المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 15 تشرين الثاني/2018

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/newselias18/arabic.november15.18.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة
عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

هل فيكُم مَنْ يُعانِي مَشَقَّة؟ فَليُصَلِّ! أَو مَسْرٌورٌ؟ فَلْيُرَنِّمْ! وهَلْ فيكُم أَحَدٌ مرِيض؟ فَلْيَدْعُ كَهَنَةَ الكَنِيسَة، وَلْيُصَلُّوا عَلَيْه

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/مطلوب من الحريري موقف مواجهة وثبات ولو مرة واحدة

الياس بجاني/المهم أن يثبت الحريري على المواقف التي أعلنها اليوم

الياس بجاني/إلى السادة جعجع والحريري وجنبلاط: استقيلوا واعتذروا

الياس بجاني/نصرالله لا يرى بعين الإحترام ال 14 آذاريين المرتدين الذين داكشوا الكراسي بالسيادة/فرمانات نصرالله وجماعة الصفقة

الياس بجاني/نصرالله لا يرى بعين الإحترام الذين داكشوا الكراسي بالسيادة

 

عناوين الأخبار اللبنانية

وفيق صفا يطلب وعون يقبل!

ترامب عيين اللبناني الأميركي الجنرال المتقاعد جون أبي زيد سفيراً للرياض: ماضيه حافل.. وهذه أجندته للمنطقة.

لا تتفاءلوا خيرا"، فالرئيس الحريري يقوي شعبيته السنية تمهيدا للقبول بسني من ٨ آذار خارج مجموعة الستة/توفيق هندي/فايسبوك

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الأربعاء 14 تشرين الثاني 2018

يان كوبيش منسقاً خاصاً في لبنان بعد تجاوز تحفظات

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

لقد ألهبتم جراحاتي و5 سنوات في التعذيب/الشيخ حسن سعيد مشيمش

عزل الأزمة الحكومية.. المسار الصعب/ايلي قصيفي

تجمع "سيادي" يبصر النور

وزير الطاقة: الحكومة تدفع سلفات لتغطية عجز «كهرباء لبنان»

عون تسلّم اقتراحات لخفض عجز الميزانية

ماذا يحصل بين بكركي و"حزب الله"؟

المرعبي: ممارسات النظام السوري أوقفت عودة النازحين

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

وزير الدفاع الإسرائيلي يعلن استقالته ويدعو لانتخابات مبكرة رفضاً للتهدئة في غزة... و«حماس» تعتبر القرار «انتصاراً سياسياً»

ليبرمان يستقيل ويصف وقف النار في غزة بالخضوع للإرهاب

تهدئة في غزة بعد يومين من المواجهة واتصالات مصرية ونرويجية مكثفة أفضت إليها بعد مئات الصواريخ والغارات

قتيل البلدة الإسرائيلية فلسطيني من الخليل

شجارات دامية في انتخابات البلدات العربية داخل إسرائيل/أيمن عودة: لا نتهرب من مسؤوليتنا... لكن السلطات تتحمل قسطاً من الأسباب

«العفو الدولية» تطالب إيران بالكشف عن مصير مئات المحتجزين من الأحواز

تجدد الاشتباكات في «المنطقة العازلة» شمال سوريا واحتجاجات على وجود فصائل مسلحة في جرابلس

منشقون ولاجئون سوريون يشككون في صدقية العفو عن العسكريين وطالبوا بضمانات للعودة إلى البلاد

تساؤلات أوروبية حول استخدام مساعدات اللاجئين السوريين في تركيا

العراق: مخاوف من نسخة محلية لـ«الحرس» الإيراني بجهاز أمن موازٍ وقادة الفصائل الشيعية ينقلون المعركة إلى البرلمان

تقرير: ترمب وبّخ ماي خلال مكالمة هاتفية بسبب «إيران»

بوتين يعد بتعزيز العلاقات مع دول «آسيان»

هذا ما سيحدث لكوكب الأرض حال اندلاع حرب نووية عالمية وعلماء يقولون إن تبعاتها ستؤدي لفناء البشرية جوعاً وبرداً

 

المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

يرتكبون ولا يكتفون/جورج سولاج/جريدة الجمهورية

تعثر تشكيل الحكومة وتعقيدات المنطقة ولكن... ماذا عن الاوضاع الاقتصادية والمالية/الهام فريحة/الأنوار

تحذيرات دولية الى لبنان... ومخاوف من تفاقم التشنج/حسين زلغوط/اللواء

هل تَقَصَّد عون التمايز عن «حزب الله» ظرفيّاً/طوني عيسى/جريدة الجمهورية

الحريري «بقَّ» البحصة الكبرى وباسيل يفتش عن كوّة/أسعد بشارة/جريدة الجمهورية

«8 آذار»: الحريري لم ينســف «قواعد الإشتباك»/عماد مرمل/جريدة الجمهورية

الدولة تعاقب البلديات والمجلس يراقب/ايفا ابي حيدر/جريدة الجمهورية

مَن يرفع الغبن عن بلدة طفيل اللبنانية/عيسى يحيى/جريدة الجمهورية

خطاب نصر الله والمعادلات البائدات/د. مصطفى علوش/المستقبل

لقاء حواري مع الأمير حارث شهاب في مركز الحضارة لتنمية الفكر الإسلامي:الحوار الإسلامي – المسيحي بين الإيجابيات والعوائق وآفاق المستقبل/قاسم قصير

عالمية جواد نصر الله ومحلية الرئيس بري/شادي علاء الدين/جنوبية

الحريري ردَّ وفق ما يعرفه الناس.. الحق... الشفافية... والجرأة السياسية/الهام فريحة/الأنوار

أنشودة كرامي.. على "مقام" المقاومة/علي الحسيني/المستقبل

لبنان... أزمة حكومة أم أزمة نظام/مصطفى فحص/الشرق الأوسط

العرب في الحرب العالمية الأولى/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

أما آن لهذه الكارثة السورية أن تنتهي؟/فايز سارة/الشرق الأوسط

الوصية: ياءٌ فاضحة/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

هل بالغنا في معاداة {الإخوان}؟/مشاري الذايدي/الشرق الأوسط

عن الذاكرة في المشهد السوري/نجيب جورج عوض

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

لقاءات سياسية في قصر بعبدا وقيادة الجيش دعت رئيس الجمهورية الى احتفالات الاستقلال: لبنان إستعاد قراره ولم يعد بلدا تبعيا

القصر الجمهوري واصل لليوم الثالث استقبال الطلاب والجمعيات عشية الاستقلال ونشاطات تثقيفية متواصلة تثبيتا لروح المواطنة المسؤولة

لراعي رعى المصالحة بين القوات والمردة ونفاع تلا الوثيقة: تعبير عن إرادة مشتركة في طي صفحة الماضي الأليم وحل الخلافات بالحوار العقلاني

الرئيس أمين الجميل: لقاء فرنجية جعجع يمثل حقيقة الروح الوطنية والمسيحية

رئيس حزب الكتائب رحب بالمصالحة بين القوات والمردة: نتمناها خطوة إضافية لبناء المصالحة الوطنية

نديم الجميل بعد لقائه عوده: على رئيسي الجمهورية والمكلف تشكيل الحكومة وألا يتركا الأمر لسواهما

المؤسسة المارونية للانتشار رحبت بالمصالحة في بكركي اليوم:لتكن مدخلا لتوحيد كامل الصف اللبناني ليستعيد لبنان دوره ومكانته

باسيل من دار الفتوى: لا نقبل إلا أن يكون رئيس حكومتنا قويا

مقال لرؤساء جمهوريات وحكومات بينهم الحريري ينشر في كبريات الصحف العالمية: تعزيز حرية الرأي في الإطار التكنولوجي والسياسي للقرن 21

الرئيس أمين الجميل افتتح مؤتمر حول مستقبل مسيحيي الشرق: عندما تترسخ القناعة بالمواطنية تسقط مقولة الأقلية والأكثرية المبنية على الهوية الطائفية

بري: نصرالله والحريري تركا الباب مفتوحا للحل

الحريري إستقبل وفدا من قيادة الجيش سلمه دعوة لحضور العرض العسكري

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية

هَلْ فيكُم مَنْ يُعانِي مَشَقَّة؟ فَليُصَلِّ! أَو مَسْرٌورٌ؟ فَلْيُرَنِّمْ! وهَلْ فيكُم أَحَدٌ مرِيض؟ فَلْيَدْعُ كَهَنَةَ الكَنِيسَة، وَلْيُصَلُّوا عَلَيْه

رسالة القدّيس يعقوب05/من13حتى20/"يا إِخوَتِي: هَلْ فيكُم مَنْ يُعانِي مَشَقَّة؟ فَليُصَلِّ! أَو مَسْرٌورٌ؟ فَلْيُرَنِّمْ! وهَلْ فيكُم أَحَدٌ مرِيض؟ فَلْيَدْعُ كَهَنَةَ الكَنِيسَة، وَلْيُصَلُّوا عَلَيْه، ويَمْسَحُوهُ بِالزَّيتِ بِٱسْمِ الرَّبّ! فَصَلاةُ الإِيْمَانِ تَشْفِي المَرِيض، والرَّبُّ يُقِيمُهُ، وإِنْ كانَ قَدِ ٱقْتَرَفَ خَطايَا، فَتُغْفَرُ لهُ. إِذًا فَٱعْتَرِفُوا بَعْضُكُم لِبَعْضٍ بخَطَايَاكُم. وصَلُّوا بَعضُكُم مِن أَجْلِ بَعْضٍ لِكَي تَنالُوا الشِّفاء؛ لأَنَّ صَلاةَ البَارِّ الحَارَّةَ لَهَا قُوَّةٌ عَظِيمَة. كانَ إِيلِيَّا بَشَرًا مِثْلَنَا، فصَلَّى بِحَرَارَةٍ حَتَّى لا يَنْزِلَ الْمَطَر، فلَمْ يَنْزِلِ الْمَطَرُ عَلى الأَرْضِ ثَلاثَ سِنِينَ وسِتَّةَ أَشْهُر. ثُمَّ صلَّى مِنْ جَدِيد، فَأَمْطَرَتِ السَّمَاء، وأَخَرَجَتِ الأَرْضُ ثَمَرَهَا. يا إِخْوَتِي، إِنْ ضَلَّ أَحَدٌ بَيْنَكُم عنِ الحَقِّ، ورَدَّهُ أَحدٌ عَنْ ضَلالِهِ، فَٱعْرِفُوا أَنَّ الَّذي ردَّ خَاطِئًا عَن طَرِيقِهِ الضَّالّ، يُخَلِّصُهُ مِنَ الْمَوت، ويَسْتُرُ جَمًّا مِن الخَطايَا."

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

المهم أن يثبت الحريري على المواقف التي أعلنها اليوم

الياس بجاني/13 تشرين الثاني/18

مواقف الحريري اليوم برده على نصرالله مقبولة ومنطقية وفيها روحية التواضع التي تميزه ولكن المهم أن لا يتراجع ولا يعود للصفقات والأهم عدم الإستمرار بخطيئة مداكشة السيادة بالكراسي.

 

مطلوب من الحريري موقف مواجهة وثبات ولو مرة واحدة

الياس بجاني/13 تشرين الثاني/18

كل التمني ما يكون موقف الحريري اليوم: ببكي وبروح ونحنا أم الصبي ومنخاف ع الإستقرار ويرضخ لتهديدات وعنتريات نصرالله مثل ما كانت جميع مواقفه السابقة الإستسلامية المتلحفة بصفقات كلها أخطاء وخطايا بحق لبنان واللبنانيين.

 

إلى السادة جعجع والحريري وجنبلاط: استقيلوا واعتذروا

الياس بجاني/11 تشرين الثاني/18

الإخوة في حزب الله مش شايفين حدا بالبلد لا انتو ولا غيركم.. ارتكبتكم خطيئة وخطأ الصفقة المميتة وفرطتم 14 آذار. المطلوب بعد أن تأكد 100%  فشل صفقكتم اللاوطنية واللاسيادية أن تستقيلوا وتعتذروا من اللبنانيين. إلإستمرار بالخطأ تخلي عن المسؤولية.

 

نصرالله لا يرى بعين الإحترام ال 14 آذاريين المرتدين الذين داكشوا الكراسي بالسيادة/فرمانات نصرالله وجماعة الصفقة

الياس بجاني/11 تشرين الثاني/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/68832/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D9%86%D8%B5%D8%B1%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D9%84%D8%A7-%D9%8A%D8%B1%D9%89-%D8%A8%D8%B9%D9%8A%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%AD%D8%AA%D8%B1/

قلو يا عنتر مين عنترك؟

رد عنتر وقال تعنترت وما حدا ردني..

هذا المثل ينطبق على حال السيد "المستقوي" "والمتعنتر" لأنه يواجه زمرة من أصحاب شركات أحزاب تجار واسخريوتيين ومستسلمين...

هم داكشوا الكراسي بالسيادة واليوم حتى الكراسي المخلعة مش طايلين.. وقال هني أم الصبي قال..!!!

تعتير وبهدلي ع الآخر على الأكيد المليون أكيد!!

عملياً أصحاب شركات الأحزاب المسماة زوراً سيادية هم الذين باعوا الوطن والمواطنين وقفزوا فوق دماء الشهداء وهرولوا صوب الأبواب الواسعة ودخلوا صفقة الخطيئة وداكشوا من خلالها ثورة الأرز و14 آذار والسيادة والإستقلال والقرارات الدولية بالكراسي.. كما بخبث وأنانية اتفقوا على تقاسمنا حصص .. وفلقونا بشعار نفاق الواقعية.... ولكن ها هم الآن في حالة اذلال وطنية يرثى لها وحتى الكراسي المخلعة والخلفية التي قتلوا حالون عليها محرمة عليهم.. مطلوب اعتزالهم لأن فاقد الشيء لا يعطيه ومعهم فالج لا تعالج.

وعملياً لا ازمة سنية ولا أزمة أخرى مذهبية ..بل احتلال ايراني كا مل الأوصاف يضع المذاهب في مواجهة بعضها البعض بالتخويف والتحريض وبزرع روح الشقاق وهو يستغيل قيادات طروادية لتنفيذ مخططه.

وأيضاً الطبقة السياسية والحزبية هي اسخريوتية بامتياز وتفتقد لكل ما هو إيمان ورجاء ومصداقية ولأن فاقد الشيء لا يعطيه فإن الفرج والخلاص بظلها فالج لا تعالج.

هذا بالإضافة إلى أن رجال الدين هم نعمة ونقمة في نفس الوقت..نعمة عندما يلتزمون برسالتهم والبشارة ونقمة عندما يتحولون إلى اسخريوتيين وعبدة لتراب الأرض. طبيعة انسانية غرائزية.

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

وفيق صفا يطلب وعون يقبل!

"ليبانون ديبايت"/14 تشرين الثاني/18

تكشف مصادر المعلومات عن دورٍ لعبة مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في حزب الله الحاج وفيق صفا، ادى الى تبدل رأي رئيس الجمهورية ميشال عون لناحية الموافقة على استقبال النواب السنة الستة اعضاء اللقاء التشاوري.

وعلم ان صفا اجرى اتصالات مع رئاسة الجمهورية إن بشكل مباشر أو غير مباشر عبر وزير الخارجية في حكومة تصريف الاعمال جبران باسيل، ادت الى اقناع الرئيس عون باستقبال النواب الستة والاستماع الى وجهة نظرهم كما دأب حزب الله على المطالبة مراراً.

 

ترامب عيين اللبناني الأميركي الجنرال المتقاعد جون أبي زيد سفيراً للرياض: ماضيه حافل.. وهذه أجندته للمنطقة.

Trump Picks U.S. General of Lebanese Descent for Ambassador to KSA

وكالات/14 تشرين الثاني/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/68917/trump-picks-u-s-general-of-lebanese-descent-for-ambassador-to-ksa-%D8%AA%D8%B1%D8%A7%D9%85%D8%A8-%D8%B9%D9%8A%D9%8A%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%84%D8%A8%D9%86%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85/

استحوذ قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ترشيح الجنرال المتقاعد جون أبي زيد(67 عاماً)، لمنصب سفير الولايات المتحدة لدى الرياض على اهتمام الصحف العالمية. وقد لفتت صحيفة "واشنطن بوست" إلى أنّ الأنظار ُسلطّت على هذا المنصب بعد الأزمة الديبلوماسية التي اندلعت بين واشنطن والرياض عقب مقتل الصحافي جمال خاشقجي، مبينةً أنّ هذا المنصب شاغر منذ تولي ترامب الرئاسة. وتابعت الصحيفة بأنّ وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو وكبير مستشاري ترامب وصهره جاريد كوشنر اعتادا إجراء محادثات مباشرة مع الرياض، ما يعني أنّهما توليا بعض المهمام التي أمكن للسفير الأميركي القيام بها (يتولى ديبلوماسي إدارة السفارة الأميركية في الرياض حالياً). وقرأت الصحيفة في اختيار ترامب لأبي زيد دلالة إلى الأهمية التي يوليها للشراكة العسكرية الأميركية-السعودية، مذكرةً برفضه أن تؤثر قضية خاشقجي على مبيعات السلاح الأميركي للرياض.  وفي السياق نفسه، شددت مجلة "بوليتيكو" على حساسية هذا المنصب "حتى في الأوقات الهادئة"، مشيرةً إلى أنّ السعودية تُعد من بين أكبر الدول المنتجة للنفط وحليفة أساسية للولايات المتحدة في وجه إيران. عن أبي زيد، بيّنت "واشنطن بوست" أنّه يعمل مستشاراً وزميلاً في مؤسسة "هوفر" التابعة لجامعة ستانفورد، لافتةً إلى أنّه اختير خلال عهد الرئيس باراك أوباما في العام 2016 لتقديم المشورة لوزير الدفاع الأوكراني ستيبان بولتوراك. وأردفت الصحيفة بأنّ أبي زيد ترقى في صفوف الجيش الأميركي حتى أصبح جنرالاً (رتبة 4 نجوم) وتولى القيادة المركزية في تموز العام 2003 حتى تقاعده في العام 2007، أي أنّه أشرف على الحرب على العراق بعد أشهر قليلة من الغزو الأميركي وسقوط بغداد، مضيفةً بأنّه أشرف في السنوات الأربع التالية على الحرب والعمليات الأميركية في عشرات البلدان بما فيها السعودية، في وقت واجهت فيه الولايات المتحدة فضائح عديدة، على رأسها " سجن أبو غريب". على المستوى السياسي، قالت الصحيفة إنّه أيّد اضطلاع الولايات المتحدة بدور ريادي على مستوى وضع معايير بشأن طريقة استخدام القوى العسكرية للطائرات من دون طيار، ودعا واشنطن إلى العثور على مراكز قوى معتدلة في الشرق الأوسط والعمل معها. بدورها، قالت صحيفة "ذا ناشونال" إنّ أبي زيد ينحدر من عائلة لبنانية مسيحية مهاجرة ويتحدث العربية بطلاقة، مبيّنةً أنّه كتب أطروحته في جامعة هارفارد عن السعودية حيث ركز على قرارات إنفاقها الدفاعية. كما رجحت الصحيفة أن يشمل دور أبي زيد كسفير الضغط على مسائل مثل اليمن بعدما دعت واشنطن إلى وقف لإطلاق النار، وإيران، التي يؤيد ترامب اتخاذ موقف أكثر تشدداً تجاهها؛ علماً أنّه سبق لأبي زيد أن صرّح بأنّ التعايش في ظل امتلاك إيران سلاحاً نووياً "ممكن". يُذكر أنّه يتعين على مجلس الشيوخ الأميركي الموافقة على تعيين أبي زيد قبل توليه منصبه رسمياً.

 

لا تتفاءلوا خيرا"، فالرئيس الحريري يقوي شعبيته السنية تمهيدا للقبول بسني من ٨ آذار خارج مجموعة الستة

توفيق هندي/فايسبوك/14 تشرين الثاني/18

لا تتفاءلوا خيرا" . فالرئيس الحريري يقوي شعبيته السنية تمهيدا" للقبول بسني من ٨ آذار خارج مجموعة ال٦.

وكل ما أثاره موضوع توزير سنة ٨ آذار، تحدثت عنه يوم الأربعاء ولا أزال أتبناه. وهذا ما كتبته:

بغض النظر إن كانت سوف تتشكل الحكومة أم لا، نتج موضوعيا" عن تمسك حزب الله بتوزير سنة 8 آذار ما يلي:

1) تموضع الرئيس عون في الوسط إقليميا" وداخليا". يمكن وضع إحالة جريدة الديار إلى القضاء لأنها "أساءت لعلاقات لبنان بالسعودية" في إطار نوعا" من عدم إنحياز الرئيس إلى إيران وإتباع سياسة متوازنة إقليميا". وفي نفس الوقت، إنحاز عون إلى الرئيس الحريري و"واجه" حزب الله في إصراره على توزير سنة 8 آذار.

والحقيقة انه من الصعب تفسير موقف عون على أنه فك لعرى التحالف الإستراتيجي بينه وبين حزب الله لما للطرفين من مصلحة حيوية في الحفاظ عليه (حاجة حزب الله للحليف المسيحي "الأقوى" وحاجة عون للحزب لدعم "عهده" وإنتخاب باسيل رئيسا" للجمهورية).

من هنا، يكون عون تأهل بنظر المجتمع الدولي كرئيس محايد وليس كحليف لحزب الله.

2) الرئيس الحريري إتخذ موقفا" صارما"، مما أدى إلى تقويته سياسيا" وشعبيا" في الطائفة السنية. وهذا يناسب حزب الله مئة بالمئة. فهو بحاجة لرئيس حكومة سني قوي "قريب" من أميركا والسعودية لمخاطبة هذه القوى المعادية له.

3) إن تموضع الرئيس عون بالوسط بين إيران والسعودية وبين حزب الله والحريري، هو بالضبط ما تم تسويقه من قبل الحريري وجعجع لدى السعوديين لتقبل إنتخابه رئيسا" للجمهورية ولدخولهما في التسوية (مع حزب الله).

4) موضوعيا"، كسب حزب الله: إذا تشكلت الحكومة، وهذا ما أرجحه لألف سبب وسبب، تتصدى الحكومة مجتمعة للعقوبات على حزب الله بحجة أنها تطال بمفاعيلها كل لبنان واللبنانيين، ,وإن لم تتشكل، يقوم حينذاك رئيس الجمهورية بهذه المهمة، مدعوما" من "حليفي" أميركا والسعودية، الحريري بصفته المزدوجة رئيس حكومة تصريف الأعمال ورئيس مكلف بتشكيل الحكومة، والدكتور جعجع، بصفته زعيما" "قويا"" للمسيحيين له موقعه في الحكومة.

5) في مطلق الأحوال، بمشاركة سنة 8 آذار أو من دونها، سوف يحصل حزب الله على حكومة له فيها ثلثي الحكومة (18 وزيرا" له ولحلفائه، زائد وزيري جنبلاط الذي تقوم سياسته منذ 2008 على مراعاة الأقوى، أي حزب الله).

نصيحتي للرئيس الحريري والدكتور جعجع : إخرجا من التسوية وإعترفا بخطئكما بتغطية سياسة حزب الله التي أوصلت لبنان بمشاركة هذه الطبقة السياسية اللعينة إلى فقدان لبنان لبنانيته، هويته، دولته، عافيته، دستوره، عيش شعبه الرغيد!!!

كلا، ليس بإمكانكما "المواجهة من الداخل"!!! هذه خطيئة بحق الوطن!!!

لن تحصلا إلا على فتات المائدة السلطوية!!! والوضع لن يكون أسوأ في حال غيابكما عن السلطة التنفيذية!!

 

 

يان كوبيش منسقاً خاصاً في لبنان بعد تجاوز تحفظات

Jan Kubis Appointed New UN Coordinator for Lebanon

نيويورك: علي بردى/الشرق الأوسط/14 تشرين الثاني/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/68912/jan-kubis-appointed-new-un-coordinator-for-lebanon-%d9%8a%d8%a7%d9%86-%d9%83%d9%88%d8%a8%d9%8a%d8%b4-%d9%85%d9%86%d8%b3%d9%82%d8%a7%d9%8b-%d8%ae%d8%a7%d8%b5%d8%a7%d9%8b-%d9%84%d9%84%d9%85%d9%86/

كشفت لـ«الشرق الأوسط» مصادر مطلعة في نيويورك أن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش حصل على كل الموافقات الضرورية لتعيين وزير الخارجية السلوفاكي السابق يان كوبيش منسقاً خاصاً أصيلاً للمنظمة الدولية في لبنان بعدما تولت الدنماركية بيرنيل داهلر كارديل هذه المهمة بالإنابة لمدة عام كامل، وحصل ذلك بعدما أسقطت تحفظات بعض الدول الكبرى حول مسائل تقنية تتعلق بكوبيش وبتعيينه في بلد عربي فرنكوفوني. وأكد دبلوماسيون غربيون أن «المرشحين كانوا خمسة، وهم بالإضافة إلى كوبيش وكارديل، كل من نائب المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان فيليب لازاريني والسفيرة الألمانية لدى الأردن بريجيتا سيفكر ايبرله ومديرة دائرة الشرق الأوسط في وزارة الخارجية السويدية آن ديسمور»، مضيفاً أن وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية روزماري ديكارلو أرسلت اسم يان كوبيش إلى الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن: الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا والصين، للحصول على موافقتها قبل أن يوجه غوتيريش رسالة رسمية متوقعة خلال الساعات القليلة المقبلة إلى كل الأعضاء الـ15 في مجلس الأمن لإبلاغهم بأنه «ينوي تعيين» الدبلوماسي السلوفاكي. وقال دبلوماسي آخر إن «كارديل كانت تطمح إلى تعيينها بصورة أصيلة في هذا المنصب»، غير أن «الوضع الدقيق في لبنان وأوضاعه المعقدة، وعلاقته الهشة مع إسرائيل فضلاً عن محيطه المتوتر وخصوصاً في سوريا، أمور كلها حتمت على الأمين العام البحث عن شخصية رفيعة المستوى ولها خبرات واسعة في شؤون المنطقة». وكان كوبيش بدأ عمله رئيساً لبعثة الأمم المتحدة للدعم في العراق «يونامي» وممثلاً خاصاً للأمين العام للأمم المتحدة في العراق في 2015. وهو تولى منصب الممثل الخاص للأمين العام ورئيس بعثة الأمم المتحدة للمساعدة في أفغانستان «أوناما» بين عامي 2012 و2015. وشغل منصب الأمين التنفيذي للجنة الأمم المتحدة الاقتصادية لأوروبا بين عامي 2009 و2011، ومنصب وزير خارجية سلوفاكيا للفترة 2006 - 2009، ومنصب رئيس لجنة وزراء مجلس أوروبا بين عامي 2007 - 2008، ومنصب الأمين العام لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا بين عامي 1999 - 2005. وعمل أيضاً في منصب الممثل الخاص للاتحاد الأوروبي المعني بآسيا الوسطى بمكتب الاتحاد في بروكسل، وكذلك كمبعوث شخصي لرئيس منظمة الأمن والتعاون في أوروبا لآسيا الوسطى، وكممثل خاص للأمين العام للأمم المتحدة في طاجيكستان، وكرئيس لبعثة مراقبي الأمم المتحدة في طاجيكستان بين عامي 1998 و1999. وشغل قبل ذلك منصب مدير مركز منع وقوع النزاعات التابع لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا. وعمل في وزارة الخارجية التشيكوسلوفاكية سابقاً من عام 1976 إلى عام 1992 وفي وزارة الخارجية السلوفاكية. وعين عام 1993 ممثلاً دائماً لجمهورية سلوفاكيا لدى مكتب الأمم المتحدة ومنظمات دولية أخرى في جينيف. وتخرج كوبيش في معهد الدولة للشؤون الدولية في موسكو ويحمل شهادة في العلاقات الاقتصادية الدولية، ويتحدث اللغات السلوفاكية والتشيكية والإنجليزية والروسية.

 

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الأربعاء 14 تشرين الثاني 2018

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

خسرت إسرائيل وربحت غزة واستقال أفيغدور ليبرمان وأصبح نتنياهو رئيس حكومة ويحمل حقيبة وزارة الحرب إضافة الى وزارتي الخارجية والصحة.

وفي جنوب لبنان جولة لقائد الجيش العماد جوزف عون الذي شدد على حماية السيادة اللبنانية.

ويبقى الحدث اليوم لقاء المصالحة التاريخية بين رئيسي حزب المردة سليمان فرنجيه والقوات اللبنانية سمير جعجع في بكركي والذي وصفه البطريرك الراعي بجمال لقاء الأخوة.

وعلى الصعيد الحكومي برز قول الرئيس بري في لقاء الأربعاء النيابي إن الحكومة ستولد قريبا. وقد كثف الوزير جبران باسيل تحركه وأكد على حكومة الوحدة الوطنية وقال إن الرئيس الحريري الأب السياسي للسنة وان المفتي دريان الأب الروحي.

وتوقعت أوساط سياسية لقاء قريبا بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس المكلف سعد الحريري للتشاور في إمكانات إعلان مراسيم الحكومة بعد تفريج الوضع. وقللت هذه الأوساط من أن يكون موقف حزب الله نابعا من معادلات خارجية وإن كانت الولايات المتحدة الأميركية فرضت عقوبات.

البداية من لقاء المصالحة التاريخية بين الزعيمين المسيحيين الشماليين رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع ورئيس تيار المردة سليمان فرنجية في بكركي برعاية رأس الكنيسة المارونية طوت صفحة مريرة من النزف الدموي والجراح العميقة عمرها 40 عاما.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ال بي سي"

ليالي الشمال الحزينة فكت الحداد وطوت صفحة سوداء من كتاب أسود بقي مفتوحا أربعين عاما وخمسة أشهر...

ليالي الشمال الحزينة فكت الحداد وختمت جرحا كان ما زال ينزف منذ 13 حزيران 1978 حتى عصر 14 تشرين الثاني 2018...

ليالي الشمال الحزينة فكت الحداد حين تصافح وتصالح سمير جعجع وسليمان فرنجيه ليطويا أقسى ألم وأطول وجع بين الموارنة دام نصف قرن أو أقل بقليل.

إنه التاريخ الذي لا يرحم: 13 حزيران 1978، سمير جعجع، أبن الستة والعشرين عاما في إهدن، وكانت المجزرة... وسليمان فرنجيه أبن الثلاثة عشر عاما في النقاش في حضن جده الرئيس سليمان فرنجيه ...

حصل ما حصل، مما بات مكتوبا وموثقا في آلاف الأوراق والوثائق، وما لم يكتب بقي من الأسرار في خزائن الذاكرة... كم من ذاكرة رحلت وأخذت أسرارها معها، وكم من ذاكرة أقفلت الباب على ما جرى وما خزنت، ورمت المفتاح...

مجزرة أهدن في 13 حزيران 1978، لم تكن بيد سمير جعجع، ابن الستة والعشرين عاما آنذاك، وسليمان فرنجيه، أبن الثلاثة عشر عاما آنذاك، لكن المصالحة في 14 تشرين الثاني 2018 بيدهما، وأهم ما فيها انه لم يعد بإمكان احد أن يسحبها من خزائن الذاكرة ووضعها على الطاولة في سبيل استخدامها او حتى استغلالها لغايات سياسية.

والمهم اخذ العبرة والتعلم من دروس الماضي لكتابة الحاضر والمستقبل، ليس بالدم بل بالحبر. فلا تتحول الخيارات إلى صراعات:

منذ أربعين عاما تزاحمت الخيارات فتحولت إلى صراعات، فكان لبنان، والموارنة منه، جزءا من هذه الخيارات والصراعات، منذ زيارة الرئيس السادات للقدس وصولا إلى كامب ديفيد، والعامل السوري رفضا لهذا الخيار.

اليوم، وبعد اربعين عاما، تتزاحم الخيارات ويخشى ان تتحول إلى صراعات، فهل يتم تحاشي أن يكون لبنان وبعض الطوائف وقودا لها؟

حرب لبنان: حروب الضحايا على الضحايا، فهل من استخلاص للعبر؟

ليالي الشمال الحزينة... إبتسمت. ابتسمت في بكركي برعاية البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في جو وجداني.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ام تي في"

في ظلمة الانسداد السياسي والوطني جاءت ومضة نور شمالية لتشق العتمة فرياح الشمال المسيحي التي طالما كانت تنفخ حزينة منذ العام 1978 اثر نهار اهدن المشؤوم هبت دافئة بفعل المصالحة التاريخية بين زعيمي القوات والمردة تحت قبة بكركي وبرعاية سيدها التي زادته المناسبة غبطة وفرحا كيف لا وقد تعانق قطبان من ابنائه بعد طول تفرقة وافتراق واذا كان من كلام في المصالحة بين القوات والمردة وتحصينها فهو ان لا يسمح المتصالحان جعجع وفرنجية لاحد بان يسرقها الى بازار السياسات الضيقة لتجريدها من بعدها الوطني فهي ليست مصالحة سياسية كيدية بمعنى اصطفاف الثنائي ضد فريق ثالث وليست تكتيكية اي انتخابية نيابية او رئاسية وليست آنية ظرفية قد يباعد بين قطبيها وناسهما انتفاء المصلحة اي ان يفشل جعجع في ادخال فرنجية صفوف الرابع عشر من آذار وهو لا يسعى او يفشل فرنجية في ادخال جعجع صف الممانعة وهو لا يسعى .

فالمصالحة تشمل كل المسيحيين وكل اللبنانيين ولبنان الدولة ولا ننسى ان التغلب على لبنان كان يتطلب تجزئة ابنائه طوائف ومذاهب وعائلات واحزاب وبناء جدران الفصل والكراهية بينهم نفسيا وجغرافيا، ولعل الضربة الاقوى هي التي فصلت موارنة الشمال عن اخوانهم في جبل لبنان وجعلت جسر المدفون جسرا لدفن الوحدة جسر قطع لا جسر وصل. المصالحة اليوم اعادت الجسر جسرا وعاد التفاعل بين القلب والرئتين واول ما واكب هذه الخطوة هو عبق بخور قدسي من قنوبين بارك المصالحة وبدد رائحة الدم الى غير رجعة. في المقابل المقلب السياسي على اسوداده فالواقع الحكومي عالق حتى الساعة على سطوح الخلافات فبعدما اسقط الرئيس الحريري المتراس السياسي والمعنوي الاخير الذي كان يحتمي به حزب الله والذي اظهر الحزب متلبسا بالقبض على عنق الحكومة والدولة لم يعد في الميدان لحلحة عقدة التأليف سوى المسعى الذي يضطلع به الوزير باسيل على مثلث بيت الوسط الضاحية سنة حزب الله، ولا تبدو المهمة سهلة على الاطلاق.

* مقدمة نشرة أخبار "الجديد"

على تاريخ تنزه فوق مجزرة.. وعن عمر ناهز الأربعين مغفرة.. أقفل قصر إهدن ستائر حزنه اليوم وتمت تلاوة رسائل الغفران من طوني وفيرا وجيهان وبقية رفاق مضوا ذات صيف بارد ومن حيث لا توقيت ومع اختمار الروح للمسامحة تقدم سليمان فرنجية الى المصافحة وملاقاة سمير جعجع في البيت المسيحي الأول: بكركي تدرج اللقاء في مراحل عدة ومهد له مهندسون من بنشعي ومعراب إلى أن اتخذ شكل الاحتفالية التي رعتها الكنيسة في الرابع عشر من تشرين الثاني ألفين وثمانية عشر.. وهو اليوم الداخل الى التاريخ على جنح النهار ليسدل صفحات أليمة من ذلك الفجر أسرع الحكيم في إنجاز معاملات تسوية النفوس وكان مستعدا لإبرام صفْقة العصر وإزالة بصمات جريمة القصر.. مستندا الى وقائع أردتْه جريحا لحظة التنفيذ لكنها لم تبرئْه من قيادة العملية حينذاك قطع سمير جعجع جامعته لينفذ أمر بشير الجميل.. واليوم يقطع سيد معراب مسافات سياسية جديدة يشق من خلالها دروب تحالفات في الطريق الى بعبدا لكنه سيجد على الطريق نفسها من تصافح معه اليوم يسير الى الهدف المنشود مسافة السنوات الاربع الفاصلة عن رئاسة الجمهورية لا شك في أنها قربت الضحية الى المتهم لكن المسار يقول ايضا إن عائلة فرنجية منذ الجد المؤسس الى الحفيد لم تتعاملْ مع الإبادة إلا بروح قابلة لبلمسة الجروح.. فلم تتخذْ صفة الادعاء وظلت على مدى السنين تحفظ ودا بين بشري وإهدن.. تذكر طوني سليمان فرنجية وعائلته والرفاق على سبيل المطالبة بحق الاعتراف وليس الانتقام وإذا كانت بكركي اليوم قد شكلت عاصمة اختتام الجروح المسيحية فإن التئام خصمي الامس جعجع وفرنجية تسبب به انفجار مسيحي مسيحي آخر مع انفراط التحالف بين التيار والقوات ما يعني أن لجبران باسيل هذه المرة حصة في الدفع الإيجابي وانتقال بارودة القوات السياسية من التيار الى المردة. وبلغة البواريد الأبعد مدى.. وبفعالية الصواريخ التي تسقط الزعماء لم تتمكن القبة الحديدية الإسرائيلية من حماية وزير الحرب افيغدور ليبرمان فهوى بصاروخ مقاوم استهدف وزارته فاستقال منها مع طاقمه السياسي وكما أطاحت حرب تموز عام الفين وسنة رئيس الأركان الإسرائيلي الجنرال دان حالوتس، ومن ثم رئيس الوزراء ايهود اولمرت الذي حملته لجنة فينو غراد مسؤولية الإخفاقات في الحرب.. فإن المصير نفسه لحق بوزير الحرب الذي قرر أن يستقيل قبل إجراء تحقيق يفضح إخفاقاته في آخر عدوان إسرائيلي على قطاع غزة ولأنه خبير بدروس ما بعد الحروب قالها اليوم ايهود اولمرت بأن الفلسطينين لقنونا الدرس.. وإذا كانت حكومتنا تمتلك الردع فمن الواضح أنها الآن فقدته وبمجمل ما أدلى به المسؤولون الإسرائيليون اليوم فإن ترجمته العملية تقول: لقد هزمتنا حماس.. والكف قد علم على خد القبة الحديدية التي يتضح مع كل مرحلة عنف أنها قبة متعاقدة مع بيوت العنكبوت.. وتعمل وفق نظام معاكس حيث تصاب بالدوار مع كل صلية.. فليتقطها الصاروخ وليس العكس ولم يكن سقوط الانظمة الاسرائيلية مع مسؤوليها ليتم لولا صمود الغزاويين ومقاومتهم وهم المحاصرون من اسرائيل والعرب على حد سواء فالعرب ضدهم.. وسلطتهم في الضفة تقدم نفسها على أنها خصمهم.. ومع كل هذه الجدران السياسية والميدانية التي تعزلهم.. شقوا طريق النصر على اسرائيل لكن ما يقوي عزيمتهم أن أحدا من داخلهم لا ينبري ليعترض على سلاح مقاوم.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ان بي ان"

فعلتها غزة وكرست معادلة جديدة لمصلحة أهل الأرض المقاومين بعدما "طبشت" كفة التوازنات لمصلحتها بفعل أمطار تشرين الصاروخية المرصعة بالكورنيت. أما أول غيث الإنجاز الفلسطيني فكانت "كش وزير" أفيغدور ليبرمان الذي أعلن إستقالته إحتجاجا على ما وصفه بإنهزام الحكومة الصهيونية وإستسلامها للإرهاب على حد قوله. ليبرمان إعترف أيضا أن الرد الإسرائيلي على صواريخ المقاومة لم يكن مناسبا وكشف ضعف جيش الاحتلال.

وإلى صفعة ليبرمان أضيفت قنبلة ايهود أولمرت رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق الذي قال: هذه الحكومة أكدت أنها ستقضي على حماس لكنها استسلمت لها. الفلسطينيون لقنوها الدرس وإذا كانت الحكومة تمتلك الردع فمن الواضح الآن أنها فقدته.

هكذا ثبت بالوجه الشرعي ألا خيار أمام فلسطين سوى المقاومة وهو ما أكد عليه رئيس مجلس النواب نبيه بري أمام برلمانات العالم في جنيف سابقا.

على مستوى حراك التشكيل الحكومي رأى رئيس المجلس في كلام كل من السيد حسن نصرالله والرئيس المكلف سعد الحريري بابا ترك مفتوحا للحل. وكشف الرئيس بري أنه أبلغ الوزير جبران باسيل موقفه تجاه الأفكار التي يمكن أن يبنى عليها آملا نجاح الجهود والمساعي لتشكيل الحكومة في أسرع وقت ممكن للضرورات الوطنية على المستويات كافة.

باسيل طرق اليوم باب دار الفتوى وأعلن من هناك عن إرتفاع منسوب التفاؤل والخروج بحل يقوم على مبدأ العدالة.

في بكركي اعطي مجد تظهير المصالحة لسيدها الذي جمع رئيس تيار المردة سليمان فرنجية ورئيس حزب القوات سمير جعجع بما يعني من فتح صفحة جديدة سيكون لها تأثيراتها على المشهد السياسي اللبناني والمسيحي تحديدا.

وبعد مصافحة لأكثر من مرة وقبلات بين جعجع وفرنجية امام العدسات وقبيل الاجتماع المغلق إعتبر الراعي أن المصالحة إنطلاقة للوحدة الوطنية الداخلية والشاملة معلنا الوقوف ضد الثنائيات والثلاثيات والإيمان بجناحي لبنان المسيحي والمسلم.

وفي بيان المصالحة تأكيد على حترام حرية العمل السياسي والحزبي في المناطق ذات العمق الأكثري لكلا الطرفين واعتبار الوثيقة تتويجا للقاءات مصالحة وحوارات عقلانية لتجاوز مراحل مدمرة من الخلاف.

* مقدمة نشرة أخبار ال "او تي في"

في 14 ت2 2018 بات يمكن القول ان عقد المصالحة بين اللبنانيين المسيحيين اكتمل وصارت النزاعات الدموية العائدة الى زمن الحرب جزءا من التاريخ وفي عهدة المسامحة والمصالحة اللتين طالما انتظرهما اللبنانيون، اما باب التحالف او التنافس في المستقبل فبات مفتوحا على كل الاحتمالات تحت سقف الثوابت المعروفة واولها التنوع والديمقراطية فما كان متعذرا على مدى 40 عاما تحقق اليوم، تصالحت القوات اللبنانية مع المردة تحت انظار سيد بكركي وبرعاية راس الكنيسة المارونية في خطوة تتوج مسارا تصالحيا طويلا انطلق منذ الزيارة الشهيرة التي قام بها ميشال عون عام 2005 لسمير جعجع في سجنه بعيد عودته من منفاه الطويل، مسار شكلت لقاءات بكركي وجلسات الحوار في مجلس النواب ثم بعبدا محطات في سياقه وصولا الى اعلان النوايا في الرابية في 2 حزيران 2015 ثم تفاهم معراب في 18 ك2 2018 محطات اساسية فيها، المصالحة اولا والسياسة لاحقا مبدء كرسه لقاء بكركي اليوم الذي لفت في سياقه تذكير البطريرك الراعي باعتراضه على منطق الثنائيات والثلاثيات كما برزت اشارة البيان الختامي الى ان ما جرى اليوم لا يعني ابدا تبدلا في التحالفات، البطريرك الراعي راى في الشتاء اليوم علامة خير من الرب وللصدفة ايضا فان يوم تفاهم معراب قبل سنتين كان ايضا ماطرا جدا وبين معراب 2016 وبكركي 2018 لا يسع اللبنانيين عموما والمسيحيين خصوصا الا ترداد "زيادة الخير خير" فمبروك للبنان وللبنانيين ومبارك منطق المصالحة والتطلع بايجابية نحو المستقبل مع الاشارة الى ان معلومات الأوتيفي تشير الى لقاءات اضافية سيشهدها الصرح البطريركي غدا ستصب في تعزيز الاتجاه التصالحي في الوسط المسيحي.

هذا في الشق الوجداني اما حكوميا فيواصل الوزير جبران باسيل مسعاه الذي قاده اليوم الى دار الفتوى ويلتقي غدا النائب السابق محمد الصفدي والنائب عدنان طرابلسي في وقت التقى رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري هذا المساء النائب وائل ابو فاعور، كل ذلكم على وقع تفاؤل واضح نقله نواب لقاء الاربعاء عن رئيس مجلس النواب.

* مقدمة نشرة أخبار "المنار"

غزة تهز حكومة بنيامين نتنياهو، واول الساقطين منها افغدور ليبرمان.. انه صاروخ الكورنيت واخوته الذين اصابوا الجيش العبري بجنوده وهيبته، والقبة الحديدية بفاعليتها، وحكومة نتنياهو بمستقبلها، فبتنا امام مشهد فلسطيني جديد، بل سيناريو جنوب لبنان الذي يتكرر في غزة بحسب القائد السابق لاحدى الوحدات الاستخبارية في الجيش العبري الجنرال حنان غيفن..

قالت غزة كلمتها برجالها ومقاومتها، فاصيب الكيان العبري بهزة ارضية، وبات على حافة شرخ يعبر عن عدم الثقة بكل مواقف المستوى السياسي كما يقول خبراؤهم الامنيون، اما المطبعون والمطْبوعون ببيع الامة كلما سنح بزار السياسة، فبهتوا، وتجمد الوهم في صفة القرن كما يسمون..

ما جرى في غزة ليس انتصارا عابرا للمقاومة الفلسطينية، بل يؤسس لمرحلة جديدة عنوانها أنْ لا خيار سوى المقاومة، وان وحدة كلمة المقاومين اقوى من بأس المعتدين، وان المشهد الذي تعيشه المستوطنات من مظاهرات اعتراضا على امنهم المفقود، قلب المعادلة الى حيث لم يكن يحتسب كثيرون..

في الحسابات اللبنانية مساع على خط التشكيل قال الوزير جبران باسيل ان منسوب التفاؤل فيها يرتفع رغم الاصوات المرتفعة.. بين الجدران الاربعة وضع باسيل مقدمات الحل، وهي مقدمات لا تعني ان الوصول سهل تقول مصادر متابعة للمنار، لكن سياسة الابواب المفتوحة لدى الجميع عامل مساعد تضيف المصادر التي استبعدت نظريات تبادل الوزراء بين الاطراف من كل مقترحات الحل ..

في بكركي حل القوات والمردة على نية المصالحة. لقاء بين رئيس المردة سليمان فرنجية ورئيس القوات سمير جعجع برعاية البطريرك الراعي، فتح صفحة جديدة وطوى صفحات ملطخة بالدم بين الطرفين، واطلق مصالحة في الوجدان بحسب فرنجية، لم تقارب الامور اليومية ولا الشؤون السياسية الى الآن كما قال..

* مقدمة نشرة أخبار "المستقبل"

هو يوم أبيض في لبنان، كما كانت أيام المصالحات الممتدة من اتفاق الطائف حتى اليوم. الطائف الذي قام على إنهاء الحرب، واستعادة الدولة هيبتها، وسحب سلاح الميليشيات، والمصالحة بين اللبنانيين لينهض لبنان من تحت أنقاض الحروب العبثية.

هو يوم المصالحة الشمالية، المسيحية، الوطنية، بين المردة والقوات، في لقاء تاريخي بين سمير جعجع وسليمان فرنجية، برعاية البطريرك الراعي ومباركته.

يوم أبعد من السياسة وأعمق من الخلافات الآنية والتحالفات العابرة، كأنه استكمال لتطبيق اتفاق الطائف، ولو متأخرا، في لحظة تهديد الطائف، وتهديد أسس الدستور، وتهديد ما قام عليه لبنان خلال العقود الثلاثة الماضية.

الطائف، الذي أعلن الرئيس سعد الحريري أمس أنه لا يمكن أن يقبل بخربطته وخلق أعراف جديدة لإدارة الحكم في البلد والتعدي على الصلاحيات الدستورية لرئيس الجمهورية ورئيس الحكومة.

هو يوم أبيض للبنان، ودليل على أن الطائف هو العقد الاجتماعي الذي يجمعنا، بفكرة المصالحات، وليس بالتهديد والوعيد، ولا بالتعطيل والتهويل. وهو صفحة بيضاء تطوي صفحات من الألم والعداء والقلق. كما قال الرئيس الحريري في تغريدته الذي كان اول المباركين للحدث الكبير.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

لقد ألهبتم جراحاتي و5 سنوات في التعذيب

الشيخ حسن سعيد مشيمش/14 تشرين الثاني/18

في زنازين الطاغية حسن نصر الله

5 سنوات بسجون سوريا ولبنان بأمر الزَّنيم العُتُلِّ الطاغوت حسن نصر الله قضيت منها سنة و3 شهور سجيناً في زنزانة انفرادية بتهمة العمالة لإسرائيل في زنازين الديكتاتور بشار أسد ، وفيها أيضاً وُلدت من جديد لأصبح ما أنا عليه الآن ، ففي الزنزانة قد أذاقوني شتى أنواع التعذيب وكل أصناف التنكيل التي تسببت لي بأقسى درجات الأوجاع والآلام وضاقت بها روحي ذرعا ، وصرت معها أعشق الموت كما يعشق الجائع لقمة الطعام ، ويلتذ العطشان بكأس الماء ، وما زلت إلى لحظة كتابة هذه السطور أعشق الموت وألتذ به وألتمسه يوميا من رب الوجود ، التعذيب الجسدي حفر بي كافة ألوان الأحزان والأشجان ، عزلني الديكتاتور بزنزانة انفرادية لمدة سنة كاملة كنت أشفق فيها على نفسي من حاجتها الماسة إلى لقمة نظيفة ، كنت أحلم ببصلة أو تفاحة أو بيضة وببضع قطرات من الزيت ، كان أقصى طموحي أن أحصل على حمام ساخن أو ثياب بديلة عن ملابسي التي اهترأت على جسدي وأنا أرتديها شهرا متواصلا ، حيث انسلخ جلدي بفعل التعذيب الجسدي ، والرطوبة ، والعفن داخل الزنزانة ، كنت أخشى الجراثيم الخطيرة من فراش ملّوث بالدماء ، وعرق السجناء السابقين المُخَمَّر المُعَتَّق ، وأغطية رطبة قذرة مجبولة بالبول الناشف ، والمني اليابس ، والتقيؤ الجاف ، هناك كنت إنساناً معزولا كجربان تماماً ، كنت فريسة في غابة بين الوحوش بل أوحش من الوحوش ، كان السجانون رجال بشار الأسد يتلذذون ويلتذون بشتم العزة الإلهية بأقبح عبارات اللغة العربية < - ( ولست أدري إلى الآن سبب عداوتهم الشديدة مع الله وكرههم غير المحدود له !؟) - > .كنت مسكونا بهاجس واحد فقط وهو هاجس الحفاظ على طاقتي العقلية والعصبية لكي أتمكن من مُكابدة الصِعَاب وما ينتظرني من فنون التعذيب التي لا تخطر على بال ذئب وكنت أفكر أن أكتشف قدرات مُضمرة في نفسي أودعها الله بها لحالات الطوارئ لكي أستطيع الدفاع عن حقي في الحياة ، وخلال سنة في الزنزانة الإنفرادية من دون فراش ولا وسادة ولا إنارة ولا قلم ولا دفتر ولا كتاب ولا راديو ولا تلفزيون ولا جريدة ولا مجلة ولا شيء من ضرورات الحياة البشرية تعلّمت كيف أعوّض عن شوقي لها على العيش والقراءة بما في دفتر الذاكرة ، بإعادة التأمل في كل شيء حفظته من عالم الشعر ، والنثر ، والحِكَم ، والآيات ، والروايات ، والفلسفات ، والأدعية ، وتَسَلَّلْتُ منها إلى نهج البلاغة للإمام علي ، وإلى سيرة الحسين ، وزين العابدين ، وزينب صلوات الله عليهم ، ورحت أبعثر بدفتر الذاكرة حتى عثرت على جملة كتبتها على جدار الزنزانة بحبة بندورة عفنة < " إن يوم المظلوم على الظالم أشد من يوم الظالم على المظلوم " > فانتباني شعور مُفْعَم بالأمل بأن يوم التعويض آتٍ لا ريب فيه مطلقا ، كان خيالي هو الحصان الجامح الذي صار يحملني إلى كل بقاع الأرض بل ويأخذني إلى عالم السماء لأفهم أكثر عن البشر وعباداتهم ومعتقداتهم وفلسفاتهم ، وفي الزنزانة أدركت بأن عالم الخيال نعمة مدهشة فالزنزانة جعلتني أحب الخيال وأعشقه ، وأؤمن بقيمته ، وبأنه ليس هو عبثا كما كنت أظن ، وفي الزنزانة أدركت وأيقنت وعلمت علما يقينيا < - ( بأن العاهرة أشرف من رجل الدين السياسي بألف مليون مرة لأن العاهرة تتاجر بأقذر ما لديها وهو فرجها بينما رجل الدين السياسي يتاجر بما هو أقدس ما عنده وهو الدين ) - > ؛ في الزنزانة تحرّرت وتعلمت وأيقنت بأن الحرية السياسية والفكرية لا يمكن تقسيمها إلى جزئين أو إلى نوعين إلى حرية مسموحة وحرية ممنوعة ، إن الحرية هي كالعدل والعسل فكما لا يوجد عدل أو عسل مشروع ومسموح وآخر ممنوع فكذلك الحرية السياسية والفكرية تماما ، إن الحرية السياسية والفكرية شيء ليس قابلا للتقسيم والتجزئة مطلقا كنت مؤسساً لما يُسمى حزب الله وابن الحالة الإسلامية < - ( الخمينية الظلامية المظلمة ) - > منذ سنة 1980 حتى سنة 1998 ودفعت من عمري زهرة سنينه وربيع عقوده وبذلت من التضحية فوق ما يتصوره خيالكم ، تلك السنين التي كانت قادرة أن تجعل حياتي جنة صغيرة لولا انخداعي بديكتاتورية ولاية الفقيه وهمجيتها التي اجتهدت لتدفعنا إلى اليأس والعزلة لتحتكر السلطة والشهرة والزعامة والنفوذ والكبرياء والجبروت،.

كنت في زنزانة انفرادية مظلمة وبشهادة معتقلين رأيتهم في رُوَاق السجن ونحن ننتقل منه إلى المحكمة قالوا لي نحن سنشهد لك بين يدي الله يوم الحساب والعقاب بأنك أمضيت هنا في سجون سوريا 10 سنوات!؟ .

قلت لهم ولِماَ الكذب بين يدي الله وأنا أمضيت سنة وثلاثة شهور فقط ؟!! قالوا لي: إن الشهر الواحد الذي أمضيته هنا في هذه الزنزانة المظلمة الموحشة المرعبة يعادل عند الله سنة، والسنة تعادل عشر سنوات، إن الداخل لزنازين بشار الأسد وأبيه المقبور مفقود والخارج منها مولود ، بالتأكيد انك محظوظ عند الله بسبب حسنة عظيمة آتيت بها في حياتك.

 

عزل الأزمة الحكومية.. المسار الصعب!

ايلي قصيفي/14 تشرين الثاني/18

"أكّدت التطورات المتسارعة و"النوعية" التي شهدتها اللعبة السياسية في لبنان خلال الأيام القليلة الماضية، صوابية القراءة التي كانت تصف تاريخ الرابع من تشرين الثاني 2018 بالتاريخ المفصلي في المشهد السياسي، لا في لبنان وحسب وإنما في المنطقة كلّها.

عملياً دخل لبنان بعد خطاب السيّد حسن نصرالله السبت الماضي وردّ الرئيس سعد الحريري عليه الثلاثاء مرحلة جديدة متصلة بشكل أساسي بتداعيات المواجهة الاميركية – الإيرانية بعد انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي الإيراني. وهي مواجهة سيكون لها حتماً أصداءً اقليمية، لناحية علاقة دول المنطقة بعضها ببعضها الآخر. صحيح أنّ الحريري ونصرالله ذهبا، كلٌ على طريقته، إلى وضع الأزمة الحكومية في سياق داخلي. نصرالله لنفي الإتهام الموجّه إليه بأنّ الحزب يعطّل الحكومة لأسباب متصلة بالمواجهة الإميركية - الإيرانية، والحريري لـ "عدم تكبير المشكل" والقول إنّ حل الأزمة ما يزال ممكناً، والأمل في ذلك واقعي. إلّا أنّه من المتعذر في ظلّ "الارتباط العضوي" بين ايران و"حزب الله" والذي أعلن عنه نصرالله بنفسه مراراً وتكراراً، أن يتمّ الفصل بين "أجندة" حزب الله في لبنان و"أجندة" إيران في المنطقة ومن ضمنها "وطن الأرز". وليس بلا دلالة في هذا السياق، وفق القراءة عينها، أن تصدر وزارة الخارجية الأميركية، الثلاثاء، عقوبات على جواد حسن نصرالله، "القائد الصاعد للحزب"، بينما فرضت وزارة الخزانة الأميركية في اليوم نفسه عقوبات على أربعة عناصر من الحزب "يديرون عمليات في العراق".

بديهي، بحسب الأوساط، أنه عندما لا تفصل واشنطن بين إيران والحزب، فتفرض عقوبات متزامنة على كليهما، أن لا يفصل هو نفسه بينه وبين إيران. وبالتالي لا يمكنه إلا أن يكون جزءاً من الخطة والسياسة الإيرانيتين لمواجهة واشنطن و"نظام" عقوباتها.

هذه القراءة، تعزّزها الكيفية التي تتعاطى بها ايران مع ملفات المنطقة، لاسيّما الملفان السوري والعراقي، باعتبار أنّ تطورات الأسابيع الأخيرة في اليمن لجهة التقدم العسكري لـ "قوات التحالف" في الحديدة، جعلت حلفاء إيران الحوثيين في موقع أضعف ممّا كانوا عليه قبل أشهر، خصوصاً مع توقّع استئناف محادثات السلام أواخر الشهر الجاري.  في سوريا، يبرز التنافس أو تضارب المصالح الإيراني – الروسي الذي يظهّره تجاذب الطرفين على تشكيل "اللجنة الدستورية". وهو ما أوحى به كلام كبير مساعدي وزير الخارجية الإيراني للشؤون السياسية الخاصة حسين جابري أنصاري، من دمشق، وهو قال: "لا يحق لأي طرف أجنبي إملاء آرائه على عملية صنع القرار السوري ــ السوري هذه"، في إشارة ضمنية إلى روسيا. علماً أنّ إيران منزعجة من "التحالف النفطي" السعودي – الروسي، وهي اعتبرت أنّ موافقة روسيا على "زيادة الانتاج" مشاركة بالعقوبات النفطية الأميركية عليها. هذا فضلاً عن التحدّي الأميركي للنفوذ الإيراني في سوريا.

في العراق، وبعدما كانت العملية السياسيّة لتشكيل الحكومة تسير بوتيرة متسارعة، بعد انتخاب رئيسي الجمهورية والبرلمان وتكليف عادل عبد المهدي بتأليف الحكومة والبدء بالتصويت على أسماء الوزراء، تعطّل هذا المسار فجأة مع بروز الخلاف على اسمي وزيري الخارجية والداخلية. والثلاثاء جدّد تحالف "سائرون" بزعامة مقتدى الصدر رفضه اختيار فالح الفياض المحسوب على نوري المالكي وهادي العامري لتولي منصب وزير الداخلية.

تبني الأوساط على هذه المعطيات، لتقول إنّ التشدّد "المفاجئ" الذي أبداه الحزب في مسألة تأليف الحكومة، يأتي كصدى لتعديل أجرته إيران وحلفاؤها على خطة مواجهة العقوبات الأميركية. فبعدما كانوا يستعجلون تأليف الحكومة في كل من العراق ولبنان لمحاصرة تداعيات هذه العقوبات، رأوا أنّه من الأفضل لهم التروي والتلويح بأوراقهم الإقليمية لجرّ "المجتمع الدولي"، إلى التفاوض معهم. كانت ايران تنتظر الانتخابات النصفية الإميركية، للبناء على أي تعديل في موازين القوى داخل الإدارة الأميركية قد يفضي إلى تخفيف ضغط واشنطن عليها. إلّا أنّ ذلك لم يتحقّق، وبالتالي قد يكون هذا الأمر أحد أسباب التشدّد الإيراني المستجد. كذلك برز الثلاثاء، تأكيد مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون، أن "التسجيل الصوتي المرتبط بمقتل الصحافي جمال خاشقجي، لا يشير إلى علاقة لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بالعملية". وهذا كلام له صدى اقليمي بطبيعة الحال، لكونه دليلاً على "عدم تأثر" التحالف السعودي – الأميركي بقضية خاشقجي،. وهو أمر، لا شكّ، أنّ ايران تأخذه في الحسبان في مواجهتها لمحاولة "عصرها"، كما قال بولتون نفسه.

بإزاء كلّ هذا المناخ الإقليمي والدولي المحتقن، تبرز في لبنان مساعٍ لعزل الأزمة الحكومية عن أي عوامل إقليمية، لا بل هناك قراءة تضع "العقدة السنية" في سياق داخلي بحت، متصلّ بالتنافس المحتدم على الحصص الوزارية. إلّا أنّ هذا التنافس عينه لا يمكن أن يكون معزولاً عن سعي القوى السياسية إلى تأكيد موقعها وحجمها ضمن اللعبة السياسية الجديدة بعد الانتخابات النيابية. لكنّ هذا السعي لم يكن في يوم من الأيام، بحسب الأوساط، دينامية داخلية بحت، وهنا بيت القصيد"!

 

تجمع "سيادي" يبصر النور

"ليبانون ديبايت"/14 تشرين الثاني/18/شهدت الأسابيع الثلاثة الماضية سلسلة من الإتصالات والمشاورات بين مجموعة من الناشطين السياسيين بهدف بلورة "إطار تنظيمي" لتجمع جديد يرفع شعار "السيادة الوطنية" ويركز على أولوية الملف السيادي في أية معالجات للأزمة الوطنية التي يعاني منها لبنان. وبحسب المعلومات المتوافرة فإن التجمع الجديد مرشح لأن يحمل إسم "التجمع من أجل السيادة" وستتولى إدارته في المرحلة المقبلة هيئة من المنسقين تتوزع المهمات السياسية والدبلوماسية والإعلامية والإدارية والتوجيهية من دون هرمية عامودية للإفساح في المجال أمام انضمام أكبر عدد ممكن من الناشطين الى التجمع. وفي المعلومات أن مؤسسي "التجمع من أجل السيادة" توافقوا على ألا يتخذ الإطار التنظيمي الجديد الطابع الحزبي للإفساح في المجال أمام الأحزاب الراغبة في المشاركة بالإنضمام الى التحرك. ويهدف "التجمع من أجل السيادة" الى تكوين رأي عام لبناني مؤيد لضرورة إيلاء الملف السيادي الأولوية في قائمة المعالجات المطلوبة من خلال المطالبة بتطبيق حرفي للدستور اللبناني واتفاق الطائف والقرارين ١٥٥٩ و ١٧٠١ لناحية حل كل الميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية وعدم استثناء أي جهة من وجوب تسليم سلاحها للدولة اللبنانية ورفض أي حجج أو تسميات أو ذرائع للإحتفاظ بالسلاح خارج القوى والمؤسسات الشرعية التي ينص عليها الدستور اللبناني وقرارات مجلس الأمن الدولي. ويرى مشروع البيان التأسيسي ل"التجمع من أجل السيادة" أن لا إمكان لأية حلول سياسية أو اقتصادية أو مالية أو بيئية أو تنموية، ولا مجال لتحقيق اي استقرار أمني وسياسي واقتصادي واجتماعي حقيقي وثابت في ظل أي انتقاص من السلطة الكاملة للدولة اللبنانية على كل أراضيها، وفي ظل إدارة سياسية لا تعير الملف السيادي الأولوية المطلقة. ومن المنتظر الإعلان رسميا عن انطلاق "التجمع من أجل السيادة" في غضون أيام قليلة خلال اجتماع للهيئة التأسيسية التي تضم ناشطين من مختلف المناطق والطوائف اللبنانية.

 

وزير الطاقة: الحكومة تدفع سلفات لتغطية عجز «كهرباء لبنان»

بيروت/الشرق الأوسط/14 تشرين الثاني/18/أعلن وزير الطاقة والمياه في حكومة تصريف الأعمال النائب سيزار أبي خليل، أمس، أن «الحكومة تدفع سلفات لوزارة الطاقة لتغطية العجز في شركة كهرباء لبنان» غداة موافقة البرلمان اللبناني، أول من أمس الاثنين، على إنفاق 400 مليون دولار من خارج الميزانية على وقود محطات توليد الكهرباء في خطوة من شأنها أن تخفف أزمة إمدادات الكهرباء لكنها ستزيد العجز في الموازنة. وتطرق أبي خليل إلى القانون الذي أقره مجلس النواب أول من أمس بشأن الشراكة بين الدولة و«القطاع الخاص الناجح والمنتج لأجل خدمة أفضل وتكلفة أقل على اللبنانيين وسكان مدينة زحلة في هذه الحالة»، لافتاً إلى أن «عقد التشغيل لمدة 24 شهراً».  وأكد أبي خليل خلال مؤتمر صحافي عقده في الوزارة، أن «الكهرباء سوف تبقى 24 - 24 والخدمة أيضا بذات الجودة والإدارة والموظفين في زحلة، أما التكلفة على المواطنين وكهرباء لبنان فستتغير». وقال: «كنت واضحا في مداخلتي أمس، بأن الوزارة قامت باسترداد امتياز بحمدون وعاليه سابقا، وبأننا نعمل منذ سنتين على استرداد امتياز زحلة»، لافتاً إلى أن «الدولة باشرت باسترداد امتياز شركة كهرباء زحلة منذ العام 2016 بسبب انتهاء فترة الامتياز»، مذكرا بأن «الحكومة تدفع سلفات لوزارة الطاقة لتغطية العجز في شركة كهرباء لبنان». وأشار إلى أن هناك «قانونا يسمح بإشراك القطاع الخاص في عملية إنتاج الكهرباء، وفق قانون إدارة النفايات، ما يؤمن المزيد من الاستقرار في هذا القطاع»، مطمئنا إلى أن «كهرباء زحلة ستبقى 24 - 24 ولكن الفاتورة على المواطنين ستنخفض وسيدفع المواطنون تعريفة أقل». وقال: «لا مشكلة لدى وزارة الطاقة مع شركة كهرباء زحلة، وهي منفتحة على جميع الحلول، وهمنا فقط تطبيق القوانين». ويعاني لبنان من ثالث أكبر دين عام نسبة إلى الناتج المحلي الإجمالي في العالم، إلى جانب الركود الاقتصادي. وذكر وزير المال علي حسن خليل، أن شركة كهرباء لبنان الحكومية التي تتلقى دعما من الحكومة، تحتاج إلى 642 مليار ليرة لبنانية (430 مليون دولار) إضافية فوق مخصصاتها البالغة 2100 مليار ليرة في ميزانية 2018 لتغطية احتياجات الوقود بقية العام. وستتمثل الأولوية الأولى للحكومة الجديدة في تقليص معدلات العجز في الموازنة وميزان المعاملات الجارية وتقليص ديون البلاد التي تتجاوز 155 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي، مع نهاية عام 2018. ويقول البنك الدولي إن الخطوة الأولى على هذا الطريق يجب أن تتمثل في إصلاح قطاع الكهرباء، واصفا دعم شركة كهرباء لبنان بأنه «عبء هائل» على المالية العامة. وفي العام الماضي، أنفقت الحكومة 1.3 مليار دولار على كهرباء لبنان، بما يعادل 13 في المائة من النفقات الأولية.

 

عون تسلّم اقتراحات لخفض عجز الميزانية

بيروت/الشرق الأوسط/14 تشرين الثاني/18/قال الرئيس اللبناني ميشال عون، إن «الأوضاع الاقتصادية الدقيقة والصعبة التي تمر بها البلاد ستكون من أولويات الحكومة العتيدة فور تشكيلها». كلام الرئيس عون جاء خلال استقباله رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي شارل عربيد، ورئيس الهيئات الاقتصادية اللبنانية محمد شقير، ورئيس الاتحاد العمالي العام الدكتور بشارة الأسمر، الذين أطلعوه على «الواقع الاقتصادي والاجتماعي والعمالي الراهن، في ضوء اشتداد الضغوط على مؤسسات الأعمال، الناتجة عن التطورات التي يمر بها لبنان، ومنها الأزمة الحكومية».

وأوضح عربيد أنهم تمنوا على رئيس الجمهورية «الإسراع في تشكيل الحكومة الجديدة. الأمر الذي يؤسس لإطلاق ورش عدة، واحدة لتعزيز البنى التحتية من خلال متابعة مندرجات مؤتمر (سيدر) والإصلاحات التي تواكبه، وثانية تتعلق بتنفيذ الخطة الاقتصادية الوطنية التي تم إعدادها، أما الورشة الثالثة فتتناول ورقة العمل التي توافق عليها ممثلو 7 أحزاب رئيسية التقوا بدعوة من المجلس الاقتصادي والاجتماعي، التي تتألف من 22 إجراء، تركز على خفض النفقات العامة وإصلاح أنظمة التقاعد والتقديمات وتنظيم الإدارة العامة ووضع ضوابط وسياسات مالية جديدة. أما المسار الرابع فيعنى بمعالجة الوضع الاجتماعي وتدعيم شبكات الأمان الاجتماعي وإيجاد فرص عمل جديدة للشباب اللبناني». وأشار إلى أن البحث «سيستمر مع الرئيس عون من أجل وضع هذه المسارات الأربعة قيد التطبيق فور تشكيل الحكومة الجديدة». من جهة أخرى، كان موضوع فتح معبر نصيب الحدودي، محور لقاء عون ووفد من نقابة مستوردي ومصدري الخضار والفاكهة في لبنان، وإمكانية البحث في فتح معابر أخرى مثل معبري التنف والبوكمال، لتستعيد حركة الصادرات اللبنانية نشاطها الطبيعي المعتاد.

وتمنى الوفد على عون «استكمال مساعيه مع المسؤولين في كل من سوريا والأردن والسعودية لتقديم التسهيلات الممكنة للصادرات اللبنانية، ولا سيما خفض الضرائب والرسوم على المنتوجات الزراعية المتبادلة، وإعادة النظر بالرسوم التي استجدت بعد فتح المعابر وزيادة الكميات المصدرة من لبنان». وتحدث الوفد عن «زيادة الرسوم على المنتجات الزراعية ورسوم سمات الدخول وغيرها من الصعوبات التي تواجه حركة التصدير». وأكد عون اهتمامه «بتحسين الأوضاع الاقتصادية»، عارضاً أبرز الاتصالات التي أجراها «لتأمين فتح معبر نصيب، وتسهيل عمل قطاعات الإنتاج»، مؤكدا أنها «من أولوياته في هذه المرحلة»، مشيرا إلى أنه «سيستكمل الاتصالات اللازمة مع المسؤولين في الدول العربية الثلاث من أجل تذليل العقبات التي تواجه انسياب المنتجات اللبنانية على اختلاف أنواعها».

 

ماذا يحصل بين بكركي و"حزب الله"؟

"الأنباء الكويتية" - 14 تشرين الثاني 2018/تعتبر أوساط قريبة من بكركي، لـ"الأنباء"، أن العلاقة بين بكركي و"حزب الله" باردة والاتصالات المباشرة شبه متوقفة، بما في ذلك أعمال لجنة الحوار المشتركة التي كان يرأسها المطران سمير مظلوم من جهة بكركي، وغالب أبو زينب من جهة "حزب الله" الذي لم يعد مكلفا بالملف المسيحي. وهذا الجفاء حصل لأسباب متراكمة تبدأ من زيارة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي الى القدس عام ٢٠١٤ التي لم يكن الحزب راضيا عنها.

 

المرعبي: ممارسات النظام السوري أوقفت عودة النازحين

بيروت/الشرق الأوسط/14 تشرين الثاني/18/أعلن وزير الدولة لشؤون النازحين في حكومة تصريف الأعمال معين المرعبي، أن «90 في المائة من النازحين السوريين في لبنان أبدوا رغبتهم بالعودة الآن لا غداً، إلى سوريا، لكن ممارسات النظام السوري بحق العائدين لا تشجعهم على العودة»، لافتاً إلى أن «النظام قام بقتل أكثر من 20 لاجئاً سورياً وخطف المئات منهم، كما أنه يجبر العائدين على الانخراط في التجنيد الإجباري في الجيش، الأمر الذي أرعب النازحين وأوقف عودتهم». ودعا في مؤتمر صحافي إلى «الضغط على النظام السوري بالتعاون مع المجتمع الدولي لتسريع العودة، من خلال وقف العمليات الإجرامية ضدهم»، مشيرا إلى أن «هذه المعلومات هي من داخل سوريا». ولفت إلى أن «حزب الله» مسؤول عما وصل إليه الوضع في لبنان، لأنه يحتل عددا كبيرا من القرى والمدن السورية»، داعياً «الحزب إلى الانسحاب من المناطق التي احتلها». واعتبر المرعبي أن «دور مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مخطوف، من قبل وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل، الذي يشن معارك دونكيشوتية ضدها، من خلال عدم تجديد الإقامة للعاملين فيها»، داعياً الحكومة المقبلة ورئيسها إلى «إلزام وزارة الخارجية بتوجه الأمم المتحدة لاستصدار قرار يعترف بحق عودة النازحين إلى بلدهم، كما على الخارجية الطلب من الجامعة العربية عقد جلسة عاجلة لاستصدار قرار في هذا الإطار، وكذلك دعوة المجموعة الدولية لدعم لبنان للمساعدة».

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

وزير الدفاع الإسرائيلي يعلن استقالته ويدعو لانتخابات مبكرة رفضاً للتهدئة في غزة... و«حماس» تعتبر القرار «انتصاراً سياسياً»

القدس/الشرق الأوسط/14 تشرين الثاني/18/أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، اليوم (الأربعاء)، استقالته من منصبه،  جاء ذلك في تصريحات أدلى بها الوزير للصحافيين. ووصف ليبرمان في قراره الذي يصير ساريا بعد 48 ساعة على تقديم الاستقالة المكتوبة الاتفاق الذي تم بوساطة مصرية أمس (الثلاثاء) ووافقت عليه حركة «حماس» بأنه «استسلام للإرهاب». وأضاف «ما نفعله الآن كدولة هو شراء الهدوء على المدى القصير، لكننا سندفع على المدى البعيد ثمناً ونتكبد ضررا بالغاً» على مستوى الأمن القومي. وطالب ليبرمان بانتخابات مبكرة في إسرائيل بعد إعلان استقالته، مؤكدا انسحاب حزبه من حكومة نتنياهو.  من جانبها، اعتبرت حركة «حماس»  أن استقالة ليبرمان تمثل «اعترافا بالهزيمة». وقال القيادي في الحركة سامي أبو زهري ، على موقع التواصل الاجتماعي  (تويتر) ، إن استقالة ليبرمان «هي اعتراف بالهزيمة، والعجز في مواجهة  المقاومة الفلسطينية». وأضاف أن الاستقالة «انتصار سياسي لغزة التي نجحت بصمودها في إحداث هزة  سياسية في ساحة الاحتلال».

 

 ليبرمان يستقيل ويصف وقف النار في غزة بالخضوع للإرهاب

العربي الجديد/غزة – نضال محمد وتد، ضياء خليل/14 تشرين الثاني/18/العربي الجديد/في خطوة مفاجئة، أعلن وزير الأمن الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، اليوم الأربعاء، في مؤتمر صحافي في الكنيست، استقالته من منصبه في حكومة الاحتلال. وبرر ليبرمان قرار الاستقالة برفضه اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وفصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، واصفا الاتفاق بأنه "خضوع للإرهاب". وجدد ليبرمان معارضته مؤيدي الاتفاق، قائلاً إن "ما حدث هو قيام حكومة إسرائيل بشراء الهدوء"، في إشارة إلى المنحة القطرية. كما لفت إلى أنه سبق أن عارض أيضاً تحويل الوقود إلى قطاع غزة، معلنا أنه اضطر لذلك بعد أن أصدر رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو الشهر الماضي أمراً رسمياً. وقال إنه عارض أيضاً موقف الحكومة الإسرائيلية، ومماطلتها في إخلاء التجمع الفلسطيني في الخان الأحمر شرق القدس المحتلة.

وزعم ليبرمان في المؤتمر الصحافي ذاته أنه، في ضوء الخلافات في الرأي بينه وبين رئيس الحكومة، لم يعد بمقدوره البقاء في الحكومة الحالية، وأنه لا يستطيع في ظل سياسة "المهادنة"، بحسب تعبيره، لمواقف الحكومة الحالية بشأن الاتجاه نحو تهدئة مع حركة "حماس"، أن ينظر في أعين الجنود الإسرائيليين. كذلك، جدد موقفه المعارض أيَ تسوية مع حركة "حماس"، ووجوب توجيه ضربة عسكرية لها بمعزل عن خطوات لتحسين حياة "السكان المدنيين" في قطاع غزة. ودعا ليبرمان إلى التوصل إلى موعد متفق عليه لإجراء الانتخابات النيابية المقبلة، وتبكير موعد هذه الانتخابات. إلى ذلك، اعتبر القيادي في حركة "حماس"، سامي أبو زهري، استقالة ليبرمان "اعترافا بالهزيمة والعجز في مواجهة المقاومة الفلسطينية".

 

تهدئة في غزة بعد يومين من المواجهة واتصالات مصرية ونرويجية مكثفة أفضت إليها بعد مئات الصواريخ والغارات

رام الله: كفاح زبون/الشرق الأوسط/14 تشرين الثاني/18/وصلت جولة التصعيد الكبيرة بين إسرائيل و«حماس» إلى نهايتها أمس، مع إعلان التوصل إلى وقف إطلاق نار رعته مصر. وأعلنت الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة في بيان مقتضب، أن «جهوداً مصرية أسفرت عن تثبيت وقف إطلاق النار بين المقاومة والاحتلال، وأن المقاومة ستلتزم بهذا الإعلان ما دام التزم به الاحتلال». وفي إسرائيل لم يعلق أي مسؤول إسرائيلي فوراً على إعلان «حماس» و«الجهاد» والفصائل الأخرى حول وقف النار، لكنّ مصدراً سياسياً إسرائيلياً رسمياً قال، لاحقاً، في بيان وزّعه مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، إن «إسرائيل تحتفظ بحرية العمل. (حماس) طلبت التهدئة من 4 وسطاء مختلفين، ونحن كان ردنا أن ذلك مرتبط بالوضع الميداني». وجاء إعلان وقف النار بعد يومين من تصعيد خطير، شهد الجولة الأعنف من القتال، منذ انتهاء حرب 2014 التي استمرت 51 يوماً. وقبل الإعلان بقليل، أعطت «حماس» وإسرائيل مؤشرات على إمكانية وقف إطلاق النار، بعد تهديد ووعيد. وقال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس»، في تصريح مقتضب أمس، إنه «في حال توقف الاحتلال عن عدوانه، يمكن العودة إلى تفاهمات وقف إطلاق النار». مضيفاً: «لقد دافعت المقاومة عن شعبها ونفسها أمام العدوان الإسرائيلي، وشعبنا الفلسطيني كعادته احتضن المقاومة بكثير من الصبر والفخر». جاء تصريح هنية بعد قليل من إعلان المجلس الأمني والسياسي الإسرائيلي المصغر «الكابنيت»، أنه أوعز إلى الجيش بمواصلة العمليات في قطاع غزة «حسب الضرورة»، في مؤشر إلى إمكانية التراجع. وقالت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، إن محاولات مصرية حثيثة وأخرى أممية تواصلت لمدة 48 ساعة، من أجل التوصل إلى اتفاق وقف النار، وضغطت بكل الاتجاهات من أجل تجنيب القطاع حرباً جديدة.

وحسب المصادر، فإن الاتصالات كانت صعبة ومعقدة، وانتكست في أحيان كثيرة، في ذروة القصف المتبادل. وأكدت المصادر أن الفصائل الفلسطينية وإسرائيل تجاهلوا بدايةً هذه الاتصالات، ثم تجاوبت «حماس» في قطاع غزة فيما استمرت إسرائيل في التجاهل لفترة أطول، قبل أن تعود وتستجيب.

 

قتيل البلدة الإسرائيلية فلسطيني من الخليل

تل أبيب/الشرق الأوسط/14 تشرين الثاني/18/في الوقت الذي تحدثت فيه إسرائيل عن الغضب لمقتل مواطن إسرائيلي في مدينة أشكلون، من جراء قصف صاروخي من قطاع غزة باتجاه بلداتها الجنوبية، اتضح أن الضحية مقاول بناء فلسطيني من مدينة حلحول، قضاء الخليل، يعمل وفق تصريح رسمي. وكان الصاروخ قد سقط على عمارة كبيرة في عسقلان (أشكلون)، خلال تراشق بين قذائف «حماس» والغارات الإسرائيلية المدمرة، في منتصف الليلة قبل الماضية. وقد نفدت القذيفة الصاروخية الفلسطينية من صواريخ «القبة الحديدية»، وحطت مباشرة على شقة في الطابق الرابع من العمارة الإسرائيلية، وحطمت جداراً مشتركاً لغرف عدة، فأصابت المقاول الفلسطيني، محمود أبو عصبة (48 عاماً)، الذي توفي على الفور، وأصيبت امرأة في غرفة مجاورة بجراح متوسطة، ومعها طفل خرج بجروح خفيفة. ويعمل أبو عصبة في أشكلون بتصريح عمل إسرائيلي، واحداً من نحو 70 ألف فلسطيني يغادرون الضفة الغربية بحثاً عن رزقهم. وهو أب لستة أبناء، ثلاثة منهم طلاب جامعات، وأصغرهم طفل في الرابعة.

 

شجارات دامية في انتخابات البلدات العربية داخل إسرائيل/أيمن عودة: لا نتهرب من مسؤوليتنا... لكن السلطات تتحمل قسطاً من الأسباب

تل أبيب/الشرق الأوسط/14 تشرين الثاني/18/شهدت البلدات العربية في إسرائيل (فلسطينيو 48)، موجة عارمة من الشجارات العائلية والحمائلية والسياسية الحزبية، وذلك على خلفية الانتخابات المحلية فيها، والصراعات على مقاعد رؤساء المجالس البلدية وأعضائها. وقد تحولت بعض الشجارات إلى ما يشبه الحروب الدامية في نحو 20 بلدة، من مجموع 80 بلدة تجري فيها الانتخابات، واستخدمت فيها أسلحة نارية (مسدسات ورشاشات وبنادق «إم 16» وقنابل)، وألعاب نارية (وهي أسلحة تتسبب في الحرائق للبشر وللممتلكات)، فضلا عن العصي والحجارة. وبسببها، تقتحم قوات كبيرة من الشرطة هذه البلدات وتجري الاعتقالات، وتدخل في صدامات مع المعترضين، وتستخدم بنفسها أدوات قمع الشغب. وقد تمكن بعض المرشحين من منع الصدامات، عن طريق التوقيع على معاهدات بين المتنافسين الأساسيين في سبع بلدات، بحيث تم التنازل عن الحسم الديمقراطي وإلغاء الانتخابات وتقاسم الرئاسة والوظائف بين الطرفين، حقنا للدماء.\ وتعتبر الانتخابات البلدية لدى المواطنين العرب في إسرائيل: «معركة مصيرية»، للسيطرة والنفوذ، أكثر بكثير من الانتخابات البرلمانية. ففيها تصل نسبة التصويت إلى 80 – 85 في المائة، بينما لا تتجاوز نسبة التصويت للكنيست (البرلمان الإسرائيلي) نسبة 60 في المائة. ويختلف هذا الوضع عنه في البلدات اليهودية؛ حيث لا تتعدى نسبة التصويت للانتخابات البلدية 60 في المائة، بينما الانتخابات البرلمانية تصل هناك إلى 75 في المائة.

ويقول الدكتور علي حريب، الباحث في الشؤون الاجتماعية، إن سبب هذا الواقع يعود إلى الفهم الخاطئ للديمقراطية، والواقع الأليم الذي تسببه سياسة التمييز العنصري الحكومية. فبسبب سياسة التمييز، لا يشعر المواطن العربي بالانتماء إلى الدولة، لذلك لا يتوجه إلى الانتخابات القطرية؛ لأنه لا يجد نفسه فيها. وعلى الرغم من توحيد صفوف الأحزاب العربية الوطنية في إطار «القائمة المشتركة»، التي حظيت بـ84 في المائة من أصوات العرب، وتمثلت في 13 نائبا بالكنيست، فإن نسبة التصويت لم ترتفع سوى 6 في المائة (من 54 في المائة إلى 60 في المائة). وأما في الانتخابات البلدية فهم ينتخبون أناسا يعرفونهم جيدا عن قرب، ويقومون بمعالجة شؤونهم الحياتية اليومية. ولكنهم لا يتقنون العمل وفق الأدوات الديمقراطية كما يجب. فمن مجموع 80 بلدة، نجحت الأحزاب في حسمها لصالح مرشحين حزبيين في 11 مجلسا فقط، بينما البقية انتخبوا مرشحين لعائلات أو حمائل. ولذلك سادت العصبية القبلية أكثر من التنافس الديمقراطي. ويقول النائب أيمن عودة، رئيس «القائمة المشتركة»، إنه يشعر بالأسى والحزن، وحتى الخجل، من جراء هذه الشجارات. ولكنه يضيف: «من دون أن نساير أنفسنا، ومن دون التهرب من مسؤوليتنا المحلية عنها، لا بد من الإشارة إلى أن السلطات الإسرائيلية تتحمل قسطا وافرا من المسؤولية عنها. فقد كشفنا أخيرا، عن أرشيف الشاباك (المخابرات الإسرائيلية)، ووجدنا كثيرا من الوثائق التي تبين الخطط لشق صفوفنا والتفريق بيننا، وإشعال نار الفتنة والحرب بيننا، حتى نفقد عنصر الوحدة الوطنية. منذ رئيس الحكومة الأول، ديفيد بن غوريون، وهم يديرون سياسة (فرق تسد) بوعي وتعمد. عندما وجدونا موحدين خافوا من وحدتنا، فقال بن غوريون: (اجروا لهم انتخابات). ولا يمكن أن نتجاهل هذا. ومع ذلك نحن نتوجه إلى جماهيرنا وننبهها إلى هذا الخطر».

ووافقت «حماس» منذ ظهر أمس، على منح الجهود المصرية فرصة من أجل انتزاع موافقة إسرائيلية على وقف إطلاق النار، لكنها كانت مرهونة بتصرف إسرائيل التي اشترطت، في النهاية، وقف الهجمات من غزة.

وشاركت النرويج بشكل فاعل في الوساطات وكذلك المبعوث الأممي ميلادينوف، وقطر. وقالت مصادر إسرائيلية، إن المبعوث النرويجي للشرق الأوسط، نقل رسائل لـ«حماس»، بأنه إذا لم يجرِ وقف إطلاق الصواريخ، فإن إمدادات الوقود لمحطة الكهرباء التي تدعم النرويج جزءاً منها ستتوقف. وحسب المصادر، فإن المبعوث النرويجي تلقى رسائل من «حماس» حول رغبتها في التهدئة. والاتفاق تم في نهاية يوم شهد قصفاً متبادلاً بين الطرفين. وقال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي يونتان كورنيكوس، إنه بعد يومين من القصف الشديد على غزة، دمّر الجيش أكثر من 150 هدفاً عسكرياً، تشمل «أهدافاً استراتيجية مهمة».

وركزت إسرائيل هذه المرة، على قصف أهداف قيّمة بالنسبة إلى «حماس» ولها تأثير نفسي. وشملت مباني كبيرة، بينها مبنى قناة «الأقصى» التابعة لـ«حماس»، ومقر جهاز الأمن الداخلي، ومجمع وزارات، ومبنى قالت إسرائيل إنه تابع لاستخبارات الحركة. وهدد كورنيكوس بأنه «يوجد احتمال كبير لإصابة أهداف إضافية». وقال كورونيكس: «لقد أوصلنا لـ(حماس). لدينا المعلومات الاستخباراتية والقدرات لقصف عدة أهداف عسكرية تابعة لها». وتسببت الغارات الإسرائيلية بقتل 7 فلسطينيين وإصابة 25 آخرين، ما يرفع عدد الفلسطينيين الذين قتلتهم إسرائيل في غضون 48 ساعة إلى 14. بينهم 7 في عملية خاصة فاشلة، قُتل فيها ضابط إسرائيلي رفيع، وكانت شرارة هذا التصعيد والتهديد الإسرائيلي بتصعيد في غزة، جاء قبل أن تعلن التهدئة، قابله تهديد فلسطيني بتوسيع دائرة النار. وأطلقت الفصائل الفلسطينية نحو 400 صاروخ وقذيفة، خلال اليومين الماضيين، باتجاه مستوطنات وبلدات إسرائيلية قريبة من الحدود، مجبرةً عشرات آلاف الإسرائيليين في الجنوب، على البقاء بالقرب من الملاجئ. وشكّل هذا العدد من الصواريخ، ضعف ما أُطلق منها في أي حرب سابقة. وأدت الهجمات الفلسطينية إلى مقتل شخص واحد (عامل عربي) وإصابة 85 إسرائيلياً بجروح متفاوتة، وُصفت حالة اثنين منهم بالخطيرة. وكان من بينهم جندي أُصيب بشظايا قذيفة صاروخية استهدفت حافلة إسرائيلية. وهدد ناطق باسم الجناح العسكري لحركة «حماس»، بإطلاق صواريخ باتجاه مناطق إسرائيلية أبعد عن القطاع، في حال استمرار القتال، مضيفاً: «سيكون نحو مليون صهيوني داخل نطاق صواريخنا، في حال قرار العدو الصهيوني متابعة عدوانه». وقال ناطق آخر باسم الحركة، إن مدينتي «أسدود وبئر السبع هما الهدف التالي». وبعد كل هذه التهديدات نجحت مصر في إعلان تهدئة.

 

«العفو الدولية» تطالب إيران بالكشف عن مصير مئات المحتجزين من الأحواز

لندن/الشرق الأوسط/14 تشرين الثاني/18/طالبت منظمة العفو الدولية إيران بالكشف فوراً عن مصير ومكان وجود مئات من أبناء الأحواز المحتجزين دون الاتصال بعائلاتهم أو محاميهم. وقالت المنظمة في بيان عبر موقعها الإلكتروني: «في الأيام القليلة الماضية، قال ناشطون من عرب الأحواز، متواجدون خارج إيران، لمنظمة العفو الدولية إن 22 رجلاً، بينهم ناشط في المجتمع المدني محمد مؤمني تیماس، قد أعدموا سراً». وتابعت: «منذ 24 سبتمبر (أيلول)، تم احتجاز ما يقرب من 600 من العرب الأحواز بمعزل عن العالم الخارجي في موجة من الاعتقالات في أعقاب هجوم مسلح مميت وقع في الأحواز بمقاطعة خوزستان، قبل ذلك التاريخ بيومين». وقال فيليب لوثر، مدير البحوث وأنشطة كسب التأييد في برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بمنظمة العفو الدولية: «إذا تأكدت هذه الأنباء، فإن عمليات الإعدام السرية لهؤلاء الرجال لن تكون مجرد جريمة بموجب القانون الدولي فحسب، وإنما أيضاً انتهاك بغيض لحقهم في الحياة والاستخفاف التام بالعدالة، حتى من خلال المعايير المروعة للنظام القضائي الإيراني». وأضاف: «من الصعب تصور أن هؤلاء الأفراد كان بإمكانهم الحصول على محاكمة عادلة في غضون أسابيع قليلة من اعتقالهم، ناهيك عن إتاحة الفرصة لهم لاستئناف أحكام الإعدام». وتقول المنظمة إن أحد الذين ورد أنهم أعدموا سراً هو أحمد حیدري، وهو صاحب متجر للسيراميك، 30 عاماً، أُلقي القبض عليه في غضون بضعة أيام من الهجوم المسلح الذي وقع في الأحواز.

ولم تسمع أسرته أي خبر عن مصيره أو مكان وجوده حتى 11 نوفمبر (تشرين الثاني)، عندما تلقت مكالمة هاتفية تستدعيهم إلى مركز المعلومات التابع لوزارة الاستخبارات في الأحواز. وهناك، تم منحهم شهادة الوفاة، وأُخبروا بأنه قد أعدم في 8 نوفمبر. وقال المسؤولون إنهم لن يسلموا جثته لدفنها، وأبلغوا العائلة أنه غير مسموح لهم بإقامة حفل تأبين له. وعلى النقيض من ذلك، فإنه في 12 نوفمبر، أخبر حاكم إقليم خوزستان وكالة «إرنا» الحكومية للأنباء، أن التقارير التي تفيد بإعدام 22 معتقلاً «محض أكاذيب». وقال أيضاً إن الأشخاص الذين اعتقلوا فيما يتعلق بهجوم الأحواز وجهت إليهم تهم، لكنه لم يشر إلى أن أي منهم قد قُدّم للمحاكمة. وأضاف فيليب لوثر قائلا: «في غياب أي معلومات عن مكان وجود المعتقلين الذين يُخشى أنه تم إعدامهم، فإن الإنكار التام الذي يبديه حاكم خوزستان لن يُشعر العائلات بارتياح، وهي التي لم تتمكن من رؤية ذويها أو تسمع منهم منذ اعتقالهم». وأكد «أن عمليات الإعدام التي ورد أنها قد نُفّذت تزيد من مخاوفنا من أن المئات من عرب الأحواز الآخرين المحتجزين في أعقاب هجوم الأحواز قد يواجهون أحكاماً بالإعدام أو غيره من المعاملة القاسية». ودعت منظمة العفو الدولية السلطات الإيرانية إلى الكشف عن مكان وجود جميع المحتجزين دون مزيد من التأخير، وتقديم معلومات حول الإجراءات القانونية التي تم اتخاذها حتى الآن. كما يجب على السلطات منح العائلات ومحاميها حق الوصول إلى المحتجزين، وضمان حمايتهم من التعذيب وغيره من ضروب المعاملة السيئة. كما دعت المنظمة السلطات إلى الإفراج، فوراً ودون قيد أو شرط، عن أي من العرب الأحواز المحتجزين لمجرد ممارستهم السلمية لحقهم في حرية التعبير أو تكوين الجمعيات والانضمام إليها، أو التجمع السلمي، أو فقط بسبب هويتهم العرقية. واختتم فيليب لوثر قائلاً: «في حين أن من واجب السلطات الإيرانية تقديم أي شخص يشتبه في أنه مسؤول عن المسؤولية الجنائية عن الهجوم في الأحواز إلى محاكمات عادلة، فإنه يجب ألا يُستخدم هذا الأمر ذريعة للقيام بتطهير عرقي للأقلية الأحوازية العربية المضطهدة في إيران».

 

تجدد الاشتباكات في «المنطقة العازلة» شمال سوريا واحتجاجات على وجود فصائل مسلحة في جرابلس

بيروت - لندن/الشرق الأوسط/14 تشرين الثاني/18/أفادت المعارضة السورية بعودة التصعيد إلى خطوط المواجهات في محافظتي إدلب وحماة شمال ووسط سوريا، بين القوات الحكومية وفصائل المعارضة في المنطقة الخاضعة لاتفاق سوتشي الروسي - التركي. وقال قائد عسكري في الجبهة الوطنية للتحرير المعارضة لوكالة الأنباء الألمانية إن القوات الحكومية السورية قصفت الثلاثاء بالمدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ، قرى المشيرفة وطويل الحليب والكتيبة المهجورة في ريف إدلب الشرقي. وأكد أن فصائل المعارضة ردت على القصف، حيث تدور حالياً اشتباكات عنيفة جداً بين الجانبين على محور الكتيبة المهجورة وقرية الواسطة، قرب بلدة أبو الظهور بريف إدلب الجنوبي الشرقي. وأشار إلى أن قرى خط التماس والواقعة في المنطقة منزوعة السلاح بموجب الاتفاق الروسي - التركي، تشهداً يومياً قصفاً من القوات الحكومية في محافظتي إدلب وحماة، لافتا إلى أن القوات الحكومية نفذت منذ أيام تسللا إلى مواقع الجبهة في منطقة الزلاقيات في ريف حماة، وقتلت أكثر من 20 عنصراً من جيش العزة. من جانبها، أعلنت هيئة تحرير الشام، عبر صفحات مقربة لها على مواقع التواصل الاجتماعي، أنها قتلت اليوم 10 عناصر من القوات الحكومية بينهم أربعة قناصين، إثر استهدافهم خلال تقدمهم لنقطة متقدمة في تل الطوقان بريف إدلب الشرقي. وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن وحدات من «الجيش المتمركزة في معسكر بريديج بريف محردة الشمالي الغربي، قصفت بالمدفعية الثقيلة مجموعات إرهابية متسللة من قرية الجنابرة باتجاه إحدى نقاطها بالريف الشمالي وأوقعت غالبية أفرادها بين قتيل ومصاب».إلى ذلك، قطع أهالي مدينة جرابلس في ريف حلب الشرقي بسوريا عدداً من الشوارع الرئيسية في المدينة بالإطارات المشتعلة احتجاجاً على تدهور الوضع الأمني بالمدينة. وقالت مصادر في المعارضة السورية بريف حلب الشرقي لوكالة الأنباء الألمانية، إن الأهالي يطالبون بخروج جميع المقرات العسكرية من المدينة بشكل كامل، ومحاسبة المقصرين في وصول السيارات المفخخة إلى المدينة. وكانت سيارة مفخخة انفجرت أول من الاثنين أمام مبنى الشرطة العسكرية وسط المدينة، وخلف الانفجار قتيلاً و10 جرحى أغلبهم من المدنيين. وتسيطر فصائل «درع الفرات» المدعومة من تركيا على مدينة جرابلس وريفها وصولاً إلى حدود مدينة منبج الخاضعة لسيطرة «قوات سوريا الديمقراطية». وشهدت مدينة جرابلس عدة انفجارات خلال العام الحالي سقط خلالها عشرات القتلى والجرحى، وتتهم فصائل المعارضة «وحدات حماية الشعب» الكردية وتنظيم داعش بالوقوف وراء تلك الانفجارات.

 

منشقون ولاجئون سوريون يشككون في صدقية العفو عن العسكريين وطالبوا بضمانات للعودة إلى البلاد

ريف دمشق/الشرق الأوسط/14 تشرين الثاني/18/شكك لاجئون سوريون مطلوبون للخدمتين «الإلزامية» و«الاحتياط» في قوات النظام، في نيات دمشق بعد مرسوم العفو العام الذي أصدره الرئيس بشار الأسد عن العسكريين الفارين والمنشقين والمتخلفين عن الالتحاق بالخدمتين.

أحمد البالغ من العمر (26 عاما)، ويتحدر من ريف دمشق الغربي، كان أنهى دراسته الجامعية وحصل على درجة إجازة في الحقوق خلال السنة الثانية للحرب، وبات مطلوبا منه تأدية الخدمة الإلزامية في الجيش. لكن أحمد، ومعه مجموعة من أصدقائه الذين أنهوا معه دراستهم الجامعية، آثروا اللجوء إلى أي بلد مجاور أو أوروبي خوفا من سوقهم لتأدية الخدمة الإلزامية. ويوضح أحمد أنه والغالبية من أصدقائه يتمنون العودة إلى بلادهم ومعاودة العيش فيها، «ولكن هذا النظام لا أمان له، فقد سبق أن أصدر عدة مراسيم مشابهة، والبعض انطلت عليه وسلم نفسه للاعتقال أو الزج به في الصفوف الأمامية للجبهات والموت في سبيله». ويشدد على أن «الحالة الوحيدة التي يمكن العودة فيها - وهذا ليس رأيي فقط وإنما رأي كثيرين هنا - هي إلغاء الخدمة الإلزامية وتغيير هذا النظام».

منذ اندلاع الانتفاضة في سوريا منتصف آذار (مارس) 2011، فر الملايين من السوريين إلى دول الجوار ودول أوروبية هربا من الموت وبحثا عن فرص عمل وحياة كريمة. وتقدر منظمة الأمم المتحدة وجود 5.6 مليون لاجئ سوري في دول الجوار ودول أوروبية، إضافة إلى 7 ملايين نازح داخل البلاد. وكثير من هؤلاء اللاجئين من شريحة الشباب؛ فروا خوفا من تأدية الخدمة الإلزامية في جيش النظام، بينما يتوارى عن الأنظار من بقي منهم داخل البلاد ممن لم تسعفهم ظروفهم للهجرة. ويقدّر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أعداد المتخلفين عن الخدمة الإلزامية بـ150 ألفاً على الأقل منذ اندلاع الحرب. وتفرض الخدمة الإلزامية على كل شاب تجاوز الثامنة عشرة من العمر، وكانت مدتها الأساسية قبل اندلاع الحرب نحو عامين، وفق «قانون خدمة العلم»، لكنها باتت تستمر لسنوات غير معروفة منذ بدء الحرب. وغالباً ما تحثّ السلطات المتخلفين عنها على الالتحاق بها، وتسعى جاهدة لتجنيدهم بكل الوسائل، ففي محافظة السويداء وحدها، جنوب سوريا، تتحدّث الأرقام عن نحو 40 ألف شاب يعدّهم النظام «متوارين» و«متخلفين» عن الالتحاق بـالخدمة الإلزامية.

وأصدر الرئيس بشار الأسد بداية أكتوبر (تشرين الأول) الماضي عفواً عاماً «عن كامل العقوبة في الجرائم المنصوص عليها في قانون خدمة العلم»، في إشارة إلى العقوبة التي تفرض على المتخلفين عن الالتحاق بالخدمتين «الإلزامية» و«الاحتياط». وفي أواخر الشهر نقلت صحيفة «الوطن» السورية الموالية للنظام عن «مصادر مختصة»، أنه بدءاً من 29 أكتوبر الماضي تم تطبيق قرار شطب دعوة أسماء المطلوبين للاحتياط وتعميمها على المراكز الحدودية، لأن هناك عدداً كبيراً من الشباب المغتربين مطلوبون للاحتياط، وأشارت إلى أن ذلك يأتي «بعدما أصدر وزير الدفاع علي أيوب تعميماً تضمن إلغاء جميع الأسماء المطلوبة للاحتياط استناداً إلى مرسوم العفو الأخير، وتأكيده أنه بموجب المرسوم يمنع إلقاء القبض على أي من المدعوين للاحتياط ويفرج عن الذين تم توقيفهم خلال الـ48 الساعة الماضية». وذكرت الصحيفة أن عدد الأسماء المطلوبة لخدمة «الاحتياط» يقدر بنحو 800 ألف مطلوب. سامر، وهو مدرس لغة إنجليزية في العقد الثالث من العمر، وغادر البلاد في عام 2014 إلى تركيا، لدى معرفته من أحد موظفي شعبة التجنيد التابع لها، أن اسمه أدرج في قوائم المطلوبين لخدمة الاحتياط في جيش النظام، يقول لـ«الشرق الأوسط» عبر تطبيق «ماسنجر»: «الكثير ممن استجابوا لمراسيم العفو السابقة، جرى اعتقالهم من قبل النظام، والبعض منهم حاليا في عداد المفقودين»، ويضيف: «لنفترض أن أعدادا كبيرة عادت إلى البلاد، فكيف سيتعامل النظام معهم... هل سيضعهم على كفوف الراحة، ويفرش لهم الطرق بالورد، أم سينظر إليهم كخونة؟!». ونشر موقع رئاسة مجلس الوزراء أن «مجلس الوزراء وجه اللجنة المختصة بإدراج أولوية التعيين (في الوظائف الحكومية) لمن أدى الخدمة الإلزامية والاحتياطية في الجيش العربي السوري على أن يتم إثبات ذلك من خلال وثيقة (بيان وضع) حول تأدية الخدمة الإلزامية والاحتياطية». وأشارت وسائل إعلامية محلية موالية للنظام إلى أن هذا التوجيه يقضي بحرمان كل شخص تهرب من الخدمة الاحتياطية، من التقدم لوظيفة لدى القطاعات الحكومية، حتى وإن كان من ضمن المستفيدين من مرسوم العفو.

وبحسب المعلومات المتوفرة من مصادر على المعابر الحدودية السورية مع دول الجوار، تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، فإن «قلة قليلة جدا من المتخلفين عن الخدمتين (الإلزامية) و(الاحتياط) استجابت لمرسوم العفو». ونص المرسوم ذاته على العفو العام عن كامل العقوبة على مرتكبي «جرائم الفرار الداخلي والخارجي»، (داخل البلاد وخارجها)، من العسكريين في جيش النظام، والمنصوص عليها في قانون العقوبات العسكرية. ويستثني المرسوم «المتوارين عن الأنظار والفارين من وجه العدالة» في إشارة إلى من فروا من الجيش وصدرت بحقهم أحكام قضائية من دون إلقاء القبض عليهم، إلا في حال «سلموا أنفسهم خلال 4 أشهر بالنسبة للفرار الداخلي، و6 أشهر بالنسبة للفرار الخارجي، من تاريخ صدور المرسوم». ولا يوضح المرسوم ما إذا كان العفو يشمل من حمل السلاح ضد جيش النظام. وخلال الحرب فر الآلاف من ضباط وعناصر جيش النظام، منهم من التحق بفصائل المعارضة المسلحة، وآخرون لجأوا إلى دول الجوار ودول أوروبية. أحد صف الضباط ممن فروا من جيش النظام ويتحدر من جنوب البلاد، ويقيم حاليا في تركيا، يعدّ أن ما يقوم به النظام من إجراءات لن ينطلي على أحد، ويحذر «الفارين من الجيش من أنهم قد يتعرضون للإعدام إذا ما عادوا. هو (النظام) لن ينسى انحيازهم إلى الثوار الذين يصفهم بالإرهابيين». وهنالك مواد في قانون العقوبات العسكري الخاص بجيش النظام، تعاقب بالإعدام على جريمة الفرار إلى «بلاد العدو»، علما بأن النظام يعدّ أغلب الدول التي وقفت مع الثورة السورية واستضافت اللاجئين السوريين والفارين من العسكريين، دولاً معادية. وتشير تقارير إلى أن جيش النظام الذي كان تعداده 325 ألفاً قبل 2011، شهد انهياراً متزايداً في بنيته خلال السنوات الأولى، ليصل إجمالي عدده في أواخر عام 2014 إلى نحو 125 ألفاً فقط، بينما يشير خبراء إلى أن إجمالي ما تبقى في جيش النظام لا يتجاوز 70 ألفاً. ولتعويض هذا الانهيار لجأ النظام إلى استقدام العشرات من الميليشيات الأجنبية، لردم الهوة، إضافة إلى تشكيل ميليشيات محلية.

 

تساؤلات أوروبية حول استخدام مساعدات اللاجئين السوريين في تركيا

بروكسل: عبد الله مصطفى/الشرق الأوسط/14 تشرين الثاني/18/أظهر ديوان المحاسبة الأوروبي، وجود شكوك حول حسن استخدام الأموال الأوروبية من جانب السلطات التركية، المخصصة لمساعدة اللاجئين، وخاصة بعد رفض أنقرة تسليم قائمة بأسماء المستفيدين من المساعدات الأوروبية. وقال المسؤولون الأوروبيون إنها المرة الأولى التي تواجه فيها بروكسل هذا الرفض التركي لتقديم المعلومات المطلوبة، بحجة حماية البيانات. وطلب ديوان المحاسبة من مفوضية بروكسل، ممارسة الضغوط على أنقرة للكشف عن البيانات المطلوبة. وفي تقرير نشر أمس الثلاثاء في بروكسل، أكدت هيئة مراجعي الحسابات الأوروبية (ديوان المحاسبة)، أن الأموال الأوروبية الممنوحة للاجئين السوريين بتركيا في إطار اتفاق مارس (آذار) عام 2016، لم تحقق الأهداف المرجوة منها. وحسب الأرقام التي جاءت في التقرير، فقد دقق الديوان في مساعدة أولية بقيمة 1.1 مليار يورو مخصصة لنحو أربعة ملايين لاجئ في تركيا، أساسا من السوريين، بموجب اتفاق أبرم للحد من تدفق اللاجئين إلى الاتحاد الأوروبي. وقالت بيتينا جيكوبسن العضو في الديوان، للصحافيين في بروكسل، أمس: «يمكننا أن نلاحظ أن الأموال تخصص للاجئين؛ لكن لا يمكننا التأكد كليا من أن كل الأموال تصل إليهم. هناك شكوك». وأعرب الديوان عن الأسف لعدم تمكنه من معرفة المستفيدين من المساعدات، من حين تسجيل الأسماء حتى تلقي المال فعليا، بسبب رفض أنقرة كشف أسماء المستفيدين ونوع المساعدة التي قدمت، بحجة حماية البيانات.

وبحسب المسؤولة التي تعمل منذ أكثر من ثلاث سنوات في الديوان، فهذه هي المرة الأولى التي تواجه فيها المؤسسة مثل هذا الرفض. وأوضحت أن وكالات الأمم المتحدة وهيئات أخرى مشاركة في مشروعات مرتبطة بهذه المساعدات، قد «خففت هذه المخاطر» من خلال فرض مراقبة داخلية. في توصياته، طلب الديوان من المفوضية الأوروبية، الضغط على أنقرة لكشف بيانات المستفيدين من الجزء المقبل من المساعدات (ثلاثة مليارات يورو بنهاية 2018 و2019). وقال الديوان في التقرير: «في ظروف صعبة ساعدت المشروعات الإنسانية اللاجئين على تأمين حاجاتهم الأساسية؛ لكن استخدام الموارد لم يكن دائما صائبا». وحسب التقرير، غادر القسم الأكبر من اللاجئين المخيمات للعيش في المدن.

وأظهر التقرير تركيز الهيئة على الشريحة الأولى من المساعدات التي قُدمت للاجئين، أي 3 مليارات يورو، من أصل 6 مليارات، يغطيها الاتفاق على مدى 4 سنوات. ولفتت الهيئة النظر إلى التحديات التي واجهتها المنظمات الإنسانية خاصة لجهة صعوبة بيئة عملها في تركيا.

ولفت تقرير الهيئة النظر بشكل خاص، إلى وجود ثغرات في نظام المساعدات المالية النقدية التي تم منحها للاجئين السوريين. ونوهت هيئة مراجعة الحسابات بأن الخلافات بين المؤسسات الأوروبية وتركيا حول البنى التحتية وكيفية تقديم الدعم الاجتماعي والمالي، قد انعكست سلباً على نوعية الخدمة المقدمة للاجئين. وسلطت هيئة المراجعين الضوء على عدم وجود تنسيق كاف بين الأطراف المعنية بتحديد المشروعات التي يجب تمويلها في قطاعات الصحة والتعليم: «ما يعني الازدواجية وغياب المنهجية»، حسب التقرير. وأشار التقرير إلى أن التكلفة المدفوعة للشركاء الذين ينفذون ويديرون المشروعات كانت عالية نسبياً. وشددت هيئة مراجعة الحسابات في تقريرها على ضرورة التعاون مع السلطات التركية من أجل تحسين بيئة عمل المنظمات غير الحكومية. واختتمت الهيئة تقريرها بالتأكيد على ضرورة تحسين مستوى رصد اللاجئين، والتعرف على مواقعهم واحتياجاتهم الحقيقية. وفي ديسمبر (كانون الأول) من العام الماضي، قالت وزارة شؤون الاتحاد الأوروبي التركية، إن نسبة كبيرة من الأموال التي تعهد بها الاتحاد الأوروبي لمساعدة اللاجئين السوريين في تركيا، ما زالت غير مستخدمة بكفاءة لتلبية احتياجاتهم. وذكرت الوزارة في بيان وقتها أنه تم تحويل 1.78 مليار يورو (2.14 مليار دولار) فقط من إجمالي ستة مليارات يورو (7.20 مليار دولار) ينص عليها اتفاقان تم التوصل إليهما في عامي 2015 و2016، إلى وزارات تركية ومنظمات دولية مسؤولة عن تطبيق المشروعات. وقالت الوزارة إن هذا لا يعني أن الأموال تستخدم بكفاءة لتلبية احتياجات اللاجئين السوريين، وأضافت: «لسوء الحظ لا تعمل آلية إنفاق أموال الاتحاد الأوروبي على نحو سريع». وقالت تركيا من قبل إنه سيكون من الأسهل منح الأموال مباشرة للحكومة، وهو ما يرفضه الاتحاد الأوروبي. يذكر أنه مقابل الحصول على التمويل، من أجل استضافة اللاجئين السوريين وإلغاء تأشيرات الدخول إلى الدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي، وإحياء جهود الانضمام للتكتل الأوروبي، وافقت تركيا على التعاون في وقف عبور المهاجرين بحر إيجه إلى اليونان، واستعادة غير المؤهلين للجوء. غير أن العلاقات بين تركيا والغرب تدهورت في العامين الماضيين، من وجهة نظر كثير من المراقبين.

 

العراق: مخاوف من نسخة محلية لـ«الحرس» الإيراني بجهاز أمن موازٍ وقادة الفصائل الشيعية ينقلون المعركة إلى البرلمان

بغداد/الشرق الأوسط/14 تشرين الثاني/18/في مايو (أيار) الماضي استبدل حسن فدعم بزيه العسكري بذلة أنيقة عندما أصبح واحداً من 45 من رجال الفصائل الشيعية الذين انتُخبوا أعضاء في مجلس الأمة العراقي المكون من 329 مقعداً. كان فدعم قد تلقى تدريباً عسكرياً في إيران وحارب تنظيم داعش في العراق. والآن أصبح يعمل في السياسة بعد أن ضاعفت الفصائل المسلحة التي تدعمها إيران عدد مقاعدها في البرلمان العراقي. وقد أصبح تحالف «الفتح» الذي يمثل هذه الفصائل ثاني أكبر كتلة سياسية. في مقابلات أجرتها وكالة «رويترز»، شرح ثمانية من رجال الفصائل، الذين ترجموا نجاحهم في ساحة المعركة إلى نصر انتخابي، خططهم لاستغلال هذه المنصة الجديدة. وتبدو الفصائل في وضع أفضل من ذي قبل للتأثير في السياسات، من الأمن الداخلي إلى السياسة الخارجية. وكان رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي، قد قال إنه يخشى أن يقوض رجال الفصائل جهود توحيد العراق. وتحاول الديمقراطية الوليدة الموازنة بين مطالب السُّنة والأكراد والشيعة بعد سنوات الصراع الطائفي، في حين بدأ الاقتصاد يخطو خطوات الانتعاش الأولى بعد الحرب على تنظيم داعش. وقد حاول العبادي دون جدوى منع قيادات الفصائل من خوض الانتخابات هذا العام. وتساءل في ذلك الوقت: كيف يكون لصاحب الزي العسكري رأي سياسي؟ وقال إن ذلك لا يحدث في أي مكان في العالم وإنه ممنوع. ورد رجال الفصائل بإعلان أنهم سيتخلون عن أدوارهم العسكرية للالتزام بالقانون الانتخابي في العراق.

كذلك يشعر البعض في واشنطن بالقلق. فقد قدم أعضاء جمهوريون في مجلس الشيوخ مشروع قانون من شأنه فرض عقوبات على اثنين من الفصائل المدعومة من إيران في العراق: «عصائب أهل الحق» و«حركة النجباء». ومن أعضاء مجلس الشيوخ الذين يرعون قانون (عقوبات الإرهابيين وكلاء إيران) ديفيد برديو وتيد كروز وماركو روبيو. ولم تجزع إيران. فقد قال سفير إيراني سابق في المنطقة يعمل الآن مسؤولاً كبيراً في طهران «في الاجتماعات التي عقدناها مع أشقائنا العراقيين أكدوا لنا أنه لا يمكن لأميركا استغلال العراق».

ومن حلفاء إيران في العراق «منظمة بدر» التي فازت بـ21 مقعداً في الانتخابات. وعلى مدى عقدين قاد هادي العامري، زعيم «بدر»، الحرب على صدام حسين من منفاه في إيران. وقال كريم نوري أحد القادة المحليين في «بدر»، إن «الاتصال بإيران مستمر»، ولم يذكر تفاصيل. وقال هشام الهاشمي المستشار الأمني للحكومة العراقية إنه يعتقد إن «إيران على اتصال بساسة الشيعة».

عندما حث المرجع الشيعي العراقي علي السيستاني، الشيعة، على الانضمام لقتال تنظيم داعش في 2014، كان فدعم واحداً من عشرات الآلاف من الشيعة الذين لبّوا النداء. وقاد تشكيل «فجر»، وهو قوة قوامها 3400 مقاتل. وبعد طرد تنظيم داعش من مدينة جرف الصخر جنوبي بغداد ضغط فدعم على جهاز الحكم المحلي في محافظة الحلة التي خرج منها لإلغاء حقوق السُّنة في الملكية العقارية بالمنطقة، وقال إن صلات تربطهم بـ«داعش». ووافق المجلس المحلي في الحلة على مطلبه.

ويقول فدعم الذي انتُخب في مايو (أيار) لتمثيل الحلة في البرلمان، إنه يكرّس وقته الآن للسياسة ويظهر مراراً في البرامج الحوارية على قنوات التلفزيون الشيعية لتأكيد رسالته المتمثلة في مكافحة الفساد. ويتوافد الزوار على مكتبه في الحلة طلباً للمساعدة. وتفتقر الحلة، مثل مناطق كثيرة في العراق، إلى الخدمات الأساسية؛ فالطرق مليئة بالحفر، والمنشآت الطبية تتداعى، وهو يتلقى مئات الطلبات من شبان يبحثون عن وظيفة في الخدمة المدنية. وعلى الناحية الأخرى من المدينة يقع مستشفى يديره أتباع فدعم. ويقدم المستشفى الرعاية الطبية مجاناً لمقاتلي الفصائل وعامة الشعب. ويستطيع المرضى الاستفادة من صيدلية منظمة تمتلئ بالأدوية. وتبدو غرف المستشفى أنظف من أغلب المنشآت الطبية في العراق. وقال فدعم: «في آخر المطاف يجب أن نتحول إلى السياسة لإعادة بناء بلدنا. إعادة إعمار البلد والمحافظة على أمنه لا تتحقق إلا عن طريق إدارة سياسية جيدة». فالح الخزعلي، وهو من رجال الفصائل الذين أصبحوا يعملون بالسياسة، حارب دعماً للرئيس بشار الأسد في الحرب الأهلية السورية وفقد إحدى عينيه دفاعاً عن مرقد شيعي قرب دمشق، وهو يعمل الآن من مدينة البصرة ثانية أكبر المدن العراقية في جنوب البلاد الغني بالنفط. وتزين الجدار في مكتبه صور للمرشد الإيراني علي خامنئي وآية الله الخميني. وسيبدأ فترته الثانية في البرلمان، إذ إنه انتُخب نائباً للمرة الأولى في 2014. يقول الخزعلي: «يجب على الأميركيين ألا يعتبروا العراق قرية تابعة لهم. العراق دولة مستقلة لها تاريخ عريق. على الولايات المتحدة ألا تتعامل مع العراق على أساس تقديم صفر وأخذ 100». وأضاف: «كان لإيران الدور الفاعل في تسليح القوات العراقية وكذلك قوات الحشد عن طريق الحكومة».

ومثل إيران، يعارض الخزعلي الوجود العسكري الأميركي في العراق، ويقول إنه يضغط «باتجاه صياغة قانون لإجبار الحكومة على إعادة النظر في التعاون العسكري المشترك مع الولايات المتحدة». ويرابط في العراق نحو 5200 جندي أميركي. وقال متحدث باسم التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، إنهم باقون «ما دامت الحاجة إليهم»، للمساعدة في تحقيق الاستقرار في المناطق التي كانت تخضع من قبل لسيطرة تنظيم داعش. يركز الخزعلي، مثل فدعم، على قضايا يومية تمثل أهمية للعراقيين، تتمثل في المياه الملوثة وتداعي البنية التحتية وفساد المسؤولين. وقد فتح مكتبه في البصرة لكل من يمكنه تقديم دليل على فساد مسؤول. ويقول إنه أعد ملفاً يتضمن 100 حالة. وخلال جلسة البرلمان الأولى في منتصف سبتمبر (أيلول) نجح الخزعلي في مطالبة البرلمان بإرسال وفد للتحقيق في «الأوضاع المأساوية» في البصرة التي شهدت احتجاجات على تلوث المياه وانقطاع الكهرباء والبطالة والفساد. وقال: «محاربة الفساد هو هدفي الأساسي الآن وبعد هزيمة (داعش)». وأضاف: «الفساد هو (داعش) ثانٍ إن لم يكن أسوأ». ويشترك معه في هذا الرأي آخرون من بينهم «عصائب أهل الحق» وهي من الفصائل التي تواجه عقوبات أميركية محتملة. وقد شغل سعد الحسيني، أحد رجال هذا الفصيل وهو من مدينة الكوت الواقعة على نهر دجلة، مقعداً في البرلمان. وخلال الحرب على «داعش» كان يتولى مسائل لوجيستية لـ«عصائب أهل الحق» بما يضمن وجود المقاتلين في مواقعهم وترتيب الأمور الخاصة بهم بعد مقتلهم. ويقول إن الاحتجاجات في البصرة تنبع من فشل الحكومات المتعاقبة. وأضاف: «المظاهرات الآن هي دليل صارخ على أن الفساد ينتشر في كل مؤسسات الدولة. الخطوة التالية يجب أن تكون محاربة الفساد». وتابع: «سيكون هدفي الأساسي بعد أن أصبحت نائباً في البرلمان العمل على تشريع قوانين تسهم في خدمة المواطنين ومراقبة أداء الحكومة من أجل القضاء على الفساد». ويشعر بعض الساسة والضباط العسكريين العراقيين بالقلق من أن تحاول إيران من خلال الفصائل الشيعية إنشاء نسخة عراقية من «الحرس الثوري» بجهاز أمني موازٍ وإمبراطورية أعمال واسعة. وللفصائل العراقية أسهم في شركات للبناء والتجارة واستيراد السيارات. وفي منفذ الصفرة الحدودي على مسافة 90 كيلومتراً شمالي بغداد تتولى «منظمة بدر»، أوثق شركاء إيران من الفصائل في العراق، تحصيل الرسوم الجمركية والضرائب على البضائع المنقولة من إقليم كردستان العراق، وذلك وفقا لما قاله عضو في المجلس المحلي واثنين من كبار المسؤولين العراقيين السابقين. وقال عضو المجلس إن «منظمة بدر» تحصل على ما لا يقل عن 12 إلى 15 مليون دولار شهرياً. ونفى عماد جعفر، وهو قائد محلي في «منظمة بدر»، أن المنظمة تستخدم المعبر الحدودي في جمع الأموال.

وقال ثلاثة من أصحاب مكاتب الصرافة ومصادر بالشرطة، إن مكاتب الصرافة في الشوارع التي تكثر فيها الحركة في وسط بغداد تدفع رسوماً للفصائل لضمان استمرار نشاطها. ولا تتوقف التدفقات النقدية عند مصالح الأعمال. إذ كانت ميزانية الدولة العراقية تخصص مليار دولار للفصائل خلال الحرب على تنظيم داعش. ويحصل المقاتل في «الحشد الشعبي» عادةً على مرتب شهري يبلغ 600 دولار بالمقارنة مع مرتب أي جندي في الجيش والذي يبلغ 200 دولار.

 

تقرير: ترمب وبّخ ماي خلال مكالمة هاتفية بسبب «إيران»

واشنطن/الشرق الأوسط/14 تشرين الثاني/18/أشار تقرير صحافي إلى أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب وبّخ رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي خلال مكالمة هاتفية أجراها معها من على متن طائرته الخاصة الأسبوع الماضي. ووفقاً للتقرير الذي نشرته صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية، فقد اتصلت ماي بالرئيس الأميركي هاتفياً الأسبوع الماضي لتهنئته بنتائج الانتخابات النصفية الأميركية، وكان ترمب في ذلك الوقت في طريقه إلى باريس للاحتفال بالذكرى المئوية لنهاية الحرب العالمية الأولى، إلا أن رئيسة الوزراء البريطانية فوجئت بتوبيخ الرئيس الأميركي لها أثناء المكالمة. وأوضح التقرير، أن ترمب قال لماي بلهجة شديدة إنها «لم تفعل ما يكفي لكبح جماح إيران». بالإضافة إلى ذلك، وجه ترمب العديد من الأسئلة لرئيسة الوزراء البريطانية بشأن مستجدات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وشكا من أن صفقات التجارة الأميركية مع الدول الأوروبية غير عادلة. وأشار التقرير إلى أن بعض مساعدي ماي فوجئوا من نبرة صوت الرئيس الأميركي أثناء المكالمة. ولم تعلق الحكومة البريطانية بعد على التقرير.

 

بوتين يعد بتعزيز العلاقات مع دول «آسيان»

سنغافورة: /الشرق الأوسط/14 تشرين الثاني/18/رأى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم (الأربعاء) أن التأسيس لحوار منتظم بين دول جنوب شرق آسيا "آسيان" والاتحاد الأوراسي الذي يضم روسيا وبيلاروسبا وأرمينيا وكازاخستان وقرغيزستان، سيمثل خطوة مهمة للجانبين. وأكد تعاون بلاده في مكافحة الإرهاب والمخدرات والجريمة المنظمة. وأشاد بوتين بوتيرة تطور العلاقات بين روسيا و"آسيان"، مشدداً على أن موسكو تولي تنمية العلاقات التجارية والاقتصادية مع هذه الكتلة اهتماما كبيرا. ولفت إلى أن حجم التبادل التجاري بين روسيا و"آسيان" ازداد خلال العام الماضي بنسبة 35 في المائة عما كان عليه عام 2016، فيما تجاوز حجم الاستثمارات بين الجانبين 25 مليار دولار. وأضاف الرئيس الروسي أن العمل جارٍ على تنفيذ خريطة طريق للتعاون التجاري والاقتصادي بنجاح، تشمل 60 مشروعا مشتركا في الصناعة والتقنيات المتقدمة. ودعا دول "آسيان" للمشاركة في "منتدى بطرسبرغ الاقتصادي الدولي عام 2019 ". من ناحية أخرى، التقى بوتين في سنغافورة رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي وبحثا في عقد معاهدة سلام بين بلديهما اللذين ما زالا رسميا في حالة حرب. وقال آبي في بداية اللقاء: "نأمل ألا تقتصر مناقشاتنا على التعاون الثنائي، بما في ذلك الاقتصادي، وتشمل أيضا مسألة معاهدة السلام". واضاف "أنا على استعداد لمنح هذا الموضوع الوقت الكافي". من جهته توجه بوتين إلى آبي بالقول: "من دواعي سروري أن اتمكن من أن أناقش معكم محاور تعاوننا، بما فيها تلك التي تعتبرها شخصيا أولوية". وكان بوتين قد وصل إلى سنغافورة أمس (الثلاثاء) للمشاركة في قمة "روسيا-آسيان" وأعمال القمة الثالثة عشرة لشرق آسيا التي تحضرها 18 دولة. وهذه هي أول زيارة يقوم بها للبلد الصغير منذ زيارة الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف عام 2009. وتأتي زيارته أيضا بمناسبة مرور 50 عاما على قيام العلاقات الدبلوماسية بين روسيا وسنغافورة. ويحضر الاجتماعات نائب الرئيس الأميركي مايك بنس ورئيس وزراء الصين لي كه تشيانغ ورئيس وزراء الهند ناريندرا مودي ورئيس وزراء اليابان شينزو آبي، إلى جانب قادة الدول العشر الأعضاء في "آسيان".

 

هذا ما سيحدث لكوكب الأرض حال اندلاع حرب نووية عالمية وعلماء يقولون إن تبعاتها ستؤدي لفناء البشرية جوعاً وبرداً

واشنطن: /الشرق الأوسط/14 تشرين الثاني/18/بمرور 100 عام على نهاية الحرب العالمية الأولى، وبعد تزايد التوتر الدولي مؤخرا إثر قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب الانسحاب من معاهدة الأسلحة النووية متوسطة المدى مع روسيا والتي تم توقيعها عام 1987، زاد الجدل حول إمكانية تسبب فسخ المعاهدة التاريخية في إطلاق سباق نووي دولي والتمهيد لمواجهة نووية في المستقبل. موقع «Vox» الأميركي قدّم صورة لما سيكون عليه حال العالم إذا وقع السيناريو الأسوأ واندلعت الحرب النووية سواء بين دولتين أو في صورة حرب عالمية كبرى تكرر ما حدث خلال الحربين العالميتين السابقتين، وأجاب على أسئلة تتعلق بإمكانية فناء البشرية بسبب ما يمكن أن تفعله بنا الأسلحة الفتاكة. وتشير التقديرات الفنية إلى التأكيد على أن أي مواجهة نووية سوف تتسبب في معاناة إنسانية حادة وعلى مستوى واسع لم يتم رصده منذ عهد الحرب العالمية الثانية. بل ومن المؤكد أيضا أن التكنولوجيا النووية تطورت كثيرا منذ ذلك الحين ومن المرجح أن يفوق حجم الخسائر والدمار الناتج عن الضربة النووية المستقبلية ما شهدته سنوات الحروب العالمية السابقة بمراحل.

* قنبلة في واشنطن

ولإدراك حجم كارثة استخدام قنبلة نووية في منطقة تعج بالمدنيين أعد مؤرخ الشؤون النووية أليكس ويليرستين تصورا افتراضيا لسقوط قنبلة نووية على العاصمة الأميركية واشنطن، واستخدم في تصوره القنبلة التي أجرت عليها سلطات كوريا الشمالية تجربة في سبتمبر (أيلول) 2017 وتبلغ قوتها التدميرية نحو 140 كيلوطن. وأسفر التصور الافتراضي عن مقتل 220 ألف شخص وإصابة 450 ألف آخرين وذلك باستخدام قنبلة نووية منفردة واستهداف موقع واحد لا غير، ويلاحظ أن هجوم الولايات المتحدة النووي المزدوج على موقعي هيروشيما وناجازاكي خلال الحرب العالمية الثانية أسفر عن مقتل 200 ألف شخص. ومن المرجح في حالة قيام قوة نووية مثل كوريا الشمالية بإطلاق هجوم نووي ضد الولايات المتحدة، فإنها لن تكتفي بقنبلة واحدة تستهدف موقعا منفردا، بل في الأغلب سيشمل الهجوم الكوري عدة قنابل ويضرب عدة مواقع داخل العاصمة واشنطن، بالإضافة إلى مدينة نيويورك، والساحل الغربي، مع توقعات بأن تكون القواعد العسكرية الأميركية في غوام وهاواي ضمن الأهداف. ويتوقع ويليرستين أن تخلف الضربة النووية وراءها ما يعرف بـ«سحابة الفطر»، والتي ستمتد من مركز الضربة وإلى مساحة 1. 2 ميل مربع.

وستتلقى هذه المنطقة القدر الأكبر من الإشعاع الناتج عن الضربة النووية، ومن دون توفير تدخل طبي فوري، فإن منطقة «السحابة» ستشهد معدل وفيات يتراوح بين 50 و90 في المائة من السكان نتيجة للآثار الأولية والحادة للضربة، وستقع حالات الوفاة على مدار ساعات إلى أسابيع من وقوع الضربة. ويعتبر الموت تسمما بالإشعاع النووي من أكثر سبل الموت بشاعة، ومن بين أعراضه: الإحساس بالغثيان والقيء المستمر، والنزيف الدموي بشكل مستمر، والإصابة بالإسهال الذي سيكون دمويا في الأغلب، فضلا عن الاحتراق الشديد للجلد إلى حد تساقط طبقة الجلد للإنسان المصاب فيما ما زال على قيد الحياة. أما الوضع خارج نطاق ذروة التفجير بالاتجاه إلى نطاق تالٍ يمتد على مساحة 17 ميلا مربعا، فمن المنتظر أن تحدث ترددات الضربة النووية الكثير من الدمار وتسوية المباني بالأرض، وبالطبع قتل كل من يكون على مقربة، خاصة أن الأنقاض والنيران ستنتشران في كل مكان.

* ومضات الضوء الباهر

أما النطاق الجغرافي الثالث للضربة والذي سيمتد على مسافة تتجاوز 33 ميلا مربعا، فسيصاب كل من يتواجد فيه بحروق من الدرجة الثالثة، ويوضح بريان تون العالم والخبير بالكوارث النووية لدى جامعة «كولورادو بولدر» أن المتواجدين في هذا النطاق ستطاردهم «ومضات من الضوء الباهر» والذي سيمتد على بعد أميال، ويمكنه إشعال حرائق إذا ما اتصل بأجسام سريعة الاشتعال مثل أوراق وأغصان الشجر والملابس، وإصابة الأفراد بحروق، وفي هذا الحال، فالمصابون لن يشعروا بآلام شديدة لأن الحريق سيقتل أعصاب المصاب، وبعض المصابين سوف يعانون من تشوهات شديدة، فضلا عن تعثرهم في استخدام بعض أطرافهم وسيكون مصير البعض الآخر أكثر مأساوية إذ ستتطلب حالتهم بتر الأطراف المصابة.

ويمتد النطاق الأكبر والأبعد عن ذروة الضربة النووية على مساحة 134 ميلا مربعا، حيث يظل الأفراد عرضة للموت أو على الأقل التعرض للإصابة، وستتسبب الضربة في تدمير نوافذ المنازل في هذا النطاق.

كما أن الرياح ستلعب دورا في نقل المواد والأجسام الملوثة بالإشعاع النووي، والتي ستسقط في مواقع بعيدة عن الضربة النووية وتصيب عددا من الناس يصعب حصره بالأمراض المختلفة.

ووفقا للعلماء والخبراء في المجال النووي، التبعات المترتبة على توجيه ضربة نووية ستفوق كل ما جاءت به أفلام الرعب والكوارث التي أنتجتها السينما العالمية، والتي يعتبرها العلماء «متفائلة» في توقعاتها بالنسبة لمرحلة ما بعد المواجهة العسكرية النووية.

ويرى آلان روبوك، أستاذ العلوم البيئية لدى جامعة «راتجيرز»، والذي قضى سنوات في دراسة النتائج المحتملة للحروب النووية، أن أسوأ النتائج بعيدة المدى لنشوب مثل هذه المواجهات تكمن في «الدخان الأسود»، بالإضافة للغبار والجزيئات المختلفة التي سيحملها الهواء بعد أن تفرزها الضربة النووية.

ففي حالة الحرب النووية، سيتم استهداف المدن والمناطق الصناعية، بما سيؤدي إلى انبعاث كميات هائلة من الأدخنة نتيجة لاحتراق هذه المناطق، وستصعد هذه الأدخنة إلى طبقة الغلاف الجوي «سترانوسفير» المحيطة بكوكب الأرض، حيث ستبقى لسنوات في حال عدم تدخل الأمطار لغسلها، وبتمددها من منطقة إلى أخرى حول العالم إثر ارتفاع درجات حرارتها، ستنجح هذه الأدخنة في حجب أشعة الشمس عن القسم الأكبر من كوكب الأرض، وبالتالي، فالعالم سيشهد درجات حرارة بالغة التدني ومعدلات ترسيب متراجعة، بما سيقلص الإنتاج الزراعي حول العالم، ويمهد لانتشار المجاعة خلال سنوات قليلة. تحديد الأثر المترتب على الحرب النووية يعتمد في الأساس على حجم انبعاثات الدخان الأسود، فوفقا للعلماء، انبعاث ما يتراوح بين خمسة إلى خمسين مليون طن من الأدخنة السوداء سيتسبب فيما يعرف علميا بـ«الخريف النووي». ولكن انبعاث ما يتراوح بين 50 إلى 150 مليون طن من الأدخنة سوف يتسبب في «الشتاء النووي»، وفي حالة تطبيق سيناريو «الشتاء النووي»، فإن العالم روبوك يرجح أن جميع من على الأرض سوف يلقوا حتفهم.

* الخريف النووي

وقوع سيناريو «الخريف النووي» لا يحتاج أكثر من مواجهة بين قوتين نوويتين في حجم الهند وباكستان، واللتين تملكان 140 و150 رأس نووي بالترتيب، فالمواجهة بين الدولتين وتفجير كل منهما نحو 50 قنبلة نووية في حجم التي تم استخدامها ضد هيروشيما اليابانية خلال الحرب العالمية الثانية سوف ينتج عنه قدرا هائلا من الأدخنة السوداء تتراوح بين خمسة إلى ستة أطنان، وستفصل الشمس عن الأرض حتى أن درجات الحرارة ستنخفض إلى معدلات العصر الجليدي الأصغر والذي ساد خلال الفترة بين القرنين الرابع عشر إلى التاسع عشر، بما سيقلص فترة استزراع المحاصيل المختلفة، ويهدد واردات الغذاء العالمية. وسيتراجع إنتاج كل من الولايات المتحدة والصين من المحاصيل الزراعية الأساسية مثل الذرة والقمح بمعدل بين 20 إلى 40 في المائة خلال السنوات الخمسة الأولى عقب نشوب المواجهة النووية، ويتوقع العلماء روبوك وتون أن تستمر حالة التراجع في درجات الحرارة لعقد كامل في أفضل تقدير، مما يجعل درجات الحرارة أقل من أي مرحلة سابقة في تاريخ الأرض خلال الألف عام الأخيرة. ويتوقع إيرا هيلفاند مدير «مجلس أطباء ضد الحرب النووية من أجل المسؤولية الاجتماعية» أن تتسبب هذه الاضطرابات حتى وإن دامت لهذه الفترة المحدودة، وفقا لتعبيره، في الدفع بنحو ملياري شخص إلى حافة المجاعة، على أن يتركز أغلبهم في جنوب شرقي آسيا، وأميركا اللاتينية، وشمال أميركا، بالإضافة إلى أوروبا. ولكنه أوضح «أن موت ملياري شخص لن يكون نهاية البشرية، ولكنه سيكون للحضارة المعاصرة كما نعرفها». ويمكن للتبعات أن تصبح أكثر سوءا، فتراجع المتوفر من المواد الغذائية سوف يقفز بالأسعار، وبالطبع ستقع مواجهات وحتى حروب على مستوى العالم حول الموارد المتوفرة، ويمكن أن تتدهور الأوضاع أكثر فأكثر بحيث تقع حرب نووية ثانية في محاولة من الدول للسيطرة على مزيد من موارد الغذاء والمياه، قد يبدو هذا سيناريو مخيفا، لكن الأمور ممكن أن تتحول إلى ما هو أكثر رعبا.

* الشتاء النووي

سيناريو نهاية العالم في حالة الحرب النووية هو ما يعرف بـ«الشتاء النووي»، ولكن حتى يتحقق هذا السيناريو، فيتوجب ذلك مواجهة بين أكبر قوتين نوويتين في العالم وهما الولايات المتحدة وروسيا اللاتي تملكان 6450 و6850 رأسا نووية بالترتيب، ووقوع سيناريو «الشتاء النووي»، يتطلب إطلاق أميركا وروسيا ألفي رأس نووية من كل جانب لتستهدف مدنا وأهدافا رئيسية، وكل دولة ستحاول إسقاط الأخرى ومعهما سيسقط الجانب الأعظم من الإنسانية. في حالة سيناريو «الشتاء النووي»، ووفقا لروبوك وغيره من العلماء، فإن نحو 150 مليون طن من الدخان الأسود سوف ينتج عن احتراق المدن ومختلف المناطق التي ستشملها المواجهات. وسوف تنتشر هذه الأدخنة إلى مختلف مناطق الأرض خلال فترة لا تتجاوز الأسابيع القليلة. وستهبط درجات حرارة الأرض إلى أكثر من ست درجات تحت الصفر وذلك خلال أول سنة عقب نشوب الحرب، لتزيد درجة الحرارة إلى ما أدنى من أربع درجات تحت الصفر لفترة عقد كامل وذلك في المتوسط. وسيعاني نصف الكرة الشمالي من درجات حرارة بالغة البرودة، لكن مختلف قطاعات العالم ستتأثر بالظاهرة، ووفقا لتقديرات العلماء، فإن ذلك سيكون بمثابة تحول مناخي غير مسبوق في تاريخ البشرية سواء من حيث سرعتها أو نطاقها، كما أن معدلات الترسيب العالمي سوف تتراجع بنسبة 45 في المائة، ومع درجات الحرارة شديدة الانخفاض، تقريبا لن تنجح أي محاولات لزراعة المحاصيل، بما يضمن أن من لم يقضِ نحبه إثر المواجهة النووية، سوف يموت من الجوع، وحتى وإذا لم تجرِ الأمور على هذا النحو، فإن اهتراء طبقة الأوزون، أحد الأثار الجانبية للحرب النووية، سيسمح بتسرب كميات كبيرة من الأشعة فوق البنفسجية إلى سطح الأرض، وسوف يضر ذلك تقريبا بجميع المنظومات البيئية وسيجعل من الصعب بالنسبة للإنسان التواجد في الطبيعة.

ولكن بعض الخبراء يعارضون نظريات روبوك وزملائه، ففي عام 1990. أكد العلماء الخمسة الذين وضعوا تعبير «الشتاء النووي»، ومن بينهم الدكتور ريتشارد بي. توركو، أستاذ علم المناخ بجامعة كاليفورنيا، مبالغتهم في تقدير الأثار المترتبة على وقوع حرب نووية، وأن وقوع مثل هذه الحرب لن يتسبب في القضاء على الجنس البشري، وفي فبراير (شباط) العام الجاري 2018، قام العالم جون رايزنير ومعه مجموعة من الخبراء بالتأكيد في دراسة تمت بتكليف من الحكومة الأميركية بالتأكيد على أن تأثير الأدخنة السوداء سيكون سلبيا، ولكنه ليس بالسوء الذي توقعه روبوك وفريقه. ولكن تبقى حقيقة أساسية أن نشوب حرب نووية سوف يؤثر بشكل مؤكد على حياة مئات الملايين أو المليارات من البشر، والذين لن يكونوا بالضرورة متواجدين بشكل مباشر بساحة المواجهة النووية، فآثارها ستصيب كل من هم على كوكب الأرض، ولذلك لا يريد البعض المجازفة بنشوب مثل هذه الحرب، ويبذلون كل ما هو متاح من أجل ذلك.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

يرتكبون ولا يكتفون  

جورج سولاج/جريدة الجمهورية/الأربعاء 14 تشرين الثاني2018

http://eliasbejjaninews.com/archives/68920/%d8%ac%d9%88%d8%b1%d8%ac-%d8%b3%d9%88%d9%84%d8%a7%d8%ac-%d9%8a%d8%b1%d8%aa%d9%83%d8%a8%d9%88%d9%86-%d9%88%d9%84%d8%a7-%d9%8a%d9%83%d8%aa%d9%81%d9%88%d9%86/

لا يختلف اثنان على أنّ لبنان يتمتع بأمهر الأطباء والجرّاحين في العالم، وأبرع المحامين والقانونيين، وأشطر المصرفيّين والخبراء الماليين، وأرقى المهندسين، وأبسَل الضبّاط والعسكريّين، وأعذب الأدباء والفنانين والمثقّفين، وأوفى المغتربين وأنجح المنتشرين في العالم... وفي المقابل ينوء لبنان تحت عبء بعضٍ من أسوأ السياسيّين وأعجزهم، وأفسد الإداريين وأفشلهم في العالم.

ولا يختلف اثنان على أنّ الخطر الاقتصادي والمالي يدق الابواب، والتحذيرات على كل شفة ولسان، وبعض السياسيين الحاكمين بدستور أو خارج الدستور، والمتحكّمين برقاب العباد، لا يهزّ لهم جفن، ولا تنهزّ لهم هِمّة، ولا يوقظهم ناقوس خطر يدقّه البنك الدولي.

ولا يختلف اثنان على أنّ المواطن يكاد يُذلّ على باب كل إدارة، وكل مؤسسة، وكل دائرة، وكل مصلحة. وكلما أراد إنجاز معاملة، مَدّ يده الى جيبه اذا لم يكن مدعوماً، والى الهاتف استنجاداً لوساطة، اذا كان محظوظاً.

لم يَعُد ينفع مع الطبقة السياسية المتمادية منذ دهور، صَوت، ولا قلم، ولا ألم.

لم يَعد ينفع صبر، ولا اتهام ولا شكوى.

إنه زمن الوطن الواقع تحت لا رحمة قوى الأمر الواقع.

زُجّ الوطن ورقة في نزاعات دولية وإقليمية، وحوِّل رهينة لمناكفات واصطفافات قوى محلية، جاهزة للاشتباك بطلب وبلا طلب...

هل يدرك أصحاب اللاحَل واللارَبط أنّ الناس مَلّت، سئمت ويئست من استغلالها واستغبائها والاستهزاء بأبسط حقوقها وكرامتها؟

هل يدركون انّ الناس آخر همّها من يحجز الكراسي ويصادر الحقائب التي يتقاتلون على دسامتها ووسامتها؟

هل يدركون أنّ الناس في بلادنا، حتى في أيام الحرب، لم يَروا زمناً أسوأ من هذا الزمن، ولا أردى من هذا المشهد، ولا أفشل من هذا العجز؟

لا احترام للدستور،

لا التزام بالقانون،

لا احتكام للمنطق،

لا تقدير للكفاءة،

لا حقوق للمواطن.

لا محاسبة إلّا لمَن لا ظهر له.

فعلاً، إنّ المواطن اللبناني يستحق أنبل الجوائز لتحطيمه الارقام القياسية في تَحمّل سياسيين يَعدون ولا يَفون، يرتكبون ولا يكتفون، يحاسِبون ولا يحاسَبون، يتحاصَصون ولا يشبعون...

فعلاً، إنّ المواطن اللبناني يستحق أرفع الأوسمة، لأنه صبر ما لم يصبره أيوب، ولم ييأس حتى بعدما سُدّت في وجهه كل الدروب.

 

تعثر تشكيل الحكومة وتعقيدات المنطقة ولكن... ماذا عن الاوضاع الاقتصادية والمالية؟

الهام فريحة/الأنوار/15 تشرين الثاني/18

مهما كانت محاولات الإيحاء بأن عرقلة تشكيل الحكومة اللبنانية داخلية، فإن كل المعطيات والمؤشرات تشير إلى ان جزءا من الألغام له امتدادات خارجية تصل الى عواصم القرار سواء دولية أو اقليمية.

الرئيس المكلف سعد الحريري الذي كان في باريس وشارك في مؤتمر السلام لمناسبة مرور مئة عام على انتهاء الحرب العالمية الأولى، والتقى عددا من قادة العالم الذين كانوا في المؤتمر، يعرف هذا الواقع جيدا، ومعرفته بهذا الواقع تزيده رسوخاً بقناعاته وتمسكاً بموقفه.

فليس من قبيل المصادفة ان تعثّر تشكيل الحكومة في لبنان يتزامن مع تعثّر إكمال تشكيلها في العراق، والمصاعب التي يواجهها الرئيس سعد الحريري في بيروت، يمكن مقارنتها بالمصاعب التي يواجهها رئيس الحكومة العراقية الدكتور عادل عبد المهدي، لجهة استكمال حكومته.

وبين الحكومتين المتعثرتين، اللبنانية والعراقية، تطل التطورات العسكرية المتسارعة في غزة.

وأبعد من ذلك هناك العقوبات الأميركية على ايران وتمددها وتوسعها الى خارج الحدود الايرانية.

فهل من رابط أو جامع مشترك بين هذه التطورات ومسبباتها واهدافها وابعادها؟

الخبراء في لبنان والمنطقة لا يستبعدون ان يكون هناك رابط بين كل هذه التطورات، لكن هذه المقاربة لا تعني ان على لبنان الانتظار الى ما شاء الله خصوصا ان اوضاع البلد لم تعد تحتمل التأخير في ظل الاستحقاقات الداهمة، والعجز المتمادي يجعل التأخير في ايجاد الحل يضاعف لاحقاً الجهود التي يجب بذلها من أجل اعادة الأمور الى نصابها.

وما يدعو الى القلق أكثر أن فترة تصريف الأعمال، في الوقت الضائع، هي من أخطر الفترات إذا لم يُحسن بعض الوزراء ادارتها، وهذا الكلام ليس من باب تقدير الأوضاع بل من باب الخلاصات والانطباعات القائمة على معطيات، فوفق دراسة أجرتها إحدى المؤسسات الموثوقة، فإن الصرف من جانب بعض وزراء حكومة تصريف الأعمال، فاق التوقعات على رغم التعاميم التي أصدرها رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري في موضوع النطاق الضيق لتصريف الأعمال.

هذه التجاوزات من قبل بعض الوزراء، من شأنها ان تضاعف من أزمة الأوضاع المالية والاقتصادية والاجتماعية والمعيشية، فالتحذيرات التي أطلقها وزير المال لجهة حراجة الأوضاع، تنظر اليها الهيئات الرقابية والاقتصادية بعيون التنبه لأنها ليست وجهة نظر.

فبلغة الأرقام، وهي أرقام رسمية، ارتفع عجز الخزينة في النصف الأول من 2018 بنسبة 5.234 %. ازدادت النفقات الحكومية ما يقارب الملياري دولار (من 6.437 إلى 8.093) بينما انخفضت عائدات الدولة على رغم رفع الضرائب لتغطية كلفة سلسلة الرتب والرواتب. هذه الأرقام مصدرها وحدة الأبحاث والدراسات في احد المصارف، وهي مستندة الى ارقام وزارة المال، فهل من شيء يمكن ان يخبأ بعد؟

صحيح ان الليرة اللبنانية لا تتأثر لأنها مشمولة بالتغطية، ولكن الى متى يمكن ان يبقى الحال على هذا المنوال؟

 

تحذيرات دولية الى لبنان... ومخاوف من تفاقم التشنج

حسين زلغوط/اللواء/14 تشرين الثاني 2018

هل ينطبق على تأليف الحكومة المثل القائل «إشتدي يا أزمة تنفرجي»، أم ان ما وصلت إليه الأمور من كباش واحتدام ومعارك عض أصابع تجاوز مثل هكذا أمثلة إلى حدِّ لم يعد ينفع معه إلا الدعاء على حدِّ تعبير الرئيس نبيه برّي؟

إن من يرصد حركة المواقف والاتصالات الجارية بشأن التأليف يُدرك بأنه لم يعد من السهل إحداث خرق في جدار الأزمة الحكومية بعد أن وصلت كل القوى السياسية المعنية إلى آخر درجة في السلم، وامتناع أي فريق التراجع إلى الآخر أو على الأقل الذهاب باتجاه اعتماد قاعدة تبادل التنازلات وهي قاعدة لطالما اعتمدت في محطات سياسية سابقة واثبتت جدواها في بلد قائم على مستوى العمل السياسي على مبدأ التوافق والتفاهم وصولاً إلى معادلة لا غالب ولا مغلوب، وبات والوضع كذلك مطلب الاستعانة بصديق أمراً ملزماً لتجاوز هذا المطب الذي قد يؤدي في حال استفحاله للوصول إلى أزمة سياسية تبقى نتائجها أو نهايتها في علم الغيب.

وانطلاقاً من هذا الواقع فإن المسؤولين السياسيين في لبنان الذين تلقوا إشارات لا بل تحذيرات من عدّة دول معنية بضرورة الخروج من هذا المأزق لما له من تأثيرات سلبية قد تكون مميتة على المستويين الاقتصادي والمالي إلى جانب اهتزاز الثقة الدولية بلبنان والذي قد يؤدي إلى احجام بعض الدول عن الاستمرار في الاعتناء بوضع لبنان وتقديم يد العون له، لن يتوانوا في الترحيب بأي مسعى دولي يُساعد في الخروج من النفق، وقد يكون الحراك المصري والفرنسي في إطار هذه الرغبة بعد ارتطام الجميع بالحائط، وبعد انسداد الأفق الداخلي امام أية حلول للمعضلة الحكومية.

وفي تقدير أوساط متابعة لمسار التأليف ان صفحة تشكيل الحكومة طويت أقله في ما تبقى من هذا الشهر الا إذا حصلت معجزة، كون ان أفق التنازل مقفل، وكذلك أفق التراجع مسدود، فالطرفان اللذان يعتبران اساسيين في الجدل القائم حول العقدة التي تعترض سبيل ولادة الحكومة وهما الرئيس المكلف سعد الحريري والأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله قد خاطبا جمهورهما الأوّل في مؤتمره الصحافي أمس والثاني خلال مهرجان «يوم الشهيد» السبت الفائت وكلاهما التزما بمواقف ذات السقف العالي، وان تراجع أيهما يعني انه انهزم امام جمهوره في الدرجة الاولى وامام اللبنانيين عموماً، وفي ظل هذا الأمر فإنه بات المطلوب معجزة، وبما انه لا يوجد في السياسة آلهة بل شياطين تلعب في التفاصيل فإن الحكومة ربما تبقى عالقة على حبل التجاذبات إلى وقت قد يقفز عن نهاية العام الحالي، وهذا بالتأكيد يفتح على فترة طويلة من المراوحة السلبية، وان كان من المطمئن ان الخطاب السياسي مضبوط بمهدئات مؤقتة أقرب إلى المسكنات التي يتم اللجوء إليها في معالجة أزمة تتطلب معالجتها أدوية للإلتهابات.

وترى هذه المصادر أن الخوف مبرر من ان يرتد ما يعلن من مواقف تشنجاً سياسياً وخطراً اقتصادياً متزايداً لطالما حذر القريب والبعيد من تداعياته على الوضع اللبناني من مختلف جوانبه.

ولأننا في لبنان ولبنان بلد المفاجآت تتابع المصادر فإننا كما ننام على حلول ونستيقظ على مشاكل، فإننا كذلك ربما ننام على مشكلة ونستيقظ على حل من دون ان تكون غالبية القوى السياسية ومعها عامة النّاس على دراية بما حصل. وكما قال الرئيس نبيه برّي: كل شيء بتفتكروه بعيد يُمكن ان يكون قريباً وقريباً جداً»، فالرئيس برّي الذي يتوجس خيفة من استمرار المأزق الحكومي لما له من آثار سلبية على الاقتصاد والنظرة الدولية تجاه لبنان، فإنه حتى الساعة لم يقفل الباب على الحلول وهو يرى ان وعي المعنيين بالملف الحكومي بالمخاطر التي قد تنجم عن استمرار الوضع الحالي لفترة إضافية بالتأكيد سيحملهم على اجتراح الحلول المناسبة وصولاً إلى تأمين ولادة الحكومة والانصراف إلى معالجة الملفات الداخلية والتحضير لمواجهة أية تحديات خارجية.

وما يُعزّز الاعتقاد بأن الأبواب ما تزال موصدة امام الحلول، وان الحِراك الذي يقوم به الوزير جبران باسيل بتكليف من رئيس الجمهورية لم يحرز بعد قيد أنملة من التقدم في اتجاه احداث كوة في جدار الأزمة هو استمرار النواب السنَّة المستقلين بموقفهم الرافض لتمثيلهم بأي وزير من خارج النواب الستة، وهذا الأمر أبلغ للوزير باسيل بحسب أحد نواب الستة الذي يعتبر أي طرح من هذا النوع التفافاً على مطالب «اللقاء التشاوري» وانتفاصاً من تمثيله.

ويؤكد النائب المذكور ان التمسك بموقفهم المطالب بالتمثيل لا يرمي لكسر إرادة أحد بل هو مطلب طبيعي فرضته نتائج الانتخابات والمعادلة التي اعتمدت في عملية التأليف، مشددا على ان «اللقاء» ليس في وارد التراجع وانه ماضٍ في تمسكه بهذا المطلب المحق، وأن الوزير باسيل وقوى سياسية أخرى هم في أجواء هذا الموقف النهائي والحاسم الذي لا عودة عنه أو القبول بأي طرح بديل، نافياً علمه بأي طرح لتوزير شخصية خارج النواب الستة من حصة الرئيس وفي حال تمت مفاتحة «اللقاء» بهذا الطرح بشكل جدي سيلقى بالتأكيد الرفض المطلق.

 

هل تَقَصَّد عون التمايز عن «حزب الله» ظرفيّاً؟  

طوني عيسى/جريدة الجمهورية/الأربعاء 14 تشرين الثاني2018

هل صحيح ما يتردّد في بعض الأوساط عن أنّ الرئيس ميشال عون أراد قَصْداً تظهير تمايزه عن «حزب الله»، في عملية تركيب «البازل» الحكومي، لئلّا تذهب الدولة كلها في جريرة العقوبات ضد «الحزب» وإيران؟ وإذا كان ذلك صحيحاً، فما هو موقف «الحزب»: هل يجد في هذا التمايز مصلحةً وحمايةً له، أم إضعافاً واستفراداً؟

يقول أحد الخبراء: «إذا كان الخلاف السياسي «حقيقياً» بين الرئيس عون والأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله، فإنّ ذلك لن يكون أمراً محلياً عابراً، بل سيكون من مؤشرات انتهاء مرحلة في لبنان وبداية مرحلة أخرى.

فالزواج بين الحليفين الماروني والشيعي لم يكن «زواج مُتعةٍ» في الأساس، بل بُنِي على المصلحة المشتركة: أنتَ تحميني حيث أحتاج وتُوفِّر لي التغطية، وأنا أحميك حيث تحتاج وأوفّر لك التغطية. والطرفان ما زالا يحتاجان اليوم إلى الحماية المتبادلة وسيبقيان كذلك، إلّا إذا حدثت انقلابات غير متوقعة في معادلات الشرق الأوسط».

لذلك، الكثيرون ما زالوا يعتقدون حتى الآن أنّ الخلاف بين الطرفين ليس مجرد «تكتكة» سياسية يعتمدانها، ضمن الهوامش المتاحة بين حليفين. حتى إنّ البعض لا ينفي تماماً احتمالَ وجود تقاسم للأدوار بينهما «تحت الطاولة» بغية خلق أزمة يمكن أن يطول أمدُها بعض الوقت، بهدف تعطيل ولادة الحكومة حتى زوال غبار العقوبات وانقشاع الرؤية.

لكنّ المُطّلعين يؤكدون أنّ المناوشات التي جرت بين الطرفين تبدو أكبرَ من مجرد «تكتكة» سياسية. فعون بادر إلى مفاجأة «الحزب» بمواقفه الصادمة في مسألة تمثيل سنّة 8 آذار وما أحاط بها. وقد بدا فيها واضحاً ولا يتردَّد، ما يعني أنها مقصودة تماماً.

إلّا أنّ «الحزب» لم يشأ أن يأخذ الأمور على محمل الجدّ في الأيام الأولى، وفضَّل القول إنها «زلّة لسان» وقع فيها الرئيس. ولكن، تبيّن أنّ القصر لم يتراجع عن مواقفه بل أكدها، مدعوماً برئيس الحكومة المكلّف.

ومنذ «تفاهم مار مخايل» وحتى اليوم، تجنّب الرجلان تبادل الانتقاد شخصياً في أيّ مسألة. لكنّ تفاصيل كثيرة اختلفا عليها، سواءٌ منها ما يتعلق بإمرار مشاريع وتعيينات في مجلس الوزراء أو بالتحالفات الانتخابية، حيث وضع «التيار الوطني الحر» يده في أيدي مرشحين شيعة، في مواجهة مرشحي «الحزب»، كما هو الوضع في جبيل.

إجمالاً، كان عون يحاول أن ينأى بنفسه عن المواجهة مع نصرالله تاركاً للوزير جبران باسيل أن يتصرَّف. وحتى عندما وقعت الأزمة في العلاقة بين باسيل والرئيس نبيه بري، تضامَن «الحزب» مع شريكه الشيعي لكنه لم يشأ توتير العلاقة مع الحليف المسيحي.

وفي نظر العارفين، لا مشكلة لدى «حزب الله» في أن تقع الخلافات على التفاصيل بينه وبين حليفه المسيحي، إلّا أنّ السقف الواجب التزامُه هو التمسّك بالخيارات الاستراتيجية.

وبالفعل، يحرص عون و»التيار» على أن يبقيا في صلب المحور الحليف لـ»حزب الله». فرئيس الجمهورية يدعم المقاومة ويدافع عن مشروعيّة سلاحها، عربياً ودولياً، ويستعدُّ للانفتاح الواسع على دمشق بعد ولادة الحكومة. وما يريح «الحزب» هو أنّ عون يوفِّر له التغطية الدولية التي يريدها. ولكن، للمرّة الأولى، سُمِعت في أوساط 8 آذار انتقادات لرئيس الجمهورية وفريقه السياسي تتجاوز «التكتكة» السياسية. وطرح البعض أسئلة عمّا إذا كان عون وفريقه السياسي يتقصَّدان النأي بالنفس- إلى مسافة معيّنة - عن «حزب الله»، مع بدء الجولة الجديدة من الضغوط الأميركية على إيران و«الحزب».

طبعاً، لا يجرؤ أصحابُ هذا الكلام على التمادي إلى حدّ القول إنّ عون وفريقه السياسي انتقلا إلى التناغم مع الولايات المتحدة وحلفائها الغربيّين والعرب، على حساب تحالفهما مع «الحزب». فهذا الاحتمال غير وارد حتى إشعار آخر. لكنّ هؤلاء يعتقدون أنّ عون - من موقعه في رئاسة الجمهورية وبما يحمله من رمزيّة- ربما يسعى إلى تمييز نفسه عن «الحزب» بدرجةٍ «مقبولة» سياسياً، أي من دون المسّ بثوابت العلاقة بين طرفي تفاهم مار مخايل.

وفي المرحلة المقبلة، سيشتدّ ضغط الولايات المتحدة على لبنان واقتصاده الذي هو اليوم في أسوأ الظروف. ويرى البعض أنّ اعتماد رئيس الجمهورية موقفاً متمايزاً- في بعض التفاصيل- عن «الحزب» من شأنه أن يحمي الدولة اللبنانية ومؤسساتها ومرافقها واقتصادها، وخصوصاً القطاع المالي والمصرفي، لأنّ شمولها جميعاً بالعقوبات لا يمكن لبنان أن يتحمّله.

وفي أيّ حال، إنّ سيناريو من هذا النوع لن يكون لمصلحة «حزب الله» نفسه أيضاً. فـ»الحزب» يحتمي اليوم بالمظلّة الوطنية الجامعة، ولذلك هو يريد تركيبة تضمّ الماروني القوي في طائفته (عون) والسنّي القوي في طائفته (الحريري). وليس من مصلحته الاختلاف معهما لأنه سيجعل نفسَه معزولاً عن الإجماع الوطني. المشكلة هي: عندما تشتدّ الضغوط على لبنان، من واشنطن وحلفائها الدوليين والعرب، من أجل فكّ ارتباط الدولة اللبنانية بـ»حزب الله»، تحت طائلة شمول الدولة كلها، بمؤسساتها ورجالها، بهذه العقوبات، ماذا سيفعل المسؤولون؟

إذا اتّجهت العقوبات نحو خيارات صعبة، ومنها مثلاً: تعطيل البنود التي تمّ إقرارُها في مؤتمرات الدعم، مقاطعة وزارات ومؤسسات لها علاقة بـ«حزب الله»، سحب ودائع من لبنان وحظر التعاطي مع بعض المسؤولين اللبنانيين، ما يشكّل خطراً على البلد ومؤسساته، فكيف سيتصرّف المسؤولون المعنيون بالتحالف مع «الحزب»؟ هل يتشبّثون بتحالفهم معه أيّاً كان الثمن، أم يمايزون مواقفهم ضمن حدود «مقبولة» لإمرار العاصفة بأقل ما يمكن من الأضرار؟

وفي المقابل، السؤال المُهِم هو: إلى أيّ حدّ يتحمّل «حزب الله» أن يبتعد رئيس الجمهورية عن مواقفه، أو «يتمايز» عنها، من دون أن يَعتبر ذلك اختلافاً أو افتراقاً في السياسة يستأهل الردّ بكل الوسائل. ولدى «الحزب» ما يكفي من الأوراق التي يمكن استخدامُها في هذا الردّ. والنماذج وفيرة في هذا المجال. في هذه المرحلة، يعيش «الحزب» مرحلةً حسّاسة جداً. فهو يدرك أنّ الضغوط عليه ستتفاقم يوماً بعد يوم، وأنّ حلفاءه سيكونون من نوع «الانتحاريين» إذا أصرّوا على الصمود معه 100%، في السرّاء والضرّاء، مُتَحَدِّين العقوبات والضغوط كلها. القريبون من عون يُطَمْئنون الذين يسألونهم عن هذه المسألة، ويؤكدون أن لا لزوم لرسم السيناريوهات حول واقع العلاقة ومستقبلها بين الرئيس و»التيار» و»الحزب». فـ»غيمة الصيف» ستَعْبُر في سماء الحليفين، من دون أن تترك أيَّ أضرار. لكنّ المهم عبور البلد أيضاً.

 

الحريري «بقَّ» البحصة الكبرى وباسيل يفتش عن كوّة  

أسعد بشارة/جريدة الجمهورية/الأربعاء 14 تشرين الثاني 2018

لم يسبق للرئيس سعد الحريري منذ التسوية الرئاسية أن بقّ ما في داخله كما فعل امس. إنها المرة الاولى التي يقول فيها الحريري ما لم يقله قبل تأليف الحكومة السابقة واثناء حرب الجرود، وبعد استقدام قادة ميليشيات عراقيين الى الحدود اللبنانية ـ الفلسطينية وغيرها وغيرها من التجاوزات التي تحمّلها الحريري بصمت حفاظاً على التسوية الرئاسية، بحيث دفع أثماناً كبيرة من كيسه السياسي، من دون أن يلقى من الطرف الآخر أيّ ملاقاة الى النقطة الوسط.

بقَّ الحريري أمس بحصة كبيرة، إذ اتّهم من موقع العارف «حزب الله» بتعطيل تأليف الحكومة، وتجاوز التحليلات الداخلية التي تربط هذا التعطيل بتوزير سنة 8 آذار، الى ربط التعطيل بما وراء الحدود، وهذا لم يكن ليحصل لولا خروج السيد حسن نصرالله عن المألوف، ومحاولة فرض إملاءات على الرئيس المكلف، ردّ عليها الاخير في مؤتمر صحافي، رفع درجة المواجهة الى أعلى مستوى منذ سنوات عدة. وتكشف معلومات لـ«الجمهورية» أنّ الحريري ما كان ليبقّ البحصة لو لم يتأكد بالدليل أنّ «حزب الله» لا يريد حكومة في لبنان، ولو لم يتأكد انه حتى لو تساهل في موضوع توزير سنة 8 آذار، فسيجد الحزب عقدة أُخرى في الحقائب أو غيرها، لتعطيل تأليف الحكومة. وتضيف هذه المعلومات أنّ قراءة الحريري والرئيس ميشال عون في هذا الموضوع واحدة، وهذا كان سبب كلام عون الواضح في مقابلته التلفزيونية عن عدم جواز توزير نواب لا يشكّلون كتلة برلمانية. وتقول المعلومات إنّ «حزب الله» الذي استاء من كلام عون أفهم الوزير جبران باسيل رسالة واضحة بأنه لا مناص من توزير سنة الحزب، كذلك أودعه رسائل واضحة عمل باسيل بنتيجتها على تلطيف موقف عون الى حدّ إعلان موقف مغاير، والى حدّ اطلاق مجموعة من نواب «التيارالوطني الحر» مواقف وسطية في الازمة بين «حزب الله» والحريري.

وتضيف المعلومات أنّ الجميع بات يعرف أن لا حكومة في لبنان في المدى المنظور، وأنّ سبب الكلام العالي السقف للأمين العام لـ«حزب الله» يعود الى موقف إيراني يريد إفهام الجميع في الداخل والخارج أنّ تأليف الحكومة في لبنان هو قرار إيراني، خصوصاً بعدما بدا انّ اللقاء الذي جمع عون بالرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون قد ساهم في ولادة الحكومة، وهذا ما نظرت اليه الدوائر الإيرانية بارتياب، واستُتبِعَ بتصلّب «حزب الله» المفاجئ في التمسّك بتوزير النواب السنة.

وتشير المعلومات الى أنّ دور الوسيط الذي ارتضاه عون بعد كلام نصرالله، وتكليف الوزير جبران باسيل الوساطة، لن يكون أكثر من رحلة موقتة، إذ إنّ موانع تأليف الحكومة باتت خارج الحدود، ولم تعد مرتبطة بعقدة سنية أو غير سنية، وتشير المعلومات الى أنّ باسيل يشيع أنه تمكّن من فتح كوّة في جدار الأزمة من خلال طرح اسم ربما يكون مقبولاً لدى الجميع (من حصة الحريري) ويتحدّث أصحاب هذا الطرح عن شخصية بقاعية يمكن أن ترضي «حزب الله» والحريري، لكنّ كل ذلك سيكون وفق المعلومات في خانة التكهّنات، في اعتبار أنّ الحريري سيرفض أن يدفع ثمن الحلّ من حصته، فيما يتمسّك عون بأن يكون الوزير السنّي من حصته محسوباً عليه كلياً، وربما يكون هذا الوزير من حملة بطاقات الانتساب الى «التيار الوطني الحر». وأمام هذا الاستعصاء، تشير المعلومات المتقاطعة من أكثر من جهة الى أنّ تأليف الحكومة بات في علم الغيب، وأنّ الوضع سيبقى على حاله إلّا إذا قرّر الحريري الانتقال من حالة نصف الاعتذار عن التكليف الى الاعتذار الكامل، عندها تكون التسوية الرئاسية قد انتهت، ويكون لبنان قد دخل في مرحلة شديدة الخطورة.

 

«8 آذار»: الحريري لم ينســف «قواعد الإشتباك»  

عماد مرمل/جريدة الجمهورية/الأربعاء 14 تشرين الثاني 2018

خلافاً لتوقّعات كثيرين، جاء المؤتمر الصحافي للرئيس المكلّف سعد الحريري منتظماً ضمن «قواعد الاشتباك»، فلم ينسفها أو ينقلب عليها، بل اندرج ردّه على خطاب الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله تحت سقفها. هذا هو الانطباع الذي ساد لدى قوى في 8 آذار وأوساط قريبة من «الحزب»، بعد انتهاء الحريري من كلامه. والحريري الذي سبق له أن أكّد أنّه سيكون مختلفاً في «طبعة 2018» ، بدا في المحصلة الإجمالية لمؤتمره الصحافي أكثر واقعية وبراغماتية، قياساً على سلوكه في السنوات الماضية، حين كان قراره أسير الإنفعال أو رهينة الأوصياء السياسيين عليه. لقد ظهر الحريري وكأنّه اكتسب مهارة لاعبي السيرك، فمشى فوق حبل رفيع، محاذراً السقوط من خلال اعتماد التوازن الدقيق بين ضرورة محاكاة قواعده عبر الردّ الموضعي على مواقف نصرالله، ومحظور ضرب التسوية السياسية الكبرى والاندفاع نحو اعتذار غير محمود العواقب.

بهذا المعنى، إعتمد الحريري في هجومه المضاد تكتيك الكرّ والفرّ، استناداً الى «توليفة» مدروسة تحافظ على ماء وجهه من جهة وتحفظ خط الرجعة من جهة أخرى.

لم يتجاوز الحريري في طروحاته الخطوط الحمر، فلم يقطع الخيط مع «حزب الله» على رغم انتقاداته الحادّة له، ولم ينزلق الى مغامرة غير محسوبة تحت ضغط التعبئة في بيئته، وهو الذي يُدرك جيداً انّ الاعتذار عن التكليف في هذه اللحظة سيكون مُكلفاً له.

ربما شعر الحريري أنّ أقصى الممكن الآن هو الاختيار بين السيئ والاسوأ، فقرّر ان يبقى رئيساً مكلّفاً على تخوم السراي الحكومي، بدلاً من أن يفقد هذه «الحصانة» ويعود رئيساً سابقاً للحكومة. لقد اكتشف، على الأرجح، انّ خوض المواجهة من الداخل تظل، أياً كانت صعوبتها، أقل ضرراً من خوضها خارج السلطة.

وما يمكن استنتاجه ايضاً، بين سطور مواقف الحريري، ليونته في مقاربة «الكيان السياسي» للنواب السنّة المستقلّين عن تيار «المستقبل»، وإقراره بحيثيتهم التمثيلية في الطائفة، وحرصه على عدم التجريح الشخصي بهم، بعدما كان الخطاب المُستخدم ضدهم يذهب في اتجاه تهميشهم ونزع الشرعية السنّية عنهم واتهامهم بأنّهم أدوات النظام السوري في لبنان. وكان واضحاً، أنّ المسعى التوفيقي الذي بذله الوزير جبران باسيل خلال الساعات الماضية قد فعل فعله، ونجح في تخفيض سقف إطلالة الحريري التي من المرجّح ان تعطي قوة دفع إضافية لوساطة باسيل، وإن تكن مهمته ليست سهلة وسط الـ«لاءات» المتبادلة بين الأفرقاء المعنيين، في ظل إصرار الرئيس المكلّف على عدم تمثيل سنّة 8 آذار في الحكومة ورفض «اللقاء التشاوري» التنازل عمّا يعتبره حقّه في مقعد وزاري، وثبات «حزب الله» على دعم مطلب حلفائه.

وإذا استمر الانسداد في شرايين العقدة السنّية، يُفترض أن تعود الكرة الى ملعب رئيس الجمهورية، الذي قد يكون الأقدر على معالجة الأزمة من حصّته، وفق مصدر في 8 آذار، يعتبر انّ الحريري لم يخرج في ردّه على نصرالله عن قواعد اللعبة، ولم يوصد الابواب أمام احتمال التسوية، التي أوحى ضمناً بأنّ مفتاحها موجود في قصر بعبدا. وعلمت «الجمهورية»، انّ باسيل شدّد خلال لقائه أمس الاول مع عضو «اللقاء التشاوري» النائب فيصل كرامي، على ضرورة تهدئة الخطاب السياسي وإبداء مقدار من المرونة لتسهيل إمكان التلاقي حول حل وسط، مؤكّداً انّه «لا مصلحة ولا رغبة في دفع الحريري نحو الاعتذار، وانّ هذه المرحلة تحتاج الى بقائه في رئاسة الحكومة»، واعتبر «انّ هناك ضرورة للتنازل قليلاً من قبل الحريري و»حزب الله» والسُنّة المستقلّين حتى نصل الى تسوية مقبولة لدى الجميع. وهنا، لفت كرامي انتباه باسيل الى «انّ ما نطالب به هو مقعد وزاري واحد، وبالتالي ما الذي يمكن ان نتنازل عنه في هذا الوضع». وأضاف مبتسماً: «هل علينا ان نتخلّى عن ولد من أولادنا؟»..

 

الدولة تعاقب البلديات والمجلس يراقب  

ايفا ابي حيدر/جريدة الجمهورية/الأربعاء 14 تشرين الثاني2018

أُحيل اقتراحُ القانون المعجّل المكرّر المقدّم من النائب نعمة افرام والرامي إلى إعفاء جميع البلديّات من الديون المتعلّقة بعملية إدارة النفايات الصلبة التي ترتّبت عليها سابقاً لصالح الخزينة، إلى اللجان النيابيّة «لمزيد من الدراسة».

هناك مجموعة من التساؤلات طُرحت حول اقتراح القانون، منها على سبيل المثال، لماذا لم تُطرح صفةُ العجلة على النواب؟ والقانون كما هو مُقترَح إنما جاء نتيجة صعوبة وربما استحالة ترجمة «قانون الإدارة المتكاملة للنفايات» الرقم 80 الصادر حديثاً في 10/10/2018 الذي نصّ على وجوب اعتماد حلول لامركزية لمعالجة أزمة النفايات المتفاقمة في كل المناطق، والإتاحة للبلديات إتمام مسؤوليّاتها بموجب هذا القانون، وهي الملزمة بإعداد برامج محلّية لإدارة النفايات الصلبة خلال مهلة أقصاها ثلاثة أشهر من تاريخ إقرار الاستراتيجية الوطنيّة لهذه الإدارة المتكاملة.

وبسبب عدم توفّر إمكانيّات مادّية لتطبيق هذا القانون، وتحاشيّّاً للوقوع مجدّداً في أزمة نفايات خانقة، واستباقاً للوقوع في المحظور في أيار المقبل عندما ينتهي مفعولُ القانون الذي يجيز الطمرَ في برج حمود، كان اقتراح القانون.

وما أثار التساؤلات اكثر، هو إحالة اقتراح القانون المعجّل المكرّر على اللجان، رغم معرفة الجميع أنّ القانون الرقم 80 الذي أقرّه مجلس النواب، رفده افرام باقتراح قانون يجعل تنفيذ الأوّل ممكناً وواقعاً. فكيف يمكن للبلديات أن تقوم بمسؤولياتها وفق القانون في ظلّ عدم توفير واردات ماليّة لها وهي تقتصر حاليّاً على الرسوم البلديّة؟ لكن ماذا عن عائدات الصندوق البلدي المستقل، تسأل «الجمهورية»؟ يجيب افرام: «هناك بلديات عدة ليست لديها عائدات تُذكر جرّاء ديون عن اتفاقات منذ عشرين سنة، مع شركة «سوكلين» وغيرها، وهذا يمنعها من التصرّف بأموالها لأنها مرهونة لسنوات ولأولاد أولادها، لأنّ صندوق البلديات كان ولا يزال يتقاضى منها إيفاءً لهذه الديون 160 دولاراً عن الطن، فيستقطع منها نقداً 40 بالمئة ويدينها 60 بالمئة، في حين أنّ معالجة النفايات كانت ممكنة بـ 14 دولاراً مثل زحلة».

فضيحة العصر

يضيف افرام الذي شرح القانون وأسبابه الموجبة في جلسة 12 تشرين الثاني التشريعيّة وكان سبق له وأرسله شخصيّاً إلى كافة النوّاب قائلاً: «ملايين الدولارات تترتّب اليوم على بلديات لبنان، مثلاً بلدية الزوق في كسروان مديونة بـ 34 مليون دولار وبلدية جعيتا 3 ملايين دولار وبلديات ضبية والنقاش والجديدة بحدود 30 و40 و50 مليون دولار، وهذا إجحاف وظلم في حقّ شريحة كبيرة من المواطنين اللبنانيين، علماً أنّ الدولة سدّدت كامل المستحقات للشركات التي تمّ التعاقدُ معها لإدارة النفايات الصلبة.

لكن بقي عبءُ الدين على البلديات مسلطاً عليهم من قبل الدولة، وكأنّ الدولة تعاقب البلديات، ويسكت مجلس النواب! فالبلديات لا يمكنها الدخول في قانون النفايات الجديد الذي أُقرّ منذ شهر والذي يطرح حلولاً لا مركزية خلاّقة وسريعة في ثلاثة أشهر، ومثل هذه الحلول هي أرخص بكثير من 160 دولاراً. وكلما فكروا بأن ينسحبوا، يواجههم الضغط ويقولون لهم إنكم مجبرون أولاً على تسديد كامل ديونكم قبل خروجكم من الحلول المركزية، وهذه فضيحة العصر».

يختم افرام قائلاً: «لا أتصوّر أنّ اللجان النيابية سيكون عليها أن تدرس شيئاً، وسيطول الأمر قبل إقرار القانون، وسنقع مجدداً في مشكلة كبرى مع بداية الربيع. وإذا لم تُلغَ هذه الديون فسوف تزيد الكلفة على الدولة التي سيكون عليها دفع مبالغ طائلة عن البلديات لمعالجة النفايات، بالطريقة التي يعرفها الجميع كلفةً وآثاراً بيئية، لأنّ البلديات لن تتمكّن من المعالجة بطريقة لامركزية. فأين الحكمة في إحالة اقتراح القانون لإجراء مزيد من الدرس حوله في اللجان؟

أضاف: الموضوع الآن في عهدة الرأي العام والبلديات.

 

مَن يرفع الغبن عن بلدة طفيل اللبنانية  

عيسى يحيى/جريدة الجمهورية/الأربعاء 14 تشرين الثاني 2018

عاد معظم أهالي بلدة طفيل اللبنانية إلى بلدتهم الواقعة على الحدود الشرقية إثر تهجيرهم قسراً جراء المعارك بين «حزب الله» والنظام السوري من جهة والمعارضة من جهة ثانية، وبدأ العمل على شقّ الطريق الذي يصل البلدة بأخواتها اللبنانية، والسؤال يبقى: هل تعود البلدة إلى حضن الدولة اللبنانية بعد معاناةٍ إستمرت عشرات السنين كانت خلالها بلدةً لبنانية بالهويّة فقط، أم أنً لـ«حزب الله» وتمركزه فيها حسابات أخرى؟ على الحدود الشرقية للبنان، وعند تلك الخاصرة الرخوة التي تشبه الأصبع داخل الأراضي السورية، تقع بلدة طفيل اللبنانية التي حكمت عليها الجغرافيا بمساحة تزيد عن 52 كلم، تقطنها عائلات من مختلف الطوائف، وتحيط بها الأراضي السورية من جهات ثلاث، ما عدا الجهة التي تتصل بها مع جرود بلدتي حام وبريتال اللبنانيّتين.

لم يشعر أهالي بلدة طفيل يوماً بلبنانيّتهم سوى بالهوية وبإخراجات القيد من دائرة النفوس في بعلبك التي كانوا يقصدونها عبر الأراضي السورية إلى المصنع ومنه إلى مدينة بعلبك، فيما كان عملهم وتعاملهم بالعملة السورية، ويشترون حاجياتهم من الأراضي السورية ويؤمّنون منها الخدمات بما فيها الكهرباء والهاتف الخلوي. وطيلة السنوات الماضية لم تسعَ الدولة اللبنانية إلى رفع ذلك الغبن الذي لحق بالبلدة وأهلها حتى جاءت معركة القلمون لتزيد من معاناة الأهالي الّذين هُجِّروا من منازلهم وتوزّعوا على مناطق البقاع وعرسال، ليعودوا إليها تدريجاً منذ سنة تقريباً، وبدأ العمل على شقّ طريق يصلها بالبقاع وبالداخل اللبناني من جرود بلدتي حام وبريتال، ما أوصل بعض أهاليها إلى الدعاء للأزمة والمعارك السورية التي ساهمت في تهجيرهم وإيصال قضيّتهم إلى مسامع الدولة اللبنانية التي سارعت إلى صرف الأموال اللازمة لشقّ طريق يصلهم بوطنهم الأم منذ ثلاث سنوات وبدأ العمل به هذا الصيف.

وعلى المقلب الآخر وأثناء عودة أهلها إلى بلدتهم تعاملت معهم الدولة اللبنانية كنازحين سوريين حيث أقامت نقاط أمنية تبعد كيلومترات عن مدخل البلدة ودققت في لوائح العائدين، ومن هناك تركوا لمصيرهم مجدداً حيث كان «حزب الله» يقيم حاجزاً عند مدخل البلدة، وتتجوّل قوات الدفاع الوطني في داخلها ولا تزال، وكذلك الأمر بالنسبة لحاجز «حزب الله» الثابت هناك والمقيم في البلدة رغم انسحابه من السلسلة الشرقية وتسليم مراكزه التي أقامها إبان المعارك إلى الجيش اللبناني.

وعلى الطريق الذي يُعمَل على شقّه وتعبيده لتأمين ولوج أهالي البلدة إلى الداخل اللبناني، سقط إبن البلدة من آل شاهين وزوجته منذ اسبوع، إثر إنقلاب سيارته على الطريق أثناء توجّهه إلى البلدة للحصول على مساعدات تقدّمها منظمات إنسانية، ليزيد من معاناة أبناء البلدة ومشقّاتهم وتستعيد معه واقع التهميش والحرمان القابع خلف تلك الجبال التي تحيط بالبلدة، ويبدأ الأهالي برفع الصوت مجدداً لإنصافهم بعد معاناة زمنٍ رديء لم يأتِ عليهم سوى بالخيبات والظلم.

ينظر أهالي البلدة إلى انفسهم وكأنهم نازحون مهجّرون في وطنهم، فلا الدولة تصل إليهم بخدماتها، ولا تحمي أبناءَها من بطش عناصر الدفاع الوطني الذين يجولون داخل البلدة كلما طاب لهم، فيما «حزب الله» يقيم حاجزاً أول البلدة وعلى الجيش اللبناني المرور عليه في حال قرّر زيارتها.

وكان الحزب قد منع الأهالي من دخول البلدة والخروج منها في ظلّ إنتشاره على السلسلة الشرقية بأكملها. ولم يعرف حتى اليوم هدف «حزب الله» من مراكزه وحواجزه في البلدة بعد إنتهاء الأزمة السورية وتنظيفه مشكوراً، كامل منطقة القلمون من المجموعات الإرهابية التي خلّفت إرهاباً وقتلاً في بقاعنا لا يزال الناس يعانون آثاره حتى اليوم. يتطلّع أهالي البلدة اليوم إلى الدولة اللبنانية بعين الأمل عسى أن تتطلّع الى البلدة وأهلها وتضمّها إلى الوطن كإبنٍ ضالّ أو منسيّ حَكمت الظروف عليه بالهجرة والضلال القسري، علَّها تعوّض كل ذلك الغياب، وتستكمل طريقها ويقيم الجيش اللبناني فيها، فيما يسأل البعض عن سبب ذلك التراخي وغياب الأمن عن البلدة وكأنّ دخول الدولة إليها مُحرّم.

 

خطاب نصر الله والمعادلات البائدات

د. مصطفى علوش/المستقبل/14 تشرين الثاني/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/68907/%D9%85%D8%B5%D8%B7%D9%81%D9%89-%D8%B9%D9%84%D9%88%D8%B4-%D8%AE%D8%B7%D8%A7%D8%A8-%D9%86%D8%B5%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B9%D8%A7%D8%AF%D9%84%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84/

«قل لمن يبكي على رسم درس واقفاً ما ضرَّ لو كان جلس؟» (أبو نواس)

ليس صحيحاً أن التاريخ يرتبط بمقولات أو شعارات لا تتغير، وبالتأكيد فإن التاريخ لا يعير اهتمامه للمعادلات والفرضيات، يعني ببساطة أن حركة التاريخ لا يهمها تأكيد أو نقض نظرية أو معادلة، لأن التاريخ هو حركة دينامية متعددة العناصر قد تجعل أي فرضية أو معادلة مسألة بائدة وغير قابلة للتطبيق، وحتى أنها قد تتحول إلى ضرر بالكامل عندما يسير الزمن بعكس معطياتها.

في أواسط القرن العشرين وضع فيلسوف الاقتصاد الكبير جوزف شومبيتر مبدأ «الإبداع المدمر»، وهو مبدأ اكتشفه عن طريق الملاحظة التاريخية على مختلف المستويات الاجتماعية والعلمية والسياسية والفنية. يقول المبدأ إن أي إبداع أو نظرية أو معادلة مهما كان دورها أو نفعها في فترة من الزمن، فإنها ستفقد أهميتها بتغيير المعطيات التي أوجبت وجودها. لا بل إن هذا المعادلة من الواجب تدميرها لكون العناد في تطبيقها في غير وقتها، سيؤدي حتماً إلى الأذى.

في خطاب حسن نصر الله الأخير جملة من المعادلات البائدات، بعضها مجرد نكد لا يؤدي إلى أي نفع، وبعضها الآخر لا يستند إلى أي معطيات حقيقية، والنذر اليسير منها استند إلى أسطورة سميت ثالوثاً هو الجيش والشعب والمقاومة، كانت حاجة ملحة لتسويغ الشواذ في وقت من الأوقات، لكن الزمن تجاوزها بالكامل.

المعادلة النكدية هي قوله بأنه طالما تم تأخير تشكيل الحكومة لستة أشهر من أجل حل عقدتي تمثيل أخريين، فعلى الجميع أن ينتظروا أربعة أشهر على الأقل قبل مطالبته بحل عقدة نوابه السنّة. في الواقع لقد تذكرت بما سمعته نكد أيام طفولتنا، عندما كنا نعاند في السلبية أو «نكرّز» لمجرد أن رفيقاً لنا كان سلبياً ونريد أن نعامل بالمثل.

ولكن ما لنا والهزل في هذا المجال، فكلام نصر الله هو كلام مسؤول وعلينا أخذه على محمل الجد بالرغم من غرابته. ولكن هذا يعني أنه إذا كان حل عقدة وزير واحد في الحكومة يجب أن ينتظر أربعة أشهر، فإن تأليف حكومة من ثلاثين عليه أن ينتظر مئة وعشرين شهراً، وليبقى البلد معلقاً إلى ما شاء الله.

في المعادلات التي تستند إلى معطيات كاذبة هي كون نوابه السنّة يشكلون نسبة مهمة من السنّة، لكنه تجنب ذكر الأرقام التي تحصلوا عليها حتى لا يقع في محظور التكذيب. الوقائع الثابتة هي أن الأكثرية الساحقة من السنّة يعتبرون «حزب الله» وجماعة الثامن من آذار والممانعة وبشار وإيران مجرد عدو ممقوت، وهذا يشمل حتى بعض من انتخب بعضاً من سنّة نصر الله، وذلك لأسباب عشائرية أو خدماتية أو شخصية، ولكن بالتأكيد ليس من أجل نصر الله.

وبالتالي، فإن هذه الفرضية التمثيلية ساقطة بالأرقام. والواقع هو أن نسبة تمثيل هؤلاء للسنّة تقارب نسبة الشيعة المعارضين لـ«حزب الله». لكن الفرق هو أن «سنّة ٨ آذار» عندهم الحرية المطلقة بالمعارضة، أما الشيعة المناوئون للثنائي الشيعي، فهم واقعون تحت الإرهاب الإجتماعي المذهبي، ومتهمون بتبعيتهم للسفارة الأميركية وداعشيون وتابعون لقتلة الحسين. ومن لا يصدق فليتذكر ما حل بهاشم السلمان يوم تظاهر أمام سفارة إيران، وللعلامة محمد الأمين يوم طرد من عقر داره، ولعلي الأمين يوم تجرأ على تعليق صوره في قريته.

أما عن الحديث عن الفتنة الطائفية، فالمؤكد أن سنّة نصر الله، إن كان لهم دور، فهو دور لاذكائها لما يشكلونه من استفزاز مباشر للأكثرية المحيطة بهم، وعملياً فهم لهذه الأكثرية مجرد أتباع للطرف الآخر على المستوى المذهبي.

وما منع الوصول إلى فتنة مسلحة مذهبية، والتي أوصل نصر الله لبنان قاب قوسين منها، كان وعي قيادة تيار «المستقبل» ورفضها الإنجرار إلى حرب مفتوحة، بالرغم من سلسة الاغتيالات التي طالت قادته وبالأخص رفيق الحريري.

أما المعادلات الأسطورية التي تتحدث عن المقاومة، فبالرغم من إشكالية استعمال تعبير مقاومة وكأنه وثن وجب الخضوع له بغض النظر عن مضمونه، فإن مجرد ذكر كلمة مقاومة اليوم أمام الكثير من اللبنانيين سيخطر على بالهم مباشرة إهانة تظاهرة ٨ آذار ودعم نظام بشار واغتيال رفيق الحريري، واغتيال قادة ١٤ آذار، واحتلال وسط المدينة، وتعطيل المؤسسات وغزوة ٧ أيار، والتنكيل بشعب سوريا لمجرد أن أكثريته من السنّة، والحشد الشعبي، وقاسم سليماني، ولن يتذكر أحد قصة مواجهة إسرائيل إلا في حال رفع العتب.

تصوروا مثلاً لو أن قائداً من «حزب الله» كان قد استشهد في مواجهة العدو الاسرائيلي، مع وجود اشكالية هذا الواقع، فهل كان عندها من يتجرأ على ذكر إسمه من دون آيات التبجيل والإحترام؟ لكن هذا القائد لم يستشهد في مواجهة إسرائيل، وهو متهم بادارة اغتيال رفيق الحريري، ومن ثم يقتل في حدث مشبوه أثناء مشاركته في قيادة المجزرة ضد شعب سوريا! فهل من الممكن الحديث عن قدسية مقاومة؟ وبماذا يمكن وصف هذا القائد؟.

المعادلات البائدات بخصوص شعب وجيش ومقاومة من تسبب بسقوطها هو «حزب الله» بإصراره على دفع الناس الى نسيان تضحيات شهدائه في مواجهة إسرائيل بعد أن تحول إلى مجرد ميليشيا مذهبية وإجرامية تقتل وتدمر كل من يقف في طريق نزواتها.

قد يغطي نصر الله كل معادلاته ببعض الجدية وبعض الاستلشاق وبعض المزحات السمجة وبعض التهديدات المبطنة، لكنه يعلم أن الزمن قد أسقط الهيبة التي كانت تجعل الناس يصدقون كل ما يقوله. والمعادلة الثابتة الوحيدة هي أنه كلما زاد توتر الأمين العام لـ «حزب الله»، كلما عاد إلى رفع الإصبع الغريزي، مع علمه أن هذه الحركة لم تعد تؤثر على أحد.

*عضو المكتب السياسي في تيار «المستقبل»

 

لقاء حواري مع الأمير حارث شهاب في مركز الحضارة لتنمية الفكر الإسلامي:الحوار الإسلامي – المسيحي بين الإيجابيات والعوائق وآفاق المستقبل

قاسم قصير/14 تشرين الثاني/18

استضاف مركز الحضارة لتنمية الفكر الإسلامي في بيروت الأمين العام للجنة الوطنية للحوار الإسلامي – المسيحي الأمير الأستاذ حارث شهاب في لقاء حواري حول : الحوار الإسلامي - المسيحي بين الإيجابيات والعوائق وآفاق المستقبل ، وحضر اللقاء ممثل مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان الشيخ زياد الصاحب ، وممثل المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في لجنة الحوار الدكتور علي الحسن ، وممثل شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن الشيخ نزيه صعب ، والمستشار الثقافي للجمهورية الإسلامية الايرانية في لبنان الأستاذ محمد مهدي شريعتمدار والقاضي الشيخ يحيى الرافعي وشخصيات قيادية من حركة أمل وحزب الله والجماعة الإسلامية وفعاليات اجتماعية وتربوية وإعلامية وثقافية. وقدّم للحوار وأداره الأستاذ قاسم قصير عارضا لدور ومسيرة الأستاذ حارث شهاب في اللجنة الوطنية للحوار الإسلامي – المسيحي إلى جانب الأستاذ محمد السماك وكذلك دوره في الحوار بين البطريركية المارونية وحزب الله ، مشيرا إلى أهمية تقييم مسيرة الحوار الإسلامي – المسيحي بعد حوالي خمسين سنة على انطلاقته.

ومن ثم تحدث الأستاذ حارث شهاب فعرض لمسيرة الحوار ولا سيما منذ عقد المجمع الفاتيكاني الثاني في منتصف القرن العشرين والذي أعطى إشارة الانطلاق للحوار الحديث مع المسلمين وتحولت العلاقات الإسلامية - المسيحية إلى واجهة الأحداث ، وقد أقيمت العديد من المؤتمرات والأنشطة لتعزيز هذه العلاقات ، لكن اللافت في هذه المرحلة التراجع الديمغرافي للمسيحيين في العالم العربي ما يؤدي إلى انعكاسات سلبية على صعيد دور المسيحيين ومستقبل الحوار الإسلامي – المسيحي ، كما برزت مشاكل عديدة أعاقت الحوار وخصوصا الصراع السني – الشيعي، وخاصّة بعد تحوّل إيران إلى شريك في القضايا الإقليمية وتخوف بعض الدول العربية من هذا الدور. ومن الأمور التي استجدّت وتركت أثرًا سلبيًّا على العلاقات الإسلامية المسيحية نشأة المنظمات الإرهابية والعنفية .

واعتبر شهاب : أن هناك العديد من الموضوعات التي تحتاج لاستكمال الحوار ومنها ، العلاقة بين الدين والدولة ، الموقف من العلمنة والحرية والتطرف والأصولية ، الحاجة لمقاربة نقاط الخلاف الحقيقية وكيفية تحويل الحوار إلى الواقع المعيوش وترجمة نقاط اللقاء إلى الواقع الحياتي ، فآفاق الحوار بين الأديان أو أتباعها تضيق عندما يعتبر دينه هو الخيار الوحيد المقبول. كما إن استمرار بروز مصطلحات كدار الحرب ودار الإسلام واعتبار كل الغرب مسيحيًّا تؤدي إلى إعاقة الحوار.

وطرح شهاب أفكارا عديدة من أجل استكمال الحوار وعرض لمهمات الكنيسة المسيحية في هذا الإطار ومسؤولية الأطراف الإسلامية على صعيد توضيح الموقف الإسلامي من العديد من القضايا والملفات .

ومع أن شهاب أشار إلى وجود العديد من العوائق التي أعاقت الحوار ولم تجعله يحقق النتائج المطلوبة فإنه أكد أهمية استمرار الحوار الإسلامي – المسيحي وتفعيله قائلا : إن الاستمرار في الحوار يحتاج إلى خريطة طريق ورزنامة عمل ضمن رؤية استراتيجية ، ولعل من الأهمية في مكان العمل من وحي مبادرات تجعلنا نرسم معا طريقا واحدا يفضي إلى الهدف المنشود وهو وضع شرعة إسلامية – مسيحية تؤسس لإعلان شامل يحتوي على الأسس التي تم الدفاع عنها والتوافق حولها في كل الوثائق والمبادرات التي صدرت بشكل منفرد او مشترك ، وآن الأوان لانطلاقة حضارية جديدة لنؤكد أن هذا العيش المشترك ليس صدفة تاريخية بل هو إرادة إلهية وسنة إلهية وعلينا الاستمرار في هذه المسيرة من أجل فجر جديد يطل علينا في عالم أفضل.

وفي الختام دار حوار مطول بين المشاركين والمحاضر وعرضت العديد من الأفكار والاقتراحات حول كيفية تطوير الحوار الإسلامي – المسيحي.

 

عالمية جواد نصر الله ومحلية الرئيس بري

شادي علاء الدين/جنوبية/14 نوفمبر، 2018

يلعب رئيس مجلس النواب نبيه بري في الملعب الداخلي غالباً، ويسعى إلى تسوير حدود هذا الملعب بما تيسر له من وظائف واستثمارات، واستملاكات لأجهزة كاملة من أجهزة الدولة.

يحرص على تطويع الخارج وتداعياته بما يتناسب مع مشروع الإمساك بالتفاصيل المحلية، وإدارتها على الوجهة التي تضمن له البقاء والاستمرار، وتوريث الجضور والأملاك من بعده. من هنا كان الهم الاقتصادي، الذي أطلق نفير التحذير من مغبة انحداره وتدمير معالمه مؤخرا، مؤشرا لا يخطئ على تناقض مشروعه مع مشروع حزب الله، الذي لا يبالي بما يمكن أن يستجره إيغاله في الانحياز لمتطلبات الخارج الإيراني على الداخل اللبناني. ولعل بري في ربطه كارثة التهويل الاقتصادي بضياع الإيمان يغمز من قناة حزب الله الذي يصر على ربط اسمه بلفظ الجلالة معتبرا نفسه ناطقا باسم العزة الإلهية. ما يرسمه بري من معالم هروب الإيمان من الشباك حين يحل الفقر،الذي لا يتناطح عنزان حول هوية الطرف الذي ينتجه ويصنعه، يقول لحزب الله إن تلك الهالة التي يحيط نفسه بها ستسقط، وسيفقد الناس إيمانهم بكل شيء، ولن يعود ممكنا له أن يخاطب الشيعة أو أي أحد انطلاقا من وسيط القداسة والإلهية.

صيغة الثنائية الشيعية التي جمعته مع الحزب كانت تنطوي على توزيع أدوار ينظمه الحزب، ولكن الجديد يكمن في أن الحزب بات حاليا يستعد للانقضاض على الداخل، وهو ما لا يستهدف حقوق الطوائف والمكونات الأخرى وحسب بل يطال بشكل خاص موقع الشيعة، وحصة وحجم نبيه بري وحركة أمل. حزب الله الذي يرجح أن تفرض عليه التطورات الميدانية في سوريا العودة إلى لبنان لا يمكن أن يسمح لهذه العودة إلا أن تتخذ شكل انتصار على الداخل، كل الداخل، بما فيه التيار الشيعي الآخر. يريد الداخل اللبناني كجائزة ترضية ولعل المرحلة التي يمهد لها الحزب حاليا تفرض الانتقال من السيطرة بالوكالة الى السيطرة بالأصالة ما يعني أنه لا بد أن يستهدف بري مباشرة. المؤشرات على ذلك عديدة فبعد أن كان يوكل حركة أمل ورئيسها بإدارة الحضور الشيعي في الداخل وفي أجهزة الدولة، إذا به يعلن الآن كخطوة أولى عن رغبته في إجراء مناصفة مع الحركة ورئيسها في وظائف الدولة من ناحية، ويبني سياسة تهدد هذه الدولة بالإفلاس التام من ناحية أخرى، أي أنه يسعى إلى أن يستكمل مشروعه على جثة كل ما كان بري قد أسس له من حضور على مدار أكثر من ربع قرن.

المقايضة التي نظمت آلية علاقة طرفي الثنائية الشيعية ببعضها كانت تقوم على توزيع لوظائف الدولة ووظائف الثورة فكانت الدولة لبري والثورة للحزب ولكن هذه الثورة التي تعني القتال تحت راية المشروع التوسعي الإيراني باتت محاصرة بمآلات الحرب في سوريا واليمن وبالتحولات في الساحة العراقية التي يجتهد ساسته لفصل أنفسهم عن مسار العقوبات القاسية المفروضة على إيران. يضاف إلى ذلك أن الساحة اللبنانية وعلى الرغم من إحكام سيطرة الحزب، عليها، إلا انه لم يستطع أن يترجم هذه السيطرة في إنتاج نظام حكم يكون انعكاسا مباشرا ونهائيا لمشروعه، فالأطراف الاخرى المسيحية والسنية تحاول بقوة الدفاع عن موقعها وخصوصياتها. انطلاقا من هذا البعد الأخير يجد الحزب نفسه في داخليا في مواجهة ثلاثية مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ومع رئيس الحكومة المكلف وكذلك مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري، لأن ما يدفع في اتجاهه يهدد كل الأطراف بفقدان دورها وحضورها. ما تنتجه العقوبات التي استجلبها الحزب حاليا يعني بوضوح أن العالم صار ينظر إلى لبنان كبلد لا يفعل شيئا سوى أن يتحول إلى مصنع ينتج تهديدات حزب الله التي لم تعد محصورة في الإقليم، بل باتت عالمية وفق توصيف آخر ماركة من ماركات العقوبات، أي تلك التي فرضت على جواد نصر الله نجل الأمين العام لحزب الله. يمكن النظر إلى تلك العالمية بشكل ساخر فجواد نصر الله عالمي في مجال الإرهاب، أي أن عالميته مرتبطة بخروج البلد الذي يضمه من خريطة العالم. العقوبات في هذا الصدد لا تسم الاقتصاد والأشخاص بل تسم الجغرافيا نفسها، ما يعني أن المكان الذي ينتج إرهابيين عالميين لا يجب أن يكون له موقع على خريطة العالم، وأنه من حق العالم ان يدافع عن نفسه ضد هذا الخطر المتوسع، الذي اكتسب صفة العالمية بمعناها السلبي، بتحويل البيئة الجغرافية الحاضنة والمنتجة له إلى رماد اقتصادي وسياسي، وإلى أطلال لا يمكنها أن تستجر القصائد والرثاء. الأطلال المعاصرة باتت مجالاً يصلح للعبور السريع وليس للتوقف والتمعن، فما أن تصبح بلاد ما أو فكرة عبارة عن أطلال حتى تصبح ممتنعة عن الوجود، والتعامل معها يصبح شبيها بطريقة التعامل مع المواد غير المرغوب بمشاهدتها على المواقع الإلكترونية، أي تلك التي تمحى فور ظهورها.

نبيه بري الآن في مرحلة يفكر فيها في تاريخه وفي مستقبل إرثه، ولا يجب أن يخطئ أحد في توهم أن الدفاع عن الإرث يفتقد الحماسة والشدة، بل على العكس من ذلك. من هنا ربما يكون من الممكن توقع أن يعمد بري إلى الدفاع عن صورته الأخير ضد المصادرات الكبرى التي قام بها نصر الله الأب منذ فترة طويلة، فعلى الرغم من كل الأرانب السحرية التي كان بري يخرجها من جعبته ليقدم حلولا سحرية للحزب في كل حالات أحراجه الداخلية، أو لتدبير شؤون اشتباكاته وتركيب منطق برلماني لعقده التي يرميها في وجه الجميع، لم يتح له الحزب،كما يتضح جليا، أن يكون شريكا في صناعة المصيرالشيعي على الأقل قبل مصير البلاد،بل يريد منه أن يكون عتال الكارثة الشيعية بشكل خاص والوطنية بشكل عام، والأمر نفسه ينطبق على ما يطلبه الحزب من رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف. تبدو الفرصة مؤاتية أمام الرئيس بري لينتج مسار عالمية شيعية ناجية في مقابل عالمية الموت التي يجر ثنائي نصر الله الأب والابن الشيعة والبلد إلى الإقامة الجبرية فيها، وربما يستطيع بري،على الرغم من كل الكلام الذي يقال عن عدم قدرته على تجاوز سقوف الحزب، أن يفعل ثلاثية عون بري الحريري التي تمثل حالياً واقعاً موضوعياً في مواجهة أحادية نصر الله الأب وعالمية نصر الله الإبن الإرهابية الملامح.

 

الحريري ردَّ وفق ما يعرفه الناس.. الحق... الشفافية... والجرأة السياسية

الهام فريحة/الأنوار/14 تشرين الثاني/18

مَن لا يعرف الرئيس المكلَّف سعد الحريري قد يكون فوجئ بما قاله في مؤتمره الصحافي، لكن الذين يعرفونه عن كثب، ونحن منهم، لم يُفاجأوا بأية كلمة قالها، لا بل إن كتاباتنا لم تحد عن هذا السقف، فكلما واجه من صعاب كلما أعلن تمسكه بثوابته.

في خلاصة ما قاله في المؤتمر الصحافي سلسلة من اللاءات: لا إعتذار. لا عودة عن رفض توزير أحد من النواب السنَّة الستة. لا احتكار لتمثيل الطائفة السنية بدليل ان هناك في الحكومة العتيدة وزيرًا سنيًا من حصة رئيس الجمهورية، ووزيراً سنيًا ممثلًا لكتلة الرئيس نجيب ميقاتي، فيبقى ثلاثة وزراء من حصة رئيس الحكومة، فكيف يكون محتكرًا؟ هذه اللاءات، ماذا تعني؟

ليس هناك من أجوبة صعبة: هناك مَن طرق الباب فسمع الجواب. الرئيس سعد الحريري لن يتراجع عن موقفه تحت أي ظرف من الظروف. لم يقل شيئًا في بداية إستشارات التأليف منذ ستة أشهر، ثم غيَّر في كلامه. من اليوم الأول قال إنه يرفض رفضًا قاطعًا ان يتمثل سنة 8 آذار لأنهم ليسوا كتلة، فلو أتوا في الإستشارات ككتلة نيابية وقالوا إنهم يريدون ان يتمثلوا "لكنت مجبورًا ان أمثلهم"، لكنهم أتوا مع الكتل التي ينتمون إليها، فكيف أمثلهم. أكثر من ذلك، وضع الرئيس الحريري حدًا للمزايدة عليه، فذكَّر انه لو أراد أحدُ إحتساب أيام تعطيل الدولة من العام 2005 حتى اليوم لكانت بحجم نصف الدين العام. جاء كلام الرئيس الحريري بمنسوبٍ عالٍ من الشفافية والصراحة السياسية، وقال كلامًا يستخدمه للمرة الأولى في حياته السياسية ومنذ دخوله المعترك السياسي منذ ثلاثة عشر عامًا ونصف عام، وكأنه يرمي القفازات في وجه معارضيه، كاشف الرأي العام اللبناني بالقول: "لا أريد ان أغش اللبنانيين ولا أن أعمد إلى تدوير الزوايا، ولم أعد قادرًا على إقناع اللبنانيين بنظرية أم الصبي وبي الصبي. بمعنى آخر، كأنه يريد أن يقول: "لحد هون وبس". وبمطلق الصراحة كشف أنه من اليوم الأول قال لمفاوضيه بالنسبة إلى تمثيل سنة 8 آذار: "إذا كنتم غير مقتنعين، وإذا كنتم مصرّين، أنا ما بدي مشاكل، فتشوا عن غيري"، فكان الجواب: خلينا نشتغل على حلّ العقد. في إختصار، بعد هذا الكلام ليس كما قبله، إذا كانوا يريدون حكومة فليسلموا الاسماء الثلاثة الأخيرة في التشكيلة، أما إذا لم يفعلوا فإن الأزمة مفتوحة ولكن مع فارق بسيط وهو ان العرقلة معروف مصدرها، والناس أهم من الجميع. ولكن في الانتظار، ماذا يمكن ان يحصل للبلد؟ لا أحد يملك الجواب، لكن ما هو مؤكد ان الأوضاع ككل مرهونة بالوضع السياسي الذي إذا تراجع يتراجع كل شيء.

 

أنشودة كرامي.. على "مقام" المقاومة!

علي الحسيني/المستقبل/14 تشرين الثاني/18

«للفيصل نرفع قبعة بلون التربة والمنجل، ونحيل الضاد زوبعة كي نكتب اسمك يا فيصل». هذا ليس بيت شعر للمتنبي ولا قولاً مأثوراً لجبران خليل جبران ولا حتّى كلاماً موجهاً الى ثائر انتصرت ثورته وما زالت أصداؤها تتواتر حتى اليوم. ما تقدم هي كلمات لأنشودة أطلقها منشد «حزب الله» علي بركات خصّ بها النائب فيصل كرامي في العام 2015، واليوم يُعاد نشرها مجدداً، لاسيما بعد الدور الذي لعبه مع نوّاب آخرين وبقيادة الحزب طبعاً، لعرقلة تأليف الحكومة ومنع تشكيلها حتّى الساعة.

من يستمع إلى الموسيقى التي تسبق الأنشودة، يلمس على الفور أن اللحن ليس بغريب عن موجة التعصب التي انطلقت منذ فترة بعيدة وأن لمنشد «حزب الله» علي بركات يداً فيه، ويتأكد هذا الأمر عندما يُطلق بركات العنان لصوته لتمجيد النائب كرامي ووضعه في مرتبة لا تليق سوى بعظماء قدموا لأوطانهم وشعوبهم، العزّة والانتصارات أو رفعوا بلادهم من الحضيض إلى مصاف الدول الحضارية والمتقدمة أو حققوا إنجازات سيذكرها التاريخ، وذلك من خلال وصفه بـ «رمز التحرير» في جملة يقول فيها «يا رمز التحرير العربي يا جسد الأمة والقلب، يرسمك سيف يا فيصل ما بين الجد واللعب». هنا يعود المُستمع ليُصدم مُجدداً، بعدما حوّلت أنشودة بركات، فيصل كرامي، إلى رمز وطني أفنى عمره وحياته في النضال الوطني، وجال لبنان من أقصاه إلى أقصاه لنصرة المظلومين والمُضطهدين.

ثمة إجماع عام على عُمرِ النائب فيصل كرامي القصير نوعاً ما في السياسة، فهو سبق له أن تولّى وزارة الشباب والرياضة في حكومة الرئيس نجيب ميقاتي في العام 2011، ليغادرها بعد ذلك من دون أن يترك أي بصمة مميزة أو إنجاز يُذكر لا على الصعيد الرياضي ولا حتى لجهة إدارته العمل في وزارته آنذاك. وهذا الأمر وحده كفيل بتأكيد أن الأنشودة ما هي إلّا عربون شكر من منشد «حزب الله» لكرامي، على مشاركته في تعطيل تأليف الحكومة ولعب دور رأس حربة في التهجم على الرئيس المُكلف سعد الحريري مع بقية النواب المعروفين بـ«سنّة حزب الله». ومن المعروف أن كرامي ردّ في تغريدة على موقع «تويتر» منذ أيام على تحّية الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله إلى «سنّة 8 آذار»، بالقول: «ونحن نفتخر بالمقاومة».

أصبح للنائب كرامي نشيد خاص به بتوقيع مُنشد «حزب الله»، يُفنّد «بطولاته» و«خياراته المصيرية» ويرتكز على ماض مليئ بـ«الانجازات»، هذا بحسب النشيد طبعاً، وأصبح بإمكان صاحب النشيد في حال سار بأسلوب التعطيل نفسه في السنوات اللاحقة، أن يضم إلى مكتبته الشخصية، عشرات الأناشيد، المسبوقة الدفع من مواقف مُعطلة وادعاءات في غير مكانها، ومن بطولات لا تُصرف لا في وزارة الشباب والرياضة، ولا حتّى من على منابر المجالس السياسية، واليوم يُعيد استعمالها فقط لعرقلة قيام الدولة وانطلاق العهد.

المؤكد أن أنشودة بركات تُصلح إلى حد كبير لتكون موجهة إلى عم النائب كرامي الشهيد رشيد كرامي أو إلى جده عبد الحميد كرامي الذي خلع عمامته الدينية المتوارثة ضمن عائلته، للعب دور سياسي والخروج للنضال ضد المستعمر الفرنسي قبل أن يُصبح الزعيم الأبرز والأوحد في طرابلس. كما كان كرامي الجد، النائب الأوحد الذي سُجن في قلعة راشيا خلال الاستقلال مع بقية القيادات السياسية في لبنان. لكن من خلال تعطيله اليوم لقيام الدولة، يضرب فيصل كرامي إرث والده وعمه وجده، والمكافأة، يتم تسليمها له كالعادة، في كل مرة يُقدم فيها ولاء الطاعة.

تعوّد اللبنانيين بين الحين والآخر على سماع أنشودات مستفزة لبركات، الذي كان أوقف لدى الأجهزة الأمنية اللبنانية بعد تعرضه بالسوء لدول عربية شقيقة. وآخر إساءاته كانت بحق أبرز المقدسات الدينية الإسلامية، الكعبة المشرّفة، اذ قال في مقطع من أنشودته: «لو بدنا سيدنا يحج الكعبة بتشرف لعندو»، الأمر الذي استدعى ردوداً من عدد كبير من رجال الدين في لبنان، على رأسهم مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان. وفي هذا السياق، يتساءل البعض، كيف لنائب لبناني أن يقبل بنشيد يُمجده ويضعه في أمكنة من المُبكر بعد أن يصل اليها، خصوصاً أن المنشد هو صاحب شخصية تهوى استفزاز الناس والتطاول على الحرمات والمقدسات. والأغرب أن كرامي مع عدد من المقربين منه، سمحوا بإعادة توزيع الأنشودة مجدداً، لكن تحت خانة وفاء أهالي طرابلس لـ«عطاءاته».

 

لبنان... أزمة حكومة أم أزمة نظام؟

مصطفى فحص/الشرق الأوسط/14 تشرين الثاني/18

في تغريدة على حسابه في موقع «تويتر»، شَخّص رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط حالة الاستعصاء التي تتسبب في تعطيل تأليف الحكومة اللبنانية، ولمح فيما كتبه إلى أن الحالة قد تجاوزت أزمة التأليف المتعثر منذ الانتخابات التشريعية الأخيرة، واقتربت من أن تصبح أزمة نظام، فمن دون لف أو دوران كتب جنبلاط ما يلي: «في تلك الأيام كان للديمقراطية معنى وللدستور حصانة وللقانون سطوة، وكان العميد إده في مقدمة رجال الدولة في الحكم أو في المعارضة، ثم دخل الاغتيال السياسي من قبل الأنظمة الكُلّية وأتت الحرب ثم (تسوية الطائف) بدستور لا يُطبق، وبالأمس انتهى (الطائف). أتساءل ما هو معنى حكومة الوحدة الوطنية». صراحة جنبلاط وضعت الأزمة في إطارها الصحيح، فهو لم يتردد بالقول إن «الطائف» انتهى، و«الطائف» هو الاتفاق الذي حكم عليه بالفشل، أو أريد له ذلك قبل أن يطبق، فقد تعرض سابقاً في زمن الاحتلال السوري إلى انقلاب سياسي منع تطبيقه، لكنه الآن بات على قائمة الاغتيال السياسي حيث من الواضح أن المطلوب في المرحلة المقبلة تصفيته، باعتباره العائق الأساسي في العبور إلى مرحلة دستورية جديدة تأخذ بعين الاعتبار التحولات السياسية والاجتماعية اللبنانية ما بعد اغتيال راعي «الطائف» في 14 فبراير (شباط) 2005، تحولات تراعي حالة التضخم المحلي والإقليمي التي تمر بها جماعة لبنانية تشعر أن ما لديها من فائض قوة يبرر لها تعطيل الدولة من أجل الحصول على ما يتناسب مع حجمها ودورها داخل مؤسسات الدولة وأجهزتها. ففي خطابه الأخير يوم السبت الفائت، تلا أمين عام «حزب الله» السيد حسن نصر الله شروطه على اللبنانيين دون استثناء، وخيّرهم ما بين الخضوع لمطالبه في التأليف أو الانتظار، ولأن «حزب الله» يتقن لعبة الانتظار، ويراهن دائماً على تفوقه فيها على بقية الأفرقاء اللبنانيين الذين يستعجلون عادة الحلول ويقبلون بالمتجزئة منها أو المؤقتة، فإن «حزب الله» الذي افترض على لسان أمينه العام أنه من الممكن أن يستغرق اختياره لممثليه في الحكومة من 4 إلى 5 أشهر، وذلك أسوة بما أخذته بعض الأطراف أثناء مفاوضاتها لتشكيل الحكومة، فهو يريد تمرير الوقت ليس لأسباب محلية، بل لأوضاع خارجية مرتبطة بما يمكن أن يحدث على طاولة المفاوضات المفترضة ما بين طهران وواشنطن، التي قد تفضي إما إلى تحسين شروطه الداخلية وإما تدفعه إلى الاستعداد لما هو أسوأ في النصف الثاني من السنة المقبلة، لذلك فإن «الحزب» في مرحلة الانتظار يعمل على إخضاع من تبقى من خصومه وجرّهم تحت الضغط من أجل تشكيل حكومة يمكن وصفها سياسياً بحكومة «فيشي» التي شكلها الجنرال الفرنسي بيتان بعد احتلال ألمانيا النازية لفرنسا، وهذا تنازل غير وارد بالنسبة للرئيس المكلف سعد الحريري، فالقبول بشروط «حزب الله» التي عنوانها في الظاهر تمثيل نواب «سنة 8 آذار» في الحكومة، لكنه ضمنياً يريد انتزاع ضمانات من الحريري بأن الحكومة المقبلة لن تقوم بتطبيق العقوبات على إيران، خصوصاً وأن «الحزب» لا يملك آليات اقتصادية أو قانونية تساعده في الالتفاف على العقوبات، لذلك لجأ إلى التعطيل في اللحظة الأخيرة، وهذا ما أشار إليه الكاتب اللبناني خير الله خير الله في مقاله الأخير في صحيفة «العرب» اللندنية عندما قال: «الأكيد أن سعد الحريري لم يتغيّر، لن يشكل حكومة حسب المعايير الإيرانية ولن يرضخ في 2018 لما رفض الرضوخ له من شروط في 2010، بما في ذلك فتح النظام المصرفي أمام إيران مع ما يمكن أن يجلبه ذلك من مصائب وكوارث على البلد وعلى كلّ لبناني».

مرة جديدة، ولكن في مرحلة أشد خطورة، يضع «حزب الله» فائض قوته في مواجهة دستور «الطائف»، وهو يعلم أنها فرصته الأخيرة في تحويل فائض القوة إلى قوة دستورية تعفيه مستقبلاً من لعبة التوازن بين السلاح والدستور، بانتظار تسوية كبرى تعتمد مبدأ السلاح مقابل الدستور، لكن «الحزب» إذا نجح في هذه التسوية وجنب حاضنته ولبنان حرباً على سلاحه، فإنه يكون قد أرسى سابقة ستدفع أي جماعة لبنانية إذا استشعرت خلال عقود فائض قوتها أن تطالب بتعديل الدستور بما يتناسب مع حجمها ودورها.

 

العرب في الحرب العالمية الأولى

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط/14 تشرين الثاني/18

قاتل نحو نصف مليون من العرب في الحرب الكبرى، التي تمر ذكرى 100 عام على نهايتها. قاتل العرب مع المعسكرين. الجنود العرب قاتلوا وماتوا من السودان إلى الشام وإلى المغرب، وبعضهم نقل بالبواخر إلى القارة الأوروبية لخدمة الجيوش المتحاربة. استخدم الأتراك العثمانيون نحو 300 ألف من العرب في جيوشهم يقاتلون مع ألمانيا والنمسا والمجر وصربيا وسميت بدول الوسط، ضد بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة وروسيا والصين وغيرها من دول الحلفاء. معظم القتال كان في أوروبا، وكذلك معظم القتلى الذين بلغ عددهم 10 ملايين إنسان، لكن الخراب طال معظم دول العالم، ومنها المنطقة العربية.

أسباب الحرب جشع السلطة، ووهم التوسع، وبروز القوميات الأوروبية المتطرفة. أما العرب فلم تكن لهم قضية في تلك الحرب، باستثناء عرب الدول التي كانت تحت الحكم العثماني الذين عانوا من «سوم الضرائب» وسوء الإدارة، خاصة أن الحكم التركي حينها كان متخلفًا وضعيفًا، ولم يكن يستطيع أن يجاري التقدم الصناعي في دول أوروبا الاستعمارية. فأصبحت الدول العربية التي تحت إدارته فقيرة بخلاف الدول التي حكمتها الإمبراطورية البريطانية أو الفرنسية.

وفي أواخر الحرب العالمية الأولى، أصبحت تركيا نفسها الضحية الأولى وهدف الدول المنتصرة التي أرادت الاستيلاء عليها، لا مستعمراتها العربية فقط. روسيا واليونان وبريطانيا وفرنسا استهدفت تركيا، لولا ظهور مصطفى كمال أتاتورك الذي استطاع إدارة المعارك وإنقاذ معظم الأناضول التركية، وهذا ما يجعله أعظم شخصية في تركيا الحديثة، عدا مشروعه التحديثي والصناعي. المنطقة العربية انتقلت إدارتها للمستعمرين الأوروبيين المنتصرين في الحرب ولم يكن لاتفاقية سايكس بيكو التي رسمت قبل الحرب علاقة بالنتائج، رغم أنه هذا هو الشائع في التاريخ. تقسيم المنطقة جاء نتيجة هزيمة المستعمر التركي وخلافته على مستعمراته.

دروس الحرب العالمية الأولى لم يتعلم منها المنتصرون، ولا المهزومون، وكان للفكر القومي المهيمن في أوروبا دور كبير في تغذية العداء ودفع الأحداث نحو الحرب العالمية الثانية التي مات فيها أكثر من 60 مليون إنسان.

الدروس من الحروب الكبرى غالبًا ما تُنسى، ولا يبقى منها سوى بحوث أكاديميات عسكرية عن كيفية تقليل الخسائر وتحقيق الانتصارات. أوروبا التي كانت السبب في الحربين العالميتين كانت الخاسر، وأخيرًا قبلت بمفاهيم السوق الحرة على سياسة الاستعمار التي كانت دوافعها تأمين مصادر المواد الأولية وضمان أسواق لمنتجاتها، فشراء برميل من النفط بدولار واحد ليس أفضل من برميل نفط بـ100 دولار، لأنه يؤدي إلى استمرار الاقتتال. دول مثل كوريا الجنوبية أو السويد أثرت من أسواق العالم دون أن ترسل جنديًا واحدًا خارج أراضيها.

وتحل الذكرى المائة على الحرب الكبرى، في الوقت الذي يعصف بالعالم مزيد من الأزمات نتيجة الصراعات بين القوتين الأميركية والروسية، ومع تزايد الشكوك والمخاوف من تمدد التنين الصيني خارج أراضيه، ومؤشرات الانشقاقات داخل الاتحاد الأوروبي الذي قام على مفهوم إلغاء القومية الواحدة والتوحد الإقليمي. انتهت الحروب العالمية... لكنها لم تمت.

 

أما آن لهذه الكارثة السورية أن تنتهي؟

فايز سارة/الشرق الأوسط/14 تشرين الثاني/18

احتفل العالم بالذكرى المئوية لنهاية الحرب العالمية الأولى، وكانت المناسبة فرصة لقاء كثير من قادة وزعماء العالم في باريس، وتم القيام بفعاليات من مستويات شعبية ورسمية بالمناسبة، وصدرت كتب ودراسات، وكتبت مقالات في الصحافة، وكلها تناولت تلك الحرب في أسبابها ونتائجها، وما سببته من قتل ودمار وهجرات، ترافقت مع معاناة بشرية فظيعة، وخسائر مادية جسيمة، لم تدمر قدرات وإمكانات دول وشعوب فحسب، إنما حدَّت من تطور العالم عقوداً. ومثل تلك الحرب، كانت الحرب العالمية الثانية، التي لا يبعد الاحتفال بمناسبة نهايتها المئوية إلا سبعة وعشرين عاماً، يتكرر عندها بأقل أو أكثر احتفال العالم بمناسبة نهايتها، فيلتقي زعماء وقادة، وتقام فعاليات وأنشطة، ويكتب الكتاب والصحافيون عنها وما سببته من معاناة وخسائر، شملت شعوباً، ودمرت بلداناً بصورة كلية أو جزئية، ضمن نتائج فاقت بكثير شقيقتها الأولى.

بين الحربين وما بعدهما، لم يتعلم العالم دروس ما جرى في أسبابه ومقدماته ونتائجه، بل اكتفى بمقاربتها، وقرر سياسات وقام بإجراءات رأى أنها كافية لمواجهة أخطار الحرب، وتقييدها، ومنع انفلات الصراعات المحلية والإقليمية والدولية إلى حرب شاملة، لكن نتائج ما تم القيام به لم تمنع اندلاع حروب وصراعات أشد قسوة مما شهده العالم في الحربين الأولى والثانية، بل كثير من تلك الحروب والصراعات، كما في حروب الهند الصينية وحروب الشرق الأوسط، وضعت العالم مرات على عتبة حرب عالمية ثالثة، كان يمكن أن تكون أكثر كارثية من شقيقتيها الأولى والثانية، وغالباً فإنها ستكون نهاية العالم. ولأن عجزت السياسات والإجراءات الدولية، التي تتحكم فيها الدول الكبرى، في مواجهة احتمالات حرب عالمية، فإن أبقت أبوابها مفتوحة عبر حروب وصراعات محلية وإقليمية، وحولت الشكلين إلى نموذج مصغر من حرب عالمية، ولعل الصراع الجاري في سوريا وحولها، أحد أبرز تلك النماذج.

ففي معطيات الصراع السوري، أنه انطلق في بلد صغير لا تتجاوز مساحته الـ185 ألف كيلو متر مربع، وسكان لا يزيد عددهم عن 23 مليون نسمة، بعد موجة من الاحتجاجات قابلها نظام الأسد بأقصى قدر من العنف والإرهاب خوفاً من سقوطه، ومن المواجهة الأولى كرت التطورات اللاحقة: تدخلات إقليمية ودولية واسعة، لم تشمل القوى الكبرى، وبينها روسيا والولايات المتحدة فقط، بل قوى أخرى طالما كانت على هامش الشرق الأوسط، وتدخلت فيها غالبية دول الإقليم، بما فيها دول متصارعة متعادية، وتنوعت التدخلات وتعددت مستوياتها بحيث لم يبق مجال أو ميدان لم يتم التدخل فيه على المستويات السياسية أو العسكرية - الأمنية، أو في المجال الاقتصادي - الاجتماعي وغيرها. ولم يقتصر واقع التدخلات على الدول، فاندفعت جماعات الإرهاب والتطرف للتدخل في الصراع السوري، سواء بمبادرة منها، أو نتيجة تشجيع ومساعدة من دول، رأت أن حضور تلك الجماعات في الصراع يخدمها ويعزز موطئ قدمها على مسرح الصراع، ويقوي أوراقها فيه، بل إن بعض الأطراف المتدخلة أسست وأدارت جماعات تتبعها بصورة كلية، أو دفعت بما لها من جماعات للدخول إلى سوريا، والانخراط في صراعها. ولأن تمحور الصراع في سوريا بين النظام ومعارضته في الشقين السياسي والعسكري، كما تبلور بعد أشهر من انطلاقته في مارس (آذار) 2011، فإنه تمدد لاحقاً ليشمل أطرافاً أخرى، دخلت الصراع، أبرزها إيران وميليشياتها، ثم روسيا وشركاتها الأمنية، إضافة إلى تركيا والولايات المتحدة وعدد من الدول الأوروبية، والمدخل الرئيس لتدخل الجميع كان محاربة الإرهاب والتطرف الذي بدا شعاراً واسع الطيف، لكنه كان قريباً من الجاذبين الأساسيين للصراع السوري، وهما النظام والمعارضة، مع توافق معلن على أن التدخل في مواجهة «داعش» و«النصرة» - بكل مسمياتها - بما هي فرع لـ«القاعدة» في سوريا. ولم تكن التدخلات بعيدة عن تحولات فرضت نفسها في الصراع السوري، خصوصاً لجهة نمو نزعات دينية وقومية ومناطقية وأخرى وظيفية. فالكثير من السياسات، ومنها سياسات روسيا والولايات المتحدة، غذَّت نزعة الأكراد السوريين نحو بلورة سياسات تخصهم على نحو ما فعل «حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي» (PYD)، الذي أصبح بتنظيمه «وحدات الحماية الذاتية» رقماً في المعادلة السورية، ومثل إيران في تمددها الذي لا شك أنه صار حاضراً في جملة الأوراق السورية، ومثل تركيا التي حولت التركمان السوريين إلى وجود متمايز، خلافاً لما كان عليه من اندماجهم في إطار الجماعة الوطنية.

ولم تقتصر مجريات ونتائج الصراع في سوريا وعليها على ما سبق، بل شملت تطورات نوعية أخرى، كان أبرزها تمزيق الكيان السياسي والبنيان الاجتماعي للدولة، فصارت البلاد منقسمة إلى خمس مناطق: منطقة تمتد على طول الساحل والمنطقة الوسطى إلى الجنوب، يديرها نظام الأسد تحت سلطة مشتركة روسية - إيرانية، وأخرى في الجزيرة إلى حدود حلب - إدلب، تحكمها بدعم أميركي ميليشيات «حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي» (PYD) تحت مسمى «قوات سوريا الديمقراطية»، ومنطقة في دير الزور ممتدة عبر البادية نحو الجنوب السوري، تسيطر عليها بقايا «داعش»، ورابعة في منطقة ريف حلب الشمالي والغربي، تسيطر عليها تركيا، وتمتد المنطقة الخامسة في إدلب وجوارها من أرياف حماة وحلب واللاذقية، وتديرها التشكيلات المسلحة وأكبرها نفوذاً «جبهة تحرير الشام» المتطرفة.

ويكمل تدهور البنيان الاجتماعي جانباً من نتائج الحرب. فالسوريون إضافة إلى انتشارهم تحت سلطات الأمر الواقع، غادر نحو نصفهم للخارج لاجئاً في بلدان الجوار والأبعد منها، أو مقيماً، والمهجرون من مدنهم وقراهم يقاربون نصف الباقين في البلاد، التي قتل خلق كثير من سكانها، واعتقل أو اختفى بصورة قسرية كثيرون غيرهم، وتعطلت مناحي حياتها الاقتصادية والخدمية. ترى أي نتائج كارثية وقعت في واحدة من الحربين العالميتين على بلد مثل سوريا بمساحتها وسكانها؟ وتقديراً، لم يصب أي بلد بصورة منفردة ما أصاب سوريا. وبدل أن يحتفل العالم بالذكرى المئوية لنهاية الحرب العالمية الأولى، كان على العالم وقادته التفكير بوضع حد لحرب، تستمر أمام عيونهم، ويشاركون في استمرار كارثتها الرهيبة، التي لم تكن تداعياتها بعيدة عن بلادهم ومعظم العالم.

 

الوصية: ياءٌ فاضحة

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/14 تشرين الثاني/18

كان جيل أمين نخلة جيل الكبار الذين عاشوا في مرحلة واحدة كانت أخصب مراحل الإنتاج الأدبي الكلاسيكي في العالم العربي. ولم يكونوا منعزلين في أبراج عاجية، بل يسهل على أي منا مجالسة أي منهم إذا ما ذهب إلى مقهى على ساحة البرج، وقد ظلَّ في ذهني أن قصيدة «الوصية» التي نسبها الأمين إلى أحمد شوقي، عملٌ مزورٌ لا يليق به، مهما كانت القصيدة نفسها متقنة، والحادثة طريفة، ولم يخطر في بالي يوماً أنني سوف أقع على سر تلك القصيدة، بمحض المصادفة ومن دون أي جهدٍ على الإطلاق. فعندما قرأت مؤخراً مذكرات حسين أحمد شوقي عن والده، أذهلني أن أمير الشعراء لم يكن يطيق حتى أن يرثه أحد أبنائه. بل كان يتضايق إذا حاول أحدهم أن يجرِّب كتابة الشعر، فسرعان ما يصرفه عن ذلك ساخراً من جودة القصيدة.

ويروي حسين أنه كان ذات مرة برفقة والده والشاعر حافظ إبراهيم، عندما سأله حافظ إن كان يقرض الشعر مثل أبيه. ثم التفت إلى الأب قائلاً «عليك أن تتعهده ليصير شاعراً مطبوعاً، فأجاب أبي: إني أفضل أن يعتني بالنثر لا بالنظم، لأن الشعر لا يتحمل الوسط، وحسين لا يبلغ فيه القمة... فقال حافظ بيك موجهاً إلي الخطاب: لا تطع مشورة أبيك يا حسين، إنه يقول ذلك لأنه غيران منك، إذ يخشى أن تسبقه في يومٍ من الأيام! فقال أبي في مرارة، لماذا بربك تريد منه أن يكون المسكين شاعراً؟ لماذا؟ أليشقى مثلنا ويحرق أعصابه؟».

يرسم حسين شوقي لأبيه صورة مبالغة في الأنانية. فقد كان يغار حتى من محمد عبد الوهاب الذي تبناه وكتب من أجله بالعامية لكي يغني له. فهل يمكن لمثل هذا الرجل، أن يوصي بالإمارة إلى شاعرٍ من لبنان لم تكن تربطه به تلك المودة الخاصة؟ ثمة قصيدة يائية، عندما نقرأها ندرك كيف «استعارها» الأمين من أجل أن ينصّب نفسه وريثاً وولياً للعهد، وإذا ما قارنا بين هذه اليائية وياء «الوصية»، تبيّن لنا أن الأمين كان ماهراً في النقل، مفضوحاً في الأصل. إلى جنابكم أبيات شوقي: «رزقت صاحب عهده/ وتم لي النسل بعدي/ إن يحسدوني عليه/ ويغبطوني بسعدي/ ولا أراني ونجلي/ سنلتقي عند مجد/ وسوف يعلم بيتي/ أني أنا النسل وحدي/ فيا (علي) لا تلمني/ فما احتقارك قصدي/ وأنت مني كروحي/ وأنت من أنت قصدي/ فإن أساءك قولي/ كذِّب أباك بوعد».

 

هل بالغنا في معاداة {الإخوان}؟

مشاري الذايدي/الشرق الأوسط/14 تشرين الثاني/18

لاحظت محاولات من طرف «محبي الإخوان» لكبح الزخم السعودي تجاه الجماعة، وأطراف الجماعة، الظاهرة والباطنة، وما أكثرها! هذه المحاولة تحاول الإفادة من الضجيج العالي ضد السعودية بفعل الحملة الرافعة لقميص جمال خاشقجي، وآخر أمر يهمم حقاً الحصول على الحقيقة العدلية الجنائية، بل توظيف الأمر لحاجات في نفس يعقوب. يعقوب هنا... أو يعقوبات! يريد عرقلة الإقدام السعودي في محاربة جماعة الإخوان، أخطر «شبكة» دولية في العالم، على طريقة: «خلاص يا جماعة، يكفي حكي عن الإخوان، بالغنا شوية حبة أو حبتين!». الواقع عكس ذلك، فنحن، وسبق الحديث هنا على مدى سنوات عن هذه المعضلة، نجد حديثاً غزيراً عن خطر الإخوان، وهذا أمر حسن، لكن قليلاً منه الذي يعمل على تكوين وعي حقيقي، ودائم، وغير موسمي، ضد خطر الفكر والثقافة الإخوانية، يعني غلبة للكم على الكيف.

على كل حال، ولي العهد السعودي، عراب الرؤية وقائد الحرب على التطرف، شدّد في أول كلمة له بعد الحملة الإعلامية الشعواء على السعودية، عقب مشكلة خاشقجي، بمؤتمر الاستثمار بالرياض، وكان كلامه واضحاً: مستمرون في الحرب على التطرف، وطبعاً الإخوان هم رحم التطرف الأول، بالمكر حيناً، ولين الكلام، ورطانة الحريات، وبالخشونة وصريح الكلام حين يكون الوقت مناسباً. وقد كان الوقت مناسباً أثناء يقظة الحلم الإخواني الدفين، في موسم الفوضى أو الربيع الإخواني من ديسمبر (كانون الأول) 2010 إلى نهاية الحلم في 2014.

نتذكر الصور التالية:

يوليو (تموز) 2012، لم يملك القيادي الإخواني الحمساوي «الشيخ» إسماعيل هنية جماح عاطفته وخطب من غزة، من فوق منبر الجمعة: «وصول الإخوان للسلطة في مصر وتونس، هو بداية الخلافة الإسلامية».

13 نوفمبر (تشرين الثاني) 2011، «النهضاوي» التونسي حمادي الجبالي بمهرجان احتفالي لحركة النهضة بمدينة سوسة، بشر ببداية «الخلافة الراشدة السادسة». وفي تلك السنة أيضاً، القيادي الإخواني اليمني عبد المجيد الزنداني قال للحشود بصنعاء، إنه يرى صباح الخلافة الإسلامية يطل من كل مكان في العالم الإسلامي، ووصول مرسي بشارة الخلافة.

الواقع أن مشوار السعودية بمجابهة الإخوان ليس وليد العهد الحالي، بل من عهد الملك عبد الله، ففي7 مارس (آذار) 2014، أصدرت اللجنة السعودية لائحتها الشهيرة المبنية على الأمر الملكي السابق، للمرحوم الملك عبد الله، التي تضمنت تصنيف جهات بأنها إرهابية، في مقدمتها: جماعة الإخوان المسلمين. هل يمكن القول، يكفي الحديث والعمل على مجابهة البطالة والفساد والتلوث، «خلاص أزعجتونا»! الأمر نفسه والعزم نفسه والاستمرارية نفسها، يجب أن تكون في وقاية الناس من الداء الإخواني العقلي والنفسي.

آخر كلمة؛ مواجهة الإخوان، ثقافة وسياسة وتربية، ليست حالة موسمية أو خطوة سياسية تكتيكية، بل «فلسفة» حياة جديدة... ودائمة.

 

عن الذاكرة في المشهد السوري

نجيب جورج عوض/14 تشرين الثاني/18

تناقلت وسائل تواصل الفضاء الافتراضي أخبارا عن بدء النظام في سورية عمليات إعادة إعمار محدودة، على مساحة البلد الجغرافية. يلفت الأنظار أنَّ أول ما بدأ النظام بإعادة إقامته في ساحات بعض المدن السورية، خصوصا التي وقفت مع الثورة، تماثيل لحافظ الأسد تم تحطيمها. قد يبدو الخبر عابراً لا يستحق الانتباه أبداً في خضم الحالة المأساوية والدمار والبؤس والنهليستية الشاملة التي تمحو سورية من الوجود ببطء، إلا أنَّ ما تحمله خطوة إعادة تنصيب تماثيل رمز النظام الأول في ساحات مدن سورية، لو صح هذا الخبر، من دلالات ومؤشرات سوسيولوجية يستحق التوقف عنده والتأمل فيه. تبدأ قراءةٌ هنا لدلالات هذه الخطوة من مقولةٍ شائعة، تتردّد وتُكتَب، ويقولها معارضو النظام وشارع الثورة الشعبي في سورية منذ بدأت الثورة، وهي "لن ننسى، لن نسامح". قال الشعب الثائر هذه العبارة، صرخة عدم استسلام وإصرار على حلم؛ ركَّز على فكرة "لن ننسى"، وكأنه يقول إنه لن يسمح لذاكرته عن الموت والدمار والقمع والعنف والوحشية التي تعرّض لها أن تُمحى. ستبقى ذاكرة جمعية حية ودائمة، تُشكِّل وعي الأجيال القادمة، ورؤيتها ذاتها، وتحيي في هذا الوعي تذكّراً لا يموت للقاتل والمجرم الذي دمر حياتها، وحاول محوَها من الوجود. "لن ننسى" باتت في سيكولوجيا (ووعي) أجيال كاملة، من أبناء الثورة والحرب في سورية وبناتهما ورجالهما ونسائهما، حجر الزاوية في ذاكرةٍ جمعيةٍ ستُشكِّل هوية ملايين السوريين، وبنية فهمهم ذاتهم ووجودهم بوصفهم سوريين، بل ربما باعتبارهم بشرا أيضا، في العقود المقبلة. هنا، تتحول الذاكرة الجمعية قيمة ماهيويةً، أساسها عدم النسيان وعدم الإنكار، بل النقل من جيل إلى آخر، ومن زمن إلى آخر، كعامود علاقة السوريين بالمستقبل وبالمصير.

لو قُيّضَ لتلك الذاكرة الجمعية القائمة على عدم النسيان أن تحظى بديمومةٍ في فكر الشعب السوري ووعيه ذاته، فهذا سيشكل تهديداً عميقاً لمستقبل النظام، أي نظام، يقف أمام هذا الشعب بصفته مصدر عذاباته. يدرك النظام في دمشق هذا الأمر كما يبدو، ويعلم تبعاته المجتمعية والشعبية عليه في مستقبل نجاته من العقاب. ولهذا، اختار أن يواجه الذاكرة الجمعية المذكورة بصناعة، أو بإعادة إحياء، ذاكرة جمعية بصرية مضادة، لطالما اعتمد عليها في استبداده بالبلد، وهي الذاكرة الجمعية المقترنة بتماثيل وصور ونُصُب عامة، لطالما ملأت ساحات سورية وشوارعها، وحتى أماكن عمل السوريين، لصانع نظام الاستبداد وأبيه، ومُلهِم ماهية هذا النظام وأدائه وذهنيته وصورته. وكما أن النظام أجبر الشعب السوري يوماً على ترداد "إلى الأبد إلى الأبد يا حافظ الأسد"، ها هو اليوم يعيد فرض الشعار تعبيرا بصريا بإعادة تماثيل المؤسِّس وصور الوريث إلى خبرة السوريين اليومية؛ محولاً ذلك إلى أداةٍ لإيجاد ذاكرة جمعية مضادّة،

"قرار إعادة تماثيل رمز النظام واستبداده ،على المستوى المجتمعي والجماعي السوري، هو ذاكرة جمعية في مواجهة ذاكرة جمعية مضادة. وهنا خطورة المسألة العميقة" تبقي الشعب السوري في دائرة الطاعة والخنوع، لا بل وتدفعه سيكولوجياً وسوسيولوجياً للتخلي عن الذاكرة الجمعية القائمة على قرار عدم النسيان وعدم المسامحة. ما يمثله قرار إعادة تماثيل رمز النظام واستبداده ،على المستوى المجتمعي والجماعي السوري، هو ذاكرة جمعية في مواجهة ذاكرة جمعية مضادة. وهنا خطورة المسألة العميقة.

يتحدّث أفلاطون، في كتابه "السياسة"، عن الذاكرة الجمعية ودورها في إيجاد مخيال شعبي ودولتي عن الذات، وعن الهوية، في وعي أبناء الدولة السياسية. ويشرح كيف أنَّ المستبدين يستخدمون لعبة "التذكّر - المحاكاة"، لكي يقيموا في وعي محكوميهم سرداً أسطورياً جمعياً، وكيف أنهم يحولونه، من خلال مناسبات احتفالات، طقوس ونُصُب وأبنية وتماثيل، شعبية عامة، إلى عناصر تعريفية تذكُّريِّة تحوّل الأسطورة في وعي الناس إلى ذاكرة متكرّرة التذكُّر، ودائمة الحضور، إلى درجة تجعل الأسطورة تصبح تاريخاً، بل وتأريخاً. يفرض بعدها المستبد على الناس التماهي مع هذه الذاكرة - التاريخ الجمعية (على الرغم من أسطوريتها) وتعريف أنفسهم بدلالتها. بسبب هذا، يدعو أفلاطون، في كتابه، إلى نبذ الذاكرة الجمعية تماماً من أي دولة، لأنها تجبر جماعات الدولة المذكورة وأفرادها على أن يفكروا بشكل نمطي جمعي، أحادي النسق والطبيعة، بماضيهم وحاضرهم (أو قد تجبرهم على عدم التفكير بهذا الماضي بالمرة وتمنعهم عن ذلك بالقوة)، ما يمنع الناس من فهم واقعهم، وصناعته كما يريدون، وكما عاشوا هذا الواقع بكل أوجهه. في نظامٍ سياسي كهذا، يقول أفلاطون، لا يلعب الزمن وسيرورة الوجود أي دور في حياة المواطنين ووعيهم.

في ما بقي من سورية المدمّرة اليوم، وما بقي من شعبها في البلد، لدينا نظامٌ مجرمٌ مُستَبِد أفلت من العقاب، وتمت تبرئته من جرائمه وبربريته، يحاول منذ الآن أن يقتل ذاكرة السوريين الجمعية عن الدمار والقتل والتشريد والإجرام التي ارتكبها في حقهم في السنوات الماضية، من خلال إيجاده، وإعادة إحيائه، ذاكرة جمعية مضادة تستبدل الذاكرة الجمعية القائمة على "لن ننسى، لن نسامح" بذاكرةٍ جمعيةٍ بديلةٍ قائمة على "الأسد إلى الأبد". إن نجح النظام في هذا، فلن يقتل فقط الذاكرة الجمعية لحاضر السوريين، وعلاقتهم بالواقع، بل سيقتل فيهم إنسانيتهم، إذ إن الإنسان بلا زمن وعلاقة بالواقع التاريخي ميت، بلا وعي، بلا عقل وبلا ذاكرة. إن حدث هذا، نخرج من مرحلة القتل الجسدي للشعب السوري، وندخل (مرة أخرى) في مرحلة قتل الوعي، وقتل الذاكرة، أي مرحلة تصفية الكينونة البشرية الماهوية في إنسانية السوريين، وتحويلهم رسمياً إلى مجرد أشياء وأدوات وعناصر.. في وجه هذا، سنقول "لن ننسى، لن نسامح".. ذاكرتنا هي بشريتنا وسوريّتنا.

*شاعر وباحث أكاديمي وأستاذ جامعي سوري، بروفسور اللاهوت المسيحي ورئيس برنامج الدكتوراه في كلية هارتفرد للدراسات الدينية وحوار الأديان في ولاية كونكتكت في أميركا.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

لقاءات سياسية في قصر بعبدا وقيادة الجيش دعت رئيس الجمهورية الى احتفالات الاستقلال: لبنان إستعاد قراره ولم يعد بلدا تبعيا

الأربعاء 14 تشرين الثاني 2018 /وطنية - اكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ان "عملية مكافحة الفساد مستمرة ولن يتمكن احد من ايقافها، مركزا على الدور الذي يلعبه القضاء في تحقيق اهداف هذه المسيرة وبسط العدالة ومنع التجاوزات والحد من انتهاك القوانين".

وشدد الرئيس عون على ان ما تحقق خلال العامين الماضيين من ولايته من انجازات امنية وادارية وقضائية "هو خطوة في مسيرة الاصلاح التي التزم المضي بها امام اللبنانيين مهما كانت الصعوبات والعراقيل التي توضع في طريقها والتي سوف أعمل على تذليلها". كلام الرئيس عون جاء خلال استقباله قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، الهيئة الادارية لرابطة قدامى القضاة في لبنان برئاسة القاضي انطوني عيسى الخوري وعضوية نائب الرئيس القاضي عزت الايوبي، والقضاء: حسن الحاج، فوزي داغر، كمال القاضي، انطوان الراهب وانطوان رشماني.

الخوري

وفي مستهل اللقاء، القى رئيس الرابطة القاضي عيسى الخوري كلمة، هنأ فيها الرئيس عون ب"انقضاء سنتين من ولايته وبالانجازات التي تحققت فيهما، ومنها القضاء على الارهاب، فاصبح لبنان حاليا من البلدان الاكثر امانا، وقانون الانتخابات النسبي الجديد ومشاركة المغتربين لاول مرة في الاقتراع وعودة الحضور اللبناني على المستوى الدولي، لا سيما المبادرة التي طرحها الرئيس عون في الامم المتحدة ليكون لبنان مقرا لاكاديمية الانسان للتلاقي والحوار". ودعا القاضي الخوري الى "تحقيق الاصلاح القضائي من خلال تطبيق المادة 95 من قانون القضاء العدلي التي تنص على انه "خارجا من كل ملاحقة تأديبية، لمجلس القضاء الاعلى ان يقرر في اي وقت عدم اهلية القاضي الاصيل بقرار معلل يصدر بناء على اقتراح هيئة التفتيش القضائي وبعد الاستماع الى القاضي المعني..."، علما انه "لا يقبل قرار مجلس القضاء اي طريق من طرق المراجعة". واشار الى "اهمية تكثيف التأهيل المستمر لكل من القضاة والمساعدين القضائيين عبر دورات تعقد في معهد الدروس القضائية، وتفعيل دور المجلس الاعلى للاعلام لجهة مراقبة الاعلاميين وحثهم على التصرف بمسؤولية، خصوصا لجهة القضايا المعروضة على القضاء".

كما نقل الوفد إلى الرئيس عون "طلبا ملحا من القضاة المتقاعدين الذين اختاروا معاش التقاعد يتعلق بدعم مشروع قانون يتضمن اعطاءهم 85% من قيمة الثلاث درجات التي اعطيت في السلسلة للقضاة العاملين لان هذا الامر يرتبط بغلاء المعيشة".

رئيس الجمهورية

ورد الرئيس عون شاكرا رئيس واعضاء الهيئة الادارية لرابطة قدامى القضاة على تهنئتهم، مشددا على "دور القضاء عموما، وفي لبنان خصوصا"، لافتا الى انه سيدعو "في شهر شباط المقبل الى مؤتمر عام في قصر بعبدا يخصص للبحث في اوضاع القضاء في لبنان من كل النواحي، اضافة الى عرض القوانين التي باتت تحتاج الى تعديل"، مشيرا الى ان "هذه الورشة القضائية ستكون واحدة من مؤتمرات مماثلة تبحث في العمق، ما يساعد في تطوير الانظمة والقوانين ويحد من الثغرات التي تواجه مسيرة الدولة في المجالات كافة".

واعرب الرئيس عون عن امله "في ان تستكمل مسيرة الانجازات التي تحققت خلال العامين الماضيين من ولايتي الرئاسية، لان من حق اللبنانيين ان يشهدوا الاصلاح الذي وعدتهم به، لاسيما في مجال مكافحة الفساد وتصحيح اداء الادارات والمؤسسات العامة ومعالجة القضايا المطلبية الاجتماعية والاقتصادية والانمائية، بهدف الوصول الى استكمال بناء الدولة الحديثة". وقال: "كل القطاعات مدعوة للمشاركة في بناء الدولة لانها مسؤولية وطنية جامعة"، وشدد على ان "لبنان استعاد استقلالية قراره ولم يعد بلدا تبعيا، وهو يقول كلمته في القمم العربية والمحافل الاقليمية والدولية بحرية وصراحة، انطلاقا من ثوابت وطنية وخيارات لا تمليها عليه اي جهة ولا يراعي فيها اي اعتبارات باستثناء مصلحة اللبنانيين وكرامتهم وسيادة بلدهم".

ليون

الى ذلك استقبل الرئيس عون الوزير السابق غابي ليون، وعرض معه الاوضاع العامة في البلاد والتطورات السياسية وحاجات منطقة زحلة والجوار.

ابو زيد

واستقبل الرئيس عون النائب السابق امل ابو زيد، واجرى معه جولة افق تناولت التطورات السياسية الراهنة وسائر المستجدات. وتطرق البحث الى دور اللجنة المشتركة اللبنانية - الروسية التي تعنى بمبادرة اعادة النازحين السوريين الى بلادهم، لا سيما وان النائب السابق ابو زيد يمثل وزارة الخارجية في هذه اللجنة. كما تطرق البحث الى حاجات منطقة جزين ومنها المستشفى الحكومي في المدينة.

واوضح ابو زيد انه شكر الرئيس عون "على قرار قيادة الجيش بإقامة ثكنة عسكرية في جزين.

قيادة الجيش

وفي قصر بعبدا وفد من قيادة الجيش، ضم، رئيس جهاز المراسم في اركان الجيش للعديد العميد الركن رفعت رمضان، رئيس فرع العلاقات العامة والمراسم في مديرية المخابرات العميد الركن فاتك السعدي ورئيس دائرة العلاقات العامة والاعلام في الغرفة العسكرية لدى وزارة الدفاع العقيد الركن ايلي نجم مزهر، الذين وجهوا الى الرئيس عون دعوة من قيادة الجيش الى ترؤسه الاحتفالات التي تقيمها القيادة لمناسبة الذكرى الـ75 لاستقبال لبنان، والتي تبدأ في 21 تشرين الثاني الجاري بازاحة الستار عن نصب حول الذكرى على مدخل وزارة الدفاع في اليرزة وفي 22 منه العرض العسكري في جادة شفيق الوزان في بيروت، ومساء اليوم نفسه حفل موسيقي وطني في كازينو لبنان.

 

القصر الجمهوري واصل لليوم الثالث استقبال الطلاب والجمعيات عشية الاستقلال ونشاطات تثقيفية متواصلة تثبيتا لروح المواطنة المسؤولة

الأربعاء 14 تشرين الثاني 2018 /وطنية - واصل القصر الجمهوري لليوم الثالث، فتح ابوابه امام طلاب المدارس والجمعيات لمناسبة عيد الاستقلال الـ 75، ضمن برنامج يستمر حتى بعد غد الجمعة، تساهم في احيائه الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية ومؤسسات المجتمع المدني التي تقيم نشاطات تثقيفية، بهدف القاء الضوء على عناوين لها صلة مباشرة بالمناسبة وببعض القضايا الوطنية والتنشئة السليمة للمواطن وتوعيته على حقوقه وواجباته وتحقيق اندماج ذوي الحاجات الخاصة في مجتمعهم.

وقد امت وفود طلابية القصر قبل ظهر اليوم من 12 مدرسة وجمعية، مسجلين تفاعلا مميزا مع النشاطات. وكما في اليوميين الماضيين، حرص رئيس الجمهورية العماد ميشال عون على الخروج من مكتبه والترحيب بالطلاب والتقاط الصور التذكارية معهم، بحضور اللبنانية الاولى السيدة ناديا عون التي رافقت الطلاب في بعض جولاتهم، على وقع الاغاني الوطنية التي انشدها الطلاب ملوحين بالاعلام اللبنانية. وخلال الجولة، القى عددا من الطلاب كلمات، عبروا فيها عن سرورهم بزيارة القصر الجمهوري بمناسبة الاستقلال، مشددين على "معنى العيد وعلى الاتحاد والعمل مع ذوي الحاجات الخاصة من اجل بناء مجتمع افضل".

مدرسة الراهبات الباسيليات

وكانت كلمة ل"مدرسة الراهبات الباسيليات الشويريات" القاها احد طلابها، واصفا الرئيس عون ب"حامي لبنان وفرح الناس الذي سيترك بصمات يعتز بها الزمان"، داعيا رئيس الجمهورية "ليجعل فجر لبنان يبزغ من دفقه عزة وكرامة وسيادة وتحويله الى بطل جبار تغار منه الاقطار، فيصبح الاستقلال عندئذ عيدا ومهرجانا للسيادة الوطنية، لا ذكرى مؤلمة وغصة موجعة".

مدرسة مار مخائيل

واكد طلاب "مدرسة مار مخائيل - ذوق مكايل" ايمانهم ب"ان الوطن ليس ارضا نعيش عليها بل كيان يعيش فينا"، معاهدين "العمل على بذل التضحيات في سبيله".

الليسيه نهر ابراهيم

واعرب طلاب "الليسيه - نهر ابراهيم" عن شعورهم العميق "بالانتماء للوطن وايماننا بمستقبل مشرق للبنان".

نشاطات من وحي المناسبة

ويشكل "حب الوطن" احد العناوين الرئيسية للنشاطات التي يشهدها القصر من وحي الاستقلال، لاستلهام قيمه ومعانيه في سبيل تثبيت وحدة الشعب والتمسك بالانتماء الى الوطن. ويتولى القيمون على هذا النشاط، تفسير معنى الاستقلال للطلاب وتقديم شروحات حول الارزة رمز الهوية اللبنانية لاقامة مقارنة بين صمودها في ظل الظروف الطبيعية الصعبة التي تعيش فيها وضرورة صمود اللبنانيين وتمسكهم بارضهم في مواجهة الظروف والتحديات التي يواجهها وطنهم. ومن العناوين ذات الصلة "بحب الوطن"، موضوع "اخلاقيات واداب التصرف" الذي يتولى القيمون عليه تعريف الطلاب على شرعة حقوق الطفل وشرح بنودها، بما يضمن تنشئة سليمة تشكل بحد ذاتها الارضية اللازمة لخلق مواطنة مسؤولة، من خلال التمييز بين الحقوق والواجبات وتحديد العناصر الاساسية والقيم الانسانية والصفات التي يجب ان يتمتع بها المواطن الفاعل، لا سيما لجهة التفهم واللطف بالمعاملة والصدق والعدل والعطف ومساعدة الاخرين وتحمل المسؤولية، والوقوف الى جانب الحق واحترام المساحة الشخصية للفرد.

يشار الى ان النشاطات، توزعت الى حب الوطن وأخلاقيات وآداب التصرف، على عناوين مكافحة الاستقواء، القطاع العام، حماية الطبيعة والحيوانات، المساواة بين المرأة والرجل، الاندماج، الوقاية من الادمان بمختلف انواعه (التدخين، المخدرات، الادمان الرقمي...) روح القيادة والذكاء العاطفي.

الوفود

وقد ضمت الوفود الزائرة طلابا من مدارس: الليسيه الفرنسي اللبناني - المتحف، راهبات سيدة البشارة الباسيليات الشويريات - كفرشيما، مدرسة الحكمة - عين سعادة، تكميلية سيدة السلام لراهبات المحبة - القبيات، مدرسة السلام الانطونية - زحلة، ثانوية تبنين الرسمية - النبطية، مركز المطالعة والتنشيط الثقافي - القاع، مدرسة راهبات مار يوسف الظهور - معاد جبيل، مدرسة مار مخائيل - ذوق مكايل، مدرسة سان جورج - الزلقا، FAID والليسية نهر ابراهيم.

 

الراعي رعى المصالحة بين القوات والمردة ونفاع تلا الوثيقة: تعبير عن إرادة مشتركة في طي صفحة الماضي الأليم وحل الخلافات بالحوار العقلاني

الأربعاء 14 تشرين الثاني 2018 /وطنية - رعى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، بعد ظهر اليوم، في الصرح البطريركي ببكركي، المصالحة التاريخية بين حزب "القوات اللبنانية" و"تيار المرده".

وكان رئيس حزب "القوات" الدكتور سمير جعجع وصل إلى بكركي وانتقل الى صالون الكبير، حيث كان في استقباله الراعي. ثم وصل رئيس "تيار المرده" سليمان فرنجية، الذي كان في استقباله ايضا الراعي، ثم حصلت المصافحة التاريخية بين جعجع وفرنجية بمباركة الراعي وسط تصفيق الحضور. وشارك عن "القوات"، النواب: ستريدا جعجع، شوقي الدكاش، أنطوان حبشي، وجوزف اسحق، النائبان السابقان فادي كرم وأنطوان زهرا، ومدير مكتب جعجع طوني الشدياق. وحضر عن "المردة" وزير الأشغال العامة والنقل في حكومة تصريف الأعمال يوسف فينيانوس، والنواب: طوني فرنجية، اسطفان الدويهي، فايز غصن، فريد هكيل الخازن، الوزيران السابقان يوسف سعادة وروني عريجي، عضو المكتب السياسي في "المردة" وضاح الشاعر.

كما حضر المطارنة: جوزف نفاع، حنا علوان، حنا رحمة، وشربل طربيه وعدد من الكهنة.

الراعي

بعد المصافحة التاريخية، ألقى الراعي كلمة بدأها بصلاة المزمور 133، والتي تقول: "ما أطيب وما أجمل أن يجلس الاخوة معا".

أضاف: "من خلاله نرحب برئيس تيار المردة سليمان فرنجية ورئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع وجميع الحاضرين، فلم أجد أجمل من كلمة الترحيب، إلا صلاة هذا المزمور. ومن خلال هذه الصلاة، فإن الفرح يملأ قلوبنا جميعا وقلوب جميع اللبنانيين الذين يشاركوننا عبر وسائل الاعلام. هناك الكثير من الناس يفرحون معنا اليوم في لبنان وخارجه لأنهم يحبون المصالحة والتعاون والتلاقي والمحبة في سبيل وطننا لبنان وشعبه وفي سبيل قيام الدولة ومؤسساتها".

أضاف: "الله هو أب، ولأنه أب نحن أبناؤه. ولذلك، نحن إخوة، والبشرية جمعاء امام الله إخوة. ولذلك، كانت صلاتنا في هذا المزمور ما أجمل وما أطيب أن يجلس الإخوة معا، ويشرح ذلك إنجيل الرب يسوع من خلال إنجيل متى الرسول، الذي يقول حيثما اجتمع اثنان أو 3 أكون مباشرة معهم، وهذا يعني أن الفرح والسعادة في قلوب الاخوة الذين يلتقون سويا، لأن الرب حاضر، وهو يريد لنا ان نلتقي، وهو يريد أن نتصالح ونطوي الصفحة. ولذلك، هو مصدر فرحنا، وهكذا تنهي صلاة المزمور بتأكيد كلمة الرب يسوع".

أضاف: "نعم، نلتقي ويريدنا الرب أن نلتقي كي نعيش بفرح وسلام ولكي نبحث عن الحقيقة وتجمعنا المحبة ونبني مجتمعنا. نحن هنا لاستكمال مصالحة بدأت في الحقيقة وحصلت في أيار 2011 وشملت في حينها قطبين آخرين، فخامة الرئيس العماد ميشال عون عندما كان رئيسا للتيار الوطني الحر وفخامة رئيس الجمهورية الاسبق امين الجميل. وهكذا، انطلقنا وطوينا الصفحة. واليوم، نعود مع القطبين الحاضرين لنؤكد هذه المصالحة كي نواصل الطريق سويا ونسير الى الامام. لقد كانت الغاية عندما التقينا في هذا الصالون خلال عام 2011 ان نكون منطلقا للوحدة الوطنية الشاملة التي يحتاج إليها لبنان، ولم يكن في استطاعتنا التفكير ببناء الوحدة الداخلية الشاملة، الا ان يكون الاقطاب المسيحيين، وتحديدا الموارنة يعيشون هذه الاخوة، ومنهم ننطلق الى الوحدة المسيحية والوحدة الوطنية".

وتابع: "هكذا، نتحدث سويا في كل مرة نلتقي فيها ونجتمع. لقد كنا نقول نحن لا نجتمع موارنة كموارنة للموارنة، بل كنا نجتمع كي نكون انطلاقة لوحدتنا الداخلية الشاملة. وبهذا المعنى، نحن اليوم مجتمعون لنكمل هذه الطريق، وأنتم تعرفون موقفنا نحن في بكركي، فنحن ضد الثنائيات والثلاثيات والرباعيات، نحن مع الشعب اللبناني بأجمعه ومؤسسات الدولة كلها. وإذا كان لا بد أن نتحدث عن ثنائية، فهناك ثنائية واحدة هي عندما نقول ان لبنان ذو جناحين مسيحي ومسلم متساويين متكاملين. وعندها هذا الطائر اللبناني يستطيع التحليق عاليا. هذا هو سر لبنان بخصوصيته ودوره ورسالته في المنطقة، هذه هي ابعاد هذا اللقاء التاريخي العظيم بين المرجعيتين المحترمتين سليمان بك فرنجية والدكتور سمير جعجع، ومن خلالهما ومعهما كل انصار واعضاء الحزبين".

وأردف: "كل ما نقوله إننا نرفع صلاتنا إلى الله كي يبارك هذا اللقاء، وأن يكون مصدر خير للبنان ومصدر نعم للدولة والمؤسسات والشعب. نحن نرفع صلاة الشكر معا لله، ونسأل كي يبارك هذا المسعى بمجده وخير لبنان وكل اللبنانيين".

خلوة

بعدها، عقدت خلوة بين الراعي وفرنجية وجعجع في مكتب البطريرك الخاص.

بيان

ثم صدر بيان عن اللقاء تلاه المطران جوزف نفاع حمل عنوان: "وثيقة بكركي القوات اللبنانية وتيار المردة"، جاء فيها:"انطلاقا من لقاء بكركي الرباعي للأقطاب المسيحيين بتاريخ 14/11/2018 حول المصالحة المسيحية، التي توخت خير المصلحة المسيحية والوطنية اللبنانية.

وبعد المصالحة الوطنية التي أنجزت عبر وثيقة الوفاق الوطني في الطائف، ومصالحة الجبل والمصالحة بين القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر عبر تفاهم معراب، تأتي وثيقة بكركي - القوات اللبنانية وتيار المردة، استكمالا طبيعيا لهذا المسار التصالحي العام الذي يدعم وحدة لبنان ومصالح شعبه.

وفاء لتضحيات شهدائنا جميعا، يلتقي اليوم في مقر البطريركية المارونية في بكركي، هذا الصرح الوطني الكبير، وبرعاية غبطة البطريرك الكردينال مار بشارة بطرس الراعي، رئيس تيار المرده الوزير سليمان فرنجيه ورئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع، ترسيخا لخيار المصالحة الثابت والجامع.

إن المصالحة تمثل قيمة مسيحية - إنسانية - لبنانية مُجردة، بصرف النظر عن الخيارات السياسية لأطرافها الذين ينشدون السلام والاحترام المتبادل، وخير لبنان دولة وشعبا وأرضا، من دون أي حساباتٍ سياسية قد تتبدل تِبعا للظروف والتغيرات.

لقد مثل الشمال، الحصن المنيع لنواة الحضور المسيحي التاريخي منذ يوحنا مارون والبطاركة الأوائل مرورا بالمقدمين ويوسف بك كرم والمناضلين والشهداء في المراحل اللاحقة وصولا إلى اليوم دفاعا عن الكرامة والوجود والمصير.

لقد مر المسيحيون عامة ومسيحيو الشمال خاصة، خلال الحرب اللبنانية، بمرحلة أليمة من الاقتتال والشرذمة، ما سبب لهم الحزن والألم والإحباط والتفرقة، وانعكس سلبا على وضعيتهم السياسية والديموغرافية والاجتماعية في لبنان كله، ولن يتخطى المسيحيون هذا الواقع السلبي للانطلاق نحو مستقبلٍ واعد لهم وللبنان، إلا إذا نجحوا في طي صفحة الماضي الأليم، والالتزام بالقواعد الديموقراطية في علاقاتهم السياسية.

لقد مرت العلاقة بين الطرفين في السنوات الأخيرة بمحطاتٍ سياسية وانتخابية عدة، ولم تعكر استقرارها أي شائبة، بالرغم من بقاء الاختلافات السياسية بينهما على حالها، ما يؤكد أن الالتقاء والحوار ليس مستحيلا، بمعزلٍ عن السياسة وتشعباتها.

بالاستناد إلى ما تقدم، يُعلن تيار المرده وحزب القوات اللبنانية عن إرادتهما المشتركة في طي صفحة الماضي الأليم، والتوجه إلى أفق جديد في العلاقات على المستوى الإنساني والاجتماعي والسياسي والوطني، مع التأكيد على ضرورة حل الخلافاتٍ عبر الحوار العقلاني الهادف إلى تحقيق مصلحة لبنان العليا ودور مسيحييه، والعمل معا على تكريس هذه العناوين عبر بنود هذه الوثيقة.

إن هذا الحدث مناسبة لإكبار من استشهد وضحى وعانى من النزاعات الدموية بين الفريقين. عزاؤنا الوحيد أن تضحياتهم أثمرت هذا اللقاء التاريخي الوجداني بعيدا عن أي مكاسب سياسية ظرفية ليكون بحجم معاناتهم ومآسي أحبائهم.

إن ما ينشده الطرفان من هذه الوثيقة ينبع من اضطلاع بالمسؤولية التاريخية ومن قلق على المصير، وهي بعيدة عن "البازارات" السياسية، ولا تسعى إلى إحداث أي تبديل في مشهد التحالفات السياسية القائمة في لبنان والشمال، مع التشديد على أنها لم تأتِ من فراغ، وليست وليدة اللحظة، وإنما تتويجا لسلسلة اجتماعاتٍ وحوارات، نجح خلالها الطرفان في كسب ثقة متبادلة عبر احترام قواعد العمل السياسي الديموقراطي، ووقف كل أشكال الصدامات والالتزام بتطبيع العلاقات، ما شجع الطرفين على مواصلة الحوار وتطويره وصولا إلى هذه الوثيقة.

بناء على ما تقدم، يؤكد الطرفان على الأُسس التالية:

-إن التلاقي بين المسيحيين والابتعاد عن منطق الإلغاء يشكلان عامل قوة للبنان والتنوع والعيش المشترك فيه.

-إن زمن العداوات والخصومات بين القوات اللبنانية والمرده قد ولى وجاء زمن التفاهم والحوار وطي صفحة أليمة والاتعاظ من دروس الماضي وأخطائه وخطاياه منعا لتكرارها، أملا بغدِ الرجاء والتفاهم.

- ينطلق اللقاء من قاعدة تمسك كل طرف بقناعاته وبثوابته السياسية ولا تقيد حرية الخيارات والتوجهات السياسية ولا تحمل الزامات محددة، بل هي قرار لتخطي مرحلة أليمة، ووضع أسس حوار مستمر تطلعا إلى أفق مستقبلي مفتوح.

إن الاختلاف السياسي في بلد سيَد ودولة مؤسسات لا يمنع التلاقي حول القضايا الوطنية والإنسانية والاجتماعية والإنمائية مع السعي الدائم لتضييق مساحة الاختلاف السياسي قدر الإمكان.

-احترام التعددية السياسية والمجتمعية وحرية الرأي والحريات العامة والخاصة، والالتزام بالدستور والقوانين والقواعد الديموقراطية بما يختص بالعمل السياسي والحزبي في لبنان.

- تعميم المناخات الإيجابية بين الطرفين عامة، واستبعاد المصطلحات التي تُجرح بالطرف الآخر وبرموزه وشهدائه.

-احترام حرية العمل السياسي والحزبي في القرى والبلدات والمناطق ذات العُمق الأكثري لكلا الطرفين، والتنسيق في ما يتعلق بالنشاطات والخطوات التي قد تُثير أي سوء تفاهم مُعين بينهما لمصلحة الجميع، ومنعا لأي احتكاكاتٍ تضر بأهداف المصالحة.

في الخاتمة، هذه الوثيقة شِئناها تتويجا للقاءاتِ مصارحاتٍ وحواراتٍ عقلانية، لتجاوز مراحل مدمِرة من الخلاف والاقتتال، كما نريدها استشرافا لغد أفضل، يحمل تصميما لدينا، كلٌ من موقعه السياسي، ببدء مرحلة تعاون صادق، وثيق، بناء، نابع من مسؤوليتنا الوطنية المشتركة لتحقيق أماني وتطلعات اللبنانيين في بناء دولة حقوق المواطن وكرامة الوطن. عاش لبنان".

جعجع

وفي نهاية اللقاء ولدى مغادرته، قال جعجع ردا على سؤال: "هذا يوم مصالحة ويوم أبيض وجميل وتاريخي".

وقال ردا على سؤال آخر: "السياسة لاحقا".

سئل: هل سنراك يوما ما في إهدن وزغرتا؟

أجاب: "الآن أصبح كله معقول، ستراني في إهدن وزغرتا، وسترى غيري في معراب، كله وارد".

فرنجية

من جهته، قال سليمان فرنجية أثناء مغادرته، ردا على سؤال: "ما رأيته كان مسيحيا بامتياز، وأهم أمر أننا لم نتطرق إلى الأمور اليومية، بل على العكس تحدثنا عن المسائل الوجدانية، وكان اللقاء وجدانيا. وكما قلنا، صفحة جديدة نفتحها".

سئل: هل ستكون على حساب أحد هذه الصفحة؟

أجاب: "لماذا ستكون على حساب أحد؟ بالعكس لم نطرحها يوما على حساب أحد، بل بدأت قبل هذه الحسابات واستمرت وأتت بطريقة طبيعية ووجدانية، لا بطريقة طارئة وظرفية طبيعية، وأتصور هي التي ستستمر".

سئل: هل ستتطور إلى عمل سياسي بينكما؟

أجاب: "نحن اليوم نعتبرها علاقة طبيعية. وفي السياسة يمكن أن نتفاهم، فالوقت هو الذي سيقرر ما الذي سيحصل بعد ذلك".

سئل: هل سألت جعجع أي سؤال شخصي، أو في ما يختص بمرحلة الحرب؟

أجاب: "لم ندخل في هذه الأمور، فالجلسة كانت وجدانية وودية برعاية ووجود سيدنا البطريرك".

سئل: هل تحدثتم عن الماضي أو الحاضر؟

أجاب: "تحدثنا عن الماضي والحاضر.

سئل: هل أصبح الوصول الى الرئاسة أسهل بدعم القوات؟

أجاب: "بعد 4 سنوات، الله وحده يعلم ماذا سيحصل".

سئل: هل ستكون هناك مصالحة مع التيار الوطني الحر؟

أجاب: "عندما يستدعينا فخامته نحن جاهزون".

ستريدا جعجع

ولدى مغادرتها بكركي، سئلت النائبة جعجع عن قرع الأجراس في المناطق، فسألت: "هل هناك أجمل من هذه الصورة، فأجراسنا ستبقى تقرع".

 

الرئيس أمين الجميل: لقاء فرنجية جعجع يمثل حقيقة الروح الوطنية والمسيحية

الأربعاء 14 تشرين الثاني 2018 /وطنية - رأى الرئيس أمين الجميل أن "لقاء الوزير سليمان فرنجية والدكتور سمير جعجع بمباركة غبطة البطريرك الراعي هو خبر مفرح على كل الصعد، لكونه يمثل حقيقة الروح الوطنية والمسيحية التي نفتقدها في الوقت الحاضر، وهي التي كان يفترض أن تكون منذ زمن طويل بوصلة إلتزامنا المسيحي والوطني". وأمل "أن يشكل هذا الحدث الوجداني والوطني نمطا جديدا في مسار حياتنا الوطنية ويؤسس لنهج جديد من العمل السياسي المجرد الذي يتجاوز المشاعر السلبية، أيا كان عمقها وسببها، من أجل التطلع إلى الأسمى والأجدى لخلاصنا، لا سيما في هذه الظروف الوجودية التي تمر بها البلاد". وقال: "إن الصديق الوزير سليمان فرنجية الذي فاجأنا في الماضي بمبادرات إنسانية شجاعة مماثلة، متجاوزا جرحه العميق ومتمثلا بجده المرحوم فخامة الرئيس سليمان فرنجية - وأنا شاهد على ذلك - يؤكد اليوم هذا النهج، نهج الترفع والتسامح والمواطنة. هنيئا للوزير فرنجية وللدكتور جعجع بهذه المبادرة، على أمل أن تؤسس لنهج عام على الصعيد الوطني، شفاء لجرح لبنان المعذب وراحة لشعب لبنان الطيب والمقهور".

 

رئيس حزب الكتائب رحب بالمصالحة بين القوات والمردة: نتمناها خطوة إضافية لبناء المصالحة الوطنية

الأربعاء 14 تشرين الثاني 2018 /وطنية - رحب رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميل بلقاء المصالحة بين "القوات اللبنانية" وتيار المردة، وهنأ "كلا من الدكتور سمير جعجع والوزير السابق سليمان فرنجية على نجاحهما في طي صفحة موجعة من تاريخ المسيحيين ولبنان. كما نهنيء غبطة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس بشارة الراعي ويشكره على رعاية هذه المصالحة". اضاف: "إن حزب الكتائب اللبنانية الذي شجع على الدوام كل المصالحات ودعمها سواء على المستوى المسيحي او على المستوى الوطني، يتمنى أن تكون مصالحة اليوم بين القوات اللبنانية وتيار المردة خطوة إضافية لبناء المصالحة الوطنية على قاعدة الديموقراطية الصحيحة واحترام التمايز والاختلاف والتعددية الحزبية، وحرية العمل السياسي تحت سقف الدستور اللبناني والقوانين، ومن خلال المرجعية الحصرية للدولة اللبنانية بمؤسساتها الشرعية كافة".

 

نديم الجميل بعد لقائه عوده: على رئيسي الجمهورية والمكلف تشكيل الحكومة وألا يتركا الأمر لسواهما

الأربعاء 14 تشرين الثاني 2018 /وطنية - استقبل متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عوده، النائب نديم الجميل الذي قال بعد اللقاء: "إنها زيارتي الأولى لسيدنا الياس بعد إعادة انتخابي نائبا عن منطقة الأشرفية. وضعت سيدنا في أجواء كل ما نقوم به في المنطقة، كما كانت جولة أفق سريعة على الجو السياسي المتشنج والسيئ في البلد، خصوصا بعد الكلام الأخير التهويلي والتهديدي الذي سمعناه والتهجم على المقامات الدينية والروحية التي تشكل ركيزة هذا الوطن وركيزة سيادة لبنان واستقلاله وتاريخه العميق. نحن نرفض هذا الكلام وندعو إلى تشكيل حكومة سريعا بأمر من رئيسي الجمهورية العماد ميشال عون والمكلف سعد الحريري، عل بلدنا يتقدم لأن الوضع لم يعد يحتمل".

سئل: ماذا ستفعلون ككتائب لبنانية لتسريع تشكيل الحكومة، على الرغم من أنكم خارجها وتشكلون المعارضة؟

اجاب: "نحن خارج الحكومة لكننا لا ولن نعرقل، بل نطلب من رئيسي الجمهورية والمكلف أخذ الأمور بجدية في أسرع ما يكون وأن ينفذا ما يجب تنفيذه، لأن القرار اليوم إما أن يكون في ايديهم، أو في يد شخص آخر وهذا مرفوض"، مؤكدا "نحن نؤمن بالنظام الدستوري وبالمؤسسات الرسمية، وعلى رئيسي الجمهورية والمكلف أن يشكلا الحكومة، لا أن يتركا الأمر في يد سواهما".

 

المؤسسة المارونية للانتشار رحبت بالمصالحة في بكركي اليوم:لتكن مدخلا لتوحيد كامل الصف اللبناني ليستعيد لبنان دوره ومكانته

الأربعاء 14 تشرين الثاني 2018 /وطنية - صدر عن المؤسسة المارونية للانتشار البيان الآتي:"ترحب المؤسسة المارونية للانتشار بالمصالحة التي تجري اليوم برعاية السيد البطريرك مار بشارة بطرس الراعي بين رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع ورئيس تيار المردة الأستاذ سليمان فرنجية، منهية نزاعا مريرا دام أكثر مما يجب، وقسَّم إخوة يفترض أن يجتمعوا على خير وطنهم ومجتمعهم. وهي إذ تشكر السيد البطريرك على دوره الجامع وسقف بكركي الذي يظلل الجميع، تأمل أن تكون هذه المصالحة، معطوفة على مصالحة القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر قبل أكثر من عامين، مدخلا لتوحيد كامل الصف اللبناني، من أجل أن يستعيد لبنان دوره ومكانته كوطن يعيش فيه جميع اللبنانيين أحرارا ومتآلفين ومتضافرين وقادرين على أن يعيشوا بأمانة رسالتهم التاريخية بالعيش المشترك في زمن نزاعات الهوية والمصالح، وفي منطقة تهزها رياح التفرقة.

 

باسيل من دار الفتوى: لا نقبل إلا أن يكون رئيس حكومتنا قويا

الأربعاء 14 تشرين الثاني 2018 وطنية - استقبل مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل، يرافقه وزير البيئة طارق الخطيب. وبعد اللقاء الذي دام ساعة ونصف ساعة، قال باسيل: "من الطبيعي اليوم أن آتي إلى دار الفتوى من ضمن الجهود والمحاولات التي نقوم بها، لأن سماحة المفتي له موقعه في الوجدان الوطني وفي الأزمات الوطنية، ونحن اليوم في أزمة وطنية نحتاج إلى الخروج منها وإلى سماع توجيهاته وطلب مساعدته لتوفير الجو اللازم في البلد، والخروج من أجواء التحدي والذهاب إلى حوار عقلاني لحل المشكلة".

أضاف: "اليوم كل فريق حكى كلمته وأعلى السقف، ولكن مع إعلاء السقف أرى أن الباب يكبر ويعلو، وهكذا يصير الحل متاحا أكثر، وكلي تفاؤل بأننا داخلون الى مرحلة نتكلم فيها بين جدران أربعة، ونبحث عن حل مبني على العدالة وصحة التمثيل والوفاق الوطني، لأننا نحن حكومة وحدة وطنية، وهذه الحكومة يجب أن تشمل الكل، ولا يكون فيها غبن لأحد، ولا إكراه ولا فرض، بل فيها المنطق السياسي وصحة التمثيل، وهذا أساس تشكيلها، وهذه الحكومة لها رئيس. نحن نريد حكومة قوية، من أجل ذلك نريد رئيس حكومة قويا، هذا مطلبنا، ولا نقبل إلا أن يكون رئيس حكومتنا قويا، لأنه إذا لم يكن كذلك فكلنا معنا نكون ضعفاء، حكومتنا تكون ضعيفة، وبلدنا ضعيفا، وكذلك العهد وفخامة الرئيس. كل ما يمس رئيس الحكومة يمسنا، من أجل ذلك يجب أن يكون هذا حرص كل اللبنانيين على تعزيز موقع رئيس الحكومة. الموضوع ليس موضوع صلاحيات رئيس الحكومة ولا دوره، وليس هناك حديث عن الطائف. هذا كله بالنسبة إلينا خارج السياق، اليوم هناك مشكلة تمثيل فريق سياسي داخل الحكومة بحاجة إلى معالجة بالطريقة التي تراعي صحة التمثيل، وتراعي المعايير التي على أساسها تشكل هذه الحكومة، وسماحة المفتي له دوره في هذا المجال، لأنه اذا كان دولة الرئيس الحريري هو "بي السنة السياسي"، فسماحة المفتي هو "بي السنة الروحي"، وهذه الأبوة مفيدة كثيرا لنجمع الكل، وكلنا معنيون بجمع الكل والمحافظة على الكل، ولا نترك أي ثغرة، لا في طائفة ولا في مكون، ولا في البلد، ليدخل منها المتربصون بالبلد، لأننا نرى المتربصين كثرا، منهم من يريد الدخول علينا بعقوبات، ومنهم من يريد الدخول بمغامرات جربت قبل، وعاودوا التفكير فيها".

وأكد أن "وحدتنا الوطنية عبر حكومة الوحدة الوطنية هي الرد الأمثل، وهي التي تقوي البلد، وتجعلنا نواجه أي شيء بانتصار جديد للبلد".

سئل: هل عندكم مبادرة تسوقون لها وبدأتم بها من دار الفتوى؟

أجاب: "عندنا قواعد، لأن كل حل في حاجة إلى مبادئ وقواعد، وإلا تكون الحلول عشوائية. أنا لا أعرف أن أفكر هكذا، أنا أفكر وفق قواعد معينة، إذا اقتنع بها الكل نستطيع الدخول إلى الأفكار العملية".

سئل: النائب جهاد الصمد قال اليوم في حديث إذاعي إن السنة المستقلين غير معنيين بأي خطوة تقوم بها من دون أن تتشاور معهم؟

أجاب: "كل واحد له رأي، ومن واجباتي أن أتشاور مع الجميع وأتكلم مع الجميع، ونشكر الله لأنه ليس عندنا عقدة ولا مشكلة مع أحد. كل ما يساهم في الحل وتشكيل حكومة وحدة وطنية تعمل وتنتج، أنا مستعد له، وهذا من واجبي أن أقوم به".

سئل: في الجولة واللقاءات التي قمت بها مع المسؤولين هل لمست جوا إيجابيا أو قبولا لطرحك؟

أجاب: "طبعا الكل يريدون الخروج من الأزمة، والكل يطالبنا بأن نكمل هذا العمل، وهذه واجباتنا".

سئل: ما رأيكم في كلام الرئيس الحريري أمس؟

أجاب: "أفهم أن يرد على بعض الأمور، لكن كان عنده من الوعي الوطني ما يكفي ليترك لنا هامشا كبيرا حتى نتحرك ونجد حلا".

 

مقال لرؤساء جمهوريات وحكومات بينهم الحريري ينشر في كبريات الصحف العالمية: تعزيز حرية الرأي في الإطار التكنولوجي والسياسي للقرن 21

الأربعاء 14 تشرين الثاني 2018 /وطنية - ينشر اليوم في كبريات الصحف العالمية وصحف البلدان المعنية مقال تحت عنوان: "نحن، رؤساء دول وحكومات، ملتزمون تعزيز حرية الرأي والتعبير"، موقع من قبل الرئيس سعد الحريري والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو والرئيس التونسي الباجي قائد السبسي والرئيس الكوستاريكي كارلوس ألفارادو ورئيسة وزراء النروج ارنا سولبرغ والرئيس السنغالي ماكي سال.

وهنا ترجمة المقال للغة العربية.

"نحن، رؤساء دول وحكومات، ملتزمون تعزيز حرية الرأي والتعبير"، بقلم جاستن ترودو (رئيس وزراء كندا)، كارلوس ألفارادو (رئيس كوستاريكا)، إيمانويل ماكرون (رئيس الجمهورية الفرنسية)، سعد الحريري (رئيس مجلس الوزراء في لبنان)، إرنا سولبرغ (رئيسة وزراء النرويج)، ماكي سال (رئيس السنغال)، الباجي قائد السبسي (رئيس تونس).

تواجه حرية الرأي والتعبير، وهي مكوِنة للديمقراطية، مخاطر كبيرة اليوم. ويستند هذا الحق الأساسي إلى إمكانية الوصول إلى معلومات حرة، متعددة وموثوقة.

الا ان وسائل الإعلام، التي تدقق في الحقائق وتجبر نفسها على مقارنة وجهات النظر، تجد أن التحول الرقمي قد أضعفها. فالتضليل الإعلامي الكبير على الإنترنت ينتشر، محاولا توجيه النقاشات او حتى التدخل في الانتخابات لتغيير نتيجتها. في كل مكان، تواصل مصالح خاصة اخضاع المعلومات، وفي العديد من البلدان تشهد السيطرة السياسية على الصحافة والتهديدات ضد الصحفيين تصاعدا هائلا. في هذا السياق، من الضروري أن تستنفر ديمقراطياتنا وألا تستسلم. هناك حاجة ملحة لحماية وصولنا الى أخبار مستقلة ومتعددة، قائمة على وقائع، وهو شرط أساسي ليكون الافراد رأيهم بحرية ويشاركوا بشكل صحيح في النقاش الديمقراطي. ولهذا السبب نرحب بعمل اللجنة الدولية المستقلة للاعلام والديمقراطية، التي عرضت نتائج أعمالها في 11 تشرين الثاني 2018 في منتدى باريس للسلام. هذه اللجنة، التي تشكلت بمبادرة من منظمة "مراسلون بلا حدود"، تدعونا لاعتبار الفضاء العالمي للاتصالات والمعلومات مصلحة مشتركة للانسانية، حيث يجب النهوض بالحرية والتعددية ونزاهة المعلومات. كما تقترح هذه اللجنة ان توكل الى الجهات القادرة على تنظيم هذا الفضاء العالمي، ولا سيما المنصات الرقمية، مسؤوليات من حيث الحياد السياسي والأيديولوجي، والتعددية والشفافية. كما تدعو، وهو أمر مبتكر جدا، الى الاعتراف بأن الأفراد يتمتعون بحق الحصول، ليس على معلومات مستقلة ومتعددة فحسب، بل أيضا على معلومات موثوقة. هذه المقترحات محفزة ومبتكرة، وعلى هذا الأساس، قررنا أن نطلق عملية سياسية. والهدف هو أن تعد دولنا، في الأشهر المقبلة، خارطة طريق خاصة بها، لتعزيز ممارسة حرية الرأي والتعبير في الإطار التكنولوجي والسياسي للقرن الحادي والعشرين. ونأمل أن ينضم إلينا أكبر عدد ممكن من الدول. بعد مرور سبعين عاما على اقرار الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، نعيد التأكيد بهذه الطريقة اليوم على التزامنا بحقوق شعوبنا الأساسية".

 

الرئيس أمين الجميل افتتح مؤتمر حول مستقبل مسيحيي الشرق: عندما تترسخ القناعة بالمواطنية تسقط مقولة الأقلية والأكثرية المبنية على الهوية الطائفية

الأربعاء 14 تشرين الثاني 2018

وطنية - افتتح الرئيس أمين الجميل اليوم، مؤتمر بعنوان: "هل للمسيحيين مستقبل في الشرق الأوسط؟" الذي عقد بدعوة من "بيت المستقبل" بالتعاون مع مركز "ولفريد مارتن للدراسات الأوروبية" و"مركز القدس" في بيت المستقبل سراي بكفيا، تمت في خلاله مناقشة مستقبل المسيحيين في الشرق الأوسط. وضم نخبة من الناشطين السياسيين والمثقفين ورجال الدين من لبنان والأردن ومصر والعراق وسوريا وفلسطين المحتلة.

الجميل

والقى الرئيس الجميل كلمة، اعتبر فيها أن "ما حصل خلال السنوات التسع الماضية يحتم طرح مستقبل المسيحيين ما أصاب المسيحيين جراء أحداث السنوات الأخيرة، أصاب المسلمين أيضا. بل ما تعرض له المسلمون قد يكون أشد قسوة. إنما الأثر الذي يصيب المواطن المسيحي أكبر لأن النتائج أدت في أماكن كثيرة إلى إقتلاعهم حتى بات وجودهم على المحك. ما يحتم ضرورة طرح موضوع الوجود المسيحي في المنطقة: هل هو عنصر وجودي وضروري أم أنه عابر وعرضي؟ وكما أن العنوان العريض هو أهمية هذا الوجود أو عدمه، يتوجه المؤتمر أولا إلى المسيحيين لإجراء مراجعة عميقة لدورهم في الجوهر والممارسة في آن واحد. هل يقوم المسيحي بدوره في الجوهر؟ هل يقوم المسيحي بدوره في الممارسة؟ هل يتحمل المسيحي في الشرق مسؤولية ما آلت إليه الأمور منذ نهاية القرن الماضي حتى اليوم؟ وما هو المطلوب من المسيحي تأسيسا على التجارب التي مر بها؟".

وسأل: "في المقابل، ما هي قراءة المسلمين للدور المسيحي؟ وما هي واجباتهم إزاء هذه القضية؟ وهل يعتبر المسلم العربي أن الوجود المسيحي هو عنصر إغناء وإضافة ضرورية للإسلام العربي بخاصة، بحيث لم يكن المسيحي يوما عنصر عرقلة أمام طموحات وأهداف الإسلام العربي، بل كان مكملا وداعما ومروجا. وهل كانت بصمات التجارب المرة التي مر بها العالم العربي خلال القرن المنصرم وخلال العقد الأخير من هذا القرن، إيجابية أم سلبية؟ هل تغير شيء لدى المسلم؟ هل الدروس كانت كافية؟".

وقال: "إلى المسيحي والمسلم نقول: متى تترسخ القناعة بالمواطنية وتصبح الشعارات حقيقة ولا يعود الانتماء الديني والهوية الدينية فوق الهوية الوطنية أو إضافة لها أم إنتقاصا منها؟ عندها تسقط مقولة الأقلية والأكثرية المبنية على الهوية الطائفية. وحبذا لو نستطيع من خلال هذا المؤتمر فهم أسباب تقهقر الوجود المسيحي وسبل الحد منه. قد تقولون إنني طرحت أسئلة دون محاولة الإجابة عليها.. أساسا، لا تملك جهة واحدة أجوبة مطلقة، إنما يمكن لمثل هذه اللقاءات التي تجمع خبرات وتجارب وشهادات متنوعة أن تفتح نافذة جدية لنقاش معمق وصادق".

بشعلاني

وقالت الأمينة العامة لمجلس كنائس الشرق الأوسط ثريا بشعلاني: "يرفض المسيحييون العنف وينبذون التطرف وهذه الأمور لا تمت اليهم ولا الى الاسلام بصلة. وبقدر ما يحاول المسلمون التخلص من هذه المفاهيم يسعى المسيحييون ايضا الى مناهضة هاتين الآفتين. ولقد اختار المسيحييون العيش مع اقرانهم في الوطن الواحد ضمن دولة ديموقراطية تسود فيها سيادة القانون. تبقى فلسطين المحتلة واحقاق العدالة لشعبها وتأمين عودة اللاجئين وقيام دولة فلسطينية عاصمتها القدس من أهم الاهداف التي نعمل عليها. كما نسعى الى بناء نموذج للعيش معا في سوريا والعراق ومصر ودولة أخرى".

ولفتت الى أن "مجلس الكنائس يؤمن ان للكنائس في هذه المنطقة دور اساسي لا بد من ان يظهر جليا لتأمين كرامة الانسان المخلوق على صورة الله ومثاله".

نوفوتني

وألقى ممثل مركز "ولفريد مارتن للدراسات الأوروبية" فيت نوفوتني كلمة، أكد فيها ان المركز "لطالما حاول رفع الصوت في اتحاد الاوروبي لتسليط الضوء على الوضع الصعب للمسيحيين في منطقة الشرق الأوسط". وقال: "نواجه حاليا في اوروبا عددا من التحديات ابرزها ازدياد الشعبوية لاسباب عدة، اولها الازمة الاقتصادية وموجات الهجرة غير المسيطر عليها والتي فاجأت العديد من الدول الأوروبية، كما نواجه صعوبة في دمج الأعداد الكبيرة للاجئين، مما يضعنا امام تحديات كبيرة، اهمها خوف مستجد بالنسبة الى اوروبا".

الرنتاوي

اما مدير مركز القدس للدراسات السياسية عريب الرنتاوي، فقال: "لا شك أننا جميعا نتشاطر القناعة ذاتها، بأن مسيحيي بلداننا قد تعرضوا وإن بتفاوت بين بلد وآخر، ومن زمن إلى زمن، لصنوف شتى من التمييز والاستهداف، أدناها التمييز في الدساتير والتشريعات والممارسات، وأشدها هولا حروب الإبادة والتهجير المنهجي المنظم من قبل جماعات دينية متطرفة عنيفة... ولا شك أننا جميعا نتشاطر القناعة ذاتها، بأن من المحال استمرار الحال على هذا المنوال، فهذه المنطقة لن تكون ذاتها من دون مسيحييها، ولا يمكن لكل ذي عقل وبصيرة وضمير، أن يتصور هذا المشرق من دون مسيحييه".

وتحدث عن "مجموعة من الخلاصات توصل إليها المركز نتيجة لدراسة ظاهرة التمييز ضد شرائح ومكونات دينية وعرقية واثنية في العالم العربي، لا سيما المسيحيين منهم، وأهمها، فشل الدولة الوطنية العربية في بناء "دولة المواطنة المتساوية" المدنية الديموقراطية التعددية، وتباين درجة اعتراف الدساتير والتشريعات السارية في عدد من الدول العربية بحقوق المسيحيين وحرياتهم أفرادا وكنائس وجماعات، محاولات البعض توصيف مسيحيي المنطقة كقوة سلبية وأحيانا كظهير خلفي لأنظمة الفساد والاستبداد، ومحاولات بائسة، الجهات المتطرفة والإقصائية للنظر إلى مسيحيي المنطقة بوصفهم "أقليات" ثانوية، أو "جاليات وافدة" أو جيوبا وبقايا للاستعمار والحملات الصليبية، أو "أهل ذمة"، وهي "محاولات تسير جنبا إلى جنب مع محاولة أخرى للترويج لنظرية "حلف الأقليات"، المنبثقة من رحم الاستبداد وثقافته وفزاعاته". وحذر من "الميل السائد لدى بعض الدول الغربية لتهجير المسيحيين"، داعيا إلى "تثبيتهم في أوطانهم الأصلية".

الجلسة الأولى

عبيد

بدأت الجسلة الأولى بعنوان: "الدين والقبلية تحديات الهوية العربية"، بكلمة لمنسقها الناشط الساسي المصري سامح مكرم عبيد، اعتبر فيها ان "للمسيحيين الدور في الشرق الاوسط كما كان لهم الدور في الماضي أيضا". وأكد على "المواطنة وعلى قيام الدولة الوطنية الحديثة وتحديث الدساتير"، ورأى أن "مقولة ان الاستبداد تحمي الاقليات مقولة خاطئة".

شحادة

اما الباحثة الدكتورة لميا شحادة، فرأت انه عندما نتحدث عن الوطن والدولة الوطنية نتحدث عن مبادئ اساسية اهمها المواطنة ودمج المكنونات على اختلافها، ولكن في الواقع نرى اعادة احياء الهودية الدينية على حساب الهوية الوطنية".

الراعي

واعتبر الباحث الأب باسم الراعي، ان "العالم يدخل مرحلة جديدة تحمل معها تحولات بمعنى الدولة ودورها والشرق ليس بغريب عنها. (فيدراليات، تعديل دستور مع الابقاء على حدود الدول: الدول تدخل صيرورة تجعلها تدخل من مرحلة الى اخرى ومن نموذج الى اخر، ورأى ان الشرق بحاجة الى الاعتراف بالتعدد وقدرة الهويات على استخراج دساتير تمثلها حقا".

صبرا

اما رئيس كلية اللاهوت في الشرق الأدنى جورج صبرا، فعبر عن اقتناعه بان "لا مستقبل للمسيحيين في الشرق الاوسط ولا مستقبل للشرق الاوسط برمته دون مشاركة الدين في عملية التحول الى مجتمعات، يكون فيها الجميع متساويين والمسؤولية الاكبر في عملية التحول تقع على عاتق الاكثرية الدينية".

الجلسة الثانية

وعقدت الجلسة الثانية بعنوان: "المسيحيون العرب والنزاعات الإقليمية"، ادارها مدير المركز الكاثوليكي للاعلام في الأردن الأب رفعت بدر، الذي اعتبر ان "المجتمعات العربية في المرحلة الاخيرة حاولت ان ترسم مستقبل اكثر عدالة وخرجت الجماهير الى الشوارع وقالت كلمتها، ونجحت بعض الشعوب ومشى بعض الحكام الى سبيلهم، وقالت شعوب اخرى كلمتها لكنها مشت الى السجون ونشأت داعش واخواتها وكان المتضرورن المسلمون والمسيحيون معا والانسانية جمعاء".

متري

اما مدير "مركز عصام فارس للدراسات السياسي"ة في الجامعة الأميركية الوزير السابق طارق متري، فقال: "يبدو لي اننا لا نستطيع البحث في اوضاع المسيحية السائدة دون ترداد الخطابات الوطنية. لكن مآسي اليوم تضع المصائر تحت المهجر. بطبيعة الحال لا يمكن رد الخيبات الى سبب واحد فتناقص اعداد المسيحيين وتدهور اضاعهم الاجتماعية وعدم مشاركتهم السياسية والخوف من الجماعات المتطرفة يزيد من تأثير هذه العوامل. هواجس الاقلية وهموم الاغلبية تقتضي الصدقية وهي شرط من شروط الوجود المسيحيي وتدنى احتلاف المعايير في القضايا القيمية والاخلاقية".

وختم: "اثناء زيارته لمصر في العام الماضي تحدث الباب فرانسيس امام الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عن دولة القانون والعدالة، وشدد امام الازهر على ديموقراطية التنوع، وفي عظة القداس دعا المسيحيين الى ان يدافعوا عن حقوق الآخرين بنفس القوة التي يدافعون بها عن حقوقهم".

سلوم

اما الخبير في شؤون التنوع الديني في العراق سعد سلوم، فتطرق الى "الانقسام الداخلي المسيحي في الشأن العراقي وكيفية استثمار هذا الانقسام من قبل العمالقة الداخليين (اكراد سنة شيعية من خلال تقاسم ثلاثي للسلطة يحددون فيه مستقبل العراق)".

وطالب سلوم ب"مرجعية موحدة للمسيحيين في العراق ليكون هناك حضورا فاعلا لهم مع الدعوة لجمع الطوائف المسيحية في كنيسة موحدة، والنظر للتراث المسيحي الديني بوصفه تراث عراقي مشترك مع سائر العراقيين".

أوهرينغ

اما منسق الحوار الديني العالمي في مؤسسة كونراد ادياور اوتمار أوهرينغ، فتطرق الى وضع المسيحيين في العراق، فاعتبرهم "ضحايا الأزمات التي ضربت المنطقة ولا يكفي التحدث عن التمييز في القوانين والدساتير ولكن من المهم وصف الواقع على الارض والذي يجعل بقاء المسيحيين في المنطقة مستحيلا".

الجلسة الثالثة

والتأمت الجلسة الثالثة بعنوان: "الأقلوية والحماية: مقاربة نقدية" تحدث فيها الوزير المصري السابق سمير مرقص، والأستاذ الجامعي في فلسطين حنا عيسى والخبير في السياسات العامة وشؤون اللاجئين زياد الصائغ.

افرام

اما المتحدث الرئيسي في المؤتمر، عضو تكتل "لبنان القوي" النائب نعمة افرام، فقدم دراسة تاريخية مسهبة عن دور المسيحيين في المنطقة على مر العصور، وسأل: "هل المنطقة ذاهبة لمزيد من التفكيك والتفكك؟ هل سنكون امام مؤتمر فرساي جديد ومعاهدة سيفر جديدة؟ وهل سيكون لنا كلمة مرة اخرى نحن المسيحيين في مسار تشكيل المنطقة مما يحمي وجودنا الفاعل والحر والسلامي؟ ام إننا سنتحول تحفا واقليات في وقت تهاجر فيه الأغلبية الى الغرب؟ وهل سيوازي ذلك توجه غربي لتقليص المسلمين من على اراضيه؟ فنمسي امام فرز حضاري مخيف؟".

واعتبر ان "الفرق بين هذه المسارات، هو في وعينا لما يجري من حولنا وفي ان نكون مستعدين لهذه اللحظة المفصلية التي فيها سينظر الى الكيانات الفاعلة المنتجة القادرة على تحمل مسؤولياتها وربما مسؤوليات غيرها، ليس من الممكن ان يزاد لنا اذا كنا على هذه الحالة من التردي على الصعيد الوطني والدستوري والسيادي والإقتصادي والإجتماعي والصحي والبيئي والأخلاقي. اذا اردنا ان يبقى لنا لبنان ودور فاعل للمسيحيين في الشرق، علينا ان ننجح في هذا الإمتحان وان نتحول من دولة شبه فاشلة الى دولة منتجة وقادرة على تنظيم حياة مواطنيها".

واكد "نحن ابناء هذه الأرض واصيلون فيها ولا نكهة لهذا المشرق من دوننا، يجب ان يستعيد المسيحيون في هذا الوطن وهذا الشرق دورهم ورسالتهم، يجب ان يكونوا قدوة للعلم والإحترام ومثالا لإدارة خلاقة للتعددية ولشؤون المواطنين والوطن والا على حضورنا ودورنا السلام".

 

بري: نصرالله والحريري تركا الباب مفتوحا للحل

الأربعاء 14 تشرين الثاني 2018 /وطنية - نقل النواب عن رئيس مجلس النواب نبيه بري بعد لقاء الاربعاء اليوم أن "كلام سماحة السيد حسن نصرالله ترك الباب مفتوحا للحل، وكذلك فعل الرئيس سعد الحريري في مؤتمره الصحافي". وقال انه ابلغ الوزير جبران باسيل موقفه من الافكار التي يمكن ان يبنى عليها"، آملا "أن تنجح الجهود والمساعي لتشكيل الحكومة في اسرع وقت ممكن، للضرورات الوطنية على المستويات كافة". وحيا بري من جهة أخرى "الشعب الفلسطيني ومقاومته في مواجهة العدوان الاسرائيلي على غزة"، مستذكرا ما كان أكده في جنيف أخيرا ان "الحل هو في المقاومة ولا خيار غير ذلك". ووزع بري في مستهل اللقاء صورا عن تلوث بحيرة القرعون ومياه الليطاني، مجددا التأكيد على "اتخاذ خطوات عملية وجدية لمعاقبة المتسببين بهذا التلوث الخطير على البيئة وصحة الناس، ولمعالجة هذه المشكلة بصورة شاملة ونهائية". وكان التقى في اطار لقاء الاربعاء، في حضور الوزير علي حسن خليل، النواب: انور الخليل، علي بزي، اسطفان الدويهي، قاسم هاشم، محمد خواجة، فادي علامة، جهاد الصمد، امين شري، علي خريس، هاني قبيسي، نواف الموسوي، علي فياض، عدنان طرابلسي، نقولا نحاس، ميشال موسى، نزيه نجم، سامي فتفت، بلال عبدالله، هادي ابو الحسن وحسين جشي.

 

الحريري إستقبل وفدا من قيادة الجيش سلمه دعوة لحضور العرض العسكري

الأربعاء 14 تشرين الثاني 2018 / وطنية - إستقبل رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري ظهر اليوم في "بيت الوسط"، وفدا من قيادة الجيش برئاسة العميد الركن رفعت رمضان سلمه دعوة لحضور العرض العسكري، الذي سيقام في 22 تشرين الثاني لمناسبة عيد الاستقلال ال75.