المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 23 شرين الثاني/2018

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/newselias18/arabic.november2318.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة
عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

مَنْ أَرَادَ أَنْ يَتْبَعَنِي فَلْيَكْفُرْ بِنَفْسِهِ ويَحْمِلْ صَلِيبَهُ وَيَتْبَعْنِي

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/تعليق بالصوت والنص/ لبنان دولة محتلة وفاقدة لاستقلالها بالكامل

الياس بجاني/في أسفل رابط مقالتي "الإستقلالية" المنشورة اليوم في جريدة السياسة

الياس بجاني/لبنان دولة محتلة وفاقدة لاستقلالها بالكامل

الياس بجاني/واجب الشهادة للحق

الياس بجاني/لا مجال للتشبيه بين الشهيد من أجل وطنه وبين المرتزق المأجور

من الأرشيف/الياس بجاني/بالصوت والنص/الشهيد بيار الجميل وحبة الحنطة

 

عناوين الأخبار اللبنانية

فيديو مقابلة من صوت لبنان مع الدكتور حارث سليمان يُشرِّح من خلالها الوضع السياسي والمعيشي والإقتصادي والزبائني والإحتلالي المفروض على لبنان ويسمي المسؤولين عن حمايته وافساده وفساده ويطرح الحلول.

الدكتور حارس سليمان لصوت لبنان: اقامت إيران قناة اتصال مع أميركا وإسرائيل عبر سلطنة عُمان وزيارة نتنياهو للسلطنة جاء في هذا السياق.

رسالة من "الشعب الاميركي" الى لبنان بمناسبة الاستقلال... ماذا قال بومبيو؟.

نزار زكا يتصل بالرؤساء الثلاثة مهنئا بالاستقلال

البابا فرنسيس أبرق للرئيس عون مهنئاً بالإستقلال

تخوف إسرائيلي من استخدام "حزب الله" تقنية الـGPS2018.

"لوموند" تفتح ملف "حزب الله" والعقوبات: ترامب قد يقطع تمويلات المغتربين!.

حزب الله يهدف لخلق ثنائية سنية

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الخميس في 22/11/2018

أسرار الصحف الصادرة صباح اليوم الخميس 22 تشرين الثاني 2018

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

حكومة لبنان صندوق بريد لايران: "الامر لي"

«لوحة للانسحاب السوري» من لبنان تثير استياء الحلفاء والخصوم وسخرية سورية وردود قاسية اعتبرت أن «دفتر ديون باسيل تجاوز المسموح»

العثور على جثّة مختار بشامون في منطقة المدافن في البلدة

إلى «الفتى» الشهيد/د. فارس سعيد/جريدة الجمهورية

الاستقلال" اللبناني.. ينفجر بعبوة لنواف الموسويجبران باسيل.. ما بعد بشير الجميّل وأدهى/منير الربيع /المدن

التفريط بالاستقلال سياسة مستدامة/أحمد جابر/المدن

روسيا تقترب من نشر ظلّها على لبنان/منير الربيع /المدن

هل أنت ديمقراطي وترفض حزب الله/الشيخ حسن مشيمش/جنوبية

مواقف لبنانية تؤكد أهمية «الاستقلال الحقيقي» في ذكراه الـ75 وإزاحة الستار عن نصب تذكاري يجسّد المناسبة

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

موسكو: إيران خارج "سويفت" وأوروبا لا تحرك ساكنا

إيران تهدد بقصف القواعد وحاملات الطائرات الأميركية بالمنطقة ومحافظ المركزي فيها يعترف بأن سماسرة الأزقة والشوارع هم من باتوا يحددون سعر الدولار

روحاني يشكك في نظافة الفرنسيين.. وباريس ترد

أميركا تقيم نقاط مراقبة على الحدود السورية – التركية وروسيا تقول بإن الصعوبات تعترض "منزوعة إدلب"

الشرطة المصرية تقتل 12 إرهابياً بشمال سيناء

مجلس إدارة «نيسان» يقيل رئيسه كارلوس غصن والشركة أكدت أن التحالف مع «رينو» سيبقى دون تغيير

دروز السويداء يرفضون محاولات دمشق إعادتهم إلى «بيت الطاعة»

وزير إسرائيلي بارز يهدد السنوار وآخرون يلوّحون باجتياح غزة ومقاول إسرائيلي يمتدح إسماعيل هنية: اشتغل عندي وكان مخلصاً وذكياً

مصر تريد عودة السلطة إلى غزة لتجنب مواجهة دامية ووفد «حمساوي» في مصر من أجل «المصالحة» وسط تصاعد التهديدات للقطاع

وزيرة إسرائيلية تنصح ترمب بألا يضيّع وقته في «صفقة القرن»

 

المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

"فخامةُ الملك"... رجلُ الإستقلال والإزدهار/ألان سركيس/الجمهورية

الحريري يلوّح بالتصعيد/كلير شكر/الجمهورية

الإعتذار... بعد «البطاقة الحمراء» لـ«حزب الله»/ملاك عقيل/الجمهورية

75 عاماً... الإستقلال إذ يبلغ عُمرَ الحكمة/طوني عيسى/الجمهورية

هَرِمنا/أسعد بشارة/الجمهورية

«تركة» دوميستورا: «عقــــدة» في مواجهة النظام/جورج شاهين/جريدة الجمهورية

رواية استقلال تشريني/جهاد جرجس/جريدة الجمهورية

لبنان: آن الأوان لعمل جبهوي إنقاذي/حنا صالح/الشرق الأوسط

هل نعجز عن المحافظة على الدولة والاستقلال/منى فياض/النهار

"بيت الوسط" يرفض التفاوض مع السُنّة المستقلّين/عامر مشموشي/اللواء

هل يوجد قرارٌ إيراني بتعطيل تأليف الحكومة/معروف الداعوق/اللواء

حرب نتنياهو الداهمة/محمد قواص/العرب

إيران تقترب من «المتوسط» والثمن الفادح ستدفعه تركيا/صالح القلاب/الشرق

صراحة ترمب وأزمة خاشقجي/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

الوافدون.../سمير عطا الله/الشرق الأوسط

حديث خليجي عن نظام جديد في العالم العربي/هدى الحسيني/الشرق الأوسط

إيران تقترب من «المتوسط» والثمن الفادح ستدفعه تركيا/صالح القلاب/الشرق الأوسط

حديث خليجي عن نظام جديد في العالم العربي/هدى الحسيني/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

رئيس الجمهورية استقبل المهنئين بالاستقلال يحيط به بري والحريري وتلقى برقيات من البابا ورؤساء دول

عرض عسكري في عيد الاستقلال الماسي برئاسة عون وحضور بري والحريري رئيس الجمهورية للعسكريين: نضع بين أيديكم الذكرى لتحافظوا عليها أيقونة للحرية

الرئيس عون واللبنانية الاولى حضرا حفلا موسيقيا دعت اليه قيادة الجيش لمناسبة اليوبيل الماسي للاستقلال

مقتل تلميذ ضابط وجرح زميلين له في حادث سير على الطريق البحرية في الدورة

الأحرار: الاستقلال لا يكون كاملا في ظل سلاح غير شرعي

الطبش: لمسنا من البابا المحبة التي يكنها للبنان وحرصه على شعبه ومتابعته لأزمة النازحين

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية

مَنْ أَرَادَ أَنْ يَتْبَعَنِي فَلْيَكْفُرْ بِنَفْسِهِ ويَحْمِلْ صَلِيبَهُ وَيَتْبَعْنِي

إنجيل القدّيس مرقس08/من34حتى38/01و09/"دعَا يَسُوعُ الجَمْعَ وتَلامِيذَهُ، وقَالَ لَهُم: «مَنْ أَرَادَ أَنْ يَتْبَعَنِي فَلْيَكْفُرْ بِنَفْسِهِ ويَحْمِلْ صَلِيبَهُ وَيَتْبَعْنِي، لأَنَّ مَنْ أَرَادَ أَنْ يُخَلِّصَ نَفْسَهُ يَفْقِدُها، ومَنْ فَقَدَ نَفْسَهُ مِنْ أَجْلِي وَمِنْ أَجْلِ الإِنْجِيلِ يُخَلِّصُها. فمَاذَا يَنْفَعُ الإِنْسَانَ لَو رَبِحَ العَالَمَ كُلَّهُ وخَسِرَ نَفْسَهُ؟ ومَاذَا يُعْطِي الإِنْسَانُ بَدَلاً عَنْ نَفْسِهِ؟ مَنْ يَسْتَحِي بِي وَبِكلامِي، في هذَا الجِيلِ الزَّانِي الخَاطِئ، يَسْتَحِي بِهِ ٱبْنُ الإِنْسَانِ عِنْدَمَا يَأْتِي في مَجْدِ أَبْيهِ مَعَ مَلائِكَتِهِ القِدِّيسِين». وقالَ لَهُم يَسُوع: «أَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُم: إِنَّ بَعْضًا مِنَ القَائِمِينَ هُنا لَنْ يَذُوقُوا المَوْت، حَتَّى يَرَوا مَلَكُوتَ اللهِ وقَدْ أَتَى بِقُوَّة»

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

الياس بجاني/تعليق بالصوت والنص/ لبنان دولة محتلة وفاقدة لاستقلالها بالكامل

http://eliasbejjaninews.com/archives/69085/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%AA%D8%B9%D9%84%D9%8A%D9%82-%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%88%D8%AA-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B5-%D9%84%D8%A8%D9%86%D8%A7%D9%86-%D8%AF/

بالصوت/فورماتMP3/الياس بجاني/تعليق عنوانه: لبنان دولة محتلة وفاقدة لاستقلالها بالكامل/اضغط هنا أو على الرابط في أسفل للإستماع للتعليق/22 تشرين الثاني/18

http://www.eliasbejjaninews.com/newmp3.17/eliasisteklal18.mp3

بالصوت/فورماتWMA/الياس بجاني/تعليق عنوانه: لبنان دولة محتلة وفاقدة لاستقلالها بالكامل/اضغط هنا أو على الرابط في أسفل للإستماع للتعليق/22 تشرين الثاني/18

http://www.eliasbejjaninews.com/newwma17/eliasisteklal18.wma

 

الياس بجاني/في أسفل رابط مقالتي "الإستقلالية" المنشورة اليوم في جريدة السياسة

لبنان دولة محتلة وفاقدة لاستقلالها بالكامل/22 تشرين الثاني/18/اضغط هنا أو على الرابط في أسفل لقراءاة المقالة

http://al-seyassah.com/%D9%84%D8%A8%D9%86%D8%A7%D9%86-%D8%AF%D9%88%D9%84%D8%A9-%D9%85%D8%AD%D8%AA%D9%84%D8%A9-%D9%88%D9%81%D8%A7%D9%82%D8%AF%D8%A9-%D9%84%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D9%82%D9%84%D8%A7%D9%84%D9%87%D8%A7-%D8%A8%D8%A7/

 

لبنان دولة محتلة وفاقدة لاستقلالها بالكامل

الياس بجاني/22 تشرين الثاني/18

في كندا حيث نقيم في مغتربنا، وطوال حقبة الاحتلال النازي والدموي للبنان، كنا (تجمعات لبنانية كندية) ومعنا كثر من الأحرار والسياديين نقيم كل سنة في ذكرى استقلال وطننا الأم الحبيب لبنان قداساً على نية الذكرى للصلاة ولتجديد الالتزام الإيماني والوطني والأخلاقي،..

كنا نصلي من أجل العمل الجاد والسلمي والحضاري لاسترداد الاستقلال المغيب والمصادر بالقوة والقمع والإرهاب من قبل المحتل السوري ومعه مجموعة فاجرة وجاحدة من طاقم سياسي وحزبي لبناني طروادي بامتياز...

ويوم أجبر شعبنا الحر والاستقلالي الجيش السوري على الانسحاب من وطننا الحبيب سنة 2005 فرحنا وأيدنا ثورة الأرز وناصرناها، وكذلك فعلنا مع تجمع 14 آذار الذي تكون من أحزاب وسياسيين تعهدوا بحمل مشعل الحرية والسيادة والاستقلال وتنفيذ القرارات الدولية الخاصة بلبنان (1559 و1701)...إلا أنهم تراجعوا ولم يفوا بالإلتزامات والوعود والعهود واليوم هؤلاء يتعايشون مع الاحتلال ويتملقونه على حساب الوطن واستقلاله وحرية شعبه.

وفي سياق التخلي والوقوع في التجارب الإبليسية والجري صوب الأبواب الواسعة التي تؤدي إلى الهلاك، فإن أصحاب شركات الأحزاب المسماة سيادية تخلوا عن الوكالة الشعبية لثورة الأرز ول14 آذار وانقلبوا على تعهداتهم والوعود وداكشوا (بادلوا) على خلفية تغليب المصالح الخاصة والمنافع الذاتية والسلطوية على حساب المصالح الوطنية... بادلوا كل ما هو سيادة واستقلال وحرية ودماء وتضحيات شهداء ووعود وعهود، بادلوها كلها بكراسي وبمواقع سلطوية مهمشة وثانوية في الحكم وقبلوا التعايش مع المحتل الإيراني المتمثل بحزب الله الملالوي تحت رايات العجز والواقعية وتأمين الخدمات المعيشية.

اليوم يتذكر شعبنا المعذب استقلال وطنه في سنته ال 75 في حين أن هذا الوطن هو محتل وطاقمه السياسي والحزبي بسواده الأعظم يعيث به استسلاماً وخنوعاً وفساداً وإفساداً.

عملياً فإن العلة ليست فقط في قوى الاحتلال الغريبة، بل هي أيضاً تكمن في ممارسات وثقافة البعض الاستسلامية من سياسيين وأحزاب ومواطنين باعوا الوطن ورهنوا قميصه بثلاثين الفضة.

هؤلاء لن يغفر لهم شعبنا السيادي ولا قاضي السماء، ويوم الحساب الأخير بانتظارهم ومعه نار جهنم التي لا تنطفئ وعذابها الذي لا يتوقف ودودها الذي لا يهدأ ولا يستكين.

انتم يا أيها البعض من أهلنا الطرواديين: إنكم تخادعون في رفع شعارات السيادة والحرية والاستقلال، في حين أنكم عملياً غارقين في غيكم، فلا ترحمون أنفسكم ولا تتركون الرحمة تحل على شعبكم ووطنكم.

“الويل لكم أيها الكتبة والفريسيون المراؤون، فإنكم تقفلون ملكوت السموات في وجه الناس، فلا انتم تدخلون، ولا الذين يريدون الدخول تدعوهم يدخلون”. (متى23/27).

يا قادة ويا سياسيين كفى استسلام وطمع وانحرافات وطنية..

توقفوا عن نفاق حمل الرايات الخادعة لأنكم بالواقع تحملون معاول الهدم وتعملون على هدم هيكل لبنان المقدس.

ألا تعلمون أنه وبسبب تبعيتكم لقوى الشر أصبحت: “بلادكم خربة، ومدنكم محرقة بالنار، وأرضكم تأكلها غرباء قدامكم وهي خربة كانقلاب الغرباء. (اشعيا01/07)

كفاكم جرياً صوب الأبواب الواسعة وتوبوا قبل أن يأتيَ العريس فتضطرون للبقاء في العراء وقناديلكم فارغة من زيت المحبة والإيمان.

صرعكم سيف الحق، ولقد صح فيكم القول المقدس: “حناجرُهُم قُبورٌ مُفَتحَّة وبألسنَتِهم يَمكًرون. سَمُّ الأصلالِ على شِفاهِهِم، أفواهُهم مِلؤًها اللعنةُ والمَرارة. أقدامُهم تَخِفً إلى سفكِ الدِّماء، وعلى طُرقُهم دمارٌ وشقاء. سبيل السلام لا يعرفون وليست مخافة الله نصْب عُيونهم”.(رومية03/13).

أنتم تدّعون محبة الوطن والناس والدفاع عن الحقوق في حين أنكم تكفرون بالمحبة التي هي جوهر وأساس الإيمان والرجاء.

نسأل، لماذا سمحتم للظلام أن يدخل دون مقاومة إلى قلوبكم وأعماق أعماقكم وابتعدتم عن الله وغرقتم في أوحال الخطيئة؟

يا من تُسمون أنفسكم زوراً قادة وسياسيين وتفاخرون بمقتنيات وثروات الأرض الترابية، انتم في الواقع المعاش مجرد أجرِاء، لا بل ذئاب كاسرة همكم نحر الخراف وسلخ جلودها وبيعها في أسواق النخاسة.

لقد أعمت التبعية عيونكم وقتلت فيكم كل المشاعر والأحاسيس النبيلة، فإنكم: “تسمعون سمعاً فلا تفهمون، وتنظرون نظراً فلا تبصرون” (متى 13/14).

إنكم عثرة للوطن واستقلاله، وزارعين شكوك بين ناسه ومسببي عثرات لكيانه وناحرين لهويته.

حربائيون نجسون وانتهازيون ومهرطقون انتم.. تتلونون وتتقلبون وتتنقلون من قاطع إلى آخر غب مصالحكم والمنافع الذاتية.

بدلتم جلودك وغطيتم أعمال الغزاة والمحتلين وماشيتهم الإرهاب وربعه مقابل ثلاثين من فضة.

تيقظوا وتوبوا قبل فوات الأوان، لأن لا مفر من ساعة الوقوف أمام قاضي السماء في يوم الحساب الأخير.

في الخلاصة، نطمئنكم إلى أن الفرجَ من غشكم ومكركم ومعه استقلال لبنان الناجز آتِ لا محالة مهما طال زمن خنوعكم وغرائزيتكم المتوحشة، والذي قال ”إني قد غلبت العالم” (يوحنا 16/13) هو يُمهل ولا يُهمل.

يبقى أن المنحى الإيماني والوجداني هو ما يجب أن نستمر القيام به دون كلل أو يأس، أي الصلاة والعمل الجاد من أجل استرداد الاستقلال، لأن لبناننا الحبيب والغالي هو حالياً بلداً محتلاً بالكامل.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

واجب الشهادة للحق

الياس بجاني/21 تشرين الثاني/18

اللبنانيون هم أبناء الرجاء والإيمان والتقوى والشجاعة والصمود والشهادة ولذلك لن يدعوا تحت أي ظرف قوى الشر والإرهاب والإستكبار والطروادية تنجح في استعبادهم وقهر إرادتهم الحرة مهما كانت التضحيات.

 

لا مجال للتشبيه بين الشهيد من أجل وطنه وبين المرتزق المأجور

الياس بجاني/21 تشرين الثاني/18

الفرق شاسع بين الشهداء الذين يقدمون انفسهم قرابين على مذبح لبنان وبين المرتزقة وجماعات الإرهاب المتلحفين عباءة نفاق المقاومة.

 

من الأرشيف/الياس بجاني/بالصوت والنص/الشهيد بيار الجميل وحبة الحنطة

http://eliasbejjaninews.com/archives/8417/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a%d8%a7%d9%84%d8%b4%d9%87%d9%8a%d8%af-%d8%a8%d9%8a%d8%a7%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d8%ac%d9%85%d9%8a%d9%84-%d9%88%d8%ad%d8%a8%d8%a9-%d8%a7%d9%84/

الشهيد بيار الجميل وحبة الحنطة

الياس بجاني (من أرشيف سنة 2010)20 تشرين الثاني/18

النائب الشيخ بيار الجميل لم يمُت لأن الشهداء لا يموتون وإنما باستشهادهم ينتقلون من الموت إلى الحياة الأبدية حيث لا ألم ولا عذاب، بل فرح وسعادة وهناء.

الشهداء الأبرار هم حبة الحنطة التي تموت لتعطي الحياة:

إِنْ لم تَقَعْ حبَّةُ الحِنطةِ في الأَرضِ وتَمُتْ بَقِيَتْ وحدَها، وإِذا ماتَتْ أَخرَجتْ حَبَّاً كثيراً، مَنْ أَحَبَّ حياتَهُ فَقَدَها، ومَنْ أَبْغَضَها في هذا العالمِ حَفِظَها للحياةِ الأَبديَّة.” (يوحنا 12/24 ).

يدرك المؤمن أنه لم يكن ممكناً خلاصَ البشريَّة من دون التضحية التي قدمها المسيح المتجسد من خلال عذابه وصلبه. المسيح الفادي يطلب من المؤمنين حاملي صليبه الإقتداء به والسير على طريق الجلجلة بفرح وشجاعة ورجاء لأنها توصل في نهاية المطاف إلى الخلاص. إن التضحية التي قدمها المسيح دون تذمر في تحمُله العذاب والإهانة والموت هي التي أعطت وتعطي ثماراً وافرة.

إن حبَّة الحنطة التي ماتت ودُفنت وأعطت حبّاً كثيراً للعالم كلِّه هي يسوع نفسُهُ. لقد ضحّى يسوع المتجسد بذاته في سبيل البشريّة لإعتاقها من نير العبودية ومن أوزار الخطيئة الأصلية، فمات على الصليب، ودُفِنَ في القبر، وقهر الموت وكسر شوكته، وقام حيّاً من بين الأموات، فكان بموته وعذابه ودفنه وقيامته مصدرَ الحَبّ الكثير، وينبوع النِعَم الغزيرة التي سوف تستمر بالتدفّق على البشريّة حتى انقضاء الدهر.

إنَّ النِعَم التي يمنحُها يسوع للذين يؤمنون به ويعتمدون باسمه ويحافظون على وصاياه تؤهّلهم لأن يتمتّعوا بالحياة الإلهيّة على الأرض وبالسعادة الأبديّة في الملكوت السماوي، والشهداء الأبرار هم في المقدمة، وهنيئاً للوطن الذي يهب الله أهله نِعّمة الشهادة.

أراد يسوع أن يكون المؤمن بتعاليمه على مثاله حبَّةَ الحنطة التي تقع في الأرض وتموت وتُدفن وتأتي بحَبٍّ كثير، فدعاه إلى أن يرفض حُبَّ حياته الأرضيَّة خشيةَ أن يفقِدَها في الآخرة، وإلى أن يُبغضَها في هذا العالم رغبةً منه في الحصول على الحياة الأبديَّة. وقد عبَّر عن هذه الدعوة بأسلوب واضح ومباشر وقوّيٍّ جداً لم يكن أحد يتوقَّعه، فكان له تأثير عميقٌ في نفوس مَنْ سمعوه وأمنوا برسالته ولا يزال وَقْعُ كلامه يسكن قلوب وعقول وضمائر المؤمنين. فمَنْ أَحبَّ حياتَهُ فَقَدَها ومَنْ أَبغضَها في هذا العالَمِ حَفِظَها للحياةِ الأَبديَّة.

وإنَّ الذينَ ينقادونَ لروحِ اللهِ يكونونَ أَبناءَ اللهِ حقَّاً” (رومة 8/14).

يسوع الذي عرَف سموَّ التضحية وذاق شِدَّتَها وصعوبتَها لن يَدَعُ المؤمن الذي يحمَّلها إكراماً له من دون مكافأَة وهو الذي قال لتلاميذه الذين ضحَّوا بكل شيء في سبيله: “أَنتُم الذين تَبعتموني في جيلِ التجديد تجلِسون على اثنَيْ عشَرَ عرشاً, وتَدينون أَسباطَ إسرائيل الإثنَيْ عشَر”. (متى 19 /27-29).

إن لبنان الرسالة والقداسة والتعايش والحضارة والعطاء الذي مشى على أرضه يسوع برفقه أمه السيدة العذراء وبارك ترابه واجترع فيه أول عجائبه يوم حوًّل في عرس قانا الجليل الماء إلى خمر، وبعد ذلك أعجِب بإيمان الكنعانية فشفاها، هذا اللبنان هو عصي على كل قوى الشر والإرهاب، وكما انتصر شعبه بإيمانه الراسخ والصلب طوال 7000 على كافة الغزاة والمارقين، سوف ينتصر بفضل عطاءات الشهداء من أبنائه على كل قوى الإرهاب التي تحاول قتله واقتلاع هويته ونحر تاريخه وأبلسته وتحويله إلى جمهورية أصولية لا تشبهه وغريبة عن قيمه وتاريخه وثقافته.

اللبنانيون هم أبناء الرجاء والإيمان والتقوى والشجاعة والصمود والشهادة ولذلك لن يدعوا تحت أي ظرف قوى الشر والإرهاب والإستكبار والطروادية تنجح في استعبادهم وقهر إرادتهم الحرة مهما كانت التضحيات. إن بيار الجميل الشهيد حي في قلب وعقل ووجدان كل لبناني سيادي وحر ومؤمن. ومع النبي أيوب نقول: الرب أعطا والرب أخذ فليكن اسم الرب مباركاً”.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

*عنوان الكاتب الألكتروني

phoenicia@hotmail.com

ملاحظة/هذه المقالة نشرت في 21 تشرين الثاني/2010

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

فيديو مقابلة من صوت لبنان مع الدكتور حارث سليمان يُشرِّح من خلالها الوضع السياسي والمعيشي والإقتصادي والزبائني والإحتلالي المفروض على لبنان ويسمي المسؤولين عن حمايته وافساده وفساده ويطرح الحلول.

http://eliasbejjaninews.com/archives/69101/%D9%81%D9%8A%D8%AF%D9%8A%D9%88-%D9%85%D9%82%D8%A7%D8%A8%D9%84%D8%A9-%D9%85%D9%86-%D8%B5%D9%88%D8%AA-%D9%84%D8%A8%D9%86%D8%A7%D9%86-%D9%85%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%83%D8%AA%D9%88%D8%B1-%D8%AD%D8%A7/

https://www.youtube.com/watch?v=38lBIGBTFTA&t=2288s

 

الدكتور حارس سليمان لصوت لبنان: اقامت إيران قناة اتصال مع أميركا وإسرائيل عبر سلطنة عُمان وزيارة نتنياهو للسلطنة جاء في هذا السياق.

21 تشرين الثاني/18

اقامت إيران قناة اتصال مع أميركا وإسرائيل عبر سلطنة عُمان وزيارة نتنياهو للسلطنة جاء في هذا السياق.

إيران تجمع أوراقها للتفاوض مع أميركا والأروراق هذه هي لبنان والعراق وغزة.

حزب الله يأخذ لبنان وشعبه ودولته رهينة لإيران.

مطلوب حكومة من 24 وزيراً 12 للأحراب و12 من التكنوقراط

المطلوب إما الرضوخ لحزب الله  وتركه يشكل الحكومة ويتحمل مسؤولية الحكم أو مواجهته

 

رسالة من "الشعب الاميركي" الى لبنان بمناسبة الاستقلال... ماذا قال بومبيو؟.

وكالات/22 تشرين الثاني/18/صدر عن وزير الخارجية الاميركية مايكل بومبيو بمناسبة اليوم الوطني اللبناني البيان التالي:

اليوم وبالنيابة عن الشعب الأميركي، أود أن أقدم أخلص التهاني إلى شعب لبنان وأنتم تحتفلون بالذكرى السنوية الـ 75 لاستقلالكم. إن الولايات المتحدة تشيد بالتقدم الاستثنائي الذي تمكنتم من تحقيقه من أجل استقرار لبنان أمام التحديات العديدة. إننا نقدر بشدة صداقتنا مع لبنان، ونتطلع قدمًا إلى تعميق علاقة الشراكة بيننا لتعزيز قوة مؤسسات الدولة اللبنانية والسيادة اللبنانية.

وفي هذه المناسبة السعيدة، تكرر الولايات المتحدة التأكيد على التزامها الراسخ تجاه لبنان وشعبه فيما تواصلون التقدم نحو مستقبل أكثر ازدهاراً وأمنا.

 

نزار زكا يتصل بالرؤساء الثلاثة مهنئا بالاستقلال

جريدة الجمهورية/الخميس 22 تشرين الثاني 2018/تمكّن المعتقل في ايران نزار زكا من الاتصال برئاسة الجمهورية اللبنانية مهنئا بعيد الاستقلال، ومتمنيا ان تتحق في السنة الجديدة الآمال التي أقامتها رئاسة الجمهورية بأن فوق رأس كلّ مواطن لبناني مظلة تحميه. كما إتصل مجلس النواب معايدا، ومتمنيا أن يثير الرئيس نبيه بري في زيارته المقبلة الى برئاسة إيران قضية استمرار اعتقاله تعسفيا.وتمكّن أيضًا من الاتصال برئاسة الحكومة المكلف مهنئا بالعيد، وآملا ان تحقّق هذه المناسبة آمال رئاسة الحكومة بأن تكون ابا للبنانيين والحامية لهم اينما وجدوا والمدافعة عن حقوقهم، وخصوصا في المحافل الدولية والتصويت في الامم المتحدة لمصلحة الشعب اللبناني.

 

البابا فرنسيس أبرق للرئيس عون مهنئاً بالإستقلال

المركزية/22 تشرين الثاني/18/ابرق البابا فرنسيس لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون مهنئاً بعيد الإستقلال قائلا: يطيب لي ان اتقدم من فخامتكم ومن الشعب اللبناني بأطيب الأماني التي أوكلها الى الرب القدير طالباً منه أن يساعد اللبنانيين في مسيرة التقدم نحو المزيد من تحقيق تطلعاتهم في الوحدة والسلام والعدالة.

 

تخوف إسرائيلي من استخدام "حزب الله" تقنية الـGPS2018.

سبوتنيك/22 تشرين الثاني/18/كشفت القناة الثانية العبرية، عن وجود تخوفات لدى الجيش الإسرائيلي، من قيام "حزب الله" اللبناني، باستخدام منظومة الـGPS، التي تعمل على زيادة دقة الصواريخ، خلال أية مواجهة قادمة. وذكرت القناة العبرية، امس الأربعاء، أن الجيش الإسرائيلي، أجرى الأسبوع الماضي، تدريبات عسكرية، تحاكي هجوما بالصواريخ الدقيقة، ينفذه "حزب الله" تجاه الأراضي الإسرائيلية. وقالت القناة العبرية على موقعها الإلكتروني، إن هدف التدريب هو التعامل مع محاولات "حزب الله"، للتشويش على القدرات الإلكترونية الجوية الإسرائيلية، خلال أية مواجهة قادمة. وأفادت القناة بأن حزب الله اللبناني، طور مؤخراً منظومة الـ GPS، من أجل مواجهة سلاح الجو الإسرائيلي، وعدم تمكينه من ضرب الأهداف في الأراضي اللبنانية، خلال أية مواجهة قادمة، خاصة وأن الحزب يستخدم هذه التقنية لدقة استهداف صواريخه، ببضع أمتار فقط. وبحسب القناة الثانية، شاركت قوات من قسم "التنصت" في الجيش، في هذا التدريب، الذي حاكى تفعيلاً كاملاً لكافة الخطط العسكرية الإسرائيلية، بما فيها وقوع إصابات كثيرة، وهجمات على مراكز حكومية، وهجمات سايبر، والتعامل مع تشويشات منظومة الـGPS الصاروخية لطائرات سلاح الجو. وأشارت القناة إلى أن التدريب حاكى عمليات عسكرية إسرائيلية في العمقين، السوري واللبناني، واستخدام المنظومات الإلكترونية الدفاعية الإسرائيلية، خلال هذه العمليات.

 

"لوموند" تفتح ملف "حزب الله" والعقوبات: ترامب قد يقطع تمويلات المغتربين!.

لبنان 24/22 تشرين الثاني/18/بعنوان "في لبنان.. يبحث "حزب الله" على التأقلم مع العقوبات الأميركيّة"، نشرت صحيفة "لو موند" الفرنسية مقالاً أشارت فيه إلى أنّ المعايير الجديدة التي تضرب الحزب وإيران، تعقّد تمويله، إلا أنّها تعزّز مساره الشعبي. وتحدّثت الصحيفة إلى رجل يُدعى "محمد" يعيش في بعلبك، قام بوضع صور اثنين من أبنائه على حائط داخل محلّه، قضيا خلال قتالهما في صفوف "حزب الله" في سوريا. وبحسب الصحيفة فقد كان الرجل يخنق تنهداته خلال ذكر إسمَي نجلَيه، وقال: "علي (إسم مستعار) هو إبني الكبير، توفي بعمر الـ32 عامًا عام 2013، خلال مشاركته في معركة القصير، والتي أدّت الى استعادة النظام السوري السيطرة على الحدود اللبنانية – السوريّة، أمّا ابني عباس (إسم مستعار أيضًا) فقد رحل عن عمر 22 عامًا في 2014". وقد قدّم "محمد" بعض التفاصيل عن إنضمام نجليه الى الحزب، الذي برأيه عزّز تماسك المجتمع الشيعي، وقال: "تتقاضى أرملة ابني الكبير 700 دولار شهريًا، كما يؤمّن الحزب أقساط المدارس لطفلتيه، إضافةً الى العناية الطبية". وأضاف: "لا يوجد أي أب يريد أن يرى ابنه يُقتل في معركة"، إلا أنّه شدّد على الدعم الصادق الذي يؤكّد الوفاء من قبل الحزب. وأشارت الصحيفة إلى أنّ المساعدة الماليّة التي يقدّمها الحزب لعائلات "الشهداء" والجرحى، قد ارتفعت مع مشاركته في الحرب السورية، فالنجاح العسكري الذي حقّقه ترافق مع خسائر بشريّة. ويُعتقد أنّ الدعم للعائلات قد يتضاءل بفعل العقوبات الأميركية التي فُرضت مؤخرًا لا سيما على جواد نصرالله، نجل الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله، ومع ذلك فالحزب هو نفسه في مجتمعه. وأوضحت الصحيفة أنّ الإدارة الأميركية أطلقت حملة ضغط كبيرة ضد إيران و"حزب الله"، وتسعى الى وقف دعم طهران له، في الوقت الذي قدّر مسؤولون أميركيون أن إيران تحوّل 700 مليون دولار لـ"حزب الله" سنويًا، فيما كانت تقدّم له 200 مليون قبل الحرب السورية. وتطرّقت الصحيفة الى التعقيد في التمويل الذي سيطال الحزب، لافتةً الى القانون الذي وقّعه الرئيس الأميركي دونالد ترامب في نهاية تشرين الأول الماضي، وقد دخل حيز التنفيذ، حيثُ يضع على القائمة السوداء كل شخص أو شركة أو دولة، يقومون بتمويل أو تزويد "حزب الله" بالأسلحة. وفيما قالت الصحيفة: "تتوقع واشنطن منع التحويلات من المغتربين اللبنانيين الشيعة أو من الشخصيات الشيعية في دول الخليج" ، أشارت الى أنّ الحزب كان يتعامل مع العقوبات التي تُفرض على إيران من قبل، لكن القيود أقسى هذه المرّة. وأكّدت مصادر "لو موند" أنّ الحزب الذي يُرسل مقاتليه الى سوريا، بحسب نظام تناوب يتبعه، لكنّه لا يُخرط مجندين جددًا في هذه الجبهة.

 

حزب الله يهدف لخلق ثنائية سنية

العرب اللندنية/23/11/2018/ألقى فشل القوى السياسية اللبنانية في التوصل إلى تسوية حكومية بظلاله، على الاحتفال بالذكرى الـ75 من استقلاله. وقال الرئيس المكلّف تشكيل الحكومة سعد الحريري صباح الخميس، إن مفتاح حل الأزمة الحكومية ليس لديه، في رد واضح على تصريحات لحزب الله ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل اللذين حملاه مسؤولية تسوية المعضلة. وتعثرت جهود الحريري بعد مرور أكثر من ستة أشهر على الانتخابات النيابية على خلفية تمسك حزب الله بتوزير أحد النواب السنّة الموالين له. وترى أوساط سياسية لبنانية أن موقف حزب الله يهدف لخلق ثنائية سنية داخل الحكومة من شأنها أن تضعف موقف الحريري. ويلقى الحزب في ذلك دعما من حركة أمل والتيار الوطني الحر الذي أعرب رئيسه مؤخرا عن دعمه لمطالب النواب السنّة الموالين للحزب، خلال لقاء جرى بينهما. وتشير الأوساط إلى أن الحريري لن يقبل عملية الابتزاز التي تمارسها هذه الأطراف ضده، مشيرين إلى أن تنازله سيعني استنزاف المزيد من رصيده السياسي وحتى الشعبي.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الخميس في 22/11/2018

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

إذا كان من الثابت أن الاستقلال يكرس أوطانا، فإن ذكرى الاستقلال لا تنتج حكومات، أو على الأقل هذا ما بدا في اليوم الاحتفالي الطويل، وبالرغم من المشهد الجامع سواء في العرض العسكري أم في القصر الجمهوري، غير أن قديم مشاورات التأليف ظل على قدمه، وهذا ما أكده الرئيس المكلف حين قال: الحل ليس عندي.

وكان الرئيس بري استبق لقاء بعبدا بالقول: "إن الصمت سيد الكلام هذه الأيام"، مسترشدا بالفنان العالمي تشارلي تشابلن.

وحده الوزير جبران باسيل قال ردا على سؤال حول امكانية ولادة الحكومة: إن شاء الله قبل الأعياد.

وكما كان الغياب الجنبلاطي عن حفل الاستقبال ليس بجديد، فإن تلافي الرئيس الحريري مصافحة السفير السوري ليس بجديد أيضا.

وفي مقلب آخر، كان نشطون من المجتمع المدني ينظمون تظاهرة احتجاجا على تردي الأوضاع، ترفع شعارات محاسبة الفاسدين وإلغاء الطائفية، عل وعسى يصل الصوت.

وفي الخارج، لفت مساء إعلان السعودية عن مغادرة ولي العهد محمد بن سلمان المملكة أول مرة بعد قضية الصحافي جمال خاشقجي، للقيام بجولة عربية، بالتزامن مع تصاعد الغزل الترامبي بالمملكة والشراكة معها.

بالعودة إلى لبنان، نهار الاستقلال مر على اللبنانيين، ولا سيما على أهالي تلامذة المدرسة الحربية، منغصا بل صادما، فقد كان ثلاثة من تلامذة المدرسة الحربية على موعد مع القدر المترصد دوما على امتداد طرق لبنان.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

الاستقلال الماسي حل على لبنان في أجواء تعبق بنفحات وطنية، بدت علائمها في العرض العسكري في بيروت، كما في حفل استقبال المهنئين في القصر الجمهوري.

كان ينقص المشهد ليكتمل، وجود حكومة كاملة الأوصاف يقف رئيسها- مسقطا عنه صفة التكليف- بجانب رئيسي الجمهورية ومجلس النواب. لكن في عيد الاستقلال بذكراه الخامسة والسبعين، كانت الحكومة ما تزال تبحث عن عيد ولادتها، من دون أن ترصد أي "قابلة" سياسية علامات طلق تؤذن بقرب الحدث السعيد.

حتى الخلوة الرئاسية الثلاثية التي عقدت على هامش التهاني في القصر الجمهوري على مدى عشرين دقيقة، أعلن بعدها الرئيس بري: "ما في جديد أبدا"، وذلك ردا على سؤال للـNBN عن مساعي تشكيل الحكومة.

وفي مواقف له أمام زواره، أكد رئيس المجلس ألا جواب عنده حول اتجاه الأمور حاليا في ما يتعلق بالملف الحكومي، وقال: "الآن رقدوها وهمدوها... يمكن عم يرتاحوا".

الرئيس بري أسف لأنه تم تجاوز الطرح الذي قدمه للوزير جبران باسيل، وقال: طبقوا هذا المخرج كما يريدون، وأنا من جهتي لا أخجل بالمخرج الذي طرحته.

وعلى ذكر باسيل، فإنه كان أحد نجوم من أحاطت بهم مفارقات في قصر بعبدا اليوم، إذ انضم الى الرؤساء متلقيا التهاني، وخصوصا لدى مرور ممثلي البعثات الديبلوماسية، وذلك في سابقة غير معهودة. أما لدى مرور السفير السوري فانسحب الرئيس الحريري لتجنب مصافحته، في تصرف يتكرر للسنة الثانية على التوالي.

وإذا كان المراقبون قد حرصوا على رصد أي إشارة بين الحريري وأعضاء "اللقاء التشاوري"، فإنهم فشلوا في هذا المسعى، ذلك أن النواب الستة صافحوا من يرفض توزيرهم بطريقة عادية: لا تهجم ولا ابتسام ولا كلام.

وسأل الصحافيون الرئيس المكلف قبل مغادرته قصر بعبدا عن النواب المستقلين فأجاب: "مستقلين عن مين"، رافضا إعلان نيته استقبالهم أو لا، وقائلا: "الموضوع مش عندي".

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"

كل استقلال وأنتم بألف خير. لكن يعرف اللبنانيون انه استقلال ناقص، بلا حكومة. رغم ذلك توزعت الاحتفالات باليوبيل الماسي لاستقلال لبنان، بين القصر الجمهوري في بعبدا حيث الاستقبال الرسمي، والعاصمة بيروت حيث العرض العسكري الرمزي.

وكان في البال تعطيل الحكومة، ويعرف اللبنانيون جيدا من هو المعطل. الرئيس المكلف سعد الحريري قال من بعبدا إن الحل ليس عنده، وردا على سؤال عن النواب سنة "سرايا المقاومة"، سأل الحريري: هم مستقلون عن من يا ترى؟.

وفي هذا الاطار، لفتت مصادر معنية إلى ان صفة الاستقلالية لا تنطبق على هؤلاء النواب، خصوصا ان الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله أعلن صراحة انهم ينتمون إلى محوره. فمستقلون عن من؟.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

بنصف نهار أحيا لبنان الرسمي عيد الاستقلال، وبخلوة من عشرين دقيقة في بعبدا تكثف الدخان الأسود فوق التأليف، وازداد الواقع تعقدا مع اصرار الرئيس المكلف على رمي مشكلاته في ملاعب الآخرين.

اليوم، حرم اللبنانيون من أقصوصة خبر مفيد في قصة الحكومة، واستمر حرق الأوراق الرابحة وطنيا مع الامعان بابعاد الحلول، وتكبيل طروحات تعبر بلبنان إلى ضفاف العمل السياسي. فهل اعتاد المكلفون عد الأيام المثقلة بالتصريف، وهل قرروا الذهاب إلى العام المقبل من دون تسهيل تمثيل "اللقاء التشاوري" بوزير من حصة السنة في الحكومة؟.

"حزب الله" اعتبر الاستقلال مناسبة وطنية جامعة توجب على اللبنانيين جميعا التكاتف والتوحد والتعاون للمحافظة على الاستقلال بعينه، ومنه على لسان رئيس مجلسه التنفيذي دعوة للجميع لقراءة التاريخ قبل التفكير بأن يكونوا أعداء للمقاومة أو ان يكونوا في خدمة أعدائها.

على جبهة الأعداء، الاحتلال لا يكاد يلوح بتهديد حتى يأتيه الوجع من خاصرته، وجبهته الداخلية تنكشف عجزا وضعفا أمام محور المقاومة يوما بعد يوم، وخصوصا بعد صفعة غزة وتأكيد انجازها ضد عدوان يستمر في القدس المحتلة على أملاك الفلسطينيين، وفي حي سلوان، ادعاء بيهوديته قبل قيام الاحتلال.

في الصورة أيضا، تل ابيب الغارقة في وحول التطورات الكبرى المهددة لها في المنطقة، تتمسك بمعبر عربي يقيها الاختناق التام وبما يوفره ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في ترتيب زيارات الصهاينة إلى العواصم العربية، ولسبب كهذا تجب حمايته من تداعيات قضية جمال خاشقجي عبر التدخل لدى واشنطن وتخفيف الضغط عليه منعا لاقالته، وفق الاعلام العبري.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

إذا كان عيد الاستقلال الماضي كرس فكَّ أسر رئيس حكومة استعادة الثقة سعد الحريري بعد احتجازه في السعودية، فعيد الاستقلال اليوم كرَّس أسر حكومة العهد الأولى، المستمر منذ الانتخابات الأخيرة، بعدما تأكدت من جديد المعطيات السلبية، الناتجة عن تصلب الفريقين المعنيين بأزمة التشكيل، أقلًه حتى الآن.

لكن، بعيدا من الغوص في التفاصيل، وأبرزها اليوم تجديد الحريري السؤال: السنة المستقلون، مستقلون عن من؟، شكلت الصورة الوطنية الجامعة بين جادة شفيق الوزان وقصر بعبدا، معطوفة على مضامين رسالة الاستقلال الرئاسية أمس، علامة مضيئة في السماء الحالكة، ومنطلقا يبنى عليه لتعزيز الأمل بتجاوز المطب الحكومي الراهن، والانتقال بالبلاد إلى مرحلة تليق بوطن بلغ استقلاله اليوم الخامسة والسبعين، من دون أن يشيخ، علَّها تنقل الرقم 75 في الذاكرة الجماعية اللبنانية من عنوان للحرب والتهديم، إلى خانة الاستقرار والبناء.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

اليوبيل الماسي للاستقلال، لم يكن احتفاليا ولم يكن عامرا بالفرح، بل جاء بطقوسه وكأنه الاستقلال الأخير، فالناس فقدوا ثقتهم بالحكام واستنفذوا كل مخزونات الأمل التي كانوا يخبئونها لمثل هذه المناسبات، ربما لأنهم وجدوا بأن الاستقلال صار كلمة "مبهبطة" اذا ما قيست إلى لمعاني الحقيقية للكلمة.

فالسيادة منتقصة لمجرد القبول باقتسامها مع كيانات غير شرعية، والدستور مشلع بعدما صار رديف المسدس في جيب خارج على القانون، يستخدمه عندما يخدمه ويستودعه عندما لا يصب في مصلحته، والسياسة منتقصة لأن الانتخابات لا تفرز أقلية تعارض وأكثرية تحكم، ومنتقصة لأن تشكيل الحكومات يتم بموجب أعراف متغيرة يفرضها الأقوياء وليس بموجب الدستور، وإسقاطها يتم بحركات انقلابية مقنعة، والجامع بين الأمرين سطوة السلاح، فكان ان صارت الدولة قاب قوسين من الانهيار.

مما تقدم فإننا بتنا نعرف لماذا لم يعد عيد الاستقلال احتفالا وطنيا أهليا جامعا، بل صار احتفالا مقتصرا على الرسميين يفصل بينهم وبين اللبنانيين مربعات أمنية وكلاب بوليصية ومناطق عازلة.

هذا الواقع المأزوم لم يسمح بانتاج حكومات فاعلة متناغمة في السابق، ولم يسمح بتأليف حكومة منذ سبعة أشهر. في يوميات التأليف ازداد الحال سوءا ليل أمس إثر الكلام العالي ل"حزب الله"، ومفاده انه غير متمسك بالحريري "وإذا بدو يفل يفل هيدي مش آخر الدنيا". وقد جاء كلامه معطوفا على اعلان الرئيس بري الاعتصام بالصمت والامتناع عن أي مبادرة تسهيلية.

الموقفان عبر عنهما الرئيس الحريري في قوله في بعبدا اليوم لسائليه عن الحكومة، بأن الحل ليس عنده. فيما أحال الرئيس بري سائليه عن الحكومة، على الرئيس المكلف. فيما جاءت الخلوة الرئاسية الثلاثية في بعبدا بروتوكولية خالية من أي دسم حكومي.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

العيد الخامس والسبعون للاستقلال، عرض عسكري واستقبالات رسمية، لكن في الموازاة مؤشرات مقلقة: حكوميا وماليا، ولا ضوء في الأفق من شأنه أن يبدد هذا القلق.

ماليا، يتحول اجتماع بين رئيس حكومة تصريف الأعمال ووزير المال في حكومته وحاكم مصرف لبنان، إلى العنوان الأبرز، ويصبح محط متابعة لأن الناس والمعنيين يريدون أن يعرفوا كيف ستتدبر الدولة أمر تأمين الأموال. ففي غياب التحويلات، وفي غياب تأخر قروض وهبات "سيدر"، لم يعد في الميدان سوى "قدر" الإستدانة من الداخل، أي من المصارف.

الدولة تريد ان تستدين لتصرف، ومعظم الصرف هدر، سواء على رواتب لموظفين لا يعملون أو على مستحقات تلزيمات أسعارها ملغومة ومضخمة. هذه منطومة خطيرة تحت عنوان: الدولة تتخبط، وآخرة التخبط مد اليد، ولو استقراضا، إلى الإيداعات ليس من أجل تمويل مشاريع منتجة بل من أجل رواتب لموظفين معظمهم غير منتج، وأكثر من ذلك نالوا درجات وزيادة رواتب قبل عملية الاصلاح الإداري، ومن دون تقدير الكلفة الحقيقية لهذه الخطوة التي تمت لاعتبارات ومزايدات انتخابية، أما من قاموا بها فيجب أن يكونوا في موقع الإجابة عن السؤال الكبير: كيف أقدموا على خطوة محفوفة بالمخاطر من دون احتساب ضررها على الاقتصاد اللبناني والمالية العامة؟.

المؤشر الثاني المقلق هو ان تشكيل الحكومة مازال يدور في حلقة مفرغة، والدليل على الأفق المسدود، ما قاله الرئيس المكلف سعد الحريري في دردشة مع الإعلاميين في القصر: "الحل ليس عندي، والنواب السنة المستقلون مستقلون عن من يا ترى؟".

الموضوع الثالث الذي يتابعه اللبنانيون من باب معرفة إلى أين سيصل ملف الفساد، هو موضوع مجرور الرملة البيضاء: اليوم رد من مصلحة مياه بيروت وجبل لبنان أنها غير معنية. موقفها جاء ردا على تسميتها بالإسم في معرض لائحة الإتهامات، ولكن إلى أين سيصل هذا الملف؟، هل سيسمع اللبنانيون إسم أو أسماء من سدوا المجرور بالباطون المسلح؟، أم أن "المجهول" سيبقى الإسم الوحيد في الملف؟. لننتظر.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

بلغنا من الاستقلال عتيا، ولم نتأهل إلى سن الرشد. بعد هو استقلال المراهقين الذين لا يرون من المناسبة سوى استعراضها العسكري، وبضعة أعلام مرفوعة ومصافحات لا روح فيها، مخفوتة النبض.

خمس وسبعون سنة على يوم الخروج عن فرنسا. ثلاثة أرباع القرن ويوبيل ماسي تتقدمه فرق سياسية نحاسية، بعضها يخاصم بعضه، ورئيس يهرع من سفير. رؤساء ثلاثة كل يرمي الحل على الآخر. وعلى حين سؤال عن موعد إعلان الحكومة، يرد رئيس مجلس النواب نبيه بري: إسألوا الرئيس الحريري، فيما يرمي الحريري الطابة في ملعب رئيس المجلس قائلا: إسألوا الرئيس بري، رافضا الإجابة عما إذا كان سيلتقي أعضاء النواب السنة المعارضين، مرددا: الحل ليس عندي. أما على ضفة رئيس الجمهورية، فالحل أيضا ليس عنده، إذ يؤكد مستشاره النائب الياس بو صعب أننا نحل مشكلة "عند غيرنا".

فالأيادي المرفوعة للمصافحة واستقبال التهاني بالاستقلال، لم تكن مستعدة لأي خطوة تحول الاحتفال إلى عيد وطني حقيقي، يفرج عن اعتقال الحكومة ويحررها من أسر المقعد الواحد. وقد عثر الرئيس المكلف سعد الحريري على مخرج له مرة جديدة لتفادي مصافحة السفير السوري علي عبد الكريم علي، وذلك عبر استقدام "مخلص" انتشله من حرج السلام، لكنه في الوقت نفسه لم يكن مستعدا للبحث عن مخرج يفك "ضيقته الحكومية" المحصورة باعتراف واحد.

ولدى الاطلاع على مفردات ومواقف عبر التاريخ الحديث للحريري، سنجد أنه من أرباب سوابق في الدعوة إلى "التضحية" وتقديم التنازلات، وتقدير الوضع الاقتصادي الخطر للبنان، وإنقاذ أموال مؤتمر "سيدر"، والتخلي عن الأنانيات السياسية. وهو أيضا من وقف على خاطر وليد جنبلاط أشهرا خمسة، وفاوض سمير جعجع المدة نفسها، وظل على خط استواء مع "التيار". وقدم غطاسه قربانا للتأليف، ولم يدل بخطاب واحد إلا وكانت حكومة الوفاق الوطني رفيقة الكلمات.

مئة واثنان وثمانون يوما، والحريري يعلمنا دروسا في التضحيات، لكن عداد التنازل توقف لدى توزير النواب السنة المعارضين. وهو اليوم رفض تسميتهم "المستقلين" سائلا: "مستقلين عن ماذا يا ترى؟". فسمهم ما تشاء: معارضين، مستقلين، نواب سنة خارج "المستقبل"، نواب 8 آذار، أو نواب "حزب الله"، أو على أبعد تقدير هم مكون مصطنع هجين، لكنه موجود وبأصوات ناخبين مسجلين على لوائح الشطب، انتخبهم ناسهم، وتم "إنتاجهم" من محصول قانون نسبي أتاح التنوع الطائفي والسياسي.

أرقامهم لم تأت "بسحب التومبولا" ولا هي ورقة يانصيب، لا بل جاورت أرقام الحريري نفسه، حيث يربو عبد الرحيم مراد على خمسة عشر ألف صوت، وجهاد الصمد على اثني عشر ألف صوت، على سبيل الأرقام، وإذا كانت المعركة في العد، فإن نائب "حزب الله" أمين شري حصل ثلاثة وعشرين ألف صوت في بيروت مسقط أصوات سعد الدين رفيق الحريري الذي كان معدله عشرين ألفا.

وهذه الحواصل لا تمنح الحريري حق الاستئثار والحصرية في التمثيل حتى بيروته، ليست له وحده وعليه "نعم الحل عنده.. وليس له أي فرع آخر".

 

أسرار الصحف الصادرة صباح اليوم الخميس 22 تشرين الثاني 2018

المستقبل: يقال

إنّ ملفاً حيوياً أثار ضجّة في الأسابيع القليلة الماضية يُفترض أن تظهر نتائج التحقيقات بشأنه خلال الأسبوع المقبل.

النهار: أسرار الآلهة

مرشحون في إجازة

غادر مرشّحون محتملون لدخول الحكومة الجديدة، إلى الخارج لتمضية أسبوع العطل الرسميّة، وقال أحدهم ان العطلة قد تطول لأن لا مؤشّرات إيجابيّة إلى قرب الولادة....

عقوبات وانضباط

تتردّد معلومات عن إقدام الجيش على معاقبة عدد من الضبّاط لعدم التزامهم المعايير المهنيّة بعد إصرار القيادة على تنظيم عمليّة الدخول إلى الكليّة الحربيّة من دون تدخّلات وإعطاء الراسبين الحق بالإطّلاع...

العودة الى الميلشيا

هدّد مسؤول حزبي عبر مقابلة تلفزيونيّة بالعودة إلى زمن الميليشيات والقتال على الجبهات "وهذه المرّة ستكون مختلفة"....

البناء: كواليس

خفايا

دعت مصادر دبلوماسية غربية إلى مراقبة المواعيد التي سيحصل عليها ولي العهد السعودي خلال مشاركته في قمة العشرين معتبرة أنّ لقاءه بكلّ من الرئيسين الأميركي والروسي هو تبادل رسائل أميركية روسية بأنّ أحداً لن يدع الآخر يستفرد بالمال السعودي في هذه المرحلة، ولن يرفع أحدهما الغطاء عن ولي العهد السعودي إلا بالتفاهم والتزامن مع الآخر، أما العبرة فهي بسائر اللقاءات وخصوصاً الأوروبية فإنْ حصلت فمحمد بن سلمان تجاوز الأزمة وإنْ تعذّرت فهو لا يزال في قلبها.

الجمهورية: أسرار

أولويات

قال رئيس حزب إن المسؤولين نسوا الأولويات المعيشية والشعبية والشعب "طالع دينو" وهم يتلهّون بوزير بالزائد أو بالناقص.

عقوبات

تجسّ دول خليجية نبض لبنان في شأن العقوبات الإقتصادية الدولية على إيران ومدى تأثيرها مباشرة عليه.

وزيرة

يتردّد أن وزيرة قد يسمّيها رئيس الحكومة من حصته غير مضمونة التوجّهات السياسية.

اللواء: اسرار

همس

تمر العلاقات بين قوتين إقليميتين حليفتين بفتور، له انعكاسات على المستوى اللبناني الداخلي!

غمز

يكاد المَخرَج الممكن لحل عقدة توزير أحد الستة، ينحصر بالمقايضة بين الطرفين الحزبيين المعنيين.

لغز

يكتفي مسؤول حزبي، رداً على سؤال بالقول: طويلة.. وفي عالم الغيب..

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

حكومة لبنان صندوق بريد لايران: "الامر لي"

المركزية/22 تشرين الثاني/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/69140/%d8%ad%d9%83%d9%88%d9%85%d8%a9-%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86-%d8%b5%d9%86%d8%af%d9%88%d9%82-%d8%a8%d8%b1%d9%8a%d8%af-%d9%84%d8%a7%d9%8a%d8%b1%d8%a7%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%a7%d9%85%d8%b1-%d9%84%d9%8a/

 لا ترى اوساط اسلامية متابعة في عقدة "سنّة "حزب الله"- كما توصفهم- سوى رسالة ايرانية الى الولايات المتحدة الاميركية ومعها اوروبا والدول الاقليمية عنوانها "الامر لي".

وتسرد عبر "المركزية" وقائع اقليمية عدة تؤكد قراءتها للازمة الحكومية التي تقف وراءها ايران، "في سوريا تخسر طهران تدريجياً هذه الورقة بسبب "حليفها" الروسي الذي يطرد ميليشياتها من مدن عدة على حساب تمدد نفوذه برّاً. وفي العراق بدأ نفوذها يتراجع، لا سيما في مناطق الجنوب بسبب انتفاضة سكّانها ضد السياسات الايرانية التي يعتبرونها تدخلاً سافراً في شؤونهم. اما في اليمن-وهذه النقطة الاهم، بات التحالف الدولي بقواته البرية والجوية على مشارف العاصمة صنعاء بعدما اطبق على منطقة الحديدة، ما شلّ من تحرّك الحوثيين المدعومين من الجمهورية الاسلامية وخسارتهم لمنطقة استراتيجية كالحديدة كانوا يزوّدون عبر مرفئها بالسلاح".

لذلك، تُضيف الاوساط "لم يبقَ امام الايراني سوى الورقة اللبنانية ليبتز بها المجتمع الدولي، من هنا "اخترع" العقدة الاخيرة ليضغط عبر الحكومة من اجل تخفيف وطأة العقوبات عليه. لماذا الحكومة؟ لان المجتمع الدولي الذي سارع العام الماضي الى مدّ لبنان بمساعدات مالية عبر مؤتمر "سيدر"، يعتبر ان وضع قطار هذا المؤتمر على سكّة الانطلاق لن يتم قبل تشكيل حكومة منبثقة من الانتخابات النيابية التي تمّت لاول مرّة وفق القانون النسبي. فاي تأخير باطلاق قطار هذا المؤتمر بالتزامن مع رزمة اصلاحات يأخذ من رصيد سُمعة هذه الدول لناحية تطبيق التزاماتها، خصوصاً فرنسا بشخص رئيسها ايمانويل ماكرون التي رعت تنظيمه".

واكدت "ان العُقدة الحكومية المُستحدثة تشير الى ان الازمة مفتوحة حتى اشعار اخر. فايران ستواصل ضغطها عبر حكومة لبنان على المجتمع الدولي لرفع الضغط عنها نتيجة العقوبات الاميركية التي يرزح تحت اثقالها اقتصادها في وقت ترتفع معدلات البطالة، خصوصاً في صفوف الشباب".

وتسأل الاوساط الاسلامية "لماذ يفرض فريق سياسي (حزب الله) على رئيسي الجمهورية والمكلّف تمثيل نواب هم في الاساس منضوون في كتل نيابية عدة ولم يشاركوا في الاستشارات النيابية ككتلة موحّدة؟ حزب "الكتائب" العريق بتاريخه ونضاله المستمر لاكثر من ثمانين عاماً اليس اولى بدخول الحكومة من هؤلاء النواب الستة"؟ مؤكدةً "ان هذا الفرض ضرب لاتّفاق الطائف، لان من يُشكّل الحكومة هو الرئيس المكلّف بالتشاور مع رئيس الجمهورية لا بالتفاهم مع السيد نصرالله والنواب الستة".

وانطلاقاً من تخوّف مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان من ظهور عقدة جديدة بعد حل العقدة المُستحدثة كما قال في رسالة عيد المولد النبوي، كشفت الاوساط الاسلامية عن "اعتراض بدأ بلوح في اجواء التشكيل حول بعض اسماء الوزراء الذين قدّمتهم "القوات اللبنانية"، ما يعني ان كلما ذُللت عقدة تظهر اخرى ليس لسبب "مُقنع" وانما لخلفيات سياسية عابرة للحدود موجودة تحديداً في طهران".

وفي حل اعتبرته مخرجاً لائقاً للازمة الحكومية "وخلاصاً" للبلد من الانهيار، قالت الاوساط الاسلامية "ما المشكلة اذا لم يدخل "حزب الله" الحكومة طالما انه يُساند نوابه الستة ويرفض تسليم اسماء وزرائه قبل الاستجابة لمطلبهم؟ ليست المرّة الاولى التي يغيب فيها فريق سياسي اساسي عن الحكومة، وهذا ما فعله الرئيس الحريري في العام 2011 عندما انتقل الى صفوف المعارضة ورفض الدخول في حكومة الرئيس نجيب ميقاتي، وكانت كتلته النيابية تضم 30 نائباً".

 

«لوحة للانسحاب السوري» من لبنان تثير استياء الحلفاء والخصوم وسخرية سورية وردود قاسية اعتبرت أن «دفتر ديون باسيل تجاوز المسموح»

بيروت: سناء الجاك/الشرق الأوسط/22 تشرين الثاني/18/لم يتحمل حلفاء وزير الخارجية اللبنانية جبران باسيل وخصومه، على حد سواء، تصريحه عشية الاحتفال بالذكرى الخامسة والسبعين لعيد الاستقلال، عندما استأذن، من أمام لوحة «جلاء الجيوش الأجنبية عن لبنان» في وادي «نهر الكلب» شمال بيروت، نواب كسروان، «لوضع لوحة عن الانسحاب السوري من لبنان، فهكذا ننسجم مع تاريخنا لأننا ناضلنا حين كان النضال واجباً وصالحنا عندما حان وقت المصالحة».

و«نهر الكلب» الذي يفصل واديه منطقتا المتن وكسروان، شرق بيروت، تتميز ضفتاه بنقوش تشهد على بعض الأمم التي مرت أو حكمت الساحل الشرقي للمتوسط عبر التاريخ، ابتداءً من نبوخذ نصر وآثار للملوك الكلدانيين، مروراً بالفرعون المصري رعمسيس الثاني الكبير، والملك الآشوري أسرحدون، والإمبراطور ماركوس أوريليوس، والظاهر بأمر الله سيف الدين برقوق، لتختتم الاحتلالات بلوحة الجلاء الشهيرة التي وضعت 1946.

أول الحلفاء المعترضين كان النائب جميل السيد، الذي طالب باسيل عبر تغريدة بـ«تعديل اتفاق الطائف»، وإلا عليه «كوزير خارجية أن يلتزم باتفاق الطائف الذي لا يعتبر الوجود السوري احتلالاً، ثم يضع بعد ذلك اللوحة التي يريدها»، مشيراً في تغريدة أخرى إلى أن «اللوحة الوحيدة التي تحظى بإجماع وطني هي عن انسحاب الاحتلال الإسرائيلي عام 2000 وهزيمة الإرهاب في 2017 من الجيش اللبناني والمقاومة! غير ذلك، السوري غادر عام 2005 بعد اغتيال الحريري وضغوط دولية وانقسام لبناني، وعلينا أن نرى ماذا فعل زعماء لبنان ببلدهم منذ 2005 إلى اليوم!».

وكان لافتاً الرد الساخر على باسيل بتغريدة من النائب في البرلمان السوري عن مدينة حلب فارس الشهابي، ومن دون أن يسميه، فكتب على «تويتر»: «عزيزي الذي تسيء لسوريا ولتضحياتها الكبيرة من أجل وحدة واستقلال وأمن لبنان، شكِّل حكومتك أولاً واحترم شعبك بالكهرباء والمياه والنظافة والقانون، وبعدها تكلم عن (الاستئلال)! التحرر لا يكون فقط من التدخل الخارجي أو التبعية، لكن من الفساد أيضاً وبالدرجة الأولى».

ويقول العميد المتقاعد في الجيش اللبناني، أمين حطيط، لـ«الشرق الأوسط»: «استاء السوريون استياءً كبيراً من تصريح باسيل عن لوحة لجلاء جيشهم عن لبنان، وتساءلوا عن هدفه بكلامه هذا تجاه دولة خرجت منتصرة من حرب كونية استهدفتها، وكانت ردودهم قاسية عبر التغريدات. أحدهم، وهو شخص له وزنه، اعتبر أن دفتر ديون باسيل تجاوز المسموح به. وقال له: أين ستلاقينا عند استحقاق رئاسة الجمهورية في لبنان؟». لكن حطيط اعتبر أن كلام باسيل «تسديدة طائشة، لم يكن يعنيها»، وفي بيان رد (التيار) على تغريدة النائب جميل السيد نصف تراجع؛ لأنه نفى توصيف الوجود السوري بالوصاية أو الاحتلال مكتفياً بجلاء الجيش وهو أمر حاصل».

وذكر حطيط أن «الوجود السوري لم يكن احتلالاً، فهو دخل لبنان لنجدة اللبنانيين. وعندما طلبت الجبهة اللبنانية هذا الدخول مطلع الحرب الأهلية قبل نحو أربعين عاماً، حمل الطلب نائب رئيس مجلس نواب سابق إلى الرئيس الراحل حافظ الأسد. وانقلاب القوى المسيحية آنذاك على هذا الوجود، ورفض الرئيس الراحل سليمان فرنجية (الجد)، الأمر واعتباره غدراً، أديا إلى جريمة قتل ابنه طوني بأمر من (الرئيس) بشير الجميل». وأضاف: «لوحة الجلاء الموجودة على صخرة نهر الكلب، لا تحدد الجيش الفرنسي بالاسم، لكن تذكر جلاء كل الجيوش الأجنبية عن لبنان؛ وذلك للرد على الغزاة الذين تعاقبوا وسجلوا غرورهم على صخور نهر الكلب. بالتالي ليس مفهوماً أن يسارع أي فريق لبناني للمطالبة بلوحة مماثلة تعتبر الجيش السوري الذي حال دون تقسيم لبنان، محتلاً».

أما خصوم باسيل، فاعتبروا أنه يزايد عليهم ويسلبهم نضالهم. ولعل موقف النائب في «القوات اللبنانية» شوقي دكاش، يعكس رفض المزايدة، بتقديمه أمس طلباً رسمياً إلى قائمقام كسروان للاستحصال على ترخيص وضع لوحة على صخور «نهر الكلب» تجسد ذكرى خروج الجيش السوري من لبنان في 26 أبريل (نيسان) 2005، طالباً تحويل الطلب إلى المراجع المختصة.

في حين اعتبر النائب السابق فارس سعيد، أن لوحة الجلاء رفعها شباب حزب الأحرار عام 2013 بوجود الأمانة العامة لـ«14 آذار» مثلها الدكتور مصطفى علوش، وجاء فيها: «تخليداً لذكرى خروج جيش الاحتلال السوري من لبنان».

إلا أن مديرية الآثار التابعة لوزارة الثقافة، في حينه، وجهت كتاباً إلى قوى الأمن الداخلي، طلبت فيه التوجّه إلى منطقة نهر الكلب لإزالة اللوحة الصخرية، آنذاك أوضح وزير الثقافة غابي ليون من «التيار الوطني الحر»، أن «لا مشكلة في الموضوع سوى التعدي على موقع أثري، ولا علاقة له بأي خلفية سياسية».

أما المحامي إلياس الزغبي، الذي كان في صفوف «التيار الوطني الحر»، ليخرج منه ويصبح عضواً في قيادة «قوى 14 آذار»، فقد اعتبر في حديث لـ«الشرق الأوسط»، أن «خطوة باسيل جاءت متزامنة مع عودة النظام السوري إلى لبنان عبر حلفائه ومنهم (التيار الوطني الحر)». وأضاف: «بعد مرور 13 عاماً على انسحاب الجيش السوري من لبنان، لا يتجرأ هذا التيار على تسمية الأمور بأسمائها، يطالب بوضع لوحة متغنياً بنضاله من دون أن يشير إذا ما كان الوجود السوري وصاية أم احتلالاً، ربما عليه أن يطلب اللوحة موقّعة من (الرئيس السوري) بشار الأسد أو (حزب الله)». واستغرب الزغبي، اعتبار باسيل أن «خروج النظام السوري من لبنان يكفي لمصالحته؛ لأن المصالحة الفعلية يجب أن تبنى على إقرار المتصالحين بالحقيقة، وليس تجاهل ما ارتكبه هذا النظام طوال ثلاثة عقود، وأدى إلى تدمير فكرة لبنان ومعناه كدولة ونسيج اجتماعي وعمل سياسي سليم، وبقيت ذيوله لأنه تمكن من الدخول إلى عمق بعض القناعات التي تستطيب ذهنية التبعية». وأضاف: «عودة (التيار الوطني الحر) إلى الحياة السياسية في لبنان، جاءت على دماء الرئيس الشهيد رفيق الحريري. لكنه سرعان ما انتقل من خيمة (14 آذار) إلى خيمة (8 آذار)، فكيف يأتي اليوم بفكرة لوحة الجلاء التي يقترحها باسيل، في مفارقة واضحة تتناقض والهرولة المتكررة للتيار إلى خطب ود النظام السوري».

 

العثور على جثّة مختار بشامون في منطقة المدافن في البلدة

وكالات/22 تشرين الثاني/18/عثر صباح اليوم على جثة مختار بلدة بشامون فواز ب.ع في منطقة المدافن في البلدة، وهي مصابة بطلق ناري في الرأس، وقد حضرت الأجهزة الأمنية والقضائية والادلة الجنائية. وباشرت الاجهزة الامنية بالتحقيق في الحادث لمعرفة أسباب الوفاة. وكذلك حضرت الى المكان عناصر من خبراء المتفجرات وذلك لوجود قنبلة يدوية موجودة قرب قدميه.

 

إلى «الفتى» الشهيد

د. فارس سعيد/جريدة الجمهورية/الخميس 22 تشرين الثاني 2018

حان الوقت صديقي بيار أن اكتب إليك كما كنت توصيني دائماً، اقتربتُ هذه السنة، من الحبيب سامي أكثر من قبل.

خضنا الانتخابات النيابية سوياً ووجدتُ فيه الكثير من المعدن الأصلي الذي انبثقت منه عائلتُك الكريمة، والكريمةُ على لبنان.

صديقي بيار قالوا لنا: إذا قدّمنا تنازلاً سياسياً لمصلحة «حزبِ الله» وانتخبنا مَن يريده رئيساً للجمهورية، سوف ننقذ في المقابل المؤسسات والدستور والطائف.

جاؤوا بالعماد ميشال عون رئيساً، وبقانونِ انتخاباتٍ نيابية جديد، واليوم يناقشون مسألة تأليف الحكومة بشروطهم. وطارت المؤسسات وطار الدستور و… طار الطائف، تماماً مثلما أراد «حزبُ الله» والرئيس عون في العام ١٩٨٩.

قالوا: أنتم شخصيات وأحزاب بالية، وسوف نخترع لكل طائفة على حدة، إدارةً سياسية تأخذ على عاتقها تأمينَ شؤون الطائفة. فعلوا ذلك، وحاولوا استنساخ ثنائية شيعية محكومة باعتبارات أمنية وأيديولوجية.

فكان أن نسوا نقلتهم ولم يتعلّموا نقلة الحجل ويلمس اللبنانيون يوماً بعد يوم حجمَ أخطائهم إذاً أصبح في لبنان طائفةٌ مميّزة وأصبح في لبنان حزبٌ حاكم هو «حزبُ الله».

قالوا وقالوا وقالوا وأنا أقول لك لقد انتقلنا سوياً من مربّع مسيحي الى مساحة لبنان مع ١٤ آذار غبيٌّ هو الذي يعيدنا الى مربّع طائفي اتّكل على شبابك وعنفوانك وقدرتك على مساعدتنا نحن الذين بقينا هنا.

أحبُّك..على فكرة، يقول ليَ الشباب إنّ نجلك أمين نمرٌ حقيقيّ من نمور بيت الجميّل يقوم بأعمالٍ ممتازة مع شباب اليسوعية حفظه الله الى جانب الكساندر ووالدتهما المحترمة باتريسيا. والدُك أصبح شيخاً كبيراً وأباً حقيقياً، لأنه قرّر أن يصغر حتى يكبر ابنه.

 

الاستقلال" اللبناني.. ينفجر بعبوة لنواف الموسوي

المدن/22 تشرين الثاني/18/في يوم الاستقلال "الأول"، ويوبيله الماسي، كانت الطقوس هي نفسها تقريباً: كلمة رئيس الجمهورية، عرض عسكري في قلب بيروت. وضع الأكاليل على قبور أبطال الاستقلال ورموزه.

الدولة المنتظرة! الرئيس ميشال عون الذي قال أن لبنان يعيش أزمة تشكيل حكومة "سبق أن عاشها في السنوات الماضية، وتحصل في دول عريقة في الديموقراطية والحضارة"، انتبه في كلمته على ما يبدو أن ليس ثمة دولة بعد، فنبّه "إذا كنتم تريدون قيام الدولة، تذكروا أن لبنان لم يعد يملك ترف إهدار الوقت". وبعد 75 سنة على الاستقلال، تخللتها أزمات وجودية كبرى (1958، 1968، 1973) ثم من سلسلة حروب امتدت من العام 1975 وحتى أواخر العام 1990، إضافة إلى 15 سنة من "الوصاية" السورية، مسبوقة باحتلال عسكري سوري لثلثي لبنان (ابتداء من 1976)، والمترافقة مع الاحتلال الإسرائيلي المديد لجنوب لبنان (1978-2000)، تلتها ثلاثة حروب خاطفة (تصفية الحساب 1993، عناقيد الغضب 1996، حرب تموز 2006).. عاد الرئيس عون ليقول بداهةً في كلمته المتلفزة: "دخول العنصر الخارجي يفقدنا حرية القرار". بالطبع، ووفق رطانة سياسية سائدة، أكد الرئيس على "محاربة الفساد".

خنجر

لكن، للأسف، يبدو أن "المعنى" السياسي الفعلي لهذه المناسبة لم يكن هنا، لا في الاستعراض العسكري ولا في حفلات الاستقبال الرسمية، ولا عند نصب الجندي المجهول، ولا هناك في مدافن رجالات الاستقلال، ولا في الكلمة الرئاسية، ولا حتى في الاستعراض الكاريكاتوري لصهر الرئيس، قبل أيام عند مصب نهر الكلب.. إن المعنى الذي يشبه العبوة الناسفة لكل هذه المناسبة - العيد، كان بيد "النائب" عن حزب الله نواف الموسوي، الذي صرّح بما يشبه "المانيفستو": "في هذا اليوم نتذكر أن بطل الاستقلال الحقيقي هو أدهم خنجر، ومن هو مع أدهم خنجر، ومن استمر في طريق أدهم خنجر. إليه تساق أكاليل الورود والغار. إليه، إليه وحده". وعلى سبيل الاستهزاء من قبل ممثل الحزب الذي يتربع على سيادة لبنان وصياً مدججاً بعشرات آلاف الصواريخ، يقول: "22 تشرين الثاني هو اليوم الذي اختير لكي يسمى عيدا للاستقلال". وكلمتا "اختير" و"يسمى" تحملان هنا وجه التشكيك بالميقات، كما تضمران معنى اصطناع المناسبة وزيفها، أما ما هو حقيقي بالنسبة للموسوي فيكمن في عبارته: "في هذا اليوم، نتذكر شهداءنا الأبطال الذين قاموا بالعمليات الاستشهادية والنوعية التي أخرجت لبنان من القبضة الاستكبارية والصهيونية".

يذكر أن أدهم خنجر وصاحبه صادق حمزة ومن معهما، كانوا وفق الرواية التاريخية، زمرة طفّار من "المتساقطين" من عائلات إقطاعية، قاموا بغارات على قرى مسيحية مثل دبعال بجوار قانا، وقرى إسلامية قرب صور، وهاجموا دوريات فرنسية بتحريض من ضباط هاشميين، وفي الوقت نفسه لاقوا دعماً من مؤتمر "وادي الحجير" الذي نظمه الأعيان المؤيدين لانضمام لبنان إلى المملكة العربية. تكللت هجمات هذه المجموعات المسلحة، المدعومة من قبل الدولة الفيصلية، بالمجزرة الشهيرة في عين إبل عام 1920. وقد حوكم أدهم خنجر بتهمة اللصوصية أيضاً، وحكم عليه بالإعدام.

 

جبران باسيل.. ما بعد بشير الجميّل وأدهى

منير الربيع /المدن/الخميس 22/11/2018 

وسّع الوزير جبران باسيل مساحة ملعبه. بل ويتمددّ إلى ساحات الآخرين، مسيحياً وإسلامياً. إنه الوزير فوق العادة، ورئيس أكبر كتلة نيابية. ولن يفرّط بأي مجال للإستثمار بذلك. فما أُتيح له حالياً قد لا يُتاح فيما بعد. لذا، لا يسمح بإضاعة الوقت. لا ينام. يفكّر بتيّاره، وبتوسيع قاعدته الشعبية، وبشدّ الأواصر التنظيميّة. هو بالتأكيد مهجوس برئاسة الجمهورية، على قاعدة "الرئيس القوي" إيّاها. هو الأحقّ بذلك، وفق رؤيته لذاته، ووفق "معاييره": أليس هو صاحب أكبر كتلة مسيحية، والناشط الأبرز؟ 

لا غنى عنه

يعمل باسيل على صوغ وقائع سياسية مناسبة له، ترفده بالقوة بقدر ما تحميه. وهو عنونها في جولاته الإنتخابية، حين قال إنه يطمح ليكون هناك: "التيار الشيعي الثالث، والسنّي الثاني، والدرزي الثاني". وإذ تعذّر عليه توزير شيعي من حصّته حالياً، فلا ننسى طموحه النيابي الشيعي الذي جرى إسقاطه في بلاد جبيل. وهو راهناً يتمسك بتوزير سنّي ودرزي من حصّة عمّه رئيس الجمهورية. مرتكزات حصانته السياسية تطوّرت. لم يعد محصوراً بحسبانه تابعاً للرئيس ميشال عون. عمل كي يصبح حاجة للجميع. حاجة لا غنى عنها لدى الحريري من أجل العودة إلى رئاسة الحكومة. التفاهم بينهما تعمّد ليس بتحالفات انتخابية وسياسية فقط، بل بشراكات إقتصادية ومالية! حاجة حزب الله له كما هو بحاجة إليه. قدرته على اللعب و"التوتير" في الجبل، تجعله حاجة ملّحة لوليد جنبلاط الرافض للعودة إلى زمن الإنقسام والتوترات الأهلية أو الطائفية. هكذا، كرّس باسيل نفسه كرجل لا بديل عنه، قادراً على فرض ما يريد شعبياً وسياسياً. أما علاقته مع الرئيس نبيه برّي فمحكومة بنمط التقسيط: كل واقعة أو ملف على حِدة،. وبرطانة لبنانية: "مرّر لي لأمررّ لك". شهدت الإدارات اللبنانية أمثلة كثيرة على هذا المبدأ، من مناقلات ديبلوماسية إلى تحويلات مالية.

الرسّام

يعمل باسيل بحكم الأمر الواقع. يمتاز بتكتيك سريع البديهة، وبتفكير بعيد المدى. يعرف كيف يبدأ لوحة يسعى إلى رسمها، فتتضح ملامحها مع مرور التطورات (التي يسهم في صنعها أصلاً)، فيضع الجميع تحت الأمر الواقع. هكذا تصرّف أثناء مفاوضات القانون الإنتخابي، وهذا ما كرّسه في عملية تشكيل الحكومة. دخل هذا المجال بإندفاعة كبرى، عندما قلب الطاولة في عين التينة، مستنداً على تفاهم سرّي بين عون والحريري، لإنجاز التسوية الرئاسية. يومها لم يكن أحد ليصدّق أن باسيل الثائر على سيّد عين التينة، يمكنه تحقيق ما يريد: وصول عمّه إلى الرئاسة. وحتى يوم أُعلنت مبادرة الحريري، لا برّي صدّق ولا غيره كان قابلاً لتصديق احتمال وصول الغاية إلى خاتمتها السعيدة، بالنسبة إلى رئيس التيّار الوطني الحرّ.

تلك الإندفاعة نفسها، يعززها ويزخّمها حالياً للإستثمار في الإستحقاق المقبل.

بلياردو

حظي الوزير فوق العادة، بما لم يحظ به أحد، يشبهه كثر بالسلطان سليم الخوري، شقيق الرئيس بشارة الخوري. ويصّنفه بعضهم بأنه المهجوس بفكر بشير الجميّل، وكميل شمعون. وهو الذي يرددّ في مجالس خاصة، أنه يريد أن يتخطّى الإثنين معاً، لما سيحققه للمسيحيين. فيما على الضفة النقيضة، يعتبر خصومه أن أفكاره وطروحاته وطموحاته، ستدفع المسيحيين إلى موجة هجرة جديدة، وتخسّرهم ما كسبوه أو استطاعوا المحافظة عليه. لم يستطع وزير أن يحققّ حظوة رئاستين: الأولى والثانية معاً. فالرئاسة الأولى أوكلته بمهمّة تسهيل تشكيل الحكومة (برضى وربما برجاء من رئيس الحكومة المكلّف). مهمةٌ تراها الرئاسة الثالثة مستعصية. على هذا النحو تظهر الحاجة إلى هندسته، تقنياته في اجتراح الحلّ، وتأمين المخرج من المأزق. "يدوزن" الحقائب والحصص، مثلما يجري مناقلات داخل وزارته. إذا ما تلقّى ضربة، يكون جاهزاً لتسديد أشدّ منها وأوجع. أبرع من يجيد لعبة البلياردو في السياسة. يصوّب على طابة ليضربها بأخرى، فالثالثة تصيب الهدف. حين بدأ حراكه لحلّ العقدة السنّية، كان الهدف مختلفاً. استعاد زخم علاقاته العامة بكل القوى، وفرض الطوق على قوى أخرى استثناها، كالقوات والمردة، اللذين كانت مصالحتهما برأيه لها غاية وحيدة، هي تطويقه. يعرف دروس الماضي جيداً، فقد اعتاد الساسة الموارنة على التحوّل في التحالفات والانقلابات، وعلى الإصطفاف بوجه بعضهم البعض، إلى حدّ "الكرسحة". لكن باسيل من نوع مختلف، وحتّى ولو أُقعد، فكرسيّه يتحرك.

نزعة الأقلّيّات

أخطر الإشكاليّات السياسية وأشدّها حساسية، تثيرها تصريحاته ومواقفه. لا يضيره ذلك. بات هذا الأمر جزءاً من تكتيكه المخيف، الذي يبقيه في واجهة الحدث، بل وصانعه. هو مثلاً صاحب مقولة "عدم وجود خلاف أيديولوجي مع اسرائيل، وهدفه الوصول إلى العيش بسلام التجاور"، كما أنه المنظرّ من موسكو لـ"تحالف مشرقي"، ما استفز الفاتيكان إلى حدّ بعيد. أيضاً، هو بالأمس يخرج مطالباً بتثبيت لوحة جلاء الجيش السوري عن لبنان. ما دفع بعض حلفاء النظام السوري لتذكيره وتمنينه كيف أن النظام السوري عطّل الحياة السياسية في لبنان لأشهر، من أجل توزيره وضمان مقعد دائم له في الحكومات المتعاقبة. هنا يعود إلى لعبة البيلياردو. استعراضية لوحة الجلاء لم يكن هدفها سوريا. غايتها قائمة على حسابات مختلفة، أهمها التصويب على القوات، والمزايدة عليها مسيحياً. أما إستفزاز النظام السوري أو حلفاؤه فمقدور عليه، بموقف آتٍ أو بتسليف سياسي مقبل. تحالفه المتين مع حزب الله، ليس لمصلحة فقط، وإن تجلّت المصلحيّة في محطات عديدة، آخرها في الإنتخابات النيابية ولوائحها وتحالفاتها، أو في الإنقلاب على تفاهم مسبق في إنتخابات نقابة أطباء الأسنان، حيث نصّ إتفاق مسبق بينهما على مداورة منصب النقيب بين المسلمين والمسيحيين، فتنصّل من ذلك تحت حجّة عدم جهوزية البيئة الحاضنة له لهذا القرار. العلاقة مع الحزب أبعد من ذلك، وإن كانت في الجوهر تحكمها وتمليها المصلحة. لكن ثمة ما يتعلّق بالدواخل العميقة، الاجتماعية والديموغرافية. وهي التي تملي عليه مواقفه تجاه اللاجئين، وفي مسألة حق المرأة بإعطاء جنسيتها لزوجها وأولادها، والتي يُتهم بسببها بعنصرية يدّعي افتخاره بها. باسيل يذهب عميقاً بهذه التحالفات، التي قد تكون مع السنّة محصورة في الإطار المصلحي، أما مع الشيعة والعلويين فليست كذلك. لها أبعاد موغلة في صميم طموحات الأقلّيّات.

التفريط بالاستقلال سياسة مستدامة

أحمد جابر/المدن/الخميس 22/11/2018

يعجب بعض الكلام السياسي، اللبناني، من عدم التسليم، بداهةً، بشعار السيادة والاستقلال، مثلما يستهجن التلكؤ، الذي يبديه بعض لبناني آخر، في مجال الإنصراف إلى بناء وقائع "الشعار" الصلبة، وفق وصفة تبسيطية، فيها الاستنساب والعجلة والآنية، التي تخالف السياق التاريخي، لقيام الكيان اللبناني، ولا تنسجم مع التطورات اللاحقة، التي رافقت مسيرته السياسية.

التعريف المبهم

لدى تفكيك الشعار، نجد، وقائعياً، استقلالاً ناقصا، وسيادة معطوبة. في الميدان الاستقلالي، يتجلى النقص على صعيد بنيوي، أولاً وفي الأساس. هنا يجب ألاّ يغيب عن الذاكرة "السيادية – الاستقلالية"، الأصل الخلافي للنشأة الكيانية اللبنانية. لم تحجب المجموعات اللبنانية، التي جرى "حشرها" في دولة لبنان الكبير، هواجسها واختلافاتها، التي لم تختص بها مجموعة أهلية دون أخرى، بل توزعت، بوتائر مختلفة، على سائر المجموعات. نجم عن الاستقلال الناقص، نشأةً، نواقص استقلالية طاولت المتفرعات الحياتية اللبنانية عموماً. حتى اللحظة، ما زال تعريف الاستقلال "مبهماً"، وما زالت الاستقلالات الطوائفية، أشد رسوخاً منه! أما بناؤه، فتعثر، وما زال على تعثره، نظاماً وثقافة وسياسة واقتصاداً واجتماعاً، وديمقراطية، وعلى صعيد تجديد "العيش المشترك"، بين اللبنانيين، تجديداً لا يجرّ قاطرة تطورهم إلى الوراء... كما حصل ويحصل، بذرائع طائفية شتّى. ما ورد من معطيات، لا يدل على استقلال ناجز، مثلما لا يبشر باستقامة صيانة وحفظ ما أنجز من خطوات استقلالية حقيقية. يشرح ذلك معنى النقص الاستقلالي الذي يتجاوز الرغبات الفردية والفولكلور الجمعي، إلى مواجهة الحقيقة التي تقول: إن الاستقلال اللبناني ما زال "وجهة نظر"، مثله مثل كل القضايا المصيرية الكبرى، التي يقف اللبنانيون حيارى، على عتبات مشاكلها. عدم الاستقلال بالفكرة الاستقلالية، ومترتباتها الوطنية الداخلية، أدى إلى إصابة الفكرة السيادية أيضاً، ونال من ملاحقها التنفيذية.

في هذا المجال أصيبت "الوحدانية العملانية"، إذا جاز التعبير، كنتيجة، لإصابة "الوحدانية الولائية"، التي تختص بالوطن الواحد الجامع، دون غيره. لا يمكن الحديث ببساطة، في مجال السيادة، عن قرار عام واحد، ولا عن تنفيذ سلس واحد، بأدوات شرعية واحدة، ولا عن وحدة "الطاعة والاستجابة"، التي يبديها المواطنون، وفق نسق "مفهومي" واحد، لمعنى الالتزام بالقانون العام، والرضوخ لأحكامه.

تقاذف العناوين

لا يخفى أن "الوحدات" المذكورة، موزعة على المجموعات الأهلية، ومستويات الانضباط باتت أعلى في أنسقة العلائق ما دون الوطنية، وطابع الإذعان، لدى الأهل، طوعي على الأغلب، لأنه قائم على "المشروعية"، مما لا يجده المتابع لدى الانتقال إلى الشأن السيادي الوطني، العام. الاستقلال والسيادة، في مسيرة "اللبنانية"، مسألتان استنسابيتان، ومرجعيتهما التفسيرية، معاجم المصالح الفئوية، وقياسهما العملي، حراك الطوائف الداخلي، وعلاقات "ترسيم الحدود"، السائدة بين كل طائفة وأخرى. في الراهن السياسي الحالي، يكثر استعمال المفردتين، من قبل فرقاء التخاطب اليومي، وتساق أعلام السيادة والاستقلال، إلى منابر الحشو والتكرار اللفظي، الذي لا يدلي بجملة مفيدة حول المسيرة المقترحة لإعادة بناء الاستقلال، وحول الخطوات النظرية والعملية التي تفتح الطريق إلى محراب السيادة. ما يمكن استخلاصه من بين سطور الكلام الرائج، هو أن التحليلات الاستقلالية والسيادية، تخالف متطلبات البناء المستقل، ولا تؤدي إلى نسج ثوب السيادة نسجاً كاملاً، بحيث لا ترى بين ثنياته "رقع التدخلات الخارجية الفاقعة". للاستدلال على "مخالفة" الطامحين إلى بناء "الوطن السيد المستقل"، لأحكام طموحاتهم، يكفي الإدلاء بعينة من العناوين التي يتقاذفها المعنيون، دون إعمال الجهد اللازم، في مكوناتها ومضمراتها ومقتضياتها.

"خطاب الدولة"، واحد من العناوين. الجواب الفوري: لكن عن أي دولة تتحدثون؟

"خطاب المقاومة"، الجواب المباشر: لكن أية مقاومة تقصدون؟ وهل هي غاية أم وسيلة؟ وأين تبدأ وأين تنتهي؟ وما ضوابط عمل المقاومة؟ وكيف تندرج في السياق الوطني العام؟ وكيف لا تطغى، فئة أهلية، باسم المقاومة، على قريناتها؟

خطاب الوفاق، والسؤال الذي يتبعه: الوفاق حول ماذا؟ ما جدول الوفاق النظري؟ ما مؤداه العملي؟ وإلى الوفاق يضاف خطاب الشراكة "ورأسمالها ومردودها وتوزيع حصصها..."! ماذا تعني هذه "الحزمة" من الخطب غير هروب الساسة، وأولي الأمر الديني والدنيوي، من الأسئلة إلى... الأسئلة! والدوران حول الإشكالية، باستدعاء إشكالية أخرى!

الخاص والعام

إذا أردنا تقويم الأداء السياسي العام، على صعيدي الاستقلال والسيادة، لقلنا أنه أداء عاجز عن ملامسة القضيتين الآنفتين، ملامسة جدية وعميقة. أصل العجز، في بنية "أهل الكيان"، وتاريخه، من تاريخ تدرجهم بين ربوعه. لكن ما تجدر الإشارة إليه، هو أن القصور المنوّه عنه، غير ناجم عن قلة في الدراسة، أو بسبب الانصراف عن التحصيل النظري، بل إنه ناشئ، على الأغلب، ولسبب لبناني، عن "دقة المتابعة الشاملة"، للوضعية الخاصة، بكل مجموعة لبنانية، وصرف الجهد، في التنظير لها، وفي الحفاظ على مكتسباتها. ينشأ التناقض، إذن، من التركيز على الخاص، الذي ينال، في النهاية من العام، بل إن شرط نهوض الأول، الأهلي، كامن، في استمرار تعثر الثاني، المفترض أنه الوطني الشامل!

عليه، وحتى أمد طويل، تظل الحلقة البنيوية المفرغة، قدر اللبنانيين... ويظل الخروج من الدوامة، مرهون ببناء خطاب سياسي آخر، من خارج مفردات الطوائف ومصطلحاتها. وللتذكير، لقد ارتد اللبنانيون عقوداً إلى الوراء، عندما فرطوا باستقرارهم مطالع سبعينات القرن الفائت، وما زالوا يحصدون نتائج هذا التفريط، على شكل تراجعات وإخفاقات، بنيوية ووطنية واجتماعية متوالية... والتفريط سياسة لبنانية مستدامة.

 

روسيا تقترب من نشر ظلّها على لبنان

منير الربيع /المدن/الخميس 22/11/2018

روسيا اليوم بصدد تأليف فريق عمل يختص بمتابعة التفاصيل اللبنانية (الإنترنت)

يوم وصلت تحذيرات فرنسية إلى لبنان، نقلاً عن الإسرائيليين، بدأت الحكومة اللبنانية تحرّكاً ديبلوماسياً لتطويق هذه التهديدات، وإبعاد شبح أي محاولة اسرائيلية قد تؤدي إلى تدهور الأمور. حزب الله يبدو مطمئناً، ولا يخشى أي تطور دراماتيكي، خصوصاً أن المعادلة في لبنان أصبحت واضحة منذ العام 2015: ضربة مقابل ضربة. وبالتالي فإن أي ضربة قد يتلقاها في لبنان، سيتم الردّ عليها بالمثل، وبالمستوى نفسه وبسويّة الهدف. ولذلك يستبعد حزب الله إقدام الإسرائيليين على أي خطوة من هذا النوع. خصوصاً بعد ما حصل في غزة.

 مجلس الأمن

ويوم تحدّث الإسرائيليون عن وجود مخازن صواريخ للحزب في محيط مطار رفيق الحريري الدولي، وفي مناطق مأهولة، أبى حزب الله الردّ على هذه الإتهامات، وكانت جولة السفراء التي نظّمتها الخارجية اللبنانية، وكان حصادها على ما يبدو شحيحاً. إذ ازداد الضغط على لبنان في هذه القضية، ما دفع إلى تحرّك ديبلوماسي ورئاسي واسع، لنفي مثل هذه الإدعاءات الإسرائيلية وتفنيدها. الضغوط الرسمية والسياسية مستمرّة، وآخرها كانت جلسة مجلس الأمن، التي ناقشت التقرير الدوري للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غويتيرس، للبحث في مدى تطبيق القرارات الدولية، لا سيما القرار 1701، خصوصاً بعد موقف لافت لغويتيرس قبل فترة، بوجوب سيطرة الأجهزة اللبنانية الرسمية على المناطق الحدودية وبخاصة في الجنوب.  في هذا السياق، تتحدث بعض المعطيات عن دور لروسيا في لجم أي أفق للتصعيد، وفق الرؤية الإسرائيلية، علماً أن الإسرائيليين كانوا يهوّلون طوال الفترة الماضية، بأن حزب الله أنجز عمليات نقل لأسلحة كاسرة للتوازن وصواريخ متطورة، عبر الحدود اللبنانية السورية، مستفيداً من منع الروس للإسرائيلين من توجيه أي ضربة في الأجواء السورية، بعد حادثة إسقاط الطائرة الروسية. هذا يتلاقى مع كلام إسرائيلي متكرر عن إستعداد روسي لتوسيع نطاق العمليات العسكرية لروسيا لتشمل الأجواء اللبنانية، أو لتشكيل مظلّة لمنع وقوع أي ضربات جوية تستهدف الأراضي اللبنانية.

 نشاط روسي

في مراقبة للحراك السياسي الأخير باتجاه موسكو، يتّضح أنها تنشط نسبياً على الصعيد اللبناني. برز ذلك من خلال تنشيط العلاقات الروسية مع مختلف الأطراف، والزيارات التي أجرتها وفود حزبية ونيابية عديدة إلى موسكو قبل فترة. ليس لدى الكرملين إهتمام تفصيلي في السياسات الداخلية اللبنانية حتى الآن. لكن قد تكون روسيا اليوم بصدد التحضير لتأليف فريق عمل يختص بمتابعة التفاصيل اللبنانية، إنطلاقاً من "المفاتيح" التي أصبحت بحوزتها، عبر موقعها في سوريا. وتوضّح هذا خصوصاً بعد إلتقاطها للمفصل الإسرائيلي - الإيراني، مع استمرار السعي للدخول بشراكة مع الأميركيين، لا سيما أن أي انخراط أوسع، يتطلب دفع تكاليف أكبر. بمعزل عن هذه التفاصيل السياسية، ثمّة من يصرّ في الحديث عن إحتمال توسّع الدور الروسي في لبنان، ولا سيما في بعض المناطق الحدودية للوصول إلى ما يشبه الإتفاق الذي حصل في الجنوب السوري، على قاعدة تأمين حماية الحدود، ومنع الإسرائيليين من توجيه ضربات عسكرية لحزب الله في لبنان. هذه الخطوة بالمعنى الإستراتيجي، إذا تحققت ستندرج في إطار محاولة إحتواء حزب الله وإيران، والدور الذي يضطلعان به عبر السيطرة على مناطق عديدة. الهدف من هذه المحاولات ليس توجيه رسالة سلبية إلى إسرائيل، بل في إطار توازن ربط النزاع الذي تضبطه روسيا إنطلاقاً من الجنوب السوري.

رد فعل أميركي

ولكن هناك من يعتبر أن لبنان لن يكون قادراً على القبول بمثل هذا الإجراء، أو فتح المجال الجوي أمام الروس، وما سيسببه من ردود سلبية من قبل الأميركيين، خصوصاً أن صفقة سلاح رمزية مع موسكو، لم يستطع لبنان تنفيذها خوفاً من ردّة الفعل الأميركية، وإمكانية انعكاسها على المساعدات المقدّمة للجيش اللبناني. بينما هناك من يعتبر أن واشنطن لن تتضرر من هكذا خطوة، طالما أن أي إجراء سيلتزم بتطبيق قواعد الإشتباك، وفق ما تتطلّبه المصلحة الإسرائيلية. وهذا ما دفع بعض السياسيين اللبنانيين قبل فترة إلى طرح مثل هذه الخطوة، من أجل سحب أي ذريعة إسرائيلية أو أميركية، باستهداف لبنان، عسكرياً او سياسياً. لا شك أن لموسكو طموحات أوسع من الساحة السورية، وهي قد تكون مستعدة للإضطلاع بدور أوسع لبنانياً، بالنظر إلى أن لبنان مرتبط إستراتيجياً بسوريا. وبما أنها صاحبة دور أساسي في عملية التنقيب عن النفط، وما يتطلبه ذلك من توفير مظلّة آمنة لهذه العمليات، قد تلجأ روسيا إلى توسيع نطاق عملها العسكري وعمل بطارياتها الصاروخية لتشمل الأجواء اللبنانية، ولكن إنطلاقاً من قواعد سوريا، كالقلمون، والجنوب السوري.

 

هل أنت ديمقراطي وترفض حزب الله ؟

الشيخ حسن مشيمش/جنوبية/22 تشرين الثّاني 2018

 مبادئ الديمقراطية لا تسمح للحزب أن يملك شيئاً من وسائل المنافسة السياسية وممنوع أن يمتلكها المنافسون له من السياسيين اللبنانيين

 قال لي :  إن حزب الله حزب يملك تأييد الأكثرية من اللبنانيين وبناء على إعتقادك بالديمقراطية يا شيخ مشيمش فيجب عليك أن تؤمن بأن السلطة في لبنان يجب أن تكون في يد الحزب؟

سؤال ممتاز جدا وهذه إجابتنا .

أولاً : مبادئ الديمقراطية لا تسمح للحزب أن يملك شيئاً من وسائل المنافسة السياسية وممنوع أن يمتلكها المنافسون له من السياسيين اللبنانيين "وتحديدا الشيعة" فعلى سبيل المثال لا الحصر: إن حزب الله  يستعين مالياً بدولة إيران وهي شقيقة لبنان " فق القانون اللبناني" فيتقاضى منها /100/مليون دولار شهرياً وقد أسس بها تلفزيونات، وراديوهات، ومجلات، وجرائد، ومواقع الكترونية، وقاعات، واستمال بها شعراء، وأدباء، وصحفيين، ورجال دين، وأئمة مساجد، و ، و ، و ، و ، و إلخ ، حتى استطاع أن يؤثر في الرأي العام الشيعي ويفوز بتأييد ما يقرب الثلث من أصوات الشيعة فقط ، وأما نحن الشيعة الذين نعارض الحزب سياسياً وفكرياً أردنا أن نستعين بدول عربية صديقة للبنان "وفق القانون اللبناني" كصداقة إيران لدولتنا لأجل أن نستمد منها القوة المالية حتى نؤسس بها تلفزيوناً، وراديو، ومجلة، وجريدة، ومسجد، وقاعة، ومستوصف، ومستشفى، وكشافاً ونادياً رياضياً، لتعبئة الرأي العام الشيعي" تحديداً " لصالح رؤيتنا السياسية التي نراها الأفضل لمستقبل وطننا لبنان فقام الحزب باتهامنا بالتجسس لصالح الموساد الإسرائيلي!!! وجواسيس للسي أي إي الأميركية!!!! وبأننا أعداء المقاومة فاستباح كرامتنا، وَحَرَّض وأثار جمهوره علينا  فاعتدوا علينا، وقذفوا الرعب في قلوب أنصارنا ومارسوا بحقنا كل ما تمارسه العصابات، والمافيات، والزُّمَر،  والمرتزقة، وتحول سلاحه الذي كان في وجه الإحتلال الإسرائيلي إلى سلاح في وجوه اللبنانيين أبناء وطنه الذين يختلفون معه سياسيا.

فهل بعد ذلك بمقدوركم أن تقولوا لنا بأن الديمقراطية هي من أوصلت الحزب إلى احتكار  تمثيل الشيعة في السلطة اللبنانية؟!

 

مواقف لبنانية تؤكد أهمية «الاستقلال الحقيقي» في ذكراه الـ75 وإزاحة الستار عن نصب تذكاري يجسّد المناسبة

بيروت/الشرق الأوسط/22 تشرين الثاني/18/أجمعت المواقف اللبنانية على أهمية الاستقلال ومعناه الحقيقي، في الذكرى الـ75 لهذه المناسبة التي أزيح الستار عن نصب تذكاري يجسدها في وزارة الدفاع، بحضور رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس الحكومة المكلف سعد الحريري ورئيس مجلس النواب نبيه بري. وفي حين وضعت أكاليل من الزهر على أضرحة عدد من رجالات الاستقلال، وضع وزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال نهاد المشنوق إكليلاً على ضريح رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري ممثلا رئيس الجمهورية، في حضور النائبين هادي حبيش وسامي فتفت ممثلاً كتلة «المستقبل». وقال المشنوق: «في عيد الاستقلال، نشعر أكثر وأكثر بالحاجة إلى نظرة الرئيس الشهيد رفيق الحريري نحو لبنان، التي يؤمن بها لبنانيون أكثر بكثير من المعلن، ويرغبون في الاستمرار فيها». وأضاف: «الشهيد الحريري كان بوابة الاستقلال الثاني للبنان، بحداثته واعتداله وتفكيره ورغبته في استرجاع لبنان، لفترة طويلة... ودوره الفاعل والمؤثر على الخريطة الدولية والعربية». وأكد: «هذا الجهد لم ينته، ويجب أن يستمر، لأن هناك لبنانيين كثيرين لديهم النظرة نفسها، والرأي نفسه، والرغبة نفسها»، داعيا إلى «استمرار العمل والنضال من أجل تثبيت هذا الاستقلال الذي اهتز، وكل اللبنانيين شعروا بوجود خطأ يستوجب العلاج، لكنه خطأ لا يعالجه إلا اللبنانيون أنفسهم».

وختم: «لو قرأوا مسيرة رفيق الحريري بطريقة صحيحة، سواء في لبنان أو في سوريا أو حتى في إيران، كان يمكن أن تتغير أشياء كثيرة، ولكانت المنطقة أكثر حداثة، وكنا وفرنا الحروب والدمار والخراب والخلافات والصراعات التي لا تنتهي، والتي تشهدونها كل يوم».

وفي هذه المناسبة وجّه قائد الجيش العماد جوزيف عون أمر اليوم إلى العسكريين، داعيا إياهم إلى أعلى درجات اليقظة والاستعداد لمواجهة تحديات هذه المرحلة بمختلف أشكالها ووجوهها. وقال إن «التاريخ محطات، وبعض المحطات تاريخ بحد ذاتها، واليوم تسطرون بحبر الدم والتضحية صفحات مشرقة في تاريخ لبنان المعاصر. ففي زمن التحولات والصراعات الدولية الكبرى، تثابرون على جهوزيتكم عند الحدود الجنوبية، لإحباط مخططات العدو الإسرائيلي وتهديداته، ومحاولاته وضع اليد على جزء من أرضنا وثرواتنا النفطية»، متوجها إلى العسكريين قائلا: «استمروا على ما دأبتم عليه، متسلحين بحقكم المقدس في الذود عن ترابكم وشعبكم، بالتنسيق والتعاون مع قوات الأمم المتحدة المؤقتة إلى جانبكم تطبيقا للقرار (1701) ومندرجاته، ما يزيد من صمودكم وقدرتكم على مواجهة هذا العدو. وأعلم أنكم تواقون لتحرير مزارع شبعا وتلال كفرشوبا واستكمال انتشاركم فيها كما في الجزء الشمالي من بلدة الغجر المحتلة».

ولفت إلى أن «الوجه الآخر لتضحياتكم هو محاربة الإرهاب الذي طردتموه من أرضنا وأبعدتم خطره. واليوم تنتشرون على الحدود الشمالية والشرقية لتأمينها من تسلل أي مجموعات إرهابية، وضبط عمليات التهريب والانتقال غير الشرعي»، مؤكدا: «لا مكان للمخلين بالأمن ولا ملاذ لهم، والجيش عازم على مطاردتهم وحماية المواطنين من شرورهم، ومن آفة المخدرات التي تهدد مجتمعنا». ورأى أن «الحالة الضبابية التي تلف المنطقة بأسرها في ظلال تحولات كبرى مرتقبة، سيكون لها من دون شك انعكاسات على بلدنا، فضلا عن الظروف الدقيقة التي يمر بها لبنان، ما يحتم على العسكريين البقاء في أعلى درجات اليقظة والاستعداد لمواجهة تحديات هذه المرحلة بمختلف أشكالها ووجوهها». كذلك، وجّه المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم أمر اليوم لعسكريي المديرية العامة للأمن العام، في ذكرى الاستقلال. ورأى في كلمته أن «احتفالنا بالعيد الماسي للاستقلال هذه السنة، مناسبة تعكس بامتياز معاني الاستقلال الذي يتجسد في شتى ميادين الدولة السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية، نتيجة لممارسة يومية تحكمها القوانين والأنظمة على كل المستويات التي تعني شؤون إدارة الدولة ومؤسساتها».

وعدّد إبراهيم «إنجازات الأمن العام منذ عام 2012 في ميادين الأمن الاستباقي، ومكافحة الإرهاب والتجسس، وكذلك في المجالات الخدماتية والإدارية»، مؤكدا أن «هاجس الأمن العام الأساس للمرحلة المقبلة دحر الإرهاب وضرب مفاعيله وأدواته، ومكافحة خلايا العدو الإسرائيلي في كل أشكالها ومنعه من استهداف لبنان أو اعتماده حقل تجارب على حساب البشر والحجر». وفي هذه الذكرى، سأل رئيس الحزب الاشتراكي، النائب السابق وليد جنبلاط؛ عن أي استقلال يعيشه لبنان؟ وكتب في حسابه على «تويتر» قائلا: «في هذه اللحظة في الخارج أغاني فيروز وزكي ناصيف عن الاستقلال. لكن أتساءل: أي استقلال؟ لبنان فيروز وزكي ناصيف انتهى. هناك لبنان آخر». من جهته، عدّ رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، أن عيد الاستقلال لم يترجم حتى اللحظة كما يجب. وقال في بيان له: «يبقى الاستقلال ناقصا غير ناجز طالما بقي القرار الاستراتيجي العسكري الأمني خارج الدولة، وطالما بقي سلاح خارج الدولة. ويبقى الاستقلال من دون معنى إذا كان المواطن اللبناني يرزح كل يوم تحت ثقل أزمة من الأزمات المعيشية التي تلاحقه».

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

موسكو: إيران خارج "سويفت" وأوروبا لا تحرك ساكنا

 نوفوستي- الخميس/22 تشرين الثاني/18/أعربت موسكو عن أسفها لعدم اتخاذ الاتحاد الأوروبي أي إجراءات بعد فصل إيران من نظام "سويفت" المالي، وذلك امتثالا لعقوبات واشنطن على طهران والتي دخلت حيز التنفيذ مطلع نوفمبر الجاري. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا بإيجاز صحفي اليوم الخميس: "من المفاجئ تقاعس السلطات الأوروبية، التي سمحت للعقوبات (الأمريكية) بالتأثير على عمل مؤسسة مالية تخضع قانونا للسيادة البلجيكية". وأكدت أن موسكو تعمل على تأمين حماية مشاريعها في إيران من عقوبات واشنطن، بعد الإعلان في مايو الماضي عن انسحاب الأخيرة من الاتفاق النووي مع طهران. وفي نوفمبر الماضي، أعلنت "سويفت" قطع خدماتها عن مجموعة من المصارف في إيران، ما يعد ضربة قوية للمنظومة المصرفية الإيرانية وصادرات طهران. و"سويفت" جمعية اتصالات مالية عالمية تعرف اختصارا بـ"سويفت" تأسست في 1973 بمبادرة من مؤسسات مصرفية عالمية، بهدف توفير شبكة عالمية موحدة للاتصالات المالية الآمنة بين المؤسسات المصرفية. ويقع مقر الجمعية في بلجيكا ولها مكاتب تمثيلية في مختلف دول العالم كالولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وسويسرا والمملكة المتحدة. وتوفر الشبكة لمستخدميها السرعة والأمان في إنجاز المعاملات المصرفية، وعملية نقل المعلومات عبر الشبكة لا تتطلب أكثر من بضع ثوان.

 

إيران تهدد بقصف القواعد وحاملات الطائرات الأميركية بالمنطقة ومحافظ المركزي فيها يعترف بأن سماسرة الأزقة والشوارع هم من باتوا يحددون سعر الدولار

طهران، عواصم – وكالات/22 تشرين الثاني/18/ تحت وقع العقوبات الأميركية التي بدأت تظهر آثارها واضحة على اقتصادها، ومع تصاعد الضغوط الدولية والإقليمية والداخلية ضدها، هددت إيران باستهداف القواعد الأميركية في الشرق الأوسط والخليج وحاملات الطائرات الأميركية في الخليج. ونقلت وكالة “تسنيم” للأنباء عن قائد القوة الجو فضائية في “الحرس الثوري” أمير علي حاجي زادة، قوله “إنها في مرمى نيراننا ويمكننا ضربها إذا قاموا بتحرك”، مضيفا أن “الحرس الثوري حسّن من دقة صواريخه”.

وأكد أن القواعد الأميركية في أفغانستان والإمارات وقطر وحاملات الطائرات الأميركية في الخليج في مرمى الصواريخ الإيرانية. وتابع أنه “بإمكان الصواريخ الإيرانية ضرب قاعدة العديد الجوية في قطر وقاعدة الظفرة بالإمارات وقاعدة قندهار في أفغانستان، والتي تستضيف جميعها قوات أميركية”. في غضون ذلك، أعلنت منظمة “هيومن رايتس ووتش” الحقوقية أن السلطات الإيرانية زادت من قمع المعلمين والناشطين العماليين خلال الأسابيع الأخيرة لتنظيمهم احتجاجات سلمية.

وبالرغم من إعلان السلطات الإيرانية أن 15 ناشطا نقابيا من عمال مصانع السكر في السوس، شمال الأهواز، تم الإفراج عنهم إلا أن المتظاهرين الذين واصلوا احتجاجهم أمس أكدوا أن أيا من قادة الاحتجاجات لم يتم إطلاق سراحه.

وقال نائب المدير التنفيذي لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في “هيومن رايتس ووتش” مايكل بايج، “إن السلطات الإيرانية تعاقب المعلمين والناشطين العماليين بسبب ممارستهم لحقوقهم في المساومة الجماعية والقيام باحتجاجات سلمية تعد حريات أساسية لجميع العمال”. وذكرت المنظمة أن حملة القمع الأخيرة ضد النشطاء العماليين امتدت إلى القطاع الخاص حيث في 18 نوفمبر، ذكرت قناة نقابة عمال قصب السكر، عبر “تلغرام” أن السلطات ألقت القبض على جميع أعضاء رابطة ممثلي العمال في شركة “هفت تبه” لإنتاج قصب السكر، بما في ذلك اثنان من قادة المجموعة البارزين هما إسماعيل باخشي ومحسن أرمند. إلى ذلك، اعترف محافظ البنك المركزي الإيراني عبد الناصر همتي، أن السيطرة على أسعار صرف العملات الأجنبية في بلاده، تمثل إحدى أهم مشاكل الاقتصاد الإيراني. وقال إن “إحدى أهم مشاكلنا هي أن سعر العملة الصعبة، تحدده مجموعة من السماسرة في الأزقة والشوارع، وهو أمر لا يمكن احتماله، البنك المركزي قوي ويمكنه المبادرة للتصدي لهؤلاء”، زاعما أن الحكومة والبنك المركزي نجحا في إعادة الاستقرار للاقتصاد. من جانبه، أعلن “الحرس الثوري” تحرير خمسة من بين 12 من حرس الحدود، خطفتهم جماعة “جيش العدل” الانفصالية على الحدود مع باكستان الشهر الماضي. من ناحية أخرى، تم الإفراج عن عبد الفتاح سلطاني المحامي البارز في مجال حقوق الإنسان، بعد قضائه نحو سبع سنوات في السجن، حيث قال محاميه سعيد دهقان، إنّ “السلطات وافقت على الإفراج المشروط عن موكّلي، وقد أُفرِج عنه”. على صعيد آخر، أكدت وزارة الخارجية الإيرانية، أن طهران بقيت في الاتفاق النووي بإصرار من الدول الأوروبية، وقال المتحدث باسمها بهرام قاسمي “إن أوروبا أصرت على استمرار الاتفاق النووي ولا زلنا في الاتفاق بناء على إصرار الدول الأوروبية، ومن ثم فهم مطالبون بالوفاء بتعهداتهم وهو أمر لابد منه بالنسبة للاتحاد الأوروبي”. وأشار إلى أن الوقت يمر لصالح إيران وعلى حساب الولايات المتحدة، مضيفا “إن عمل الولايات المتحدة الحالي الذي يتضمن إلغاء الاتفاق النووي وفرض عقوبات على إيران سيبوء بالفشل”.

من جانبه، أكد مندوب الولايات المتحدة لدى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية كينيث وارد إن “إيران لم تكشف عن كل قدراتها من الأسلحة الكيميائية للمنظمة الدولية في لاهاي”، موضحا أن “إيران لم تخطر المنظمة بوجود منشأة لتعبئة القنابل الجوية”.

بدوره، رحب السفير الأميركي لدى ألمانيا ريتشارد جرينل بالتزام برلين بالعقوبات الجديدة المفروضة على إيران، مثمنا قرار الشركات الألمانية الالتزام بالعقوبات الأميركية، ومتهما الشركات الألمانية التي لا تزال تقيم أعمالا مع إيران بأنها تساعد البلاد بشكل غير مباشر في تمويل “أنشطتها الإرهابية”. وتابع: “إذا كنت تتعامل مع إيران فأنت تعطي المال للنظام الإيراني ، الذي ينفق مبالغ طائلة من المال على الأنشطة الإرهابية”. بدورها، أعلنت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، أن روسيا تعمل على حماية مشاريعها المشتركة مع إيران من العقوبات، معبرة عن الأسف لعدم وجود رد فعل من الاتحاد الأوروبي على فصل إيران عن نظام “سويفت”. على صعيد آخر، أفاد تقرير إخباري بأن حكومة إقليم كردستان بشمال العراق قررت افتتاح بوابة حدودية جديدة مع إيران، في غضون خمسة أشهر. ونقلت وكالة “إرنا” عن حاكم منطقة كليجالي في محافظة حلبجة بالإقليم عادل صالح، القول :”كل شروط تعيين بوابة بسته له اكتملت ونحن في انتظار موافقة من بغداد وطهران لفتحها رسميا”.

 

روحاني يشكك في نظافة الفرنسيين.. وباريس ترد

طهران – وكالات/22 تشرين الثاني/18/كان الملك الفرنسي لويس الرابع عشر، ومن عاصره ممن لم “يستحموا”، حاضرا في اجتماع للحكومة الإيرانية في طهران، تحدث خلاله الرئيس حسن روحاني بمناسبة عيد المولد النبوي الذي احتفلت به إيران يوم الأحد الماضي.

وقال روحاني أمام الوزراء “لقد كان النبي صلى الله عليه وسلم مصدر تحول عميق في العالم، وربما لن تصدقونني إذا قلت لكم إن النظافة بالنسبة للعرب قبل مجيئه كانت شيئا معيبا”. وتابع في كلمة بثها التلفزيون الرسمي الإيراني: “في فرنسا، وبعد عدة قرون من زمن النبي صلى الله عليه وسلم، كان الناس يفتخرون بعدم الاستحمام، الملك لويس الرابع عشر نفسه تفاخر بعدم الاستحمام طوال حياته”. وذكر الرئيس الإيراني أن الفرنسيين “كان لهم الشرف بأن تكون لديهم ملابس طويلة جدا تلامس الأرض، وملطخة بكل أنواع الأوساخ، كانوا فخورين بذلك”. ورد الموقع الإلكتروني لقصر فرساي قرب باريس، استنادا إلى مصدر، بأن “النظافة في بلاط ملك فرنسا، وخلافا للاعتقاد الشائع، كانت دائما مصدر اهتمام كبير”. وأضاف المصدر: “إذا كان صحيحا عدم الاستحمام كثيرا في فرساي إبان عهد لويس الرابع عشر، فإن ذلك مرده ليس قلة النظافة، إنما انعدام الثقة بالمياه التي كان يعتقد أنها تساعد في انتشار الأوبئة”. وتابع أن الحمامات كانت “نادرة”، وغالبا ما كانت تقتصر على الوصفات الطبية، لكن “نحن نعرف أن لويس الرابع عشر منذ طفولته كان يفضل الاستحمام في الأنهر والاستمتاع بذلك بعيدا عن أي اعتبار طبي”.

 

أميركا تقيم نقاط مراقبة على الحدود السورية – التركية وروسيا تقول بإن الصعوبات تعترض "منزوعة إدلب"

عواصم – وكالات: أعلن وزير الدفاع الأميركي جيم ماتيس، أن الجيش الأميركي سيقيم نقاط مراقبة على الحدود الشمالية لسورية لتجنب التوتر بين تركيا وأكراد سورية، حلفاء التحالف الدولي المناهض لتنظيم “داعش”. وقال ماتيس لصحافيين في البنتاغون، ليل أول من أمس، “نحن نشيد أبراج مراقبة في مناطق عدة على طول الحدود السورية، الحدود الشمالية لسورية”. وأوضح أن الهدف هو التأكد من أن “قوات سورية الديمقراطية” (قسد) “لن تنسحب من المعركة” ضد “داعش” و”لنتمكن من سحق ما تبقى من الخلافة الجغرافية”. وأضاف إن مراكز المراقبة هذه “ستكون مواقع ظاهرة بوضوح ليلاً ونهاراً ليعرف الأتراك أين هي بالضبط”، مشيراً إلى أن هذا القرار اتخذ “بالتعاون الوثيق مع تركيا”. على صعيد آخر، أكد المبعوث الأميركي الخاص إلى سورية جيمس جيفري أن وجود القوات الأميركية في سورية هدفه هزيمة “داعش”، مستبعدا إمكانية تحقيق ذلك قبل رحيل القوات الإيرانية من هذا البلد. وقال إن الضغوط التي تمارسها واشنطن تهدف إلى إجبار طهران على سحب قواتها وتلك المتحالفة معها من الأراضي السورية، معتبراً أن “القوات الأجنبية، خصوصاً الإيرانية يمكن أن ترغم أو أن نجد طريقة كي تغادر سورية، هذا هدف هام من وراء سياستنا”. وأشار إلى أن وجود إيران في سورية لا علاقة له بالدفاع عن نظام الأسد، وإنما ترغب من خلاله طهران بسط سيطرتها. من ناحية ثانية، أكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا في مؤتمر صحافي، أمس، استمرار الصعوبات التي تعترض إنشاء منطقة منزوعة السلاح في إدلب. وقالت إن الوضع في شمال غرب سورية، وتحديداً في إدلب لا يزال يثير القلق. وأضافت “رغم الجهود التركية الجدية لتنفيذ اتفاق 17 سبتمبر الماضي، مع روسيا بشأن إدلب، فإن الصعوبات في إنشاء منطقة منزوعة السلاح في هذه المنطقة لا تزال قائمة”، موضحة أن بلادها تواصل العمل عن كثب مع الأتراك بهذا الشأن. من جهة أخرى، أعلن مبعوث الرئيس الروسي الخاص إلى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف أن نائب رئيس الوزراء الروسي يوري بوريسوف، قد يتوجه قريباً بزيارة إلى سورية. وقال “آمل أن يكون هناك لقاء بين بوريسوف وبين الأسد”. في غضون ذلك، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن نحو 25 عنصراً من “داعش” قتلوا في قصف نفذته طائرات التحالف الدولي شرق نهر الفرات . وأضاف إن قوات “قسد” دمرت عربة مفخخة لـ”داعش” قبل وصولها إلى حقل التنك النفطي على الضفاف الشرقية لنهر الفرات، فيما قصفت طائرات التحالف مواقع للتنظيم في ريف دير الزور الشرقي”. إلى ذلك، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن الجانب الروسي في لجنة الهدنة الروسية – التركية في سورية رصد خلال الـ24 ساعة الماضية ثمانية انتهاكات لنظام وقف العمليات العسكرية، بينما رصد الجانب التركي خمسة انتهاكات أخرى.

 

الشرطة المصرية تقتل 12 إرهابياً بشمال سيناء

القاهرة – وكالات: أعلنت الشرطة المصرية، أمس، مقتل 12 إرهابيا في تبادل لإطلاق النار في ضربة أمنية مزدوجة، في مدينة العريش بشمال سيناء. وذكرت قناة “النيل” للأخبار التابعة للتلفزيون المصري، أن “قطاع الأمن الوطني بوزارة الداخلية تمكن من رصد تواجد مجموعة من العناصر الإرهابية في أحد الأحواش المهجورة بدائرة قسم ثالث العريش، حيث قامت قوات الأمن باستهدافهم وتبادل إطلاق النار معهم، ما أسفر عن مقتل سبعة منهم”.وأشارت إلى أن “قوات الأمن نجحت في تتبع خطوط سير باقي المجموعة وتحديد تواجد خمسة منهم شمال الطريق الدائري على مقربة من المنطقة الأولى وتم تبادل إطلاق النار معهم، ما أسفر عن مقتلهم”، وعثر مع العناصر الإرهابية علي العديد من الأسلحة النارية والذخائر والعبوات الناسفة”.

في غضون ذلك، أصدر وزير الداخلية محمود توفيق قرارا بالسماح لـ 44 ممصريا بالتجنس بجنسيات أجنبية مع عدم احتفاظهم بالجنسية المصرية، كما أصدر قرارا بالسماح لـ 42 آخرين بالتجنس بجنسيات أجنبية مع احتفاظهم بالجنسية المصرية، ووافق على طلب 15 مواطنا برد الجنسية المصرية إليهم. من جانبها، قررت نيابة أمن الدولة العليا حبس عائشة الشاطر نجلة القيادي في جماعة “الإخوان” خيرت الشاطر، وهدى عبدالمنعم ومحمد أبوهريرة وبهاء عودة وأحمد الهضيبي ومحمد الهضيبي 15 يومًا على ذمة التحقيقات بتهمة التحريض على ضرب الاقتصاد القومي.

 

مجلس إدارة «نيسان» يقيل رئيسه كارلوس غصن والشركة أكدت أن التحالف مع «رينو» سيبقى دون تغيير

طوكيو/الشرق الأوسط/22 تشرين الثاني/18/أقال مجلس إدارة مجموعة «نيسان» لصناعة السيارات اليوم (الخميس)، رئيسه كارلوس غصن الموقوف في طوكيو بتهمة التهرب الضريبي، في خطوة لم يكن من الممكن تصورها للرجل الذي أنقذ هذه المجموعة اليابانية العملاقة.

وأكدت المجموعة التي بنى فيها سمعته كمؤسس إمبراطوريات في عالم صناعة السيارات في 1999، أنها اتخذت هذا القرار «بالاجماع». وقالتفي بيان «بعد مراجعة تقرير مفصل لتحقيق داخلي، صوت مجلس الإدارة بالإجماع لإقالة كارلوس غصن من منصب رئيس مجلس الادارة». وقد انقلبت حياة كارلوس غصن الذي يُنسب إليه النجاح في تغيير مصير تحالف «نيسان-رينو-ميتسوبيشي»، فجأة عند توقيفه أول من أمس (الثلاثاء) فور هبوط طائرته الخاصة في طوكيو.

والتزم غصن (64 عاما) الصمت منذ توقيفه. ويفترض أن يتم تعيين رئيس لمجلس الإدارة خلفا لغصن، وسيكون على الأرجح الرئيس التنفيذي للمجموعة هيروتو سايكاوا مساعده السابق الذي شن هجوما عنيفا مساء الاثنين على رئيسه السابق.

وأكدت «نيسان» أيضا ان التحالف مع رينو الفرنسية «يبقى بدون تغيير». ويُتهم غصن الفرنسي اللبناني البرازيلي رسميا بأنه قام مع شركاء بتقديم كشوفات تقل عن دخله الحقيقي «بخمس مرات بين يونيو (حزيران) 2011 ويونيو 2015»، معلنا عن مبلغ إجمالي بقيمة 4.9 مليار ين (حوالى 37 مليون يورو)، بدلا من عشرة مليارات ين. لكن يُشتبه أيضا بأنه استخدم ممتلكات الشركة لحسابه الخاص حسب نتائج تحقيق داخلي أجرته «نيسان» في الأشهر الأخيرة. من جهتها، تنوي «ميتسوبيشي موتورز» أحد أطراف التحالف القوي لصناعة السيارات، «إقالة» غصن «بسرعة». وقال ناطق باسم المجموعة إن مجلس إدارتها سيجتمع الأسبوع المقبل لهذا الهدف. أما مجموعة «رينو» فتلتزم الحذر. وقد طلب مجلس إدارتها من «نيسان»، «تسليمه كل المعلومات التي بحوزتها في إطار التحقيقات الداخلية بشأن غصن». لكن «رينو» قالت إنها تقف إلى جانب مديرها التنفيذي رغم إعلانها عن تكليف مدير العمليات تييري بولوريه «موقتا» الإدارة التنفيذية للمجموعة «بالصلاحيات نفسها» التي يتمتع بها رئيس مجلس الإدارة.

وأعلن وزير الاقتصاد الفرنسي برونو لومير أمس (الأربعاء) إن «هذه القيادة تضمن حسن سير العمل لدى شركة رينو». وأضاف بأن «قيادة رينو متينة لكنها موقتة» مؤكدا أنه سيلتقي نظيره الياباني الخميس لمناقشة «تمديد» التحالف.

وتحدثت الصحافة المحلية اليابانية نقلا عن مسؤولين في نيسان أن المجموعة تريد إعادة النظر في هيكلة التحالف وهو «شرط أساسي لكي تستمر» بحسب قول أحدهم. وقالوا إن الهدف قد يكون إعادة النظر في توزيع الأسهم، إذ إن «رينو» تمتلك 43 % من «نيسان» لكن الشركة اليابانية التي تتقدم على حليفتها في مجال رقم الاعمال لا تملك فيها سوى 15% من أسهم رينو وهو وضع يثير منذ فترة طويلة استياء في اليابان. وذكرت الصحيفة الاقتصادية «نيكي»، نقلا عن مسؤول في نيسان، أن كارلوس غصن كان يسعى إلى دمج المجموعتين «ومن المحتمل أن تكون هناك خطة ملموسة جاهزة في الربيع المقبل». لكن عملية الدمج هذه مرفوضة كما هو واضح من قبل سايكاوا. وسبّب توقيف غصن المفاجئ صدمة واسعة في قطاع صناعة السيارات في اليابان وخارجها، خصوصا أنه ينسب إليه النجاح في تغيير مصير تحالف «نيسان-رينو-ميتسوبيشي».

 

دروز السويداء يرفضون محاولات دمشق إعادتهم إلى «بيت الطاعة»

لندن - بيروت/الشرق الأوسط/22 تشرين الثاني/18/بعد نحو 8 سنوات من اندلاع الحرب في سوريا، يتمسّك سليم برفضه أداء الخدمة العسكرية الإلزامية، على غرار غالبية الشبان الدروز من أبناء محافظة السويداء، غير آبهين بدعوة حازمة وجهتها لهم دمشق مؤخراً للالتحاق بالجيش.

وبعد أيام من تحرير نساء وأطفال دروز من السويداء خطفهم تنظيم داعش لأكثر من 3 أشهر بعد هجمات شنها في المحافظة، وكانت الأكثر دموية ضد الأقلية الدرزية في البلاد، دعا الرئيس بشار الأسد أبناء المنطقة للالتحاق بالجيش، عادّاً التخلف عن ذلك بمثابة «تهرب من خدمة الوطن». وطيلة سنوات النزاع، تمكن دروز سوريا، الذين يشكلون 3 في المائة من السكان، من تحييد أنفسهم عن تداعياته إلى حد كبير. فلم يحملوا إجمالاً السلاح ضد النظام ولا انخرطوا في المعارضة، باستثناء قلة. وتخلف عشرات آلاف الشبان عن التجنيد الإجباري، مستعيضين عن ذلك بحمل السلاح دفاعاً عن مناطقهم فقط، بينما غضّت دمشق النظر عنهم. ويقول سليم (27 عاماً)، وهو متخلف عن التجنيد ويستخدم اسماً مستعاراً، لوكالة الصحافة الفرنسية: «لا أريد أن تكون لي بصمة في حمام الدم السوري (...) لا أرغب في أن أقتل ابن حماة وحمص أو أي محافظة أخرى ليبقى فلان على كرسيه». ويضيف: «الجيش مقبرة للعمر والحياة، خصوصاً أن لا سقف يحدد مدة الخدمة خلال سنوات الحرب».

وباتت الخدمة الإلزامية تستمر سنوات عدة جراء الحرب، بعدما كانت مدتها الأساسية تقتصر على نحو عامين فقط. وخشية توقيفه على حواجز قوات النظام واقتياده إلى التجنيد، يحصر سليم تنقلاته ضمن حدود محافظته فقط. وتوجد الحكومة السورية في محافظة السويداء عبر المؤسسات الرسمية والمراكز الأمنية، فيما ينتشر الجيش حالياً على حواجز في محيط المحافظة. وكان سليم حمل السلاح مع مقاتلين محليين لصد هجوم شنّه التنظيم المتشدد في 25 يوليو (تموز) الماضي على مدينة السويداء وريفها الشرقي، ما تسبب بمقتل أكثر من 260 شخصاً. وخطف التنظيم حينها نحو 30 شخصاً، أفرج عن 6 منهم الشهر الماضي بموجب اتفاق تبادل أسرى مع دمشق. وفي 8 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، أعلنت دمشق عن تحرير باقي المختطفين في عملية عسكرية. وكان 5 منهم قتلوا خلال فترة الاحتجاز جراء إعدامات أو اشتباكات، كما توفيت امرأة مسنة. وأثناء استقباله وفداً من المختطفين المحررين وعائلاتهم الثلاثاء الماضي، ربط الأسد بين الهجوم وغياب انتشار الجيش. وقال: «لو كان كل الناس ملتحقين، لكان الجيش تواجد في كل المناطق. لذلك أنا أقول، كل واحد تهرب من خدمة الجيش، هو تهرب من خدمة الوطن (...) ويتحمل ذنباً في كل مخطوف وشهيد». يستغرب سليم تصريحات الأسد ويرى فيها نبرة تهديد. ويوضح: «للمتخلفين عن الخدمة أسبابهم (...)، والنظام يقول لنا: (داعش أو الالتحاق بالخدمة)»، مؤكداً رفضه لها حتى لو فرضها النظام بالقوة.

ويرى أستاذ العلاقات الدولية خطار أبو دياب، المواكب لوضع دروز السويداء، في تصريحات الأسد «تهويلاً لن ينفع»، عادّاً أنه «يريد أن يأخذ أهل السويداء ليكونوا طعماً لمعارك مستقبلية».

وبقيت محافظة السويداء بمنأى نسبياً عن الحرب، باستثناء هجمات محدودة بين 2013 و2015 شنتها فصائل معارضة بعضها إسلامي متطرف، وتصدت لها مجموعات محلية أبرزها «مشايخ الكرامة»، التي ضمت رجال دين ومقاتلين رافضين لتجنيد الدروز خارج مناطقهم.

ويقول نور رضوان (26 عاماً)، مدير «شبكة السويداء 24» المحلية للأنباء، للوكالة: «استفاد النظام من العنف المفرط الذي ارتكبه (داعش) ليحاول إعادة السويداء إلى بيت الطاعة، وها هو اليوم وبكل صراحة يعرض مقايضة: أمنكم وحمايتكم مقابل خدمتكم» في الجيش.

في عام 2014، ومع توسّع المعارك في سوريا، بدأ الأهالي بمحاصرة كل مركز أمني يُعتقل فيه أحد أبنائهم لتخلفهم عن الخدمة حتى إطلاق سراحهم، بينما لم تقدم دمشق المنشغلة بجبهات أخرى على أي ردود فعل. ويرى رضوان أنّ النظام حاول «احتواء أي حركة احتجاجية بأقل الخسائر انطلاقاً من تعامله مع الأقليات بحذر شديد». لكن ذلك لم يمر من دون ثمن. ويتحدث سكان من المدينة عن فلتان أمني شهدته المحافظة خلال السنوات الماضية، عبر عمليات خطف مقابل فدية وقتل، من دون أي تدخل للمراكز الأمنية التابعة للنظام. كما اتهم البعض على مواقع التواصل الاجتماعي قوات النظام بإفساح المجال أمام الهجوم الأخير للتنظيم للضغط على أبناء المحافظة.

ويقول الناشط والباحث همام الخطيب (37 عاماً) لوكالة الصحافة الفرنسية، إن السويداء تتحول ليلاً إلى «مدينة أشباح، يحمل المتنقلون فيها أسلحة فردية لحماية أنفسهم». ويضيف: «يستخدم النظام طرقاً أخرى في عقاب السويداء، مثل (داعش) بدلاً من البراميل، أو الفوضى والجريمة بدلاً من الاعتقالات». بعد هجمات السويداء، انكفأ التنظيم إلى منطقة تلول الصفا المتاخمة للمحافظة، قبل أن يتعرض لغارات كثيفة ويخوض اشتباكات ضد قوات النظام التي تمكنت السبت الماضي من بسط سيطرتها على المنطقة. وانسحب مقاتلو التنظيم، وفق مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» رامي عبد الرحمن، إلى البادية، بناء على اتفاق مع دمشق التي تلقت وعوداً من مشايخ دروز بالعمل على إقناع الشباب بالالتحاق بالجيش في حال إبعاد خطر التنظيم عن المحافظة. ويقدر «المرصد» وجود 30 ألف شاب درزي متخلفين عن الخدمة، لافتاً إلى اجتماعات متتالية يجريها ضباط روس مع مشايخ دروز لتسوية هذا الملف. ورغم ذلك، فإن عدي الخطيب (25 عاماً) يصرّ على رفض التجنيد لأن «الحرب مستمرة والقتل مستمر. ونحن لسنا آلة للقتل». ويضيف الشاب القاطن في السويداء: «شبّان السويداء متخلفون عن الجيش، وأنا منهم، لكننا نحن من تصدينا لاعتداء (داعش) والجيش لم يساندنا». ويتساءل: «كيف بإمكاننا اليوم أن نخلي المنطقة ونلتحق بالجيش؟ محافظتنا أولى بشبابها».

 

وزير إسرائيلي بارز يهدد السنوار وآخرون يلوّحون باجتياح غزة ومقاول إسرائيلي يمتدح إسماعيل هنية: اشتغل عندي وكان مخلصاً وذكياً

تل أبيب/الشرق الأوسط/22 تشرين الثاني/18/في وقت تتواصل الانتقادات للحكومة الإسرائيلية، من اليمين ومن اليسار، بسبب إخفاقاتها في المعارك الأخيرة مع التنظيمات الفلسطينية المسلحة، وتترافق معها السخرية من «عضلات نتنياهو الفارغة وتهديداته الكلامية الجوفاء لحركة حماس»، خرج أربعة من وزراء اليمين بتهديدات حربية مباشرة لـ«حماس» وقادتها، بروح أن «المعركة لم تنتهِ بعد»، وأن «إسرائيل ستعيد احتلال قطاع غزة وإسقاط (حماس) حتماً، ولكن في الوقت الذي تختاره هي وليس وفقاً لأجندة الفلسطينيين». وهدد وزير الإسكان الإسرائيلي الجنرال يوآف غالانت، باغتيال قائد «حماس» في غزة يحيى السنوار. وقال غالانت، العضو في المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية (الكابينت) في الحكومة الإسرائيلية، خلال مؤتمر عقدته صحيفة «جيروزاليم بوست» الصادرة في إسرائيل باللغة الإنجليزية، أمس (الأربعاء)، إن «أيام يحيى السنوار محدودة. وأنا أعدكم بأنه لن يُنهي حياته في بيت مسنّين». وفي المؤتمر نفسه، تكلم وزير الأمن الداخلي غلعاد إردان، وهو الآخر عضو في «الكابينت»، بأنه «إذا كان احتلال القطاع سيضمن أمن مواطنيها، فهذا ما ستفعله إسرائيل. وبرأيي إسرائيل أقرب من أي وقت سابق لإعادة احتلال قطاع غزة والسيطرة عليه». وتلاه وزير المواصلات والاستخبارات يسرائيل كاتس، العضو في «الكابينت» أيضاً، الذي قال: «نحن قريبون من حرب لا مفرّ منها في غزة. وعلينا ضرب (حماس) بشدة من أجل اجتثاث الإرهاب. ولا يوجد أي حل سياسي للوضع في القطاع، ولا يوجد أي احتمال لتسوية مستقرة مع غزة. وعلى إسرائيل توجيه ضربة إلى (حماس) من أجل إعادة الردع المتآكل». أما وزيرة القضاء والعضوة في «الكابينت» أييليت شاكيد، فقالت إن «وقف إطلاق النار لن يصمد سوى بضعة أشهر، وعندها سينكسر. وإذا لم يكن من خيار أمامنا، فلدينا القدرة على استخدام قوة أكبر ضد (حماس)». واعتبر قادة المعارضة هذه التصريحات «عربدة تافهة وانفلاتاً أجوف». وتوجهت رئيسة كتل المعارضة تسيبي ليفني، من كتلة «المعسكر الصهيوني»، إلى الوزراء قائلة: «إذا أردتم كسر إطلاق النار فأطلقوا، ولا تتحدثوا. أقوال كهذه تمس الردع الإسرائيلي. وإعادة احتلال غزة لا يتلاءم مع المصلحة الإسرائيلية». واضطر حتى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، إلى لجم وزرائه، فطلب علناً أن يكفّوا عن التصريحات غير المسؤولة.

هنية/وفي مقابل التهديدات الوزارية، بثّت «القناة العاشرة» للتلفزيون الإسرائيلي، مقابلة أجرتها مع مقاول بناء إسرائيلي، يدعى داني مخلوف من مدينة عسقلان (أشكلون)، التي تعرضت مؤخراً لقصف بالصواريخ من قطاع غزة، قال فيها إن زعيم حركة «حماس» إسماعيل هنية كان عاملاً لديه في قطاع البناء قبل نحو 40 عاماً. وأطرى مخلوف على هنية كثيراً وقال إنه كان إنساناً رائعاً وصادقاً وذكياً، وإنه بقي عنده نحو 9 سنوات، علّمه خلالها سرّ المهنة، وبنى معه بيوتاً عديدة في مدينة عسقلان التي «تحاول (حماس) هدمها بالصواريخ اليوم». وقالت ابنة المقاول إن هنية كان يزور بيت العائلة يومياً ويتناول الطعام على مائدتها ويشارك في مناسباتها، والعائلة أيضاً زارته في القطاع أكثر من مرة، «حين كان الإسرائيليون يدخلون قطاع غزة من دون مصاعب». وروى مخلوف كيف دخل إلى غزة بعد أن سمع أن إسماعيل هنية انخرط في صفوف حركة «حماس»، لكي ينهاه عن هذا الطريق. فاعترض نشطاء «حماس» طريقه و«كادوا يقتلونني لولا تدخل إسماعيل هنية بنفسه في هذه الحادثة، وقال لهم: هذا الشخص مثل والدي». وأضاف المقاول أنه طلب من هنية أن يبتعد عن العنف، وقد تعهد حينها هنية أن يترك العنف و«لكنه اليوم صاحب القرار بشأن استهداف البيوت التي بناها بنفسه في مدينة أشكلون».

 

مصر تريد عودة السلطة إلى غزة لتجنب مواجهة دامية ووفد «حمساوي» في مصر من أجل «المصالحة» وسط تصاعد التهديدات للقطاع

رام الله: كفاح زبون/الشرق الأوسط/22 تشرين الثاني/18/وصل وفد قيادي من حركة «حماس» إلى القاهرة، أمس، بدعوة من المخابرات المصرية لمناقشة احتمالات دفع عجلة المصالحة الفلسطينية إلى الأمام. وترأَّس صالح العاروري، نائب رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس»، الوفد الذي ضم مسؤولين من الخارج، بينهم موسى أبو مرزوق، وعزت الرشق، وحسام بدران ومن قطاع غزة: خليل الحية وروحي مشتهى. وقال الناطق باسم «حماس» فوزي برهوم، إن الزيارة تهدف إلى تطوير العلاقات الثنائية وإنهاء الحصار عن غزة، وبحث سبل تحقيق الوحدة الوطنية، وفق ما تم التوقيع عليه، خصوصا اتفاق 2011. ويُفترَض أن يصل الأسبوع المقبل وفد من حركة «فتح» إلى القاهرة لمناقشة المسؤولين المصريين فيما توصلوا له مع وفد «حماس». وتطلب «فتح» تسليم قطاع غزة بالكامل لحكومة التوافق الحالية قبل أي شيء، على أن يشمل ذلك الأمن والمعابر والجباية وسلطتي الأراضي والقضاء، وبلا أي شروط، لكن «حماس» تشترط أولاً رفع «العقوبات عن قطاع غزة وتشكيل حكومة وحدة وطنية والاعتراف بموظفيها السابقين ضمن كادر السلطة الفلسطينية». وتعمل مصر على طرح ورقة مقاربات جديدة تقوم على تلبية مطالب الطرفين خطوة بعد خطوة وتجاوز الخلافات. وترى القاهرة أن إتمام مصالحة الآن هو خطوة ضرورية بعد تثبيت تهدئة في القطاع وباعتبارها (المصالحة) مدخلاً لتوقيع تهدئة طويلة في غزة عبر منظمة التحرير على غرار الاتفاق الذي أنهى حرب 2014. وسيناقش المسؤولون المصريون حركة «حماس» حول تسليم قطاع غزة بشكل كامل للحكومة الحالية، وفق جدول زمني متفق عليه، على أن تبدأ لاحقاً مشاورات تشكيل حكومة وحدة وطنية. وترى مصر أن إزالة شرط رفع العقوبات سيقرب المسافات إذا تم اتفاق داخلي غير معلن أنها سترفع فوراً بعد تسليم الحكومة.

وتعتقد مصر أن دفع رواتب موظفي «حماس» من خلال قطر خلال الشهور الستة المقبلة، أزاح عقبة كبيرة من وجه الطرفين، بعدما طلبت الحركة سابقاً الاتفاق على دفعات محددة لموظفيها وليس دمجاً فورياً أو رواتب كاملة، ورفضت «فتح» الأمر باعتباره في عهدة لجنة متخصصة. وستطرح مصر إرجاء مناقشة مسألة السلاح في غزة العائد لفصائل المقاومة إلى حين «إصلاح» منظمة التحرير الفلسطينية وإجراء انتخابات لها تشارك فيها «حماس».

وتفكر مصر في طرح جدول متفق عليه قد يستمر شهرين أو أكثر من أجل تسلم السلطة الأمن والمعابر والجباية المالية والقضاء وسلطة الأراضي تباعاً، مع إمكانية تشكيل لجان مشتركة ومتخصصة، ويمكن أن تشارك فيها مصر، في الملفات المعقدة الأراضي والقضاء والأمن.

ويأتي التحرك المصري الجديد بعد أسبوع من وضع مصر اتفاق تهدئة جديد في غزة. وتخشى مصر من أن عدم إنجاز مصالحة سيجعل الحرب مع قطاع غزة أقرب في ظل التهديدات المتبادلة من الطرفين. وجاءت التهديدات بعد مواجهة بين إسرائيل وحماس الأسبوع الماضي كانت الأعنف منذ حرب 2014. وتم إطلاق نحو 500 صاروخ وقذيفة «هاون» على مستوطنات غلاف غزة خلال يومين، وشنت إسرائيل غارات استهدفت نحو 160 موقعاً تابعة لحركتي حماس والجهاد الإسلامي في قطاع غزة. وتريد مصر تجنب تدهور آخر، ويساعدها في ذلك نيكولاي ميلادينوف مبعوث الأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط، لكنه يبقى بعيداً عن السلطة الفلسطينية باعتباره شخصاً غير مرغوب فيه في رام الله. وأشاد ميلادينوف، أمس، بجهود مصر كلاعب حاسم في ملف التهدئة، قائلا إنها باتت تملك مفتاح العملية السياسية لإنهاء العنف. وأضاف: «نحن نعمل مع المصريين منذ بضع سنوات، ليس لدينا شريك أفضل من مصر في الدول العربية، وهناك فهم مشترك بأن الحرب في غزة الآن هو ضد مصالح إسرائيل وشعب غزة وضد التقدم نحو الأفضل». وتابع ميلادينوف خلال المؤتمر السنوي لصحيفة «جيروزالم بوست» الإسرائيلية: «هناك جهات مختلفة تحاول منع التوصل لاتفاق بشأن التهدئة في غزة، وتريد دفع القطاع إلى الهاوية من خلال حرب جديدة». وأردف: «ما رأيته هو أنه لا أحد يريد حرباً في غزة الآن، ولكن إن وقعت فإن ذلك سيكون مدمراً للجميع».

 

وزيرة إسرائيلية تنصح ترمب بألا يضيّع وقته في «صفقة القرن»

تل أبيب/الشرق الأوسط/22 تشرين الثاني/18/نصحت وزيرة القضاء في الحكومة الإسرائيلية أييلت شاكيد الرئيس الأميركي دونالد ترمب، بأن يتخلى عن خطته للسلام الإسرائيلي - الفلسطيني المعروفة باسم «صفقة القرن»، عادّة جهوده في هذا الشأن «مضيعة للوقت». وقالت شاكيد، التي تعدّ من أبرز وزراء اليمين المتطرف في حكومة بنيامين نتنياهو وقائدة في حزب المستوطنين «البيت اليهودي»، إن «جميعنا يريد السلام، ولكن الهوة بيننا وبين الفلسطينيين في قضية السلام، سحيقة وكبيرة جداً. وأنا لا أومن بأنه بالإمكان ردم هذه الهوة. لذلك أنصح الرئيس ترمب بأن يتخلى عن خطته هذه؛ فهي مضيعة للوقت». وكانت شاكيد تتكلم في «مؤتمر السياسيين»، الذي عقدته صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية، أمس الأربعاء. وقد طلب إليها الحديث عن رأيها في تصريحات المبعوث الأميركي لعملية السلام جيسون غرينبلات مؤخرا، بأن «هناك تقدما كبيرا في بلورة بنود خطة الرئيس ترمب للسلام في الشرق الأوسط»، وأن «هذه الخطة ستعرض قريبا على الأطراف»، فابتسمت وقالت إن هذه الجهود «مجرد مضيعة للوقت». يذكر أن حزب «البيت اليهودي»، الذي تمثله شاكيد في الحكومة إلى جانب وزير المعارف نفتالي بينيت الذي يطالب بتعيينه وزيرا للدفاع، ووزير الزراعة أوري أرييل الذي يقود زيارات المستوطنين الاستفزازية إلى باحات الأقصى، هو الحزب الأكثر شعبية لدى المستوطنين. وهو يرى أن حل القضية الفلسطينية يتم بإقامة دولة فلسطينية في الأردن والإبقاء على الاحتلال الإسرائيلي للقدس الشرقية والضفة الغربية.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

"فخامةُ الملك"... رجلُ الإستقلال والإزدهار

ألان سركيس/الجمهورية/الخميس 22 تشرين الثاني 2018

لا يمكن أن تمرَّ مناسبة كعيدِ استقلالِ لبنان إلّا ونتذكّر شخصيّة سياسيّة لعبت دوراً مهماً في تلك المرحلة والمراحل اللاحقة وطبعت صورتها في أذهان الناس كرجل دولة لائق وأنيق واستقلاليّ بالدرجة الأولى.  في الإستقلال، تكثر الكلماتُ الشاعرية ويحضر المواطن حفلات التبجيل والتفخيم والتعظيم، لكن فات الجميع أنّ الاستقلالَ لا يُختصر بيوم واحد، بل إنّه مسارٌ كامل متكامل، فلا يوجد بلد مستقلّ من دون مقوّماتٍ إستقلاليّة. ولعلّ من أبرز الشخصيات التي مرّت في تلك الحقبة الرئيس كميل شمعون الذي دخل إسمُه في سجلّ الرجال الذين رفضوا كل الإمتيازات التي منحتها فرنسا لفئة معيّنة من اللبنانيين، وأبوا إلّا أن يعيشوا أحراراً في بلدٍ يعلمون جيداً أنّ مقوّماته متواضعة. كان الرئيس شمعون رجلاً إستثنائياً، ويُعتبر دورُه في مرحلة ما بعد الإستقلال أهمّ بكثير من زمن المعركة مع فرنسا، ولا يستطيع أحدٌ ممّن عايشه إلّا أن يقول إنه رجلٌ جمع التناقضات ولا يستطيع أحدٌ تعييرَه بشيء. فمِن "فتى العروبة الأغرّ" الى الحليف الاول للغرب وأحد أهم مهندسي "حلف بغداد"، ومِن رئاسة الجمهورية الى رئيس "الجبهة اللبنانية" التي وقفت في وجه التمدّد الفلسطيني. في رحلةِ وطنِ الأرز الطويلة في البحث عن الاستقلال، بنى شمعون التطوّر، فعرف لبنان في عهده الرخاءَ والإزدهار، حتى أُطلق عليه لقب "سويسرا الشرق"، فأتى الرئيس فؤاد شهاب من بعده لينظّمَ هذه الفورة التقدّمية في الإقتصاد والإعمار. مهما بلغ رجالاتُ لبنان من قوّة وعظمة، تبقى بلاد الأرز معرّضةً للرياح الإقليمية والدوليّة، فكانت عاصفة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وبعدها عصفت رياح العمل الفدائي الفلسطيني وخصوصاً بعد هزيمة العرب في حرب 1967، من ثمّ أتى الرئيس حافظ الأسد الى الحكم في سوريا، تلك مراحل شمعون كان يقف فيها للمتربّصين باستقلال لبنان بالمرصاد.

لا ينكر أحد أنّ للرئيس أخطاءه، خصوصاً النزعة نحو السلطة، لكن مهما ارتفع منسوبُ تلك النزعة، كانت الوطنية تغلب دائماً، ففي تلك المرحلة، وخصوصاً مرحلة ما بعد الإستقلال حتى تاريخ اندلاع الحرب الأهلية عام 1975، لم يكن الفسادُ مستشرياً مثلما هو عليه يومَنا هذا، ولم تكن البلاد تغرق في الفوضى، وما عاش الشعبُ على العتمة ووسط المجارير وأكوام النفايات. مَن يقارن لبنان في عهد شمعون ويومِنا هذا، يدرك جيداً مدى الانحطاط الذي وصلنا إليه، إنحطاطٌ ما بعده إنحطاط، وبعد 60 عاماً على انتهاء ولاية الرئيس الذي أُطلق عليه "فخامة الملك" تراجع لبنان الى الوراء، فلم يعد مصيفَ العرب ومستشفاهم ومدارسهم، بل بات العربيُّ يحسب ألفَ حساب للمجيء الى لبنان.

حلمُ الدولة القوية يتبدّد على أعتاب زعماء الطوائف والميليشيات المسلّحة وغير المسلّحة، كذلك فإنّ لبنان على شفير الإنهيار الإقتصادي، بينما كان ينعم في تلك المرحلة بالبحبوحة والرخاء والإزدهار ويحلم شعبُه بالسير نحو الأفضل.

وأهمّ من كل تلك النقاط يبقى الإستقلالُ الفعليّ غيرَ منجز، وفكرةُ الإستقلالية اللبنانية ما تزال بعيدة المنال، فمَن توجد لقمتُه في يد غيره لا يعرف معنى التحرّر. وأما سفراء الدول في عصرنا هذا فيتحكّمون باللعبة السياسية، في حين أنّ شمعون كان يتعاطى مع رؤساء الدول الكبرى من الندّ الى الندّ، لا بل إنه كان يخطّط ويرسم سياساتٍ إقليمية. كل تلك العوامل تدفع اللبناني جدّياً للنظر الى واقعه جيداً والتحديق به، ليكتشف أين كان آباؤه وأجدادُه وأين أصبح هو، فيما الترحّمُ على عهد شمعون لم يعد ينفع، وبالتالي فإنّ الوطن ينتظر الإنقاذ من شعبه قبل مسؤوليه الذين جرّبوا وأوصلوه الى الخراب.

 

الحريري يلوّح بالتصعيد...

كلير شكر/الجمهورية/الخميس 22 تشرين الثاني 2018

في الشكل، سقطت مبادرة رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل. وبالنسبة للمتشائمين، هي أصلاً وُلدت ميتة، وضرْبُها راهناً حرام. حاول باسيل انتشال الأزمة من الحفرة السنّية عبر وضع طرفيْها أمام مسؤولياتهما. والمقصود بطرفيْها، وفق «الباروميتر» العوني، رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري والنواب المستقلّين السنّة... ولكنّ محاولته لا تزال قيدَ الفشل. أنهى دورته المكوكية على أمل إنجاز المرحلة الأولى من مهمته «شبه المستحيلة»، ولكن لا نتائج ملموسة حتى الآن. وحده الاعتراف بوجود «كائنٍ» سنّيٍ موازٍ لتيار «المستقبل» هو الذي خرج من نفق التعطيل الحكومي إلى النور. أما غير ذلك فلا يزال سراباً. ومع ذلك، هناك مَن يقول: في المضمون، ثمّة تقدّم حصل على خط تأليف الحكومة، أما الثمار فتحتاج إلى مزيد من المجهود. فالمسألة أبعد من وزير سنّيٍ من قوى الثامن من آذار يُراد تسميته، وأبعد من هوية الحصة التي ستضحّي بمقعد لمصلحة هذا الوزير، وأبعد من دوره، لتطاول التغيير البنيوي الذي طرأ على النظام اللبناني، و»تقريش» «حزب الله» للمتغيّرات الإقليمية.

عملياً، سيكون اللقاءُ المنتظر بين رئيس الحكومة والنواب السنة المستقلين هو باكورة جهود رئيس «التيار الوطني الحر» (لن يبادر النواب الى طلب موعد قبل منتصف الأسبوع المقبل)، كما يقول مطلعون على مواقف الأخير، وذلك ربطاً بالاجتماع الذي عقده باسيل مع الحريري في بداية جولته، وقد أبلغه يوماً نيّته لقاء النواب السنة لتشجيعهم على بدء حوار مباشر مع رئيس الحكومة المكلف، وفقاً للأصول الدستورية.

وما كانت هذه الخطوة لتحصل، كما يرى هؤلاء، لولا الخطاب التهدوي الذي اعتمده باسيل، من خلال التخفيف من حدّة رفض الحريري الاعتراف بحيثية نواب «الممانعة» السنة. فما كان أمامه سوى «الشكوى» من اعتلال في الشكل، لتأكيد المضمون في حق النواب بالتمثيل.

في مطلق الحالات، يتصرف وزير الخارجية، وفق عارفيه، على أساس أنّ الأزمة المؤجّلة منذ نحو ستة أشهر، هي تعبير عن متغيّرات كبيرة طرأت على النظام اللبناني، من خلال تكريس النظام النسبي في قانون الانتخابات، ومن خلال التطورات الإقليمية. وهذا ما جعل من مسألة تمثيل النواب المستقلين أزمة عصيّة على المعالجة السريعة. إذ إنّ رئيس الحكومة يناقض نفسه حين يعترف أنّ النسبية كانت بمثابة ثمن دفعه عبر ضمّ صوته إلى الأصوات المؤيّدة لتعديلات قانون الانتخابات وهي تعديلات جوهرية تطاول العمق لا الشكل. ويرفض في المقابل تكريسَ هذا «الانقلاب» الحاصل في آلية انبثاق السلطة اللبنانية، في آلية تأليف الحكومة. لقد سها عن باله، وفق المعنيين، أنّ النسبية تطاول جوهر النظام اللبناني، ولو أنّها لم تُكتب «بصريح العبارة» تعديلاً جذرياً ينسف الدستور، لكنها عملياً كرّست البنية المذهبية لـ»إتفاق الطائف»، وهي ستنعكس حكماً على الحكومة العتيدة وعلى كل الحكومات التي ستليها. وبالتالي سيواجه كل رئيس حكومة مقبل المعضلة ذاتها التي يواجهها الحريري في تأليف حكومته، لتكون السلطة التنفيذية مرآةً تعكس توازنات مجلس النواب بأكثريته وأقليته، تكريساً لمفهوم النسبية.

كما أنّ خطاب الأمين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصر الله ظهّر التغيير الأهم في النظام اللبناني، من دون أن يضطر إلى إلحاقه كتابةً في الدستور ومفاده أنّ هذا الفريق الذي حقق انتصارات إقليمية، وبات مع حلفائه ذات أكثرية نيابية، وصاحب كتلة وازنة (45 نائباً) من دون «التيار الوطني الحر»، لا يرضى أن يُحصر تمثيله الحكومي بالوزراء الشيعة فقط. من هنا كان إنذارُه بـ»العودة إلى العدّ» في حال اصطدمت مساعي الحلّ بالحائط. وما ورد بين سطور نصرالله في «يوم الشهيد» كان أكثرَ تعبيراً من ذلك المكتوب: نحن الشريك الثالث في التأليف، إلى جانب صاحبَي التوقيع أي رئيسَي الجمهورية والحكومة. وفق عارفيه، يدرك باسيل كل هذه المعطيات، وهو يتحرّك بناءً عليها. وقد بيّنت التطورات أنّ ثمّة هدفين يُراد تحقيقُهما من خلال المطالبة بتمثيل النواب السنة: تكريس الثنائية السياسية في البيئة السنية وتظهير القوة الشيعية من خلال الممارسة لا النصّ. لا بل تقول المعلومات إنّ الحريري مزعوج من حركة باسيل لأنها تنسجم مع روحية خطاب نصرالله. هكذا يعتقد باسيل أنّ سيناريو التفاهم على اسم سنّيٍ سابع، أي من خارج النواب السنة الستة، لا يزال ممكناً، طالما أنّ الأهداف المرجوة قد تحققت. ولكن رغم هذه القراءة، «حسبة» الحريري تتلخص كالآتي: هذا السيناريو يترك لي 3 وزراء سنة بعد التخلّي عن وزير لمصلحة رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي ووزير ممثل لسنة 8 آذار. وهو سيناريو مرفوض، لا يترك أمام تيار «المستقبل» إلّا خيار التصعيد. وهذا ما يلمّح إليه «الحريريون» في الساعات الأخيرة.

 

الإعتذار... بعد «البطاقة الحمراء» لـ«حزب الله»؟

ملاك عقيل/الجمهورية/الخميس 22 تشرين الثاني 2018

تدشين الشهر السابع من مفاوضات تأليف الحكومة بات أمراً مسلّماً به، لكن ما لا يمكن التكهّن به هو: هل «يعيّد» اللبنانيون بلا حكومة، أم تولد في الأيام القليلة الفاصلة عن نهاية السنة! يُحتفل اليوم بعيد الاستقلال الـ 75 في جادة شفيق الوزان وسط بيروت، والحكومة على كفّ عفريت المراوَحة التي إستنزفت حتى الآن نصف سنة تماماً من عمر العهد. هو الاحتفال الثالث، بعد انتخاب ميشال عون رئيساّ للجمهورية. في الأول شارك عون في عرض الاستقلال الى يمينه الرئيس نبيه بري والرئيس المكلّف سعد الحريري والى يساره رئيس حكومة تصريف الأعمال تمام سلام.

في الثاني شارك الحريري، العائد لتوّه من «رحلة» الاستقالة الصادمة من الرياض، في المناسبة بصفته رئيساً «مستقيلاً» لم يلبث طلب «التريّث» عن الاستقالة من جانب عون أن أعاده الى السراي الحكومي حيث إنطلق بعدها في التحضير لمعركته الانتخابية على أساس قانون «تحجيم الذات»! للمرة الثانية يشارك الحريري اليوم في عيد الاستقلال بصفته رئيساً مكلّفاً، مع إحتمال مفتوح على مزيد من الدوران حول النفس بعدما تحوّلت «العقدة السنية» مشروع «كربجة» للعهد برمته أكثر منها عرقلة لصدور مراسيم الحكومة الثالثة للحريري.

«أرنب» الوزير جبران باسيل بالتراجع عن «المقايضة» لم يقنع الحريري، لا بل إستفزّه، خصوصاً أنّ هذا الأمر متفق عليه بين عون والحريري منذ البداية، ومجرد حرمان «كتلة الحريري» من التمثيل المسيحي خطوة سلبية في اتجاهه، وفق قريبين منه، كما أنّ تحوّل أصل المشكلة من كونها بين «حزب الله» والحريري الى عقدة سنية - سنية أزعج الرئيس المكلّف كثيراً.  وقد ترافق منطق المقايضة مع «ذبذبات» عونية شكّكت للمرة الاولى منذ إنطلاق قطار التأليف بـ»الحصة» الواقعية لرئيس تيار»المستقبل» والتي يجب أن يكون سَقفُها الأقصى خمسة وزراء وليس ستة إنسجاماً مع نتائج الانتخابات النيابية! كذلك بدا لافتاً تحميل قيادات عونية، على رأسها باسيل، الحريري مسؤولية عدم إعتماد معيار موحّد في عملية التأليف يطبّق على كافة القوى السياسية «وإلّا لما إعترضَنا هذا النوع من الصعوبات»، وتكلّل المشهد بإعتراف علني من جانب باسيل بـ «الحيثية الشعبية والسياسية» لنواب 8 آذار، مع العلم أنّ وزير الخارجية فاتح الحريري قبل لقائه نواب «اللقاء التشاوري» بضرورة لقائهم والتحدّث معهم وجهاً لوجه، لكنّ الرئيس المكلّف رفض بنحو قاطع مع تأكيد أنّ الاجتماع بهم قد يحصل في أيّ لحظة، لكن لا يجوز أن يكون عنوانه التفاوض في أن ما يرفض الحريري قطعاً طرحه على الطاولة وهو «إقتطاع» حصة إضافية من حصته في الحكومة.

لكن ما يصنّف أنه في خانة «إلتحاق» باسيل بمحور «حزب الله» لجهة تكريس تمثيل سنّة 8 آذار في الحكومة بعدما عبّر عون صراحة عن ميله لعدم تبنّي هذا الطرح «لأننا نريد رئيساً قوياً للحكومة»، لا يترجم في قاموس «الوسيط» العوني سوى كونه واقعية تفترض تنازلاً من الطرفين: من الحريري بقبوله مبدأ توزير هؤلاء، ومن «اللقاء التشاوري» بتسمية وزير من خارج «فريقهم النيابي»، وفي حال الممانعة توزير نائب منهم، لكن من حصة الرئيس المكلّف وليس رئيس الجمهورية. وقد بدا لافتاً في السياق نفسه صدور أصوات من داخل فريق الحريري مستاءة من الدور الذي يؤدّيه باسيل لجهة «إحتكاره» جزءاً من مسؤوليات الرئيس المكلّف خصوصاً عند تخطيه «حدود» الصلاحيات الممنوحة لأيِّ وسيط في حلّ أيِّ عقدة لها علاقة بتأليف الحكومة، أما الإتهام الأهمّ فطرح باسيل «اقتراحات تصبّ كلها عند نتيجة واحدة: تكريس الثلث المعطّل لفريق العهد داخل الحكومة». وفي السياق نفسه، يشير مطلعون الى أنّ الحريري غير المرتاح الى ما آل اليه مسار التأليف لجهة رفع «حزب الله» «البطاقة الحمراء» في وجهه، ثم تحوّل مسعى باسيل «تسويقاً» لمطلب سنّة المعارضة، «ضاقت الخيارات أمامه، وهو بالتأكيد لن يستطيع الاستمرار طويلاً في سياسة المراوحة والضغط السلبي عليه». ويذهب هؤلاء الى حدّ التأكيد «أنّ خيار الاعتذار قد يوضع مجدداً على طاولة الحريري، مع العلم أنّ رئيس الجمهورية وباسيل و»حزب الله» يتملّكهم شبه إقتناع بأنّ الحريري لن يُقدم على هذا الأمر لاعتبارات عدّة أولها أنّ مستقبله السياسي على المحك، خصوصاً بعد إعلانه أنه في حال إعتذر لن يقبل التكليف مجدداً، كما أنّ هذا القرار مرتبط بتأثيراته على الوضع المالي والاقتصادي، وعلى الموقف السعودي الحقيقي من خيار الاعتذار، والأهمّ على رغم موقفه الملتبس من توزير سُنّة المعارضة لا يزال عون الداعم الأول له».

وفيما تؤكّد مصادر «التيار الوطني الحر» أنّ أفق الحلول لم يُسدّ بعد وأنّ باسيل سيستمرّ في مسعاه، تفيد المعلومات أن لا جديد في هذا السياق، باستثناء أنّ هناك إتفاقاً مبدئياً بين أعضاء «اللقاء التشاوري» على طلب موعدٍ قريباً من الحريري، وذلك بعد عودة بعض نواب «اللقاء» من السفر نهاية الأسبوع. لا صيغة حلّ يحملها «اللقاء التشاوري» الى «بيت الوسط» باستثناء المطلب الثابت بتوزير أحد أعضائه في الحكومة و»الدفاع عن وجهة نظرنا وحقنا في التمثيل»، كما يقول أحد نواب «اللقاء»، و»للحريري أن يبرّر لنا حيثيات رفضه لهذا التوزير فإما نصل الى حلّ وإما لا إتفاق... هذا إذا قرّر إستقبالنا والاستماع لمطلبنا».

 

75 عاماً... الإستقلال إذ يبلغ عُمرَ الحكمة!

طوني عيسى/الجمهورية/الخميس 22 تشرين الثاني 2018

كبُر استقلالنا عاماً آخر. لم يعد في عمر المراهقة ولا الشباب.. الـ75، عمرٌ تكتمل فيه الحِكمة. فهل لدينا من هذه الحِكمة ما يكفي ليحيا الاستقلال حقاً؟ حتى اليوم، يصعب الاقتناع بأنّ حلم الاستقلال الذي من أجله ضحّى آباء الاستقلال وشهداؤه قد تحقّق كما يشتهون. وهؤلاء يستصرخون اليوم وجداننا، من حيث هم: ماذا فعلتم بالاستقلال الذي تسلَّمتموه مِنّا؟ ربما لا نستطيع أن ننظر اليوم في عيون آباء الاستقلال، إذا عادوا وسألونا عنه، لأنّهم هم الذين صنعوه وبنوا الوطن بالعرق والدم، فيما بعضنا جعل الوطن بقرة حلوباً أو فندقاً.

ألا يستحقّ استقلالنا أن ندافع عنه في وجه الفساد الذي يفترس الدولة والمؤسسات والمرافق… والوطن والمواطن، بلا رحمة، ويُمْعن في تقاسم خيراته؟ ألا يستحقّ استقلالنا أن نتجاوز أنانياتنا الطائفية والمذهبية ومصالحنا الخاصة، وأن نكفّ عن جعل الدستور وجهة نظر والقانون حبراً على ورق؟ هل يُصان الاستقلال في بلدٍ يجوع فيه المواطن، وأولاده يحملون شهاداتهم ويغادرونه… لأنّ الأقوياء أخذوا أماكنهم، والأجانب صادروا الوظائف؟ وكيف يُصان الاستقلال في بلدٍ يغرق في نفاياته، وشريان مائه الأساسي تحوّل قناة للصرف الصحي، ومواطن تهدّده الملوثات بالهواء والماء والغذاء والدواء؟ وهل يُصان الاستقلال في وطن معابرُه مشرّعة؟ اللبنانيون يريدون اليوم أن يحتفلوا باستقلال بلدهم، كما يحتفل أي شعب آخر باستقلال بلده، لكن الذين يشعرون بالقلق والوجع يصعب عليهم الشعور بمظاهر الاحتفال.

في الأعوام الـ75 الفائتة، أكثَرَ اللبنانيون من الاستعراضات والأناشيد الحماسية تعبيراً عن عيد الاستقلال. واليوم، لم تعد الاستعراضات والأناشيد تكفي. والأحرى أن يلتقي اللبنانيون إلى طاولة الحوار والعقل والمنطق، ليقرّروا كيف يستعيدون استقلالهم الحقيقي. فالعقل لا الأوهام، هو السبيل الحقيقي إلى الاستقلال. لقد حان الوقت ليقول كلٌ منا: ماذا فعل حقاً من أجل الاستقلال؟ وكيف يَفهم هذا الاستقلال؟ وإلى أي حدّ يعيش هذا البلد استقلاله؟ ما مِن دولة في العالم استطاعت أن تتجاوز أزماتها وتتقدَّم وتُحلِّق شامخة بين الأمم إلّا على أسس العقل والواقع والمنطق. وعلى البعض أن يكتشف أنّه، وفيما يتغنّى بشعارات الاستقلال، يرتكب الأخطاء والخطايا بحق الوطن واستقلاله وسيادته؟ بعد 75 عاماً، تُرى لو عاد آباء الاستقلال ونظروا إلى ما حلّ بهذا الاستقلال على أيدي "الورثة"، ماذا سيقولون ويفعلون؟

قد تُصيب هؤلاء الخيبة عندما يجدون أنّ كثيراً من زعماء البلد يربطون قراراتهم هنا وهناك خارج الوطن، ومنها تأتيهم الإيحاءات والتعليمات؟ وقد تُصيبهم الخيبة عندما يجدون أنّ تأليف الحكومة قرار إقليمي- دولي، وأنّ تعيين وزير يتمّ أحياناً بضغط خارجي، وأنّ حقيبة وزارية يتمّ ملؤها أحياناً وفق أهواء خارجية، وأنّ موقعاً في إدارة الدولة يكون أحياناً مطلباً لجهة خارجية. ولكن، أيضاً، سينظر هؤلاء إلى عيون أبناء الجيل، ويفكّرون في الأجيال التي لم تُولد بعد، فيستعيدون الأمل بالوطن والاستقلال. في العيد الـ 75، يحتاج الاستقلال الحقيقي إلى الجمع بين حِكمة الآباء وتجاربهم وبراءة الشباب وتصميمهم. فلا تمنعوا زواج الحِكمة والبراءة!

هَرِمنا

أسعد بشارة/الجمهورية/الخميس 22 تشرين الثاني 2018

في مثل هذا اليوم نال لبنان استقلاله بعد أن أفرجت سلطات الانتداب الفرنسي عن الرئيسين بشارة الخوري ورياض الصلح من قلعة راشيا، وصدّقنا أنّ لبنان بات بلداً ووطناً طبيعياً، لكن في كل 22 تشرين الثاني يتحسّر اللبنانيون على رحيل آخر جندي فرنسي عن لبنان الكبير، فهل نستحق هذا الاستقلال؟ قلنا لا للغرب ولا للشرق، والنفيان لم يصنعا وطناً، وما زلنا نبحث عن الاحتلال الذي صنع للبنان مؤسساته الوحيدة التي بقيت تعمل على اعتلال الى اليوم.

هل نستحق ما تغنّينا به طوال 75 عاماً بأننا البلد الوحيد، ربما في العالم، الذي يحتوي على كل هذه الجماليات وهذا الغنى الطبيعي، نسخر من أنفسنا على طريقة زياد الرحباني حين نتغنّى بأنّ الجبل يشرف على البحر، وأنّ السباحة ممكنة والتزلّج ممكن في فصل واحد وأنّ ساعة تكفي من الشاطئ لتصل الى ارتفاع ثلاثة آلاف متر عن سطح البحر، ونردّد: بماذا نحن مفضلون على هذه الطبيعة الخلابة التي صنعها الله وسلّمنا إياها أمانة، فماذا جنت أيدينا.

هذا اللبنان الذي أقفل أبناؤه شاطئه بالقذارات والعمران البشع والمسابح الوقحة التي تحجب البحر عن الجبل.

هذا اللبنان الغارق في عمران الباطون المسلح الذي اجتثّ الاشجار، وحجب ما تبقّى من قرى القرميد وبيوت الحجر الرائع.

هذا اللبنان الذي يسرح هواؤه الملوّث على طول ساحله وجبله.

هذا اللبنان الذي تتنازع فيه إمارات الطوائف لنهبه وتدميره وتحويله مصحّاً عقلياً، لا تعرف فيه مَن السوي ومَن المريض.

هذا اللبنان الذي تستفيق فيه كل عشر سنوات فئةٌ وجماعةٌ على أحلام مجنونة، تضعه رهينة مجانية لسياسات مستحيلة.

هذا اللبنان الذي يحلم أبناؤه بالوقوف في صف طويل امام سفارة، او بركوب عبّارة، لنيل جواز سفر.

هذا اللبنان الذي انتخب ابناؤه جلاديهم وهم يحتفلون نشوة، كأنهم في سيرك أو في مباراة رياضية، هذا يصفق وذاك يرقص ولا يدري أنه راقص على ضريحه.

هذا اللبنان الذي استبدل أبناؤه مياهه الجوفية بالمجارير، فشاهدوا عاجزين كيف يقضي القبح على الجمال.

ربَّ مَن يسأل عن عجزنا وألمنا ولا يجد الجواب. والجواب في داخلنا. وربما نحن الجواب.

لا يزايد أحد على نفسه ولا يختبئ وراء عجزه. نحن الجواب على كل هذه البشاعة.

نحن سرّ البشاعة والفوضى، والطائفية في داخلنا خبيثة شروشها ضاربة في الاعماق. نحن الجواب في جمهورية المجانين، فلا أحد منا يستحق الرحمة، ولا يملك أيّ منا حق الصراخ ألماً.

نحن الجواب الأسود الذي يختصر كل مآسينا.

لا تضحكوا على أنفسكم فهؤلاء هم اللبنانيون.

إنهم مَن يشتمون زحمة السير، وهم مَن يجدّدون لمَن لم يفكر يوماً في رؤية عملاقة لمدينة حديثة وبلد ناهض.

انهم مَن يُذلّون كل يوم في الضمان الاجتماعي والادارات والوزارات، ولا يفكرون للحظة بمحاسبة مَن أبد لهم دولتهم المهترئة.

استلزمت معاملة رفع اشارة قمت بها عن عقار شهرين ونصف، وكتبت على صفحتي الفايسبوكية، ان في هذه الفترة تكون حكومة دبي الاكترونية قد انجزت مئات الآلاف من المعاملات.. ضحكت وضحك اصدقائي من هذا الواقع لكن كان علينا إذا لم نثر أن نبكي، ولكننا ضحكنا. نعم نحن هم هؤلاء اللبنانيين. علقنا في عجقة الاستقلال وشُتمنا لكننا ما زلنا نحن وسنبقى.البلد الاجمل أصبح عصيّاً على الحياة واليكم المزيد. مئة مليار دولار دين عام، ولا تتشكل حكومة.

عذراً ايها الذين انتهكت مشاعرهم لسماع اصوات سجناء الاستقلال، في بيروت الكبرى. فلقد خُدش صراخ السجناء المرهف. يا سجناء قلعة راشيا تعالوا بعد 75 عاماً وشاهدوا الأربعة ملايين لبناني وقد صنعوا سجنهم بأيديهم.

إستقلال قلتم؟ كان جواهر نهرو مُحقاً عندما قال في قمة عدم الانحياز للأمم المستقلة حديثاً عن الاستعمار: بماذا تفرحون؟ بقصاصة ورق أعطوكم إياها، فهل أنتم جاهزون مع أُممكم لهذا الاستقلال؟ هذا استقلال يسجن فيه شعب لكي تحتفل مجموعة الفساد الأخلاقي على المنصة ولكي تعزف لها الأناشيد، فأيُّ استقلال؟ وداعاً يا صخرة نهر الكلب، لقد هرمنا.

 

«تركة» دوميستورا: «عقــــدة» في مواجهة النظام

جورج شاهين/جريدة الجمهورية/الخميس 22 تشرين الثاني 2018

يغادر الموفد الأممي ستيفان دوميستورا دمشق نهاية الشهر الجاري، مُنهياً ولايته التي عبرت مفتوحة على شتى المخاطر من دون ان يتطلّع الى الوراء، بعد ان يسلّم خلفه غير بيدرسون المهمة الثقيلة. ولعل التركة الأخطر التي سيورثها دوميستورا لخلفه قدرة الأمم المتحدة على توليد الدستور. فما الذي يعوقها؟ وما الذي تركه دوميستورا؟ يمكن لدوميستورا أن يروي لأحفاده وأصدقائه ومَن يلتقيه، في ما تبقّى من مرحلة خريف العمر التي ينوي الانتقال اليها، أنه كان الديبلوماسي الأممي الأقوى الذي نفّذ مهمات صعبة في سوريا، وانها كانت الأطوَل في تاريخ الموفدين الأممين الأربعة الذين سبقوه إليها. فبحسب من عرفوه وعملوا معه انّ على موظفي الأمم المتحدة أن يحتفلوا إذا أنجزوا مهماتهم في سوريا كاملة، وغادروها وهم بكامل قواهم الجسدية ومعنوياتهم.

قبل ان يغادر دوميستورا دمشق بعد 8 ايام، أطلق قبل يومين نداء تحذيريّاً اختصَر «قمة العقد» التي واجهته في سوريا، قال فيه: «قد يتعيّن على المنظّمة الدولية التخلي عن جهودها الرامية الى تشكيل لجنة تعمل على صَوغ دستور جديد لسوريا، إذا لم يتم الاتفاق على هذا الشأن قبل نهاية كانون الأول المقبل».

وعليه، لماذا وصل دوميستورا الى هذه النتيجة؟ وما هي الرسالة الي أراد أن يوجّهها الى خلفه والمجتمع الدولي؟

قبل شهرين تقريباً التقى دوميستورا وزير الخارجية السوري وليد المعلّم في موعد طال انتظاره، ليبني عليه موقفاً نهائياً من مصير مهمته في دمشق. كان دوميستورا قد بذل جهداً كبيراً لترتيب هذا الموعد، سَعياً الى موقف نهائي من تشكيل «اللجنة الدستورية» التي ستضع الدستور الجديد تتويجاً للجهود التي بذلت في أكثر من مكان منذ 3 سنوات على الأقل. لكنه فوجىء بموقف سوري متشدّد من شكل اللجنة وهوية أعضائها ومهماتها، مُتجاهلاً الجهود التي بذلت قبل الوصول الى هذه المرحلة. وقد أقرّ دوميستورا علناً، في إحاطة تلفزيونية أجراها أمام مجلس الأمن الدولي، أنّ المعلم لم يوافق على دور للأمم المتحدة في اختيار اللائحة الثالثة، وأنّ الحكومة السورية رفضت سابقاً عروض الأمم المتحدة للبحث في اللجنة الدستورية مباشرة معها.

وفي المعلومات التفصيلية، أنّ ملاحظات النظام السوري تركزت على هوية بعض أعضاء اللجنة التي ستضمّ، الى جانب 50 شخصية اختارتهم الحكومة السورية الحالية، 50 آخرين من ممثلي المعارضة وعدد مماثل مِمّن ستسمّيهم الأمم المتحدة من ممثّلين للمجتمع المدني وخبراء دستوريين. كذلك تساءل المعلّم عن المعايير التي ستعتمدها المنظمة الأممية في تسميتهم. والى رفضه معظم الأسماء التي اختارتها المعارضة، شَكّك المعلم بدور الامم المتحدة، وما إذا كان لها حق المشاركة في بناء دستور جديد لمستقبل سوريا، بالإضافة الى المخاطر الناجمة عن تسمية مندوبين من المجتمع المدني الذي لم يعترف بوجوده النظام السوري يوماً. ففي نظر النظام، هناك معارضة مقبولة وأخرى غير مقبولة، ولا يمكن ان تقبل الحكومة السورية بمهمة تقوم بها مجموعة من هذا النوع لصَوغ الدستور الجديد لدولة يقول إنها «ذات سيادة ولم تسقط بعد».

كان ذلك، قبل أيام قليلة من عقد القمة الرباعية في اسطنبول في 27 تشرين الأول الماضي، فتجاوب أطرافها الأربعة الروس ومعهم المانيا وفرنسا وتركيا مع رغبة دوميستورا، عندما دعا بيانها الختامي الى الاسراع في تشكيل اللجنة الدستورية قبل نهاية السنة الجارية، وتسهيل وصول المساعدات الانسانية الى سوريا. فالجميع يدرك، وخصوصاً الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، انّ القرار بتأليف «اللجنة الدستورية» تَوّج عملاً مضنياً بقرار اتّخذ في قمة سوتشي الأخيرة التي عقدت منتصف كانون الثاني الماضي، لتشكّل أولى الخطوات العملية التي تمهد لمرحلة البحث في الحل السياسي. عند هذه المعطيات توقفت الجهود المبذولة، وبناء لطلب دوميستورا أوفدَ بوتين في 4 الشهر الجاري مبعوثه الخاص الى سوريا ألكسندر لافرنتييف للقاء الرئيس بشار الأسد، لإطلاعه على نتائج القمة الرباعية وما شهدته من محادثات، خصوصاً انها انتهت الى الدعوة لتشكيل اللجنة الدستورية «قبل نهاية السنة» في إطار المساعي لتسوية النزاع السوري. ومن دون الاعلان عن أي خطوات عملية جديدة، اكتفَت الرئاسة السورية بالتأكيد انّ البحث تناول «موضوع تشكيل لجنة مناقشة الدستور الحالي». وتم الاتفاق «على مواصلة العمل المشترك بين روسيا وسوريا لإزالة العوائق التي ما زالت تقف في وجه تشكيل هذه اللجنة». عند هذا الاعتراف السوري بضرورة حصر البحث في الدستور الجديد بين دمشق وموسكو من دون أي طرف آخر، تَيقّنَ دوميستورا انّ مهمة الامم المتحدة انتهت وإن لم تتخذ موسكو قراراً كبيراً بإحيائها. وعليه، انتهت المراجع الأممية الى القول «انّ أخطر ما سيواجهه المبعوث الأممي ان تكون موسكو قد اقتنعت بوجهة نظر السوريين، وحصرت مهمة إعداد الدستور الجديد بها من دون ان يكون للأمم المتحدة أي دور».

ولا تستغرب المراجع الأممية هذه النتيجة «المأسوية»، فلربما قررت روسيا ان تواجه الامم المتحدة بهذا المنطق رداً على سياسات واشنطن وحلفائها. فاستمرار واشنطن في فرض عقوباتها على موسكو وأطراف أخرى تؤثر في مجرى الأحداث السورية، قد يستدرج الروس الى اختيار الساحة السورية للمواجهة معها، فتكون الامم المتحدة ودورها أولى الضحايا في المواجهة الجديدة بين الطرفين.

 

رواية استقلال تشريني

جهاد جرجس/جريدة الجمهورية/الخميس 22 تشرين الثاني 2018

غربت شمس تشرين الثاني عن عين عنوب بُعَيد الرابعة عصراً. فـ"بأيّام الزيت صبّحت ومسّيت". يقصرُ النهار فيتقارب السلام الصباحي والسلام المسائي. غير أنّ لبنان والعالم كانا أبعد ما يكونان عن السلام. فالحرب العالمية الثانية على أشدّها، ولبنان موضع تجاذب بين الحلفاء ودول المحور، وحتى بين الحكومتين الفرنسيّتين، تلك المتعاونة مع الألمان بقيادة المارشال فيليب بيتان وحكومة فرنسا الحرّة بقيادة الجنرال شارل ديغول. هذا ما كان يتحدّث به سعيد وأبناء قريته الذين يقطفون الزيتون.

سارع سعيد بالعودة من حقل الزيتون الى منزله مع زوجته نبيهة الشعار وأولادهما أمين ورشيد ووجيه. وما ان اغتسل حتى ارتدى ملابسه النظيفة وسارع الى الخروج من منزله.

- ألا تريد أن تتعشى؟

- لا. فالرفاق في انتظاري.

كان سعيد يركض وهو يُكمل إدخال يديه في أكمام سترته، قبل أن يصل الى حيث تجّمّع رجال القرية، يتبادلون آخر الأخبار الواردة من بيروت. ففي الثامن من تشرين الثاني، ألغت الحكومة اللبنانية مواد الدستور التي تعطي صلاحيات مُطلقة للمفوض السامي، فردّت المفوضية العليا الفرنسية بعد ثلاثة أيّام باعتقال قيادات البلاد وسجنتهم في قلعة راشيا.

تمنّى سعيد المشاركة في التظاهرات الصاخبة التي سارت في مختلف المناطق، خصوصاً في بيروت، حيث وزّع شباب "الكتائب" و"النجّادة" المناشير ونظّموا التظاهرات واصطدموا بالجنود السنغاليّين الّذين قالوا لهم: "جئنا نمدّنكم".

- سيكون لنا يا سعيد دور أهم من التظاهر في بيروت، همس أحدهم في أذن سعيد الذي نظر إليه كمن ينتظر الجائزة الكبرى.

لم ينتظر سعيد طويلاً حتى سمع آخر يقول له: "إنّ الوزراء الذين نجوا من الاعتقال جاؤوا الى جيراننا في بشامون واتخذوا مقرّاً للحكومة".

حمل الرجال ما تيسّر من بنادق ومسدّسات وحتى من فؤوس، وأسرعوا الى بشامون الى منزل الشيخ حسين الحلبي على التلّة.

عرف سعيد ممّن تجمّعوا هناك، أنّ المير مجيد أرسلان، وصبري حمادة رئيس مجلس النواب والوزير حبيب أبو شهلا، مجتمعون داخل المنزل يكتبون الرسائل والتوجيهات.

توزّع الرجال على مداخل القرية وفي أحراجها، يرقبون أي حركة للجنود السنغاليّين، وتحلّق بعضهم داخل القرية حول نار تدفع عنهم برد ليالي تشرين.

- لماذا كل هذا والجنرال كاترو أعلن استقلال لبنان في 8 كانون الأول 1941 باسم الجنرال ديغول!

- نريد استقلالاً كاملاً وغير مشروط بموقع متميّز لفرنسا.

- وبريطانيا العظمى تشجّعنا على ذلك.

- كل الشغلة شغلة الجنرال سبيرز. يريد تعزيز نفوذ بريطانيا على حساب فرنسا في شرق البحر المتوسط.

- كبّرو عقلكن. هناك قوّتان عالميّتان جديدتان: الولايات المتحدة الأميركية والإتحاد السوفياتي، وهما تريدان إخراج فرنسا وبريطانيا من المناطق الخاضعة لانتدابهما لإضعافهما.

- صحيح شباب الحزب الشيوعي يشاركون في التحرك.

- وكذلك الحزب السوري القومي.

- المهم استقلال لبنان، عن الغرب وعن الشرق.

تردّدت كلمة مزبوط مرّات عدّة بأصوات مختلفة توحي بالإجماع.

- يكفي تنظيراً سياسيّاً. قوموا نبحث عن مكان نقطع فيه الطريق على العسكر إذا جاء صوبنا.

إرتأى البعض سدّ الطريق أمام سنديانة كبيرة، فوضعوا الحجارة وسط الطريق وأقاموا المتاريس، واعتمدوا كلمة سرّ للسماح بالمرور هي "بشارة ورياض".

لم يتأخّر الفرنسيّون. فمساء الاثنين في 15 تشرين الثاني 1943، دارت معركة عنيفة ردّ فيها اللبنانيون الجيش الفرنسي على أعقابه.

صباح اليوم التالي، وثق سعيد بالنصر وراح يفتّش عن المكان الأفضل لمواجهة الجيش الفرنسي عن قرب، ولم يجد أفضل من المتراس الذي قرب السنديانة حيث سدّ ورفاقه الطريق بالحجارة.

لم يصدّق سعيد أذنيه إلاّ عندما رأت عيناه المصّفحات الفرنسية تقترب من موقعه، وبدأت زّخات الرصاص من كل حدب وصوب. دبّ الحماس به، فأخرج من حزامه قنبلة يدويّة ونزع صمّام أمانها وهرع نحو المصّفحة الفرنسية ليرميها عليها، لكن الرصاص كان أسرع منه فأصابه مرّات ومرّات. حمله رفاقه على باب وأسرعوا به باتجاه الشويفات، لكنه لفظ أنفاسه الأخيرة على الطريق. عاد الرجال بجسد سعيد الى عين عنوب ودفنوه بمن حضر دون كبير احتفال.

لم يرَ سعيد فخر الدين علم لبنان يرتفع للمرّة الأولى على بيت الشيخ حسن الحلبي في 19 تشرين الثاني 1943.

 

لبنان: آن الأوان لعمل جبهوي إنقاذي

حنا صالح/الشرق الأوسط/22 تشرين الثاني/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/69134/%d8%ad%d9%86%d8%a7-%d8%b5%d8%a7%d9%84%d8%ad-%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86-%d8%a2%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%88%d8%a7%d9%86-%d9%84%d8%b9%d9%85%d9%84-%d8%ac%d8%a8%d9%87%d9%88%d9%8a-%d8%a5%d9%86%d9%82/

الحكم في مأزق والنظام السياسي في أزمة، ووحده الإفقار يتسع. التكليف بتأليف الحكومة كشف المستور، وكثرة الطباخين على حساب الدستور والصلاحيات أظهرت هشاشة البلد وقوة زعماء الطوائف، الذين تسببوا نتيجة نظام المحاصصة الطائفي، بارتفاع عجز الخزينة في النصف الأول من 2018 إلى 234.5 في المائة وزيادة النفقات الحكومية إلى ما يقارب ملياري دولار مقابل تفاقم الركود وانخفاض العائدات رغم رفع الضرائب. حتى المطر، وهو نعمة ينتظرها الناس، تحول مأساة مع فضيحة انسداد متعمد لقنوات الصرف الصحي في بيروت وطوفان شوارع العاصمة بها. أمام الصفعة المدوية والإمعان في استباحة الحقوق يسأل المواطن المنتهكة حقوقه: أين القانون؟ وأين المؤسسات؟ وإلى متى لا تقوى السلطات على صرف المياه المبتذلة؟!! ومن أين المنطلق لخلق جبهة الدفاع عن حقوق المواطنين، جبهة الدفاع عن الدستور وإلزامية تطبيق القوانين؟ طبعاً أول ما يتبادر مثالاً هو التجربة الجبهوية المرة لـ«14 آذار» التي ولدت من رحم انتفاضة الاستقلال ومن نزول أكثر من مليون ونصف المليون لبناني إلى الشارع لإنجاز الاستقلال الثاني بخروج المحتل، واستعادة الدولة المخطوفة وبسط السيادة دون شريك، وتحقيق العدالة... والانتقال باللبنانيين من حالة رعايا إلى مواطنين. لكن ممارسات القوى الطائفية أضاعت الإنجاز!

اليوم البلد ممسوك من النظام الإيراني بواسطة حزب لبناني مسلح ومتغلغل في كل مفاصل الدولة وخطر الانهيار العام مع مقصلة العقوبات يحدق به من كل صوب، والحكم في وادٍ والمواطن في وادٍ آخر، والتحدي يكون ببلورة إطار سياسي يجمع رافضي استتباع البلد، ورافضي نظام المحاصصة الطائفي لإطلاق مسيرة إنقاذ من اليد الإيرانية الثقيلة التي حلت مكان الاحتلال السوري. قيام صيغة جبهوية ليست بالأمر الجديد على اللبنانيين، فلطالما تشكلت الجبهات حتى من قوى متنافسة، كجبهة عام 1953 التي أطاحت الرئيس بشارة الخوري إلى الجبهات التي نشأت عشية الحرب الأهلية وخلالها: الحركة الوطنية مقابل الجبهة اللبنانية... وصولاً إلى «14 آذار»، وجبهة «انتفاضة الاستقلال» التي هزت نظامين أمنيين في لبنان وسوريا، لكنها سرعان ما وقعت في قبضة القوى الطائفية التي صفّرت هامش المستقلين الديمقراطيين لتتحول إلى خدمة مصالح ضيقة لهذه القوى حتى انفرط عقدها وانتقل أبرز أركانها إلى تحالفات نقيضة بالكامل. لم تنجح الشطارة في تغطية ادعاء البعض أنهم ما زالوا متمسكين بقيم الانتفاضة، فهم قدموا مصالحهم الحزبية والطائفية وحددوا أولوياتهم حصة في كعكة الحكم غير مهتمين حتى بتوفير التبريرات لجمهور تعرضت آماله للخيانة. وقد أبرزت الانتخابات الأخيرة الانقسام الكبير: المتحاصصون وجمهورهم الطائفي كمستفيدين من جنة السلطة من جهة، وباقي المواطنين المقهورين بسلطة المحاصصة من جهة أخرى.

توصيف الواقع السياسي طريق تُفضي إلى تشخيص الحل، والمهمة تكمن في كيفية تأطير وتجميع المعارضين؛ جماعات وفعاليات وأفراداً، كنتيجة لغياب الأحزاب السياسية والنقابات الجدية الممثلة للناس، في إطار جبهوي ديمقراطي يساعد في التصدي للمهام المطروحة في اللحظة الراهنة. ومن أول الشروط بلورة خطاب سياسي ينطلق من الدستور ووثيقة الوفاق الوطني ومن التزام الشرعية الدولية، فيحاكي وجع المواطنين ويجمع ولا يفرق، وفي الوقت عينه لا يغيّب الأساسيات.

العنوان الأول يكمن في تقديم شعار استعادة السيادة بواسطة القوى الشرعية والسلاح الشرعي واستعادة القرار السياسي بالتصدي لكل من ينتهك السيادة من عدو كامن إلى متدخل طامح. فتتم إعادة الاعتبار إلى الحياة السياسية والمؤسسات الرسمية الإدارية والقضائية والرقابية والمالية، والتزام الشفافية في العمليات الانتخابية والحرص على إدخال تعديلات جدية على قانون الانتخاب النسبي كتوحيد المعايير لضمان ولو الحد الأدنى من عدالة التمثيل.

انطلاقاً مما شهده لبنان في السنوات الماضية وخصوصاً الآونة الأخيرة، هناك أولوية تكمن في الدفاع عن الحريات العامة وصون الحرية الفردية والحق في العمل السياسي والنقابي بعيداً عن أي تدخل، واعتبار قضية الحرية محورية من أجل بقاء لبنان للانتقال من دولة الرعايا إلى دولة المواطنين. الوجه الآخر يكون بإيلاء أهمية لتحسين الشروط الحياتية للمواطن من خلال ضمان الشروط الوظيفية وكشف الفساد المستشري في كل دوائر الدولة من أعلى الهرم إلى أسفله.

بوسع المتابع لمس النقمة العارمة في كل الأوساط وكل المناطق، والجلي أنه كلما تراجع الاستثمار في التوتير الطائفي تبرز الإدانة لكل تحالف أهل السلطة الطائفي، ما يعني أن الخطاب الجبهوي يجب أن يتوجه لأوسع الأوساط النقابية والجامعية والحيثيات المناطقية، خصوصاً الشباب، ونبذ الخطاب الشعبوي، مع الأخذ بالاعتبار أن ما كان جمهور «14 آذار»، ما زال الأكثر تمسكاً بالسيادة ورفضاً للهيمنة، على الرغم من صعوبات الاستقطاب نتيجة الخيبات والانكسارات بفعل ممارسات القيادات الحزبية الطائفية لقوى «14 آذار»... هنا يكمن تحدي صياغة لغة سياسية جديدة بعد الذي جرى في عام 2015 من استقطاب حول شعارات مطلبية تم الالتفاف عليها من أطراف السلطة وأحصنة طروادة! نفتح مزدوجين للتأكيد على أن الأحزاب الطائفية جمعتها المحاصصة، ومن كان قد ركب موجة انتفاضة الاستقلال صار اليوم خارج الرهان على عمل جبهوي وإن كان الرهان قائماً على بعض جماهيرها الرافضة للاستتباع الخارجي. المهمة شاقة وليست مستحيلة شرطها بلورة حركة اتصالات دائمة وحوارات وانفتاح على أفكار الآخرين ورؤيتهم لشكل العمل الأنجع، حتى يصبح ممكناً إنجاز اختراقات جدية في كل الأوساط.

لقد صحّر الاحتلال السوري الحياة السياسية والنقابية وألحق تشوهات بالعمل المدني وفتّت كل النسيج اللبناني، وبات الوضع الشعبي أقل تحفزاً مما كان عليه عشية قيام لقاء البريستول في عام 2004 لجهة الضعف في صفوف القوى المتجانسة من أجل أهداف محددة. التعويض يكون من خلال البرنامج المرن والخطاب الذي يحوز أوسع الاهتمام، ما يساعد التجمعات المختلفة، التي تنشط في كل مكان وأحياناً دون فاعلية، في توفير الحاضنة الوطنية خطوة خطوة على مساحة البلد، بحيث يكون ممكناً تجاوز المناطق المغلقة والغيتوهات الطائفية... هناك قناعة بأن وجود نواة للعمل الجبهوي ممر إجباري لخلق حالة متميزة خارج إطار وصاية الزعامات الطائفية، حالة ستخلق الحوافز لجذب مجموعات مترددة أو ناقمة أو أوساط تبدو مستسلمة نتيجة الخوف من الهيمنة المسلحة أو الضغوط الطائفية... إنه مركب خشن يبدو لا بديل عنه لمسيرة المواجهة والإنقاذ، والرهان بداية على أكثرية اللبنانيين الخائفين من ضياع البلد وهم أصحاب المصلحة باستعادة الدولة والجمهورية التي تحيي هذه الأيام الذكرى 75 للاستقلال المشوه.

 

هل نعجز عن المحافظة على الدولة والاستقلال؟

منى فياض/النهار/22 تشرين الثاني 2018

http://eliasbejjaninews.com/archives/69138/%d9%85%d9%86%d9%89-%d9%81%d9%8a%d8%a7%d8%b6-%d8%a7%d9%84%d9%86%d9%87%d8%a7%d8%b1-%d9%87%d9%84-%d9%86%d8%b9%d8%ac%d8%b2-%d8%b9%d9%86-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%ad%d8%a7%d9%81%d8%b8%d8%a9-%d8%b9%d9%84%d9%89/

تسأل "النهار" ويسأل المواطن ايضا: هل لدينا، كشعب او كشعوب ومجموعات، قابلية للاستقلال؟ هل نستحقه؟

مع اننا عرفنا استقلالين، مرة من الانتداب الفرنسي ومرة ثانية من الهيمنة السورية.

الإجابة البديهية، ان الشعوب تختلف بعضها عن بعض، ثقافة وتجربة ولغة وعادات. لكنها تتشابه جميعها في انها تتحول وتمرّ بمراحل وأطوار تضعف فيها او تنهار وتعود إلى النهوض. لكنها بالتأكيد لا تولد بصفات جينية تجعلها قابلة للعبودية. الحرية قيمة كونية والشعوب تسعى الى الاستقلال والسيادة.

المسألة البديهية الأخرى ان الشعوب تتأثر بعضها ببعض وتتلاقح في ما بينها، وان للأفكار قوة هائلة، تنتقل وتعبر أعتى الحواجز. ناهيك عن ان بعضها أصبح كونياً كشعارات الثورة الفرنسية وحقوق الانسان وحرية التعبير والمواطنة

لكن للأوطان نظماً سياسية مختلفة، هي التي تعطيها طابعها، وقد تعرّضها للانهيار في مراحل معينة.

وبما ان النظام السياسي يرسم اتجاهات المجتمع ويقوم بما يلزم لتحقيق رفاهية المواطن وأمنه، وحماية حقوق الملكية، وإتاحة التعليم للجميع، وتقديم الخدمات الصحية، وإنشاء البنية التحتية الضرورية لحصول النشاط الاقتصادي. النظام السياسي هو المسؤول اذاً عن دمج المواطنين وتوافقهم من اجل المصلحة العامة؛ لأنه يفرض سيطرته على العلاقات التي تربط أفراده من خلال مجموعة من القواعد والقوانين الحاكمة.

عدم كفاءة الدولة لتأمين المتطلبات الضرورية، يجعل المجتمع والدولة مهددين بالانهيار. فعندما يعم الفساد، تصبح أكبر الديموقراطيات مهددة. ولبنان أصبح جنة للفساد، ما يجعل البعض يتمنى حكما ديكتاتوريا لانقاذهم. فالأنظمة السياسية إما تُخضع الشعوب وإما تحررها؛ ويكون ضالاً من يعيد سبب الانهيار الى النظام اللبناني بذاته، لأن رجالاً كباراً – وعلى المستوى الدولي- أسسوا لنظام حكم ودستور جعله ليبهارت صاحب نظرية "التوافقية"، التي نزعم تطبيقها زوراً، أحد النماذج الناجحة في الحكم، وان موقعه الجغرا- سياسي هو الذي يعيقه، وشكّل دائما ضغطا مصيريا عليه بحسب ميشال شيحا.

عرف لبنان فترة ذهبية ابان حكم رجل الدولة فؤاد شهاب، باني المؤسسات التي عاش عليها لبنان ويجري تعطيلها اليوم؛ لو استكملت تلك التجربة كان يمكن ان تكون قاعدة للانطلاق نحو دولة قانون ومواطنة تتطور نحو مشاركة عادلة لمعظم المكوّنات المتعددة. المشكلة، إذاً، ليست في الشعب ولا في النظام بذاته، بل في من يريد تطبيقه وتطويره أو يعيقه.

ما سبق، ينطبق أيضا على العراق وسوريا، كما نستنتج من كتابَي حنا بطاطو حولهما. سنشير الى امثلة تظهر تأثير النظام السياسي على الشعوب والتقاط بعض الشروط التي تسمح بإخراج شعوبنا من تبعيتها وصراعاتها الطائفية والمذهبية.

يشير بطاطو إلى ان ثنائية السنّة - الشيعة توافقت إلى درجة غير قليلة مع الانشقاق الاجتماعي الاقتصادي العميق الجذور. لكن اتجاهات علاقة الطوائف او المجموعات الاثنية بالطبقات، تغيرت خلال العقد الاخير من العهد الملكي بشكل ذي مغزى احياناً، بسبب قوانين تسوية الأراضي، وكانت مقاومة الانكليز المنعطف الابرز للتكامل الاجتماعي السياسي للسنّة والشيعة خلال 1914-1918، فقد تنادى الشيعة والسنّة كي يعملوا وينسّقوا معاً، وذلك للمرة الأولى منذ قرون. كان هناك دور الفرد ايضا: زعيم الحزب الوطني في التوحيد.

وهذا ما يبرز أهمية الظروف ودور القائمين على النظام في الدولة الوطنية: فقد لعب النظام الملكي الهاشمي الذي تأسس في العام 1921، دورا مهما على هذا الصعيد، من طريق تلبية الحاجات الادارية وتوسيع المنشآت التعليمية القائمة في المناطق السنّية والشيعية. وعمل بصورة منهجية على اذكاء المشاعر الوطنية والتعاطف مع المثال العروبي عبر مناهج الدراسة. كما حرص الملك فيصل الاول على تعميم الخدمة العسكرية، لتخفيف العبء المالي على الدولة وللاختلاط داخل القوات المسلحة، الشيعي مع السنّي، والقبلي مع الحضري، بما يضعف ارتباطاتهم الطائفية ويضعف سلطة شيوخ العشائر ويزيل الحواجز. وهي شروط الاندماج في الحياة الوطنية.

أما في سوريا فيجد بطاطو ان الغاء القانون القبلي من جانب الدولة عام 1956 وتطبيق قانون الاصلاح الزراعي عام 1958 والمراسيم ذات الصلة عام 1963 -1964، قوضت من سلطة العشائر وأضعفت السلطة الاجتماعية للشيوخ الأغنياء وأضعفت روابطها وقادت بعد عام 1966 الى زوال نفوذهم السياسي على المستوى الوطني على الاقل. إضافة الى ان تقسيم الملكية قلّل تلاحم الاسرة الممتدة، فلم تعد الوحدة الاقتصادية الفاعلة هي القبيلة بل الاسرة الفردية. إضافة الى انكسار تأثير التجار المقرضين في دمشق، وخصوصا بعد موجة الهجرة الى الخليج ومراكمة المال، ما رفع مستوى التعليم وترك اثرا سلبيا في الحياة العشائرية القديمة.

هذا، من دون ان يغيب عن بالنا ان الاعراف القديمة المتحكمة في العلاقات الاجتماعية والتصورات لا تتلاشى مرة واحدة بل تدريجيا. تجدر الاشارة الى ان هذا ما حصل في ظل بعث ما قبل الأسد، اما بعد مجيئه فأمر آخر.

يلفت بطاطو أيضا على مستوى التنظيم والنقابات ودورها، إلى ان الفلاحين البستانيين تمتعوا بإمكانات الاتحاد المهني منذ القرون السابع عشر والثامن والتاسع عشر، وعرفت هذه الطوائف/النقابات جمعيات دعم متبادل ذات حكم ذاتي. يُرجع بطاطو الامر الى شبكة قنوات الري المتطورة جدا والقديمة التي شجعت الفلاحين البستانيين على ان يستشيروا بعضهم تكرارا، ما ساعد في تقدم الممارسات الديموقراطية في ما بينهم.

نعرف ان حكم الأسد قضى على النقابات والاتحادات وألحقها بحزب البعث ففقدت أدوارها التنظيمية والسياسية.

هذه امثلة سريعة عن تأثير العوامل السياسية والاجتماعية والتربوية ودور الافراد في احداث تغيرات على نمط انتماءاتهم وعلاقتهم بالدولة والوطن والوعي المواطني للأفراد.

السؤال الآن لماذا لم يتطور النظام اللبناني نحو دولة المواطنة وإلغاء الطائفية بحسب رغبة الاوائل؟

لا شك في ان لبنان شكّل نموذجا مختلفا عن المحيط لأنه تميز بنظام ديمقراطي وتمتع بحرية التعبير وبناء المؤسسات وقوة الاقتصاد. فكيف وصلنا الى هذا الانحطاط بحيث يتمنى البعض العودة 50 سنة الى الوراء؟

كيف تشرذمنا وحوّلنا نظاما سياسيا فريدا الى وصفة للمحاصصة واقتطاع الجبنة بين حفنة من الزعماء وازلام صادروا إرادة اللبنانيين وكراماتهم وحوّلوهم زبائن ومسخوهم اغناماً في قطعان الطوائف والمذاهب المتناحرة المتصارعة دفاعا عن "زعيمها" وحصته في الجبنة، فيما هم رازحون تحت نيرالفساد المترجم بالعجز الاقتصادي وتراكم النفايات والتلوث البيئي والانهيار في البنى التحتية والخدمات من كهرباء وماء وطرق الخ.

صار الوضع هزلياً، والسرقة باسم الطوائف والمذاهب "على عينك يا تاجر". اما اذا اردت فضح صفقة او مخالفة ومصادرة حق، فعليك ان تجد ما يعادلها عند الطوائف الأخرى والمذاهب والدكاكين مع "وثائق"، في ظل حجب المعلومات.

هنا يمكن تعيين ثلاثة محاور تشكّل الاطار لآليات عمل النظام اللبناني وتحدد اتجاهاته.

المحور الأول: آليات تنظيم السلطة للنظام السياسي والنمط الاقتصادي المعتمد، المحددة في الدستور والقوانين المنصوصة. ان ما يجري، يعطل النظام السياسي ككل لأنه يُخل بالدستور وبالقوانين المرعية ويديرها بشكل انتقائي بواسطة ضغط قوى الامر الواقع. واستمرار الوضع يهدد وجود الدولة بذاتها.

المحور الثاني: الإطار الجغرا-سياسي الذي يحيط بالبلد وهو كان دائماً الضاغط الأول في تعطيل إمكان تطوير النظام السياسي: من احتلال فلسطين مباشرة بعد الاستقلال وما سببه من انقطاع اجتماعي – سياسي- اقتصادي عن المحيط الحيوي الى جانب الهجرة الداخلية ومشكلة اللجوء. ثم جاء اتفاق القاهرة الذي رمى على لبنان بمفرده ثقل القضية الفلسطينية والعمل الفدائي. وهذا عطّل آليات عمل النظام السياسي ليتطور، وساهم باندلاع الحروب المدمرة للبنى الاقتصادية والاجتماعية.

المحور الثالث: دور المواطن اللبناني في هذه العملية

المواطن هو بالطبع المسؤول الأول عما آلت اليه الأوضاع، فصمته وتبعيته أوصلا الى إفشال السعي لاستعادة السيادة والحفاظ على الاستقلال بفضل الانقسام العمودي المتمحور حول الانتماء الديني – المذهبي والصراع الهوياتي والافتقار الى الأحزاب السياسية غير الطائفية وتشرذم النقابات وتبعيتها للنظام السياسي بفضل الهيمنة السورية. إضافة الى انغماسه في الفساد المستشري ونشوء طبقة طفيلية واسعة مستفيدة من المغانم؛ فيلتهي المواطن اللبناني في تدبير الحد الادنى لمعيشته والحصول على خدماته عبر الزعماء الذين رضي الارتباط بهم عبر زبائنية تزداد شراسة وقوننة على يد الطبقة السياسية الحاكمة. ما الذي ينتظره المواطن؟ هل يمكن ان يطلب من هذه الطبقة – مع استثناءات بالطبع- ان تقوم بهدم البنيان الذي أتى بها الى السلطة ومكّنها فيها؟

لقد تم اخضاع الشعب اللبناني الذي وجد لنفسه الاعذار والمبررات لكي يعيد انتخاب الممثلين السياسيين أنفسهم، الذين يطالبهم بفكّ أسره وأسر الوطنمنهم.

سأستعير نصاً من كتاب رايش، "الرجل الصغير"، لأنه ينطبق علينا كمواطنين لبنانيين. خاطب رايش المواطن الألماني الذي أوصل هتلر الى السلطة لأنه خضع وسكت طويلا: "لقد أوصلت معلميك الى ما هم عليه تحت راياتك المرفوعة، وغذّيتهم بالرغم منك او بسببك. قالوا لك بألف وسيلة: أنت كائن أدنى وغير مسؤول وستبقى كذلك. ومع ذلك تسميهم مخلصيك وتهتف:"هايل، هايل هتلر". وتعيش تعيش... لهذا أخاف منك خوفاً مميتاً. لأن مستقبل الانسانية يتعلق بك. أخاف منك لأنك لا تهرب من شيء قدر ما تهرب من نفسك. أنت مريض، رجل صغير، مريض جداً. ولكنها ليست غلطتك، مع ان الأمر منوط بك لكي تتخلص من شرك. ولو أنك لم تتساهل وتدعم من يقمعك، لكنت تخلصت من نير من يستعبدك منذ وقت طويل. ان أعتى قوة بوليسية ما كان ليمكنها أن تغلبك لو وجدت شرارة من احترام النفس لديك، لو أنك صدقت في أعماقك أن الحياة لا يمكنها أن تكمل من دونك". انتهى. لهذا، ربما صار صعب التحقق، الخروج من هذا المأزق بالطرق السوية. التغيير المطلوب لم يعد ممكناً إلا بواسطة هزة كبرى كتغيير دراماتيكي إقليمي او حرب إقليمية ما، او نوع من انتفاضات داخلية قد تتحول الى العنف!

سأعود الى مثل المانيا، هل يمكن وصف الشعب الألماني بالتخلف او بحب الاستعباد؟ مع ذلك لم يستطع التخلص من الحكم النازي الا بعد تدخل الحلفاء في الحرب العالمية الثانية.

 

"بيت الوسط" يرفض التفاوض مع السُنّة المستقلّين...

عامر مشموشي/اللواء/22 تشرين الثاني 2018

يستخلص المراقبون لمسار تأليف الحكومة من المواقف التي أطلقها رئيس «التيار الوطني الحر» الوزير جبران باسيل وبالتحديد تلك التي بعد اجتماعه مع النواب السُنَّة الستة الذين يتمسك حزب الله بتوزير أحدهم كذلك المواقف التي روّج لها بعد هذا الاجتماع نواب التيار، ان التيار حيّد نفسه ورئيس الجمهورية ورمى كرة العرقلة في ملعب الرئيس المكلف، ذلك ان الوزير باسيل الذي كلفه رئيس الجمهورية بالعمل مع كل القوى السياسية على إيجاد حل لأزمة توزير أحد النواب الستة لا يكون على حساب الرئيس المكلف، ولا لإضعافه، اعترف في هذا اللقاء بوجود حيثية للنواب السُنّة الستة يقتضي مراعاتها ولكن ليس من حصة رئيس الجمهورية الذي حسب ما صرّح به الوزير باسيل وعدد لا بأس به من نواب التيار، لا علاقة له من قريب ولا من بعيد بهذه الأزمة المستجدة، رافضاً بذلك الاقتراح المتداول بين الأوساط المعنية والقاضي بأن يتنازل رئيس الجمهورية من حصته عن الوزير السنّي، لمصلحة أحد السنوات السُنّة الستة، وبذلك يكون قد ساهم بشكل فعّال في حل العُقدة، وشرّع الأبواب امام ولادة حكومة العهد الأولى.

وقد تلقف الرئيس المكلف رسالة الوزير باسيل وأعلن بشكل مباشر وعبر بيان أصدرته كتلة تيّار «المستقبل» النيابية ان العقدة ليست في ملعبه، وان موقفه الذي أعلنه في معرض رده على الأمين العام لحزب الله وهو ان التشكيلة جاهزة وتنتظر من حزب الله ان يسقط أسماء وزرائه الثلاثة، وبالنسبة إلى توزير أحد النواب السُنّة الستة فهذا ليس وارداً على الإطلاق لأنه حسب المعايير التي اعتمدت في توزيع الحصص لا وجود لأي تكتل نيابي باسم اللقاء التشاوري أو غيره من الأسماء، ولأن حزب الله من افتعل هذه العقدة لغايات أكبر بكثير من عملية تشكيل الحكومة.

وما لم يقله الرئيس المكلف في ذلك المؤتمر الصحفي الذي ردّ فيه على أمين عام حزب الله، هو ان الحزب يقصد من افتعال عقدة النائب السنّي من خارج نواب تيّار «المستقبل» تعطيل تشكيل الحكومة وعبرها تعطيل البلد ودفعه إلى الانهيار، وجاء موقف التيار الوطني الحر، سواء عن قصد أو عن سوء تقدير ليصبّ في مصلحة مشروع حزب الله خصوصاً وان الوزير باسيل سبق ان بحث الموضوع مع الرئيس المكلف وسمع منه جواباً قاطعاً وغير قابل للنقاش بالنسبة إلى توزير أحد النواب السُنّة الستة من حصته، ولا يمانع في ان يحتسب ذلك من حصة رئيس الجمهورية.

ويضيف المراقبون انه بالرغم من هذا الموقف الواضح والجازم الذي تبلغه الوزير باسيل من الرئيس المكلف، فقد واصل مشاوراته مع معظم القوى السياسية والروحية للإيحاء بأنه يبحث عن حل لهذه العقدة المستجدة لا يكون على حساب الرئيس المكلف، ولا يجوز ان يفسّر على انه انتقاص من صلاحياته الدستورية في تشكيل الحكومة، فإذا بالمواقف التي أطلقها بعد لقائه النواب السُنّة الستة تعطي، بشكل أو بآخر، الحق لهؤلاء النواب بما يطالبون هم به أو بما يطالب لهم حزب الله ان يتمثلوا في الحكومة العتيدة كونهم يمثلون حيثية سياسية وشعبية تزيد من تعقيد المشكلة، وتدفع الرئيس المكلف إلى مزيد من التصلب في موقفه، خصوصاً وان الوزير باسيل، نأى برئيس الجمهورية وبالتيار عن هذا الموضوع، واعتبر ان الحل يكون في نهاية المطاف عند الرئيس المكلف.

وعلى قاعدة هذه المواقف، يرى المراقبون ان الوزير باسيل لا يعمل من أجل إقناع حليفه حزب الله بالتنازل حرصاً على الرئيس عون الذي كان له الدور الأساسي في ايصاله إلى قصر بعبدا، بل يعمل لاضعاف مقام رئاسة الحكومة وفرض شروط التأليف على الرئيس المكلف الذي اناط به وحده اتفاق الطائف تشكيل الحكومة بعد مشاورات غير ملزمة يجريها مع الكتل النيابية والنواب وبالتشاور مع رئيس الجمهورية، ومع ذلك تقول أوساط التيار الوطني الحر ان وساطة رئيسه مستمرة، ولم تنته كما توقع المراقبون بعيد اللقاء مع النواب السُنّة الستة وتقول ان الهدف الاول من تحرك رئيس التيار هو تأمين لقاء بين الرئيس المكلف والنواب الستة، ومن الضروري بمكان الاعتراف بأنهم يشكلون شريحة من الشارع السُني أفرزتها الانتخابات النيابية الأخيرة. اما في حال رفض الرئيس المكلف استقبالهم فإن مجموعة من الأفكار جاهزة للطرح على بساط البحث لأن الجميع يرفضون التسليم بالفشل في تأليف الحكومة.

اما في ما يتعلق باقتراح رئيس التيار استعادة رئيس الجمهورية الوزير الماروني من حصة الرئيس المكلف ليعود الوزير السني بدوره إلى الرئيس الحريري، أوضحت ان الهدف من ذلك تمكين الحريري من إعطاء اللقاء التشاوري وزيراً في الطائفة السنية طبقا لما يطالبون به، غير انها تشدد على ان أي حل لهذه العقدة من المفترض ان ينطلق من اللقاء المباشر بين الجانبين.

لكن أوساط الرئيس المكلف ترد بأن هذا الاقتراح مرفوض شكلاً ومضموناً كما هو مرفوض اللقاء مع نواب لا يشكلون أية حيثية سياسية بحكم انتمائهم إلى كتل نيابية شاركوا معها في المشاورات التي أجراها الرئيس المكلف وهم ممثلون في الحكومة المقترحة.

 

هل يوجد قرارٌ إيراني بتعطيل تأليف الحكومة؟

معروف الداعوق/اللواء/22 تشرين الثاني 2018

لا يبدو أن التحركات والاتصالات التي يقوم بها رئيس «التيار الوطني الحر» الوزير جبران باسيل لتجاوز «بدعة» «حزب الله» بتوزير ممثّل عن النواب السنّة التابعين له، تحقق أي تقدّم يذكر، بالرغم من كل ما يحاك حولها من اخبار وترويج لاقتراحات وسيناريوهات، باستبدال وزير من حصة هذا الطرف بوزير للطرف الآخر، أو التوجه لإنتقاء شخصية وسطية ترضي كل الأطراف لتجاوز هذه المشكلة «البدعة»، لأن هذه التحركات لا تلامس جوهر المشكلة الحقيقية التي أدت إلى تعطيل التشكيلة الحكومية، وإنما تركز على الواجهة التي يتلطى وراءها الحزب لتبرير خطوة التعطيل، وكأن هؤلاء النواب السنّة هم أساس الخلاف الحاصل، بينما الواقع أبعد من ذلك ويتعلق بموقف الحزب وعلاقته بطرفي الحكم، أي رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف سعد الحريري تحديداً، وعما إذا كان الحزب يريد بالفعل تشكيل الحكومة في هذا الظرف بالذات، أم أنه يريد منع تشكيلها في الوقت الحاضر وإبقاءها رهينة إرتباطاته مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية، لغايات ومصالح نفعية في أي مفاوضات مرتقبة مع الولايات المتحدة الأميركية في المرحلة المقبلة، على حساب مصلحة الشعب اللبناني كما كان يحصل باستمرار في محطات وأحداث مشابهة طوال العقود الثلاثة الماضية. ولذلك، يلاحظ بوضوح أن جميع الاقتراحات وصيغ الحلول المطروحة التي يتم الترويج لها عقب كل لقاء وتحرك للوزير باسيل مع أحد هؤلاء النواب، تسقط الواحدة تلو الأخرى، بفعل رفض هذا الطرف لما يطرح أو معارضة الأطراف الآخرين لمثل هذه الاقتراحات التي تتعارض مع أسس تشكيل الحكومة، ما يعني ايضا ان كل ما يحصل حالياً حتى الآن وبالرغم من محاولات بث الأجواء التفاؤلية من وقت لآخر لا يتعدى السعي لتبريد الأجواء السياسية المتشجنة والتي أدت إلى توتر العلاقات بين الرئيس الحريري و«حزب الله» في أعقاب ما صدر من مواقف عن الأمين العام للحزب مؤخراً ورد الرئيس الحريري عليه لاحقاً. فالمشكلة «البدعة» التي اخترعها «حزب الله» بالدعوة إلى تمثيل النواب السنّة التابعين له في الحكومة في اللحظات الأخيرة التي سبقت إصدار التشكيلة الحكومية، لم تلقَ قبولاً عند معظم حلفاء الحزب التقليديين وإن كان بعضهم قد أخفى رفضه لهذا الطرح خشية تردي علاقته مع الحزب، في حين كان موقف رئيس الجمهورية واضحاً في تحديد موقفه في الحوار الذي جرى معه مؤخراً بهذا الخصوص، وهذا الواقع الرافض من كل هؤلاء السياسيين والحلفاء والأصدقاء للحزب حصر مسؤولية تعطيل تشكيل الحكومة بالحزب وحده وهذا ما يحصل لأول مرّة على هذا الصعيد، لأن ما طرحه الحزب لم يكن مقنعاً ويتعارض كلياً مع الأسس التي انطلقت عليها عملية تشكيل الحكومة منذ البداية، لا سيما وأن النواب السنة الذين يطالب الحزب بتمثيلهم بالحكومة لم يشاركوا منفردين أو ضمن تجمع يضمهم بالمشاورات، إن كان بما يخص تسمية رئيس الحكومة أو بالاستشارات مع الرئيس المكلف وإنما شاركوا ضمن الكتل الأساسية التي ينتمون إليها وهذه نقطة الضعف التي لم يستطع الحزب تجاوزها أو تبريرها في مطلبه لتوزير ممثّل عن هؤلاء في التركيبة الحكومية الجديدة.

إذاً، كل ما يردده قادة «حزب الله» بأن مسؤولية تعطيل تشكيل الحكومة ملقاة على رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، هي محاولات مردودة لا تنفع في تبرئة الحزب بما تسبب به لمنع إصدار التشكيلة الحكومية في الوقت الذي تمّ فيه تذليل كل العقد التي واجهتها على مدى الأشهر الماضية التي أعقبت الانتخابات النيابية في مطلع شهر أيّار الماضي، مهما تفنن في تسويق ادعاءاته وتبريراته غير المقنعة للرأي العام عموماً، لأنها ليست المرة الأولى التي يخترع فيها مثل هذه الذريعة التعطيلية لتشكيل الحكومة وقبلها اخترع حجج تعطيل انتخابات رئاسة الجمهورية لأكثر من سنتين، الى ما هنالك من أحداث سوداوية في تاريخ ممارساته.

انطلاقاً من هذا الواقع، فإن محاولات الوزير باسيل لتجاوز المشكلة «البدعة» تدور في حلقة مفرغة حتى الآن إذا استمر في الدوران حول المشكلة من دون الخوض في جوهرها الحقيقي وهو الخوض في الخلاف الناشب بين الرئاستين الأولى والثانية مع «حزب الله» ووجوب وضع حدّ له انطلاقاً من معالجة اسبابه الناجمة عن سياسة الحزب واسلوبه في فرض ما يريده بالقوة على الآخرين فرضاً خلافاً للواقع والعلاقات المشتركة بين كل الأطراف السياسيين، وهو ما أدى إلى تأجيج الخلاف السياسي القائم وتجميد مساعي تشكيل الحكومة الجديدة حتى اشعار آخر، بينما يبقى السؤال المطروح هو هل يريد الحزب تشكيل الحكومة في الوقت الحاضر، أم أن المشكلة «البدعة» والمطالبة بتوزير ممثّل عن النواب السنة التابعين له هي الواجهة التي يتلطى بها الحزب لتربير فعلته بعد ان سقطت كل الذرائع التي كان يتلطى وراءها ولا سيما عقدة تمثيل «القوات اللبنانية»؟! اما الجواب على هذا السؤال فهو بانتظار الأيام المقبلة التي ستؤشر عمّا إذا كانت العقدة هي محلية أم انها في طهران بالفعل وليس بالكلام.

 

حرب نتنياهو الداهمة

محمد قواص/العرب/22 تشرين الثاني/18

في حواف ما قاله نتنياهو في وزارة الدفاع، ما يؤشر على اندفاع داخل النخبة الحاكمة في إسرائيل نحو فلسفة مفادها حاجة إلى حرب تعيد ترتيب كثير من الفوضى داخل خرائط الأمن الاستراتيجي لإسرائيل.

الجمعة 2018/11/23

نتنياهو يقتات من الخوف من أجل البقاء

حين رأى رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أن عاصفة داهمة ستطيح بحكومته هرب نحو الحرب. أخرج الرجل القوي في إسرائيل من أكمامه ورقة لم تكن تعرف بها إسرائيل. أعلن في خطبة (راح المعلقون إلى حد مقارنتها بخطبة ونستون تشرشل في بريطانيا بعد توليه رئاسة الوزراء أثناء الحرب العالمية الثانية) أن إسرائيل ذاهبة إلى حرب، هي كبرى، إلى درجة أن جسامتها لا تحتمل خفة إسقاط حكومة والذهاب نحو انتخابات تشريعية مبكرة. بدت إسرائيل دون قيادات تتشارك في صنع القرار والسياسة. بدا أن نتنياهو الوحيد الممسك بدفة القيادة في البلاد، والوحيد الممسك، على ما يبدو، بقرار السلم والحرب. ذهب إلى مقر وزارة الدفاع في بلاده بعد أن عين نفسه وزيرها بعد استقالة أفيغدور ليبرمان، ليعلن للعسكريين شيئا لا يعرفونه عن حرب كبرى قادمة.

غادر ليبرمان الحكومة والمنصب احتجاجاً على قرار نتنياهو وقف إطلاق النار مع قطاع غزة، ليطلّ الأخير من الشباك للحديث عن حرب تتجاوز هموم غزة. يعترف الخصوم في إسرائيل ببراعة نتنياهو في اللعب بكافة التيارات السياسية صوناً لتفوقه على رأس الحكومة. لم تهزمه استحقاقات الداخل منذ عام 2009 في انتخابات عادية أو مبكرة، وأحسن التعامل مع تحديات الخارج سواء أتت من باراك أوباما الذي لم يحبه وأجاد تجاهله وراح يحرّض الكونغرس الأميركي في واشنطن ضده، أو تلك التي تمثّلت في الخطر النووي لطهران ونيران حلفائها في الجنوب، في غزة، وفي الشمال، في لبنان وسوريا. بدا أنه يطبخ مع القاهرة هدنة طويلة الأمد مع قطاع غزة تعيد ترتيب أوراق تعامله مع الحالة الفلسطينية برمتها، وهو ما يقلق أهل السلطة في رام الله، فيما توفر الحملة غير المسبوقة التي تخوضها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب ضد إيران فرصة تاريخية لشلّ طموحات طهران في أن تشكّل قلقا وجودياً حقيقيا ضد “دولة اليهود الأبدية”.

يدرج المحللون في إسرائيل خطبة نتنياهو المحارب في سياق تكتيكي هدفه إنقاذ حكومته وتجنب المخاطرة في الذهاب نحو الانتخابات المبكرة. كان لنتنياهو ذلك. حاول وزير التعليم العالي ورئيس حزب “البيت اليهودي”، نفتالي بينيت، ابتزاز نتنياهو من خلال التلويح باستقالته في حال لم يعين وزيراً للدفاع مكان ليبرمان المستقيل. طبعا تضامنت وزيرة العدل من “البيت اليهودي” أيليت شاكيد مع بينيت وهوّلت باستقالة ثالثة.

أنزل نتنياهو المتمردين عن الشجرة ووفّر لهم ورقة مثالية للتراجع عن التهديد بالاستقالة. أَنِسوا لحجج نتنياهو الحربية دون أن يقنعهم أمر ذلك بالضرورة. أدلى الحردانون بدلو يشبع حاجات قواعدهم الانتخابية المتطرفة إلى مزيد من التشدد، وعادوا عن ذلك الحرد اتساقاً مع توق نفس القاعدة، ربما، إلى حرب تردّ عنهم ما يهدد وجود إسرائيل ووجودهم المتقدم داخلها.

يقتات نتنياهو وحلفاؤه اليمينيون من الخوف من أجل البقاء. سقطت داخل إسرائيل تيارات كانت توصف بالتسووية والسلموية. ولا يتّسق مفهوم السلم داخل إسرائيل مع ذلك الذي رفعه العرب إلى مرتبة القمة حين كشف نظامهم السياسي الرسمي عن خطتهم للسلم في قمة بيروت عام 2002. بيد أن تيار السلم في إسرائيل، وهو يساري الهوى، هو الذي نظّر لمسألة الانسحاب من جنوب لبنان قبل سنوات عديدة من تنفيذ ذلك عام 2000، ودفع للتفاوض سراً مع “الإرهاب”، قبل أن يتحوّل الأمر علنا إلى اتفاقات أوسلو عام 1993.

    إسرائيل تدرك أن حروبها دخلت في طور جديد باتت فيه مكلفة، ولها طعم الخسارة حتى في حال النصر. تسعى واشنطن للتعامل مع الحالة الإيرانية بأدوات لن تكون تلك العسكرية من ضمنها

ما زال نتنياهو ينهل من تلك “الخطيئة” التي ارتكبها الثنائي إسحاق رابين – شمعون بيريز ليزوّد سلطانه بوقود الخوف والتخويف سبيلاً وحيداً للإمساك بالحكم في إسرائيل. يردد نتنياهو أنه لا يريد انتخابات مبكرة قد يتسرب منها، كما تسرّب عام 1992، يسار يأتي بـ”أوسلو” أخرى. لم يعد للسلم سوق داخل الكتل الناخبة، فهي في كل انتخابات تؤكد نزوع المجتمع الإسرائيلي نحو التطرف والتشدد ومقت الآخر والتحصن وراء “الجدار” داخل غيتو الخوف الميثولوجي. وبالتالي لا داعي إلى تغيير هذا النزوح بالمخاطرة باستيلاد نقائضه المحتملة.

استطاعت حكومات نتنياهو أن تثبت للداخل الإسرائيلي أن خيار الردع هو القاعدة الأولى للأمن. لم تخض إسرائيل في عهد نتنياهو حرباً كبرى، تنخرط فيها عواصم ومنابر وتصدر عنها قرارات أممية، كتلك التي خيضت ضد لبنان عام 2006. خاض حروبا دموية ضد غزة “تفهّمها” العالم من أجل أمن إسرائيل. حتى تحقيقات الأمم المتحدة، على جسارتها، بقيت حبراً على ورق، أظهرت “انحياز” المنظمة الأممية وفق المظلومية التي دفع بها نتنياهو والتي استجاب لها هذه الأيام دونالد ترامب في واشنطن وسفيرته لدى الأمم المتحدة في نيويورك، نيكي هايلي.

لكن نتنياهو يحتاج إلى حرب هذه الأيام. أزاح المشاغبين عن دربه لكن قضايا الفساد التي تلاحقه تهدد بقاءه. ذكّر في خطبته الحربية بماضيه العسكري، وذكّر عتاة وزارة الدفاع أن رؤساء وزراء سابقين من دافيد بن غوريون إلى إيهود باراك، مرورا بليفي أشكول ومناحيم بيغن وإسحق رابين قد تولوا هذه الوزارة.

قد يكون في كلمات نتنياهو عبق مناورة سياسية لمنافع ميكيافيلية داخلية وضيعة، بيد أن في حواف ما قاله نتنياهو في وزارة الدفاع، ما يؤشر على اندفاع داخل النخبة الحاكمة في إسرائيل نحو فلسفة مفادها حاجة إلى حرب محسوبة تعيد ترتيب كثير من الفوضى داخل خرائط الأمن الاستراتيجي لإسرائيل. أفصحت مئات الغارات والعمليات العسكرية الإسرائيلية في سوريا أعراضاً وعلامات لواجهة من واجهات الحرب التي تفتش عنها إسرائيل. تتسرّب من تقارير الجيش والمخابرات الإسرائيلية مراقبة مقلقة ودؤوبة للأخطار شمال إسرائيل، التي وإن كانت مقيّدة محدودة في سوريا وفق عوامل المسار السوري المتعدد الأطراف، فإن تلك المطلة من لبنان تمثّل واقعا حقيقا متصاعداً لا مفر من التعامل معه يوما، مهما تم تأجيل أمر ذلك.

تدرك إسرائيل أن حروبها دخلت في طور جديد باتت فيه مكلفة، ولها طعم الخسارة حتى في حال النصر. تسعى واشنطن للتعامل مع الحالة الإيرانية بأدوات لن تكون تلك العسكرية من ضمنها.

يدرك نتنياهو أن الحاكم في إيران يملك براغماتية انقلابية حين يدرك حواف الممكن والمستحيل. ويقلق نتنياهو من إمكانية توصل واشنطن والعالم إلى صفقة جديدة مع طهران لا تذهب مذهب ترامب ومايك بومبيو وجون بولتون. فحتى لو لملم العالم أوراق التفاوض وتوصل إلى اتفاق مع نظام طهران الذي لا يريد أحد إسقاطه، فإن نتنياهو الذي كان سعيداً بما حققته زيارته لمسقط من إنجاز معنوي كبير، يدرك أن عليه التعامل مع ظواهر شاذة لن تشملها أية اتفاقات.

في الكواليس خلف نتنياهو من يهمس وربما يسرب ويضلل بأن “حنان” نتنياهو لتحييد جبهة غزة من خلال اتفاق سريالي المنطق مع حركة حماس، يعود إلى أن إسرائيل باتت تعتبر خطر غزة هامشا، مقارنة مع أخطار وجودية كبرى باتت متنا.

يراقب نتنياهو، بقلق، حرد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي بالكاد التقاه بضع دقائق في باريس، فيما طائرات التجسس وعيون إسرائيل ترصد، ساعة وراء ساعة، تعملق خطر صواريخ حزب الله في لبنان. الأمر في جسارته يستحق أن يستفيد نتنياهو من ستاتيكو مدته عام يبقيه على رأس حكومته، إلى أن يقرر مصيره في الانتخابات المقبلة في موعدها المعتاد في نوفمبر من العام القادم 2019.

لكن بالنهاية فإن قرار الحرب، كما قرار السلم، يحدده مزاج نتنياهو وحساباته الانتخابية وطموحاته في الحكم. هنا فقط سر السلم في غزة والتلويح بحرب قادمة في أمكنة أخرى.

*محمد قواص/صحافي وكاتب سياسي لبناني

 

إيران تقترب من «المتوسط» والثمن الفادح ستدفعه تركيا!

صالح القلاب/الشرق الأوسط/22 تشرين الثاني/18

حتى الآن، وما دامت إيران تواصل الحفاظ، وبقوة، على تمددها العسكري والأمني والسياسي، وكل شيء في العراق وفي سوريا وفي لبنان وفي اليمن أيضاً، فإنه أمر طبيعي أن تسعى إلى ما هو أبعد من هذا التمدد، وأن تكون لها قاعدة بحرية متقدمة على شواطئ البحر الأبيض المتوسط الشمالية؛ لا بل وفي المنطقة «الاستراتيجية» الأكثر خطورة وأهمية، وهي لواء الإسكندرون الذي احتله الأتراك في لحظة عربية مريضة في عام 1939، وأطلقوا عليه اسم «هاتاي».

إن الواضح؛ لا بل المؤكد، أن إيران قادرة على الصمود في وجه العقوبات الأميركية بنسختها الثانية، رغم كل ما يقوله الأميركيون، ورغم ما يؤكدونه في اليوم، ما دامت لا تزال تحافظ على تمددها في هذه الدول العربية التي تتمدد فيها، وما دام لها هؤلاء الحلفاء الذين تفرض مصالحهم عليهم أن يضعوها في حدقات عيونهم، والذين لديهم الاستعداد للدفاع عنها ومساندتها بالقوة العسكرية، وحتى بالأسلحة الفتاكة المحرمة دولياً إذا لزم الأمر!

لقد أكدت روسيا، وعلى ألسنة كبار مسؤوليها، وفي مقدمتهم الرئيس فلاديمير بوتين، وقوفها إلى جانب إيران كحليف استراتيجي، وهذا ينطبق على دول الاتحاد الأوروبي كلها، وإنْ بحدود معينة. وهنا فإن المستغرب فعلاً أن تركيا اتخذت هذا الموقف نفسه، مع أن المفترض أنها تدرك أن تطلعات هذه الدولة، التي دأبت على التطلع إلى ما وراء حدودها، إنْ في عهد الشاه محمد رضا بهلوي، وإنْ في عهد ما بعد ثورة عام 1979، وإنْ قبل ذلك بكثير، أي في المرحلة «الصفوية»، لن تقف عند تمددها الحالي في العراق وفي سوريا وفي لبنان واليمن أيضاً، وأنها رغم زمجرات الأميركيين وتهديداتهم، مصرة على أن يكون لها وجود مسلح وقاعدة عسكرية بحرية، على الشواطئ المتوسطية الشمالية.

ويقيناً، وما دام لإيران كل هذا التمدد الاحتلالي في تلك الدول العربية، وما دامت قادرة على تصدير نفطها وبكل هذه الكميات المعلنة، وبكميات أخرى غير معلنة، من خلال روسيا وتركيا، وربما أيضاً من خلال بعض دول الاتحاد الأوروبي في مرحلة لاحقة، وبعض الدول الآسيوية والأفريقية، فإنها بالمحصلة وفي النهاية ستُفشِل العقوبات الأميركية، إنْ بنسختها الثانية، وستفرض نفسها كقوة رئيسية في هذه المنطقة، وفيما هو أبعد منها. وهنا وفي هذا المجال، فإن من يشك في هذا عليه أن يراجع مسيرة التاريخ البعيد والقريب، ليس في الشرق الأوسط، وإنما في الكرة الأرضية كلها.

على الأميركيين أن يدركوا أنه كان بإمكان نظام صدام حسين أن يبقى حتى الآن، لو لم تتم إزاحته بالقوة العسكرية، وهذا ينطبق على كثير من الأنظمة القمعية في العالم بأسره، ما يعني أنه بإمكان نظام الملالي هذا، الذي ظروفه وأوضاعه أفضل بألف مرة مما كانت عليه ظروف الرئيس العراقي الأسبق، أن يصمد في وجه كل هذه العقوبات الاقتصادية والمالية التي فرضت عليه، وأن ينتقل من مواقع وخنادق الدفاع إلى مواقع وخنادق الهجوم، ما دام له كل هذا الوجود الاحتلالي في هذه الدول العربية الآنفة الذكر.

وإن عليهم أيضاً ألا يبقوا ناظرين إلى هذه المنطقة، التي تقع إيران في قلبها، بعيون مصابة بالحول، فهذه منطقة بالنسبة لهم ولغيرهم في غاية الأهمية، ولهذا فإن عليهم أن يدركوا أن عقوباتهم هذه قد تؤثر على الإيرانيين ولكن بحدود معينة بإمكانهم استيعابها، ما دام الأميركيون يواصلون الدوران حول أنفسهم بالنسبة لهذا التحدي الذي لا يهددهم وحدهم؛ بل يهدد أيضاً هذه المنطقة كلها، التي هي منطقة مصالح حيوية واستراتيجية بالنسبة للغرب كله، وللعالم بأسره!

والغريب أن الولايات المتحدة لم تتحدث حتى الآن، عن إسقاط هذا النظام، وأنها لم تبادر إلى أي إسناد جدي لقوى المعارضة الإيرانية «مجاهدين خلق» على سبيل المثال، وللأقليات القومية الثائرة، وكأنها لا تزال تراهن على إصلاح هذا النظام من داخله، وكأنها تعتقد بأن هناك فرقاً بين خاتمي وخامنئي، وأنه بالإمكان استدراج حسن روحاني إلى توجه غير توجهه الحالي.

إن هذه مسألة، وأمّا المسألة الأخرى فهي أن الواضح أن الأميركييين يغمضون عيونهم حتى لا يروا حقيقة أن هذه الـ«إيران» تقوم حالياً بإنشاء خط حديدي أنجزت منه حتى الآن ما تجاوز حدودها مع العراق، يربطها بشواطئ البحر الأبيض المتوسط، بالقرب من مدينة اللاذقية السورية، وعلى تماس مباشر مع لواء الإسكندرون.

الآن يسيطر الإيرانيون عسكرياً وأمنياً على ما كان بشار الأسد قد أعلن عن أنه «سوريا المفيدة»، والآن هناك وجود عسكري إيراني في شرق الفرات، في منطقتي البوكمال ودير الزور السوريتين، وهذا يشكل امتداداً لمثل هذا الوجود داخل الأراضي العراقية، والواضح أن وصول الإيرانيين إلى البحر المتوسط وإنشاء قاعدة عسكرية لهم هناك، على بعد أقل من مرمى حجر من لواء الإسكندرون، بات تحصيل حاصل إذا بقي الأميركيون يتصرفون بكل هذا التراخي الذي يتصرفون به الآن.

ثم، ولعل ما يزيد كل هذه التطورات خطورة ومأساوية، أن تركيا تضع يديها في ماءٍ بارد، رغم أنها ترى كل هذا الخطر الإيراني المتجه نحوها بكل هذا الإصرار، وكل هذه القوة، وأن الرئيس إردوغان، إنْ لم يدرك أن وصول الإيرانيين إلى الشواطئ المتوسطية الشمالية يعني أن لواء الإسكندرون لن يبقى جزءاً من الدولة التركية، فالمعروف - وهذا تتم الإشارة إليه بغاية التردد والصعوبة - أن أهل هذا اللواء كله وبكل مدنه الرئيسية، هم من الطائفة العلوية التي لها الوجود الرئيسي أيضاً في منطقة اللاذقية، وفي مناطق جبلة وطرطوس وبانياس، امتداداً حتى القرداحة وحتى مشارف حمص وحماة.

إنَّ المفترض أن الرئيس إردوغان يدرك هذا كله، وأنه يدرك أيضاً أنه سيكون في مصلحة إيران بعد وصولها إلى شواطئ المتوسط الشمالية، أنْ تدعم حزب العمال الكردستاني – التركي، الذي هو بالأساس صنيعة المخابرات السورية والسوفياتية، ليقيم دولته المنشودة في قسم كبير من الأراضي التركية، وعندها فإنَّ تركيا لن تعود تركيا السابقة، وإن حصول الأكراد على ما بقوا يسعون إليه، سيشجع آخرين على الاقتداء بهم. إنه كان على الرئيس التركي أن يدرك وأن يتصرف على هذا الأساس، أن ما بين الإيرانيين (في العهد الصفوي) والأتراك (في العهد العثماني) حسابات وثارات قديمة، من الواضح أن دولة الملالي تريد تسديدها، وأن ما يشجعها الآن على هذا أن العراق في هذا الوضع الذي هو فيه الآن، وأن النظام في سوريا هو هذا النظام المذهبي، وأن العرب الذين من الممكن أن يتصدوا لهذه التطلعات الإيرانية، تم إشغالهم بكثير من القضايا الجهوية والداخلية.

والمفترض أن إردوغان، الذي انتقل من الدائرة «العلمانية» إلى دائرة «الإخوان المسلمين»، من المفترض أنه يعرف أن الإيرانيين أهل «تقية»، وأنهم يقولون شيئاً ويفعلون ما هو ضده، وأن تطلعاتهم التمددية تجعلهم يستهدفون تركيا، ويحولونها إلى رقم ثانوي، وهذا يعني أنهم سيصادرون لواء الإسكندرون لحساب الدولة المذهبية التي يسعون لإقامتها، والتي أطلق عليها بشار الأسد اسم «سوريا المفيدة».

 

صراحة ترمب وأزمة خاشقجي

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط/22 تشرين الثاني/18

مصدر مجهول في الاستخبارات الأميركية قال إن ولي العهد السعودي هو المسؤول، ومصدر آخر، أيضاً بلا اسم، في وزارة الخارجية نسب له أن هناك تقارير تدين السعودية في الجريمة. بعدها خرج الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، ووزير الخارجية، مايك بومبيو، ينفيان.

التسريبات التي كانت تبدو ضمن حملة تبنَّتها بعض الصحف الأميركية، منسوبة لمجهولين في «سي آي إيه»، ووزارة الخارجية وغيرها، وذلك بعد أن تقلَّصت تسريبات المسؤولين الأتراك، كلها دفعت البيت الأبيض للإعلان رسمياً عن وقوفه مع الحكومة السعودية، في الجدل حول مقتل جمال خاشقجي. الموقف يمكن أن يُقرأ على أنه رد على حكومتي قطر وتركيا، وضد خصومه في الحزب الديمقراطي، وضد الإعلام المضاد له. الحملة كانت تريد إحراج الرئيس الأميركي، وإجباره على موقف مختلف.

لهذا اختار ترمب أن يعلن عن موقف إدارته في بيان مكتوب وطويل وصريح. وحتى تصل الرسالة للجميع، ظهر الرئيس نفسه أيضاً، وتحدث أمام كاميرات التلفزيون عن بيانه، ثم ظهر وزير الخارجية أيضاً، وأكد ما ورد في البيان. بذلك أجهض البيت الأبيض لعبة التسريبات والحرب النفسية والإعلامية.

وسبق لترمب أن أوضح موقفه القانوني؛ بأنه لا يوجد هناك ما يلزم الحكومة بالتدخل، فلا القتيل أميركي ولا الأرض التي ارتُكِبت عليها أميركية، فضلاً عن أنه غير مقتنع بالاتهامات، وأن السعودية دولة مهمة للولايات المتحدة. بذلك يحاول إسكات الأطراف الضاغطة، سواء في الكونغرس، ومعظمهم من الحزب الديمقراطي المنافس، أو تركيا التي ردَّ عليها بنفس أسلوبها، حيث سرَّب معلومات لإحراجها، بأنها تستخدم الجريمة للمساومة والحصول على تنازلات منه للإفراج عن مسؤول بنكي تركي متهم، أو تسليمها معارضاً مقابل إيقاف حملتها ضد السعودية.

قضية خاشقجي سلاح طارئ في معركة موجودة أصلاً على الساحة الأميركية منذ سنتين، بين الجمهوريين، حزب الرئيس، وخصومه الديمقراطيين. وقد استخدمت فيها اتهامات شخصية ضد الرئيس، وضد عائلته، وضد مرشحيه، وآخرهم كان تعيينه قاضياً للمحكمة العليا. كما أن الضغوط المستمرة على ترمب بشأن السعودية سبقت قضية خاشقجي، أي الخلاف على دعم حرب اليمن. معارضو الرئيس يطالبونه بوقف التعاون الأميركي مع السعودية والتحالف العربي في الحرب على المتمردين حلفاء إيران في اليمن. والآن تعود إلى الصورة الضغوط التي تطالب بمقاطعة السعودية، وتحديداً في مبيعات السلاح، والتعاون العسكري الاستخباراتي، وتزويد المقاتلات السعودية بالوقود في الجو. ما هي مطالبهم؟ وقف الحرب في اليمن، وسحب القوات السعودية وحليفاتها منها. ترمب ظهر بردٍّ جديد، قال إن السعودية لا ترغب في الحرب، ومستعدة للانسحاب من اليمن الآن في حال سحبت إيران دعمها للحوثيين. لن يكون هناك منطق في الحديث عن منع السعودية دون إخراج إيران من اليمن، التي كانت وراء الانقلاب في اليمن منذ بداياته. مواجهة إيران جعلها ترمب مشروعه السياسي الخارجي الرئيسي، وفعلاً بدأ فرض العقوبات حتى تقبل بوقف مشروعها النووي العسكري، وتنهي نشر الفوضى في سوريا ولبنان والعراق واليمن وأفغانستان وغيرها.

 

الوافدون...

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/22 تشرين الثاني/18

في الكويت مسألة قديمة اسمها «الوافدون». دائماً كان هناك عدد هائل يحلم بالمجيء، ودائماً كان هناك كويتيون يخافون أن يصبح عدد المهاجرين خطراً على الأمن الوطني والتركيبة السكانية والنسبة المقبولة في المعدلات الدولية. وتندَّر عرب كثيرون على تزمت الكويتيين في استقبال «أشقائهم»! واليوم، هناك صخب شديد أثارته نائبة طالبت، فيما طالبت، بأن يدفع كل وافد ضريبة قدرها مائة فلس، لاستخدامه الرصيف الذي يمشي عليه. وفي مغالاتها، أو تسرعها، أثارت غضب الجالية المصرية، التي هبّ للدفاع عنها الكويتيون وعن دورها في بناء البلد.

لكنّ الحقيقة الأخرى هي أن عدد الجالية المصرية اليوم يزيد على 750 ألف نسمة. ومجموع المقيمين هو ثلاثة أضعاف المواطنين. وبعيداً عن أسلوب النائبة المذكورة، فإن الكويت التي استقبلت منذ استقلالها أكبر نسبة من المهاجرين العرب، تحاول الآن وضع برنامج مدته عقد واحد يجعل نسبة الوافدين تزيد 50 في المائة فقط على المواطنين. إرضاء النائبة المتشددة عمل مستحيل. وضريبة المائة فلس على استهلاك بلاط الأرصفة صعبة الجباية. لكنّ الدولة تحاول الموازنة الصعبة في قضية عمرها من عمر النفط. فما إن ظهر في الثلاثينات حتى ظهر معه طالبو المشاركة. بل ذهب البعض إلى طلب التسلط، سواء كان دبلوماسي السمعة مثل نوري السعيد، أو أبا المعارك مثل صدام حسين.

قبل أن يقرر لها الأشقاء نسبة حصصهم في «مال العرب للعرب»، أقامت هي مؤسسات المساعدة وأولاها «الصندوق العربي» وليس «الصندوق الكويتي»، كما أشرت إليه يوم الثلاثاء. وكانت الكويت الدولة العربية الوحيدة التي رعت واحتضنت القضايا العربية، وفتحت للقوميين مجلس النواب، وشهدت تأسيس «فتح» فوق أراضيها بزعامة ياسر عرفات، الذي كان يعمل هنا مهندساً مدنياً. وباستثناء محمود عباس الذي كان في قطر، كان جميع أركان منظمة التحرير من هنا، وأيضاً من هنا خرج خالد مشعل، ركن «حماس». وبعض أركان «الجبهة الشعبية».

وفيما فتحت الدولة صدرها ووظائفها الحكومية العليا، فتحت الصحافة الكويتية منابرها وأبوابها وعناوينها الأولى. وفي مرحلةٍ بدا مجلس الأمة كأنه برلمان فلسطين. وأسهم الفلسطينيون بدورهم في إنشاء صحافة كويتية لا تزال تتقدم وتتطور رغم أن قضاياها الأولى، في الأخبار وفي الزوايا، أصبحت غارقة في الشأن المحلي، غرق البلد نفسه في مطر نوفمبر (تشرين الثاني)، المستمر حتى الاثنين في قسطه الأول. كان عبد الله بشارة من أبرز المنظّرين للقومية الخليجية والوحدة الخليجية وعدم الانجراف في سياسات الانهيار. وهذا ما سعى إليه كأول أمين عام لمجلس التعاون، ودافع عنه كسفير لدى الأمم المتحدة طوال عشر سنوات. وكلما جئت إلى الكويت أستعرض رفقة عمر وخبرة عمر. وفي العرض يسجل في تواضع كيف حمت السياسة الكويتية وحدة البلد، وكيف نجح الفكر المحافظ في إبعاده عن المهاترات. ويقول إن العالم العربي ذهب وجاء والكويت في مكانها. الذين انتقدوها عادوا فاعتذروا، والذين اعتدوا عليها عادوا فندموا. والذين اتهموها بالانعزالية يوقنون اليوم بأنها من أوائل مَن دعم القضايا، بالعمل، لا باللافتات.

 

حديث خليجي عن نظام جديد في العالم العربي!

هدى الحسيني/الشرق الأوسط/22 تشرين الثاني/18

اجتمع العالم كله تقريباً الأسبوع الماضي ولمدة يومين في «ملتقى أبوظبي الاستراتيجي» الخامس. هذا المنتدى الذي تترأسه سيدة ذات ثقافة عميقة وشاملة، وتملك الإصرار والمثابرة الدكتورة ابتسام الكتبي، يزداد ثراءً عاماً بعد عام، ويضيف الكثير بحواراته الموسعة والجريئة إلى العالم العربي، وأصبح ينافس المنتديات الدولية. افتتحه أنور قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية، بالقول: إن هناك نظاماً جديداً والتغييرات في منطقتنا سريعة، وهناك بروز الصين والهند ودول الخليج. أصر على بناء مركز عربي معتدل مع دعم القوة العسكرية مرحباً بتحالف استراتيجي عربي، أما الدكتورة الكتبي التي أنهت المؤتمر بوضع رؤى للمستقبل وسيناريوهات بنّاءة، فعندما سُئلت عن العسكرة في دولة أبوظبي، أجابت بأنها للدفاع عن أمنها القومي وعن القوة الناعمة، «لقد شاركت الإمارات في كل تحالف دولي قادته أميركا باستثناء غزو العراق».

في الحلقة حول أميركا تبين أن الانتخابات النصفية قد تضبط تحولات الرئيس الأميركي دونالد ترمب نحو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وفيها قالت دانييل بليتكا، من «معهد المشروع الأميركي»: نحن مهتمون بالحد من تأثيرات إيران على الحوثيين، دعونا ننس السعودية، فإذا كان الكونغرس مهتماً بإنهاء الحرب في اليمن فيجب أن نتعامل مع العناصر التي أدت إلى هذه الحرب.

في الحلقة عن روسيا قال أندريه كورتونوف، من «المجلس الروسي للشؤون الدولية»، إن روسيا تعرف نقاط ضعفها وقوتها، هي تهدف إلى تغيير سياسة أميركا في المنطقة. باستثمار ضئيل جداً أدت دوراً كبيراً في سوريا. هي الآن تفكر باستراتيجية الخروج فلديها مشكلات داخلية. إن عنوان اللعبة في روسيا سيكون الأمن بدل الرخاء والبقاء على قيد الحياة وليس التنمية. قال كورتونوف: لا أظن أن هناك شراكة استراتيجية بين إيران وروسيا. إيران مهمة بصفتها شريكاً في أفغانستان وبصفتها لاعباً محافظاً ومسؤولاً في آسيا الوسطى ولاعباً في قزوين. روسيا ستكون لاعباً في المنطقة وليس اللاعب. وفي النقاش حول الصين وعما إذا كانت قوة عالمية أم إقليمية، اعترف المتحاورون بأن الدولار هو العملة الأقوى في العالم، إنما الصين تتشارك حدودياً مع 14 دولة أبرزها روسيا، الحدود مستقرة إنما هناك «تعقيدات الجزر»، ولفهم مشروع «الطريق والحزام» يجب النظر إليه اقتصادياً مع بعد استراتيجي. العسكرة الصينية زادت في العشرين سنة الماضية، إنما القيادة في الصين تعرف أن صراعاً عسكرياً مع أميركا سيكون كارثياً، لكن ستكون هناك منافسة بين الاثنين.

ووصلنا إلى صفقة القرن، قال دنيس روس، من «معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى»: إنه لا يعرف من أين أتت، ترمب قال عنها إنها الصفقة القصوى. عندما جاءت إدارة ترمب كان هناك تفهم في واشنطن بأن استراتيجية جديدة بدأت في المنطقة، لقد كان أوباما يعتبر أن إيران جزء من الحل وليست جزءاً من المشكلة. وأضاف روس، من أجل دفع العرب لتقبل الخطة يجب أن يكون فيها مصداقية وتحقيق للتطلعات الفلسطينية: ماذا فيها عن القدس وعن الدولة وليس عن اللاجئين. لا أحد يمكن أن يتحدث عن الخطة لأن أحداً لم يطلع عليها.

عمرو موسى قال في الندوة إن حل الوضع في الشرق الأوسط لا ينتهي بتغيير تصرفات إيران أو تركيا إذا لم تحل القضية الفلسطينية، إن أموراً كثيرة تجري على حسابنا. عندما سمعت ترمب يتحدث عن حل جذري تذكرت السياسات السابقة وكان فيها دنيس روس، كلها كانت تعمل على إدارة الأزمة وليس على الحل. هذه الصفقة فيها 99 في المائة لصالح طرف وواحد في المائة للطرف الآخر، نهايتها استبعاد القدس من أي حل وهذا خطأ بارز. إنها ستأتي مرة أخرى بالخيار الأردني على الطاولة أو تخلق خياراً مصرياً. على ذلك رد روس، عملت مع عمرو لسنوات ولم نتفق، واليوم ليس استثناءً. المحاولات السابقة لم تكن إدارة الصراع، الرئيس بيل كلينتون قدم حلاً. لا شك لديّ أنه لا يمكن إبعاد القضية الفلسطينية. إن قرار نقل السفارة الأميركية إلى القدس جعل الكثيرين يعتقدون أنها الصفقة. الرئيس ترمب قال: إننا لا نحدد حدود الدولة. جاريد كوشنر وجيسون غرينبلات قالا هذه صفقة سيقبل كل طرف قسماً منها، وسيرفض قسماً آخر، ثم قبل تقديم الصفقة لا تستطيع أن ترفضها. يجب أن تُقدم مكتوبة حتى يقول العرب، مصر، والسعودية، والإمارات، والمغرب رأيهم. إذا رأوا فيها أنها توفر عاصمة في القدس الشرقية للفلسطينيين وقدمت حلاً عادلاً ومعتدلاً للفلسطينيين، سيكون فيها إذن شيء ما. الناس ينتقدون ما لا يعرفون.

رد عمرو موسى بأن «الصفقة يجب أن تقدم أيضاً للرأي العام العربي، وعلينا أن نتحضر للأسوأ». نحن الخبراء الذين يعرفون كيف يصوغون مسودة لخطة نحتاج إلى طاولة مستديرة تضم 12 شخصاً يكتبون ويضعون خطة ويدورون فيها على العالم. أمامنا مسؤولية لوضع أفكار. هل تقبل يا دنيس بهذا الاقتراح؟ رد الأخير: أنا أعتقد أن الناس الذين لديهم خبرة يجب أن يلتقوا بهدوء. هناك قيمة في ذلك، إنما علينا أن نعطي فرصة لترمب، سيأتي بخطة. أعتقد أن الإدارة تنتظر موعد الانتخابات الإسرائيلية، فإذا تأخرت ستقدم الخطة. ثم أضاف: أما الشارع العربي ففي كل استفتاء يجري يقول يريدون المجيء إلى دولة الإمارات العربية المتحدة بحثاً عن عمل. الوضع الاقتصادي مهم. إذا كانت الخطة صحيحة فإنه سيكون لها فرصة.

ثم كان نقاش حول العالم العربي: المشي على الماء، حيث قال خالد بحاح، نائب رئيس الجمهورية اليمنية: ما زالت قضيتنا هي الدولة الوطنية. وقال محمود جبريل، رئيس الوزراء الليبي السابق: المفهوم للقوة أصبح مشكلة. أنا في ليبيا سميت قوة الضعف فيها الكثير من عناصر القوة. أما نبيل فهمي، فقال: إن الصحوات منذ 2010 كان لها سلبيات وإيجابيات بدأت كتحرك لعمل وطني ثم أسيء استعمالها.

ثم كانت الندوة حول تركيا، حيث تبين أنه منذ صدمة رجب طيب إردوغان الرئيس التركي بعدم فوز الإخوان المسلمين في مصر اكتشف محدودية دور تركيا. ثم اكتشف أن أكراد سوريا صاروا أفضل حلفاء لأميركا في الحرب ضد «داعش». ربح الانتخابات، لكنه يشعر بمرارة لم تتحقق أحلامه لا في مصر ولا في سوريا. عندما انفجر الربيع العربي شعرت تركيا بأن حزاماً من الدول يحكمها الإخوان المسلمون سينشأ، ويمكن بالتالي لتركيا أن تقود هذا الحزام. لكنها كانت على خطأ. «في المدرسة تعلمنا أن العثمانيين جلبوا الاستقرار إلى الشرق الأوسط والبلقان، لكننا اكتشفنا في دول عربية كسفراء أن ما يتذكره الناس مختلف جداً عما تعتقده تركيا». إردوغان يعرف أهمية تحويل السياسة الخارجية إلى مكاسب داخلية «لا يعتبر نفسه ديكتاتوراً في حين يرى الديكتاتورية في مصر بعد مرسي». هو يصر على مزج الإخوان المسلمين في السلطة ولا يفهم كيف أن الغرب لا يستوعب أهمية الإخوان. الآن تحالف مع روسيا والصين على الطريق. ثم يقول أحد المشاركين: أحب أن أطمئن العرب أن العثمانيين انتهوا وليسوا بعائدين مهما هدد إردوغان. في النهاية، كل الشكر لجهود الدكتورة ابتسام الكتبي، يمكن وصفها بالمرأة الجبارة. لقد أصبح «ملتقى أبوظبي الاستراتيجي» علامة مضيئة في عالمنا العربي. كان الغرب يعيب علينا أنه ليس لدينا منتديات سياسية تؤثر في سياسات العالم، اليوم صار الغربيون يتسابقون للمشاركة في مركز الإمارات للسياسات.

 

إيران تقترب من «المتوسط» والثمن الفادح ستدفعه تركيا!

صالح القلاب/الشرق الأوسط/22 تشرين الثاني/18

حتى الآن، وما دامت إيران تواصل الحفاظ، وبقوة، على تمددها العسكري والأمني والسياسي، وكل شيء في العراق وفي سوريا وفي لبنان وفي اليمن أيضاً، فإنه أمر طبيعي أن تسعى إلى ما هو أبعد من هذا التمدد، وأن تكون لها قاعدة بحرية متقدمة على شواطئ البحر الأبيض المتوسط الشمالية؛ لا بل وفي المنطقة «الاستراتيجية» الأكثر خطورة وأهمية، وهي لواء الإسكندرون الذي احتله الأتراك في لحظة عربية مريضة في عام 1939، وأطلقوا عليه اسم «هاتاي». إن الواضح؛ لا بل المؤكد، أن إيران قادرة على الصمود في وجه العقوبات الأميركية بنسختها الثانية، رغم كل ما يقوله الأميركيون، ورغم ما يؤكدونه في اليوم، ما دامت لا تزال تحافظ على تمددها في هذه الدول العربية التي تتمدد فيها، وما دام لها هؤلاء الحلفاء الذين تفرض مصالحهم عليهم أن يضعوها في حدقات عيونهم، والذين لديهم الاستعداد للدفاع عنها ومساندتها بالقوة العسكرية، وحتى بالأسلحة الفتاكة المحرمة دولياً إذا لزم الأمر! لقد أكدت روسيا، وعلى ألسنة كبار مسؤوليها، وفي مقدمتهم الرئيس فلاديمير بوتين، وقوفها إلى جانب إيران كحليف استراتيجي، وهذا ينطبق على دول الاتحاد الأوروبي كلها، وإنْ بحدود معينة. وهنا فإن المستغرب فعلاً أن تركيا اتخذت هذا الموقف نفسه، مع أن المفترض أنها تدرك أن تطلعات هذه الدولة، التي دأبت على التطلع إلى ما وراء حدودها، إنْ في عهد الشاه محمد رضا بهلوي، وإنْ في عهد ما بعد ثورة عام 1979، وإنْ قبل ذلك بكثير، أي في المرحلة «الصفوية»، لن تقف عند تمددها الحالي في العراق وفي سوريا وفي لبنان واليمن أيضاً، وأنها رغم زمجرات الأميركيين وتهديداتهم، مصرة على أن يكون لها وجود مسلح وقاعدة عسكرية بحرية، على الشواطئ المتوسطية الشمالية.

ويقيناً، وما دام لإيران كل هذا التمدد الاحتلالي في تلك الدول العربية، وما دامت قادرة على تصدير نفطها وبكل هذه الكميات المعلنة، وبكميات أخرى غير معلنة، من خلال روسيا وتركيا، وربما أيضاً من خلال بعض دول الاتحاد الأوروبي في مرحلة لاحقة، وبعض الدول الآسيوية والأفريقية، فإنها بالمحصلة وفي النهاية ستُفشِل العقوبات الأميركية، إنْ بنسختها الثانية، وستفرض نفسها كقوة رئيسية في هذه المنطقة، وفيما هو أبعد منها. وهنا وفي هذا المجال، فإن من يشك في هذا عليه أن يراجع مسيرة التاريخ البعيد والقريب، ليس في الشرق الأوسط، وإنما في الكرة الأرضية كلها. على الأميركيين أن يدركوا أنه كان بإمكان نظام صدام حسين أن يبقى حتى الآن، لو لم تتم إزاحته بالقوة العسكرية، وهذا ينطبق على كثير من الأنظمة القمعية في العالم بأسره، ما يعني أنه بإمكان نظام الملالي هذا، الذي ظروفه وأوضاعه أفضل بألف مرة مما كانت عليه ظروف الرئيس العراقي الأسبق، أن يصمد في وجه كل هذه العقوبات الاقتصادية والمالية التي فرضت عليه، وأن ينتقل من مواقع وخنادق الدفاع إلى مواقع وخنادق الهجوم، ما دام له كل هذا الوجود الاحتلالي في هذه الدول العربية الآنفة الذكر.

وإن عليهم أيضاً ألا يبقوا ناظرين إلى هذه المنطقة، التي تقع إيران في قلبها، بعيون مصابة بالحول، فهذه منطقة بالنسبة لهم ولغيرهم في غاية الأهمية، ولهذا فإن عليهم أن يدركوا أن عقوباتهم هذه قد تؤثر على الإيرانيين ولكن بحدود معينة بإمكانهم استيعابها، ما دام الأميركيون يواصلون الدوران حول أنفسهم بالنسبة لهذا التحدي الذي لا يهددهم وحدهم؛ بل يهدد أيضاً هذه المنطقة كلها، التي هي منطقة مصالح حيوية واستراتيجية بالنسبة للغرب كله، وللعالم بأسره!

والغريب أن الولايات المتحدة لم تتحدث حتى الآن، عن إسقاط هذا النظام، وأنها لم تبادر إلى أي إسناد جدي لقوى المعارضة الإيرانية «مجاهدين خلق» على سبيل المثال، وللأقليات القومية الثائرة، وكأنها لا تزال تراهن على إصلاح هذا النظام من داخله، وكأنها تعتقد بأن هناك فرقاً بين خاتمي وخامنئي، وأنه بالإمكان استدراج حسن روحاني إلى توجه غير توجهه الحالي.

إن هذه مسألة، وأمّا المسألة الأخرى فهي أن الواضح أن الأميركييين يغمضون عيونهم حتى لا يروا حقيقة أن هذه الـ«إيران» تقوم حالياً بإنشاء خط حديدي أنجزت منه حتى الآن ما تجاوز حدودها مع العراق، يربطها بشواطئ البحر الأبيض المتوسط، بالقرب من مدينة اللاذقية السورية، وعلى تماس مباشر مع لواء الإسكندرون. الآن يسيطر الإيرانيون عسكرياً وأمنياً على ما كان بشار الأسد قد أعلن عن أنه «سوريا المفيدة»، والآن هناك وجود عسكري إيراني في شرق الفرات، في منطقتي البوكمال ودير الزور السوريتين، وهذا يشكل امتداداً لمثل هذا الوجود داخل الأراضي العراقية، والواضح أن وصول الإيرانيين إلى البحر المتوسط وإنشاء قاعدة عسكرية لهم هناك، على بعد أقل من مرمى حجر من لواء الإسكندرون، بات تحصيل حاصل إذا بقي الأميركيون يتصرفون بكل هذا التراخي الذي يتصرفون به الآن.

ثم، ولعل ما يزيد كل هذه التطورات خطورة ومأساوية، أن تركيا تضع يديها في ماءٍ بارد، رغم أنها ترى كل هذا الخطر الإيراني المتجه نحوها بكل هذا الإصرار، وكل هذه القوة، وأن الرئيس إردوغان، إنْ لم يدرك أن وصول الإيرانيين إلى الشواطئ المتوسطية الشمالية يعني أن لواء الإسكندرون لن يبقى جزءاً من الدولة التركية، فالمعروف - وهذا تتم الإشارة إليه بغاية التردد والصعوبة - أن أهل هذا اللواء كله وبكل مدنه الرئيسية، هم من الطائفة العلوية التي لها الوجود الرئيسي أيضاً في منطقة اللاذقية، وفي مناطق جبلة وطرطوس وبانياس، امتداداً حتى القرداحة وحتى مشارف حمص وحماة. إنَّ المفترض أن الرئيس إردوغان يدرك هذا كله، وأنه يدرك أيضاً أنه سيكون في مصلحة إيران بعد وصولها إلى شواطئ المتوسط الشمالية، أنْ تدعم حزب العمال الكردستاني – التركي، الذي هو بالأساس صنيعة المخابرات السورية والسوفياتية، ليقيم دولته المنشودة في قسم كبير من الأراضي التركية، وعندها فإنَّ تركيا لن تعود تركيا السابقة، وإن حصول الأكراد على ما بقوا يسعون إليه، سيشجع آخرين على الاقتداء بهم. إنه كان على الرئيس التركي أن يدرك وأن يتصرف على هذا الأساس، أن ما بين الإيرانيين (في العهد الصفوي) والأتراك (في العهد العثماني) حسابات وثارات قديمة، من الواضح أن دولة الملالي تريد تسديدها، وأن ما يشجعها الآن على هذا أن العراق في هذا الوضع الذي هو فيه الآن، وأن النظام في سوريا هو هذا النظام المذهبي، وأن العرب الذين من الممكن أن يتصدوا لهذه التطلعات الإيرانية، تم إشغالهم بكثير من القضايا الجهوية والداخلية. والمفترض أن إردوغان، الذي انتقل من الدائرة «العلمانية» إلى دائرة «الإخوان المسلمين»، من المفترض أنه يعرف أن الإيرانيين أهل «تقية»، وأنهم يقولون شيئاً ويفعلون ما هو ضده، وأن تطلعاتهم التمددية تجعلهم يستهدفون تركيا، ويحولونها إلى رقم ثانوي، وهذا يعني أنهم سيصادرون لواء الإسكندرون لحساب الدولة المذهبية التي يسعون لإقامتها، والتي أطلق عليها بشار الأسد اسم «سوريا المفيدة».

 

حديث خليجي عن نظام جديد في العالم العربي!

هدى الحسيني/الشرق الأوسط/22 تشرين الثاني/18

اجتمع العالم كله تقريباً الأسبوع الماضي ولمدة يومين في «ملتقى أبوظبي الاستراتيجي» الخامس. هذا المنتدى الذي تترأسه سيدة ذات ثقافة عميقة وشاملة، وتملك الإصرار والمثابرة الدكتورة ابتسام الكتبي، يزداد ثراءً عاماً بعد عام، ويضيف الكثير بحواراته الموسعة والجريئة إلى العالم العربي، وأصبح ينافس المنتديات الدولية. افتتحه أنور قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية، بالقول: إن هناك نظاماً جديداً والتغييرات في منطقتنا سريعة، وهناك بروز الصين والهند ودول الخليج. أصر على بناء مركز عربي معتدل مع دعم القوة العسكرية مرحباً بتحالف استراتيجي عربي، أما الدكتورة الكتبي التي أنهت المؤتمر بوضع رؤى للمستقبل وسيناريوهات بنّاءة، فعندما سُئلت عن العسكرة في دولة أبوظبي، أجابت بأنها للدفاع عن أمنها القومي وعن القوة الناعمة، «لقد شاركت الإمارات في كل تحالف دولي قادته أميركا باستثناء غزو العراق».

في الحلقة حول أميركا تبين أن الانتخابات النصفية قد تضبط تحولات الرئيس الأميركي دونالد ترمب نحو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وفيها قالت دانييل بليتكا، من «معهد المشروع الأميركي»: نحن مهتمون بالحد من تأثيرات إيران على الحوثيين، دعونا ننس السعودية، فإذا كان الكونغرس مهتماً بإنهاء الحرب في اليمن فيجب أن نتعامل مع العناصر التي أدت إلى هذه الحرب. في الحلقة عن روسيا قال أندريه كورتونوف، من «المجلس الروسي للشؤون الدولية»، إن روسيا تعرف نقاط ضعفها وقوتها، هي تهدف إلى تغيير سياسة أميركا في المنطقة. باستثمار ضئيل جداً أدت دوراً كبيراً في سوريا. هي الآن تفكر باستراتيجية الخروج فلديها مشكلات داخلية. إن عنوان اللعبة في روسيا سيكون الأمن بدل الرخاء والبقاء على قيد الحياة وليس التنمية. قال كورتونوف: لا أظن أن هناك شراكة استراتيجية بين إيران وروسيا. إيران مهمة بصفتها شريكاً في أفغانستان وبصفتها لاعباً محافظاً ومسؤولاً في آسيا الوسطى ولاعباً في قزوين. روسيا ستكون لاعباً في المنطقة وليس اللاعب.

وفي النقاش حول الصين وعما إذا كانت قوة عالمية أم إقليمية، اعترف المتحاورون بأن الدولار هو العملة الأقوى في العالم، إنما الصين تتشارك حدودياً مع 14 دولة أبرزها روسيا، الحدود مستقرة إنما هناك «تعقيدات الجزر»، ولفهم مشروع «الطريق والحزام» يجب النظر إليه اقتصادياً مع بعد استراتيجي. العسكرة الصينية زادت في العشرين سنة الماضية، إنما القيادة في الصين تعرف أن صراعاً عسكرياً مع أميركا سيكون كارثياً، لكن ستكون هناك منافسة بين الاثنين.

ووصلنا إلى صفقة القرن، قال دنيس روس، من «معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى»: إنه لا يعرف من أين أتت، ترمب قال عنها إنها الصفقة القصوى. عندما جاءت إدارة ترمب كان هناك تفهم في واشنطن بأن استراتيجية جديدة بدأت في المنطقة، لقد كان أوباما يعتبر أن إيران جزء من الحل وليست جزءاً من المشكلة. وأضاف روس، من أجل دفع العرب لتقبل الخطة يجب أن يكون فيها مصداقية وتحقيق للتطلعات الفلسطينية: ماذا فيها عن القدس وعن الدولة وليس عن اللاجئين. لا أحد يمكن أن يتحدث عن الخطة لأن أحداً لم يطلع عليها.

عمرو موسى قال في الندوة إن حل الوضع في الشرق الأوسط لا ينتهي بتغيير تصرفات إيران أو تركيا إذا لم تحل القضية الفلسطينية، إن أموراً كثيرة تجري على حسابنا. عندما سمعت ترمب يتحدث عن حل جذري تذكرت السياسات السابقة وكان فيها دنيس روس، كلها كانت تعمل على إدارة الأزمة وليس على الحل. هذه الصفقة فيها 99 في المائة لصالح طرف وواحد في المائة للطرف الآخر، نهايتها استبعاد القدس من أي حل وهذا خطأ بارز. إنها ستأتي مرة أخرى بالخيار الأردني على الطاولة أو تخلق خياراً مصرياً. على ذلك رد روس، عملت مع عمرو لسنوات ولم نتفق، واليوم ليس استثناءً. المحاولات السابقة لم تكن إدارة الصراع، الرئيس بيل كلينتون قدم حلاً. لا شك لديّ أنه لا يمكن إبعاد القضية الفلسطينية. إن قرار نقل السفارة الأميركية إلى القدس جعل الكثيرين يعتقدون أنها الصفقة. الرئيس ترمب قال: إننا لا نحدد حدود الدولة. جاريد كوشنر وجيسون غرينبلات قالا هذه صفقة سيقبل كل طرف قسماً منها، وسيرفض قسماً آخر، ثم قبل تقديم الصفقة لا تستطيع أن ترفضها. يجب أن تُقدم مكتوبة حتى يقول العرب، مصر، والسعودية، والإمارات، والمغرب رأيهم. إذا رأوا فيها أنها توفر عاصمة في القدس الشرقية للفلسطينيين وقدمت حلاً عادلاً ومعتدلاً للفلسطينيين، سيكون فيها إذن شيء ما. الناس ينتقدون ما لا يعرفون.

رد عمرو موسى بأن «الصفقة يجب أن تقدم أيضاً للرأي العام العربي، وعلينا أن نتحضر للأسوأ». نحن الخبراء الذين يعرفون كيف يصوغون مسودة لخطة نحتاج إلى طاولة مستديرة تضم 12 شخصاً يكتبون ويضعون خطة ويدورون فيها على العالم. أمامنا مسؤولية لوضع أفكار. هل تقبل يا دنيس بهذا الاقتراح؟ رد الأخير: أنا أعتقد أن الناس الذين لديهم خبرة يجب أن يلتقوا بهدوء. هناك قيمة في ذلك، إنما علينا أن نعطي فرصة لترمب، سيأتي بخطة. أعتقد أن الإدارة تنتظر موعد الانتخابات الإسرائيلية، فإذا تأخرت ستقدم الخطة. ثم أضاف: أما الشارع العربي ففي كل استفتاء يجري يقول يريدون المجيء إلى دولة الإمارات العربية المتحدة بحثاً عن عمل. الوضع الاقتصادي مهم. إذا كانت الخطة صحيحة فإنه سيكون لها فرصة.

ثم كان نقاش حول العالم العربي: المشي على الماء، حيث قال خالد بحاح، نائب رئيس الجمهورية اليمنية: ما زالت قضيتنا هي الدولة الوطنية. وقال محمود جبريل، رئيس الوزراء الليبي السابق: المفهوم للقوة أصبح مشكلة. أنا في ليبيا سميت قوة الضعف فيها الكثير من عناصر القوة. أما نبيل فهمي، فقال: إن الصحوات منذ 2010 كان لها سلبيات وإيجابيات بدأت كتحرك لعمل وطني ثم أسيء استعمالها.

ثم كانت الندوة حول تركيا، حيث تبين أنه منذ صدمة رجب طيب إردوغان الرئيس التركي بعدم فوز الإخوان المسلمين في مصر اكتشف محدودية دور تركيا. ثم اكتشف أن أكراد سوريا صاروا أفضل حلفاء لأميركا في الحرب ضد «داعش». ربح الانتخابات، لكنه يشعر بمرارة لم تتحقق أحلامه لا في مصر ولا في سوريا. عندما انفجر الربيع العربي شعرت تركيا بأن حزاماً من الدول يحكمها الإخوان المسلمون سينشأ، ويمكن بالتالي لتركيا أن تقود هذا الحزام. لكنها كانت على خطأ. «في المدرسة تعلمنا أن العثمانيين جلبوا الاستقرار إلى الشرق الأوسط والبلقان، لكننا اكتشفنا في دول عربية كسفراء أن ما يتذكره الناس مختلف جداً عما تعتقده تركيا». إردوغان يعرف أهمية تحويل السياسة الخارجية إلى مكاسب داخلية «لا يعتبر نفسه ديكتاتوراً في حين يرى الديكتاتورية في مصر بعد مرسي». هو يصر على مزج الإخوان المسلمين في السلطة ولا يفهم كيف أن الغرب لا يستوعب أهمية الإخوان. الآن تحالف مع روسيا والصين على الطريق. ثم يقول أحد المشاركين: أحب أن أطمئن العرب أن العثمانيين انتهوا وليسوا بعائدين مهما هدد إردوغان. في النهاية، كل الشكر لجهود الدكتورة ابتسام الكتبي، يمكن وصفها بالمرأة الجبارة. لقد أصبح «ملتقى أبوظبي الاستراتيجي» علامة مضيئة في عالمنا العربي. كان الغرب يعيب علينا أنه ليس لدينا منتديات سياسية تؤثر في سياسات العالم، اليوم صار الغربيون يتسابقون للمشاركة في مركز الإمارات للسياسات.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

رئيس الجمهورية استقبل المهنئين بالاستقلال يحيط به بري والحريري وتلقى برقيات من البابا ورؤساء دول

الخميس 22 تشرين الثاني 2018 /وطنية - تقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، التهاني بعيد الاستقلال الخامس والسبعين في قاعة 25 ايار في القصر الجمهوري، يحيط به رئيس مجلس النواب نبيه بري، والرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري. وتوالت وفود المهنئين من رسميين وسياسيين وروحيين وامنيين واعلاميين ونقابيين وهيئات كشفية واجتماعية واهلية. ولدى وصول الرئيس الحريري ومن ثم الرئيس بري، توجها على الفور الى مكتب رئيس الجمهورية حيث عقدت خلوة بينهم لنحو ربع ساعة.

المهنئون

وحضر مهنئا الرئيس امين الجميل، الرئيس العماد ميشال سليمان، الرئيس نجيب ميقاتي، الرئيس فؤاد السنيورة، الرئيس تمام سلام، نائب رئيس مجلس النواب ايلي الفرزلي، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الاعمال غسان حاصباني، وعدد من رؤساء الطوائف المسيحية والاسلامية، الوزراء في حكومة تصريف الأعمال، نواب حاليون، السفراء العرب والاجانب المعتمدون في لبنان، مدراء المنظمات الاقليمية والدولية، قائد اركان قوات حفظ السلام الدولية والامين العام للمجلس الاعلى اللبناني السوري، اضافة الى كبار رجال الدين من المطارنة ومفتيي المناطق ورؤساء الرهبانيات والمدبرين العامين. كما حضر مهنئا، رئيس واعضاء المجلس الدستوري، رئيس واعضاء مجلس القضاء الاعلى، رئيس واعضاء مجلس شورى الدولة، رئيس واعضاء هيئة التفتيش القضائي، رئيس واعضاء ديوان المحاسبة، قائد الجيش مع وفد من القيادة، حاكم مصرف لبنان ونواب الحاكم، رئيس واعضاء المجلس الاقتصادي الاجتماعي، رئيس واعضاء المجلس الوطني للإعلام المرئي والمسموع، الوزراء السابقون، النواب السابقون، نقيبا المحامين في بيروت والشمال، نقيبا الصحافة والمحررين، رئيس واعضاء مجلس الخدمة المدنية، رئيس واعضاء هيئة التفتيش المركزي، رئيس واعضاء الهيئة العليا للتأديب.

وحضر للتهنئة المدير العام لرئاسة الجمهورية، الامين العام لمجلس النواب، الامين العام لمجلس الوزراء، الامين العام لوزارة الخارجية والمغتربين، المدير العام لقوى الامن الداخلي مع وفد من كبار الضباط، المدير العام للامن العام مع وفد من كبار الضباط، المدير العام لامن الدولة مع وفد من كبار الضباط، رئيس المجلس الاعلى للجمارك، المدير العام للجمارك على رأس وفد من الضابطة الجمركية، الملحقون العسكريون العرب والاجانب المعتمدون في لبنان، اركان قيادة قوات الطوارئ الدولية العاملة في جنوب لبنان، الضباط المتقاعدون من مختلف القوى المسلحة من رتبتي عماد ولواء، رئيس واعضاء مجلس الانماء والاعمار، موظفو الفئة الأولى (المحافظون، المدراء العامون، السفراء اللبنانيون، رؤساء مجالس ادارة المؤسسات العامة)، عميد واعضاء مجلس الاوسمة، رئيس واعضاء مجلس بلدية بيروت، رؤساء الجامعات اللبنانية والعربية والاجنبية، المدير العام للدفاع المدني مع وفد من المديرية العامة، وفد من الصليب الاحمر اللبناني، قائد فوج الإطفاء مع وفد، نقباء: الاطباء، اطباء الاسنان، الصيادلة، المهندسين، المقاولين وسائر رؤساء مجالس نقابات المهن الحرة، رئيس وأعضاء لجنة الرقابة على المصارف، عميد واعضاء السلك القنصلي الفخري، رئيس غرفة التجارة الدولية، رؤساء غرف التجارة والصناعة والزراعة في المناطق، رؤساء: جمعية التجار، جمعية المصارف وجمعية الصناعيين، رئيس رابطة قدامى القوات المسلحة، رئيس المجلس الوطني لقدامى موظفي الدولة، رئيس الاتحاد العمالي العام، رؤساء اتحادات البلديات، رؤساء الاحزاب، رؤساء الجمعيات والاتحادات النسائية، رئيس واعضاء اتحاد كشاف لبنان، رئيس وأعضاء اللجنة الاولمبية اللبنانية ورؤساء الاتحادات الرياضية. وفي ختام التهاني التقطت صورة تذكارية للرئيس عون والرئيسين بري والحريري، امام مجسم لعلم الاستقلال في بهو القصر الذي يحمل تواقيع رجالات الاستقلال، اضافة الى تواقيع طلاب المدارس الذين زاروا القصر الجمهوري خلال الاسبوع الماضي احتفاء بالاستقلال. وقد وقع الرئيس الحريري على العلم.

برقيات تهنئة

وكان رئيس الجمهورية واصل تلقي برقيات التهنئة بعيد الاستقلال، وأكد قادة ورؤساء الدول العربية والاجنبية حرصهم على استقلال لبنان وسيادته واستقراره، متمنين لشعبه مزيدا من الوحدة والتقدم والرفاهية. وفي هذا السياق أبرق الحبر الاعظم البابا فرنسيس للرئيس عون مهنئا وجاء في برقيته: "لمناسبة عيد استقلال الجمهورية اللبنانية، يطيب لي ان اتقدم من فخامتكم ومن الشعب اللبناني بأطيب الاماني، التي اوكلها الى الرب القدير، طالبا منه ان يساعد اللبنانيين في مسيرة التقدم نحو المزيد من تحقيق تطلعاتهم في الوحدة والسلام والعدالة، فيبقى وطنهم الحبيب رسالة احترام وعيش معا بين مختلف طوائفه."وهنأ أمير دولة قطر تميم بن حمد آل ثاني الرئيس عون والشعب اللبناني بعيد الاستقلال وجاء في برقيته: "أعرب باسم شعب دولة قطر وباسمي شخصيا عن خالص التهاني والتبريكات مقرونة بأطيب التمنيات راجين لفخامتكم موفور الصحة والعافية وللشعب اللبناني الشقيق دوام التقدم والازدهار وللعلاقات الاخوية الوطيدة بين بلدينا المزيد من التطور".

كما أبرق الى الرئيس عون سلطان عمان قابوس بن سعيد، متمنيا للشعب اللبناني كل التقدم والرقي والازدهار.

وتلقى الرئيس عون برقية تهنئة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، شدد فيها "حرص بلاده على تعزيز علاقات الصداقة مع لبنان المرتكزة على الاحترام المتبادل"، مؤكدا "مواصلة بذل الجهود المشتركة في سبيل تطوير الحوار المثمر بين البلدين والتعاون الثنائي المشترك من اجل مصلحة الشعبين اللبناني والروسي وخدمة لأمن واستقرار منطقة الشرق الاوسط".

كما ابرق رئيس جمهورية المانيا الاتحادية فرانك فالتر شتاينماير مؤكدا "أن لبنان يمثل فرص التعايش السلمي بين المجموعات والطوائف المختلفة بشكل لا يضاهيه اي بلد آخر في الشرق الاوسط"، مشددا على "أن ألمانيا تقف بثبات الى جانبه شريكا له وستواصل دعمه في مساعيه المختلفة".

أما الرئيس الايطالي سيرجيو ماتاريللا فأشار في برقيته الى "أن الصداقة بين بيروت وروما تسير على وتيرة متصاعدة من المتانة والصداقة التاريخية التي تجمع بلدينا وتتعمق أكثر فأكثر من خلال التزام ايطاليا دعم قوات حفظ السلام في جنوب لبنان "يونيفيل" والقوى الامنية اللبنانية التي تشكل رمز الوحدة الوطنية اللبنانية وضمانتها كما سيادة لبنان واستقراره".

وشدد ملك بلجيكا فيليب، في برقيته، على حرص بلاده على استقرار لبنان وأمنه وازدهار ابنائه.

كما توجه رئيس جمهورية تشيلي سيباستيان بينييرا إيشينيك بالتهاني الى الرئيس عون واللبنانيين، متمنيا "الامن والاستقرار للبنان وشعبه"، ومؤكدا حرصه على تعزيز اواصر الصداقة يبن البلدين.

وأبرق مهنئا أيضا، رئيس الاتحاد السويسري آلان بيرسيه، مؤكدا "تصميم بلاده على تطوير علاقات الصداقة بين البلدين"، متمنيا للبنان ولشعبه الاستقرار والرقي.

كما تلقى رئيس الجمهورية برقيات التهنئة من رئيس الوزراء العراقي الاسبق اياد علاوي، الامين العام للاتحاد البرلماني العربي فايز الشوابكة، ورئيس هيئة رئاسة مجلس الشعب الاعلى لجمهورية كوريا الديموقراطية الشعبية كيم يونغ نام.

 

عرض عسكري في عيد الاستقلال الماسي برئاسة عون وحضور بري والحريري رئيس الجمهورية للعسكريين: نضع بين أيديكم الذكرى لتحافظوا عليها أيقونة للحرية

الخميس 22 تشرين الثاني 2018 /وطنية - ترأس رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، عند التاسعة من صباح اليوم، الاحتفال الوطني والعرض العسكري الذي أقامته قيادة الجيش في جادة شفيق الوزان، مقابل مدخل قاعدة بيروت البحرية، لمناسبة عيد الاستقلال الماسي الخامس والسبعين. حضر الاحتفال الى جانب رئيس الجمهورية كل من رئيس مجلس النواب نبيه بري، الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري، الرئيس أمين الجميل، الرئيس ميشال سليمان، الرئيس فؤاد السنيورة، السيدة نايلة معوض، نائب رئيس مجلس النواب ايلي الفرزلي، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الأعمال غسان حاصباني، وزراء ونواب حاليون وسابقون ومقامات روحية، رؤساء بعثات ديبلوماسية معتمدون في لبنان، أركان الجسم القضائي والإعلام المرئي والمسموع والمكتوب والهيئات الاقتصادية والاجتماعية والنقابية والاهلية وقادة الاجهزة الامنية وكبار الضباط والمدعوين.

وقائع الاحتفال

عند الثامنة والدقيقة العشرين اكتمل وصول المدعوين، تلاهم وصول علم الجيش. وكان عرض فيلم وثائقي عن المناسبة أعدته مديرية التوجيه. ووصل على التوالي قائد الجيش العماد جوزيف عون الذي أقيمت له مراسم الاستقبال الخاصة. عند الثامنة والدقيقة الخامسة والاربعين، وصل وزير الدفاع الوطني يعقوب الصراف وأخذ مكانه الى جانب قائد الجيش بانتظار وصول رئيس الجمهورية. وعند الثامنة والدقيقة الخمسين وصل الرئيس الحريري فعزفت له الموسيقى وادت له التحية ليأخذ مكانه على المنصة، قبل ان يصل الرئيس بري عند الثامنة والدقيقة الخامسة والخمسين فعزفت له الموسيقى وادت له التحية واخذ مكانه على المنصة. عند التاسعة، وصل الرئيس عون وكان في استقباله وزير الدفاع وقائد الجيش، وعزفت له الموسيقى لحن التعظيم والنشيد الوطني، وأطلقت المدفعية إحدى وعشرين طلقة ترحيبا، فيما اطلقت البواخر العسكرية ابواقها لمدة نصف دقيقة، ثم توجه الى النصب التذكاري لضريح الجندي المجهول حيث وضع اكليلا من الزهر وأضاء شعلة الاستقلال، وعزفت الموسيقى معزوفة تكريم الموتى ولازمة النشيد الوطني ولازمة نشيد الشهداء. وبعد أن حيا علم الجيش، صعد الرئيس عون يرافقه وزير الدفاع الى سيارة جيب عسكري مكشوف وخلفهما قائد الجيش مستقلا بدوره سيارة جيب مكشوف. واستعرض رئيس الجمهورية الوحدات المشاركة، ثم حيا المشاركين في الاحتفال واخذ مكانه على المنصة ايذانا ببدء العرض العسكري. وقام تشكيل جوي بالتحليق فوق منطقة العرض حاملا العلم اللبناني وشعار الجيش، بعد ذلك حلق تشكيل جوي آخر متخذا شكل الارزة اللبنانية. وضم التشكيل الجوي الاول، سرب طوافات من نوع BELL للعمليات المجوقلة، الاخلاء الطبي وقصف القنابل وسرب طوافات من نوع PUMA لتنفيذ مهمات النقل والدعم الجوي القريب وقصف القنابل، وطائرة من نوع CESSNA لمهمات الاستطلاع وقصف الاهداف بواسطة صواريخ موجهة عالية الدقة، وطائرة من نوع BULLDOG للتدريب. اما التشكيل الثاني فتضمن سرب طوافات من نوع GAZELLE لتنفيذ مهمات الدعم الجوي القريب ومجهزة بصواريخ موجهة عالية الدقة، وطائرة من نوع SUPER TUCANO مستلمة حديثا لمهمات الدعم الجوي القريب ومجهزة بقنابل وصواريخ موجهة عالية الدقة.

العرض العسكري

تقدم قائد العرض العميد الركن جبرائيل معلوف من رئيس الجمهورية واستأذنه ببدء العرض، ثم بدأ عرض الوحدات الراجلة وهي على التوالي: علم الجيش، علم المديرية العامة لقوى الامن الداخلي، علم المديرية العامة للامن العام، علم المديرية العامة لامن الدولة، علم مديرية الجمارك العامة، بيارق الوحدات، الكلية الحربية، القوات البرية (مدرسة الرتباء)، القوات البحرية، القوات الجوية، معهد التعليم، لواء الحرس الجمهوري، الالوية: الاول، الثاني، الثالث، الخامس، السادس، السابع، الثامن، التاسع، العاشر، الحادي عشر، الثاني عشر، واللواء اللوجستي، افواج الحدود البرية الاول، الثاني، الثالث والرابع، فصيلة الاناث في الحرس الجمهوري، فصيلة الاناث في الشرطة العسكرية، فوج التدخل الثالث / سرية مكافحة الشغب، المديرية العامة للامن العام، مجموعة اناث من الامن العام، المديرية العامة لامن الدولة، مديرية الجمارك العامة، الطبابة العسكرية، المركز العالي للرياضة العسكرية، مدرسة التزلج، فوج الاطفاء، رابطة قدامى القوات المسلحة، قوات الطوارىء الدولية العاملة في جنوب لبنان (اليونيفيل)، فصيلة نقابين ومفرزة كلاب تابعتان لفوج الهندسة، مجموعة اللجنة الاولمبية اللبنانية، مجموعة مصرف لبنان، مجموعة اتحاد كشاف لبنان، مجموعة من لبنان المستقبل - المتفوقون في الجامعات، مجموعة خيالة من المديرية العامة لقوى الامن الداخلي، والوحدات التي تسير بخطى رياضية وهي: فوج المغاوير، فرع مكافحة التجسس والارهاب، الفوج المجوقل، وفوج مغاوير البحر.

بعد ذلك بدأ عرض الوحدات المؤللة وهي على التوالي: فوج التدخل الرابع/ناقلات جند ام113، لواء الدعم - فوجا الاشارة والمضاد للدروع، الشرطة العسكرية/ناقلات جند نوع فاب، فوج المغاوير/ناقلات جند نوع فاب، الفوج المجوقل/ ناقلات جند نوع برادلي، فوج المدرعات الاول/دبابات نوع ام60، فوج المدفعية الاول/مدافع ذاتية الحركة عيار 155ملم، فوج المدفعية الثاني/راجمات صواريخ، الفوج المجوقل/آليات نوع UTV، وحدة القوى السيارة في قوى الامن الداخلي - آليات مكافحة الشغب، شعبة المعلومات - فرع الحماية والتدخل، قوى الامن الداخلي - مجموعة دراجين، فوج الاطفاء، الدفاع المدني، والصليب الاحمر اللبناني. وفي الختام، تقدم قائد العرض العميد معلوف من رئيس الجمهورية معلنا انتهاء العرض، وغادر بعد ذلك الرئيس عون والرئيسان بري والحريري مودعين من وزير الدفاع وقائد الجيش وكبار الضباط. ثم تقبل قائد الجيش تهاني الضباط قبل ان يغادر علم الجيش موقع الاحتفال.

كتيب وكلمة الرئيس

ووزع في الاحتفال كتيب عن المناسبة اعدته قيادة الجيش تضمن برنامج العرض وكلمات لرئيس الجمهورية ووزير الدفاع وأمر اليوم.

وجاء في كلمة الرئيس عون: "للاستقلال رجال عبروا التاريخ يوم وقفوا في وجه الظلم وانتزعوا الحرية. وعلى امتداد عقود بات للوطن سياج مخضب بالتضحيات، ومرسوم بدماء الأبطال. لكم يا ابناء المؤسسة العسكرية قلوب اللبنانيين، أنتم يا من سهرتهم لصون كرامة اهلكم وأرضكم، وحافظتم على شرف رسالتكم وايمانكم بأن لا عزة لوطن لا ترفعه الشهادة، ولا استقلال من دون شعلة الوفاء تنقلونها من جيل إلى جيل".

أضاف: "أنتم أيها العسكريون، مع إخوتكم في باقي المؤسسات الأمنية، الضمانة في وجه العواصف والتحديات، ومرساة الأمان لجميع اللبنانيين الذين منحوكم ثقتهم، وائتمنوكم على أحلامهم وحقوقهم والتطلعات. واليوم، إذ نحتفل بالعيد الخامس والسبعين للاستقلال، نضع بين أيديكم هذه الذكرى الوطنية الأكثر عمقاً ودلالة في وجدان الشعب، لتضخوا فيها من جديد روح العنفوان، وتحافظوا عليها أيقونة للحرية، وضمانة لرسالة لبنان في محيطه والعالم، ولجذوره الحضارية والثقافية الممتدة على آلاف السنين. وختم: "أعدكم بأن أظل لكم السند والراعي الأمين، وأنا من خبرت الحياة العسكرية، وتشربت منها المعنى الأسمى للشرف والتضحية والوفاء. معكم نحول الاستقلال الى أمل ووعد بالنهوض صوب غد سيشرق حتما ناصعا بالسلام والازدهار والأصالة، على قياس تطلعات اللبنانيين".

 

الرئيس عون واللبنانية الاولى حضرا حفلا موسيقيا دعت اليه قيادة الجيش لمناسبة اليوبيل الماسي للاستقلال

الخميس 22 تشرين الثاني 2018/وطنية - لبى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون واللبنانية الأولى السيدة ناديا الشامي عون، مساء اليوم، دعوة قيادة الجيش لحضور الحفل الموسيقي الذي نظمته مديرية التوجيه على مسرح "كازينو لبنان"، وذلك لمناسبة العيد الماسي للاستقلال.

وقد وصل الرئيس عون واللبنانية الاولى إلى مبنى كازينو لبنان عند الساعة الثامنة وخمس وعشرين دقيقة مساء، حيث كان في استقبالهما على مدخل الكازينو قائد الجيش العماد جوزاف عون وعقيلته، ورئيس مجلس ادارة الكازينو ومديره العام رولان خوري. وحضر الحفل أيضا وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، وزير الدولة لشؤون مكافحة الفساد نقولا تويني، وعدد من النواب، وكبار القضاة، وقادة الأجهزة الأمنية والمدراء العامون، ورئيسة الهيئة الوطنية لشؤون المرأة السيدة كلودين عون روكز، وشخصيات سياسية واقتصادية واجتماعية واعلامية وفنية. افتتح الحفل بالنشيد الوطني الذي أنشدته فرقة موسيقى الجيش، اتبعته بعدد من الأغاني الوطنية. وبعد كلمة لعريفة الحفل، قدمت فرقة "ميوزيك هول" الغنائية مجموعة منوعة من الأغاني اللبنانية ذات الطابع الوطني والتراثي بألحان مميزة. وقد هنأ الرئيس عون في ختام الحفل فرقة الجيش وفرقة "ميوزيك هول" على الأداء الذي قدماه، واحيائهما سهرة الاستقلال.

 

مقتل تلميذ ضابط وجرح زميلين له في حادث سير على الطريق البحرية في الدورة

الخميس 22 تشرين الثاني 2018 /وطنية - أفاد مندوب "الوكالة الوطنية للاعلام" جورج كرم، ان سيارة من نوع "شفروليه" سوداء اللون، بداخلها ثلاثة تلامذة ضباط، انحرفت عصر اليوم على الطريق البحرية في الدورة، واصطدمت بحافة الطريق، ما أدى إلى تحطمها ومقتل أحد تلامذة الضباط وإصابة زميليه بجروح حرجة. واضطر عناصر الإسعاف في الدفاع المدني إلى استخدام آلات الإنقاذ الهيدروليكية، لسحب الركاب من السيارة ونقلوا اثنين إلى مستشفى مار يوسف في الدورة، فيما نقلت طوافة عسكرية الثالث إلى مستشفى آخر. وتسبب الحادث بزحمة سير في المكان.

 

الأحرار: الاستقلال لا يكون كاملا في ظل سلاح غير شرعي

الخميس 22 تشرين الثاني 2018 /وطنية - هنأ حزب الوطنيين الأحرار، في بيان اليوم، اللبنانيين بالذكرى الخامسة والسبعين للاستقلال، ودعا الى "الاستفادة من المناسبة لإعادة تأكيد تعلقنا به وإصرارنا على التصدي لمكامن الضعف الذي يعتريه. وفي الواقع تكفي لمحة من استعراض وضعه لتبيان الأخطار المحدقة به والتي يؤدي استفحالها الى القضاء عليه، ونؤكد على هذا الصعيد أن الاستقلال يكون منتقصا بوجود فريق يحتكر قرار الحرب والسلم وينخرط في نزاعات إقليمية ومحاور خارجية ولا يتوانى عن الاستقواء على شركائه في الوطن. كما ان الاستقلال لا يمكن ان يكون كاملا في ظل سلاح غير شرعي يسمح باستعلاء أصحابه لشعورهم بالغلبة". وقال البيان: "يظل الاستقلال غير ناجز طالما بقي لبنان تحت الديون الداخلية والخارجية فيما ثرواته الحقيقية والمفترضة غير مستثمرة ومطوقة بالخلافات من كل جانب".

وختم: "يضعف التقصير في مكافحة الفساد الإستقلال وركائزه، وهذا ما يحدونا الى تجديد المطالبة بخطة جدية للتخلص منه ومحاسبة القائمين به لتحسين الوضعين الاقتصادي والمعيشي. إلا اننا ورغم كل شيء نصر على التشبث بالاستقلال وهو ضمانة وجود الوطن، وكلنا إيمان أن الكلمة الاخيرة ستكون للاستقلاليين الذين لن يوفروا أي جهد ولن يبخلوا بأي تضحية لإعلاء شأن لبنان السيد الحر المستقل".

 

الطبش: لمسنا من البابا المحبة التي يكنها للبنان وحرصه على شعبه ومتابعته لأزمة النازحين

الخميس 22 تشرين الثاني 2018 /وطنية - كتبت عضو كتلة "المستقبل" النائب رولا الطبش في صفحتها على "تويتر": "خرقا للبروتوكول المعتمد من قبل الفاتيكان، استقبلنا البابا فرنسيس في إطار زيارة الاعتاب الرسولية التي يقوم بها البطريرك مار بشارة بطرس الراعي. لمسنا من البابا المحبة التي يكنها إلى لبنان، وحرصه على شعبه ومتابعته لأزمة النازحين. البابا فرنسيس قمة في التواضع والإنفتاح نشكرك على الإستقبال".