولى أولوياتنا، وعلى رأس اهتماماتنا، وكذلك قضية تلوث الليطاني، وبعض هذه القضايا وغيرها، سنتابعها أنا وزملائي في الكتلة، وليس فقط في هذه المنطقة، بل في كل المناطق. والأهم هو الآليات التي ستنشأ فيما بيننا، للتواصل بعد هذه الخلوة، وسيتم إشراك جميع القطاعات التربوية والبلديات والجمعيات والنقابات".

وأكدت أن "الزيارة إذا لم ترفد بآليات تواصل ومتابعة بينكم وبين النواب ، فستبقى الأمور ناقصة، لأن كل يوم لدينا مشاكل وقصص وقضايا، فنريد أن نخلق نوعا من الشراكة والمتابعة مع الهيئات الرسمية، وأنتم هيئات منتخبة، فضروري أن يكون هناك آليات تواصل لمتابعة القضايا"، مؤكدة "سنحمل كل ملف إلى الصناديق المانحة والمؤسسات".

وأشارت إلى أن "مؤتمر سيدر، تعاطى مع كل مناطق الأطراف، ومع كل الأشياء المشتركة من اتصالات وكهرباء وطرقات"، مؤكدة أن "زيارة البقاع طبيعية، وليس نحن من اخترعنا ذلك وهذا ما يجب أن يحصل".

ولفتت إلى أن "كل مليار يصرف من مؤتمر سيدر، سيؤمن بين 30 و50 ألف فرصة عمل، وتم وضع أولويات ومشاريع البقاع من ضمن الأولويات، خصوصا الأوتوستراد العربي وتلوث نهر الليطاني"، مشددة على أنه "إذا تم التواصل بشكل سليم، سيتم حل جميع المشاكل بسهولة وليس هذا بالأمر الصعب".

وقالت: "نعيش في مرحلة قاسية جدا، وقاسية على الرئيس سعد الحريري، ولا يخفى على الجميع الأسباب، ولكننا لن ننتظر حل العقد لكي نعمل، بل علينا أن نشتغل وأن نضع قواعد للشغل، وهذا ما سيسهل حمل ملفاتنا وحلها سريعا".

وكانت هناك مداخلات لرؤساء البلديات، بشأن تلوث الليطاني ومشكلة المجاري وعائدات البلديات وغيرها، ووعدت الحريري ب"متابعتها وحلها بأسرع وقت، ووضع الرئيس سعد الحريري بصورتها".

الجراح

من جهته، أوضح الوزير الجراح أنه "تم صرف مبلغ 55 مليار ليرة للبلديات من مخصصات الخلوي منذ ثلاثة أيام، عن آخر ثلاثة أشهر، ولكن الأمور عالقة لدى وزارة المالية وسنتابعها"، وأوضح أنه "بالنسبة إلى تلوث نهر الليطاني، تم معالجة موضوع محطة تكرير زحلة من قبل الرئيس سعد الحريري، وتم تشغيلها بمبادرة من الرئيس سعد الحريري، الذي اشترى مولدات على حساب رئاسة الحكومة، من أجل تشغيلها، بعد وجود خلاف بين كهرباء زحلة وكهرباء لبنان، وسيتم العمل الآن على رفع قدرتها الاستيعابية".

وقال: "أما بالنسبة إلى محطة التكرير في قب الياس، فهناك قرض ب 26 مليون و400 ألف يورو، مقدم من الحكومة الإيطالية، ونتابع هذا الموضوع مع الرئيس الحريري منذ العام 2008، لزمت المحطة قبل شهرين لشركة صينية وننتظر موافقة الحكومة الإيطالية للموافقة على المناقصة، من أجل البدء بالعمل فيها في أوائل الربيع، والتي تغطي بلدات المنارة والصويري وبرالياس والمرج تعنايل وقب الياس ومكسة وسعدنايل وتعلبايا وشتورة، وكل هذه المنطقة، أي ما نسبته 60 إلى 70 بالمئة من تلوث الصرف الصحي، الذي يصب في نهر الليطاني، لأن هذه القرى فيها كثافة سكانية كبيرة".

أضاف: "منذ العام 2008 وقبل، ونواب تيار المستقبل عملوا على هذا الاقتراح، وإضافة إلى ذلك، استحصلنا على 55 مليون دولار من البنك الدولي، لشبكة صرف صحية جديدة، وحل مشكلة المصانع، وحصلنا كنواب بقاع غربي وراشيا وبقاع أوسط على اعتماد 1100 مليار لمعالجة تلوث الليطاني، واستطعنا الاستحصال على 25 مليون دولار من مجلس الإنماء والإعمار، لتنظيف النهر، بموازاة الأوتوستراد العربي، وأول مرحلة تم تلزيمها بقيمة 11 مليون دولار، وسنصل بالتنظيف حتى بحيرة القرعون".

وأشار إلى أن "الخطر الأساسي الذي يتابعه الرئيس الحريري عن كثب، وعقد سلسلة اجتماعات متتالية من أجله في السراي الحكومي، مع أصحاب المصانع، وآخر اجتماع مع النواب، وتم إعطاؤهم الصلاحية لإيقاف أي مصنع ملوث لا يريد الالتزام بالشروط الصحية والبيئية، مهما كانت النتائج، وهناك تواصل مع وزير الصناعة، وتم أخذ قرار بإغلاق المصانع الملوثة وغير المرخصة كبداية، والمصانع المرخصة تم إعطاؤها مهلة لتركيب محطات".

وأكد أن "هناك شغلا جديا على تنظيف النهر والمحطات، وهناك شغلا جديا على المصانع وهناك اعتمادا موجودا في مجلس النواب، إضافة إلى الهبات، وهذا كله بمساعي من الرئيس سعد الحريري"، مذكرا أنه "عندما كان الرئيس سعد الحريري موجودا في السعودية في السنوات السابقة، كان أول ما يتصل بنا، يسألنا عن موضوع الليطاني، ومحطة تكرير قب الياس وماذا فعلنا لأجلها".

وقال: "هذاالموضوع لا يهمنا فقط كبقاعيين، بل كل لبنان، فمن خلال قناة 800، التي تقام اليوم على سد بسري، ومن سيتم نقل 200 مليون متر مكعب إلى بيروت من أجل مياه الشرب، وهذا مشروع وطني بامتياز، ومن 10 سنوات كل نواب زحلة والبقاع الغربي وراشيا كان هذا هم أساسي بالنسبة لهم"، مؤكدا أنه "لولا دعم الرئيس الحريري، لما كنا وصلنا إلى هنا، إن كان في مجلس النواب من خلال إقرار القوانين اللازمة، أم من خلال مجلس الإنماء والإعمار، عبر طلب تأمين الاعتمادات اللازمة، فلولا ذلك كنا نحتاج إلى عشر سنوات أخرى، وأصبحنا اليوم في المراحل النهائية".

وفي موضوع الأوتوستراد العربي، أوضح أن "هناك مشكلة في مجدل عنجر من خلال الاستملاكات، والدولة لم تدفع الاستملاكات بعد، وهنا مشكلة في التخمين والتثمين العقاري، وهناك لجنة شكلها الرئيس الحريري من أجل متابعة هذا الموضوع، مع نواب المنطقة، برئاسة مستشار الرئيس المهندس فادي فواز، لمتايعة هذا الموضوع مع الأهالي وحله. وهناك مشكلة ثانية في جديتا، لأن الأرض رخوة، وتم تأمين الاعتمادات اللازمة لمعالجمة موضوع التربة فنيا، وهذه المشكلة من جسر النملية حتى صوفر"، مشيرا إلى أن "مؤتمر سيدر رصد 500 مليون دولار للأوتوستراد العربي، والرئيس الحريري قال إن هذا الموضوع أولوية، لأن حياتنا كبقاعيين مرتبطة بشكل أساسي بنهر الليطاني والأوتوستراد العربي".

وقال: "الرئيس الشهيد رفيق الحريري، كان يقول لنا لماذا تريدون الأوتوستراد العربي، فكنا نقول له إعمل لنا الأوتوستراد، واترك الباقي علينا، لأن المصانع تأتي إلينا، وكذلك السياحة، ونخفف على العاصمة تلوثا وعجقة سير وأزمة سكن"، لافتا إلى أن "أي لقاء مع دولة الرئيس والسادة الزملاء النواب، يعرفون هذا جيدا، أنه هو من يطرح علينا هذه الأمور قبل أن نطرحها".

وفي موضوع التواصل مع البلديات، أشار إلى أن "تيار المستقبل والكتلة يفكران بمكتب للتواصل مع البلديات بقضايا الإنماء"، مؤكدا "نحن لدينا قناعة بأن البلديات هي الزراعة الأساسية للتنمية، لأن كل بلدية تدرك همومها الحياتية، لأنها عايشة مع الناس ومع همومهم ومشاكلها، أما بالنسبة إلى التمويل، فهناك هناك مشكلة، نعم، كل شيء يتعلق بالبلديات أنا كوزير اتصالات أحوله فورا، لكن آلية العمل في الدولة معقدة، وهناك قرار يجب أن يخرج من وزير المالية، من أجل صرف الأموال للبلديات، وأنا والزملاء النواب، سنتابع هذا الموضوع مع وزير المال، بأقرب وقت، من أجل أن تصلكم الأموال التي جرى تحويلها مؤخرا".

عراجي

من جهته، أوضح النائب عراجي أن " هناك أموالا مرصودة في وزارة الطاقة لنهر الليطاني، لكن حتى الآن لم يتم صرفها من أجل معالجة التلوث".

وفي شأن بلدة عرسال، أوضح أن "الرئيس الحريري يتابع موضوع البلدة عن كثب، والأمور مأسوية هناك، وسيتم تعويض الأهالي والمزارعين، فقد سقط الكثير من الشهداء والجرحى. دولة الرئيس أيضا، قرر الوقوف إلى جانب الأهالي وأهالي الشهداء، وقرر في مجلس الوزراء إعطاء عرسال 15 مليون دولار، لتنفيذ مدرسة، وتم المباشرة ببناء مدرسة، وتم وضع حجر أساس لها، وتم تسميتها باسم الشهيد أحمد الفليطي، وقرر بناء مستشفى أيضا، وبدأت تسلك الطريق، وجاهزة للتلزيم، وأهالي عرسال يستحقون ذلك، لأنهم ظلموا كثيرا، وحقهم علينا أن نقف إلى جانبهم".

وفي الختام، قالت الحريري: "إننا ككتلة، سنتابع كل المواضيع، التي طرحت مع المعنيين، ومع الرئيس سعد الحريري، والمهمة ليست مستحيلة، وكلنا مع بعض نستطيع أن ننجزها على أكمل وجه".

 

البابا فرنسيس عين المونسنيور كريستوف القسيس سفيرا بابويا في باكستان

السبت 24 تشرين الثاني 2018 /وطنية - روما - عين البابا فرنسيس مستشار المجلس الكنسي المونسنيور كريستوف زاخيا القسيس سفيرا بابويا لباكستان،بعدما رقّاه الى رتبة اسقف على كرسي روزيل.

إشارة الى أن القسيس ولد في بيروت في 24 آب 1968. رسم كاهنا في 21 أيار 1994 في أبرشية بيروت المارونية. تخرج من جامعة لاتران الحبرية. دخل الخدمة الدبلوماسية للكرسي الرسولي في 19 حزيران 2000، وعمل في السفارة البابوية في إندونيسيا والسودان وتركيا ، قبل ان ينقل الى قسم العلاقات مع الدول التابع لأمانة سر الدولة في الفاتيكان. يتقن اللغات التالية: العربية، الفرنسية، الإيطالية، الإنجليزية، الإندونيسية، الإسبانية والألمانية.

 

الراعي من الفاتيكان: دماء شهدائنا تستصرخنا كي لا يجرؤ احد على التلاعب بهذا الوطن وكي نحافظ على تنوعه بعيدا من اي تفرد او استقصاء

السبت 24 تشرين الثاني 2018 /وطنية - تابع البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، على رأس اساقفة الكنيسة المارونية، ولليوم الخامس على التوالي، زيارة الاعتاب الرسولية التي تتضمن ايضا زيارة المجامع والمجالس البابوية في الفاتيكان.

واستهل يوم امس الجمعة بزيارة مجمع التربية الكاثوليكية ولقاء امين سره المطران انجلو فنشنسو زاني الذي رحب بالبطريرك والاساقفة، عارضا لنشاط المجمع ولسبل التعاون مع الكنيسة المارونية، لافتا الى الدور العالمي لهذه الكنيسة التي اصبح ابناؤها في كل مكان من العالم.

ثم توجه الآباء الى المجلس الحبري لتفسير النصوص القانونية، وعقدوا لقاء مع رئيس المجمع المطران فيليبو يانوني الذي اعرب عن سروره بلقاء رئيس واعضاء مجمع الكنيسة المارونية. ثم عرف بالمجلس وبمجال عمله في تفسير النصوص القانونية بحيث يقدم كل الايضاحات والاجوبة حولها. وكما في كل لقاء طرح الاباء اسئلتهم وجرت حولها نقاشات وحوارات معمقة وتبادل للخبرات خلصت الى كثير من التوضيحات والاستنتاجات. وفي سياق زيارة الاعتاب الرسولية ولقائه الرهبانيات، لبى الراعي والاساقفة دعوة الرهبانية اللبنانية المارونية الى لقاء تكريمي لرئيس المؤسسة المارونية للانتشار بحضور السفيرين فريد الخازن وميرا الضاهر والنواب: علي بزي، ياسين جابر، الان عون، نقولا نحاس، نديم الجميل، طوني فرنجيه، شوقي الدكاش، نعمت افرام، رولا طبش وجان تالوزيان، اضافة الى امين عام تيار المستقبل احمد الحريري ووكيل الرهبانية الاب ميلاد طربيه وعدد من الكهنة والرهبان ومن ابناء الجالية اللبنانية في روما. استهل اللقاء بكلمة للرئيس العام للرهبانية اللبنانية المارونية الاباتي نعمةالله هاشم، وصف فيها اللقاء "بالعائلي حول اب العائلة صاحب الغبطة، الذي نقول له ان عائلتنا المارونية بمختلف مكوناتها تجتمع اليوم حوله لتعبر عن محبتها لشخصه وعن ثقتها بقيادته الحكيمة للعائلة". واضاف: تجتمع العائلة الكنسية المارونية باساقفتها من لبنان والعالم حول رأسها لتعبر عن وحدتها مع روما، ونحن نفتخر بالاستقبال الحار الذي لقيه البطريرك والاساقفة، اكان من قداسة البابا ام من مختلف المجامع والمجالس البابوية".

وختم الاباتي هاشم: "نحن ايضا كرؤساء عامين، اردنا ان نكون الى جانب غبطتكم في هذه الزيارة التاريخية مع المؤسسة المارونية للانتشار واصحاب السعادة النواب لنقول اننا نفرح بقيادتكم لكنيستنا المقدسة، وندعم جهودكم كافة على الصعيد الوطني من اجل خلاص وطننا الحبيب لبنان الذي نحتفل اليوم بعيد استقلاله".

ثم كانت كلمات لرئيس المؤسسة المارونية للانتشار المهندس شارل الحاج ولعدد من النواب.

الحاج

واشار المهندس شارل الحاج الى انه يتحدر من عائلة معروفة بالتزامها الكنسي ومنها خرج راهب وخوري كرسا نفسيهما لخدمة الرب تماما كما الكثيرين. "ونحن نشعر انه مع حدوث اية ازمة، فان الحل يكون عند الكنيسة المارونية. المؤسسة المارونية هي لخدمة المجتمع اللبناني ونحن من خلال مكاتبنا في العالم نقوم بعمليات التسجيل التي بلغت اكثر من 50 الف ملف". واضاف الحاج: "لقد تحقق للبنان تكريم كبير بفضل شخص وحكمة ابينا البطريرك الراعي. وحديث قداسة البابا ونظرته الى لبنان وتقديره للبطريركية يجعلنا متأكدين انه ما من خوف على لبنان، لأن الكنيسة متجذرة في الأرض ولأن اللبنانيين غير المسيحيين مؤمنين بدور الكنيسة". وختم الحاج: "لقد تجلت صورة لبنان الحقيقية في هذه الزيارة بما جمعت من طوائف وانتماءات حزبية وسياسية حول قيم ومبادىء انسانية ووطنية كما تألق مشهد كنيستنا المارونية حول رأسها. نحن ننحني امامك سيدنا ولتبقى كنيستنا والرهبانيات المارونية بخير".

جابر

وقال النائب جابر: "نحن في اجواء الألفة اللبنانية الحقيقية. واللقاء مع قداسة البابا هو لقاء محبة ومشجع يدفعنا الى ان نتوحد اكثر فأكثر. مشاركتنا في هذه الزيارة هي تعبير عن وحدة لبنان وضرورة تكاتف اللبنانيين في هذه المرحلة الخطيرة. من الضروري تشكيل حكومة غدا صباحا، لأن لبنان بحاجة لتضافر جهود الجميع للخروج من الأزمة. لقاؤنا يعطي المزيد من الامل للبنانيين وقدومنا معا الى هذا المكان المميز من حيث القداسة والأهمية، يعطي انطباعا ايجابيا للخارج بأن خلافاتنا ليست جذرية وانما نحن اصدقاء ونتمسك بلبنان القوي الذي نرغب به".

وختم: "اتوجه بالشكر الى صاحب الغبطة البطريرك الراعي لتشجيعه على هذه الخطوة ومشاركتنا في مناسباتكم، هذه هي الروح التي نود ان نعممها في لبنان وهذه هي الصورة الجميلة التي يجب ان تستمر".

بزي

وقال النائب بزي: "هذه هي اللوحة اللبنانية مع ما تحمله من تنوع ولا قيمة لها ان تم نزع احد الوانها. انا المسلم لا اعرف اسلامي الا من خلال مسيحية الآخر والمسيحي لا يعرف مسيحيته الا من خلال اسلام الآخر. الوطن هو سر الأسرار وجميعنا في هذا العالم عاش الإضطهاد الذي حفزنا للتمسك اكثر بمبادئنا وعاداتنا وعقيدتنا والمسيحيون هم اول من زادهم الإضطهاد تمسكا بمسيحيتهم وعقيدتهم واصالتهم". وختم: "تشرفت بوجودي معكم في الفاتيكان بدعوة من رئيس المؤسسة المارونية للإنتشار شارل الحاج، وكان هذا تجسيد لشعارات ومواقف شخصيتين في هذا العالم، شخصية يوحنا بولس الثاني وشخصية الإمام موسى الصدر، وقد تحدثا عن الرسالة والدور وانا اقول انتم الرسالة وانتم الدور".

الحريري

واشار الحريري الى "أن الدور الذي يقوم به البطريرك الراعي ليس دورا دينيا بقدر ما هو دور دنيوي أيضا، فمساعيه الدائمة لا تقتصر فقط على تضميد جراح الحرب الأهلية، بل إن دوره أكبر من ذلك بكثير، في ظل ما يقوم به من رد على مخطط تهجير المسيحيين من الشرق، للتأكيد أن عودة المسيحيين إلى الشرق ستكون من خلال لبنان ودور المسيحيين فيه". وتوجه الحريري إلى البطريرك الراعي بالقول: "نقدر دورك، ونعرف كم تمر بصعاب حتى تتمكن من المحافظة على أمن المجتمع المسيحي في لبنان واستقراره، ويمكن أن نقول اننا نطمئن ببعضنا، ونقوى ببعضنا، ونحمي بعضنا، وليس لدينا أكثرية ولا أقلية في لبنان، فقد قال الرئيس الشهيد رفيق الحريري اننا اوقفنا العد". وأشار إلى أن "مخطط تهجير المسيحيين من الشرق ليس جديدا، وشهدناه في العراق وسوريا وفي كل المنطقة العربية، ولا يزال لبنان هو البلد الذي يحمى فيه المسلم بالمسيحي ويحمى المسيحي فيه بالمسلم. وأنا لا أقول هذا الكلام إلا عن قناعة وايمان بهذه القيم التي كرسها فينا الرئيس الشهيد رفيق الحريري، في عائلتنا أولا، وفي تيار المستقبل ثانيا، وهي نابعة من ايمان واضح بأن خير الامور الوسط، والاعتدال هو الاساس، لان اي تطرف ديني او عرقي او عقائدي لا يؤدي الى نتيجة بل يؤدي الى خراب".

نحاس

وقال النائب نحاس: "غريب امرنا عندما نكون خارج لبنان، ما من شيء يفرقنا. وهذا يعني انه ما من شيء جوهري يستدعي ان نتخاصم. نحن لا نختلف الا في السياسة بسبب التدخلات. اللبناني مهما كانت طائفته يتأثر بنفس الأحداث وبنفس الطريقة، وهذا يخلق ارتباطا عضويا. ما من خلاف بين اي مذهب داخل اي مؤسسة، لذلك نحن نختلف بسبب التأثيرات الخارجية، ولكن ما رأيته جعلني اثق بان هناك املا بأنه مهما كانت الظروف صعبة نحن نتغلب عليها. انتم سيدنا قدوة في ما تقومون به. وليأت السياسيون الى هنا علهم يشكلون حكومة. املنا كبير طالما ان الكنيسة موجودة".

افرام

واشار النائب افرام الى ان "نعمة الروح القدس كانت معنا اليوم، ومعها ادركنا كم ان المصالحات تقرب الأخ من اخيه وتبعدهم عن التدخلات الخارجية. اليوم رأينا الإخوة اللبنانيين مقربين من بعضهم البعض. غبطتك ما زرعته في مسيرة المصالحات نتمنى ان يكون عابرا للطوائف، فهكذا يقوى لبنان ويبني مستقبله. ما من شيء يمنع رؤية مثل هذه الصورة في لبنان الذي يتجه نحو المئوية الثانية. علينا النجاح اقتصاديا وسياسيا وحضاريا على ارض لبنان. نستلهم اليوم اباءنا الذين اسسوا لكي نستنير منهم في ايامنا الصعبة القادمة، لكي نقوم من جديد. نموت كي نقوم كما قام يسوع المسيح. فالايام الصعبة تقتضي النظر بعقلانية وواقعية للتوجه الى مئوية جديدة والأمل الذي سمعناه من قداسة البابا يجعلنا على ثقة تامة باننا سنعبر الى لبنان الوحدة والعيش المشترك".

الراعي

من جهته، القى البطريرك الراعي كلمة شكر جاء فيها: "لفتني في كلماتكم المرحبة تقاطع الأفكار فيما بينكم. الجميع تحدث عن العائلة اللبنانية وعن الغنى الثقافي وعن لبنان المسلم والمسيحي. واليوم جريدة الفاتيكان حملت مانشيت "قوي كأرز لبنان" انها جملة من خطاب البابا فرنسيس الذي قال ان "التوازن الخلاق في لبنان بين المسلمين والمسيحيين هو قوي كالأرز".من خلال كلماتكم ادركنا ان الإستقلال يخاطبنا، قائلا انتم اللبنانيون على تنوعكم وعلى مذاهبكم تغتنون بتعددية ثقافية ودينية وحضارية تمثل قيمة لبنان فحافظوا عليها. لقد انطلق الإستقلال مع الميثاق الوطني اي مع الثقة. الميثاق لم يكتب وعاشه اللبنانيون وفق ثقة تامة. واليوم علينا العيش سويا مسلمين ومسيحيين وفق هذه الثقة فنعيش الفصل بين الدين والدولة ونحترم الله وكل الديانات ونعيش جمال الحريات المتنوعة ونعترف بالحريات المدنية العامة ونعتمد النظام الديمقراطي. الميثاق لم يكتب ولم يوقع ولكن اللبنانيين عاشوه واستقلالنا اليوم يقول لنا اعيدوا هذه الثقة فيما بينكم. انا لا احب استعمال كلمة مصالحة واود استبدالها بعبارة استعادة الثقة، لأنه من دون ثقة لا تسير الحياة كما يجب. لسنا بحاجة الى مصالحة وانما الى الثقة. يقول لنا الإستقلال ايضا انتم عائلة واحدة ومنوعة بطوائفكم على تنوعها، انتم احجار حية في هذا البيت اللبناني. نحن مدعوون للحفاظ على شخصيتنا للإنسجام مع بقية الحجارة. هذا جمال لبنان. اما الكلمة الثالثة التي يقولها لنا الإستقلال فهي لا تفرد ولا اقصاء واذا اردنا فعلا تكوين عائلة واحدة، لا احد منا يمكنه ان يتفرد بأي شيء، هذا جمال نظامنا اللبناني. التفرد يعني خراب البلد ثم لا ثنائيات ولا ثلاثيات او رباعيات او غيرها. هناك ثنائية واحدة هي الطائر اللبناني بجناحيه المسلم والمسيحي الذي استقر فوق جبال الأرز وفق رؤيا حزقيال وهذا الطائر يستمد قوته من هذا التنوع، وضعف احد الجناحين يعني سقوط الطائر. حياتنا معا تقتضي الإحترام المتبادل الى جانب الثقة. هذا كلام الإستقلال". وختم الراعي: "بحق دماء شهدائنا الذين سقطوا، ونذكر اليوم شهيدينا الغاليين والعزيزين علينا، الرئيس رنيه معوض والنائب والوزير الشيخ بيار الجميل، نذكرهما مع كل شهدائنا لنقول ان دماء شهداء لبنان من دون استثناء تستصرخنا كي لا يجرؤ احد على التلاعب بهذا الوطن، ولكي نحافظ على تنوعه الجميل والقوي بعيدا عن اي تفرد او استقصاء".

 

باسيل: الحكومة ستبصر النور

المركزية/24 تشرين الثاني/18/ أمل وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل "ان تبصر الحكومة النور بالرغم من كل شيء، وستبصر النور وستولد، وهذا أمر طبيعي ولا داعي لأن نفتخر او نتباهى اذا ولدت لنا حكومة لأن هذا أمر طبيعي يحصل بشكل طبيعي اذا ما اعتمدنا معايير العدالة والتمثيل. الا انه للاسف هناك نزعتين تتحكمان بنا في لبنان: نزعة الفرض ونزعة الاستئثار، وهناك من يريد ان يأخذ كل شيء له وهناك من يريد ان يفرض على غيره، وهاتان النزعتان لا تشبهان لبنان ولا تستطيعان ان تكسرا لبنان، وعندما تحكمتا بنا حصل خلل ما وضرب كل البلد واقتصاده وناسه، الا أن الجهة التي تفرض تؤذي ناسها واقتصادهم والجهة التي تستأثر تؤذي ايضا ناسها واقتصادهم، لذلك لبنان بهويته التي نستعيد جزءا منها اليوم بترميم السوق لا يعرف لا الفرض ولا الاستئثار بل يعرف التشارك والتفاهم على قواعد العدالة التي تبني وطنا يقوم على القانون الذي يكون فوق الجميع، وعندما يطبق القانون على ناس وناس لا يبقى قانونا بل يولد خرابا كما نرى في عمراننا".  جاء كلام باسيل خلال رعايته الحفل الذي أقامته بلدية البترون لوضع الحجر الأساس لمشروع ترميم الشارع العام، بتمويل من "بنك بيبلوس"، في حضور النائب فادي سعد، رئيس مجموعة "بنك بيبلوس" فرانسوا باسيل، قائمقام البترون روجيه طوبيا، رئيس اتحاد بلديات منطقة البترون رئيس بلدية البترون مرسيلينو الحرك وأعضاء المجلس البلدي وفاعليات وحشد من أهالي المدينة.

بعد النشيد الوطني عزفا من الفرقة الموسيقية التي أسستها بلدية البترون بقيادة مارون النمر، قدم للحفل عضو مجلس بلدية البترون اسطفان كرم فكلمة الحرك الذي رحب بالحضور وشدد على "اهمية التعلق بالارض والولاء للمكان الذي ولد الانسان وترعرع فيه ولعب بين شوارعه ودغدغ كل حبة تراب في ارضه". ولفت الى "أهمية الهندسة الفنية التي تميز المدينة ومعالمها وكنائسها وشوارعها وأسوارها". وشكر المهندسين "الذين شاركوا في الدراسات واعداد الملفات اللازمة للمشروع، لكي تصبح البترون أحلى وأحلى"، لافتا الى ان "كلفة المرحلة الاولى التي لا تزال قيد التنفيذ هي مليارا ليرة لبنانية، أما المرحلة الثانية فتتضمن اعمال اعادة الواجهات الى ما كانت عليه مع المحافظة على طابعها الهندسي التاريخي البتروني الاصيل، وبذلك نحافظ على ذاكرة البترون الجميلة وتاريخها الذي نفتخر به".

 تابع: "كل المشاريع تبقى كلاما، لكن من حسن حظنا ان هناك من يعمل من كل قلبه من اجل مدينته، أعني معالي الوزير جبران باسيل الذي واكبنا في اعمال عدة لتطوير المدينة، وقد اثمرت مساعيه مع الدكتور فرانسوا باسيل لتلزيم العمل والمباشرة بالتنفيذ بعد ايام بعد التنسيق بين مهندسي البلدية ومهندسي بيبلوس".  وعرض للمراحل المنجزة لتسهيل تنفيذ العمل الذي تم تحديد فترة انتهائه سنة واحدة فقط "أي بعد عام سنرى البترون بثوبها الجديد الجميل الذي نحن نتشوق لرؤيته. مدينتنا تكبر وتتطور وتتقدم الى الامام وستكمل المسيرة طالما ان العلاقة التي تجمعنا ببنك بيبلوس ورئيس مجموعته الدكتور فرانسوا باسيل هي علاقة متينة، ونحن في البترون أهل وفاء وليس غريبا علينا ان نكون اوفياء للمصرف الاول في مدينة البترون والذي اهتم بمشاريع انمائية في المنطقة بالاضافة الى الدعم الذي يقدمه لأبناء المنطقة".

وختم الحرك: "لطالما حلمنا بالبترون الأحلى والأجمل والأرقى، وكل جهودنا تصب في هذا الهدف الذي سيتحقق بدعمكم وبدعم كل محبي المدينة وعلى رأسهم معالي الوزير جبران باسيل".

 أما رئيس "مجموعة بيبلوس"، فقال: "يسعدني ويشرفني أن أكون اليوم بينكم في هذا اللقاء لنطلق معا ورشة تحديث وترميم الشارع العام في البترون، وهو مشروع يبرز بعض المعالم التراثية والأثرية للمدينة العزيزة ويصون ذاكرتها الإجتماعية والثقافية، بحيث تحافظ على سماتها التاريخية الأصلية والأصيلة، كما أنه يضفي عليها طابعا من الحداثة يجعلها تواكب العصر وقابلة لتأمين الخدمات والسلع التي ينشدها الزائر اللبناني المقيم أو المغترب، والسائح العربي أو الأجنبي".

 أضاف: "إننا نطلق اليوم مشروعا تراثيا حضاريا يعزز موقع البترون على خريطة السياحة المحلية والإقليمية، ويستنهض حيوية السوق التجاري القديم بجماليته الباهرة. وإنني أحيي رئيس المجلس البلدي الأستاذ مرسيلينو الحرك وزملاءه الكرام أعضاء المجلس وتعاونهم البناء في سبيل تنفيذ هذا المشروع وغيره من المشاريع التي من شأنها أن تضفي على مدينة البترون المزيد من الجمال والتألق والحيوية، بحيث يحلو للمواطن البتروني أن يعيش في منطقته وأن يحرص على نظافتها ورونقها وعلى صونها من شتى أنواع التلوث، فيجعلها جاذبة للسياح وللاستثمارات المحلية والخارجية، ما يؤمن للناس في بيئتهم المحلية فرص عمل لائقة، ويجعلهم أكثر تعلقا بأرض الآباء والأجداد وأكثر تجذرا بلبنانيتهم، فلا ينشدون الغربة والاغتراب، ولا سيما جيل الشباب الذي ينبغي أن يكون مستقبله الآمن والمستقر في صدارة اهتماماتنا".

وأكد أن "علاقتنا الشخصية والمهنية بالبترون ومنطقتها ترقى الى عقود عدة، وقد كان بنك بيبلوس أول مصرف لبناني يفتح فرعا له في هذه المدينة. وإنكم تدركون بلا شك أن الإنسان هو هدفنا الأول، فنحن سعينا طوال حياتنا الشخصية والمهنية، ولا سيما من خلال مجموعة بنك بيبلوس، الى الإهتمام بالبشر قبل الحجر وبالبشر عبر الحجر. وإن دعمنا لمشروع "ترميم الشارع العام في البترون" يندرج في إطار التزام مجموعة بنك بيبلوس بمسؤوليتها المجتمعية وتنفيذ استراتيجيتها القائمة على صون التراث الوطني الحضاري والمساهمة في التنمية المتوازنة والمستدامة لمختلف المناطق اللبنانية".

وأردف: "البلاد تواقة الى الأفعال البناءة ليس إلا. ولبنان يتطلع الى قياداته كافة، آملا منها الاضطلاع بمسؤولياتها الأساسية تجاه الوطن والشعب والتاريخ. فعسى أن تستجيب القيادات كلها، قبل أن تدهمنا تطورات جسام، لآمال عموم اللبنانيين، التي تترجمها بصدق وإخلاص وحس وطني رفيع دعوات فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ومواقفه. وفي هذا السياق، تندرج بلا شك المساعي الطيبة التي بذلها معالي الوزير جبران باسيل مؤخرا لتسهيل مهمة دولة الرئيس سعد الحريري وتمهيد الطريق أمام ولادة الحكومة الجديدة التي تنتظرها مهام ضخمة وتترتب عليها مسؤوليات جسام، ليس أقلها إخراج لبنان من ضائقته الإقتصادية الخانقة. إننا نثني مجددا على النهج الإنمائي والتحديثي المتواصل في هذه الحاضرة الساحلية العريقة، ونعرب عن تقديرنا البالغ لكل إنجاز يتحقق في مدينة البترون العزيزة، والى المزيد من التطوير والنجاح والتقدم إن شاء الله".

وألقى باسيل كلمة استهلها بتوجيه الشكر لفرانسوا باسيل "لأنك لم تهتم فقط بمدينتك جبيل بل فكرت بمدينة البترون وتهتم بكل لبنان، وشكرا لأنك لا تهدم بل تبني، ونشكر كل المساهمين بهذا المشروع بدءا بالبلدية والمهندسين واهل المدينة الذين سيتحملون الورشة وكل انعكاساتها واضرارها، الا أن كل ورشة تنتهي بنهضة، لذلك علينا ان نتحمل بعضنا وفي كل ذلك يعود الفضل للدكتور فرانسوا الذي شكل قوة دفع لنا لكي نحقق انجازا كبيرا للبترون، في شارع البترون، هو واحد من خمسة أهداف وضعناها نصب أعيننا على مستوى تظهير حضارة المدينة وتاريخها".

وقال: "اليوم نطلق هذا المشروع، وهناك العديد من المشاريع التي انطلقت وستستكمل، وكل ما نقوم به هو في اطار تطلعنا للمدينة الأحب على قلبنا، وكل المشاريع التي نقوم بها هي لكل الناس، وكما بنك بيبلوس هو لكل الناس نحن نعمل لكل الناس وعلينا ان نعتاد العمل للجميع وليس لفئات وأحزاب. اليوم نرمم سوقا نحن شوهناه بالمخالفات التي استعملت كخدمات للافادة في السياسة، وهكذا تصبح الافادة متبادلة في السياسة اي ان نساعد شخصا على المخالفة لكي نستفيد منه في السياسة، الا ان هذه الطريقة في العمل تنتج بلدا مشوها، ونحن نريد بترونا نموذجا وهذا الشارع الذي يكلفنا مبالغ طائلة لترميمه لكي يعود الى ما كان عليه في السابق علينا ان نتعلم منه عدم العودة الى التشويه والتخريب، بل العمل على التأهيل والترميم والتجميل والمحافظة على الصورة الجميلة".

أضاف: "نحن نرمم في منطقتنا كما نحاول ان نرمم في كل لبنان الذي اجتاحه التخريب والتشويه، وعلينا مسؤولية إعادة إعماره وترميمه، وليكن عنواننا العمل البناء على امل ان تبصر الحكومة العتيدة النور بالرغم من كل شيء، وستبصر النور وستولد وهذا أمر طبيعي ولا داعي لأن نفتخر او نتباهى به، هذا أمر طبيعي اذا ما اعتمدنا معايير العدالة والتمثيل. الا انه للاسف لا تزال هناك نزعتين تتحكمان بنا في لبنان: نزعة الفرض ونزعة الاستئثار، وهناك من يريد ان يأخذ كل شيء له وهناك من يريد ان يفرض على غيره، وهاتان النزعتان لا تشبهان لبنان ولا تستطيعان ان تكسرا لبنان، وعندما تحكمتا بنا حصل خلل ما وضرب كل البلد واقتصاده وناسه. الجهة التي تفرض تؤذي ناسها واقتصادهم والجهة التي تستأثر تؤذي ايضا ناسها واقتصادهم، لذلك لبنان بهويته التي نستعيد جزءا منها اليوم بترميم السوق لا يعرف لا الفرض ولا الاستئثار بل التشارك والتفاهم على قواعد العدالة التي تبني وطنا يقوم على القانون الذي يكون فوق الجميع. وعندما يطبق القانون على ناس وناس لا يبقى قانونا بل يولد خرابا كما نرى في عمراننا".

وتابع: "قد نسمع من يتأفف من مواقف السياسيين وتصرفاتهم ويتساءل عن الحلول، الا ان العودة الى المبادئ البديهية والاساسية تؤمن الحلول لكل شيء، ودائما دعونا نعود الى هويتنا، هويتنا اللبنانية التي تحفظنا والتي تتعرض من انساننا اللبناني لتشويهها في الداخل ومن انسان الخارج الذي يمس بهويتنا، كان من كان، قريبا كان او بعيدا، لاجئا او نازحا، زائرا او سائحا، في النهاية يبقى اللبناني هو الاساس وهو الذي وحده يحفظ هذا البلد وهويته. واليوم نحن في معركة استعادة الهوية، وهذا الشارع هو جزء من هويتنا، وعندما يرمم سنستعيد ذاكرة البترون والبترون ستعود كما نعرفها، وكذلك لبنان سيعود كما نعرفه وسنقاوم ونواجه ونتحمل كذبا واهانة وقد يكون هناك من لا يحب هذه الهوية، هناك من يريد منا ان نتخلى عن هويتنا التي لن نتخلى عنها، ونحن نفتخر بها وبتاريخنا وبما نحن وبنضالنا وبشهدائنا وبكل ما تحقق لكي يبقى هذا البلد سيدا وحرا ومستقلا، ويبقى محافظا على هويته اللبنانية ولا ملجأ لنا الا بهويتنا اللبنانية ومن لا يقبلنا بتاريخنا الذي نفتخر به فمشكلته من نفسه، ونحن لا نفرض على أحد شيئا لكي يفرض أحد علينا غير لبنان، نحن لا نريد الا لبنان الذي هو الاولوية وسيبقى وفي كل عملنا سيكون لبنان عنواننا لأنه مميز عن كل محيطه ونفتخر به وبتميزه وهذا اغلى من من كل شيء، أغلى من مركز ومن موقع، والهوية هي التي تحفظ الموقع والمركز، ومن يتخلى عن هويته في سبيل موقع او مركز خسر الموقع والهوية في آن".

وأردف: "المواقع كلها تحفظ بحفظ الهوية، واليوم بنك بيبلوس هو جزء من هذا التاريخ في البترون وفي لبنان، مؤسساتنا اللبنانية، مصارفنا، وعلينا عدم الخوف لأن هناك حملة تهويل وتخويف على البلد كجزء من الضغط السياسي. صحيح ان الوضع الاقتصادي صعب وهذا هو تراكم سنوات وسنوات من التدهور الاقتصادي الذي سيؤدي الى مكان ما من الصعوبة، لكن لا يمكن فرضه سياسيا لتخويف الناس من حقيقة ليست قائمة كما يتصور البعض".

ودعا المصارف الى "عدم الخوف، طالما نحن ثابتون وارضنا صلبة كل الامور تحل لأن شعبنا حي واقتصادنا صغير وينمو بسرعة ولدينا ثروة كبرى تحت الارض وفي البحر وفي الخارج وفي الانتشار الذي يغذي اقتصادنا لكي ينتعش. الاهم ان نبقى نحن واذا استبدلونا انتهينا، وهناك من يحاول استبدالنا بآخرين وبمفاهيم أخرى، والأهم ان نبقى بما نحن عليه، بحجرنا وببشرنا وهكذا نبقى نحن وننتهي نحن، وهكذا تعود البترون حلوة وجبيل حلوة وبنت جبيل حلوة وصيدا وكل لبنان لأن كل لبنان فيه الأصالة، وكل اللبنانيين معروفون بأصالتهم اللبنانية، وهكذا سيبقى لبنان".

وبعد نخب بالمناسبة وقطع قالب حلوى، تسلم فرانسوا باسيل مجسما لكاتدرائية مار اسطفان من رئيس بلدية البترون "عربون تقدير وشكر"، ثم وضع الحجر الأساس لمشروع الترميم في ظل الأسهم النارية التي أضاءت سماء المدينة.