المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 18 تشرين الثاني/2018

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/newselias18/arabic.november17.18.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة
عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

كُلَّ مَنْ يَرْفَعُ نَفْسَهُ يُوَاضَع، وَمَنْ يُواضِعُ نَفْسَهُ يُرْفَع

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/هوية السيادي والإستقلالي هي لبنانية ونقطة ع السطر

الياس بجاني/لعنة الإنتصارات الإلهية

الياس بجاني/مطلوب من الحريري موقف مواجهة وثبات ولو مرة واحدة

الياس بجاني/المهم أن يثبت الحريري على المواقف التي أعلنها اليوم

الياس بجاني/إلى السادة جعجع والحريري وجنبلاط: استقيلوا واعتذروا

 

عناوين الأخبار اللبنانية

بالصوت/مقابلة من صوت لبنان مع منسق التجمع من أجل السيادة الوطنية الإعلامي والناشط السياسي نوفل ضو: مشروعنا تجمع يناقض صفقة الإستسلام ويعمل لإستعادة السيادة

لماذا لا تتألف الحكومة/خليل حلو/فايسبوك

الولايات المتحدة تجدّد حملتها ضد "حزب الله".

تحذير دولي للبنانيين: قد تخسرون أموال "سيدر"!

هآرتس: مصالح بوتين في لبنان تقلص خيارات إسرائيل

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 17/11/2018

اسرار الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم السبت 17 تشرين الثاني 2018

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

حزب الله للرئيس الحريري: “نحنا منفصّل وإنت بتلبس”

عقدة “حزب الله” السُّنية تدخل لبنان في المجهول ورئيس الجمهورية قد يأخذ الأمور بصدره ويحلها "من كيسه"

طرقاتنا انتهاك وقرف... غنوا له لينام فمات/كلوفيس الشويفاتي/ليبانون فايلز

محمد بيضون ومنى فياض: «حزب الله» وضع نفسه فوق الجميع وهو يعمل على إذلال الشيعة

علي الأمين لإذاعة لبنان الحر: إيران تسعى للتفاهم مع إسرائيل، وحزب الله يهمش الدولة

هل يستفيق ضمير حزب الله الغائب/يوسف حسين/جنوبية

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

توطين إيرانيين شيعة بمناطق السُّنة في سورية

“رويترز”: تركيا مصنع الأكاذيب… خبر زائف وقصة مفبركة كل دقيقة/واشنطن نفت مزاعم أنقرة بشأن تسليم غولن وعبرت عن القلق لعدم احترامها حقوق الإنسان

إسرائيل تعين للمرة الأولى مسيحياً عربياً بمنصب سفير وجيش الاحتلال يقمع تظاهرة الصحافيين برام الله

واشنطن بوست": CIA خلصت الى ان بن سلمان هو من أمر بقتل خاشقجي

خالد بن سلمان يؤكد زيف ادعاءات «واشنطن بوست» وطالب الحكومة الأميركية بنشر أي معلومات متعلقة بمزاعمها

ترمب أجاب عن أسئلة مولر «بسهولة شديدة» بشأن التدخل الروسي في الانتخابات الأميركية

موسكو تنتقد الدور الاميركي في سوريا واتهمت واشنطن بدعم متشددين في «الركبان» واستخدام الفوسفور في دير الزور

مصر تواجه الإرهاب بـ«فتاوى صوتية ورسوم متحركة»

تركيا لن تسمح بـ «ممر إرهابي» على حدودها مع سوريا

إيران تنوي افتتاح خامس جامعة في سوريا

قتلى من قوات النظام السوري في هجوم جديد قرب حماة

الأمم المتحدة تطالب دمشق بعدم المراوغة في ملف الكيماوي

وزير الداخلية الألماني يدرس ترحيل سوريين محكومين

 

المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

قانون العقوبات ضد "حزب الله" من الألف الى الياء/جورج شاهين/الجمهورية

سلام لـ«الجمهورية»: إيران تحتجز الحكومة وهناك إضعاف لـ«الطائف» واستهداف للسُنّة/أسعد بشارة/الجمهورية

اللقاء التشاوري»: إمّا وزير منّا... وإمّا لا حكومة/كلير شكر/جريدة الجمهورية

جونيه التي فضحتنا/المحامي انطوان ع. نصرالله/جريدة الجمهورية

المارونية السياسية: تاريخ من العداوات ... لا المصالحات/نقولا ناصيف/الأخبار

ماذا تستفيد إيران من خراب لبنان والجوار/محمد الرميحي/الشرق الأوسط

"حزب الله" في خطر... أيّ سيناريو ستشهد بيروت/أنطوان الأسمر/اللواء

مدرسة دير الآباء الميختاريست مهددة بالزوال/باسكال بطرس/المدن

"الوطنيون الأحرار" كبيت عريق قيد الترميم/باسكال بطرس/المدن

"الحكيم" معبر الرئاسة .. ومطهر السياسة/منير الربيع/المدن

الجيش الأوروبي ... أوهام ديغولية/راجح الخوري/الشرق الأوسط

بعد الإجرام.."الحرس الثوري" إلى إدلب تحت جنح "السلام"/علي الحسيني/المستقبل

انتهاء تسييس قضية خاشقجي/سلمان الدوسري/الشرق الأوسط

كآبتان: في المنشأ وفي الملجأ/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

الرئيس العراقي في الرياض/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

إعلان التحضير لمبـادرة اقتصاديّـة وطَنيّـة جامِعـة "معاً أَقـوى"/الحريري: أي حكومة تأتي ستضع في بيانها الوزاري كل الإصلاحات

د.مصطفى علوش: الحريري لا يقفل باب التفاوض ولكن لكل اسم حسـاباته و"الرئيس المكلف قدم كل التنازلات المتاحة وينتظر طروحات عون"

الاحدب: الإستقلال يكون بالأفعال

ساندري زار رابطة كاريتاس: في طليعة العاملين من أجل السلام والفقراء والمتألمين

 شبيب: فيضانات أمس يتحمل مسؤوليتها مشروع إيدن باي وبلدية الغبيري ومجلس الإنماء والإعمار و3 مطاعم

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية

كُلَّ مَنْ يَرْفَعُ نَفْسَهُ يُوَاضَع، وَمَنْ يُواضِعُ نَفْسَهُ يُرْفَع

إنجيل القدّيس لوقا09/من14حتى18/"قالَ الربُّ يَسوعُ هذَا المَثَلَ لأُنَاسٍ يَثِقُونَ في أَنْفُسِهِم أَنَّهُم أَبْرَار، وَيَحْتَقِرُونَ الآخَرين: «رَجُلانِ صَعِدَا إِلى الهَيْكَلِ لِيُصَلِّيَا، أَحَدُهُما فَرِّيسيٌّ وَالآخَرُ عَشَّار. فَوَقَفَ الفَرِّيسِيُّ يُصَلِّي في نَفْسِهِ وَيَقُول: أَللّهُمَّ، أَشْكُرُكَ لأَنِّي لَسْتُ كَبَاقِي النَّاسِ الطَّمَّاعِينَ الظَّالِمِينَ الزُّنَاة، وَلا كَهذَا العَشَّار. إِنِّي أَصُومُ مَرَّتَينِ في الأُسْبُوع، وَأُؤَدِّي العُشْرَ عَنْ كُلِّ مَا أَقْتَنِي. أَمَّا العَشَّارُ فَوَقَفَ بَعِيدًا وَهُوَ لا يُرِيدُ حَتَّى أَنْ يَرْفَعَ عَيْنَيْهِ إِلى السَّمَاء، بَلْ كانَ يَقْرَعُ صَدْرَهُ قَائِلاً: أَللّهُمَّ، إِصْفَحْ عَنِّي أَنَا الخَاطِئ! أَقُولُ لَكُم إِنَّ هذَا نَزَلَ إِلَى بَيْتِهِ مُبَرَّرًا، أَمَّا ذاكَ فَلا! لأَنَّ كُلَّ مَنْ يَرْفَعُ نَفْسَهُ يُوَاضَع، وَمَنْ يُواضِعُ نَفْسَهُ يُرْفَع.

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

هوية السيادي والإستقلالي هي لبنانية ونقطة ع السطر

الياس بجاني/16 تشرين الثاني/18

السيادي والإستقلالي الذمي والحربائي الذي يداهن بتقية فاجرة ويفاخر بأن هويته هي غير لبنانية دون خجل هو تيواني التصنيف ولا سيادي ولا شامم ريحة السيادة.

 

لعنة الإنتصارات الإلهية

الياس بجاني/15 تشرين الثاني/18

لعنة الإنتصارات الإلهية مرض كارثي وسرطاني تم استيراده من ملالي إيران ومن أذرعتها العسكرية التي تعيث ببلادنا الدمار والإرهاب والفوضى والمذهبية وكل ما هو جهل وجاهلية.. في هذا السياق الجاهلي فإن وهم انتصار حماس لأن وزير الدفاع الإسرائيلي استقال هو كوهم انتصار الملالي في لبنان عام 2006.. هلوسات وأوهام وخزعبلات.

 

المهم أن يثبت الحريري على المواقف التي أعلنها اليوم

الياس بجاني/13 تشرين الثاني/18

مواقف الحريري اليوم برده على نصرالله مقبولة ومنطقية وفيها روحية التواضع التي تميزه ولكن المهم أن لا يتراجع ولا يعود للصفقات والأهم عدم الإستمرار بخطيئة مداكشة السيادة بالكراسي.

 

مطلوب من الحريري موقف مواجهة وثبات ولو مرة واحدة

الياس بجاني/13 تشرين الثاني/18

كل التمني ما يكون موقف الحريري اليوم: ببكي وبروح ونحنا أم الصبي ومنخاف ع الإستقرار ويرضخ لتهديدات وعنتريات نصرالله مثل ما كانت جميع مواقفه السابقة الإستسلامية المتلحفة بصفقات كلها أخطاء وخطايا بحق لبنان واللبنانيين.

 

إلى السادة جعجع والحريري وجنبلاط: استقيلوا واعتذروا

الياس بجاني/11 تشرين الثاني/18

الإخوة في حزب الله مش شايفين حدا بالبلد لا انتو ولا غيركم.. ارتكبتكم خطيئة وخطأ الصفقة المميتة وفرطتم 14 آذار. المطلوب بعد أن تأكد 100%  فشل صفقكتم اللاوطنية واللاسيادية أن تستقيلوا وتعتذروا من اللبنانيين. إلإستمرار بالخطأ تخلي عن المسؤولية.

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

بالصوت/مقابلة من صوت لبنان مع منسق التجمع من أجل السيادة الوطنية الإعلامي والناشط السياسي نوفل ضو: مشروعنا تجمع يناقض صفقة الإستسلام ويعمل لإستعادة السيادة

http://eliasbejjaninews.com/archives/68961/%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%88%D8%AA-%D9%85%D9%82%D8%A7%D8%A8%D9%84%D8%A9-%D9%85%D9%86-%D8%B5%D9%88%D8%AA-%D9%84%D8%A8%D9%86%D8%A7%D9%86-%D9%85%D8%B9-%D9%85%D9%86%D8%B3%D9%82-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%AC/

نوفل ضو: لا حل لأي مشكل أو أزمة أو وصعوبة في لبنان بغير التركيز على الشأن السيادي والإستقلالي وخلق مشروع يناقض مشروع الصفقة التسوية التي وضعت كل الملفات السيادية والإستقلالية في الأدراج تحت عنوان الواقعية والتاعيش مع الدويلة وسلاحها ومشروعها اللالبناني

بالصوت/فورماتWMA/مقابلة من صوت لبنان مع منسق التجمع من أجل السيادة الوطنية الإعلامي والناشط السياسي نوفل ضو/16 تشرين الثاني/18/اضغط هنا أو على الرابط في أسفل للإستماع للمقابلة

http://www.eliasbejjaninews.com/newwma17/daou16.11.18.wma

بالصوت/فورماتMP3/مقابلة من صوت لبنان مع منسق التجمع من أجل السيادة الوطنية الإعلامي والناشط السياسي نوفل ضو/16 تشرين الثاني/18/اضغط هنا أو على الرابط في أسفل للإستماع للمقابلة

http://www.eliasbejjaninews.com/newmp3.17/daou16.11.18.mp3

اضغط هنا أو على الرابط في أسفل لدخول موقع صوت لبنان للإستماع لمقابلة نوفل ضو /16 تشرين الثاني/18

https://www.vdl.me/episodes/%D9%86%D9%88%D9%81%D9%84-%D8%B6%D9%88-15-11-2018

نوفل ضو لصوت لبنان: صفقة التسوية أدت الى مزيد من انهيار الحالتين السيادية والاقتصادية

شدّد منسّق التجمّع من اجل السيادة الوطنية نوفل ضو في حديث الى برنامج “حوار اونلاين” من صوت لبنان، على الحاجة الملحة للتركيز على موضوع السيادة، معتبرا ان هناك استحالة لمعالجة الملفات الاقتصادية والحياتية من دون سيادةودستور ومؤسسات شرعية.

وراى ان صفقة التسوية أدت الى مزيد من انهار الحالتين السيادية والاقتصادية. واعتبر ضو ان عنوان المعركة الدائرة اليوم، تغيير هوية لبنان من موقع جيوسياسي الى آخر . ولفت الى ان الحكومة المقبلة لن تغيّر شيئاً لانها نسخة عن الحالية والمنضوون فيها هم أنفسهم

 

لماذا لا تتألف الحكومة؟

خليل حلو/فايسبوك/17 تشرين الثاني/18

المسألة لا تتعلق بالنواب السنة المستقلين كما يبدو فإن تألفت معهم أو بدونهم النتيجة واحدة وهي: سيطرة تامة لحزب الله على القرارات الوطنية في لبنان، فرئاسة الجمهورية لهم والأكثرية النيابية لهم ومجلس الوزراء مع 20 وزيراً موالياً لهم أو 21 سيكون لهم فما الفارق؟ إذن لماذا لا تتألف الحكومة؟ هناك إحتمالان: الأول هو المخافة من أن تطال العقوبات الأميركية وزراء في الحكومة اللبنانية المقبلة وليس فقط من الطائفة الشيعية الكريمة إنما من الطوائف الأخرى، كذلك يمكن أن تطال العقوبات بعض المؤسسات الحكومية اللبنانية التي يكون وزراء الوصاية عليها من حزب الله وحلفائه، هذا هو الإحتمال الأول. أما الإحتمال الثاني فهو يفسر كما يلي: إيران تمسك بأكثرية الأوراق في لبنان، وبأوراق كثيرة في العراق حيث تأليف الحكومة يصطدم بعراقيل، وباوراق كثيرة في غزة من خلال تقاربها مع حركة حماس والإبقاء على التوتر والتصعيد مع اسرائيل، إضافة إلى اوراق كثيرة في سوريا يمكن أن تعرقل أي حال لا يكون لصالح الوجود الإيراني في سوريا، أخيراُ إيران تمسك بورقة الحوثيين في اليمن ... هذا إلى جانب تطوير برنامجها الصاروخي الذي يمكن أن يطال مناطق عدة في أوروبا والخليج وغيره ... هذا الواقع دفع بالولايات المتحدة خلال العامين المنصرمين إلى توثيق العلاقات الدفاعية والأمنية والمالية والإقتصادية مع الدول الخليجية لإعادة التوازن بينها وبين إيران وإلى انسحاب واشنطن من الإتفاقية على البرنامج النووي وفرض عقوبات قاسية على إيران. في ظل هذا الواقع ووفقاً لبعض المعطيات الصحفية، قد تكون هناك مفاوضات في الكواليس بين إيران والولايات المتحدة وبطلب من طهران للتفاهم على تنازلات من قبل إيران (قد يكون جزء منها في لبنان) مقابل ضمانات للدور الإيراني في المنطقة، وبما أن لبنان حالياً ورقة في يد إيران من الممكن أن تكون عرقلة تشكيل الحكومة جزء من عملية مناورات شد الحبال بينها وبين واشنطن، مع احتمالات خلط أوراق رأساً على عقب في حال قامت اسرائيل بمعاودة ضرب إيران في سوريا وربما في لبنان.

 

الولايات المتحدة تجدّد حملتها ضد "حزب الله".

الراي الكويتية/17 تشرين الثاني/18/في ديسمبر العام 2015، وفي ذروة التناسق الاميركي - الايراني، الذي أفضى للتوصل لاتفاقية نووية مع طهران، وقّع الرئيس السابق باراك أوباما قانون «منع التمويل الدولي لحزب الله»، بعدما صادق عليه الكونغرس بالاجماع. بعد انتهاء حكم أوباما، في يناير 2017، كشفت التقارير الصحافية ان الرئيس السابق لم يسمح للمؤسسات الأميركية، التي كانت نظمت حملة مطاردة لنشاطات الحزب اللبناني اطلقت عليها اسم «مشروع كاساندرا»، بملاحقة قادة الحزب اللبنانيين وقادتهم الايرانيين، على الرغم من حيازة المحققين الاميركيين على اثباتات دامغة كان من شأنها ادانة لبنانيين وايرانيين بتهم تهريب والاتجار بالمخدرات والاسلحة وتهم تبييض اموال. كانت مواجهة «حزب الله» تحوز اجماعاً اميركياً في واشنطن، بين الديموقراطيين والجمهوريين، رغم انقسام الحزبين حول ايران وامكانية التوصل الى تسوية نووية، وربما تطبيع العلاقة، مع نظامها. لكن الحزبين كانا في توافق تام حول ضرورة ملاحقة الحزب، بغض النظر عن تباين رؤيتهما حول ايران. وحده أوباما، بين الديموقراطيين، كان مندفعا لاعادة العلاقة ودية مع طهران، بما في ذلك التسامح مع «حزب الله»، بل التنسيق معه، وان بصورة غير مباشرة، عن طريق مسؤولين لبنانيين وايرانيين.

بعد انتهاء ولاية أوباما الرئاسية، بقي الانقسام بين الديموقراطيين، المؤيدين لتسوية نووية وحوار، والجمهوريين، المصرّين على مواجهة طهران بأي ثمن. وفي السياق نفسه، حافظ الديموقراطي الذي فاز بغالبية مجلس النواب، الاسبوع الماضي، والجمهوري، الذي حافظ على غالبية مجلس الشيوخ، على اجماعهما على ضرورة تجفيف منابع التمويل للميليشيات العاملة بأمر الجمهورية الاسلامية في منطقة الشرق الأوسط، خصوصا «حزب الله».

وفي هذا السياق، أطلّ السفير ناثان سايل، منسق شؤون مكافحة الارهاب في وزارة الخارجية، ليكرر اتهامات واشنطن لطهران بتمويلها «حزب الله» بمبلغ 700 مليون دولار سنويا. وقال ان ايران تنفق قرابة مليار دولار سنوياً على التنظيمات الارهابية في المنطقة، بما في ذلك منحها حركة «حماس» 100 مليون دولار كل عام. ومع ان سايل لم يحدد مصير الـ 200 مليون دولار المتبقية، الا انه من شبه المتوافق عليه ان جلّ الاموال الايرانية المتبقية يتم انفاقها على تنظيم «انصار الله» اليمني، المعروف بـ «الحوثيين». ورغم وجود عدد من الميليشيات العراقية المأتمرة بأوامر ايران، الا ان هذه المجموعات تتلقى تمويلها من وزارة الداخلية العراقية في إطار «الحشد الشعبي»، الذي شارك في قتال القوات الحكومية لطرد «داعش» من مناطق شمال غربي البلاد. وتزامنت اطلالة سايل وهجومه الاعلامي ضد «حزب الله» مع فرض وزارة الخزانة عقوبات على عدد من اللبنانيين، كان أبرزهم جواد نصرالله، نجل الأمين العام للحزب حسن نصرالله. وجاءت العقوبات على جواد في ظلّ تعالي الاصوات الأميركية ضد «الميليشيات الالكترونية» التي ينظمها ويمولها الحرس الثوري الايراني، والتي تقوم بشن هجمات تهكير على مواقع تابعة للولايات المتحدة وحلفائها حول المنطقة. وتعتقد اوساط واشنطن ان جواد هو من الناشطين وقياديي «الميليشيات الالكترونية» التابعة لايران. وكانت دراسة صادرة عن «مؤسسة الدفاع عن الديموقراطيات»، اشارت الى تزايد الهجمات الالكترونية الايرانية، وخصوصا ضد دول الخليج، كساحة تدريبات للمهكرين الايرانيين لشن هجمات محتملة في وقت لاحق ضد مواقع اميركية. واشارت الى ان ايران رفعت موازنتها السنوية المرصودة لنشاطاتها على الانترنت من 76 مليون دولار سنوياً في 2011، الى مليار دولار مع حلول 2016.

 

تحذير دولي للبنانيين: قد تخسرون أموال "سيدر"!

المستقبل/17 تشرين الثاني/18/كتبت هلا صغبيني في صحيفة" المستقبل": هل حمل نائب رئيس البنك الدولي لشؤون منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا فريد بلحاج رسالة جديدة الى المسؤولين اللبنانيين سيّما وأنه لم تمض على زيارته بيروت الثلاثة أشهر حين كان هنا في آخر تموز مطلقاً تحذيرات في حينه من دقة الوضع الاقتصادي؟ زيارة المسؤول الدولي جاءت بعد صدور تقرير من البنك الدولي تناول تقليص مخاطر البلد، جرى فيه التركيز على أهمية عنصر الثقة ووجوب إجراء صلاحات هيكلية ومالية تعيد هذه الثقة "التي تشتد الحاجة اليها على المدى القريب"، لاسيما إصلاح قطاع الكهرباء كخطوة أولى ومهمة جداً نحو إنقاذ لبنان. صحيح ان بلحاج شدد مجدداً من بعبدا وبيت الوسط على وجوب تنفيذ الإصلاحات على مختلف المستويات لا سيما ما يتعلق بالتصحيح المالي، إلا أنّ الجديد الذي أثاره هو أنه تحدث عن مخاوف وقلق المانحين الدوليين الذين أظهروا دعماً كبيراً للبنان في نيسان الماضي في باريس خلال مؤتمر "سيدر"، من استمرار مراوحة الأزمة السياسية مكانها وتأخر تشكيل الحكومة، ما قد يدفع بهؤلاء إلى تغيير وجهة تمويلهم. فلبنان، كما قال، قد يخسر أموال "سيدر" إذا تأخر تشكيل الحكومة. لا بل هذا الموقف قد ينسحب على التمويل الذي يوفره البنك الدولي للبنان والذي لا يزال عالقاً أمام مجلس الوزراء (بانتظار تشكيل حكومة) أو في مجلس النواب.

بلحاج: الوقت أساسي

في لقائه عدداً محصوراً من الصحافيين في ختام جولته، قال بلحاج لـ"المستقبل"، وهو الذي كان يشغل منصب المدير الإقليمي لدائرة المشرق في لبنان وسوريا والأردن والعراق وإيران بين 2012 و2017، إنّ التحديات التي يواجهها لبنان لم تتغير، وهو يضيّع الكثير من الفرص، ولا ينفك الى تراجع يساهم فيه تأخير تشكيل الحكومة. كمثل تراجع مرتبة لبنان في مؤشر القيام بالاعمال (doing business) الصادر عن البنك الدولي في عشرة أبواب يتألف منها المؤشر، فيما تشهد دول أخرى وضعها الاقتصادي قريب للبنان تقدماً ملحوظا (تونس والمغرب ومصر). وذكّر بلحاج بالدعم الكبير الذي وفّره المجتمع الدولي المانح للبنان في نيسان الماضي خلال مؤتمر "سيدر"، وهو دعم قابله لبنان بوعود للاصلاح "لكن لم يتحقق منها إلا القليل كإقرار تنظيم الشراكة بين القطاعين العام والخاص الذي لا يزال يحتاج إلى مراسيم تطبيقية". وإذ دعا إلى الإفادة من الثروات التي يتمتع بها لبنان لا سيما الموارد البشرية وريادة الأعمال، شدد على كون "الحاجة ماسة للتوافق لأنّ هذا التأخير في تشكيل الحكومة لا يساعد لبنان أبداً"، منبهاً إلى أنّ "الكل سيخسر إذا لم تعالج هذه الأزمة السايسية، فعامل الوقت بات أساسياً في حل المأزق الاقتصادي". ومن المشكلات التي لا تزال تراوح مكانها، مشكلة الكهرباء "ليس لأنّ الحل غير موجود بل لأنّ عدم التوافق السياسي يحول دون ذلك". وقد سمع بلحاج خلال زيارته بيروت وجود نية لإجراء إصلاح في هذا القطاع باعتبار أنّ هذا الأمر لا يخفض عجز الموازنة فقط بل يساهم في النمو وفي خلق فرص عمل. كما تحدث عن بطء الاتصالات وحضّ على إشراك القطاع الخاص من أجل تحسين الخدمة، مشيراً إلى أنّ ما يعانيه لبنان هو عدم تطبيق القوانين والتشريعات المقرّة.

 

هآرتس: مصالح بوتين في لبنان تقلص خيارات إسرائيل

هآرتس/ليبانون فايلز/السبت 17 تشرين الثاني 2018 /اعتبرت صحيفة "هآرتس" العبرية أن مصالح روسيا في سورية ولبنان تضيق الخيارات العسكرية لدى تل أبيب ضد هذين البلدين. وذكرت الصحيفة في تقرير تحليلي نشرته أمس أن سبب تحفظ تل أبيب في تعاملها مع تطورات الأحداث في قطاع غزة وسعيها إلى إبرام اتفاق تهدئة مع "حماس" يعود على ما يبدو إلى مخاوفها بشأن الوضع عند حدودها الشمالية. وأشارت الصحيفة إلى أن المشكلة الأساسية التي تواجهها إسرائيل في الشمال تكمن في تضييق مساحة الخيارات العملياتية المتاحة لديها، بعد سنوات من استغلال تل أبيب للربيع العربي كي توسّع أنشطتها الهجومية السرية غالبا في دول الجوار. وذكرت الصحيفة أن الجيش والاستخبارات الإسرائيليين نفذا مئات الغارات والعمليات الخاصة لمنع طهران من إمداد "حزب الله" بالأسلحة في سورية ولبنان، والتصدي لتموضع إيران في سورية. لكن قواعد اللعبة تغيرت بشكل ملحوظ مع استعادة حكومة الرئيس السوري بشار الأسد نفوذها في البلاد وتشديد موسكو مواقفها إزاء إسرائيل، لا سيما بعد مقتل 15 من عسكرييها جراء إسقاط الدفاعات الجوية السورية عن طريق الخطأ طائرة "إيل-20" الروسية أثناء غارات إسرائيلية على محافظة اللاذقية 17 سبتمبر الماضي. وأشارت الصحيفة إلى ورود أنباء عن غارتين على الأقل نفذتهما إسرائيل على سورية بعد حادثة "إيل-20"، لكن من الواضح أن مواقف موسكو إزاء العمليات الإسرائيلية في الخارج ازدادت صرامة. واعتبرت الصحيفة أن الخلافات بين موسكو وتل أبيب لم تتم تسويتها بعد، على الرغم من أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عقد في باريس الأسبوع الجاري اجتماعا مقتضبا مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بعد جهود ملموسة من قبل تل أبيب، إلا أن بوتين أكد عقب اللقاء أنه من غير المرجح أن يلتقي رئيس الحكومة الإسرائيلية مرة أخرى في المستقبل المنظور. وخلص التقرير إلى أن روسيا أوضحت لإسرائيل بطرق مختلفة أن الوضع القائم السابق قد انتهى، لأن عمليات تل أبيب في سورية تضر بمشروع موسكو الأساسي في المنطقة، أي استعادة الحكومة السورية سيطرتها على معظم أراضي البلاد لضمان مصالح روسيا الاقتصادية والأمنية في سورية. وأكدت الصحيفة أن الجانب الروسي بدأ يستخدم اللهجة الأكثر صرامة في اتصالاته مع العسكريين الإسرائيليين عبر الخط الساخن الخاص بمنع وقوع الحوادث في سورية، فضلا عن تشديد إجراءات الطيران الروسي في سماء البلاد وتسليم موسكو منظومات الدفاع الجوي "إس-300" إلى الجيش السوري. وأشارت الصحيفة إلى أن تغيير المواقف الروسية تقلص الخيارات العسكرية لدى إسرائيل في لبنان أيضا، وخاصة أن الرئيس بوتين يولي في الآونة الأخيرة اهتماما متزايدا إزاء الوضع في هذه البلاد.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 17/11/2018

الوكالة الوطنية للإعلام

* مقدمة نشرة أخبار “تلفزيون لبنان”

تحسن الطقس وغابت زحمة السير، واستمرت الإتصالات الخاصة بتأليف الحكومة، وتحدثت أوساط سياسية عن تنائج قريبة لتحرك الوزير جبران باسيل، وعن استعداد رئاسي لمعالجة العقدة الأخيرة المتمثلة بتوزير من يراه مناسبا في هذا الشأن.

وأعرب الرئيس سعد الحريري عن رأيه في أن الكرة في ملعب قوى الثامن من آذار، وليست في ملعبه.

وتوقفت أوساط إقتصادية بإهتمام أمام تحذير البنك الدولي من إضاعة فرص نجاح تنفيذ نتائج مؤتمر “سيدر”. وقالت هذه الأوساط إن جولة جديدة من التحرك المشترك بين الهيئات الإقتصادية والإتحاد العمالي العام، ستتم قريبا للضغط في إتجاه تشكيل الحكومة.

وأشار مصدر روسي إلى أن موسكو تعمل مع طهران على تفاهم من شأنه أن يدعم تسهيل تأليف الحكومة اللبنانية.

إذن الرئيس الحريري شدد على الإفادة من نتائج مؤتمر “سيدر”، ورد كرة التعطيل الحكومي إلى الفريق الآخر.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون NBN

اليوم تنفس اللبنانيون الصعداء، بعد خروجهم من سجن عجقة السير اثر اعتقال دام ساعات. أما حكومتهم المنتظرة منذ نحو ستة أشهر، فما تزال حبيسة المراوحة القاتلة، من هنا جدد الرئيس نبيه بري تأكيد ان الوقت يضيق، وان لا بد من حل سريع.

في المقابل كثيرون من المعنيين بملف التأليف، يصرون على دفن رؤوسهم في رمال اللامبالاة، أقله ازاء تفاقم الأزمات الاقتصادية والاجتماعية والمعيشية، وكأن هؤلاء لم يلتفتوا إلى تحذيرات بعثة البنك الدولي للبنانيين: أوضاعكم الاقتصادية حرجة، ولا تستطيعون ان تستمروا في الطريق الذي تسلكونه، وإلا فإن أمرا ما سيئا سيحصل حتما. فهل تكون هذه التحذيرات حافزا للمعنيين في لبنان، فيتوقفون عن استنزاف الوقت ويضعون الحكومة على سكة التأليف السريع، ويعتمدون الوصفة المطلوبة لآخر العقد وهي المتصلة بتمثيل اللقاء التشاوري للنواب السنة المستقلين؟.

في الساعات الأخيرة لم يظهر أي بصيص أمل جدي أقله في العلن، ومواقف الأطراف ظلت هي هي، النواب الستة مصرون على مطلبهم، “حزب الله” يعتبر القرار بيد الرئيس المكلف لأن المشكلة منه والحل معه، والرئيس سعد الحريري يقول تكرارا الحل ليس عندي بل عند الآخرين.

لكن الأهم هو ما نسب إلى الرئيس المكلف من كلام في الغرف المغلقة، لجهة عدم ممانعته تمثيل النواب الستة من حصة رئيس الجمهورية، إلا ان هذا الكلام لم يؤكد رسميا، كما انه لم يرصد أي ردة فعل بشأنه من جانب الرئيس ميشال عون والمحيطين به.

وفي الانتظار، لم تلتقط الرادارات السياسية اليوم، أي حراك على الخط الحكومي، حتى للمفوض الرئاسي الوزير جبران باسيل.

أبعد من لبنان، سجل المشهد الاقليمي عدة وقائع اليوم، أكثرها قربا كانت في سوريا حيث ارتكب التحالف الدولي مجزرة جديدة ذهب ضحيتها أربعون مدنيا في قرية البقعان بدير الزور، بالتزامن مع اقتراب الجيش السوري من السيطرة على آخر جيب “داعشي” في جنوب شرق البلاد، وصولا إلى طهران التي استضافت قمة للرئيس الايراني حسن روحاني ونظيره العراقي برهم صالح الذي سيزور السعودية أيضا.

ولأن السعودية بالسعودية تذكر، فثمة مساع أميركية بين الرياض والدوحة، بالتزامن مع حديث أممي عن التحضير لاجراءات ميدانية في اليمن، قبل الشروع سريعا في محادثات سياسية في السويد.

أما قضية جمال خاشقجي التي لا تنتهي تداعياتها، فجديدها الاعلان عن تقرير للcia يتهم ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بأنه هو من أمر بقتل الصحفي الراحل، لكن شقيق الأمير وسفير المملكة لدى واشنطن نفى هذا الأمر. أما الرئيس دونالد ترامب فقد نأى بنفسه عن هذه الاتهامات، واكتفى بالقول إنه سيتحدث مع وزير خارجيته ومسؤولين في الcia عن قضية الخاشقجي، مضيفا ان للولايات المتحدة علاقات متينة مع السعودية وتركيا.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “المستقبل”

البلاد لا تزال رهينة المواقف السياسية التي أطلقها “حزب الله” على لسان أمينه العام السيد حسن نصرالله، والتي أكد عليها أخيرا نائبه الشيخ نعيم قاسم، متمسكين بتوزير أحد نواب سنة الثامن من آذار.

وما تظهره المواقف المعلنة، تؤكد عليه أيضا الوقائع عبر تصريحات النواب الستة، وعبر ما تتداوله المواقع الالكترونية والصحف الموالية ل”حزب الله”.

وهكذا فإن تأليف الحكومة في قبضة قوى التعطيل، في وقت أكد الرئيس المكلف سعد الحريري أن الحل في موضوع تأليف الحكومه عند الآخرين، وأن هدفه الأساسي هو تطوير البلد، لافتا إلى فرصة ذهبية للتطوير خصوصا بعد مؤتمر “سيدر”.

وفيما يواصل رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل تحركه في سياق إيجاد مخرج للوضع الراهن، فإن الفيضان بفعل الأمطار الغزيرة الذي شهدته بعض شوارع العاصمة بيروت، بقي محور إهتمام ومتابعة.

فرئيس البلدية ورئيس لجنة الأشغال النيابية إطلعا في جولة ميدانية على حجم الأضرار، تمهيدا لفتح التحقيقات وتحديد المسؤوليات.

إقليميا، تبنت الأمم المتحدة مشروع قرار يدعو إسرائيل إلى إلغاء سيطرتها على هضبة الجولان، مؤكدة أن إحتلال الجولان باطل. القرار الذي حظي بتأييد واسع، عارضته واشنطن التي شددت على أن نظام الاسد ليس أهلا لحكم أحد.

وفي إيران، كرة الاحتجاجات والتظاهرات تتوسع ووصلت اليوم إلى قطاع المعادن والصلب الذي إنتفض على أوضاعه المتردية.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “المنار”

مع حلول عطلة الدوام الرسمي في لبنان، يعم الشلل أوساط القرار، ويصبح المواطن وحيدا في مرمى الأزمات التي لا تعرف سبتا ولا أحدا.

اليوم، كأن البلد لم يكن في كارثة بالأمس، وللأسف لم يكن للبنانيين ما تمنوه، فهم لم يصحوا على خبر بكف يد متورط، ولا على ما يقيهم مستقبلا شر الزحمات الطويلة، وطوفان المجاري في شوارع بيروت.

بالأمس، الجيش اللبناني اعتذر، ثم عدل مواعيد تدريباته منعا لتكرار الزحمة، ولكن حاجة اللبنانيين تبقى كبيرة، فمن يفسح أمامهم الطرقات كل يوم ويمنع الزحمات؟، ومن يسهل مرورهم إلى أشغالهم ومدارسهم؟، وأين البدائل والخطط التي تريحهم من الفواتير الباهظة، وحرق الأعصاب؟.

هي تساؤلات فاقدة للاجابة حاليا ما دام ان هموم الناس لا تقارب بما ينفعهم، وما دام ان النداءات بضرورة تأليف الحكومة مخافة الانهيار لا تلقى تلبية عاجلة لدى المكلفين الممتنعين عن تسهيل تمثيل فئة متمسكة بحقوق مثبتة بقوة الانتخاب والقانون.

إقليميا، الاحتلال في تخبط سياسي بعد الصفعة العسكرية التي تلقاها في غزة، والانتخابات الصهيونية المبكرة أصبحت فعلا قائما مع بقاء الخلاف على المواعيد التي يؤجلها نتنياهو ومعسكره، انتظارا لاطفاء حنق الشارع واستحداث مواقع جديدة بعد تكسر سياسته على أعتاب غزة.

في قضية الصحافي السعودي جمال خاشقجي، تجري رياح واشنطن بما لا تشتهي سفن الرياض، وبعد الاخراج السعودي الرديء لمسرحية القتل في القنصلية، خرجت معلومة على متن الاعلام الأميركي مصدرها ال “سي آي ايه” تتحدث عن تورط مباشر لمحمد بن سلمان. معلومة توالت بعدها التصريحات من البيت الأبيض حول حجم هذا التورط، فاتحة الباب على توجهات تقي دونالد ترامب دموية حليف يصبح الاستثمار معه مجلبة للخسارة، أولا في السمعة، وثانيا في السياسة على المدى البعيد.…فكيف سيكون الاخراج الأميركي لنهاية هذا الفيلم الطويل؟.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون OTV

حتى لا يمحو صحو اليوم مهزلة أمطار الأمس، لا بد من المحاسبة. فما حصل في عين المريسة تحديدا لا يقبل اللفلفة أو منطق عفا الله عما مضى. فهناك من خرب الأملاك العامة، وهناك من سهل التخريب أو غطاه، أو قصر في ترقب ما هو مقبل. في كل الأحوال، يحمل كلام المعنيين على مستوى الثواب والعقاب كل أمل بتحديد المسؤوليات والمحاسبة، فلننتظر ونر. علما انه ستكون لمحافظ بيروت اطلالة مباشرة في سياق النشرة.

ماليا، لم يحمل تحذير البنك الدولي أي جديد على صعيد الواقع اللبناني. فمكامن الخلل معروفة، ومنها ما بدأ العمل فعلا على اصلاحه على مستوى الرقابة البرلمانية، لكن المطلوب هو التالي: ارادة فعلية على المستويين الحكومي والنيابي لوضع حد لما هو حاصل، والانطلاق نحو صفحة جديدة تقوم على إرساء ثقافة الدستور والقانون والمحاسبة.

أما على صعيد الملف الحكومي، فحراك تقريب وجهات النظر وبلورة الحلول مستمر، ولكن من دون سقف زمني حتى الساعة للقول: إن حكومة سعد الحريري الثالثة قد ولدت.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون mtv

لا حكومة قبل عيد الاستقلال، إنه أمر أكيد. ولا حكومة قبل رأس السنة الجديدة، إنه احتمال بعيد لكنه غير مستحيل. وبين الأكيد والمحتمل والممكن والمستحيل، يواصل الوزير جبران باسيل مساعيه واتصالاته. وبخلاف ما ذكرته بعض وسائل الاعلام، فإنه لم ولن يعقد اجتماع اليوم مع سنة الثامن من آذار، لكن اللقاء سينعقد الاثنين المقبل، ليرسم بعده باسيل خارطة طريق لتذليل العقبات الموجودة على طريق ولادة الحكومة.

وبحسب المعلومات، فإن ثلاث عقد أساسية تتناسل من المشكلة السنية: الأولى، هل سيتم توزير سنة الثامن من آذار أم لا؟. الثانية، من حصة من سيتم توزيرهم: من حصة رئيس الجمهورية أم رئيس الحكومة المكلف؟. الثالثة، هوية الوزير المحتمل، إذ هل يكون من النواب الستة او شخصية سنية توافقية جامعة؟. وفي كل الاحتمالات يبدو مسار الحل والمعالجات غير قصير، لأن كل عقدة من الثلاث يحتاج حلها إلى وقت كثير وجهد كبير.

حياتيا، كارثة الرملة البيضاء أمس تواصلت تداعياتها اليوم، إذ تبين من خلال المعاينات والتصريحات والمواقف، ان مشروع الايدن باي لصاحبه وسام عاشور، هو المسؤول الأول والأكبر عن فيضانات المجارير. فكيف لمشروع بني خلافا للقانون ان يستمر في الحاق الضرر بالناس من دون محاسبة أو معاقبة صاحبه؟، أين القضاء وأين الأجهزة المسؤولة؟، والأهم ما سر قوة وسام عاشور، ومن أعطاه السلطان ليتحكم بمصير منطقة بأكملها؟، وهل تحول لبنان محميات واقطاعات يحتمي فيها الخارجون عن القانون؟.

إن المطلوب واحد: محاسبة ومعاقبة المسؤول عن كارثة أمس. الاعتذار لا يكفي، فما حصل يمكن ان يتكرر كل يوم، وليس بالاعتذار تبنى الدولة القوية، كما انه ليس بالاعتذار يكافح الفساد ويتحقق التغيير.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون LBCI

عندما انفجر مجرور الرملة البيضا، انفجر الفساد في وجه كل السلطات. لا تنتظروا حتى الاثنين للتوجه إلى القضاء، ولا تحاولوا حصر التهم بمجهول أو حتى بعضو بلدية كان يعرف، كان يعرف كيف سد المجرور، وحماية لأي مشروع سياحي.

فكلكم تعرفون المشروع، وكلكم تخافون أو… أكثر. اذهبوا، اذا تجرأتم إلى حيث الفساد الكبير، اسألوا من حمى المشروع السياحي على شاطئ الرملة البيضا، ومن سرق من أمام اللبنانيين آخر ممتلكاتهم البحرية العامة.

ابتعدوا عن كبش المحرقة، وابتعدوا عن رمي مكائدكم على صغاركم، هم من يلمون فتات أموال الفساد من بعدكم، واسألوا إذا تجرأتم، من يتصارع على المجرور، ومن هي البلديات المعنية، وما علاقة بلدية الغبيري بالموضوع، وأين مجلس الانماء والاعمار من كل ما يحصل؟.

الموضوع لم يعد المجرور وقرفه، إنما من خلف سد المجرور، ومن خلف خلف المجرور.

أجوبة علمت الـLBCI ان محافظ بيروت القاضي زياد شبيب سيرد عليها بعد قليل مباشرة، بعدما تواصل صباحا مع النائب العام المالي القاضي علي ابرهيم.

ما يجري سيضع الجميع أمام نقطة اللاعودة. فمن يريد محاربة الفساد يبدأ من رأس الهرم، ومن يريد بناء دولة، عليه أولا ان يخرجها من حقيقة كونها جبانة أو… أكثر.

هذه الدولة، التي لا تسأل حتى عن أبنائها، قبل ان تسأل عن هوائها وبحرها وحجارتها. هذه الدولة التي نسيت ان لها ابنا اسمه سمير كساب، خطفه ارهابيو تنظيم “داعش” في سوريا، ومقاتلوه موجودون اليوم في سجون أوروبا وسوريا والعراق، وحتى سجون الأكراد في سوريا، ولا بد ان أحدا منهم يعرف شيئا عن سمير.

فبادري أيتها الدولة وتحري، على الأقل تابعي من حيث وصلت الـ LBCI في الرقة المدمرة، فكلنا نريد سمير حيا أو ميتا.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “الجديد”

ليس هناك أسوأ من الفضيحة سوى أن يكون مرتكبها وكيل دفاعها. حدث ذلك في بيروت حيث، وبتاريخ لم يمر عليه الزمن، أصبح الفاعلون أرباب عفة، أحدهم يشرد من الصباح حتى المساء في شوارع المدينة باحثا عن متهم، وآخر سيطلب الشرطة والقضاء، ومدمن نزاهة ينقب بين هويات المشتبه فيهم لتقديمه إلى المحاسبة.

لكن لن نصدق أيا منكم، فرئيس بلدية بيروت جمال عيتاني يتدلى معرفة. ومحافظ المدينة زياد شبيب ينافسه في حب الاطلاع، وفي حوزته الليلة أسماء متسببين بفيضانات العاصمة، لكن شبيب سينطق بالكلام المباح بعد الطوفان، فماذا كان ينتظر منذ سنة ونصف؟، وما دمت تمتلك الأسماء والاتهامات فلماذا لم تستبق الأمور والكوارث وهل كنت تمني النفس بأن تعود المياه إلى مجاريرها؟، فالمعلومات ليست ملكية فكرية ولا حقا حصريا للمحافظ، بل هي حق أبناء بيروت.

أما رئيس البلدية “فخطية ومية خطية”، وليكف عن مضغ الناس وعلكهم والتعامل معهم بخفة، فهو للتو وحالا انتشل متهما من مجرور ذي الخمسة نجوم، وقال إن هناك في البلدية من كان على علم بعملية صب الباطون وتجب محاسبته. استخرج عيتاني المتهم من قلب مجاري الصرف الصحي، واكتشف ان المتورط هو زميل له يجالسه على طاولة البلدية، لكنه لم يتنبه له إلا بعد انتشار الرائحة.

تصريحات غير عاقلة، لم يمسك بساعدها سوى نقيب المهندسين جاد تابت الذي كشف كذب الجميع، وأعلن أن نقابة المهندسين حذرت قبل سنة ونصف من مخالفة مشروع الايدن باي لكل أنظمة وقوانين البناء، وشوهت أهم المواقع الطبيعية للعاصمة، ولكن لا حياة لمن تنادي. وحمل تابت المحافظ والبلدية مسوؤلية الاستمرار في المشروع، فافتتح الايدن باي قبل حصوله على رخصة إسكان، وسمح له بإشغال الأملاك العامة البحرية، ولم تكتف البلدية بذلك بل نفذت دوارا ضخما لخدمة المشروع. وانتقد نقيب المهندسين خدمة المحاصصات السياسية والتنفيعات الزبائنية.

عام ونصف عام والمسؤولون بأمر مجرور، وتحت طلب وسام عاشور قاطع البحور، الرجل الذي تحدى الدولة ومجلس شورى الدولة وكل رجالات الدولة، وأخذ يرتفع على شاطئ الرملة البيضا، محولا فضلاته على بيوت الفقراء في السان سيمون والسان ميشال.

اليوم لا يحق لأحد أن يقول إنه لم يكن يعلم، ومن يطالب بالإحالة إلى القضاء فليقدم على الاستقالة والتنحي، أولا لأنه شريك وفاعل ومتورط أو ساكت عن الحق في أقل تعديل.

أما من هم أرفع في المسؤولية وعلى مستوى وزراء ونواب، فإن مواقفهم تليها علامات تعجب واستغراب ونقاط استفهام، فكيف لوزير مكافحة الفساد نقولا تويني أن يدهش الرأي العام بقراره عندما قال: هالني ما رأيت، والهول في ما وقع، وبكلام الوزير المضاد للمكافحة. أما العبرة والدرس الاكاديمي الذي لا يمكن إلا التوقف عنده، فهو في حديث رئيس لجنة الأشغال النائب نزيه نجم، الذي لقننا تعليمة لم نكن ندرك كنوزها عندما قال في أحد تصريحاته التاريخية: أجمل شيء هو أن نتعلم ألا نعتدي على الأملاك العامة. وكبيرنا النائب بالثوب الأزرق نسي أن يدرس أخاه سليم نجم، أحد الذين وردت اسماؤهم ممن يملكون مصانع لوثت مجرى نهر الليطاني.

ومما تقدم، فإننا أمام أسماء مسؤولين ضالعين كل تبعا لمصالحه، فلا يفتشن عن شبهات أخرى، ابدأوا بالرأس قبل أن تنخفضوا إلى الادوات.

وهي الحالة نفسها، لكن على مستوى أخطر في العالم، وذلك بعدما بين تقرير ال”سي آي اي” ان ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان هو من أمر بقتل الصحافي جمال خاشقجي، وهو اتهام أصبح الآن بين أيدي الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي ما زال في مرحلة التشاور على الصفقة.

 

اسرار الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم السبت 17 تشرين الثاني 2018

النهار

على رغم الكلام عن التقشف، لا تزال الخزينة تدفع سنوياً 33 مليار ليرة مصاريف دور الافتاء والمحاكم الشرعية ومؤسسات دينية.

غرّد أحد النواب بأن السلسلة باتت حقاً مكتسباً لأصحابها وان محاولة تعديلها ستولد مزيداً من المشكلات.

سجل غياب التنسيق بين النقابات الاعلامية في شأن العطلة النقابية الاسبوع المقبل اذ أصدرت نقابات معنية بيانات خاصة بكل منها.

لم تتضح ظروف مقتل السيدة التي أجبرت أخرى على تقبيل حذائها بل تردّد أن اشقاءها عمدوا الى قتلها لأسباب عائلية.

اللواء

ما زال عدد من الوزراء، يتصرَّف وكأن الحكومة غير مستقيلة، وهم ليسوا في مرحلة تصريف أعماله.. فجأة، اختفى عن مسرح التداول، دور دولة كبرى في المساعدة للخروج من أزمة تأليف الحكومة؟ يتفهم حزب بارز موقف نائب جنوبي، ولا يشاطره التقييم لجهة التعاطي مع الإستحقاق الحالي..

المستقبل

إن متابعين عن كثب لتطورات الأزمة الداخلية الإيرانية في ظلّ اشتداد العقوبات الأميركية على طهران، أوضحوا أن استقالة مسعود نيلي، المستشار المالي والاقتصادي للرئيس الإيراني حسن روحاني، تأتي نتيجة تحميله مسؤولية انهيار العملة أمام الدولار.

الجمهورية

نُقل عن مسؤول كبير إستغرابه لما وصفه بالرفض غير المبرّر من قبل حزب بارز للجوء لبنان إلى الإستفادة من نبتة لأغراض طبية.

قال قطب سياسي إنه لن يقف مكتوف الأيدي في حال جرى الإصرار على مسألة حساسة تعني أحد المقربين منه فإنه سيبوح بكل ما لديه من أسرار من دون أي إعتبار.

قال مرجع مصرفي كبير إن الإقتراحات التي يقدّمها حالياً بعض المسؤولين للخروج من الأزمة المالية يمكن في حال اعتمادها تأزيم الوضع بدلاً من معالجته.

البناء

كواليس

قالت مصادر خليجية على صلة قوية بواشنطن إنّ الموقف الأميركي الضاغط على الرياض والمدافع عنها في وقت واحد يسعى لجرّها إلى تسويتين سريعتين واحدة في اليمن والثانية مع قطر، وإنّ إنجازهما سيتكفل بكسر موقع السعودية المرجعي لأنّ زعامة محمد بن سلمان قامت على مشروع حسم اليمن وكسر قطر، ولكن الأهمّ أنّ التسويتين تعنيان تقدّماً واضحاً لإيران في زمن الحديث الأميركي عن حصارها تمهيداً لإخضاعها!

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

حزب الله للرئيس الحريري: “نحنا منفصّل وإنت بتلبس”

بيروت ـ “السياسة” /17 تشرين الثاني/18/رأت أوساط سياسية مطلعة عبر “المركزية” التعطيل الحكومي الذي لا يزال “حزب الله” متمسكا به على أنه رد الضاحية المباشر والواضح على الفيتو الذي يرفعه المجتمع الدولي في وجه دخول وزراء حزبيين إلى الجنة الحكومية، علما أن الحريري كان قد سلف الحزب كثيرا بتجاوزه الرفض الذي يلاقيه ممثل من “حزب الله” على رأس وزارة الصحة، مع ما يعنيه خيار كهذا من احتمالات قطع المساعدات الدولية عن لبنان، فيما الدولة ذات الاقتصاد الهش، في أمس الحاجة إليها. أما عن البعد “الايراني” للشلل الذي لا يزال الرئيس المكلف، ومعه حلفاء الحزب وخصومه على السواء، تؤكد المصادر أن الرزمة الجديدة من العقوبات المشددة على ايران ترتبط ارتباطا وثيقا بتصعيد حارة حريك في وجه الجميع، بمن فيهم رئيس الجمهورية والعهد، وإن كان نصرالله جهد في التركيز على علاقته الجيدة مع بعبدا. وفي معرض شرح هذا الاستنتاج، تشير المصادر إلى أن دخول العقوبات حيز التنفيذ تفترض أن يبادر الحزب إلى تفصيل حكومة على قياسه، بدلا من ترك الشركاء في الوطن يخيطون تشكيلة تتجاوزه، أو على الأقل لا تناسبه، بل تماشي الأسرة الدولية في مواجهة طهران وتمددها في المنطقة. وأبعد من ذلك، لا تخفي المصادر خشيتها من دخول الحكومة نفقا مظلما قد لا تخرج منه قريبا، حيث إن الحزب يقول للرئيس المكلف: “نحنا منفصّل وإنت بتلبس”، والضاحية مرتاحة إلى استمرار سريان العمل بحكومة تصريف أعمال تحكم بقرارها طويلا، ويستطيع الاستمرار في ممارسة هذه السياسة، ما دام الحريري غير قادر على تأليف حكومة جديدة من دون مشاركة ممثلين عن حارة حريك، ما يعني أن حزب الله لا يرى ضيرا من تطويل أمد التعطيل بلا طائل، في انتظار هبوب رياح إقليمية تقلب أحداث المنطقة لمصلحة ايران ومحورها”.

 

عقدة “حزب الله” السُّنية تدخل لبنان في المجهول ورئيس الجمهورية قد يأخذ الأمور بصدره ويحلها "من كيسه"

بيروت ـ “السياسة” /17 تشرين الثاني/18/خلافاً لكل سيناريوهات الحل التي يجري تداولها لما يسمى بـ”العقدة السنية”، فإن “حزب الله” وكما علمت “السياسة” أبلغ من يعنيهم أمر تأليف الحكومة الجديدة، أنه لن يقبل بولادتها ولن يسلم أسماء وزرائه، إلا إذا حصل على تعهد واضح من رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، بأنه سيصار إلى توزير أحد النواب السنة، وليس شخصية قريبة منهم، الأمر الذي يجعل الأمور على درجة عالية من التعقيد الذي يفتح المواجهة القائمة على مصراعيها، خاصة مع انسداد مخارج الحل الذي يبدو متعذراً، مع إصرار الرئيس المكلف على موقفه برفض الموافقة على توزير أي من هؤلاء. لكن في المقابل، فإن الرئيس عون، وكما تقول المعلومات لـ”السياسة”، وهو الذي يدرك أكثر من غيره التزام “حزب الله” المطلق بأي وعد يطلقه لحلفائه، قد يأخذ الأمور بصدره ويعمل على حل المعضلة القائمة من كيسه، بالتنازل عن الوزير السني من حصته، لمصلحة أحد النواب السنة المستقلين، على أن يتولى أمر إقناع الرئيس الحريري بخطوته هذه، للمخاطر التي تتهدد البلد. وقد أكد الحريري أنه “صحيح أننا حكومة تصريف أعمال ورئيس مكلف، لكن هدفنا الاساسي أن نطوّر البلد ولدينا فرصة ذهبية لتطويره خاصة بعد مؤتمر سيدر.”، وقال إن، “مؤتمر سيدر ليس فقط مجموعة مشاريع بل إصلاحات، لان من دونها لا يمكن القيام بالبلد، وأهم ما حصل قبل الذهاب الى باريس هو موافقة مجلس الوزراء على كل الاصلاحات والمشاريع.”، مضيفا أن “أي حكومة قادمة ستدرج في بيانها الوزاري كل هذه الاصلاحات والمشاريع”، وآملا “بالخير اذا حلّت مشكلة الحكومة والحلّ ليس عندي انما عند الاخرين.” وفي السياق،اعتبر الأمين العام لـ”تيار المستقبل” أحمد الحريري أن كلام نائب الأمين العام لـ”حزب الله” نعيم قاسم، جاء ليكرر مقولات تخالف الحقيقة والواقع، مشيرا الى انه “كما بات معلوماً للجميع، بعد 6 أشهر من جهود الرئيس الحريري الحكومة جاهزة منذ أسبوعين ولا ينقصها الا اسماء وزراء حزب الله الثلاثة، فإن قدم اسماء وزرائه الثلاثة اليوم تتشكل اليوم، وان بعد أسبوع تتشكل بعد أسبوع، وهو يتحمل المسؤولية الكاملة في الانتظار”، مؤكدا أن “المشكلة عند حزب الله، والحل عند الرئيس المكلف وفقاً لصلاحياته والقواعد الدستورية”. وكان قاسم أشار الى أن “حزب الله” قدم كل التسهيلات في الشأن الحكومي، وأن “القرار بيد رئيس الوزراء المكلف، لأن المشكلة منه والحل معه”. كما رد النائب سمير الجسر، على قاسمه بالقول: “الرئيس الحريري لم يضع معاييرا للتأليف، ورفض الاعتراف بكل بدعة وبكل عرف ما خلا ما ارتبط منها بالرئاسات الثلاث”، مضيفا “حيّدوا انفسكم عن طرح توزير واحد من النواب الستة الذي طرحتموه وستجدون كيف تتبدد العقد”.وكتب عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب جورج عدوان عبر حسابه على “تويتر”، قائلا: “عداد الدين ماشي.. ما في مال باحتياط الموازنة.. الإنذارات تتوالى يوميا.. كل شي نحو الحضيض.. بس الحكومة متوقفة!؟!” وسأل الوزير السابق رشيد درباس، “إذا كان سعد الحريري يوافق على أن يكون ثلث الحصة السنية لسواه، فكيف يكون محتكراً لطائفته فيما الجدار الفاصل يحول دون الطير من أن ترفرف فوق الحصص الأخرى؟”. إلى ذلك، وعلى وقع استمرار ردود الفعل المرحبة، تلقى البطريرك بشارة الراعي اتصال تهنئة برعاية المصالحة بين تيار “المرده” وحزب “القوات اللبنانية”، من الرئيس أمين الجميل.

 

طرقاتنا انتهاك وقرف... غنوا له لينام فمات!

كلوفيس الشويفاتي/ليبانون فايلز/17 تشرين الثاني/18

زحمة السير الخانقة التي شهدتها مداخل بيروت يوم أمس جعلت المواطنين يكفرون بوطنهم وبكل مسار حياتهم في بلد ينتهك كرامتهم كل لحظة ويدفعهم للقرف إلى حد الغثيان. هدر وقت، إلغاء مواعيد، تأخر عن الأعمال، إلغاء رحلات سفر، مصروف بنزين مضاعف، خسائر مادية، ناهيك عن حرق وشد وتوتر أعصاب وتلوث هواء... هذه كانت حال كل المواطنين الذي حاولوا دخول عاصمة لبنان من الجهة الشمالية. قسم كبير من وقت اللبنانيين الذين يسلكون الطرقات حول بيروت وفي كل الاتجاهات يُهدر وبمعدل يبلغ 50 في المئة، فالطريق التي يحتاج اجتيازها ساعة من الوقت تتطلب في الأيام الطبيعية ساعة ونصف الساعة، إذا لم يكن هناك أشغال أو حوادث، وقد يتضاعف هذا الوقت في حال حصول أي إعاقة على الطريق ومنها مثلاً مرور موكب أمني لشخصية مرموقة او لزيارة خاصة...

الكلفة التي يدفعها اللبنانيون نتيجة زحمة السير وحال الطرقات المتردية هي الأغلى في العالم. ويقول خبراء إن سيارة الأجرة او الباص الذي يتوقف إلى جانب الطريق في لبنان لينقل راكبا او لينزله يعرقل سير السيارات كلها لدقيقة او لدقيقتين، فكم سيارة أجرة تتوقف أمام كل واحد منكم؟ أما الزحمة التي تحصل إذا تعكر مزاج الطقس وهطلت الأمطار فهناك الطامة الكبرى. ولكنّ الأشد وجعاً وإيلاماً أنه لا يُمكن لأي كان معرفة موعد "وقت الذروة" لتفادي الازدحام، على خلاف كل مدن العالم، لا عجب فأنت في لبنان! ووطننا العزيز يحلّ في المرتبة 124 من بين 138 دولة من حيث جودة الطرق، ووفق مشروع «الطرق والعمالة» الذي وضعه «البنك الدولي» للعام 2017، يقدّر إجمالي شبكة الطرق اللبنانيّة بنحو 21705 كليومتراً، فيما تشكّل شبكة الطرق الرئيسيّة نحو 6380 كيلومتراً من الطرق المعبّدة، مصنّفة كالآتي: 529 كيلومتراً من الطرق الدوليّة، 3167 كليومتراً من الطرق الأوليّة، ،1367 كليومتراً من الطرق الثانويّة، و2811 كيلومتراً من الطرق الداخليّة. وبحسب مسح أجرته وزارة الأشغال العامّة والنقل منذ سنوات عدة ،لم يتغير كثيراً لا بل أصبح أكثر سوءا، فإن 15% من الطرق في الشبكة الرئيسيّة هي في حالة جيّدة، و50% منها في حالة متوسطة، و35% في حالة سيئة. أما الخسائر المادية ومن جيوب المكلفين اللبنانيين ووفق عدد كبير من الخبراء والدراسات هي بين مليارين ونصف وخمسة مليارات دولار سنوياً، عدا عن تكلفة المواطن الشخصية من محروقات وإلغاء عمليات تسوق وشراء حاجيات من الأماكن المكتظة وتكلفة أسعار النقل والتنقل بسبب زحمة السير، مما يؤثر سلباً على انتاجية كل مواطن. هذا من دون أن ننسى ارتفاع قيمة الفاتورة الصحية بسبب التلوث والتوتر وحرق الأعصاب والتي تؤدي إلى أمراض واعتلال. هذا غيض من فيض الطرقات وزحمتها ووحولها، والحلول معدومة والمأساة مستمرة والمسؤولون عندنا يعطّلون البلد من أجل حقيبة وزارية لا تقدّم ولا تؤخّر إلا في تقصير حياة الناس، ولكن أعزائي المواطنين اللبنانيين لا تتعجبوا فما تعيشونه ليس سوى مسار طبيعي لشعب غنوا له لينام… فمات.

 

محمد بيضون ومنى فياض: «حزب الله» وضع نفسه فوق الجميع وهو يعمل على إذلال الشيعة

خاص جنوبية 17 نوفمبر، 2018 /عرض الوزير السابق الدكتور محمد بيضون، في حديث له عبر إذاعة الشرق، المستجدات في ملف تشكيل الحكومة و مبادرة الوزير جبران باسيل فقال إنها "سقطت في اللحظة التي أعلن فيها عن تأمين الاعتراف السياسي بتجمع النواب السنّة المستقلين، وبأنهم موجودون، فانتهت وساطته، والمشكلة اليوم ليست وطنية، إنما في حزب الله وحلفائه الذين يريدون كسر القيادة السنيّة السياسية". وعلق على كلام أمين عام حزب الله الأخير معتبراً بأن “السيد نصرالله وضع نفسه فوق ولاية الفقيه، فوق المرشد، فوق الرئاسات، والبطاركة، والمفتين، والسياسيين، والمؤسسات، والتفاهمات السياسية وسخر من الجميع. الميليشيات لا تصنع رجالات دولة، بل تصنع غرور القوة والتجريب بمصالح البلد والناس، بشكل غير موصول بالواقع السياسي، ويقوم على التهديدات. السيد نصر الله يقوم بدور المرشد على البلاد العربية في العراق واليمن ومصر ولبنان.” وحول الحرب التي يخوضها حزب الله على سعد الحريري في لبنان قال إن “حزب الله ينفذ خطة إيران في تدمير قيادة ومؤسسات الطائفة السنية، في العراق وسوريا ولبنان، وذلك منذ اغتيال الرئيس رفيق الحريري في لبنان. وهو وافق على سعد الحريري تحت الضغط، ولأنه يريد أن يشتري سكوت سنّة سوريا عما فعله وحلفائه في سوريا.وهو يعمل اليوم كأداة إيرانية لإضعافه، وإخراجه من المعادلة، بعد تحميله مسؤولية الانهيار الاقتصادي في البلد، وهي حرب حقيقية من الحزب وحلفائه على رموز المؤسسات السنية الأساسية بالترغيب والتهديد، إيران تمول 17 حزبًا في لبنان.” وفيما خص الشأن الاقتصادي صرح بيضون أن “الفساد والانهيار الذي يحاضر فيهما حزب الله، ويريد إلصاقهما بالحريرية السياسية، ليس حديثا، وهو يتحمل مسؤوليته منذ قرار إقالة حكومة سعد الحريري: في 2010، كان النمو 8,5 %، وحين استلم الرئيس ميقاتي هبط النمو إلى 1,5 %، ثم إلى نمو سلبي ولم يتحرك، ورأينا عوامل الانهيار في الفراغ الرئاسي، ولبنان منذ العام 2015 معزول عربيا ودوليا، وعوامل الانهيار مرئية، تم وضع اليد على المياه والكهرباء، والنفط، هناك عقد نفطي مع 3 شركات غير مدقق من مكتب محاماة، إضافة إلى المحاصصة السياسية وغياب الكفاءة، سخرية ما بعدها سخرية الحديث عن دور حزب الله وحلفائه، وهو أساس في هذا الانهيار، لأنهم لا يريدون بناء الدولة.”

واستنكرت الدكتورة منى فياض من جهتها كلام أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله الأخير وقالت في حديث لإذاعة الشرق “نحن لم ننتخب السيد نصر الله شعبيًا، وهو لا يمثلنا ليخاطبنا كلبنانيين بلهجة فوقية ونبرات عالية، إن ممثليه في البرلمان بإمكانهم قول ما يريدون بالسياسة، وليس إلى يوم القيامة!”. وأضافت “اللبنانيون معذبون كفاية، وتحت ضغط كبير ليواجهوا خطاب عزلة نفسية، يضاف إلى الانهيارات في حياتهم اليومية.” وفي الشأن الشيعي قالت “عن أي شيعية سياسية ويقظة شيعية يتحدثون، الضاحية الجنوبية بحاجة إلى مولد كهرباء بقيمة 50 مليون دولار لتغطية حاجة الكهرباء في ال 24 ساعة، إيران لم تموله، بل أنفقت المليارات على الصواريخ. الشيعة مذلولون، وهم رفعوا مطالبهم في البقاع الشمالي في الانتخابات الاخيرة، إلا أن الميليشيات تغلب ” العضلات على العقلات” ، الجنوب اليوم يفتقر إلى مياه الشرب ومياه الاستعمال، كل المناطق الشيعية تعاني من التلوث، من الليطاني إلى الجنوب”. تابعت فياض عرضها لمآلات الوضع الذي أوصل حزب الله اللبنانيين عموما والشيعة خصوصا إليه قائلة” ما من حقوق أفراد، بل خطاب مذهبي بوجه اللبنانيين، قانون انتخاب مخالف لكل منطق قد تم فرضه، تدهور موارد الشباب، تهاوي موارد التعليم، الأمن العام لا يدخل الضاحية إلا بعد أن يعجز حزب الله عن التعامل مع شبكات ترويج المخدرات.حتى التوزيع الديمغرافي يجري التلاعب به، مع ذلك السنة أكثرية في البلد.” تعتبر فياض أن “اليقظة الشيعية لا معنى لها مع حقوق سياسية هي الأكثر تخلفا، ومن دون إصلاح سياسي حقيقي في البلد، فالشيعة يملكون حضورا تاريخيا نهضويا وفكريا وثقافيا قويا، ومقاوما مدنيا وعلمانيا، سبق الثنائي المهيمن اليوم على الساحة الشيعية.” وتساءلت فياض “لماذا لم يطالب السيد نصرالله بحق النواب المسيحيين المستقلين، وأعدادهم كبيرة مقارنة مع نواب سنة يتوزعون على عدة كتل سياسية تمثلهم في الحكومة الحالية؟ وهل سمح حزب الله بأي تمثيل شيعي مستقل في الانتخابات النيابية الأخيرة خارج إطار الثنائية؟

 

علي الأمين لإذاعة لبنان الحر: إيران تسعى للتفاهم مع إسرائيل، وحزب الله يهمش الدولة

جنوبية/17 تشرين الثاني/18

عرض ناشر موقع جنوبية الصحفي السيد علي الأمين، ضمن مقابلة عبر أثير إذاعة صوت لبنان الحر مع الإعلامية الديكو إيليا في برنامجها بين السطور، للتطورات الإقليمية والدولية المتسارعة، المرتبطة بملف العقوبات الأميركية على إيران وحزب الله ومناخات التفاوض مع إسرائيل، وعمل على ربطها بالوضع اللبناني الداخلي، والإضاءة على تفاصيلها واستشراف تداعياتها، والبحث في كيفية الحد منها ومواجهة آثارها. يعتبر الأمين أن العقوبات الأميركية تضغط على الوضع الإيراني الذي يعاني في الأساس من أزمة جاءت العقوبات لتفاقمها، ويشير إلى أن “إيران حاولت أن تقدم نفسها كمشروع نهضة وكنموذج مختلف عن النموذج الشيوعي الرأسمالي بعد انتصار الثورة، واليوم كشفت العقوبات هزال هذه التجربة”. يؤكد أن دخول إيران إلى العراق أو اليمن وتدخلها في عدد من الدول العربية لم يكن في سياق المجهود والاختراق الذاتي بقدر ما كان برضى وضوء أخضر دولي، وأميركي تحديدا، والدليل على ذلك سلاسة دخول حزب الله إلى سوريا من دون اعتراض فعلي بل بقي الاعتراض كلاميا فقط. ينبه إلى بروز مرحلة تصادم “أميركي-إيراني ” قائم على فكرة تحديد الدور الإيراني وحصره ووضعه ضمن الاستراتيجية الأميركية على مستوى المنطقة”، مشيراً إلى أن ” الايرانيين ليسوا انتحاريين في هذا الطريق، وهناك محاولة إيرانية دائمة لإعادة فتح الباب على واشنطن من خلال إسرائيل”.

يلفت إلى براغماتية السياسة الأميركية مؤكداً على أن هذا العنوان يشكل سر قوتها.

حزب الله والعقوبات

يشكك في تأثيرالعقوبات على “حزب الله إذ أنه منظومة أمنية عسكرية تعمل خارج المنظومة المالية أو القانونية أو الدستورية العادية، ويلفت إلى أن “الحزب يستفيد من قاعدة لبنان ولن يعوزه جهد كبير لاستخدام المرافق اللبنانية لخدمة أهدافه، وبالتالي العقوبات ليس مقلقه لحزب الله بالمعنى المادي بل المعنوي. لا ينكر أن للحزب ورقة “قوة” يستخدمها أمام المجتمع الغربي “عندما يقول بأنه حامي الحدود الجنوبية، وهي ورقة لا يمكن الاستهانة بها لأنها ترتبط بفكرة خلق الاستقرار على الحدود الاسرائيلية، وهو يُشعر المجتمع الغربي أنه محتاج إلى بقائه على الحدود، وسياسة الحزب اليوم لا تزعج إسرائيل، وبالتالي أولويات حزب الله في مكان آخر”.

الصراع الدولي على النفوذ والأوتوستراد الإسرائيلي.

يشرح الأمين تأثير الاتفاق الضمني بين الدول المتصارعة الكبرى على تقاسم النفوذ في الإقليم العربي لافتاً إلى أنه “بعد حرب حزب الله في سوريا اليوم ،فتح لإسرائيل “أوتوستراد” على المنطقة العربية بشكل غير مسبوق، وكل ذلك نتيجة سياسات إيران التي باسم “تحرير فلسطين” دمرت النظام العربي لصالح إسرائيل، ولصالحها بالذات”. ولفت الى الحوار الإيراني الإسرائيلي قائلا “تبقى أنظارنا اليوم على عمان، حيث يشير إلى أنه “ثمة إدارة حوار “إسرائيلي_ إيراني” في مكان ما تأسيساً للعلاقة مع واشنطن، وهنالك معلومات أنه بالجنوب السوري هناك أردنيون أداروا حواراً بين الإيرانيين والإسرائيليين، والمنطقة الوحيدة التي لم تشهد أدوارا جدية هي المنطقة المحاذية لاسرائيل أي “جنوب سوريا”. وتابع “تجربة حزب الله ونظام الأسد كانتا الأكثر ضمانة لاسرائيل وبالتالي هي حافظت على هذه التجربة الناجحة. وهدف داعش كان ضرب المعارضة السورية وليس نظام الأسد ومَن يتابع يمكن أن يتأكد من ذلك”، مضيفاً ” أولوية واشنطن اليوم هي الاستقرار على الحدود الاسرائيلية وهمها الأساسي الاستقرار في لبنان، وثمنه سيطرة حزب الله ما يعني السيطرة الإيرانية، وهذا يسمح للحزب بالتمادي و أن يقول “الأمر لي” في لبنان”.

وأشار إلى أن “تغيير السياسات الدولية يؤثر على لبنان وبالتالي ننتظر هذا التغيير بالتقاطع مع ما يمكن لايران أن تلعبه من دور”.

ايران وسنة لبنان.

وفيما يخص موضوع دعم “سنة لبنان” من ايران قال إن إيران لا تدعم السنه عملياً ولكن الهدف الإمساك بمفاصل البلد من خلال حزب الله الذي وجه رسائل من خلال أمينه العام السيد نصرالله مفادها أن “الحل والربط” عنده، ولن يعطي شرف الحلحله لأحد، ووجه لفخامة رئيس الجمهورية رسالة بأنه هو مَن يقرر”، مضيفاً أن ” نصرالله يحدد دور رئيس الجمهورية، وال”نكسه الأكبر تكمن في “موقف نواب التيار الوطني الحر الذين عبروا عن رأيهم بطريقة أنهم لا يستطيعون تقديم شيء أكبر من ذلك تجاه الحزب، فالإنهزامية ليست فقط عند حليفه بل موجودة عند مختلف القوى ،حتى تلك السيادية وفي مقدمها “القوات والمستقبل”، خصوصا بعد التسوية التي أوصلت العماد عون إلى سدة الرئاسة”.

قضية خاشقجي

قال الأمين في هذا الصدد “تحولت القضية إلى رأي عام أميركي ما فرض على الإدارة الأميركية أداء معينا، ولكن هناك محاولة لإخراج السعودية من مأزقها، لاسيما أن الأمر معقد، ولا وجود لرواية سعودية مقنعة في مواجهة أخصامها، وهذا ينعكس على تجربة ولي العهد وكيف ستتعاطى المملكة بهذا الشأن”.

تهميش الدولة وضرورة عودة روح 14آذار

ولفت إلى أن لبنان يشهد تغييرا “لا يتعلق بالدستور ولكن بتحويل الدولة إلى هامش والدويلة إلى أساس، أي العودة إلى نظام الوصاية السورية السابق بأداة لبنانية، وحزب الله اليوم هو “المرجعية” ويملك حق “الفيتو” وهذا خطر على لبنان”. أكد ختاماً أن ” المواجهة السياسية مطلوبة من القوى السياسية، ويجب أن تكون مستعده دائما عندما يأتي أي حل خارجي لنستفيد منه للتغيير في لبنان، ولا شك أننا أمام تحد يتطلب تفكيراً استراتيجيا، والعمل على رؤية معينة بعيدة المدى والعمل على تكتيك حالي وعودة روح “١٤ آذار” لأنها أساس، وهناك خطر أذا ما ركن المسؤولون إلى حالة التخدير والاستسلام”.

 

هل يستفيق ضمير حزب الله الغائب؟

يوسف حسين/جنوبية/17 نوفمبر، 2018

تشير المصادر إلى أن حزب الله لا مشكلة لديه في تدمير لبنان أو تحوليه إلى "تنفيسة" اقتصادية لإيران في ظل العقوبات الأميركية عليها وانهيار عملتها والحصار الذي تعانيه، واضعة ما يعرف بالـ "عقدة السنية" ضمن هذا الإطار. لا شك أن الاقتصاد اللبناني يسير نحو شفير الهاوية في ظل “العواصف السياسية” المحلية المتمثلة بعرقلة تشكيل الحكومة والعقد الشائكة التي ما أن يتم التوصل إلى حلول لبعضها حتى تظهر أخرى، وآخرها ما يسمى بالـ “العقدة السنية” التي “اخترعها” حزب الله من أجل تمثيل حلفائه “السنة” الذين يفتخر بتقديماتهم الجلية له، وبانتمائهم لمحور “الممانعة” المتمثل بـ “حزب الله” و”إيران” و”نظام الأسد”. يعاني لبنان من الكثير من المصاعب الاقتصادية مؤخراً، ويعاني من تباطؤ كبير في النمو الاقتصادي وتراكم الديون، حيث أنه يعد صاحب ثالث أعلى نسبة دين عام قياسا إلى حجم الناتج المحلي الإجمالي في العالم ، وهو حالياً مهدد بخسارة أكثر ممن 11 مليار دولار من أموال المانحين الدوليين التي منحت له في “مؤتمر سيدر”، والمشروطة بالتزام ملموس من قبله بالإصلاح الاقتصادي والاداري.

وفي هذا الإطار قال مسؤولون كبار في “البنك الدولي”الجمعة، إنّ “لبنان يفقد القوة الدافعة في مسعاه لتشكيل حكومة وإصلاح مالية الدولة، وهو ما يضع في دائرة الخطر التعهدات الاستثمارية من المانحين والتي تبلغ قيمتها مليارات الدولارات”، أما المدير الإقليمي للبنك الدولي “ساروج كومار” فأشار الى أنّ “لبنان لم يعد لديه متسع من الوقت للحصول على التمويل، بالنظر إلى الدول الكثيرة الأخرى التي تحتاج إلى استثمارات”. وكعادته علق رئيس “الحزب التقدمي الاشتراكي” النائب السابق “وليد جنبلاط” عبر صفحته على “تويتر”على هذا الجو قائلاً: “في انتظار اللون والشكل لتمثيل المستقلين يأتي إنذار البنك الدولي لينبه بأن الخلاف بين الفرس والاغريق سيدمر الاقتصاد اللبناني”. وأضاف: “إلى جانب الإهمال والتقصير اللذين جعلا المواطنين يغرقون في مياه الوحول والمجارير، ويتعرضون للأخطار والعذاب ساعات أما البلديات فان إهمالها فوق التصور”، وقد أرفق التغريدة بصورة لثلاث مجسمات تشبه رؤوس آلهة إغريقية.

وكان جنبلاط حذف من التغريدة عبارة قال فيها إن “مشروع عاشور احتقار للفقراء” ويقصد مشروع فندق “وسام عاشور” في الرملة البيضا والمرتبط بإغلاق “مجرور بيروت” بالباطون، والذي أدى إلى فيضانات، وغرق السيارات بالمياه جراء كثافة الأمطار يوم أمس.

يربط جنبلاط خطورة الموقف بالفساد المنتشر في الإدارات اللبنانية وإهمال الدولة والبلديات وتقصيرهم في القيام بواجباتهم البديهية، فلو أن ما جرى بالأمس في الرملة البيضا قد جرى في دولة أوروبية أو أي دولة من دول “العالم الأول” لطارت رؤوس وسقطت أسماء وأقيل وزراء، ولكن الدولة التي لا تهتم للمواطن ولا تؤمن أدنى حقوقه الطبيعية، لن يؤثر عليها غرق المواطن بـ “مجرور”. ولكن أهم ما جاء في تغريدة جنبلاط، كانت إشارته إلى أن العقد التي يفتعلها حزب الله عبر التمسك بتمثيل “السنة المستقلين” ليست إلا خدمة للمشروع الإيراني الذي سيدمر لبنان واقتصاده.

وترى مصادر مطلعة أن لبنان لن يتمكن من الصمود كثيراً في حال استمر حزب الله بفرض العقد المتتالية سواء تلطى خلفها أو تبناها، ولا شك أن ما يحصل مرتبط بالعقوبات الأميركية على إيران. مصادر متابعة تقول لجنوبية إن “السنة المستقلين” وضعوا أنفسهم في مأزق تمثيل إيران والدفاع عن مشروعها وقد يدفعوا ثمن ذلك بخسارتهم حتى الأصوات السنية الضئيلة التي صوتت لهم، وتشير المصادر إلى أن حزب الله لا مشكلة لديه في تدمير لبنان أو تحوليه إلى “تنفيسة” اقتصادية لإيران في ظل العقوبات الاميركية عليها وانهيار عملتها والحصار الذي تعانيه، واضعة ما يعرف بالـ “عقدة السنية” ضمن هذا الإطار. وكانت مجلة “ذا إيكونوميست” البريطانية قد اعتبرت في تقرير لها الشهر الماضي، أن لبنان مقبل على “مزيد من الانهيار الاقتصادي إذا ما استمر الوضع على ما هو عليه”، وبحسب المجلة العريقة، فإن “الاقتصاد اللبناني الذي يعتمد على ثلاثة أعمدة أساسية لتحقيق النمو وهي السياحة والعقار والقطاع المالي، يواجه وضعاً داخلياً صعباً وتحديات مقلقة مثل أزمة اللاجئين والانقسامات الطائفية التي تؤثر بشكل مباشر على الاستقرار وأزمة تشكيل الحكومة”.في غضون ذلك، يرجح صندوق النقد الدولي أن ترتفع مديونية لبنان لتصل إلى 180 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي في خمس سنوات، وهذا يعني أن دفع الديون سيلتهم نسبة تقارب ستين في المئة من ميزانية لبنان، وعندئذ لن يبقى هامش كبير لإنفاق الدولة على القطاعات المختلفة، فهل سيستمر حزب الله في مشروع تدمير لبنان؟ أو أن ضميره الوطني “الغائب” سيحضر؟

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

توطين إيرانيين شيعة بمناطق السُّنة في سورية

دمشق – وكالات/17 تشرين الثاني/18/بدأ النظام السوري بتوطين آلاف الإيرانيين الشيعة في المناطق السنية لتغيير الديمغرافيا السورية، وذلك في ما يبدو التفافاً على النفوذ الروسي في سورية. وأفادت أنباء صحافية بأن النظام السوري يوطن بشكل ممنهج إيرانيين في مناطق مختلفة في سورية، بغية إجراء تغيير ديمورافي عبر تجنيس إيرانيين شيعة وتوطينهم في مناطق سنية بعد طرد سكانها الأصليين. وكشفت عن وثيقة تضمنت أسماء إيرانيين لتوطينهم في أماكن مختلفة، وغالبيتهم من ناشطي وأعضاء “الحرس الثوري” الإيراني، وذلك بعد أن بدأ هؤلاء المجنسون الإيرانيون استلام جنسياتهم السورية، تمهيداً لإحضار عائلاتهم والاستقرار في المناطق المحددة لهم.

 

“رويترز”: تركيا مصنع الأكاذيب… خبر زائف وقصة مفبركة كل دقيقة/واشنطن نفت مزاعم أنقرة بشأن تسليم غولن وعبرت عن القلق لعدم احترامها حقوق الإنسان

عواصم – وكالات: /17 تشرين الثاني/18/يتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي في تركيا قصصا عديدة، منها السيدة المحجبة التي تعرضت صغيرتها للركل من متظاهرين مناوئين للحكومة التركية، وإشادة الناشط السياسي نعوم تشومسكي بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وصور جثث المسلمين تطفو في نهر في ميانمار، وفيديو لطائرة تركية تقصف موقعا كرديا في سورية. ويجمع كل هذه القصص خيط واحد فهي جميعها زائفة. ويقول مراسل “بي بي سي” في اسطنبول مارك لوين، إنه في دولة مثل تركيا حيث تنتشر نظريات المؤامرة يصعب التمييز بين الحقيقة والخيال حيث تستخدم المعلومات من أجل مزيد من الاستقطاب. وتحتل تركيا المركز الأول عالميا من حيث انتشار الأخبار الكاذبة، وذلك بحسب تقرير الأخبار الرقمية لـ”رويترز”، حيث قال نحو نصف سكان تركيا 49 بالمئة إنهم يواجهون أخبارا كاذبة بالمقارنة بـ 9 في المئة فقط في ألمانيا.

وفي تركيا تنتشر نظريات المؤامرة، فعلى سبيل المثال قال مستشار رفيع المستوى للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن هناك مؤامرة من أعداء الرئيس لاغتياله باستخدام الطاقة الذهنية عن بعد، كما يعتبر الكثيرون أن العديد من طهاة التلفزيون جواسيس. وباتت الصحف في تركيا متحدثة باسم الحكومة فقد كانت مؤخرا مصدر التسريبات عن قضية خاشقجي، ويوجد في تركيا أكبر عدد من السجناء الصحافيين وهي تحتل رقم 157 في مؤشر حرية الصحافة من بين 180 دولة. وتقول دراسة “رويترز” إن 38 بالمئة فقط من الأتراك يثقون في صدق الأخبار.

في غضون ذلك، نفت وزارة العدل الأميركية، اعتزامها إبرام صفقة لتسليم الداعية فتح الله غولن، المطلوب في تركيا. ونفت المتحدثة باسم الوزارة نيكول نافاس أوكسمان في بيان، أول من أمس، الأنباء الصحافية بشأن نية الولايات المتحدة تسليم غولن لتركيا. وقالت إن الوزارة “لم تشارك، وليست على علم بأي مناقشات” تتعلق بتسليم غولن. وكانت شبكة “أن بي سي” الإخبارية الأميركية ذكرت في وقت سابق، أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب تبحث سبلًا محتملة لتسليم رجل الدين فتح الله غولن، خصم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، المطلوب في تركيا، لاتهامات بالضلوع في الانقلاب الفاشل العام 2016، لإرضاء أردوغان. ونفى مسؤول في البيت الأبيض أيضاً تقرير الشبكة قائلاً، إن “البيت الأبيض لم يخض في أي مشاورات بشأن تسليم فتح الله غولن”. من ناحية ثانية، نفذت السلطات التركية مداهمات أول من أمس، ضد أكاديميين وأعضاء في المجتمع المدني وأفراد في القوات الجوية وأئمة، واعتقلت 13 شخصاً يعملون في معهد الأناضول الثقافي، بينهم نائب رئيس المعهد يجيت اكميكجي. وذكرت أنباء صحافية إحدى العمليات التي قامت بها الشرطة التركية كانت ضد 20 شخصاً لهم صلات برئيس المعهد ورجل الأعمال والمفكر عثمان كافالا، الذي اعتقل منذ نحو عام. وأشارت صحيفة “جمهوريت” نقلاً عن شرطة اسطنبول إلى أن المشتبه بهم العشرين الذين تم مداهمتهم عملوا مع كافالا، وإنهم متهمون سوياً بمحاولة توسيع تظاهرات متنزه جيزي من خلال جلب “نشطاء” من الخارج. في سياق متصل، أبدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية هيذر نوريت قلق بلادها بشأن توقيف تركيا لعدد من الناشطين والصحافيين المرتبطين بجمعية أنطاليا الثقافية. وقالت إن الشفافية وحكم القانون وحرية التعبير هي أسس جوهرية في ديمقراطية سليمة، مشيرة إلى أن العلاقات الأميركية- التركية تزدهر بازدهار الديمقراطية التركية.

 

إسرائيل تعين للمرة الأولى مسيحياً عربياً بمنصب سفير وجيش الاحتلال يقمع تظاهرة الصحافيين برام الله

القدس، رام الله- وكالات/17 تشرين الثاني/18/للمرة الأولى منذ قيام الدولة العبرية، أقدمت وزارة الخارجية الإسرائيلية على تعيين دبلوماسي عربي بمنصب سفير، حيث أعلنت أمس تعيين جورج ديك، العربي المسيحي من يافا، سفيراً لإسرائيل لدى أذربيجان. ويعمل جورج في الخارجية الإسرائيلية منذ عشر سنوات، وهو المسيحي الوحيد الذي يشغل منصباً في الوزارة، وكان عَمِلَ لنحو ثلاث سنوات نائباً للسفير في نيجريا، كما كان نائباً للسفير في النرويج لثلاث سنوات أيضاً. وفي العام 2014 شغل منصب مسؤول موقت في السفارة الإسرائيلية في أوسلو، وألقى حينئذٍ خطاباً عن “مساهمة إسرائيل في الديمقراطية والتسامح والاستقرار في الشرق الأوسط”، وحظي خطابه بانتشار واسع، ووُصف بأنه “أفضل خطاب يلقيه دبلوماسي إسرائيلي”. وتطرق الناطق باسم الخارجية الإسرائيلية عمانوئيل نحشون إلى تعيين ديك قائلاً: “جورج دبلوماسي إسرائيلي متمرّس (…) وهو محام موهوب ومحاضر مطلوب. نعتز بتعيينه الذي يرمز إلى دمج إسرائيليين من خلفيات اجتماعية مختلفة في تمثيل الدولة”. من جانب آخر، قمع الجيش الإسرائيلي، أمس، تظاهرة لصحافيين فلسطينيين ودوليين في رام الله في الضفة الغربية، حسبما أعلنت نقابة الصحافيين الفلسطينيين في بيان أمس، مؤضحة أن “عشرات الصحافيين المشاركين في تظاهرة عند حاجز قلنديا العسكري أصيبوا بحالات اختناق جرّاء قمعهم من الجيش الإسرائيلي”. وحسب النقابة، فإن التظاهرة، التي نظمتها بالتعاون مع الاتحاد الدولي للصحافيين، كانت تطالب إسرائيل باحترام بطاقة الصحافة الصادرة من الاتحاد، وتسهيل حرية حركة الصحافيين الفلسطينيين، ووقف الانتهاكات بحقهم”. وأصيب خلال التظاهرة نقيب الصحافيين ناصر أبوبكر بقنبلة غاز في كتفه، وعضو الأمانة العامة للنقابة منال خميس بحالة اختناق شديدة نقلت على إثرها للمستشفى لتلقي العلاج.

 

واشنطن بوست": CIA خلصت الى ان بن سلمان هو من أمر بقتل خاشقجي

وكالات/17 تشرين الثاني 2018 /نقلت صحيفة "واشنطن بوست" عن مصادر مطّلعة لم تُسمّها، أنّ وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية "سي آي إيه" خلُصت إلى أنّ ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان هو من أمر بقتل الصحافي جمال خاشقجي في اسطنبول الشهر الماضي. وبحسب وكالة الصحافة الفرنسية فان هذه المعلومات التي كشفتها الصحيفة التي كان خاشقجي يتعاون معها، تُناقض التحقيق السعودي الذي أبعد الشبهات عن ولي العهد في هذه القضية. وللتوصّل إلى هذه الخلاصات، أوضحت "واشنطن بوست" أنّ الـ"سي آي إيه" استندت إلى معطيات استخبارية عدّة، بينها اتصال هاتفي بين جمال خاشقجي وشقيق ولي العهد السعودي الذي يشغل منصب سفير المملكة في واشنطن. وبحسب "واشنطن بوست"، قال خالد بن سلمان للصحافي الراحل إنه سيكون من الآمن أن يذهب إلى القنصلية في اسطنبول وأن يحصل على المستندات التي كان بحاجة إليها. وأضافت الصحيفة أن خالد بن سلمان أجرى هذا الاتصال بناءً على طلب شقيقه. وأشارت إلى أنه من غير الواضح ما إذا كان خالد بن سلمان على دراية بأنّ خاشقجي قُتل لاحقًا. وسارع خالد بن سلمان إلى الرد عبر تويتر على هذه الاتهامات. وقال "هذا اتهام خطير ويجب ألّا يُترك لمصادر مجهولة". وفي آخر رواية حول الجريمة أعلنت النيابة العامة السعودية أن نائب رئيس الاستخبارات العامة أحمد العسيري أمر فريقا من 15 عنصرا بإعادة خاشقجي إلى السعودية "بالرضا أو بالقوة" وقد انتهى الأمر بمقتل الصحافي كاتب مقالات الرأي في صحيفة "واشنطن بوست" وتقطيع جثّته. وبعد ساعات من طلب النيابة العامة السعودية إنزال عقوبة الإعدام بحق خمسة من المتّهمين، فرضت الولايات المتحدة عقوبات اقتصادية على 17 سعودياً متهمين بالضلوع في الجريمة، بينهم مقربون من ولي العهد محمد بن سلمان.

 

خالد بن سلمان يؤكد زيف ادعاءات «واشنطن بوست» وطالب الحكومة الأميركية بنشر أي معلومات متعلقة بمزاعمها

لندن/الشرق الأوسط/17 تشرين الثاني/18/نفي الأمير خالد بن سلمان سفير السعودية لدى الولايات المتحدة، اليوم (السبت)، ما زعمته صحيفة "واشنطن بوست"، حول اتصاله هاتفياً بالصحافي السعودي جمال خاشقجي، مؤكداً أن ما أوردته الصحيفة الأميركية مجرد ادعاءات كاذبة لا أساس لها من الصحة. وقال الأمير خالد بن سلمان في تغريدات على حسابه في "تويتر": " آخر تواصل مع جمال خاشقجي كان عبر الرسائل النصية في 26 أكتوبر 2017، لم أتحدث معه هاتفياً إطلاقاً ولم أقترح عليه الذهاب إلى تركيا لأي سبب". وأضاف السفير السعودي مستنكراً عدم نشر الصحيفة للبيان الكامل الذي أصدرته سفارة الرياض لدى واشنطن رداً على مزاعمها: "هذا اتهام خطير لا يجب أن يُترك لمصدر مجهول". وطالب الأمير خالد بن سلمان الحكومة الأميركية بنشر "أي معلومات لديها تتعلق بهذا الادعاء".

 

ترمب أجاب عن أسئلة مولر «بسهولة شديدة» بشأن التدخل الروسي في الانتخابات الأميركية

واشنطن/الشرق الأوسط/17 تشرين الثاني/18/أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب أنه أكمل «بسهولة شديدة» إجاباته الخطية عن أسئلة المحقق الخاص روبرت مولر، المعني بالتحقيق في دور روسيا في الانتخابات الأميركية لعام 2016، لكنه أضاف أنه لم يرسل تلك الإجابات بعد لمكتب مولر. وأكد ترمب أنه كتب الإجابات على الأسئلة بنفسه. وأضاف: «المحامون الممثلون لي لا يكتبون إجابات. أنا أكتب الإجابات. وجهت لي مجموعة من الأسئلة. وأجبت عنها بسهولة شديدة». ولم يحدد الرئيس متى سيقوم فريقه القانوني بتقديم إجاباته المكتوبة. ولكن شخصا مطلعا على هذه المسألة أوضح لـ«رويترز» أنه من المرجح تقديمها هذا الأسبوع. وامتنع بيتر كار المتحدث باسم مولر عن التعليق. وأشار ترمب إلى أن صياغة الأسئلة ربما وضعت خصيصا لتوقع من يجيب عنها في اتهامات بالشهادة الزور، وأفاد: «عليك دائما أن تكون حذرا عندما تجيب على أشخاص لديهم على الأرجح سوء نية. والآن لقد أجبت عن تلك الأسئلة بطريقة روتينية جدا». ويحقق مولر فيما إذا كان أعضاء حملة ترمب تآمروا مع موسكو في انتخابات 2016. وتفاوض ترمب ومحاموه مع فريق مولر بشأن طريقة استجواب الرئيس في إطار التحقيق، بما شمل مناقشة مثوله للشهادة شخصيا. وزاد التوتر المتعلق بالقضية منذ إقالة ترمب الأسبوع الماضي لوزير العدل جيف سيشنز، وتعيينه لماثيو ويتيكر في منصبه بالإنابة، وهو ما منحه بصفته من الموالين لترمب إشرافا على تحقيق مولر بدلا من رود روزنستاين، الذي كان ثاني أكبر مسؤول في الوزارة من قبل، وكان يملك سلطة على التحقيق. وانتقد ترمب مجددا التحقيق ووصفه بأنه «حملة اضطهاد»، ونفى أي تواطؤ مع موسكو. بدورها، نفت روسيا أيضا المزاعم التي تتحدث عن تدخلها في الانتخابات الأميركية بعام 2016.

 

موسكو تنتقد الدور الاميركي في سوريا واتهمت واشنطن بدعم متشددين في «الركبان» واستخدام الفوسفور في دير الزور

موسكو: رائد جبر/الشرق الأوسط/17 تشرين الثاني/18/صعدت موسكو لهجتها ضد التحركات العسكرية الأميركية في سوريا. وشنت وزارتا الخارجية والدفاع الروسيتان هجوما قويا ومتزامنا على واشنطن، شمل اتهامات بالتستر على نشاط مجموعات مسلحة في مخيم الركبان، قالت موسكو إنها تقوم بـ«إرهاب المدنيين وابتزازهم»، بالتوازي مع تجديد الاتهام للعسكريين الأميركيين، باستخدام أسلحة محرمة خلال عمليات قصف استهدفت أخيرا مدينة دير الزور. وقالت الناطقة باسم الخارجية ماريا زاخاروفا، إن القوات الأميركية «استأنفت مجددا في الفترة الماضية غاراتها على محافظة دير الزور شرق سوريا، باستخدام قنابل الفوسفور». وأفادت في إيجاز صحافي أسبوعي، بأن هذه «ليست المرة الأولى التي يتم فيها تسجيل استخدام أسلحة محرمة دوليا، من جانب قوات التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن». وأشارت إلى معطيات حول قيام الطيران الأميركي في الأيام الأخيرة، باستخدام ذخائر محتوية على الفوسفور خلال عمليات قصف مكثف استهدفت مناطق يسيطر عليها تنظيم داعش. وذكَّرت الناطقة الروسية، بالشكوى التي قدمتها وزارة الخارجية السورية إلى الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن الدولي، وطالبت فيها بوقف هذه الهجمات والتحقيق فيها ومحاسبة المسؤولين عنها. وكانت موسكو قد أعلنت في وقت سابق أنها سجلت استخداما لقنابل عنقودية من جانب قوات التحالف الدولي.

تزامن ذلك، مع إطلاق وزارة الدفاع الروسية، اتهامات أخرى ضد واشنطن، في شأن التستر على «نشاط إرهابي» يقوم به مسلحون وصفتهم الوزارة بأنهم «موالون لواشنطن»، وزادت أنهم «ينشطون في ترهيب المدنيين، ويسرقون المساعدات الإنسانية، ويمارسون الابتزاز ضد النازحين في مخيم الركبان». وأفاد بيان أصدرته الوزارة بأن «نحو 6 آلاف مسلح من مجموعة (مغاوير الثورة) الموالية لواشنطن، يوجدون في مخيم الركبان، وأن هؤلاء المسلحين في المخيم يسيطرون على المساعدات الإنسانية، ويفرضون على اللاجئين دفع مبالغ مالية مقابل السماح لهم بالوصول إلى العيادات الطبية». وشددت الوزارة على مسؤولية واشنطن عن تدهور الوضع الإنساني في المخيم، ودعت واشنطن والبلدان الغربية إلى المساهمة في تخفيف حدة صعوبة الوضع بالنسبة إلى اللاجئين. علما بأن موسكو طالبت أكثر من مرة بتفكيك مخيم الركبان القريب من الحدود الأردنية. وعقد ممثلون عسكريون عن روسيا والولايات المتحدة والأردن اجتماعا لبحث هذا الملف، في عمان الأسبوع الماضي؛ لكن الأطراف لم تخرج باتفاق حول آليات تسوية المشكلة.

إلى ذلك، أفادت وزارة الدفاع الروسية بأن منظمات غير حكومية نرويجية، أعربت عن استعدادها للمشاركة في حل المسائل الإنسانية للاجئين السوريين العائدين إلى ديارهم، وذكرت أن وفدا من الخارجية النرويجية سيزور سوريا في يناير (كانون الثاني) المقبل لبحث هذا الملف. في غضون ذلك، أعلن رئيس المركز الوطني لإدارة الدفاع في الجيش الروسي، ميخائيل ميزينتسوف أمام اجتماع مشترك لمركز تنسيق عودة اللاجئين السوريين، الذي أسسته موسكو قبل شهور، أن أكثر من 7.5 ألف سوري من اللاجئين، بما في ذلك ما يقرب من 6 آلاف من الخارج، عادوا خلال الأسبوع الماضي إلى أماكن إقامتهم قبل الحرب في سوريا، موضحا أن بينهم 5979 شخصاً من أراضي الدول الأجنبية و1641 شخصا من مختلف المناطق داخل البلاد. وزاد أن «أكثر من مليون و528 ألف مواطن سوري عادوا إلى بلداتهم خلال الشهور الأخيرة، منهم أكثر من مليون و249 ألف نازح داخلي، وأكثر من 268 ألف لاجئ من الخارج». وأكد المسؤول العسكري الروسي أن الحدود السورية - اللبنانية: «تسجل حركة نشطة لعودة المواطنين السوريين» وأن «الوضع مشابه لحركة عودة اللاجئين من الأردن؛ حيث تعبر مجموعات كبيرة يتجاوز عددها أكثر من ألف شخص في اليوم عبر معبر نصيب - جابر».

 

مصر تواجه الإرهاب بـ«فتاوى صوتية ورسوم متحركة»

القاهرة/الشرق الأوسط/17 تشرين الثاني/18/في مسعى جديد لمواجهة الجماعات الإرهابية وأفكارها المتطرفة، استحدثت دار الإفتاء المصرية وحدة للفتاوى الصوتية القصيرة المصحوبة بالرسوم المتحركة «موشن غرافيك»، بهدف استخدامها في الرد على الأفكار المتطرفة بطريقة سهلة وجذابة. وقالت دار الإفتاء المصرية، إن إنشاء تلك الوحدة يأتي «استمرارا لمجهوداتها في حربها ضد الفكر المتطرف بالوسائل الحديثة كافة، واستجابة للدعوة التي أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في منتدى شباب العالم الذي عقد مؤخرا بمدينة شرم الشيخ لتصحيح مفاهيم الخطاب الديني». وتشهد مصر منذ سنوات أعمال إرهابية متزايدة، تنفذها جماعات متشددة، من بينها جماعة أنصار بيت المقدس، التي أعلنت مبايعتها لتنظيم داعش الإرهابي في نوفمبر (تشرين الثاني) 2014، إضافة إلى تنظيمات أخرى، تسببت في مقتل المئات من عناصر الأمن والمدنيين. وتبنى السيسي مبادرة أطلقت قبل نحو 3 سنوات لتجديد الخطاب الديني، لمواجهة أفكار التنظيمات المتطرفة. وخلال كلمة له على هامش «منتدى شباب العالم» بشرم الشيخ، الذي عقد مطلع نوفمبر الحالي، استنكر السيسي أن «تكون مفردات وأفكارا دينية كان يتم التعامل بها من ألف سنة، صالحة للتطبيق بالكيفية نفسها في هذا العصر»، داعيا لثورة دينية لتنقية تلك الأفكار. وأكدت دار الإفتاء، في بيان لها أول من أمس، أنها «ستعمل عبر الوحدة الجديدة التي أنشأتها مؤخرا على عرض الأفكار المغلوطة التي ترددها جماعات الظلام ثم الرد عليها ودحضها بطريقة ميسرة عن طريق تقديم المعلومات والفهم الصحيح عبر تقنيات الرسوم المتحركة». وتزامنا مع قرب المولد النبوي الشريف تعتزم دار الإفتاء إطلاق عدة فيديوهات للرسوم المتحركة ترد فيها على من يحرمون الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وآله وسلم والفرح به، ومن يحرمون شراء حلوى المولد وغيرها من الأفكار المتشددة، تتبعها مجموعة أخرى للرد على دعاوى التكفير، وقتل الأبرياء، وتصحيح مفهوم الجهاد، والخلافة، وغيرها من دعاوى المتطرفين. وقال الدكتور إبراهيم نجم مستشار مفتي الجمهورية إن وحدة «الأنيميشن» الجديدة التي أنشأتها دار الإفتاء تأتي ضمن الإطار العام الذي ورد في أفكار وتوصيات مؤتمر الأمانة العامة لدور الإفتاء في العالم الذي انعقد منتصف الشهر الماضي تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي. وأشار إلى أن توصيات المؤتمر اشتملت على ضرورة ابتكار الأساليب والوسائل الجذابة والفعالة التي تحول دون التمدد الفكري لتيارات الإرهاب التي تتخذ من الفتوى سلاحا فتاكا لتنفيذ أجندات خارجية تسعى إلى التخريب في أعماق دول العالم المستهدفة من جماعات الظلام ومن بينها مصر. وأوضح أن الوحدة الجديدة ستكون متخصصة لإنتاج أفلام رسوم متحركة لبلورة ردود قصيرة على دعاة التطرف والإرهاب في قوالب تكنولوجية حديثة تمكنها من الوصول إلى الشرائح المتعددة داخل المجتمع، خاصة فئات الشباب، وترد على الدعاية المضادة والمضللة من جانب الجماعات المتطرفة التي تنشط في مجالات التكنولوجيا والتصوير، لافتا إلى أنها تستمد المادة الإفتائية التي تعمل عليها من مواد الرصد التي تصل إليها الوحدة القائمة على المؤشر العالمي للفتوى الذي أعلنت عنه دار الإفتاء مؤخرا.

 

تركيا لن تسمح بـ «ممر إرهابي» على حدودها مع سوريا

أنقرة/الشرق الأوسط/17 تشرين الثاني/18/أكد وزير الدفاع التركي خلوصي أكار أن بلاده لا يمكنها القبول بإمداد الولايات المتحدة الأميركية لوحدات حماية الشعب الكردية في سورية بالسلاح والذخيرة. وقد التقى أكار اليوم (السبت) عدداً من أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي عقب الجلسة الأولى من "منتدى هاليفاكس للأمن" في كندا. وأوردت "وكالة الأناضول" التركية الرسمية أنه قال: "ننتظر من الولايات المتحدة أن تقطع تعاونها مع وحدات حماية الشعب الكردية الإرهابية كما وعدت". وشدد على أن تركيا لن تسمح بتشكيل "ممر إرهابي" على حدودها الجنوبية. وكانت واشنطن قد بدأت تسليح وحدات حماية الشعب الكردية، وهي المكوّن الرئيسي لقوات سوريا الديمقراطية "قسد"، في عهد الرئيس السابق باراك أوباما بهدف مكافحة تنظيم "داعش"، وواصلت ذلك في عهد الرئيس دونالد ترمب. ميدانياً، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل 43 شخصاً على الأقل بينهم 36 من أفراد عائلات مقاتلي "داعش" في غارات نفذها التحالف الدولي بقيادة أميركية اليوم على آخر جيب تحت سيطرة التنظيم في شرق سوريا. وأفاد مدير المرصد رامي عبد الرحمن بأن الغارات استهدفت فجراً قرية أبو الحسن الواقعة قرب بلدة هجين في دير الزور. وكان المرصد قد أعلن مساء أمس (الجمعة) "إرتفاع أعداد الخسائر البشرية في صفوف قوات النظام والمسلحين الموالين لها الى 22 على الإقل نتيجة مفارقة مزيد من العناصر للحياة وسحب جثامين المزيد من المقاتلين"، في هجوم شنّه مسلحون معارضون في محافظة حماة. وقال عبد الرحمن إن "هذه أكبر خسارة لقوات النظام بمعركة واحدة في محيط إدلب منذ إعلان الاتفاق الروسي التركي". وكانت الحصيلة السابقة قد أشارت الى تسعة قتلى، وفق المرصد الذي أفاد بأن "مجموعات بينها تنظيم حراس الدين، شنّت هجوما ضد مواقع لقوات النظام في محوري فورو والسرمانية في ريف حماة الشمالي الغربي عند الأطراف الخارجية للمنطقة المنزوعة السلاح" التي حددها الاتفاق الروسي التركي في محافظة إدلب ومحيطها.

 

إيران تنوي افتتاح خامس جامعة في سوريا

دمشق/الشرق الأوسط/17 تشرين الثاني/18/بعد جامعات «المصطفى» و«الفارابي» و«آزاد إسلامي» و«كلية المذاهب الإسلامية» الإيرانية تستعد إيران لافتتاح الجامعة الإيرانية الخامسة في سوريا، إذ أعلن وزير العلوم والأبحاث والتكنولوجيا الإيراني، منصور غلامي، اعتزام إيران افتتاح فرع لجامعة «تربية مدرس» الحكومية في سوريا. وقالت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا)، إن «إنشاء الجامعة يهدف إلى توفير التعليم للطلاب السوريين في بلدهم». وقال غلامي إن إقامة هذه الجامعة في سوريا، هو «لإعداد وتخريج أساتذة الجامعات»، مشيرا إلى أن الجامعة ستوفر فرصة استكمال الطلبة السوريين لدراستهم، وخصوصا مرحلتي الماجستير والدكتوراه، ونقلت الوكالة عنه القول، إن «الكثير من الطلبة السوريين يتوجهون نحو إيران من أجل دراسة الماجستير والدكتوراه»، مضيفا: «نحن مستعدّون لاستقبال عدد أكبر من الطلبة». وتبذل إيران مساعي حثيثة لنشر الآيديولوجيا الإيرانية في سوريا عبر مدارس ومراكز لتعليم اللغة الفارسية، وشهدت السنوات الماضية افتتاح كثير من المدراس في العاصمة دمشق ومدينة اللاذقية الساحلية ودير الزور شرق سوريا ومدينة البوكمال القريبة من الحدود مع العراق، وخصصت إيران رواتب شهرية لطلاب مدارسها الإسلامية تقدر بـ10 آلاف ليرة سورية (20 دولارا أميركيا) ويعد راتباً مغرياً لأطفال الشرائح السورية الفقيرة. أكبر المراكز التعليمة الإيرانية في سوريا التي تتبعها مدارس للمرحلتين، الإعدادية والثانوية، تنتشر بكثافة في محافظتي اللاذقية وطرطوس (الساحل السوري). مساعي إيران للتغلغل في المجتمع السوري في مناطق وجودها العسكري، التي تركزت على مناطق موالية للنظام ومناطق تمثل حاضنة شعبية، تتجه إلى توسيع دائرة تغلغلها نحو مناطق تعد تاريخياً مناهضة للنظام كمحافظة حماة. وفي سابقة لها أعلنت جامعة حماة نهاية الشهر الماضي توقيع اتفاقيات تعاون علمي مع 3 جامعات إيرانية (جامعة فردوسي لمدينة مشهد، وجامعة أمير كبير التقنية، إضافة إلى توقيع اتفاق نوعي مع جامعة الزهراء للإناث).

 

قتلى من قوات النظام السوري في هجوم جديد قرب حماة

بيروت - لندن/الشرق الأوسط/17 تشرين الثاني/18/قتل تسعة عناصر من قوات النظام السوري والمسلحين الموالين فجر الجمعة في هجوم شنته مجموعات متطرفة في محافظة حماة في وسط البلاد، وفق ما أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان». وقال مدير «المرصد» رامي عبد الرحمن لوكالة الصحافة الفرنسية: «شنتّ مجموعات متطرفة، بينها (تنظيم حراس الدين)، هجوماً ضد مواقع لقوات النظام في ريف حماة الشمالي الغربي عند الأطراف الخارجية للمنطقة المنزوعة السلاح» التي حددها الاتفاق الروسي - التركي في محافظة إدلب (شمال غرب) ومحيطها. وأوضح أن الهجوم الذي تخللته اشتباكات أسفر عن مقتل تسعة عناصر من قوات النظام والمسلحين الموالين، فضلاً عن خمسة مقاتلين من المجموعات المتطرفة، وعلى رأسها «تنظيم حراس الدين» المرتبط بتنظيم القاعدة، الذي كان أعلن سابقاً رفضه للاتفاق الروسي التركي. وتوصّلت روسيا وتركيا قبل شهرين إلى اتفاق على إقامة منطقة منزوعة السلاح في إدلب ومحيطها بعمق يتراوح بين 15 و20 كيلومتراً، بعدما لوّحت دمشق على مدى أسابيع بشنّ عملية عسكرية واسعة في المنطقة، التي تُعدّ آخر معقل للفصائل المعارضة و«الجهادية» في سوريا. وتقع المنطقة المنزوعة السلاح على خطوط التماس بين قوات النظام والفصائل، وتشمل جزءاً من محافظة إدلب مع مناطق في ريف حلب الغربي وريف حماة الشمالي وريف اللاذقية الشمالي الشرقي. ورغم الاتفاق، تشهد المنطقة بين الحين والآخر مناوشات وقصفاً متبادلاً بين قوات النظام والفصائل المعارضة و«الجهادية». وقد قتل في الثامن من الشهر الحالي 23 عنصراً من فصيل معارض في هجوم لقوات النظام ضمن المنطقة منزوعة السلاح في ريف حماة الشمالي. وكان من المفترض أن ينسحب المقاتلون المتطرفون من هذه المنطقة بحلول 15 أكتوبر (تشرين الأول)، لكنّ إعلان روسيا وتركيا أنّ الاتفاق قيد التنفيذ بدأ بمثابة منح مهلة إضافية لتلك الفصائل، وعلى رأسها «هيئة تحرير الشام» (جبهة النصرة سابقاً). وتسيطر «هيئة تحرير الشام» ومجموعات متطرفة أقلّ نفوذاً، منها بينها «حراس الدين»، على ثلثي المنطقة المنزوعة السلاح. كما تسيطر «الهيئة» على الجزء الأكبر من محافظة إدلب، وتُوجد فصائل أخرى، أبرزها «حركة أحرار الشام» في المناطق الأخرى. وكانت قوات النظام سيطرت على بعض المناطق في الريف الجنوبي الشرقي إثر هجوم شنّته بداية العام الحالي.

 

الأمم المتحدة تطالب دمشق بعدم المراوغة في ملف الكيماوي

نيويورك: علي بردى/الشرق الأوسط/17 تشرين الثاني/18/صوتت غالبية الدول الـ193 الأعضاء في الأمم المتحدة لمصلحة قرار قدمته المملكة العربية السعودية لمطالبة السلطات السورية بعدم المراوغة في تقاريرها حيال مخزونها من الأسلحة الكيماوية وبوقف تعذيب السجناء وسياسات التجويع والحصار التي تعتمدها ضد ملايين السوريين. ففي إطار بند تعزيز حقوق الإنسان أمام اللجنة الثالثة التابعة للجمعية العامة للأمم المتحدة، صوتت 106 دول لمصلحة القرار الذي «يندد بشدة» بـ«الانتهاكات والتجاوزات الجسيمة المنهجية الواسعة النطاق للقانون الدولي لحقوق الإنسان وانتهاكات القانون الدولي الإنساني المرتكبة»، فضلاً عن «الهجمات العشوائية وغير المتناسبة في المناطق المدنية وضد الهياكل الأساسية المدنية، ولا سيما الهجمات على المرافق الطبية والمدارس، التي لا تزال تُوقع قتلى في صفوف المدنيين»، مطالباً السلطات السورية بأن «تضع على الفور حداً لجميع الهجمات على مواطنيها وأن تتخذ جميع الاحتياطات الممكنة لتجنب أي خسائر عرضية في أرواح المدنيين وإصابتهم وإلحاق أضرار في الممتلكات المدنية، وفي أي حال، للتقليل من ذلك إلى أدنى حد ممكن، وأن تضطلع بمسؤولياتها عن حماية السكان السوريين، وتنفذ فورا قرارات مجلس الأمن 2254 و2258 و2286». ويحض كل الدول الأعضاء، ولا سيما أعضاء الفريق الدولي لدعم سوريا، على «تهيئة الظروف لمواصلة المفاوضات من أجل التوصل إلى حل سياسي للنزاع السوري، تحت رعاية الأمم المتحدة». وعارضت القرار 16 دولة فقط، بينما امتنعت 58 دولة عن التصويت على القرار الذي يندد بشدة أيضاً بـ«أي استخدام من أي طرف في النزاع الدائر في الجمهورية العربية السورية لأي أسلحة كيماوية، مثل الكلور والسارين وخردل الكبريت»، مشدداً على أن «تطوير الأسلحة الكيماوية أو إنتاجها أو حيازتها أو تخزينها أو الاحتفاظ بها أو نقلها أو استخدامها في أي مكان وفي أي وقت من قبل أي شخص وفي أي ظرف من الظروف هو أمر غير مقبول ويشكل واحدة من أخطر الجرائم بموجب القانون الدولي، وهو انتهاك لاتفاقية حظر تطوير وإنتاج وتخزين واستعمال الأسلحة الكيماوية وتدمير تلك الأسلحة ولقرار مجلس الأمن 2118»، مؤكداً «حتمية ووجوب محاسبة الأفراد المسؤولين عن استحداث الأسلحة الكيماوية أو إنتاجها أو حيازتها أو تخزينها أو الاحتفاظ بها أو نقلها أو استخدامها».

وعبرت اللجنة الثالثة في قرارها الذي يتوقع أن تصوت الجمعية العامة عليه قريباً، عن «قلقها البالغ» من الهجوم بالأسلحة الكيماوية الذي أبلغ عن وقوعه في دوما في 7 أبريل (نيسان) 2018. ونقلت عن لجنة التحقيق أن «مجموعة كبيرة من الأدلة تشير إلى أن الكلور أُسقط بواسطة طائرة هليكوبتر على مبنى سكني»، معبرة عن تطلعها إلى الاستنتاجات النهائية لبعثة تقصي الحقائق التابعة لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية في شأن ذلك الهجوم. ودعت إلى «إحراز تحسن مهم في تدابير التحقق الخاصة بمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية»، مرحبة بـ«الترتيبات التي ستضعها المنظمة لتحديد مرتكبي الهجمات باستخدام هذه الأسلحة». وطالبت النظام السوري بأن «يتقيد بصورة تامة بالتزاماته الدولية، بما في ذلك واجب الإعلان عن كامل برنامجه المتعلق بالأسلحة الكيماوية، مع التركيز بوجه خاص على ضرورة قيام الجمهورية العربية السورية على وجه السرعة بمعالجة ما تم التحقق منه من ثغرات وتناقضات واختلافات تتعلق بإعلانها».

وندد القرار بشدة أيضاً بـ«الانتهاكات والتجاوزات الجسيمة المنهجية الواسعة النطاق لحقوق الإنسان والحريات الأساسية وجميع انتهاكات القانون الدولي الإنساني من جانب السلطات السورية والميليشيات التابعة للحكومة ومن يقاتلون باسمهما، بما فيها الانتهاكات التي تستهدف المدنيين أو الأماكن المدنية عمداً، ومنها شن الهجمات على المدارس والمستشفيات وأماكن العبادة باستخدام الأسلحة الثقيلة والقصف الجوي والذخائر العنقودية والصواريخ الباليستية والبراميل المتفجرة والأسلحة الكيماوية أو غيرها من الأسلحة وأشكال القوة الأخرى ضد المدنيين، وكذلك تجويع السكان المدنيين كأسلوب من أساليب الحرب، وشن هجمات على المدارس والمستشفيات وأماكن العبادة، والمذابح وعمليات الإعدام التعسفي والقتل خارج نطاق القضاء، وقتل واضطهاد المحتجين السلميين والمدافعين عن حقوق الإنسان والصحافيين والأفراد وأعضاء الطوائف بسبب دينهم أو معتقدهم، والاحتجاز التعسفي، والاختفاء القسري، وانتهاكات حقوق الإنسان للمرأة والطفل، والتشريد القسري لأفراد الأقليات ومعارضي النظام السوري». ويندد بشدة بـ«تدخل جميع المقاتلين الإرهابيين الأجانب والتنظيمات الأجنبية والقوات الأجنبية التي تقاتل باسم النظام السوري في الجمهورية العربية السورية»، معبراً عن «القلق البالغ من أن ضلوعهم في النزاع يفاقم تدهور الحالة في الجهورية العربية السورية، بما في ذلك حالة حقوق الإنسان والحالة الإنسانية، الأمر الذي يؤدي إلى آثار سلبية خطيرة في المنطقة». ويشدد على «ضرورة المساءلة عما ارتكب في الجمهورية العربية السورية منذ مارس (آذار) 2011 من جرائم تنطوي على خرق للقانون الدولي، ولا سيما القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان، وقد يشكل بعضها جرائم حرب أو جرائم ضد الإنسانية، وذلك من خلال تحقيقات وملاحقات قضائية نزيهة ومستقلة على المستوى الوطني أو الدولي». ويحض كل الدول وأطراف النزاع على «التعاون التام مع الآلية الدولية المحايدة والمستقلة للمساعدة في التحقيق بشأن الأشخاص المسؤولين عن الجرائم الأشد خطورة بموجب القانون الدولي المرتكبة في الجمهورية العربية السورية منذ مارس 2011 وملاحقتهم قضائياً».

 

وزير الداخلية الألماني يدرس ترحيل سوريين محكومين

برلين - لندن/الشرق الأوسط/17 تشرين الثاني/18/يبحث وزير الداخلية الألماني هورست سيهوفر إمكانية ترحيل لاجئين سوريين أدينوا بارتكاب جرائم أو يعرضون أمن ألمانيا للخطر، إلى بلادهم بحسب ما نقلت عنه صحف محلية الجمعة. وقال الوزير، المحافظ المتشدد، لصحف في مجموعة «ريداكسيونسنيتسفيرك» أمس: «نحن ندرس (هذه المسألة) عن كثب في الوقت الحالي». وأبدى مسؤولون محليون، جميعهم محافظون، تأييدهم لعمليات ترحيل مرتكبي جرائم إلى سوريا، وهو نقاش ظهر بعد اعتداء جنسي جماعي يُشتبه بأن يكون نفذه 7 سوريين. ويؤيد وزيرا داخلية مقاطعتي ساكسونيا وبافاريا اتخاذ مثل هذا التدبير لمرتكبي الجرائم والأشخاص الذين يشكلون خطراً «إذا كان الوضع الأمني في المكان (سوريا) يسمح بذلك»، بحسب الوزير في مقاطعة ساكسونيا رولاند وولر. وأصدرت ألمانيا قرارا بوقف عمليات الترحيل إلى سوريا عام 2012. ويُفترض أن يقرّر وزراء داخلية إقليميون في أواخر الشهر الحالي إذا ما كانوا سيمددون مهلة هذا الإجراء إلى ما بعد 31 ديسمبر (كانون الأول) 2018. ويطالب حزب البديل لألمانيا، اليميني المتطرف الذي شهد تقدماً كبيراً بعد تدفق طالبي اللجوء في عامي 2015 و2016، باستئناف عمليات الترحيل إلى سوريا رغم النزاع المسلح الجاري منذ 2011. ويتحدث أنصار الحزب عن عودة الهدوء إلى بعض المناطق. الأمر الذي ترفضه بشكل قاطع المنظمات الإنسانية غير الحكومية. وترحّل ألمانيا بشكل منتظم أفغانا رُفضت طلبات لجوئهم، مؤكدة أن بعض المناطق في أفغانستان آمنة رغم انتقادات منظمات الدفاع عن حقوق الإنسان. واستقبلت ألمانيا منذ العام 2011 نحو 800 ألف لاجئ سوري. وانخفض عددهم بشكل كبير منذ العام 2017، إلا أن السوريين لا يزالون أبرز طالبي اللجوء في ألمانيا.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

قانون العقوبات ضد "حزب الله" من الألف الى الياء.

جورج شاهين/الجمهورية/17 تشرين الثاني/18

لم يكن القانون الذي وقّعه الرئيس الأميركي دونالد ترامب ضد «حزب الله» في الذكرى الخامسة والثلاثين لتفجير مقرّ «المارينز» مجرد نزوة عابرة. فالقانون مطروح على البحث منذ أشهر وخضع لتعديلات في مراحل متعددة قبل أن يصل الى البيت الأبيض تاركاً لسيّده هامشاً واسعاً من الحركة لفرض ما يشاء من عقوبات وعلى مَن يشاء. فما هي الرواية الكاملة والمراحل التي عبرها؟ يقول تقرير ديبلوماسي ورد من واشنطن إنّ القانون الأميركي الخاص بالعقوبات المفروضة على «حزب الله» وتلك الخاصة بإيران لم يكن يوماً موضعَ جدل بين الديموقراطيين والجمهوريين، فقد تحقق حوله إجماع الحزبين في مختلف المراحل التي قطعها. والسبب في ذلك أنه يأتي في سياق متدرّج لرفع مستوى العقوبات على جميع الأطراف التي استهدفها عقب نزع الإعتراف الأميركي بالتفاهم النووي بين طهران ومجموعة الدول (5+1) ومن أجل تعزيز الحصار على «الأنظمة الشيطانية» حسب ما يسمّيها الأميركيون منذ عقود من الزمن خلت وسبقت وصول ترامب الى البيت الأبيض قبل عامين.

وبعيداً عمّا قالت به القوانين الخاصة بإيران وأذرعها في المنطقة فقد سلك القانون الخاص بـ»حزب الله» غرف مجلسَي النواب والشيوخ في الكونغرس الأميركي بتعاون بين نواب الحزبين المتنافسين على السلطة خارج منطق الموالاة والمعارضة، وقبل أن تدخل الولايات المتحدة مدار النزاع بينهما في الإنتخابات النصفية الأخيرة التي تبادلا فيها السيطرة على مجلسي الشيوخ لمصلحة الموالين ومجلس النواب لمصلحة المعارضين.

وفي التقرير رواية للمراحل التي عبرها القانون منذ أن كانت فكرة تقول بضرورة الفصل بين قوانين العقوبات التي تطاول إيران وتلك التي تتناول أذرعها في المنطقة. ولذلك خُصّص للحزب قانون منها في اعتباره الذراع الأقوى التي تهدّد مصالح الولايات الأميركية وحلفائها في المنطقة، ليس على مستوى الأزمة السورية فحسب، بل امتداداً الى اليمن والبحرين ودول أخرى في الخليج العربي ومناطق أخرى من العالم كما في بعض دول اميركا اللاتينية وافريقيا والمغرب العربي.

وزاد من أهمّية استهدافه وحيداً على رغم ما شملته العقوبات المفروضة على «الأم» الإيرانية كما يسمّيها نواب في الكونغرس. من أجل تقليم أظافرها في مناطق الإنتشار خارج الجغرافيا الإيرانية وفي النطاق التي وسّعت هيمنتها فيه بعد فكّ جزء من العقوبات على إيران بنحو متدرّج وفق برنامج زمني تلى توقيع الإتفاق النووي في 14 تموز العام 2015 عقب الإجتماعات الماراتونية التي ضمّت الأطراف الستة الأخرى وهي: الصين، روسيا، أميركا، فرنسا، ألمانيا وبريطانيا.

كان واضحاً أنّ التشدّد الأميركي بلغ الذروة لمجرد خروج واشنطن عن الإجماع الدولي على أنّ إيران التزمت بنود التسوية ولم تخرج على مقتضياتها ولا سيما منها ما سُمّي «الطابع السلمي للبرنامج النووي الإيراني». ولذلك تصاعدت التحضيرات لهذه القوانين في الكونغرس. ففي حزيران الماضي بدأ التحضير للقانون الخاص بـ»حزب الله» وشهدت لجنة الشؤون الخارجية برئاسة الجمهوري إد رويس ومعه نواباً من الحزبين.

ويقول التقرير إنّ النسخة الأولى من القانون صيغت بلهجة قاسية وجمعت كل التعابير القانونية والدستورية المتشدّدة. ولم تكتفِ بالإشارة الى اسماء الحزب وقياديّيه في لبنان وسوريا ومناطق في العالم بحجة وجود أدوار لهم ومسؤولياتهم الخارجية، بل شملت اسماء مسؤولين لبنانيين من الأحزاب الصديقة وتلك الحليفة التي تدور في فلك الحزب وإيران على حدّ سواء.

ويشير التقرير الى أنّ هذه النسخة الأوّلية شملت اسماء من «حزب الله» وحركة «أمل» و»التيار الوطني الحر» و»الحزب السوري القومي» وتيار «المردة» وشخصيات سياسية وإعلامية. وتزامناً مع وضع الصيغة الأولى زار رويس لبنان والتقى عدداً من المسؤولين وهو مَن سرّب الأسماء والأطراف التي سيسمّيها القانون الجديد، وهو ما دفع نواباً ومسؤولين مصرفيّين الى زيارة واشنطن لمعالجة هذه القضية والبحث في إمكان تجاوز هذه الإتّهامات التي يمكن في حال شمولها هؤلاء المسؤولين والقياديين أن تشكّل خطراً فعلياً على الأمن والإستقرار، عدا عن الأزمة الإقتصادية والمصرفية التي يمكن أن تحدثها في لبنان. عند هذه المحطة يشير التقريرالى أنّ لجنة الشؤون الخارجية أعادت النظر في إدراج أسماء بعض الأطراف دون سواها. ورفعت المشروع الى البيت الأبيض حتى بلغ المكتب البيضاوي حيث أُخضع لتعديلات كبيرة شطبت منه مختلف الأسماء والأطراف المستهدَفة، وتُرك للرئيس الأميركي هامش واسع من الحركة يسمح له بالتسمية فرض العقوبات ساعة يريد ضمن المهل المحدّدة في القانون قياساً على ما تفرضه المراحل التي تلي توقيعه.

وذكر التقرير أنّ الأسماء التي شملها القانون بنسخته الأصلية لم تدخل في صلبه لكنها بقيت في جدول خاص ملحق بالأسباب الموجبة له بهدف العودة اليها ساعة يشاء ترامب وليختار في اللحظة التي يريد أن تشمل العقوبات مَن يرى واجباً استهدافه شرط تعليل الأسباب التي دفعته الى هذا القرار، وما يمكن أن يحققه من الأهداف الأساسية للقانون التي تركّزت على الحق بملاحقة أفراد تحدَّد اسماؤهم وصفاتهم في وضوح، او مؤسسات وشركات، وربما مسؤولين حكوميين وفي القطاع الخاص، وربما حكومات تقدّم الدعم للمستهدفين بما فيه الدعم السياسي والعسكري، والمساعدات المالية والعينية التابعة لشركات ومؤسسات إعلامية وتجارية وطبّية وخدماتية واجتماعية، وتلك المعنية باعادة الإعمار والبناء، وكذلك الذين يستخدمون المدنيّين دروعاً في مناطق النزاع.

عند هذه المعطيات ينتهي التقرير الى التأكيد أنه ولكل هذه الأسباب فإنّ التريّث في إصدار المراسيم التنفيذية الرئاسية التي تترجم قانون العقوبات على «حزب الله» له ما يبرّره وهو أمر مؤجّل الى حين. فهو حقّ حصري أناطه القانونُ الجديد بترامب وحده ليقول كلمته ساعة يشاء وليستهدف مَن يشاء وللأسباب التي حدّدها القانون دون سواها. وليس على الجميع سوى الإنتظار.

 

سلام لـ«الجمهورية»: إيران تحتجز الحكومة وهناك إضعاف لـ«الطائف» واستهداف للسُنّة  

أسعد بشارة/الجمهورية/السبت 17 تشرين الثاني2018

ما يكشفه الرئيس تمام سلام عن تشكيل حكومته يصلح لأن يكون مادةً لفهم الصعوبات التي تعترض الرئيس سعد الحريري منذ ستة أشهر والى اليوم.

ما أشبه الأمس باليوم، يقول الرئيس سلام الذي كلّف بتشكيل حكومته في نيسان 2013، فشكّلها بعد عشرة أشهر ونصف الشهر قياسية، شهدت تصعيداً وصراعاً على الأوزان، لكنّ الأهم أنها شهدت تصلّباً من «حزب الله» على لسان السيد حسن نصرالله، الذي رفض المداورة والمثالثة، ليعود كما يروي سلام الى القبول بها تسهيلاً لتشكيل الحكومة.

يروي سلام: ووجِهنا بتطوّرات إقليمية ودولية كبيرة، وكان النفوذ الإيراني يزداد قوةً في لبنان والمنطقة، وكانت تجرى مفاوضاتٌ أميركية- إيرانية، وفي الشهر التاسع على التكليف خرج «حزب الله» بموقفٍ متصلّب رفض فيه المثالثة والمداورة، وكنتُ قد اعتمدتُهما كمعيارَين لتشكيل الحكومة، لقد كانت المفاوضات الإيرانية- الأميركية قائمةً وقتها ولم يكن يظهر فيها أيُّ نور.

يضيف: إثر تزايد العراقيل، قرّرتُ بالتعاون مع الرئيس ميشال سليمان التوجّه الى تقديم تشكيلة تكنوقراط من 14 وزيراً، وكان ذلك في أواخر سنة 2013، فإذا بالنائب وليد جنبلاط يبلّغني في أوّل أيام الـ2014 نقلاً عن «حزب الله» أنهم قرّروا تسهيل تشكيل الحكومة، وأن «يمشوا بالتأليف». وهكذا حصل، فلقد تشكّلت الحكومة خلال شهر ونصف الشهر من بعدها، وقبلوا بالمثالثة والمداورة لكل الحقائب، وطبعاً كانت المفاوضات الإيرانية- الأميركية قد تقدّمت وهذا التقدّم كان السبب الرئيسي للمرونة، ووُقّع الاتّفاق الأميركي- الإيراني بعد أشهر.

يكشف الرئيس سلام معزّزاً شهادته على عصر التعطيل أنّ الرئيس الأميركي باراك أوباما الذي اتّصل به بعد تشكيل الحكومة كشف له بدوره أنّ تشكيل الحكومة اللبنانية كان أمراً متّفَقاً عليه إقليمياً ودولياً، أي أنه أتى من ضمن التفاهم الكبير، ولا يُسقط سلام في الوقت نفسه سبباً آخر لتسريع تشكيل الحكومة وهو رغبة الجميع في استباق الفراغ الرئاسي الآتي حتماً في ظلّ الصراع السياسي القائم في البلد وقتها.

ويقارن سلام بين ما واجهه وبين ما يواجهه الرئيس الحريري فيقول: نحن نشهد اليوم شدّاً وجذباً بين أميركا وإيران، وكما شهدنا نموذج العراق الذي منعت فيه القوى العراقية الحليفة لإيران استكمال تشكيل الحكومة، كذلك نشهد قيام القوى الحليفة لإيران في لبنان بتأخير تشكيل الحكومة. ويقول: إيران تحتجز تشكيل الحكومة في سياق استثمارها للأوراق التي تمتلكها في المنطقة، بمواجهة العقوبات التي تُفرض عليها.

يشرح سلام: هناك تمدّدٌ إيراني في لبنان والمنطقة. لقد واجهت آثار هذا التمدّد لدى تشكيل حكومتي، والرئيس الحريري يواجه الامر نفسه اليوم. لقد خلق «حزب الله» أزمة مصطنعة بكل ما للكلمة من معنى. هؤلاء النواب الستة كل واحد منهم ينتمي الى كتلة ممثلة في تشكيلة الرئيس الحريري، وجمعهم هو عملية مصطنعة، ومع الاحترام والتقدير لهم شخصياً ولكونهم منتخَبين في مناطقهم، فهم ليسوا سوى كتلة نيابية مصطنعة صُنعت لدى «حزب الله» (made in)، واصطناع المشكل يهدف الى تعطيل التشكيل لأهداف وأسباب داخلية وإقليمية ترتبط بالصراع القائم بين أميركا وإيران. بالسؤال عن وجود خطر على اتّفاق الطائف والصيغة اللبنانية يقول سلام: إتفاق الطائف هو ملجأ الجميع ومع الأسف فإنّ سوءَ تطبيقه على مدى سنوات واستثناء تطبيق الإصلاحات التي تضمنها، أضعفه، لكنّ البديل عنه هو نفسه اتفاق الطائف أي لا بديل عنه بانتظار ظروف تسمح بمراجعته. ليس الاتفاق مثالياً لكن لا بديل عنه إلى الآن.

وقال: نحن اليوم نسأل عن سبب تحوّل بعض الممارسات التي تعمد إلى خلق أعراف تُضعف الدستور وتُضعف اتفاق الطائف. هذه الأعراف باتت تشكّل تعدّياً على الطائف والدستور وخصوصاً على صلاحيات الرئيس المكلف. كما أنّ تشريع الضرورة لم يكن بمجمله خاضعاً للضرورة خلافاً لنص المادة 69 من الدستور التي تقول إنّ المجلس يصبح حكماً في دورة انعقاد استثنائية حتى تأليف الحكومة الجديدة ونيلها الثقة. أضاف: هناك أعراف جديدة وهذه خطوات غير داعمة للدستور، وخصوصاً أننا مررنا في السنوات الماضية في ظروف مشابهة إن كان بالنسبة للتأليف أو للشغور الرئاسي ولم يجتمع فيها مجلس النواب إلّا فعلاً عندما مدّد لنفسه أوّلاً وثانياً. أنا أتفهّم الرئيس نبيه بري الذي يسعى للحلحلة وهو مقدّر من الجميع، لكن ما نشهده من اعراف يفسح في المجال امام إضعاف الطائف.

عن دور رئيس الجمهورية في مواجهة التعطيل قال سلام: لقد مرّت خمسة أشهر على التكليف وكثرت المماحكات والمبارزات لتحقيق المكاسب في الأحجام، ومسؤولية الجميع حسم الامور لتشكيل الحكومة، ومسؤولية الرئيس عون ليست فقط الموافقة على التشكيلة الحكومية بل مساعدة الرئيس المكلّف على تجاوز الصعوبات، خصوصاً أنّ رئيس الجمهورية يمتلك أكبر كتلة نيابية.

يضيف: نسمع أوصافاً تعبّر عن الجبروت: «الجمهورية القوية، الرئيس القوي، العهد القوي»، إنّ البلد لا يحتمل هذا الجبروت ولا يحكم بمبارزات القوة بل بالتواضع. انا ادعو الى الإكثار من التواضع.

ويقول: نسمع ايضاً انهم يريدون أن يكون رئيس الحكومة قوياً ولا نرى ترجمات عملية، يصحّ فيهم القول: «اسمع كلامك يعجبني أشوف افعالك أستعجب».

يصحّح سلام لأصحاب الدعوة للحفاظ على قوة رئيس الحكومة: رئيس الحكومة هو رئيس السلطة التنفيذية والقوة هي في إدارة هذه السلطة كي تكون الحكومة قوية، والدعوة لقوة الرئيس المكلف وقوة الحكومة تناقضها المحاصصة التي تعطل التشكيل.

عن البيت السنّي يقول الرئيس سلام: إنّ البيت السنّي متضامن ومتماسك يواجه مَن يريد أن يضعفه أو يشارك في إضعافه، وسط تضامن وتناغم بين مرجعيته الوطنية الأبرز ومرجعيته الدينية (دار الإفتاء) وهناك تفاهم وتواصل لتحصين الطائفة.

هل هناك استهداف للطائفة السنّية؟ يأخذ الرئيس سلام ثواني من التفكير العميق قبل أن يجيب: نعم هناك استهداف للسنّة، ولكنهم أقوى من الاستهداف. يقول: لقد علّمتنا التجربة التاريخية في لبنان أنّ البلد مؤلفٌ من مكوّنات طائفية، وأنه كلما استُضعف مكوّن من هذه المكوّنات اختلّ التوازن ووقع البلد في مأساة. وختم: في كل مرة يستقوي فيها طرف على آخر تقع المشكلة، فللجميع أقول: تواضعوا.

 

اللقاء التشاوري»: إمّا وزير منّا... وإمّا لا حكومة 

كلير شكر/جريدة الجمهورية/السبت 17 تشرين الثاني 2018

حتى الساعة، لا جديد في أزمة تمثيل السنّة المستقلّين. وحدها مواقف نواب «اللقاء التشاوري» تملأ الفضاء الحكومي المقفل من كل جوانبه، بعدما حرّكت حجارة النائب فيصل كرامي المياه الراكدة بقوله إنّ رئيس الجمهورية ميشال عون أبلغ الى التكتل بصريح العبارة إنّ قرار رئيس الحكومة المكلف في عدم تمثيلهم حكومياً «غيرُ حكيم». أبرز ما بيّنه هذا الكلام، هو إصرار الرئاسة الأولى على النأي بنفسها عن أخذ مسألة توزير النواب السنّة الستة في صدرها، وهي استطراداً ترفض أن تتحمّل من كيسها «كلفة» التسمية. أما الوجه الثاني من الحديث فهو الاعتراف الواضح بحقّ النواب الستّة في الجلوس الى طاولة مجلس الوزراء. عملياً، يرمي رئيس الجمهورية الكرة في ملعب رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، على رغم سقف الاعتراض الذي رفعه الحريري بقوله إنه لن يقبل دفع الثمن مرتين، بعدما تكبّده المرة الأولى في قانون الانتخابات.

هكذا تُفهم مبادرة رئيس «التيار الوطني الحر» الوزير جبران باسيل في أنها ترمي في النتيجة، إلى ضمّ ممثل نواب «الممانعة» إلى الحصة «الزرقاء»، كون «الكوتا» الرئاسية معطوفة على حصة «التيار الوطني الحر» مقفلة على 11 وزيراً، فيما يبدو حتى اللحظة، أنّ كلّاً من عون وباسيل يتصدّيان لمحاولة اقتناص مقعد من هذه الحصّة.

بهذا المعنى بدا أنّ السيناريو الأكثر تداولاً يقوم على أساس الاتّفاق على اسم وسطي تقبل به الأطراف المعنيّة، أي رئيس الحكومة كونه «بيّ» الحصة التي ستتكفّل بالحلّ، والنواب المستقلّين السنّة كونهم الممثَلين.

الّا أنّ الطرف الثاني من الاتّفاق أي أعضاء «اللقاء التشاوري» هم قطعوا الطريق على هذا الاحتمال، ويقول أحدهم «إنّ الصيغة الوحيدة التي سيقبل بها النواب الستة هي أن تتمّ تسمية أحدهم وزيراً. أما غير ذلك، فلا مجال للقبول به. معادلة حاسمة لا تقبل النقاش في رأيهم». ويؤكد أنه حتى اللحظة لم يتلقّ «اللقاء» أيَّ عرض جدّي أو واضح، وكل ما يتمّ تداوله هو مجرد أفكار ونقاشات تحصل في اللقاءات الثنائية التي تُعقد، لافتاً إلى أنّ المطلوب راهناً من رئيس الحكومة هو إكمال خطوته الأولى «الاعترافية» الطابع، بعدما أعلن رسمياً رفضه احتكار الطائفة السنّية، معترفاً بوجود رأيٍ ثانٍ داخل بيئته. ولذا فإنّ الخطوة الثانية المنتظرة هي المبادرة الى تأليف الحكومة. وينفي أحد نواب «اللقاء التشاوري» وجودَ خلافات في صفوفهم، مشيراً إلى أنّهم متفاهمون حول كافة المسائل.  أما بالنسبة الى آلية اختيار ممثل «اللقاء» في حال قرّر رئيس الحكومة تسمية وزير من بينهم، فيقول النائب «التشاوري» نفسُه: «نحن حريصون على صلاحيات رئيس الحكومة ولا مجال لتجاوزها، وبالتالي لن نقترف الخطأ الذي ارتكبه رئيس حزب «القوات» سمير جعجع حين جمع مرشّحيه للحكومة وشربوا النخب قبل صدور مراسيم الحكومة». ويضيف: «إنّ أعضاء «اللقاء» متّفقون حول هذه المسألة، ونحن سنلتزم أيّ تسمية سيقررها رئيس الحكومة ليكون صاحبها ممثلاً للنواب الستة، ومطلبنا الوحيد هو أن يكون الوزير من بين أعضاء التكتل وليس من خارجه».

وفي هذا السياق، ينفي هذا النائب ما يتمّ تداولُه عن طرحٍ تقدّم به رئيس مجلس النواب نبيه بري يقضي بتبادل مقعدٍ وزاري شيعي من حصته بمقعد سنّي من حصة رئيس الجمهورية، على أن يقترح بري إسم النائب قاسم هاشم، المنضوي تحت مظلّة «اللقاء التشاوري»، للمقعد الوزاري. ويلفت إلى أنّ بري أودع الوزير المفوّض من رئيس الجمهورية، أي باسيل، اقتراحه ولكنه لا يزال محكوماً بالسرّية وبين المعنيين ولم يخرج أبداً إلى العلن. الى ذلك، أكد النائب وليد سكرية بعد إجتماع «اللقاء التشاوري» للنواب السنّة المستقلّين أنّ «من حق اللقاء التمثيل في الحكومة وفق المعايير المتفق عليها وهذا أمر حتمي لا رجوع عنه يفرضه منطق عدالة التمثيل والتنوّع في تشكيل حكومة وحدة وطنية»، مهيباً «بالمكونات السياسية المعنية بتأليف الحكومة أن تعيد حساباتها انطلاقاً من احقية تمثيل «اللقاء التشاوري» بعيداً عن أيّ محاصصات أو مبادلات أو تفاهمات من أيّ نوع كانت». وشدّد على أنّ «مطلبنا لا يمسّ بصلاحيات رئيس الحكومة ولا بنصوص «اتفاق الطائف» الذي نتمسّك به»، مشيراً الى أنّ «اللقاء مستقل يمثل شريحة شعبية واسعة من المكوّن السني، وقد تكوّن بإرادة شعبية وليس بإرادة أحد».

 

جونيه التي فضحتنا 

المحامي انطوان ع. نصرالله/جريدة الجمهورية/السبت 17 تشرين الثاني 2018

لم يكن ينقصنا إلّا تقرير منظمة غرينبيس حول المدن الأكثر تلوثاً في العالم، والذي احتلّت فيه مدينة جونيه الساحلية المرتبة 23 عالمياً من حيث المدن الأكثر تلوثاً... لنكتشف المزيد عن حقيقتنا المرة... فالتقرير لا يعكس فقط مدى سوء إدارة الملف البيئي في بلدٍ كنّا نتغنّى فيه بهوائنا النقي ومائنا العذبة وشواطئنا الذهبية وجبالنا الخضراء... وإنما يؤكد على أننا وطن بحاكمه وشعبه ومجتمعه على طريق الانقراض والاضمحلال، بل الزوال. فهذا التقرير الخطير لم يحرّك فينا لا ثورة ولا اعتراضاً ولا من يحزنون... إكتفينا بالتفرّج على اجتماع فلكلوري لنواب المنطقة، إنضمّ اليهم الوزير المستشار مُبرراً أعماله ومُلقياً أسباب التلوث على غيره. إجتماع لم يخرج بأي توصية عملية لا بل تجرّأ فيه أحد النواب الجدد على اتهام الشعب بأنه مُسبّب التلوث كونه لا يملك ثقافة بيئية. وبالحري كان عليه أن يقول إننا شعب لا يحسن الاختيار، كون البعض منّا اختاره نائباً ومُشرّعاً ومحامياً عن حقوقه وممثلاً عن الأمة جمعاء... لينطفئ الموضوع بعد الاجتماع وكأنه فص ملح ذابَ في مياه مشاكلنا اليومية... وكأنه تقرير لدينا ترف الاختلاف حوله سياسياً أو إنمائياً...

أفهم انّ الساسَة، ومن جميع فئاتهم، لديهم مصالحهم الخاصة، وهم أصلاً لا يقيمون وزناً لنا ولصحتنا، وبالتالي لم ولن يحرّكوا ساكناً.

ولكن مهلاً أيها السادة... أين ما يسمّى بالمجتمع المدني؟ لماذا غاب عن الساحة؟! أين الجامعات التي تملأ المنطقة وهي من الجامعات المهمة؟! لماذا لم تُنشِئ لجنة طوارئ لإيجاد الحلول البيئية لتلوّث يصيب طلابها وأساتذتها؟ وما هو الهدف الاول للجامعات في لبنان غير تخريج عاطلين عن العمل؟ أين مراكز الابحاث والأندية والجمعيات؟؟؟ أين الاحزاب والهيئات؟؟؟... أين الكنيسة وبكركي التي تَغفو على تخوم جونيه ولماذا عدم الاعتراض او الضغط من اجل حَلّ قضية تقتلنا جميعاً؟

بالله عليكم هل كانت ردّة فعلكم ستظهَر بهذه البرودة لو انتقد أحدهم حدثاً دينياً او عاتَبَ زعيماً او هاجمَ الصهر او الابن او الزوجة او الشيخ او أي وريث سياسي؟؟؟ عَرّتنا غرينبيس من حيت لا تريد، وفضحنا تلوّث مدينة نحبّها ونعشقها لأنها كانت وفية معنا ولم نبادلها يوماً الوفاء... مدينة يفتخر أحدهم بأنه يقيم فيها سنويّاً مهرجاناً للمفرقعات النارية، هو الأكبر في لبنان... مفرقعات تكلّفنا مئات آلاف الدولارات لتزيد من التلوث والضوضاء، في بلد عجزنا فيه عن إيجاد حل لمشكلة معالجة النفايات التي أصبحت مزمنة ومستعصية، على الرغم من وجود وزارة للبيئة لم تعمل منذ تأسيسها إلّا على مضاعفة التلوث... تلوث يقتل الغني في منزله الفخم... والاعلامي الذي ينقل إلينا أخبار العالم مُتناسياً ما حوله... والقاضي والمحامي في قصر عدل من المفترض أن يكون المتراس الاول في الدفاع عن حقنا بحياة كريمة... ورجل الدين في صومعته وديره حيث الصلاة لا تستطيع وحدها طَرد مرض يحتاج الى صلاة وصوم وعمل....فضحَتنا جونيه، هي التي سَتَرت عيوبنا ونواقصنا وصرخت بوجهنا جميعاً: إرحلوا عنّي فأنتم شعب محكوم بمجموعة من الانتهازيين وعاشقي الكلام الجميل والاعمال القبيحة... إرحلوا عنّي فلو كتب الكتاب المقدس اليوم لقيل فيه: «هيّا معي من لبنان، من ذلك البلد الملوّث والملوِّث».

 

المارونية السياسية: تاريخ من العداوات ... لا المصالحات

 نقولا ناصيف/الأخبار/السبت 17 تشرين الثاني 2018

لا جدال في ان المصالحة بين تيار المردة والقوات اللبنانية اكثر من مهمة. اكثر من ضرورية. اكثر من حتمية وإن متأخرة. اكثر من صفح يقابله اعتراف بين حزبيين مارونيين. لكن ايضاً - ربما اكثر - بين شخصين لم يكن احدهما يعرف الآخر في ذلك اليوم

ليس في تاريخ المارونية السياسية التقليدية مصالحات مقدار العداوات. فيها من التحالفات والتقلبات ما فيها من التواطؤ عقوداً طويلة. لم تكن دموية، ولولا الحرب ربما لم تصر في صلب العدوات. لا يروي تاريخ المارونية السياسية ان اميل اده وبشارة الخوري تصالحا ثم من بعدهما ابناؤهما، وكميل شمعون وحميد فرنجيه تصالحا بعد عامي 1952 و1957، وشمعون وفؤاد شهاب تصالحا، وريمون اده وشهاب تصالحا بين عامي 1959 و1973، وبيار الجميّل واده تصالحا في عقدي الستينات والسبعينات، واده وسليمان فرنجيه الجد بعد عام 1971. معظم هؤلاء حمل الخصومة معه الى الموت حتى، كأنه لم يتشفَّ ابداً. عندما يأتي احدهما على ذكر الآخر يواصل تصفية الحساب كأنه لم يمت بعد. يروي تاريخ المارونية السياسية ان فرنجيه الجد لم يقبل باستقبال مسؤول في القوات اللبنانية هو الياس حبيقة عام 1985 الا لأن بشير الجمّيل اغتيل قبل ثلاث سنوات وابنته مايا اغتيلت قبل اربع سنوات، مستجيباً رغبة دمشق بعدما اضحى حبيقة في الخيار السوري. لم يستقبل كذلك رئيس حزب الكتائب جورج سعادة عام 1986 الا لأن مؤسس الحزب بيار الجميّل توفي قبل سنتين. لم يتصالح بشير الجميّل وداني شمعون ابداً بعد 7 تموز 1980.

بالتأكيد، على نحو مماثل، لم يتصالح حبيقة وسمير جعجع بعد عام 1986، بل غاليا في انتقام غير مسبوق وصلت اصابعه الى زحلة ولم يكتفِ بساحة نزاعاتهما في المنطقة المسيحية حينذاك، بما في ذلك وقوف الثاني وراء القضبان فتشبّثا بالعداء والتشفّي، الى ان تربص الاغتيال بالاول. ليس سرّاً - لمَن يتذكر - انهما اقسما على الانجيل امام المدبر الرسولي المطران ابراهيم الحلو بأن لا يقتتلا في خلافهما على الاتفاق الثلاثي عام 1985. لكنهما فعلا.

يذكر كثيرون ما بين عامي 1991 و2000 اقام في فرنسا، ومنذ عام 1996 في باريس بالذات، ثلاثة زعماء مسيحيين متشابهين في الاقامة الجبرية، هم امين الجميّل وميشال عون وريمون اده. لم يجتمعوا مرة طوال هذه السنوات ما لم تكن ثمة مصادفة في كنيسة سيدة لبنان هناك. لم يشأ احدهم مصالحة الآخر او الاجتماع به رغم مقاطعتهم انتخابات 1992.

بعد عودة عون من فرنسا عام 2005 ذهب الى جعجع في السجن للتضامن معه، وبينهما ذلك الكمّ الهائل المكلف من الاقتتال. لكن من دون ان يتصالحا طوال السنوات الـ11 التالية. بعد اطلاق جعجع كان امين الجميّل في مقدم مهنئيه باستعادته حريته عام 2005 في المطار، في طريقه الى الخارج، من غير ان ينسى ان جعجع وراء تهديده وارغامه على المنفى الاختياري في باريس على اثر انتهاء ولايته الرئاسية عام 1988. مع ذلك لم يفكرا في المصالحة المشهودة. كل رئيس جديد للجمهورية يصبح فور انتخابه خصماً لدوداً لسلفه، ويرفع في وجهه جدار العداوة. قبلاً كانت القاعدة التي توارثها الشيخ بشارة وشمعون وشهاب، ثم انتقلت عدواها بعد الحرب الى الياس هراوي خلفاً لامين الجميّل، واميل لحود خلفاً لهراوي، وميشال سليمان خلفاً للحود، وعون خلفاً لسليمان. ذلك ايضاً في صلب اعراف الموارنة الجدد بعد القدامى.

لا تقل «مصالحة بكركي» بين تيار المردة والقوات اللبنانية (14 تشرين الثاني) اهمية عن «مصالحة معراب» بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية (18 كانون الثاني 2016). في كلتيهما اقترن العداء بشخصين اكثر منه بحزبين. لكن بفارق جوهري ان المصالحة الاولى نظّمت اتفاقاً سياسياً بُنيت عليه مرحلة سياسية لاحقة عامودها الفقري انتخاب عون رئيساً للجمهورية، مستندة بدورها الى «اعلان النيات» بينهما (2 حزيران 2015 في الرابية)، فيما المصالحة الثانية بين شخصين فحسب، بلا وثيقة سياسية. كلاهما لم يعرف الآخر قبل اربعة عقود عندما ارتكبت مجزرة اهدن. احدهما طفل في حضن جده، والآخر مقاتل مسؤول عن فصيل بشري في القوات المستمدة الإمرة آنذاك من حزب الكتائب.

لعل المفارقة المهمة انهما ورثا قميصاً ملطخاً بالدم وُضع في الخزانة، من غير ان يكونا معنيين بما حدث. اصل المشكلة بين طوني فرنجيه وبشير الجميّل تقاسم النفوذ في الشمال المسيحي بين العائلة والحزب، من دون ان تكون ثمة منافسة على رئاسة الجمهورية، شأن كل العداوات المارونية، السابقة واللاحقة، غير الملطخة التي دارت من حولها.

أيهما بين فرنجيه وجعجع يحتاج اكثر الى «مصالحة بكركي»؟

ليس الامر كذلك في مسار اقتتال عون وجعجع ما بين عامي 1989 و1990. عرف احدهما الآخر تماماً. منذ عام 1988 كانا على طرفي نقيض الى ان انفجر نزاعهما الدموي السنة التالية. لا وجود للتيار الوطني الحر آنذاك، بل الجيش بقيادة عون في واجهة الصدام، ما جرجر الى الامس القريب ذيولاً لم تنته بين المؤسسة العسكرية وحزب القوات اللبنانية. هكذا الاقتتال الماروني التاريخي بين اشخاص لا يقربون المصالحة.

لوهلة عنت «مصالحة معراب» تقاطع مصالح سياسية بين صانعيها، فيما «مصالحة بكركي» لم تشأ ان تقول سوى انها تطوي ماضياً من الاقتتال والثأر المضمر. مع ذلك ثمة سؤال ضروري ينجم عن توقيت المصالحة الحالية يقفز فوق «النكاية». شأن ما عُدت «مصالحة معراب» نكاية بترشيح الرئيس سعد الحريري فرنجيه لرئاسة الجمهورية، فاستدعت للفور المصالحة تلك، لا تخلو «مصالحة بكركي» من وصفها بـ«نكاية» مماثلة جاءت - للمصادفة - في توقيت قد يكون بريئاً عند احد الفريقين، او متعمّداً عند الفريق الآخر هو تشرين الثاني. في 5 من هذا الشهر 2015 رشح الحريري فرنجيه متجاهلاً جعجع حليفه المرشح للرئاسة منذ اكثر من سنة. في 14 تشرين الثاني 2018 يتصالح فرنجيه وجعجع بدلالة الرد على خصم مشترك، لكن مختلف عن 2015: بين فرنجيه وجبران باسيل قطيعة كاملة، وبين جعجع وباسيل نصف قطيعة. بين رئيس الجمهورية وفرنجيه انقطاع كامل، وبينه وجعجع شبه انقطاع. ثمة سؤال آخر ضروري: ايهما بين فرنجيه وجعجع يحتاج اكثر الى «مصالحة بكركي»؟

 

ماذا تستفيد إيران من خراب لبنان والجوار؟

محمد الرميحي/الشرق الأوسط/17 تشرين الثاني/18

إيران ليست في وضع مريح، أي مراقب محايد يستطيع أن يصل إلى تلك الحقيقة، ولكنْ ما مظاهر القلق والعصبية الإيرانية؟ ربما أولها حالة الإنكار التي ركبت كثيراً من سياسييها وعسكرها، حيث أقنعوا أنفسهم بأن كل ذلك الضغط الدولي لن يؤثر في الوضع الإيراني القائم، ذلك غير صحيح، بل خادع. والشواهد عديدة لمظاهر العصبية والقلق الإيراني، أهمهما مظهران؛ خارجي وداخلي، أما الخارجي فهو في الجوار، فقد كان من المؤكد أن إيران سوف ترد على «المقاطعة» وتصاعُد وتيرتها بالطريقة التي تعرفها جيداً، وهي الإيعاز لمحازبيها وتابعيها في المنطقة العربية بإظهار «الشوكة»، ظناً منها أنها تضايق أو تحرج أو حتى تعطّل الجوار العربي، أو تحقق انتصارات! أول شوكة ظهرت من خلال الخطاب العصبي الذي جاء على لسان حسن نصر الله في بيروت الأسبوع الماضي، واضح أنه خطاب هدفه الرئيسي «محاولة تطمين النفس» فقد كان استفزازياً ومُحمّلاً بالتهديد والوعيد، وشاملاً في التحدي لكل مكونات النسيج اللبناني، الحلفاء قبل الخصوم، وأرسل رعشةَ هشاشةٍ في مجتمع سياسي هو أصلاً هش، وكما نعرف فإن تكلفة الهشاشة هي حرب أهلية. فلم يسلِّم السياسيون من كل الأفرقاء بالغمز واللمز والتصريح والتجريح في ذلك الخطاب المسموم، وحتى لم يسلِّم رجال الدين بكل طوائفهم. المراد من ذلك الخطاب هو تحويل لبنان من دولة إلى «مستنقع» يحتكم في النهاية إلى السلاح، وبالتالي تعطيل خروج الحكومة العتيدة إلى النور، والقول: إنه لا حكومة في لبنان دون الخضوع لشروط إيران، أقصد «حزب الله»، فنحن (إيران وأذرعتها) أقوياء! حتى الحليف في بعبدا وهو رئيس الجمهورية تم تحديه من خلال مطلب غير دستوري، وغير ميثاقي بفرض توزير «سُنة حزب الله» الذين اتُّخذوا ذريعة من خلال استغلال شهوتهم المَرضية للحكم، كي توضع في العجلة، التي هي ركيكة، عصا أخرى! الأمر الذي يؤسس لأن يكون للحزب وزراؤه، وأيضاً له مناصروه من طوائف أخرى في نفس الحكومة، أي اختطاف لبنان بكامله بطريقة وصفها بعض اللبنانيين بأنها «بلطجة»! تلك الزوبعة هل تغيِّر من وضع القلق الإيراني وتشفّيه؟ لا، فهي فقط سوف تزيد من غطس الاقتصاد اللبناني في مياه الأزمة المالية التي بلغت ديونها ثلاثة مليارات دولار، وزيادة فقر اللبنانيين، وانكشاف عملتهم، والخضوع لدولة عصابات لا أكثر، وتأكيد المؤكد، وهي عمالة «حزب الله» غير المغطاة للنظام الإيراني. كل ذلك لن يقلل من القلق الإيراني، هو فقط سوف يشكّل «إرضاءً للنفس ظاهرياً ومؤقتاً». على صعيد آخر فإن قوى لها علاقة بإيران في العراق تضع العصا في طريق إكمال تشكيل وزارة عادل عبد المهدي، بل ربما الإطاحة بها، وهو أمر سوف يأتي بالضرر على الشعب العراقي، ولكنه لن يؤثر في مجمل الضغط الدولي على إيران، وفي اليمن واضح أن الأوامر وُجهت إلى الحوثي، أو من بقي من قياداته، بتصعيد كلٍّ من المعارك الساخنة، وأيضاً الإعلامية، وهي عمليات تتكشف للشعب اليمني الذي يقفز بعض المتعاونين السابقين مع الحوثيين من سفينته الإيرانية!

الوضع الداخلي الإيراني يشي بخلل جسيم، فإن أربعين عاماً من الحكم شبه الفاشيّ خلّفت قافلة من السلبيات، فعدد السجناء السياسيين وفقاً لبعض الإحصائيات في أواخر عهد الشاه محمد بهلوي بين ستة وعشرة آلاف سجين (طبعاً ذلك غير مبرَّر)، ولكن ما حدث أن عدد السجناء السياسيين في إيران بلغ نصف مليون من البشر في ثمانينات القرن الماضي. وخلال انتفاضة يناير (كانون الثاني) الماضي قُبض على ثمانية آلاف مواطن. وأُعدم 120 ألف سجين سياسي خلال ثمانينات القرن الماضي (أُعدم 30 ألفاً منهم عام 1988) فقط، كما هو موثّق دولياً. كان سعر الريال الإيراني عام 1979، 70 ريالاً للدولار، واليوم هو 150 ألف ريال، أي فقد الريال الإيراني في 40 عاماً 2242 مرة من ثمنه! كان معدل البطالة في عام 1979، 3%، حسب الإحصاءات الرسمية، لكنه اليوم (قبل المقاطعة) وصل إلى 13%، ولكن بعض الإحصاءات الأخرى توصِّل رقم العاطلين عن العمل في إيران إلى 10 ملايين يد عاملة! كما يتم منع الجمهور الإيراني حتى من استخدام التقنية الحديثة، خصوصاً وسائل التواصل الاجتماعي التي أصبحت معولمة! أي أن اليد التي امتدت لإنقاذ الشعب الإيراني من «الظلم والتسلط» عام 1979 بدورها استعبدت الشعب وقمعته وأفقرته. ليس هناك أفق للفاشية الدينية في حكم رشيد، وليس لديها مشروع تغري به الجوار، غير أن تمتطي سياسياً بعض الشعارات التي تجذب بها العوام، وتؤسس لها ميليشيات «في الغالب» مرتزقة لقهر الشعوب، سواء في لبنان أو اليمن أو سوريا أو العراق. من الجهل الفاضح أن يعتقد متخذو القرار في طهران أن السوريين أو العراقيين أو اليمنيين وحتى اللبنانيين في نهاية المطاف سيقبلون ويرضون بهكذا نظام فاقد للأهلية في بلد المنشأ، ومنقطع عن مسيرة العالم ومدمِّر لحقوق الإنسان. الخضوع اللبناني تاريخياً هو بسبب القهر السوري الذي ترك سلاحاً في يد «حزب الله»، وبهذا السلاح يستمر اختطاف لبنان، أما «التحرير» فقد وضح لأي عاقل فطن أنه أكذوبة كبرى، بل غير وارد البتة، فكيف يمكن معادلة «تحرير الفلسطينيين وقتل السوريين» الأولى أكذوبة، والثانية حقيقة شاخصة؟! الهدف هو الترويج لمثال قمعيّ فاشيّ في عباءة دينية! سواء في لبنان أو في اليمن!

ما سوف يحصل في الأيام والأشهر القليلة القادمة أن ضغط إيران على الجوار سوف يتعاظم، فطهران لديها شيء من النظرية أن ذلك الأمر يبرّد الكثير من السخونة المتوقعة داخلياً لدى جمهورها بتصدير الخلل إلى الجوار، وتكتمل النظرية بأن القوى الكبرى سوف تُحرج أو تتراجع بسبب ذلك التدخل، وهي نظرية فاسدة وغير واقعية، ودليل واضح على أنه في طهران ليس وارداً التفكير العقلاني في مواجهة المشكلات التي تسببت بتفجيرها.

آخر الكلام: سكة الخروج الإيراني من المأزق مليئة بالمطبات... وخيارها العاجل التفجير في الجوار ما استطاعت ذلك يزيد من وعي مقاومة مشروعها لدى جماهير واسعة من العرب!

 

"حزب الله" في خطر... أيّ سيناريو ستشهد بيروت؟

أنطوان الأسمر/اللواء/17 تشرين الثاني 2018

تشي الإجراءات الأميركية التصاعدية في حق إيران وحزب الله أحد أبرز وأقوى أذرع طهران في المنطقة، أن المرحلة المقبلة تنطوي على مخاطر لبنانية بالغة، لا سيما في ضوء التهديدات الإسرائيلية المتواصلة والتي بمعظمها ترتكز على اتهام حزب الله بإنشاء مصانع تطوير السلاح الإيراني وتحديثه وتحويله ذكيا، في مسعى على ما يظهر الى تجهيز الذريعة متى قررت تل أبيب تحويل تهديداتها الى حرب على لبنان. وتُعتبر تركيبة الإدارة الأميركية، وخصوصا مجلس الأمن القومي الذي يرأسه أحد صقور الإدارة، جون بولتون، أمرا مسهلا لأي نزعة إسرائيلية صوب حرب موضعية أو حتى شاملة، نظرا الى مدى تغلغل السياسة الإسرائيلية في واشنطن هذه الأيام، مباشرة أو عبر مجموعات الضغط المعهودة، مما يزيد في المخاطر المرتبطة بالتهديد الإسرائيلي المستمر.

آخر تلك الإجراءات الأميركية التصاعدية لتطويق إيران وحزب الله، تعيين الرئيس دونالد ترامب الجنرال اللبناني الأصل جون أبو زيد سفيرا لواشنطن في المملكة العربية السعودية، وهو المركز الشاغر منذ عامين كاملين، أي منذ تولي ترامب الرئاسة، بفعل تفضيله ومستشاره وصهره جاريد كوشنير إبقاء العلاقة مباشرة مع قادة المملكة من دون لزوم مرورها بالقنوات الديبلوماسية التقليدية.

تعيين أبو زيد له دلالاته. فهو من جهة يتزامن مع ما تشهده العلاقات السعودية - الأميركية من توتر على خلفية مقتل الصحافي جمال خاشقجي، وهو من جهة ثانية يُعدّ خبيراً متمرساً في شؤون الشرق الأوسط وأحواله نظراً إلى أنّ فترة خدمته على رأس القيادة المركزية الوسطى (2003 - 2007) تزامنت مع انخراطواشنطنفي حروب في الإقليم (وخصوصا الحرب على العراق - 2003) تُعد الأطول في تاريخ الولايات المتحدة. أما أبرز نقاط قوته فتتمثّل في أنه ضليع في شؤون «حزب الله» وإيران، علما أنه عمل كمراقب مع الأمم المتحدة في العام 1985 وعاين عن قرب العملية التي نفذها «حزب الله» في 14 آذار من ذلك العام ضد قافلة عائدة الى الجيش الاسرائيلي. كما أن عائلته أقامت في إسرائيل في تلك الفترة.

وللسفير الذي ينتظر مصادقة الكونغرس على تعيينه، مواقف مباشرة في الشأن اللبناني، إذ إنه استبعد في تحليله ظروف حرب العام 2006 أي دور لإيران وسوريا في خطف «حزب الله» الجنود الإسرائيليين مع تأكيده أنهما استغلا الوضع. كما دعا الى تقوية الجيش اللبناني وتدريبه وتزويده بالسلاح بما يمكنه من بسط سيطرته على الجنوب. كما نبّه من مخاطر ازدياد قوة الحزب بحيث تتخطى قدرته العسكرية تلك العائدة الى الجيش والقوى المسلحة. وتعتبر مصادر ديبلوماسية رفيعة أن تعيين واشنطن أبو زيد سفيرا في السعودية الى جانب تعيينها ماثيو تولر سفيرا في العراق، نمط من أنماط الديبلوماسية الشرسة المناقضة تماما للديبلوماسية الناعمة التي كانت في صلب عمل الإدارة الديمقراطية السابقة زمن الرئيس باراك أوباما.  وتلفت المصادر الى أن هذا التغيير التصاعدي في عواصم مفتاحية في الإقليم، بالتزامن مع السياسة المتشددة تجاه طهران، وهو ما سمّاه مستشار الأمن القومي الأميركي «عصر إيران» حيث الشدة أبرز عناصره، يشي بتطورات دراماتيكية آتية ستلفح لبنان حكما عبر المزيد من التضييق على حزب الله، في وقت يتحضّر الحزب لتسلّم وزارة الصحة مع كل التحفظات الخارجية (أوروبيا وأميركيا) على هذه الخطوة.

وكان لافتا في هذا السياق، مسارعة جهات إسرائيلية وأميركية الى التركيز على سيرة مرشح الحزب المفترض لتولي وزارة الصحة وهو الدكتور جمال الطقش، بصفته «نائبا سابقا عن الحزب بين عامي 2005 و2009، وسبق له أن تخصص طبيبا جراحا في طهران. وهو مدير الطبابة في مستشفى الرسول الأعظم ومدرج في لائحة الجراحين الممارسين في المستشفى حيث يعالج مقاتلو الحزب المصابون في سوريا. كما سبق أن عمل مديرا لمستشفى دار الحكمة الذي هو جزء الشبكة اللبنانية المرتبطة بلجنة الإمام الخميني للإغاثة». وتنظر واشنطن وتل أبيب الى هذه اللجنة على أنها ذراع إيران لاختراق الدول من بوابة الإغاثة، وستار لأنشطتها السرية والتي تتضمن دعم الجماعات المدرجة في لوائح التنظيمات الإرهابية في هذه الدول أو زعزعة استقرار دول مجاورة.

 

مدرسة دير الآباء الميختاريست مهددة بالزوال

باسكال بطرس/المدن/17 تشرين الثاني/18

 بعد إثارة قضية إقفال مدرسة الليسيه عبد القادر، الأسبوع الماضي، والتي انتهت بنفي مكتب مالكة العقار هند الحريري ما وصفه بـ"الشائعات"، عاد ملف بيع مدرسة دير الآباء الميختاريست التابع لطائفة الأرمن الكاثوليك في الحازميّة، إلى  الواجهة من جديد. فبعد مرور ثلاث سنوات على وقف مشروع البيع، هزّ الرأي العام اللبناني خبرُ عزل مدير المدرسة الأب جوزيف طوباليان وقطع الموارد المالية عنها، مُنبئاً بتشريد 300 طالب وثلاثين أستاذاً من مدرسةٍ شُيّدت منذ سبعين سنة "لتعليم أولاد فقراء الأرمن"، كما هو مكتوب على لوحةٍ عند مدخلها، فيما باتت تضمّ اليوم "أولاد الفقراء" من مختلف الطوائف.

طوباليان المتهم

"نادراً ما سمعتُ عن شخص يعتبره الفقراء أبًا لهم مثلما يعتبر أهالي الحازمية وجوارها الأب طوباليان"، يقول كاهن رعيّة القدّيسين بطرس وبولس للروم الأرثوذكس في الحازميّة الأب ايليا متري. صحيح أن الكاهن أب. ولكن، ليس جميع الكهنة يناديهم الناس، بدلاً من اسمهم، "أبا الفقير".

آلاف الشّهادات عن مكارم الأب طوباليان تتردّد في بلدة الحازميّة، مشيدةً بـ"عطاءاته ومحبّته اللامتناهية" التي تغمر الفقراء منذ أكثر من ستين سنة، على رغم من كلّ  الصعوبات التي واجهته، وتدعوه إلى  أن يبقى صامداً قوياً كما عهدوه دائماً، موقنةً بأنّ "الله لا يترك الذين يحبّون الفقراء مثله". "أعيدوا لنا الأب طوباليان"، "أنصفوا مدير مدرسة الميختاريست"، "لا تحرمونا المدرسة التي تأوينا"، "اعتصام الصغار ضد تسلّط الكبار"، وغيرها من الشعارات رفعها التلاميذ وأهاليهم، إلى جانب الأساتذة الذين حرموا قبض رواتبهم الشهر الماضي، وذلك خلال اعتصام نُظّم على مدخل المدرسة تضامناً مع مديرها، مستنكرين توقيفه وعزله، بناءً على دعوى مقدمة ضده من الرهبانية في البندقية، أمام النيابة العامة في بعبدا، بتهمة إساءة الأمانة، وتطالبه بتحويل عائدات الإيجارات إليها.

التلميذة النائبة يعقوبيان

"اليوم، وبعد خمسين عاما من نذوره وتضحياته، تقول تلميذة الميخاريست النائب بوليت يعقوبيان، لم يبق للدير من يدافع عنه ويتصدّى لعملية بيعه، ولم يعد للأب طابوليان غرفةً يأوي إليها. تشارك يعقوبيان طلاب "مدرستها الحبيبة" دموعهم الممزوجة بالحزن تجاه مصير من هو بمثابة أب حقيقي لهم، والخوف والقلق الشديد على وضعهم الحالي والمستقبلي، مشيدةً بشخص الأب طالوبيان وبمزاياه، داعية الرهبنة الأرمنية الكاثوليكية إلى  "تكريمه تقديرا لخدماته والجهود التي بذلها في أحلك الظروف في سبيل بقاء هذه المدرسة، فضلا عن أنه أبى سيامته مطراناً كي لا يُضطرّ لتركها، ونجح في تمويلها عن طريق تأجير أجزاء من أرض الدير". وإذ تستنكر حادثة توقيف كاهن في مخفرالشرطة وتهديده بالسجن، ما يعتبر منافيا للأخلاق والقانون، ترى يعقوبيان أن "تهمة إساءة الأمانة بمبالغ بدلات الإيجار التي موّل منها ادارة مدرسة الميختاريست، ورواتب الاساتذة والكهرباء والمياه وغيرها، قد أرضخته بعد توقيفه، فوكيل الرهبنة أبلغه الرجوع عن إشارة التوقيف مقابل تنازله عن الأموال وتعهّده بترك الدير والكنيسة والمدرسة نهائيا".

المدرسة التاريخية

يروي المعترضون أنّ بطريركية الأرمن الكاثوليك افتتحت عام 1956 على أرض دير وكنيسة رهبانية الميختاريست مدرسة لتعليم فقراء الأرمن، تحت إدارة الأب طوباليان، الذي كان سعى إلى  تأمين رواتب الأساتذة وبعض المصاريف من عائدات تأجير أقسام من الدير لناد رياضي ومعرض سيارات وفرن، نظرا إلى  كونها شبه مجانية  لطلاب ذوي الدخل المحدود. مع العلم أن مساحة الارض تقدر بـ 15 الف متر مربع تضم ثمانية عقارات من ضمنها الدير والمدرسة والكنيسة، فيما تؤجر العقارات الأخرى لشركات ولقسم الروضة في مدرسة الإليزيه.

تبلّغ طوباليان عام 2015، من الرئيس المفوض لـ "مجمع كنائس الشرق الأوسط" الكاردينال ليوناردو ساندري، قرار بيع الدير وما يتبعه، لكون الرهبانية في ايطاليا تعاني من تعثّر مالي وديون لمصلحة بنك الفاتيكان. ويكشف وكيل المدرسة المحامي طوني جبّور أن "حملة إعلامية كبيرة نُظمت يومها، للاعتراض على قرار البيع، نجحت في وقفه، ووضعت بلدية الحازمية إشارة على العقار وأصدرت قراراً بالاستملاك لمنع البيع، خصوصاً أن متمولاً غير مسيحي كان ينوي يومها شراء العقار". ويعتبر جبور أنه "من المعيب أن يُقضى على هذه المدرسة التاريخية  لاعتبارات مادّية فقط". وإذ يأسف "لما تعرّض له مدير المدرسة، الذي نعرف تاريخه النظيف وممارساته وفقره، من اتهاماتٍ قاسية وخاطئة"، يطالب جبور بـ "أن تبقى هذه المدرسة مفتوحة وأن يتم تعزيزها ودعمها وتطويرها، في وقت نشعر أن هناك نيّات مبيّتة وغير سليمة في عملية البيع هذه".

الفاتيكان

في المقابل، يرد وكيل رهبانية الميختاريست المحامي عبدو كسرواني، على "الحملة التي فاجأتنا لأننا فعلا نجهل أسبابها"، مؤكدا أنّ "البيع غير مطروح وهناك كتاب من الفاتيكان بهذا الخصوص". وإذ يلفت إلى  أنّ "الرهبانية لم تكترث طيلة السنوات الماضية للمطالبة بالإيجارات لكون التعليم هو رسالتها الأساسية، يكشف كسرواني أنّ "الإدارة الجديدة وجدت أن حجم الخسائر بات كبيراً، وهي لا تعرف فعلياً أين توظف الإيجارات لكونها لا تملك رخصة المدرسة العائدة لبطريركية الروم الكاثوليك". وقد قررت الرهبانية، بحسب كسرواني، "إعادة فتح المدرسة التابعة لها في منطقة الروضة في المتن الشمالي هذا العام، وطلبت من الأب طوباليان عبر كتب وجهت إليه منذ حزيران الماضي، التوقف عن تسجيل الطلاب والتعاقد مع أساتذة، بعدما تبين أن الإيجارات تُستحق لحسابات شخصية"،  مشيراً إلى  أنّ "الأب طوباليان لم يمتثل، وتقاضى في تموز الماضي إيجارات تستحق في كانون الأول، فيما استمر في تسجيل الطلاب، ورفض طرحين للرهبانية بإدارة مدرسة الروضة أو الانتقال إلى  إيطاليا. عندها صدر قرار من الفاتيكان بعزله من الرهبانية، فلم ينفذ القرار، لذا رفعت الدعوى ضده لتحويل أموال الإيجارات إلى  الرهبانية".

وعن مصير التلامذة والمعلمين، يؤكد كسرواني "أننا لن نقبل برميهم في الشارع، انطلاقاً من مبدأ المسؤولية الأخلاقية وليس القانونية، لكوننا لا نملك إجازة المدرسة، لكننا سنطرح حلولاً للحفاظ على حقوقهم ومستعدون أن نتعاون معهم حتى نتمكن من تمرير الأشهر المتبقية من العام الدراسي الحالي".

"حركة الأرض" مجدداً

 من جهتها، تحرص "حركة الأرض اللبنانية" التي تصدّت عام 2015 لعملية بيع العقار المذكور،على أن يبقى الدير قائما والمدرسة مفتوحة، والعقار ملك الرهبنة. وفي هذا الاطار، يستنكر رئيس الحركة طلال الدويهي ويشجب ما حصل مع الخور اسقف طوباليان وما يحصل في دير الميختاريست، مذكّرا بأن "القضية في الأساس كانت تتعلق بمجموعة أجانب كانوا يريدون شراء العقار، ولكن كما تصدينا وقتها لمشروع البيع بالتعاون مع بلدية الحازمية التي اتخذت قرار استملاك الدير، سنبقى في المرصاد لأي عملية قد تطال العقار، لئلا يتحول إلى  ملكية أجنبية، مشددا على "ضرورة أن تستملك بلدية الحازمية العقار، وسنستطلع وجهة نظر البطريرك الأرمن الكاثوليك والسفارة الباباوية بشأن دير الآباء المخيتاريست والخور اسقف طوباليان لكي يعود ويدير المدرسة والدير".

المعلومات المتوفرة لـ"المدن" تقول أن الأب طوباليان "يملك كل المستندات التي تثبت براءته وهي موجودة، ولكن أحدا لم يطلبها منه"، ولا شك أنه سيبرزها لاحقاً، خلال التحقيق معه، بالدعوى المقامة ضده من قبل وكيل الرهبنة.

 

"الوطنيون الأحرار" كبيت عريق قيد الترميم

باسكال بطرس/المدن/17 تشرين الثاني/18

"كان "الوطنيّون الأحرار" في طليعة الأحزاب المناوئة للاحتلال السوري

خلافاً لكلّ الشائعات عن احتمال حلّه، باشر "حزب الوطنيين الأحرار"، أحد أعرق الأحزاب اللبنانية، ورشةً داخلية تقييمية، في سبيل إعادة هيكلة جسمه التنظيمي والإداري، تمهيداً لتثبيت موقعه على الساحة السياسية. وقد شُكّلَ في هذا الإطار، مجلس أمناء مركزي "إنقاذي" مصغّر، سيعمل إلى جانب رئيس الحزب، على ضخ دم جديد في عروق الحزب الذي شهد تصدّعا كبيرا في الفترة الأخيرة، وتراجعت فاعليّته على الساحة، لا سيّما في الوسط السياسي المسيحي.

الثبات ومقاومة الإغراء

هو الحزب الذي أسّسه رئيس الجمهورية الأسبق كميل شمعون إثر انتهاء ولايته عام 1958، وكانت أولويّته وشعاره استقلالية لبنان. عام 1968 أنشأ الحزب ميليشيا نمور الأحرار، جناحه العسكري، وقد تلقّى الحزب ضربة موجعة بعد خسارة ميليشيا النمور مواقعها إثر هجوم شنّته "القوات اللبنانية" بقيادة بشير الجميل عليها في الصفرا في 7 تموز 1980، ما أدّى إلى حلّها. عام 1985 تولّى داني شمعون رئاسة الحزب خلفاً لوالده، واستمرّ في منصبه إلى أن اغتيل وعائلته في 21 تشرين الأول 1990. فخلفه النائب دوري شمعون، متولّياً رئاسة الحزب. لطالما كان "حزب الوطنيّين الأحرار" في طليعة الأحزاب التي وقفت سدّاً منيعاً في مواجهة الاحتلال السوري للأراضي اللّبنانية. كان في صلب أحزاب وقوى سياسية عدّة لعبت دورا أساسيا في انتفاضة 14 آذار، والحزب الثابت في مواقفه من حصر السلاح بيد الدولة وترسيم الحدود اللبنانية -السورية وسيادة وحرية لبنان. في مركز الحزب في السّوديكو، يستقبل نجل مؤسّس الحزب ورئيسه الحالي ضيوفه بحفاوة وابتسامة عريضة لم تستطع التجاعيد التي رسمت خطوط حياته ومعاناته بدقة، أن تخفيها، رغم سنواته السبعة والثمانين. بصوت هادىء وواثق، يقيّم النائب السّابق دوري شمعون حزبه بعد ستّين عاماً على تأسيسه، مؤكّدا أنّ "الثابت الوحيد خلال كل تلك المرحلة، كان ثباتنا وتمسّكنا بقيمنا ومبادئنا رغم كلّ الظروف الصعبة والضغوطات التي واجهتنا من الخارج والداخل، ورغم كلّ الإغراءات التي عُرضت علينا كي نغيّر مسارنا ونلتحق بهم، فما كان منّا إلّا أن زدنا إصراراً وقناعة بالسياسة والمبادىء التي أرساها الرئيس كميل شمعون ". يؤكد شمعون أنّه لا يأبه للثمن الباهظ الذي دفعه ويدفعه الحزب نتيجة موقفه الصارم هذا. يرفض شمعون أي تمويل خارجي من أية جهة أتى. واليوم يحاول الحزب الذي قام في الأساس على مال الجيب للرئيس شمعون، استنهاض نشاطه بالتمويل الذاتي للحزبيين. "إمكانياتنا المادية ضئيلة ولكننا لن نمدّ أيدينا لأحد، وسنبقى "نباطح" بما هو متوفّر، في سبيل لبنان وسيادة لبنان. فنحن أحرار وسنبقى كذلك".

الصعود والهبوط

غير أنّ هذا الواقع أدّى إلى "خربطة" داخلية، على حدّ تعبير شمعون. كثيرون غادروا "الوطنيين الأحرار"، الذي عرف الصعود والهبوط والمراوحة: "لكنّ ذلك لا يعني أنه ليس موجوداً على الأراضي اللبنانية". تنتقد ترايسي داني شمعون عمّها بسبب تحالفه مع رئيس "القوات اللبنانية" سمير جعجع، والذي تؤكد أنّها تملك معطيات تثبت أنه من أمر بقتل والدها الشهيد. لم تكن العلاقة دائما في أحسن حالاتها بين ترايسي ودوري شمعون. وإثر التباعد بينهما خلال السنوات الماضية، أسّست "حزب الديموقراطيين الأحرار". وهي اليوم تعتبر الطرف النقيض من سياسة "حزب الوطنيّين الأحرار"، إذ تنسجم سياستها مع سياسة قوى "8 آذار" والرئيس العماد ميشال عون، الذي عيّنها مؤخرا سفيرة في الأردن. فيما النائب شمعون عالي النبرة في مواجهة هذه القوى ولطالما عارض بشدّة وصول عون إلى رئاسة الجمهورية. أمّا فيما يتعلّق بسائر الحزبيّين، فيبرّر النائب شمعون للبعض انفصالهم عن الحزب "لأنّو الناس بدّا تعيش"، غير أنّ تسامحه هذا لا يشمل الجميع، "خصوصاً أولئك الوصوليّين الذين لا يسعون إلّا وراء مزيدٍ من السلطة". ليس عدد المنتسبين إلى الحزب هو المهم هنا، بل نوعيّة هؤلاء، فمن ولد شمعونياً لا يزال، يقول رئيس الحزب المتفائل بمن "بقوا على المبادئ". أريد اليوم أن أختار الحزبيّين الذين يستحقون فعلا أن يكونوا معنا، ولست مستعجلا لديّ ما يكفي من الوقت لاختيار من يفضّلون مصلحة الحزب على المصلحة الشخصية". لكن الوهج خفّ لصالح أحزاب مسيحيّة أخرى. ويرى شمعون أنه "من الطبيعي أن يخفّ نفوذنا بالنسبة إلى بعض المساعدات والتوظيفات، طالما نحن لسنا في السلطة. لكن مهمّتنا تكمن اليوم في معارضة الأخطاء والجرائم التي ترتكب في حق لبنان واللبنانيين، والمحافظة على مبادئنا. يكفيني أن أنام على وسادتي وضميري مرتاح".

الورشة الداخلية

لا يشبه النائب شمعون والده، الذي كان رجلا سياسيا بامتياز و"يعرف من أين تؤكل الكتف"، فيما شكّل استشهاد داني حملاً كبيراً على عاتق النائب دوري. ولأنه صمّم على تغيير وتحسين واقع الحزب، أصدر رئيس الحزب في أيار 2018 ، قرارا ألغى بموجبه مفاعيل التعيينات الحزبية، وعيّن مجلس أمناء إنقاذي مصغّر، ضمّ كلاً من: الدكتور الياس أبو عاصي أميناً عاماً، الدكتور ريمون مرهج أميناً للداخلية، وأميناً للتربية والثقافة، الأستاذ بيار جعاره أميناً للعلاقات الخارجية والمغتربين، الأستاذ زياد يعقوب أميناً للمالية،  والأستاذ نمر شمعون أميناً للإعلام. على أن يتعاون المجلس مع رئاسة الحزب على إعادة هيكلة الحزب وإعداد مشروع نظام داخلي جديد للحزب، إضافةً إلى تطوير برنامج سياسي يجسّد وحدة المسلك، كحزب وكقيادة، عن مبادئه والمعايير المحدّدة لعمله من جهة خاصّة. في هذا الاطار، يؤكد أمين الإعلام نمر شمعون، أنّ "أساسات بيتنا الحزبي لا تزال صامدة". لا ينفي شمعون "بعض الأخطاء التكتيكية الداخلية، والتي تجلّت بوضوح في نتائج الانتخابات النيابية الأخيرة المفجعة، فالخسارة كانت أكبر ممّا توقّعنا، فلا يعقل أن يحصل حزبٌ لديه أكثر من 24 ألف بطاقة حزبية، على حوالى ألفي صوت فقط، علما أنّ شمعون عزف عن الترشّح اعتراضاً على القانون الانتخابي الهجين الذي فُصّل على قياس البعض". ومن هنا أتى قرار تجديد البطاقة الحزبيّة المعمول به حالياً، فهو إجراء مطلوب من المحازبين جميعاً لتجديد إلتزامهم الحزبيّ وإقراراً منهم بولائهم للإدارة الحزبيّة، وبذلك هو حتماً ليس قراراً بفصل أي محازب من الحزب.

 

"الحكيم" معبر الرئاسة .. ومطهر السياسة

منير الربيع/المدن/السبت 17/11/2018

 بخطى مسرعة، أثقلها التاريخ الذي لا يرحم، دخل سمير جعجع إلى القاعة الرئيسية في الصرح البطريركي بانتظار سليمان فرنجية. ومن يعرف "الحكيم" يوقن أنه يتجوهر في زمن الأزمات. فهو لا يستسهل الوقوف أمام اللحظات الوجدانية، لأنها بالغة الأثر في طبعه وسيرته، وهي دوماً تمسّه في العمق. تلك اللحظات بالنسبة إليه، ليس من الهيّن تجاهلها أو الإستخفاف بها.  في المعارك، يزأر سمير جعجع. أما في لحظات "العتاب" والمصافحة، فيبدو ذاهلاً، ينظر بتشتت لا يتواءم مع عسكري مخضرم. ذاك التشتت ليس ضياعاً بل هو ملاحقة صامتة للكثير من المعاني، التي - في لحظتها - يكون "حبيس وزارة الدفاع" غائصاً في أعماقه. ينعكس ذلك على تصرّفاته، التي رأيناها مكثّفة في المصافحة بيد "مكربجة" لحساسية اللحظة، صدقها، ولأثر رصاصة تلقّتها، ذات هجمة عسكرية في حزيران 1978، وغاية مدّها اليوم من أجل المسامحة. كان الفرح في لحظات تجلّ، وفي عينيه نظرة مظلوم حُمّل ما لم يحتمله أحد. الفارق كبير، بين قائد القوات في الميدان، والقائد العسكري العاشق للفلسفة الروحية. يقول عارفوه إن راحته تتجلّى في انسداله إلى دواخله، يعود إلى لحظات الوحدة، التي كوّن فيها شخصية الراهب في زنزانة.

السردية الخبيثة

يتّهمه البعض، بأنه لا يزال قابعاً في زنزانته، ولم يغادرها. لا يعتبر عارفوه والمحيطون به، أن في ذلك إدانة. هو يرتاح هناك، حيث يرى فيها مكاناً لصفاء ذهنه، وصدقه مع نفسه. خصومه أو مبغضوه، يتهمونه بالباطنية. وبلا شك، كانت هذه "الباطنية"، أو رهبنته السياسية (بعد "حرب الإلغاء" خصوصاً)، وراء دفعه ثمن الحرب اللبنانية وحيداً، سجناً وصيتاً. يكاد يكون أكثر الأشخاص المرجومين بصفة الإجرام، وفق أخبث سرديات أسباب الحرب ووقائعها، لكنه لم يتراجع أو يساوم. رفض منصبين وزاريين عرضا عليه، أبى الهرب والمغادرة أو قبول النصائح الصادقة أو تلك التي تضمر التهديد. أدرك أن ثمة ما يحضّر له لشطبه من المعادلة، ولم يرتجف. انتظر في غدراس تلك اللحظة التي سيكرّس فيها مبدئية رهبانيته. في غوصه الداخلي، يتّجه جعجع إلى أعماق وادي قاديشا، وإلى ما يقوله أحد المطارنة، بأن الموارنة يقاتلون للقاء الله، وأينما توجّهوا، غاية إيمانهم اللقاء بالرب. سواء ارتفعوا على قمم الجبال، الغاية الإقتراب من الله، أو انحدروا إلى أعماق الوديان، فيكون سبر أغوار الأعماق، غاية في الإلتقاء الروحي مع الله. يقاتل بهذه الروحية المارونية، ذات التاريخ المعروف باللجوء إلى المغاور والجبال لتحصين الذات. جعل جعجع من زنزانته، حصناً لراحته. قتاله كان على درب الرهبنة، وسجنه تحوّل إلى ما يشبه الصومعة.

التطهّر

العنوان الوجداني للمصالحة مع سليمان فرنجية، هو الذي طلبه. ونجح في الخروج من تحت عباءة ملطّخة بدم ومجازر، أريد لها أن تبقى ملقاة عليه، لغايات سياسية محضة. خطوة فرنجية كبيرة في المسامحة، لكن جعجع أيضاً توجّب عليه مسامحة مطلقي تهم حمّلته أوزار معارك لم يكن مشاركاً فيها. بين مصالحة سياسية وأخرى وجدانية. بيّض سمير جعجع صفحة تاريخية، كان المراد الإستمرار في تلطيخها. بمصالحته مع ميشال عون، نجح بإلقاء تهم الإبتزاز التي لطالما تعرّض لها بقتل الجيش ومواجهة الشرعية، وسفك الدماء في الشرقية. بقيت اللطخة الأخيرة، "مجزرة إهدن" التي أصيب قبل أن يصل إليها. كان لديه أوامر بمهاجمة المدينة، ولم يكن لديه أوامر بقتل طوني فرنجية. عمل على إزالة التباسات آخر اللطخات، وكأنه نجح في إنجاز تبييض سجّله العدلي والسياسي. تحوّل سمير جعجع حاجة إلى جميع خصومه. احتاجه عون للوصول إلى الرئاسة، وسيحتاجه فرنجية في خطاه إلى قصر بعبدا. وجبران باسيل كذلك. فتحوّل إلى صانع الحدث الرئاسي قبل سنتين، ولعب دور المايسترو في عملية تشكيل الحكومة تسهيلاً وعرقلة. وهو يستعد للعب دور صانع الرئيس المقبل، إذا لم يحالفه الحظ في الوصول إلى جمهوريته القوية. قد لا يحقق جعجع طموحه برئاسة الجمهورية، لكنه يعيش في جمهورية خاصة في معراب، يريد تحويلها إلى معبر رئاسي أساسي. الإستعاضة عن الرئاسة في نظر جعجع، تكون بتحوّله إلى أبٍ للجمهورية.

 

الجيش الأوروبي ... أوهام ديغولية

راجح الخوري/الشرق الأوسط/17 تشرين الثاني/18

كان في وسع الرئيس إيمانويل ماكرون أن يبقى في حدود التبشير بفوائد التعاون السياسي، الذي من شأنه أن يعمق الوئام على المستوى الدولي، وأن يدعم قيام علاقات تعاونية بروح من الانفتاح والتفهم، ولكنه ذهب بعيداً في تشديده على ضرورة إرساء القيم الوطنية، ليصف نزوع البعض إلى القومية، بأنه خيانة للوطنية والقيم الأخلاقية، رافضاً ما سمّاه «أنانية الأمم التي لا تهتم إلا بمصالحها الخاصة»! بدا هذا الكلام وكأنه توبيخ عنيف، موجه في شكل خاص إلى الرئيس دونالد ترمب، الذي كان واقفاً يستمع وبدت عليه معالم الصدمة، على الأقل لأنه يصف نفسه عادة بأنه قومي، ويحرص دائماً على أن يدفع بسياسات «أميركا أولاً». رغم هذا، كان من الممكن أن يتعامل ترمب مع كلام ماكرون، على أنه اجتهاد يبقى في حدود التنظير السياسي، أو كما وصفه السياسي البريطاني جون سوليفان، عندما قال: «إن حديث ماكرون عن الوطنية والقومية مجرد كلام فارغ»؛ لكن ماكرون كان قد قرع أبواباً صعبة ومحرجة جداً، في حديث أدلى به قبل ساعات إلى شبكة «سي إن إن»، عندما دعا إلى إنشاء «جيش أوروبي» لحماية دول القارة الأوروبية من الصين وروسيا، وحتى من الولايات المتحدة، رغم أنها الشريك الأساس في حلف الأطلسي!

المفارقة أن حديث ماكرون جاء عشية الاحتفال المهيب، الذي نظمته فرنسا لمناسبة ذكرى الحرب العالمية الأولى، وحضره ممثلون عن سبعين دولة، يعرفون جميعاً كما يعرف ماكرون وترمب، ما هو الدور الحاسم الذي لعبته أميركا في الحرب العالمية الثانية لتحرير أوروبا من الاحتلال النازي، ولهذا لم يكن مفاجئاً أن يذهب ترمب بدوره إلى القسوة الشديدة، في الرد على الرئيس الفرنسي، عندما غرد مع وصوله إلى باريس قائلاً: «ماكرون يدعو أوروبا إلى إنشاء جيش يحميها من الولايات المتحدة والصين وروسيا، هذه دعوة مهينة للغاية، لعله يتعيّن على أوروبا أن تدفع نصيبها للحلف الأطلسي الذي تموّله الولايات المتحدة إلى حد كبير مقابل حماية أميركا لها»!

كان يمكن أن تقف الملاكمة بين ترمب وماكرون عند هذا الحد؛ لكن ترمب المغتاظ دفع الأمور في اتجاهات تصعيدية، فردَّ على الإهانة بأسوأ منها، عندما استحضر الماضي بطريقة مهينة للفرنسيين، قبل أن تكون مهينة لماكرون، الذي تأخذه على ما يبدو أوهام «ديغولية فارغة»، إلى آفاق ليست في قدرة فرنسا ولا القارة الأوروبية، التي كان يقول عنها دونالد رامسفيلد مثلاً أيام جورج بوش الابن، إنها «ذلك العالم القديم».

مع عودته إلى واشنطن، سارع ترمب إلى قصف الرئيس الفرنسي بخمس تغريدات غاضبة، عندما قال إن ماكرون يقترح إنشاء حيش لحماية أوروبا من الولايات المتحدة والصين وروسيا؛ ولكن الأمر كان يتعلّق بألمانيا في الحربين العالميتين الأولى والثانية: «ثم كيف يمكن أن يحصل هذا في فرنسا؟ فلقد كانوا قد بدأوا تعلُّم اللغة الألمانية في باريس، قبل أن تصل الولايات المتحدة»، في إشارة واضحة إلى الاحتلال الألماني لفرنسا خلال الحرب العالمية الثانية، وإلى عملية التحرير التي قادتها الولايات المتحدة بعد الإنزال التاريخي في النورماندي كما هو معروف!

لم يتوقف ترمب عند هذا؛ بل دعا فرنسا إلى تسديد مدفوعاتها المتوجبة لحلف الأطلسي، ثم استهدف ماكرون شخصياً بالقول إنه يعاني من هامش شعبية ضعيف جداً، لا يصل إلى 26 في المائة، ومعدّل بطالة يقارب 10 في المائة، ثم دعاه ساخراً إلى تبني نظريته بالقول: «اجعل فرنسا عظيمة مجدداً» على غرار ما يقول هو دائماً: «فلنجعل أميركا عظيمة مجدداً»!

ماكرون تلافى الانخراط في تراشق مستهجن بالتصريحات والاتهامات بين بلدين حليفين؛ لكن هذا لا يمكن أن يحجب حقيقة ما يعرفه جيداً، كما يعرفه كل شركائه الأوروبيين: أنه من المستحيل استنهاض الوحدة التي نفخ فيها الجنرال شارل ديغول الروح، وهو ما أدى إلى قيام الاتحاد الأوروبي في 25 مارس (آذار) من عام 1957، فالظروف تغيّرت كثيراً، وحتى طموحات ديغول لم تتجاوز حدود التعاون السياسي والاقتصادي بين الأوروبيين، لتصل إلى التعاون العسكري المنفصل عن أُطر حلف الأطلسي الذي تديره الولايات المتحدة، فكيف يمكن الحديث عن إنشاء جيش أوروبي موحد؟ وبالضرورة يجب ألا يكون خافياً على ماكرون، أن فرنسا كانت قد انسحبت من القيادة العسكرية الموحدة لحلف شمال الأطلسي عام 1966؛ لأنها أرادت يومها الاعتماد على نظام دفاعي مستقل؛ لكنها لم تلبث أن عادت إلى المشاركة الكاملة في الحلف تحديداً في 3 أبريل (نيسان) من عام 2009، فإذا كانت فرنسا وحدها لم تتمكن من الثبات في استقلاليتها العسكرية خارج الأطلسي والعباءة الأميركية، فكيف يمكن أن تقنع 29 بلداً الآن بالانخراط في إنشاء جيش أوروبي موحد؟

صحيح أن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بدت وكأنها تلاقي ماكرون في منتصف الطريق، عندما قالت في كلمة أمام البرلمان الأوروبي يوم الثلاثاء الماضي: «ينبغي أن نضع رؤية تجعلنا ننشئ جيشاً أوروبياً متكاملاً وحقيقياً يوماً ما، ومجلس أمن أوروبياً، يمكن من خلاله اتخاذ قرارات مهمة في شكل أسرع». ولكن من المعروف أن ألمانيا تعتمد عسكرياً على الولايات المتحدة التي تنشر أكثر من 40 ألف جندي أميركي، في عشرات القواعد العسكرية على الأراضي الألمانية.

كذلك من المعروف أنه ليست هناك حماسة في دول أوروبية كثيرة لمثل هذه الأفكار؛ سواء فيما يتعلّق بالجيش المشترك خارج إطار الأطلسي، وفيما يتعلّق بمجلس الأمن الخاص خارج الأمم المتحدة أو في موازاتها!

وفي السياق تقول وكالة «رويترز»، إن الحديث عن جيش أوروبي مسألة لا تثير غضب واشنطن وسخريتها فحسب؛ بل إنه لا يغري كل الأوروبيين ويثير شكوك بعضهم. والدليل أنه حين كان ماكرون يدعو من سلوفاكيا في 26 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي إلى وحدة السلاح الأوروبي، كانت الحكومة البلجيكية تقرر شراء مقاتلات «إف 35» الأميركية، متخلّية عن عرض مقاتلات «رافال» الفرنسية و«يوروفاير» الأوروبية.

كان من الطبيعي أن يرحب الرئيس فلاديمير بوتين بأفكار ماكرون، من منطلق المصلحة الروسية الخالصة، في أن تؤدي مثل هذه النزعات الانفصالية إلى تفكيك الحلف الأطلسي الذي أنشئ في الأساس لمواجهة الاتحاد السوفياتي، الذي رد يومها بإنشاء حلف وارسو الذي انهار بعد انهياره!

ليس من الواضح أين يضع ماكرون النزعات الانفصالية التي تستنهض الطموحات القومية في عدد من الدول الأوروبية. والأمر هنا لا يقتصر مثلاً على «بريكست» وخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي؛ بل على ما يجري في آيرلندا واسكوتلندا أيضاً، ثم كيف ينسى ماكرون ما حصل في كاتالونيا الإسبانية، ومشاعر أهالي الباسك، والفلادرز في بلجيكا، وبادينيا في إيطاليا، وكورسيكا عنده في فرنسا، وبافاريا في ألمانيا؟

عام 2014، بعد جدل أميركي أوروبي طويل، تقرر أن يتم رفع الإنفاق العسكري في كل دول حلف الأطلسي إلى 2 في المائة من الدخل القومي؛ لكن 15 دولة من أصل 29 من أعضاء الحلف، وفي مقدمها فرنسا، لا يزال إنفاقها تحت عتبة 1.4، والأرقام لا تدعم وجهة نظر ماكرون طبعاً، ذلك أن أميركا دفعت عام 2017 مبلغ 686 مليار دولار لميزانية الحلف، أي ما يوازي 71 في المائة، وبلغ حجم الإنفاق الأميركي على الحلف منذ عام 2010 أكثر من 5.5 تريليون دولار. ورغم هذا ها هي الأوهام الديغولية تدفع ماكرون إلى الحديث عن جيش أوروبي لا يثير حماسة الأوروبيين؛ بل يشعل غيظ ترمب والأميركيين!

 

بعد الإجرام.."الحرس الثوري" إلى إدلب تحت جنح "السلام"

علي الحسيني/المستقبل/17 تشرين الثاني/18

يصرّ النظام الإيراني ومعه حليفه النظام السوري على ادعاءات واهية لا يُمكن أن يتقبلها عقل تتعلّق بالحرب في سوريا، وآخر هذه الادعاءات محاولة جديدة يائسة لتبييض صفحات الجرائم التي يرتكبانها بحق الأبرياء والتي جاءت أول من أمس، على لسان قائد "الحرس الثوري الإيراني" اللواء محمد علي جعفري، الذي أعلن أن بلاده سترسل ما سمَّاها "قوات حفظ سلام" إلى إدلب ومنطقة شمال غربي حلب، وذلك بناء على طلب من حكومة النظام السوري. وأشار إلى أن جميع أفراد القوات الإيرانية في سوريا متطوعون وغالبيتهم مستشارون.

هي محاولات جديدة يتبعها النظامان الإيراني والسوري لرفع صفة الإجرام عنهما بعد سنوات طويلة من عمليات القتل والإبادات الجماعية بالإضافة إلى التصفيات التي مارساها بحق المدنيين وبينهم آلاف النساء والأطفال. واللافت أن إعلان جعفري، تزامن مع إعلان روسيا عن فشل عمليات التفاوض مع فصائل المعارضة السورية في إدلب، ليتضح الأمر وفق العديد من المحللين السياسيين، بأن الخطوة هذه قد تم الإعداد لها بين إيران وروسيا وهي تُنبئ بخطوات تصعيدية سيقوم بها النظام الإيراني في مدينة إدلب خلال الأيام المقبلة.

على الرغم من النفي الروسي لأي معركة عسكرية يُمكن أن تحصل في إدلب خصوصاً وأن الجهود الروسية ـ التركية لإقامة منطقة عازلة في الشمال السوري ما زالت قائمة، إلا أن أهالي إدلب عبروا عن تخوفهم من عملية عسكرية بريّة كبيرة قد يؤسس لها النظام السوري مع مطلع رأس السنة بدعم إيراني. وقد حذّر الأهالي من عمليات إبادة قد ترتكبها طائرات النظام تسبق العملية البرية المرتقبة. وعلى الخط نفسه، حذرت الأمم المتحدة من الوضع في إدلب، مشيرة إلى أن ثلاثة ملايين امرأة وطفل ورجل، في إدلب، معرضون للخطر، في حال تفجر القتال في المنطقة، وطالبت بتفادي التصعيد والعودة إلى المفاوضات. بعض وسائل إلإعلام الإيرانية وتحديداً الرسمية، وفي محاولة منها لطمأنة المجتمع الدولي إلى عدم وجود أي تدهور للوضع في إدلب في ظل المفاوضات القائمة، أكدت أن إيران غير معنية بأي تصعيد ما لم يطلب منها النظام السوري المساعدة، لكن وسائل إعلام روسية نقلت عن مصادر عسكرية في صفوف النظام السوري، وجود تجهيز لعمل عسكري كبير في جنوب إدلب، في حال استمر تصعيد الفصائل المسلحة. وهو ما سبق واعتبره الحرس الثوري مؤشراً لمقابلة التصعيد بتصعيد مماثل، لكن وسط تأكيده على "إعطاء فسحة من الوقت للمفاوضات القائمة" قبل اللجوء إلى أي عمل عسكري.

بالعودة إلى "قوات حفظ السلام" التي سترسلها إيران إلى إدلب، ثمة أسئلة كثيرة بدأت تُطرح حول الدور الذي ستقوم به هذه القوى والمناطق التي سوف تدخلها، بالإضافة إلى الصلاحيات التي ستُمنح لها. في هذا السياق، خرجت العديد من المواقف في المدينة، لتندد بهذا القرار، داعية المفاوضين الروسي والتركي إلى كفّ يد إيران عن سوريا وعدم السماح لها بالقيام بدور مشبوه، لن يحقق سوى مزيد من الدمار والخراب والقتل. وقد حذّر الاهالي أيضاً، من ان هناك مئات الأطفال، معرضون لأمراض عدة وأن دخول إيران إلى مناطق في إدلب، سوف يُصعّب عملية حصول هؤلاء الأطفال على الدواء والغذاء، مع تذكير ببلدات عديدة سبق أن تعرضت للأمر ذاته، مثل حلب ومضايا والزبداني وبعض قُرى القلمون. العمليات التي يتحضر النظام السوري لتنفيذها في إدلب، إنعكست سلباً عليه في ريف اللاذقية أمس، فقد خسر النظام ما لا يقل عن ثمانية عشر عنصراً خلال عملية نوعية نفذتها الفصائل المسلحة في منطقتي كتف حسون وتلة بركان، وذلك من خلال عملية تسلل إلى داخل مواقع النظام. وبدورها وزعت مواقع الكترونية تابعة للنظام، صوراً للجنود الذين قُتلوا في ريف اللاذقية، مع ردود وعبارات توعدت بالثأر من إدلب وأهاليها في القريب العاجل، مع نشر صور لبعض الضبّاط العسكريين في صفوف جيش الأسد، ارتكبوا العديد من الجرائم بحق المدنيين سواء في حلب سابقاً، أو في مناطق سورية أخرى من بينهم الضابط طلال الدقّاق الذي سبق أن أطعم بعض المساجين لأسود يُربيها في أحد مراكز النظام الأمنية.

الملاحظ، ان ايران تُحاول اليوم، تُضفي نوعاً من الشرعية لعملها في الداخل السوري وأن تمنح نفسها "صك براءة" في سعي لمحو جرائمها ومساندتها النظام السوري في مجازره، فبعد تمددها المذهبي والديموغرافي والتربوي، وأيضاً بعد توقيعها إتفاقية تعاون عسكري مع النظام السوري تحت عنوان "إعادة بناء القوّات السورية"، ها هي اليوم تختبئ وراء تسمية "قوات حفظ السلام"، ظنّاً أن ما ارتكبته في زمن الحرب، قد تُبدده تسمية "السلام".

 

انتهاء تسييس قضية خاشقجي

سلمان الدوسري/الشرق الأوسط/17 تشرين الثاني/18

لنحو 47 يوماً تعرضت خلالها السعودية لهجمة غير مسبوقة؛ حملة إعلامية شرسة، كثر فيها الغث، وغاب عنها السمين، إثر مقتل جمال خاشقجي في قنصليتها في إسطنبول. دول تتآمر، وسياسيون يستعرضون، وأحزاب تصحو بعد نوم عميق، ومفاهيم تُخترع. ناورت تركيا طويلاً، وضللت كثيراً، وسربت مئات القصص والروايات والخدع، وزايدت كما لم يزايد أحد، وبدلاً من التعاون من أجل إظهار الحقيقة، اختارت أنقرة أن يكون الإعلام هو الملجأ والملعب، وليس الأجهزة العدلية، وطوال هذه الفترة ظلت السعودية تتعامل وفق الحقائق لا التكهنات، ردود فعل محسوبة، هدوء يحسب الصغائر قبل الكبائر، ومنطق قوي لا يتغير: التحقيقات هي الحكم. ثم ظهرت الحقيقة ولو بعد حين، ليس فقط لأن السعودية تحاكم المتهمين بالقضية، وليس لأن نيابتها العامة تطالب بعقوبة القتل لخمسة متهمين، وإنما لأنها بكل بساطة انحازت لمواطن قُتل، ولأسرة فُجعت، وقامت بدورها كدولة في تطبيق العدالة، وقبل ذلك كله أثبتت أنها كانت محقة منذ البداية بتأكيدها على عدم تسييس القضية، وأن تحويل القضية من جنائية لسياسية أمر جانبه الصواب لكل من راهن على ذلك.

يمكن القول إن السعودية كسبت معركة الرأي العام بشفافيتها في إعلان تفاصيل التحقيقات حتى مع بشاعتها، وهو أمر نادر أن تفعله الدول عندما يخطئ أفرادها، ومرد ذلك ثلاثة أسباب رئيسية؛ أولها أن المملكة أكدت منذ اليوم الأول أنه ليس لديها ما تخفيه، مع أهمية عدم استباق نتائج التحقيقات، والثاني أنه لا أحد فوق القانون والكل سواسية، وثبت ذلك بظهور نتائج التحقيقات والإجراءات التي اتخذت حتى الآن، والثالث أنه رغم مرارة الحادثة، فإن الأخطاء تحدث ويبقى دور الدولة ضمان عدم تكرارها، فأي دولة في العالم يمكن لأفرادها وموظفيها البالغ عددهم مئات الآلاف أن يرتكبوا أخطاء أو حتى حماقات! وللتذكير فقط فإن قضية مقتل خاشقجي استغرقت 47 يوماً حتى كشفت السعودية أدق تفاصيلها وقدمت المتهمين بها للعدالة، وفي المقابل فإن قضية مثل اغتيال السفير الروسي في تركيا من قبل ضابط تركي استغرقت 698 يوماً للانتهاء من تحقيقاتها، المقارنة هنا كافية لمعرفة كيف تعاملت الرياض بجدية وشفافية، ولم تقتل الحقيقة أو تشوهها أو تجملها.

ما كشفت عنه التحقيقات السعودية بإحالة 11 متهماً للقضاء والخطوات التي تم اتخاذها، تعكس الحرص على المحاسبة وعقاب كافة المتورطين والالتزام الكامل بتحقيق العدالة التامة وتبيان الحقائق بكل نزاهة وشفافية، كما أن الخطوات هذه قطعت محاولات تسييس القضية وتحريفها عن مسارها، والتي استماتت للأسف دول عليها، وعليه فإن القضية أصبح لها مسار وحيد هو المسار القانوني وهو في يد القضاء السعودي وحده، وأي محاولات قادمة يمكن اعتبارها تصعيداً غير مقبول ومحاولة مستفزة لإثارة قضية لا وجود لها، وإذا ما اعتبرنا عدم إمكانية السيطرة على الإعلام عندما يتناول قضية ما، حتى ولو كان التناول خيالياً أو خالياً من الموضوعية والمهنية، فإن من الضروري التزام مواقف الدول القادمة الحيطة والحذر، وأن مواصلة تصعيدها بعد كل ما أعلنت عنه الرياض، ليس إلا محاولات سيكون لها تأثيراتها السلبية الكبرى على العلاقة مع المملكة، فاستمرار استغلال القضية بشكل بشع وانتهازي والمتاجرة بدم الراحل جمال خاشقجي، لن يكون من السهل ترميم جداره الذي سينهد، وتلك الدول المصرة على التحريض ضد السعودية في قضية وضحت معالمها، وبانت خفاياها، يمكن النظر لها بأنها تجاهر بالعداء غير المقبول على سيادة المملكة واستقرارها، وليت دولة مثل تركيا بدلاً من التصعيد الإعلامي والتحريض المكشوف، ترد على ثلاث مذكرات أرسلت لها من الجانب السعودي للحصول على مزيد من الأدلة والمعلومات التي من شأنها الإجابة عن الكثير من الأمور التي لا تزال غامضة. ليتها تفعل ذلك وتساعد في التحقيقات لا أن تعوقها.

 

كآبتان: في المنشأ وفي الملجأ

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/17 تشرين الثاني/18

في مثل هذه السن، يصبح من الصعب جداً تحمل كآبتين في وقت واحد. كآبة مزمنة في بلد المنشأ وكآبة طارئة في بلد الملجأ. وقد اعتدنا في لبنان على مخاوف الأزمات وتبلد الضمير السياسي وضحالة النظرة إلى الوطن والدولة والمؤسسات. لكنني شعرت بخوف عميق عندما تكدست استقالات «بريكست» يوم الخميس، وعمّ الوجوم مجلس العموم، وبدت رئيسة الوزراء سيدة ضعيفة لا تُذكر بالزعماء الذين كانوا يتفوقون على الكوارث الوطنية. أخطر ما في أزمة لبنان وسقمها وضحالتها، هو الخوف على الاقتصاد وأحوال الناس وتأثير الدلع السياسي على الرغيف المهدد. وهذا هو أيضاً الخطر الأكبر في الأزمة البريطانية التي تذكّرنا بتلك الأزمات الوجودية، ولكن من دون أن يكون هناك بالمرستون أو تشرشل أو ثاتشر. خلقت السيدة تيريزا ماي لعصر لا تكون فيه صاعقة مثل «بريكست»، ولا يكون وزير خارجيتها قليل الأفق مثل بوريس جونسون، الذي معه بدأ هذا الطيش القومي في مرحلة عالمية عصيبة. أجل، اعتدنا في بلد المنشأ، على الحياة على حافة المجهول. لم يعد يفاجئنا شيء، المفاجأة الوحيدة هي تلك التي لا تقع. كأن تُشكل الحكومات دون عذاب، أو ينتخب نوابنا بموجب قانون بسيط وواضح ومباشر وتصح فيه تسمية القانون.

أما في الدولة التي لجأنا إليها من عنف لبنان، فلم نألف هذه الفوضى. لقد كان الخروج من الوحدة الأوروبية خطأ اختارته أكثرية ضعيفة من الناس. تلك هي الديمقراطية التي وصفها تشرشل بأنها الأفضل في أنظمة الحكم السيئة. وما لبث كثيرون أن شعروا بالندم على خربطة نصف قرن من الازدهار والاستقرار والنمو. والآن ماذا؟ الآن أزمة حكم وأزمة حزبية وبلبلة لا نعرف كم تدوم. لكن كل شيء هنا تحت سقف القانون. هناك مؤسسة عمرها ثلاثة قرون مرّت وعبرت جميع أنواع المحن والتجارب. وكم كان من الأفضل ألاّ تمر في هذه المحنة. فاليوم تقف بريطانيا وحيدة، ينقصها في واشنطن حليف من طراز بيل كلينتون، وفي أوروبا صديق مثل فرنسوا ميتران. ناهيك بالخصم الروسي الذي لا يكف عن المضايقات. كأنما الجميع يريدون أن يقولوا للمملكة المتحدة: أردتم العودة إلى جزركم، هاكم جزركم. لقد نسيتم أننا في القرن الحادي والعشرين.

 

الرئيس العراقي في الرياض

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط/17 تشرين الثاني/18

بين العاصمتين تتأرجح التطلعات بين أقصى نقطة في التعاون الشامل، وأدناها بالاكتفاء بالدبلوماسية التقليدية. لهذا؛ يجيء للرياض الرئيس العراقي الجديد، الدكتور برهم صالح، في وقت تنتظر العلاقات تنشيطها، انسجاماً مع تحرك الأوضاع الإقليمية، وحتى العراقية الداخلية. هذه إطلالته الأولى منذ انتخابه من قِبل البرلمان العراقي. الرياض مسك ختام جولته، مع أن أحد مساعديه قال كانت الرياض المحطة الأولى لولا أن الزيارات الملكية لمناطق المملكة كانت قد برمجت. لهذا؛ فهو يصل إلى السعودية ولديه اطلاع مباشر على مواقف الدول في محيط العراق. الرئاسة العراقية تبدأ عهدها والوقت يدعو للتفاؤل لإكمال رحلة عبور الجسر فوق الهاوية، التي نجحت الرئاسة السابقة في تفادي السقوط فيها، حيث ألغام إيران وسوريا والإرهاب. الرئيس برهم صالح ينشد تضامن دول الجوار مع بلاده، واحترام الجميع لسيادتها وسلامة أراضيها، ولا تكون ممراً للجيوش، ولا ساحة للاحتراب الإقليمي.

وأزمات الصيف المنصرم بينت تنوع التحديات التي تواجه حكومة بغداد الجديدة، عدا عن ميليشيات إيران العابرة للحدود، والعراقية الممولة من إيران، وبقايا تنظيم داعش المنكسر، وفلوله الهاربة من حرب سوريا... عدا عن كل هذه القضايا الخطيرة فقد عصفت بالحكومة السابقة أزمات لا تقل خطورة، انفجر الغضب الشعبي بسبب تلوث المياه وانقطاع الكهرباء. الحكومة الجديدة تواجه الأزمات نفسها؛ العلاقات الملوثة مع طهران مع المياه الملوثة، وستحتاج إلى جهد سياسي كبير لتأمين الأمن والاستقرار والخدمات المعيشية، والبدء في التنمية. السعودية، بين الدول الست المجاورة، أقدر على مساعدة السلطات العراقية في أن تتحول نحو التنمية الاقتصادية. وقد سمى ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، في كلمته في مؤتمر الاستثمار الأخير، العراق بين الدول التي تنبأ لها بالنجاح الاقتصادي الإقليمي.

على الأرض وعلى الخريطة، العراق بين جارين متنافسين؛ السعودية وإيران. والعلاقة الثلاثية بين الرياض وبغداد وطهران متشابكة ومعقدة. ويبقى الخيار للمسؤولين في العراق، في أن يقرروا كيف يريدون ترتيبها والتعامل مع الحكومتين. السعودية وإيران، كلتاهما تعتبر العراق امتدادها الجغرافي السياسي، وخطها الدفاعي الأول، ويمكن أن يكون مصدر الاستقرار مثلما يمكن أن يكون مصدر الاضطراب. ورغم التشابه في الرؤى تبقى الفوارق واضحة في تناقض الممارسات. السعودية تريد العراق ممراً إلى سوريا وتركيا ووسط آسيا، تعبر منه حافلات الحجاج والمعتمرين والشاحنات الغذائية والمنتجات الصناعية. أما إيران فتريد استخدام العراق طريقاً سريعة لنقل المقاتلين والسلاح وتمويل حروبها في المنطقة. الرياض تريد العراق بلداً مستقراً وناجحاً مثلما ترى مصر، تستطيع أن تتكئ عليه لتأمين حدودها، وتزدهر التجارة معه. أما نظام إيران فيريد أن يبقي على العراق بقرة حلوباً لتحدي الحصار الاقتصادي الغربي، وتمويل نشاطات «فيلق القدس» و«حزب الله» وغيرهما في سوريا ولبنان. هذه ممارسات نظام المرشد الأعلى في أفغانستان وباكستان، يصدّر إليهما الفوضى والمقاتلين والسلاح.

تستطيع السعودية أن تكون شريكاً اقتصاديا كبيراً، وتساهم في نهضته، وتعزز استقرار سلطته المركزية حتى لا تكون تحت إدارة جنرالات الحرب في إيران. والعراق لاحقاً ربما يستطيع أن يلعب دوراً في مرحلة ما بعد العقوبات الاقتصادية الأميركية، بدفع طهران نحو الاعتدال وليس فتح الحدود لها للتخريب وشن الحروب. الرئيس برهم صاحب تجربة سياسية وحكومية مميزة، عرفناه رمز العراق الموحد، والعراق الحديث. عاش حياته السياسية نظيفاً بعيداً عن الصراعات الطائفية والعرقية، معظم أفكاره تحولت إلى مشروعات على الأرض في التنمية والتعليم والتعايش. فقد تشرفت بالعمل معه عن قرب، في مجلس أمناء الجامعة الأميركية في كردستان التي فتحت أبوابها لكل العراقيين، أسست ومارست نشاطاتها في أوج مراحل الإرهاب والتنازع المحلي.

 

المتفرقات المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

إعلان التحضير لمبـادرة اقتصاديّـة وطَنيّـة جامِعـة "معاً أَقـوى"/الحريري: أي حكومة تأتي ستضع في بيانها الوزاري كل الإصلاحات

المركزية/17 تشرين الثاني/18/ أكد رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري أن "الحل في موضوع تأليف الحكومة ليس لديّ، بل لدى الآخرين"، مشيراً إلى أن هدفه الأساسي "كيفية تطوير البلد"، معتبراً أن "لدينا فرصة ذهبية لتطوير لبنان، لا سيما بعد مؤتمر "سيدر". ولفت إلى أن "أي حكومة ستأتي قريباً في المستقبل إن شاء الله، ستضع في بيانها الوزاري كل الإصلاحات والمشاريع الواردة في مؤتمر "سيدر"، وسبق أن وافق كل الأفرقاء السياسيين على ذلك". كلام الرئيس الحريري جاء خلال رعايته مساء أمس حفل العشاء الاقتصادي الأول الذي أقامه اتحاد رجال الأعمال للدعم والتطوير "إرادة" برئاسة عاصم نوام في فندق "فور سيزنز"، في حضور حشد من القيادات السياسية والرسمية والاقتصادية والنقابية والعسكرية والأمنية ورجال الأعمال والمهن الحرة والإعلاميين.

نوام: بداية ألقى نوام كلمة قال فيها "منذ خمس سنوات كَانَتِ الاِنْطِلاقَة. بَدَأْنَا كمجموعة صَغِيرَة مِنْ رِجَال الأَعْمَال اللبنانيين هَمُّهَا خدمَة الوطن والمُجْتَمَع. انْطَلَقْنَا مُنْذُ اليَوْم الأَوَّل لِلتّأسِيس متسلّحِين بالعَزِيمَة والإِصْرَار لإِنْجَاح اِتحادِنَا ودعْمِ تطورِه وهادفين إلى ترك علامة فارقَة في مجتمعنا اللبنانِي. قوتنا فِي تنَوّعنَا الذي هو مَصْدر اعتزازنا. ففينا التاجر والطبِيب والاقتصادي وفينا المهَندس والمحامِي والإِداري وفِينا كل مَنْ يرِيدُ الخَيْر لمجتمَعه ولوطنه.

وتابع "فِي الوقت الّذِي تَعَوَّدَ فِيهِ الجَمِيع أَنَّ تَأْسِيسْ الاِتِّحَادَات أَوْ الجَمْعِيَّات فِي لُبْنَان يُكُونْ غَالِبًا بِهَدَفِ المُطَالَبَة أَوْالمُحَاسَبَة بِالدَّرَجَة الأُولَى، فَإنَّ فِكْرَة "إِرَادَة" تَتَمَيَّز بِاِرْتِكَازِهَا عَلَى مَبْدَأ التّكَامُل والعَطَاء عوَضَ الشَّكْوَى وَالتَّذَمُّر وَبِأَنَّهَا تَطْرَح أَفْكَارًا وَحُلُولا "بَدَلَ اللَّوْم وَالتَّحَدِّي وَبِأَنَهَا تُشَارِك طَوْعِيًّا بِتَحَمُّل المَسْؤُولِيَّة الإاجْتِمَاعِيَّة كُلَّمَا دَعَتِ الحَاجَة إلى ذَلِك، لَقَدْ اصبحت إِرَادَة اليَوْم تَجْسِيدًا حَقِيقِيًّا لِثَقَافَةِ العَطَاء غير المَشْرُوط. عَطَاءُ الوَقْت وَالخِبرات عَطَاءُ المَعْرَفَة وَالعَلاقَات، عطَاءُ المَال وَالأَفْكَار لِتَنْمِيَة هَذَا المُجْتَمَع وَتَطْوِيرِه.

واعتبر أن "التَّفَاؤُل والإِيجابِية لا يَكْفِيَان وحْدهمَا مَا لَمْ يتلازما مع  جُهْدٍ كَبِير وَعَمَل جَمَاعِيّ جِدِّي وحثِيث فلا يَخْفَى عَلَى أَحَدْ وُجُود رابط عُضْوِيّ قَوِيّ مَا بَيْنَ الاِزْدِهَار الاِقْتِصَادِي في بلد ما من جهة وَتَطَوُّر المُجْتَمِع فِي هذا البلد مِنْ جهة أخرى. فَإِذَا كَانَ الاِقْتِصَاد فِيه بِخَيْر كَانَ المُجْتَمَع بِخَيْر أَيْضًا امَّا إِذَا كَانَ الاِقْتِصَاد يُعَانِي فَإنَّ المُجْتَمَع سَيَنْزُف لا مَحَالَة. وقال "نُؤْمِن بِأَنَّ لِرِجَالِ الأَعْمَال فِي لُبْنَان دَوراً رائداً فِي دَعْم اِقْتِصَادِهِمْ الوَطَنِيّ وَتَعْزِيز فُرَص صُمُودِهِ وَهُمْ بِالتَالِي أَوَّل مَنْ يَتَحَمَّل المسؤولِيَّة فِي البَحْث عَنْ السُّبُل المُلَائِمَة لِلخُرُوج مِنْ وَاقِع الـStatus quo الَّذِي نَتَخَبَّط فِيه". وأعلن "عَنْ التحضير لمُبَادَرَة اِقْتِصَادِيَّة وَطَنِيَّة جَامِعَة أَطْلَقْنَا عَلَيْهَا اِسْم "معاً أَقْوَى" هَدَفُهَا دعم انشاء مُلْتَقَى وَطَنِي جَامَع لِرِجَالِ الأَعْمَال فِي لُبْنَان بِالتَّنْسِيق مع الهَيْئَات الاِقْتِصَادِيَّة تَلْتَقِي فِيه وَتَنْصَهِر الافكارْ والخبراتْ المُخْتَلِفة مِنْ لُبْنَان وَمِنْ خَارِجِه لِتَنْشِيط اِقْتِصَاد الوَطَن"، مؤكداً ان مبادَرَة كهذه سَتَفْتَح البَاب وَاسِعَاً أَمَام مُسَاهَمَات الكَثِيرِين مِنْ أَهْلِ  المَعْرَفَة وَالاِخْتِصَاص لِلمُشَارِكَة فِي نَهْضَة اِقْتِصَادِهِمْ كَمَا سَتَهْدُف إِلَى طَرْح الحُلُول العَمَلِيَّة وَالبَنَّاءَة لِدَعْم اِقْتِصَادِنَا الوَطَنِيّ وَتَطْوِيرِه". وقال "معا ًاقوى في التجارة، معاً اقوى في الصناعة، معاً اقوى في الزراعة، معاً اقوى في كل قطاعات الانتاج، معاً اقوى في الابتكار والابداع والتميُّز، معاً اقوى في تصديِر النجاحات اللبنانية الى الخارج  وفتح اسواق عالمية جديدة للجميع". واوضح ان "مُبَادرَةَ "معاً أقوى" لَيْستِ الأولى التّي تحضر لها "إرادة"  فقد سَبق أن أعددنا فعليا عِدَّة مُبَادَرَات تَم ترجَمَتهَا  بنجاح علَى الأرْض ومن أهَمّ هَذِهِ الْمُبَادَرات بَرْنَامَجْ "خُبُرَاتْ" لْتَنْمِية الموارد البَشَرِية.

الحريري: ثم ألقى الرئيس الحريري كلمة جاء فيها: "حين تعرفت إلى "إرادة"، كانوا قد طلبوا مني موعدا وزاروني. وعادة، معظم الجمعيات التي تزورني، تحمل إليّ طلبات. ولكن ما فاجأني هو أن "إرادة" قالوا لي: "نحن لا نريد منك شيئا، وإنما نريد أن نساعد البلد". وقد كبر قلبي بهذا الأمر، لأن مثل هذه المبادرات تساعد لبنان والمجتمع واللبنانيين ولا سيما القطاع الخاص. نحن بحاجة بالفعل إلى هكذا مبادرات تساعد المواطن اللبناني، ولا سيما في ظل المرحلة الاقتصادية التي نمر بها، فتأتي جمعية كـ"إرادة" توجّهه لتطوير نفسه والدخول إلى عالم القطاع الخاص بشكل أكثر مهنية.

من هنا، أشركم، عاصم وكل القيّمين على هذه الجمعية، على العمل الكبير جداً الذي تقومون به، وأنا على ثقة بأن هذا النجاح سيساعد لبنان، كما حصل في مرحلة من المراحل، حين علّم رفيق الحريري آلاف الطلاب اللبنانيين. وأنتم اليوم تقومون بعمل مماثل، فشكراً لكم.

صحيح أننا اليوم حكومة تصريف أعمال وأنا رئيس مكلف، لكن الهدف الأساسي بالنسبة إليّ هو كيفية تطوير هذا البلد. وأنا أرى أنه لدينا فرصة ذهبية لذلك، لا سيما بعد مؤتمر "سيدر". وصحيح أن هذا المؤتمر هو للمشاريع الكبرى، ولكن الأساس في القطاع الخاص هو المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الحجم، وهذا ما تعملون أنتم عليه، وما يجب علينا أن نطوّره. فهذا القطاع هو الذي يرفع الاقتصاد الوطني، وكلما كَبُر القطاع الخاص الصغير والمتوسط، كلما كَبُر الاقتصاد أكثر فأكثر. وعليه، فإذا عملنا كقطاع عام معكم أنتم القطاع الخاص، فسيكون ذلك هو الأساس في النمو الذي نرجوه. أضف إلى ذلك أن "سيدر" ليس فقط مجموعة مشاريع، إنما هو أيضاً مجموعة إصلاحات، ومن دون هذه الإصلاحات لا يمكن أن ننهض بالبلد. والأهم أننا قبل ذهابنا إلى هذا المؤتمر، وافق مجلس الوزراء على كل الإصلاحات والمشاريع المندرجة فيه، وأي حكومة ستأتي قريباً في المستقبل إن شاء الله ستضع في بيانها الوزاري كل هذه الإصلاحات والمشاريع، وكل الأفرقاء السياسيين سبق أن وافقوا على ذلك. أنا متفائل خيراً، إذا تم حل موضوع الحكومة، والحل في هذا الشأن ليس لديّ بل لدى الآخرين. وأتمنى لكم كل التوفيق، خصوصاً أن المهنية العالية التي تعملون بها تكبّر القلب، وإن شاء الله من نجاح إلى نجاح".

قالب حلوى: وختاماً، قطع الرئيس الحريري وأعضاء "إرادة" قالب حلوى للمناسبة.

 

د.مصطفى علوش: الحريري لا يقفل باب التفاوض ولكن لكل اسم حسـاباته و"الرئيس المكلف قدم كل التنازلات المتاحة وينتظر طروحات عون"

المركزية/17 تشرين الثاني/18/على رغم أن المعطيات كافة تشير الى أن ملف تشكيل الحكومة رُحّل الى أجل غير مسمّى، إلا أن المساعي على خط العقدة السنية لا تزال قائمة وإن بوتيرة ضعيفة لا ترقى الى مستوى الحل المنشود. فالوساطة التي يقوم بها وزير الخارجية في حكومة تصريف الاعمال جبران باسيل لا تزال في إطار الافكار التي يعمل على بلورتها من خلال لقاءاته مع المسؤولين السياسيين والروحيين، من دون أن يكون هناك حل كامل متكامل، بانتظار أن يخفف المعنيون من سقف طروحاتهم ليبدأ التفاوض الجدي، امر بادر إليه الرئيس المكلف الذي تشير المعلومات الى أنه أبدى مرونة في شأن تمثيل "السنة المستقلين" من حصة رئيس الجمهورية ميشال عون بعد أن كان يرفض تمثليهم بالمطلق. عضو المكتب السياسي في تيار المستقبل مصطفى علوش أشار عبر "المركزية" الى أن "تحديد المواعيد أمر غريب عجيب، فالحكومة قد تتشكل قبل رأس السنة أو بعدها، فلماذا الالتزام بمواعيد لم تلبث أن تسقط كما هو حاصل منذ بداية التشكيل"، مضيفا أن "ليس هناك موعدا محددا، والمساعي قائمة لحل العقدة التي افتعلها الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله،  التي في حال كانت محلية كما يدّعون، عندئذ يمكن حلها بتسوية في أي وقت. أما إذا كانت خارجية، فيصبح الحل رهن الاعتبارات الايرانية"، لافتا الى أن "رغم ذلك، الرئيس المكلف لا يسلّم بالتعطيل، ويواصل حواره مع الوزير باسيل لايجاد المخارج المتاحة ولكن الى الآن، لا يوجد أي تقدم يذكر".

وحول قبول الحريري بتمثيل "الستة" من حصة رئيس الجمهورية، قال "الامر مرتبط بالشخصية المقترحة، إذ هناك حسابات انتخابية ملزم الرئيس المكلف بأخذها في الاعتبار فموقفه يأتي بعد خروجه من انتخابات صعبة على مختلف الاحزاب وخاصة تيار المستقبل، وبالتالي أي قرار غير محسوب العواقب سيضر به على المستوى التكتيكي والاستراتيجي، لذلك ليس المهم من حصة من، بل هوية الشخص الذي سيوزّر"، مضيفا "الحريري لا يغلق الباب بوجه أي طرح ولكن كل اسم سيعرض عليه، له حساباته بالنسبة إليه وبالنسبة لرئيس الجمهورية".

ولفت الى أن "الحكومة تؤلف بالتعاون بين الرئاستين الاولى والثالثة، ولكن الحريري قدم كل التنازلات المتاحة، وينتظر طروحات الرئيس ليتفاوض حولها". وحول إمكانية تراجع الرئيس الحريري عن تمثيل الرئيس نجيب ميقاتي كحل للعقدة السنية، أكد أن "التراجع غير وارد والرئيس الحريري حسم قراره  بهذا الخصوص، والتفاوض الآن محصور بالوزير الذي سيتبادله مع رئيس الجمهورية. أما باقي المقاعد، فمحسومة".

 

الاحدب: الإستقلال يكون بالأفعال

المركزية/17 تشرين الثاني/18/ ألقى النائب السابق مصباح الاحدب، على مسرح ثانوية القلبين الاقدسين في الهيكلية - طرابلس، محاضرة بعنوان "بالتربية نحمي لبنان"، في حضور مديرة الثانوية الاخت جورجيت بو رجيلي، مديرة فرع الشمال لجامعة القديس يوسف فاديا علم الجميل، رئيس لجنة الاهل في الثانوية ابراهيم محفوض والهيئتين التعليمية والادارية، وحشد كبير من الطلاب. الاحتفال الذي نظمته ادارة الثانوية بمناسبة ذكرى استقلال لبنان، بدأ بالنشيد الوطني، ثم كلمة ترحيبية لجوسلين قمر، فكلمة للاخت بو رجيلي شددت فيها على "ضرورة التعلق بالوطن والمحافظة على العلم اللبناني وحمايته من كل الاخطار التي تهدد كيانه ووجوده"، مؤكدة "ان الجيش اللبناني سيبقى حامي الوطن والاستقلال وهو ضمانة جميع اللبنانيين"، داعية الطلاب الى "تغليب الانتماء الوطني لديهم وجعله فوق كل اعتبار او انتماء آخر".

وقالت: "في عيد الاستقلال ننظر جميعا الى فوق، الى هدف سام، الى هدف بعيد. ومن نظر منكم اليوم الى فوق قرأ بلا ادنى شك تلك اليافطة المكتوب عليها: " بالتربية نبني استقلالنا".

اضافت: "التربية تعني الترقي بالانسان الذي يليق بالحياة، ويخالفه، وتليق به الحياة ويسر به خالقه، بل الاستقلال يليق بالانسان المرتقي ويليق به الاستقلال، كل ذلك هو نتاج هذا الترابط الوثيق بين التربية والاستقلال، وكلاهما فعل بناء، ولا يكون بناء من دون هذا الفوق الذي ننظر اليه والذي بالتربية يحقق احترام الآخر، وحب المعرفة، وصيانة الوقت، وقوة النظام، وشرف الاعتراف بالحق والعدل والمساواة، والذي بالاستقلال يحقق الحرية والسيادة والكرامة والتقدم، وفرح اداء الواجب وسعادة نيل الحق، والان التربية والاستقلال متلازمان، لقد صار لنا لمناسبة مرور خمس وسبعين سنة على بناء دولة الاستقلال، صار لنا شرف دعوة شخصية راقية ومتميزة، برقيها الفردي والوطني ومتمايزة كذلك باستقلاليتها الفردية والوطنية". وختمت: "نلتقي اليوم بشخصية نموذجية في اتحاد ما بين التربية والاستقلال، وهي بغنى عن تسميتها، لقد عرفتموها من رقيها واستقلالها، فاهلا وسهلا بكم سعادة النائب عن سواك باحترام جم لقيم الانسان والوطن، اهلا بالقامة الوطنية الكبيرة وبالوجه الحضاري المصباح، مصباح الأحدب".

الاحدب

بدوره قال الاحدب: "أن مصطلح الاستقلال منفصل بروحيته عن الانقسام الطائفي اذ ان أسمى معاني الإستقلال هي خلق مناخ جديد من التسامح بين الطوائف والشعوب لإزالة أي إمكانية لنشوب النزاعات الطائفية المسلحة التي تؤدي غالبا لتدخل القوى الخارجية".

أضاف: "وهذا ما قد حصل فعلا ولم ينته حتى الآن، منذ اندلاع الحرب الأهلية في لبنان عندما لم يكن هناك "مواطنية" بل كان هناك ظلم يمارس بحق فئات محددة من المواطنين ما أوصلنا الى الحرب التي حكمت البلد فيها قوى الأمر الواقع وأحكمت الميليشيات سطوتها على شوارعه، وحكمت شريعة "البارودة"، الى أن اجتمع قادة الحرب في لوزان وقرروا التنازل عن السلاح والانخراط في حكومة موحدة لكل الميليشيات المتنازعة". وأردف: "اليوم نحن في العام 2018 وما زال هؤلاء أنفسهم في السلطة، محاطين بالقوى الميليشياوية التي يحمونها ويقدمون لها الغطاء المطلوب وتراخيص السلاح فتجد البلد مقسمة لمجموعة هنا وأخرى هناك، فاذا كانوا يمثلون السلطة في البلد فلماذا يرخصون السلاح ويشكلون مجموعات من خارج السلطة؟ انهم ببساطة يحمون بهذه المجموعات مصالحهم الخاصة، من أخطار مجموعات أخرى شبيهة، والحديث هنا ليس عن طرف محدد انما عن قوى متعددة في البلد ولا أستثني منهم وللأسف كثيرون ممن كانوا نواة قوى ثورة الأرز، التي أخرجت نظاما أمنيا قمعيا حكم البلد طيلة الفترة المذكورة، بانتفاضة شعبية كثير من قادتها تشاركوا مع خصومهم، وساوموا هنا وتآمروا هناك وها هم اليوم يتنازعون معهم على الحصص بينما يتوجه البلد نحو الإنهيار التام". وتابع: "الأزمة الحكومية اليوم خير برهان، وكلنا نراهم اليوم يستقوون بالخارج لجلب ما يسمونه حقوق السنة وحقوق الشيعة وحقوق المسيحيين، في حين حقوق اللبنانيين هي التي تنهار". وختم: "لقد اندثرت الأصوات التي تتحدث عن عودة للدور المسيحي في البلد وها هو الشباب المسيحي أول من يفكر بالهجرة من لبنان، الى جانب كل الشباب اللبناني، فهذا الواقع المتنافي مع رمزية الإستقلال لم يعد مقبولا، فالإستقلال يكون بالأفعال لا بالشعارات ومشوار الحرية طويل ولكن هذه بلادنا التي قدر لنا أن نعيش فيها، فان تنازل كل فرد منا لن يعود هناك وطن، اذ علينا جميعا أن نتمسك بأي تسوية تضمن التعددية التي بني عليها لبنان الرسالة". وتخلل الاحتفال اغان ورقصات من وحي الاستقلال. وفي الختام قدمت الاخت بو رجيلي درعا للاحدب تكريما وتقديرا لجهوده ومواقفه الوطنية.

 

ساندري زار رابطة كاريتاس: في طليعة العاملين من أجل السلام والفقراء والمتألمين

السبت 17 تشرين الثاني 2018/وطنية - زار عميد مجمع الكنائس المشرقية الكاردينال ليوناردو ساندري، "رابطة كاريتاس" لبنان، على رأس وفد من اتحاد الجمعيات والهيئات والمنظمات، التي تعنى بتقديم العون لمسيحيي الشرق "ROACO"، في حضور السفير البابوي المونسنيور جوزف سبيتري، وكان في استقباله رئيس الرابطة الأب بول كرم، المدير العام ريتا رحيم ومدير البرامج والعمليات برونو عطية. وألقى الأب كرم كلمة، رحب فيها بساندري والوفد المرافق، وقال: "هذا اليوم سيبقى في ذاكرة كاريتاس، زيارتكم الخاصة لنا، وهي شرف وفرح كبير تؤكد ثقتكتكم الكبيرة في عملنا". وشكر ساندري على "اهتمامه منذ تسلمه هذه المسؤولية بمشاكل شرقنا، الذي يمزقه الصراع ودعم الجهود الهادفة لإعطائه وسائل العيش، والدفاع عن حقوق أبنائه"، معربا عن "مشاعر الاحترام والامتنان لهذه الزيارة الكريمة، التي ستساهم دون شك إيجابيا على عمل كاريتاس".

ثم قدم درع شكر لساندري عربون تقدير للزيارة.

ساندري

بدوره، أعرب ساندري عن فرحه مع الوفد بوجوده في "كاريتاس" التي "أثبتت أنها دائما في طليعة، الذين يعملون من أجل السلام والفقراء والمتألمين"، شاكرا "كل فريق كاريتاس على عمله، الذي يظهر عمل الكنيسة الحقيقي في خدمة الفقير والمحتاج"، ناقلا "تحيات البابا وبركته".

بعدها، تم تقديم عرض نشاطات وأعمال ومهام كل قسم من أقسام "كاريتاس" لبنان. وتأتي زيارة ساندري رابطة "كاريتاس" خلال زيارته، إلى لبنان لمناسبة الذكرى الخمسين لتأسيس "لقاء أعمال المساعدة للكنائس الشرقية"، حيث التقى رئيس الجمهورية يرافقه رئيس "كاريتاس" لبنان.

 

 شبيب: فيضانات أمس يتحمل مسؤوليتها مشروع إيدن باي وبلدية الغبيري ومجلس الإنماء والإعمار و3 مطاعم

السبت 17 تشرين الثاني 2018 /وطنية - أكد محافظ بيروت القاضي زياد شبيب، في مؤتمر صحافي عقده مساء اليوم، أن بلدية الغبيري هي التي تعدت على نطاق بيروت الاداري في المسرب الذي يؤدي باتجاه محطة الضخ، وان مشروع الايدن باي قام برمي الاسمنت في الجهة السفلى لهذا المسرب مما ادى الى سده". وقال: "فيضانات أمس يتحمل مسؤوليتها مشروع إيدن باي وبلدية الغبيري ومجلس الإنماء والإعمار و3 مطاعم مختلفة". ووضع "ما حصل في الأمس في عهدة القضاء"، معلنا انه تواصل مع المدعي العام المالي القاضي علي ابراهيم "وأخبرته بأنني سأسمي الأمور بأسمائها لتتم محاسبة المسؤول. وإني لن أسكت عن أي أمر أو على أي تعد على الأملاك العامة، وسأسمي الأشياء كما هي. وإني أكرر اعتذاري للناس".