المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 11 تشرين الثاني/2018

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/newselias18/arabic.november11.18.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة
عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

َحَيْثُ يَكُونُ حَسَدٌ وخِصَام، هُنَاكَ فِتْنَةٌ وكُلُّ عَمَلٍ سَيِّئ

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/ نصرالله لا يرى بعين الإحترام الذين داكشوا الكراسي بالسيادة

الياس بجاني/فرمانات نصرالله وجماعة الصفقة

الياس بجاني/هل تخلت الرهبنة الأنطونية عن رسالتها وواجباتها والنذورات

الياس بجاني/الطاقم السياسي والحزبي الماروني

الياس بجاني/رابط مقالتي المنشورة في جريدة السياسة

الياس بجاني/حزب الله يريد اسقاط الدولة وافلاسها وافقار اللبنانيين

 

عناوين الأخبار اللبنانية

الفجور السياسي هو زواج الفساد على الوقاحة/اتيان صقر.أبو أرز/10

نوفل ضو وتغريدات تتناول خطاب السيد نصرالله وهو توجه إلى بشير وشمعون واده وبيار الجميل قائلاً: الله يرحم ترابكن! اشتقنالكن

أدرعي لنصرالله: هل نسّقت هذا الشي مع جبران باسيل؟

الأشغال الشاقة بحق لبنانيين استحصلا على الجنسية الاسرائيلية

يسرقون البلد ويستبيحون كل شيء ونحن نفتش عن ضوء القمر/كلوفيس شويفاتي

10 تشرين الثاني: تاريخ للتاريخ/جوزف توتونجي

الأب يوسف عجيل رئيس دير كفيفان ما بين عامي 1978 و 1984/نبيل يوسف/فايسبوك

ولك حاجي كذب على الناس ... ولك حاجي استخفاف بعقول الناس/خليل حلو/فايسبوك

المقاومة اللبنانية/ستة عشر رجلاً تنفيذ إنقلاب(١)/نقلاً عن صفحة صعود أبوشبل

أسرار الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم السبت 10 تشرين الثاني 2018

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

لقاء بين باسيل ونصرالله بالامس: لمنع الإنجرار إلى توتير البلاد

أنت شيعي أم سني/الشيخ حسن سعيد مشيمش/فايسبوك

خلصنا إدعاءات بالقوة والقدرة وحماية الحقوق وغيره/خليل حلو/فايسبوك

بعد العقدة السنية العقدة الأرثوذكسية!!

بعد كلمة نصرالله ما هو موقف الحريري؟

ريفي: حزب الله ينفِّذ 7 أيار حكومي

عشاء ماكرون جمع الحريري ورؤساء

السفارة الفرنسية أحيت الذكرى المئوية لهدنة 1918

فوشيه وضع أكاليل زهر على أضرحة جنود فرنسيين في البقاع

هيئة محامي الاحرار: لا مرشحون للحزب لعضوية مجلس النقابة وصندوق التقاعد

البطريرك الراعي: ثلث اللبنانيين تحت خط الفقر

انتخابات الطلاب في الجامعة اللبنانية لا تزال معلّقة منذ عشر سنوات

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

تركيا تشير إلى إعفاء بنسبة 25 % من العقوبات الأميركية على طهران وأكدت أنها ستواصل شراء الغاز الإيراني

حزن يختلط بالفرح لدى وصول الرهائن المحرّرين إلى السويداء

ملفات سوريا وليبيا تتصدر الحوار الاستراتيجي بين مصر وأميركا

قتلى باشتباكات في ريف حماة بين موالين للنظام ومعارضين وأكبر حصيلة من نوعها منذ إعلان الاتفاق الروسي ـ التركي حول شمال سوريا

11 قتيلاً جراء سيول الأردن... وإجلاء الآلاف

تحالف دعم الشرعية في اليمن يطلب من واشنطن وقف تزويد طائراته بالوقود بعد تمكن السعودية ودول التحالف من زيادة قدراتها

مصر: مناورة «درع العرب 1» تُنفذ تدريباً على اقتحام بؤرة إرهابية وأنشطة برية وبحرية وجوية بمشاركة 8 دول بينها السعودية والإمارات

 

المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

إلى قيام الساعة/الدكتورة رندا ماروني

من الأرشيف/هل كسوف مسيحيي لبنان بلا شفاء؟/سمير فرنجية/(جريدة “النهار”، صفحة “قضايا”، الجمعة 6 تشرين الثاني 2009)

بيزنس العقارات يدمّر ليسّيه عبد القادر ويهجّر الأنطونية/باسكال بطرس/المدن

نصرالله يعطّل الحكومة:مع سنّة 8 آذار حتى قيام الساعة/وليد حسين/المدن

لبنان يستطيع الانتظار أيضا/خيرالله خيرالله/العرب

درعا:"حزب الله" يُشرف على تدريب "فصائل التسوية"/قتيبة الحاج علي/المدن

الحريري والسنّة: ما ترك صاحباً إلّا وخذله/منير الربيع/المدن

الوزير السنّي السادس: المثالثة في تأليف الحكومة؟/نقولا ناصيف/الأخبار

رجال الدولة/علي نون/المستقبل

العقدة «الإيرانية» تفتّت «السنّية»/كارن عابد/جريدة الجمهورية

متى يُصبح لبنان دولة؟/ريمون شاكر/جريدة الجمهورية

«حزب الله» غير مستعجل وينتظر تنازُل الآخرين/أسعد بشارة/جريدة الجمهورية

المبادرة الروسية بين «نـــارَي» الداخل والخارج/جورج شاهين/جريدة الجمهورية

نقمة «عونية» على عثمان: إعادة «الصلاحيات» الى أصحابها/ملاك عقيل/جريدة الجمهورية

حقيبتا الكاثوليك... رهنُ «التوسّع» الماروني/كلير شكر/جريدة الجمهورية

العقوبات تستهدف إيران وتمرّ في لبنان/بروفسور غريتا صعب/جريدة الجمهورية

المطلوب صحوة سياسية ومالية للخروج من وضع غير مريح/الهام فريحة/الأنوار

الفصل الثاني من رئاسة ترمب/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

ترمب يعيد رسم خرائط أميركا الانتخابية/عبد الرحمن شلقم/الشرق رالأوسط

قراءة في نتائج الانتخابات الأميركية النصفية/محمد الرميحي/الشرق الأوسط

الانتخابات الأميركية وقبول الآخر المغاير/إميل أمين/الشرق الأوسط

الديمقراطية في «متاهة» الإنترنت/راجح الخوري/الشرق الأوسط

ترامب يعلن الحرب الاقتصادية على إيران وخامنئي يحيل العقوبات على الشعب قبل النظام/سليم نصار/الحياة

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

الرئيس اللبناني: ادعاءات إسرائيل حول مخابئ أسلحة غير صحيحة

رئيس الجمهورية: سنبذل كل جهد لحل تعقيدات تشكيل الحكومة وسنجد الحل العبسي: طائفتنا اساسية للاستقرار والحوار والرئيس سيعطيها ما تستحق

باسيل في منتدى جمعية الطاقة الوطنية: مشاركة النساء في صنع القرار السياسي من أهم عناصر الديموقراطية

نص خطاب نصرالله لليوم/نعم مصير البلد مرهون بقرار من النواب السنة ولا نريد أن نعيد الأمور إلى الصفر القصة هلقد حجمها لا إقليمية ولا دولية ولا محلية

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية

فَحَيْثُ يَكُونُ حَسَدٌ وخِصَام، هُنَاكَ فِتْنَةٌ وكُلُّ عَمَلٍ سَيِّئ

رسالة القدّيس يعقوب03/من13حتى18/"يا إِخوَتِي: هَلْ بَيْنَكُم حَكِيمٌ وفَهِيم؟ فَلْيُظْهِرْ بِحُسْنِ سِيرَتِهِ أَعمَالاً مُتَّسِمَةً بِوَدَاعةِ الحُكَمَاء. أَمَّا إِنْ كَانَ في قَلْبِكُم حَسَدٌ مُرٌّ وخِصَام، فلا تَفْتِخِرُوا ولا تَكْذِبُوا على الحَقّ. إِنَّ تِلْكَ الحِكْمَةَ لَيْسَتْ نازِلَةً مِنْ عَلُ، بَلْ هِيَ أَرْضِيَّةٌ بَشَرِيَّةٌ شَيْطَانِيَّة. فَحَيْثُ يَكُونُ حَسَدٌ وخِصَام، هُنَاكَ فِتْنَةٌ وكُلُّ عَمَلٍ سَيِّئ. أَمَّا الحِكْمَةُ النَّازِلَةُ مِنْ عَلُ، فَهِيَ أَوَّلاً نَقِيَّة، ثُمَّ مُسَالِمَة، حَلِيمَة، طَيِّعَة، مُمتَلِئَةٌ رَحْمَةً وثِمَارًا طيِّبَة، لا مُحَابَاةَ فيهَا ولا رِيَاء. وثَمَرُ البِرِّ يُزْرَعُ بالسَّلامِ لِفَاعِلِي السَّلام."

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

نصرالله لا يرى بعين الإحترام الذين داكشوا الكراسي بالسيادة

الياس بجاني/10 تشرين الثاني/18

*عملياً أصحاب شركات الأحزاب المسماة زوراً سيادية هم الذين باعوا الوطن والمواطنين وقفزوا فوق دماء الشهداء وهرولوا صوب الأبواب الواسعة ودخلوا صفقة خطيئة داكشوا من خلالها ثورة الأرز و14 آذار والسيادة والإستقلال والقرارات الدولية بالكراسي.. كما بخبث وأنانية اتفقوا على تقاسمنا حصص .. وفلقونا بشعار نفاق الواقعية.... ولكن ها هم الآن في حالة اذلال وطنية يرثى لها وحتى الكراسي المخلعة والخلفية التي قتلوا حالون عليها محرمة عليهم.. مطلوب اعتزالهم لأن فاقد الشيء لا يعطيه ومعهم فالج لا تعالج.

*عملياً لا ازمة سنية ولا أزمة أخرى مذهبية ..بل احتلال ايراني كا مل الأوصاف يضع المذاهب في مواجهة بعضها البعض بالتخويف والتحريض وبزرع روح الشقاق وهو يستغيل قيادات طروادية لتنفيذ مخططه.

*الطبقة السياسية والحزبية هي اسخريوتية بامتياز وتفتقد لكل ما هو إيمان ورجاء ومصداقية ولأن فاقد الشيء لا يعطيه فإن الفرج والخلاص بظلها فالج لا تعالج.

*رجال الدين هم نعمة ونقمة في نفس الوقت..نعمة عندما يلتزمون برسالتهم والبشارة ونقمة عندما يتحولون إلى اسخريوتيين وعبدة لتراب الأرض. طبيعة انسانية غرائزية.

 

فرمانات نصرالله وجماعة الصفقة

الياس بجاني/10 تشرين الثاني/18

نصرالله قال للجميع ما معناه: أنا حاكم البلد وبلطوا البحر.. يا حكومة ع ذوقي.. يا ما في حكومة .. وكاسكم يا جماعة الصفقة الخطيئة المستسلمين والخانعين..هذا ما جنته صفقة مداكشة الكراسي بالسيادة وهرطقة الواقعية. عيشوا بي هالنعمة.

 

هل تخلت الرهبنة الأنطونية عن رسالتها وواجباتها والنذورات

الياس بجاني/08 تشرين الثاني/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/68745/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D9%87%D9%84-%D8%AA%D8%AE%D9%84%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D9%87%D8%A8%D9%86%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%86%D8%B7%D9%88%D9%86%D9%8A%D8%A9/

كل المؤشرات والظواهر والممارسات تؤكد أننا نعيش في زمن بعيد كل البعد عن مفهوم المحبة التي هي الله.

نعم وللأسف إننا نعيش في زمن أصبحت فيه التجارة بالمفهوم البشري هي الرائجة وتتصدر سلم أولويات كثر من الذين قل إيمانهم وخاب رجائهم..

وكثر من هؤلاء من المفترض أنهم نذروا حياتهم للعفة والطاعة والفقر.

ربي ما هذا؟ ألهذا الدرك أوصلتنا التجارب والإغراءات والمادة؟

بالتأكيد إنها ثقافة الأبواب الواسعة ومفاهيم الربح والخسارة المادية أي الترابية بمفهوم الإنجيل المقدس.

في هذا السياق الإيماني نسأل ومعنا كثر، هل فعلاً تخلت الرهبنة الأنطونية المارونية عن رسالتها الإنجيلية التي في مقدمها التعليم والتثقيف والتربية.. وتحولت إلى ما يشبه شركة عقارية ؟

السؤال مبرر وضروري بعد ما شاهدناه أمس واليوم على شاشات التلفزيونات اللبنانية من مظاهرات صاخبة لأهالي صدمهم خبر بيع أو تأجير مدرسة الأباء الأنطونيين في بعبدا دون إي إلتزام بمصير التلاميذ والمدرسين.

بيان الرهبنة الذي نشر أمس عقب الإعتصام نفى خبر بيع أو تأجير المدرسة..

غير أن ما يقوله أهالي الطلاب والمدرسيين هو مناقض تماماً لمحتوى البيان. وكذلك خبر قرار نقل مدرسة “ليسيه عبد القادر” الى بعبدا (الخبر في اسفل الصفحة)

تاريخياً ومنذ 1600 سنة كانت كل كنيسة تبنى تشاد بجانبها مدرسة لأهمه التعليم القصوى.

التمني أن يكون خبر بيع أو تأجير المدرسة غير صحيح، وإلا فالواقعة ستكون غير مسبوقة ونوع من الخروج، بل الشرود عن كل ثقافة الرهبانيات ونذورات رهبانها.

ويبقى أن إقفال مدرسة “الأباء الأنطونيين وتشرد 450 طالباً 45 مدرساً ومُدرِّسة في حال كان الخبر صحياً هو عمل غير كنسي وغير إيماني وغير رهبني ويتعارض مع كل ما هو إيمان ورجاء ونذورات وهوية ومصير.

ترى هل الفاتيكان الذي يمنع بيع أملاك الوقف (الكنائس والأديرة) سيسمح بهذه الصفقة إن كان انتشار خبرها صحيحاً؟

للأسف، قد يكون خبر بيع أو تأجير المدرسة الأنطونية صحيحاً 100% بعد الإعلان اليوم رسمياً عن قرار نقل مدرسة “ليسيه عبد القادر” الى بعبدا (إلى مبنى مدرسة الأباء الأنطونيين) وأقامة “مول” مكانها.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

الطاقم السياسي والحزبي الماروني

الياس بجاني/06 تشرين الثاني/18

الطاقم السياسي والحزبي الماروني في لبنان فيما عدى قلة صغيرة لا تتعدى عدد أصابع اليد لم تعد مارونية في مفاهيمها الوطنية والتريخية، ولا في صلابة تعلقها بقدسية الهوية وفي الثقافة المارونية المجردة من المصالح الخاصة، والأخطر غربت هؤلاء القادة من ألف باء ثوابت السيادة والإستقلال والكرامة وعدم الإعتماد على الغير للدفاع عن الوجود والوطن. باختصار فإن قيادتنا المارونية الروحية والزمنية هم المسؤولون عن كل الكوارث التي حلت بالموارنة وبلبنان الوطن والنظام والدستور.. بإختصار هؤلاء تجار هيكل واسخريوتيون لا أكثر ولا أقل وبالتالي استمرارهم في سدة ومواقع المسؤولية هو استمرار غرق لبنان في مخطط الأخطبوط الفارسي وفي وتهجير الموارنة وغيرهم من المسيحيين وضرب الهوية واقتلاع الوجود. في الخلاصة فاقد الشيء لا يعطيه وهؤلاء من المفلسين الذين يعانون من حالة عقم مارونية ووطنية وإيمانية بالكامل.

 

حزب الله يريد اسقاط الدولة وافلاسها وافقار اللبنانيين

الياس بجاني/03 تشرين الثاني/18

مخطط حزب الله الموثق يهدف إلى افقار اللبنانيين وضرب الأقتصادر وتفكيك المؤسسات ووضع المذاهب في مواجهة بعضها البعض وذلك ليأت في النهاية ويستلم الحكم بعد ان يكون الجميع في حالة ضياع وضعف ولا مقاومة ولا معارضة.. وهو يسير في تنفيذ مخططه لأسقاط الدولة بكل مؤسساتها.. اما عن رؤيوية طاقمنا السياسي والحزبي التجاري فحدث ولا حرج..

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

الفجور السياسي هو زواج الفساد على الوقاحة

اتيان صقر.أبو أرز/10 تشرين الثاني/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/68815/%d8%a7%d8%aa%d9%8a%d8%a7%d9%86-%d8%b5%d9%82%d8%b1-%d8%a3%d8%a8%d9%88-%d8%a3%d8%b1%d8%b2-%d8%a7%d9%84%d9%81%d8%ac%d9%88%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d9%8a%d8%a7%d8%b3%d9%8a-%d9%87%d9%88-%d8%b2%d9%88%d8%a7/

صدر عن حزب حرَّاس الأرز ـ حركة القوميّة اللبنانية، البيان التالي:

الفجور السياسي.

زار الرئيس الفرنسي ماكرون دولة الدانمارك مؤخرا، فحضر رئيس وزرائها إلى المطار لإستقباله ممتطياً دراجة هوائية.

وفي طريقهما إلى مقر رئاسة الحكومة، استقل الرئيسان والوفد المرافق لهما دراجاتٍ هوائية في موكبٍ يختصر روعة البساطة والزهد والتواضع.

اما في لبنان فمظاهر البذخ الطاووسي دفعت وزارة الخارجية مؤخراً إلى شراء ثلاث سيارات نوع BMW 300 I بمبلع ٣٢٥ مليون ليرة لبنانية، لزوم دائرة التشريفات، والداعي، قال، إستقبال الوفود الرسمية بشكل يليق "بمكانة" البلد!!!

ان هذا الهدر غير المبرّر، والتبذير غير المسؤول لأموال المواطنين، في بلدٍ يقف على حافة الإنهيار المالي والإقتصادي والإجتماعي، ويحتل المرتبة الثالثة كأعلى مديونية في العالم... لهو دليل فاقع على وقاحة هذه الجوقة السياسية الحاكمة، وانفصالها التام عن الواقع المزري الذي يعيشه الشعب، والإستخفاف بكرامته وعنفوانه، حيث ان حالات الفقر والعوز بدأت تدق بقوة كل يوم أبواب المواطنين من الطبقة الوسطى والعوائل المستورة.

الفجور السياسي هو زواج الفساد على الوقاحة،

ولبنان يعيش زمن الفجور السياسي في كل معانيه.

 لبَّـيك لبـنان

اتيان صقر ـ أبو أرز

 

www.gotc.info

نوفل ضو وتغريدات تتناول خطاب السيد نصرالله وهو توجه إلى بشير وشمعون واده وبيار الجميل قائلاً: الله يرحم ترابكن! اشتقنالكن

تويتر/10 تشرين الثاني/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/68812/%D9%86%D9%88%D9%81%D9%84-%D8%B6%D9%88-%D9%88%D8%AA%D8%BA%D8%B1%D9%8A%D8%AF%D8%A7%D8%AA-%D8%AA%D8%AA%D9%86%D8%A7%D9%88%D9%84-%D8%AE%D8%B7%D8%A7%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%8A%D8%AF-%D9%86%D8%B5%D8%B1/

تناول الإعلامي والمعلق السياسي نوفل ضو خطاب السيد حسن نصرالله برزمة من التغريدات..في اسفل بعضها:

*حلوة كتير اسس الشراكة الوطنية متل ما حددها الامين العام لحزب الله حسن نصرالله قبل قليل! انتظر جواب "القادة" و"الزعماء" وردودهم !

*كلام الامين العام لحزب الله حسن نصرالله لا يخيفني ولا يجعلني أخشى على المستقبل... فأنا وأولادي نعيش في زمن "الرئيس القوي" و"لبنان القوي" و"الجمهورية القوية". وغدا سيلقن هؤلاء نصرالله وحزب الله وايران درسا يذكره التاريخ لا ينتسى!

*اذا العماد ميشال عون رئيس قوي، امين عام حزب الله حسن نصرالله شو؟

*اما وقد قال امين عام حزب الله حسن نصرالله كلمته بفوقية واستعلاء واستكبار، فلم يعد امام شركائه في صفقة التسوية الا احد خيارين: استسلام آخر وانبطاح جديد وطاعة مهينة او الانتفاض لكرامتهم وكرامة من يمثلون! رحم الله زمن رجال الدولة والعمالقة!

*نصرالله: انا أتحمل مسؤولية ما يجري "لأني عم كون آدمي اكثر من اللزوم"! هل فهم اللاهثون وراء صفقات التسوية مع حزب الله كلام نصرالله؟ هل فهموا تهديده المباشر لهم؟ ذرة من شجاعة ورجولة وكرامة يا جماعة الخير!

*صواريخ حزب الله تضعف لبنان وتقضي عليه لأنها تدمر دور الدولة اللبنانية ودستورها أكثر مما تدمر اسرائيل! وهي تزيل دور المؤسسات الشرعية أكثر مما تزيل الخطر الاسرائيلي عن لبنان!

*ماذا تنفع الحكومة اللبنانية واي دور بقي لها بعدما جدد أمين عام حزب الله حسن نصرالله اصراره على وضع اليد على صلاحياتها ومصادرة دورها في رسم الاستراتيجيات الوطنية؟ حان وقت الخروج من حالة خداع الذات وعدم الاعتراف بالحقيقة والواقع والمجاهرة بأولوية التصدي لوضع ايران يدها على لبنان!

*بعد خطاب نصرالله حان الوقت للإقتناع بأن حل الأزمات السياسية والإقتصادية في لبنان لا يكون بحكومة استسلام وطني تحت مسمى "وفاق وطني"، وانما بمقاومة وطنية مسيحية - إسلامية عابرة للمناطق تتصدى فكريا وسياسيا واعلاميا لمشروع حزب الله الايراني المدمر للبنان والمنطقة!

*الآن وبعدما جدد السيد حسن نصرالله تمسكه بمصادرة دور الدولة، وإصراره على تغييب الدستور والمؤسسات الشرعية،ومضيه في احتكار القرارات الاستراتيجية بمعزل عن رأي الشعب اللبناني، فعن أي حكومة وفاق وطني يتحدث أركان صفقة التسوية، وبأي حكومة سيتشاركون مع حزب الله وأي استقرار وازدهار ينشدون؟

*حماية لبنان واستقراره تكون بالعقل والوعي والواقعية والاتزان والعلاقة الوطيدة بالشرعيتين العربية والدولية، وبتطبيق الدستور والقوانين المحلية والدولية وبعدم ربط لبنان بالأنظمة المارقة. والقوة الحقيقية ليست بالصواريخ المفروضة على اللبنانيين بل بشرعية لا شريك غير شرعي لها في قراراتها

*كفى رهانات خاطئة على تمايز وهمي بين الرئيس ميشال عون والتيار الوطني الحر من جهة وحزب الله من جهة أخرى! القرار لحزب الله والكلمة الأخيرة لأمينه العام حسن نصرالله والبقية ينفذون... الحد الأقصى لهامش الحرية عندهم - اذا وجد- هو اختيار طريقة تنفيذ سياسة حزب الله!

*مبدأ عدم احتكار الطوائف معالي الوزير جبران باسيل ألا ينطبق على الطائفة الشيعية؟ ولماذا يريد رئيس الجمهورية وزراء مسيحيين وسنة ودروز في حصته ولا يطالب بوزير شيعي؟

*بدأ التراجع عن التضامن مع الحريري في موضوع توزير سنة ٨ آذار... تيار المبادئ والوفاء بالالتزامات... يبدو ان حزب الله هز العصا ! لبنان القوي!

باسيل: حل العقدة السنّية بالعودة إلى مبدأ عدم احتكار الطوائف

 

أدرعي لنصرالله: هل نسّقت هذا الشي مع جبران باسيل؟

تويتر/10 تشرين الثاني/18

علّق المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي على خطاب الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله لمناسبة "يوم الشهيد".

وقال: "من جديد يتفاخر نصرالله بالصواريخ التي يقوم بإخفائها بين بيوت الناس في القرى والبلدات والمدن اللبنانية. كما يبدو هذا التباهي والغطرسة ناتجة عن الحالة التي يتواجد فيها بعد فرض العقوبات الأميركية على إيران".

وأضاف: "ممّ تخاف يا نصرالله؟ هل كل هذه التهديدات ناتجة عن الكشف المتتالي عن منشآتك في بيروت والتي تواصل محاولة إخفائها؟ فمثلما قال المفكر اللبناني: كلّ ما علا صوتك، كان خوفك أكبر".

وتابع: "الآن سيستطيع اللبنانيون أن يعرفوا سبب إصرارك على وزارة الصحة، هل جاء دور المستشفيات لتكون غطاء لقذائفك الصاروخية؟ هل نسقت هذا الشي مع جبران باسيل في لقائك معه صباح اليوم؟".

 

الأشغال الشاقة بحق لبنانيين استحصلا على الجنسية الاسرائيلية

السبت 10 تشرين الثاني 2018 /قضت المحكمة العسكرية الدائمة برئاسة العميد الركن حسين عبد الله، بإنزال عقوبة الأشغال الشاقة المؤبدة غيابيا، بحق داني جرمانوس وجورج جرمانوس، بعدما أدانتهما بجرم التعامل مع العدو الإسرائيلي والاستحصال على الجنسية الإسرائيلية، وغرمت كلا منهما مبلغ مليون ليرة لبنانية وجردتهما من حقوقهما المدنية.

 

يسرقون البلد ويستبيحون كل شيء ونحن نفتش عن ضوء القمر...

كلوفيس شويفاتي/10 تشرين الثاني/18

هدد كولومبوس الهنود الحمر بانه سيسرق منهم القمر ، اذا لم يمنحوه الطعام و التموين الذي يكفي طاقمه للبقاء على قيد الحياة . لم يصدق الهنود الحمر حينها ان هذا القرصان العظيم قادر على تنفيذ تهديده. كان الفلكيون الذين رافقوا كولومبوس قد أعلموه ان خسوفا كاملا سيحصل بعد ايام ، ولما غاب القمر بالفعل، جاء الهنود المساكين يتوسلون كولومبوس لإعادته اليهم ، بعد ان تعهدوا بتنفيذ جميع اوامره حرفيا . في الليلة التالية عاد القمر مكتملا , لقد أعاده كولومبوس لهم... منذ ذلك الزمن ، ربح الهنود الحمر طقوسهم الاحتفالية بالقمر ، ولكنهم خسروا قارة كاملة بثرواتها وكنوزها وطاقاتها العملاقة.. يقول العالم والفيلسوف ابن_رشد: "التجارة بالأديان هي التجارة الرائجة في المجتمعات التي ينتشر فيها الجهل، فإن أردت التحكم في جاهل، عليك أن تُغلف كل باطل بغلاف ديني... للأسف مازال اتباع كولومبوس يعيشون ولازلنا هنودا حمر !

 

10 تشرين الثاني: تاريخ للتاريخ..

جوزف توتونجي/10 تشرين الثاني/18

 10 تشرين الثاني: تاريخ للتاريخ.. في العاشر من تشرين الثاني من كل عام، يتذكّر اللبنانيون وخاصة الشباب والطلاب منهم، وهذه مفارقة، عيد مولد من بقي لهم عربون فداء وعطاء وتضحية ورجولة وقيادة وطنية.

البطل لم يَمُتْ. القائد لم يَغِبْ. ورغم مرور ٣٦ سنة على استشهاد بشير الجميّل، وهنا الغرابة، بقي إسمه يومياً على كل شّفة ولسان، في الحدث السياسي كما في الحدث الوطني.

ورغم أن الشيخ بشير لم يتسلّم الحكم بعد إنتخابه الذي إستمر واحد وعشرين يوماً، لكنه طبع الواقع اللبناني والشعبي منذ ١٩٨٢ وحتى اليوم بذكريات وكلمات ومواقف لم يتمكن اللبنانيون حتى الآن من نسيانها، بل بالعكس، يعودون اليها عند كل أزمة وطنية تعصف بلبنان.

ويردّدون: بشير قال كذا، وفي قضية المهجرين قال كذا، وفي موضوع السيادة ردّد كذا، وفي العلاقات العربية شدّد على كذا، وفي التوطين والاحتلال السوري قال ما لم يجرؤ الآخرون قوله....

وهكذا يردّد اللبنانيون كلماته وخطبه ومواقفه وتصريحاته كأنها " إنجيل " وطني توارثوه من جيل الى جيل، حتى أن بعض شعاراته التي أطلقها منذ أكثر من ٣٦ سنة عادت الى الواجهة السياسية الحالية، وكأن الزمن قد توّقف يومها.

أمر غريب ومُستغرب . لقد مرّ على لبنان خلال السبعين سنة الماضية، رجالات وزعماء كبار ساهموا في انجاز الاستقلال، وتربّعوا على عرش السياسة اللبنانية لعقود طويلة، حرّكوا الجماهير، أسسوا الاحزاب، شاركوا في الحكم لسنوات.

ولكن، ما أن غابوا حتى راحت تغيب شيئاً فشيئاً ذكرياتهم ومواقفهم. أما بشير الجميّل، فلم يكن من هؤلاء. بقي بالبال والفكر والموقف الوطني، لأنه كان رؤيوياً، وكان من طينةٍ غير التي جُبل بها رجال السياسة لأنه كان يرفض أن يُصنّف من بين رجال السياسة. نظرته للأمور والأحداث كانت شمولية ووطنية، بعيدة كل البعد عن المواقف السياسية التي تُرضي الجماهير وتستدّر العطف والتأييد والتصفيق ....

كان مسيحياً مؤمناً، لا مسيحياً متعصّباً أو متزمّتاً. وما كلمته الأخيرة التي ألقاها ساعتين قبل استشهاده في دير الصليب في عيد ارتفاع الصليب، الا شهادة مسيحية إيمانية صرفة، تدعو الى التعالي عن الجراح ولكن تدعو أيضاً الى الايمان بالله والى حرّية المعتقد لكل مكونات الشعب اللبناني. بشير الجميّل بعد ٣٦ سنة من استشهاده، تبقى شهادته للتاريخ ، ويبقى ١٠ تشرين الثاني عيد مولده تاريخ يذكره التاريخ..

 

الأب يوسف عجيل رئيس دير كفيفان ما بين عامي 1978 و 1984

نبيل يوسف/فايسبوك/10 تشرين الثاني/18

في ذكرى تأسيس الرهبنة اللبنانية المارونية لا يسعني الا أن أتوقف عند سيرة راهب قديس له فضل كبير على بلاد البترون الأب يوسف عجيل رئيس دير كفيفان ما بين عامي 1978 و 1984. لم يكن مر أشهر قليلة على تسلمه رئاسة دير كفيفان حتى بدأت جلجلة بلاد البترون مع دخول القوات السورية الى قراها والمواجهات العسكرية التي خاضتها مع أحزاب الجبهة اللبنانية. عشرات العشرات من العائلات غادرت قراها لا تحمل معها شيئاً. جثامين شهداء ما تزال حيث استشهدت ولا من يدفنهم. قرى فرغت من أهلها. أصبحت الأديرة الملجأ والمعين: أهالي وأولاد ونساء وشيوخ وصلوا اليها. مقاتلون أودعوا دير كفيفان الأسلحة التي لا يستطيعون نقلها معهم. بعض المقاتلين تأخروا بالمغادرة فبقوا في الدير. تم فتح لدير كفيفان ومطبخه لكل طالب حاجة. هب رهبان دير كفيفان وعلى رأسهم الأب يوسف عجيل. دخلوا القرى يحاولون بلسمة الجراح. دفنوا الشهداء. شدوا عزيمة من بقي صامداً في أرضه. نقلوا الأمتعة والحاجيات الى من اضطر للمغادرة. نقلوا الخائفين في باصاتهم وبين الرهبان الى حيث لا تواجد للجيش السوري. لم يهدأ الأب يوسف عجيل لحظة: ما كان يعرف الليل من النهار. وصل الجيش السوري الى دير كفيفان: المطلوب الدخول الى الدير لتفتيشه. كان جواب الأب يوسف عجيل: وما لزوم التفتيش؟

- فيه مخزن أسلحة للكتائب والأحرار.

- لا سلاح في الدير فيه ذخائر قديسين.

- الأوامر أن نفتشه.

- لم يدخل أي جيش يوماً الى الدير وان كان لا بد من اقتحامه فعلى جثاميننا.

تهيب الجميع الموقف: كان الأب عجيل لا يتزحزح. وصل محمد البحباح الضابط السوري المسؤول عن القوة وكان من ألطف وأهذب الضباط الذين عرفتهم بلاد البترون. عندما تأكد من صلابة موقف الأب عجيل. خاطب قيادته عبر الجهاز وعلى مسمع الرهبان: لا يمكننا دخول الدير الا بعد ارتكاب مجزرة المكان مقدس بالنسبة للرهبان ولا امكانية لدخوله الا بعد قتلهم.

أتته الأوامر: لا تدخلوا الدير وتابعوا مهمتكم. هذا غيض من فيض أفضال الأب يوسف عجيل على بلاد البترون. كثيرة هي الأخبار عما فعله الأب يوسف عجيل وقتها. يوماً قال لي العميد موريس أبو رعد قائد ثكنة المدينة الكشفية وقتها: يجب أن يقام تمثال للأب يوسف عجيل في بلاد البترون. فلتكن شفاعته معنا. أبحث عن صورة له إذا أمكن مساعدتي أكون مشكوراً.

 

ولك حاجي كذب على الناس ... ولك حاجي استخفاف بعقول الناس

خليل حلو/فايسبوك/10 تشرين الثاني/10

فَقل لمن يدّعي في العلم فلسفة/ حفظت شيئاً وغابت عنك أشياء (ابو نواس). هذا البيت هو برسم جهابذة السياسة وأصحاب القرار في لبنان. يقولون عقدة مسيحية ثم عقدة سنـّية ثم عقدة سنـّية شيعية ... خطاب رخيص يعود لمرحلة نظام الملل العثماني وخطاب مقرف مقزز يتطلب تناول الأدوية المضادة للقيء ... ولك حاجي كذب على الناس ... ولك حاجي استخفاف بعقول الناس ... ولك حاجي استهبال للناس ... . الموضوع واضح تمام الوضوح: لا أحد منكم يريد حكومة لأن تأليف الحكومة سيضعكم جميعاً في مأزق أو بالحري مآزق:

مأزق العقوبات الدولية عليكم وتحديداً على حزب الله وحلفائه لأنه أفهموكم أن العقوبات يمكن أن تطال شخصيات غير شيعية (ربما شخصيات بوذية أو هندوسية من الجالية السريلنكية أو الهندية في لبنان ...) ويمكن أن تطال المصارف برمتها والمصرف المركزي ... مأزق أحجام لأن كافة الأفرقاء المشاركين في الحكومة لن يكون لهم حجم وتأثير حزب الله وحلفائه في الحكومة. هذه هي المآزق الحقيقية. أنتم تمعنون في تعطيل وتخريب مؤسسات الدولة لكي تهترئ عن سابق تصور وتصميم لإيصالنا إلى نظام تحلمون أنكم ستكونون أسياده ولكنه في الواقع سيجعلكم تترحمون على الجمهوريتين الأولى والثانية وحتى على أيام الإنتداب والمتصرفية ... ولكنكم لن تفلحوا لأن أرحام أمهاتنا ولدتنا أحراراً حتى نخاع العظم ولن تستطيع حفنة من المنتفعين الخاضعين المستسلمين والمدّعين الألوهية أن تزعزع إيماننا بوطن دفع ثمنه دماءً ودموعاً وعرقاً وشهد ألف سنة من العيش المشترك اثبتت أن هذه التجربة يمكن أن تنجح ولكن مع أشخاص متنورين في مراكز القرار.

 

المقاومة اللبنانية/ستة عشر رجلاً تنفيذ إنقلاب(١)

نقلاً عن صفحة صعود أبوشبل

("لجنة دراسات إستراتيجية" لم نسمع بوجودها سوى مع بشير الجميّل!! متى نسمع مجدّداً بوجود هكذا لجان لكي نخرج من ردّات الفعل إلى الفعل بالإتجاه الصحيح... ونحو الهدف المطلوب؟)

إجتمعت حول بشير، لجنة الدراسات الإستراتيجية - مكوّنة من: شارل مالك، زاهي بستاني(أنور)، سليم الجاهل(ميشال سان أندريه)، أنطوان نجم(نبتون)، ميشال عون(جبرايل)، جوزيف أبو خليل، جان ناضر (جينو)، جورج فريحة، ومن الكوادر العسكرية: فادي فرام(هورس)، فؤاد أبو ناضر، أسعد سعيد(هابّي)، إلياس الزايك، إيلي حبيقة(Hk)، سمير جعجع(الحكيم) وبطرس خوند)التي أنشأها على هامش الميليشيا المسيحية التي يقودها، وعلى هامش حزب الكتائب الذي أسّسه والده. فضمّت اللجنة، مجموعة من الخبراء الخُلّص، متنوّعي الإختصاصات، يُستشارون حسب كفائتهم وإحتياجات الساعة. ومارس البعض منهم وظائف رسميّة متستٌرين بأسماء مستعارة. تلك كانت حالتي أنور وميشال سان أندريه.

وأنور، إسم زاهي بستاني، المفوّض في الأمن العام اللبناني، كُلّف في عام ١٩٧٥، بمتابعة ملفّ بشير بعد أن إندهش أوّلاً بإطروحاته ثم إفتتن بها، فإنتهى الأمر بالإلتحاق به سرّياً، ومنذ ذلك الحين ربطته صداقة دائمة به، وقد قدّم زاهي سرّياً، المشورة التقنية لبشير، أثناء بناء جهازي أمن وإستخبارات الميليشيا. كان أنور، إبن دير القمر، البلدة المسيحية الواقعة في الشوف الدرزي، متعذّراً إختراقه ويتمتّع بميل مفرط لمفهوم "السرّية". وقد رفض الإنضمام إلى الكتائب رفضاً قاطعاً كما رفض أن تؤخذ له صور على السواء. ونادراً ما ظهر في الإجتماعات العلنيّة. وقد حمى المعلومات التي بحوزته، حتى البسيطة منها، حمايته لأسرار الدولة. لقد مثّل زاهي صورة نقيّة للدماغ المفكّر. تخفّى سليم الجاهل، رئيس محكمة التمييز في بيروت، خلف إسم ميشال سان أندريه المستعار. وهو أيضاً من دير القمر، ينتمي إلى طائفة الروم الكاثوليك. كان ميشال سان أندريه، الخمسيني، والأصلع، والخفيض الصوت، والسريع الكلام وكثيره، فرانكوفونيّاً، محبّذاً ونصيراً للثقافة الفرنسية ومؤمناً بها. يتفض إذا ما تحدّث أحد أمامه بالإنكليزية، يطلب فوراً ترجمة لقوله وبنوع من الإلحاح. في عام ١٩٧٦، عندما كان أستاذ القانون في جامعة القدّيس يوسف للآباء اليسوعيين، قُتل إثنان من تلامذته المسيحيين في معركة بوسط المدينة. قرّر عندئذ الإنضمام شخصيّاً إلى الكتائب فإتصل ببشير هاتفيّاً. لكنه طرح شرطاً وحيداً هو الحفاظ على سرّية إسمه. وإختار إسماً مركباً من إسمي ولديه ميشال وأندريه موصولين بعبارة "سان" حتى يتوافق الإسم مع أسماء "ثوٌار ١٧٩٢"، فإنخرط ضمن فريق المستشارين وكانت المفاجأة أن إلتقى فيها إبن عمّه بالمصاهرة، زاهي بستاني.

(من كتاب آلان مينارغ)

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 10/11/2018

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

تطوران بارزان هذا المساء، الأول في باريس من خلال تأكيد الرئيسين الأميركي والفرنسي على استقرار المملكة العربية السعودية. والثاني في بيروت عبر هجوم قوي شنه الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله على دول وصفها بدول النفاق، محذرا من التطبيع مع اسرائيل. وزامن موقفه هذا، حديث عن دور المستشفيات في العاصمة لتكون مراكز لصواريخ حزب الله. وشدد السيد نصرالله على تحذير اسرائيل من أن أي اعتداء ستقوم به سيواجهه "حزب الله" بإطلاق الصواريخ التي لن يتحملها نتنياهو.

وفي الداخل اللبناني أيضا هجوم شنه السيد نصرالله على النائب السابق وليد جنبلاط، بسبب كلامه الأخير حول دور ايران في عرقلة تشكيل الحكومة. ورد عليه جنبلاط بأن الأولوية هي بانتشال الوضع الاقتصادي واللبنانيين من الجوع.

وبدا السيد نصرالله متمسكا بتوزير أحد نواب سنة قوى الثامن من آذار، حين قال إن تعطيل الحكومة من قبل "القوات" استمر خمسة أشهر، ونحن لا نعرقل إنما نريد من الرئيس المكلف تشكيل الحكومة إعطاء كل ذي حق حقه. ونحن متمسكون بمطلب توزير نواب 8 آذار. وقالت أوساط الرئيس الحريري الذي يعود مساء غد من باريس، إنه لن يرد على كلام السيد نصرالله إلا بعد عودته الى لبنان. وكان رئيس الجمهورية أعلن ان العمل منصب على حل العقدة الأخيرة، غداة لقاء نصرالله بالوزير باسيل.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

في موازاة الهم الحكومي، إنتظار للانطلاقة التشريعية المتجددة الأسبوع المقبل عبر جلسة اليومين: الإثنين والثلاثاء. هي جلسة أوضح الرئيس نبيه بري أنها تشكل فاتحة لجلسات متتالية، ناصحا من يفكر في تعطيل المجلس النيابي بأن لا يلعب هذه اللعبة، وقال إنه سيقف بالمرصاد لأي محاولة لتهريب النصاب، مشيرا إلى أنه سيدعو لجلسات تشريعية مفتوحة ومتتالية "وخليهم يلحقوا عليي جلسات"، ومعلنا: المجلس ممنوع أن يتعطل، وهو سيد نفسه ولا توجد أي موانع على الاطلاق امام ممارسته لدوره التشريعي.

على المستوى الحكومي، لا حل جاهزا، لكن خروقا للجمود أشاعت في الساعات الأخيرة قبسا ضئيلا من أمل. صحيح أن الحراك الأخير وما حمل من مواقف، لم ينه مشكلة تمثيل "اللقاء التشاوري" للنواب السنة، لكنه فتح الباب على مشاورات ستشكل اختبارا للاتجاهات التي سيسلكها هذا الملف.

الأمين العام ل"حزب الله" كان واضحا في تظهير موقف الحزب، غداة لقائه رئيس "التيار الوطني الحر" الوزير جبران باسيل. السيد حسن نصرالله أعلن أن على الرئيس المكلف سعد الحريري محاورة النواب السنة المستقلين، وأن القرار عند هؤلاء النواب الستة، فما يقبلونه يسلم به "حزب الله"، موضحا أن الحزب ليس طرفا في المفاوضات.

السيد نصرالله قال: عندما يتصل هؤلاء ويبلغوننا بأننا نستطيع تقديم الأسماء المرشحة للتوزير إلى الرئيس المكلف، نفعل "ونقطة عا السطر". وأضاف أن العقدة الدرزية أخرت الحكومة أربعة اشهر، والعقدة "القواتية" خمسة أشهر، وإذا كان ممنوعا أن يتمثل النواب المستقلون "فتعو نحكي من أول وجديد".

الأمين العام ل"حزب الله" لم يفته الرد على كلام وليد جنبلاط عن تدخل سوري وإيراني بموضوع تشكيل الحكومة، وقال له: "إذا قراءتك وأنتيناتك لاقطة هيك.. زبط أنتيناتك".

وما كاد السيد نصرالله ينهي خطابه، حتى أطل زعيم "الإشتراكي" عبر "تويتر"، مؤكدا له على الحوار والتركيز على نقطة واحدة هي منع الإنهيار الاقتصادي بعيدا من الصواريخ وإيران وسوريا.

أما تعليق الرئيس المكلف، على مضمون خطاب الأمين العام ل"حزب الله"، فيصدر بعد عودته الى بيروت من رحلته الباريسية، على ما أفادت مصادر في تيار "المستقبل".

قبل السيد نصر الله، قال رئيس الجمهورية ميشال عون، بعد أقل من أربع وعشرين ساعة على استقباله "اللقاء التشاوري"، إننا سنبذل كل جهد لحل تعقيدات تشكيل الحكومة وسنجد الحل.

كل هذه المواقف واللقاءات يفترض أن تتضح ترجماتها سلبا أو إيجابا، أقله في الأسبوع المقبل، ولا سيما مع عودة الرئيس المكلف.

في الخارج، برز ما كشفه الاعلام الفرنسي عن نجاة الرئيس ايمانويل ماكرون من مخطط لاغتياله طعنا بسكين خلال احدى محطات التحضير لمراسم الذكرى المئوية لانتهاء الحرب العالمية الأولى. ستة أشخاص أوقفوا في هذه القضية، وقد اعترف أربعة منهم بالمخطط الذي كان رجل أعمال سابق العقل المدبر فيه.

ومن الحوادث الاجرامية والإرهابية إلى الحوادث الطبيعية: موجة أمطار غزيرة وسيول وفيضانات اجتاحت عددا من دول المنطقة، ولا سيما الأردن الذي قتل فيه اثنا عشر شخصا، والكويت حيث اضطر وزير الأشغال للاستقالة، والسعودية التي حولت المياه الشوارع فيها إلى بحيرات.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"

أكد الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله على المؤكد. خلع عباءة الحزب على النواب الستة، ومنحهم التكليف الشرعي والسياسي بالتفاوض على توزيرهم في الحكومة.

قال السيد حسن: القرار عندهم، وعندما يقولون للحزب سلموا أسماء وزرائكم نسلم الاسماء، ونقطة على السطر.

كلام صريح ومباشر من السيد حسن نصرالله. لن تكون هناك حكومة إلا بما يريده "حزب الله"، ليس في ما يخص الطائفة الشيعية وحقائبها وهو أمر محسوم، ولكن في ما يخص الطوائف الأخرى أيضا وحصة الحزب في الطائفة السنية، تحديدا.

رمى السيد حسن الأزمة الحكومية في وجه الجميع، بدءا من رئيس الجمهورية الذي سبق ان أعلن موقفه من تمثيل مجموعة الستة، مرورا بوليد جنبلاط و"القوات اللبنانية" وتيار "المستقبل"، وصولا إلى الرئيس المكلف سعد الحريري.

وبغضِّ النظر عن الاتهامات الباطلة بالتحريض المذهبي والطائفي التي طاولت الرئيس الحريري، فإن الأمين العام ل"حزب الله" يعلم جيدا ان موقف الرئيس المكلف من توزير مجموعة الستة، كان حاسما منذ البداية، فهو رفض منذ اللحظة الأولى ان يعطي أي ضوء أخضر أو أصفر لتوزير هؤلاء.

وهو يعلم أيضا انه عندما حانت لحظة التشكيل، وكان الحزب مع الرئيس نبيه بري في صورتها بالكامل، كانت دوائر القصر الجمهوري في بعبدا تتهيأ لاعلان المراسيم، إلى ان سقط نيزك العرقلة محملا بعقدة النواب الستة.

إن هذا الأسلوب في التعامل مع الأزمات الحكومية، لا يؤدي سوى إلى المزيد من تعقيد الأمور وتداخل المصالح الطائفية والمذهبية، واستنباط أعراف جديدة غير مقبولة في تشكيل الحكومات.

إن الرئيس المكلف معني بتأليف الحكومة على الأسس التي يحددها الدستور، بالتوافق والتعاون مع رئيس الجمهورية، وهو لن يكون معنيا تحت أي ظرف من الظروف بتأليف الحكومة وفقا لدستور "حزب الله" أو دساتير القوى السياسية والحزبية والمذهبية الأخرى.

ان القوى السياسية الرئيسية المعنية بالمشاركة في الحكومة، كانت معروفة وواضحة منذ اللحظة الأولى للتكليف، ولم يكن هناك على جدول الحوار الداخلي عقدة اسمها عقدة النواب الستة، إلى ان أطلت العقدة برأسها في اللحظة الأخيرة، وكان ما كان من العودة إلى مسلسل التعطيل من جديد.

"حزب الله" أعلن بالفم الملآن انه لا يريد حلا ولا يريد حكومة، أما الرئيس المكلف فقرر كعادته ان يلتزم الهدوء…والصمت إلى حين عودته إلى بيروت. ومن بيروت سيعلن الرئيس الحريري الموقف الذي يناسب اللحظة السياسية.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

من ثبات الدم الذي أعطى بلا منة وفاء للوطن وكل الأمة، وفي يوم الشهيد، حيث انبتت الأرض المزروعة دما ورجالا نصرا وعزا وعنفوانا، أطل الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله راسما للعدو والصديق معادلة قوة الحق الذي يؤمن به "حزب الله" وعنه لن يحيد.

متمسكون بقوة لبنان، كان أول الكلام، وبالمعادلة الذهبية من جيش وشعب ومقاومة، وبسلاح المقاومة وصواريخها التي لن نتخلى عنها مهما زادت الضغوط والعقوبات، فنبيع بيوتنا ونحفظ سلاحنا، وأمام أي اعتداء صهيوني أو عدوان رد حتمي، أكد الأمين العام ل"حزب الله"، وعلى لبنان ان يتحمل الضغط الدبلوماسي لكي لا نجعل بلدنا مساحة للتهديد الاسرائيلي.

لا جديد في المعادلة مع العدو الصهيوني، قال السيد نصرالله، ولا جديد في معادلة الوفاء مع الحلفاء، تلك التي رسمها على مساحة الأزمة الداخلية التي أولها الكثيرون ممن لا يعرفون معنى الوقوف إلى جانب الحليف، بعيدا عن كل إملاء خارجي أو اعتبار داخلي.

انها معادلة أخلاقية قبل كل شيء، قال السيد المفتخر بحلفائه ممن منعوا الصراع الطائفي زمن الشحن المذهبي الذي امتهنه كثيرون، ووقفوا إلى جانب المقاومة وحملوا راية فلسطين ولا يزالون.

فلغة البعض اننا لا نقبل سنة من 8 آذار مرفوضة، كما يرفض "حزب الله" العزل أو اقصاء أحد، والاستنسابية ستعيد الأمور الى البداية، وعندها قد لا يبقى تواضع "حزب الله" وحركة "أمل" اللذين تنازلا كثيرا من أجل تسهيل التشكيل.

وعلى شاكلة القاعدة حدد السيد النقاط:

- لسنة 8 آذار مطلب بتوزير أحد نوابهم الستة وهم محقون، ونحن وقفنا معهم وسنبقى عاما بل عامين بل إلى قيام الساعة.

- لسنا طرفا في المفاوضات، وهذه العقدة حلها عند الرئيس المكلف.

- القرار هو عند النواب السنة المستقلين، ونقبل بما يقبلون.

- نريد تشكيل الحكومة ولذلك سهلنا، ولا نريد سجالا أو تحديا مع أحد.

السيد نصر الله الذي رفض اتهام ايران وسوريا بالتعطيل، مبطلا نظريات من سماهم بالفلاسفة المحليين، سأل الذين عطلوا الحكومة لشهور بمطالبهم كيف يتباكون الآن على الوضع الاقتصادي والمالي، ناصحا الرئيس المكلف إن كان جادا بالتأليف ان اللجوء إلى التوتير الطائفي والمذهبي لن يفيد، ولن يبدل بموقف "حزب الله".

موقف السيد نصرالله لليمنيين، الصبر لأنكم أقرب من أي وقت مضى من النصر المبين، وللفلسطينيين بلأن الأمل بشباب مسيرات العودة وفدائيي الضفة، والخير بسقوط أقنعة الخونة عبر التطبيع العلني بعد ذاك السري.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

كانت مطالعة شاملة ومرافعة كاملة، أكثر منها خطابا أو موقفا للسيد حسن نصرالله اليوم. اختصر السيد في خمسين دقيقة خمسة أشهر من شد الحبال وعض الأصابع والمشاورات والمناورات والتجاذبات. بأسلوب جدلي ديكارتي واضح، واستياء كامن جلي ومرارة لا يخفيها من الخداع والافتراء اللذين يتعرض لهما "حزب الله". أسف لأنه يحاول يكون "آدمي" زيادة عن اللزوم. وفي هذا الكلام اشارة ورسالة إلى ان الأمر لن يتكرر.

حدد السيد المشكلة والعقدة والمخرج والحل، شارحا، مبينا، مفسرا، عارضا، مبرهنا. انتظر اللبنانيون منذ زمن الرئيس سعد الحريري ليبق البحصة منذ عودته من السعودية، فبقها السيد اليوم بانتظار عودة الحريري من باريس. أكد السيد ان تسمية سنة 8 آذار مفخرة وليس مسخرة، وان 14 آذار بنت خطابها على فتنة بين السنة والشيعة، رافضا الطريقة المهينة التي تدار بها الأمور ويتم بها تشكيل الحكومة من خلال عدم الاعتراف بشريحة موجودة وازنة. وان الحزب ومنذ شهر أبلغ الحريري انه لا يمشي بالحكومة من دون توزير سني حليف، وطلبنا منه ان يتحدث معهم، وكل ما يقال عن عقدة مفتعلة وأرانب وعراقيل غير صحيح.

السيد نصرالله سخف التنظيرات حول منع الرئيس عون و"التيار الوطني الحر" من الحصول على الثلث الضامن بالقول: الرئيس حليفنا الاستراتيجي ومنى عيننا ياخد 12 و13، والعلاقة معه استراتيحجية وراسخة وأكبر مما يحاول البعض تصغيره، هازئا من الذين يتهمون الحزب تارة بالتعطيل وتارة بالامساك بالحكومة لأنها حكومة الحزب، طالبا منهم ان يستقروا على رأي.

بق السيد البحصة مع وليد جنبلاط أيضا. لم يسبق للسيد ان توجه إلى جنبلاط بهذا التوسع والتسمية المباشرة. موقف علني قاس من جنبلاط ولو بابتسامة جامدة بما يشبه رفع الغطاء، طالبا منه تظبيط الانتينات لأن مش ظابطة معك يا وليد بك. هذه اللهجة ومصطلح الانتينات وهجوم جنبلاط الذي فسره الحزب بأنه دخول على خط العلاقة بين التيار والحزب، دفع بوليد جنبلاط إلى الرد بهدوء وبلغة ايجابية تصالحية على السيد عبر "تويتر".

صحيح ان "القوات اللبنانية" لم تؤيد علنا موقف الرئيس سعد الحريري، مثلما كان موقف "التيار" و"الاشتراكي"، لكن السيد طالبها بارجاء أي كلام من قبلها عن التأخير إلى خمسة أشهر- هي فترة التعطيل الذي تسببت بها مطالبها الوزارية- وإلا عد ذلك اعتداء على شريحة لبنانية.

السيد الذي أكد انه لا يريد تطفيش رئيس الحكومة طالبه، وقبل كل شيء، بوقف التحريض وتحريك الخطاب الطائفي في الشارع والسياسة، ومن ثم بايجاد حل ومخرج هو وحده مسؤول عنه بنظر السيد، وليس "حزب الله" أو رئيس الجمهورية، بل بينه وبين النواب السنة الستة الذين شدد وأكد السيد انه سيبقى معهم سنة وسنتين وألف سنة وحتى قيام الساعة، لأنهم ليسوا فقط يمثلون ناخبيهم بل لأنهم يمثلون سنة 8 آذار الذين وقفوا مع المقاومة في أحلك الظروف ولم يغيروا خطهم السياسي.

الكلام الكبير للسيد والموقف الواضح طوى في ثناياه مخارج وحلول، عندما قال السيد إن الموضوع بالنسبة إلينا هو بالدرجة الأولى اخلاقي، وان ما يقبل به النواب الستة نقبل به ونسلم به. ولعل الكلام الأبرز والأكثر دلالة للسيد هو ما قاله في الدقائق الثلاث الأخيرة، عندما فتح نافذة للحل بسحب المسألة من عند الرئيس والحزب ووضعها بعهدة الحريري والنواب المعنيين: إما وزير من السنة أو مقرب منهم يسمونه هم. على أمل ان تتشكل الحكومة التي قصفها السيد نصرالله بسؤال من العيار الثقيل: هل ستكون حكومة انقاذ أم مشاريع نهب جديدة؟.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

مثل حبيبات البرد الضخمة التي انهمرت على لبنان وأحدثت ضررا عميما في بشره والشجر منذ أيام، مثل السيول الجارفة التي أغرقت الأردن والكويت أمس واليوم، هكذا وبهذه الكثافة والعنف والتعالي، أمطر السيد حسن نصرالله حلفاءه قبل الخصوم، في اطلالته في يوم الشهيد.

ففي معرض دفع التهمة عن نفسه بتعطيل تأليف الحكومة، أصاب حليفه رئيس الجمهورية في صلاحياته، وكأنه يخيره بين سنة الحزب أو الالتحاق بالخصوم. وأصاب الرئيس المكلف في دوره السياسي وفي خصوصيته السنية، قبل ان يتوجه ب: إسمعوا أيها الرؤساء والوزراء والنواب والبطاركة والمشايخ والمفتين والمطارنة، منذرا الجميع انه في ظل غياب المعايير فإنه قد يطالب بـ 10 وزراء للثنائي الشيعي.

وذروة التصعيد كانت في وضعه مفتاح تأليف الحكومة في جيب سنة "حزب الله"، إن أفرجوا عن الحكومة أفرج الحزب عنها، وإن امتنعوا فلا حكومة ولو قامت الدنيا ولم تقعد.

أما الرسالة الأكثر تهكما وقسوة، فخبأها نصرالله لرئيس "الاشتراكي" وليد جنبلاط، عندما دعاه إلى تظبيط انتيناته المشوشة التي التقطت مشروعا تعطيليا ايرانيا ومشروعا لعودة بشار إلى لبنان منتقما، فما كان من جنبلاط إلا الرد بتغريدة أكد فيها موقفه الاعتراضي الناعم، ودعا نصرالله إلى تغليب مصلحة لبنان. فيما امتنع الرئيس الحريري عن التعليق إلى ان يعود إلى بيروت.

وكان نصرالله توجه إلى "القوات" و"الاشتراكي"، محذرا من الاعتراض على تأخير الحزب عملية التأليف قبل 5 أشهر من الآن، أي قبل ان يستنفذ الحزب نفس المدة التي استهلكاها لتأمين حصتيهما في الحكومة.

في علم الخطابة السياسية وحركة الجسد، خطاب نصرالله اليوم كان الأعنف، وكأننا عشية انقلاب أو غداة انقلاب، إذ ثبت الحزب مجددا في موقع الآمر الناهي في الشأن اللبناني، ووضع كل المكونات الشرعية في اقامة جبرية لا فكاك منها ما لم تنفذ مشيئته، وتفسير ذلك: إما ان تكون الحكومة كما أريدها أو لا حكومة.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

إنه أعنف خطاب سياسي للسيد حسن نصرالله منذ السابع من أيار.

من أول النقطة على السطر، رفع نصرالله سقف المواقف بعيدا مما أسماه خطأ تواضع "حزب الله"، وتحديدا خطأه هو، فوضع الرئيس المكلف سعد الحريري أمام المعادلة التالية: إما توزير أحد نواب السنة المستقلين أو لا حكومة، وإما العودة بالتفاوض إلى نقطة الصفر.

خطاب السيد، الذي أكد خلاله ان العقدة بحت داخلية، وانها اخلاقية في الدرجة الأولى، أعاد المعنيين ومعهم اللبنانيين بالذاكرة إلى تعليق الانتخابات الرئاسية لما يقارب العامين ونصف العام، للأسباب ذاتها.

أمام هذه المعادلة، يقول المنطق ان مفاوضات التأليف لكي تعود وتنطلق، تفترض بدء حوار جدي مع الرئيس سعد الحريري والنواب السنة المستقلين، وهذا الأمر مرتبط بعودة الحريري المرتقبة مطلع الأسبوع، وقد قالت مصادره للـLBCI ان أي رد لن يصدر عن الرئيس أو تيار "المستقبل"، لأن الموقف سيعلنه الرئيس المكلف بعد عودته.

ومن اليوم حتى تتبلور الصورة، نحن لم نعد أمام عقدة تأليف الحكومة، إنما أصبحنا أمام أزمة وطنية كبيرة، توافرت مشهديتها كاملة، ولم يبق منها سوى طرح الأسئلة التالية: من الذي سيتدخل وسريعا لمحاورة الرئيس المكلف من باب الضغط الذي مارسه السيد اليوم، وتاليا النفاذ من الباب الضيق الذي تركه مفتوحا عندما قال إن "الحزب يقبل بما يقبل به النواب السنة المستقلون"، وهل الحريري قابل للاقتناع وتاليا للتنازل مجددا لصالح لبنان؟.

هامش المناورة ضاق أمام جميع السياسيين، وخناق الاقتصاد اشتد حول رقاب كل اللبنانيين، والوقت يعمل ضد الجميع، فهل من حل؟.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

فائض تواضع سابقا فائض قوة حاليا، وزمن التواضع ولى بالنسبة إلى السيد حسن نصرالله الذي استقدم من مخازنه صواريخ عابرة للوزارات وليسمع اللبنانيون: سنبقى على مطلب سنة المعارضة سنة وسنتين وألف عام وإلى قيام الساعة، وعلى ثابتة: نحن قوم لا نتخلى، فرض الأمين العام ل"حزب الله" الاحترام طريقا للتعامل مع النواب الستة، قائلا إن لغة العزل والإقصاء مرفوضة تجاههم وعليكم الاعتراف بهم ومفاوضتهم، وإذا جاؤوا هم إلى "حزب الله" وقالوا له سلم أسماءك للرئيس المكلف عندئذ فقط نسلم الأسماء.

وبذلك ترك نصرالله الباب مواربا على مخرج إذا تم فسيكون من إخراج النواب الستة أنفسهم، وبمبادرة تواضع أقرب إلى التنازل من شأنها أن تطلق سراح التأليف وتحرر "حزب الله" من التزامه. لكن نصرالله وإن مرر هذا الحل بين سطور القوة، فهو أخلى أيضا ساحة رئيس الجمهورية عندما حيد حصته من التوزير، وأصر على متانة العلاقة بالعماد ميشال عون، ورمى بالمسؤولية حصرا على الرئيس المكلف، ساخرا بابتسامة منظمة من سفره إلى باريس، ومنتقدا سعيه للتحريض المذهبي وتوتير الشارع الذي لن يقدم ولا يؤخر ولا يغير في موقف الحزب.

والتهكم الأبعد مدى كان في باب "تطفيش" "حزب الله" للرئيس الحريري، حيث أعاد نصرالله التذكير بأن الحزب أبدى كل تعاون مع رئيس الحكومة "ومن أول يوم"، وأشار إلى أن الحزب و"أمل" سهلا التشكيل منذ البداية بقبولهما بستة وزراء، على الرغم من تربعهما على ثلاثين نائبا، إلا أن التواضع يبدو خطأ في هذا البلد، وكان علينا أن نطالب بعشر حقائب بحسب المعايير المتبعة مع "الاشتراكي" و"القوات" و"التيار".

وبلهجة القابض على البوصلة الحكومية، أعلن نصرالله أن "حزب الله" لن يحتاج إلى الاختباء خلف النواب السنة للتعطيل، ويكفي أن "أخرج أنا وأقول مش موافقين على تشكيل الحكومة، وبنرجع عل العد من اول وجديد".

وعدادات نصرالله بلغت محول وليد جنبلاط، فرد عليه الأمين العام ل"حزب الله" بدعوته "بدك تروق"، ونحن نقبل منك ان تبدأ بالعد بعد أربعة أشهر، أي الزمن الذي استغرقه "الاشتراكي" في التعطيل، وعندها "حاسبنا". وبطاريات نصرالله العابرة للاتهام، عطلت انتينات جنبلاط التي تم تشغيلها على نحو خاطىء باتهام إيران.

ولم تسلم "القوات" من اتهام الأمين العام، بتأكيده أن معراب عطلت البلد خمسة أشهر فأعطونا أشهرا خمسة وبعد ذلك تكلموا، أما قبل هذه المهلة فكل كلمة ستعتبر اعتداء على شريحة لبنانية وازنة يمثلها النواب السنة المعارضون.

خطاب لم يسلم من أضراره إلا جبران باسيل الوزير العائد من لقاء السادة والمتربع اليوم على الحل، حيث بدأت "انتيناته" بالشغل لتدوير الزوايا الحكومية، واستخراج وزير يبقي الحكومة على قيد الحياة، حيث لا توافيها المنية بعد عودة الحريري مباشرة من باريس، خارجا من الحرب العالمية الأولى وداخلا إلى حرب عالمية ثالثة.

 

أسرار الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم السبت 10 تشرين الثاني 2018

النهار

لوحظ رفع عدد كبير من اللافتات التي تشيد بإنجازات وزير "المردة" يوسف فنيانوس في بلدات مسيحيّة تضم غالبيّة من أنصار "التيّار الوطني الحر".

صرفت بلدية بقاعيّة مبلغ 600 مليون من 800 مليون ليرة في صندوقها في فترة قياسيّة قبل انتقال رئاستها في نصف الولاية كما هو متّفق سابقاً.

إدّعاء جديد بحق المُقرصن ايلي غبش لإلصاقه تهمة نشر محام مقالات داعمة لاسرائيل كان هو وراءها من دون اتّضاح أسباب استهداف المحامي.

تبيّن أن إعلان أحد الفنّانين عن هجرته لم يكن سوى نوع من الدعاية أدّى خدمته عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

الاخبار

التشويش لا يؤثر على حركة الملاحة الجوية

حذّرت إدارة الطيران الاتحادي الأميركية (FAA)، شركات الطيران التي تهبط طائراتها في مطار بيروت الدولي، من تعرّض نظام الملاحة عبر الأقمار الاصطناعية (GPS) في المجال الجوي اللبناني للتشويش. وقد صدر هذا التحذير بتاريخ 10 من الشهر الجاري، إذ حمل التحذير معلومات عن إمكانية فقدان الاتصال بالنظام الدولي للملاحة لأسباب غير متوقعة. وقد نصحت الإدارة الطيارين بالاعتماد على الطريقة اليدوية خلال الهبوط في مطار بيروت، إلا إذا قرّر الطيارون تحت مسؤوليتهم الهبوط بالطريقة الأوتوماتيكية. وهذا التحذير جاءَ بعدَ تشغيل القيادة العسكرية الروسية لأنظمة التشويش الإلكتروني التي استقدمتها في إطار السعي إلى منع الاعتداءات الجوية الإسرائيلية على سوريا. وأكّدت مصادر معنية بالملاحة الجوية لـ"الأخبار" أن التشويش الذي شهدته الأجواء اللبنانية أكثر من مرة سابقاً، سواء من قبل الأميركيين أو الروس، لا يؤثر في حركة الطائرات، بسبب وجود سبل أخرى، غير نظام الـGPS، لقيادة الطائرات.

استجواب الصحناوي مستمر

على رغم إحالة ملف التحقيق مع الموقوف خليل الصحناوي، المتهم الرئيسي في قضية أكبر عملية قرصنة إلكترونية في تاريخ لبنان، مع المضبوطات إلى مديرية المخابرات في الجيش منذ أكثر من أسبوعين، إلا أن التحقيق الذي يجريه ضباط فرع التحقيق معه لم ينته بعد. وعلمت "الأخبار" أنه لم يتم لحد اليوم تحديد الجهة التي يُشتبه في أن الصحناوي كان يسلّمها المعلومات المقرصنة. وفي الملف نفسه، أنهت مديرية المخابرات استجواب القرصانين اللذين اتهمهما القضاء بالعمل لمصلحة الصحناوي، بعد التدقيق في إفاداتهما وإعادة التحقيق معهما على مدى أسبوعين. وتُجري "المخابرات" التحقيقات مع الصحناوي و"شركاه" تنفيذاً للاستنابة التي أصدرها قاضي التحقيق في بيروت أسعد بيرم. من جهة أخرى، لم يُبت بعد في الطلب الذي تقدّم به الوكلاء القانونيون للصحناوي، والرامي إلى تنحية القاضي بيرم.

الجمهورية

لفت خبراء إقتصاديون إلى التفاوت الكبير في النمو الإقتصادي بين المناطق وتمايز ّتلك التي يغلب فيها توجه حزبي محدد.

شددت شخصية سياسية بارزة على التنويه بدور سفيرة دولة كبرى في أكثر من مجال.

تستمر معاناة موظفي إحدى الشركات من خلال عمليات الصرف حيث فاق المئتي أجير عدد المصروفين والحبل على الجرار.

البناء

دعت مصادر مصرفية عالمية للتوقف أمام اللقاءات الأميركية الصينية المتسارعة وما يرافقها من تصريحات تصدر عن وزير الخارجية الأميركي بلغة مرنة تجاه الصين بعد جولة مواجهة متبادلة بالعقوبات التجارية كانت واشنطن قد بدأتها وتبدو الآن وهي تتراجع عنها بسلاسة تعلن ضمناً عجزها عن مجاراة الصين بحرب تجارية مفتوحة، وقالت المصادر إنّ ما تشهده العقوبات على إيران من استثناءات أميركية يكشف محدودية القدرة الأميركية على الذهاب بعيداً في نظام العقوبات والخسائر التي يرتبها على الاقتصاد الأميركي والمصارف الأميركية.

اللواء

تجري تغطيات على صفقات واختلاسات في مؤسسات صحية، واجتماعية خاصة، لاعتبارات لم تقنع المراجعين بشأنها.

تحاط اتصالات تجري في عاصمة أوروبية بكتمان شديد، لاعتبارات تتعلق بدقة ما يجري ومشقات التفاوض.

ينفض أحد المراجع يده من تسريبات وزارية، ساعياً لتحديد الجهة التي تحاول التشويش على تمثيله في الحكومة العتيدة!

المستقبل

يقال

إن دبلوماسيين أميركيين أبلغوا أكثر من دولة معنية بالملف السوري أن الولايات المتحدة ربطت موافقتها على أي اقتراح بجلوس إيران إلى طاولة المفاوضات حول النووي وعدم تدخلها في المنطقة.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

لقاء بين باسيل ونصرالله بالامس: لمنع الإنجرار إلى توتير البلاد

ليبانون فايلز - السبت 10 تشرين الثاني 2018 /التقى الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله رئيس التيار الوطني الحر وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، في حضور الحاج وفيق صفا. وتم البحث في موضوع تشكيل الحكومة والعمل على إيجاد السبل الكفيلة لحل العقد التي تعترض إنهاء عملية التشكيل، على أساس المعايير الموضوعية والعملية. وتطرق النقاش إلى عدد من الملفات الداخلية حيث إتفق الطرفان على وجوب تحصين الوحدة الوطنية ومنع الإنجرار إلى توتير البلاد أو التحريض المذهبي أو الطائفي. كذلك تم البحث في الوضع الإقليمي وأهمية تعزيز الاستقرار في لبنان ملاقاة لأي تطور في المنطقة.

 

أنت شيعي أم سني ؟

الشيخ حسن سعيد مشيمش/فايسبوك/10 تشرين الثاني/18

الجواب : قلت عشرات المرات في كتاباتي بأنني لست شيعياً ولا سنياً أنا مسلم كما سماني الله سبحانه في قرآنه الكريم { هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ . . . . . . آية ( 78 ) سورة الحج }

المذهبية وفق قناعتي هي وجهة نظر، هي رأي ديني وليست رأي الدين، نتفق مع بعض آرائها في موارد ونختلف معها في موارد أخرى، وبعض آرائها نعتقد بشدة خطورتها لتعارضها مع العقل والدين معاً. أنا مسلم ديمقراطي علماني ولمزيد من الإيضاح أنا أعتقد بأن النصوص الدينية يجب أن تخضع لسلطة العقل وليس العكس أي أرفض خضوع العقل لسلطة نصوص الدين ، فحينما يتعارض أي نص ديني مع العقل أي مع علوم العقل الفلسفية، والطبية، والهندسية، والفيزيائية، والتاريخية، والفلكية، والإقتصادية، والسياسية، (والأخلاقية) و و و إلخ فسوف أنحاز لعلوم العقل ضد النص الديني. وعلى سبيل المثال لا الحصر: فأنا لا أؤمن بشرعية زواج رجل من فتاة قاصر بإذن أبيها ولي أمرها كما يُفْتي فقهاء الدين شيعة وسنة استنادا لنصوص دينية تبيح ذلك، لأن هذا الزواج ترفضه العلوم العقلية الأخلاقية والتربوية والنفسية

وعلى سبيل المثال لا الحصر: فأنا لا أؤمن بشرعية الخُمُس مطلقا ولا بتقسيمه إلى نصفين نصف للسادة الهاشميين والنصف الآخر للعامة والعوام غير الهاشميين لأن هذه الفتوى وهذا الحكم وهذا الواجب < "المفروض بغير دليل" > ينطوي على تمييز عِرْقي يمنح العِرْقَ الهاشمي امتيازاً مالياً ومعنوياً وبيولوجياً وهذا مرفوض بعلوم الطب وعلوم العدالة العقلية. وعلى سبيل المثال لا الحصر : فأنا لا أعتقد بشرعية قتل المرتد مطلقا ومعاذ الله أن أعتقد بشرعيته ولو كان خلف هذا الحكم الديني ألف ألف نص ديني.

فقتل الإنسان لا يجوز إلا في حالة واحدة فقط وفقط وهي حينما يتورط الإنسان بقتل إنسان عن قصد وعمد. إذن أنا مسلم علماني ديمقراطي أعتقد بوجوب أن يخضع كل نص ديني لسلطة العقل وليس العكس فلا أؤمن بشرعية النص الديني ولا بصحته الذي يقول:

" دين الله لا يُصَابُ بالعقول"؟ ولا أعتقد بشرعية الدولة الدينية مطلقا، لأن الله تعالى لا يريد منا أن نبني له دولة < "ولا حزب" >، ولا تنظيم سياسي وأمني وعسكري، ولا جمعية، ولا جامعة، ولا كلية، ولا معمل، ولا شركة، ولا سوبرماركت، ولا محطات نووية وذرية، إن الله سبحانه يريد منا بل أوجب علينا أن نبني ( بعقولنا ) وليس بنصوص الدين دولة العدالة بالدستور، والقانون، والمؤسسات، والأجهزة ، والإدارات التي تصنع الدولة العادلة.

 

خلصنا إدعاءات بالقوة والقدرة وحماية الحقوق وغيره

خليل حلو/فايسبوك/10 تشرين الثاني/18

كتب الصديق سامر فرنسيس على صفحتي في مجال التعليق على منشور لي أمس يتعلق بإخراج المدعو جمال سليمان من مخيم المية ومية، وهذه المعلومات برسم جماعة السلطة...:

أردت من هذا التعليق أن الفت النظر إلى التحديات الكبيره التي نعيشها في بلده الميه وميه:

١-أن المخيم المقام على أرض بلدتنا هو على عقارات وأملاك خاصه، لا مرجعيه تتحمل مسؤولية مصادره الارض إذ أن لا أحد يدفع أي تعويض أو إيجار بدل اشغال الارض.

٢- بعد الطائف والعوده من التهجير، وجدنا أن المخيم قد تمدد اضعاف واضعاف على عقارات أخرى مجاوره للعقارات الاساسيه للمخيم، وايضا" من دون أي مرجعيه أو من يتحمل المسؤوليه.

٣- في أوائل التسعينات رفعنا دعاوى لإسترداد العقارات (التي صودرت خلال التهجير) والتي البعض منها مصادره من لبنانيين وليس فلسطينيين ، فكان أحكام القضاة برفع التعدي (الخ...) إنما لم ينفذ أي شيئ، وصودف أن والدي الاب جبور فرنسيس احد مالكي العقارات قد ربح الدعوه

في المحكمه، فما كان من القاضي إلا أن قال لوالدي، هيدا الحكم روح نفذو انت...

٤- نواجه مشاكل أثناء انتقال الأملاك بالوراثه للابناء، فالدوله تطالبنا دائما بالضريبه بدل تسجيل العقارات ، ومن السخريه أن في بعض الاحوال يطلبون أيضا" بدل تسويه في حال إنشاء أي بناء جديد...

٥- خارج حدود المخيم الامنيه الآن، يوجد مخيم آخر جديد وصغير، قد يكون حوالي ٢٠ الف متر من العقارات، ايضا" مصادره من قبل مجموعات لبنانيه وسوريه وفلسطينيه، محميه من جهات سياسيه، ولا من يعوض على أصحاب العقارات...

٦- بلدتنا تتعرض للقضم الشبه منظم، فكل فتره يأتي من يصادر عقار أو منزل ملاصق للمخيم، تحت تهديد السلاح، ولا من يسأل أو يطبق قانون... مثال على ذلك، المربع الأمني لجمال سليمان كان كله خارج حدود المخيم وقد صودر تباعا" حتى سنه ٢٠١٥ طرد سيده من البلده وسكن في بيتها ومرجعيات المنطقه على علم بالموضوع ...

٧- تم إنشاء جامع ديني على عقار يملكه احد ابناء البلده ، هذا العقار يحتوي منزله وهو كان خارج حدود المخيم حتى سنه ٢٠١٠ أو ما شابه...

٨- نحن نتعرض للرصاص الطائش ولزعزعه الاستقرار والأمن بالسنوات الاخيرة، بمعدل اسبوع من كل شهر من جراء تقاتل الاخوة الفلسطينيين فيما بينهم، ولا نعلم لماذا تقاتلوا أو لماذا توقفوا عن القتال، والجيش لا يتدخل حتى عندما سقط له جرحى...

٩- أن فاعليات البلده من بلديه ومخاتير وكهنة ومالكي عقارات قد بحثوا المشاكل مع كل المرجعيات والإدارات الرسميه في مختلف العهود، فكان لقاء مع رؤساء ووزراء ورؤساء احزاب وقيادات عسكريه لبنانيه، من جميع الطوائف، وكان هناك دعاوى داخل لبنان وخارجه، ولا احد قدر على أن يأخذ أي حق أو تعويض أو إيجار أو استرداد أرض..

١٠- آخر القاءات كانت مع فخامة الرئيس العماد ميشال عون ومع دولة الرئيس نبيه بري ومع قائد الجيش ووزير الخارجيه والعديد من الوزراء ورؤساء الاحزاب، من شهر حتى تاريخ اليوم، والجميع وعد بالعمل على إيجاد حلول منطقيه، ولكن حتى الساعه ليس هناك أي شيئ ملموس...

نناشد كل المراجع والمعنيين وعلى رأسهم فخامة رئيس البلاد أن يُلزِموا الجميع على الأمن وسحب السلاح وإعادة الأملاك المصادره والعمل على التعويض الأملاك المشغوله من المخيم بالحدود التي أقيم عليها اساسا" ، وتحرير البيوت المصادره حديثا"، مثلما وعدوا وكما ينص القانون والمنطق و أحكام القضاة في الدعاوى المقامه... على امل الوصول إلى العدل والعدالة والأمن والاستقرار لبلدتنا حتى نتمكن من البقاء في ارضنا بكرامه.

شكرا" لكل من تفهم وتعاطف مع بلدتنا

ونطالب المسؤولين بالعمل لتنفيذ ما وعدوا به...

هذا ما كتبه الصديق سامر فرنسيس، وبدوري أقول: خلصنا إدعاءات بالقوة والقدرة وحماية الحقوق وغيره. قبلكم أتت عهود لم تعد اللبنانيين بشيء لأنها كانت تعرف أنها هنا لإدارة الأزمة وليس لحل الأزمة لأن للسلطة والقوة حدود واضحة ...

 

بعد العقدة السنية العقدة الأرثوذكسية!!

موقع النسمة الألكترونية/10 تشرين الثاني/18

يبدو أن اعتراض المراجع الدينية الأرثوذكسية على تسريب إمكانية توزير فيوليت خيرالله الصفدي بدأ يتصاعد ويخرج الى العلن مع تأكيد جدية الطرح عن الرئيس المكلف سعد الحريري الذي وعد خليفه في الانتخابات الأخيرة بمقعد وزاري. اول رافعي هذا الاعتراض كان  المطران الياس عودة وذلك بعد لقائه الأخير مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون حين أكّد على «ضرورة تمثيل الأرثوذكس في الوزارة أفضل تمثيل»، وتداولت اوساط إعلامية  أنه أبلغ رئيسي الجمهورية والحكومة صراحة باعتراضه على تسمية الصفدي.  هذا الاعتراض يتوسّع، في ظل التداول بأخبار تتحدث عن زيارة سيقوم بها بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس يوحنا العاشر اليازجي إلى لبنان، لإطلاق موقف واضح يُعلن فيه رفض توزير فيوليت الصفدي من حصة الأرثوذكس.

 

بعد كلمة نصرالله ما هو موقف الحريري؟

المركزية/10 تشرين الثاني/18/علّقت مصادر في تيار المستقبل للـLBCI على كلام الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بالقول:" لا تعليق الان على كلام الامين العام لحزب الله، وهناك موقف سيعلنه الرئيس المكلف سعد الحريري في هذا الشأن بعد عودته الى بيروت."

 

ريفي: حزب الله ينفِّذ 7 أيار حكومي

المركزية/10 تشرين الثاني/18/قال اللواء اشرف ريفي في تغريدة على حسابه عبر "تويتر"، "قلناها منذ البداية، حزب الله ينفِّذ 7 أيار حكومي، ويريد السيطرة على ما تبقى من قرار البلد وتجييره في خدمة إيران". واضاف: "سامح الله الذين تحت عنوان مصلحة البلد سلَّموك البلد". وتوجه للسيد حسن نصرالله، بالقول: "نحن قومٌ لا ننحني إلا لله سبحانه، ولا ننتمي إلا للبنان فلا تتوهم مهما علا صوتك أنك تخيف الأحرار. سلاحك لا يُرهبنا وسنقاوم مشروعك ما بقيَ فينا عِرقٌ ينبض".

وفي تغريدة اخرى، قال ريفي: "إنها لحظاتٌ تاريخية كي يعود الجميع إلى قراءة المرحلة وخطورتها. لنقاوم معاً مشروع الهيمنة الفارسية ، فلبنان المخطوف بات في السجن الإيراني ومسؤوليتنا تحريره".

 

عشاء ماكرون جمع الحريري ورؤساء

المركزية/10 تشرين الثاني/18/شارك رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري في حفل العشاء الذي أقامه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في Musée d’Orsay وحضره رؤساء الدول والحكومات والمنظمات الدولية المشاركة في منتدى باريس للسلام الذي ينعقد في العاصمة الفرنسية في 11 و12 و13 تشرين الثاني وذلك إحياء لذكرى مرور مائة عام على انتهاء الحرب العالمية الأولى.

 

السفارة الفرنسية أحيت الذكرى المئوية لهدنة 1918

السبت 10 تشرين الثاني 2018 /وطنية - أحيت السفارة الفرنسية، الذكرى المئوية لهدنة 11 تشرين الثاني 1918 التي أنهت الحرب العالمية الأولى، في احتفال أقيم صباح اليوم برئاسة السفير برونو فوشيه، في المدافن العسكرية الفرنسية في بيروت، في حضور سفراء الإتحاد الأوروبي كريستينا لاسن وكندا ايمانويل لامورو والولايات المتحدة الأميركية اليزابيت ريتشار وروسيا الكسندر زاسبيكين ورومانيا فيكتور مارسيا وبلجيكا هوبير كورومان وبريطانيا كريس رامبلينغ والمغرب محمد قرين وتونس محمد كريم بودالي، العميد جورج خولي ممثلا قائد الجيش العماد جوزيف عون، الجنرال يان غرافيس من القوة الدولية في الجنوب وممثلين لقوات "يونيفيل" وقدامى المقاتلين وتلامذة مدرسة القلبين الأقدسين. بداية استعرض السفير الفرنسي ثلة من الجنود الفرنسيين العاملين في القوة الدولية في الجنوب، ثم ألقى كلمة قال فيها: "نجتمع اليوم للاحتفال بالذكرى المئوية لهدنة الحرب العالمية الأولى وتوقيع معاهدة السلم التي وضعت حدا لنزاع عنيف جدا ضرب العالم. بعد توقيع الهدنة في 11 تشرين الثاني 1918 عم الارتياح فرنسا من كومبيان حتى آخر ساحات القتال، وتوقفت الحرب بعد سنوات من الحقد والخوف والرعب والدموع واحتفل الجميع بانتصار فرنسا وحلفائها، وعم السلام". أضاف: "نحن مجتمعون لاستذكار هذا الانتصار وللاحتفاء بالسلام والتعبير عن عرفان جميلنا وامتناننا لكل من دافعوا ويدافعون عنا ويضحون بأنفسهم من اجلنا وخصوصا أننا نعي القوة التي يمكن للتوتاليتاريات ان تطيح بالديموقراطيات وان تضع الحضارة في خطر وكيف يمكن للنظام العالمي المتعدد الأطراف ان يسقط فجأة". وختم: "عملنا في لبنان يستلهم دائما محبتنا المتبادلة للسلام والمصالحة، فلنوحد جهودنا ونعمل سويا للدفاع عن هذه المنطقة المعذبة". بعد ذلك، ألقى طلاب من مدرسة القلبين الأقدسين أبياتا شعرية تخليدا للمناسبة، ووضع فوشيه اكليلا على نصب الشهداء، وكانت دقيقة صمت ثم عزف للنشيدين الفرنسي واللبناني.

 

فوشيه وضع أكاليل زهر على أضرحة جنود فرنسيين في البقاع

السبت 10 تشرين الثاني 2018 /وطنية - زار السفير الفرنسي برونو فوشيه، على رأس وفد من السفارة، أضرحة الجنود الفرنسيين في بلدة قب الياس وتل عمارة في رياق- البقاع، لمناسبة الذكرى المئوية لهدنة 11 تشرين الثاني 1918 التي أنهت الحرب العالمية الأولى، حيث وضع أكاليل زهر، على وقع عزف النشيدين الوطنيين اللبناني والفرنسي، في حضور ممثل قائد الجيش العماد جوزاف عون العميد مارون منير، رئيسي بلديتي قب الياس جهاد المعلم ورياق- حوش حالا الدكتور جان معكرون وأعضاء المجلسين البلدين.

بعد تل عمارة، توجه فوشيه والوفد المرافق الى قاعدة رياق الجوية حيث وضع اكليلين من الزهر على ضريحي جنديين فرنسيين، وشهداء الجيش اللبناني. وانتقل بعدها إلى نادي الضباط في رياق يرافقه معكرون وأعضاء المجلس البلدي.

 

هيئة محامي الاحرار: لا مرشحون للحزب لعضوية مجلس النقابة وصندوق التقاعد

السبت 10 تشرين الثاني 2018/ وطنية - أعلن رئيس هيئة المحامين في حزب "الوطنيين الاحرار" جان أبي زيد ضو بعد اجتماعه مع مجلس الأمناء والمجلس السياسي في الحزب، "إن حزب الوطنيين الأحرار ليس لديه مرشحون لعضوية مجلس نقابة المحامين ولعضوية صندوق التقاعد في انتخابات العام 2018". وتمنى في بيان من المحامين "إيصال المرشحين النقابيين المهنيين لاعلاء شأن النقابة ومهنة المحاماة على أن يصدر لاحقا بيان بتسمية المرشحين المدعومين من الحزب لدورة 2018 وفقا للمعايير التي تلتقي مع مبادئ الحزب وتطلعاته".

 

البطريرك الراعي: ثلث اللبنانيين تحت خط الفقر

بيروت/الشرق الأوسط/السبت 10 تشرين الثاني 2018/حذر البطريرك الماروني بشارة الراعي من أن الواقع الاقتصادي والاجتماعي والمعيشي في لبنان «يتدنى يوماً بعد يوم بسبب الممارسة السياسية التعطيلية لحياة الدولة». وقال: «لقد أصبح ثلث شعبنا تحت مستوى الفقر، وثلث شبابنا وقوانا الحية عاطل عن العمل». وأشار الراعي خلال افتتاحه أمس، في الصرح البطريركي في بكركي، أعمال المؤتمر الأول «الاجتماعي الاقتصادي لبكركي»، إلى أن الكنيسة المارونية حددت بعد دراستها الواقع الاقتصادي اللبناني، مواقع الانحراف فدعت للعودة إلى المعايير الأخلاقية في الحياة الاقتصادية والاجتماعية، ولضرورة تعديل النظام الضريبي. وأضاف أن الكنيسة تعمقت في تحليل السياسة النقدية وقضية الدين العام، وأكدت على النظام التربوي وحق البقاء في الوطن، وعلى أهمية التلاحم مع جاليات الانتشار. وطالبت بالسير نحو مجتمع منتج قوامه سياسة دعم شاملة للنشاطات الإنتاجية مع تأمين حمايتها، ومكافحة الفساد، وتحقيق الإصلاح في الهيكليات والقطاعات. وتابع الراعي قائلاً: هذه هي الأطر التي تدعونا للتفكير معا في كيفية المحافظة على وجودنا في لبنان من أجل المحافظة عليه بميزاته وخصوصياته التي جعلت منه علامة رجاء في هذا المشرق، وبالتالي في كيفية تثمير إمكانياتنا في هذا السبيل. وعلى المستوى الاجتماعي، أشار الراعي إلى أن الكنيسة تنطلق من ثلاثة ثوابت: التضامن، والعدالة الاجتماعية، والترقي. وتتبنى سياسة اجتماعية هادفة إلى تأمين حقوق أبنائها الأساسية وهي الحق في بناء عائلة، والحق في السكن، والحق في العمل، والحق في الصحة والطبابة، والحق في التعليم والثقافة. وقال إن العمل جارٍ من أجل تأمين هذه الحقوق، من دون الإغفال عن مطالبة الدولة المسؤولة الأولى عن توفير هذه الحقوق والقيام بواجباتها. وأضاف أن الكنيسة لن تتوانى عن بذل المزيد من الجهود، ولكنها بحاجة إلى مؤازرة الخيرين والقطاع الخاص، مع أن لا الكنيسة ولا القطاع الخاص يحلان محل الدولة، بل يساعدانها. وقال: بات من واجب الدولة أن تساعد مالياً المؤسسات الاجتماعية.

 

انتخابات الطلاب في الجامعة اللبنانية لا تزال معلّقة منذ عشر سنوات

بيروت: كارولين عاكوم/الشرق الأوسط/السبت 10 تشرين الثاني 2018/منذ عشر سنوات تغيب الانتخابات الطالبية عن الجامعة اللبنانية الرسمية لأسباب أدرجت في العام 2008 تحت خانة الأوضاع الأمنية فيما تشهد الجامعات الخاصة انتخابات سنوية تضع فيها الأحزاب ثقلها السياسي في الشباب الذين يستثمرون في أصواتهم تمهيدا للانتخابات النيابية. لكن هذه الأوضاع الأمنية التي باتت في «أفضل حال» باعتراف المسؤولين اللبنانيين أنفسهم، لم تغيّر قرار تأجيل الانتخابات حتى الآن، ما يؤكد وجود سبب آخر هو سياسي بحسب ممثلي الأحزاب، وتحديدا الخلاف على قانون «اتحاد الطلاب» الذي يجمع ممثلي هيئات ومجالس الجامعات، بحيث تدفع الأحزاب المسيحية باتجاه تكريس المداورة في رئاسته وهو ما يلاقي رفضاً من معظم الأحزاب الأخرى. ولا يبدو وفق الطلاب أنفسهم ومسؤولي الأحزاب في الجامعات أن هذا الواقع قابل للتغير في المدى القريب، رغم تأكيد رئيس الجامعة الدكتور فؤاد أيوب أن هناك توجّها لاتخاذ قرار بعودة الانتخابات. ويكتفي أيوب بالقول لـ«الشرق الأوسط» «إن شاء الله سنصدر قريبا هذا القرار لكن بانتظار طرحه على مجلس الجامعة وأخذ الموافقة عليه». وانطلاقا من قرار العام 2008 يستمر الواقع في الجامعة اللبنانية على حاله وهو لا يختلف كثيرا عن المشهد السياسي في لبنان حيث السيطرة على المجالس موزعة بين «حزب الله» و«حركة أمل» في الفروع الأولى والرابعة والخامسة ويتقاسمه «التيار الوطني الحر» و«القوات اللبنانية» في الفروع الثانية. وتعبّر مختلف الأحزاب عن رغبتها بالعودة إلى الانتخابات فيما لا خطوات عملية واضحة في هذا الاتجاه لغاية الآن. وحتى ذلك الحين يتم اعتماد قاعدة تستند إلى ما يعرف بـ«المذكرة رقم 12» التي أصدرها عام 2012 رئيس الجامعة آنذاك عدنان السيد حسين والتي تنص على أن يخلف الطلاب التابعون للأحزاب بعضهم بعضاً باتفاق فيما بينهم وبالتنسيق مع الإدارة، لكن الممارسة على الأرض تختلف تماما، وفق المسؤول التنظيمي في قطاع الشباب في «تيار المستقبل» بلال المير، قائلا «كرّست سيطرة الأحزاب على المجالس وفق توزيعها منذ العام 2008 حين أرست الانتخابات تفوقا لأحزاب 8 آذار، والتي بات تتحكّم بكل النشاطات السياسية والاجتماعية وغيرها في الجامعة».

والمشكلة ليست فقط في هذا الأمر بحسب المير، إنما أيضا في إطاحة هذه الأحزاب ممثلي الأحزاب الأخرى في المجالس، «بحيث لم يعد لديها منذ ذلك الحين أي وجود»، ويعطي مثالا على ذلك، الكليات في «مجمع الحدث» واليونيسكو المعروفة بـ«الفروع الأولى» والخاضعة جميعها لسيطرة «حزب الله» و«حركة أمل»، إضافة إلى كليات صيدا والبقاع، أما كليات الفروع الثالثة، فتغيب عنها بشكل نهائي المجالس الطلابية بعدما تخرّج منها الطلاب المنتخبون في العام 2008. وباتت تنحصر نشاطات الطلاب بما تسمّى الأندية الطلابية والتي تقوم الأحزاب عبرها ببعض النشاطات، بحسب المير. في المقابل، يؤكد مصدر في حركة أمل، لـ«الشرق الأوسط» أن الحركة تدعو اليوم قبل غد لإجراء الانتخابات، معتبرا «أن قرار إيقافها قبل عشر سنوات كان تجاوباً مع رغبة بعض القوى السياسية التي كانت تخشى النتائج وعلى رأسها حليف حليفنا»، في إشارة إلى «التيار الوطني الحر». مع العلم، أن المشهد الانتخابي في معظم كليات الفروع الأولى كان يشهد منافسة حامية بين الحلفاء أنفسهم، وتحديدا بين الحزب والحركة، تصل في أحيان كثيرة إلى مواجهات وإشكالات بين الطرفين.

ولا يختلف الواقع في الفروع الثانية، والتي تضم في معظمها الأحزاب المسيحية، حيث يتقاسم منذ العام 2008، «التيار الوطني الحر» و«القوات اللبنانية» السيطرة على ما يصطلح على تسميته «الهيئات الطلابية» بدلا عن «المجالس الطلابية»، فيما اتخذت إدارات بعض الكليات قراراً بحلّها على غرار كليات الشمال. إذ يتولى الأول رئاسة المجالس في كليات «الآداب» و«العلوم» و«الزراعة» والثاني في «الحقوق» و«الإعلام» و«الهندسة» و«إدارة الأعمال»، بحسب ما يقول «رئيس مصلحة الطلاب» في «القوات» شربل خوري لـ«الشرق الأوسط». وفيما يؤكد خوري أن الوضع في كليات الفرع الثاني يبقى أفضل لناحية الحرية في تنظيم النشاطات لمختلف الأحزاب الممثلة، يتّفق مع المير لجهة عدم وجود أي معطيات تشير إلى إمكانية العودة عن قرار إيقاف الانتخابات في الجامعة اللبنانية. ويقول «هذا الكلام نسمعه منذ سنوات ونؤكد أننا في الفروع الثانية جاهزون لإجراء الانتخابات ولتأخذ الديمقراطية طريقها وسنقبل بالنتائج كيفما كانت». ويعطي مثالا على جهوزية طلاب الجامعة الانتخابات التي حصلت في كلية الهندسة قبل عامين بناء على طلب مدير الكلية وموافقة مدير الجامعة آنذاك. ويؤكد المير وخوري على أن الخلاف الحقيقي يكمن الآن وراء الخلاف على قانون اتحاد الطلاب بعدما توافق الجميع على قانون نسبي للانتخابات، ويقول خوري «الشراكة الحقيقية تتمثل بالمداورة وهو أمر لن نتنازل عنه». وفي بيان لها، كانت دائرة الجامعة اللبنانية في مصلحة طلاب «القوات» قد دعت في بيان لها إلى إجراء الانتخابات، رافضة ما وصفته بـ«القمع»، ولن تقبل أن «يمارس الطلاب كافة في لبنان حقهم الديمقراطي وأن يهدر هذا الحق في الجامعة الوطنية». واعتبرت أنه منذ «عشرة أعوام والانتخابات الطالبية في الجامعة اللبنانية تدخل في غيبوبة عميقة، تقتل معها صوت الطالب وتقيد حريته».

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

تركيا تشير إلى إعفاء بنسبة 25 % من العقوبات الأميركية على طهران وأكدت أنها ستواصل شراء الغاز الإيراني

أنقرة: سعيد عبد الرازق/جريدة الجمهورية/السبت 10 تشرين الثاني 2018/أعلن وزير الطاقة التركي فاتح دونماز، أن بلاده حصلت على إعفاء من نحو 25 في المائة من العقوبات النفطية التي فرضتها الولايات المتحدة على إيران، بما يعادل نحو ثلاثة ملايين طن من النفط سنوياً. وقال دونماز، في تصريحات أمس الجمعة، إن مصفاة توبراش (مصفاة التكرير التركية) تبحث عن بدائل لتجنب حدوث أي مشكلات بالسوق. وأضاف أن النسبة البالغة 25 في المائة تقريبية، وأن أنقرة لم تتلق بعد الرقم الدقيق. وكان مسؤولون أميركيون قالوا إن واشنطن اتفقت مع أنقرة على إعفائها من العقوبات التي فرضت على إيران الأسبوع الماضي في مجال الطاقة لمدة 6 أشهر. وقال دونماز إن تركيا لديها عقد لشراء الغاز الطبيعي من إيران لمدة خمس إلى ست سنوات، وإن أنقرة ستواصل شراء الغاز من إيران. وأعلنت تركيا، على لسان الرئيس رجب طيب إردوغان، الثلاثاء الماضي، أنها لن تلتزم بالعقوبات الأميركية، كما اعتبرت أن العقوبات التي تفرض من جانب واحد غير مقبولة، ولا يجب أن تتوقع أميركا من جميع الدول الالتزام بها. في السياق ذاته، قال المستشار التجاري في السفارة الإيرانية بالعاصمة التركية أنقرة، سيد حافظ موسوي، إن تأثير العقوبات الأميركية على بلاده سيبقى محدوداً على اقتصاد المنطقة، وإن هذه العقوبات فرصة أمام الشركات التركية في إيران لتعزيز وجودها هناك. وأضاف أن بلاده تتعرض للعقوبات الأميركية منذ سنوات، وأن اقتصاد بلاده يعمل بشكل مستقل عن الأسواق العالمية، ولذلك يكون تأثره بالعقوبات الأميركية ضعيفاً. وأشار إلى أن العقوبات الأميركية تنعكس بالسلب على اقتصاد الدول الجارة لإيران، ودول الشرق الأوسط التي تربطها علاقة مع إيران، لكنها في الوقت ذاته تمثل فرصة للدول المجاورة لإيران، خصوصاً القطاع الخاص فيها، وذلك لعدم ارتباطها بالشركات الأميركية التي قد تطولها العقوبات، ما يفتح الباب لتطوير العلاقات وتحويل العقوبات إلى فرص. وكان وفد تجاري تركي، غير رسمي، زار طهران الأسبوع الماضي لبحث تعزيز التجارة بين البلدين، التي بلغ حجمها 10 مليارات دولار العام الماضي (2017)، لكنه تراجع خلال العام الحالي لظروف العقوبات والوضع الاقتصادي في تركيا. ورحب موسوي بموقف بعض الدول الأوروبية كألمانيا وفرنسا وبريطانيا، الرافض للعقوبات الأميركية على بلاده. وأوضح أنه يمكن زيادة التعاون في قطاع السياحة والاستثمارات بين بلاده وتركيا، وتقوية العلاقات الثنائية. ولفت موسوي إلى أن اللقاءات بين مسؤولين إيرانيين مع المسؤولين الروس والصينيين والأتراك حول استخدام العملات المحلية في التبادل التجاري، متواصلة بإيجابية، وأن بلاده مستعدة للتعامل بالعملات المحلية مع هذه الدول. وتسعى تركيا إلى القيام بالتبادل التجاري مع الكثير من الدول، بينها إيران والصين، بالعملات المحلية، في مسعى لكسر احتكار الدولار، خصوصاً بعدما تكبدت عملتها (الليرة التركية) خسائر فادحة أمامه هذا العام وخسرت أكثر من 40 في المائة من قيمتها ما أثر على حركة التجارة، وأدى إلى تفاقم العجز التجاري وارتفاع التضخم إلى مستوى يفوق 25 في المائة للمرة الأولى منذ 15 عاماً. من ناحية أخرى، دعا رئيس المجلس الوطني، الغرفة الثانية في البرلمان الباكستاني، أسد قيصر، تركيا، للانضمام إلى مشروع الممر الاقتصادي الصيني - الباكستاني. ونقلت وسائل إعلام تركية عن قيصر قوله عقب استقباله السفير التركي لدى إسلام آباد إحسان مصطفى يورداكول، إن «باكستان تبدي أهمية لعلاقاتها مع تركيا، والحكومة الجديدة تريد تعزيز تلك العلاقات ونقلها إلى مستويات متقدمة». ودعا قيصر، تركيا، إلى الانضمام للمشروع الذي تبلغ استثماراته قرابة 75 مليار دولار. وأضاف أن «مشروع الممر الاقتصادي الصيني - الباكستاني الذي تم توقيعه عام 2014 سيحقق منافع اقتصادية للبلدين الشقيقين تركيا وباكستان، وإن انضمام تركيا سيكون لصالح كل بلدان المنطقة». من جهته، قال السفير التركي إن بلاده تولي أهمية للعلاقات مع باكستان، موضحاً أن تركيا ستعمل كل ما يلزم من أجل تطوير العلاقات بين البلدين. ويهدف المشروع إلى ربط مقاطعة شينشيانغ الصينية ذات الأهمية الاستراتيجية شمال غربي البلاد بميناء غوادار الباكستاني، من خلال شبكة من الطرق والسكك الحديدية وخطوط الأنابيب لنقل البضائع والنفط والغاز. وسيسهم المشروع في تحويل باكستان إلى نقطة عبور مهمة للبضائع الصينية إلى العالم.

 

حزن يختلط بالفرح لدى وصول الرهائن المحرّرين إلى السويداء

بيروت - لندن/جريدة الجمهورية/السبت 10 تشرين الثاني 2018/وصل المختطفون الدروز الذين حرّرهم الجيش السوري من أيدي تنظيم داعش ليل الخميس - الجمعة إلى محافظة السويداء في جنوب البلاد حيث تبيّن أنّ عددهم هو 17 شخصاً وليس 19 كما أفيد سابقاً، وأنّ ثلاثة رهائن آخرين قتلوا قبيل تحريرهم، وفق ما أفاد مصدر محلي لوكالة الصحافة الفرنسية. وتمكّنت قوات النظام الخميس من تحرير الرهائن الدروز من نساء وأطفال بعد نحو ثلاثة أشهر ونصف على خطفهم من قبل التنظيم الذي أعدم عدداً منهم خلال احتجازهم، وفق ما أعلن الإعلام السوري الرسمي، مشيراً إلى أنّ عدد المحرّرين 19.  والجمعة قال مدير شبكة السويداء 24 المحليّة للأنباء نور رضوان: «وصل 17 مخطوفاً بعدما كنا ننتظر عشرين بين امرأة وطفل، ليتبيّن لنا أنّ (داعش) أعدم سيّدة مطلع شهر أكتوبر (تشرين الأول)». وقتل طفلان آخران، وفق ما نقلت السويداء 24 عن سيّدة محرّرة، أثناء محاولتهما الهرب من شاحنة احتجزهما التنظيم فيها، خلال اشتباكات اندلعت مع عناصر الجيش السوري. وأحدهما في السابعة من عمره والثاني يبلغ 13 عاماً، وفق رضوان الذي أشار إلى أنّ جثّتي الطفلين نقلتا إلى مشفى السويداء الوطني. من جهته، أكّد المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل سيدة وطفلين من المخطوفين، موضحاً أنّه «من غير المعروف ما إذا كان تم إعدامهم أو قتلوا جراء عمليات القصف». وشنّ التنظيم المتطرّف في 25 يوليو (تموز) سلسلة هجمات متزامنة على مدينة السويداء وريفها الشرقي، أسفرت عن مقتل أكثر من 260 شخصاً، في اعتداء هو الأكثر دموية الذي يستهدف الأقليّة الدرزية منذ بداية النزاع في سوريا. وخطف التنظيم وقتها نحو 30 مواطناً درزياً من نساء وأطفال. ومنذ خطفه الرهائن، أبلغ التنظيم أهالي المختطفين بإعدام شاب جامعي (19 عاماً) وشابة في الخامسة والعشرين من العمر ووفاة سيّدة مسنة (65 عاماً) جراء مشكلات صحية. ولم يتبنَ تنظيم داعش عبر حساباته على تطبيق «تلغرام» عمليات الخطف ولا الإعدام، لكنّ ممثّلين عن عائلات المخطوفين تلقّوا صوراً ومقاطع فيديو عبر هواتفهم الخلوية، قال مختطفون في عدد منها إنّهم لدى التنظيم، فيما وثّق بعضها الآخر عمليات الإعدام. وفي 20 أكتوبر الماضي، أفرج التنظيم عن ستة من الرهائن، هم امرأتان وأربعة أطفال، بموجب اتفاق نصّ على إفراج الحكومة السورية عن معتقلات لديها مقرّبات من التنظيم. وتولّت روسيا بالتنسيق مع الحكومة السورية، منذ أشهر، التفاوض مع التنظيم الجهادي. كما شكّلت عائلات المخطوفين مع ممثلين للمرجعيات الدينية وفداً محليّاً للتفاوض. وفيما تحدّث الإعلام السوري الرسمي عن أنّ تحرير باقي المختطفين تمّ في إطار عملية عسكرية، قالت مصادر أخرى إنّ عملية الإفراج عنهم أتت استكمالاً للاتفاق السابق برعاية روسيا. وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، أمس:«3 من مختطفي ومختطفات السويداء هم طفلان اثنان ومواطنة فارقوا الحياة، قبيل عملية تسليم المختطفين والمختطفات للنظام السوري في بادية السخنة الشرقية، حيث لا يزال جثمان السيدة مفقوداً إلى الآن، فيما جلب جثمانا الطفلين، ليرتفع إلى 6 هم طفلان وفتى و3 مواطنات، عدد المختطفين الذين فارقوا الحياة وأعدموا على أيدي التنظيم وخلال فترة الاحتجاز، التي بدأت في يوليو». وأكدت مصادر لـ«المرصد» أن «الاستياء يختلط بفرح سكان محافظة السويداء لعودة المختطفين، ويأتي هذا الاستياء على خلفية مفارقة 6 مختطفين للحياة وسط عدم اكتراث النظام ومحاولة الترويج لـ(انتصار) عبر الترويج لعملية عسكرية أفرجت عن المختطفين».

 

ملفات سوريا وليبيا تتصدر الحوار الاستراتيجي بين مصر وأميركا

القاهرة: سوسن أبو حسين/جريدة الجمهورية/السبت 10 تشرين الثاني 2018/اتفق سامح شكري وزير الخارجية المصري، ونظيره الأميركي مايك بومبيو في اتصال هاتفي، بينهما على التحضير لعقد جولة «آلية الحوار الاستراتيجي». وذلك في إطار التشاور المستمر بين البلدين بشأن مجمل تطورات الأوضاع في المنطقة، والتباحُث حول الأوضاع الثنائية. فيما أوضحت مصادر دبلوماسية، أن «ملفات الأزمة في المنطقة تتصدر اللقاء المصري الأميركي الذي سيتحدد موعده في الوقت المناسب للطرفين»، مؤكدة أن هناك سعياً حثيثاً لإيجاد سبل تنفيذ ما اتفق عليه دولياً في ملفات سوريا وليبيا واليمن. من جانبه، قال المستشار أحمد حافظ، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، إن الوزيريّن تناولا أهمية مواصلة الدفع قدماً بالعلاقات الثنائية خلال المرحلة المقبلة، حيث تم التطرق لبدء التحضيرات لعقد اجتماعات بين وزيري دفاع وخارجية البلدين، وفقاً لصيغة 2+2. وجولة آلية الحوار الاستراتيجي، وذلك في إطار تدعيم العلاقات المشتركة على الأصعدة كافة. وأضاف حافظ أن الوزيرين تبادلا الرؤى حول مستجدات الأوضاع في المنطقة؛ كما اتفقا على تكثيف التواصل خلال المرحلة القادمة بغية التشاور بشأن القضايا الإقليمية والتحديات التي تواجه استقرار الشرق الأوسط. فيما أجرى شكري اتصالاً هاتفياً بوزير الخارجية العراقي محمد الحكيم، لتهنئته بمناسبة توليه مهام منصبه، ومتمنياً له التوفيق والسداد. مؤكداً تطلعه للعمل معه خلال الفترة المقبلة، وتعزيز التشاور والتنسيق بشأن مجمل القضايا ذات الاهتمام المشترك لما فيه خير ومصلحة الشعبيّن الشقيقيّن، منوهاً إلى عمق ومتانة العلاقات التاريخية بين مصر والعراق، وحرص قيادتي البلدين على تطوير أطر التعاون الثنائي في كل المجالات.وأعرب شكري لنظيره العراقي عن خالص تعازيه لضحايا الحادث الإرهابي الغاشم الذي شهدته مدينة الموصل، مؤكداً تضامن مصر الكامل ووقوفها مع العراق الشقيق في جهود مكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار. إلى ذلك، يتوجه سامح شكري، مساء اليوم (السبت)، إلى العاصمة البحرينية المنامة للمشاركة في أعمال الدورة العاشرة للجنة المصرية البحرينية المشتركة، التي من المقرر عقدها على مدار يومي 10 و11 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي برئاسة وزيري خارجية البلديّن. وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية أمس، إن انعقاد اللجنة يأتي في إطار حرص البلديّن على دورية انعقادها، وتطوير أُطر التعاون الثنائي بينهما في جميع المجالات والدفع بها إلى آفاق أرحب، بما يرقى إلى عمق ومتانة الروابط التي تجمع بين البلديّن على المستويين الشعبي والرسمي، موضحاً أنه من المقرر أن تشهد أعمال اللجنة التوقيع على عدد من الاتفاقيات الثنائية ومذكرات التفاهم في المجالات المختلفة، فضلاً عن التشاور والتنسيق بشأن مجمل القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، تعزيزاً للتضامن والعمل العربي المشترك في مواجهة التحديات المختلفة التي تشهدها المنطقة. تجدر الإشارة إلى أن الاجتماعات التحضيرية للّجنة المشتركة تعُقد خلال اليوم الأول على مستوى كبار المسؤولين، تمهيداً لعقد الاجتماع الوزاري للجنة على مستوى وزيري خارجية البلدين.

 

قتلى باشتباكات في ريف حماة بين موالين للنظام ومعارضين وأكبر حصيلة من نوعها منذ إعلان الاتفاق الروسي ـ التركي حول شمال سوريا

بيروت - لندن/جريدة الجمهورية/السبت 10 تشرين الثاني 2018/قتل 23 عنصراً من فصيل معارض ليل الخميس – الجمعة، إثر هجوم شنّته قوات النظام السوري في المنطقة التي حدّدها الاتفاق الروسي - التركي بمنزوعة السلاح في محافظة إدلب ومحيطها، آخر معاقل الفصائل المعارضة والمتطرفة في سوريا، في وقت أفيد بأن الفصائل أغلقت المعبر بين مناطقها ومناطق النظام، وبأن عناصر موالية لإيران قتلوا في المعارك. وتُعدّ هذه الحصيلة، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، الأكبر في هذه المنطقة منذ إعلان الاتفاق الروسي - التركي بشأنها في 17 سبتمبر (أيلول)، والذي لم يُستكمل تطبيقه عملياً بعد، في وقت يؤكّد فيه الطرفان الضامنان له أنّه قيد التنفيذ. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن، لوكالة الصحافة الفرنسية: «شنّت قوات النظام ليل الخميس هجوماً ضد موقع عبارة عن مبنى لفصيل جيش العزّة، في منطقة اللطامنة في ريف حماة الشمالي، لتندلع إثره اشتباكات عنيفة استمرّت طوال الليل». وقتل في الهجوم والاشتباكات 23 عنصراً من فصيل جيش العزّة، وأصيب 35، بينما لا تزال عمليات البحث جارية عن مفقودين. وكان المرصد قد أفاد في وقت سابق بمقتل 22 عنصراً، إلا أن مقاتلاً توفي متأثراً بجراحه في وقت لاحق.وأوضح عبد الرحمن أنّ «قوات النظام التي نصبت كمائن عدة طوال الليل للتعزيزات التي أرسلها (جيش العزّة)، انسحبت لاحقاً من الموقع». ولا يزال السبب خلف هذا التصعيد غير واضح؛ لكن لا يبدو أنّه ينذر بهجوم أوسع يهدّد اتفاق المنطقة المنزوعة السلاح؛ خصوصاً أنّ قوات النظام انسحبت لاحقاً، وفق المرصد، من موقع فصيل جيش العزّة.

وينشط فصيل جيش العزّة، الذي يضمّ نحو 2500 مقاتل، في منطقة سهل الغاب واللطامنة في ريف حماة الشمالي. وكان قد أعلن سابقاً رفضه للاتفاق الروسي - التركي، إلا أنّه عاد والتزم بسحب سلاحه الثقيل من المنطقة المشمولة به، وفق «المرصد». وتوصّلت روسيا وتركيا قبل نحو شهرين إلى اتفاق على إقامة منطقة منزوعة السلاح في إدلب ومحيطها، بعمق يتراوح بين 15 و20 كيلومتراً، بعدما لوّحت دمشق على مدى أسابيع بشنّ عملية عسكرية واسعة في المنطقة، التي تُعدّ آخر معقل للفصائل المعارضة والجهادية في سوريا. وتقع المنطقة المنزوعة السلاح على خطوط التماس بين قوات النظام والفصائل المعارضة والجهادية، ومن المفترض أن تشمل جزءاً من محافظة إدلب، مع مناطق في ريف حلب الغربي وريف حماة الشمالي وريف اللاذقية الشمالي الشرقي. ورغم الاتفاق، تشهد المنطقة بين الحين والآخر مناوشات وقصفاً متبادلاً بين قوات النظام والفصائل المعارضة والجهادية. واستهدفت قوات النظام بالمدفعية، الجمعة، وفق «المرصد»، بلدات وقرى عدة في ريف إدلب الجنوبي. ووثّق «المرصد السوري» منذ سبتمبر، مقتل 43 شخصاً، بينهم 18 مدنياً، في قصف لقوات النظام واشتباكات في المنطقة المنزوعة السلاح. كما قتل ثلاثة مدنيين في قصف للفصائل المعارضة. وتُعدّ إدلب التي تؤوي مع مناطق محاذية لها نحو ثلاثة ملايين نسمة، المعقل الأخير للفصائل المعارضة والجهادية في سوريا. وتمّ بموجب الاتفاق الروسي التركي سحب غالبية الأسلحة الثقيلة للفصائل من المنطقة المعنية. وكان من المفترض أن ينسحب المقاتلون المتطرفون من هذه المنطقة بحلول 15 أكتوبر (تشرين الأول)؛ لكنّ إعلان روسيا وتركيا أنّ الاتفاق قيد التنفيذ، بدا بمثابة منح مهلة إضافية لتلك الفصائل، وعلى رأسها هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً). ولم تحدّد الهيئة موقفاً واضحاً من الاتفاق، رغم إشادتها بمساعي أنقرة وتحذيرها من نوايا موسكو. وتسيطر «هيئة تحرير الشام» ومجموعات جهادية أقلّ نفوذاً منها على ثلثي المنطقة المنزوعة السلاح. كما تسيطر الهيئة على الجزء الأكبر من محافظة إدلب، وتوجد فصائل أخرى أبرزها «حركة أحرار الشام» في المناطق الأخرى. وكانت قوات النظام قد سيطرت على بعض المناطق في الريف الجنوبي الشرقي، إثر هجوم شنّته بداية العام الحالي.

وأعرب وزير الخارجية السوري وليد المعلم، الشهر الحالي، عن عدم رضاه إزاء تنفيذ الاتفاق. وقال، وفق ما نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا): «لا يزال الإرهابيون موجودين بأسلحتهم الثقيلة في هذه المنطقة، وهذا مؤشّر على عدم رغبة تركيا في تنفيذ التزاماتها».

وجاء الاتفاق الروسي - التركي بعد استعادة قوات النظام خلال الأعوام الثلاثة الماضية أكثر من ثلثي مساحة البلاد بفعل الدعم الروسي. ولا تزال هناك منطقتان كبيرتان خارجتين عن سيطرتها: إدلب ومحيطها؛ حيث النفوذ التركي، ومناطق سيطرة الأكراد المدعومين أميركياً في شمال شرقي البلاد. ومهّد الاتفاق الطريق أمام حراك دبلوماسي تقوده روسيا وتركيا، بهدف تحريك العملية السياسية، إلا أنّ التوقّعات بأن يؤدي ذلك إلى نتيجة تبقى متدنيّة، وفق محلّلين يشكّكون في موافقة دمشق على تقديم أي تنازلات. وأغلقت فصائل المعارضة السورية، الجمعة، معبر مورك في ريف حماة الشمالي، الذي يربط مناطق سيطرة فصائل المعارضة مع مناطق سيطرة القوات الحكومية، وإلغاء صلاة الجمعة في ريف إدلب الجنوبي. وأكد قائد عسكري في الجبهة الوطنية للتحرير لوكالة الأنباء الألمانية: «أغلقت فصائل الجبهة الوطنية معبر مورك شمال مدينة حماة، أمام حركة السيارات التجارية والمسافرين بشكل كامل، بعد تسلل قوات تابعة لـ(حزب الله) اللبناني والدفاع الوطني للمعبر، والتسلل إلى بلدة الزلاقيات ومهاجمة نقطة لـ(جيش العزة) في (الجيش السوري الحر)». وأكد القائد العسكري «مقتل 23 عنصراً من مقاتلي (جيش العزة) وسقوط عدد من الجرحى، كما قتل سبعة من المهاجمين وهم من مقاتلي (حزب الله) اللبناني، والحرس الثوري الإيراني، وعناصر من الدفاع الوطني». وافتتح معبر مورك مطلع الشهر الجاري، لربط مناطق سيطرة القوات الحكومية مع مناطق المعارضة في ريف حماة الشمالي وإدلب الجنوبي. ومن جانبه، قال مدير المكتب الإعلامي لـ«جيش العزة» في تصريحات صحافية، الجمعة، إن قوات الحكومة نفذت عملية تسلل إلى نقطة عسكرية للفصيل في محور الزلاقيات بريف حماة الشمالي؛ ما أدى إلى مقتل 23 مقاتلاً وجرح عدد آخرين. وأضاف المسؤول الإعلامي أن «جيش العزة تمكن بعد ساعات من تسلل قوات الأسد من استرجاع النقطة العسكرية، ونفذ عمليات تمشيط في محيط المنطقة». وذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) أن «وحدة من الجيش قضت على عدد من إرهابيي ما يسمى (كتائب العزة) في كمين محكم على محور الزلاقيات بريف حماة الشمالي، وذلك رداً على اعتداءاتهم على نقطة عسكرية على المحور ذاته بالأسلحة الرشاشة الثقيلة». وفي ريف إدلب الجنوبي، ألغت مساجد مدينة جرجناز بريف إدلب صلاة الجمعة في المساجد، بسبب القصف المدفعي والصاروخي من قبل القوات الحكومية على ريف إدلب الجنوبي الشرقي، منذ ساعات الصباح الأولى، بحسب مصدر في الدفاع المدني التابع للمعارضة في محافظة إدلب. وقال المصدر إن الأضرار اقتصرت على الماديات.

 

11 قتيلاً جراء سيول الأردن... وإجلاء الآلاف

عمّان/جريدة الجمهورية/السبت 10 تشرين الثاني 2018/ارتفعت حصيلة ضحايا السيول والأمطار الغزيرة التي تعرض لها الأردن أمس (الجمعة)، إلى 11 شخصاً، حسبما أعلن الدفاع المدني اليوم. وقال إياد العمرو، المتحدث باسم الدفاع المدني، إن «عدد ضحايا الأحوال الجوية السائدة والسيول ارتفع إلى 11 حالة وفاة، بينهم أحد غطاسي كوادر الدفاع المدني». وأكد العمرو أن «عمليات البحث تجري عن طفلتين مفقودتين»، مشيراً إلى «مشاركة قوات مسلحة أردنية وقوات درك في عمليات البحث». ومن بين القتلى خمسة أشخاص لقوا حتفهم في مادبا (32 كلم جنوب عمّان)، وطفلة في معان (212 كلم)، وثلاثة في ضبعا جنوب العاصمة. وكانت جمانة غنيمات وزيرة الدولة لشؤون الإعلام والمتحدثة الرسمية باسم الحكومة، قد أعلنت في حصيلة أولية مساء الجمعة عن مقتل سبعة أشخاص. وأكدت غنيمات أن «عدد الأشخاص الذين تم إنقاذهم وصل إلى الآلاف، من بينهم أكثر من ثلاثة آلاف شخص في منطقة البتراء (230 كلم جنوب عمّان)». وقامت السلطات أمس، بإجلاء 3762 سائحاً من مختلف الجنسيات كانوا يزورون مدينة البتراء الأثرية جنوب الأردن. ودعت غنيمات المواطنين «القاطنين بالقرب من المناطق المنخفضة والأودية ومجاري السيول والجسور والأنفاق إلى إخلاء منازلهم حفاظاً على حياتهم نظراً لغزارة الأمطار المتوقعة ليل الجمعة ونهار السبت». وقررت وزارة التربية والتعليم تعليق الدراسة في جميع المدارس السبت. كذلك دعت مديرية الأمن العام المواطنين «نظراً للأحوال الجوية السائدة إلى ضرورة الابتعاد عن الأماكن المنخفضة ومجاري السيول والانتقال إلى أماكن أكثر أماناً». وشهدت مدينة البتراء ووادي موسى جنوب الأردن ومناطق أخرى أمطاراً غزيرة وسيولاً جارفة. وكان 21 شخصاً لقوا حتفهم قبل أسبوعين، غالبيتهم تلامذة مدرسة، كانوا في حافلة جرفتها سيول تسببت بها أمطار غزيرة في منطقة البحر الميت. وبعد أسبوع من الحادث، قدم وزير التربية والتعليم الأردني، عزمي محافظة، ووزيرة السياحة والآثار، لينا عناب، استقالتيهما.

 

تحالف دعم الشرعية في اليمن يطلب من واشنطن وقف تزويد طائراته بالوقود بعد تمكن السعودية ودول التحالف من زيادة قدراتها

الرياض/جريدة الجمهورية/السبت 10 تشرين الثاني 2018/أكدت قيادة القوات المشتركة لتحالف دعم الشرعية في اليمن، تمكن السعودية ودول التحالف مؤخراً من زيادة قدراتها في مجال تزويد طائراتها بالوقود جواً بشكل مستقل ضمن عملياتها لدعم الشرعية في اليمن، وذلك انطلاقاً من جهود المملكة والدول الأعضاء في تحالف دعم الشرعية في اليمن، للعمل بشكل مستمر على تطوير قدراتها العسكرية وتعزيز الاعتماد على قدراتها الذاتية. وأضاف التحالف في بيان: "في ضوء ذلك، وبالتشاور مع الحلفاء في الولايات المتحدة الأمريكية، قام التحالف بالطلب من الجانب الأمريكي وقف تزويد طائراته بالوقود جواً في العمليات الجارية في اليمن|. وعبرت قيادة التحالف عن أملها بأن تقود المفاوضات القادمة برعاية الأمم المتحدة إلى اتفاق في إطار قرار مجلس الأمن الدولي 2216، بما يساهم بوقف الاعتداءات التي تقوم بها ميليشيات الحوثي المدعومة من إيران على الشعب اليمني الشقيق ودول المنطقة، بما في ذلك التهديدات التي تشكلها الصواريخ الباليستية والطائرات بدون طيار. من جانبه، عبر وزير الدفاع الأميركي جيم ماتيس، اليوم، عن دعمه لقرار التحالف بشأن وقف تزويد الولايات المتحدة لطائراته بالوقود، وقال إن القرار اتخذ بالتشاور مع الحكومة الأميركية. وأضاف ماتيس في بيان «تخطط الولايات المتحدة والتحالف للتعاون في بناء قوات يمنية شرعية للدفاع عن الشعب اليمني وتأمين حدود بلاده والإسهام في التصدي للقاعدة وداعش في اليمن والمنطقة». ويأتي طلب التحالف لوقف الجانب الأميركي تزويد الطائرات بالوقود جواً، في إطار التطور الكبير الذي تشهده قدرات المملكة العسكرية، بما في ذلك تعزيز الاعتماد على القدرات الذاتية، إذ تملك السعودية 21 طائرة لتزويد مقاتلاتها بالوقود جواً. وبجانب اليمن، استخدمت السعودية قدراتها المتقدمة في هذا المجال كذلك في سوريا خلال مشاركتها في التحالف الدولي ضد تنظيم "داعش".  وإذ يستمر التحالف في تطوير قدراته وآلياته بما يحقق أغراض السلم ويحافظ على أرواح المدنيين في اليمن، تقدر السعودية دعم الحلفاء، خصوصاً الولايات المتحدة، في مجال التعاون في مكافحة الإرهاب ومواجهة النفوذ الايراني في المنطقة، وتثمن استمرار هذا الدعم.

 

مصر: مناورة «درع العرب 1» تُنفذ تدريباً على اقتحام بؤرة إرهابية وأنشطة برية وبحرية وجوية بمشاركة 8 دول بينها السعودية والإمارات

القاهرة: وليد عبد الرحمن/جريدة الجمهورية/السبت 10 تشرين الثاني 2018/تواصل القوات العربية المشاركة في تدريبات (درع العرب - 1) تنفيذ أكبر مناورة عسكرية عربية، تشمل كافة الأنشطة التدريبية البرية والبحرية والجوية المخططة، خلال فعاليات التدريب الذي يستمر حتى 16 نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري بقاعدة «محمد نجيب» العسكرية، شمالي مصر، بمشاركة 8 دول عربية، من بينها «السعودية والإمارات والبحرين». وقال العقيد تامر الرفاعي، المتحدث العسكري للقوات المسلحة المصرية، أمس، إنه تم عقد عدد من المحاضرات النظرية والعملية لصقل خبرات القادة وتوحيد المفاهيم العملياتية بين مختلف القوات، كما نفذت عناصر القوات الخاصة عددا من الأنشطة التدريبية أبرزت المهارة في الميدان وأعمال الإخفاء والتمويه، واستغلال طبيعة الأرض لكافة العناصر، إضافة إلى تنفيذ أعمال الكمين والإغارة على الأهداف المعادية، وتنفيذ تمارين الرماية بالذخيرة الحية لجميع الأسلحة. وأضاف في بيان له أمس نشره على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي، أن «قوات المظلات المشاركة من مختلف الدول نفذت تدريبات على الإعداد والتجهيز والتحميل للأفراد والتعامل مع المواقف الطارئة التي يمكن التعرض لها خلال القفز بالمظلات من الارتفاعات العالية نهاراً وليلاً وتحت مختلف الظروف، وكيفية تنفيذ أعمال الإزاحة والتشكيلات الجوية، وتنفيذ قفزات مشتركة أظهرت مدى ما يتمتع به العناصر المشاركة من كفاءة وقدرة تنفيذ المهام والوصول إلى الأهداف المخططة بدقة عالية». وأوضح البيان أن «عناصر القوات البرية مدعومة بعناصر من القوات الخاصة تواصل الإعداد والتجهيز لتنفيذ أنشطة اقتحام بؤرة إرهابية والقتال في المدن، وتنفيذ رمايات تكتيكية بالذخيرة الحية... ونفذت عناصر القوات الخاصة البحرية تدريبات على اقتحام السفن المشتبه بها وتنفيذ حق الزيارة والتفتيش». وأكد الرفاعي استمرار عناصر القوات الجوية في التدريب على تخطيط وإدارة أعمال قتال جوية مشتركة، وتبادل الخبرات بين الأطقم الجوية، وقيام المقاتلات متعددة المهام بتنفيذ الكثير من الطلعات للتدريب على أعمال الدفاع والهجوم على أهداف معادية... فيما تواصل كافة أجهزة القيادة العامة للقوات المسلحة والمنطقة الشمالية العسكرية بالتعاون مع هيئة تدريب القوات المسلحة في التنظيم والتخطيط الجيد لمختلف الأنشطة التدريبية، وتوفير مساعدات التدريب وتنسيق الجهود المشتركة لكافة الدول لتنفيذ الأنشطة المخططة، وتسهيل مطالب القوات المشاركة لتحقيق أقصى استفادة ممكنة من التدريب الذي يعد من أكبر التدريبات العربية التي تُنفذ بالمنطقة. وتدريب «درع العرب 1» يأتي في إطار سلسلة مناورات عسكرية عربية مشتركة جرت أخيراً، آخرها التدريب المصري - السعودي المشترك «تبوك 4» في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي في نطاق المنطقة الجنوبية العسكرية. ويهدف تدريب «درع العرب 1» إلى تطوير العمل المشترك بين القوات المشاركة بالتدريب، بالإضافة إلى التخطيط وإدارة أعمال قتال القوات بين مختلف الأسلحة البحرية والجوية والبرية وقوات الدفاع الجوي، وتبادل الخبرات المكتسبة في مجال أعمال القتال... وسبق أن أشاد الفريق محمد فريد، رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية، بأداء القوات العربية المشاركة في تدريبات «درع العرب 1».

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

إلى قيام الساعة

الدكتورة رندا ماروني/11 تشرين الثاني/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/68825/%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%83%D8%AA%D9%88%D8%B1%D8%A9-%D8%B1%D9%86%D8%AF%D8%A7-%D9%85%D8%A7%D8%B1%D9%88%D9%86%D9%8A-%D8%A5%D9%84%D9%89-%D9%82%D9%8A%D8%A7%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%A7%D8%B9%D8%A9/

لا بعد سنة ولا سنتين ولا ألف بل إلى قيام الساعة انا أنصرهم، لديكم خيارين لا ثالث لهما، أحكمكم أو أغرقكم.!!

هذا فحوى ما نطق به السيد حسن نصرالله في يوم شهيده في خطابه وفي الشق المتعلق منه بالوضع الداخلي اللبناني وفي اسباب فرملة عملية تشكيل الحكومة فيما سمي بعقدة تمثيل المعارضة السنية.

الأقوال مبدئية، أما ما خفي فهو الأعظم، فحين كان الجميع يبشر بقرب ولادة الحكومة إلتزمنا الصمت دون تعليق ليقيننا بالنوايا الفعلية لحزب الله وتحركاته التكتيكية في إدارة اللعبة السياسية اللبنانية في محاولة تغييرية للمعادلات السياسية الطائفية والقفز فوق إتفاق الطائف حيث لا نستطيع وصف ما أعلن عنه اليوم صراحة سوى بالدخول في النفق المظلم إلى أجل غير مسمى. وبالرغم من ظهور المشكلة كعقدة سنية شيعية، الا انه أعلن تململه صراحة من حجم حصته الوزارية المتمثلة بستة وزراء وقد اتى هذا الاعلان ليظهر الباطن الواضح الساعي للقفز فوق إتفاق الطائف الذي أقر المناصفة بين المسلمين والمسيحيين مهددا بإعادة النظر في كل الحسابات.

فحالة الجمود والواقع الاقتصادي المتردي والاستحقاقات المداهمة والمساعدات المؤجلة ربطا بعملية تشكيل الحكومة لا اعتبار لها عند حزب الله إلا كوسيلة لمضاعفة تشدده وإستعمالها كأداة ضغط للحصول على مآربه من أم الصبي كما وصفهم في خطابه، وهم المتنازلين دوما والمتهالكين بالتدريج ليس بصفتهم أشخاص أصحاب مصالح بل كحكام متحكمين يقدمون لحزب الله ما لا يملكون على طبق من فضة في كل مرة.

لقد قالها السيد حسن صراحة، ألستم تقولون بأنكم أم الصبي وتريدون المحافظة على الاستقرار الإقتصادي إذا إرضخوا لمشيئتي لأنه لا بعد سنة ولا سنتين ولا ألف ولا الى قيام الساعة ستشكل الحكومة إلا بتحقيق ما أطلبه فيها.

ولم يخف تهكمه من مقولة أم الصبي عندما ذكر بالصفقات والسرقات والسمسرات التي هي السبب الحقيقي الكامن وراء عقد التسوية معه، وليس صفة أم الصبي، وتسائل عن حجم المساعدات التي سوف تعطى للبنان في حال تشكل الحكومة وكم ستدوم بأيدي هؤلاء المسرفين.

واذا نطق كلاما حقا في بعض ما يدور على الساحة اللبنانية، إلا أننا كمواطنين لبنانيين نشهد عصر انحطاط مليء بالدجاليين السياسيين لا يستثني المدعي والمدعى عليه، ولا يعفيه من علامات إستفهام كثيرة نضعها حول مغزى الاستمرار في إطلاق المبررات المكشوفة الزيف لحالته الشاذة عن القاعدة والمتمسكة بشذوذها وبمعادلاتها اللامنطقية والتي أكد على استمرارها السيد حسن بتجديد تمسكه بثلاثيته الذهبية الشعب، الجيش والمقاومة وبسلاحه الفتاك الذي دحر به العدو الصهيوني وحرر به القدس.!!

ولا عجبا من ديمقراطية ينادى بها على غرار الديمقراطية الإيرانية تطالب بتمثيل سنة المعارضة وتتغاضى عن تمثيل الشيعة المعارضين للنهج الإيراني المبعدين قصرا نتيجة لسطوة السلاح غير الشرعي عن المشاركة في العملية السياسية.

ولا عجب أيضا من التركيز على قضية الخاشقجي في حين ترشح الديمقراطية الإيرانية زيتا فيما تقوم به مع المعارضة السلمية الايرانية حيث يسجل كل شهر اعدامات بالجملة حسب تقارير انتهاك حقوق الإنسان في إيران والتي بلغت في شهر تشرين الأول وحده ٢٢ حالة إعدام من بينها إمرأة دون الثامنة عشرة من العمر وخمسة من الناشطين البيئيين ومواطنين عرب من الاهواز وبعض سائقي الشاحنات.

لقد قال السيد حسن كلمته بفوقية واستعلاء وبحزم لا رجوع او تفاوض فيه، ولا مسايرة لواقع اقتصادي صعب، بل إنتهازا واضحا لفرصةحاجة الجيوب للسيولة.

فهل سنشهد في الايام المقبلة رضوخا مذلا جديدا تحت عنوان ما يسمى أم الصبي؟

هذا المسمى الذي راق للسيد حسن كثيرا على ما يبدو، أم سنشهد إستفاقة لكرامة بعد سبات عميق؟

خيار من إثنين لا ثالث لهما، إما المواجهة لإعادة السيادة لأصحابها وأما إلى مزبلة التاريخ مع كل تبريراتكم وإلى قيام الساعة.

إلى قيام الساعة

موقف وحيد

لا رجوع فيه

إصرار وتأكيد

أحكمكم أو أغرقكم

تهديد ووعيد

لا تحلموا بدولة

فللثلاثية تمديد

لأجل غير مسمى

تمجيد وتخليد

وللسلاح دور باق

مؤبد تأبيد

يمدحه شهود زور

بمثابة العبيد

لا شئمة لا كرامة

حقارة تستزيد

أصغر أوصافها

وقاحة عربيد

إلى قيام الساعة

موقف وحيد

لا رجوع فيه

إصرار وتأكيد

أحكمكم أو أعرفكم

تهديد ووعيد.

 

من الأرشيف/هل كسوف مسيحيي لبنان بلا شفاء؟

سمير فرنجية/(جريدة “النهار”، صفحة “قضايا”، الجمعة 6 تشرين الثاني 2009)

مقالة للراحل سمير فرنجية كتبها قبل نحو عشر سنوات ولا زالت حاضرة في مضمونه اليوم وبقوة . كتب فرنجية: هذا السؤال الذي واجهتني به شخصية مسيحية مرموقة، اكنُّ لها كل التقدير والإحترام، تركني للوهلة الأولى في حيرة. إذ إنّ شواغل السياسة اليومية لم تكن لتتيح لي المسافة التأمُّلية الكافية لإجابة محدّثي عن سؤاله إجابةً دقيقة في تلك الجلسة. في وقت لاحق، وبعد أن استعرضتُ في ذهني مسيرة الطائفة المسيحية على مدى السنوات الأخيرة، وجدتُني أميلُ إلى جواب قد يؤكد مخاوف هذا السؤال الوجودي، وإن كان يؤكد واقعيته ومشروعيته. لماذا؟ لأنه لم يعد لدينا، كمسيحيين، رؤية لدورنا السياسي والثقافي سواء في لبنان أو العالم العربي.

لم يعد لدينا رؤية واضحة لمستقبل لبنان ولمستقبلنا فيه، مع أننا كنا أول المبادرين إلى طيّ صفحة الحرب من خلال السينودس من أجل لبنان (1995) والإرشاد الرسولي (1997)، بالإضافة إلى دور كنيستنا الحاسم في تثبيت اتفاق الطائف لسلام لبنان. ومع نداء المطارنة الموارنة (20 ايلول 2000) ولقاء قرنة شهوان (30 نيسان 2001) كنا ايضاً أول المنخرطين في معركة الإستقلال الثاني. كنا ايضاً وايضاً في طليعة مسيحيي الشرق الذين دعوا إلى التمييز الصريح بين الدين والدولة، إلى حدّ الفصل، مطالبين بإقامة دولة مدنية في لبنان؛ وذلك من خلال المجمع البطريركي الماروني (أيار 2006). إلى ذلك لم يعد لدينا رؤية واضحة لمستقبلنا في العالم العربي، هذا العالم الذي شرع في إقامة نظامه الإقليمي الجديد مع ” إعلان الرياض” الصادر عن القمة العربية في آذار 2007. لهذا الإعلان أهمية استثنائية في تاريخ التفكير العربي الحديث، من موقع جامعة الدول العربية، إذ قدَّم نظرة جديدة إلى العروبة، بصفتها “رابطة ثقافية” لا عصبية قومية، تحترم وجود “التنوع والتعدد والخصوصيات” في مكوّناتها، وتُعلي من شأن “التسامح والإعتدال والحوار وحقوق الإنسان”، كما تنحاز بلا تردُّد إلى فكرة السلام.

هنا أيضاً، أي بخصوص العروبة، سبق لنا مع مجلس بطاركة الشرق الكاثوليك والسينودس البطريركي أن قدّمنا، قبل “إعلان الرياض”، تصوّراً جديداً للعروبة “بصفتها رابطة حضارية تقرّب بين العرب لا مشروعاً سياسياً يباعد بينهم، وبصفتها أيضاً مدخلاً لتجديد مساهمة العرب في الحضارة العالمية”. ولا ننسى دورنا الريادي في “ثورة الأرز” التي شقّت طريق التغيير السلمي في المنطقة العربية، للمرة الأولى في تاريخها الحديث والمعاصر، بحيث غدت بيروت في لحظة فريدة قِبلة العالم العربي و”ساحته العامة” التي يرى فيها ربيعه المنشود.

أخيراً ليس لدينا اليوم رؤية الى مستقبلنا في الإطار المتوسطي. هذا فيما تُبذل جهود حثيثة، منذ قيام الإتحاد من اجل المتوسط عام 2008، لجعل البلدان المشاطئة في هذا البحر منطقة تعايش وتقارب بين شعوبها وثقافاتها العريقة، بعد فترة طويلة من الشقاق والنزاع. ولنقُل أيضاً إنه كان لنا في السابق مساهمات رائدة في هذا المجال مع ميشل شيحا وجورج نقاش ورينه حبشي وآخرين كُثُر.

لماذا وصلنا إلى ما نحن عليه اليوم من غياب الرؤية وإضمحلال الدور؟

• لأننا، مع انسحاب القوّات السورية من لبنان، قفزنا قفزة هائلة الى الخلف، عائدين الى حيث كنّا عام 1990، الى أجواء تلك “الحرب الأخوية” التي دمّرت جماعتنا المسيحية. كثير من قادتنا السياسيين يبررون خياراتهم الراهنة بمعايير تلك الحرب، غير قادرين على تخطّي صدمتها.

لأن مشروعية العمل السياسي لدى هؤلاء لا تُستمدّ من متطلبات الحاضر والمستقبل الفعلية، بل من ماضي الحرب. من هنا تلك الرغبة الجامحة في استحضار ذاكرة المجازر المسيحية -المسيحية، وفي نبش القبور، على أمل توجيه ضربة ساحقة للخصم السياسي! هذا من دون ان ننسى المتاجرة الفاجرة بدماء الشهداء….

لأننا، وفي خضمّ نزاعاتنا التافهة، نجترُّ طعاماً واحداً، هو الخوف! الخوف من توطين الفلسطينيين في لبنان، ومن تناقصنا الديموغرافي المطّرد، ومن سلفية سنّية، وأصولية شيعية… وها نحن قاعدون على رصيف التاريخ في انتظار “حامٍ” نضع بين يديه مصائرنا!

لماذا وصلنا الى هنا؟

لأن السياسة عندنا تحولت مجرد صراع على السلطة، يُسمح فيه بتوجيه كل انواع الضربات، ولا غاية فعلية له إلا تسجيل الأهداف في مرمى الخصم. من هنا هذا الفصام ( شيزوفرينيا) الذي نلاحظه في المواقف، حيث المطالبة بالشيء ونقيضه في آن واحد: المطالبة بمحاكمة الفاسدين ورفض محاكمة القتلة! محاربة الأصولية الإرهابية في بعض المخيمات وغضّ الطرف عنها أو دعمها في مخيمات أخرى! المطالبة بحماية الشرعية الدولية من جهة ورفض تطبيق قراراتها من جهة اخرى! إدانة “الإقطاع السياسي” وممارسة المحسوبية على نطاق واسع!…

لماذا وصلنا الى هنا؟

لأننا فقدنا معاييرنا الأخلاقية ورجِعنا الى “قبليتنا”، فانحدرنا بوضعنا من جماعة معنيّة بمستقبل لبنان والمنطقة الى جماعة لا يعنيها سوى “حقوقها” الخاصة.

هل تراجُع المسيحيين اللبنانيين إذاً حالةٌ ميؤوسٌ منها؟

استناداً الى واقع الحال، وفي ما لو استمررنا على هذا المنوال، لن يكون الجواب إلا بـ”نعم”!

هل يجب ان نستسلم للأمر الواقع ونتقبله؟

كلا، بالفم الملآن! ولكن شريطة ان نتحلّى يالشجاعة وأن نتحمّل مسؤولياتنا كافة. لقد قمنا بذلك عام 2005 حين شارك كلٌ منّا، بقرار حرّ وإحساس عظيم بالمسؤولية الوطنية والأخلاقية، في إنتفاضة الإستقلال. لم نأتِ الى ساحة الشهداء تلبيةً لنداء أو قرار من خارجنا، بل أتينا باعتبارنا أمّ الصبيّ وأباه. نعم كان للأحزاب السياسية حضور فاعل في تلك الإنتفاضة، ولكنه كان حضوراً “أقلياً” بطبيعة الحال.

هل بامكاننا اليوم أن نأمل بتغيير مجرى الأحداث وأن نصعد التلّة؟

نعم، إذا عدنا الى جوهر رسالة الإنجيل المقدس الذي يكرّم الإنسان انطلاقاً من فرديته وفرادته لا من قطيعيته، والذي يعلّم الناس كيف يتجنّبون السقوط في فخ العنف ليعيشوا معاً بسلام. ذلك أن إنسانية الإنسان الفرد لا تتحقّق وتتجوهر إلا بوجود “الآخر”.

نعم، إذا تمكنّا، على قاعدة قيمنا الأصيلة، من وضع حدّ لهذا التزاحم المجنون حيث يطمع كل منا بما لغيره، واذا تمكنّا من مغادرة الثأر كي “ندع الموتى يدفنون موتاهم”.

نعم، اذا تمكنّا من الإجابة عن السؤال الجوهري الذي يحدّد مصيرنا: “كيف نعيش معاً، متساوين في الحقوق والواجبات، ومختلفين في إنتماءاتنا الدينية واختياراتنا الشخصية”.

كيف نعيش معاً، متخفّفين من مخاوفنا الطائفية الموروثة، وغير باحثين عن “أمان” زائف داخل قبيلة ما، أكانت قبيلة طائفية أو حزبية، تقليدية أو “حديثة”، متوارثة أو مختارة، محكومة لرمزية دينية أو محدودة بلون أو راية؟

كيف نعيش معاً من دون تشكيك متبادل، ومن دون أن نجعل من الفروق سبباً لتراتبية تخوّلنا السيطرة على “الآخر” أو إقصاءه.

كيف نعيش معاً مدركين أن العلاقة مع الآخر ليست ضرورة تفرضها الحياة المشتركة في مجتمع متنوع فحسب، بل هي أيضاً وخصوصاً مصدر غنى لكل منا ولجميعنا.

إن قضية “العيش معاً”، التي تحظى اليوم بأهمية غير مسبوقة، لا سيما في هذه البقعة من العالم حيث تتوالى الحروب دون انقطاع منذ اكثر من نصف قرن، هذه القضية هي التي تحدّد طبيعة دورنا وجوهره. إنه دور “النساجين” الذين يعيدون وصل ما انقطع بين الناس:

علينا بادىء ذي بدء أن نعيد نسج الروابط في ما بيننا كمسيحيين، بطيّ صفحة النزاعات القاتلة، وأن نستهلّ ذلك بمراجعة أنفسنا وتنقية ذاكرتنا، وأن نسعى إلى توحيد كنائسنا في “كنيسة العرب” التي تحدّث عنها الأب يواكيم مبارك، والتي بإمكانها التعاون المخلص مع الإسلام لتجديد الشرق، هذا الشرق الإسلامي المسيحي، كما تستطيع إقامة علاقة أكثر توازناً مع الكنيبسة الغربية التي “تشعر اليوم بحاجة للعودة إلى الينابيع المشرقية (…) بعد أن اضحت هذه الكنيسة اكثر فلسفية واكثر قانونية واكثر تنظيماً”.

من ثم علينا أن نُعيد نسج روابطنا مع المسلمين، متحلّين بشجاعة الإعتراف بمسؤوليتنا المشتركة، مسيحيين ومسلمين، عن الحرب التي دمّرت بلدنا. ذلك أن مثل هذا الإعتراف هو الذي يؤهلنا لمعانقة المستقبل.

كذلك علينا أن نساهم في إعادة نسج الروابط بين الطوائف اللبنانية جميعاً، لا سيما بين المسلمين. ذلك أن غنى مجتمعنا وأسلوب عيشه لا يتأتّيان من مجرّد المجاورة والمساكنة، بل من العيش المشترك الذي يتيح التفاعل الخلاّق فيما بين مكوّناته، ويجعل من لبنان بوتقة إنسانية نموذجية في زمن باتت قضية “العيش المشترك”، في ظل المتغيرات الهائلة التي احدثتها العولمة، تمثّل تحدّياً جسيماً للبشرية جمعاء.

علينا أيضاً أن نساهم في إعادة نسج الروابط وتمتينها بين لبنان والعالم العربي، وذلك بالمشاركة النشطة في الجهود المبذولة من اجل نظام عربي جديد ونهضة عربية جديدة. إن مساهمة لبنان في هذا المجال يمكن ان تكون حاسمة. فلديه الكثير مما يقوله ويقدمه : لديه مدارسه، وجامعاته، ودور نشره، وصحافته، ومستشفياته، ومصارفه… ولديه قبل ذلك كله تجربته الديموقراطية الناطقة العربية في مجتمع شديد التنوع، كما لديه نموذج للخروج من ثقافة العنف يقدمه الى شعوب المنطقة التي ما زالت تقتات على عنف يومي.

علينا أخيراً المساهمة في تصويب وتمتين العلاقة بين العالمين العربي والغربي، على أساس مقاربة ذات أبعاد ثلاثة:

• بُعد السلام، استناداً الى مبادرة السلام العربية التي انطلقت من قمة بيروت (2002) وتأكدت في قمة الرياض (2007) وأعاد تأكيدها الرئيس أوباما أثناء خطابه الشهير في جامعة القاهرة (4 حزيران 2009).

• بُعد الحوار بين الديانات التوحيدية الكبرى الثلاث، والذي شهد انطلاقة مميزة على اثر اللقاء بين رأس الكنيسة الكاثوليكية قداسة البابا بينيديكتوس السادس عشر وخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز، ثم تطور بانعقاد الاجتماع الرفيع المستوى في مقر الجمعية العمومية للأمم المتحدة بدعوة من أمينها العام تحت عنوان “حوار الثقافات والأديان من أجل السلام” (12 تشرين الثاني 2008) والذي أعقب مؤتمر مدريد برعاية العاهل السعودي تحت العنوان ذاته.

• بُعد متوسطي، حيث يستطيع العرب أن يقدّموا نموذجاً لخبرة أصيلة في العيش المشترك ترقى الى تجربة مضيئة في تاريخهم، ألا وهي تجربة الأندلس.

على قاعدة هذه الإلتزامات الأخلاقية والثقافية والوطنية والإنسانية نستطيع، نحن المسيحيين، أن نأمل في إستعادة الدور الذي كان لنا، وأن نشيّد مع اللبنانيين الآخرين مستقبل سلام لجميعنا، على أساس ثقافة الوصل، فنعود بذلك الى معانقة “الحلم اللبناني” الذي أبصر النور ذات يوم من عام 2005.

* سمير فرنجية (1945-2017) نائب سابق، عضو الأمانة العام لـ14 آذار

 

بيزنس العقارات يدمّر ليسّيه عبد القادر ويهجّر الأنطونية

باسكال بطرس/المدن/10 تشرين الثاني/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/68809/%D8%A8%D8%A7%D8%B3%D9%83%D8%A7%D9%84-%D8%A8%D8%B7%D8%B1%D8%B3-%D8%A8%D9%8A%D8%B2%D9%86%D8%B3-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%82%D8%A7%D8%B1%D8%A7%D8%AA-%D9%8A%D8%AF%D9%85%D9%91%D8%B1-%D9%84%D9%8A%D8%B3%D9%91/

من الأزمة المتمادية في المدرسة الأنطونية الدولية بعجلتون إلى الأزمة المستجدّة في المدرسة الأنطونيّة في بعبدا، بدت الرهبانية الأنطونية المارونية وكأنها في مهبّ رياح الغايات الربحية والمصالح المالية الخاصّة، على حساب المصلحة العامّة، بل وعلى حساب "الرسالة التربوية" خصوصاً.

هذا ما روّجت له وسائل التواصل الاجتماعي والوسائل الإعلامية، تعليقاً على احتمال تأجير مبنى الأنطونية لصالح مدرسة "ليسيه عبد القادر"، في حين تجدّد الرهبانية تأكيدها أنّ المفاوضات مستمرّة، ولم يصدر أي قرار نهائي في هذا الشأن، كاشفةً في الوقت نفسه عن احتمال الانتقال إلى مبنى غير مشغول داخل المعهد الأنطوني في بعبدا، ومؤهّل لاستيعاب الطلاب والكادر التعليمي.

 الخبر الصاعق

بين ليلةٍ وضحاها، سُرّب خبرٌ مفاده أنّ الرهبانية قد قرّرت تأجير أو بيع ثانوية الآباء الأنطونيين في بعبدا لصالح مدرسة ليسيه عبد القادر، التي عرضت على الرهبانية استئجار الثانوية مدة سبعة وعشرين عاماً، خالية من طلابها وأساتذتها. انتشر الخبر سريعاً داخل حرم الثانوية، ونزل كالصاعقة على الأساتذة والطلاب، الذين حوّلوا المدرسة إلى ساحة هرج ومرج، ما أدّى الى إصابة البعض، منهم إحدى الطالبات التي لكمها أحد الأساتذة في صدرها. معظم الطلاب والأساتذة خرجوا مطالبين بمعرفة حقيقة الموضوع، والمصير الذي ينتظرهم، وسط غياب أي تصوّر لاستيعاب الكادر التعليمي والتلامذة الموجودين حاليا في الثانوية، وبالتالي تشريد 461 تلميذاً وصرف نحو 52 معلماً.

 في المقابل، لم يكن وقع الخبر أقلّ وطأة في ليسيه عبد القادر، حيث نفّذ التلامذة وذووهم اعتصامًا أمام المدرسة، رفضًا لنقلها إلى بعبدا. في حين تردّدت معلومات  أن صاحبة العقار الذي تقوم عليه ليسيه عبد القادر في بيروت، هند رفيق الحريري، قد باعته لسياسي لبناني، بعلم السفارة الفرنسية التي تبحث منذ فترة عن مركز جديد للمدرسة التابعة لها، وسط معلومات عن نية المالك الجديد للعقار إقامة برج سكني أو مشروع تجاري عليه، علماً بأن العقار يضم مبنى تراثياً بالغ الأهمية التاريخية والثقافية للعاصمة.

 لم تنفِ الرهبانية تلقّيها عرضاً للبيع أو الإيجار، لافتة إلى أنها لم تتّخذ بعد قراراً بالبيع أو التأجير. وعليه، أصدرت الأمانة العامة للرهبانية بياناً أكدت فيه حرصها على تلامذتها، وعلى أفراد الهيئة التعليمية في المدرسة والموظفين، مشدّدةً على أنّ "الرهبانية الأنطونية ملتزمة برسالتها التربوية بالرغم من كلّ التحديات الّتي تعصف بالمدارس الخاصة عمومًا والكاثوليكية خصوصًا". وأوضحت: "في ظلّ الظروف الإقتصادية والاجتماعية والأزمة التربوية الّتي افتعلتها الدولة اللبنانية من خلال القانون رقم 46، فإنّ الرهبانية في مرحلة دراسة تداعيات القانون رقم 46 (في هذا الإطار تجري المفاوضات مع إدارة "ليسيه عبد القادر")، مركّزةً على أنّه "حتّى الساعة لم تقدم على بيع أو تأجير أو إقفال أي مدرسة كما يشاع عن مدرسة LYPA ".

 المصير الحتمي

 غير أنّ المفاجأة كانت عندما التقى الآباء الأنطونيون، إثر اجتماعهم برئاسة الرئيس العام الأباتي مارون أبو جودة يوم الأربعاء في مار روكز، بالممثلين عن لجنة الأهل وعدد من المعلمين، وأبلغوهم أنه في حال توقيع الاتفاق مع مدرسة ليسيه عبد القادر، قد يكون ممكناً استبدال المبنى الحالي بآخر كبير وغير مشغول داخل المعهد الأنطوني. فما كان من اللجنة إلا أن "الآباء" لإبلاغ الأهالي والوقوف على رأيهم في هذا الطرح، قبل إعطاء أي جواب للأمانة العامة للمدارس الكاثوليكية، لا سيما أنّ الأهالي يطالبون، في حال حصول التأجير، بالانتقال إلى مبنى يتمتع بمواصفات تعليمية حديثة، على غرار المبنى الحالي، وبيئة مناسبة من حرم مدرسي وملاعب.

 في هذا الوقت، تلفت مصادر مطّلعة لـ "المدن"، إلى أنّ "من سرّب الخبر هي جهة معارضة لكلّ ما يحصل، ولا شكّ أنّها أرادت من خلال فعلتها أن تخلق بلبلة، ما يؤدي إلى حال استنكار عامّة وبالتالي إلى إفشال الصفقة، التي كانوا يحرصون على إنجازها بشكل غامض وسرّيّ". يبدو أنّ أي احتجاج لن يغيّر مشاريع إدارة الرهبانية. ويعبّر رئيس "حركة الأرض اللبنانية" طلال الدويهي لـ "المدن"، عن خشيته من "أن تكون القرارات المتّخذة من قبل القيّمين على الرهبانية بمثابة مسكّنات فقط بهدف تهدئة الأوضاع وضبطها"، متوقّعاً "أن تتم الصّفقة بين الرهبانية والليسيه عاجلا أم آجلا". أما مصير عقار ليسيه عبد القادر فسيكون على الأرجح كمصير أرض مدرسة "الكرمل سان جوزيف"، التي باتت مولاً استهلاكياً باذخاً في فردان. الاستثمار وعقليته الربحية في العقار البيروتي هما الغالبان.

 

نصرالله يعطّل الحكومة:مع سنّة 8 آذار حتى قيام الساعة

وليد حسين/المدن/السبت 10/11/2018

لم يكن السيّد حسن نصرالله بحاجة للإعلان صراحة أن لا حكومة تُشكّل في لبنان من دون موافقة حزب الله. ولم يكن بحاجة للعودة إلى فتح نقاش منطق العدد حتى لو أنّ حزب الله كان سبّاقاً في طرح المثالثة في الحكم منذ ما بعد العام 2005. فقد بات الجميع في لبنان، بمن فيهم الأطفال، يعلمون جيداً أنّ الحزب يملك 150 ألف صاروخ، أي أنّه الحاكم الفعلي للبنان. وإذا كان السيّد قد حاول جاهداً في خطابه نفي أنه "الحاكم بأمر الله" في لبنان" رافعاً لواء "المظلومية"، كون لا أحد استشاره لا بعدد الحقائب التي ستؤول إلى الحزب ولا بماهيّتها، إلا أنّ امتلاكه لمفاتيح الحلّ والتعطيل بدت واضحة في مسار خطابه الطويل. خطاب ناري في مناسبة يوم الشهيد ألقاه السيّد السبت، حتى لو اتّسم بتوتر واضح وصوت معتدل على عكس خطاباته الانفعالية. ورغم كون نصرالله لم يلجأ كعادته إلى رفع السبابة التي طالما رسمت خطاباته "المفصلية"، مرّر رسالته "التعطيلية" لتشكيل الحكومة إلى المعنيّين. فعلى قاعدة "الممانعة" الجوهرية "الاسد أو نحرق البلد"، أتت رسالة نصرالله واضحة بأن لا حكومة  من دون تمثيل سنّة 8 آذار حتى لو تأخر الأمر ليس أشهراً فقط بل الى يوم القيامة. والسيد عندما يعد يفي ولا تجربوه، كما عاد وكرر اليوم.

كما حذّر نصرالله رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ورئيس القوات اللبنانية سمير جعجع حتى من الكلام عن أن حزب الله يعطّل تشكيل الحكومة، داعياً جنبلاط إلى إعادة ضبط أجهزته اللاقطة لعدم القول إن إيران تقف خلف التعطيل. فلا يحق لجنبلاط القول إن حزب الله يعطّل قبل مرور أربعة أشهر مثيلة للأشهر الأربعة التي استغرقها الاشتراكي في التفاوض على حصّته. ولا يحق لجعجع اتهام حزب الله بالتعطيل قبل مرور خمسة أشهر مثيلة للأشهر التي فاوضت فيها القوات على حصّتها. فحزب الله حسب السيّد لم يقل إن الاشتراكي والقوات اللبنانية أخّرا تشكيل الحكومة، ولكن بمجرّد "تضامنه مع اخوة له حتى فتحتوا النار باتجاه ايران وسوريا" واتهموا الحزب بالتعطيل. لكن حزب الله كما قال نصر الله تواضع منذ البداية كي تتشكّل الحكومة ولو أراد التعطيل لكان لديه الجرأة الكافية بقول الامر بكل صراحة.

وإذ نفى نصرالله أن يكون حزب الله يريد "تطفيش" رئيس الحكومة المكلف، فقد أكّد، في خطابه "التكثيفي" لمسار سلاح تعطيل الدولة، على التزام الحزب بحلفائه من سنّة 8 آذار وبأنه لن يتنازل عن حقهم في التوزير إلا إذا هم قالوا عكس ذلك. "فهؤلاء ومواقفهم هو الذي منع تحويل الخلاف في لبنان من سياسي الى طائفي ومذهبي كما تريد اميركا واسرائيل والسعودية. سنة 8 آذار هي مفخرة حقيقية".

وقال نصر الله "بما أنّ المطروح هو تشكيل حكومة وحدة وطنية واخذ نتائج الانتخابات بعين الاعتبار أساسي... وطالما أنّ هؤلاء الاخوة يطالبون بالتمثيل وهذا حقّهم، سنقف معهم وسنبقى معهم سنة واثنين وألف سنة وحتى قيام الساعة". وشدد على أن حزب الله لم يطالب بتوزير السنة المستقلين من حصة رئيس الجمهورية، بل يجب أن تكون من حصة الرئيس المكلف. ولكون "التواضع في هذا البلد هو خطأ" و"ما لازم يكون الواحد آدمي"، كما قال نصرالله، كان على حزب الله المطالبة بعشرة وزراء لكونه مع حركة أمل لديهم 30 نائباً. لكن الحزب رضي بستة وزراء رغم كون القوات اللبنانية لديهم 15 نائباً وطالبوا بـ5 وزراء، والحزب التقدمي الاشتراكي لديه 9 نواب وطالب بـ3 وزراء، وتيار المستقبل لديهم 20 نائبا ويريدون كلّ التمثيل السني.

 

لبنان يستطيع الانتظار أيضا

خيرالله خيرالله/العرب/11 تشرين الثاني/18

لم يعد سرّا أن لبنان يمرّ حاليا في أزمة عميقة يعبّر عنها العجز عن تشكيل حكومة تستطيع الانصراف إلى معالجة المشاكل الكبيرة التي يعاني منها البلد. تبدو الأزمة مفتوحة على كلّ الاحتمالات، بما في ذلك طرح موضوع النظام القائم الذي في أساسه دستور ما بعد اتفاق الطائف الذي أُقرّ في العام 1989 وكرّس المناصفة. لم تعد مسألة تشكيل الحكومة مرتبطة بالحصص الوزارية والرغبة في الإساءة إلى سعد الحريري فقط. تجاوز الأمر ذلك. هناك من يريد تأكيد أن الجهة التي تشكل الحكومة وتختار الوزراء باتت معروفة. إنّها الجهة نفسها التي تختار من يكون رئيس الجمهورية في لبنان. في نهاية المطاف، لم ينتخب رئيس للجمهورية إلّا بعد قبول الجميع بأن يكون هذا الرئيس هو الشخص الذي رشّحه “حزب الله” لشغل الموقع.

يندرج ما يشهده لبنان حاليا في سياق سلسلة من الانقلابات حدثت في مرحلة ما بعد الطائف. كان الانقلاب الأوّل في الثاني والعشرين من تشرين الثاني – نوفمبر 1989 عندما اغتيل الرئيس رينيه معوّض الذي كان يعبّر عن الروح الحقيقية لاتفاق الطائف بغطاءيه العربي والدولي.

كان مطلوبا نزع هذين الغطاءين عن لبنان ما بعد الطائف وتكريس الوصاية السورية. هذا ما حدث بالفعل عندما أقدم النظام السوري على التخلص من رينيه معوّض بطريقة مباشرة. هذا لا يحدث إلّا نادرا. فالنظام السوري يلجأ في معظم الأحيان، كما الحال لدى اغتيال بشير الجميّل، إلى أداة محلّية تقوم بالمهمة المطلوبة.

كان تفجير موكب رينيه معوّض في يوم عيد الاستقلال من المرات القليلة التي ذهب مباشرة إلى الضحية عبر أجهزته. سبق له أن فعل ذلك مع كمال جنبلاط في 1977 عندما تولّى المهمّة ضابط سوري معروف يدعى إبراهيم حويجي مع مجموعة من العناصر التابعة له. مرّ الوصول إلى مرحلة الوصاية السورية الكاملة على لبنان بمحطات عدّة من أبرزها اغتيال كمال جنبلاط ثمّ بشير الجميل ورينيه معوّض وصولا إلى دخول القوات السورية القصر الجمهوري في بعبدا ووزارة الدفاع في اليرزة في الثالث عشر من تشرين الأوّل – أكتوبر 1990.

حصل ذلك في ظروف باتت معروفة، بل معروفة أكثر من اللزوم، في ظلّ عجز فاضح لدى لبنانيين كثيرين، من المسيحيين خصوصا، عن قراءة موازين القوى الإقليمية والدولية. ما يبدو مطلوبا في السنة 2018، من خلال تشكيل حكومة لبنانية برئاسة سعد الحريري، القيام بعملية انتقال نهائية للوصاية من السوري إلى الإيراني. هذا كلّ ما في الأمر، لم يخف “حزب الله”، الذي ليس سوى لواء في “الحرس الثوري” الإيراني أنّه يريد البناء على تفجير موكب رفيق الحريري وعلى كلّ ما تلاه من اغتيالات من أجل الوصول إلى ما وصل إليه البلد اليوم.

لا يمكن الفصل بين اغتيال رفيق الحريري، الذي أدّى إلى وقف كل المشاريع الهادفة إلى إعادة الحياة إلى لبنان، وبين الوضع الراهن. ما يجري حاليا هو سعي إلى تكريس الانتقال من الوصاية السورية إلى الوصاية الإيرانية. مثلما مرّ تكريس الوصاية السورية بمحطّات عدّة، تمر محاولة تكريس الوصاية الإيرانية أيضا بمحطات مختلفة انطلاقا من رفض تنفيذ القرار 1559 خريف العام 2004. يدعو القرار الذي رفضه السوري والإيراني إلى حلّ كلّ الميليشيات اللبنانية، والمعني به هنا الميليشيا الوحيدة الباقية وهي ميليشيا “حزب الله”.

يمكن للبنان أن يدفع غاليا ثمن وقوفه في وجه الطموحات الإيرانية… ولكن هل يمكن اعتبار طهران في وضع مريح يسمح لها بالتصرّف بالطريقة التي تصرّفت بها في الماضي؟

منذ التخلّص من رفيق الحريري، استمرّت المحاولات الهادفة إلى بلوغ مرحلة يشكّل فيها “حزب الله” الحكومة اللبنانية. لم تُستهدف كلّ تلك الشخصيات اللبنانية إلاّ من أجل بلوغ الهدف المطلوب بلوغه. لم تحصل حرب صيف 2006 صدفة. كان هدف الحرب تحقيق انتصار على لبنان. هذا ما حصل بالفعل. لم يكن الاعتصام وسط بيروت إلاّ من أجل ضرب الاقتصاد اللبناني وتهجير ما بقي من الشباب المسيحي من لبنان. لم يحصل شيء بالصدفة في لبنان. هناك محطات عدة مرت بها عملية فرض الوصاية الإيرانية، أو على الأصحّ عملية محاولة فرض تلك الوصاية. إنّها عملية لا يزال اللبنانيون الشرفاء، على رأسهم سعد الحريري، يقاومونها. من بين المحطات غزوة بيروت والجبل في أيّار – مايو 2008. كان التخلّص من الحكومة الأولى التي شكلها سعد الحريري تمهيدا لتشكيل حكومة برئاسة نجيب ميقاتي من بين تلك المحطات. كان الهدف الذي لم يتغيّر بلوغ مرحلة الاستعانة بغطاء دستوري من أجل الوصول إلى ما وصل إليه لبنان حاليا.

ما مهّد للمرحلة الراهنة إغلاق مجلس النواب طوال ما يزيد على عامين من أجل الوصول إلى النتيجة المتوخاة. في النهاية، لم يخف “حزب الله” في أيّ وقت أن الهدف من القانون الانتخابي العجيب الغريب الذي وضعه للبنانيين والذي جرت على أساسه الانتخابات الأخيرة، كان الطائفة السنّية. حقّق الحزب، عبر هذا القانون ما كان يسعى إلى تحقيقه. كان يريد تحقيق أكثر من ذلك، في طبيعة الحال، لو لم يبذل سعد الحريري كلّ هذا الجهد الذي بذله خلال الحملات الانتخابية معرّضا حياته للخطر عبر نزوله إلى الشارع والاختلاط بالناس في غير منطقة لبنانية.

حقّق “حزب الله” عبر أشخاص معينين يقبلون أن يكونوا لاجئين سياسيين لديه اختراقا سنّيا. همّه محصور في الوقت الراهن في إيجاد الغطاء الذي يكفل له أن يكون وصيّا، باسم إيران، على لبنان.

دخل لبنان الفصل الأخير من السيناريو الإيراني الهادف إلى وضع اليد عليه بطريقة دستورية، أي عبر ترجمة نتائج الانتخابات النيابية على المستوى الحكومي. يريد سعد الحريري واجهة لا أكثر. يريده أن ينفذ في 2018 ما رفضه من شروط إيرانية عندما زار طهران كرئيس للوزراء في تشرين الثاني – نوفمبر 2010. الأكيد أن سعد الحريري لم يتغيّر. لن يشكل حكومة حسب المعايير الإيرانية ولن يرضخ في 2018 لما رفض الرضوخ له من شروط في 2010، بما في ذلك فتح النظام المصرفي أمام إيران مع ما يمكن أن يجلبه ذلك من مصائب وكوارث على البلد وعلى كلّ لبناني.

لا شكّ أن لبنان ليس لقمة سهلة تستطيع إيران ابتلاعها بسهولة وذلك على رغم كلّ ما قامت به من استثمارات وصولا إلى انتخابات 2018. يمكن للبنان أن يدفع غاليا ثمن وقوفه في وجه الطموحات الإيرانية…

ولكن هل يمكن اعتبار طهران في وضع مريح يسمح لها بالتصرّف بالطريقة التي تصرّفت بها في الماضي؟ هل إيران ما بعد العقوبات الأميركية التي ستشتد يوما بعد يوم هي إيران نفسها قبل هذه العقوبات؟ ذلك هو السؤال الكبير الذي يطرح نفسه هذه الأيّام. إيران وأدواتها قادرة على الانتظار. لكن لبنان، ومعه سعد الحريري، يستطيع أن ينتظر أيضا على الرغم من أن ذلك سيكلّفه غاليا. لكن أي خسائر تظل أقل ضررا من الوقوع كلّيا تحت الوصاية الإيرانية.

خيرالله خيرالله/إعلامي لبناني

 

درعا:"حزب الله" يُشرف على تدريب "فصائل التسوية"

قتيبة الحاج علي/المدن/السبت 10/11/2018

تواصل مليشيا "حزب الله" اللبنانية تغلغلها في الجنوب السوري، وسط سعيها للسيطرة على مختلف المفاصل الرئيسية التي تضمن لها البقاء لأمد طويل في المنطقة. وبعد تجنيد الشباب وفتح مراكز التطوع، وإن بطرق غير مباشرة، وصلت سيطرة الحزب إلى الفرق العسكرية التابعة لقوات النظام. وكشف مقطع مسرب لإحدى الدورات العسكرية لعناصر من "فصائل التسوية" في محافظة درعا، خضوعهم لإشراف وتدريب من قبل عناصر "حزب الله". مشروع "حزب الله" للتمدد والتجنيد في محافظة درعا، بدأ منذ منتصف آب/أغسطس، وظهر واضحاً في أرياف درعا الشرقية والشمالية الشرقية، مقارنة مع الريف الغربي، فيما يبدو أنه ابتعاد من الحزب عن منطقة الـ80 كيلومتراً التي حددتها إسرائيل لإبعاد إيران ومليشياتها عن حدود الجولان. ولا ينفي ذلك الجهود التي يبذلها الحزب لتجنيد واستقطاب الشباب من أبناء ريف درعا الغربي، لكن ضمن سياسة غير معلنة.

واعتمد التمدد في جزء منه على سيطرة الحزب على الفرق والوحدات العسكرية التابعة لـ"الجيش السوري". السيطرة عليها تُمكّنُ الحزب من إدارة عشرات آلاف المقاتلين في الخدمة الإلزامية والاحتياطية، وتعفيه من المسؤوليات المالية والإدارية لهم، وتحافظ له على الغطاء الذي يسعى لتوفيره لنفسه ولمقاتليه للعمل والانتشار في جنوب سوريا، من دون التصادم مع المحيط الإقليمي أو مع الجانب الروسي.

منطقة اللجاة في ريف درعا الشمالي الشرقي شهدت الظهور الأبرز لحالة سيطرة "حزب الله" على مفاصل قوات النظام، بعدما كشف مقطع فيديو مُسرب عن تخريج دورة عسكرية من مقاتلي "فصائل التسوية" مدرجة تحت وحدات "الفرقة التاسعة" في قوات النظام التي تنتشر في الصنمين ومحيطها. أحد ضباط "الفرقة التاسعة" خطب بالعناصر الذين لم يتجاوز عددهم العشرات، وأثنى على إشراف "الإخوة" في "حزب الله" على هذه الدورة. مصادر "المدن" قالت إن الضابط الذي ظهر في المقطع المسرب، هو العميد غسان، المنحدر من إدلب، من ملاك "الفرقة التاسعة". وقد ظهر العميد غسان، لمرة واحدة فقط خلال هذه الدورة، أثناء استعراض تخريجها في قرية إيب في منطقة اللجاة، بذريعة انشغال قائد الفرقة وعدم حضوره. وافتتح العميد غسان حديثه مع المجندين بالإشارة أن تدريبهم كان بـ"رعاية عظيمة من الأشقاء اللبنانيين"، موضحًا أنهم "جماعة الحزب" بحسب تعبيره، قبل أن يثني على العناصر المشاركين في الدورة ومن سبقهم. الضابط في قوات النظام أكمل خطابه بمدح الشعب السوري واللبناني واصفاً إياهما بـ"الشعوب الراقية والمتحضرة وأفضل شعب في الأمة العربية"، قبل أن يضيف أن "الشعب العراقي يأتي بعدهما"، بحسب وصفه.

مصادر "المدن" أكدت أن الدورة العسكرية التي أشرف عليها "حزب الله" في منطقة اللجاة، كانت دورة اقتحام واشتباك بالأسلحة الفردية بمشاركة عربات نقل مدرعة BMP، وأن ضباط الحزب تعمدوا استخدام منطقة اللجاة لوعورتها الصخرية. وأضافت المصادر أن جميع الدورات التي يُشرف عليها الحزب في جنوب سوريا هي دورات قتالية وتدريبات على الاشتباك في المسافات القريبة، من دون مشاركة الأسلحة الثقيلة من المدفعية وراجمات الصواريخ.

إشراف الحزب وإدارتهم الكاملة على العناصر المشاركين هذه الدورات، أوجد حالة من "سوء الفهم" لدى كثيرين منهم الذين أصبحوا يعتبرون أنفسهم من عناصر الحزب، إلا أنهم فعلياً يتبعون بشكل كامل لـ"الجيش السوري". الحالة العسكرية في جنوب سوريا باتت معقدة جداً، مع انتشار العديد من الأطراف بمرجعيات مختلفة. "الجيش السوري" بات يخضع لإدارة وإشراف من "حزب الله" اللبناني، الذي يعمل بالإضافة لذلك على التجنيد لصالحه أيضاً، كما أن العديد من "فصائل التسوية" ما زالت تحتفظ بأسلحتها الخفيفة وربما تخفي بعض المتوسط والثقيل. ويُضاف إلى ذلك تواجد "الفيلق الخامس" الذي يخضع للإشراف الروسي في ريف درعا الشرقي. هذا عدا عن  انتشار فروع الأمن التابعة للنظام، والشرطة العسكرية التابعة لروسيا، من دون إغفال بعض التشكيلات التي ما زالت إيران تعمل على ترسيخها في المنطقة. انتقال الحزب بشكل تدريجي من التواجد والقتال بشكل مباشر في سوريا إلى التواجد من خلال ما يُعرف بـ"المستشارين"، والقتال بالنيابة باستخدام العناصر المحلية واستخدام "الجيش السوري" كواجهة للتجنيد، قد يخلّصه من التكلفة البشرية والمادية لتواجده المباشر. لكن هذا التمدد في بيئة ذات "طابع سني" بالكامل، تحيط بها دول إقليمية تعتبر التمدد الشيعي على حدودها "خط أحمر"، يُنذر بأن جنوب سوريا مرشح للاشتعال من جديد.

 

الحريري والسنّة: ما ترك صاحباً إلّا وخذله

منير الربيع/المدن/السبت 10/11/2018

للسياسيين والنواب السنّة جملة ملاحظات على الرئيس سعد الحريري. ليست الملاحظات محصورة بالنواب الستّة المطالبين بحصّة وزارية، أي ما يسمى "سنّة 8 آذار". لرؤساء الحكومة السابقين ملاحظات على أداء الحريري، على الرغم من دعمهم له في معركة الدفاع عن الصلاحيات، والوقوف إلى جانبه في مواجهة العراقيل التي يتعرّض لها، خلال مفاوضاته الشاقة للوصول إلى إنجاز تشكيل حكومته. للوزير نهاد المشنوق أيضاً ملاحظات على الحريري. وكل ملاحظات هؤلاء تُضاف إلى ملاحظات الأفرقاء الآخرين على أدائه، منذ بداية مفاوضات التشكيل.

المنّ والسلوى

هناك من يعتبر أن الحريري أوقع نفسه في إلتزامات متعددة ولكنها متناقضة. حرص على العلاقة الجيدة مع الجميع، ولذلك وعد الجميع بالمنّ والسلوى. ولكن عندما دقّت ساعة الحقيقة تبيّن للجميع أن لا منّاً ولا سلوى من حصّتهم في يد الحريري. المثال الساطع تبدى منذ تنازله عن وزارة الصحّة لحزب الله وإعلان عكس ذلك كلامياً، على الملأ، وفي لقاءاته الديبلوماسية! الأمر نفسه فيما يخص حصّة القوات اللبنانية، التي تدرّجت من بقاء الصحة من حصتها، إلى إقناعها بالتنازل عنها ومنحها حقيبة سيادية، ثم فيما بعد، يقنعها بالتنازل عن تلك "السيادية" لصالح حقائب "أساسية"، وصولاً إلى ما وصل إليه الحال.  السلوك نفسه ينطبق على الحزب التقدّمي الإشتراكي، بالحصص والحقائب. هذه الملاحظات لحلفاء الحريري، تقابلها ملاحظات أخرى لخصومه، كحزب الله وحركة أمل، اللذين يؤكدان أنهما من البداية شددا على الحريري بوجوب توزير شخصية من النواب السنّة الستة. لكنه تغافل عن الأمر، ظناً منه أنه قادر على القفز فوقها. ليتبين فيما بعد أنها عقدة قادرة على الإطاحة بمشروع الحكومة.

الصقور والأقوياء

هنا يتوسّع العتب سنّياً، الذي بدأ باكراً من قبل وزير الداخلية نهاد المشنوق، مع اعتراضه المكتوم على طريقة إبلاغه من قبل الحريري بمبدأ فصل النيابة عن الوزارة، واعتباره هذا الإجراء يستهدفه حصراً. هذا بمعزل عن حقيقة أن الحريري قام بإبلاغ نواب تكتله قبل الإنتخابات النيابية، بموافقته على الالتزام بفصل بين النيابة والوزارة. واستمرّ العتب "المشنوقي" سرّاً على أداء الحريري، الذي تخلّى عن مختلف صقوره والسياسيين البارزين إلى جانبه، وإن كان هذا العتب سرّياً أو خافتاً. ولكن على الرغم من هذا اللوم "الصامت"، أطلق المشنوق موقفاً داعماً للحريري بخصوص سنة الثامن من آذار، بالإضافة إلى اعتماد نبرة سياسية مرتفعة وبصوت عالٍ من قبل المشنوق، مقارنة مع لغة الحريري شبه المنمقة.

خطأ التسوية

لرؤساء الحكومات السابقين، أيضاً حسابات مع الحريري، كلّ من خلفية مختلفة. الرئيس فؤاد السنيورة، يعتبر أن التسوية (الرئاسية) كانت خطأ منذ اليوم الأول لها. السنيورة يحتفظ بموقفه، وهو يدافع عن صلاحيات الحريري ويدعمه إلى النهاية. وفي قرارة نفسه، يعتبر أنه يدافع عن الموقف الذي اتخذه برفض الإنجرار إلى التسوية الرئاسية. أي أن عتب السنيورة يمكن ترجمته بمقولة "الأمر الواقع الذي يتطلب دعم الحريري" يبرهن على صحة وجهة النظر المعترضة على المسار الذي دشنته تلك "التسوية".

أما الرئيس تمام سلام، فعتبه صامت، لكن يشار إليه باستذكار إحدى جلسات مجلس الوزراء، التي ضرب فيها يده على الطاولة بوجه الوزير جبران باسيل وتماديه، ومساعيه لتطويق صلاحيات رئيس الحكومة. وما لم يستطع باسيل والتيار الوطني الحرّ تحقيقه في حقبة تمام سلام، سلّم به الحريري طواعية.

ميقاتي يتسلل

أما للرئيس نجيب ميقاتي، فالحكاية معقّدة وفيها الكثير من التعرجات والمصالح المتلاقية أو المتضاربة مع الحريري في آن واحد. يتحالف الرجلان في الإنتخابات البلدية، ويتخاصمان في الإنتخابات النيابية. التحالف بينهما لا يمكن أن يستمرّ، وهو عبارة عن تقطيع مراحل أو اجتياز حواجز. اتخذ ميقاتي موقفاً داعماً للحريري في مسألة الصلاحيات. وأكثر ما يمكن أن يصل إليه الإلتقاء بينهما، يكون مرتبطاً بحدث معين أو مصلحة معيّنة. دعمَ ميقاتي الحريري بوجه مطلب سنّة الثامن من آذار. على الأرجح هكذا "دعم" من رجل أعمال سيكون بثمن. الواضح، أن ميقاتي "ينام على مطلب" في المقابل. هو رئيس كتلة من أربعة نواب، وبلغة اليوم: يحق له بوزير. يطرح ميقاتي إسماً لتولي وزارة، كممثل تسووي عن السنّة الخارجين على تيار المستقبل. راهناً، هكذا أمر مرفوض عند سنّة الثامن من آذار.

مع ذلك، ثمة بوادر إتفاق قد تتجلى بين ميقاتي والحريري على توزير شخص سنّي محسوب على الأول، لاجتياز عقبة تمثيل سنة 8 آذار. وإذا ما صحّ هذا الكلام، يكون الحريري أمام الوقوع في مأزق جديد. إذ لا يمكن عملياً أن يوافق على توزير سنّي محسوب على ميقاتي، وهو أصلاً مأزوم سنّياً، إذ أنه يسعى لنيل أكبر عدد من الوزراء السنّة. وبعدما تخلى عن وزير لصالح رئيس الجمهورية، كان من المفترض دخوله إلى الحكومة بصحبة أربعة وزراء من طائفته. وإذا تنازل عن أحدهم الآن سيصبح بالغ الضعف عددياً ومناطقياً.

مداعبة!

تشير المعلومات إلى أن ميقاتي سلّم الحريري لائحة بأسماء مقترحين للتوزير، لكن مصادر الحريري لا تجزم بأن هناك إتفاقاً قد تمّ. ما يجري هو نوع من "المداعبة" والغزل السياسي في إطار دعم ميقاتي للحريري، وإبداء الحريري إيجابية تجاه ميقاتي. ولكن بمجرّد التداول بهذه المعلومات، فتح الباب أمام صراعات القريبين من ميقاتي، فالرجل يهتم بتسمية أحد الشخصيات الإقتصادية المقيمة خارج لبنان، فيما بعض المسيسين المحسوبين عليه، يعتبرون أنه "يُسقط على طرابلس إسماً منسياً، بينما المدينة بحاجة لمن يعرف مشاكل أهلها"(...). يحاذر ميقاتي تسمية أي شخص مسيّس، يضمر طموحاً نيابياً، قد يبادر مستقبلاً، مستفيداً من موقعه الوزاري ليقضم من نفوذ ميقاتي نفسه. لذا يفضّل اختيار شخصية تقنية لا طموحات سياسية لها.

 المطران وزوجة الصفدي

هذه المناوشات داخل غرفة ميقاتي، تبدو وكأن الحريري حسم أمر توزير شخص محسوب على الزعيم الطرابلسي. فيما هناك من يعتبر أن ميقاتي سيصطدم بقرار الحريري في اللحظة الأخيرة، كما اصطدم كثر من قبله. والحال هذا لا ينفصل عن مسار العلاقة المتردية بين الحريري والنائب فيصل كرامي. بعيد الإنتخابات النيابية، وفي الأيام الأولى للحديث عن توزير شخصية سنية من خارج المستقبل، كانت الأرجحية لصالح كرامي. التقت مصالحه مع الحريري في ضرب ترشيح الوزير السابق أشرف ريفي، وكان الحريري يعتبر أن توزير كرامي من حصة رئيس الجمهورية، لن تضرّه لا بل سيكون قد كسبه إلى جانبه. تبدّلت الحسابات وأخطأ كرامي ببعضها، وبسببها أصبح أكثر المستبعدين من التوزير لدى رئيس الجمهورية (ربما عقاباً على تناغمه مع سليمان فرنجية)، بالإضافة طبعاً إلى رفض الحريري القطعي التنازل لصالحه. التنازل الوحيد الذي أراد الحريري تقديمه سنياً، كان للوزير السابق محمد الصفدي، كعربون شكر على موقفه في الإنتخابات النيابية. اختار الحريري توزير زوجة الصفدي فيوليت خير الله الأرثوذكسية. لكن موقفه اصطدم باعتراض أرثوذكسي حاد أبلغه المطران الياس عودة لرئيس الجمهورية، بأن "الطائفة لا ترضى أن يتم التعاطي معها بهذا الشكل"، أي أن يوزّر شخصاً من حصتها، لإرضاء وزير سنّي سابق.

 

الوزير السنّي السادس: المثالثة في تأليف الحكومة؟

نقولا ناصيف/الأخبار/السبت 10 تشرين الثاني 2018

رغم الانطباعات القاتمة المرافقة للمرحلة الاخيرة ــــ اذا كانت فعلاً كذلك ـــــ لتأليف الحكومة، قبل ولوج الشهر السابع على التكليف عشية ذكرى الاستقلال او غداتها، الا ان الابواب لم تبدُ مرة موصدة، بلا حلول متاحة، الى الحد الشائع

بعض المعطيات المحوطة بالمأزق الحالي لمسار تأليف الحكومة، وهو ليس اكثر حدة من العقدتين الدرزية والمسيحية اللتين بدوتا في مرحلة ما مستعصيتي الحل ثم سلكتا طريقهما الى تسوية ما، تعكس في الواقع فرصاً جدية لحل متاح:

اولاها، خلافاً لما نُسبَ اليه او الى اوساطه، لم يصدر علناً عن الرئيس المكلف سعد الحريري اي موقف قال فيه انه لا يوقع مرسوماً فيه اسم احد من النواب السنّة الستة وزيراً، من غير ان يقلل في كل مرة من تحفظه عن ابصاره احدهم في مقاعد حكومته. الموقف الرسمي، الوحيد تقريباً والثابت للحريري بلا ترجرج، تأكيده انه لا يمنح مقعداً لأي من هؤلاء من حصته. حصته المتفق عليها مع رئيس الجمهورية ميشال عون، منذ اليوم الاول للتكليف، ستة مقاعد خمسة سنّية احدها رئيس الحكومة، على ان يكون المقعد السنّي السادس مقايضة بينه والرئيس. بدأت المقايضة بمقعد ماروني للحريري في مقابل تخليه عن المقعد السنّي السادس كي يذهب الى الرئيس وقيل ان احد مرشحيه فادي عسلي او احمد عويدات، وانتهت الآن - حتى اشعار آخر - الى رغبة الرئيس المكلف في ابدال المقعد الماروني بآخر ارثوذكسي. تصلّب الحريري في رفضه الخوض في اي بحث يتناول مقعداً سنّياً ثانياً يخرج منه. موقف كهذا ضمر سلفاً، منذ اليوم الاول للتكليف، انه وحده يمثّل السنّة في الحكومة بالمقاعد الستة. لكن مطالبة الثنائي الشيعي بتوزير احد النواب السنّة الستة سمعها الحريري ايضاً من اليوم الاول، واكثر من مرة من رئيس المجلس نبيه برّي. بيد انه تجاهلها. في الفترة الاخيرة عزا اهماله هذا المطلب وعدم اخذه على محمل الجد تأكيده انه سمع من برّي يقول له «بتنحل. لكن عالج اولاً العقدة المسيحية». فهم ان العقدة السنّية وهمية، غير جادة. تركها الى ان انفجرت في وجهه في 29 تشرين الاول، وهو على اهبة التحضير لاصدار مراسيم حكومته. ما عنته عبارة رئيس المجلس آنذاك ان من السهل التفاوض عليها، اكثر منه ان الطلب يسهل الاستغناء عنه او مجرد مناورة.

ثانيها، لا جدال في ان الحكومة لن تبصر النور ما لم يكن في عدادها احد النواب السنّة الستة، وليس حتماً احد ما من خارجهم. رغم تفرّق ثلثيهم (4/6) على كتل برّي وحزب الله والتكتل الوطني، ولم يبقَ خارج الستة الا اثنان مستقلان فعلاً، الا ان وضعهم في صدارة المواجهة مع الحريري يرمي الى تأكيد كسر احتكاره الزعامة السنّية، ومنحهم شرعية سياسية تمثل الثلث السنّي. وتبعاً لحجم التمثيل السنّي في كتلته النيابية (17/27 نائباً) يمثل رئيس حكومة تصريف الاعمال ثلثيه ليس الا.

توزير احد الستة تكريس لشرعية الثلث السنّي المعارض

ليس مصادفة القول ان ما يجبهه الحريري الآن سبقه اليه النائب السابق وليد جنبلاط، ابان العقدة الدرزية، اذ وجد الشريك الجديد في عاليه والشوف التيار الوطني الحرّ يقاسمه التمثيل الدرزي في الحكومة، ويرفع لواء توزير النائب طلال ارسلان او مَن يمثله الى حد التدخل في شؤون الطائفة، من ثم إبراز تأثير التيار داخل الثنائية الدرزية التاريخية. ها هو الهاجس نفسه يقيم في بيت الوسط.

ثالثها، وقوف حزب الله وراء الاصرار على توزير احد النواب السنّة الستة الى حد احجامه عن تسليم الرئيس المكلف اسماء وزرائه الثلاثة في 29 تشرين الاول، وتسبّبه نهارذاك في تعذّر صدور مراسيم الحكومة الجديدة، حمّل المأزق بعداً اضافياً ثقيلاً، سواء باشاعة انطباع بأن الحزب ينتزع لنفسه مقعداً سنّياً مموّهاً داخل الحكومة بلافتة احد النواب الستة، او بادخاله الى الاعراف المحدثة لتأليف الحكومة سابقة رفض تسليم لائحة وزرائه ما لم يُستجب طلبه. اكثر من تأويل رافق هذا التصرّف غير المألوف، بالقول انه تدخّل في الصلاحيات الدستورية للرئيس المكلف تأليف الحكومة وليس رئيس مجلس الوزراء لأن لا رئيس لمجلس الوزراء بعد، او بالقول انه بات يقبض على فيتو يوازي توقيعي رئيس الجمهورية والرئيس المكلف لاصدار مراسيم الحكومة. وهو بذلك، بالممارسة، يتحوّل الى شريك واقعي فعلي في التأليف.

من غير المستبعد الاستفاضة في تأويل هذا الفيتو الى حد الذهاب الى القول انه طراز جديد من «المثالثة» في تأليف الحكومة هذه المرة، بعد المثالثة في التوقيع على الليرة من خلال قصر وزارة المال على شيعي، والمثالثة في تساوي مقاعد الوزراء الموارنة والسنّة والشيعة في الحكومات.

رابعها، رغم الحجة المقنعة للبعض في رفض موقف حزب الله، يمكن ايضاً التقليل من نفخ ظاهرة ليست جديدة على الحياة السياسية والدستورية اللبنانية منذ اتفاق الطائف، في الحقبة السورية وبعدها وصولاً الى عام 2008 وما بعده، عندما دخل التيار الوطني الحرّ للمرة الاولى في الحكومات المتعاقبة. ليس سراً، مع السوريين وبعيداً منهم بعد جلائهم عن لبنان في حكومة 2005، ان رؤساء الكتل الكبيرة كالرئيس نبيه برّي والرئيس رفيق الحريري ثم خلفه الاول بالوكالة الرئيس فؤاد السنيورة فخلفه الثاني بالاصالة نجله سعد والنائب السابق وليد جنبلاط وزَّروا مسيحيين هم اعضاء في كتلهم النيابية او حلفاء لهم. امكن ابصار هذه الظاهرة في الحقبة السورية بذريعة المقاطعة المسيحية، وشقت طريقها ايضاً بعد مغادرة السوريين على غرار الحكومة الاولى للسنيورة عام 2005. آنذاك ستة وزراء مسيحيين سمّاهم تيار المستقبل في حصته، ووزير مسيحي لجنبلاط، فيما لم يُعطَ شركاؤه المسيحيون في قوى 14 آذار سوى ثلاثة مقاعد فقط (بيار الجميل ونايلة معوض وجوزف سركيس) من الحصة المسيحية في حكومة الـ24.

قد يكون ما يفعله حزب الله «نوستالجيا» الى المرحلة المنصرمة تلك. بيد ان وزرها، انها المرة الاولى يتناول التوزير مقعداً سنّياً مناوئاً للحريري ويراد انتزاعه منه غصباً عنه.

 

رجال الدولة

علي نون/المستقبل/10 تشرين الثاني/19

ابن بيت ورجل دولة الرئيس تمام سلام. يعرف الصحّ من الغلط مثلما يعرف التفريق بين الذاتي والعام: عندما يتحرك لدعم موقع الرئاسة الثالثة والرئيس سعد الحريري ينطلق من زاوية مذهبية ليصل الى الرحابة الوطنية الجامعة. وليس العكس! أي إنه لا "يتصرّف" بالشأن العام لأن مصلحة المذهب تستدعي ذلك وإنما لأن الاستقرار الوطني ومقتضيات الميثاق والعيش الواحد تحكم بذلك. وهو عدا عن هذا، ومن حيث المبدأ أمين حصيف لتراث بيته ووالده الرئيس الراحل صائب سلام الذي آمن ببديهيات وطنية جامعة برغم كل الظواهر المعاكسة التي أنتجتها حروب لبنان منذ انفجارها العميم في العام 1975.. وبقي على قناعاته تلك من دون نكوص ولا مساومة: إلتصق بها وجدانياً وسياسياً وإن ابتعد جغرافياً. وبقي "لبنان الواحد" ذروة تكثيف رؤاه النبيلة والمنطقية حتى في ذروة الانحطاط وتفلّت الغرائز.

ومقتضيات العدل تقضي بإكمال الحكاية.. الرئيسان فؤاد السنيورة ونجيب ميقاتي يقرآن في الكتاب ذاته الذي يقرأ فيه الرئيس تمام سلام.. والثلاثة في الإجمال، يعرفون اللحظة وحراجتها ويسلكون الدرب ذاته: موقع الرئاسة الثالثة جزء من واقع عام وليس شأناً ذاتياً. والتعرّض له من أبواب ملتبسة سياسياً، فيه شطَط يطال الميثاقية مثلما يطال الاستقرار الوطني مثلما يطال مشروع الدولة ويصيبه بأضرار فائضة على التي فيه أصلاً.

وقبل ذلك وبعده: الرؤساء الثلاثة يعرفون أن البديهيات الجامعة التي يتمسك بها الرئيس سعد الحريري ليست صادرة عن نوازع أنوية خاصة، بل يصحّ الظن بأنها (على ذلك المستوى الشخصي) مُكلفة ومُتعبة وليست مُربحة ومُريحة. وإن مخاطرها ماثلة أمام الجميع.. وسبق أن كلّفت الرئيس الشهيد رفيق الحريري، حياته ذاتها.. وبالتالي، فإن إشهار الدعم لموقف الرئيس المكلّف هو أمر تستدعيه فرائض البديهيات التسووية بقدر ما تستدعيه ضرورات الحفاظ على اعتدال الميزان السلطوي الميثاقي والدستوري استناداً لما توافق عليه الجميع في الطائف مبدئياً وبقدر ما تفرضه أحوال لبنان التي يعرفها الصغير والكبير والقريب والبعيد. ولو كان الأمر غير ذلك لارتضى الرئيس الحريري، التراخي في التزام تلك البديهيات من أجل نوازع خاصة أو طموحات إضافية شخصية! في حين أنّه فعل ويفعل العكس ولا يتردد لحظة في إشهار موقف جذري هو تشليح المبتزين سلاح الابتزاز: "فتشوا عن غيري"! تماماً مثلما فعَلَ والده الراحل قبله برغم وطأة الوصاية الأسدية وملحقاتها الذئبية! تمسّك بالأصول الدستورية والوطنية. ورَفَض الموقع الديكوري، مثلما رفض المسّ الخطير بذلك الميزان الميثاقي انطلاقاً من رفضه المسّ بروحية التسوية العامة التي أوقفت انحدار لبنان الى التلاشي. موقف الرئيس الحريري اليوم مبدئي بقدر ما هو عملي وواقعي وسياسي: الوضع اللبناني في الزاوية الحادة وليس في الوسط الرحب. والتلاعب بخفّة في شؤونه التوزيرية يستبطن مخاطر أكبر من العنوان الموضوع للمشكلة المطروحة، ولا أحد (مبدئياً) يملك ترف التسلّي أو المناورة إزاءها... والفارق بين الذين يدعمونه في موقفه وبين الذين يحاولون انتهاز لحظة التأزّم لبناء حيثيات خاصة، هو ذاته الفارق بين رجال الدولة وغيرهم!

 

العقدة «الإيرانية» تفتّت «السنّية» 

كارن عابد/جريدة الجمهورية/السبت 10 تشرين الثاني2018

مع انقضاء العام الثاني من عهد الرئيس ميشال عون وانقضاء الآمال معه في القدرة على تأليف الحكومة بعد حلّ العقدة المسيحية، تُجمع الأكثرية حالياً على أنّ مسألة التأليف باتت في غيبوبة عميقة أو كوما حيث لا يزال لبنان - ورغم تعلعله المرضيّ الجدي - قادراً بحدّ أدنى على التنفّس والحياة بقدرة إلهية. إذاً العقدة المسيحية انتهت والعقدة السنّية استجدّت لأسباب في نفس يعقوب... ولو اعتبرت فئة سياسية في البلد أنّ يعقوب هذه المرة هو «حزب الله»، على اعتبار أنّ الأخير توقّع أن يطول أمد التأليف من زاوية التشابك بين الاطراف المسيحيين لجهة توزيع الحصص الوزارية، وبذلك كان قادراً على تغطية هدفه بعدم تأليف الحكومة قريباً دون أن يكون في الواجهة أو طرفاً معرقلاً. أما أن يتفاجأ الحزب بحلّ العقدة المسيحية بين ليلة وضحاها ، فهذا ما لم يكن في حسبانه.

لذلك - وبحسب جهة سياسية مطّلعة - اضطُر أن يبتدع عقدة أخرى سُمّيت «العقدة السنّية» جاء وقعُها ثقيلاً على الرئيس المكلف سعد الحريري وصاعقاً صادماً على حليفه رئيس الجمهورية ميشال عون.

عون وفي ردّة فعله السريعة إزاء «ابتداع» عقدة توزير سنّة 8 آذار، انتقد موقف «حزب الله» علناً لأنّ آخر ما كان يتصوّره - بحسب كواليسه - هو أن يكون «حزب الله» تحديداً المعرقل المستجدّ في عملية ولادة الحكومة وفي الذكرى الثانية من عهده، بذريعة أنه يعرف تماماً أنها غيرُ جدّية وأساسية بالنسبة للحزب. لم يكن رئيس الجمهورية وحده المصدوم من أداء «حزب الله» المفاجئ الذي سُرّب عنه أنه لم يُطلع عون على مخططاته، إنما الحزب، بحسب بعض التسريبات، لم يتوقع بتاتاً من عون تبنّي موقف الحريري علناً، وبالتالي تقويته بدل إضعافه للوصول الى قبوله توزير سنّة 8 آذار... هذا لو افترضنا أنّ الحزب منهمك فعلاً في توزيع عادل لحصص السنّة غير المنضوين تحت لواء وجناح وسياسة الزعيم السنّي الأكبر سعد الحريري.

علماً أنّ الكلام غير المباح يؤشر الى أنّ الحزب يتّبع بوصلة الأجندة الإيرانية ومستجداتها الضاغطة أميركياً وإسرائيلياً، والتي تشير الى ضرورة التريّث في التأليف الحكومي، لربما يساهم ذلك في استخدام هذا الاستحقاق كورقة رابحة للضغط من قبلها، إذ لم تعد خافية على أحد وطأة العقوبات الأميركية على إيران والثقيلة جداً وقد انطلقت في جولتها الجديدة منذ أيام، كذلك التهديدات الاسرائيلية المتواصلة بضربة عسكرية للبنان بسبب وجود مصانع صواريخ على أرضه يقيمها «حزب الله» بدعم من إيران قد تكون مفاعيلها كارثية في ظلّ وضع اقتصادي لبناني معدوم وعلى شفير الهاوية. لذلك يرى حزب الله - بحسب المصدر نفسه - أهمية استخدام ورقته السياسية اللبنانية التي من المفترض أنها رابحة، فجاءت حساباته الفورية على شكل «عقدة سنّية» تُعثّر ولادة الحكومة في المدى المنظور.

لكنّ السؤال الاهم المطروح حالياً من قبل بعض حلفاء وأخصام الحزب على حدٍّ سواء، هل يتحمّل «حزب الله» في سياسته اللبنانية الداخلية وفي هذا التوقيت بالذات، أن يبدو بمظهر المعرقل لولادة الحكومة لاعتبارات خارجية ويخسر كذلك ولو بالشكل، الغطاء الرسمي لموقفه من توزير سنّة 8 آذار من قبل الرئيس ميشال عون؟ منهم مَن يجزم أنّ الحزب لا يستطيع أبداً أن يذهب بعيداً في موقفه ويتحمّل مباشرة مسؤولية الفراغ واحتمال إعادة الصدام السنّي الشيعي الى الواجهة، وبالتالي خرق الاستقرار الذي يعتبره أولوية، خصوصا أنّ تسونامي الخارج يكفيه حالياً ولا يمكن مواجهته إلّا بأمن وأمان سياسيّين داخليّين... لذا وانطلاقاً من كل ما ذكر، يُتوقع، وأكثر من أيّ وقت مضى، خلافاً لمَن اعتبروا أنّ تأليف الحكومة بات في غيبوبة عميقة، أن تبدأ العقدة السنّية بالتفتّت قريباً بذرائع نجهلها حتى الآن ولن تكون صعبة على «حزب الله»، ليصار الى ولادة الحكومة في وقت ليس ببعيد وربما أقرب من أيّ وقت مضى، على خلفية أنّ «الطبخة استوت عالآخر ورح تِخرب قبل ما تنشال من الطنجرة».

 

متى يُصبح لبنان دولة؟ 

ريمون شاكر/جريدة الجمهورية/السبت 10 تشرين الثاني 2018

كنا على وشك التصديق، وخصوصاً بعد جريـمة قتل الصحافـي جـمال خاشقجي، أنّ السعودية هي المشكلة وسبب البلاء كله، وهي التـي تضع العراقيل والشروط، وترفض تشكيل حكومة يسيطر عليها «حزب الله» وحلفاؤه، وأنّ «القوات اللبنانية» و«التقدمـي الإشتـراكي» ينفّذان الأجندة السعودية. وطوال خـمسة أشهر أقنعنا «الـحزب»، أنّ آخر هـمّه الـحصص والـحقائب، وأنّه الوحيد الـحريص على مصلحة البلاد، والذي يعمل بكلّ طاقته من أجل تسهيل تشكيل الـحكومة، وهو بعيد أشدّ البعد عن آفة الـجشع التـي اجتاحت الأحزاب كافةً. وإذ بنا نُفاجأ، أنّ «الـحزب» الذي كان يعظ باقـي الأطراف بوجوب التواضع والتنازل والإسراع فـي تشكيل الـحكومة، لأنّ أوضاع البلاد الإقتصادية والـمعيشية لا تـتـحمّل ترف الإنتظار والدلع والعناد، يقف اليوم حجر عثـرة أمام الولادة التـي طال إنتظارها.

حـجّة «الـحزب» الـمُعلنة، أنّ هناك نواباً من الطائفة السنّية ومن خارج «تيّار الـمستقبل» يـجب أن يتـمثّلوا فـي حكومة «الوحدة الوطنية». هذه الغيـرة الـمُفاجئة فـي اللحظة الأخيـرة، أثارت الريـبة والشكوك بنيّات «الـحزب».

كان يُـمكن أن تكون هذه الـحجّة مُـحقّة ومُقنعة أكثـر لو طالب «الـحزب»، الـحريص على الوحدة الوطنية، بتـمثيل النواب الـمسيحيـيـن أيضاً، الذين هم خارج حزبَـي «التيّار الوطنـي الـحرّ» و»القوات اللبنانية»، أمّا وقد حصر «الـحزب» مطلبه بـحلفائه السنّة، فـهذا يعنـي أنّ هناك حسابات أخرى وأسباباً أخرى لا يـمكنه الإفصاح عنها لأنـها ستسبّب شرخاً كبيـراً مع حليفه «التيّار» ومع رئيس الـجمهورية.

الثابت حتـى الآن، أنّ أزمة تأليف الـحكومة ستطول إلى أمد غيـر منظور، ما دامت حسابات «حزب الله» ومن ورائه إيران، لا تتطابق مع حسابات رئيس الـجمهورية. وهذا ما يـجعل انطلاقة العهد فـي بداية سنته الثالثة، متعثّـرة ومليئة بالألغام والتـحدّيات. حتـى وإن حُلّت العقدة السنّية وتشكّلت الـحكومة، فالتـركيبة التـي يتداولـها الأفرقاء، والتشنّجات التـي تكشّفت فـي الآونة الأخيـرة، تُنذران بـمواجهات داخل الـحكومة، وستتجدّد الـخلافات حول عدد من الـملفّات الكبـرى الداخلية والـخارجية. من الكهرباء والنفايات والإتصالات وبلوكات النفط، إلى مشكلة النازحيـن وسلاح «الـحزب» وتدخّلاته الإقليمية والعقوبات الأميـركية والتطبيع مع سوريا وقرارات الـمحكمة الدولية، وصولاً إلى الإستـراتيجية الدفاعية التـي وعد رئيس الـجمهورية بإحياء ملفّها النائـم والـمؤجّل منذ عام 2005.

نـحن أمام تـحدّيات كبيـرة وضغوطات إقليمية ودولية ستتصاعد يوماً بعد يوم، وللأسف، نـحن أمام نـهج لـم يتغيّـر، ونرى أنّ القوى ذاتـها التـي تُـمسك بزمام السلطة لا تزال على حالـها. فالـحكومة الـمنوي تشكيلها، لن تكون قادرة على مواجهة الأزمات الكبيـرة ما دامت على شاكلة الـحكومات السابقة، وليس تعطيل تأليف الـحكومة لأشهر عدّة، إلاّ مرآة للأزمة الداخلية وسياسة الـمحاصصة وتقاسـم الـمغانـم، من دون الأخذ فـي الإعتبار مصالح الـمواطنيـن.

كما انّ الـحياة البـرلـمانية لن تكون سليمة لأنّ الكتل البـرلـمانية الأساسية فـي الـمجلس هي ذاتـها فـي الـحكومة. فكيف يـمكن مراقبة الـحكومة ومـحاسبتها على أدائـها؟ وكيف يـمكن إنقاذ دولة شبه فاشلة تديرها أحزاب طائفية بعضها مرتبط بالـخارج ويأتـمر بأوامره، وطبقة سياسية فاسدة بـمعظمها وأثبتت فشلها فـي السنوات الـماضية؟ لقد جاء مؤتـمر «سيدر» لينقذ الإقتصاد الـمتهاوي وليقلّص العجز فـي الناتـج الـمحلّي للبلد. وطلبت الدول الـمانـحة من لبنان إجراء إصلاحات كثيـرة بـهدف تـمويل الـمشاريع الـ 250 التـي قدّمتها الـحكومة، وحصلت من خلالـها على مـجموعة قروض بفوائد ميسّرة وهبات وصلت قيمتها إلى 11 ملياراً و800 مليون دولار أميـركي. فـهل ستنجح الـحكومة الـمتـنافرة والـمتعارضة فـي تـحقيق الإصلاحات الـمطلوبة للحصول على هذه القروض؟ صحيح أنّ القروض بفوائد ميسّرة هي إيـجابـية إن وُضعت فـي مكانـها الصحيح وبشفافية مطلقة، ولكنّ الـخوف أن تـتبـخّر الديون مرّة أخرى، فـي بلد يذهب كل بضع سنوات إلى الإقتـراض مـجدّداً من دون توفيـر الكهرباء وأبسط الأمور الـحياتية لـمواطنيه. إنّ الـمواطن الواقع تـحت ضغط الظروف الإقتصادية القاهرة، تلاشت أحلامه الكبيـرة، ولـم تعد تـهمّه الشعارات البـرّاقة التـي ضحّى الكثـيـر من أجلها، ولا يريد أكثـر من أمن واستقرار وفرص عمل وخدمات جيدة، من كهرباء وماء وتعليـم وصحة وتأميـن الـحياة الكريـمة له ولعائلته، وأن يُـطـبَّـق القانون بالـمساواة عليه وعلى الآخرين، وأن يُرفَع الغطاء السياسي عن كلّ من يُـثـبـت تورّطه فـي أعمال الفساد فـي مـختلف الإدارات العامة والـمؤسّسات، بعدما بلغت حدوداً غيـر مسبوقة تـهدّد أسُس الدولة ومرتكزاتـها. لقد صدَق من قال: أهمّ عناصر قوّة الأمّـة جودة تعليمها ونزاهة قضائـها وحُسن اختيار قادتـها ومـحاربة الفساد على كلّ مستوى.

 

«حزب الله» غير مستعجل وينتظر تنازُل الآخرين  

أسعد بشارة/جريدة الجمهورية/السبت 10 تشرين الثاني 2018

عندما أيقن «حزب الله» أنّ «القوات اللبنانية» تتّجه الى القبول بالحصة الوزارية التي عُرضت عليها، أي عندما أيقن أنّ عُقد تأليف الحكومة قد حُلَّت، خرج امينه العام السيد حسن نصرالله لينصح بعدم ربط التأليف بالمهل، والمقصود كلام الرئيس سعد الحريري الذي كان حدّد مهلة عشرة أيام لولادة الحكومة. خلال ساعات كان الرئيسان ميشال عون والحريري قد تأكّدا أنّ «حزب الله» يريد توزير سنّة 8 آذار، وانّ العقدة الجديدة ستفرمل تأليف الحكومة، لأن لا الحريري يستطيع تقديم المزيد، ولا عون يريد تقليص حصته، او دفع الثمن من كيسه للإفراج عن تأليف الحكومة، وبالتالي أدّى مطلب التمثيل السنّي الى نقل ازمة الحكومة الى مربّع جديد، حيث يقف «حزب الله» معلناً في وضوح أن لا حكومة من دون هذا التوزير. وتقرأ اوساطٌ مواكِبة لأزمة تأليف الحكومة الوضع الجديد انطلاقاً من الاعتبارات الآتية:

ـ أولاً، نام «حزب الله» في فترة التأليف «نوم أهل الكهف»، فترك للّعبة أن تأخذ مداها الأبعد في انتظار حلّ العقدتين المسيحية والدرزية، وهو لم يتوقع ربما أن تُحلَّا بهذه السرعة النسبيّة، والى ما آلت اليه الاتصالات، حيث تنازلت «القوات اللبنانية» مرات عدة لتقبل في النهاية بأربعة وزراء بلا الحقائب التي طالبت بها بداية، فيما كان النائب وليد جنبلاط يهرع الى قصر بعبدا ليقدّم تنازلاً لعون معتقداً أنه التنازل الأخير الذي سيؤدّي الى ولادة الحكومة، ليفاجَأ فيما بعد بأنّ تعطيل التأليف لا علاقة له البتة بالعقدتين الدرزية والمسيحية، وانّ قرار الحكومة في يد «حزب الله»، وأنّ التفاهم مع عون لا يحلّ مكان الحزب، صاحب الكلمة الاولى والأخيرة في الولادة الحكومية.

ثانياً، إنطلاقاً من إمساك «حزب الله» بالورقة الحكومية كاملة بعدما أمسك بالورقة الرئاسية وقانون الانتخاب، تشير الأوساط الى أنّ الحزب لن يُفرج عن الحكومة الّا متى أمّن تحقيق أهدافه بما يتعلق بتوزير سنّة 8 آذار، وبما يرتبط اقليمياً بإيران التي تلعب كل اوراقها بما فيها الورقة اللبنانية، في مواجهة العقوبات الأميركية.

وتشير الاوساط الى أنّ مطلب توزير سنّة 8 آذار الذي هو مطلب جدّي للحزب، لن يكون الأخير اذا ما دقت ساعة تأليف الحكومة، فهناك مطالب أُخرى تتعلق بالأسماء المقترحة لوزارات حساسة ومنها وزارة الداخلية التي يحتفظ «الحزب» بحقّ «الفيتو» على الاسم الذي سيُطرح لتولّيها. كما أنّ الحزب يريد أن يطمئن الى عدم نيل أيّ طرف، سواءٌ كان حليفاً أو خصماً، الثلث المعطل الذي يُمسك بالحكومة وبنصاب اجتماعاتها وقراراتها.

ـ ثالثاً، تكشف الأوساط، نقلاً عن قياديّين في «حزب الله»، أنه ليس مستعجلاً تأليف الحكومة وأنّ يده ليست في النار، وتشير الى أنّه وكما نجح في تعطيل انتخاب رئيس الجمهورية حتى إيصال عون الى بعبدا، وكما عطل تأليف الحكومة ثمانية أشهر لتوزير جبران باسيل، فهو مستعدّ الآن للإيفاء لحلفائه السنّة بوعد دخولهم الحكومة، بعد أن ساهم قانون الانتخاب الذي رعاه في عودتهم الى مجلس النواب، وهذا التزام أبلغه الحزب الى هؤلاء النواب الذين بدأوا يرفعون من منسوب خطابهم لثقتهم بأنهم سيتمثلون في الحكومة ولو طال الأمر أشهراً، تماماً كما حصل مع «التيار الوطني الحر» الذي، وبعد تحالفه مع «حزب الله»، نال مطلب العودة الى السلطة، بدءاً من تأليف الحكومات، الى قانون الانتخاب فرئاسة الجمهورية، وبناءً عليه تتوقّع الأوساط أن يتراجع عون عن رفضه تمثيل سنّة 8 آذار، وحينها سيصبح الحريري وحيداً في المواجهة بعدما رفع سقفه الى أقصى درجة برفض توزير سنّة «حزب الله» حتى من حصة عون.

 

المبادرة الروسية بين «نـــارَي» الداخل والخارج  

جورج شاهين/جريدة الجمهورية/السبت 10 تشرين الثاني 2018

التطورات التي نجمت من العقوبات الأميركية ضد طهران وموسكو و«حزب الله»، حجبت الأنظار عن المبادرة الروسية الخاصة بإعادة النازحين السوريّين. وزادت في الطين بلّة التعديلات التي أدخلتها السلطات السورية على القانون الرقم 10 الخاص بـ «أملاك الغائبين» والعراقيل امام اللجنة الخاصة بالدستور الجديد، ما طرح السؤال حول مصيرها واحتمال تجميدها والأسباب التي أعاقتها. وعليه ما هو جديدها؟ على رغم صمت المَدافع بعد تأجيل العملية العسكرية التي كانت مقرّرة في ادلب ومحيطها، وعلى وقع المناوشات في السويداء وصحراء تدمر بين القوات الروسية والسورية و«داعش»، كما تلك الدائرة منذ فترة على ضفَّتَي الفرات شرقاً وغرباً بين «داعش» و«قوات سوريا الديمقراطية» والترتيبات الخاصة بمنبج ومحيطها، لم يسجّل أيُّ تقدّم على مستوى المبادرة الروسية في شأن إعادة 7 ملايين واكثر من نصف مليون من النازحين واللّاجئين السوريّين الى بلادهم.

مجمل هذه التطورات عزّزت الحديث عن سيناريوهات عدة طاولت المبادرة وباتت تهدّدها، والعقبات التي حالت وما زالت دون انطلاقها وفق الآليات العملية التي تمّ التوصّلُ اليها على رغم الضجيج الذي رافق اطلاقها والحملات الديبلوماسية التي شُنَّت من أجلها.

انطلاقاً من هذه الوقائع، ارتفع منسوبُ الخوف لدى كثير من المراقبين الذين كانوا على تماس مع ما نصّت عليه الآليات المعتمدة، تزامناً مع السعي الى التقدم نحو ما يمكن أن يُسمى الحل السياسي في سوريا، انطلاقاً من سلسلة القمم التي عقدت بين سوتشي وطهران واسطنبول نهاية الشهر الماضي عدا عن لقاءات ومؤتمرات وزراء خارجية ودفاع مختلف الأطراف المتحالفة والمتحاربة في سوريا.

لا يتعب الباحثون عن أسباب إعاقة إعادة النازحين السوريين. فهي واضحة في جوانب منها على رغم تلافي التصريح أو التلميح الى البعض منها على أساس أنها قابلة للمعالجة طالما أنها من ضمن البيت الواحد، بعدما ظهرت الى العلن العوائق الأخرى التي أفصح عنها أطرافها في اكثر من مناسبة وبرّروا بما فيه الكفاية مواقفهم فلم تعد سرّاً. وللدخول الى عمق البحث عن أسباب العراقيل لا بد من تصنيفها بين حَدَّي ما يجري ضمن صفوف الحلف الواحد وتلك القائمة بين المتخاصمين من الحلفين الكبيرين اللذين تقود أحدهما موسكو والآخر واشنطن.

فإلى الرفض المعلن الذي عبّرت عنه الولايات المتحدة الأميركية ومعها دول الحلف الدولي ضد الإرهاب تجاه المبادرة الروسية والذي تُرجم بحجب التمويل عنها، عدا عن الملاحظات الأخرى تجاه مصير النظام السوري وتصرفاته، فقد قدّموا الحلّ السياسي على برامج العودة.

وعلى رغم وضوح هذه المعادلة فهناك عوائق أخرى تواجهها موسكو بصمت وتحاول معالجتها بعمل ديبلوماسي وعسكري دؤوب لم يترجم بعد أمراً واقعاً كاملاً ولم يظهر واضحاً على سطح الأحداث.

ومن هذه الزاوية بالذات لمس زوّار موسكو ودمشق بعضاً من عوائق المبادرة الروسية، ولا سيما منها تلك المرتبطة بتدابير السلطات السورية التي انعكست تردّداً يقرب الى الرفض صدر عن أكثر من مستوى ديبلوماسي وأُممي وروسي تحديداً. وفي مقدّم هذه التعديلات، تلك التي أدخلها مجلس الشعب على بعض من مواد القانون الرقم 10 الصادر في 2 نيسان 2017 الخاص بأملاك النازحين واللاجئين السوريين الغائبين عن أرضهم وممتلكاتهم والذي مدّد مهلة تقديم الطلبات والوثائق الملحقة بها من شهر إلى سنة تُحتسب من تاريخ صدوره.

وقد جاءت هذه الخطوة لتشكل عقبة جديدة أمام برامج عودة النازحين نظراً لمخالفتها مضمون الطلب الروسي من الحكومة السورية الذي بدأ بتمديد هذه المهلة سنة قبل أن ينتهي الى ضرورة وقف تنفيذه وكأنه لم يكن، عند انتفاء أيّ مهلة لتطبيقه. فقد أرادت القيادة الروسية بموقفها هذا التخفيف من حدة ردات الفعل السلبية للقانون في شكله ومضمونه وتوقيته، خصوصاً أنّ ما جاء به من إجراءات معقّدة لا تسمح بتطبيقه على السوريين جميعاً في ظروف متكافئة.

فالقانون في شكله وتوقيته استبق الإعلان عن مجموعة من برامج العودة التي تحتاج الى وقت أطول لإنطلاقها وفي مهلة تتناقض ومضمون المهل المنصوص عنها فيه، والتي في حال استنفادها ستحول دون عودة مئات الألوف منهم الى بلادهم ومناطقهم الأصلية.

ويضاف الى ذلك انّ روسيا سبق لها أن أبلغت الى الأمم المتحدة تجميد العمل بالقانون، على ما أكد مستشار الشؤون الإنسانية في فريق الأمم المتحدة العامل في سوريا يان إيغلاند الذي أكد انّ هذا القانون جُمّد ولم يعد معمولاً به.

وبالإضافة الى عقدة القانون الرقم 10 المثير للجدل، فقد أدّت المواجهة الأخيرة بين الحكومة السورية وممثل الأمم المتحدة في سوريا ستيفان دوميستورا في شأن رفضها تسمية ممثليها الى اللجنة الدستورية، كما بالنسبة الى إشراك أيٍّ من ممثلي المعارضة السورية المعتدلة فيها، شكّل نقزةً كبيرة لم تعالج بعد على رغم تأكيد قمّة اسطنبول الرباعية الأخيرة أهمّية إحياء اللجنة الدستورية توصّلاً الى الدستور الجديد.

أمام هذه العقبات، ترى القيادة الروسية نفسها في أسوا موقف عندما يسألها أيّ زائر عن مصير خطط وبرامج اعادة النازحين. فهي وقعت بين ناري الرفض الدولي لتطبيقها في شكلها وتوقيتها من جهة، وما يعوق تنفيذها في الداخل السوري من جهة أخرى.

ومن هنا تعزّز الشعور بتجميد هذه الخطط الى أجل غير مسمى، على أن يبقى توقيته في يد هذه القيادة التي لا يمكنها الحديث عن أيّ مواعيد قبل تذليل أيٍّ من هذه العقد المتفاقمة يوماً بعد يوم.

 

نقمة «عونية» على عثمان: إعادة «الصلاحيات» الى أصحابها! 

ملاك عقيل/جريدة الجمهورية/السبت 10 تشرين الثاني2018

يخوض العونيّون مواجهة صامتة مع المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان، على خلفية ملفَي التشكيلات الأمنية، و«الاستثناءات» أو الموافقات التي يمنحها المدير العام لبعض أعمال البناء في المناطق. ووصلَ الأمر الى حدّ مُعايَرته بارتكاب مخالفات قانونية على «عَينَك يا تاجر»! قبل أيام أطلق «التيار الوطني الحر»، عبر محطة «أو. تي. في»، إتهامات صريحة لعثمان بـ«مخالفة القانون وإطاحة مجلس قيادة قوى الأمن الداخلي وجعل نفسه الآمر الناهي في التشكيلات»، معتبراً أنّ قراره بتمديد أمر فَصل الضباط خلافاً لرغبة مجلس القيادة «يضرب الميثاقية في توزيع المواقع بين الطوائف». كذلك، وجّه نائب عكار في «التيار» أسعد درغام الى عثمان تهديداً مباشراً بأنّ استمرار الوضع على ما هو عليه داخل المؤسسة «سيؤدّي الى تعطيل مجلس القيادة وتجميد ملف التطويع، لأنّ المجلس لن يجتمع مجدداً سوى لبَتّ المناقلات»، مشيراً الى وجود «نيّات مسبقة لتثبيت سياسة الاستئثار بالمواقع لفئة معينة».

لكن يبدو أنّ «مَشكل» النائب العوني مع عثمان لا يقف فقط عند أمر نقل الضبّاط والتشكيلات «الميثاقية»، إذ انّ «الموافقات» التي يمنحها عثمان لأعمال بناء أو ترميم وحفر آبار في المناطق تحوّلت نقمة عليه، ووصلت الى حد إصدار درغام بياناً هجومياً ضد المديرية العامة لقوى الامن الداخلي «بتغطية مخالفات البناء العشوائية غير الخاضعة لأيّ شروط وتسويات أمنية تسمح بإنشاء أبنية بالتراضي»، واصفاً ما يحصل بـ«الأمر الخطير الذي لم يحصل في تاريخ الدولة اللبنانية»، مُلوّحاً «بالاعتراض أمام مجلس شورى الدولة».

هكذا، مع شعور العونيين أنّ عثمان لا يجاريهم في كل طلباتهم، إنتقل الكباش الى مستوى أعلى: المطالبة بسحب هذه الصلاحية، التي لا يجيزها القانون، من يد المدير العام وإعادتها الى «أصحاب الاختصاص»، أي البلديات واتحاد البلديات والتنظيم المدني... الأمر الذي سيؤدي، في رأيهم، أوّلاً الى دخول رسوم الى خزينة الدولة والبلديات مجدداً، وثانياً لأنّ مهمّة قوى الأمن هي ضبط المخالفات وليس تكريسها و«تعميمها».

قبل أسابيع إشتكى درغام صراحة لدى وزير الداخلية نهاد المشنوق بسبب تساهل عثمان في غَضّ النَظر ومنح استثناءات لقريبين من تيار «المستقبل» في عكار، على حساب آخرين.

شكوى درغام لها مسبّب إضافي، حيث طلب الأخير منذ أكثر من شهر «موافقة» من اللواء لترميم سقف كنيسة بمساحة 70 متراً مربعاً في بلدة بَينو العكارية في أملاك الدير، لكنّ مكتب المدير العام لم يتجاوب. مع ذلك، أوعَز درغام الى المسؤولين في الكنيسة المباشرة «بالشغل» الى حين الحصول على الموافقة، فكانت دورية قوى الأمن بالمرصاد.  لجأ درغام الى قائد الدرك العميد مروان سليلاتي، فوصلَ الجواب عبر قائد منطقة الشمال في قوى الامن برفض «اللواء» حتى الآن منح «الموافقة». وقد تبيّن لاحقاً أنّ النائب هادي حبيش طلب بدوره «الموافقة» من عثمان على ترميم سقف الكنيسة، وكحَلّ وسط، قرّر حجب توقيعه عن الاثنين لكي لا يُتّهَم بـ«تَنفيع» نائب على حساب آخر.

ووفق مُطّلعين، شدّد عثمان على أن يأتي الطلب مباشرة من المسؤولين في الكنيسة لتتمّ الموافقة عليه، وهذا ما حصل فعلاً، فأذِنَ بالترميم. وتفيد المعطيات أنّ المدير العام يطلب من نائب عكار ما يشبه الاعتذار لتهجّمه غير المبرّر عليه، والذي أدى الى انقطاع التواصل بينهما. كما أنّ عثمان، وفق العارفين، مُتساهِل جداً بإعطاء موافقات في ما يخصّ الأماكن الدينية من كافة الطوائف، لكن ضمن الأصول وعلى أن يُقَدّم الطلب بشكل لائق وليس على «طريقة» النائب درغام. خط التنسيق التنفيذي بين العونيين والمديرية لا يزال قائماً حالياً من خلال مسؤول المراجعات مع قوى الامن الداخلي و«أمن الدولة» في «التيار الوطني الحر» جوزف صليبا، الذي التقى عثمان منذ نحو أسبوعين وبحث معه مجدداً في موضوع تشكيلات قوى الأمن وملف «الموافقات».

يحصل هذا في ظلّ غطاء سياسي كامل يوفّره رئيس الجمهورية والوزير جبران باسيل لتحريك ملفَي التشكيلات و«الموافقات» وعدم السكوت عنهما، لكن من دون إحداث مواجهة مباشرة مع «الأصيل»، أي الرئيس المكلّف سعد الحريري. يقول صليبا: «بحثنا في موضوع الشراكة من خلال ضرورة إعادة صلاحية التعيينات الى مجلس القيادة، وإصلاح الخلل في توزيع المراكز الاساسية في قوى الامن»، مضيفاً: «ليس لدينا أي مشكلة شخصية مع عثمان، ونتفهّم أنّ خَلفه «طائفة» ومرجعية سياسية، والبلد معروف أصلاً بتقسيماته الطائفية، لكننا نحتاج الى إشارة إيجابية منه في موضوع استكمال التشكيلات، وقد وعدنا خيراً، خصوصاً أنّ رئيس الجمهورية يلحّ على تحريك هذا الملف وبَتّه بالسرعة اللازمة». وأكد «اننا نعترض بالمبدأ على صلاحية منح موافقات من جانب المدير العام ونطالب بإعادتها الى المرجعيات المختصة، مع العلم أنّ اللواء عثمان لا يُبدي تشدّداً بهذه الصلاحية بمقدار رغبته في خدمة الناس، وهذا ما قاله صراحة». يذكر أنّ هناك شبه توافق سياسي على تأجيل بَتّ التشكيلات داخل المديرية الى ما بعد ولادة الحكومة. ويبدو، وفق المعلومات، أنّ أعضاء قادة الوحدات المسيحيون يجتمعون دورياً بدرغام وصليبا لأخذ التوجيهات منهم بإيعاز من باسيل، فيما لا يَجد الأخير الوقت الكافي للقائهم.

موافقات لحاجات «ملحّة»

وردّاً على الشكوى العونية من «الموافقات» يفيد مطلعون في «المديرية» بأنّ «الموافقات التي يمنحها عثمان هي «بسيطة» وتتعلّق بإجراء أعمال بناء أو حفر آبار إرتوازية في مناطق تنعَدم فيها «مياه الدولة»، ويضطر المواطن الى شراء المياه بمعدّل صهريج كل يومين»، لافتين الى أنّ «المدير العام يعطي الموافقات لكافة الاطراف السياسية من دون تمييز، مع العلم أنّ أكثر الذين يُثيرون ملف الموافقات، وتحديداً بعض قادة الوحدات في مجلس القيادة، هم أكثر من يطلبها من عثمان، في وقت أنّه حاول مراراً التخلّص من هذا العبء وسط رفض لمراجع عليا بذريعة عدم القدرة على ضبط الشارع». ويقول هذا الفريق إنّ «إعطاء الموافقات ليس بالأمر الجديد، ودَرج عليه المدراء العامون السابقون بسبب عجز الوزارات المختصة عن تأمينها. ومثال على ذلك، طلب وزير الطاقة سيزار أبي خليل مؤخراً من عثمان «تكثيف» إعطاء «الموافقات» بحجة عدم تمكّنه من إعطاء رخص للمواطنين»! ويشير الى أنّ قانون قوى الامن أناطَ مراقبة مخالفات البناء بقوى الامن بشكل مؤقت الى حين إنشاء بلديات، لكن منذ عام 1998، تاريخ إجراء أول انتخابات بلدية، عجزت معظم البلديات عن قمع مخالفات البناء بشكل فاضح.

خلل في الأمرة

وفي سياق آخر، يبدو انّ المذكرة التي أصدرها عثمان قبل نحو أسبوعين، وسبقت سفره الى أوروبا الشرقية في رحلة صيد، والتي عَدّل من خلالها التعليمات العسكرية بحيث ينوب عنه عند غيابه «الضابط الأعلى رتبة الذي يتبع للمدير العام»، قد أثارت بلبلة وخللاً في التعامل بين الضبّاط داخل المديرية. فالمقصود بالبرقية تحديداً هو المفتش العام العميد جوزف كلّاس، الذي يخوض مواجهة مباشرة مع عثمان حول التشكيلات العسكرية و«استعادة» بعض المواقع في السلك لتصبح من حصة المسيحيين. وكَون المفتش العام يخضع لوزير الداخلية، فقد حرمته هذه المذكرة من ممارسة صلاحيات المدير العام بالوكالة عند غيابه. عملياً، خلال سفر عثمان، تجاهَل كلّاس معاملات وصلت الى مكتبه من قائد القوى السيّارة العميد فؤاد خوري وتمنّع عن رفع البريد إليه، وذلك لأنّ خوري، الذي كان يمارس صلاحيات المدير العام بالوكالة بسبب سفر عثمان، أدنى رتبة من كلّاس، ما دفعَ الأخير الى تجاهل المعاملات الواردة من «المدير العام بالوكالة». وقد تمكّن عثمان من «تَرييح» رأسه من «شغب» كلّاس و«تطويقه»، بسبب عدم وجود مرسوم كان يفترض، وفق نظام قوى الامن الداخلي، أن يصدر عن مجلس الوزراء وهو يحدّد العلاقة بين المدير العام ووكيله الذي ينوب عنه عند غيابه. في النتيجة، أحدثت مذكرة عثمان إشكالية أدّت الى خلل في التعامل بين الضباط في المديرية، على قاعدة استحالة أن يعطي العميد المكلف مهمات المدير العام بالوكالة أوامر الى ضابط أعلى منه، أي المفتش العام. وهو واقع سيتكرّر في كلّ مرة يكون فيها المدير العام خارج البلاد، أو غائباً لأيّ سبب كان. وتقول أوساط كلّاس «انّ المفتش العام عملانيّاً يتبع وزير الداخلية، لكن إدارياً يتبع المدير العام في كل المعاملات الخاصة بقطعته». في المقابل تفيد معطيات أنّ «المفتش العام قامَ، وفي أكثر من مناسبة، بتحدّي عثمان من خلال التأكيد أنه ليس تابعاً له بل لرئيسه المباشر وزير الداخلية، وأنّ عثمان ليس لديه أي سلطة عليه، وأنّ علاقته بالمديرية محصورة بكونه عضواً في مجلس القيادة». أمّا في يتعلّق بأزمة المراسلات الادارية، فالحلّ بسيط برأي الفريق المعارض لكلاس: فليأخذ توقيع وزير الداخلية على المذكرة المرضية أو المأذونية وسائر المعاملات الإدارية»!

 

حقيبتا الكاثوليك... رهنُ «التوسّع» الماروني  

كلير شكر/جريدة الجمهورية/السبت 10 تشرين الثاني2018

فلندع جانباً الأسباب والمسبّبات والحيثيات المحلية والخارجية التي تزيد من «تورّم» العُقد الوزارية، ولنركّز قليلاً على الطبخة الحكومية في حدّ ذاتها، وأسلوب «الشيف»، أو بالأحرى «طاقم» الطبّاخين المرابطين بحكم الأمر الواقع في المطبخ! غالب الظن، أنّها المرة الأولى التي يحتفي فيها فريقٌ سياسي بـ«مشاريع وزرائه» قبل صدور مراسيم الحكومة. فعلتها «القوات اللبنانية» على مرأى من أنظار صاحبَي صلاحية التوقيع: رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة. استدعى رئيس حزب «القوات» سمير جعجع «مرشحيه» قبل صدور مراسيم تعيينهم،  بعدما وزّعت الدوائر المعنية في معراب السير الذاتية لـ»أصحاب المعالي». سابقة لم تشهدها حكومات «الطائف» ولا تلك التي سبقتها. يجوز وصفها بالتجاوز الدستوري لصلاحيات القابضين على «قرار التأليف»، وتحديداً لرئيس الحكومة المكلف الذي يملك سلطة تدوين الأسماء وتوزيع الحقائب.

وعادة ما تُترك اللمسات الأخيرة لرئيس الجمهورية ولرئيس الحكومة المكلف بعد أن تكون المكوّنات السياسية قد أدلت بدلوها من مطالبها الوزارية وحصصها، مع الإبقاء على هامشٍ ولو محدود من خيارات اللحظة الأخيرة، لصاحبَي التوقيع.

ولكنّ دربَ تأليف الحكومة العتيدة شهد تجاوزاتٍ «بالجملة». بدا المسار غريباً. وكأنّه لوحة «بازل» يتمّ تجميعُها بالمفرق، حيث يتولّى كل فريق صبّ «حجارته»، أو «عمارته»، بلا استشارة صاحب العلاقة. فتحوّل رئيس الحكومة المكلف مجرد صندوق بريد يتولّى الاحتفاظ بالأمانة في انتظار تجميع القطع واكتمال العَقد، لحمل المسودّة النهائية الى رئيس الجمهورية لإصدار مراسيمها.

كل شريك في التأليف، صار أشبه برئيس حكومة مكلّف بتسمية «حكومته المصغّرة»، أسماء وحقائب. فيما على «رئيس الحكومة الأول» تجميع «قطع البازل»، لصفّها على مسودّته. بهذا المعنى، استُفِزّت شخصيات كاثوليكية حين بدت حصة الطائفة، بـ»أمها وأبيها» مجرد جوائز ترضية عند الطوائف الكبيرة وتحديداً المارونية. وما زاد من توترها حين تناهى إلى مسامعها أنّ الثلاثية الكاثوليكية في الحكومة الثلاثينية عرضةٌ للتناتش! درجت العادة، أن توزّع وزارات الدولة السبع في الحكومة الثلاثينية على الطوائف السبع (المورانة، السنّة، الشيعة، الدروز، الأرثوذوكس، الكاثوليك والأرمن)، ليحتفظ الروم الكاثوليك أسوة بغيرهم من الطوائف، بوزارة الدولة مقابل حقيبتين اثنتيْن. لكنّ الصرخة علت حين كشفت «القوات» عن أوراقها الوزارية وتبيّن أنّ حصّتها رست وفق التفاهم السياسي، على وزيرَين مارونيّين وأرثوذكسي وأرمني، حُمّلوا ثلاث حقائب. ما يعني، وفق الحسبة الأوّلية، أنّ الثلاثية الكاثوليكية ستكون حكماً من حصّة رئيس الجمهورية بالتكافل والتضامن مع حصّة «التيار الوطني الحر»، في اعتبار أنّ حصة تيار «المردة» ستكون مارونية.

ووفق المعلومات التي بلغت مسامع الكاثوليك من أكثر من جهة، تبيّن أنّ الفريق الرئاسي يميل إلى تحميل موارنته، ثلاث حقائب وزارية (الخارجية، العدل والطاقة)، ما يعني بالنتيجة أنّ الوزراء الموارنة الستة في الحكومة سيكونون جميعاً مع حقائب، ولا وزيرَ دولة مارونيّاً.

أكثر من ذلك، حين تصرّفت «القوات» على أساس أنّ وزيرَها الأرمني سيكون بحقيبة (الشؤون الاجتماعية)، رفع حزب «الطاشناق» الصوت عالياً، منبّهاً من تعرية وزيره من حقيبة وزارية، في اعتبار أنّ الصيغة الثلاثينية لا تسمح بوزيريْن أرمنيَّين يحملان حقيبتين ولا بدّ أن يكون أحدُهما وزيرَ دولة. ومن الطبيعي أن تكون الحقيبة من حصّة «الطاشناق» كونه ممثلاً بثلاثة نواب. هنا أيضاً، هناك مَن همس في أذن شخصيات كاثوليكية ما مفاده أنّ الوزير «القواتي» الكاثوليكي المفترَض ريشار قيومجيان يمكنه تمثيل الروم الكاثوليك انطلاقاً من كونه كاثوليكياً، كحلٍّ للأزمة الناشئة.

هكذا، طرق الوزير ميشال فرعون أبواب قصر بعبدا وقبله «بيت الوسط» لطرح المسألة على بساط البحث، بعدما عرضها على البطريرك يوسف العبسي الذي كان بدوره في أجواء هذه الطبخة «المريبة» التي حوّلت حصّة الكاثوليك من الحقائب «كبشَ فداء» لمصلحة الطوائف الأخرى.

الملفت أنّ الرئيس المكلّف كان «يبكي» يومها الحكومة التي كان قد شرع في «خربشة» حروف مراسيمها الأولى، إن لم نقل إنه بالفعل كتبها. وإذ بالعقدة السنّية تطيح بها مجدداً. طبعاً، لم يحصل فرعون على التطمينات اللازمة التي تقول في وضوح إنّ هناك معالجة لأزمة توزيع الحقائب. ولكن مجرد رفع الصوت عالياً من شأنه أن يدفع طهاة الحكومة إلى إعادة النظر في ما «ارتكبته أيديهم». ولهذا، يقول أحد المعنيين إنّ المسارعة إلى إثارة المسألة أمام أصحاب العلاقة يشي باحتمال تطويقها جيّداً والبحث عن مخارج جديدة للأزمة. ولهذا فإنّ المسودّة النهائية قد تشهد خلطة جديدة من توزيع الحقائب إذا ما احتُرِم العرفُ الميثاقي الذي يحصّن المشاركة الكاثوليكية في الحكومة بحقيبتين وزاريّتيْن، لا أقل.

 

العقوبات تستهدف إيران وتمرّ في لبنان  

بروفسور غريتا صعب/جريدة الجمهورية/السبت 10 تشرين الثاني/2018

يبدو أنّ هدف الإدارة الأميركية ممارسة أقصى الضغوط على النظام الإيراني لإجباره على التفكير مرة أخرى وتغيير ما يعتبره الأميركيون سلوكاً خبيثاً في المنطقة.

السؤال الذي يفرض نفسه ما الذي يجري بالضبط بالنسبة الى الإجراءات المتّخذة، وما أثرها المحتمل، وما هي الإستراتيجية الأميركية الحقيقية وراء هذه العقوبات؟ وما مدى تأثير فرض الجزاءات على المئات من الأسماء والكيانات والأفراد وكذلك على الاقتصاد العالمي؟

يبدو حسب جون بولتون مستشار الامن القومي «أننا نريد تحقيق اقصى ضغط على ايران لكننا لا نريد إلحاق الاذى بأصدقائنا وحلفائنا». وللعلم فإنّ صادرات إيران النفطية انخفضت بشكل ملحوظ (اكثر من الثلث) في الفترات الاخيرة في الوقت الذي يبدو أنّ العديد من عملاء إيران في شراء النفط استفادوا من إعفاءات الولايات المتحدة للقيام بذلك مع وعد بتخفيف استيرادها من النفط الايراني، وهذا المنطق يساعد حلفاء الولايات المتحدة مثل تايوان وكوريا الجنوبية واليابان في تخطّي مشكلات الطاقة دون المساس بجوهر الاتّجاه العام للسياسة الاميركية. وللعلم حصلت الهند على هكذا إعفاءات وخفضت الصين وارداتها بموجب ترتيب مختلف قليلاً. هنا لا بد من القول إنّ هذه التخفيضات تقلق من ناحية اخرى استقرار سوق النفط الدولية. وقد وعد السعوديون بضخّ المزيد من النفط لتعويض التخفيضات في النفط الايراني. وقد يكون من أهداف ترامب شأن آخر، يعني فيما يعنيه أن يعيد إيران الى طاولة المفاوضات من اجل الحصول على صفقة أفضل وأكثر شمولاً.

ويذهب البعض الآخر في تحليله الى القول إنّ ترامب يرى في اعادة الجزاءات مناسبة جيدة لتغيير النظام في إيران. ولحظ بعضهم انّ ترامب لديه خطة واحدة ولا يعرفون استخدام غيرها لكنهم يفتقرون الى أيِّ مظهر من استراتيجية اوسع. لكن يبدو انّ الولايات المتحدة أحرقت مصداقيّتها في التزام الوعود. لذلك قد تكون في المستقبل القريب هناك حالة من الفوضى في ظلّ مثابرة اميركا على نهجها الحالي في عزل إيران، ولكن بدون تأييد دولي واسع النطاق أضف الى ذلك أن ليس من الواضح ما إذا كان الأوروبيون معهم وروسيا والصين قد يستطيعون تطوير نظم الدفع الدولية البديلة وتجنّب النظام المالي الأميركي وقد تكون المقايضة احدى هذه الوسائل التي تمكنهم من شراء النفط الإيراني دون استعمال الدولار. لذلك قد تكون الصورة قاتمة لغاية الآن والأهم إذا كان الايرانيون سيضطرون مجبرين للجلوس الى مائدة مفاوضات ثانية وأن يتخلّوا عن دورهم في سوريا واليمن ومع «حزب الله» في لبنانـ علما أنهم ولغاية الآن متمسّكون بالصفقة التي تفاوضوا عليها مع وزير الخارجية السابق جون كيري في فيينا في عام 2015. وحسب دنيس روس المسؤول الاميركي السابق «إنّ زيادة الضغوط على إيران لن تغيّر بسلوك النظام في وقت قريب، لذلك وإذا كان الهدف الاساسي هو تغيير النظام في طهران فإنّ الامر يبدو دقيقاً جداً. هكذا نرى أنّ على قائمة العقوبات أكثر من 700 شخص او كيان او سفن وطائرات ناهيك عن المصارف الكبرى. وقال وزير الخارجية الاميركي انّ أكثر من 100 شركة عالمية انسحبت من إيران بسبب العقوبات التي تلوح في الافق هذا علماً أنّ مصدر التمويل الأساسي لإيران هو النفط وهو الى تراجع. مع العلم انّ كلام روس هو أقرب الى الواقع وسلوك إيران قد لا يتغيّر في الوقت القريب ودعمها للحوثيين او لـ«حزب الله» هو استراتيجي ومهم. أما إذا كان الهدف تغيير النظام فإنّ إعادة العقوبات أثارت موجات غضب في الشارع الإيراني، علماً انّ المناهضين للحكم كانوا نشطاء في الفترات الاخيرة. وفي ما يختص بلبنان فقد فرضت الجزاءات على «حزب الله» وتجدّدت عندما وقّع ترامب في الشهر الماضي جملة عقوبات استهدفت جماعات تموّلها ايران لا سيما «حزب الله» الذي وحسب اميركا يُعتبر منظمة ارهابية ومنع التمويل عنه وتشديد العقوبات الهدف منهما وحسبهم دائماً هو إفشال وتفكيك حزب ساهمت إيران في تأسيسه وهي الراعي الرئيسي له اليوم.

هذا الامر يساعد الى حدّ بعيد في إرباك «حزب الله» ودوره في المنطقة كما انّ ذلك يزيد الضغط على المصارف اللبنانية التي تتعامل مع الحزب الأمر الذي يعيد خلط الاوراق أقله لبنانياً- وقد انعكس ذلك جدّياً على تأليف الحكومة والتي ما أن وصلت الى مخاضها الاخير حتى خلقت العقدة السنّية، وقد يرى الحزب في ذلك دعماً لمجموعة باتت تشكل في الاقتصاد ما يُسمى Double Counting، وقد تكون حكومة تصريف اعمال في هذه المرحلة بالذات أهم للحزب ومجموعته من حكومة شرعية يمكنها أن تلتئم وتتّخذ القرارات. ويرى بعض المراقبين انّ العقوبات على «حزب الله» تستهدف لبنان كله وأنه سوف يتأثر جدّياً بالعقوبات هذه ويُحرج الدولة اللبنانية، علماً انّ هكذا عقوبات يمكن تفاديها من قبل المصارف إنما قد تطال اشخاصاً ومجموعات تتعاطى بشكل أو بآخر مع الحزب. أما سياسياً فقد تكون عرقلة الحكومه وفرملة مسارها من الإشارات الى هذه العقوبات. وإذا أمعنّا جيداً بديناميكية التشكيل نرى انّ العقدة السنّية لم تُستحدث الّا اخيراً وفي الوقت نفسه حين بدأت العقوبات تنفَّذ على إيران والحزب. تبقى الأمور الأكثر غرابة في الموضوع ككل هو قدرة الولايات المتحدة الأميركية على فرض العقوبات ومنح الاستثناءات ومنع شراء النفط الإيراني والتحكّم بأسعار النفط العالمية، وديناميكيّتها. علماً انّ السعودية قد لا تريد في الوقت الحاضر زيادة اسعارها، لكن لدى اميركا الوسائل الكافية لإقناعها. هذه هي الوضعية الحالية لأسواق النفط غير المستقرة، وقد ترتفع الاسعار ليصل سعر البرميل الى مئة دولار اميركي لا سيما وانّ إيران من أكبر الدول المصدّرة. كذلك هناك سؤال يُطرح حول مدى انعكاس ذلك على الوضعية اللبنانية؟...

 

المطلوب صحوة سياسية ومالية للخروج من وضع غير مريح

الهام فريحة/الأنوار/10 تشرين الثاني/18

باقٍ حتى نهاية السنة خمسون يومًا، بينها أكثر من عشرة أيام عطلات، فنكون عمليًا أمام خمسة اسابيع، وفي هذا الوقت الضيِّق، ماذا يمكن ان يفعل المراقب سوى إجراء جردة للسنة التي يصنفها البعض بأنها من اسوأ السنوات، فيما يصنفها البعض الآخر بأنها سنة واعدة ومنفتحة على الآمال. بين المنزلتين، ما هو الواقع؟ الأرقام تفصل في النزاع، والمشكلة ان الأرقام مخيبة لأن الأداء السياسي للبعض من شأنه أن يطيح معظم الجهود التي تقوم بها السلطات المالية سواء من خلال الاجراءات أو من خلال التحذيرات.

تقول الأرقام ان نحو 3 مليارات دولار، هو العجز الذي سجلته المالية العامة في النصف الأول من العام 2018. هذا يعني ان نهاية السنة ستُسجل أعلى مستوى للعجز في تاريخ لبنان. فالنصف الثاني من السنة من شأنه ان يحمل عجزاً أكبر مما تم تسجيله في النصف الاول من السنة، حيث تشير تقديرات إلى أنه قد يصل إلى مستوى 10 مليارات دولار حتى آخر السنة. هنا لا بد من الإشارة الى ان وزير المال علي حسن خليل كان حذَّر من انه في حال إستمر الإمعان في الصرف على هذه الوتيرة، فقد يصل العجز في السنة المقبلة إلى ما يفوق العشرة مليارات دولار. ما يعني ان المعالجات يجب ان تبدأ سريعًا، وسريعًا جدًا قبل ان يصل الوضع الى مستوى لا يعود بالإمكان تصحيحه، وهذا التصحيح يمكن القول عنه إنه ملزم لأنه شرطُ من شروط الإيفاء بمقررات "سيدر". ومن الأرقام المخيفة التي لا تُخطئ إزدياد الصرف فوق ارقام الموازنة بنسبة 25 في المئة، ومعظم هذه الزيادة خصصت كتحويلات لمؤسسة كهرباء لبنان بسبب ارتفاع اسعار المشتقات النفطية.

هذا النزف مرشح للتصاعد انطلاقًا من المعطيات التالية: الفرق الشاسع بين كلفة توليد الكيلوواط وبين سعر مبيعه، فمؤسسة كهرباء لبنان تبيع الكيلوواط بأقل من كلفته، وهي في حال خسارة على الدوام، وتسديد فجوة الخسارة يتم من خلال التحويلات المتأتية من قروض، هكذا بكل بساطة: نستقرض لنصرف، ونستمر في الصرف بخسارة وفي الاستقراض، هذه بئر لا تمتلئ، وسيستمر النزف الى ان تتخذ الدولة قرارا بالبيع وفق الكلفة على الأقل، فتقف الخسارة في مكان معين. هل من دولة في العالم تبيع الكهرباء بأقل من كلفتها؟ وتستقرض لتغطي العجز؟ وما يوفره المواطن على الكهرباء يعود ويدفعه زيادة في الضرائب لسد العجز، فما هذه العبقرية؟ ومن الأرقام المخيفة التي تعبِّر عن واقع الحال تراجع إيرادات الإتصالات نحو 26 في المئة، أي أكثر من الربع، وهذا يعني أن المواطن، وبسبب ضيق الحال، خفف من اتصالاته تحقيقًا للوفر، وهذا ما يؤدي الى خفض التحويلات الى خزينة الدولة، علمًا ان وزارة الاتصالات وشركتي الخليوي، تبذل جهودًا جبارة لتحسين الخدمات، سواء بالاتصالات أو بالانترنت، لجعل هذه الخدمات ممتازة وتضاهي مثيلاتها في المنطقة. لكن الازمة ليست عند الوزارة وشركتي الخليوي، بل بسبب الأوضاع الاقتصادية المتراجعة ككل. المطلوب صحوة عقل وضمير، للإضاءة على هذا الواقع الرقمي والخروج بمقترحات سياسية ومالية، ولعل ابرزها الإسراع في تشكيل الحكومة، ووضع الإصلاح المالي والاداري على سكة التنفيذ لجهة خفض الإنفاق والتخفيف من ثقل الإدارة الرسمية، ولإقرار موازنة العام 2019 مع الأخذ بعين الاعتبار الواقع المالي غير المريح.

 

الفصل الثاني من رئاسة ترمب

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط/10 تشرين الثاني/18

بقي عامان وهما طويلان، بمقاييس فرط حركة إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب في إدارة العالم. فهو كثير القرارات، وسريع الحركة، لا يهدأ ولا يتراجع، ولا يهاب العواقب. قلة مثله يجرؤون على تغيير العالم من حولهم؛ لهذا له خصوم كثر. وقد تحطمت آمال خصومه في الداخل والخارج، الذين عوّلوا على تقييده برلمانياً في انتخابات الكونغرس. فقد خرج بنصف انتصار محتفظاً بالأغلبية في مجلس الشيوخ الذي سيحمي ظهره، وسيتولى تمرير قراراته الرئيسيّة. وبالتالي، ترمب لا يزال واقفاً على قدميه حتى نهاية رئاسته.

وفي انتظار أن يكشف البيت الأبيض لاحقاً عن خطة الطريق للنصف الثاني من الرئاسة، فإن القضايا الرئيسيّة مستمرة كما يبدو. فترمب ممسك بتلابيب نظام طهران؛ بدليل أنه تعمد تطبيق العقوبات حتى قبل أن تفتح مراكز التصويت الانتخابية أبوابها بيومين. وأوعز للوزارات الأميركية تنفيذ العقوبات مثل الخزانة، والخارجية، والأمنية، والبنتاغون، ثم أضاف المزيد من العقوبات على الميليشيات التابعة لإيران مثل «حزب الله». أما الاستثناءات التي منحها ترمب للدول الثماني فقد كانت تهدف لكبح أسعار النفط من الارتفاع، وإعطاء فرصة مدتها ستة أشهر للدول الحليفة حتى تنهي عقود مشترياتها النفطية، وبالطبع إعطاء نظام المرشد خامنئي المزيد من الوقت حتى يقدم تنازلات، بدلاً من التقوقع في الزاوية الضيقة. فالهدف ليس إسقاط النظام بقدر ما هو تعديل سلوكه.

والملف الثاني مشروع السلام بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، وكان إلى قبل عام فقط محل سخرية المتشككين وهجوم الرافضين. الآن، على الجميع في المنطقة أن يأخذوه على محمل الجد، وليس مستبعداً أن يغير مفهوم الصراع وآلياته. وما صدر عن سلطنة عمان بعد زيارة رئيس وزراء إسرائيل يعكس الواقع الجديد، معظم دول المنطقة ستتعامل مع إسرائيل. وإيران سبب في ذلك، حيث انكشف تآمر طهران للهيمنة على العراق، وسوريا، ولبنان، واليمن، والبحرين. لإسرائيل دور مهم في التحالف ضد مشروع المرشد الأعلى في طهران. سيكون للرئيس ترمب ومستشاره جاريد كوشنر في السنتين القادمتين دور كبير في تغيير مفاهيم الخلاف والتحالفات.

أيضاً، في العامين المقبلين حرب اليمن ستتصدر القضايا وسيسعى ترمب إلى دعم حليفته السعودية، خاصة أن القوات اليمنية مع شركائها السعودية والإماراتية والأخرى تتقدم في مناطق العدو الصعبة، بما فيها محافظة صعدة موطن الحوثيين أنفسهم، وسيتعزز الوضع والحل السياسي في حال أكمل التحالف سيطرته على مدينة الحديدة ومينائها.

أما الملف السوري، الأكثر خطورة وأهمية، فمعظمه أنجز في النصف الأول من رئاسة ترمب. وقد غير الرئيس رأيه وسياسته من الانسحاب إلى البقاء، وأعلن صراحة عن إبقائه على الوجود العسكري الأميركي في تحدٍ لوجود استمرار القوات الإيرانية وميليشياتها في سوريا. التحدي الصعب إقناع روسيا بالتخلي عن الإيرانيين أو السماح لإسرائيل باستئناف الهجمات الجوية على الوجود العسكري الإيراني الذي شُل نتيجة إدخال منظومة الصواريخ الروسية.

لا نضع في الحسبان المفاجآت التي عرفت بها المنطقة، لكننا لا نستبعد أن تُقدِم إيران على عمل انتقامي خلال الفترة المقبلة لإحراج إدارة ترمب وإجباره على تقديم تنازلات لها. فقد سبق وفعلتها مع إدارة باراك أوباما السابقة عندما احتجزت بحارة المارينز. قد تفتعل مواجهات مع قوات خليجية أو توعز لميليشياتها لتنفيذ هجمات على مصالح أميركية في العراق. كل ذلك وارد، وهي مغامرات خطيرة على إيران نفسها.

 

ترمب يعيد رسم خرائط أميركا الانتخابية

عبد الرحمن شلقم/الشرق رالأوسط/10 تشرين الثاني/18

الولايات المتحدة، تاريخها وجغرافيتها وتكوينها الاجتماعي، جعلوا منها كياناً فريداً في كل شيء، في السياسة والاقتصاد واللغة والبناء، وكل أنماط الحياة، كل العالم هناك.

مهاجرون من كل أنحاء الأرض اندفعوا إلى العالم السحري المكتشف؛ لكن الاكتشاف الجغرافي للقارة أعاد إنتاج الجميع: الناس والأرض والحياة. أوروبا التي شرعت في مغادرة ثقل العصور الوسطى، بقوة ثورة العلم وبزوغ أضواء التنوير، وانطلاق العقل من قمقمه، وتحول المذهب البروتستانتي إلى منهج في التفكير وسلوك في الحياة، أعادت إنتاج ذاتها هناك. صارت الأرض الجديدة حقلاً زرع فيه الإنسان القادم بذور عقل يافع. الثورة الصناعية الوليدة وما سبقها ورافقها من ثورات فلسفية، كانت زاد القادمين إلى الدنيا الموعودة.

تدفق الهاربون والحالمون من كل أصقاع الأرض. ثار الأحفاد على أجدادهم المستعمرين، بعد المواجهات مع أهل الأرض البسطاء. حرب الاستقلال التي خاضها القادمون مع أجدادهم البريطانيين، شكلت حلقة في تكوين الهوية الجديدة للمجتمع الأميركي، سياسياً وثقافياً، ورسمت خطوط وآليات العقل السياسي الأميركي. الدستور كان المعركة التي أنتجت النظام السياسي الفريد للدولة الأكبر والأكثر قوة في العصر الجديد. بعد جولات طويلة ومتعددة من النقاش بين ممثلي مختلف الولايات، ولد الدستور الذي كتبه العقل الجديد. لم ينسخ الوثائق الدستورية الأوروبية؛ لكنه استمد مسار قيم الحرية من نظريات الفلاسفة الإنجليز: جان لوك، وتوماس هوبز، وإدوارد كوك، والفيلسوف الفرنسي جان جاك روسو.

النظام الاتحادي الذي منح سلطات واسعة للولايات، والحقيقة أنها دول متحدة وفقاً للغة الإنجليزية (states) وليست ولايات، حرص الأتراك على ترجمتها إلى ولايات، كي لا تثير مشاعر البلدان التي تحتويها الإمبراطورية العثمانية. النظام الفيدرالي الذي اختاره المؤسسون، كان هو الخيط الذي رأى واضعو الدستور أنه قادر على نظم الكيانات المتعددة الكبيرة، الدول المتحدة. التعددية الموصوفة، اللامركزية المترابطة عبر جسم تشريعي مكون من جناحين، هما مجلس النواب ومجلس الشيوخ المنتظمان في كيان واحد هو الكونغرس. سلطة تنفيذية على رأسها رئيس الدولة الذي يقود الجهاز التنفيذي بكل مكوناته؛ لكنه يخضع لرقابة واسعة من الكونغرس. تلك كانت من بنات وأبناء أفكار صانعي الدستور، وعلى رأسهم الشاب الحكيم، ماديسون، الذي قال: «إذا كان الناس ملائكة، فلن تكون هناك ضرورة لوجود الحكومة، وإذا كان الملائكة سيحكمون الناس، فلا ضرورة لرقابة داخلية أو خارجية عليهم. المشكلة الكبيرة تكمن هنا. يجب أن نجعل الحكومة تراقب الحكومة. وفي المقام الثاني أن تحاسب نفسها». إذن الكونغرس يشارك في الحكم من خلال التشريعات، وفي الوقت نفسه يراقب الأطراف الحاكمة، بمن فيهم الرئيس.

جيفرسون وماديسون اللذان ساهما بقوة في صناعة الدستور، كان هاجسهما الحرية والمحاسبة والرقابة، وتوازن توزيع السلطة بين الدول الأميركية المتحدة. الجميع موجود بتوازن في الجسمين التشريعيين: مجلس النواب ومجلس الشيوخ، بكيفية تحقق التوزيع الديمقراطي العادل. لكل ولاية عضوان بمجلس الشيوخ، بغض النظر عن عدد السكان، أما مجلس النواب فيكون التمثيل فيه حسب عدد السكان. الفقرة الثامنة عشرة من المادة الأولى في الدستور، أعطت الكونغرس سلطات واسعة، من حيث التشريع وتقرير مسارات الحياة في مختلف المسارات. الفقرة الأولى من المادة الثانية: أن تكون للرئيس السلطة التنفيذية بمشورة مجلس الشيوخ وموافقته.

منذ قيام الكيان الجديد، بدأت حساسياته السياسية والتجارية مع العالم الآخر. الحرب مع القراصنة في شمال أفريقيا، حربه الأولى مع الحاكم القره مانلي في ليبيا، والحروب التجارية مع بريطانيا، والحياد في المواجهة بين نابليون وبريطانيا.

الرئيس الأميركي ترمب، بسياساته وصوته الحاد الصارم، فيه التاريخ الأميركي بكل أطيافه، وتنويعات التكوين الدستوري للأمة الأميركية المؤلفة من كل أصقاع الدنيا؛ بل نلمس فيه بصمات كثير من رؤساء أميركا السابقين، الجمهوريين والديمقراطيين. حاربوا على جبهات متعددة ومختلفة في الداخل والخارج. ترمب الرئيس الخامس والأربعون للولايات المتحدة، هناك من وصفه بالمتهور والعنصري وقليل الخبرة السياسية، وبأنه ليس سوى رجل أعمال يقيس كل الأمور بالربح المالي، ويتخذ من الصدام منهجاً لإدارة علاقاته مع الجميع في الداخل والخارج. قد يكون كل ذلك أو بعضه صحيحاً؛ لكن لو ألقينا بعض الأضواء على سابقيه من الرؤساء، لأمكننا القول: إنه وليد أميركا القديمة الجديدة. هذه الإمبراطورية التي تختلف عن كل ما سبقها من الإمبراطوريات في التاريخ. لا امتداد احتلالياً لها خارج أرضها، تضم شرائح اجتماعية من كل بقاع الأرض، وهي بذلك إمبراطورية في داخلها، بحكم التكوين البشري المتعدد والمتنوع، إضافة إلى قوتها العسكرية والمالية غير المسبوقة. أميركا فيها التكوين الإمبراطوري في الداخل والخارج. الدستور الأميركي يجعل الرئيس إمبراطوراً له سلطات واسعة في كل مضارب الحياة؛ لكنه في الوقت نفسه تراقبه عيون الكونغرس، وتحاسبه على كل ما يقرر. في الكونغرس توازن محسوب بدقة، يجعل من الحكم كما رأينا في مواد الدستور، حلقات متداخلة تجعل القوى تحكم القوة.

الإعلام، الآلة التي تكشف كل مستور. وكل مسؤول له عورات وعثرات تنشرها وسائل الإعلام على حبال ممتدة فوق مساحة البلاد. القانون الحديد الذي يفلُّ كل تجاوز، ولا رحمة لمن تجاوز القانون مهما كان موقعه أو قوته.

نستطيع أن نقول: إن الرئيس ترمب أعاد تحريك كل مكونات المجتمع الأميركي بهزات عنيفة، عبر السياسات والكلمات. النزعة الوطنية المتشددة وسَّعت دائرة مريديه وليس أتباعه. طبقة البيض رأوا فيه زعيماً لهم، والطبقات الأخرى اعتبرته تحدياً. رجال الأعمال منهم من أيده بعنف، وآخرون عارضوه، ومن وقف بين الحالتين. موقفه المتشدد من الهجرة جلب له أنصاراً كثيرين، في الوقت الذي فتح فيه أبواباً لآخرين إلى الكونغرس. معاركه الخارجية تعبير عن لغة الذراع الإمبراطورية التي رافقت الولايات المتحدة منذ قيامها. الرئيس الأميركي الأسبق جون كيندي لم يتردد في أن يضع العالم على حافة الهاوية، أثناء أزمة الصواريخ السوفياتية في كوبا، وكذلك في أزمة برلين. رونالد ريغان أحد الرؤساء الذين يعتبرهم أغلب الأميركيين من رموز الوطن، خاض حرباً من دون نيران مع الاتحاد السوفياتي، وكذلك الرئيس نيكسون في حرب فيتنام. الرئيس ترمب قام بأكثر من انقلاب في الداخل والخارج بطرق شتى. اللغة التي دأب على استعمالها غير مسبوقة، إذ يستفز الجميع بأسلوب مباشر لإقناع دبلوماسي محسوب فوقه. يصطدم مع الحلفاء ومن يعتبرهم أعداء. لا يتردد في عزل أي من معاونيه لا يتبعه طائعاً منفذاً. وصل إلى العامة عبر تصريحاته النارية اليومية، وكتاباته المتواصلة على «تويتر» الذي يتابعه عشرات الملايين. لقد نجح في تأسيس مدرسة الانقلاب السياسي، الذي جعل من السياسة مادة يستهلكها الناس، بعدما كانت وجبة لقلة من النخب السياسية والإعلامية ورجال الأعمال.

نتائج الانتخابات الأخيرة التي أعطت الأغلبية للحزب الديمقراطي بمجلس النواب، ووسعت الأغلبية الجمهورية بمجلس الشيوخ، هي انعكاس حي لمنهج ترمب السياسي، الذي سيكون له مفعول لسنوات قادمة في محافل السياسة الأميركية. سياسة «الأكشن»، على طريقة الأفلام التي يعشقها الجمهور الأميركي.

 

قراءة في نتائج الانتخابات الأميركية النصفية

محمد الرميحي/الشرق الأوسط/10 تشرين الثاني/18

العالم يتغير وكذلك السياسات. كانت الحكمة الدائمة لدارسي السياسة الأميركية القناعة القائلة «إن الخلافات السياسية الأميركية تنتهي عند شواطئها!»، كناية عن أن السياسة الخارجية الأميركية لا يُختلف عليها بين فرقاء السياسة، حتى إن اختلفوا على كثير من سياسات الداخل. تلك الفكرة المتجذرة حتى عقود متأخرة لم تعد قائمة، فقد انتهى وسط الأسبوع الماضي أكثر السباقات الأميركية النصفية تكلفة، والأكبر كثافة في الإقبال على التصويت في تاريخ الانتخابات. الأمور تتغير بسرعة، وعلى غرف اتخاذ القرار في فضائنا العربي أن تضع هذا الملف أمامها للقراءة المتأنية، دون تفريط عاطفي ولا إفراط آيديولوجي.

الواقع يقول إن الديمقراطيين قد حصلوا على أغلبية معقولة في مجلس النواب، بينما احتفظ الجمهوريون بأغلبيتهم النسبية في مجلس الشيوخ، ولأن الأول ذو صلاحية كبيرة، فمن المتوقع أن يُراجع عدد من الملفات الداخلية والخارجية التي اتخذتها الإدارة الحالية، وقد يُعوق بعضها.

بعض الملفات الساخنة سوف ترى النقاشات، منها على سبيل المثال لا الحصر، أولاً؛ قضية المناخ، وقد شاهد الأميركيون في عدد من ولاياتهم كيف عصف التغير الجذري في المناخ بمدنهم في السنتين الماضيتين، وكانت الإدارة القائمة قد هوّنت من حقيقة التغير المناخي، ومن الاتفاق الذي وُقع بشأنه في باريس واتفق عليه العالم، ولأن الولايات المتحدة من أكبر الدول الملوثة للمناخ بسب الصناعات الكبرى فإن هذا الملف سوف يأخذ أولوية في النقاش المقبل. ثانياً؛ العلاقة مع الشركاء في الحلف الأطلسي، الذي قامت الإدارة بتحجيمه تحت المطالبة بتحمل «المشاركة المالية المتوازنة»، إلى درجة التهديد بالخروج منه كلياً، هذا ملف سيكون للأوروبيين فيه رأي بالتعاون مع الديمقراطيين، لأن الخلل الذي يمكن أن ينتابه سوف يشكل مدخلاً للخلل العميق في العلاقات الدولية الذي تم نظمها منذ الحرب العالمية الثانية. ثالثاً؛ الحرب الاقتصادية التي شنتها الإدارة على الشركاء القريبين والبعيدين، ربما تأخذ الشراكة مع كندا والمكسيك أولوية في الإصلاح، لكون البلدين جارين ملاصقين، إلا أن الحرب الاقتصادية بشكل عام وبالطريقة التي نفذت بها، تضر بقطاع كبير من الاقتصاد الأميركي، وهي بالكاد تكون مفيدة للبعض، والأخبار التي توزعها الإدارة القائمة (ترمب) عن هذا الملف غير دقيقة، كما يرى الديمقراطيون، أي أنها أضرت بالاقتصاد الزراعي الأميركي الهائل، ولم تربح ما تروّج له الإدارة من مكاسب. آليات تلك الحرب سوف تُعطَل أو تُلغى مع الحلفاء الغربيين، وينظر في تقييمها مع الصين واليابان وكوريا الجنوبية. رابعاً؛ موضوع الهجرة الذي أنتج مفهوماً في مفردات السياسة الأميركية هو «التخويف»، أي اعتبار المهاجرين كارثة تستحق العلاج الجذري. سياسة التشدد في الهجرة فقط لسنتين أو أقل منذ تسلم الإدارة الجديدة أنتجت خللاً في هيكل العمالة في السوق الأميركية، منه على سبيل المثال شح اليد العاملة في الزراعة (وكانت تعتمد على المهاجرين)، وكذلك شح في اليد العاملة غير المدربة، خاصة في الخدمات والأعمال الخارجية، مثل تشذيب الأشجار وتوصيل البضائع وشبه المدربة في المستشفيات، ما ألجأ بعض المؤسسات الأميركية الخاصة والعامة للاستعانة بالمتقاعدين، عدا شبهة العنصرية التي رافقت مفردات الهجوم على المهاجرين، وكساد في تصدير المنتجات الزراعية، هذه السياسة في المنع والتخويف سوف يُعاد النظر فيها، وربما تكون إحدى مناطق التماس المبكرة، خاصة أن كثيراً من الأعضاء الجدد الديمقراطيين هم من أصول مهاجرة، وقد خضعت في تطبيقها لما يرى الديمقراطيون أنه مخالف لروح نصوص الدستور الأميركي، ذلك التشدد قوّى من معسكر الجمهوريين، حيث اعتقدوا في البداية أنه يجلب الأصوات، إلى درجة أن قيل أثناء الحملة النصفية الأخيرة، إن الإدارة سوف تغير النص الدستوري في حق المولودين على الأرض الأميركية في الجنسية بشكل تلقائي!

ما تعنيه نتائج الانتخابات أن هناك أولاً التحاماً بين السياسة الخارجية والداخلية غير مسبوق في ظل تقدم العولمة ووسائل التواصل العابرة للجماعات وربما للقارات، فلم يعد كما كان في السابق الخارجي منفصلاً عن الداخلي، وثانيا تعميق الانقسام في المجتمع الأميركي، وهو على شفا، كما يقول المتخصصون في الاقتصاد، «انفجار الفقاعة الاقتصادية»، وربما تكون نتائجها أكبر من نتائج فقاعة 2008 المدمرة! على الرغم من كل ما يشاهد من يُسر اقتصادي!

ملفات الشرق الأوسط سوف تكون على بساط النقاش الساخن، بعضها الذي يتعلق بالشأن الإسرائيلي لن يكون فيها خلاف كبير، بل المتوقع أن الديمقراطيين قد تعلموا من الجفاء الذي حصل بين إدارة أوباما وإسرائيل، وقد استغلت هذا الجفاء إدارة ترمب، مثل نقل مقر السفارة الأميركية إلى القدس، وأيضا سحب الاعتراف بمكتب المنظمة في واشنطن، ومن يقرأ اليوم مذكرات جون كيري وزير الخارجية الديمقراطي في الفترة الثانية لمرحلة أوباما «كل يوم هو إضافة» يقف على الكثير والمثير مما أخطأ فيه الديمقراطيون، بشهادة كيري «في بعض ملفات الشرق الأوسط»، تلك الدروس سوف تبقى أمام قيادة مجلس النواب من الديمقراطيين الجدد!

الأيام القادمة ربما تختلف عما سبقها، فالترويج للقول الذي ساد، بما يسمى «السياسات الشعبوية»، لم يعد نافعاً، مهما صعّد الراغبون فيها من سقف الأقوال الساخنة ضد الآخرين، و«شيطنة» الآخر. وهذا الأمر قد ينسحب على رجال ونساء اعتنقوا تلك السياسات في بعض بلدان أوروبا، أي ما عرف بالاستفتاء على الشعبوية، حيث أثبت الناخب الأميركي أنه لا يمكنه الاستمرار في الاستماع إلى تلك التخويفات. الأمر قد يغير من التوجهات الأوروبية أيضاً، فيرى بعض الديمقراطيين أن الإدارة الحالية لم تخرب علاقات الولايات المتحدة مع عدد من بلدان العالم، ولكنها أيضاً أنهكت روح بعض نصوص الدستور الأميركي، وقد نشهد صراعاً طويلاً ومريراً على التفسيرات القانونية في ظل ما سوف يخرج به المحقق الخاص روبرت مولر عن مزاعم التورط الروسي في انتخابات الرئاسة عام 2016، الذي يحتفظ بأوراق القضية الشائكة قريبة من مخزون أسرار اللجنة.

تلك ملفات متراكمة قد تنهي شهر عسل الإدارة القائمة، التي كانت لها مساحة من التصرف بحرية كبيرة في وجود أنصار الحزب الجمهوري في كلا المجلسين. البعض يرى أن هناك أيضاً مقاومة يمكن أن تزداد من داخل الإدارة على ما يعترضون عليه من «تلقائية» الرئيس، التي في وقت ما اعتقد كثيرون أنها تجذب الأصوات، كما قال أحد مستشاريه «اتركوه على سجيته» فهو يعرف كيف يحشد المصوتين بتلقائيته الطبيعة، إلا أن تلك التلقائية يرى بعضهم أنها أولاً جعلت عدداً ممن التحق بالإدارة يتركها، وثانيا الشعبوية ليست قادرة على تكثيف الأصوات في كل وقت وزمان، فالذي يحسب الأمور بتلقائية، يستهين في الوقت نفسه بعقول الآخرين، حيث «تفلت» منه عبارات منفرة حتى لحلفائه، فالإدارة الجمعية الأميركية تعي أن إدارة دولة عظمى قادرة على تثبيت السلام العالمي أو إشعال الحرائق، تحتاج إلى عقل يدرس، لا لسان مثل «المدفع الفالت»، ومنذ فترة ظهر مصطلح جديد لدى الديمقراطيين هو العودة إلى ما يسمونه الخطاب السياسي المدني «المهذب» نقيضاً للشعبوي، وذلك خط يرغب في العودة إلى النقاش الهادئ في فهم المصالح العليا الأميركية بعيداً عن الشعبوية!

سوف تظهر خلال الأسابيع القليلة القادمة الخطوط العريضة للبيئة السياسية الأميركية الجديدة، والمؤكد أنها سوف تختلف عما شهدناه.

آخر الكلام... متابعة تطورات السياسة الأميركية سوف تنبئنا ما إذا كانت مقولة «الديمقراطية تُصلح من أخطائها» صحيحة أم هي محض خيال!

 

الانتخابات الأميركية وقبول الآخر المغاير

إميل أمين/الشرق الأوسط/10 تشرين الثاني/18

يمكن للمتابع لسير العملية الانتخابية الأخيرة في الولايات المتحدة، وما جرى مِن حولها أن يُطلِق أوصافاً عدّة على الداخل الأميركي، الذي يراه البعض منقسماً، وهو ما ذهبت إليه صحيفة «نيويورك تايمز» على صدر صفحتها الأولى، اليوم التالي للاقتراع، وللمهتم بالشأن الداخلي الأميركي أن يجزم بصراعات سياسية مقبلة، لا سيما بعدما عاد الديمقراطيون للسيطرة على مجلس النواب، بينما احتفظ الحزب الجمهوري بالغالبية في مجلس الشيوخ، الغرفة الأعلى في الكونغرس الأميركي، والكثير من التضادّات الظاهرة على السطح في ذلك البلد الإمبراطوري.

غير أن الموضوعية تقتضي منا الإشارة إلى مشهد إيجابي خلاق تجلَّى، الساعات الماضية، في الداخل الأميركي، أظهر أن هناك تياراً ليبرالياً حقيقياً يؤمن بالوصل والتواصل الإنساني، ويقفز على الأطر المقولبة، لا سيما إذا كانت متصلة بدورها بمسألة حرية الإيمان والعقيدة، دينية أو سياسية، ما يفيد بأن تجربة التعددية الأميركية قائمة وآتية بالفعل، وأن قبول الآخر في طول البلاد وعرضها مسألة جوهرية، وهي التي كفلت للولايات المتحدة جوهر حلمها وفكرتها، عبر القرون الثلاثة الماضية.

ليس سراً القول إن الولايات المتحدة، وعبر عقدين تقريباً، وجدت مَن يصنع حدوداً، بل ويضع قيوداً بينها وبين كل ما هو، ومن هو مسلم، ما تعمق أخيراً، وقد زخمته تطورات سياسية بعينها.

على أبواب صناديق الاقتراع، الأيام الماضية، ربما تذكَّر الأميركيون ما أشار إليه الرئيس آيزنهاور عن الكارثة الكبرى التي يمكن أن تصيب البلاد، إذا شاع الخوف وبالقدر نفسه بدا وكأن هناك حالة من الرفض لفكرة إمبراطورية الخوف التي تحدثت عنها طويلاً مادلين أولبرايت، وزيرة الخارجية الأميركية في زمن الرئيس بيل كلينتون. قبل الانتخابات والنتائج كانت المخاوف الناجمة عن مرض رهاب الإسلام أو الإسلاموفوبيا قائمة، لا سيما أن هناك عدداً كبيراً يصل إلى المائة مسلم أميركي قد ترشح لخوض غمار المعركة الانتخابية، سواء بقصد الوصول إلى مناصب على المستوى الفيدرالي، أو على مستوى الولايات، وقد واجه بعضهم صعوبات جمة.

في هذا السياق المثير للقلق، كان من الطبيعي ألا يُوفى الحظ لأي من المرشحين المسلمين، سواء للنواب أو الشيوخ، غير أن المفاجأة الطيبة تمثلت في فوز كل من إلهان عمر الصومالية، ورشيدة طليب ذات الأصول الفلسطينية وكلتاهما مسلمة، بمقعدين في مجلس النواب.

على أنه قبل تحليل معنى ومبنى ذلك الفوز، لا بد من الإشارة إلى أن هناك جيلاً عربياً جديداً في الداخل الأميركي، بمسلميه ومسيحييه، يعرف جيداً كيفية التعاطي مع الذهنية الأميركية، وغالباً ما ينتمي هؤلاء إلى جيل الألفية، أي أولئك الذين وُلدوا في الفترة ما بين عامي 1981 و1996، وقد باتوا قوة محركة فاعلة في الداخل الأميركي، والأمر نفسه ينسحب على عموم الأميركيين من العمر نفسه.

يبدو واضحاً كل الوضوح أن الجالية العربية والإسلامية في الداخل الأميركي قد آمنت بأنه قد حان الوقت المناسب للتغيير عبر التلاحم مع «الواسب» الأميركي، أي البيض البروتستانت من أصول أنغلوساكسونية، وأن الانعزال والشعور بالنقص وصغر الذات، أمور لا تفيد، بل المبادرة إلى رسم صورة جديدة للعربي والمسلم، بوصفه مواطناً صالحاً، كامل الأهلية، يسعى لخدمة بلاده، من دون أن يعني ذلك بالضرورة تقديم تنازلات تختص بحياته الروحية أو مبادئه الدينية.

عُرفت أميركا على الدوام بأنها دولة علمانية الهوية، لكن جميعنا يدرك تمام الإدراك أنها دينية الهوى، وأن هناك مَن يغازل التيارات اليمينية ذات الولاءات العقائدية، لكن انتخاب إلهان ورشيدة أثبت أنه لا يزال هناك من يخشى على حلم مدنية الدولة، تلك التي لا تفرق بين أبنائها على أساس مذهبي أو عرقي. الحلم الأميركي لا يزال قائماً بالفعل، وإلا فإنه كيف لطفلة قضت طفولتها في مخيم للاجئين في كينيا، وهاجرت إلى الولايات المتحدة، وهي في عمر الثانية عشرة، أن تفوز بمقعد نائبة في مجلس ولاية مينيسوتا عام 2016، ما دفعها وأطلق حماسها لأن تجتمع بالأميركيين الذين قادوها إلى ذلك المنصب، وتسألهم أن يصنعوا التاريخ مرة جديدة، ويرفعوها إلى واشنطن لتحتل مقعداً متقدماً في مجلس النواب، ولتحقق الحلم ليس فقط بالنسبة لها، ولكن لكثيرين من الذين كان أديب روسيا الكبير فيودور دوستويفسكي يصفهم بـ«أقنان الأرض» حول العالم، الساعين والمتطلعين للحرية في العالم الجديد.

والشاهد أنه بعد اثنتي عشرة سنة من كيث أليسون، أول مسلم يدخل الكونغرس عن ولاية مينيسوتا، ها هي رشيدة طليب، ابنة مهاجرين فلسطينيين سابقين تتجرأ على الأمل التقدمي، وتترشح وتفوز، ما اعتبرته رسالة قوية لكل القاطنين في المعمورة الأميركية مفادها: «نحن جزء لا يتجزأ من المجتمع، ونريد أن نقدم له شيئاً في المقابل، مثل أي فرد آخر». رشيدة طليب نموذج إيجابي للمرأة العربية الأميركية، حازمة وذات كفاءة وتعمل بجهد وتتمتع بجاذبية كبرى، تهتم بالناس وبالمجتمع الذي نشأت فيه، وأفضل ما فعلته أنها لم تقم بحملة انتخابية بصفتها مسلمة، وإنما كمواطنة من جنوب شرقي ديترويت، مسلمة الديانة، أميركية الولاء والانتماء، ولهذا بات الطريق أمامها مفتوحاً. فوز إلهان عمر ورشيدة طليب يؤكد مصداقية المثل الصيني القائل: «إن كان المثل يؤثر فإن العمل يجذب»، فقد استطاعتا بالفعل جذب جمهور الأميركيين الذين رفضوا أن تُكبّل أيديهم وعقولهم بأحكام نمطية مسبقة عن المواطن الأميركي جنسية والمسلم ديناً. نتائج قبول الآخر لم تتوقف عند المسلمتين الأميركيتين الفائزتين فقط، بل هناك علامات أخرى على الصحة النفسية للناخب الأميركي، ذاك الذي صوَّت لصالح المرأة الأميركية بكثافة، واختار نائبتين من جذور أميركا الأصلية، أي الهنود الحمر، وتغاضى عن حريات شخصية لبعض المرشحين لحكام الولايات وصوّت لصالحهم، وعرف مجلس النواب أصغر نائبة عمراً في تاريخه. ولعل القول المكين في الرد على المتطرفين والمتشددين من الأميركيين هو أن الحريات الحقيقية والدول المؤسساتية لديها القدرة على تصحيح المسار بشكل ذاتي، كما أن الحرية تطرد الخوف خارجاً، وهذا ما قد يمسح الغبار الذي التصق بالثوب الأميركي أخيراً. الخلاصة: هناك حِراك اجتماعي وسياسي مثير في الداخل الأميركي، ويُنتظر أن يتصاعد في العامين المقبلين من حكم إدارة الرئيس ترمب الأولى، وفي كل الأحوال تكشف التطورات السريعة عن صحوة أميركية ليبرالية حقيقية، تسعى لإعادة صورة المدينة الأميركية فوق الجبل، التي يفاخر بها الأميركيون.

 

الديمقراطية في «متاهة» الإنترنت

راجح الخوري/الشرق الأوسط/10 تشرين الثاني/18

الحقيقة في قبضة الفوضى، والوقائع رهينة التعميات، والأخبار ليست من الوقائع والأحداث، بل أحياناً من الغرضيات، والتطورات ليست تحت دائرة الضوء، بل يمكن أن تكون أيضاً تحت دائرة الغرف السوداء، والتحليل ليس دائماً نتيجة عامل المعرفة والتأمل، بل قد يصبح نتيجة حتمية لعامل التجهيل والتخريب. إنه عصر المعرفة العالقة في الشبكة العنكبوتية، وزمن الحقائق التي باتت ضائعة في الغابة الهائلة والغامضة، حيث يصعب معرفة الصادق من الكاذب وتمييز الحقيقي من المزوّر، وفرز الأسود عن الأبيض! لماذا هذه المقدمة المتألمة؟ لسبب بسيط، وهو أننا بتنا في زمن الشموليات المتعارضة والأخبار المتناقضة والأكاذيب المتهافتة، التي من شأنها تضييع الحقائق وضخ التعمية، والسبب العملي في هذا السياق، التراجع التصاعدي الحاد في وسائل الإعلام المكتوبة، وخصوصاً الصحافة اليومية حيث توقفت مثلاً جريدة «السفير» اللبنانية العام الماضي، وتلتها «دار الصياد» قبل أسابيع بعد صدور وازدهار استمرا أكثر من 75 عاماً، ويأتي كل هذا في حين باتت وسائل الاتصال الاجتماعي تسيطر على عمليات نشر الأخبار والتعليقات والصور، في تسابق محموم ودون أي محاولة للتأكّد من صحة ما يبث وينشر.

من هذا المنطلق وعلى أساس هذا الواقع المتداخل، باتت المعرفة الرصينة التي هي أساس الوعي العام، رهينة الغابة ورهينة كل ما يعمل على توجيه خيارات الرأي العام وفق أجندات خاصة وربما مغرضة وأحياناً مخرّبة، كأن يتدخل في خيارات الناس الانتخابية مثلاً كما حصل في الولايات المتحدة، وفي مسألة «بريكست» وفي كثير من الغوغاء الذي دخل على خطوط ما سمي «وثائق ويكيليكس» وأخبار إدوارد سنودن.

في مارس (آذار) من عام 1994 استدعى الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون رؤساء تحرير الصحف الأميركية، وناقش معهم انفجار ثورة المعلومات، بعدما سيطرت الشبكة العنكبوتية العالمية «الإنترنت» على أسس وتوجهات الرأي العام، يومها قال لهم ما معناه... إنه مع انفجار ثورة المعلومات بات المواطن ضائعاً في غابة هائلة من الأخبار والتحليلات، ليس معروفاً ما هو الصحيح من الخاطئ فيها، وإن دوركم في الصحافة هو الإمساك بيد القارئ وإرشاده إلى الطريق الصحيح كي لا يضيع في هذه الغابة الهائلة!

قبل 6 أعوام من ذلك الاجتماع، كان السير تيم بيرنرز لي قد اخترع الإنترنت عام 1989، ولم يكن لا هو ولا بيل كلينتون يظنان يومها أن الشبكة العنكبوتية ستلتهم الصحافة، وتستأثر كمصدر متوحش وطاغٍ بصناعة الرأي العام حول العالم، وترامت الغابة لتشمل معظم دول العالم وبات الذين ضيّعوا الطريق الصحيح فيها، أكثر من الذين وجدوا هذا الطريق!

ومع الإنترنت وطغيان وسائل الاتصال الجماعي، صارت الأنظمة «تفبرك» التزوير سلاحاً سياسياً، و«تفبرك» الكراهيات تسوية للحسابات، وبات كل مواطن يحمل هاتفاً ذكياً مخبراً ومصوراً ومعلقاً، وصارت قواعد تشكّل الرأي العام عرضة للغرضيات مثلاً، وأصبحت المعرفة العامة مصدراً للضرر أحياناً، بينما هي في الأساس مصدر للوعي والتقدم!

ضاعت القواعد وتراجعت الأصول المهنية في تعميم الأخبار وصناعة الرأي العام في شرائح اجتماعية واسعة، حتى وسائل الإعلام المحترمة باتت تعاني من الإغراق الخبري الذي يختلط فيه الصحيح بالكاذب والصادق بالمغرض!

الآن بعد 29 عاماً على اختراع الشبكة العنكبوتية، نقرأ مقابلة أجرتها مجلة «فانتي فير» مع السير بيرنرز لي تحدث فيها عن أسفه وألمه لأن الإنترنت خذلت البشرية ولم تخدمها، مشيراً إلى سلسلة من الفضائح التي اجتاحت الرأي العام عبر الإنترنت، كفضيحة شركة «كامبردج أنالاتيكا» التي تمكنت من التسلل لتجمع معلومات عن 87 مليون إنسان يستخدمون «فيسبوك»، وكفضيحة تدخّل روسيا للتأثير في الانتخابات الرئاسية الأميركية، وكمسلسل «ويكيليكس» وأخبار إدوارد سنودن وغيرها كثير. بيرنرز لي أعرب عن ألمه، في حديث مع شبكة «بلومبرغ» عندما قال إنه صدم كثيراً لأن الإنترنت يمكن أن تكون وسيلة شريرة عند الذين يستخدمونها للشر، والدليل أن الآلاف من الناشطين الروس وغير الروس فتحوا حسابات كاذبة بأسماء وهمية، وأغرقوا الرأي العام البريطاني للتأثير في اتجاهات «بريكست»، والرأي العام الأميركي لترجيح كفة دونالد ترمب، ربما لأن المصلحة السياسية الروسية تقضي بذلك!

ويرى بيرنرز لي أن الذي جعل الإنترنت تتحوّل إلى وسيلة لتعميم الشرور أحياناً، هي شركات التكنولوجيا العملاقة مثل «غوغل» و«فيسبوك» و«تويتر»، التي تشكّل محطات لمليارات من الناس يمكن النفاذ إليهم عبر هذه البوابات العملاقة.

المثير في الأمر أن بيرنرز لم يستسلم، فهو يعمل الآن كما يقول على منصة جديدة سمّاها «سوليد» (solid) تحاول نزع مركزية الإنترنت وتسمح بتبادل أمين للمعلومات وبسيطرة الناس على خاصية معلوماتهم! ولكنه قد يصاب غداً بخيبة جديدة، ذلك أن شركة «falcon 9» تستعدّ لإطلاق القمر الصناعي «Space X» في مرحلة تجريبية لبث الإنترنت إلى الأرض بشكل مباشر، وسيتم تدشين المشروع السنة المقبلة، بحيث يتمكن أي إنسان على وجه الأرض من التقاط الإنترنت دون حجب أو مراقبة، وسيتمكن كل إنسان من الاتصال صوتاً وصورة بأي شخص في العالم دون الحاجة إلى العبور من بوابات الشركات العملاقة المعروفة.

عندها سيتمكن المرء من مراقبة منزله ومحله وأماكن أفراد أسرته حتى تحديد موقع أي إنسان على وجه الأرض ومحادثته مباشرة، هذا المشروع سيدمر كل شركات الاتصالات المعروفة اليوم، سيلغي «غوغل» و«فيسبوك» و«تويتر»، وغيرها من شركات الاتصال العملاقة، سيضع كل شيء في العالم في متناول المرء، سيموت البريد والصحف والمجلات، وستحلّ عبره خصائص البصمة البشرية في المكاتب وسجلات حضور الطلاب صفوفهم، إذا دخلت أو خرجت يبلغ عنك، وسيحسم من راتبك عندما تتغيب، وبالتالي يراهن أصحاب المشروع على أن يكون هاتفك الذكي سجلك الصحي ومدرستك وبطاقة هويتك، وقد تفرض في المستقبل مخالفات على أي شخص لا يحمل جوّاله. منذ زمن دخلت الصحافة ووسائل الإعلام المقروءة، حقبة من الضيق والمتاعب ويبدو أن التلفزيون يسير الآن على طريق الصحف، اليوم «you tube» وغدًا العالم كله شاشة حاضرة حيثما تكون وكيفما تريد. يقول آلان روز بريدجر، رئيس تحرير «الغارديان» البريطانية في كتابه الأخير، وعنوانه «أخبار عاجلة... إعادة تشكيل الصحافة»، أعطني صحافة رصينة أعطك الديمقراطية، ولكن الصحافة الرصينة تواجه في زمن عنكبوتية الأخبار التحدي من هذا التسونامي الأعمى الذي يجتاح عالماً، يلجأ فيه مثلاً دونالد ترمب رئيس أكبر ديمقراطية في العالم، إلى حكم أميركا عبر التغريد في «تويتر»، مقاطعاً كل وسائل الإعلام الأميركية.

 

ترامب يعلن الحرب الاقتصادية على إيران وخامنئي يحيل العقوبات على الشعب قبل النظام

سليم نصار/الحياة/10 تشرين الثاني/18

بعد إعلانه القدس الموحدة عاصمة نهائية لاسرائيل، وبعد إلغاء إقامة السفير الفلسطيني في واشنطن، وإغلاق الحسابات المصرفية الخاصة بمنظمة التحرير، وبعد خلافه العلني مع رئيس الحكومة الكندية، واستخدامه الجيش لحماية الحدود مع المكسيك، بعد قيام الرئيس الاميركي دونالد ترامب بكل هذه الخطوات السلبية التي وعد بتنفيذها خلال حملته الانتخابية، قرر فرض الدفعة الثانية من العقوبات على ايران. وقد أتبع البيت الأبيض قرار الرئيس بإرسال رسائل تحذير الى كل الدول والشركات الأجنبية من دخول الأسواق الاميركية في حال واصلت تعاملها مع شركة النفط الايرانية.

وتنوعت تفاسير المحللين حول اختيار الرابع من تشرين الثاني (نوفمبر) موعداً لتنفيذ العقوبات، وما إذا كان هذا التوقيت مرتبطاً بتاريخ معين له دلالاته التاريخية والسياسية. صحيفة «هآرتس» أكدت وجود رابط رمزي يتذكره الايرانيون جيداً عندما قام الشاه في الرابع من تشرين الثاني سنة 1964 بنفي الخميني الى تركيا. وبعد مرور فترة قصيرة، نُقِل الى النجف في العراق. وكان من الطبيعي أن يضعه صدام حسين تحت المراقبة الشديدة. وعلى الرغم من الحصار المضروب حوله، كان أنصاره يسربون رسائله الشفهية الى داخل ايران. وهي رسائل غاضبة تدعو الى إسقاط الشاه واستبداله بنظام الملالي. وقد تُرجِمَت تلك الرسائل الى مظاهرات يومية أخافت الشاه، خصوصاً بعدما أبلغته استخباراته أن عدداً كبيراً من قواته المسلحة بدأ يتسلل الى صفوف المعارضة. وعندما أخبر الاميركيون معتمدهم الرسمي - حارس الخليج - بأنهم تخلوا عن حمايته، اتصل بصدام حسين وطلب منه نفي الخميني الى أي مكان خارج العراق. ولم يستسغ صدام هذا الحل، وأكد للشاه استعداده للتخلص من الخميني مثلما فعل مع محمد باقر الصدر وشقيقته آمنة بنت الهدى، بتهمة الانتماء الى «حزب الدعوة.» ومحمد باقر الصدر هو إبن عم الإمام موسى الصدر ووالد زوجة مقتدى الصدر. وتردد الشاه في قبول الحل الدموي الذي عرضه صدام عليه، مبدياً تخوفه من ردود فعل الشارع الايراني في حال نفذ الرئيس العراقي تهديده.

وقبل الإفراج عنه، خيِّر الخميني بانتقاء الجهة الخارجية التي يقصدها. وحدد في جوابه ثلاثة بلدان: الكويت أو الهند أو فرنسا. ولما نقل صدام خيارات الخميني الى الشاه طلب نفيه الى فرنسا لاقتناعه بأن «شخصاً متخلفاً مثله ليس له مكان في اوروبا.» وقد أثبتت الأحداث أن الشاه أخطأ في الموافقة على نفيه الى فرنسا، بحيث أن صالونه السياسي خارج باريس كان يعج بأنصاره وأتباعه. إضافة الى وجود أكثر من خمسين مراسلاً جاؤوا الى فرنسا لتغطية أخباره ونشاطاته. وقد برز خلال تلك المرحلة قطب زادة، أحد تلاميذ الإمام موسى الصدر الذي احتضنه في بيروت مدة طويلة من الزمن. ولكن فريقاً من الجناح اليساري داخل الثورة الايرانية اتهمه بالإنحراف، وأمر بإعدامه! مقابل استعارة واقعة تاريخية استخدمها الرئيس دونالد ترامب لتخويف النظام الايراني، ردّ عليه «الحرس الثوري» بإحياء ذكرى محاصرة السفارة الاميركية في طهران. وكان ذلك في الرابع من تشرين الثاني سنة 1979. وخاطب قائد «الحرس الثوري» محمد علي جعفري أفراد المظاهرة الحاشدة في العاصمة الايرانية، وقال مذكراً: مثلما احتجزنا 52 موظفاً اميركياً، فشلت واشنطن في تحريرهم لمدة 444 يوماً، هكذا سنعامل جنود ترامب في حال قرر الاعتداء على المواقع التي تسيطر عليها بلادنا. صحيح أن الرئيس حسن روحاني انتقد قرار ترامب كونه يعاقب سلفه الرئيس باراك اوباما عن غير وجه حق... ولكن الصحيح أيضاً أن موقف قيادة «الحرس الثوري» يعكس الى حد بعيد سياسة المرشد الأعلى علي خامنئي.

والباسدران (أي الحرس الثوري) يمثل داخل ايران ما كان يمثله أعضاء المجلس الأعلى للحزب الشيوعي في الاتحاد السوفياتي السابق. أي أنها شلة صغيرة ولكنها تملك كل مصادر الحكم، إضافة الى القوى الاقتصادية والسياسية التي تسيطر على مفاصل الدولة. وهي مدعومة من قوة مسلحة إضافية تدعى «الباسيج» - أي الشرطة الإسلامية - ويبلغ عدد أفرادها مئة ألف مقاتل. وإذا دعت الحاجة يرتفع عدد هذه القوات الى مليوني شخص من المتطوعين والاحتياطي. وفي وسع هؤلاء السيطرة على العاصمة في غضون نصف ساعة إذا طرأت أزمة ما. والسبب أن قواعدهم العسكرية تقع على مقربة من كل مداخل طهران.

عقب انتهاء الحرب الايرانية - العراقية سنة 1988، امتلك «الحرس الثوري» معدات البناء في «قاعدة خاتم الأنبياء» العسكرية. وأجاز الخميني لهم استخدام معداتها لإنشاء مبانٍ سكنية. وجاء من بعده الرئيس هاشمي رفسنجاني ليسمح لهم بالمشاركة في الأنشطة الاقتصادية، ففازوا بمعظم العقود التجارية. ثم أطاحوا منافسيهم بقوة السلاح، وأسسوا مئات الشركات. ولم تقتصر هذه الشركات على قطاعي الطاقة والاتصالات فقط، بل تشمل تشييد الفنادق الفخمة وشق الطرق وإنشاء السدود وتصنيع السيارات. وبحسب مصادر داخلية، يبلغ عدد الحرس 150 ألف عضو، إضافة الى مئة وعشرين ألفاً يخدمون في القوات البرية والجوية والبحرية. وهناك ثلاث وحدات عسكرية مجهزة بصواريخ بعيدة المدى، يمكن أن توجّه نحو اسرائيل أو القواعد الاميركية في اوروبا والخليج العربي في حال أضرت العقوبات الدولية السلبية في الاقتصاد الايراني.

هناك قناعة داخل القيادة المركزية بطهران أن بنيامين نتنياهو هو الذي شجع الرئيس دونالد ترامب على اتخاذ قرار العقوبات الاقتصادية بهدف منع اسرائيل من شن هجمات جوية على قواعد ايران في لبنان وسورية. وعلمت واشنطن أيضاً، من وزير الدفاع افيغدور ليبرمان، أن وزارة الدفاع الاسرائيلية تستعد لشن غارة على مفاعل «بوشهر» شبيهة بالغارة الجوية التي شنتها سنة 1981 على مفاعل اوزاريك العراقي. وهنا تدخلت الادارة الاميركية لتعرب عن مخاوفها من رد فعل ايراني شديد القسوة يمكن أن يترجم باستعمال صواريخ «إس - 300» الموجودة في سورية، أو ترسانة الصواريخ التي يملكها «حزب الله» في لبنان. وهكذا، تم توقيت إعلان العقوبات ضد ايران بغرض إلغاء هجوم جوي يمكن أن تصيب تداعياته المدن الاسرائيلية بالدمار والخراب. وكان قرار ترامب هو البديل لقناعته بأن الوضع الاقتصادي السيئ الذي دمر الاتحاد السوفياتي آخر السبعينات، يمكن توظيفه في ايران من طريق إحداث ثورة ثانية تبث السخط والتململ بين الأوساط الشعبية. ومثل هذا الخيار لن يتحقق إلا بحرمان ايران من مصدر ثروتها المتأتية من إنتاج 3.45 مليون برميل نفط يومياً. وهذا المصدر يجعل من تلك البلاد (82 مليون نسمة) ثالث أكبر دولة منتجة للنفط الخام في منظمة البلدان المصدرة للطاقة «أوبك.»

بقي السؤال المهم: هل يمكن للعقوبات أن تبدل نهج النظام الايراني الذي أوكل الى رجال الدين مسؤولية الحكم؟ وهذا أول نظام من نوعه عرفه العالم بعد محاكم التفتيش في اسبانيا. أول تعليق جاء على لسان الرئيس التركي رجب طيب اردوغان برفض الالتزام بالعقوبات الاميركية على ايران، علماً أن القرار يستثني تركيا وسبع دول أخرى بينها الهند والصين. في الوقت ذاته نشأ في الادارة الاميركية خلاف بين مستشار الأمن القومي جون بولتون ووزير الخارجية مايك بومبيو. ذلك أن الأول يطالب بفرض عقوبات مشددة باستثناء استيراد الغذاء والدواء... والثاني يؤيد التخفيف في حجم تصدير النفط لمنع المسّ بدول صديقة لواشنطن بسبب الزيادة المتوقعة في أسعار الوقود. أما وزير المالية ستيفن منوتشن فقد اقترح السماح لايران بشراء المنتوجات الأساسية التي يحتاجها الشعب. كل هذا لإبراز المبدأ الذي يقول بأن العقوبات موجهة ضد النظام وليس ضد الشعب!

وبسبب تعدد مؤسسات السلطة التي أنشأها علي خامنئي، لم يعد بالمستطاع المسّ بالنظام من دون تعريض الشعب لعواقب العقوبات!

* كاتب وصحافي لبناني.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

الرئيس اللبناني: ادعاءات إسرائيل حول مخابئ أسلحة غير صحيحة

بيروت/الشرق الأوسط/السبت 10 تشرين الثاني 2018/جدد رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون رفض لبنان للاتهامات الإسرائيلية حول وجود مصانع أسلحة ومخابئ سرية في عدد من الأماكن اللبنانية، مشيراً إلى أن قيادة «اليونيفيل» نفت أن تكون هناك أسلحة في مناطق وجود منظمة «الأخضر بلا حدود». وأبلغ الرئيس عون هذا الموقف إلى المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان برنيل داهلر كارديل، خلال استقباله لها أمس في قصر بعبدا، قائلاً: إن الادعاءات الإسرائيلية لا أساس لها من الصحة، وإن أركان السلك الدبلوماسي المعتمدين في لبنان رافقوا وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل في جولة تأكدوا خلالها من عدم صحة هذه الادعاءات.  ولفت إلى أن «لبنان ملتزم المحافظة على الاستقرار على طول الحدود وتطبيق القرار 1701، في وقت تواصل فيه إسرائيل انتهاك السيادة اللبنانية في البر والبحر والجو، غير آبهة بالقرارات الدولية الصادرة عن مجلس الأمن والأمم المتحدة». ونفى عون من جهة ثانية، أن يكون النازحون السوريون الذين يعودون من لبنان إلى سوريا يتعرضون لمضايقات، قائلاً: إنه لم ترد منهم أي معلومات عن مضايقات تعرضوا لها بعد العودة. وأضاف: إن الطوعية التي تحققت حتى الآن بإشراف الأمن العام اللبناني أتت بناءً على طلب النازحين السوريين، مجدداً موقف لبنان الداعي إلى عودة النازحين إلى بلادهم، وداعياً المجتمع الدولي إلى «المساعدة على تأمين هذه العودة». وأطلع الرئيس عون، كارديل على المبادرة التي أطلقها في الأمم المتحدة «لإنشاء أكاديمية الإنسان للتلاقي والحوار في لبنان»، مشيراً إلى أنه قدم إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش «تقريراً مفصلاً عن أهداف الأكاديمية، وأبزرها: تعريف الإنسان بالآخر، وخصوصاً الشباب وقيام حوار بين الثقافات والأديان في هذه المنطقة بالذات، والتكامل مع دور لبنان الريادي في الفرنكوفونية وكصلة وصل بين الشرق والغرب». وقال: إن دولاً عدة رحبت بالمبادرة مثل فرنسا والفاتيكان وسويسرا، معرباً عن أمله في «أن ترعاها الأمم المتحدة». من جهتها، أبلغت كارديل، الرئيس عون أنها «ستغادر بيروت إلى نيويورك لتقديم تقرير حول مراحل تنفيذ القرار 1701 أمام مجلس الأمن في إطار الإحاطة الدورية». وأعربت عن «ارتياح الأمم المتحدة للتعاون القائم بين الجيش اللبناني والقوات الدولية والخطوات التي تتخذ لتعزيز قدرات الجيش وتمكينه من القيام بدوره كاملاً».

 

رئيس الجمهورية: سنبذل كل جهد لحل تعقيدات تشكيل الحكومة وسنجد الحل العبسي: طائفتنا اساسية للاستقرار والحوار والرئيس سيعطيها ما تستحق

السبت 10 تشرين الثاني 2018 /وطنية - اكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون انه "لن يترك جهدا الا وسيبذله من اجل حل تعقيدات تشكيل الحكومة"، معتبرا "ان الامر يتطلب شجاعة وصبرا لنصل الى الخواتيم، لكننا سنجد الحل لأن الانتظار هو خسارة للوقت".

وكرر رئيس الجمهورية التحذير من سعي البعض الى ايجاد حلول غير مقبولة وغير عادلة من خلال توطين الفلسطينيين حيث هم، مشيرا الى "ان هذا الامر اذا ما حصل سيكون بمثابة اكبر مجزرة للعدالة في العالم"، داعيا اساقفة الروم الملكيين الكاثوليك، "اينما كانوا، الى المساهمة من جهتهم في التوصل الى حل قائم على عودة اللاجئين السوريين الآمنة والطوعية الى سوريا، لأن ربط الحل السياسي بعودتهم الى سوريا هو امر خطير جدا". كلام الرئيس عون جاء في خلال استقباله قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا بطريرك انطاكية وسائر المشرق والاسكندرية واورشليم للروم الملكيين الكاثوليك البطريرك يوسف العبسي على رأس وفد من سينودس اساقفة كنيسة الروم الكاثوليك في لبنان والمنطقة وبلاد الانتشار، حضر للقائه في ختام السينودس الذي عقد طيلة الاسبوع المنصرم في المقر البطريركي في الربوة. من جهته، اكد البطريرك العبسي "ان طائفة الروم الكاثوليك لعبت ادوارا رئيسة في الحياة السياسية والثقافية والاجتماعية والامنية اللبنانية وغيرها، وهي بفضل ذلك من العوامل الاساسية لتوفير الاستقرار والازدهار في لبنان وخلق لغة الحوار والوسطية والانفتاح"، معربا عن يقينه بأن الرئيس عون سيعطي "الطائفة في الحكومة ما تستحق، على قدر هذا التاريخ اللامع وعلى قدر حضورها الفعال في الحياة اللبنانية"، مشيرا الى "ان التأخير في تأليف الحكومة ما عاد يحتمل تسويفا من جراء ما ينعكس سلبا على الحياة الاقتصادية والاجتماعية". ودان البطريرك العبسي "ما حدث لأولادنا في بلدة المية ومية. واولادنا هناك هم مواطنون لبنانيون قبل ان يكونوا روم كاثوليك. ونحن لا ننظر بالتالي الى الموضوع نظرة طائفية بل نظرة وطنية"، داعيا "المسؤولين الى ايجاد حل يمنع بشكل فعال تكرار ما حصل".

العبسي

في مستهل اللقاء، القى البطريرك العبسي كلمة قال فيها: "بإسم سينودس كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك، اشكر فخامتكم على استقبالكم لنا، وانتم في هذه الايام في خضم من المشاغل. نحن اعضاء السينودس اتينا من كل ابرشياتنا التي في لبنان والبلاد العربية، والتي في بلاد الانتشار، واجتمعنا على مدى اسبوع نتدارس اوضاع كنيستنا. وقد جئنا اليكم لنعبر لفخامتكم عن تقديرنا للجهود التي تبذلونها من اجل ان يكون لبنان معافى سليما مزدهرا، وعن دعمنا لهذه الجهود. نحن اليوم آتون من سينودس كنيستنا حيث انتخبنا اساقفة منهم مطران لبيروت، وتدارسنا اوضاع ابرشياتنا التي في الانتشار، والتي هي آخذة في النمو السريع اعدادا واعمالا، والتي نرى فيها رابطا بين المغتربات والوطن الأم وعاملا في رفد لبنان بطاقات هائلة على كل المستويات". واضاف: "تطرقنا كذلك الى الاوضاع في لبنان واستوقفنا موضوع تأليف الحكومة الذي يشغلكم ويقلق الناس في هذه الايام، والذي ما عاد يحتمل تسويفا من جراء ما ينعكس سلبا على الحياة الاقتصادية والاجتماعية، وكذلك ما حدث لأولادنا في بلدة المية ومية. اولادنا هناك هم مواطنون لبنانيون قبل ان يكونوا روم كاثوليك. ونحن لا ننظر بالتالي الى الموضوع نظرة طائفية بل نظرة وطنية. من هذا المنظار نتطلع الى ان يجد المسؤولون في لبنان حلا يمنع بشكل فعال تكرار ما حصل". وقال: "نحيي كذلك موقفكم ومطالبتكم المحافل الدولية بعودة النازحين السوريين الى وطنهم عودة سريعة ومشجعة تواكبها المساعدات الدولية حفاظا على كرامتهم الانسانية. وتوقفنا كذلك على مشاركة طائفتنا في الحكومة العتيدة. تعلمون يا فخامة الرئيس ان طائفتنا ليست من الطوائف المؤسسة للبنان فقط بل قد لعبت على مدى تاريخه ادوارا رئيسة في الحياة السياسية والثقافية والاجتماعية والامنية وغيرها، وهي بفضل ذلك من العوامل الاساسية لتوفير الاستقرار والازدهار في لبنان ولخلق لغة الحوار والوسطية والانفتاح. نحن على يقين بأنكم اعطيتم طائفتنا في الحكومة ما تستحق وبأنكم تعطونها على قدر هذا التاريخ اللامع وعلى قدر حضورها الفعال في الحياة اللبنانية".

وختم العبسي بالقول: "فخامة الرئيس، نعود فنشكركم ونؤكد لفخامتكم ان كنيستنا من اجل لبنان قوي، ثابت، ناجح، وانها الى جنبكم في سعيكم الى ذلك. نحن نواكب عملكم بالصلاة ونهنئكم بعيد شفيعكم الملاك ميخائيل الذي احتفلنا بتذكاره اول من امس، وندعو لشخصكم الكريم بالعافية وطول العمر".

رد الرئيس عون

ورد الرئيس عون بكلمة رحب فيها بالبطريرك العبسي ووفد الاساقفة المرافق، معربا عن سعادته لاستقبالهم، وقال: "ان اللقاء بكم يفرحنا لأنه كلما اجتمعت الكنائس الشرقية، سواء على مستوى كل طائفة او مجتمعة مع بعضها البعض، فذلك يضفي عليها حصانة. وانا مهتم بشكل خاص في هذا الموضوع. ونحن نتطلع الى ان تتم مثل هذه اللقاءات، وان تجري بصورة خاصة في لبنان، لأننا نؤمن بأن هذا هو المكان الوحيد في الشرق الذي فيه بعد مرجعية مسيحية في السلطات المدنية". واضاف: "ان كافة الامور تهمنا سواء كانت صغيرة ام كبيرة. وبالنسبة الى ما جرى في مخيم المية ومية، فلقد سارعنا بداية الى التهدئة وتاليا الى ايجاد حل. لكن الاحداث تتسارع اليوم من اجل حلول غير مقبولة منا وغير عادلة، حيث يسعى البعض الى توطين الفلسطينيين حيث هم. وهذا الامر اذا ما حصل سيكون بمثابة اكبر مجزرة للعدالة في العالم. واليوم نحن في تباين مع الامم المتحدة، لأنها لا تشجع على اعادة اللاجئين السوريين الى بلدهم الا بعد ان يتساوى الحل السياسي مع الحل الامني، على الرغم من ان الامن قد استتب في سوريا، والحكم السوري يتصالح مع الذين حملوا السلاح ضده، في الوقت الذي نرى فيه ان معظم اللاجئين هم من الذين هربوا من السلاح ومن الحرب". وقال: "نحن نتطلع الى ان تسعوا جميعا، اينما كنتم، للتوصل الى الحل القائم على عودة اللاجئين الآمنة والطوعية. لكن ربط الحل السياسي بالعودة، هو امر خطير جدا. ونحن نستعيد دائما مثلين سبق ان عايشناهما: منذ العام 1974 مع الازمة القبرصية بين القبارصة الاتراك والقبارصة اليونانيين، حيث لجأ القبارصة اليونانيون الى لبنان. ولكن مع استتباب الهدوء الامني عاد الجميع الى ممتلكاتهم ولم يبق منهم احد هنا، على الرغم انه، وبعد 44 سنة، لم يتم التوصل بعد الى حل سياسي لقضيتهم. فكيف بالاحرى بالنسبة الى الفلسطينيين الذين ينتظرون منذ 77 سنة الحل السياسي لقضيتهم ولم يعد اي احد منهم الى بلاده؟ من هنا فإن التسويف في اعادة اللاجئين السوريين الى سوريا مخيف، لا سيما وانهم يحاولون الانخراط في العمل في لبنان، وهذا امر يمنحم ترغيبا للبقاء حيث هم".

وتابع: "اما في موضوع تأليف الحكومة، فإننا لن نترك جهدا الا وسنبذله في هذه المرحلة، من اجل حل تعقيدات تشكيل الحكومة. وهذا يتطلب شجاعة وصبرا لنصل الى الخواتيم. وبالنتيجة فإننا سنجد الحل لأن الانتظار هو خسارة للوقت، والوقت هو جزء من عمر الوطن كما من عمر الافراد. فعوض ان يكون هذا الوقت حيا وننتج في خلاله، يصبح ميتا ويضاعف من المشاكل". وختم رئيس الجمهورية: "أدعوا لنا بصلاتكم كي يوفقنا الله في هذه المسيرة ويوفقكم جميعا ويتمم اعمالكم بالنجاح".

 

باسيل في منتدى جمعية الطاقة الوطنية: مشاركة النساء في صنع القرار السياسي من أهم عناصر الديموقراطية

السبت 10 تشرين الثاني 2018 /وطنية - عقدت Mind the Gap، بدعوة من جمعية الطاقة الوطنية اللبنانية، مؤتمرا في قصر المؤتمرات في ضبيه، برعاية رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وحضوره إلى جانب وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل وعقيلته، السيدة الاولى الافغانية رولا سعاده الغاني وعدد كبير من الوزراء والنواب الحاليين والسابقين والمهتمين. بداية النشيد الوطني ثم كلمة ترحيبية لعريفة الاحتفال الاعلامية داليا داغر، تبعها كلمة للناطقة الرسمية باسم mind and gap المحامية غريس حرب اكدت فيها ان "الجمعية تسعى لأن تكون ارضية حوار قائم بين القطاعين العام والخاص بهدف احداث فرق ايجابي على صعيد الاقتصاد الوطني وخصوصا ان لبنان بموقعه وثقافته وطاقاته الانسانية المتنوعة يقدم رصيدا مجانيا وزخما للسعي نحو تطور اقتصادي ومهني"، وشددت على ان "اهداف المؤتمر تجنب اليأس واعتبار التحديات جسر عبور الى نجاحات اخرى، وعلى ان حلقات الحوار المقررة ستلقي الضوء على اهمية التنوع الفكري والاجتماعي وتأثيره على التطور الاقتصادي".

جريصاتي

وألقت القاضية ارليت جريصاتي كلمة قالت فيها: "اننا وامام الظروف التي نمر بها امام خيارين، إما اللامبالاة والقاء اللوم على الاخرين او تحمل المسؤولية والعمل الجدي للوصول الى حلول جدية". وتناولت موضوع الفساد "إذ بات لبنان في المرتبة 143 في مؤشرات مدركات الفساد، ورغم اقرار عدد من القوانين التي تعزز الشفافية الا ان شوائب عديدة رافقت الاصلاحات التي وضعت مما يشكل ذلك عائقا امام المطلوب"، ورأت ان "الفساد موجود على صعيد الطبقة السياسية والموظفين الكبار من جهة وفي الادارة من جهة اخرى"، وشددت على "وجود اقرار عدد جديد من القوانين ومشاريع القوانين في الحكومة ومجلس النواب وخصوصا ان الحد من الفساد يؤدي الى خفض العجز في الموازنة". وختمت مؤكدة "ضرورة اعتماد حلول واقعية تركز على تعزيز استقلالية القضاء وانشاء الهئية الوطنية لمكافحة الفساد على ان تكون مرتبطة برئاسة الجمهورية وتتمتع بصلاحيات واسعة،اضافة الى ضرورة اشراك المجتمع في مكافحة الفساد وادخال مادة مكافحة الفساد في البرامج التربوية واطلاق حملات توعية في وسائل الاعلام ووسائل التواصل الاجتماعي وتعزيز المكننة العامة".

عون روكز

وكانت كلمة لرئيسة الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية السيدة كلودين عون روكز قالت فيها: "يسرني أن أشارككم منتدى جمعية الطاقة الوطنية اللبنانية، تحت عنوان"Mind The Gap"، الذي يقام برعاية فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال عون، ويهدف إلى تسليط الضوء على التغيرات المنتظرة في العقلية اللبنانية، كما وتحديد المهارات عبر حلقات حوار تبرز التحديات في القطاعات الخاصة والعامة وفي المجتمع المدني. عصرنا هذا، هو العصر الأول في الأزمنة الحضارية التي تتاحفيه للنساء، إمكانية المشاركة فعليا في بناء الحضارات، إذ باتت لهن القدرة على المشاركة إلى جانب الرجال، في اتخاذ القرارات المصيرية في الحياة الخاصة، كما في الحياة العامة،وفي المشاركة في اتخاذ القرارات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والسياسية. فانطلاقا من تحليل ودراسة واقع مجتمعنا اليوم، نرى أن النساء اللبنانيات، قد دخلن معترك تحديات عالمنا الحديث، وبجهودهن قد توصلن إلى التقدم، بل التفوق في المجال العلمي والمهني". أضافت: "حققنا في لبنان المساواة بين النساء والرجال في مجال التعليم والتحصيل الجامعي، وهذا التقدم بات ينعكس على الصعيد المهني، والناس باتوا يضعون ثقتهم من غير تردد في المحامية أو في الطبيبة أو في الصيدلانية أو المهندسة أو القاضية. وباتت النساء يتساوين في الأعداد تقريبا مع الذكور في القضاء، كما في المحاماة، وهن حاليا يشكلن حوالى 24 في المئة من الجسم الطبي، وأكثر من 18% من أعداد المهندسين و 70% من الصيادلة. كذلك تتقارب أعداد الأساتذة الجامعيين بالنسبة إلى الذكور والإناث في معظم الجامعات والمعاهد العليا، ونشهد تقدما ملحوظا في عدد الجامعيات النساء، اللواتي بتن يشغلن منصب عميد كلية. كما استطاعت المرأة اللبنانية أن تثبت وجودها في عالم الأعمال والتجارة والتكنولوجيا، وتتخطى العديد من التحديات لتصل إلى المراكز الإدارية وتثبت قدراتها وجدارتها. من جهة أخرى كلنا يعرف الدور الذي تلعبه المرأة اللبنانية في الحياة الثقافية والفنية، في تنمية الذوق وفي نشر الفنون، فالمرأة اللبنانية، هي امرأة قوية ومثقفة ومناضلة وطموحة. لكن، وبالرغم من نجاح المرأة اللبنانية في أن تكون محركا أساسيا لتطور المجتمع، إلا أن وجود جملة من التشريعات المجحفة بحقها من جهة، وشيوع بعض الثقافات المجتمعية التي تستند إلى الصورة النمطية للمرأة والمجتمع الذكوري من جهة أخرى، ما زال يعيق مسيرتها ويمنعها من الاستفادة وإفادة المجتمع من حولها من طاقاتها وخبراتها".

وتابعت: "الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية، إنطلاقا من مهامها الاستشارية والتنسيقية والتنفيذية في ما يتعلق بقضايا المرأة، تعمل على تقليص الفجوة القائمة بين واقع الدور النهضوي الذي تقوم به النساء فعليا من جهة، وبين اعتراف القانون بمواطنية كاملة لهن من جهة أخرى، وذلك من خلال السعي إلى تعديل كافة القوانين المجحفة بحق النساء. فعلى صعيد مشاركة المرأة في الحياة السياسية، أحرزت الإنتخابات النيابية تقدما ملحوظا في عدد المرشحات الذي بلغ 86 امرأة مقارنة ب 12 فقط عام 2009، و90 % منهن يحملن شهادات عليا، ولكن بالرغم من المبادرات المتعددة الهادفة إلى تعزيز ترشح النساء في الانتخابات، فقد ترددت الأحزاب بشكل عام في زيادة عدد المرشحات على لوائحها، إذ أن 9 فقط من أصل 86 مرشحة كن على لوائح الأحزاب الستة الأساسية، وبالتالي لم يحصدن سوى ستة مقاعد مقارنة بأربعة عام 2009. لذا تعمل الهيئة الوطنية لشؤون المرأة على تعديل القانون الإنتخابي لتضمينه كوتا نسائية وذلك لفترة محددة من الزمن، بغية كسر حلقة الممارسات السياسية الخاطئة، التي تحول دون إقدام النساء على الترشح، ودون مبادرة الأحزاب السياسية إلى إدراجهن على اللوائح الانتخابية".

وقالت: "في هذا الإطار، كلنا أمل في أن تأخذ كل الأحزاب اللبنانية بعين الإعتبار، الكفاءات النسائية القادرة على تحمل المسؤوليات الوزارية عند تشكيل الحكومة العتيدة. ولا يزال هناك نقص في إزالة كافة المواد التمييزية التي تطال النساء في قانون العمل وفي التقديمات الاجتماعية التي يؤمنها صندوق الضمان الاجتماعي، من هنا نهدف في الهيئة الوطنية إلى الوصول إلى المساواة المطلقة في الحقوق كما في الواجبات في هذا القطاع. كذلك نسعى إلى حمل المشرع اللبناني على إعادة النظر في قانون الجنسية الذي يحرم المواطنة اللبنانية من حقها بنقل جنسيتها إلى أولادها إن تزوجت من غير لبناني، ولقد انتهينا في هذا الصدد من إعداد مشروع تعديلي لقانون الجنسية بما يضمن المساواة بين الجنسين من جهة ويحترم مبادىء الدستور اللبناني من جهة أخرى. وبعد الخطوة الإيجابية التي تحققت من خلال إبطال المادة 522 من قانون العقوبات، والتي كانت تعفي المغتصب من العقاب إذا تزوج من الضحية، نسعى إلى تصحيح المواد القانونية التي لا تزال تسمح بإفلات المرتكب من العقاب، في حالة مجامعة قاصرة عمرها بين 15 و 18 سنة".

أضافت عون روكز: "كذلك نطالب بتشديد العقوبة على المعتدي وبالإسراع بإصدار الأحكام، في كل قضايا العنف الأسري، وفي هذا الإطار، نعتبر أن تخصيص المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي أخيرا، الخط الساخن 1745 لتلقى شكاوى العنف الأسري، وطالما كانت الهيئة الوطنية لشؤون المرأة تطالب به بالشراكة مع منظمة "كفى"،هو إنجاز ونقطة إيجابية في مسيرتنا النضالية ضد العنف. ونحن نطالب اليوم باستحداث مركز موحد ومتخصص تابع للأمن العام لاستقبال وحماية وخدمة ضحايا العنف الأسري، كما نطالب بإقرار قانون يجرم التحرش الجنسي بأشكاله كافة، ونسعى إلى استحداث قانون لمنع تزويج الأطفال. ذلك إلى جانب عملنا المستمر على تمكين النساء من خلال تنظيم دورات تدريبية تعزز مهاراتهن، وإطلاق حملات توعوية صحية وبيئية وتربوية، كذلك نعمل مع إدارة الجامعات لإدماج مفاهيم المساواة بين الرجال والنساء والحقوق الإنسانية للمرأة، في البرامج الأكاديمية في مختلف الكليات. ونسعى إلى تغيير نهج الإعلام والإعلان في التعامل مع صورة المرأة. وقد ساهمنا في حث بعض الإدارات الرسمية على اتخاذ إجراءات من شأنها أن تخفف من الإجحاف بحق النساء، كإصدار تعميم لإدراج أسماء أولاد النساء المطلقات على إخراج قيدهن العائلي، وذكر شهرة الأم على جواز السفر اللبناني، واعتماد مبدأ المساواة في المدارس والمعاهد التعليمية، بين التلامذة اللبنانيين وإقرانهم أولاد اللبنانيات المتزوجات من أجانب".

وتابعت: "أعدت الهيئة الوطنية لشؤون المرأة بالتعاون مع مختلف الوزارات ووكالات الأمم المتحدة، مشروعا لخطة عمل وطنية لقرار مجلس الأمن 1325 حول المرأة والأمن والسلام،وهو الوثيقة الدولية الأولى التي تناولت المرأة في النزاعات ليس فقط بصفتها ضحية، بل أيضا بصفتها فاعلة في المجتمع ولها دور بتأمين أمنه وسلامه. ولنا هنا أن نشير إلى ازدياد نسبة النساء في صفوف الجيش اللبناني وقوى الأمن، وهن قد أثبتن على مر السنين أنهن ناجحات في جميع ما أسند إليهنمن مهمات، وبتن اليوم في مراكز قيادية رائدة في المجالات الأمنية".

وقالت: "كل نهضة حقيقية تمت عبر العصور، وارتقت بالمجتمعات إلى مستوى إجتماعي وسياسي وإقتصادي أرفع، بدأت بتغييرات بسيطة ومتنوعة على الصعيد القانوني والثقافي والتوعوي، وانتشرت وتطورت وصولا إلى تحقيق قفزة نوعية، حررت هذه المجتمعات من القيود التي أعاقت تفعيل طاقات مواردها البشرية". وختمت عون روكز: "في ختام كلمتي، أدعو كل لبنانية وكل لبناني، إلى نهضة جديدة، نتكاتف ونتعاون من أجل انطلاقتها، ونوحد طاقاتنا لبناء مجتمع يرتكز على ثقافة النمو الشخصي للمواطنين والمواطنات، ثقافة احترام الرأي الآخر، ثقافة فهم متطلبات تحقيق التنيمة المستدامة، كي ننقل إلى أجيالنا الآتية، قيم المودة والتعاون والسلام، قيم الشعور بالانتماء إلى وطن نريده أجمل وأنجح الأوطان، وطن يفتخر به شبابنا وشاباتنا. أتمنى لكم التوفيق في هذا المنتدى".

الغاني

وشددت سيدة افغانستان الاولى في كلمة على "مشاركة المرأة في كل المجالات وانعكاس هذه المشاركة على الحياة في الدول التي تشارك فيها"، ولفتت إلى ان زوجها كان من أوائل رؤساء الجمهورية الذي قدمها كشريكة حياة وحملها مسؤولية وهو ما دفعها للعمل على مساعدة المرأة الافغانية وتطوير الجمعيات النسائية في بلادها وإشراك هذه الجمعيات في الحياة بشكل عام وعلى كل المستويات.

باسيل

وألقى باسيل كلمة قال فيها: "اذا كانت الأم قادرة على هز السرير بيسارها والعالم بيمينها، فهي حتما قادرة باليدين معا ان تهز الانظمة التي لا تعترف بحقوقها. واذا كانت الأم اللبنانية قد حافظت في سنين الحرب على العائلة وهي أهم قيمة في مجتمعنا، فحفظته من التفكك وحفظت بذلك لبنان، فهي حتما قادرة على حفظ التوازن الجندري في مجتمعنا وفعالية التكامل فيه. واذا كانت المرأة اللبنانية قد ربت الجيل الذي دافع عن وحدة لبنان وسيادته في مواجهة الوصاية والاحتلال، فهي حتما قادرة على تربية جيل المقاومة لعقلية ذكورية زائلة".

أضاف: "أيتها المرأة اللبنانية، لسنا هنا اليوم "للانتباه الى الهوة"، بل لملء الهوة، نحن هنا، لأنك انت المصرة على عدم تبعيتك للرجل وعدم الانتقاص من شأنك وعدم التسليم بأي شكل من اشكال اللامساواة. نحن هنا، من اجل انفسنا، لأن وجودك في موقع القرار يخدم المجتمع والدولة والوطن". وتابع: "يحفظ التاريخ لبلدنا انه ساهم في وضع شرعة حقوق الانسان (منذ 70 عاما)، وحقوق المرأة من صلبها؛ فهل يجوز ان تظل منتقصة هذه الحقوق، في بلد نعمل على استعادة الحقوق فيه لنصفه التكويني؟ افلا نفعل ذلك لنصفه الجندري، خاصة اذا كان هذا النصف هو افضل ما فيه؟ فمن اهم عناصر الديموقراطية في اي بلد هو مشاركة النساء في الحياة السياسية، بل اكثر، مشاركتها في صنع القرار السياسي. وبحسب مؤشرات الأمم المتحدة، فإنه كلما ارتفعت نسبة المرأة في الدولة، انخفضت نسبة الفساد فيها. فتهميش المرأة دليل ضعف، ونمو المجتمعات يقاس بقدرتها على توفير الفرصة للنساء للمشاركة في قضاياه (الخاص والعامة). وأثبتت المرأة اللبنانية قدراتها لا بل تفوق دورها في العائلة والمنزل، (والله يستر من الأعظم)، وكذلك في القضايا الانسانية والاجتماعية، والاقتصادية، وفي الادارة ايضا، الا انه يبقى اثبات نفسها "في السياسة"، ليس من خلال التعبير فقط، بل في احتلال مواقع القرار. لا يكفي الاعتراف بحقوق المرأة السياسية، فهو امر حاصل، بل يتوجب ترجمة ذلك الى واقع معاش ومتناصف. ونحن نطالب بالمناصفة ليس فقط بين الطوائف، بل بين المرأة والرجل ايضا. لكن الفارق ان الدستور ينص على المناصفة في الأولى، اما في الثانية، فالمادة السابعة منه تنص على ان "كل اللبنانيين سواء لدى القانون، وهم يتمتعون بالسواء بالحقوق المدنية والسياسية ويتحملون الفرائض والواجبات العامة دون ما فرق بينهم".

وقال: "من هنا موقفنا بازالة كل اشكال التمييز في القوانين اللبنانية، ومن هنا موقفنا باعتماد اللوائح المختلطة (دون الكوتا)، نابع من الدستور، على اساس رفض التمييز. اذ ان وصول المرأة الى مواقع القرار السياسي ليس منة من الرجل، بل هو حق للانسانة المواطنة كفله الدستور، وما اعاقه إلى الآن هو اولا العقلية الذكورية (في المجتمع) وثانيا عدم تضامن المرأة مع المرأة (داخل هذا المجتمع). مثال على ذلك، في تضامن الرجل والمرأة، معا، ضد المرأة، هو نتائج الانتخابات النيابية الأخيرة والتي بالرغم من ترشح 86 امرأة لم يصل منهن سوى 6 نساء الى المجلس النيابي. مثال آخر هو نتائج الانتخابات الأخيرة في "التيار الوطني الحر" لمجالس الأقضية حيث لم يصل سوى 14 امرأة من اصل 111 مقعدا. ومع ترشح امرأة واحدة من اصل 17 مرشحا الى المجلس السياسي، لم تصل بين الفائزين الستة فاستعضنا عن تلك الخسارة بتعيين واحدة".

أضاف: "من موقعي كمواطن، ابن لأم واخ لأخت واب لإبنة، اعلن عدم رضاي عن الهوة القائمة بيني وبينهن في قوانين الأحوال الشخصية والجنسية والجنائية، اقله مثلا عدم السماح لها بالسفر مع ابنها من دون موافقة زوجها. وقد واجهت هذا الواقع دون التهرب منه، فتقدمت، (ضمن اختصاصي)، بمشروع قانون يساوي بينها وبين الرجل في اعطاء الجنسية لأولادها. ومن موقعي كسياسي، في تيار كبير في البلد، اعلن اني لست راض عن وضع المرأة في الحياة الحزبية والسياسية. فالتيار الوطني الحر تشكل فيه المرأة 36.2% من عدده، وهو رقم عال بالنسبة لغيرنا، ولكنه اقل ما يجب ان يكون عليه. وكنا قد وضعنا في نظامه الداخلي، انه لا وجود لأي هيئة في التيار لا تكون مختلطة، وهو امر ابعد من الشرعية ويطال الميثاقية التيارية. اسمحوا لي ان اقول هنا، ان احد اهم ابواب دخول المرأة في الحياة السياسية هو دخولها في الأحزاب السياسية، خاصة مع تطور هذه الحياة باعتماد القانون الانتخابي النسبي. نحن تيار يدرك "مخاطر الهوة" ويعمل على تفاديها، فيه تتدرب المرأة على العمل السياسي، فقد اصبح لدينا امينة سر للتيار (وهي اد الكل) ولدينا 31% نساء في اللجان المركزية و 23% في المجالس والهيئات، بعد ان كانت النسبة 15%. كذلك لم يكن لدينا امرأة في تكتلاتنا الوزارية، وسيكون لدينا واحدة على الأقل في الحكومة المقبلة (واذا توفقنا اكثر)".

وتابع باسيل: "كلنا مسؤولون عن نصفنا الأفضل. كلنا مسؤولون عن "ردم الهوة" وعن المساواة التامة في المواطنة. والمرأة مسؤولة عن اثبات ذاتها اكثر. فتميزت في سوق العمل (بفعل ادائها)، وخاضت المباراة في القطاع العام وتفوقت بالمعرفة واستحقت مكانتها. وهي بذلك لم تطلب اذنا من احد ولم تنتظر تحديد كوتا لها لتثبت تفوقها. سجلت المرأة نسبة مشاركة 55% من مباريات الخدمة المدنية ونسبة 55% من النجاح، ما يعني ان عددها سيتفوق في الادارة العامة (بعد سنوات معدودة). على مستوى السفراء في السلك الديبلوماسي مثلا، تشغل المرأة 20 منصبا من 68 سفيرا، ولكن في اجدد دفعة من الديبلوماسيين الناجحين السنة الماضية شكلت النساء 72% من الداخلين الى السلك (بانتظار صدور المرسوم من دولة الرئيس). بالموازاة هي تتولى 18 منصب مدير عام من اصل 67، فهل ستزيدها بالتوالي سلطة التعيين؟ وعلى مستوى الناخبين تشكل المرأة 51% من لوائح الشطب، فلماذا استثناؤها لنفسها من السلطة ومواقع القرار السياسي؟ (النيابي والوزاري وان شاء الله الرئاسي)".

وقال: "من موقعي كوزير للخارجية والمنتشرين، شهدت على طاقات المرأة اللبنانية المنتشرة، واطالب المرأة المقيمة ان تحذو حذوها. ففي الانتشار، تحررت المرأة اللبنانية اكثر وجعلها مجتمعها تنتقل من مرحلة التمييز الى مرحلة التميز. فهي النجمة والمبدعة، النائب والوزيرة، والسيدة الأولى منصبا. هي السيدة الأولى فعلا رولا سعادة غاني الحاضرة معنا، (اضافة الى السيدة الأولى في الأرجنتين جوليانا عواضة الغائبة عنا اليوم، والحاضرة معنا قريبا ان شاء الله). ان تأخر الداخل عن الانتشار تثبته حقيقة ان هناك 6 نساء في البرلمان اللبناني، بينما هناك 13 برلمانية في البرازيل و 5 في الأرجنتين و 4 في المكسيك و3 في الولايات المتحدة (بينهن دونا شلالا المنتخبة البارحة) و 3 في اوستراليا (بينهم نائبة رئيس المجلس جاكي طراد) و3 في كولومبيا واثنتين في كندا وواحدة في كل من فرنسا وغواتيمالا والاورغواي وسويسرا (رئيسة المجلس سابقا) ورومانيا (نائبة رئيس المجلس). وتبوأت بياتريس عطالله منصب وزيرة خارجية مدغشقر لسنتين (2015 - 2017)، وكذلك توجد وزيرات من اصل لبناني في كندا والاكوادور والاردن، وحاكمات ولايات في الارجنتين والبرازيل واوستراليا ورئيسات بلديات كسهام الورديني في دكار. لذلك، رفعنا مشروعنا لتعديل قانون الانتخاب للمقيمين في الخارج، وفيه ان تكون لوائح نواب الانتشار مختلطة الزاميا". أضاف: "ذلك لا ينسينا قيادية المرأة المنتشرة، في مجال الاعمال كدولا داغر في كندا، ودايزي جدعون في اوستراليا ونايلة حايك في سويسرا، وريادية فيكتوريا خزامي اول دكتورة لبنانية من السوربون عام 65 (وقد اسست "بيت لبنان" الذي استقبل آلاف الطلاب اللبنانيين في باريس)، وسلمى حايك بموهبتها العالمية (التي ساعدت بنشر الثقافة اللبنانية من خلال فيلم "النبي")، (وشاكيرا بنجوميتها الغنائية، وامل كلوني ببراعتها الحقوقية، وريم عكرا بأزيائها... (وتبقون معي ساعات ان اردت تعدادهن جميعا....)" وتابع: "(جمعية الطاقة الوطنية اللبنانية)، بفرعها (الطاقة النسائية اللبنانية)، اشكركم كعضو من بينكم على حسن التنظيم واشكر الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية على مساهمتها، ومنظمات المجتمع المدني النسائية على مشاركتها ووزارة الدولة لشؤون المرأة على حضوره، مع كل الحاضرين، لأن مسؤوليتنا هي وطنية في ردم الهوة بين الانسان وذاته، فالوطن يحلق بجناحين ويتنفس برئتين ويرى ويسمع بعينين واذنين. المرأة في لبنان طاقة كبرى حرمتها عقلية التقليد التي تضرب بلدنا لذا كانت (الطاقة اللبنانية النسائية)، ولذا نحن مجتمعون هنا. ان تطويرنا معا لوعي المجتمع سيرفع نسبة مشاركة المرأة في قوة العمل ضعفين، وفي مقاعد الحياة السياسية الى المناصفة اذا آمنت المرأة اللبنانية بنفسها كشريك في القرار بفعل التحول الايجابي والطاقة الايجابية التي نشهدها".

وقال: "إن آمنت المرأة اللبنانية بنفسها وآمنت بهذا القول:

Because you are women, people will force their boundaries on you. They will tell you how to dress, how to behave, who you can meet and where you can go. Don't live in the shadows of people judgment. Make your own choices in the light of your own wisdom".

وختم باسيل: "الى امي واختي، الى زوجتي وابنتي، الى المرأة اللبنانية اقول: "لأنك امرأة، سيجبرك الناس بتفكيرهم ويلزمونك بحدودهم. سيقولون لك كيف ترتدين، وكيف تتصرفين، ومن تلتقين واين تذهبي. لا تعيشي في ظل احكام بل اصنعي خياراتك في ظل حكمتك". لزوجتي اقول: ابقي ثائرة كما انت لا تتأثري بي أو بغيري... اصنعي مستقبل اولادك وبلدك. عشتم، عاشت المرأة وعاش لبنان".

 

نص خطاب نصرالله لليوم/نعم مصير البلد مرهون بقرار من النواب السنة ولا نريد أن نعيد الأمور إلى الصفر القصة هلقد حجمها لا إقليمية ولا دولية ولا محلية

السبت 10 تشرين الثاني 2018 

وطنية - أحيا "حزب الله" يوم الشهيد الذي يصادف في 11 تشرين الثاني من كل عام، بهرجان مركزي أقامه في قاعة الشهيد السيد محمد باقر الصدر في مدارس المهدي في منطقة الحدت.

وألقى الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله، كلمة عبر الشاشة، استهلها بالترحيب بالحضور، وتوجه "بالتحية خصوصا إلى أهلنا الكرام والأعزاء والأحبة وإلى عوائل الشهداء، الذين نلتقي اليوم في حضرتهم وبحضورهم لنحيي يوم الشهيد، يوم شهيد حزب الله الذي هو شهيدهم في الحقيقة". ثم عدد محاور خطابه وهي: أولا عن المناسبة، وثانيا عن الوضع في المنطقة وخصوصا في ما يتصل بالموضوع الإسرائيلي وهذا يناسب يوم الشهيد أكثر، والنقطة الأخيرة هي في الوضع المحلي، بالتحديد في مسألة الحكومة وتشكيل الحكومة.

وبدأ بالحديث عن المناسبة، قائلا: "في يوم 11-11-1982، كما بات معروفا، نفذ أمير الإستشهاديين وفاتح عصر العمليات الإستشهادية الشهيد أحمد قصير عمليته النوعية والتاريخية، عندما استهدف مقر الحاكم العسكري الإسرائيلي في مدينة صور، هذا المقر الذي كان يدير ويقود قوات الإحتلال في تلك المنطقة، مما أدى إلى مقتل ما يزيد على 120 ضابطا وجنديا إسرائيليا من قوات الإحتلال، وبينهم جنرالات كبار في الجيش وفي الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، وكل ما يذكر أن إسرائيل في ذلك الوقت أعلنت الحداد العام لمدة ثلاثة أيام، ودمر هذا المبنى بالكامل".

أضاف: "هذه العملية الإستشهادية هزت كيان العدو وأسست لمسار حاسم في المقاومة، مقاومة أهلنا وشعبنا والتي تقدمت فيها مجموعة من الأحزاب والقوى والفصائل المقاومة، وسرعان ما أنتجت نصرا كبيرا وتحريرا عظيما، بدأ من بيروت إلى الضواحي إلى جبل لبنان إلى أجزاء من البقاع الغربي وراشيا، وصولا إلى عام 1985 تحرير صيدا وصور والنبطية وما تبقى من البقاع الغربي وراشيا، وصولا إلى الشريط الحدودي المحتل. مسار المقاومة كان مسارا حاسما وقاطعا وقويا ومندفعا وأنجز خلال سنوات قليلة، يعني أقل من ثلاث سنوات، تحريرا كبيرا وعظيما، وهذا في الحقيقة كان الإنتصار الأول.

هذا صنعته دماء الشهداء، يوم 11/11 كان الحجر الأساس والقوي والكبير في هذا المسار الحاسم. نحن إخترنا هذا اليوم ليكون يوم شهيد حزب الله. اليوم نحن نكرم كل شهدائنا من الأخوة والأخوات والكبار والصغار، في مسيرتنا الشهداء القادة، والشهداء الإستشهاديين، الشهداء المجاهدين، كل هؤلاء الذين استشهدوا في مختلف الساحات التي حضرنا فيها وقاتلنا فيها وتحملنا فيها المسؤولية، وما زالت قوافل الشهداء تتالى وتصنع الإنتصارات وتساهم في صنع الإنتصارات في كل ساحة وفي كل ميدان نذهب إليه".

وتابع: "هؤلاء الشهداء وهبونا الحياة الكريمة، ولكنهم حصلوا بالشهادة على ما هو أعظم بكثير، في يوم القيامة أعد الله سبحانه وتعالى لهؤلاء الشهداء من الفضل والدرجات والرضوان والنعيم الخالد والأبدي ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، لكن هناك ميزة هامة في الشهداء في ما بيننا وبين يوم القيامة، مثلما تعرفون يا إخواني وأخواتي عندما يموت الإنسان هناك فاصل مع يوم القيامة، يوم القيامة الكبرى عندما يحيا الناس جميعا وينشر الناس جميعا ويحشر الناس جميعا في صحراء المحشر للحساب ذات يوم سيأتي والله أعلم بعد عشرات السنين، مئات السنين، ألاف السنين، الله أعلم، هذا من الغيب الذي أختص الله تعالى به نفسه.

حسنا، ما بين موت الإنسان، أنا عندما أموت إلى قيام الساعة هذه المسافة الزمنية، هذا الفاصل الزمني، أيضا الله أعلم كم يستمر، عشرات السنين، مئات السنين، الاف السنين، هذا الإنسان عندما يموت إلى أين يذهب؟ الموت ليس فناء، الموت هو إنفكاك الروح عن الجسد، الجسد يبلى في التراب، الروح إلى أين تذهب، الأديان السماوية أجابت على هذا السؤال، الفلاسفة والعرفاء أجابوا على هذا السؤال وتوجد أجوبة متعددة حتى في الدين الواحد وحتى في المذهب الواحد.

لكن إسمحوا لي أن أقول في محضر عوائل الشهداء أنه من القدر المتيقن الذي لا نقاش فيه عندما نقرأ القرآن، كتاب الإسلام الخالد، سوف نجد أن الشهداء لا يموتون، الشهداء عندما تنفصل أرواحهم عن أجسادهم بفعل الشهادة ونزيف الدم ينتقلون إلى الحياة في ما يسمى بهذا العالم الوسطي بعالم البرزخ، هم باقون على قيد الحياة، الله سبحانه وتعالى في آيات واضحة وبينة ولا تحتاج إلى الكثير من التفسير يقول عز وجل "ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء"- "الآن" نحن لا نتكلم يوم القيامة، كل الناس أحياء، كل الناس سيعودون إلى الحياة، إذا الحياة يوم القيامة لا تخص الشهداء، نتحدث عن حياتهم بعد شهادتهم وإلى قيام الساعة، "أحياء عند ربهم يرزقون فرحين بما أتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم، أن لا خوف عليهم ولا هم يحزنون، يستبشرون بنعمة من الله وفضل وأن الله لا يضيع أجر المؤمنين".

واستطرد: "هناك قرينة واضحة في هذه الأيات أن هؤلاء الشهداء الأحياء وهم في ذاك العالم الجديد الذي إنتقلوا إليه وهم يعيشون بفضل الله وبنعمة الله ورضوان الله عز وجل، هنا القرينة يستبشرن بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم، يعني رفاقهم، إخوانهم، أعزائهم، أحبائهم، ما زالوا في الحياة الدنيا والشهداء الذين إنتقلوا إلى هذا العالم الجديد يستبشرون بالنتائج التي سيحصل عليها أولئك الذين ما زالوا في الدنيا عندما ينتقلون إليهم، لأنهم يواصلون مسيرهم وطريقهم، هنا، الإنسان، عوائل الشهداء في ثقافتنا مطمئنون جدا إلى مصير أبنائهم وأعزائهم وأحبائهم، وخصوصا أنهم هم عند من؟

الان عادة عندما يسافر أحدهم وتعرفون في لبنان هناك الكثير من المغتربين والشباب تسافر للعمل في الخارج، مثلا ينزلون في أفريقيا عند عائلات عادة من هذه البلدة أو تلك، أقارب يكونون في العادة أو ما شاكل، ويعرف الأب إلى أين ذاهب أبنه، عند أخوه، عند عمه، عند أقربائه، عند أصدقاء أوفياء، يطمئن. إذا لا يبقى قلقا، لكن أولادنا الشهداء وإخواننا الشهداء عند من ذهبوا؟ عند ربهم يرزقون، الله أعلم ما هو هذا الرزق المعنوي والروحي والمادي، الله هو أعلم لأنه فتحها على الآخر، يرزقون لم يحدد ما هي طبيعة الرزق الذي يناله هؤلاء الشهداء.

إذا هم غادروا إلى هناك، أعطونا هنا وتركوا لنا هنا الإنتصارات والحرية والتحرير والقوة والأمجاد وتركوا بيننا وصاياهم. اليوم كل ما ينعم به بلدنا من تحرير للأرض والأسرى ومن كرامة ومن عزة ومن شرف ومن أمان هو بفضل تضحيات كل الشهداء، شهداء حزب الله، شهداء حركة أمل، شهداء الفصائل المقاومة الوطنية والفلسطينية، شهداء الجيش اللبناني والقوى الأمنية، الشهداء من شعبنا من الرجال النساء والأطفال الذين قضوا في الكثير من مجازر العدو، هذه الدماء الذكية هي التي أعطتنا ما نحن عليه الآن، وتركوا فينا وصاياهم، هذه الوصايا حفظها عوائل الشهداء، حفظوها بالصبر وبالمواساة، بالإعتزاز بشهدائهم، بالثبات في طريق الشهداء، وفي تقديم المزيد من الشهداء".

وأردف: "الأغلبية الساحقة من عوائل شهدائنا لم تبخل ببقية أبنائها على المقاومة وعلى هذا الطريق وفي كل الميادين التي كنا فيها وما زلنا فيها، الكثير من هؤلاء الشباب هم إخوة شهداء، أو أبناء شهداء وينتسبون إلى عوائل الشهداء، نحن لدينا ما يزيد على 135 عائلة قدمت أكثر من شهيد في مقاومتنا، بعض هؤلاء عوائل الشهداء قدموا أكثر من ثلاثة شهداء أو ثلاثة شهداء وما يزيد.

من الواجب الأخلاقي والأخوي أن نذكر في هذه المناسبة اليوم والدا عزيزا وكبيرا وكريما، توفاه الله سبحانه وتعالى قبل أيام قليلة، هو الحاج عبد الحسين حدرج والد الشهداء الثلاثة، وهذه العائلة هي أول عائلة في مسيرتنا قدمت ثلاثة شهداء، يعني بحسب الترتيب الزمني، ثلاثة شهداء في الثمانينات، وكانت دائما هذه العائلة مثالا ونموذجا، كما بقية عوائل الشهداء، للصبر والإحتساب والإعتزاز بشهدائهم. إنني في هذه المناسبة أتوجه إلى عائلة المرحوم الحاج عبد الحسين حدرج فردا فردا، أواسيهم وأعزيهم وأقول لهم: ان والدكم إلتحق بأبنائه الذين ينتظرونه هناك، ونحن كما نطمئن على الشهداء، هم يشكلون لنا ضمانة، هم ضمانة في الدنيا وضمانتنا في الأخرة، أيضا وصايا الشهداء حفظها أخوتهم ورفاقهم وأعزاؤهم الذين واصلوا الطريق حتى وصلنا إلى ما نحن عليه الأن".

وانتقل إلى المحور الثاني، قائلا: "ببركة هذه الدماء نحن اليوم نحمي بلدنا وعرضنا وخيرات بلدنا، وبفعل المعادلة الذهبية الجيش والشعب والمقاومة، لكن بالدرجة الأولى لنكون واضحين، بفعل القدرات الصاروخية التي تملكها المقاومة اليوم، لأنه ممنوع على الجيش اللبناني ان يمتلك مقدرات من هذا النوع، ممنوع أميركيا وممنوع غربيا وممنوع من أكثر من مكان ومحظور عليه ان يملك قدرة يمكن ان تصنع موازنة أو توازن ردع او خوف مع العدو.

نقطة القوة المركزية اليوم في هذا الوضع اللبناني هي هذه القدرة الصاروخية المتاحة أمام المقاومة، وبفعل المعادلة وبفعل القدرة الصاروخية، العدو لا يجرؤ حتى الأن على الاعتداء على لبنان منذ انتهاء الحرب في 2006 إلى اليوم، هذا لبنان الذي كان مسرحا للغارات الجوية الاسرائيلية الآن الاسرائيلي لا يجرؤ. قبل سنوات عدة قام العدو بغارة على الحدود في جوار جنتا، وتم الرد على العملية وافهام العدو ان أي اعتداء سيحصل رد عليه حتما وحكما".

أضاف: "اليوم هذا الأمن والأمان وهذه الأجواء وهذه المدن والقرى التي كانت تقصف منذ 1948 تحميها هذه المعادلة، ولذلك نجد ان العدو الاسرائيلي خصوصا في الآونة الأخيرة يحاول التركيز كثيرا على موضوع القوة الصاروخية والقدرات الصاروخية المتاحة للمقاومة، من خلال التهويل ومن خلال الضغوط الدبلوماسية ومن خلال استخدام الأميركيين وحتى بعض الدول الاوروبية ومن خلال ايجاد حالة من التخويف والتهديد بأنه ان لم يتم معالجة هذا الأمر هو سيعالجه.

أنا أحضرت نصا قريبا منذ بضعة أيام، نتنياهو يفتخر ويخاطب الشعب الاسرائيلي "وغير مستحي" من العرب ولا من الدول العربية التي ذهب اليها ولا حتى من الدول العربية التي من المفترض ان يذهب اليها، لانه اصلا هو لا يراهم ولا يرى العرب، ولكن ما هو المنطق الذي يقوله؟ هو يقول قبل أيام امام اعضاء كنيسة من الليكود، وللأسف نحن مضطرين للإستشهاد بكلامه حيث يقول: "القوة هي أهم عنصر في السياسة الخارجية"، الاحتلال هراء، هناك دول كبرى احتلت واستبدلت سكانها ولم يتحدث عنها أحد، القوة هي المفتاح، والقوة تغير كل شيء في سياستنا في مقابل دول كثيرة في العالم العربي، بالقوة فرض نتنياهو نفسه على الحكومات العربية الهزيلة والضعيفة والخائفة والخائرة. ما هي مشكلته مع لبنان ومع المقاومة؟ مشكلته ان هنا قوة وهو لا يستطيع ان يتعايش مع القوة، ولا يستطيع ان يتحمل وجود قوة تضع له حدودا، لأطماعه ومشاريعه ولتهديداته ولكل ما يتطلع اليه خلف الحدود، ولذلك هو يريد ان ينتزع هذه القوة، في الوقت الذي يسعى الى المزيد من عناصر القوة".

وتابع: "العدو الاسرائيلي ونتنياهو الذي يملك أسلحة نووية واقوى سلاح جوي في المنطقة وجيشا كبيرا، هو لا يتحمل هذا الكم من الصواريخ الموجودة في لبنان، لماذا؟ لانها تعيق وتمنع العدو الاسرائيلي من ان يتصرف كيف ما يشاء.

اليوم في يوم الشهيد، أنا اريد ان أؤكد اننا متمسكون بقوة لبنان، وبالمعادلة الذهبية، الجيش والشعب والمقاومة، ومتمسكون بسلاح المقاومة، ومتمسكون بكل صواريخ المقاومة. لا التهويل ولا التهديد ولا حتى العقوبات التي يراهنون عليها كثيرا. لو "اضطرينا" ان نبيع بيوتنا لنحافظ على هذه القدرات الصاروخية الموجودة بين يدي المقاومة سنفعل ذلك، اما التهديد والتهويل والتخويف هذا لن يقدم او يؤخر شيئا".

وأردف: "أنا اقول للبنان يجب ان يتحمل هذا المستوى من الضغط الدبلوماسي لأن التخلي يعني ان يصبح لبنان مفتوحا للعدوان الاسرائيلي في اي وقت واي لحظة، ليس شرطا أن تكون حربا وانما اعتداءات متكررة كما كان يحصل دائما بين الحروب منذ 1948 الى 2006. اما بالنسبة الينا فلا اقول جديدا اذا قلت للإسرائيلي الذي يتحدث عن تغيير في قواعد اشتباك او تغيير في المعادلة تجاه لبنان: اي اعتداء على لبنان، أي غارة جوية على لبنان، اي قصف على لبنان، سنرد عليه حتما، حتما، حتما، ولن يكون مقبولا ان يعود العدو ليستبيح لبنان كما كان يفعل في العقود الماضية".

وفي النقطة الثانية، قال نصرالله: "في سياق الصراع مع العدو شهدنا خلال الاسابيع القليلة الماضية هجمة تطبيع علنية وزيارات علنية من قبل مسؤولين صهاينة الى بعض دول الخليج. نحن ندين أي شكل من أشكال التطبيع مع العدو الاسرائيلي ومن أي جهة صدر، حكومة، دولة، زعيم، جهة، فئة شعبية، هذا الأمر ندينه وندعو جميع الشرفاء في العالم الى ادانته، لأن التطبيع مع العدو مخاطره واضحة. الحد الادنى للتطبيع مع العدو يعني الاعتراف بالعدو والاعتراف بشرعية اغتصابه لفلسطين والمقدسات الاسلامية والمسيحية. السكوت او التبرير او التجاوز، كل المظالم والمجازر التي ارتكبها بحق الشعب الفلسطيني وشعوب المنطقة وتثبيت لكيان العدو وبقاء العدو واحتلال العدو، لذلك الجميع مدعو إلى (الرفض)، وهذا فوق الحسابات والمصالح الوطنية، كل بلد اليوم من اجل عدم زعل الدولة الفلانية نظرا للحسابات المحلية انا اسكت وانت تسكت وهذا يسكت ويصبح التطبيع في العالم العربي والاسلامي امرا عاديا وطبيعيا. هذا يجب ان يكون مرفوضا".

واستطرد بالقول: "الواجب الانساني والديني والاخلاقي والقومي والوطني والقانوني والواجب بكل المعايير ان ترتفع الاصوات دائما وان يدان كل شكل وكل خطوة من خطوات التطبيع في العالم العربي والاسلامي. وهذه المعركة يجب ان تحيا من جديد وتخاض من جديد، معركة التطبيع وهذه لا تحتاج لا إلى صواريخ ولا إلى سلاح ولا إلى مال. النخب، العلماء، الشباب الجالسين على مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الاعلام وكل من له قدرة تعبير عن موقف، مسؤوليته، وسنسأل عن هذا يوم القيامة.

أنا في هذا السياق ايضا اود ان اقول خصوصا للشعب الفلسطيني لا تحزنوا كثيرا لهذه الخطوات التطبيعية. لماذا؟ بل يمكن ان يكون فيها خير، لنتطلع إلى الجانب الاخر من الموضوع لان ما كان يجري في الخفاء يجري الأن في العلن، وهذا ليس بجديد. هذا الذي يجري الان في العلن يضع الحد النهائي للنفاق الرسمي العربي ويسقط كل أقنعة الخداع والمخادعين والمنافقين الذين صوروا على مدى عقود للشعب الفلسطيني وللأمة العربية والاسلامية ان موقفهم هو موقف مختلف، وعندما تسقط الاقنعة وتنكشف الوجوه الحقيقية، تتمايز الصفوف من هنا ومن هناك، وتتحدد المعسكرات بوضوح، وهذا من شرائط الانتصار في المعركة".

أضاف: "وجود المخادعين والمنافقين والكذابين والذين يبيعون الوهم ويقطعون الوقت هنا وهناك هو الذي يؤجل الانتصار وهو الذي يؤجل الحسم ونمو الوعي الحقيقي الذي تبنى عليه حركات المقاومة والثورة عند اي شعب. أملنا الحقيقي واملكم الحقيقي هو في شعوبنا وبعض الدول التي ما زالت صامدة في موقفها.

نعم عندما نتطلع الى اهل غزة على مدار الاسبوع وخصوصا يوم الجمعة في مسيرات العودة في البحر وعلى الشاطئ، والذين يقدمون الشهداء يوميا والجرحى، وهنا يبقى الأمل عندما تجد أهل غزة بملاينهم يرفضون الاستسلام والانصياع والسكوت والسقوط. الأمل في الضفة الغربية التي تعبر عن موقفها أيضا والتي يخرج مجاهدوها أيضا من الشباب ومن الفتيات الشابات ليطلق رصاصة من هنا او يرمي قنبلة من هناك أو يطعن هناك بسكين. قبل أيام قليلة رئيس الشاباك يتحدث عن إفشال، العمليات التي تنجح هي فعل المقاومة، والعمليات التي يتم افشالها تعبر عن ارادة المقاومة، عندما يتحدث ان هذه السنة فقط، قامت الأجهزة الأمنية الاسرائيلية بإفشال 480 عملية في الضفة الغربية، يعني يوجد 480 تحضير وارادة مقاوم وفعل مقاوم تم افشاله. لماذا تم افشاله هذا بحث اخر، هذا يعبر عن الروح الحقيقية في الضفة الغربية، الرهان على هذا الشعب وعلى هؤلاء الناس".

وتابع: "أمام موجات التطبيع لا بد أن نقف بكل اعتزاز وافتخار أمام اهلنا في الجولان العربي السوري المحتل، جماعة تحت الاحتلال من 1967 لكنهم دائما يرفضون التطبيع، ويرفضون الخضوع وتحويل الجولان الى منطقة اسرائيلية، والانجاز الكبير الذي قاموا به قبل أيام عندما اعترف العدو الاسرائيلي نفسه، الذي خطط وحضر وبذل كل الجهود لإنجاح الانتخابات البلدية والمحلية في بلدات الجولان، أفشلها اهل الجولان وهذا تعبير عن ماذا؟ اهل الجولان لو لم يكن لديهم هذه الاصالة العربية، وهذا الالتزام بالقضية والانتماء الوطني الصادق، كان ليقول لك: هؤلاء جميع العرب يستقبلون نتنياهو، ووزيرة الثقافة الاسرائيلية تصلي في مسجد الشيخ زايد في الامارات، اذا لماذا أريد أن أتعرض للضرب وأن أذهب الى السجون وأعتقل وادخل في مواجهة مع العدو الاسرائيلي فلأطبع مثل أغلب العرب.اهلنا ليسوا هكذا لا في فلسطين ولا في الجولان ولا على امتداد العالم العربي والاسلامي".

ولفت إلى انه "في مواجهة التطبيع لدينا الكثير من النماذج المشرقة، من تونس الى الكثير من البلدان العربية والى لبنان، أمس، في ما نشر في وسائل الاعلام، شاب لبناني، فتى يبلغ من العمر 8-9 سنوات يشارك في مسابقة عالمية في اسبانيا حول الشطرنج، يعني كم احتاج الأمر إلى تحضير وتعب وإرهاق منه ومن أهله ومن الجهات المعنية الرسمية في لبنان، لكن هناك البعثة الرسمية اللبنانية ويشكرون على هذا الموقف والفتى اللبناني مارك ابو ديب، على الطريقة اللبنانية للأسف، يعني من اجل ان يسمع المسلمين في العالم العربي، يجب ان نقول الفتى اللبناني المسيحي مارك ابو ديب يشترط بأنني لا ألعب مع الإسرائيلي، وفي آخر المطاف إذا وصلت المباراة أنا والإسرائيلي فإنني لا ألعب معه، بل انسحب لأن هذا عدو، هذا عدو، هنا الأمل، الأمل في هؤلاء الشباب وفي هؤلاء الفتية وفي هؤلاء الناس، وليس في الحكام الذين هم منبطحين منذ وقت طويل وخالصين منذ وقت طويل، والشيء الجيد الذي يحدث هو أن تسقط أوراق التوت وأقنعة النفاق والدجل أمام الشعوب العربية".

أضاف: "في إيران، الرياضيون الإيرانيون في الرياضة وحتى في المسابقات العالمية والدولية الأخرى، يكون الواحد شاب تعبان لسنوات طويلة ومتعوب عليه لسنوات طويلة، ويصل إلى النهائي أو إلى النصف نهائي، وعندما يصبح المنافس له إسرائيلي فإنه ينسحب ليعبر عن هذا الموقف، الأمل هنا، وهذه المعركة يجب أن تخاض، ونحن في يوم الشهيد نوجه الدعوة مجددا لكل الأحباء في أمتنا العربية والإسلامية، أن يخوضوا هذه المعركة وأن يعودوا إليها وأن لا يعتبروها معركة هامشية، كلا، هي بالنسبة للإسرائيلي معركة أساسية وحقيقية وحيوية، وأيضا الدول أمس مثلا المظاهرات في البحرين بالرغم من القمع والقسوة، بعضها خرج نهارا وبعضها خرج ليلا في أغلب البلدات البحرينية، والتي للأسف لم تحظ بالتغطية الإعلامية المناسبة، ضد زيارة نتنياهو وأي مسؤول إسرائيلي إلى البحرين، هؤلاء هم ناسنا وهذا هو شعبنا وهذه هي شعوب أمتنا التي يمكن الرهان عليها بكل جدية".

وذكر ان الرئيس الأميركي دونالد ترامب والمسؤولين الأميريكيين "يتكلمون بصراحة، ان أحد أهداف العقوبات على إيران هو تغيير موقفها في القضية الفلسطينية، وهو وقف دعمها لحركات المقاومة في المنطقة، ما هو هدف معلن، وهو من المطالبات، عندما وضعوا 12 مطلبا ما هو أحد هذه المطالبات، لكن الجمهورية الإسلامية لم تفعل كما تفعل بعض الأنظمة العربية، وتقول عندي ضغط أميركي وضغط إقتصادي وضغط لا أعرف ماذا، وتتخلى عن مبادئها وعن عقيدتها وعن التزامها وعن إيمانها".

أضاف: "هذه سوريا التي مازالت بالرغم من الحرب الكونية عليها مازالت صامدة، يوما بعد يوم تتكشف الحقائق،أنا عندما أشاهد نتنياهو في أي عاصمة عربية أو أشاهد أي مسؤول إسرائيلي في أي عاصمة عربية، مباشرة يحضر إلى ذهني سوريا ودمشق، لو لم تصمد القيادة السورية والجيش السوري والشعب السوري وحلفاء سوريا في هذه المعركة الكبرى، لو سقطت هذه الدولة وهذا النظام من الواضح أنه كنا خلال أسابيع قليلة أو شهور قليلة سوف نشهد نتنياهو في دمشق، لأن أغلب هذه المعارضة فاتحة مع إسرائيل ومخلصة مع إسرائيل، كنا سوف نشهد وزيرة الثقافة الإسرائيلية مثلما كانت تشم الهواء في مسجد الشيخ زايد كنا سوف نراها في المسجد الأموي في دمشق، لكن سوريا أيضا لم تغير موقفها، بالرغم من كل الظلم العربي الذي لحقها على مدى سنوات صعبة وقاسية".

وفي النقطة الثالثة، تحدث عن "مستجد إقليمي مهم"، قائلا: "منذ شهر ونصف تقريبا انشغل العالم بالجريمة المهولة، التي ارتكبت في القنصلية السعودية في إسطنبول، بحق الصحافي السعودي جمال خاشقجي، ودهش العالم كله أمام تفاصيل الجريمة أيضا، من الخطف والقتل والتقطيع بالمنشار والتذويب بالأسيد، وإرسال ما بقي مما ذاب في مجاري الصرف الصحي. من حق العالم أن يدهش وأن يذهل وأن يدين، طبعا الكثير يحاولون أن يروا كيف يمكن تقطيع هذا الموضوع، في العالم العربي لا أحد ذهل، ولا أحد دهش، ولا أحد دان، بالعكس طلعوا ليتضامنوا، عادية في العالم العربي، قص بالمنشار وقص بالسيف وتذويب بالأسيد هذه شغلة...، طيب من حق العالم أن يدهش وأن يذهل وأن يدين، لكن عجيب أمر هذا العالم، الذي لم تستوقفه ولم تدهشه المشاهد اليومية للمجازر البشعة في اليمن، ولم يهتز ضميره للأطفال اليمنيين، الأمم المتحدة نفسها تقول إنه يوجد مئات الأطفال الآن 400 أو 500 أو أديش، مئات الأطفال معرضين للموت خلال كل ساعة في اليمن".

أضاف: "الأمم المتحدة، لسنا نحن الذين نتكلم، عن 14 مليون مهددين بالمجاعة، ويمكن أن يكون العدد قد ارتفع، مئات الآلاف من اليمنيين المهددين مصابين بمرض الكوليرا ومهددين بالموت، العالم ساكت، الآن بدأ العالم يتكلم، الأميركان الآن بدأوا يتكلمون، الأوروبيون بدأوا يتكلمون، طبعا بين هلالين صمت عربي وصمت إسلامي إلا بعض الدول، بشكل عام صمت، لا أحد يتجرأ أن يفتح فمه، الله أكبر السيف والمال وبريق الذهب والخنوع كم هو مهول في العالم العربي"، سائلا "تريدون أن تعرفوا لماذا وصلنا إلى هنا في العالم العربي؟ هذا الموقف العربي من هذا الذي يجري في اليمن يفسر لكم، على كل، نحن الآن أمام وضع جديد، أنا لا أريد أن أقف فقط لكي أدين، بل لأقول إننا أمام وضع جديد، يمكن أن تكون حادثة خاشقجي عملت نوع من التحول، ويمكن أستفيد منها كمناسبة لأمر آخر، لكن على كل حال من الجيد أن نسمع اليوم تصريحات أميركية وأوروبية ومن الأمم المتحدة، تدعو إلى وقف القتال وإلى وقف الحرب، هذا الأمر يستحق التوقف قليلا أمامه، لنقول إنه يمكن أن يكون جديا، هذا احتمال وارد، واحتمال يكون خديعة وتقطيع وقت".

وتابع: "إحتمال يكون جديا، وهذا احتمال له ما يعتمد عليه، لكن هذا الاحتمال ليس سببه مقتل الخاشقجي، وليس سيببه أنه الآن ضمير العالم فاق، 4 سنين العالم يرى الأطفال والمجازر والقصف والقتل اليومي المهول، 4 سنوات، لماذا الآن العالم طلع ليقول هذه الحرب يجب أن تقف؟ ما هذا يحتاج إلى قليل من التأمل، ببساطة وبصراحة لأن اليمنيين صمدوا في هذه المعركة، هذا درس عظيم، لأنهم صمدوا في هذه المعركة، ولأن التحالف السعودي الإماراتي الأميركي فشل في هذه الحرب، وإذا كان هذا الإحتمال جديا، فسوف يكون الهدف منه هو إنقاد السعودي والإماراتي أكثر من إنقاد اليمني، لأن هذا التحالف فشل في اجتياح الشمال وفشل في إدارة الجنوب، وهو يخسر في اليمن شمالا وجنوبا، شمالا بفعل الصمود والفشل العسكري وجنوبا بفعل التحرك الشعبي والفشل الإداري والسياسي".

وأردف: "أميركا اليوم آتية لتستنقد جماعتها في المنطقة، ترامب وكل جماعة الأميركان لا يحرقهم قلبهم على الأطفال ولا شيء، لكن هنا النتيجة، يهمنا أن تقف هذه الحرب وأن يقف هذا القتال، لكن الملفت أنه يقول خلال شهر، طيب لماذا خلال شهر؟ لماذا ليس الآن؟ لماذا ليس فورا؟ ولماذا ليس مباشرة؟ أيضا هذه النقطة إخواننا في اليمن ملتفتون إليها جيدا، أو ينبغي أن يلتفتوا إليها جيدا، كأن الأمريكي يقول لهذا التحالف السعودي الإماراتي: معكم شهر رتبوا أموركم وشوفوا ماذا تعملون بالمعادلة وشوفوا ماذا تعملون إنجازا، العالم بعد شهر سيقول لكم توقفوا، ولذلك من الغريب ومن الملفت أنه في الوقت، الذي تصدر فيه دعوات أمريكية وغربية لوقف الحرب، نشهد في اليمن أعلى تصعيد منذ أشهر طويلة، التصعيد القائم الآن في الساحل الغربي وفي منطقة الحديدة، هذا إذا كان إحتمالا جديا، على كل، وإذا كان خديعة ليخدع اليمنيون عن سلاحهم وعن جبهاتهم وعن مواقعهم، ينبغي أن لا يخدعوا لأنه عادة المقاتلين عندما يشعرون أن المعركة صارت على نهايتها، فإن همتهم تخفت وتضعف بأنه الحكاية قد خلصت، فيمكن أن يهملوا ويمكن أن يتباطأوا، هذه تجربة بشرية موجودة".

وقال: "أنا في يوم الشهيد، وفي الوقت الذي نعتز فيه بشهداء إخواننا وأهلنا في اليمن، أقول لإخواننا هناك: إصبروا وصابروا ورابطوا وإصمدوا، وتشبثوا بسلاحكم وجبهاتكم ومواقعكم، أنتم اليوم أقرب إلى الإنتصار من أي زمن مضى، وإنتصار اليمنيين هو في بقائهم في أرضهم وفي منع هذا العدوان الوحشي من تحقيق أي من أهدافه، وهم صامدون ويصنعون المعجزة العسكرية، الأسطورة العسكرية التي تجري يوميا في الساحل الغربي وفي جبهات اليمن المختلفة".

وختم بالوضع الإقليمي، قائلا: "نحن أدنا الحكم الصادر بحق الشيخ علي سلمان حفظه الله وبعض إخوانه، والملفت أيها الإخوة والأخوات أنه سماحة الشيخ حكمت المحكمة في البحرين ببراءته من تهمة التخابر مع قطر، لأن كل النص المسجل ولا يوجد تخابر، في قطر وقتها كانت تحاول تعمل وساطة وبالتنسيق مع السعوديين في بداية الأحداث في اليمن لإيجاد حل ما، في ذلك الوقت كان القطريون نشطين في كل الساحات، طيب حكمت ببراءته واستئنفت النيابة العامة، ماذا طلع الحكم؟ مؤبد! ما شاء الله، من براءة إلى مؤبد، يا خيي من براءة إلى أربع سنين أو خمس سنين أو عشر سنين تفهم، يمكن أن تكون لديه حيثية قانونية، لكن إلى المؤبد، فهذا يؤكد في كل يوم أن القضاء في البحرين وفي أمثال البحرين هو سلطة قمعية حقيقية، كان مفترض سماحة الشيخ أن تنتهي قريبا محكوميته من أحكام أخرى ليخرج إلى أهله وإلى شعبه، ولكن هذه السلطة تصر على إحتجازه وعلى إحتجاز العلماء والقادة والرموز والشخصيات وآلاف الشباب البحريني في السجن، لتفرض على هذا الشعب أن يستسلم، وهو لن يستسلم لا في الموقف القومي ولا في مطالبته في الإصلاح، ولا في تمسكه بحقوقه، أيا تكن التضحيات، التي يقدمها وقد أثبت ذلك بقوة".

وقال: "ننقل إلى الهم اللبناني، الآن في الأول تكلمنا كثيرا فصحى الآن نريد أن نتكلم بالعامية، يمكن بالعامية اللبنانية يفهموا على بعضهم أكثر، الآن أولا أريد أن أعتذر من المشاهدين غير اللبنانيين، لأنهم سوف يشاهدونني أتكلم أسماء طائفية وطوائف، لأن تركيبة بلدنا للأسف نظام طائفي، ونحن نعيش في ظل هذا النظام الطائفي ومضطرين نتكلم هذه اللغة، لأن هذا هو الواقع الموجود عندنا في البلد. أنا في موضوع الحكومة على طريقتي بالوضوح والشفافية والصراحة، لكن طبعا مع الإحترام للجميع. أريد أن أتكلم 3 أقسام: القسم الأول: وقائع، والقسم الثاني: بناء على الوقائع، بعض الملاحظات، والقسم الثالث: موقفنا في المرحلة الحالية.

1- في الوقائع: لماذا؟ لأنه نحن منذ خمسة أشهر إلى اليوم، لم نتكلم شيئا في موضوع الحكومة، ماذا عملنا وماذا سوينا وماذا سهلنا وماذا ساعدنا وماذا طالبنا، لم نكن نتكلم شيئا، كنا نشتغل كل شيء بعيدا عن الإعلام، كان دائما نؤكد أنه الإستعجال في تشكيل الحكومة مع تأكيدنا على حكومة الوحدة الوطنية وأخذ نتائج الإنتخابات بعين الإعتبار. الآن طبعا جو البلد كله حزب الله يعطل ويؤخر، جيد الآن من خلال الوقائع والملاحظات وأيضا الموقف في العقدة الحالية، العقدة القديمة الجديدة، أيضا نحدد موقفنا.

في الوقائع: بعد تكليف الرئيس المكلف تشكيل الحكومة حصلت نقاشات، نحن كنا دائما جزء من هذه النقاشات، جزء كبير من هذه النقاشات كانت مع إخواننا في أمل وجزء كان يحصل معنا على حدة، أو مع أمل على حدة.

حكي بعدد الحكومة، كان هناك أصوات ومطالبات تدعو إلى أن تكون حكومة 32، لإتاحة الفرصة أمام مكونين لبنانيين مظلومين ومحرومين، هم من المسلمين المكون العلوي ومن المسيحيين مكون الأقليات المسيحية، أنه إذا كانت الحكومة 32 نكون نرفع غبنا تاريخيا عن هذين المكونين ولن تخرب الدنيا. هو لبنان لا يحتاج حكومة الثلاثين، لبنان ثمانية وزراء، عشرة وزراء، اثنا عشر وزيرا يديرونه، أربعة عشر وزيرا كافيا، لماذا ترفعون العدد إلى 24 أو 30؟ من أجل أن يتمثل الجميع، في نفس هذه الحيثية دعوا الجميع يتمثل الـ30 يصبحوا 32.

فخامة رئيس الجمهورية كان موافقا، دولة رئيس مجلس النواب موافق، القوى السياسية الأساسية في البلد موافقة، الرئيس المكلف غير موافق، وقال إن هذا يحرجه كثيرا ولا أستطيع وأتحمل ولا أتحمل، لأن هذه اللغة سنبقى نسمعها، ماذا أتحمل وعلى ماذا أقدر ولا أقدر. حسنا، بعد نقاش مستفيض تبين أنه يا أخي، فلنضع هذا الهدف الذي هو يأتي يوم رفع الغبن عن المكون العلوي وعن مكون الأقليات المسيحية، يمكنهم ليس بهذه الحكومة، في الحكومة القادمة، لكن هذا هدف شريف، هدف وطني يجب أن يناضل من أجله طالما النظام عندنا في لبنان نظاما طائفيا، عندما يصبح النظام غير طائفي كل العالم يصبح عندها فرصة لتدخل إلى الحكومة، لأنها تدخل الحكومة بكفاءتها أو بانتمائها السياسي وليس بانتمائها الطائفي أو المذهبي.

أتينا وتجاوزنا هذا الموضوع، وإذا نحن نريد أن نعقد ونعطل كان يمكننا منذ أول يوم، (أن نقول:) نحن لا نشارك ولا نقبل، نريد 32 وزيرا ونريد علويا وأقليات مسيحية ولا تبحثوا بغير هذا الأمر، هل يمنعنا أحد؟! مثل الآن أيمنعنا أحد؟! لا أحد يمنعنا، لكن تجاوزنا، لا بأس فلنسهل الأمور ونمشي. هذا واحد.

اثنين: جاءوا على موضوع - هنا أتكلم عن التسهيلات - على موضوع الحصص الوزارية لأن هناك حصصا.

حسنا، اسمحوا لي أريد أن أذكر أسماء، القوات اللبنانية عندهم 15 نائب من أول يوم طالبوا بخمس وزراء، الحزب التقدمي الاشتراكي عنده 9 نواب، من أول يوم طالب بثلاث وزارء ويريد كل التمثيل الدرزي له، تيار المستقبل يريد كل التمثيل السني وهو عنده 20 نائبا فقط، يريد كل التمثيل السني وليس عنده مشكلة أن يبادل سني بمسيحي مع رئيس الجمهورية، وكتلتا أمل وحزب الله ثلاثون نائبا قبلوا بستة وزراء، من أول يوم من كان يسهل ومن كان يصعب؟ من؟ إذا كنت أقول شيئا غير صحيح فليخرج أحد ويقول إن هذا غير صحيح، نحن قبلنا بستة.

أريد أن أعتذر من دولة الرئيس نبيه بري، نحن نتعلم منه، يبدو التواضع بهذا البلد خطأ، أنا واحد من الناس اليوم أقول لك إن التواضع في لبنان خطأ. نحن كان يجب من أول يوم أن نطالب بعشرة وزراء، على معايير القوات اللبنانية والحزب الاشتراكي وتيار المستقبل، كان يجب أن نطالب بعشرة وزراء لأنه عندنا 30 نائبا، ووزراء شيعة ومسيحيين وسنة، لأنه بالكتلتين معنا مسيحيون وسنة ونضرب قدمنا في الأرض، ونطالب بعشرة وننزل لثمانية ولكن لا ننزل لستة وزراء، لكن لم نتصرف بهذه الطريقة، لا حزب الله ولا حركة أمل واعتبرنا أنه يا أخي وضع البلد، الوضع الاقتصادي، الوضع المالي، الصعوبات، فلنلم على بعضنا، فلنعالج، فلنحل، قبلنا بستة. هذا ليس حجمنا، لا حجمنا النيابي كأمل وحزب الله ولا حجمنا الانتخابي ولا حجمنا السياسي ولا حجم أصواتنا التفضيلية، الآن لا أريد أن أقوم بالعد، يمكن أن نرجع ونعد لأنه عندما نرجع ونعد سنبدأ من جديد، لن تبقى عقدة واحدة، سنبدأ من جديد النقاش.

النقطة الثالثة بالوقائع: تعرفون نحن دائما ملتزمون بحلفائنا. حسنا، في الحكومات السابقة من حق الحزب القومي أن يتمثل، ما كانوا يقبلون تمثيله، خذوه من حصتكم، نأخذه من حصتنا. في يوم من الأيام دولة الرئيس نبيه بري في آخر لحظة وافق أن ينقص من الحصة الشيعية وزيرا ونزيد وزيرا على الحصة السنية من أجل أن يتمثل أحد حلفائنا الوزير فيصل كرامي.

حسنا، لماذا الإقفال على هؤلاء الحلفاء؟ هذا حقهم الطبيعي. أتينا الآن بشكل طبيعي، نحن نريد أن نطالب بحلفائنا، لا نتخلى عن حلفائنا، طبعا عندما يكون هناك حق، عندما يكون هناك معيار واحد، يجب أن يمشي على الجميع نحن نلتزم بالمعيار. بالحلفاء أيضا نذكر الأسماء، المير طلال إرسلان حليفنا وصديقنا، جزء من تكتل لبنان القوي، تكتل لبنان القوي تعهد أن هذا الموضوع هو يعالجه، هو يحصل له حقه، نحن كنا دائما داعمين، انتهينا. أتينا إلى الحزب القومي، عنده ثلاثة نواب، قالوا لا المعيار أربعة نواب أو خمسة نواب، الذين عندهم ثلاثة نواب لا يأخذون وزيرا، حسنا، نخضع للمعيار، لكن إذا لم يعد هناك معيار سنعود ونحكي بالحزب القومي. عندنا حلفاء مسيحيون، أصدقاء مسيحيون تحالفنا معهم بالانتخابات النيابية في زحلة وجبيل، أيضا قيل بالمنطق هناك معياران للحكومة الجديدة، واحد، حكومة وحدة وطنية، اثنان، أن تأخذ نتائج الانتخابات بعين الاعتبار، حسنا، فلتأخذ نتائج الانتخابات بعين الاعتبار.

بناء على حكومة وحدة وطنية وبناء على أخذ نتائج الانتخابات بعين الاعتبار، هناك عندنا الإخوان السنة، النواب السنة، قلنا لهم إذا هذه المعايير تسير على الجميع ونأخذ نتائج الانتخابات النيابية، أين المشكلة؟ نأخذها.

جاءت النقطة الرابعة، التي هي الآن تفصيلها تمثيل النواب السنة المستقلين أو نواب 8 آذار، سنة 8 آذار، أو مثل ما تيار المستقبل يسميهم "سنة حزب الله"، أنا وكل فرد في حزب الله نفتخر أن يكون هؤلاء إخواننا، وأن يكونوا السنة الذين ننتمي إليهم وينتمون إلينا، نفتخر بهذا ونعتز بهذا ونرفع رؤوسنا بهذا وبهم وبكل أخ سني وأخت سنية من 8 آذار، نحترم الجميع، لكن لأنه الآن الكلام عن سنة 8 آذار، لأن هؤلاء موقفهم من عام 2005، موقفهم الصلب والصامد والوطني والقومي، هو الذي منع تحويل الصراع السياسي في لبنان إلى حرب مذهبية في الوقت، الذي كان الآخرون في الداخل والخارج يريدون حربا مذهبية في لبنان، موقفهم السياسي والإعلامي والميداني سياسيوهم، علماؤهم، مشايخهم، أحزابهم، قواهم، كتلهم، شبابهم، صباياهم، أهم إنجاز فعلوه سنة 8 آذار أنهم منعوا تحويل الصراع في لبنان إلى صراع سني شيعي، وإلى صراع مذهبي، وهذا ما كانت تريده أميركا وإسرائيل والسعودية ومن خلفهم وبعض الداخل، حتى في 14 آذار، الذي كان يبني آمالا طوالا على صراع سني شيعي في لبنان.

سنة 8 آذار كانوا دائما إلى جانب المقاومة وإلى جانب القضية الفلسطينية ومقدسات هذه الأمة، سنة 8 آذار ليست تهمة، ليست شيئا معيبا، ليست شتيمة "مسخرة" حقيقية. حسنا، وصلنا إلى هنا أن النواب يريدون أن يتمثلوا، اجتمعوا فيما بينهم، أجروا اتصالات، شكلوا لقاء تشاوريا وتكلموا معنا، قال يا أخي نحن نطالب بأن نمثل، نحن نمثل شريحة كبيرة من الطائفة السنية الكريمة وهذا صحيح، تريدون أن نحكي أرقاما، جاهزون، نحكي أرقاما، بكل شيء نحكي أرقاما، طالبوا بوزيرين قلنا لهم يا شباب أنتم ستة نواب، صحيح حجمكم حقيقي وكبير لكن وزيرين صعبة، قالوا حسنا يا أخي وزير، قلنا لهم حسنا، أنتم طالبوا ونحن نساعدكم، نحن من أول يوم، اسمعوا يا لبنانيين والسادة الكبار رؤساء ووزراء وبطاركة ومشايخ ومفتين ومطارنة والكل يسمع، من أول يوم بدأ يحكى بالتشكيل الحكومي نحن تكلمنا مع المعنيين ومع الرئيس المكلف بحق النواب السنة المستقلين - أسموهم ما تريدون، السنة المستقلين، سنة 8 آذار، ما تريدون - بأن يكون لهم وزير في الحكومة، من أول يوم، وكنا دائما عندما نتحدث مع بعض أو نبعث رسائل لبعض، كنا نؤكد على هذا المطلب، وأن هذا مطلب حقيقي، ومطلب جدي وبصريح العبارة قلنا للمعنيين نحن لا نطالب بكم رفع عتب، أنه والله سنذهب لاحقا للاخوان النواب ونقول لهم، للنواب الستة، أنه نحن طالبنا وسعينا وتكلمنا و"ما طلع بإيدنا" لا تؤاخذوننا.

نحن موقفنا ليس هكذا، نحن جادون، إذا تحكون بحكومة وحدة وطنية، هؤلاء شريحة كبيرة من الشعب اللبناني، جزء كبير من الطائفة السنية الكريمة، من حقهم بالحد الأدنى أن يتمثلوا بوزير، لكن دائما كان يؤخذ هذا الأمر ب"الاستلشاء"، بالاستهتار، بالتقطيع، لا يمكننا ويمكننا. يمكن البعض اشتبه عليه الموضوع وتصور أن حزب الله يتكلم رفع عتب - الآن أتكلم عن حزب الله - حزب الله يتكلم رفع عتب، آخر الخط نأخذ الأسماء ونذهب إلى بعبدا ونصدر مرسوما وتتشكل الحكومة وآخر شيء يعترضون يوم اثنين وثلاثة ويمشي الحال، هكذا، كان الأمر هكذا يدار.

أنا رأيي هذه الطريقة مهينة، هذه الطريقة مهينة، عدم احترام الناس، عدم الاعتراف بالناس، عدم الاعتراف بما يمثلون ومن يمثلون، هذا مهين وغير مقبول من أي كان. حسنا، بعد خمسة أشهر - سأعود لها بعد قليل - بعد خمسة أشهر من المفاوضات مع القوات اللبنانية ومع الحزب التقدمي الاشتراكي حلت العقدة، العقدة المسيحية والدرزية، حلت، عظيم، بمعزل عن نتيجة الحل. اتصلوا فينا، اتصل الرئيس المكلف، قال أريد أسماء وزرائكم، الثلاثة وزراء، بين هلالين تعرفون حتى لما اتصل وطلب الأسماء، يا أخي أليس أنا مسؤول في حزب الله، والله أنا لم أكن أعرف وحتى الآن لا أعرف ما هي الحقائب التي ستعطى لوزراء أمل وحزب الله، ما هي الحقائب؟ حسنا، هناك وزارة الصحة التي عملوا عليها جدالا طويلا، والوزارتان الأخريان ما هما؟ وإخواننا في أمل غير المالية ماذا سيأخذون؟ والله لا نعرف، أنا لا أعرف، هؤلاء الفلاسفة الذين يقولون نحن حاكمو البلد ومسيطرون على البلد وندير البلد كلما يصعد موظف وينزل موظف، حقائبنا ما زلنا لا نعرف ما هي.

أنا أتحمل المسؤولية، أنا يا عوائل الشهداء ويا حزب الله قبل الناس كلها، أنا أتحمل المسؤولية، لأنه أنا أحاول أن أكون "آدمي" زيادة عن اللزوم. قلنا له نحن لن نعطي أسماء قبل أن تحلوا موضوع الوزير السني، قال لا يوجد وزير سني، كيف لا يوجد وزير سني يا أخي؟! قال لا يوجد، فلا يوجد أسماء، اذهبوا وافعلوا ما تريدون لا يوجد أسماء. نحن لا نجامل ولا رفع عتب ولا نمسح جوخا ولا نخادع، نحن كنا واضحين من اليوم الأول. حسنا، يا أخي أول شهر في التباس، ثاني شهر، قبل شهر من أن يقولوا حل العقدة المسيحية والدرزية، قبل شهر بالتحديد نحن بلغنا بوضوح موضوع توزير الأخوة النواب السنة، إذا لم يعالج نحن لن نمشي - الآن أقول بناء على هذا يعني.

حسنا، عمليا وقف التشكيل، الرئيس المكلف ذهب إلى باريس، وهاجت وماجت هنا في لبنان وعدنا "دقي واعصري" مثل عام 2005، التحريض الطائفي والمذهبي والأيادي الخبيثة والسنة والشيعة وكل الكلام الفارغ الذي ما زلنا نسمعه من عام 2005 إلى اليوم. حسنا، هذه الوقائع.

2- القسم الثاني بناء عليه: أولا، كل ما قيل عن عقدة مفتعلة، أحدهم قال عقدة مفتعلة وأحدهم قال عقدة مفاجئة وأحدهم قال عقدة طارئة وأحدهم قال حزب الله أخرج أرانبه، كل هذا ليس صحيحا، لن أقول أكثر من هذا، ليس صحيحا، منذ خمسة أشهر النواب السنة يتحدثون بهذا الموضوع ونحن نتحدث بهذا الموضوع ونطالب معهم، نحن وغيرنا، لكن الآن نتكلم عن أنفسنا، ليس صحيحا، وكان في بعض وسائل الإعلام يقال عقدة مسيحية ودرزية وسنية، الرئيس المكلف والطرف الآخر غير معترف بوجود عقدة سنية، لأنه هو غير معترف بالطرف الآخر أصلا، وإلا هذا الموضوع موجود منذ أول يوم، كل الذين أرسلوا لي رسائل ويقولون أن هذه مفتعلة وطارئة وجديدة، يا أخي لا طارئة ولا جديدة ولا مفتعلة وقديمة ومنذ أول يوم.

نعم، أنا أقول لكم هناك شيء كان لأنه أيضا نحن أوادم، هناك أحد اعتبر أنه ارتكبنا خطأ تكتيكيا، أنا لا أعتقد أنه ارتكبنا خطأ تكتيكيا، ما الخطأ التكتيكي أنه أنتم كنتم تتحدثوا في المجالس المغلقة ولم تقولوا هذا في الإعلام، حسنا، ببساطة، نحن كنا نتحدث في المجالات المغلقة مع الرئيس المكلف لنقول له يا دولة الرئيس أنت بادر، أنت وسع عباءتك، أنت كبر كفك، أنت ابعث وراء النواب، اجلس معهم، اتفق معهم، يا أخي أي شيء تتفق معهم به يمشي، أنت خذ المبادرة، نحن لم نذهب إلى الإعلام حتى لا يظهر أن حزب الله يفرض على الرئيس المكلف، حتى لا يحولوها إلى معركة تحدي ولا معركة مكاسرة، ليس خطأ بالتكتيك، لا، لأنه نحن أناس نريد الحكومة أن تشكل وكل شخص يأخذ حقه، هذا السبب، وإلا هل نحن قاصرون أن نحكي بالإعلام؟! أو خائفين من أحد أن نحكي بالإعلام؟! لا نخاف لا من أميركا ولا من إسرائيل ولا من السعودية ولا من كل الدولار والسيف العربي، فضلا عن....لكن نحن أناس كنا نريد أن نعالج الموضوع بالحكمة والموعظة الحسنة، وأن يخرج الرئيس المكلف وهو قد نظر إلى أولاد طائفته، ويتعاطى كزعيم وطني يستوعب الجميع، وهذا الموضوع يعالج، وكنا نقول له نحن جديون، نحن لن نتخلى عن حلفائنا. حسنا، هذه أول نقطة.

النقطة الثانية بناء عليه: على الوقائع التي تحدثت بها، خرج من يقول أن حزب الله هدفه من هذا الأمر وهذا الموقف المتشدد إلى جانب النواب السنة هو منع فخامة رئيس الجمهورية والتيار الوطني الحر، من أن يكون لهم 11 وزيرا في الحكومة، هذا كلام فارغ، أنا من الآن أقول لكم، يأخذ الرئيس والتيار الوطني 11 و 12 و 15، ليس عندنا مشكلة، أبدا ليس عندنا مشكلة، هذا حليفنا الاستراتيجي والتكتيكي، أصلا عندما دعمنا مطلب النواب السنة، بالتوزير نحن لم نقل من حصة الرئيس، لم نقل من الـ11، نحن نطالب الرئيس المكلف من حصته وليس من حصة الرئيس، الآن لاحقا يتفاهم هو وفخامة الرئيس أن يكون من حصة فخامته هذا شأنه، نحن لم نطلب لا في لقاء داخلي، ولا حتى في الوشوشة مع أحد، أنه يا أخي نحن نطلب من فخامة الرئيس أن يكون من حصته، أبدا أبدا، وسأقول لكم أكثر من ذلك من اليوم الأول، رئيس التيار الوطني الحر بالصورة وقبل شهر بالصورة الجدية وفي أعلى الجدية، لكن نحن قلنا له نحن لا نطلب منكم شيئا لا من التيار ولا من فخامة الرئيس، لا نطلب شيئا هذا الموضوع عند الرئيس المكلف.

كيف يطلع مع البعض أن حزب الله لا يريد أن ينال الرئيس والتيار 11 وزيرا، منى العين أن يكون لديهم 11 و12 أيضا.

العلاقة مع فخامة الرئيس علاقة ممتازة وجيدة ولا تشوبها شائبة، ونختلف ولطالما اختلفنا على نقاط تفصيلية بالسياسة اللبنانية.

لكن تحالفنا وعلاقتنا فوق كل هذا الذي يحاولون وحاولوا على أثر هذه المشكلة الحاصلة، أن يأخذوا إلى صراع بين الرئيس بين فخامة الرئيس وحزب الله، أو بين التيار الوطني الحر وحزب الله.

النقطة الثالثة: من أول يوم تبين أننا لن نعطي الأسماء وبالتالي التشكيل وقف، "آه إيران هذه إيران" هذا الصراع الإيراني الأمريكي، على أساس هذه الحكومة حكومة حزب الله، أنا أعطل حكومة حزب الله، كلكم تقولون هذه حكومة حزب الله، إيران تعطل حكومة حزب الله؟!

هناك مستوى من السخافة الموجودة في البلد، قبل العقوبات حزب الله يستعجل تشكيل الحكومة من أجل العقوبات، الآن عندما تضامنا مع إخواننا السنة، حزب الله يعطل الحكومة بسبب العقوبات "يا أخي اهدوا على رأي يا هيك يا هيك".

أيضا سوريا، الآن الرئيس بشار الأسد تبين أنه متدخل، ترك شرق الفرات وإدلب وإعمار سوريا والحل السياسي والرئيس الأسد يشتغل ويعمل بالحكومة اللبنانية.

أنا أحب أن أؤكد لكم، لا إيران لها علاقة ولا سوريا لها علاقة، الموضوع هذا هو حجمه، هناك نواب سنة مستقلون، يا أخي 8 آذار يمثلون شريحة كبيرة جدا من اللبنانيين ومن أهل السنة الكرام في لبنان، حقهم أن يطالبوا بوزير ونحن نقف إلى جانبهم. لا تضع لي إيران ولا تعمل لي صراع أميركي إيراني وسوري وهذا الكلام الفاضي.

بناء على هذه الملاحظة لا بأس سأخرج عن الرسميات لأتحدث قليلا بالأسماء، أنا أحب أن أوجه خطاب للأستاذ وليد جنبلاط وللاخوان بالحزب التقدمي الاشتراكي لأنه أولا نقطتان:

- النقطة الأولى: إيران تريد أن تعاقبكم بتأخير تشكيل الحكومة، من أين أتيت بهذا الخبر؟ هي معطياتك ما هي أدلتك؟ خلال الخمسة أشهر أنت والقوات اللبنانية كنتم تجادلون وتجادلون وتجادلون، كانت إيران طالبة وتعاقب لبنان كانت بتأخير الحكومة؟ سوريا الرئيس الأسد يتدخل، السوريون لم يتحدثوا معنا ولم يطلبوا منا، وحتى الآن لم يتحدثوا معنا ولم يطلبوا منا، مع أننا نتحدث يوميا مع بعض نحن يوميا هناك حديث. إذا هذه القراءة أنت بدأت هكذا وانتيناتك لاقطة هيك، اضبط الانتينات يا وليد بك مش "ظابطة معك".

طبعا أنا أحافظ على الاحترام، أنظر جنابك، بقيت أربعة أشهر تؤخر تشكيل الحكومة أربعة أشهر ثلاثة وزراء، وزيرين، ثلاثة وزراء إلى أن وجدتم الحل.

أنا أقبل منك كصديق أن تبدا بالحديث عن التأخير بعد أربعة اشهر ليس الآن، الآن لا يحق لك أن تتحدث عنا أننا نؤخر ونعطل والوضع الاقتصادي والوضع الإقليمي، يمكنك أن تمرك من اليوم، الذي رفضنا فيه تقديم أسماء وزرائنا، اكتب عندك تاريخ أربعة أشهر ثم قل ما تريد. لكن الآن عليك أن تهدأ قليلا وتنتظر وترى هذا الموضوع إلى أين سوف يصل.

أيضا للقوات اللبنانية، أنا شاهدت مسؤولين بالقوات اللبنانية أنه شفتم العقدة أين أنتم ما كنتم عقدة، أنتم ما كنتم عقدة، وكل المعركة التي خيضت بلبنان بالإعلام والسياسة ومواقع التواصل الاجتماعي، ونزلت إلى الأرض بالجامعات والشتائم والإهانات، هذا كله لم يكن لديه علاقة، والعقدة هي العقدة السنية، انتم خمسة أشهر يا جماعة انتم جادلتم وطلعتم ونزلتم وحقكم لا أقول معكم أو ليس معكم حق، حقكم تطالبون بحقكم وخمسة أشهر وعطلتم البلد، نحن قلنا شيء؟ هل خرج أحد من حزب الله وقال القوات اللبنانية تعطل البلد؟ الحزب الاشتراكي يعطل البلد تيار المستقبل؟ وسأصل إليه لم نتحدث ولم نفتح فمنا، جلسنا ننتظر ننتظر ننتظر بمجرد أن تضامنا مع إخوان لهم حق فتحتم النار أن حزب الله يعطل وإيران تعطل وسوريا تعطل، هل هذا انصاف؟ ما هذا الانصاف؟ وما هذا البلد؟ لا يحق لكم.

القوات اللبنانية يجب أن ينتظروا خمسة أشهر وإذا وليد بك أربعة، هم يجب أن يحسبوا خمسة، بعد خمسة أشهر يحق لكم الكلام، من هنا حتى خمسة أشهر، كل كلمة تقولونها بهذا الموضوع هي اعتداء على شريحة لبنانية.

أيضا بناء عليه، من الملاحظات التي أثيرت وقيلت أيضا أنه لا حزب الله يتشدد بالموقف لأنه بالتعبير اللبناني يريد "تطفيش" رئيس الحكومة، مش صحيح نحن تعاونا معه منذ اليوم الأول، وذكرت لكم موضوع ال32 والعلوي والسرياني والحزب القومي وأصدقائنا المسيحيين و.. و.. و.. نحن لا نريد "تطفيشه"، بالعكس نحن نريده أن يشكل حكومة ويتفضل يأتي ويشكل حكومة وهو يرأسها، ليس لدينا مشكلة بهذا الموضوع لكن ليعطي كل ذي حق حقه".

وقال: "نحن موقفنا على الشكل التالي:

حيث أن المطروح هو تشكيل حكومة وحدة وطنية، وحيث أن المطروح هو أخذ نتائج الانتخابات بعين الاعتبار، هذا متفقون عليه، المعايير مختلفون عليها، ليقول لي أحد ما هو المعيار الذي كانت ستتشكل عليه الحكومة وتصدر فيها المراسيم، ونحن قدمنا الأسماء قبل عدة أيام.

ما هو المعيار كل أربع نواب وزير، كل خمس نواب وزير؟ ما هو المعيار؟ القوات كانوا يطالبون بخمسة نالوا أربعة، هم 15 نائب، نحن وأمل 30 نائب أخذنا ستة، كيف هذا نحن يحق لنا بثمانية إذا وحدة معيار.

تيار المستقبل عشرين نائبا يأخذ الكل، الرئيس المكلف ومعه خمسة وزراء هم عشرون، نحن 30 أين وحدة المعيار؟ لا توجد وحدة معيار، أتى ليقول لك وحدة المعيار أين وحدة المعيار؟.

لتناقشني، أن هؤلاء النواب الستة من كتل أو ليسوا من كتل، هؤلاء لقاء متكتل مجتمع ويمثل شريحة طويلة عريضة، حيث أن المطروح أخذ نتائج الانتخابات النيابية بعين الاعتبار، حيث أن النواب الستة يمثلون بنتائج الانتخابات، بنتائجهم هم، وهنا أريد أن أضيف شيئا اليوم، لم يعد النواب الستة يمثلون ناخبيهم، هم يمثلون سنة ثمانية آذار يمثلون كل هذا الوجود الطويل العريض من الجنوب للشمال، الذين شاركوا بالإنتخابات ودعموا لوائح، منها نجح ومنها لم ينجح لكن هؤلاء لم يغيروا انتماءهم ولا خطهم السياسي.

اليوم النواب الستة لم يعودوا فقط نواب ستة يمثلون الذين انتخبوهم بالتحديد، وإنما يمثلون هذا الخط السياسي الطويل العريض، واللغة التي نسمعها لا نقبل وزير من سنة ثمانية آذار في لبنان في الحكومة، هذه لغة مرفوضة، هذه لغة عزل، هذه لغة إقصاء نحن رفضنا العزل ورفضنا الإقصاء.

نحن رفضنا ولا داعي لأتحدث في العلن، في السر في الجلسات الداخلية نحن لم نكن مع إقصاء أحد ولا مع إلغاء أحد، حتى أشد خصومنا نحن كنا صادقين عندما كنا نتحدث عن حكومة وحدة وطنية.

لا يوجد لا منطق وطني ولا منطق أخلاقي ولا منطق قانوني ولا منطق سياسي ولا منطق مصلحة وطنية أن يخرج أحد في لبنان ويقول ممنوع ان يتمثل سنة 8 آذار في الحكومة اللبنانية في هذه التشكيلة، على أي أساس ممنوع، إذا ممنوع تعالوا لنتحدث من نقطة البداية بصراحة، تعالوا نتحدث من البداية ومن جديد لأنه لم يعد هناك حكومة وحدة وطنية ولا توجد نتائج انتخابات ولم يعد هناك معايير".

أضاف: "وإذا صار الموضوع استنسابيا وصار الموضوع كل واحد وقوته السياسية وتمثيله وحضوره ومناكفات وفرض شروط لنعود إلى نقطة البداية من البداية. وحيث أن هؤلاء النواب الإخوة يطالبون بحقهم وبتمثيلهم، وحيث أن من حقهم علينا أن نقف إلى جانبهم بما يمثلون ومن يمثلون، نحن وقفنا معهم ويسمع كل اللبنانيين كلهم وسنبقى معهم وسنبقى معهم سنة وسنتين و1000 سنة وإلى قيام الساعة. نحن لسنا من النوع الذي نتخلى عن حلفائنا أبدا، نحن لا نتخلى عن حلفائنا عندما يكون هناك منطق وحق تأتي وتقول لي هذا الحليف يطلب شيئا ليس من حقه، لا بأس، نناقش هذا الحليف، لكن عندما يكون مطلب الحليف حق وهذا حليف وصديق وأخ، ليس نحن وصار يجب أن تعرفونا وتحفظونا من خلال كل هذه التجربة الطويلة، مثلما نسعى لمساعدتكم أيضا تساعدوننا.

وأيضا نحن لسنا طرفا في المفاوضات هناك حول هذه العقدة، والمشكلة حلها عند رئيس الحكومة المكلف، حلها عنده.

أمس التقيت أنا ورئيس التيار الوطني الحر، وكان طبعا كلفه فخامة الرئيس، أنظر هل يمكنك فعل شيء، أنا قلت له: نحن لا نطلب من فخامة الرئيس شيئا ولا نطلب منك شيئا، أنتم نتيجة أن فخامة الرئيس بي الكل وهو كلفه، انتم تحاولون إيجاد حل لهذا الموضوع، ممتاز نحن نؤيد ذلك، أي أحد يسعى لأن يعالج هذا الموضوع، ممتاز نحن لا نطلب منكم شيئا - لأعود لموضوع الحصة وال11 - ونحن لسنا طرفا في المفاوضات، لا يأتي أحد ليفاوض حزب الله ولا يتحدث أحد مع حزب الله، القرار عند الإخوان النواب السنة الستة المستقلين، فاوضوهم هم، تحدثوا معهم، ناقشوهم، انصفوهم، ما يقبلون به نحن نسلم به، وليس نحن نقبل أو لا نقبل، ليس لدينا علاقة، هذا حقهم يطالبون بحقهم، وهو حليف وانا أقف معه، حزب الله يقف معهم نقطة على أول السطر.

الموضوع بالنسبة لنا هو أخلاقي، بالدرجة الأولى، أما قصة أننا جمعنا السنة ونريد أن نقاتل بهم، نحن نجمع السنة لنقاتل بهم، نحن إذا أردنا ان نعطل الحكومة في لبنان محتاجين يا وليد بيك ويا غير وليد بيك، أن نختبئ خلف إخواننا السنة، نحن نملك من الشجاعة ومن القدرة ومن الحضور ومن الوضوح ومن الشفافية، إذا أردنا أن نعطل، وغير موافقين على تشكيل الحكومة، أنا اقول عبر التلفزيون، نحن حزب الله لسنا موافقين على تشكيل الحكومة، لا نختبئ خلف أحد، لكن نحن نريد حكومة، ولأننا نريد حكومة تواضعنا، ولأننا مازلنا نريد حكومة، ما زلنا متواضعين ومتنازلين ومتساهلين على حسابنا وعلى حساب حلفائنا، ونحن تحدثنا بالغرف المغلقة لنساعد على الحل حتى لا نأخذ الأمور إلى التحدي".

وتابع: "الآن نحن لا نريد أن ندخل في تحد مع أحد، ولا نريد أن ندخل في توتير سياسي مع أحد، ولا نريد أن ندخل في سجال إعلامي مع أحد، ولا نريد أن نجمع المشايخ والعلماء ليكتبوا بيانا ويقولوا أيادي خبيثة، ولا نريد أن نستخدم أي خطاب. نحن منذ الـ2005 هكذا، وبين هلالين أحب أن أقول للرئيس المكلف: "إذا كنت تريد عن جد تريد أن تشكل حكومة وتساعد هذا البلد وتريد أن تتحمل مسؤولياتك هذه الطريقة بالتحريض الطائفي والمذهبي والعالم، الذين خرجوا ليضربوا شمالا ويمينا هذا لن يؤدي إلى نتيجة، ولو ألا تعرفوننا؟ منذ 2005، هذا الموضوع لا يقدم ولا يؤخر، هذا يوتر البلد فقط، هذا يوتر الشارع فقط، ولكن هل يغير موقفنا هذا؟ هل يمس بإرادتنا؟ بقناعاتنا؟ بإلتزاماتنا؟ أبدا، قولوا ما شئتم، تكلموا ما شئتم، عطلوا، دمروا، خربوا، يأتون لاحقا ليقولوا لك الموضوع الاقتصادي والمالي، الموضوع الاقتصادي والمالي الم يكن قبل 5 أشهر؟ لماذا فاوضتهم 5 أشهر؟ هذه الحقيبة وهذا العدد وهذا الوزير وهذا... والبلد كلنا نقول الوضع الاقتصادي والوضع المالي، عندما انتهينا هناك وجاء حق هؤلاء الجماعة، لم يعد يحمل الوضع المالي والاقتصادي حينها؟.

حسنا، ألستم أنتم مخلصين للبنان؟ نحن لسنا مخلصين، نحن مرتزقة وعملاء، أنتم المخلصون للبنان، تفضلوا عليكم أن تحلوا المسألة، أعطوهم وزيرا، تفاهموا معهم بإحترام، بإحترام تفاهموا معهم، وشكلوا حكومة وأنظروا كيف تنقذون الوضع الإقتصادي والمالي.

الآن الحكومة تنقذ الوضع الاقتصادي والمالي أو لا، هذا إن شاء الله بعدما تتشكل الحكومة نتكلم به، أنه نحن ذاهبون إلى حكومة إنقاذ؟ أو أنه يوجد مشاريع نهب جديدة في البلد؟ هذا سنصل له ونتكلم به.

الآن فيما يعني الحكومة، خلاصة الكلام، ولسنا بحاجة لكي نعيد ونكرر ونوضح، بالنسبة لنا، الجماعة هذا حقهم، نحن نقف إلى جانبهم، نحن لم نضعهم أمامنا ونقاتل بهم، أبدا. الآن، الذي يقبلون به، يعني قال لي أحدهم مصير البلد مرهون بقرار فلان وفلان وفلان من النواب السنة، قلت له أي نعم، وهذا حقهم. نحن حزب الله عندما يتصل بنا الإخوان النواب الستة، أو يرسلون موفدا لنا وهم يقولون لنا، هذا القرار لم يعد عند حزب الله، هم يقولون لنا يمكنكم أن تعطوا الاسماء للرئيس المكلف، ساعتها نحن نعطي الأسماء للرئيس المكلف، نقطة على أول السطر.

وختم "بكل مودة ومحبة لدي الكثير من الكلام في قلبي أريد أن أتكلم به، لن أتكلم به اليوم، إن شاء الله لن نضطر ان نتكلم به، لا نريد صراعا ولا نريد توترا ولا نريد تصعيدا ولا نريد أن نعيد الأمور إلى البداية إلى الصفر، هذه القصة "هلقد حجمها"، لا إقليمية ولا دولية ولا محلية ولا أحد يختبئ خلف أحد. يوجد حق، فاوضوهم وتكلموا معهم واحترموهم. والقرار الذي يأخذونه سنلتزم به.

في يوم الشهيد، في هذه المسألة وعلى طول الخط، هذا إلتزامنا، هذا خطنا وفكرنا وتاريخنا ووفاؤنا".