المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 06 تشرين الثاني/2018

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/newselias18/arabic.november06.18.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة
عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

يا إِخْوَتِي: لا يَكُنْ في إِيْمَانِكُم بِرَبِّنَا يَسُوعَ المَسِيح، رَبِّ المَجْد، مُحابَاةٌ لِلوُجُوه

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/رابط مقالتي المنشورة في جريدة السياسة

الياس بجاني/حزب الله يريد اسقاط الدولة وافلاسها وافقار اللبنانيين

الياس بجاني/جريمة جديدة تستهدف الأقباط في مصر

الياس بجاني/تذكار الموتى والشهداء

الياس بجاني/حزب الله يستهدف اندافعة الرئيس عون من خلال أرنب سنة 08 آذار

 

عناوين الأخبار اللبنانية

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الإثنين في 5 تشرين الثاني 2018

وكالة الأنباء الوطنية أسرار الصحف ليوم الاثنين 5 تشرين الثاني 2018

نزار زكا: دولتي لا تزال في غيبوبة كاملة

الياس الزغبي: أولوية "حزب الله" خوض معركة إيران ضد العقوبات وليس الغطاء المسيحي لسلاحه

قُل كلمتَكَ وَامشِ/يوسف رامي فاضل

ماذا عن الشيعة المستقلين/كرم سكافي/جنوبية

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

رسالة من البابا فرنسيس الى الرئيس عون

بيان صادر عن لقاء سيدة الجبل/"تقاعس عون والحريري يجعلهما شاهدي زور.

الإتصالات جامدة بين "حزب الله" و"التيار الوطني الحر"...

اتصالات لإنقاذ العلاقة بين الرئيس عون و"حزب الله"...

حواط: "حقير وغوغائي وفوقي"...

هل الزواج المدني زواج شرعي/الشيخ حسن سعيد مشيمش

فرنسا الحريصة تبلّغ لبنان أخطر الرسائل الإسرائيلية/منير الربيع /المدن

لبنان في «بوز المدفع»: العقوبات بين التأثير المباشر وغير المباشر/راما جراح/جنوبية

خروج حزب الله من النظام المصرفي اللبناني يلجم تأثير العقوبات/ هيلدا المعدراني/جنوبية

العقوبات مدخل إيران لإعلان تفاهم «الضرورة» مع إسرائيل/علي الأمين/جنوبية

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

عائلة الباكستانية المتهمة بالتجديف تناشد قادة الغرب منح أفرادها اللجوء

فشل استفتاء كاليدونيا الجديدة حول الانفصال عن فرنسا

السلطات الفرنسية تصدر ثلاث مذكرات توقيف بحق مسؤولين سوريّين  

عقوبات واشنطن تطوّق طهران... والبيت الأبيض يعلن اليوم القائمة السوداء للكيانات الإيرانية/بومبيو: الإعفاءات مؤقتة وتصفير مبيعات النفط الإيراني قريباً

بومبيو يطالب إيران بالتغيير أو مواجهة الانهيار الاقتصادي وعقوبات أميركية تستهدف الخطوط الجوية الإيرانية و50 بنكاً

روحاني يهدد بالالتفاف على العقوبات... وبومبيو يعتبرها الأشد على الإطلاق/وزير الخارجية الأميركي أعلن أن الهدف الحد من «الرعب الإيراني»

الحرس} يحيي ذكرى اقتحام السفارة الأميركية عشية العقوبات «الأقسى» وقادته يهددون بمهاجمة المصالح الحيوية لواشنطن

العقوبات الأميركية ستدفع الاقتصاد الإيراني إلى مستنقع الركود

بومبيو: نتواصل مع الرياض وأنقرة لكشف حقائق مقتل خاشقجي

 السيسي يتعهد ضمان حرية العبادة والمعتقد في مصر وشدد على ترسيخ المواطنة وإصلاح الخطاب الديني

السيسي يحذر من خطر استخدام الإرهابيين لوسائل التواصل الاجتماعي

مصر تعلن مقتل 19 من منفذي «هجوم المنيا» خلال مداهمة منطقة جبلية

 مبعوث بوتين في دمشق وطهران لحل «عقدة الدستور» وهجوم لـ«داعش» شرق سوريا... ودوريات أميركية على حدود تركيا

دمشق مستعدة لـ«تعاون مشروط» مع بيدرسون

النظام السوري يسرّح دفعة أمضت 5 سنوات في الخدمة العسكرية

مبعوث بوتين يبحث مع الأسد تذليل عقبات تشكيل «الدستورية»

 

المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

رسائلُ مشفّرة من عون الى الأميركيين/ألان سركيس/جريدة الجمهورية

أبعد من تمثيلِ سُـنّة 8 آذار/سجعان قزي/جريدة الجمهورية

أحدٌ لن يتراجع... هل يصعّد "الوطني الحر" في وجه "حزب الله"/هيام القصيفي/الأخبار

تواضعوا... الوقت لن يرحمكم/فادي شهوان/ام تي في

أسئلة العقوبات/علي نون/المستقبل

ونسأل... لماذا شبابنا يُهاجرون/فؤاد ابو زيد فؤاد ابو زيد/الديار

الإحباط والخلل لدى الطائفة السنيّة إلى أين/نظرية «أم الصبي» لم تردع الإستهدافات المستمرة/صلاح سلام/اللواء

كيف تصبح شارل أيوب في 10 خطوات/حسين شبكشي/عكاظ

في "تفاخر" روحاني/علي نون/المستقبل

العقوبات الأميركية تفضح هزيمة الأيديولوجيا الإيرانية/علي الأمين/العرب

 وبدأ الحصار على إيران/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

إيران... «على نفسها جنت براقش»/د. شمسان بن عبد الله المناعي/الشرق الأوسط

إيران ورياح ترمب/غسان شربل/الشرق الأوسط

الذين لهم أثر/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

عذراً... سأكون مشغولاً غداً/روبرت فورد/الشرق الأوسط

إلى أي مدى سيصل مفعول «العقوبات الأقوى في التاريخ»/جوليان لي/الشرق الأوسط

عقوبات ترمب المصرفية ستصيب إيران في موضع الألم/ايلي ليك/الشرق الأوسط

انتخابات الكونغرس... إلى أين تمضي/إميل أمين/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

الراعي بعد لقائه رئيس الجمهورية: الرئيس لن يقبل ان تتعثر مسيرة التشكيل ويكفي خلق العقد وعليناان ندعم موقفه

رئيس الجمهورية أبرق الى نظيره المصري معزيا وعقد لقاءات وتلقى رسالة من البابا: الادعاءات الاسرائيلية حول صواريخ في أماكن آهلة زائفة

بري دعا إلى جلسة تشريعية في 12 و13 ت2 واستقبل سفيرة فنلندا ووفدا من وزارة الدفاع البريطانية ولازاريني

أحمد قبلان من دار الفتوى: بحثنا في عقد لقاء ديني مرجعي لمناقشة قضية الاعلام وما يطرحه من قضايا تؤثر سلبا على أجيالنا

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية

يا إِخْوَتِي: لا يَكُنْ في إِيْمَانِكُم بِرَبِّنَا يَسُوعَ المَسِيح، رَبِّ المَجْد، مُحابَاةٌ لِلوُجُوه

رسالة القدّيس يعقوب02/من01حتى13/"يا إِخْوَتِي: لا يَكُنْ في إِيْمَانِكُم بِرَبِّنَا يَسُوعَ المَسِيح، رَبِّ المَجْد، مُحابَاةٌ لِلوُجُوه. فَإِنْ دَخَلَ مَجْمَعَكُم رَجُلٌ في إِصْبَعِهِ خَاتَمٌ مِنْ ذَهَب، وعَلَيهِ ثِيَابٌ فَاخِرَة، ثُمَّ دَخَلَ فَقِيرٌ علَيهِ ثِيابٌ رَثَّة، فَٱلْتَفَتُّم إِلى لابِسِ الثِّيَابِ الفَاخِرَةِ وقُلْتُم لَهُ: «إِجْلِس أَنْتَ هُنَا في صَدْرِ المَكَان»، وقُلْتُم لِلفَقِير:» قِفْ أَنْتَ هُنَاك»، أَو: «إِجْلِسْ عِندَ مَوطِئِ قَدَمَيَّ»، أَفَلا تَكُونُونَ قَد مَيَّزْتُم في أَنْفُسِكُم، وصِرْتُم قُضَاةً ذَوِي أَفْكارٍ شِرِّيرَة؟ إِسْمَعُوا، يا إِخْوتِي الأَحِبَّاء: أَمَا ٱخْتَارَ اللهُ الفُقَراءَ في نَظَرِ العَالَم لِيَجْعَلَهُم أَغْنِياءَ بالإِيْمَان، ووَارِثِينَ لِلمَلَكُوتِ الَّذي وَعَدَ بِهِ الَّذِينَ يُحِبُّونَهُ؟ وأَنتُمُ ٱحْتَقَرْتُمُ الفَقِير! أَلَيْسَ الأَغْنِيَاءُ هُمُ الَّذِينَ يَقْهَرُونَكُم، وهُمُ الَّذِينَ يَجُرُّونَكُم إِلى المَحَاكِم؟ أَلَيْسُوا هُمُ الَّذِينَ يُجَدِّفُونَ على الٱسْمِ الحَسَنِ الَّذي دُعِيَ عَلَيْكُم؟ فَإِنْ كُنْتُم تُتِمُّونَ الشَّرِيعَةَ المُلُوكِيَّةَ الَّتي نَصَّ عَلَيْهَا الكِتاب، وهِيَ: «أَحْبِبْ قَرِيبَكَ حُبَّكَ لِنَفْسِكَ»، فَحَسَنًا تَفْعَلُون. ولكِنْ إنْ كُنْتُم تُحابُونَ الوُجُوه، فإِنَّكُم تَرْتَكِبُونَ خَطِيئَة، والشَّرِيعَةُ تُوَبِّخُكُم بِٱعْتِبَارِكُم مُخَالِفِين. فَمَن حَفِظَ الشَّرِيعَةَ كُلَّهَا، وزَلَّ بِوَصِيَّةٍ وَاحِدَةٍ مِنْها، صارَ مُذنِبًا في الوَصَايَا كُلِّهَا. فالَّذي قَال: «لا تَزْنِ»، قالَ أَيْضًا: «لا تَقْتُلْ». فَإِنْ كُنْتَ لا تَزْنِي، ولكِنَّكَ تَقْتُل، فَقَد صِرْتَ مُخَالِفًا لِلشَّرِيعَة. هكَذا تَكَلَّمُوا، وهكَذَا ٱعْمَلُوا، كأُنَاسٍ سَيُدَانُونَ بِشَرِيعةِ الحُرِّيَّة؛ لأَنَّ الدَّينُونَةَ لا تَرْحَمُ مَنْ لا يَرْحَم. والرَّحْمَةُ تَغْلِبُ الدَّينُونَة".

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

الياس بجاني/في اسفل رابط مقالتي المنشورة في جريدة السياسة

حزب الله “يستهدف اندفاعة الرئيس عون/الياس بجاني/05 تشرين الثاني/18/اضغط هنا أو على الرابط في أسفل لقرارة المقالة

http://al-seyassah.com/%D8%AD%D8%B2%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D9%8A%D8%B3%D8%AA%D9%87%D8%AF%D9%81-%D8%A7%D9%86%D8%AF%D9%81%D8%A7%D8%B9%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A6%D9%8A%D8%B3-%D8%B9%D9%88%D9%86/

 

حزب الله يريد اسقاط الدولة وافلاسها وافقار اللبنانيين

الياس بجاني/03 تشرين الثاني/18

مخطط حزب الله الموثق يهدف إلى افقار اللبنانيين وضرب الأقتصادر وتفكيك المؤسسات ووضع المذاهب في مواجهة بعضها البعض وذلك ليأت في النهاية ويستلم الحكم بعد ان يكون الجميع في حالة ضياع وضعف ولا مقاومة ولا معارضة.. وهو يسير في تنفيذ مخططه لأسقاط الدولة بكل مؤسساتها.. اما عن رؤيوية طاقمنا السياسي والحزبي التجاري فحدث ولا حرج..

 

جريمة جديدة تستهدف الأقباط في مصر

الياس بجاني/02 تشرين الثاني/18

إن استهداف حافلة في مصر اليوم تقل مواطنين أقباط عزل وهم في طريقم إلى دير للصلاة هو عمل ارهابي همجي وهو يأتي من ضمن مخطط اصولي ممنهج يستهدف الأقباط في مصر. هنا الحكومة مقصرة في تأمين الحماية مما يطرح الشكوك والأسئلة. نصلي من أجل راحة انفس الشهداء الذين قدموا اليوم حياتهم فداءً لإيمانهم وتعلقهم بكنيستهم ووجودهم.

 

تذكار الموتى والشهداء

الياس بجاني/02 تشرين الثاني/18

نذكر قول للغبطة البطريرك صفير خلاصته إن أي بلد لا يكون شبابه على استعداد دائم لتقديم انفسهم قرابين على مذبحه فداء له ولحريته واستقلاله وهويته فهو بلد إلى زوال..ولبنان القداسة بقي واستمر وسوف يبقى ويستمر بفضل شبابه المؤمن والمعطاء المستعد دائماً وأبداً للذود عنه وللشهادة من أجله.تحية إكبار لكل شهداء وطن الأرز

 

حزب الله يستهدف اندافعة الرئيس عون من خلال أرنب سنة 08 آذار

الياس بجاني/01 تشرين الثاني/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/68551/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%AD%D8%B2%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D9%8A%D8%B3%D8%AA%D9%87%D8%AF%D9%81-%D8%A7%D9%86%D8%AF%D8%A7%D9%81%D8%B9%D8%A9-%D8%A7%D9%84/

مهما تساهل وتنازل وساوم ورقع وقدم الرئيس عون لن يتركه حزب الله يحكم دستورياً ولبنانياً كون مشروع الحزب إيراني وليس لبناني وهو لا يريد لا دولة ولا مؤسسات ولا قانون ولا حتى أمن لا يكون بأمرته وبتصرفه.

بالتحليل واعتماداً على الواقع المعاش على الأرض، نحن نرى أن المواجهة الفعلية والعملية بين الرئيس عون وحزب الله قد بدأت..

بداية المواجهة جاءت من خلال أرنب تمثيل سنة 08 آذار الذي يستهدف 100% عهد واندفاعة وهالة الرئيس عون وتمدد وحجم ودور حزبه.

ومهما حاول الرئيس عون التهرب من المواجهة من خلال مواقف تساند سلاح الحزب وتبرر وجوده وتتستر على تورطاته الإرهابية الإقليمية والدولية والمحلية فإن الحزب سيسعى بفجاجة وبأطر ممنهجة وتصعيدية لتحجيم اندافعة عون وعهده حتى لو رفض عون المواجهة…

وعون عملياً يرفض حتى الآن هذه المواجهة ويحاول استيعابها لكنه بالتأكيد لن ينجح.

في الخلاصة فإن حزب الله هو تنظيم مذهبي وإرهابي وملالوي مليون بالمائة وليس فيه أي شيء لبنان لا من قريب ولا من بعيد..

هذا الواقع اللاهي الإحتلالي مفروض بالقوة على بيئة حزب الله بشكل شبه كامل منذ العام 1982 وقد ترسخ أكثر وأكثر وتمدد بعد العام 2005 عقب إجبار جيش الاحتلال السوري على الانسحاب من لبنان. عملياً وواقعاً معاشاً على الأرض فإن حزب الله يحتل لبنان ويأخذ بيته رهينة بالقوة.

حزب الله لا يريد قيام الدولة اللبنانية ولا حل أي مشكل من مشاكل الناس الحياتية والمعيشية من مثل مشاكل الطبابة والإسكان والكهرباء والماء والقمامة والعدل والفوضى والسمسرات والفساد وكل ما هو من ممارسات فوضوية ومافياوية وتسلبطية لأنه يرد إسقاط هذه الدولة وإفقار اللبنانيين وجر البلد إلى حالة الانهيار الكامل حيث ساعتها يصبح باستطاعته استلام الحكم وإقامة جمهورية ملالوية تابعة لنظام الملالوي الفارسي… وهذا المشروع التدميري هو موثق في كلام مدون بالصوت والنص والصورة للعديد من رموز وقادة الحزب.

يبقى إن المواجهة بين الرئيس عون وحزب الله حتمية مهما تأخر ومهما جهد الرئيس عون بتجنبها.

للتذكير وحك ذاكرة البعض بالعودة إلى أرشيف مواقفهم ما قبل عام 2006…!!

فالإدعاء بأن مزارع شبعا محتلة هو كذبة كبيرة كان الاحتلال السوري اخترعها وسوّق لها وفرضها على الحكم اللبناني الرسمي عقب الإنحساب الإسرائيلي من الجنوب وذلك لتبرير استمرار احتلاله وللإبقاء على سلاح حزب الله وعدم تنفيذ القرار الدولي 1559.

وأيضاً للتذكير وحك ذاكرة البعض والعودة إلى ارشيفهم…

فإن حزب الله استعمل سلاحه في الداخل اللبناني وقام بغزوات واحتلال مناطق، كما أنه اغتال وخطف ونكل وأهان وأرهب واخفي مئات من اللبنانيين من بينهم كوكبة من السياسيين والإعلاميين والمفكرين ال 14 آذاريين.

وأيضاً الحزب قام بعشرات العمليات الإرهابية في العديد من الدول العربية والأميركية والأوروبية.

أما القول بأن الحزب قد وُجِّد بنتيجة الاحتلال الإسرائيلي فهو قول تملقي ومصلحي وترقيعي وذموي ليس فيه أي صدق أو مصداقية ويتناقض مع مواقف من يقوله الآن وكان قال عكسه 100% قبل العام 2006.

يبقى أن نهاية كل الإحتلالات للبنان، (الذي هو أرض وقف وملك لله) كانت الهزيمة والانكسار وانتصار لبنان وشعبه وقداسته..

وبالتأكيد وبإذن الله فإن الحال مع المحتل الحالي الإيراني المتمثل بحزب الله لن يكون مختلفاً طال الزمن أو قصر.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الإثنين في 5 تشرين الثاني 2018

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

دخلت العقوبات الاميركية على إيران حيز التنفيذ في وقت أكدت دول أوروبية أنها مستمرة بالعمل في الاتفاق النووي. وخيرت الادارة الاميركية دول الاتحاد الأوروبي بالعمل معها أو مع إيران التي شددت تحذيراتها لواشنطن مصرة على اظهار قدرتها على خوض المواجهة.

وفي لبنان سؤال عن مدى تأثير الوضع الاميركي-الايراني على ولادة الحكومة.

وبدا النائب نعمت أفرام جريئا في إبداء رأيه بأن تأخير تشكيل الحكومة مفيد في ظل ما يجري من عقوبات أميركية على إيران.

وفي موازاة هذا الرأي تقول أوساط سياسية ان تأليف الحكومة مطلوب بإلحاح لتحصين لبنان وسط مناورات عسكرية إسرائيلية متسارعة خلف الخط الأزرق في الجنوب.

في مجال آخر خرق الرئيس سعد الحريري اعتكافه في باريس باتصالات مع الجزائر أثمرت موافقة على تفريغ حمولة باخرتي النفط بما يبعد شبح العتمة عن لبنان. وأبلغ الرئيس الحريري ذلك الى رئيس الجمهورية الذي تبلغ بدوره من وزير الطاقة ان لا قطع للتيار الكهربائي بعد انتهاء أزمة الفيول.

وعلى صعيد الوضع الحكومي لقاء بين الرئيس عون والبطريرك الراعي الذي اعتبر ان المرجلة لا تكون بوضع العصي بالدواليب والمعطل معروف.

* مقدمة نشرة أخبار "المستقبل"

المراوحة سيدة الموقف، ولا جديد، قبل ان يستجد قرار داخلي او خارجي برفع اليد عن تأليف الحكومة.

هذا ما اكدت عليه مصادر متابعة وعليمة لتلفزيون المستقبل؛ لافتة في سياق المواعيد التي تضرب بشأن عودة الرئيس الحريري الى بيروت، الى ان الامر ببساطة عند الرئيس الحريري، وكل ما ينشر في هذا الشأن يدخل في نطاق التكهنات ليس اكثر.

الرئيس الحريري الذي يواصل زيارته للعاصمة الفرنسية اجرى اتصالا برئيس الجمهورية ميشال عون واطلعه على نتائج الاتصالات التي اجراها بالمسؤولين الجزائريين والتي افضت الى قرار تفريغ حمولتي الباخرتين الجزائريتين لصالح كهرباء لبنان مبعدا عن البلاد تجرع كاس العتمة في ضوء عدم التصديق على الاعتمادات المطلوبة.

الرئيس الحريري بقي ايضا على تواصل مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري، لتبادل وجهات النظر بشان الجلسة التشريعية التي دعا اليها رئيس المجلس يومي الإثنين والثلثاء من الاسبوع المقبل.

واليوم كان لافتا ما قاله البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي من بعبدا مؤكدا ان الجميع يعرف من يعرقل تشكيل الحكومة، لافتا الى ان العقدة الحكومية المستجدة آلمت رئيس الجمهورية داعيا الى دعم الرئيسين عون والحريري.

إقليميا العقوبات الاميركية على ايران في دائرة التنفيذ، لتستهدف قطاعات واسعة من الإقتصاد الإيراني أهمها قطاعا النفط والمصارف. وفيما ينتظر ان تتجلى في الايام المقبلة نتائج الانتخابات النصفية الاميركية وتداعيات العقوبات على طهران ومن يدور في فلكها، وضع المسؤولون الايرانيون الخطوات الاميركية في خانة الحرب النفسية معلنين ان طهران ستواصل إنتاج وتصدير النفط. اما الاوروبيون والروس والصينيون، فرفضوا الحزمة الاميركية وقرأوا فيها خطأ استراتيجيا.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ال بي سي"

شكرا سوناطراك، فلولاها لكان لبنان سيغرق في العتمة من جراء نفاذ الفيول من معملي الذوق والجيه، ولكن على اللبنانيين ان ينتظروا حتى منتصف الأسبوع المقبل لأقرار قانون السلفة في مجلس النواب... الشكر لأن سوناطراك وافقت على تفريغ الباخرتين قبل صرف الاعتمادات لها...

لكن انفراج أزمة الكهرباء النسبي لا يحجب الضوء عن الحلقة المفرغة بين أصحاب المولدات ووزارة الأقتصاد. هذه الحلقة المفرغة تضغط على عنق المواطن الضائع بين الرسم المقطوع أو العداد، لأن الوزارة تركته لمصيره، ليعلق بين أيدي أصحاب المولدات.

هكذ يكبر اللغز لجهة المولد وتسعيرته، والعداد وسعره، فالمواطن هو الحلقة الأضعف، وصاحب المولد هو الحلقة الأقوى، وحتى اليوم هو الذي فاز بالكباش مع وزارة الإقتصاد وحقق معظم شروطه...

بين هذه النقاط السود برزت نقطة بيضاء تمثلت في إقرار البطاقة الصحية، لكن هذه البطاقة لم تبلغ بعد الهيئة العامة، وحتى لو بلغتها فإن العبرة تبقى في تمويلها. فمن أين سيتم التمويل؟ وهل بالخط السريع المتمثل في فرض مزيد من الضرائب؟ وهل يتحمل المواطن ضرائب جديدة بعدما تحول راتبه إلى "ضرائب مسبقة الدفع"؟

في زحمة هذه الاستحقاقات، ضرب رئيس مجلس النواب بمطرقته، فحدد الاثنين والثلاثاء المقبلين، يومين لجلسة تشريعية لجدول أعمال من ثمانية وثلاثين بندا، أبرزها بنود مرفأ طرابلس، وقانون المفقودين قسرا وسلفة خزينة للكهرباء...

يأتي تحديد موعد الجلسة التشريعية، وهي الثانية قبل تشكيل الحكومة، في وقت ما زال التشكيل متعثرا، ولا مؤشر إلى ان المساعي قد ضيقت الفجوة بين معارض لتوزير سنة 8 آذار ومؤيد لهذا التوزير...

تحدث كل هذه التطورات في وقت يترقب العالم ما سيؤول إليه بدء تطبيق العقوبات الأميركية على إيران.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ان بي ان"

إبحث عن بازار الإنتخابات النصفية الأميركية.

ليس من قبيل الصدفة أن تعلن الإدارة الترامبية عن العقوبات الجديدة على الجمهورية الإسلامية في إيران عشية خوض دونالد ترامب معركة شرسة لإستمرار سيطرة حزبه الجمهوري على الكونغرس بمجلسيه ما يتيح له مواصلة نهج التفرد في القيادة من جهة ومن جهة أخرى ضمان فوزه بولاية ثانية في العام 2020 إضافة إلى إستكمال ولايته الحالية بأريحيته الراهنة التي تسمح له بتجنب مواجهة حادة في الكونغرس في ظل عدم إمتلاك الديمقراطيين حاليا الأكثرية.

في المقابل أعلنت طهران بالفم الملآن وعلى لسان رئيسها الشيخ حسن روحاني أنها ستلتف بكل فخر على العقوبات غير المشروعة والمخالفة للقوانين الدولية متسلحة بمواقف الحلفاء والإتحاد الأوروبي وكل الدول التي رفضت عقوبات ترامب.

قرع طبول العقوبات في واشنطن والعرس في كيان العدو الإسرائيلي الذي وصف رئيس وزرائه قرار ترامب بالقرار الشجاع في يوم تاريخي.

وفي ظل كل ما تقدم من معطيات لا بد من التوقف عند القنابل الصوتية التي بدأت إدارة ترامب برميها من كبيرها إلى صغيرها حول تأثير العقوبات وحجمها فهل هي ردة فعل لتقويم القرار بعد نزع فتائل فعاليته أوروبيا؟

لا بقعة ضوء حكوميا سجلت حتى الآن بل "ألو" كهربائية بين باريس وبيروت خلال إتصال الرئيس المكلف سعد الحريري برئيس الجمهورية ميشال عون والذي أطلعه فيه على نتائج الإتصالات التي أجراها بالمسؤولين الجزائريين والتي وأفضت إلى قرار تفريغ حمولتي الباخرتين الجزائريتين لصالح كهرباء لبنان. إلا أنه إتضح لاحقا أن ترجمة إتفاق تفريغ فيول البواخر يجب أن يكون مقرونا بتأمين مصادر التمويل في الجلسة التشريعية التي دعا إليها رئيس مجلس النواب نبيه بري على مدى يومين الأسبوع المقبل.

ولأن لبنان سيسابق الخطر الإقتصادي كان رئيس المجلس يطلق صرخة جديدة: فلينتبهوا.

فلينتبهوا لأن الخزينة اللبنانية تحتاج حتى آخر هذا العام إلى 1400 مليار ليرة فمن أين ستتأمن؟ المصاريف صعودا والواردات هبوطا ولا حكومة تعكس صورة الإستقرار السياسي والإقتصادي في لبنان حتى يستطيع الإستدانة والأخطر أن مواعيد ولادتها كلها سقطت وطارت فلا يومين ولا ثلاثة ولا الأسبوع المقبل وكل من يسأل يقال له: الله أعلم.

* مقدمة نشرة أخبار "المنار"

هل عقوبات دونالد ترامب على ايران؟ ام على بعض حلفائه الذين يتعاونون معها؟ سؤال بات ضروريا بعد ان عدد الاميركيون الدول المستثناة من حظر التعامل مع ايران.. عدد الاميركيون دولا ثمانية بينها الهند واليابان وتركيا واليونان، وقالت الصين وروسيا انها غير معنية بتلك العقوبات، وأكد الاوروبيون تمسكهم بالعلاقة مع ايران وفق الاتفاق النووي طالما تحترمه طهران. فعن اي عقوبات يتحدث الاميركيون؟ طالما ان مستوردي ثمانين بالمئة من النفط الايراني خارج الحظر.. وطالما ان دولة ولدت وترعرعت زمن الحروب عليها والمحاصرة والمؤامرات، تؤكد استعدادها لكل الخيارات. فماذا سيجني الاميركي من خطواته هذه؟ ام هي حملة دونالد ترامب للانتخابات النصفية التي سرعان ما ستذوب مع انتهاء التصويت ورفع الاصوات من الدولة العميقة ضد سياسات ترامب المتهورة؟

ام ان الامور اعمق وفق الرغبات الاسرائيلية والسعودية التي عبر عنها اليوم بنيامين نتنياهو وكبير كتاب البلاط السعودي من على التلفزيون الاسرائيلي؟ آمل ان نرى السفارة الاسرائيلية في الرياض والسفارة السعودية في القدس قال دهام العنزي للقناة 12 العبرية، مؤكدا الا مشكلة سعودية مع الاسرائيليين انما عدوهم المشترك ايران..

بل متى كان من مشكلة بين السعوديين والاسرائيليين؟ وهل عنتهم يوما مأساة الفلسطينيين؟ ام هل دعموا شعبها ومقاومتها كما تفعل ايران؟

ايران هذه التي قالت مع قائدها وحكومتها وبمختلف فئات شعبها انها كما كانت عصية على كل الاعداء، مؤمنة بثورتها المتجددة عند تجدد التحديات.. سنلتف بفخر على عقوباتكم غير المشروعة والظالمة لانها تخالف القوانين الدولية قال الرئيس الشيخ حسن روحاني، واعفاء ثمانية دول من العقوبات بداية الانتصار.. فاميركا تعزل نفسها كما قال محمد جواد ظريف وليس ايران، والبلطجة الاميركية ستؤدي الى نتائج عكسية..

عكس المنطق لا زالت تسير الامور الحكومية في لبنان، ولا زال البعض يدفن رأسه بالرمال الباريسية ظنا ان هكذا تحل المشكلات. وهي مشكلات قابلة للحل متى شاء اهلها، كما حلت اليوم أزمة الكهرباء التي هي عنوان من عناوين ترهل اداء المسؤولين المعنيين في لبنان.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ام تي في"

لبنان العالق منذ 6 اشهر في فخ العقبات الحكومية المتنوعة دخل اليوم زمن العقوبات الاميركية على ايران وحزب الله، ومفهوم العقوبات المحلية الذي صار عمليا عثبة حزب الله يجنح أكثر فأكثر ليتحول عقبة حزب الله وايران. فالخبراء المتابعون للاستراتيجية التعموية التي اتبعها الحزب بتلطيه وراء العقدة المسيحية او ما عرف بعقدة القوات يعتقدون انه انكشف تماما ويخشون من أن طهران التي اعلنت انها ستواجه العقوبات الايرانية قررت ان تكون عملية عرقلة تأليف الحكومة في لبنان احد اوجه هذه المجابهة، حتى ان البطريرك الراعي المعروف بتحفظه وانتقائه لتعابيره حمل حزب الله في انتمائه اللبناني وارتباطه الاقليمي مسؤولية العقدة ولو امتنع عن تسميته بالاسم، في وقت حذر خبراء اخرون من ان يقع لبنان ضحية رهانات طهران على نتائج الانتخابات النصفية في اميركا.

في العملي يبدو الرئيس المكلف سعد الحريري في منفاه الفرنسي الاختياري والمؤقت اقرب من بعبدا، وبعبدا تبدو قريبة من باريس اكثر من قربها من حارة حريك التي هي على مرمى اتصال لم يحصل بعد بين حزب الله والرئيس عون، والاتصال يبدو اصعب الان بعدما عرى تمسك الحزب بتوزير سني معارض من كل حجة منطقية وهو الذي لم تخلو مستودعاته يوما لتغطية سقطاته القليلة في اختيارات المنطق، وبالكلام على المستودعات تلقت بعبدا وعين التينة تهديدات اسرائيلية للحزب على احتفاظه بصواريخ متطورة وأسلحة في مناطق آهلة في الضاحية الجنوبية، نقلها مبعوث بريطاني الامر الذي نفته المرجعيتان تماما كما يصر الحزب على نفيها.

في الاثناء الشفقة الجزائرية على اللبنانيين جنبتهم العتمة الكاملة، فقد قبلت شركة سوناطراك الموردة للفيول ان تزود كهرباء لبنان المادة قبل ان تقبض ثمنها، وفي مؤشر على يأس الرئيس بري من ولادة قريبة للحكومة دعا الى عقد جلستين تشريعتين الاثنين والثلاثاء.

* مقدمة نشرة أخبار "الجديد"

ضحكة جواد إيران الظريف على شرفات فيينا قبل ثلاثة أعوام بعد توقيع الاتفاقية النووية توزعت اليوم إلى قهقهات في مدن الملح الإيرانية التي أخدت العقوبات الأمريكية على محمل الجد والكد والعمل وأطلقت في الوقت نفسه معركة التحدي وتعهد الرئيس حسن روحاني مواصلة بيع نفط إيران على الرغم من الحظر الأمريكي وقال سنخرق بفخر العقوبات الجائرة وعلى محمل التنفيذ فإن العقوبات الاميركية استثنت ثماني دول من استيراد النفط الإيراني ما يشكل نسبة كبيرة من دول مستهلكة بينها العملاق الصيني ولم يكن هذا الخيار بمنة أمريكية ولا لحسن سلوكها الإنساني إذ لا بديل من براميل النفط الإيرانية واستخدمت ايران في المقابل اوراق قوة كان من شأنها احداث معادلة توازن الرعب : عسكريا عبر الصواريخ العابرة طويلة المدى وإستراتيجيا عبر تحكمها بالمضايق الأساسية التي يمر منها النفط ولاسيما مضيق هرمز عند مداخل الخليج وباب المندب في اليمن وعمليا فإن الأمريكيين أنفسهم أسقطوا "صفر العقوبات" بالسماح للدول الثماني بمواصلة استيرادها النفط حتى لا تضطر إيران إلى اللجوء لاستخدام أوراق قوتها وكأن العالم بات لا يعترف الا بالقوة وبتوازن الرعب الذي جرى التماسه في سوريا مع تزويد روسيا الجيش السوري نظام "الاس ثلاث مئة" ومنذ دخول هذا النظام الأجواء السورية توقفت غارات العربدة الإسرائيلية ولم نعد نسمع بها، ولم توقف الاس "ثلاث مئة" العربدة الإسرائيلية فحسب بل أوصلت رسالة روسية إلى أميركا بأن تحفتها الجوية "اف- خمسة وثلاثون" باتت مهددة بالسقوط هذا في الجو السوري.

أما في البر اللبناني فكان حزب الله فاتح صناعة التوازنات عندما دمرت مضادات الدروع فخر الصناعة الإسرائيلية دبابة الميركافا واستكملت معركة توزان الرعب في كلام الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله وابلاغه إسرائيل رسائل حرب نصية ردا على تهديداتها بضرب لبنان.

سياسية العالم المتغيرة بفعل نظام القوة.. تركت اليوم جمهورية إسلامية إيرانية جديدة قادرة على التفهم والتفاهم.. وعلى استيعاب العقوبات التي سبق واختبرتها ثلاثين عاما وخرجت منها بنووي سلمي اعترف به العالم كله بما فيه أمريكا في اتفاقية الخمس "زائد واحد" وبالاتفاقيات اللبنانية فإن الخمسة ناقص واحد وهو رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري الذي قرر تمديد اعتكافه غير المعلن في باريس متمسكا بفرض عقوبات وزارية على نواب السنة من خارج تيار المستقبل لكن الحريري الذي امتاز بالغفران والتسامح لماذا لا يطبق هذا المبدأ لإنقاذ حكومته؟ فهو سبق وافتتح التسامح من بلاد الشام وزيارة الرئيس بشار الاسد.. وتابع مسيرة الغفران في لاهاي.. وعفا كذلك عن وكيله في رئاسة الحكومة نجيب ميقاتي الى أن أصبحا اليوم على نغمة واحدة.. ومن قلب الفراغ الرئاسي سامح ميشال عون وأخد بيده الى موقع الرئاسة.. ولم يتبق اليوم سوى أن يسير على درب أقل إيلاما.. فيغفر للنواب السنة المعارضين ويعترف بواقعهم حماية لحكومته حاملة صفة الوحدة الوطنية فعدم الاعتراف بتكوينهم يشكل نوعا من الاغتصاب لحقهم الذي أنتجته الانتخابات النيابية.. وامام جرائم الاغتصاب سوف يسأل "مين_الفلتان"؟ وذلك عملا بالحملة التوعوعية التي اطلقتها جمعية أبعاد.

* مقدمة نشرة اخبار ال "او تي في"

في انتظار الكلمة التي يلقيها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله السبت المقبل وعلى وقع زيارة موفد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للبنان، وباستثناء الاتصال الذي جرى بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس الحكومة المكلف سعد الحريري الموجود في باريس، وإلى جانب إشارة النائب بهية الحريري من المجلس الاقتصادي والاجتماعي إلى أن رئيس الحكومة غير معتكف، والدعم الذي تبلغته بعبدا من البطريرك مار بشاره بطرس الراعي ... في ظل كل ذلك، الاشارة الوحيدة الملموسة في الشأن الحكومي اليوم هي دعوة رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى جلسة تشريعية يومي الثاني عشر والثالث عشر من الجاري، وهو ما يدل إلى ان ولادة الحل الحكومي مؤجلة والمخاض طويل...

لكن في انتظار جلاء المشهد المحلي، وعلى وقع الصورة الإقليمية الملبدة بغيوم العقوبات الاميركية على ايران، خبران ساران: صحيا وكهربائيا للبنانيين...فعلى المستوى الصحي، زف النائب ابراهيم كنعان خبر إقرار البطاقة الصحية في لجنة المال والموازنة وأنها أصبحت على أبواب الهيئة العامة، فيما طمْأن وزير الطاقة سيزار ابي خليل من القصر الجمهوري إلى أن أزمة الفيول حلت ولبنان نجا من عتمة كانت حتمية.

 

وكالة الأنباء الوطنية أسرار الصحف ليوم الاثنين 5 تشرين الثاني 2018

الجمهورية

ـ انتقادات

لا تتردد شخصية بارزة في توجيه الانتقادات في مجالسها المغلقة بحق شخصية على صلة قربى بها.

ـ أزمة

يتردّد أنّ أزمة وزارية نشأت في الساعات الأخيرة، قد انتهت سريعاً بعد إيجاد الصيغة لحلها بلا تغيير في الحقائب.

ـ حلّ

دخل وزير بارز، كان قد زار رئيس الجمهورية ميشال عون أخيراً، على خط المساهمة في حلّ العقدة التي تؤخّر ولادة الحكومة.

ـ انتكاسة

يتردد أنّ قياديين بارزين في حزب أصيب بانتكاسة خلال الانتخابات النيابية، لم يتخلّوا عن طرح التفاهم مع حزب أساسي.

ـ حل

سُئلت جهة حزبية عن تصوّرها لحل العقدة الوزارية، فأجابت: «ما حدا عندو فكرة عن الحل بعد».

ـ فكرة

طرحت شخصية سياسية على حزب بارز فكرة انّه اذا كان هناك توجّه لتوزيرها، فليصر إلى توزير نجلها بدلاً منها، لانّها قرّرت التفرّغ للعمل النيابي.

ـ تمثيل

حزب بارز يقول في أوساطه إنه يتمسّك بإسم مُحدّد لتمثيل السنّة المستقلّين في الحكومة.

اللواء:

همس: استبعد سفير دولة أوروبية "الافراج" عن الحكومة العتيدة قبل إتضاح تداعيات تطبيق العقوبات الاميركية الجديدة على إيران!

غمر: هدأت عاصفة السجالات المؤذية بين أنصار حزب الله والتيار الوطني الحر على وسائل التواصل الاجتماعي بعد تدخلات متكررة من مسؤولي الحليفين اللدودين للجم التدهور على مستوى القواعد الشعبية!

لغز: تحولت أزمة الفيول لمحطات توليد الكهرباء إلى ورقة ضغط قوية في عملية شد الحبال في تأليف الحكومة يخشى سياسي مخضرم أن تصيب إرتداداتها مسيرة العهد كله!

المستقبل:

ـ يقال إن ديبلوماسيين عرباً يشيرون إلى أنّ القمّة العربية الاقتصادية والتنموية المرتقبة في بيروت لن تقتصر قراراتها على الاقتصاد إنما ستحمل في طياتها رسائل سياسية متنوعة.

 البناء:

ـ كواليس

توقعت مصادر معنية بالحرب في اليمن أن تتصاعد المواجهات العسكرية في ساحل البحر الأحمر بهجمات تهدف لتغيير الوضع العسكري خصوصاً في ميناء الحُديدة أملاً بخلق حدث يغيّر صورة السعودية في الغرب، وخصوصاً لدى صناع القرار في واشنطن بالتزامن مع العقوبات على إيران، لكن المصادر قالت إنّ زمن الصواريخ المتساقطة فوق المدن والمواقع السعودية لن يتأخر وربما يشكل المدخل لفرض معايير وقف النار الذي دعا إليه وزير الدفاع الأميركي.

النهار:

 دراسات ووعود...

"دراسة غرينبيس" عن التلوّث في جونية سبقتها دراسات أخرى نفّذتها الجامعة الأميركيّة في بيروت وأظهرت آثار ما تنتجه معامل الكهرباء، وتلقّت وعداً من وزارة الطاقة بوضع فلاتر خاصة وتوفير آلات تقيس الانبعاثات، وذلك منذ سنوات عدّة.

خلاف بين الرجلين...

شنّ النائب جهاد الصمد هجوماً على الوزير جبران باسيل وهي ليست المرّة الأولى، إذ أن تباعداً بين الرجلين يعود إلى أعوام بسبب عدم استجابة باسيل لمطالب الأوّل في وزارة الطاقة.

يُغرّد خارج سربه...

وحده النائب زياد أسود لم يلتزم عدم الدخول في سجالات بعد كلام الرئيس عون عن السُنّة المستقلّين وبدا كمن يُغرّد خارج سربه من دون اتّضاح الأسباب.

تابعوا أخبار الوكالة الوطنية للاعلام عبر أثير

 

نزار زكا: دولتي لا تزال في غيبوبة كاملة

LBCI المؤسسة اللبنانية للارسال/05 تشرين الثاني 2018

http://eliasbejjaninews.com/archives/68688/%d9%86%d8%b2%d8%a7%d8%b1-%d8%b2%d9%83%d8%a7-%d8%af%d9%88%d9%84%d8%aa%d9%8a-%d9%84%d8%a7-%d8%aa%d8%b2%d8%a7%d9%84-%d9%81%d9%8a-%d8%ba%d9%8a%d8%a8%d9%88%d8%a8%d8%a9-%d9%83%d8%a7%d9%85%d9%84%d8%a9-zakka/

في ذكرى مرور 4 سنوات على سجنه في السجون الإيرانية، أرسل نزار رسالة إلى بيروت وواشنطن.

وجاء في الرسالة: "أتوجّه الى زملائي الإيرانيين من المعتقلين السياسيين الموجودين معي تحت الأرض، بجزيل الشكر والإمتنان للعاطفة الصادقة التي أغدقوني بها والتعاطف الذي أظهروه معي، من خلال الإحتفال سويا بعيد ميلادي، الرابع الذي أقضيه في سجن إيفين، على مائدة قاموا خصيصا بتحضير أطباقها، كلّ حسب تقاليد منطقته، وذلك كبادرة إعتذار نيابة عمن خطفني ولأن ليس من شيم الإيرانيين دعوة شخص ومن ثم إعتقاله تعسفيا. كما أشكر كل من شاركنا المائدة من عناصر الحرس في سجني. أتوجّه بالتقدير الى الإتحاد اللبناني للفروسية برئاسة اللواء سهيل خوري، للمبادرة المميزة التي شهدتها بطولة لبنان في الفروسية أمس الأحد في ضبية، من خلال الإحتفاء بعيد ميلادي والتأكيد على أن الفروسية، وأنا إبنها، لا تكتمل إلا بعودتي إليها. أشكر كذلك إبني عمر زكا، والجالية العزيزة في واشنطن وكل الأصدقاء الأميركيين الذين أقاموا "كأس الحرية لنزار زكا" في لعبة البولو Polo في العاصمة الأميركية، في حضور مسؤولين اميركيين كبار. والشكر موصول لكل من ساهم ماديا ولوجستيا ومعنويا في إنجاح هذه المبادرة. أشكر كل هؤلاء بلا إستثناء من إيرانيين وأميركيين ولبنانيين مقيمين ومنتشرين، في حين لا تزال دولتي في غيبوبة كاملة، تتجاهل قضية لبناني خطف في طهران بينما كان يلبي دعوة رسمية".

 

الياس الزغبي: أولوية "حزب الله" خوض معركة إيران ضد العقوبات وليس الغطاء المسيحي لسلاحه

وطنية/05 تشرين الثاني/18/رأى عضو قيادة "قوى 14 آذار" الياس الزغبي أن "حزب الله بدأ يسترد السلفات التي قدمها لتيار رئيس الجمهورية في الانتخابات والحكومات المتعاقبة منذ سنة 2008 وصولا إلى الرئاسة، ويستبدلها بضرائب ليس أقلها تعطيل الحكومة وتنغيص مطلع الثلث الثاني للعهد". وقال في تصريح: "الثابت أن الحزب يعطي الأولوية لمعركة إيران في مواجهة العقوبات وليس للغطاء المسيحي الذي استخدمه 13 سنة لسلاحه، مطمئنا إلى "أن الرئاسة وتيارها عاجزان عن سحب هذا الغطاء بسبب صك التفاهم الخطي الموقع في 6 شباط 2006". أضاف: "لقد بات هذا التيار ومرجعيته أمام الاختبار لقدرتهما على التحرر من موجبات هذا الصك طالما أنهما لا يزالان، وبرغم سلبيات حزب الله، يصران على التزامه في بند ضرورة السلاح وتكريسه تحت عنوان حماية لبنان".

 

قُل كلمتَكَ وَامشِ

يوسف رامي فاضل/05 تشرين الثاني 2018

قُل كلمتَكَ وَامشِ دون أن تخشى الوحول، دون أن تتوقع الوصول، قُل كلمتَكَ وانطلق...

فقلبك يشتاقُ الرَحيل! دَعهُ إذا : يَجولُ ويجول!... قُل كلمتَكَ وَشُدَّ حقائب السفر، واحمل فَشَلَكَ وخيباتَكَ المتراكمة جسورًا تمدّها فوق خسفاتِ دَربٍ جديد.

قُل كلمتك وامشِ من قَدَرٍ إلى قَدَر... واصنع مَصيرَكَ من مَسيرِكَ! وفي ظُلمَةِ الخَطَر؛ كُن أنتَ القَمَر! قُل كلمتَكَ وَامضِ إلى المَجهول.

ومَزِّق الخرائطَ القديمة، لا تَسَل نَفسَكَ : إلى أين؟! فالرحلةُ والمَحَجّةُ هي الطريق! إذًا احمِل جذورَكَ الطويلة المُعَقّدة ومُدَّها خَلفَكَ حبلَ نجاة!

لمن سئم الوقوف على الرصيف الآمِن، ولمن يشتاق الإبحار قليلا...في هذه الحياة!...

 

ماذا عن الشيعة المستقلين؟

كرم سكافي/جنوبية/05 تشرين الثاني/18

مذهبية حزب الله الفاقعة في السياسة اللبنانية تعيق بطرحها السلبي الوطنية التي يسعى إليها كل الأطراف ما عداه. وطرح مصطلح السنة المستقلين المرفوض وطنيا يأخذ حزب الله إلى سؤال طبيعي حول مصير الشيعة المستقلين (المرفوض كتعبير وطني أيضا”)، والذي على ما هو واضح لم يعد غيابهم يقتصر فقط على التمثيل الوزاري أو النيابي بل هم أقصوا من الحياة السياسية اللبنانية برمتها ومن التمثيل الوظيفي في المؤسسات، ومن النشاط الأهلي والاقتصادي أيضا”. تلك ظاهرة لم تشهدها أي (طائفة إيمانية في لبنان) تاريخيا” و أحد الأدلة موجود في طرح الحزب نفسه، وفي التمثيل الحر للأفراد في الطائفة السنية الكريمة التي يتناول خصوصيتها بشكل مريب.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

رسالة من البابا فرنسيس الى الرئيس عون

الاثنين 05 تشرين الثاني 2018 /إستقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في القصر الجمهوري في بعبدا، السفير البابوي في لبنان المونسنيور جوزف سبيتيري، الذي نقل اليه رسالة من البابا فرنسيس، وأطلعه على الزيارة المرتقبة، لرئيس مجمع الكنائس الشرقية الكاردينال ليوناردو ساندري الى لبنان.

 

بيان صادر عن لقاء سيدة الجبل/"تقاعس عون والحريري يجعلهما شاهدي زور.

اعتبر لقاء سيدة الجبل أن "تقاعس رئيس الحمهوريّة العماد ميشال عون والرئيس المكلّف سعد الحريري عن تشكيل حكومة الوحدة الوطنية العتيدة يجعلهما "شاهدي زور" على دستور سقط أمام سطوة طهران"، مشيرا إلى أن الأزمة الحقيقية تكمن في وضع ايران يدها على القرار الوطني اللبناني.

عقد "اللقاء" اجتماعه الأسبوعي في حضور الأعضاء: أنطوان قسيس، اسعد بشارة، ايلي الحاج، ايلي حاطوم، بهجت سلامه، توفيق كسبار، ربى كبارة، سامي شمعون، سعد كيوان، سوزي زيادة، سيرج بوغاريوس، طوني الخواجه، طوني حبيب، غسان مغبغب،  فارس سعيد، كمال الذوقي، مياد حيدر وأصدر، عقب الاجتماع، البيان الآتي: "يتضّح يوماً بعد يوم، خصوصا  من خلال مسلسل تعطيل تشكيل الحكومة، أن الأزمة الحقيقية تكمن في وضع يد ايران على القرار الوطني اللبناني. وما يستدعي الإستغراب يكمن في غياب إرادة وطنية وسياسية ودستورية للتصدّي لهذه الوصاية. إن عدم إقدام الرئيس ميشال عون والرئيس المكلف سعد الحريري على تشكيل الحكومة الوطنية العتيدة، أمام رفض "حزب الله" وعلى رغم التطابق في المواقف حيال توزير هذا الفريق أو ذاك، إنما يؤكّد على هذا الغياب، إضافة إلى أن هذا التقاعس يجعل منهما شاهدي زور على دستور سقط أمام سطوة الأمر الواقع. إن "لقاء سيدة الجبل" يجدّد دعوته إلى قيام تيار وطني جامع يأخذ على عاتقه رفع وصاية ايران عن لبنان دفاعاً عن الدستور وحفاظاً على العيش المشترك. إن الساكت عن الحق شيطانٌ أخر

 

الإتصالات جامدة بين "حزب الله" و"التيار الوطني الحر"...

الأخبار/5 تشرين الثاني 2018/عدا عن «الإشارات الإيجابية» التي أطلقها وزير الخارجية جبران باسيل، والمواقف الحادّة التي أطلقها النائب جهاد الصمد من الضنيّة، فإن عطلة نهاية الأسبوع لم تسجّل أي جديد في حل عقدة تمثيل النواب السنّة، مع استمرار تمسّك كل من الأطراف بموقفه. وأكّدت مصادر، لـ «الأخبار»، كل الأطراف أن الاتصالات «جامدة»، ولا سيّما بين التيار الوطني الحر وحزب الله، مع إبقاء خط التواصل الروتيني مفتوحاً بين باسيل ورئيس وحدة التنسيق والارتباط في حزب الله وفيق صفا.

 

اتصالات لإنقاذ العلاقة بين الرئيس عون و"حزب الله"...

الأنباء الكويتية/5 تشرين الثاني 2018/يُفترض، وفق "الأنباء"، أن تتظهر اعتباراً من اليوم الاتصالات السياسية البعيدة عن الاضواء لاعادة اطلاق محركات تشكيل الحكومة المطفأة منذ اواسط الاسبوع الماضي بفعل تشبث حزب الله بتوزير نائب من سُنة 8 آذار مقابل رفض رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري وتضامن رئيس الجمهورية ميشال عون معه. وثمة معطيات تشير الى الاتصالات البعيدة عن الاعلام بين بعبدا والضاحية الجنوبية إن لم يكن من اجل الوزير السني السادس الذي يفترض ان يكون من حصة رئيس الجمهورية عملا بالعرف المختلق، فلحماية التفاهم القائم بين الطرفين من السقوط كما سقط "تفاهم معراب" مع حزب "القوات اللبنانية" عدا بعض جوانبه المرتبطة بالمصالحة.

 

حواط: "حقير وغوغائي وفوقي"...

الأنباء الكويتية/5 تشرين الثاني 2018/رأى عضو تكتل "الجمهورية القوية" زياد حواط أن "عقدة تمثيل النواب السنة المستقلين التي ظهرت وبشكل مفاجئ، ظاهرها تمثيل سنة ٨ آذار وباطنها عدم إطلاق الحكومة العتيدة بانتظار الاستحقاقات الدولية وفي مقدمها العقوبات على ايران". وسأل: "لماذا لم يدرج حزب الله موضوع تمثيل سنة ٨ آذار عند بدء عملية التأليف من ضمن سلة متكاملة؟"، لافتا القول إنّه "لو ان الحزب حريص على تأليف الحكومة ويهمه ذلك بالفعل لكان استعجل الأمر، ولم يضع العراقيل أمامها من خلال استحداث عقدة إضافية".

وأبدى خشيته من ان يكون الهدف من وراء ذلك دخول الرئيس المكلف سعد الحريري الى الحكومة ضعيفا. ورأى حواط، لـ "الأنباء"، ان العقدتين الدرزية والمسيحية، بعد ان جرى حلهما من خلال تقديمنا كل التسهيلات، ساد الاعتقاد أن الأمور سلكت طريقها باتجاه الاعلان عن التشكيلة الحكومية، وإذ نفاجأ بعقدة جديدة تحوم حولها علامات استفهام كبيرة. وأكد أن "سنة ٨ آذار عندما زاروا رئيس الجمهورية والرئيس المكلف مع بدء المشاورات النيابية، لم يكن تحت مسمى سنة ٨ آذار أو التكتل السني المعارض، بل كانت زيارتهم من ضمن تكتلاتهم الممثلة في الحكومة".

من جهة ثانية، رأى حواط أن "ما حصل عليه حزب "القوات اللبنانية "من حقائب وزارية ليس بقدر تمنياته بعد ان كان عرض عليه ثلاث حقائب ليس من بينها نيابة رئاسة الحكومة التي جرى التوافق عليها في الأسبوع الأخير وتمكنا من انتزاعها". وشدد على أن "نيابة رئاسة الحكومة سوف تشرف على تنفيذ مقررات مؤتمر "سيدر"، وسيتفرغ الوزير غسان حاصباني لإدارة هذا الملف".  ولفت إلى أن "ما قصده سمير جعجع بقوله "ليس هناك من حقائب وزارية حقيرة بل وزراء حقيرون" كان القصد منه الطريقة التي تم التعاطي بها مع "القوات" وتكتل "الجمهورية القوية" الذي كان تعاطياً حقيراً وفيه غوغائية وفوقية".

 

هل الزواج المدني زواج شرعي؟

الشيخ حسن سعيد مشيمش/05 تشرين الثاني 2018

 بكل تأكيد هو شرعي 100 % ولقد ناقشت فقهاء في النجف وقم ولبنان حول شرعيته وقالوا لي قولا واحدا إنه زواج شرعي لكن لا نستطيع أن نكشف عن شرعيته يمنعنا من ذلك اعتبارات اجتماعية.

وسألت يوماً أستاذي المرحوم السيد محمد حسين فضل الله حول شرعية أولاد زوجين متزوجين بعقد زواج مدني فقال لي أولادهما شرعيون 100%. فقلت له: إذن شرعية الأولاد أمر ملازم لشرعية عقد الزواج المدني وهذه مسألة بديهية.

فقال لي : نعم ولكن لا نستطيع التصريح بذلك تمنعنا اعتبارات اجتماعية وأضاف بقوله رحمه الله: وأنت يا شيخ حسن تعلم بأن كثيرا من الفتاوى والمعتقدات الواردة في كتب مذهبنا ليس فيها وجه من وجوه الصحة لكن تسليط الأضواء عليها يُسَبِّب لنا مواجهة مع المتطرفين المتحجرين في مذهبنا ولا نعلم إلى أين يصل مداها، أولئك الذين يزعمون بأنهم حماة دين الله وحراس مذهب أهل البيت عليهم السلام وكأنهم يملكون تفويضا من الله سبحانه بذلك!!!!.

 

فرنسا الحريصة تبلّغ لبنان أخطر الرسائل الإسرائيلية

منير الربيع /المدن/06 تشرين الثاني/18|

تهديدات إسرائيلية جدية، تزامناً مع تشديد العقوبات على إيران وحزب الله

اعتبر رئيس الجمهورية ميشال عون، خلال لقائه كبير مستشاري وزارة الدفاع البريطانية لشؤون الشرق الأوسط، الجنرال السير جون لوريمر، أن هناك تزايداً متعمّداً للإدعاءات الاسرائيلية حول وجود صواريخ في أماكن آهلة، لاسيما قرب مطار رفيق الحريري الدولي. وأكد عون زيف هذه الادعاءات، التي تتزامن مع استمرار الانتهاكات الاسرائيلية للسيادة اللبنانية. موقف عون جاء ضمن البحث مع الموفد البريطاني في التقديمات العسكرية والمساعدات البريطانية للبنان، وآخرها إعداد دورات تدريبية للضباط اللبنانيين من مختلف الإختصاصات، بالإضافة بناء أبراج المراقبة على الحدود. موقف عون جاء مستغرباً بالنسبة إلى البعض في الأوساط اللبنانية، إذ اعتبروا أن إثارة مسألة مخازن الصواريخ ومصانعها، في محيط المطار، قد مرّ عليها الزمن. وما من داع للعودة إلى ذكرها. لكن عملياً هذه القضية لم تخفت في الكواليس الدولية، ولم تغب عن إهتمامات الدول المعنية بالشأن اللبناني. وحسب ما تشير مصادر متابعة، فإن عون تعمّد إطلاق هذا الموقف، الذي يعبّر عن لبنان بكليّته، أمام أي وفد أجنبي يزور لبنان ويبحث موضوع الحدود والسلاح والمساعدات العسكرية.

رسائل خطرة وتحذيرات جدّية

لا ينفصل موقف عون عن سياق الردّ على رسائل عديدة تلقاها لبنان، كان هدفها حشره وإحراجه وتخويفه، على قاعدة التهديد بوقف المساعدات، أو على الأقل تصعيد اللهجة ضده. موقف عون تزامن أيضاً مع زيارة الموفد الخاص للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، المستشار أوريليان لوشوفالييه، الذي جال على المسؤولين اللبنانيين. وحسب ما تكشف معلومات متابعة لـ"المدن"، فإن زيارة المستشار كانت مسبوقة برسائل تم إيصالها إلى لبنان، حول تحذيرات إسرائيلية بإمكانية توجيه ضربات لمستودعات ومصانع الصواريخ، التي تحدّث عنها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الأمم المتحدة. هذه الرسالة نفسها، نقلها الموفد الفرنسي إلى المسؤولين اللبنانيين، وهي في أحد جوانبها كانت رسالة غربية مشتركة بين الفرنسيين والأوروبيين والأميركيين، ويربطها البعض برسائل التحذير التي وصلت إلى المسؤولين اللبنانيين قبل أيام، وكان لها الأثر المباشر في تمايز رئيس الجمهورية عن حزب الله بموقفه بخصوص توزير سنة الثامن من آذار، كما كان لها تأثير واضح على موقف الحريري (الموجود حالياً في فرنسا) المتشدد حيال رفض توزير هؤلاء بأي شكل من أشكال، وذلك بهدف إرساء نوع معين من التوازن في عملية تشكيل الحكومة، وعدم الظهور بمظهر الخاسر والمستسلم أمام رغبة حزب الله الذي حصل على وزارة الصحة رغم الفيتو أميركي.

تصرفات باسيل

أبلغ الموفد الفرنسي الرسالة بشكل رسمي وواضح إلى اللبنانيين، وفحواها، أن هناك تهديدات إسرائيلية جدية، تزامناً مع تشديد العقوبات على إيران وحزب الله، وقد يقدم الإسرائيليون على إستهداف مصانع الصواريخ، أو المواقع التي يزعمون أنها مخازن أسلحة وصواريخ، بالقرب من المطار، وفي مناطق آهلة بالسكان، على غرار إستهدافهم للعديد من المواقع الإيرانية ومواقع حزب الله في سوريا. وتتضمن الرسالة تحذيراً شديداً يتطلب من لبنان ترتيب حلّ أو تسوية لهذه المواقع، بينما الموقف الرسمي اللبناني ينفي بشكل قاطع مثل هذه الإداعاء.، وسابقاً، نظّم وزير الخارجية جبران باسيل جولة مطولة للسفراء الأجانب على هذه المواقع، لكن هذه الجولة وتصرّف باسيل في أثنائها، كانا محطّ سخط أميركي، بل وقد انتُقد وزير الخارجية كثيراً من قبل الأميركيين. وأكثر من ذلك، هناك من حاول تشديد الإنتقاد للبنان على هذا السلوك السياسي، الذي أدى إلى إظهار الموقف الرسمي كمستلحق بموقف حزب الله، أو أن الإسرائيليين تذرعوا بتصرفات باسيل بوصفها برهاناً إضافياً على "التكامل" بين حزب الله والسياسة الخارجية للبنان، حينما سارع باسيل إلى مبادرة من شأنها تلميع صورة الحزب. وهذا ما أراد الإسرائيليون استثماره في الداخل الأميركي، عبر الضغط على لبنان، ووصفه بالخاضع كلياً لسيطرة الحزب. اللقاء بين لوشوفالييه وباسيل، استمر على مدى أكثر من ساعة ونصف. خرج بعدها الرجلان من دون الإدلاء بأي تصريح. حتى أن الخارجية لم توضح سبب الزيارة ولا فحوى اللقاء، وهذا ما تستند إليه المصادر، للقول إن هدف الزيارة حساس ولا يمكن التعاطي معه لا باستخفاف ولا بفتح المجال للتصريحات حوله. وتكشف المصادر أكثر، أن هذه المعلومات كان لبنان قد تلقى بعضاً منها سابقاً، ولكن ما حتّم وضعها في إطار رسمي عبر زيارة رسمية لموفد رئاسي فرنسي، هي معلومات إضافية يقال إن الإسرائيليين قد رصدوها مؤخراً، تتعلق بنقل صواريخ بعيدة المدى وكاسرة للتوازن من قبل الإيرانيين إلى حزب الله، بعد توقف العمليات العسكرية الإسرائيلية في الأجواء السورية، وهذا ما دفع الفرنسيين إلى التحرك ونقل التحذيرات بشكل رسمي.

النفط أولاً

بعض المعطيات تذهب باتجاه ما هو أبعد من ذلك، وتربط بين هذه التحذيرات، وبين الملف النفطي، إذ من المقرر أن يبدأ لبنان عمليات التنقيب عن النفط في العام 2019، ولكن هناك ضغوطاً أميركية وإسرائيلية على لبنان والدول المعنية بهذا القطاع، ولا سيما الروس والفرنسيين، بضرورة عدم البدء بعمليات التنقيب قبل إيجاد حلّ لترسيم الحدود، وبما أن شركة توتال الفرنسية هي المعنية الأساسية بهذه المسألة، فإن فرنسا ستنشط على خط التواصل مع لبنان أكثر في المرحلة المقبلة، من أجل الوصول إلى حلّ وسط، في ظل رفع الأميركيين والإسرائيليين شعار منع لبنان من إستخراج نفطه قبل الوصول إلى تسوية حدودية شاملة.

 

لبنان في «بوز المدفع»: العقوبات بين التأثير المباشر وغير المباشر

راما جراح/جنوبية/05 تشرين الثاني/18

لن ينحصر تأثير العقوبات على إيران فحسب، بل يتوقع أن يطال كل أذرعها في العالم، ولن يكون لبنان الذي يعاني أساساً من أزمة إقتصادية كبيرة بعيداً عن التأثر بهذه العقوبات.

دخلت العقوبات الأميركية يوم أمس حيز التنفيذ حيث فرضت الإدارة الأميركية حزمة ثانية وجديدة من العقوبات الاقتصادية على إيران، بعد انسحابها من الاتفاق النووي مع إيران في أيار الماضي حيث كانت الحزمة الأولى في شهر آب الماضي،أما الحزمة الجديدة فتستهدف العمليات التجارية والنقدية، وتهدف إلى ردع إيران عن تنفيذ أعمال عدائية في منطقة الشرق الأوسط. لن ينحصر تأثير العقوبات على إيران فحسب، بل يتوقع أن يطال كل أذرعها في العالم، ولن يكون لبنان الذي يعاني أساساً من أزمة إقتصادية كبيرة بعيداً عن التأثر بهذه العقوبات، لأن حزب الله المرتبط بإيران يُشكل جزءاً مهماً من بنية لبنان السياسية والاقتصادية. تالياً فإن ارتباط منظومته المالية والسياسية المباشر بإيران سيتيح المجال أمام تحول العقوبات على إيران إلى مشكلة لبنانية، خصوصا أن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو كان قد أعلن في مقابلة مع برنامج “Face the Nation” على شبكة CBS الأميركية “أن العقوبات تهدف إلى منع “النظام الإرهابي”، بحسب تعبيره، من تمويل ميليشيا حزب الله اللبناني..”

– مدى تأثير العقوبات على تشكيل الحكومة اللبنانية؟

تقسيم الحقائب الوزارية على الأطراف السياسية في الحكومة يتبدل بين يومٍ وآخر، وآخر ما آلت إليه التبدلات قبل ظهور عقدة توزير شخصية من سنة 8آذار، هو تسليم حزب الله حقيبة خدماتية يرجّح أن تكون “الصحة”.

يعلم الجميع أن هذه الوزارة تتواصل بشكل كبير مع الخارج، فإذاما تم تأكيد حصول حزب الله عليها في أي حكومة ستتشكل، فإن ذلك يعني أن كل الاتفاقيات التي تعقدها هذه الوزاره مع مع الخارج ومع المجتمع الدولي ستكون عرضة لخطر ينذر بتوقفها، كما يرجح أن ستتوقف المساعدات التي يقدمها مانحون يساهمون في تمويل مشاريع الوزارة وحملاتها. وفي اتصالٍ مع عضو المكتب السياسي في تيار المستقبل مصطفى علوش أكد لـ”جنوبية” أنه ” لا شك أن العقوبات الأميركية على إيران ستؤثر بشكل مباشر على حزب الله، ومن يقل غير ذلك يُشوه الحقيقة”.

أضاف علوش ” عدم وجود حزب الله في الحكومة المقبلة أفضل له، لأن العقوبات ستطاله بشكل مباشر بسبب علاقة منظومته بإيران”، وأشار إلى أن وجود حزب الله هو في حد ذاته ضرر، وسبب أساسي للركود وعدم التقدم الاقتصادي، والمشاكل مع العديد من الدول منذ عام ١٩٩٢، وذلك بغض النظر عن العقوبات الأميركية الجديدة اليوم”.

علوش أكد أن ” تسلم حزب الله أي وزارة في الحكومة سيشكل خطرا على الوزارة نفسها لأن العقوبات الأميركية جدّية على ما يبدو، وقد اقترح الرئيس سعد الحريري عليه التخلي عن وزارة خدماتية، ولكنه يصر على موقفه السلبي الذي اعتدنا عليه تجاه لبنان، ومن هنا سيحاول الرئيس الحريري بشتى الطرق إيجاد مخارج لأي مشاكل يمكن أن تعترض الوزارة التي سيتسلمها حزب الله، تفادياً للمخاطر التي قد تواجهنا في حال كانت وزارة الصحة من نصيبه”.

ومن ناحية أخرى قال النائب عن كتلة التنمية والتحرير قاسم هاشم إن ” العقوبات الأميركية اليوم هي على إيران، وتتعلق بموضوعين أساسيين هما ” النفط والتحويلات”، مؤكداً على العلاقة المتينة والقوية التي تجمع بين حزب الله وإيران.

أشار هاشم إلى أن “العقوبات الأميركية سيكون لها تأثير على حزب الله ولكن بشكل غير مباشر لأن هنالك تداركا لكيفية مواجهة هذا التأثير بحيث أن العقوبات على إيران ليست جديدة، كما أن العقوبات السابقة لم تنجح في أن تؤثرعليه بشكل مباشر”. وأكد أنه ” لا تأثير على أي وزارة سيتولاها حزب الله في الحكومة التي ننتظرها”، مشيراً إلى أن “حزب الله مكون لبناني ومن القوى الأساسية في لبنان، ولا علاقة لهذه الدولة أو تلك في كيفية رسم السياسة الوطنية الداخلية وإدارة الحكومة، من خلال مشاركة القوى السياسة التى تفرضها التركيبة اللبنانية”.

وختم قائلا إنه ” قُبل أي شيء سيكون هنالك إشارات ولكن الدولة ستتعاطى مع أي وزارة من الوزارات على أساس أنها وزارة لبنانية، ولا يمكن استهدافها في إطار العلاقة الحزبية”. حزمة العقوبات الجديدة على إيران دخلت حيز التنفيذ، وبين وجهات النظر التي ترى أن تأثيرها سيكون مباشرا، وتلك التي تخفف من ثقل التأثير المتوقع، وتعتبر أنه سيكون طفيفا وغير مباشر، فإن الأكيد هو أن امتدادها إلى لبنان من خلال حزب الله سيضعه شاء أو أبى في “بوز المدفع”.

 

خروج حزب الله من النظام المصرفي اللبناني يلجم تأثير العقوبات

 هيلدا المعدراني/جنوبية/05 تشرين الثاني/18

المحلل الاقتصادي جاسم عجاقة لـ"جنوبية": "السيد حسن نصرالله أكدّ أكثر من مرة عدم استخدام الحزب للمصارف اللبنانية في تعاملاته وتحويلاته المالية، كما أن حاكم مصرف لبنان رياض سلامة وضع آلية واضحة توضح طريقة التعامل وآلية تطبيق العقوبات الأميركية".

كشف تقرير أميركي صادر اليوم أن ميزانية حزب الله تبلغ 700 مليون دولار سنويا يتلقاها كدعم من إيران، وأنها ستكون هي الأخرى مستهدفة بالعقوبات الجديدة التي تدخل اليوم حيز التنفيذ، وفق ما أكده وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أمس في تصريح أكد فيه أن “العقوبات تهدف إلى منع “النظام الإرهابي”، على حد قوله، من تمويل حزب الله، كما تمنعه من تدبير عمليات اغتيال مثل تلك التي أحبطت في الدانمارك منذ عدة أسابيع، وستمنعه أيضا من تمويل جماعة الحوثي التي تطلق الصواريخ الباليستية على “الرياض”، كما أكّد أن “العقوبات ستضع حداً لهذا السلوك”.

وكان أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله قد شدد مرارا في خطبه أن الحزب يتلقى دعما عسكريا وماليا منتظما من إيران، ويفصّل خبراء شبكة الدعم الإيراني لحزب الله معتبرين أنها تشمل إمداده بالأسلحة، والأموال.

وتقول إحصاءات غير رسمية، إن الحزب يدفع 70 ألف راتباً تشمل نفقات تدريب وتفريغ آلاف المدنيين والعسكريين، كما يغطي كلفة إنشاء مؤسسات اجتماعية وصحية وإعلامية، علما أن هيئة دعم المقاومة تغطي أيضا جزءا من العناية الاجتماعية والصحية لبيئة الحزب.

كما يرى هؤلاء أن حزب الله حاول الهروب من الرقابة الأميركية التي رصدت في الآونة الاخيرة بشكل دقيق أنشطته وتعاملاته المالية، وادّعت أن بعض المتمولين اللبنانيين قاموا بتأسيس شركات مالية وتجارية بأسماء وهمية تعمل بشكل سري لحسابه، آخرها كان إعلان الخزانة الأميركية عن عقوبات طالت 7 شركات باسم رجل الأعمال اللبناني محمد عبدالله الأمين، وزعمت أجهزة الاستخبارات الأميركية أن هذه الشركات ليست سوى واجهة تعمل لصالح حزب الله. الخبير الاقتصادي جاسم عجاقة تحدث لـ”جنوبية” حول العقوبات الأميركية على إيران وانعكاساتها على حزب الله ومن خلفه الاقتصاد اللبناني، لافتا إلى صعوبة تقدير حجم التغطية الإيرانية والدعم المالي المقدم للحزب من قبل إيران، والذي يبقى في دائرة التخمين. وأكد عجاقة أنه “على الرغم من القدرات الأميركية الاستخبارية التي تتيح مراقبة الأنظمة المالية عبر العالم، إلا أن الأرقام المتداولة من خلال التقارير الأميركية التي ذكرت أن الدعم الايراني لحزب الله يبلغ 700 مليون دولار كميزانية سنوية، هي أرقام مرتفعة”، وبرأيه فإن القيمة الحقيقية للدعم الإيراني للحزب “لا تتجاوز نصف هذا المبلغ أي350 مليون دولار فقط”.

وفي حين أشار عجاقة إلى “أننا بصدد حرب إعلامية طاحنة” إلا أن العقوبات الأميركية على إيران لن يكون تأثيرها كبيرا على لبنان ، حيث أن حجم التبادل التجاري ضئيل جدا بين البلدين”، لافتا إلى أن ” وضع لبنان الاقتصادي يمكن أن يتأثر كغيره من البلدان في حال وصول ارتفاع نسبة أسعار النفط إلى مستويات ضخمة”. ولفت عجاقة أن لبنان ملتزم بتطبيق كافة العقوبات المفروضة على إيران وحزب الله معا، موضحا أن ” السيد حسن نصرالله أكدّ أكثر من مرة عدم استخدام الحزب للمصارف اللبنانية في تعاملاته وتحويلاته المالية، كما أن حاكم مصرف لبنان رياض سلامة كان قد وضع آلية واضحة في طريقة التعامل وآلية تطبيق العقوبات الأميركية، ما يتيح حركة شبه طبيعية لرجال الأعمال اللبنانيين”. ويتخوف مراقبون من أن يتسبب ضعف قدرة إيران على تمويل حزب الله في دفعه إلى البحث عن مصادر تمويل مختلفة، من خلال إحكام قبضته على كل مرافق الدولة اللبنانية ومصادر دخلها، ما يمكن أن يؤدي لاحقا إلى أن تصبح الدولة اللبنانية نفسها في دائرة العقوبات.

 

العقوبات مدخل إيران لإعلان تفاهم «الضرورة» مع إسرائيل

 علي الأمين/جنوبية/05 تشرين الثاني/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/68696/%D8%B9%D9%84%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D9%8A%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%82%D9%88%D8%A8%D8%A7%D8%AA-%D9%85%D8%AF%D8%AE%D9%84-%D8%A5%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86-%D9%84%D8%A5%D8%B9%D9%84%D8%A7%D9%86/

العقوبات الأميركية على إيران ليست جديدة، وكان النظام الإيراني قد اعتاد على نمط من العقوبات المماثلة خلال العقود الماضية، هذا لسان حال العديد من أركان النظام، الذي يعبرون عنه من خلال المواقف التي يصدرونها بين الحين والآخر للتأكيد على أن العقوبات لن تغير في سياسة إيران تجاه جملة شروط بلغت 12 بنداً، تتصل بالمشروع النووي ومراقبته، والأسلحة الباليستية. والجديد هو ما يرتبط بسياسة إيران الإقليمية ووقف تدخلاتها في شؤون الدول المحيطة، وهي بنود فرضتها الإدارة الأميركية كشرط لوقف العقوبات على إيران.

النظام الأيديولوجي في إيران قد ينجح في استثمار العقوبات لمزيد من تشديد قبضته على السلطة والمجتمع، وهو أسوة بالعديد من الأنظمة الديكتاتورية، يدرك أن التحدي الخارجي يشكل عنصر قوة للنظام الذي طالما قامت قوته ليس على حسن إدارة الأوضاع السياسية والاقتصادية والمالية داخل حدود دولته، بل على التمدد الخارجي وتحقيق السيطرة والنفوذ خارج إيران.

النظام الأيديولوجي الذي يسيطر على هذا البلد، فشل في إقناع الشعب الإيراني بانه مؤهل لإحداث نقلة نوعية في الاقتصاد الإيراني تتناسب مع حجم الثروات الطبيعية التي تمتلكها إيران، فضلا عن المساحة الجغرافية الشاسعة التي تفوق المليون ونصف مليون كلم2 ، إلى جانب عدد السكان الذي يبلغ نحو ثمانين مليون. لذا عملت القيادة الإيرانية دوماً، على تغطية الفشل الداخلي بمعارك خارجية شكلت وبالاً على شعوب المنطقة ودولها. بعد 40 عام على قيام الثورة في إيران وتأسيس النظام الإسلامي، بدا واضحا أن إيران عاجزة عن أن تكون قوة بناء، أو نموذجاً لدولة قادرة على صناعة نموذج ناجح وجاذب على المستوى السياسي، أو الاقتصادي أو التنموي، فبعد عقود من الحكم الأيديولوجي، لم تستطع ايران التي بشرت ثورتها بالنموذج الإسلامي للتنمية والاقتصاد في مقابل نموذجي النظامين الرأسمالي والاشتراكي، أن توفر موارد مالية لإطعام شعبها، غير موارد بيع النفط،.

يذكر المتابعون كيف أن الخطاب الثوري الإيراني ومنذ انطلاقته الأولى بعد الثورة، كان يعتبر أن سلاح النفط يجب أن يستخدم في مواجهة “الاستكبار العالمي” وفي خدمة التنمية، وإذا به يتحول إلى سلعة في يد الاستكبار، بل كان هذا الخطاب الثوري يرى أن إيران لن تستمر في العيش على بيع نفطها بل ستجد سبلاً لتطوير اقتصادها وقطاعاتها، ولكنها فشلت في تحقيق ذلك وبقي النفط مورد عيشها شبه الوحيد. ما تقايض به إيران واشنطن وبقية العواصم المؤثرة، هو “الركام العربي” الذي بات ورقة القوة الإيرانية التي يمكن استخدامها للتخفيف من العقوبات، من اليمن إلى لبنان إلى غزة وسوريا والعراق، وهذه المقايضة نجاحها مرهون بقدرة إيران على شرعنة نفوذها الإقليمي دولياَ ودائما ضمن شروط أميركية ودولية، لذا فإن عامل الوقت حاسم، وقدرة إيران على المناورة تتراجع، مع تراجع المواجهات العسكرية في هذه الدول، وانهماك المجتمع الدولي في صوغ الحلول والتسويات، وفي أجواء العقوبات التي ستحدّ من قدرتها التمويلية لميليشياتها في المنطقة، لاسيما بعد استنزاف موارد ها وطاقاتها في أزمات وحروب المنطقة العربية.

من هنا يمكن فهم محاولة كسر الحواجز النفسية والسياسية مع إسرائيل، فمشاركة وفدين إسرائيلي وايراني في مؤتمر اقتصادي في الدوحة قبل أيام، وتنشيط الدور العماني في اتجاه إسرائيل، فضلا عن التفاهمات التي أنجزت في جنوب سوريا بما يناسب المصالح الإسرائيلية بالدرجة الأولى، كلها رسائل إيرانية تنطوي على استعداد لصوغ تفاهمات مع إسرائيل، تتيح لإيران القدرة على البقاء في المنطقة العربية ضمن تفاهمات إقليمية ودولية. من ناحية أخرى كانت الشروخ الاجتماعية والمذهبية التي كان لإيران دور محوري في تعميقها، كفيلة بأن تجعل من كشف التواصل الإيراني-الإسرائيلي في مرحلة لاحقة أمراً عاديا بل مقبول ومبرر. بات واضحاً أن خطوات التقارب الإسرائيلي-الإيراني في سياق صوغ تفاهمات بين الطرفين هو الهدف الذي يمكن لإيران من خلاله أن تضمن عدم انهيار ما حققته من نفوذ، ولكن من دون أن يعني ذلك قيام سلام بين الدولتين، بل الأخطر من ذلك، هو التفاهم على إدارة المصالح بينهما في المساحة العربية من دون المسّ بالعمق الإيراني ولا العمق الإسرائيلي.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

عائلة الباكستانية المتهمة بالتجديف تناشد قادة الغرب منح أفرادها اللجوء

إسلام آباد/الشرق الأوسط/05 تشرين الثاني/18

طلب زوج الباكستانية المسيحية آسيا بيبي التي أُعلنت براءتها هذا الأسبوع بعد أن كانت تنتظر تنفيذ حكم الإعدام بحقها بتهمة التجديف، اللجوء لعائلتها في الولايات المتحدة أو بريطانيا أو كندا، في حين لا يزال الغموض يلف مصير زوجته في بلادها.

وقال عاشق مسيح في مقطع فيديو اطلعت عليه وكالة «الصحافة الفرنسية»: «أطلب من الرئيس (الأميركي) دونالد ترمب مساعدتنا من أجل المغادرة. بعد ذلك، أطلب من رئيس الوزراء البريطانية (تيريزا ماي) القيام بما في وسعها لمساعدتنا». وطلب أيضاً زوج بيبي «مساعدة» رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو. وصرّح ويلسون شودري رئيس «الرابطة المسيحية الباكستانية» في بريطانيا التي تساعد آسيا بيبي وعائلتها منذ سنوات، لوكالة «الصحافة الفرنسية» بأن «العائلة طلبت اللجوء إلى الولايات المتحدة أو بريطانيا أو كندا».

وأوضح أن «هذه الدول لديها أكبر مجموعات من المسيحيين الباكستانيين» يتحدثون فيها اللغة الإنجليزية التي تتعلمها بنات آسيا بيبي، إلا أنها وزوجها لا يتحدثان هذه اللغة. وفي شريط الفيديو، طلب عاشق مسيح أيضاً اللجوء لجوزيف نديم الذي استضاف العائلة منذ الحكم بالإعدام على بيبي عام 2010. وأكد شودري أنه «في حال غادرت بيبي البلاد، فإن كل فرد من عائلتها، كل شخص يرتبط بها، سيُقتل». ويبدو الإفراج عن المسيحية الذي كان شبه مسلم به بعد أن برأتها الأربعاء المحكمة العليا، غير مؤكد في الوقت الحالي. ووقّعت الحكومة ليل الجمعة - السبت اتفاقاً مثيراً للجدل مع متظاهرين إسلاميين تسببوا بشلل في البلاد خلال ثلاثة أيام. ويقضي هذا الاتفاق بوضع بيبي على قائمة الممنوعين من السفر وتتعهد فيه بعدم الاعتراض على طعن في قرار التبرئة تم تقديمه أمام المحكمة العليا في وقت سابق. وعلى الرغم من إفراج القضاء عنها، فإن آسيا بيبي لا تزال مسجونة في مولتان وسط البلاد. وتابع شودري أن «بناتها يبكينَ ولم يرينَ أمّهن بعد والعائلة محطمة بشكل كامل والأمل لديهم تحوّل إلى خوف». وطلب عاشق مسيح السبت، من الحكومة «تعزيز أمن» زوجته «في السجن». وأعلن محامي بيبي سيف الملوك، من جهته مغادرته البلاد قائلاً إنه خائف على حياته بعد تهديدات وجهها إليه إسلاميون متشددون. وأغلقت حركة «لبيك باكستان» الإسلامية المتشددة شوارع رئيسية في أكبر المدن الباكستانية لمدة ثلاثة أيام، وطالبت بقتل قضاة المحكمة العليا الذين برأوا بيبي الأربعاء الماضي، ووصفت رئيس الوزراء عمران خان وقائد الجيش بأنهما من أعداء الإسلام. وأوقفت الحركة الاحتجاجات مساء الجمعة بعد التوصل لاتفاق مع الحكومة قد تقوم السلطات بموجبه بوضع بيبي على قائمة الممنوعين من السفر ومراجعة الحكم.

سبب المشكلة

وكان حكم الإعدام صدر على بيبي عام 2010 وأدينت بسبب تعليقات مزعومة بها ازدراء للإسلام بعد أن اعترض جيرانها على شربها الماء في أكوابهم لأنها ليست مسلمة. ونفت بيبي تهمة التجديف.

وأثارت قضيتها انتباه حاكم إقليم البنجاب سلمان تيسير الذي تحدث مدافعا عنها قبل أن يغتاله حارسه الشخصي عام 2011، وانبثقت حركة «لبيك» عن حركة تأسست لدعم قاتل تيسير الذي أعدم شنقا عام 2016، وقتل وزير الأقليات شهباز بهاتي كذلك بعد أن دعا للإفراج عنها. ولا يعرف مكان بيبي لكن حركة «لبيك» حذرت السلطات من خروجها من البلاد. وقال خادم حسين رضوي زعيم الحركة بعد التوصل للاتفاق مع الحكومة: «ستندلع حرب إذا أخرجوا آسيا من البلاد». وتصف الأحزاب الإسلامية إطلاق سراح بيبي بأنه رضوخ من جانب الحكومة الباكستانية للمطالب الغربية.

 

فشل استفتاء كاليدونيا الجديدة حول الانفصال عن فرنسا

باريس/الشرق الأوسط/05 تشرين الثاني/18/قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن الناخبين في جزيرة كاليدونيا الجديدة الواقعة في المحيط الهادي صوتوا برفض الانفصال عن فرنسا، وذلك في استفتاء أجري أمس الأحد. وأضاف ماكرون في كلمة له في قصر الإليزيه أن «الناخبين تمكنوا من اختيار سيادي ومستنير للعلاقة بين كاليدونيا الجديدة وفرنسا... إذ قررت الأغلبية أن كاليدونيا الجديدة لا بد أن تظل فرنسية». وأشاد بالسلوك السلمي والمحترم الذي شهده الاستفتاء، والذي تم بموجب اتفاق وقّع عام 1998 بين قوى محلية موالية لفرنسا وأخرى موالية للاستقلال لإكمال اتفاق سلام أبرم عام 1988. وستنظم الحكومة الفرنسية اجتماعات للقوى السياسية في كاليدونيا الجديدة خلال الأسابيع المقبلة لمناقشة الخطوات التالية من أجل الجزيرة، وفقا لماكرون. وهذا أول تصويت بشأن الاستقلال تشهده أرض فرنسية منذ تصويت جيبوتي على الاستقلال عام 1977. وأفادت تقارير أن نسبة الذين صوتوا ضد الاستقلال عن فرنسا فاقت الستين في المائة من الناخبين المسجلين الذين ناهزت نسبة المشاركة في صفوفهم الـ80.7 في المائة.

 

السلطات الفرنسية تصدر ثلاث مذكرات توقيف بحق مسؤولين سوريّين  

وكالات/05 تشرين الثاني/18/كشفت صحيفة "لوموند" الفرنسية ان القضاء الفرنسي، أصدر قبل بضعة أيام، مذكرات اعتقال دوليّة بحق ثلاثة مسؤولين كبار من المخابرات السورية بتهم "التواطؤ في أعمال التعذيب والإخفاء القسري و جرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب". وهذا نصّ تقرير "لوموند": بحسب معلوماتنا فإن مذكرات التوقيف الدوليّة أصدرها قاضي تحقيق فرنسي منذ بضعة أيّام.

إنّها سابقة منذ بدء الحرب في سوريا عام 2011.

 فبحسب معلوماتنا أصدر القضاء الفرنسي، قبل بضعة أيام، مذكرات اعتقال دوليّة بحق ثلاثة مسؤولين كبار من المخابرات السورية. المذكرات صادرة عن قاضي التحقيق، وفقاً لتهم الادعاء، بشأن "التواطؤ في أعمال التعذيب والإخفاء القسري و جرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب" . ومن بين أولئك الملاحَقين: علي مملوك، المدير الحالي لمكتب الأمن القومي، وهو الرجل الذي يشرف على جهاز الأمن السوري بكامله. هذا القرار، غير المسبوق في فرنسا، جزء من المذكرات القضائية المفتوحة، في تشرين الأول 2016، في باريس بشأن حالات الاختفاء القسري والتعذيب التي تشكل جرائم ضد الإنسانية، والتواطؤ في هذه الجرائم. وقد أكد مصدر قضائي لصحيفة "لوموند" أن تحقيقاً فُتح استناداً الى ملف "قيصر"، الاسم المستعار الذي أُعطي لمصوّر من الشرطة العسكرية السورية فر من بلاده في تموز 2013 حاملاً معه حوالي 50 ألف صورة لسجناء متوفين من الجوع والمرض والتعذيب في سجون نظام بشار الأسد بين عامي 2011 و 2013.

في آب تسارع التحقيق

هذه المذكرات القضائية حُفِّزت أيضاً بشكوى قدمها في تشرين الأول 2016 فرنسي - سوري يعيش في فرنسا بشأن قريبين له، هما أيضاً سوريّين فرنسيّن اختفيا في دمشق في تشرين الثاني 2013، بعدما اعتقلتهما أجهزة النظام. وهما مازن الدباغ، البالغ من العمر 57 عاماً وهو المستشار التعليمي الأقدم في المدرسة الثانوية الفرنسية في العاصمة، وابنه باتريك، البالغ من العمر 20 عاما، وكان طالبا في كلية الآداب. حتى الآن، لا يمكن تحديد هويّة أية ضحية فرنسية - سورية بين صور ملف "قيصر". ولكن في آب، تسارع التحقيق من خلال نشر نظام دمشق وثيقة وفاة للسيد الدباغ وابنه بـ"السكتة القلبية"، في إطار تحديث سجل الأحوال المدنية السوري، ما أسفر عن اعتراف السلطات بوفاة مئات السجناء الذين فقدهم ذووهم من سنوات.

وأظهرت التحقيقات كذلك أن منزل الدباغ في دمشق استولى عليه عناصر من الأجهزة المعنيّة باعتقاله. بناء عليه مدّد مكتب المدّعي العام الإحالة، لا سيما في ما يخص القتل المتعمّد، والهجمات المتعمدة على الحياة التي تشكل جرائم ضد الإنسانية، فضلا عن جرائم الحرب.

الشخصيات الشهيرة

وينتمي المسؤولون السوريون الثلاثة الذين استهدفتهم مذكرات الاعتقال، إلى أجهزة الاستخبارات التابعة لنظام دمشق. الأول هو الأعلى: علي مملوك وهو المدير الحالي لمكتب الأمن القومي. تم تعيينه منذ عام 2012، ومنذ عام 2005 كان مديرًا للمخابرات العامة السورية. والثاني، جميل حسن، هو رئيس جهاز المخابرات في سلاح الجو، وهو أكثر فرع يثير الرعب من بين أجهزة الأمن السورية. ويعتقد أن الثالث كان ميدانيّاً أكثر: فهو مدير دائرة المخابرات للقوات الجوية، ومقرّها في منطقة باب توما الدمشقيّة. اثنان من هؤلاء القادة شخصيّات معروفة. علي مملوك على وجه الخصوص هو الذراع اليمنى لبشار الأسد، ورجل المهمات السرية. وفي حين أن كبار الشخصيات السورية لا تغامر بالخروج من بلادها، فإن هذا الجنرال البالغ من العمر 72 عامًا، والذي استهدفته كآخرين غيره، العقوبات الدولية، يسافر غالبًا إلى الخارج في مهمّات دبلوماسيّة سريّة. وهو مسؤول بشكل خاص عن كسر عزلة النظام تحت ستار المفاوضات حول الجوانب الأمنية، كما هو الحال في ملف الرعايا الأجانب المنخرطين في صفوف الجهاديين. وقد استقبله نظيره الإيطالي في روما في كانون الثاني، على الرغم من العقوبات الأوروبية التي تمنعه، من حيث المبدأ، من السفر إلى أوروبا، منذ عام 2011. الرجل الثاني المستهدف هو جميل حسن. البالغ من العمر 66 عاما، ويشتبه بأنّه من المهندسين الرئيسيّين للقمع السوري. وقد أعرب في مقابلة مع الصحافة البريطانية في عام 2016، عن أسفه لأن النظام السوري لم يظهر مزيدًا من الحزم في بداية الانتفاضة ضد الأسد. في حزيران، أصدرت السلطات الألمانيّة، في سابقة دوليّة، مذكرة توقيف بحقّه، بتهمة ارتكاب "جرائم ضد الإنسانية". واستندت الخطوة الألمانية، كما الفرنسيّة، على بندين: التحقيقات في ملف "قيصر"، وعلى شكاوى أربعة وعشرين لاجئًا سوريًا في ألمانيا، نجوا من سجون نظام بشار الأسد.

"الاختصاص العالمي"

بحسب مسار الأمور في فرنسا، تؤدي عناصر عدة إلى الاشتباه بدمشق. ففي 3 تشرين الثاني 2013، عندما اختفى السيد دباغ وابنه، اقتادهما رجال أعلنوا أنهم عناصر في أجهزة الاستخبارات السورية، بالرغم من أنهما لم يشاركا بحركات الاحتجاج، وفقاً للاتحاد الدولي لحقوق الإنسان والرابطة الدولية لحقوق الإنسان اللذين دعما شكوى عمّهما. الثابتة الوحيدة هي أنّهما نُقلا إلى مركز احتجاز أجهزة الاستخبارات التابعة للقوات الجوية. مكان، يُجمع الناس على أنه أحد أسوأ أماكن التعذيب.

مع مذكرات الاعتقال الثلاثة هذه، تحذو فرنسا حذو ألمانيا، ولكن من خلال استهداف العديد من الشخصيات البارزة. فإنها تعتمد الهجوم القضائي. هذه المذكّرات تمنع المسؤولين السوريين، عمليّاً، من السفر إلى الخارج، خصوصاً أوروبا، حيث التعاون بين الدول الأعضاء قويّ.

سواء في فرنسا أو في ألمانيا، صدرت هذه المذكّرات على أساس "الصلاحيّة القضائية العالمية". وتطبيق الاتفاقيات الدولية، يجعل من الممكن مقاضاة مرتكبي الجرائم أو المتورّطين ببعض الجرائم الخطيرة للغاية، حتى لو ارتكبوا هذه الجرائم خارج أراضي الدولة التي اعتقلتهم.

عقبة مزدوجة خطوة العدالة الفرنسية هذه، تؤشّر إلى انتصار للجمعيات التي تشكو من أن السلطات القضائية المحليّة تضع يدها على ملفات الجرائم المرتكبة في سوريا. وحتى الآن، واجهت كل الجهود لتجريم قادة قمع انتفاضة 2011 عقبتان:

- واقع أن سورية ليست طرفا في نظام روما الأساسي، النص المؤسس للمحكمة الجنائية الدولية، ما يمنع هذه المحكمة من بدء الملاحقات بنفسها.

- والفيتو الروسي في مجلس الأمن الدولي، الذي منع أية محاولة من جانب الهيئة التنفيذية للأمم المتحدة لإحالة القضية إلى المحكمة الجنائية الدولية. العديد من الإجراءات اتُخذت في السنوات الأخيرة في فرنسا ودول أخرى، استناداً الى شكاوى ضحايا مباشرين أو غير مباشرين لنظام بشار الأسد. لكن هذه لم تسفر أبداً عن مذكرات توقيف أو قيود قانونية، حيث مسرح النزاع يعيق

 

عقوبات واشنطن تطوّق طهران... والبيت الأبيض يعلن اليوم القائمة السوداء للكيانات الإيرانية/بومبيو: الإعفاءات مؤقتة وتصفير مبيعات النفط الإيراني قريباً

واشنطن: هبة القدسي/الشرق الأوسط/05 تشرين الثاني/18/بعد ساعات من دخول العقوبات الأميركية حيز التنفيذ، يعلن وزير الخارجية مايك بومبيو ووزير الخزانة ستيف منوشن اليوم (الاثنين)، القائمة الكاملة للكيانات الإيرانية المستهدفة التي تخضع لبدء تفعيل العقوبات الأمريكية ضد الشريان الأساسي للاقتصاد الإيراني، وسط تباين أميركي حول تأثير الخطوة الأميركية في اشتعال التوترات «طويلة الأمد» بين واشنطن وطهران. ودخل وزير الخارجية بومبيو أمس على خط «تويتر» لإحياء الذكرى 39 لحادثة احتجاز رهائن أميركيين في السفارة الأميركية في طهران لمدة 444 يوماً، مشيراً إلى أن هذه الذكرى تؤكد إصرارنا على مواجهة إيران حتى تنهي بشكل كامل أنشطتها غير القانونية. وفي تغريدة ثانية، قال بومبيو إن اليوم (5 نوفمبر/ تشرين الثاني) سيشهد تطبيق أقصى عقوبات على نظام إيران الحاكم، وإن هدف بلاده هو دفع إيران لوقف أنشطتها المدمرة. وشدد بومبيو على أن «العقوبات سوف تستهدف النظام وليس الشعب الإيراني الذي عانى من الألم وسوء الإدارة والسرقة والوحشية من حكومته». ودافع بومبيو في لقائه مع شبكة «فوكس نيوز» أمس، عن إعادة فرض إدارة ترمب للعقوبات ضد إيران في مواجهة الانتقادات التي خرجت تطالب بمزيد من الجهود لمكافحة إيران وعزلها دولياً. وأشار وزير الخارجية الأميركية إلى أن الاستثناءات والإعفاءات لثماني دول تواصل استيراد النفط الإيراني هي فقط استثناءات مؤقتة. وقال إن «الدول الثماني تحتاج إلى مزيد من الوقت للوصول إلى صفر من استيراد النفط الإيراني». وشدد على أن العقوبات سيكون لها تأثير هائل. وقال: «لا أحد يمكن أن يجادل أنني والرئيس ترمب لسنا متشددين ضد إيران»، رافضاً الانتقادات بأن العقوبات المفروضة ضد إيران ليست قوية بما يكفي.

وقال بومبيو في لقائه مع المذيع كريس والاس إن للعقوبات هدفاً واحداً؛ هو حرمان أكبر دولة راعية للإرهاب في العالم من القيام بالأشياء التي كانوا يقومون بها في الأسابيع الماضية ومحاولات القيام بحملة اغتيال في قلب أوروبا. وأضاف: «لقد خفضنا بالفعل صادرات النفط الخام الإيراني بأكثر من مليون برميل في اليوم، وهذا الرقم سوف ينخفض، وعدد من البلدان حققت بالفعل تخفيضات كبيرة في استيرادها النفط الإيراني، وخلال وقت قصير سنصل إلى الصفر». كما رفض بومبيو الانتقادات التي تقول إن العقوبات لن يكون لها تأثير، وإن كلاً من الهند والصين لن تتوقفا عن شراء النفط الإيراني. وقال: «هناك كثير من الخبراء قالوا إن سياسة الرئيس ترمب لن يكون لها تأثير، لكني واثق جداً من أن العقوبات التي ستتم إعادة فرضها سيكون لها التأثير المنشود لتغيير السلوك الإيراني».

واستشهد بومبيو على نجاح سياسة ترمب ضد إيران بانخفاض الريال الإيراني إلى 140 ألف ريال للدولار.

وكان عدد من الصقور في إدارة ترمب، وعدد من قادة الحزب الجمهوري في مجلس الشيوخ، انتقدوا إدارة الرئيس ترمب في عدم اتخاذ موقف أكثر تشدداً من إيران. وأشارت مصادر بالبيت الأبيض إلى أن جون بولتون مستشار الأمن القومي الأميركي كان من المؤيدين لموقف أكثر تشدداً وعدد أقل من الاستثناءات. فيما دعا كل من السيناتور توم كاتون والسيناتور تيد كروز والسيناتور ماركو روبي، إدارة ترمب، إلى اتخاذ موقف أكثر تشدداً حتى مع فرض تلك العقوبات على قطاع النفط الإيراني، وطالبوا بالدفع بتشريعات لعزل المصارف الإيرانية عن النظام المالي العالمي. وانتقدوا أيضاً عدم إجبار إيران كلياً على الخروج من نظام «سويفت».

وفيما تعهد بومبيو بأن تصادق وزارة الخزانة الأميركية على عقوبات ضد المصارف الإيرانية التي تتورط في سلوك خبيث، قال: «هناك كثير من الخبراء الذين قالوا إن سياسة الرئيس ترمب لن يكون لها تأثير لأنها صادرة فقط من الولايات المتحدة ولم تشارك فيها دول أخرى، والواقع أننا قمنا ببناء تحالف ضخم للحفاظ على هذا العالم أكثر أمناً، والعقوبات التي سيتم فرضها هي أقصى عقوبات مفروضة على طهران». بدورها، قالت نائبة رئيس مبادرة التهديد النووي كاري هيندرستاين، إن إعادة فرض العقوبات الأميركية ستضع حداً لقدرة إيران على القيام بأنشطة اقتصادية على المستوى الدولي. وتشير إلى أن الاتفاقية النووية التي وقعها أوباما عام 2015 تم تصميمها لمعالجة مشكلة محددة للغاية، وفي ذلك الوقت كان لدى إيران آلاف من أجهزة الطرد المركزي، وتمكنت من تخصيب اليورانيوم بنسبة تصل إلى 20 في المائة، ولذا كانت إيران تقترب بشكل كبير من تطوير قنبلة نووية، وأعتقد أن هذه الصفقة كانت أفضل صفقة يمكن الحصول عليها في ذلك الوقت. فيما يؤكد أولي هاينونين الباحث بمؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، أن الصفقة النووية كانت معيبة منذ البداية وتتجاهل جهود إيران لبناء صواريخ تسلح بها الأسلحة النووية، إضافة إلى رعاية الإرهاب. وأشار إلى أن إعادة فرض العقوبات ضد إيران وفرض أقصى قدر من الضغوط واستهداف القطاع النفطي بشكل خاص، كل ذلك سيدفع النظام الإيراني إلى العودة إلى طاولة المفاوضات.

ويعتقد هاينونين أنه بعودة إيران للتفاوض مرة أخرى قد يكون من الممكن التوصل إلى اتفاق أكثر شمولاً يشمل الجهود النووية والصواريخ الباليستية ورعاية إيران للإرهاب وكل القضايا التي تشغل الإدارة الأميركية. وقال: «أعتقد أن الإيرانيين سيوافقون على التفاوض على صفقة جديدة، وهذا في مصلحتهم». وقد دخلت العقوبات الأميركية على النفط الإيراني حيز التنفيذ مع الساعات الأولى لمنتصف ليل الأحد/ الاثنين، وقد وصفتها الإدارة الأميركية بأنها أقوى العقوبات في التاريخ وتهدف إلى منع إيران من تصدير النفط إلى أي بلد.

وأعلنت الإدارة الأميركية إعادة فرض العقوبات التي رفعتها إدارة أوباما كجزء من الاتفاق النووي الإيراني الموقع عام 2015 التي تشمل عقوبات اقتصادية على النفط والمصارف والشحن وغيرها من القطاعات الاقتصادية المهمة. وتدخل العقوبات حيز التنفيذ اليوم (الاثنين)، وتستهدف أكثر من 700 من الأفراد والكيانات الإيرانية. وقد تجبر النظام الإيراني على الدخول في جولة جديدة من المفاوضات، حيث تريد الولايات المتحدة كبح برنامج إيران للصواريخ الباليستية ووقف دعمها للإرهاب.

وقال بومبيو الجمعة، إن الهدف من العقوبات هو إجبار إيران على التخلي بشكل نهائي عن أنشطتها غير القانونية والتصرف دولة عادية. وحذر من أن العقوبات الأميركية ستطبق على الدول الأجنبية والشركات التي تتعامل مع الكيانات الإيرانية المستهدفة، بما في ذلك شركة النفط الوطنية والمصارف وصناعة النقل البحري الإيراني. فيما حذر وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوشن الاتحاد الأوروبي (بعدما أعلن وزراء الخارجية والمالية في فرنسا وألمانيا وبريطانيا مواصلة التعامل مع إيران) من مخاطر فقدان أي مؤسسة مالية أو شركة أو فرد يتعامل مع إيران إمكانية الوصول إلى النظام المالي الأميركي والقدرة على التعامل التجاري مع الولايات المتحدة والشركات الأميركية. وقال: «نحن عازمون على ضمان توقف الأموال العالمية عن التدفق إلى خزائن النظام الإيراني».

رغم ذلك، اعترفت إدارة ترمب باستثناء 8 دول من حظر استيراد النفط الإيراني والسماح لها بمواصلة الشراء من الحكومة الإيرانية. وتشير التسريبات إلى أن هذه الدول الثماني تضم الصين والهند، وهما أكبر مشتريين للنفط الإيراني، إضافة إلى تركيا واليابان وكوريا الجنوبية، بينما لا يشمل هذا الاستثناء الدول الأوروبية. ومنذ إعلان إدارة ترمب خطواتها لفرض تلك العقوبات في مايو (أيار) الماضي، قام مسؤولو الخارجية الأميركية والخزانة بزيارات مكثفة للدول التي تستورد النفط من إيران، في محاولة لبحث بدائل أخرى والتحذير من مخاطر مواجهة العقوبات الأميركية، واتخذ معظم المشترين للنفط الإيراني خطوات حذرة، حيث قامت كل من فرنسا وكوريا الجنوبية بوقف عمليات الشراء في يونيو (حزيران) الماضي. وتبعتهما إسبانيا واليابان في سبتمبر (أيلول) الماضي، وخفضت تركيا مشترياتها إلى النصف، في حين أجرت إيطاليا واليونان، وهما المشتريان الرئيسيان في الاتحاد الأوروبي للنفط الإيراني، تخفيضاً مماثلاً في استيراد النفط الإيراني، وخفضت الهند التي تعد أكبر مشترٍ للنفط الإيراني من استيرادها. وأفادت تقارير بأن الصين تتجه لخفض استيراد النفط الإيراني.

 

بومبيو يطالب إيران بالتغيير أو مواجهة الانهيار الاقتصادي وعقوبات أميركية تستهدف الخطوط الجوية الإيرانية و50 بنكاً

واشنطن/الشرق الأوسط/05 تشرين الثاني/18/قال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، إن إيران يمكنها أن تتغير أو سوف تشهد انهياراً اقتصادياً، وذلك بعد دخول العقوبات الأميركية على طهران حيز التنفيذ، اليوم. وأضاف بومبيو في مؤتمر صحافي، اليوم (الاثنين)، أن إيران تزعزع الاستقرار في الشرق الأوسط حالياً، مؤكداً أن واشنطن ستواصل الضغط على إيران «بلا هوادة». وأكد وزير الخارجية الأميركي أن واشنطن سوف تعاقب كل من يقوم بأعمال تجارية مع إيران. وأوضح بومبيو أنه تم منح دول اليونان واليابان والصين والهند وإيطاليا إعفاءات مؤقتة من تطبيق العقوبات، مما يتيح لها الاستمرار في استيراد النفط الإيراني. وقال بومبيو إن أكثر من 20 دولة خفضت بالفعل وارداتها من النفط الإيراني، مما قلص مشترياتها بأكثر من مليون برميل يومياً. وقال وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوتشين في المؤتمر الصحافي المشترك مع بومبيو: «إذا حاولوا الالتفاف على عقوباتنا، سنواصل اتخاذ مزيد من الإجراءات لوقف نشاطهم. إن الضغط الأقصى الذي تمارسه الولايات المتحدة سيزداد اعتباراً من الآن. على الشركات في مختلف أنحاء العالم أن تفهم أننا سنطبّق العقوبات بشكل صارم». كانت الولايات المتحدة قد أعادت فرض عقوبات اقتصادية وشددت عقوبات أخرى على قطاعات النفط والبنوك والنقل الإيرانية، اليوم (الاثنين)، بعد انسحاب الإدارة الأميركية من الاتفاق النووي الذي كلن قد أُبرم عام 2015. وتعهدت بمزيد من التحركات للضغط على طهران. وكان منوتشين قد أوضح في بيان سابق «فرض الخزانة ضغوطاً مالية غير مسبوقة على إيران ينبغي أن يوضح للنظام الإيراني أنه سيواجه عزلة مالية متزايدة وركوداً اقتصادياً حتى يغيّر أنشطته المزعزعة للاستقرار بشكل جذري». وذكر البيان أن العقوبات تشمل 50 بنكاً وكيانات تابعة لها وأكثر من 200 شخص وسفينة في قطاع الشحن، كما تستهدف الخطوط الجوية الإيرانية (إيران إير) وأكثر من 65 من طائراتها. كانت واشنطن قد أعادت فرض الدفعة الأولى من العقوبات في أغسطس (آب) الماضي.

 

روحاني يهدد بالالتفاف على العقوبات... وبومبيو يعتبرها الأشد على الإطلاق/وزير الخارجية الأميركي أعلن أن الهدف الحد من «الرعب الإيراني»

واشنطن/الشرق الأوسط/05 تشرين الثاني/18/بالتزامن مع دخول الحزمة الثانية من العقوبات الأميركية على طهران حيز التنفيذ اليوم (الاثنين)، هدد الرئيس الإيراني حسن روحاني بأن طهران «ستبيع النفط وستخرق العقوبات»، على حد قوله.

وقال روحاني في خطاب متلفز لمجموعة من الاقتصاديين: «إيران ستلتف وبفخر على العقوبات... نحن في وضع حرب اقتصادية ونواجه قوة متغطرسة، سنصدر النفط مهما كلفنا الأمر». وفي سياق متصل، قال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أمس (الأحد)، إن العقوبات الأميركية «هي أشد عقوبات على الإطلاق تفرض على إيران». وأعلن بومبيو، في حوار لشبكة «سي بي إس» الأميركية الأحد، أن العقوبات تستهدف منع إيران من الحصول على الثروة والمال للحد من الرعب الذي تثيره حول العالم، معتبراً أن تلك العقوبات تهدف للحد من تمويل إيران للميليشيات الحوثية في اليمن. وأكد بومبيو في حواره أن الشركات الأوروبية فرت من إيران بأعداد كبيرة عقب الانسحاب من الاتفاق النووي في مايو (أيار) الماضي، مشيراً إلى أن العالم أجمع يدرك أهمية هذه العقوبات، إذ إنها تعطي الفرصة للشعب الإيراني لإجراء التغييرات التي يريدها. وتأتي معاودة فرض العقوبات ضمن مساعٍ أوسع نطاقاً من الرئيس الأميركي دونالد ترمب للحد من النفوذ الإيراني. وكانت واشنطن أعادت فرض الدفعة الأولى من العقوبات في أغسطس (آب) الماضي. وتمنع العقوبات الأميركية كل الدول أو الكيانات أو الشركات الأجنبية من دخول الأسواق الأميركية في حال قرّرت المضي قدماً بشراء النفط الإيراني أو مواصلة التعامل مع المصارف الإيرانية.

 

الحرس} يحيي ذكرى اقتحام السفارة الأميركية عشية العقوبات «الأقسى» وقادته يهددون بمهاجمة المصالح الحيوية لواشنطن

لندن: عادل السالمي/الشرق الأوسط/05 تشرين الثاني/18/قبل بدء أقسى حزمة من العقوبات الأميركية بساعات، اختار كبار قادة «الحرس الثوري»، أمس، مواصلة التصعيد، وتوجيه الرسائل الحادة إلى البيت الأبيض، وفي حين قال قائد «الحرس»، محمد علي جعفري، إن بلاده «هزمت أميركا في انتخابات العراق»، لوَّح نائبه حسين سلامي باستهداف «المصالح الحيوية الأميركية إذا لزم الأمر»، وبرعاية الحكومة، تظاهرت، أمس، حشود لإحياء الذكرى الـ39 لهجوم السفارة الأميركية في 1979، وبداية أكبر أزمة دبلوماسية بين البلدين. وقال قائد «الحرس الثوري»، محمد علي جعفري، إن أيّ مساعٍ من الولايات المتحدة لإسقاط النظام «محض جنون»، وأضاف: «أميركا لا ترغب في مواجهة عسكرية مع إيران»، مشيراً إلى «الخوف من قوة (حزب الله) والقوة الرادعة لإيران». واستئناف العقوبات الأميركية، التي تستهدف مبيعات النفط الإيرانية، وحرمان إيران من التعامل بالدولار، جزء رئيسي من جهد أوسع يبذله ترمب لإجبار طهران على وقف برامجها النووية، الخاصة بالصواريخ الباليستية تماماً، وكذلك دعمها لقوات تعمل بالوكالة عنها في صراعات في أنحاء الشرق الأوسط. وزعم جعفري أن إيران «حققت انتصاراً في الانتخابات العراقية الأخيرة بنتيجة 3 مقابل صفر، ضد الولايات المتحدة»، وذلك في تلميح ضمني إلى انتخاب الرئيس العراقي، ورئيس البرلمان، ورئيس الوزراء. وفي توضيح كلامه قال إن مراكز أساسية في الحكومة العراقية اليوم ضمن المعسكر الإيراني.

وكان جعفري يشير إلى شرط أميركي باحتواء الدور الإيراني في الشرق الأوسط، كما تطرَّق إلى سوريا، مشدداً على أن «الثبات في سوريا غير ممكن من دون إيران»، وأضاف أن «أميركا انهزمت من جبهة المقاومة في سوريا، ومن المؤكَّد أن ذلك لم يكن ليحصل لولا إيران». وأشار إلى الدعم الصاروخي الذي قدمته إيران إلى «حزب الله» و«حماس». وكان خامنئي قال في كلمة، أول من أمس (السبت)، إن سياسات ترمب تواجه معارضة في أنحاء العالم. وتواجه إيران انتقادات دولية بسبب برنامجها الصاروخي وتدخلاتها الإقليمية، لكن حلفاء واشنطن في أوروبا يرفضون ربط الاتفاق حول البرنامج النووي بسلوكها الإقليمي وبرنامج الصواريخ. وتريد أوروبا ترك الباب مفتوحاً على شركاتها للنشاط الاقتصادي في إيران، واستيراد النفط الإيراني عبر تفعيل آلية مالية عبر شبكة «سويفت» المالية العالمية، غير أن الولايات المتحدة وجَّهت تحذيراً، الجمعة الماضي، إلى الشبكة، من التعرض لعقوبات مباشرة. وفي السياق ذاته، قال جعفري إن «وزارة الدفاع الأميركية أصدرت أوامر أخيراً إلى وحدة عسكرية حظرت فيها نشر أي أخبار عن قدرات عسكرية إيرانية، حفاظاً على معنويات جنودها».

قبل تصريحات جعفري بيوم كشفت إيران عن تدشين مقاتلات «كوثر»، وهي نسخة من مقاتلات «إف 5» الأميركية، وذلك بعدما أثار إعلان عن تجريب المقاتلة ردود فعل ساخرة بين الإيرانيين على شبكات التواصل الاجتماعي، الشهر الماضي. ودافع قائد «الحرس الثوري» محمد علي جعفري، أمس، عن الاستيلاء على السفارة الأميركية قبل 39 عاماً، وقال: «لو أن الأميركيين بقوا في وكر التجسس، لم تبلغ الثورة عامها الأربعين بلا ريب، وكان الأمر سينتهي في بداية الثورة». وخاطب قائد «الحرس الثوري» الرئيس الأميركي دونالد ترمب قائلاً: «لا تهدِّد إيران أبداً».

وجاءت عبارة جعفري بعدما كان يسرد وقائع من أخذ الدبلوماسيين الأميركيين رهائن في غضون ساعات، لافتاً إلى أن مسؤولين إيرانيين حينذاك «كانوا بصدد تنفيذ انقلاب على النظام».

كان ذلك مقدمةَ جعفري للتعليق على العقوبات الأميركية الجديدة التي دخلت اليوم حيز التنفيذ. وقال إن إيران «ستقاوم الحرب النفسية»، والعقوبات الأميركية على قطاعها النفطي، وستتغلب عليها. وتابع أن «أميركا شرعت في حرب اقتصادية ونفسية كملاذ أخير... لكن مؤامرات أميركا وخططها للعقوبات سيجري التغلب عليها عن طريق المقاومة المستمرة». وكان جعفري يتحدث أمس في مظاهرة بمناسبة الذكرى السنوية لاقتحام السفارة الأميركية، في الرابع من نوفمبر (تشرين الثاني) 1979، بعد قليل من سقوط الشاه، واحتجزوا 52 أميركياً رهائن لمدة 444 يوماً.

وفرضت أجواء الحزمة الثانية من العقوبات الأميركية نفسها بقوة على المظاهرات التي ينظمها سنوياً «الحرس الثوري»، الجهاز العسكري الموازي للجيش النظامي، وقوات «الباسيج» التابعة له وتمولها الحكومة. وردد المشاركون في التجمع الحاشد هتافات معادية للولايات المتحدة وبثَّها التلفزيون الرسمي على الهواء، منها: «الموت لأميركا». وأحرق الآلاف من الطلاب الأعلام الأميركية، ومجسماً للعمِّ سام، وصوراً للرئيس دونالد ترمب خارج المجمّع الذي كان يضم ذات يوم السفارة الأميركية، وفقاً لوكالة «رويترز». ولوحظ تجنُّب «الحرس الثوري» استعراض الصواريخ الباليستية وسط حشود المتظاهرين، وأظهرت صور تناقلتها وكالات «الحرس» استعراض صواريخ من البلاستيك بدلاً من الصواريخ الباليستية، وتحمل أسماء الصواريخ الإيرانية. ولا تربط واشنطن علاقات بطهران منذ ذلك الحين، ويقفان على طرفي نقيض من الصراعات في الشرق الأوسط. وتقول وسائل إعلام إيرانية إن «الملايين خرجوا للمشاركة في مسيرات وتجمعات في معظم المدن والبلدات في أنحاء البلاد، مجددين لنظام ولاية الفقيه وعلى رأسها المرشد علي خامنئي». وتُعدّ المسيرات والتجمعات السنوية في هذا اليوم الذي يضجّ بهتاف «الموت لأميركا» في ذكرى الاستيلاء على السفارة، رمزاً للعداء الإيراني. لكن مشاعر الضغينة بين أنصار النظام تجاه واشنطن كانت أقوى هذه المرة في أعقاب قرار ترمب في مايو (أيار) الانسحاب من الاتفاق النووي الذي أبرمته القوى العالمية الكبرى مع طهران عام 2015، ومعاودته فرض العقوبات على طهران.

وتلزم إيران موظفي الحكومة وطلاب المدارس والجامعات (الحكومية) والعسكريين بالحضور المكثف في المظاهرات. وفي سياق متصل، هدد نائب قائد «الحرس الثوري» حسين سلامي، أمس، باستهداف المصالح الحيوية الأميركية «إذا ما استدعت الضرورة»، لافتاً إلى أن إيران «تملك القدرة على إخراج الشرق الأوسط من السيطرة الأميركية على وجه السرعة». وهوَّن سلامي من قدرة الضغوط الأميركية التي «بلغت حدها الأقصى» على حد تعبيره. وأشار إلى «بساطة إحباط العقوبات»، وقال: «هذه هي معركتنا الأخيرة مع العدو». متسائلاً: «هل تمكنت الولايات المتحدة من منع تأثير إيران وقوتها المعنوية في المنطقة أو الحد منها؟ وهل تمكنت من تغيير سلوكنا السياسي من خلال الحظر الاقتصادي الواسع؟ وهل تمكَّنت من إقناعنا بالجلوس معها إلى طاولة المفاوضات مرة أخرى؟». وقبل تنفيذ العقوبات الأميركية بساعات، قال سلامي: «اليوم هو يوم عظيم بالنسبة للشعب الإيراني؛ فأميركا قالت في البداية إنها تريد تصفير صادرات النفط الإيراني، ولكنها غيَّرت ذلك لأنها أدركت أنها لا يمكنها تنفيذ هذا عملياً، وقد شاهدتم أنها استثنت ثماني دول من حظرها المفروض على إيران».

ومع ذلك أشار إلى حالة الهلع في أسواق المال الإيرانية وخسارة الريال أكثر من 70 في المائة من قيمة منذ أبريل (نيسان) الماضي، وعزا أسباب الأزمة الاقتصادية إلى «الحرب النفسية الأميركية». ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن «فارس» التابعة لـ«الحرس الثوري» أن سلامي قال إن «وجود إيران في سوريا كان بطلب من الحكومة السورية، وليس لدينا أي خطة بعيدة الأمد للبقاء في هذا البلد». على صعيد آخر، رفض مجلس صيانة الدستور الإيراني أمس قانونا يتيح الانضمام إلى اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة تمويل الإرهاب، التي تُعد ضرورية للحفاظ على روابط طهران التجارية والمصرفية مع العالم. وقال المجلس الذي يختار نصف أعضائه المرشد الإيراني، ومهمته الإشراف على القوانين التي يقرها البرلمان، إن بنود الاتفاقية تخالف التشريعات والدستور، قبل أن يردها إلى البرلمان لمراجعتها. وكتب المتحدث باسم المجلس عباس علي كدخدايي على «تويتر»: «ناقش مجلس صيانة الدستور، في جلسات متعددة، القانون الذي أقره البرلمان... واعتبره يحتوي على إشكاليات وأمور غامضة». والقانون الذي أقره البرلمان بغالبية بسيطة، في 7 أكتوبر (تشرين الأول)، واحد من أربعة مشروعات قوانين تقدمت بها حكومة الرئيس حسن روحاني لتلبية مطالب مجموعة العمل المالي الدولية (إف إيه تي إف)، التي تراقب الجهود التي تبذلها الدول لمكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب.وتنفي الحكومة الإيرانية أن يحد القانون من قدرة طهران على دعم نشاط «فيلق القدس»، الذراع الخارجية لـ«الحرس الثوري» وحلفائه الإقليميين، مثل «حزب الله» اللبناني، بسبب معايير الشفافية الواسعة التي يفرضها على حساباتها. لكن حكومة روحاني ترى أن هذا القانون أمر حيوي، خصوصاً بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي مع إيران عام 2015، وفرضها العقوبات مجدداً. وقال وزير الخارجية محمد جواد ظريف إن عدم انضمام بلاده «سوف يزوّد الولايات المتحدة بأعذار أكثر لزيادة مشكلاتنا». وسعت بريطانيا وفرنسا وألمانيا والصين وروسيا، الأطراف الأخرى الموقِّعة على الاتفاق النووي، إلى إنقاذه، والحفاظ على التجارة مع إيران، لكنها طالبت بانضمامها إلى مجموعة العمل المالي، كشرط أساسي لتفعيل آلية مالية لمواجهة العقوبات الأميركية. وتدرج المجموعة إيران وكوريا الشمالية فقط على لائحتها السوداء، على الرغم من أن المنظمة التي تتخذ من باريس مقراً لها قد علّقت الإجراءات ضد إيران منذ يونيو (حزيران) 2017، بينما تعمل الأخيرة على الإصلاحات المطلوبة. والشهر الماضي مدَّدت مجموعة العمل المالي المهلة التي أعطتها لإيران لتحديث قوانينها حتى نهاية شهر فبراير (شباط). 

 

العقوبات الأميركية ستدفع الاقتصاد الإيراني إلى مستنقع الركود

لندن/الشرق الأوسط/05 تشرين الثاني/18/بعد دخول الحزمة الثانية من العقوبات الأميركية على إيران حيز التنفيذ اليوم (الاثنين)، مستهدفةً على وجه التحديد قطاع الطاقة وقطاعات حيوية أخرى، يجدر السؤال ماذا سيكون تأثير "العقوبات" الأشدّ على إيران، وهل ستستطيع تحمّل نتائجها؟ وماذا سيكون توجّه الدول الأوروبية وغير الأوروبية التي تملك تعاملات تجارية مع إيران؟ لا شك في أن العقوبات التي فُرضت هي الأكثر إضراراً بالاقتصاد الإيراني، لأنها تستهدف مبيعات النفط، وقطاع الطاقة عموماً، والشحن، والخدمات المصرفية، والتأمين، وسوى ذلك. وهي تهدف إلى الضغط على الدول الأخرى لمنعها من التعامل مع طهران، وخصوصاً ثنيها عن شراء النفط الذي يوفر نسبة كبيرة من إيرادات إيران. وعلى الرغم من الإعفاءات التي ستمنحها واشنطن لبعض الدول – الصين والهند وإيطاليا واليونان واليابان وكوريا الجنوبية وتايوان وتركيا، كما أعلن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو - لكي تستطيع شراء النفط الإيراني، فإن إيران ستخسر الكثير من الإيرادات، الأمر الذي سيشكل مزيداً من الضغط على اقتصادها المأزوم. ومعلوم أن الرزمة الأولى من العقوبات التي دخلت حّز التنفيذ في أغسطس (آب) الماضي أدت إلى انسحاب شركات عالمية كبيرة من إيران، لأن نظام العقوبات يقضي بوقف تعامل الولايات المتحدة مع أي شركة أجنبية تتعامل مع إيران، وبمعاقبة اي شركة أميركية تتعامل مع شركة أجنبية تتعامل مع إيران. هنا لا بد من الإشارة إلى أن دول الاتحاد الأوروبي غير سعيدة بالعقوبات الأميركية، لأنها استفادت عبر استثمار شركات تنتمي إليها في إيران. لذلك وضعت نظاما بديلا، هو عبارة عن غرفة مقاصّة، يغني عن الدفع المباشر لمواصلة العمل مع إيران، وحتى لمواصلة شراء النفط الذي لا تتقاضى طهران ثمنه مباشرة بموجب الآلية المذكورة، بل يبقى المال في الخارج بحيث يمكن الأخيرة أن تستخدمه لاستيراد سلع ومنتجات. غير أن آلية الاتحاد الأوروبي، لا تلغي واقع أن القيام بأي عمل ذي صلة بإيران يمكن أن يظل مرتفع التكاليف بالنسبة إلى العديد من الشركات. فعلى سبيل المثال، إذا كانت ثمة شركة شحن تشتري نفطاً إيرانياً من خلال الآلية الأوروبية، فإن شركة التأمين التي تغطي الشحن قد تواجه خطر العقوبات الثانوية والخسارة المحتملة لكل أعمالها في الولايات المتحدة. وتجدر الإشارة إلى أن العقوبات التي فرضت على إيران بين العامين 2010 و 2016، حعلت صادراتها من النفط تتراجع بنحو النصف. ولا شك في أن الصادرات ستتأثر هذه المرة أيضًا، وتؤكد إيلّي جيرانمايه من المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية أن العقوبات الجديدة، أو المتجددة، ستكون مؤلمة حتماً لطهران. في ظل الواقع الجديد، سيتحتّم على النظام الإيراني أن يبحث عن طرق مبتكرة لبيع النفط، غارفاً من خبرة سنوات في العيش تحت وطأة عقوبات دولية. ويتوقع خبراء أن يسعى النظام إلى التعويض عن الاستثمارات الأوروبية المفقودة، بالاتجاه شرقاً لإقامة علاقات جديدة مع روسيا والصين. إلا أن هذا الأمر سوف يتطلب وقتاً طويلاً لا قدرة للاقتصاد الغيراني على تحمّله. ولا شك في أن المرحلة التي بدأت اليوم ستنعكس سلبا على الوضع الاقتصادي والمعيشي للشعب الإيراني، مع الإشارة في هذا الصدد إلى أن العملة الإيرانية خسرت أكثر من ثلثي قيمتها هذا العام، مما أدى إلى ارتفاع الأسعار بشكل هائل وتململ اجتماعي واسع. وقد يكون كافيا في هذا السياق القول إن وكالة "فيتش" للتصنيف الائتماني توقعت أن ينمو اقتصاد إيران بنسبة 1.8 في المائة فقط هذا العام وأن ينكمش بنسبة 4.3 في المائة في العام المقبل. وهذا يعني بالطبع مزيداً من الصعاب الاقتصادية وضآلة فرص العمل للشباب. وقد جاء في تقرير "فيتش" الشهر الماضي: "نرى أن إعادة فرض العقوبات الأميركية على إيران ستسبب تباطؤا حادا في الاقتصاد الإيراني عام 2018 وستُحدث ركودا عام 2019، مع انخفاض الصادرات والتدفقات الاستثمارية، وارتفاع التضخم والبطالة وتراجع الاستهلاك".

 

بومبيو: نتواصل مع الرياض وأنقرة لكشف حقائق مقتل خاشقجي

واشنطن/الشرق الأوسط/05 تشرين الثاني/18/شدد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو على أن بلاده ستواصل العمل «للحفاظ على العلاقة الاستراتيجية مع السعودية»، مشيراً إلى أنها علاقة «لها أثر كبير» في منع إيران «أكبر دولة راعية للإرهاب» من تهديد المصالح الأميركية. وقال بومبيو في مقابلة مع شبكة «فوكس نيوز»، أمس، إن واشنطن «تتحدث إلى تركيا والسعودية بشكل يومي تقريباً لمواصلة الجهود» لكشف الحقائق في قضية مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي في إسطنبول. وأشار إلى أن «الحقائق لا تزال تتكشف. ولا نزال نعمل بجد على ذلك... بدأنا بمحاسبة بعض المسؤولين وألغينا تأشيرات 16 شخصاً تمكنا من تحديد أنهم على صلة بما جرى». وأضاف: «كما قلت سنحاسب كل المسؤولين عن مقتل خاشقجي. سنفعل ذلك وفي الوقت نفسه سنواصل العمل للحفاظ على العلاقة الاستراتيجية بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية. وهي علاقة لها أثر كبير على قضية منع إيران، أكبر دولة راعية للإرهاب، من تهديد الولايات المتحدة وإسرائيل». ورداً على سؤال عن الدعوة التي وجهها وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس للتسوية في اليمن، قال إنه «لا جديد في هذا الموقف، فنحن ندعو الأطراف كافة منذ فترة للجلوس إلى الطاولة والإقرار بأن لا حل عسكرياً في اليمن. طلبنا ذلك من الإيرانيين أيضاً. ومعظم الأذى هناك يأتي من حقيقة أن الإيرانيين يواصلون تقديم السلاح والصواريخ للمتمردين الحوثيين الذين يحاربون السعودية. هم مسؤولون عن المجاعة في اليمن أيضاً. ونحن نريد من كل الأطراف، برعاية مبعوث الأمم المتحدة مارتن غريفيث، الجلوس إلى الطاولة والتفاوض على حل ينهي هذا الموقف المأساوي الصعب الذي يحدث في اليمن اليوم».

 

 السيسي يتعهد ضمان حرية العبادة والمعتقد في مصر وشدد على ترسيخ المواطنة وإصلاح الخطاب الديني

القاهرة: محمد نبيل حلمي/الشرق الأوسط/05 تشرين الثاني/18/تعهد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أمس، بضمان «حرية العبادة والمعتقد» في البلاد، وذلك بعد يومين من هجوم دامٍ تبناه «داعش» أسفر عن مقتل 7 مواطنين أقباط كانوا عائدين من زيارة لأحد الأديرة بمحافظة المنيا (200 كيلومتر جنوب القاهرة). وكان السيسي يتحدث في مداخلة بإحدى جلسات اليوم الثاني لـ«منتدى شباب العالم» المقام في مدينة شرم الشيخ بجنوب سيناء ويحظى بمشاركة 5 آلاف مشارك من جنسيات مختلفة فضلا عن عدد من المسؤولين الدوليين وأبرز رجال الدولة في مصر. وقال الرئيس المصري، مخاطبا الحضور ومواطنيه إن «الكل سواء، وليس هذا كلام يقال، بل ممارسات تتحول إلى سياسات وآليات عمل مستدامة، لا تنتهي بانتهاء أحد (سلطة حكم)، وعندنا قوانين تنظم البناء الموحد لدور العبادة منذ 150 سنة، ونحن أخرجناها لتحقيق الاستقرار».

وأضاف السيسي أنه «في مصر لم تكن هناك دولة (سلطة حكم) معنية ببناء دور عبادة للمواطنين باستثناء المساجد، وحاليا الدولة معنية في كل مجتمع جديد ببناء الكنائس لمواطنيها، وكذلك حل المشكلات القديمة؛ لأن لهم الحق في العبادة كما يعبد الجميع».

واستطرد: «لو لدينا في مصر ديانات أخرى فسنبني لها دور عبادة، لو عندنا يهود سنبني لهم، أو غيرهم سنبني... لأن من حق المواطن أن يعبد كما يشاء أو ألا يعبد، هذا موضوع لا نتدخل فيه».

ونوّه السيسي بإطلاقه مبادرة «تصحيح الخطاب الديني»، وربطها بتأجج الصراعات المتمركزة في هذه المنطقة (الشرق الأوسط)، متسائلا عن أسباب زيادة نسبة الصراعات، وأعداد اللاجئين والضحايا. وفي مداخلة أخرى، في إطار جلسة بعنوان «ما بعد الحروب والنزاعات... آليات بناء المجتمعات والدول»، عدّ السيسي أن مسار الإصلاح في مصر «مسؤولية وطنية، وهذا ما تم إثباته من خلال التجربة المصرية».

ورأى أن «تقدير الشعوب والرأي العام في الدول للأزمات في بلادهم تختلف وتتباين كثيرا قبل وبعد حدوث تلك الأزمات»، متابعا أن هناك «تكلفة إنسانية ومالية وأخلاقية كبيرة دفعتها الدول التي مرت بأزمات وفوضى»، وواصل: «الشعوب التي طالبت بالتغيير وتحركت بحسن نية بهدف الإصلاح المنشود في بلادهم، خسرت من جراء الفوضى أكثر مما كانت ستخسره إذا استمر الوضع في بلادهم دون تغيير». وعلى صعيد متصل، أكد وزير الخارجية المصري، سامح شكري، خلال مشاركته في جلسات منتدى الشباب العالمي، أن «من ثوابت السياسة الخارجية المصرية في مجال بناء واستدامة السلام وإعادة الإعمار والتنمية في أعقاب النزاعات؛ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، والحرص على الدفع بالحلول السياسية لتسوية الأزمات، وفقا لمقررات الشرعية الدولية، فضلا عن إعطاء الأولوية للحلول الصادرة من المؤسسات الوطنية للدولة ومواطنيها، بما يلبي طموحاتهم وآمالهم في مستقبل أفضل». وشارك في الجلسة ذاتها، ستيفان دي ميستورا، مبعوث الأمم المتحدة الخاص بسوريا، وغسان سلامة مبعوث الأمم المتحدة الخاص بليبيا، وكريستيان دوسي مدير مركز جنيف للدراسات الأمنية، إلى جانب وزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية اللبنانية، بيار رفول. ولفت المبعوث الأممي إلى ليبيا، إلى استمرار «العمل على تفعيل جهاز الشرطة الليبية الذي تم إهماله خلال الفترة الماضية»، مشيرا إلى أنه من «الأخطاء التي وقعت في السنوات الماضية أنه لم يتم الاهتمام بجهاز الشرطة».

إلى ذلك أوصت «الجلسة الحوارية للأمن المائي في ظل التغيرات المناخية»، بدمج الشباب وتحفيزهم لمجابهة تحديات التغير المناخي، وإتاحة شبكات الدمج والتواصل الفعال لهم مع المجتمع والحكومات. كما تطرقت التوصيات إلى ضرورة «بناء قواعد بيانات ومعلومات لنقل المعرفة والخبرات من الدول الصناعية الكبرى إلى الدول النامية، وتدريب الشباب على استخدامها». وأوضح الرئيس المصري، أن بلاده تمتلك «برنامجاً تسعى من خلاله لبناء قواعد بيانات حقيقية للدولة»، لافتا إلى أن «الفساد يُعد أحد الانطباعات السلبية المأخوذة على القارة الأفريقية، وتحديدا فيما يتعلق بإجراءات مكافحة الفساد التي تكون دون المستوي، إن كانت هناك إجراءات من الأساس». وأعرب السيسي عن اهتمام القاهرة بتحقيق الاستقرار في أوروبا، وقال: «يهمنا استقرار أوروبا؛ لأن استقرارها من استقرارنا وأمنها من أمننا... ونريد دائما أن تكون نظرتنا متبادلة بهذه الطريقة... لأن المصلحة المشتركة هي استقرارنا وأمننا، بعضنا مع بعض». كما شهدت جلسات المؤتمر «نموذج محاكاة القمة العربية الأفريقية»، تحدث خلالها ممثلو عدد من الدول، منهم ممثلة دولة إريتريا، التي أشادت بـ«التوصل إلى اتفاقية السلام مع إثيوبيا»، و«الاستجابة السريعة من المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية لتحقيق السلام».

 

السيسي يحذر من خطر استخدام الإرهابيين لوسائل التواصل الاجتماعي

القاهرة/الشرق الأوسط/05 تشرين الثاني/18/حذر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اليوم الاثنين من مخاطر استمرار العناصر الإرهابية في استخدام وسائل التواصل الجديدة في تنفيذ عملياتها. وقال السيسي - في كلمة أمام منتدى شباب العالم في مدينة شرم الشيخ بجنوب سيناء اليوم إن «الإرهاب لن يتوقف عن استخدام وسائل جديدة في الصراع، طالما وجدت، وأن أجهزة الاستخبارات والأجهزة الأمنية تبذل جهداً كبيراً لمواجهة هذا الخطر»، لكنه شدد على أهمية شبكات التواصل الاجتماعي، وقال إنها تطور إنساني قائم، و«سنتفاعل معه». وأشار السيسي - في كلمته التي نقلها موقع التلفزيون المصري - إلى الحاجة إلى تشكيل لجنة بحثية قومية لمناقشة وسائل التواصل، وتأثيرها وتعظيم الاستفادة منها، وقال إن «أي محاولة لمنعها لن تنجح، بل يجب أن ننجح في الاستفادة منها». وأضاف السيسي: «ما يهمني في مصر والدول الأقل تقدما، هو التعايش مع هذه الوسائل بشكل يقلل مخاطرها، لأنها تؤثر علينا بشكل أكبر من تأثيرها على الدول المتقدمة». وأضاف: «في 2010 قلت في محاضرة وأنا مدير للمخابرات إن التطور في وسائل الاتصال، سيؤدي إلى خطر شديد على مصر والمنطقة العربية، ولكن لم نستوعب هذا، إلا بعد الأحداث التي مرت علينا خلال السنوات الـ7 الماضية». وأكد أن هذا ليس عيب شبكات التواصل الاجتماعي، لكن المشكلة تكمن في استعدادنا نحن، مشيرا إلى أنه سيكون هناك تطوير آخر في الاستخدام، إن لم نكن مستعدين له سيكون تأثيره سيئا أيضا.

 

مصر تعلن مقتل 19 من منفذي «هجوم المنيا» خلال مداهمة منطقة جبلية

القاهرة: /الشرق الأوسط/05 تشرين الثاني/18/أعلنت الداخلية المصرية، أمس، مقتل 19 «إرهابياً» من المتورطين في الاعتداء على أقباط بمحافظة المنيا (200 كيلومتر جنوب القاهرة)، يوم الجمعة الماضي، مؤكدة استكمال عمليات البحث لضبط باقي العناصر من منفذي الهجوم. وتبنّى تنظيم داعش الاعتداء، الذي استهدف حافلة تقلّ مجموعة من الأقباط كانوا عائدين من زيارة لدير «الأنبا صموئيل» في المنيا، وأسفر عن سقوط 7 قتلى، وإصابة 13. وجاء في البيان أن «19 إرهابياً قُتلوا في تبادل لإطلاق النار مع قوات الأمن بإحدى المناطق الجبلية بالظهير الصحراوي الغربي لمحافظة المنيا». وأوضحت الوزارة أنه «في إطار ملاحقة العناصر الإرهابية المتورطة في تنفيذ عمليات عدائية بالبلاد وكان آخرها الهجوم المسلح الذي استهدف بعض المواطنين في أثناء عودتهم من دير الأنبا صموئيل المعترف الكائن بجبل القلمون بدائرة مركز العدوة بمحافظة المنيا، إلى موطنهم بمحافظة سوهاج، فقد تم عقب وقوع الحادث تشكيل مجموعات عمل ميدانية وفنية بمشاركة قطاعات الوزارة المعنية ووضع خطة بحث اعتمدت على جمع المعلومات وتتبع خط سير هروب الجناة والاستعانة في ذلك بوسائل التقنية الحديثة وتمشيط أماكن تردد وتمركز العناصر المشتبه فيها، خصوصاً الواقعة في المناطق النائية والتي يتخذها هؤلاء العناصر ملاذاً للاختفاء والانطلاق لتنفيذ مخططاتهم العدائية». وأضافت الوزارة أن «معلومات قطاع الأمن الوطني أفادت بتمركز مجموعة من العناصر الإرهابية الهاربة من الملاحقات الأمنية وهم من عناصر الخلية المنفذة للحادث المشار إليه في إحدى المناطق الجبلية بالظهير الصحراوي الغربي لمحافظة المنيا، واتخاذها مأوى لهم بعيداً عن الرصد الأمني».

وتابعت: «تمت مداهمة المنطقة المشار إليها وحال اتخاذ إجراءات حصار المنطقة، قامت العناصر الإرهابية بإطلاق النيران تجاه القوات مما دفعها إلى التعامل مع مصدر النيران، وعقب انتهاء المواجهة القتالية تبين أنها أسفرت عن مقتل 19 من العناصر الإرهابية (جارٍ تحديدهم)، كما عُثر بحوزتهم على 4 بنادق آلية، وبندقيتين آليتين (FN)، و3 بنادق خرطوش، و4 طبنجات عيار 9 مم، وكمية من الطلقات مختلفة الأعيرة، ووسائل إعاشة، وبعض الأوراق التنظيمية». وأعلنت الداخلية أن أجهزة الأمن اتخذت الإجراءات القانونية كافة، وتتولى نيابة أمن الدولة العليا التحقيق. وأنها تقوم حالياً باستكمال عمليات البحث لضبط العناصر الهاربة المتورطة في الهجوم المسلح. وسبق أن تبنّى تنظيم داعش هجوماً مماثلاً على حافلة كانت تقلّ أقباطاً على الطريق نفسه، في مايو (أيار) 2017، وأسفر الاعتداء عن سقوط 28 قتيلاً. كان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، قد أشار في كلمة أدلى بها أثناء مشاركته في مؤتمر دولي للشباب في منتجع شرم الشيخ، أمس، إلى الاعتداء، قائلاً: «عندما يسقط المصري أياً كان من هو (إلى أي ديانة ينتمي) في حادث إرهابي فهذا يؤلمنا ويؤلم كل المصريين». وأضاف: «الدولة المصرية تتعامل مع مواطنيها بلا تمييز بين رجل وامرأة أو بين دين ودين». وتابع: «الدولة الآن باتت معنية ببناء كنائس لمواطنيها في كل مجتمع جديد لأن لهم حق العبادة مثل الآخرين». من جهة أخرى، قررت محكمة جنايات القاهرة، أمس، تأجيل إعادة محاكمة الرئيس الأسبق محمد مرسي و23 متهماً من قيادات وعناصر جماعة الإخوان، في قضية التخابر مع منظمات وجهات أجنبية، إلى 25 نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري، لاستكمال فض الأحراز. وعلى رأس المتهمين بالقضية المرشد العام للجماعة محمد بديع. وتتعلق التهم بارتكاب جرائم التخابر مع منظمات وجهات أجنبية خارج البلاد، وإفشاء أسرار الأمن القومي، والتنسيق مع تنظيمات العنف المسلح داخل مصر وخارجها بقصد الإعداد لعمليات إرهابية داخل الأراضي المصرية. وخلال جلسة أمس عرضت المحكمة حرزاً يُظهر خطة الإخوان لإقصاء معارضين مثل محمد البرادعي، وحمدين صباحى من ميدان التحرير خلال مظاهرتهم ضد مرسي. وكانت النيابة العامة قد أسندت إلى المتهمين تهم التخابر مع منظمات أجنبية خارج البلاد، بغية ارتكاب أعمال إرهابية داخل البلاد، وإفشاء أسرار الدفاع عن البلاد لدولة أجنبية ومن يعملون لمصلحتها، وتمويل الإرهاب، والتدريب العسكري لتحقيق أغراض التنظيم الدولي لـ«الإخوان»، وارتكاب أفعال تؤدي إلى المساس باستقلال البلاد ووحدتها وسلامة أراضيها.

 

 مبعوث بوتين في دمشق وطهران لحل «عقدة الدستور» وهجوم لـ«داعش» شرق سوريا... ودوريات أميركية على حدود تركيا

دمشق - طهران - لندن/الشرق الأوسط/05 تشرين الثاني/18/أجرى ألكسندر لافرنتييف مبعوث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى سوريا أمس محادثات مع الرئيس بشار الأسد في دمشق قبل انتقاله إلى طهران اليوم، ضمن جهود موسكو لتشكيل اللجنة الدستورية السورية «قبل نهاية العام الحالي» بموجب التزامات بوتين خلال «القمة الرباعية» في إسطنبول. وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن الأسد بحث خلال لقائه مع لافرنتييف «موضوع تشكيل لجنة مناقشة الدستور الحالي»، وأنه تم الاتفاق «على مواصلة العمل المشترك لإزالة العوائق التي ما زالت تقف في وجه تشكيل هذه اللجنة». إلى ذلك، أكد نائب القائد العام لـ«الحرس الثوري» الإيراني العميد حسين سلامي، أن قواته ليس لديها أي خطة للبقاء في سوريا على المدى البعيد، وذلك عشية وصول لافرنتييف إلى طهران لإطلاع المسؤولين الإيرانيين على نتائج قمة إسطنبول. على صعيد آخر، قتل 12 عنصراً على الأقلّ من «قوّات سوريا الديمقراطية» المدعومة أميركياً أمس في هجوم شنّه تنظيم داعش على أحد مواقعها شرق سوريا، في وقت سيّرت القوات الأميركية دوريات في الدرباسية قرب حدود تركيا بعد أيام من تعرض المنطقة لقصف شنّته أنقرة.

 

دمشق مستعدة لـ«تعاون مشروط» مع بيدرسون

دمشق - لندن/الشرق الأوسط/05 تشرين الثاني/18/أبدت دمشق استعدادها للتعاون مع المبعوث الجديد للأمم المتحدة إلى سوريا غير بيدرسون «شرط أن يبتعد عن أساليب من سبقه»، وفق ما نقلته صحيفة «الوطن» المقربة من السلطات عن مسؤول سوري الأحد.

ونقلت الصحيفة عن نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد أن دمشق «وكما تعاونت مع المبعوثين الخاصين السابقين، ستتعاون مع المبعوث الأممي الجديد غير بيدرسون، بشرط أن يبتعد عن أساليب من سبقه وأن يعلن ولاءه لوحدة أرض وشعب سوريا، وألا يقف إلى جانب الإرهابيين كما وقف سلفه». ولطالما اتهمت دمشق المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا الذي استقال من منصبه الشهر الماضي بعد أربع سنوات من المساعي التي لم تكلل بالنجاح لتسوية النزاع السوري، بـ«عدم الموضوعية» في تعاطيه مع الأزمة السورية. ويعد هذا أول تعليق رسمي من الحكومة السورية بعد تسمية الأمم المتحدة الثلاثاء للدبلوماسي النرويجي الذي يتسلم مهامه في نهاية نوفمبر (تشرين الثاني)، ليكون بذلك رابع موفد مكلف بالتوصل إلى حل سلمي للنزاع الدائر منذ 2011.  ولم تعلق المعارضة السورية آمالاً على تعيين بيدرسون. وقال المتحدث باسم هيئة التفاوض السورية الممثّلة لأطياف واسعة من المعارضة يحيى العريضي لوكالة الصحافة الفرنسية قبل أيام، إن تغيير الموفدين لن يكون له تأثير يذكر على مصير بلاده في غياب إرادة وإجماع دوليين بشأن خريطة طريق سياسية. لكنه أوضح أن لبيدرسون «خبرة تمتدّ من العراق إلى لبنان والأمم المتحدة»، مضيفا: «نأمل أن يكون حاسما أكثر، وأن يسمّي فوراً الأشياء بأسمائها. ملف سوريا لا يحتاج الآن لمزيد من التملّق والمداهنة». وبيدرسون دبلوماسي مخضرم، شارك في 1993 ضمن الفريق النرويجي في المفاوضات السريّة التي أفضت إلى التوقيع على اتفاقيّات أوسلو بين إسرائيل والفلسطينيين. وأمضى سنوات كثيرة ممثّلاً لبلاده لدى السلطة الفلسطينية. وهو حالياً سفير النرويج لدى الصين وسبق أن كان سفيراً لبلاده لدى الأمم المتحدة. وقبل دي ميستورا، تولى الجزائري الأخضر الإبراهيمي والأمين العام السابق للأمم المتحدة الراحل كوفي أنان مهمة المبعوث الدولي إلى سوريا، من دون أن تثمر جهودهما في تسوية النزاع الذي تسبب منذ اندلاعه بمقتل أكثر من 360 ألف شخص وأحدث دماراً هائلاً في البنى التحتية وتسبب بنزوح وتشريد أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.

 

النظام السوري يسرّح دفعة أمضت 5 سنوات في الخدمة العسكرية

دمشق - بيروت/الشرق الأوسط/05 تشرين الثاني/18/أنهت وزارة الدفاع السورية خدمة عناصرها ممن قضوا خمس سنوات في الخدمة العسكرية دون انقطاع. وقالت قيادة الجيش السوري إنها أصدرت اليوم الأحد أمراً إدارياً يُنهي الاحتفاظ والاستدعاء للضباط المجندين الذين أتموا أكثر من خمس سنوات احتفاظ حتى أول يوليو (تموز) 2018، وللضباط الاحتياطيين الملتحقين خلال عام 2013 وأتموا أكثر من خمس سنوات بالخدمة الاحتياطية حتى التاريخ نفسه، وذلك ابتداء من السادس من نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري. وبحسب وكالة الأنباء السورية (سانا): «يستبعد من هذا الأمر من لديه فرار أو خدمة مفقودة تتجاوز 30 يوما». ويعد هذا القرار هو الثاني لتسريح عناصر من الجيش السوري خلال السنوات السبع الماضية، حيث تم منذ عدة أشهر تسريح دفعة من الذين أمضوا 8 سنوات في الخدمة العسكرية. وتحدد الخدمة العسكرية في الجيش السوري للمجندين بين سنة ونصف وسنتين، ويساق إلى الجيش من بلغ 18 عاما. وكان الرئيس السوري بشار الأسد أصدر في التاسع من شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي مرسوماً تشريعياً يقضي بمنح عفو عام عن المنشقين والفارين من الخدمة الإلزامية والاحتياطية في الجيش السوري. وبموجب المرسوم تسقط العقوبة عن كل مرتكبي الجرائم المنصوص عليها في قانون خدمة العلم الصادر عام 2007 وتعديلاته. وغادر مئات الآلاف من الشباب السوري الذين تتراوح أعمارهم بين 18 إلى 42 عاماً وهو سن الخدمة العسكرية الإلزامية في سوريا البلاد منذ اندلاع الأزمة منتصف مارس (آذار) عام 2011 كما انشق عشرات الآلاف منهم من الجيش السوري وانضموا إلى فصائل المعارضة أو غادروا البلاد. وحددت وزارة الدفاع السورية سن المكلف الاحتياطي بـ42 عاماً للأفراد، ويبقى الاستدعاء للاحتياط في سن 46 للضباط.

 

مبعوث بوتين يبحث مع الأسد تذليل عقبات تشكيل «الدستورية»

دمشق - لندن/الشرق الأوسط/05 تشرين الثاني/18/أطلع مبعوث الرئيس الروسي الخاص إلى سوريا ألكسندر لافرنتييف الأحد الرئيس بشار الأسد على مباحثات قمة إسطنبول حول سوريا، التي انتهت بالدعوة إلى تشكيل اللجنة الدستورية «قبل نهاية العام» في إطار المساعي لتسوية النزاع السوري. ويجري لافرنتييف في طهران اليوم محادثات تتعلق بنتائج قمة إسطنبول. وذكرت حسابات الرئاسة السورية على مواقع التواصل الاجتماعي أن الأسد بحث خلال لقائه مع لافرنتييف والوفد المرافق «موضوع تشكيل لجنة مناقشة الدستور الحالي». وتم الاتفاق «على مواصلة العمل المشترك بين روسيا وسوريا من أجل إزالة العوائق التي ما زالت تقف في وجه تشكيل هذه اللجنة». وأوردت أن لافرنتييف وضع الأسد في «صورة مباحثات القمة الرباعية التي عقدت مؤخرا في إسطنبول والجهود التي تبذلها موسكو مع جميع الأطراف الإقليمية والدولية بغية تذليل العقبات التي تقف أمام إحراز تقدم في المسار السياسي يساهم في إنهاء الحرب على سوريا». وعقدت في 27 أكتوبر (تشرين الأول) قمة رباعية غير مسبوقة في إسطنبول جمعت رؤساء تركيا وروسيا وفرنسا والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، دعا بيانها الختامي إلى تشكيل اللجنة الدستورية «قبل نهاية العام»، وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى سوريا. ويظهر واضحا اليوم الدفع باتجاه الحل السياسي للنزاع السوري انطلاقا من الدعوة لتشكيل اللجنة الدستورية، الناتجة عن مؤتمر حوار سوري رعته روسيا في سوتشي في يناير (كانون الثاني) الماضي، وأوكل للمبعوث الدولي إلى سوريا ستافان دي ميستورا مهمة تشكيلها، على أن تضم 150 عضوا وتجتمع في جنيف. وقدمت كل من دمشق والمعارضة، لائحة بأسماء 50 ممثلا عنها، في وقت باءت مساعي دي ميستورا، الذي يتوجب عليه تقديم لائحة ثالثة من 50 اسما، بالفشل. ولم يعد أمامه كثير من الوقت بعدما أعلن أنه سيتخلى عن منصبه نهاية الشهر الحالي. وإثر اجتماع عقده في دمشق مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم في 24 أكتوبر، أبلغ دي ميستورا مجلس الأمن في إحاطة تلفزيونية أن المعلم لم يوافق على دور للأمم المتحدة في اختيار اللائحة الثالثة، وأن الحكومة السورية رفضت سابقا عروض الأمم المتحدة لبحث اللجنة الدستورية مباشرة معها. وتتباين قراءة كل من الحكومة السورية والمعارضة لمهام هذه اللجنة، إذ تحصر دمشق صلاحياتها بنقاش الدستور الحالي، في حين تقول المعارضة إن هدفها وضع دستور جديد. وباءت 9 جولات من المحادثات غير المباشرة برعاية الأمم المتحدة بالفشل منذ العام 2016. في وقت تواصل موسكو وأنقرة مساعيهما من أجل إنهاء الحرب، رغم أن الأمل بالتوصل إلى تسوية سياسية لا يزال بعيد المنال. إلى ذلك، أكد نائب القائد العام للحرس الثوري الإيراني العميد حسين سلامي، أن قواته ليست لديها أي خطة للبقاء في سوريا على المدى البعيد، وذلك عشية وصول لافرنتييف إلى طهران. ونقلت وكالة «فارس» الإيرانية، أمس (الأحد)، عن سلامي القول إن «وجود إيران في سوريا كان بطلب من الحكومة السورية، وليست لدينا أي خطة بعيدة الأمد للبقاء في هذا البلد». وأكد أيضا أنه لا توجد خلافات مع الروس في سوريا، ووصف ما «تسوقه وسائل الإعلام بأنه مفبرك ويتعارض مع الواقع». ويزور لافرنتييف طهران اليوم لإجراء محادثات حول أحدث المستجدات على صعيد الأزمة السورية. ونقلت وكالة «فارس» الإيرانية، أمس، عن السفير الروسي لدى طهران ليفان جاجاريان، تأكيده أن لافرنتييف سيزور طهران، اليوم (الاثنين). ويعتزم لافرنتييف إجراء محادثات مع أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني حول أحدث تطورات الأزمة. وكان لافرنتييف قد زار طهران في يوليو (تموز) الماضي، والتقى مساعد أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني لشؤون السياسة الخارجية والأمن الدولي سعيد أيرواني.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

رسائلُ مشفّرة من عون الى الأميركيين؟  

ألان سركيس/جريدة الجمهورية/الاثنين 05 تشرين الثاني 2018

لا شك أنّ التمايز الذي حصل بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون و«حزب الله» في مسألة تأليف الحكومة والعُقدة السنّية له بعض الأبعاد الحكومية، لكن في الأساس كان هذا رسالةً مدروسةً أراد عون توجيهَها الى ما وراءِ الحدود. إنشغلت البلاد منذ مساء الأربعاء في تحليل الرسالة التي وجّهها الرئيس عون الى «حزب الله» بخصوص مسألة توزيرِ سنّيٍّ من خارج تيار «المستقبل». ففي وقت رأى البعض أنها خلافٌ على الحصص الوزاريّة فقط، إعتبرها البعض الآخر بداية تباين بين رئيس الجمهوريّة و«حزب الله». كل تلك التحليلات قدّ تكون مبرَّرةً بسبب الغموض الذي رافق الموقف والصدمة التي أحدثها، لكنّ المعلومات وفق بعض المتابعين تشير الى أنّ موقف عون الأخير لم يكن زلّة لسان أو خطأً في التعبير، بل إنّه يحمل معاني أوسع. وفي التفاصيل، فإنّ زيارة نائب مساعد وزير الخارجية الأميركية لشؤون المشرق والمبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا جويل رايبرن في الأيام الماضية، تركت بعض الترسّبات والتداعيات، فقد اجتمع رايبرن مع رئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة وبعض القيادات من دون أن يلتقي عون.

وتمّ التطرق الى العقوبات المالية والمصرفية التي تفرضها واشنطن أو ستفرضها لاحقاً على «حزب الله» وحلفائه، وقد أكّد المسؤول الأميركي أنّ العقوبات والإجراءات الى تصاعد وليس هناك مِن تساهلٍ في هذا الملف. وعندما سُئل رايبرن عمّا إذا كانت العقوبات ستشمل مسؤولين رسميّين أيضاً لا شركات وأشخاصاً على تعاون وثيق مع «حزب الله» فقط، أكّد المسؤولُ الأميركيّ أن لا فرق عندنا بين شخصٍ وآخر وبين مسؤولٍ رسميّ وغير رسميّ، فكل شخص حليفٌ لـ«حزب الله» ستشمله العقوبات المالية وحتى لو كان من كبار المسؤولين.

وبعد الإجتماعات، صعد أحدُ أصحاب المصارف الذي اطّلع على أجواء لقاءات رايبرن ومواقفه القاسية الى قصر بعبدا، وأعلم دوائرَ القصر بأنّ الأميركيين سيفرضون عقوباتٍ مالية على كل مسؤولٍ في الدولة حليفٍ لـ«حزب الله» أو مَن يُشتبه بتعاونه معه، وعندما علم عون بما حصل، طمأنه أنّه سيوجّه رسالة قريباً يُظهر فيها التباين في الموقف بينه وبين «حزب الله» لأنّ أحداً لا يعلم الى أين قد تذهب إدارةُ الرئيس دونالد ترامب في خطواتها التصعيديّة. ويرى البعض أنّ العقدة السنّية قد أتت في الوقت المناسب لتوجيه عون مثل هكذا رسالة، وخصوصاً أنّ «حزب الله» أصرّ على توزير أحد السنّة المستقلين الذين يدورون في فلكِه. وقد قال عون في مقابلته مساء الأربعاء إنّ مطلب السنّة المدعومين من «حزب الله» سبّب تأخيراً في التأليف، وهذا التأخير هو نوعٌ من التكتيك السياسي الذي يضرب استراتيجيّتنا الكبيرة، لافتاً الى أنهم أفراد وليسوا كتلة، ونحن نمثل الكتل ضمن معايير معيّنة، ولقد تجمّعوا أخيراً وطالبوا بتمثيلهم».

وفي قراءة لموقف عون، فقد أظهر الرئيس للأميركيين قبل غيرهم أنّ هناك تبايناً بينه وبين «حزب الله» وأنّه لا يبصم للحزب على كل ما يطلبه، وأنّ هناك فرقاً بين مسؤول في «جيب» الحزب وآخر يتعامل معه لأنّه قوّة أمر واقع، وبالتالي فإنّ هذا الأمر يُبيّن فصلاً من فصول العقدة السنّية وتشبّث عون بعدم إعطاء هذه الحقيبة الى السنّة الحلفاء لـ«حزب الله» ومساندة الحريري الذي يشكّل وجودُه عاملَ ثقة للمجتمع الدولي وللأميركيين. من جهتها، تؤكّد مصادر بعبدا لـ«الجمهوريّة» أنّ «موقف رئيس الجمهوريّة من مسألة توزير النواب السنة خارج تيار «المستقبل» واضح وصريح وقدّ عبّر عنه عون باسترسال في مقابلته مساء الأربعاء الماضي حين إعتبر أنّهم ليس لديهم كتلة واحدة موحّدة، وأنهم موزعون على كتل عدّة». الى ذلك، لا يبدو أنّ الموقف الأميركي في مسألة فرض عقوبات على «حزب الله» قابلٌ للتغيير في الوقت الراهن خصوصاً أنّ العقوبات على إيران تدخل حيّزَ التنفيذ الجدّي غداً. ويردّد ترامب ومسؤولون في الإدارة الأميركية مواقفَ تؤكّد أنهم يريدون «قصقصة» جوانح طهران في المنطقة، وأبرز تلك الجوانح «حزب الله» والميليشيات الشيعيّة العراقية والحوثيين.

ويعلم المسؤولون اللبنانيون أنّ ترامب لا يمزح في مسألة العقوبات، وقد أكّد على مسامع الحريري عندما التقاه في البيت الأبيض في تموز 2017 أنّ «الحزب» خطر على لبنان والمنطقة». كذلك، فإنّ القرارات الأميركيّة بشان هذه المسألة الى تصاعد لافت، ويتذكّر اللبنانيون الزيارات المتلاحقة التي قامت بها جمعية المصارف الى واشنطن ولجان برلمانية في العام الماضي من أجل حماية القطاع المصرفي من العقوبات التي ستُفرض على «حزب الله». وتضاف الى كل هذا، الخطواتُ العملية التي باشرت بها وزارة الخزانة الأميركية، خصوصاً أنها وضعت رجل الأعمال اللبناني محمد عبد الله الأمين على لائحة الإرهاب، إضافة الى 7 شركات يشغّلها، علماً أنّ الأمين هو ابن عبد الله الأمين، نائب سابق وشغل منصب وزير العمل من 1992 الى 1995. كذلك، صادَق ترامب على قانونٍ أقرّه الكونغرس الأميركي يفرض عقوبات إضافية على «حزب الله» تزامناً مع ذكرى الهجوم الذي استهدف قوات «المارينز» في بيروت. وفي أيار الماضي أعلنت وزارة الخزانة الأميركية، فرض عقوبات جديدة على أفراد مرتبطين بـ«حزب الله»، شملت الأمين العام للحزب السيّد حسن نصر الله، ونائبه الشيّخ نعيم قاسم إضافة الى قياديّين. وفي أيلول الماضي، صوّت مجلس النواب الأميركي على مشروع قانون، يفرض عقوبات أقسى على «حزب الله»، ويستهدف كل مَن يمّول الميليشيات ويزوّدها بالأسلحة.

 

أبعد من تمثيلِ سُـنّة 8 آذار 

سجعان قزي/جريدة الجمهورية/الاثنين 05 تشرين الثاني 2018

الرئيسُ المكلَّفُ سعد الحريري يؤكّدُ أنَّ صلاحيّاتِ تأليفِ الحكومةِ تعود إليه. ورئيسُ الجمهوريّةِ ميشال عون يَجزِمُ أنَّ توقيعَه هو الحاسمُ لإنهاءِ التشكيل. إذا كان الأمرُ كذلِك، فما عليهِما سوى اللقاءِ وإعلانِ الحكومةِ ما داما متَّفقَين، مبدئيًّا، على عدمِ الاعتراف بكيانٍ مستقِلٍّ للنوّابِ السُنّةِ في 8 آذار، الّذين كانوا الذريعةَ المعلَنةَ لتأخيرِ إعلانِ التشكيلةِ الجاهزةِ الأسبوعَ الماضي. إذا فَعلا، يؤكّدان صِدقيّةَ موقِفهما المشترَك، ويُثـبِّـتان هذا المفهومَ الثنائيَّ المتكامِلَ لصلاحيّاتِ التأليفِ، وإنْ فَتحا أزمةً حكوميّةً من نوعٍ آخَر. وإذا أحْجَما يَطعَنان بصلاحيّاتِهما ويُحلِّلان إعادةَ تفسيرِ «اتفاقِ الطائف»، بل تعديلَه. بتعبيرٍ آخَر، يَنقلُ رئيسا الجُمهوريّةِ والرئيسُ المكلَّفُ صلاحيّةَ تأليفِ الحكوماتِ من إطارِها الدُستوريِّ المحصورِ بهما، إلى آليّةٍ غيرِ دُستوريّةٍ تتقاسمُها الأحزابُ والكُتلُ والطوائفُ القويّة. وفي لبنان، السوابقُ تصبحُ أعرافًا، والأعرافُ تُضحي دساتيرَ.

لئلّا يكونَ تلاقي الرئيسَين عون والحريري مجرّدَ تبادلِ عواطفَ في الذِكرى الثانيةِ لبدءِ العهد، يَجدُر بهما أنْ يُترجِما اتّفاقَهما، لاسيّما أنّهما معًا يَضمَنان أكثريّةً نيابيّةً تؤمِّنُ للحكومةِ الثقةَ، حتى لو حجبَها عنها المتَشبِّثون بتمثيلِ نوابِ سُنّةِ 8 آذار. كانت خِشيةُ الرئيسِ الحريري ــ في حالِ قرّرَ المواجهةَ ــ أنْ يؤلّفَ حكومةً لا يُوقّعُها رئيسُ الجمهوريّةِ، وإذا وقَّعها لا تنالُ ثقةَ المجلسِ النيابيّ.

اليوم، صارَ ــ نظريًّا ــ بمنأى من هذين «الخطرين»، لكنَّه يتخوّفَ، بالمقابل، من أن تُصبِحَ حكومتُه عُرضةً للطعنِ بميثاقيّتِها إذا استقال منها الوزراءُ الشيعة، ما يُشرِّعُ الساحاتِ أمامَ احتمالاتٍ سلبيّةٍ، أَقلُّها غيرُ ديمقراطيّ. بَيدَ أنَّ «حزبَ الله» لا يَملِكُ سببًا ميثاقيًّا، ولا حتّى سياسيًّا، لافتعالِ أزمةٍ حكوميّةٍ، وقد اختَصر مع «حركةِ أمل» التمثيلَ الشيعيَّ، ونالا ما طالبا به من ناحيةِ عددِ الوزراءِ ونوعيّةِ الحقائب وتثبيتِ بعضِها. أما إذا قَرّر، وحدَه أو مع آخرين، الاستقالةَ احتجاجًا على عدمِ تمثيلِ نوابٍ سُنّةٍ محدَّدين، فيُخالِف مفهومَ الميثاقيّةِ نصًّا وروحًا. إذ لن تكونَ الاستقالةُ بسبب سوءِ التمثيلِ الشيعيّ، بل بسببِ نوعيّةِ التمثيلِ السُنّي. ليس لـ«حزبِ الله» ــ أو غيرِه ــ أنْ يَتدخّلَ في تمثيلِ الطوائفِ الأخرى، وبخاصّةٍ الطائفةُ السُنيّةُ، وقد أَجمعَت مرجعيّاتُها السياسيّةُ والدينيّةُ على دعمِ الرئيسِ المكلَّفِ في رفضِه توزيرَ سُنّةٍ من خارجِ الأكثريّةِ السُنيّةِ وامتداداتِها. نحن إذَن أمام خرقٍ دُستوريٍّ: التطاولُ على صلاحيّاتِ رئيسَي الجمهوريّةِ والحكومة، وآخَرَ ميثاقيٍّ: التدخّلُ في شؤونِ طائفةٍ وحِصَصِها وخصوصيّتِها. لستُ معنيًّا بتوزيرِ النوّابِ السُنّةِ المعارضين تيّارَ المستقبل أو بعدمِ توزيرِهم. هذا شأنٌ آخَر يعود إلى مشاوراتِ تأليفِ الحكومة، بل إلى لَحظةِ قَبولِ الرئيسِ سعد الحريري قانونَ الانتخاباتِ النِسبيَّ الذي أَنبأ سلفًا بفوزِ شخصيّاتٍ مِن خارجِ الاصطفافاتِ الكبيرة (لا يجوزُ أنْ نَمشيَ تحت المطَر ونَشكو من البَلَل).

ما يَعنيني كمواطنٍ: محاولةُ تطويعِ الحالةِ اللبنانيّةِ والسيطرةِ التامّةِ على قراراتِ الدولةِ تحت ذرائعَ مختلِفة، آخِرُها ــ وليس أخيرَها ـــ توزيرُ سُنّةِ 8 آذار.

ما يَعنيني هو ربطُ تأليفِ حكومةِ لبنان بـ: المحكمةِ الدوليّةِ، والملفِّ النوويِّ الإيرانيِّ، والعقوباتِ الأميركيّةِ، ومقتلِ جمال خاشقجي، ومصيرِ ولايةِ العهدِ في السعوديّةِ، والتسويةِ السورية، والفدراليّةِ العراقيّة، وحلِّ الدولتين، وزيارةِ بنيامين نتنياهو سلطنةَ عُمان، والقِمّةِ الرباعيّةِ في اسطنبول، والانتخاباتِ النِصفيّةِ الأميركيّة، وصفقةِ القرن، والمؤتمرِ التأسيسيِّ في لبنان (لا ننساه). بكلامٍ صريحٍ: إنَّ محورَيْ المِنطقة يَضعان على اللبنانيّين عقوباتٍ أقسى من عقوباتِ أميركا على إيران وحزبِ الله (ويقولون: «نُحبِّكَ يا لبنان»).

كانت الناسُ تنتظرُ أنْ يَربُطَ المسؤولون تأليفَ الحكومةِ ويُسرِّعوه بالكهرباءِ الـمُقنَّنةِ، بالمياهِ المقطوعة، بالتلوّثِ القاتل، بالبَطالةِ المتفاقِمة، بالفَقرِ المتزايِد، بالهِجرةِ النازفة، بالغلاءِ المتعاظِم، بالضماناتِ الاجتماعيّةِ المتعثِّرة، بالمديونيّةِ الجارِفة، بالثروةِ النَفطيّةِ المجمَّدة، بطرقِ المواصلاتِ البائدة، بإعادةِ النازحين، بوقفِ التوطينِ والتجنيس، بازديادِ الهِجرة، إلخ... لكنّهم ــ مسؤولين وسياسيّين ــ يَعيشون في كوكبٍ آخَر، إذ لا يَنفَكّون يُشيدون بإنجازاتِهم المجازيّةِ ويَتضايقون من النقدِ والملاحظات. منذ الثاني عشرَ من تشرينِ الأوّل الماضي، تاريخِ لقاءِ الرئيسَين عون وماكرون في قِمّةِ الفرنكوفونية في يريفان، تراجَعت عمليّةُ تأليفِ الحكومةِ فيما اعتقدَ الجميعُ أنّها تَقدّمت وستُعلَن بين يومٍ وآخر نتيجةَ ضغطٍ فرنسيٍّ. ما مضى أسبوعٌ حتى أطلَّ سماحةُ السيد حسن نصرالله مساءَ 19 تشرين الأول يقول: «أنَصَحُ بألّا يَضعَ أحدٌ مُهلًا زمنيّةً لتأليفِ الحكومةِ لأنّه أحياناً تَستجِدُّ مسائلُ أو عُقدٌ لم تَكن في الحِسبانِ في البدايةِ، أو لم تكن مأخوذةً بالجِدّيةِ المطلوبة».

من دونِ التشويشِ على العَلاقةِ الذهبيّةِ بين الرئيس عون وحزبِ الله، يَخشى الحزبُ، نتيجةَ تقاطعِ معلوماتٍ، أن يَقومَ العهدُ الحاليُّ باستدارةٍ نوعيّةٍ في سياستِه استباقًا التطوّراتِ الإقليميّةَ والدوليّةَ، شبيهةٍ بالاستدارةِ الوطنيّةِ التي أَجراها الرئيسُ السابقُ العماد ميشال سليمان حين وَضَع استراتيجيّةً دفاعيّةً، وأَصدرَ «إعلانَ بعبدا»، ودعا إلى النأيِ بالنفسِ، وتَخلّى عن ثلاثيّةَ «الشعبِ والجيشِ والمقاومة»، واقترَبَ من المحورِ السعوديِّ/الأميركيِّ بعد هبةٍ للجيشِ اللبنانيّ استُرِدَّت لاحقًا. وتَحوّلت خَشيةُ حزبِ الله رَيبةً بعد كلامِ الرئيس عون في الذكرى الثانيةِ لانتخابِه حين حَـمّله بشكلٍ غيرِ مباشَر مسؤوليةَ تأخيرِ إعلانِ ولادةِ الحكومةِ، وحذَّره بشكلٍ مباشَر من أن «تؤدّيَ التَكتَكةُ إلى ضربِ الاستراتيجيِّ». واستحالت الرَيبةُ موقفًا لأنَّ الجرأةَ العونيّةَ تزامنَت فيما «حزبُ الله» يواجِه وإيران التهديداتِ الإسرائيليّةَ والعقوباتِ الأميركيّةَ التي لا تُعرف بعدُ حدودُها الحقيقيّةُ وارتداداتُها سلمًا أو حربًا. وأضْحت الرَيبةُ مخاوفَ مع صدورِ مواقفَ أميركيّةٍ تدعو الجيشَ اللبنانيَّ إلى «وضعِ ضوابطَ للعَلاقةِ الملتبِسةِ مع حزبِ الله». هل شكوكُ حزبِ الله واقعيّةٌ أم استباقيّةٌ؟ وهل موقفُ الرئيسِ عون تكتيكيٌّ أم استراتيجيٌّ؟ سنةُ 2019 لناظرهِ قريبةٌ. في كلِّ الأحوال، ما كنتُ أظنُّ أنَّ النوابَ السُنّةَ السِتّةَ جُزءٌ من لُعبةِ الأمم، لكنني واثقٌ أنَّ حزبَ الله يَصمُدُ مع حلفائِه وكذلك الرئيس عون.

 

أحدٌ لن يتراجع... هل يصعّد "الوطني الحر" في وجه "حزب الله"؟

هيام القصيفي/الأخبار/05 تشرين الثاني 2018

إذا كانت مشكلة توزير «سنّة 8 آذار» لا تزال من دون حل، فإن التهدئة بين حزب الله والتيار الوطني الحر بدأت تأخذ مداها، من دون أن يعلن الطرفان تراجعاً عن مواقفهما. لكن الكلمة الفصل تبقى للحزب بعدما أصبحت الكرة في ملعبه.

قبل أن يقول الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله كلمته، نهاية الأسبوع الجاري، لا ينتظر أي من المتابعين لملف التفاوض الحكومي أي تطور ملموس على خط التأليف. فالأيام المقبلة مخصّصة للتهدئة التي بدأ العمل بها، إلى الحد الأقصى، وسحب أي عنصر توتر من مسار التشكيل، ليتعزز هذا الجو أيضاً بغياب الرئيس المكلف سعد الحريري.

لا شك أن عقدة تمثيل «سنّة 8 آذار» طرحت إشكالية لم تثرها عقبة توزير القوات اللبنانية على رغم حدّتها وتأثيرها السلبي على العلاقة بين الأخيرة والتيار الوطني الحر. لكن ما يحصل بين حزب الله والحريري من جهة، وبين الحزب والتيار من جهة أخرى، يأخذ أبعاداً مختلفة. فالأول يحمل عناصر توتر سني ــــ شيعي على رغم محاولات النفي المتكررة، والثاني يحمل دلالات بُني عليها الكثير في الأيام الماضية، في شأن الاتفاق السياسي بين الطرفين، على رغم سعي كليهما إلى سحب أي تأثيرات جانبية لما جرى على تفاهمهما، تحت سقف أن الخلاف لا يفسد للود قضية. والأبرز أنها أتت في توقيت يحمل التباسات، بسبب العقوبات الأميركية، والتوتر الإقليمي، الأمر الذي جعل منها مادة دسمة لتأويلات يفترض أن الطرفين في غنى عنها. فلا الحزب الذي تتوجه أنظاره إلى الخارج، يمكن أن يضاعف من المحاذير الداخلية بسبب وزير، ولا رئيس الجمهورية يفترض أن يكون ميالاً إلى خلاف مع حلفائه.

ثمة ملاحظات خلص إليها مطّلعون على التفاوض، وهي أن الحزب الذي ارتاح لأداء الرئيس المكلف كثيراً وحصد إيجابيات منه على مدى شهور التفاوض، قد يكون «غامر» قليلاً في الاعتقاد بأن الحريري المتجاوب يمكن أن يقبل بتوزير «سنة 8 آذار». وهناك، في هذا السياق، من يقول إن الحزب فضّل عدم إحراج رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بهذا الطلب، فطلبه من الرئيس المكلف بعدما نسج معه علاقة تفاوضية جيدة.

موقف الحريري الرافض الذي أبلغه للحزب مباشرة، خلط الأوراق. لكن الحزب لم يعتقد في المقابل ــــ وهو يرفع سقف التفاوض حول التمثيل السني ــــ أن الرد سيكون من جانب رئاسة الجمهورية، وأن عون يمكن أن يعلن موقفه علانية. وعلى رغم أن معلومات تتحدث عن أن الحزب تبلغ، قبل المقابلة التلفزيونية، بأن رئيس الجمهورية سيرفض هذا الطلب علناً، إلا أنه ظل لاحقاً متكتماً ــــ على عادته في إظهار «عتبه» ــــ على الشكل الذي ظهر فيه رفض رئيس الجمهورية. وربما لم يكن الموقف ليثير كل هذا الارتباك السياسي، لولا أنه صدر عن رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل المكلف التفاوض والمواجهة في ملفات الحكومة، قبل أن يتلقفها مجدداً رئيس الجمهورية كما حصل مع قوى سياسية أخرى. لا سيما أن موقف عون عزز موقف الحريري الذي ازداد تصلباً، بعدما كانت علامات إيجابية طبعت علاقته بقنوات التفاوض مع الحزب في الأسابيع الأخيرة.

مشكلة الحزب الأولى، بحسب المطلعين على عمليات التفاوض الحكومي، أنه ليس من السهل عليه اليوم التراجع المفاجئ بعد تطورات الأيام الماضية، لا سيما أنه ظل يتعامل مع ملف توزير السنّة المؤيدين له، كما يتعامل في ملفات أمنية، أي عبر الخطوط الخلفية ومن دون وضوح في الموقف العلني. والمشكلة الثانية أن إخراج توزير حلفائه السنة لم يكن موفقاً في الشكل، فأعطى بذلك حجة لمنتقديه، من الحلفاء قبل الخصوم. أما المشكلة الثالثة فهي أن الحلفاء الذين يدعمهم لم يتصرفوا ويدافعوا عن حقهم في التمثيل على المستوى نفسه الذي يدافع هو عنهم به. والأمثلة كثيرة. يبقى أن الثابت أن الحزب الذي يقف إلى جانب هؤلاء بعدما وقفوا إلى جانبه في محطات سابقة، لن يتخلى عنهم بسهولة، وهو اعتاد الوفاء مع حلفائه. وإن كان هناك من يرى أن الأمر يتعلق بالمستقبل وتوسيع القاعدة المؤيدة للحزب في البيئة السنية، تمهيداً للانتخابات المقبلة.

لكن واقعية الحزب تفترض، أيضاً، الخروج من الأزمة بأقل الأضرار الممكنة، وخصوصاً لجهة علاقته برئيس الجمهورية والرئيس المكلف، اللذين تضامنا معاً، إلا إذا كان الهدف ــــ بحسب معارضيه ــــ تمرير مزيد من الوقت الضائع في انتظار جلاء تأثيرات القرارات الأميركية بالمقاطعة وحصار إيران وحزب الله معاً. بخلاف ذلك، أُعطي الوقت للمفاوضين للتفتيش عن بدائل ومخارج للأزمة، عبر اقتراحات بديلة كمثل إعلان الفريق السني نفسه عن تراجعه عن مطالبته لمصلحة حكومة وطنية يمثله فيها حلفاؤه، أو توسيع قاعدة الحكومة العددية، بحيث يمكن استيعاب خلطة مذهبية وطائفية تضم جميع القوى السياسية. وإذا كانت رغبة الحزب في التهدئة وعدم توتير الوضع الداخلي قبل أن يحسم خياره النهائي، فإن التيار الوطني أيضاً لا يذهب إلى التصعيد ولا يعتبر أساساً أن ثمة مشكلة جوهرية تمسّ تفاهمه مع الحزب، وإن كان، هو أيضاً، مصراً على موقفه ولن يتراجع عنه. وهو زخّم اتصالاته مع الحزب ورفع من حرارتها، لأنه ينظر إلى الأمر من زاوية تتعدى توزير شخصية سنية حليفة للحزب. فالتشنج الأخير لم يأخذ منحى سياسياً بل مذهبياً، والتيار يريد إزالة أي ألغام وأفخاخ مسبقة تفجر الحكومة المقبلة من الداخل. والمعادلة الداخلية يفترض أن تكون مبنية على أسس وطنية، والاتجاهات المذهبية الأخيرة لا تساعد في تخفيف عناصر الاحتقان الداخلي وتثبيت الاستقرار.

 

تواضعوا... الوقت لن يرحمكم!

فادي شهوان/ام تي في/05 تشرين الثاني/18

يبيعون ويشترون الوقت كما يريدون وبالسعر الذي يفرضونه لانهم لا يعرفون قيمته، فالوقت بالنسبة إليهم وهمٌ وسراب، هو غير ملموس وغير مرئي لذلك فهو سلعة لا قيمة لها، لا فائدة منه في سوق الفساد ومرافق التهرب. يتصرفون بالوقت وكأنهم أبديّين لا يموتوا ولا يشيبوا ولا يشيخوا...

لقد وصل بهم الغرور الى حدّ التوهّم بأنهم يتحكّمون بنا، من اختيار جنسنا في مرحلة التكوين، الى تحديد توقيت مماتنا... انهم يتحكمون بكلّ شيء، لذلك اصبح وطننا في أسفل سلّم الدول التي ترغب بالعيش بها، وتحوّلت شواطئنا وجبالنا وطرقاتنا الى مزبلة.

وباتت انهارنا ومياهنا الجوفية مجارير. يتحكمون؟ نعم! لذلك تحوّل البلد الأجمل الى الابشع والأوسخ والأفسد وأصبح أكثر البلدان غياباً للبنى التحتية والخدمات وفقدنا كل شيء حتى رغبة الحياة. يتحكمون؟ نعم... لهذا يتمّ القفز فوق المؤسسات الدستوريّة والصلاحيّات الرئاسيّة والأعراف. لن أقول تراجع لبنان الى الوراء عشرات السنين، لأنّه كان متطوّراً اكثر! يتحكّمون بالوقت، أيّ وقت؟ من المؤكد أنّ لديهم وقتهم الخاص، يضبطون عقاربه وفق مصالحهم وأهوائهم، لكن الوقت الحقيقي لا ينتظر احداً لا يتحكم به احد، انه كالقدر لا يراعي احداً، وكالمستقبل لا ينتظر احداً، مع الوقت الحقيقي لا واسطة ولا مَونة ولا حماية ولا غطاء سياسيّاً كما عندنا. تواضعوا قليلاً واضبطوا ساعتكم على التوقيت الحقيقي وسارعوا للالتحاق به لأنّه لن يرحمكم وسيرفسكم عقربه وسينتهي تحكّمكم قريباً.

 

أسئلة العقوبات

علي نون/المستقبل/05 تشرين الثاني/18

الأسئلة التي ستجد طهران نفسها مضطرة للإجابة عنها ليست كلها خارجية، ومسار العقوبات الذي انطلق بزخم استثنائي اعتباراً من اليوم يدلّ على "تخمة" غربية وعربية (وأوسع مدى في الحقيقة) من ممارسات نظام "الجمهورية الإسلامية" منذ نشأته قبل أربعة عقود، لكنه في واقع الأمر الذي يعرفه كثيرون من أهل ذلك النظام، يتآلف مع كون غالبية الإيرانيين "متخمة" بدورها من كمّ تلك الممارسات ونوعيتها وخلاصاتها! وتفترض شيئاً آخر آن له أن يظهر ويتمظهر ويُريحها ويجعلها "جزءاً طبيعياً" من عالم اليوم! ويراهن الأميركيون والغربيون والمتضررون عموماً، في المنطقة العربية والإسلامية، شعوبها وكياناتها وأنظمتها وثرواتها وامكانياتها وثقافتها الإجمالية، على تغيير في سلوك أصحاب القرار في إيران تبعاً لانكسار أسس "الفلهوة" التنظيرية التي جرّبها غيرهم على نطاق أوسع وأكبر وأخطر، وهي دغدغة النرجسية القومية الطافحة بـ"إنجازات" خارجية كبرى و"عُظمى" للتعويض عن، أو لتبرير خواء النتاجات التنموية والاقتصادية الداخلية.. والاستمرار في الانغلاق المدكوك والمرصوص في عالم يتميّز بشدّة انفتاحه وشفافيته وتواصله وعلومه وتقنياته!

ليس سرّاً عظيماً القول إن نظام العقوبات محدود بسقف سياسي مُعلن هو عدم التدخّل لإسقاط النظام. لكنه مبني بعنف عقوباتي قارص يمكن أن يُطلق دينامية تغييرية من قلب النظام الجمهوري، أو من خارجه لكن من قلب إيران! وفي هذه المعادلة ما يكفي من افتراضات النجاح أكثر بكثير من المواجهة المسلّحة، عسكرياً أو أمنياً!

بل أن المواجهة المسلحة وخصوصاً وفق الأنماط التي تسرّبها إسرائيل وتريدها، قد تؤدي في واقع الحال، أكبر خدمة ممكنة لنظام طهران.. وتعفيه في الإجمال، من مسؤوليته عن وصول أمور الدولة وناسها إلى هذا الدرك من الأزمات والإقفالات والإغلاقات والحصارات! وتثبّت نظريته الأثيرة بأنه "مستهدف" من حيث المبدأ وليس بسبب سياساته وطموحاته وجموحاته.. وإن استراتيجية القتال في الخارج لحماية الداخل كانت صحيحة ومن حيث المبدأ أيضاً وليست وليدة رؤى غير واقعية وآتية من زمن آخر وأوصلت بالنتيجة إلى خواء مزدوج: "الثورة" التي يريد أهلها تصديرها إلى الخارج غير صالحة في أرضها أصلاً! والمثال الأيقوني الذي يريدون إشاعته عند أقوام الغير لم يثبت فرادته ونجاحه وريادته عند قومهم أولاً وفي الأساس! وتساعد الفذلكة التبريرية المعلنة للعقوبات في افتراض نجاحها بتغيير السلوك النظامي الإيراني، وهذه في ذروتها تقول وعلى لسان الرئيس الأميركي دونالد ترامب إنها تستهدف ذلك التغيير في السلوك بما يوصل إلى "اتفاق جيد" بديل من اتفاق سيئ وضعه رئيس سيئ هو باراك أوباما، ويطال حزمة واحدة من أغصان عدّة: نووية وتسليحية صاروخية. وأدوار خارجية تُخرّب وتدمّر ولا تبني ولا تُعمّر.. ويُخرج في المحصلة إيران من دائرة الدول المارقة! وهذه ليست عدّة حرب نفسية يمكن للضخّ القيادي المعاكس أن يحبطها أو يقزّمها، من خلال إطلالات "المرشد الأعلى" أو خطابات قادة "الحرس الثوري"، بل هي عدّة حسّية مادية ملموسة وتطال كل شأن حياتي مباشر لعموم الإيرانيين. وهؤلاء، حتى قبل الوصول إلى المرحلة التأزمية الراهنة، كانوا خرجوا إلى الشارع ضيقاً وتبرّماً ورفضاً وثاروا على "الثورة"! والمفارقة أن كباراً من أهل النظام كانوا السبّاقين في التحذير والتنبيه من مخاطر الاستمرار في الأداء المتّبع ووضعوا سلفاً مسؤولية التدهور في خانة القيادة الإيرانية، وليس في خانة "التآمر" الخارجي! وكان الرئيس حسن روحاني بنفسه ولسانه وشخصه في شباط الماضي صاحب أوضح تحذير من ذلك النوع عندما نبّه من مصير مماثل لمصير الشاه في حال لم يتغيّر الأداء داخلياً وخارجياً.. ولم يفترض أحد يومها، أن رئيس إيران يتوجّه بكلامه هذا إلى "الأعداء" في واشنطن أو في غيرها!

نظام العقوبات هو ردّ خارجي متكامل على ارتكابات أصحاب السلطة والقرار في إيران خارج إيران، لكنه يفجّر في وجههم أسئلة لجوجة لا جواب عندهم عنها، في شأن "ارتكاباتهم" داخل إيران!

 

ونسأل... لماذا شبابنا يُهاجرون؟!

فؤاد ابو زيد فؤاد ابو زيد/الديار/05 تشرين الثاني/18

إذا كان اتفاق الطائف يحمل في مضمونه ، الامراض التي تهدد وجود الدولة الدولة والكيان ، مثل الطائفية والمذهبية والفوضى والفساد والتعطيل ومنطق القوة والدوس على القانون والدستور ، فبئس هذا الاتفاق ، ويجب أن يدفن سريعا قبل ان يكمل مهمته الى آخرها .

أما إذا كان هناك جهات ، لا تعنيها القوانين والدساتير ومصلحة الوطن العليا ، وهي مرتاحة لتطبيق اتفاق الطائف وفق اهداف الوصي السوري السيئة ، فان الوقت قد حان لردٌ الاعتبار الى الطائف الذي انهى الحرب في لبنان ، وتبنى في مضمونه بوضوح قيام الدولة القوية السيدة وحيدة على كامل تراب الوطن دون مشاركة مع طائفة اومذهب او حزب ، وإذا تبين بالممارسة ان هناك عورات - وهناك عورات - ، فتصحيحها يتم بنية تحقيق هذه الاهداف وليس الانتقاص من أحد ، واعتقد " وهنا اتمنى أن اكون على صواب " أن الرئيس ميشال عون بتوافقه وتحالفه مع الرئيس المكلف سعد الحريري ، وبقربه وتفاهمه مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري ، ولأنه موضع ثقة عند حزب الله ، وبصفته " بيٌ الكل " قادر على القيام بهذه المهمة ، ويسجل اسمه في التاريخ انه الرئيس الذي انقذ وطنه .

مؤسف جدا ، ومرفوض قطعا ،أن يصبح تعطيل الدولة ومؤسساتها ثابتة من ثوابت لبنان ، خدمة لمصالح شخصية ، وتتحقق بقوة الضغط أو باستعمال القوة ، وهذا الكلام ليس موجها الى الثنائي الشيعي فحسب ، بل الى كل حزب اوتيار أو طائفة او مذهب ، والى كل " مستقوي بشعر غيره" وما يحصل في لبنان منذ العام 2005 لم يحصل مثله سابقا ،لا قبل الطائف ولا بعده ، الا في فترة الاحتلال السوري .

الدستور يقول بالتفاهم بين الرئيس المكلف ورئيس الجمهورية عند تشكيل الحكومات ، ولم يعط هذه الصلاحية لحزب او لشخص او لطائفة ، حتى تفرض الارادات عليهما والاحتماء بالميثاقية التي "فلقوا " اللبنانيين وجعلوها مطيٌة او "شماعة " لمصالحهم واستخدموها خلافا لمعناها الحقيقي ، ولذلك فان جميع الحكومات منذ العام 1943 وحتى اثناء الحرب لم تكن تشكو لا من الميثاقية ولا من التعطيل ، ليتصور اللبنانيون فحسب أن دولتهم معطلة ومشلولة لأن هناك نوابا يريدون التوزير وهناك حزب يعطل تشكيل الحكومة والبلاد كرمى لهم .

المنطقة تغلي بالحروب وبالعقوبات الاميركية ، والاقتصاد يتهاوى ويلفظ انفاسه ، والعملة الوطنية تقاوم لتبقى صامدة ، والبطالة تحلٌق ،والقروض والهبات في مهب الريح ، والرئيس المكلف معتكف ،وهناك في المقابل من هو غير معني بكل هذه .ونسأل بعد ذلك ..لماذا شبابنا يهاجرون ؟!

 

الإحباط والخلل لدى الطائفة السنيّة إلى أين/نظرية «أم الصبي» لم تردع الإستهدافات المستمرة!

صلاح سلام/اللواء/05 تشرين الثاني/18  

لم يكن ينقص الجمهور السنّي تعطيل إعلان الحكومة العتيدة, حتى يُدرك حجم الخلل الحاصل في المعادلة الداخلية, والذي يعمل شركاء في الوطن على إظهاره, وعرض عضلاتهم لتكريسه، كلما لاحت في الأفق بوادر العودة إلى مسار التوازن, وتصحيح الاختلال المتزايد!

 إن استهداف السنّة ليس وليد اليوم, بل بدأ عملياً منذ السنوات الأخيرة للحرب, وبعد عودة القوات السورية إلى لبنان, وإطلاق يد الميليشيات في استباحة بيروت, والقضاء على التنظيم المسلح الوحيد المحسوب طائفياً على السنّة, وإرغام قيادات سياسية بحجم الرئيس صائب سلام والرئيس تقي الدين الصلح على مغادرة البلد إلى المنفى, وما تبع ذلك من اغتيال بشع للمفتي الشيخ حسن خالد, فضلاً عن الدمار الذي أصاب أحياء بيروت خلال «حرب التحرير», التي أجبرت آلاف العائلات إلى مغادرة مساكنها, والبحث عن اماكن أكثر أمناً.

واستمر تحجيم الدور السنّي في مرحلة ما بعد الطائف, حيث وضعت العديد من بنود الميثاق الوطني الجديد على الرف, وتم تفريغ مركز رئيس الحكومة من الصلاحيات الدستورية, التي أرسى قواعدها الدستور الجديد, إلى جانب محاصرة حضور رئيس الحكومة القوي رفيق الحريري, والحؤول دون امتداد زعامته خارج بيروت, بل ومنعه من التواصل مع المناطق ذات الكثافة السنيّة, خاصة في الشمال والبقاع. وفيما كانت المساعدات تنهمر على بقية الطوائف للنهوض بمؤسساتها التربوية والاجتماعية والتنظيمية, بقي أهل السنّة, ومَن يدعمهم من الدول العربية الشقيقة, وخاصة الدول الخليجية, يوجهون جهدهم للدولة ومؤسساتها الشرعية, انسجاماً مع إيمانهم المطلق بأهمية قيام الدولة القادرة والعادلة, في إرساء دعائم الأمن والسلم الأهلي في البلد, بعدما فشلت كل محاولات فرض الأمن الذاتي الطائفي, التي راجت في سنوات الحرب, في مختلف المناطق اللبنانية.

أشاع الولاء المتزايد للدولة, شعوراً وهمياً لدى بعض القيادات السنية بمسؤوليتها المطلقة عن إنجاح التجربة الوطنية, معتبرة نفسها بأنها «أم الصبي», مع كل ما يترتب على هذا الشعور الواهم, من أعباء وتنازلات, وصلت إلى حد التضحيات بحقوق بديهية في المعادلة الداخلية, وأفضت إلى هذا الخلل الذي تسبّب بموجات الإحباط السائدة حالياً في أوساط الطائفة.

وهذه بعض الوقائع على سبيل المثال لا الحصر:

إثر اغتيال الرئيس رفيق الحريري في شباط ٢٠٠٥, قضت نظرية «أم الصبي» التحالف مع بعض خصوم الرئيس الشهيد في الانتخابات النيابية في إطار «التحالف الرباعي», تجاوزاً لكل الاعتبارات السياسية والحزبية, والتباعد الاستراتيجي الحاصل مثلاً, بين تيار المستقبل وحزب الله, حيث اتهم الأول النظام السوري بعملية الاغتيال, فيما كان الثاني ينظم مهرجان ٨ آذار ليقول «شكراً سوريا»! في حرب تموز ٢٠٠٦, قفزت «أم الصبي» فوق كل التداعيات المدمرة للحرب, والاختلاف على توقيتها والتفرّد بقراراتها, وخاضت الحكومة الائتلافية ورئيسها فؤاد السنيورة, المواجهات الديبلوماسية في المحافل الدولية توصلاً إلى قرار مجلس الأمن 1701 لوقف حرب النار والدمار, وتأمين دور «معزز» وأكثر فاعلية للقوات الدولية على الحدود مع العدو الإسرائيلي. وما أن وضعت الحرب أوزارها حتى تحولت الحكومة ورئيسها إلى «مجموعة من المتآمرين» على المقاومة, وذهبت الوقفة الدامعة الشهيرة للسنيورة ادراج الاستئثار بتوظيف نتائج الحرب, وإلهاء الناس عن دمارها المريع وغير المسبوق! وعندما وصل التحقيق في اغتيال الحريري إلى إنشاء المحكمة الدولية, وإحالة جريمة تفجير النائب جبران التويني إلى لجنة التحقيق الدولية, وصلت معارضة أحزاب ٨ آذار إلى حد تعطيل الحياة السياسية والبرلمانية في البلد, من خلال الانسحاب من الحكومة, وشل الحركة في الوسط التجاري عبر احتلال ساحة رياض الصلح والشوارع المحيطة بها, غير عابئين بمصالح آلاف العائلات التي تعيش من عملها في هذه المناطق. ورسم يوم السابع من أيار ٢٠٠٨ الأسود, مشهداً دراماتيكياً لحجم الخلل الحاصل في المعادلة الداخلية, عبر سيطرة حزب الله عسكرياً على العاصمة, ومحاصرته السراي الكبير, وقلب الطاولة على رؤوس الجميع, بهدف إسقاط الحكومة, وتغيير مسار اللعبة التي حدد قواعدها اتفاق الطائف. وكرس اتفاق الدوحة ظاهرة الثلث المعطل في الحكومات اللبنانية, خلافاً لكل النصوص الدستورية, أصبح معها رئيس الحكومة أشبه برهينة لمن يملك الثلث المعطل في وزارته, وهذا ما ظهر جلياً عند استقالة وزراء ٨ آذار من الحكومة, بينما كان رئيسها يهم بمقابلة الرئيس الأميركي باراك أوباما في البيت الأبيض, وذلك خروجاً على التعهد الذي قطعوه ووقعوا عليه في اتفاق الدوحة والقاضي بعدم الاستقالة من الحكومة! ومن المفارقات الفولكلورية للسياسة اللبنانية أن الثلث المعطل هو اليوم في صلب الخلاف الحالي بين الحليفين اللدودين حزب الله والتيار الوطني الحر, في تشكيل الحكومة العتيدة!

الكلام عن وقائع الخلل والإحباط عند الطائفة السنيّة لا ينتهي بمثل هذه العجالة, وللحديث تتمة في الاثنين المقبل.

 

كيف تصبح شارل أيوب في 10 خطوات؟

حسين شبكشي/عكاظ/05 تشرين الثاني/18

هو سؤال إستراتيجي ومهم: كيف تصبح شارل أيوب؟ ولحسن الحظ هناك خريطة طريق لهذا الهدف وهذا المسعى المهم، وأثبت العلم أنه يمكن اختزالها في عشر خطوات رئيسية لو قمت بها فأنت تمكنت من الوصول إلى «لب» الشخصية وبالتالي وصلت إلى صميم المطلوب. واتفق خبراء علم النفس المعتبرين على أن أولى الخطوات المتبعة لتصبح شارل أيوب، هي: أن تتصل هاتفيا الساعة الثالثة صباحا بعد منتصف الليل بأعز أصدقائك وتصرخ بأعلى صوتك قائلا حريقة.. حريقة.. حريقة. أخرجوا يا مجانين فورا.

الخطوة الثانية: أن تذهب لزيارة مفتي الديار في بلادك وتصر على طلب موعد عاجل معه، وعندما يقابلك تصرخ في وجهه وأنت جاثم على ركبتيك متوسلا متذللا ومتسائلا قائلا: أين اختفى علاء زلزلي ومتى موعد ألبومه القادم؟.

الخطوة الثالثة والبالغة الأهمية أن تتعمد الاستيقاظ مبكرا جدا، وتخرج من منزلك إلى منزل جارك وتضع تحت باب بيته وتعلق على زجاج سيارته نفس الرسالة التي تقول فيها: «أعراض مرضك خطيرة جدا والموت أقرب إليك مما تتوقع».

أما الخطوة الرابعة فهي في غاية الدلالة؛ لأنها تسكب من مناهل طفولة شارل أيوب، وهي أن تأخذ مفتاحا جديدا وتضعه بين الإبهام والسبابة وأنت ممسك به بشكل جيد وتذهب إلى صالة عرض سيارات جديدة أو موقف سيارات كبير وتقوم «بحك» المفتاح بعرض كل السيارات وأنت تتراقص على إيقاع التانجو الأرجنتيني مغمض العينين مرددا في إيقاع أوبرالي عالي الصوت «آه لو لعبت يا زهر». الخطوة الخامسة تقتضي أن تذهب إلى أهم وأكبر وأزحم سوبر ماركت في المدينة التي تسكن فيها مرتديا «مايوه» وفوقه «تي شيرت» مكتوب عليه «أنا أهم رجل في العالم» وتذهب إلى أمين الصندوق ومعك عبوتان واحدة معجون أسنان والأخرى ملمع أحذية وتسأله أيهما يصلح لإزالة القشرة وشوربة العدس؟. أما الخطوة السادسة فهي أن تنتمي لمدرسة الخيال العلمي المحض؛ لأنها تقتضي أن يعمل الرجل بحذر وجدية لإقناع أصحاب الأفران والصاجات أن يقوموا بإعداد «المناقيش» باستخدام الطاقة النووية كبديل لما يستخدمونه حاليا، وأن يسعى هو شخصيا لأن يعد لهم أول «منقوشة» معدة فعلا على الطاقة النووية مطلقا عليها اسم «منقوشة هيروشيما».

الخطوة السابعة في هذه المسيرة المباركة هي أن تتقمص بشكل واقعي دور ملائكة الرحمة وتتطوع للخدمة كممرض في مراكز الإسعافات الأولية أو المستشفيات، وتدخل خلسة إلى غرفة العناية المركزة وتقوم بسحب الكابلات وإطفاء كافة الأجهزة التي تبقي المرضى على قيد الحياة وأنت تصيح بصوت خافت «رد بول بيعطيك جوانح». الخطوة الثامنة: أن تأخذ دورة مركزة في اللغة الصينية، وبعد إتقانها تحلق رأسك تماما وتذهب مرتديا قطعتين من القماش من اللون البرتقالي وتسافر إلى التيبت وتدخل وسط أكبر تجمع للرهبان البوذيين هناك، وتصيح بأعلى صوتك ملوحا بيديك باتجاه السماء قائلا: أنا بوذا.. ما اشتقتولي؟. أما الخطوة التاسعة فهي تقتضي الاتصال برابطة المصارعة الدولية لإقامة مباراة بينك وبين كاتلين جينير على كأس التيسترون مقدمة من محلات بوبي الحبوب.

أما الخطوة العاشرة فهي أن توظف نفسك في مشروع تكتب فيه ما يصلح أن يكون ورقا للف السندويتشات أو مسح الزجاج. ويبقى السؤال الأهم لماذا لأي أحد بكامل قواه العقلية والأخلاقية يريد أن يصبح شارل أيوب؟ على الأغلب أنت لم تسمع بشارل أيوب ولا تعرفه، بالتالي أنت لست معنيا، ولكن الأخطر أن تكون تعلم من هو شارل أيوب فأنت بلا شك تشغل عقلك بتفاهات أنت في غنى عنها.

*كاتب سعودي

 

في "تفاخر" روحاني

علي نون/المستقبل/06 تشرين الثاني/18

قولة الرئيس الشيخ حسن روحاني عن "الالتفاف بفخر" على العقوبات الأميركية تشبه التفاف إيران و"بفخر" واضح أيضاً على سوية العلاقات الطبيعية والعادية بين الدول والشعوب والأمم في عالم اليوم!

بل إن التفاخر في ذاته هو شيء عضوي متين وسميك في الأدلجة الإيرانية الرسمية و"الثورية" العامة.. وصحبته أليفة وحميمة مع صيغ المبالغات والمكابرات في تلك الأدلجة المسبوكة على خلفية تاريخية كانت فيها "الامبراطورية" موجودة ومنتشرة ومتمكنة ومتقدمة على محيطها ويمكن أن تُبرّر بعض النفخ الكبريائي والاستعلائي! والافتخار في المبدأ واللغة والمألوف هو صنو الانجازات الكبيرة والسعيدة، وتشهره الدول والشعوب من أبواب إيجابية عادةً، وعندما تحقّق ما يمكن أن تعتدّ به وتعتز وتتميّز وتتفرّد، أكان ذلك فتحاً علمياً أو تصنيعياً أو ثقافياً أو فنياً أو رياضياً.. الخ. وكذا الحال على مستوى الإبداع الفردي في شتى المجالات والمناخات.. غير أن الأمر في السياق الذي عزّزته "الثورة" الإيرانية لا يذهب على ذلك النحو. بل يبدو وكأنه في جانب منه مأخوذ بالتاريخ القومي والمذهبي وإن تناقضا في المضمون الباني للهوية الثقافية وذلك اشتمل على حدثين مأسويّين. الأول زوال الامبراطورية الساسانية، بالتدريج الذي كانت ذروته معركة القادسية، والثاني واقعة كربلاء التي جعلتها إيران أحد عناوين ثقافتها العامة.

ومأسوية الحدثين وكآبتهما، أنتجت على ما يمكن الزعم، نمطاً من التفكير المركّز حول الكوارث يشبه التركيز السكني والعمراني حول مصادر المياه أو المقامات والمقابر الدينية.. سوى أنه في ذروته الراهنة يمكن أن يُفسّر شيئاً من المصائب المتأتية من حقيقة أن الشيخ روحاني رئيس جمهورية إيران لا يجد بدّاً من الجهر بمدى "افتخار" بلاده بقدرتها على الالتفاف على عقوبات لا سابق لها في التاريخ الحديث! تماماً مثلما أنّ السرديّة النضالية التعبوية الشاحذة للهمم المُستضعفة والمُستهدفَة و"المُهيضة الجناح" التي لا تملّ قيادة طهران ولا تكلّ في تكرارها، تقول وتعتبر أن الدمار العميم اللاحق بدول وشعوب عربية وإسلامية من اليمن إلى سوريا وما بينهما هو تعبير مباشر عن مدى الاقتدار الإيراني! وانعكاس حيّ لقدرة "الثورة" على الانتشار بما يرسّخ نفوذ "الجمهورية" الطامحة لدور إمبراطوري مُستعاد!

ومثلما لا تلحظ هذه التشاوفات "تفاصيل" من نوع أن النفوذ المدّعى والمأمول يُبنى على حطام عرب ومسلمين! ويبطح بالأرض قيماً ومسلّمات إنسانية وأخلاقية ودينية جامعة! فإن تفاخر الشيخ الرئيس روحاني لا يلحظ المصيبة الكامنة في أن إيران وقعت في الجبّ! وإنها مُحاصَرَة! وتدفع أثمان غلواء قيادتها! وإن شعار الموت الذي رفعته في وجه "أعدائها" على مدى أربعة عقود أبقى هؤلاء أحياء! وقادرون! ومتفوقون! وعاملون بزخم على تمويت قدراتها هي، وإمكاناتها واقتصادها وأمنها الاجتماعي، وبالتدريج وعلى الناعم ودفعة تلوَ دفعة!

على أن ذلك لا يغيّب ملامح الواقعية المتغلّبة على الأوهام (الثورية!) في ردّ إيران على العقوبات.. وبعيداً عن المادّة التعبوية لـِ"المرشد الأعلى" وقادة "الحرس الثوري" فإن الأداء العام لا يخرج ولا يُتوقّع له أن يخرج، عن سياسة استيعاب أو محاولة استيعاب الحرب الناعمة والمفتوحة التي بدأت واحدة من معاركها الصعبة بالأمس تحديداً.. شعارات التحدّي ومظاهر استفزاز الأميركيين في ذكرى محاصرة اقتحام سفارتهم لا تخرج عن تقليد اتُّبِع على مدى السنوات الماضية. وهو وإن "عاد" هذه السنة تزامناً مع تصعيد العقوبات، لم يحجب ما يمكن أن تُسمّى ديبلوماسية الاستجداء التي تُتّبع إزاء الأوروبيين أو دول شرق آسيا وروسيا من أجل عدم الانصياع للإرادة الأميركية والذي يدخل في سياقها إغراء بيعها النفط بأسعار أقل من السعر العالمي الراهن! "التفاخر" بالقدرة على خرق العقوبات ينقصه "تفاخر" بتضييع ثروات الإيرانيين على مشاريع وأوهام عظمَة ضيّعت ونكبَت ثروات ودول وشعوب جُلّها ينطق بالشهادتَين!

 

العقوبات الأميركية تفضح هزيمة الأيديولوجيا الإيرانية

علي الأمين/العرب/06 تشرين الثاني/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/68696/%D8%B9%D9%84%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D9%8A%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%82%D9%88%D8%A8%D8%A7%D8%AA-%D9%85%D8%AF%D8%AE%D9%84-%D8%A5%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86-%D9%84%D8%A5%D8%B9%D9%84%D8%A7%D9%86/

النجاح الأبرز لإيران: تدمير بلدان عربية

في موقف له قبل ثلاثة أيام من انطلاق الحزمة الثانية من العقوبات الأميركية ضد إيران في الخامس من الشهر الجاري، اعتبر المرشد علي خامنئي في خطاب له ردّاً على العقوبات، أن “أميركا مُنيت بالهزائم أمام إيران على مدى الأربعة عقود الماضية، فيما كانت الجمهورية الإسلامية الإيرانية هي المنتصرة في تلك التحديات”.

يعتبر المرشد الإيراني أن عدم وصول واشنطن إلى طهران دليل على هزيمتها. هذا الموقف يمكن إدراجه في سياق الخطاب الذي يهدف إلى شدّ أزر مناصري النظام في إيران، في مواجهة أقسى عقوبات تتعرّض لها إيران منذ بداية الحكم الإسلامي قبل نحو أربعين عاما، وهو ينطوي على ذخيرة الأيديولوجيا التي شكّلت وتشكّل السلاح الوحيد الذي يمكن من خلاله إضفاء صورة نضالية للنظام الإيراني، الذي يعاني ليس من الضغوط الأميركية، بل من الفشل التاريخي لنظام قدّم نفسه قبل 40 عاما باعتباره نظاما يهدف إلى تحويل الشعب الإيراني من الفقر إلى البحبوحة، فكانت سياساته وبالا على الشعب الإيراني الذي خرج بالملايين في أكثر من خمسين مدينة احتجاجا على سياسات الحكومة التفقيرية والمفسدة.

فشل للنظام الإيراني الذي قدّم نفسه على أنه نواة الوحدة الإسلامية ونموذج لوحدة المسلمين، فأنتج كارثة غير مسبوقة في التاريخ الحديث، عندما ساهم في صناعة شرخ بين المسلمين على امتداد العالم الإسلامي، فرسّخ الوعي المذهبي كما لم ينجح أحد في ترسيخه.

الهزيمة التاريخية تكمُن أيضا في الفشل الذريع في بناء اقتصاد إيراني متماسك ويقارع النظامين الاقتصاديين الرأسمالي والاشتراكي، الذي طالما ردد أركان النظام ومنذ انتصار الثورة الإسلامية أنهم ينجزونه، لكنهم وصلوا إلى ما هو أسوأ من النظامين، إذ ليس لدى إيران اليوم غير الوقوف على أعتاب موسكو وبكين وطوكيو والاتحاد الأوروبي لطلب العون، فيما نظّرت الأيديولوجيا الإيرانية لمقولة “لا شرقية ولا غربية جمهورية إسلامية”، وهي شعارات لم ينل الإيرانيون منها إلا الفقر والعوز والفساد، ولم ينل منها المسلمون القريبون لإيران والبعيدون عنها، إلا المزيد من التفرقة وتدمير المجتمعات والكيانات التي ينتمون إليها، فسادت التفرقة على حساب الوحدة.

الفشل أو الخديعة الكبرى التي انطلت على كثير من العرب والمسلمين، هي تحرير فلسطين واستنقاذ القدس، ونصرة المستضعفين في الأرض، فها هي فلسطين تتهوّدُ في زمن الانتصار الإيراني وتمدده، بل في ظل وجوده الفاعل على حدود فلسطين المحتلة، في لبنان وغزة وجنوب سوريا.

ما معنى كل هذه القوة الإيرانية التي أثبتت فاعليتها في حماية نظام الأسد وقمع الشعب السوري وقتله وتهجيره، فيما تبدو اليوم قوة عاجزة عن أن تلجم إسرائيل عن أي خطوة تخطوها لتهويد فلسطين.

ما لم تنجح إسرائيل في تحقيقه نجحت إيران في إنجازه، وفتحت الطريق إلى القدس، لكن لدخول إسرائيلي سلس لم يكن ليتحقق لولا الماكينة الإيرانية التدميرية التي شقّت الطريق لهذا الدخول الإسرائيلي إلى كل المنطقة العربية

وأخيرا وليس آخراً في سرد بعض مظاهر الهزيمة الإيرانية، لم تكن إيران يوما جادة أو صادقة في مواجهة واشنطن، أي أنها لم تقف في وجه الولايات المتحدة حينما دخلت إلى الخليج العربي إثر احتلال الكويت عام 1990 ولا كانت مستاءة، بل نسّقت مع واشنطن، كما بات معروفاً حين احتلت واشنطن أفغانستان والعراق، وها هي اليوم تستنجد بسلطنة عمان لإعادة بناء تفاهم مع إسرائيل، ولا يهتز عنفوانها الأيديولوجي من أن يتواجد وفدها الرسمي مع الوفد الإسرائيلي في مؤتمر اقتصادي في العاصمة القطرية، هي التي طالما كانت وميليشياتها في المنطقة العربية تقيم الدنيا ولا تقعدها لو حصل أيّ اتصال بين شخص أو مسؤول عربي مع إسرائيلي سواء كان مسؤولاً أو حاملا للجنسية الإسرائيلية.

الانتصار الإيراني قد يصحّ ولكن ليس على الولايات المتحدة، التي حصدت ومازالت تحصد نتائج السياسات الإيرانية. يجب أن نقرّ أن إيران انتصرت على الدول العربية، ليس على الأنظمة بل على المجتمعات التي جرى العمل على تدميرها المنهجي، وكانت إيران الطرف الفاعل والمؤثر في عملية التدمير. وما لم تنجح إسرائيل في تحقيقه نجحت إيران في إنجازه، وفتحت الطريق إلى القدس، لكن لدخول إسرائيلي سلس لم يكن ليتحقق لولا الماكينة الإيرانية التدميرية التي شقّت الطريق لهذا الدخول الإسرائيلي إلى كل المنطقة العربية.

لم تنطو العقوبات الأميركية ولا السياسة الأميركية تجاه إيران، يوماً على إسقاط النظام الإيراني، وكل ما تقوله واشنطن اليوم وكل المحللين الأميركيين، مفاده أن الهدف هو تغيير السلوك الإيراني وفرض آليات جديدة لضبط ومراقبة المشروع النووي السلمي، ذلك أن إيران لم تكن يوما عنصرا معوقا لمزيد من النفوذ الأميركي في الشرق الأوسط، بل كانت عنصرا مساعدا لتعزيز هذا النفوذ.

لكن الذي تحمله العقوبات اليوم في البعد الاستراتيجي الأميركي، هو خطة الانتقال إلى مرحلة جديدة، فبعد إنهاء النظام الإقليمي العربي إلى حدّ كبير بفعل التدخلات الإيرانية في الدرجة الأولى، وبعدما أفلحت إيران في مأسسة الشروخ في أكثر من مجتمع عربي بسلاح المذهبية، وإزاء هذا الركام الناتج عن تدخلات إيران في الدول العربية، فإن المهمة الإيرانية تكون قد أنجزت إلى حدّ كبير، وليس المطلوب عدم مكافأة إيران على منجزاتها على هذا الصعيد، بل المطلوب هو التكيّف مع مرحلة جديدة تريد واشنطن من خلالها إعادة ترتيب وبناء المنطقة على قواعد لا يشكل العنصر الميليشيوي أداتها الرئيسية، فعلى القيادة الإيرانية أن تتأقلم مع متطلبات المرحلة الجديدة، بينما المشكلة لدى حكام إيران اليوم تكمن في أن سياساتهم الخارجية وتمدد الحرس الثوري كانا وسيلة لتغطية الفشل الداخلي في الاقتصاد والتنمية وفي بناء نموذج متماسك داخليا.

لذا فان إيران تعاني اليوم من عجزها عن اختلاق شعارات أيديولوجية جديدة قابلة لأن تقنع شعبها بضرورة التضحية من أجلها، وهي في الوقت نفسه عاجزة عن الصمود إلى مدى طويل في مواجهة العقوبات من دون أن تقدّم مقابلا باهظا لسماسرة العقوبات وعلى رأسهم الصين وروسيا وتركيا، فالصمود لن تكون نتيجته بعد كل العداء الذي برعت إيران في صناعته مع شعوب المنطقة المحيطة بها، إلا المزيد من الارتهان لمن تسمّيهم “أصدقاء” من دول ستسعى إلى استغلال إيران إلى الحدّ الأقصى، ولم تكن خطوة إعفاء بعض الدول من عقوبات التعامل مع إيران كما قرّر الرئيس الأميركي قبل أيام، إلا وسيلة لمكافأة هذه الدول وبشروطه، وليس تخفيفا عن النظام الإيراني، الذي بات عالقاً بين كماشتي العقوبات الأميركية القاسية من جهة، وجشع السوق السوداء والأصدقاء الذين سيتكفلون باستنزاف الاقتصاد الإيراني أكثر فأكثر من جهة ثانية.

الانتصار الإيراني على الولايات المتحدة كان يمكن أن يكون فعلا إيرانيّا صحيحاً، لو أن الأيديولوجيا الإيرانية لم تكن وظيفتها ومصدر قوتها الفعلي هو تدمير الدول العربية وإضعافها، وكانت فعلا في مواجهة السيطرة الغربية وفي مواجهة إسرائيل، وأيديولوجيا تعمل من أجل رفاه الشعب الإيراني. هذا لم يكن منذ عقود ولن يستطيع أن ينتصر على الولايات المتحدة طالما أن كل انتصاراته كانت تتم بمعونة أميركا نفسها، فمن سيعينه اليوم؟

 

... وبدأ الحصار على إيران

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط/05 تشرين الثاني/18

إلى قبل أيام، كانت طهران تتطلع غرباً، على أي أمل واهٍ يمكن أن يغير مصيرها، على أمل أن تدفع أزمة مثل مقتل جمال خاشقجي الرئيس الأميركي إلى تأجيل قراره بفرض الحزمة الأخطر من العقوبات عليها، إن لم يتراجع عنها. بعد منتصف الليل قبل البارحة، دخلت العقوبات حيز التنفيذ. بذلك ثبّت الرئيس دونالد ترمب مشروعه بالضغط على إيران، وبشكل غير مباشر أيضاً أبقى على علاقته الاستراتيجية مع السعودية التي تقع في قلب مقاطعة إيران نفطياً. غضبت طهران وتنفست الرياض الصعداء. العقوبات مؤذية لنظام طهران، حيث تحد من بيع أكثر من نصف نفطه بشكل فوري، وتحرمه من المتاجرة عبر نظام أميركا المصرفي، وتمنع زبائن طهران من استخدام الدولار. على أي حال، رغم أن ترمب ظل يردد منذ أشهر سابقة للحصار، أنه يتوقع من القيادة الإيرانية أن تطلب التفاوض وتتراجع، لكننا في الحقيقة لم نكن نتوقع تراجع إيران، على الأقل ليس في الوقت الراهن. فهي تتراجع بعد زمن وبعد أن تصبح في وضع حرج. ستقدم تنازلات مهمة لكن ربما بعد عامين مع نهاية رئاسة ترمب. إيران كانت في المرتبة الثالثة في تصدير النفط في العالم، اليوم يتوقع أنها لن تستطيع في نهاية العام تصدير أكثر من مليون وربع المليون برميل يومياً، وسيسد الفراغ كل من السعودية والعراق بإنتاج المزيد. مع أن الرئيس أعلن بطريقته عبر حسابه على «تويتر» أنه سيجعل النظام يعيش شتاءً قارساً ووضع صورته مثل فيلم «قيم أوف ثرون»، إلا أن هناك ما شكك في حكاية الشتاء القارس الموعود!

واشنطن أعلنت أنها ستسمح لثماني دول بأن تستمر في استيراد نفط إيران، منها تركيا والعراق والصين وكوريا الجنوبية واليابان والهند. وهذا بالتأكيد سيفشل عملية منع النظام من التصدير. ويمكننا أن نفهم هذا الاستثناء المفاجئ أنه قد يكون فعلاً محاولة من إدارة ترمب عدم إغضاب حلفائها، الذين طالبوا بمزيد من الوقت لإعادة ترتيب أمورهم، خصوصاً أن كثيراً من المبيعات في النفط هي تعاقدات سابقة وتستمر لفترة مقبلة. لهذا الاستثناء يدوم إلى ستة أشهر تقريباً. أيضاً يمكننا أن نعتبره رغبة من واشنطن في ترك الباب موارباً مع فرجة صغيرة تسمح للنظام بالخروج من الزاوية المحاصر فيها، مقابل أن يقدم تنازلات تسمح بعقد اتفاق نووي جديد بديل. فالهدف من العقوبات ليس إلا الضغط للحصول على عرض أفضل. والمطلوب من إيران في هذه الهجمة الأميركية الجديدة على طهران أن تقبل بالتعهد بالامتناع عن بناء مشروع نووي يؤهلها عسكرياً للحصول على سلاح نووي، الاتفاق الحالي يحرمها منه لعشر سنوات فقط. والأمر الثاني مرتبط بالأول؛ الامتناع عن تطوير وتصنيع أسلحتها الباليستية الصاروخية التي رأيناها تقصف بها المدن السعودية وتهدد دول المنطقة. والثالث التوقف والانسحاب من عملياتها العسكرية في المنطقة من سوريا والعراق واليمن وغيرها. بإطلاق صفارة البدء في تطبيق العقوبات المهمة، سياسة ترمب في المنطقة تقدمت إلى الأمام، وعلينا أن نتوقع مزيداً من التوتر، لكن مع شيء من الأمل يعقبه تفاوض واتفاق وربما سلام.

 

إيران... «على نفسها جنت براقش»

د. شمسان بن عبد الله المناعي/الشرق الأوسط/05 تشرين الثاني/18

جاء شهر نوفمبر (تشرين الثاني) واللحظات المصيرية التي تنتظر النظام الإيراني بعد مرحلة طويلة من التدخل في الشؤون الداخلية للدول المجاورة، وتدبير المؤامرات، وتمويل حركات التمرد في الدول. أهلّ الخامس من نوفمبر اليوم الاثنين الذي سيبدأ فيه فرض العقوبات القاسية على إيران، نظراً لمؤامراتها الشنيعة والمتتابعة في نشر الفوضى والإرهاب في المنطقة والعالم أجمع. نعلم أن أول مؤشرات التغير الذي سوف يحدث في إيران ظهر في سوريا، حيث بدأ النفوذ الإيراني بالتقلص منذ تدخل روسيا في سوريا لإنقاذ النظام السوري، إذ أكدت أجهزة استخبارية إسرائيلية أن إيران سحبت معظم عناصر «الحرس الثوري» من سوريا في أعقاب الخسائر الفادحة التي منيت بها في المعارك التي دارت تحديداً في الشمال السوري آنذاك. حدث ذلك بعد أن تغيرت المعادلة على الأرض في سوريا، وتقاطعت المصالح الدولية بدخول فرنسا وأميركا على الخط بدعمها لقوات سوريا الديمقرطية التي يهيمن على معظمها الأكراد، وكذلك الضربات الصاروخية الإسرائيلية على القواعد الإيرانية، حيث شنت إسرائيل ضربات صاروخية وغارات جوية على مواقع متفرقة للميليشيات الإيرانية والنظام، وذلك رداً على استهداف إيران مناطق في الجولان السوري بعدد من الصواريخ، وطال هذا الخطر «حزب الله» اللبناني حليف إيران، حيث بدأ يشعر أنه دخل في مستنقع كما حدث لإيران، إذ ذكر المعلق في صحيفة «يديعوت أحرنوت» الإسرائيلية، روعي كييس أن «حسن نصر الله غارق في المستنقع السوري الذي يستنزف منه آلاف العناصر»، مشيراً إلى أن الظروف الموضوعية تقلص من قدرة «الحزب» على الرد، ونقل عن مصادر عسكرية إسرائيلية قولها، إن «حزب الله» فقد حتى الآن ألفي عنصر، في حين أصيب الآلاف من جنوده بجراح في المواجهات داخل سوريا.

وعلى الصعيد السياسي، تم استبعاد إيران من آخر قمتين للرؤساء المعنيين بالقضية السورية، اللتين عقدتا في تركيا، وهكذا بدأت إيران تشعر أنها خارج اللعبة السياسية في سوريا. كذلك من الإخفاقات الرئيسية التي وقعت فيها إيران أن استراتيجيتها بُنيت على مبدأ خاطئ، وهو التوسع غير المحسوبة عواقبه، فكان من نتائج ذلك أن هذا التوسع الذي امتد إلى أقصى أفريقيا، بالتحالف مع «حزب الله» اللبناني والميليشيات التي كونتها في العراق، وكذلك في اليمن، بتحالفها مع الحوثيين... جعلها بعيدة عن الإمداد والتموين، وهذا يذكرنا بالخطأ الذي وقع فيه هتلر في الحرب العالمية الثانية، فكان من أهم أسباب هزيمة هتلر توسعه الكبير وابتعاده عن مصادر التموين رغم القوة التي كان يملكها.

ومما يزيد الأمور تعقيداً بالنسبة لإيران، الوضع في الداخل، حيث تمردت مكونات الشعب الإيراني، إذ بدأت بالمظاهرات احتجاجاً على البطالة والفقر وارتفاع الأسعار ترافقها شعارات ومتطلبات اقتصاد، وتمت الدعوة للمشاركة في المظاهرة، التي كانت تسمّى في البداية «لا للغلاء»، على الشبكات الاجتماعية، ضد الحكومة المركزية في طهران، إضافة إلى عقوبات المرحلة الثانية الأميركية التي تنتظر إيران والتي ستطبق اعتباراً من اليوم الاثنين، حيث ستبدأ الحزمة الاقتصادية الأكبر من العقوبات على النفط والطاقة والدولار والبنوك والمحاصرة لبيع النفط الإيراني، والقائمة السوداء لمن يتعاون مع النظام، مما ينبئ بانهيار اقتصادي هائل، وهكذا تدور الدوائر على إيران، وعلى إرهابها وميليشياتها. النظام الإيراني هو سبب كل الاضطرابات التي حدثت في المنطقة، وهو الذي جعل معظم دول العالم تناصبه العداء، وكما يقول المثل «على نفسها جنت براقش»، عندما اتضح أنه وراء كل العمليات الإرهابية التي تحدث، ولم يقتصر إرهاب النظام الإيراني على المنطقة فحسب، بل امتد إلى أوروبا وساحات أخرى من الكرة الأرضية، حيث اتهم رئيس الاستخبارات الدنماركية فين بورش أندرسن، النظام الإيراني، بالتخطيط لاعتداء إرهابي من قبل إيرانيين يعيشون في الدولة الاسكندنافية على علاقة مع الاستخبارات الإيرانية، لارتكاب اعتداءات ضد إيرانيين في الدنمارك، وتم اكتشاف محاولة لاغتيال رئيس جبهة النضال العربي الأحوازي، الذي يقيم في الدنمارك، كذلك كان للنظام الإيراني الإرهابي في فيينا عام 1989 يد في قتل عبد الرحمن غاسيمولو، الذي كان يترأس «الحزب الديمقراطي الكردستاني»، وعندها قامت السلطات النمساوية باعتقال أشخاص ذوي علاقة بالنظام الإيراني، بعضهم يحملون جوازات دبلوماسية إيرانية. أما في ألمانيا، فقد قام النظام الإيراني الإرهابي بعملية اغتيال 4 أكراد عام 1992، وأصدرت المحكمة الألمانية الحكم آنذاك على رئيس الاستخبارات الإيرانية الذي أصدر أمراً بالعملية الإرهابية، وهناك العملية الإرهابية ضد السياح في قبرص عام 2012، وغيرها كثير من محاولات قتل المعارضين للنظام الإيراني في مختلف دول أوروبا. من هنا تأتي المطالبات المتعددة لفرض عقوبات أوروبية جديدة على إيران، بسبب العمليات الإرهابية على أراضٍ أوروبية، وها هي كبرى الشركات الأوروبية تهرب من إيران مثل «توتال» و«بيجو» و«رينو» الفرنسية، وكذا «سيمنس» و«دايملر» الألمانيتين... وغيرها، فأكثر من مائة شركة تعلن خروجها من إيران. الأيام المقبلة ستكون مصيرية للنظام الإيراني الذي ترك بصماته الإرهابية في أغلب مناطق العالم، وجاء الوقت الذي تقرر فيه دول العالم مصير هذا النظام، عندها نقول: تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن.

 

إيران ورياح ترمب

غسان شربل/الشرق الأوسط/05 تشرين الثاني/18

يطالب دونالد ترمب النظام الإيراني بما لا قدرة له على تحقيقه أو التجاوب معه. يطالبه بطلاق نهائي مع الحلم النووي الذي يعتبره بعض الصقور «بوليصة تأمين» ضد المفاجآت الأميركية. يطالبه أيضاً بدفع الثورة إلى التقاعد، في ظل دولة تقيم بجيشها و«حرسها» داخل خريطتها، وتمتنع عن اختراق خرائط الآخرين، وزعزعة استقرارهم وتطويقهم بالصواريخ. يطالبه بالانصياع لشروط الدولة الطبيعية التي لا تبيح لنفسها حق استخدام عائداتها النفطية وميليشياتها لإعادة تشكيل الإقليم وفق مخططاتها، والإمساك بقرار هذه العاصمة أو تلك. ويقول العارفون بالنظام الإيراني إن النفخ في جمر الثورة من شروط حياة هذا النظام، وإن الامتناع عن «تصدير الثورة» ينسف المشروع برمته، ويضع النظام أمام امتحان الأرقام الاقتصادية في الداخل، وهي غير مشجعة على الإطلاق. هكذا يبدأ اليوم فصل جديد في المواجهة الأميركية - الإيرانية المفتوحة منذ أربعة عقود. مواجهة سياسية ودبلوماسية واقتصادية تخللتها محطات أمنية، لكن من دون الانزلاق إلى مواجهة عسكرية واسعة ومباشرة. وثمة من يعتقد أن الفصل الجديد قد يكون الأصعب، وأن نتائجه ستحدد موقع إيران على الخريطة الإقليمية، وحجم دورها. فالعقوبات الأميركية التي بدأ سريانها منذ فجر اليوم تستهدف قطاعي النفط والمصارف الحيويين. ويتفق المحللون أن العقوبات ستلحق أضراراً كبيرة بالاقتصاد الإيراني، على رغم البراعة التي اكتسبها الإيرانيون في الالتفاف على العقوبات. ولا مبالغة في القول إن دول المنطقة معنية تماماً بما سيؤول إليه الفصل الجديد من المواجهة، ذلك أن طهران منخرطة بعمق في نزاعات المنطقة، وهي تدير منذ عقود برنامجاً انقلابياً واسعاً على توازناتها السابقة والأدوار التقليدية فيها.

عشية الفصل الجديد، كانت الرسائل المتبادلة صريحة وساخنة. الرئيس ترمب قال بوضوح إن «الهدف هو إرغام النظام على القيام بخيار واضح: إما أن يتخلى عن سلوكه المدمر أو يواصل على طريق الكارثة الاقتصادية»، وأضاف: «إننا ندعو النظام إلى التخلي عن طموحاته النووية، وتغيير سلوكه، واحترام حقوق شعبه، والعودة بحسن نية إلى طاولة المفاوضات». عبر تصريحات متعددة لأركانها، رسمت الإدارة الأميركية ملامح توجهها، وأكدت أن الهدف هو تغيير سلوك إيران، وليس تغيير نظامها، وأن الباب مفتوح للعودة إلى طاولة المفاوضات، إذا قررت طهران جدياً إعادة النظر في سلوكها وطموحاتها. على الضفة الأخرى، كانت الرسائل واضحة أيضاً. نزل آلاف الإيرانيين إلى شوارع طهران، وأعادوا إلى الذاكرة ما حدث في الرابع من نوفمبر (تشرين الثاني) 1979. ففي ذلك اليوم، انقض متظاهرون على السفارة الأميركية في طهران واجتاحوها. على مدى 444 يوماً، احتجز الطلاب الغاضبون 52 أميركياً. كان الغرض إذلال «الشيطان الأكبر»، والإيحاء أن أميركا نفسها اقتيدت إلى أقفاص صغيرة أسوة برهائن سفارتها. كان الهتاف المدوي يومها هو «الموت لأميركا». وعلى مدى عقود، كان الهتاف يتكرر، لكن الواضح هو أن أميركا لم تمت، والدليل أنها تطلق اعتباراً من اليوم جولة جديدة من العقوبات غير المسبوقة على النظام الإيراني. وفي سياق التعبئة لمواجهة المرحلة الجديدة، أطل قادة «الحرس الثوري» مشددين على الصمود. وتدخل المرشد علي خامنئي ليعلن أن ترمب «ألحق العار بما تبقى من هيبة أميركا والليبرالية الديمقراطية». قبل انتخابه رئيساً، اعتبر ترمب الاتفاق النووي مع إيران «كارثة»، مشيراً إلى أنه منحها شهادة حسن سلوك من دون أن تغير سلوكها. واعتبر أن الاتفاق سمح لطهران بتوظيف عائداته المالية والدبلوماسية في مواصلة برنامجها الباليستي، ونهج زعزعة الاستقرار لتغيير أنظمة دول وهويات مدن. وكان هناك من يعتقد أن ترمب سيلوح بمغادرة الاتفاق لكنه لن ينفذ تهديده، خصوصاً أن الموقعين الآخرين جاهروا بمعارضتهم لخطوته. لكنه ترمب. يصعب أن تتوقع المدى الذي يمكن أن يذهب إليه في هذا الملف أو ذاك.

يأتي الفصل الجديد من العقوبات الأميركية في وقت لم تعد الصعوبات التي يعيشها الاقتصاد الإيراني خافية على أحد. حملت الشهور الماضية مؤشرات صريحة: تراجع قيمة الريال وزيادة معدلات التضخم والبطالة. الاحتجاجات الإيرانية المتنقلة عبرت هي الأخرى عن نقمة شعبية تجلت في إضرابات سائقي الشاحنات والمدرسين. يضاف إلى ذلك شعور الإيراني العادي أن عليه الاستعداد لأيام أصعب تلزمه بشد الحزام أكثر من ذي قبل.

في المقابل، لا تملك السلطات الإيرانية خيارات كثيرة. واضح أنها تحاول استدراج موقف أوروبي أقوى أو أكثر وضوحاً. لا شيء يوحي أن أوروبا قادرة على لعب دور استثنائي في هذا السياق. «الآلية المالية» التي جرى الحديث عنها لن تعمل قبل شهور، وقد تكون محدودة النتائج. الشركات الأوروبية الكبرى تفضل السلامة، ويصعب أن تختار الأسواق الإيرانية، إذا كانت تعني خسارة الأسواق الأميركية. ثم إن أوروبا ليست في أفضل أيامها. بريطانيا تتابع إعداد إجراءات الطلاق. وظاهرة التمرد على روح الاتحاد الأوروبي تنتشر. وأنجيلا ميركل ليست راغبة في البحث عن ولاية جديدة، وثمة من يتوقع وقوع ألمانيا في قدر من عدم الاستقرار السياسي. تراهن إيران على الوقت. ولعلها تراهن على قدرتها على انتظار نهاية ولاية ترمب. تراهن أيضاً على أصوات أوروبية تعتقد أن العقوبات تصيب الناس، ولا تضعف هذا النوع من الأنظمة، وأن التيار الإصلاحي في إيران سيكون الضحية الأولى لأي عقوبات جديدة سيصورها النظام حصاراً على البلاد لا على نظامها. يحلم ترمب، في ضوء السابقة الكورية الشمالية، أن تؤدي العقوبات المؤلمة إلى إقناع إيران بالعودة إلى طاولة المفاوضات، مع الاستعداد هذه المرة لتغيير سلوكها. لا بد من الانتظار لمعرفة ما إذا كانت إيران ستكتفي بمقاومة العقوبات داخل حدودها أم ستحرك أوراقها الإقليمية في هذه الدولة أو تلك. وهل تصل الردود الإيرانية إلى حد التحرش مباشرة أو بالواسطة بالجنود الأميركيين في المنطقة أو بأمن المضائق والممرات.

فصل جديد يبدأ. ها هي رياح العقوبات تهب على الاقتصاد الإيراني. وفي موسم الرياح، لا بد من الالتفات إلى حزام الأمان.

 

الذين لهم أثر

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/05 تشرين الثاني/18

كلما قرأتُ عملاً من الأعمال التي تُمنح الجوائز الأدبية، أبحث بصورة عفوية عن اللاوعي الإنساني فيه، ولا أقصد بذلك الالتزام الآيديولوجي؛ لأنني لا أطيق فكرة الجدران والأسوار في الإبداع، إلا أنني لا أحبذ أيضاً أن يكون أي عملٍ كبير خالياً من الإضاءات الإنسانية، والوقوف مع الضعفاء، وتصوير الحالة البشرية على نحوٍ فني يثير في النفوس تعاطفاً دائماً مع قضايا الإنسان. لعلّ أهم وأبهى مثالٍ على ذلك في أدبنا المعاصر، أعمال عظيمي الرواية نجيب محفوظ ويوسف إدريس. المبدع الأول كان ملتزماً فقط الفن وصناعة الروعة، والآخر كان ملتزماً الروعة والطبقات الكادحة. وذهب بعض السخفاء، أو السطحيين الذين لا علاقة لهم بأي إبداعٍ فكري، إلى اتهام يوسف إدريس بالعمالة للاتحاد السوفياتي. وإذا كان هناك من «مشغلٍّ» له بين الروس، فقد كان أنطوان تشيكوف. ولم يكن وحده من تأثّر بالأديب الروسي في مصر أو في خارجها من العالم العربي. فإن بعض المصريين - مثل عبد الله الطوخي وصنع الله إبراهيم - تماهوا مع تشيكوف تماهياً مطلقاً. ولم يخفِ الطوخي أن تشيكوف كان مثاله الأعلى والوحيد. وقد كتب يقول: «ما كل هذه البصيرة النفّاذة التي تكتشف ما تحت الجلد كأنها عين نسرٍ ترقَبُ وتكشف من أعالي القمم أدق تفاصيل ما يجري على أرض البشر وما يدور داخل أركان النفس الإنسانية. وما كل هذا المزيج الرائع الساري في قصصه بين الإنسان وبين الطبيعة حتى يتحولا إلى عنصرٍ كوني واحد. وأيضاً ما كلُّ هذا العشق للحياة حتى في مناطق الكآبة والألم: لقد غزا حب هذا الكاتب قلبي، وفي صحبته استعدت معه نغمتي الضائعة وتمنيّت لو أنني كنت أعيش في عصره، بل آهٍ لو أننا كنا نسكن مدينة واحدة». لن نعثر اليوم على تشيكوف في روسيا المعاصرة أو على يوسف إدريس في مصر. لقد انتقلت صناعة الرواية إلى طورٍ مختلفٍ وبعيدٍ عن الأسلوب الذي كانت تكتب به في الماضي، عندما كان كبار الكتّاب يتأثرون إلى حدٍ بعيد بالنتاج العالمي ولم يكونوا يخفون هذه الحقيقة، فلطالما تحدّث نجيب محفوظ عن تأثّره بالفرنسي بلزاك والروسي تولستوي. فالرواية كما هو معروف فنٌ معاصر في الأدب العربي الذي كانت فيه الغلبة للشعر منذ العصور الأولى وحتى أوائل القرن العشرين. ولم نعد نعرف بمن يتأثر أدباء اليوم. أو إن كانوا يتأثرون حقاً إلى ذلك الحد الذي أقرّ به يوسف إدريس ونجيب محفوظ. وربما أنهم أيضاً يتأثرون الآن ببعضهم بعضاً. ولذلك؛ يُفتَقَدُ عند أكثريتهم ذلك العنصر الإنساني الذي قامت عليه روايات العمالقة.

 

عذراً... سأكون مشغولاً غداً

روبرت فورد/الشرق الأوسط/05 تشرين الثاني/18

لا تتصل بي هاتفياً أو ترسل لي رسالة عبر البريد الإلكتروني مساء الثلاثاء (غداً). أنا وتقريباً كل من سيوجد في الولايات المتحدة في ليلة 6 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، سنشاهد نتائج الانتخابات الفصلية. فالولايات المتحدة لم تشهد انقساماً كهذا منذ 50 عاماً، وربما طيلة الـ150 عاماً الماضية. لن تحل انتخابات 6 نوفمبر مشكلات الولايات المتحدة. في الحقيقة، قد تزيد تلك الانتخابات المشكلات السياسة سوءاً. الانتخابات بدأت بالفعل، فعلى مدار العقد الماضي، سمحت 37 ولاية ببداية التصويت قبل يوم التصويت الرسمي، وفي 27 ولاية من هذه الولايات، عدد الأشخاص الذين صوتوا في بداية العام الحالي أكبر ممن صوتوا في الانتخابات الرئاسية بداية عام 2014. وفي ذلك مؤشر على خوف الأميركيين، سواء في اليمين أو اليسار، أو في الحزب الديمقراطي أو في الحزب الجمهوري، على مصير الولايات المتحدة.

في يوم من الأيام، حدث في أميركا غير المنقسمة أن خسر الحزب السياسي الذي هيمن على البيت الأبيض مقاعد في الكونغرس في الانتخابات الفصلية. ولهذا السبب، نتوقع أن يفوز الديمقراطيون هذه المرة. لكن هذه المرة مختلفة، فهذه الانتخابات تتعلق بالرئيس ترمب، وهو الذي لم يجلس في مكتبه بالبيت الأبيض، لكنه داوم على حضور الفعاليات الانتخابية بصفة يومية تقريباً على مدار أسابيع، ويريد أن يتذكره الناخبون حتى عند التصويت لاختيار نائب في البرلمان، أو عضو بمجلس الشيوخ.

تنطوي تلك الخطوة على قدر من الخطورة. فاستطلاعات الرأي العام تشير إلى أن كثيرات من الناخبات غير راضيات عن سلوك الرئيس دونالد ترمب مع النساء. ولا يزال بعضهن حانقات من اختيار الرئيس ترمب مرشح المحكمة العليا القاضي كافانا المتهم بالتحرش الجنسي منذ 30 عاماً. فالنساء قد ينتقمن من الحزب الجمهوري لتأييده ترشيح كافانا. وقد حاول الحزب الجمهوري كذلك تقليص برنامج الرعاية الصحية القومي الذي استحدثه الرئيس السابق باراك أوباما والحزب الجمهوري عام 2010، وهو ما تسبب في القلق لكثير من العائلات الأميركية، خصوصاً كبار السن. كذلك يتذكر الناخبون السود تعليقات ترمب الإيجابية عن المتطرفين اليمينيين. فهم أيضاً غاضبون من جهود الحزب الجمهوري لحذف أسماء بعض الناخبين، غالبيتهم من الأقليات، من قوائم التسجيل. لم نرَ مطلقاً أي رئيس سابق بهذا النشاط في الحملات الانتخابية، لكن باراك أوباما كان يصر على حضور المؤتمرات الانتخابية في كثير من الولايات التي تنتقد تصرفات الحزب الجمهوري. هناك كثير من النقد للرئيس ترمب، لكنْ هناك تأييد كبير أيضاً. فكثير من الأميركيين يمتدحون ترمب لما تحقق من نمو اقتصادي كبير وللزيادة في أجور العمال. وكثير من الأميركيين أيضاً، خصوصاً في الجنوب والغرب، يشعرون بقلق حقيقي من الأجانب ومن الهجرة والتغيرات الثقافية. تعامل ترمب بمهارة واضحة مع التعليقات الواردة من المكسيك مستخدماً الجيش الأميركي في حماية الحدود الجنوبية، ليظهر كيف أن أعضاء الحزب الديمقراطي يرفضون الدفاع عن الحدود وعن السيادة الأميركية. في الحقيقة، يؤيد الديمقراطيون مزيداً من الهجرة، لكنهم لم يفسروا كيفية تغيير النظامين القانوني والاجتماعي لامتصاص مزيد من الهجرات. إن الديمقراطيين يسعون للحصول على أصوات الأميركيين من الطبقة المتوسطة ممن يريدون برنامج الرعاية الصحية وحقوقاً متساوية لكل الجاليات، فيما يغازل ترمب الطبقة المتوسطة بتحذيراته من الهجرات غير المحدودة ومن الحروب الثقافية.

السؤال الأخير والأهم هو: أي حزب سيستطيع إقناع أنصاره باستقطاع بعض الوقت للذهاب إلى مراكز الاقتراع؟

ولذلك عليك الانتباه الأسبوع المقبل لمجلس الشيوخ الأميركي. فالمحللون السياسيون هنا يتوقعون أن يحتفظ الحزب الجمهوري بهيمنته على مجلس الشيوخ، لكن المنافسة في كثير من الولايات؛ منها فلوريدا وإنديانا وميسوري وأريزونا ونيفادا، متقاربة جداً. إن فاز الديمقراطيون بالهيمنة على مجلس الشيوخ، فسيواجه الرئيس ترمب مشكلات كبيرة، وسيجد البيت الأبيض صعوبة في الحصول على التصديق الكافي من مجلس الشيوخ للأشخاص المرشحين للمناصب المهمة؛ منها مناصب مثل سفراء الولايات المتحدة لدى السعودية والأردن والإمارات وتركيا. وسيصوت مجلس الشيوخ الخاضع لسيطرة الديمقراطيين على الأرجح لطرد ترمب من البيت الأبيض. بحسب الدستور، فإن تصويت مجلس الشيوخ هذا يجب أن يتبع تصويت مجلس النواب في البداية. ويتوقع المحللون أن يحصل الديمقراطيون على غالبية الأصوات في مجلس النواب في هذه الانتخابات. وقد تعهد قادة الحزب الديمقراطي بالفعل باستخدام مجالس التحقيق بمجلس النواب للتحقيق في اتهامات الفساد بالبيت الأبيض. ومن شأن تلك التحقيقات أن تتسبب في صراع سياسي كبير في واشنطن حول بقاء بعض وزراء ترمب أو حتى ترمب نفسه. إذا كنا بصدد مواجهة حرب سياسية جديدة في واشنطن، فأتمنى أن يفهم أصدقائي السبب وراء عدم ردي على رسائل البريد الإلكتروني أو عدم نشر تعليقات جديدة عبر «تويتر» أو «فيسبوك» حتى نهاية الثلاثاء المقبل.

*السفير الأميركي السابق لدى الجزائر وسوريا

 

إلى أي مدى سيصل مفعول «العقوبات الأقوى في التاريخ»؟

جوليان لي/الشرق الأوسط/05 تشرين الثاني/18

بحلول منتصف الليل، بدأ سريان عقوبات أميركية جرى تصميمها بهدف خفض الصادرات النفطية الإيرانية إلى مستوى الصفر. ومع هذا، فإن التوجه الصارم الذي أبداه الرئيس دونالد ترمب بادئ الأمر بدأ في التراخي مع اقتراب الموعد النهائي. وحصلت دول قلصت مشترياتها النفطية من إيران إلى مستوى الصفر بالفعل على إعفاءات تتيح لها شراء النفط الإيراني، مما يعني احتمالات ارتفاع صادرات النفط الإيرانية، وليس انخفاضها، في نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي. يأتي ذلك رغم أنه سبق وصف العقوبات بأنها «العقوبات الأقوى في التاريخ»، وأنها ترمي لمنع إيران من تصدير أي نفط على الإطلاق. إلا إن الحقيقة لم ترقَ لمستوى الضجة المثارة حول العقوبات، ذلك أنه خلال الأشهر الستة التي سبقت السريان الكامل للعقوبات التي فرضها ترمب ضد إيران، بدا تأثير العقوبات مشابهاً بدرجة لافتة لتلك التي فرضها سلفه عام 2012.

ومع اقتراب الموعد النهائي لسريان العقوبات في نوفمبر الحالي، بدا واضحاً أن المشترين الذين وافقوا على تقليص مشترياتهم من النفط الإيراني قد يفوزون بإعفاء من العقوبات. في أغسطس (آب) الماضي، قال مستشار الأمن القومي المعاون لترمب، جون بولتون، إن هذه الإعفاءات ستكون «قليلة وبينها مسافات واسعة». ومع هذا، اتضح هذا الأسبوع أن الولايات المتحدة وافقت على إعفاء 8 دول من العقوبات وسمحت لها باستمرار استيراد النفط الإيراني.

لا تزال التفاصيل المتاحة بخصوص الاتفاق في هذا الشأن قليلة، رغم أن وزير الخارجية مايك بومبيو كان قد وعد بالكشف عنها (اليوم) الاثنين. وتتضمن الدول الثماني الصين والهند، أكبر جهتي شراء للنفط الإيراني، وكذلك عدد من الحلفاء المحوريين لأميركا داخل آسيا؛ على رأسهم اليابان وكوريا الجنوبية. كما سيجري السماح لتركيا بالاستمرار في شراء النفط الإيراني، لكن هذا التساهل لا يمتد إلى أوروبا. ومن غير الواضح بعد المعدل الذي سيتعين من خلاله مراجعة الإعفاءات وإعادة التصريح بها، أو حجم التقليص الذي سيتعين على جهات الشراء إقراره في مشترياتها من النفط الإيراني لتجنب التعرض لعقوبات. يذكر أنه في ظل قيادة الرئيس باراك أوباما، استمرت الإعفاءات مدة 6 أشهر، وكان يجري تجديدها إذا نجحت الدول المعنية في تقليص مشترياتها بنسبة 20 في المائة تقريباً خلال هذه الفترة. ومن المتوقع أن تكون الشروط على الدرجة ذاتها من الصرامة في عهد ترمب. يتمثل واحد من الاختلافات الكبيرة عن القيود التي كانت مفروضة في عهد أوباما أن العقوبات التي أقرها ترمب تغطي صادرات المكثفات؛ وهي نمط خفيف من النفط المستخرج من حقول الغاز الطبيعي. وقد زادت أهميتها مع تنامي استخراج إيران الغاز الطبيعي من حقل جنوب فارس الذي تتشارك فيه مع قطر. إلا إن الصادرات من المتوقع أن تتراجع مجدداً مع ازدياد عملية المعالجة داخل معمل تكرير جديد يرمي لمعالجة السوائل من أجل الاستخدام المحلي. الملاحظ أنه منذ مايو (أيار) الماضي، اتخذت غالبية المشترين المعنيين بالنفط الإيراني توجهاً حذراً. مثلاً، أوقفت كل من فرنسا وكوريا الجنوبية مشترياتها في يونيو (حزيران) الماضي، وتبعتهما إسبانيا واليابان في سبتمبر (أيلول) الماضي. كما خفضت تركيا مشترياتها بمقدار النصف تقريباً مقارنة بالصيف الماضي، بينما أقرت إيطاليا واليونان تخفيضات مشابهة. وبعد قفزة في مطلع الصيف، تراجعت الصادرات للهند. أما الصين، أكبر مشترٍ للنفط الإيراني، فلم تقلص مشترياتها بعد، رغم إصدار الحكومة أوامرها لشركتين نفطيتين على الأقل تابعتين للدولة بتجنب شراء نفط إيراني. ومن المحتمل أن تخلف الإعفاءات تأثيراً سلبياً بالسماح لمعامل تكرير في كوريا الجنوبية واليابان باستئناف شراء كميات محدودة من النفط الإيراني في نوفمبر الحالي. ومن الممكن أن تصل هذه الكميات بسهولة إلى ما يقدر بـ300 ألف برميل يومياً، بالنظر إلى أن إجمالي مشتريات البلدين بلغت نحو ضعف هذا الرقم منذ عام مضى. ومن المحتمل كذلك أن تعاود الشركات الصينية الحكومية الدخول للسوق الإيرانية. إلا إن هذا التعافي سيجري تعويضه جزئياً عبر مزيد من التراجع في المشتريات الأوروبية، لكنها شكلت أقل من 100 ألف برميل الشهر الماضي. المؤكد أن قدرة إيران سوف تتعرض للتقييد فيما يخص الوصول للمال الناتج عن هذه المبيعات، ذلك أنه سيجري وضع المدفوعات في حسابات ضمان داخل الدول المشترية. ومع هذا، تظل الحقيقة أن ارتفاع الصادرات النفطية الإيرانية خلال الشهر الأول من العقوبات ليس النتيجة التي يأملها ترمب.

- بالاتفاق مع «بلومبرغ»

 

عقوبات ترمب المصرفية ستصيب إيران في موضع الألم

إيلي ليك/الشرق الأوسط/05 تشرين الثاني/18

بدت حملة الضغط المهولة التي شنها الرئيس الأميركي دونالد ترمب على إيران الشهر الماضي وكأن بها ثغرة ما.

فالعقوبات التي فرضت على إيران في السابق على قطاعات المصارف وصادرات النفط والسفن والموانئ، والتي رفعت جميعاً عام 2015، بمقتضى الاتفاق النووي الذي انسحب منه ترمب في مايو (أيار) الماضي، ستفرض مجدداً بدءاً من غد (الاثنين). لكن يظل من غير الواضح حتى الجمعة الماضية ما إذا كانت تلك المصارف سيسمح لها بالمشاركة في «شبكة الاتصالات الدولية بين مصارف العالم»، التي يطلق عليها اختصاراً «سويفت»، والتي تسمح لبنوك العالم بالتواصل بعضها مع بعض لإتمام التحويلات المصرفية الدولية. لكن وزير الخزانة الأميركي، ستيف منشن، وضع حداً لتلك الإثارة خلال مكالمة جرت عبر الكونفرنس، بقوله: «لقد نصحنا شبكة (سويفت) بأن عليها قطع التواصل مع أي مؤسسة مالية إيرانية نقوم بتسميتها، بمجرد أن يصبح ذلك متاحاً تكنولوجياً». لكن قضية «سويفت» ليست بالهينة، لأن عزل إيران عن تلك الشبكة من شأنه أن يضاعف من أزمتها المالية. وحتى إن غامرت بعض الشركات بتعريض نفسها للانفصال كلياً عن منظومة الاقتصاد الأميركي بشرائها للنفط الإيراني، سيكون من المستحيل تقريباً لإيران تسلم الثمن، إن لم تكن مصارفها ضمن منظومة «سويفت».

ولذلك لم تكن مفاجأة أن «سويفت» كانت في قلب المعركة السياسية داخل إدارة ترمب، وفي الكونغرس. على أحد جانبي المعركة، تقف وزارتا الخزانة والخارجية، فقد شعرت الوزارتان بقلق من أن قطع الصلة نهائياً مع «سويفت» من شأنه أن يوتر الأجواء مع الحلفاء في أوروبا الذين سعوا للإبقاء على إيران داخل الاتفاق النووي، بالإضافة إلى روسيا والصين. وعلى الجانب الآخر، يقف مستشار الأمن القومي جون بولتون، والصقور في الكونغرس الذين شعروا بالقلق من أن دخول إيران إلى «سويفت» سيكون بمثابة الإبقاء على شريان الحياة الذي سيضعف من تأثير العقوبات، ويجعل إيران تطيق مرارة الانتظار إلى أن تأتي إدارة أميركية جديدة إلى السلطة. ولهذا فقد ناقشت مسؤولة السياسات الخارجية بالاتحاد الأوروبي، فريدريكا موغريني، خطط صياغة سياسة تدرأ عن أوروبا مخاوف العقوبات الأميركية.

وفي هذا الصدد، أخبرتني مصادر في الإدارة الأميركية، وفي الكونغرس، أن إعلان القرار بشأن «سويفت» قد اتخذ مساء الخميس الماضي، وقد توقع غالبية مراقبي السياسية الإيرانية أن تتراجع الإدارة الأميركية عن قرارها. وأفادت صحيفة «بوليتيكو»، مساء الخميس، بأن السيناتور عن ولاية تكساس، تيد كروز، كان بصدد إعداد تشريع لتفعيل قطع صلة إيران بشبكة «سويفت». وتمنى وزير الخزانة نفسه ألا تبدو الولايات المتحدة باعتبارها من يملي على «سويفت» قائمة بأسماء المصارف التي يتعين عليها إيقاف التعامل معها، بحسب المصادر. وقد أبلغ وزير الخزانة المراسلين الصحافيين كذلك أن الولايات المتحدة بإمكانها أيضاً فرض عقوبات على شبكة «سويفت» نفسها.

وفي النهاية، جاء قرار «سويفت» كحل وسط، فقد أفاد وزير الخزانة الأميركية بأن بعض المؤسسات المالية الإيرانية التي لم تخضع للعقوبات بإمكانها البقاء ضمن منظومة «سويفت»، لكن لعمل تحويلات تتعلق بالطعام والدواء فقط.

وفي السياق ذاته، قال ريتشارد غولدبرغ، العضو الجمهوري السابق بمجلس الشيوخ، الذي شارك في صياغة العقوبات على إيران في الحقبة الأولى من عام 2000، إنه «من الأفضل لو أننا قطعنا الاتصال بين جميع المؤسسات المالية الإيرانية وشبكة (سويفت)... لكن هذا أفضل كثيراً من السماح لجميع المصارف الإيرانية بالبقاء ضمن شبكة (سويفت)». وأخبرني غولدبرغ كذلك أنه على وزارة الخزانة النظر إلى البعد الإنساني الذي ستتسبب فيه قطيعة «سويفت». ففي واحدة من أكبر محاولات التملص من العقوبات الدولية في التاريخ، قام بنك تركي بتسريب مبلغ 100 مليار دولار، بحسب بعض التقديرات، إلى خزائن إيران عامي 2013 و2014، تحت غطاء مساعدات إنسانية. وقد أخبرني مارك دبوتيز، كبير المسؤولين التنفيذيين بمؤسسة «الدفاع عن الديمقراطية»، الذي يعد المحفز الأكبر لنقاشات العقوبات الأميركية الأخيرة على إيران خلال العقد الأخير، بأنه سعد كثيراً بالإعلان الخاص بـ«سويفت». وقال إنها وجهت ضربة نفسية ومادية للنظام الإيراني، لأن العزلة عن النظام المالي العالمي سيجعل هذا النظام أكثر سمية للمستثمرين ولشعبه، لكنه أفاد بأنه يؤيد الاستثناء في التحويلات النقدية. وفي هذا الصدد، قال: «أتوقع أن يستخدم وزير الخارجية بومبيو القناة الإنسانية بشكل مؤثر، بأن يضع النظام الإيراني في خانة المدافع عن الطعام والدواء». الكرة باتت الآن في ملعب إيران. فمنذ انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني، لم يتوقف قادتها عن التلويح بمعاودة إنتاج الوقود النووي الذي توقف عقب توقيع الاتفاق عام 2016. وسنرى قريباً إذا ما كان الطرد من منظومة «سويفت» سيجعل النظام الإيراني يسير في الاتجاه ذاته.

- بالاتفاق مع «بلومبرغ»

 

انتخابات الكونغرس... إلى أين تمضي؟

إميل أمين/الشرق الأوسط/05 تشرين الثاني/18

هل هناك مؤشرات أولية تدل على توجهات الرياح بالنسبة إلى نتيجة انتخابات التجديد النصفي للكونغرس؟

يرى البعض أن حالة الاستياء العامة والإحباط بين الناخبين من أداء أركان الدولة، الرئاسة والكونغرس، حفّزت تكهنات معظم المراقبين والاختصاصيين لترجيح فوز الحزب الديمقراطي بمجلس النواب دون مواكبة فوز مماثل في تركيبة مجلس الشيوخ. عادةً ما تكون ولاية «أوهايو» الأميركية هي مؤشر مهمّ في كل الانتخابات الأميركية سواء الشيوخ أو النواب، وحتماً بالنسبة إلى الرئاسة الأميركية... ماذا حدث هناك في الانتخابات المبكرة؟ انتصار جمهوري باهت في الدائرة الانتخابية الثانية عشرة، الأمر الذي أعطى الديمقراطيين أملاً في إمكانية السيطرة مجدداً على مجلس النواب، هذا الانتصار حدث رغم إلقاء الرئيس ترمب بكل ثقله السياسي وراء المرشح الجمهوري هناك. ولعل ما يقلق الرئيس ترمب في الانتخابات القادمة هو أنه ومنذ فوزه بالانتخابات الرئاسية خسر الحزب الجمهوري في عدة معارك انتخابية ضد الديمقراطيين، كان أبرزها في آلاباما الولاية التي تعد حصناً رئيسياً للجمهوريين، بعد أن فاز دوغ جونز بمقعد الولاية في مجلس الشيوخ على حساب «روي مور»، وأيضاً في الدائرة الانتخابية الثامنة في ولاية بنسلفانيا، وخسر الحزب معركة الحكام في نيو جيرسي وفرجينيا.

السؤال الأهم: ما الذي تعنيه خسارة الديمقراطيين بالنسبة إلى ترمب في 2018 و2020 على التتابع والتوالي معاً؟

ليكن الجواب من عند الحدث الأقرب، أيْ انتخابات التجديد النصفي، ذلك أنه إنْ نجح الديمقراطيون في الفوز بأغلبية ساحقة في مجلسي النواب والشيوخ، فإن ذلك يعني أن الطريق مهيأة بدرجة كبرى للبدء في إجراءات عزل الرئيس ترمب، من وراء قضيته «روسيا - غيت»، سيما وأنه ساعتها لن يجد من يدافع عنه في الكونغرس بمجلسيه. غير أن هناك سيناريو آخر، وهو فوز الديمقراطيين في مجلس النواب بأغلبية بسيطة 50+1، وإخفاقه في مجلس الشيوخ.

بلغة الأرقام الانتخابية في أميركا فإن هاجس ترمب لن يكون مقتصراً على ما ستفرزه الانتخابات النصفية، والعين دائماً على الانتخابات الرئاسية لعام 2020، فخسارة دائرة جمهورية صافية في بنسلفانيا، والخروج من عنق الزجاجة في دائرة محسوبة على حزبه في أوهايو، يدفعان فوراً إلى التفكير في اتجاهات الناخبين في الولايتين في الانتخابات القادمة، خصوصاً أن ترمب في البيت الأبيض جاء بفضل أوهايو وبنسلفانيا؛ فقد حصل على 38 مندوباً في انتخابات 2016 من أصل 306.

أحد الأسئلة الرئيسة في هذه الانتخابات: على من يراهن ترمب للحفاظ على سيطرة الجمهوريين على الكونغرس بمجلسيه؟ يقول العارفون ببواطن الأمور إن الدولة الأميركية العميقة وفي القلب منها تيار اليمين الأصولي الأميركي، كان لها الفضل الكبير في النصر الذي حققه ترمب في انتخابات 2016. وعليه فإن ترمب لا يزال على قناعاته بأن هذه الطائفة من المريدين يمكن أن تقوده ثانية إلى نصر مؤز في 2018 وتالياً في 2020. يعتمد ترمب على التيارات المسيحية اليمينية، ولهذا فقد حذر في لقاء له في 27 أغسطس (آب) الماضي، خلال اجتماع عُقد في البيت الأبيض مع قادة التيار الإنجيلي الأميركي، من الصورة السوداوية التي يمكن أن تكون عليها الولايات المتحدة حال خسر الجمهوريون سيطرتهم على الكونغرس في الانتخابات النصفية، وقال: «الديمقراطيون سيقلبون كل ما قمنا به، وسيفعلون ذلك بسرعة وعنف».

في هذا الاجتماع طالب ترمب القادة الإنجيليين باستخدام المنابر لمساعدة الجمهوريين في الفوز بالانتخابات النصفية، قائلاً: إن لديكم أناساً يعظون تقريباً 200 مليون شخص أو 150، وفي غير أيام الآحاد 100 إلى 150 مليون شخص... وقد كان الرد من الحاضرين «إننا نحبك أنت وأسرتك، ونثق بأنك قدمت أموراً مدهشة العامين السابقين»

قد يكون جيل الألفية هو الجواب، وهو الجيل الذي وُلد في الفترة من عام 1981 حتى عام 1996، وهؤلاء حسب الإحصائيات الأميركية يبلغون عدداً أكبر من «جيل فترة ازدهار المواليد»، ويقول المراقبون إنهم قد يتركون بصمات مؤثرة على انتخابات التجديد النصفي.

بحلول نوفمبر (تشرين الثاني) 2016 الحالي أصبح هناك أكثر من 62 مليون نسمة من جيل الألفية مواطنين أميركيين في سن الاقتراع، ويتجاوز هذا عدد «الجيل إكس»، الأكبر قليلاً، وقُدِّر عددهم وقتها بنحو 57 مليون ناخب.

وحسب التقارير الإخبارية الأميركية فإنه إذا شارك جيل الألفية بأعداد كبيرة هذا العام، وعندما يتم التنافس على جميع المقاعد الخاصة بالنواب وثلث الشيوخ، فإن الجمهوريين قد يفقدون سيطرتهم على الكونغرس، مما يضعف قدرة الرئيس ترمب على تنفيذ جدول أعماله.

في هذا الإطار يقول جون زغبي، خبير الاستطلاعات الشهير لوكالة الأنباء الألمانية، إن «دور جيل الألفية في انتخابات التجديد النصفي المقبلة سيكون محورياً، بغض النظر إذا كانوا سيصوتون أم لا»، ويتابع: «خلاصة القول هي أنهم لا يثقون بالتسلسل الهرمي، ولا يثقون ببطء إنجاز الأمور». هل هناك علامات أولية تؤكد أننا في مواجهة انتخابات مثيرة وسيكون عليها إقبال جماهيري واضح من الأميركيين؟ الشاهد أن أكثر من 800 ألف أميركي سجلوا أسماءهم للتصويت في الانتخابات القادمة، وذلك خلال اليوم الوطني لتسجيل الناخبين الجدد الأسبوعين الماضيين.

هذا الحدث وصفته مجلة «التايم» الأميركية بأنه رقم قياسي، مشيرةً إلى أنه ضرب الرقم الذي سُجِّل خلال حملة الانتخابات الرئاسية في 2016، والذي بلغ نحو 771 ألفاً، وقد جاءت عملية تسجيل الناخبين قبل أسابيع من الانتخابات.

يعتقد الأميركيون أنها انتخابات برسم الاستفتاء على سياسات الرئيس ترمب، والعالم كله متلهف لمعرفة نتيجة هذه الانتخابات، ذلك لأنها ترسم الكثير من مستقبل أميركا الحائرة ما بين الجيفرسونية والويلسونية، ولا تدري إلى أين تمضي في حاضرات أيامها.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

الراعي بعد لقائه رئيس الجمهورية: الرئيس لن يقبل ان تتعثر مسيرة التشكيل ويكفي خلق العقد وعليناان ندعم موقفه

الإثنين 05 تشرين الثاني 2018 /وطنية - استقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في قصر بعبدا عند الثالثة بعد ظهر اليوم، البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، وجرى عرض الاوضاع العامة في البلاد واوضاع اللبنانيين في الخارج، بعد الزيارات التي قام بها البطريرك الراعي ولقائه عددا من اللبنانيين في بلاد الانتشار.

الراعي

بعد اللقاء، تحدث البطريرك الراعي، فقال: "وضعت فخامة الرئيس في اجواء الزيارات التي قمت بها الى دول الانتشار، حيث التقينا اللبنانيين وشعرنا بألمهم من اجل لبنان وانتظارهم المخرج، وتساؤلاتهم حول ايجادهم كل المجالات لتحقيق ذاتهم في دول الخارج وهو ما لم يتوفر لهم في لبنان".

اضاف: "نحن نحمل هذه الصرخة باستمرار، وما يفرحنا هو التنظيم الذي يتسم به المطارنة والكهنة والرعايا الذين يجمعون اللبنانيين، ما يجعلنا نشعر وكأننا في لبنان، لكن في الوقت نفسه يغمرنا الالم لرؤية الشبان والشابات يغادرون لبنان، ونأمل ان يستقر هذا البلد سياسيا كي يستقر اقتصاديا واجتماعيا ومعيشيا ويبقى شعبنا في هذه الارض وان يجد الشباب انفسهم هنا".

وتابع: "كما وضعت فخامة الرئيس في اجواء سينودس الشبيبة الذي انعقد في روما على مدى ثلاثة اسابيع ونظرة الكنيسة الى شبيبتها في العالم، وما يخصنا في لبنان التركيز على كيفية مساعدتهم لايجاد انفسهم ومعنى وجودهم ودعوتهم في الحياة، اذ لا مستقبل دون شبيبة على ان نهتم بها. ثم وضعت فخامته في جو زيارتنا الى الاعتاب الرسولية التي ستتم بين 18 و25 تشرين الثاني الحالي، والذي اختار قداسة البابا ان يكون اللقاء معه شخصيا في 22 تشرين الثاني ذكرى استقلال لبنان، كي يذكروا اهمية هذا التاريخ".

واردف: "سمعت من فخامة الرئيس عون الشجون والاوجاع والآلام التي يعيشها ونشعر معه، واهمها الحكومة، خصوصا انهم كانوا على اعتاب الاعلان عن الحكومة قبل ان تظهر المسألة الجديدة، وهو ما آلم رئيس الجمهورية بشكل كبير، لكنه لن يقبل ان تتعثر مسيرة الحكومة. وهنا ارغب في التوجه الى المسؤولين جميعا بالقول انه اذا لم ندعم فخامة الرئيس والرئيس المكلف، لن يكون عندنا حكومة، والقوة ليست في وضع العصي في الدواليب، بل في تمهيد الطريق لتشكيل حكومة، لانه لم يعد باستطاعتنا التحمل، والجميع يعلم ما يعاني منه البلد بسبب هذه الاوضاع، فيما العالم من حولنا يشتعل".

واكد "لا يمكننا الا ان نتحد مع بعض، وهذا ما يرغب به رئيس الجمهورية، فالوحدة الداخلية والتوازن والسير الى الامام هو الكفيل للخروج من المآسي التي نعيشها. هذه كانت المواضيع الاساسية وكلنا متضامنون مع فخامته ونأمل ان يدعم الجميع موقفه الذي عبر عنه بصراحة في الاعلام من اجل لبنان".

حوار

سئل: بعد هذا اللقاء، هل لمستم املا في اقتراب تشكيل الحكومة؟

اجاب: "يقول فخامة الرئيس انه لا يمكن الخضوع الى مشكلة جديدة، وهو بانتظار عودة الرئيس المكلف لايجاد الحلول التي لا يمكن ان تكون على حساب لبنان والوحدة الداخلية ولا ما يسميه فخامته التوازن الداخلي".

سئل: هل تم تحديد موعد للقاء الذي سيجمع الدكتور سمير جعجع برئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية؟

اجاب: "ان اللقاء مقرر، ولكن لم نعرف بعد الموعد المحدد له، لكن التمهيد لهذا اللقاء كان جيدا في كل من اهدن وبشري ولكن اللقاء سيكون قريبا".

سئل: هل وضعتم فخامة الرئيس في اجواء هذا اللقاء؟

اجاب: "كلا، لم نتطرق الى هذا الموضوع نظرا الى كثرة الامور التي ناقشناها".

سئل: قلتم ان اللبنانيين تمنوا ان يكون لبنان على غرار الدول الاخرى، فما الذي ينقصه؟

اجاب: "ما ينقصنا هو الولاء للبنان، عندها يضحي الجميع من اجل البلد. وقد سألت مرة من كندا، من هو "ام الصبي" في لبنان؟ فإذا لم نقدم التضحيات من اجل بلدنا، لا سبيل للخروج من الازمات، وعلى الولاء ان يكون للبنان وليس لدولة او اشخاص او حزب او طائفة او دين، وعندها نحظى بحكومة ودولة وننطلق الى الامام".

سئل: قيل ان القوات هي التي كانت تعطل تشكيل الحكومة، اليوم بعد زوال هذه المسألة، من هو الذي يعطل التشكيل؟

اجاب: "تعلمون جميعكم من هو، ولكن يؤسفني انه كان يتم تحميل المسيحيين مسؤولية عدم تشكيل الحكومة بسبب "العقدة المسيحية"، وعندما تم حل هذه العقدة تم ظهور عقدة جديدة. يكفي خلق العقد، ويجب وضع لبنان امام الجميع، فإما هناك نوايا صالحة لقيامة لبنان او لا توجد هناك نوايا حسنة".

 

رئيس الجمهورية أبرق الى نظيره المصري معزيا وعقد لقاءات وتلقى رسالة من البابا: الادعاءات الاسرائيلية حول صواريخ في أماكن آهلة زائفة

الإثنين 05 تشرين الثاني 2018 /وطنية - اكد البابا فرنسيس ان "قضية السلام في الشرق الأوسط، كما في مختلف انحاء العالم، تشكل هما مشتركا يتقاسمه مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون"، مكررا الرغبة في ان "تسهم العلاقات بين لبنان والكرسي الرسولي في التوصل الى حلول فاعلة ودائمة للمسائل موضع النزاع ولا سيما منها في المنطقة". وشكر الأب الأقدس، الرئيس عون على رسالة التضامن التي كان بعثها اليه على اثر "يوم الصلاة والتأمل للشرق الأوسط" الذي دعا اليه البابا فرنسيس، وجمع فيه بطاركة الشرق من كاثوليك واورثوذكس في مدينة باري الايطالية في شهر تموز الماضي. واغتنم البابا فرنسيس المناسبة لتأكيد صلاته "الدائمة للبنان واللبنانيين"، مستمطرا على "الشعب اللبناني بركته الرسولية". كلام الأب الاقدس جاء في خلال رسالة وجهها الى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون نقلها اليه السفير البابوي المونسنيور جوزف سبيتري الذي استقبله الرئيس عون قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا.

سبيتري

في مستهل اللقاء، نقل السفير سبيتري الى رئيس الجمهورية تحيات البابا فرنسيس، وأطلعه على الزيارة التي ينوي عميد مجمع الكنائس الشرقية في الكرسي الرسولي الكاردينال ليوناردو ساندري القيام بها للبنان من 13 الى 16 الجاري، بصفته رئيسا لاتحاد وكالات المساعدات للكنائس الشرقية "ROACO"، بهدف لقاء البطاركة والاساقفة الكاثوليك، في اطار النشاطات واللقاءات التي يعقدها المجمع لمناسبة مرور خمسين عاما على تأسيس الاتحاد.

رئيس الجمهورية

ورد رئيس الجمهورية شاكرا البابا فرنسيس على "عاطفته تجاه لبنان، واهتمامه الدائم بدعم قضاياه المحقة والسلام في الشرق الاوسط والعالم". وحمل الرئيس عون السفير البابوي تحياته "البنوية الى الاب الاقدس"، منوها ب"الدور الذي يقوم به الكرسي الرسولي في سبيل ارساء ثقافة الحوار والتلاقي بين الشعوب، والتي هي في صلب رسالة لبنان المنطلق من تجربته في التعددية والساعي الى تكريس هذه الرسالة من خلال انشاء "اكاديمية الانسان للتلاقي والحوار" على ارضه، والتي طرحها لبنان امام المجتمع الدولي خلال اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة في نيويورك في شهر ايلول الماضي".

لوريمر

الى ذلك، استقبل الرئيس عون، كبير مستشاري وزارة الدفاع البريطانية لشؤون الشرق الاوسط الجنرال السير جون لوريمر، في حضور القائم باعمال السفارة البريطانية في بيروت بنيامين واستناج والوفد المرافق، وعرض معه الاوضاع العامة في لبنان والمنطقة والدعم الذي تقدمه المملكة المتحدة للجيش اللبناني لا سيما لجهة بناء ابراج المراقبة على الحدود وتجهيز افواج الحدود البرية واعداد دوريات تدريبية للضباط من الاختصاصات كافة.

رئيس الجمهورية

وخلال اللقاء، شكر الرئيس عون الحكومة البريطانية على "ما قدمته للجيش اللبناني خلال معركته ضد الارهاب والخلايا النائمة"، مشددا على "ضرورة اليقظة الدائمة للمحافظة على الاستقرار والامان".

وعرض الرئيس عون "موقف لبنان من ملف النازحين السوريين وضرورة عودتهم بامان الى بلادهم، لا سيما وان تداعيات نزوحهم بكثافة الى لبنان كثيرة على مختلف الاصعدة". ورحب ب"المساعي الجارية لايجاد حل للازمة السورية"، مشددا على "وحدة الاراضي السورية"، محذرا من "اي تقسيم لها"، مجددا التأكيد على ان "لبنان لا يمكن ان ينتظر الحل السياسي لهذه الازمة حتى يعود النازحون".

ولفت الرئيس عون الى "تزايد الادعاءات الاسرائيلية حول وجود صواريخ في اماكن آهلة، لا سيما قرب مطار رفيق الحريري الدولي"، مؤكدا "زيف هذه الادعاءات التي تتزامن مع استمرار الانتهاكات الاسرائيلية للسيادة اللبنانية".

وفيما كرر الرئيس عون الدعوة "للعمل على ايجاد حل دائم وعادل للقضية الفلسطينية"، لفت الى "الانعكاسات السلبية لوقف تمويل منظمة "الاونروا" وما يخفيه من نوايا لتوطين الفلسطينيين في دول اللجوء ومنها لبنان".

ابناء النور

واستقبل الرئيس عون، وفدا من "مركز ابناء النور للمكفوفين المنسيين" برئاسة رئيس المركز جبران فرح، الذي ألقى كلمة طالب فيها بحقوق المكفوفين "لا سيما لجهة الحصول على فرص عمل". وقال: "نريد وظيفة بعرق الجبين. هنيئا لنا بالوالد العظيم لشعب لبنان العظيم، وهنيئا لنا منارة الشرق أنتم وخلاص لبنان بأياديكم الطاهرة وقلبكم الابيض". ورد الرئيس عون مرحبا بالوفد، معتبرا ان "المكفوف يعاني من نقص في النظر، إلا أنه يعوض عن ذلك عبر استعمال بقية حواسه وعقله". وأكد "ضرورة أن يتابع المكفوفون تعليمهم ودراستهم، فهم يستطيعون أن يروا العالم بعقلهم، ويبذلون جهدا استثنائيا عبر تصميمهم على متابعة تحصيلهم العلمي الجامعي، ما يشير الى عصامية لا توجد حتى عند الانسان المكتمل الحواس". وقال: "لن أتمكن اليوم من أن أعبر لكم بالكلمة عن مدى شعوري تجاهكم واعتزازي بكم. فأنتم تعبتم وتستحقون أن تحصلوا على حقوقكم التي انتم محرومون منها حتى الآن، اني أحبكم، وقد استقبلت سابقا العديد من الاشخاص ذوي الحاجات الخاصة وهذا عمل اجتماعي يجب أن نسلط الضوء عليه، لأن الدولة كانت مقصرة بحقكم ليس لأنها فقيرة، بل لأنها نهبت. وامنيتي اليوم أن أتمكن من مساعدتكم فتحظوا بفرص عمل، وسنسعى بكل جهدنا لتحقيق ذلك قريبا".

نجم

وفي قصر بعبدا، رئيس "لجنة دعم مسيحيي الشرق" في بلجيكا واوروبا الدكتور سيمون نجم، الذي قدم لرئيس الجمهورية كتاب "مسيحييو الشرق" الذي اعدته اللجنة واطلق في معرض الكتاب الفرانكوفوني في "البيال" في تحويطة فرن الشباك.

برقية الى السيسي

من جهة اخرى، ابرق رئيس الجمهورية الى نظيره المصري عبد الفتاح السيسي معزيا بضحايا الهجوم الذي استهدف الاسبوع الماضي حافلة للأقباط كانت تقل حجاجا إلى دير الأنبا صموئيل.

 

بري دعا إلى جلسة تشريعية في 12 و13 ت2 واستقبل سفيرة فنلندا ووفدا من وزارة الدفاع البريطانية ولازاريني

الإثنين 05 تشرين الثاني 2018 /وطنية - دعا رئيس مجلس النواب نبيه بري الى جلسة تشريعية عامة تعقد عند الحادية عشرة صباح يومي الإثنين والثلثاء في 12 و13 تشرين الثاني الجاري، صباحا ومساء، لدرس وإقرار مشاريع واقتراحات القوانين المدرجة على جدول الأعمال.

واستقبل بري ظهر اليوم في عين التينة، كبير مستشاري وزارة الدفاع البريطانية الجنرال جون لوريمر والوفد المرافق، والقائم بأعمال السفارة البريطانية في بيروت بنجامين واستنيج، وجرى عرض للأوضاع في لبنان والمنطقة.

ثم إستقبل المنسق المقيم للأمم المتحدة في لبنان فيليب لازاريني وعرض معه الوضع الراهن.

والتقى بعد الظهر سفيرة فنلندا الجديدة تارجا فيرنانديز في زيارة تعارف.

كذلك استقبل المدير العام للشؤون الاجتماعية عبد الله الأحمد.

 

أحمد قبلان من دار الفتوى: بحثنا في عقد لقاء ديني مرجعي لمناقشة قضية الاعلام وما يطرحه من قضايا تؤثر سلبا على أجيالنا

الإثنين 05 تشرين الثاني 2018 /وطنية - استقبل مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان في دار الفتوى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان الذي قال بعد اللقاء: "لقاؤنا اليوم مع المفتي دريان كان حول السعي الى لقاء ديني مرجعي لمتابعة ومناقشة ما يجري على الصعيد الإعلامي من طروحات في البرامج التي تعرض عبر شاشات التلفزة والفضائيات على الشعب اللبناني كثيرا من القضايا التي تشكل خرقا لكل القيم والآداب العامة التي تؤثر في المجتمع اللبناني". أضاف: "كان الاتفاق مع سماحة المفتي على ضرورة متابعة التنسيق لمتابعة هذه القضايا بالتعاون مع البطريرك بشاره الراعي، ومع الشيخ نعيم حسن، والمجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، وان شاء الله سيكون هناك مؤتمر لبحث هذه القضية فقط، قضية الإعلام، والقضايا التي تطرح في الإعلام، وبعض البرامج التلفزيونية التي لا نراها ملائمة ولا مناسبة لمجتمعنا اللبناني والتي فيها الكثير من الخدش في القيم والأخلاقيات العامة التي تؤثر سلبا على أجيالنا ومستقبل شبابنا وفتياتنا". وردا على سؤال قال: "قضية تشكيل الحكومة تقع مئة بالمئة على عاتق أهل السياسة في لبنان، وما طرأ من جديد حول العقدة المستحدثة اليوم، عقدة النواب المستقلين، فهذه تحتاج الى مناقشة وروية وحكمة".

سفير نيجيريا

والتقى المفتي دريان سفير نيجيريا غوني مودو زانابورا وتم البحث في تعزيز العلاقات بين البلدين.

 

العقوبات مدخل إيران لإعلان تفاهم «الضرورة» مع إسرائيل

 علي الأمين/جنوبية/06 تشرين الثاني/18

العقوبات الأميركية تفضح هزيمة الأيديولوجيا الإيرانية

علي الأمين/العرب/06 تشرين الثاني/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/68696/%D8%B9%D9%84%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D9%8A%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%82%D9%88%D8%A8%D8%A7%D8%AA-%D9%85%D8%AF%D8%AE%D9%84-%D8%A5%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86-%D9%84%D8%A5%D8%B9%D9%84%D8%A7%D9%86/

 

العقوبات الأميركية تفضح هزيمة الأيديولوجيا الإيرانية

علي الأمين/العرب/06 تشرين الثاني/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/68696/%D8%B9%D9%84%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D9%8A%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%82%D9%88%D8%A8%D8%A7%D8%AA-%D9%85%D8%AF%D8%AE%D9%84-%D8%A5%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86-%D9%84%D8%A5%D8%B9%D9%84%D8%A7%D9%86/

النجاح الأبرز لإيران: تدمير بلدان عربية