المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 17 تشرين الثاني/2018

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/newselias18/arabic.november17.18.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة
عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

إنَّ كَلِمَةَ الصَّلِيبِ عِنْدَ الهَالِكِينَ حَمَاقَة، أَمَّا عِنْدَنَا نَحْنُ المُخَلَّصِينَ فَهِيَ قُوَّةُ الله

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/هوية السيادي والإستقلالي هي لبنانية ونقطة ع السطر

الياس بجاني/لعنة الإنتصارات الإلهية

الياس بجاني/مطلوب من الحريري موقف مواجهة وثبات ولو مرة واحدة

الياس بجاني/المهم أن يثبت الحريري على المواقف التي أعلنها اليوم

الياس بجاني/إلى السادة جعجع والحريري وجنبلاط: استقيلوا واعتذروا

 

عناوين الأخبار اللبنانية

بالصوت/مقابلة من صوت لبنان مع منسق التجمع من أجل السيادة الوطنية الإعلامي والناشط السياسي نوفل ضو: مشروعنا تجمع يناقض صفقة الإستسلام ويعمل لإستعادة السيادة

فيديو مداخلة من قناة الحدث مع الكاتب السياسي طوني أبي يتناول فيه انشطة حزب الله الإرهابية في العالم وبشكل خاص قضية اعتقال اعضاء من حزب الله في الأرجنتين/16 تشرين الثاني/18

فيديو مداخلة من قناة الحدث مع الكاتب الصحافي يوسف دياب يتناول فيه انشطة حزب الله الإرهابية في العالم وبشكل خاص قضية اعتقال اعضاء من حزب الله في الأرجنتين

البابا فرنسيس أسف لتزايد عدد المسيحيين القتلى في العالم

المقاومة_اللبنانية/المقاومة_السريانيّة_إمتداد_لنهج_القداسة/(كتبها إتيان صقر- أبو أرز رئيس حرّاس الأرز في العام ١٩٨٠)

الأرجنتين: اعتقال شخصين على صلة بحزب الله

الياس الزغبي ل"جنوبية": صعوبة نزول "حزب الله" عن أعلى الشجرة يجعل الحكومة والدولة معلقتين على نتائج العقوبات والتوازنات الجديدة

الياس الزغبي: طهران تسعى إلى عقد بازار على حساب لبنان بهدف تخفيف ضغط العقوبات

"زمن الأوّل تحوّل": بوتين مهتم بأحداث لبنان.. وإسرائيل تلعب الشطرنج مع "حزب الله".

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الجمعة 16 تشرين الثاني 2018

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الجمعة في 16 تشرين الثاني 2018

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

بيان صادر عن لقاء سيدة الجبل

يوم كرهَ اللبنانيون عيد الاستقلال/ يوسف حسين/جنوبية

حزب الله يواجه محاكمات فرنسا واعتقالات الأرجنتين بسنّة 8 آذار/هيلدا المعدراني/جنوبية

لبنان: توقيف مهربين ومغادرة لاجئين إلى سوريا

حراك سياسي لضمان عدم تفجير الحكومة الجديدة من الداخل ومصادر تعتبر أن الحصول عليها يسقط العقد وفي مقدمتها «السنّية»

جنبلاط ـ نصر الله... حرص ثنائي على عدم العودة إلى الصدام/«التقدمي الاشتراكي» عمم على محازبيه تجنب السجالات والنقاشات

حاكم مصرف لبنان: الودائع المصرفية ارتفعت 4 %

هل تؤسس مصالحة «القوات» و«المردة» لتحالف يستبعد «الوطني الحر»؟ وأوساط الموارنة كانت تحبذ أن تكتمل باتجاه القصر الجمهوري

اللقاء التشاوري السني: من حقنا المشاركة بالحكومة وهذا امر حتمي لا رجوع عنه

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

مقتل 9 من قوات النظام بهجوم في ريف حماة

نتنياهو يحتار بين تسليم رئيس المستوطنين وزارة الدفاع والذهاب إلى انتخابات مبكرة والاستطلاعات أظهرت تراجعاً ملموساً في شعبيته

عباس: الطريق سالكة اليوم لتحقيق إزالة أسباب الانقسام وطالب بتنفيذ شمولي لاتفاق القاهرة ووقع وثائق الانضمام إلى 11 منظمة دولية جديدة

قائد الجيش الإسرائيلي يأمر بإبقاء حشود حول غزة رداً على «احتفالات بالنصر» تقيمها «حماس»

مشروع قانون يمنح الجنود الإسرائيليين حصانة قانونية عند قتلهم فلسطينيين

عباس: الطريق سالكة اليوم لتحقيق إزالة أسباب الانقسام وطالب بتنفيذ شمولي لاتفاق القاهرة ووقع وثائق الانضمام إلى 11 منظمة دولية جديدة

جيفري يحدد أهداف أميركا في سوريا: هزيمة «داعش» وإخراج الإيرانيين وقال إن على نظام الأسد مطالبة طهران بالخروج

بوتين يحض أوروبا على دعم خططه في سوريا

 

المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

مِنْ «معراب» الى بكركي/جوزف الهاشم/جريدة الجمهورية

جبران باسيل: «نيو لوك»/عماد مرمل/جريدة الجمهورية

سُنّة «حزب الله»... والقبض على لبنان/القاضي الشيخ خلدون عريمط/جريدة الجمهورية

الحريري يخشى وقوع الإنهيار بين يديه/طوني عيسى/جريدة الجمهورية

هل فقدت «الأدوية» المحلّية صلاحيّتها/جورج شاهين/جريدة الجمهورية

المبادرة «الباسيلية»: «براءة الإنجاز».. لم تُكتب بعد/كلير شكر-جريدة/الجمهورية

من الأرشيف/حاجتنا الى الاستعمار/محمد علي مقلد/المدن

الحريري والغضب الساطع للأمين العام/رضوان السيد/الشرق الأوسط

«حزب الله» يقلب الطاولة في لحظة الحقيقة: أين الحلفاء/رلى موفّق/اللواء

لبنان و'الحكومة الشمشونية'/فارس خشّان/الحرة

مصالحة بكركي التاريخية/الهام فريحة/الأنوار

في المصالحة/علي نون/المستقبل

حزب الله" لا يتجاوب مع "الوطني الحر"... و"قرار كبير"/عمر البردان/اللواء

الشارع المسيحي نحو معادلة جديدة... في وجه باسيل/ميرا جزيني عساف/اللواء

تاريخ موجز للأخبار الكاذبة/أمير طاهري/الشرق الأوسط

التوقعات في أزمة «خاشقجي»/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

الأسطورة الخاطفة/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

خاشقجي... هذا بيان سعودي للناس/مشاري الذايدي/الشرق الأوسط

غزة حتى إشعار آخر/نبيل عمرو/الشرق الأوسط

هدية صدام/خالد القشطيني/الشرق الأوسط

الاتحاد الأوروبي يذوق ما صنعت يداه/جون أوثيرز/الشرق الأوسط

السوريون ونتائج الانتخابات النصفية الأميركية/أكرم البني/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

عون لنائب رئيس البنك الدولي: مستمرون في مكافحة الفساد وتعزيز الرقابة البرلمانية وتفعيل القضاء بلحاج: ندعم لبنان وجهود الرئيس لتحقيق الاصلاح

3500 طالب أموا القصر الجمهوري في اسبوع الاستقلال وشاركوا بنشاطات توعوية وتثقيفية وتشديد على تعزيز روح المواطنة

الحريري استقبل وفدا من مجلس الجنوب وعرض الاوضاع الاقتصادية مع عربيد وشقير

الحريري تناول وجنبلاط طعام العشاء وبحثا في تشكيل الحكومة

الخارجية: بخاري نفى ما نشر في إحدى الصحف عن طلبه من الدولة اللبنانية منع قرع أجراس الكنائس قرب السفارة السعودية

جعجع عن مقتل الخاشقجي: نستهجن استغلال الجريمة لضرب الدور السعودي في المنطقة ولتطويق المملكة

الأحرار هنأ القوات والمردة: لتعميم المصالحات على كل الاطراف اللبنانيين

اللقاء التشاوري للنواب السنة: تمثيلنا بالحكومة حق لا رجوع عنه ولا يمس بصلاحيات رئيس الحكومة أو بالطائف

مجلس البطاركة الكاثوليك رحب بمصالحة المردة والقوات: لتسهيل اعلان الحكومة وتقديمها هدية عيد الاستقلال

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية

إِنَّ كَلِمَةَ الصَّلِيبِ عِنْدَ الهَالِكِينَ حَمَاقَة، أَمَّا عِنْدَنَا نَحْنُ المُخَلَّصِينَ فَهِيَ قُوَّةُ الله

رسالة القدّيس بولس الأولى إلى أهل قورنتس01/من18حتى25/يا إِخوَتِي، إِنَّ كَلِمَةَ الصَّلِيبِ عِنْدَ الهَالِكِينَ حَمَاقَة، أَمَّا عِنْدَنَا نَحْنُ المُخَلَّصِينَ فَهِيَ قُوَّةُ الله؛ لأَنَّهُ مَكْتُوب: «سَأُبِيدُ حِكْمَةَ الحُكَمَاء، وأَرْذُلُ فَهْمَ الفُهَمَاء!». فَأَيْنَ الحَكِيم؟ وأَيْنَ عَالِمُ الشَّرِيعَة؟ وأَيْنَ البَاحِثُ في أُمُورِ هذَا الدَّهْر؟ أَمَا جَعَلَ اللهُ حِكْمَةَ هذَا العَالَمِ حَمَاقَة؟ فَبِمَا أَنَّ العَالَمَ بِحِكْمَتِهِ مَا عَرَفَ اللهَ بِحَسَبِ حِكْمَةِ الله، رَضِيَ اللهُ أَنْ يُخَلِّصَ بِحَمَاقَةِ البِشَارَةِ الَّذِينَ يُؤْمِنُون؛ لأَنَّ اليَهُودَ يَطْلُبُونَ الآيَات، واليُونَانِيِّينَ يَلْتَمِسُونَ الحِكْمَة. أَمَّا نَحْنُ فَنُنَادِي بِمَسِيحٍ مَصْلُوب، هُوَ عِثَارٌ لِليَهُودِ وحَمَاقَةٌ لِلأُمَم. وأَمَّا لِلمَدْعُوِّينَ أَنْفُسِهِم، مِنَ اليَهُودِ واليُونَانِيِّين، فَهُوَ مَسِيحٌ، قُوَّةُ اللهِ وَحِكْمَةُ الله؛ فَمَا يَبْدُو أَنَّهُ حَمَاقَةٌ مِنَ اللهِ هُوَ أَحْكَمُ مِنَ النَّاس، ومَا يَبْدُو أَنَّهُ ضُعْفٌ مِنَ اللهِ هُوَ أَقْوَى مِنَ النَّاس."

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

هوية السيادي والإستقلالي هي لبنانية ونقطة ع السطر

الياس بجاني/16 تشرين الثاني/18

السيادي والإستقلالي الذمي والحربائي الذي يداهن بتقية فاجرة ويفاخر بأن هويته هي غير لبنانية دون خجل هو تيواني التصنيف ولا سيادي ولا شامم ريحة السيادة.

 

لعنة الإنتصارات الإلهية

الياس بجاني/15 تشرين الثاني/18

لعنة الإنتصارات الإلهية مرض كارثي وسرطاني تم استيراده من ملالي إيران ومن أذرعتها العسكرية التي تعيث ببلادنا الدمار والإرهاب والفوضى والمذهبية وكل ما هو جهل وجاهلية.. في هذا السياق الجاهلي فإن وهم انتصار حماس لأن وزير الدفاع الإسرائيلي استقال هو كوهم انتصار الملالي في لبنان عام 2006.. هلوسات وأوهام وخزعبلات.

 

المهم أن يثبت الحريري على المواقف التي أعلنها اليوم

الياس بجاني/13 تشرين الثاني/18

مواقف الحريري اليوم برده على نصرالله مقبولة ومنطقية وفيها روحية التواضع التي تميزه ولكن المهم أن لا يتراجع ولا يعود للصفقات والأهم عدم الإستمرار بخطيئة مداكشة السيادة بالكراسي.

 

مطلوب من الحريري موقف مواجهة وثبات ولو مرة واحدة

الياس بجاني/13 تشرين الثاني/18

كل التمني ما يكون موقف الحريري اليوم: ببكي وبروح ونحنا أم الصبي ومنخاف ع الإستقرار ويرضخ لتهديدات وعنتريات نصرالله مثل ما كانت جميع مواقفه السابقة الإستسلامية المتلحفة بصفقات كلها أخطاء وخطايا بحق لبنان واللبنانيين.

 

إلى السادة جعجع والحريري وجنبلاط: استقيلوا واعتذروا

الياس بجاني/11 تشرين الثاني/18

الإخوة في حزب الله مش شايفين حدا بالبلد لا انتو ولا غيركم.. ارتكبتكم خطيئة وخطأ الصفقة المميتة وفرطتم 14 آذار. المطلوب بعد أن تأكد 100%  فشل صفقكتم اللاوطنية واللاسيادية أن تستقيلوا وتعتذروا من اللبنانيين. إلإستمرار بالخطأ تخلي عن المسؤولية.

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

بالصوت/مقابلة من صوت لبنان مع منسق التجمع من أجل السيادة الوطنية الإعلامي والناشط السياسي نوفل ضو: مشروعنا تجمع يناقض صفقة الإستسلام ويعمل لإستعادة السيادة

http://eliasbejjaninews.com/archives/68961/%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%88%D8%AA-%D9%85%D9%82%D8%A7%D8%A8%D9%84%D8%A9-%D9%85%D9%86-%D8%B5%D9%88%D8%AA-%D9%84%D8%A8%D9%86%D8%A7%D9%86-%D9%85%D8%B9-%D9%85%D9%86%D8%B3%D9%82-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%AC/

نوفل ضو: لا حل لأي مشكل أو أزمة أو وصعوبة في لبنان بغير التركيز على الشأن السيادي والإستقلالي وخلق مشروع يناقض مشروع الصفقة التسوية التي وضعت كل الملفات السيادية والإستقلالية في الأدراج تحت عنوان الواقعية والتاعيش مع الدويلة وسلاحها ومشروعها اللالبناني

بالصوت/فورماتWMA/مقابلة من صوت لبنان مع منسق التجمع من أجل السيادة الوطنية الإعلامي والناشط السياسي نوفل ضو/16 تشرين الثاني/18/اضغط هنا أو على الرابط في أسفل للإستماع للمقابلة

http://www.eliasbejjaninews.com/newwma17/daou16.11.18.wma

بالصوت/فورماتMP3/مقابلة من صوت لبنان مع منسق التجمع من أجل السيادة الوطنية الإعلامي والناشط السياسي نوفل ضو/16 تشرين الثاني/18/اضغط هنا أو على الرابط في أسفل للإستماع للمقابلة

http://www.eliasbejjaninews.com/newmp3.17/daou16.11.18.mp3

اضغط هنا أو على الرابط في أسفل لدخول موقع صوت لبنان للإستماع لمقابلة نوفل ضو /16 تشرين الثاني/18

https://www.vdl.me/episodes/%D9%86%D9%88%D9%81%D9%84-%D8%B6%D9%88-15-11-2018

نوفل ضو لصوت لبنان: صفقة التسوية أدت الى مزيد من انهيار الحالتين السيادية والاقتصادية

شدّد منسّق التجمّع من اجل السيادة الوطنية نوفل ضو في حديث الى برنامج “حوار اونلاين” من صوت لبنان، على الحاجة الملحة للتركيز على موضوع السيادة، معتبرا ان هناك استحالة لمعالجة الملفات الاقتصادية والحياتية من دون سيادةودستور ومؤسسات شرعية.

وراى ان صفقة التسوية أدت الى مزيد من انهار الحالتين السيادية والاقتصادية. واعتبر ضو ان عنوان المعركة الدائرة اليوم، تغيير هوية لبنان من موقع جيوسياسي الى آخر . ولفت الى ان الحكومة المقبلة لن تغيّر شيئاً لانها نسخة عن الحالية والمنضوون فيها هم أنفسهم

 

اعتقال اعضاء لحزب الله الإرهابي في الأرجنتين

فيديو مداخلة من قناة الحدث مع الكاتب السياسي طوني أبي يتناول فيه انشطة حزب الله الإرهابية في العالم وبشكل خاص قضية اعتقال اعضاء من حزب الله في الأرجنتين/16 تشرين الثاني/18/اضغط هنا أو على الرابط في أسفل لمشاهدة المداخلة

https://www.youtube.com/watch?v=l7VvWa7wDS0

 

فيديو مداخلة من قناة الحدث مع الكاتب الصحافي يوسف دياب يتناول فيه انشطة حزب الله الإرهابية في العالم وبشكل خاص قضية اعتقال اعضاء من حزب الله في الأرجنتين/16 تشرين الثاني/18/اضغط هنا أو على الرابط في أسفل لمشاهدة المداخلة

https://www.youtube.com/watch?v=U3vLLE1dxF8

 

البابا فرنسيس أسف لتزايد عدد المسيحيين القتلى في العالم

وكالات/الجمعة 16 تشرين الثاني 2018/أعرب البابا فرنسيس، اليوم، عن الأسف "للعدد المتزايد دائماً للمسيحيين الذين يقتلون في العالم"، خلال لقاء مع رهبانية علمانية تعنى بدعم الأراضي المقدسة. وأمام أعضاء رهبانية "فرسان القبر المقدس" في القدس، تحدث الحبر الأعظم عن "الوضع المأسوي للمسيحيين الذين يتعرضون للاضطهاد ويقتلون بأعداد تتزايد باستمرار، أمام عالم بأكمله يشيح بنظره الى الجهة الأخرى معظم الأحيان". وتضم رهبانية فرسان القبر المقدس زهاء 30 الف عضو ناشط في 40 بلدا، وتدعم مشاريع تربوية وانسانية في الاردن والاراضي المقدسة وقبرص. وتقدم الرهبانية الموضوعة تحت حماية الكرسي الرسولي، مساعدات كل سنة تناهز 15 مليون يورو. وقال البابا: "هذا مؤشر جميل ان تكون مبادراتكم في ميادين التدريب والمساعدة الصحية منفتحة على الجميع، بمعزل عن الانتماء الطائفي والديانة". وأضاف "بهذه الطريقة تساهمون في تمهيد الطريق لمعرفة القيم المسيحية، وتشجيع الحوار بين الاديان، والاحترام المتبادل" الذي يفترض ان يؤدي الى "السلام في كل انحاء المنطقة". من جهته، اشار المدبر الرسولي لبطريركية اللاتين في القدس بييارباتيستا بيتزابيلا الى "فقر" المسيحيين في الأراضي المقدسة (1,5 في المئة من السكان) وخصوصا في فلسطين"، مؤكدا "اهمية الدعم المالي الحاسم بشكل مطلق للحفاظ على وجودهم ومؤسساتهم. وقال لـ"وكالة الصحافة الفرنسية": "من دون المدارس المسيحية، سيضطر الشباب الى الذهاب الى المدارس الاسلامية او اليهودية". واشار الى أن "اكثر من 60 في المئة من تلامذة مدارسنا مسلمون. لا نجري حوارا بين الاديان، انما نعيشه. العيش سوية والتفاعل في مدارسنا ومستشفياتنا امر ضروري، وإلا سنعيش في فراغ".

 

المقاومة_اللبنانية/المقاومة_السريانيّة_إمتداد_لنهج_القداسة

(كتبها إتيان صقر- أبو أرز رئيس حرّاس الأرز في العام ١٩٨٠)

 كل حديث عن السريان يفترض الإطلالة من نافذتين: السريان في لبنان، والسريان اللبنانيون.

فإذا كانت الأولى ذات منحى مشرقي فإن الثانية ذات منحى قومي لبناني كصفحة من صفحات حضارة الأمّة اللبنانية العريقة.

وبالرغم من وقائع التواصل الإنساني بين النافذتين، فإن ما يهمّنا هو الكلام عن السريان اللبنانيين الذين أسهموا إسهاماً واقعيّاً ومُشرقاً في بناء الحضارة اللبنانية وفي حركات مقاومتنا على مدى تاريخي طويل. فإن كل تجذّر في التاريخ يستدعي إلتفاتة إلى ألصلة الوثيقة بين "اللبنانية" والسريانية كحركتين حضاريتين ونضاليّتين مغموستين في القداسة والبطولة والدفاع عن الحرّية.

والتفاعل لم يقتصر بينهما يوماً على العلاقات الروحيّة والطقوسيّة واللسانيّة، وإنما يتعدّاها إلى مجابهة المخاطر الفارسية والكردستانية والتركمانية ناهيك عن التتر وغزوات الصحراء ومحاولات الإقتلاع ومساعي التذويب والإبادة.

وفي مطلق الأحوال، فإن للسريان اللبنانيين إسهامات إن غابت قصداً عن بال دعاة التعريب فإنها لا تغيب عن بال دعاة الوقوف في وجه إغراآت العروبة الجديدة ولا عن بال حملة مشاعل التصدّي لأمواج التعصّب والهيمنة والرجعيّة والسلفيّة عروبيّة كانت أم أعجميّة.

وفي ختام كل ذكر يبرز إسم مار إفرام السرياني كطاقة دائمة الإشعاع تفوح عطر قداسة وبطولة وما المقاومة السريانية عبر التاريخ وعلى رأسها المقاومة السريانية اليوم سوى إمتداد لنهجه ومواقفه المشرّفة

 

الأرجنتين: اعتقال شخصين على صلة بحزب الله

المدن - لبنان | الجمعة 16/11/2018 /أعلنت وزارة الأمن الأرجنتينية، في بيان، إنها ألقت القبض على مواطنين أرجنتينيين، يوم الخميس، للاشتباه بصلتهما بحزب الله. حدث الاعتقال قبيل إنعقاد قمة "مجموعة العشرين"، المقررة في بوينس آيرس، في أواخر الشهر الحالي. وتناولت الصحف الأرجنتينية تفاصيل الإعتقال وهوية الشخصين، وهما الأخوين كيفن جمال سالومون وأليكس حزقيل سالومون. وقد تمّ إلقاء القبض عليهما  في شقة بالعاصمة. وعثرت الشرطة على كمية من الأسلحة ووثائق السفر، بالإضافة إلى أوراق هوية باللغة العربية وصورة لراية حزب الله وأمينه العام. الشرطة الأرجنتينية لم تكشف رسمياً عن طبيعة جوازات سفر الأخوين سالومون ووثائق الهوية العائدة لهما، كما أنها لم تكشف عما إذا كان الرجلان يعدّان أو يخططان لمهاجمة قمة مجموعة العشرين.وكشفت الصحف عن تلقي "بعثة المؤسسة الإسرائيلية الأرجنتينية" في بونيس آيرس بريداً إلكترونياً، مجهول المصدر، في شهر كانون الثاني الفائت حول نشاط أحد الأخوين سالومون وعلاقاته ببعض الجماعات الإرهابية في الشرق الأوسط، وأبلغت الجهات الرسمية بالأمر. وقالت إن أحد الأخوين سالومون تلقى تدريبات عسكرية في الشرق الأوسط، وبأن الاسلحة التي عثر عليها في منزله مماثلة لتلك التي تدرب عليها، مضيفةً بأن السجلّات التجارية أظهرت أن الأخوين سالومون يملكان شركة لبيع أجهزة إنارة لبعض الدول في الشرق الأوسط.

"عشيرة" بركات

وعادت الصحف وذكّرت بأن السلطات الأرجنتين كانت قد اعتقلت في شهر تمّوز الفائت مجموعة بركات، التي تعرف أيضا بعشيرة بركات، وهي منظمة إجرامية لها صلات بحزب الله اللبناني، والتي كانت تنشط بين مثلث الأرجنتين والبرازيل والباراغواي. كما ذكّرت بالاعتداءات المنسوبة لحزب الله في الأرجنتين في العام 1992 على مبنى السفارة الاسرائيلية، والتي راح ضحيتها 29 قتيلاً، وفي العام 1994 على المركز اليهودي في بوينس آيرس التي راح ضحيتها 85 قتيلا.

 

الياس الزغبي ل"جنوبية": صعوبة نزول "حزب الله" عن أعلى الشجرة يجعل الحكومة والدولة معلقتين على نتائج العقوبات والتوازنات الجديدة

جنوبية/أجرت الحوار: هيلدا معدراني/11 تشرين الثاني/18

أكد الكاتب والمحلل السياسي الياس الزغبي في حديث لـموقع”جنوبية” أن “العقوبات الأميركية على إيران واستطرادا على حزب الله بدأت تعطي مفاعيلها القاسية، وليست التوقيفات والمحاكمات في فرنسا والأرجنتين مؤخرا إلا رأس جبل الجليد، ويرجح أن تتصاعد هذه العقوبات تباعا. تشعر إيران ومعها حزب الله وفق الزغبي "أن الوضع المستجد شديد الصعوبة، وتحاول التعامل معه من خلال التأثير المباشرة على لبنان كدولة وتعطيل تشكيل الحكومة بحجة تمثيل سنّة 8 آذار”.

وتوقع أن “تتفاعل هذه العقوبات وتضغط على إيران وحزب الله في كل الساحات الإقليمية وتحديدا في سوريا والعراق ولبنان واليمن، ولذلك تستخدم إيران في هذه المرحلة لبنان كورقة للرد على هذه العقوبات، لما يشكله الأخير من خاصرة رخوة أسهل من سواها بين الأوراق الإيرانية”. وأضاف "أن إيران لم يعد باستطاعتها الرد على العقوبات الأميركية في سوريا والعراق واليمن فبات من السهل عليها الرد من لبنان كساحة أكثر مطواعية”.

برأي الزغبي "أن إيران تسعى لإبرام صفقة مع موسكو تأمل من خلالها أن تقايض الورقة اللبنانية بالورقة السورية، بمعنى أنها تعد بتسهيل ولادة الحكومة في لبنان من خلال حزب الله مقابل أن يخف الضغط السياسي والأمني عليها في سوريا وكذلك الضغط الاقتصادي”.

واعتبر الزغبي أن الحصار والعقوبات الأميركية على إيران وحزب الله “سوف يزداد تأثيرها السلبي على دور إيران الشامل في المنطقة العربية والاقليم، وتالياً على دور حزب الله في لبنان” لافتاً الى أن “تسلّق حزب الله أعلى الشجرة في مسألة فرض تمثيل سنّة 8 آذار ليس سوى انعكاس لهذا المأزق الإيراني ومن خلفه مأزق حزب الله، وقد بات النزول عن رأس الشجرة بمثابة هزيمة له”. واستبعد الزغبي وجود حلّ للأزمة اللبنانية ربطاً بالعقوبات وأزمات المنطقة التي تفاقمها إيران،

وختم قائلا: “طالما أن حزب الله لا يستطيع التنازل عن شرطه العالي يتوجب على لبنان انتظار نتائج عملية لهذه العقوبات، بحيث يُعاد النظر في التوازنات السياسية والأمنية والعسكرية في المنطقة العربية من لبنان إلى اليمن، وعلى هذا الأساس سيكون أمام لبنان فرصة للخروج من أزمته في مدى غير محدد”.

 

الياس الزغبي: طهران تسعى إلى عقد بازار على حساب لبنان بهدف تخفيف ضغط العقوبات

وطنية - دعا المحلل والكاتب السياسي الياس الزغبي في تصريح، "العاملين على معالجة تعطيل الحكومة إلى احترام قدرة اللبنانيين على استشعار حقيقة العقدة وإدراك موضعها الفعلي".

وقال: "لم ينجح هؤلاء في تغطية الأزمة بافتعال عقدة تمثيل "سنة 8 آذار" وتركيز حركتهم على محاولة حلها، متغافلين عن أن الأزمة الإيرانية المتفاعلة تحت ضغط العقوبات هي السبب الحقيقي للتعطيل".

أضاف: "ان طهران اختارت الساحة اللبنانية كي ترد على واشنطن، بعد عجزها عن الرد في الساحات العربية الثلاث الأخرى، سوريا واليمن والعراق، وهي تحاول استدراج وساطة روسية لعقد بازار مقايضة بين تسهيل تشكيل حكومة لبنان مقابل تخفيف الضغط عن دورها في سوريا وإنعاشها اقتصاديا، الأمر الذي لم يتضح بعد في رغبة موسكو أو قدرتها على عقد هذه المقايضة".

وتوقع أن "يراوح المأزق اللبناني تحت واجهة عقدة "سنة حزب الله" لفترة غير قصيرة تواكبها مناورات تجاذب حبال بين الثلاثي حزب الله-بيت الوسط-بعبدا، في انتظار تبلور التوازنات الجديدة بفعل العقوبات وما يرافقها من مساومات إقليمية - دولية".

 

"زمن الأوّل تحوّل": بوتين مهتم بأحداث لبنان.. وإسرائيل تلعب الشطرنج مع "حزب الله".

http://eliasbejjaninews.com/archives/68977/hezbollah-is-ramping-up-south-of-the-us-%D8%AD%D8%B2%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D9%8A%D9%83%D8%AB%D9%81-%D9%88%D8%AC%D9%88%D8%AF%D9%87-%D9%81%D9%8A-%D8%AC%D9%86%D9%88%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%88/

موقع قناة23/16 تشرين الثاني/18/نشرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية تقريراً قالت فيه إنّ مصالح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في سوريا ولبنان تحدّ خيارات إسرائيل العسكرية، موضحةً أنّ الفرق بين "لعب الشطرنج مع "حزب الله" ومحاولة معرفة ما يريده بوتين في سوريا، وربما في لبنان، حتى في الوقت الذي يحاول فيه "حزب الله" تصنيع الصواريخ، شاسع جداً".  وأوضحت الصحيفة أنّ قلق إسرائيل المتزايد على "الجبهة الشمالية" (جنوب لبنان) يندرج في خانة الأسباب التي تدفعها إلى توخي الحذر بشكل استثنائي في تعاطيها مع "حماس" في غزة، مبينةً أنّ حملة تل أبيب في سوريا ولبنان ركزت بشكل أساسي على منع إيران من تهريب الأسلحة المتطورة لـ"حزب الله" قبل أن يتسع نطاقها في السنة الفائتة ليشمل منع طهران من التحصن عسكرياً في سوريا. وفي هذا السياق، تطرقت الصحيفة إلى الأزمة الإسرائيلية-الروسية التي اندلعت على خلفية تورط إسرائيل بإسقاط الطائرة الروسية قبالة الساحل السوري قبل شهرين، مشيرةً إلى أنّ اللقاء بين بوتين ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في باريس الأسبوع الفائت لم يحلها. وفيما لفتت الصحيفة إلى إنّ إسرائيل لم توقف غاراتها في سوريا على الرغم من أزمة الطائرة، قالت: "من الواضح أن روسيا تزيد الأمور صعوبة"، موضحةً أنّ موسكوأوضحت لإسرائيل بطرق مختلفة أنّ زمن الوضع الراهن السابق ولى. في ما يتعلق بسوريا، كشفت الصحيفة أن النبرة على الخط الساخن الروسي-الإسرائيلي في حميميم باتت أكثر عدائية، مضيفةً بأنّ الطائرات الروسية والبطاريات المضادة للطائرات المنشورة في سوريا اتخذت وضعية المواجهة. أمّا في لبنان، فألمحت الصحيفة إلى أنّ "مشكلة ما تتحضر"، متناولة تحذير نتنياهو في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة من "جهود إيران و"حزب الله" لبناء منشآت لصناعة الصواريخ في بيروت" أولاً، وإبداء بوتين مؤخراً اهتماماً متزايداً بالأحداث في لبنان ثانياً، وهي "المسألة التي تثير قلق إسرائيل أكثر" على حدّ تعبيرها. وفي هذا الصدد، استعرضت الصحيفة "السيناريو الأسوأ"، على المستويين الحقيقي والرمزي المتمثل بتمدد المظلة الدفاعية التي نشرتها موسكو فوق شمال غربي سوريا لتبلغ لبنان، محذرةً من قدرته على تعقيد الحسابات الإسرائيلية. الصحيفة التي زعمت أنّ إسرائيل لم تنفذ غارة جوية على لبنان منذ شباط العام 2014، خلصت مشددةً على أنّ الفرق القائم بين التعاطي مع "حزب الله" ومع بوتين، صاحب المصالح في سوريا ولبنان-مؤخراً- شاسع.

 

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الجمعة 16 تشرين الثاني 2018

مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

إذا كانت الفنانة سميرة توفيق قد غنت قديما.. من بيروت الى جونيه مرت سيارة حمرا.. فإن العد كان آنذاك بالسيارة او بضع سيارات او عشرات السيارات.. أما اليوم فالعد بعشرات الآلاف حتى بلغ المئتين وخمسين ألف سيارة.. توقفت لساعات في بيروت ومداخلها وضواحيها والمناطق الأبعد وصولا الى جونيه.

وما حصل جعل العالقين في سياراتهم يبكون للعذاب ويضحكون في الوقت نفسه لاستغلال أحدهم الزحمة ليقص شعر رأسه على يد حلاق وسط الزحمة في الطريق.

أما الحزن فسيطر حين حصلت ولادة إمرأة في السيارة ويزداد الحزن عندما لم يفتح بعض من غابت الأخلاق عنهم الطريق بل لحقوا سيارة الاسعاف حينا ومنعوا مرورها أحيانا..

قيادة الجيش اعتذرت من المواطنين بسبب إقفال بعض الطرق في بيروت لإتمام التدريبات الخاصة بالعرض العسكري صبيحة يوم الاستقلال. معدلة في مواعيد التدريبات لتتناسب وأيام العطل. لكن لم يكن هذا السبب الوحيد لزحمة السير إذ ان حال الطقس الشبيهة بالطوفان كانت السبب الأول للزحمة وقد أغرقت المياه الطرق والعديد من المنازل والمؤسسات وبينها مبنى الجامعة الاميركية.

والحزن عند الناس ليس بما حصل اليوم فحسب بل انه ايضا بسبب الحال الاقتصادية الناجمة عن عثرات العمل الوزاري والخشية ان تطول أكثر فترة انتظار ولادة الحكومة وهذا ما دفع البطاركة والأساقفة الكاثوليك الى إطلاق الصرخة بأن تتم الولادة اليوم قبل الغد.

ماذا أولا عن الزحمة التي كانت موقفا كبيرا للسيارات؟

* مقدمة نشرة أخبار ال "أن بي أن"

يحسب للجيش اللبناني وحده أنه كان يملك جرأة الاعتذار من المواطنين بسبب زحمة السير الناتجة عن الإجراءات المتخذة استعدادا للاحتفال المركزي بعيد الاستقلال في وسط بيروت وبإيجاد البدائل لتفادي تكرار ما حصل.

ما عدا ذلك بدا أن اللبنانيين عاشوا لساعات تغريبة في الوطن حدودها من تمثال المغترب باتجاهين: عند مداخل العاصمة ومن مداخلها شمالا. أرتال من السيارات وقعت تحت انتداب مروري أبصر خلاله طفل النور نفخ بعضهم النرجيلة علها تنجلي وحظي البعض الآخر بقصة شعر في وسط الإزدحام... ولن يفوتنا أن نقول مبارك للسيدة صغبيني مولودها الجديد عند جسر الـGeant على ذمة شهود عيان.

طوفان المركبات على الأرض كان بموازاته طوفان من السماء أمطار غزيرة تساقطت وغمرت العديد من الطرقات الدولية وحتى داخل العاصمة بيروت ما سبب صعوبة في القيادة.

حكوميا أعرب رئيس مجلس النواب نبيه بري عن أمله أن تصل الاتصالات الجارية لحل عقدة التشكيل الى خواتيم إيجابية كاشفا في رد على سؤال أنه طرح حلا ويأمل أن يؤخذ به من دون أن يدخل في التفاصيل.

بدوره الرئيس المكلف سعد الحريري أبدى تفاؤلا بالخروج من الجمود السياسي بالقول: "بعرف في كلبشة في البلد وسنتخطى هذه الأزمة".

وفي معلومات الـNBN أن الإتصالات لم تحرز حتى الساعه أي تقدم والمواقف لا تزال على حالها ولكن المشاورات تجري ضمن سقف من التهدئة يؤمل في ظله أن يتم التوصل إلى حل وسطي من دون أن يعني ذلك التراجع في المطالب. وفي إجتماعه الذي عقده اليوم في دارة النائب الوليد سكرية جدد اللقاء التشاوري تمسكه بحقه في التمثيل الوزاري معتبرا أنه أمر حتمي لا رجوع عنه ولا يجوز الإلتفاف على تعددية التمثيل داخل المكون السني بتسويات في غير محلها. ولفت كلام لنائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم راى فيه أن قرار الحكومة بيد الحريري وأن المشكلة منه والحل معه.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ال بي سي"

هذه الدولة لا تحترم نفسها لأنها لا تحترم شعبها... هذه الدولة تعاقب اربعة ملايين لبناني لأنها لا تجرؤ على معاقبة "اربعين حرامي"...

هذه دولة عراضات واستعراضات وتفشيخ لأنها لا تحاسب ولا تراقب ولا تعاقب ولا تواكب بل تعتذر، وهذا أضعف الإيمان لكن كلفته "بلاش". ما حصل اليوم فضيحة بكل المقاييس:

تدريبات على عرض عسكري في آخر يوم عمل من الأسبوع، وقبل بداية أسبوع فيه يوما تعطيل، وعليه فالناس سيكونون في هذا اليوم في ذروة الحركة لأنهاء اشغالهم قبل عطلة نهاية الاسبوع وقبل يومي تعطيل الاسبوع المقبل.

كل هذه الاعتبارات لم يأخذها بعين الاعتبار من قرر أو من قرروا التدريبات للعرض العسكري بمناسبة الاستقلال، فاختنق السير... وما زاد في الطين بلة، شاحنة قفزت فوق جسر انطلياس فقطعت الطريق...

وثالثة الأثافي، ان المجارير في الرملة البيضاء انفجرت فحولت الاوتوستراد إلى شلالات من المجارير، ليتبين ان أحد اسباب انفجارها إقفال مسرب منها كان يصب قرب أحد المنتجعات السياحية، فتحولت كل المسارب إلى اوتوستراد الرملة البيضا.

وجاء محافظ بيروت، وبدلا من أن يفتح المجرور، فتح تحقيقا، علما أن التحقيق كان يجب ان يفتح قبل انفجار المجرور لا بعده، وانسداد المجرور كان معروفا قبل أكثر من شهر، وقد فتح هذا المساء، ولكن بعد الطوفان.

"طوشتم الأرض" بتشريع الضرورة وبالمطالبة بمجالس وزراء الضرورة، لماذا يسهو عن بالكم "محاسبة الضرورة" و"مساءلة الضرورة"؟ إنقضى اليوم ولم نقرأ إسما واحدا تحول إلى التحقيق: من المسؤول عن الزحمة التي سببتها التدريبات على العرض؟ من المسؤول عن انفجار المجارير في وجه الناس؟ من المسؤول عن جنون الشاحنات على الطرقات؟ لا أحد تحول إلى التحقيق.

هذه دولة لا تحاسب ولا تراقب ولا تعاقب... لو كانت تحاسب لكنا قرأنا إسما واحدا على الأقل تحول إلى التحقيق. لكن من يجرؤ على التحقيق؟ إن دولة لا تجرؤ على محاسبة صاحب مولد، كيف تجرؤ على محاسبة من "زرب" مليون لبناني في سياراتهم.

إن دولة لا تجرؤ على تطبيق قانون السير على الشاحنات، كيف ستجرؤ على محاسبة من تسبب بإقفال مجرور لتنفجر مجارير أخرى؟ هل تعرف الدولة ان الخسائر المحققة اليوم والتي تكبدها المواطنون بسبب الزحمة، تفوق الثلاثين مليون دولار، فمن يعوض عنهم خسائرهم؟ هل توزع عليهم رسائل اعتذارات؟

وماذا تنفع الاعتذارات لمن سبقته طائرته أو لمن تأخر عن موعد عمليته الجراحية أو لمن تأخرت عن عملية ولادة أو لمن تأخر عن موعد عمله؟

هل يحملون في جيوبهم كتب الإعتذار ويبرزونها إلى من يعنيهم الأمر؟ لا... كفى إذلالا للناس. وبالمناسبة، إذا كان العرض العسكري غير متاح سوى لمئات من المدعوين وغير متاح للناس الا عبر الشاشات، فلماذا لا يكون في وزارة الدفاع او في المدرسة الحربية؟ أو في اي مكان آخر لا يتسبب بإرهاق الناس؟

وأخيرا وليس آخرا: إن شعبا تحت احتلال المئة مليار دولار دينا، وتحت احتلال أعلى نسبة فساد، وتحت احتلال أعلى نسبة تلوث، وتحت احتلال تحكم أصحاب المولدات، وتحت احتلال اللفت المسرطن، وتحت احتلال الدواء المرتفع الثمن، هو شعب لا يشعر بالإستقلال بل بالذل والمهانة. أما من يشعرون بالإستقلال فنقول لهم: أعذرونا، لكم استقلالكم ولنا احتلالاتنا.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ام تي في"

هل من الضروري ان يتبهدل الناس الى هذا الحد قبل ان يتخذ قرار بتعديل تواريخ اقفال الطرق لمناسبة عيد الاستقلال؟ وهل من الضروري ان يتحول المواطنون كل عام فئران اختبار فيسجنون ويعتقلون في سياراتهم لساعات ويتأخرون عن أعمالهم لساعات ويهانون لساعات وساعات، كل ذلك من أجل استقلال ينتهك كل يوم وكل ساعة؟ حقا نحن في دولة اللامعقول، فبدلا من أن يكون الاستقلال منطلقا ليجدد اللبنانيون ثقتهم بجمهوريتهم اذا به يتحول كل عام مناسبة ليكفروا بدولتهم وبالقائمين عليها والمسؤولين عنها وليدركوا من جديد انهم يعيشون في غابة غير منظمة بل ليتأكدوا ان المسؤولين في هذه الغابة هم أعجز من ان ينظموا عرضا عسكريا الا اذا قهروهم وحملوهم عن الكفر بكل شيء وجعلوهم يتساءلون هل هذا عيد للاستقلال والكرامة أم عيد للاذلال ولانتهاك ما تبقى فينا من كرامة؟

والمشكلة اليوم لم تقتصر على الاستعداد للعرض العسكري، فالدولة القوية لا تتحمل حتى شتوة قوية، لذا ما ان تساقطت الامطار في العاصمة والضواحي حتى ظهرت الكوارث في كل مكان وعلى معظم الطرقات، لكن الكارثة الكبرى تجلت في الرملة البيضاء حيث غرق الناس بسبب فيضان مجرور ما جعل الرملة البيضاء تتحول إلى الرملة السوداء وما جعلنا نتأكد مرة جديدة اننا نعيش في جمهورية لا تغرق في شبر ماء فقط بل في شبر مجرور، فلو حصل في دول العالم المتحضر ما حصل في لبنان اليوم لكانت سقطت رؤوس واقيل وزراء وحوسبت قيادات، لكن وبما اننا نعيش في غابة فإن علينا الاكتفاء بالاعتذار. على أي حال لمن نرفع الشكوى، فالحكم شبه غائب والحكومة عندها عذرها، اذ هي تصرف الاعمال لا أكثر ولا أقل، والحكومة الجديدة المنتظرة لا تزال حلما بعيدا في ظل التصارع بل التكالب على الحصص والحقائب والوزارات، ففي ظل مثل هذا الواقع هل يحق لنا ان نحتفل بعيد الاستقلال؟

* مقدمة نشرة أخبار "الجديد"

يوم فرضت فيه الدولة الانتداب على الناس واعتقلتهم في مكان تنقلهم.. وليس أقبح من مرارة اقفال الطرقات سوى مجارير التصريحات فقد عبئ المواطنون في سياراتهم ساعات طويلة وضغطوا حد الانفجار استعدادا للاحتفال بعيد الاستقلال فانهارت قواهم وانهمرت شتائمهم وسابقت غزارة المطر حصار كبير من جونية الى بيروت وأولى مداخلها.. وطوفان الصرف الصحي في الرملة البيضاء وبعض طرق المدينة .. ما تسبب بأعطال طاولت اولا اعصاب المواطنين المحاصرين الذين لن يلومهم احد على نقمتهم وتعطل مصالحهم وضرب حرية حركتهم أهو استقلال أم احتلال؟ ومتى يدرك القيمون في قيادة الجيش وقوى الامن وبقية القطعات العسكرية والامنية أن التدريب على الاستعراض العسكري لا يمكنه أن يستوي على تطويق الناس وأن يدفعهم الى لعن الساعة التي نالوا بها استقلالهم قبل خمس وسبعين سنة فلماذا لا يتدرب المتدربون في ايام عطلة.. أو داخل الثكنات وفي اماكن متاحة عسكريا..؟ وهل ندحر العدو في الثاني والعشرين من تشرين؟ قد يتذرع المعنيون بأنهم أصدروا بيانا رسميا وعمموا الطرقات المقفلة لكن هل قرأ مسؤول في الدولة تلك البيانات المختبئة خلف صفحة وفيات؟ نحن اليوم كنا امام سلطة عاجزة عن نقل شاحنة معطلة في طريق.. وعن تحرير مواطنة باغتتها الام الولادة بين شوارع مقفلة.. وعن اعطاء المواطنيين سببا مقنعا لاحتجازهم ودولتنا لم يكن لديها اي خطة طوارئ إنقاذية لا بل شكت مع الشاكين والناقمين وأظهرت روحا متمردة على مجاري الصرف الصحي في مدينة بيروت ونزل الى شوارع المدينة رتل من التصريحات التي جرفتها امواج الصرف الصحي.. ومن المحافظ الى رئيس البلدية دارت عجلة المواقف فيما لاذ وزير الأشغال بالنأي عن الطرقات الداخلية أما هول المفاجأة فقد بدا على تضاريس رئيس البلدية جمال عيتاني الذي اكتشف للتو "مجرور عاشور".. وتمكنت فرقاطة عيتاني من معاينة "الباطون" الذي سد أنفاس الرملة البيضاء وتسبب بمشهد الفيضان على جادة الرئيس الشهيد رفيق الحريري لقد بحت اصوات المعتصمين والمواطنين الذين تظاهروا معترضين على هذا المجرور على مدى أكثر من عام .. فيما سدت بلدية بيروت مجرور قراراتها ورفعت من سطوة وسام عاشور الذي ظل يقضم البر والبحر لا يحق للدولة بالمفاجأة ولا لبلدية بيروت أو محافظ المدينة بالعمل السريع اليوم على تدارك الأزمة .. فهم أنفسهم الأزْمة وإذ طالب عيتاني الآن بالدراسة والمحاسبة والمعاقبة وتحويل الملفات إلى القضاء وقطع الرؤوس والتجزئة والتقطيع فإن كل هذه القرارات متأخرة .. لقد سبقكم عاشور هذا الزمان وبرضاكم وموافقتكم وتحت أنظاركم . وإذا كنتم تطالبون بإنزال أشد العقوبات على المتورطين .. فأنتم المتورطون.. فلا يكفي أن تجتمعوا على وجه السرعة وكأن الأمر قد أصابكم على حين غفلة.. او أن المجرور يجري من تحتكم ولا تعلمون.. اما اعلان البلدية أن الامر غير مقبول.. وأنها ستتحقق من هوية المتسببين فهو قمة الاستهزاء بإدراك الناس.. فعن أي هوية تبحث البلدية؟ والفاعلون على مرمى "شط" أبيض متوسط.. وأي دراسات تعدنا بها بلدية المدينة؟ إن بلدية بمزانية خيالية ليس متاحا لها اذلال ناس المدينة والتسبب بتعطيل اشغالهم .. فيما تذهب اموالها الى الجمعيات الفنية والمدعية خيرية وبالملايين. هي جمعة الغضب والحصار.. في دولة تعطلت قدرتها على الحركة.. ولم يعد مستغربا كيف تتعطل الحكومات.

* مقدمة نشرة أخبار ال "او تي في"

أن ينتفض اللبنانيون ضد زحمة السير التي حولت العاصمة وضواحيها اليوم إلى موقف سيارات ضخم لساعات، أمر مفهوم ومقبول، حتى من قيادة الجيش التي أعربت عن اعتذارها من المواطنين بسبب الإجراءات المتخذة استعدادا للاحتفال المركزي لمناسبة عيد الاستقلال. أما أن يبلغ الأمر بالبعض، حد الاستهزاء بالاستقلال، وإلقاء المواعظ على المؤسسة العسكرية، فتصرف لا يتقبله عقل، ولا يتفهمه عاقل، علما أن قيادة الجيش كانت حددت مسبقا في بيان مفصل بالأمكنة والتواريخ، كل ما يرتبط بالتحضيرات المرتقبة لإحياء الاستقلال في يوبيله الماسي.

هذا مع العلم، أن معظم المتطاولين من سياسيين وإعلاميين وناشطي مواقع تواصل، فاتهم أن من أبرز أسباب الزحمة اليوم، هو هطول الأمطار، الذي بات في نظر بعض المسؤولين في وزارة الاشغال والنقل وغيرها، ظاهرة مفاجئة عاما بعد عام، وشتوة إثر شتوة، تتحول معها الطرقات إلى بحيرات وأنهر وسط فيض من الوعود التي لا تلبث أن تجرفها الأيام مع النفايات التي تقفل الأقنية، والاوساخ التي تملأ المجاري.

في كل الأحوال، الجيش اللبناني الذي قام بواجبه مسبقا بإبلاغ المواطنين والمعنيين، تمتعت قيادته بجرأة الاعتذار، واتخذت ما يلزم من تدابير. أما سائر المسؤولين عما جرى اليوم، فمن يحاسبهم؟ ومن يحول دون تدفيع المواطنين من جديد ثمن إهمالهم المتمادي، الذي لم يعد يردعهم عنه لا خجل ولا وجل؟

هذا في أزمة السير المقفل لخمس ساعات. أما في الأزمة الحكومية المقفلة منذ خمسة أشهر، فالمساعي مستمرة، من دون أن يبرز في الأفق ما يبشر بموسم خير، سوى حركة الوزير جبران باسيل، وبركة الرئيس نبيه بري الذي أعلن أنه قدم طرحا يأمل أن يوافق عليه الجميع.

* مقدمة نشرة أخبار "المنار"

من اثير وثق للمحتل الهزيمة، الى مدى لا زال يعلو فوق الانقاض بكل عزيمة، كان عنوان التضامن مع الاعلام المقاوم بوجه العدوان الصهيوني الغاشم.. من مبنى قناة المنار الذي دمره الاحتلال ذات تموز ظنا انه سيسكت صوت المقاومة، فارتفع مع الاثير كرايات نصرها، كان صدى تلفزيون الاقصى الذي بث لغزة مشهد هزيمة المحتل بصاروخ اصاب هيبة جيشه، واسقط وزير حربه، على طريق اسقاط كامل حكومته..

وقفة تضامنية مع تلفزيون الاقصى الذي دمر الاحتلال مبناه في القطاع، نظمتها المنار باقصى الوفاء لكل صوت هو من رحم المقاومة، بحضور الاعلام المقاوم وطيف من رجال الفكر والسياسة والقضية، كرجع صدى جمعة غزة التي صفعت الانظمة الخائنة لدماء الفلسطينيين، فكان شعارها اليوم “التطبيع خيانة”..

أما مقاومو غزة فلم يخونوا الامل ولا الوعد، فلاطموا بامواجهم سفينة نتنياهو التي ظن ان رمي الحمولة الثقيلة منها كأفغدور ليبرمان سينجيها، لكن سرعان ما غرقت بوحول غزة وفي جبهته الداخلية الرخوة، لتغرق معها الكنيست العبري الذي بات لزاما عليه الذهاب الى انتخابات مبكرة..

في لبنان كل الانذارات المبكرة والتجارب المتكررة لم تنقذ بيروت من طوفان لم يبق رملتها بيضاء، ومع زخات المطر غير العابرة، تحولت شوارعها كممرات البندقية الايطالية، تحتاج الى عبارات كي تتنقل داخلها، لكن برائحة فيها الكثير من نتانة الفساد الذي ينخر الدولة حتى عظمها.. فبيروت بعظمتها المالية والمعنوية، علقت اليوم بين نوافير الصرف الصحي التي عبرت اعتق شوارعها وجامعاتها، ومجاميع السيارات التي اختنقت على مداخلها بمشهد لا يطاق..

اما الطوق السياسي الذي يلتف على عنق الحكومة المزمعة بمكابرة القيمين عليها، فلا زال على حاله، رغم المساعي والمشاورات المصطدمة بموقف الرئيس المكلف، الذي بيده القرار، بحسب نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، لأن المشكلة منه والحل معه، فهو الذي يستطيع أن يحسم بأن ينسجم مع القاعدة التي وضعها، فيمثل كل فريق بحسب نجاحه في الانتخابات النيابية..

أما فريق اللقاء التشاوري فعند موقفه وحقه بالتمثيل، وأي طرح للحل يجب أن يقدم لهم مجتمعين وليس بلقاءات فردية كما أكدوا بعد اجتماعهم اليوم.

* مقدمة نشرة أخبار "المستقبل"

مشهد مخز ومذل وغير مقبول، ان تتحول الطرقات الى مرائب، وأن يحاصر عشرات آلاف المواطنين داخل سياراتهم لساعات طويلة. ما رآه اللبنانيون وتداولوه على مواقع التواصل الاجتماعي، فضيحة تثير السخرية والغضب، خصوصا، وان الحصار الذي ضرب على الناس، كان نتيجة اجراءات مرتجلة غير مدروسة تتعلق بالتمارين العسكرية الخاصة بذكرى الاستقلال، سارعت قيادة الجيش الى الاعتذار من اللبنانيين جراءها.

لقد كانت ردود فعل المواطنين قاسية وشديدة الوطأة على المسؤولين والمعنيين، وهي في معظمها مبررة وتعكس الواقع المؤلم للمحاصرين داخل سياراتهم .. لكن بعض الردود والانفعالات خرجت عن الاصول والاداب الوطنية، لتتخذ من فضيحة السير منصة للاساءة الى ذكرى الاستقلال والمطالبة بالغاء العرض العسكري، وهو أمر مشين وغير مقبول ايضا، وينضم لدى البعض عن أخلاق وطنية وضيعة، خصوصا عندما تصدر عن أشخاص يتعاطون الشأن العام.

حكوميا وفيما أعرب الرئيس المكلف سعد الحريري عن إيمانه بقدرة لبنان على الخروج من الجمود السياسي الذي يعيشه، وأن البلد تمكن من الخروج من أزمات أصعب بكثير في السابق. حيي الرئيس نجيب ميقاتي صمود الرئيس المكلف وسعيه للخروج من الازمة عبر تشكيل حكومة تكون فريق عمله لادارة شؤون البلد بالتعاون الطبيعي مع رئيس الجمهورية.

اما حزب الله الذي يعطل تشكيل الحكومة فقد رد الامين العام لـ”تيار المستقبل” أحمد الحريري، على كلام نائب الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم الذي حمل فيه الرئيس المكلف سعد الحريري مسؤولية تأخير تأليف الحكومة.

وقال احمد الحريري: بات معلوما للجميع، بعد 6 أشهر من جهود الرئيس الحريري الحكومة جاهزة منذ أسبوعين ولا ينقصها الا اسماء وزراء “حزب الله” الثلاثة، فإن قدم اسماء وزرائه الثلاثة اليوم تتشكل اليوم، وان بعد أسبوع تتشكل بعد أسبوع، وهو يتحمل المسؤولية الكاملة في الانتظار.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الجمعة في 16 تشرين الثاني 2018

النهار

تشكك أوساط سياسية في امكان نشر أسماء الوزراء الذين تجاوزوا في الانفاق موازنات وزاراتهم.

تستمر أزمة عدم تسديد المدارس الدرجات الست لمعلميها في ظل عدم تجرؤ أي من النواب على طرح تعديل القانون والغاء تلك الدرجات.

نقل عن مرشح لمنصب نقيب المحررين قوله ان مرجعاً نيابياً ورئيس حركة سياسية يدعمه ثانية في انتخابات الشهر المقبل.

لوحظ أن المجلس الدستوري تأخر في اصدار أحكامه في الطعون النيابية المقدمة اليه.

الجمهورية

لم تنجح وساطات في ترطيب الأجواء بين شخصيتين سياسيتين التي تأزمت على خلفية خطوة أقدم عليها أحدهما دون علم الآخر.

عُلم أن موجة تأييد من شخصيات وجمعيات شمالية حصلت بعد مواقف مسؤول كبير بعد فترة إبتعاد بينهما بعد الإنتخابات النيابية.

يؤكد خبراء إقتصاد أن جهات معنية بدأت باتخاذ إجراءات حازمة لتبقى بمنأى عن أي أزمة إقتصادية يتكلّم الجميع عنها في وسائل الإعلام.

اللواء

غمز نائب بقاعي، على صلة بجهة إقليمية، من قناة مصالحة حدثت، في محاولة لنقل رسالة ذات دلالة في التوقيت والمضمون.

يتولى نائب في تكتل كبير تزويد مرجع بما يتوافر لديه من معلومات حول سير معالجة الأزمة الحكومية.

مصدر واسع الإطلاع لا يُخفي اعتقاده بأن لبنان "سكن لوقت غير قصير في قلب الأزمة".

المستقبل

يقال إن اختراق "جيش العدل" البلوشي صفوف "الحرس الثوري" وخطف 12 من عناصره، أحرج طهران فأوفدت مسؤوليها في زيارات مكوكية الى باكستان لطلب المساعدة في تحرير المختطفين الذين أفرج عن 5 منهم أمس.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

بيان صادر عن لقاء سيدة الجبل

16 تشرين الثاني 2018

عقد محامو "لقاء سيدة الجبل" اجتماعاً في مكتب اللقاء في الاشرفية، وبعد التداول في استحقاق انتخابات نقابة المحامين، أصدروا البيان التالي:

أولا:أكد المجتمعون على دور نقابة المحامين الطليعي في العمل الوطني، حيث أعطت مثالاً نموذجياً حول الوحدة الوطنية وعبرت بالأفعال والمواقف والشهادات عن لبنان الحرية والديمقراطية والانفتاح والقانون.

ثانيا:قرر المجتمعون تأييد المرشحين المستقلين لعضوية مجلس نقابة المحامين في بيروت لدورة العام 2018 لما يمثلون من قيمة مضافة وموقف حر في دفاعهم عن حقوق ومصالح المحامين.

ثالثا:شدد المجتمعون على أهمية هذه المناسبة للتأكيد على عهد المحامين ونقابتهم الرائدة في الانتصار لقيم الحق والعدالة والحرية والديمقراطية وسلطة القانون.

 

يوم كرهَ اللبنانيون عيد الاستقلال

 يوسف حسين/جنوبية/16 نوفمبر، 2018

ضربت عواصف السياسي والطبيعية لبنان في الفترة الأخيرة،وتسببت بغرق طرقاته جراء اهتراء "بنيته التحتية" التي لم تعد تحتمل كثافة الأمطار، كما تعرقل تشكيل الحكومة و تنفيذ المشاريع بشكل يساهم في القضاء على ما تبقى من آمال لدى اللبنانيين. في هذا المناخ المضطرب أتت أزمة السير الخانقة اليوم بسبب تدريبات الجيش لعيد الاستقلال لتزيد الطين بلة فوق رؤوس المواطنين. قيادة الجيش اللبناني أعربت عن اعتذارها من المواطنين بسبب زحمة السير الناتجة عن الإجراءات المتّخذة استعدادًا للاحتفال المركزي بمناسبة عيد الاستقلال في جادة شفيق الوزان وسط بيروت، آملة “تفهم هذه الإجراءات”، ولكن لماذا لم يصدر أي بيان أو أي تحذيرات مسبقة تنبه الناس إلى هذه التدريبات؟ ولماذا لم تتخذ دولتنا الكريمة أي إجراءات لتسهيل مرور المواطنين؟ ثم ما الذي سيتفهمه اللبنانيون؟ هل ستتفهم سيدة “حامل” أنجبت على الطريق لأنها لم تتمكن من الوصول إلى المستشفى؟ أم سيتفهم الموظف الذي لم يتمكن من الوصول إلى عمله؟ أم العامل الذي لم يتمكن من تأمين قوت أطفاله؟ أزمة السير الخانقة ستستمر حتى يوم الأربعاء بحسب “غرفة التحكم المروري”، وكانت قيادة قوى الأمن الداخلي قد أصدرت بياناً جاء فيه: “بمناسبة عيد الاستقلال وإقامة احتفال مركزي ستُقام تمارين تحضيرية على العرض العسكري،اعتباراً من الساعة السادسة والنصف صباحاً من أيام الجمعة، السبت، الاثنين والأربعاء “.

كثيرة هي الحالات التي حصلت في هذا اليوم المزدحم، والحدث الأبرز كان حادثة السيدة الحامل التي لم تتمكن من الوصول إلى “مستشفى الروم” نتيجة أزمة السير الحاصلة أمام السيتي مول – الدورة، ليطلب زوجها المساعدة من قوى الأمن الداخلي بعد محاولات فاشلة لإيجاد مخرج، فأرسلت قوى الأمن، دراجاً عمل على شق الطريق أمام سيارة السيدة وزوجها. وكانت الإعلامية ديما صادق أعلنت خلال اتصال لها مع قناة الـ ” LBCI ” أنها “عالقة في سيارتها بسبب أزمة السير منذ 45 دقيقة”. وقالت إنها متجهة الى مبنى تلفزيون الـ ” LBCI ” لتقديم البرنامج الصباحي “نهاركم سعيد”، وكان ضيفها رئيس حزب التوحيد العربي الوزير السابق وئام وهاب الذي تعذر وصوله أيضاً. وهاب عبر عن غضبه عبر حسابه على “تويتر” فكتب: “أول مرة تحتفل دولة في العالم بكذبة إسمها الإستقلال عا أساس الناس مش كافيها إلي فيها فقرروا إذلالها باستعراضات، من أجل ما يسمى عيد استقلال كأنهم لا يعرفون أن إنجازات الانتداب أكثر بكتير من إنجازات الإستقلال”. بدوره علق النائب “الياس حنكش” عبر حسابه على “تويتر” قائلاً: “هيدا يلّي كان بعد ناقص…وبسبب تدريبات لعيد الاستقلال؟” مناشداً:” وزير االداخلية وقوى الأمن التحرك فوراً “لتحرير” المواطنين”. وكتبت النائب “بولا يعقوبيان“: “عرض واستقلال؟ مين بعد مصدق أنو عايش بدولة؟ بكفي ذل وإهانة للناس، متمنية على قائد الجيش “إلغاء التدريبات لأن بالجيش فقط لم يكفر اللبناني بعد، افتحوا السير الآن”. وطالب النائب “إدي معلوف” أن “يقام العرض العسكري في السنوات المقبلة مداورة بين الشمال والجنوب والبقاع ومناطق اخرى إذا أمكن، وإعفاء العاصمة من أعباء وتداعيات التحضيرات”. وقال: “وبالمناسبة، تكون فرصة للكثير من الرسميين والمسؤولين أن يزوروا هذه المناطق لأن عددا كبيرا منهم لا يعرفها”. وسأل منسّق عام لقاء السيادة الوطنية “نوفل ضو”: “ألا يستحق الشعب اللبناني المهان والمذلول بيان اعتذار علني وواضح من وزارة الدفاع وقيادة الجيش على ما تم اقترافه في حق اللبنانيين باسم الاحتفال بالاستقلال؟”. أما الاعلامي موفق حرب فقال: “بتمارين العرض مسّحنا فيكن الأرض”. وسجلت العديد من اللقطات الاستهزائية بعد أن اعتاد اللبناني على تحويل أي “بهدلة” إلى “نهفة” أو إلى”مشهد ساخر”، فانتشر فيديو لأحد المواطنين يضع كرسياً على الطريق أمام السيارات ويقوم بحلاقة شعر مواطن آخر، وصورة لشاب يدخن “النرجيلة” دون أن يبالي بالأزمة الخانقة، كما سجلت حالات من التلاسن والاشكالات وصل أحدها إلى حد التضارب بين شخصين بالسكاكين، أسفر عن إصابة أحدهما بجروح.وقد عبر المواطنون عن غضبهم واستيائهم من أزمة السير عبر مواقع التواصل الاجتماعي بهاشتاغ #عيد_الاستقلال، الذي سرعان ما تصدر لائحة الترند، ووصل الامر إلى حد مطالبة البعض بإلغاء عيد الاستقلال، فلا استقلال طالما أن البلد محكوم بهذه الطريقة من الاستخفاف بالناس وإذلالهم.

 

حزب الله يواجه محاكمات فرنسا واعتقالات الأرجنتين بسنّة 8 آذار

هيلدا المعدراني/جنوبية/16 نوفمبر، 2018

الياس الزغبي لـ"جنوبية" إن "العقوبات الأميركية على إيران واستطرادا على حزب الله بدأت تعطي مفاعيلها القاسية، وليست التوقيفات والمحاكمات في فرنسا والأرجنتين مؤخرا إلا رأس جبل الجليد، ويرجح أن تتصاعد هذه العقوبات تباعا.

تستشعر إيران ومعها حزب الله وفق الزغبي: معالم هذا الواقع المستجد، وتحاول التعامل معه من خلال التأثير المباشرة على لبنان كدولة وتعطيل تشكيل الحكومة بحجة تمثيل سنّة 8 آذار”.

عمل حزب الله على توظيف “فائض القوة الشيعية” في الإطباق على القرار السياسي وإعاقة مشروع تشكيل الحكومة العتيدة، والسيطرة على مؤسسات الدولة والتحكّم بمرافقها الحيوية، إضافة إلى حمايته لمنظومة فساد متشابكة محليا وعالميا، ولكن ما لم يقع في حسبانه هو انكشاف نشاطاته الأمنية والمالية امام أنظار المجتمع الدولي. فبعد عجز الدولة في لبنان من الحدّ من ممارساته بوصفه فريقا سياسيا يستقوي بسلاحه،بدأت ملاحقة الحزب خارجيا، وخصوصا مطاردة منظومته المالية وعمليات شبكاته الأمنية التي تعمل حسب الادعاءات الدولية، كمافيات لتبييض الأموال وتهريب الأسلحة والإتجار بالمخدرات، وهو ما يتم كشفه تباعا.

فقد كشفت صحيفة لوموند الفرنسية أمس، عن مثول مجموعة من المتهمين اللبنانيين أمام المحاكم في باريس،وهؤلاء يعملون كشبكة لتبييض الأموال والإتجار بالمخدرات بغرض تمويل حزب الله المصنّف كمنظمة إرهابية عالمية، على حد قول الصحيفة.

وفي التفاصيل التي نشرتها الصحيفة، فإن منسقي شبكة “سيدر”، التي كشفتها أجهزة الأمن الفرنسية بالتعاون مع مكتب مكافحة المخدرات الاميركي” روستي باين”، يرأسها محمد عمار المعروف بـ”أليكس” وهو يرتبط بمافيا كولومبية لتجارة المخدرات منذ العام 2015، أما منسقو الشبكة الأخرون فهم يقيمون في بيروت، ومنهم محمد نور الدين صاحب مكتب صرافة، وعباس ناصر الذي يتنقل بين أوروبا، وهونغ كونغ وسنغافورة.

وفي السياق نفسه،اعتقلت الأجهزة الأمنية الأرجنتينية اليوم، شخصين يشتبه بارتباطهما بحزب الله في العاصمة بوينس أيرس، بعد أن ضبطت بحوزتهما أسلحة وأوراق هوية باللغة العربية وصورة لراية حزب الله، وذلك وسط تكتم بالغ منع تسرب تفاصيل التحقيق مع تلك الشبكة.

الكاتب والمحلل السياسي الياس الزغبي رأى أن مفاعيل العقوبات وملاحقة حزب الله وشبكاته المالية عالميا، سيرتد بشكل سلبي على نفوذ إيران وحزب الله في المنطقة العربية تمهيدا لخروج لبنان من أزمته.

الزغبي أكد في حديث لـ”جنوبية” أن “العقوبات الأميركية على إيران واستطرادا على حزب الله بدأت تعطي مفاعيلها القاسية، وليست التوقيفات والمحاكمات في فرنسا والأرجنتين مؤخرا إلا رأس جبل الجليد، ويرجح أن تتصاعد هذه العقوبات تباعا.

تستشعر إيران ومعها حزب الله وفق الزغبي: معالم هذا الواقع المستجد، وتحاول التعامل معه من خلال التأثير المباشرة على لبنان كدولة وتعطيل تشكيل الحكومة بحجة تمثيل سنّة 8 آذار”.

وتوقّع الزغبي أن “تتفاعل هذه العقوبات وتضغط على إيران وحزب الله في كل الساحات الإقليمية وتحديدا في سوريا، والعراق، ولبنان واليمن، ولذلك تستخدم إيران في هذه المرحلة لبنان كورقة للرد على هذه العقوبات، لما يشكله الأخير من خاصرة رخوة لهذه الأوراق الإيرانية”.

يضيف قائلا “إيران لم يعد باستطاعتها الرد على العقوبات الأميركية في سوريا والعراق واليمن فبات من السهل عليها أن تستخدم لبنان كساحة للرد”.

وبرأي الزغبي فإن إيران تسعى لإبرام صفقة مع موسكو “تأمل من خلالها أن تقايض الورقة اللبنانية بالورقة السورية، بمعنى أنها تعد بتسهيل ولادة الحكومة في لبنان من خلال حزب الله مقابل أن يخف الضغط السياسي والأمني عليها في سوريا”.

واعتبر الزغبي أن الحصار والعقوبات الاميركية على إيران وحزب الله “سوف يزداد تأثيرها السلبي على دور إيران الشامل في المنطقة العربية والاقليم، وتاليا على دور حزب الله في لبنان” لافتا الى أن “تسلّق حزب الله إلى أعلى الشجرة في مسألة فرض تمثيل سنّة 8 آذار ليس سوى انعكاس لهذا المأزق الإيراني ومن خلفه حزب الله، وقد بات النزول عن رأس الشجرة بمثابة هزيمة له”. الزغبي استبعد وجود حلّ للأزمة اللبنانية ربطاً بالعقوبات وأزمات المنطقة التي تفاقمها إيران، وختم قائلا “طالما أن حزب الله لا يستطيع التنازل عن شرطه العالي يتوجب على لبنان انتظار نتائج عملية لهذه العقوبات، بحيث يُعاد النظر في التوازنات السياسية والأمنية والعسكرية في المنطقة العربية من لبنان إلى اليمن، وعلى هذا الأساس سيكون أمام لبنان فرصة للخروج من أزمته”.

 

لبنان: توقيف مهربين ومغادرة لاجئين إلى سوريا

بيروت/الشرق الأوسط/16 تشرين الثاني/18/غادرت دفعة جديدة من اللاجئين لبنان نحو سوريا، في وقت أوقف الأمن الداخلي شخصين للقيام بتهريب سوريين إلى لبنان. وقالت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي إنه «بعد توافر معلومات حول ضلوع شخصين بهذه العمليات، تمكنت شعبة المعلومات في بلدة الفاعور - رياق (البقاع) من توقيف: ا. ج. (مواليد عام 1995، مكتوم القيد) ح. خ. (مواليد عام 1985، سوري)». كما أوقفت برفقتهما 4 أشخاص من التابعية السورية (3 رجال وامرأة واحدة)، بجرم الدخول خلسة. وقد بدأ التحقيق معهم بإشراف القضاء المختص. وفي إطار عملة العودة التي ينظمها الأمن العام غادر أمس 250 نازحا سوريا مخيمات عرسال، في البقاع، بحسب الوكالة الوطنية للإعلام. ومن النبطية وصيدا، في الجنوب توجّه عدد من السوريين نحو مرجعيون وحاصبيا بمواكبة الأمن العام والجيش تمهيدا للمغادرة عبر المصنع في حافلات سورية، بحسب الوكالة.وفي الشمال، لفتت الوكالة إلى أن النازحين تجمعوا عند نقطة العبودية الحدودية للعودة إلى سوريا وفق الآلية التي تشرف على تنظيمها المديرية العامة للأمن العام التي اتخذت كل التدابير الآيلة لتسهيل وتأمين هذه العودة، في حضور ممثلين عن مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وتم نقلهم عبر حافلات أوفدتها السلطات السورية. وعبّر عدد من العائدين، بحسب الوكالة، عن سعادتهم بهذه العودة، نافين نفيا مطلقا أن ضغوطا قد مورست عليهم شاكرين للأمن العام اللبناني على الجهود التي تبذل لتوفير كل مستلزمات العودة الكريمة إلى بلادهم.

 

حراك سياسي لضمان عدم تفجير الحكومة الجديدة من الداخل ومصادر تعتبر أن الحصول عليها يسقط العقد وفي مقدمتها «السنّية»

بيروت: كارولين عاكوم/الشرق الأوسط/16 تشرين الثاني/18/تتكثّف اللقاءات السياسية في لبنان على أكثر من خط تحت عنوان تذليل العقدة السنية التي تحول لغاية الآن دون تشكيل الحكومة؛ بسبب مطالبة «حزب الله» بتوزير أحد حلفائه السنة، في وقت تؤكد مصادر متابعة للحراك أن الهدف الأهم، وبخاصة ذلك الذي يعمل عليه وزير الخارجية جبران باسيل، لم يعد إيجاد حل لهذه العقدة أو تلك، بقدر ما هو الحصول على ضمانات لاستمرار الحكومة عند تشكيلها وعدم تفجيرها من الداخل. وتنطلق المصادر في معلوماتها ومقاربتها لهذا الواقع من خطاب رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري وأمين عام «حزب الله»، اللذين وإن تركا باباً صغيراً مفتوحاً للحلّ فهما وضعا حدوداً أمام بعضهما بعضاً. وتقول المصادر لـ«الشرق الأوسط»: إن «المشكلة لم تعد الآن وزيراً بالناقص أو بالزائد؛ فالمطلوب اليوم هو ضمانات من مختلف الأطراف والضغط لعدم تفجير الحكومة من الداخل، وإذا تحقّق هذا الأمر، عندها تسقط كل العقد، وعلى رأسها العقدة السنية، وبالتالي فإن عدم الحصول على هذه الضمانات سيجعلها حكومة صدامات غير قابلة للبقاء أو الاستمرار والإنتاج في ظل الانقسام الحالي، وحتى إذا ذلّلت العقدة».

وتلفت المصادر إلى أن حراك باسيل باتجاه القيادات الروحية، إذ سبق له أن التقى مفتي الجمهورية عبد اللطيف دريان، واجتمع أمس مع البطريرك الراعي، تصب جميعها في هذا الإطار وتحت هذا الهدف. ومع المعلومات التي يتم التداول بها حول أفكار الحل التي تطرح لتذليل «العقدة السنية»، تنفي المصادر البحث في حل أو اقتراح بحدّ عينه، مع تأكيدها على أنه يبدو واضحاً أن طرفي الأزمة، الحريري ونصر الله، متمترسين خلف مواقفهما، كما أن رئيس الجمهورية لن يسمّي وزيراً من النواب الستّة ضمن حصّته، وترى في الوقت عينه أن الفكرة التي تطرح بتسمية الحريري ورئيس مجلس النواب نبيه بري وزيراً سنياً من خارج النواب السنة حلفاء الحزب على أن يلقى رضاهم، تبدو أقرب إلى المنطق. في هذا الإطار، نقلت «وكالة الأنباء المركزية» عما وصفتها بـ«المصادر الإسلامية»، رفضها توصيف العقدة بـ«السنية»، مؤكدة أنها «عقدة (حزب الله)، لكنه غلّفها بصبغة طائفية»، واعتبرت «أنها أمر عمليات عسكري لتعطيل الحكومة، أما ترجمة هذا الأمر على أرض الواقع فمتوقّف على قرار إيران (المحشورة) في اليمن وسوريا والمحاصرة بالعقوبات الاقتصادية الأخيرة؛ لذلك ستحاول (تنفيس) هذا الضغط عليها بالإمساك بورقة الحكومة اللبنانية».

وحول الحل المقترح، شدّدت على «أن الرئيس الحريري أقفل الباب بإحكام على أي تسلل إلى حصته الوزارية بعدما تنازل عن وزيرين، واحد لرئيس الجمهورية، وآخر لرئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي؛ لذلك فإن الحل الأقرب إلى الواقع أن يُبادر الرئيس عون إلى تسمية سنّي من النواب الستة من حصّته». وكان ميقاتي تخوف من أن تطول أزمة التأليف «بسبب رفع المواقف السياسية على نحو عرقل مهمة الرئيس المكلف تشكيل الحكومة، وبدد كل الأجواء الإيجابية التي سادت مؤخراً». وجدد النائب في «كتلة حزب الله» الوليد سكرية، في حديث إذاعي، أمس، التأكيد على موقف النواب السنة المستقلين وحقهم بالتمثيل في الحكومة، مشيراً إلى أنه «على الرئيس المكلف أن يجد الطريقة الأنسب لعملية التشكيل ويمضي بها». وأشار إلى أن اللقاء الذي عقده باسيل مع النائب فيصل كرامي، كان «في إطار التهدئة»، مشيراً إلى أن اجتماع وزير الخارجية مع «النواب السنة» غير مطروح، داعياً إلى «العمل لإيجاد الحلول».

 

جنبلاط ـ نصر الله... حرص ثنائي على عدم العودة إلى الصدام/«التقدمي الاشتراكي» عمم على محازبيه تجنب السجالات والنقاشات

بيروت: بولا أسطيح/الشرق الأوسط/16 تشرين الثاني/18/شكلت المواقف الحادة التي أطلقها الأمين العام لـ«حزب الله» حسن نصر الله في إطلالته الأخيرة وتناول فيها رئيس الحزب «التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط، تحدياً جديداً للطرفين اللذين آثرا تنظيم خلافاتهما السياسية والاستراتيجية منذ نحو 10 سنوات. وقد سارع جنبلاط إلى استيعاب هذا التصعيد، داعياً إلى الحوار والهدوء وتجنب السجالات والنقاشات بين مناصري الحزبين. وإن كان مقربون من «حزب الله» أكدوا أن ما جاء على لسان نصر الله «هو رد على هجوم بدأه جنبلاط باتهامه الحزب وإيران بتعطيل عملية تشكيل الحكومة»، شدد مصدر قيادي في الحزب «التقدمي الاشتراكي» على وجود قرار واضح وحاسم بعدم الدخول في سجال مع الحزب أو سواه على خلفية الكلام الأخير لنصر الله، لافتاً في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن جنبلاط رد على طريقته، ورده كاف. وأضاف: «بمطلق الأحوال ليس هناك تفاهم كامل مع (حزب الله) حيال عدد من القضايا، وهي مسألة لم نخفها يوما ولا نخفيها اليوم». وذكّرت المصادر أن «التقدمي الاشتراكي» رفع شعار «تنظيم الخلاف مع (حزب الله)، ما يؤكد وجود خلافات ورؤى مختلفة، سواء حول قضايا وطنية أم سياسية داخلية، وبطبيعة الحال على قضايا إقليمية». وكان الحزب «التقدمي الاشتراكي» دعا جميع أعضائه ومناصريه نهاية الأسبوع الماضي إلى الامتناع عن الدخول في سجالات ونقاشات عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي. ورد جنبلاط على الكلام العالي النبرة لنصر الله الذي رفض اتهام سوريا أو إيران بلعب دور سلبي في عملية تشكيل الحكومة، قائلا: «يا سيد حسن، أتوجه إليك كمواطن عادي من أجل التأكيد على الحوار على نقطة واحدة فقط في منع الانهيار الاقتصادي والجوع، بعيدا عن الصواريخ وإيران وسوريا». ودعا في تغريدات متلاحقة على موقع «تويتر» الحزبيين والمناصرين إلى عدم الانجرار إلى «سجالات عقيمة مع أي طرف»، مشددا على وجوب أن يكون الهدوء سيد الموقف مع التأكيد على الحوار، قبل أن يعلن أخيرا «انتهاء اتفاق الطائف». واعتبر الكاتب والمحلل السياسي، المتخصص بشؤون «حزب الله» قاسم قصير أن موقف نصر الله الأخير جاء بمثابة رد على أكثر من تصريح لجنبلاط حمّل فيه «حزب الله» مسؤولية ربط لبنان بالصراع الإيراني – الأميركي.  وشدد قصير في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، على أن العلاقة بين «حزب الله» والحزب «التقدمي الاشتراكي» قائمة ومستمرة منذ سنوات، وهناك تواصل دائم وحرص على إبقاء الأوضاع هادئة على المستوى الشعبي، مشيرا إلى أن ردة فعل جنبلاط بعد خطاب نصر الله تؤكد أن الأول لا يريد أن نصل إلى تصعيد أكبر. وأضاف: «منذ نحو 10 سنوات هناك علاقة جيدة تجمع الطرفين، وهناك حرص لدى الثنائي حالياً على أن تبقى العلاقة كذلك وإن كانت المواقف الأخيرة لجنبلاط من الملف الحكومي مرتبطة بحسابات شخصية به»، مرجحا أن لا يكون هناك أي انعكاس للتطورات الأخيرة على الواقع الشعبي أو السياسي بين الطرفين، فالتهدئة التي يدعو إليها جنبلاط يوميا والتي أكد عليها «اللقاء الديمقراطي»، أدل تعبير على محاولة استيعاب الوضع.

ومرت علاقة «التقدمي الاشتراكي» و«حزب الله»، بالكثير من المراحل منذ العام 2005. فبعد أن كانت العلاقة بينهما أكثر من إيجابية، بحسب توصيف قصير، فشارك جنبلاط في احتفال «بنت جبيل» بعد تحرير الجنوب، وأشاد بدور الحزب، بدأت التباينات تظهر بعد اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري، لكن ذلك لم يمنع الطرفين من خوض الانتخابات النيابية بإطار ما عُرف وقتها بـ«الحلف الرباعي». وأضاف قصير: «لكن مع انطلاق عمل المحكمة الدولية وبعد حرب تموز 2006 بدأت مرحلة الاصطدام بين الطرفين التي بلغت أوجها في العام 2008، وبالتحديد في شهر مايو (أيار) حين تحول الصراع السياسي بينهما إلى صدام عسكري، تم استيعابه سريعا مع توجه جنبلاط ليكون في الوسط». واستمرت العلاقة الإيجابية بين الطرفين منذ العام 2008 على قاعدة «تنظيم الخلافات» التي كادت تظهر عند أكثر من منعطف، لكن لم يكن الطرفان يتأخران عن استيعابها سريعا. وفتح جنبلاط أخيراً بإعلانه أن «اتفاق الطائف انتهى بالأمس»، بإشارة واضحة إلى خطاب نصر الله، الباب واسعاً أمام نقاش حساس حول مصير اتفاق الطائف، خاصة بعد ارتفاع أكثر من صوت في السنوات الماضية للدعوة إلى إعادة النظر في الاتفاق واعتماد نظام سياسي جديد، نتيجة الأزمات التي تدخلها البلاد عند كل استحقاق، وآخرها استحقاق رئاسة الجمهورية واستحقاق تشكيل الحكومة.

 

حاكم مصرف لبنان: الودائع المصرفية ارتفعت 4 %

بيروت/الشرق الأوسط/16 تشرين الثاني/18/قال حاكم مصرف لبنان المركزي، رياض سلامة، أمس الخميس، إن الودائع المصرفية زادت أربعة في المائة على أساس سنوي، وأبقى على توقعات النمو الاقتصادي للعام الحالي عند اثنين في المائة. وكان سلامة قد صرح في يوليو (تموز) الماضي، بأنه يتوقع نمو ودائع البنوك بأكثر من خمسة في المائة في 2018. وفي أكتوبر (تشرين الأول)، خفض البنك الدولي وصندوق النقد الدولي توقعاتهما للنمو بمقدار النصف إلى واحد في المائة للبنان، الذي يبلغ الدين العام فيه نحو 150 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي.ونقلت «رويترز» قول سلامة في كلمة بثها التلفزيون، خلال مؤتمر اقتصادي في بيروت: «نجحت المصارف اللبنانية في إبقاء التدفقات بالعملات الأجنبية نحو قطاعها، مدعومة من مصرف لبنان». ومع انخفاض معدل النمو وتقويض مصادر النقد الأجنبي التقليدية، مثل السياحة والعقارات والاستثمارات الأجنبية بفعل سنوات من التوتر في المنطقة، يزداد اعتماد لبنان على ودائع المغتربين اللبنانيين الدولارية في البنوك المحلية. وتشتري البنوك أدوات الدين الحكومية، التي تمول الدين العام والعجز المزدوج للبلاد المتناميين بقوة. كما يجلب البنك المركزي دولارات عبر عمليات مالية معقدة مع البنوك المحلية، لتعزيز احتياطيات النقد الأجنبي الضرورية، لحماية ارتباط الليرة اللبنانية بالدولار؛ لكن الودائع تنمو بوتيرة أبطأ منذ اندلاع الحرب في سوريا المجاورة في عام 2011، وتجري مراقبة معدلات نموها عن كثب.

 

هل تؤسس مصالحة «القوات» و«المردة» لتحالف يستبعد «الوطني الحر»؟ وأوساط الموارنة كانت تحبذ أن تكتمل باتجاه القصر الجمهوري

بيروت: نذير رضا/الشرق الأوسط/16 تشرين الثاني/18/شرّعت المصالحة بين «قوات اللبنانية» و«تيار المردة»، أول من أمس، باباً لتفاهم سياسي، ووسّعت مروحة الخيارات السياسية أمام الطرفين في نسج التحالفات التي تستبعد، حتى هذه اللحظة، «التيار الوطني الحر» الذي يرتبط معه «القوات» بتفاهم، لا بتحالف سياسي، في حين تشهد علاقته مع «المردة» توتراً منذ الانتخابات الرئاسية الأخيرة قبل عامين. وتضيق مروحة التحالفات المسيحية مع «التيار الوطني الحر» أكثر، بموازاة تقاربات جديدة تشهدها الساحة المسيحية، كان أبرزها لقاء أول من أمس بين رئيس «القوات» سمير جعجع، ورئيس «المردة» النائب السابق سليمان فرنجية، وسبقها «بحث بالأوضاع والتطورات» بين رئيس حزب «الكتائب» سامي الجميل مع فرنجية أثناء زيارة لتقديم واجب العزاء قبل شهرين، رغم أن مواكبين لأجواء حركة الكتائب يشيرون إلى أنه لم يحسم بعد خياراته وتحالفاته في أعقاب الانتخابات النيابية الأخيرة، في حين يقول آخرون، إنه أكثر اتجاهاً للتقارب مع العهد بعد الانتخابات النيابية الماضية. ومن شأن المصالحة الأخيرة بين جعجع وفرنجية، أن تطبع العلاقات بين الطرفين، بعد إزالة حاجز الماضي بينهما. ويشير عضو تكتل «الجمهورية القوية»، النائب جوزيف إسحاق، إلى أن العلاقة مع «المردة» بدأت بتواصل في عام 2006، وسلكت مسار التطبيع قبل أن تكتمل وتتوج بعلاقة طبيعية في المصالحة أول من أمس، لافتاً إلى أن العلاقات الطبيعية الآن «تمهد لأن تترجم في المستقبل بتحالفات في حال وصلنا إلى مكان يمكن أن نتحالف فيه»، خلافاً لتجارب الماضي عندما حالت الحواجز دون التحالفات بين الطرفين. وقال إسحاق لـ«الشرق الأوسط»: «اليوم تخطينا هذا الحاجز، وانتقلنا إلى علاقات طبيعية؛ ما يعني أن كل الاحتمالات كانت واردة، بالنظر إلى أن الاتفاق كان واضحاً بطي صفحة الماضي وإنشاء العلاقات».

وخاض الطرفان الانتخابات النيابية الأخير بلائحتين منفصلتين في مواجهة لوائح «التيار الوطني الحر» بالدائرة الثالثة في الشمال، حيث منعت آثار الماضي العائد إلى حقبة الحرب اللبنانية دون تحالفهما. وانعكس الماضي نفسه على تحالفات موضعية كانت تلزم الطرفين بالتحالف، لكنهما لم يدخلا فيها، مثل الانتخابات النيابية والاختيارية (المحلية في بعض القرى) والانتخابات في النقابات والجامعات. وللمفارقة، سُجّلت تحالفات موضعية أحياناً في الجامعات بين «القوات» وخصوم آخرين مثل «حزب الله» أو «حركة أمل» أو «التقدمي الاشتراكي» أو «الوطني الحر»، من غير أن تسجل أي واقعة تحالف بين «المردة» و«القوات»، علماً بأن تلك الانتخابات لا تُخاض، في الغالب، وفق أسس أو برامج سياسية. ورغم أن الطرفين يؤكدان، بحسب الوثيقة، أن ما ينشدانه من هذه الوثيقة «ينبع من اضطلاع بالمسؤولية التاريخية ومن قلق على المصير، وهي بعيدة عن (البازارات) السياسية، ولا تسعى إلى إحداث أي تبديل في مشهد التحالفات السياسية القائمة في لبنان والشمال»، إلا أن انعكاساتها السياسية، ستكون أكثر عمقاً، بالنظر إلى أن الطرفين «باتا طرفين قائمين، تبيح المصالحة العلاقات على مختلف أطيافها»، بحسب الوثيقة، وبالتالي لا يستبعد المعنيون فيها أن تشهد العلاقة «منافسة سياسية أو تحالفات» تقتضيها المرحلة، ويقرران ذلك عندما تفرض مصلحتهما السياسية الأمر. وعما إذا كانت بديلاً عن تحالف «القوات» مع «التيار الوطني الحر»، أكد إسحاق أن تفاهم «القوات» مع «الوطني الحر»، لا يزال قائماً، لكنه شدد على أن العلاقة بينهما «يربطها التفاهم وليس التحالف في هذا الوقت»، مذكراً بأن المصالحة مع «المردة» تطوي صفحة الماضي. رغم ذلك، ينظر آخرون إلى أن المصالحة، ستجمع طرفين مسيحيين بوجه «الوطني الحر»، علماً رؤساء الأحزاب الثلاثة، الذين هم مرشحون مفترضون لرئاسة الجمهورية بعد أربع سنوات. ويقول الباحث السياسي اللبناني جورج علم: إن «المصالحة التي حصلت أُعطيت الطابع الوجداني، وهذا الأمر هو تكريس لما سبق ذلك أن الجهود التي قامت بها فعاليات بشري وزغرتا على مدى العقود السابقة، قد قللت من التشنج على مستوى القاعدتين المارونيتين في الشمال، وتحديداً بشري واهدن وزغرتا».

ويضيف علم لـ«الشرق الأوسط»: «غير أن المصالحة في بعدها السياسي، أمام علامات استفهام ثلاث، الأولى من سيتجاوب مع من إذا كانت (القوات) مع محور سياسي إقليمي محلي، يتعارض مع المحور الذي يعلن زعيم (المردة) سليمان فرنجية الالتزام بخطه، أي سوريا والمقاومة اللبنانية». أما العلامة الثانية فتدور حول ما إذا كانت هذه المصالحة كما هو متداول في وسائل الإعلام اليوم «موجهة ضد رئيس التيار الوطني جبران باسيل الذي هو على خلاف مع المرجعيتين»، مضيفاً: «باعتقادي أن الشرخ على المستوى والوطني لا يزال قائماً، وإلا كيف يمكن القول بفتح صفحة جديدة إذا كانت موارنة الشمال في مواجهة رئيس تيار له حضوره المسيحي ورئيس أكبر كتلة نيابية حالياً في البرلمان».

ويسأل علم: «ما المغزى من هذه المصالحة إذا لم يكن الهدف منها على المستوى الوطني دعم رئاسة الجمهورية، أقله في الخيارات الوطنية الكبرى التي يواجهها وهناك الكثير من أهل الرأي في صفوف عقلاء الموارنة كانوا يحبذون أن تكتمل المصالحة من بعد بكركي باتجاه القصر الجمهوري». وبالتالي: «لو تم ذلك، لكانت أزالت الكثير من الالتباس الذي تركته على الساحتين المارونية والوطنية لجهة أنه موجه ضد العهد». ورأى «أن هذه المصالحة هي قنبلة صوتية لم تترك أي أثر إلا الوجداني العاطفي».

وكان أمين سر تكتل «لبنان القوي»، النائب إبراهيم كنعان، قد أكد أن «المصالحة أهم بكثير من أي مصلحة آنية، وهي تفتح الباب إما لتنافس ديمقراطي أو لتحالف سياسي يؤدي إلى مزيد من الديمقراطية، وتمنع الابتعاد والحقد نتيجة خطأ أو عمل سلبي حصل في الماضي، فيتحول التباعد إلى نوع من الغريزة». ورأى كنعان أنه «علينا ألا نخاف من أنه إذا تكلمنا بالسياسة بعد المصالحة نكون كمن يسيء إليها، بل على العكس، ما من حزب في العالم أو تيار سياسي إلا وينظر للسياسة وفق رؤيته ومصلحته السياسية».

 

اللقاء التشاوري السني: من حقنا المشاركة بالحكومة وهذا امر حتمي لا رجوع عنه

النشرة/16 تشرين الثاني/18/أكد النائب وليد سكرية في تصريح له بعد إجتماع اللقاء التشاوري للنواب السنة المستقلين أنه "من حق اللقاء التمثيل في الحكومة وفق المعايير المتفق عليها وهذا امر حتمي لا رجوع عنه يفرضه منطق عدالة التمثيل والتنوع في تشكيل حكومة وحدة وطنية"، مهيبا "بالمكونات السياسية المعنية بتأليف الحكومة ان تعيد حساباتها انطلاقا من احقية تمثيل اللقاء التشاوري بعيدا عن اي محاصصات او مبادلات او تفاهمات من اي نوع كانت".

وشدد سكرية على ان "مطلبنا لا يمسّ بصلاحيات رئيس الحكومة ولا بنصوص الطائف الذي نتمسك به"، مشيرا الى ان "اللقاء مستقل يمثل شريحة شعبية واسعة من المكوّن السني، وقد تكوّن بإرادة شعبية وليس بارادة احد"

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

مقتل 9 من قوات النظام بهجوم في ريف حماة

بيروت/الشرق الأوسط/16 تشرين الثاني/18/قُتِل تسعة عناصر من قوات النظام السوري والمسلحين الموالين لها، فجر اليوم (الجمعة)، في هجوم شنَّته مجموعات متطرفة في محافظة حماة في وسط البلاد، وفق ما أفاد به المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة الصحافة الفرنسية: «شنَّت مجموعات متطرفة، بينها تنظيم حراس الدين، هجوماً ضد مواقع لقوات النظام في ريف حماة الشمالي الغربي عند الأطراف الخارجية للمنطقة المنزوعة السلاح»، التي حددها الاتفاق الروسي - التركي في محافظة إدلب (شمال غرب) ومحيطها. وأوضح أن الهجوم الذي تخللته اشتباكات أسفر عن مقتل تسعة عناصر من قوات النظام والمسلحين الموالين لها فضلاً عن خمسة مقاتلين من المجموعات المتطرفة، وعلى رأسها تنظيم «حراس الدين» المرتبط بتنظيم القاعدة، الذي كان أعلن سابقاً رفضه للاتفاق الروسي التركي. وتوصّلت روسيا وتركيا قبل شهرين إلى اتفاق على إقامة منطقة منزوعة السلاح في إدلب ومحيطها بعمق يتراوح بين 15 و20 كيلومتراً، بعدما لوّحت دمشق على مدى أسابيع بشنّ عملية عسكرية واسعة في المنطقة التي تُعدّ آخر معقل للفصائل المعارضة والمتطرفة في سوريا. وتقع المنطقة منزوعة السلاح على خطوط التماس بين قوات النظام والفصائل، وتشمل جزءاً من محافظة إدلب مع مناطق في ريف حلب الغربي وريف حماة الشمالي وريف اللاذقية الشمالي الشرقي. ورغم الاتفاق، تشهد المنطقة بين الحين والآخر مناوشات وقصفاً متبادلاً بين قوات النظام والفصائل المعارضة والمتطرفين. وقد قُتِل في الثامن من الشهر الحالي 23 عنصراً من فصيل معارض في هجوم لقوات النظام ضمن المنطقة المنزوعة السلاح في ريف حماة الشمالي. وكان من المفتَرَض أن ينسحب المقاتلون من هذه المنطقة بحلول 15 أكتوبر (تشرين الأول)، لكنّ إعلان روسيا وتركيا أن الاتفاق قيد التنفيذ بدا بمثابة منح مهلة إضافية لتلك الفصائل، وعلى رأسها هيئة تحرير الشام («جبهة النصرة» سابقاً). وتسيطر هيئة تحرير الشام ومجموعات متطرفة أقل نفوذاً منها بينها «حراس الدين» على ثلثي المنطقة منزوعة السلاح. كما تسيطر الهيئة على الجزء الأكبر من محافظة إدلب، وتوجود فصائل أخرى أبرزها حركة أحرار الشام في المناطق الأخرى. وكانت قوات النظام سيطرت على بعض المناطق في الريف الجنوبي الشرقي إثر هجوم شنّته بداية العام الحالي.

 

نتنياهو يحتار بين تسليم رئيس المستوطنين وزارة الدفاع والذهاب إلى انتخابات مبكرة والاستطلاعات أظهرت تراجعاً ملموساً في شعبيته

تل أبيب: نظير مجلي/الشرق الأوسط/16 تشرين الثاني/18/في لقاءات مكثفة مع مساعديه وخبرائه ورؤساء أحزاب الائتلاف اليميني الحاكم، وفي ظل انتشار استطلاعات تبين تراجعا ملموسا في شعبيته وغضبا عارما على أدائه في المعركة الأخيرة مع حماس، وتماثلا مع موقف وزير دفاعه المستقيل، أفيغدور ليبرمان، يحاول رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، تطويق أزمته الائتلافية وتجاوزها بسلام. وهو محتار ما بين الإعلان عن انتخابات مبكرة والاستمرار في إدارة الائتلاف الضيق، الذي انخفض من 67 إلى 61 نائبا من مجموع 120. وبات هشا وقابلا للسقوط في أي لحظة. وقد لمس نتنياهو رغبة لدى غالبية القادة السياسيين في أحزاب اليمين، بالتوجه إلى انتخابات مبكرة، تجري في مارس (آذار) المقبل أو في مايو (أيار) - يونيو (حزيران)، على أكثر تعديل، علما بأن النهاية الرسمية للدورة الحالية، تكون في نوفمبر (تشرين الثاني) 2019. وقد وضع حزب المستوطنين (البيت اليهودي) عقبة كأداء أمام نتنياهو زادت من حيرته، وذلك عندما طالب بتعيين رئيس الحزب، نفتالي بنيت، وزيرا للدفاع في مكان ليبرمان. لكن نتنياهو يخشى من أن تؤدي خطوة كهذه، إلى صدام مع الجيش، أو إلى تدهور أمنى جديد يقضي عليه سياسيا في الانتخابات المقبلة. وقال رئيس «المعسكر الصهيوني» المعارض، آفي غباي، إن «تسليم بنيت وزارة الدفاع، كمن يعطي علبة كبريت لطفل في غابة».

ومع أن نتنياهو كان من أكثر المتحمسين لتبكير موعد الانتخابات، فإنه يتردد كثيرا فيها خصوصا مع انتشار الاستطلاعات، التي تبين أن الجمهور غاضب منه وغير راض عن أدائه خلال المعركة الأخيرة، بل إنه بدأ يخسر قطاعات من المؤيدين. فقد نشرت نتائج استطلاع رأي، دلت على أن 74 في المائة من الإسرائيليين غير راضين عن أداء نتنياهو، خلال الجولة التصعيدية الأخيرة في قطاع غزة. وقد أجري الاستطلاع لصالح «شركة الأخبار» في القناة الثانية للتلفزيون الإسرائيلي، بعد تثبيت وقف إطلاق النار بغزة واستقالة وزير الأمن، أفيغدور ليبرمان. وكان لافتا أن 62 في المائة من المصوتين للأحزاب اليمينية في إسرائيل، قالوا إن أداء نتنياهو خلال جولة التصعيد الأخيرة في قطاع غزة، كان سيئا. وقال 69 في المائة إنهم غير راضين عن دور ليبرمان، وزيرا للأمن، أيضا، فيما قال 51 في المائة إنهم غير راضين عن أداء رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، غادي آيزنكوت. وبيّن الاستطلاع أن ليبرمان استفاد من الاستقالة على صعيد التمثيل البرلماني، حيت يرتفع تمثيل حزبه (يسرائيل بيتينو) في انتخابات برلمانية تجري اليوم، بمقعدين اثنين، ليصل تمثيله في الكنيست إلى 7 مقاعد.

ووفقا للاستطلاع، فإن حزبا برئاسة رئيس أركان الجيش السابق، بيني غانتس، يحصل على 15 مقعدا في حال أجريت الانتخابات اليوم، وذلك على حساب أحزاب اليمين والوسط. إذ إنه إن أجريت الانتخابات اليوم، فإن قوة الليكود ستتراجع إلى 29 مقعدا، في أسوأ نتيجة يحققها الليكود في استطلاعات الرأي، منذ شهر مارس الماضي، علما بأن هناك 30 مقعدا لليكود اليوم، ولكن الاستطلاعات أشارت إلى احتمال ارتفاعه إلى 34 مقعدا، فقط قبل أسبوعين. وبحسب الاستطلاع، فإن حزب «يش عتيد» بزعامة يائير لبيد سيحصل على 18 مقعدا، فيما يهبط «المعسكر الصهيوني» المعارض (تحالف حزب العمل بزعامة آفي غباي و«الحركة» بزعامة تسيبي ليفني) من 24 اليوم إلى 11 مقعدا، وتهبط «القائمة المشتركة» العربية من 13 إلى 12 مقعدا. ويرتفع حزب اليمين المتطرف والمستوطنين «البيت اليهودي»، بزعامة نفتالي بينيت، من 8 إلى 11 مقعدا، وحزب «كولانو»، بزعامة وزير المالية موشيه كحلون، يهبط من 10 إلى 8 مقاعد، وكتلة اليهود المتدينين الأشكناز «يهدوت هتوراه» على 7 مقاعد، وكتلة اليهود المتدينين الشرقيين «شاس» 6 مقاعد، وحركة «ميرتس» اليسارية 6 مقاعد، وستحصل عضو الكنيست المنشقة عن «يسرائيل بيتينو»، أورلي ليفي أبيكسيس على 5 مقاعد، فيما لا يتمكن وزير الأمن السابق، موشيه يعالون، من تجاوز نسبة الحسم. وتعني هذه النتائج، أن الائتلاف الحالي برئاسة نتنياهو، يخسر ستة مقاعد بالمجمل، من 67 مقعدا إلى 61 مقعدا، وتصبح أكثريته ضئيلة وسيحتاج إلى حزب جديد إضافي حتى يستطيع مواصلة حكم اليمين.

 

عباس: الطريق سالكة اليوم لتحقيق إزالة أسباب الانقسام وطالب بتنفيذ شمولي لاتفاق القاهرة ووقع وثائق الانضمام إلى 11 منظمة دولية جديدة

رام الله: كفاح زبون/الشرق الأوسط/16 تشرين الثاني/18/قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس، إن الطريق مفتوحة الآن من أجل إزالة أسباب الانقسام وتحقيق المصالحة، مطالبا حركة حماس بـ«تنفيذ أمين ودقيق لاتفاق القاهرة الذي وقع في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي».

وأضاف عباس أثناء ترؤسه اجتماعات للقيادة الفلسطينية واللجنة العليا المكلفة تنفيذ متابعة قرارات المجلس المركزي: «الطريق سالكة اليوم لتحقيق إزالة أسباب الانقسام، عبر التنفيذ الدقيق والأمين للاتفاق الذي وقع في 12/ 10/ 2017، بشكل شمولي، وبما يضمن تحقيق الوحدة الوطنية والسياسية والجغرافية، واستنادا إلى العودة إلى إرادة الشعب وصناديق الاقتراع». وأضاف عباس: «وحدتنا الوطنية هي الأساس، والتعالي على الخاص لصالح العام، والانعتاق من التعصب التنظيمي، ووضع استقلال فلسطين والقدس فوق أي اعتبار، يجب أن تكون نقطة الارتكاز لجميع أبناء شعبنا». وترأس عباس اجتماعا طارئا للقيادة أمس الخميس، كان خصص لبحث العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة. وأيد وقف جولة المواجهة هناك، مؤكدا أن هدفه دائما، كان «تجنيب الشعب المزيد من المجازر وجرائم الحرب التي ترتكبها سلطة الاحتلال الإسرائيلي». وأدان عباس «العدوان الإجرامي على قطاع غزة»، محملا الحكومة الإسرائيلية (سلطة الاحتلال) المسؤولية الكاملة عن نتائج وتداعيات هذا العدوان. وشكر عباس جميع الدول والأطراف التي «استجابت لطلباتنا وسعت معنا لتحقيق التهدئة في قطاع غزة، خاصا بالذكر الأشقاء في جمهورية مصر العربية».

وجاء الاجتماع في رام الله، بعد يومين على تحقيق اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، رعته مصر وشاركت فيه دول أخرى. وأعاد الاتفاق الحالي الوضع إلى ما كان عليه سابقا، بما يضمن تحقيق الهدوء مقابل إدخال أموال ووقود إلى القطاع، والسماح بتخفيف الحصار وإقامة مشروعات إنسانية. وعلى الرغم من أن عباس أيد العودة إلى الهدوء، فإنه يريد أن تكون منظمة التحرير هي عنوان أي اتفاق وذلك بعد إتمام المصالحة. وقال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير صائب عريقات، إن القيادة تركز على وجوب تثبيت التهدئة، لكن الطريق إلى التهدئة يجب أن تتم عبر منظمة التحرير والفصائل الوطنية والإسلامية، على غرار ما حصل في التهدئة التي وقعت عام 2014، «لأن إسرائيل تحاول أن تستفرد بهذا الفصيل أو ذاك، وتحويلنا بدلا من سلطة واحدة إلى مجموعة سلطات، وهذا ما نرفضه جملة وتفصيلا». وأضاف: «الطريق إلى التهدئة بالوحدة الوطنية وإزالة أسباب الانقسام». وناقش اجتماع القيادة الفلسطينية ولجنة تطبيق القرارات طبيعة العلاقة مع إسرائيل والولايات المتحدة، ومع حماس، ومستقبل السلطة الفلسطينية. وكان عباس هدد باتخاذ إجراءات فيما يخص العلاقة مع هذه الأطراف، بما في ذلك حماس، لكن جولة القتال الأخيرة في غزة قد تجعل قراراته أبعد فيما يخص حماس. واستهل عباس اجتماعاته أمس، بتوقيع 11 صكا من أجل الانضمام لعدد من المؤسسات الدولية المتخصصة والمواثيق الدولية، وصكوك الانضمام التي وقعها الرئيس هي: الاتحاد الدولي للبريد العالمي، واتفاقية جنسية المرأة المتزوجة، والبروتوكول الاختياري لاتفاقية حقوق الطفل، والبروتوكول الاختياري لاتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، والبروتوكول الاختياري لاتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة، وبروتوكول «بازل» بشأن المسؤولية والتعويض عن الأضرار الناشئة عن المواد الخطرة والتخلص منها عبر الحدود، واتفاقية المرور على الطرق، والبروتوكول المتعلق بالبلدان أو الأقاليم تحت الاحتلال في الوقت الحاضر، واتفاقية الرضا بالزواج، والحد الأدنى لسن الزواج، وتسجيل الزيجات، واتفاقية إنشاء الصندوق المشترك للسلع، والاتفاقية الدولية المتعلقة باحتجاز السفن البحرية. وجاء التوقيع ضمن تعهد سابق لعباس بمواصلة انضمام فلسطين للمنظمات الدولية، ردا على إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب، القدس عاصمة لإسرائيل. وقال عباس، إن السلطة ستتخلص من التزاماتها للولايات المتحدة، بما في ذلك الامتناع عن الانضمام لبعض المؤسسات. لكن عباس لم يوقع بعد على الانضمام لبعض المنظمات التي يمكن أن تستفز واشنطن أكثر. وأكد أمس أن «صفقة القرن والاحتلال والاستيطان (الأبرتهايد) إلى زوال وفشل، وحتمية التاريخ تقودنا إلى شواطئ الدولة الفلسطينية المستقلة، بعاصمتها القدس الشرقية، على حدود الرابع من حزيران 1967. على العهد والميثاق». وهنأ عباس الفلسطينيين في كل مكان بمناسبة الذكرى الثلاثين لإعلان الاستقلال، قائلا إن «هذه الذكرى مصدر فخر واعتزاز سياسي وثقافي وتاريخي للشعب الفلسطيني، تلخص إرادته وطروحاته الوطنية في إنجاز استقلاله، وارتكازا على حقوقه غير القابلة للتصرف (حقه في تقرير مصيره، وإقامة دولته المستقلة بعاصمتها القدس الشرقية على حدود الرابع من حزيران 1967، وحقه في العودة)».

 

قائد الجيش الإسرائيلي يأمر بإبقاء حشود حول غزة رداً على «احتفالات بالنصر» تقيمها «حماس»

تل أبيب/الشرق الأوسط/16 تشرين الثاني/18/أصدر رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، الجنرال غادي أيزنكوت، أوامره بـ«الحفاظ على جاهزية القوات العسكرية وحجمها، في المنطقة المحيطة بقطاع غزة، لمواجهة أي تطور».وقال الناطق بلسان الجيش، إن هذه الخطوة جاءت بعد جلسة تقييمية عقدها أيزنكوت مع عدد من كبار ضباط جيش الدفاع، حول الأوضاع في جنوب البلاد، وتناولوا فيها «تفاصيل الأحداث الصدامية على ما فيها من نجاحات وإخفاقات». وقال مصدر في تل أبيب، إن الجنرالات الإسرائيليين شاهدوا بعض أشرطة الفيديو التي تبثها حركة حماس، وتظهر فيها «احتفالات النصر على إسرائيل»، وتوزيع الحلوى بعد استقالة وزير الدفاع، أفيغدور ليبرمان، وتصريحات رئيس حكومة حماس، إسماعيل هنية، بأن «المقاومة انتصرت عسكريا وسياسيا على إسرائيل في الجولة الأخيرة». وعلى أثر ذلك، أقدم مكتب منسق شؤون الحكومة الإسرائيلية في المناطق الفلسطينية، على نشر فيديو يسخر فيه من حماس، ويظهر العمارات المهدمة في قطاع غزة بفعل الغارات الإسرائيلية، ومع كل صورة يتساءل: «هل هذا هو الانتصار؟». ورد رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، على احتفالات حماس بالنصر، وقال في خطاب له: «لقد ركع قادة حماس على ركبهم وهم يرجوننا وقف النار، وتوجهوا في سبيل ذلك إلى وسطاء عدة». من جهة ثانية، واصل مئات سكان المدن والقرى اليهودية المحيطة بالقطاع، خطواتهم الاحتجاجية على موافقة الحكومة على وقف إطلاق النار مع حماس. وقام العشرات منهم بإشعال إطارات مطاطية وتشويش حركة السير في مدخل مدينة «سديروت»، ما أدى إلى إغلاق طريق رقم 34 في المقطع الواصل بين مفرق «شعار هانغيف» ومفرق «نير عام»، الليلة قبل الماضية. ونقلوا الاحتجاج مساء أمس الخميس، إلى تل أبيب، حيث انضم إليهم مئات الإسرائيليين من مناطق أخرى. وكان رئيس الدولة العبرية، رؤوفين رفلين، قد طرح موضوع غزة في مستهل زيارته الرسمية إلى روما، خلال اللقاء في الفاتيكان مع البابا فرنسيس الأول. وقال إنه «لا يمكن لإسرائيل التسليم بمواصلة حماس إطلاق قذائف صاروخية على المواطنين الإسرائيليين المرة تلو الأخرى». وادعى أن «إسرائيل غير معنية بالتصعيد أو المس بالأبرياء، لكنها مضطرة إلى الدفاع عن نفسها». وطلب رفلين من البابا أن يتدخل لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين لدى حماس.

 

مشروع قانون يمنح الجنود الإسرائيليين حصانة قانونية عند قتلهم فلسطينيين

تل أبيب/الشرق الأوسط/16 تشرين الثاني/18/بمبادرة من نائبين في الائتلاف الحكومي، تناقش اللجنة الوزارية للقانون والتشريع، بعد غد الأحد، مشروع قانون يمنح الحصانة القانونية لجنود الجيش الإسرائيلي خلال الخدمة العسكرية، وكذلك لعناصر الشرطة والأجهزة الأمنية، في حال تورطهم بقتل فلسطينيين، ويمنع تقديمهم للمحاكمة عن أعمالهم خلال نشاطات وعمليات للجيش ولقوات الأمن. وقد بادر إلى طرح هذا القانون، كل من عضو الكنيست عن «البيت اليهودي»، شولي معلم رفائيلي، وعضو الكنيست عن حزب «إسرائيل بيتنا»، فروبرت إليطوب، مفسرين الحاجة إلى هذا القانون، بقولهما: «استذكرنا من خلال مشروع القانون حالة الجندي أليئور أزاريا، وهدفنا هو الإبقاء على التحقيقات بمثل هذه الملفات لدى الجهات العسكرية وليس لدى سلطات القضاء». وبموجب القانون، سيتم إعفاء عناصر قوات الأمن من أي مسؤولية جنائية، ولن يتم إخضاعهم للتحقيق، وستتوفر لهم الحصانة من كل إجراء قضائي عن أي نشاطات قاموا بها، أو أوامر قاموا بتنفيذها خلال تأدية مهامهم الوظيفية لمنع أو إحباط تنفيذ أي عملية «إرهابية»، بحيث إن الحصانة القانونية ستمنح لعناصر الأمن حتى بعد إنهاء خدمتهم. وفي تبرير لمشروع القانون، قال رفائيلي وإليطوب، بأنه «لا يمكن تصور حالة عنصر من قوات الأمن يحول للتحقيق أو المحاكمة بعد إنهاء خدمته، ولن نوافق على إخضاع رجل الأمن للتحقيقات، علما بأن القرارات ضدهم، تصدر عادة عن جهات قضائية لا تفهم بشؤون الأمن بدلا من أن يتركوا الأمر لضباط عسكريين لديهم الخبرة في كل ما يتعلق بالتطورات خلال النشاطات والعمليات الميدانية وساحات القتال». ووفقا لمشروع القانون، سيجري منح الحصانة للضباط ولعناصر قوات الأمن ممن شاركوا في نشاطات وعمليات ميدانية لإحباط عمليات «إرهابية»، على حد وصف معدي المشروع. ولن تمنح الحصانة بحال ورود شبهات لارتكاب مخالفات جنائية، مثل السرقة، تخريب، تنكيل أو استعمال العنف ضد مارة ليس لهم أي علاقة بالحدث. ويقترح مشروع القانون تشكيل لجنة برئاسة ضابط متقاعد ومنحها الصلاحيات في اتخاذ قرارات وتوصيات بتقديم الجندي أو عناصر قوات الأمن، وذلك «إذا تبين أن الإجراء الذي تم اتخاذه أو الأمر الذي تم إصداره قد تم بشكل خبيث أو ليس بحسن نوايا». ويعتمد مشروع القانون بالأساس، على إحصائيات في الجيش، دلت على أن 59 في المائة من الجنود يعتقدون أنهم لن يحصلوا على الدعم من الضباط في حال أي خطأ أو خلل في أي عملية ميدانية.

 

عباس: الطريق سالكة اليوم لتحقيق إزالة أسباب الانقسام وطالب بتنفيذ شمولي لاتفاق القاهرة ووقع وثائق الانضمام إلى 11 منظمة دولية جديدة

رام الله: كفاح زبون/الشرق الأوسط/16 تشرين الثاني/18/قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس، إن الطريق مفتوحة الآن من أجل إزالة أسباب الانقسام وتحقيق المصالحة، مطالبا حركة حماس بـ«تنفيذ أمين ودقيق لاتفاق القاهرة الذي وقع في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي».

وأضاف عباس أثناء ترؤسه اجتماعات للقيادة الفلسطينية واللجنة العليا المكلفة تنفيذ متابعة قرارات المجلس المركزي: «الطريق سالكة اليوم لتحقيق إزالة أسباب الانقسام، عبر التنفيذ الدقيق والأمين للاتفاق الذي وقع في 12/ 10/ 2017، بشكل شمولي، وبما يضمن تحقيق الوحدة الوطنية والسياسية والجغرافية، واستنادا إلى العودة إلى إرادة الشعب وصناديق الاقتراع». وأضاف عباس: «وحدتنا الوطنية هي الأساس، والتعالي على الخاص لصالح العام، والانعتاق من التعصب التنظيمي، ووضع استقلال فلسطين والقدس فوق أي اعتبار، يجب أن تكون نقطة الارتكاز لجميع أبناء شعبنا». وترأس عباس اجتماعا طارئا للقيادة أمس الخميس، كان خصص لبحث العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة. وأيد وقف جولة المواجهة هناك، مؤكدا أن هدفه دائما، كان «تجنيب الشعب المزيد من المجازر وجرائم الحرب التي ترتكبها سلطة الاحتلال الإسرائيلي». وأدان عباس «العدوان الإجرامي على قطاع غزة»، محملا الحكومة الإسرائيلية (سلطة الاحتلال) المسؤولية الكاملة عن نتائج وتداعيات هذا العدوان. وشكر عباس جميع الدول والأطراف التي «استجابت لطلباتنا وسعت معنا لتحقيق التهدئة في قطاع غزة، خاصا بالذكر الأشقاء في جمهورية مصر العربية».

وجاء الاجتماع في رام الله، بعد يومين على تحقيق اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، رعته مصر وشاركت فيه دول أخرى. وأعاد الاتفاق الحالي الوضع إلى ما كان عليه سابقا، بما يضمن تحقيق الهدوء مقابل إدخال أموال ووقود إلى القطاع، والسماح بتخفيف الحصار وإقامة مشروعات إنسانية. وعلى الرغم من أن عباس أيد العودة إلى الهدوء، فإنه يريد أن تكون منظمة التحرير هي عنوان أي اتفاق وذلك بعد إتمام المصالحة. وقال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير صائب عريقات، إن القيادة تركز على وجوب تثبيت التهدئة، لكن الطريق إلى التهدئة يجب أن تتم عبر منظمة التحرير والفصائل الوطنية والإسلامية، على غرار ما حصل في التهدئة التي وقعت عام 2014، «لأن إسرائيل تحاول أن تستفرد بهذا الفصيل أو ذاك، وتحويلنا بدلا من سلطة واحدة إلى مجموعة سلطات، وهذا ما نرفضه جملة وتفصيلا».وأضاف: «الطريق إلى التهدئة بالوحدة الوطنية وإزالة أسباب الانقسام».

وناقش اجتماع القيادة الفلسطينية ولجنة تطبيق القرارات طبيعة العلاقة مع إسرائيل والولايات المتحدة، ومع حماس، ومستقبل السلطة الفلسطينية. وكان عباس هدد باتخاذ إجراءات فيما يخص العلاقة مع هذه الأطراف، بما في ذلك حماس، لكن جولة القتال الأخيرة في غزة قد تجعل قراراته أبعد فيما يخص حماس. واستهل عباس اجتماعاته أمس، بتوقيع 11 صكا من أجل الانضمام لعدد من المؤسسات الدولية المتخصصة والمواثيق الدولية، وصكوك الانضمام التي وقعها الرئيس هي: الاتحاد الدولي للبريد العالمي، واتفاقية جنسية المرأة المتزوجة، والبروتوكول الاختياري لاتفاقية حقوق الطفل، والبروتوكول الاختياري لاتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، والبروتوكول الاختياري لاتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة، وبروتوكول «بازل» بشأن المسؤولية والتعويض عن الأضرار الناشئة عن المواد الخطرة والتخلص منها عبر الحدود، واتفاقية المرور على الطرق، والبروتوكول المتعلق بالبلدان أو الأقاليم تحت الاحتلال في الوقت الحاضر، واتفاقية الرضا بالزواج، والحد الأدنى لسن الزواج، وتسجيل الزيجات، واتفاقية إنشاء الصندوق المشترك للسلع، والاتفاقية الدولية المتعلقة باحتجاز السفن البحرية. وجاء التوقيع ضمن تعهد سابق لعباس بمواصلة انضمام فلسطين للمنظمات الدولية، ردا على إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب، القدس عاصمة لإسرائيل. وقال عباس، إن السلطة ستتخلص من التزاماتها للولايات المتحدة، بما في ذلك الامتناع عن الانضمام لبعض المؤسسات. لكن عباس لم يوقع بعد على الانضمام لبعض المنظمات التي يمكن أن تستفز واشنطن أكثر. وأكد أمس أن «صفقة القرن والاحتلال والاستيطان (الأبرتهايد) إلى زوال وفشل، وحتمية التاريخ تقودنا إلى شواطئ الدولة الفلسطينية المستقلة، بعاصمتها القدس الشرقية، على حدود الرابع من حزيران 1967. على العهد والميثاق».

وهنأ عباس الفلسطينيين في كل مكان بمناسبة الذكرى الثلاثين لإعلان الاستقلال، قائلا إن «هذه الذكرى مصدر فخر واعتزاز سياسي وثقافي وتاريخي للشعب الفلسطيني، تلخص إرادته وطروحاته الوطنية في إنجاز استقلاله، وارتكازا على حقوقه غير القابلة للتصرف (حقه في تقرير مصيره، وإقامة دولته المستقلة بعاصمتها القدس الشرقية على حدود الرابع من حزيران 1967، وحقه في العودة)».

 

جيفري يحدد أهداف أميركا في سوريا: هزيمة «داعش» وإخراج الإيرانيين وقال إن على نظام الأسد مطالبة طهران بالخروج

واشنطن: معاذ العمري/الشرق الأوسط/16 تشرين الثاني/18/كرر المبعوث الأميركي إلى سوريا، جيمس جيفري، أهداف الإدارة الأميركية من وجودها في سوريا، وهي هزيمة تنظيم داعش الإرهابي، وإخراج القوات الإيرانية والميليشيات التابعة لها من الأراضي السورية، معتبراً أن ذلك الهدف الأول الذي تم التأكيد عليه بصراحة واضحة من قبل الرئيس دونالد ترمب أكثر من مرة، وأخيراً في الجمعية العامة للأمم المتحدة، سبتمبر (أيلول) الماضي، إضافة إلى الأهداف الأخرى التي تتضمن وقف إطلاق النار، وتكوين لجنة دستورية للمرحلة المقبلة.

وقال جيفري في مؤتمر صحافي في مقر وزارة الخارجية الأميركية في العاصمة واشنطن، أول من أمس، إن العملية السياسية التي يعمل عليها المبعوث الدولي لإنهاء الصراع في سوريا، ستيفان دي مستورا، عملية متجددة لا رجعة فيها، وتضع قيادة الشعب السوري في تحديد المصير، وتسهيلها من قبل الأمم المتحدة، وذلك لتخفيف حدة الصراع الذي يشمل إخراج جميع القوات التي يقودها الإيرانيون بأكملها من سوريا. ولم يوضح جيفري ما الطريقة التي سيتم بها إجبار الميليشيات الإيرانية على الخروج من سوريا؛ لكنه قال إن النظام السوري سيضغط على إيران لإخراج قواتها من سوريا، وهو ما تم التفاهم عليه مع روسيا، بزيارة جون بولتون لموسكو الشهر الماضي، واللقاء الذي جمع الرئيسين ترمب وبوتين في هلسنكي الصيف الماضي. ولن تتواجه القوات الأميركية مع القوات الإيرانية بشكل مباشر في الأراضي السورية، متوقعاً أن تساهم العقوبات الاقتصادية الأميركية على إيران في اتخاذ هذا القرار. وفيما يخص التساهل مع نظام بشار الأسد، أو مشاركته في الحلول المستقبلية لسوريا، قال جيفري، إن واشنطن لا تريد تغيير النظام؛ بل هي تريد تغيير سلوك الحكومة والدولة، مضيفاً: «وهذه ليست مجرد وجهة نظرنا. هذا هو الرأي في سلسلة كاملة من الاتفاقيات الدولية المتعلقة بسوريا منذ عام 2012، وبلغت ذروتها في القرار 2254، والروس هم من يريدون إعادة دور الأسد لاعباً في البلاد، وإرسال مندوبين للدول المجاورة وحول العالم بقبول النظام، وإعادة اللاجئين، وإعادة الأسد إلى جامعة الدول العربية».

وأضاف: «بخلاف القتال الذي نؤديه مع حلفائنا (قوات سوريا الديمقراطية) على طول نهر الفرات ضد (داعش)، هناك وقف إطلاق نار نسبي في سوريا اليوم؛ لكن الصراع للأسف لم ينته، ولا تزال هناك أخطار. وبالنظر إلى القوات الموجودة في سوريا، هناك خمس قوى خارجية: القوات الأميركية، والإيرانية، والتركية، والروسية، وفي بعض الأحيان وحدات سلاح الجو الإسرائيلي، التي تشارك في سوريا لأهميتها، أو في كثير من الحالات لمصالح وجودية، بيد أن خطر التصعيد يأتي من مختلف الجهات، بما في ذلك مجموعات شديدة الخطورة، مثل (حزب الله)، و(داعش)، وتنظيم القاعدة، و(تحرير الشام) أو (النصرة)».

ويرى جيفري أن الحكومة السورية تدّعي في اتصالاتها الدبلوماسية أنها تربح؛ لكنها لا تسيطر على كامل الأراضي السورية، فقط أكثر من نصف أراضي البلاد، فقد فرّ نصف السكان من حكمها، إما كمشردين داخليين وإما لاجئين عبر الحدود. وعلى الصعيد الدولي، فإن التعامل مع النظام السوري يتم على أنه منبوذ. مؤكداً: «لن تتدفق أموال إعادة الإعمار، سواء منّا أو من معظم بقية المجتمع الدولي الذي يوفر عادة أموال إعادة الإعمار، حتى نرى تقدماً كبيراً في جدول الأعمال لحل الأزمة السورية».

وأشار إلى أن الوجود العسكري الأميركي في سوريا لمهمة واحدة، هي هزيمة «داعش»، ويدعم بشكل غير مباشر مع شركاء أميركا التأثير على الأنشطة الإيرانية التي وصفها بـ«الخبيثة»؛ لإخراجها من سوريا دون اشتباك عسكري مباشر، موضحاً أن واشنطن تعتقد أيضاً أنه لا يمكن تحقيق هزيمة دائمة لـ«داعش» حتى يتم تغيير أساسي في النظام السوري، والتغيير الأساسي في دور إيران في سوريا. وأضاف: «هدفنا الثاني هو إزالة الصراع، بناء على وقف إطلاق النار في الوقت الحالي. ومن المهم بشكل خاص الاتفاق الذي توصل إليه الأتراك مع الروس خلال فترة إدلب في نهاية سبتمبر الماضي؛ حيث قام الروس مرة أخرى في اجتماع مع قادة فرنسا وتركيا وألمانيا، في 27 أكتوبر (تشرين الأول)، بالاتفاق على وقف دائم لإطلاق النار، وسنحاول عقد الروس على كلماتهم. وهذا أمر مهم للغاية؛ لأنه من خلال هذه المعاهدات فإن القدرة على وقف إطلاق النار هو هدف قرار الأمم المتحدة رقم 2254، الصادر في ديسمبر (كانون الأول) 2015، والذي يدعو في نهاية المطاف إلى وقف إطلاق النار على مستوى البلاد، كخطوة مهمة نحو السلام».

وفيما يخص سياسة سوريا حول اللاجئين والمهاجرين السوريين، وانتشارهم حول العالم، قال جيفري إن قرار عودة اللاجئين، هم من يتخذونه بأنفسهم، إذ لم تحث الحكومة الأميركية اللاجئين على عدم العودة، كما أننا لم نحث الحكومات على محاولة منع استقبالهم أو منعهم من العودة، مؤكداً أن الموقف الأميركي هو أن اللاجئين يتخذون هذا القرار بأنفسهم، ويجب أن يكون طوعياً، وأن تكون عودتهم آمنة في ظروف كريمة.

وبيّن أن مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين توفر كثيراً من المعلومات المتاحة للاجئين ومنظمات اللاجئين. أما من حيث الادعاءات الروسية، فلا أساس لها من الصحة، إذ إن أميركا لا تحاول منع أي شخص من العودة، متسائلاً: «من الذي يوقف هؤلاء اللاجئين عن العودة، وهم نحو ستة ملايين؟ إنه النظام السوري، إنه السلوك المروع لهذا النظام مع سكانه، ويريد استعادة نفوذه من خلال استعادة اللاجئين، ولن يعيدهم ما لم تقم البلدان فعلياً بإجبارهم على العودة، وهذا ما سنعارضه بشدة». وأفصح جيمس جيفري، السفير والمبعوث الأميركي إلى سوريا، عن العمل الأميركي في إنجاح مساعي المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي مستورا، بعقد لجنة تحت رعاية الأمم المتحدة للشروع في العمل على الدستور السوري، إذ إن هذه خطوة حاسمة نحو إعادة تنشيط العملية السياسية، موضحاً أن هدف واشنطن الذي دعمته روسيا وفرنسا وألمانيا وتركيا مرة أخرى، وتم الاتفاق عليه في بيان إسطنبول في 27 أكتوبر، هو تأسيس هذه اللجنة الدستورية بحلول نهاية العام الجاري، وسوف تحاسب أميركا روسيا على التزامها بعقد اجتماع للجنة الدستورية بحلول ذلك الوقت، متوقعاً أن تستخدم موسكو نفوذها لجعل نظام دمشق على الطاولة.

ويأمل جيفري بناء على العناصر الثلاثة التي ترغب في تطبيقها واشنطن، والتي تتضمن هزيمة «داعش»، وإخراج إيران من سوريا، واستمرار وقف إطلاق النار في كافة البلاد، وتشكيل لجنة دستورية، أن تمضي الجهود الدولية قدماً لتشجيع جميع الجهات الفاعلة في سوريا، من أجل تحقيق نظام أمن أساسي، ينهي القتال بشكل دائم، ويؤَمِّن ضمانات مرضية لجميع اللاعبين في سوريا وحولها، وينتج نظاماً سورياً «غير سام مثل النظام الحالي» على حد قوله. وقال: «كان لهذا الصراع كما تعلمون جميعاً منذ عام 2011 نتائج مروعة أولاً للشعب السوري، إذ قَدَّر المبعوث الخاص للأمم المتحدة عدد القتلى بما يتجاوز 400 ألف قتيل، ونحو 200 ألف سجين، و100 ألف تقريباً اختفوا بشكل أو بآخر، وعُذّب عشرات الآلاف. كما أدى الصراع إلى ظهور (داعش) وموجة العنف الضخمة على العراق وسوريا، وفي تركيا وأوروبا، كما أدى إلى تدفق اللاجئين بأعداد ضخمة أثرت على ثلاثة بلدان مجاورة بشكل كبير، هي تركيا ولبنان والأردن، وكانت له آثار سياسية سلبية مهمة على أوروبا وكل العالم. هذا هو الصراع الذي يجب علينا بذل كل جهد ممكن لحل كثير من أسبابه، وهذا ما تلتزم به هذه الإدارة».

 

بوتين يحض أوروبا على دعم خططه في سوريا

موسكو: رائد جبر/الشرق الأوسط/16 تشرين الثاني/18/دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأوروبيين إلى إعادة النظر في نهجهم حيال مسار التسوية السياسية في سوريا، وقال إن على أوروبا أن «تتخلص من مخاوفها وانحيازها السياسي»، وأن تدعم خطط إعادة الإعمار لتسهيل عودة اللاجئين وتجنب نزوح موجات جديدة. واستغل بوتين مشاركته في قمة روسيا ورابطة دول جنوب شرقي آسيا (آسيان) التي انعقدت أمس، في سنغافورة، لمحاولة حشد تأييد لمواقف بلاده خصوصاً على صعيد ضرورة مسار إعادة الإعمار في سوريا، لتسهيل عمليات عودة اللاجئين السوريين إلى ديارهم. ووجه بوتين خطاباً قوياً إلى أوروبا، داعياً إلى العمل مع روسيا لمنع وقوع موجات لجوء جديدة. وقال إنه «إذا كانت أوروبا لا تريد تدفقاً جديداً للمهاجرين، فعليها التخلص من مخاوفها، والتخلي عن السياسات المنحازة ومساعدة الشعب السوري بشكل مباشر». ورأى أنه «أمر بديهي أنه يجب التخلي عن الانحياز ودعم العملية السياسية». في إشارة بدت موجّهة ضد مطالب بلدان أوروبية بربط الانخراط في عمليات إعادة الإعمار بإطلاق عملية سياسية جادة تؤدي إلى انتقال السلطة في سوريا وفقاً لقرارات مجلس الأمن، وهي المطالب التي طرحها عدد من البلدان الغربية خصوصا ألمانيا وفرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة. وقال بوتين خلال مؤتمر صحافي عُقد في ختام القمة: «إذا أراد المجتمع الدولي، وأوروبا بالدرجة الأولى، تجنب تدفق جديد للمهاجرين، فعليه التخلص من مظاهر التحامل وتقديم مساعدات للشعب السوري». وأعرب عن أمل في استمرار العمليات الروسية الفرنسية الألمانية المشتركة لإيصال المساعدات الإنسانية إلى سكان سوريا. وزاد بوتين أن «عودة اللاجئين إلى سوريا يجب أن تكون طوعية، لذلك لا بد من تهيئة الظروف المناسبة للعائدين»، مشدداً على أنه «لا يمكن توقع عودة واسعة النطاق للاجئين إلا في حال إعادة إعمار سوريا». موضحاً أن سوريا «بحاجة إلى مساعدة، وفي المقام الأول في تلك المناطق التي يمكن للاجئين العودة إليها بما في ذلك من أوروبا». وفي إشارة واضحة إلى القطاعات التي تطلب روسيا من الأوروبيين الانخراط في إعادة إعمارها، قال بوتين إنه «لا أحد يطلب ضخ الأموال في الموازنة السورية، وهناك الكثير من الأمور التي يمكن العمل عليها بشكل مشترك لتوفير المستلزمات الأولية مثل المياه، والكهرباء، والصرف الصحي، وهذا العمل المشترك سيؤدي إلى توفير فرص عمل جديدة وإعادة تأهيل البنية التحية وما يشبه ذلك». وفي مقابل تحديد دعوته الأوروبيين إلى العمل في قطاعات محددة، قال الرئيس الروسي إن بلاده مستعدة «للعمل في الاقتصاد السوري بشكل نشط وبما يعود بالفائدة علينا، نحن مستعدون لعمل واسع النطاق في تلك القطاعات السورية التي سيعود (الاستثمار فيها) بالفائدة علينا وعلى الدولة السورية على حد سواء».

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

مِنْ «معراب» الى بكركي 

جوزف الهاشم/جريدة الجمهورية/الجمعة 16 تشرين الثاني 2018

ببالغ الحرص والإهتمام نتلقَّف اللقاء التاريخي بين تيار المردة والقوات اللبنانية في بكركي... والمردة يصِفُهمْ الكتاب المقدّس «بكونهم شامخي الهامات، وفي الشموخ تعالٍ عن الجروح بالتسامح والصفح.

والتسامح عند علماء اللّاهوت هو الصفح عن مخالفة تعاليم الدين، وفي إصلاحات النابغة الفرنسي فولتير وفلاسفة القرن الثامن عشر يُعتبر التسامح من أهمِّ المزايا التي يتَّصف بها الإنسان لمعايشة من يختلف معهم.

وهو في الشعر ما يعـبّر عنه نـدره حـداد بالقول:

أنا أنسى جرحَ قلبي    كلَّما شاهدتُ جرحَكْ

فإذا أخطأتَ نحوي    فأنا أطلبُ صفحَكْ

نعرف في العلائق المسيحية – المسيحية أن المسيح أوصى بمحبة الأعداء، «أحبّوا أعداءكم وباركوا لاعنيكم»، فكيف نحبّ الأعداء الأبعدين ونعادي الأخوان الأقربين ولا نباركهم.

ونعرف في العلائق بين المردة والقوات، أن هناك مفارقات حيال الخيارات الاستراتيجية والسياسية، وأنّ هناك حساسية مرهفة حيال الزعامة الشمالية، وأن هناك طموحاً في الإرتقاء الى الموقع الرئاسي الأعلى

ولكننا نعرف أن المطامح كالشدائد هي التي تـمتحن الرجال، ونعرف أن الزعيم سليمان فرنجية والدكتور سمير جعجع قد امتحنتهما تجارب الزمان في أقسى فواجعها فلـم ينهزما، ونعرف «أن الضدَّين من جنس واحد ليسا ضدين في المطلق» كما يقول أرسطو، ونعرف أن كلاّ منهما بات يعرف كيف يجب أن يكون مارونياً، وكيف لا يكون مارونياً من «الجنس العاطل»

ما يـميّز هذا اللقاء أنه حصل في بكركي بنعمة الروح القدس وبركة غبطة البطريرك في ظل المسيح الذي يكون الثالث كلما اجتمع اثنان باسمه، وهو القائل «من لا يجمع معي فهو يفـرِّق» (متى: 12–30)

في «معراب» كانت الملائكة تتحدَّث عن إلـه مجهول، فراح الشيطان يوسوس بالأطايب الشهيّات في الفردوس، وفي بكركي يرتفع الصليب وهّاجاً فيحجب تسلّل الشياطين... والشمبانيا في معراب خمرة مسكرة، والنبيذ في بكركي خمرة مقدسة.

ثنائية بكركي تختلف عن ثنائية معراب باختلاف الروحانيات والماديات، على اعتبار أنّ الإنسان «كائنٌ ثنائي» بحدّ ذاته كما يقول مار بولس لأنه ينتمي الى العالم العقلي والعالم الحيواني»، وبهذا تكون الفردية العقلية فيه هي التي تحـقق له الإنتصار، في معزل عن حروب الإلغـاء حول مَنْ يكون الأول.

يقول المسيح: «إذا أراد أحدٌ منكم أن يكون الأول فليكن آخر الكل وخادماً للكل»... (مرقس: 9–25)

من هنا نتمنّـى أن تنتقل بالعدوى بركةُ بكركي الرسولية الى تفاهم معراب لينضم الى تفاهم بكركي في إطار زواج ماروني، الطلاق فيه محـرّم، والإلغاء القسري فيه محـرّم، في حملات الزحف الشرّير نحو كرسيّ بعبدا.

قالوا: عن اتفـاق مـعراب إنـه كان ردّة فعل لاستبعاد سليمان فرنجية، فهل يقولون عن اتفاق بكركي إنه ردّة فعل مقابلة لاستبعاد جبران باسيل...؟

ويقولون: إنَّ تحالف بكركي يرجّح حظوظ سليمان فرنجية الرئاسية على حظوظ سمير جعجع، مثلما كان حظّ العماد ميشال عون مرجَّحاً في اتفاق معراب على سليمان فرنجية.

وحسْبُ جعجع في هذا، أن يكون دوره في صناعة الرؤساء شبيهاً بموقف كمال جنبلاط حين سئـل ما إذا كان يريد أن يكون رئيساً للجمهورية فقال: «صدَفَ أن تمكنّا سنة 1952 ثم سنة 1958 أنْ نأتي بالرؤساء ثم نعزلهم، وهذه الوظيفة أكبر من وظيفة رئيس الجمهورية».

مع فائق التهنئة والتمنيات نتوخّى أن تبادر بكركي منذ اليوم الى إقامة سلسلة من الصلوات والقداديس على نيّة رئاسة الجمهورية، حتى لا تـظل هذه الرئاسة شـراً مارونياً لا بـدّ منه.

 

جبران باسيل: «نيو لوك» 

عماد مرمل/جريدة الجمهورية/الجمعة 16 تشرين الثاني 2018

أخذ رئيس «التيّار الوطني الحرّ» الوزير جبران باسيل على عاتقه محاولة معالجة العقدة السنّية، بتكليف من رئيس الجمهورية ميشال عون. لا تبدو المهمة الداخلية التي تصدّى لها وزير الخارجية سهلة، لكن سواء نجحت أو أخفقت، فإنّ اللافت هو انّها قدّمت باسيل في «لوك» سياسي جديد، أقرب ما يكون الى «وسيط الجمهورية». ليس خافياً، انّ باسيل تصدّر الصفوف الأمامية لخطوط المواجهة السياسية طيلة المرحلة السابقة، وهو خاض معارك طاحنة في كل الاتجاهات لاستعادة ما يعتبر انّها حقوق مهدورة للمسيحيين و«التيّار الحرّ»، حتى بدا بمثابة رأس حربة في شارعه، وهي صورة لا تزعجه على الأرجح، وسط قناعته بأنّ التسوية الحقيقية في لبنان لا يصنعها سوى الأقوياء في طوائفهم. مؤيّدوه يعتبرون انّ «الرجل الذي لا ينام» ساهم في ترميم التوازن الداخلي المفقود، وتمكّن من إعادة الزخم الى دور المسيحيين في النظام والسلطة، بعد حقبة طويلة من الضمور والاحباط، وحوّل «التيّار» رقماً صعباً في التركيبة الداخلية والمعادلات السياسية، مشيرين الى انّ الدليل الأقوى على براعته في هذا الدور، هو نجاحه في إدارة معركة انتخاب عون رئيساً، ومساهمته في الدفع نحو إنتاج قانون انتخاب يصحّح التمثيل، وإقرار حق الاقتراع للمغتربين وقانون استعادة الجنسية، وصولاً الى انتزاع حصّة برتقالية وازنة في الحكومة، وتفعيل حضور وزارة الخارجية خصوصاً في عالم الانتشار.

أمّا خصومه، فيتهمونه بالتعصّب الطائفي واستخدام خطاب نافر وتحريك النعرات واستفزاز الآخرين ومن بينهم حلفاء له، والإخفاق في معالجة ملف الكهرباء والطموح الى استنساخ شخصية بشير الجميل ووراثة مكانه في الوجدان الجماعي المسيحي، والتخطيط منذ الآن لتولّي رئاسة الجمهورية، انتهاءً بالتهمة الأحدث وهي تحميله مسؤولية تداعي تفاهم معراب بين «التيّار» و«القوات اللبنانية». لكن، وبعد تكليف عون رئيس «التيّار» بـ»مهمة كوماندوس» إنقاذية على جبهة العقدة السنّية، أطلّ باسيل على داعميه ومعارضيه بصورة جديدة لم يألفها الكثر، حتى من هم قريبون منه. بين ليلة وضحاها، إنتقل باسيل من موقع المُتهم بعرقلة تشكيل الحكومة ومحاولة تحجيم الآخرين، الى موقع الوسيط و«فاعل الخير» الذي تُفتح أمامه كل الأبواب.

إستشعر باسيل برهبة المسؤولية الملقاة على عاتقه وبهيبة الدور المُستجد عقب «التكليف الرئاسي»، وهو الذي يعلم أنّ انطلاقة «الحكومة الأولى» للعهد (وفق تصنيف عون) باتت تتوقف على نجاحه في معالجة آخر العِقد التي لا تزال تعترض ولادتها المنتظرة.

إتسع صدر باسيل الذي كان يُستفز أحياناً بسرعة، وصار يختار مفرداته بعناية أكثر وانفعال أقل. تخلّى عن البذة السياسية «المرقطة» وراح يحفر بـ«الإبرة» في صخرة العقدة السنّية، وهو حفر يتطلّب الصبر والمثابرة وتدوير الزوايا والنَفَس الطويل، خلافاً لمتطلبات المعارك الانتخابية والسياسية التي تستوجب امتشاق أسلحة من نوع آخر. أمام التحدّي الجديد، تصرّف الرجل على قاعدة، انّ فرص كسبه تتوقف بالدرجة الأولى على مقدار ما يبديه من براغماتية وانفتاح، بعيداً من تكتيكات الصراع التقليدي وأدواته، وانّ معيار القوة هنا يكمن في مدّ الجسور وليس في قطعها.

والمفارقة، انّ الذين عُرفوا بعلاقتهم الفاترة او الباردة مع باسيل، كانوا أول المرحّبين بالوساطة والمتحمسين لإنجاحها، وهذه لحظة استثنائية، يبدو رئيس «التيّار» أمام تحدّي التقاطها والبناء عليها. دار باسيل دورة شبه كاملة حول «خط الاستواء» السياسي، حيث التقى في إطار مسعاه أغلب ألوان الطيف اللبناني، قافزاً فوق حساسيات وحسابات كانت تسجنه خلف قضبان الإصطفاف الحاد. حتى الأمس القريب، كان بعض الذين التقاهم باسيل لا يرون فيه سوى مشكلة متمادية، فإذا بهم يستقبلونه مبّشراً بالحل. وهو أيضاً كان ينظر إليهم في إعتبارهم عقبة على طريقه، فإذا به يقتنع بوجوب ان يصبحوا شركاء له في الهمّ والهمّة. لقد أدرك رئيس «التيّار» انّ الأزمة يمكن ان تكون صنيعة طرفين، لكن الحل هو صنيعة الجميع. لطالما اعتبر خصوم باسيل، انّه يشكّل عبئاً على عهد عون وخاصرة رخوة له. بمعزل عمّا إذا كان هذا الاستنتاج صحيحاً ام لا، يقرّ هؤلاء، بأنّ باسيل يقود هذه المرّة «كاسحة ألغام» لفتح الطريق أمام العهد والحكومة... فهل تنتهي وظيفة باسيل كسفير للنيّات الحسنة ويعود الى «الخندق» بعد تشكيل الحكومة، أم انّه سيكرّس وجهه الجديد ويطوّر التجربة؟ وهل سيتمكن من اقناع المرتابين في نياته بأنه «ظل الرئيس» وليس «رئيس الظل» أم إن أحكامهم غير قابلة للاستئناف؟

 

سُنّة «حزب الله»... والقبض على لبنان 

القاضي الشيخ خلدون عريمط/جريدة الجمهورية/الجمعة 16 تشرين الثاني2018

مع بدء أمر العمليات السياسية من طهران بدأ تحرك سُنّة «حزب الله» في لبنان لإعاقة تشكيل حكومة الوحدة الوطنية ومحاصرة الرئيس سعد الحريري وتياره السياسي بالمطالب التعجزية وفرض أعراف وشروط على الرئيس المكلّف وصلاحياته وتوجيه الإنذار الى «القوات اللبنانية» والحزب التقدمي الاشتراكي وبهزّ العصا لـ«التيار الوطني الحر» ورئيسه، وليشكّل نواب سنّة الحزب بعدها غطاءً لحزب ولاية الفقيه للقبض على لبنان حُكماً وحكومةً وقوى سياسية، وقد تجلّى ذلك في الخطاب الحاد الأخير للسيد حسن نصرالله الذي وجّه من خلاله خطاباً قوياً للرؤساء والوزراء والنواب والمفتين والمشايخ والبطاركة والكنائس وللرأي العام اللبناني والعربي والدولي بأن يتنبّهوا الى أنّ لبنان الذي يعرفونه شيء، ولبنان المقبوض عليه من «حزب الله» وبالتالي من إيران شيء آخر، فإما حكومة موالية لإيران وحزبها في لبنان أو لا حكومة ولا دستوراً ولا نظاماً ولا صلاحيات لسلطة تنفيذية أو تشريعية، هذا ما أراد أن يقوله السيد حسن نصرالله في الشكل والمضمون، لأنّ مرشد الجمهورية في لبنان وحده مَن يقرّر حقوق الطوائف والمذاهب وعدالة التمثيل في الطوائف والمذاهب، فهو لا يريد رئيساً قوياً للجمهورية ولا رئيساً لمجلس الوزراء يمتاز بعلاقات عربية أو دولية بحضرة المرشد الذي هو وحده الأدرى بمصالح البلاد والعباد.

والسؤال الذي يطرحه الرأي العام: لما أرادت إيران وحزبها القبض على لبنان في هذا الوقت بالتحديد؟ هل لأنّ المشروع الصفوي الفارسي بدأ يتساقط في سوريا لمصلحة تمدّد النفوذ الروسي المتنامي في هذا الشرق، والذي بدأ يتهاوى في العراق لمصلحة الوحدة الوطنية بعد أن أُحرِقت الأعلام الإيرانية في المحافظات الجنوبية، ويتقهقر في اليمن وجبالها وأوديتها لمصلحة انتصار الشرعية والحفاظ على عروبة اليمن؟ أم انّ المطلوب أن يبقى لبنان جائزة ترضية لبدء خروج العواصم دمشق وبغداد وصنعاء عن القبضة الإيرانية بعد العقوبات الاميركية المشدّدة على طهران، وإغلاق مصادر التمويلات المالية لميليشيات فيلق القدس الذي ما زال منذ تأسيسه تائهاً في صحارى العرب لم يحدّد خريطة طريق الى القدس على رغم نفوذه وكثافة أذرعه العسكرية المحيطة بفلسطين وقدسها العربية.

ماذا يريد «حزب الله: من المسلمين السنّة في لبنان؟ ولماذا ارتضى سُنّة «حزب الله» أن يكونوا غطاءً مشبوهاً للمشروع الإيراني؟ وما هي مصلحة هذا الحزب في إفشال عهد مَن عطّلوا موقع الرئاسة من أجله؟ أسئلة كثير يتناقلها الرأي العام اللبناني ومعه كل المخلصين والصادقين في الوطن العربي والعالم الإسلامي. هل يدرك «حزب الله» وقيادته أنّ لبنان هو صيغة لبنانية عربية دولية للعيش الواحد بين أتباع الديانات التي أنزلها الله تعالى لهداية البشر، وأنّ هذه الصيغة اللبنانية المتوازنة والمتكاملة هي نقيض المشروع الصهيوني التلمودي في فلسطين، وأنّ المساس بالصيغة اللبنانية هو خطٌّ أحمر وبداية صدام مع المجتمع الدولي لن تكون نهايتُه لمصلحة إيران وذراعها العسكرية في لبنان مهما امتلك الحزب من صواريخ وأسلحة ومقاتلين ما زالت أيدهم ملطخة بدماء السوريين والعراقيين واليمنيين بحجّة محاربة الإرهاب الذي صنعته إيران، وأنّ الساحة اللبنانية حتماً هي ليست كساحتي سوريا والعراق، وأنّ بيروت العاصمة لا يمكن أن تكون جائزة ترضية لهزائم المشروع الصفوي الفارسي في العواصم العربية التي توهّم فيها بعض المسؤولين الإيرانيين أنها أضحت تحت سيطرتهم ونفوذهم الأحمق.

صحيح أنّ العرب هم الآن في أسوأ مراحل تاريخهم المعاصر، فهم بين نارين: نار المشروع الصفوي الفارسي من جهة، وجحيم المشروع الصهيوني التلمودي من جهة أخرى، لكنّ الصحيح أيضاً أنّ العرب هم أصحاب رسالة، ورجال قضية، لا يمكن ان يبقوا كما هم بين فرقة وخصومة وتنازع مهما طال الزمن، ولبنان لن يستمرّ على حاله فإرادة ابنائه اقوى من أن تنكسر وليتعظّ «حزب الله» من الواقع اللبناني، لأنّ منطق الدولة ومؤسساتها سيبقى هو الأفضل والأنجح والأخير للبنان الدولة والمؤسسات، ولأن سقطت المارونية السياسية بأخطائها وخطاياها ومنازعاتها، فلا يمكن للشيعية الفارسية السياسية التي يقودها «حزب الله» والمرفوضة من الشيعية الوطنية العربية أن تكون بديلاً أو قابلة للحياة في وطن كلبنان لا تستطيع أيُّ فئة فيه أن تفرض تصوّرها أو خيارها السياسي أو العسكري على الأخرى، ولم يعد شعار مقاتلة العدوّ الإسرائيلي قابلاً للتسويق بعد التعاون الإيراني ـ الأميركي لإسقاط العراق وضرب قوته ومحاولة إخراجه من فضائه العربي، وبعد تلاقي المصالح الأميركية ـ الإيرانية ومعهما الروسي للحفاظ على المصالح الإسرائيلية في زعزعة او الحفاظ على نظام هذا البلد العربي او ذاك، ومن اجل ذلك فإنّ سُنّة الحزب مطالبون قبل غيرهم بأن يتّقوا الله وأن ينحازوا الى لبنانيّتهم وعروبتهم، وأن لا يكونوا أداةً طيّعة لمواجهة المصلحة الإسلامية والوطنية، فأكثرهم أعضاء في كتل نيابية مشاركة او ستشارك في أيّ حكومة للبنان، فالمرجعية الإسلامية السياسية والدينية خيارها عروبة لبنان وسيادته والحفاظ على «وثيقة الطائف» والالتزام بالنظام والقانون وبصلاحيات رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء في التكليف والتأليف وما عدا ذلك فهو جزءٌ من مشروع خارجي لا علاقة له بسيادة لبنان وعروبته ومصلحة أبنائه.

فهل يتّعظ سنّة «حزب الله» المغرّر بهم وطنياً وعربياً؟ أم انهم اصبحوا كالريشة المعلقة في الهواء تُحرّكها مصالح إقليمية بعيدة ومتناقضة مع مصالح لبنان والبلدان العربية التي نطمح الى أن تتكامل مع مصالحها من المحيط الأطلسي الى الخليج العربي.

 

الحريري يخشى وقوع الإنهيار بين يديه! 

طوني عيسى/جريدة الجمهورية/الجمعة 16 تشرين الثاني2018

لا يُحسَد الرئيس سعد الحريري. هو اليوم أمام خيارٍ صعب: هل يترأس حكومةً في ظلِّها يقع الانهيار الاقتصادي الذي يُحذّر منه كثيرون، فيتحمّل المسؤولية وكأنه هو السبب؟ أم ينكفئ عن المهمّة ظرفياً، تاركاً الأمور تأخذ مداها، وبعد ذلك يتدخّل ضمن الفريق الذي يقود عملية الإنقاذ؟

البعض يقول: لهذه الأسباب أيضاً لا تبدو الحماسة على بعض المعنيين بموقع رئاسة الحكومة بالعودة إلى السراي الحكومي. فالمهمّة هذه المرّة ثقيلة جداً، بل مؤلمة. والعالمون بالمؤشرات الاقتصادية والمالية يجزمون بأنّ الاستحقاق الأخطر لا بدّ أن يقع يوماً.

والكلام على الانهيار لم يعُد مجرد تهويل. فالذين يطلقونه اليوم لطالما كانوا الأكثرَ حرصاً على إعطاء صورة متفائلة: الرئيس نبيه بري يرى الخطر في مهلة أسابيع لا أشهر. وخبراء الاقتصاد جميعاً يوافقونه، والأرقام التي أصدرتها وزارة المال أخيراً تدعم المخاوف.

لكنّ المدلول الأبرز يبقى ما قاله حاكم مصرف لبنان رياض سلامة أخيراً في المنتدى الاقتصادي والاجتماعي الأول في بكركي، إذ خرج إلى حدٍّ ما مِن وضعية «التفاؤل التلقائي» التي يحرص عادةً أيُّ حاكم مصرف مركزي على تعميمها، وأبدى قلقاً واضحاً إزاء الوضع، للمرّة الأولى. وبعدما عرض أرقاماً ووقائع سلبية، قال: «إنّ عجز الموازنة أكبر من إمكانات لبنان».

إذاً، كيف يمكن أن يستعدّ الحريري لتأليف حكومته في ظلّ هذه التوقعات، والتي تضاف إليها طبعاً ضغوط العقوبات الأميركية؟ إنه يحتسب لتفاقم مواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية، التي تعصف بالبلد من بوّابتين:

1- الخلل المتمادي في مالية الدولة، وعدم وفاء لبنان تعهداته المتكررة في مؤتمرات باريس بالإصلاح، منذ ربع قرن، ما يثير الخشية من تخلّي الداعمين والمؤسسات الدولية عن التزاماتهم تجاه لبنان، ما ينذر بالأسوأ مالياً ونقدياً.

2- إستخدام «حزب الله» نفوذه للتوسّع في السيطرة على القرار في الحكومة العتيدة، وخصوصاً لجهة تمسّكه ببعض الحقائب الحسّاسة. وهذا ما يمكن أن يستثير مزيداً من الضغوط الأميركية على لبنان ومؤسساته ومسؤوليه.

ويمكن أن يضاف إلى هاتين البوابتين تهديد إسرائيل بضربة عسكرية لمواقع «حزب الله» في العاصمة وخارجها. وهذه الضربة قد تشكل ضغطاً إضافياً على الملف الاقتصادي إذا شاءت التطورات أن تتّسع لتشمل مرافق ومؤسسات عامة، كما في تموز 2006.

المثير للقلق هو أنّ الحريري يعرف تماماً أنه عاجز عن تنفيذ روزنامة إصلاحية طارئة تتكفَّل بتجنّب بلوغ الأسوأ. وفي معنى آخر، هو يدرك أنّ الانهيار إذا وقع، ولو تأخّر عن مهلة الأسابيع أو الأشهُر، كما يتردّد، فإنه في النهاية سيقع ضمن ولاية الـ4 سنوات التي يكون فيها رئيساً للحكومة. أي، عاجلاً كان الانهيار أم آجلاً، فإنّ قَدَرَ حكومته هو أن تتحمّل مسؤوليته!

هذا المعطى ينطبق أيضاً على رئيس الجمهورية ميشال عون، وفي شكلٍ مُوازٍ. فصحيح أنّ السنوات الـ4 المقبلة هي العمر المقدَّر للحكومة، لكنّ الصحيح أيضاً هو أنّ هذه السنوات هي ما بقي من عمر العهد. وأساساً، يعتبر عون أنّ عهده الفعلي لم يبدأ بعد، وأنه سيبدأ بعد تجديد المجلس النيابي في انتخابات أيار الفائت والحكومة المنتظرة بعده.

وربما يكون «التنسيق الموضوعي» بين عون والحريري في مسألة الوزير السنّي السادس يندرج في سياق الهواجس المشتركة من سقوط الحكومة والعهد تحت وطأة الاستحقاقات الثقيلة. فكل منهما يعتبر أنّ نجاحه أو «احتراقه» باتا اليوم على محكّ الحكومة الآتية. ولن تتوافر لعون فرصة تالية إذا فشل العهد، وكذلك الحريري على الأرجح.

وثمّة نظريات إقتصادية تقول بحتمية حصول نهضة جديدة على أنقاض أيّ انهيار. لكنّ المشكلة في لبنان هي: هل الطبقة السياسية التي أوصلت بفسادها إلى الخراب قادرة على إعادة البناء؟ وهل سيتاح إنتاج طاقم جديد يدير البلد بنظافة وحداثة؟

لذلك، ثمّة مَن يسأل: هل تتقاطع مصالح عدد من المعنيين، حالياً، على المماطلة وإبقاء حكومة تصريف الأعمال، لعلّ ملامح المرحلة تنجلي داخلياً وخارجياً، ويتكفّل الوقت بحلحلة الأمور؟

هناك تجاذب يتحكّم بكل من المعنيين الأساسيين بتأليف الحكومة. فمن الممكن أن يجد كل طرفٍ مصلحة له في المماطلة وفي التأليف في آن معاً:

1 - «حزب الله» يرى مصلحة في استخدام الفراغ الحكومي ورقةً في النزاع الإقليمي وفي التهرّب جزئياً من استحقاق العقوبات، لكنه بالتأكيد يرتاح إلى وجود حكومة تمنحه التغطية الوطنية الشاملة.

2 - الحريري يرى أنّ مصلحته تقتضي أن يكون اليوم في السراي الحكومي. فهو انتظر سنوات ليعود إليها وإلى البلد، ويعيد الانتظام إلى تيار «المستقبل» بعد الترهّل الذي أصابه خلال وجوده في الخارج. ويريد الحريري أن يثبّت حضوره وطنياً وداخل الطائفة السنّية وعربياً ودولياً خلال السنوات الـ4 المقبلة، فيحقّق إنجازات تشكّل استمراراً لإنجازات والده الرئيس رفيق الحريري. لكنه، في المقابل، يخشى أن يقع الانهيار بين يديه!

3 - عون يستعجل انطلاق عهده وتحقيق الإنجازات الموعودة، لكنه أيضاً لا يرى خسارة في الانتظار لفترة معينة، لعلّ الظروف تصبح أكثر ملاءمة لتحقيق هذه الإنجازات وتجنّب الفشل.

ومن خلال اتصالاته الخارجية، يتلقّى الحريري تحذيرات عربية ودولية لا تُطَمْئن، في ما يتعلق بمسار الوضع الاقتصادي. وهو يعرف أنه يعيش بين مستحيلين: مستحيلٌ فتح ورشة إصلاحات ومستحيلٌ إقناع القوى الخارجية بأنّ لبنان سيلتزم الوعود التي التزمها أمام المؤتمرات المانحة وبأن تمنحه مهلة إضافية.

وهكذا، فالحريري عالق في نقطة شديدة الإحراج، ومعه رئيس الجمهورية. والحكومة والعهد معاً محشوران في المأزق. وليس في الأفق ما يوحي للحريري بخيارٍ مريح: لا الانخراط في اللعبة والمراهنة على الانتصار، ولا الخروج من اللعبة والاكتفاء بالحدّ من الخسائر. فكلٌ من الخيارين له ثمنُه… بل أثمانُه!

 

هل فقدت «الأدوية» المحلّية صلاحيّتها؟ 

جورج شاهين/جريدة الجمهورية/الجمعة 16 تشرين الثاني2018

إذا بقيت المواقف من أزمة تمثيل «نواب سنّة 8 آذار» محافِظة على سقوفها العالية، سيكون من الصعب جداً التوصل الى مخارج قابلة للتطبيق في المدى المنظور. فالمبادرة التي أطلقها رئيس «التيّار الوطني الحرّ» الوزير جبران باسيل، تترنّح على أعتاب ما هو مطروح من مواقف. وعليه، ما هي الظروف التي قادت اليها؟ وهل انتهت صلاحيّة المبادرات الداخلية؟ وهل من بدائل خارجية؟ خلف المواقف المتشنّجة من مسألة تمثيل نواب سنّة 8 آذار في الحكومة العتيدة، والتي اكتملت دورتها السياسية والحكومية أمس الأول بالموقف الذي سجّله الرئيس المكلّف سعد الحريري، هناك مَن يبحث عن ثغرة يمكن النفاذ منها لتأمين المخرج للعقدة التي لم يكن يحتسبها أحد، وهي، باعتراف عدد من الوسطاء الذين شاركوا في حلحلة العقد السابقة، من أصعبها وأكثرها تعقيداً، وخصوصاً إن صَدقت النظريات التي قالت إنّها مفتعلة بغية استخدامها في السوق الإقليمية بدلاً من الساحة الداخلية. لدى الخائفين من هذا المنحى الإقليمي اكثر من مبرّر للتفكير في حجم هذه العقدة. فقد تزامن طرحُها في الشكل الذي اختاره الأمين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصرالله مع الإعلان عن توقيع الرئيس الأميركي قانون العقوبات ضدّ الحزب، وعشيّة دخول الرزمة الجديدة من هذه العقوبات على طهران وحلفائها في المنطقة. ولا يمكن في هذا الصدد تجاهل التهديدات الإيرانية بجعلها برامج فاشلة لن تحقّق أهدافها في الإقتصاد الإيراني وعلاقات الدولة الخارجية والدول التي امتدّ نفوذُها اليها على كل المستويات، في ظلّ الإنقسام الدولي الكبير حولها وتمسّك عدد من الدول بعلاقاتها مع طهران وتمسّكها بمضمون التفاهم النووي بعد تبرئة إيران من تهمة الخروج عنه.

ولكن لهذه النظرية ما يبدّد جزءاً من أهمّيتها، فالدول التي رفضت العقوبات لم تتمكّن من الإحتفاظ بمواقع شركاتها الكبرى في طهران فغادر معظمها. وإن جاءت قرارات الشركات الأوروبية الكبرى النفطية منها وتلك التي تتعاطى صناعة الطيران والنفط والصلب بالإنسحاب من السوق الإيراني فإنها أضعفت بالدرجة الأولى قرارات دولها. حتى إنّ هناك مَن يجزم بأنّ أكثر من مئة شركة روسية أقفلت أو ستقفل مكاتبها في طهران على رغم وقوف الرئيس الروسي وحكومته الى جانب الحكومة الإيرانية في رفضها العقوبات، لأنّ مصالحها عبر المصارف الأميركية أهم بكثير من كلفة الخروج من الأسواق الإيرانية.

ولمَن يمننون النفس بالإستثناءات الأميركية التي سمحت لمجموعة من الدول بشراء النفط الإيراني والتي اعتُبرت تراجعاً أميركياً عن تشدّدها في تطبيق العقوبات، فقد تجاهلوا عن قصد أو غير قصد أنّ إيران لن تستوفي مردوده المالي وسيذهب الى حسابات خاصة تخضع للعقوبات بطريقة استنسخت البرامج التي طُبِّقت ضد العراق ومنها برنامج «النفط مقابل الغذاء» الذي اعتُمد لسنوات. وعند السعي الى قراءة انعكاسات هذه المعادلات الإقليمية والدولية على الأزمة الحكومية في لبنان لا بدّ من التثبّت أولاً من مدى الترابط في ما بينها ومصير الحكومة العراقية التي تعيش المخاض --عينه. وإذا ثبت هذا الترابط بينهما تصبح أكثر واقعية ويمكن الأخذ بها جدّياً. فالجميع يدرك وجوه الشبه بين الأزمتين المتشابهتين، ولو في الشكل، فأبطالها في المواجهة هم أنفسهم تتقدّمهم طهران من جهة وواشنطن من جهة أخرى والخلاف قائم حول طريقة تطبيق العقوبات على إيران. ولذلك قد يصحّ الربط بين العقدة اللبنانية الأخيرة ونشوء عقدة وزيرَي الدفاع والداخلية العراقيّين التي كربجت مساعي التأليف في بغداد.

وعليه، وإن بقي الحريري صامداً امام العقدة الجديدة، فإنّ المخاطر تزداد في العراق من احتمال أن يعتذر نظيره العراقي قبل أن يكمل مهمته بتأليف الحكومة كاملة، والمؤشرات وإن بقيت متناقضة فهي ترجّح عدم قدرته على الصمود امام الطحشة الإيرانية فيها.

عند هذه القراءات لوجوه الشبه بين ما تعانيه بغداد وبيروت، يبدو الحديث عن احتمال فشل الوساطة اللبنانية التي يقودها رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل يتنامى. فالمحيطون بالمهمة ويراقبون مجرياتها نفوا بالأمس أن تكون هناك مبادرة متكاملة وأنّ باسيل ما زال في مرحلة تقصّي المواقف لتحديدها بسقفيها العالي والمخفوض لمعرفة ما يمكن اجتراحُه من خطوات قابلة للتطبيق. وهو في النتيجة يسعى الى التفاهم من اليوم على حجم التضامن الحكومي المطلوب من خلال حكومة متجانسة لا تسقط منذ المواجهة الأولى المحتملة بين اقطابها.

فالجميع يعرف أنّ المبادرة نُسجت في عين التينة بمقترحات الرئيس نبيه بري وجاءت مناشدة نائبه ايلي الفرزلي لباسيل من منبرها التدخّل لتسهيل المهمة التي اكتملت فصولُها بتفويض رئيس الجمهورية له بهذه العقدة. ولكنّ جولات باسيل لا توحي أن لديه حلّاً واضحاً ومتكملاً يمكن أن يقود الى النهاية فتوسيع لقاءاته في اتّجاه جنبلاط ودار الفتوى وبكركي لا معنى له. وإن شملت بكركي ومواقع أخرى سيظهر فقدانُها الحيويّة المطلوبة، فالمشكلة في اماكن ما زالت مقفلة على المخارج، وتحديداً بين «حزب الله» و»بيت الوسط» وبعبدا حيث لم يسجَّل ايّ استعداد لخرق ما. والأصعب أن يكون الحل في واشنطن وطهران، فعندها يمكن الإعتراف نهائياً بفقدان «الأدوية» اللبنانية «صلاحيّتها» وسيطول عندها الإنتظار الى ما شاء الله من دون تمكّن أيّ طرف من تحديد هويّات المتضرّرين لتبدأ رحلة البحث عن «أدوية خارجية» قد تكون أغلى ثمناً بكثير ممّا يتوقعه أحد.

 

المبادرة «الباسيلية»: «براءة الإنجاز».. لم تُكتب بعد 

كلير شكر-جريدة/الجمهورية/الجمعة 16 تشرين الثاني 2018

يواصل رئيس «التيار الوطني الحر» الوزير جبران باسيل جولته بين المقار ومراكز النفوذ السياسي، بعدما ضمّ النواب السنّة المستقلين إليها. فالتقى إلى لآن، وبنحوٍ منفصل، النائبين فيصل كرامي وعدنان طرابلسي.

جلّ طموحه، اختراق جدار الجمود الحديديّ بعدما بلغت سقوف المواقف حدودَها العليا. قالها الأمين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصر الله في وضوح لا لبس فيه: لا حكومة إذا لم يومئ نواب «الممانعة» السنّة رؤوسَهم تأييداً لمعادلتها. وردّ الرئيس المكلف سعد الحريري جازماً بعدما أقفل «صرّته»: لن «أُجلد» مرتين. فعلياً، اعترف الأخير أنّ تمثيل خصومه السنّة في الحكومة، «ثمن» عليه دفعه، أسوة بـ»الثمن» الذي دفعه بقبوله النسبية نظاماً لقانون الانتخابات، ولكن سها عن باله أنّ الأول هو ترجمة للثاني. وبالتالي إنّ أنكار هذا الواقع لن يغيّره. أما رئيس الجمهورية ميشال عون فنأى بحصته كما بحصة «التيار الوطني الحر» عن «ضريبة» قد يدفعاها في سبيل تأليف الحكومة، على قاعدة أنّ الأزمة في مكان آخر، وبالتالي حلّها في هذا المكان.

بعد تبليغ «بيت الوسط» رفض المسّ بـ»الكوتا الزرقاء»، لا تزال المواقف على حالها. تعاند الأطراف كافة التقدم خطوة إلى الأمام في انتظار «كلمةِ سرٍّ» ما قد تحرّك الجمود، ولو أنّ الجميع يعترفون بأنهم متساوون في «مأزوميّتهم»، كلّ لاعتبارات تخصّه.

فرئيس الجمهورية أطفأ الشمعة الثانية من عهده فيما حكومته المنتظرة «منذ سنتين» تواجه قدر «الفيتوات» المتبادلة. أما رئيس الحكومة فخياراته تكاد تكون محدودة. وافق على مضض على قانون انتخابي كان يعرف مسبقاً أنه سيكون بمثابة «مقص» يقتصّ من جناحيه، وها هي حكومة ترجمة نتائج الانتخابات تطالبه بـ»عصر» حصّته للتضحية بوزير سنيّ من خيار خصم.

أمّا الأزمة الاقتصادية التي تهدّد بقلب الطاولة رأساً على عقب، فتدقّ أبواب الجميع بلا استثناء.

وسط هذه الصورة القاتمة، قرّر باسيل أن يقرع الأجراس علّه يتمكن من هندسة حلّ يُدخله نادي «صانعي المعجزات اللبنانية»، بعدما بدت حلقة المعالجات مقفلة على حالها.

كان الاعتقاد سائداً أنّ رئيس «التيار الوطني الحر» يضع في جيبه مفتاح حلّ، أو أقله خريطة طريق مضمونة النتائج، قد تمكّنه من تجاوز العقبات وتسمح له بإكمال العقد الحكومي لتوقيع المراسيم. فتتيح له استطراداً تسجيل «براءة إنجاز» يبرّئه من التوصيف الذي يلاحقه بأنه أكثر السياسيين جذباً للخصومات. وإذ بالوقائع «تكذّب الغطاس». يقرّ المطّلعون على حركته أنّ «توقيت» الإنجاز ليس في متناوله. ويبدو أنّه لم يتمكن من انتزاع ضوء أخضر قد ينير دربه ويساعده على اختراق «المحظور». الحواجز الممانعة لتأليف الحكومة لا تزال على حالها.

أما مبادرته فتقوم على أساس ترميم، أو بالأحرى، ترتيب قنوات الاتصال والتواصل بين رئيس الحكومة والنواب السنّة المستقلين تمهيداً لتأسيس علاقة ثنائية من شأنها أن تساهم في تنظيم دينامية عمل الحكومة العتيدة. ويسأل المطّلعون: كيف يمكن هؤلاء النواب أن يكونوا ممثّلين في الحكومة إذا كانت مياه العلاقة مقطوعة مع رئيسها؟

لا بدّ أولاً من كسر هذا الحاجز، وهو ليس بحاجز رملي يمكن هدمه بسهولة. ما هو أهم من تمثيل هؤلاء النواب، كما يرى المطلعون، هو اعتراف رئيس تيار «المستقبل» بثنائية الحالة السنّية، أي وجود رأي سياسي آخر موازٍ لرأي «الحريرية السياسية» وحلفائها. قد لا تكون الأحجام متوازية لكن الاعتراف بالآخر، على حجمه وحضوره، أمر لا بدّ من حصوله بدفع من الفريقين، قبل التوصل إلى علاج للأزمة.

وفق المطّلعين، فإنّ تحقيق هذه الخطوة، يُعتبر عبوراً لنصف المسافة، لأنها تتيح للفريقين الجلوس والحوار والنقاش حول بقية النقاط العالقة: كيف يتمثل المستقلّون؟ مَن يمثّلهم؟ من بين النواب الستة أو من خارجهم...

وفق هذه القاعدة، يحاذر باسيل تقديم مبادرة معلّبة جامدة، وما يعرضه هو عبارة عن دينامية نقاش تذكّر مَن يلتقيهم أنّ المسؤولية جماعية ملقاة على عاتق الجميع بلا استثناء. صحيح أنّها تتضمّن بعض الأفكار والطروحات القابلة للتطوير والنقاش لكنها غير مبنيّة على سيناريو واحد كما يعتقد البعض. يؤكد المطلعون أنّ ما يقوله باسيل لمَن يلتقيهم هو تشديده على أنّ رئيس الجمهورية ليس مسؤولاً عن الأزمة ولا يتحمّل وحدُه وزرَ معالجتها لكي يقوم بتسمية الوزير السنّي المختلف عليه، من حصته. يقول هؤلاء إنّ المسألة مرتبطة بخلاف بين رئيس الحكومة والنواب السنّة ومعهم «حزب الله»، وبالتالي حلّها عند هؤلاء، ما يعني أنّ الرئيس ليس طرفاً فيها لكي يدفع «ثمن» دوائها. لا بل يختصر المطلعون لبَّ الأزمة بقول النواب السنّة إنهم يشكّلون خياراً سياسياً مستقلاً، عن رئيسَي الجمهورية والحكومة، وبالتالي لا يمكن أن يكونوا من الحصة الرئاسية انسجاماً مع موقفهم. لتأليف الحكومة ممرٌّ إلزاميٌّ وحيد: تخلّي الحريري عن مقعد إضافي!

 

من الأرشيف/حاجتنا الى الاستعمار

محمد علي مقلد/المدن/الأحد 06/10/2013

عنوان نافر في نظر البعض من دون شك . لكن!

لا يظنن أحد أنه استنتاج ناجم عن يأس أو إحباط. ولا هو شيء مما عبر عنه المتنبي في قوله:  كفى بد داء أن ترى الموت شافي وحسب المنايا أن يكن أمانيا

بل هو محصلة تمحيص وتدقيق وبحث ونقد ونقد ذاتي . ذلك أن سؤال النهضة ذاته الذي طرحه شكيب ارسلان ما زال يتكرر: لماذا تقدم الغرب وتخلف المسلمون ؟ ولأن المقارنة بين ما كانت عليه بلادنا مع الاستقلال وما آلت إليه بعده ، بين حكم شكري القوتلي وحكم بشار الأسد ، بين الملكية في العراق وجمهورية المحاصصة أيام المالكي ، بين حزب الوفد المصري ومحمد مرسي، بين أول المجالس النيابية اللبنانية المنتخبة بالاقتراع السري  وآخر مجلس منتخب بالاختيار المسبق، وممدّد له، الخ، هذه المقارنة تقول شيئا واحدا : القوى المحلية التي تنطحت للزعامة غير مؤهلة لقيادة بلدانها وإدخالها في حضارة العصر. أفلم يحن الوقت لننهض؟

جاء الاستعمار ليوقظنا فشتمناه وفضلنا عليه سباتنا العميق. فضلنا التمسك بعهد السلطنة والعودة بالبلاد إلى الوراء، إلى القبيلة والعشيرة والطائفة والبطون والأفخاذ وشرائع الغاب وعصر الولاية والإمارة والتشبيح والطفار، بل إلى "ما قبل العقل العربي" (محمد عابد الجابري). ألم يحن الوقت  لنخرج من مزاعم وأوهام دفعنا ثمنها غاليا من وحدة أوطاننا ورفاهية شعوبنا وتقدمها؟  أنظمة الحكم التي أورثنا إياها الاستعمار بنت دولا . جاءت الأصوليات فهدمتها وفككتها وأسست فيها لحروب أهلية مستديمة.

أنظمة الحكم تلك ، على علاتها ، كانت تحترم الاختلاف ، جاءت الأصوليات القومية والدينية واليسارية عن طريق الانقلابات فألغت كل احتمالات التنوع وقضت على الرأي الآخر بالقتل أو بالنفي أو بالسجن.

الدول السباقة إلى الدخول في النهضة والحداثة في عالمنا العربي هي تلك التي كانت سباقة إلى العلاقة مع الغرب الرأسمالي: مصر من أيام نابليون ولبنان من أيام الارساليات.والدول التي استلحقت نفسها وبنت نهضتها الجديدة هي تلك التي عززت علاقتها بدول الغرب المتقدمة المسماة استعمارية ، والأمثلة كثيرة. قارنوا بين قيادات الأمس وقيادات اليوم. لنقل، بين ما ورثناه وما صنعناه  بأيدينا. رحم الله الأوائل . مظاهرة صغيرة واحدة كانت كافية ليستقيل بشارة الخوري . بعد ستين عاما خرج الشعب اللبناني كله  إلى الشارع عام 2005 فما كان من قيادات آخر الزمن إلا أن وزعت ولاءاته على  القوى  الخارجية  بين عدو لسوريا ولسواها وصديق لها ولسواها ، وضاع الوطن ومعنى السيادة بين ساحتي الشهداء ورياض الصلح .

سر ضياع الأوطان يكمن في كونها بنيت على كره الأخر والحقد عليه ، قامت نكاية بالاستعمار ، لا من أجل سعادة المواطن ورفاهية المواطن وأمن المواطن، وعلمه وصحته، ولا للدخول إلى الحضارة من خلال الدولة الحديثة . خمسماية عام من الحكم التركي لبلاد العرب ، ولم تخطر فكرة الاستقلال على بال أحد. فجأة صارت مطلبا حين جاء الغرب الرأسمالي لينشلنا من تخلف دام أكثر من ألفية من الزمن . أقل من ثلاثين عاما من الانتداب الفرنسي ، وثلاثون عاما من الانتداب السوري على لبنان! الأول استعمرنا وبنى وطنا والثاني  استحمرنا و دمّره. قال لي صديقي ، السبيل الوحيد لإخراج بلادنا من مآزقها يتمثل في عودة الاستعمار. فاجأني قوله في البداية مثلما يفاجئ قولي اليوم كثيرين. لكن مراجعة عابرة للتاريخ تؤكد أن للمرحلة القومية الغربية مأثرتين على الأقل: بناء الدولة الأمة وتنحية المؤسسات الدينية عن مركز القرار السياسي ، لكن من مآسيها ،  للأسف ، أنها تسببت بأكبر حربين عالميتين في تاريخ البشرية . أما في عالمنا العربي فقد خلت المرحلة القومية من أية مأثرة . ضاعت فلسطين وتفككت الأوطان واستنبت الحكام استبدادا أين منه نسخته في القرون الوسطى ، وخاض الحكام ضد شعوبهم أكثر الحروب ضراوة بتعاون كامل وشراكة مموهة مع المؤسسة الدينية .

الولايات المتحدة الأميركية هي الدولة الأولى في العالم التي خاضت حرب التحرر من الاستعمار الانكليزي وأعلنت وثيقة حقوق الانسان ( فعلت ذلك طبعا بعد القضاء على سكان البلاد الأصليين). إسبانيا، بلجيكا، هولندا، البرتغال هي التي دشنت، لا أميركا، عهد التوسع الاستعماري في القرن السادس عشر ، ووظفت مغامرة كريستوف كولومبس لتغيير وجه العالم. مع ذلك، أميركا، الأولى في مضمار التقدم الحالي، هي عدو اليوم، بينما الدول التي كانت رائدة التقدم في حينه، والسباقة إلى افتتاح مرحلة الاستعمار كانت البارحة عدوا للسلطنة.  ليس عداء للاستعمار إذن، بل عداء للتقدم . السلطنة قاومت التحديث في حينه حتى لا يطال بنية السلطة ونظام الحكم، وأورثتنا مضمون هذا العداء، بل  أن الحركة القومية واليسارية والدينية ، ومن غير مبالغة ، لم ترث منها غير ذلك.

الاستعمار فتح المدارس ونحن أغلقناها . الاستعمار مد سكة الحديد ونحن فككناها . شقت المرأة درب التحرر من مصر ولبنان وتونس ، فأعادتها الأصوليات الدينية إلى الحجاب والبرقع . استلمنا من الاستعمار أوطانا بدساتير وقوانين، فجعلناها دويلات وإمارات وعلقنا الدساتير وانتهكنا القوانين، وأعلنا الأحكام العرفية وأنظمة الشريعة ، ولا شريعة ولا مشرعين .

يحق للجزائر ودول المغرب العربي أن تتحدث عن معاناتها ، لأنها ذهبت ضحية صراع دام على النفوذ بين تركيا والغرب الرأسمالي الصاعد ، في إطار حرب السيطرة على البحر الأبيض المتوسط ومحيطه ، لكن ذلك لا يفسر المواقف الراهنة من استعمار قديم ، بل يشي بجهل كامل للمتغيرات الجذرية التي شهدتها البشرية في مرحلة الحضارة الرأسمالية. أنظمتنا الراهنة تحارب استعمارا لم يعد موجودا . تهرب إلى محاربته لإنها تخفي عجزها عن مواجهة الأسئلة الصعبة التي طرحتها الحضارة الحديثة:

هل جاء الاستعمار إلينا بحضارة  أم هو احتلال فحسب؟ أليس كل احتلال استعمارا؟ سيطرة تركيا على العالم العربي قرونا خمسة هل هي احتلال واستعمار ؟ الاجتياح العربي لبلاد فارس قديما ، هل هو احتلال أم غزو أم فتح مبين ، وهل تمدد الدولة الأموية في شبه جزيرة إيبيريا والاندلس احتلال أم استعمار أم تبشير؟  ما معنى الوطن ، وهل كان للأوطان وجود قبل الاستعمار؟ الاستعمار شكل تعبر فيه  الرأسمالية عن ميلها إلى التوسع الأفقي والعمودي (ماركس) . وهي لا تقوم بغير ذلك . فما موقف المناضلين ضد الاستعمار من كل المشروع الرأسمالي الذي يقدم نفسه للبشرية بعجره وبجره؟ حين تتوصل أنظمة التخلف أو بدائلها الأصولية إلى صياغة أجوبة صحيحة على هذه الأسئلة نكون قد وضعنا قطار أوطاننا على سكة التقدم . كفى متاجرة بالشعارات الطنانة الفارغة المحتوى . كفى حربا معلنة ضد الاستعمار مقرونة بطلب مضمر وملح سعيا إلى اللجوء إليه ورغبة بالحصول على جوازات سفرها.  جذور مشاكلنا وأزماتنا راسخة في بنية تخلفنا المحلي ، وليست أنظمة الاستبداد القومي والديني واليساري إلا عينة من هذا التخلف، ربما كانت الأبشع.

 

الحريري والغضب الساطع للأمين العام!

رضوان السيد/الشرق الأوسط/16 تشرين الثاني/18

ما ترك الأمين العام لـ«حزب الله» في كلمته يوم 10-11 أحداً من الفرقاء السياسيين والزعماء الدينيين في لبنان إلاّ وأظهر غضبه عليه وقرفه منه واستخفافه به. بل إنه أضاف لذلك تذكيره لهم جميعاً بالماضي القريب، حيث حوَّلهم إلى فريقين: شهداء أو خاضعين. وكان السبب الظاهر لذلك الغضب الساطع إباءهم جميعاً تقريباً (دعماً لرئيس الحكومة المكلَّف سعد الحريري) مطلب الحزب توزير واحدٍ من حلفائه السُّنة في الحكومة التي يحاول الحريري تشكيلها منذ قرابة الأشهر الستة. وكان منطق الأمين العام، أنه ما دامت عُقدة جنبلاط قد أخّرت تشكيل الحكومة أربعة أشهر، وعُقد جعجع قد أخّرت تشكيل الحكومة خمسة أشهر، فلا حرج إذا لم تتشكل الحكومة (بسبب عُقدته هو) عاماً أو ألف عام! ولماذا؟ لأنه وفيٌّ لحلفائه! وكانت وجهة نظري ووجهة نظر العديد من المراقبين أنّ نصر الله لا يريد حكومة في لبنان الآن إلاّ إذا استوفت كلَّ شروطه ومعاييره (والتي ليس منها بالضرورة توزير واحدٍ من حلفائه!)، وأهمها عدم الخضوع للعقوبات الأميركية على إيران، وعلى الحزب (وقد انضمّ ابن نصر الله يوم الثلاثاء 13-11 إلى قائمة المعاقَبين)، ولبنان لا يستطيع ذلك بالفعل. فقد أعلن القطاع المصرفي اللبناني عن التزام العقوبات، بل وأعلن مطار رفيق الحريري ببيروت عن عدم تزويد الطائرات الإيرانية بالوقود. وإذا صحَّ أنّ الحكومة التي يُرادُ تشكيلُها سيكون وزير الصحة فيها من الحزب؛ فإنّ المساعدات الأميركية لوزارات الخدمات، وللجيش، ستتعرض لمخاطر المقاطعة والانقطاع، كما هدَّد مسؤولون أميركيون في عدة مناسبات.

لقد شعر جميع المسؤولين الذين تعرضوا للمهانة من الأمين العام للحزب بالانزعاج والخوف، لكنهم اعتذروا بأعذارٍ مختلفة، مثل الانهيار الاقتصادي، ومثل الفوضى، ومثل تحطُّم الطائف والدستور إذا لم تتشكل الحكومة. لكنّ نائباً عونياً كانت عنده خشية مختلفة، إذ قال: «هذا هو الأسد إذا زأَر، فكيف به إذا هجم»!

ويوم الثلاثاء 13-11، خرج رئيس الوزراء المكلَّف سعد الحريري عن صمته، وقال في مؤتمرٍ صحافي إنه بَي (أبو) السنة، رغم أنّ تيار المستقبل الذي يتزعمه عابرٌ للطوائف. وإنه منذ اللحظة الأُولى، وعندما فوتح بشأن توزير نائب من سُنة الثامن من آذار؛ فإنه رفض ذلك رفضاً قاطعاً، لأنهم لا يشكلون كتلة، بل هم ينتمون إلى ثلاث كُتَل ممثَّلة في الحكومة: كتلة «أمل»، وكتلة «حزب الله»، وكتلة سليمان فرنجية، فلا حاجة إلى تمثيلهم من جديد. وفي حين احتكر الحزب وحركة «أمل» تمثيل الشيعة؛ فإنه ما عاد من حقهم أن يفرضوا تمثيل أحد من الطوائف الأُخرى. وللتدليل على أنه ليس مثلهم، أي احتكاري؛ فإنه عرض على الرئيس ميقاتي أن يرشّح أحداً لتمثيله، لأنّ عنده كتلة. وردَّ الرئيس الحريري على اتهامات الأمين العام للحزب بالتجييش الطائفي، والفتنة. وقال إنه تعب من المطالبات بالتنازُل المتكرر باعتباره «أمَّ الصبي»، وإنه سئم من لعب هذا الدور وهو وحده من دون الآخرين. وعندما سُئل عن الأبعاد الإقليمية الممكنة لتعطيل تشكيل الحكومة، نفى ذلك، وقال إنه عند كلّ عُقدة سابقة كان هناك سبب محدد ومحلّي، ولذلك فهو لا يعرف النيات، والظاهر هذا المطلب المحلي المحدد: توزير نائب سُني من حلفاء الحزب. لقد وافق على قانون الانتخابات، وكان يعرف أنه سيخسر، وخسر عدة نوابٍ بالفعل، وهو لا يريد أن يدفع الفاتورة مرتين. لقد نصَّ الدستور على أنّ الرئيس المكلَّف يتعاون مع رئيس الجمهورية في تشكيل الحكومة، وليس هناك طرفٌ ثالثٌ من حقه المشاركة في ذلك، حسب الدستور.

وظلَّ الرئيس الحريري في مؤتمره الصحافي شديد الالتزام بسقف التسوية التي تشكلت على أساسها حكومة العهد الأُولى. ولذلك فقد اعتبر أن الأمين العام للحزب ما اعتدى على صلاحياته فقط بل على صلاحيات رئيس الجمهورية.

كيف يمكن فهم الوضع الآن في لبنان بعد خطاب الأمين العام للحزب، والمؤتمر الصحافي لرئيس الحكومة المكلَّف؟ الذي يبدو أنّ أُفُق التشكيل انسدّ أو صار أكثر انسداداً. والوضع النفسي أو المعنوي للطائفة السُّنية تحسّن أو ارتفع، لأنهم رأوا زعيمهم يعتبر نفسه حامياً لمصالحهم، كما رفض طلباً لـ«حزب الله»، لا يراه هو ولا هُمْ مشروعاً. لكنّ سائر اللبنانيين ازدادوا تشاؤماً بشأن الوضع الاقتصادي والمعيشي والمالي - المصرفي في ظلّ غياب حكومة فاعلة. على أنّ قسماً من العونيين يتساءلون عن جدوى هذه الخصومة الآن والتي تجلب أضراراً كبرى على البلاد، بينما لا يبدو توزير أحدٍ أو عدم توزيره أمراً يجوز من أجله ألا تتشكَّلَ الحكومة. وكما قال نائب عوني آخر فإنّ من يشرب البحر، لماذا يغصُّ بالساقية؟

لقد قدمت التسوية التي قادها الرئيس الحريري منذ عامين، خدماتٍ كبرى للحزب ولرئيس الجمهورية. فبعد انتخاب الرئيس بمبادرة من الحريري، جرى تشكيل حكومة للحزب وللرئيس الأكثرية فيها. ثم جرى تشريع قانون الانتخاب الذي تسبب في خسارة الحريري أكثر من عشرة نواب. وبضغوط الأمين العام للحزب ورئيس الجمهورية جرى تفويت الفرصة في «حرب الجرود» على الجيش أن يكون قوة مقاتلة للدفاع عن لبنان ضد الإرهاب، واستطراداً أن يكونَ هناك أملٌ في الاستغناء في المستقبل عن دعوى الحزب أنه الحامي للبنان. وما استطاعت حكومة الوفاق الوطني أن تمنع الحزب -بداعي تطبيق النأي بالنفس - من المشاركة أو استمرارها في الحرب السورية. وقد اشتكى السُّنة كثيراً من اعتداء رئيس الجمهورية وأنصاره على مناصبهم أو حصتهم في وظائف الدولة دون أن يتذمر رئيس الحكومة، كما تنمر الآن ضد الحزب. وفي عهد الرئيس القوي وحكومة الحريري ازدادت سيطرة الحزب في المطار والمرفأ والجيش وسائر المؤسسات. وما فوَّت رئيس الجمهورية، ولا رئيس الحكومة مناسبة إلاّ ودافعا فيها عن الحزب بالزعم المستمر أنه «لا يستخدم سلاحه في الداخل». بل إنّ رئيس الجمهورية قال عدة مراتٍ إنّ لبنان يحتاج إلى سلاح الحزب لأنّ الجيش ضعيف. وهناك شكوى مستمرة تزايدات في السنتين الأخيرتين من أنّ لبنان (عبر الحزب) لا يلتزم بالقرار الدولي رقم 1701 بشأن جنوب لبنان. وقبل أيام، وعندما كان الأمين العام للأُمم المتحدة يقدم تقريراً لمجلس الأمن عن إنفاذ القرار رقم 1559 (منع السلاح بالداخل اللبناني إلاّ للجيش والقوى الأمنية) ذكر أنّ «حزب الله» بسلاحه وتهديداته بصواريخه إسرائيل، يمكن أن يجرَّ لبنان إلى الحرب.

إنّ ما أقصده من وراء التعديد لبنود التغول من جانب الحزب على لبنان وأمنه وسيادته وحياة الناس وتطبيق القوانين فيه، ليس من غرضه التشنيع على الأمين العام للحزب الذي يتحدث عن الوفاء لكرامي أو مراد؛ دون أن يفكّر بالوفاء أو العرفان بالجميل للرجل أو الرجلين اللذين خدماه كثيراً في السنتين الماضيتين. فهذا هو المنتظر من زعيم ميليشيا مسلحة صارت تزعم أنها جزءٌ من المعادلة الإقليمية (وصدّق دعواها رئيس الجمهورية عندما قال إن سلاح الحزب لن يُنزع إلاّ بعد انتهاء أزمة الشرق الأوسط!). وحتى عندما كان الأمين العام للحزب يتوعد الحريري بالويل والثبور، كان يطوف على الأزمات العربية التي يعتبرها انتصارات من غزة إلى اليمن وإلى البحرين وسوريا، إلخ... إنما القصد أنه بعد هذا التاريخ الطويل من الانصياع من جانب رائدَي التسوية، ما القدرات الباقية التي تمكّن من الصمود حتى من وراء مثل رفض توزير هذا أو ذاك؟!

إنّ الذي أراه أنّ الحكومة لن تتشكل إلاّ إذا بدأت المفاوضات السرية بين الولايات المتحدة وإسرائيل من جهة، وإيران من جهة ثانية، أو سقطت الحديدة في أيدي الحكومة اليمنية الشرعية، أو رضي عنّا بشار الأسد، أو أسعفت سعداً الحكمة المشهودة والمعروفة عن رئيس الجمهورية!

 

«حزب الله» يقلب الطاولة في لحظة الحقيقة: أين الحلفاء؟

رلى موفّق/اللواء/16 تشرين الثاني/18       

بانتظار نتائج القنوات الخلفية للتفاوض بين الولايات المتحدة وإيران حول نفوذ الأخيرة وصواريخها

النواب السنّة من 8 آذار  «سرايا مقاومة سياسية» مناوئة للحريرية السياسية والمخرج المطروح يحقق أكثر من هدف

ليس سهلاً على «حزب الله» أن يرى نفسه وحيداً في الداخل عند كل محطة مفصلية له. يظن أنه نجح في نسج حلفاء أقوياء معه في خياراته الاستراتيجية ومشروعه السياسي، ويظن أنه دجّن الخصوم، فإذا به يصطدم بواقع مُغاير، وكأن الزمن يُعيد نفسه لما كان مشابهاً في حقبة الوصاية السورية. هذا يُفسّر في جانب كبير منه خروج الأمين العام لـ«حزب الله» عن طوره في إطلالته الأخيرة، حيث توجّه إلى الجميع ليس فقط بلغة استعلائية وفوقية بل ترهيبية، حين خاطبهم بصيغة الأمر: «اسمعو يا لبنانيين، ويا رؤساء ووزراء وبطاركة ومفتين ومشايخ ومطارنة...»، بمعنى أنه لم يُبقِ أحداً خارج دائرة المخاطبة. شمل كلام الترهيب والتهديد الجميع. أولئك الذين تجرّأوا على قول كلام كبير، مثل مجلس المفتين برئاسة مفتي الجمهورية، الذي تحدث عن «أيادٍ خبيثة تحاول عرقلة جهود الرئيس المُكلف لابتزازه سياسياً»، أو كلام البطريرك الماروني مِن أمام قصر بعبدا بأن «الكل يعرف مَن هو المُعطل، ورئيس الجمهورية لن يَقبَل بتعثر مسيرة الحكومة، وعلينا أن ندعمه والرئيس المُكلّف».

ومع مواقف المرجعيتين الدينيتين، السنية والمارونية، كان هناك الكلام الواضح والجليّ لرئيس الجمهورية خلال حديثه التلفزيوني - وهو الحليف الاستراتيجي المُفترَض لـ«حزب الله» - الذي أشار فيه إلى أن «النواب السنّة الستة أفراد وينتمون إلى كتل أخرى وليسوا كتلة واحدة تنطبق عليها معايير التأليف»، في رسالة مباشرة  ومُحرجة لـ«سيّد حارة حريك». وتصاعَدَ موقف الرئيس المُكلّف من أنه لا يقبل بتوزير سنيّ من «8 آذار» من حصته، إلى أنه لا يقبل أن يُوقّع مرسوماً فيه وزير سني يُمثل «8 آذار»، في خطوة أراد منها أن يدعم رئيس الجمهورية الذي يرفض مبدأ «الوزير الملك» أو «الوزير الوديعة» ضمن حصته التي ظن أنه حصل بموجبها على «الثلث المعطل» قبل بروز عقدة سنّة «8 آذار».

ولم ينزل كلام الزعيم الدرزي وليد جنبلاط برداً وسلاماً على نصرالله الذي يُدرك أن الرجل أوّل من يلتقط الإشارات عند التحوّلات الكبرى، ولا يستسيغ «حزب الله» التصويب المباشر عليه وعلى إيران عموماً، فكيف إذا جاء في لحظة المواجهة المفتوحة على مصراعيها مع أميركا؟

في المحصلة، ذهب نصرالله إلى «قلب الطاولة» على الجميع. في لحظة الحقيقة، وجد أن لا حلفاء حقيقيين له ولمشروعه على المستوى الاستراتيجي. لن تتبارى القوى السياسية، خارج عباءته، في إعلان دعمها لطهران، ولن تذهب إلى رفع لواء مواجهة الولايات المتحدة كرمى لعيون إيران. والقبول بتسلّم «حزب الله» حقيبة الصحة والذي سيُعرّض هذه الوزارة لعقوبات له اعتباراته الداخلية، وإذا كان الرئيس المُكلّف تعامل مع الموضوع على قاعدة «فليتحمّل الحزب التداعيات»، فإن تلك «القاعدة» لا يمكن لها أن تنسحب على ملفات أخرى.

يقول لصيقون بـ«حزب الله» أن خطاب نصرالله محطة فاصلة، وما بعده ليس كما قبله. أرسل الرسالة في الاتجاهات المتعددة داخلياً. يُريد من الآخرين أن يتعاملوا مع سنة «8 آذار» باحترام، فهؤلاء «سرايا مقاومة سياسية»، مكمّلة لـ«سرايا المقاومة العسكرية»، من الحلفاء الخالصين لإيران ونظام الأسد ولا يشبهون النسيج السياسي والاجتماعي للطيف السنيّ في لبنان. وإذا كان من هدف لقانون الانتخاب النسبي الذي فرضه «الحزب»، فهو إيصال هؤلاء إلى البرلمان، وبالتالي فإن استكمال العملية يكون بحجز مقعد لهم في السلطة التنفيذية أيضاً. في النتائج، حين تحين ساعة الإفراج عن الحكومة، سيحقق نصرالله ما يريده داخلياً. هي لعبة «البلياردو» التي ستقود، أولاً، إلى الاعتراف بهؤلاء  كحالة سياسية مناوئة للحريرية السياسية، وستقود ثانياً إلى تمثيلهم بطريقة أو أخرى، ذلك أن رسالة نصرالله المضادة لرسالة عون وصلت، وفهمها رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل الذي حوّل تعبير عقدة سنية - شيعية إلى عقدة وطنية، وتقدّم الصف الأمامي في البحث عن حل. وإعلان الحريري أنه قدّم أقصى ما عنده ولن يكون بمقدوره التنازل من حصته السنية، سيجعل المخارج ضيّقة ومحصورة بأن يكون الوزير من حصة رئيس الجمهورية، الأمر الذي سيقود، ثالثاً، إلى ضمان عدم وجود «ثلث معطل» لدى فريق سياسي واحد.

على أن كلام نصرالله لم يكن موجهاً للداخل اللبناني وحده، لا بل إن المستهدف منه هو «الخارج» الذي يخوض ومحوره المواجهة معه، حيث لا بد من استخدام كل الأوراق المتاحة. والإفراج عن تأليف الحكومة هو إحدى الأوراق. ففي نظر القريبين من «الحزب» أن وقائع الإقليم والمنطقة اليوم مختلفة تماماً عمّا كانت عليه عشية التكليف. واليوم ثمّة وقائع حاكمة تتمثل بالاندفاعة الأميركية حيال إيران وأذرعها العسكرية، والتي تسير في منحى تصاعدي بشكل متسارع ومرشحة لمزيد من التوسّع على مستوى العقوبات الأميركية، وعلى مستوى محاولات محاصرة نفوذها واستبعادها حيث أمكن في إطار الحلول السياسية، سواء في العراق أو سوريا، أو على مستوى إضعاف حلفائها عسكرياً، كما هو جارٍ في اليمن، ذلك أن معركة استعادة الحديدة وحتى صنعاء من الحوثيين لا تعوقها القدرة العسكرية للتحالف بل القرار السياسي الدولي. وإذا كانت القنوات الخلفية للتفاوض بين إيران والولايات المتحدة مفتوحة مباشرة أو بالواسطة، فإن العنوان الرئيسي الذي يفرض نفسه بقوة على الطاولة لا يتناول الاتفاق النووي الإيراني بحلته الجديدة بقدر ما يتناول نفوذ إيران وأذرعها العسكرية والصواريخ البعيدة المدى التي تحولت مشكلة لحلفاء أميركا في الخليج كما لإسرائيل. ومن هنا يتوقع أن تشهد قنوات التفاوض، التي تكتسب طابعاً تقنياً وعسكرياً، أشهراً عدّة من شدّ الحبال قبل أن ترشح أي نتائج يمكن معها أن تنتقل إلى المستوى السياسي، ومعها سيمارس كل طرف ما لديه من أوراق قوة سواء في الفعل أو في ردات الفعل!.

 

لبنان و'الحكومة الشمشونية'

 فارس خشّان/الحرة/16 تشرين الثاني/18

ثمة في لبنان من يعتقد بأن المصلحة الوطنية العليا تستدعي في هذه المرحلة عدم تأليف الحكومة. إنّه رأي تسمعه من شخصيات لا تجمع بينها سوى التجربة السياسية الممتدة على عقود عدة.

طبعا، يخرج هذا الرأي عن المألوف؛ فعموم اللبنانيين، يتقدمهم كبار السياسيين، يعلنون أن الإسراع في تأليف الحكومة المعرقلة منذ ما يقارب الأشهر الستة، حاجة وطنية كبرى من أجل التصدي للأوضاع الاقتصادية والمالية والاجتماعية الخطرة.

كيف كوّنت هذه الشخصيات رأيها؟

هي تبدأ بالإعراب عن اعتقادها بأن الإقليم دخل، مرة جديدة، في مرحلة مواجهة حامية، ولبنان، بفعل وجود "حزب الله"، هو جزء لا يتجزأ من هذه المواجهة. وتفيد بأن لبنان عاجز عن تحييد نفسه عن الصراع المحتدم، لأن "حزب الله" هو هدف من الأهداف المعلنة. "حزب الله"، وحتى إشعار آخر، لن يرضى بحكومة محيّدة عن الصراع المحتدم الذي دخل فيه وترى أن الحكومة الجديدة لن تستطيع لعب أدوار إيجابية مطلوبة في ظل هذا الصراع، لأن دور في الحكومة الجديدة "حزب الله" سيتقدم نوعيا بدل أن يتراجع، بدليل نيته الحصول على وزارة الصحة التي لها علاقة مالية قوية مع الصناديق والمؤسسات الدولية المانحة. وتشير هذه الشخصيات إلى أن حكومة بالمواصفات التي ترضي "حزب الله" هي حكومة قد تجعل لبنان كله يدفع ثمن العقوبات التي ستتوسع دائرتها ووطأتها على الحزب كما على حاضنته الإقليمية، إيران. وجاء خطاب الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصرالله الأخير ليعزز رأي هذه الشخصيات التي لم تتوقف، كما فعل الكثيرون، عند نبرة التحدي الداخلية لجهة محاولة فرض تمثيل ستة نواب موالين له بالحكومة، بل عند كلامه الدفاعي عن "صواريخ المقاومة".

وفي هذا الصدد قال نصرالله: "لو اضطررنا أن نبيع بيوتنا لنحافظ على هذه القدرات الصاروخية سنفعل ذلك، أما التهديد والتهويل والتخويف، فهذا لن يقدم أو يؤخر شيئا". وفي ترجمة هذه الشخصيات لكلام نصرالله فهو لا يعني اضطراره أن يبيع منازل قيادات الحزب وأنصاره، فحسب بل جميع اللبنانيين إلى أي حزب أو جهة انتموا. وتسند هذه الشخصيات بترجمتها لكلام نصرالله إلى أن موقفه هذا يأتي غداة إبلاغ باريس لبيروت رسالة إسرائيلية واضحة مفادها بأن مرافئ لبنان ومرافقه ستتعرض لعمليات عسكرية في حال لم يفكك "حزب الله" مصانع صناعة صواريخ دقيقة وأن تل أبيب لن تفرق بين الحزب من جهة والدولة اللبنانية من جهة أخرى، لأن "الكيانين" يحكمان لبنان بالتشارك والتعاون.

وتتابع هذه الشخصيات قراءة "الشق المهمل" من كلام نصرالله وتتوقف عند قوله: "بعد أن تتشكل الحكومة نتكلم في ما إذا كانت ستنقذ الوضع الاقتصادي والمالي أم لا، ونتكلم في ما إذا كنا ذاهبين إلى حكومة إنقاذ أم أنه توجد مشاريع نهب جديدة في البلد؟".

في ضوء العقوبات الموسعة التي تفرض عليه يحاول "حزب الله" أن يفرض على لبنان "اقتصاد الحرب" بدل "اقتصاد الاستثمار" وفي ترجمتها لهذا الكلام فإن "حزب الله" لم يتعاط يوما مع وعود مؤتمر "سيدر" الذي انعقد في باريس إلا بسلبية "حذرة"، وهو في ضوء العقوبات الموسعة التي تفرض عليه ـ وسوف تتوسع لاحقا ـ يحاول أن يفرض على لبنان "اقتصاد الحرب" بدل "اقتصاد الاستثمار"، فالنوع الأول يصلح للمواجهة والنوع الثاني يصلح للسلام، وهو في زمن الصراع المحتدم، أي يريد معادلات تصلح لـ"هانوي" وليس لـ" هونغ كونغ".

بناء عليه، فإن الحكومة الجديدة يتنازعها تياران: الأول؛ ويريد "اقتصاد الاستثمار"، ويمثله الرئيس سعد الحريري ويبدو أنه يحظى بدعم رئيس الجمهورية ميشال عون. والثاني؛ وهو يريد "اقتصاد الحرب" ويقوده "حزب الله" المستقوي على الجميع بـ"دويلة" محصنة بالمال الإيراني والعسكر وجهاز أمن وعقيدة طائفية وقدرة تمثيلية. ويملك التياران، في حال استقرت العملية على اللعبة السياسية، قدرات متوازنة. فالتيار الأول عاجز عن تأليف حكومة من دون "حزب الله" فيما التيار الثاني لا مصلحة له في تأليف حكومة ينقصها غطاء سعد الحريري الذي ثبت أن رمزيته تنمو كلما تلمّس اللبنانيون وقوفه جديا في وجه ما يحاول الحزب فرضه فرضا. ومن الواضح أن "حزب الله"، وحتى إشعار آخر، لن يرضى بحكومة محيّدة عن الصراع المحتدم الذي دخل فيه، كما أن الحريري لن يقبل بحكومة "شمشونية".

ومن دون أخذ أي طرف في لبنان أي موقف إيجابي من رأي الشخصيات التي تدعو الى إرجاء تأليف الحكومة، فإن الوقائع فرضت ذلك.

 

مصالحة بكركي التاريخية

الهام فريحة/الأنوار/15 تشرين الثاني/18

تحققت المصالحة بين رئيس تيار المردة النائب السابق والوزير السابق سليمان فرنجيه، ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع برعاية البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الذي تلا فيها المزمور 133 الذي يقول: "ما أطيب وما أجمل ان يجلس الأخوة معاً".

كثيرة هي التسميات التي أعطيت للمصالحة: منهم من قال إنها بين القوات اللبنانية والمردة، ومنهم من قال إنها بين موارنة الشمال وموارنة جبل لبنان ومنهم من قال انها بين المسيحيين، لكن بصرف النظر عن التسميات فإن الواقعية تستلزم القول ان المصالحة تحققت وهذا هو المهم.

الطريق الى المصالحة مرَّت بما يمكن تسميته "طلعات ونزلات"، وكان ذلك منذ العام 2014، عن جانب المردة كان هناك الوزير السابق يوسف سعادة، وعن القوات اللبنانية مدير مكتب جعجع، طوني الشدياق.

قبل ذلك كانت هناك مرحلة رئاسية بامتياز: الدكتور سمير جعجع أعلن ترشحه للانتخابات الرئاسية. العماد ميشال عون مرشح في الأساس. بعد طول فراغ وعشرات جلسات انتخاب رئيس، أقدم الرئيس سعد الحريري على خطوة من شأنها كسر الجليد الرئاسي، فتبنى ترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجيه.  هنا اعتبر الدكتور سمير جعجع ان الرئيس الحريري قام بعملية التفاف عليه فسرَّع في التفاهم مع العماد ميشال عون وكان تفاهم معراب الذي ساهم مع غيره من العوامل في إيصال العماد ميشال عون الى رئاسة الجمهورية.

اليوم، وبعد سنتين على العهد، تبدو الخارطة السياسية على الشكل التالي:

قطيعة بين بعبدا والتيار من جهة، وبين تيار المردة.

برودة وجفاء بين القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر.

ساهم هذا الواقع في تعجيل التقارب بين المردة والقوات، فكانت المصالحة. لكن، بلغة الواقع، أين يمكن "صرف" هذه المصالحة في السياسة؟

في السياق التاريخي، هي مصالحة تاريخية، لكن في سياق اليوميات السياسية، فإن هذه المصالحة لا تخرج عن مسار التكتيك، وهي لا تقدّم أو تؤخر في المسار اليومي العام. فالرئيس المكلف سعد الحريري تبدو مصالحه السياسية اليوم مع الرئيس ميشال عون ومع رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، فهو في تسوية رئاسية معهما، وهذه التسوية هي الأولوية بالنسبة اليه قبل أي شيء آخر. بعد انتهاء مراسم المصالحة في بكركي، ومغادرة الجميع، وقرابة السادسة مساء، عرَّج رئيس تيار المردة الوزير السابق سليمان فرنجيه والنائب طوني فرنجيه والنائب فريد الخازن والأب اسطفان فرنجيه، إلى دارة الاعلامي مرسال غانم في حارة صخر التي لا تبعد سوى دقائق عن بكركي. وكان في استقبالهم الاستاذ مرسال وشقيقه المحلل الخبير والمرموق الأستاذ جورج غانم. وبعد الترحيب الحار والتهنئة بالمصالحة الكبيرة، كان التداول والنقاش من وحي المناسبة التي فرضت نفسها، وكانت عملية تقييم لما جرى انطلاقاً من تفاصيل المعطيات وأجواء بكركي. اللقاء وصف بالعائلي، النائب طوني فرنجيه بدا متأثراً جداً بجو اللقاء الوجداني، لكن ماذا عن التقويم بعد اللقاء؟ السؤال الأول الذي يتبادر الى الذهن هو: مَن هو عراب المصالحة؟ وكيف يمكن ان تترجم في السياسة؟ ليس هناك عراب بالمعنى الضيق للكلمة بل يمكن اعتبار ان إضفاء جو المصالحة على المسيحيين من شأنه أن يريح الشمال بشكل عام وزغرتا وبشري بشكل خاص. لكن بالتأكيد، وعلى رغم الطابع التكتيكي للمصالحة، فإن ما بعدها لن يكون كما قبلها، لكن على الجميع انتظار الاستحقاقات النيابية والرئاسية المقبلة لمعرفة كيف سيكون اتجاه الرياح.

 

في المصالحة

علي نون/المستقبل/16 تشرين الثاني/18

حديث المصالحة بين سمير جعجع وسليمان فرنجية و«القوات اللبنانية» وتيار «المردة» وزغرتا - إهدن وبشرّي ولّاد إيجابيات ومعنويات عالية كثيرة ومرموقة في زمن «أهلي» صعب، ووطني خطير قياساً إلى أحوال الدولة والخزينة العامة والاقتصاد والخدمات وشؤون التشكيل الحكومي وما استجد عليه بفعل اكتشاف مفردة «الوفاء» من قبل «حزب الله». وكل مصالحة أهلية جيدة ومنعشة مبدئياً وقبل التفاصيل. وفيها ترداد صدى لمبدأ التسوية الخلاّب الذي لا يستقيم مبنى الأهل من دون الأخذ به باعتبار أن المعطى هنا رديف للديمومة والبقاء واحترام الآخر وحق الاختلاف. مثلما هو رديف حتمي لتسيير الاجتماع والدولة وشؤونها ومؤسساتها، وتدعيم مفردة العيش المشترك التي يحب اللبنانيون تكرارها برغم كثرة التفلّت والانزياح عنها! لم ينقص شيء من الوزير سليمان فرنجية. وكذا الحال بالنسبة إلى سمير جعجع. ولم يجرِ الخلط بين الشأن الوجداني الأكيد وبين الاختلاف السياسي على عناوين عامة تهمّ كل اللبنانيين في واقع الحال، ولم يخفِ أو ينكر الطرفان بقاء كلّ منهما حيث هو لجهة القناعات والخيارات والرؤى... وهذا تماماً ما يعطي المصالحة الراهنة فرادتها وطابع الديمومة والجدّية وصدق النيّات إزاءها.

والواقع أن زغرتا خصوصاً ومحيطها عموماً سبق أن عَبَرا هذا الدرب على نطاق أوسع وأشمل وأصعب عندما تمكّن الرئيس الراحل سليمان فرنجية من جهة وأقطاب طرابلس وفي مقدمهم الرئيس الراحل رشيد كرامي من جهة ثانية، من اجتراح معجزة صغيرة جغرافياً وكبيرة وطنياً تمثّلت بإخراج الشمال برمّته من أتون الحرب الأهلية وتفاصيلها المرعبة.. ومن دون أن يعني ذلك غدراً بالقناعات والانتماءات السياسية وغير السياسية لكل طرف.

المصالحة مسيحية لكن أفقها وطني أكيد وواضح. ودروس الحرب المريرة علّمت الجميع وبأثمان باهظة، أن الخلل الفرعي هو خلل عام والاحتراب الجزئي هو ضرر شامل، وأن محاولة بناء أو ادّعاء حيثية إيجابية خاصة من أمر سلبي عند الغير، هي لعب هواة، وأداء متشفٍّ قصير النظر وفيه عطب أخلاقي إنساني أكيد.. وأكثر من ذلك إذا أمكن وبوضوح: العطب الدموي الذي أصاب المسيحيين أضرّ بهم وبالمسلمين سواء بسواء. والعكس صحيح. بحيث أن الفتنة التي ضربت مراراً صفوف المسلمين بالنار والتي لا تزال بعض شواهدها قائمة وإن على البارد، أضرّت بهم وبالمسيحيين سواء بسواء.. لبنان الدولة والكيان والاجتماع البشري دفع ثمناً إجمالياً «واحداً» لكل تلك الواقعات المتفرّقة. واللبنانيون في جملتهم عانوا من الانكسار «الأخير» الذي وصل إليهم بالتدرّج، ومصيبة وراء مصيبة!

المصالحة الشمالية تنقّي الذاكرة وتطهّر القلوب، وهي وإن لم تكن لها ترجمة سياسية عاجلة، أو كانت لها تلك الترجمة، تبث إشعاعاتها في كل اتجاه. وتثبّت الاحترام والتقدير لثقافة الوصل وحتميّته في بلد مثل لبنان محكوم بميزان لا يحتمل الخلل في كفّتيه.

 

"حزب الله" لا يتجاوب مع "الوطني الحر"... و"قرار كبير"

عمر البردان/اللواء/16 تشرين الثاني 2018

بعدما قال الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري كل ما عنده وأشار بأصابع الاتهام مباشرة إلى «حزب الله»، محملاً إياه مسؤولية تعطيل تأليف الحكومة، فإنه بذلك قام برمي الكرة في ملعب المعطلين الذين لا يزالون يعرقلون ولادة الحكومة بذريعة توزير النواب السنة المستقلين الذين طلب إليهم تجميع أنفسهم في كتلة مصطنعة ليتمكنوا من دخول الحكومة، وهو الأمر الذي يرفضه الرئيس الحريري الذي يدرك جيداً أن الغاية من إدخالهم في الحكومة العمل على إضعاف تمثيله، في إطار سعي «حزب الله» لتحجيم الرئيس الحريري كرئيس للحكومة الجديدة، خلافاً لرغبة رئيس الجمهورية ميشال عون الذي قالها صراحة أنه يريد أن يكون الحريري قوياً كرئيس للحكومة، الأمر الذي أزعج «حزب الله» وجعله يتشدد في مسألة توزير سنة الثامن من آذار. وبعدما وصلت عملية تأليف الحكومة إلى الحائط المسدود، حيث أفرغ كل طرف ما في جعبته، فإن المعطيات المتوافرة لـ «اللواء» من أوساط نيابية بارزة في تيار «المستقبل»، لا تشير إلى أي تقدم جدي على صعيد التأليف، طالما أن «حزب الله» أخذ قراره بتعطيل التأليف، متذرعاً بدفاعه عن مصلحة حلفائه سنة الثامن من آذار. وهذا يعني أن التأليف دخل في المجهول، إلا إذا عاد الحزب عن رأيه، وهو الأمر المستبعد، في حمأة اشتداد الصراع الأميركي الإيراني، بعد العقوبات على إيران، وما تلاها من عقوبات بحق «حزب الله» وعدد من قادته ومن بينهم نجل أمينه العام، وهو ما سيدفع الحزب إلى التشدد أكثر داخلياً، وتالياً الامساك بورقة التأليف كأداة ضغط على المجتمع الدولي، ولإظهار نفسه بمظهر القوي القادر على فرض شروطه.

وتلفت الأوساط إلى أنه لا يمكن الحديث عن وجود مبادرة يقوم بها الوزير جبران باسيل، بقدر ما أنه يعمل من أجل تعميم مناخات من التهدئة تسمح بعودة الاتصالات بين الاطراف، لإيجاد مخارج للمأزق القائم من خلال أفكار يجري تداولها بشأن ما يسمى بـ«العقدة السنية» التي افتعلها «حزب الله»، لكن حتى الان لا شيئ محسوماً يوحي بإمكانية الخروج من النفق الذي أدخل الحزب البلد به، بإصراره على توزير حلفائه، طالما أن هذا الأخير ما زال على موقفه المتصلب الذي سيدخل لبنان في أزمة لا يمكن التكهن بنتائجها، في ضوء التحديات الخطيرة التي ينتظرها البلد على أكثر من صعيد.وإذَا كان «حزب الله» مصراً على عدم القبول بتوزير أحد من خارج النواب السنة المستقلين، كما جرى إبلاغ الوزير باسيل، بعد الحديث عن مخارج محتملة لتسوية يجري الإعداد لها، فإن الأوساط دعت للتمعن في كلام الرئيس المكلف الذي أشار إلى أن التعطيل أكبر من موضوع تمثيل هؤلاء النواب، الأمر الذي يشير بوضوح إلى هناك قراراً كبيراً بعدم السماح بتأليف الحكومة اللبنانية، ليبقى البلد أسير أزماته التي تنذر بتداعيات بالغة السلبية، وبالتالي فإن أي نجاح لتحرك الوزير باسيل مرتبط بمدى تجاوب الحزب واستعداده لإعادة النظر في مواقفه من توزير حلفائه، وإن كانت المؤشرات لا تدل على امكانية حصول أي تغيير يسمح بالإسراع في التأليف.

 

الشارع المسيحي نحو معادلة جديدة... في وجه باسيل؟

ميرا جزيني عساف/اللواء/ 16 تشرين الثاني 2018

انشغلت الأوساط السياسية بالمصالحة المسيحية التي عُقدت بين رئيس تيار المردة سليمان فرنجية ورئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع في بكركي بعد زهاء ثلاث سنوات من مسار تقارب تصاعدي بين الجانبين أعقب قطيعة سياسية كرّستها مجزرة إهدن في العام 1978. تفصل الأوساط السياسية المتابعة بين شكل المصالحة وتوقيتها وبين مضمونها، مشيرة الى أنّها في الشكل كانت مطلوبة لردم الهوّة بين القواعد الشعبية المؤيّدة للطرفين لا سيما في منطقة الشمال، إثر التشجّنات التي غالباً ما كانت تتكرّر في أكثر من منطقة على خلفية الخلاف بين المردة والقوات على المستوى السياسي وما تحتويه الذاكرة الجماعية من أحداث أليمة لم تُطوَ صفحتها حتّى الماضي القريب. أمّا في التوقيت فتلفت الأوساط عينها إلى أنّ لقاء المصالحة لم يأتِ من عبث في مرحلة استشعر فيها الطرفان ضرورة خلق دينامية مسيحية جديدة بعد سقوط اتفاق معراب سياسياً إثر الخلافات التي ألمّت بالعلاقة بين القوات اللبنانية والتيار الوطني الحرّ في الحكومة الأولى لعهد الرئيس ميشال عون والتي بيّنت استحالة انتفاء الخلاف السياسي بين الجانبين. وتضيف الأوساط أنّ توقيت اللقاء الذي أراده البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي تحت عباءة بكركي، ليس منفصلا عن مضمونه لناحية الرسائل السياسية التي أُريد إيصالها الى أكثر من طرف داخلي، وتتلخّص بحسب هؤلاء بالآتي: أوّلا- أراد الطرفان أن يجسّدا من خلال لقاء المصالحة صورة جامعة لشخصيّتين مسيحيتين مارونيّتين بوجه طرف مسيحي ثالث هو التيار الوطني الحرّ وبشكل خاص رئيسه الوزير جبران باسيل لما لهما من تحفّظات مُعلنة على أسلوبه وشخصيّته وسياسته.

ثانيا- لا يغيب عن بال الطرفين من خلال هذه الخطوة استحقاق رئاسة الجمهورية في العام 2022 واحتدام التنافس بينهما كمرشّحين رئيسيين الى جانب الوزير جبران باسيل.

ثالثا- قد لا يغيب أيضا عن بال جعجع في مصالحته مع فرنجية، وهما المفترقان كلّ افتراق في السياسة الداخلية والاستراتيجية، أنّه يقدم بشكل غير مباشر على تلطيف الاجواء مع أفرقاء كثر في ما كان يسمّى لوقت غير بعيد بتحالف الثامن من آذار ببعديه المحلي والخارجي ولا سيما منه حزب الله. رابعا- يريد فرنجية أن يكرّس موقعه الوسطي في الداخل بغضّ النظر عن انتهاجه خطّا استراتيجيا مؤيّدا لمحور الممانعة بشكل علني، ولقاؤه مع جعجع يكرّس جزءا من هذه السياسة التي كانت قد تبلورت في ترشيح الرئيس سعد الحريري له قبل ثلاث سنوات الى منصب الرئاسة.

وإذ تتساءل الاوسط، انطلاقا من هذه المقاربة، عن مصير هذه المصالحة كلّما اقترب استحقاق الـ2022 وما إذا كانت ستنتهي مع السباق الى قصر بعبدا بالتنافس بين فرنجية وجعجع، تشير الى أنّ الدينامية التي تميّز شخصية باسيل والدور الذي لعبه ويلعبه على الساحة الداخلية لا سيما بعد تولّي العماد عون رئاسة الجمهورية تجعل منه رقما صعبا في المعادلة الوطنية ومرشّحا قويا الى قصر بعبدا في المرحلة المقبلة، مفنّدة محطّتين بارزتين غير بعيدتين عندما لعب باسيل دور المحرّك إبّان أزمة الرئيس الحريري في الرياض وما يلعبه اليوم من دور في إيجاد حلّ لعقدة تمثيل النواب السنّة في اللقاء التشاوري بوزير في الحكومة. الى هذا الواقع، نجح باسيل، في نظر هؤلاء في الحفاظ على علاقته المتينة مع حزب الله وهو ما تجسّد بالجولة التي نظّمها لسفراء الدول الاجنبية بعد مزاعم اسرائيل باحتفاظ الحزب بصواريخ على تخوم مطار رفيق الحريري الدولي، كما أنّه نجح في الحفاظ على علاقة جيّدة مع الرئيس الحريري رغم كل ما قيل عن مطبّات اعترت العلاقة بين تيار المستقبل والتيار الوطني الحرّ خلال أزمة تشكيل الحكومة. وتتعزّز هذه العلاقة من خلال التناغم والتوافق بين الحريري ورئيس الجمهورية.

 

تاريخ موجز للأخبار الكاذبة

أمير طاهري/الشرق الأوسط/16 تشرين الثاني/18

ثمة نزوع واضح لدى الرئيس دونالد ترمب لنسب الفضل لنفسه عن - تقريباً - أي شيء يحدث حوله. وربما يكون الاقتصاد الأميركي النشط على نحو مثير للدهشة، وأكبر إجراءات خفض ضريبية في التاريخ الأميركي، واختيار اثنين من قضاة المحكمة العليا خلال فترة الرئاسة الأولى، وزيادة أغلبية الحزب الحاكم في مجلس الشيوخ خلال انتخابات التجديد النصفي، وذلك للمرة الأولى منذ 105 أعوام، بعض الأشياء التي ينسب ترمب عنها الفضل لنفسه. ورغم أن المرء قد يتجادل بشأن حجم الفضل الذي يعود لترمب عن هذه الأمور، فإن أحداً ليس بإمكانه رفض ادعاء ترمب بأن له فضلاً فيما يحدث على نحو قاطع وجازم. ومع هذا، ثمة أمر واحد يمكن للمرء الوقوف بحسم في وجه ترمب بشأنه وتكذيبه، وذلك هو ادعاؤه بأنه أول من كشف النقاب عن الأخبار الكاذبة. في الواقع، يعود تاريخ الأخبار الكاذبة إلى الجذور الأولى للتاريخ البشري ذاته.

في الواقع، يعج التاريخ الإنساني المسجل بالأخبار الكاذبة. على سبيل المثال، عام 522 قبل الميلاد، وبعد وفاة الإمبراطور الفارسي قمبيز، روّجت مجموعة من الساعين نحو الوصول إلى السلطة بقيادة دارا أخباراً زائفة مفادها أن الرجل الذي خلف قمبيز ليس شقيقه وليس وريثاً شرعياً. بعد ذلك، دبرت المجموعة انقلاباً وقتلت الحاكم ومنحت التاج لدارا، رئيس المجموعة.

وانطلقت موجة أكبر من الأخبار الزائفة في صورة حكاية نسجت حول الإسكندر الأكبر، الغازي الذي لا يقهر. ومن المفترض أن الإسكندر عاش حتى عمر الـ33، وفي غضون 10 سنوات فقط تحت قيادته تمكنت مقدونيا من غزو جميع المناطق المعروفة تقريباً على وجه الأرض آنذاك، من شبه جزيرة البلقان حتى روسيا والمحيط الهندي، ومن شمال أفريقيا حتى شبه القارة الهندية ووسط آسيا والصين. ويشمل ذلك التوسع مساحة تقارب 40.000 كيلومتر؛ ما يعني أنه كان يسافر لمسافات وفترات طويلة. ومع هذا، من المفترض كذلك أن الإسكندر بنى 20 مدينة تحمل اسمه واتخذ أربع زوجات (قبل ظهور الإسلام بفترة طويلة) و«اختفى» لفترة غير معلومة من الوقت بحثاً عن ينبوع الشباب الدائم.

ونظراً لغياب سرد معاصر لمثل هذه الإنجازات المبهرة، بدأ بعض المؤرخين يتشككون في حقيقة ظهور مثل هذه الشخصية التي كان أول ظهور لها في الأدبيات اليونانية واللاتينية عام 160 بعد الميلاد، أي قرون بعد تلك الأحداث المزعومة.

أثناء الخلافة العباسية، التي اتخذت من بغداد مقراً لها، كان يجري الترويج للأخبار الزائفة من جانب قصاصين محترفين. وفي عهد الخليفة الواثق، تجاوز عدد القصاصين في بغداد 100 قاص، بعضهم أثرى من وراء نشر أخبار كاذبة لصالح أثرياء وأعيان.

أيضاً، يعج التاريخ الروسي بالقياصرة الزائفين، الذين أطلق على كل واحد منهم اسم «ديمتري الدجال»، وظهروا خلال فترة اضطرابات للمطالبة بالجلوس على العرش. وعمد هؤلاء الدجالون إلى استغلال وسائل الإعلام المتاحة في عصرهم، التي تألفت في الجزء الأكبر منها من قساوسة يعظون في الكنائس، وتجار مرتحلين. وغالباً ما كانت النتيجة اشتعال ثورة شعبية أو حرب أهلية.

ومع هذا، ساعدت الأخبار الزائفة في أحيان أخرى على إرساء السلام. مثلاً، في القرن الـ15، تورطت إسبانيا والبرتغال، وكانتا تحت حكم أبناء عمومة، في الحرب ضد بعضهما بعضاً أغلب الوقت. وحل السلام عندما منح الملك البرتغالي ما وصف أنه جزيرة غنية بالموارد في البحر المتوسط إلى نجل عمه ملك إسبانيا. ولم تكن ثمة أهمية لحقيقة أن تلك الجزيرة لم يكن لها وجود، وأن الخريطة التي قدمت للإسبان كانت تخص جزيرة سرنديب الواقعة المحيط بالهادي. وبذلك، أصبح باستطاعة الملك الإسباني ادعاء تحقيقه النصر، ونظَّم بالفعل عرضاً عسكرياً احتفالياً.

ومن بين الأمثلة الموجودة في التاريخ الأحدث، الثورة الفرنسية عام 1789 التي جرى استغلال أخبار كاذبة للترويج لها. كانت القيادات الثورية قد زعمت أن سجن الباستيل يعج بـ«مقاتلين أبطال يناضلون من أجل الشعب»، لكن عندما جرت السيطرة على المبنى، اكتشف المقتحمون أن به سبعة سجناء فقط يعاقبون عن جرائم جنائية عادية.

كما روّج الثوريون الكثير من الأكاذيب بخصوص الملكة ماري أنطوانيت. وعندما انقلبت الأوضاع وتحول مسار الأحداث لاتجاه معاكس، جرى استغلال سلاح الأخبار الكاذبة ضد قيادات الثورة. وتعرض روبسبيار، أكثر قيادات الثورة الفرنسية راديكالية، لاتهامات بأنه تزوج ابنة لويس السادس عشر سراً كخطوة أولى نحو المطالبة بأحقية الجلوس على عرش البلاد. ومكافأة له على ذلك، أعدم بالمقصلة.

من ناحيتها، أتقنت الشرطة السرية القيصرية (أوكرانا) مسألة ترويج الأخبار الكاذبة على نحو جعلها تتحول لدى العاملين بالجهاز إلى ضرب من ضروب الفن. أما الإنجاز الأكبر لـ«أوكرانا» على هذا الصعيد، فتمثل في كتاب «بروتوكولات حكماء صهيون» الذي شكل عاملاً مساعداً في الكثير من نظريات المؤامرة على مدار أكثر عن قرن. عام 1879، استغل مستشار بروسيا، بسمارك، نسخة معدلة من محادثة جرت بين ملكه والسفير الفرنسي حول ولاية العهد في إسبانيا لاستفزاز الفرنسيين لدخول حرب. وبالفعل، ابتلع الفرنسيون الطعم وخسروا الحرب بجانب إقليمي الألزاس واللورين. في بريطانيا، لا يزال ما يدعى «خطاب زينوفيف» نموذجاً للأخبار الزائفة. نشر الخطاب في صحيفة «الديلي ميل» قبل أربعة أيام من انعقاد الانتخابات عام 1924 لتأجيج القلق من أن الشيوعيين، بإيعاز من موسكو، يخططون للاستيلاء على السلطة من خلال حزب العمال إذا ما فاز بأغلبية مقاعد مجلس العموم.

في إيران، جرى استغلال أخبار كاذبة بشأن عميل يتبع وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) يدعى كيرميت روزفلت؛ وذلك للإطاحة بحكومة محمد مصدق في انقلاب بلغت تكلفة تدبيره 18.000 دولار، ليصبح بذلك التغيير الأرخص للنظام على مر التاريخ.

وفي مذكراتها، ذكرت تحية كاظم، أرملة الرئيس المصري جمال عبد الناصر، أنه عندما كان ينوي زوجها زيارة يوغوسلافيا، جرى إخطاره بأن «سي آي إيه» تخطط لإلقاء القبض عليه في البحر في طريق عودته للوطن. وجرى اختراع هذه الأخبار الكاذبة من جانب السوفيات ونشروها من خلال محمد حسنين هيكل، المستشار الإعلامي لعبد الناصر آنذاك. وكان الهدف دفع عبد الناصر للتوجه جواً إلى موسكو ومنها للقاهرة، ليظهر الاتحاد السوفياتي بمظهر القوة الحامية. ولا تحمل الأخبار الكاذبة دوماً وراءها أهدافاً سياسية أو دينية، وإنما يمكن استغلالها كمحاولة لكسب مال سريع. عام 1977، أقنعت شركة بلجيكية الرئيس الفرنسي فاليري جيسكار ديستان بأنها طورت طائرة قادرة على اكتشاف حقول النفط من خلال مجرد استكشاف الرائحة. وبالفعل، بلع الرئيس الفرنسي الطعم ودفع 800 مليون فرنك فرنسي، ليختفي المزورون بالثروة الضخمة.

 

التوقعات في أزمة «خاشقجي»

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط/16 تشرين الثاني/18

مقتل جمال خاشقجي قضية معقدة من زوايا مختلفة؛ جريمة سياسية في ظروف غريبة جداً، من بلد لم يُعرف عنه ممارسة العنف ضد الخصوم. وخاشقجي لم يُعرَف بالشخصية الخطرة على الأمن الوطني، حيث عمل ثلاثين عاماً متحدثاً باسم الحكومة ومع إعلامها، ونُفِّذت الجريمة على أرض «غير صديقة»، نتيجة الخلاف السياسي والتحازب الإقليمي، في منظومة قطر - تركيا ضد السعودية. الملاحَظ أن رواية النائب العام السعودي التي بُنيت على استجوابات المتهمين جاءت مطابقة لمعظم التسريبات التركية، وليس كلها. والاستنتاج النهائي أن الفريق كان قد سافر إلى إسطنبول لمقابلته في القنصلية، بهدف إقناعه بالعودة، وفي حال رفض، تتم استعادته بالقوة، أي خطفه، بنقله أولاً إلى منزل آمن قبل ترحيله. وهذا، ربما، يفسر العدد الكبير من المشاركين، وككل العمليات الأمنية السرية تتطلب فريقاً لوجيستياً كبيراً. مثلاً، حادثة اغتيال محمود المبحوح، المعروف بتهريبه السلاح لحركة «حماس»، تطلبت إرسال فريق كبير من الإسرائيليين دخلوا دبي كسياح عبر شركات طيران مختلفة، وسكنوا في فنادق متباعدة، وحملوا أسماء وجوازات سفر مزورة، وأرقاماً هاتفية مجهولة. أما الفريق الذي نفَّذ جريمة خاشقجي فقد جاء بشكل جماعي وواضح، وبعضهم معروف للأمن التركي، ودخلوا بجوازاتهم الحقيقية، وانتقلوا إلى القنصلية السعودية، مما يعزز رواية أن الهدف الأساسي كان استعادته حياً، وإن كان تم قتله بعد فشل مساعيهم.

رواية النيابة العامة مبنية على التحقيقات، وعندما تُعقد المحاكمة لاحقاً نرجو أن نسمع الشهادات من المتهمين مباشرة. وقد استوفى الجانب التحقيقي المتوقَّع منه، وما ظهر في المؤتمر الصحافي أمس من قِبَل المتحدث باسم النيابة العامة كان وافياً في التفاصيل، وأكثر مما ورد من تسريبات تركية. ومع هذا، نحن نعرف مسبقاً أن تركيا وقطر، وهما بلدان على خلاف سياسي مع السعودية، لن تتخليا عن استخدام القضية واللعب بها مثل كرة القدم. لهذا، لا بد أن نفرق بين جريمتين؛ الأولى جريمة اغتيال جمال خاشقجي، رحمه الله، والثانية جريمة تحت التنفيذ؛ الهجوم المنظَّم ضد دولة كالمملكة العربية السعودية. لا أريد أن أقول ما قاله غيري: إن قتل خاشقجي جريمة وحيدة، وإن هناك أكثر من نصف مليون قُتِلوا عمداً في سوريا ولم يُحاسَب عليها أحد، وغيرها من الجرائم المماثلة في دول المنطقة، فالقتل يبقى جريمة كما حذرنا القرآن الكريم: «من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً». لكن لا بد أن نرفض حملة قطر في تسييسها الجريمة لأغراض أعظم خطراً؛ فمحاولة زعزعة المملكة العربية السعودية، نظاماً وبلداً، هدف وعمل ممنهج سبق الاغتيال بزمن طويل. وكل من تابع تطورات الأزمة يلمس أن هناك نيةً سيئةً في استخدام مقتل خاشقجي. وأسجِّل هنا مقارنة تبين النيات عند الجانبين. بعد محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا قبل عامين، ألحّت حكومة أنقرة على عدد من حكومات المنطقة تطالبها بتسليم أشخاص تتهمهم بالمعارضة، وبالفعل تم تسليم الأشخاص في حينه من قِبَل السعودية والكويت. لكن عندما استضافت تركيا عدداً من الناشطين المتطرفين السعوديين، رفضت أنقرة طلب الرياض تسليمَهم لها، أو على الأقل منعهم من ممارسات نشاطات معادية، وهي نشاطات مموَّلة من قطر.

هذه تشرح عمق المشكلة بين الحكومات، وتداخلات المصالح العليا للدول، وكيف يمكن أن تتحول مأساة إنسان إلى لعبة مقيتة.

 

الأسطورة الخاطفة

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/16 تشرين الثاني/18

ولِدَت على ظهر باخرة، فخطر لأمها أن تُطلِقَ عليها اسم «بحرية». لكن المُعترضين اقترحوا اسم «أمل» ثم قيل إن آمال أفضل من أمل. وعندما اختارت الغناء تغيّر اسمها إلى أسمهان. عاشت 32 عاماً من هذا العمر الخاطف، أمضت ست سنوات أميرة في جبل الدروز. وعَمِلَت في المخابرات البريطانية لحساب الحلفاء ضد دول المحور خلال الحرب العالمية الثانية. وكانت لها أربعة قصورٍ في بيروت ودمشق والسويداء وجبل لبنان. حاولت الانتحار ثلاث مراتٍ، وفي كلِّ مرة كانت تُنقَذ في اللحظة الأخيرة. وهربت ذات ليلة من دمشق إلى فلسطين على ظهر فرس من دون أن تتعب أو ترتاح خلال 17 ساعة. تزوّجت وطلّقت ثلاث مرات ولم يعش لها سوى مولودٍ واحد هو ابنتها كاميليا. صدح صوتها في مصر حتى غارت منها أم كلثوم غيرة شديدة. وكبار الشعراء والملحنين الذين أعطوا أم كلثوم أعطوها هي أيضاً.

تلقت أعلى أجرٍ في تاريخ السينما المصرية لكنها بددت كل شيء. وكانت أينما حلّت تترك وراءها الديون. تركت منزل أهلها في القاهرة لتعيش في فندق «مينا هاوس». وكانت عندما تأتي إلى القدس تعيشُ مثل ملكة في فندق «الملك داود». بل عندما جاءت ملكة مصر الحقيقية إلى القدس قدّمت لها جناحها لأنه كان الأفضل. وفيما كانت تغني في القاهرة كان أعمامها يحتلّون في دمشق المناصب الوزارية العليا. ولطالما حاول زوجها الأول الأمير حسن الأطرش أن يعيدها إلى مجد الزعامة في جبل العرب، لكنها فضّلت حياة البذخ والسهر والطرب.

وكانت طوال عمرها القصير وشجاعتها المذهلة، خصصت ركناً أساسياً في حياتها للفقراء. فقد عانت وهي طفلة من الفقر والعوز. وأحياناً كانت تشتري أغلى الأثواب لكنها توزّعها على خادماتها بدل أن ترتديها. حاول شقيقها الأكبر فؤاد الأطرش أن يروِّض هذه النمرة خضراء العينين، ولكن عبثاً. أما شقيقها الثاني فريد الأطرش فقد لحّن لها أجمل أغنياتها. وربما بسببها رفضت أم كلثوم أن تغني أيَّ لحنٍ من ألحانه. عاش فؤاد من بعدها ليتولى أعمال شقيقه فريد وكأنه والده الذي ترك العائلة وهم أطفال، وأسمهان لا يزيد عمرها على بضعة أشهر.

منذ مقتل أسمهان عام 1944 ليلة كانت ابنتها تحتفل بعيد ميلادها، صدرت عن تلك الأسطورة كتبٌ كثيرةٌ بالعربية والإنجليزية والفرنسية. الآن أعادت «دار الجديد» إصدار كتاب «قصة أسمهان» كما رواها فؤاد الأطرش للصحافي فوميل لبيب العام 1962. وفي اعتقادي أنه أهم وأصدق ما كُتِبَ عنها. ومن دون قراءة هذا الكتاب لا يمكن فهم حياة أسمهان أو أسطورتها. ولا يقول الشقيق طبعاً كل ما كان يعرفه أو كلَّ ما عاشه كدرزي تقليدي شديد المحافظة. لكن ما وضعه يكفي لإحياء أسطورتها على الدوام.

 

خاشقجي... هذا بيان سعودي للناس

مشاري الذايدي/الشرق الأوسط/16 تشرين الثاني/18

قطعت (الدولة) السعودية خطوة كبيرة في اتجاه إغلاق قضية الصحافي والناشط السياسي المقتول جمال خاشقجي، من خلال بيان ومؤتمر النيابة السعودية العامة أمس. في التفاصيل المهمة، طالبت النيابة العامة السعودية بإعدام 5 متورطين في مقتل المواطن السعودي جمال خاشقجي، وأعلنت خلال مؤتمر صحافي من الرياض أمس (الخميس)، عن توجيه الاتهام إلى 11 شخصاً من بين 21 شخصاً تم التحقيق معهم. وأوضحت النيابة، في بيانها الذي تم الكشف عنه في المؤتمر الصحافي، إحالة القضية للمحكمة مع استمرار التحقيقات مع بقية الموقوفين للوصول إلى حقيقة وضعهم وأدوارهم، مع المطالبة بقتل من أمر وباشر جريمة القتل منهم، وعددهم خمسة أشخاص، وإيقاع العقوبات الشرعية المستحقة على البقية. إذن نحن أمام سيطرة سعودية قانونية وسيادية على هذا الملف المأساوي، ووضعه على الطريق الصحيح، ونزع اللغم السياسي أو التوظيف السياسي له كما وصف وزير الخارجية الفرنسي السلوك التركي تجاه الاستخدام الدعائي المفرط لهذه القضية. حاول كثر، وما زالوا، حلب هذه القضية وارتشاف ضرعها لآخر قطرة ضد السعودية كلها، خاصة ضد المشروع الطموح الذي يقوده ولي العهد، وأمل السعودية والعرب (الأصحاء) الأمير محمد بن سلمان، غير أن الكشف الشجاع للنيابة السعودية رسم خريطة صحيحة للطريق. سيظل بعد انقشاع الغبار وصمت الضجيج العالمي حول أزمة مقتل جمال خاشقجي في القنصلية السعودية بإسطنبول، الكثير والمثير الذي يجب الاتعاظ به ومنه، سعودياً، إعلامياً واستخبارياً ودبلوماسيا... ومعرفة الأعداء من الأصدقاء بصورة أكثر وضوحاً. والأهم، كما شدد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير وقبله ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، أن حرب السعودية على التطرّف مستمرة مستمرة، ولا عزاء لمن يراهن على إخافة السعودية بقضية خاشقجي حتى تغير مسارها... المسار واضح، قبل أزمة خاشقجي وبعدها.

 

غزة حتى إشعار آخر

نبيل عمرو/الشرق الأوسط/16 تشرين الثاني/18

تعاني غزة، وأغلب الظن أن هذه المعاناة ستتواصل حتى إشعار آخر، وذلك بفعل معادلة بائسة، أبرز نتائجها الفشل. الانفجار الأخير للوضع أثبت أن الحلول الساذجة للقضية المعقدة تفضي بداهة إلى كوارث، وما أعنيه بالحلول الساذجة هو الرهان على خمسة عشر مليون دولار لسحب صاعق التفجير المثبت في أكثر من مكان على برميل البارود. وأعني بالسذاجة كذلك أن أهل غزة المدججين بالسلاح والفصائل من مختلف الاجتهادات والمشارب، سينامون على حرير جنة موعودة تمتد من جزيرة قبرص إلى ميناء خيالي قد يقام على شاطئ غزة، وعشرات آلاف البنادق والصواريخ والألغام الفائضة عن عدد البشر، ستدفن في الأرض ما إن يحصل كل غزي على سبعة دولارات في الشهر من الأموال القطرية الشقيقة، التي وصلت في حقائب حملها على ظهورهم جنود «جيش الدفاع». وأعني بالسذاجة كذلك، أن غزة بمن فيها ومن عليها، ستكون ممر صفقة القرن، فما أرخص الفاتورة والحالة هذه!

صحيح أن أطراف اللعبة الساذجة يملكون إمكانات مالية وتسليحية وحتى استراتيجية، ولكن طريقتهم جميعاً في التعامل مع الظاهرة الغزية تؤكد أن الذي يجري على مدى إحدى عشرة سنة، ليس عملاً جدياً يستحق البناء عليه والرهان على نتائجه؛ بل إنه أقرب إلى لعب الأولاد، مع عدم تحبيذي لهذا الوصف، لمأساة غزة واللاعبين على مسرحها. في مقالاتي المتعددة في «الشرق الأوسط» حول غزة، لم أكن لأخفي تشاؤمي بعد كل حفلة نفاق تتحدث عن التهدئة، وعن جولة جديدة من جولات المصالحة.

كان بعض قرّائي يلومونني على التشاؤم، ويحاولون إقناعي بالتفاؤل، وفق قاعدة «تفاءلوا بالخير تجدوه». الحقيقة حين تقال، حتى لو كانت مرة الطعم، تظل أفضل ألف مرة من اختراع التفاؤل دون مسوّغات منطقية. وإن جاز لي أن اجتهد بحل لمعضلة غزة، فهو بالتأكيد ليس بالاستمرار فيما تكرر من محاولات لشراء التهدئة في أمر الحرب مع إسرائيل، وشراء الوقت والوهم في أمر المصالحة الفلسطينية. فقضية غزة لن تحل بوصفها قضية قائمة بذاتها؛ بل من خلال حل سياسي جدي للقضية الفلسطينية، وما دام هذا الحل غير مطروح إلا من خلال وعود «صفقة القرن»، فكل ما جرى بشأن غزة وما سيجري، هو مجرد ملء فراغ ليس إلا، وخطورة ملء الفراغ بهذه الطرق الساذجة، تراكم ألغاماً في أحشاء القطاع البائس، لتنفجر إذا ما تأخرت حقيبة المال عن الوصول، وخطر ببال الاستخبارات الإسرائيلية أن ترسل فرقة بحث عن الأنفاق، أو خطر ببال فريق فلسطيني أن يحتفل بمناسبة تخصه، بإطلاق عدة قذائف على إسرائيل.

منذ قُتل الضابط الإسرائيلي في غزة، وقتل «الخليلي» في عسقلان، لا بد من أن الخطوط الحمراء الساخنة قد بدأت العمل، ولا جديد يتوقع سوى أن يقول المتقاتلون قولتهم المملة: «لا نريد حرباً، ومصلحتنا في التهدئة»، فيحمل الوسطاء هذه الجملة إلى الطرفين المعنيين، غير أن أحجية التهدئة ستظل بعيدة عن الأقوال؛ لأن الذي يحرك الأمور ليس قرارات منطقية، وخصوصاً على الجانب الإسرائيلي. ففي موسم الانتخابات - وكل أيام السنة موسم انتخابي في إسرائيل - تظل الحرب والتهدئة أسيرة لاستطلاعات الرأي، وفي هذا العام ولسوء حظ غزة أنها تتكرس كناخب رئيسي.

 

هدية صدام

خالد القشطيني/الشرق الأوسط/16 تشرين الثاني/18

بين كل الآثار والتحافيات التي تدفقت على العواصم الغربية من قصور صدام حسين المنهوبة، لفتت نظري صورة بندقية كلاشنيكوف مصفحة بالذهب. عثروا عليها مهربة من العراق. كانت شيئاً أثار استغرابي وتساؤلي، فهي تحتاج لبعض التأمل. ما حاجة رئيس دولة لهذا السلاح؟ ولماذا صفحوها له بالذهب؟ إنها تمثل في الواقع وتجسم ذهنية ذلك النظام: العنف والجشع وقلة الذوق. ولكن هذا الهوس بالسلاح كان يلفت نظري وأنظار الآخرين أيضاً. فكان كلما يريد أن يبالغ في الكرم مع شخص أهداه مسدساً أو بندقية. وهو ما فعله مع الشاعر مظفر النواب عندما زاره. قيل لي إنه أهداه علبة أنيقة... فتحها الشاعر فوجد فيها مسدساً وطقماً من طلقات الرصاص. ما الذي يفعله شاعر حساس مثل مظفر النواب بمسدس؟ أنا واثق بأنه كان يتمنى أن يعطيه علبة سجائر أو حلويات خاصة.

هذا الهوس بإهداء مسدسات لضيوفه يذكرني بتلك الحكاية الهندية ذات الموعظة البليغة، ككل ما يرد من الهند من الحكايات. قال الحكيم الهندي إن رجلاً طائشاً ومستبداً - من نوع صدام حسين - اغتصب العرش، ثم سجن حكيماً فيلسوفاً عارضه في ذلك. طبعاً لو كان صدام حسين لعذبه وقطع لسانه ثم أعدمه. ولكنه كان حاكماً من حكام الهند، صاحب روية وحكمة. اكتفى بسجنه. وبعد آونة جاءه عدد من عقلاء البلاد. قالوا له: كيف تسجن هذا الرجل العالم الذي لا يوجد شيء في الدنيا فات على علمه؟ فأجابهم الملك وقال: سأطلق سراحه إذا كان فعلاً كما تقولون ويعرف كل شيء. سأمتحنه وأتأكد. جاءوه بذلك الفيلسوف، فجعل الملك يسأله أعوص الأسئلة وأغربها، والفيلسوف يجيبه عنها. وكان كلما أحسن الجواب أمر الملك بإعطائه رغيفاً من الخبز. وراحت الأرغفة تتكدس أمامه عن كل أجوبته الصحيحة. اقتنع الملك في النهاية بغزارة علم هذا الرجل. واعترف بأنه كان يعرف كل شيء. وقرر عندئذ إطلاق سراحه. ولكن الفيلسوف وهو في طريق خروجه محملاً بالخبز، التفت للملك وقال: يا مولاي سألتني شتى الأسئلة وأجبتك عنها. ولكنك لم تسألنِ هذا السؤال الواحد. قال الملك: ما هو؟ قال الفيلسوف: لم تسألنِ عن والدك. لم تسألنِ ابن من أنت؟ ضحك الملك وقال: حسناً احزر؛ ابن من أنا؟ من كان والدي؟ أجاب الفيلسوف وقال: كان والدك خبازاً. استغرب الملك واعترف بصحة جوابه. ثم سأله: وكيف عرفت؟ أجابه الفيلسوف قائلاً: لأنك كنت تكافئني بخبز. لو كنت ابن ملوك لأهديتني هدايا الملوك؛ ذهباً وفضة وجواهر كريمة. ولكنك ابن خباز فتكرم الناس بالخبز! تذكرت القصة وقلت لنفسي؛ هدايا صدام حسين مسدسات وأسلحة لأنه، كما يخيل لي، تحدر من أناس العنف والعدوان طريقهم في الحياة، ويتعاملون مع الناس في إطار ذلك.

 

الاتحاد الأوروبي يذوق ما صنعت يداه

جون أوثيرز/الشرق الأوسط/16 تشرين الثاني/18

تحاول المملكة المتحدة، التي صوتت لصالح الانفصال عن الاتحاد الأوروبي (بريكست)، بدأب التفاوض للخروج وتتخذ موقفاً صارماً في هذا الشأن. وحال إخفاقها، فإنها تواجه مخاطرة حقيقية للخروج من الاتحاد دون التوصل لتسوية، الأمر الذي سيتطلب منها على الفور إعادة التفاوض بخصوص 759 اتفاقية مع 168 دولة مختلفة. ولا تقتصر لعبة التصادم تلك على المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي، وإنما تمتد كذلك إلى فرق مختلفة داخل المملكة المتحدة ذاتها. وقد استقال وزراء من حكومة رئيسة الوزراء تيريزا ماي لرغبة بعضهم في اتباع نهج أكثر صرامة حيال الانفصال عن الاتحاد الأوروبي، بينما رفض البعض، مثل وزير الخارجية السابق بوريس جونسون، الأمر برمته ويفضل طرحه على استفتاء جديد.

وتكمن المشكلة التي تواجه الفرق المتناحرة في أن أي خيار يبدو ممكناً في الوقت الراهن سيكون أسوأ بكثير عن الوضع الراهن، وسيؤدي إلى تنازل المملكة المتحدة عن حقها في التصويت داخل الاتحاد الأوروبي، في الوقت الذي تبقى فيه خاضعة لبعض قواعد الاتحاد على الأقل. إلا أن زعماء الحكومة والمعارضة استبعدوا طرح الأمر على استفتاء جديد. وعليه، فإنه في ظل عدم التوصل لاتفاق أو طرح أي مقترح آخر، يصبح من المحتمل خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي دونما اتفاق.

ومن المحتمل أن تكون هناك مبالغات في تقدير أخطار الخروج من الاتحاد الأوروبي دونما اتفاق، بل ووصلت المخاوف إلى حد خشية عدم تمكن إقلاع الطائرات من مطار هيثرو، بينما يجري وضع خطط لتخزين أدوية وأغذية قبل ما يمكن أن يتحول إلى أزمة.

وهناك أيضاً إيطاليا، التي تعاني ميزانيتها من عجز أكبر بكثير وتواجه توسعاً مالياً أكبر بكثير عما تسمح به معاهدة ماسترخت المبرمة عام 1991، والتي حددت شروط انضمام الدول الأعضاء لليورو. الشهر الماضي، رفض الاتحاد الأوروبي رسمياً الموازنة الإيطالية، في إجراء بدا أنه ضروري. ومن دون فرض قدر من الانضباط، من الممكن أن تتبع دول أخرى أعضاء نهج إيطاليا ويفقد اليورو مصداقيته. وفي مواجهة الموقف الصارم الذي اتخذه الاتحاد الأوروبي في مواجهة دول مثل البرتغال واليونان وقبرص وإجبارها على إقرار سياسات تقشف صارمة مقابل تجنب الخروج من منطقة اليورو، يبدو أن الاتحاد لم يكن أمامه خيار سوى إجبار إيطاليا على صياغة موازنة جديدة.

إلا أن الحكومة الإيطالية لا تنظر للأمر على هذا النحو. ويواجه الاتحاد الأوروبي مشكلة أن سوق السندات لا تساعد في تسوية هذا الموقف. وبالنظر إلى عائدات السندات السيادية الإيطالية، نجد أن تجار السندات نظروا إلى نتائج الانتخابات الإيطالية المثيرة للقلق برضا كامل. وقد ارتفعت العائدات بقوة في أواخر مايو (أيار) عندما بدا واضحاً فجأة أن حركة «ليغا» اليمينية الشعبوية وحركة «الخمس نجوم» الشعبوية اليسارية ربما تتمكنان من العمل معاً والإضرار بتجار السندات. وارتفعت العائدات من جديد مع اتضاح معالم المواجهة أمام الاتحاد الأوروبي، لكنها ظلت مستقرة لأسابيع حتى الآن. ورغم أن هامش الدائن على هذا المستوى يخلق ظروفاً صعبة بالنسبة لإيطاليا، فإنه يبقى من الممكن تجاوزها. وقد سبق أن أعلنت الحكومة الإيطالية أنه لا ينبغي له تجاوز 4 نقاط مئوية. اليوم، يبقى الهامش أقل عن هذا المستوى بصورة آمنة، الأمر الذي يبدو أنه يبث في إيطاليا مزيداً من الجرأة. وقد أعلن ماتيو سالفيني، نائب رئيس الوزراء الإيطالي، أمام حشد من الصحافيين، الاثنين الماضي، أن «الميزانية لا تتغير لمجرد أن الاتحاد الأوروبي بعث لنا بخطابات».

أيضاً، يساعد إيطاليا في موقفها وضع أسواق الأسهم والعملات؛ ذلك إن اليورو في تراجع، ما يزيد الصعوبة أمام الاتحاد الأوروبي أن يقدم على مخاطرة الدخول في مواجهة شاملة مع إيطاليا. أيضاً، تعاني أسهم البنوك من مشكلات خطيرة، ما يزيد أيضاً من صعوبة اتخاذ أي تحركات ضد إيطاليا. ولدى مقارنة الموقفين، نجد أن تبعات تحقق السيناريو الكارثي مع إيطاليا ستكون أفدح كثيراً عنها مع المملكة المتحدة، ذلك أنه سيعني تفكك منطقة اليورو، الأمر الذي سيكون بمثابة حدث مؤسف لا سابقة له وستمتد تأثيراته على جميع اقتصاديات العالم. أما المملكة المتحدة، فإنها في نهاية الأمر ليس عضواً من الأساس في منطقة اليورو.

في الوقت ذاته، عانت الأسهم الأميركية من عمليات بيع سريع وحشي، الاثنين الماضي. ورغم أن هذا الأمر تكمن وراءه أسباب عدة، يبدو أن السبب الرئيسي يكمن في تصحيح القيمة المبالغ فيها لأسهم «فيسبوك» و«أمازون» و«آبل» و«نتفليكس» و«غوغل».

وفي هذه النقطة، يبدو المستثمرون على استعداد لدفع مزيد من المال مقابل النمو الذي يمكن توقعه في عائدات أسهم المنتجات الاستهلاكية الأساسية، أكثر من استعدادهم لدفع مال مقابل إمكانات النمو في عائدات أسهم «آبل» أو «أمازون» أو العناصر الكبرى الأخرى في «ناسداك». ويبدو هذا الأمر برمته خارج حدود المألوف. من ناحية أخرى، فإن القلق بخصوص التعريفات أكبر اليوم بكثير عما كان عليه الحال منذ عام مضى، عندما كان المسؤولون التنفيذيون لدى الشركات مدركين جيداً لأن الولايات المتحدة لها رئيس جرى انتخابه بناءً على خطاب حمائي قوي.

واليوم، تواجه المكسيك أكبر خطر بالنسبة للبيزو المكسيكي منذ انتخاب رئيسها الجديد، أندريس مانويل لوبيز أوبرادور، في الصيف. وثمة قلق عارم في البلاد، خاصة مع خسارة «بانورتي»، أكبر البنوك المستقلة في المكسيك، قدراً صادماً من رأسماله السوقي. وقد تراجعت قيمة البنك بمقدار الثلث، أو 7 مليارات دولارات، في الشهر الماضي فقط. ويتمثل السبب وراء ذلك في استمرار المخاوف الدولية من اتخاذ إجراءات صارمة ضد قطاع البنوك المكسيكي. وبالتزامن مع هذه المشكلات، عاد وباء الإيبولا ليطل برأسه من جديد في جمهورية الكونغو الديمقراطية وحصد الآن ما يزيد على 200 ضحية، ما يعني أنه بلغ نقطة يمكنه عندها التحول إلى وباء كاسح. جدير بالذكر أنه في يوليو (تموز)، تم الإعلان عن نهاية ثامن موجة تفشٍ للوباء في البلاد، بعدما حصدت أرواح 88 ضحية. ومع أن بعض الأصوات المتفائلة تشير إلى أن العلاجات تطورت اليوم عما كانت عليه وقت التفشي الأول للوباء عام 2008، وأصبح من الممكن السيطرة عليه بسرعة أكبر اليوم، فإنني أقترح على المستثمرين ضرورة وضع أمر هذا الوباء نصب أعينهم.

*بالاتفاق مع «بلومبرغ»

 

السوريون ونتائج الانتخابات النصفية الأميركية

أكرم البني/الشرق الأوسط/16 تشرين الثاني/18

منطقياً، يفترض أن يكون السوريون اليوم أقل الشعوب اهتماماً بالانتخابات النصفية الأميركية، ربما لأن محنتهم وشدة ما يكابدونه قد وصلا إلى حد تبدو معه متابعة ما يجري في الولايات المتحدة نوعاً من الترف، وربما لأنه لا فرق عندهم، إن تمكن الديمقراطيون من نيل الأكثرية أم حافظ الجمهوريون على تفوقهم، فقد جربوا الطرفين وكانت النتائج مخيبة للآمال في مساندة حقوقهم وتخفيف معاناتهم، وربما لأن المنكوبين منهم خير من تلقنوا درس مأساتهم، وتعلموا خطورة التعويل على العامل الخارجي أو الاعتماد عليه في معالجة أزماتهم، ما دام قد خذلهم في حماية المدنيين العزل، وفي ردع العنف الدموي والتدميري المنفلت، الذي أطبق على حياتهم لسنوات طويلة، فكيف في لعب دور إنقاذي كان ينتظر منه! وربما أخيراً؛ لأن ثمة ثقافة سلطوية انتشرت بين صفوفهم تحكمها عقلية تآمرية، تسخر من أي خصومة أو خلاف في البيت الأميركي، وتعتبر الأمر مجرد لعبة أو مسرحية لتبادل الأدوار، ويريحها تكرار عبارات تصف الحزبين الجمهوري والديمقراطي بوجهين لعملة واحدة، أو تصور أميركا ككتلة متراصة من دون الحاجة إلى فهم تفاوت المصالح والسياسات بين القوى والنخب المسيطرة، وأيضاً بينها وبين فعاليات ومؤسسات مدنية لا مصلحة لها في معاداة الآخرين.

ورغم ما سبق، فإن ثمة نقطتين أثارتا لدى كثير من السوريين تساؤلات يحدوها بعض الرهان على تأثير إيجابي، قد يترتب على نتائج الانتخابات النصفية الأميركية تجاه حاضرهم ومستقبل الصراع في بلادهم.

أولاً، تصح قراءة نجاح الديمقراطيين في نيل أكثرية مجلس النواب، بأنها انتصار شعبي ومعنوي لهم ضد نهج الرئيس دونالد ترمب، ولنقل: اعترافاً من أهل البيت بعدم جدوى سياسته الخارجية، وبضرورة تجميدها أو تغييرها؛ خاصة بمستوى انشغاله بالضغط على إيران ومحاصرتها، ثم بخيار الابتعاد عن أوروبا والتقرب من القيادة الروسية؛ لكن تصح أيضاً قراءة هذه النتيجة بتأثير معاكس، وأنها قد تدفع الرئيس الأميركي نحو التشدد، وتعزيز إصراره على وضع رؤيته للدور الخارجي الأميركي موضع التنفيذ خلال العامين المتبقيين من ولايته، ليس فقط لأنه يحظى دستورياً بصلاحيات واسعة في تقرير السياسة الخارجية، مقارنة مع صلاحياته في السياسة الداخلية التي باتت محكومة بأغلبية ديمقراطية قادرة على إعاقة أي أجندة أو خطط لا تتفق مع برنامجها وحساباتها، أو بسبب بنية ترمب الشخصية التي عادة ما تأبى الاعتراف بالهزائم، وتميل إلى التصعيد والتحدي، وإنما أساساً بدافع التعويل على نجاح تلك الرؤية في إحداث فارق مهم، يمكِّن سيد البيت الأبيض من استرداد ما يحتاجه من أصوات الناخبين كي يجدد ولايته الرئاسية، ما يقود إلى ترجيح أن يشهد الإقليم والمشرق العربي خلال العامين القادمين مزيداً من الضغط الأميركي على طهران، اقتصادياً وسياسياً، حتى تطويع موقفها من الملف النووي، وتحجيم دورها التدخلي، ويعني تالياً بالنسبة للسوريين ارتباك وتأزم الوجود الميليشياوي الإيراني في بلادهم، وانحسار قدرته موضوعياً على فرض أجندته، ما قد يساهم، إن اقترن بحرص واشنطن على إبقاء قواتها في سوريا وتنشيط دورها، في تقليص هامش مناورة النظام الحاكم وحلفائه، وربما كسر حال الجمود في مسار الحل السياسي.

ثانياً، يخلص البعض إلى أن صعود الشعبوية في أوروبا والعالم لم يكن صدفة؛ بل ترافق مع وصول ترمب إلى السلطة، ومع الترويج لنزعاته العنصرية، ولانكفاء مزعوم لدور واشنطن عالمياً، الأمر الذي شجع على استنتاج أن نتائج الانتخابات النصفية الأميركية قد وجهت صفعة قوية لهذه الظاهرة، بما يفضي إلى إضعاف الخطاب العدواني واللهجة التصعيدية الترمبية ضد المهاجرين، إنْ في دعوته لبناء جدار مع المكسيك واستخدام كل الوسائل بما فيها القتل للحد مما يعتبره غزواً لأميركا، وإنْ في لغة التهويل والتخويف التي يوظفها ضد اللاجئين، والتجني عليهم بتحميلهم كل الويلات والأزمات التي تعتمل في المجتمع، الأمر الذي قد يفتح طاقة أمل في وقف تدهور الموقف الشعبي الغربي من اللاجئين السوريين، والذي بلغ أوجه في نيل بعض قوى اليمين العنصري المعادية لهم حصصاً لافتة في غير برلمان أوروبي. وما يزيد الأمر وضوحاً انكشاف الصراع بين رؤيتين متعارضتين في الموقف من الكائن البشري، بين أكثرية تشريعية ديمقراطية تعترف بالمواطنة وبالتعددية والتنوع، ولو جاء هذا الاعتراف عند البعض من قناة التوظيف المصلحي والانتخابي، أكثر منه من القناة الأخلاقية والإنسانية، وبين الإدارة التنفيذية للجمهوريين التي تريد الارتكاس بالوقائع والتاريخ إلى زمن غابر، وتنظر إلى المستقبل من زاوية التفوق العرقي والتمييز البغيض بين الناس تبعاً لمنابتهم!

واستدراكاً، لا يمكن قراءة نتائج الانتخابات النصفية الأميركية التي جرت في مواجهة مناخ يحتدم بظواهر العنصرية والشعبوية، وأوصلت شخصيات من مختلف الإثنيات والأديان إلى الكونغرس، وأوضحها انتخاب امرأتين مسلمتين، إحداهما من أصل فلسطيني والأخرى مهاجرة صومالية، لا يمكن قراءتها كمجرد انتخابات برامجية على أسس اقتصادية وسياسية، وإنما كانتخابات ذات بعد أخلاقي وحقوقي، تضيء على مجتمع المواطنة وضرورة احترام الآخر المختلف، ككائن متساوٍ، مادياً وروحياً، بغض النظر عن قوميته ودينه وجنسه، الأمر الذي يشجع غالبية السوريين المنكوبين على التمسك بمفاتيح خلاصهم، مرة أولى، عبر ترميم الثقة بدورهم السياسي وقدرتهم على تقرير مصائرهم، والتي هتكها العنف السلطوي المنفلت والعسكرة الإسلاموية، بما في ذلك تعرية العقلية الوصائية التي عانوا منها طويلاً، ودأبت على خلق شعور عام من دونيتهم كمواطنين، وبأنهم بشر قصر عاجزون عن اتخاذ القرارات السليمة، ومرة ثانية، في بناء خطاب صحي وسلوك ندّي تجاه مختلف الجماعات الدينية والقومية التي تشاركت العيش في هذا الوطن منذ مئات السنين، خطاب وسلوك يحترمان خصوصية المكونات المتنوعة في المجتمع السوري، ويضمنان لها حقوقاً متساوية، ويشجعانها على معالجة الشروخ المؤلمة التي افتعلها العنف والتعبئة المتخلفة، طائفياً وإثنياً، كي تتجاوز حساباتها الضيقة نحو تقارب طوعي يذود عن مصالحها وحقوقها الجمعية، في مواجهة منطق الغلبة والتمييز ولغة القهر والإرهاب.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

عون لنائب رئيس البنك الدولي: مستمرون في مكافحة الفساد وتعزيز الرقابة البرلمانية وتفعيل القضاء بلحاج: ندعم لبنان وجهود الرئيس لتحقيق الاصلاح

الجمعة 16 تشرين الثاني 2018/وطنية - شهد قصر بعبدا قبل ظهر اليوم، سلسلة لقاءات تناولت شؤونا مالية واقتصادية وسياسية وبيئية.

اقتصاديا، استقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في حضور رئيس لجنة المال والموازنة النائب ابراهيم كنعان، نائب رئيس البنك الدولي لمنطقة الشرق الاوسط فريد بلحاج والمدير الاقليمي ساروج كومار، وتناول البحث التعاون القائم بين لبنان والبنك الدولي، حيث اكد بلحاج "دعم البنك الدولي للبنان والجهود التي يبذلها رئيس الجمهورية لتحقيق الاصلاح على مختلف المستويات، لا سيما في الملف المالي". ووضع "امكانات البنك الدولي بتصرف لبنان في المجالات كافة"، محددا الاولويات "وفقا للاصلاحات التي وردت في مؤتمر "سيدر"، والتي اعتبر انها "شاملة وضرورية في هذه المرحلة".

وخلال الاجتماع نوه بلحاج ب"التشريعات التي اقرها مجلس النواب والتي ارتبط معظمها بمقررات "سيدر"، مشيرا الى "ايجابية اقرار الموازنات في لبنان مع التشديد على ضرورة احترامها في اثناء التطبيق".

وشكر الرئيس عون البنك الدولي على "التعاون القائم مع المؤسسات المالية والادارية اللبنانية"، مؤكدا "العمل على تعزيز الرقابة البرلمانية وتفعيل دور اجهزة الرقابة والقضاء"، مركزا على "استمرار عملية مكافحة الفساد والاجراءات الاصلاحية الضرورية".

صحناوي

سياسيا، استقبل الرئيس عون، الوزير السابق النائب نقولا صحناوي، واجرى معه جولة افق تناولت الاوضاع الراهنة والتطورات السياسية ومسار تشكيل الحكومة. كما تناول البحث حاجات منطقة بيروت، لا سيما منطقة الاشرفية وعددا من المشاريع الانمائية فيها.

درغام

كذلك استقبل الرئيس عون، النائب اسعد درغام وعرض معه الاوضاع العامة وحاجات منطقة عكار، اضافة الى مواضيع اخرى تهم ابناء الشمال عموما.

فرحات

واستقبل الرئيس عون، الوزير السابق عبدالله فرحات وعرض معه مواضيع الساعة، لا سيما ما يرتبط منها بمسار تشكيل الحكومة.

التشجير في الجنوب

انمائيا، استقبل الرئيس عون، النائب علي فياض، مع وفد ضم عددا من رؤساء اتحادات بلديات جبل عامل واقليم التفاح والريحان وبنت جبيل، وهم علي محمد الزين وبلال شحادي وباسم شرف الدين وعطا الله شعيتو، ومدير جمعية العمل البلدي في الجنوب فؤاد حنجول، ومدير العمل البلدي في منطقة النبطية حاتم حرب، وممثل عن "جهاد البناء" قاسم حسن وممثل عن جمعية "اخضر بلا حدود" سليم بزي. وقد اطلع النائب فياض والوفد المرافق رئيس الجمهورية، على التحضيرات الجارية لاطلاق حملة تشجير واسعة في الجنوب، ينظمها اتحاد بلديات جبل عامل بالتعاون مع اتحادات بلدية وبلديات وجمعيات اهلية في الجنوب، في الفترة الممتدة بين 24 و 31 كانون الاول المقبل، بهدف رفع نسبة الغطاء الاخضر الى النسبة الوطنية 13% . وسيقام يوم السبت 24 تشرين الثاني الجاري حفل الافتتاح في قاعة احتفالات بلدية مركبا.

ونوه الرئيس عون بمبادرة اتحادات البلديات وجمعية "اخضر بلا حدود"، لافتا الى انه يولي "الشأن البيئي رعاية مباشرة"، وهو اطلق "مشروع تشجير من الارز شمالا الى الحدود الجنوبية لاقامة زنار اخضر على الجبال اللبنانية وتحقيق المصالحة بين الانسان والشجرة والانسان والطير لا سيما الطيور المهاجرة".

وتطرق الحديث ايضا الى اوضاع "محمية وادي الحجير"، اضافة الى تنظيف مجرى الليطاني من التلوث.

 

3500 طالب أموا القصر الجمهوري في اسبوع الاستقلال وشاركوا بنشاطات توعوية وتثقيفية وتشديد على تعزيز روح المواطنة

الجمعة 16 تشرين الثاني 2018 /وطنية - أم القصر الجمهوري أكثر من 3500 طالب، مع اختتام اليوم الخامس والاخير من "اسبوع الاستقلال" الذي فتح خلاله قصر بعبدا ابوابه للطلاب من مختلف المناطق، شاركوا في نشاطات تفاعلية اضاءت على عناوين توعوية مختلفة لمناسبة الذكرى الـ75 للاستقلال.  وقد تحولت النشاطات التي اقامتها الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية وجمعيات ومؤسسات من المجتمع المدني، الى ورش عمل تعرف في خلالها الطلاب على مفهوم المواطنة وأهمية تعزيز الولاء للوطن من جهة وعلى اهم صفات المواطن الصالح وواجباته وحقوقه من جهة ثانية.

اللبنانية الاولى

وحرصت اللبنانية الاولى ناديا الشامي عون خلال الايام الخمسة، على الانضمام الى الطلاب ومرافقتهم في جولتهم ونشاطاتهم، مثنية على "حبهم لوطنهم وطموحهم لرؤية الصورة الابهى للبنان، إضافة الى ثقافتهم وغنى معلوماتهم في المواضيع التي تطرقت اليها النشاطات، لا سيما في ما خص كيفية المحافظة على البيئة وطرق حماية الحيوانات، وضرورة مكافحة الادمان، وحماية انفسهم من الآفات وتقبلهم للآخرين ما يساعد كثيرا على تنفيذ فكرة اندماج ذوي الحاجات الخاصة في مختلف المدارس والمجتمع اللبناني ككل".

رئيس الجمهورية

وكان الرئيس عون في ختام كل جولة يخرج من مكتبه للقاء الطلاب، مرحبا بهم، ويتم بعدها التقاط الصور التذكارية مع رئيس الجمهورية واللبنانية الاولى.

كلمات باسم الطلاب

وتحدث بعض الطلاب، معبرين عن فرحتهم لكونهم يزورون القصر الجمهوري للمرة الاولى، شاكرين للرئيس عون وللبنانية الاولى فتح ابواب القصر امامهم.

وفي هذا الاطار كانت اليوم كلمة لمدرسة داريا المختلطة المتوسطة الرسمية، أكدت أن الرئيس عون "هو خير من يتحمل المسؤوليات الجسام، فحكمتكم هي بلسم جراحنا. ان وطننا بحاجة ماسة الى وعيكم وتبصركم"، فيما رأى طلاب مدرسة لويس الحازمية، "أننا ننعم في عهد الرئيس عون بالعيش الهني ونبلغ الهدف معا، وهو الحفاظ ومن خلال وجودكم على رأس الهرم على مقومات الانسانية حفاظا على الحجر والبشر".

وأكدت إدارة وطلاب مدارس القديس جاورجيوس - الحدث في كلمة لها "الوقوف الى جانب رئيس الجمهورية لبناء مجتمع راق عادل وشفاف لان لبنان للجميع".

أما طلاب مدرسة مار منصور لراهبات المحبة - البزنسون، أكدوا ثقتهم "بحكمة الرئيس عون ودرايته الواعية في تذليل الصعاب وتطبيق الدستور وإنجاز المستحيلات والسير بالوطن نحو شاطئ الأمان، لبناء دولة المؤسسات، في ظل سيادة كاملة وحرية راشدة واستقلال مبارك وناجز".

وأعرب الاب ناصيف عون باسم مدرسة الحكمة الاشرفية، عن "الفخر والشرف لزيارة القصر الجمهوري خلال عهد الرئيس عون ونشكركم على استقبالكم المحب لنا ولمختلف المدارس، ونتعهد بأن ننشئ طلابنا على محبة الوطن".

وضمن برنامج تثقيفي، انقسمت نشاطات الطلاب على عشرة عناوين، هي حب الوطن، أخلاقيات وآداب التصرف، مكافحة الاستقواء، القطاع العام، حماية الطبيعة والحيوانات، المساواة بين المرأة والرجل، الاندماج، الوقاية من الادمان بمختلف انواعه (التدخين، المخدرات، الادمان الرقمي...) روح القيادة والذكاء العاطفي.

وفي هذا الاطار، قدمت جمعية "eti" شرحا عن معنى الاندماج وأهميته، وانقسم الطلاب الى مجموعتين وتبادلوا أهم الافكار التي اكتسبوها خلال الشرح وقدموا ما لديهم من مبادرات خاصة تساعد في تحقيق فكرة الاندماج وتقبل ذوي الحاجات الخاصة في المجتمع.

أما في موضوع حماية البيئة، فقد استمع الطلاب الى اهمية عامل التدوير في هذا المجال وكيفية تنفيذه من قبل جمعية "Arcenciel" التي عبرت ممثلتها عن ثنائها "لما يمتلكه الطلاب من ثقافة وتوعية في مجال حماية البيئة من التلوث"، مشيرة الى أنه "تبين أن حل مشكلة النفايات في لبنان من اهم ما يطمح اليه التلامذة".

وكان لافتا من ناحية أخرى، إهتمام الطلاب بموضوع حماية الحيوانات التي قدمت شرحا عنه جمعية "Animals Lebanon" واضاءت على قانون حماية الحيوانات والرفق بها الذي وقعه رئيس الجمهورية، كما تعرف الطلاب على انواع الحيوانات البرية وضرورة المحافظة عليها، كما انواع الحيوانات الاليفة وكيفية حماية أنفسهم من الكلاب الشاردة.

وقد أعرب ممثلو الجمعية عن تفاجئهم "بمعلومات الطلاب والتطور الكبير الحاصل في هذا المجال".

الجمعيات والمؤسسات

واهم الجمعيات والمؤسسات التي اقامت النشاطات خلال الايام الخمسة، هي "Animals Lebanon"، جمعية "Arcenciel"، جمعية "eti"، "kidproof"، "Live Love Lebanon"، جمعية "LOYAC"، مؤسسة "Nature" (مارك بيروتي)، جامعة سيدة اللويزة، "تجمع أم النور"، "Swiftshift" و "Teach for Lebanon" التعليم لأجل لبنان.

الوفود الطلابية

أما المدارس المشاركة في اليوم الاخير من اسبوع الاستقلال، فهي: مدرسة مار منصور لراهبات البزنسون - بسكنتا، مدرسة القديس جاورجيوس - الحدث، مدرسة البقاع الدولية - شمسطار، "LWIS" وسط بيروت، مدرسة داريا الرسمية، "LWIS" الحازمية (29 تلميذ من ذوي الحاجات الخاصة)، ثانوية راهبات القلبين الاقدسين - كفردبيان، ثانوية جنة الطلبة أركاديا كولدج - شحيم، مدرسة الارز التربوية -المنية، مدرسة السيدة لراهبات العائلة المقدسة ساحل علما، مدرسة الاخوة المريميين الشانفيل - ديك المحدي ومدرسة الحكمة الاشرفية.

 

الحريري استقبل وفدا من مجلس الجنوب وعرض الاوضاع الاقتصادية مع عربيد وشقير

الجمعة 16 تشرين الثاني 2018 /وطنية - استقبل رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري مساء اليوم في "بيت الوسط" وفدا من مجلس الجنوب برئاسة رئيس المجلس قبلان قبلان، الذي أوضح على الأثر أن البحث تناول شؤون وعمل المجلس.

ثم استقبل الرئيس الحريري رئيس المجلس الاقتصادي الاجتماعي شارل عربيد ورئيس الهيئات الاقتصادية محمد شقير، وعرض معهما للأوضاع الاقتصادية في البلاد.

 

الحريري تناول وجنبلاط طعام العشاء وبحثا في تشكيل الحكومة

الجمعة 16 تشرين الثاني 2018/وطنية - تناول رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري مساء اليوم طعام العشاء مع رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب السابق وليد جنبلاط والنائب وائل أبو فاعور في أحد مطاعم بيروت، وتركز البحث خلال اللقاء حول آخر المستجدات السياسية ومسألة تشكيل الحكومة.

 

الخارجية: بخاري نفى ما نشر في إحدى الصحف عن طلبه من الدولة اللبنانية منع قرع أجراس الكنائس قرب السفارة السعودية

الجمعة 16 تشرين الثاني 2018 /وطنية - صدر عن وزارة الخارجية والمغتربين البيان الاتي: "بعد تداول إحدى الوسائل الاعلامية خبرا مفاده أن السفير السعودي قد طلب من الدولة اللبنانية منع قرع أجراس الكنائس قرب السفارة السعودية، يهم وزارة الخارجية والمغتربين أن توضح انه بناء على اتصال اجرته مع سعادة السفير السعودي وليد بخاري نفى جملة وتفصيلا الخبر، معتبراً أنه تضليل إعلامي. وتؤكد وزارة الخارجية والمغتربين على الحريات الدينية كافة وعلى حق الديانات بممارسة شعائرها الدينية بكل حرية وذلك بحسب الدستور اللبناني، كما تنبه وسائل الإعلام توخي الدقة والمهنية قبل نشر أي خبر".

 

جعجع عن مقتل الخاشقجي: نستهجن استغلال الجريمة لضرب الدور السعودي في المنطقة ولتطويق المملكة

الجمعة 16 تشرين الثاني 2018 /وطنية - رأى رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع في بيان ان "قتل الصحافي السعودي جمال الخاشقجي في الشكل الذي تم كان عملا وحشيا غير مقبول بكل المقاييس. ولكن استغلال هذه الجريمة لأهداف ومرام لا علاقة لها بالجريمة في محاولة لتطويق المملكة العربية السعودية فهو أمر مستهجن ومرفوض". أضاف: "إنه لأمر مستهجن ومرفوض ان تستغل جريمة بحجم جريمة قتل الخاشقجي لضرب الدور الذي تلعبه المملكة العربية السعودية وبخاصة في السنوات الأخيرة. ولولا وقوف المملكة العربية السعودية الى جانب الكثير من الدول العربية، والكثير من القضايا العربية المحقة، لكان ربما تغير وجه منطقة الشرق الأوسط ككل". وختم: "إن الضنين على محاربة الجريمة في العالم عليه ان يساعد القضاء في كل ما يفعله لكشف كل ملاسبات هذه الجريمة البشعة لا أن يتذرع بها للوصول الى غايات ومرام وابعاد لا علاقة لها لا بجمال الخاشقجي ولا بالجريمة ولا بالحريات العامة ولا بأي شيء آخر".

 

الأحرار هنأ القوات والمردة: لتعميم المصالحات على كل الاطراف اللبنانيين

الجمعة 16 تشرين الثاني 2018 /وطنية - عقد المجلس السياسي لحزب الوطنيين الأحرار اجتماعه الأسبوعي برئاسة دوري شمعون وحضور الأعضاء، وأصدر بيانا "جدد خلاله الدعوة الى تخطي العقدة المصطنعة المتمثلة بإصرار حزب الله على توزير احد النواب السنة الستة الموالين له، تحت طائلة إفشال الجهود الآيلة الى تشكيل الحكومة. وقد بدا ذلك واضحا جراء خطاب أمينه العام العالي السقف والنبرة والذي لم يوفر أحدا تهديدا واستفزازا". وتابع:"نسأل هل توقف المعرقلون عند تداعيات مواقفهم السلبية خصوصا بالنسبة الى الأوضاع الاقتصادية والمالية والمعيشية والاجتماعية؟ وهل ان الظرف متاح لإطلاق العنان لممارساتهم وتصرفاتهم في الداخل والخارج مما استدعى ردود فعل تطال شظاياها لبنان واللبنانيين؟ إننا نلفتهم الى ضرورة الإحجام عن التصرف كقوة غريبة لا تثنيها الأخطار التي تتسبب بها والى المبادرة الى إعادة النظر بسياستهم وسلوكياتهم والعودة الى التشبث بالثوابت الوطنية والنأي بالنفس عن النزاعات الإقليمية وفك ارتباطاتهم الخارجية". واضاف:"نهنىء حزب القوات اللبنانية وتيار المردة بالمصالحة التي وضعت حدا لأربعين سنة من العداء والتي سترخي بظلالها على الحياة السياسية اللبنانية. ونخص بالذكر الساحة المسيحية، خصوصا لما تكبدت من خسائر وعانت من مشاكل بفعل الخلافات التي انهتها المصالحة. ونؤكد ان المطلوب تعميم المصالحات على كل الاطراف اللبنانيين علما ان كلا منهم يحتفظ بحقه بالخيارات السياسية التي يراها مناسبة، ومع التشديد على ان الحقيقة والعدالة هما المدخل الأسلم للمصالحة". وختم:"ندعو الى انتظار ولادة الحكومة، الى تفعيل حكومة تصريف الأعمال والى انصراف الوزراء للعمل على تكوين ملفات بالقضايا العالقة، مما يسهل مهمة الحكومة العتيدة. كما نعلن تأييدنا استمرار التشريع للتصدي للاستحقاقات الداهمة. وفي المناسبة يفترض إجراء مسح شامل للملفات وفق جدول بالأولويات الواجب التصدي لها تحت طائلة الانهيار الاقتصادي وانفجار الأزمات الاجتماعية. ونذكر بواقع مرير وهو انه يندر ان يوجد قطاع لا يعاني مشكلات وهذا يتطلب توافقا وتفاهما على الصعيد الوطني للتخفيف من حدتها ومعالجة نتائجها".

 

اللقاء التشاوري للنواب السنة: تمثيلنا بالحكومة حق لا رجوع عنه ولا يمس بصلاحيات رئيس الحكومة أو بالطائف

الجمعة 16 تشرين الثاني 2018 /وطنية - عقد "اللقاء التشاوري للنواب السنة المستقلين" اجتماعا في منزل النائب العميد الوليد سكرية، بحضور جميع أعضائه، عرض خلاله المواقف الإقليمية والمحلية وخاصة تجاه مطلب اللقاء في تمثيل أحد أعضائه في الحكومة العتيدة.

وحيا "اللقاء" في بيان تلاه سكرية على الاثر، "شعبنا في قطاع غزة على مقاومته وصموده وإحباط مشاريع العدو الصهيوني رغم الحصار الجائر الذي يتعرض له، ومواجهته للمشاريع المشبوهة لتصفية القضية الفلسطينية".

وأكد أنه "إطار نيابي مستقل يمثل شرائح شعبية واسعة من المكون الوطني السني الذي لا يستطيع أحد الغاءه أو إقصاءه، وهو لقاء نيابي تكون بإرادة شعبية وليس بإرادة أحد، ويتخذ مواقفه إنطلاقا من المصلحة الوطنية العليا ومصلحة الشريحة الوطنية التي يمثلها بعيدا عن الايحاءات المسمومة التي تعكر صفو الحياة الوطنية"، مشددا على أن من حقه "التمثيل بالحكومة وفق المعايير المتفق عليها، هو أمر حتمي لا رجوع عنه يفرضه منطق عدالة التمثيل والتنوع في تشكيل حكومة وطنية. وإن تعددية التمثيل التي أقر الرئيس المكلف بها مؤخرا داخل المكون السني لا يجوز الالتفاف عليها بتسويات في غير محلها او بتمثيل مكونات من خارج اعضاء اللقاء لا تمتلك ما لدى اللقاء عدديا وتمثيليا على امتداد الوطن".

ورأى أنه "اذا كان الرئيس المكلف حريصا على التعددية في تمثيل المكون السني فيقتضي أن يكون للنواب العشرة السنة من خارج تيار المستقبل وزيران على الاقل من ضمنهم وزير للقاء التشاوري الذي يضم ستة نواب سنة، ووزير للنواب الاربعة الاخرين".

وأهاب ب"كل المكونات السياسية المعنية بموضوع تأليف الحكومة وعلى رأسهم الرئيس المكلف، أن يعيدوا حساباتهم انطلاقا من أحقية تمثيل اللقاء التشاوري بعيدا عن أي محاصصات او مبادلات أو تفاهمات من اي نوع كانت"، معتبرا أن "من يعطل مسألة تشكيل الحكومة هو من يعترض على تمثيل اللقاء التشاوري وليس من يؤيد اللقاء في مطلبه المحق، وان هذا المطلب لا يمس بصلاحيات رئيس الحكومة ولا بنصوص اتفاق الطائف الذي نحرص على التمسك وعدم المس بهما".

ولفت اللقاء "لمرة أخيرة بأنه انعقد كجبهة سياسية تجمع بين اعضائها مبادىء وثوابت سياسية تمثل اتجاها وازنا في الطائفة السنية في كل مناطق لبنان، وبالتالي فإن هذا اللقاء لم يخالف لا شكلا ولا مضمونا، القواعد والمعايير التي تتشكل عبرها الحكومة والدليل ان الرئيس المكلف لم يقفل باب استشارات التأليف بانتهاء الاستشارات النيابية غير الملزمة، فهو استمر بالاستشارات طوال ستة أشهر ولا تزال هذه الاستشارات مستمرة حتى الآن، وتم خلالها إيجاد حلول ترضي حلفاء الرئيس المكلف".

وثمن "عاليا مواقف حلفائه ودعمهم له في مطلبه "المحق، وهي مواقف نابعة من حرص هؤلاء الحلفاء على نجاح الحكومة في تمثيلها لكل شرائح المجتمع الوطني بشكل عادل"، مشددا على ان "النظام البرلماني في لبنان لا تستقيم معه فكرة الابوة السياسية مع اليقين الكامل بأن الرئيس المكلف قصد في عبارته بأنه "أب السنة" حرصه على مصالح الطائفة وحقوقها، ونحن نتشارك معه في هذا الحرص خصوصا وان لبنان لا يزال اسير نظام طائفي ومذهبي قائم على توازنات دقيقة اي اخلال بها يعرض الاستقرار السياسي والاجتماعي للخطر".

حوار

وبعدما تلا سكرية البيان، قال ردا على سؤال عن موقف رئيس الجمهورية العماد ميشال عون: "موقف الرئيس عون داعم للرئيس المكلف سعد الحريري، لكنه من جهة ثانية كلف الوزير جبران باسيل إيجاد الحلول، وهو مقتنع بأننا 6 نواب نمثل شريحة واسعة من اللبنانيين، وخصوصا من الطائفة السنية".

وردا على سؤال عن أن النواب السنة يمثلون 8,6 بالمئة، قال: "إنها حسابات خاطئة، فالحسابات موجودة عندنا، ونحن نمثل شريحة واسعة في الطائفة السنية الوطنية".

أضاف: "لسنا نحن مع من يعطل تشكيل الحكومة، وإن الوزير باسيل لم يتواصل معنا حتى الآن، ولم يعرض علينا خطة".

وردا على سؤال عن "اتهام اللقاء بأن حزب الله يستخدمه"، قال: "كنت أقاتل ضد اسرائيل، منذ ما قبل ولادة حزب الله".

 

مجلس البطاركة الكاثوليك رحب بمصالحة المردة والقوات: لتسهيل اعلان الحكومة وتقديمها هدية عيد الاستقلال

الجمعة 16 تشرين الثاني 2018 /وطنية - اختتم مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان دورته السنوية العادية الثانية والخمسين في الصرح البطريركي في بكركي، التي انعقدت من الثاني عشر حتى السادس عشر من شهر تشرين الثاني الحالي برئاسة بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للموارنة الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي، وبمشاركة بطريرك أنطاكيا وسائر المشرق والإسكندرية وأورشليم للروم الملكيين الكاثوليك مار يوسف العبسي، بطريرك السريان الأنطاكي مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان، بطريرك كاثوليكوس الأرمن الكاثوليك على كرسي كيليكيا مار كريكور بيدروس العشرين، والمطارنة والرؤساء العامين والرؤساء الأعلين، والرئيسات العامات أعضاء المكتب الدائم للرهبانيات النسائية.

وقد شارك في جلسة الافتتاح السفير البابوي المطران جوزف سبيتري.

ورحب رئيس المجلس البطريرك الراعي في الجلسة الافتتاحية بالسفير البابوي الجديد، وتلا رسالة تعيينه وتقديمه للكنيسة في لبنان، الموقعة من أمين سر دولة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين. كما رحب بالأعضاء الجدد، وهم: المطارنة الياس سليمان، ومتياس شارل مراد ويوحنا رفيق الورشا، وبالأب العام وسام معلوف. وصلى مع الآباء لراحة أنفس بطريرك السريان الأنطاكي السابق مار اغناطيوس بطرس الثامن عبد الأحد والمطرانين جورج إسكندر وأندره حداد. ثم عرض موضوع الدورة العام الذي يتناول مشروع "شرعة التعليم المسيحي للكنائس الكاثوليكية في لبنان"، "وهو موضوع يلبي حاجة ملحة في زمننا بسبب المتغيرات التي أصابت في العمق إنساننا والعائلة والمجتمع". هذا بالإضافة الى موضوعين آخرين: الأول، إجراء انتخابات إدارية، والثاني، البحث في الأوضاع الراهنة في لبنان وما يتصل بالكنيسة وأبنائها".

السفير البابوي

ثم ألقى السفير البابوي كلمة عبر فيها عن فرحته بالمشاركة للمرة الأولى في أعمال المجلس، ونقل "الى الأعضاء والى أرض الأرز النبيلة" سلام قداسة البابا فرنسيس وقربه بالصلاة من الجميع". وشدد على أن "مهمة الكنيسة في نقل الإيمان وتعليم الحياة الصادقة تصبح أصعب كل يوم في لبنان بسبب عوامل عدة، منها الجراح الناتجة عن الحروب والصراعات المسلحة في المنطقة وعن تهجير شعوبها، فضلا عن الأزمات السياسية والاقتصادية، وبخاصة الأزمة التي تواجهها المدارس الخاصة والمستشفيات والمؤسسات الاجتماعية".

البيان

وبعد أن وجه الراعي باسم المجلس برقية الى البابا فرنسيس عن أعمال الدورة، وطلب بركته الرسولية عليها وعلى كنائسنا في لبنان، باشر الآباء بدراسة المواضيع، أصدروا بيانا تلاه امين عام المجلس المونسنيور وهيب الخواجة، نص على ما يلي:

أولا: شرعة التعليم المسيحي للكنائس الكاثوليكية في لبنان

استمع الآباء الى كلمة رئيس اللجنة الأسقفية للتعليم المسيحي في لبنان سيادة المطران سيزار أسايان، عرض فيها مسيرة عمل اللجنة في تحضير مشروع شرعة التعليم المسيحي للكنائس الكاثوليكية في لبنان. وأضاء على عدد من التحديات التي تواجه رسالة التعليم المسيحي، ومنها: تعدد المناهج والبرامج واختلاف المضامين ونشر الكتب من دون الأخذ في الاعتبار المنهاج الموحد ومن دون العودة الى اللجنة الأسقفية، وواقع التعليم المسيحي في المدارس الرسمية والخاصة غير الكاثوليكية. وشدد على دور الرعية لقبول كلام الله ونعمة الأسرار المقدسة، في قلب الكنيسة التي هي أم ومعلمة منذ اللحظة الأولى للحياة، وحتى لحظة اللقاء وجها لوجه بين الله والانسان. أما التحدي الأكبر فهو رؤية شبابنا والراشدين يفقدون المرجع الأساس لهم، وهو الانجيل والكنيسة كمكان لتمييز خياراتهم، ورؤيتهم للحياة، ولعلاقاتهم بالآخرين. لذا ينبغي التفكير بجدية، ليس فقط حول اعداد برنامج ملائم للتعليم المسيحي الذي نريده لبلدنا، بل أيضا حول الطريقة واللغة التي يجب استخدامها مع شباب اليوم.

ثم استمعوا الى كلمة الأمين العام للجنة الأب كلود ندره الذي عرض الجزء النظري من الشرعة متوسعا في شرح الأسس والأهداف والخيارات التربوية في التعليم المسيحي، وفي إشكاليات التعليم المسيحي اليوم مع اقتراحات للمعالجة وآليات للتطبيق، وأخيرا في نظام ومنهج معاهد إعداد معلمي التعليم المسيحي في لبنان.

ثم توالت ندوات ومناقشات على مدى ثلاثة أيام متناولة "الجزء التطبيقي من الشرعة وفيه:

"الإطار القانوني للتعليم المسيحي في لبنان والإشكاليات الناتجة عنه،

"الواقع الميداني والإشكاليات الناتجة عنه،

"إشكاليات التعليم المسيحي في المدارس الكاثوليكية والخاصة والرسمية، في إطار التعليم العام والمهني والجامعي،

"التعليم المسيحي للبالغين في الأبرشية والرعية والعائلة وفي السجون، وفي مراكز أصحاب الاحتياجات الخاصة، وفي وسائل الإعلام ومواقع التواصل،

"وأخيرا الإشكاليات المطروحة على معاهد إعداد معلمي التعليم المسيحي وعلى اختيار المعلمين.

درس الآباء هذه المواضيع وتداولوا في اقتراحات الحلول المعروضة عليهم واتخذوا بشأنها القرارات والتوصيات المناسبة.

ثمن الآباء الجهود الكبيرة التي تصرفها إدارات المدارس والجامعات والهيئات والمؤسسات الكنسية والحركات الرسولية والتي يبذلها معلمو ومعلمات التعليم المسيحي من اجل توفير تعليم مسيحي وتنشئة ايمانية للأولاد والشباب والعائلات ولذوي الاحتياجات الخاصة. وهم، اذ يشكرونهم على كل ذلك، يشجعونهم لكي تبقى شعلة الايمان دافعهم إلى خدمة البشارة، فيسعون دائما إلى تعميق معرفتهم بالمسيح وإلى صقل مؤهلاتهم الإنسانية واللاهوتية وكفاءاتهم التربوية من اجل خير من يعلمونهم.

اطلع الآباء من أصحاب الغبطة البطاركة وأصحاب السيادة المطارنة الذين شاركوا في الجمعية العادية الخامسة عشرة لسينودس الأساقفة في روما طوال شهر تشرين الأول المنصرم برئاسة قداسة البابا فرنسيس على المداخلات والمناقشات وشهادات الحياة التي تقدم بها آباء السينودس والشباب المشاركون. وهم يتبنون ما جاء في الرسالة التي وجهها آباء السينودس الى الشبيبة في العالم ليقولوا لهم: "كونوا رفاق الدرب لمن هم أكثر هشاشة وللفقراء والذين تجرحهم الحياة. أنتم الحاضر؛ كونوا أيضا المستقبل المنير".

وإذ يؤكد الآباء أنهم واثقون من أن الشباب سيكونون مستعدين للالتزام برغبتهم في الحياة لكي تتجسد أحلامهم في حياتهم وفي التاريخ البشري، وانهم سيصغون اليهم ويرافقونهم ويعملون معهم على تطبيق أهم توصيات السينودس، إنهم يدعون شبيبتهم وشبيبة لبنان الى عيش الرجاء بالمسيح القائم من الموت والتطلع الى بناء مستقبل لهم في لبنان الوطن الرسالة بتحمل مسؤولياتهم في قلب الكنيسة وفي المجتمع.

وكان لأعضاء المجلس لقاء مميز صباح الأربعاء 14 تشرين الثاني مع وفد من "تجمع المؤسسات المعنية بمساعدة الكنائس الشرقية" (ROACO) برئاسة نيافة الكردينال ليوناردو ساندري رئيس مجمع الكنائس الشرقية في الفاتيكان. وهم في زيارة عمل للبنان بمناسبة الاحتفال بيوبيل خمسين سنة على تأسيس هذا التجمع للقاء الكنائس والجمعيات والمؤسسات والمراكز التي تعنى بخدمة المحبة وبمساعدة النازحين الى لبنان وللوقوف على أعمالها ودعمها لتشجيع المسيحيين على الثبات في أرضهم ووطنهم.

ثانيا: انتخابات إدارية

أجرى الآباء انتخابات إدارية داخلية، وكانت نتيجتها كالتالي:

- المطران شكرالله نبيل الحاج رئيسا للجنة الأسقفية "عدالة وسلام".

- المطران حنا علوان، رئيسا للجنة الأسقفية للشؤون القانونية والمحاكم الروحية.

- المطران إيلي حداد، رئيسا للجنة الأسقفية للتعليم العالي والجامعي.

- المطران منير خيرالله، مشرفا على جمعية كشافة لبنان وجمعية دليلات لبنان.

- المطران متياس شارل مراد، نائبا لرئيس اللجنة الأسقفية للعلاقات المسكونية ونائبا لرئيس اللجنة الأسقفية "عدالة وسلام".

- المطران جورج أسادوريان، نائبا لرئيس اللجنة الأسقفية للتعاون الرسالي بين الكنائس.

- الأرشمندريت أنطوان ديب، نائبا لرئيس اللجنة الأسقفية لرسالة العلمانيين.

- الأم منى وازن، نائبا لرئيس اللجنة الأسقفية للتعليم المسيحي في لبنان.

- الأم ماري أنطوانيت سعادة، نائبا لرئيس اللجنة الأسقفية للعائلة والحياة.

- الأب بطرس عازار، أمينا عاما للمدارس الكاثوليكية حتى دورة المجلس للعام 2020.

ثالثا: الأوضاع الراهنة في لبنان

سر الآباء جدا، مع كل اللبنانيين، في الداخل والخارج، بالمصالحة التاريخية التي جرت أمس الأول في بكركي، برعاية السيد البطريرك بين رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، ورئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع، وبالوثيقة التي صدرت عنهما. وهم، إذ يهنئون اللبنانيين بطي صفحة أليمة من الماضي، يتطلعون الى أن تشمل المصالحة جميع الأطراف اللبنانية، ويصار الى بناء الوحدة الداخلية التي هي المدخل الأساس لاستعادة الثقة المتبادلة بين اللبنانيين، وللخروج من أزماتنا السياسية المتتالية المتسببة بالتراجع الاقتصادي والمعيشي والإنمائي.

ويعتبر الآباء أن فقدان الثقة المتبادلة وغياب الوحدة الداخلية وطغيان المصالح الخاصة، بالإضافة الى التدخلات الخارجية، هي السبب لعدم التوصل الى إعلان الحكومة الجديدة بعد أكثر من خمسة أشهر على تسمية الرئيس المكلف وبدء المفاوضات. فمن دون الثقة والوحدة والتجرد، يظهر المسؤولون السياسيون كأنهم لا يريدون بناء دولة القانون والعدالة الاجتماعية، لأنها تتنافى ومكاسبهم ونفوذهم وزعاماتهم، كما يظهرون غير مبالين بمعاناة الشعب الذي أوكل السلطة العامة اليهم للاعتناء به.

ثم تناول الآباء الأوضاع الاقتصادية والمعيشية المتردية، وهي في الأساس من مسؤولية الدولة بمؤسساتها الدستورية، وعلى الأخص الحكومة كسلطة إجرائية. فلا يمكن القبول بعد اليوم بعدم وجودها. وهم يطالبون جميع الأطراف السياسية المعنية تسهيل تأليف الحكومة، اليوم قبل الغد، بالتعالي عن مصالحهم ومواقفهم، رحمة بالبلاد وبالمواطنين.

أما الكنيسة فتواصل من جهتها بذل ما يلزم من جهود، وتحمل ما ينبغي من تضحيات أمام حجم الفقر المتزايد عند شعبنا بسبب الأزمة الاقتصادية والمعيشية الخانقة، وبسبب اتساع رقعة البطالة، وارتفاع كلفة المعيشة، طعاما وكسوة واستشفاء وأدوية وتربية.

أمام هذا الواقع، يؤكد الآباء أنه يبقى من واجب الكنيسة الراعوي الدفاع عن الشعب اللبناني ولاسيما الفقراء والمظلومين، وإعلان المبادئ الدستورية والديمقراطية والثقافية، التي تنظم العمل السياسي وتنقذه من انحرافاته، ومن أخطاره على الوطن والمواطنين، إذا ما انحرف. لذا تعنى الكنيسة في مؤسساتها بالتربية على خلق ذهنية جديدة لدى شبابنا وأجيالنا الطالعة. فلبنان قيمة حضارية ثمينة ينبغي الحفاظ عليها وتثميرها. وهو صاحب دور ورسالة في هذه المنطقة بسبب واقعه السياسي والجغرافي. وهو بالتالي عامل استقرار في محيطه، كما يشهد له الجميع.

إن الجامعة اللبنانية، التي أنشئت لتكون جامعة وطنية بامتياز في خدمة الشريحة الأوسع من شبيبتنا الساعين الى العلم، تشهد اليوم غرقا في الفئوية والمذهبية الضيقة قد تصل الى الاستئثار والإقصاء.

وعليه يسجل الآباء بأسف التعدي على الحريات العامة في الجامعة، والانقلاب على الميثاقية فيها والإخلال بالتوازن الوطني وبالأعراف الأكاديمية وانتهاك إستقلالية الجامعة والتدخل الفاضح في مساراتها الأكاديمية. ويدعون المسؤولين في أعلى المستويات الى الإسراع في إنشاء المجمعات الجامعية التي نص عليها قرار مجلس الوزراء بتاريخ 5- 5 - 2008 والتوجه نحو خيار جامعات لبنانية مستقلة قانونيا، إداريا وأكاديميا، ينسق بينها مجلس أعلى للتعليم العالي الرسمي للسهر على وحدة التوجهات الوطنية وعلى المستوى الأكاديمي.

أعرب الآباء عن ألمهم لاستمرار الحروب الدائرة في الشرق الأوسط، التي لا زالت تزعزع الاستقرار والسلم وتتسبب بالخراب والدمار وتهجير المواطنين. فإنهم إذ يجددون إدانتهم العنف بكل أشكاله وتشجيعهم على الحوار البناء بين المسؤولين، يدعون أبناءهم المسيحيين الى أن يصمدوا بنعمة الله في رجائهم بإعادة بناء أوطانهم مع اخوتهم المسلمين في تكافؤ الفرص والمواطنة المتساوية والمسؤولة. ويناشدون المجتمع الدولي والدول المعنية لإيقاف الحرب وإحلال السلام الشامل والعادل والعمل الجدي على عودة النازحين واللاجئين والمخطوفين والمبعدين الى بلدانهم وبيوتهم وممتلكاتهم. ويؤكدون على المبادئ التي أعلنها قداسة البابا فرنسيس حول منطقة الشرق الأوسط، وهي: حلول السلام هو شرط لبقاء المسيحيين في أرضهم وأوطانهم، لا شرق أوسط من دون المسيحيين الذين هم عامل توازن واستقرار فيه، واجب الدفاع عن حقوق الأفراد والأقليات تحت سقف المواطنة.

خاتمة

وفي الختام، يطلب الآباء بركة الله على أبنائهم وبناتهم ليفتحوا قلوبهم للنعمة ويعيشوا المصالحة والالتزام بتحقيق السلام، ويعلنوا رجاءهم بمستقبل أفضل يعملون فيه معا على تحقيق ملكوت المحبة والعدالة والسلام بشفاعة السيدة العذراء سيدة لبنان وحاميته.

وفي ما يجري الاستعداد للاحتفال بذكرى الاستقلال الخامسة والسبعين، يأمل الآباء أن يعمل جميع المسؤولين السياسيين على تسهيل إعلان الحكومة العتيدة لتبدأ بورشة الإصلاح السياسي والإداري والاجتماعي والاقتصادي التي باتت أكثر من ملحة؛ ويقدمونها بذلك هدية الى كل اللبنانيين في عيد الاستقلال".

 

 

Hezbollah Is Ramping Up South of the USحزب الله يكثف وجوده في جنوب الولايات المتحدة

زمن الأوّل تحوّل": بوتين مهتم بأحداث لبنان.. وإسرائيل تلعب الشطرنج مع "حزب الله".

Argentina Arrests 2 Nationals with Suspected Hezbollah Ties/الأرجنتين تعتقل اثنين من مواطنيها بتهمة نسج علاقة مع حزب الله

Lebanon: Wait-and-See Approach over Sanctions on Tehran, Hezbollah

http://eliasbejjaninews.com/archives/68977/hezbollah-is-ramping-up-south-of-the-us-%D8%AD%D8%B2%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D9%8A%D9%83%D8%AB%D9%81-%D9%88%D8%AC%D9%88%D8%AF%D9%87-%D9%81%D9%8A-%D8%AC%D9%86%D9%88%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%88/