المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 19 تشرين الثاني/2018

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/newselias18/arabic.november19.18.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة
عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

أَنْتُم مِنْ أَسْفَل، وأَنَا مِنْ فَوْق. أَنْتُم مِنْ هذَا العَالَم، وأَنَا لَسْتُ مِنْ هذَا العَالَم

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/هوية السيادي والإستقلالي هي لبنانية ونقطة ع السطر

الياس بجاني/لعنة الإنتصارات الإلهية

الياس بجاني/مطلوب من الحريري موقف مواجهة وثبات ولو مرة واحدة

 

عناوين الأخبار اللبنانية

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 18/11/2018

"الرسائل الفرنسية" إلى حزب الله ورجاء العقلانية/نبيل الخوري/المدن

الوزير محمد عبد الحميد بيضون والدكتورة منى فياض لاذاعة الشرق: عن اي شيعية سياسية ويقظة شيعية يتحدثون، الضاحية الجنوبية بحاجة الى مولد كهرباء بقيمة 50 مليون دولار يعطيها كهرباء 24 ساعة

الوزير بيضون لاذاعة الشرق: حزب الله ينفذ خطة ايران في تدمير قيادة  ومؤسسات الطائفة السنية

ولا أظن أن هناك لبنانياً واحداً مهما كان انتمائه يؤمن أن لبنان مستقل/خليل حلوة/فايسبوك

العميد خليل الحلو لاذاعة الشرق: المناورات العربية في مصر خطوة على طريق انجاز ما سميّ "الناتو العربي

د منى فياض لاذاعة الشرق: لماذا لم يطالب السيد نصرالله بحق النواب المسيحيين المستقليين

فساد الكنيسة تابع.. مطران يشتري منصبه!

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

هل دول الغرب واستخباراتها مسؤولون عن تخلفنا/الشيخ حسن سعيد مشيمش

وليد البخاري سفيرًا فوقَ العادة في لبنان

الحريري: حل موضوع الحكومة ليس لدي بل عند الآخرين ونائب رئيس البنك الدولي أكد أن لا مصلحة للبنان في إضاعة الفرص

لبنان: مهمة باسيل تدور بحلقة مفرغة و”المستقبل” يرفض كسر الحريري

حركة أمل": الولادة الحكومية قريبة

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

وفد مصري في تل أبيب بعد غزة لتثبيت الهدوء وطلب فرصة للتسوية في ظل تهديدات متبادلة بين إسرائيل و«حماس»

أضرار الصواريخ من غزة فاقت التوقعات

فصائل سورية تستعد لعملية تركية شرق الفرات

تدريبات عسكرية روسية تُحاكي حرب المدن في سورية

أحزاب وقوى إيرانية فاعلة تنشئ تكتلاً لإسقاط النظام والدنمارك تعتقل مسؤولاً نووياً بتهمة انتهاكه العقوبات

“داعش” يعدم نساء ويكفّر الفارين من شرق “الفرات”

خسائر من الطرفين. 50 فرنسياً من “القاعدة” بين قتيل ومحاصر

العراق يستدعي “عمقه العربي” في الرياض لمواجهة الخطر الإيراني/خادم الحرمين ومحمد بن سلمان بحثا مع برهم صالح في تعزيز التعاون وتطورات المنطقة

ميليشيات إيران تغتال محتجّي البصرة وتزرع في جنوب العراق “الحشيش” وأمير قطر والحلبوسي بحثا توطيد العلاقات

رئيس الوزراء العراقي يكرّر خطأ سلفه العبادي/عبد المهدي في مأزق بعد فشله في تشكيل حكومة قوية

عبد المهدي يستكمل 6 حقائب حكومية من أصل 8 متبقية ويطرح المرشحين لـ«الدفاع» و«الداخلية» للتصويت في البرلمان العراقي بدل التوافق

مجلس الأمن يدرج زعيم ميليشيات مصراتة على قائمة العقوبات الدولية وأميركا تعيد سفيرها السابق لدى ليبيا قائماً بالأعمال

 

المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

خوف على لبنان بعد 75 عاما على الاستقلال/خيرالله خيرالله/العرب

هذه هي رواتب السابقين والمتوفين من رؤساء ونواب... والخزينة ستبقى مكسورة/الهام فريحة/الأنوار

وظيفة سلاح 'حزب الله' كذبة ابتلعها الجميع/منى فياض/الحرة

المصالحات المسيحية في لبنان/د. رضوان السيد/الإتحاد

مدرسة دير الآباء الميختاريست مهددة بالزوال/باسكال بطرس/المدن

كأنها جامعة الأحزاب المتحاربة/مريم سيف الدين/المدن

فضيحة "الإيدن باي": السلطة تغمرنا بالمجارير/خضر حسان/المدن

جدها في «عاموديا»/سمير عطا الله/«الشرق الأوسط»

خاشقجي: حين يصبح الموت سلعة/عبدالله بن بجاد العتيبي/«الشرق الأوسط»

طبيعة العلاقة مع أوروبا... هاجس بريطاني دائم/إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

باسيل من أمام لوحة الجلاء: نريد حكومة وحدة وطنية تحافظ على الدولة ولا تربطها بأي مسار خارجي والعهد مستمر حتى يتحقق ذلك

السيد لباسيل: اللوحة الوحيدة التي تحظى بإجماع وطني هي عن انسحاب الإحتلال الإسرائيلي عام 2000 وهزيمة الإرهاب في 2017

نقولا ردا على السيد: الجيش السوري لم يعد شرعيا منذ 1982 والطائف لم يشرع وجوده

 الراعي غادر إلى الأعتاب الرسولية: نحن من طلب هذه الزيارة الإيمانية فيما البعض يؤلف أشياء بعيدة من الحقيقة

جعجع خلال مؤتمر مقاطعة اميركاالشمالية: مسألة تمثيل سنة 8 اذار مفتعلة ومن الصعب التكهن بما ستؤول اليه الامور في مسألة التأليف

الياس المر بافتتاح الجمعية العامة للانتربول في دبي: لن نسمح للارهاب أن ينتصر ولا للمنظمات الإجرامية أن تكسر الأمن وتهدد الناس في أي مكان في العالم

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية

أَنْتُم مِنْ أَسْفَل، وأَنَا مِنْ فَوْق. أَنْتُم مِنْ هذَا العَالَم، وأَنَا لَسْتُ مِنْ هذَا العَالَم

إنجيل القدّيس يوحنّا03/من21حتى30/قالَ الرَبُّ يَسُوع (للكتبة والفرّيسيّين): «أَنَا أَمْضِي، وتَطْلُبُونِي وتَمُوتُونَ في خَطِيئَتِكُم. حَيْثُ أَنَا أَمْضِي لا تَقْدِرُونَ أَنْتُم أَنْ تَأْتُوا». فَأَخَذَ اليَهُودُ يَقُولُون: «أَتُراهُ يَقْتُلُ نَفْسَهُ؟ فَإِنَّهُ يَقُول: حَيْثُ أَنَا أَمْضِي لا تَقْدِرُونَ أَنْتُم أَنْ تَأْتُوا!».ثُمَّ قَالَ لَهُم: «أَنْتُم مِنْ أَسْفَل، وأَنَا مِنْ فَوْق. أَنْتُم مِنْ هذَا العَالَم، وأَنَا لَسْتُ مِنْ هذَا العَالَم. لِذلِكَ قُلْتُ لَكُم: سَتَمُوتُونَ في خَطَايَاكُم. أَجَل، إِنْ لَمْ تُؤْمِنُوا أَنِّي أَنَا هُوَ تَمُوتُوا فِي خَطَايَاكُم». فَقَالُوا لَهُ: «أَنْتَ، مَنْ أَنْت؟». قَالَ لَهُم يَسُوع: «أَنَا هُوَ مَا أَقُولُهُ لَكُم مُنْذُ البَدء. لِي كَلامٌ كَثِيرٌ أَقُولُهُ فِيكُم وأَدِينُكُم. لكِنَّ الَّذي أَرْسَلَنِي صَادِق. ومَا سَمِعْتُهُ أَنَا مِنْهُ، فَهذَا أَقُولُهُ لِلْعَالَم». ولَمْ يَعْرِفُوا أَنَّهُ كَانَ يُحَدِّثُهُم عَنِ الآب. ثُمَّ قَالَ لَهُم يَسُوع: «عِنْدَمَا تَرْفَعُونَ ٱبْنَ الإِنْسَان، تَعْرِفُونَ حِينَئِذٍ أَنِّي أَنَا هُوَ، وَأَنِّي لا أَعْمَلُ شَيْئًا مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي، بَلْ كَمَا عَلَّمَنِي الآبُ أَتَكَلَّم. والَّذي أَرْسَلَنِي هُوَ مَعِي، ومَا تَرَكَنِي وَحْدِي، لأَنِّي أَعْمَلُ دَومًا مَا يُرْضِيه». وفيمَا هُوَ يَتَكَلَّمُ بِهذَا، آمَنَ بِهِ كَثِيرُون.

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

هوية السيادي والإستقلالي هي لبنانية ونقطة ع السطر

الياس بجاني/16 تشرين الثاني/18

السيادي والإستقلالي الذمي والحربائي الذي يداهن بتقية فاجرة ويفاخر بأن هويته هي غير لبنانية دون خجل هو تيواني التصنيف ولا سيادي ولا شامم ريحة السيادة.

 

لعنة الإنتصارات الإلهية

الياس بجاني/15 تشرين الثاني/18

لعنة الإنتصارات الإلهية مرض كارثي وسرطاني تم استيراده من ملالي إيران ومن أذرعتها العسكرية التي تعيث ببلادنا الدمار والإرهاب والفوضى والمذهبية وكل ما هو جهل وجاهلية.. في هذا السياق الجاهلي فإن وهم انتصار حماس لأن وزير الدفاع الإسرائيلي استقال هو كوهم انتصار الملالي في لبنان عام 2006.. هلوسات وأوهام وخزعبلات.

 

المهم أن يثبت الحريري على المواقف التي أعلنها اليوم

الياس بجاني/13 تشرين الثاني/18

مواقف الحريري اليوم برده على نصرالله مقبولة ومنطقية وفيها روحية التواضع التي تميزه ولكن المهم أن لا يتراجع ولا يعود للصفقات والأهم عدم الإستمرار بخطيئة مداكشة السيادة بالكراسي.

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 18/11/2018

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

العقدة السنية تراوح مكانها، وكل فريق مازال يتمسك بموقفه، في وقت يواصل وزير الخارجية جبران باسيل تحركه على خط المعالجة، فيما حكي عن لقاء بين الوزير باسيل ونواب "اللقاء التشاوري" الستة، لطرح مبادرته والاجتماع لاحقا مع الرئيس الحريري للوصول إلى صيغة حل، إلا أنه حتى الساعة لم يحدد أي موعد لهذا اللقاء.

إلى ذلك، برز خبر من السعودية يفيد عن أداء القائم بالأعمال السعودي في لبنان وليد البخاري القسم أمام العاهل السعودي، بعد تعيينه سفيرا في لبنان أيضا فوق العادة، ومفوضا من العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز.

ولكن، وقبل ان نفتح الملفات السياسية في نشرتنا، نتوقف مع اضاءة على "تلفزيون لبنان"، "تلفزيون لبنان أبا عن جد" بميزانيته المحدودة يصارع للبقاء منبرا مفتوحا لكل الفرقاء. والوزير الرياشي يدعو إلى احترام الكفاءات فيه.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

قبل ستة أيام من اكتمال الأشهر الستة لأزمة تأليف الحكومة، لم يستجد أي خرق لآخر العقد المتصلة بمطلب تمثيل اللقاء التشاوري للنواب السنة المستقلين.

من رحم الملف الحكومي خرجت اليوم سلسلة مواقف لسياسيين وحزبيين وروحيين:

الوزير علي حسن خليل أمل حصول التشكيل قريبا، مؤكدا الحاجة والقدرة على إنتاج حل سريع لهذه المشكلة يقوم على التمثيل الشامل والحقيقي.

والوزير جبران باسيل- الذي تردد أنه سيلتقي النواب الستة المستقلين مطلع الأسبوع- أمل أن يضع الجميع مصلحة لبنان أولا لتشكيل حكومة وحدة وطنية.

وسمير جعجع شدد على أن لرئيسي الجمهورية والحكومة المكلف مطلق الحرية في اتخاذ القرار بتمثيل أو عدم تمثيل هؤلاء النواب.

والبطريرك الماروني حذر من أن لبنان لم يعد يتحمل التسويف، مشيرا إلى التحذيرات الاقتصادية الصادرة عن البنك الدولي.

التسويف لا يبدو مقتصرا على الشأن الحكومي فقط، بل ينسحب على مواضيع أخرى من ضمنها تداعيات فيضانات المجارير في بيروت الجمعة الماضي.

في هذا الشأن حرص محافظ بيروت على تحميل المسؤولية لعدد من الجهات، من بينها بلدية الغبيري، فعاجلته هذه بفضح تجهيله للفاعل المقرب المعتدي على الأملاك العامة.

يأتي ذلك بعدما كان رئيس بلدية بيروت والقيمون على البلدية قد أدلوا بدلوهم، فواجهتهم أسئلة تتحداهم بتسمية المسؤولين الذين يغطون الارتكابات المستمرة بحق شاطئ العاصمة، كما كانت ثمة أسئلة عن المعالجة الاستباقية.

وفي ما تبدو مواقف استباقية وصف الرئيس الأميركي تقييم المخابرات المركزية لقضية اغتيال الصحافي السعودي جمال خاشقجي بأنه سابق لأوانه، مشيرا إلى أنه سيتلقى بعد غد تقريرا شاملا عن القضية.

وفي السعودية اليوم ضيف عراقي رفيع هو الرئيس برهم صالح الذي حط في الرياض آتيا من طهران.

وفي تل أبيب يواجه بنيامين نتنياهو متاعب سياسة كبيرة وهو أمام محاولة أخيرة مساء اليوم لانقاذ حكومته المتهالكة تحت وطأة الفشل الأخير في معركة غزة.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"

ما فضحته عاصفة الطقس من تعديات على الأملاك العامة أدت إلى فيضانات في منطقة الرملة البيضاء، سيكون اعتبارا من نهار غد، موضع متابعة قضائية في ضوء تكليف النائب العام لدى محكمة التمييز القاضي سمير حمود، رئيس قسم المباحث الجنائية المركزية إجراء التحقيق الفوري، بشأن إقدام أشخاص على سد المجارير في أماكن متعددة من العاصمة.

وفي هذا السياق، كشفت النائبة رلى الطبش ان نواب العاصمة سيتقدمون متحدين بشكوى يوم غد، ضد كل من يظهره التحقيق متورطا بفضيحة الرملة البيضاء. وقالت إن نواب "المستقبل" سيتابعون الموضوع حتى النهاية وسيكافحون الفساد لمصلحة المواطنين.

أما حكوميا، وبانتظار ان يسلم "حزب الله" أسماء وزرائه الثلاثة للاعلان عن ولادة الحكومة، استمرت المواقف المحذرة من مخاطر التعطيل. وفي هذا الاطار، برزت صرخة جديدة للبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، قال فيها إنه لا يجوز على السياسيين في لبنان أن يستمروا بهذا النهج من التعاطي والاهمال في ملف تشكيل الحكومة، بل يجب أن يتحملوا مسؤولياتهم كي يصار إلى البدء بالإصلاحات اللازمة التي طلبها مؤتمر "سيدر"، ويبدأ النهوض الاقتصادي والاجتماعي.

بالتوازي، وفيما قال الوزير جبران باسيل ل"تلفزيون المستقبل"، ان مساعيه التي يقوم بها بتكليف من رئيس الجمهورية لاتزال في أول الطريق، نبه علي حسن خليل من موقعه كوزير للمالية، إلى أن الحاجة أكثر من استثنائية إلى تحمل مسؤولية اطلاق العمل التنفيذي عبر تشكيل الحكومة، وأن المخاطر على الوضع الاقتصادي والمالي جدية.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

طالع أسبوع ممهور باتصالات متوقعة في فلك تشكيل الحكومة، فهل يلبى مطلب النواب السنة المستقلين وتبصر التشكيلة الوزارية النور قبل عيد الاستقلال؟

الإمعان في "التطنيش" أهدافه معروفة، ومآله أيضا معروف، وبحسب التجربة اللبنانية ما ضاع في السياسة حق وراءه مطالب، فكيف بحق تدعمه أوزان شعبية انتشلها قانون الانتخاب من طول إسكات وتهميش؟

في الوقت الضائع، ضياع تام لبوصلة المواطنين، في كل الملفات والإدارات والمرافق، وايضا في الطرقات، وتحت سقفي الشتاء والصيف…الى متى يبقى هذا الواقع والمواطن يدري ان الحلول تأتي طيعة سهلة في حال احترم البعض القواعد والمعايير كي ينتقل لبنان فعلا الى مرحلة البحث عن شاطئ الأمان الاقتصادي والمعيشي؟

في المنطقة، بنيامين نتياهو محاصر في حكومته، ومصيرها مرتبط بما فرضته استقالة افيغدور ليبرمان على الثبات السياسي في الداخل الصهيوني. فكيف سيرمم نتنياهو حكومته اذا كان التنازل عن تأجيل الانتخابات المبكرة سببا لتنازلات أخرى، وربما لمغامرات متكررة مع غزة تعويضا على صفعة الكورنيت وجحيم عسقلان.

الخيارات العسكرية في كيان الاحتلال، وان تحكمت بها السياسة، فانها مكبلة برأس جليد المعادلات الجديدة للمقاومة في غزة. وعليه، لا تاثر لفصائلها بتقلبات تل أبيب التي لن تخرج حتما عن عدوانيتها المعهودة.

في تداعيات جريمة قتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي، الاستنزاف الاميركي لأعصاب ولي العهد السعودي متواصل، وبعد تهمة التورط بأمر القتل، تلويح للصحافة في واشنطن باتصالات وتسجيلات تضرب حكم ابن سلمان، ثم اعلان دونالد ترامب انه لا يريد الاستماع اليها لما فيها من عنف ووحشية.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

ضرب الطاعون العرب في العصر الاموي وفتك بمئات الآلاف وبقي ناس. اجتاح الطاعون اوروبا في القرون الوسطى وحصد الملايين وبقي ناس. اجتاح الطاعون لبنان ساحلا وجبلا في الحرب العالمية الاولى- وليس الجراد لوحده- مات من مات وجاع من جاع وهاجر من هاجر وبقي ناس.

اكتشف العلم لقاحات ومضادات للطاعون في كل العالم لكنه عجز عن ايجاد لقاح ضد الفساد الذي يبيد البلاد ويفتك بالعباد في لبنان منذ عقود وعهود. من السلطان سليم في مطلع الاستقلال الى عشرات لا بل مئات السلاطعين في حقبات الاستغلال. تختفي المليارات طيلة سنوات لتظهر في الحسابات والصفقات والسمسرات والطائرات والسيارات والعقارات والقصور في لبنان والخارج بكل عهر وفجور. حديثو النعمة قدامى العتمة. يتامى الوشاية ولقطاء الوصاية صاروا ابطال الرواية. يعرفهم اللبنانيون بالاسم ويدلون عليهم بالأصبع لكنهم لا يعبأون، فهم ينتمون الى منظمة "فاسدون بلا حدود" ووقحون الى أبعد حدود.

السرطان يفتك بشعبنا، المخدرات تقتل شبابنا، المجارير تزين شوارعنا، الأمراض تتناوب على اطفالنا، التلوث يتوج مدننا، البطالة تهجر طاقاتنا، الزعران يتحكمون والرعاع يحكمون وتراهم على الشاشات بالطهارة يلتحفون وفي الساحات بالنزاهة يحاضرون وعلى المنابر بالعفة ينادون. وهل يوكل الذئب برعاية الغنم؟ وهل يركن للثعلب بحماية الدجاج؟ وهل تكلف الأفعى بتوزيع الترياق على الملدوغين بسمها ومن جحرها مرات ومرات وليس مرة واحدة؟

جوقة الناعبين والناعقين والنادبين يحركها مايسترو الفاسدين ويوجهها دائما نحو شخص واحد. سيد العهد ورئيس البلاد. اذا أمطرت الحق عالعهد، اذا حبست الحق عالعهد. حرائق كاليفورنيا وجريمة الخاشقجي وحرب اليمن وأزمة كشمير وتدهور الليرة التركية كلها مسؤولية ميشال عون، وربما قد يكون من المتسببين بحرب فيتنام وكوريا وبيافرا واغتيال ولي عهد النمسا فرديناند وبيرل هاربور ونحن لا نعلم. وصلت الوقاحة الى درجة غير مسبوقة. كل شيء لهم مباح ومستباح. من الدواء الى الغذاء الى الكهرباء الى الماء الى الاستشفاء. لم يسبق للبنانيين، مسلمين ومسيحيين، ان عانوا ذلا جماعيا وعقابا ظلاميا كالذي يعيشونه. جرائم موصوفة وأدلة معروفة لكن العدالة حتى الساعة ممنوعة من الصرف والمحاسبة، محذوفة من العرف.

الملهاة الآن في تشكيل الحكومة، لكن المأساة الحقيقية هي في النهب المنظم لأموال الدولة برا وبحرا وجوا في صفقات معجلة ومشاريع مؤجلة. البلد مليء بالسرقات لكن لم يتم توقيف سارق إلا الذي يسرق ليعيل عائلته او الذين غدرتهم الأيام وظلمتهم الأحلام ببلد ينام كل يوم على صفقة ويستفيق على فضيحة.

آن الأوان للمحاسبة والعقاب وتعليق المشانق. الرب إلهنا أمر موسى ان يتوه الشعب أربعين سنة في القفر حتى يزول الجيل الذي أخطأ في عيني الرب وخالف وصاياه، والله أرسل الطوفان لينظف الأرض من الخطيئة، وأحرق سدوم وعمورة ليطهر المعمورة من الرذيلة والتكبر والتجبر، ويسوع دخل الهيكل ليطرد التجار والفجار واللصوص والفاسدين في الأرض والدين لتكون لنا حياة وتكون أفضل. وكما لا يمكن للانسان ان يعبد ربين، لا يتحمل لبنان وجود رأسين: رأس البلاد ورأس الفساد. رأس البلاد سيحكم وليقطع رأس الفساد.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

حتى لو فتحت المجارير وعادت المياه الآسنة الى مجاريها في جوف العاصمة من دون ان تراها عيون البشر، فإن كارثة يوم الجمعة الأسود يجب ان تظل تحت الضوء، الى ان تخرج العدالة القتلة من أوكارهم ومجاريرهم ومواقعهم الى السجون، فالمسألة ليست صعبة بل يلزمها قرار، فهم معروفو العناوين والاختصاصات من العضو البلدي والمهندس والضابط ومالك المحطة التلفزيونية وصولا الى أعلى المراتب في الدوائر والوزارات التي تتكون منها الشبكة السرطانية العاشورية الخياطية التي تفتك بالبيروتيين وتكسب الملايين من بيع صحتهم وإفقارهم وتشويه عاصمتهم، ان الصمت عن هؤلاء المجرمين صار جريمة موصوفة والثورة صارت واجبة ولنضعها تحت عنوان الانتصار لصحة أولادنا، واذا كانت مقولة ان الثورات في العالم الثالث تأتي من فوق لا تصح في لبنان، فإن الثوة هذه المرة جاءت من تحت، من العالم السفلي، من مجارير بيروت التي تقيأت أفعال بعض الكافرين المنتفعين وثارت فلنستغلها.

نعم فلنستغلها، فمجارير الليطاني التي تحيي مجارير بيروت والاختناق الوشيك لمكبات النفايات في العاصمة والمناطق وزحمة السير القاتلة ومعضلة الكهرباء كلها مشاكل يجب مواجهتها سريعا قبل انفجارها، فحلولها موجودة وأذاها عابر للطوائف، فهل يأتي الاصلاح من بوابتي البيئة والانماء اذا تعذر من بوابة السياسة؟

في الإشكال الحكومي التعطيل متواصل وحركة الوزير باسيل تراوح مكانها، اذ لم يتمكن من كسر حلقة المواقف المعروفة للافرقاء المعنيين بتوزير سنة الثامن من آذار، لكنه لم يستسلم ومساعيه متواصلة لايجاد مخرج ما أو فذلكة خلاقة تخرج الازمة من عنق الزجاجة. والمعلومات تفيد بأن باسيل قد يلتقي نواب "التشاوري" السني الاثنين، كل هذا يجري عشية الاستقلال الذي صار مكتوبا ان يتم الاحتفال به بدولة منتقصة التمثيل في مواقعها المؤسساتية الاولى.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

طاف المجرور فطيفوه. مجرور بيروت في مقابل مجرور الغبيري.

وعند التطييف يصبح انتصار مجرور على مجرور مستحيلا لئلا يهتز السلم الأهلي. سيكون هناك من ينتصر لمجرور بيروت، في مقابل من ينتصر لمجرور الغبيري.

وقد تكون النتيجة: لا مجرور غالب ولا مجرور مغلوب، فتضيع الحقيقة التي يطالب بها الناس، ويهنأ الفاسدون لأن قطوعا مر ولم يطاولهم.

ما هذه العقول الشيطانية والجهنمية التي تدخل التطييف والتمذهب حتى في أمور كهذه، فتنتقل القضية من التفتيش عن المسؤولين إلى "لكم مجروركم ولهم مجرورهم" أو "قل لي عن أي مجرور تدافع، أقل لك من أنت وإلى من تنتمي"، أو "مجروي أقوى من مجرورك".

هذا هو الواقع، لكن عيب وألف عيب. هل هذا هو المكتوب على اللبناني، أن يعيش بين مطمر الكوستا برافا ومجرور الرملة البيضا؟ وبين المطمر والمجرور رمية حجر. هل ستطمر الحقيقة بالنسبة إلى المجرور كما طمرت المعايير البيئية في الكوستابرافا؟

عيب وألف عيب، هناك مجرور انفجر، وهناك مسؤولية عن انفجاره، لماذا لا يتم توقيف جميع المعنيين على ذمة التحقيق حتى انكشاف الحقيقة؟ لماذا يبقون خارج النظارة لينظروا على الناس في رفع المسؤولية عن أنفسهم وتحميلها لراجح؟ راجح كذبة، فأين تكمن الحقيقة؟

رئيس بلدية بيروت يرفع المسؤولية عن نفسه. المحافظ يحمل بلدية الغبيري المسؤولية، بلدية الغبيري ترد إليه المسؤولية وإلى بلدية بيروت، وهناك من يوجه السهام إلى مجلس الإنماء والإعمار. أليس فوق رؤوس هؤلاء مسؤولين من وزراء ورؤساء؟ هل قالوا كلمتهم أم أنهم يعتبرون أن الأمور لا تستدعي الإهتمام والمتابعة، فكلها قصة مجرور وتنتهي.

لا ليست القصة بسيطة، فالمجرور ليس سوى عينة من مجارير الفساد، فوق الأرض وتحتها، ليبقى السؤال: من يضع الباطون المسلح أمام طريق القضاء، كما تم وضع الباطون المسلح في مسار المجرور؟ في أي حال، تبقى الطلقة الأخيرة في يد القضاء، وعليه التعويل لأن الناس مصرون على أن يعرفوا حقيقة ما حصل وأن يعرفوا أسماء من تسببوا بذلك، وما لم يحصل هذا الأمر، ستضيع الحقيقة في المجرور وتذهب إلى البحر.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

من عراقيل الحكومة إلى الحصار داخل ريغار، مشهد طبع أيام ما قبل الاستقلال، والتي يدخلها جدل جديد علقه وزير الخارجية جبران باسيل على لوحة الجلاء في نهر الكلب، وطلب رئيس "التيار" من نواب كسروان الاستئذان لوضع لوحة عن انسحاب سوريا من لبنان، ما استدعى ردا من النائب جميل السيد، فدعاه إلى تعديل الطائف الذي لا يعتبر الوجود السوري احتلالا، ثم يضع بعد ذلك اللوحة التي يريدها.

وقبل أن تتحول اللوحة إلى خلاف عقائدي، كان لبنان لا يزال تحت تأثير المجرور والشجار النافر بين محافظ بيروت وبلدية الغبيري، التي اتهمته بالتباكي على شاطئ شعبي أهمل في صفقات يعرفها جيدا. وأمام سيول الاتهامات أعلن وزير العدل سليم جريصاتي أن النيابة العامة التمييزية تحركت، وأن المسؤوليات سوف تتحدد في قضية الإيدن باي ومجرورها.

وقد تمكنت سجالات الصرف الصحي أن تصرف الأنظار عن حكومة الغد، والمجارير طافت فوق مجريات التأليف، غير أن قناة لا تزال مفتوحة بين الوزير باسيل ونواب السنة المعارضين، حيث جرى تواصل مع النائب عبد الرحيم مراد لترتيب المواعيد بحلول الاثنين.

لكن إذا كان الاستعجال في الإفراج عن الحكومة سببه إنقاذ مؤتمر "سيدر" والفوز بأمواله، فإن خير التعطيل في ما وقع، فلا حكومة ولا من يستدينون إذ إن أموال "سيدر" ما هي إلا ديون ستتراكم على اللبنانيين، ليقفز الرقم فوق المئة مليار دولار، ف"سيدر" مرتبط بالإصلاحات، وبالمتوافر حاليا من سلطة ومافيات حكم يتبين أن لا قدرة على تنفيذ أي من الإصلاحات الموعودة وسيبقى العهد عاجزا عن تنفيذ وعوده.

وفي الوعود الأبعد مدى، ينتظر أن يقدم الرئيس الأميركي دونالد ترامب تقريرا قال إنه كامل، الاثنين أو الثلاثاء، سيحتوي على معلومات عن الجناة في قضية مقتل الصحافي جمال الخاشقجي، بمن فيهم العملاء. لكن ترامب ذوب صدقيته بالأسيد، وقبل أن يصنف كاذبا في الداخل الأميركي راح يعلن الشيء ونقيضه، ويؤكد حصوله على معلومات عن التسجيلات ثم يرفض سماعها لأنها عمل إجرامي. وترامب لا يعلم ما إذا كان لولي العهد السعودي دور في مقتل الخاشقجي، وما إذا كان قد كذب عليه، لكنه يؤكد في الوقت نفسه تغطيته سياسيا، ويعلن أنه أجرى اتصالات بمحمد بن سلمان الذي أكد له عدم علاقته بالجريمة، علما ان هواتف ترامب بولي العهد سبقت تقرير ال"cia".

وبحجم الأضرار الكارثية في كاليفورنيا، فإن ترامب يواجه أضرارا سياسية ونوابا يقفون له بالمرصاد، وبينهم السيناتور الجمهوري الأميركي ليندسي غراهام الذي استحال عليه التصديق أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لم يكن على علم بقتل خاشقجي، مشيرا إلى أن المملكة حليف مهم، لكن عندما يتعلق الأمر بولي العهد فهو غير منطقي وألحق ضررا كبيرا بالعلاقة مع واشنطن، معتبرا أن "بن سلمان قوة مدمرة في الشرق الأوسط، فرض حصارا على قطر من دون إعلام أحد وشن حربا مدمرة على اليمن، وفرض إقامة جبرية على رئيس وزراء لبنان سعد الحريري."

 

"الرسائل الفرنسية" إلى حزب الله ورجاء العقلانية

نبيل الخوري/المدن/الأحد 18/11/2018

الدبلوماسية الفرنسية في حالة استنفار. بهذا التعبير، يمكن توصيف المبادرات، والتحركات، والمواقف الفرنسية إزاء الملف اللبناني، في المرحلة الحالية. منذ بروز الدور الفرنسي الحاسم في مسألة "استقالة" رئيس الوزراء اللبناني، سعد الحريري، من السعودية العام الماضي، مروراً بمؤتمر "سيدر" في ربيع 2018، وصولاً إلى زيارة كل من المبعوث الفرنسي، السفير بيار دوكان، في شهر تشرين الأول/أكتوبر الماضي، وموفد الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، المستشار أوريليان لوشوفالييه، مطلع الشهر الجاري.. تركّز الدبلوماسية الفرنسية اهتمامها على الوضع الأمني والاستقرار، وعلى الوضع الاقتصادي والمالي في لبنان.

منع الذرائع

يبدو أن باريس تأخذ على محمل الجد المؤشرات الواردة من إسرائيل بشأن لبنان وحزب الله. هذه المؤشرات لا تكفي للقول إن الحرب وشيكة. لكنها تشير إلى أن اندلاعها غير مستبعد بالمطلق. فإسرائيل قد تختار تفجير الوضع في جنوب لبنان، بعد الترتيبات التي رعتها روسيا في جنوب سوريا، لتجنب مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران هناك. لا توافق باريس على سيناريو كهذا. لكنها لا تملك أي تأثير على تل أبيب، إذا قررت الأخيرة الدخول في مغامرة عسكرية جديدة. ما تقوم به هو عمل وقائي. تحث اللبنانيين على إدارة الوضع شبه المتوتر بـ"اعتدال". تحذرهم من تقديم ذرائع لإسرائيل، التي لديها تاريخ حافل باستخدام الذرائع (أو بفبركتها) لشن الحروب. تدرك الدبلوماسية الفرنسية أنها لا تملك أيضاً أي تأثير على حزب الله، لكنها تبني، ربما، تحركها على تقاطع محتمل بينها وبينه، بشأن ضرورة تجنب المواجهة المسلحة، أقله في المدى المنظور.

أمام العقوبات الأميركية المباشرة على الحزب لقطع مصادر تمويله، ومع ما تمثله التسريبات والمعلومات الأميركية والفرنسية، حول تورط شخصيات لبنانية مقربة إلى الحزب بعمليات تبييض أموال، من ضغط لا يستهان به عليه، وفي ظل احتمال تراجع قدرات إيران على التمويل، بفعل العقوبات الأميركية عليها، ستكون الحرب مجازفة مكلفة. قد يتكبد حزب الله خسائر لن يكون بمقدوره تعويضها. حسابات كهذه تنتج عادةً قرارات عقلانية. ولعل الدبلوماسية الفرنسية تراهن على تبني حزب الله في نهاية المطاف، سياسة عقلانية. سيكون ذلك مجدياً ليس فقط بالنسبة للحزب، لكن أيضاً وخصوصاً بالنسبة لوضع لبنان السياسي والاقتصادي، وهذا ما يهم فرنسا بالدرجة الأولى.

النصيحة والتهوّر

انطلاقاً من مصالحها في الشرق الأوسط، وما يمثله لبنان من منطقة نفوذ لها في هذه المنطقة، تسعى فرنسا للحفاظ على معادلة التوازن المستقر في هذا البلد. مع اشتداد الصراعات الإقليمية، تحاول باريس التخفيف من تأثير التجاذبات بين اللاعبين في الإقليم، على الوضع اللبناني الداخلي الهش. وكما رفضت الدبلوماسية الفرنسية التصرفات السعودية الأحادية الجانب في لبنان، في مسألة استقالة الحريري العام الماضي، فإنها ترفض أيضاً أن تستغل إيران فائض القوة لدى حليفها اللبناني، حزب الله، لنسف التوازن اللبناني، أو الإخلال به، حتى وإن بات هذا الحليف يسيطر على البرلمان اللبناني، حسب نتائج الانتخابات النيابية في ربيع 2018. من هنا، تتمسك بضرورة الإسراع في تشكيل حكومة وحدة وطنية، قادرة على التصدي للتحديات الاقتصادية والمالية التي يواجهها لبنان، والتي جرى وضع مخططات بشأنها خلال مؤتمر "سيدر".

تاريخ الدبلوماسية الفرنسية مع المشاكل اللبنانية مليء بالتجارب والدروس والعبر. اعتادت في الماضي على تقديم النصائح للبنانيين. واعتادت أيضاً على مسؤولين لا يصغون للنصائح، بل يتهورون ويعرضون البلد لشتى أنواع المخاطر.

 

الوزير محمد عبد الحميد بيضون والدكتورة منى فياض لاذاعة الشرق: عن اي شيعية سياسية ويقظة شيعية يتحدثون، الضاحية الجنوبية بحاجة الى مولد كهرباء بقيمة 50 مليون دولار يعطيها كهرباء 24 ساعة

18 تشرين الثاني/18

عن اي شيعية سياسية ويقظة شيعية يتحدثون، والضاحية الجنوبية بحاجة الى مولد كهرباء بقيمة 50 مليون دولار يعطيها كهرباء 24 ساعة

إن ايران لم تدفع له ، انفقت المليارات على الصواريخ، الشيعة مذلوليين، رفعوا مطالبهم في البقاع الشمالي في الانتخابات الاخيرة، الميليشيات تغلب "العضلات على العقلات"، الجنوب يفتقر الى مياه الشرب ومياه الاستعمال، كل المناطق الشيعية تعاني من التلوث، من الليطاني الى الجنوب، ما في شيء اسمه حقوق افراد. خطاب مذهبي بوجه اللبنانيين في قانون انتخاب مخالف لكل منطق جرى فرضه، موارد الشباب تدهورت، موارد التعليم متهاوية، الامن العام يدخل الضاحية بعدما يعجز حزب الله عن التعامل مع شبكات ترويج المخدرات، التوزيع الديمغرافي يجري التلاعب به، مع ذلك السنة اكثرية في البلد، اليقظة الشيعية لا معنى لها مع حقوق سياسية هي الاكثر تخلفا، ومن دون اصلاح سياسي حقيقي في البلد، والشيعة يملكون حضورا تاريخيا نهضويا وفكريا وثقافيا قويا ومقاوما مدنيا وعلمانيا، سبق الثنائي المهيمن اليوم على الساحة الشيعية."

 

الوزير بيضون لاذاعة الشرق: حزب الله ينفذ خطة ايران في تدمير قيادة  ومؤسسات الطائفة السنية

18 تشرين الثاني/18

قال الوزير بيضون لاذاعة الشرق إن "حزب الله ينفذ خطة ايران في تدمير قيادة، و مؤسسات الطائفة السنية، في العراق وسوريا ولبنان، وهو ما صار في لبنان بدءا باغتيال الرئيس رفيق الحريري. وهو وافق على مجيء سعد الحريري تحت ضغوط، ولانه ويريد ان يشتري سكوت سنّة سورياعما فعله فوق هو و حلفاؤه. وهو يعمل اداة ايرانية اليوم لاضعافه، واخراجه، بعد تحميله مسؤولية الانهيار الاقتصادي في البلد، وهي حرب حقيقية من الحزب وحلفائه على رموز المؤسسات السنية الاساسية وبالترغيب والتهديد، وايران تمول 17 حزبا في لبنان، والفساد والانهيار الذي يحاضر فيه حزب الله، ويريد الصاقه بالحريرية السياسية، ليس حديثا، مسؤول عنه هو منذ قرار اقالة حكومة سعد الحريري 2010، كان النمو 8,5 % وحين استلم الرئيس ميقاتي نزل النمو الى1,5 % ثم نمو سلبي وتركهم، ما بدو، وشفنا عوامل الانهيار في الفراغ الرئاسي، ولبنان منذ العام 2015 معزول عربيا ودوليا، وعوامل الانهيار مرئية، ما بقي حدا ما حط ايده على المياه والكهرباء، والنفط، عقد نفطي مع 3 شركات غير مدقق من مكتب محاماة، والمحاصصة السياسبة وعدم الكفاءة، سخرية ما بعدها دور حزب الله وحلفائه ، وهو اساس في الانهيار ، ما بدهم دولة .. "

واعتبر بيضون أن السيد نصرالله وضع نفسه فوق ولاية الفقيه ، فوق المرشد، فوق الرئاسات والبطاركة والمفتينن والسياسيين والمؤسسات وسخر من الجميع، ومن التفاهمات السياسية. ودوما هي الميليشيات لا تصنع رجالات دولة، تصنع غرور القوة والتجريب بمصالح البلد والناس، والى يوم الساعة، في شكل غير موصول بالواقع السباسي، ًويقوم على التهديدات، وهو يقوم بدور المرشد على البلاد العربية في العراق واليمن ومصر ولبنان". ورأي بيضون إن "الوزير جبران باسيل بلش غلط، مباردته سقطت في اللحظة التي اعلن فيها عن تأمين الاعتراف السياسي بتجمع النواب السنّة المستقلين، وانهم موجودين، من هون وساطته انتهت، والمشكلة مش وطنية، المشكلة ان حزب الله وحلفائه يريدون كسر القيادة السنيّة السياسية".

 

ولا أظن أن هناك لبنانياً واحداً مهما كان انتمائه يؤمن أن لبنان مستقل

خليل حلوة/فايسبوك/18 تشرين الثالني/18

بعد خمسة أيام من الآن عيد الإستقلال. هذا العيد الذي نحتفل به منذ 75 عاماً فقد مضامينه ولا أظن أن هناك لبنانياً واحداً مهما كان انتمائه يؤمن أن لبنان مستقل! نحن نعاني اليوم من هيمنة إيرانية واضحة لا يجد فيها قسم من اللبنانيين ضرراً لا بل على العكس تعطيه قوة وقدرة على التحكم بالقرارات الوطنية بشكل شبه كامل بينما القسم الآخر من اللبنانيين يجد أن هذه الهيمنة تفقد لبنان استقلاله وسيادته وحريته هذه الأقانيم الثلاثة استقلال - سيادة - حرية مفقودة اليوم! ولنتحدث عن اقنوم الحرية لدى السلطات السياسية: هناك منهم من لا يستسيغ طعم الحرية اللذيذ ولا يستطيع ان يشعر بالراحة والطمأنينة إلا خارج الحرية وبالتالي يعتمد التبعية وهؤلاء هم كثيرون ورأيناهم في مختلف الظروف ينتقلون من تبعية إلى أخرى وهم مستسلمين يخضعون للأمر الواقع لأسباب متعددة منها تأمين مداخيل مادية هي بالنسبة لهم أهم من الحرية. سبب آخر للإستسلام هو الخوف من الأذى الجسدي أو من الإغتيال ... سبب آخر للتبعية وهو التخلف السياسي وعدم الكفاءة في ادارة شؤون الناس، وهكذا القوة المهيمنة تفرض نفسها دون عناء وهؤلاء يطمئنون إلى وضعهم. كل هؤلاء يضعون أنفسهم في المكان الآمن خارج الحرية والذي يضمن وجودهم واستمرارهم. هؤلاء لا يمكن الإعتماد عليهم لبناء وطن فهم صغار اساساً ولو لبسوا حلة الكبار وتنقلوا بمواكب فضفاضة، ولم يسجل تاريخ لبنان اسماً من اسمائهم في سجلات الشرف. أما الأحرار منهم الذين يعرفون أن ثمن الحرية مرتفع ولا سقف له فيسلكونه رغماً عن المخاطر وهؤلاء هم الذين يصنعون التاريخ ولهم الفخر في مواقفهم.

عاش لبنان.

 

العميد خليل الحلو لاذاعة الشرق: المناورات العربية في مصر خطوة على طريق انجاز ما سميّ "الناتو العربي

18 تشرين الثاني/18

في مقابلة مع اذاعة الشرق اشار العميد خليل الحلو إلى أن "المناورات العربية في مصر خطوة على طريق انجاز ما سميّ "الناتو العربي" والتعبير مجازي اذ المطلوب اميركيا اضطلاع الدول العربية في ادوارها الاقليمية، وانشاء حلف متوسطي في مواجهة المدّ الايراني، والجيوش المشاركة اثبتت قدرات في القتال غير منتظرة وتملك سواء الامارات، او السعودية منظومات سلاح حديثة جدا، ( 180 طائرة F15 واختبرات الطائرات السعودية والاماراتية انواع من القتال هائلة واثبتت مستويات من التدريب والتنفيذ موازية للقدرات الغربية، وانا اخالف من يقول التحالف العربي لم ينجح في اليمن، اميركا خاضت حرب 8 سنوات، لم تربح الحرب، ولكن لم تخسر عسكريا، الاتحاد السوفياتي10 سنوات، من دون تحليل مكاسب في افعانستان امضى سنوات، التحتلف العربي قد لا يربح الحرب في اليمن، ولكنه لم يخسر اوقف المدّ الايراني بفعالية، وهناك عودة الدور المصري الفعال وما تمثله مصر كبير، وسواء السعودية، ثاني ميزانية عسكرية في العالم، او الامارات 15 مليارات دولار، في مراتب عالمية متقدمة في سباق التسلح، والتدريبات تعنينا نحن العرب في مواجهات لن تطول الى الابد في مواجهة الكيان الاسرائيلي المحتل واطماعه في المنطقة ، الى مواجهة الاشكال الجديدة الارهابية التي تقوض سيادة الدولة العربية.

"دوائر خارجية واميركية تدرس فائدة صرف 8 مليارات دولار على اليونيفيل، لم تؤد بالنهاية الى ردع حزب الله، والامور في خانة التصعيد ازاء مطالبة اليونيفيل بالقيام بدورها وتطبيق مندرجات القرار 1701 "

"اي عقوبات اميركية تتعلق بوقف المساعدات للجيش، (وهي مستبعدة وغير مطروحة حاليا) ، ولكن لا بد من التحذير انها تعني افقاد الجيش قدراته الفعالة، وكل ما تم بناؤه من انجازات وهو من الجبوش الحديثة، وقدرات حديثة وتدريب وعتاد حديث جدا.

"المساعدات الاميركية للجيش تصل الى مليارين و300 مليون دولار، وتشمل عتادا حديثا، واثمرت في اداء الجيش الباهر، من نهر البارد الى معركة فجر الجرود، واهو اطبق كليا على جماعات داعش لو تهريبهم في تسوية سياسية، وهناك وجهتا نظر اميركية تقول بالاستثمار في المؤسسة العسكرية، التي تعطي نجاحات في محاربة الارهاب وضمانة للاستقرار والامن في لبنان، وهو استثمار ايجابي، وهو يمثل كفة راجحة لمن يقول ان الجيش اخفق في مواجهة وردع حزب الله. ونحن تعنينيا هذه المساعدة ليسا حبا باميركا للحب، ولكن وحدها تساعدنا في التسليح والتدريب والنتيجة لدينا قدرات وعتاد حديث ونوعي جدا وقدرات عالية، ولا احد يساعدنا، ما عرضته ايران سلاح قديم جدا وطلبت اموالا (كاش)، والصفقة مع روسيا لم تنجز نتيجة العقوبات الاميركية عليها، والمساعدات الاوروبية تخضع بالنهاية للموافقة الاميركية".

 

د منى فياض لاذاعة الشرق: لماذا لم يطالب السيد نصرالله بحق النواب المسيحيين المستقليين

18 تشرين الثاني/18

د منى فياض لاذاعة الشرق: " لماذا لم يطالب السيد نصرالله بحق النواب المسيحيين المستقليين، واعدادهم كبيرة مقارنة مع نواب سنة يتوزعون على كتل سياسية عدة تمثلهم في الحكومة الحالية. وهل سمح حزب الله باي تمثيل شيعي مستقل في الانتخابات النيابية الاخيرة خارج اطار الثنائية." " نحن لم ننتخب السيد نصرالله شعبيا، ولا يمثلنا ليخاطبنا كلبنانين بلهجة فوقية ونبرات عالية، ومنثلوه مكانهم في البرلمان بامكانهم قول اشيائهم بالسياسة كما هي، ليس الى يوم القيامة! واللبنانيون معذبون كفاية، وتحت ضغط كفاية ليواجهوا خطاب عزلة نفسية، الى الانهيارات في حياتهم اليومية. "منيح اللي اللبنانيين ما بينتحروا.. ، بلد يعيش نوعا غريبا من الديكتاتورية التي تجمع على نحو غريب ما بين الاستبداد، الذي لا يعطي الفرد المواطن اي قيمة انسانية ، والاستبداد الديني + السلاح!"

 

فساد الكنيسة تابع.. مطران يشتري منصبه!

الخبر اون لاين/18 تشرين الثاني/18/تتساءل أوساط روحية مسيحية عن الشعور الذي سيكون عليه أحد المطارنة الموارنة ابان لقاء قداسة البابا مع مجلس المطارنة والاساقفة الموارنة برئاسة البطريريك مار بشارة بطرس الراعي، سيما ان هذا المطران على ما هو معلوم كان محور تحقيقات كنسية نتيجة الهدر والفساد الذي مارسه في احدى المؤسسات التي تولاها. وبسحر ساحر، تم تعيينه مطرانا نتيجة تدخل رجل أعمال وهو في الوقت عينه عضو في احدى المؤسسات المارونية وقيادة حملته للوصول، نتيجة مصالح تربطهما معًا في الاغتراب. ولفتت الاوساط الى انه ثمة مفارقة بين البابا فرنسيس المشهود له بتواضعه وشفافيته والتزامه التعاليم المسيحية مقابل مطران هو رمزا للفساد وعرف عنه بعلاقاته الخاصة التي كانت بشكل فاضح إضافة الى الفساد الذي تميز به، عدا عن ان رسامة هذا المطران اسقطت منطق المحاسبة داخل الكنيسة.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

هل دول الغرب واستخباراتها مسؤولون عن تخلفنا ؟

الشيخ حسن سعيد مشيمش/18 تشرين الثاني/18

 أيها الإسلامي:

أنت إسلامي ترفض الديمقراطية وتعتقد بأن فقه الإسلام طريق لإقامة الدولة العادلة !!!

أنا مسلم ولست إسلاميا وأعتقد بأنه لإقامة دولة عادلة ليس أمامنا سوى طريقين لا ثالث معهما

1 - إما طريق الديمقراطية

2 - وإما طريق الإستبداد

 ولا ثالث معهما مطلقا إن الطريق الثالث وَهْمٌ ، وسراب، وخيال، وأساطير، وكلام فارغ من حقائق الواقع والعلم والدين أيضا .

لا العلمانيون الشرقيون، ولا الإسلاميون"الشيعة والسنة" يعتقدون بمبادئ الديمقراطية فكيف تتوقع وتنتظر بأن تكون بلدان المسلمين ديمقراطية نظيفة من سرطان الإستبداد!

خلافي الكبير معك أيها الإسلامي أنت والعلمانيين الثوريين في الشرق بالتالي:

دول الغرب وشعوب الغرب وأحزاب الغرب ليسوا المسؤولين عن الإستبداد الذي يسيطر على بلدان المسلمين إن المسؤول عنه هو فقه الإسلام والمسلمين ومعتقداتهم . . .

وفكر العلمانيين الشرقيين وأساطيرهم الفلسفية وأغلبها ماركسية لينينية وكلها معادية لمبادئ الديمقراطية .

1 - لا أزعم بأن عقلي محمول بالحقائق المطلقة النهائية

2 - بكل تأكيد أنا ديمقراطي ومبادؤها تفرض علي أن أتعامل سلميا مع من يخالفني الرأي .

3 - سُنَّة الله أن نختلف لكن ليس من سُنَّتِه أن أحمل فكرا دينيا وفقها دينيا ومعتقدات دينية أمنعك بها من حقك بالإختلاف معي وحينما تختلف معي سأقتلك أو أسجنك أو أنفيك وهذا فقهكم أيها الشيعة والسُّنَة على حد سواء

 إن مذاهبكم الفقهية وأفكاركم العقائدية وتفسيراتكم القرآنية مستحيل أن تصنع دولة ديمقراطية إنها لا تصنع سوى دولة بصورة دولة ولاية الفقيه الظلامية الإجرامية ودولة أبي بكر البغدادي الوحشية ودولة الحوزة للعلوم الأسطورية الخرافية .

ولن أذكر لك كافة حسنات هذه البلاد العظيمة بعلومها ومعارفها وقوانينها ودساتيرها لأن رأسك محمول بدماغ فيه مستوطنات فكرية دينية ومذهبية بناها به فقهاؤك وأحزابك وقبيلتك وعشيرتك مستوطنات من أصعب الصعوبات إزالتها من دماغك وتحريرك من أسرها .

واستناداً إلى رواية تُرْوَى عن النبي (ص) يقول فيها عن الأوروبيين والغربيين وهم كذلك في حقيقة الواقع .

1 - إنهم لأحلم الناس عند فتنة

2 - وأسرعهم إفاقة بعد مصيبة

- وأوشكهم كَرَّة بعد فَرَّة

4 - وخيرهم لمسكين ويتيم وضعيف

5 - وخامسة حسنة جميلة وأمنعهم من ظلم الملوك .

وما معنى أمنعهم من ظلم الملوك ؟ الجواب : [ أي عندهم مناعة من الإصابة بمرض حكام الإستبداد حيث بمبادئ الديمقراطية صاروا محميين من ظلم ملوكهم وحكامهم لقد صارت مجتمعاتهم تمتاز بالمناعة من الإصابة بحكام إستبداديين

 

وليد البخاري سفيرًا فوقَ العادة في لبنان

تويتر/18 تشرين الثاني/18/أعلن القائم بأعمال المملكة العربية السعودية في لبنان وليد البخاري في تغريدة له على حسابه عبر تويتر، أنه" { وَإنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيم }, بِفَضْلِ الله سُبحانَه وتَعالى تَشَرَّفْتُ الْيَوْمَ بأَداءِ القَسَمِ أمامَ سيِّدي خادمُ الحرميْنِ الشّريفين حَفِظَهُ اللهُ سفيرًا فوقَ العادةِ ومُفوَّضًا لِمَقامِهِ الكريمِ لدى الجمهوريَّةِ اللُّبنانيةِ".

 

الحريري: حل موضوع الحكومة ليس لدي بل عند الآخرين ونائب رئيس البنك الدولي أكد أن لا مصلحة للبنان في إضاعة الفرص

بيروت: «الشرق الأوسط»/18 تشرين الثاني/18/تدور عقدة تشكيل الحكومة في نفس مربع التعطيل من دون أن تتزحزح خطوة واحدة باتجاه الحل، وسط تمسك كافة الأطراف بمواقفها حول تمثيل «سنة 8 آذار»، فيما لم ترشح أي أخبار مشجعة من مبادرة وزير الخارجية جبران باسيل لحل الأزمة، وسط دعوات من «المستقبل» لـ«حزب الله» بـ«التواضع». وأكد الرئيس الحريري خلال رعايته ليل الجمعة حفل عشاء اقتصادي، أن «الحل في موضوع تأليف الحكومة ليس لديّ، بل لدى الآخرين»، مشيراً إلى أن هدفه الأساسي «كيفية تطوير البلد»، معتبراً أن لدينا فرصة ذهبية لتطوير لبنان، لا سيما بعد مؤتمر «سيدر». ولفت إلى أن «أي حكومة ستأتي قريباً، ستضع في بيانها الوزاري كل الإصلاحات والمشاريع الواردة في مؤتمر «سيدر»، وسبق أن وافق كل الفرقاء السياسيين على ذلك». بدوره، أصرّ عضو كتلة «المستقبل» النائب محمد الحجار على أن الحكومة جاهزة في انتظار ثلاثة أسماء من «حزب الله»، مستبعداً تشكيل حكومة من دون الحزب «لأن الرئيس سعد الحريري يصر حتى الساعة على حكومة وحدة وطنية». وقال في حديث إذاعي أمس، إن الحريري لم يصل بعد إلى قناعة الاعتذار عن تشكيل الحكومة، معتبرا «أنه في حال الاعتذار يكون البلد قد انتقل إلى مكان آخر». وقال الحجار: حزب الله إما كان فعلاً يريد أن تكون هناك حكومة واستجدت قرارات أخرى من إيران، أو هو فعلاً منذ البداية لا يريد حكومة فيكون قد ضحك علينا، معتبرا «أن المشروع الإيراني الذي يريد السيطرة على أربع عواصم عربية من بينها بيروت مستمر وتيار المستقبل سيتصدى له». وفيما لم يصدر أي موقف عن «حزب الله» أو مقربين منه يشير إلى أي ليونة في موضوع توزير النواب السنة المستقلين، دعا النائب عن كتلة «المستقبل» سمير الجسر الحزب إلى «التواضع قليلاً». وغرد الجسر على «تويتر» متوجهاً إلى نائب الأمين العام لـ«حزب الله» نعيم قاسم بالقول: «الرئيس الحريري لم يضع معايير للتأليف، ورفض الاعتراف بكل بدعة وبكل عرف ما خلا ما ارتبط منها بالرئاسات الثلاث. حيدوا أنفسكم عن طرح توزير واحد من النواب الستة الذي طرحتموه وستجدون كيف تتبدد العقد». وأضاف الجسر: «سماحة الشيخ آن أوان التواضع قليلاً والتعامل مع المخاطر المحدقة بالبلاد من باب المسؤولية المشتركة، وتقديم الوفاء للوطن عن الوفاء للأشخاص الذين تحضنون». يأتي ذلك في وقت تستمر التحذيرات من مخاطر تأخير التشكيلة الحكومية على اقتصاد لبنان بعد تصريح نائب رئيس البنك الدولي فريد بلحاج. وفي هذا السياق، رأى عضو كتلة «التنمية والتحرير» النائب علي بزي خلال استقباله وفوداً شعبية أمس، أن كل يوم تأخير في تشكيل الحكومة ندفع أضعافاً من الثمن الذي يسرق منا أي فرصة لتطوير البلد. وقال: نحن في حركة أمل كنا وما زلنا عاملاً مسهلاً منذ اللحظات الأولى لتشكيل الحكومة، ونحن بأمس الحاجة إليها للإجابة على كل التحديات والأسئلة المطروحة. ولفت إلى أنه سمع من نائب رئيس البنك الدولي أن «إضاعة الفرص ليست في مصلحة لبنان». ودعا إلى «التكاتف من أجل صناعة الخير العام في البلد والابتعاد عن سياسة النكد ووضع العصي في الدواليب»، متمنياً على أبواب الاستقلال أن «تتشكل حكومة وحدة وطنية تعكس اللوحة اللبنانية وفقاً لنتائج الانتخابات النيابية».

في غضون ذلك، شدد عضو كتلة المستقبل النائب وليد البعريني في تصريح على «أن الرئيس سعد الحريري يحرص في جميع مواقفه وكل أدائه السياسي على تجنيب لبنان أي أزمة سياسية وعلى المحافظة على الاستقرار، لأن للحريري أجندته السياسية لبنانية بامتياز، في حين أن البعض ممن يملكون أجندات خارجية، يصرون على تطبيقها حتى لو أدى ذلك إلى انهيار البلد والصيغة الوطنية برمتها. وأشار إلى «أن الحريري ومن منطلق كونه رجل دولة مؤتمنا ومسؤولا يتصرف بالسياسة على هذا الأساس والمطلوب من الجميع ملاقاة مواقفه السياسية الوطنية في منتصف الطريق لإنقاذ البلد الذي بات يئن تحت وطأة الوضع الاقتصادي والاجتماعي المتردي». بدوره، رأى غرد عضو «كتلة المستقبل» النائب طارق المرعبي أن «مضاعفة الأزمات في لبنان مسؤول عنها حصريا من عطل تشكيل الحكومة التي كانت جاهزة للإعلان». وقال في تغريدة: «كفاكم تهربا من المسؤولية واتقوا الله في البلد الغارق بالمشاكل من أقصاه إلى أقصاه! الفرض والتهديد والتهويل لا يبني وطنا، ملاقاة الرئيس سعد الحريري هي خشبة الخلاص للوطن، لا تكسروها».

 

لبنان: مهمة باسيل تدور بحلقة مفرغة و”المستقبل” يرفض كسر الحريري

حركة أمل": الولادة الحكومية قريبة

بيروت ـ “السياسة” /18 تشرين الثاني/18/في ظل تعثر عملية تأليف الحكومة، جراء اشتراط “حزب الله” توزير سنة “الثامن من آذار” للإفراج عن التشكيلة الوزارية، يواصل الوزير جبران باسيل مساعيه التي لا تزال تدور في حلقة مفرغة، لإخراج الأزمة من النفق، حيث ينتظر أن يلتقي اليوم، وفداً من النواب السنة المستقلين، ويبحث معهم في مطلبهم، وبما من شأنه تجاوز العقبات التي تؤخر ولادة الحكومة. وكان باسيل، أشار إلى أن “الحكومة غير مرتبطة بأي رهان خارجي ونأمل أن يضع الجميع مصلحة لبنان أولاً لتشكيل حكومة وحدة وطنية، ورهاننا حالياً فقط على استقلالنا، والعهد سيكمل ونحن سنتخطى الصعوبات”. في المقابل، قال عضو لقاء النواب السنة المستقلين النائب جهاد الصمد إنه “لم يطرأ شيء بعد على الموضوع الحكومي، ما زلنا ننتظر وزير الخارجية المكلف من الرئيس ميشال عون، لكن حتى الآن لم يحدد أي موعد للقائه، سنطالب في اللقاء بحقنا، لا تنازلات عندنا أكثر من التي قدمناها، نحن أعطينا تسهيلات إلى أبعد مدى في أن يختاروا واحدا من النواب السنة الستة، لكن الذي لا يستطيع أن يختار واحدا من بين ستة نواب هذا الأمر يعني أن هناك مشكلة شخصية، ونحن نتمنى ألا تكون كذلك. الحكومة يمكن أن تؤلف اليوم إذا أعطونا حقنا. المشكلة ليست عندنا”.من ناحيته، أمل عضو كتلة “التنمية والتحرير” وزير المالية في حكومة تصريف الأعمال علي حسن خليل في “ولادة الحكومة قريباً”، مستبعداً “تشكيلها في وقت بعيد كما يعتقد البعض”. واعتبر أن “الحكومة تتسع للجميع ولا يمكن أن تكون العقدة سبباً لمزيد من التردي في استقرار أوضاعنا الاجتماعية والاقتصادية”. وفي سياق آخر، أجرى البطريرك بشاره بطرس الراعي اتصالاً برئيس الجمهورية ميشال عون وضعه في أجواء زيارته إلى روما، وهنأه بعيد الاستقلال، متمنياً أن يكون تشكيل الحكومة هدية الاستقلال للبنانيين. كما هنأ الراعي رئيس تيار “المرده” سليمان فرنجية ورئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع على المصالحة، وقال إن “المصالحة عمل كبير وهي من أعظم الأمور لطي الصفحة والمضي إلى الأمام”. وأشار من مطار الحريري الدولي قبيل مغادرته إلى روما أمس، إلى أن “البلد لم يعد باستطاعته تحمل هذا الشكل من التسويف”، متمنياً لباسيل النجاح في مهمته المكلف بها من قبل رئيس الجمهورية. في غضون ذلك، قالت عضو كتلة “المستقبل” النيابية النائب رولا الطبش “لن نسمح بتنازلات أكثر، ولن نسمح بكسر الرئيس سعد الحريري ولا بكسر الطائفة السنية أو بإثارة النعرات الطائفية، كفانا نسمع سنياً وشيعياً ومسلماً ومسيحياً، لأن البلد بحاجة إلى القيامة من جديد وبحاجة إلى العمل والتطور، سيما أننا امام فرصة ذهبية متمثلة بمؤتمر سيدر الذي أعطى ثقة المجتمع الدولي بلبنان وكل ذلك بجهود الرئيس الحريري”. على صعيد آخر، جرت أمس، في قصر العدل انتخابات نقابة المحامين في بيروت.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

وفد مصري في تل أبيب بعد غزة لتثبيت الهدوء وطلب فرصة للتسوية في ظل تهديدات متبادلة بين إسرائيل و«حماس»

رام الله/الشرق الأوسط»/18 تشرين الثاني/18/أنهى وفد أمني مصري محادثات مع حركة «حماس» وفصائل أخرى في قطاع غزة، سعياً لتثبيت تفاهمات وقف إطلاق النار التي جرت بعد جولة عنيفة من القتال بين الفصائل وإسرائيل الأسبوع الماضي. وانتقل الوفد إلى تل أبيب من أجل استكمال المباحثات. وقالت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» إن الوفد المصري يحاول تثبيت الاتفاق الأخير وأخذ تعهدات من إسرائيل والفصائل الفلسطينية بعدم اختراقه، تجنباً لحرب محتملة. وأضافت المصادر أن «الوفد الذي يرأسه اللواء أحمد عبد الخالق الذي يدير الملف الفلسطيني، طلب فرصة لحل أي مشكلات عالقة مثل بدء مشاريع إنسانية، وقال إنه يريد أولاً تثبيت الهدوء وتحقيق تقدم فيما يخص مساحة الصيد وحل مشكلة الكهرباء، ثم الانتقال إلى قضايا تتعلق بتطبيق مشاريع إنسانية وصولاً إلى تخفيف الحصار ورفعه».

وكان الوفد المصري ناقش هذه القضايا مع مسؤولين أمنيين في إسرائيل قبل الوصول إلى غزة. وجاء التحرك المصري بين غزة ورام الله وتل أبيب بعد أن نجحت مصر في تجنيب قطاع غزة حرباً محتملة الأسبوع الماضي، بعد جولة قتال استمرت يومين وشهدت تبادلاً مكثفاً لإطلاق الصواريخ. وثبتت مصر الهدنة التي تم الاتفاق عليها سابقاً وتستند إلى اتفاق 2014 الذي وقع بين إسرائيل وفصائل فلسطينية، ما وضع حداً لـ51 يوماً من الحرب الأطول والأعنف على القطاع خلال فترة حكم «حماس».

ويقوم الاتفاق على قاعدة هدوء يقابله هدوء مع السماح بإدخال الوقود القطري، إضافة إلى منحة قطرية مخصصة لرواتب موظفي الحركة. ويشمل الاتفاق السماح باستمرار إدخال الوقود الصناعي لمحطة كهرباء غزة ومن ثم ربط المحطة مع خط آخر، وتحويل إسرائيل أموال المنحة القطرية المخصصة لرواتب موظفي «حماس»، بشكل يستمر حتى تحقيق مصالحة (حتى 6 شهور) على أن يخضع تحويل الأموال لآلية رقابة أمنية، مقابل وقف المسيرات والهجمات المتبادلة بما في ذلك البالونات الحارقة، مع استمرار عمل معبري رفح للمواطنين وكرم أبو سالم للبضائع، إضافة إلى توسيع مساحة الصيد إلى 9 أميال، ثم 12 ميلاً بحرياً إذا استمر الهدوء. أما المرحلة الثانية، فيفترض التوصل خلالها إلى صفقة حول الجنود والمواطنين الإسرائيليين المحتجزين لدى «حماس» قبل أن تسمح ويسمح بإعادة إعمار القطاع وفتح جميع معابره بشكل كامل.

وكادت هذه التفاهمات تنهار مع التصعيد الأخير. وقالت المصادر إن الوفد المصري سيواصل جولات مكوكية في المنطقة من أجل تثبيت التهدئة، ويتطلع كذلك إلى دفع مباحثات المصالحة. وجاء التحرك المصري في وقت تبادل فيه الطرفان؛ إسرائيل و«حماس»، تهديدات بأن أي مواجهة مستقبلية ستكون مدمرة. وقال يحيى السنوار، رئيس حركة حماس في غزة، إن «كتائب القسام» جهزت رشقة صاروخية لتل أبيب ستفاجئ الاحتلال في حال قيام أي مواجهة مقبلة. وأضاف السنوار في حفل تأبين مقاتلين من الجناح المسلح للحركة، أن القائد العام لـ«القسام» محمد الضيف رفض التصريح بعدد الصواريخ التي ستطلق على تل أبيب قائلاً له: «دعها تتحدث عن نفسها». وتابع السنوار: «هل ظن العدو عندما سمح بإدخال المال القطري أننا سنبيع دماء شهدائنا بالسولار أو الدولار؟ لقد جاء رد غرفة العمليات المشتركة ليؤكد أننا لا نبيع دم الشهداء وعيننا لا تنام ومجاهدونا أيديهم على الزناد». ووجّه السنوار، رسالة إلى رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، قائلاً: «غزة تحمل لكم الموت الزؤام».

وحذر السنوار، إسرائيل، من تكرار تجربة العملية الخاصة في خان يونس، التي كانت شرارة الجولة الأخيرة، قائلاً: «لقد خرجتم هذه المرة مع قتلى وجرحى، ولكن في المرة المقبلة سنبيّض سجون الاحتلال»، في إشارة إلى إصرار حماس على اختطاف أسرى إسرائيليين لمبادلتهم بالأسرى الفلسطينيين. ولوح السنوار أمام جمهور كبير بسلاح كاتم للصوت تم الاستيلاء عليه من الجنود الإسرائيليين الذين شاركوا في عملية خان يونس. كما أكد أن لدى «كتائب القسام» صوراً تظهر القتيل الإسرائيلي أثناء عملية نقله من خان يونس إلى إسرائيل. وتعهد السنوار بكسر الحصار عن غزة، وتوفير الحياة الكريمة لسكانه. وأضاف: «قررنا أن الحصار على غزة سيُكسر، سواءً بالتفاهمات وعبر الوسطاء أو بمسيرات العودة، وإذا لزم غير ذلك، فنحن جاهزون». وهاجم السنوار السلطة الفلسطينية، قائلاً: «لو وجد أهل الضفة قيادة تدعمهم بالسلاح كما في غزة لكانت قضيتنا بألف خير». وقابلت تهديدات السنوار لإسرائيل، بتهديدات إسرائيلية شديدة لغزة. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إنه سيستخدم «جميع الوسائل إذا لم تهدأ الأوضاع على جبهة قطاع غزة». وأضاف نتنياهو لرؤساء مستوطني الغلاف حول قطاع غزة: «ما زلنا في ذروة المعركة ولم تنتهِ بعد». وحافظ الجيش الإسرائيلي في محيط غزة على حالة تأهب مقابل التأهب الموجود في القطاع. وقال أفيخاي أدرعي الناطق باسم الجيش الإسرائيلي إن «قوات الجيش ستبقى في حالة جهوزية عالية على حدود غزة». وهدد أدرعي كل من يحاول الاقتراب أو المساس أو استخدام «أدوات إرهابية» على الجدار فإنه يعرض نفسه للخطر. وفي مقطع فيديو باللغة العربية نُشر في صفحته على «فيسبوك»، قال الميجور جنرال كميل أبو ركن، المعروف باسم منسق الأنشطة الحكومية في المناطق الفلسطينية، إن «إسرائيل ستتبنى سياسة عدم التسامح بتاتاً مع العنف الحدودي».

 

أضرار الصواريخ من غزة فاقت التوقعات

غزة رام الله/الشرق الأوسط»/18 تشرين الثاني/18/قال تقرير أوردته صحيفة «يسرائيل هيوم» (إسرائيل اليوم) أمس، إن حجم الأضرار المباشرة التي لحقت بإسرائيل خلال جولة التصعيد الأخيرة في الجنوب، فاق التوقعات. وقالت الصحيفة العبرية إن إحصاء الأضرار في الجنوب مستمر بالارتفاع، وقد تم حتى الآن تقديم 406 طلبات تعويض لسلطة ضريبة الأملاك في إسرائيل، منها 317 للمنازل والشقق السكنية، و81 طلبا للمركبات، و4 للحقول الزراعية. وبحسب الصحيفة العبرية، فمن المتوقع زيادة طلبات التعويض خلال الأيام القادمة، جراء الأضرار المباشرة، وأن يصل حجم التعويضات إلى عشرات الملايين من الشواقل. وأوضحت الصحيفة أنه «في مدينة أشكلون (عسقلان) التي تلقت غالبية الإصابات والأضرار، خلال الجولة الأخيرة جراء سقوط الصواريخ، تم تقديم 312 طلبا للتعويض، منها: 286 للشقق السكنية والمنازل، و36 للمركبات». وأضافت أنه بالنسبة لسديروت، هناك 40 إصابة مباشرة، منها 19 في الشقق السكنية والمنازل، و21 مركبة، وبلدة نتيفوت تلقت 21 إصابة وبقية بلدات غلاف غزة، تلقت 39 ضربة أو إصابة مباشرة، منها: 13 بالمنازل، و18 بالمركبات. ومضت صحيفة «يسرائيل هيوم» تقول إن وزير العمل والرفاه الإسرائيلي حاييم كاتس، ومدير عام التأمين الوطني مئير شفيلينغ، أعلنا عن تأجيل موعد تقديم التقدم بطلب التعويضات لسكان غلاف غزة، حتى 19 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي.

 

فصائل سورية تستعد لعملية تركية شرق الفرات

لندن رام الله/الشرق الأوسط»/18 تشرين الثاني/18/تتأهب «فرقة الحمزة» إحدى فصائل «الجيش السوري الحر» للمشاركة في عملية عسكرية تركية محتملة شرق نهر الفرات، حيث تسيطر «قوات سوريا الديمقراطية» الكردية - العربية بدعم من الجيش الأميركي. وأفاد موقع «روسيا اليوم» بأن «الفرقة تضم نحو 6 آلاف و500 مقاتل من العرب والتركمان والأكراد، وتشكلت عام 2015 لمحاربة تنظيم داعش الإرهابي، ودعمت القوات التركية في عمليتي «درع الفرات» و«غصن الزيتون». ونقلت «الأناضول» عن سيف أبو بكر قائد إحدى المجموعات التابعة للفرقة، والتي تخضع قواتها لتدريبات عسكرية بمدينة أعزاز: «الآن نجري استعدادات لعملية عسكرية محتملة ضد وحدات حماية الشعب الكردية شرق نهر الفرات، وندرب جنودنا لذلك». وأضاف: «ليس لدينا أي مشكلة مع أشقائنا الأكراد هناك (شرق الفرات)، وعلى العكس من ذلك سننقذهم من ظلم الإرهاب».

وأشار إلى أن هدف الفرقة باعتبارها إحدى فصائل «السوري الحر»، هو «إنقاذ السكان شرقي نهر الفرات من ظلم تنظيم حزب العمال الكردستاني الإرهابي، مؤكداً قيام الفصائل بالتحضيرات على قدم وساق من أجل عملية محتملة». وأضاف أن «التنظيم الإرهابي يمارس الظلم والضغط على سكان المناطق التي يحتلها». وتابع: «قبل عملية غصن الزيتون قدمنا الدعم لأشقائنا الأكراد الفارين من ظلم الإرهابيين، وساهمنا في تشكيل لواء صقور الأكراد المؤلف من نحو 1200 مقاتل». وأوضح أبو بكر أن «صقور الأكراد» ساهم بشكل فاعل في عملية «غصن الزيتون» التي طهرت عفرين من الإرهابيين. وأشار إلى مواصلة «وحدات حماة الشعب وحزب العمال احتلال منطقتي (تل رفعت) و(الشهباء) بريف حلب»، مضيفا: «بالدعم السياسي والعسكري التركي سنحرر تلك المناطق من الإرهاب». والجمعة، قال نائب الرئيس التركي فؤاد أوقطاي، إن بلاده «ستنقل النجاح الذي سطرته في منطقة الباب السورية إلى شرق نهر الفرات أيضاً». وفي 24 مارس (آذار) الماضي، تمكنت القوات التركية وقوات الجيش السوري الحر، في عملية «غصن الزيتون»، من السيطرة على منطقة عفرين بعد 64 يوماً من انطلاقها. كما تمكنت القوات التركية والجيش السوري الحر خلال عملية «درع الفرات»، من السيطرة على مناطق واسعة من الريف الشمالي لمحافظة حلب، بينها مدينتا الباب وجرابلس، من تنظيم داعش الإرهابي، في الفترة بين أغسطس (آب) 2016 ومارس 2017، ما أتاح لآلاف السوريين العودة إلى ديارهم.

 

تدريبات عسكرية روسية تُحاكي حرب المدن في سورية

موسكو – وكالات»/18 تشرين الثاني/18/أعلن المكتب الإعلامي للمنطقة العسكرية الجنوبية في الجيش الروسي أمس، أن ضباطاً وعسكريين روساً نفذوا تدريبات عسكرية حية بناء على أرضية تجسد المعركة داخل المدن المتألفة من شوارع وأزقة ضيقة. وذكر المكتب في بيان، “قام ضباط وأفراد القاعدة العسكرية الروسية في أرمينيا بإجراء تدريبات على حرب المدن”، مضيفاً “قام العسكريون في ميدان تدريبات كمخود بتنفيذ عملية تحرير أحد الأحياء السكنية من التشكيلات المسلحة غير القانونية لعدو افتراضي، مستخدمين في ذلك خبراتهم في العمليات العسكرية التي قاموا بتنفيذها في سورية”. وأشار إلى مشاركة الوحدات المشاة الميكانيكية والدبابات والصواريخ والمدفعية والهندسية والطبية. وأوضح أن “وحدات المدفعية ذاتية الدفع ووحدات الصواريخ قامت بالتمهيد النيراني للهجوم، وتمت عمليات الاستطلاع بمساعدة الطائرات المسيرة، ثم قامت العربات المدرعة ودبابات ت ي 72 بإغلاق الحي السكاني المحتل ومهاجمة العدو الافتراضي”. وأضاف إن “وحدات المشاة الميكانيكية أغلقت منطقة القتال تدعمها القناصة الجوية”.

 

أحزاب وقوى إيرانية فاعلة تنشئ تكتلاً لإسقاط النظام والدنمارك تعتقل مسؤولاً نووياً بتهمة انتهاكه العقوبات

طهران، كوبنهاغن- وكالات»/18 تشرين الثاني/18/اتفقت أحزاب وقوى سياسية إيرانية معارضة على التكتل معاً، لوضع الخطط والترتيبات السياسية من أجل “إسقاط النظام في طهران”، ودعت بقية القوى الإيرانية الفاعلة إلى التعاون معها، في وقت تواصلت، لليوم الرابع عشر على التوالي، تظاهرات عمال شركة قصب السكر “هفت تبه”، رغم محاولات قمعها من قوات مكافحة الشغب. وجاء في بيان الأحزاب، الذي نشره موقع “العربية. نت”، أن “أحزاباً وقوى سياسية بدأت نشاطاً مشتركًا”، رغم ما بينها من خلافات أيديولوجية واضحة، بالاتجاه نحو “تكوين تحالف أوسع”. والقوى والأحزاب الموقعة على البيان هي: التحالف الديمقراطي الأذربيجاني، حركة دعاة الجمهورية الديمقراطيين والعلمانيين، حزب التضامن الديمقراطي الأهوازي، الحزب الديمقراطي الكردستاني في إيران، الحزب الديمقراطي الكردستاني، حزب كوملة الكردستاني، حزب الشعب البلوشي، منظمة اتحاد فدائيي الشعب، المجلس الموقت لليسار الاشتراكي، وحركة الثوار الكادحين الكردستانية. وأوضح البيان أن كل الحركات والقوى تهدف إلى العمل على تحقيق “نظام ديمقراطي جمهوري قائم على الفصل بين الدين والدولة، والاعتراف بالهويات الوطنية والحقوق للأقليات الدينية والقومية، وتأسيس نظام فيدرالي، ودعم الحريات الأساسية، وقبول مبدأ سيادة الشعب…”. إلى ذلك، تابع عمال شركة “هفت تبه” العاملة في مجال قصب السكر قرب مدينة السوس، احتجاجاتهم لليوم الرابع عشر على التوالي، رغم الحضور الكثيف لقوات مكافحة الشغب، ورغم وعود المسؤولين بتلبية بعض مطالبهم. ونشر موقع “العربية. نت” أمس أن مصادر عمّالية، من بينها حساب “نقابة عمال هفت تبه” على تطبيق “تلغرام”، أفادت باعتقال إسماعيل بخشي، أحد العمال الذين تحدثوا أول من أمس السبت أثناء التظاهرة، كذلك اعتقل العامل مسلم آرمند وصحافية حاولت تغطية التظاهرات. ونشر نشطاء على “تويتر” مقطع فيديو لأحد العمال وهو مضمَّد اليد، يتحدث عن اعتداء نحو 10 من قوات الأمن عليه بالضرب بسبب مشاركته في التظاهرة. وكانت التظاهرات العمالية اشتعلت منذ نحو أسبوعين في مناطق مختلفة من إيران، احتجاجاً على إهمال المسؤولين مطالب العمال، الذين لم يتقاضوا رواتبهم منذ ستة أشهر. من جانب آخر، أعلن الرئيس السابق لمنظمة الطاقة الذرية الإيرانية فريدون عباسي أن السلطات الدانمركية اعتقلت جواد رحيقي أحد مسؤولي البرنامج النووي الإيراني، بتهمة انتهاكه العقوبات. وأكد عباسي، في مقابلة مع وكالة “فارس”، أن عناصر الأمن الدانمركي اعتقلوا رحيقي في مطار العاصمة كوبنهاغن، لانتهاكه عقوبات الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، وتم اقتياده إلى السجن، بتهمة انتهاك حظر السفر المفروض عليه بموجب العقوبات. وأكد عباسي أن رجال أمن مطار كوبنهاكن تعاملوا مع رحيقي “بأسلوب الاحتقار واحتجزوه في سرداب المطار”، حسب تعبيره، مشيراً إلى أن السلطات الدانمركية تقول إن رحيقي “دخل الأراضي الدانمركية بطريقة غير قانونية، وستتم محاكمته بناء على ذلك”. ويرأس رحيقي، وهو أستاذ فيزياء النيوترونات في جامعة وزارة الدفاع الإيرانية، مركز تكنولوجيا الطاقة الذرية في محطة مراقبة اليورانيوم (UCF) في أصفهان، الذي يتبع بدوره لمنظمة الطاقة الذرية الإيرانية.

 

“داعش” يعدم نساء ويكفّر الفارين من شرق “الفرات”

دمشق – وكالات»/18 تشرين الثاني/18/أصدر تنظيم “داعش” أمس، فتوى بـ”تكفير” كل من يحاول الفرار من المنطقة المتبقية تحت سيطرته شرق الفرات، بتهمة الردة، سواء كان مدنياً أو من مسلحيه. وجاءت هذه الفتوى بعد يوم من إعدام التنظيم أربع نساء رمياً بالرصاص في بلدة الشعفة بريف دير الزور الجنوب الشرقي، بتهمة التخابر مع النظام السوري. من جانبه، وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان إعدام التنظيم لإمرأتين في البلدة بتهمة التعامل مع “قوات سورية الديمقراطية” (قسد). في غضون ذلك، ذكر المرصد أن الجيب الأخير لـ”داعش” شرق الفرات يشهد هجوماً متجدداً لمسلحي التنظيم على مواقع “قسد”، حيث تدور اشتباكات عنيفة على مشارف بلدة هجين، وسط أنباء عن وقوع

 

خسائر من الطرفين. 50 فرنسياً من “القاعدة” بين قتيل ومحاصر

دمشق – وكالات»/18 تشرين الثاني/18/اندلعت اشتباكات عنيفة في بلدة حارم بمحافظة إدلب، بين مسلحي “جبهة تحرير الشام” (جبهة النصرة) ومسلحي تنظيم “حراس الدين”، الموالي لتنظيم القاعدة، ما أدى لمقتل خمسة إرهابيين فرنسيين، فيما تحاصر “جبهة تحرير الشام” 45 فرنسيا آخرين من “حراس الدين”. وقالت مصادر مطلعة في ريف إدلب ليل أول من أمس، إن مسلحي جبهة تحرير الشام حاصروا أحد المقرات التابعة لتنظيم “حراس الدين” في مدينة حارم، حيث يخضع هذا المقر لسيطرة إحدى المجموعات الإرهابية الفرنسية المنتمية إلى تنظيم “القاعدة” في سورية، ويبلغ تعداد الإرهابيين الفرنسيين المحاصرين داخله 45 إرهابياً. وأكدت أن اشتباكات عنيفة اندلعت بين مسلحي التنظيمين منذ ساعات الظهيرة أدت لمقتل خمسة إرهابيين من الجنسية الفرنسية، من مسلحي “حراس الدين”، ونحو 12 من “جبهة تحرير الشام”. وكشفت أن سبب هذا الخلافات يعود إلى اعتقال “الجبهة سبعة من مسلحي ح”راس الدين” على أحد حواجز الهيئة في منطقة حارم، حيث لم يفلح التواصل بين قيادات التنظيمين في حسم الخلاف.

 

العراق يستدعي “عمقه العربي” في الرياض لمواجهة الخطر الإيراني/خادم الحرمين ومحمد بن سلمان بحثا مع برهم صالح في تعزيز التعاون وتطورات المنطقة

الرياض – وكالات/18 تشرين الثاني/18/عقد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في قصر اليمامة بالرياض أمس، جلسة محادثات مع الرئيس العراقي برهم صالح، حيث استعرضا العلاقات الوثيقة بين البلدين، والسبل الكفيلة بتعزيزها وتطويرها في مختلف المجالات، بالإضافة إلى بحث مستجدات الأحداث في المنطقة. وركزت المحادثات على سبل تعزيز التعاون بين الرياض وبغداد، إضافة إلى تطورات الأحداث في المنطقة. وذكرت وكالة الأنباء السعودية الرسمية “واس” أن الجانبين “استعرضا العلاقات الوثيقة بين البلدين، والسبل الكفيلة بتعزيزها وتطويرها في مختلف المجالات، بالإضافة إلى بحث مستجدات الأحداث في المنطقة”. وكان من المقرر أن يلتقي الرئيس العراقي في وقت لاحق أمس وولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان، للبحث في “تحريك الأوضاع الاقتصادية في العراق، إضافة إلى تعزيز العلاقة بين البلدين الجارين”.

وزار صالح الرياض، ضمن جولته الإقليمية لعدد من دول الجوار، بهدف تحريك أوضاع العراق وتنشيط علاقته بدول الجوار. واشتملت الجولة زيارة قصيرة إلى الأردن، سبقتها زيارة للكويت والإمارات وأخرى لإيران، لتختتم بالسعودية لإجراء محادثات حول العلاقات الثنائية، إلى جانب التطورات الإقليمية والدولية. فيبدو أن العراق، الذي رهنه بعض سياسييه في الفترة التي تلت العام 2003 للمحور والسياسات الإيرانية، ومضى بعيداً عن عمقه العربي، نوعاً ما، بدأ التقارب مرة أخرى، خلال الأعوام الماضية مع محيطه الطبيعي، في محاولة لخلق توازن في علاقاته الخارجية. يذكر أن العلاقات السعودية- العراقية عرفت دفئاً لافتاً في العامين الأخيرين، مع إبداء الرياض وبغداد رغبتهما في تعميق التعاون في المجالات كافة بما في ذلك تسهيل الحركة التجارية عبر حدود البلدين، والتنسيق الرياضي. ويحاول برهم صالح الذي استقبلته السعودية، مع غيره من ساسة العراق تغيير مسار بلاده التي عانت من الحروب والأزمات السياسية بعيداً هذه المرة عن الدوران في فلك طهران، التي ما زالت تبذل الجهود كلها من أجل استبقاء العراق والاستفادة من ثرواته وموقعه الجيوسياسي وعمقه التاريخي.

 

ميليشيات إيران تغتال محتجّي البصرة وتزرع في جنوب العراق “الحشيش” وأمير قطر والحلبوسي بحثا توطيد العلاقات

بغداد، الدوحة- وكالات»/18 تشرين الثاني/18/بحث أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني مع رئيس مجلس النواب العراقي محمد الحلبوسي العلاقات “الوطيدة” التي تجمع بين قطر والعراق وآفاقها المستقبلية، بحسب وكالة الأنباء القطرية (قنا)، التي أوضحت أن الشيخ تميم استقبل الحلبوسي والوفد المرافق له، أمس، بحضور رئيس مجلس الشورى القطري احمد آل محمود. من جانب آخر، أفاد موقع “سكاي نيوز عربية” أن مسلسل الاغتيالات عاد مجدداً إلى الواجهة في محافظة البصرة، عقب إقدام مجموعة مسلحة على اغتيال الشيخ وسام الغراوي، أحد أبرز محركي الاحتجاجات ضد الفساد في الجنوب العراقي، بالرصاص أمام منزله، فيما تُوجَّه أصابع الاتهام إلى مليشيات موالية لإيران. ودائماً ما كانت ترافق حوادث الاغتيال الكثيرة، التي شهدتها البصرة أخيراً، عبارة “نفذ العملية مسلحون مجهولون”، إلا أن مصدراً حقوقياً عراقياً، اشترط عدم ذكر اسمه، قال لـ”سكاي نيوز عربية” إن الميليشيات الموالية لإيران، مثل “عصائب أهل الحق وكتائب حزب الله والنجباء”، هي التي تقف وراء هذه العمليات، مشيراً إلى أنها تسلمت “قوائم تصفية” من القنصلية الإيرانية في البصرة، تضم عدداً كبيراً من النشطاء لاستهدافهم.

على صعيد آخر، كشفت مصادر أمنية، طلبت عدم الكشف عن هويتها، أن مستثمرين وتجاراً عراقيين يدفعون أتاوات للميليشيات المسلحة لحمايتها والموافقة على استمرار عملها في الملاهي والنوادي الليلية وصالات القمار. وأوضحت المصادر أن إصرار ميليشيات العصائب للحصول على ترخيص وزارة الثقافة يصب في هذا الاتجاه، مشيرة إلى أن جميع النوادي الليلية وصالات القمار يجب أن تحصل على ترخيص من قسم السياحة في الوزارة، بعد دمج وزارة السياحة والآثار بوزارة الثقافة. وأضافت المصادر أن شخصاً يُعرف باسم “حجي حمزة الشمري”، يعمل مقابل الحصول على مصالح سياسية وتجارية مع قيادات الميليشيات الشيعية كعصائب أهل الحق وكتائب حزب الله التابعتين لإيران. وكان النائب السابق والقيادي في التيار الصدري حاكم الزاملي، كشف أخيراً معلومة تفيد بأن هناك صالات قمار ونوادي ليلية لديها عقود مع الأحزاب التي تمتلك ميليشيات، واصفاً إياها بـ”القذرة”، لتمويل نشاطاتها من تلك الصالات الموجودة في 4 فنادق خمس نجوم في العاصمة بغداد. وأضاف الزاملي أن هذه الصالات تستخدم أيضاً في مجال غسيل الأموال، مبيناً أن البعض من المقامرين المرتبطين بالمسؤولين العراقيين يقومون بتهريب الأموال عبر أخذ وصولات من صالات القمار والروليت المرخصة في بغداد، من أجل سحبها من دول أخرى، موضحاً أن صالات الروليت مرخصة في الكثير من الدول، لذا لا يمكن الحجز على تلك الأموال. وفي السياق، كشف النائب المستقل فائق الشيخ علي، في تصريح صحافي، أن واردات صالات القمار وصلت إلى مليوني دولار يومياً، وحصّة الميليشيات منها وصلت إلى نصف مليون دولار في اليوم الواحد، موضحاً الشيخ أن هناك تقسيمات بين الميليشيات؛ فبعضها يحمي الحانات وبعضها يحمي النوادي الليلية وبعضٌ يحمي صالات القمار. وكشف الشيخ علي أن قسماً آخر من الميليشيات توجّه لزراعة نبتة الخشخاش التي تنتج المواد المخدرة في جنوب العراق، إضافة إلى استيراد الحبوب المخدرة من إيران.

 

رئيس الوزراء العراقي يكرّر خطأ سلفه العبادي/عبد المهدي في مأزق بعد فشله في تشكيل حكومة قوية

عدنان حسين رام الله/الشرق الأوسط»/18 تشرين الثاني/18/ليسَتْ حكومة عادل عبد المهدي الأولى بين الحكومات العراقية في عهد ما بعد 2003، التي يتأخَّر تشكيلها، كلّياً أو جزئياً، أشهراً عدّة بسبب الخلافات والصراعات بين القوى السياسية على المناصب الوزارية. الحكومة السابقة التي ترأسها حيدر العبادي، مثلاً، لم تتشكّل إلا بعد نحو أربعة أشهر ونصف الشهر من إجراء الانتخابات البرلمانية التي أثمرتها في 2014. قبلها كانت حكومة نوري المالكي الثانية (2010 - 2014) قد امتدّ تشكيلها إلى ثمانية أشهر بعد الانتخابات.

عبد المهدي عُهِد إليه أمر تأليف الحكومة في الأول من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، لكنّه لم يستطع تقديم تشكيلته غير المكتملة إلا بعد أربعة وعشرين يوماً، فقد عرض على مجلس النواب العراقي حكومة من 14 وزيراً، مؤجِّلاً إلى وقت لاحق تقديم البقية من الوزراء، وعددهم ثمانية، بينهم وزيرا الداخلية والدفاع. الوقت اللاحق استمرّ إلى اليوم بسبب خلافات قوية على الوزيرين الأمنيين، خصوصاً بين الكتلتين الأكبر في البرلمان؛ كتلة الإصلاح والإعمار التي تضمّ نواب التيار الصدري وأحزاباً وجماعات مدنية صغيرة، وكتلة البناء المُشكّلة من نواب ائتلاف دولة القانون والواجهات السياسية للتنظيمات المسلحة التي تألفت منها قوات «الحشد الشعبي». كان من المُفترض ألا يطول الأمد بعبد المهدي كل هذا الوقت ليقدّم حكومة متكاملة، فتكليفه جاء بتوافق بين الكتلتين الأكبر، وبتأييد صريح من سائر الكتل البرلمانية، ممّا ضمِن له أغلبية مريحة جداً في مجلس النواب عند عرض تشكيلته. أكثر من هذا، القوى الفائزة في الانتخابات تعهّدت جميعاً بأن تترك لعبد المهدي حرية اختيار أعضاء حكومته، وامتنعت عن ترشيح وزراء له، بخلاف ما كان يجري سابقاً عندما كانت كل القوى الفائزة في الانتخابات، الكبيرة منها والصغيرة، تتدافع للتمثيل في الحكومة بذرائع شتى، منها الاستحقاق الانتخابي، والتمثيل المكوّناتي (الطائفي والقومي والديني)، وكان ذلك مما يؤخّر تشكيل الحكومات.

أكبر مشكلة واجهها عبد المهدي أن القوى المتعهّدة بعدم التدخل في تشكيل حكومته، وبمنحه كامل الحرية على هذا الصعيد، خصوصاً الكبيرة منها، نقضت في الحال عهودها وتنصّلت من وعودها. كتلتا الإصلاح والبناء كلتاهما سعت ليكون لها رأي في التعيينات الوزارية، خصوصاً وزيري الداخلية والدفاع، واعترضتا على مرشّحين بحجج مختلفة. الكتل الأخرى من جهتها ضغطت ليقبل عبد المهدي بمرشحين تختارهم من أنصارها، ومقرّبين منها لشغل المقاعد الثمانية التي بقيت شاغرة، والمشكلة هنا أنّ داخل كلِّ مكوّن طائفي أو قومي يوجد كثير من القوى التي تزعم لنفسها تمثيله أو أحقية تمثيله. المشكلة الأخرى أن عبد المهدي بدا غير مُحسن تماماً في اختيار وزرائه، وفق ما وعد به هو، وما كان مطلباً عاماً، نخبوياً وشعبياً، متمثلاً في توزير أشخاص يتميّزون بالكفاءة والخبرة والنزاهة والوطنية، وعدم الحزبية أيضاً. ومما أوخِذَ عليه عبد المهدي أن أغلب مرشحيه لم تتوفر فيهم هذه المواصفات أو أنها توفرت ولكن بمستوى متدنٍ. كما جرى لومه عن تمريره في قائمة مرشحيه أشخاصاً تلاحقهم اتهامات بالفساد الإداري والمالي أو بالعمل سابقاً لصالح جماعات متّهمة بالإرهاب.

وقد صرح أحد النواب، هو علي البديري عن كتلة تيار الحكمة (عمار الحكيم) علناً منذ ثلاثة أيام بأن «حكومة عبد المهدي هي حكومة عوائل، فكل زعيم سياسي جاء بأحد أقاربه وأعطى له وزارة معينة، واختيار الأقارب كان بعيداً عن الاختصاص، فأصبحت حكومة عبد المهدي حكومة عوائل وليست حكومة كفاءات ومستقلين»، كما أشار إلى وجود «وزراء عليهم شبهات كثيرة من فساد، بل وحتى اتهامات إرهابية». تحت وقع المعارضة السياسية والشعبية لهؤلاء المرشّحين اضطر عبد المهدي إلى سحب ترشيح البعض، وتفيد معلومات بأن ثلاثة من الوزراء الحاليين مهدّدون بسحب الثقة منهم، وأن معظم المرشحين الثمانية الذين لم يُعرضوا على البرلمان في المرة السابقة سيُستبدلون بمرشحين جدد مخافة رفضهم من البرلمان. التشكيلة النهائية لوزارة عبد المهدي لم تزل عالقة عند دائرة الخلافات والصراعات بين القوى السياسية، خصوصاً كتلتي الإصلاح والبناء، ولا يُلام في هذا غير عبد المهدي نفسه الذي تسرّب دوائره الآن أنه هدّد القوى السياسية بالاستقالة، فهو يبدو قد وقع في الخطأ نفسه الذي ارتكبه سلفه العبادي في عام 2015. في صيف ذلك العام، اندلعت موجة احتجاجات صاخبة بسبب انهيار نظام الخدمات العامة واستشراء ظاهرة الفساد الإداري والمالي. وكان في مقدم مطالب الحركة الاحتجاجية إصلاح العملية السياسية بإلغاء نظام المحاصصة، وتشريع قانون جديد للانتخابات، وتشكيل مفوضية انتخابات جديدة وسنّ قوانين بناء الدولة المُعطّلة، واضطر العبادي، الذي لم يكن قد مضت عليه سنة واحدة في الحكم، للتقدّم إلى البرلمان بحزمة إصلاحات أيّدها المحتجون الذين هتفوا باسمه في ساحات الاحتجاج، وهي المرة الأولى التي يفعلون فيها مثل ذلك منذ سقوط نظام صدام، لكنّ العبادي لم يستثمر الحركة الاحتجاجية والتأييد الشعبي له لتحقيق الإصلاحات، وإرغام البرلمان على تشريع القوانين اللازمة لتنفيذ الحزمة الإصلاحية التي ما لبثت أن غدت مجرد حبر على ورق. عبد المهدي أيضاً كان بإمكانه أن يستغلّ إعلان القوى السياسية جميعاً أنها لن تتدخّل في تشكيل الحكومة، فيختار مجموعة من أفضل الكفاءات الخبيرة والنزيهة وغير الحزبية ليشكّل بها حكومة قوية، ويتقدّم بها إلى البرلمان طالباً تمريرها بالكامل، وإلا فعلى البرلمان أن يختار شخصاً آخر لرئاسة الحكومة. لو فعل عبد المهدي هذا، فالأرجح أنه ما كان سيواجه الضغوط والتدخلات التي أغرى بها موقفه الذي بدا ضعيفاً، ما يحمله الآن على التهديد بالاستقالة. هذا بالطبع افتراض، فربما لم يكن العبادي مؤمناً في الأساس بالإصلاح، واضطر اضطراراً للانحناء أمام عاصفة الاحتجاجات، وقد يكون عبد المهدي غير مؤمن بتشكيل حكومة لا دخل بها للأحزاب، خصوصاً أحزاب الإسلام السياسي، إما لأنه لا يرغب في تحجيم نفوذ هذه الأحزاب، أو لأنه لا يريد لحكومته أن تكون في حال تُشبه حال الكرام على موائد اللّئام.

 

عبد المهدي يستكمل 6 حقائب حكومية من أصل 8 متبقية ويطرح المرشحين لـ«الدفاع» و«الداخلية» للتصويت في البرلمان العراقي بدل التوافق

بغداد: حمزة مصطفى رام الله/الشرق الأوسط»/18 تشرين الثاني/18/كشفت مصادر مطلعة ونواب في البرلمان العراقي أن رئيس الوزراء عادل عبد المهدي استكمل 6 حقائب من الـ8 المتبقية (الدفاع والداخلية والتربية والتخطيط والهجرة والمهجرين والعدل والثقافة والتعليم العالي)، حيث من المتوقع أن يقدمها خلال جلسة البرلمان غداً (الاثنين) أو الأربعاء. وقال عضو البرلمان عن تحالف البناء، علي مؤنس الغانمي، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إن «عبد المهدي، وبعد الاتفاق مع الكتل السياسية، حسم ملف 6 وزارات من الوزارات المتبقية، بعد أن تمت الموافقة على أسماء الوزراء، وكذلك المناقلة فيما يتعلق ببعض الوزارات التي شهدت خلافات بين المكونات»، مبيناً أن «وزارتي الدفاع والداخلية لم يحسم الخلاف بشأنهما حتى الآن داخل البيتين الشيعي والسني، مع الفارق بين نمطي الخلافين. ففي الوقت الذي يصر فيه البناء على ترشيح فالح الفياض لمنصب وزير الداخلية، فإن هناك خلافاً بين السنة بشأن المرشح لمنصب وزير الدفاع، بعد أن تم تقديم عدد من المرشحين من أكثر من كتلة داخل البيت السني». وأضاف الغانمي أن «الاتفاق على وزارتي الدفاع والداخلية سيتم بالتصويت داخل البرلمان، وليس عن طريق التوافق المسبق، بسبب استمرار الخلافات». ورداً على سؤال بشأن ما إذا كانت هناك أسماء بديلة للمرشحين لمنصب الدفاع والداخلية، يقول الغانمي إن «البناء متمسك بمرشحه فالح الفياض للداخلية، وله ما يسعفه في ذلك، كون الفياض شخصية أمنية سياسية معروفة، نظراً للمناصب التي تحملها، والملفات التي ساهم في علاجها، على المستويين الداخلي والخارجي، وبالتالي لا توجد مبررات مقنعة لرفضه. كما أن عبد المهدي سبق أن طرحه، وهو ما يعني أنه مقتنع به»، موضحاً أن «المرشح للدفاع هو الدكتور سليم الجبوري، مثلما يجري تداوله في الأوساط السنية، غير أنه يحتاج إلى توافق شامل لكي يمضي، بسبب أن الرجل شخصية قانونية، بينما يفترض أن يكون على رأس الدفاع شخصية عسكرية أو ذات خلفية عسكرية، لأن الدفاع وزارة مهمة جداً، ويجب أن نحرص على الاتفاق بشكل كامل على من يشغل هذا المنصب».

وحول الوزارات المتبقية، وعددها 6 وزارات، أوضح الغانمي أن «هذه الوزارات حسمت، وسوف تمضي، حيث لم تعد هناك خلافات بشأنها تقريباً، فضلاً عن أن بعض الوزارات حصلت مناقلة بشأنها بين المكونات، حيث إن وزارة الهجرة والمهجرين التي كانت من حصة الحزب الديمقراطي الكردستاني ذهبت إلى المكون المسيحي، بدلاً من وزارة العدل التي أصبحت من حصة الحزب الديمقراطي الكردستاني». من جهته، أكد نائب رئيس الجبهة التركمانية، حسن توران، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «التركمان ليسوا ممثلين بعد في حكومة السيد عادل عبد المهدي»، وأضاف أن «الجميع يعرف أن هناك ظلماً مقصوداً حيال التركمان، بوصفهم القومية الثالثة في العراق، يضاف إلى ذلك أن التوازن لن يتحقق في كركوك ما لم يتم تمثيل التركمان في الحكومة». من جانب آخر، وفيما أعلنت النائبة عالية نصيف، عضو لجنة النزاهة البرلمانية، عن بدء رئيس الوزراء عادل عبد المهدي التحقيق في الأنباء التي تحدثت عن عمليات بيع وشراء للمناصب الوزارية، ومن بينها وزارة الدفاع، فقد أبلغ سياسي عراقي «الشرق الأوسط»، طالباً عدم الكشف عن اسمه، أن «المعلومات الخاصة بالمزاد الخاص بشأن وزارة الدفاع وصلت إلى رئيس الوزراء من أجل التحقق من تلك المعلومات». وفيما أكدت نصيف أن «من شأن ذلك أن يعرقل إكمال الكابينة الوزارية»، فإن السياسي العراقي يرى أن «المشكلة أن عبد المهدي يحتاج أن يكون أكثر حزماً في معالجة هذا الملف الخطير الذي يعرقل إكمال الحكومة، ليس لأسباب مبدئية وإنما بسبب صفقات الفساد المالي التي بلغت ملايين الدولارات»، مبيناً أن «التفاصيل المالية حول بعض الأسماء وصلت إلى رئيس الوزراء، بما في ذلك كل التفاصيل المالية عن مزاد بيع وشراء هذا المنصب الكبير». وبشأن المرشحين السنة لمنصب وزير الدفاع، يقول السياسي العراقي: «لم يعد سليم الجبوري هو المرشح الوحيد، بل هناك 5 أسماء أخرى قدمها الدكتور إياد علاوي، وهم: سلمان الجميلي، وحاجم الحسني، وكامل الدليمي، وأحمد الجبوري، وسعد نعيم النعيمي؛ بإمكانه حسم أي واحد من هذه الأسماء»، معبراً عن «الخشية من أن تمرر أسماء أخرى للسيد عبد المهدي من جهات أخرى لأن المزاج الحالي هو مزاج وزارة الدفاع، بسبب كونها أكثر وزارة تدر أموالاً لمن يريد أن يستفيد، حيث إن عقد إطعام الجيش يتعدى المليار دولار، ما عدا عقود التسليح التي هي بعشرات المليارات من الدولارات».

 

مجلس الأمن يدرج زعيم ميليشيات مصراتة على قائمة العقوبات الدولية وأميركا تعيد سفيرها السابق لدى ليبيا قائماً بالأعمال

القاهرة: خالد محمود رام الله/الشرق الأوسط»/18 تشرين الثاني/18/وسط معلومات غير رسمية عن اتجاه أميركي وأوروبي للقيام بعمليات نوعية باتجاه قادة الميليشيات المسلحة في العاصمة الليبية طرابلس، أدرج مجلس الأمن الدولي، مساء أول من أمس، اسم صلاح بادي، القائد المثير للجدل لميليشيات مسلحة من مدينة مصراتة، على قائمة عقوباته بإيعاز أميركي وفرنسي وبريطاني. ولم يصدر على الفور أي تعليق من بادي أو الميليشيات التي يقودها، لكن مصادر ليبية اعتبرت في المقابل أن القرار قد يمهد لعملية محتملة في إطار ما وصفته بعمليات نوعية محددة لاعتقال، أو توقيف بعض قادة الميليشيات المسلحة المتهمين بمحاولة فرض حالة من عدم الاستقرار في العاصمة طرابلس، مشيرة إلى أن بادي على رأس قائمة محدودة، يجرى التداول بشأنها. وطبقاً لما بثه الموقع الإلكتروني لمنظمة الأمم المتحدة، فقد وافقت لجنة العقوبات التابعة لمجلس الأمن الدولي، أول من أمس، على إضافة اسم بادي، قائد كتيبة الصمود أو ما كان يعرف في السابق بعملية «فخر» أو «كبرياء» ليبيا، إلى قائمة الأفراد والكيانات الخاضعة لتجميد الأصول وحظر السفر. وقالت بعثة الأمم المتحدة لدى ليبيا في بيان مقتضب، أمس، إنها ترحب بالالتزام القوي من مجلس الأمن بمحاسبة أولئك الذين يسعون إلى تقويض الاستقرار والأمن في ليبيا، ويرفضون الالتزام باتفاقات وقف إطلاق النار، ويواصلون تهديد المدنيين والمرافق المدنية والمؤسسات السيادية.

وكانت البعثة حددت اسم بادي وميليشياته في تحذير وجهته خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، لمن وصفتهم بالعابثين بالأمن من الملاحقة الجنائية الدولية. بدوره، رحب أليستر بيرت وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط، بالقرار، وقال في تعليق مقتضب وزعته الخارجية البريطانية: «يسرني الإعلان أن بريطانيا، استطاعت بالعمل مع الولايات المتحدة وفرنسا تأمين موافقة مجلس الأمن على فرض عقوبات على قائد الميليشيا صلاح بادي، ولن نتوانى عن محاسبة الساعين إلى تقويض استقرار وأمن ليبيا». وكان الناطق باسم وزارة الخارجية البريطانية أكد في بيان رسمي أمس، أن المملكة المتحدة أمّنت إلى جانب شريكتيها الولايات المتحدة وفرنسا، موافقة مجلس الأمن الدولي على فرض عقوبات ضد بادي، بموجب بنود قرار مجلس الأمن. وقال إن بادي الذي وصفه بأنه كبير قادة لواء الصمود، وهي ميليشيا تعارض حكومة الوفاق الوطني، التي يترأسها فائز السراج والمعترف بها دولياً، عمل باستمرار على تقويض الحل السياسي في ليبيا، كما كان له دور قيادي في الاشتباكات الكبيرة التي وقعت في طرابلس في شهري أغسطس (آب) وسبتمبر الماضيين، وتسببت في مقتل 120 شخصاً على الأقل، أغلبهم من المدنيين، لافتاً إلى أن هذه العقوبات تفرض على بادي منع السفر وتجميد أرصدته، وبالتالي فهي تحمل رسالة واضحة بأن المجتمع الدولي لن يتسامح مع أعمال العنف ضد الشعب الليبي. وبادي مرشح سابق لعضوية المؤتمر الوطني العام (البرلمان) السابق عن مدينة مصراتة، حصل على بكالوريوس علوم جوية عسكرية عام 1980، قبل أن يتخصص طياراً مقاتلاً، كما عمل مدرساً بأكاديمية الدراسات الجوية وضابطاً بسلاح الجو. إلى ذلك، أعلنت سفارة الولايات المتحدة في ليبيا عودة بيتر وودي السفير الأميركي السابق لدى ليبيا، للعمل قائماً بالأعمال في سفارتها في مقرها الحالي تونس منذ يوم الخميس الماضي. واعتبرت السفارة في بيان لها، أمس، أن العلاقات القوية التي أقامها بين المجتمعات المتنوعة في ليبيا ضرورية، حيث يستعد الليبيون لاغتنام الفرصة الحاسمة لوضع بلادهم في مسار من أجل مستقبل أكثر إشراقاً لجميع مواطنيها. من جهة ثانية، دعا مجلس النواب قبيلتي المقارحة والمشاشية إلى وقف القتال بينهما، وحث في بيان له أول من أمس، على بذل وساطات محلية لحقن الدماء، والعمل على إنهاء أي نزاع وتحقيق الصلح لإعادة الأمن للمنطقة. وكان الطاهر الرفاعي، رئيس مجلس حكماء المشاشية الذي أعلن توقف الاشتباكات بين القبيلتين وعودة الهدوء إلى المنطقة، أكد في تصريحات تلفزيونية مساء أول من أمس، سقوط ضحايا، لم يحدد عددهم، نتيجة اندلاع اشتباكات بالأسلحة الثقيلة في منطقة أبوقيلة، التي تقطنها قبيلة المشاشية، الواقعة على بعد نحو 350 كيلومتراً جنوب العاصمة طرابلس.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

خوف على لبنان بعد 75 عاما على الاستقلال

خيرالله خيرالله/العرب/19 تشرين الثاني/18

المؤسسات في لبنان لا تزال صامدة

في مناسبة مرور خمسة وسبعين عاما على إعلان الاستقلال في الثاني والعشرين من تشرين الثاني – نوفمبر 1943، لا يزال هناك سؤال يطرح نفسه. لماذا لا يزال لبنان قادرا على الدفاع عن نفسه، في حدود ضيقة، ومقاومة من يسعى إلى القضاء نهائيا على مؤسساته؟ الجواب أن الصيغة اللبنانية تمتلك من القوة ما يجعل البلد، الذي وصفه غير زعيم عربي بأنّه “هش”، قادرا على التقاط أنفاسه بين حين وآخر. يلتقط لبنان أنفاسه بين حين وآخر، علما أنّ ثمة مؤشرات إلى أن الرحلة اللبنانية تقترب من نهايتها، لأسباب مرتبطة بالاقتصاد أوّلا وفي ظل انهيار دول عدّة في المنطقة. في مقدّمة هذه الدول تأتي سوريا والعراق حيث المستقبل أكثر من غامض. في العراق، هناك عجز واضح عن استعادة اللحمة بين مكونات البلد بعد تفكّك النسيج الاجتماعي ووجود تلك الهوّة بين السنّة والشيعة التي عملت إيران على تعميقها وترسيخها. يتبيّن يوميا أنّ درجة التغلغل الإيراني في العراق أكبر بكثير مما يعتقد. هذا ما لم يفهمه الجانب الأميركي الذي فشل في المحافظة على حيدر العبادي في موقع رئيس الوزراء بمجرد أن إيران وضعت “فيتو” على الرجل وأصرّت على إيجاد بديل منه.

ظهر أنّ هذا البديل (عادل عبدالمهدي)، ليس في المستوى المطلوب، في حين أن رئيس مجلس النواب محمّد الحلبوسي ليس أكثر من شبيه بالنواب السنّة الستة في لبنان الذين ينتمون في الواقع إلى “حزب الله”. يضغط الحزب من أجل إيصال أحد هؤلاء النوّاب إلى موقع وزير في الحكومة الجديدة. مثلما استطاعت إيران اختراق السنّة في العراق، تعمل حاليا على اختراق السنّة في لبنان عبر تابعين لها ليس لديهم سوى الحقد على سعد الحريري، و”تيّار المستقبل” الذي أثبت بالملموس أنّه تيّار سياسي خارق للطوائف والمناطق.

فشلت انتفاضة العراقيين على الوضع القائم. قمعتها الميليشيات التابعة للأحزاب العراقية التابعة لإيران. لم نعد نسمع عن البصرة والظلم اللاحق بها. كل ما نسمع عنه هو المساواة بين رواتب عناصر “الحشد الشعبي” (الميليشيات المذهبية)، الذي يعتبر النسخة العراقية لـ”الحرس الثوري” في إيران، كي تكون في مستوى رواتب عناصر الجيش العراقي.

يظل الاستثناء الوحيد في المشهد العراقي رئيس الجمهورية برهم صالح، الذي يعتبر رجل الدولة الوحيد في العراق. يسعى برهم صالح، وهو كردي مستنير يعرف ما يدور في العالم، إلى الدفاع عن مصالح العراق والمحافظة عليها والانفتاح على المحيط العربي من دون تجاهل إيران. ولكن ما الذي يستطيع عمله شخص واحد وحيد لا يمتلك ما يكفي من الصلاحيات في بلد ينخره الفساد والجهل من جهة، وقد انهار فيه النظام التربوي من جهة أخرى؟ ليست سوريا أفضل من العراق. بل هي أسوأ منه. إذا أخذنا في الاعتبار حجم الدمار الذي أصاب بنيتها التحتية، فضلا بالطبع عن المجتمع، لا يعود مجال لأي كلام عن إمكان استعادة الكيان السوري. عملت إيران على تغيير التركيبة السكانية لسوريا بغطاء من النظام الذي لا همّ له سوى البقاء مسيطرا على دمشق، أيّا يكن الثمن الواجب دفعه إلى أي جهة خارجية، بما في ذلك إسرائيل. أمّا روسيا الساعية إلى إعادة اللاجئين إلى أرضهم وإلى إعادة إعمار سوريا، فهي لا تمتلك الوسائل التي تسمح لها بتنفيذ سياستها. هذا عائد قبل أيّ شيء آخر إلى اعتقادها أن في سوريا مؤسسات يمكن البناء عليها. لم يكن في سوريا مؤسسات في يوم من الأيّام منذ انقـلاب 1963. كانت هناك، منذ ما قبل احتكار حافظ الأسد للسلطة في مثل هذه الأيّام من العام 1970، أجهزة أمنية. لم تكن هذه الأجهزة، التي عمل حافظ الأسد على تطويرها، سوى غطاء لأقلّية علوية سيطرت على البلد وأخذت السلطة والثروة من أهله الذين صاروا مغلوبين على أمرهم بعدما صار القمع والابتزاز السياسة الوحيدة التي يحسن النظام ممارستها. ماذا ستفعل روسيا بالورقة السورية، التي ليست ورقة؟ لن تستطيع أن تفعل شيئا باستثناء أنّه يمكن أن تكتشف في يوم من الأيّام أن لا مجال للبناء على شيء في سوريا بعدما ظهر أن المشكلة ليست في دستور جديد، بمقدار ما أنّها في نظام أمني عمل منذ العام 1963 من أجل القضاء على أي أمل بقيام دولة مدنية في سوريا…

لدى العودة إلى لبنان والذكرى الـ75 للاستقلال، يبقى هناك أمل واحد في إنقاذ ما يمكن إنقاذه. يقوم هذا الأمل على خلق وعي على الصعيد الشعبي لخطورة ما تقوم به إيران من أجل فرض وصايتها على البلد. هل يمكن خلق مثل هذا الوعي الذي يحتاج أوّل ما يحتاج إلى من يفهم أهمّية المعادلات الإقليمية والدولية في الوقت ذاته. يكفي التمعن في ما يجري في سوريا والعراق، كي يكتشف اللبنانيون أن الميليشيات المذهبية لا يمكن أن تكون حلا. على العكس من ذلك، أنّ الدور الوحيد الذي يمكن لهذه الميليشيات لعبه يتمثّل في تدمير ما بقي من المؤسسات. هناك مؤسسات لا تزال صامدة في لبنان. عمر هذه المؤسسات من عمر الاستقلال وهي ثمرة العهود الثلاثة الأولى التي مرت على لبنان. عهد بشارة الخوري، عهد كميل شمعون، عهد فؤاد شهاب.

هذه المؤسسات مكنت لبنان من العبور إلى العام 2018. هذه المؤسسات مكنت لبنان من الصمود على الرغم من جريمة اسمها اتفاق القاهرة المشؤوم الذي وقع في العام 1969، وعلى الرغم من عهد الميليشيات المسيحية والمسلمة التي كان يغذيها النظام السوري مثلما كان يغذّي الجماعات الفلسطينية المسلحة. فعل ذلك من أجل الحصول على ضوء أخضر أميركي وإسرائيلي في بداية العام 1976 كي يدخل إلى لبنان عسكريا. لم يصل النظام السوري إلى حدّ فرض وصايته الكاملة على لبنان إلا في العام 1990 عندما احتلّ قصر بعبدا ووزارة الدفاع في اليرزة، في ظروف تكشف إلى أيّ حدّ كان هناك غباء مسيحي في تلك المرحلة. إنّه غباء جعل هناك من يعتقد أن ثمّة مستقبلا لصدّام حسين، وأنّ في الإمكان الرهان عليه وعلى نظامه، خصوصا بعد مغامرته الكويتية وما سبقها من كلام فارغ عن قوّة الجيش العراقي وعظمته! يواجه لبنان، بعد ثلاثة أرباع القرن على الاستقلال، تحديات في غاية الخطورة تعود إلى غياب الوعي لدى اللبنانيين لأهمّية المحافظة على ما بقي من مؤسسات الدولة. نعم، هناك خوف على لبنان في هذه الأيّام. في أساس هذا الخوف وجود ميليشيا مذهبية تسعى إلى تحقيق اختراق لدى السنّة، على غرار ذلك الذي حققته لدى المسيحيين. تتمدد هذه الميليشيا في كلّ الاتجاهات في غياب القدرة لدى المسيحيين، على وجه التحديد، على استيعاب المعادلات الإقليمية والدولية ومعنى ما يدور في سوريا والعراق ومغزى ذلك وأبعاده.

 

هذه هي رواتب السابقين والمتوفين من رؤساء ونواب... والخزينة ستبقى مكسورة

الهام فريحة/الأنوار/18 تشرين الثاني/18

عندما يترشح أحد للنيابة يُغدق على الناخبين الوعود ويغرقهم في الآمال، ويبدأ بطرح الشعارات التي من أبرزها: "مرشح الشعب" أو في "خدمة الشعب". لكن هذه الشعارات ليست سوى ستائر لحجب الوقائع، فحين يصبح المرشح نائباً تهبط عليه "هدايا التشريع" حتى لو لم يكن مشرعاً.

ولا يقتصر الأمر على النواب الحاليين بل إن "النعمة" تبقى موجودة حتى للنواب السابقين وحتى للنواب المتوفين، وهذا ما يشكِّل عبئاً هائلاً على خزينة الدولة وهذا العبء ليس "ليوم أو يومين" بل أنه متماد طالما ان هناك نواباً، وطالما ان هناك نواباً سابقين، وطالما ان هناك ورثة لنواب متوفين. اللبناني يتكبد دفع رواتب لـ 128 نائباً و310 نواب سابقين و103 نواب سابقين متوفين، لهم أزواج وعائلات يستفيدون بأنفسهم ان كانوا أحياء أو تستفيد عائلاتهم ان كانوا متوفين، من تعويضات ما بعد الخدمة. اذا هو يدفع لتمويل 541 راتباً، ثلثاها لمتوفٍ وسابق وثلث حالي انتاجه قليل في التشريع. أما الرواتب فهائلة وغير مبررة، تضاف اليها العطاءات والتسهيلات وكلها من جيب المواطن. فراتب النائب الحالي ثمانية ملايين ونصف مليون ليرة، ومن العطاءات اعفاءات جمركية على سيارته حتى ولو كان سعرها مئات آلاف الدولارات والرسوم الجمركية عليها عشرات آلاف الدولارات، أحد النواب في المجلس السابق اشترى سيارة بـ 800 الف دولار، واعفيت هذه السيارة من الرسوم الجمركية، وهذه الاعفاءات "تذهب من درب خزينة الدولة"، كما ان هناك حسومات على بطاقات السفر تبلغ 75 في المئة عن كل بطاقة سفر. وهناك التأمين الصحي مئة في المئة له ولأفراد عائلته. بهذه الشروط، أو بالأحرى "الإغراءات" من لا يريد ان يصبح نائباً؟ وهذا السخاء ليس لفرد واحد بل لـ 128 نائباً.

وما ينطبق على النواب الحاليين ينطبق على النواب السابقين أو بنسبة أقل بقليل. فالنواب السابقون عددهم 310 أي انهم بحجم مجلسين ونصف مجلس النواب. راتب كل واحد منهم ستة ملايين ليرة أي 8 أضعاف الحد الأدنى للأجور، وهذا الراتب يبقى مدى الحياة وحتى بعد الوفاة، بدليل ن هناك 103 نواب متوفين ما زالوا على جداول القبض. بالاضافة الى ذلك، هناك رواتب تدفع لرؤساء جمهورية سابقين ولرؤساء مجالس نواب سابقين ولرؤساء حكومات سابقين، ورواتب هؤلاء متقاربة حيث يتقاضى كل واحد منهم قرابة تسعة ملايين ليرة شهرياً.

وهناك أمر في غاية الأهمية ويتسبب بأعباء اضافية، وهو تعدد الرواتب والتعويضات، فعلى سبيل المثال لا الحصر: يمكن الجمع بين التعويض الرئاسي أو النيابي والراتب التقاعدي للرؤساء ان كانوا موظفين سابقين قبل الرئاسة. مثلا يمكن للرئيسين السابقين للجمهورية إميل لحود وميشال سليمان، وهما قائدان سابقان للجيش، الجمع بين الراتب العسكري التقاعدي لكل منهما وتعويضيهما كرئيسين سابقين، أي يحصلان اضافة الى الراتب التقاعدي العسكري لكل منهما على راتب كرئيس جمهورية سابق. هل بإمكان أحد ان يتصور المبالغ التي تدفع؟ وهل من آلة حاسبة عملاقة بامكانها الإحاطة بهذه المبالغ؟ وبعد... هل تسألون لماذا خزينة الدولة مكسورة، ولن تقوم لها قائمة؟

 

وظيفة سلاح 'حزب الله' كذبة ابتلعها الجميع

 منى فياض/الحرة/18 تشرين الثاني/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/69013/%D8%AF-%D9%85%D9%86%D9%89-%D9%81%D9%8A%D8%A7%D8%B6-%D9%88%D8%B8%D9%8A%D9%81%D8%A9-%D8%B3%D9%84%D8%A7%D8%AD-%D8%AD%D8%B2%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D9%83%D8%B0%D8%A8%D8%A9-%D8%A7%D8%A8%D8%AA/

في جلسة بين أصدقاء، أخبرتنا صديقة شيعية من المعروفين "بالمستقلين"، أنها عندما قادت سيارتها ليلا وضلت طريقها في منطقة غالبية سكانها تنتمي إلى طائفة أخرى، ظلت تشعر بالقلق إلى أن بلغت المنطقة ذات الغالبية الشيعية. اندهشت من نفسها وظلت تتساءل باستغراب: كيف ولماذا شعرت بذلك وأين تكمن المشكلة؟ فيها؟ هي العلمانية التي لا توالي "حزب الله" ولا ترضى عن ممارساته التي تصادر إرادة اللبنانيين الشيعة فيتكلم باسمهم جميعا؟ أم أنها صارت مذهبية دون أن تدري؟ أم أن ما أخافها لا يتعلق بها هي بل بنظرة الآخر ومعاملته لها! والتي ستتحدد انطلاقا من طائفتها ومذهبها وليس تبعا لأفكارها او مواقفها. ستكون بالنسبة لهم "ممثلة" الشيعية السياسية، نتيجة آليات التعميم والتنميط والآراء الجاهزة السائدة!

تشجعت حينها الصديقة الدرزية، العلمانية هي بدورها، كي تخبرنا أنها صارت تشعر بالخوف مؤخرا، متسائلة عمن سيحمي الدروز وهم الأقلية؟ في حال اندلاع العنف الذي يبطش على "الهوية" دون تمييز!

إلى هذا الحد وصل بنا الأمر مؤخرا؛ لم ينج من هاجس الانقسام المذهبي حتى المعتدلين والمنفتحين. وذلك، بعد أكثر من ربع قرن على إعلان السلم الأهلي مع توقيع اتفاق الطائف. بلغ التشنج في لبنان درجة غير مسبوقة؛ وبدل أن نتصالح مع أنفسنا بعد تحرير الجنوب وإخراج الجيش السوري، ترتفع الحواجز عالية وتتعمق الهواجس والانقسامات المذهبية مع الوقت.

 ظلت هيمنة الحزب مستورة بغلالة "المقاومة" والزهد الشكلي في السلطة كي يتفرغ للقتال دفاعا عن النظام السوري

هذا ما أوصلتنا إليه ممارسات أسياد الحرب الذين ارتضوا إدارة لبنان تحت إشراف النظام السوري منذ التسعينيات حتى العام 2005. وبعد حرب 2006 ارتضوا لـ"حزب الله" ان يحتفظ بسلاحه فارضا هيمنته بالتقسيط بقوة سلاحه الإيراني.

ظلت هيمنة الحزب مستورة بغلالة "المقاومة" والزهد الشكلي في السلطة كي يتفرغ للقتال دفاعا عن النظام السوري؛ لكن الخطاب الناري الغاضب لحسن نصرالله، الأمين العام لـ"حزب الله"، السبت في 10 تشرين ثاني/نوفمبر، جاء ليضع حدا للتقية المعتادة، وصرخ عاليا: الأمر لي! مؤكدا ما تغافل عنه اللبنانيون طويلا: الدولة اللبنانية مخطوفة. أعلن أنه فوق الدستور وفوق القوانين. هو يقرر وعلى الآخرين التنفيذ. ما حدا بالزعيم الدرزي وليد جنبلاط إلى نعي اتفاق الطائف. إلى هنا أوصلتنا ممارسات الممسكين بالسلطة وتخاذلهم.

بعد مضي ما يقرب المئة عام على إعلان لبنان الكبير، على يد رجال كبار صرنا نبكيهم، بعد أن ظلمناهم عندما حمّلناهم مسؤولية أخطاء ممارسات المارونية السياسية؛ التي بتنا نترحم عليها الآن، لأن ممارسات الشيعية السياسية المخلة بالتوازنات فاقت كل حد.

هناك من لا يزال يحمّل هؤلاء المؤسسين الأوائل، والنظام الذي أرسوه، مسؤولية الانهيار العميم الحاصل حتى الآن. يرفض خلفاء "المارونية السياسية"، التي انتهت في العام 1975، مسلمون ومسيحيون، الاعتراف بأنهم هم من أوصل البلاد إلى المأزق السياسي والاقتصادي عبر ممارساتهم التي قضت على إرث وإنجازات الأوائل الذين أسسوا أول دولة ديمقراطية تعددية في الشرق الأوسط.

لقد أطلق البابا بولس الثاني في العام 1997 حين زار لبنان، مقولته الشهيرة "لبنان رسالة"، لتعايش مكوناته العديدة بأمان.

لكن الملفت أن أحد صانعي الدستور، الذي يطلق عليه لقب "أبو اللبنانية"، والمقصود هنا ميشال شيحا، الذي أقيمت ندوة في معرض الكتاب الفرنسي الأسبوع الماضي، احتفالا بصدور "انطولوجيا" كتاباته السياسية والأدبية، كان قد سبق له أن أطلق هذه الصفة على لبنان. فشيحا، دأب في كل حين على مديح لبنان "الذي يتقبّل الناس مناخه من أين أتوا وتتزاور فيه الحضارات وتتبادل المعتقدات واللغات والطقوس تحيات إجلال". شيحا المنحدر، من أصول كلدانية عراقية، صاغ فكرة لبنان الملجأ أو الملاذ للأقليات المضطهدة الخائفة في الشرق، وأمل أن تصل هذه الدولة، التي قامت على التنوع الطبيعي والجغرافي والديني والثقافي، إلى مرحلة تلغى فيها الطائفية بالكامل.

لكن للأسف، لم تكن الطائفية والمذهبية في أي وقت مضى أقوى مما هي عليه الآن. ما جعل أسوأ مخاوف شيحا تتحقق، بعد أن تناوبت كل طائفة على محاولة إلغاء الآخرين للهيمنة على لبنان في خط سير عكسي لما كان يأمله شيحا ورفاقه.

بعض ما يُنقل عن ذلك الجيل، أنه عندما احتدت المناقشة بين شيحا وعمر بيهم حول بعض مواد الدستور واتسعت شِقّةَ الخلاف، انسحب الرجلان وحكّما ضميرهما وتفاهما من أجل مصلحة لبنان وكان مما قاله بيهم لشيحا: "إذا نحن اختلفنا فمن يتفق بعدنا؟ ألا تسري العدوى إلى سواد الشعب، لا غنى لنا عن التفاهم أو نُخرب البلاد".

الآن يتعطل البلد بأكمله لفرض وزير معين أو رئيس أو قانون؛ أما الخطب النارية التحريضية فحدث ولا حرج.

تجرأ أحد الصحافيين مؤخرا على نعت ميشال شيحا بأبو الفاشية اللبنانية! الأرجح، أن السبب رغبته في التخفيف من وطأة الفاشية الموصوفة التي تتحكم الآن بلبنان واستباقا لإعلان وضع اليد الذي أتحفنا به نصرالله معينا نفسه مرشدا عاما للبنان والآمر الناهي بمقدرات الدولة، مخيرا الجميع بين أن يمسك بها كليا أو يعطلها كليا. جاعلا لبنان ورقة تفاوضية بيد طهران لمجابهة العقوبات الأميركية عليها.

يسجل لريمون إده رفضه الموافقة على اتفاق الطائف، ليس بسبب ما سمي إصلاحات أو صلاحيات، بل لأنه رأى بوضوح أن الاتفاق سينهي الدولة اللبنانية لأنه استثنى "حزب الله" من "تسليم سلاحه، مؤقتا لحين التحرير". موقنا أن هذا الحزب لن يسلم السلاح وأن ما جرى هو مناورة وكذبة ابتلعها الجميع.

إما أن تكون في المحور الإيراني أو لا تكون بالنسبة للشيعية السياسية المستقوية والخائفة في نفس الوقت

سبق لشيحا أن أشار، أن ما يثقل على لبنان ويحدد طبيعته، نوعان من الضغوط، تلك التي تفرضها الطبيعة الجغرافية لأنه محصور بين جبل شامخ وساحل ضيق ما يجعل من اللبناني يقبل على المخاطرة؛ وتلك الخارجية التي يمارسها المحيط الذي يتواجد فيه. لقد عانينا طويلا من جور الجيرة، أعداء (إسرائيل) وأشقاء (سوريا والنظام العربي). لكن أن يصل الأمر بلبنان لأن يكون رهينة لإيران! الدولة التي تبعد عن حدودنا آلاف الاميال! اعتقد أن هذا ما كان ليخطر ببال أحد.

الآن وبذريعة الميثاقية ـ التي صار تدخل على مستوى توظيف حاجب - حينا، والتوافقية حينا آخر أو حكومة الوحدة الوطنية، تتحقق أسوأ مخاوف ميشال شيحا، الذي كان يرى أننا إذا كنا نريد أن يكف عن كونه بلدا "طائفيا"، يجب على كل طائفة أن تقبل أو توافق، دون الكثير من الصراخ أن تتمثل أحيانا بأقل من أهميتها أو حجمها. والتعويض قد يكون بأن تمثيلها سيفوق في أحيان أخرى حجمها. ويستطرد: "ثم ألا يكفي التمثيل الطائفي النسبي في البرلمان لإقامة التوازن الضروري؟ ما حاجتنا له في الإدارة وفي كل مكان؟ ألا يمثل شخص درزي كفؤ جميع المواطنين؟ إذا غاب في لحظة معينة مكونان طائفيان أو 3 ماذا يمكن أن يحصل؟ كل شيء سيكون على ما يرام عندما لا نؤذي أحدا".

وإذا كان يجب حمل الميزان ووضع وزير مقابل وزير وكاتب مقابل كاتب، علينا حينها أن نخرس، لأننا بهذا الشكل ندخل بلدنا في صعوبات لا حل لها.

لكن كل ذلك ليس سوى ذرائع لإعادة النظر بالنظام السياسي اللبناني وبالدستور والدولة اللبنانية نفسها. فإما أن تكون في المحور الإيراني أو لا تكون بالنسبة للشيعية السياسية المستقوية والخائفة في نفس الوقت.

 

المصالحات المسيحية في لبنان

د. رضوان السيد/الإتحاد/18 تشرين الثاني/18

بإشراف البطريرك الراعي وحضوره، التقى الخصمان السياسيان في منطقة شمال لبنان: سليمان فرنجية وسمير جعجع، بمقر البطريركية وتصالحا بعد عداوةٍ استمرت لأربعين عاماً إثر اتهام لجعجع بقتل طوني فرنجية والد سليمان عام 1978. وكان جعجع وقتها من قادة «القوات اللبنانية» التي كان يتزعمها بشير الجميل. وتوالت الأحداث بعد الواقعة، إذ صعد نجم بشير الجميل للرئاسة، ثم غزا الإسرائيليون لبنان (1978، و1982)، وانتهت خلال ذلك فترة رئاسة الياس سركيس فانتخب مجلسُ النواب بشير الجميل رئيساً للجمهورية، وعند اغتياله قبل أن يتسلم كرسي الرئاسة، اجتمع النواب مجدداً وانتخبوا شقيقه أمين للرئاسة. وبين عامي 1982 و1988 نشب صراعٌ عنيفٌ على منصب القيادة في «القوات»، وجرت تصفياتٌ، إلى أن فاز جعجع بقيادة «القوات» ولا يزال. في 1988 كان المتنافسان الرئيسان على منصب الرئاسة: جعجع والجنرال عون قائد الجيش. وارتأى السوريون أن يُبعَدَ الطرفان، فانتخب النائب الياس الهراوي للرئاسة، وذهب عون للمنفى، بينما ذهب جعجع للسجن، لاتهامه بجرائم أُخرى (مقتل رشيد كرامي، ومقتل داني شمعون..) رغم أنه وقف إلى جانب البطريرك صفير في دعم اتفاق الطائف، بخلاف الجنرال عون. وما خرج جعجع من السجن إلاّ عام 2005 بعفوٍ من مجلس النواب، الذي حصلت فيه قوى 14 آذار على أكثرية إثر استشهاد رفيق الحريري وخروج القوات السورية من لبنان. وفي العام ذاته عاد عون إلى لبنان، فخاض الانتخابات وحصل على رقمٍ وازنٍ فيها، وصار الزعيم المسيحي الأول في لبنان. وعلى هذه الخلفية، وللتنافر بينه وبين قوى 14 آذار، مضى إلى تفاهُمٍ مع «حزب الله». ومنذ حينه، ظلّ عون حليفاً للحزب ومرشحه للرئاسة، إلى أن حصل عليها عام 2016 بموافقة سعد الحريري. وخلال ذلك جرت مصالحةٌ بين عون وجعجع عام 2015، فصار عون المرشح شبه الوحيد للرئاسة عند المسيحيين أيضاً.

أما بين جعجع وفرنجية فقد تجمدت الخصومة إثر دخول جعجع السجنَ، فيما نشطت البطريركية لإجراء مصالحة. لكنّ شيئاً حاسماً لم يحصل حتى بعد خروج جعجع من السجن، لأنّ الخصومة اندلعت بين جعجع وعون مجدداً، ولأنّ زعامة آل فرنجية محصورة بمنطقة زغرتا- إهدن بأقاصي شمال لبنان بينما امتدت زعامة جعجع إلى سائر المناطق المسيحية في لبنان. فآل فرنجية حلفاء لآل الأسد، وفي الانتخابات الأخيرة حصل جعجع على 15 نائباً بينما حصل فرنجية على 3 نواب فقط! أما الذي استجدّ فهو تزعْزُع اتفاق معراب بين عون وجعجع. وعندما بدأ الحريري بتشكيل الحكومة قبل ستة أشهر، والتي لم تتشكل بعد، كانت عقدة التشكيل الأهمّ أنّ الرئيس وصهره ما قبلوا بإعطاء جعجع غير ثلاث وزارات كلها من الدرجة الثانية. ثم إنّ الرئيس يريد ترشيح صهره جبران باسيل للرئاسة بعده. ولأنّ فرنجية يعتبر نفسه الأَولى بالرئاسة بعد عون، ولأنّ جعجع حظوظه بالرئاسة ليست قوية، لأنّ الأكثرية في مجلس النواب لـ«حزب الله» وحلفائه وللتيار الوطني الحر، فقد فكّر بالانتقام من عون وباسيل بالوقوف إلى جانب فرنجية في معركة الرئاسة القادمة، فاحتاج الأمر لمصالحة تُنهي النزاع القديم، وتُساعد في التحالف ضد عون وباسيل.

تاريخ الصراع على رئاسة الجمهورية بين الموارنة في لبنان، تاريخٌ مغموسٌ بالدم والنزاعات المريرة. وحتى الرئيس فؤاد شهاب، الذي افتتح عهود وصول قادة الجيش للرئاسة، إنما أمكن وصوله لأنّ زعماء المارونية السياسية كانوا مهشَّمين بسبب النزاع الداخلي (1957-1958)، ولأنّ الولايات المتحدة وجمال عبدالناصر تدخلا لصالحه. وقد اصطفّ هؤلاء الزعماء الطامحون والمتنازعون ضد تياره المعتدل والتصالُحي وفازوا في مناطقهم بانتخابات 1968، كما استطاعوا إيصال أحدهم للرئاسة عام 1970 وهو سليمان فرنجية الجد. وفي التسعينيات تحكّم السوريون بمن يأتي للرئاسة، فجاء الهراوي المدني، ثم قائد الجيش أميل لحود حليفهم. الوزير باسيل يتجول بين لبنان وسوريا وأوروبا، ويحاول الوساطة بين نصرالله والحريري، معتقِداً أنّ ذلك يرجّح حظوظه في الرئاسة. والمراقبون الخبثاء يقولون: إنّ المعركة على رئاسة الجمهورية مبكرة الآن، لكنّ هذا ليس رأْي جبران ولا فرنجية ولا جعجع.

 

مدرسة دير الآباء الميختاريست مهددة بالزوال

باسكال بطرس/المدن/17 تشرين الثاني/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/69000/%D8%A8%D8%A7%D8%B3%D9%83%D8%A7%D9%84-%D8%A8%D8%B7%D8%B1%D8%B3-%D9%85%D8%AF%D8%B1%D8%B3%D8%A9-%D8%AF%D9%8A%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%A2%D8%A8%D8%A7%D8%A1-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%8A%D8%AE%D8%AA%D8%A7%D8%B1/

 بعد إثارة قضية إقفال مدرسة الليسيه عبد القادر، الأسبوع الماضي، والتي انتهت بنفي مكتب مالكة العقار هند الحريري ما وصفه بـ"الشائعات"، عاد ملف بيع مدرسة دير الآباء الميختاريست التابع لطائفة الأرمن الكاثوليك في الحازميّة، إلى  الواجهة من جديد. فبعد مرور ثلاث سنوات على وقف مشروع البيع، هزّ الرأي العام اللبناني خبرُ عزل مدير المدرسة الأب جوزيف طوباليان وقطع الموارد المالية عنها، مُنبئاً بتشريد 300 طالب وثلاثين أستاذاً من مدرسةٍ شُيّدت منذ سبعين سنة "لتعليم أولاد فقراء الأرمن"، كما هو مكتوب على لوحةٍ عند مدخلها، فيما باتت تضمّ اليوم "أولاد الفقراء" من مختلف الطوائف.

طوباليان المتهم

"نادراً ما سمعتُ عن شخص يعتبره الفقراء أبًا لهم مثلما يعتبر أهالي الحازمية وجوارها الأب طوباليان"، يقول كاهن رعيّة القدّيسين بطرس وبولس للروم الأرثوذكس في الحازميّة الأب ايليا متري. صحيح أن الكاهن أب. ولكن، ليس جميع الكهنة يناديهم الناس، بدلاً من اسمهم، "أبا الفقير".

آلاف الشّهادات عن مكارم الأب طوباليان تتردّد في بلدة الحازميّة، مشيدةً بـ"عطاءاته ومحبّته اللامتناهية" التي تغمر الفقراء منذ أكثر من ستين سنة، على رغم من كلّ  الصعوبات التي واجهته، وتدعوه إلى  أن يبقى صامداً قوياً كما عهدوه دائماً، موقنةً بأنّ "الله لا يترك الذين يحبّون الفقراء مثله". "أعيدوا لنا الأب طوباليان"، "أنصفوا مدير مدرسة الميختاريست"، "لا تحرمونا المدرسة التي تأوينا"، "اعتصام الصغار ضد تسلّط الكبار"، وغيرها من الشعارات رفعها التلاميذ وأهاليهم، إلى جانب الأساتذة الذين حرموا قبض رواتبهم الشهر الماضي، وذلك خلال اعتصام نُظّم على مدخل المدرسة تضامناً مع مديرها، مستنكرين توقيفه وعزله، بناءً على دعوى مقدمة ضده من الرهبانية في البندقية، أمام النيابة العامة في بعبدا، بتهمة إساءة الأمانة، وتطالبه بتحويل عائدات الإيجارات إليها.

التلميذة النائبة يعقوبيان

"اليوم، وبعد خمسين عاما من نذوره وتضحياته، تقول تلميذة الميخاريست النائب بوليت يعقوبيان، لم يبق للدير من يدافع عنه ويتصدّى لعملية بيعه، ولم يعد للأب طابوليان غرفةً يأوي إليها. تشارك يعقوبيان طلاب "مدرستها الحبيبة" دموعهم الممزوجة بالحزن تجاه مصير من هو بمثابة أب حقيقي لهم، والخوف والقلق الشديد على وضعهم الحالي والمستقبلي، مشيدةً بشخص الأب طالوبيان وبمزاياه، داعية الرهبنة الأرمنية الكاثوليكية إلى  "تكريمه تقديرا لخدماته والجهود التي بذلها في أحلك الظروف في سبيل بقاء هذه المدرسة، فضلا عن أنه أبى سيامته مطراناً كي لا يُضطرّ لتركها، ونجح في تمويلها عن طريق تأجير أجزاء من أرض الدير". وإذ تستنكر حادثة توقيف كاهن في مخفرالشرطة وتهديده بالسجن، ما يعتبر منافيا للأخلاق والقانون، ترى يعقوبيان أن "تهمة إساءة الأمانة بمبالغ بدلات الإيجار التي موّل منها ادارة مدرسة الميختاريست، ورواتب الاساتذة والكهرباء والمياه وغيرها، قد أرضخته بعد توقيفه، فوكيل الرهبنة أبلغه الرجوع عن إشارة التوقيف مقابل تنازله عن الأموال وتعهّده بترك الدير والكنيسة والمدرسة نهائيا".

المدرسة التاريخية

يروي المعترضون أنّ بطريركية الأرمن الكاثوليك افتتحت عام 1956 على أرض دير وكنيسة رهبانية الميختاريست مدرسة لتعليم فقراء الأرمن، تحت إدارة الأب طوباليان، الذي كان سعى إلى  تأمين رواتب الأساتذة وبعض المصاريف من عائدات تأجير أقسام من الدير لناد رياضي ومعرض سيارات وفرن، نظرا إلى  كونها شبه مجانية  لطلاب ذوي الدخل المحدود. مع العلم أن مساحة الارض تقدر بـ 15 الف متر مربع تضم ثمانية عقارات من ضمنها الدير والمدرسة والكنيسة، فيما تؤجر العقارات الأخرى لشركات ولقسم الروضة في مدرسة الإليزيه.

تبلّغ طوباليان عام 2015، من الرئيس المفوض لـ "مجمع كنائس الشرق الأوسط" الكاردينال ليوناردو ساندري، قرار بيع الدير وما يتبعه، لكون الرهبانية في ايطاليا تعاني من تعثّر مالي وديون لمصلحة بنك الفاتيكان. ويكشف وكيل المدرسة المحامي طوني جبّور أن "حملة إعلامية كبيرة نُظمت يومها، للاعتراض على قرار البيع، نجحت في وقفه، ووضعت بلدية الحازمية إشارة على العقار وأصدرت قراراً بالاستملاك لمنع البيع، خصوصاً أن متمولاً غير مسيحي كان ينوي يومها شراء العقار". ويعتبر جبور أنه "من المعيب أن يُقضى على هذه المدرسة التاريخية  لاعتبارات مادّية فقط". وإذ يأسف "لما تعرّض له مدير المدرسة، الذي نعرف تاريخه النظيف وممارساته وفقره، من اتهاماتٍ قاسية وخاطئة"، يطالب جبور بـ "أن تبقى هذه المدرسة مفتوحة وأن يتم تعزيزها ودعمها وتطويرها، في وقت نشعر أن هناك نيّات مبيّتة وغير سليمة في عملية البيع هذه".

الفاتيكان

في المقابل، يرد وكيل رهبانية الميختاريست المحامي عبدو كسرواني، على "الحملة التي فاجأتنا لأننا فعلا نجهل أسبابها"، مؤكدا أنّ "البيع غير مطروح وهناك كتاب من الفاتيكان بهذا الخصوص". وإذ يلفت إلى  أنّ "الرهبانية لم تكترث طيلة السنوات الماضية للمطالبة بالإيجارات لكون التعليم هو رسالتها الأساسية، يكشف كسرواني أنّ "الإدارة الجديدة وجدت أن حجم الخسائر بات كبيراً، وهي لا تعرف فعلياً أين توظف الإيجارات لكونها لا تملك رخصة المدرسة العائدة لبطريركية الروم الكاثوليك". وقد قررت الرهبانية، بحسب كسرواني، "إعادة فتح المدرسة التابعة لها في منطقة الروضة في المتن الشمالي هذا العام، وطلبت من الأب طوباليان عبر كتب وجهت إليه منذ حزيران الماضي، التوقف عن تسجيل الطلاب والتعاقد مع أساتذة، بعدما تبين أن الإيجارات تُستحق لحسابات شخصية"،  مشيراً إلى  أنّ "الأب طوباليان لم يمتثل، وتقاضى في تموز الماضي إيجارات تستحق في كانون الأول، فيما استمر في تسجيل الطلاب، ورفض طرحين للرهبانية بإدارة مدرسة الروضة أو الانتقال إلى  إيطاليا. عندها صدر قرار من الفاتيكان بعزله من الرهبانية، فلم ينفذ القرار، لذا رفعت الدعوى ضده لتحويل أموال الإيجارات إلى  الرهبانية".

وعن مصير التلامذة والمعلمين، يؤكد كسرواني "أننا لن نقبل برميهم في الشارع، انطلاقاً من مبدأ المسؤولية الأخلاقية وليس القانونية، لكوننا لا نملك إجازة المدرسة، لكننا سنطرح حلولاً للحفاظ على حقوقهم ومستعدون أن نتعاون معهم حتى نتمكن من تمرير الأشهر المتبقية من العام الدراسي الحالي".

"حركة الأرض" مجدداً

 من جهتها، تحرص "حركة الأرض اللبنانية" التي تصدّت عام 2015 لعملية بيع العقار المذكور،على أن يبقى الدير قائما والمدرسة مفتوحة، والعقار ملك الرهبنة. وفي هذا الاطار، يستنكر رئيس الحركة طلال الدويهي ويشجب ما حصل مع الخور اسقف طوباليان وما يحصل في دير الميختاريست، مذكّرا بأن "القضية في الأساس كانت تتعلق بمجموعة أجانب كانوا يريدون شراء العقار، ولكن كما تصدينا وقتها لمشروع البيع بالتعاون مع بلدية الحازمية التي اتخذت قرار استملاك الدير، سنبقى في المرصاد لأي عملية قد تطال العقار، لئلا يتحول إلى  ملكية أجنبية، مشددا على "ضرورة أن تستملك بلدية الحازمية العقار، وسنستطلع وجهة نظر البطريرك الأرمن الكاثوليك والسفارة الباباوية بشأن دير الآباء المخيتاريست والخور اسقف طوباليان لكي يعود ويدير المدرسة والدير".

المعلومات المتوفرة لـ"المدن" تقول أن الأب طوباليان "يملك كل المستندات التي تثبت براءته وهي موجودة، ولكن أحدا لم يطلبها منه"، ولا شك أنه سيبرزها لاحقاً، خلال التحقيق معه، بالدعوى المقامة ضده من قبل وكيل الرهبنة.

 

كأنها جامعة الأحزاب المتحاربة

مريم سيف الدين/المدن/الأحد 18/11/2018

تبدأ كليات الجامعة اللبنانية، الواحدة بعد الأخرى، بإقامة احتفالات ونشاطات، إحياء لذكرى تأسيسها (1951). هذا التأسيس المتدرج كليّة بعد كليّة، استمر عملياً حتى العام 1970.

بعد مرور 67 عاماً، لا تبدو الجامعة اللبنانية في عز عطائها. سنينها الذهبية مضت، تسير كعجوز مرهقة تبتعد أكثر فأكثر عما يتمناه أبناؤها. إلا أنها "عجوز طيبة"، ما زالت تحتضن كل الفئات. فالجامعة اللبنانية وإن ابتليت بما ابتلي به الوطن كله، وأصبحت نموذجاً مصغراً عنه باختلافاته وانقساماته، إلا أنها لا تزال ممراً إجبارياً لنهوضه وإنمائه، وما زال بالإمكان إصلاحها. فهي جامعة لبنان كله. ليست جامعة "فقرائه" كما يسميها البعض، بل هي جامعة الوطن التي ترفض التخلي عن فقرائه.

الهيمنة والمحاصصة

تضج مسارح الجامعة بالاحتفالات والمؤتمرات بين حين وآخر، لكن ما يجري على خشبات المسرح مختلف عما يراه طلابها. والخطابات هناك عاطفية أكثر منها حقيقية. خطابات تجميلية لا تعكس حقيقة الجامعة التي يدركها طلابها أكثر من أي صاحب مركز. فحال الجامعة ينقلها من عاش في كلياتها ومن بقي على تماس مع قضاياها وطلابها. لا شك أن النظام التعليمي في لبنان بات كله بحاجة إلى إعادة نظر. والجامعات التي نبتت في السنوات الأخيرة والتي تعمل على استغلال آلام "اللبنانية" لجذب طلابها إليها ليست أفضل حالاً.  لكن الجامعة اللبنانية تحمل مسؤولية أكبر من أي صرح آخر، بأن تحافظ على مستواها لتكون خياراً مناسباً لجميع الفئات. فهي الجامعة التي تتغنى بكونها من الأهم والأكبر في الشرق الأوسط وتضم ٧٩ ألف طالباً وطالبة. في الأرقام التي نشرتها الجامعة، يظهر أنه في العام الدراسي 1982-1983 ضمت حوالي 37.2 في المئة من طلاب لبنان. ارتفعت هذه النسبة تدريجياً خلال السنوات اللاحقة، وبلغت ذروتها في العام 2003-2004 بنسبة 50.4 في المئة، لتتراجع هذه النسبة لاحقاُ وبعد الإنقسام السياسي الكبير وازدياد نفوذ الأحزاب، لتصل إلى نسبة 37.8 في المئة في العام 2016-2017.  أسباب عديدة تبرر هذا التراجع أبرزها الهيمنة السياسية والمحاصصة التي تعمل على إضعاف الجامعة. وحسب أرقام العام 2016-2017 فإن الجامعة اللبنانية ضمت 75956 طالباً، 71 في المئة من الإناث في مقابل نسبة 29 في المئة من الذكور. في حين بلغ عدد الطلاب في الجامعات الخاصة اللبنانية حوالي  124851 بنسب متقاربة بين الذكور والإناث.

الحرب وما بعد

في البداية تركزت كليات الجامعة اللبنانية في بيروت وضواحيها. ساهمت الحرب اللبنانية وصعوبة التنقل، في نشوء فروع لعدد من كليات الجامعة خارج بيروت. بعد انتهاء الحرب ظلت هذه الفروع متلونة بألوان أصحاب النفوذ في المناطق الموجودة فيها. وازداد الانقسام السياسي في الجامعة بعد اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري. بعد الجريمة، ترافقت الإنتخابات الطالبية مع إشكالات بين الطلاب دفعت إدارة الجامعة إلى تعليق الإنتخابات منذ عشر سنوات وحتى اليوم. رغم تحسن الأوضاع الأمنية وتراجع حدة الخطاب السياسي والمذهبي، الذي انتشر في تلك الفترة، غير أن الانتخابات لم تُسترجع.  في العام 2016 حدد موعد لإجراء إنتخابات طالبية، لكن الإنتخابات طارت بضغوط من أطراف سياسية في مجلس الجامعة. فحصول انتخابات لن يعني، على الأغلب، بروز قوىً طالبية جديدة أو وجوه مستقلة. لكنه سيعني بالتأكيد تبدلاً في بعض مجالس الطلاب حيث تستفرد أحزاب معينة بالهيمنة على بعض الكليات. لم تخرج المجالس الطلابية من لعنة التمديد التي خرج منها المجلس النيابي. فباتت الانتخابات حقاً خسره طالب اللبنانية، ولا يدرك موعد استرداده. بينما هو حق يتمتع به طالب الجامعة الخاصة ولو أتى مصحوباً بإشكالات عابرة. وبات أفراد مجلس الطلاب يخلفون بعضهم بالتعيين من قبل أحزابهم. تستفرد المجالس بإقامة الإحتفالات والندوات. بينما تشكو المجموعات المستقلة من التضييق والمنع في بعض الأحيان. في وقت يطلب مدراء بعض الكليات من بقية الطلاب الاستحصال على إذن من مجلس الطلاب في حال رغبوا بإقامة نشاط في الكلية. يطالب عدد من الطلاب باسترداد الحق بالانتخاب، في وقت يقول فيه رئيس أحد المجالس الطلابية، المعيّن من قبل حزبه أن رئاسة الجامعة هي التي تقرر موعد إجراء الإنتخابات، التي صارت أحد أكثر مطالب الطلاب "رفاهية". في حديث مع "المدن" عبّر العديد من الطلاب عن مطالبهم ونظرتهم للجامعة. شكى البعض من الهيمنة السياسية، هيمنة ينكرها بعضُ من في المجالس، ويصفون واقع هذه السيطرة بالممارسة الديموقراطية وحرية التعبير. في حين يبدو واضحاً سيطرتها على الحياة الجامعية، بل وعرقلتها للحياة التعليمية. وهو ما اعترف به العديد من أساتذة الجامعة في حوارات سابقة.

المناهج القديمة

الأمور السياسية تطال أيضاً شؤون الطلاب اليومية. فبمقابل شكوى الطلاب من تراجع التجهيزات في الكلية، يعترف أساتذتها بصعوبة إجراء المناقصات وما تكلّفه نتيجة المحسوبيات.  تشكو إحدى الطالبات من النقص الذي تعانية المكتبات، "فهي لا تسد حاجة الطلاب خصوصاُ طلاب الدراسات العليا، ويعاني الطالب لاكمال بحثه". تضيف: "المناهج قديمة". ومشكلة المناهج أنها إن تطورت ببطء في حين أن علومها وموادها في العالم تتطور بسرعة هائلة. يبدي رئيس مجلس الطلاب في كلية الإعلام حسين مبارك، في حديث إلى "المدن"، رضاه عن برامج الكلية، التي تخرج طلاباً يتجهون نحو قطاع يعاني من الأزمات، ومن سرعة تطور وسائطه. ويقول أن "الكلية تجهز الطالب بالشكل المطلوب، أما من يشكو من البطالة فهو الذي يجلس في منزله". ويتحدث مبارك عن "أداء ممتاز" يتمتع به أساتذة الكلية. في حين يخالفه الرأي عدد من الطلاب، الذين هم بدورهم ينظرون إلى أعضاء المجالس الطلابية كأصحاب إمتيازات. خصوصاً أن عدداً منهم يتمتع بوظيفة في الجامعة نفسها عن طريق التعيين لا الإمتحان. تشكو طالبة من عدم كفاءة الأساتذة في حين يشكو غيرها من تغيّبهم. أما حال بعض المباني فتلخصه الصور التي تنشر على مواقع التواصل الإجتماعي بين حين وآخر. وتُسأل الطالبة عن إيجابيات الجامعة فتجيب: "القسط زهيد". وعلى الرغم مما يشكوه الطلاب إلا أن خريجي الجامعة يفتخرون بشهاداتهم. البعض يرى في الصعاب المذكورة إمتحان جدارة في تخطيها، وهي شهادة إضافية.

ورغم كل المشهد الكئيب، لا تزال كليات عديدة تتمتع بسمعة لائقة، تحديداً الكليات الطبية وكلية الهندسة، والتي يتطلب الدخول إليها تخطي إمتحانات صعبة. في حين يشكل مجمع رفيق الحريري الجامعي في الحدث صرحاُ مهماً ومساحة واسعة للطلاب، تميزه عن باقي المباني الجامعية، وتوفر فضاء رحباً وإن كان مهدداً الآن بالمصادرة السياسية والأيديولوجية.

 

فضيحة "الإيدن باي": السلطة تغمرنا بالمجارير

خضر حسان/المدن/الأحد 18/11/2018

على السلطة السياسية أن تبحث عن مبررات أكثر ذكاءً لتغطية مخالفاتها، ومخالفات رجال الأعمال الذين يدورون في فلكها. إذ بات اللبنانيون، ومنهم جمهور السلطة، يدركون لعبة المصالح التي تجمع عدداً كبيراً من السياسيين مع كبار المستثمرين، على حساب المال العام والأملاك العامة. ولا يخرج مشروع الإيدن باي، لصاحبه وسام عاشور، والمقام على الأملاك البحرية العامة في منطقة الرملة البيضاء، من دائرة لعبة المصالح تلك.

فيضانات الصرف الصحي

إجتياح مياه الأمطار والصرف الصحي لطريق الرملة البيضاء، يوم الجمعة 16 تشرين الثاني، بفعل الفيضانات التي سبّبها إغلاق مجرور الصرف الصحي من قبل القيّمين على مشروع الإيدن باي، لم يأتِ من فراغ. فإغلاق مجرور الرملة البيضاء تمّ تحت أعين بلدية بيروت ومحافظها زياد شبيب منذ العام الماضي. والإغلاق لم يتزامن مع حلٍّ بديل، في وقت ليس فيه من يراقب، فالمراقب وافق منذ البداية على إقامة مشروع مخالف للقوانين، لأنّ كلمة السرّ كانت، وما زالت، كلمة سياسية "زرقاء". واللافت أن البلدية والمحافظ تجاهلا معاً توصيات مصلحة الهندسة في بلدية بيروت بإزالة المشروع، بعد ان سجّلت جملة من المخالفات بحقه. وتكاملت التوصيات مع تقرير نقيب المهندسين جاد تابت الذي وثّق نحو ثماني مخالفات لقانون البناء. ونتيجة للفيضانات، ذكّر تابت يوم السبت 17 تشرين الثاني، بأنّ نقابة المهندسين "نبّهت منذ أكثر من سنة على مخالفة هذا المشروع لأنظمة وقوانين البناء وتشويهه لأحد أهم المواقع الطبيعية للعاصمة. ورفعنا صوتنا عاليا آنذاك مطالبين سعادة المحافظ بإتخاذ التدابير الضرورية لتطبيق القانون حفاظاً على المصلحة العامة. لكن لا حياة لمن تنادي. وبدلاً من أن تتحمل بلدية بيروت مسؤولياتها بإيقاف المشروع، سمحت بإنجازه كاملاً رغم المخالفات الجسيمة".

تقاذف المسؤوليات

يتخبّط رئيس بلدية بيروت جمال عيتاني والمحافظ شبيب، في محاولة لإبعاد التُهم عنهما وإيجاد شمّاعة لتعليق الأزمة عليها. ولأنّ إخفاء الأزمة لم يعد ممكناً، قرر شبيب (عبر أحد المتعهّدين) فتح المجرور بالقوة، وبمؤازرة شرطة البلدية. فيما إستفاقت وزارة الدولة لشؤون مكافحة الفساد على الأزمة التي تجاهلتها سابقاً، في محاولة لـ"لملمة" الفضيحة، إذ تقدّم الوزير نقولا تويني بإخبار لدى النيابة العامة التمييزية "للتثبت مما تفضّل به سعادة النائب جميل السيد لناحية تسبب مشروع إيدن باي بالأضرار في بيروت، ومما أشار إليه سعادة رئيس بلدية بيروت جمال عيتاني لجهة قيام أحدهم بإقفال مجرى مياه للصرف الصحي والسيول". وكان السيّد قد غرّد على موقع تويتر موجّهاً أصابع الإتهام الى عاشور وعيتاني وشبيب، وحمّلهما مسؤولية الأزمة، بعد تغاضيهما عن المخالفات التي إرتُكبت من أجل إقامة المشروع. وفي محاولة يائسة لإثبات الوجود، طلب تويني من تابت "وضع تقرير هندسي أولي ضمن الأصول القانونية المرعية الإجراء، على أن يتم إحالة هذا التقرير على الجهات القضائية المعنية". وهذا الطلب يعكس رفض السلطة السياسية إيقاف تنفيذ المشروع، وإستعادة حق الدولة في الأملاك العامة. فما تطلبه الوزارة موثّق ومنشور منذ العام الماضي في مختلف وسائل الإعلام، وهذا ما يحوّل رأي نقابة المهندسين حول المشروع الى إخبار للوزارة والقضاء وكل الجهات التي تدّعي حرصها على أملاك الدولة والمال العام، وإعادة الملف الى نقطة الصفر والدخول في متاهة تقديم التقارير ودراستها وعرضها على القضاء، يُكسب أصحاب المشروع وقتاً لتسوية أوضاعهم، وإعداد صفقات جديدة تحمي مشروعهم.

الأزمة ستستمر

مشروع الإيدن باي مشروع سياحي، ولن يرضى أصحابه بمنظر يشوّه معلَمَهم، وبالتالي "لن يقبلوا بإستمرار فتح المجرور المحاذي للمشروع"، وفق ما تقوله مصادر متابعة للموضوع. والرفض مُشرّع في عرف الحماية السياسية، التي أعطت الضوء الأخضر لعاشور للمباشرة بالبناء. وهنا تتساءل المصادر خلال حديث إلى "المدن"، عمّا إذا كان المحافظ "سيتراجع عن الموافقات التي أعطاها لأصحاب المشروع، أم انه سيكتفي بقرار فتح المجرور وإغداقه نحو البحر، والذي سرعان ما قد يُعاد إغلاقه بعد أن ينخفض زخم القضية إعلامياً". الإجابة برأي المصادر "سلبية"، لأن قرار شبيب نفسه "ليس بيده، فهناك من هو أعلى منه، ويغطّي عاشور. فإذا أردنا إيقاف الجريمة البيئية التي تُرتكب بحق لبنان، علينا حل الملف سياسياً، وهذا مستبعد". وتضيف المصادر أنه "من السذاجة ان يتساءل أحدٌ عن هذا المشروع وكأنه يسمع به لأول مرة، ومن الإستخفاف بعقول الناس أن تبادر البلدية والمحافظ إلى بحث أسباب الأزمة وطرق حلّها بعد موافقتهما على المشروع. والأغرب من كل ذلك، هو صمت القوى السياسية عن هذا المشروع منذ إنطلاقته، وهو ما يؤشّر الى إستمراره وإستمرار الأزمات المرتبطة به، ومنها فيضانات الصرف الصحي". وتلفت المصادر النظر إلى أن "أي محاولة لإعادة فتح المجرور، عليها أن تقترن بخطة هندسية علمية تحلّ الأزمة بطريقة صحيحة. وهو أمر مستبعد حتى اللحظة". تعقيدات القضية تنذر بصعوبة حلّها، فإزالة المشروع أمر غير وارد، وتغيير خط سير مجرور الصرف الصحي أمرٌ مكلف ومعقّد ويحتاج الى وقت. أمّا محاسبة المسؤولين عن أزمة الفيضانات، ومن خلفها الموافقة على مشروع مخالف، هي ضربٌ من ضروب الخيال في بلدٍ فيه الخصم والحكم طرفٌ واحد.

عذرٌ أقبح من ذنب

حمّل محافظ بيروت زياد شبيب، في مؤتمر صحافي يوم السبت 17 تشرين الثاني، أزمة فيضان مياه الصرفي الصحي، في منطقة الرملة البيضاء، إلى بلدية الغبيري التي "رفضت تشغيل محطة الضخّ في منطقة السلطان إبراهيم، والتي كان مجلس الإنماء والإعمار قد أنجزها وسلّمها للبلدية". كما حمّل شبيب جزءاً من المسؤولية إلى "القيّمين على مشروع الإيدن باي، الذين عمدوا إلى صب ممر الصرف الصحي بالإسمنت الخام، وفور إلتقاء الإسمنت بالمياه، تجمّد". ورَبَط محافظ بيروت خطوة بلدية الغبيري مع إقفال الممر، ليخلص إلى السبب الذي أدى لفيضان مياه الصرف الصحي. أمّا بلدية الغبيري، فأكدت أن ما قاله شبيب هو "إفتراء ومغالطات جوهرية"، وسترد لاحقاً في مؤتمر صحافي. وبالتوازي، عَرَض شبيب لتعديات على شبكة الصرف الصحي في شارع بلس، في منطقة الحمرا، عبر "أشغال غير مرخّصة أدت إلى فيضان، حيث دخلت المياه الآسنة إلى الأبنية السكنية، وإلى الجامعة الأميركية في بيروت". لكن شبيب لم ينتبه إلى أن عرضه لهذه المعلومات ليس سوى إدانة له قبل المعتدين، لأنه هو صاحب السلطة، وهو من عليه المراقبة، وتقع عليه المسؤولية، حين يغفل عن أشغال مخالفة ويشرّع أخرى. كما أن ما ذُكِر ليس وليد اللحظة، بل وليد أكثر من سنة ونصف، فأين كان المحافظ ومعلوماته؟. للأسف، كل هذه القضية تجعلنا قسراً ننحاز لتلك العبارات العنيفة التي قالها النائب بحق رئيس البلدية والمحافظ في آن واحد. 

 

جدها في «عاموديا»

سمير عطا الله/«الشرق الأوسط»/18 تشرين الثاني/18

التقينا على غداء في مزرعة المهندس ميسرة سكر، مجموعة ضيوف بينهم الرئيس فؤاد السنيورة. تقع المزرعة في بلدة «الجيّة» الساحلية وتبلغ مساحتها 120 ألف متر مربع. وقبل الغداء دعانا صاحبها إلى جولة في سيارة «غولف» كهربائية أقرب إلى باص صغير، تتسع للضيوف، وتغالب الطلعات الحادة، وتفوق سرعتها في النزول طيور المزرعة، الغريب منها والمألوف. كل شيء كان غير مألوف لي. بدا الأمر وكأنني أحضر فيلماً من أفلام الخيال العلمي. كان من عادتنا في الماضي البعيد، أن نمرَّ في «الجيّة» لكي نشتري من سهولها «الخس» بالجملة. نصف سكانها كانوا يقفون على الطرقات أيام العطلة وأمامهم أكداس خضراء حملوها من السهول القريبة. في مزرعة ميسرة سكر لا سهول ولا أتربة ولا فلاحة ولا أسمدة: قساطل أفقية بيضاء مثقوبة، وفي كل ثقب شتلة. وفي مساحة صغيرة من هذه القساطل النظيفة مثل مشكاك المناشف في الحمام، يقوم موسم يفوق 50 ضعفاً نتاج موسم مشابه في سهول الجية.

ولا أرض ولا عقار ولا جدران ولا حيطان. إنها مزارع المياه الجديدة. وفي هذه المزرعة تسعون في المائة مياه و10 في المائة تراب وفيتامين يشبه فيتامين الصيدليات. هذه هي الآن «الحدائق المعلقة» كما كانت تسمى جنائن بغداد في عصور الخلفاء. لا هدر في المياه ولا في المساحات ولا إرهاق في الحرث والعناية والقطاف. أقرأ دائماً في صحف مصر عن الشكوى من كميات المياه التي تذهب هدراً في سقاية الغمر. وعندنا في لبنان قضم الإسمنت المتوحش كل خضرة والغذاء والجمال، من دون أن تحُل مكانها، هذه «الزراعة الذكية» أو «الزراعة النظيفة» بلغة هذه الأيام، حيث تأخذ الآلة محل الإنسان والحيوان ومعلم الحساب وصالة الجراحة الطبية.

كنت ولا أزال أذهل أمام عجائب الخلق. وفي مساحة 100 متر من التراب، تستطيع أن تزرع ورداً وزهوراً وشجرة زيتون وشجرة تفاح ومسكبة نعناع وغيرها. الآن تُزرعُ أصناف معلقة في قسطل مياه. وتتكفل المياه إعطاء كل نبتة لونها وطعمها وغذاءها. وبدل الزراعة الأفقية أصبح الخيار والبندورة والكوسى يتدلى عمودياً بأحجام متساوية مثل طوابع البريد. وفي الإمكان أن تحول شرفة منزلك إلى حديقة صغيرة فيها جميع مكونات «السلطة» طوال العام. خطرت المزرعة العمودية سنة 1999 لأستاذ علوم البيئة ديكسون دي بومييه في نيويورك عندما وضع تلامذته مشروعاً لزرع مبنى من 30 طابقاً يمكنه تزويد 50 ألف نسمة بحاجاتهم من خضار كثير. غير أن صاحب الفكرة الأساسية كان جيلبرت ايليس بيلي العام 1915. وحلم دو بومييه بأن يطعم مانهاتن كلها من مزارع ناطحات السحاب. أما ضيوف ميسرة سكر فوجدوا في صناديق سياراتهم بعدما عادوا إلى منازلهم كميات من الخضار والفواكه الموضبة في علب كرتونية تشبه علب الثياب عند «لانفان».

 

خاشقجي: حين يصبح الموت سلعة

عبدالله بن بجاد العتيبي/«الشرق الأوسط»/18 تشرين الثاني/18

قضية مقتل جمال خاشقجي أوصلها البعض إلى أقصى الدنيا شرقاً وغرباً، وكان البعض يحسب أن ذلك بسبب بشاعة الجريمة أو محبة للمجني عليه، ولكن الذي أصبح واضحاً وجلياً أن الكثير ممن روّجوا لذلك من قناة «الجزيرة» وقطر وتركيا وغيرها إنما كانوا يسعون لجعل مقتله سلعة في سوق المزايدات السياسية ومحاولة لخلق أجواء تشبه تلك التي مرت أيام الربيع الأصولي العربي 2011. كم هي بشعة المتاجرة بدماء القتلى، فهي عنوان صارخ لانعدام الأخلاق والإنسانية، وهي لا تقل بشاعة عن عملية القتل نفسها، والأمر الواضح من البداية هو أن الهدف لم يكن معرفة الحقيقة بل استهداف المملكة العربية السعودية، واستهداف قيادتها واستقرارها ووحدتها وأمنها، وقد بذل الخصوم كل ما يملكون لتحقيق هذا الهدف، ولكنهم - كالعادة - عادوا بخفي حنين.

اكتشفت الدولة السعودية المكيدة مبكراً، وحرصت كدولة على الاهتمام الكامل بمصير مواطنها القتيل وسعت جهدها للكشف عن جميع الحقائق بشفافية عالية، وتسلمت النيابة العامة السعودية ملف القضية وباشرت التحقيق مع المتهمين بعد اعتقالهم وسعت للتعاون مع تركيا قدر المستطاع ولكنّ تركيا لم تستجب لثلاثة طلباتٍ سعودية للمساعدة على كشف أبعاد القضية لحساباتٍ خاصة بتركيا. يوم الخميس الماضي عقد المتحدث باسم النيابة العامة مؤتمراً صحافياً أوضح فيه أبعاداً مهمة وحقائق تكشّفت عن تفاصيل تلك الجريمة النكراء، وقد ظهرت الشفافية في أعلى مستوياتها، في قضية تستغرق مثيلاتها سنواتٍ من التحقيق والتمحيص وجمع المعلومات والحقائق، وهو يمثل نجاحاً للنيابة العامة السعودية في كشف أبعاد الجريمة ومحاسبة المسؤولين عنها والمشاركين فيها.

تصريحان صدرا الأسبوع الماضي يلقيان ضوءاً مهماً على هذه القضية؛ الأول لوزير الخارجية الفرنسي أكد فيه أن فرنسا لم تتسلم أي تسجيلاتٍ من تركيا على خلاف تصريحات الرئيس التركي، وأكد أن الأخير يلعب لعبة سياسية. أما التصريح الآخر فكان لمستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون بأنْ لا شيء لدى الأتراك يدين القيادة السعودية.

هذه القضية هي الشذوذ الذي يؤكد القاعدة في سياسة الدولة السعودية، فلم يُعرف عنها قط ملاحقة المعارضين في الخارج بأي شكلٍ من الأشكال، بل إن بعضهم مدانٌ بالمشاركة في محاولة اغتيال الملك عبد الله بن عبد العزيز حين كان ولياً للعهد مثل سعد الفقيه، ولم تتعرض له السعودية بأي أذى، ومن قبله شخصيات أخرى قامت السعودية بدعمهم في أواخر حياتهم ورعاية أسرهم مثل عبد الله القصيمي وعبد الرحمن منيف وغيرهما الكثير. الهجمة الشرسة وغير المنطقية التي صاحبت القضية في الإعلام الغربي أسقطت مصداقية الكثير من وسائله، حين تحوّلت إلى منصات اتهام وتلفيقٍ أكثر منها باحثة عن خبرٍ ولاهثة خلف معلومة، وهو ما جعلها مطية لأصحاب المصالح والعداوات، وإلا فكيف تفرد صحيفة مثل «واشنطن بوست» مساحة لصاحب أكبر سجلٍ في اعتقال الصحافيين على مستوى العالم ليتحدث فيها عن الحرية، وكيف تفرد مساحة لأحد أكبر الإرهابيين في اليمن ليدافع عن إرهابه! ثم تتعامل بخفة مع معلوماتٍ تتعلق بالسفير السعودي في واشنطن الأمير خالد بن سلمان، ما جعله يعلق لإيضاح الحقائق، ويطالب واشنطن بالكشف عما لديها إن كانت هذه الادعاءات صحيحة.

مثل هذه القضية المعقدة لا تتكشف خيوطها كاملة إلا بعد سنواتٍ طويلة، ولكنّ هذا لا يمنع على الإطلاق من إدانة مَن ثبتت إدانته بالأدلة من قِبل النيابة العامة والمحاكم المتخصصة في السعودية، ذلك إن المقتول مواطنٌ سعودي، والمشاركين في جريمة قتله مواطنون سعوديون، ومكان القتل أرضٌ سعودية، هذا في المسار الجنائي والقانوني الذي ينبغي أن تكون له الأولوية القصوى في الوصول إلى العدالة.

هناك قضايا كبرى في التاريخ الحديث قامت فيها اتهاماتٌ ومحاكماتٌ سياسية ثم ثبت لاحقاً أنها لم تكن بالوضوح الذي تم التعامل معها به، وأوضح مثالٍ على هذا قضية لوكيربي التي اتُّهم فيها العقيد معمر القذافي وتمت معاقبته وإجباره على دفع تعويضاتٍ مالية طائلة ثم كشفت الأيام عن دور إيراني مهمّ في تلك العملية لم يتم التطرق إليه سابقاً. على المستوى الجنائي تم إصدار كثيرٍ من الأحكام حول العالم ضد بعض المتهمين بجرائم قتل أو اغتصاب أو نحوها من الجرائم البشعة وتم تنفيذ الأحكام والزج بهم في السجون أو تنفيذ الإعدامات وبعد اكتشاف الـ«دي إن إيه» تمّت تبرئة بعضهم وإدانة آخرين لم تتوفر الأدلة القاطعة لإدانتهم سابقاً، بمعنى أن قضية بحجم قضية خاشقجي كانت فيها صراعاتٌ ومعلوماتٌ لم تتكشف بعد، لا أقصد الجانب الجنائي، بل الجانب السياسي والإعلامي لأطرافٍ سعت لتصعيد القضية لا بسبب أخلاقي أو إنساني بل لغرض المتاجرة بدم القتيل للإضرار بالسعودية. الأهم في نظر كاتب هذه السطور أن السعودية قد تجاوزت الأسوأ في هذه الأزمة، وأنها تعاملت معها بكل الشفافية الممكنة، وأنها تتابع تطوراتها بضمانة القيادة السياسية بإظهار الحقائق كافة، وبتخصص النيابة العامة في متابعة القضية وتفاصيلها وصولاً إلى المحاكمة العادلة وتنفيذ الأحكام الصادرة عن القضاء.

وأثبتت السعودية للعالم أجمع ولخصومها في المنطقة أنها دولة راسخة البنيان وشرعيتها ضاربة الأطناب في التاريخ والواقع، وأن اللُّحمة بين الشعب والقيادة واثقة العُرى وبخاصة حين يستهدفها الخصوم والأعداء. كما أثبتت لخصومها أنها صلبة العود، قوية الشكيمة، واقعية القرار، مستقبلية الرؤية والأهداف. وكذلك أثبتت للعالم ولخصومها أنها دولة قائدة ورائدة في المنطقة، فلا أحد قادرٌ على التصدي للمشروع الإيراني الطائفي الإرهابي إلا السعودية، ولا أحد قادرٌ على هزيمة الإرهاب والأصولية وتجفيف منابعهما إلا السعودية، وأن أسواق الطاقة العالمية تؤثر فيها السعودية بشكل كبيرٍ، وهي تستثمر مع الإمارات في أسواق الغاز، وهو مجال تدخله بقوة بعدما كانت لا تعيره كثيراً من الاهتمام لأسبابٍ معروفة. وقبل هذا وذاك هي بلاد الحرمين الشريفين وقِبلة المسلمين، وهي مهبط الوحي وفيها قبر الرسول الكريم، وهي عمود الخيمة العربية في هذا الوقت، وهي التي تقود حرباً ضد أذناب إيران في اليمن، وهي تواجه إيران في العراق وسوريا ولبنان، كما تواجهها في أكثر من قارة. أخيراً، سعى كثيرون لتسييس قضايا جنائية أو حقوقية أو إنسانية ضد السعودية، وفشلوا جميعاً وبقيت السعودية، وهذه القضية لم تكن الأولى ولن تكون الأخيرة.

 

طبيعة العلاقة مع أوروبا... هاجس بريطاني دائم

إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط»/18 تشرين الثاني/18

تعيش بريطانيا ساعات مثيرة، سواءً لجهة اختبار النيات أو امتحان الإرادات، مع وجود اقتناع عام بأن قيادة رئيسة الحكومة المحافظة تيريزا ماي فقدت الكثير من القدرة على التحكم بالأوضاع، وبالذات داخل حزبها. ماي، مثل سلفها ديفيد كاميرون، جاءت كمرشحة «توافق» بين الأجنحة الحزبية المتصارعة. وفي ظل الخلاف المبدئي المُستحكم والمُزمن داخل حزب المحافظين في شأن العلاقة مع أوروبا، وكذلك بين اليمين الآيديولوجي المتشدّد وبقايا التيار المعتدل الذي ورث توجه محافظي «الأمة الواحدة»، كان الحزب «يهرب» إلى زعيم رصيده السياسي الأهم... قلة عدد أعدائه لا أكثر ولا أقل. تاريخياً، خدم التوجه المطرد لحزب العمال نحو أقصى اليسار خلال سبعينات القرن الماضي، الزعيم المحافظ الوحيد غير «التوافقي» منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، وما كان ذلك الزعيم إلا... مارغريت ثاتشر.

وهنا، لا بأس من استرجاع شريط الأحداث. والتطرق إلى أمرين مهمين في فهم السياسة البريطانية: الأول هو أن السياسي الأقوى لا يضمن بالضرورة أن يصبح زعيماً للحزب ورئيساً للحكومة، وذلك لأنه كلما كان أقوى كانت له خصومات أكثر. والثاني، أن الظفر بـ«وسط» الساحة السياسية - في معظم الأحيان - يعطي فرصة أكبر لأي زعيم محافظ أو عمالي في كسب السلطة.

بعد نهاية تلك الحرب كان على رأس المحافظين وينستون تشرتشل. وفي الضفة المقابلة، كان كليمنت أتلي يقود حزب العمال في أول انتخابات عامة تجرى بعد الحرب. يومذاك كانت بريطانيا قد خرجت منهكة من حرب مدمّرة مكلفة، وكانت بُناها التحتية بحاجة إلى مَن يعيد ترميمها. كان المجتمع نفسه بحاجة إلى مَن يرممه، وفي مثل هذه الظروف تختلف مؤهلات صانع الانتصارات في الحروب مثل تشرتشل... عن صانع المؤسسات بعد صمت المدافع مثل أتلي.

أتلي، الزعيم العمالي الهادئ والعاقل، باشر إنشاء مؤسسات «شبكة الأمان الاجتماعي»، وفي طليعتها الضمان الصحي عبر «الخدمة الصحية الوطنية»، بالإضافة إلى مشاريع التشغيل ومكافحة البطالة وحقوق النقابات. وهذا بالضبط ما كان المجتمع الجريح بحاجة إليه.

الحزبان مرا بمحطات مفصلية مهمة على صعيدي التفكير الآيديولوجي ورسم أولويات السياسات المصلحية داخلياً وخارجياً. كذلك عاش الحزبان في ظل قيادات قوية منها ما نجح في دفع أولوياته إلى حيز التنفيذ، وقيادات توافقية لتفادي الانقسام الداخلي.

ريتشارد بتلر في حزب المحافظين، ودينيس هيلي في حزب العمال، كانا سياسييْن من طراز نادر لكن التوجهات الآيديولوجية والمصالح السياسية حالت دون تولي أي منهما زعامة حزبه أو الوصول لرئاسة الحكومة. في المقابل، تولى ساسة دفة القيادة إما لأن الظروف كانت مواتية للتيارات التي دعمتهما أو لأنهما اعتبرا خياراً آمناً لا يشكل تحدياً أو خطراً أو يؤدي لانقسام للحزب. أما فيما يخص الموضوع الأوروبي، فإن بريطانيا صارت عضواً فيما غدا الاتحاد الأوروبي في عهد رئيس الوزراء المحافظ المعتدل إدوارد هيث، الذي حكم بين 1970 و1974. وبعدما استعاد رئيس الوزراء العمالي السابق هارولد ويلسون الحكم (سبق له تولي رئاسة الحكومة بين 1963 و1970) أكدت بريطانيا رغبتها في البقاء ضمن الأسرة الأوروبية في استفتاء عقد في أول يونيو (حزيران) 1975. وبصفة عامة، كان معتدلو الحزبين الكبيرين، المحافظون والعمال، مع الفكرة الأوروبية بينما كان متشددو الحزبين يميناً ويساراً يتحفّظون عليها. فاليمين المحافظ كان متشدداً في «قوميته» وميله لاقتصاد السوق الحر، وفي المقابل، كان اليسار العمالي يعتبر فكرة السوق الأوروبية المشتركة فكرة يمينية رأسمالية في خدمة البورجوازية والكتل المالية الكبرى.

هزيمة هيث أمام ويلسون في انتخابات عام 1974، فتحت باب الصراع لخلافة داخل حزب المحافظين بين التيار المعتدل بقيادة وليم وايتلو والتيار المتشدد الذي اختار قائده «الآيديولوجي» السير كيث جوزيف أن يرشح مارغريت ثاتشر. وبالفعل فازت ثاتشر، وبدأ ميل المحافظين نحو اليمين أكثر فأكثر، بينما كان العمال بدورهم يزحفون نحو اليسار أكثر فأكثر.

انتخابات ربيع 1979 فازت بها ثاتشر، وباشرت «ثورتها اليمينية» مستقوية لاحقاً بصعود «الريغانية» في أميركا ومستفيدة من ترهّل القيادة في الاتحاد السوفياتي. ثم بفضل «حرب الفولكلاند» عام 1982 وانزلاق العمال بصورة انتحارية نحو أقصى اليسار، عزّزت موقعها السياسي بنصر انتخابي كاسح عام 1983، وثالث عام 1987. غير أن الموضوع الأوروبي ظل مسألة خلافية داخل حزب المحافظين. ذلك أن ثاتشر كانت تؤمن كلياً بالتكامل مع واشنطن ولو على حساب علاقات بريطانيا مع أوروبا ومجموعة دول الكومنولث، في حين كان هناك تيار قوي داخل الحزب بين قادته وزير الدفاع السابق مايكل هيزلتاين متحمّساً جداً للتكامل الأوروبي. وبالتالي، من المفارقات اللافتة أن الشكوى من تدفّق العمالة الرخيصة على بريطانيا من دول أوروبا الشرقية (الشيوعية سابقاً) - التي تشكل عنصراً أساسياً من منطق الخروج من أوروبا (البريكست) - تصدر اليوم عن تيار الثاتشريين اليمينيين الذين كانوا بالأمس الأشد حماسة لضم دول أوروبا الشرقية بهدف «إضعاف» مفهوم التكامل الأوروبي و«تخفيف» ثقل ألمانيا وفرنسا المركزي فيه! بالنسبة لحزب العمال، لا يختلف الوضع كثيراً. فمعتدلو الحزب ويمينيوه يرون قواسم آيديولوجية مشتركة عديدة بينهم وبين اليسار الأوروبي المعتدل، لا سيما، بعد تراجع قوة العلاقات التقليدية مع الكومنولث... وخلال فترات جنوح واشنطن نحو الجمهوريين. غير أن يسار الحزب وقواعده الشعبية، وفي مقدمها العمال غير المهرة، انضموا إلى المد الانعزالي والحمائي المناوئ للعولمة. ومن ثم، صوّت قطاع واسع من الناخبين اليساريين تقليدياً مع اليمين الانعزالي - بل وحتى العنصري - لصالح الخروج من أوروبا في استفتاء 2016. اليوم، ما تسعى إليه تيريزا ماي حقاً هو «إدارة أزمة» أمام خلفية انقسام حادٍ ومزمن لن يزول في المستقبل المنظور، ولكنها تواجه تيارين، أحدهما يرى أن أي ثمن للخروج مقبول، والثاني أن فكرة الخروج كانت مغامرة خاطئة. وفي الوقت نفسه هناك قيادة عمالية دوغماتية متشددة، تخيف قناعاتها كثيرين... بمن فيهم نسبة لا بأس بها من مناصري حزب العمال.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

باسيل من أمام لوحة الجلاء: نريد حكومة وحدة وطنية تحافظ على الدولة ولا تربطها بأي مسار خارجي والعهد مستمر حتى يتحقق ذلك

الأحد 18 تشرين الثاني 2018 /وطنية - نظم "التيار الوطني الحر" مسيرة بمناسبة عيد الاستقلال، بدأت منذ التاسعة صباحا، وطافت الطرق الداخلية للمنطقة الواقعة بين بلدتي قرنة الحمرا وزكريت وصولا إلى نهر الكلب، حيث يجتمع قضاءا كسروان والمتن.

شارك في المسيرة رئيس التيار الوزير جبران باسيل، نائب كسروان- الفتوح روجيه عازار، نائب المتن إدغار معلوف، منسق المتن عبدو لطيف، المرشحة السابقة للانتخابات كورين الأشقر، رؤساء وأعضاء جمعيات وهيئات تابعة للتيار وعدد كبير من المواطنين حزبيين وغير حزبيين.

ولدى وصول المسيرة إلى لوحة الجلاء عند نهر الكلب، ألقى الشاعر حبيب يونس كلمة جسد فيها أهمية هذا المكان ومعناه عبر التاريخ.

باسيل

ثم ألقى باسيل كلمة، فقال: "دخلنا منطقة نهر الكلب ورأينا جزءا من تاريخنا وأهميته وطبيعته وتراثنا، أتمنى وأتكل على نواب المتن وكسروان الحفاظ على هذا النهر وتنميته وإنشاء سياحة دينية وأثرية وبيئية، والأهم اليوم سياحية استقلالية، لأنه يجب على طلابنا وشبابنا، أن يأتوا لزيارة هذا المكان ورؤية هذه اللوحات الأثرية، لأن متحف الاستقلال مفتوح للناس في الطبيعة، يراجع فيه التاريخ، ويعرف شبابنا أنه من أيام الفراعنةإلى كل الحقبات الدستورية والبيزنطية والعثمانية والفرنسية والإسرائيلية والسورية، وجميع من أتى إلى هذه الأرض، رحل ونحن ما زلنا باقين، هم يذهبون ونحن باقون، الصخور الباقية". أضاف: "نحن التيار الوطني الحر، صخرة لبنان، ونحن صخرة الاستقلال، ونحن من يبقى، لأن فكرنا هو فكر الصخرة عندما نواجه لاستقلال لبنان، وفكرنا هو فكر الجسر عندما نريد جمع اللبنانيين بوحدتنا الوطنية، نحافظ على الاستقلال، الذي خسرناه مرات عدة، لأننا لم ندفع ثمنه، ولم نعرف أن ندافع عنه، وهذه المرة دفعنا ثمنه دماء وشهداء، وعلينا أن نحافظ عليه لبناء الدولة، التي تحفظنا وتحمينا، ويجب أن يكون لدينا مشروع لا يغلبه شيء آخر إلا بناء الدولة". وتابع: "أنتم ترون الأعداء في الخارج والداخل، ولا يتمنون وجود الدولة، ومع عقلنا المستقل، نريد أن نضع حكومة تحافظ على الدولة وعلى وحدتنا الوطنية، ومن واجبنا أن نقوم بهذا العمل من منطلق استقلالنا، لأننا لا نربط حكومتنا بأي مسار خارجي لا هنا ولا هناك، ولا بأي انتظار أو رهان خارجي، الرهان فقط هو على استقلالنا، وإن شاء الله نلتقي كلبنانيين على لبنان، ونشكل الحكومة الوحدة الوطنية". وختم "إلى أن يتحقق ذلك، فإن العهد مستمر والتيار على العهد، بأن يكمل المسيرة مهما كانت الصعاب، التي سنتخطاها ونكمل، ولأننا أولاد الاستقلال وهذه الصخور، قررنا أن نقيم المقر العام للتيار الوطني الحر على صخرة عالية في نهر الكلب، صخرة الاستقلال يبدأ العمل في سنة 2019، ويبقى معنا على الدوام مع لبنان".

 

السيد لباسيل: اللوحة الوحيدة التي تحظى بإجماع وطني هي عن انسحاب الإحتلال الإسرائيلي عام 2000 وهزيمة الإرهاب في 2017

الأحد 18 تشرين الثاني 2018 /وطنية - علق النائب اللواء جميل السيد، على كلام رئيس "التيار الوطني الحر" الوزير جبران باسيل، أمام لوحة الجلاء في نهر الكلب اليوم، بتغريدتين عبر حسابه على "تويتر"، قال في الأولى منهما: "باسيل أمام لوحة الجلاء في نهر الكلب: نطلب من نواب كسروان الإستئذان لوضع لوحة عن إنسحاب سوريا من لبنان!  ليس لدينا تعليق إن كان كلامه كرئيس للتيار لكن إن كان كوزير خارجية يلتزم بإتفاق الطائف، فعليه تعديل الطائف الذي لا يعتبر الوجود السوري إحتلالا ثم يضع بعد ذلك اللوحة التي يريدها!".

وأضاف في التغريدة الثانية: "اللوحة الوحيدة التي تحظى بإجماع وطني هي عن انسحاب الإحتلال الإسرائيلي عام 2000 وهزيمة الإرهاب في 2017 من الجيش اللبناني والمقاومة! غير ذلك، السوري غادر عام 2005 بعد إغتيال الحريري وضغوط دولية وإنقسام لبناني، وعلينا أن نرى ماذا فعل زعماء لبنان ببلدهم منذ 2005 إلى اليوم! ذبحوه...". وكان باسيل قد قال من أمام لوحة الجلاء في نهر الكلب: "نطلب من نواب كسروان أخذ الإذن اللازم لوضع لوحة عن الإنسحاب السوري من لبنان، فهكذا ننسجم مع تاريخنا لأننا ناضلنا حين كان النضال واجبا وصالحنا عندما حان وقت المصالحة".

 

نقولا ردا على السيد: الجيش السوري لم يعد شرعيا منذ 1982 والطائف لم يشرع وجوده

الأحد 18 تشرين الثاني 2018 /وطنية - رد النائب السابق نبيل نقولا، في بيان، على "سؤال النائب جميل السيد بخصوص طلب رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل من نواب وهيئات التيار الوطني الحر في قضائي كسروان والمتن، أخذ الأذونات لوضع لوحة تؤرخ تاريخ انسحاب الجيش السوري ع صخرة نهر الكلب، إن كان يتحدث باسم التيار الوطني الحر، أو وزير خارجية لبنان..!!"، بالقول: "نذكر الصديق جميل السيد، بجملة أحداث تاريخية:

1- الجيش السوري لم يعد وجوده شرعيا في لبنان منذ عام 1982، بعد أن طلب رئيس الجمهورية آنذاك الياس سركيس من الجامعة العربية خروج الجيش السوري من لبنان.

2- أعاد رئيس الحكومة الإنتقالية العماد ميشال عون في العام 1988، طلب إنسحاب الجيش السوري من لبنان، الذي كانت سببا لإندلاع حرب التحرير.

أما بخصوص إتفاق الطائف، فنؤكد عدم ملاحظة الإتفاق أي تشريع للوجود السوري في لبنان، وسبب رفض العماد عون هو الإلتباس- الفاصلة- حول عدم وضوح إنسحابه من لبنان، إذ تحدث عن إنسحاب القوات السورية الى البقاع خلال سنتين، ومن ثم الإنسحاب النهائي. من دون ذكر وقت للإنسحاب النهائي من هناك. فاقتضى التوضيح".

 

 الراعي غادر إلى الأعتاب الرسولية: نحن من طلب هذه الزيارة الإيمانية فيما البعض يؤلف أشياء بعيدة من الحقيقة

الأحد 18 تشرين الثاني 2018 /وطنية - غادر البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت، صباح اليوم، متوجها الى روما في زيارة للأعتاب الرسولية في الفاتيكان، يرافقه وفد من مجلس المطارنة ومدير مكتب الإعلام والبروتوكول في الصرح البطريرك وليد غياض. كان في وداعه في المطار ممثل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الوزير في حكومة تصريف الأعمال سيزار ابي خليل وقائد جهاز أمن المطار العميد جورج ضومط ورئيس مكتب جبل لبنان في المخابرات العميد كليمان سعد.

وقبيل مغادرته المطار حيث أقيمت له مراسم وداع رسمية من ثلة لقوى الأمن الداخلي، شكر الراعي لرئيس الجمهورية إيفاده ابي خليل لتمثيله في وداعه. وتحدث الى الإعلاميين قائلا: "نحن اليوم سعداء بأننا نقوم اليوم بزيارة الأعتاب الرسولية التي طلبناها منذ شهر حزيران من العام 2011، والجميع يعرف بأن قداسة البابا سيستقبل مطارنة العالم مقسمين الى فئات مع عمله العادي، وحتى يصل الدور هذا يحتاج الى وقت". وعن اللقاء، قال: "كالعادة كل خمس سنوات، كل مطران يعد تقريرا بحسب النموذج المعطى من الفاتيكان، ويتم تلخيصه ويذهب الى الدوائر في الفاتيكان عند قداسة البابا ليعرف حقيقة الواقع. سيكون لنا لقاء الثلثاء المقبل مع قداسة البابا وسنقوم بعرض عن الكنيسة المارونية، ويكون لدى قداسته معلومات، فيلقي كلمة ويتحدث معنا ويتعرف علينا لمدة ساعة أو أكثر. أما برامجنا فهي زيارة أمانة سر الدولة وكل المجامع والمجالس الحبرية. إذا، كل هذا الأسبوع مواعيد متواصلة ومن خلالها يصبح هناك تعارف، ويطلع الجميع على عمل المجامع ومن ثم نقدس سوية على ضريح مار بطرس حيث نجدد إيماننا مع بعضنا. ويصادف هذا الإسبوع ذكرى الاستقلال وسنشارك بالاستقبالين اللذين حضرتهما السفارتين لدى الفاتيكان والدولة الإيطالية". أضاف: "نحن في روما لن ننسى وطننا الحبيب في صلاتنا وتفكيرنا وحديثنا مع قداسة البابا وكل المسؤولين الذين سيسألوننا السؤال المطروح عند كل الناس، لماذا لا توجد حكومة بعد في لبنان؟ نحن نقول إن شاء الله، ونطلب ونلتمس ونشجع ولا يوجد لزوم للتأخير. طبعا، نحن هناك نقول يوجد مشاكل وستحل، ولكن ما نقوله للبنانيين والمسؤولين في لبنان هو أن البلد لم يعد باستطاعته تحمل هذا الشكل من التسويف في هذا الموضوع. نتمنى النجاح لمهمة الوزير جبران باسيل ممثلا من رئيس الجمهورية للقيام بلقاءات مع المسؤولين اللبنانيين، ونتأمل خيرا مع الإرادات الطيبة حتى يستطيع اللبنانيون التخلص من هذه المشكلة ونصل الى عيد الاستقلال وعندنا حكومة، إذ لا يجوز أن يكفر الشعب اللبناني بوطنه كل يوم، لأن هذا الوطن أعطاني هوية وثقافة وقيمة وتاريخ وهذه مسؤولية السياسيين".

وعن تحميل زيارة البطريرك مع المطارنة روما أقاويل وشائعات قال الراعي: "بعض اللبنانيين يحملون الأشياء، وأنا كنت أقول ان اللبناني يقرأ ما هو ممحي والآن أقول ان اللبناني يقرأ ما هو غير مكتوب. نحن نقول فقط الحقيقة وهم يؤلفون ويقولون أشياء بعيدة من الحقيقة التي نقولها ولا نقول غيرها". وكرر الراعي ان "قداسة البابا في هذه الزيارة يستقبل كل مطارنة العالم وهو رأس الأساقفة ورأس الكنيسة، وهذه الزيارة الى الأعتاب الرسولية هي زيارة إيمانية الى قبر الرسولين بطرس وبولس لذلك نقول زيارة الأعتاب، ونحن من نطلب من قداسته هذه الزيارة".

وعن المصالحة التي احتضنتها بكركي الاسبوع الماضي بين رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، قال: "أنا في الحقيقة أريد أن أحييهما وأهنىء الوزير والنائب السابق سليمان فرنجية والدكتور سمير جعجع على الخطوة التي قاما بها لان المصالحة عمل كبير. الخلاف بسيط لأننا ممكن أن نختلف على عدة أمور ولكن عظمة الأمور هي المصالحة وطي الصفحة حتى نمشي الى الأمام. البلد لا يستطيع أن يكمل بدون مصالحات ووحدة داخلية، ونتأمل أن تشمل هذه المصالحة كل الأفرقاء وكل اللبنانيين حتى ينعم لبنان بالثقة وفرح التآخي لكي ينطلق الى الأمام وهذا هو ما نصلي من أجله، وإلا البلد لا يستطيع الاستمرار إذا بقينا على الخلافات". وأشار الى ان "المصالحة المقبلة يجب أن تكون بين من هم مختلفون مع بعضهم في البلد"، مشددا على كلمة "الثقة بين اللبنانيين، وألا نطعن بعضنا البعض ونبتعد عن الأمور السلبية. نحن بحاجة الى الثقة، فهذا التراشق والإساءات عبر الإعلام أمر لا يجوز، وهذا معناه اننا من الداخل غير مرتاحين، لذلك سواء في الحكومة أو في المجلس النيابي الامور لا تمشي إذ لا توجد ثقة، أكثر مما هي مصالحة". وعن التقارير الدولية التي تحذر من الاوضاع الإقتصادية في لبنان قال: "من لا يعرف بعد اننا أصبحنا في حال اقتصادية ومعيشية خطيرة جدا؟ المسؤولون والوزراء والنواب والبنك الدولي وكل اللبنانيين يقولون ذلك، والشعب كما يقول المثل "أكلها بالعتيقة". لا يجوز على السياسيين في لبنان أن يستمروا بهذا النوع من التعاطي والإهمال لتشكيل حكومة يجب أن تتحمل مسؤوليتها وتقوم بالإصلاحات اللازمة التي طلبها مؤتمر "سيدر" وتباشر بالنهوض الاقتصادي والاجتماعي. من غير المعقول أن نقول فقط تعبيرا أكاديميا إن الاقتصاد خربان وثلث الشعب تحت مستوى الفقر وثلث قوانا الحية تعيش في ظل البطالة. هذا كلام خطير جدا وليس كلاما أكاديميا فقط، وعليهم أن يقولوا كفى للمصالح الخاصة والحسابات الخاصة والفئوية والتحجر بالمواقف".

وخلال وجوده في صالون الشرف في المطار اتصل الراعي برئيس الجمهورية وأطلعه على أجواء زيارته روما، متمنيا له أن يكون تشكيل الحكومة هدية اللبنانيين في عيد الاستقلال.

 

جعجع خلال مؤتمر مقاطعة اميركاالشمالية: مسألة تمثيل سنة 8 اذار مفتعلة ومن الصعب التكهن بما ستؤول اليه الامور في مسألة التأليف

الأحد 18 تشرين الثاني 2018 /وطنية - أكد رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع أن "الجمهورية الإسلامية في إيران في وضع دفاعي على مستوى المنطقة للمرة الأولى منذ 40 عاما حيث أن المواجهة جدية وتأخذ حدودها القصوى والجميع يرى كيف تتدرج من مرحلة إلى أخرى، إلا أن الإيرانيين حاولوا قدر الإمكان التخفيف من وقعها وفرملتها ولكنهم لم يتمكنوا من ذلك، وقد أيقنوا بعد فرض العقوبات الأميركية في 4 تشرين الثاني مدى جدية الولايات المتحدة الأميركية في هذه المواجهة وعندها قرروا استجماع ما يمكنهم من أوراق على مستوى الشرق الأوسط من أجل مواجهة الضغط الأميركي الكبير الممارس عليهم، لذا فالتصعيد الذي رأيناه في غزة وما شهدناه من عرقلة للحكومة العراقية بعد تأليفها وما نشهده اليوم من تعطيل لتأليف الحكومة في لبنان يأتي في هذا السياق وليس أي سياق آخر".

كلام جعجع جاء خلال كلمة مباشرة ألقاها عبر "Skype" خلال مؤتمر مقاطعة أميركا الشمالية في حزب "القوات اللبنانية"، الذي حضره عضو تكتل "الجمهورية القوية" النائب زياد الحواط، الأمينة العامة للحزب الدكتورة شانتال سركيس، الامين المساعد لشؤون الإنتشار مارون سويدي ومستشار الرئيس لشؤون الإنتشار أنطوان بارد. وشدد جعجع على أن "مسألة تمثيل سنة 8 آذار مفتعلة ويمكن تبيان ذلك بمجرد مراجعة شريط الإستشارات النيابية حيث حضر كل نائب من بينهم مع كتلته النيابية الحقيقية، والسؤال الذي يطرح نفسه اليوم لماذا لم يحضروا الإستشارات ككتلة واحدة؟ إلا أن الجواب واضح وهو أنه لا وجود لكتلة مماثلة أو لفريق إسمه سنة 8 آذار وإنما تم استجماعهم في الأشهر القليلة الماضية كورقة لإستعمالها في الوقت المناسب".  واشار إلى أن "من يشكل الحكومة هما الرئيس المكلف بالتشاور مع رئيس الجمهورية وهما قادران على الإستنساب وهذا حق أعطاهما إياه الدستور وإنطلاقا من هذا الإستنساب يحصلان على النتيجة في مجلس النواب إما بنيل الحكومة الثقة أم لا، لذا للرئيس المكلف ورئيس الجمهورية مطلق الحرية في اتخاذ القرار بتمثيل هؤلاء في الحكومة أم لا وهذا الأمر لا يمكن فرضه من قبل أي طرف".

ورأى جعجع أنه "من الصعب التكهن بما ستؤول إليه الأمور في مسألة تأليف الحكومة باعتبار أنها لم تعد مرتبطة بحسابات أو عوامل داخلية يمكن تقدير منحاها وإنما ترتبط بتقدير إيران للأمور التي إن رأت أنها مستفيدة من التعطيل فمن الممكن أن يستمر لعدة أشهر إلا أنها إذا رأت أنه يؤثر سلبا عليها أو أنها لن تتمكن من استثماره في السياسة فعندها ستفرج عنه لتتألف الحكومة".

ولفت جعجع إلى أن "ما شهدناه منذ يومين في بكركي كان ختما لآخر جرح نازف من جروح الحرب ويجب أن تكونوا فخورين بأنكم شهدتم خلال عشر سنوات على ختم جميع الجروح التي خلفتها الحرب والتي كان من المفترض أن تختم خلال السنتين اللتين أعقبتا إنتهائها إلا أنه وللأسف فقد وضعت سلطة الوصاية في حينه كامل جهدها من أجل الإبقاء على هذه الجروح مفتوحة، لا بل عملت جاهدة على نكئها وتوسيعها من أجل الإبقاء على سلطتها في لبنان إلا أننا اليوم يمكن أن نقول إن باستطاعتنا التفرغ للتطلع إلى المستقبل بغية تحقيق لبنان الذي نحلم به".

وتابع: "إن مشروعنا واحد إلا أنه بجوانب متعددة فبعد أن كنا نعطي وقتنا كاملاً للعمل على السيادة والحرية والإستقلال في لبنان، فقد أصبح علينا اليوم وبالإضافة إلى ذلك، العمل على الوجه الآخر وهو مكافحة سوء الإدارة في الدولة اللبنانية والفساد المستشري فيها وتجربتنا في هذا المجال في العامين المنصرمين كانت مشرفة وناجحة جداً حيث تمكنا من إظهار صورتنا الحقيقية كفريق ناصع البياض وزراؤه ونوابه رجال دولة يتصرفون بكل وعي وشفافية واستقامة وهذه الصورة الجميلة تحتم علينا العمل بجهد من أجل تحملها بالشكل المطلوب، فكما حملنا ولا نزال نحمل هم السيادة والحرية والإستقلال منذ 30 عاماً علينا اليوم حمل هم إضافي وهو حسن إدارة الدولة على مدى الأعوام القادمة لأنه لا يمكن الوصول إلى دولة حرة سيدة مستقلة من دون أن يكون لهذه الدولة إدارة رشيدة خالية من الفساد".

وتطرق جعجع خلال كلمته لوضع حزب "القوات اللبنانية" الراهن إن على صعيد الثقل السياسي والدور الوطني الكبير الذي يلعبه على الساحة السياسية الداخلية أو على الصعيد التنظيمي الداخلي، وأكد أن "الحزب يمر في واحدة من أفضل المراحل في تاريخه على هذين الصعيدين حيث أن ثقله السياسي في هذه المرحلة يشابه تماما ثقله ما بعد انتخاب الرئيس الشهيد بشير الجميل رئيسا للجمهورية ويحوز بقبول شعبي عارم من مختلف أطياف المجتمع اللبناني وهذا الأمر يمكن أن يظهر جليا بمقارنة بسيطة ما بين ال2005 وال2018".

وأشار إلى أن "هذا الأمر مرده للعمل والجهد الذي بذله رفاقنا في الحزب على المستويات كافة في لبنان وبلاد الإنتشار إلا أن وضعنا الراهن يتطلب منا اليوم العمل بجهد أكبر باعتبار أن الوصول إلى القمة مهم إلا أن الأهم هو البقاء عليها والتقدم بشكل مستمر فالدور السياسي الذي أوكلنا به الناس في الإنتخابات النيابية الأخيرة والمسؤوليات الملقاة على كاهلنا جراء هذا الدور تتطلب منا العمل بمسؤولية أكبر، وقد ترجم هذا الأمر بشكل واضح في الإنتخابات الطالبية الأخيرة حيث تمكن الحزب من استقطاب أكثرية أصوات الشباب ما مكنه من الفوز في جميع المعارك الإنتخابية التي خاضها على هذا الصعيد". وختم جعجع: "إن حزب القوات اللبنانية هو المواجه الأول لأعداء لبنان الذين يعتبرون أنه قادر على عرقلة مسيرتهم لذلك يضعون كل جهدهم في محاولة تشويه صورته وعرقلة مسيرة تقدمه ولكن بالرغم من كل هذه الجهود تمكنا من تخطي جميع العقبات والحواجز لنكون الفريق الأكثر بياضا في لبنان إن من ناحية الصورة أو العمل أو المستقبل".

 

الياس المر بافتتاح الجمعية العامة للانتربول في دبي: لن نسمح للارهاب أن ينتصر ولا للمنظمات الإجرامية أن تكسر الأمن وتهدد الناس في أي مكان في العالم

الأحد 18 تشرين الثاني 2018 /وطنية - أكد رئيس مؤسسة الإنتربول الوزير السابق إلياس المر، أن "لا خيار أمامنا جميعا، إلا أن نهزم الإرهابيين والمجرمين". وقال: "لن نسمح للتهديد الإرهابي أن يتحول خطرا إرهابيا نوويا غدا، ولننتظر حتى يمتلك الإرهابيون أسلحة بيولوجية، أو إشعاعية، أو كيماوية، ولنترك لهم فرصة لاستغلال الذكاء الاصطناعي في عملياتهم الإجرامية". جاء ذلك في افتتاح أعمال الدورة 87 للجمعية العامة للانتربول، في إمارة دبي في دولة الإمارات العربية المتحدة، برعاية وحضور نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ونائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الإماراتي الفريق الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، الأمين العام لمنظمة الإنتربول يورغن ستوك، بالإضافة إلى مشاركة 1000 مسؤول من 173 دولة، بينهم 40 وزير داخلية وعدل وقائد جهاز أمن وشرطة من كل أنحاء العالم، ومن لبنان شارك المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان على رأس وفد.

آل نهيان

وألقى وزير الداخلية الإماراتي آل نهيان كلمة الافتتاح، فقال: "إن مؤتمر الإنتربول الأول، الذي انعقد في موناكو قبل 104 سنوات، شدد على أن هدف المؤسسة، هو جعل العالم أكثر أمانا واستقرارا"، لافتا إلى أن "مؤسسة الإنتربول ساهمت في العام 2017 وحده، في تكوين قاعدة بيانات كبيرة، تم من خلالها تحديد أكثر من 40 ألف إرهابي، و5600 شخص متورط في قضايا الاستغلال الجنسي للأطفال، كما تم التعرف على 118 ألف مركبة مسروقة".

المر

من جهته، استهل المر كلمته، بالقول: "إن اجتماعكم اليوم، كقادة للاجهزة الأمنية في العالم، هو في حد ذاته رسالة قوية وحازمة، بأننا لن نسمح للارهاب مهما تمادى، أن ينتصر، ولن نسمح للمنظمات الإجرامية مهما اشتدت، أن تكسر الأمن وتهدد حياة الناس في أي مكان في العالم".

أضاف: "خمس سنوات مضت على ثقتكم الغالية، التي شرفتموني بمنحها في رئاسة مؤسسة الإنتربول، عملنا خلالها، على 3 مسارات رئيسية، هي:

1- تثبيت الأسس المتينة للمؤسسة.

2- بناء الشراكات الاستراتيجية مع الدول والحكومات والقطاع الخاص.

3- دعم الإنتربول وتنمية قدراته وتطوير أدواته وبرامجه الأمنية العالمية".

وتابع: "خلال السنوات الماضية، بنينا شراكة مثمرة وتعاونا ممتازا مع المنظمة وأمينها العام السيد يورغان ستوك، الذي حقق ويحقق إنجازات كبيرة، إن على صعيد التنظيم الداخلي للانتربول ورؤيته واستراتيجياته، أم على صعيد ابتكار أحدث البرامج الأمنية العالمية، أم في مجالات مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة. معا، وأعني مؤسسة الإنتربول، ومنظمة الإنتربول بشخص الأمين العام السيد ستوك، لدينا خريطة طريق لتحديث دور الإنتربول وقدراته، وبلورة رؤية استراتيجية أوسع، تضم احتياجات الدول والمجتمعات، في تجربة نموذجية وفريدة في العالم".

وأردف: "هنا لا بد لنا أن نشكر الدور التاريخي لدولة الإمارات العربية المتحدة، في دعمها الإنتربول في إطار شراكة استراتيجية وخطة طموحة، تمتد على مدى خمس سنوات، وتشمل إطلاق سبعة برامج أمنية عالمية هي الأكثر تطورا. وبالفعل، فقد استفاد أكثر من 180 دولة، من هذه البرامج منذ إطلاقها في آذار 2017، كما تم تدريب أكثر من 1250 ضابطا وخبيرا، ونفذت 13 عملية أمنية دولية، شارك فيها أكثر من 58 ألف ضابط ورجل أمن، وأدت إلى ضبط 25 مليون دواء غير مشروع ومقلد، ومئات الأطنان من الأغذية والمشروبات المقلدة والخطرة، والمخدرات".

واستطرد: "إن دعم دولة الإمارات لبرامج الإنتربول في مكافحة الإرهاب، والجريمة السيبرية، والتراث الثقافي، والمجتمعات المعرضة للخطر، والجريمة المتصلة بالمركبات، ومكافحة المخدرات، والسلع غير المشروعة، يؤكد التزام دولة الإمارات العربية المتحدة، بضمان أمن المجتمع الدولي وسلامته".

وقال: "إسمحوا لي بالمناسبة، أن نحيي معا دور الإمارات وقيادتها الحكيمة، وفي مقدمتهم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، هذا الرجل الحكيم صاحب الرؤية الاستراتيجية، الذي استشرف المستقبل وبادر إلى دعم جهودنا، حرصا من سموه على تحصين الأمن العالمي".

وأكد: "لا خيار أمامنا جميعا، إلا أن نهزم الإرهابيين والمجرمين. لن نسمح للتهديد الإرهابي أن يتحول خطرا إرهابيا نوويا غدا، ولن ننتظر حتى يمتلك الإرهابيون أسلحة بيولوجيةأو إشعاعية أو كيماوية، ولن نترك لهم فرصة لاستغلال الذكاء الاصطناعي في عملياتهم اإجرامية".

وخاطب الحضور بالقول: "كما تعلمون، وأنتم قادة الأمن في العالم، أن هذه المخاطر أصبحت أمرا واقعا، وتحتاج إلى تحرك عالمي شامل لمواجهتها، وإلى تعاون وثيق بين الدول ال 192 والإنتربول، من أجل منع الإرهابيين والمجرمين من اكتساب الأدوات التكنولوجية الحديثة، والذكاء الاصطناعي، وفي المقابل من أجل تعزيز إمكانات أجهزة الأمن والشرطة والقضاء، وبناء قدراتها، وتطوير تقنيات التدريب والتجهيز، وتحديث إصدار مذكرات التوقيف الدولية ألكترونيا. ولا يغيب عنا، أن أي ثغرة في تحركنا جميعا، قد تعطي الإرهابيين، فرصة شراء أو تهريب أو نشر مواد، لصنع سلاح من أسلحة الدمار الشامل". وأكد "إننا نسعى إلى مجتمعات دينامية ومستدامة، لا تعرف العنف، يبنيها المواطنون وأجهزة إنفاذ القانون يدا بيد. نسعى إلى أجهزة إنفاذ قانون قوية ومترابطة تسترشد بقادة بعيدي النظر، من أجل مواجهة التحديات الناشئة، التي تنطوي عليها الجريمة الدولية. نسعى إلى فضاء سيبيري مفتوح ومأمون، يصل بين الأفراد والأُسر ورجال الأعمال والشركات ويحميهم، في الوقت نفسه، من التهديدات التي تستهدفهم. نسعى إلى دعم قدرات أجهزة الأمن والشرطة، في كل مكان، وهناك دول في أفريقيا وأميركا اللاتينية وغيرها من الدول، تحتاج إلى دعم، ونحن مستعدون ولن نتأخر في دعمها وتأمين متطلباتها".

وختم "أيها القادة، بعزمكم واتحادكم، سينتصر العالم على الإرهابيين والمجرمين".

ستوك

وألقى الأمين العام ستوك كلمة شكر فيها "الرئيس المر لقيادته الفريدة وشغفه في دعم اإنتربول ليصبح أقوى".

وأكد أن "الشراكات مع القطاعات الإقليمية، لعبت دورا مهما في تطوير هندسة أمنية عالمية قوية".

وقال: "يجب علينا الاستفادة من التقدم التكنولوجي لصالح الشرطة في كل أنجاء العالم، كما أن الإنتربول هو مؤسسة فريدة للقيام بذلك، خصوصا في إطار إتاحة البيانات عالميا".

الاحتفال

وكان المؤتمر قد افتتح باحتفال، تخلله دخول الأعلام، وعزف فرقة موسيقة شرطة دبي لنشيد الإنتربول والنشيد الوطني الإماراتي.

ويستمر المؤتمر الذي حمل شعار "الأمن في عصر المعلومات" لمدة أربعة أيام، بهدف اتخاذ قرارات تتعلق بتعزيز الأمن العالمي، في مواجهة تزايد الجرائم الإلكترونية وسوء استغلال الذكاء الاصطناعي والروبوتية".