المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 07 تشرين الثاني/2018

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/newselias18/arabic.november07.18.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة
عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

إن الإِيْمَانُ الحق إِنْ لَمْ يَقْتَرِنْ بالأَعْمَال، فهوَ مَيْتٌ في ذَاتِهِ

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/الطاقم السياسي والحزبي الماروني

الياس بجاني/رابط مقالتي المنشورة في جريدة السياسة

الياس بجاني/حزب الله يريد اسقاط الدولة وافلاسها وافقار اللبنانيين

الياس بجاني/جريمة جديدة تستهدف الأقباط في مصر

الياس بجاني/تذكار الموتى والشهداء

الياس بجاني/حزب الله يستهدف اندافعة الرئيس عون من خلال أرنب سنة 08 آذار

 

عناوين الأخبار اللبنانية

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم 11 تشرريين الثاني 2018

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الثلاثاء في 6 تشرين الثاني 2018

المقاومة_اللبنانية/اسألوا الزنازين عن صراخ اسرانا

الصحافي والكاتب انطوني العبد جعجع

ريفي: لبنان في سجن إيراني

إيضاحاً للمتحمسين مع أو ضد واشنطن ... أو مع أو ضد طهران/خليل حلو

39 مشروعا واقتراح قانون على جدول أعمال الجلسة التشريعية يومي 12 و13 الحالي

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

الحريري خارج لبنان لهذا السبب

بين سطور دعوة بري الى التشريع: وزّروا "سنّة 8 آذار" او لا حكومة!

الحريري فهم الرسالة ويجوجل خياراته لمنع "التطبيع" مع الشغور التنفيذي

اعتصام في ثانوية الأباء الأنطونيين في بعبدا

الرهبانية الانطونية: لم نقدم على بيع او تأجير او إقفال اي مدرسة

اعتصام في المية ومية..والسبب؟!

ريتا شقير تتوارى عن الأنظار وقرار لدائرة التنفيذ الأربعاء

تصريف الأعمال والتوافق العام على التهرب من المسؤولية/علي الأمين/جنوبية

فرنجية وجعجع: مصالحة بنكهة رئاسية/ راما جراح/جنوبية

علوش: كل "الثلث" بيد الحريري وقد يكون حزب الله يؤخر التشكيل بانتظار نتائج العقوبات

الاحدب للمشنوق: أنت تدعي بأنك ضمير السنة وتقدم نفسك كرئيس بديل للحكومة

اعتصام للمطالبة بإخراج جمال سليمان من المية ومية

«سوء تعبير» يدفع وزير السياحة اللبناني للاعتذار إلى المصريين

مصرف لبنان يؤكد تنامي خطر الدين وسط الفراغ الحكومي

لبنان يتوقع بدء التنقيب عن الغاز نهاية 2019

الحريري ليس معتكفاً... وبري يدعو لجلسة برلمانية الأسبوع المقبل

البطريرك الراعي: عون لن يقبل بتعثر تشكيل الحكومة

لبنان يتخطى أزمة انقطاع الكهرباء

التحضيرات اكتملت لمصالحة جعجع ـ فرنجية وطي مآسي العقود الأربعة/رئيس «المردة» أطلع أهالي ضحايا «مجزرة إهدن» على ظروف التقارب مع «القوات»

البطاقة الصحية» إلى البرلمان اللبناني بعد إقرارها في «لجنة المال»

الحريري باقٍ في باريس حتى هذا الموعد... والتأليف سيطول

الكرة الآن في ملعب عون... إلى أين تتّجه البلاد؟/عامر مشموشي/اللواء

لا تواصل بين عون و"حزب الله"... وتحذيرات من التحريض/عمر البردان /اللواء

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

«سويفت» تعلّق التعاملات مع مصارف إيرانية

اختبار» لقدرة الأوروبيين على مقاومة تدابير ترمب/دول الاتحاد تتهرب من استضافة {صندوق العمليات الخاصة} خوفاً من إغضاب واشنطن

بين الخضوع والالتفاف... إجراءات إيرانية للتعامل مع الإجراءات الأميركية

روحاني يحذر من الحرب الاقتصادية ويتعهد الالتفاف عليها/القضاء يتوعد {المفسدين الاقتصاديين}... وطهران تشكو واشنطن في الأمم المتحدة

موسكو تضع «آليات» لمواجهة عقوبات واشنطن على طهران

مناورات صاروخية برعاية «الحرس الثوري» وهجوم إلكتروني إسرائيلي صباح العقوبات

رسائل دمشق إلى نيويورك تضع 4 شروط لتشكيل اللجنة الدستورية/رفضت «وصاية» دي ميستورا وتمسكت بدور «الضامنين» الثلاثة... و «الشرق الأوسط» تنشر نصها

مذكرات توقيف فرنسية بحق 3 مسؤولين أمنيين كبار

إدانة أميركية لإرسال تبرعات إلى «داعش»كانت رئيسة «اتحاد الطلاب المسلمين»

القاهرة تريد تثبيت التهدئة وتتطلع إلى دفع مباحثات المصالحة/وفدها طمأن «حماس» بشأن تحويل الأموال لغزة وامتناع السلطة عن إجراءات جديدة

 

المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

لماذا أسقط حزب الله "حكومة العهد"؟/محمد قواص/ميدل إست أونلاين

الحريري يستنجد بماكرون خوفاً من «الآتي الأعـظم»/طوني عيسى/جريدة الجمهورية

رفض شمالي لمحاصرة الحريري/مرلين وهبة/جريدة الجمهورية

كادت الأمم المتحدة أن «تغادر» دمشق مع دوميستورا/جورج شاهين/جريدة الجمهورية

معبر نصيب بالنسبة الى اللبنانيين كأنّه لم يفتح/رنى سعرتي/جريدة الجمهورية

العقوبات الاميركية على إيران ماذا عن "معاقبة اللبناني" داخليًا/الهام فريحة/الأنوار

"تشريع الضرورة" يتقدم في غياب "حكومة الضرورة"/الهام فريحة/الأنوار

“حزب الله” والأجندة الإيرانية: لا حكومة/طوني أبي نجم

الحريري لعون: توزير أحد الستة إنتحارٌ لي/نقولا ناصيف/الأخبار

خطورة إيران على مستقبل سوريا/فايز سارة/الشرق الأوسط

ترمب ـ إيران والحصار/نديم قطيش/الشرق الأوسط

الزعيم وإعلامه/حسين عبد الحسين/الحرة

خاشقجي والمواقف الثلاثة/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

السعودية المستهدفة: بروباغندا غير مسبوقة/يوسف الديني/الشرق الأوسط

مقاتل بلا قلب/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

معركة العباءة في العراق/خالد القشطيني/الشرق الأوسط

جمال أبناء جمال/تركي الدخيل/الشرق الأوسط

هل تترك ميركل فراغاً في الاتحاد الأوروبي/مينا العريبي/الشرق الأوسط

رصد الرياح الدبلوماسية من الخليج إلى المتوسط/بات الصراع راهناً هو الصراع على إسرائيل أي على استمالتها/سام منسى/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

كبير مستشاري الدفاع لشؤون الشرق الأوسط في لبنان: استمرار الدعم والصداقة مع الجيش اللبناني

عون عرض مع زواره تطورات التشكيل وشؤونا تربوية ودبلوماسية فرعون: نثق برئيسي الجمهورية والمكلف عودة: ليمثل الأرثوذكس أفضل تمثيل

بري استقبل السفير الفرنسي مع وفد من الليسيه والمجلس الاقتصادي والاجتماعي

قبلان في بكركي للبحث في عقد قمة روحية محورها الاعلام: حملنا رسالة الى حزب الله لان يساعدوا في نزع العقبات امام تشكيل الحكومة

كتلة المستقبل أعلنت مشاركتها في جلسة تشريع الضرورة: موقف رئيس الجمهورية من تشكيل الحكومة يدل على حس رفيع بالمسؤولية الوطنية

كنعان بعد اجتماع التكتل: دعونا منذ البداية إلى الاستناد لنتائج الانتخابات النيابية ووضع معيار واحد وتشكيل الحكومة والبطاقة الصحية انجاز وطني

التيار المستقل: لأخذ قرار العقوبات الاميركي الجديد تجاه ايران بجدية

كيدانيان زار سفير مصر معتذرا واكد حرصه على العلاقات الثنائية

اللقاء التشاوري لملتقى الأديان وشبكة الامان: لمؤسسات أهلية تنهض بالوطن من ركام النزاعات الطائفية

 

"أقسى لحظه ..

جبران خليّل جبران: أقسى لحظه ..عنندما لا تجد من تُخبره أنك لست بخير

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية

إن الإِيْمَانُ الحق إِنْ لَمْ يَقْتَرِنْ بالأَعْمَال، فهوَ مَيْتٌ في ذَاتِهِ

رسالة القدّيس يعقوب02/من01حتى13/"يا إِخْوَتِي: لا يَكُنْ في إِيْمَانِكُم بِرَبِّنَا يَسُوعَ المَسِيح، رَبِّ المَجْد، مُحابَاةٌ لِلوُجُوه. فَإِنْ دَخَلَ مَجْمَعَكُم رَجُلٌ في إِصْبَعِهِ خَاتَمٌ مِنْ ذَهَب، وعَلَيهِ ثِيَابٌ فَاخِرَة، ثُمَّ دَخَلَ فَقِيرٌ علَيهِ ثِيابٌ رَثَّة، فَٱلْتَفَتُّم إِلى لابِسِ الثِّيَابِ الفَاخِرَةِ وقُلْتُم لَهُ: «إِجْلِس أَنْتَ هُنَا في صَدْرِ المَكَان»، وقُلْتُم لِلفَقِير:» قِفْ أَنْتَ هُنَاك»، أَو: «إِجْلِسْ عِندَ مَوطِئِ قَدَمَيَّ»، أَفَلا تَكُونُونَ قَد مَيَّزْتُم في أَنْفُسِكُم، وصِرْتُم قُضَاةً ذَوِي أَفْكارٍ شِرِّيرَة؟ إِسْمَعُوا، يا إِخْوتِي الأَحِبَّاء: أَمَا ٱخْتَارَ اللهُ الفُقَراءَ في نَظَرِ العَالَم لِيَجْعَلَهُم أَغْنِياءَ بالإِيْمَان، ووَارِثِينَ لِلمَلَكُوتِ الَّذي وَعَدَ بِهِ الَّذِينَ يُحِبُّونَهُ؟ وأَنتُمُ ٱحْتَقَرْتُمُ الفَقِير! أَلَيْسَ الأَغْنِيَاءُ هُمُ الَّذِينَ يَقْهَرُونَكُم، وهُمُ الَّذِينَ يَجُرُّونَكُم إِلى المَحَاكِم؟ أَلَيْسُوا هُمُ الَّذِينَ يُجَدِّفُونَ على الٱسْمِ الحَسَنِ الَّذي دُعِيَ عَلَيْكُم؟ فَإِنْ كُنْتُم تُتِمُّونَ الشَّرِيعَةَ المُلُوكِيَّةَ الَّتي نَصَّ عَلَيْهَا الكِتاب، وهِيَ: «أَحْبِبْ قَرِيبَكَ حُبَّكَ لِنَفْسِكَ»، فَحَسَنًا تَفْعَلُون. ولكِنْ إنْ كُنْتُم تُحابُونَ الوُجُوه، فإِنَّكُم تَرْتَكِبُونَ خَطِيئَة، والشَّرِيعَةُ تُوَبِّخُكُم بِٱعْتِبَارِكُم مُخَالِفِين. فَمَن حَفِظَ الشَّرِيعَةَ كُلَّهَا، وزَلَّ بِوَصِيَّةٍ وَاحِدَةٍ مِنْها، صارَ مُذنِبًا في الوَصَايَا كُلِّهَا. فالَّذي قَال: «لا تَزْنِ»، قالَ أَيْضًا: «لا تَقْتُلْ». فَإِنْ كُنْتَ لا تَزْنِي، ولكِنَّكَ تَقْتُل، فَقَد صِرْتَ مُخَالِفًا لِلشَّرِيعَة. هكَذا تَكَلَّمُوا، وهكَذَا ٱعْمَلُوا، كأُنَاسٍ سَيُدَانُونَ بِشَرِيعةِ الحُرِّيَّة؛ لأَنَّ الدَّينُونَةَ لا تَرْحَمُ مَنْ لا يَرْحَم. والرَّحْمَةُ تَغْلِبُ الدَّينُونَة".

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

الطاقم السياسي والحزبي الماروني

الياس بجاني/06 تشرين الثاني/18

الطاقم السياسي والحزبي الماروني في لبنان فيما عدى قلة صغيرة لا تتعدى عدد أصابع اليد لم تعد مارونية في مفاهيمها الوطنية والتريخية، ولا في صلابة تعلقها بقدسية الهوية وفي الثقافة المارونية المجردة من المصالح الخاصة، والأخطر غربت هؤلاء القادة من ألف باء ثوابت السيادة والإستقلال والكرامة وعدم الإعتماد على الغير للدفاع عن الوجود والوطن. باختصار فإن قيادتنا المارونية الروحية والزمنية هم المسؤولون عن كل الكوارث التي حلت بالموارنة وبلبنان الوطن والنظام والدستور.. بإختصار هؤلاء تجار هيكل واسخريوتيون لا أكثر ولا أقل وبالتالي استمرارهم في سدة ومواقع المسؤولية هو استمرار غرق لبنان في مخطط الأخطبوط الفارسي وفي وتهجير الموارنة وغيرهم من المسيحيين وضرب الهوية واقتلاع الوجود. في الخلاصة فاقد الشيء لا يعطيه وهؤلاء من المفلسين الذين يعانون من حالة عقم مارونية ووطنية وإيمانية بالكامل.

 

الياس بجاني/في اسفل رابط مقالتي المنشورة في جريدة السياسة

حزب الله “يستهدف اندفاعة الرئيس عون/الياس بجاني/05 تشرين الثاني/18/اضغط هنا أو على الرابط في أسفل لقرارة المقالة

http://al-seyassah.com/%D8%AD%D8%B2%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D9%8A%D8%B3%D8%AA%D9%87%D8%AF%D9%81-%D8%A7%D9%86%D8%AF%D9%81%D8%A7%D8%B9%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A6%D9%8A%D8%B3-%D8%B9%D9%88%D9%86/

 

حزب الله يريد اسقاط الدولة وافلاسها وافقار اللبنانيين

الياس بجاني/03 تشرين الثاني/18

مخطط حزب الله الموثق يهدف إلى افقار اللبنانيين وضرب الأقتصادر وتفكيك المؤسسات ووضع المذاهب في مواجهة بعضها البعض وذلك ليأت في النهاية ويستلم الحكم بعد ان يكون الجميع في حالة ضياع وضعف ولا مقاومة ولا معارضة.. وهو يسير في تنفيذ مخططه لأسقاط الدولة بكل مؤسساتها.. اما عن رؤيوية طاقمنا السياسي والحزبي التجاري فحدث ولا حرج..

 

جريمة جديدة تستهدف الأقباط في مصر

الياس بجاني/02 تشرين الثاني/18

إن استهداف حافلة في مصر اليوم تقل مواطنين أقباط عزل وهم في طريقم إلى دير للصلاة هو عمل ارهابي همجي وهو يأتي من ضمن مخطط اصولي ممنهج يستهدف الأقباط في مصر. هنا الحكومة مقصرة في تأمين الحماية مما يطرح الشكوك والأسئلة. نصلي من أجل راحة انفس الشهداء الذين قدموا اليوم حياتهم فداءً لإيمانهم وتعلقهم بكنيستهم ووجودهم.

 

تذكار الموتى والشهداء

الياس بجاني/02 تشرين الثاني/18

نذكر قول للغبطة البطريرك صفير خلاصته إن أي بلد لا يكون شبابه على استعداد دائم لتقديم انفسهم قرابين على مذبحه فداء له ولحريته واستقلاله وهويته فهو بلد إلى زوال..ولبنان القداسة بقي واستمر وسوف يبقى ويستمر بفضل شبابه المؤمن والمعطاء المستعد دائماً وأبداً للذود عنه وللشهادة من أجله.تحية إكبار لكل شهداء وطن الأرز

 

حزب الله يستهدف اندافعة الرئيس عون من خلال أرنب سنة 08 آذار

الياس بجاني/01 تشرين الثاني/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/68551/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%AD%D8%B2%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D9%8A%D8%B3%D8%AA%D9%87%D8%AF%D9%81-%D8%A7%D9%86%D8%AF%D8%A7%D9%81%D8%B9%D8%A9-%D8%A7%D9%84/

مهما تساهل وتنازل وساوم ورقع وقدم الرئيس عون لن يتركه حزب الله يحكم دستورياً ولبنانياً كون مشروع الحزب إيراني وليس لبناني وهو لا يريد لا دولة ولا مؤسسات ولا قانون ولا حتى أمن لا يكون بأمرته وبتصرفه.

بالتحليل واعتماداً على الواقع المعاش على الأرض، نحن نرى أن المواجهة الفعلية والعملية بين الرئيس عون وحزب الله قد بدأت..

بداية المواجهة جاءت من خلال أرنب تمثيل سنة 08 آذار الذي يستهدف 100% عهد واندفاعة وهالة الرئيس عون وتمدد وحجم ودور حزبه.

ومهما حاول الرئيس عون التهرب من المواجهة من خلال مواقف تساند سلاح الحزب وتبرر وجوده وتتستر على تورطاته الإرهابية الإقليمية والدولية والمحلية فإن الحزب سيسعى بفجاجة وبأطر ممنهجة وتصعيدية لتحجيم اندافعة عون وعهده حتى لو رفض عون المواجهة…

وعون عملياً يرفض حتى الآن هذه المواجهة ويحاول استيعابها لكنه بالتأكيد لن ينجح.

في الخلاصة فإن حزب الله هو تنظيم مذهبي وإرهابي وملالوي مليون بالمائة وليس فيه أي شيء لبنان لا من قريب ولا من بعيد..

هذا الواقع اللاهي الإحتلالي مفروض بالقوة على بيئة حزب الله بشكل شبه كامل منذ العام 1982 وقد ترسخ أكثر وأكثر وتمدد بعد العام 2005 عقب إجبار جيش الاحتلال السوري على الانسحاب من لبنان. عملياً وواقعاً معاشاً على الأرض فإن حزب الله يحتل لبنان ويأخذ بيته رهينة بالقوة.

حزب الله لا يريد قيام الدولة اللبنانية ولا حل أي مشكل من مشاكل الناس الحياتية والمعيشية من مثل مشاكل الطبابة والإسكان والكهرباء والماء والقمامة والعدل والفوضى والسمسرات والفساد وكل ما هو من ممارسات فوضوية ومافياوية وتسلبطية لأنه يرد إسقاط هذه الدولة وإفقار اللبنانيين وجر البلد إلى حالة الانهيار الكامل حيث ساعتها يصبح باستطاعته استلام الحكم وإقامة جمهورية ملالوية تابعة لنظام الملالوي الفارسي… وهذا المشروع التدميري هو موثق في كلام مدون بالصوت والنص والصورة للعديد من رموز وقادة الحزب.

يبقى إن المواجهة بين الرئيس عون وحزب الله حتمية مهما تأخر ومهما جهد الرئيس عون بتجنبها.

للتذكير وحك ذاكرة البعض بالعودة إلى أرشيف مواقفهم ما قبل عام 2006…!!

فالإدعاء بأن مزارع شبعا محتلة هو كذبة كبيرة كان الاحتلال السوري اخترعها وسوّق لها وفرضها على الحكم اللبناني الرسمي عقب الإنحساب الإسرائيلي من الجنوب وذلك لتبرير استمرار احتلاله وللإبقاء على سلاح حزب الله وعدم تنفيذ القرار الدولي 1559.

وأيضاً للتذكير وحك ذاكرة البعض والعودة إلى ارشيفهم…

فإن حزب الله استعمل سلاحه في الداخل اللبناني وقام بغزوات واحتلال مناطق، كما أنه اغتال وخطف ونكل وأهان وأرهب واخفي مئات من اللبنانيين من بينهم كوكبة من السياسيين والإعلاميين والمفكرين ال 14 آذاريين.

وأيضاً الحزب قام بعشرات العمليات الإرهابية في العديد من الدول العربية والأميركية والأوروبية.

أما القول بأن الحزب قد وُجِّد بنتيجة الاحتلال الإسرائيلي فهو قول تملقي ومصلحي وترقيعي وذموي ليس فيه أي صدق أو مصداقية ويتناقض مع مواقف من يقوله الآن وكان قال عكسه 100% قبل العام 2006.

يبقى أن نهاية كل الإحتلالات للبنان، (الذي هو أرض وقف وملك لله) كانت الهزيمة والانكسار وانتصار لبنان وشعبه وقداسته..

وبالتأكيد وبإذن الله فإن الحال مع المحتل الحالي الإيراني المتمثل بحزب الله لن يكون مختلفاً طال الزمن أو قصر.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم 11 تشرريين الثاني 2018

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

قبل مقدمة النشرة نشير الى أن أصحاب المولدات الكهربائية في بعض المناطق اللبنانية نفذوا في عدد من المناطق تهويلاتهم وأوقفوا الموتورات لساعتين بين الخامسة والسابعة مساء احتجاجا على قرارات وزير الإقتصاد ذات الصلة..

إتسع التباين الاوروبي - الاميركي مع دخول العقوبات على إيران حيز التنفيذ وبلغ الأمر حد قول الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون: إن دول الاتحاد الاوروبي قد تنسحب من الناتو وتتحالف ربما مع روسيا والصين في مواجهة الولايات المتحدة الاميركية.

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من جهته أعلن أن بلاده لن تتعامل مع العقوبات الاميركية على إيران.

هذه التطورات تتوالى في موازاة الانتخابات النصفية الاميركية الحاصلة والتي تحدد مستقبل الكونغرس بين الجمهوريين والديمقراطيين وحجم نفوذ ترامب الذي يمكن ان يتخذ قرارات تنشر الريبة ومنها الإنسحاب من الناتو ومنها ما يتعلق بمنطقتنا...

وإذا كان ثمة من يربط بين الانتخابات الأميركية والسياسة الترامبية وبين تأخر تأليف الحكومة اللبنانية فإن في المقابل ثمة من لا يرى ارتباطا بين المسألتين إنما يضع تأخر التأليف الحكومي في خانة الحؤول دون حصول فريق بعينه على الثلث المعطل.

الا أن وجهة النظر هذه المحصورة الى حد ما محليا لا تذهب الى حد التشاؤم لا بل ترى إيجابيات في استمرار التشاور والاتصالات ذات الصلة على مستويات عليا وأخرى وسطية-وساطية..

وفيما كانت أوساط سياسية تتوقع عودة الرئيس المكلف سعد الحريري من فرنسا الى لبنان في الساعات المقبلة فإن أوساطا سياسية أخرى رجحت أن يعود نهاية الأسبوع وربما الأحد علما أنه سيشارك في فرنسا في احتفالية توقيع اتفاق السلام الذي أنهى الحرب العالمية الأولى وهو أيضا لم ينقطع في خلال زيارته فرنسا عن اتصالاته الدولية واللبنانية..

في الغضون وعلى رغم أن أوساط القصر الجمهوري أحجمت لليوم الثاني على التوالي عن إعطاء معلومات عن مسار تأليف الحكومة فقد تحدثت أوساط أخرى مواكبة عن أن موقف الرئيس الحريري لا يزال هو هو ولا يناور فيه في ما سمي العقدة الأخيرة كما أن ما يحكى عن خلاف بين رئيس الجمهورية العماد عون وحزب الله غير صحيح بل هو فقط تباين في الموقف وأن الرئيس عون حريص على التسهيل في مسار التأليف الحكومي، كما أشارت الى تمسك حزب الله بالرئيس الحريري على رغم أن المسألة تكمن بين مواقف الحريري ومواقف حزب الله بحسب الأوساط..

إشارة الى أن السيد نصرالله سيطل السبت المقبل وستكون له مواقف محلية وإقليمية ودولية ويتحدث عن التحديات الحياتية والتحولات المحيطة بلبنان.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ام تي في"

عملية تأليف الحكومة لا تزال عالقة عند عقدة حزب الله ولا شيء يشير الى تبدل في هذا الواقع ما لم يغير الحزب موقفه المتمسك بتوزير سني يدين له بالولاء، فالرئيس المكلف قال كلمته في هذه القضية ومشى، والرئيس عون ليس في وارد تخليه عن دعم الرئيس المكلف رغم تنسيمات اعلامية ضخت في التداول عن ان رئيس الجمهورية يمكن ان يتراجع عن موقفه تحت ضغوط يتعرض لها من حزب الله.

والأدل على انسداد السبل في بعبدا والضاحية دخول البطريرك الراعي على الخط مراسلا الوجدان الوطني لحزب الله.

داخليا ايضا، طير الرئيس نبيه بري جملة رسائل رفض فيها الحاق البرلمان بركب المؤسسات المعطلة.

اما دوليا واقليميا فسجل تحركان مصري وفرنسي على خط الاشتباك اللبناني، الغاية منهما الحض على الاسراع في تشكيل الحكومة تلافيا للمحظور.

والمحظور ربطا يتمثل في الطبعة الجديدة من العقوبات الاميركية على ايران وحزب الله وهيجان اسرائيل وتحريضها على لبنان، ويتوقع المراقبون تصعيدا على هذه الجبهة اذا فاز ترامب في النصفية اذ يمنحه النصف تفويضا مطلقا للاستمرار في استراتجية الخنق والحصار التي يعتمدها لاخضاع خصومه في المنطقة والعالم.

حصار من نوع آخر خبره اللبنانيون بعدما وضعهم اصحاب المولدات في عتمة تحد تجريبية بين الخامسة والسابعة مساء.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ان بي ان"

مئة وعشرون دقيقة من العتمة سجلها عداد المواطن اللبناني اليوم بفعل قرار تجمع مالكي المولدات الخاصة بإطفاء اشتراك الكهرباء من الخامسة عصرا وحتى السابعة مساء استنكارا لسوق أصحاب المولدات كالمجرمين إلى المراكز الأمنية وغرف التحقيق بطريقة تمس كرامتهم.

في المقابل نصح وزير الاقتصاد في حكومة تصريف الأعمال رائد خوري أصحاب المولدات بعدم الدخول في تصعيد لأنه سيؤدي إلى إشكال كبير، داعيا القضاء لإتخاذ الإجراءات اللازمة.

وفي المحصلة أضاء اللبنانيون الشموع على نية حل مستدام ولكنهم لم يتوقفوا عن لعن الظلام الذي لا تقوى على إحصائه كل عدادات الأرض.

الجمود الحكومي ضارب أطنابه وقنوات التواصل والتشاور بين المعنيين بالتشكيل موصدة بانتظار شيء ما في وقت ما.

وبينما لا ترصد إشارات حل لمسألة تمثيل اللقاء التشاوري للنواب السنة المستقلين كانت دعوة رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى جلسة تشريعية مطلع الأسبوع المقبل علما بأنه كان قد تريث في توجيه الدعوة إليها على أمل تبلور مصير ملف تأليف الحكومة.

في هذا الشأن كشف الرئيس بري أنه تلقى أمس إتصالا من الرئيس المكلف سعد الحريري الذي تساءل: (مش بكير شوي) فرد بالقول: (لا مش بكير) وقد حددت موعد الجلسة مشيرا إلى أن هناك الكثير من القوانين المهمة كما أن تأمين إعتمادات مالية من أجل شراء مزيد من الفيول يحتاج إلى إقرار من المجلس. وأضاف رئيس المجلس النيابي ألا عائق أمام التشريع.... في الماضي كنا نقول بتشريع الضرورة أما اليوم فنقول بضرورة التشريع.

إقليميا امتصت إيران صدمة بداية فرض العقوبات الأميركية عليها متعهدة بالعمل على تحويل التحدي إلى فرصة. ولعل من أظرف ما صدر عن محمد جواد ظريف اليوم قوله إن إدراج واشنطن مصرفا إيرانيا مقفلا منذ ست سنوات وسفينة غارقة منذ اشهر على لائحة العقوبات يعكس مدى إحباطها.

على أن الإنتخابات النصفية الأميركية ستشكل نتائجها عنصرا مؤثرا ليس في سياسة دونالد ترامب الداخلية فقط بل الخارجية ايضا لا سيما تجاه ايران وهو استخدم - دون شك سلاح العقوبات لاستمالة الناخبين الأميركيين فإذا فاز الجمهوريون سينتهج ترامب سياسة ربما تكون أكثر عدائية تجاه الجمهورية الاسلامية وإذا هزموا تكون طهران قد كسبت المعركة بوجهه بشكل من الأشكال.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ال بي سي"

على سبيل إنعاش الذاكرة، وليس على سبيل المقارنة: إسرائيل هددت اللبنانيين بإغراقهم بالعتمة... وأصحاب المولدات هددوا اللبنانيين بإغراقهم بالعتمة... في وقت من الأوقات نفذت إسرائيل تهديداتها، فقصفت محطة الجمهور ومحطة بصاليم وغيرهما فعتمت بيوت اللبنانيين وقلوبهم... أصحاب المولدات نفذوا تهديداتهم فأغرقوا المناطق التي تتغذى بالمولدات، بالعتمة، لساعتين هذا المساء...

قبل ذلك، قالوها بالفم الملآن: "العداد مرتبط بالتسعيرة، والتسعيرة مجحفة... ما في تسعيرة مناسبة... ما فينا نمشي بالعدادات... "وزير الإقتصاد عاجل بالرد فقال: "لا تراجع عن قرار تركيب عدادات للمولدات على الاراضي اللبنانية، والحل الوحيد المطروح حاليا في هذه القضية هو تطبيق القوانين، ولن ندعهم يأكلون أرزاق الناس... "وزير الإقتصاد الذي كان يتحدث للـLBCI، كشف عن المعاناة التي يعانيها المواطنون من أصحاب المولدات، والتي ترد إلى وزارة الإقتصاد عبر شكاوى بالمئات، وخاطب أصحاب المولدات: لا نسعى الى جعلكم تخسرون، الا أنه عليكم أن تنسوا الارباح الطائلة التي كنتم تجنونها سابقا...

إذا، إنها مسألة جشع كبير وأرباح فاحشة، ولسان حال المواطن: "إنهم لا يشبعون"... لكن هذا الجشع لا يعفي الحكومة من مسؤولياتها، فالسلطة التنفيذية استمرارية، وفضيحة الكهرباء متمادية، وإلا كيف يمكن تفسير أن قطاع الكهرباء صار مكلفا ما يقارب الأربعين مليار دولار منذ ربع قرن إلى اليوم لنصل إلى نتيجة نعيش فيها تحت رحمة صاحب مولد يستغل عجز الدولة وحاجة المواطن، فيمد يدا على منشآت الدولة ويدا أخرى على جيب المواطن...

أكثر من ذلك فإن أصحاب المولدات في جزء كبير منهم يتشاركون مع الزعامات السياسية التي تقاسمهم المردود، لذا فهم يعرقلون خطط الكهرباء، كما أنهم يوفرون الكهرباء بكلفة أغلى بضعفي السعر الحقيقي، كما أنهم يستخدمون المازوت وهو أسوأ ملوث على الإطلاق، فإلى متى تماديهم؟

في المقابل، المنطق يقول: على المواطن أن يسائل الدولة والحكومات المتعاقبة منذ ربع قرن، وما لم تحصل هذه المساءلة سيبقى تحت رحمة الذين رفعوا صوتهم اليوم في وجه الدولة، مهددين بالويل والثبور وعظائم الأمور على قاعدة: "يا عنتر مين عنترك؟ عنترت وما حدا ردني..." فهل من أحد في هذه الدولة يرد عن المواطن من يتعنتر عليه، وهم أصحاب المولدات؟

* مقدمة نشرة أخبار "المنار"

بين نيابة عامة دعاها وزير الاقتصاد للتحرك ضد اصحاب المولدات، ونوائب شتى باتت تعم البلاد، وقع المواطن الليلة تحت عتمة معيبة أكدت اننا نعيش في دولة مستقيلة، وتتحكم بنا المافيات..

عتمة ظن اصحاب المولدات انها تحذيرية لساعات، فيما هي امر معتاد عند الكثير من اللبنانيين المحرومين نعمة كهرباء الدولة، والعاجزين عن الوصول الى دفع فواتير المولدات، أما اصحاب الشأن فقاصرون بل مقصرون في القرن الواحد والعشرين عن تأمين الكهرباء لشعب عاد طلابه بالامس بجائزة عالمية للاختراع من ألمانيا، بلد شركة سيمنز واخواتها..

انها الدولة التي اوصلت شعبها لكي يكون تحت رحمة مافيا الموتورات، فيما مافيات السياسات المتعاقبة تعاقب المواطن بابسط حقوقه – الكهرباء – .

هي الحقيقة المكهربة التي لن تعجب كثيرين، لكنها حقيقة لمشكلة لا يمكن علاجها الا بالاعتراف بها. فأي دولة تقبل ان تعم العتمة تارة بمزايدات سياسية، واخرى بقرارات من امسكوهم رقاب الناس؟

ففي زماننا لا عتمة سوى في لبناننا، وفي اليمن الواقع تحت عدوان سعودي اميركي وغزة الواقعة تحت حصار صهيوني وغير صهيوني ..

اما الدولة التي يعلن دونالد ترامب حصارها فهي حاضرة لاضاءة لبنان وغزة واليمن بلا منة ، بل بعنوان الواجب الانساني والاخوي .

انها الجمهورية الاسلامية الايرانية التي تتحدى اليوم السياسات الظلامية بنور الثورة المتجددة، التي قلصت عقوبات ترامب فباتت “ضد سفينة غارقة وبنك مفلس” كما قال وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف.

قول يشاطره اياه جل العالم من روسيا الى الصين ومن تركيا الى كل اوروبا التي اعلنت رفضها لعقوبات الرئيس الاميركي وخياراته الاحادية..

خيارات ظن ترامب انها ستكون سفينة نجاته من صناديق الاقتراع في الانتخابات النصفية الاخطر منذ مئة وخمسين عاما كما وصفها كبار المراقبين الاميركيين، لكن يبدو انها ستكون انعكاسا لافلاس استراتيجي، في دولة طالما تسببت بازمات العالم لتتحكم به، وباتت محكومة من رئيس مأزوم بسياساته وخياراته..

* مقدمة نشرة أخبار "المستقبل"

حزب الله يعاقب اللبنانيين بالعقدة التي إخترعها بحجة تمثيل ما يسمى سنة الثامن من آذار، ويؤخر تشكيل الحكومة التي باتت ولادتها ضرورية أكثر من أي وقت مضى، لمواجهة التحديات الاقتصادية والمالية والمعيشية الضاغطة وليس آخرها الكهرباء التي إستدعت إتصالات مكثفة من قبل الرئيس المكلف سعد الحريري مع الجانب الجزائري لإفراغ الفيول في معامل الكهرباء، حتى لا يغرق لبنان بالعتمة.

مصادر مواكبة لعملية التأليف قالت لتلفزيون المستقبل أن لا جديد في قضية العقدة المستجدة غير ما يتم من تحركات موازية، وأن الامور ما زالت على حالها، وأوضحت أن كل ما ينشر عن صيغ وإقتراحات تتعلق بالنواب السنة في الثامن من آذار، لا تمت إلى الواقع بصلة وهي مجرد مادة للاستهلاك السياسي والاعلامي.

وفيما رحبت كتلة المستقبل بموقف رئيس الجمهورية الرافض للمطلب التعجيزي، إعتبرت أن المنطق الذي يواجه به كل من الرئيس عون والرئيس الحريري هذه العرقلة للعهد وللحكومة ولمصالح اللبنانيين، هو المنطق سليم.

وفي هذا السياق، برزت الرسالة التي حملها المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، من البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، لحزب الله، للمساعدة في حل هذه العقبات.

أما أصحاب المولدات، فهم أيضا يعاقبون اللبنانيين والدولة معا، وقد عمدوا إلى إطفاء مولداتهم من الخامسة الى السابعة مساء، ليعيش قسم من اللبنانيين تلك الساعتين على ضوء الشموع، الأمر الذي حمل وزير الاقتصاد على التلويح بإحالة المخالفين الى القضاء، داعيا في حديث لتلفزيون المستقبل أصحاب المولدات إلى أن ينسوا الأرباح الضخمة التي كانوا يحققونها في السابق.

أما معاقبة أميركا لإيران، فقد دخلت يومها الثاني، وسط دعوة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي طهران للالتزام بعدم التدخل في شؤون الغير.

تزامنا، يواصل الناخبون الأميركيون الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات النصفية، والتي تأتي بعد سنتين بالضبط من إنتخاب دونالد ترمب رئيسا للولايات المتحدة.

* مقدمة نشرة أخبار ال "او تي في"

دولة ام دويلة؟ ثلاثون عاما واللبنانيون مطالبون بالاجابة على هذا السؤال البسيط، في اواخر الثمانينات كان الخيار بين دولة الشرعية والجيش ودويلة الاحتلال والميليشيات، في التسعينات بات المطروح اما دولة الحرية والسيادة والاستقلال او دويلة الوصاية، بعد عام 2005 صارت الاحتمالات دولة ميثاق وشراكة وتوازن او دويلة احادية وهيمنة وتوزازن مختل، اما بعد عام 2016 ايها اللبنانيون فالخيار لكم من جديد وانتم اليوم ايضا اصحاب القرار فماذا تريدون؟

دولة تحرير جرود او دويلة جرود محتلة؟ دولة انتظام مالي او دويلة موازنات غائبة وحسابات سائبة؟ دولة تمثيل صحيح وانتخابات في لبنان والانتشار او دويلة تمثيل سليب وتمديد؟ دولة بطاقة صحية او دويلة ابتزاز المواطنين بصحتهم على ابواب المستشفيات؟ دولة كهرباء عائدة وعدادات موقتة على المولدات او دويلة اصحاب مولدات يتحدون الدولة ويبتزون الدولة؟ دولة وقائع وحقائق او دويلة شائعات واكاذيب؟ ومنها اخيرا ما يحاك وينسج حول علاقة رئيس الدولة والتيار الوطني الحر بمكونات اساسية ومنها حزب الله، وعلى هذا الموضوع بالتحديد علقت مصادر في حزب الله عبر الـ otv بتأكيد متانة التحالف ورسوخه وقوته بين رئيس الجمهورية والتيار والحزب فلن يكون بين الجانبين اي مجال او مساحة للنفاذ الى العلاقة والتشويش عليها، واضافت المصادر لا خلاف مع رئيس الجمهورية يستوجب اللقاء، فاللقاء ممكن في اي وقت في اطار التواصل المستمر.

اما موضوع توزير سنة 8 اذار فهو عند رئيس الحكومة وليس رئيس الجمهورية، والرئيس سعد الحريري عليه تحمل المسؤولية، وختمت مصادر حزب الله: ننتظر رئيس الحكومة ليقول الى اين وصلت مساعيه لحل العقدة الحكومية المتبقية فيبنى على الشيء مقتضاه.

* مقدمة نشرة أخبار "الجديد"

انقطعت حتى من الموتورات ودخلنا زمنا يتمرد فيه أصحاب المولدات على الناس فيفرضون عقوبات وتقنينا على الاشتراك مصحوبا ببيان شديد اللهجة يهدد الدولة لأنها سطرت محاضر ضبط بحق المخالفين واقتادت بعضا من أصحاب المولدات إلى التحقيق لمخالفتهم قرار وزارة الاقتصاد وإذا كان الوزير رائد خوري قد وضع هذه المجموعات الحرارية عند حدها معلنا أن لا تراجع ولا استسلام فإن أصحاب المولدات تجرأوا على دولة قالوا إنهم يعبئون فراغها وعجزها ووعودها بالكهرباء الفارغة من الفيول وذلك على قاعدة "لو كنتم لما كنا" والسلطة الغائبة كهربائيا فإنها معتكفة سياسيا وقد آثر رئيس حكومتها المكلف سعد الحريري أن يعود بالذكرى مئة عام الى الوراء مستحضرا الحلفاء وبدء الحرب العالمية الأولى أو الحرب العظمى التي انتهت في الحادي عشر من تشرين الثاني نوفمبر عام ثمانية عشر لقد اختار الحريري البقاء في فرنسا واستذكار أحداث قرن مضى لأنها بملايين ضحاياها ستبقى أهون عليه من ذكرى وقعت قبل عام فقط فاغتيال ولي عهد النمسا شرارة الحرب قبل مئة وأربع سنوات أخف وقعا من أولياء عهود ما زالوا على قيد السلطة والذكرى البعيدة لا تتسبب بآلام للمستقبل لكن رئيس الحكومة المكلف نفسه حضور احتفالات من التاريخ يكتب باعتكافه غير المعلن تاريخا مغلفا بالخطر وما نجا منه الحريري ولبنان قبل عام واحد فقط يطل اليوم على يد الحريري بالذات ففي تشرين الثاني من العام الماضي قضت خطة ثامر السبهان بضرب لبنان باستقالة من الخارج وتأليب في الداخل بزرع معلومات عن مشروع لاستهداف رئيس الحكومة عبر شبكة تجسس روجها جمال الجراح وكان اتهام حزب الله جاهزا وموضبا بهدف إيقاع الفتنة فما وجه المقارنة مع اليوم؟ يظهر سعد الحريري المتجمد في باريس على صورة من يحارب حزب الله وسعيه لتوزير سنة المعارضة وهو بذلك يحصل على جوائز رضى من الشرق والغرب لكونه احد أبطال هذه الحرب لاسيما أن اسم حزب الله وحده يكسبه تعاطفا أميركيا سعوديا ويحرك له الشارع المذهبي في الداخل حيث ترفع صوره كفاتح من هذا الزمان ألم تكن هذه خطة السبهان؟ الرجل المذكور لم يعد مذكورا في بلاده أو على ساحتنا لكن رغباته في خلق الشرخ والتوتير ما زالت كالشيطان بين التفاصيل ومن حيث يدري أو لا يدري فإن الرئيس سعد الحريري يقدم لوزير الدولة لشؤون لبنان خطته جاهزة من دون عناء التغريد والتوتير وبلا "سلفي" مصطنعة ويرسل الحريري إشارات من باريس تقول إنه مستمر في الابتعاد وإذا ما قطع اعتكافه وعاد إلى بيروت فذلك فقط للمشاركة في الجلسة التشريعية لمجلس النواب ومن ثم يستأنف الحرد السياسي من فرنسا مرتاحا إلى وضعه مزهوا بموقع بات يضع فيه حزب الله في الزاوية وفيما الحزب صامت في انتظار كلام أمينه العام يوم السبت المقبل فإن الحرب العالمية الثالثة التي يخوضها الحريري على سنة المعارضة فإنما تصيب عهد ميشال عون الذي كان يمني الناس والنفْس بالوعود والإصلاحات والصيانة السياسية والحكومية والقضائية مع بزوغ فجر حكومة ما بعد الانتخابات فمن المتضرر؟ ومن ينفذ مآرب الاخرين على أرضنا؟ وعود على بدء فإن دولة تتمرجل عليها مولدات كهربائية شعارها العتمةْ تتوسل الجزائر لاستدانة الفيول قد لا تقوم لها قائمة حكومية في المدى إذا كان منظورا.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الثلاثاء في 6 تشرين الثاني 2018

النهار

على رغم إقرار الموازنة يستمرّ صدور مراسيم نقل اعتماد من احتياطي الموازنة إلى الوزارات والمجالس ما يعني تجاوز الموازنات ‏المخصّصة لها وضرب الموازنة.

نال النائب فريد البستاني العلم والخبر لإطلاق جمعيّة تحمل إسمه ومؤسّسوها هم أبناؤه الثلاثة.

لوحظ أن رئيس حزب يميني بات على علاقة وثيقة بالقيادة الروسية وقد يكون الوحيد الذي وُجّهت إليه دعوة خاصة من الكرملين ‏للمشاركة في مناسبة وطنيّة.

اتّصل أحد مُعدّي البرامج بنائب سابق واعتذر منه لعدم استضافته بعدما أطلّ المذكور عبر برنامج محطّة مُنافسة.

الجمهورية

تسعى مراجع معنية إلى عدم تسريب معلومات عما آلت إليه الطعون النيابية في بعض الدوائر الإنتخابية الحساسة منعًا لأي فضائح ‏تؤدي إلى توتر محتمل.

قال مرجع مسؤول عن تأخير التأليف: يبدو أننا نحتاج للعودة إلى زمن السوريين حيث كانت تتألف الحكومات بـ أربعة أيام.

‎‎إستغرب دبلوماسي غربي "كيف ّأن المسؤولين اللبنانيين يتلهّون بتفاصيل ثانوية صغيرة فيما الخطر يحدق فعليًا بلبنان".

اللواء

كلفة استضافة لبنان للقمة الاقتصادية العربية في ك2 المقبل تتجاوز الـ 10 مليارات ليرة لبنانية؟!

طلب تيّار موالٍ من مناصريه الإبتعاد ما أمكن عن التدخل عبر وسائل التواصل، في ما خصَّ المشكلة مع حزب حليف...

يسجّل على سياسي مخضرم، عدم استقرارمواقفه، المتأرجحة وبين دعم غير مطلق لـ 8 آذار، وانحياز مؤقت لـ14 آذار؟

 

المقاومة_اللبنانية/اسألوا الزنازين عن صراخ اسرانا

الصحافي والكاتب انطوني العبد جعجع/نقلاً عن صفحة صعود أبوشبل

يقول البعض إن سوريا خرجت من لبنان وعفا الله عما مضى ، ويقول البعض الآخر أنه سامح ولم ينسَ ... وثمة من يرى اليوم في بشار الأسد حليفا وثمة من يرى فيه منقذا وثمة من يرى فيه حدا فاصلا بين السبي والسيف ...

سألت أما تنتظر ابنها المفقود في خيمة منصوبة في وسط بيروت فلم توافق، وسألت عائلة هجرت قريتها وتاهت خلف البحار فلم توافق ،وسألت جنديا لم يكن حارسا ورئيسا لم يكن سيدا ونائبا لم يكن حرا ووزيرا لم يكن مستقلا فلم يوافقوا هم أيضاً ... وسألت ثقوب الرصاص في أجسادنا وثقوب الشظايا في حجارتنا ،وتخمة الأموات في قبورنا ،وهدير القذائف فوق رؤوسنا ،وسألت العفن والجرذان السارحة بين أقدامنا في الملاجىء وخلف الأكياس والجدران السميكة ، وسألت الزنازين عن صراخ أسرانا ،وعن أشلاء قتلانا على ابواب الأفران والمدارس والمشافي والكنائس ،والجثث المحترقة في السيارات والمتفحمة في الشوارع فلم ار رأسا واحدة تومىء الى تحت ايجاباً...وسألت سألت كثيرا لا كي افتق جرحا بل كي أفتح ذاكرة ،ولا كي افتح قبرا بل كي لا أقتل من فيه مرتين ،ولا كي أثأر من قاتل بل كي لا يقتلني مرتين ،ولا كي أحكم ظالما بل كي لا يحكمني مرتين ...

سوريا انسحبت من لبنان فعلا .. لكنها سحبت أقدامها وأبقت على سواعدها وألسنتها وأقلامها وعلى الرؤوس المحللة للقتل ...والذي سامح ولم ينس ... سامح كثيرا ونسي

كثيرا وصار من فرط عماه مرة وغبائه مرات يصدق اننا كنا شعبا واحدا في دولتين آمنتين مسالمتين متساويتين مستقلتين , وأن من خرب لبنان وعطل هذا " الحب والود والوئام والسلام" مجرد أزعر أخذ منه ريطة خبز عند حاجز او صادر منزلا شاغرا لإيواء مشردين...

نحن لم نخسر الحرب لنقص في الرجال والعتاد بل خسرناها لنقص في الذاكرة... ولم نمارس لعبة العنف في لغة القتال لان سوانا كان يرشقنا بالعطور والارز والياسمين بل لأن الشرق العربي كان يريد اقتلاعنا والغرب المسيحي كان يريد اما تهجيرنا واما تحجيمنا...

وهنأ اسأل لماذا هذا الزحف نحو التوبة من مقاتل تلو اخر... هل لأن القتال من أجل الإيمان عار ومن أجل الارض عيب ومن أجل البقاء كفر وهرطقة ....

اذا كان الندم مشيئة الهية مشتركة فليشمل كل من حمل السلاح والا كفى جلد الذات لأمر كان يشبه طرد اللصوص من الهيكل...

 

ريفي: لبنان في سجن إيراني

المركزية/06 تشرين الثاني/18/أشار اللواء أشرف ريفي إلى ان “الوصاية الإيرانية وضعت لبنان بسجن إيراني وهو يعاني خطر العزلة الإقتصادية والسياسية”. وتابع ريفي عبر “تويتر”: “إيران ستستعمله لتبتزّ محاصريها، وحزب الله الذي سلموه أوراق التحكم بالقرار اللبناني لا يأبه للمصلحة الإقتصادية والوطنية وبين مصلحة الرئيس عون بتشكيل حكومة لضمان عهده ومصلحة إيران يختار مصلحة ايران”.

 

إيضاحاً للمتحمسين مع أو ضد واشنطن ... أو مع أو ضد طهران

خليل حلو/06 تشرين الثاني/18

إيران تعرف أن الديالكتية التي يتبعها ملاليها مثل "الموت لأمريكا" وأنهم انتصروا على أمريكا وربحوا كافة الحروب عليها منذ فجر التاريخ وغيره من الشعارات هي لإستقطاب عواطف الجماهير ولكن الواقع هو أن إيران تريد أن تعترف الولايات المتحدة بدورها في المنطقة أسوة بدور موسكو والرياض واسرائيل، دون أن يصل هذا الإعتراف إلى قيام علاقات عادية بين طهران وواشنطن لأن عقيدة الحرس الثوري الإيراني تقوم على العداء المطلق للولايات المتحدة وأي زوال لهذا العداء يفقد الحرس الثوري سبب وجوده. في المقابل وعلى عكس ما يظنه البعض، واشنطن لا تريد القضاء على إيران بل تريد أن تعيد التوازن بينها وبين العرب لأن هذا التوازن مكسور حالياً لصالح طهران في كل من العراق وسوريا ولبنان ذلك أن سياسة واشنطن الكبرى تقوم على توازن القوى في الشرق الأوسط وليس على الإعتماد على فريق واحد، والرئيس ترامب لم يصرح يوماً أنه يريد القضاء على إيران بل يريد منها تغيير سلوكها وهو سيفاوضها بعد أن يكسرها تماماً كما فعل مع كوريا الشمالية. من جهة أخرى ما زال افرقاء تأليف الحكومة في لبنان يضللون الرأي العام للسبب التالي: حزب الله جزء من منظومة الحرس الثوري الإيراني انتزع منهم غطاءً سياسياً منذ زمن ولن يتمكنوا من تأليف أية حكومة دون حزب الله طبعاً وبشروط حزب الله، مهما حاولوا تجميلها بالمساحيق، ذلك أنهم خضعوا لحزب الله منذ زمن حماية لمصالحهم الشخصية الضيقة أولاً، ولانعدام رؤيتهم الاستراتيجية ثانياً، وظناً منهم أنهم يقطعون الوقت ثالثاً، وهم يتكلون على محازبين ومؤيدين لا يحاسبونهم ويتبعوهم كيفما استداروا رابعاً، وهم يعرفون أن من يسمون انفسهم مجتمع مدني مشتتين ولا رؤية سياسية لهم سوى النفايات والأمور الحياتية خامساً، وأن قسم من الشعب اللبناني لامبالي لتجاوزاتهم وفسادهم سادساً ... وسابعاً ... وعاشراً.

أما القلة الباقية من اللبنانيين والثابتة على موقفها وتدرك أن المشكلة الكبرى في لبنان هي الهيمنة الإيرانية التي وضعتنا في مواجهة لا نريدها مع العالم العربي ومع العالم الحر، هذه القلة الباقية مستمرة في موقفها والتاريخ سيسجل موقفها المشرف مقابل من هم غير جديرين بقيادة البلاد من المتقاعسين والخائفين والمتقلبين الدكنجية والمتعاملين.

 

39 مشروعا واقتراح قانون على جدول أعمال الجلسة التشريعية يومي 12 و13 الحالي

الثلاثاء 06 تشرين الثاني 2018

وطنية - وزعت دوائر المجلس النيابي جدول أعمال الجلسة التشريعية التي ستعقد يومي الإثنين والثلاثاء في 12 و 13 الحالي. وتضمن الآتي:

1- مشروع القانون الوارد بالمرسوم رقم 2599

طلب الموافقة على إبرام إتفاقية إستصناع بين حكومة -الجمهورية اللبنانية ممثلة بمجلس الإنماء والإعمار والبنك الإسلامي للتنمية لتمويل مشروع تطوير وتوسعة مرفأ طرابلس.

2- مشروع القانون الوارد بالمرسوم رقم 2600

طلب الموافقة على إبرام إتفاقية إستصناع بين حكومة الجمهورية اللبنانية ممثلة بمجلس الإنماء والإعمار والبنك الإسلامي للتنمية لتمويل مشروع تطوير وتوسعة مرفأ طرابلس.

3- مشروع القانون الوارد بالمرسوم رقم 3281

طلب الموافقة على إبرام إتفاقية إطارية ( إتفاقية - تمويل بصيغة البيع لأجل ) بين حكومة الجمهورية اللبنانية ممثلة بمجلس الإنماء و الإعمار والبنك الإسلامي للتنمية بشأن مرحلة إعداد قائمة ومواصفات المعدات الطبية وغير الطبية في

المستشفيات المستهدفة ضمن مشروع دعم القطاع الصحي في الجمهورية اللبنانية.

4- مشروع القانون الوارد بالمرسوم رقم 3282

طلب الموافقة على إبرام (إتفاقية وكالة بيع لأجل) - بين حكومة الجمهورية اللبنانية ممثلة بمجلس الإنماء والإعمار والبنك الإسلامي للتنمية بشأن مرحلة إعداد قائمة ومواصفات المعدات الطبية وغير الطبية في المستشفيات المستهدفة ضمن مشروع دعم القطاع الصحي في الجمهورية اللبنانية.

5- مشروع القانون الوارد بالمرسوم رقم 3283

طلب الموافقة على إبرام إتفاقية إطارية (إتفاقية تمويل بصيغة البيع لأجل ) بين حكومة الجمهورية اللبنانية ممثلة بمجلس الإنماء و الإعمار و البنك الإسلامي للتنمية بشأن مرحلة إقتناء المعدات الطبية والإشراف على الشراء والتركيب ضمن مشروع دعم القطاع الصحي في الجمهورية اللبنانية.

6- مشروع القانون الوارد بالمرسوم رقم 3284

طلب الموافقة على إبرام إتفاقية وكالة (بيع لأجل ) - بين حكومة الجمهورية اللبنانية ممثلة بمجلس الإنماء والإعمار والبنك الإسلامي للتنمية بشأن مرحلة إقتناء المعدات الطبية و الإشراف على الشراء والتركيب ضمن مشروع دعم القطاع الصحي في الجمهورية اللبنانية.

7- مشروع القانون الوارد بالمرسوم رقم 9874

إعفاء السيارات المتضررة من حرب تموز 2006 وأحداث نهر البارد من رسوم السير السنوية (الميكانيك ).

8- مشروع القانون الوارد بالمرسوم رقم 17533

إنشاء محمية طبيعية في جبل الريحان.

9- إقتراح القانون المتعلق بالموارد البترولية في الأراضي اللبنانية.

10- إقتراح القانون الرامي إلى فتح إعتماد إضافي تكميلي لمواجهة النقص في بند الدواء في وزارة الصحة العامة.

11- المرسوم رقم 122

إعادة القانون الرامي إلى تعديل القانون رقم 441 تاريخ 29/7/2002 المتعلق بأصول التعيين في وظيفة أستاذ تعليم ثانوي في المدارس الرسمية.

12- المرسوم رقم 123

إعادة القانون الرامي إلى تنظيم مزاولة المهن البصرية.

13- المرسوم رقم 124

إعادة القانون الرامي إلى تنظيم مهنة تقويم النطق.

14- مشروع القانون الوارد بالمرسوم رقم 274

تعديل البنود 1 و2 و4 و5 من المادة 38 من أحكام القانون رقم 44 تاريخ 11/11/2008 وتعديلاته (قانون الإجراءات الضريبية ) واضافة البند 6 اليها.

15- مشروع القانون الوارد بالمرسوم رقم 1551

الإجازة للحكومة اللبنانية الإنضمام إلى الإتفاق الدولي لزيت الزيتون وزيتون المائدة لعام 2015.

16- مشروع القانون الوارد بالمرسوم رقم 1560

تعديل المادتين 569 و 570 من قانون العقوبات والمادة 108 من قانون أصول المحاكمات الجزائية.

17- مشروع القانون الوارد بالمرسوم رقم 2314

طلب الموافقة على التصديق على البروتوكولين الخاصين بتعديل المادتين /50/ (أ ) و /56/ من إتفاقية الطيران

المدني الدولي.

18- اقتراح القانون الرامي إلى تعديل بعض أحكام المرسوم الإشتراعي رقم 150 تاريخ 16/9/1983 (قانون القضاء العدلي).

19- إقتراح قانون المفقودين قسرا.

20- اقتراح القانون المعجل المكرر الرامي إلى الإجازة للقطاع الخاص بتشييد وإنشاء معامل لمعالجة النفايات الصلبة وتحويلها إلى طاقة كهربائية وبيعها من مؤسسة كهرباء لبنان، المقدم من النائب سيزار أبي خليل بتاريخ 31/5/2018.

21- اقتراح القانون المعجل المكرر الرامي إلى تعديل بعض أحكام القانون رقم 326 تاريخ 28/6/2001 وتعديلاته (قانون الجمارك ) المقدم من النائب جورج عقيص بتاريخ 25/6/2018.

22- اقتراح القانون المعجل المكرر الرامي إلى منح النائب في مجلس النواب الصفة والمصلحة لطلب إبطال الأعمال الإدارية، المقدم من النائبة بوليت يعقوبيان بتاريخ 29/6/2018.

23- اقتراح القانون المعجل المكرر الرامي إلى إضافة زحلة إلى لائحة المدن الأساسية التي يتألف عدد أعضاء مجلسها البلدي من 24 عضوا المقدم من النائب جورج عقيص بتاريخ 16/7/2018.

24- اقتراح القانون المعجل المكرر الرامي إلى تعديل القانون رقم 77 تاريخ 13/4/2018 "قانون المياه" المقدم من النائبين حكمت ديب وجورج عقيص بتاريخ 23/7/2018.

25- اقتراح القانون المعجل المكرر الرامي إلى تعديل المادة 63 من قانون الجمارك الصادر بالمرسوم رقم 4461 تاريخ 15/12/2000 المقدم من النائبة بوليت يعقوبيان بتاريخ 26/7/2018.

26- اقتراح القانون المعجل المكرر الرامي إلى تعديل المادة الأولى من القانون رقم /63/ تاريخ 17/10/2017 المتعلق بتحويل لوحات الأوتوبيسات العمومية إلى لوحات أوتوبيسات صغيرة Mini Bus، المقدم من النائبة بهية الحريري بتاريخ 5/9/2018.

27- اقتراح القانون المعجل المكرر الرامي إلى تخصيص إعتماد عقد إجمالي لتنفيذ مشاريع في مختلف المناطق اللبنانية ملحوظة في قرار مجلس الوزراء رقم 64 تاريخ 21/5/2018، بقيمة 337,500,000,000 ل.ل. المقدم من النواب

عاصم عراجي، محمد القرعاوي، طارق المرعبي، رولا الطبش، بكر الحجيري بتاريخ 21/9/2018.

28- اقتراح القانون المعجل المكرر الرامي إلى تعديل القانون رقم 572 تاريخ 24/7/1969 الاجازة بإنضمام لبنان إلى إتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة المعتمدة من الجمعية العامة للأمم المتحدة بتاريخ 18/12/1979 المقدم من النائبة بولا يعقوبيان بتاريخ 4/10/2018.

29- اقتراح القانون المعجل المكرر الرامي إلى تعديل المادة 49 من المرسوم الإشتراعي رقم 134 تاريخ 12/6/1959 وتعديلاته (شروط التعيين في وزارة التربية والتعليم العالي المعدلة بموجب القانون رقم 150 تاريخ 17/8/2012 المقدم من النواب فيصل الصايغ، أكرم شهيب، هادي أبو الحسن، هنري حلو، بلال عبد الله، تيمور جنبلاط، مروان حمادة، نعمة طعمة ووائل أبو فاعور بتاريخ 11/10/2018.

30- اقتراح القانون المعجل المكرر المتعلق بالأحكام المالية الإنتقالية لقانون الإدارة المتكاملة للنفايات الصلبة ( القانون رقم 8003 تاريخ 24 أيلول 2018 ) المقدم من النائب نعمة إفرام بتاريخ 18/10/2018.

31- اقتراح القانون المعجل المكرر الرامي إلى تمديد مدة إمتياز شركة كهرباء زحلة سنتين إضافيتين المقدم من النواب جورج عقيص، عاصم عراجي وقيصر المعلوف بتاريخ 18/10/2018.

32- اقتراح القانون المعجل المكرر الرامي إلى إلغاء الرسم السنوي المقطوع المنصوص عليه في المادة29 من القانون رقم 173/2000 المقدم من النواب طارق المرعبي، ديما جمالي، رولا الطبش ومحمد سليمان.

33- اقتراح القانون المعجل المكرر الرامي إلى تعديل الفقرة الأولى من المادة 13 من قانون موازنة العام 2018 المتعلقة بإعطاء مؤسسة كهرباء لبنان سلفة خزينة طويلة الأجل، المقدم من النائب سيزار أبي خليل.

34- اقتراح القانون المعجل المكرر الرامي إلى تعديل المادة 38 من القانون رقم 2 تاريخ 28/2/2017 المتعلق بقانون الإيجارات، المقدم من النائبين قاسم هاشم والوليد سكرية بتاريخ 25/10/2018.

35- اقتراح القانون المعجل المكرر الرامي إلى تمديد العمل بأحكام القانون 288 تاريخ 30/4/2014 المقدم من النائب سيزار أبي خليل بتاريخ 25/10/2018.

36- اقتراح القانون المعجل المكرر الرامي إلى فتح إعتماد إضافي في الموازنة العامة لعام 2018 قدره مائة وثلاثة وعشرون مليارا وثلاثماية وثلاثة عشر مليونا وخمسماية ألف ليرة لبنانية في باب رئاسة مجلس الوزراء- مجلس الإنماء والإعمار، المقدم من النواب سليم عون، سليم خوري وشامل روكز بتاريخ 25/10/2018.

37- اقتراح القانون المعجل المكرر الرامي إلى إعفاء الطوائف المعترف بها قانونا من بعض الضرائب والرسوم، المقدم من النائبين روبير غانم وإبراهيم كنعان بتاريخ 21/2/2017.

38- اقتراح القانون المعجل المكرر الرامي إلى إنشاء منطقة عقارية لبلدية الغبيري، المقدم من النائبين علي عمار وعلي بزي بتاريخ 11/10/2017.

39- اقتراح القانون المعجل المكرر الرامي إلى إخضاع الصفقات العمومية في الإدارات العامة والمؤسسات العامة والبلديات وإتحادات البلديات وسائر الهيئات واللجان وأشخاص القانون العام التي تتولى إدارة مال عام لصلاحيات إدارة المناقصات في التفتيش المركزي المقدم من النائب نواف الموسوي بتاريخ 25/10/2018.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

الحريري خارج لبنان لهذا السبب!

المركزية/06 تشرين الثاني/18/كشفت مصادر مقربة من بيت الوسط لـقناة "الجديد" أن غياب رئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري لا علاقة له بمؤتمر السلام الذي يعقد في فرنسا، مشيرة الى أن الرئيس الحريري سيغيب عن لبنان حتى يوم الأحد المقبل، إذ سيعود الى بيروت لحضور الجلسة التشريعية ومن المحتمل أن يغادر من جديد في أقرب وقت تسجيلاً لاعتراضه على ما تتعرّض له مهمة التأليف.

 

بين سطور دعوة بري الى التشريع: وزّروا "سنّة 8 آذار" او لا حكومة!

الحريري فهم الرسالة ويجوجل خياراته لمنع "التطبيع" مع الشغور التنفيذي

االمركزية/06 تشرين الثاني/18/في ظلّ مرابضة كل طرف على موقفه من عقدة تمثيل سنّة 8 آذار في الحكومة العتيدة، ورَفْض اي منهم التنازل للآخر - ما عطّل في شكل شبه تام الاتصالات على خطّ "التأليف" في الساعات الماضية- وجّه رئيس مجلس النواب نبيه بري أمس دعوة الى جلسة تشريعية عامة تعقد في الحادية عشرة صباح يومي الإثنين والثلثاء في 12 و13 الجاري، صباحا ومساء، لدرس وإقرار مشاريع واقتراحات القوانين المدرجة على جدول الأعمال. قرار عين التينة دلّ الى ان اي خرق حكومي مستبعد في المرحلة الراهنة وبالتالي بات ضروريا في رأي سيّدها، فكّ ارتباط التشريع بالتشكيل، واطلاق عجلات العمل "المجلسي" دونما اي تأخير اضافي. الا ان مصادر سياسية مراقبة قرأت في خطوة بري ما يتخطّى أسوار البرلمان. فوفق ما تقول لـ"المركزية"، لا يمكن فصل مسألة تفعيل التشريع عن المستجدات الحكومية، اذ ترجّح ان يكون بري قرر استخدام هذه الورقة للضغط على كلّ من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس المكلف سعد الحريري، ووضعهما امام المعادلة الآتية:

إما الاسراع في التأليف وهو ما يتطلّب فتح أبواب مجلس الوزراء العتيد امام ممثل لنواب "اللقاء التشاوري المستقل"، وإلا فإن الحكومة الحالية ستستمر في تصريف الاعمال الى أجل غير مسمّى فيما المؤسسات الدستورية الاخرى، وعلى رأسها مجلس النواب، سيستأنف عمله الطبيعي، وهذه المسألة مشروعة ومتاحة ولا غبار عليها لا دستوريا ولا قانونيا، وسيعمل على التشريع وسنّ القوانين وإقرارها لتسيير امور البلاد والعباد، وملء الفراغ الذي يتركه الشغور في السلطة التنفيذية.

وفي وقت تَواصل الرئيس بري مع الرئيس عون والرئيس المكلف قبيل توجيه الدعوة الى الجلسة، تشير المصادر الى ان الجواب الذي سمعه من الاخير يدل الى انه لم يرتح الى الخطوة كثيرا. وقد بدا لافتا تعميم عين التينة هذا الجو، حيث قالت ان "الحريري لم يتّصل ببري إلا حين أعلن الدعوة لعقد جلسة تشريعية. وقد سأله الرئيس المكلف "مش بكّير"؟ فأجاب بري: "لا مش بكّير. هناك كثير من القوانين المهمّة، كما أن تأمين اعتمادات مالية من أجل شراء المزيد من الفيول يحتاج الى إقرار من المجلس، ووزير المالية ليسَ في وارد مخالفة القانون".

وبحسب المصادر، فإن الحزم الذي تحدث به رئيس المجلس، معطوفا على اقفاله الباب على اي مبادرة من قِبله لتفكيك العقدة السنية وقوله انه قام بما يمكن ان يقوم به على هذا الصعيد، يعنيان انه قرر الوقوف بوضوح في خندق "حزب الله" والى جانب موقف الضاحية من تمثيل سنّة 8 آذار. وقد فهم الرئيس الحريري، بطبيعة الحال، هذه الرسالة وسيتعين عليه بالتعاون مع رئيس الجمهورية البت في ما سيفعلانه لانقاذ "التأليف" ومنع البلاد من "التطبيع" مع الشغور الحكومي، الذي يدفع باتجاهه الثنائي الشيعي.

واذا كان موقف كتلة المستقبل من المشاركة في الجلسة او لا، سيحدد في اجتماعها عصر اليوم، مع ترجيح خيار حضورها، فإن المصادر تشير الى ان لجوء الحريري الى تفعيل نشاط حكومة تصريف الاعمال وارد، في خطوة تخلق توازنا مع خطوة بري وتمارس ضغطا مقابلا على الثنائي الشيعي للتعاون في حل العقدة السنية المستجدة، هذا ان كان فعلا راغبا بولادة حكومة جديدة. فالمخاوف كبيرة من ان يكون البعض يعمل لتكون حكومة تصريف الاعمال اول وآخر حكومات عهد الرئيس عون...

 

اعتصام في ثانوية الأباء الأنطونيين في بعبدا

المركزية/06 تشرين الثاني/18/المركزية - نفذ أساتذة واهالي الطلاب في ثانوية الآباء الانطونيين في بعبدا اعتصاماً أمام المدرسة احتجاجاً على أنباء حول النية في تأجير المدرسة الى مدرسة الليسيه عبد القادر، معبرين عن صدمتهم من الخبر وخشيتهم من خسارة العام الدارسي.

 

الرهبانية الانطونية: لم نقدم على بيع او تأجير او إقفال اي مدرسة

المركزية/06 تشرين الثاني/18/صدر عن الامانة العامة للرهبانية الانطونية المارونية البيان الاتي: "بداية نعتذر من جميع مشاهدي قنوات الاعلام المرئي الذين اضطروا لمشاهدة "مناظر" لا تمت الى الحضارة بصلة. ان الرهبانية الانطونية المارونية ومنذ تأسيسها (1700) تعمل على نشر السلام والمحبة والتآخي بين الجميع كما تشهد على ذلك الاجيال التي تخرجت من مؤسساتها التربوية". اضاف البيان: "اما بعد، وحول ما صدر اليوم من ردات فعل مخجلة في "ليسيه الآباء الانطونيين - بعبدا (LYPA) حول مصير هذه المدرسة، يهم الرهبانية ان تعلم الجميع بأنها حريصة على تلامذتها وعلى افراد الهيئة التعليمية والموظفين في المدرسة اكثر بكثير من اولياء امرهم، فإن الرهبانية وعبر تاريخها لم تقدم على حرمان احد من لقمة عيشه، بل على العكس ان مؤسساتها لطالما اوجدت فرص عمل للالاف من الاشخاص. ان الرهبانية الانطونية ملتزمة برسالتها التربوية بالرغم من كل التحديات التي تعصف بالمدرسة الخاصة عموما والكاثوليكية خصوصا. وبالرغم من تفهمها لهواجس الاهلين والهيئة التعليمية فإنها تستهجن ردات الفعل التي صدرت عن البعض خلال وقفتهم الاحتجاجية والتي تهدف الى تشويه وحدة العائلة التربوية".

واوضحت الرهبانية انه في "ظل الظروف الاجتماعية والاقتصادية والازمة التربوية التي افتعلتها الدولة اللبنانية من خلال القانون رقم 64 (ولم يحرك ساكنا اي من مكونات المجتمع الاهلي ضد القرارات والتشريعات الاعتباطية من عدة جهات عاقلة)، تؤكد انها في مرحلة دراسة ترددات هذا القانون، (في هذا الاطار تجري المفاوضات مع ادارة ليسيه عبدالقادر)، وحتى الساعة لم تقدم على بيع او تأجير او اقفال اي مدرسة من مدارسها، كما يشاع عن مدرسة (LYPA)". واهابت "بالجميع عدم الانجرار وراء ما يسري من اشاعات"، داعية "الجميع لمراجعة المسؤولين المعنيين في الرهبانية للحصول على اجابات صريحة وواضحة، بدءا من افرادالهيئة التعليمية الذين استلموا كتابا، كما لجنة الاهل الموقعة من ادارة المدرسة، تدعوهم فيه الى الحوار بعيدا عن الاشاعات والاكاذيب المضللة، ولكن للاسف لم يمتثلوا لمضمونه". وجددت الرهبانية "تأكيد التزاماتها تجاه جميع تلامذتها في مؤسساتها التربوية والهيئات التعليمية والموظفين فيها".

 

اعتصام في المية ومية..والسبب؟!

المركزية/06 تشرين الثاني/18/نفذ الاهالي في مخيم المية ومية اعتصاما في إطار تحركاتهم المستمرة "للمطالبة بإخراج الامين العام ل"انصار الله" جمال سليمان من المخيم، ونزع فتيل التوتير وعدم تجدد الاشتباكات على حد قولهم.

ورفع المعتصمون وغالبيتهم من النسوة لافتات تطالب "الدولة اللبنانية وكل المرجعيات بإخراج جمال سليمان من المخيم وإعادة الحياة الى طبيعتها". إشارة الى ان مدارس "الانروا" ومؤسساتها ما زالت مقفلة، فيما لم يعد عدد كبير من الاهالي الذين نزحوا إبان الاشتباكات الاخيرة الى منازلهم.

 

ريتا شقير تتوارى عن الأنظار وقرار لدائرة التنفيذ الأربعاء

ندى أيوب/النهار/06 تشرين الثاني 2018 /في بلدنا حيث قوانين الأحوال الشخصية تتحكم بها الطوائف، تحدد هذه الأخيرة للأم المطلّقة سن حضانة تحتفظ خلاله بطفلها، ويبقى هذا السن هو الأدنى لدى الطائفة الشيعية. وفي أحد فصول مسلسل الصراع المرير للأمهات اللبنانيات مع المحاكم الدينية، تنتظر ريتا شقير أن يتراجع قاضي التنفيذ في جويا ريشار السمرا عن قرار سجنها لمدة ثلاثة أشهر "بجرم التمنّع عن تسليم إبنها آدم بعد رفضه مفارقتها والذهاب إلى والده".

 

تصريف الأعمال والتوافق العام على التهرب من المسؤولية

علي الأمين/جنوبية/06 تشرين الثاني 2018  

حكومة تصريف الأعمال أقل وطأة على لبنان من حكومة جديدة ضمن التوازنات السياسية المتداولة، هذه النتيجة يتم تداولها في أوساط قريبة من التيار الوطني الحر. ينطوي هذا الاستنتاج على أن أثقال الحكومة المقترحة سواء كان فيها سنة 8 آذار أو لم يكونوا، هي أكبر من قدرة رئيس الجمهورية على تحملها، بسبب كونها عاجزة عن القيام بأي إصلاح طوعي طالما أن الفيتوات السياسية والطائفية جاهزة هذا من جهة، وفي نفس الوقت ستكون عرضة لضغوط خارجية بسبب دور حزب الله المحوري فيها. بقاء هذه الحكومة في عملية تصريف الأعمال، على الرغم من أنه ينطوي على تسليم بأن عربة الدولة تتجه نزولا نحو هاوية مالية واقتصادية محققة، الاّ أن القوى السياسية وعلى رأسها حزب الله مهتمة برصد مسار العقوبات الأميركية على إيران، وتلك المتصلة بالعقوبات على حزب الله، والمدى الذي يمكن أن يصل اليه التصعيد المتبادل بين واشنطن وطهران، لأن ذلك هو ما سيقرر الفضاء الذي سيحيط بلبنان، هل هو قبول باستمرار وصاية حزب الله على السياسة والأمن، أم أنّ ثمة وجهة أخرى معاكسة تمهد لمزيد من الإجراءات التي تضيق الخناق على حزب الله، ولبنان لن يكون بمنأى عن تداعياتها.

لا شك أن حزب الله هو الذي قرر وقف مسار تشكيل الحكومة، من خلال إخراج أرنب الوزير السني من كمّه، لكن في المقابل لم يكن رئيس الجمهورية الذي أعلن اعتراضه على هذا التوزير، في وارد خوض أي مواجهة مع حزب الله في سبيل التراجع عن مطلبه.

الرئيس عون أدرك منذ أن تمّ منعه من الحصول على الثلث المعطل أو الضامن مع وزراء التيار الوطني الحر، أن فرصه في الحكم لن تتجاوز الحصة المسيحية بمفهوم المحاصصة، ولن تتعداها الى ما يتصل بالانخراط في عملية انقاذية تتطلب بالضرورة الاستعانة بالمجتمع الدولي والعربي وهي لن تكون من دون مقابل. وهذا المقابل لم يعد خافياً، أي إعادة الاعتبار للدولة وتهميش الدويلة تمهيدا لإلغائها. لذا فإن رئيس الجمهورية وحتى الرئيس المكلف يتناغمان من دون أن يتلوثا بلوثة تعطيل الحكومة، فحزب الله عطّل وهما لا يضيرهما التأقلم مع خيار التعطيل، طالما أنهما يعلنان في السرّ والعلن عن عحزهما عن حلّ معضلة حزب الله والوقوف في وجه خياراته على صعيد الحكم. فكرة حكومة تصريف الأعمال تتناسب مع السلطة التي تحكمها توازنات تمنعها من تشكيل حكومة فاعلة ويمكن أن تحدث فرقاً، وطالما أنّ إغراء اللامسؤولية ينتاب الجميع ويمكن لكل طرف تسويقه لدى جمهوره، فبقاء الحكومة على صيغتها القائمة اليوم، يضفي مزيدا من شعور الارتياح لدى الرؤساء ولدى حزب الله، وهذا موصول بجملة يرددها هؤلاء كتعبير عن قيامهم بالواجب”اللهم إني بلغت”.

 

فرنجية وجعجع: مصالحة بنكهة رئاسية

 راما جراح/جنوبية/06 تشرين الثاني/18

وصول أيّ طرف إلى منصب الرئاسة الأولى يتطلب انفتاحاً وتوافقاً مع الأغلبية،وهُنا قد يصب حرص فرنجية على تحسين العلاقة مع "القوات" في مصلحته الرئاسية. قرارٌ سياسي كبير وموقفٌ شجاع لرئيس تيار المردة سليمان فرنجية الذي عضّ على الجرح، وأعاد مد الجسور مع الطرف المتهم والمسؤول عن مجزرة إهدن والتي كانت عائلة فرنجية أكبر ضحاياها. يمضي الناجي من المجزرة بحذر على طريق المصالحة مع رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع بعد عقود من النزاع والعداوة، وصولاً إلى لقاء قريب يلوح في الأفق يجمع الطرفين.

ليست المره الأولى التي يحصل فيها تقارب بين الطرفين، فمنذ عامين تقريباً تمّ تشكيل لجنة ارتباط لحلّ أي إشكال مُحتمل بين أنصار الفريقين في الشمال، وكادت جُهود كلّ من الوزير السابق يوسف سعادة عن “المردة” والمسؤول أنطوان الشدياق عن “القوات” تُثمر عن عقد لقاء بين الرجلين، إلا أن قرار “الحكيم” بتبني خيار العماد ميشال عون رئيساً للجمهوريّة على حساب وصول فرنجية إلى قصر بعبدا، جمّد كل اللقاءات وأعاد الأمور إلى الوراء. لكن خلال الأشهر الماضية، وفي الوقت الذي تدهورت فيه علاقة “التيّار الوطني الحُرّ” مع “القوات” و”المردة”، عادت حركة الاتصالات بين الأخيرين لتنشط من جديد، والحديث عن لقاء مُرتقب بين جعجع وفرنجية وارد، فهل هذا سيتمّ هذا اللقاء في المُستقبل القريب، وما هي أبعاده السياسية؟ من المعلوم أن وصول أيّ طرف إلى منصب الرئاسة الأولى يتطلب انفتاحاً وتوافقاً مع الأغلبية، وهُنا قد يصب حرص فرنجية على تحسين العلاقة مع “القوات” في مصلحته الرئاسية، فالعلاقة بين ” فرنجية” ورئيس التيار الوطني الحر”باسيل” لا تزال مقطوعة منذ ما قبل الانتخابات الرئاسية بسبب التنافس المحموم بينهما على الوصول إلى سدة الرئاسة الأولى، وبالتالي فإن من مصلحة “المردة” عدم معاداة “القوات” لتجنب عدم قيامها بتسمية باسيل في الانتخابات الرئاسية المقبلة، ومنع تكرار ما قامت به حين عمدت إلى تسمية الرئيس عون وحرمان فرنجية من الفرصة الذهبية. وفي سبيل توضيح الرؤية أكثر وفي حديثٍ مع عضو تكتل الجمهورية القوية النائب وهبي قاطيشا أكد على حصول لقاء مرتقب ومحضّر سيجمع بين “جعجع” و”فرنجية” مشيراً إلى أن ” اللقاء سيتكلل بالنجاح وسيكون سببا ليعم الأمان والسلام في المناطق الشمالية”.

وأضاف قاطيشا أن “القوات متمسكة بهذه المصالحة وتسعى لإتمامها على أكمل وجه”، معتبراً أنّ “هذه المصالحة هي مطلب شعبي وقيادي يُريح الوضع اللبناني ويُريح جميع الفرقاء”. وشدد في ما يخص الانتخابات الرئاسية المقبلة على أن “هذه المصالحة لا تتعلق ولا تهدف إلى تحديد مَن سيجلس على كرسي الرئاسة المقبل لأن ظروف الانتخابات الرئاسية تتغير بشكل دائم”. هل يُمكننا القول إنّ معركة رئاسة الجمهورية فُتحت قبل أوانها ب ٤ سنوات من تحت الطاولة وأعدقاء الأمس أصبحوا حلفاء اليوم؟

 

علوش: كل "الثلث" بيد الحريري وقد يكون حزب الله يؤخر التشكيل بانتظار نتائج العقوبات

وكالات/06 تشرين الثاني 2018/وجد القيادي في "تيار المستقبل" النائب السابق مصطفى علوش، أنّ "كلام عضو "اللقاء التشاوري للنواب السنة المستقلين" جهاد الصمد هو كلام ممجوج ومحاولة بائسة لأخذ شرعية مذهبية".

وأوضح في تصريح تلفزيوني، "أنّني ضد أن يكون الثلث المعطل بيد أي أحد، لكن كل الثلث بيد رئيس الوزراء المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري"، منوّهًا إلى أنّ "نواب "حزب الله" هم آخر من يحقّ له المطالبة بصلاحيات رئيس الحكومة المكلف". وركّز علوش على أنّه "إذا كان "حزب الله" لا يريد أنّ يأخذ رئيس الجمهورية ميشال عون الثلث المعطل، فكان عليه طرح ذلك منذ البداية"، لافتًا إلى أنّ "محاولة "الحزب" تشكيل الحكومة قد تكون خطوة تكتيكية بانتظار نتائج العقوبات الأميركية والإنتخابات النصفية في الولايات المتحدة الأميركية".

 

الاحدب للمشنوق: أنت تدعي بأنك ضمير السنة وتقدم نفسك كرئيس بديل للحكومة

جنوبية/06 تشرين الثاني/18/حمل رئيس “لقاء الاعتدال المدني” النائب السابق مصباح الاحدب في سلسلة تغريدات عبر تويتر على وزير الداخلية في حكومة تصريف الاعمال نهاد المشنوق فقال : “بعد عرقلة الحكومة وتأجيلها، بدأت المشاريع المشبوهة بالظهور، وعلى رأسها مشروع تقسيمي خطير يعمل على ضربنا من الداخل ويتعارض مع تاريخنا وقناعاتنا وخيارات أهلنا، ويبدو ان عراب هذا المشروع الفتنوي المشبوه هو وزير الداخلية نهاد المشنوق”. وتوجه الى المشنوق بالقول: “أنت تدعي بأنك ضمير السنة وتقدم نفسك كرئيس بديل للحكومة، لكن اعمالك في وزارة الداخلية اثبتت انك لست ضمير السنة. الكل يذكر عندما كشفنا ممارساتك السادية بحق المسجونين وتعذيب واهانة وذل الموقوفين، حينها أنكرت فظهرت فيديوهات التعذيب”. اضاف :” الناس لن تنسى أن أكبر عملية تزوير للانتخابات بتاريخ لبنان حصلت في عهدك، حيث لم تتجاوز نسبة الاقتراع 36 بالمئة لأن الناس كفرت بتصرفاتكم”. وتابع :”اقول بصراحة اذا كنت وزيرا للداخلية وصدر منك كل هذا، فكيف ان وصلت الى رئاسة الحكومة؟ “. وختم الاحدب : “انني احملك مسؤولية اي خطر أمني اتعرض له، لأنه سيكون بتوجيهات منك”.

 

اعتصام للمطالبة بإخراج جمال سليمان من المية ومية

الوكالة الوطنية للاعلام/06 تشرين الثاني/18 /نفذ الاهالي في مخيم المية ومية اعتصاما في إطار تحركاتهم المستمرة "للمطالبة بإخراج الامين العام لـ"انصار الله" جمال سليمان من المخيم، ونزع فتيل التوتر وعدم تجدد الاشتباكات على حد قولهم.

ورفع المعتصمون وغالبيتهم من النسوة لافتات تطالب "الدولة اللبنانية وكل المرجعيات بإخراج جمال سليمان من المخيم وإعادة الحياة الى طبيعتها". إشارة الى ان مدارس "الانروا" ومؤسساتها ما زالت مقفلة، فيما لم يعد عدد كبير من الاهالي الذين نزحوا إبان الاشتباكات الاخيرة الى منازلهم.

 

«سوء تعبير» يدفع وزير السياحة اللبناني للاعتذار إلى المصريين

بيروت/الشرق الأوسط/06 تشرين الثاني/18/قدم وزير السياحة في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية أواديس كيدانيان اعتذاره إلى المصريين، وذلك بعد تصريحاته الأخيرة التي أثارت جدلاً واسعاً في الأوساط الإعلامية وعلى منصات التواصل الاجتماعي. وتحدث كيدانيان خلال مقابلة صحافية مع جريدة لبنانية عن دور الإعلام في إظهار الصورة الراقية للسياحة، واستخدم مصر مثالاً لتوضيح فكرته، فوردت منه عبارات لاقت ردود فعل سلبية عند الكثيرين من اللبنانيين والمصريين على حد سواء. ووصف الوزير اللبناني مصر بأنها «مكان قذر» وأن بعض السكان «ينامون في القبور»، ورغم ذلك ينجح المصريون في الترويج للسياحة ببلدهم. واعتذر الوزير عن تصريحاته، مؤكداً أن كلماته «تنمّ عن سوء تعبير ليس مقصوداً». وأضاف: «أتقدم إلى جمهورية مصر العربية، رئاسةً وحكومةً وشعباً، باعتذار شديد، مؤكداً عمق العلاقة مع مصر، ومتمنياً الازدهار لهذا البلد العزيز». ولتبرير موقفه، أجرى كيدانيان مداخلات عبر وسائل إعلام مصرية أكد خلالها أنه لا يقصد أي إهانة لمصر وشعبها، وأثنى على العلاقات التي تربط اللبنانيين والمصريين. كما أخذ مجلس رجال الأعمال اللبناني المصري علماً باعتذار وزير السياحة عن الكلام «غير المقصود» الذي تناول فيه جمهورية مصر، وأشار المجلس في بيان: «نؤكد أن هذا الخطأ غير المقصود لن يؤثر على متانة العلاقات اللبنانية المصرية». ويثمّن المجلس مواقف الرئيس عبد الفتاح السيسي الداعمة للبنان، ويرى في مصر، حكومةً وشعباً «صمام الأمان في هذه الظروف التي تمر بها المنطقة، لما لمصر من تضحيات جمّة دعماً لقضايا لبنان وكل الإخوة العرب». وختم البيان قائلاً إنه «من موقعنا كرجال أعمال، ننظر إلى التقدم والعمران والتطور على الأصعدة كافة التي تشهدها دولة مصر الشقيقة ببالغ الفخر لكل مواطن عربي مؤمن بمستقبل واعد وغد أفضل».

وأثارت تصريحات كيدانيان غضباً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي خصوصاً «تويتر» في كلا البلدين، حيث استنكر المغردون الكلام الصادر عن الوزير. وكتبت الناشطة ميرفات: «اعتذار غير مقبول ونرجو من حكومتنا حفاظاً على كرامة المصريين منعه من دخول مصر». أما حسن عبادي فغرد قائلاً: «أنا عشت سنتين في مصر، ولم يعاملني أي أحد بسوء، ففي مصر معالي الوزير لا نرى النفايات بالشوارع، وعندهم كهرباء ومياه صالحة للشرب وسياحة تتميز بحسن الضيافة. #لبناني_متضامن_مع_مصر». أما محمد دياب، فقال: «عندما نأتي بوزراء بحسب الطائفة والحزب والتكتل دون الرجل المناسب في المكان المناسب... ستكون النتيجة كوزير السياحة في لبنان الذي أساء بعباراته للشقيقة مصر! بماذا ينفع الاعتذار؟».

 

مصرف لبنان يؤكد تنامي خطر الدين وسط الفراغ الحكومي

بيروت/الشرق الأوسط/06 تشرين الثاني/18/أفاد النائب الثاني لحاكم مصرف لبنان المركزي، اليوم (الثلاثاء)، أن لبنان فشل في تبني خطوات لخفض العجز الهائل في الميزانية والدين العام، في الوقت الذي يجد فيه قادته صعوبة في تشكيل حكومة. وأوضح سعد عنداري خلال مؤتمر في أبوظبي، أن الانضباط المالي لم يبدأ كما كان مأمولاً، مضيفاً أن الجمود السياسي عطل العملية. وعرقلت الخلافات جهود رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري لتشكيل حكومة وحدة وطنية ليستمر الفراغ في سدة السلطة. ويبلغ العجز في ميزانية لبنان نحو 10% من الناتج المحلي الإجمالي. وأشار تقرير للبنك الدولي الأسبوع الماضي، إلى أنه من المتوقع أن يرتفع الدين الحكومي «على نحو تتعذر خدمته»، أي نحو 155% من الناتج المحلي الإجمالي بنهاية 2018. وفي أبريل (نيسان)، تعهد المانحون الدوليون خلال اجتماع في باريس باستثمارات تتجاوز 11 مليار دولار، لكنهم طالبوا بدلائل على تطبيق إصلاحات اقتصادية أولاً. وفي ذلك الاجتماع، تعهد الحريري بخفض العجز بنسبة 5% على مدى خمس سنوات. وأشار عنداري إلى أن لبنان بموارده المحدودة لا يمكنه الاعتماد على الزراعة أو الصناعة لتحقيق النمو، بل يحتاج إلى اقتصاد قائم على المعرفة باستثمارات في مجالات من بينها تكنولوجيا المعلومات. وتابع أن الاقتصاد ينمو في نطاق بين 1 و3%، لكنه يتحمل عبء 1.5 مليون لاجئ سوري دون مساعدة دولية تُذكر.وأضاف أن ذلك تسبب في توترات في سوق العمل، حيث يعاني اللبنانيون أنفسهم من تزايد معدلات البطالة.

 

لبنان يتوقع بدء التنقيب عن الغاز نهاية 2019

بيروت/الشرق الأوسط/06 تشرين الثاني/18/أعلن النائب الثاني لحاكم مصرف لبنان المركزي، سعد عنداري، خلال مؤتمر، أن لبنان يتوقع بدء التنقيب عن الغاز بنهاية عام 2019، وهو ما سيستغرق بين 3 و4 سنوات، وذلك عن طريق كونسورتيوم تقوده شركة النفط الفرنسية العملاقة «توتال». وكانت السلطات اللبنانية قد وافقت في مايو (أيار) الماضي على خطة تنقيب قدمها كونسورتيوم مكون من «توتال» الفرنسية و«إيني» الإيطالية و«نوفاتك» الروسية.

 

الحريري ليس معتكفاً... وبري يدعو لجلسة برلمانية الأسبوع المقبل

البطريرك الراعي: عون لن يقبل بتعثر تشكيل الحكومة

بيروت/الشرق الأوسط/06 تشرين الثاني/18/راوحت المساعي لتذليل «العقدة السنية» وتشكيل الحكومة اللبنانية مكانها، إذ لم تحقق الاتصالات في هذا الشأن أي تقدم يُذكر، في وقت أكدت النائبة بهية الحريري أن الرئيس المكلف سعد الحريري الموجود في فرنسا «ليس معتكفاً»، و«يحق له أن يأخذ وقته في تشكيل الحكومة». ويزور الحريري فرنسا، حيث من المتوقع أن يبقى للأسبوع المقبل، كما أفادت قناة «إم تي في»، لافتة إلى أنه ينوي استكمال اقامته في باريس «إلى موعد المؤتمر الذي سيشارك به في 11 نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري في ذكرى انتهاء الحرب العالمية الأولى». وأكد البطريرك الماروني بشارة الراعي بعد لقائه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في القصر الجمهوري، «ضرورة دعم جهود رئيس الجمهورية والرئيس المكلف لتشكيل الحكومة»، مشدداً على «ضرورة تحقيق الوحدة الوطنية». ولفت إلى أن «الرئيس عون لن يقبل بتعثر تشكيل الحكومة». وقال: «المرجلة ليست بوضع العصي في الدواليب، بل أن نسهل تشكيل الحكومة، ويجب أن نوحد التوازن الداخلي للسير إلى الأمام». وأكد الراعي تضامنه مع عون آملاً في «أن يدعم الجميع موقفه»، وأضاف: «الحلول لن تكون على حساب لبنان والوحدة الداخلية والتوازن الداخلي كما يسميه الرئيس». وفي ظل المراوحة في المساعي التي لا تنبئ بتشكيل قريب للحكومة خلال هذا الأسبوع، إثر بروز عقدة تمثيل «النواب السنة المستقلين» المعروفين باسم «سنة 8 آذار»، دعا رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى جلسة تشريعية عامة تعقد صباح يومي الاثنين والثلاثاء في 12 و13 تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري، وذلك لدرس وإقرار مشاريع واقتراحات القوانين المدرجة على جدول الأعمال. ويتابع الحريري من فرنسا التطورات المرتبطة بملف توزير «سنة 8 آذار»، بحسب ما نقلت مصادر في تيار المستقبل لـ«إل بي سي آي»، موضحة أنه «يتابع من باريس التصريحات المتعلقة بتشكيل الحكومة ولا سيما لناحية العرقلة الأخيرة». وأكدت المصادر أن الحريري يرى أن هذه التصريحات لا تقدم ولا تؤخر، بل تفرض المزيد من المراوحة. بدورها، أفادت مصادر مقربة من بعبدا لـ«إم تي في» بأن لا إشارات أو معلومات في شأن ما وصلت إليه الاتصالات لحل العقدة السنية ولا جديد والأمور «راوح مكانك». وظهرت تعقيدات إثر التصعيد الأخير من قبل «حزب الله» على خط مطالبته بتوزير النواب السنة المستقلين في الحكومة. واعتبر عضو «كتلة المستقبل» النائب محمد الحجار أن القول إن «الحكومة لا تكتمل إلا بتوزير أحد النواب الستة هو دعوة لعدم تشكيل الحكومة». وأكد أنه «بالنسبة لنا الحكومة تكتمل عندما يقرر حزب الله تسليم أسماء وزرائه». وفي سياق متصل، أعلن «لقاء سيدة الجبل» بعد انعقاد اجتماعه الأسبوعي أنه «يتوضح يوما بعد يوم، وخصوصا من خلال مسلسل تعطيل تشكيل الحكومة، أن الأزمة الحقيقية تكمن في وضع يد إيران على القرار الوطني اللبناني. وما يستدعي الاستغراب هو غياب إرادة وطنية وسياسية ودستورية للتصدي لهذه الوصاية». ورأى اللقاء في بيان أن «عدم إقدام رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري ورئيس الجمهورية ميشال عون على تشكيل الحكومة الوطنية العتيدة، أمام رفض حزب الله وعلى رغم التطابق في المواقف حيال توزير هذا الفريق أو ذاك، إنما يؤكد على هذا الغياب، كما أن هذا التقاعس يجعل من الرئيسين شهود زور على دستور سقط أمام سطوة الأمر الواقع». وجدد اللقاء دعوته «إلى قيام تيار وطني جامع يأخذ على عاتقه رفع وصاية إيران عن لبنان دفاعا عن الدستور وحفاظا على العيش المشترك».

 

لبنان يتخطى أزمة انقطاع الكهرباء

بيروت/الشرق الأوسط/06 تشرين الثاني/18/أنهت السلطات اللبنانية، أمس، أزمة كان من المحتمل أن تطال قطاع الكهرباء، بإعلان وزير الطاقة والمياه في حكومة تصريف الأعمال، سيزار أبي خليل، أن بواخر «الفيول» الجزائرية المتوقفة قبالة الشواطئ اللبنانية، ستفرغ حمولتها، وذلك إثر اتصالات أجراها الرئيس المكلف سعد الحريري بالمسؤولين الجزائريين. وكانت ملامح الأزمة قد ظهرت خلال الأسبوع الماضي، بعد توقف معملين للكهرباء عن إنتاج الطاقة، إثر انقطاع مادة «الفيول» بسبب نقص التمويل، وعدم القدرة على صرف اعتمادات إضافية خارج موافقة مجلس النواب، وغياب حكومة. وأفاد المكتب الإعلامي للحريري، بأن الرئيس المكلف أجرى اتصالاً من باريس برئيس الجمهورية، أطلعه فيه على نتائج الاتصالات التي أجراها بالمسؤولين الجزائريين، والتي أفضت إلى قرار تفريغ حمولتي الباخرتين الجزائريّتين لصالح مؤسسة كهرباء لبنان، على أن يواصل الرئيس الحريري اتصالاته مع المسؤولين الجزائريين لإيجاد حل دائم للمسألة خلال الأيام المقبلة. وأعلن أبي خليل بعد زيارته رئيس الجمهورية ميشال عون، عن البدء في تفريغ شحنات «الفيول». وقال: «أبلغت فخامة الرئيس أن بواخر (الفيول) ستفرغ حمولاتها ابتداء من اليوم، ولن يكون هناك قطع للكهرباء». وأوضح أبي خليل: «وضعت رئيس الجمهورية في تفاصيل عملية التزوّد بالمحروقات لزوم كهرباء لبنان، في ظل ارتفاع أسعار النفط العالمية، وضرورة استكمال الإجراءات التي باشرنا بها بمرسوم السلفة، عبر قانون يتخذ في مجلس النواب. كما أطلعته على الاتصالات مع الجانب الجزائري الذي أبدى استعداده الكامل للاستمرار في تزويدنا بالمحروقات، بالتوازي مع استكمال الإجراءات من قبلنا». وتابع: «أعرب الرئيس عون عن تقديره للموقف الجزائري، وما ينطوي عليه من حسن النية، وأجرى اتصالاً برئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، ووضعه في أجواء هذا الملف، فثمن الرئيس الحريري بدوره مبادرة شركة النفط الجزائرية (سوناتراك) التي نستورد منها (الفيول) منذ عام 2005 لصالح مؤسسة كهرباء لبنان». وقبل حل الأزمة، عزت وزارة الطاقة المشكلة إلى امتناع وزير المال علي حسن خليل، عن تنفيذ المرسوم الذي وقعه رئيس الجمهورية ميشال عون، ورئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري، ووزيرا الطاقة والمال، إلا أن الأخير رفض صرف الأموال، معتبراً أن الأمر يحتاج إلى قانون يقرّه مجلس النواب، انسجاماً مع ما نصّ عليه قانون الموازنة، الذي يحظر صرف أي مبالغ إلا بقانون يصدر عن مجلس النواب. وكان المسؤولون اللبنانيون يعملون على حل الأزمة عبر التواصل مع الشركة الجزائرية، وإقناعها بتسديد ثمن «الفيول» خلال 90 يوماً، تجاوزاً لعرف اقتصادي معمول به عالمياً يقضي بتسديد ثمن المحروقات خلال 30 يوماً من تسليمها. وتعالت الأصوات المحذرة من مضاعفة ساعات تقنين التيّار في كلّ المناطق اللبنانية خلال الأيام الماضية، وهي مناطق تعاني أصلاً من انقطاع متكرر للكهرباء؛ خصوصاً في الأطراف.

 

التحضيرات اكتملت لمصالحة جعجع ـ فرنجية وطي مآسي العقود الأربعة/رئيس «المردة» أطلع أهالي ضحايا «مجزرة إهدن» على ظروف التقارب مع «القوات»

بيروت: يوسف دياب/الشرق الأوسط/06 تشرين الثاني/18/أنجزت التحضيرات السياسية واللوجستية، الممهّدة للقاء الذي سيجمع رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، ورئيس «تيّار المردة» الوزير السابق سليمان فرنجية، وإنهاء الصراع التاريخي بينهما، ما يؤسس لمصالحة تزيل رواسب الماضي وتطمئن جمهور الفريقين بعدم العودة إلى الوراء. وشكّل اللقاء الذي عقده فرنجية مع أهالي الضحايا الذين سقطوا في «مجزرة إهدن» التي وقعت في العام 1978، الدلالة الأبرز على مضي الطرفين بالذهاب إلى مصالحة تاريخية. الأجواء الإيجابية التي تسبق اجتماع الزعيمين المارونيين «اللدودين»، لا تقتصر على قيادات الطرفين والمحازبين، بل تنسحب على جمهورهما الذي يراقب عن كثب مآل المصالحة التي ستحكم علاقتهما في المستقبل. وأوضح القيادي في تيّار «المردة» النائب السابق كريم الراسي في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «الأرضية باتت جاهزة للقاء الذي سيجمع الوزير فرنجية والدكتور جعجع»، مشيراً إلى أن «الاجتماع المرتقب ليس الأول بينهما، إذ سبق والتقيا في بكركي برعاية البطريرك بشارة الراعي، وتبع ذلك تواصل دائم بين كوادر (القوات) و(المردة) في مناسبات عدّة». وكانت «مجزرة إهدن» (شمال لبنان) وقعت في 13 يونيو (حزيران) من العام 1978، نتيجة هجوم شنته وحدة مقاتلة من «القوات اللبنانية» يومذاك، واستهدفت عائلة فرنجية، وقضى في تلك المجزرة 31 شخصاً من أبناء منطقة زغرتا وأنصار تيار «المردة»، أبرزهم الوزير طوني فرنجية (نجل الرئيس الراحل سليمان فرنجية ووريثه السياسي ووالد رئيس تيّار «المردة» الحالي سليمان فرنجية) وزوجته وطفلتهما، وذلك بسبب خلافات عميقة بين حزب «الكتائب اللبنانية» برئاسة بيار الجميل وقوات الحزب بقيادة نجله الرئيس الراحل بشير الجميل من جهة، وتيّار «المردة» برئاسة الرئيس سليمان فرنجية ونجله طوني من جهة أخرى.

وأشار الراسي إلى أن «الارتياح يسود الآن جمهور الحزبين على الأرض، ولم يعد هناك أثر لرواسب الصراعات الموروثة»، لافتاً إلى أن «لقاء فرنجية بأهالي الضحايا جرى خلاله توضيح للمراحل التي مرّت بها علاقة (القوات) و(المردة)، وشرح لهم أهمية المصالحة المسيحية والوطنية في تقارب الطرفين». وقال: «لم تكن عملية إقناع كلّ الناس بالمصالحة سهلة، وكان هناك تحفّظ وغضب من البعض»، لافتاً إلى أن «المستهدف بـ(مجزرة إهدن) كان طوني فرنجية وعائلته الذين قضوا فيها مع الآخرين، وبالتالي سليمان فرنجية هو أكبر المضحّين من أجل هذه المصالحة، والمطلوب من الدكتور جعجع مبادرة تعيد الاعتبار لذوي الضحايا». ويأتي تقارب الفريقين، غداة اشتداد خصومتهما مع «التيار الوطني الحرّ» برئاسة جبران باسيل، الذي وصفه الرئيس ميشال عون بـ«المتصدّر للسباق الرئاسي»، لكنّ القيادي في «المردة» كريم الراسي، لفت إلى أن «التفاهم ليس هدفه المعركة الرئاسية المقبلة، بقدر ما يهدف إلى إزالة رواسب التاريخ الأسود بين الفريقين، وتطمين جمهورهما بعدم العودة إلى الوراء»، لافتاً إلى أن فرنجية «كان أول من بادر إلى التقرب من جعجع عندما اتصل بالأخير لحظة خروجه من السجن (في العام 2005)، وكانت ردّة فعل جعجع سلبية حينها»، مشيراً إلى أنه «إذا كانت المصالحة مفيدة في معركة رئاسة الجمهورية فهذا أمر إيجابي أيضاً»، ومشدداً على أن «التفاهم مع فرنجية سيكون أقوى وأصدق، وليس بحاجة إلى ورقة سريّة، كما حصل في (تفاهم معراب)».

ويحمّل تيار «المردة»، جعجع، مسؤولية «مجزرة إهدن»، ويؤكد أن الأخير كان قائداً للقوة العسكرية التابعة لـ«القوات اللبنانية» التي كانت الفصيل العسكري لحزب «الكتائب»، التي نفّذت الهجوم على إهدن، في وقت نفى جعجع هذا الأمر مرات عدّة، وأشار إلى أنه أصيب بيده إصابة بالغة عند أطراف مدينة إهدن، ونقل إلى المستشفى، ولم يكن مسؤولاً عن النتائج التي أسفرت عن ذاك الهجوم. وترفض «القوات اللبنانية» اتهامات جرى تسويقها في هذا الملف، لكنها تحاذر الغوص فيها حتى لا تعكّر صفو المصالحة العتيدة. ويشدد مصدر في «القوات» لـ«الشرق الأوسط»، على أن «الهدف الذي يعمل له الجميع، هو طي صفحة أليمة خرج المسيحيون فيها خاسرين»، مشيراً إلى أن «الاتصالات التي شهدتها الأسابيع والأيام الماضية، بددت الكثير من الالتباسات، وهي ستتوّج بلقاء الدكتور جعجع وسليمان فرنجية قريباً»، معتبراً أن «مصارحة فرنجية لذوي الضحايا الذين سقطوا في (مجزرة إهدن)، تعبّر عن شجاعة كبيرة لدى الرجل، وحكمته في العمل على تجاوز مرحلة أليمة يجب أن تبقى من الماضي». واعتبر النائب السابق سليم كرم في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «التقارب بين (القوات) و(المردة) يسير بخطى ثابتة، وإن كانت بطيئة أو جزئية». ولفت كرم الذي كان عضواً في كتلة «المردة» إلى أن «هذه المصالحة تفرضها مصالح الطرفين، وهي تؤسس لتحالف رئاسي والوصول إلى الهدف الذي يريده كلّ من فرنجية وجعجع، المرشحين لرئاسة الجمهورية». وقال: «كما حصل تفاهم بين (القواتيين) و(العونيين) أفضى إلى انتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية، قد يحصل تفاهم مماثل بين (القوات) و(المردة) يفضي إلى انتخاب أحدهما رئيساً للبلاد، وبالتالي نحن أمام بوادر معركة رئاسية بامتياز». وشدد النائب السابق سليم كرم، على أن «اللقاءات التي عقدها فرنجية مع ورثة الضحايا الذين سقطوا في (مجزرة إهدن)، تهدف إلى إقناع هؤلاء بالخطوة التي سيقدم عليها، وهي طي صفحة الصراع مع (القوات اللبنانية) المستمر منذ أكثر من أربعة عقود»، كاشفاً أن «بعض أقارب الضحايا يرفضون المصالحة». وقال إن هذا الأمر «تجلّى من خلال انكفاء نحو 40 في المائة ممن يوالون لآل فرنجية عن الانتخابات الأخيرة، بسبب اللقاءات التي حصلت بين قيادات الطرفين»، معترفاً بأن «المسيحيين لديهم مرض تاريخي وهو رئاسة الجمهورية الذي خرب البلد».

 

البطاقة الصحية» إلى البرلمان اللبناني بعد إقرارها في «لجنة المال»

بيروت/الشرق الأوسط/06 تشرين الثاني/18/أقرت لجنة المال والموازنة في مجلس النواب اللبناني البطاقة الصحية التي تتضمن الملف الطبي لكل لبناني منذ ولادته، وستوفّر أكثر من 60 في المائة من الهدر، وأحالتها إلى الهيئة العامة للبرلمان لإقرارها. وتدرس اللجان النيابية مشروع قانون البطاقة الصحية التي تؤمن تغطية صحية لكل اللبنانيين منذ سنوات، وهو مشروع بادرت إليه وزارة الصحة في 2010. وأكد رئيس لجنة المال والموازنة النائب إبراهيم كنعان أنه «كما وعدنا قبل أسابيع، أقر اليوم (أمس) قانون البطاقة الصحية». وقال بعد جلسة لجنة المال والموازنة حضرها وزير الحصة غسان حاصباني إن «البطاقة البيومترية ستتضمن التاريخ الصحي لكل مواطن ما يوفر الكثير من الأموال وهي برعاية وزارة الصحة مع إعطاء الفرصة للضمان ليشمل كل الشرائح في المستقبل». ولفت إلى أن «البطاقة الصحية أصبحت على أبواب الهيئة العامة وأتمنى أن تكون من أولويات التشريعات لأنها تمس كل لبناني وكل بيت». وأشار كنعان إلى أن «المطلوب قرار سياسي في الهيئة العامة يثبت حق اللبنانيين بالاستشفاء»، مؤكداً أن الهدر ناتج «عن السياسة والاستنساب والفوضى ونريد مشروع البطاقة الصحية أول مشروع طبي ووطني توافق عليه الهيئة العامة». وأشار إلى «اقتراحات عدة للتمويل سنرفعها في تقرير اللجنة إلى الهيئة العامة وهذه البطاقة ستدخل كل بيت».

 

الحريري باقٍ في باريس حتى هذا الموعد... والتأليف سيطول

"الراي الكويتية/06 تشرين الثاني 2018/على وهج دخول العالم في «زمن» العقوبات الأميركية الأقسى على إيران الرامية الى «تقليم أظافرها» إقليمياً ونزْع «أنيابها» التي تشكّلها منظومة صواريخها البالستية و«ليّ أذرعها» في المنطقة وأبرزها «حزب الله»، ازدادتْ مؤشرات عودة ملف تشكيل الحكومة الجديدة في لبنان الى «قاعة انتظارٍ» طويل ومزدوج لما سيسفر عنه تَصاعُد عملية «عضّ الأصابع» الداخلية حيال «عقدة حزب الله» الذي أوقف «عربة التأليف» في الأمتار الأخيرة بذريعة توزير حلفائه السنّة، كما لمآل «الصدمة الأولى» بعد «الاصطدام» الأميركي - الإيراني.

وفيما يحاول الحزب «تأطير» عقدة تمثيل السنّة الموالين له في الحكومة بحيث «يخبئ» طابعها المذهبي وفي الوقت نفسه «يُخْفي» كونها تحوّلت مواجهة بينه وبين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الذي وقف في «الخندق نفسه» مع الرئيس المكلف سعد الحريري برفْض توزير هؤلاء «وإضعاف رئيس الوزراء»، فإن هذا «الفتيل» الذي «تتطاير شظاياه» في اتجاهاتٍ عدة بدأ يرسّخ اقتناعَ أوساطٍ مطلعة بأنّ «وراء الأكمة» أهدافاً كبرى تراوح بين حديْن يتقاطع فيهما المحلي بالاقليمي وهما، كسْر الحريري داخل البيت السني بما يعنيه ذلك من ضرْب للتوازنات الداخلية وبامتدادها الخارجي، ووضْع تشكيل الحكومة في «الإقامة الجبرية» الى أجَل غير مسمى. ولم يكن عادياً أمس، بروز إشارات واضحة إلى أن الحريري، الذي اتّخذ قراراً لا رجوع عنه بعدم تمكين «حزب الله» من ان يتحوّل «شريكاً مُضارِباً» داخل البيئة السنية وعدم توقيع مرسوم أي حكومة تتضمن اسماً من حلفائه السنّة، ماضٍ في «معركته»، وهو رَفَعَ سقف «هجومه الدفاعي» من خلال ما يشبه «الاعتكاف» في باريس التي انتقل اليها قبل 5 أيام، وسط تقارير لم تستبعد ان يبقى فيها أقلّه حتى 11 تشرين الثاني الجاري، موعد إحياء الذكرى المئوية لنهاية الحرب العالمية الأولى وافتتاح منتدى باريس للسلام (وُجهت دعوة اليه لحضور المناسبة). وبدا واضحاً أن الحريري، الذي يَعتبر أنه قام بِما عليه لجهة تذليل ما كان يعترض ولادة الحكومة ولم يعد لديه ما يقدّمه، يحرص على ان يتابع عن بُعد مجريات الوضع الداخلي سواء بالنسبة الى الملفّ الحكومي أو لعناوين حياتية مثل شبح العتمة التي كادت أن «تطْبق» على لبنان والتي أفْلت منها باتصالات أجراها الرئيس المكلف مع الجانب الجزائري وأفضتْ الى قرار تفريغ حمولتي الباخرتين الجزائريين لمصلحة شركة كهرباء لبنان على ان يُصرف ثمن الفيول بعد تغطية الاعتمادات اللازمة بقانون في البرلمان.

 

الكرة الآن في ملعب عون... إلى أين تتّجه البلاد؟

عامر مشموشي/اللواء/06 تشرين الثاني 2018

حسناً فعل الرئيس سعد الحريري بتجميد كل تحركاته ومشاوراته لتذليل العقد التي تعيق تشكيل الحكومة، لأنه قام بكل ما هو مطلوب منه كرئيس مكلف تشكيل الحكومة ووفق ما تمليه عليه مسؤولياته الوطنية، وما ينص عليه الدستور ووثيقة الوفاق الوطني، فالرئيس الحريري سلم التشكيلة الحكومية إلى رئيس الجمهورية بعد إسقاط أسماء الوزراء على الحقائب وفق الاتفاق الذي تمّ مع القوى السياسية الأساسية، باستثناء وزراء حزب الله لأن الحزب تمنع عن اعطائها إليه الا بعد أن يوافق الرئيس المكلف عن توزير أحد النواب السنة الستة المتحالفين معه إلى التشكيلة الذي من واجبه الدستوري أن يصدرها بمرسوم يوضع عليه مع الرئيس المكلف ليصبح نافذاً، وبمعنى أكثر وضوحاً فإن الرئيس الحريري قام بكل ما هو مطلوب منه، وباتت الطابة في ملعب رئيس الجمهورية بعدما خرجت من ملعبه، وهو أي الرئيس الحريري، عندما غادر إلى باريس للراحة ولاجراء اتصالات دولية تصب في مصلحة لبنان، كان يُدرك تماماً إن ذلك سيفتح باب التساؤل واسعاً عمّا إذا كان ابتعاده عن الساحة الداخلية في ظل هذه الظروف الحساسة والدقيقة هو نوع من الاعتكاف، وهذا ما حصل بالفعل حيث بادرت معظم وسائل الإعلام لا سيما منها المرتبطة بشكل أو بآخر بحزب الله إلى الترويج بأن الرئيس الحريري معتكف احتجاجاً على التأجيل الحاصل، فليكن الأمر كذلك، ويعتكف الرئيس الحريري على متابعة مساعيه لتذليل العقبات التي ما زالت تعترض تأليف الحكومة رداً على حزب الله الذي عطل صدور مرسوم تشكيل الحكومة بمحاولة فرض توزير أحد النواب الستة التابعين له في الحكومة العتيدة، بما يُشكّل تدخلاً سافراً في شؤون الطائفة السنية، في وقت لا يسمح هو بأي تدخل في شؤون الطائفة الشيعية التي قبض على قرارها بقوة السلاح، ومن المؤسف ان يقف الرئيس نبيه برّي إلى جانبه في هذا التدخل مع علمه الأكيد بأنه يُشكّل خروجاً على التوازنات الداخلية ومحاولة إلغاء دور هذه الطائفة في هذه المعادلة. وأمام هذا التدخل، من الطبيعي أن يتخذ الحريري مثل الموقف الذي اتخذه وابتعد عن المناورات الجارية على الساحة الداخلية من دون أن يعني ذلك اعتكافاً أو تهديداً بالاعتذار، وإنما العكس هو الصحيح فهو ليس في وارد الاعتكاف ولا في وارد الاعتذار عن مهمة تشكيل الحكومة، وهو في نفس الوقت يسمح بالانقلاب على اتفاق الطائف لجهة تهميش الطائفة السنية بالممارسة بعدما فشلت كل محاولات تغيير الطائف لمصلحة الطائفة الشيعية، وهذا من شأنه ان يضع رئيس الجمهورية أمام تحدي التوقيع على مرسوم التشكيلة الحكومية كما سلمه إياها الرئيس الحريري متجاوزاً بذلك محاولة حزب الله فرض إرادته على الجميع، خصوصاً بعدما أعلن رفضه لذلك، وعدم اعترافه بالوزراء السنة واما أن يتابع اتصالاته مع الحزب لاقناعه بالتراجع عن مطلبه غير المحق، وغير المسؤول في ذات الوقت حتى إذا ظل الحزب متمسكاً بمطلب اشراك أحد النواب السنة في الوزارة العتيدة، عمد إلى تحمل مسؤولياته الدستورية وأصدر مرسوم تشكيل الحكومة تاركاً لمجلس النواب أن يمنحها ثقته أو يحجبها عنها.

 

لا تواصل بين عون و"حزب الله"... وتحذيرات من التحريض

عمر البردان /اللواء/06 تشرين الثاني 2018

أراد الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري من تأخير عودته إلى بيروت، إيصال رسالة إلى «حزب الله» وحلفائه بأنه يرفض سياسة الابتزاز التي يمارسونها للضغط عليه بهدف توزير النواب السنة المستقلين، وبالتالي فإنه لا يمكن أن يرضخ لهذه السياسة ولن يشكل الحكومة إلا التي يقتنع بها، طالما أنه متسلح بالدستور الذي لا يحدد مهلة لانتهاء التكليف، ويعطيه الحق وحده بالتشاور مع رئيس الجمهورية بإصدار مراسيم الحكومة، خلافاً للأعراف غير الدستورية التي يحاولون خلقها لإرغام الرئيس المكلف على القبول بها بالترغيب والترهيب.

وفي الوقت الذي تكاد خطوط الاتصال شبه مقطوعة بين الرئاسة الأولى وقيادة «حزب الله»، على خلفية موقف رئيس الجمهورية ميشال عون الرافض لتوزير النواب السنة المستقلين، فإن تأجيل عودة الرئيس المكلف من باريس إلى بيروت، يؤشر إلى عمق المأزق الذي يواجهه تأليف الحكومة، في ضوء المعلومات التي توافرت لـ«اللواء» من أوساط معنية بعملية التشكيل، أن التطورات الإقليمية المتصلة بالعقوبات الأميركية على إيران، قد دخلت عاملاً معرقلاً جديداً وبقوة على خط التأليف، وهو الأمر الذي سيزيد من تعنت «حزب الله» ويجعله يرفع من سقف اعتراضاته، متذرعاً بتوزير حلفائه من سنة الثامن من آذار، بالتوازي مع الحصار المالي والاقتصادي الذي بدأت تواجهه إيران، والذي سيترك انعكاساته على لبنان على أكثر من صعيد. وتشير الأوساط إلى أنهناك مخاوف جدية من إطالة أمد الأزمة أشهراً، طالما بقيت المواقف على حالها، محذرة من محاولة «حزب الله» رفع منسوب التحريض على الرئيس المكلف وتحميله مسؤولية التعطيل وما قد يخلفه استمرار بقاء الوضع على ما هو عليه، في ظل سعي الحزب لتحييد الرئيس عون رغم استيائه من موقف برفض توزير النواب السنة المستقلين، ليصبح الرئيس الحريري وحده المسؤول عن عدم تأليف الحكومة، فيما لا يخفى على أحد حجم التنازلات التي قام بها الرئيس المكلف تسهيلاً للولادة، بينما كان «حزب الله» يبتدع اختلاق العراقيل أمام ولادة الحكومة التي كانت قاب قوسين، بعد موقف «القوات اللبنانية»، فأخرج من كمّه أرنب ما يسمى بـ«العقدة السنية»، في حين يعلم الجميع أنالنواب السنة المستقلين بغالبيتهم ينتمون إلى كتل نيابية، وبالتالي لا يحق لهم الدخول إلى الحكومة.ومن هنا فإن المواجهة تبدو حتمية بين الرئيسين عون والحريري المتمسكين برفض توزير النواب السنة المستقلين، وبين «حزب الله» الذي لا يجد نفسه محرجاً ببقاء البلد دون حكومة إذا لم يلب طلبه، باعتبار أن له تجربة شبيهة عندما أبقى لبنان دون رئيس للجمهورية طيلة سنتين ونصف السنة، حتى كان له ما أراد وانتخب حليفه رئيساً للجمهورية. ولذلك فإن عملية عض الأصابع ستطول، بانتظار من يصرخ أولاً، مع أن المعطيات المتوافرة لا تشير إلى أن الحزب مستعجل للتأليف إلا إذا حصل على مبتغاه، الأمر الذي قد يفتح الباب على تسوية ليست واضحة المعالم حتى الآن إذا قيض للاتصالات الجارية بعيداً من الاعلام أن تحقق غايتها بأقل الخسائر الممكنة.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

«سويفت» تعلّق التعاملات مع مصارف إيرانية

واشنطن – بروكسل/الشرق الأوسط/06 تشرين الثاني/18/قالت شبكة «سويفت» لخدمة التراسل المالي، ومقرها بلجيكا، إنها قررت تعليق وصول بعض البنوك الإيرانية إلى نظام التراسل الخاص بها من أجل الحفاظ على استقرار النظام المالي العالمي وسلامتها، بحسب ما أوردت وكالة «رويترز» أمس. وفي بيان مقتضب، لم تتطرق «سويفت» لذكر العقوبات الأميركية التي أعيد فرضها على بعض المؤسسات المالية الإيرانية أمس الاثنين، في إطار جهود الرئيس دونالد ترمب الرامية لإجبار إيران على الحد من أنشطتها النووية والصاروخية والإقليمية. وقال بيان «سويفت» الذي نقلته «رويترز» إن تعليق وصول البنوك الإيرانية إلى نظام التراسل هو خطوة «مؤسفة»، لكنها «اتخذت لمصلحة الاستقرار وسلامة النظام المالي العالمي الأوسع نطاقاً». وذكرت «رويترز» أن قرار «سويفت» عدم التطرق إلى ذكر استئناف العقوبات الأميركية يعكس على الأرجح حقيقة أنها عالقة بين متطلبين تنظيميين متناقضين. فالحكومة الأميركية أبلغت «سويفت» بأنها تتوقع منها الامتثال للعقوبات وأنها قد تواجه عقوبات من واشنطن إذا لم تمتثل لها. وعلى الجانب الآخر، يحظر على «سويفت» القيام بذلك بموجب قانون الاتحاد الأوروبي المعروف باسم قانون الحجب، والذي قد يعرضها لعقوبات أوروبية إذا امتثلت للقانون الأميركي. وأشارت وكالة الصحافة الفرنسية، من جهتها، إلى أن خدمات «سويفت» تتيح ربط أكثر من 11 ألف منظمة مصرفية وبنى تحتية وشركات متعاملة في أكثر من 200 بلد ومنطقة، بحسب بيانات الشركة التي توضح أنها «لا تملك رساميل ولا تدير حسابات لمصلحة زبائن».

 

اختبار» لقدرة الأوروبيين على مقاومة تدابير ترمب/دول الاتحاد تتهرب من استضافة {صندوق العمليات الخاصة} خوفاً من إغضاب واشنطن

باريس: ميشال أبو نجم/الشرق الأوسط/06 تشرين الثاني/18/أكثر من أربعين يوم مرت منذ أن أعلنت فيدريكا موغيريني، «وزيرة» خارجية الاتحاد الأوروبي، من نيويورك، وإلى جانبها محمد جواد ظريف ووزراء خارجية بعض الدول الأوروبية، عن عزم الاتحاد على إيجاد بنية شبيهة بـ«غرفة مقاصة» للالتفاف على العقوبات الأميركية وتمكين إيران من الاستمرار في تصدير نفطها والقيام بعمليات تجارية. جاء القرار الأوروبي كثاني تدبير قام به الاتحاد لمقاومة ما يسميه الأوروبيون «استبداداً» اقتصاديا أميركياً، وذلك بعد إعادة تفعيل قانون يعود لعام 1996، من شأنه توفير الحماية القانونية والمالية للشركات التي تطالها العقوبات الأميركية بسبب استمرار تعاملها مع طهران. وخارج هذين التدبيرين، فإن ما جاء به الاتحاد هو التعبير عن مواقف سياسية رافضة لقرار الرئيس دونالد ترمب الخروج من الاتفاق النووي مع طهران المبرم صيف عام 2015 وفرض عقوبات عليها تريدها الإدارة الأميركية «الأقسى في التاريخ»، وذلك على دفعتين أهمها الدفعة الثانية التي دخلت حيز التنفيذ أمس (الاثنين)، إذ إنها تطال تصدير النفط والغاز والنظام المالي الإيراني.

حقيقة الأمر أن التدابير الأوروبية بقيت حبراً على ورق. فصندوق العمليات الخاصة «SPV»، أو غرفة المقاصة «المفترض أن تكون على شكل صندوق توضع فيه قيمة مبيعات البترول الإيرانية وتُسحب منه قيمة البضائع أو الخدمات المصدّرة إلى إيران بعيداً عن استخدام الدولار الأميركي»، من المقدر له أن يتيح للشركات الأوروبية التي ليست لها مصالح في الولايات المتحدة وبالتالي لا يمكن أن تتعرض لعقوبات أميركية أن تشتري النفط الإيراني وأن تصدّر ما تريد إلى السوق الإيرانية ما دام سيف العقوبات لا يمكن أن يطالها. والحال أن هذا الصندوق ما زال قيد الدرس. وفي البيان المشترك الصادر يوم الجمعة الماضي عن وزراء خارجية ومالية الدول الأوروبية الموقِّعة على الاتفاق «فرنسا وبريطانيا وألمانيا إضافة إلى موغيريني»، جاء أن هذه الدول بالتعاون مع روسيا والصين وأطراف أخرى «كثفت جهودها في الأسابيع الأخيرة» من أجل إيجاد الصندوق المذكور. وينبه البيان إلى أن «أعمالاً إضافية» يتعين القيام بها من أجل إنجازه لغرض «مساعدة وطمأنة» الجهات الاقتصادية الراغبة في إدامة علاقاتها التجارية «المشروعة» مع إيران. والخلاصة الأوروبية تشدد على وجود «عزم جماعي» للسير في هذه الأعمال حتى النهاية. وما يشبه الصدى للإعلان الجماعي، فقد قال الناطق باسم الحكومة الألمانية شتيفن زابيرت، أمس، إن برلين «تدرس كيف ستتمكن من حماية أسس ارتباطاتها التجارية» مع إيران وحماية الشركات المتضررة من العقوبات لاعتبارها أن هذه العلاقات «مشروعة».

والحقيقة أن البيانات شيء والواقع شيء آخر. فوفق مصدر اقتصادي فرنسي تحدثت إليه «الشرق الأوسط»، فإن ولادة الصندوق تعاني من صعوبة قوامها أن أياً من بلدان الاتحاد الـ28 «لم يبدِ حتى الآن رغبة في استضافة الصندوق» مخافة إغضاب واشنطن. وفي حال تبرع أحد البلدان باستضافته فإنه لن يكون متأكداً من تضامن الأوروبيين الـ27 الآخرين إذا ما قررت واشنطن معاقبته. ويضيف هذا المصدر أن واشنطن «غاضبة» على الأوروبيين الذين رفضوا، من جهة، السير في ركابها في موضوع العقوبات لا بل إنهم عمدوا إلى محاربتها وحاولوا استنباط الوسائل للالتفاف عليها. ومن جهة ثانية، دافعوا بقوة عن اتفاق اعترفوا أنفسهم بأنه «ناقص». ودليل واشنطن على ذلك أن مقترح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الإبقاء على الاتفاق واستكماله باتفاق أوسع يأخذ بعين الاعتبار نشاطات إيران النووية لما بعد عام 2025، إضافة إلى «لجم» برنامجها الباليستي، ووضع حد لسياستها المزعزعة للاستقرار في الإقليم، «اعتراف» بصحة المقاربة الأميركية. وهذا الوضع يفسر سبب رفض واشنطن القاطع لإعفاء بلدان أو شركات أوروبية من العقوبات ومنحها لثمانية بلدان ليس بينها سوى بلدين أوروبيين هما اليونان وإيطاليا، علماً بأن الأخيرة هي المشتري الأول للنفط الإيراني داخل أوروبا لكنّ مشترياتها تناقصت من 167 ألف برميل في اليوم، في أبريل (نيسان)، إلى 132 ألف برميل في اليوم، في سبتمبر (أيلول). وبشأن الصندوق المذكور، فقد وصفه وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو بأنه «سيفضي إلى أسوأ النتائج المعكوسة التي يمكن تصورها لأجل السلام والأمن في العالم».

وأمس، نقلت صحيفة «لو فيغارو» عن غونترام وولف، مدير مركز الأبحاث «برويجل» الأوروبي الذي مقره بروكسل، قوله: «تصوروا أن مدير الصندوق الموعود ذهب إلى الولايات المتحدة للاستجمام وَلْنَقُلْ في ميامي. ماذا سيحل به هناك؟ سيُلقى القبض عليه»، في إشارة إلى الصعوبات التي تواجه ولادة الصندوق. وفي أي حال، فإن الأوروبيين لم يحددوا موعداً زمنياً لإطلاقه وهو أمر طبيعي لأنه لا اتفاق اليوم على تفاصيل آليات عمله ولا على مركزه ولا على المسؤولين عنه. أما إذا نجحوا في نهاية المطاف في إيقافه على قدميه، فإن ثمة إجماعاً على أن تأثيره سيكون «محدوداً» لأنه لن يهم إلا الشركات التي لا علاقة لها بالسوق الأميركية، وهو بالتالي شبيه، من حيث فاعليته، بقانون 1996 الذي أُعيد تفعيله. وحسب ما قالته مصادر رسمية فرنسية لـ«الشرق الأوسط»، فإن الحكومات الأوروبية رغم تمسكها بالاتفاق واقتناعها بالحاجة إلى الإبقاء عليه من أجل ألا تخرج طهران منه ولاستمرار الرقابة الدولية على نشاطاتها النووية ومنع انزلاق المنطقة إلى المجهول، فإنها «لا تستطيع فرض إرادتها على الشركات الخاصة التي تعمل وفق مصالحها وليس وفق توجيهات دولها». وتشكل دول الاتحاد الأوروبي مجتمعة ثاني مستورد للنفط الإيراني بعد الصين، فيما تحلّ الهند في المرتبة الثالثة، وتركيا في المرتبة الرابعة. وحتى ما قبل البدء بتطبيق العقوبات، تراجعت الصادرات النفطية الإيرانية من 2,5 مليون برميل في اليوم، في أبريل، إلى 1,6 مليون برميل في اليوم، في سبتمبر. ومن بين أسباب التراجع انخفاض الواردات النفطية الأوروبية بنسبة عالية، كما في حال إيطاليا.

وواضح اليوم، وفق القراءة الفرنسية، أن انطلاق السلة الثانية الأكثر إيلاماً للعقوبات الأميركية سيكون بمثابة «اختبار» لقدرة أوروبا على مقاومة التدابير الأميركية وبالتالي الدفاع عن مصالحها، لا بل عن نجاحها في ردع طهران عن التخلي عن الاتفاق. وتتخوف باريس، ومعها عواصم أوروبية، من أن واشنطن «تسعى لدفع طهران لتمزيق الاتفاق ولمعاودة تخصيب اليورانيوم»، كما أن بعض الشكوك يساورها لجهة ما تسعى إليه واشنطن حقيقةً بين إلزام طهران بالعودة مجدداً إلى طاولة المفاوضات، كما تقول رسمياً من خلال الضغوط الاقتصادية، أو استخدام هذه الضغوط لدفع الإيرانيين للتحرك ضد النظام. من هنا، فإن البيان الأوروبي المشترك الأخير حضّ طهران على المضي في تنفيذ التزاماتها المنصوص عليها في الاتفاق. كما أن مصادر فرنسية قالت لـ«الشرق الأوسط» إن باريس نصحتها بـ«الابتعاد عن الاستفزازات». وبين المطرقة الأميركية والسندان الإيراني، تجهد الدبلوماسية الأوروبية في المحافظة على مقاربة وسطية. لكن ما قد يدفعها إلى التخلي عن حماستها في الدفاع عن طهران وعن الاتفاق هو ما حصل في باريس نهاية يونيو (حزيران)، وفي كوبنهاغن مؤخراً لجهة تخطيط إيران لعمليات إرهابية على الأراضي الأوروبية. فهل ستستمر أوروبا في الفصل بين التزاماتها إزاء الاتفاق النووي وبين ما تقوم به الأجهزة الإيرانية أم أنها ستأخذ مساراً آخر وتخطو خطوات باتجاه المقاربة الأميركية؟ وفي زيوريخ، أوردت وكالة «رويترز» أن الحكومة السويسرية قالت إنها تُجري محادثات مع واشنطن وطهران بشأن تدشين قناة مدفوعات للأغراض الإنسانية لضمان استمرار تدفق الطعام والأدوية إلى إيران بعد إعادة فرض العقوبات الاقتصادية الأميركية عليها. وقالت أمانة الدولة للشؤون الاقتصادية في بيان عبر البريد الإلكتروني: «سويسرا ملتزمة بحماية مصالحها الاقتصادية وتتابع عن كثب تطور الموقف. السلطات في اتصال مباشر مع السلطات المختصة في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وإيران». وفي لندن، قال المتحدث باسم رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي: «ما زلنا مقتنعين بأن الاتفاق النووي الإيراني يجعل العالم أكثر أماناً. وما دامت إيران تنفذ التزاماتها بموجب الاتفاق فستلتزم بريطانيا به كذلك». وفي بكين، قالت وزارة الخارجية الصينية إنه يجب احترام تعاونها التجاري «المشروع» مع إيران. وأعربت عن أسفها لإعادة فرض العقوبات الأميركية. وفي القدس، أشاد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بما وصفه بقرار الرئيس الأميركي «الشجاع» بإعادة فرض العقوبات على إيران. وأضاف أمام نواب حزبه «الليكود»: «اليوم هو يوم تاريخي، إنه اليوم الذي فرضت فيه الولايات المتحدة بقيادة الرئيس (ترمب) عقوبات شديدة جداً على إيران، عقوبات هي الاقسى التي تُفرض على إيران منذ بدء الجهود لوقف عدوانها».

 

بين الخضوع والالتفاف... إجراءات إيرانية للتعامل مع الإجراءات الأميركية

طهران: فراز صفايي/الشرق الأوسط/06 تشرين الثاني/18/فجر أمس بدأت الدفعة الثانية من العقوبات الأميركية على النظام الإيراني، بعدما كانت الدفعة الأولى من العقوبات، التي بدأت في أغسطس (آب) المنصرم، قد حظرت التعامل بالدولار والذهب. تأتي هذه الدفعة الجديدة لتشمل عدة مناحٍ منها قطاع الموانئ والشركات العاملة فيه، إلى جانب حظر كامل على شركات النفط الإيرانية، وحظر شامل على أي نوع من التحويل المالي مع البنك المركزي الإيراني وأي مؤسسة مالية تقع ضمن لائحة العقوبات. العقوبات التي تصفها إدارة ترمب بالأقسى والأشد لتشمل قطاع النفط وقطاع المبادلات المصرفية بدأت وسط حالة ترقب حذر في الأسواق الإيرانية المرهَقة أساساً بفعل المواجهة الأميركية الإيرانية ووسط أجواء متشائمة حول مستقبل الاقتصاد الإيراني بعيداً عن الشعارات التي أطلقها قادة «الحرس الثوري» في مظاهرات يوم الرابع من نوفمبر (تشرين الثاني). أجواء الترقب «المتشائم» هذه أدت إلى توقف غير رسمي في سوق تداول العملات الصعبة في العاصمة بعد أن أظهرت منحنيات الأسعار منحى ارتفاعياً بلغ نحو 180 توماناً مقابل الدولار الواحد، أي بنسبة بلغت 1.5 في المائة. وفي ظل احتدام المواجهة بين النظام الإيراني وإدارة ترمب فإن الكل في الشارع الإيراني يتساءل عما إذا كان للنظام خطة لمواجهة الأزمة الناتجة عن العقوبات المفروضة على قطاعي النفط والمصارف، وعما إذا كان السياسيون في إيران يتنازلون أمام مطالب إدارة ترمب أم تستمر صيحة المقاومة؟

الاقتصاد المتأزم على محك العقوبات

المواجهة التي بدأت أمس بين البلدين وإن كانت ترمي إلى تعديل السلوك السياسي الإيراني لكنها تمر عبر بوابة الاقتصاد، ومن الطبيعي أن أهم الخطوات المستعجلة التي يتخذها النظام الإيراني ستكون على هذا الصعيد. وعلى مستوى الخطوات التي قد تتخذها إيران على صعيد الاقتصاد يمكن استشفاف دلالات على ذلك في ما قاله كلٌّ من الرئيس روحاني عن الالتفاف على العقوبات، ومساعده الأول إسحاق جهانغيري عن رغبة إيران في إبقاء أسعار النفط مرتفعة. تهدف العقوبات إلى تصفير صادرات النفط الإيرانية في إطار الضغط عليها، وبطبيعة الحال تتخذ إيران خطوات للتحايل على هذه العقوبات على غرار ما حدث قبل الاتفاق النووي، حيث أكد روحاني أن بلاده «ستطبق بكل فخر مشاريع للالتفاف على هذه العقوبات» التي وصفها بـ«الظالمة»، ومن المرجح في هذا الإطار لجوء إيران إلى الخطوات التالية:

ستواصل إيران خطتها لإغلاق نظام الملاحة والرادار في سفنها الشاحنة للنفط في إطار تضليل الأقمار الصناعية والالتفاف على العقوبات المفروضة في مجال الموانئ والتي تحول دون رسوّ ناقلات النفط الإيرانية في الموانئ العالمية. طبعاً إيران لا تستطيع تعويض كل أضرارها عبر هذه الطريقة، لكن السفن الثلاث والثلاثين التي تمتلكها يمكن أن تحمل مزيداً من النفط بعيداً عن عيون المراقبين.

إلى جانب ذلك تتجه إيران خلال الفترة المقبلة نحو البيع غير المباشر لنفطها في الأسواق السوداء.

وتفيد أنباء بنية إيران نقل نفطها إلى بلدان مجاورة لها، مثل روسيا، من أجل تكريره وإعادة تصديره باسم النفط الروسي. وتذكر مصادر أن إيران ربما تتجه نحو القيام بالعمل نفسه في العراق، مستخدمةً نفوذها على الحكومة العراقية.

داخلياً، ستكون إيران في مواجهة مشكلة كبيرة على صعيد تأمين وقود للسيارات. ووفقاً للمعطيات تستهلك إيران ما لا يقل عن 90 مليون لتر من البنزين يومياً، في حين أنها تنتج نحو ثلث هذا المقدار، ما يعني أنها تستورد نحو 60 مليون لتر يومياً. وستتجه الحكومة نحو عدة خطوات من أجل امتصاص الأزمة في هذا المجال منها تحصيص الوقود، وترشيد استهلاكه، ومنع تهريبه، إذ يقدَّر الوقود المهرب من إيران بنحو 30 مليون لتر كل يوم. كما أن الحكومة ستتجه نحو رفع أسعار الوقود بغية تأمين بعض السيولة اللازمة لرواتب الموظفين.

أما على مستوى دفع مستحقات المبيعات من النفط ومن أجل الالتفاف على العقوبات المفروضة منذ أمس على القطاع البنكي وعلى البنك المركزي بشكل خاص، فإن الحكومة قد تعود إلى تجربة ما قد جربته مع الصين ضمن الجولات السابقة من العقوبات. فخلال الجولة السابقة من العقوبات وبعد انحسار احتمال التحويل المالي قامت إيران بادخار مستحقاتها من بيع النفط في أحد البنوك الصينية على أن يحق للحكومة وللتجار الإيرانيين شراء بضائع من الصين باستخدام هذه المدخرات.

والمرجح أن تميل إيران نحو تجربة هذه الطريقة مع الاتحاد الأوروبي، وهو ما أشار إليه المحافظ السابق للبنك المرکزي الإيراني محمود بهمني، أمس، إذ أكد نيات الأوروبيين في فتح مثل هذا الحساب لديهم؛ هذا طبعاً إذا أقر البرلمان الإيراني مشروع قانون مكافحة غسل الأموال.

ورغم كل هذه الإجراءات فإن مبيعات النفط الإيرانية ستشهد انحساراً كبيراً نتيجة العقوبات، ولذلك تفكر إيران في أن تَجبر انخفاض المبيعات بارتفاع الأسعار. فقد أشار مساعد الرئيس الإيراني إسحاق جهانغيري، قبل فترة إلى أن إيران ستجني ما يكفي من مبيعاتها النفطية حتى بعد انخفاض المبيعات نتيجة العقوبات شريطة أن تبقى أسعار النفط فوق مستوى 80 دولاراً. ويُتوقع أن تقْدم إيران على خطوات بهدف بقاء أسعار النفط فوق هذا الحاجز. ومن ضمن هذه الخطوات يمكن أن تكون خطوة تصعيدية تتمثل في التهديد بإغلاق مضيق هرمز.

التحرك سياسياً

صحيح أن أهم الخطوات الإيرانية المقبلة سيتم اتخاذها على المستوى الاقتصادي، لكن البوادر تشير إلى أن طهران ستكثف تحركاتها على الصعيد السياسي من أجل وقف موجة العقوبات أو تليين الموقف الأميركي. وقد أشار الرئيس الإيراني حسن روحاني قبل أيام إلى أن حكومته تحاور حالياً الاتحاد الأوروبي وأطرافاً أخرى من أجل مناقشة الشؤون الإقليمية وحلها. وأغلب الظن أن إيران ستتجه نحو تعاون أكبر على صعيد سوريا لتخفيف الضغوط. وفي هذا الإطار يمكن أن نشير إلى وصول المبعوث الخاص للرئيس الروسي بوتين، إلى طهران، أمس، حيث التقى أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني، الذي يشغل بالتزامن منصب ممثل المرشد الإيراني في الشؤون السورية. وإذا وضعنا هذا اللقاء الذي تمت مناقشة الملف السوري خلاله إلى جانب زيارة مسؤولين إسرائيليين لسلطنة عمان ومسؤولين عمانيين لإيران، حسب ما نقلت مصادر أنه كان بغرض نقل رسائل بين البلدين، حينها سيكون من المرجح أن تشهد القضية السورية تحركاً إيرانياً في إطار امتصاص الضغوط. كل هذه خطوات من المرجح أن تتخذها إيران على الصعيدين الاقتصادي والسياسي، لتفادي ضربة العقوبات من جهة ومرونة الموقف الأميركي من جهة أخرى. لكن يبقى ما هو أهم. إذ على الصعيد الاقتصادي، هل ستجدي هذه الإجراءات التي ستتخذها إيران لو استمرت العقوبات للعام التالي الإيراني أم ستنهار كل الجدران التي تحاول تشييدها إيران أمام الضربة؟ وعلى الصعيد السياسي، هل سيكون تحرك إيراني محدود على صعيد سوريا كفيلاً بتليين التصلب الأميركي الذي يبدو صارماً جداً هذه المرة أم أن الولايات المتحدة كما أكدت لا تريد إلا حلاً شاملاً يتجلى في تغيير سلوك إيران وترويضها وتحويلها إلى دولة طبيعية -كما يقول ترمب؟

 

روحاني يحذر من الحرب الاقتصادية ويتعهد الالتفاف عليها/القضاء يتوعد {المفسدين الاقتصاديين}... وطهران تشكو واشنطن في الأمم المتحدة

لندن/الشرق الأوسط/06 تشرين الثاني/18/تعهد الرئيس الإيراني حسن روحاني أمس بالالتفاف على العقوبات الأميركية متهما إدارة نظيره الأميركي دونالد ترمب بشن «الحرب الاقتصادية» على طهران. وقال روحاني في أول تعليق بعد سريان العقوبات الأميركية إنه إذا «أرادت أميركا أن تخفض مبيعات النفط الإيرانية إلى الصفر... لكننا سنواصل بيع نفطنا... وخرق العقوبات» مشيرا إلى أن «العقوبات غير مشروعة ومجحفة». ورد روحاني على ما قاله ترمب الجمعة حول استعداده للتوصل إلى اتفاق جديد أكثر تكاملا مع إيران مخيرا إيران بين تغيير نهجها وسياساتها أو مواجهة التدهور «الكارثي» لاقتصادها. وقال روحاني إنه رفض وساطة رؤساء أربع دول للقاء نظيره الأميركي على هامش فعاليات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نهاية سبتمبر (أيلول) الماضي وقال «يواصلون توجيه تلك الرسائل إلينا ويطلبون الجلوس للتفاوض. التفاوض من أجل ماذا؟». وتابع «عليكم أولا الالتزام بالمفاوضات التي أنجزت، لكي يكون هناك أسس للمفاوضات المقبلة». وتضغط الإدارة الأميركية للتوصل إلى اتفاق شامل يلبي 12 شرطا، أبرزها فرض قيود أكثر تشددا على القدرات النووية الإيرانية مما هو وارد في اتفاق العام 2015. وفرض قيود على انتشار الصواريخ الباليستية الإيرانية، وعلى ما تعتبره واشنطن «النشاطات الإيرانية المزعزعة للاستقرار» في الكثير من دول الشرق الأوسط مثل سوريا واليمن ولبنان. وقال روحاني إن «ما يفعله الأميركيون مجرد الضغط على الناس وليس على أي مكان آخر. الضغط على الناس والشعوب الأخرى والشركات الأخرى والدول الأخرى، اليوم لسنا وحدنا الغاضبين من الولايات المتحدة بل الشركات والدول الأوروبية غاضبة أيضا من العقوبات الأميركية». وتابع روحاني «أننا سنهزم العقوبات بفخر» مشيرا على تصميم بلاده بيع النفط «تحت أي ظرف».

واستدعى روحاني سنوات المواجهة مع العراق في الثمانينات عندما قارن بين الظروف الاقتصادية الحالية بتلك السنوات وقال إن «ترمب حل محل صدام حسين الآن». وفي يوليو (تموز) الماضي كان روحاني قد توعد الرئيس الأميركي بمواجهة إيرانية وخير الإدارة الأميركية حينذاك بـ«أم السلام أو أم المعارك» وهو ما أدى إلى مقارنة أدبيات بأدبيات الرئيس العراقي السابق. ولم يخف روحاني رغبته بتخطي فترة رئاسة ترمب بأقل الخسارة الممكنة وزعم أن حلفاء أوروبيين لترمب أبلغوه أمنيتهم بنهاية فترة ترمب.

ومنذ تولي ترمب الرئاسة الأميركية مطلع 2017 تضع الولايات المتحدة إيران هدفا لها وتتهمها بنشر الإرهاب وبالسعي لزعزعة أمن الشرق الأوسط. وأعلن ترمب في مايو (أيار) انسحاب بلاده أحاديا من الاتفاق النووي الموقع في 2015.

وتهدف الدفعة الثانية من العقوبات إلى الحد من صادرات إيران النفطية التي تراجعت أساسا بنحو مليون برميل يوميا منذ مايو وتقييد تعاملاتها مع الهيئات المالية الدولية. وقال روحاني بأن بلاده تبيع النفط حتى لو لم تقدم الولايات المتحدة الإعفاءات للدول الثماني معتبرا أن التنازل الأميركي «تراجع تدريجي عن الأهداف» ضد إيران. ودعا روحاني إلى الكف من القضايا الحزبية وقال في هذا الصدد «يجب أن نتحد... وألا نواصل التنافس الانتخابي».

وهذه المرة الثانية التي يطالب فيها روحاني بتقييد النشاط الحزبي والتنافس بين التيارات السياسية بالفترة التي تشهد الحراك الانتخابي.    ولكن رسائل روحاني لم تكن خارجية فحسب وواصل مساره خلال الأشهر الأخيرة عبر الربط بين مواجهة الولايات المتحدة والضغوط التي تتعرض لها حكومته من أطراف داخلية معربا عن انزعاجه الضمني مما وصفه التعرض للأذى ووجه انتقادات للتلفزيون الرسمي الذي يعد من الأجهزة الخاضعة لصلاحيات المرشد الإيراني. وأشار روحاني إلى تفاعل الولايات المتحدة مع الاحتجاجات الشعبية والإضرابات التي شهدتها إيران على مدى العام الماضي وتطرق إلى احتجاجات ديسمبر (كانون الأول) التي اندلعت في أكثر من ثمانين مدينة إيرانية. وقال روحاني إن الإدارة الأميركية تعلق آمالا على تجدد الاحتجاجات عبر ممارسة الضغط على الشعب لافتا إلى أنها «تريد أن يقول الإيرانيون لم يعد يطالبون بالسيادة والاستقلال والحرية ويريدون العودة إلى 40 عاما مضت» بحسب وكالة ايلنا.وأقر روحاني بشكل غير مباشر بمشكلات تواجه بلاده على صعيد علاقات ليست سهلة مشيرا إلى معارضة واسعة بين أطراف إقليمية لسياسات بلاده. وأفادت الوكالة الفرنسية عن روحاني قوله «اليوم معظم دول العالم (...) تقف في وجه أميركا وتدعم مواقف إيران». لكن المصارف والشركات الخاصة التابعة للدول المؤيدة للاتفاق لا تريد الدخول في مواجهة مع وزارة الخزانة الأميركية ووجدت غالبية الشركات الدولية التي أنشأت مراكز لها في إيران بعد اتفاق 2015 نفسها مضطرة للخروج من البلاد ومن بينها «توتال» و«بيجو» و«رينو» الفرنسية وسيمنز الألمانية. ونددت إيران بمحاولة واشنطن تحجيم برامجها الصاروخية والنووية وإضعاف نفوذها في الشرق الأوسط بوصفها «حربا نفسية ضد الاقتصاد». وقال وزير الخارجية محمد جواد ظريف إن العقوبات الأميركية الجديدة «ترتد على واشنطن، لا على الجمهورية الإسلامية، وتجعلها أكثر عزلة مشيرا إلى معارضة قوى عالمية أخرى للخطوة. وقال «هذه حرب اقتصادية على إيران... لكن على أميركا أن تعلن أنها لا تستطيع استخدام لغة القوة ضد إيران... نحن على استعداد لمقاومة أي ضغط». وكتب ظريف على «تويتر» يقول «تنمر أميركا يرتد عليها... أميركا وليست إيران هي المعزولة». بدوره، بعث السفير الإيراني لدى الأمم المتحدة برسالة إلى أمينها العام أنطونيو غوتيريش قال فيها إن على المنظمة الدولية محاسبة الولايات المتحدة على معاودتها فرض العقوبات على قطاعي النفط والشحن الإيرانيين في تحد لقرار لمجلس الأمن الدولي. وقال السفير غلام علي خوشرو «التصرف الأميركي غير المسؤول يتطلب ردا جماعيا من المجتمع الدولي للإعلاء من شأن سيادة القانون ومنع تقويض الدبلوماسية ولحماية التعددية»، داعيا إلى تحميل الولايات المتحدة المسؤولية. ونقلت وكالة «رويترز» عن مسؤول إيراني كبير رفض الكشف عن هويته أن بلاده ليست قلقة من معاودة فرض العقوبات الأميركية ولن ترضخ للضغوط لتغيير سياساتها. وقال «هذه العقوبات ليست جديدة... نحن معتادون على العقوبات الأميركية. لسنا قلقين من تلك العقوبات ولن نرضخ للضغوط».

 

موسكو تضع «آليات» لمواجهة عقوبات واشنطن على طهران

موسكو: رائد جبر/الشرق الأوسط/06 تشرين الثاني/18/لوّحت موسكو بإجراءات لمواجهة تداعيات العقوبات الأميركية على إيران، وجددت التأكيد على عدم نيتها الالتزام بتدابير واشنطن التي وصفتها بأنها «غير شرعية». وتزامنت إشارة رئيس الوزراء الروسي ديمتري مدفيديف إلى أن «واشنطن ستكون الخاسر الأكبر» مع توقعات بتحقيق قطاع النفط الروسي مكاسب، بسبب القيود المفروضة على الصادرات الإيرانية، على خلفية معطيات عن آليات اتخذتها موسكو لمواجهة الوضع الجديد. وقال مدفيديف خلال مشاركته بمنتدى في الصين، إن الولايات المتحدة تفرض العقوبات ضد دول أخرى من أجل «خنق» المنافسة، مشيراً إلى أن واشنطن عززت توجهها «لفرض تدابير ضد إيران والصين والاتحاد الأوروبي، وضد روسيا... أنا واثق من أن الاقتصاد الأميركي سيكون المتضرر الأكبر من ذلك في نهاية المطاف». وسبق تعليق مدفيديف بيان أصدرته الخارجية الروسية، حمل إدانة قوية لحزمة العقوبات الأميركية الجديدة على إيران، ورأى أن العقوبات «تضرب مرة أخرى اتفاق الحد من انتشار الأسلحة النووية». وأشار البيان إلى أن هدف الموجة الجديدة للعقوبات ضد إيران «تقويض الجهود المكثفة التي يبذلها المشاركون في خطة العمل الشاملة المشتركة، من أجل الحفاظ على هذا الاتفاق. ويثير خط واشنطن الهادف إلى إفشال الآليات القانونية الدولية في مجال حظر الانتشار النووي والمراقبة على الأسلحة، خيبة أمل عميقة وقلقاً متزايداً». وعبّرت الخارجية الروسية عن اعتقادها بأن «طهران لن تسمح» لنظام العقوبات الأميركي بأن يصل إلى أهدافه «غير القانونية»، وذلك من خلال اعتمادها على «القدرات المحلية والدولية». في الأثناء، جدد الناطق باسم الرئاسة الروسية، ديمتري بيسكوف، تأكيد أن موسكو «باشرت في تطبيق جملة من الإجراءات لحماية مصالح الشركات الروسية في إيران وبقية دول العالم». ولم يكشف بيسكوف عن طبيعة الإجراءات، إلا أنه أكد أنها تدخل في إطار التدابير اللازمة لحماية مصالح الشركات الروسية في الخارج.

بالتزامن، برزت أصوات في مجلسي الدوما والشيوخ الروسيين، تتحدث عن تدابير روسية لمواجهة العقوبات الأميركية. وقال رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الدوما، أليكسي بوشكوف، إن الإجراءات الأميركية «ستفشل في تحقيق أهدافها». ولفتت مصادر روسية إلى أن بين التدابير التي وضعتها موسكو لتجاوز العقوبات الأميركية، تسهيل عمليات نقل جزء من النفط الإيراني إلى الموانئ الروسية، لإعادة تصديره روسياً. وكانت أوساط إعلامية قد كشفت قبل أيام تفاصيل عن اتفاق روسي - إيراني تم إقراره خلال قمة جمعت الرئيسين فلاديمير بوتين وحسن روحاني في إسطنبول أخيراً، نص على آليات لنقل النفط الخام من إيران إلى مصافي التكرير الروسية عبر بحر قزوين، على أن يتم إعادة تصديره لاحقاً ضمن طلبيات النفط الروسي. وكانت تسريبات أكدت جانباً من هذه المعطيات، عبر الإشارة إلى أن الاتفاقات الروسية - الإيرانية اشتملت على تأسيس ائتلاف مع شركات نفطية روسية لتطوير أربعة حقول نفط، ولم تستبعد مصادر أن يكون إنتاج هذه الحقول سيتم تحويله إلى الموانئ الروسية لإعادة تصديره لاحقاً. ووفق وسائل إعلامية، فإن الدول الأوروبية التي تسعى إلى الحفاظ على الاتفاق النووي مع إيران، مستعدة لدعم الآلية المطروحة. ورأى خبراء روس أن حزمة العقوبات الأميركية الجديدة ستعود بفوائد كبرى على الاقتصاد الروسي؛ خصوصاً لجهة أنها «ستعزز مواقع روسيا في أسواق النفط الدولية»، وفق ما قال الأستاذ في قسم العلاقات الدولية بالأكاديمية الدبلوماسية التابعة لوزارة الخارجية الروسية، فلاديمير أفاتكوف، موضحاً أنه «من وجهة نظر مصالح بلادنا، فإن التوسع في المعروض من الطاقة أمر مربح بالنسبة إلى روسيا اقتصادياً، حتى لو كانت الموارد المقدمة لنا من دولة ثالثة».  وتابع: «ثمة واقع جيوسياسي نشأ، مرتبط بحقيقة أن لدى روسيا مصلحة كبيرة في تعزيز الأمن، بما في ذلك الاقتصادي، في مثلث روسيا - تركيا - إيران. ولدينا رابط قوي في رفض البلدان الثلاثة سياسة العقوبات. والسعي لعمل مشترك لمواجهتها».  كما تحدثت الخبيرة في مدرسة الاقتصاد العليا، تاتيانا يفدوكيموفا، عن توقعات روسية بتعزيز مواقع الروبل مقابل الدولار، بعد الإجراءات الأميركية الجديدة، وعلى خلفية مساعي موسكو لمواجهة العقوبات على إيران، مشيرة إلى أن موسكو تتوقع انتعاشاً في مجال الاستثمارات الأجنبية؛ لأن «جزءاً من المستثمرين الأجانب سيعودون إلى الأسواق الروسية بعد ازدياد الصعوبات في إيران».

لكن مصادر روسية أشارت إلى وجود إجراءات أخرى لدى موسكو، في إطار سياسة شاملة لمواجهة الوضع الجديد. فقد كشف وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك جانبا من تفاصيل الإجراءات التي وضعتها موسكو لمواجهة موجة العقوبات على القطاع النفطي الإيراني، وقال إن على موسكو أن تواصل عملها لتعزيز «آليات تضمن استمرار التعاون بين موسكو وطهران»؛ مشيراً إلى أن بينها «آلية النفط مقابل البضائع» التي قال إن الطرفين وضعا ترتيبات لتشغيلها، وهي تضمن أن يتم «استخدام بعض عائدات النفط لدفع قيمة البضائع الروسية المتنوعة، وخصوصاً في مجالات التقنيات التي تحتاجها إيران بشدة». وأكد نوفاك أن موسكو «ستواصل التعاون في كل المجالات مع الإيرانيين»، مشدداً على أن الطرفين (روسيا وإيران) «يعيشان في ظروف العقوبات غير الشرعية التي يتم اتخاذها خارج أطر مجلس الأمن، ولا يمكننا أن نقر بها، ولا بد من تعزيز العمل المشترك لمواجهتها».

 

مناورات صاروخية برعاية «الحرس الثوري» وهجوم إلكتروني إسرائيلي صباح العقوبات

لندن/الشرق الأوسط/06 تشرين الثاني/18/انطلقت مناورات للدفاع الجوي في مناطق شاسعة من البلاد صباح أمس برعاية الوحدة الصاروخية لـ«الحرس الثوري» فيما قالت وزارة الاتصالات إنها أحبطت هجوما إلكترونيا على منشآت إيرانية. وأوردت وكالة الأنباء الألمانية أن «مناورات الولاية المشتركة للدفاعات الجوية ستجري في مناطق شاسعة من الشمال والوسط والغرب، وبمساحة تقدر بنصف مليون كيلومتر مربع تقريبا». ونقلت وكالة «تسنيم» التابعة لـ«الحرس الثوري» أن المناورات شهدت إطلاق صواريخ أرض جو من طراز صیاد وهو نسخة مطورة من صواريخ أميركية حصلت عليها إيران قبل ثورة 1979. وتشارك في المناورات القوة الجوية للحرس الثوري والقوات الجوية الخاصة للجيش وقوات الرصد الجوي. وتشهد المناورات تمرينات على «القيادة والتحكم والكشف والاعتراض وتدمير الأهداف المعادية والعمليات الوقائية في الحرب الإلكترونية واستخدام أنظمة الدفاع الجوي ومواجهة الصواريخ المضادة للرادار وصواريخ كروز». ويأتي انطلاق المناورات غداة تصريحات لروحاني قال فيها إنه يستبعد مواجهة عسكرية مع الولايات المتحدة. في شأن آخر، اتهم وزير الاتصالات الإيراني محمد جواد آذري جهرمي إسرائيل بشن هجوم إلكتروني جديد على البنية الأساسية للاتصالات الإيرانية وتوعد بالرد بإجراء قانوني. جاء ذلك بعد تصريحات لمسؤول آخر الأسبوع الماضي قال فيها إن إيران رصدت جيلا جديدا من فيروس ستاكسنت الذي استخدم لاستهداف برنامج البلاد النووي قبل أكثر من عشر سنوات.

وقال آذري جهرمي إن «النظام الصهيوني (إسرائيل) بسجله في استخدام الأسلحة الإلكترونية مثل فيروس الكومبيوتر ستاكسنت، شن هجوما إلكترونيا على إيران الاثنين للإضرار بالبنية الأساسية للاتصالات». وكتب على «تويتر» يقول: «فشل الهجوم بفضل يقظة فرقنا الفنية».

ونقلت وكالة تسنيم شبه الرسمية عن حميد فتاحي نائب الوزير قوله إنه سيجري الكشف عن مزيد من التفاصيل في الأيام المقبلة. واكتشف فيروس ستاكسنت، الذي يعتقد على نطاق واسع أن الولايات المتحدة وإسرائيل قامتا بتطويره، في عام 2010 بعد استخدامه لمهاجمة منشأة لتخصيب اليورانيوم في موقع نطنز النووي الإيراني السري. وكان ذلك أول نموذج معروف لفيروس يمكن استخدامه في مهاجمة معدات صناعية. وفي الأسبوع الماضي قال غلام رضا جلالي رئيس هيئة الدفاع المدني الإيرانية إن إيران تمكنت من تحييد نسخة من ستاكسنت. ونقلت وكالة الطلبة الإيرانية شبه الرسمية عن جلالي قوله: «اكتشفنا في الفترة الأخيرة جيلا جديا من ستاكسنت مكونا من عدة أجزاء... وكان يحاول دخول أنظمتنا». ولم يذكر مزيدا من التفاصيل. وفي عام 2013 كشف باحثون من شركة سيمانتك كورب نسخة من ستاكسنت استخدمت في مهاجمة برنامج إيران النووي في نوفمبر (تشرين الثاني) 2007.

 

رسائل دمشق إلى نيويورك تضع 4 شروط لتشكيل اللجنة الدستورية/رفضت «وصاية» دي ميستورا وتمسكت بدور «الضامنين» الثلاثة... و «الشرق الأوسط» تنشر نصها

لندن: إبراهيم حميدي/الشرق الأوسط/06 تشرين الثاني/18/أظهرت رسالتان بعث بهما وزير الخارجية السوري وليد المعلم ومندوب الحكومة السورية في نيويورك بشار الجعفري إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ومجلس الأمن الدولي، حصلت «الشرق الأوسط» على نصهما، اتهام دمشق المبعوث الدولي المستقيل ستيفان دي ميستورا بـ«حرق المراحل» و«الوصاية» على السوريين خلال السعي إلى «تشكيل» اللجنة الدستورية وخصوصاً القائمة الثالثة، إضافة إلى تمسك دمشق بأربعة شروط لتشكيل اللجنة بينها «عدم فرض أي جدول زمني» أو نتائج عمل اللجنة.

وكان دي ميستورا اجتمع مع ممثلي الدول «الضامنة» الثلاث (روسيا، إيران، تركيا) وممثلي دول «المجموعة الصغيرة» وتضم أميركا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا والسعودية ومصر والأردن في جنيف، حيث جرى الاتفاق على قائمة ممثلي الحكومة السورية (50 مرشحا) والمعارضة (50 مرشحا) للجنة الدستورية بموجب قرار مجلس الأمن 2254. لكن لم يتم التفاهم على القائمة الثالثة التي وضعها دي ميستورا من المستقلين وممثلي المجتمع المدني (50 مرشحا).

ورفضت دمشق لفترة طويلة لقاء دي ميستورا. لكن لقاء المعلم - غوتيريش على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك في سبتمبر (أيلول) الماضي وبجهود روسية أدت إلى ترتيب زيارة للمبعوث الدولي إلى دمشق ولقاء المعلم في 24 الشهر الماضي.

اذ أعلن البيان الرسمي السوري على تمسك المعلم خلال لقائه دي ميستورا بـ«مبدأ السيادة الوطنية» في تشكيل اللجنة الدستورية، قدم المبعوث الدولي بيانا إلى أعضاء مجلس الأمن في 26 الشهر الماضي. وقال: «وزير الخارجية السوري أكد بقوة على مبدأي سیادة الدول الأعضاء في الأمم المتحدة وعدم التدخل في شؤونها. وأكد على أن الدستور السوري یعتبر مسألة سیادة وطنیة بالغة الحساسیة». وأضاف أنه فيما يتعلق بنتائج مؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي بداية العام الذي أطلق عملية تشكيل اللجنة الدستورية «أشار الوزیر المعلم إلى نتائج أخرى غیر تلك التي عممها الاتحاد الروسي على هذا المجلس. وقال إنه من الممكن لحكومة سوریة أن تأخذ «بعض عناصر» النتائج التي عممتها روسیا وأن «توفق» بینها وبین «النتائج» الأخرى التي تفضلها الحكومة وأن الاختلافات الرئیسیة في هذا الخصوص تتعلق، بشكل أساسي، بدور الأمم المتحدة».

خلال التحضير لمؤتمر سوتشي، أسفرت اتصالات مكثفة بين غوتيريش ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن موافقة الأخير على إيفاد دي ميستورا لحضور المؤتمر بعد التفاهم على نقاط ملزمة، شملت أن يقتصر المؤتمر على اجتماع واحد ولا يسفر عن تشكيل لجان محددة، ولا خطوات تتعدى إقرار بيان اتفق عليه غوتيريش ولافروف وإقرار المبادئ السياسية الـ12 التي سبق أن صاغها دي ميستورا في جنيف. وبالفعل التزم لافروف مسودة البيان، ونصت على: «تشكيل لجنة دستورية من حكومة الجمهورية العربية السورية ووفد واسع من المعارضة السورية لصوغ إصلاحات دستورية كمساهمة في العملية السياسية تحت رعاية الأمم المتحدة، انسجاماً مع قرار مجلس الأمن الدولي 2254. ستضم اللجنة الدستورية على الأقل ممثلي الحكومة والمعارضة وممثلي الحوار السوري - السوري في جنيف وخبراء سوريين وممثلي المجتمع المدني والمستقلين وقادة العشائر والنساء. وهناك اهتمام خاص لضمان تمثيل للمكونات الطائفية والدينية. وأن الاتفاق النهائي (على اللجنة) يجب أن يتم عبر عملية جنيف برعاية الأمم المتحدة، بما يشمل المهمات والمرجعيات والصلاحيات وقواعد العمل ومعايير اختيار أعضاء اللجنة».

لكن دي ميستورا أبلغ مجلس الأمن في رسالة خطية في 26 الشهر الماضي: «فیما یتعلق بالتفاهم الذي تم التوصل إليه بین روسیا والأمم المتحدة قبل مؤتمر سوتشي – وهو الذي تطرقت إليه بالتحدید عندما قدمت إحاطتي لكم في 17 أكتوبر (تشرين الأول)– فإن الوزیر المعلم لم یر أنه متسق مع مبدأي السیادة وعدم التدخل. ولم یقبل المعلم أساساً بدور للأمم المتحدة بشكل عام فیما یتعلق بتحدید أو اختیار قائمة الثلث الأوسط». وتابع: «أشار المعلم إلى نتائج أخرى غیر تلك التي عممها الاتحاد الروسي على هذا المجلس. وقال إنه من الممكن لحكومة سوریا أن تأخذ «بعض عناصر» النتائج التي عممتها روسیا وأن «توفق» بینها وبین «النتائج» الأخرى التي تفضلها الحكومة- وأن الاختلافات الرئیسیة في هذا الخصوص تتعلق، بشكل أساسي، بدور الأمم المتحدة». وتابع: «بل إن المعلم أشار إلى أن حكومتي سوریا وروسیا قد اتفقتا مؤخرا على أن ضامني آستانة الثلاثة والحكومة السوریة سیعدون مقترحاً بشأن قائمة الثلث الأوسط من خلال مشاورات فیما بینهم وسیقدمونها للأمم المتحدة لتیسیره».

أربعة شروط

ردت دمشق بإرسال رسالتين واحدة من الجعفري إلى مجلس الأمن والثانية من المعلم إلى غوتيريش تضمنت ذات المضمون التنفيذي عدا أن الثانية تضمنت الإشارة الشخصية إلى لقاء المعلم - غوتيريش في نيويورك الذي كان «مفيدا ويمكن البناء عليه لتحقيق تقدم في تشكيل اللجنة الدستورية» ما مهد لزيارة دي ميستورا إلى دمشق لـ«تبادل الآراء في هذا الخصوص». وجاء في الرسالة الخطية: «للأسف بينما كنا نسعى إلى معالجة الأمور في شكل رسمي ومدروس من دون القفز على الواقع أو حرق للمراحل، كان المبعوث الدولي في عجلة من أمره واعتبر أن اللقاء (المعلم - دي ميستورا) هو لقاء الفرصة الأخيرة... الأمر الذي أكده باستعجاله بإحاطة مجلس الأمن». وتابع: «الاقتراح الذي قدمناه للمبعوث الخاص أن يتم العمل مع ضامني آستانة في شأن إعداد القائمة الثالثة بالتنسيق معنا ومع الأمم المتحدة هو اقتراح عملي ونابع من حقيقة أن فكرة تشكيل لجنة لمناقشة الدستور جاءت بعد اتفاق السوريين في مؤتمر سوتشي ضمن سياق تفاهمات مسار آستانة الذي كنا وما زلنا جزءا منه. بالتالي لا يمكن تقليل أو تجاهل دور الدول الضامنة»، إضافة إلى قولها إنه بالنسبة إلى دور مبعوث الأمم المتحدة «نرحب بدور كميسر لأعمال اللجنة، لكن لا يمكن أن يكون طرفا ثالثا على قدم المساواة مع الحكومة والمعارضة... ونعتقد أن يمكن أن يلعب دورا في تقريب وجهات النظر بين مختلف الأطراف وتسيير وضع هذه القائمة بالتنسيق مع الدول الضامنة والأطراف السورية المعنية».

وأكدت الرسالة على مبادئ أربعة يجب التمسك بها خلال تشكيل اللجنة الدستورية، وهي: «أولا، ضرورة الالتزام القوي بسيادة الجمهورية العربية السورية واستقلالها ووحدتها أرضا وشعبا وأن لا مكان للإرهاب على الأراضي السورية. ثانيا، يجب أن تتم العملية كلها بقيادة سورية وملكية سورية وعلى أساس أن الشعب السوري صاحب الحق الحصري في تقرير مستقبله من دون تدخل خارجي ذلك انطلاقا من أن الدستور وما يتصل به شأن سيادة بحت يقرره السوريون بأنفسهم. بالتالي لا يمكن القبول بأي فكرة تشكل تدخلا في الشؤون الداخلية السورية أو قد تؤدي إلى ذلك. ثالثا، يجب عدم فرض أي شروط مسبقة أو استنتاجات مسبقة في شأن عمل اللجنة والتوصيات التي تقررها. اللجنة هي سيدة نفسها التي تقرر ما يصدر عنها وليس أي دولة وليس أي طرف مثل المجموعة الصغيرة التي حددت في شكل مسبق نتائج عملها (لجنة الدستور). رابعا، يجب عدم فرض جداول زمنية أو مهل مصطنعة فيما يخص اللجنة... بل يجب أن تكون خطواتنا مدروسة وأن تشبع نقاشا لأن الدستور سيحدد مستقبل سوريا لأجيال قادمة. لذلك يجب عدم الاستعجال».

وكان المعلم شرح لدى ميستورا بالتفصيل تاريخ الدستور السوري الموجود من 70 سنة ووجود إطار دستوري في البلاد، إضافة إلى رفض دمشق أن يقوم المبعوث الدولي بـ«الوصاية» على السوريين مقابل قبول دوره «ميسرا» لتشكيل اللجنة وعملها. وخرج دي مستورا، الذي كان قدم استقالته قبل ذلك، محبطاً وسط اعتقاده أنه ليس هناك أي أفق لتشكيل اللجنة برعاية الأمم المتحدة وأن المسار الأقرب للتنفيذ هو تشكيل لجنة عبر مسار آستانة - سوتشي.

وفي نهاية الشهر الماضي، عقدت القمة الروسية - التركية - الألمانية - الفرنسية في إسطنبول. وحاولت فرنسا وألمانيا عبر التزامهما مع «المجموعة الصغيرة» وضع جدول زمني اللجنة الدستورية برعاية الأمم المتحدة في جنيف قبل نهاية الشهر، في حين أشار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى صعوبة الضغط على دمشق «بموضوع سيادي». الحل الوسط كان الاتفاق على تشكيل اللجنة الدستورية «قبل نهاية العام إذا سمحت الظروف». لم يكن لافروف مرتاحا لهذا الالتزام، الذي قد يصبح «فخاً». لكنه سمح لفرنسا وألمانيا في مواجهة ضغوط واشنطن خلال اجتماع «المجموعة الصغيرة» في لندن الاثنين الماضي وعدم السعي إلى وضع جدول زمني. عليه، قام ألكسندر لافرينيف مبعوث الرئيس الروسي بجولة إلى دمشق وطهران في اليومين الماضيين على أمل وفاء بوتين بتعهداته أمام القمة الرباعية لتشكيل القائمة الثالثة واللجنة الدستورية قبل نهاية العام. ونقلت صحيفة «الوطن» المقربة من دمشق عن نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد أن دمشق «وكما تعاونت مع المبعوثين الخاصين السابقين، ستتعاون مع المبعوث الأممي الجديد غير بيدرسون، شرط أن يبتعد عن أساليب من سبقه وأن يعلن ولاءه لوحدة أرض وشعب سوريا، وألا يقف إلى جانب الإرهابيين كما وقف سلفه». كان غوتيريش أبلغ مجلس الأمن تعيين بيدرسون خلفا لدي ميستورا الذي يقدم في 17 الشهر الجاري إحاطته الأخيرة إلى مجلس الأمن قبل تنحيه نهاية الشهر.

 

مذكرات توقيف فرنسية بحق 3 مسؤولين أمنيين كبار

باريس - لندن/الشرق الأوسط/06 تشرين الثاني/18/أصدرت فرنسا مذكرات توقيف دولية بحق ثلاثة مسؤولين سوريين كبار في الاستخبارات في قضية تتعلق بمقتل فرنسيين - سوريين اثنين، كما أفادت مصادر قضائية الاثنين. وقالت المصادر إن المذكرات التي تستهدف رئيس مكتب الأمن الوطني السوري اللواء علي مملوك واثنين آخرين، صدرت بتهمة «التواطؤ في أعمال تعذيب» و«التواطؤ في جرائم ضد الإنسانية» و«التواطؤ في جرائم حرب». وصدرت مذكرات التوقيف في 8 أكتوبر (تشرين الأول)، لكن تم إعلانها الاثنين، بحسب الاتحاد الدولي لحقوق الإنسان. والمسؤولان الآخران هما اللواء جميل حسن رئيس إدارة المخابرات الجوية السورية واللواء عبد السلام محمود المكلف فرع التحقيق في إدارة المخابرات الجوية في سجن المزة العسكري في دمشق. والمسؤولون الثلاثة مطلوبون في إطار قضية اختفاء مازن وباتريك دباغ، وهما أب وابنه أوقفا في نوفمبر (تشرين الثاني) 2013، وفقد أثرهما بعد اعتقالهما في سجن المزة، بحسب الاتحاد الدولي لحقوق الإنسان. وأُعلنت وفاتهما رسمياً هذا الصيف. وفي يونيو (حزيران)، ذكرت أسبوعية «دير شبيغل» الألمانية أن مدعين ألماناً أصدروا كذلك مذكرة اعتقال بحق جميل حسن بتهمة الإشراف على تعذيب وقتل مئات المعتقلين. وفي كل من ألمانيا وفرنسا، استندت التحقيقات جزئياً إلى الأدلة التي قدمها «قيصر»، وهو مصور عمل لدى الشرطة العسكرية السورية فر من بلاده عام 2013 وبحوزته 55 ألف صورة تظهر جثث أشخاص تعرضوا للتعذيب، بحسب ما أفادت مصادر قضائية في فرنسا. ورفض المدعي العام الألماني آنذاك التعليق على المسألة. من جهتها، اعتبرت المحامية والمنسقة في الاتحاد الدولي لحقوق الإنسان كليمانس بيكتارت، الاثنين، أن مذكرات التوقيف الأخيرة «تظهر أن جدار الحصانة الذي يحيط بالمسؤولين السوريين من أعلى المستويات قد تحطم بالفعل». وأفادت في بيان مشترك مع محامي العائلة باتريك بودوان بأن «هذه خطوة غير مسبوقة نحو العدالة لعائلة دباغ ونحو الاعتراف من قبل قضاة مستقلين بالفظائع التي ارتكبها النظام السوري بحق المعتقلين». وبحسب الاتحاد الدولي لحقوق الإنسان، قد تتم محاكمة المسؤولين الثلاثة في فرنسا، بغض النظر عن تنفيذ الأمر الوارد في مذكرات التوقيف، وذلك بموجب «الاختصاص القضائي خارج الحدود»، الذي يطبق في حالات الاتهامات المتعلقة بارتكاب جرائم ضد الإنسانية. وتسبب النزاع السوري بمقتل أكثر من 360 ألف شخص، بينهم 110 آلاف مدني على الأقل، وفق آخر حصيلة أوردها «المرصد السوري لحقوق الإنسان». ويشير الاتحاد الدولي لحقوق الإنسان إلى أن القوات الحكومية والمجموعات المرتبطة بها اعتقلت ما بين 250 ألفاً ومليون مدني منذ اندلاع المظاهرات المناهضة للنظام في 2011.

 

إدانة أميركية لإرسال تبرعات إلى «داعش»كانت رئيسة «اتحاد الطلاب المسلمين»

واشنطن: محمد علي صالح/الشرق الأوسط/06 تشرين الثاني/18/بعد أسبوعين من اعتقالها في توليدو (ولاية أوهايو)، حيث كانت مع عائلتها، وحيث توجد أكبر جالية عربية في الولايات المتحدة، وبينما كانت رئيسة «رابطة الطلاب المسلمين» في جامعة ألاباما (بيرمنغهام، ولاية ألاباما)، أمرت هيئة محلفين في بيرمنغهام بإدانة علا محمد أبو سعد (22 عاماً) للعمل لإرسال تبرعات إلى تنظيم داعش في سوريا، ويتوقع أن تقدم إلى المحاكمة في بداية العام المقبل، وأن تحاكم بما لا يقل عن 20 عاماً. وقالت صحيفة «توليدو بليد»، التي تصدر في توليدو (ولاية أوهايو)، أمس الاثنين، إن المرأة صادقت فتاة تعمل شرطية سرية تابعة لمكتب التحقيقات الفيدرالية (إف بي آي)، وما كانت تعرف حقيقتها، وأخبرتها بميولها «الإسلامية»، حيث كانت رئيسة «اتحاد الطلاب المسلمين» في الجامعة. ثم تعاونت مع المخبرة السرية لإرسال تبرعات إلى «متشددين» خارج الولايات المتحدة، ومنهم مقاتلي تنظيم داعش في سوريا.  حسب وثائق المحكمة، كررت المرأة أن هناك حاجة دائمة إلى المال وسط «المجاهدين المسلمين»، وقالت للمخبرة السرية: «لا يمكن شن حرب من دون أسلحة. لا يمكن إعداد جندي من دون معدات». وحسب هذه الوثائق، بدأت شرطة «إف بي آي» تتابع أبو سعد، وتتجسس عليها في فبراير (شباط) الماضي، عندما عرَّفت فتاة ثالثة، أبو سعد، بالفتاة التي تعمل شرطية سرية مع «إف بي آي». وكانت أبو سعد في ذلك الوقت رئيسة لـ«اتحاد الطلاب المسلمين» في الجامعة. ثم بدأت أبو سعد والمخبرة السرية في التواصل من خلال تطبيق مراسلة الهاتف المحمول. واستمر الاتصال بين الاثنتين، وفي أبريل (نيسان)، تحدثا عن إرسال تبرعات إلى «المتطرفين المسلمين» خارج الولايات المتحدة «بطريقة لا تقدر السلطات الأمنية الكشف عنها. بما في ذلك استخدام أسماء وعناوين مزيفة عند إجراء التحويلات الإلكترونية». وادعت المخبرة السرية أنها تريد إرسال تبرعات إلى تنظيم داعش، وكانت المخبرة السرية ادعت أنها «إسلامية»، وتؤيد التطرف والمتشددين، وتريد إرسال مساعدات لهم. في وقت لاحق، قدمت أبو سعد، المخبرة السرية، إلى شخص يعرف بـ«مصطفى يلاتان» الذي يعيش في تركيا، ويساعد في تحويل التبرعات إلى المنظمات الإرهابية في سوريا. وقالت أبو سعد إنه «سيرسل التبرعات إلى الإخوان الذين يعملون مع (القاعدة)». وفعلاً، أرسلت المخبرة السرية 50 دولاراً عن طريق وكالة «ويستيرن يونيون» إلى يلاتان في تركيا. ورحبت أبو سعد بذلك، وقالت للمخبرة السرية: «لن يقدروا (شرطة الأمن) على معرفة ما فعلت. لن يقدروا على أن يسببوا لك أي أذى. أنت في أمان الله». وقال جاي تاون، من المحققين الفيدراليين في هذه القضية، «يعمل الوكلاء والمدعون الفيدراليون باستمرار، ومن دون كلل، ويستخدمون كل أداة قانونية متاحة لعرقلة مخططات الشر، ولعرقلة خطط الذين يقدمون الدعم المادي للمنظمات الإرهابية الأجنبية، ولإلحاق الضرر بقواتنا، أو حلفائنا، أو وطننا». وأضاف: «قام مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) بعمل ممتاز في التحقيق في هذه القضية، وفي التعامل بشكل فعال مع جهات أخرى، وعمل بلا كلل للتحقيق في هذا السلوك الإرهابي».

 

القاهرة تريد تثبيت التهدئة وتتطلع إلى دفع مباحثات المصالحة/وفدها طمأن «حماس» بشأن تحويل الأموال لغزة وامتناع السلطة عن إجراءات جديدة

رام الله: كفاح زبون/الشرق الأوسط/06 تشرين الثاني/18/التقى الوفد الأمني المصري، أمس الاثنين، قادة حركة حماس لساعات في قطاع غزة، ضمن زيارة خاطفة انتهت في اليوم نفسه. وقالت مصادر فلسطينية لـ«الشرق الأوسط»، إن الوفد الذي يفترض أن يواصل جولات مكوكية في المنطقة، يستهدف تثبيت التهدئة ويتطلع إلى دفع مباحثات المصالحة. ووصل الوفد الذي يرأسه اللواء أحمد عبد الخالق، مدير الملف الفلسطيني، إلى غزة، عبر معبر بيت حانون (إيرز) الإسرائيلي، بعد يوم على التوصل إلى اتفاق تهدئة بين «حماس» وإسرائيل، والتقى فوراً قيادة الحركة التي تسيطر على القطاع قبل أن يغادر ثانية. وأبلغ الوفد قيادة «حماس»، أنه جرى الاتفاق مع إسرائيل على تواصل الهدوء وتحسين الوضع في القطاع، والبحث عن آلية لتحويل الأموال القطرية، وأن إسرائيل لا تمانع في ذلك، وإنما يجب استمرار الهدوء. وجاءت الزيارة المصرية بعد اللقاء الذي جمع الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في القاهرة. ونجح السيسي في إقناع عباس بإعطاء فرصة لجهود إنقاذ المصالحة، وعدم اتخاذ أي إجراءات جديدة ضد قطاع غزة. وطمأن السيسي، عباس، أن ما حدث مجرد تفاهمات ميدانية لنزع فتيل أزمة، لكن اتفاق التهدئة لن يوقع إلا عبر السلطة الفلسطينية، بعد التوصل إلى اتفاق مصالحة. وقالت إذاعة «كان» الإسرائيلية، إن عباس أصر على أن تسلم «حماس» قطاع غزة للسلطة، بما في ذلك الأجهزة الأمنية، إلى جانب الجباية والمعابر والوزارات وسلطات الأراضي والقضاء.

وأكدت مصادر فلسطينية أن الوفد المصري أطلع قادة «حماس» على هذه التفاصيل، وبحث إمكانية دفع جهود المصالحة إلى الأمام لكي يتم إنجاز اتفاق التهدئة بشكل نهائي. وقالت المصادر إن الوفد أبلغ «حماس» أن عباس لن يأخذ إجراءات جديدة ضد القطاع، ولكن يجب تمكين الحكومة. لكن «حماس» أصرت على تراجعه عن إجراءاته الحالية، وهي النقطة التي لم يتم الاتفاق حولها. وكانت إسرائيل توصلت إلى اتفاق مع «حماس» برعاية مصرية، على تفاهمات تستند إلى اتفاق 2014 الذي وقع في مصر بين إسرائيل وفصائل فلسطينية، منهياً 51 يوماً من الحرب الأطول والأعنف على القطاع خلال فترة حكم «حماس». ويقوم الاتفاق على قاعدة هدوء يقابله هدوء، مع السماح بإدخال الوقود القطري، إضافة إلى منحة قطرية مخصصة لرواتب موظفي حركة حماس. وأكد السيسي لعباس، أن التفاهمات مؤقتة إلى حين عقد اتفاق مصالحة بين حركتي فتح وحماس، يجري بعدها توقيع اتفاق هدنة رسمي وطويل.

ويشمل الاتفاق الأولي، السماح باستمرار إدخال الوقود الصناعي لمحطة كهرباء غزة، وتحويل إسرائيل أموال المنحة القطرية المخصصة لرواتب موظفي «حماس»، بشكل يستمر حتى تحقيق مصالحة (حتى 6 شهور)، على أن يخضع تحويل الأموال لآلية رقابة أمنية، مقابل وقف المسيرات والهجمات المتبادلة، بما في ذلك البالونات الحارقة، مع استمرار عمل معبري رفح للمواطنين وكرم أبو سالم للبضائع، إضافة إلى توسيع مساحة الصيد إلى 9 أميال، ثم 12 ميلاً بحرياً إذا استمر الهدوء. أما المرحلة الثانية، فيفترض التوصل خلالها إلى صفقة حول الجنود والمواطنين الإسرائيليين المحتجزين لدى «حماس»، قبل أن تسمح بإعادة إعمار القطاع وفتح جميع معابره بشكل كامل. وناقش رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، هذه التفاصيل أمس الاثنين، مع مندوب الرئيس الأميركي للشرق الأوسط جيسون غرينبلات. وكان غرينبلات وصل في نهاية الأسبوع الماضي إلى إسرائيل، في زيارة جاءت على خلفية تقديرات بنية إدارة ترمب عرض خطة السلام بين إسرائيل والفلسطينيين قريباً. وكان غرينبلات اجتمع السبت مع رئيسة المعارضة الإسرائيلية تسيبي ليفني، في بيت السفير الأميركي لدى إسرائيل ديفيد فريدمان. ونشر غرينبلات: «كلي تقدير للمناقشة الصريحة التي جرت مع أصدقاء فلسطينيين بالأمس، للحديث عن الطريق للسلام. نحن ملتزمون بالاستماع إلى جميع الشركاء الذين يشاركوننا هذا الهدف». ولم يتضح من هم الذين اجتمع بهم غرينبلات، في وقت تقاطع فيه السلطة الفلسطينية الإدارة الأميركية. وحتى الآن، اختبر الغزيون بوادر إيجابية للتهدئة، عبر هدوء غير مسبوق، وزيادة كبيرة في ساعات وصل الكهرباء، لكن أي تغييرات فيما يخص عمل المعابر، أو التقييدات الإسرائيلية الخاصة بالحصار، لم تحدث. وأكد النائب جمال الخضري، رئيس «اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار»، أن الاحتلال لا يزال يمنع مرور 200 صنف من احتياجات القطاع الصناعي والتجاري لقطاع غزة. وشدد الخضري في تصريح صحافي، أمس، على أن رفع الحظر عن هذه الأصناف (مواد خام للصناعات)، يُمثل متطلباً رئيسياً لإنعاش الاقتصاد المنهك بفعل الحصار منذ 11 عاماً. وقال إن «تقييد العمل على المعبر التجاري الوحيد (كرم أبو سالم)، وحظر دخول أصناف أساسية يرتكز عليها الاقتصاد الفلسطيني صناعياً وتجارياً، والعمل بنظام قوائم منع السلع، بحجة الاستخدام المزدوج، هو أحد أبرز أوجه الحصار الإسرائيلي». وأكد الخضري أن أهم الأصناف التي يمنع الاحتلال مرورها لغزة، عبر معبر كرم أبو سالم، المعبر الوحيد المفتوح جزئياً، هي المواد الخام اللازمة للصناعة، ما فاقم من معاناة القطاع الصناعي، ورفع معدلات البطالة، بسبب تراجع كبير في عملية الإنتاج لعدم توفر المواد الخام، وهذا ينعكس بشكل أساسي على معدلات الفقر والبطالة. وأشار الخضري إلى أن نحو 85 في المائة من مصانع غزة أُغلقت بشكل جزئي أو كلي بسبب الحصار المستمر، الذي أحد أهم أهدافه الوصول إلى حالة الانهيار الاقتصادي، ما سينعكس سلباً على مجمل الحياة اليومية، حيث بلغت خسائر القطاع الصناعي والتجاري قرابة 50 مليون دولار شهرياً منذ الحصار. واعتبر الخضري أن أي حديث عن إنعاش اقتصادي في غزة وإيجاد مشروعات لتشغيل الأيدي العاملة، يتطلب ضمان فتح كامل لمعابر القطاع أمام الاستيراد والتصدير، ومن دون أي قيود إسرائيلية.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

لماذا أسقط حزب الله "حكومة العهد"؟

محمد قواص/ميدل إست أونلاين/06 تشرين الثاني/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/68711/68711/

*لم يعتبر حزب الله يوماً "السنة المستقلين" إلا أدوات تابعة لنظام الوصاية السورية على لبنان.

*يمن الحزب على "سنته" بالفضل في الحماية والرعاية، بحيث لا تستقيم نظرية "الوفاء" لهم، وهم له تابعون.

*لا يهتم حزب الله كثيرا لقضية الوفاء التي يروج لها هذه الأيام لتبرير استفاقته على مسألة تمثيل سنّته داخل الحكومة العتيدة.

*سبق للسفيرة الأميركية في بيروت، إليزابيت ريتشارد، أن حذرت بيروت من مغبة أن تعهد وزارة الصحة في لبنان إلى حزب الله.

*يعتبر عون أن حزب الله، ولأسباب خارجية تتعلق بمزاج إيران، يقف وراء التعطيل الحقيقي لولادة حكومة العهد.

*شعر عون أن مناورة "الوفاء" التي أطلقها حزب الله لا تمس في الحقيقة سعد الحريري، بل تروم إغراق الحكومة بأدوات الحزب ومنع عون من الإمساك بثلث معطل كان يطل لصالح بعبدا في التسويات التفصيلية الأخيرة.

*لن يفرج حزب الله عن حكومة لبنان.

*حزب الله يفضل أن لا يكون في لبنان حكومة شرعية مكتملة الصلاحيات لا يمتلك فيها كامل النفوذ الذي تتيحه نوبات "الوفاء" الطارئة.

توفرت لحزب الله المعطيات تلو المعطيات حول قرار أميركي بالتعامل مع ملفه بالتوازي مع ملف إيران، واعتباره، فوق ذلك، ملفاً منفصلاً يجوز عليه ما يجوز على المنظمات الإجرامية.

أفصحت نصوص العقوبات الأميركية الجديدة عن ترسانة من التدابير العقابية التي لا تعترف لحزب الله، ولو ضمناً، بطابعه السياسي الممثَّل في برلمان لبنان وحكوماته. وعليه كان على الحزب أن يسعى إلى جعل حكومة سعد الحريري الجديدة حكومة حزب الله، على نحو يرفع من مستوى التحصّن الشرعي حيال العواصف التي تنفخها واشنطن.

تعاملت الولايات المتحدة مع هذا الملف بمقاربات ذات ديناميات لم يسبق لها مثيل.

سبق للسفيرة الأميركية في بيروت، إليزابيت ريتشارد، أن حذرت بيروت من مغبة أن تعهد وزارة الصحة في لبنان إلى حزب الله لما سيكون لذلك من أثر سلبي على البروتوكولات المالية الأميركية الداعمة للوزارة وبرامجها.

وسبق لواشنطن أن أوفدت، أواخر اكتوبر الماضي، نائب مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون المشرق، جويل رايبرن، إلى بيروت، فأبلغ سلطاتها السياسية والعسكرية والاقتصادية خطط واشنطن المقبلة في المنطقة، لاسيما تلك المتعلقة بإيران في المنطقة والأخرى المتعلقة بحزب الله، بالذات، في لبنان.

غير أن هذا السجال بين واشنطن والحزب بقي خلال العقود الأخيرة من الأبجديات التي وسمت علاقة الولايات المتحدة مع الجمهورية الاسلامية وأذرعها.

وصلت علاقة واشنطن وطهران إلى شفير الصدام الكبير منذ احتجاز "طلاب الثورة" للدبلوماسيين الأميركيين في طهران، كما وصلت أيضاً إلى شفير الصدام الكبير بين واشنطن وحزب الله منذ خطف رهائن أميركيين في بيروت وتفجير ثكنة المارينز هناك.

وفي كلا الحالين، وعلى نحو عجائبي، لم يحصل هذا الصدام، بل أن تعايشاً سريالياً جرى بين "الشيطان الأكبر" وإيران من "محور الشر"، يجعل من حزب الله مرتاحاً إلى أن ثوابت الأمس لن تغيرها تحولات اليوم، حتى لو كان رئيس الولايات المتحدة الحالي، دونالد ترامب، لا يشبه في العقيدة والطباع أسلافه.

على هذا قرر حزب الله أن الظرف لا يحتمل المخاطرة بالاكتفاء بإنتاج حكومة يتم اختراقها من قبله، وأن طبيعة الضغوط التي تُمارس ضد إيران، كما ضد شبكاته المحلية والإقليمية والدولية، تتطلب "القبض" على الحكومة اللبنانية بشكل جلي واضح لا يحتمل لبساً، ولا يحتمل، حتى، الاستكانة إلى الحليف في بعبدا وتياره. وهنا فقط نفهم حرص الحزب على "الوفاء" لسنّته وغيرته على تمثيلهم داخل الحكومة العتيدة.

لم يعتبر الحزب يوماً "السنة المستقلين" إلا أدوات تابعة لنظام الوصاية السورية على لبنان.

استفاد هؤلاء من هذه التبعية وهذا الولاء لدمشق، فكانت لهم الامتيازات والمناصب.

بمعنى آخر لم يعترف الحزب يوماً بأن لهذه الظواهر حيثيات خاصة منفصلة عن رعاية دمشق سابقا ورعاية إيران وحزب الله لاحقاً، وأن وقوفها مع حزب الله داخل معسكر "8 آذار" كان إجبارياً لا خيار ثانيا له للاحتماء من الغضب الذي اجتاح البلد بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري.

بهذا المعنى يمن الحزب على "سنته" بالفضل في الحماية والرعاية، بحيث لا تستقيم نظرية "الوفاء" لهم، وهم له تابعون.

لا يهتم حزب الله كثيرا لقضية الوفاء التي يروج لها هذه الأيام لتبرير استفاقته على مسألة تمثيل سنّته داخل الحكومة العتيدة.

حين أطاح بحكومة سعد الحريري عام 2011، رشح الرئيس عمر كرامي لتأليف الحكومة البديلة "وفاءً" للرجل.

بيد أن مصالح وأجندات الحزب تبدلت آنذاك، فأزاح أمين عام الحزب السيد حسن نصرالله كرامي من خلال إطلالة إعلامية تحدث فيها عن رسالة بعث بها كرامي طالبا إعفاءه بداعي المرض. رد الأخير بسخرية وامتعاض "عندما استمعت للسيد حسن في الخطاب الذي رثاني فيه، اليوم أنا أمامكم وأستشهد بكم كإعلاميين، أنا أمامكم فهل ترونني مريضاً؟"

وعليه فأن مسألة الوفاء تعبير أبجدي له استخداماته وهي كأي أبجدية يسهل استبدالها بأبجديات أخرى.

ومقابل رشاقة الحزب في إنتاج الحجج وعرض الوقائع واستخراج النصوص، بدا أن ثوابت "ورقة التفاهم" بينه وبين التيار الوطني الحر تعرّضت لتجربة لم يعرفها تحالف مار مخايل قبل ذلك.

فأن يُفاجأ رئيس الجمهورية ميشال عون من موقف حزب الله الطارئ والمعطّل لقيام الحكومة الجديدة، فذلك من عاديات الأمور التي وجب على بعبدا أن تتلقفها وتعيد صياغتها لما فيه مصلحة الحزب وتمشياً مع رغباته. بيد أن موقف عون من هذه المسألة، لجهة التضامن مع رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، شكل المفاجأة الحقيقية لحزب الله، واعتُبر سابقة في طبيعة العلاقة التي تجمع الحزب مع عون أولا ثم مع صهره جبران باسيل ثانياً. وبناء على هذا المستجد، بدا أن بعبدا تحرّكت وفقا معطيات جديدة متعددة الأبعاد.

يعتبر عون أن حزب الله، ولأسباب خارجية تتعلق بمزاج إيران، يقف وراء التعطيل الحقيقي لولادة حكومة العهد. ويعتبر أن صمت الحزب حيال العقدتين، المسيحية والدرزية، اللتان راجتا في الأشهر الأخيرة، لم يكن سببه تسهيل ولادة الحكومة بقدر ما كان معبراً عن ارتياحه من أن يعرقل الآخرون حكومة لا يريد ولادتها.

لكن الأدهى، أن رئيس الجمهورية اللبناني شعر أن مناورة "الوفاء" التي أطلقها الحزب لا تمس في الحقيقة سعد الحريري، بل تروم إغراق الحكومة بأدوات الحزب ومنع عون من الإمساك بثلث معطل كان يطل لصالح بعبدا في التسويات التفصيلية الأخيرة.

على أن الثنائي عون-باسيل الذي تبلّغ تحذيرات أميركية من التشكيلة الحكومية التي تمنح حزب الله وزارة الصحة، تبلغ أيضاً قرارا أميركيا دوليا يحذر من تحويل لبنان في عهد ميشال عون إلى "دولة حزب الله".

وبدا أن عون الذي سلّف الحزب مواقف مؤيده لـ "المقاومة" وسلاحها، ودافع عنه لدى المنابر والمحافل الدولية، سمح لنفسه، هذه المرة، أن يوسّع من هامش مصالحه التي قد تتعارض، ولو ظرفياً، مع مصالح الحزب وأجنداته.

على أن مسارعة باسيل إلى الطلب من محازبي التيار الوطني الحر وقف أي سجال مع الحزب على وسائل التواصل الاجتماعي، وارتباك الحزب في كيفية التعامل مع موقف عون دون الصدام معه، يفصح عن أزمة في إدارة تحالف بعبدا-حارة حريك وتدوير زواياه.

لن يفرج حزب الله عن حكومة لبنان.

تبلّغ الحريري وسمير جعجع ووليد جنبلاط رسائل معينة من الخارج ما دفعهم إلى إزالة العقد والقبول بالمتوفر لتسهيل ولادة الحكومة.

باتت ولادة الحكومة مطلوبة من المجتمع الدولي، فيما لا تريد إيران لهذه الحكومة أن ترى النور في موسم المقاطعة الأميركية الدولية لاقتصادها، وتريد أن تمسك بهذه الورقة لمقايضاتها في موسم المفاوضات المقبلة.

وعلى ذلك، فإن الحزب يفضل أن لا يكون في لبنان حكومة شرعية مكتملة الصلاحيات لا يمتلك فيها كامل النفوذ الذي تتيحه نوبات "الوفاء" الطارئة.

قد يخسر لبنان كثيرا، بيد أن الحزب الذي يعتبر أنه يخوض معارك وجود في المنطقة ولبنان، لن يكترث لما قد يخسره البلد في وقت تخسر الجمهورية الاسلامية في إيران أرصدة في الاقتصاد والسياسة ما يهدد استقرارها ووجودها.

 

الحريري يستنجد بماكرون خوفاً من «الآتي الأعـظم»!  

طوني عيسى/جريدة الجمهورية/الثلاثاء 06 تشرين الثاني2018

في تشرين الثاني 2017، تدَخَّل الرئيس إيمانويل ماكرون لإنهاء أزمة صديقه الرئيس سعد الحريري. واليوم، في تشرين الثاني 2018، يبدو الصديق الفرنسي مُطالَباً بالتدخّل لإنهاء أزمةٍ أكثر خطَراً وتعقيداً: إقناع إسرائيل بكبح تهديداتها للبنان، وإقناع إيران بتسهيل التسوية الحكومية. فهل يمتلك الفرنسيون ثمناً يدفعونه لإسرائيل، وهل يملكون ثمن المقايضة مع إيران إذا استجابت لطلبهم تسهيل التسوية؟ وفي عبارة أوضح، هل يستطيعون مكافأتها بتخفيف حِدّة العقوبات الأميركية؟

ثمّة اقتناع بدأ يترسّخ في الأيام الأخيرة: «حزب الله» لا يريد حكومة في هذه اللحظة. وهو يفضّل تأخيرها على الأقل لإمرار 3 استحقاقات آتية خلال الأسبوع الجاري، وأوّلُها جولة العقوبات على إيران.

فهل يتقصّد «الحزب» تمرير الاندفاعة الحماسية للعقوبات، في غياب حكومة لبنانية فاعلة، ما يسمح للبنان بالتنصّل من بعض المستلزمات المطلوبة من الحكومة اللبنانية أميركياً؟ أم إنّ إيران تحتاج إلى استخدام ورقة تأليف الحكومة للمقايضة في ذروة اشتباكها مع الأميركيين، كما الأوراق الأخرى في العراق وسوريا واليمن وغزة؟

أم إنّ الأمر لا يتعدّى رغبة إيران و»الحزب» في رفع سقف المفاوضة لضمان أكبر سيطرةٍ على القرار في الحكومة المقبلة، وعلى مدى 4 سنوات باقية من العهد؟

أيّاً يكن الأمر، فهناك انتظار إضافي لولادة الحكومة. وبعد انطلاق العقوبات في جولتها الجديدة أمس، سينتظر الجميع نتائج الانتخابات النصفية في الولايات المتحدة، اليوم، والتي قد تدعم اندفاعة الرئيس دونالد ترامب إذا جاءت لمصلحة الجمهوريين.

كما أنّ يوم الأحد المقبل سيكون مُهمّاً، إذ سيشهد قمّة بين ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين في باريس، على هامش احتفال الـ100 عام على انتهاء الحرب العالمية الأولى، بمشاركة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وتتناول أزمات الشرق الأوسط. ومن المقرّر أن يشارك الحريري في هذا الاحتفال. ولكن، سيكون الأكثر حيوية للبنان، في احتفال باريس، اللقاءُ المنتظر بين ماكرون ورئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو. وواضح أنّ الضيف الإسرائيلي سيجدِّد تحذيرَه للبنان من وجود مصانع للصواريخ على أرضه، يقيمها «حزب الله»، بدعم من إيران.

ووفق العديد من المصادر، طلب الإسرائيليون من باريس، في الأيام الأخيرة، عبر أقنية مباشرة وغير مباشرة، إبلاغ رئيس الجمهورية ميشال عون والحريري بأنهم لن ينتظروا «حزب الله» إلى ما لا نهاية ليزيل هذه المصانع، وسيتحرّكون أخيراً لمعالجة الأمر بأنفسهم، أي إنهم سيستهدفون هذه المواقع بعملية عسكرية. وفي الموازاة، كانت التقارير قد تحدثت عن أنّ نتنياهو نقل إلى عُمان الرسالة إياها، خلال لقائه الأخير مع السلطان قابوس، على أن يقوم بنقلها إلى طهران. وكان وزير الخارجية العُماني محمد بن عوض الحسان قد زار العاصمة الإيرانية قبل يومين من زيارة نتنياهو لمسقط. والموفد الرئاسي الفرنسي أوريليان لو شوفالييه Aurélien le Chevalier الذي وصل قبل يومين إلى بيروت هو الذي تلقّى رسالة نتنياهو خلال لقائه في القدس رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي. وبالتأكيد سيرفعها إلى المسؤولين اللبنانيين، لأنّ فرنسا ترى في الأمر خطراً بالغاً، وهو طارئ أكثر من السعي الفرنسي إلى تطبيق بنود «سيدر». فموفد ماكرون المكلّف متابعة مؤتمر «سيدر» هو بيار دوكان. وتكليف لو شوفالييه يَنْصَبُّ خصوصاً على التهديدات الإسرائيلية المثيرة للهواجس الفرنسية. ولو شوفالييه يشغل اليوم منصبَ المستشار الديبلوماسي لماكرون، وهو يعرف لبنان جيداً من خلال منصبه السابق كمستشار ثقافي للسفارة الفرنسية في بيروت. وهو التقى أمس وزير الخارجية جبران باسيل وناقش معه الملفات قيد البحث.

طبعاً، كل هذه المعطيات يقرأها الرئيس سعد الحريري بدقّة. ومع أنّ زيارته الأخيرة، غير المعلن عنها مسبقاً، لفرنسا ليست رسمية، فثمة مَن يعتقد أنها كانت أيضاً فرصة لوضع الفرنسيين في الصورة الأكثر قلقاً، حيث لبنان يخشى «الآتي الأعظم»، وفق تعبير ركن نيابي بارز، بناءً على الصورة الآتية:

تأليف الحكومة يتعثّر، في موازاة عقوبات اقتصادية تزداد اتّساعاً، في أسوأ ظروف اقتصادية ومالية ونقدية يمرّ بها لبنان، ووسط مخاوف من ضربة عسكرية إسرائيلية قد تكون مفاعيلها كارثية. ولذلك، سيكون على الفرنسيين أن يعملوا على 4 خطوط لدعم لبنان:

1 - الحدّ من مفاعيل العقوبات الأميركية الجديدة بحيث تبقى محصورة في إطارها الضيّق، أي أن تشمل «حزب الله» وكوادره ومؤسساته، ولا يتّسع نطاقها لتشمل مسؤولين ومؤسسات رسمية أو خاصة.

2 - إزالة الذرائع التي يرفعها الجانب الإسرائيلي لتهديد لبنان بتوجيه ضربة عسكرية إليه يمكن أنه تعيده سنوات إلى الوراء.

3 - بذل الجهود مع القوى الداخلية، ومع القوى الإقليمية والدولية- ولا سيما إيران والمملكة العربية السعودية والولايات المتحدة- لحماية استقرار لبنان السياسي، من خلال التوسّط لولادة حكومة فاعلة في أقرب ما يمكن.

4 - مساعدة لبنان للحفاظ على ما توافر له من دعمٍ مالي، في شكل قروض أو من مِنَح، في مؤتمر «سيدر». وكان الفرنسيون عبّروا للجانب اللبناني عن خشيتهم من تراجع العديد من الدول عن التزاماتها في هذا المؤتمر إذا تأخّرت ولادة الحكومة. فثمّة معطيات جديدة يمكن أن تطرأ لدى هذه الدول وتجعل لبنان في مراتب متأخّرة من الاهتمام، فيما هو يعاني مأزقاً خطراً في ظل عدم إقرار الإصلاحات والرزوح تحت وطأة النزوح.

لذلك، وفيما تتأخّر عودة الحريري من باريس، يجول الموفد الفرنسي لو شوفالييه على المسؤولين في لبنان. وكان السفير الفرنسي برونو فوشيه زار القصر الجمهوري قبل يومين، وجرى بحث في الملفات الساخنة، مع التذكير بأنّ ماكرون سيزور بيروت في شباط المقبل. والأبرز هو اتّجاه فرنسا مجدداً إلى استعادة حراكها الديبلوماسي مع الإيرانيين، من خلال موفد لها إلى طهران.

لكنّ المشكلة لدى الفرنسيين تبقى إياها: في لعبة المصالح بين القوى الكبرى، إلى أيِّ حدّ هم يمتلكون الرصيد الكافي لتسويق مبادراتهم؟ وهذه المشكلة لطالما اعترضتهم في وساطاتهم السابقة مع إيران، ولا سيما في مسعاهم إلى ملء الفراغ في موقع الرئاسة الأولى على مدى أكثر من عامين.

فقد أظهر الإيرانيون حينذاك استعداداً لـ«يبيعوا» التسوية، ولكن ضمن صفقة مثمرة، أرادوها مع واشنطن القادرة على تأدية الثمن، وليس مع باريس التي كانوا أيضاً يستاؤون من موقفها في سوريا.

ولذلك، يحاول ماكرون أن يسوِّقَ مشروعاً على مستوى الشرق الأوسط، يكون مقبولاً عربياً، ويمكن أن يكون بديلاً لمشروع ترامب «صفقة القرن» الذي يلقى اعتراضات. وهو يحاول من خلال هذا المشروع فرض الحضور الفرنسي في أزمات المنطقة وتسوياتها.

هل يستفيد لبنان، وتحديداً الرئيس الحريري، من الزخم الفرنسي بقيادة ماكرون؟ المتابعون يعتقدون أنّ الوساطة الفرنسية باتت اليوم ضمانة أساسية للاستقرار اللبناني. والمَحاور التي يعمل عليها الفرنسيون لمساعدة لبنان كلها فائقة الأهمية. ومعها إما يغرق في الأزمة أو يعوم.

ولذلك، يراهن الحريري بقوة على ماكرون، لأن لا أصدقاء دوليين له، أفضل منه. وصحيح أنّ الجهود الفرنسية غير مضمونة النتائج، إقليمياً ودولياً، في مساعدة لبنان، لكنها على الأقل كفيلة بالحدّ من مخاطر «الآتي الأعظم»!

 

رفض شمالي لمحاصرة الحريري  

مرلين وهبة/جريدة الجمهورية/الثلاثاء 06 تشرين الثاني 2018

وسط اشتداد العاصفة السياسية بين الأطراف الأساسية في البلد، تقاوم هذه العاصفة رياحاً شمالية عاتية ومعاكسة لمنظومة الأمر الواقع. وفي الوقت الذي يعتبر البعض، مِمّن لم يقرأ كتب التاريخ، انّ «البعض» من السياسيين أصبحوا في حكم النسيان ولم يعد لهم دور في الحلبة السياسية «المُتحدثة»، يطلّ هذا البعض مجدداً الى الواجهة رافعاً الإصبع والصوت لتشتدّ حدّة الرياح الشمالية، فتعود حريرية مقاومِة حتى الرمق الأخير.

يبدو أنّ وَضع الرئيس المكلّف سعد الحريري أقوى شعبياً اليوم ممّا كان عليه في الانتخابات الاخيرة، «لا بل أقوى ممّا كان عليه بعد عودته من المملكة العربية السعودية»، فحتى الرؤساء السابقون للحكومات، الذين يتنافسون عادة على منصب الرئاسة الثالثة، يُجمعون حاليّاً على سعد الحريري.

فالشعور العام السنّي انّ أي تراجع للحريري في هذه اللحظة، سيكرّس للطائفة الشيعيّة عُرفاً يستمر سنين طويلة. وتَصف شخصيات سنّية عريقة المعركة بالمصيرية وليست معركة سعد الحريري تحديداً، بل تجسيد للانتصار الوَهمي في سوريا واتخاذ لبنان رهينة للمفاوضة عليه في وجه العقوبات المقبلة. وفي الوقت الذي يترقّب المتابعون تحرّكاً ما سيلجأ إليه تيار «المستقبل» مطلع الاسبوع المقبل دعماً لصمود الحريري، وتظهَر مؤشّراته من خلال اليافطات الكبيرة الداعمة له شمالاً، تبرز 3 مشاهد لا تقل مدلولاتها أهميّة عن الأخرى.

ريفي: لبنان في «سجن ايفين» و«الحزب» ينفّذ 7 أيّار حكوميّاً

الأولى: رَدّ من اللواء أشرف ريفي الذي آثر الصمت عقب تصريحات ضدّه لم يُعرها اهتماماً، بل بالعكس استرسَل في دفاعه عن الرئاسة الثانية من خلال مواقف صارمة وحادّة تعليقاً على المستجدات اللبنانية - السنيّة، فقال في حديث لـ«الجمهورية»: «انّ ما يحصل اليوم في ما يسمّى عقدة توزير السنّة المستقلين، هو الدليل الأوضح على وصاية «حزب الله» على القرار اللبناني، لأنه باتَ يأتي برؤساء الجمهورية وقانون الانتخاب والحكومات، ويضع لبنان رهينة بيد إيران لتفاوض عليها مع المجتمع الدولي وتؤمّن مصالحها على حسابنا».

ولفتَ ريفي الى أنّ تعطيل تشكيل الحكومة ليس الأول ولن يكون الأخير، إذ سبق أن عُطّلت حكومة الرئيس السنيورة وأُسقطت حكومة الرئيس الحريري في العام 2011، بعد أن نفّذ «حزب الله» 7 أيار ليفرض الثلث المعطّل ويصادر الحياة السياسية. أمّا اليوم فتعطيل تشكيل الحكومة هو 7 أيار حكومي، لكنّ المفارقة أنه يُنفّذ ضد عهد الرئيس ميشال عون الذي سبق أن شارك «حزب الله» في تعطيل البلد، ويصحّ الآن القول: «طابخ التعطيل آكله». مُذكّراً بأنه حذّر مراراً من تسليم البلد لـ«حزب الله»، واننا اليوم نعاني اختلالاً كبيراً في التوازن، لأنّ الوصاية الايرانية وضعت لبنان في سجن «ايفين»*، وهو يعاني خطر العزلة الاقتصادية والسياسية، لأنّ إيران ستستعمله لتبتزّ محاصريها. مضيفاً أنّ الحزب، الذي سلّموه أوراق التحكّم بالقرار اللبناني، لا يأبَه لمصلحة لبنان الاقتصادية والوطنية، وهو بين مصلحة الرئيس عون الذي يريد تشكيل حكومة لضمان عهده، ومصلحة إيران، يختار مصلحة ايران. وحذّر من أنّ ما يفوق هدف «حزب الله» باختراق الطائفة السنية خطراً، هو اختراق صيغة لبنان العيش المشترك والوطن الواحد. وفي السياق، لم يستغرب ريفي إصرار «حزب الله» على توزير حلفائه السنّة، قائلاً إنّ «حزب الله»، المُتهم باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، يريد أن يخطف القرار السني ويضعفه ويجَيّره لصالح إيران والنظام السوري، وهو لا يريد أن يَنتهج سنّة لبنان نهجاً سيادياً وعربياً، بل يريد استهدافهم وتطويعهم كما فعلَ في العراق وسوريا. والحزب يعمل على إضعاف الحصن المُتبقّي في لبنان، وهو رئاسة الحكومة، مؤكداً أنّ السنّة سيواجهون هذا الاختراق، «ولن نقبل أبداً بإضعاف موقع رئاسة الحكومة، إنطلاقاً من رفضنا المَس بالدستور».

كرامي لـ«الجمهورية»: «كل الاحتمالات واردة»

موقف آخر لا يقلّ في مدلولاته أهمية عن موقف ريفي، صدر عن الاستاذ وليد معن كرامي الذي قال لـ«الجمهورية»: «إنّ التكتّل السنّي المستقل أداة بيَد «حزب الله»، وهو يستخدمها لاستكمال الانتصار الوَهمي في سوريا، من خلال إعادة محاصرة السراي الحكومي وإرساء عرف جديد يكرّس ولوج الحزب الى الحكومة بواسطة جميع الطوائف اللبنانية، بما فيها الطائفة السنّية، فاختاروا لمعركتهم النائب فيصل كرامي الذي تُشكّل عائلته متراساً سنّياً حصيناً للتلطّي خلف معارضتهم، حسبما اعتقدوا».

ويضيف أنّ «ما فشل الحزب في تحقيقه عام 2005 لن ينجح في بلوغه عام 2018، وانّ فيصل كرامي يمثّل نفسه فقط، وكلّ فرد في عائلة كرامي له حَيثيته. أمّا عائلة كرامي فهي تاريخ بحدّ ذاته سُطِّر بالدم والتضحيات لأجل لبنان، ولا يستطيع فرد من العائلة تحييد التاريخ أو تزويره».

وقال: «إنّ فيصل كرامي يكتب تاريخه هو، وما يمثّل هو وحده، أمّا نحن في العائلة فلنا عملنا وحيثيتنا، وسنحصد ما نَجنيه بأيدينا. فإمّا يُنصفنا التاريخ أو يُديننا».

وأكّد أنّ «تاريخ العائلة كُتب، أمّا نحن فمسؤولون أمام التاريخ عن تموضعنا الحالي. فأنا أرتبط بعائلتي بالدم، أمّا في السياسة فيربطني المبدأ فقط مع أقربائي».

زيارة تضامنية الى «بيت الوسط»؟

وبالنسبة الى احتمال زيارة معن رشيد كرامي وابنه وليد بيت الوسط، لاسيّما بعد زيارة الرئيس الحريري منزل العائلة إبّان الإنتخابات النيابية، يكشف وليد كرامي لـ«الجمهورية» أنّ العائلة كانت بصَدد رَد الزيارة، «ولكن أردناها بعد تأليف الحكومة، كي لا يُقال إنّ العائلة تهرول قبل تشكيل الحكومة الى بيت الوسط طمعاً بمنصب وزاري. فنحن لا نؤمن بسياسة الانبطاح. ولكن اليوم كل الاحتمالات واردة عند عودة الحريري، لأنّ من واجبنا رَد الزيارة» ، مُذكّراً بحادثة من ماضي عائلة كرامي، عندما اصطحب الرئيس عمر كرامي الرئيس أمين الحافظ الى قريطم تضامناً مع رئيس الحكومة رفيق الحريري في موقف مُشابه.

المؤشّر الثالث

أمّا الموقف الشمالي السني اللافت، فتَمثّل بانسحاب المرشح المحامي زياد درنيقة من انتخابات نقابة المحامين كمرشح على مركز النقيب مدعوماً من النائب فيصل كرامي، وذلك بسبب الضغط والنقمة الشعبية العارمة المستجدة، وهو مؤشّر آخر يدلّ على عدم امتلاك فيصل كرامي قرار الطائفة السنية. وقد أعلن المحامي زياد درنيقة تعليق ترشحه من منزل فيصل كرامي في طرابلس، بعد اجتماع ضَم النقباء السابقين الذين تمنّوا عليه تعليق ترشحه لهذه الدورة، حرصاً على وحدة النقابة في هذه الظروف الدقيقة، التي نقلوها الى الوزير السابق. في السياق، تستبعد أوساط طرابلسية اعتذار الرئيس المكلّف، معتبرة أنّ موقف الحريري أصبح أكثر قوة اليوم بعدما تَظهّر موقف رئيس الجمهورية الداعم له علناً. أمّا بالنسبة الى قوله «فتّشو عن غيري»، فهو يندرج في إطار التكتيك السياسي والضغط لاستقطاب العطف وحَشد الشارع السنّي المؤيّد، كاشفة أنّ التحرك الشعبي ليس مستبعداً في حال قرّر الحريري التنحّي، كما أنّ جميع الاحتمالات مفتوحة... إنما المطلوب صمود الحريري، إذ من غير المستحَبّ أن يقول الحريري، وفق تعبير تلك الأوساط: «إذا بَدكن توَزّروهن للسنّة المستقلين فَتّشوا عن غيري»، فالأولى القول: «سأفتّش عن غَيرن»!

* حيث تسجن السلطات الإيرانيّة معارضيها

 

كادت الأمم المتحدة أن «تغادر» دمشق مع دوميستورا؟  

جورج شاهين/جريدة الجمهورية/الثلاثاء 06 تشرين الثاني2018

قبل أن يسارع الأمين العام للأمم المتحدة الى تعيين الديبلوماسي النروجي غير بيدرسون بديلاً من مبعوثه الى سوريا ستيفان دوميستورا الذي سيغادر منصبه نهاية الشهر الجاري، فقد أنقذت قمّة «اسطنبول» الأخيرة دور الأمم المتحدة فيها بإعادة تأكيدها استكمال بناء اللجنة المكلّفة وضع الدستور السوري الجديد. فهل كان هذا الملف موضوع الإشكالية الوحيدة بين دمشق ودوميستورا؟

تبادلت الأندية الدبلوماسية والأُممية عشرات التقارير عن العوائق التي رسمت سقوفاً للعلاقات الواجب قيامها بين المنظمات الأممية المختلفة والمسؤولين السوريين الى حدود تردّيها في بعض المجالات، خصوصاً تلك المعنية بالشؤون الإجتماعية والإنسانية منها كما السياسية.

وبالغ معدّ أحد التقارير في توصيفه الإجراءات السورية الصعبة والمعقدة الى حدودٍ تهدّد المهمات التي وُجدت لأجلِها هذه المنظمات في الأراضي السورية، خصوصاً عندما غاص في توصيف العوائق التي زادت من حجم المخاطر المحيطة بعملها وفرقها من الموظفين الأمميّين الأجانب منهم والعاملين السوريين فيها الى حدود انتفاء دورها. فالسلطات السورية حدّت من حركتهم ومنعتهم من دخول كثير من المناطق بلا إذن مسبَق تتحكّم به السلطات الأمنية والمخابراتية السورية دون غيرها وتخضع لتقديراتهم الأمنية والسياسية واللوجستية.

والى هذه التقارير بما سجّلته من ملاحظات سلبية جاءت مداخلات دوميستورا لدى مراجعته الدول الراعية العملية السلمية الجارية في سوريا ولدى مرجعياته الأُممية لتزيد في الطين بلة. فقد أمضى دوميستورا الى الأمس القريب نحو أربع سنوات في دمشق إذ عُيّن في 11 تموز 2014 بعد اسابيع على استقالة سلفه الديبلوماسي الجزائري الأخضر الإبراهيمي بعد انهيار جهوده في جولتين من المفاوضات فانتهاءً بالازمة السورية.

وكل ذلك جرى على وقع الانقسام الذي كان قائماً بين الحلف الدولي ضد الإرهاب الذي تتزعّمه الولايات المتحدة الأميركية ومعها 40 دولة في مواجهة الحلف الروسي ـ الإيراني الذي انعكس على عمل مجلس الأمن المنقسم على نفسه إزاء الأزمة السورية للأسباب عينها.

على هذه الخلفيات قرأ المطّلعون على هذه التقارير حجم معاناة دوميستورا وحجم ما يتمتع به من صبر لم يسجَّل لمَن سبقوه من نظرائه الدوليين الى المهمة عينها.

فمَن سبقه اليها سواء كان الإبراهيمي او الأمين العام السابق للأمم المتحدة المرحوم كوفي انان أو السوداني اللواء مصطفى الدابي الذي جمع صفتي مبعوث الجامعة العربية والأمم المتحدة معاً، لم يتحمّلوا ما تحمّله دوميستورا على رغم أنّ بعضاً من مهمات دوميستورا كانت سهلة قياساً على ما استعادته مناطق كبرى من «سوريا المفيدة» من استقرارها الأمني في الفترة الأخيرة.

ومن هذه المعطيات بالذات، يقول التقرير إنّ العمليات العسكرية التي شهدتها سوريا على امتدادات مساحتها الجغرافية كانت تبرّر بعضاً من معاناة الموفدين الدوليّين، وكانت العمليات العسكرية قد رسمت الخطوط الحمر أمامهم فتعطّلت كل المبادرات التي أطلقوها.

والى هذه العمليات العسكرية فقد أدّت التجاذبات بين التحالفات الدولية المتنازعة على الأراضي السورية الى ولادة مرجعيّتين واحدة تجلّت بسلسلة مؤتمرات جنيف وزميلاتها من جهة وآستانة من جهة أخرى، فضاعت الجهود الدولية برمّتها أحيانا بين المرجعيّتين.

وإن لم تكن الأسباب التي أعاقت مهمّة الموفدين الأُممين والمؤسسات الأُممية كلها عسكرية، فإنّ ما زاد من صعوبة تحقيقها حجم الخلافات الدولية التي جعلت من معظم الأراضي السورية مطحنةً للمدنيين نتيجة وجود مئات الجبهات الملتهبة حول دمشق ومختلف أنحاء البلاد.

وزادت المصاعب الإنسانية والإجتماعية والإغاثية من صعوبة المهمة بوجود أكثر من أربعة ملايين نازح سوري داخل الأراضي السورية، وأكثر منهم عدداً بقليل في دول الجوار السوري ودول الشتات.

على هذه الخلفيات، يضيف التقرير، أنّ دوميستورا كان مستعدّاً لتجاوز تلك المرحلة بمصاعبها الأمنية والعسكرية كافة لولا الموقف السوري المتشدّد من مصير الدستور السوري الجديد الذي يوزّع السلطات مجدداً ويعيد النظر في شكل النظام استعداداً للحلّ السياسي مهما طال انتظاره.

ويحدّد التقرير الموقف السوري الجديد الذي تجلّى برفض تسمية ممثليه الى اللجنة الدستورية واعتراضه على دخول سوريّين آخرين يمثلون المعارضة بعد الجهود التي بذلتها موسكو والسعودية وطهران وأنقرة لتكوين المعارضة السورية المعتدلة. وما زاد دوميستورا توجّهاً الى الاستقالة فهمه للمطالب السورية الجديدة ودعوتها الى نسيان ما يُسمى «الدستور الجديد»، فبناؤُه لا يتم إلّا على قواعد السيادة السورية وبقرار سلطة ينتجها الشعب السوري وحده.

وهو ما أبلغت وزراة الخارجية السورية دوميستورا متماهية بالإنتصارات التي أعادت الى النظام معظم ما خسره من الأراضي السورية الخصبة والآهلة بالسكان غير آبهة بما أنتجته المداخلات الروسية والأُممية من تعديلات عليه في أروقة الأمم المتحدة وكواليس مؤتمرات أستانة وسوتشي وقمم طهران وأنقرة وموسكو. عند هذه المحطة يختم التقرير أنّ دوميستورا الذي رفع الصوت عالياً لحماية الإنجاز الدستوري لم يلقَ تجاوباً من أحد. وهي فترة تزامنت وقراره بالإستقالة من مهماته منتصف الشهر الماضي. وهو على ما يبدو لم يكن يدرك أنّ «قمة اسطنبول» التي جمعت رؤساء تركيا وروسيا وفرنسا وألمانيا قبل أيام ستحيي البحث في الدستور السوري الجديد. وتجدر الإشارة الى أنّ قرار قمّة اسطنبول الذي أحيا مهمة المبعوث الأممي السياسية والدستورية بات رهناً بما سيلقاه المبعوث الجديد غير بيدرسون من تعاون سوري أو عدمه. فهو تلقّى نصيحة سورية وجّهها اليه نائب وزير الخارجية السورية فيصل المقداد بعدم تكرار أخطاء مَن سبقه الى هذه المهمة و«إنّ سوريا، وكما تعاونت مع المبعوثين الخاصّين السابقين، ستتعاون مع بيدرسون، بشرط أن يبتعد عن أساليب مَن سبقه»، وهو أمر لا يبشّر بالخير.

فالديبلوماسي الجديد يعرف كثيراً من خفايا الوضع في سوريا ولبنان والمنطقة من خلال مهماته السابقة في المنطقة حيث عمل منسّقاً أممياً خاصاً في لبنان ومبعوثاً شخصياً للأمين العام إلى جنوبه ما بين العام 2005 و 2008 وممثلاً دائماً لبلاده لدى الأمم المتحدة منذ 2012 وحتى 2017 ويعرف كثيراً عن الأزمة السورية وخفاياها.

 

معبر نصيب بالنسبة الى اللبنانيين كأنّه لم يفتح  

رنى سعرتي/جريدة الجمهورية/الثلاثاء 06 تشرين الثاني 2018

رغم أنّ البنك الدولي ذكر في تقريره الأخير أنّ لبنان سيستفيد على الأرجح من إعادة فتح معبر نصيب، إلّا أنّ المُصدّر اللبناني لا يرى جدوى لغاية اليوم، من إعادة فتح المعبر، في ما يتعلّق بالتصدير البري عبر الحدود البرية السورية الأردنية، بسبب زيادة الرسوم الجمركية السورية بنسبة 500% على السلع المنقولة عبر الأراضي السورية من معبر المصنع الحدودي. فيما كان التعويل على إعادة فتح معبر نصيب الحدودي في 15 تشرين الأول من أجل الاستغناء عن التصدير البحري والجوي، وبالتالي، تعزيز الاقتصاد اللبناني، أصبح التصدير البري مكلِفاً على المصدّرين، ما يؤدّي الى ارتفاع أسعار السلع اللبنانية ويُفقدها من تنافسيّتها في الأسواق الخارجية. وبالاضافة الى الرسوم الجمركية السورية التي ارتفعت من حوالى 150 دولاراً الى 750 دولاراً، هناك ارتفاع أيضاً في كلفة التأمين على البضائع وفي أجرة سائقي الشاحنات الذين أصبح من الصعب توفّرهم بسبب منع السائقين السوريين للشاحنات اللبنانية من الدخول الى السعودية، وتخوّف السائقين اللبنانيين السنّة من العبور في سوريا، وعدم ارتياح الشيعة الى المرور في الأردن نحو الخليج.

هذه العوائق أدّت الى تراجع عدد الشاحنات التي كانت تدخل الأراضي السورية قبل تفجّر الصراع السوري في العام 2011، من نحو 400 شاحنة الى 17 شاحنة عبرت معبر نصيب منذ فتحه لغاية اليوم، توجّهت واحدة منها الى الكويت وكانت وجهة الـ16 الأخرى هي الأردن، وفقاً لآخر الإحصاءات. أما بالنسبة الى التصدير الزراعي، فيواجه التجار عائقاً آخر يتمثل بالمنافسة الأوروبية للمنتجات اللبنانية في دول الخليج، حيث حلّت البضائع الأجنبية محلّها عندما تعثّر وصولُ المنتجات اللبنانية الى الخليج، وبات من الصعب اليوم إعادة ترويج البضائع اللبنانية.

في هذا الإطار، يُجري وزير الاقتصاد رائد خوري محادثات مع نظيره السوري لحثّه على خفض الزيادة في الرسوم الجمركية التي بلغت خمسة أضعاف مستواها السابق، إلّا أنّ الطرف السوري يقول إنّ البلد المدمّر يحتاج الى زيادة وارداته المالية من أجل إعادة بناء الطرقات وتأهيل البنية التحتية.

عيتاني

في هذا السياق، أشار رئيس مجلس إدارة المؤسسة العامة لتشجيع الاستثمارات «ايدال» نبيل عيتاني الى «أننا نراقب حركة عبور الشاحنات اللبنانية للتأكّد من سلاسة فتح الحدود لأنّ «الإجراءات ما زالت غير واضحة».

وقال لـ«الجمهورية» إنّ الصادرات اللبنانية تواجه منافسة في الأسواق التقليدية التي تتواجد فيها، وذلك حتى قبل إعادة فتح معبر نصيب ورفع الرسوم الجمركية السورية». وبالتالي فإنّ أيَّ كلفة إضافية، ستشكّل عائقاً بالنسبة للصادرات، لأنّ المنافسة أصبحت كبيرة في الأسواق نتيجة الإرباكات الحاصلة وتراجع عملات بعض الدول وغيرها من العوامل. ولفت الى أنّ تلك العوامل بالإضافة الى إغلاق الحدود، أدّت الى تراجع الصادرات في الأعوام الاخيرة بنسبة 30 في المئة. ورأى أنه «يجب إعادة النظر بالرسوم الجمركية السورية لأنها مرتفعة»، مشيراً الى أنّ عبور الشاحنة الواحدة من معبر المصنع الحدودي يكلّف اليوم حوالى 1050 دولاراً. وأكّد عيتاني أنّ دعم التصدير البحري مستمرّ لغاية آخر العام 2018 ولا علاقة له بإعادة فتح معبر نصيب، لأنه قرارٌ حكوميّ قضى بدعم التصدير البحري بقيمة 21 مليار ليرة لغاية أواخر 2018 أو الى حين استنفاد المبلغ المذكور، مشيراً الى أنه ما زال هناك حوالى 6 مليارات ليرة من أصل المبلغ المرصود للدعم.

ترشيشي

من جهته، طالب رئيس تجمّع مزارعي البقاع ابراهيم ترشيشي، عبر «الجمهورية» الحكومة، بـ«وقف دعم التصدير البحري بقيمة 3000 دولار للشاحنة الواحدة بعد إعادة فتح معبر نصيب»، معتبراً أنّ هذا الدعم اليوم بمثابة هدر للأموال بعد أن أصبح التصدير البرّي متاحاً.

 

العقوبات الاميركية على إيران ماذا عن "معاقبة اللبناني" داخليًا؟

الهام فريحة/الأنوار/06 تشرين الثاني/18

يحبس العالم أنفاسه مع بدء تنفيذ العقوبات الأميركية على إيران، وسبب حبس الأنفاس ان هذه المواجهة الاقتصادية والتي تعتبر من الأكبر في التاريخ المعاصر، لا يقتصر تأثيرها على البلدين فقط بل إن هذا التأثير يطال عشرات الدول سواء تلك التي تربطها علاقات بإيران أو تلك التي تربطها علاقات باميركا أو بالبلدين معًا. العقوبات، وبحسب ما سيكشفه تباعًا وزيرا الخارجية والخزانة الأميركيان مايك بومبيو وستيف منوشين اليوم، تستهدف 700 كيان وشخصية ايرانية. وما إنْ بوشرت العقوبات حتى بدأت انعكاساتها السلبية سريعًا، ومن ابرزها:

انخفاض الريال الإيراني إلى 140 ألف ريال للدولار الاميركي. العقوبات تستهدف خدمات الرسائل المالية الخاصة للبنك المركزي الإيراني والمؤسسات المالية الإيرانية، ما يعني ان الآلية المالية الايرانية أصبحت في شبه عزلة عالمية. يجري الحديث ان العقوبات ستتوسع أكثر فأكثر لتشمل عزل المصارف الإيرانية عن النظام المالي العالمي، بما فيه نظام "السويفت". إلغاء التراخيص التي مُنِحَت لكيانات أميركية وشركات للتعامل مع ايران عقب الاتفاق النووي الإيراني منذ ثلاثة أعوام. أما بشكل مؤقت فقد سَمح للصين والهند، وهما أكبر مشتريين للنفط الإيراني، إضافة إلى تركيا واليابان وكوريا الجنوبية، بشراء النفط الايراني بينما لا يشمل هذا الاستثناء الدول الأوروبية. السؤال الكبير الذي يُطرَح في الداخل هو: ما هو تأثير هذه العقوبات على لبنان؟ الداعي الى هذا السؤال ان مكوِّنًا أساسيًا في لبنان يتأثر بشكل أو بآخر بهذه العقوبات، وتأسيسًا على ذلك، كيف سيتعامل لبنان الرسمي وغير الرسمي مع هذه العقوبات؟ وبناء عليه، ما هي المضاعفات، سواء أكانت سلبية أم ايجابية، على لبنان؟

لبنان قبل العقوبات يعيش في تحدٍ مع ذاته ومع متطلبات المجتمع الدولي خصوصًا بعد مؤتمر سيدر ومقرراته، وهو يعيش في دوامة نتيجة عدم تكوين السلطة التنفيذية منذ ستة أشهر، فكيف سيواجه بسلطة تصريف أعمال؟ لبنان يبدو في وضع لا يحسد عليه، فملفات الفشل، وللأسف الشديد، أكثر من ملفات النجاح، وأكبر دليل على ذلك معضلة الكهرباء: باخرتا الفيول متوقفتان منذ 26 تشرين الاول الماضي قبالة الذوق والجيه، وعلى رغم مرور عشرة ايام، فإن هناك مشكلة في تفريغهما. لا اعتمادات ليتم صرفها فقانون موازنة العام 2018 الذي أقره المجلس النيابي، يمنع صرف الأموال من خارج الموازنة إلا بقانون جديد، وهذا الأمر جيّد لأنه يضبط إلى حدّ كبير عمليات الإنفاق في إدارات الدولة، ما يعني ان الصرف سيكون بعد الجلسة العامة لمجلس النواب، وإذا حصلت استثناءات فإنها تكون مخالفة للقانون. هذه الوقائع تبدَّلت بعدما وافقت الشركة الجزائرية على تفريغ الفيول قبل قبض الاعتمادات، وهذه الخطوة جنَّبت لبنان تقنينًا قاسيًا كاد ان يصل إلى العتمة الشاملة، لكن هل "في كل مرة تسلم الجرَّة"؟ ماذا لو تجددت المشكلة من دون ان تكون الحكومة قد تشكَّلت؟ يكفي ان يدرك اللبناني ان عجز الكهرباء بلغ 34 مليار دولار. فعن أي عقوبات نتحدث؟ وهل من عقوبات على الشعب اللبناني أقسى من عقوبات المليارات؟

 

"تشريع الضرورة" يتقدم في غياب "حكومة الضرورة"

الهام فريحة/الأنوار/06 تشرين الثاني/18

عادت البلاد إلى "الكَي" لأنه آخر "دواء" بعدما تعذّر العلاج البديل ...

و" الكي" هنا هو تشريع الضرورة الذي سيعاوده مجلس النواب الاثنين والثلاثاء المقبلين للمصادقة على مشاريع قوانين بعضها ملح، لا ينتظر، مثل اعتمادات الصحة والكهرباء. حين انعقدت جلسة تشريع الضرورة قبل فترة، قيل إنها "الجلسة الأخيرة" قبل تشكيل الحكومة إذ إن هذا التشكيل سيعيد انتظام عمل المؤسسات ولا يعود بالضرورة اللجوء إلى جلسات تشريع الضرورة. أُعدّ كل شيء بإتقان يوم الاثنين 29 تشرين الاول الفائت، كان المعنيون يتأهبون لزيارة قصر بعبدا لأعلان مراسيم تشكيل الحكومة، كان الرئيس المكلف سعد الحريري تسلَّم أسماء الـ 26 وزيرًا وينتظر اسماء الوزراء الثلاثة لحزب الله. فجأة من دون سابق إنذار، أبلغت دوائر بيت الوسط ان حزب الله لن يسلِّم اسماء وزرائه قبل موافقة الرئيس المكلف على تسمية احد النواب الستة من سنة 8 آذار ليكون احد الوزراء الستة الممثلين للسنّة.

بلحظة انهار كل شيء، وأن ما سبق من عقد، سواء درزية أو مسيحية، كانت عقدا وهمية، وكانت العقدة الحقيقية الوحيدة هي عقدة الوزير السنّي من 8 آذار.

اليوم وصل البلد إلى هذا الوضع، فما العمل؟

المؤسف ان لا أحد يملك خارطة طريق للمعالجة، فكل ما حُكي عن "إلحاح وعجلة ونفاد الوقت ووجوب التشكيل ووقف الدلع السياسي" وغيرها من المسميات، لم يكن سوى أداة للضغط في اتجاه واحد، وحين نجح هذا الضغط " انضبط" الجميع، وتراجع كل المطالبين بالإستعجال.

لكن الخطير في الأمر أن المسألة لم تعد مسألة "ترف سياسي" بل ان الانعكاسات باتت تقترب مثل "التسونامي" سواء من خلال المعطيات الخارجية او من خلال المصاعب الداخلية. والموضوع محل نقاش: فهناك مَن يعتبر ان لا انعكاسات مباشرة على لبنان من جراء العقوبات التي فرضتها أميركا على إيران، لانّ النظام المصرفي والمالي في لبنان يتجانس مع المعايير العالمية ولا تباين في هذا المجال. وقد احتاط لبنان لهذا الأمر منذ دفعة العقوبات الأولى. لكن في المقابل ، هناك خشية متمادية من استمرار عدم امكان تشكيل حكومة جديدة واستطرادًا غياب السلطة التنفيذية، ما يعني ان هناك تخوفاً من بلوغ الخط الاحمر ماليًا، وهذا الامر ليس للتخويف بل ان قراءة المعطيات توصل الى هذه النتيجة، فلبنان يحتاج في ما تبقى من اسابيع لنهاية السنة، الى نحو مليار دولار لتغطية نفقاته، وهذا المبلغ كيف يمكن توفيره من دون الاستقراض، وفي الظرف الذي نحن فيه، مَن هو القادر أو الموافق على إقراض لبنان في غياب سلطة تنفيذية؟ إنه واقع سوداوي مهما حاول البعض تجميله.

 

“حزب الله” والأجندة الإيرانية: لا حكومة!

طوني أبي نجم/ IMLebanon Team/06 تشرين الثاني/18

يُخطئ من يراهن على إمكان تشكيل حكومة جديدة في لبنان قريباً، تماماً كما يخطئ من يظن للحظة أن العقدة أمام تشكيل الحكومة هي تمثيل سُنّة “حزب الله”، تماماً كمن أخطأ من اعتقد أن حصّة “القوات اللبنانية” في الحكومة كانت عقبة أمام ولادة الحكومة.

لا حكومة قريباً في لبنان لحسابات محض إيرانية ينفّذ أجندتها “حزب الله” بإتقان وولاء كاملين للجمهورية الإسلامية ولإرشادات المرشد الأعلى في إيران. فاعتباراً من الاثنين 5 تشرين الثاني دخلت العقوبات الأميركية المشددة على إيران حيّز التنفيذ، وهذه العقوبات المشددة ليست كسابقاتها أيام إدارة الرئيس الأميركي السابق باراك اوباما، بل هي تأتي مع إدارة متشددة يقودها الرئيس دونالد ترامب وفريق “حربي” يضمّ صقوراً لم تجتمع يوماً بهذا الحجم في إدارة أميركية معادية لطهران، من نائب الرئيس مايك بنس، مرورا بوزير الخارجية مايك بومبييو وليس انتهاء بمستشار الأمن القومي جون بولتون إضافة الى كل المواقع في الإدارة والـCIA وغيرها. كما أن هذه العقوبات تأتي بالتزامن مع تطورات عربية- إسرائيلية لافتة، ظهرت مؤشرات منها في زيارة بنيامين نتنياهو الى سلطنة عُمان، وفي زيارة وزيرين إسرائيليين الى أبو ظبي، وفي مشاركة وفود رياضية إسرائيلية في نشاطات رياضية في الإمارات العربية المتحدة وقطر وغيرها من المؤشرات التي تراكمت في الأسابيع الأخيرة، من دون أن ننسى سعي إيران للتقرّب من إسرائيل سواء عبر مفاوضات مباشرة في سلطنة عُمان أو في حضور مندوبين إيرانيين مؤتمراً اقتصادياً في الدوحة يشارك فيه إسرائيليون!

كل تلك الصورة توحي بأن المواجهة الأميركية- العربية مع إيران ستكون بلا هوادة، وستعتمد على عقوبات اقتصادية لن ترحم حتى تحقيق كل الأهداف المرسومة. في المقابل بات واضحاً أن إيران اتخذت قرار المواجهة مع الإدارة الأميركية، ومع أوروبا المتخاذلة والعاجزة عن تأمين البدائل الاقتصادية والمالية لإيران. هكذا يصبح لبنان الورقة الأخيرة بيد طهران في مواجهتها مع واشنطن، والتي تسعى من خلالها للضغط على العواصم الأوروبية في محاولة للجم الهجمة الأميركية الشرسة عليها. فإيران غير القادرة على المواجهة في سوريا حيث القرار السياسي والعملاني في يد موسكو، وغير القادرة على المواجهة في العراق حيث التوازنات هشّة ودقيقة بعد تسوية الحد الأدنى، وأي لعب فيها سيكون مكلفاً جداً، والقلقة من حجم الهجوم الخليجي في اليمن على الحديدة بمينائها الاستراتيجي، لم يبقَ أمامها غير الساحة اللبنانية فأعطت التعليمات لـ”حزب الله” بعرقلة تشكيل الحكومة حتى إشعار آخر وذلك في رسالتين واضحتين:

ـ الرسالة الأولى للولايات المتحدة ومفادها: إذا أردتم انهياراً اقتصادياً في إيران فسيقابله انهيار اقتصادي في لبنان الذي يأوي أكثر من مليون ونصف المليون نازح، مع ما يرتّب ذلك من مخاطر جمّة على واشنطن وحلفائها. وبهذا المعنى تعلن طهران أن بيروت باتت أسيرة لديها بشكل علني، اعتباراً من مجاهرة اللواء قاسم سليماني بأن الأكثرية النيابية في لبنان باتت في يد الحرس الثوري الإيراني، وصولاً إلى الإمساك بقرار تشكيل الحكومة واكثريتها وتوازناتها، والمعلّق تشكيلها حتى إشعار آخر.

ـ الرسالة الثانية إلى الدول الأوروبية، وفي طليعتها فرنسا التي يُظهر رئيسها إيمانويل ماكرون حماسةً لاستيلاد الحكومة اللبنانية في أسرع وقت بعدما أشرف على انعقاد مؤتمر “سيدر” في العاصمة الفرنسية وسعى لتأمين أكثر من 11 مليار دولار لمحاولة إنقاذ الاقتصاد اللبناني وصديقه الرئيس سعد الحريري، كما ضغط على رئيس الجمهورية ميشال عون في القمة الفرنكوفونية في يريفان لتأمين تشكيل سريع للحكومة وحلحلة العقد، وملخص الرسالة إلى باريس أنكم إذا أردتم تشكيل حكومة في لبنان فعليكم مفاوضة طهران وليس المسؤولين اللبنانيين، وعليكم تأمين مصالح طهران في مواجهة العقوبات الأميركية ليتم السماح بولادة الحكومة في لبنان!

في الخلاصة، ليست العقدة لا في ادعاء الحرص على تمثيل سُنّة “حزب الله”، ولا في أي عقدة داخلية، بل العقدة الوحيدة تكمن في إصرار “حزب الله” على أن يثبت يوماً بعد يوم أنه جزء من منظومة الحرس الثوري الإيراني في لبنان وأنه ينفذ الأجندة الإيرانية بالكامل بعيداً عن أي مصلحة للبنان. وبهذا المعنى على المسؤولين اللبنانيين على اختلافهم أن يسارعوا إلى تفعيل منطق تصريف الأعمال حكومياً ونيابياً وبأوسع نطاق ممكن، لأن مرحلة انتظار ولادة الحكومة الجديدة قد تطول كثيراً في انتظار نتائج المواجهة الإيرانية- الأميركية، عسى ألا ندفع ثمناً باهظاً لها في ظل إصرار إيران و”حزب الله” على تحويل لبنان إلى خط الدفاع الأول عن المصالح الفارسية!

 

الحريري لعون: توزير أحد الستة إنتحارٌ لي

 نقولا ناصيف/الأخبار/06 تشرين الثاني/18

  ما لم تحدث اعجوبة، لكن ليس قريباً على الاقل، قد لا تكون ثمة حكومة لبنانية جديدة قبل مطلع عام 2019. لم يعد يفصل الكثير عن هذا التاريخ، وهو اقل من شهرين. لكنه في حساب الازمة الداخلية المتعددة الوجه اشبه بدهر

يوم بعد آخر، مذ غادر الرئيس المكلف سعد الحريري الى باريس في الاول من تشرين الثاني، لا يصح وصف مسار تأليف الحكومة الثانية للعهد سوى بالتشاؤم. بعض قنوات الحوار كانت بذلت نشاطاً الاسبوع الماضي، اقفلت ابوابها في اليومين المنصرمين: لا حوار بين احد، ولا مع احد. الرئيس المكلف بعيد من هنا، والافرقاء المعنيون في واد آخر. الجميع عند تصلّبهم، ما يجعل الاعتقاد بتحريك التفاوض وتبادل الافكار، وليس صدور المراسيم، اشبه بأوهام.

تعزّز الصورة القاتمة هذه بضعة معطيات تصب الزيت على النار:

اولها، اتصال هاتفي من باريس اجراه الرئيس المكلف برئيس الجمهورية ميشال عون قال فيه العبارة الصادمة: توزير اي احد من النواب السنّة المعارضين اعتبره انتحاراً لي ونهاية لحياتي السياسية.

عبارة كهذه كانت كفيلة بالعودة بالتأليف الى الوراء، اكثر مما دفعه حزب الله بدوره الى الوراء عندما طرح الشرط الذي استفزّ الحريري وأخرجه عن طوره.

ثانيها، ما سمعه البعض من النائب السابق وليد جنبلاط من ان الايام ــــ وربما الاسابيع ــــ المقبلة متروكة للهدوء والتروي والسكينة فقط، قبل التفكير في اي خوض في تفاوض ما. المحسوم بالنسبة اليه ان احداً لن يتراجع عن موقفه حتى اشعار آخر.

ثالثها، رغم الموقف المعلن لرئيس الجمهورية، المتحفّظ عن توزير احد النواب الستة اولئك لسبب وجيه افصح عنه، في المقابلة التلفزيونية في 31 تشرين الاول، وهو انضواؤهم في تكتل غير منسجم، بيد ان ذلك لا يحجب حقيقة اخرى يتمسّك بها الرئيس، هي ضرورة تأليف حكومة تنطوي على تنوّع سياسي داخل المذهب الواحد في صفوفها، وعدم حصر تمثيل طائفة في فريق سياسي واحد. خيار كهذا سرى على المسيحيين والدروز والشيعة، وسيسري على تمثيل السنّة في الحكومة الجديدة.

لا يرغب عون في الخوض في الاسماء، لكنه بالتأكيد جازم بدفاعه عن ابقاء الميثاقية بعيداً من متناول اي فريق سياسي منفرد، لئلا يشل اجتماعات مجلس الوزراء. مع علم رئيس الجمهورية ان في وسع رئيس الحكومة، تبعاً للصلاحية الدستورية في المادة 69، اطاحتها عندما يعلن استقالته. رابعها، ما هو متوقع من الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في اطلالة السبت المقبل، بتأكيد الاصرار على توزير احد النواب السنّة الستة احتراماً لنتائج الانتخابات النيابية الاخيرة، ودفاعاً عن تحالفه معهم.

خامسها، مكوث الرئيس المكلف في العاصمة الفرنسية حتى 12 تشرين الثاني، من دون الجزم ــــ ما لم تقع الاعجوبة ــــ في اي موعد يمكن ان يعود الى بيروت. المؤكد في ابتعاد الحريري انه ليس في وارد الاصغاء الى اي احد في المسألة التي يرفضها على نحو قاطع: لا توزير لأي من هؤلاء اياً يكن، وفي اي حصة أُدرِجَ. لن يوقّع مرسوماً يحمل إسم احدهم. بذلك يعكس تشدّداً مآله ان لا وزراء سنّة خارج تيار المستقبل، ما خلا حالاً واحدة هي إبرام مقايضة بينه وبين رئيس الجمهورية كي يحوز مقعداً مارونياً في حصته، على ان لا يكون في المقعد السنّي في حصة الرئيس احد اولئك. بعدما كثر الحديث عن المقايضة هذه، على مرّ الاشهر المنصرمة من التكليف، تحوط بها في الوقت الحاضر بعض الشكوك، وخصوصاً بازاء اسم الوزير السنّي المرشح في حصة عون وهو فادي عسلي، لاسباب لا صلة للرئيس المكلف بها من قريب او بعيد. ناهيك بكلام محدث عن رغبة الحريري في الحصول على مقعد ارثوذكسي ربما يستبدل المقعد الماروني او يعوّضه، يرشح له وزيرة ارثوذكسية. في مرحلة سابقة في مسار التأليف، طُرح توزير احد النواب السنّة الستة منذ اليوم الاول، واوحى الحريري ظاهرياً بانفتاحه على القبول به، بيد انه اشترط ان لا يكون النائب عبدالرحيم مراد. اذذاك، شارع ترداد اسم النائب فيصل كرامي. على ان الرئيس المكلف نقض انفتاحه السابق، بعدما اوشك على انجاز مراسيم الحكومة الجديدة مع تذليل عقدة حزب القوات اللبنانية في 29 تشرين الاول. كان سمع من رئيس المجلس نبيه برّي اكثر من مرة ضرورة تمثيل السنّة المعارضين بمرشح في احسن الاحوال. بدوره حزب الله ارسل اليه مراراً رسائل تؤكد جديته في تبنّي هذا الفريق، كاسراً للمرة الاولى احتكار التمثيل السنّي بتيار المستقبل.

نصرالله يؤكد السبت الاصرار على توزير احد النواب السنّة الستة

منذ حكومة الرئيس فؤاد السنيورة عام 2005 الى اليوم ــــ ما خلا سابقة حكومة الرئيس نجيب ميقاتي (2011 ــــ 2013) التي قاطعها الحريري وحزبه ــــ لم يؤتَ الى السلطة الاجرائية وزير سنّي خارج عباءة الحريري، او بموافقته، او بالتنازل عنه لرئيس الجمهورية كما في حكومة 2016. الا ان اياً منهم ليس معارضاً له او مناوئاً شأن فريق الستة الحاليين. سادسها، إستكمالاً لموقف نصرالله، ارسل حزب الله اشارات اساسية لا تكتفي بالتشبّث بتوزير احد النواب السنّة الستة فحسب، بل اقترح إسمين للمفاضلة بينهما هما فيصل كرامي او جهاد الصمد. مؤدى ذلك ان الحزب لا يكتفي بتوزير سنّي مناوىء للحريري وتيار المستقبل فقط، بل له مرشحه هو احد نائبي طرابلس او الضنية. مغزى المعطيات تلك ان جهود التأليف راقدة الى وقت، ربما يطول، لكن في ظل تهدئة وتجميد اي تصعيد سياسي، باستثناء تأكيد الافرقاء المعنيين المؤكد عندهم، وهو اصرار كل منهم على وجهة نظره وشروطه، وتالياً ابقاء اليد على مكابح منع ابصار الحكومة النور. على ان الايحاء بايصاد الابواب لا يعفي من القول ان الحل المحتمل، المتاح، ايجاد مخرج للعقدة السنّية على طريقة المقعد الدرزي الثالث، بعدما اثبتت هذه جدواها، وذللت مشكلة بدت في حينه مستعصية الاتفاق عليها. بيد انها ارضت الطرفين المتنافسين على المقعد الدرزي الثالث، شأن ما يقتضي ان يؤول اليه المقعد السنّي السادس حالياً.

 

خطورة إيران على مستقبل سوريا

فايز سارة/الشرق الأوسط/06 تشرين الثاني/18

تؤشر الوقائع السياسية والميدانية إلى حقيقة السيطرة الإقليمية والدولية على سوريا، حيث تقتسم التحالفات والدول أنحاء البلاد عبر القوة المباشرة، أو بواسطة أدوات ووكلاء محليين وبالتعاون معهم، وينطبق الأمر على القوى المتنافسة من الروس والأميركيين إلى الإيرانيين والأتراك وغيرهم إلى درجة يمكن القول معها إن السوريين بمن فيهم نظام الأسد والتشكيلات المسلحة المعارضة له، لا حول ولا قوة لهم، وإنهم مجرد وكلاء وأدوات محلية للقوى الخارجية المتصارعة في البلاد، وإنهم خارج القرار المتصل بالتسوية وبمستقبل سوريا.

وحقيقة السيطرة الخارجية القائمة، تفرض حقيقة أخرى ترافقها، ترسم صوراً أخرى لمستقبل البلاد البعيد، وهي سياسة تمارسها كل القوى الخارجية. لكن ثمة تمايزاً روسياً - إيرانياً في هذا المجال، حيث يؤسس الطرفان بخطوات عميقة، وبخاصة النظام الإيراني، لتكون لهم سيطرة تتجاوز المرحلة الحالية، ويستند مسعى الطرفان إلى جملة من المعطيات الأبرز فيها ثلاث؛ أولاها علاقاتهما القديمة والمتشعبة مع نظام الأسد، وهي علاقات تمتد عشرات السنين، تمت في خلالها إقامة روابط سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية مع النظام ومع أوساط في المجتمع السوري وداخله.

والثانية خضوع نظام الأسد لحضور القوتين الروسية والإيرانية، واعتماده عليهما في البقاء وفي إعادة سيطرته على البلاد، ودورهما في إعادة تأهيله للاندماج في المجتمع الدولي رغم كل ما ارتكبه من جرائم في السنوات الماضية، التي طالت آثارها معظم بلدان العالم، خصوصاً لجهة ثلاثة تداعيات؛ نمو الإرهاب العالمي وقضية اللاجئين، والمساعدات الإنسانية، التي تجاوز حجمها ما يحتمل العالم تقديمه، أو ما اعتاد المجتمع الدولي تقديمه في سابق الأزمات الإنسانية المماثلة، وهذه كلها فرضت على النظام استجابات سياسية وقانونية واقتصادية واجتماعية لطموحات ومطالب الروس والإيرانيين. والثالثة تكمن في وجود استراتيجية روسية وأخرى إيرانية، ترى كل منهما ضرورة وجود مستقبلي مديد لهما في سوريا. إذ ترى روسيا في سوريا مكاناً لها في المياه الدافئة، وبوابة للتمدد في العالم العربي، وساحة للمساومة والتسويات في قضايا تتصارع فيها مع قوى دولية وإقليمية مثل قضية شبه جزيرة القرم. فيما ترى إيران سوريا جزءاً من استراتيجية تمددها الإقليمي، كما تعبر عنها فكرة الهلال الشيعي الممتد من طهران إلى بيروت مروراً ببغداد ودمشق، وما لها من أثر في الصراعات البينية في شرق المتوسط، وأن سوريا واحدة من ساحات تساعدها في المساومة على مشروعها الأهم في امتلاك قدرة نووية.

وإذا كانت جملة السياسات الروسية والإيرانية، عززت مكانة الطرفين في سوريا، فإن التوقف عند نوعين من تلك السياسات أمر مهم لرؤية بعد مستقبلي، قلما جرى الانتباه إليه، وهو التركيز على فئتي الشباب والأطفال السوريين من جانب الطرفين.

ففي التركيز على الشباب، يسعى الطرفان، إلى تنظيم الشباب في صفوف قوات وميليشيات تخضع كلياً لقيادتهم، ومعزولة بصورة كاملة عن نفوذ وتأثيرات حليفهم نظام الأسد، وقد نظم الروس آلاف الشباب السوريين في تشكيلات عسكرية، يتم تدريبها وتسليحها وتمويلها وتحديد مهماتها من جانبهم، وأرسلوهم للانتظام في المدارس العسكرية الروسية لتخريجهم ضباطاً وقادة، ليكون لهم دور في المؤسسة العسكرية السورية ومستقبل البلاد، وهو ما أكده تقرير بثته محطة «RT» الروسية الناطقة بالعربية.

والجانب الآخر في سياسة روسيا، يتعلق بالتوجه نحو تعليم اللغة الروسية للسوريين، وقد تولى نظام الأسد تلك المهمة بمؤازرة روسية في إعداد بنيتها التحتية، من أجل إعادة إحياء تعليم الروسية بعد توقفه قبل عقود. فعقدت اتفاقات لتأهيل أساتذة سوريين في الجامعات الروسية، بالتزامن مع قرار وزارة التربية السورية جعل الروسية لغة ثانية اختيارية في الصف الأول الإعدادي وما فوق، اعتباراً من عام 2014، وتم تنشيط المعاهد الخاصة لتدريس الروسية في مناطق سيطرة النظام، وجرى إصدار مرسوم جمهوري لإحداث قسم تعليم الروسية في جامعة دمشق، واتخذت كل من وزارتي التربية والتعليم العالي خطوات إجرائية هدفها تقوية تعليم الروسية في جميع المستويات التعليمية، ما سيعزز وجود روسيا في سوريا.

أما إيران فاتجهت إلى تجنيد الشباب والأطفال. فقد فتحت الميليشيات الإيرانية أبوابها لضم آلاف الشباب في صفوفها تحت ضغوطات الترهيب والترغيب مستغلة الظروف الصعبة التي يواجهونها، وانفرد حزب الله اللبناني التابع علناً لدولة الولي الفقيه، ليس بضم شباب سوريين إلى ميليشياته المقاتلة فقط، بل أقام معسكرات تدريب لأطفال سوريين ممن فقدوا عائلاتهم، والتجربة الأبرز في هذا الجانب معسكرات مدينة القصير في ريف حمص، التي دمرها حزب الله، وطرد من لم يقتلهم من أهلها في مايو (أيار) من عام 2013.

وبخلاف التوجه الرسمي الذي تتابعه حكومة الأسد في تعليم الروسية، فإن تعليم اللغة الفارسية للسوريين، جهد تتشارك فيه حكومة الأسد مع المؤسسات الإيرانية الرسمية والخاصة. وتعود بداية تعليم الفارسية رسمياً إلى عام 1990، حيث تم في جامعة دمشق إنشاء مركز تعليم اللغة الفارسية بمرسوم جمهوري، وهو نشاط امتد في السنوات الماضية إلى جامعتي البعث في حمص وتشرين في اللاذقية، مترافقاً بانتشار تعليم الفارسية من جانب الإيرانيين عبر مؤسسات رسمية، تشرف عليها المستشارية الثقافية الإيرانية بدمشق، ومؤسسات دينية إيرانية تتبع الحوزات الشيعية، وباستثناء تأكيد حضور إيران في الحياة السورية، فإن الهدف الأساسي لإشاعة الفارسية، يكمن في نشر ثقافة التشييع وسط السوريين، خصوصاً الأطفال الذين تقدم مراكز تعليم اللغة لأكثرهم إعانة مالية، تعزز صلتهم بتعلم اللغة، وتعزز السيطرة الطائفية على عقولهم، حيث صار تعليم الفارسية من إحدى بوابات التشييع في سوريا. خلاصة الأمر في جهود إيران للتأثير العميق في مستقبل سوريا، أنه أن خصوصيتها، فيما تجده من دعم نظام الأسد، ودعم رسمي وديني إيراني، تجعل من تلك الجهود خطراً مستقبلياً على الدولة السورية ومستقبل السوريين في نظامهم السياسي المقبل وفي تركيبتهم السياسية والثقافية.

 

ترمب ـ إيران والحصار

نديم قطيش/الشرق الأوسط/06 تشرين الثاني/18

سيُذكر أمس على أنه يوم مجيد من أيام المواجهة مع النظام الإيراني. عودة العقوبات الأميركية هي آخر ما كانت تريد طهران أن تواجهه في اللحظة التي تعيش فيها أكبر توسع «ثوري» على مستوى المنطقة، وأكثر وضع داخلي ضِيقاً واختناقاً منذ عام 1979. مشكلة إيران مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب هي وضوح الرجل. قال في حملته الانتخابية الرئاسية إن الاتفاق النووي هو أسوأ اتفاق عرفة التاريخ، وإنه سيلغيه لو جلس في البيت الأبيض، وهكذا فعل. ترمب صادق أيضاً حين يقول إنه يريد علاقات طيبة مع إيران، مطالباً إياها بأمر في غاية البساطة: أن تتوقف إيران عن أن تكون إيران. لا يجيد ترمب وضع معادلات كيسنجرية كعبارة «ضرورة انتقال إيران من كونها ثورة إلى كونها دولة»، وليس في جعبة مستشاريه المخيّلة الأدبية والقصصية لمستشار الرئيس السابق باراك أوباما، بين رودز، ليكتب عن قبضة طهران المشدودة وكفّ أوباما المفتوحة لتحية الإيرانيين... ترمب يأتي من لغة مختلفة. من لغة تبادلية بسيطة. تعطيني أُعطِيكَ. وحين لا ينجح الأمر على هذا النحو يقول كما قال للرئيس الكوري الشمالي: «زرِّي النووي أكبر من زرِّك». فعلاً يتمنى ترمب أن يرى إيران وقد كفّت عن كونها إيران التي نعرفها الآن. يرى فيها سوقاً كبيرة تحتاج إلى كل شيء من الجوارب القطنية إلى مصافي النفط وما بينهما. ويرى فيها طاقة سياحية كامنة في غاية الأهمية. ويرى فيها عامل استقرار في آسيا، وبوابة لحل المشكلات المستعصية في هذا الجزء من العالم؛ من أمن إسرائيل، إلى حل أزمة السلام المستعصية، إلى التخفيف من مناخات التطرف والإرهاب، وصولاً إلى إطفاء الكثير من الحروب التي باتت بمهجّريها ونازحيها تهدد أمن أوروبا الموحدة، وهو أهم إنجاز أمني أميركي عابر للأطلسي بعد الحرب العالمية الثانية.

ترمب ليس رجلاً عقائدياً، وما يريده فعلاً هو الوصول إلى اتفاق جديد يفتح الباب أمام إيران جديدة. ليس بين أهدافه تغيير النظام، وإن كان بعض رواسب هذه الفكرة تتسلل إلى إدارته من بقايا «الجورجبوشية» عبر مستشار الأمن القومي جون بولتون. وليس بين أهدافه تقديم أوراق اعتماد لأحد باسم أميركا لتغيير صورتها كما كان هاجس أوباما، الذي اعتقد بلا مبالاة منقطعة النظير أن العالم سيتغير فقط إذا وجد الكلام المناسب لمخاطبته. أزمة إيران هي في هذه البساطة التي يواجهها بها ترمب. لا يملك خطاباً عقائدياً تواجهه بخطاب عقائدي. ولا يبدو أنه يطلب من النظام أكثر ما يطلبه منه الإيرانيون أنفسهم. من سوء حظ النظام أن العقوبات النفطية، والنفط هو شريان حياة النظام الإيراني الذي يغذّي 80% من عائدات الخزينة، تحصل في وقت يتميز بأمرين: أولاً تباطؤ اقتصادي عالمي، وقوس أزمات نقدية من الأرجنتين إلى تركيا وما بينهما، ما يعني انخفاض الطلب على النفط. ثانياً توقعات بفائض نفطي في المعروض في النصف الأول من 2019، مصدره إما رفع الإنتاج السعودي والروسي لحماية الأسعار من ارتفاعات مؤذية، وإما بسبب دخول منتجين جدد أو براميل جديدة من منتجين غير تقليديين ككندا وأميركا. البيئة الحاضنة بهذا المعنى للعقوبات الأميركية هي بيئة ضامنة لتجفيف مداخيل إيران النفطية وحماية الأسعار الحالية للنفط، ومنعها من الصعود الجنوني بما يهدد بكوارث اقتصادية عالمية. يضاف إلى ذلك الإعفاءات المؤقتة التي منحتها إدارة ترمب لثماني دول للاستمرار في شراء النفط الإيراني، علماً بأن المداخيل لا تذهب إلى إيران بل توضع في حسابات خاصة داخل الدولة المشترية وبالعملة المحلية ولا تُستخدم إلا لتسديد فواتير إيرانية ثمن أغذية وأدوية ومواد غير خاضعة للعقوبات.

ما خيارات إيران؟

ثمة سيناريو كارثيّ يفيد بأن طهران قد تلجأ إلى التصعيد في باب المندب ومضيق هرمز لخلق بيئة متوترة عسكرياً تهدد تجارة النفط وترفع أسعاره، أملاً في أن تقلب العالم ضد أميركا. 12% من مجمل التجارة الدولية تمر عبر باب المندب، وفي عام 2016 كان المضيق ممراً لنحو 4.8 مليون برميل نفط يومياً منها 2.8 تتجه نحو أوروبا. في حين مر عام 2016، 18.5 مليون برميل عبر مضيق هرمز، الذي يستحوذ على أكثر من 30% من عموم تجارة النفط الخام والغاز السائل المنقول عبر البحار. لكنّ مغامرة باب المندب ومضيق هرمز أو التعرض لأنابيب النقل السعودية والإماراتية في تلك البقعة، وضرب الأسس التي تقوم عليها خطة ترمب، ستَدفع أوروبا إلى حضن أميركا وليس العكس، وستثبت للعالم أن إيران فعلاً هي الدولة غير العاقلة التي حذّر منها ترمب. وقد تعرّض طهران نفسها لأن تشن عليها إدارة ترمب ضربة عسكرية مباشرة.

الخيار الثاني وهو الأرجح، أن تبتلع إيران الإهانة المتأتية من العقوبات وأن تعضّ على أوجاعها الاقتصادية للسنتين المقبلتين على أمل أن تنتهي ولاية ترمب ولا يحظى بولاية ثانية، وتنتقل إذّاك لمفاوضة الإدارة الأميركية الجديدة بعد نهاية 2020. تعتقد إيران أنها تمتلك الوقت، لكنّ الواقع على الأرض يقول عكس ذلك.

 

الزعيم وإعلامه

حسين عبد الحسين/​الحرة/06 تشرين الثاني/18

في مسرحية "شاهد ما شافش حاجة" المصرية الكوميدية الشهيرة، يتفاجأ بطلها سرحان عبدالبصير (عادل امام)، أثناء إطعامه الأرانب في حديقة الحيوانات، بأن القيمين على الحديقة قاموا بنقل أقفاص الأسود ووضعها إلى جانب أقفاص الأرانب. يقول سرحان: "أنا افتكرته كلب، طلع أسد".

ككل التلفزيونات العربية في ثمانينيات القرن الماضي، دأب "التلفزيون العربي السوري" على بث هذه المسرحية، وشقيقتها الكوميدية الشهيرة "العيال كبرت"، خصوصا في أيام عيدي الفطر والأضحى. لكن الرقابة السورية اقتطعت جزء "افتكرته كلب، طلع أسد" حتى لا يرددها الناس، فيجمعون بذلك كلمة كلب، التي يستخدمها العرب عادة للدلالة على النذالة، مع كلمة أسد، أي اسم الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد.

الغالب أن الزعيم نفسه هو من يصدق الحقيقة الزائفة التي يخلقها هو وإعلامه ويعيشون فيها

ويوم زار الرئيس المصري السابق حسني مبارك نظيره الأسد في دمشق، أطلق السوريون دعابة مفادها أن الأسد رأى مبارك ينتعل حذاء جديدا، فقدم له تهنئة بالقول بالعامية السورية "مبارك الصباط"، ليجيبه مبارك أن زوجته كانت قالت له، بالعامية المصرية، "حافظ على جزمتك" (أي حذاءك). في العراق، كان الرئيس الراحل صدام حسين يحصي أنفاس العراقيين، حتى كادت تبدو "سوريا الأسد" عرين الحرية. كانت استخبارات صدام تقرأ الرسائل من وإلى العراق، وتتنصت على الاتصالات، وتتفحص المجلات والكتب الواردة. حتى المطبوعات التي كان يحملها المسافرون القادمون إلى العراق، كانت الاستخبارات تتصفحها بتمحيص، وتنزع أي صفحة فيها عبارة قد تبدو وكأنها تستهدف صدام، وإن بشكل غير مباشر على طراز "افتكرته كلب، طلع أسد".

لكن العراقيين، كالسوريين والمصريين والليبيين وسائر "الأشقاء العرب"، كانوا يدركون أن كل نشرة أخبار يبثها التلفزيون الرسمي عن الغارات التي كانت المقاتلات العراقية تشنها ضد إيران، وتعود دائما "إلى قواعدها سالمة"، هي دعاية زائفة. وأن العراق تلقى هزيمة مذلّة أمام التحالف الدولي الذي حرر الكويت، بما في ذلك قيام "أسد السنة" صدام حسين بتسديد تعويضات مالية لإسرائيل عن الأضرار التي تسببت بها صواريخ سكود، التي رماها عليها أثناء "حرب الخليج" الأولى. ومثل السوريين، لجأ العراقيون إلى الدعابة. فحولوا شعار صدام عن انتصاره الوهمي في "أم المعارك" والقائل "محلى (ما أجمل) النصر بعون الله" إلى "محلى النصر بهولندا"، للدلالة أن العراقيين هربوا من صدام وانتصاراته الوهمية، إلى المهجر، بالملايين. هكذا كان شكل السجن العربي الكبير، من المحيط إلى الخليج: إعلام رسمي دعائي باهت وتافه، ومواطنون نجباء يدركون الحقيقة ويتناقلونها على شكل دعابة، وأحيانا عن طريق الروايات والقصص والمسرحيات، مثل في روائع السوريين نهاد قلعي ودريد لحام، يوم كان الأخير يردد كلمات العملاق محمد الماغوط، وقبل أن ينقلب لحام إلى الابتذال وعشق ديكتاتورية الأسد التي يعيش في ظلها الوارف. حتى أن قلعي تعرض لهجوم من شبيحة الأسد أدى إلى شلل في إحدى ذراعيه. لكن على رغم الدعاية الزائفة، والرقابة، وكتم الأنفاس، والتماثيل على أنواعها، والصور على الجدران وعلى كراسات الدراسة، يتذكر غالبية السوريين الأسد الأب اليوم بعبارة "يلعن روحك يا حافظ".

الإعلام العربي اليوم أكثر جاذبية تقنيا. فيه جميلات يقرأن الأخبار، بدلا من رجال الاستخبارات وشواربهم المرعبة. إيقاع الاعلام العربي اليوم أكثر سرعة، والصورة أكثر نقاء، والألوان أبهى، والموسيقى التصويرية أكثر إيقاعا. لكن فحوى الكلام تشبه ما كان عليه في الثمانينيات: دعاية تتبجح بالزعيم وإنجازاته، وتهاجم الخصوم.

يتم انتقاء ضيوف البرامج الحوارية، عرب وأجانب، وفقا لمواقفهم المعروفة مسبقا. الرأي الآخر، إن صدف أن تمت دعوته، فيتكفل المقدمون والضيوف بمهاجمته، ومقاطعة كلامه، وإبداء الازدراء تجاهه. أما الآراء المستقلة، والتي قد تثني على بعض أفعال الزعيم وتنتقد بعضها الآخر، فلا حاجة لها. لماذا يخلق الزعماء واقعا بديلا؟ وهل يتوقعون أن يصدقه الناس؟ حتى الخليفة العباسي المأمون (حكم بين 810 و833 ميلادية)، قام بتزوير النقش في مبنى قبة الصخرة باستبدال اسم بانيها، الخليفة الأموي عبدالملك بن مروان (حكم بين 695 و705 ميلادية)، باسمه. لكن بدلا من أن يصدق العامة المأمون، ابتكروا "كليلة ودمنة"، ونقلوا الواقع على ألسنة حيوانات روائية، ولم ينطل عليهم خداع الدعاية العباسية، ولا تزوير التاريخ. لن يتذكر التاريخ صدام والأسد والقذافي وغيرهم إلا كديكتاتوريين، أيديهم مخضبة بدماء خصومهم، وشعوبهم

الغالب أن الزعيم نفسه هو من يصدق الحقيقة الزائفة التي يخلقها هو وإعلامه ويعيشون فيها، ومن يقرأ كتاب خليل الدليمي، محامي صدام حسين، يرى أن الرئيس العراقي الراحل غرق في الكذبة التي اختلقها. وإن صحّ ما كتبه الدليمي، عن اعتقاد صدام أن الأميركيين يسعون للضغط عليه للتفاوض معه وإعادته إلى الحكم، وأن صدام أراد إدارة عملية هربه من سجنه، يدرك أن الرئيس العراقي كان انفصل عن الحقيقة، وهو ما يفسّر مفاجأته لدى سماعه اسم مقتدى الصدر، في اللحظات التي سبقت إعدامه الوحشي المريع. ومثل صدام، فقد الأسد الابن المقدرة على التمييز بين الحقيقة ودعايته، فخال أن بإمكانه تهديد وقتل كل اللبنانيين، وبعدهم كل السوريين، بما في ذلك بالسلاح الكيميائي، بلا عقاب.

في التاريخ المعاصر، يندر أن نجح زعيم في تحوير الحقيقة وفرض الوهم الذي يريده كحقيقة بديلة، على الرغم من كل المحاولات الدعائية التي يقوم بها. فالتاريخ لا يرى في جوزف ستالين إلا طاغية روسيا، والتاريخ يسخر من خزعبلات ديكتاتور الصين ماو تسي تونغ وثوراته الدموية التي أسماها ثقافية. ومثل ستالين وماو، لن يتذكر التاريخ صدام والأسد والقذافي وغيرهم إلا كديكتاتوريين، أيديهم مخضبة بدماء خصومهم، وشعوبهم. أما إعلام الزعيم، فهو حالة مؤقتة، يصفق له المواطنون لخوفهم منه، فيما هم يتناقلون الحقيقة بالهمس والدعابة.

 

خاشقجي والمواقف الثلاثة

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط/06 تشرين الثاني/18

لم يخف على العين عندما جاء الشيخ محمد بن راشد، نائب رئيس دولة الإمارات ورئيس مجلس الوزراء، إلى الرياض وجلس في الصف الأول حتى عندما لم يكن هناك أحد من البروتوكول الرسمي، ولا من كبار الضيوف بعد في مؤتمر مستقبل الاستثمار الذي عقد في الرياض.

قطع إجازته، وانضم إلى المناسبة رداً على دعوات المقاطعة التي تردّدت أخبارها في الوكالات العالمية، ووافق على المشاركة في الحوارات، وليس فقط بالحضور، وأكمل ثلاثة أيام. أيضاً امتلأ المنتدى بالشخصيات السياسية التي جاءت للتعبير عن تأييدها للقيادة السعودية.

ففي الأزمات الكبرى الحياد أيضاً موقف. وكذلك أبدى الرئيس التونسي، الباجي قائد السبسي، موقفاً قوياً مع الرياض. فقد سارع إلى تحذير راشد الغنوشي، زعيم حزب النهضة الإخواني، بعد أن نسب إليه تصريح يمالئ قطر وتركيا في حربهما الإعلامية ضد السعودية في قضية مقتل زميلنا الراحل جمال خاشقجي. وقال الرئيس السبسي: «نعتبر ما حدث لحاشقجي فظيعاً، لكن أن يُستغل للنيل من السعودية بكاملها، ويمس من استقرارها فهذا غير ممكن، فهو يمس استقرار كامل العالم العربي».

بالنسبة للسعودية تراها حرب وجود، والمواقف تقاس وفق ذلك. في الساحة ثلاثة مواقف، هناك فريق خصم، يسعى لتسييس الجريمة، واستخدامها في إسقاط، أو على الأقل إضعاف النظام السعودي، تتزعمه قطر وتركيا. وفريق يقف ضده متحالفاً مع الرياض، تتقدمه الإمارات ومصر والبحرين والكويت والأردن وغيرها. وقد سارع أمير الكويت الشيخ صباح لتوضيح موقف بلاده في اجتماع خاص مع عدد من نواب مجلس الأمة، معلناً لهم أنه مع السعودية في هذه الأزمة، «لن تتردد الكويت في الوقوف إلى جانب الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية في الحلوة والمرة، لأن المرحلة المقبلة غير سهلة، وتداعياتها لن تستثني أي بلد في المنطقة». وكانت الكويت نفسها عرضة للنشاط القطري الفوضوي المعادي، ونجمت مواجهات ميدانية في مارس (آذار) عام 2015، والفريق الثالث من الحكومات محايد، لم يتبن مواقف محددة وفضّل متابعة الأزمة عن بعد.

أما على المستوى الدولي فقد كان الموقفان الروسي والصيني صريحين برفض تسييس قضية مقتل خاشقجي، وأرسل البلدان ما يكفي للتأكيد على موقفيهما. والولايات المتحدة كانت ساحة الحرب الإعلامية، غالباً ضد السعودية، إلا أن الإدارة الأميركية تعاملت بحذر، بالتأكيد على العلاقة الخاصة مع حكومة الرياض والإعلان عن اتصالاتها معها، لكنها في نفس الوقت كانت لا تريد تحويل أزمة السعودية إلى أزمة لها أيضاً في ظل وطيس الانتخابات النصفية الحامي جداً. ورغم كل الضغوط ظل الرئيس صريحاً في التفريق بين المصالح العليا للولايات المتحدة في علاقتها مع الرياض، وبين التعاطي مع أحداث الجريمة نفسها. موقفه غاية في الأهمية، لأنه أفشل مساعي التصعيد من قبل لاعبي الأزمة، قطر وتركيا.

إنما كان هناك بلدان مهمان ومؤثران في المنطقة تعاملا معها بشكل مختلف. فإيران التي تعتبر نفسها خصماً صريحاً للسعودية التزمت الحياد طوال أسبوعين، مع تلميحات بأنها مستعدة لتأييد السعودية في حال وجدت بادرة من الرياض. وعندما رأت أن الموقف الأميركي يساند السعودية فتحت النار الإعلامية ضدها. الدولة الثانية إسرائيل التي اعتبرت ما يحدث استغلالاً لحادثة واحدة مقارنة بسجلات سيئة لعدد من دول المنطقة، وحذرت من أن التمادي يهدد استقرار المنطقة المضطربة أصلاً، وقالت إنه رغم خلافها تعتبر الهجوم الحالي على السعودية أمراً مرفوضاً. إسرائيل أصبحت لاعباً إقليمياً مهماً في كل القضايا، ولم تعد محصورة في النزاع الخاص بفلسطين. معظم راسمي السياسات لم يغب عنهم ضرورة التفريق بين الجريمة البشعة والنزاع الإقليمي، والجريمة لن تدوم، أما النزاع فسيطول. والمصالح العليا للدول لا يمكن أن يفرط فيها فقط لأن تركيا وقطر قررتا توسيع دائرة الأزمة. وعند انتهاء الانتخابات النصفية الوشيك في الولايات المتحدة، ولأنه لم يعد الكثير بحوزة تركيا التي مارست لعبة التسريبات لشهر كامل، تعود الجريمة لمكانها الطبيعي، القضاء، ويلتفت السياسيون إلى شؤونهم الأخرى.

 

السعودية المستهدفة: بروباغندا غير مسبوقة

يوسف الديني/الشرق الأوسط/06 تشرين الثاني/18

لا يمكن فهم الهجوم المستمر على السعودية في هذه الأيام دون أخذه في سياقات خارج ملف جمال خاشقجي، سواء على مستوى الشخص وما أحاط به من قبل وبعد من إشكالات وأسئلة تتجاوز مسألة مقتله الأليم والبشع، أو على مستوى جمال كحالة سياسية ستكون أكثر نموذج يتذكره السعوديون جيداً في الابتزاز والمغالطة وسقوط رموز إعلامية وسياسية كبرى في فخ استباق التحقيقات وفقدان الأدلة، إلى اتخاذ موقف بشكل مؤدلج حيناً، وبشكل غير أخلاقي وانتهازي في أحايين كثيرة، كما شهدنا خلال الفترة السابقة.

ما يحدث هذه الأيام تجاه المملكة هو استغلال المكانة الاستثنائية لهذه الدولة على مستوى الجغرافيا والتاريخ والإمكانات والفرص الاقتصادية ثم النفط، وصفقات الأسلحة والاستثمارات الضخمة، وهما محفّزان يمكن من خلالهما فهم هذا الاضطراب والتناقضات في التصريحات والمواقف، خصوصاً في بعض الدول الأوروبية والأجنحة السياسية المتصارعة في الولايات المتحدة.

لفهم سياق هذا الصخب، يجب الرجوع إلى مدخل مفاهيمي مهم، وهو الدعاية السياسية (البروباغندا)، وهي واحدة من أهم الأدوات؛ يتم توظيفها في عالم السياسة والاقتصاد بهدف تغيير الصورة النمطية، أو المبالغة في تحشيد الجماهير لاتخاذ موقف من قضية ما يتجاوز حجمها، وبحسب الفيلسوف الأميركي جيسون ستانلي مؤلف كتاب «كيف تعمل البروباغندا»، فإن الهدف المركزي للدعاية هو العمل على «صياغة الرأي العام» و«كسب تأييد مختلف المجموعات الاجتماعية» و«بناء رؤية محددة للعالم»، وهذا ما يحدث الآن، وبشكل هستيري، كما وصف الأمير تركي الفيصل في مداخلته العميقة حول قضية خاشقجي، وهو الأقرب له من باقي كل المسؤولين السعوديين، حيث تحول رهان صانعي البروباغندا من وكالات إخبارية تحولت من ناقلة للخبر، إلى صانعة ومحللة للحدث، إلى صحف أميركية وغربية تجاوزت أبسط معايير المهنة والحياد، إلى تلقف كل التسريبات المتناقضة وغير الدقيقة. تحول هذا الرهان من معرفة الحقيقة إلى تمرير مواقف مسبقة وجاهزة تتسم دائماً بالكثير من التناقض واللامنطقية، وفي هذه الحالة بدأ الأمر يتجاوز التصريحات الأولية للتحقيقات السعودية إلى استهداف الدولة نفسها برموزها.

يأتي هذا نتيجة النجاحات الباهرة التي تتحقق على أرض السعودية، بفضل قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان الذي يتجاوز توصيفه السياسي بتحوله إلى مشروع مستقبل وأمل لكل السعوديين، لا سيما الشباب الذين عبروا بشكل واضح وحاسم عن إيمانهم به وبمشروعه وقطيعته مع الإرهاب والتشدد، ورغبته في تجاوز كل التجارب الإقليمية لتدشين مرحلة جديدة، وأهم تلك التمظهرات للجيل السعودي الجديد في حوارات ونقاشات ولقاءات أجرتها وكالات وصحف غربية مع عينات عشوائية من الجيل الجديد بعد حادثة خاشقجي، وكانت النتائج صادمة ومفاجئة لتلك المؤسسات، بينما عمدت صحف أخرى أكثر رزانة من الصحف التي تبنت أسلوب البروباغندا لأهداف سياسية، وأعني هنا مجلة «النيويوركر» العريقة، التي صرحت في تحقيقها الأخير بأن الشعب السعودي عصي على الاختراق وغير قابل للتثوير بسبب أحداث أو جهات خارجية. المخيال السياسي السعودي يعرف كيف يتعامل مع الأزمات، وكيف أنه تجاوز منذ التأسيس منعرجات حرجة، بحسب تعبير الراحل جمال خاشقجي، الذي للمفارقة يخالف في تصريحاته وآرائه كل المستغلين لقميص موته، سواء في ملف اليمن أو حتى في الموقف من ولي العهد ومشروعه الإصلاحي الشامل، وصولاً إلى الموقف من فهم عدد كبير من الدول الغربية للداخل السعودي بشكل مغلوط ومبتذل. في هذا السياق، فإن التوجه السياسي يهتم بالأفعال والمحددات السياسية والتأثير، نجد ذلك في أن المملكة أكبر ممول لمشروعات الأمم المتحدة التي تريد اليوم أن تستغل الحادثة قبل انتهاء التحقيقات والسياق القانوني، ونجده أيضاً في أن السعودية لم تلفت إلى الربط غير المنطقي بين حالة خاشقجي والأزمة في اليمن، التي لطالما أكدت أنها ليست حرب استئصال أو تدمير للبنية السياسية، كما كانت حرب العراق، وكما كانت ثورات «الربيع العربي»، بل هي حرب ردع للرجوع إلى الشرعية التي اتفق عليها اليمنيون، ومن ضمنهم حزب «أنصار الله» الحوثي، وكانت السعودية منذ بداية الحملة الدولية القانونية حريصة على الحل السياسي، وحتى قبل فترة وجيزة كان الحوثي هو من تخلف عن المفاوضات المقررة في جنيف، وتجلت لا مسؤولية هذه الميليشيا الإرهابية في استمرار إرسال صواريخها العبثية تجاه السعودية، حتى بعد موجة المطالبة الدولية بإنهاء الحرب في اليمن. هناك تحول كبير يجري في بنية المشهد الخليجي، والسعودية بشكل خاص؛ لم تستوعبه الكثير من المؤسسات الغربية السياسية والإعلامية؛ تحولٌ على مستوى السياسات العامة التي تمسك بزمامها الدول، وتحولاتٌ أكثر عمقاً على مستوى مكونات المجتمع الخليجي السياسية والاجتماعية، بسبب تحول جذري وراديكالي في مصادر التلقي والخطابات السائدة، والمشروع الذي دشنته الرؤية الإصلاحية لولي العهد السعودي، الذي يتكالب عليه اليوم الكارهون للسعودية الجديدة، المشروع الذي تسبب في انخفاض مستويات الإرهاب والعنف وتراجع الإسلام السياسي وخطابات «الصحوة»، في مقابل خطابات تنويرية جديدة تحمل «هويّة» سياسية لسعودية تسعى إلى دولة الرفاه أولاً، وتتجاوز في مكونها الثقافي مقولات «الحاكمية» و«دولة الخلافة» وشعار «تطبيق الشريعة» وكل فسيفساء المعارضة الأصولية والإرهابية التي تلمعها قناة «الجزيرة». كل هذا يشي بأن الموقف من السعودية اليوم يتجاوز ملف خاشقجي، إلى تأسيس لحملة بروباغندا سياسية وابتزاز غير مسبوق للأسف الشديد.

 

مقاتل بلا قلب

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/06 تشرين الثاني/18

لا شيء يطمئن مثل العلم، ولا شيء يخيف مثل العلم أيضاً. كلما تقدم الإنسان في ساحات العلوم، عثر على علاجاتٍ جديدة ووضع عقاقير جديدة. وها هو اليوم يجري العمليات الجراحية عن بُعد من قارة إلى قارة تاركاً لـ«الروبوت» أو «الإنسان الآلي» أن يقوم بالعملية نيابة عن الجراحين وبدقة لا تُخطئ. لكن الإنسان كعادته منذ البدء يطوّر أيضاً «روبوتاً» ذكياً يقاتل عنه ويَقتُلُ عنه ويحارب عنه أيضاً. أي إن الجندي الحديث لن يتوقف لحظة عند مشهد طفلٍ أو عجوزٍ أو حتى عند مرأى جندي آخر يرفع راية الاستسلام، بل سوف يمضي في القتل دون شفقة أو رحمة، لأن العلماء الذين عبّأوه بوسائل القتل لا يمكنهم أن يحذّروه بأن قوانين الحرب تحظر هذا الأمر وذاك. يجادل فريقٌ آخر من العلماء بأن «الروبوت» أكثر رحمة من الإنسان. فهو لا ينفعل ولا يغضب ولا يكره ولا يحقد. مثالٌ على ذلك مجزرتان: الأولى عام 1968 عندما جُنَّ جنون فرقة من الجنود الأميركيين في قرية فيتنامية تدعى «ماي لاي» وراحوا يقتلون أهلها بوحشية مريعة. وانتهى الأمر بسقوط 400 قتيل من النساء والأطفال والعجائز. أما الثانية فحدثت عام 1995 عندما قام البوسنيون الصرب بذبح أكثر من 8 آلاف بوسني مسلم في بلدة سربرينيتسا. في الأولى كانت المجزرة تلقائية عصبية، أما في الثانية فكانت مُدَبّرة ومخططاً لها في جزءٍ من عملية تطهير عرقي واسعة. في مثل هذه الحال ماذا سيكون الفارق بين الآلة المتوحشة والإنسان المتوحش ما دام الذي يقرر في الحالتين هو هذا الأخير؟

في الماضي كان إذا أرسل ديكتاتور جيشه إلى الحرب يخاف من هزيمته ويخشى من انتصاره... فإذا عاد منتصراً مزهواً حاول ضباطه الاستيلاء على الحكم. الشيء الذي لا يمكن أن يفكر فيه «الروبوت» هو الاستيلاء على السلطة. وبعد انتهاء مهمته سوف يوضَعُ في مرأب بعيد ويُجَرَّدُ من بطارياته فيفقد كل قواه. وأما ما نشاهد من أفلام أو نقرأ من كتب عن جيوش «الروبوتات» التي انقلبت على أصحابها، فليست إلا خيالاً سينمائياً. فمهما بلغ ذكاء الآلة، فلن يكون في إمكانها التمرّد على سيدها كما يفعلُ الجنود البشر في بعض الحالات. وفي أي حال، فإن هذا الجيش الفولاذي أو الحديدي لا يتعكّر مزاجه ولا تعتريه الشفقة ولا يشعر بالذُّل أو الهوان. لكن ماذا عن الجيش المقابل من «روبوتات» العدو؟ قد يكون مشهد الاشتباك مُضحكاً حقاً.

 

معركة العباءة في العراق

خالد القشطيني/الشرق الأوسط/06 تشرين الثاني/18

ما إن أطلت الثلاثينات في العراق، إثر حصوله على الاستقلال، حتى واجه القوم حملات مختلفة من أجل التجديد والتطور. كان منها ما اتصل بالزي الوطني وشعار الرأس. خاض الملك فيصل الأول معركة طويلة من أجل إشاعة لبس السدارة، بدلاً من العقال والطاقية واليشماغ والطربوش. بيد أن ثياب المرأة وسترها أثبتت خطورتها ومشكلتها. تفجر في البلاد ما عرف بمعركة السفور في الثلاثينات، وانبرى الشعراء والكتاب والصحافيون لخوض المعركة. استطاعت أكثر النساء نبذ البوشية (الخمار)، وأسفرن عن وجوههن، بيد أن العباءة السوداء استعصت على أكثرهن.

اجتاحت البلاد في الأربعينات والخمسينات حركة اليسار، وما سمي فيما بعد بالخمسينات الذهبية التي يعتز أكثر المثقفين العراقيين بذكراها ومنجزاتها. كان من أول شعاراتها حث الفتيات على نبذ العباءة والحجاب والظهور سافرات.

عرفت شيئاً من ذلك في الأعظمية حول مسجد الأمام أبي حنيفة. قامت طالبات ومعلمات ثانوية الأعظمية للبنات بحملة لإقناع الفتيات بنبذ العباءة. وكلما استطعن إقناع إحداهن بالسفور، جرى تحديد يوم تنزع فيه العباءة وتظهر سافرة. وتجمعت الطالبات والمعلمات في مدخل المدرسة انتظاراً لها. كانت أحياناً تجبن الطالبة، وتخضع لضغط أبويها، فتخيب ظن زميلاتها وتحضر كما كانت ملتفة بالعباءة. يسخرن منها عندئذ ويعيرنها. ولكن من تنجح في عملية التحدي، وتجتاز باب المدرسة سافرة، كانت تقابل بالتصفيق والهتاف: «مبروك!». وهكذا كن يغمرنها بالعناق والقبل.

روت الرسامة نزيهة رشيد الحارثي، فوصفت كيف كن يتعرضن للضغوط العائلية التي وصلت أحياناً إلى ضربهن في البيت. كن يخرجن من البيت متسترات بالعباءة حتى إذا ما ابتعدن عن البيت لمسافة قصيرة كن ينزعن العباءة والحجاب، ويضعنها في حقيبة صغيرة، ثم يسرن سافرات هكذا في الشارع والأسواق. وعندما يعدن إلى البيت، يخرجن العباءة ويلبسنها قبيل دخولهن البيت. وكان الشباب يعرفون ذلك، فكانوا غالباً ما يعاكسون البنت، ويمازحونها فينادون عليها: «سميرة، فكي الشنطة وشوفينا عباتك!»

كان الأمر سهلاً بالنسبة للتلميذات الصبيات، ولكنه لم يكن كذلك بهذه السهولة بالنسبة للمعلمات. كيف يجوز للتلميذة الصبية أن تتحدى معلمتها وتعيرها على لبس العباءة؟ المفروض أن المعلمة هي التي تعلم التلميذات، وليس العكس. واجهت هذا المأزق معلمة اللغة العربية والأدب العربي، الأستاذة عاتكة وهبي الخزرجي، الشاعرة والأديبة المعروفة. كانت في عداد المحجبات. تحضر كل يوم للمدرسة بالعباءة، وواجهت ضغطاً كبيراً من زميلاتها، لا سيما أنها كانت تعتبر شاعرة متحررة وحداثية.

ظل الجميع يتساءلون متى تنبذ عاتكة عباءتها؟ ولكن السؤال لم يدم طويلاً. شاع الخبر بأن الأستاذة عاتكة قررت أخيراً أن تسفر. تروي نزيهة رشيد أنه كان يوماً مشهوداً في تاريخ المدرسة. تجمعت الطالبات انتظاراً لوصولها. فنح البواب لها الباب، فأمسكت الطالبات والمعلمات أنفاسهن، ثم دوت آهتهن «يا ويلي»، إذ دخلت عاتكة سافرة وبقبعة عصرية على رأسها! وكان آخر عهد لها بالعباءة.

 

جمال أبناء جمال!

تركي الدخيل/الشرق الأوسط/06 تشرين الثاني/18

بكلمات واضحة ومباشرة، خلال لقائهما مع شبكة CNN الأميركية، قطع ابنا جمال خاشقجي، رحمه الله، الطريق على من أرادوا استخدام رحيل والدهما، قميص عثمان، أداة، لتحقيق مصالح حزبية وسياسية، لا علاقة للراحل وأسرته بها. فالحقيقة أن غالبية من تحدثوا عن قضية مقتل أبي صلاح، لم يكن يعني لهم جمال شيئاً بقدر ما كانوا يتكسبون بالقضية، للإساءة للسعودية، ورموزها، انتقاماً، أو تفريغاً لحقد، أو تعبيراً عن غل، أو محاولة لإحراج الخصوم السياسيين، هنا أو هناك! صلاح الدين خاشقجي، الابن الأكبر لجمال خاشقجي، رحمه الله، قال بوضوح وشفافية: «لقد أكد الملك (سلمان) أن جميع المعنيين سيقدمون للعدالة، وأنا أؤمن بذلك، وهذا سيحدث، وإلا لما كان السعوديون سيبدأون تحقيقاً داخلياً». حديث ابني جمال خاشقجي، صلاح الدين وعبد الله، وهما في واشنطن، وهما الأقرب إلى الراحل من سواهما، كان صفعة لمن يريدون أن يتخذوا من الموضوع مطية للنيل من سمعة واستقرار السعودية، متاجرين بمقتل خاشقجي، دون اهتمام فعلي بحقيقة ما جرى، ودون احترام لمشاعر عائلته وإرادتها.

السعودية اتخذت موقفاً واضحاً من موضوع مقتل خاشقجي، عبر عنه الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، بأن المتورطين سينالون عقابهم، وأن القضاء سيأخذ مجراه. وهو الأمر الذي بدأت به فعلياً السلطات في المملكة. إلا أن هذه الخطوات الجادة والعملية، أشاح أعداء السعودية ببصرهم عنها، فهم يريدون لقضية خاشقجي أن تبقى جرحاً مفتوحاً، يقتاتون من خلاله. وهو الأمر الذي ستقف ضده القيادة السياسية بكل حزم وقوة. صلاح الدين وعبد الله أكدا في حديثهما لـCNN إيمانهما بالعدالة السعودية، وأن القضاء الذي بت في القضية سيقوم بدوره بكل مهنية، خصوصاً أن أعلى سلطة في المملكة، ممثلة في الملك سلمان، أكد لصلاح الدين أثناء لقائه به، أن قتلة والده سيقدمون للعدالة، وهي عدالة لن تكون إلا واضحة شفافة. صلاح عبر عن أسفه للتكسب بقضية والده، بقوله: «أرى الكثير من الناس يخرجون الآن ويحاولون المطالبة بإرثه، ولسوء الحظ فإن بعضهم يستخدم ذلك بطريقة سياسية لا نتفق معها تماماً»، رافضاً الوقوف إلى جنب المتاجرين بدم والده. وحين سأله المحاور، إن كان يثق بوعود القيادة السياسية السعودية، أجاب بشكل جلي: «نعم»، قاطعاً بذلك الطريق أمام الذين يحاولون الاصطياد في الماء العكر، والذين يريدون بالسعودية وأهلها شراً! هذا التسلق الذي يمارسه كثيرون باسم «العدالة لخاشقجي»، أمرٌ يقلق عائلته، كونها تشاهد كيف يؤثر ذلك في الرأي العام بشكل سلبي، وكيف يأخذ منحى ينحرف عن العدالة، ويتحول إلى ورقة تسعى دول وجهات خارجية للضغط بها على السعودية، لتحقيق مكاسب سياسية وأمنية واقتصادية، غير مكترثين لحقيقة ما جرى لجمال، وإنما لديهم أجندة وأهداف معدة مسبقاً، يسعون إلى تحقيقها.

في السياق ذاته، يعتقد صلاح الدين جمال خاشقجي أن «الرأي العام مهم، لكن خوفي هو أنه أكثر تسييساً. فالناس يجرون تحليلات قد توجهنا بعيداً عن الحقيقة»، وهذه «التحليلات المسيسة» في غالبها ليست عفوية، بل مقصودة، تريد أن توجه سهامها إلى المملكة للنيل منها، وتأخير مسيرة نهضتها، وإجهاض رؤية 2030 التي وضعها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وهي رؤية لا تختص بنهضة السعودية وحدها، بل تخطط خلال الثلاثين عاما المقبلة لخلق شرق أوسط مختلف، يمكن تسميته (أوروبا الجديدة) كما قال الأمير محمد قبل أيام. وهو التغيير الذي تقف ضده دول وجهات عدة، ليس من مصلحتها أن ترى السعودية دولة قوية متقدمة، ذات اقتصادي منتج، ومجتمع منفتح معطاء. صلاح الدين جمال خاشقجي أوضح في المقابلة أنه ينوي العودة وعائلته إلى السعودية، لمواصلة عمله في القطاع المصرفي بمدينة جدة، وهو ما يعني أنه مؤمن بـ«السعودية» وطناً في الأول والأخير... وطن يطمئن له، ويريد أن تكبر فيه عائلته. رافضاً بشكل قاطع التفسيرات غير المنطقية، والإشاعات التي راجت في وسائل التواصل الاجتماعي، وخصوصاً تلك التي أعقبت لقاءه مع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، مبدياً استغرابه مما روجت له بعض وسائل الإعلام، معتبراً التحليلات التي تحدثت بسلبية عن لقائه بالملك وولي العهد «مجرد ادعاءات لا أساس لها».

عبد الله نجل جمال، بدوره أبدى انزعاجاً من الإعلام الذي لا يهدأ، والقصص والمعلومات التي تبث دون مراعاة لمشاعر العائلة، قائلاً: «نحن ننظر إلى الإعلام والمعلومات المضللة. هناك الكثير من الصعود والهبوط»، في إشارة منه للقصص «الخيالية» التي يرفضها العقل والمنطق، والتي راحت تروج لها وسائل إعلام إقليمية وعالمية، دون أن تتثبت من صحتها، مغفلة عن عمد وقصد المعايير المهنية للصحافة. كل ما تتمناه عائلة خاشقجي هو أن يرقد جمال بسلام، ويستمع لصوتها وموقفها الوطني الرافض لأي تدخل خارجي. وهي التي وضعت ثقتها بالقضاء السعودي، رافضة أي محاولات لتسييس القضية. بجمال ووطنية وإخلاص، ألقم ابنا الراحل جمال، الذين يستغلون قضية المرحوم للإساءة لبلدهم، أو للتكسب الشخصي، حجراً. فهل تصمت الأفواه التي تريد أن تنال من سمعة السعودية واستقرارها، نزولاً عند رغبة العائلة، أم أنها لا تحترم إرادة عائلة خاشقجي، وستستمر في مشاريعها التخريبية التي ستنكسر أمام شموخ الشعب السعودي، الذي يعانق السماء كما «جبل طويق»، صامداً قوياً، بالتفافه حول قيادته، خلافاً لما كان يأمله الناعقون، الذين تمنوا أن تكون هذه الأزمة سبباً لشرخ بين السعوديين، ومليكهم سلمان بن عبد العزيز، وولي عهدهم محمد بن سلمان، فارتدت سهامهم عليهم!

 

هل تترك ميركل فراغاً في الاتحاد الأوروبي؟

مينا العريبي/الشرق الأوسط/06 تشرين الثاني/18

ربما يكون من الصعب تخيل ألمانيا الحديثة من دون زعيمتها أنجيلا ميركل، المستشارة الألمانية التي أصبحت وجه أوروبا المتزن والعقلاني. أعلنت ميركل الأسبوع الماضي أنها لن تخوض الانتخابات المقبلة، على أثر تراجع قوي لشعبيتها بعد سنوات من النجاح والشعبية، التي جعلتها القائدة السياسية الأوروبية ذات الفترة الأطول في منصبها هذا القرن. ابتعاد ميركل عن سدة الحكم ينهي مرحلة تاريخية، عندما أصبحت الفتاة التي ترعرعت في ألمانيا الشرقية وخلف جدار برلين خلال سنوات الحرب الباردة، الزعيمة الفعلية لأوروبا موحدة.

أوروبا في عام 2018 مختلفة بشكل كبير عن أوروبا عام 2005. جاءت ميركل للحكم في وقت كانت دول أوروبا تطمح إلى تقوية اتحادها وتدرس توسيعه، وفي وقت كانت روسيا ما زالت ضعيفة وتبحث عن دور دولي لها. ميركل التي تزعمت حزبها 18 عاماً، وكانت مستشارة ألمانيا على مدار الأعوام الـ13 الماضية، حرصت على تقوية الاتحاد، والتقارب مع فرنسا، ليكون قلب القارة قوياً. إلا أن الأزمة الاقتصادية اليونانية عام 2009، وتبعات الأزمة الاقتصادية العالمية، غيرت تلك الخطط، وجعلت ميركل تواجه انتقادات، لإصرارها على إجراءات حازمة تمنع تمدد الأزمة المالية. ولكن في الوقت نفسه، أثبتت ميركل أنها الزعيمة الفعلية لأوروبا، واستطاعت إنقاذ اليورو، مع تفاقم الأزمة الاقتصادية في اليونان وإيطاليا والبرتغال وغيرها.

من جهة أخرى، عندما تولت ميركل الحكم، كان فلاديمير بوتين رئيساً جديداً نسبياً لروسيا، ويبحث عن دور أكثر فعالية لبلاده. مع التوسع الأوروبي وتوسع حلف شمال الأطلسي (الناتو)، كان بوتين بحاجة إلى علاقة جيدة مع ألمانيا، وبذلك باتت علاقته مع ميركل، على الرغم من الخلافات في التوجه السياسي، فريدة. إتقانها اللغة الروسية ومعرفتها بالتفكير الروسي، ساعداها على بناء جسور مع بوتين. ولكن مع التغييرات الأوروبية والروسية، وصعود نجم بوتين، واستغلاله للمشكلات الأوروبية، مثل أزمة الغاز والأزمة الاقتصادية، توترت تلك العلاقة.

في عام 2005، كانت علاقة برلين بواشنطن معقدة، فالولايات المتحدة كانت تعتمد على التعاطف الدولي معها، إثر هجمات 11 سبتمبر (أيلول) 2001، ولكنها كانت منشغلة بغزو العراق الذي عارضته ألمانيا وفرنسا رسمياً بشدة. وعلى الرغم من موقف الحكومة الألمانية بقيادة غيرهارد شرودر ضد الحرب على العراق عام 2003، أيدت ميركل الولايات المتحدة، واعتبرت أن الحرب على العراق باتت ضرورة يجب دعم واشنطن فيها. جاء هذا التأييد كون ميركل من أشد الداعمين لعلاقات أوروبية - أميركية قوية، وعملت على ذلك خلال السنوات الأولى من توليها قيادة حزبها، كما أنها بنت علاقة وثيقة مع الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما. كل ذلك تغير عند وصول الرئيس الأميركي الحالي دونالد ترمب إلى البيت الأبيض، وظهرت الخلافات العلنية بينهما، خاصة فيما يخص التجارة الحرة. توجه ترمب والزعماء الشعبويين ضد العولمة والانفتاح الاقتصادي، يتناقض مع معتقدات ميركل التي تؤمن إيماناً قوياً بأن السبيل الأفضل للنمو والتقدم يأتي عن طريق الانفتاح، وبناء الجسور التجارية والسياسية.

ميركل أول زعيمة لألمانيا ولدت بعد الحرب العالمية الثانية، وسعت لتطوير صورة جديدة عن بلادها، بعيداً عن ثقل تركة الحرب العالمية الثانية والحكم النازي. كما أن سنوات شبابها خلال الحرب الباردة جعلتها تطمح لكسر الجدران ودعم العولمة. نجحت ميركل في دفع الاقتصاد الألماني إلى الأمام، وباتت برلين اليوم تتمتع بأقوى اقتصاد في أوروبا، وخامس أقوى اقتصاد في العالم، من حيث إجمالي الناتج المحلي.

وسعت ميركل لجعل برلين رمزاً لما يسمى «العالم الحر»، من حيث التوجهات السياسية المنفتحة والمناصرة لحقوق الإنسان. وكانت هناك لحظة حاسمة أظهرت مبادئ ميركل السياسية والإنسانية. ففي 31 أغسطس (آب) 2015، اتخذت المستشارة الألمانية خطوة شجاعة وغير مسبوقة، بإعلانها فتح أبواب وحدود بلادها لاستقبال اللاجئين من الشرق الأوسط، الذين وصلت أعدادهم لمستويات غير مسبوقة في العالم. قالت ميركل لشعبها بثقة: «يمكننا القيام بذلك»، معتبرة أن مساعدة المحتاجين والباحثين عن مأوى «واجب وطني». وصل مليون لاجئ إلى ألمانيا خلال عامين، وحصل نصفهم على ترخيص للبقاء في البلاد. كان قرار ميركل مختلفاً بكونه قراراً مبنياً على المبدأ والعاطفة لمساعدة الفارين من الحرب، بدلاً من التريث الذي عرفت به ميركل. وتحدثت حينها عن ضرورة أن تكون الدول القوية والقادرة مستعدة لمساعدة الآخرين. إلا أن حكومتها وشعبها لم يكونا مستعدين لما تتطلبه هذه الخطوة من مستلزمات ملموسة وتأثيرات اجتماعية. فعانت الدولة في توفير مساكن للاجئين واستضافة أبنائهم في المدارس بالسرعة المطلوبة، مع تدفق مئات الآلاف في الأشهر الستة الأولى، بينما ظهرت مجموعات صغيرة ولكن مؤثرة من اليمين المتطرف، ترفض وجود المهاجرين، وغالبيتهم من العرب والمسلمين. أصرت ميركل على موقفها في استقبالهم، ولكن اضطرت إلى غلق الحدود بعدها، والاكتفاء بسياسة لم الشمل، بسبب الضغوط الداخلية. البعض يعتقد أن قرار ميركل هذا هو الذي أدى إلى تراجع شعبيتها واضطرارها إلى التنازل عن السلطة، وعدم الترشح مجدداً لقيادة حزبها وبلادها. لكن في الواقع، الحكم في أنظمة ديمقراطية عادة ما يتطلب التجديد، ومن النادر خوض انتخابات حرة ونزيهة والفوز مراراً وتكراراً.

أدركت ميركل ذلك، وبطريقتها الدقيقة، قررت أن تخطط لابتعادها بشكل مدروس وتدريجي. وعلى الرغم من أن موعد رحيل ميركل مرتبط بانتهاء ولايتها الرابعة عام 2021، فإن تنازلها عن قيادة حزبها الشهر المقبل سيعني تولي زعيم جديد قيادة حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي. وإذا كان الزعيم المقبل أحد خصومها العلنيين، فمن المتوقع أن يدفعها للاستقالة مبكراً. خروج ميركل من الساحة السياسية، جاء مع صعود اليمين في دول أوروبية مهمة، مثل النمسا وإيطاليا، بينما مستقبل العلاقة مع بريطانيا مجهول، مع اقتراب خروج لندن من الاتحاد الأوروبي مارس (آذار) المقبل، من دون خريطة طريق واضحة. التحولات الأوروبية تأتي في وقت تتخبط فيه الولايات المتحدة مع إدارة الرئيس ترمب المثيرة للجدل. التحدي الكبير أمام برلين في المرحلة المقبلة تثبيت قوى الوسطية، وعدم السماح لليمين المتطرف باستغلال بعض الاضطرابات الاجتماعية والاقتصادية. من دون ميركل، الوسطية والاتزان الأوروبي يبحثان عن زعيم جديد لملء الفراغ الكبير الذي تتركه المستشارة الألمانية. طموح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بملء الفراغ، يتعثر مع مشكلاته الداخلية، ولكن قد تكون هذه فرصته لإكمال مسيرة حليفته ميركل.

 

رصد الرياح الدبلوماسية من الخليج إلى المتوسط/بات الصراع راهناً هو الصراع على إسرائيل أي على استمالتها

سام منسى/الشرق الأوسط/06 تشرين الثاني/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/68715/%d8%b3%d8%a7%d9%85-%d9%85%d9%86%d8%b3%d9%89-%d8%b1%d8%b5%d8%af-%d8%a7%d9%84%d8%b1%d9%8a%d8%a7%d8%ad-%d8%a7%d9%84%d8%af%d8%a8%d9%84%d9%88%d9%85%d8%a7%d8%b3%d9%8a%d8%a9-%d9%85%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%ae/

على الرغم من محاولات التخفيف من أهمية الزيارة التي قام بها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لسلطنة عمان، بالقول إنها ليست الأولى لمسؤول إسرائيلي، إذ سبقتها زيارتان لإسحق رابين وشمعون بيريز عامي 1994 و1996،

وعلى الرغم من أن المنطق السليم يدفع إلى فهم هذه الزيارة في إطار الوساطة بين الإسرائيليين والفلسطينيين، خصوصاً أنها جاءت بعد زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس للسلطنة بأيام قليلة، وتلتها بعد يوم واحد كلمة ألقاها وزير الخارجية العماني، يوسف بن علوي، في مؤتمر حوار المنامة الـ14 للأمن الإقليمي، وتحدث فيها صراحةً عن دور للسلطنة في «تقريب وجهات النظر بين الطرفين»، وزيارته للرئيس عباس في رام الله حاملاً رسالة من السلطان قابوس بن سعيد...

لا يمكننا تجاهل أن هذه الزيارة تأتي في ظل متغيرات كبيرة تشهدها المنطقة لا سيما لجهة ارتفاع منسوب التجاذب الخليجي الإيراني، والضغوط الأميركية المتصاعدة على إيران، ودخول العقوبات الجديدة على طهران اليوم حيز التنفيذ.

ولا يمكننا أيضاً تجاهل الدور القديم الجديد للسلطنة كوسيط لحل النزاعات بين إيران وخصومها، آخر ثماره كانت استضافة اجتماعات مجموعة 5+1 التي مهدت لإبرام الاتفاق النووي مع إيران في عام 2015.

المشهد الإقليمي عامةً والسوري خاصةً، يدفعنا إلى توجيه بوصلة أهداف هذه الزيارة باتجاه إيران أكثر منه باتجاه القضية الفلسطينية. فتدخُّل إيران في الحرب السورية بالمستوى الذي جرى عليه، ووصول ميليشياتها إلى الحدود السورية الإيرانية، ومحاولاتها استنساخ تجربة «حزب الله» اللبناني في سوريا، أوصلت التوتر في العلاقات الإسرائيلية الإيرانية إلى الذروة ودفعت بإسرائيل منذ منتصف عام 2017 حتى سبتمبر (أيلول) الماضي إلى شن أكثر من 200 غارة جوية استهدفت مواقع عسكرية تعود في معظمها إلى «الحرس الثوري» الإيراني، ما أدى في نهاية المطاف إلى إسقاط الطائرة الروسية وتسليم روسيا منظومة صواريخ «إس 300» للنظام السوري.

هذا الأمر حدّ من حرية الطيران الإسرائيلي فوق سوريا وقدرته على تقليص شحنات الأسلحة الإيرانية إلى سوريا ولبنان، وتزويدها «حزب الله» بأسلحة متطورة ودقيقة.

كل هذه التطورات زادت من منسوب القلق الإسرائيلي من الوجود الإيراني العسكري والاستخباراتي في سوريا، إضافة إلى القلق القديم المتجدد من «حزب الله» الذي بات جيشاً شبه نظامي.

إلى هذا، لا نستطيع إغفال الأداء الروسي في هذا السياق والذي من جهة يتحالف مع إيران والنظام السوري ويحاول من جهة ثانية إبعاد الميليشيات الإيرانية عن الحدود الإسرائيلية، واحتواء ما يشكله وجودها في سوريا من تهديد للأمن الإسرائيلي.

ولا بد من التسليم أيضاً بأن الوقائع على الأرض السورية جراء الحرب الدائرة منذ سبع سنوات وما قد ترسو عليه نتائجها، خلقت لدى إسرائيل أسباباً جديدة للقلق من اهتزاز الأمن والاستقرار الذي اعتادته على حدودها طوال حكم آل الأسد لسوريا منذ سبعينات القرن الماضي.

مقابل القلق الإسرائيلي، لا يمكن أيضاً غض النظر عن تصاعد حدة التوتر العربي الإيراني عامةً والخليجي الإيراني خاصةً، جراء تزايد التدخلات الإيرانية في أكثر من قضية في الإقليم، وتصميمها المعلن على الإمعان في هذه السياسة، والإصرار على المواجهة، وتحدي العقوبات الأميركية بالمزيد من التشدد.

ولا نستبعد أن يكون آخر مظاهر هذا التدخل تعثُّر تشكيل الحكومة اللبنانية لأكثر من خمسة أشهر، ومحاولات إيران الخروج بتشكيلة يكون فيها «حزب الله» ممسكاً بالقرار الحكومي بشكل مطلق. فبعد أن حصل الحزب وحلفاؤه على الوزارات التي يريدون، عدداً وحقائب، خرج بمطلب قديم بات شرطاً جديداً وهو توزير سنّي من حلفائه.

صحيح أن القضية الفلسطينية استعادت بعضاً من الاهتمام، إلا أن القضية الكبرى اليوم في المنطقة والتي تطال شظاياها العالم هي الدور الإيراني المتجسد في طموحات إيران وممارساتها التي وصلت إلى حد تفكيك الدول الوطنية في الإقليم، ولا يجوز استبعاد هذا البعد عن زيارة نتنياهو لسلطنة عمان.

لا نبالغ اليوم إذ نقول إنه بعد أن كان الصراع الأول في المنطقة هو الصراع ضد إسرائيل بات الصراع راهناً هو الصراع على إسرائيل أي على استمالتها، وهذا ما قد تكون إيران تحاول القيام به، ونفهم حينها خفوت الانتقاد الإيراني الذي يكاد لا يُسمع واستياءً فلسطينياً سرعان ما تبدد.

هذه الأصوات لم تنبس ببنت شفة عندما قال بن علوي في المنامة إن «إسرائيل دولة موجودة في المنطقة ونحن جميعاً ندرك هذا، والعالم أيضاً يدرك هذه الحقيقة».

وكان لافتاً استقبال السلطان قابوس بنفسه نتنياهو وزوجته سارة، والوفد الرفيع المستوى، وهو النادر بإطلالاته الإعلامية، ولم يغب عن المشهد تزامُن هذه الزيارة مع زيارة وزيرة الثقافة والرياضة الإسرائيلية، ميري ريغيف، لأبوظبي للمشاركة في مباريات «غراند سلام» للجودو، وجاءت مظاهر علنية زيارتها لافتةً إنْ لجهة عزف النشيد الوطني الإسرائيلي عند افتتاح المباريات أو لجهة تغطية الجولة التي قامت بها لمسجد الشيخ زايد بن سلطان.

إن لقاء القمة العماني الإسرائيلي وزيارة الوزيرة ريغيف لأبوظبي يتطلبان وقفة جدية بانتظار ما ستكشفه الأيام والأسابيع المقبلة لجهة نتائج هذا الحراك وعلاقته بالملف الإيراني.

إنما في الوقت نفسه، لا نستطيع تجاهل أن التقارب العربي الإسرائيلي من البوابة الخليجية قد يساعد على إدراج مبادرة السلام العربية في قمة بيروت سنة 2000 في إطار هذه الصفقة التي يبدو أنها تنفَّذ قطعة قطعة، بعد أن أُجهضت من قِبل سوريا وإيران وتقاطع مصالحهما يومها مع إسرائيل.

خلاصة الكلام، أن التقارب مع إسرائيل الحاصل في مسقط وأبوظبي يؤشر إلى أن ساحة الصراع انتقلت إلى باب المندب ومضيق هرمز، فيما يبدو أن المعلن هي التسوية الإسرائيلية الفلسطينية.

إن الصراع انتقل إلى الخليج وممراته المائية وثرواته والحروب الدائرة فيه وحوله في اليمن وغيرها.

هذا الصراع يحفّز الدبلوماسية العمانية على التقريب بين أطراف النزاع في المنطقة، لا سيما أن أبواب واشنطن مفتوحة أمامها، ما يجعلها أكثر قدرة على تسويق مشاريع الحلول، هذا إذا صدقت النيات الحسنة.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

كبير مستشاري الدفاع لشؤون الشرق الأوسط في لبنان: استمرار الدعم والصداقة مع الجيش اللبناني

الثلاثاء 06 تشرين الثاني 2018 /وطنية - أفادت السفارة البريطانية في بيان، أن "اللواء السير جون لوريمر، كبير مستشاري الدفاع للشرق الأوسط في المملكة المتحدة، أنهى زيارته للبنان، التي استمرت يومين، وعقد خلالها اجتماعات مع كل من رئيس الجمهورية ميشال عون، ورئيس مجلس النواب نبيه بري، والمدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، وقائد الجيش العماد جوزف عون، في حضور القائم بالأعمال للسفارة البريطانية في لبنان بنجامين واستنيج.

وهذه هي الزيارة الثالثة التي يقوم بها لوريمر للبنان منذ تشرين الثاني 2017. وألقى لوريمر كلمة خلال حفل استقبال لخريجي الأكاديميات والمؤسسات العسكرية البريطانية، الذي استضافه الملحق العسكري البريطاني المقدم أليكس هيلتون. كذلك زار مركز تدريب فوج الحدود البرية في قاعدة رياق الجوية، ثم التقى قائد فوج الحدود البرية الثالثة في أحد أبراج المراقبة المطلة على الحدود اللبنانية-السورية، حيث اطلع على كيفية دعم المملكة المتحدة للبنان في الحفاظ على حدوده وأمنه واستقراره". وفي نهاية زيارته، قال لوريمر: "من دواعي سروري العودة إلى لبنان. وهو دليل على العلاقة القوية والطويلة الأمد مع القوات المسلحة اللبنانية. وكانت زيارتي فرصة للاطلاع على كيفية تعزيز الدعم الحالي والمستقبلي للجيش اللبناني واستقرار لبنان والدور الحيوي للقوات المسلحة بوصفها المدافع الشرعي عن البلاد". أضاف: "لقد أبهرني أننا ساعدنا في تدريب 10,000 جندي لبناني، وأن الجيش يواصل تطوير قدراته في تأمين الحدود السورية. وهذا إنجاز ملحوظ خلال فترة زمنية قصيرة". وقال واستنيج: "يسعدنا أن يعود اللواء السير جون لوريمر الى لبنان، كدليل على دعمنا المستمر للقوات المسلحة اللبنانية، التي تدافع كل يوم، في جميع المناطق، بشجاعة ومهنية عن لبنان. وفي هذه المنطقة المضطربة، فإن القوات المسلحة اللبنانية هي التي تؤمن أمن لبنان واستقراره وازدهاره. واني فخور بأن المملكة المتحدة لا تزال إحدى أكبر الجهات المانحة وأكثرها تأثيرا، وان متانة العلاقة بين المملكة المتحدة والجيش مستمرة".

 

عون عرض مع زواره تطورات التشكيل وشؤونا تربوية ودبلوماسية فرعون: نثق برئيسي الجمهورية والمكلف عودة: ليمثل الأرثوذكس أفضل تمثيل

الثلاثاء 06 تشرين الثاني 2018

وطنية - شهد قصر بعبدا قبل ظهر اليوم سلسلة لقاءات تتصل بالتطورات المتعلقة بتشكيل الحكومة، اضافة الى لقاءات تناولت مواضيع سياسية وديبلوماسية وتربوية.

فرعون

سياسيا، استقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون قبل ظهر اليوم، وزير الدولة لشؤون التخطيط ميشال فرعون واجرى معه جولة افق تناولت التطورات السياسية الراهنة ومسار تشكيل الحكومة الجديدة، وذلك بعد لقاء كان عقده الوزير فرعون مع الرئيس المكلف سعد الحريري بتكليف من بطريرك الروم الملكيين الكاثوليك البطريرك يوسف عبسي.

بعد اللقاء، اوضح الوزير فرعون انه عرض مع الرئيس عون "موضوع تمثيل الروم الكاثوليك في الحكومة بعدما ترددت معلومات عن وجود عقدة قد تظهر في آخر محطات التأليف حول الحقائب التي ستسند للوزراء الكاثوليك الذين يحق لهم في الحكومات الثلاثينية تسلم ثلاث وزارات وحقيبتين على الاقل، حسب مبدأ التأليف المتفق عليه منذ اتفاق الطائف وبعده". واكد فرعون ثقته "وثقة البطريرك الكاملة برئيسي الجمهورية العماد ميشال عون والمكلف سعد الحريري وسائر المرجعيات، في ايجاد الصيغ التي تمنع حصول اي اجحاف في حق الطائفة الكاثوليكية او غيرها. وقد اكد لي فخامة الرئيس، وقبله دولة الرئيس المكلف الحرص الكامل على احترام وثيقة الوفاق الوطني ومندرجاتها ومنها حقوق الطوائف، بالرغم من انه يوجد اليوم بعض الخروقات للاصول واسلوب التعاطي لبعض الاطراف مع مسار التأليف".

واوضح انه ناقش مع الرئيس عون "الاوضاع الاقتصادية والمالية وارتفاع سعر النفط، وكلفة السلسلة التي تبدو اعلى من المتوقع والتي تنعكس على بنود الموازنة ووسائل تمويل قطاعات الدولة، بالاضافة الى قطاع التعليم الخاص وقطاعات اخرى". واعرب عن امله في ان "يجري النقاش والاتفاق بين الاطراف السياسية خلال الوقت الضائع قبل التأليف بالاصلاحات الضرورية التي يجب ان تطبق فور تشكيل الحكومة للتصدي للازمة المتفاقمة التي باتت تهدد القطاعين العام والخاص والاوضاع الاجتماعية على حد سواء". واشار الى ان "اعضاء السينودس المقدس لطائفة الروم الكاثوليك سيزورون رئيس الجمهورية خلال الايام المقبلة".

عودة

سياسيا ايضا، استقبل الرئيس عون في حضور النائب الياس بو صعب، متروبوليت بيروت للروم الارثوذكس المطران الياس عودة، واجرى معه جولة افق تناولت التطورات السياسية الراهنة ومسار تشكيل الحكومة اضافة الى شؤون تتعلق بطائفة الروم الارثوذكس. وبعد اللقاء قال المطران عودة: "تمنيت لفخامة الرئيس في بداية السنة الثالثة من عهده الصحة والعمر المديد ليتابع جهوده من اجل خير لبنان واستقراره ونموه وازدهاره ومحاربة الفساد فيه وارجاع الامل الى بنيه بحياة كريمة في ربوعه، وعبرنا عن ألمنا لما آلت اليه الامور والتعثر المستمر في تأليف الحكومة وعن املنا بولادة الحكومة قريبا لاخراج البلاد من الركود وانتشال المواطنين من اليأس. وتمنينا على فخامته ان يمثل الارثوذكس في الوزارة افضل تمثيل، وان تحفظ حقوقهم في الادارة ما دمنا في دولة تعتمد الطائفية في الوظائف".

اضاف: "اثرت مع فخامة الرئيس مشروع انشاء محرقة في الكرنتينا، ومخاطر مضاعفة التلوث في بيروت كما هو حاصل في جونيه، وهذا ينعكس سلبا على صحة المواطنين، متمنيا الا يحظى هذا المشروع بموافقة فخامته".

رئيس البعثة العلمانية الفرنسية

تربويا، استقبل الرئيس عون، في حضور وزير العدل في حكومة تصريف الاعمال سليم جريصاتي وسفير فرنسا برونو فوشيه، رئيس البعثة العلمانية الفرنسية فرنسوا بيريه، المدير العام للبعثة جان كريستوف دوبير وممثلة البعثة في لبنان أندره الداعوق. وعرض بيريه خلال اللقاء دور "مدارس البعثة العلمانية الفرنسية في لبنان منذ 110 سنوات ما يؤكد على التعلق بلبنان وبدوره الرائد". وتطرق البحث إلى أوضاع مدارس البعثة في لبنان "في ضوء التطورات التي رافقت إقرار سلسلة الرتب والرواتب". ونوه الرئيس عون ب"عمل البعثة العلمانية الفرنسية وصروحها التربوية المنتشرة في لبنان"، مؤكدا "المساعدة في تذليل الصعوبات التي يمكن أن تعترض دورها التربوي".

سفير لبنان لدى الجزائر

وفي قصر بعبدا، سفير لبنان لدى الجزائر الدكتور محمد محمود حسن الذي عرض مع رئيس الجمهورية العلاقات اللبنانية - الجزائرية.

 

بري استقبل السفير الفرنسي مع وفد من الليسيه والمجلس الاقتصادي والاجتماعي

الثلاثاء 06 تشرين الثاني 2018/وطنية - استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري ظهر اليوم في عين التينة، هيئة مكتب المجلس الاقتصادي - الاجتماعي برئاسة رئيسه شارل عربيد، وجرى عرض للوضعين الاقتصادي والاجتماعي.

وقال عربيد بعد اللقاء: "تشرفنا بزيارة دولة الرئيس بري، وأطلعناه على جو العمل والورشة القائمة في المجلس الاقتصادي الاجتماعي، ودولته يحمل هم الوضعين الاقتصادي والاجتماعي. المطلوب الاسراع في تشكيل الحكومة لكي تستطيع ان تنكب على الملفات، ويهمنا ايضا ان ترسل لنا طلبات الرأي لكي يلعب المجلس الاقتصادي دوره الطبيعي". وأضاف: "التلاقي مع الكتل النيابية مستمر لكي نطلعهم على كل الدراسات والافكار والرؤى التي نعدها. وتكلمنا مع دولة الرئيس بري أيضا بشأن عمل اللجان في المجلس النيابي وضرورة ان نتعاون معها ونساعد في الامور الاقتصادية الاجتماعية، خصوصا في الشأن التقني وما يمكن ان يقدمه التقنيون واعضاء المجلس من قيمة مضافة. الواقع الاقتصادي صعب ودقيق ولكن دائما نحن اللبنانيين لن نفقد الامل، والمطلوب الاسراع في كل المشاريع المطروحة لكي نتخطى هذه المرحلة الصعبة. التواصل دائم ومستمر مع الرئيس بري الذي يقول دائما إن المجلس الاقتصادي هو برلمان اقتصادي، والتعاون قائم مع دولته، وقد اخذنا منه الكثير من الافكار وجرى بحثها، وان شاءالله يستمر هذا التعاون". واستقبل بري بعد الظهر السفير الفرنسي برونو فوشيه والمدير العام لليسيه الفرنسية في العالم جان كريستوف ديبر والسيد فرنسوا بيري وممثلة لبنان في الليسيه السيدة اندريه داعوق.

كذلك استقبل السفير جورج خوري، فالمحاميتين صونيا عطيه وبرت ابي راشد عقل.

 

قبلان في بكركي للبحث في عقد قمة روحية محورها الاعلام: حملنا رسالة الى حزب الله لان يساعدوا في نزع العقبات امام تشكيل الحكومة

الثلاثاء 06 تشرين الثاني 2018 /وطنية - استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، قبل ظهراليوم في الصرح البطريركي في بكركي، المفتي الجعفري الممتاز الشيخ احمد قبلان، وتم عرض للاوضاع الراهنة ولا سيما الموضوع الحكومي.

قبلان

وقال المفتي قبلان بعد اللقاء: "جوهر الزيارة اليوم متابعة اللقاءات الدورية التي كانت تحصل بين المرجعيات الدينية والروحية، وكان هناك توافق في الرؤية حول موضوع تشكيل الحكومة. وطبعا كما غبطة البطريرك وآراء المرجعيات الدينية لا بد من المسارعة الاكيدة في تشكيل الحكومة ونزع كل العقبات من أمام إعلان تشكيلها". اضاف: "لقد حملنا صاحب الغبطة الى الاخوة في "حزب الله"، رسالة، بأن يساعدوا في نزع هذه العقبات، وهذا الامر يحتاج الى حكمة وروية حتى نساعد في معالجة قضايا الدولة والوطن. وتمنى غبطته علينا ان نسعى جاهدين مع كل القيمين للمساعدة على عمل كل ما يلزم حتى تتشكل الحكومة للبدء في معالجة قضايا الوطن والدولة".واشار الى "ان اللقاء في الاساس كان حول عقد قمة روحية مرجعية بين صاحب الغبطة والمجلس الشيعي ودار الفتوى ومشيخة العقل محورها قضية الاعلام وبعض البرامج التلفزيونية التي تعرض على الشاشات، ومدى الاسفاف والانحطاط الذي وصلت اليه، والتي تؤثر سلبا على شبابنا واجيالنا. وكان التمني من صاحب الغبطة ان يكون اللقاء قريبا كي يعالجوا هذه القضية لا على نحو الشكليات فقط بل في جوهرها، بمشاركة وزير الاعلام واللجنة الاعلامية في المجلس النيابي وجميع الحقوقيين والمراقبين الذين لهم باع في هذه المسألة، (وهذا كان محور اللقاء)، وسنعمل جاهدين ان شاء الله وسنسعى مع كل من يعنيه الامر كي نبادر جميعا في تشكيل الحكومة في أسرع وقت".

سئل: هل تتوقعون ان يتجاوب "حزب الله" مع هذه المساعي التي تقومون بها مع غبطته؟

اجاب: "الاخوة في حزب الله ليسوا ضد المسارعة في تشكيل الحكومة، هم من ينادون بهذا الامر، ولكن القضية تحتاج الى حوار، و"حزب الله" ينادي بهذه المسألة وبالحوار. اليوم القضايا التي يتعرض لها لبنان اكبر بكثير خصوصا ما نشهده في المنطقة اقليميا ودوليا من نزاعات، ونرى اليوم خطورة الواقع المأزوم الاقليمي، واتصور ان الاخوة في "حزب الله" قد يذهبون الى حلول تتعلق في هذه المسألة".

سئل: هل تطرقتم الى موضوع الاراضي في لاسا؟

اجاب: "طبعا بلا شك، هناك توافق تام بين المجلس الشيعي الاعلى وغبطة البطريرك حول معالجة هذه القضية بما نراه مناسبا وليس كما يراه البعض بالتحدي او الكيديات والمناكفة، ستكون هناك لجنة رسمية من المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى ستتابع هذه القضايا مع الاخوة في البطريركية وسيكون هناك وضع حلول او مقدمات لحل هذه القضية ان شاء الله".

قمير

بعدها، استقبل الراعي مدير عام الموارد المائية والكهربائية الدكتور فادي قمير يرافقه الامين العام الدائم لاكاديمية العلوم الفرنسية ما وراء البحار بيار جوني ومدير مكتبه مروان سعادة.

 

كتلة المستقبل أعلنت مشاركتها في جلسة تشريع الضرورة: موقف رئيس الجمهورية من تشكيل الحكومة يدل على حس رفيع بالمسؤولية الوطنية

الثلاثاء 06 تشرين الثاني 2018 /وطنية - عقدت كتلة "المستقبل" النيابية اجتماعا في "بيت الوسط"، برئاسة النائبة بهية الحريري، ناقشت خلاله آخر التطورات والأوضاع العامة، وأصدرت في نهايته بيانا تلاه النائب هنري شديد، أكدت فيه الكتلة أن "الجهود التي قام بها الرئيس سعد الحريري أفضت إلى جهوز التشكيلة الحكومية للصدور، ما فاقم الصدمة التي أحدثها اختراع مطلب تعجيزي جديد أدى إلى وقف عملية التشكيل". وإذ رحبت الكتلة ب"موقف فخامة رئيس الجمهورية الرافض لهذا المطلب التعجيزي"، اعتبرت أن موقفه "يدل على حس رفيع بالمسؤولية الوطنية وحرص على تشكيل الحكومة بأسرع وقت لمواجهة المخاطر الداهمة على اللبنانيين واقتصادهم وأمانهم". ورأت أن "المنطق الذي يواجه به كل من الرئيس ميشال عون والرئيس الحريري هذه العرقلة للعهد وللحكومة ولمصالح اللبنانيين هو منطق سليم، إذ لا يستقيم تجميع نواب منتسبين لكتل مختلفة وممثلة أساسا في الحكومة للمطالبة بمقعد وزاري إضافي خارج سياق الوفاق الوطني والتفاهمات التي أرساها الرئيس المكلف بين جميع الكتل المشاركة في الحكومة". وأكدت أن "ما يعزز الشكوك في أن هذا المطلب التعجيزي لا يهدف إلا إلى تعطيل تشكيل الحكومة هو معرفة المعنيين المسبقة ومنذ اليوم الأول للمشاورات بأنه سيقابل برفض قاطع وحاسم من الرئيس المكلف ومن شريحة واسعة من اللبنانيين والكتل السياسية". وتوقفت الكتلة عند "الجهود التي بذلها الرئيس الحريري مع المسؤولين الجزائريين لتفادي وقوع كهرباء لبنان في أزمة إمداد بمادة الفيول ما جنب اللبنانيين أزمة زيادة ساعات انقطاع التيار الكهربائي عن منازلهم ومصالحهم"، مشددة على "ضرورة إيجاد حل يمنع تكرار مثل هذه الأزمة بانتظار تشكيل الحكومة التي تضع في رأس أولياتها معالجة أزمة الكهرباء بشكل كامل ونهائي". وناقشت الكتلة دعوة رئيس المجلس النيابي إلى جلسة تشريع للضرورة مطلع الأسبوع المقبل، وقررت "المشاركة في هذه الجلسة صونا لمصالح لبنان واللبنانيين الحيوية".

 

كنعان بعد اجتماع التكتل: دعونا منذ البداية إلى الاستناد لنتائج الانتخابات النيابية ووضع معيار واحد وتشكيل الحكومة والبطاقة الصحية انجاز وطني

الثلاثاء 06 تشرين الثاني 2018 /وطنية - عقد "تكتل لبنان القوي" اجتماعه الأسبوعي في "سنتر طيار" - سن الفيل برئاسة رئيس "التيار الوطني الحر" الوزير جبران باسيل. وعقب الاجتماع، تحدث أمين سر التكتل النائب ابراهيم كنعان فقال: "اعتبرنا المسألة الحكومية منذ اليوم الأول أساسية وضرورية بمعزل عن الخلافات والعقد، وتأليف الحكومة والشروع في ادارة شؤون البلاد ومواجهة التحديات ليست مطلبا مستجدا بالنسبة إلينا. وقد دعونا منذ البداية إلى الاستناد الى نتائج الانتخابات النيابية ووضع معيار واحد وتشكيل الحكومة، لأن هناك متطلبات وتحديات كبيرة يفترض أن نتحمل مسؤولياتنا في ضوئها كتكتل وكقوى".وأشار إلى أن "التكتل يعتبر أن الحوار يبقى الأساس في حل العقد، والحفاظ على الميثاقية ومختلف المكونات اللبنانية أساسي في الحفاظ على الاستقرار الداخلي. كما يرى أن أي انتصار يسعى اليه اللبنانيون لا يتحقق، إلا بالتكافل والتضامن في ما بينهم"، وقال: "إن التكتل، وإذ يذكر بهذه المبادىء، يشدد على أنه يسعى إلى أن يكون منذ بداية استعادة الشراكة الوطنية جسرا بين كل المكونات لا أن يلعب دور الطرف، وذلك تحت سقف الدستور والمؤسسات والميثاقية التي نعتبرها الأساس في الحفاظ على الاستقرار".

ودعا مختلف الكتل إلى "حل سريع يحافظ على المسلمات والمبادىء التي انطلقنا منها جميعا، والحفاظ على المؤسسات الدستورية هو ربح لجميع اللبنانيين، فهيبة الدولة والمؤسسات ليست حكرا على احد او مكسبا لأحد، فنحن امام مرحلة حساسة على الصعد كافة دوليا واقليميا، واقتصاديا وانمائيا، ونعرف الأنين وما ينتظرنا، ما يتطلب أن نكون على مستوى هذه التحديات وأن نكرس قوة مؤسساتنا وتضامننا في ما بيننا لنصل الى نتائج ايجابية ينتظرها اللبنانيون". وقال: "إن التكتل توقف كذلك أمام اقرار البطاقة الصحية، التي هي انجاز وطني يشارك فيه العديد من القوى السياسية، لكنها أتت في هذا العهد لتعطي رسالة إلى اللبنانيين بأن ما حلمنا به وعملنا من أجله على مدى سنوات يمكن أن يتحقق، تماما كالموازنات وقانون الانتخاب. كما نعمل في سبيل قانون يضمن الشيخوخة نأمل اقراره قريبا".

وأشار إلى أن "قانون البطاقة الصحية مهم جدا لتأمين التغطية الصحية الشاملة للبنانيين"، لافتا إلى أن "هناك خيارات عدة للتمويل"، وقال: "نأمل في إقراره في الهيئة العامة واستكمال ما تبقى من نقاط لم نتخذ قرارات حاسمة في شأنها". وفي الشأن التشريعي، أشار كنعان الى أن "التكتل مع انعقاد الجلسة التشريعية، من دون ان يعني ذلك اطالة أمد حكومة تصريف الأعمال، بل لأن هناك تشريعات ضرورية تتعلق بالتزامات لبنان الدولية وبالكهرباء والانماء وملفات انسانية وحياتية، ما يشكل حاجة للبنانيين"، وقال: "فلنخرج من جنس الملائكة وننصرف الى الضرورات، لأن عمل المؤسسات واجب، واذا تعطلت احداها يجب الا تنعكس سلبا على الأخريات، مع ضرورة ان يطال التشريع الأمور الاساسية". وختم كنعان: "إن يد التكتل ممدودة لجميع الافرقاء والكتل الراغبة في العمل والانجاز وتعزيز المؤسسات لمصلحة لبنان، ولا حواجز او خصومات او عداوات في السياسة بالنسبة الينا، والاختلاف السياسي يمكن حله طالما لا نختلف على الوطن، كما قال فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون".

 

التيار المستقل: لأخذ قرار العقوبات الاميركي الجديد تجاه ايران بجدية

الثلاثاء 06 تشرين الثاني 2018 /وطنية - عقد المكتب السياسي ل "التيار المستقل" اجتماعه الاسبوعي في مقره في بعبدا برئاسة اللواء عصام أبو جمرة تداول خلاله المجتمعون - بحسب بيان - "في آخر مآثر مفاوضات تشكيل الحكومة واصرار الحكام على أن تكون صورة مصغرة لمجلس النواب، فتشكل مجلسا ثانيا يأتمر بأمر رؤساء الكتل النيابية الذين استفردوا بالقرار السياسي والتمثيل الشعبي عبر قانون انتخابي معلب سلفا، أوهموا المواطنين بأنه سينتج تمثيلا نسبيا لكافة شرائح المجتمع المدني، لكنه مع الاسف جاء على قياس الكتل الكبرى التي قرر زعماؤها تقاسم الدولة ومغانمها من خلال تقاسمهم الحكومة العتيدة كما ونوعا خلافا للدستور، فاختلفوا وتعثر تأليفها شهورا وما زال". وسأل المجتمعون: "هل حصل أن طرح نائب الثقة بوزير خلال السنتين الماضيتين رغم مئات الفضائح التي اكتسحت البلاد ابرزها فضائح الطاقة والكهرباء وفضائح البيئة التي يقتصر هم مسؤوليها على تنظيم توقيت الصيد البري والطيور المسموح صيدها، فيما النفايات تكتسح الشوارع والتلوث يجتاح الفضاء والبر والبحر والانهر بالاضافة الى فضائح الفساد في التعيينات والمحاصصات في الصفقات المشبوهة التي يتداولها الناس في كل مكان؟ لماذا تبقى مزارع شبعا قميص عثمان في ظل صمت رسمي وتمنع المسؤولين اللبنانيين عن حسم هذا الملف عبرالطلب رسميا الى ممثلي السلطات السورية في المحافل الدولية تاكيد اعترافهم الشفهي خطيا بأن هذه الاراضي لبنانية، ليبني لبنان على الشيء مقتضاه لتحريرها واعادة ضمها الى لبنان". وطالبوا "المعنيين في السلطة بأخذ قرار العقوبات الاميركي الجديد تجاه ايران بعين الجدية، لانعكاسه على الحياة السياسية والاقتصادية في لبنان حيث لا يزال المعنيون غارقين في خلافاتهم على تقاسم الوزارات والحقائب فيما الازمات تقض مضاجع الشعب وتنذر بانفجار شعبي وشيك".

 

كيدانيان زار سفير مصر معتذرا واكد حرصه على العلاقات الثنائية

الثلاثاء 06 تشرين الثاني 2018 /وطنية - زار وزير السياحة في حكومة تصريف الأعمال أواديس كيدانيان، سفير مصر لدى لبنان نزيه النجاري، في مقر السفارة المصرية، لتكرار الاعتذار عما نسب إليه من تصريحات مسيئة، وتأكيد احترامه لمصر، قيادة وحكومة وشعبا. وأبدى كيدانيان "حرصا على العلاقات المصرية - اللبنانية واستمرار تميزها وبخاصة في مجال السياحة". وكان السفير النجاري أجرى أمس اتصالا بالوزير كيدانيان، في أعقاب التصريح المسىء لمصر الذي نسب إلى كيدانيان.

 

اللقاء التشاوري لملتقى الأديان وشبكة الامان: لمؤسسات أهلية تنهض بالوطن من ركام النزاعات الطائفية

الثلاثاء 06 تشرين الثاني 2018 /وطنية - عقد اللقاء التشاوري لمجلس أمناء ملتقى الأديان والثقافات للتنمية والحوار والمنسقية العامة لشبكة الأمان للسلم الأهلي اجتماعه الدوري، بعد ظهر اليوم في كلية العلوم الطبية - الجامعة اليسوعية، بعنوان: "حول فاعلية المؤسسات الأهلية في البناء الوطني، فرح العطاء نموذجا". حضر اللقاء، المطران شكرالله نبيل الحاج، الشيخ زياد الصاحب، الشيخ حسين شحادة، المحامي عمر الزين، الوزير السابق جوزيف الهاشم، ملحم خلف، الأب نكتاريوس خيرالله، العميد الدكتور فضل ضاهر، الإعلامي سركيس أبو زيد، الأب قسطنطين نصار، الأب هكوب بزديكيان، الكاتب يوسف مرتضى، الشيخ سامي عبد الخالق، المحامي نعيم القلعاني، هاني عبدالله، علي سمور، ملحم خلف والدكتور إيلي السرغاني. اثر الاجتماع، اصدر المجتمعون بيانا، اكدوا فيه "أهمية الدور الكبير الذي تقوم به الكثير من المؤسسات الأهلية في عملية البناء الوطني بجميع حقوله، لا سيما في المنعطفات الحرجة في تاريخنا السياسي والاجتماعي، إن على صعيد تحصين السلم الأهلي وتعزيز عناصر الوحدة الوطنية أو العمل التنموي والتخفيف من معاناة المواطنين، وذلك في مكابدة شاقة لاستعادة العافية الوطنية والدولة المسؤولة والحيوية الشعبية التي ألحقت بها القوى السياسية الطائفية اعطابا شديدة تكاد تدفع بلبنان نحو الانهيار". وتطلع المجتمعون إلى "أهمية تحرر المؤسسات الأهلية من النزعات الطائفية والارتباطات الخارجية والترقي بفعلها لتكون في عطاءاتها عابرة للطوائف والمذاهب والانقسامات السياسية، بما يشدد من أواصر اللحمة والوحدة بين اللبنانيين التي يعتاش الكثيرون ممن بددوا موارد البلد وعطلوا قيام الوطن على تقطيع أوصالها". ورأوا أن "معيار الفعل الاجتماعي والتنموي والوطني هو الذي ينبغي أن يكون الحاكم في التعامل مع المؤسسات لا الأسماء والأقوال، ومثل هذه المؤسسات الفاعلة هي التي يجب أن تحظى بدعم الدولة، لأنها في ما تبذله من جهود كبيرة ومن أعمال تطوعية تمثل الضمير الحي للوطن"، وتوقفوا مطولا عند "نموذج مضيء من نماذج المؤسسات الأهلية ممثلا بتجربة فرح العطاء والتي بنشاطاتها وجهودها وعطاءاتها القائمة على مبادئ المحبة والتسامح والاحترام استحقت أن تكون مثالا وأسوة لمؤسساتنا الأهلية، وهي التي تنبهنا إلى اننا حين نعيش حقيقة المعنى الإنساني الوجداني المتعالي نستطيع أن نفعل الكثير بصرف النظر عن الإمكانات المتاحة". ودعوا المؤسسات الفاعلة إلى "ضرورة التكاتف والعمل سويا في جهد تكاملي من أجل قضية الإنسان في هذا البلد، لإطلاق طاقاته الروحية والفكرية والعملية والأخلاقية، بعدما عمل الكثيرون على حبسه في زنازين الذاتية والطائفية والمذهبية". وناشد اللقاء "أهل السلطة وضع مصلحة الوطن والمواطن في سلم أولوياتهم"، ودعاهم إلى "الإسراع في تشكيل الحكومة والحؤول دون انهيار اقتصادي للبلد". ونوه ب"أهمية إعداد خطط توعوية إعلامية موجهة للشباب وتنظيم ورش عمل حول مناهضة جميع أنواع التمييز والعنف القائم على أساس النوع الاجتماعي".

وفي الختام شكر اللقاء إدارة الكلية لاستضافتها الكريمة للاجتماع، مشيدا ب"دورها العلمي والوطني وانفتاحها على كل مبادرات الخير والعطاء".

 

فرنسا الحريصة تبلّغ لبنان أخطر الرسائل الإسرائيلية

منير الربيع /المدن/06 تشرين الثاني/18|

http://eliasbejjaninews.com/archives/68706/%d9%85%d9%86%d9%8a%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d8%b1%d8%a8%d9%8a%d8%b9-%d9%81%d8%b1%d9%86%d8%b3%d8%a7-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d8%b1%d9%8a%d8%b5%d8%a9-%d8%aa%d8%a8%d9%84%d9%91%d8%ba-%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86/

تهديدات إسرائيلية جدية، تزامناً مع تشديد العقوبات على إيران وحزب الله