المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 16 تشرين الثاني/2018

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/newselias18/arabic.november16.18.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة
عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

يا إخوَتي: لا يَكُنْ عَلَيْكُم لأَحَدٍ دَيْنٌ إِلاَّ حُبُّ بَعْضِكُم لِبَعْض. فَمَنْ أَحَبَّ غَيْرَهُ أَتَمَّ الشَّرِيعَة

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/لعنة الإنتصارات الإلهية

الياس بجاني/مطلوب من الحريري موقف مواجهة وثبات ولو مرة واحدة

الياس بجاني/المهم أن يثبت الحريري على المواقف التي أعلنها اليوم

الياس بجاني/إلى السادة جعجع والحريري وجنبلاط: استقيلوا واعتذروا

 

عناوين الأخبار اللبنانية

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الخميسس 15 تشرين الثاني 2018

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الخميس في 15 تشرين الثاني 2018

نصرالله وشنق الدولة ومشروع السيادة بحبال ربط النزاع/علي الأمين/جنوبية

ترمب يرشح الجنرال أبي زيد سفيراً لواشنطن في الرياض/يتحدر من أصول لبنانية وعمل قائداً للقيادة الأميركية الوسطى بين 2003 و2007

تذكير يالمخاطر والأزمات الحقيقية التي تهدد لبنان/خليل حلو/فايسبوك

الياس الزغبي: وثيقة بكركي من قماشة المصالحات التاريخية الفعلية كمصالحة الجبل وليست محكومة بأي استحقاق سياسي

الياس الزغبي: "حزب الله" جسم إذا دخل الأجسام الأخرى دمّرها أو دمرته

انون المخفيين قسرا/علي ابودهن/فايسبوك

التجمع اللبناني" دعا إلى إطار جبهوي ديموقراطي لقوى المعارضة لمنع "حزب الله" من الاستيلاء على الدولة

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

المبعوث الأميركي بشأن إيران بمهمة استخباراتية: واشنطن تعوّل على جيران لبنان لرصد أماكن العاروري وحرب وطبطبائي

الخزانة الأميركية تفرض عقوبات على 17 مسؤولاً ونجل خاشقجي يستقبل المعزين

أزمة ثقة" صامتة بين بعبدا والضاحية وراء تعثّر تشكيل الحكومة: "الحزب" مرتاب من تجاوب عون مع النصائح الدولية ومن علاقة الحريري-باسيل

اعتصام في المخيتاريست احتجاجا على اقفال المدرسة

الصعوبات تحاصر مهمة باسيل ولا مؤشرات مشجعة على تشكيل الحكومة قريباً/تمام سلام حمّل "حزب الله" المتمسك بتوزير حلفائه السُّنة مسؤولية العرقلة

مصالحة فرنجية - جعجع ستتجاوز الحزبين... ماذا سيتبعها؟

إشادات واسعة بمصالحة جعجع- فرنجية: تعزز الاستقرار وتحقق المناعة للساحة اللبنانية وتقوي سلطة الدولة الجامعة/عون مرتاح وباسيل قلق وأطراف ترى أنها تعيد خلط الأوراق المسيحية

فيصل كرامي: عون قال لنا أن موقف الحريري منّا غير حكيم 

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

الدولار يلامس 500 ليرة سورية: الانهيار مرشح للإستمرار

أميركا تطالب بانسحاب إيران من سورية وتؤكد بقاء قواتها فيها واشتباكات عنيفة بين "قسد" و"داعش" بريف دير الزور وتحذير من معاناة إنسانية

النيابة السعودية تتهم 11 شخصا في قضية مقتل خاشقجي وتطالب بإعدام 5 منهم

استقالة ليبرمان تزعزع ائتلاف نتنياهو الحكومي وتقديرات اعتبرتها مناورة لاستبعاد بينيت من الانتخابات المقبلة

«حماس» تعتبر استقالة ليبرمان «نصراً سياسياً» و«هزيمة لإسرائيل»

القوات الأميركية ستبقى في سوريا لضمان عدم عودة «داعش»

موجة استقالات تضرب حكومة ماي رفضاً لمسودة اتفاق «بريكست/رئيسة الوزراء حذرت أن البديل هو التخلي عن الخروج من «الأوروبي»

قمة أوروبية في 25 نوفمبر لتوقيع اتفاق «بريكست»

الكونغرس يحذر: أميركا قد تخسر حرباً أمام الصين أو روسيا

ارتفاع حصيلة حرائق كاليفورنيا إلى 59 قتيلاً و130 مفقوداً

البحرية الأميركية تنفذ مناورات «معقدة» شرق آسيا

 

المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

الأجراس تُقرع لمصالحة جعجع وفرنجية... وبكركي تختمها «بالشمع الأحمر»/مرلين وهبة/جريدة الجمهورية

بكركي تتلو مزمور المصالحة.. سلامات وقبلات تهدم المتاريس/ألان سركيس/جريدة الجمهورية

ميقاتي لـ«الجمهورية»: أثق بالحريري ولا أحسده/ملاك عقيل/جريدة الجمهورية

ماذا إن تخلّى الرئيس عون عن الثلث المعطّل/عامر مشموشي/اللواء

لبنان ساحة رئيسية للمواجهة/حنا صالح/الشرق الأوسط

بورتريه سياسي: غطّاس خوري/يوسف بزي/المدن

كلمة الدكتور عبد الحميد الأحدب في افتتاح ملتقى تحكيم اتحاد المصارف/

نصرالله تجاوز «الخطوط الحمر» وسنته صم بكم عمي/يوسف حسين/جنوبية

فرضية غارات أميركية على لبنان/سامي خليفة/المدن

المصالحة في بكركي والحريق في البترون/منير الربيع/المدن

لبنان: القوة الماكرة والدولة المغدورة/وجيه قانصو/المدن

تدابير حزب الله تحبط فاعلية العقوبات/منير الربيع/المدن

إذا كانت إيران حريصة على السنّة/خيرالله خيرالله/العرب

سعد الحريري.. "بيّ السنّة"/محمد قواص/العرب

'انتصار' جديد يسقط على رؤوسنا/حازم الأمين/الحرة

لا سياسة... رجاءً/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

بعد انتخابات أميركا/حسين شبكشي/الشرق الأوسط

مناورة الاشتباك في غزة/صالح القلاب/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

عون إستقبل ساندري ناقلا دعم الفاتيكان وأعرب عن إرتياحه للمصالحة بين المرده والقوات: أي توافق داخلي يعزز الوحدة الوطنية ويقوي الدولة

الحريري عرض مع الصراف اوضاع المؤسسة العسكرية وسبل دعمها والتقى وفدا من النادي الرياضي

بري هنأ الراعي وفرنجية وجعجع بالمصالحة وعرض الوضع البيئي وتلوث الليطاني مع الخطيب

باسيل زار الراعي :كركي المكان الطبيعي للمصالحات بين اللبنانيين ولا نستطيع الدخول الى الحكومة بمنطق خارج اطار التفاهم الوطني

مؤتمر هل للمسيحيين مستقبل في الشرق تابع أعماله الجميل: في العالم العربي قيم مشتركة كثيرة تجمعنا يجب تعزيزها

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية

يا إخوَتي: لا يَكُنْ عَلَيْكُم لأَحَدٍ دَيْنٌ إِلاَّ حُبُّ بَعْضِكُم لِبَعْض. فَمَنْ أَحَبَّ غَيْرَهُ أَتَمَّ الشَّرِيعَة

رسالة القدّيس بولس إلى أهل رومة13/من08حتى14/"يا إخوَتي: لا يَكُنْ عَلَيْكُم لأَحَدٍ دَيْنٌ إِلاَّ حُبُّ بَعْضِكُم لِبَعْض. فَمَنْ أَحَبَّ غَيْرَهُ أَتَمَّ الشَّرِيعَة؛ لأَنَّ الوَصَايَا: «لا تَزْنِ! لا تَقْتُلْ! لا تَسْرِقْ! لا تَشْتَهِ!»، وأَيَّ وَصِيَّةٍ أُخْرَى، تَخْتَصِرُهَا هذِهِ الكَلِمَة: «أَحْبِبْ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ!». إِنَّ المَحَبَّةَ لا تَصْنَعُ بِالقَريبِ شَرًّا؛ إِذًا فَٱلمَحَبَّةُ هِيَ كَمَالُ الشَّرِيعَة.وإِنَّكُم لَعَالِمُونَ في أَيِّ وَقْتٍ نَحْن: لَقَدْ حَانَتِ السَّاعَةُ لِتَسْتَيْقِظُوا مِنَ النَّوْم! لأَنَّ الخَلاَصَ أَقْرَبُ إِلَيْنَا اليَوْمَ مِمَّا كَانَ يَوْمَ آمَنَّا. لَقَدْ تَنَاهَى اللَّيلُ وٱقْتَرَبَ النَّهَار. إِذًا فَلْنَطْرَحْ أَعْمَالَ الظُّلْمَة، ونَلْبَسْ أَسْلِحَةَ النُّور. وَلْنَسْلُكْ سُلُوكًا لائِقًا كَمَا في وَضْحِ النَّهَار، لا في القُصُوفِ والسُّكْر، ولا في الفُجُورِ وَالفَحْشَاء، ولا في الخِصَامِ والحَسَد، ولا تَهْتَمُّوا بِالجَسَدِ لِقَضَاءِ شَهَوَاتِهِ، بَلِ ٱلْبَسُوا الرَّبَّ يَسُوعَ المَسِيح". 

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

لعنة الإنتصارات الإلهية

الياس بجاني/15 تشرين الثاني/18

لعنة الإنتصارات الإلهية مرض كارثي وسرطاني تم استيراده من ملالي إيران ومن أذرعتها العسكرية التي تعيث ببلادنا الدمار والإرهاب والفوضى والمذهبية وكل ما هو جهل وجاهلية.. في هذا السياق الجاهلي فإن وهم انتصار حماس لأن وزير الدفاع الإسرائيلي استقال هو كوهم انتصار الملالي في لبنان عام 2006.. هلوسات وأوهام وخزعبلات.

 

المهم أن يثبت الحريري على المواقف التي أعلنها اليوم

الياس بجاني/13 تشرين الثاني/18

مواقف الحريري اليوم برده على نصرالله مقبولة ومنطقية وفيها روحية التواضع التي تميزه ولكن المهم أن لا يتراجع ولا يعود للصفقات والأهم عدم الإستمرار بخطيئة مداكشة السيادة بالكراسي.

 

مطلوب من الحريري موقف مواجهة وثبات ولو مرة واحدة

الياس بجاني/13 تشرين الثاني/18

كل التمني ما يكون موقف الحريري اليوم: ببكي وبروح ونحنا أم الصبي ومنخاف ع الإستقرار ويرضخ لتهديدات وعنتريات نصرالله مثل ما كانت جميع مواقفه السابقة الإستسلامية المتلحفة بصفقات كلها أخطاء وخطايا بحق لبنان واللبنانيين.

 

إلى السادة جعجع والحريري وجنبلاط: استقيلوا واعتذروا

الياس بجاني/11 تشرين الثاني/18

الإخوة في حزب الله مش شايفين حدا بالبلد لا انتو ولا غيركم.. ارتكبتكم خطيئة وخطأ الصفقة المميتة وفرطتم 14 آذار. المطلوب بعد أن تأكد 100%  فشل صفقكتم اللاوطنية واللاسيادية أن تستقيلوا وتعتذروا من اللبنانيين. إلإستمرار بالخطأ تخلي عن المسؤولية.

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الخميسس 15 تشرين الثاني 2018

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

تطورات في الإقليم توحي بتطورات أكبر وفيها:

- إعلان قيادة التحالف وقف الحرب على اليمن.

- قرار قضائي سعودي بإعدام خمسة أشخاص في قضية قتل جمال خاشقجي.

- عقوبات أميركية على سبعة عشر شخصا سعوديا.

- لملمة الحكومة الإسرائيلية خسائرها الوزارية عقب الهزيمة في غزة.

وفي الداخل اللبناني تطورات أيضا فيها:

- استياء الرئيس الحريري من الأجواء المحيطة بالتحركات من أجل إعلان الحكومة.

- تحرك الوزير جبران باسيل لفكفكة عقدة سنة الثامن من آذار.

- قول الوزير محمد فنيش أن حزب الله لا يشارك من دون تمثيل سنة اللقاء التشاوري.

- عودة الحديث عن إشراك أحد النواب السنة الستة عن طريق حصة رئيس الجمهورية.

- قول الوزير السابق محمد الصفدي عقب لقائه الوزير باسيل أن الجميع مدرك لأهمية ولادة الحكومة.

- إعلان حاكم مصرف لبنان رياض سلامة أن نسبة النمو في نهاية السنة الحالية ستكون اثنين في المئة.

* مقدمة نشرة اخبار ال "ام تي في"

على عكس المناسبات السياسية او التاريخية التي تبدأ كبيرة وتصغر بتضاؤل الاهتمام بها بمرور الزمن، فإن المصالحة بين رئيسي القوات والمردة بدأت كبيرة وستظل تكبر وتتوسع لما لها من دلالات ورمزيات تبدأ بالوئام بين اهل الطائفة الواحدة والمذهب الواحد والمنطقة الواحدة لتنتقل ككرة الثلج مشكلة امثولة في التسامح يحتاجها التنوع اللبناني كما يحتاجها الحق المقدس بالاختلاف الراقي من دون الانزلاق الى الخصام. ولان فوائد المصالحة عميقة وليست شمالية مسيحية مردية قواتية، سارع الرؤساء عون وبري والحريري ورؤساء الاحزاب المعنية بلبنان سيدا وقادة الرأي الاحرار الى تهنئة المتصالحين. هذه الاجواء لا تجد لها صدى في الواقع السياسي المأزوم الذي يفتلعه حزب الله حارما البلاد فرصة تأليف الحكومة.

مما تقدم لم يعد جائزا التعميم وتجهيل المسؤول المعطل، فحزب الله الذي يصر على وضع يده في معجن السنة يستعمل نواب "التشاري" في مناورة اقليمية الهدف يتسحدم فيها رصاصا خلبيا على الرئيس المكلف، فيما يستهدف بالرصاص الحي العهد وسيده، علما بأن الرئيس عون يحمي خاصرة الحزب ويقف متراسا بينه وبين العقوبات معرضا نفسه والبلاد لاشد المخاطر وسط انسداد الافق.

يسعى الوزير باسيل وحيدا الى تدوير الزوايا في حركة مكوكية لا تهدأ فقلبه على العهد وهو قلب العهد وخوفه على العلاقة مع الحزب ومنه في آن وهو التقى اليوم النائب عدنان طرابلسي عضو اللقاء السني التشاوري كما التقى الوزير الصفدي مقاربا معه عقدة التمثيل الارثوذكسي وقبل ان ينتقل منذ قليل الى بكركي.

اقليميا النيابة العامة السعودية طلبت الاعدام للمتورطين في قتل الخاشقي وتقول خدروه وقتلوه والبحث مستمر عن جثته ولا شبهة على ولي العهد الامير محمد بن سلمان.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ان بي ان"

بعدما خطفت المصالحة الشمالية الأضواء في الساعات الماضية من الملف الحكومي عاد الأخير الى مربعه المتقدم رغم كونه ما يزال مترنحا.

هذا الترنح لا يعني أن الأمل مفقود بدليل تأكيد رئيس مجلس النواب نبيه بري أن الأبواب ليست مقفلة والإمكانية ما زالت متوفرة لإيجاد مخرج. على أن البحث يتركز في المرحلة الحالية على إيجاد حل لمطلب تمثيل النواب السنة المستقلين في الحكومة الذين سيكون لهم إجتماع غدا. على خط هذا العنوان يواصل رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل تحركه الذي سيقوده مساء اليوم إلى بكركي بعدما استقبل صباحا عضو اللقاء التشاوري للنواب السنة المستقلين النائب عدنان طرابلسي. وفي معلومات الـ NBN أن حراك باسيل لم يحرز تقدما ملموسا يرتقي الى حد الإعلان عن قرب ولادة الحكومة وأن المعطيات تؤكد على ثابتتين الأولى أن الجميع متعاون لحل آخر العقد والثانية أن المخارج محدودة ولا تحتاج سوى تنازل من كل الأفرقاء بحسب مصادر مواكبة.

في موضوع المصالحة بين تيار المردة والقوات اللبنانية ساد ترحيب واسع بالحدث الذي رعته بكركي على المستويين الحزبي والشعبي. ونقل زوار رئيس الجمهورية ارتياحه للمصالحة واعتبر أن أي توافق بين الأطراف اللبنانيين لا سيما الذين تواجهوا خلال الأحداث الأمنية يعزز الوحدة الوطنية. وقد هنأ رئيس مجلس النواب نبيه بري بالمصالحة خلال اتصالات أجراها بالبطريرك الماروني ورئيسي المردة والقوات.

في فلسطين المحتلة لا يزال انتصار غزة على العدو الاسرائيلي في المواجهة الأخيرة يفعل فعله في كيان الاحتلال حيث تواجه حكومة بنيامين نتنياهو انهيارا محتوما بعد موجة الاستقالات التي شملت خصوصا وزير الحرب أفيغدور ليبرمان.

أما الزلزال الذي أحدثه قتل الخاشقجي فلم تنته فصوله بعد، وفي جديد هذه القضية طلب النيابة العامة السعودية الإعدام لخمسة موقوفين، مؤكدة أن نائب رئيس الاستخبارات السابق أحمد عسيري هو الذي أمر بإعادة خاشقجي حيا الى المملكة لكن رئيس فريق التفاوض معه في القنصلية باسطنبول هو من أمر بقتله أما ولي العهد الأمير محمد بن سلمان فلم يكن على علم بالمهمة على حد قول وكيل النيابة العامة.

تركيا سارعت الى اعتبار ما أعلنته الرياض غير كاف وتمسكت بمحاكمة مجموعة القتلى على أراضيها لكن نيرانا صديقة اطلقت من واشنطن التي فرضت خزانتها على سبعة عشر من السعوديين المتورطين بمقتل الخاشقجي من بينهم سعود القحطاني المستشار السابق لولي العهد ومحمد العتيبي القنصل السعودي العام في اسطنبول.

* مقدمة نشرة أخبار ال "او تي في"

بعد هدوء "عاصفة الخير" التي أثارها لقاء المصالحة الذي استضافته بكركي أمس بين رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع ورئيس تيار المردة سليمان فرنجية، يمكن رسم الصورة الآتية للمشهد السياسي المحلي:

أولا: عكس لقاء القوات والمردة وما رافقه من مواقف، ارتياحا واضحا على الساحتين الوطنية والمسيحية. وفي هذا الاطار، أكد رئيس الجمهورية أمام زواره اليوم أن اي توافق بين الاطراف اللبنانيين، لا سيما الذين تواجهوا خلال الاحداث الدامية، يعزز الوحدة الوطنية ويحقق المنعة للساحة اللبنانية، ويغلب لغة الحوار السياسي على ما عداها، ويقوي سلطة الدولة الجامعة..

ثانيا: لفتت الإيجابية التي تعامل بها النائبان فيصل كرامي وجهاد الصمد مع لقاء رئيس تكتلهما النيابي برئيس القوات، وتوقف المتابعون بإعجاب عند قدرة النائبين المذكورين على الفصل بين مواقفهما العالية السقف تاريخيا من جعجع، وبين تحوله عمليا إلى حليف وجداني، وربما سياسي، لهما..

ثالثا: في موازاة المشهد التصالحي، لا يزال الوزير جبران باسيل يواصل مسعاه الحكومي لحل العقدة المتبقية، بعلم رئيس مجلس النواب وبالتنسيق مع رئيس الحكومة المكلف، واثر لقاءات مع السيد حسن نصرالله والنائب السابق وليد جنبلاط ومفتي الجمهورية اللبنانية، وصولا هذا المساء إلى بكركي. مع الاشارة إلى ان رئيس التيار الوطني الحر كان التقى نهارا الوزير السابق محمد الصفدي وعضو اللقاء التشاوري السني النائب عدنان طرابلسي..

رابعا: ينقل عن جميع المعنيين بمسار تشكيل الحكومة، أن الجو إيجابي، من دون أن تتسرب أي تفاصيل حول المخرج الذي يتم البحث فيه، والذي تكثر حوله التكهنات والتحليلات والشروح، التي لا يصب أكثر ما يتداول منها في إطار الواقع والحقيقة.

خامسا وأخيرا: تبقى صرخة المواطنين الذين ينتظرون الحكومة لاستكمال ما بدأ على مستوى ملفات عدة، أبرزها الاقتصاد والنزوح، إضافة إلى قضايا أخرى كثيرة، تستحق إبداء الأفرقاء ليونة متوازنة، فسْحا في المجال امام ولوج باب الحل.

* مقدمة نشرة أخبار "المستقبل"

ارتياح وترقب يسودان المشهد السياسي الداخلي. الارتياح اطلقه لقاء المصالحة في بكركي بين القوات اللبنانية وتيار المردة، وعبرت عنه المراجع السياسية على امتداد البلاد لليوم الثاني على التوالي، فيما الترقب يرافق التحرك والمسعى الذي يقوم به رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل لاعادة اطلاق مسار تشكيل الحكومة بعد العقدة المفتعلة والناتجة عن تمسك حزب الله بتوزير سنة الثامن من اذار.

وفي سياق المسعى الذي يقوم به الوزير باسيل زيارة في هذه الاثناء الى بكركي، واجتماع الى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي. وبانتظار ما سينتج عن الاتصالات السياسية المعلن منه وما هو غير معلن فان القطاعات الانتاجية تواجه الصعوبات وتطلق صرخات الاستغاثة.

وفي سياق النشرة تحقيق عن الهبوط الكبير في الصادرات الصناعية وعن وضع الصناعيين الذين ينتظرون بفارغ الصبر الحكومة الجديدة لرسم الخطة للنهوض بالقطاع.

اقليميا وفي قضية مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي فان النيابة العامة السعودية وجهت التهم إلى 11 شخصا من أصل الـ21 واقامت الدعوى الجزائية بحقهم واحالت القضية للمحكمة مع استمرار التحقيقات مع باقي الموقوفين مع المطالبة بقتل من أمر وباشر جريمة القتل منهم وعددهم خمسة أشخاص وإيقاع العقوبات الشرعية المستحقة على الباقين.

* مقدمة نشرة أخبار "المنار"

توقفت الصواريخ الغزية بقرار المعادلة الفلسطينية، ولم تتوقف ارتداداتها التدميرية داخل الساحة الاسرائيلية..

تظاهرات في تل ابيب استنتكارا للامن المفقود، وللقرار السياسي الاسرائيلي الموتور، الذي يمضي بالكيان نحو انتخابات مبكرة.. لم ينتظر الاسرائيليون لجان تحقيق، فما تحقق للفلسطينيين على ايدي مقاومتهم لا يمكن تضليله بخطابات لسياسيين مأزومين من هنا او تبريرات لعسكريين مهزومين من هناك.. وهناك حيث الخاصرة الاسرائيلية الرخوة، حيث الجبهة الداخلية، يخرج مستوطنو ما يسمى غلاف غزة بتظاهرات ضد نتنياهو مصحوبين باستطلاعات للرأي تشي بحالة انقسام حاد، وأزمة متدحرجة داخل الساحة الصهيونية..

في الساحة السياسية السعودية ضيق يلامس حد الاختناق، وضغوط يفرضها الرأي العام العالمي في قضية الخاشقجي، وانتصارات الجيش اليمني واللجان على السعودي ومرتزقته في الحديدة. فاجبر محمد بن سلمان على تقديم اعترافات جديدة في قضية الخاشقجي عبر نيابته العامة لتطويق مقترح تدويل القضية الذي يقدمه التركي في ساحة الضغط على السعودية. جثة الخاشقجي تم تقطيعها والتخلص منها في اسطنبول، قالت النيابة العامة السعودية، والاعدام هو الحكم المطلوب لخمسة من المتورطين بالقضية، الذين قدمهم بن سلمان كبش فداء كمحاولة للافلات. وعلى طريقه مشى المحرج دونالد ترامب فاعلنت ادارته العقوبات على سبعة عشر سعوديا متورطا بقضية الخاشقجي بينهم مستشار بن سلمان سعود القحطاني..

في قضية الحكومة اللبنانية لا جديد على خط التأليف، وان كانت مروحة المشاورات قد حملت الوزير جبران باسيل الى استقبال النائب عدنان طرابلسي لساعة في مقر التيار، مع تأكيد مصادر باسيل أن أجواء اللقاء بطرابلسي ايجابية ومساعيه مستمرة، فيما لفتت مصادر مطلعة للمنار الى أن مهمة باسيل ليست سهلة، وأن لا شيء واضحا في الأفق، إلا الاصرار على تشكيل الحكومة.

* مقدمة نشرة أخبارر ال "ال بي سي"

حكوميا، المسعى اليتيم القائم هو الحركة التي يقوم بها رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، برعاية رئيس الجمهورية ومباركة حزب الله وترقب من الرئيس المكلف وترحيب من رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وترقب وتحفظ من النواب السنة الستة...

إذا كانت هذه هي خارطة الطريق وما يعتريها من ألغام، فكيف سيكون بإمكان "المكوك جبران باسيل" ان يصل إلى الخواتيم السعيدة؟ كيف سيستطيع ردم الهوة الواسعة والعميقة بين الثابتة التي يقف عندها رئيس الحكومة المكلف، وتمسك النواب السنة الستة بواحد منهم ليكون وزيرا؟ الرئيس المكلف كشف عن وزير للرئيس نجيب ميقاتي، وهناك وزير سني من حصة رئيس الجمهورية، فإذا أعطى وزيرا لسنة 8 آذار، فهل تكون حصته وزيرين فقط؟ وهل يقبل بهذا الحجم؟ وإذا كان يرفض الطرح، فكيف يواصل الوزير جبران باسيل مهمته؟

انطلاقا من هذه المعادلة الضيقة فإن التسوية تبدو صعبة، وأن ما هو مطروح: إما ان يتنازل الرئيس المكلف عن وزير، وإما ان يتنازل رئيس الجمهورية عن الوزير السني من حصته، وإما ان يتنازل النواب السنة الستة، أي حزب الله، عن المطالبة بتوزير واحد منهم، وإذا لم يتحقق اي من هذه التنازلات الثلاثة، فإن الأمور تراوح مكانها بصرف النظر عن مكوكية الوزير باسيل...

وإذا ما مر هذا الأسبوع، فإن الاسبوع المقبل فيه أكثر من يوم تعطيل: الثلاثاء والخميس، وهكذا قد ينقضي تشرين الثاني كما انقضت الشهور الخمسة التي سبقته من دون حكومة، وتبقى البلاد في مدار تصريف الأعمال مع ما يعني ذلك من شلل في أكثر من موقع وعلى أكثر من مستوى، وما يعني من طرح أكثر من سؤال عن مصير مفاعيل مؤتمر سيدر في ظل الحاجة الماسة إلى ما تم إقراره.

في انتظار الفرج، ومن خارج سياق هذا الملف، نبدأ بحدث المصالحة التي تمت بين المردة والقوات اللبنانية أمس في بكركي والتي مازالت ارتداداتها تتوالى... والبداية من المنطقة المعنية بالدرجة الاولى بهذه المصالحة.

* مقدمة نشرة أخبار "الجديد"

السعودية نطقت بالحكم تركيا رمت الشك على رواية افتقرت إلى أصول الحبكة البوليسية باستقدام مستلزمات التقطيع إلى موقع الجريمة والخزانة الأميركية سلطت سيف العقوبات على المتهمين من الدرجة ما تحت أصحاب القرار. النيابة العامة السعودية أصدرت قرارا غير مطابق لمواصفات السلطات العليا التي أمرت بتنفيذ الجريمة فهل تطبق حكمها على الذين أصدرت مضبطة الاتهام بحقهم بمواصفات أداة الجريمة نفسها؟ عملا بمبدأ العين بالعين نيابة المملكة أسندت تلاوة الاتهام إلى الإعلام وفي نص الحكم منع المستشار السابق في الديوان الملكي سعود القحطاني من السفر وهو رهن التحقيق وحملت نائب رئيس الاستخبارات السعودية السابق أحمد العسيري وزر الاغتيال بإسناد أمر تأليف فريق اغتيال الصحافي السعودي جمال خاشقجي إليه وعليه فقد وجهت التهم إلى أحد عشر شخصا من الموقوفين في قضية الاغتيال على ذمة التحقيق وطلبت النيابة الإعدام لخمسة منهم أمروا وشاركوا في عملية القتل وأخرجوا الجثة من القنصلية بعد تجزئتها السلطات التركية رفضت رواية النيابة العامة السعودية وقال وزير خارجيتها مولود جاويش أوغلو إن معدات جلبت إلى تركيا لتقطيع الجثة وإن القتل كان مخططا سلفا وكرر مطلب بلاده أن تجرى محاكمة الفريق المكون من خمسة عشر فردا الذي شارك في عملية القتل على الأراضي التركية أما ياسين أقطاي مستشار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان فقال إن تصريحات النيابة العامة السعودية تهدف الى التستر على قتلة خاشقجي واستبعد أن يكشف التحقيق السعودي عن الجناة الحقيقيين وأضاف أقطاي ينتظرون منا أن نصدق أن القتلة نفذوا ذلك من تلقاء أنفسهم وهذا يصعب تصديقه جدا كل شيء واضح وضوح الشمس لكن هناك محاولة للتستر على الأمر بشكل ما. الرد السعودي على الموقف التركي تولاه وزير الخارجية عادل الجبير الذي قال إن تدويل قضية خاشقجي أمر مرفوض، وتسييس القضية يسهم في شق الصف الإسلامي الذي تسعى السعودية لتوحيده ومن لديه أدلة ومعلومات في القضية فليقدمها إلى القضاء السعودي وأشار إلى أن المسؤولين عن ارتكاب الجريمة هم أشخاص وليس الدولة الإدارة الأميركية المتمثلة في ثلاثي الدفاع عن الرياض ترامب كوشنر وبولتون أوعزت الى وزارة الخزانة في سحب استمارة العقوبات الجاهزة وملئها بأسماء سبعة عشر سعوديا لدورهم في مقتل خاشقجي لكن التهديد بالعقوبات لا يساوي الحبر الذي كتب فيه إذ إن العقوبات الحقيقية هي في الرسائل التي يصدرها الكونغرس بوقف قرارات بيع الأسلحة إلى الدول المشاركة في التحالف في الحرب على اليمن وحدها الجامعة العربية حركت ساكنا ولم تجزئ موقفها بل قدمته جثة متكاملة الأعضاء ليس تجاه ما عانته غزة بل بإشادتها بجدية الخطوات السعودية واهتمامها بكشف المتورطين عن الجريمة. في الشأن المحلي هل ورطت مصالحة جعجع فرنجية نديم الجميل وحبيب الشرتوني؟ هذا ما سنكشفه في سياق النشرة أما على خطى تلك المصالحة فسار الوزير جبران باسيل وفي هذه الأثناء يلتقي البطريرك الراعي في بكركي مسبوقا بارتياح رئيس الجمهورية الى أي توافق بين الفرقاء لا سيما الذين تواجهوا في الأحداث الدامية التي عصفت بلبنان ورأى في المصالحة تغليبا للغة الحوار السياسي على ما عداها.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الخميس في 15 تشرين الثاني 2018

النهار

شنّ مناصرون لـ"التيّار الوطني الحر" حملة عبر وسائل التواصل الاجتماعي ضد المصالحة ما بين المردة والقوّات على رغم ترحيب رئاسة التيار بها.

لوحظ اتصال مرجعيّة روحيّة درزيّة بالسفير الروسي لشكره على إطلاق مخطوفي السويداء لدى "داعش"، علماً أن التواصل والتنسيق كانا قائمين بين الحزب التقدمي الإشتراكي وموسكو حول هذه المسألة، وأن روسيا وفق الإشتراكي هي التي قامت بهذا الدور وليس النظام السوري.

علّق وزير شمالي سابق على إقرار مشروع توسعة مرفأ طرابلس وتطويره قائلاً: "الوقت يسبقنا وحيفا تحاصرنا. دائماً نصل متأخّرين".

الجمهورية

طرحت على مرجع سياسي فكرة الدعوة الى حوار حول الازمة الحكومية فكان جوابه بالرفض القاطع وقال انهم سيتقاتلون في ما بينهم ونفتح البلد على أزمة أعمق.

أبدى عدد من المسؤولين الروحيين تفاؤلهم بحدث المصالحة، في مقابل تشاؤم لما آلت اليه العلاقة بين "القوات" و"التيار الوطني الحر".

لوحظ غياب مسؤول روحي عن اللقاء في بكركي كان قد لعب أدوارا سابقة على الساحة المسيحية في لقاء المصالحة.

اللواء

تطرح جولة اللقاءات الجارية حالياً، أسئلة حول أبعادها الفعلية بعدما خرجت عن سياقها.

استبعد دبلوماسي شرقي ولادة الحكومة قبل عيد الاستقلال الـ75!

وضع تيّار مسيحي حليفاً له بموعد المصالحة مع خصم تاريخي، ولم يسمع سوى التشجيع!

المستقبل

يقال إن ديبلوماسيين في موسكو يرجّحون اقتناع طهران بضرورة الجلوس إلى طاولة المفاوضات مع الولايات المتحدة الأميركية في غضون شهرين.

 

نصرالله وشنق الدولة ومشروع السيادة بحبال ربط النزاع

علي الأمين/جنوبية/15 تشرين الثاني/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/68945/%D8%B9%D9%84%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D9%8A%D9%86-%D9%86%D8%B5%D8%B1%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D9%88%D8%B4%D9%86%D9%82-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%88%D9%84%D8%A9-%D9%88%D9%85%D8%B4%D8%B1%D9%88%D8%B9/

تعليق مشروع السيادة وتأجيله كان خطوة قاتلة للدولة في لبنان، فما فرضه حزب الله على الدولة وسلطاتها، هو التسليم بسلاحه ليس بذريعة المقاومة ضد الاحتلال، وهو الذي لم يعد مبالياً بتحرير مزارع شبعا، بل لمنع قيام أي استراتيجية دفاعية للدولة اللبنانية.

عندما صمت خصوم حزب الله في السلطة على انتهاك السيادة، عبر ما سمي “ربط النزاع” وبذريعة أن ثمة إمكانية لتأجيل البت بهذه القضية الوجودية للدولة، في مقابل الانهماك بمعالجة أزمات الدولة المالية والاقتصادية، وتسيير الخدمات العامة. لم يتحقق ما كان يتمناه البعض وعلى رأسهم الرئيس سعد الحريري الذي اخذ على عاتقه “التسوية” التي انتجت ما نحن عليه اليوم، لقد زاد سوء الأوضاع الاقتصادية والمالية اكثر فأكثر، وتراجعت الخدمات العامة وزاد منسوب الهدر والفساد في مؤسسات الدولة، واستفحلت شهية المحاصصة في موازاة تراجع مريع لمشروع السيادة وخطاب الدولة، وبات اللبنانيون غارقون بين أكوام الملفات المتصلة بالفساد والنفايات والكهرباء وتلوث البيئة والمياه، الى غير ذلك من هموم يومية يواجهها المواطن في بلد انعدم فيه الانتظام العام ضمن قواعد دستورية وقانونية.

إعادة الاعتبار لأولوية سيادة الدولة ليس محاولة لخلق أزمة لبنانية، او تشجيع على تعميق شروخ طائفية ومذهبية، بل العكس تماما، ذلك أن التسليم بمرجعية الدولة، هو السبيل الوحيد لوقف التصدع والانهيار، طالما أن ما يعانيه اللبنانيون اليوم هو غياب معايير المحاسبة، وتراجع دور الدستور والقانون، لحساب “القوة القاهرة” التي يمثلها حزب الله والتي تتفوق على الدولة وتستقوي على مكوناتها، وبالتالي فان ما يترسخ في الوعي العام وفي الواقع، أن السلطة هي خارج الدولة وفوق الدستور والقانون، ما جعل من قيمة القانون وقوته، هامشاً في الحياة العامة، وانعكاساً لواقعه الهشّ في علاقة المسؤولين مع الدستور والقانون.

الدولة هي حاجة وجودية لأي شعب، وليست ترفاً سياسياً أو فلسفياً، وحقها في احتكار القوة المسلحة أساس وجودها، اذ لا يستقيم دور الدولة وحضورها وهيبة النظام والقانون فيها من دون امتلاكها لهذا الحق. ما يحتم على اللبنانيين بعدما ساهم “ربط النزاع” في فتح المزيد من الشهية لدى حزب الله على الاستقواء على الدولة، إذ انتقل من مرحلة فرض “الأمر الواقع” الى مرحلة الزام اللبنانيين بالخضوع لمعادلته ليس باعتبارها حالة طارئة او استثنائية، بل باعتبارها الواقع الذي يجب أن يؤسسوا وجودهم وحياتهم العامة وانتظامهم السياسي على أساسه، لا على أساس الدستور والقانون.

“القوة القاهرة” للدولة والمجوفة لمضمونها ودورها، هو ما يريد حزب الله للبنانيين أن يسلموا لها، ويرضخوا لقواعدها وشروطها، اذ لا صوت يعلو فوق صوت الحزب، ولا سلطة فوق سلطته، وقد قالها السيد حسن نصرالله في خطابه الأخير لمن لم يفهم بعد من الذين لا يتوهمون أن في البلد سلطة فوق سلطة حزبه، سواء كانوا “رؤساء او مطارنة ومفتين وغير ذلك من سلطات أو رموز في هذه الدولة.

المعادلة التي تسير عليها أحوال اللبنانيين اليوم، هو ما يجب ان يلتزم به المسؤولون في السلطة التنفيذية والتشريعية والقضائية، هذا ما يذكر به نصرالله من ظنوا أنه من الممكن العودة الى قواعد الدستور، وحتى اذا لامس حلم الدولة خيال رئيس الجمهورية او الحكومة وظنوا أنّ تشكيل الحكومة ولو في ظاهرها الشكلي حقٌ من حقوقهما، فقد نبههما السيد نصرالله بأنه هو من يقرر وهو من يوقع على مرسوم الحكومة وان لم يوقع فلا حكم ولا حكومة.

ما قاله نصرالله وما يفعله، يعيد الاعتبار الى قضية سيادة الدولة، ومشروع التحرر من القوة المعطلة للدولة والمقوضة لها، فما يفرض حزب الله على اللبنانيين ليس موقفا سياسياً أو خطة اقتصادية او سياسة مالية، بل ما يفرضه عليهم هو معادلة انهاء الدولة لحساب السلطة القاهرة التي يمثلها ويعبر عنها، ويفرض معايير جديدة تقامر بوجود الشعب والكيان.

فاضرار هذا الخيار التي يدفعها اللبنانيون من رصيدهم الدولتي، لا يتحمل حزب الله بالضرورة أعباء خسائرها، هو الذي يربط نظام مصالحه ووجوده بمنظومة إيرانية لها أولوياتها وحساباتها التي تختلف وتتعارض مع نظام المصالح الوطني اللبناني، من هنا فان أي مشروع يضع في برنامجه استنهاض الدولة في لبنان، ومواجهة الأزمات التي يعانيها والمخاطر التي تدهمه ماليا واقتصادياً، محكوم بأن يضع في سلم أولوياته اعادة الاعتبار لعنوان سيادة الدولة ولقيام أوسع تحالف وطني واسع يجتمع على حماية الدولة واستعادة سيادتها، لأن ما يريده حزب الله من المسؤولين في الدولة هو أن يستكملو اضعاف الدولة وتهميشها وأن يتلهوا بالمحاصصة، ولكن من دون أن يتحمل هو أي مسؤولية عما يرتكبونه، وأن “يجاهدوا” في تغطية ارتكاباته بصدورهم وأن يشكروه على نعمة بقائهم على قيد السلطة…أو قيد الحياة. “القوة القاهرة” للدولة والمجوفة لمضمونها ودورها، هو ما يريد حزب الله للبنانيين أن يسلموا لها، ويرضخوا لقواعدها وشروطها،

 

ترمب يرشح الجنرال أبي زيد سفيراً لواشنطن في الرياض/يتحدر من أصول لبنانية وعمل قائداً للقيادة الأميركية الوسطى بين 2003 و2007

واشنطن: معاذ العمري/الشرق الأوسط/15 تشرين الثاني/18

بعد شغور امتد لأكثر من عامين، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب ترشيح الجنرال المتقاعد جون أبي زيد ليصبح السفير الأميركي لدى المملكة العربية السعودية. ويتعيّن على أبي زيد الذي يتمتع باحترام كبير في واشنطن، الحصول على موافقة مجلس الشيوخ على تعيينه هذا، قبل أن يسافر إلى الرياض ليتسلّم مهامه الدبلوماسية الجديدة. وقد ألقى ترمب ووزير الخارجية مايك بومبيو باللائمة على الديمقراطيين في مجلس الشيوخ في رفض الترشيحات المقدمة لهم بقائمة السفراء المقترحين لنحو 80 دولة.

وأمضى الجنرال جون أبي زيد، ذو الأصول اللبنانية، 34 عاماً في صفوف الجيش الأميركي وكان قائداً للقيادة الأميركية الوسطى في الفترة بين 2003 إلى 2007 أثناء رئاسة الرئيس جورج بوش الابن الثانية، وعُرف بالإشراف على حرب العراق. وأصبح أبي زيد (67 عاماً) أخيراً مستشاراً وزميلاً في معهد هوفر بجامعة ستانفورد، ويعتقد البعض أن اختياره سفيراً إلى الرياض يأتي لتعزيز الشراكة العسكرية بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية. وفي عهد إدارة باراك أوباما، كان أبو زيد في عام 2016 يقدم استشارات لوزير الدفاع الأوكراني ستيبان بولتوراك. وقال البنتاغون آنذاك إن الجنرال المتقاعد يقدم استشارات لأوكرانيا في سعيها لإصلاح وتحديث قواتها المسلحة، ليقترب مستوى جيشها من جيوش حلف شمال الأطلسي. ونجح أبي زيد في كسب ثقة الجنرال تومي فرانكس الذي خلفه في منصب القائد بالقيادة المركزية الأميركية في عام 2003. كما تمت ترقيته إلى رتبة لواء من فئة الأربعة نجوم في الأسبوع نفسه، وقد خلفه لاحقاً الأدميرال ويليام فالون في عام 2007 بعد تقاعده من الخدمة العسكرية الذي أمضى فيها 34 عاماً.

وولد أبي زيد في شمال كاليفورنيا في عام 1951. إذ قدم جدّه مهاجراً من لبنان إلى الولايات المتحدة الأميركية بعد الحرب العالمية الأولى، وقد نشأ معتنقاً المسيحية الكاثوليكية، وكان والده عسكرياً عمل في البحرية الأميركية أثناء الحرب العالمية الثانية، أما والدته فتوفيت بمرض السرطان.

والتحق أبي زيد بالأكاديمية العسكرية الأميركية USMA)) في ويست بوينت، ليتخرج منها ضمن دفعة 1973 ضابط مشاة حاصل على دورات أساسية ومتقدمة، ثم التحق بعد ذلك بكلية أركان القوات المسلحة والزمالة العليا في كلية الحرب بالجيش الأميركي في معهد هوفر بجامعة ستانفورد.

كما حصل جون أبي زيد على درجة الماجستير في دراسات الشرق الأوسط من جامعة هارفارد، وعمل باحثاً في الجامعة الأردنية بعمّان في الأردن. ونشر مركز هارفارد لدراسات الشرق الأوسط بحث أبي زيد للماجستير، المؤلف من مائة صفحة حول السياسة الدفاعية للمملكة العربية السعودية، والتي ما زالت تحتفظ به بعد 30 عاماً كـ«أفضل ورقة بحثية حصلت عليها الجامعة في هذا المجال».

وفي الآونة الأخيرة، دعا أبي زيد الولايات المتحدة للقيام بدور رائد في وضع معايير عالمية لكيفية استخدام الطائرات من دون طيار من قبل القوات العسكرية، داعياً من خلال مقال نشرته صحيفة «واشنطن بوست» إلى مزيد من الشفافية من قبل البنتاغون.

وكتب في مقال الرأي عام 2014 مع روزاجا بروكسى، المسؤولة السابقة في البنتاغون إن «سياسات (تسيير) الطائرات الأميركية من دون طيار تدمر مصداقيتها وتقوض سيادة القانون وتخلق سابقة دولية مزعزعة للاستقرار، وهي أنظمة تستغلها الأنظمة القمعية في جميع أنحاء العالم بلا شك، وكلما تكاثرت الطائرات من دون طيار، فإن المستقبل الذي تم تخيله أعلاه أصبح مرجحاً للغاية». كما دعا أبي زيد الولايات المتحدة إلى إيجاد مراكز معتدلة للسلطة في الشرق الأوسط والعمل معها، واضطلاعها بدور نشط بشكل عام هناك.

 

تذكير يالمخاطر والأزمات الحقيقية التي تهدد لبنان

خليل حلو/فايسبوك/15 تشرين الثاني/18

تذكير يالمخاطر والأزمات الحقيقية التي تهدد لبنان

1) السلاح خارج الدولة، لبنانياً كان أم فلسطينياً. هذا السلاح الذي لم يعد على طاولة السياسيين هو الخطر الحقيقي الذي يتهدد لبنان. الدولة هي الوحيدة المخولة استعمال القوة وامتلاك السلاح وهذا المبدأ تخلى عنه أكثرية السياسيين والزعماء.

2) خروج لبنان من صداقاته العربية التاريخية، ولا أحد يفعل شيء لترميم هذه العلاقات بل نسمع يومياً خطاباً معادياً لهذه الدول مع الإشارة إلى أنه في ظرف مثل هذا لبنان بامس الحاجة لدعم هذه الدول. سياسيو لبنان يسيرون به بعكس السير ولا معترضين يرفعون الصوت أو يفعلون شيئاً

3) خروج لبنان من صداقاته الدولية وتجييش الناس ضد العالم الحر في وقت نحن بامس الحاجة إليه، ... مع الإشارة إلى أن أموال زعمائنا وسياسيينا هي في مصارف العالم الحر وليس في مصارف الدول التي هم حلفائها.

4) إعطاء العدو الإسرائيلي الحجج اللازمة لكي يشن عدوان جديد على لبنان والكل يعرف وخاصة الذين يسمون انفسهم مقاومة لمن يميل ميزان القوى، وهذا العدوان إذا حصل لن يكون مثل عدوان الـ2006 فإسرائيل لم تمر في تاريخها بمناخ دولي يعطيها حرية مناورة مثل هذا المناخ

5) الأسباب المذكورة أعلاه تساهم بشكل رئيسي في الأزمة الاقتصادية الحادة التي نعيشها ونحن على ابواب ازمة مالية خطيرة ربما، ولكن الذي ليس مهدداً باالعوز لا يمكن أن يشعر مع الناس لذلك لا ينكب لمعالجة هذه المسائل الحيوية.

6) غياب الرؤية الوطنية التي لم تغيب عن لبنان في عز الإحتلال السوري، هذه الرؤية الوطنية التي تجلت في العام 2006 والتي تنتج خطاباً وطنياً لبنانياً تضائلت كثيراً ولم تعد تختصر سوى ببعض الناشطين وكأن الصراع على السلطة بات الهم الوحيد للزعماء وللناس وكأن كل ما ذكر أعلاه ليس موجوداً.

نحن نقول لمن يعي ويرى كل هذه المخاطر: نحن مستمرون بالنضال للبنان السيد والحر والمستقل.

عاش لبنان

 

الياس الزغبي: وثيقة بكركي من قماشة المصالحات التاريخية الفعلية كمصالحة الجبل وليست محكومة بأي استحقاق سياسي

وطنية -/فايسبوك/15 تشرين الثاني/18 /رأى عضو قيادة قوى 14 آذار الياس الزغبي في تصريح أن "مصالحة القوات اللبنانية وتيار المردة تتميز بصدقها وشفافيتها، وبتحررها من أي أجندا سياسية ومصلحة حزبية".

وقال: "إن أهميتها تكمن في كونها فوق السياسة، وبعدم ارتهانها لأي استحقاق سياسي أو انتخابي، واعتمادها على قيم الصفح والحوار واحترام الآخر ونبذ العنف، وهي من قماشة مصالحة الجبل التاريخية سنة 2001 في أبعادها الانسانية والوطنية، وليس أدل على تميزها وقوة تأثيرها من موجة التأييد العارمة الشعبية والسياسية لدى كل الطوائف، مقابل مسارعة وسائط إعلامية وأوساط سياسية محدودة وقاصرة عن إدراك عمق المعنى الوجداني وتمتهن زرع الفتنة وبث الأحقاد، إلى محاولة تشويهها وتزوير أهدافها".

أضاف: "هي مصالحة مفتوحة على الأفضل والأرقى في التكاتف الاجتماعي والوطني والسياسي، ولا يجوز قياسها على مصالحات وتفاهمات سرعان ما تنصل منها بعض أطرافها لدوافع منفعة سياسية وشخصية، أو لخلفية كيدية طغت على صفاء النيات".

وأكد أن "وثيقتها من بكركي تتميز برقيها إلى المستوى الانساني الحضاري ودقة صياغتها، وتشكل نموذجا متقدما في مجالات الحقل العام والعلاقات يجب النسج على منوالها لتنقية العمل السياسي من الانتهازية والأحقاد والتربص المتبادل، والتأسيس لمجتمع ودولة سليمين".

 

الياس الزغبي: "حزب الله" جسم إذا دخل الأجسام الأخرى دمّرها أو دمرته

فايسبوك/15 تشرين الثاني/18/كل هذه الحركة الاستعراضية في الدورة على المرجعيات، لا تغيّر ولن تغيّر حرفاً مما كُتب. ف"حزب الله" في غير مكان وزمان. هم يبحثون عن تمرير تسوياتهم بالتي هي أحسن، وهو عن وضع يده على الدولة وتجييرها لمشروع محوره.

هم أهل تكتيك، وهو يحمل "تكليفاً" استراتيجياً. هم خليط أجسام في تركيبة "عيش مشترك"، وهو جسم صافٍ غريب... إذا دخل عليها دمّرها أو دمّرته. خطان متوازيان لا يلتقيان...إلّا بإرادة... "الفقيه"!

 

قانون المخفيين قسرا

علي ابودهن/فايسبوك/15 تشرين الثاني/18

رئيس "لجنة المعتقلين السياسيين اللبنانيين المحررين من السجون السورية" علي ابو دهن أكد لـ"المركزية" "أن القانون جيد لأنه يلقي الضوء على قضية المخفيين قسراً ويضع النقاط على الحروف، ويسمح للدولة اللبنانية بفتح المقابر الجماعية التي لم يفتحوها في الماضي، مما سيساعد على ايجاد العشرات وربما المئات من المخفيين بواسطة فحص الحمض النووي، ولكن لن نتمكن من اكتشاف مصير الـ17 الفاً، وسيبرّد قلب الاهالي الذين ينتظرون أولادهم ولا يعرفون مصيرهم، وستتألف هيئة من قبل المختصين لمتابعة القضية".

وأضاف: "أتمنى ألا تتحوّل القضية الى فتح جراح قديمة وتبادل الاتهامات بالخطف والقتل في ما بين الاحزاب والسياسيين، وأن يدّعي البعض الوطنية على حساب غيره، ويجاهر بأنه لم يشارك في الحرب اللبنانية، لأن بعض الاحزاب لم تشارك في الحرب، قد تقوم باستغلال هذا القانون للاصطياد في المياه العكرة". وتابع: " كان من الافضل لو صدر مع هذا القانون بند ينصّ على أننا انتهينا من الحرب الاهلية، وعفا الله عما مضى ونترحّم على موتانا، وتبادر الدولة الى دفع التعويضات الى أهالي المفقودين المسجلين لدى الدولة اللبنانية، وتكون فرصة لرئيس الجمهورية او رئيس الوزراء لإعلان يوم حداد وطني لدفن كل آثار الحرب ودفن الاحقاد، وعيد شهداء لبنان الـ17 الف المخفيين قسرا وتكريسه عيداً سنوياً، وننتهي من هذه النقطة السوداء التي لطخت حياة كل اللبنانيين، لأن نبش الماضي لا نعرف الى أي سيؤدي". وختم ابو دهن: "اما بالنسبة لنا كمعتقلين سابقين في السجون السورية، فلدينا الكثير من المخفيين في سوريا، آمل أن يلاحقوا المتهمين في سوريا وأن يصار الى مساءلة السفير السوري ومطالبته بالكشف عن مصير الـ627 الموجودين في سوريا. ولكن الاهم من كل ذلك هو ان نطوي هذه الصفحة ونتعايش معاً بسلام وأمان

 

التجمع اللبناني" دعا إلى إطار جبهوي ديموقراطي لقوى المعارضة لمنع "حزب الله" من الاستيلاء على الدولة

النهار/15 تشرين الثاني 2018

قال "التجمع اللبناني" في بيان أصدره اليوم إنه عقد جمعيته العمومية في النصف الأول من تشرين الثاني الجاري، التي ناقشت وثيقة سياسية تبين موقفه من الأوضاع السياسية في لبنان والمنطقة، وخطة العمل المقترحة التي ترمي إلى تعزيز صفوف "التجمع" في المناطق اللبنانية وصولاً إلى خلق إطار جبهوي يستظل الدستور ويتمسك بالاستقلال والسيادة ويضم مختلف القوى والأطراف الذين يعارضون نظام المحاصصة ومكوّناته جميعاً دون استثناء.

وتطرق البيان إلى الموقف الأخير للأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله، ورأى "أن اللبنانيين فوجئوا بخطاب مليء بقعقعة السلاح فيما تعيش البلاد خواء سياسياً متقطعاً ويتغلغل في مفاصلها الفساد"، حيث راح "السيد نصرالله يخاطب قادة الدولة باعتباره الآمر الناهي وهذا يعني أنه لا يعترف بمشروعية الدولة ولا بمؤسساتها ولا بشرعية القيّمين عليها، وهو الذي أعلن مراراً وتكراراً تبعيته للدولة الايرانية وولاية الفقيه". واعتبر أن الاستنتاجات التي يمكن استخلاصها كثيرة، "منها أن الدويلة بدأت بالخروج على أسس التعايش مع الدولة وصارت ترفض حتى سلطتها الموازية. فهي تريد أن تكون صاحبة الكلمة الفصل في تعيين الرؤوساء وتشكيل الحكومات وبالتالي تحديد الخطوط العامة لسياسات الدولة اللبنانية في تطبيق حرفي لإدعاءات قادة نظام إيران بأن بيروت هي العاصمة الرابعة في محورهم"، ومنها أيضاً أن "حزب الله يرى أن اتفاق الطائف لم يعد أساساً لدستور لبنان الذي توافق عليه الأطراف لتثبيت الاستقرار فيه، وأنه ينبغي البحث عن ميثاق جديد يكرس هيمنة "الحزب" على البلد بطريقة رسمية ويفتح الباب على مصراعيه لتغيير هوية لبنان القائمة على التعايش بين طوائفه وعلى التوازن الدقيق بين مكوناته. ومن الاستنتاجات التي نخرج منها من هذا الخطاب أن "حزب الله يريد أن يتعامل مع رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة باعتبارهما واجهة سياسية لبلد يتبؤون المناصب فيه ولكن لا يحكمون". واعتبر "التجمع" أن موقف حزب الله سيدخل البلد وتشكيل الحكومة في أزمة مفتوحة كردّ على العقوبات الأميركية على الحزب وعلى النظام الايراني التي دخلت في التطبيق. ومن الطبيعي أن قيادات الدولة اللبنانية تعي خطورة الآثار الجانبية لهذه العقوبات على أوضاع لبنان الاقتصادية التي تمر في مرحلة حرجة جداً وعلى أوضاعه السياسية الصعبة وحتى عليهم شخصياً، فيما لو رضخوا لشروط حزب الله الجديدة. ولا شك في أنهم قد تلقوا الكثير من التحذيرات من أطراف دوليين متعددين في هذا المجال وهذا ما يدفعهم إلى التردد كثيراً قبل متابعة سياسة المساومة معه".

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

المبعوث الأميركي بشأن إيران بمهمة استخباراتية: واشنطن تعوّل على جيران لبنان لرصد أماكن العاروري وحرب وطبطبائي

بيروت ـ “السياسة/15 تشرين الثاني/18/لم يكن إدراج نجل الأمين العام لـ”حزب الله” جواد حسن نصرالله ضمن لائحة الارهاب الأميركية مفاجئا لمتابعي الستراتيجية الجديدة الموضوعة من قبل ادارة الرئيس دونالد ترامب تجاه طهران التي يروّج لها المبعوث الأميركي الخاص بشأن إيران برايان هوك، الا ان الخارجية الاميركية اولت اهتماما خاصا بالترويج الاعلامي للتدابير الجديدة التي تتخذها الولايات المتحدة ضد “حزب الله”، فانكب كل من مساعد وزير الخارجية لشؤون الأمن الديبلوماسي مايك افانوف، والسفير المتجول ومنسق مكافحة الإرهاب ناثان سيلز، على تفنيد النقاط العملية في اطار التكتيك الاميركي الهادف الى مضاعفة الضغط وتطويق “حزب الله” والمنظمات المدعومة من ايران وعلى رأسها حركة “حماس”، وملاحقة قياديي كل منهما، لا سيما نائب رئيس المكتب السياسي للحركة صالح العاروري، الذي تقول الادارة الاميركية انه يتحرّك بكل حرية في لبنان وهو من مؤسسي الجناح العسكري لـ”حماس”، فضلا عن مسؤولين من “حزب الله” هما خليل يوسف محمود حرب وهيثم علي طبطبائي. ونقلت وكالة “المركزية” اللبنانية للأنباء عن مصادر أن “واشنطن ستطلع بيروت على التدابير الجديدة من خلال اسئلة الى الحكومة اللبنانية والاجهزة الامنية الرسمية”. وفي ظل تكتم شديد من الجانبين عن مدى التعاون لتحديد اماكن تواجد هؤلاء، تعتبر المصادر أن الوضع الامني المتمثل بالحظر في مناطق التواجد العسكري لـ”حزب الله” يُبقي منسوب الامل في التعاون مع الاجهزة اللبنانية منخفضاً، ذلك ان بيروت تعترف فقط باللائحة الموضوعة من قبل الامم المتحددة للمنظمات المصنّفة ارهابية وليس دولة، لذا فإن التعويل الاكبر سيكون على دول الجوار لجهة تقديم المعلومات الاستخباراتية حول المطلوبين للعدالة الاميركية.

 

الخزانة الأميركية تفرض عقوبات على 17 مسؤولاً ونجل خاشقجي يستقبل المعزين

واشنطن، الرياض/15 تشرين الثاني/18/وكالات: فرضت وزارة الخزانة الأميركية عقوبات على 17 مسؤولا سعوديا، على خلفية قضية مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي، شملت سعود القحطاني المستشار السابق بالديوان الملكي السعودي، والقنصل السعودي في اسطنبول محمد العتيبي. في غضون ذلك، أعلن صلاح خاشقجي، نجل الراحل جمال خاشقجي، عن تلقي العزاء في وفاة والده ابتداء من اليوم الجمعة. وقال صلاح في تغريدة عبر حسابه على موقع “تويتر”: “إنا لله وإنا إليه راجعون سيقام عزاء الفقيد جمال خاشقجي من الجمعة إلى الأحد بمنزل الفقيد بمدينة جدة. اللهم تغمده برحمتك وألهمنا الصبر في مصابنا”.وأضاف في تغريدة أخرى: “نتلقى عزاء السيدات بمنزل الفقيد جمال خاشقجي بمدينة جدة من الاثنين إلى الأربعاء”.

 

أزمة ثقة" صامتة بين بعبدا والضاحية وراء تعثّر تشكيل الحكومة: "الحزب" مرتاب من تجاوب عون مع النصائح الدولية ومن علاقة الحريري-باسيل

المركزية/15 تشرين الثاني/18/فيما يواصل رئيس التيار الوطني الحر وزير الخارجية جبران باسيل اتصالاته لمحاولة ايجاد مخرج للعقدة السنية، ويضخّ ذبذبات إيجابية في أجواء مساعيه، وهو ما عمد اليه أيضا رئيس مجلس النواب نبيه بري في الساعات الماضية حين قال إن خطابي الرئيس المكلف سعد الحريري والامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الاخيرين تركا باب الحل مفتوحا، تعرب مصادر سياسية مطّلعة لـ"المركزية" عن خشية كبيرة من ان يكون هذا التفاؤل "مصطنعا" غير واقعي وغير مبني على معطيات حقيقية، وهدفه فقط ملء الوقت الضائع محليا وتمريره على "البارد" الذي يبقى بطبيعة الحال أفضل من الكباشات والسجالات الحامية. فالمصادر تقول ان البلاد على ما يبدو دخلت مرحلة ستاتيكو سلبي، بفعل أزمة سياسية صامتة نشبت في الايام الماضية بين الحلفاء، وتحديدا بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والتيار الوطني الحر من جهة، وحزب الله من جهة ثانية، عملية تأليفُ الحكومة أبرز ضحاياها. والحال ان موقف بعبدا الاخير من توزير سنّة 8 آذار، أثار خلافا حقيقيا بين الطرفين، يحاولان حتى الساعة إخفاءه. الا ان إحجام اي من مسؤولي الحزب عن زيارة القصر الجمهوري، لا يمكن الا اعتباره دليلا الى الازمة الموجودة. وقد فاقمها كلام الرئيس المكلف منذ ايام حين قال ردا على سؤال "ما بيني وبين جبران (باسيل) يبقى بيننا"، اذ اشتمّت الضاحية فيه رائحة "تسوية" جديدة قامت بين الازرق والبرتقالي، ليست هي في صورتها، وتخشى ان تكون على حسابها.

في الواقع، تتابع المصادر، ومنذ الاجتماع الثلاثي الذي ضم في يريفان رئيس الجمهورية الى نظيره الفرنسي ايمانويل ماكرون ووزير الخارجية، ارتاب "الحزب" من تبدّل في مواقف حليفه استجابة للنصائح الفرنسية خصوصا، والضغوط الدولية عموما، بالتمايز عن "الضاحية" والتزام الحياد والنأي بالنفس والقرارات الدولية(...) وقد لمست الاخيرة في أعقاب اللقاء، أكثر من اشارة غير مطمئنة، أبرزها وقوف الرئيس عون في خندق الحريري حكوميا ومواجهته موقف "الحزب" الداعم مطلب سنّة 8 آذار ووصفُه "بالتكتكة"، وقوله ان تم التحقيق معه مطوّلا وطلب أوراق كثيرة ليتمكّن من فتح حساب مصرفي...ويخشى الحزب ان يكون التيار الوطني باشر انعطافة سياسية لأخذ مسافة من شريكه في تفاهم مار مخايل، بما يساعده على تبييض صفحته في الوسطين العربي والخليجي خصوصا وأمام المجتمع الدولي عموما، لا سيما وسط موجة العقوبات التي تستهدف الحزب وتصنّف أفراده ارهابيين والتي على ما يبدو، لن توفّر حلفاءه. فاتخاذ خطوة "فك الارتباط" هذه، تضيف المصادر، أكثر من ضرورية لباسيل، خاصة اذا ما كان ينوي خوض غمار الانتخابات الرئاسية في دورتها المقبلة. والاخير يدرك ان تعزيز علاقته بالرئيس الحريري، فيه إفادة كبرى في هذا الخصوص، وأن الاخير قادر على تشكيل جسر عبور له الى المجتمعين العربي والدولي. وفي عود على بدء، تقول المصادر ان اتصالات يفترض ان تنشط على خط بعبدا – حارة حريك في الايام القليلة المقبلة، وهي إما ستعيد بناء "الثقة" بين الحليفين، فنشهد حلحلة حكومية، والا فإن البلاد قد تكون دخلت في حقبة ضبابية من الصعب التكهن في ما ستحمله من تطوّرات.

 

اعتصام في المخيتاريست احتجاجا على اقفال المدرسة

المركزية/15 تشرين الثاني/18/نفذ الأساتذة ولجنة الأهل والطلاب واهاليهم في مدرسة الميخيتاريست في الحازمية اعتصاما، في ملعب المدرسة، في حضور النواب: حكمت ديب، جان طالوزيان وبولا يعقوبيان، احتجاجا على لجوء القيمين على رهينة الآباء الميخيتاريست إلى عزل مديرها الاب جوزف طوباليان وقطع الموارد المالية عن إدارة المدرسة وعدم دفع رواتب الأساتذة والموظفين ومصاريف إدارة تشغيل المدرسة من فواتير كهرباء ووقود باصات وغيرها، للشهر الثاني على التوالي، ما سيؤدي إلى اقفال المدرسة وتشريد تلامذتها الـ300  وقطع ارزاق اساتذتها وعيالهم. بدأ الاعتصام، بكلمة النائب ديب قال فيها: "هناك مسلسل لاقفال المدارس في مناطق حساسة بهدف بيع العقارات واستثمارها، وان بيعها سيصيب بيئتها وأهلها وتاريخها وثقافتها، وهذا المسلسل يجب أن يتوقف خصوصا ونحن هنا في قلب الحازمية في قلب قضاء بعبدا وتبعد مئات الأمتار عن القصر الجمهوري ولا نعلم هذا المستثمر الجشع الذي لا تهمه ثقافة ولا دين وتربية ماذا سيفعل". وناشد المسؤولين في الفاتيكان بان هذا الأمر لا يجوز في أي عرف من الأعراف، ونحن ضد اقفال المدرسة وضد بيع العقار من ناحية، ومن ناحية ثانية لا يجوز التعامل مع الاب طوباليان وتوقيفه وفصله بشكل مهين هو صاحب اليد البيضاء الذي أدار المدرسة واحتضن تلامذتها لأجيال، مشيرا الى ان "طوباليان كان يغطي مصاريف المدرسة ومعاشات الأساتذة من بدلات الايجار لبعض الأبنية التابعة للعقار". كما كانت مداخلة ليعقوبيان أشادت فيها بالاب طوباليان وبمزاياه، داعية "الرهبنة الارمنية الكاثوليكية لتكريمه تقديرا لخدماته وهو بمثابة اب حقيقي للتلامذة وقد فعل ما بوسعه لتبقى هذه المدرسة"، مشيرة إلى "أنها تدعم قضية مدرسة ليسيه عبد القادر"، مطالبة "بدعم مدرسة المخيتاريست التي كانت هي إحدى تلامذتها كما يدعمون ليسيه عبد القادر". واعتبر رئيس جمعية إنماء الحازمية زياد عقل "ان مدرسة مخيتاريست هي جزء من تاريخ البلدة وأنه لا يجوز اقفال المدرسة وطرد ممنهج للأستاذة والطلاب خصوصا أن المدرسة في وسط الحازمية، وقد تكون هنالك مخاطر كبيرة على بلدتنا من جراء ما يجري". والقت كلمة المدرسة مديرة مدرسة فرن الشباك ومعلمة في المخيتاريست نسيمة شلهوب زيتوني مطالبة بإنصاف الاب طوباليان وانقاذ العام الدراسي.

 

الصعوبات تحاصر مهمة باسيل ولا مؤشرات مشجعة على تشكيل الحكومة قريباً/تمام سلام حمّل "حزب الله" المتمسك بتوزير حلفائه السُّنة مسؤولية العرقلة

بيروت ـ “السياسة”/15 تشرين الثاني/18/فيما لا تبدو مهمة رئيس “التيار الوطني الحر” الوزير جبران باسيل لابتداع مخرج لمأزق تشكيل الحكومة سهلة مطلقاً، باعتبار أن “حزب الله” ليس بوارد التنازل عن شرطه الأساسي وهو توزير أحد النواب السنة المستقلين، وهو ما يرفضه الرئيس المكلف سعد الحريري، وصف الرئيس تمّام سلام عقدة ما يسمى بتكتل السنّة المستقلين التي تعيق تشكيل الحكومة بأنها مصطنعة يتحمل مسؤوليتها “حزب الله”، داعيا جميع الفرقاء السياسيين الى تسهيل مهمة الرئيس المكلف والى ابعاد لبنان عن تأثيرات الصراعات الدائرة في المنطقة وتحديدا المواجهة بين الولايات المتحدة وايران. وقال: “عندما وصلت الامور الى خواتيمها ظهرت بين ليلة وضحاها معضلة جديدة لم نسمع بها طيلة خمسة أشهر”. وتابع “لا لبس في أنّ التركيبة التي يطالب حزب الله بتمثيلها في الحكومة هي فعلاً تركيبة مصطنعة. أتوا بنائب من كتلة ونائب من كتلة اخرى ونائبين من كتلة ثالثة وجمعوهم مع نائبين مستقلين وقالوا انها كتلة نيابية”. وسأل: “لماذا اصطنع هذا الوضع؟ هل لمساعدة الرئيس المكلف أم عرقلته؟”، مضيفا “لا شك ان هناك معطيات داخلية ساهمت في هذا الواقع المستجد، ولكن لا يمكن لأحد أن يتجاهل ان المواجهة الاقليمية والدولية في المنطقة مستعرة. وهذا يذكّر بما حصل في الماضي، حين عرقلوا تأليف حكومتي في العام 2013 مدة 10 اشهر ونصف، الى ان جاء الضوء الاخضر وقتها من حزب الله ومن ورائه”. ورأى أن “هناك مواجهة حادة بين اميركا وايران في المنطقة، ويتم استعمال لبنان والعراق واوراق اخرى فيها. في العراق عطلت ايران والقوى المحلية التابعة لها استكمال مكونات الحكومة، ولبنان ايضاً ورقة يتم التصرف بها وسط هذه المواجهة. وطالما ان المواجهة محتدمة وباشكال مختلفة سنعاني نحن في لبنان مع الاسف”. وذكّر بما أعلنه قائد “فيلق القدس” في “الحرس الثوري” الايراني قاسم سليماني بعد الانتخابات الاخيرة في لبنان من ان ايران وحلفاءها باتوا يملكون الغالبية في المجلس النيابي اللبناني، وتساءل “هل سبق ان سمعنا دولة تعلن انه اصبح لها نفوذ في دولة اخرى متمثل بعدد معين من النواب؟”. من جانبه، اعتبر النائب نديم الجميل، أنّ “البعض يعتبر لبنان فندقا يمرّ عليه ثم يغادره للعيش في مكان آخر”، مضيفا أن “وقت التسويات والتنازلات والتهديدات وكذلك الترقيع انتهى. علينا قول كلمتنا علنا”، ومشدّداً في كلمته أمام الطلاب على أننا “لن نقبل لا ب 7 أيار جديدا ولا بالدق على الطاولة، ومواجهة المخطط الذي يحاول فريق 8 آذار وحزب الله فرضه على لبنان، سيكون بإعادة التموضع لفريق 14 آذار، على الرغم من أن بعض السياسيين قد خذلوكم لمصالح ضيقة”. في المقابل، رأى عضو كتلة “التنمية والتحرير” النائب قاسم هاشم “ان الحراك الاخير لتذليل عقد تشكيل الحكومة خطوة ايجابية وقد تسرع الخطى للخروج من الازمة والوصول الى حكومة الوحدة الوطنية الجامعة الشاملة”.

 

مصالحة فرنجية - جعجع ستتجاوز الحزبين... ماذا سيتبعها؟

القبس/15 تشرين الثاني 2018/خرق مشهد المصالحة المسيحية - المسيحية في بكركي، أمس، حال المراوحة السياسية التي فرضتها أزمة التأليف الحكومي المستمرة منذ ستة أشهر. فبعد أشهر من التحضير، حضنت البطريركية المارونية برعاية البطريرك الماروني بشارة الراعي لقاء جمع بين رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية، ورئيس حزب القوات اللبنانية، في خطوة ستتجاوز مفاعيلها، وفق «القبس»، الحزبين المسيحيين الى الساحة اللبنانية وستطوي صفحة مريرة من الجراح العميقة عمرها 40 عاما، وقد وصف جعجع يوم امس بأنه «يوم مصالحة.. يوم ابيض ويوم تاريخي».

وبعيدا من التكهنات والتحليلات حول الدوافع والخلفيات التي حتّمت المصالحة، وتحت قبّة بكركي التي لم توفّر جهداً الا وبذلته لترتيب البيت الماروني، عُقد اللقاء بين جعجع وفرنجية في حضور البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي فكانت مصافحة وتبادل قبلات بعد المصالحة والمصارحة في حضور وفد نيابي ووزاري من الطرفين.

 

إشادات واسعة بمصالحة جعجع- فرنجية: تعزز الاستقرار وتحقق المناعة للساحة اللبنانية وتقوي سلطة الدولة الجامعة/عون مرتاح وباسيل قلق وأطراف ترى أنها تعيد خلط الأوراق المسيحية

بيروت ـ السياسة/15 تشرين الثاني/18/تقدمت المصالحة التاريخية بين رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية ورئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع ما عداها من تطورات وأحداث، بالنظر إلى انعكاساتها الإيجابية على الصعيدين المسيحي والوطني.

وفيما تواصلت ردود الفعل المرحبة على الساحة المسيحية خاصة واللبنانية عامة، عبّر رئيس الجمهوريّة ميشال عون أمام زوّاره أمس، عن ارتياحه للمصالحة، معتبرا أن “أيّ توافق بين الأطراف اللبنانيين يعزز الوحدة الوطنية ويحقق المناعة للساحة اللبنانية ويغلب لغة الحوار السياسي على ما عداها ويقوي سلطة الدولة الجامعة”، بينما أجرى رئيس مجلس النواب نبيه بري اتصالات بكل من البطريرك بشارة الراعي وفرنجية وجعجع، مهنئا بالمصالحة التي جرت في بكركي. وكتب النائب تيمور جنبلاط عبر حسابه على “تويتر” بالقول: “من الضروري أن نعي أهمية المحافظة على قنوات التواصل مفتوحة، وأن نبقى على قناعتنا بأن الحوار هو دائما خطوة إيجابية نحو تخطي الأزمات لتعزيز الاستقرار وحماية البلد”. واعتبر الوزير السّابق أشرف ريفي أنّ “المصالحة خطوة كبيرة للشمال ولبنان على طريق إقفال ملف الحرب نهائياً وبناء السلام الذي يستحقه اللبنانيون في ظل دولة سيدة مستقلة”. وكانت لافتة، تغريدة الرئيس ميشال سليمان على حسابه عبر “تويتر”، والتي كتب فيها: “مبروك للبنانيين ولصاحبي العلاقة هذه المصالحة برعاية غبطة البطريرك قبل حلول ذكرى الاستقلال والميلاد عيد المحبة والتسامح”. بدورها، رحبت الرابطة المارونية، معتبرة “الخطوة الكبيرة وضعت نهاية لمرحلة مؤسفة، نأمل أن تمحى من الذاكرة الجماعية المارونية وأن تكون منطلقا لصوغ رؤية جديدة وواعدة”، ومؤكدة “ان تفاهم معراب ومصالحة بكركي يوسعان رقعة المصالحة المسيحية، ويوطدانها” . في المقابل، قال النائب جميل السيد عبر حسابه على “تويتر”: “قبلها كانت مصالحة (أوعا خيك) بين التيار والقوات، وكان حافزها إقصاء فرنجية عن الرئاسة، وانتهت: (أوعا من خيك، مش أوعا عليه)! أمس، مصالحة المردة مع القوات، فرنجية صادق مع نفسه، وجعجع يفكر بالرئاسة المقبلة! كيف ستنتهي المصالحة؟! لا جواب الآن سوى، أطال الله بعمر الرئيس عون”. من جانبها، وصفت مصادر نيابية بارزة المصالحة، في تصريحات لـ”السياسة” بـ”الحدث التاريخي الذي من شأنه أن يعيد خلط الأوراق على الساحة الداخلية عامة والساحة المسيحية وتحديداً المارونية بشكل خاص”. ورأت أن أول المتضررين من هذه المصالحة هو “التيار الوطني الحر” ورئيسه الوزير جبران باسيل الطامح الى رئاسة الجمهورية، ما قد يجعله أكثر التصاقاً بـ”حزب الله” في المرحلة المقبلة، ما يعني أن الأمور على الساحة المسيحية ذاهبة الى الانقسام والتشرذم وقيام تحالفات وتكتلات جديدة، وقد يكون التسابق للتحالف مع حزبي “الكتائب” و”الأحرار” والقوى المسيحية المستقلة الهدف الأول لكل من “التيار الوطني الحر” و”تحالف المردة– القوات”.

 

فيصل كرامي: عون قال لنا أن موقف الحريري منّا غير حكيم 

جريدة الجمهورية/الخميس 15 تشرين الثاني2018/علق عضو "اللقاء التشاوري" النائب فيصل كرامي على ما وصف رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري نفسه به "أب السنة"، قائلا: "لا أب لنا في السنة ولا أب للموازنة ولا أب للشيعة، اما في المعنى السياسي أنا أؤيده بهذا الكلام، فإذا كان حريص على صلاحيات السنّة ومصالحهم فنحن معه في ما قاله بموضوع "بي السنّة" في لبنان". ولفت كرامي في حديث تلفزيوني إلى أن "كل ما نطلبه هو توزير احد النواب السنة الستّة"، مؤكداً "أننا مع رئيس الحكومة القوي ومع رئيس الجمهورية القوي ولم نقم بما قام به الآخرون أي مشاركة الحريري في تشكيل الحكومة كرئيس الحزب "التقدمي الاشتراكي" النائب السابق وليد جنبلاط ورئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع اللذين اشترطا الحقائب وأسماء الوزراء وتعديا على صلاحيات الحريري". واشار الى أن "الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصرالله وقف معنا في مطلبنا وهذا فخر لنا وليس هو فقط من وقف جانبنا بل رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس تيار "المردة" النائب السابق سليمان فرنجية"، معتبراً ان "ما قاله الحريري عن اننا "احصنة طروادة" خطأ فنحن أحصنة الوطن ولسنا احصنة طروادة ولينظر الى احصنة طروادة داخل فريقه الخاص الذي لم يسانده يوم وقعت الازمة معه ومع السعودية". واعتبر كرامي أن "تأليف الحكومة على أساس مذهبي أوّل ضرب لاتفاق الطائف وما يُطبّق اليوم هو اتفاق الدوحة وليس اتفاق الطائف"، مشيراً إلى أن "3 من اصل النواب الستة خاضوا الانتخابات النيابية سوياً وعلاقتنا مع النائب عبد الرحيم مراد تعود لسنوات الى الماضي". وسأل: "لماذا تيار "المستقبل" يريد احتكار التمثيل السني في الحكومة؟"، معتبراً أن "كل ما يجري البحث فيه اليوم هو موضوع الشكل وليس المضمون"، مؤكداً "اننا لا نريد كسر الحريري بل نريده ان يخرج رابحاً ولا تدخلات خارجية في الحكومة"، لافتاً إلى "اننا نريد ان ناكل عنب ولا نريد قتل الناطور، فليأت الحل من عند الحريري". وأكد أن "المسألة ليست قضية شخصية بيننا وبين الحريري"، مشيراً إلى "اننا استطعنا أن نقوم بانتخابات وربحنا بأصوات أهلنا ونريد أن نترجم هذا النصر في حكومة وحدة وطنية وهم وضعوا المعايير وحسب هذه المعايير فنحن يجب أن نتمثل في هذه الحكومة"، لافتاً إلى "اننا تواصلنا مع الحريري من اول لحظة". وأضاف كرامي: "رئيس الجمهورية ميشال عون قال لنا ان موقف الحريري منا غير حكيم، لكن المجالس بالامانات"، لافتاً إلى أن "كل 8 اذار ممثلة في الحكومة مع الحريري، وقفت على الوزراء السنة الستة؟". وأكد "اننا لا نريد للحريري ان ينتحر"، مشيراً إلى ان "هناك اكثر من رأي داخل السنة في لبنان"، لافتاً إلى "أنني قلت لرئيس الجمهورية ان الطعن امام المجلس الدستوري قد يعطينا الحاج طه ناجي في الانتخابات وقد تسقط ديما جمالي في الانتخابات اذا اتت نتيجة الطعن لصالحنا. نحن حصلّنا 3 حواصل في الانتخابات".

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

الدولار يلامس 500 ليرة سورية: الانهيار مرشح للإستمرار

مروان كيالي/المدن/15 تشرين الثاني/18/يتسارع تدهور قيمة الليرة السورية، مجدداً، بعدما تباطأ لفترة من الزمن، في ظل جمود واضح لمواجهته من قبل مصرف سوريا المركزي. اجتهادات كثيرة خلال الأيام الماضية برزت لتفسير ما يحصل. ويبدو ذلك صعباً في ظل غياب البيانات الرسمية عن الاحتياطي الأجنبي، الذي تم انفاق معظمه، على الأغلب، خلال الحرب، بحسب ما قاله سابقاً رئيس الوزراء عماد خميس، في أيلول/سبتمبر. وكذلك، غابت البيانات الرسمية حول ميزان المدفوعات منذ العام 2011، والذي يوضح التداخلات ما بين الاقتصاد المحلي والعالمي، بالإضافة إلى إمكانية توقع أسعار الصرف. الخطر الأكبر يبرز في التوقيت، إذ أعدت الحكومة مؤخراً ميزانية العام 2019 على أساس سعر صرف الليرة بـ435 لكل دولار أميركي. وإن كان إقرار الميزانية النهائي في مجلس الشعب هو تحصيل حاصل كغيره من القوانين والتشريعات. وكان مصرف سوريا المركزي قد ثبّت سعر صرف الدولار عند 434 ليرة، بعدما خفّضه بشكل غير مسبوق في 27 تشرين الأول/نوفمبر 2017، عندما وصل إلى 490 ليرة، بحسب النشرة المعتمدة من المصرف المركزي.

إلا أن سعر صرف الدولار، ارتفع خلال الأسبوع الماضي، في السوق السوداء السورية ليتجاوز عتبة الـ490 ليرة، وما زال الارتفاع مرشح للتصاعد. ويبدو أن حاكم مصرف سوريا المركزي الجديد حازم قرفول، أمام تحدٍ كبير، يكاد أن يكون الأول الذي يواجهه. قرفول تحت المجهر حالياً، خاصة أنه يحمل مخزوناً من الدعاية الإعلامية التي سخرها له النظام عند تعيينه قبل شهرين، خلفاً للحاكم السابق دريد درغام، الذي تم الاستغناء عنه، رغم أنه تمكن من كسب بعض الثقة من السوريين في الداخل. ويُختصر تراجع ثقة السوريين بسياسات المركزي، بقولهم إن تراجع سعر صرف الليرة الأخير يعود لأنه المركزي يسعى مجدداً للاستحواذ على القطع الأجنبي المتوفر بين أيديهم. ويبدو أن ذلك القول المنتشر هو إحدى الخسائر السريعة التي جناها الحاكم قرفول. وكان لتقلبات سعر الصرف محطات عديدة خلال العام 2018، إذ بدأ بسعر 469 ليرة للدولار في نهاية كانون الثاني/يناير، ثم وصل إلى 470 نهاية شباط/فبراير. ورغم التقلبات خلال الشهور الثلاثة اللاحقة، فقد استقر سعر الصرف عند 444 ليرة للدولار مع نهاية تموز/يوليو. في آب/أغسطس، بدأ سعر صرف الدولار بالارتفاع مسجلاً 455 في آب، و463 في أيلول، و467 في تشرين الأول. وها هو اليوم يلامس سعر 500 ليرة مع تزايد المخاوف بين السوريين. ومن المرجح أن يستمر هذا التراجع في قيمة الليرة بسبب عوامل منها تسجيل الدولار الأميركي لأعلى مستوى له في الأسواق العالمية، وسط توقعات بأن يقوم الاحتياطي الفيدرالي الأميركي برفع أسعار الفائدة في ديسمبر/كانون الأول 2018 وما بعده، ما يرجّح ارتفاع الدولار عالمياً طوال هذه الفترة. إلا أن عوامل داخلية أخرى تساهم في استمرار تدهور الليرة، وأهمها حالة اللاجدوى التي يعيشها القطاع النقدي والمراوحة في المكان من دون أي محفّزات للسوق، مع استمرار العجز التجاري وعدم قدرة الحكومة على تحفيز الصادرات غير النفطية.

وما زال التجار والأفراد خائفين من قرار المصرف المركزي الصادر في أيلول/سبتمبر، والناجم عن تدقيق عمليات التدخل التي قام بها في العام 2012، ومطالبته الافراد والتجار بابراز ثبوتيات حول الطريقة التي استخدموا بها القطع الأجنبي. ويدفع ذلك إلى الاعتماد من جديد على السوق السوداء خوفاً من أي مطالبات مستقبلية من المركزي. فالتجار لا يملكون على الأغلب مثل هذه الثبوتيات، كإجازات استيراد أو شهادات جمركية. وفي ذلك مؤشر كبير على حصول عمليات استيراد وهمية، بهدف الحصول على الدولار بسعر مُخفّض ثم استخدامه في عمليات المضاربة لا الاستيراد. الموعد الأخير لتنفيذ قرار المركزي هو نهاية تشرين الثاني/نوفمبر الجاري، ما يزيد من الضغط على التجار. وقد خابت توقعات الكثيرين حول إلغاء القرار على يد الحاكم قرفول.

أعمال المضاربة على الليرة تستمر وتزدهر في السوق السوداء، وهذا أمر لم ينته رغم كل محاولات الحكومة "الشفهية" للتخفيف منه، خاصة أن معظم المضاربين الكبار محسوبون على النظام.

ومن الطبيعي أن تشهد سوريا زيادة كبيرة في الطلب على الدولار، ويعود ذلك لزيادة حالات السفر والدراسة في الخارج، وعدم الثقة بالعملة المحلية. كما أن وجود عدد كبير من السوريين في دول مجاورة، هرباً من الخدمة العسكرية، يدفع الأهالي إلى شراء الدولار، ولو بكميات قليلة، لجمع قيمة البدل النقدي. في حين تبقى البيانات حول حجم القطع الأجنبي الوارد من الحوالات الخارجية إلى سورية متضاربة، ويصعب تقييم دورها الفعلي. ويؤخذ على الحكومة إهمال القطاع العام الصناعي، منذ ما قبل العام 2011. إذ لا توجد حالياً إمكانية لتصريف المنتجات السورية خارج مجال ايران والعراق. وهي بالأساس علاقات اقتصادية لا تعكس العلاقات السياسية القوية. وحتى المنتجات الزراعية ضعيفة وتكاد تكفي الحاجة المحلية. ولم يشهد فتح معبر نصيب مع الأردن تحولاً ملحوظاً في العلاقات التجارية، بل كان مصدراً لمزيد من عمليات المضاربة من قبل التجار الأردنيين لشراء البضاعة السورية بأسعار زهيدة، ثم بيعها في الأردن. وبالتالي لا مداخيل كبيرة للقطع الأجنبي يمكن أن يعوّل عليها حالياً من المعبر. ومع استمرار غياب استراتيجية تقنية واضحة من الحكومة لمواجهة الذعر من تدهور إضافي في قيمتها، وتوقع ارتفاع سعر الدولار عالمياً، فإن انخفاض قيمة الليرة مرشح لأن يستمر على الأقل حتى نهاية العام 2018. وحتى ذلك الحين، لا يبدو أن الحاكم قرفول، سينهض من سباته الشتوي

 

أميركا تطالب بانسحاب إيران من سورية وتؤكد بقاء قواتها فيها واشتباكات عنيفة بين "قسد" و"داعش" بريف دير الزور وتحذير من معاناة إنسانية

عواصم – وكالات/15 تشرين الثاني/18/ أكد الممثل الأميركي الخاص إلى سورية جيمس جيفري، أن واشنطن تريد أيضاً انسحاب القوات العسكرية الإيرانية من سورية، مشيراً إلى أن استمرار الوجود العسكري الإيراني سيمثل تهديداً لشركاء الولايات المتحدة بالمنطقة. وقال جيفري خلال حديث للصحافيين، أول من أمس، أطلعهم فيها على مسار المقاربة التي تعتمدها واشنطن لسورية، إن “خروج القوات الإيرانية من سورية هو السبيل الوحيد لتحقيق سلام دائم في سورية، ويجب أن يتم فور إنهاء الحرب بسورية”.واعتبر أن العقوبات التي أعادت الولايات المتحدة فرضها على إيران أخيراً، ستشجع طهران على تقليص وجودها في سورية. وأشار إلى أن الولايات المتحدة تعتقد أن المرحلة المقبلة في سورية ستشهد هزيمة تنظيم “داعش” وتفعيل العملية السياسية وإنهاء الحرب الأهلية الممتدة منذ فترة طويلة.

وأوضح أن الإدارة الأميركية تأمل أن ينتهي القتال ضد “داعش” في آخر معاقله بشمال شرق سورية خلال أشهرن مضيفاً إن القوات الأميركية ستظل موجودة هناك بعد انتصار قوات التحالف على “داعش” لضمان “هزيمة دائمة” للتنظيم ولضمان ألا “يجدد داعش نفسه”. وقال إن “الهزيمة الدائمة لا تعني مجرد سحق آخر وحدات داعش العسكرية التقليدية التي تسيطر على أراض، لكن ضمان ألا يعاود داعش الظهور فوراً من خلال خلايا نائمة في صورة حركة متمردة”. وأعرب عن تمني الولايات المتحدة تشكيل لجنة قبل نهاية العام الجاري، لوضع دستور جديد لسورية، تنفيذاً للاتفاق الذي توصل إليه زعماء روسيا وألمانيا وفرنسا وتركيا خلال اجتماعهم في اسطنبول في أكتوبر الماضي. وقال إن تشكيل لجنة تحت رعاية الأمم المتحدة لبدء العمل على وضع دستور جديد لسورية “خطوة حاسمة” لدفع العملية السياسية قدماً، مضيفاً إن الولايات المتحدة ستحمل روسيا مسؤولية استخدام نفوذها لتأتي بحليفها بشار الأسد إلى طاولة التفاوض. وأكد أن “روسيا هي المسؤولة عن تشكيل لجنة الدستور السوري حتى نهاية العام الجاري”. وتابع “ومن ثم نأمل في أن تلعب موسكو دورها في التأثير على النظام السوري للالتزام ببدء العملية السياسية برعاية أممية”. على صعيد آخر، شهد جنوب بلدة هجين بريف دير الزور، أمس، اشتباكات عنيفة بين “قوات سورية الديمقراطية” (قسد) و”داعش”. في غضون ذلك، حذرت الأمم المتحدة أول من أمس، من “معاناة إنسانية” لم يشهدها الصراع السوري من قبل، في حال تصاعد القتال شمال غرب البلاد.

وأعربت عن “القلق العميق إزاء ورود تقارير تفيد بوقوع أعمال عدائية وتشريد مدنيين وقصف في ريف حلب وإدلب وحماة”. وقال نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة فرحان حق ليل أول من أمس، إن “زملاءنا في المجال الإنساني يشعرون بقلق عميق إزاء تلك التقارير التي تتحدث عن نشوب أعمال عدائية في جميع أنحاء شمال غرب البلاد”. وأوضح أن الاشتباكات شملت أماكن “يعتقد أنها موجودة في المنطقة منزوعة السلاح أو بالقرب منها”. وحذر من أن هناك ثلاثة ملايين امرأة وطفل ورجل في إدلب والمناطق المحيطة بها معرضون للخطر، في حال تصاعد القتال. وأكد ضرورة تفادي التصعيد الكامل للأعمال القتالية بأي ثمن، لأن عدم القيام بذلك سيؤدي إلى “معاناة إنسانية على نطاق لم نشهده بعد في الصراع”. من جهة أخرى، وصلت 13 حافلة إلى معبر الدبوسية الحدودي السوري تقل عشرات المهجرين السوريين العائدين من الأراضي اللبنانية في طريق عودتهم إلى قراهم وبلداتهم. إلى ذلك، أعلن النظام السوري أمس، أحباط محاولتي تسلل مجموعات إرهابية باتجاه نقاط عسكرية وبلدات في الريف الشمال الغربي قرب الحدود الإدارية لريف إدلب الجنوبي.

 

النيابة السعودية تتهم 11 شخصا في قضية مقتل خاشقجي وتطالب بإعدام 5 منهم

الرياض/العرب/16 تشرين الثاني/18/قال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير الخميس إن قتل الصحافي جمال خاشقجي في القنصلية السعودية باسطنبول بات قضية قانونية وينبغي عدم تسييسها، وذلك بعدما قال النائب العام السعودي إنه سيطالب بتطبيق عقوبة الإعدام بحق خمسة مشتبه بهم. وقال الجبير للصحافيين في الرياض "تسييس القضية يساهم في شق العالم الإسلامي بينما المملكة تسعى لوحدة العالم الإسلامي". وأضاف أنه لا تزال هناك أسئلة بحاجة لأجوبة لكن أنقرة رفضت ثلاثة طلبات من الرياض لتقديم أدلة على روايتها بشأن ما حدث. وكانت النيابة السعودية قد أعلنت في وقت سابق، الخميس"، توجيه التهم إلى 11 شخصاً من الموقوفين في قضية مقتل جمال خاشقجي.  وأكد الجبير أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لا صلة له على الإطلاق بالقضية. وعندما سئل عن احتمال فرض عقوبات دولية بسبب القضية، قال الجبير إن هناك فرقا بين فرض عقوبات على أفراد وتحميل الحكومة السعودية مسؤولية ما حدث. وأوضحت النيابة في بيانها، الذي تم الكشف عنه في مؤتمر صحافي الخميس، أن عدد الموقوفين في القضية ارتفع إلى 21 شخصا بعد استدعاء النيابة لثلاثة أشخاص آخرين. وصرحت أنه بناء على ما ورد من فريق العمل المشترك السعودي- التركي، والتحقيقات التي تجريها النيابة العامة مع الموقوفين في هذه القضية والبالغ عددهم 21 موقوفاً بعد استدعاء النيابة العامة لثلاثة أشخاص آخرين، فقد تم توجيه التهم إلى 11 منهم وإقامة الدعوى الجزائية بحقهم.

وذكرت أنه تم إحالة القضية للمحكمة مع استمرار التحقيقات مع بقية الموقوفين للوصول إلى حقيقة وضعهم وأدوارهم، مع المطالبة بقتل من أمر وباشر جريمة القتل منهم وعددهم 5 أشخاص وإيقاع العقوبات الشرعية المستحقة على البقية. وجددت النيابة مطالبتها للسلطات التركية "بتزويدها بالأدلة والقرائن التي لديهم ومنها أصول كافة التسجيلات الصوتية التي بحوزة الجانب التركي المتعلقة بهذه القضية، وأن يتم توقيع آلية تعاون خاصة بهذه القضية مع الجانب التركي لتزويدهم بما تتوصل له التحقيقات من نتائج وفقاً لأحكام النظام، وطلب ما لديهم من أدلة وقرائن تدعم أو تتعارض مع ما تم التوصل إليه من نتائج للإفادة منها". وكشف أن التحقيقات أظهرت أن أمر استعادة جمال خاشقجي جاءت من نائب رئيس الاستخبارات، وأن مَنْ أمر بقتله هو قائد فريق التفاوض. وأوضحت النيابة أن الفريق فشل بإقناعه، وأن قائد الفريق تبيَّن له عدم إمكانية نقله إلى مكان آمن خارج القنصلية، بالتالي أخذ قراراً بقتله. وأشارت إلى أنه تم التوصل إلى أسلوب الجريمة، وهو شجار وحقن المواطن بجرعة مخدرة كبيرة أدت إلى وفاته، وأن جثة خاشقجي تمت تجزئتها بعد القتل ونقلها إلى خارج القنصلية.

وأشارت إلى أن أحد المتهمين (بقتل خاشقجي) وراء تعطيل الكاميرات في القنصلية العامة بإسطنبول، ما يعد اعترافا للمرة الأولى بواقعة تعطيلها بفعل فاعل. وأكدت أن التحقيقات مستمرة لتحديد مكان الجثة التي تم تسليمها الى "متعاون" خارج المبنى الدبلوماسي، وقد تم تم التوصل إلى صورة تقريبية للمتعاون. وفي إطار مواصلة الكشف عن ملابسات القضية، قامت النيابة بمنع المستشار السابق في الديوان الملكي سعود القحطاني من السفر وهو رهن التحقيق. ورفضت السعودية اقتراحا تركيا باجراء تحقيق دولي في قضية خاشقجي حسبما قال وزير الخارجية خلال المؤتمر. وأوضح الجبير "هذا أمر مرفوض، المملكة العربية السعودية لها جهاز تحقيق"، مضيفا "القضية الآن أصبحت قضية قانونية ويتم التعامل معها من قبل القضاء في المملكة العربية السعودية". وقال عادل الجبير "نأمل أن تقدم تركيا أي معلومات يمكن أن تلقي الضوء على مسائل لا تزال غير معلومة في قضية خاشقجي" وأكد أن التعاون هو أفضل سبيل للوصول للحقائق. وتعددت الروايات حول ظروف مقتل خاشقجي داخل القنصلية السعودية في اسطنبول في الثاني من أكتوبر، ونشرت وسائل الإعلام ومواقع التواصل خصوصا في تركيا والولايات المتحدة، تسريبات وتسجيلات معظمها غير مؤكد رسميا. واعترفت السلطات السعودية بأن خاشقجي قُتل في عمل متعمد، وقال صلاح خاشقجي في مقابلة مع شبكة "سي.إن.إن" مع اخيه عبدالله إن الملك سلمان أكد له أن الذين تورطوا في قتل والده سيحاكمون. وقال صلاح خاشقجي" إننا فقط بحاجة للتأكد أنه يرقد في سلام. ما زلت حتى الآن لا أصدق أنه مات". ووجه نجلا خاشقجي نداء من أجل إعادة جثمان والدهما وقالا إنهما يريدان عودة الجثمان للسعودية لدفنه هناك. وأضاف صلاح "إنه وضع غير طبيعي وإنها وفاة غير طبيعية على الإطلاق. كل ما نريده الآن هو دفنه في البقيع بالمدينة مع باقي أفراد أسرته. لقد تحدثت بشأن ذلك مع السلطات السعودية وأتعشم فقط أن يحدث ذلك قريبا". وقابل الملك سلمان والأمير محمـد صلاح خاشقجي في الرياض في 24 أكتوبر الماضي لتقديم العزاء له مع أفراد أسرة خاشقجي الآخرين.

 

استقالة ليبرمان تزعزع ائتلاف نتنياهو الحكومي وتقديرات اعتبرتها مناورة لاستبعاد بينيت من الانتخابات المقبلة

تل أبيب: نظير مجلي/الشرق الأوسط/15 تشرين الثاني/18/دخلت الحكومة الإسرائيلية، أمس (الأربعاء)، أزمة سياسية جدية، مع استقالة وزير الدفاع أفيغدور ليبرمان، منها، وانسحابه وحزبه من الائتلاف الحكومي. إذ أصبحت القاعدة البرلمانية هشة (61 مقعداً من مجموع 120 مقعداً في البرلمان)، أي نفر فيها يهدد بسقوطها. لكنّ المراقبين لم يستبعدوا، في الوقت نفسه، أن تكون هذه مناورة حزبية، جرى تنسيقها بين ليبرمان ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بغرض تبكير موعد الانتخابات وعزل حزب «البيت اليهودي» المتطرف، الذي يمثل مصالح المستوطنين. وهناك من يرى أن هذه الاستقالة تساعد نتنياهو على التعاطي الإيجابي مع «صفقة القرن»، التي سيطرحها الرئيس دونالد ترمب خلال الشهرين المقبلين. وكان ليبرمان قد أعلن عن استقالته في خضمّ موجة احتجاج كبيرة على الاتفاق بين حكومة إسرائيل وحكومة «حماس»، لإعادة الهدوء على الحدود بينهما. فقد خرج سكان البلدات اليهودية المحيطة بقطاع غزة في مظاهرات غاضبة متهمين الحكومة بالخنوع لـ«حماس». ومطالبين بعملية حربية تقضي على حكم «حماس»، أو عملية سلام تُنهي تماماً إطلاق الصواريخ عليهم. وأغلقوا الشوارع حول القطاع. وقرروا نقل المظاهرات إلى القدس وتل أبيب وإغلاق الشوارع فيهما. واستغلت المعارضة السياسية هذا الموقف وانضمت إلى حملة الهجوم على الحكومة، متهمينها بمساعدة «حماس» حتى لا تضطر إلى التفاوض مع السلطة الفلسطينية على سلام يحل كل المشكلات مع غزة وغيرها. وراحوا يحقّرون نتنياهو وليبرمان وغيرهما من الوزراء المتطرفين، ويتهمونهم بالركوع أمام «حماس».

وخرج رئيس حزب المستوطنين الوزير نفتالي بينيت، بهجوم كاسح على ليبرمان، واصفاً إياه بأنه «وزير الدفاع الأكثر فشلاً في تاريخ إسرائيل». وطالبه نائب آخر بالاستقالة، لأنه لا يستطيع فرض إرادته على الجيش. وكان مكتب رئيس الوزراء، قد أصدر بياناً قال فيه، إن جميع الوزراء أيدوا اتفاق التهدئة مع «حماس». وأعرب عن أسفه لأن بعض الوزراء يتفوهون داخل الاجتماعات بشيء ويعلنون للجمهور نقيضه. إزاء كل ذلك، خرج ليبرمان بإعلانه الاستقالة من الحكومة، مظهراً أنه يردّ بذلك على كل منتقديه. وقال إنه يستقيل لأن الحكومة لم تتبنَّ موقفه الحازم ضد «حماس»، فوافقت على تحويل النقود القطرية إليها، ثم أبرمت اتفاق تهدئة معها. وقال ليبرمان خلال مؤتمر صحافي عقده بعد جلسة استثنائية للكتلة البرلمانية، إنه يعتبر وقف إطلاق النار في قطاع غزة، خضوعاً وخنوعاً للإرهاب. وقال إن المستوى السياسي في البلاد فشل ولم يتخذ القرارات الصائبة. وبيّن أن ما تقوم به إسرائيل حالياً، هو شراء هدوء قصير المدى مقابل المساس بالأمن القومي على المدى البعيد. وأضاف ليبرمان أنه لم يوافق على إدخال الوقود القطري إلى غزة، واصفاً الخطوة بالخاطئة. وأشار إلى أنه بعد أن أصدر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بياناً خطياً، فإنه اضطر إلى الموافقة. كما كشف ليبرمان عن خلافات عديدة بينه وبين رئيس الوزراء، منها قضية إخلاء القرية البدوية الخان الأحمر إلى الشرق من القدس. وكانت استقالة ليبرمان غير متوقعة، لأنه كان يعد أحد أهم أركان الحكومة والأشد إخلاصاً فيها لنتنياهو. ولهذا، فقد بدأت التخمينات تتحدث عن خطة قديمة بين نتنياهو وليبرمان، تمت تجربتها ويجري اليوم تكرارها، تتمثل في التنسيق والتعاون بينهما على التحالف معاً نحو الانتخابات المقبلة. وكان الاتفاق بينهما أن يتصدى ليبرمان لمحاولات الإطاحة بنتنياهو، في حال تم تقديم لائحة اتهام ضده في قضايا الفساد. وأن ينضم ليبرمان، لاحقاً، إلى حزب الليكود، شرط أن يعيّنه نتنياهو نائباً له وقائماً بأعماله في غيابه. ويعني هذا الاتفاق أن يتصدى ليبرمان لكل محاولة للإطاحة بنتنياهو. ولكن، في حال الإطاحة به واضطراره إلى الاستقالة بقرار من محكمة، فإن ليبرمان هو الذي سيحل محله وليس أي قائد آخر من «الليكود».

وهذا الاتفاق بينهما يفسر سبب الهجوم المفاجئ الذي شنه نتنياهو، الأسبوع الماضي، على رفيقه في قيادة «الليكود» غدعون ساعر، واتهامه بأنه يتآمر مع رئيس الدولة، رؤوبين رفلين، لاستبعاده عن مهمة تشكيل الحكومة المقبلة. فقد زعم نتنياهو أن رفلين ينوي استغلال صلاحياته كرئيس دولة مسؤول عن تكليف نائب ما بتشكيل الحكومة، ويختار ساعر بدلاً منه، وذلك بحجة توجيه لائحة اتهام ضده. وراح مساعدو نتنياهو يعدّون لتمرير قانون يجبر رئيس الدولة على اختيار رئيس أكبر كتلة برلمانية لتشكيل الحكومة، بغض النظر عن أي شيء آخر.

وقد قصد نتنياهو بهذا الهجوم تصفية ساعر، حتى لا يعترض على ليبرمان ويهدد مكانته. بيد أن بينيت لم يقف مكتوف اليدين إزاء هذا التنسيق. فقد خرج مع عدد من نواب حزبه الثمانية يعبّرون عن تأييدهم لاستقالة ليبرمان، ويعتبرونها «اعترافاً بالفشل أمام (حماس)». ويطالبون نتنياهو باختيار بينيت بديلاً عن ليبرمان كوزير للدفاع. ويعلنون أنهم سينسحبون من الحكومة في حال رفض طلبهم. وحاول نتنياهو استيعاب بينيت ولجم هجومه بالإعلان أنه غير متحمس لتبكير موعد الانتخابات -المقرر إجراؤها في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، أي بعد سنة- وأعلن أنه سيجتمع مع قادة أحزاب الائتلاف للتشاور حول خطواته المقبلة، وأنه ينوي عمل كل ما في وسعه لمنع سقوط الحكومة والاستمرار فيها حتى أواخر السنة المقبلة.

وقد أثار قرار ليبرمان الاستقالة، موجة من ردود الفعل لدى مختلف أطراف الحلبة السياسية. فقد أعرب الوزير الليكودي تساحي هانغبي والوزير أريه درعي، عن أسفهما لقرار ليبرمان، مؤكدين أنه أدى مهام منصبه بإخلاص ومهنية، وأن استقالته ستؤدي إلى إضعاف الحكومة. أما رئيسة المعارضة تسيبي ليفني، فقد دعت إلى حل الحكومة والذهاب إلى انتخابات مبكرة. كما رحّب رئيس المعسكر الصهيوني آفي غاباي، بإعلان الوزير ليبرمان، داعياً رئيس الوزراء إلى الإعلان عن الاستقالة من منصبه هو الآخر. وقال رئيس حزب «هناك مستقبل» يائير لبيد، إن قرار وزير الدفاع يثبت حقيقة رضوخ رئيس الوزراء للإرهاب على حساب أمن سكان جنوب البلاد. من جهته ناشد رئيس القائمة المشتركة أيمن عودة، جميع أعضاء الحكومة التي وصفها بـ«اليمينية المتطرفة»، أن يحذوا حذو وزير الدفاع ويقدموا استقالاتهم. وقال: «ليبرمان ونتنياهو وغيرهما مارقون، أما نحن فلسطينيي 48 ومن ورائنا جماهيرنا، قباقون بقاء الوطن». وقال والدا جندي الجيش الإسرائيلي هادار غولدين، الذي تحتجز «حماس» رفاته في قطاع غزة، إن تصريحات وزير الدفاع خلال الإعلان عن استقالته واضحة، ومغزاها أنه لا يمكن التوصل إلى تهدئة في غزة من دون إعادة جنود جيش الدفاع والإسرائيليين الذين تحتجزهم «حماس». واعتبراه موقفاً أفضل من موقف الائتلاف الحكومي.

 

«حماس» تعتبر استقالة ليبرمان «نصراً سياسياً» و«هزيمة لإسرائيل»

رام الله/الشرق الأوسط/15 تشرين الثاني/18/ وصفت حركة حماس استقالة وزير الأمن الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، بأنها «نصر سياسي» للمقاومة. وقال سامي أبو زهري، المتحدث باسم «حماس»، إن «استقالة ليبرمان هي اعتراف بالهزيمة أمام تعاظم قوة المقاومة الفلسطينية... وتعكس حالة الضعف لدى الإسرائيليين». وكان ليبرمان قد استقال أمس، بعد يوم من دخول هدنة بين «حماس» وإسرائيل حيز التنفيذ، بعد جولة قتال عنيفة، تخللها إطلاق مئات الصواريخ على مستوطنات غلاف غزة، وتنفيذ إسرائيل عشرات الغارات على أهداف في القطاع.

وقال ليبرمان إنه استقال بسبب «الاستسلام أمام الإرهاب»، مضيفاً: «نحن نشتري الهدوء على المدى القصير، وثمنه الأمن القومي على المدى البعيد». وخلفت استقالة ليبرمان فرحاً عارماً في غزة التي أحرقت صوره أمام منزل رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» إسماعيل هنية، الذي كان ليبرمان قد تعهد باغتياله قبل انتهاء ولايته. وهتف عشرات المتظاهرين لدعم المقاومة وضد ليبرمان، ورفعوا شعارات «غزة تطيح به». ووزعوا الحلوى على المارة. واغتبطت الفصائل الفلسطينية برحيل ليبرمان. وقالت حركة الجهاد الإسلامي، بحسب مواقع تابعة لـ«حماس»: «إن استقالة ليبرمان جاءت لفشله بشكل ذريع في تحقيق ما كان يصبو إليه من أهداف، خلال العملية الأمنية الأخيرة التي أفشلتها المقاومة». وقال عضو اللجنة المركزية للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، طلال أبو ظريفة، لوكالة «صفا» المحلية: «إن استقالة ليبرمان تعبير عن حالة فشل ذريع منذ توليه منصبه، في كل الوعود التي أطلقها للناخب الإسرائيلي لإعادة الهيبة لقوة الردع الإسرائيلية». وقال عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، رباح مهنا: «إن هذه الاستقالة تؤكد أن قوة المقاومة الاستراتيجية، بدأت تؤثر على الوضع الداخلي الإسرائيلي». والاحتفاء الفلسطيني بإسقاط ليبرمان قابله غضب في الشارع الإسرائيلي، من أداء الحكومة والجيش في الجولة الأخيرة. وكان مئات من المستوطنين قد تظاهروا عند مدخل سديروت القريبة من غزة، والتي تعرضت لوابل من الصواريخ قبل اتفاق إسرائيل على وقف إطلاق النار مع حركة حماس في القطاع. وقام متظاهرون بسد الطرقات وحرق الإطارات، في حين هتف بعضهم: «بيبي إلى البيت»، مستخدمين كنية رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. وبحسب شبكة «حداشوت» الإخبارية، يخطط بعض سكان الجنوب لمزيد من المظاهرات وسد الطرقات في تل أبيب، احتجاجاً على الهدنة. وأعرب قائد حزب «المعسكر الصهيوني»، آفي غباي، عن دعمه للمتظاهرين، وقال: إنه رد فعل مبرر على «تخلي» الحكومة عنهم. وقال غباي إن الحكومة خيبت أمل سكان الجنوب، من خلال «إهمال» مسألة غزة منذ حرب عام 2014. وأضاف: «هذا ليس وقتاً لهدنة هشة أخرى. حان الوقت لمبادرة دبلوماسية حقيقية في غزة، تستند على توصيات المؤسسة الأمنية». وأعرب عدد كبير من سكان الجنوب عن استيائهم من هذا القرار. وقالت رعوت بسيس، من سكان سديروت، لـ«حداشوت»: «من الأفضل أن نعاني في الملاجئ ونضع حداً لذلك مرة واحدة وإلى الأبد. بعد شهر من اليوم سيحدث الشيء نفسه... من غير المعقول أن تكون حياتنا بهذا الشكل».

 

القوات الأميركية ستبقى في سوريا لضمان عدم عودة «داعش»

واشنطن/الشرق الأوسط/15 تشرين الثاني/18/أفاد المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا جيمس جيفري، بأن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب تأمل في أن ينتهي القتال ضد تنظيم داعش في آخر معاقله بشمال شرقي سوريا خلال شهور، مضيفاً أن القوات الأميركية ستبقى لضمان «هزيمة دائمة» للتنظيم الإرهابي. وأوضح جيفري أن الولايات المتحدة تعتقد أن المرحلة القادمة في سوريا ستشهد هزيمة «داعش» وتفعيل العملية السياسية وإنهاء الحرب الأهلية الممتدة منذ فترة طويلة. ومضى قائلا إن الولايات المتحدة، سعيا لتحقيق هذا الهدف، تتمنى تشكيل لجنة قبل نهاية العام لوضع دستور جديد لسوريا تنفيذا للاتفاق الذي توصل إليه زعماء روسيا وألمانيا وفرنسا وتركيا خلال اجتماعهم في إسطنبول في أكتوبر (تشرين الأول) . وأضاف أن القوات الأميركية ستظل موجودة بعد انتصار قوات التحالف على وحدات تنظيم داعش العسكرية لضمان «ألا يجدد نفسه». وتابع جيفري: «الهزيمة الدائمة لا تعني مجرد سحق آخر وحدات (داعش) العسكرية التقليدية التي تسيطر على أراض، لكن ضمان ألا يعاود (داعش) الظهور فورا من خلال خلايا نائمة في صورة حركة متمردة». وأكد أن واشنطن تريد أيضا انسحاب القوات العسكرية الإيرانية من سوريا بمجرد حل أسباب الصراع، مشيرا إلى أن استمرار الوجود العسكري الإيراني سيمثل تهديدا لشركاء الولايات المتحدة بالمنطقة. وأوضح جيفري أن المعركة البرية النهائية تدور على امتداد نهر الفرات وتقودها قوات سوريا الديمقراطية بمساعدة أفراد من الجيش الأميركي.

وأضاف: «القتال مستمر ونأمل في أن ينتهي خلال شهور وستكون هذه آخر الأراضي التي يسيطر عليها (داعش) بصورة شبه تقليدية». كما أشار جيفري إلى أن تشكيل لجنة تحت رعاية الأمم المتحدة لبدء العمل على وضع دستور جديد لسوريا «خطوة حاسمة لدفع العملية السياسية قدما». وأضاف أن الولايات المتحدة ستحمل روسيا مسؤولية استخدام نفوذها لتأتي بحليفها رئيس النظام السوري بشار الأسد إلى طاولة التفاوض. وأكد أن العقوبات التي أعادت الولايات المتحدة فرضها على إيران مؤخرا ستشجع طهران على تقليص وجودها في سوريا.

 

موجة استقالات تضرب حكومة ماي رفضاً لمسودة اتفاق «بريكست/رئيسة الوزراء حذرت أن البديل هو التخلي عن الخروج من «الأوروبي»

لندن/الشرق الأوسط/15 تشرين الثاني/18/تلقت حكومة رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي (الخميس) نكسة شديدة مع استقالة أربعة وزراء، بينهم الوزير المكلف شؤون «بريكست» دومينيك راب، احتجاجا على مشروع الاتفاق على الانسحاب من الاتحاد الأوروبي.

وقال راب في رسالة استقالته التي نشر نصها في حسابه على «تويتر»: «لا يمكنني التوفيق بين شروط الاتفاق والوعود التي قطعناها للبلاد في بيان حزبنا». من جهتها، حذرت رئيسة الحكومة البريطانية تيريزا ماي، اليوم، نواب البرلمان من أنهم يواجهون احتمال خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي من دون اتفاق أو التخلي عن «بريكست» في حال لم يدعموا مشروع اتفاقها مع بروكسل. وقالت ماي في كلمته أمام البرلمان «يمكننا اختيار الخروج من دون اتفاق، ومواجهة التخلي عن بريكست، أو يمكننا اختيار التكاتف ودعم أفضل اتفاق يمكن التفاوض حوله»، فيما علت هتافات التأييد عندما ذكرت احتمال التخلي عن بريكست. وأعلنت وزيرة العمل والمعاشات التقاعدية البريطانية إيستر ماكفي، وهي من أشد مؤيدي «بريكست»، استقالتها على خلفية مسودة الاتفاق. وكتبت ماكفي في رسالة استقالتها التي قدمتها لماي أن «الاتفاق الذي عرضته أمام الحكومة أمس لا يحترم نتيجة الاستفتاء»، مضيفةً أن النص يقدم الكثير من التنازلات للاتحاد الأوروبي و«يهدد سيادة المملكة المتحدة». وأعلنت وزيرة الدولة لشؤون «بريكست» سويلا بريفرمان اليوم استقالتها من الحكومة البريطانية للسبب نفسه. وكتبت بريفرمان في رسالة استقالتها لتيريزا ماي أن «التنازلات» المقدمة لبروكسل في مسودة الاتفاق «لا تحترم إرادة الشعب». وكان وزير الدولة البريطاني المكلف شؤون آيرلندا الشمالية قد أعلن اليوم أيضا استقالته على خلفية اتفاق بريكست قائلا إنه لا يجعل من المملكة المتحدة «دولة مستقلة ذات سيادة». وكتب الوزير شايليش فارا على حسابه على «تويتر» إن الاتفاق «يترك المملكة المتحدة بين خروج ولا خروج دون تحديد مهلة زمنية لنصبح فيها أخيرا دولة مستقلة». وكان فارا قد أيد بقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي في الاستفتاء على الخروج في 2016 والذي صوّت فيه 52 في المائة من البريطانيين على الانسحاب.

وقال فارا إن «هذا الاتفاق لا يضمن أن تكون المملكة المتحدة دولة مستقلة ذات سيادة، دولة مستقلة تتحرر من قيود الاتحاد الأوروبي، مهما كانت التسمية». وأضاف: «نحن دولة فخورة وإنه ليوم حزين عندما نلزم بالانصياع لقوانين وضعتها دول أخرى أظهرت بأنها لا تكترث لمصلحتنا». وكانت الحكومة البريطانية قد أيدت أمس (الأربعاء) مسودة اتفاق «بريكست» بعدما خاضت ماي معركة صعبة للدفاع عنه في اجتماع استمر لخمس ساعات لحكومتها المنقسمة بشأن هذا الملف. وأعلن رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك اليوم عن عقد قمة في 25 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي لتوقيع مسودة الاتفاق الذي تم التوصل إليه مع بريطانيا.

 

قمة أوروبية في 25 نوفمبر لتوقيع اتفاق «بريكست»

بروكسل/الشرق الأوسط/15 تشرين الثاني/18/أعلن رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك اليوم (الخميس) عن عقد قمة في 25 نوفمبر (تشرين الثاني) لتوقيع مشروع الاتفاق حول «بريكست» الذي تم التوصل إليه مع بريطانيا. وقال توسك في تصريح في بروكسل: «إذا سار كل شيء على ما يرام، ستعقد قمة استثنائية للمجلس الأوروبي لوضع اللمسات الأخيرة وتوقيع اتفاق بريكست الأحد في 25 نوفمبر عند الساعة 9:30 (8:30 ت غ)». وأيّدت الحكومة البريطانية أمس (الأربعاء) مسودة الاتفاق بعدما خاضت رئيسة الوزراء تيريزا ماي معركة صعبة للدفاع عنه في اجتماع لحكومتها المنقسمة حول هذا الملف الشائك. وفور إقرار الحكومة البريطانية مسودة الاتفاق اعتبر كبير مفاوضي الاتحاد الأوروبي ميشال بارنييه أن بروكسل ولندن أنجزتا «تقدما حاسما» في مفاوضات «بريكست» مما يفتح المجال لإبرام الاتفاق وتحقيق «خروج منظم» للمملكة المتحدة في 29 مارس (آذار) 2019. لكن المسؤول الأوروبي لفت إلى أنه ما زال هناك «الكثير من العمل» للوصول إلى ذلك. وخرجت ماي من اجتماع حكومتها الذي استمر خمس ساعات وهز سعر الجنيه الإسترليني للإعلان عن أنها حظيت بالدعم الكامل من وزرائها للمضي قدماً بخطتها بشأن «بريكست». وقالت ماي أمام مقر الحكومة إن «القرار الجماعي للحكومة هو أن عليها الموافقة على مسودة اتفاق الانسحاب»، مشيرة إلى «خطوة حاسمة ستتيح لنا التقدم وإنهاء الاتفاق في الأيام المقبلة» مقرة بأنها انخرطت في «نقاش محموم» مع أعضاء حكومتها لخمس ساعات.

واعتبرت ماي أن مشروع الاتفاق هو «أفضل الممكن» للبلاد وأنه يتيح للمملكة استعادة السيطرة على «مالنا وقوانيننا وحدودنا وينهي حرية التنقل ويحمي الوظائف والأمن ووحدتنا». وأشاد بارنييه بالحل الذي تم التوصل إليه لتفادي «حدود مادية» بين جمهورية آيرلندا العضو في الاتحاد الأوروبي ومقاطعة آيرلندا الشمالية البريطانية، الأمر الذي شكل نقطة تعثر المفاوضات منذ أسابيع. ووعيا منه بالصعوبات التي ستجدها ماي لتمرير الاتفاق في البرلمان دعا بارنييه «الجميع» إلى تحمل «مسؤولياتهم».

ونص مشروع الاتفاق الواقع في نحو 600 صفحة ونشر مساء الأربعاء على «شبكة أمنية» بهدف تفادي حدود مادية في الجزيرة الآيرلندية والحفاظ بذلك على اتفاقيات السلام لعام 1998.

وهذا الاتفاق بشأن آيرلندا المقرر اللجوء إليه إذا تعذر حل آخر، نص على بقاء مجمل المملكة المتحدة ضمن الاتحاد الجمركي مع الاتحاد الأوروبي وارتباط أكبر بالقواعد الأوروبية لآيرلندا الشمالية خلال فترة انتقالية حتى انتهاء المباحثات بشأن علاقة مستقبلية تجارية بين الطرفين.

ورغم تصديق الحكومة عليه فإن مشروع الاتفاق لا يحظى بإجماع. ويخشى أنصار «بريكست» ومعارضوه أن يجبر بريطانيا على الخضوع لقواعد الاتحاد الأوروبي لسنوات دون أن يكون لها أي رأي في الموضوع كونها ستكون قد أصبحت خارج الاتحاد. واعتبر بوريس جونسون وزير الخارجية السابق أنه «بهذا الاتفاق سنبقى ضمن الاتحاد الجمركي وسنبقى عمليا في السوق المشتركة»، معتبرا أن ذلك يجعل من المملكة المتحدة «دولة تابعة» للاتحاد الأوروبي. أما نايجل فاراج المدافع عن «بريكست» بلا تنازلات فرأى أنه «أسوأ اتفاق في التاريخ»، مضيفا أن «على كل عضو في الحكومة مناصر فعلي لبريكست أن يستقيل وإلا فإنه سيبقى إلى الأبد غير جدير بالثقة». ووصف جيريمي كوربن، زعيم حزب العمال المعارض الذي يسعى لانتخابات مبكرة، عملية المفاوضات برمتها بأنها «مخزية». وقال: «هذه الحكومة أمضت سنتين في التفاوض على اتفاق سيء سيترك البلاد بين انسحاب ولا انسحاب إلى ما لا نهاية». من جانبه، انتقد النائب المحافظ بيتر بون، المؤيّد البارز لـ«بريكست»، رئيسة الوزراء.

وقال مخاطباً ماي: «أنت لا تحترمين ما صوت عليه مؤيدو بريكست، واليوم ستخسرين دعم الكثير من النواب المحافظين وملايين الناخبين». واعتبرت لوسي هاريس التي أسست تجمع «ليفرز أوف لندن» المؤيد لـ«بريكست» أن الاتفاق «يبيع البلاد تماما. سنتحول إلى دولة تابعة للاتحاد الأوروبي». لكن الأسوأ صدر من الحزب الآيرلندي الشمالي - الحزب الوحدوي الديمقراطي - حليف ماي الذي لا غنى عنه في الحكومة، إذ هدد بفض الائتلاف في أعقاب التسريبات المتعلقة بترتيبات خاصة بالمقاطعة البريطانية. وقالت زعيمة الحزب آرلين فوستر إنها تنتظر من ماي أن تطلعها على الاتفاق، محذرة من «العواقب» في حال ثبتت صحة التسريبات بشأن وضع إيرلندا الشمالية. ولم تلق الترتيبات المتداولة أصداء إيجابية في اسكوتلندا حيث شكّكت حكومتها المؤيّدة للاستقلال بمشروع الاتفاق. وسالت رئيسة حكومة اسكوتلندا نيكولا ستورجن عن السبب الذي يسمح لآيرلندا الشمالية بالحصول على وضع خاص يبقيها في السوق الأوروبية الموحدة بينما لا تحصل اسكوتلندا على ذلك. وحذر زعيم حزب المحافظين السابق ويليام هيغ مؤيدي «بريكست» من أنهم يمكن أن ينسفوا العملية برمتها في حال لم يدعموا خطة ماي.

 

الكونغرس يحذر: أميركا قد تخسر حرباً أمام الصين أو روسيا

واشنطن/الشرق الأوسط/15 تشرين الثاني/18/حذر تقرير للكونغرس الأميركي نشر، أمس (الأربعاء)، من أن الولايات المتحدة تواجه أزمة عسكرية وقد تخسر حرباً ضد الصين أو روسيا. وأوضحت اللجنة البرلمانية حول استراتيجية الدفاع الوطني في تقريرها أن «التفوق العسكري للولايات المتحدة، وهو العمود الفقري لنفوذها العالمي وأمنها القومي، قد تآكل إلى مستوى خطير». وأضافت أن «الجيش الأميركي قد يتكبد عدداً غير مقبول من الضحايا في حربه المقبلة»، مشيرة إلى أن القوات المسلحة الأميركية «قد تواجه صعوبة لتحقيق النصر، أو قد تخسر، في حرب ضد الصين أو روسيا». وحذرت اللجنة المؤلفة من 12 من كبار المسؤولين السابقين الديمقراطيين والجمهوريين المكلفين بمراجعة القدرات العسكرية الأميركية في تقريرها، من أن الولايات المتحدة ستعاني من صعوبات جمة إذا ما كانت قواتها «مضطرة للقتال في وقت واحد على جبهتين أو أكثر». ولفت التقرير إلى أن «القرارات والاختلالات السياسية من جانب الحزبين السياسيين الرئيسيين أدت إلى أزمة أمن قومي للولايات المتحدة». ورغم أن ميزانية البنتاغون لهذا العام تجاوزت 700 مليار دولار، أي أكثر مما رصدته الصين وروسيا مجتمعتين لميزانيتهما الدفاعية، فإن معدي التقرير اعتبروا أن هذا المبلغ لا يزال «غير كافٍ» لتحقيق الأهداف الواردة في استراتيجية الدفاع الوطني التي أقرتها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب. وقدم التقرير سلسلة من التوصيات، بينها زيادة سنوية بنسبة 3 إلى 5 في المائة في ميزانية الدفاع.

 

ارتفاع حصيلة حرائق كاليفورنيا إلى 59 قتيلاً و130 مفقوداً

باراديس (كاليفورنيا): /الشرق الأوسط/15 تشرين الثاني/18/ارتفعت حصيلة الحرائق في كاليفورنيا أمس (الأربعاء) إلى 59 قتيلا فيما نشرت السلطات لائحة تضم 130 شخصا ما زالوا في عداد المفقودين في أفدح كارثة حرائق غابات من نوعها في تاريخ هذه الولاية الأميركية.

ومعظم المفقودين من مقاطعة بيوت ببلدة باراديس في شمال كاليفورنيا، والتي مسحت فعليا عن الخريطة من جراء الحريق الذي أطلق عليه «كامب فاير» واندلع الأسبوع الماضي. وقال قائد الشرطة المحلية في المقاطعة كوري هونيا للصحافيين مساء الأربعاء إن 461 شخصا و22 من الكلاب المدربة يشاركون في عمليات البحث عن المفقودين، وبأنه تم تسريع فحوص الحمض النووي للتعرف على الضحايا. وتقع بلدة باراديس، البالغ عدد سكانها نحو 26 ألف نسمة، على سفح جبال سييرا نيفادا. ويسكنها كثير من المتقاعدين. ومعظم الأشخاص المفقودين الذين أعلن عنهم مكتب قائد الشرطة المحلية هم من المسنين، في السبعينات والثمانيات والتسعينات من العمر. ودمر الحريق كل بيت في باراديس التي تبعد 130 كلم شمال عاصمة الولاية ساكرامنتو. وأعلنت السلطات عن مقتل 59 شخصا على الأقل حتى الآن من جراء الحرائق المدمرة فيما تقوم فرق الإغاثة بالبحث عن جثث بين أنقاض المنازل في باراديس، مستعينة بالكلاب المدربة. وقال حاكم الولاية جيري براون في مؤتمر صحافي: «نحن في وسط كارثة»، مضيفاً: «الحريق غير مسبوق، عارم، ولذا فكثير من الناس حوصروا». من جهته، قال بروك لونغ، رئيس الوكالة الفيدرالية لإدارة الطوارئ إن باراديس تبدو أمام «إعادة بناء كلي» إثر دمار الكثير من المنازل والمتاجر والبنية التحتية. وشاهد مراسل وكالة الصحافة الفرنسية الأربعاء عناصر الإغاثة وهم يقومون بإزالة الأشجار وإصلاح السياجات على الطرق ورفع السيارات. وسمحت السلطات لأصحاب المواشي بالدخول إلى مناطق ممنوعة لفترات وجيزة لإطعام الحيوانات، لكن لم يتضح متى سيسمح للمواطنين بالعودة.

 

البحرية الأميركية تنفذ مناورات «معقدة» شرق آسيا

واشنطن/الشرق الأوسط/15 تشرين الثاني/18/قالت البحرية الأميركية اليوم (الخميس) إن حاملتي طائرات أميركيتين على متنهما قرابة 150 طائرة مقاتلة تنفذان مناورات حربية «معقدة» في بحر الفلبين في استعراض للقوة في المياه الواقعة جنوبي الصين وعلى مسافة قريبة من كوريا الشمالية. وقال الأسطول السابع الأميركي في بيان صحافي إن حاملة الطائرات (رونالد ريغان) المتمركزة في اليابان والحاملة (جون سي ستينيس) المنضمة من الساحل الغربي الأميركي تجريان عمليات حربية جوية وبحرية ومضادة للغواصات. ونفذت البحرية الأميركية قبل ذلك مناورات من هذا القبيل ومن بينها مناورات أجرتها ثلاث حاملات طائرات العام الماضي عندما تصاعدت التوترات مع كوريا الشمالية. وتأتي المناورات الأحدث التي تتزامن مع زيارة نائب الرئيس الأميركي مايك بنس للمنطقة بينما لا توجد مؤشرات تذكر على إحراز تقدم في محادثات نزع السلاح النووي مع كوريا الشمالية ووسط نزاع تجاري مع الصين. وقال الأميرال فيليب سوير، قائد الأسطول السابع الأميركي: «يوفر الدفع بمجموعتين قتاليتين مصاحبتين لحاملتي الطائرات في نفس الوقت قوة قتالية بحرية لا مثيل لها». وشاركت حاملة الطائرات (رونالد ريغان) أيضاً في أكبر مناورات تجري في اليابان وحولها في وقت سابق من الشهر بمشاركة عشرات السفن الأميركية واليابانية ومئات الطائرات والآلاف من أفراد الجيش.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

الأجراس تُقرع لمصالحة جعجع وفرنجية... وبكركي تختمها «بالشمع الأحمر»  

مرلين وهبة/جريدة الجمهورية/الخميس 15 تشرين الثاني 2018

من معراب، وفي 14 تموز 2017، سألنا الدكتور سمير جعجع إذا كان مستعداً لزيارة بنشعي على غرار زيارته الى الرابية في 2015، تمهيداً للمصالحة؟ فأجاب: «إذا اقتضت المصلحة الوطنية والمسيحية أنا مستعد بالتأكيد وسأقصد بنشعي». وسألناه أمس، من باب الصرح البطريركي، والضحكة تملأ وجهه، عن السبب الحقيقي الذي دعاه الى قرار مصافحة ومصالحة سليمان فرنجية رئيس «تيّار المردة» في تشرين؟ فأجاب بضحكة عريضة: «لقد «دعا داعٍ» وهي الوحدة المسيحية الصرفة و«بدّك أحلى وأهم من هيك داعٍ»؟ لم تمنع أمطار تشرين الزعيمين المارونيين اللذين يتسابقان على كرسي الرئاسة، التسابق الى الصرح البطريركي لختم المصالحة «بشمع أحمر»، بعد أن كوى «الدم الأحمر» علاقة الحزبين لأكثر من 50 عاماً. ولم تمنع العاصفة الشتوية مرافقي الزعيمين، من نواب وأعضاء الكتلتين، من التسابق للحضور «كشواهد على أهلهم». كيف لا وتاريخ 14 تشرين الثاني 2018 سيسّطره التاريخ للأجيال المسيحية القادمة. ففي لحظة تاريخية، نقل الزعيمان المارونيان المشهد السياسي من الحلبة الحكومية الى الحلبة المسيحية - المسيحية، وشغلت أجواء المصالحة اهتمام اللبنانيين كافة، ونَسوا على مدى يوم كامل همّ الحكومة الغارقة في الاستدانة وترقّبهم إفلاس دولتهم ! فالمصالحة المنتظرة شغلتهم أمس بعد طول غياب. وصل سمير جعجع ونواب تكتل «الجمهورية القوية» الى الصرح البطريركي قبل وصول فرنجية، فبَدا الحكيم مستعداً قلباً وقالباً للمصالحة. وفي دردشة مع النائب ستريدا جعجع التي وصلت الى بكركي مع أعضاء تكتل «الجمهورية القوية» قبل وصول الحكيم، سألناها عن رأيها بالطقس العاصف الشبيه الى حد كبير بالطقس إبّان مصالحة إعلان النوايا في معراب، فعَلّقَت أنّ «الطقس اليوم نَذير خير وبركة وشاهد على نوايانا البيضاء رغم ضبابيته، فلا عواصف تمنعنا من المصالحات حين تكون نوايانا بيضاء».

وصل نواب «المردة» قبل وصول رئيس التيار سليمان فرنجية، الذي وصل برفقة ابنه النائب طوني فرنجية، ودخل القاعة حيث كان يجلس البطريرك يتوسّطه الدكتور سمير جعجع والنائب ستريدا جعجع. تقدّم فرنجية لمصافحة سَيّد الصرح، ومن بعدها صافحَ سمير جعجع وتبادل معه القبَل وسط الهتافات والتصفيق، ثم صافحَ فرنجية النائب ستريدا جعجع وقبّلها أيضاً، وبَدت علامات التأثر على وجه جميع الحاضرين... صلاة مؤثّرة للبطريرك تَلت المصافحة التي أنصَتَ إليها جعجع وفرنجية بتمّعن، بالإضافة الى الحاضرين. بعدها، انتقل الزعيمان للاجتماع في قاعة مغلقة جانبية لمدة تجاوزت نصف الساعة، ليخرج بعدها الجميع ويتوجّهوا الى القاعة الرئيسية الحمراء، ويتلو المطران جوزف نفّاع بيان المصالحة الذي ستسجّله حُكماً كتب التاريخ. أجمل المشاهد هي الاخبار التي بدأت تتواتر الى الصرح البطريركي، والتي أفادت انّ أجراس الكنائس في بشري وزغرتا قرعت فرحاً تتويجاً للمصالحة واحتراماً لها، وقد لاقاهم جرس بكركي بقرع جَرس المصالحة الحقيقية التي ستسطّرها سجّلات بكركي بحروف ذهبية. وعندما أعلمنا النائب ستريدا جعجع بخبر قرع الأجراس في المناطق الشمالية، وسألناها عن رأيها، قالت لـ«الجمهورية» إنّ «الاجراس التي تدق تدلّ الى انّ الناس الأنقياء القلوب يعبّرون عن فرحتهم. وأنا اليوم كمسيحية مارونيىة أقول من تحت سقف بكركي وجرسها: انشالله أجراسنا وأجراس المصالحة بتضَلّ تدِق».

النائب فرنجية: مصالحتنا ثابتة

أمّا عن توقيت هذه المصالحة فقال النائب طوني فرنجية لـ«الجمهورية»: «هي ليست آنية وقد أسّسنا لها منذ سنتين مع الرفاق وبعلم أهالي الشهداء. ونحن اليوم إخترنا تتويجَها في بكركي». وعن نيّة «المردة» في استثمار المصالحة سياسياً؟ سارعَ فرنجية للقول: «اذا أردنا استثمار المصالحة سياسياً ستنتهي مدّتها عند انتهاء مدة الاستثمار. لذلك، نحن نبني مصالحة ليس ليوم او يومين او سنة او سنتين، بل نبنيها لتخَطّي الماضي والذهاب الى المستقبل المفتوح، وليس لجيل واحد، إنما للأجيال القادمة». مضيفاً أنّ «المصالحة هذه ليست حلفاً سياسيّاً ولم تأتِ في إطار مصلحة آنية، بل هي ستستمر الى الابد. فعوائل الشهداء في قلوبنا، والشهداء سقطوا لأجل وحدة لبنان، وتهدف مصالحتنا اليوم للمحافظة على وحدة لبنان بأيّ ثمن». الوزير السابق يوسف سعادة قال: «مصالحتنا اليوم هي نتيجة لقاءات وجلسات طويلة ونقاشات، وبالنهاية هناك اختلاف واضح في السياسة فلكلّ فريق موقفه المختلف في السياسة، وليس هدف اي فريق أخذ الآخر الى صفّه في السياسة، إنما بعد الجهود المطوّلة حان الوقت لطَي الصفحة الشمالية السوداء الأليمة. أمّا بالنسبة للتوقيت، فأهميته تكمن في انه ليس هناك اليوم اي استحقاقات، وهكذا تبدو الامور طبيعية وتَتكلّل بالنجاح نتيجة عمل وجهد «القوات» و«المردة» معاً لطَي صفحة الماضي وفتح صفحة جديدة».

حبشي: «تَنقية الذاكرة»

النائب البقاعي طوني حبشي، الذي بَدا متأثراً بمشهد المصالحة أسوة بباقي الحاضرين، وَصّف لـ«الجمهورية» المشهد «باللقاء المؤثّر والتاريخي»، متمنياً «من جميع الفرقاء أن يحذو حذوه». وقال إنّ «القوات» و«المردة» «يعيشان حالة «تَنقية الذاكرة» وطَي صفحة الماضي الى الأبد للتفكير بالمستقبل»، مؤكداً أنّ «أحداً لا يستطيع إلغاء الآخر او إلغاء قناعاته او تفكيره السياسي»، لافتاً الى انّ «الاختلاف» مع المصالحة الوجدانية يكون له معنى، لأنّ الضوابط تواكبه، ويكون مجرداً من العدائية والحقد. ومن هناك تبرز الامكانية للبناء على ما هو أكثر من المصالحة كي نبني دولة ووطناً». وأضاف: «مصالحتنا اليوم نتمناها لكل الاطراف المتصارعة، وننصحهم بالخطوات الجريئة لتنقية الذاكرة في لبنان، الأمر الذي لم يحصل حتى اليوم».

بكركي تفرح وتهلّل

صحيح انّ بكركي شهدت بعد عام 2011 لقاء الأقطاب المسيحيين الأربعة: الجميّل، عون، فرنجية وجعجع. وصحيح أنها حاولت بشتّى الطرق إتمام المصالحات الأصعب تحت قبّتها، لكنها باءَت «بنصف فشل» بعدما أدركت «نصف مصالحة» عندما حقّقت المصافحة الاولى بين الزعيمين الشماليين جعجع وفرنجية... إلّا أنها اليوم تفرح وتهلّل بلقاء الأخوة تحت قبّتها، وتقرع الأجراس فرحاً بـ«المصالحة الكاملة»، وتختمها بنور «الشمع الأحمر» وليس بناره.

 

بكركي تتلو مزمور المصالحة.. سلامات وقبلات تهدم المتاريس  

ألان سركيس/جريدة الجمهورية/الخميس 15 تشرين الثاني2018

دخل يومُ 14 تشرين الثاني في الروزنامة المسيحيّة من بابها العريض، ضارِباً عرضَ الحائط كلّ التواريخ التي شكّلت «دربَ جلجلة» وأدّت الى الوجع المسيحي غير المنتهي. إنه الصرّحُ البطريركي في بكركي، وكأنّ التاريخَ يعيد نفسَه لكن بصفحات بيضاء وقبلات ومصافحات كانت أشبه بـ«ممحاة» محت الأيام السوداء التي «كسرت» ظهرَ المسيحيين وأبناءَ الشمال. إنّه الصرحُ البطريركي الذي شهد على اجتماعاتٍ ناريّة في ربيع عام 1978 بين الكتائب و»المردة»، لم تنجح حينها بكركي في رأب الصدع، فكانت حادثةُ إهدن الشهيرة التي مزّقت الجسدَ المسيحيَّ الشمالي. لكن لم يكن هناك يوم أمس أيُّ صوتٍ يعلو فوق صوت المصالحة التي أنتظرها الجميع طويلاً. إستعدّت بكركي من الصباح الباكر لهذا الحدث، وسط انتشارٍ أمنيٍّ كثيف في محيطها بدءاً من مفرق جونية، واللافت أنّ الحدث المنتظر حظي بتغطيةٍ إعلاميّة كبيرة من وسائل عربية وأجنبية.

ولم تخفّف «زخّات» المطر التي تساقطت نحو الساعة الثالثة من حماسة الصحافيين والمصوّرين الذين انتظروا قليلاً عند المدخل قبل أن تُفتح بوابةُ الصرح الخارجيّة أمامهم، في وقتٍ كان النوابُ والشخصيات من «القوّات» و»المردة» يتوافدون تباعاً. عاشت بكركي أجواءَ مصالحة حقيقية، فكلما إلتقى شخصان كانا يباركان لبعضهما البعض، لكن في المقابل كانت هناك غصّة، حيث تمنّى الجميع أن لا يحلّ بهذه المصالحة ما حلّ بمصالحة «القوات» و«التيار الوطني الحرّ» بعد انهيارِ «تفاهمِ معراب» وعودةِ الساحة المسيحيّة الى لغة التخاطب السلبيّة والمدمِّرة.

نحو الساعة الرابعة دخل البطريركُ المارونيّ الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الى القاعة والفرحةُ ظاهرة على وجهه، فهو الذي نجح في كسر الجليد وجدار الحديد بين الزعماء المسيحيين جميعاً، وذلك من خلال جمعه الرئيس أمين الجميل، والعماد ميشال عون والدكتور سمير جعجع والنائب السابق سليمان فرنجية بعد إنتخابه بطريركاً في ربيع 2011. وما هيّ إلّا دقائق قليلة حتّى دخل الدكتور جعجع وصافح البطريرك، من ثمّ دخل فرنجيّة، وفي هذه الأثناء كانت كل العيون وعدسات الكاميرات موجّهة الى المصافحة التاريخيّة، وكأنّ كلّ العالم اختُصر في هذه اللحظة بيدي جعجع وفرنجيّة.أمسك الراعي يدَ فرنجيّة من ثمّ أمسك بيد جعجع وقرّبهما من بعضهما البعض مختصراً 40 سنة من الإبتعاد والفرقة والتهجير وحروب الأخوة وماحياً التاريخ الملطّخ بالدم بين بشري وزغرتا والشمال والمسيحيين، فتعانقت اليدان ببركة بطريرك الموارنة وتبادل الزعيمان القبلات وعلا التصفيق في القاعة.

تلك المصالحة دفعت الراعي الى التعبير عن فرحته مستعيناً بالمزمور 133، الذي يقول «ما أطيب وما أجمل أن يجلس الاخوة معاً»، وسط تأكيدِه على طيِّ صفحة الماضي، ومتمنّياً أن تشمل المصالحة الجميع، مطمئنّاً الى أنّ البحث ليس عن ثنائيات وثلاثيات بل إنّ العمل هو لجمع كل أواصر الوطن. جلس فرنجيّة وجعجع يُصغيان الى كلام البطريرك، وكان لافتاً جلوس رئيس «المردة» وواضعاً يديه الإثنتين على الكرسيّ معظم الوقت، في حين أنّ جعجع بدّل وضعيّة جلوسه مرّات عدّة، واضعاً يده على خدّه في إحدى المرات. لا يُحسَد الرجلان على تلك اللحظة التاريخيّة وعلى المسؤوليّة الملقاة على عاتقهما، وهما اللذان سارعا إلى تبادل الأحاديث لحظة إنتهاء الراعي من كلمته وخروجهما للاختلاء بالبطريرك في مكتبه الخاص.

واللافت أيضاً أنّ جعجع وفرنجيّة قصدا أن تكون المصالحةُ شاملة، بحيث حضر نوابُ وشخصياتُ «القوات» و«المردة» من الأقضية الشمالية إضافة الى ابن دير الأحمر النائب طوني حبشي الذي تُشكّل منطقتُه امتداداً لجبّة بشرّي، كذلك كان لافتاً حضورُ نائبي كسروان شوقي الدكّاش وفريد هيكل الخازن، وذلك للدلالة على أنّها مصالحةٌ مسيحية ولا تُحصر ببشرّي وإهدن. إنتهى اليوم الطويل في بكركي ببيان عن اللقاء أكّد على المصالحة وحرّية العمل السياسي في البلدات وعدم العودة الى لغة العنف والقتال، وقُرعت أجراسُ بشري وزغرتا فرحاً على وقع إطلاق المفرقعات، وانصرف الجميع الى تقييم هذا الحدث سياسياً وتبيان تأثيره على الساحة المسيحيّة والوطنيّة. وتنتظر بكركي والقوى المسيحيّة والسياسيّة إنعكاسَ هذه المصالحة سياسياً، خصوصاً أن لا وجود لأيّ بنود تتعلّق بالإستحقاقات الدستوريّة والإنتخابية المقبلة، لكنّ الأكيد أنه لم يعد هناك من حاجز يمنع تقاربهما، وإبقاء الخلافات الإستراتيجيّة جانباً.ويرى البعض أنه حتّى لو لم يكن هناك أيُّ تأثير للمصالحة حالياً في عمليّة تداول السلطة والمعركة الرئاسية المقبلة، إلاّ أنّه قدّ تكون لها مفاعيل مستقبليّة، خصوصاً بعد سقوط «إتّفاق معراب» ونشر «القوّات» لبنوده، وبالتالي فإنّ أيّاً من الطرفين، أي «القوات» و«المردة»، لن يقفا ضدّ بعضهما البعض في المعركة الرئاسية عام 2022، ولن يتكرّر سيناريو إنتخابات 2016. من جهة أخرى، فإنّ المصالحة التي تمّت ستحظى بمتابعة من خلال اللجان المشترَكة بين «القوات» و«المردة» ولن تقف عند حدّ لقاء بكركي، وهذا الأمر يجعل كل الاحتمالات مفتوحةً على مصراعيها، ولا يجعل اللعبة السياسيّة محصورةً بخنادق إرتفعت بين المسيحيين واللبنانيين سابقاً.

 

ميقاتي لـ«الجمهورية»: أثق بالحريري ولا أحسده 

ملاك عقيل/جريدة الجمهورية/الخميس 15 تشرين الثاني2018

من بين الرسائل المتعدّدة والمباشرة التي أطلقها الرئيس المكلّف سعد الحريري في مؤتمر «بيت الوسط» كان واضحاً إقفالُه الطريق نهائياً على إحتمالٍ، ولو ضئيل، بـ «خطفِ» سنّيٍ آخر من حصته الرباعية وذلك بإعلانه للمرة الاولى رسمياً إتفاقه مع الرئيس نجيب ميقاتي على وزير سنّي.

لافتاً جداً كان الصمتُ المعبّر لميقاتي طوال أشهر تأليف الحكومة. «دولة الرئيس» الذي بقي حتى ما بعد عودة الحريري من إقامته القسرية في الخارج، مُدرَجاً على لائحة خصوم تيار «المستقبل» شكّل، منذ تكليف الحريري تأليف حكومته، جزءاً من فريق «التعبئة» السنّية في معركة الدفاع عن صلاحيات الرئاسة الثالثة عبر حجزه مقعداً في «نادي» رؤساء الحكومات السابقين المتنقّلين بين دار الفتوى و«بيت الوسط». أحد أهمّ المؤشرات الملموسة التي طبعت بدايات التقارب بين الحريري وميقاتي اللقاء الذي جمعهما على مائدة العشاء في منزل الرئيس تمام سلام في أيار 2016 والذي سبق إجراءَ الانتخابات البلدية. هذا الواقع لم يُلغِ تحميل الحريري لاحقاً، حتى موعد الانتخابات النيابية، ميقاتي مسؤوليّة المشارَكة في «جوقة» تعميم الإحباط لدى الشارع السنّي على خلفية «التنازلات» التي اتُهم الحريري بتقديمها ربطاً بـ «شروط» التسوية الرئاسية. وصل الأمر الى حدّ مخاطبة ميقاتي للحريري قائلاً: «كفى يا سعد»، وذلك على خلفية ما اعتبره رئيس الحكومة الأسبق مسّاً بمقام رئيس مجلس الوزراء وذلك حين غادر رئيس الجمهورية قاعة مجلس الوزراء في بعبدا طالباً من رئيس الحكومة ترؤسَ الجلسة. «التنويه» بخطوة عون من جانب الحريري إعتبرها ميقاتي «خطوة دستورية طبيعية لا تستحق الاغتباط»، فما كان من الحريري الى أن عاجله بتغريدة: «ميقاتي لم يفهم حجمَ الرسالة التي حصلت في بعبدا تجاه رئاسة مجلس الوزراء، فليت النجيب من الإشارة يفهم. عجيب هذا الزمن ومؤسف. الله يعين!».

لكنّ الزمن نفسَه عاد ورسم مساراً مغايراً لعلاقة الرجلين. إنها السياسة وحسابات طرابلس والمصالح المتقاطعة و«الحاجة» المتبادَلة بعضاً الى بعض.

من ضمن سلسلة الاستشارات النيابية كشف الرئيس المكلّف في لقائه مع كتلة «الوسط المستقبل» عن معيارٍ سيعتمده خلال تأليف الحكومة مفاده «وزير لكل أربعة نواب»، وهو ما ينطبق على نائب طرابلس الذي يرأس كتلةً تضمّ النواب جان عبيد ونقولا نحاس وعلي درويش. لاحقاً وخلال مأدبة عشاء أقامها ميقاتي على شرف الحريري ورؤساء الحكومات السابقين في منزله تمّ تأكيدُ الاتّفاق على تقديم ميقاتي خمسة أسماء لشخصيات سنّية طرابلسية مرشّحة للتوزير ليختار الحريري أحدها. يومها لم تكن العقدةُ السنّية مطروحةً في الشكل الصدامي الذي هي عليه اليوم. بقي الاتّفاق قيد المجالس الضيقة الى حين إعلان ميقاتي خلال إجتماع في طرابلس قبل نحو ثلاثة أسابيع أنه أودع الحريري لائحة أسماء مرشحين للتوزير على أن يكون القرار النهائي للرئيس المكلّف إنسجاماً مع صلاحياته الدستورية. يقول ميقاتي لـ«الجمهورية»: «حصل كلامٌ بيني وبين الرئيس المكلّف خلال الاستشارات النيابية وقلتُ له إنّ كتلتي متنوّعة طائفياً، وقد صارحني بأنه ستكون هناك صعوبة في تمثيل كتلة «الوسط المستقل» بوزير مسيحي، ثم حصل تواصل في ما بيننا حول الأسماء السنّية، وتناقشنا بإيجابية في مسألة التعاون في الحكومة المقبلة».

وفيما يشدّد ميقاتي «على الثوابت الوطنية والدستور وإتفاق الطائف»، يؤكّد أنّ «الاستنسابية في إختيار الاسم تعود للرئيس المكلف من ضمن صلاحياته ومن منطلق ضرورة عدم وضع شروط وفرض إملاءات عليه أو تقييده بأيّ مطلب». ويضيف: «لا يجوز التعاملُ مع الرئيس المكلّف بمنطق المحاسبة. وله أن يؤلّف فريق عمله في الحكومة بالاتفاق مع رئيس الجمهورية الذي له دوره في التأكّد من أن يكون فريق العمل من أصحاب الكفاية ومشهوداً لأعضائه بالمناقبية، أما اليوم فنجد أنفسَنا أمام أطراف يريد كل منها تأليف حكومة وفق حساباته بحيث تحوّلت المسألة نوعاً من نظام «المقاطعجية» وهذا أمر مرفوض، فالحكومات لم تكن تؤلّف على هذا المنوال».

وهل طُويت صفحة المواجهة القاسية بينه وبين الحريري؟ يردّ ميقاتي: «نتصرف في السياسة على أساس أنها فنّ المتحرّك. فطالما الحريري يمسك بزمام الأمور ويطبّق الدستور وإتفاق الطائف ويصون مركزه في إعتبار رئاسة الحكومة هي نقطة التوازن نحن معه». ويضيف: «نحن لا نتصرّف على أساس «عنزة ولو طارت» فالموقف رهن بالأداء والتعاون». ويقول ميقاتي: «لا نحسد الرئيس المكلّف على موقفه، لكننا الى جانبه وداعمون له في إنجاح مهمته. فليست المسألة «قوم لأقعد محلّك»، بل الأساس العمل على نهوض البلد».

ويجزم ميقاتي «أنّ الإسم لم يُحسَم والمسألة لم تنتهِ بعد. وللحريري الحرية في اختيار الإسم والحقيبة ولديّ ثقة بخياره». وهل يقبل بمقعد «وزير دولة»؟ يجيب ميقاتي: «الأساس إنجاح الحكومة، أما اختيار الإسم أو الحقيبة فهذا منوط برئيس الحكومة المكلّف وفق صلاحيّاته». ويؤكد أنّ «الوزير الذي سيمثّل كتلة «الوسط المستقل» ستكون يده ممدودة للجميع، وسيكون معنيّاً بكل المشاريع الإصلاحية في الحكومة». وهل ستكون مرجعيّة «وزير ميقاتي» الحريري أم رئيس «تيار العزم»؟ يردّ ميقاتي: «سيلتقي وزيرُنا مع أيِّ وزير أو كتلة حيثما تطرح الملفات الوطنية نفسها بمعايير الشفافية والإصلاح، وهذا هو المعيار الأساس لمشاركته أو تصويته، مع إقتناعي أنّ الحريري سيكون واضحاً وشفافاً، خصوصاً في ملفات الفساد».

وفي السياق نفسه تنفي مصادر ميقاتي «وجود أيّ رابط بين الخلاف القائم اليوم حول توزير سنّي من كتلة «النواب السنّة المستقلين» وبين إتّفاق الحريري وميقاتي السابق، لافتةً الى «إحترام ميقاتي وتقديره أعضاء «اللقاء التشاوري»، وإذا كانوا يعتبرون أنّ لهم الحق في التمثّل داخل الحكومة فهذا أمر منفصل تماماً عن «حالة» الوزير السنّي الذي سيمثل ميقاتي في الحكومة». هكذا، وباكراً جداً، حجز ميقاتي وزيراً من ضمن «الحصة الرباعية» السنّية للرئيس المكلّف مضافاً اليها موقع رئاسة الحكومة والسنّي السادس المتفق عليه، ضمن منطق المبادلة، بين عون والحريري.

وقد إستبق الحريري بذلك «المعركة» على مقعد «الممانعة» السنّي محصّناً نفسه من أيّ تنازل موجع ضمن بيئته، خصوصاً أنّ «حزب الله» كان أبلغ الى الرئيس المكلّف منذ البداية مطلبه توزير أحد النواب الستة «المستقلّين».

عملياً، سيدخل الحريري الحكومة بثلاثة وزراء سنّة «خالصين» له، لم تعد هناك أيّ إمكانية للتفاوض على سحب أحد منهم لمصلحة الكتلة السداسية السنّية. تحفُّظ الحريري عن الكشف عن إسم الوزير المحسوب على ميقاتي ضمن فريقه، لا يقلّ عن تحفُّظه عن أسماء وزرائه الثلاثة، لكنّ المؤكّد أن لا تراجع عن هذه الخطوة طالما أنّ إعلانها كان من «بيت الوسط» ومن «منبر» الردّ المباشر على «تثبيت» الامين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله «حقّ» السنّة المعارضين بمقعد وزاري. هكذا ستتمثّل طرابلس بوزيرَين. الأوّل هو النائب السابق مصطفى علوش فيما تفيد معلومات أنّ «وزير ميقاتي» سيكون من التكنوقراط وأصحاب الاختصاص وقد سمّاه ميقاتي بالتوافق مع الرئيس المكلّف. وفي المقابل يعوّل قريبون من ميقاتي على «تحصّن وزير «الكتلة» بحضور سياسي وشعبي في طرابلس ومطّلع على حاجاتها ومشكلاتها بمقدار كبير ومدرك توازنات اللعبة السياسية والشمالية خصوصاً، وحاضر الى جانب رئيس الحكومة كإبن أكبر مدينة سنّية». وبحسب مواكبين للعلاقة بين الحريري وميقاتي فإنّ الرئيس المكلّف صاحب مصلحة أساسية في التعاطي مع رئيس «تيار العزم» حليفاً من خارج عباءة «المستقبل» خصوصاً أنّ الحريري يدرك أنّ الـ 21 الف صوت تفضيلي التي حصدها ميقاتي في دائرة الشمال الثانية يستحيل القفز فوقها، أو التعاطي مع «صاحبها» من منطلق الخصومة في بقعة يحتاج فيها تيار «المستقبل» الى «تنشيط» شعبيّته، إما من خلال «سَحب» قواعد موالية لخصومه كـ «حالة» أشرف ريفي أو إستمالة لاعبين كباراً على الساحة الطرابلسية كميقاتي. لكنّ أحداً لا يستطيع منذ الآن رسم مقاربة واضحة لمآل هذا التطوّر النوعي في العلاقة بين الطرفين طالما أنّ ميقاتي لا يزال مرشّحاً دائماً لرئاسة الحكومة.

 

ماذا إن تخلّى الرئيس عون عن الثلث المعطّل؟

عامر مشموشي/اللواء/15 تشرين الثاني 2018

تباينت التعليقات على المواقف التي أطلقها الرئيس المكلف سعد الحريري المكلف تشكيل الحكومة في رده أوّل من أمس على خطاب الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله العالي النبرة والسقف، فمنهم من اعتبر ان الرئيس الحريري ترك الباب مفتوحاً للوصول إلى تسوية مقبولة في شأن أزمة توزير أحد النواب السنّة الستة المعارضين له في حكومة الوحدة الوطنية المزعوم تأليفها من دون ان يُحدّد الأسباب التي استند إليها للوصول إلى مثل هذه النتيجة الإيجابية التي تنهي ستة أشهر من الأخذ والرد، وشد الحبال بين الأفرقاء حول توزيع الحصص أحياناً وحول المعايير التي يجب اعتمادها أحياناً ثانية، وحول تقاسم الحقائب السيادية والخدماتية أحياناً ثالثة. ومنهم من رأى ان ما أعلنه الرئيس المكلف يقطع الطريق على أية تسوية يفكر بها أي فريق من الأفرقاء والسياسيين، ويضع بالتالي أزمة الحكومة مرشحة للاستمرار مُـدّة طويلة، ذلك لان الحريري وان جاء رده هادئاً ومتزناً لكنه كان حاسماً وجازماً لجهة رفض توزير أحد النواب السنّة الستة طبعاً لما طالب به حزب الله، مهما طال أمد الأزمة الحكومية التي يتحمل الحزب مسؤولية تداعياتها السلبية على الاوضاع العامة في البلاد، لا سيما الاقتصادية منها التي تترنح وفق آخر تقرير لصندوق النقد الدولي، ووفق ما تراه كل الدول الحريصة على هذا البلد من فرنسا وروسيا، وحتى الولايات المتحدة الأميركية.

والوقائع كلها تدل على ان الرئيس المكلف كان حاسماً في رده على حزب الله، بحيث قطع الطريق على أية إمكانية للوصول إلى تسوية ترضي الحزب الذي لا يزال يربط مسألة الإفراج عن الحكومة بتوزير أحد النواب السنّة المعارضين لتيار «المستقبل» ولرئيسه.

وفي هذا الأمر، لم يترك الحريري نافذة واحدة، أو بريق ضوء واحد للقبول بالبحث في أية تسوية مع حزب الله منسجم مع ما يطالب به، وإنما العكس هو الصحيح، وهذا معناه ان لا اعتذار عن التأليف كما اشيع قبل المؤتمر الصحفي الذي عقده، ولا تراجع عن رفضه الاستجابة لمطالب حزب الله توزير أحد النواب السنّة، أو من يقبلون به خارج الاصطفاف الذي اصطنعه حزب الله بعد ان حلت كل العقد الأخرى التي أدّت إلى التأخير بضعة أشهر في ولادة حكومة الوحدة الوطنية التي يراهن رئيس الجمهورية عليها لتكون حكومته الاولى التي من خلالها يستطيع ان يحكم ويحقق طموحات عهده في عملية الإصلاح التي بنى عليها عقيدة التيار الوطني الحر قبل ان يستقيل من رئاسته، وان من شأن ذلك ان يسقط التعليق الثاني الذي يقول بأن الرئيس المكلف ترك الباب مفتوحاً امام تسوية محتملة يتولاها رئيس التيار الوطني الحر في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل والتي تقوم وفق ما سرّب عنها من معلومات حتى الساعة على قاعدة إرضاء حزب الله ولو بوزير من خارج النواب السنّة الستة يكون مقبولاً منهم، على ان يختاره رئيس الجمهورية من بين عدّة أسماء يعرضونها عليه.

وثمة فريق يراهن على ان يأتي الحل في حال رفض هذا الاقتراح من حصة رئيس الجمهورية، الأمر الذي يستبعده «التيار الوطني الحر» بشكل قاطع وحاسم لأنه في حال تنازل رئيس الجمهورية عن الوزير السنّي الذي هو من حصته، يكون قد تخلى عن الثلث الضامن في الحكومة العتيدة، وفقد بالتالي الأمل في ان تكون الحكومة العتيدة التي ستولد حكومة عهده الأولى. وبناء على هذه كله يتضح ان الأمور تسير في اتجاه مزيد من التأخير، بدلاً من ان تسير في اتجاه الحلحلة وصولاً إلى ولادة الحكومة العتيدة، وهناك رهان من داخل الأوساط السياسية على ان يأتي قريباً ردّ حاسم من حزب الله على المواقف التي اطلقها الرئيس الحريري يُعيد عقارب التأليف الحكومي إلى نقطة الصفر، الا إذا أعاد الحزب النظر في حساباته مراعاة للتفاهم الاستراتيجي بينه وبين رئيس الجمهورية، وعندها يصح القول بأن الحكومة ستبصر النور في وقت قريب وربما قبل حلول عيد الاستقلال. ومن يعش يرَ.

 

لبنان ساحة رئيسية للمواجهة

حنا صالح/الشرق الأوسط/15 تشرين الثاني/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/68931/%D8%AD%D9%86%D8%A7-%D8%B5%D8%A7%D9%84%D8%AD-%D9%8A%D9%82%D8%B1%D8%A7-%D9%81%D9%8A-%D8%AE%D8%B7%D8%A7%D8%A8-%D9%86%D8%B5%D8%B1%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D8%AA%D8%B9%D9%84%D8%A7/

تضمن خطاب زعيم «حزب الله» السبت، الماضي، كل مفردات لغة التحدي الفوقية.

أبلغ اللبنانيين، مراجع ومقامات وأفراداً، أنه الآمر الناهي وبين يديه القرار النهائي.

بنبرته الاستعلائية والإصبع المرفوع بوجه الجميع مزّق الدستور والقوانين وتجاوز كل المؤسسات، ووجه رسائل نارية بالاسم إلى بعض خصومه السياسيين، وبلغ الذروة في إعلان اعتزامه فرض شروطه بالتأكيد أنْ لا حكومة «حتى قيام الساعة» من دون تمثيل سُنة «8 آذار»، أي سُنة «حزب الله» وهو الأدرى بالمستوى التمثيلي لهؤلاء في بيئتهم، وبعضم أعضاء في كتلته أو كتل حلفائه، وكلهم كانوا على لوائح انتخابية أشرف على تركيبها وتمويلها وتنظيم معركتها.

لماذا كان السيد نصر الله مضطراً إلى ذاك الخطاب الناري؟ وما الهدف من استعراض فائض القوة كقوله: «شو انتو ما بتعرفوناش»... وتكرار تأكيده أنه مرجع القرار وقاعدته والبوصلة للبلد؟

فهل كان لبنان يا تُرى عشية إعلان حكومة متعارضة معه حتى يفوّت لبعض الوقت، الذي قد لا يكون قصيراً، فرصة ولادة حكومة في مرحلة تُعدُّ دقيقة جداً لجهة التعامل مع التطورات السياسية والتحديات الاقتصادية وخصوصاً النقدية؟

في الحكومة المستقيلة تمثّل «حزب الله» وفريقه بـ17 وزيراً من أصل 30، وفي الحكومة التي لم تبصر النور كانت حصته 18 وزيراً (وربما 19) يمثلون أكثرية نيابية من 74 نائباً من أصل 128. كان قد بشّر بها قائد فيلق القدس قاسم سليماني غداة انتخابات مايو (أيار).

هذا الأمر يطرح السؤال الملحّ وهو: لماذا يريد «حزب الله» تعطيل حكومة يملك أكثريتها ويملك قرارها؟ فضلاً عن أن تدخلاته المباشرة أو غير المباشرة، حجّمت حضور الآخرين ونوعية مشاركتهم والحقائب التي تُركت لهم، والأمر لم يقتصر على تمثيل فريقي جعجع وجنبلاط بل كذلك الرئيس المكلف، وكل ذلك من دون أن يعترض أحد، فضلاً عن النموذج الفاقع في إصراره على أن تكون وزارة الصحة من حصته المباشرة، رغم التحذيرات الدولية من أن هذه الخطوة ستحرم لبنان نحو 200 مليون دولار من المساعدات الأميركية والأوروبية!!

وفوق كل ذلك مطلوب من الرئيس سعد الحريري، عندما يسمح «الحزب»، أن يترأس حكومة تضم أكثرية خصومه السياسيين (؟!) ودون أي احترام للصلاحيات التي حددها الدستور للرئيس المكلف في عملية التأليف.

القناعة كبيرة في البلد أن أي حكومة يتم تأليفها وفق نهج المحاصصة والفساد السائد، وهو النهج المحمي بالدويلة والسلاح خارج الدولة، ليست الوصفة المثالية لإنقاذ لبنان.

وكل ما يجري من ممارسات، ويروّج له من طروحات، وأسماء ستحمل لقب صاحب المعالي، هي تأكيد للمؤكد وهو أن البلد استقر على حالٍ من انعدام الوزن.

وتبعاً لكل هذه المعطيات، من العبث البحث عن بوليصة تأمين البلد وأهله. لكنّ الحكومة أياً كانت ستكون مضطرة إلى أن تتخذ بعض الإجراءات لتأجيل الانهيار الكبير أو لإبعاد لبنان مؤقتاً عن شفير الهاوية المالية والاقتصادية... فهل يعتقد «حزب الله» أن الانهيار الذي حذرت منه جهات دولية ذات صدقية سيتوقف عند حدود مناطق هيمنته وحدود مصالح جماعته ومريديه، وأنه سيكون بمنأى عن التداعيات؟

ما يتم اليوم ما هو إلاّ نتيجة طبيعية للتسوية السياسية، وهي في جوهرها خطوة انقلابية متقدمة عن انقلاب الدوحة عام 2008، عندما حاز الفريق الممانع رسمياً حق الفيتو على البلد من خلال ما عُرف بالثلث المعطِّل في مجلس الوزراء.

وإذا كان صحيحاً أن التسوية أوصلت العماد عون مرشح «حزب الله» إلى الرئاسة، وقضت بعودة الرئيس الحريري إلى رئاسة الحكومة، فالثمن كان أكبر من أن يتحمله البلد، لأنه قضى بنسيان السلاح والزعم أنه لا يُستخدم في الداخل (...)

وكذلك تجاهل الأدوار التي يقوم بها «حزب الله» في سوريا واليمن وأبعد منهما، وبالتالي طي صفحة السيادة والاستقلال والدستور، أي التسليم بقرار البلد مقابل الاكتفاء بحصة من كعكة الحكم.

وعندما يعود أطراف التسوية للبصم على قانون «الحزب» للانتخابات الذي مسخ القانون النسبي وأبقى الأكثرية من خلال الصوت التفضيلي على قاعدة التأجيج المذهبي، نجح قائد «الممانعة» الذي يحمي كانتونه الانتخابي بالسلاح وبتسخير إمكانات السلطة لحسابه، في اختراق الوضع السُّني بإيصال أتباعه إلى البرلمان، واستخدام هذه الورقة في الوقت المناسب كما هو حاصل اليوم.

ما أراده «حزب الله» هو إظهار حجم سيطرته، ومعه سيطرة طهران على القرار اللبناني مع كل ما يحمله ذلك من إهانة للبلد وأبنائه، وليوجه رسالة إلى الأميركيين والغرب مفادها أنْ لا حكومة إلاّ بشروطه، وإذا لم تُشكل سيقع البلد في الفوضى والفراغ، والتداعيات لن تبقى محصورة.

وفي مسألة العقوبات على نظام إيران والحزب، على الخارج الملحّ على تأليف الحكومة لما هو مرتجى منها، أن يأخذ هذا الجديد بالاعتبار.

الجديد هو جعل لبنان ساحة رئيسية في خدمة الأجندة الإيرانية.

لكن في حقيقة الأمر لم ينجح الخطاب المسلح في تبديد القلق من العقوبات الآتية المفتوحة على كل الاحتمالات.

كذلك فإن استهداف كل الداخل اللبناني لم ينجح في التغطية على الآثار الكبيرة في الإقليم لأن رياح المنطقة لم تعد كلّية مواتية لأشرعة التوسع الفارسية، من التقدم الحثيث في الحديدة وصعدة ضد الزُّمَر الحوثية في اليمن، إلى تمسك كُثر من المسؤولين العراقيين بمصالح العراق أولاً، وانحسار نفوذ طهران في سوريا بوضع الحدود مع لبنان قيد المراقبة ومنع فتح أوتوستراد عبر العراق، وبذلك يصبح مفهوماً الهدف من هذا الاستقواء والوعيد بالانصياع أو نشر الخراب.

بمعزل عن رفض الحريري طروحات نصر الله الاستئثار بقرار البلد وجعله رهينة أجندة خارجية، فالحال وفق هذه السياسة يضع رئيس الحكومة في مواجهة خيارات صعبة، يأمل الكُثر ألاّ يكون الاعتذار من بينها لأنه كهدف ليس بعيداً عما يخطط له «حزب الله»، وورقة القوة الأساسية لدى الحريري وما يمثل التزام الدستور بتقديم تشكيلة حكومية في مواجهة الضغوط لكسره أو لفرض القبول عليه بما سبق ورفضه، وليتحمل رئيس الجمهورية الذي أقسم على الدستور المسؤولية.

كل تاريخ البلد مليء بالدروس لكنْ لا أحد يريد أن يتعلم.

كل القوى الخارجية جرّبت احتلال البلد وانتهت خارج حدوده، والطوائف التي جرّبت الاستئثار لم تحصد إلاّ الخيبة.

والضغوط لجعل لبنان ساحة لمواجهة العقوبات على طهران والالتفاف عليها أمر بالغ الخطورة، ارتباطاً بالوضع الخاص لـ«حزب الله» كطرف داخلي مدجج بالسلاح تحركه طهران. لكن ما يعرفه الجميع، وبالأخص الرئيسان عون والحريري، هو أن الخارج لم يعد مندهشاً ببلادنا «وكم أرزة عاجقة الكون»، وليس مستعداً لمتابعة تسديد فاتورة استقرار البلد الذي يتعرض لعملية خطف موصوفة.

لبنان أمام مفترق ولا ينبغي لأحد أن يعتقد أن محاولة استئثار «حزب الله» بالقرار، ومعه خطر الانهيار الاقتصادي النقدي الزاحف، تُقلق الأصدقاء التقليديين للبلد، ما دام مَن هم في موقع المسؤولية لا يبالون.

إنه زمن القرارات الكبيرة، واليوم وحده موقف البطريرك الراعي نبّه إلى مكمن الخطر، وهو أن «البلد لا يمكن أن يُحكم بذهنية الميليشيات».

 

بورتريه سياسي: غطّاس خوري

يوسف بزي/المدن/15 تشرين الثاني/18

هو النائب السابق، ويصحّ القول أيضاً أنه الطبيب "السابق"، طالما أنه يُعمِل مبضعه الجراحي في السياسة المريضة والمُنتهَكة، طوال الوقت، وعلى نحو أقل براعة مما اشتُهر به مع المرضى.

وإذا كان عموم الأطباء محبّين للأدب وشغوفين بالثقافة وعوالمها، فقد أظهر غطاس خوري، كوزير للثقافة قلّة اكتراث مخزية بشؤون وزارته ومشاغلها. كأن توليه هذه الحقيبة، التي يحسبها سياسيونا "قليلة الشأن"، إنقاص من شأنه ومطامحه. فكان إنجازه "الباهر" والأبرز فيها، إماتة جائزة الرواية اللبنانية. والحال أن ابتلاء وزارة الثقافة بوزير يتأفف من هكذا منصب، ربما هو أقل من الضرر الذي لحق بتوليه حقيبة "مستشارية" غير رسمية، هناك في "بيت الوسط". فإذا كان من المرعب مشاهدة مهندس يستخدم مطرقة في جراحة القلب مثلاً، فالكارثة المحتومة أن يتولى جرّاح شرايين ترميم بيت سياسي. وعلى هذا المنوال، يظن خوري أنه "مهندس" سياسات، لكنه يتصرف كهؤلاء أصحاب "الروب الأبيض"، الرداء الناصع، وقد تدلت السمّاعة الطبية على صدره، وضاق ذرعاً من أسئلة المريض وأهله، معتبراً أنهم "جهلة" مزعجون. هذا التعالي عن الإصغاء، بل هذه النرجسية الغضوبة، تكشف ما يسميه اللبنانيون "العنطزة"، أي التكبر الاستعراضي مقروناً بتلك الابتسامة الملتبسة.

الرجل الذي برز يوم انتدبه الرئيس الشهيد رفيق الحريري للمشاركة في اجتماعات البريستول، في مطلع عام 2005، إيذاناً بانضمام الحريري إلى "المعارضة الوطنية"، أظهره كنائب ماروني في مقدمة المشهد السياسي، المبهر آنذاك. لكن "شهرته" الأخرى الملتصقة كالدبق المزعج بالسيرة المشبوهة لـ"بيت الطبيب" (ولو على سبيل الشائعة)، جعلت صورته مشوشة، قليلة الجاذبية. وما زاد في "لا شعبيته"، إن صح التعبير، ميله الدائم للتململ، للسخط المفاجئ، ولانفجار صوته بلا تمهيد، وهو الذي لا تنقصه السلوكيات النرجسية. ورغم رقيّه العلمي وكثرة شهاداته الطبية، إلا أن نقصان اللمعان يكاد يكون من سماته الثابتة. فالرجل الذي يحمل ماجستير في الدبلوماسية واستراتيجية المفاوضات، قد لا يضاهي مثلاً ألق المغدور اغتيالاً محمد شطح في هذا المجال.

يمكن كنه طبعه السياسي، بأنه قوي أمام الضعيف وضعيف أمام القوي، فهو المتقلّد منصب الوزارة قد نراه مسرعاً لجلب كأس ماء لسعد الحريري وسط اجتماع أو جلسة استراحة. والترجمة الفعلية لهذا الطبع تبدّت مثلاً في تلك الجلسة الشهيرة عشية زيارة سعد الحريري المشؤومة إلى "قصر الشعب" ولقائه المريع ببشار الأسد. في تلك العشية العصيبة، والليلة المؤرقة، كان معظم الحاضرين يكظمون غيظهم مستهولين فداحة "الأمر السعودي"، إلا غطاس خوري الذي كان يردد همساً وببرودة تقشعر لها الأبدان: سعد ليس رفيق، والملك عبدالله ليس الملك فهد.

التكيف البراغماتي كـ"مستشار" مرادف عنده للانهزامية الدائمة، بل الاستسلام ما قبل الهزيمة. وعلى هذا النحو "غطّس" سعد الحريري في وحول التنازلات غير المبررة بأشدّ معاركه حساسية. في حين أن غروره الشخصي يدفعه إلى نسيان البراغماتية ومناطحة الواقع بعناد مثير للدهشة، على منوال معركته الدونكيشوتية في الانتخابات النيابية عام 2009، التي خاضها منفرداً نكاية بـ"الحلفاء" أولاً (الحزب التقدمي الاشتراكي وحزب القوات اللبنانية) ناهيكم عن منافسته لـ"الخصوم". وكانت النتيجة المخيبة مرة أخرى في انتخابات هذا العام.

عندما تجلجل ضحكته، يظهر كـ"سيد"، كأنه صاحب سلطة ذو أريحية مرحة، لكن رتابته وفقر قاموس تعابيره، تجعله هكذا بيروقراطياً فاقداً للجاذبية. حذره من الصحافيين، بل انقطاع الود معهم يوحي بخوف باطني مضنٍ، من انخراطه بحياة اجتماعية مفتوحة، ليس لأنه بارع مثلاً في كتم الأسرار، بل لأنه متشبع بأتيكيت الرداء الأبيض ووسواس النظافة. يجيد حقاً دوره كـ"ساعي البريد"، حامل الرسائل الكتوم، وإن كان هذا الدور لا يتطلب بالمرة أي مهارات استثنائية. لكن عندما يكون خارج وظيفته الاستشارية، وخارج مهمة حمل الرسائل، فأنه يفلت إلى حد يصعب كبح جماحه. مراسه يلامس اللؤم المحض كما حدث وأن قال "لا أعرف شخصاً اسمه فارس سعيد". خطورة غطاس خوري أن من يصغي إليه كثيراً يقامر بمصير بلد.

 

كلمة الدكتور عبد الحميد الأحدب في افتتاح ملتقى تحكيم اتحاد المصارف

15 تشرين الثاني/18

أيها السادة، الثقافة هي الحل لكل المشاكل لأنها النور والفكر الذي يدل على الطريق.

إنّ الثقافة بمعناها الأكاديمي الكبير هي طريقة حياة وموقف جديد من العالم. لا يستحق كلمة مثقف من يكتفي بالفرجة على نهر الحياة دون ان يموت بللاً او يموت غرقاً... هكذا المحكم لا يكتفي بالفرجة على نهر الحياة بل يقاتل من اجل العدالة. وهكذا المصرفي لا يكتفي بالفرجة على نهر الحياة بل يقاتل من اجل ان تكون المصارف في خدمة رفاهية ورخاء بلده. نحن اليوم في مؤتمر التحكيم المصرفي لأن مآذن المصارف تعانقنا وللمآذن كالأشجار أرواح وللياسمين حقوق في مصارفنا.. فلا ننسى ان عطر المال والحلال فوّاح وليس هناك مال حلال بلا عدالة. لهذا سنسعى ونحاول ان نشقّ لعدالة التحكيم المصرفي طريقاً عريضاً لتكون العدالة مرفرفة على مآذن المصارف.

ايّها السادة،  التحكيم ليس كلمة بل هو عالم كبير.. وفيه المحكمون وعلى قدر ما يساوي المحكم يسوى التحكيم. إنّ المحكم الكبير هو الذي تنخر عظامه جرثومة الشجاعة والعدل والمحكم الصغير هو الذي يبلع قبل نومه برشانة الفساد والرشوة. لهذا نريد تحكيم المصارف صرحاً عظيماً للتحكيم المصرفي الذي ترفرف على مآذنه الشجاعة والعدل والانصاف ليكون التحكيم هو الحرب ضد القبح والفساد والجهل والكسل والقذارة والمال الحرام.

نريد انتصار الضوء على العتمة. لهذا ينعقد هذا المؤتمر! تمر القطارات من قربنا.. تمر الحضارات من فوقنا.. تمر الزلازل من تحتنا، أفلا يجب ان نتأمل ونتعلم ونتذكر شيئاً؟ بلى جئنا الى هذا المؤتمر العظيم لنتعلّم ونتأمل ونتذكّر، وجئنا لنؤكد أن الوطن ليس أداة حربية ولا قطيع طاعة لمستبد.. بل هو مسرح بشري كبير يضحك الناس فيه ويبكون ويضجون ويتشاجرون ويعشقون ويمارسون الجنس ويسكرون ويصلون ويؤمنون ويكفرون وينتصرون وينهزمون وقبل كل شيء ترفرف عليه راية العدالة والحق.

أيّها السادة،  إنني أقف امامكم لأنني آمنت كل حياتي المهنية ان التحكيم هو من أعمال العبادة له طقوسه ومراسيمه وطهارته.

التحكيم أصبح وسيلة بديلة عن العنف لحسم المنازعات، وإذ نقول ان التحكيم الدولي فيه حوار الثقافات القانونية والحضارات، ماذا نقول عن البلاد العربية والتحكيم؟

 فالتحكيم في البلاد العربية تطور كثيراً، وفي خمسين سنة يمكن القول انه تطور اكثر من خمسماية سنة... فالتحكيم اكتسب ثقة العالم العربي بعد ان هزت الزلازل هذه الثقة في الماضي ايام حكم تحكيم قطر وابو ظبي والارامكو في السعودية.

في الخمسينيات أصدر المحكم الانكليزي في تحكيم ابو ظبي اللورد Asquith حكماً تحكيمياً يقول فيه أنه ليس في أبو ظبي قانون وطبّق القانون الإنكليزي.

وقد تكرر الأمر نفسه في ما خص تحكيماً عائداً لإمارة قطر، حيث ذهب الحكم Buck Nill الى نفس التأكيد. وتكرر الامر بشكل آخر في تحكيم السعودية والأرامكو واعتبر المحكمون ان قانون السعودية غير كاف فطبّقوا القانون الأوروبي.

من كان يتصور ان التحكيم في العالم العربي الذي كان مصنفاً انه معادي للعرب، تحول ليصبح، ليس وسيلة مقبولة ومشروعة لحسم المنازعات التجارية، بل ليصبح وسيلة بديلة عن الحروب والعنف لحسم المنازعات السياسية.

ويأتي نزاع "طابا" بين مصر واسرائيل في مقدمة التحكيمات التي كرست التحكيم كوسيلة بديلة عن الحرب والعنف لحسم المنازعات غير التجارية. ثم النزاع بين حكومة السودان والحركة الشعبية لتحرير السودان.

واخيراً في 15/6/2010 أيام حكم القذافي احيل النزاع غير التجاري بين ليبيا وسويسرا الى التحكيم وهو النزاع المتعلق بتوقيف ابن الزعيم الليبي هنيبعل القذافي وزوجته في سويسرا ثم الافراج عنهما والقبض على سويسريين في ليبيا وما نجم عن ذلك من مضاعفات سياسية بين البلدين!

يضاف الى ذلك تحكيم البريمي بين السعودية وانكلترا في الخمسينيات ثم تحكيم جزر حنيش بين اليمن واريتريا الى ... الى ... الى ما يثبت ان التحكيم في البلاد العربية صار بالفعل وسيلة بديلة عن العنف والحرب لحسم المنازعات حتى السياسية.

وهذا دليل ثقة كبيرة بالتحكيم في العالم العربي.

والذي يؤكد ذلك ان العالم العربي في الثلاثين سنة الأخرى غيّر كل قوانينه التحكيمية وذهب الى نظام قانوني عصري للتحكيم مستوحى من القوانين الفرنسية والإنكليزية والإسلامية ودخلت الأمم المتحدة بقانون نموذجي للتحكيم وضعته اليونسترال وانضمت كل الدول العربية الى اتفاقية نيويورك لتنفيذ الأحكام الدولية والآن جاء دور تحكيم المصارف. ومؤتمرنا هو الخطوة الأولى على هذا الطريق. وهذا كله يدل على ان التحكيم في البلاد العربية خطا خطوات جبارة في السنوات الأخيرة. ولعل مكانة التحكيم الراسخة في البلاد العربية تستمد شرعيتها من الاسلام الذي اعترف بشرعية التحكيم اذ ورد ذكره في القرآن واعتمد هذه القاعدة التي تقول: "ان الله يأمركم ان تؤدوا الأمانات الى اهلها وإذا حكمتم بين الناس ان تحكموا بالعدل". ان التحكيم صار بالفعل ملتقى لحوار الثقافات والحضارات، وأكبر دليل هو التقرير الذي وضعته في باريس نخبة من القضاة واساتذة الجامعات والحقوقيين الفرنسيين وهو تقرير وضع ليسهل استضافة باريس للتحكيمات التي تطبق الشريعة الاسلامية. والتقرير حلقة علم وفهم وانفتاح وصدق ومتابعة للمسيرة الطويلة في التوفيق بين الشريعة الاسلامية والقانون المدني الفرنسي وقد ارست قواعد واسس التوافق بين الشريعة الاسلامية والقانون الفرنسي. لعل خير ما نختم به هو القول أنّه بقي أمامنا التحدي الكبير "تحكيم المصارف"... لهذا نجتمع اليوم لينطلق القطار سريعاً.

 

نصرالله تجاوز «الخطوط الحمر» وسنته صم بكم عمي

 يوسف حسين/جنوبية/15 تشرين الثاني/18

ما زال لخطاب الأمين العام لحزب الله " حسن نصرالله" تداعياته السلبية التي لم توفر أي مكون "سياسي" او "ديني" إلا واستهدفته، من "أنتينات" جنبلاط و "عقدة" جعجع مروراً باتهام الرئيس سعد الحريري بـ "احتكار قرار الطائفة السنية" وصولاً الى التعرض للمقامات الدينية "السنية" و"المسيحية". نصرالله الذي تعرض لمفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان دون أن يسميه صراحة، لم يوفر “بكركي” والبطريرك “مار بشارة بطرس الراعي في خطابه الأخير، وقد انتقد مواقف دريان والراعي الداعمة للحريري وللمؤسسات الدستورية ولاتفاق الطائف بغضب مسهب، وكأن به يقول “أنا ولي فقيه الطوائف، وولي أمرها، ولي وحدي قرارها”. تأتي اليوم زيارة رئيس “التيار الوطني الحر” الوزير “جبران باسيل” إلى دار الفتوى ضمن إطار أزمة “العقدة االسنية” التي افتعلها حزب الله الذي لم يترك مناسبة لتوسيع فجوة الأزمة تمر من دون أن يستغلها.

لافتة هي تصريحات باسيل الداعمة لمفتي الجمهورية من دار الفتوى اليوم والتي تأتي بعد العرض الخطابي التهديدي الاستكباري الذي اتحف به نصرالله اللبنانيين يوم السبت الماضي. باسيل شدد على دور دريان الوطني، قائلاً: “إذا كان الحريري “أب السنة” السياسي فالمفتي دريان هو “أب السنة” الروحي”. وكان نصرالله زعم في خطابه أن الرئيس الحريري يعتمد على دار الفتوى ورجال الدين لإصدار البيانات الداعمة له، وهاجم المفتي دريان والبطريرك الراعي دون أن يسميهما عندما قال: “اسمعوا يا لبنانيين والسادة الكبار رؤساء، ووزراء، وبطاركة، ومشايخ، مفتين ومطارنة، الكل يسمع، روحوا اعملوا يلي بدكم ياه، الحزب مع حلفائه ولا حكومة من دونهم”.

مصادر متابعة كشفت لـ “جنوبية” عن انزعاج كبير في دار الفتوى من كلام “نصرالله”، مشيرة إلى أن “نصرالله تجاوز “الخطوط الحمر” عندما تعرض للمقامات الدينية، ليس السنية فقط، إنما المسيحية أيضاً”، سائلة: ” كيف يرضى السنة الستة باعتداء نصرالله على مقامي دار الفتوى ومفتي الجمهورية؟ وهل أطماعهم وتبعيتهم العمياء للحزب وإيران ونظام بشار الأسد جعلهم من “الصم البكم العمي”؟. ورأت هذه المصادر أن “نصرالله الذي اتحفنا بحرصه على التمثيل السني يحتكر “القرار الشيعي” ويهدده بسطوة سلاحه”، وذكًرت بـ ” محاولات منع حزب الله ترشح الشيعة المعارضين له في الانتخابات النيابية في مناطق نفوذه البقاعية والجنوبية، والتي وصلت إلى حد الاعتداء بالضرب وتلفيق التهم ضدهم وتوقيفهم”. دار الفتوى التي أكدت مراراً وتكراراً على دعم الرئيس سعد الحريري وتأييد مساعيه في تأليف الحكومة، حذرت من المس بمقام وصلاحيات رئاسة الحكومة الـ “مقدسة” بالطائف والدستور، أكدت أنها لن ترضى بأن يكون تشكيل الحكومة “شماعة” لكسر الطاائفة السنية عبرها، ولا لكسر “بي السنة” الرئيس سعد الحريري الذي وحده فقط يمكنه ان يجمع “السنة” في لبنان، وكأن دريان يقول: “المس بالقرار السني خط أحمر اليوم وغداً، وبعد ألف سنة، وحتى قيام الساعة”.

فمفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان حرص في بيان دار الفتوى بعد لقائه النواب الستة على إيصال رسالة لحزب الله أنه لن يعترف بوجود كيان سني اسمه “المستقلون”، ولن يعطي أي غطاء ديني وشرعي لمطالبهم “غير المحقة”، وتبين ذلك جلياً عندما أشار في البيان الى أن ” دريان استقبل في دار الفتوى وفداً من النواب، ضم: عبد الرحيم مراد، وقاسم هاشم، وعدنان طرابلسي، والوليد سكرية” ضارباً ما يعرف بالـ “اللقاء التشاوري” عرض الحائط. اذن المفتي دريان لا يعترف بكتلة سنية مستقلة، ولن يعطي شرعية لتمثيلهم، فلا سطوة سلاح حزب الله ولا نبرة نصرالله العالية ستؤثر على موقف دار الفتوى، وهذا الموقف يقابله موقف الحريري أمس والذي أعلن بأنه “أب السنة ويعلم أين مصلحتهم ولن يدفع فاتورة القانون الانتخابي سنياً مرتين”، ويرى متابعون أن الحريري أحرج نصرالله بذكاء عندما أعلن عن تمثيل سني بالاتفاق مع الرئيس نجيب ميقاتي من خارج فلك تيار المستقبل، ليطلق رسالة إلى نصر الله يقول فحواها “انا لا أحتكر القرار السني فلا تتدخل”. يبدو أن ثمة قراراً سنياً مدعوماً من المرجعية النسية الأعلى “دار الفتوى” يقضي التخلي عن “الصبي” هذه المرة، وخصوصاً بعدما قال الحريري أمس أنه لم يعد قادراً على إقناع نفسه بنظرية “بي الصبي وأمه”، مطالباً الحزب بأن يتحمل مسؤولياته الوطنية وأن يتبنى ” الصبي” ولو لمرة واحدة. ختاماً، بات على نصرالله الاقتناع بأن من لا يسمح أصلاً بمنح أي فرصة للشيعة المعارضين بأن يتمثلوا أو يعبّروا عن آرائهم، ومن يقوم بالاعتداء عليهم ضرباً وقتلاً سواءً أمام السفارة الايرانية أو بقاعاً وجنوباً، ومن ينعتهم بـ ” شيعة السفارة” ويتهمهم بالـ”العمالة” لإسرائيل ويصل إلى حد “تكفيرهم” ووجوب قتلهم، لا يحق له أن يفتح “فمه” ويدعي أنه الـ”ملاك” الذي سيؤمن تمثيل الآٍخر في أي طائفة أخرى ونقطة عالسطر.

 

فرضية غارات أميركية على لبنان

سامي خليفة/المدن/15 تشرين الثاني/18

يشكّل الحديث عن الحرب الوشيكة، بين حزب الله وإسرائيل، الشغل الشاغل للعديد من المحلّلين، اللبنانيين والعالميين. وبينما يذهب البعض للقول أن الحرب حتميّة، يبدو أن هذا التحليل ليس واقعياً، أقلّه في المستقبل القريب. تشكّك مجلّة "ناشيونال انترست" الأميركية بقدرة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على فتح جبهة مع الحزب حالياً، فالجيش الإسرائيلي غير مهيّأ لحرب واسعة مع لبنان.

الفشل الذريع

ومن مفارقات حرب تموز 2006، أن أفضل مقاتلي حزب الله، وأكثرهم مهارة، لم يروا أي تحرّك إسرائيلي على طول نهر الليطاني، في حين أن الغالبيّة العظمى من مقاتلي الحزب الذين دافعوا عن القرى الجنوبية، كانوا يتوقّعون أن يكون الهجوم الإسرائيلي أعمق بكثير وأن يصل بسرعة أكبر. لقد كان هذا فشلاً كبيراً ومن الممكن أن يتكرّر اليوم. قد تستمرّ إسرائيل وحلفاء إيران في المنطقة، وفق المجلّة، في تبادل الرسائل العسكرية، لكن الأعضاء الأكثر حنكة من قادة الجيش الإسرائيلي، يدركون تماماً العواقب الحقيقيّة لوضع القوّات الإسرائيلية في مواجهة أعداء قساة، ومحصّنين، مثل حزب الله. من المستبعد أن تكون هناك حرب تستدعي كامل القوة العسكرية لإسرائيل، بما في ذلك قوّاتها البرّية غير المستعدّة، وكل ما يصرّح به نتنياهو من تهديدات بالحرب ليس إلا مجرّد كلام للترهيب. لا تشكّك المجلّة الأميركية بقدرة إسرائيل الحقيقيّة على إلحاق دمار واسع النطاق. فالسيادة الجوّية والبحرية الإسرائيلية على منافسيها شبه مطلقة. ولكن كل هذا لن ينفع، حتى يعالج المخططون العسكريون الإسرائيليون الفجوة الهائلة في إستعدادهم. وحتى ذلك الحين، سيكون على نتنياهو إما أن يزعج واشنطن لدفعها إلى الحرب أو شنّ غارات قصف مكثّفة داخل الأراضي السورية واللبنانية.

الإقتصاد الإسرائيلي

تتخيّل صحيفة هآرتس سيناريو أي حرب مع حزب الله، خصوصاً بعد إعلان الجيش الإسرائيلي، في اليوم الأول من عدوانه الأخير على غزة، بأنه اعترض مئة من 370 قذيفة أو صاروخ، مع فشل منظومة القبّة الحديدية في حماية المنازل من التعرّض للقصف. وتطرح علامة إستفهام عن ما سيحصل في حال اشتبكت الدولة العبريّة مع منظمة، تمتلك تسعة أضعاف عدد الصواريخ الذي كانت تمتلكه في حرب تموز 2006. الافتراض القائل بأن إسرائيل والاقتصاد سينهضان بسرعة، من حرب الصواريخ المقبلة مع الحزب، حسب ما تشير هآرتس، هو أمر خطير. فمن المنطقي أن تتوقف في هذه الحرب الأعمال التجارية، وأن تتدمّر صناعة السياحة، ويبدأ المستثمرون في أخذ الوضع الأمني بالاعتبار والتردد، إضافة إلى إرتفاع كلفة إعادة الإعمار، وتوقّف الرحلات الدوليّة. وتشير هآرتس إلى حرب أخرى تدور اليوم بين وزارة الماليّة الإسرائيلية والخبراء الاقتصاديين في البلاد، بعد ارتفاع عجز الموازنة، إذ تبدو الأمور بالنسبة إلى الخبراء مثيرةً للقلق. إذ اتّخذت الحكومة الإسرائيلية إلتزامات إنفاق طويلة الأجل، ويريد نتنياهو زيادة ميزانية الدفاع. وهذا ما يعني أن حقبة مكاسب الإيرادات الضريبية قد انتهت. بعد خمس عشرة سنة من النموّ، من دون توقف تقريباً، لم يعد وقت الاقتصاد في صالح إسرائيل، كما تحلّل هآرتس، حيث تتزايد احتمالات حدوث انكماش اقتصادي. وتخلص الصحيفة إلى القول، أن إسرائيل تسير في هذه الفترة من عدم اليقين، بموقف مالي إشكالي وتهديد أمني متزايد، وهذا ما يقلّص من احتمالات الحرب.

لا حرب

يعكس تحليل "ناشيونال انترست" وهآرتس الصورة السائدة حالياً لدى معظم القيادة الإسرائيلية. ورغم قيام مؤسسة الدفاع الإسرائيلية بمناورات عسكريّة عديدة، والتحضير لمناورات جديدة، فإن هذه التمارين تصبّ في خانة البقاء في جهوزية عالية، واللعب على وتر الحرب النفسية.

تنظر إسرائيل إلى لبنان على أنه دولة مهترئة ينخرها الفساد. فلا حاجة لخوض صراع مفتوح وتكبّد خسائر جسيمة مع دولة مهددة بالانهيار، ولا تحرك فيها الطبقة السياسيّة ساكناً. ومع ذلك تبقى فرضية الضربات الجوّية، سواء كانت إسرائيلية أم أميركية، على لبنان واردة في حال تصاعد التوتّر.

 

المصالحة في بكركي والحريق في البترون!

منير الربيع/المدن/15 تشرين الثاني/18

في تحقيق كان يجريه ضباط الإنتداب الفرنسي، مع بعض أعيان بشرّي، حول إضرام حريق مفتعل في مدينة إهدن، يتوجه الضابط الفرنسي إلى أحد أبناء بشّري بالسؤال إذا ما كان يعرف شيئاً عن المسبب بحريق إهدن. فجيبه البشرّاني على طريقته: "إهدن احترقت؟ الله يبشّرك بالخير". هذه الرواية التي يجري تناقلها على بعض ألسنة أهالي تلك المنطقة، تعبّر عن مدى الخلاف التاريخي بين المدينتين. الخلاف بينهما قديم على زعامة الموارنة، وأحد أبرز تجلياته في النزاع التاريخي، بين "المقدّمين" وهم حكّام الجبة وبشرّي، وأعيان إهدن قلب زغرتا، على من يتزعّم الشمال، وأي من المدينتين يفترض أن تكون عاصمة الموارنة.

وراثة الضغينة

انتزع "مقدّمو" بشري الوهج السياسي من إهدن. وهم عملوا على إيواء ثمانية بطاركة موارنة في زمن المماليك والعثمانيين، ما جعل بشّري حصن الموارنة ومعقل رموزهم. وهذا دليل على حظوة أهالي بشرّي في قلوب البطاركة والموارنة، الذين وجدوا في المدينة حماية لهم وملجأ لرجال الكنيسة. في تلك الفترة كانت إهدن، مغيّبة، إلى أن جاء قبلان بيك فرنجية، أواخر أيام السلطنة العثمانية، وأوائل أيام الإنتداب الفرنسي، فارضاً قوته وسطوته في استعادة الزخم السياسي لإهدن من البشراويين. استند فرنجية إلى علاقاته وقوته الميدانية، وقد حصل على لقب البكاوية، إستناداً إلى عزمه وشكيمته وسعة صلاته، فبدأت اهدن تستعيد وهجها ونفوذها على حساب أهالي بشّري. تاريخ الخلافات والتنافس بين المدينتين، يسبق مجزرة إهدن التي حصلت في العام 1978. وفي البعد السوسيولوجي، كانت المجزرة نتاج تاريخ من الصراعات، التي ورثها سمير جعجع البشراوي وسليمان فرنجية الزغرتاوي الإهدني. مع الإشارة إلى أن جعجع يومها لم يكن صاحب القرار، ولم يبلغ قصر طوني فرنجية حيث وقعت المجزرة، بل أُصيب على الطريق، ولم يصل إلى هناك. مع ذلك، ورث وزر تلك المجزرة في البعد السياسي، فيما كانت الكتائب هي صاحبة القرار حينذاك. ويروي جعجع في كتاب غسّان شربل "أين كنت في الحرب" عن مجزرة إهدن، بأن القرار لم يكن يهدف إلى القضاء على فرنجية وعائلته، بل تم تأجيل موعد الهجوم، كردّ على اغتيال المردة لمسؤول الكتائب الشمالي جود البايع، من عطلة نهاية الأسبوع إلى يوم الإثنين، بحيث يكون فرنجية وعائلته قد غادروا المنزل إلى زغرتا، لكنهم فوجئواً بوجودهم صباح الإثنين، وحصل ما حصل.

بمواجهة جموح باسيل

قبل المجرزة، كانت المدينتان في خندق واحد، حاربتا سوياً مع اندلاع الحرب الأهلية في العام 1975، بوجه طرابلس. لكن الخلافات تجددت وفقاً لحسابات وولاءات سياسية وحزبية متبدلة. فعاد وتجدد الشرخ على نحو دموي. اليوم، توّج سمير جعجع وسليمان فرنجية، حقبة جديدة من العلاقات، بطيّ صفحة الماضي. رعت البطريركية المارونية هذه المصالحة، التي ستؤسس للكثير مستقبلاً، وإن ليس على الصعيد السياسي. طوى اللقاء صفحة سوداء بين الطرفين عمرها أكثر من 40 سنة. في البعد الإجتماعي، سترخي المصالحة بظلال الهدوء والراحة على أهالي المنطقتين المسيحيتين، اللتين تعتبران رمز صمود الموارنة، (إهدن وبشّري). صحيح أن الأبعاد السياسية للقاء كانت قد استهلكت قبل فترة، خصوصاً أن ما عجّل في جمع الطرفين، هو ما يعتبرانه طعنة تعرّضا لها من جبران باسيل، وشعورهما بضرورة مواجهة طموحه الجموح نحو الرئاسة. لكنها بالتأكيد ستؤسس لتنسيق مستقبلي بينهما، ليس بالضرورة أن يترجم باتفاق سياسي. تختلف مصالحة بكركي اليوم، عن مصالحة معراب بين التيار الوطني الحرّ والقوات اللبنانية. البيئة الإجتماعية للشخصيتين ، حسب القيمين على المصالحة، بالغة التمسك الوجداني بالأعراف والتقاليد، وإعلائها لمعنى الإلتزام برمزيات لا بد من احترامها بين أبناء هذه المناطق، وبخاصة بالنسبة إلى شخصيتي جعجع وفرنجية معاً اللذين يعرفان معنى "المصافحة". وبالتالي، يمكن لمصالحتهما أن تطول، ولا يجوز الرهان على فشلها سريعاً. هذا على عكس ما فعله الوزير جبران باسيل بالإنقلاب على تفاهم معراب، وسعيه الدؤوب لاستغلال أي ثغرة سياسية للتنصّل من هذا الإتفاق. في تلك المناطق الشمالية، يقولون إن مربط الرجل كلمته وموقفه، وإن لم تشمل المصالحة أي برنامج سياسي، أو وضع عناوين سياسية وتحالفية، إلا أنها حققت غايتها، في طي صفحة العدواة والخصومة. مع حفاظ كل طرف على ثوابته وحلفائه. لكنها أيضاً مؤشر على أن كل الإحتمالات أصبحت مفتوحة في التنسيق بين الطرفين.

 الرئاسة والوهج

للقاء أبعاد رئاسية. الرجلان يمهّدان لانتخابات رئاسة الجمهورية المقبلة. طموح جعجع معروف، وطموح  فرنجية دائم. قد تكون حظوظ فرنجية مرتفعة أكثر من حظوظ جعجع للوصول إلى الرئاسة. ولذا، يريد فرنجية طمأنة جعجع بتحسين العلاقة معه (تطبيع "ديموقراطي")، وأنه ليس من طينة الذين ينقلبون على التفاهمات، وليس من الذين يزجّون المعارضين في السجون. وغايته، تعزيز وضعيته المسيحية بمواجهة التيار الوطني الحرّ برئاسة إبن بلدة البترون جبران باسيل. صحيح أن اللقاء كان يتم العمل على تحديده وإنجازه منذ زمن، إلا أن بعض المعترضين، أو الممتعضين من اللقاء، يعتبرون أن توقيت اللقاء لم يكن من فراغ. فجعجع كان صاحب الوهج السياسي طوال الفترة الماضية، وكان اللقاء من المفترض أن يرخي بظلاله على عملية تشكيل الحكومة، إلى أن سحب عون الوهج من جعجع بعد موقفه الرافض لتوزير سنة 8 آذار، وسرعان ما خطف نصر الله الوهج في خطابه. وما هي أيام معدودة، حتى انتقل هذا الوهج إلى الحريري.. الذي أعلن أن ما بينه وبين باسيل يُفضّل أن يبقى مكتوماً. هي إشارة لم تغب عن ذهن ومداولات الحاضرين في بكركي، حول ما يخفى من توافقات بين باسيل والحريري (قد تشمل رئاسة الجمهورية)، ليأتي لقاء المصالحة بين الزعيمين اللدودين جعجع - فرنجية كردّ على تلك الثنائية، بثنائية مسيحية، ستفرض وقائع جديدة، وربما حريقاً سياسياً مفتعلاً في البترون هذه المرة.

 

لبنان: القوة الماكرة والدولة المغدورة

وجيه قانصو/المدن/15 تشرين الثاني/18

عندما سيطر الأمير البويهي أحمد معز الدولة على بغداد في النصف الأول من القرن الرابع الهجري، استشار أصحابه بقتل الخليفة، فأشاروا إليه بأن قتله سيؤلب أكثر السكان ضده، وأن بإمكانه التصرف بما يحلو لهم في مقدرات الدولة وشؤونها،  مع إبقاء الخليفة حياً في الواجهة لضمان هدوء الناس، لأن الخلافة باتت رمزاً دينياً وسلطة سياسية شرعية رضخ لها الناس لأجيال متعاقبة. منذ تلك الفترة، نشأت سلطتان متوازيتان: سلطة قهر وغلبة يكون أساس نفوذها قوة السيف، تكون صاحبة اليد العليا والقول النهائي في تدبير الأمور، وهي سلطة سميت بالسلطانية.   وسلطة ثانية هي سلطة الخلافة باتت ذات شرعية في أعين الناس لرمزيتها الدينية وامتدادها التاريخي، لكنها سلطة صورية لا تملك أن تقرر أمراً واحداً بنحو مستقل. وهي ثنائية استمرت بعد نهاية البويهيين ومجيء السلاجقة في أواسط القرن الخامس الهجري واستمرت في زمن المماليك. فكان هنالك خليفة وسلطان، الأول رمزي يوفر استقراراً اجتماعياً من دون أن يقدر على منع أو تغيير أو إصلاح أي شيء،  والثاني سلطة الأمر الواقع، أي سلطة السيف صاحبة السيادة والقادرة على إمضاء أو منع أو تغيير أمر من الأمور. وهو واقع استمر حتى مجيء العثمانيين، الذين أعادوا توحيد السلطان والخليفة، وأصبح السلطان العثماني هو الخليفة بعد تسويغ ديني يجيز أن يكون الخليفة من خارج البيت الهاشمي.

ثنائية الخليفة والسلطان، تعني في ما تعنيه  انفصال القدرة عن الشرعية، أي انفصال السيادة عن الدولة، وبقاء الدولة التي يخضع لها أكثر المجتمع في حالة عجز وشلل تامين بحكم فقدانها آليات تنفيذ قراراتها، ويجعلها تفقد أهم خاصيتها كدولة: وهي إعلان القانون Declaring Law وفرضه Law Enforcement. وتعني أيضاً استقلال القوة الضاربة عن الدولة، وامتلاكها اليد العليا، فتصبح صاحبة القول الفصل والنهائي، وتكون الدولة تحت تصرفها وفي خدمتها.

امتداد ثنائية الخليفة والسلطان الزمني في التاريخ الإسلامي بما يزيد على أربعة قرون، أي حتى نهاية حكمي السلاجقة والمماليك،  حول هذه الثنائية في الوعي العام من واقع مفروض إلى أمر طبيعي، أي سمة طبيعية من سمات الحكم السياسي. ودفع الفقهاء، أمثال الماوردي، إلى التعامل مع هذه الثنائية بصفتها أمراً واقعاً لا يمكن الفكاك منه إلا بمعجزة ربانية. فراج على لسان الفقهاء حينها مقولة سلطة المتغلب، أي سلطة من يملك بالسيف من دون حاجة إلى شرعية مجتمعية (بيعة) أو شرعية دينية (تحقيق مقاصد الدين) ، بل يكفيه إثبات قدرته على قهر أية إرادة وإبادة أية قوة منافسة، ولا ينهي هذه السلطة إلا قوة بطش جديدة تتفوق عليها.

هذا الواقع ترك أثره على مفهوم الدولة نفسها في المجال الإسلامي، حيث لم تعد تاريخياً صيرورة متصلة لانتظام المجتمع وتلبية ضروراته، بقدر ما هي، وفق ابن خلدون، مسار متعاقب لحكم عصبيات (قبلية أو تحالف قبائل) متصارعة، يبدأ صعود أحدها بظهور بداوة فتية في قسوتها وخشونتها، وتنتهي بالتلهي في البذخ والملذات بانتظار بداوة فتية جديدة تقضي عليها.  ما جعل الدولة عبارة عن حكم شخص أو عائلة لا حكم مؤسسة تنمو وتتطور، وجعل أساس مشروعية سلطتها مظاهر بطشها وقدرتها على التدمير وهول الرعب الذي تنشره. بالتالي صار تاريخ الحكم السياسي في الإسلام عبارة عن تعاقب دول تبدأ إحداها يزوال ما قبلها بالكامل، لا عبارة عن تعاقب سلطات داخل دولة واحدة. معيارية الشوكة في تكوين الدولة، حال دون تشكل الدولة، في الواقع والمفهوم والوعي، على أسس مدنية. أي حال دون قيامها بطرق سلمية، وتمارس حكمها لخدمة الخير العام،  وتضمن استمراريتها برضى الناس وقبولهم.

ترجمت ثنائية الخليفة والسلطان في زماننا، بوجود سلطتين: أحداهما ظاهرة فاقدة القدرة الفعلية، تتمثل في مؤسسات الدولة التي تُسيِّر شؤون الناس وتنظم انتخاباتهم وتحدد ممثليهم.  وسلطة منفصلة تقف وراء المشهد الظاهر، يكون أساس شرعيتها براعتها البوليسية، وملء السجون، وقدرتها الفورية على ممارسة القسوة بأقصى صورها الممكنة. مع حرص هذه السلطة أن تُؤكد عدم تقيدها وتأثرها بقانون أو قاعدة أخلاقية أو وجع بشري، لتزرع في أذهان الناس أنها قوة سيدة كلية لا يعلوها شيء ولا يحدها شيء، وقاعدة خلقيتها الوحيدة هي فورية البطش وفائض القوة.

هكذا ثنائية ظهرت بوضوح في نموذج الحزب الحاكم والنظم الثورية، التي تتصرف بمقادير الأمور وتمسك بمفاصل الحياة العامة، وإبقاء تبعات الكوارث والفشل على المسؤولين الرسميين. إلا أنه ومع سقوط فكرة الحزب الحاكم وفشلها في كل من سوريا والعراق ومصر والجزائر وغيرها، بتنا نشهد صيغة جديدة ومعاصرة لثنائية الخليفة والسلطان، يبدو أن لبنان حقل اختبارها الأول، ونموذجها المثالي القابل للتعميم على المناطق المتوترة وغير المستقرة، بخاصة سوريا والعراق واليمن وربما ليبيا. وهي ثنائية الدولة والقوة، أو ثنائية دولة بلا قدرة وقوة فائقة القدرة بلا دولة.

هو نموذج ماكر لا يحتاج إلى قمع دائم ومستمر، بل يكفي فيه عرض القوة في اللحظات المفصلية، ليعود جميع اللاعبين السياسيين إلى الحدود المسموح لهم بممارسة نشاطهم وشعبيتهم فوقها. إنها قوة تحشد في إطلالتها المتكررة كل طقوسيات القداسة ومظاهر التعالي ووجدانيات التسامي، مصحوبة بخطاب واثق يُذكِّر المعترضين عليها في الداخل بما يفعله وما يمكن أن يفعله فائض القوة المتوفر بكثافة، ويوقظ الحالمين بدولة تحتكر الإكراه المشروع من سباتهم الدوغمائي. قوة نجحت تدريجيا في تحويل روادعها وإنذاراتها وعواقب مواجهتها الوخيمة إلى رقابة باطنية وانضباط ذاتي من قبل جميع الفعاليات والممثليات والقيادات، التي تراقب من ذاتها مواقفها وكلماتها وتصريحاتها. لتتحول حتمية هذه القوة مع الزمن من قوة أمر واقع تفرض نفسها خلافاً لطبيعة الأمور، إلى قوة تقتضيها حقيقة الأمور وطبيعتها. 

متى ندرك أن المشكلة لم تعد قضية وزير من هذه الطائفة أو تلك، أو معضلة تشكيل حكومة، بل قضية انتظام جديد وعميق تجاوز ثوابت ومرتكزات النظام اللبناني نفسه. 

   

تدابير حزب الله تحبط فاعلية العقوبات!

منير الربيع/المدن/15 تشرين الثاني/18

بدأت الولايات المتحدة الأميركية تشديد عقوباتها على حزب الله. صنّف الأميركيون جواد، نجل الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله إرهابياً عالمياً، بالإضافة إلى إدراج أربعة قياديين آخرين على لائحة العقوبات، هم: شبل محسن عبيد الزيدي ويوسف هاشم وعدنان حسين كوثراني ومحمد عبد الهادي فرحات. ويعتبر الأميركيون هذه الأسماء، ضمن مجموعة العاملين النشطين، الذين يعملون على تسهيل أنشطة حزب الله المالية في عدد من الدول، لا سيما في العراق. ولا شك أن هذه العقوبات، تأتي في إطار الضغط الأميركي المستمر على حزب الله وإيران.

لوائح وتدابير مضادة

وحسب ما تشير معلومات متابعة، فإن هذه العقوبات ستزداد أكثر فأكثر في الفترة المقبلة، وتقول: "من الآن إلى أواخر السنّة، سيصدر الأميركيون العديد من الأسماء التي ستدرج على لوائح العقوبات. وهناك لوائح مقبلة ستتضمن أسماء سنّة ومسيحيين من حلفاء حزب الله، ولن تقتصر اللوائح على إدراج الشيعة فقط على لائحة العقوبات. وهنا ثمة من يذهب إلى المقارنة بين العقوبات الحالية، وفي فترة تلي الإدارة السابقة. في زمن إدارة الرئيس السابق باراك أوباما، كان يتم وضع لوائح إسمية بجدول العقوبات، لكن من دون تطبيق. الفارق اليوم أن إدارة ترامب تعمل على تطبيق هذه العقوبات، ورصد مكافآت مالية لمن يقدّم معلومات حول بعض الأسماء التي جرى إدراجها على اللوائح. تشير المعلومات إلى أنه خلال الفترة المقبلة، ستصدر عقوبات بحق أسماء لأشخاص من خارج الطائفة الشيعية، من سنة ومسيحيين، محسوبين على حزب الله، ويتعاونون معه، ويوفرون له أغطية مالية. مسألة توقيت إصدار هذه اللوائح مرتبطة بحسابات أميركية، ستلجأ إليها الإدارة عندما تقتضي حاجتها السياسية لذلك. كما ان العقوبات ستشمل أيضاً أسماء قادة عسكريين ومقاتلين للحزب في سوريا. لدى حزب الله أساليب متعددة لمواجهة هذه العقوبات، وتؤكد المعلومات أن من تشملهم العقوبات، كان حزب الله قد اتخذ قرارات مسبقة بحقّهم، حول تجميد انشطتهم المتعلّقة به، وربما سحب أرصدة هؤلاء لآخرين، بشكل لا يتأثر الحزب فيه، وبالتالي لن يكون هناك تأثير مباشر على الحزب نتيجة هذه الإجراءات التي يتخذها. كما أن حزب الله قد اعتاد على التعايش مع العقوبات كما هو حال إيران، وبالتالي لا يمكن الرهان على ليّ ذراعه في هذا المجال، خصوصاً أنه غير مستعد للتنازل (كما يقول المقربون منه)، وكل هذه الضغوط لن تؤدي إلى تغيير في سياسته، لا داخل لبنان ولا خارجه، لا بل كل ذلك سيدفعه إلى التشدد أكثر.

استعداد إيراني

إيران أيضاً حسب هذه القراءة، ستكون قادرة على الإلتفاف على العقوبات، وهذا كان مدار بحث بين الإيرانيين ومسؤولين أوروبيين طوال الفترة الماضية، وتعزز أكثر، باستحصال إيران على إستثناءات للدول المستوردة لنفطها، ما لن يُحدث أي تغيير دراماتيكي في بنيتها الإقتصادية، إذ أن إيران كان تنتج مثلاً مليونين و700 ألف برميل نفط يومياً، بعد العقوبات والإستثناءات، أصبح بإمكانها تصريف حوالى مليونين ومائتي ألف برميل، واستناداً إلى ارتفاع الأسعار نسبياً فستكون إيران قد حافظت على العائدات ذاتها من النفط. وبما أن هدف العقوبات هو دفع إيران نحو التفاوض مع الأميركيين، فهذا يعني أنه لا يمكن الرهان على أي تغيير جوهري في الموقف الإيراني في المنطقة، لا بل إن الإيرانيين يبحثون في كيفية إستعدادهم لإعلان الإنتصار على هذه العقوبات. وإبرام توافق جديد مع الأميركيين، سواء كان ذلك قريباً أم بعيداً. بالنسبة إلى حزب الله، فهو لا يريد مواجهة العقوبات في لبنان، لأنه ليس "ساحة المواجهة" ضد الأميركيين. وتؤكد المعلومات أن جواد نصر الله، لا يضطلع بأي دور سياسي، وليس له أي علاقة بأي أمور مالية لحزب الله. استهدافه يندرج في إطار العقوبات المعنوية، بينما حزب الله يبدو جازماً بأن العقوبات لن تؤثر عليه على المدى البعيد، وسيستطيع مع إيران تجاوز هذه المحنة.

 

إذا كانت إيران حريصة على السنّة…

خيرالله خيرالله/العرب/16 تشرين الثاني/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/68933/%D8%AE%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D8%AE%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D8%A5%D8%B0%D8%A7-%D9%83%D8%A7%D9%86%D8%AA-%D8%A5%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86-%D8%AD%D8%B1%D9%8A%D8%B5%D8%A9-%D8%B9/

قبل أيام من احتفال لبنان بالذكرى الخامسة والسبعين للاستقلال، جاء المؤتمر الصحافي لسعد الحريري ليؤكّد أن هناك من لا يزال يقف حاجزا في طريق سقوط لبنان وانهياره.

لم يفت رئيس الوزراء المكلف التذكير بأنه لا يستطيع أن يكون “أم الصبيّ” إلى ما لا نهاية. ليس في استطاعة سياسي لبناني يبحث عن حلول ومخارج، ضمن ما هو معقول ومنطقي وفي إطار احترام الدستور، التكفل وحده بحماية لبنان مهما كان لهذا السياسي من رصيد. لذلك كان على سعد الحريري وضع الجميع أمام مسؤولياتهم. على رأس هؤلاء “حزب الله” الذي لا يريد استيعاب أن مجرد قبول رئيس الوزراء المكلف إشراكه في الحكومة يشكل، بحد ذاته، مجازفة كبيرة. إنّها مجازفة لبنانية من النوع الثقيل. إنّها مجازفة بالاقتصاد اللبناني وبالرصيد الشخصي لسعد الحريري الذي يعرف قبل غيره معنى العقوبات الأميركية الجديدة على إيران وعلى الميليشيات المذهبية التابعة لها. ففي الوقت الذي كان سعد الحريري يعقد مؤتمره الصحافي، أعلنت وزارة الخارجية الأميركية تصنيف نجل حسن نصرالله “إرهابيا عالميا”. لم تكتف بذلك. فرضت عقوبات على أربعة أشخاص آخرين (ثلاثة لبنانيين وعراقي) بحجة دعم هؤلاء لأنشطة “حزب الله” ومصادر تمويله.

بعض الهدوء يبدو أكثر من ضروري هذه الأيّام. ما يبدو أكثر من ضروري أيضا هو الاقتناع بأنّ المطلوب البحث عن وسيلة كي يبقى لبنان محيّدا إلى حدّ ما، في انتظار معرفة آفاق المواجهة الأميركية – الإيرانية. من يريد حماية لبنان بالفعل لا يضع العصي في طريق تشكيل حكومة لبنانية. على العكس من ذلك، يعمل من أجل تسهيل هذه المهمّة، أقلّه من أجل حماية النظام المصرفي والاقتصاد بشكل عام. ولكن هل لبنان همّ لدى “حزب الله”. بدل أن يتلهى “حزب الله” بفرض شروط على سعد الحريري، شروط من نوع توزير أحد النواب الستّة من “سنّة حزب الله”، يفترض به التفكير في نتائج أي انهيار اقتصادي وفي كيفية تفاديه. ستترتب على مثل هذا الانهيار نتائج مرعبة ستطال جميع اللبنانيين وليس السنّي والمسيحي والدرزي فقط. ستطال الشيعي أيضا. الأكيد أن استيعاب شخص مثل رئيس مجلس النواب نبيه برّي لهذا الواقع جعله متفهّما إلى حد بعيد لموقف الرئيس الحريري.

هذا ليس وقت تصفية الحسابات الصغيرة. قالها سعد الحريري بالفم الملآن عندما شدّد على أنه بدأ يشكك في جدوى الاستمرار في نظرية “أم الصبي”. هذه النظرية التي تعني تقديم “تيار المستقبل” كلّ التنازلات المطلوبة منه كونه يريد المحافظة على لبنان، في حين يرفض الآخرون تقديم أي تنازل من أيّ نوع من أجل لبنان.

تختصر الوضع اللبناني في المرحلة الراهنة كلمة واحدة هي كلمة الفارق.

هناك فارق بين مدرستيْن. مدرسة ثقافة الحياة واسمها الدفاع عن مصالح لبنان، ومدرسة أخرى اسمها ثقافة الموت التي تنادي بالتضحية بلبنان من أجل إيران. هذا كلّ ما في الأمر. وحده سعد الحريري يصنع الفارق ويجسّد في هذه المرحلة ما تعنيه هذه الكلمة. وحده سعد الحريري يعمل من أجل عدم سقوط لبنان في الفخ الإيراني الذي يعمل “حزب الله” من أجل وقوع لبنان فيه. دفع سعد الحريري غاليا رفضه السقوط في يد إيران التي تسعى في السنة 2018 إلى تحقيق غزوة أخرى لبيروت والجبل على غرار غزوة أيار – مايو 2008. تسعى هذه المرّة إلى استخدام الوسائل السياسية لتحقيق ما تريد تحقيقه في حين لجأت في 2008 إلى غزوة عسكرية عندما اجتاحت ميليشيا “حزب الله” بيروت والجبل مستهدفة سعد الحريري ووليد جنبلاط.

ليس الإصرار على توزير نائب من “سنّة حزب الله” سوى الجانب الظاهر من هذه الغزوة الإيرانية الجديدة التي كان مفترضا أن تأتي بنتائجها السياسية في الانتخابات النيابية للعام 2009. انتصرت القوى الرافضة للخضوع لإرادة “حزب الله” في تلك الانتخابات، وذلك بعدما قرّر سعد الحريري المواجهة. استمر في المواجهة عندما ذهب إلى إيران في 2010 كرئيس للحكومة. رفض من قلب طهران مطالب إيرانية ثلاثة. كان المطلب الأوّل السماح للإيرانيين بدخول لبنان من دون تأشيرة أسوة بأيّ مواطن عربي. أما المطلب الثاني فكان توقيع معاهدة دفاعية لبنانية – إيرانية، على غرار تلك التي بين إيران والنظام السوري. كان المطلب الثالث فتح النظام المصرفي اللبناني أمام إيران. يبدو تحقيق هذا المطلب الذي لا تزال إيران متمسّكة به، من رابع المستحيلات في الظروف الراهنة.ما يفسّر الهجمة المتجددة على سعد الحريري التراجع الإيراني في غير منطقة، بما في ذلك اليمن حيث اشتدت معركة الحديدة في ظل موقف بريطاني غامض من الحوثيين (أنصار الله).

حسنا، لعبت قضية المواطن السعودي جمال خاشقجي الذي جرت تصفيته في القنصلية التابعة للمملكة في إسطنبول دورا في حجب الاهتمام، أقلّه مؤقتا، عن قضية أساسية ذات أبعاد إقليمية ودولية هي العقوبات الأميركية على إيران. الأكيد أن الضغط على لبنان لن يفيد إيران في شيء، خصوصا أن لبنان ليس همّا أميركيا. لبنان لم يصبح بعد تابعا لإيران على الرغم من كلّ ما بذلته من أجل فرض وصايتها عليه وعلى الرغم من إلغاء الحدود بين سوريا ولبنان كي يشارك “حزب الله” في الحرب على الشعب السوري من منطلق مذهبي بحت.

باختصار شديد، لبنان ليس بدلا عن ضائع وليس مكسر عصا. إذا كانت لإيران مشكلة مع الإدارة الأميركية، فلتبحث عن حلّ لهذه المشكلة وعن مخارج عبر سلطنة عُمان وغير سلطنة عُمان. ما ذنب لبنان إذا كانت إدارة دونالد ترامب قررت تمزيق الاتفاق في شأن الملفّ النووي الإيراني؟

لن يفيد الانتصار على لبنان إيران في شيء. أنْ يكون لبنان رهينة إيرانية لن يقدّم ولن يؤخّر في واشنطن. لن يفيد إيران اختراق سنّة لبنان ووضع قسم منهم تحت جناحها. معروف كيف حصل ذلك، ومعروف من فرض القانون العجيب الغريب الذي جرت الانتخابات النيابية الأخيرة على أساسه. تحدث سعد الحريري عن ذلك في مؤتمره الصحافي وقال إنّ “المرء لا يدفع الفاتورة مرتين”. إذا كانت إيران حريصة كلّ هذا الحرص على السنّة، لماذا لا تتوقف عن اضطهاد مواطنيها السنّة في بلوشستان وجزء من الأحواز، فضلا عن الأكراد لمجرّد أنّهم سنّة؟ لماذا ليس مسموحا بناء مسجد سنّي في طهران؟ لماذا لم يدخل وزير سنّي الحكومة الإيرانية منذ انتصار “الثورة الإسلامية” في العام 1979؟ ماذا عن طريقة تعامل إيران مع سنّة العراق، وهو تعامل يحتاج شرحه إلى أكثر من كتاب واحد؟

هناك لعبة مكشوفة في لبنان. هناك احتقان في طهران. هذا الاحتقان لا تنفسّه حكومة يشكلها “حزب الله” لسعد الحريري… ولا انتصار على لبنان وسنّة لبنان ولا على مسيحييه ولا على دروزه!

*خيرالله خيرالله/إعلامي لبناني

 

سعد الحريري.. "بيّ السنّة"

*محمد قواص/العرب/16 تشرين الثاني/18

مصلحة لبنان فوق الجميع

أن يعلن سعد الحريري أنه “بيّ السنّة” (أب السنة) في لبنان، فذلك أن الخ‍طاب المتداول يأخذ حوافا قصوى لا تحتمل تدويراً للزوايا والنهل من معاجم الدبلوماسية. وأن يسكب هذا التوصيف في رد على حزب الله، وأمينه العام السيد حسن نصرالله، ففي ذلك تقاذف يعيدُ رفع الحدود حول صلاحية الطوائف وحدود انسيابها خارج حدودها الذاتية. بمعنى آخر فإن ما يعلنه سعد الحريري يمثل مواجهة لسعي الحزب، وزعيمه، في التدخل في شؤون الطوائف الأخرى، وإملاء شكل تمثيلها داخل المؤسسات اللبنانية.

لا يقبل حزب الله أن يكون لاعباً محدود الفضاءات. تولى منذ ولادته التبشير بدور يراد منه تحويل لبنان برمته، وليس الطائفة الشيعية فقط، إلى ما من شأنه أن يصبّ داخل مصالح الجمهورية الإسلامية في إيران. كان على الحزب أن يحسم أمر هيمنته على الشيعة في لبنان بالعقيدة والسياسة والمال وبـ”حرب الأخوة” الدموية التي خاضها ضد حركة أمل. وكان على الحزب أن يخترق بقية الطوائف تحت مسوّغ دعم المقاومة، وكان على الحزب أن يقتحم المجال المسيحي من خلال “ورقة التفاهم” مع الجنرال ميشال عون، بما وفّر له شرعية لبنانية تتجاوز مساحة الشيعة وقوّتهم في البلد.

سعد الحريري “بيّ السنة”، أمر لم يكن مسموحاً لوالده الراحل رفيق الحريري.

شكّل الحريري الأب ظاهرة استثنائية جعل للسنّة في لبنان زعيماً، يكاد يكون مرجعا واحداً، لكافة السنّة في البلد. تشتت الزعامة السنية في لبنان خلال الحرب الأهلية (1975 – 1990) لصالح هيمنة الفصائل الفلسطينية المتحالفة مع الأحزاب والقوى اليسارية والقومية. وتعددت الزعامة السنية في لبنان قبل الحرب وفق خرائط مناطقية، بحيث لم تأنس لزعيم واحد في الداخل، وأنست لزعامة الخارج سواء في القاهرة (في عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر) أو الرياض، أو الاثنين معاً.

اعتبر السنّة أن زعيما اسمه رفيق الحريري أتاهم منقذاً من تهميش سياسي مهين كانت تمارسه سلطة الوصاية السورية.

حدث أن تمّ اغتيال مفتي الجمهورية الشيخ حسن خالد عام 1989، ونفى صائب سلام نفسه نحو سويسرا، ولاحقت أجهزة الأمر الواقع قيادات الميادين قتلا واعتقالا وترهيبا. كان يعرف سنّة البلد أن رفيق الحريري يأتي سالكاً طريق دمشق، لكنهم كانوا يحتاجون إلى رجل قوي يمثلهم ويدافع عن دورهم وطبيعة وظيفتهم داخل النسيج اللبناني، حتى لدى الحاكم في العاصمة السورية.

غير أن النظام السوري الذي تعامل مع الحريري بصفته ظاهرة مزعجة وجب التعايش معها، وضع للرجل قيوداً وخطوطا حمراء داخل لبنان وداخل الطائفة، في سعي لوقف ما هو ظاهرة لبنانية محلية من التسرّب نحو سوريا نفسها، نظاماً وكتلاً اجتماعية وشبكات مصالح.

منعت سلطة الوصاية رفيق الحريري طوال فترة نشاطه السياسي من أن يزور منطقة البقاع ومنطقة الشمال في لبنان. كانت دمشق تعتبر “سنّة الأطراف” غنيمة لها يندرجون ضمن المجال الحيوي السوري الذي لا يمكن السماح باختراقه. تروي إحدى الشخصيات الشيعية التي كانت قريبة من رفيق الحريري أنه نقل للحريري شكوى المزارعين في منطقة بعلبك الهرمل في الشمال الشرقي للبنان، وأن الحريري، بما عرف عنه من منطق عملي حسابي، اعتبر أن الحل بسيط يكمن في ترشيق سُبل وإنشاء هيئات وإقامة مشاريع لتنشيط مجال المزارعين الاقتصادي. تروي الشخصية أن الحريري كان متحمسا وجادا إلى أن أبلغه بعد عدة أيام أن ينسى الموضوع.

كشف بعد ذلك أن الثنائية الشيعية أبلغت الحريري رفضها لتدخل رئيس حكومة البلد (السني) في شؤون منطقة لبنانية ذات طابع شيعي. حدث أمر كهذا في بداية ظهور الحريري حين نشط من خلال شركة “أوجيه لبنان” في الدفع بآليات الشركة لإزالة الدمار وفتح شوارع العاصمة. قيل إن بعض الآليات دخلت بعض المناطق المسيحية من العاصمة فرُشقت بالحجارة. كانت الطوائف حريصة على حدود نفوذها وجغرافيته، حتى لو كانت الوصاية السورية لم تعرف حدودا تمنعها من ممارسة هيمنتها كاملة على كافة الطوائف، بالقوة والإكراه أحيانا، وبفرض التابعين لها ممثلين لها داخل خرائط المحاصصة أحيانا أخرى.

عمل الحريري الأب على إنشاء تيار المستقبل بصفته تيارا سياسيا عابراً للطوائف. لم يكن الأمر يسيرَ التسويق داخل بعض شرائح المجتمع السنّي في لبنان، ذلك أنهم كانوا يستغربون لجوء الحريرية السياسية للمجال الوطني المتجاوز للطوائف، في وقت تفخر بقية الأحزاب الكبرى بدفاعها عن حقوق المسيحيين والذود عن محرومية الشيعة في لبنان.

ورث سعد الحريري تلك المدرسة، وأمعن في تخليصها من أي شبهة مذهبية سنية في عزّ التوتر الإقليمي الكبير بين السنّة والشيعة. ذكّر في المؤتمر الصحافي الأخير بواجهات التيار، من مستشارين وقيادات ونواب ووزراء عابرين للمذاهب والطوائف، لكنه مع ذلك أعلن بأنه “بيّ السنة”.

يدرك ساسة لبنان أن لهجة نصرالله كانت عالية النبرة تستبطن تحريضا ينفخ بالتوتر إلى الشارع ومتفرعاته. يدركون أيضاً أن غضب الرجل وتذكيره بسوابق القوة ضد اللبنانيين لا تتسق مع مزاعم النصر التي يروّجها حول معاركه في سوريا، ومعارك إيران في المنطقة برمتها. يدركون أيضا أن الحزب يواجه ضغوطا كبرى، ليس أقساها تلك التي تشي بها العقوبات الأميركية (بما في ذلك وضع نجل نصرالله على لوائح الإرهاب)، بل إن الضغوط الحقيقية الموجعة هي تلك التي تأتي من بيئته ومن داخل الطائفة الشيعية نفسها التي باتت، وإن ما زالت تجاهر بدعمها لـ”المقاومة”، تطالب بالالتحاق بالبلد في همومه وحاجاته وطموحاته بركب ورش تحقيق أفضل مستويات العيش الكريم.

يسعى حسن نصرالله لإبلاغ من يهمه الأمر أنه “بيّ الشيعة” في لبنان. بدا أن أدواره العابرة للحدود اللبنانية إلى نضوب، ويريد أن يعوض عنها بتأكيد أدواره العابرة للطوائف في لبنان. دعم حزب الله، بقوة، قانون انتخابات يمكّنه من اختراق الطائفة السنية بشخصيات موالية. ويعتبر أن إجباره اللبنانيين على انتخاب ميشال عون رئيسا هو قمة الاختراق للمسيحيين وموقعهم الدستوري الأول في البلد. وينطلق نصرالله من معطيات وحسابات داخلية ترفع من حوافزه للإطباق الكامل على حكم البلد، وتجعل من مسألة توزير سنّته واجهة لاستسلام الجميع، بما في ذلك عون والحريري.

بالمقابل، ويجب تأمل ذلك جيداً، ينطلق سعد الحريري من معطيات وحسابات أخرى. انقلب الحريري على ثوابت سابقة، وربما لم تحظ بغطاء إقليمي، حين دّعم سليمان فرنجية، “صديق” بشار الأسد، ثم ميشال عون، حليف حزب الله، لرئاسة الجمهورية.

قال الحريري، نفسه، قبل أيام إنها كانت خيارات لا تحظى بشعبية داخل طائفته. غير أن لأمر “التضحية من أجل مصلحة الوطن” حدوداً، وأن مسلسل التنازل له خطوط حمراء ليس فقط على مستوى التوازنات الداخلية، بل على مستوى ما يتطلبه المزاج الدولي المتحوّل حيال الظاهرة الإيرانية ومتفرعاتها.

يعود الحريري من باريس. قابل قادة واستمع إلى أصداء واشتمَّ عبقا دوليا. تقصّد نصرالله أن يطلق تهديداته فيما الحريري في باريس ملوحاً بأنه “بيّ الشيعة”. لم يستقوِ الحريري بأي أجواء دولية، ولا يبدو أنه يعوّل عليها وهو المدرك لما ينتظر لبنان من تشكيل حكومة يتمثل بها حزب الله. أراد نصرالله أن يفرض على لبنان سنته، ردُ الحريري جاء بسيطا “أنا بيّ السنّة”. لن يقبل الحزب بهذه الأبوة وقد لا يقبل بعض شخصيات السنّة ذلك، وربما أن الحل قد يكون بيد “بيّ الكل” في بعبدا.

*محمد قواص/صحافي وكاتب سياسي لبناني

 

'انتصار' جديد يسقط على رؤوسنا

حازم الأمين/الحرة/15 تشرين الثاني/18

"النصر في غزة أطاح أفيغدور ليبرمان"!

http://eliasbejjaninews.com/archives/68936/%D8%AD%D8%A7%D8%B2%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D9%8A%D9%86-%D8%A7%D9%86%D8%AA%D8%B5%D8%A7%D8%B1-%D8%AC%D8%AF%D9%8A%D8%AF-%D9%8A%D8%B3%D9%82%D8%B7-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%B1%D8%A4%D9%88%D8%B3/

أصبحت العبارة مملة ومبتذلة، إلا أنها ما زالت تجد من لا يتردد في إشهارها بوجوهنا، نحن الذين ومنذ عقود طويلة مستمرون في امتصاص الهزائم.

والحال أن "الانتصارات" إذا ما قيض للمرء أن يحصيها وأن يجمع نتائجها فمن المفرض أن نكون اليوم على أبواب روما. لكن ليس هذا جزءا من حساب المنتصرين، ولا من طموحاتهم، فوظيفة الانتصار مرة أخرى ليس التقدم خطوة نحو الدولة الفلسطينية، بل هي جزء من حسابات المحاور التي أعادت حركة "حماس" "المنتصرة" التموضع فيها إلى جانب طهران ودمشق وبيروت.

حركة "حماس" تعريفا هي نصر إسرائيلي. يوم قتل رابين، أعلن أن لا دولة فلسطينية، وبوشر العمل على تعطيل أي احتمال لقيام هذه الدولة. كانتون "حماس" في غزة حقق لإسرائيل جزءا كبيرا من هذه المهمة. "غياب الشريك"، و"دولة الإخوان"، هما ذريعتا تل أبيب في وجه أي محاولة لاستئناف أوسلو. واليوم يُتوج المشهد بنصر لحماس يعزز انعدام فرص السلام واختناق الدولة.

إسرائيل لن تدخل إلى غزة، خلافا لما يروج له "إعلام الانتصارات"، فكانتون "حماس" هناك يؤمن لتل أبيب فرصة كبيرة لإفشال التسوية

لطالما كانت هذه وظيفة "الانتصارات". في لبنان وفي سوريا وفي فلسطين. "الانتصار" سعيا وراء شرعية للمستبد وللمستَتْبَع، لا بصفته حدثا سياسيا يُبنى على أساسه واقع، ويتقدم في ظله مشروع الخلاص. "الانتصار" بصفته خطوتان إلى الوراء، وبصفته تكريسا للانفصال. وهو تماما ما ينهي فرص قيام الدولة. على هذا النحو انتصر "حزب الله" في لبنان في العام 2006، وها هو بشار الأسد منتصرا في سياق ثقافة "الانتصار" الرائجة هذه.

والحال أن لا أحد منتصر باستثناء بنيامين نتانياهو الذي أتى به "انتصارنا" الأول في العام 1996، يوم أطحنا بشمعون بيريز بعد "حرب نيسان" وأتينا بنتانياهو. تخيلوا دلالات هذا الانتصار! حرب أطاحت ببيريس وكرست نتانياهو. لنتأمل بمعنى هذا "الانتصار" وبهوية المنتصرين.

ونتانياهو انتصر في هذه الحروب على إسرائيل قبل أن ينتصر علينا. إذا هو "منتصر" بدوره، والدليل أنه على رأس الحكومة من دون منافس. فالرجل بدد كل ادعاءات المؤسسين، وهشم صورة كانوا نجحوا في تسويقها عن أنفسهم وعن دولتهم.

لكن هل يمكننا أن نواجه إسرائيل بحقيقتها الجديدة؟ هل يمكننا أن نقول لها إنك لست شريكا في عملية السلام؟ وإن خيار نتانياهو الذي انخرطت به هو إعلان عن نهاية أي فرصة للسلام. كلا، لسنا في هذا الموقع، ذاك أن طموح "منتصرينا" في مكان آخر تماما. إسرائيل التي نجحت سابقا في تسويق صورة عن نفسها بصفتها نموذج خلاص للناجين اليهود، تغيرت، وهناك فرصة فعلية للمبادرة ولاستهداف "الشرعية الأخلاقية" التي أقنعت العالم بها. إنها إسرائيل نتنياهو وشاس واليمين المتطرف، وليست "دولة الناجين". دولة المستوطنين، ودولة ضم القدس، ودولة محاولة حماية قتلة جمال خاشقجي. وهذا ما يمكن أن يضعنا في موقع أخلاقي يتيح لنا استئناف حلمنا بالدولة وبالقدس.

لسنا في هذا الموقع على الإطلاق، ذاك أننا شركاء في طموح نتانياهو المتمثل في القضاء على الحلم. ضم القدس ليس حلم نتانياهو فقط، إنه حلم "المنتصرين" في ديارنا أيضا، ذاك أنه يؤمن لهم فرص مواصلة حروبهم علينا. ثم أن المبادرة لاستهداف إسرائيل من هذا الموقع، يحتاج إلى قناعة بأن السلام، وفق شرط قيام دولة عاصمتها القدس، هو الهدف الذي يتقدم كل الحسابات، وهذا ليس محل ابتلائنا ولا طموحاتنا. فكل ما نريده هو الحروب، وهذه حال شريكنا نتانياهو. نسجل "انتصارات"، ويسجل هو بدوره تقدما في مشروعه المتمثل في منعنا من قيام الدولة.

انه انتصار علينا وليس على نتانياهو، وهذا ما سنعاينه قريبا، وهذا ما لن نقوى على أن نتعِظ منه

إسرائيل لن تدخل إلى قطاع غزة، خلافا لما يروج له "إعلام الانتصارات"، فكانتون "حماس" هناك يؤمن لتل أبيب فرصة كبيرة لإفشال التسوية لغياب الشريك، ناهيك عن أعباء حكم القطاع وأكلاف احتلاله. الأثمان المطلوبة لتعليق السلام وللحروب المتقطعة في شمال القطاع ليست بالحجم الضاغط، وضبط الحرب بحدود هذه الأكلاف ما زال ممكنا. وأن يستقيل ليبرمان لأنه يريد للقبضة أن تكون أكثر صلابة وأن لا يستجيب نتانياهو لرغبته هذه، فهذا ما يجب أن يرفع من وتيرة شكوكنا بـ"حماس"، وبوظيفة كانتونها في القطاع. فرئيس الحكومة الإسرائيلي لا يريد أن يقضي على الرئة التي تؤمن له فرصة فشل أوسلو ومدريد، ولا يريد لأحد من على يمينه أن يغامر بالإنجاز.

لنعترف لـ"حماس" بأنها سجلت انتصارا في الحرب الأخيرة، أفضى إلى استقالة أفيغدور ليبرمان من حكومة نتانياهو! ولنحاول أن نضع هذا "الانتصار" في سياق تحقيق حلم قيام الدولة. لن نجد علاقة بين "النصر" وبين "الحلم" على الإطلاق. في إسرائيل سيتولى نتانياهو الحقيبة، أو ربما وزير من اليمين الأكثر تطرفا، بينما ستعزز "حماس" صورة "المنتصر" وستنتزع مزيدا من الدعم من إيران وقطر، وربما من الرياض هذه المرة، ذاك أن الأخيرة في سعيها لرأب الصدع الذي أحدثته جريمة إسطنبول، ستسعى لعقد تسويات قد تكون إحداها الموقف من "حماس". لن نعثر على وظيفة أخرى لـ"الانتصار". انه انتصار علينا وليس على نتانياهو، وهذا ما سنعاينه قريبا، وهذا ما لن نقوى على أن نتعِظ منه.

 

لا سياسة... رجاءً

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/15 تشرين الثاني/18

«لستُ شخصاً سياسياً بحيث أصدر الأحكام»! والسيدة التي تكتب هذا الكلام هي ميشيل أوباما؛ الأميركية الأولى لثماني سنوات، أول أفرو - أميركية في البيت الأبيض، زوجة الرجل الذي لم يتردد لحظة في أن يحلم بالرئاسة في أكبر دول «الرجل الأبيض»؛ هو ابن مسلم من قبائل كينيا.

إذن؛ بالدرجة الأولى، ميشيل أوباما ليست سيدة أميركا الأولى؛ بل سيدة باراك حسين أوباما، الأولى... زميلته في المحاماة، وخريجة هارفارد وبرنستون في الحقوق، وقادمة من عائلة أكثر تواضعاً من عائلة زوجها. ومع ذلك، ها هي تقول إنها لا تفقه في السياسة.

إنها تفقه الكثير في الشجاعة. وعنوان كتابها، «الصيرورة»، يعبّر عن طباع المرأة التي لا تزال تخوض معارك اللون وحقوق المرأة وهموم الضعفاء. ولذلك، وجدت في دونالد ترمب خصمها الأول. وكانت لا تزال في البيت الأبيض عندما أعلن المرشح الجمهوري موقفه من السود والنساء والمهاجرين. وعندما جمعت طاقم الموظفين التابعين لها، وكلهم من الأقليات، يوم الوداع في البيت الأبيض، «انفجروا جميعاً بالبكاء، شعوراً منهم بالهشاشة والضعف». لم أقرأ من كتاب المسز أوباما سوى ما نُشر من فصول ترويجية. لكن سيرتها معلومة للعامة، وإن كانت ستضيف لها تفسير مشاعرها وأهمية يومياتها، كامرأة سمراء نشأت في بيت متواضع في شيكاغو، حيث التقت زميلها باراك في أشهر مكاتب المحاماة بالمدينة. كان من الصعب على ميلانيا ترمب أن تملأ الهالة النخبوية التي تركتها ميشيل أوباما، فلا يجمع بين المحامية والعارضة السابقة سوى ملامح الجمال، كل بلونها. ولعل ميلانيا أجمل زوجة دخلت البيت الأبيض، لكن ليس الجمال ما كانت تباهي به زوجات الرؤساء، وإنما مدى الانتماء إلى العمل الاجتماعي، وحتى السياسي. ولم تُشوَّه صورة ريتشارد نيكسون التاريخية بسبب فضيحة «ووترغيت» بقدر ما شُوِّهت بعد وفاته عندما تسرَّب أنه كان يضرب زوجته في ساعات الغضب. ويتعلق الأميركيون كثيراً بالصورة العائلية لزعمائهم. ومن الصعب الفصل في الأذهان بين الرئيس وزوجته في الحياة العامة. وهذه مسألة ثانوية في فرنسا، أو أي بلد آخر. فالرئيس السابق فرنسوا هولاند دخل الإليزيه وهو أب عازب، وخاضت أم أبنائه معركة الرئاسة وهي أم عزباء. سوف تقرأ أميركا قصة ميشيل أوباما كما قرأت قصة باراك أوباما من قبل: حكاية الأميركي العادي الذي يمكِّنه سعيه من أن «يصير» أميركياً استثنائياً. ولن تعبُر ميشيل أوباما العتبة إلى العمل السياسي الذي لا تحترمه كثيراً. ولن تخوض «معركة الرئاسة أبداً على الإطلاق». لكن معركتها ضد ترمب لن تهدأ.

 

بعد انتخابات أميركا!

حسين شبكشي/الشرق الأوسط/15 تشرين الثاني/18

الأحداث السياسية في الولايات المتحدة عادة ما يكون لها أبعاد مهمة على الصعيد السياسي الدولي. هكذا علمنا التاريخ. ومنذ أيام انتهت الانتخابات البرلمانية النصفية، والتي جاءت بانتصار صريح ومتوقع للحزب الديمقراطي نال أعضاؤه الأغلبية في مجلس النواب، بينما احتفظ الحزب الجمهوري بنسبة أغلبية بسيطة في مجلس الشيوخ. هذا التصويت اعتبره الكثيرون تصويتاً غير مباشر على سياسات الرئيس الأميركي نفسه الذي جاء بحزمة غير مسبوقة من عدد من القرارات المثيرة للجدل والمسببة للانقسام في الشارع الأميركي بشكل حاد وغير مسبوق.

فعلياً لا يزال البيت الأبيض ومجلس الشيوخ والمحكمة العليا بأيدي اليمين، ولكن الديمقراطيين يعتبرون ما حصل من نتائج هو «عودة» إلى دولة المؤسسات؛ دولة يتأكد كل طرف منافس أو جهاز منافس من سلامة أداء الآخر وبذلك يتم وقف أي نظام ديمقراطي من أن يتحول إلى نظام طاغٍ، وهو الأمر الذي كان يحذر منه الأميركان ويخافون منه مؤخراً. ولكن ما هي أهم النتائج المتوقعة من خلال النتائج البرلمانية. اليوم سيشهد الكونغرس بمجلسيه تغييراً في أعضاء اللجان المختلفة، وبالتالي ستكون هناك السياسات والتوجهات المقاومة لسياسات وتوجهات إدارة الرئيس ترمب، وخصوصاً في الأمور المالية والتشريعية. أيضاً من المتوقع أن تطال هذه التأثيرات ملفات مهمة ومن أركان سياسة ترمب مثل ملفات الهجرة، والمناخ، والتجارة الدولية، والدعم للدول، والبرامج التنموية، والإعفاءات الضريبية، وتمويل المشاريع الكبرى، وغير ذلك من الاتجاهات السياسية المحورية.  يقال إن رئيساً مثل دونالد ترمب جعلت طريقة تصرفاته وسياساته اليمين أكثر تطرفاً، وإن ردة الفعل في الجانب اليساري كانت ميلاد يسار أكثر شدة وتطرفاً، مما يعني أن السنين المتبقية في حقبة رئاسة ترمب ستكون مليئة بالشحن الإعلامي، والتراشق السياسي، والاتهامات المرسلة بين الأطراف المقصودة. من جانبهم يستعد الديمقراطيون بشراسة لفتح ملفات علاقة دونالد ترمب مع الروس، وفتح ملف عدم إفصاحه حتى الآن عن سجله الضريبي، وهو الذي وعد مراراً بتقديمه. دونالد ترمب يستعد فعلياً لترشيح نفسه مجدداً للرئاسة، ويعتبر نفسه نجح اقتصادياً «ضد» الصين وروسيا والاتحاد الأوروبي وكندا والمكسيك، ولديه قناعته العميقة بأن الناخب الأميركي يصوت بجيبه، وأنه طالما بقيت المؤشرات الاقتصادية متصاعدة ومطمئنة وإيجابية فلا شيء يدعو للقلق ولا الخوف، بينما يراهن الديمقراطيون على الشرخ الاجتماعي الذي حصل في الداخل الأميركي والخارج، وزيادة الأحداث الدموية والاغتيالات الإرهابية نتاج العنصرية والكراهية والخوف من الآخر بشكل غير مسبوق. سنتان من الجدل السياسي مرت وعلى ما يبدو فإن الإثارة لم تبدأ بعد، فالدلائل والمؤشرات تؤكد أن هاتين السنتين كانتا بمثابة إعادة تشكيل لتوجه الحزبين وإعادة هندسة سياستهما استعداداً لموقعة الرئاسة القادمة والتي يبدو أنها ستكون الأشرس.

 

مناورة الاشتباك في غزة

صالح القلاب/الشرق الأوسط/15 تشرين الثاني/18

عندما يقول الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) إن «القضية الفلسطينية تتعرض لمؤامرة غير مسبوقة» فإن هذا يعني أنَّ حدَّ السكين قد وصل إلى العَظْم، وأن التآمر على السلطة الوطنية وعلى «فتح» ومنظمة التحرير، الذي كان يتم في «الخفاء»! قد أصبح مكشوفاً وعلى رؤوس الأشهاد مع تورط بعض العرب وتسير خلفهم «حماس»، التي هي الأداة الفلسطينية لـ«الإخوان المسلمين» على مستوى «التنظيم العالمي» الذي بعد إخراجه من مصر بات يتمركز في تركيا بوجود فاعل وفي الدوحة، نعم في الدوحة، ويمارس هذا التآمر الذي تحدث عنه أبو مازن، وهذا لم يعد بحاجة لا إلى أدلة ولا إلى براهين. وبدايةً فإنه لا بد من تأكيد أن هذا الاشتباك الأخير، الذي تم كتطوير لحادث عرضي، كان معروفاً أنه سيكون محدوداً وأن كل ما في الأمر أن كلا الطرفين؛ «حماس» والإسرائيليين، أراد تحسين موقفه التفاوضي في عملية إبرام اتفاق «التهدئة» الذي هناك قناعة بأنه سيكون المدخل لحل «صفقة القرن» المراد لها أن تقتصر الدولة الفلسطينية المنشودة على قطاع غزة وحده.

بقي أبو مازن بحكم عوامل وأسباب موضوعية كثيرة يتحاشى توجيه أي «عتبٍ»، وأي اتهام إلى الدوحة بسبب تدخلها وعلى أعلى المستويات في الشؤون الداخلية الفلسطينية وتبنيها كل ما قامت به حركة «حماس»، التي هي الذراع الفلسطينية لـ«الإخوان»، منذ انقلابها على اتفاق المصالحة مع حركة «فتح» ومنظمة التحرير الذي تم التوقيع عليه برعاية الملك عبد الله بن عبد العزيز، رحمه الله، في عام 2007، وقيامها لاحقاً وفي ذلك العام نفسه بانقلابها الدموي الذي هو أسوأ ما شهده الشعب الفلسطيني منذ انطلاق ثورته المسلحة في عام 1965 وقبل ذلك.

ولعل ما جسّد تدخل «الدوحة» الشائن فعلاً في شؤون الفلسطينيين الداخلية تلك الزيارة الاستفزازية التي كان قد قام بها أمير قطر السابق الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني إلى قطاع غزة، والتي كانت زيارة دولة بكل معنى الكلمة والتي كرّست «القطاع» على أنه هو دولة فلسطين المنشودة، وأن «حماس» هي دولته الحقيقية والشرعية، وأنه لـ«تذهب منظمة التحرير إلى الجحيم» ومعها اتفاقيات أوسلو والقيادة الفلسطينية التاريخية الممثلة بهذه المنظمة المعترف بها ومنذ وقت مبكر بأنها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني.

لقد كانت هذه الأمور كلها واضحة ومعروفة، ولكن ما جعل الفلسطينيين يكظمون غيظهم أنه كان هناك رهان، ثبت أنه خاطئ جداً، على أن «الإخوة» القطريين إنْ في عهد الأب وإنْ في عهد الابن سوف يعيدون النظر في مواقفهم تجاه القضية الفلسطينية وتجاه منظمة التحرير والسلطة الوطنية وحركة «فتح»، لكنّ هذا لم يحصل وللأسف، لا بل إن الأمور قد ازدادت خطورة عندما ثبت أن شيخ «الإخوان المسلمين» يوسف القرضاوي، هو صاحب القرار الفعلي في الإمارة القطرية وأنه هو مرجعية حركة «حماس» السياسية، وأن كل ما فعلته وما تفعله كان ولا يزال بقرار منه نيابةً عن القيادة الإخوانية العالمية.

وهنا، وكما قلنا مراراً في هذه الصحيفة الرائدة حقاً، أنَّ الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات (أبو عمار)، رحمه الله، بقي يطارد «حماس»، منذ إنشائها من قِبل «الإخوان المسلمين» في عام 1987، من أجل إقناعها بالانضمام إلى منظمة التحرير التي هناك اعتراف عربي ودولي أيضاً بها كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني، لكنه لم ينجح في كل محاولاته المتلاحقة هذه، والسبب أن قرار هذه الحركة ليس في يدها، لا سابقاً ولا لاحقاً ولا حتى الآن، وإنما في يد «التنظيم العالمي» لـ«الإخوان» الذي من المعروف أنه لم يعترف بهذه المنظمة الفلسطينية ولم يعترف بالثورة الفلسطينية التي كانت قد أطلقتها «فتح» في عام 1965. وأذكر أن أبو عمار عندما التقى خالد مشعل، ومعه اثنان من حركته في منزل «الإخواني» السوري عدنان سعد الدين في العاصمة الأردنية، وكان من بين الحضور سفير فلسطين في عمان في ذلك الحين الطيب عبد الرحيم و«أنا»، قد عرض عليه ثُلث أعضاء المجلس الوطني إنْ هو التحق بمنظمة التحرير، وطلب منه أن يعود إلى مرجعيته لاتخاذ قرار بهذا الشأن، وهكذا وعندما استقلّ سيارته وقفل عائداً إلى مكان إقامته سألناه: «كيف تعطي هؤلاء كل هذا العدد في أهم محطة قيادية فلسطينية؟»... وكان جوابه رحمه الله: «كبِّروا عقلكم» والله لو أعطيناهم هذا المجلس كله فلما انضموا إلى هذه «المنظمة» لأنهم وُجِدوا أساساً كبديل لها ولأنهم سيبقون يناكفونها ويعملون ضدها حتى يتخلصوا منها.

وإزاء هذا فإن السؤال، الذي كان قد طُرح سابقاً ولاحقاً وحتى الآن هو: ما دامت هذه القناعة لا تزال هي قناعة القيادة الفلسطينية الحالية التي على رأسها الرئيس محمود عباس فلماذا يا ترى كل هذا الإصرار على «المصالحة» مع حركة «حماس»؟ ولماذا مسلسل المفاوضات العدمية هذه كلها إنْ في القاهرة وإنْ في أمكنة متعددة أخرى وإنْ أيضاً في قطاع غزة نفسه الذي تحول إلى الدولة الفلسطينية وبإسناد من قطر «الشقيقة» وبقرار من «الإخوان المسلمين» على مستوى التنظيم العالمي؟

والجواب... أي جواب القيادة الفلسطينية، هو إقناع الشعب الفلسطيني بأن هذه الحركة قد أُوجدت لتكون بديلاً لمنظمة التحرير وبديلاً لكل الأطر الشرعية الفلسطينية، وهو الاستجابة لمطلب الأشقاء المصريين بضرورة احتواء حركة «حماس» التي إنْ هي انفردت بحكم قطاع غزة وإقامة دولة لـ«الإخوان المسلمين» فيه فإن هذا «القطاع» سيتحول إلى قاعدة إرهابية كبيرة وسيصبح بمثابة «دُمَّلة» كبيرة تحت إبط الدولة المصرية!

والمعروف أنه ثبت وعلى نحو قاطع أن هذه الحركة قد ساندت «الإخوان المسلمين» المصريين بعد إسقاط نظامهم، الذي كان على رأسه محمد مرسي، في إنشاء قواعد إرهابية لهم في سيناء وبأسماء مختلفة ومتعددة، وأن مصر التي عانت كثيراً - وهي لا تزال تعاني ولكن على نحو أقل من هذه القواعد - قد سعت - وهي لا تزال تسعى - لاحتواء هذه الحركة من خلال المصالحة الفلسطينية - الفلسطينية وإبعادها تدريجياًّ عن مرجعيتها الإخوانية وعن قطر وعن إيران التي غدت حليفاً داعماً لكل تنظيمات وقوى الإرهاب في الشرق الأوسط كله وفي العالم بأسره.

إن هذه هي الحقيقة، وإن ما يدل على أن حركة «حماس» بعدما حصلت على ملايين الدولارات القطرية عبر إسرائيل قد تحولت فعلاً، كما تقول القيادة الفلسطينية في رام الله، من «الانقسام» إلى «الانفصال»، أن الأيام القليلة المقبلة ستشهد تحولاً خطيراً جداً بالنسبة إلى عملية السلام المتعثرة، وأن «صفقة القرن» التي كان قد أعلنها الرئيس الأميركي دونالد ترمب سوف تقتصر على قطاع غزة وحده، وأن هذا القطاع «الإخواني» سيتحول إلى بديل عن فلسطين وعن الدولة الفلسطينية المنشودة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

وعليه فإن الوقفة الجادة للمملكة العربية السعودية ومصر والأردن من المفترض أن يقفها باقي العرب لإفشال هذا الدور الخطير الذي تقوم به قطر «الشقيقة»، التي لا بد من أنْ تدرك أن انتصار «الإخوان المسلمين» في هذه المواجهة الخطيرة فعلاً سيرتدّ أيضاً وبالاً عليها هي في النهاية، فهؤلاء لا يمكن الوثوق بهم على الإطلاق، فهم كانوا قد تحالفوا مع الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر في البداية ثم ما لبثوا أن انقلبوا عليه وحاولوا اغتياله، وهذا هو ما حصل كذلك مع الرئيس أنور السادات، وهو ما كاد يحصل مع المملكة الأردنية الهاشمية بعدما أصبح محمد مرسي رئيساً إخوانياً لأرض الكنانة، وما حاولوا إحداثه في المملكة العربية السعودية وفي دولة الإمارات ومملكة البحرين وبالتعاون والتنسيق مع إيران ومع بعض دول هذه المنطقة التي تحولت إلى حاضنة إخوانية.

وهكذا، فإنه لا بد من إفشال مؤامرة تحويل قطاع غزة إلى دولة إخوانية تكون بديلاً لفلسطين وللدولة الفلسطينية المستقلة المنشودة، وكذلك فإنه يجب إفشال «صفقة القرن» هذه التي بات واضحاً أن «حماس» غدت تسعى إليها فعلاً بدعم إسرائيلي و«قطري» وللأسف... وبالطبع بدعم الولايات المتحدة... وهنا فإن سكوت أي عربي عن هذا التحول الخطير فعلاً يعني أن هناك تورطاً كتورط «الإخوان المسلمين» في هذه المؤامرة القذرة.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

عون إستقبل ساندري ناقلا دعم الفاتيكان وأعرب عن إرتياحه للمصالحة بين المرده والقوات: أي توافق داخلي يعزز الوحدة الوطنية ويقوي الدولة

الخميس 15 تشرين الثاني 2018 /وطنية - أكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، ان "لبنان وطن تجتمع فيه مختلف وجوه التنوع على امتداد الطوائف والمذاهب المسيحية والاسلامية، وهذا يتطلب بذل جهد كبير من اجل توطيد الوحدة الوطنية والحفاظ عليها على أسس احترام ضمير الجميع وحرية الافراد في التعبير عن معتقداتهم وتطلعاتهم بحرية"، مشيرا الى انه "من الطبيعي إذ ذاك ان تكون لدينا احزاب سياسية متعددة وانقسامات في الرأي، لكن الجميع متفق على المصلحة الوطنية العليا، كما ان الجميع متضامن على احترام استقلال لبنان والحفاظ على حريته وسيادته".

وإذ اشار الى انه يشاطر مسيحيي المشرق "عمق القلق حول مستقبلهم في المنطقة"، طلب "دعم الكرسي الرسولي لاضفاء طابع دولي على مدينة القدس التي تجتمع فيها الديانات التوحيدية الثلاث"، محذرا من "مخاطر استمرار انتهاك حق الشعب الفلسطيني في أرضه وهويته، الامر الذي لن يؤدي الى بناء السلام، لأنه من غير الممكن الغاء هوية بلد وشعبه وحقه في الحياة". كلام رئيس الجمهورية جاء في خلال اسقباله قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، رئيس "مجمع الكنائس الشرقية في الكرسي الرسولي" الكاردينال ليوناردو ساندري، على رأس وفد من اتحاد الجمعيات والهيئات والمنظمات التي تعنى بتقديم العون الى مسيحيي الشرق "ROACO"، بحضور السفير البابوي المونسنيور جوزف سبيتري والقائم باعمال السفارة البابوية المونسنيور ايفان سانتوس.

الكاردينال ساندري

في مستهل اللقاء، نقل الكاردينال ساندري الى الرئيس عون، "تحيات الأب الأقدس البابا فرنسيس وبركته للبنان ودعاءه بالسلام للشعب اللبناني"، وقدم له ميدالية تذكارية من البابا لمناسبة هذه الزيارة، وقال: "انه من دواعي سرورنا ان نكون هنا اليوم في القصر الجمهوري، شاكرين لكم حسن استقبالكم لنا برفقة السفير البابوي، كوفد من "ROACO"، وقد تمكنا خلال زيارتنا للبنان هذه المرة، من الاطلاع عن كثب على الاوضاع الصعبة التي يعمل فيها اعضاء الاتحاد على الارض بهدف اعطاء نفحة رجاء الى الاكثر عوزا، ليس في لبنان فحسب بل في دول المشرق ايضا". اضاف: "نغتنم المناسبة لننقل اليكم تقدير الكرسي الرسولي لما تقومون به فخامة الرئيس، من اجل اعادة بناء لبنان على اسس السلام والعدالة واحترام كرامة الكائن البشري والتنوع الديني، اضافة الى عنايتكم الدائمة بالا يشكل هذا التنوع عائقا لبناء الوطن، بل على العكس ان يسهم الحوار في التفاهم بين الديانات والافراد. وهذا بحد ذاته غنى ومنطلق لبناء وطن جديد يشكل مثالا للعيش معا بين مختلف الديانات وضمانة لكل منطقة الشرق الأوسط". وتابع: "نحن متأكدون ان لبنان الديموقراطي القائم على احترام العدالة والكرامة البشرية، هو ضمانة لكل الشرق الأوسط. ومن اجل ذلك، وليس فقط لأن لبنان يحترم الحرية الدينية لأبناء مختلف الاديان، فأننا نقدر وطنكم لأنه يعيش فيه المواطنون قواعد الحفاظ على الكرامة الانسانية. ولهذه الغاية نحن سعداء لوجودنا هنا، ونعرف فخامة الرئيس، انكم في خط الدفاع الاول لبلوغ هذا الهدف. ولا يسعنا للمناسبة الا ان نقدر عملكم الشاق لتحقيق هذه الاهداف، ونأمل ان يكون مستقبل لبنان زاهرا فيبقى واحة رفاهية ورجاء للجميع".

رئيس الجمهورية

ورد الرئيس عون بكلمة، فقال: "صاحب النيافة، انا لا اقوم الا بواجبي، واشكر الكاردينال ساندري على كلمته"، طالبا منه "نقل اطيب تحياتي الى البابا فرنسيس"، مرحبا به وبالوفد المرافق، وقال: "انا رئيس جمهورية لوطن تجتمع فيه مختلف وجوه التنوع على امتداد الطوائف والمذاهب المسيحية والاسلامية. وهذا يتطلب بذل جهد كبير من اجل احترام الوحدة الوطنية والحفاظ عليها على اسس احترام ضمير الجميع وحرية الافراد في التعبير عن معتقداتهم وتطلعاتهم بحرية. ومن الطبيعي ان تكون لدينا احزاب سياسية متعددة وانقسامات في الرأي، لكن الجميع متفق على المصلحة الوطنية العليا، كما ان الجميع متضامن على احترام استقلال لبنان والحفاظ على حريته وسيادته". وتطرق رئيس الجمهورية الى القلق الذي ينتابه "حول مستقبل المسيحيين في الشرق"، فقال: "اني اشاطر مسيحيي المشرق الذين استقبل العديد منهم عمق القلق حول مستقبلهم في المنطقة، وهم لا يعرفون احيانا ما العمل، وليست المقدرات حتى للهجرة متوفرة لديهم، وكأنه بات محكوما عليهم البقاء تحت رحمة هذا القلق. ونحن ممتنون لوقوفكم المتواصل الى جانبهم ونأمل ان تواصلوا دعمكم لهم". وعرض الرئيس عون للكاردينال ساندري والوفد المرافق، المشروع الذي تقدم به الى الامم المتحدة لتكريس لبنان مركزا لحوار الحضارات والاديان والاثنيات، ومشروع انشاء "اكاديمية الانسان للحوار والتلاقي" فيه، وقدم للكاردينال ساندري نسخة عن المشروع، وقال: "اني واثق ان من شأن تأسيس هذه الاكاديمية ان توطد التربية على السلام، وهو امر احوج ما يكون اليه عالم اليوم. ولقد كان الحبر الاعظم اول من اطلعته على هذا المشروع يوم زرته في حاضرة الفاتيكان، وهو كان اول من باركه، طالبا المضي قدما به. وانني ادعوكم الى مواصلة دعمكم له، لا سيما عندما سننطلق بالحصول على تواقيع الدول المؤيدة له".

وذكر الرئيس عون الكاردينال ساندري بالرسالة التي كان بعثها الى البابا بنديكتوس السادس عشر لمناسبة انعقاد السينودس الخاص بالكنيسة في الشرق الاوسط، الذي كان دعا اليه البابا في العام 2010، وهو عرض فيها آنذاك رؤيته لمستقبل الوضع في المنطقة، محذرا من "مخاطر استمرار انتهاك حق الشعب الفلسطيني في أرضه وهويته، الامر الذي سيؤدي الى مواصلة الحرب، لأنه من غير الممكن الغاء هوية بلد وشعبه وحقه في الحياة من قبل اسرائيل معتقدة انه يمكن بناء سلام والوضع مستمر هكذا". وطالب الرئيس عون الكرسي الرسولي ب"دعم اضفاء طابع دولي على مدينة القدس، بالنظر الى ارتباطها بالديانات التوحيدية الثلاث ومكانتها الخاصة لدى كل منها. فهي ارث جامع ومشترك للجميع".

ساندري

ورد الكاردينال ساندري، بالقول: "نحن بالفعل متحدون معكم للغاية في دعم طلبكم بانشاء اكاديمية الحوار في لبنان، وكذلك فأننا نشاطركم القلق عينه بالنسبة الى مستقبل السلام في المنطقة، والرأي بأن تكون القدس متمتعة باطار دولي يصون مكانتها لدى الديانات التوحيدية، وهم ابناؤها"، مشيرا الى ان "مختلف اجهزة الكرسي الرسولي تعمل على الدوام من اجل ارساء السلام في المنطقة عموما، لا سيما في الاراضي المقدسة. ونحن نقدر عاليا موقف لبنان وموقفكم الشخصي من اجل السلام، ولكي يبقى لبنان نموذج هذا السلام الذي نتوق اليه جميعا". بعد ذلك، تحدث عدد من اعضاء الوفد عما يتم القيام به من اجل دعم مسيحيي الشرق والصعوبات التي يواجهونها في اتمام رسالتهم هذه، قبل ان يتم التقاط الصور التذكارية.

تصريح ساندري

وبعد اللقاء، ادلى الكاردينال ساندري بتصريح للصحافيين، فقال: "لقد حضرنا الى لبنان على رأس وفد اوروبي من اتحاد وكالات تقديم العون الى مسيحيي المشرق، وتشرفنا بلقاء فخامة الرئيس وشكرناه على حسن الاستقبال. وقد نقلت اليه تحيات البابا فرنسيس ودعاءه للشعب اللبناني. ولقد كانت المناسبة لتأكيد دعمنا الكامل لفخامة الرئيس للجهود التي يبذلها من اجل عالم يسوده السلام، وقائم على العدالة والديموقراطية والحرية لا سيما في لبنان وفي هذه المنطقة من العالم". اضاف: "نثمن عاليا جهود فخامة الرئيس من اجل تأسيس اكاديمية الانسان للحوار والتلاقي بين الاديان في لبنان. وقد اعرب فخامته عن تقديره ودعمه لزيارتنا، مشيرا الى تطلعاته للسلام في العالم، لا سيما في الشرق الاوسط، وبصورة خاصة في الاراضي المقدسة، ومحملا ايانا تحياته الى قداسة البابا. كما اعرب عن سروره لما تقوم به منظمات الاتحاد لمساعدة الكنائس في الشرق الاوسط، وتحديدا من اجل دعم الحضور المسيحي وتوطيده في لبنان والمنطقة". وختم: "اغتنم المناسبة من اجل توجيه اطيب تمنياتي للشعب اللبناني بمستقبل واعد".

رئيس الجمهورية مرتاح للمصالحة في بكركي

الى ذلك، نقل زوار قصر بعبدا اليوم عن الرئيس عون "ارتياحه للمصالحة التي تمت امس في بكركي برعاية البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي بين رئيس تيار "المرده" النائب والوزير السابق سليمان فرنجية ورئيس حزب "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع"، معتبرا ان "اي توافق بين الاطراف اللبنانيين، لا سيما الذين تواجهوا خلال الاحداث الدامية التي عصفت بلبنان، يعزز الوحدة الوطنية ويحقق المنعة للساحة اللبنانية ويغلب لغة الحوار السياسي على ما عداها ويقوي سلطة الدولة الجامعة".

طرابلسي

سياسيا، استقبل الرئيس عون، عضو تكتل "لبنان القوي" النائي ادكار طرابلسي واجرى معه جولة افق تناولت "التطورات السياسية الراهنة، لا سيما ما يتصل بمسار تشكيل الحكومة الجديدة". واوضح النائب طرابلسي انه نقل الى رئيس الجمهورية "هموم بيروت وابناءها المنتشرين في الاقضية اللبنانية، كما اطلعه على ما تحقق حتى الان من خلال آلية التوظيف الشهري التي يعتمدها النائب طرابلسي في اطار ايجاد فرصة عمل للجيل الشاب". واشار الى انه شكل "مجلسا استشاريا تربويا من تربويي بيروت لمساعدته كوني عضوا في لجنة التربية النيابية". ولفت الى انه اثار مع الرئيس عون "ملف المهجرين في بلدتي حيلان في زغرتا والمية ومية في الجنوب".

كرم

واستقبل الرئيس عون، في حضور وزير العدل في حكومة تصريف الاعمال سليم جريصاتي، المهندس الدكتور نديم كرم الذي اطلعه على نشاطه الهندسي في لبنان والخارج وعلى رغبته في تصميم منحوتة ترمز الى اهمية الحوار بين الشعوب لمناسبة اطلاق رئيس الجمهورية مبادرته لانشاء "اكاديمية الانسان للتلاقي والحوار" تزين احدى باحات قصر بعبدا. وشكر الرئيس عون المهندس كرم على مبادرته، وهنأه على "الانجازات الفنية التي حققها في لبنان والخارج".

 

الحريري عرض مع الصراف اوضاع المؤسسة العسكرية وسبل دعمها والتقى وفدا من النادي الرياضي

الخميس 15 تشرين الثاني 2018 /وطنية - عرض رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري مساء اليوم في "بيت الوسط" مع وزير الدفاع في حكومة تصريف الأعمال يعقوب الصراف وعرض معه لأوضاع المؤسسة العسكرية ولسبل دعمها. النادي الرياضيومن ثم استقبل الحريري وفدا من النادي الرياضي ضم أعضاء مجلس الإدارة والجهاز الفني واللاعبين، برئاسة رئيس النادي مازن طبارة، وقدموا إليه كأسي "سوبر كاب" ودورة "حسام الدين الحريري". وخلال اللقاء، لفت طبارة إلى أن "النادي يفخر بقدومه إلى بيته، بيت الوسط"، وقال: "أتينا لنقدم إليك الكأسين اللذين وفقنا الله في الفوز بهما هذا العام، إن كان على الصعيد المحلي، حيث فزنا بالـ "سوبر كاب"، أو عربيا، حيث فزنا بكأس الدورة العزيزة على قلبك، دورة "حسام الدين الحريري"، ضد أقوى فرق عربية من تونس والمغرب. وهذه الدورة تميزت بمستوى رفيع على الصعيد التنظيمي وتمكنا من إحراز اللقب فيها. ونحن إن شاء الله مستمرون بدعمك في تحقيق الإنجازات، ليبقى اسم النادي الرياضي المنارة التي ترفع اسم لبنان في الخارج وليظهر الصورة الجميلة عن الرياضة في لبنان". ورد الرئيس الحريري فشكر للفريق زياراته المتكررة لبيت الوسط، وقال: "أنتم من الفرق التي حققت نجاحات كبرى، وهذا البيت هو بيتكم. ودورة حسام الدين الحريري رحمه الله، كانت عزيزة على قلب الوالد الشهيد وعلينا، وإن شاء الله ستستمر، لأنها تستقطب كبريات الفرق العربية". أضاف: "هذا البيت سيبقى دائما داعما لكم، بخاصة وأن لديكم الآن إدارة جديدة من الشباب، وأنا سأبقى إلى جانبكم من أجل تحقيق المزيد من الإنجازات".  وختم: "أود أن أتقدم بالتعزية لذوي لاعب كرة القدم الشاب في نادي الاجتماعي طرابلس علي عثمان الذي توفي بالأمس في صاعقة في الشمال، إنها مصيبة بالفعل، ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يلهم أهله الصبر".

 

بري هنأ الراعي وفرنجية وجعجع بالمصالحة وعرض الوضع البيئي وتلوث الليطاني مع الخطيب

الخميس 15 تشرين الثاني 2018/وطنية - أجرى رئيس مجلس النواب نبيه بري اتصالا بالبطريرك الماروني بشارة الراعي وبرئيس تيار المردة سليمان فرنجية ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، مهنئا بالمصالحة التي جرت أمس في بكركي.

واستقبل الرئيس بري بعد ظهر اليوم وزير البيئة في حكومة تصريف الاعمال طارق الخطيب، وعرض معه الوضع العام وعدد من القضايا والمشاكل المتعلقة بالبيئة لا سيما تلوث الليطاني. كما استقبل الرئيس بري ظهرا في عين التينة الرئيس العام للرهبانية المارونية الآباتي نعمة الله الهاشم على رأس وفد من الرهبانية. وبعد الظهر،إستقبل ايضا مدير مكتب المرجع الشيعي آية الله السيد علي السيستاني في لبنان حامد خفاف ،الذي وجه لدولته دعوة لحضور مهرجان الصادقين الشعري الخامس الذي سيعقد تحت عنوان "العدل حياة الاحكام". من جهة اخرى، ابرق الرئيس بري الى رئيس جمهورية الغابون وعائلته مطمئنا الى صحته ومتمنيا له الشفاء العاجل .

 

باسيل زار الراعي :كركي المكان الطبيعي للمصالحات بين اللبنانيين ولا نستطيع الدخول الى الحكومة بمنطق خارج اطار التفاهم الوطني

الخميس 15 تشرين الثاني 2018 /وطنية - استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي مساء اليوم في الصرح البطريركي في بكركي، وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الاعمال جبران باسيل يرافقه النائب ابراهيم كنعان وجرى عرض للاوضاع الراهنة.

وقال باسيل بعد اللقاء "الموعد اليوم كان متفق عليه سابقا، انما شاءت الظروف وهذا امر جيد جدا ان يتم لقاء اليوم مع سيدنا بعد المصالحة التي حصلت في بكركي. وفي بداية اللقاء قدمت لسيدنا التهنئة بهذه المصالحة، واقدم التهنئة مجددا لطرفي المصالحة "تيار المردة" و"حزب القوات اللبنانية" وكل المسيحيين واللبنانيين على هذه المصالحة. ونقول ان بكركي هي المكان التي تتم فيها المصالحات بين كل اللبنانيين، مؤكدا "ان بكركي هي المكان الطبيعي للمصالحات الوطنية الكبرى والتفاهمات ودورها تاريخي في مد الجسور وحل الخلافات".

واضاف "اخذنا بركة غبطة البطريرك لاننا قلنا ان هذه العقدة بما وصفناها تنتهي ان تكون عقدة وطنية، وبكركي هي مرجعية وطنية كبيرة نريد ان نأخذ رأيها وبركتها وان نستمر بهذه المهمة متسلحين بمباركتها. وبالامس ايضا اخذنا الشيء نفسه من سماحة المفتي، وهكذا نكون نجمع بهذا المسمى اللبنانيين جميعا من اجل الوصول الى حل، لأن الذي كنا في مواجهته هو خوف من صدام مهما كان طابعه يضر كل اللبنانيين، واذا كان هناك احد يعتقد انه يستفيد منه، ليس فقط في موضوع تأليف الحكومة بما هو ابعد بكثير من تأليف الحكومة، وهذا الامر الذي نتجنبه والذي اعتقد انه في الايام التي مرت تساعدنا جميعا مع اطراف الخلاف الحكومي وقمنا بتهدئة الاجواء، والان يجب الدخول في مرحلة ثانية وهي تحويل الافكار العامة الى افكار عملية، لان الوقت لا يساعدنا بالبقاء في الجمود، ونتمنى على الجميع ان نتساعد لنجد الحلول المنطلقة من عدالة التمثيل ومن مبادىء عامة تحفظ هذه الحكومة وتؤدي الى الاسراع في تشكيلها ولفعالية بعملها، وان لا يكون في هذه الحكومة الا التفاهم، لا نستطيع الدخول اليها بمنطق الغالب والمغلوب ومنطق خارج اطار التفاهم الوطني الذي تقتضيه هذه المرحلة الحالية، لأننا في حكومة وحدة وطنية، وان شاء الله نعدكم بالخير".وردا على سؤال عن امكانية اعلان تشكيل حكومة قريبة، اكتفى باسيل بالقول "صلوا معنا".

 

مؤتمر هل للمسيحيين مستقبل في الشرق تابع أعماله الجميل: في العالم العربي قيم مشتركة كثيرة تجمعنا يجب تعزيزها

الخميس 15 تشرين الثاني 2018 /وطنية - تابع مؤتمر "هل للمسيحيين مستقبل في الشرق الأوسط" الذي ينظمه "بيت المستقبل" بالتعاون مع "مركز ولفريد مارتن للدراسات الأوروبية" و"مركز القدس" ومجلس كنائس الشرق الأوسط، أعماله لليوم الثاني في "بيت المستقبل" - سراي بكفيا، في حضور نخبة من الناشطين السياسيين والمثقفين ورجال الدين من الأردن ومصر والعراق وسوريا وفلسطين ولبنان. وعقدت الجلسة الرابعة تحت عنوان: "المسيحيون العرب ونصوص الشأن العام الكنسية" التي نسقها مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية الإستراتيجية في مصر الدكتور وحيد عبد المجيد وتحدث فيها رئيس اساقفة الطائفة الكلدانية في البصرة العراق المطران حبيب هرمز، والمتخصص في العلاقات الإسلامية في فلسطين الأب بيتر مدروس، والأستاذ الجامعي المتخصص في القضايا المسكونية من لبنان الأب غابي هاشم، وتطرقت الندوة الى سبل استنهاض الأرث الكنسي والآفاق العملية لترجمته والتعاون المسكوني في هذا المجال. أما الجلسة الخامسة والأخيرة فالتأمت تحت عنوان: "المبادرات الاسلامية وثقافة المساواة بمشاركة مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار والباحث المتخصص في الشؤون الإسلامية والدكتور رضوان السيد وادارها الأستاذ جامعي في علم النفس الاجتماعي ميشال سبع.

الشعار

وشكر الشعار بداية كل من ساهم في "تنظيم هذا المؤتمر النوعي والذي يبدو للوهلة الاولى انه يعالج قضية مسيحية محضة تقلق المسيحيين على مستقبلهم في الشرق". وقال: "في تصوري أن هذا المؤتمر يعالج قضية اسلامية بامتياز، لا لأن المسلمين أوصياء على غيرهم او رعاة وحماة للآخر، وانما لأن الحضارة الاسلامية يتوقف صدقها ووجودها وحضورها ونجاحها على مدى استيعاب الاسلام للآخر، ايا كان هذا الآخر، من اهل الكتاب او من سواهم حتى لو كان دهريا لا عقيدة له ولا انتماء. فكيف اذا كان الآخر أقرب الينا مودة كما قال الله تعالى لنبيه محمد "ولتجدن أقربهم مودة للذين أمنوا الذين قالوا انا نصارى ومنهم قسيسون ورهبان ولا يستكبرون". وقال: "للمسيحيين وأهل الانجيل أقول إن علاقة المسلمين بالمسيحيين تقوم على حسن التعامل وتحديد القاسم المشترك الذي يكسبهم حضورا ودورا ومشاركة في ادارة الدولة وتطويرها دون منة او عطاء او فضل من أحد. وتلاحظون أني لم أقل تأمين الحقوق لهم وانما عدم الاعتداء على حقوقهم المكتسبة من خلال انتمائهم الوطني، فضلا عن الانسانية التي اكسبتها الحقوق والواجبات". وأضاف: "اللافت في عنوان مؤتمركم أنه يتناول مستقبل المسيحيين في الشرق وفي صيغة الاستفسار، وتعلمون جميعا أن الشرق حاضن للعرب مسلمين والمسيحيين معا ومعهم اقليات من اليهود، إضافة إلى سواهم من الملل والمذاهب، وكأن المقصود من العنوان: هل للمسيحيين مستقبل مع المسلمين؟. لن أتسرع في الجواب لأقول طبعا، ولا اريد ايضا العودة الى الوراء لأذكر بما ذكرته النهار في 19 نيسان 1981 ان الذين اضطهدوا المسيحيين ثلاثة، لكنني اريد من موقعي الديني والفكري والثقافي ان اعلن ما يلي: أولا: المسيحيون ليسوا طارئين على شرقنا العربي، بل هم اصلاء لانهم اسبق وجودا، باعتبار ان المسيحية قبل الاسلام، والمسيحيون اصحاب رسالة سماوية نؤمن نحن المسلمين بها وبإنجيلها وبنبيها.

ثانيا: نؤمن ان النبي عيسى هو كلمة الله القاها الى سيدة العالمين مريم عليها السلام، وعدم الايمان بذلك يخرج صاحبه من دائرة الاسلام.

ثالثا: نعلن ان المسيحيين لا يقاس وجودهم بالعدد انما بحضورهم الانساني وانتمائهم الوطني. من هذه الاعتبارات كانت المحافظة على وجودهم ووجود غيرهم جزءا من حضارة الاسلام التي تتسم بالانسانية. فرسالة الاسلام تقوم على استيعاب الآخر كما يضمن الإسلام حرية المعتقد والتدين والعبادة والممارسة وحرية التعبير والاسلام هو العدل والمساواة وهذا ما يبينه القرآن الكريم في الآية: "يا ايها الناس انا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتتعارفوا ان اكرمكم عند الله اتقاكم".

وقال: "لا بد من بيان قاعدة أساسية في وجود المسيحيين في شرقنا وعالمنا: هذه القاعدة هي أن الرسالات السماوية تتكامل مع بعضها ولا تتضارب، اي كل رسالة تتم التي قبلها وبينها وبين التي قبلها قاسم مشترك كبير، وهي واحدة في أصولها وفي قيمها".

وتابع: "ما ذكرته هو بيان سريع لمضمون وسمة الحضارة الاسلامية الحاضنة للآخر وللغير، لأنها حضارة انسانية بامتياز ومضمونها الانسان وتكريمه وحفظه وصون دمه وماله وعرضه، وهو مكرم في الأرض والسماء، ولذلك جعله الله خليفة له في ارضه. وهي حضارة تستوعب الانسان على مر العصور والزمان والمكان حتى يرث الله الارض ومن عليها وبذلك تتبدد الفوارق ويسود العدل وتقوم دولة الانسان.

في نهاية المطاف، لا بد لي من ان اذكر باختصار ان الحل السريع للقضية التي نحن بصددها، حلها هو في أن يعرف المسلمون دينهم وان يعرف المسيحيون دينهم، لان في ذلك طمأنة للطرفين، لأن من أنزل الدينين هو الله. لا يسعني ألا أن اكرر الشكر الى فخامة الرئيس الذي اصبح رمزا لهذا الفكر المستنير".

الجميل

واختتم الرئيس أمين الجميل المؤتمر بكلمة شكر فيها من ساهم فيه من متحدثين ومستمعين. وقال: "استمعنا الى كلام أساسي وكلام مؤسس تخلله كلام قاس ومن الضروري متابعة الجهد مع مركز القدس وان نستخلص العبر من هذا الكلام لنبني عليه وسنستكمل البحث في هذا الموضوع. ونحن في العالم العربي وبمعزل عن الانتماء الديني والعقيدة الدينية لدينا قيم مشتركة كثيرة تجمعنا أكان في الكتب المقدسة او القيم العربية او الأدبيات المستنيرة علينا الإنكباب على تعزيزها رغم كل المآسي المحيطة وهذه مهمة صعبة ولكنها ليست مستحيلة".

 

لبنان ساحة رئيسية للمواجهة

حنا صالح/الشرق الأوسط/15 تشرين الثاني/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/68931/%D8%AD%D9%86%D8%A7-%D8%B5%D8%A7%D9%84%D8%AD-%D9%8A%D9%82%D8%B1%D8%A7-%D9%81%D9%8A-%D8%AE%D8%B7%D8%A7%D8%A8-%D9%86%D8%B5%D8%B1%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D8%AA%D8%B9%D9%84%D8%A7/

 

إذا كانت إيران حريصة على السنّة…

خيرالله خيرالله/العرب/16 تشرين الثاني/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/68933/%D8%AE%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D8%AE%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D8%A5%D8%B0%D8%A7-%D9%83%D8%A7%D9%86%D8%AA-%D8%A5%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86-%D8%AD%D8%B1%D9%8A%D8%B5%D8%A9-%D8%B9/

قبل أيام من احتفال لبنان بالذكرى الخامسة والسبعين للاستقلال، جاء المؤتمر الصحافي لسعد الحريري ليؤكّد أن هناك من لا يزال يقف حاجزا في طريق سقوط لبنان وانهياره.

 

'انتصار' جديد يسقط على رؤوسنا

حازم الأمين/الحرة/15 تشرين الثاني/18

"النصر في غزة أطاح أفيغدور ليبرمان"!

http://eliasbejjaninews.com/archives/68936/%D8%AD%D8%A7%D8%B2%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D9%8A%D9%86-%D8%A7%D9%86%D8%AA%D8%B5%D8%A7%D8%B1-%D8%AC%D8%AF%D9%8A%D8%AF-%D9%8A%D8%B3%D9%82%D8%B7-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%B1%D8%A4%D9%88%D8%B3/