المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 05 تشرين الثاني/2018

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/newselias18/arabic.november05.18.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة
عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

مثال التينة التي لم تعطي ثمراً

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/رابط مقالتي المنشورة في جريدة السياسة

الياس بجاني/حزب الله يريد اسقاط الدولة وافلاسها وافقار اللبنانيين

الياس بجاني/جريمة جديدة تستهدف الأقباط في مصر

الياس بجاني/تذكار الموتى والشهداء

الياس بجاني/حزب الله يستهدف اندافعة الرئيس عون من خلال أرنب سنة 08 آذار

الياس بجاني/مرض لبنان هو سرطان الإحتلال اللاهي ولا حلول بظله

الياس بجاني/ترى هل  قرر حزب الله تشكيل حكومة لاهية

الياس بجاني/مشاركة سنة 08 آذار: أرنب ملالوي جديد

 

عناوين الأخبار اللبنانية

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 4/11/2018

جمال سليمان... من عضوية «فتح» إلى الارتباط المالي والعسكري بـ«حزب الله»

«حزب الله» يتمسك بتمثيل «سنّة 8 آذار»... و«المجلس الشرعي»: العرقلة لشلّ الدولة والجمود يطغى على مشاورات الحكومة

فرنسا تستعجل الحكومة لحماية "سيدر"  

عقاب صقر الى أين؟  

لبنان رهين “ظلامين”: سياسي وكهربائي… “صاعقة” أشعلت أسلاكه وذوَّبت حبال حكومته

اتّساع دائرة الاعتراض على تعنّت "حزب الله"

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

افتراق عون - حزب الله اليوم.. والعناق غداً/منير الربيع/المدن

بريد أميركي في صندوق الحكومة "الموقوفة"/منير الربيع/المدن

هكذا كنت ظلاميا مثلهم/الشيخ حسن سعيد مشيمش

النائب علي فياض: علاقتنا مع عون والتيار الوطني لا تتأثر بتباين موضوعي حول مقعد وزاري والمسألة قابلة للمعالجة

سكرية لاذاعة لبنان: ما يطالب به السنة من خارج المستقبل حق لهم

مخيم «المية ومية» في جنوب لبنان ينتظر «حلولاً جذرية»/«فتح» تؤكد اتفاقاً على إخراج تنظيم «أنصار الله»... واتهامات لقيادته بالتنسيق مع علي المملوك

«الهيئات الاقتصادية» تعتبر تأخير تشكيل الحكومة «فاجعة على اللبنانيين» وحذّرت من أن الوضع المالي ينهار بشكل سريع

«عم خلّي الليرة ترجع تحكي» وجه آخر للعملة اللبنانية حملت صوراً لفنانين من لبنان في مبادرة للحفاظ على قيمتها المعنوية

لحظات مخيفة لركاب طائرة لبنانية فشلت بالهبوط

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

باكستان: زوج المسيحية آسيا بيبي يطلب اللجوء السياسي خوفا على حياتهما

مصير الباكستانية المسيحية يراوح مكانه رغم تبرئتها من تهمة التجديف

أبرز أحداث العنف ضد المسيحيين في مصر

مقتل 19 «إرهابيا» متورطين بهجوم المنيا والسيسي أكد أن سقوط أي مواطن في اعتداء «يؤلم المصريين جميعاً»

الظهير الصحراوي لصعيد مصر بؤرة إرهابية جديدة تنافس سيناء و35 ضحية من الأقباط في هجومين خلال 18 شهراً

السيسي يطلق «منتدى شباب العالم» مندداً بالتمييز الديني والعنصرية

انطلاق مناورات «درع العرب 1» في مصر بمشاركة سعودية تهدف لتعزيز التعاون العسكري بين قوات الدول المشاركة

ترمب يصف النظام الإيراني بـ«الوحشي» ويتوعده بأشد العقوبات

واشنطن تخيّر طهران ما بين تغيير سلوكها أو «كارثة اقتصادية»

خامنئي ينتقد العقوبات الأميركية ويهاجم قرارات ترمب

ظريف دعا نظراءه الأوروبيين إلى تقديم تطمينات في مواجهة خطوات البيت الأبيض

صيانة الدستور» الإيراني يرفض قانون مكافحة تمويل الإرهاب

التعتيم الكامل» وسيلة إيران لتهريب النفط بحراً

تبايُن في إيران حول تأثير العقوبات الأميركية

 

المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

نهاد المشنوق يسوّق نفسه بديلاً للحريري في رئاسة الحكومة/محمد شبارو/العربي الجديد

القصة في مضيق هرمز لا في بيروت/حازم الأمين/الحياة

لماذا نسكت عن البذاءة؟ لماذا نقبل بالعبودية/منى فياض/الحرة

الأزمة في الذروة والجهود لم تُثمِر بعد/الهام فريحة/الأنوار

إيران أعجز من أن ترد/سلمان الدوسري/الشرق الأوسط

عقوبات إيران ومستقبل السعودية/عبدالله بن بجاد العتيبي/الشرق الأوسط

مائة عام من «الهدنة»/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

العرب... وانتخابات أميركا النصفية وعقوبات إيران/إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط

«محور المقاومة» الثاني/سوسن الشاعر/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

سليمان فرنجية التقى أهالي شهداء مجزرة إهدن: الانفتاح ليس نقطة ضعف بل نقطة قوة ونحن نعمل ضمن ثوابتنا ومستمرون بخطنا

الراعي في قداس الاحد: حذار الإنقسامات والنزاعات المذهبية التي قد يعمل البعض على تأجيج نارها فتزيد من عرقلة تأليف الحكومة

سامي الجميل اختتم زيارته لموسكو: لا بد ان يتخطى لبنان كل التحديات طالما هناك من يعمل على تغيير النهج السائد ومواجهة الفساد

بوتين قلد مستشار الرئيس الحريري للشؤون الروسية وسام الصداقة

قاووق: عقدة تمثيل المستقلين في عهدة الرئيس المكلف

نواف الموسوي: ننصح الأخوة في تيار المستقبل ألا يتعاملوا بعناد مع مسألة التعددية السياسية أو التعددية الحزبية في الطائفة السنية

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية

مثال التينة التي لم تعطي ثمراً

إنجيل القدّيس لوقا13/منمن06حتى09/قالَ الربُّ يَسوعُ هذَا المَثَل: «كَانَ لِرَجُلٍ تِينَةٌ مَغْرُوسَةٌ في كَرْمِهِ، وَجَاءَ يَطْلُبُ فيهَا ثَمَرًا فَلَمْ يَجِدْ. فقالَ لِلكَرَّام: هَا إِنِّي مُنْذُ ثَلاثِ سِنِين، آتي وَأَطْلُبُ ثَمَرًا في هذِهِ التِّينَةِ وَلا أَجِد، فٱقْطَعْهَا! لِمَاذَا تُعَطِّلُ الأَرْض؟ فَأَجابَ وَقَالَ لَهُ: يَا سَيِّد، دَعْهَا هذِهِ السَّنَةَ أَيْضًا، حَتَّى أَنْكُشَ حَوْلَهَا، وَأُلْقِيَ سَمَادًا، لَعَلَّها تُثْمِرُ في السَّنَةِ القَادِمَة، وَإِلاَّ فَتَقْطَعُها!».

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

الياس بجاني/في اسفل رابط مقالتي المنشورة في جريدة السياسة

حزب الله “يستهدف اندفاعة الرئيس عون/الياس بجاني/05 تشرين الثاني/18/اضغط هنا أو على الرابط في أسفل لقرارة المقالة

http://al-seyassah.com/%D8%AD%D8%B2%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D9%8A%D8%B3%D8%AA%D9%87%D8%AF%D9%81-%D8%A7%D9%86%D8%AF%D9%81%D8%A7%D8%B9%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A6%D9%8A%D8%B3-%D8%B9%D9%88%D9%86/

 

حزب الله يريد اسقاط الدولة وافلاسها وافقار اللبنانيين

الياس بجاني/03 تشرين الثاني/18

مخطط حزب الله الموثق يهدف إلى افقار اللبنانيين وضرب الأقتصادر وتفكيك المؤسسات ووضع المذاهب في مواجهة بعضها البعض وذلك ليأت في النهاية ويستلم الحكم بعد ان يكون الجميع في حالة ضياع وضعف ولا مقاومة ولا معارضة.. وهو يسير في تنفيذ مخططه لأسقاط الدولة بكل مؤسساتها.. اما عن رؤيوية طاقمنا السياسي والحزبي التجاري فحدث ولا حرج..

 

جريمة جديدة تستهدف الأقباط في مصر

الياس بجاني/02 تشرين الثاني/18

إن استهداف حافلة في مصر اليوم تقل مواطنين أقباط عزل وهم في طريقم إلى دير للصلاة هو عمل ارهابي همجي وهو يأتي من ضمن مخطط اصولي ممنهج يستهدف الأقباط في مصر. هنا الحكومة مقصرة في تأمين الحماية مما يطرح الشكوك والأسئلة. نصلي من أجل راحة انفس الشهداء الذين قدموا اليوم حياتهم فداءً لإيمانهم وتعلقهم بكنيستهم ووجودهم.

 

تذكار الموتى والشهداء

الياس بجاني/02 تشرين الثاني/18

نذكر قول للغبطة البطريرك صفير خلاصته إن أي بلد لا يكون شبابه على استعداد دائم لتقديم انفسهم قرابين على مذبحه فداء له ولحريته واستقلاله وهويته فهو بلد إلى زوال..ولبنان القداسة بقي واستمر وسوف يبقى ويستمر بفضل شبابه المؤمن والمعطاء المستعد دائماً وأبداً للذود عنه وللشهادة من أجله.تحية إكبار لكل شهداء وطن الأرز

 

حزب الله يستهدف اندافعة الرئيس عون من خلال أرنب سنة 08 آذار

الياس بجاني/01 تشرين الثاني/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/68551/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%AD%D8%B2%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D9%8A%D8%B3%D8%AA%D9%87%D8%AF%D9%81-%D8%A7%D9%86%D8%AF%D8%A7%D9%81%D8%B9%D8%A9-%D8%A7%D9%84/

مهما تساهل وتنازل وساوم ورقع وقدم الرئيس عون لن يتركه حزب الله يحكم دستورياً ولبنانياً كون مشروع الحزب إيراني وليس لبناني وهو لا يريد لا دولة ولا مؤسسات ولا قانون ولا حتى أمن لا يكون بأمرته وبتصرفه.

بالتحليل واعتماداً على الواقع المعاش على الأرض، نحن نرى أن المواجهة الفعلية والعملية بين الرئيس عون وحزب الله قد بدأت..

بداية المواجهة جاءت من خلال أرنب تمثيل سنة 08 آذار الذي يستهدف 100% عهد واندفاعة وهالة الرئيس عون وتمدد وحجم ودور حزبه.

ومهما حاول الرئيس عون التهرب من المواجهة من خلال مواقف تساند سلاح الحزب وتبرر وجوده وتتستر على تورطاته الإرهابية الإقليمية والدولية والمحلية فإن الحزب سيسعى بفجاجة وبأطر ممنهجة وتصعيدية لتحجيم اندافعة عون وعهده حتى لو رفض عون المواجهة…

وعون عملياً يرفض حتى الآن هذه المواجهة ويحاول استيعابها لكنه بالتأكيد لن ينجح.

في الخلاصة فإن حزب الله هو تنظيم مذهبي وإرهابي وملالوي مليون بالمائة وليس فيه أي شيء لبنان لا من قريب ولا من بعيد..

هذا الواقع اللاهي الإحتلالي مفروض بالقوة على بيئة حزب الله بشكل شبه كامل منذ العام 1982 وقد ترسخ أكثر وأكثر وتمدد بعد العام 2005 عقب إجبار جيش الاحتلال السوري على الانسحاب من لبنان. عملياً وواقعاً معاشاً على الأرض فإن حزب الله يحتل لبنان ويأخذ بيته رهينة بالقوة.

حزب الله لا يريد قيام الدولة اللبنانية ولا حل أي مشكل من مشاكل الناس الحياتية والمعيشية من مثل مشاكل الطبابة والإسكان والكهرباء والماء والقمامة والعدل والفوضى والسمسرات والفساد وكل ما هو من ممارسات فوضوية ومافياوية وتسلبطية لأنه يرد إسقاط هذه الدولة وإفقار اللبنانيين وجر البلد إلى حالة الانهيار الكامل حيث ساعتها يصبح باستطاعته استلام الحكم وإقامة جمهورية ملالوية تابعة لنظام الملالوي الفارسي… وهذا المشروع التدميري هو موثق في كلام مدون بالصوت والنص والصورة للعديد من رموز وقادة الحزب.

يبقى إن المواجهة بين الرئيس عون وحزب الله حتمية مهما تأخر ومهما جهد الرئيس عون بتجنبها.

للتذكير وحك ذاكرة البعض بالعودة إلى أرشيف مواقفهم ما قبل عام 2006…!!

فالإدعاء بأن مزارع شبعا محتلة هو كذبة كبيرة كان الاحتلال السوري اخترعها وسوّق لها وفرضها على الحكم اللبناني الرسمي عقب الإنحساب الإسرائيلي من الجنوب وذلك لتبرير استمرار احتلاله وللإبقاء على سلاح حزب الله وعدم تنفيذ القرار الدولي 1559.

وأيضاً للتذكير وحك ذاكرة البعض والعودة إلى ارشيفهم…

فإن حزب الله استعمل سلاحه في الداخل اللبناني وقام بغزوات واحتلال مناطق، كما أنه اغتال وخطف ونكل وأهان وأرهب واخفي مئات من اللبنانيين من بينهم كوكبة من السياسيين والإعلاميين والمفكرين ال 14 آذاريين.

وأيضاً الحزب قام بعشرات العمليات الإرهابية في العديد من الدول العربية والأميركية والأوروبية.

أما القول بأن الحزب قد وُجِّد بنتيجة الاحتلال الإسرائيلي فهو قول تملقي ومصلحي وترقيعي وذموي ليس فيه أي صدق أو مصداقية ويتناقض مع مواقف من يقوله الآن وكان قال عكسه 100% قبل العام 2006.

يبقى أن نهاية كل الإحتلالات للبنان، (الذي هو أرض وقف وملك لله) كانت الهزيمة والانكسار وانتصار لبنان وشعبه وقداسته..

وبالتأكيد وبإذن الله فإن الحال مع المحتل الحالي الإيراني المتمثل بحزب الله لن يكون مختلفاً طال الزمن أو قصر.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

مرض لبنان هو سرطان الإحتلال اللاهي ولا حلول بظله

الياس بجاني/31 تشرين الأول/18

لبنان بلد يحتله حزب الله ومرضه الأساس هو الإحتلال أما كل رزم التعقيدات الأخرى من تشكيل الحكومة والفساد والفوضى وغيرها هي كلها أعراض لسرطان الإحتلال ولا حل جدي لأي مشكل قبل علاج واستئصال سرطان الإحتلال..ونقطة ع شي مليون سطر!!

 

ترى هل  قرر حزب الله تشكيل حكومة لاهية

الياس بجاني/31 تشرين الأول/18

نسأل، هل يسعى حزب الله لإحراج الحريري واخراجه ليشكل هو وحده حكومة لاهية صافية من  طرواديين واسخريوتيين يعملون بأمرته وذلك استنساخاً لحكومات حقبة الإحتلال السوري الستالينية؟

 

مشاركة سنة 08 آذار: أرنب ملالوي جديد

الياس بجاني/30 تشرين الأول/18

ارنب تمثيل سنة 08 آذار ورقة جديدة يستعملها حزب الله لإخضاع وتقزيم وتهميش أكثر وأكثر كل المشاركين في حكومة هو يشكلها وهو سيديرها.

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 4/11/2018

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

الجمود الذي تعيشه الساحة السياسية اللبنانية، بسبب توقف محركات التأليف الحكومي، قد تكسره زيارة للموفد الرئاسي الفرنسي لبيروت، فمستشار الرئيس الفرنسي للشؤون الديبلوماسية والملحق الثقافي السابق في بيروت AURELIEN LE CHEVALIER سيصل غدا إلى بيروت مبعوثا من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وذلك لحث المسؤولين اللبنانيين على ضرورة الإسراع في تشكيل الحكومة للإضطلاع بمسؤولياتها، لا سيما ما يتعلق بإستحقاقات مؤتمر "سيدر".

وتراهن أوساط متابعة، أن تعطي زيارة الموفد الفرنسي، والتي تتزامن أو تسبق عودة الرئيس سعد الحريري من باريس، دفعا لقطار التأليف الحكومي المتوقف عند عقدة تمثيل سنة المعارضة. وفي هذا السياق، لا تستبعد مصادر سياسية حصول لقاء في بعبدا بين الرئيس عون ووفد من كتلة "الوفاء للمقاومة" خلال الأيام القليلة المقبلة.

يحصل هذا على وقع دخول رزمة العقوبات الأميركية الجديدة على إيران و"حزب الله" حيز التنفيذ، والسؤال اللبناني الكبير هنا: كيف سينعكس فرض هذه العقوبات على الساحة الداخلية، ولا سيما على مسار التأليف، وهل تولد العقوبات عقدا إضافية، أم ستكون حافزا للحل على قاعدة "اشتدي أزمة تنفرجي؟!"، خصوصا وأن العقوبات هذه المرة على إيران ستكون الأقسى وتهدف إلى تغيير سلوكها، بحسب وزير الخارجية مايك بومبيو.

إذا ترقب وقلق من ارتدادات وعواقب مسار العقوبات الأميركية الجديدة على ايران و"حزب الله"، خصوصا وان المعلومات تشير إلى ان هذه العقوبات ستشمل هذه المرة شخصيات وجهات من غير الحزبيين، وان كانت تربطهم ب"حزب الله" علاقات سياسية أو شخصية.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

حبس أنفاس على مستوى العديد من عواصم العالم، ترقبا لمسار العقوبات الأميركية الجديدة على إيران والتي تدخل حيز التنفيذ غدا.

في نسخة العام 2012، كانت دول العالم متوحدة خلف العقوبات التي تمكنت طهران من تجاوزها. أما في نسخة العام 2018 فالأمر مختلف، والعقوبات هذه المرة أميركية أحادية فحسب، وترفضها قوى دولية وازنة من روسيا والصين إلى الاتحاد الأوروبي وغيره، وهي قوى ستحاول ابتداع آليات للالتفاف على خطوات دونالد ترامب، فهل ستنجح الاستراتيجية الأميركية؟.

الأميركيون يخيرون طهران بين كارثة اقتصادية وتغيير السلوك. أما الإيرانيون فيؤكدون انهم لن يسمحوا لترامب بالوصول إلى أهدافه، وسيقاومون ويتغلبون على العقوبات ويقولون له: لا تهدد إيران لأننا ما زلنا نسمع عويل عسكرييك في الخليج.

في لبنان، إذا كان البعض يخشى من وصول شرارات العقوبات الخارجية إليه، فإن البعض الآخر يقول ان في البلد الصغير من العقوبات والمشاكل الداخلية ما يكفيه، ولعل افتقار اللبنانيين لحكومة منذ أكثر من خمسة أشهر خير مثال.

في هذا الشأن لم يرصد أي حراك علني على خط التشكيل الحكومي في الساعات الأخيرة، وظل الشلل يصيب المشاورات السياسية الأمر الذي يجعل من الصعب التكهن بالمسار الذي سيسلكه هذا الملف المتعثر، ولا سيما في ظل وجود الرئيس المكلف سعد الحريري خارج لبنان.

أما في الداخل، فموقف للبطريرك الماروني فيه انه لا يمكن تأليف الحكومة بحسب ما يتفق عليه السياسيون النافذون، بل بحسب ما يقتضيه الدستور والميثاق.

وبعيدا من السياسة، أمطرت اليوم بغزارة في العديد من المناطق اللبنانية. ولأن مع كل نعمة نقمة، ضربت صاعقة خط التوتر العالي 200 كيلو فولت الزهراني- عرمون، ما أدى إلى توقف كل معامل انتاج الكهرباء، وعادت مؤسسة كهرباء لبنان وربطت المجموعات بالشبكة بعد ساعات على الانقطاع.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"

لم يعد السؤال: ماذا يريد "حزب الله" من تعطيل عملية تأليف الحكومة؟، بل أصبح السؤال: لماذا يريد "حزب الله" معاقبة اللبنانيين بعرقلة تأليف الحكومة ولمصلحة من؟.

ف"حزب الله" يبدو انه ما زال يعمل على خط تأخير تشكيل الحكومة، والمواقف التي تصدر عن قياداته وعدد من نوابه تفيد بمعلومة واحدة، إن "حزب الله" لا يستعجل تأليف الحكومة. والحزب في هذا المجال يتخذ من النواب الستة وسيلة لتغطية قرار تم سحبه في ربع الساعة الأخير، حين تم التوافق على التشكيلة وتهيأت دوائر قصر بعبدا لاصدار مراسيم تأليفها.

سحب "حزب الله" بساط التأليف في الساعات الأخيرة، مراهنا على ان يكون ل"القوات اللبنانية" موقف يعترض على التأليف ويعلن العزوف عن المشاركة. نواب الحزب يقولون إنه ومنذ الساعات الأولى للتكليف، طالبوا بتمثيل النواب الستة، لكنهم أغفلوا حقيقة انه ومنذ الساعات الأولى أتاهم جواب الرئيس المكلف بالرفض، فيما كانت مطالباتهم الخجولة كافية للدلالة على عدم جدية الموضوع، في حين أتى سحب ورقة التمثيل السني في الوقت غير المناسب، باعتراف رئيس الجمهورية ميشال عون، الذي عبر بصدق وصراحة عن موقف يتقاطع في الشكل والمضمون مع موقف الرئيس سعد الحريري.

معاقبة "حزب الله" للبنانيين تتزامن مع بدء دخول الحزمة الثانية من العقوبات الأميركية على ايران حيز التنفيذ، وهي عقوبات قال عنها وزير الخارجية الأميركية انها تهدف إلى إجبار ايران على التخلي عن أنشطتها المدمرة.

بالتزامن أيضا شهدت التطورات العسكرية في اليمن تقدما للقوات الشرعية المدعومة من التحالف العربي على محاور "الحديدة"، بعدما سيطرت على مداخل المدينة الشرقية والجنوبية والشمالية، وتتركز المعارك في الأحياء الداخلية، في وقت سجلت عمليات نوعية للقوات اليمنية في جبال "مران" من خلال انزالات جوية تمكنت في خلالها من السيطرة على عدد من القرى والتلال الاستراتيجية.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

ساعات وتقف إدارة ترامب أمام جني سياستها، غدا تبدأ تنفيذ عقوباتها ضد إيران، ولكنها عقوبات فاقدة للأثر، بسبب الإنخفاض الحاد بمستوى التأييد الدولي، والثبات الايراني المعتمد على تجربة طويلة سبقت فترة الاتفاق النووي.

وفي التوقيت، محاولة ترامب مفضوحة مع إستخدامه العقوبات ورقة في الإنتخابات الأميركية النصفية التي تجري الثلاثاء، ولا يدري بأي أرض سياسية قد تضعه.

بكل إطمئنان وثقة، إستبقت إيران الرد على العقوبات، وحشدت كل مستوياتها لإيصال الرسائل، وهي تواصل إستعداداتها للمواجهة بالإقتصاد المقاوم الذي نقل الجمهورية الإسلامية منذ إنطلاق ثورتها، من حيز التبعية لأميركا بالكامل، إلى كامل الإعتماد على نفسها ومقوماتها وقدراتها، وبالتالي تحقيق إنتصاراتها العابرة لتاريخ المنطقة.

هي المنطقة نفسها التي يشوه كثير من العرب وجهها، فيشرع بعضهم أبوابه أمام كيان الإحتلال، وبعضهم الآخر تنتابه جولات جنون غير محدودة، فيقتل شعبا بأكمله تجويعا وحصارا، ويلاحق معارضيه قتلا وإذابة بالأسيد، بحسب ما يسرب، ثم يدفع أنظمة طائعة له تنفيذا لأجندات لن تقيه شر ما يرتكب.

في الإطار، يأتي حكم النظام البحريني بالمؤبد على الأمين العام ل"جمعية الوفاق الإسلامي" الشيخ علي سلمان، حكم تراه الوفاق دافعا للتمسك أكثر بالحقوق والمطالب.

أما "حزب الله" فرأى فيه تعبيرا جليا عن الهوية القمعية والديكتاتورية لحكام البحرين، وتهيئة لزيارة رئيس وزراء العدو نتنياهو للمنامة.

في لبنان، من المتوقع أن يحمل الأسبوع الطالع حركة ما على خط تأليف الحكومة، وعودة الإتصالات حول توزير النواب السنة المستقلين. وفيما يلوذ الرئيس المكلف بالسفر تارة وتارة أخرى بالصمت، كان رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل صريحا في إظهار مستوى الإستعداد للبحث عن حلول وصفها بالمبدعة، تضع الحكومة على خط بياني يبقي العلاقات بين مكونات لبنان بعيدة عن الإنهيار.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

هي معركة في حرب وحرب لن تنتهي بين واشنطن وطهران. منذ أقل من أربعين عاما بقليل، سقط شاه ايران محمد رضا بهلوي بالضربة الخمينية القاضية. تخلى الأميركيون عن شرطي الخليج وشهبور فارس الجديد، بعد سنوات قليلة على احتفاله الأسطوري ب2500 عام على نشوء امبراطورية فارس التي امتدت من زاغروس إلى طوروس ومن النيل إلى الفرات ومن آسيا الوسطى إلى البحر المتوسط.

استعرض محمد رضا بهلوي يومها فرقة "الخالدون" التي كانت الحرس الامبراطوري في زمن كورش وداريوس. انهار "الخالدون" عندما فتح الامام الخميني باب الطائرة التي أعادته من المنفى في شباط 1979. تحول بهلوي إلى ملك مخلوع يبحث عن بلد يستقبله ومستشفى يداويه. مات ودفن في مصر السادات الذي لحقه بعد سنتين، وانتهت معه أحلام الشاهنشاه وأوهام الامبرطورية، وباشرت واشنطن لعبة تحريك البيادق على رقعة الشطرنج. وجهت رسالة بالبريد الشيعي إلى الاتحاد السوفياتي ان جيرانه في بحر قزوين والجنوب تبدلوا، فتدخل في افغانستان وتاه في سهول ووديان وجبال البلد الذي لم يصمد فيه غاز عبر التاريخ.

ولم يعر نظام الخميني يومها أولوية للصراع مع السوفيات، فحرك الأميركيون صدام حسين، وبدأت الحرب بين العرب والعجم في قادسية جديدة امتدت ثمانية أعوام، وفتح معها الجرح السني- الشيعي منذ ذاك الحين ولم يختم بعد. تجرع الايرانيون الكأس المرة عندما وافقوا على وقف الحرب مع صدام الذي تعامل مع الايرانييين كمهزومين، ووقع في المحظور عندما هاجم الكويت وانتهى مشنوقا على أعواد الأميركيين الذين حرقوا ودمروا بغداد كما فعل هولاكو منذ 750 عاما.

كانت الحرب بين طهران وواشنطن ولما تزل، سجالا ونزالا وقتالا مقطوعا بهدنة غير معلنة ومتقطعا بوقف نار هش منذ 40 عاما إلى اليوم. من لبنان إلى الجولان، ومن الأوزاعي وعين المريسة إلى الاهواز وطهران. ومن صنعاء إلى حلب الشهباء. درب الحرب تتوسع والمواجهة مع الغرب الأميركي واسرائيل تترسخ. المعادلة لدى ادارة ترامب باتت واضحة: حياة ايران تعني موت اسرائيل والعكس صحيح.

أربعون عاما من سياسة الاحتواء لم تنفع مع طهران. حان زمن الالغاء. العام 49 قبل الميلاد أطلق يوليوس قيصر عبارته الشهيرة عندما عصى قرار مجلس الشيوخ الروماني الرافض لحملته على بلاد الغال واجتيازه لنهر الروبيكون بعيدا من روما، قال: "الآن وقد رمي النرد فلا عودة إلى الوراء" واجتاز النهر. رمى ترامب النرد في وجه العالم وخصوصا أوروبا، والمنطقة ما زالت تنتظر ايران هل ترمي القفاز في وجه واشنطن وتعود المواجهة إلى الواجهة بعدما كانت بالواسطة؟.

العقوبات الجديدة أو المتجددة على ايران عادت، والصعوبات في المنطقة بدأت، ولبنان الذي ابتدع مصطلح النأي بالنفس عن صراعات سوريا، سيحتاج إلى أكثر من النأي بالنفس ليتجنب الوقوف في طريق قطيع الفيلة الهائج، وعلى تقاطع مصالح الأمم بين ايران وأميركا واسرائيل التي تنام على خوف وتصحو على قلق.

ما يسمى بالعقدة السنية يوحي بأن مرحلة اجتياز صحراء جديدة بدأت، تقصر أو تطول. العهد يطفىء شمعته الثانية، لكن جذوة الأمل والعزم والشجاعة لن تنطفىء، وشموع الايمان ستبقى مضاءة ولبنان كعليقة الجبل المقدس يتوهج ولا يحترق.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

الحكومة المنتظرة تنتظر عودة الرئيس الحريري إلى بيروت، المتوقعة في اليومين المقبلين. لكن عودة رئيس الحكومة المكلف الآن لن تغير في الأمور شيئا، فالواضح ان تشكيل الحكومة لم يعد مسألة أيام بل انه معلق على أمرين على الأقل، الأول الوجهة التي سترسو عليها العلاقة بين الرئيس ميشال عون و"التيار الوطني الحر" ب"حزب الله"، والثاني بدء تطبيق العقوبات على ايران غدا.

ففي المعلومات أن الهدف الحقيقي من قرار "حزب الله" بدعم سنة الثامن من آذار، هو منع رئيس الجمهورية وفريقه السياسي من الحصول لوحده على الثلث المعطل داخل مجلس الوزراء، فهل الموقف المذكور سيستمر؟، وإلى متى؟، وهل هو خاضع للبحث بين عون والحزب أم ان قرار الحزب نهائي ولا تراجع عنه؟.

الصورة الاقليمية ليست أكثر وضوحا، فغدا تدخل ايران زمن العقوبات الأميركية المشددة أو المدمرة، بحسب وصف الرئيس الأميركي دونالد ترامب لها. العقوبات المذكورة ستغرق البلاد أكثر فأكثر في الانكماش، كما توقع الصندوق الدولي ان تؤدي إلى تراجع الاقتصاد في العام 2019 بنسبة 3.6%. والسؤال كيف سينعكس الضغط الأميركي المتزايد على ايران على الوضع في لبنان؟، وهل تذهب الحكومة المنتظرة ضحية التجاذب بين الطرفين فلا نشهد ولادتها في المستقبل القريب؟.

وحتى توفر الاجابة عن هذا السؤال، نتوقف عند خبر سار لأهل غزة لكنه صادم لنا كلبنانيين، فالقطاع المعزول والمحاصر من اسرائيل عادت الأضواء إلى منازله بعد تحسن التغذية بالكهرباء، في المقابل لبنان غير المعزول وغير المحاصر مهدد بالعتمة شبه الكاملة، فهل من ذل أبشع من هذا الذل؟.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

ساعات تفصل ايران عن الرزمة الثانية من العقوبات الأميركية الأكثر خطورة عليها، والتي ستستهدف قطاعات النفط والشحن والطاقة إضافة إلى المعاملات مع المؤسسات المالية الأجنبية.

حتى الساعة، وضع ايران مستقر، لا سيما على مستوى التعامل النقدي؛ فبعد الاستثناءات التي قدمتها واشنطن لثماني دول كبرى، فاتحة أمامها ثغرة لمواصلة استيراد النفط، تتوجه الأنظار إلى الاتحاد الأوروبي، وكيفية تعامله مع العقوبات الأميركية، لا سيما بعد اعلان حاكم البنك المركزي الايراني ان طهران والاتحاد الأوروبي على وشك تطبيق آلية التعامل النقدي التي تسمح بالالتفاف على العقوبات.

أوكسجين مال النفط لن ينقطع عن ايران، التي استغلت ذكرى اقتحام السفارة الأميركية اليوم، لتقول إنها ربحت المعركة ضد أميركا حتى قبل ان تبدأ، فيما أكدت واشنطن ان الثغرة الأوروبية لن تنجح، محذرة من ملاحقة أي كيان يحاول تفادي العقوبات.

معركة الولايات المتحدة وايران، وكل الاصطفافات حولهما فتحت، لكن هذه المعركة وباعتراف الجميع، سيتحمل أعباءها المدنيون الايرانيون أكثر من النظام، علما ان اقتصاد البلاد بدأ فعلا يعاني من تراجع قيمة العملة، فهل تنجح واشنطن في اجبار طهران على الدخول في مرحلة جديدة من المفاوضات، تخلص إلى تخلي الجمهورية الاسلامية عن ما تسميه الولايات المتحدة أنشطتها غير القانونية، والتصرف كدولة عادية، على حد وصف الأميركيين؟، أم تدخل ايران في موجة تحد جديدة تجعلها أكثر عدائية وهجومية؟.

لكن، قبل المواجهة الايرانية- الأميركية، عودة بالتاريخ عاما إلى الوراء. مثل اليوم، قدم الرئيس سعد الحريري استقالته من الرياض، وهو لم يعرف ان هذه الاستقالة ستلد الاستقلال الثاني. أدرك اللبنانيون ان مستقبلهم في خطر وان لبنانهم على مساوئه يتلاشى. بسحر إرادة نادرة عند الساسة اللبنانيين، دفنت كل الخلافات، واتخذ القرار: استعادة الرئيس الحريري أولا لأن لبنان أول.

هي لحظة، نادرا ما تتكرر، إذ التف كل لبنان، أو بمعظمه، حول رئيس الجمهورية مفوضين إياه استرجاع رئيس حكومتهم، وبالتالي استرجاع استقلالهم، ليتهم اليوم يفعلون ذلك مجددا فيتوحدون ليطلقوا سراح حكومتهم.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

بين عتمة كهربائية وتعتيم حكومي، تدخل البلاد مرحلة الظلام وتستجر معها طاقة بديلة محملة بصواعق من الشحنات المذهبية. فبينما كان المؤلفون الحكوميون يبحثون عن فول للمكيول، اصطدموا بفقدان الفيول وبعدم تأمين اعتمادات لازمة لتفريغ الحمولة.

والمعنيون أنفسهم تمكنوا في الوقت عينه، من إفراغ كامل حمولات غضبهم في حق بعضهم بعضا. إستولد الوزراء القدرة على الشحن السياسي، ورصدوا مواقف تسببت بمزيد من الإستعار، غير أن أحدا غير مستعد لإنتاج طاقة من الحلول، سواء على صعيد التأليف أم على ضفة تأمين الكهرباء. والمستغرب أن العاجزين عن الإمداد الكهربائي لكل لبنان ولو عبر البواخر، هم الذين سينزعون عن مدينة زحلة نورها المتفرد بالضوء بين مدن العتمة، فيهددونها بالعودة إلى العصر الحجري في نهاية هذا العام.

وأزمة الظلام الآتية منتصف الأسبوع، ستواكب ليل التأليف الحالك المستقرة تعقيداته عند رفض تمثيل النواب السنة من خارج تيار "المستقبل"، وذلك وسط هجوم بدا منظما سياسيا ودينيا، وحالات "تنمر" تستهدف النواب المعنيين. أخرجوا نواب السنة من بطانتهم المذهبية والسياسية، وارتفعت صور الرئيس الحريري في شوارع شمالية وبقاعية لشد العصب المذهبي. وجرى تصوير النواب طالبي التوزير على أنهم من الفئات الضالة، وربما جعلوهم غدا من "الكفرة"، علما أن هؤلاء ولدوا من رحم قانون نسبي وشقوا دربهم النيابية بمعركة مشرفة.

وهم كذلك خاضوا مع رئيس الجمهورية معركة استعادة الحريري من أسره في السعودية، والتي تختتم عامها الأول اليوم. لم يرتضوا بالمهانة، فيما كان بعض نواب ووزراء "المستقبل" يتوزعون بين ساكت عن الحق وشيطان أخرس، ومؤيد لمبايعة بهاء، وراصد لشبكة تجسس سوف تغتال الحريري. وباستثناء دور بهية الحريري ونجلها نادر وكلام نهاد المشنوق عن رفض نظام البيعة، فإن البقية الزرقاء كادت تسدل الستار على احتجاز الحريري، وتستلم الاستقالة مكتوبة بخط قحطاني نافر.

حينذاك أطبقت الأنفاس، ولم يسمع أي صوت يطالب برئيس الحكومة، وبينهم رؤساء حكومات سابقين ينتفضون كلما انجرح شعورهم القومي وانزعج خاطرهم على موقع رئاسة الحكومة وصلاحياتها، واليوم نسمع عن سنة مستقلين، وهم لم يراودهم الاستقلال لدى خطف رئيس حكومتهم، ولا يمانعون في كيل المديح للخاطف ببيانات صدرت للتو وفي الأيام الماضية.

وحتى المشايخ ودور الإفتاء فإنها أفتت بجواز الصمت المريب، ليطل علينا فؤاد المخزومي مصنفا نيابته بين السنة المستقلين الثلاثة: نجيب ميقاتي وأسامة سعد وسعادته شخصيا. لكن نائب صيدا سبق وأعلن أنه غير مذهبي، وتاريخ أسامة سعد يشهد أنه الأقرب إلى المقاومة وعلى خط نار مع "حزب الله" والرئيس نبيه بري. أما المستقل النجيب فيلعب بالعقدة السنية "من تحت لتحت" وبصمت لا يتقنه إلا من يحرك الجمرات عن بعد.

مستقلون عمن؟، عن الشارع المذهبي؟، لكن من يحرك هذا الشارع؟، من يؤلب النقابات والهيئات الاقتصادية والاتحاد العمالي؟. فمن يسعى لاتهام نواب سنة المعارضة بالولاء ل"حزب الله"، إنما يتقصد الكسب الشعبي والمذهبي لأن الحرب ضد "حزب الله" "بتربح" وتحصد جمهورا.

وربما عبارة "حذار" لا تكفي، لأن العتمة السياسية ستغلب ظلام التيار الكهربائي وتكون أشد وقعا، إذا ما تمادى أفرقاء التأليف بتسعير الحرب الطائفية، وتلك مسؤولية لا يتحملها إلا الرئيس المكلف الذي بات عليه قبل إتمام التشكلية الحكومية أن يجنب البلاد التفرقة المذهبية، وألا يقف في موقع المتفرج المصفق لانتصاره على نواب جاؤوا بموجب قانون أقرته حكومته.

 

جمال سليمان... من عضوية «فتح» إلى الارتباط المالي والعسكري بـ«حزب الله»

بيروت/الشرق الأوسط/04 تشرين الثاني/18/بعد المعارك التي شهدها مخيم «الميه وميه» بين «أنصار الله» وحركة فتح، والتي انتهت بتسوية تقول مصادر «فتح» إنها تقضي بإخراج جمال سليمان الأمين العام لـ«أنصار الله» إلى عين الحلوة، يثير الرجل التساؤلات عن الأدوار التي لعبها منذ بداية انخراطه في «فتح»، وصولاً إلى مطالبة هذه الحركة بإنهاء حضوره العسكري وحل تنظيمه. ويقول مصدر في حركة فتح لـ«الشرق الأوسط»، عايشه منذ كان عنصراً عادياً في الكفاح المسلح الفلسطيني عام 1976، إن «سليمان الذي اعتقله الإسرائيليون عقب اجتياح لبنان عام 1982، شكل بعد خروجه من المعتقل خلايا مقاومة في صيدا، ولمع اسمه من خلال عمليات ضد الإسرائيليين، كما تخصص باغتيال فلسطينيين بحجة اتهامهم بالتعامل مع إسرائيل من دون محاكمات أو تحقيقات جدية». ويضيف المصدر: «بعد العام 1985، وانسحاب الجيش الإسرائيلي من الجنوب اللبناني، تقرب سليمان من (حزب الله) خلال حصار (حركة أمل) المخيمات الفلسطينية. في العام 1987 خطف القيادي في (فتح) راسم الغول الذي كلفه الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات بإعادة تجميع وتشكيل (قوات الـ17). واتهم بقتله. ومع الاشتباكات بين (حزب الله) و(حركة أمل) عام 1990 أعطى عرفات الأوامر للمقاتلين الفلسطينيين بالوقوف كقوات فصل بين المتقاتلين. لكن سليمان الذي كان أحد قادة (فتح) آنذاك، عمد إلى تصفية هذه القوات في منطقة جبل الحليب، ولا تزال المقبرة الجماعية في المكان شاهدة على الحدث. حينها اعتبر منشقاً عن (فتح)». لكن الأمين العام لـ«اتحاد علماء المقاومة» الشيخ ماهر حمود، يستعيد تلك المرحلة بطريقة مغايرة، فيقول لـ«الشرق الأوسط»: «خلال معركة جبل الحليب، كانت نتيجة تدخل جمال سليمان في القتال آنذاك إيجابية لصالح (حزب الله)، فـ(فتح) ورغم حرب المخيمات كانت في حلف مع (حركة أمل) ضد (الحزب)، ولو لم يتدخل سليمان لتغلبت (أمل) على الحزب، لم يكن الأمر تصفية واغتيالات بل قتالاً لحماية (حزب الله)». بعد مصالحة «حزب الله» و«حركة أمل»، ذهب جمال سليمان إلى العقيد السوري المسؤول في منطقة الرميلة، فوضعه في عهدة «حزب الله». اختفى من مخيم عين الحلوة، وقيل إنه انتقل إلى الضاحية الجنوبية لبيروت، ليبقى في حماية «الحزب»، وأخذوه إلى إيران لفترة سنة ونصف السنة تقريباً، وعاد بطلب من المخابرات السورية، واستقر في مخيم «المية ومية»، وبدأ بتأسيس تنظيم «أنصار الله». المفارقة أنه بقي على علاقة طيبة بالقيادي الفتحاوي سلطان أبو العينين. وجرت محاولات عدة لإعادته إلى «فتح»، لكنه كان مرتبطاً مالياً وعسكرياً بـ«حزب الله» وإيران، ومشاركاً في «سرايا المقاومة» المحسوبة على «الحزب»، وحركة حماس ساندته. ويقول المصدر الفتحاوي: «سليمان لم يوفر وسيلة من خلال الترغيب والترهيب لفرض نفوذه على مخيم (المية ومية). وارتبط اسمه واسم (أنصار الله) بالكثير من الأحداث الأمنية والاغتيالات في المخيم». واتُهِم سليمان بقتل القيادي الفتحاوي فتحي زيدان الملقّب بـ«الزورو» عام 2016؛ يقول المصدر الفتحاوي: «فتحي كان رفيقه، يلتقيان يومياً، لكنه قتله. وتفاصيل قتله بعبوة ناسفة على طريق (المية ومية) وحي الأميركان، تعرفها الجهات الأمنية في الدولة اللبنانية، ولم تتخذ أي إجراءات ضده». على رغم مواصلة «فتح» الالتزام به من خلال راتب شهري، إضافة إلى تمويل له ولـ85 عنصراً من «أنصار الله»، كان جمال سليمان يفتعل المشكلات الأمنية لتعزيز سلطته في المخيم على حساب «فتح». وفي حين يعتبر المصدر الفتحاوي أن «جمال سليمان فُرض على (فتح)، وكانت مرغمة على أن تدفع له رواتب شهرية أشبه بـ(الخوة) تحت حجة ضرورة احتوائه»، يقول حمود: «بشكل عام، دعم (فتح) لجمال سليمان كان بهدف استيعابه ومن ضمن الواجبات المالية على الحركة الفلسطينية الرئيسية فهو جزء من القوة الأمنية في المخيم».

 

«حزب الله» يتمسك بتمثيل «سنّة 8 آذار»... و«المجلس الشرعي»: العرقلة لشلّ الدولة والجمود يطغى على مشاورات الحكومة

بيروت/الشرق الأوسط/04 تشرين الثاني/18/يسيطر الجمود على المشاورات الحكومية العالقة عند «عقدة سنّة 8 آذار» فيما جدّد «حزب الله» تمسكه بتمثيل حلفائه النواب السنّة الستة، واستمرت المواقف الداعية إلى الإسراع في التأليف والتحذيرات من تداعيات التأخير.

وأكد المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى الذي عقد جلسته الدورية برئاسة مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان حرصه على أن تشكل الحكومة في أجواء سياسية هادئة ومتعاونة بعيدة عن التشنج والتصلب، واصفاً عرقلة ولادة الحكومة بأنها تأتي ضمن مسلسل شل الدولة ومؤسساتها الدستورية بأساليب متعددة الأوجه، على غرار ما شهده لبنان من وسائل التعطيل سابقاً. ووجه المجلس «نداء إلى كل القوى والتكتلات السياسية والنواب الذين سموا الرئيس الحريري لتشكيل الحكومة للتبصر والتعاون لإنقاذ الوطن والابتعاد عن العقبات والعقد والمطالب والمطالب المضادة التي غالباً ما تؤدي إلى عرقلة عملية تشكيل حكومة وحدة وطنية»، آملاً بأن تشكل الحكومة قبل عيد الاستقلال وتثمر اللقاءات والاتصالات والمشاورات نتائجها حفاظاً على الوطن واقتصاده من الانهيار. من جهته، شدّد رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة على أن ما يسمى «العقدة السنّية هي مشكلة مفتعلة لإعاقة التشكيل». وكان تأكيد مشترك خلال استقباله وفداً من منسقية «تيار المستقبل» في الجنوب على «أهمية الإسراع في تشكيل الحكومة لمواجهة التحديات الداخلية فيما يتعلق بالوضع الاقتصادي والنقدي ومعالجة القضايا المعيشية الملحة وتثبيت حضور الدولة ومؤسساتها». وفي هذا الإطار، أشار النائب في «تكتل لبنان القوي» المؤيد لرئيس الجمهورية أسعد درغام، إلى أن «هناك مسعى تقوده جهات معينة لإيجاد مخرج يرضي الجميع، وفي حال كتب له النجاح نكون تخطينا العقدة السنّية»، مؤكداً في حديث لـ«وكالة الأنباء المركزية» أن «الحل لن يكون على حساب المقعد السنّي من حصة رئيس الجمهورية»، مضيفاً: «لا نريد الدخول في مواجهة مع أي طرف، ونحن على أبواب استحقاقات داهمة، مرتبطة بالوضع الاقتصادي الداخلي، والعقوبات الأميركية التي ستفرض على أفراد مقربين من (حزب الله)».

في المقابل، جدّد نائب أمين عام «حزب الله» الشيخ نعيم قاسم تمسك الحزب بتمثيل سنّة 8 آذار، مؤكداً أن هذا المطلب ليس جديداً، وكان قد طرحه قبل ذلك إلى جانب العقد التي كان يتم العمل على تذليلها. وفي كلمة له في الضاحية الجنوبية لبيروت، قال: «مسألة السنّة المستقلين ليست مسألة جديدة، بل قديمة من وقت التكليف، نحن كحزب الله قررنا ألا ندلي برأينا إعلامياً في العقد الثلاث، (الدرزية والمسيحية والسنية)، وأبدينا رأينا للمعنيين، وخصوصاً مع رئيس الحكومة، لنسهل على الرئيس عملية التأليف، وذكرنا الرئيس مراراً بأن مسألة تمثيلهم أمر ضروري، وكما تعملون على حل عقدة القوات اللبنانية والتمثيل الدرزي، اعملوا على حل عقدة السنّة المستقلين». ورأى أنه «لم تكن هناك خطوات جدية في هذا المجال، ولم يقارب الموضوع نهائياً على المستوى العملي»، مضيفاً: «عندما وصل الأمر إلى حل العقدتين الأولى والثانية، أراد رئيس الحكومة أن يعلن الحكومة من دون أي معالجة لمسألة السنّة المستقلين، فبرزت أنها مشكلة مستجدة ولكنها ليست كذلك، لكن لم يكن هناك تحرك أساسي في هذا الموضوع». وأكد أن «حزب الله مع تشكيل الحكومة بأسرع وقت، ولكن الحل بيد رئيس الحكومة، هذا أمر يمكن معالجته مع قليل من التفهم والتواضع والمعالجة الصحيحة، هؤلاء يمثلون شريحة واسعة من الناس وعلى القواعد التي تم اعتمادها في تمثيل من نجح في الانتخابات النيابية يحق لهم أن يمثلوا بواحد، نحن مع تأكيد إنجاز حكومة وحدة وطنية، هذه الحكومة لا تكتمل إلا إذا تم تمثيل السنّة المستقلين».

 

فرنسا تستعجل الحكومة لحماية "سيدر"  

موقع الجمهورية/الأحد 04 تشرين الثاني 2018 /يزور لبنان في الساعات المقبلة الموفد الخاص للرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، أورليان لوشوفالييه، للقاء المسؤولين اللبنانيين والبحث معهم في اخر التطورات المحلية والدولية. وفي المعلومات ان لوشوفالييه يحمل معه رسالة فرنسية مفادها وجوب الاسراع في تأليف الحكومة لان اي تأخير اضافي يهدد مصير "سيدر" . كذلك سيدعو الجميع الى تسهيل مهمة الرئيس المكلف سعد الحريري. وقد ابدت باريس ارتياحها الى المواقف الاخيرة لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون الاخيرة. وسينقل  ان لوشوفالييه الى الوزير جبران باسيل الذي سيلتقيه غدا  دعوة رسمية لزيارة فرنسا بعد تأليف الحكومة.

 

عقاب صقر الى أين؟  

موقع الجمهورية/الأحد 04 تشرين الثاني 2018 /إفتقدت الساحة السياسية للنائب السابق عقاب صقر ولمواقفه "الحادة" بعد إطلالات كثيفة له في المرحلة التي تلت اعلان الرئيس سعد الحريري استقالته من السعودية، وبات الجميع يسأل اين عقاب صقر هذه الايام؟ وهل طلّق الشأن العام واعتزل السياسة؟ وهل ابتعد عن تيار "المستقبل"، خصوصا بعد الحديث عن استبعاده في الانتخابات النيابية و"إقصائه" عن "التيار"؟ وبالتالي هل انتهى دوره السياسي؟ وفي ظل التساؤلات التي يثيرها اختفاء صقر عن المسرح السياسي واستمرار غيابه الاعلامي، تشير معلومات "الجمهورية" الى ان صقر الموجود منذ فترة في ايطاليا لتصريف اعمال خاصة به، يستعد للعودة الى لبنان بعد  تشكيل الحكومة حيث سيكون له الموقف المناسب في التوقيت المناسب، علما ان صقر على تواصل  وتنسيق مستمر مع الرئيس الحريري.

 

لبنان رهين “ظلامين”: سياسي وكهربائي… “صاعقة” أشعلت أسلاكه وذوَّبت حبال حكومته

اتّساع دائرة الاعتراض على تعنّت "حزب الله"

بيروت- “السياسة/الأحد 04 تشرين الثاني 2018 /لم تكفِ لبنان “ظلمة” النفق السياسي، الذي أدخله فيه تعنّت “حزب الله” بإصراره على توزير “سُنّة 8 آذار”، بل بات مهدداً، بين ساعة وأخرى، بالدخول في “ظلام” ليل حالك السواد، يُرخي سدوله على مناطقه كافة، نتيجة انقطاع “الفيول”، أمس، عن مجموعتي إنتاج الكهرباء الرئيسيتين في معملي الزوق والجِّيِّة، بالتزامن مع صاعقة ضربت التوتر العالي بين الزهراني وعرمون، فضلاً عن “إضراب شامل” مرتقب، لوّحت به الهيئات الاقتصادية، في حال استمر تعطيل تشكيل الحكومة… حالٌ شخَّصها البطريرك الماروني بشارة الراعي، في عظة أمس، إذ قال: “هي ظلمة الضمائر المأسورة بالمصالح الشخصيّة والفئويّة والمذهبيّة والولاءات الخارجيّة”.

وفيما لايزال “حزب الله” مصمماً على “تحصيل حقوق” حلفائه السُّنَّة من دون أن يكلفه أحد بذلك، تبدو أزمة تأليف الحكومة مرشّحة لمزيد من التعقيد. فالرئيس المكلف سعد الحريري ليس في وارد القبول بتوزير سُنِّيٍّ من خارج كتلته البرلمانية، يُسانده في ذلك رئيس الجمهورية ميشال عون، الرافض أيضاً تمثيل “النوّاب السنة المستقلين” في الحكومة العتيدة، لأنهم “لا يمثلون كتلة نيابية”، الأمر الذي أغضب “حزب الله” فقطع خطوط الاتصال مع قصر بعبدا.

ولم تقف دائرة رفض توزير “سُنّة 8 آذار” عند الرئاستين الأولى والثالثة، بل اتّسع محيطها ليشمل “التيار الوطني الحر” وأطرافاً سياسية أخرى، إضافة إلى “تيار المستقبل”، ما جعل الوصول إلى مخرج مقبول “أمراً متعذراً، في المدى المنظور على الأقل”، حسبما أبلغت “السياسة” أوساط “الوطني الحر”، مشدّدة على أن الرئيسين عون والحريري “ثابتان على موقفيهما، والكرة في ملعب الفريق الآخر”.

وأكدت عضو “كتلة المستقبل” النائب ديما جمالي، في تصريح لـ”السياسة”، أن الرئيس المكلف “لا يفكر في الاعتكاف أو الاعتذار، وسيتابع مشاوراته حينما يعود إلى بيروت”، موضحة أن الرئيس الحريري “أخذ على عاتقه مشروعاً اقتصادياً للبنان لن يعود عنه”. وقالت: “حتى لو اعتذر، وهذا أمر مستبعد جداً، فسيصار إلى إعادة تكليفه من جانب (حزب الله) نفسه، ومن كل الأطراف السياسية الأخرى. لكن التراجع غير وارد، لا عند الرئيس المكلف، ولا عند غيره”. وحذرت جمالي من “تعطيل مبرمج لتشكيل الحكومة، إذ ليس صدفة أن تُختلق العقبات لتأخير التأليف، وما يسببه ذلك من نتائج سلبية على أوضاع البلد”. وقالت: “الحل سيتم إيجاده، ولكن ليس من خلال توزير سُنّة 8 آذار، بل من خلال تنازل الأطراف والعودة إلى المنطق واعتماد التوازنات الانتخابية، فليس منطقياً أن يجتمع خمسة أو ستة نواب ويقولون أنهم كتلة نيابية، وإلا يصبح من حق النوّاب المسيحيين المستقلين المطالبة بأن يتمثلوا بالحكومة”، مشددة على أن “تطابق موقفي الرئيسين عون والحريري يفيد لبنان ويحميه ويفعّل مسيرة عمل المؤسسات وانتظامها، كما يمكِّن العهد من متابعة أدائه بزخم وقوة”.

من جانبه، لفت رئيس “التيار الوطني الحر” الوزير جبران باسيل إلى أن “ما يحصل في الحكومة يؤكد صوابية رؤيتنا ومواقفنا”. وقال: “اليوم يعود الجميع إلى فكرة المعايير. التيار قوي، والتحدّي كبير للسنوات الأربع المقبلة (…) علينا أن نكون منتجين وأقوياء من الداخل لننطلق إلى الخارج ونحن ثابتون”.

في المقابل، رأى نائب “حزب الله” نواف الموسوي أن “حل أزمات لبنان يقوم على تعددية التمثيل الطوائفي”، ناصحاً لـ”الإخوة في تيار المستقبل، ألا يتعاملوا بعناد أو تعنّت مع مسألة التعددية السياسية أو التعددية الحزبية في الطائفة السنية. ففي الطائفة الشيعية توجد (حركة أمل)، وكذلك (حزب الله)، والبعض يقول إننا متوافقون، وهذا أمر صحيح. فلتقم إذاً تعددية في الطائفة السُّنِّيَّة، ولتتوافقوا، خصوصاً أن معظم نوّاب السُنّة من خارج كتلة المستقبل، أعطوا الثقة للرئيس المكلف سعد الحريري، أي أنهم سَلَّفوا الرئيس الحريري بادرة حسن نيّة بأنهم سمّوه لتشكيل الحكومة، وبالتالي أصبح هو مطالباً بأن يضمّ الجميع، حتى الذين يختلفون معه، لا أن يعمل على إقصائهم أو إبعادهم أو تهميشهم”. وفي السياق، حذّر البطريرك بشارة الراعي من “الانقسامات والنزاعات المذهبية، التي قد يعمل البعض على تأجيج نارها”. ورأى، في عظة الأحد أمس، أن “الأزمة السياسيّة، التي تشلّ حياة الدولة، مردُّها إلى ظلمة الضمائر المأسورة بالمصالح الشخصيّة والفئويّة والمذهبيّة والولاءات الخارجيّة، والكلّ على حساب قيام دولة المؤسّسات والقانون كما هو ظاهر في عدم إمكان تأليف الحكومة”. من جانب آخر، تتحضّر الهيئات الاقتصادية للاعتصام هذا الأسبوع، تمهيداً لإضراب شامل، في حال استمر تعطيل تشكيل الحكومة، ما يعني أن المناطق اللبنانية كافة مهددة بالظلام، خصوصاً بعد إعلان “شركة كهرباء لبنان” أمس، أنها اضطرت، بسبب نقص الفيول، إلى توقيف مجموعتي إنتاج الكهرباء في معملي الزوق والجِّيّة، وتخفيض حمولة مجموعتين أخريين في الجِّيّة، وبالتالي سينخفض الإنتاج بمقدار 320 ميغاوات، إضافة إلى الأضرار التي خلفتها صاعقة ضربت خط التوتر العالي بين الزهراني وعرمون، فتوقف على إثرها كل معامل إنتاج الكهرباء، فيما تتابع شركة الكهرباء إصلاح الأعطال.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

افتراق عون - حزب الله اليوم.. والعناق غداً

منير الربيع/المدن/الأحد 04/11/2018

أن تبرز العقدة السنّية بهذه الحدّة والإصرار لدى حزب الله، وأن يقابلها رئيس الجمهورية ميشال عون بإصرار مضاد، رافضاً توزير سنّة 8 آذار.. يعني ذلك أن ثمة رسائل "مفخخة" متبادلة بين الحليفين الإستراتيجيين. قد تكون مقتضيات المرحلة إيرانياً وشيعياً ، والحسابات الحسّاسة فيها محلياً وإقليمياً، هي التي فرضت هذا النوع من الإفتراق. لكن ما لا شك فيه، أن حزب الله أراد إيصال رسالة أساسية إلى عون من وراء الإصرار على توزير سنّة 8 آذار، كما يريد إيصال رسالة مشابهة إلى الحريري. فإذا كانت الرسالة السنّية تهدف إلى تحقيقه تقدّماً في ساحة الخصم، والقول للحريري إنه لم يعد الممثل الوحيد للطائفة السنية، ولا يمكنه الإستئثار بقرارها. فالحزب يوّجه أيضاً رسالة بالخطورة ذاتها إلى عون، مفادها: "لا يمكنك أن تكون الحاكم المستحكم بأمره في مجلس الوزراء، ولا يمكنك امتلاك صفتين، صفة رئيس الجمهورية، وصفة رئيس حكومة". لأن استحواذ عون على أحد عشر وزيراً يمنحه صلاحية إسقاط الحكومة والتحكّم بمسارها.

المرحلة الصعبة التي يمرّ بها حزب الله حالياً، تخلق بعض الإشكالات على الصعيد الداخلي اللبناني، بما فيها مع حلفائه، وبخاصة مع رئيس الجمهورية. وليس بالضرورة أن ينجم هذا التصادم عن قصد وتعمد، بل نتيجة إفتراق في المصالح، بسبب توجهات الحزب. قد يكون حلفاء الحزب مستعدين للدخول في مواجهة مع العرب كرمى لعيون الحزب، ولكن لا يمكن اتخاذ الخيار ذاته مع الأوروبيين والأميركيين، لا سيما في ظل الضغوط التي تمارس على لبنان. عمق العلاقة بين الطرفين، قد يميل إلى توزيع الأدوار أكثر من مبدأ المواجهة أو الافتراق الفعلي. لكن لا يمكن تغييب الواقع الحرج الذي وصل إليه عهد الرئيس ميشال عون، خصوصاً أن لبنان مقبل على إستحقاقات جدية لا يمكن التلاعب فيها أو التساهل معها. وهذه قد تؤدي إلى إفتراق في نظام المصالح لدى الطرفين عند أحد المنعطفات. هذا لا يعني أن نظام المصالح المشتركة وشبكتها قد انتهيا. وهناك اعتبار آخر جدير بالانتباه: لا يريد عون في هذه المرحلة أن يظهر بمظهر التابع لحزب الله، بل يحرص على تقديم صورة الحكم الجدّي، على نحو لا يسمح بالتهاون أو الاستخفاف بالإستحقاقات الداخلية وواجبات الدولة.

صحيح أن عون محرج نسبياً، إذ أنه لا يريد قطع العلاقة مع الحزب، وفي الوقت ذاته لا يريد (أو لا يقدر) على إدارة ظهره إلى المجتمع الدولي. هذا قد يضع لبنان أمام مرحلة صعبة في سياق المنازعات الداخلية حول وجهة البلد وموقعه، خصوصاً وأن حزب الله لا يمكنه التخلي عن نفوذه الداخلي أو أدواره الخارجية، في لحظة يستعد فيها لمواجهة حملة "كونية" تسعى إلى تحجيمه وتقويض دوره الخارجي. لذا، يقف حزب الله مجدداً أمام خيارين، إما الانضواء في الحياة السياسية اللبنانية حصراً، مع ما يستدعي ذلك من تسليم بشروط الدولة، لو محتفظاً بخصوصية معيّنة وامتيازات محددة... وإما أن يبقى على واقعه الحالي، ما سينعكس تهديداً لأحوال لبنان. إذ بقاء الحزب على سابق هيمنته وسطوته وأدائه يعني إستمرار الحزب بفرض سياسة خارجية، تستجر تلقائياً عقوبات خارجية على لبنان.

هناك من يعتبر أنه على الرغم من الأسلوب السيء والخاطئ بطرح توزير أحد نواب سنّة 8 آذار، فلهؤلاء شرعية شعبية أظهرتها الانتخابات تستأهل تمثيلاً وزارياً. وعلى هذا الأساس كان المبرر لتشدد حزب الله بمطلبه، حتى ولو كان اختيار التوقيت والتكتيك لاعتبارات خارجية.

أن يخرج ميشال عون ويقول إن هذا التصرف غير مسؤول وغير مقبول، فهذا ما دفع حزب الله إلى الإنزعاج إلى حدّ بعيد، وصولاً إلى الهمس بوجوب تذكير عون بما فعله الحزب لأجل وصوله إلى الرئاسة، وتعطيل البلد لأكثر من سنتين في سبيل حيازته لهذا المنصب.

 على أي حال، وبالرغم من كل هذه التباينات حالياً، فما بين عون وحزب الله علاقة وطيدة أبعد من أن تنتكس. الحزب بحاجة إلى غطاء عون المسيحي، الشعبي والرسمي. وبالمقابل، عون يريد "قوة" الحزب قريبة منه وإليه، ولن يكون الإفتراق إلاً مرحلياً، وحين يتعزز اللقاء مجدداً، فسيكون حتماً على حساب سعد الحريري والبلد برمّته.

 

بريد أميركي في صندوق الحكومة "الموقوفة"

منير الربيع/المدن/الإثنين 05/11/2018

 في اليوم الأول الذي برزت فيه العقدة السنّية، رفض الرئيس سعد الحريري توزير أحد النواب السنّة المستقلين على حساب حصّته، وإن لم يكن يمانع بتنازل رئيس الجمهورية عن وزيره السنّي لصالح إرضاء هؤلاء. لكن بعد ساعات قليلة، تغيّر موقف الحريري كلياً، وأصبح حازماً في عدم توزير أيٍ من هؤلاء، بأي شكل من الأشكال وتحت أي ظرف من الظروف. ما دفع بعض المتابعين إلى التساؤل عن سبب تشدد الحريري إلى هذا الحدّ، وإبراز هذا التغيّر الجذري في موقفه.

وزارات حزب الله

تشير مصادر متابعة إلى أن الحريري تلقى رسائل وأسئلة أميركية عديدة حول ما حصل، لم تخل الرسائل من تحذيرات بأن واشنطن غير راضية عن ما وصلت إليه الأوضاع الحكومية، بخاصة ما جرى مع القوات اللبنانية. وتكشف المصادر أيضاً أن القوات تلقّت رسائل مشابهة وعاتبة من قبل الأميركيين، حول كيفية القبول بما عرض عليها. كان الجواب القواتي واضحاً، بأن القوات لن تحقق رغبة البعض في إخراجها من الحكومة، ولن تسمح بالإستفراد بها، أما حول مآل المفاوضات وما آلت إليه الأمور، فيجدر توجيه السؤال إلى الرئيس المكلف، الذي وضع الشروط والمهل الزمنية، ما أجبر القوات على الدخول في الحكومة، ووقف عملية التفاوض لتعزيز الشروط أكثر. وعليه، تشددت الرسائل الأميركية الموجهة إلى الحريري، وهو كان قد تلقى رسالة مشابهة قبل قبول القوات بالعرض الذي قدّم لها، بأن واشنطن غير راضية أبداً عن منح وزارة الصحة لحزب الله، وهي ستلجأ إلى خيارات صعبة، في وقف تقديم المساعدات المالية المخصصة لهذه الوزارة، ولكل وزارة يتسلّمها الحزب. وأمام هذا التشدد الأميركي، وجد الحريري نفسه مضطّراً إلى التشدد في نقطة أخرى، وهي نقطة رفض توزير سنّة الثامن من آذار، ليستعيد بعض التوازن، ولعدم إعطاء حزب الله إنتصاراً جلياً بهذا الشكل. رسائل مشابهة أيضاً، حسب ما تقول المصادر، تلقاها رئيس الجمهورية ورئيس التيار الوطني الحرّ الوزير جبران باسيل. هذه الرسائل الأميركية، كان فيها نوعاً من التحذير بأن تشكيل الحكومة بهذا الشكل، الذي يعطي حزب الله انتصاراً لا يمكن القبول به أميركياً، خصوصاً أن العقوبات ستدخل حيز التنفيذ، وهي واسعة جداً، وطريقة توجيهها أو تصويبها باتجاه أي طرف أو شخص قريب لحزب الله أو يقدّم له المساعدات، مرهونة بتوقيع من الرئيس الأميركي. أي أن قانون العقوبات يلحظ ويتيح فرض عقوبات تصل إلى حدّ تجميد أرصدة وحسابات لكل من ترى فيه واشنطن حليفاً للحزب، أو داعماً له، ولكن تطبيق هذه العقوبات بحق هؤلاء الأشخاص، ستكون مرتبطة بشكل إستنسابي وفق التطورات السياسية، ووفق ما يراه الرئيس دونالد ترامب.

الخوف على الاقتصاد

وحسب المصادر فإن هذه الرسائل هي التي دفعت رئيس الجمهورية والوزير جبران باسيل، إلى التشدد أكثر في رفض توزير سنّة الثامن من آذار، لانتظار ما ستؤول إليه تداعيات العقوبات، وللبحث عن مخرج سياسي لتجاوز المطبّات الأميركية. الأكيد أن لبنان بدأ بتحركات سياسية عاجلة مع بعض الدول الأوروبية للخروج من هذه المعضلة، وإيجاد حلّ يؤّمن ولادة الحكومة، بأقل الخسائر الممكنة، لا سيما أن مسألة العقوبات ستكون مرتبطة بالتطورات الخارجية بين الإيرانيين والأميركيين. ما يهم لبنان هو إنجاز التسوية الحكومية، ليس فقط لمواكبة العقوبات، بل لتوفير ما أمكن من مقررات المؤتمرات الدولية، من أجل حماية الإقتصاد بالحد الأدنى، خوفاً من أي تدهور.

 

هكذا كنت ظلاميا مثلهم

الشيخ حسن سعيد مشيمش/04 تشرين الثاني/18

سنة 1987 رجعت من إيران بعقلية خمينية ظلامية بعدما قضيت فيها 7 سنوات بدراسة العلوم الدينية إلى بلدتي كفرصير في جنوب لبنان وتفرغت بها لإمامة مسجدها وذات يوم دعوت الله تعالى في قنوت الصلاة وأنا في محراب المسجد إماماً للجماعة (أن يُهْلِكَ اليهود والنصارى المسيحيين وينصرنا عليهم) !!! وبعدما انتهيت من الصلاة جلس أمامي عمي الطاهر الطيب المُحسن مؤذن الضيعة الحاج محمود مشيمش رضوان الله عليه واعترض على دعائي بقوله لي يا ولدي:

أولاً: نحن لسنا أعداء اليهود نحن أعداء الصهاينة وشتان بين اليهود والصهاينة فليس كل يهودي صهيونيا.

ثانياً: ونحن نعيش في لبنان في ظل معاهدة بين المسلمين والمسيحيين اتفقنا فيها على العيش تحت وصاية دولة تقوم على دستور وقانون ويجب شرعا أن نلتزم بالمعاهدة لأن ديننا يُقدس المعاهدات والمواثيق فالدعاء عليهم يتناقض مع المعاهدة .

ثالثا: يا ولدي نحن نستورد أدويتنا وأكثر احتياجاتنا ومستلزمات الحياة الضرورية والكمالية من بلاد المسيحيين في الغرب فحياتنا باتت متوقفة على صناعاتهم في كل جوانب حياتنا فإذا دعونا الله عليهم واستجاب دعاءنا فالكارثة سوف تحل علينا كما تحل عليهم بل أشد !!!

رابعا: يا ولدي الدعاء على غير المسلمين جائز ومباح حينما يكونوا ظالمين وعدوانيين وجائز أيضا على المسلمين أيضا حينما يكونوا ظالمين وعدوانيين يا ولدي ألم يأمرنا الله تعالى في القرآن الكريم أن نتعامل بالبر والقسط مع غير المسلمين الذين يريدون العيش معنا بسلام ؟ بقوله سبحانه :

{ لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ - ( لا ينهاكم ) - أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ }؟.

فهل من البر والقسط أن تدعو على المسيحيين الذين تعاهدنا معهم لكي نعيش وإياهم بسلام في ظل دولة القانون والدستور؟!

قَبَّلْتُ جبين عمي المرحوم الطاهر تعبيراً عن إعجابي بكلامه الذي استوطن عقلي منذ تلك اللحظة وحتى يومنا هذا وقلت له لقد انطبق عليَّ قول الإمام علي (ع): {رُبَّ عالم قتله جهله وعلمه معه لا ينفعه}.

عمي الحبيب رحمك الله أنتم السابقون ونحن اللاحقون فإنَّا لا نلبث بعدكم إلا قليلاً. من هو الخميني؟ هو رمح مسموم من القرون الوسطى أصاب خاصرة القرن العشرين ولن يبرأ من جراثيم جرحه إلا بسقوط نظامه الاستبدادي في طهران الذي له إصبع في كل نار تشتعل في بلدان العرب وله باعٌ في كل فتنة تقع فيها، وإن فِتَنُه وحروبه خَلَّفَت الدمار والفظائع وسفك الدماء وراءها وبدوافع وغايات لا صلة لها بمشروع إقامة الدولة العادلة مطلقاً ، ولا سيرته لها صلة بمبادئ سيرة نبينا محمد (ص) أو سيرة إمامنا علي (ع) ، ومن له حظ بالقراءة فليقارن بين السيرتين ليجد التعارض العظيم بينهما.

 

النائب علي فياض: علاقتنا مع عون والتيار الوطني لا تتأثر بتباين موضوعي حول مقعد وزاري والمسألة قابلة للمعالجة

الأحد 04 تشرين الثاني 2018 /وطنية - أكد عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب علي فياض، خلال احتفال تأبيني أقيم في بلدة حولا الجنوبية، "أن موقف حزب الله كان ولا يزال المطالبة بضرورة تشكيل حكومة لحاجتها الماسة في إدارة شؤون البلد ومعالجة مشاكله، ولا يزال موقفنا كما هو، وهذا لا يتناقض مع دعمنا لمطلب النواب السنة المستقلين بأن يتمثلوا بوزير في مجلس الوزراء، لأن التشكيل يجب أن يكون متوازنا، والسنة المستقلون جزء من هذا التوازن". وشدد على "أن حزب الله حرص منذ لحظة البدء في مشاورات تشكيل الحكومة على مواكبة الموضوع بمقاربة هادئة سياسيا وخافتة إعلاميا، ولكن من الضرورة أن تعكس الحكومة إلى حدود ما النتائج التي خرجت بها الانتخابات النيابية، ولو أن حزب الله وحلفاءه تمسكوا بضرورة أن يعكس تشكيل الحكومة بصورة دقيقة النتائج التي خرجت بها الانتخابات النسبية، لكانت حصة 8 آذار الوزارية أكبر مما هو مطروح الآن حتى مع توزير السني المستقل". وأضاف فياض: "في كل بلدان الدنيا عندما تكون الانتخابات وفق النظام النسبي وفي إطار حكومة وحدة وطنية، أو إئتلافية موسعة، تتحول النتائج إلى معيار حاسم لا يمكن تجاوزه، ولذلك فإن ما نطرحه لا يخرج عن سياق الأصول والتسهيل والتوازن، وهو يقع في الموقع الطبيعي كترجمة جزئية للانتخابات النيابية الأخيرة". وختم: "أن علاقتنا مع الرئيس عون والتيار الوطني الحر على درجة الرسوخ والعمق، لا تتأثر بتباين موضوعي يتصل بمقعد وزاري، والتباين منشأه زاوية النظر للموضوع، إذ كلانا ينظر إلى الموضوع من زاوية مختلفة، وهذه مسألة قابلة للمعالجة والاحتواء".

 

سكرية لاذاعة لبنان: ما يطالب به السنة من خارج المستقبل حق لهم

الأحد 04 تشرين الثاني 2018 /وطنية - رفض عضو "كتلة الوفاء للمقاومة" النائب الوليد سكرية في حديث الى برنامج "لبنان في اسبوع" الذي تعده وتقدمه الزميلة ناتالي عيسى عبر "اذاعة لبنان"، أن "يكون مطلب النواب السنة الستة من خارج "المستقبل" بتمثيلهم في الحكومة يشكل عقدة في عملية التشكيل"، معتبرا انهم "لا يعطلون عمل الدولة ولا انطلاقة العهد بل يدعمون ذلك بكل ما لهم من امكانات"، مشددا على ان "ما يطالبون به حق لهم". ورأى ان "النواب الستة ارتأوا ان يلتقوا على النهج السياسي نفسه، وانهم اجتمعوا بمعظم القوى وابلغوهم ذلك، وان معظم الحلفاء ابدوا دعمهم لهذا الامر"، معتبرا انه "على ايام الرئيس الشهيد رفيق الحريري تم الغاء كل السنة الذين لم يكونوا ينضوون في "تيار المستقبل" برضى سوري وبدعم سعودي، من خلال قانون الانتخابات الاكثري وامتد الامر حتى ايام الرئيس سعد الحريري". واعترف سكرية "بحصول النواب السنة الستة على نسبة 8.9% من اصوات الناخبين السنة"، الا انه اشار في المقابل الى ان "المرشحين السنة من خارج المستقبل حصلوا على نسبة 38% من الاصوات السنية". واعتبر ان "النواب السنة الستة يمثلون شريحة من الطائفة السنية، اجتمعوا على نهج سياسي واحد ويحق لهم التمثل في الحكومة". واكد ان النواب الستة "ليسوا مذهبيين وطائفيين بل وطنيين"، مشددا على انه "نائب عن كل لبنان ويمثل كل اللبنانيين".

 

مخيم «المية ومية» في جنوب لبنان ينتظر «حلولاً جذرية»/«فتح» تؤكد اتفاقاً على إخراج تنظيم «أنصار الله»... واتهامات لقيادته بالتنسيق مع علي المملوك

بيروت: سناء الجاك/الشرق الأوسط/04 تشرين الثاني/18/يخيم الهدوء على مخيم «المية ومية» الفلسطيني بعدما شهد طوال أسبوع، جولات من المعارك الشرسة بين حركة «فتح» وتنظيم «أنصار الله» الذي يقوده الفلسطيني جمال سليمان، والتي أعادت إلى الأذهان مشاهد الفلتان الأمني الذي لا يكاد يغيب حتى يعود ليفضح مدى انكشاف الساحة اللبنانية الهشة على احتمالات تطيح بالأمن والاستقرار عندما تتطلب مصالح البعض ذلك. والاشتباكات سلطت الضوء على تهديد لوجود المسيحيين في قرى شرق صيدا وتكرار سيناريو التهجير الذي عاشوا كابوسه خلال الحرب اللبنانية، بعد أن طاولت القذائف بلدة «المية ومية» المتاخمة للمخيم، ذات الأكثرية المسيحية وعطلت الحركة والمدارس فيها. وفي حين تولى مهمة المعالجة «حزب الله» وحركة «أمل»، اعتبر أهالي المخيم أن توقف القصف لن يحول دون عودة الاشتباكات، إذا بقيت الأسباب التي أدت إليها.

والمخيم لا يتجاوز طوله 700 متراً وعرضه 600 مترا، ولطالما تميز بالأمان مع وجود الجيش اللبناني وسيطرته على مدخليه وإبقاء الوضع مضبوطاً. ويقول أحد المقيمين في المخيم لـ«الشرق الأوسط» بأن «فلسطينيي مخيم عين الحلوة (شرق صيدا في الجنوب) كانوا يغبطون أهالي «المية مية» على إقامتهم في مخيم يربض فوق تلة مشرفة على البحر، إلى الجنوب الشرقي لمدينة صيدا. سكانه من العائلات تجمعها أواصر القرابة والنسب، غالبيتهم مسالمون ومتآلفون يعيشون في بيئة هادئة ولديهم علاقات جيدة مع أهالي بلدة «المية ومية». ولم تشهد بيئة المخيم ما يعكرها حتى اخترقها جمال سليمان وتنظيمه «أنصار الله» مخرباً استقراره وزارعاً الخوف بين سكانه». ويقول رجل الدين السنّي المقرب من «حزب الله» الشيخ ماهر حمود لـ«الشرق الأوسط»: «نأمل ألا يتكرر ما حصل بين «فتح» و«أنصار الله»، فالضغط الذي مورس على الفريقين كبير جداً. الحجج التي استندت إليها «فتح» أزيلت، فالمخيم صغير ولا يحتمل مثل هذه المعارك التي تتجاوزه إلى الخارج».

مصدر في حركة «فتح»، تحفظ عن ذكر اسمه، قال لـ«الشرق الأوسط» بأن «قوات «فتح» وصلت إلى المبنى الذي يقيم فيه جمال سليمان. وأصبح ساقطاً عسكرياً، ما دفع «حزب الله» وحركة «حماس» للتدخل سريعاً حتى يتوقف إطلاق النار». ويضيف أن «وفداً من «فتح» زار الشيخ ماهر حمود، وأطلعه على حقيقة ما يجري وكشف له أن «حماس» و«الجهاد الإسلامي» أعطياه معلومات غير صحيحة عن مجريات الأحداث في المخيم. عندها وعد بإجراء اتصالات على أعلى المستويات مع الحزب».

ويضيف المصدر أن وفد «فتح» أعطى أدلة أن سليمان الذي يموله «حزب الله» ويوفر له السلاح والعتاد، يمول بدوره «دواعش» في عين الحلوة ويمدهم بالسلاح والمال والعتاد. وقال: «الوفد سأل من التقاهم في الحزب: إذا كنتم تقاتلون الدواعش في سوريا، كيف تدعمون من يمولهم في لبنان؟ بالتأكيد أُحرج الحزب وتعهد أن ينهي الحالة بإخراج سليمان من «المية ومية» وإنهاء وضع «أنصار الله» ليقتصر وجودهم على مخيم عين الحلوة، ولا تزال «فتح» بانتظار وفاء الحزب بتعهده. جمال سليمان لا يزال في المخيم. وعلِمنا أن سلاحاً وصل إليه بعد وقف إطلاق النار، كما أن منازل عناصر ومسؤولين في حركة «حماس» في «المية ومية» أخليت وتمترس فيها مقاتلون من الحركة، وشاركوا إلى جانب سليمان في المعركة ضد «فتح»، أربعة منهم حوصروا واعتقلوا وسلموا إلى الأجهزة الأمنية اللبنانية، أحدهم مرافق قيادي في حماس».

ويقول المصدر الفتحاوي لـ«الشرق الأوسط» «منذ البداية، كان هدف الأمين العام للتنظيم جمال سليمان هو السيطرة على المخيم، وفرض نفسه رقماً سياسيا. وهو مدعوم من الفصائل الإسلامية بمواجهة حركة «فتح»، وأصبح أحد المقررين في المخيم. فقد تسبب خلال سنة ونصف باشتباكات وأضرار على فتح». أما الشيخ حمود فيقول إن «الأحداث افتعلتها عناصر غير منضبطة من «فتح»، القيادة تجاوبت معنا. الأمور أصبحت واضحة للفريقين، لا سيما بعد أن تدخل «حزب الله»، بعد جهودنا مع حركة «أمل» وطرحنا فكرة خروج جمال سليمان من المخيم. لكن ما حصل كان أفضل، فقد وعد الحزب بإنهاء الحالة بشكل جذري ومعالجة أسبابها. وهو لم يقل حرفياً إنه سيُخرِج جمال سليمان من المخيم». ويكشف المصدر الفتحاوي أن «القصة لم تبدأ مع الأحداث الأخيرة. فقبل شهرين ألقت شعبة المعلومات القبض على نائب سليمان محمود حمد للاشتباه به في محاولة اغتيال مسؤول المخابرات في سفارة فلسطين إسماعيل شروف العام 2017. وتقول مصادر إنه متورط في ملفات أمنية خطيرة تكاد توازي ما ارتكبه الوزير السابق ميشال سماحة، وهو يعمل بالتنسيق مع علي المملوك الذي يوصف بالعقل المدبر لـ(أنصار الله)». وفي حين يطالب اللبنانيون والفلسطينيون بدخول الجيش إلى المخيم، يقول قائد عسكري سابق لـ«الشرق الأوسط» إن «الجيش يمسك محيط المخيم من خارجه ودخوله لا يتم بقرار عمليات عادي. والسماح له بضبط الأمن فيه يتطلب قراراً سياسيا إقليميا ودولياً. وهناك لجنة أمنية في المخيم تنسق مع مخابرات الجيش، وهم مطلعون على مجريات الأمور، لكن التنفيذ منوط بالفلسطينيين».

 

«الهيئات الاقتصادية» تعتبر تأخير تشكيل الحكومة «فاجعة على اللبنانيين» وحذّرت من أن الوضع المالي ينهار بشكل سريع

بيروت: كارولين عاكوم/الشرق الأوسط/04 تشرين الثاني/18/بلغ الانقسام حيال تشكيل الحكومة صفوف «الهيئات الاقتصادية» و«الاتحاد العمالي العام»، بعدما كان الطرفان قد هدّدا باللجوء إلى الإضراب إذا لم يتم تأليف الحكومة بنهاية شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وانعكس هذا الأمر على الوضعين الاقتصادي والاجتماعي. وبعد انقضاء هذه المهلة والتعثّر في تأليف الحكومة، الذي وصفته «الهيئات الاقتصادية» بـ«الفاجعة الكبيرة على اللبنانيين وعلى الاقتصاد اللبناني الذي بات ينحدر بشكل سريع»، عقدت اجتماعاً وأعلنت على أثره أنها ستدعو إلى الاعتصام. وبدا لافتاً غياب «الاتحاد العمالي العام» عن اللقاء بعدما كان الطرفان قد اعتادا على عقد اجتماعات عدّة معا وأنشآ لجنة مشتركة مصغّرة للتنسيق، وهو ما يشير إليه رئيس «الاتحاد العمالي» بشارة الأسمر طارحاً علامة استفهام حول عدم دعوتهم.

في المقابل، أكد رئيس «الهيئات الاقتصادية» محمد شقير لـ«الشرق الأوسط»، أن القرار النهائي سيتّخذ بالاتفاق مع شركائنا بمن فيهم «الاتحاد»، والاجتماع الذي عقد كان فقط مخصصاً لـ«الهيئات الاقتصادية»، وسيعقد اجتماع آخر للتنسيق بشأن الخطوات المقبلة.

لكن رئيس «الاتحاد العمالي» بشارة الأسمر يرى أنه غير معني بالقرارات التي اتخذتها «الهيئات الاقتصادية»، رغم أنّه كان طوال الفترة الماضية حاملاً راية الدعوة إلى الإضراب، لكنه ارتأى، في اجتماعه الأخير مع «الهيئات»، التوصل إلى حل وسط، نتيجة رفض «الهيئات» للتصعيد، عبر منح القوى السياسية فرصة إضافية، بحسب ما يقول الأسمر، معتبراً أن اللجوء إلى الشارع في هذه المرحلة قد يشكّل خطراً، وقد يعتبر ضد فريق دون آخر. من جهته، وأمام الوضع الاقتصادي والاجتماعي الذي يزيد تأزماً نتيجة التأخير في تشكيل الحكومة، يؤكّد شقير أن التوجّه هو إلى الدعوة للاعتصام لإطلاق صرخة، ومن ثم الدعوة إلى الإضراب المفتوح، وهو ما سيتّخذ القرار بشأنه بين يومي الاثنين والثلاثاء، آملاً أن تتشكّل الحكومة في أسرع وقت قبل اللجوء إلى الشارع.

أما الأسمر فقال في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إنه «في المرحلة السابقة كانت الأمور غير واضحة تماماً، ولكنّها تحمل بعض الأمل بتشكيل الحكومة، لذا كنا نعتبر أن الضغط لا بدّ أن يظهر في مكان ما، أما اليوم وفي ظل الوضع السياسي الحالي، فإن اللجوء إلى الشارع قد يؤدي إلى أمور لا تحمد عقباها، ونرفض أن نتحمّل نحن المسؤولية». ويؤكد «أي قرار سيتخذ يجب أن يدرس بتأّن كي لا يؤخذ في غير موضعه ويفسّر في غير مكانه». ولا ينفي الأسمر أن هناك اختلافاً بين «الهيئات» و«الاتحاد»، ويقول: «رغم هذا سننتظر طبيعة تحرّك الهيئات الاقتصادية وسنتخذ القرار المناسب»، مشيراً في الوقت عينه إلى أنه وبعد التعثّر الحكومي الأخير يعقد «الاتحاد» اجتماعات دائمة، وهو في طور اتخاذ القرار المناسب حول طبيعة التحرك الذي سيقوم به. ويوضح: «لا بد أننا سنعمل على تشكيل حالة ضغط على المسؤولين والمعنيين، لكننا سندرس طبيعة هذا الضغط، لأن اللجوء إلى الشارع اليوم يحمل في طياته مخاطر كبيرة». وفي اجتماعها الذي عقدته أول من أمس، برئاسة رئيسها محمد شقير وبمشاركة أعضائها، بحثت «الهيئات الاقتصادية» تعثر تشكيل الحكومة والتقرير الذي أصدره البنك الدولي عن لبنان والخطوات التصعيدية التي تنوي اتخاذها. وعبّر المجتمعون عن «صدمتهم الشديدة حيال تعثر تشكيل الحكومة بعد أكثر من 160 يوماً على تكليف الرئيس سعد الحريري تأليفها». ووصفوا في بيان هذا التعثر بـ«الفاجعة الكبيرة على اللبنانيين وعلى الاقتصاد اللبناني الذي بات ينحدر بشكل سريع»، مبدين تخوفهم من أن «المماطلة سيكون لها تداعيات خطرة، لا سيما الكلفة الكبيرة على الاقتصاد وعدم القدرة على المعالجة إلا من ضمن آليات ستكون أشد إيلاماً وكلفة على البلد وشعبه».

وناقشت الهيئات تقرير البنك الدولي عن لبنان، مبدية قلقها الشديد وخوفها من الاستنتاجات التي وصل إليها التقرير عن الأوضاع الاقتصادية والمالية «ومدى تأثيرها الشديد على استقرار الأوضاع الاقتصادية في لبنان»، محذرةً من أن «البلد بات يعيش في حال من عدم التوازن على مستوى اقتصاده وقطاعاته وماليته العامة». وأعلنت «الهيئات» أنها «انطلاقاً من مسؤولياتها الوطنية، اتخذت قراراً حازماً بمواجهة هذا الواقع المرير والخطر، بتنفيذ ما أعلنته في بيانها السابق بتاريخ 12 أكتوبر 2018 بالذهاب إلى التصعيد، وهي قررت في هذا الإطار تنفيذ اعتصام ستحدد مكانه وزمانه في الأيام المقبلة».

 

«عم خلّي الليرة ترجع تحكي» وجه آخر للعملة اللبنانية حملت صوراً لفنانين من لبنان في مبادرة للحفاظ على قيمتها المعنوية

بيروت: فيفيان حداد/الشرق الأوسط/04 تشرين الثاني/18/رسم لجبران خليل جبران على ورقة فئة العشرين ألف ليرة تحت عنوان «عم خلي الليرة ترجع تحكي» - صباح تزين الورقة النقدية من فئة الخمسة آلاف ليرة كما يرسمها إبراهيم سلطان بعنوان «عم خلي الليرة تحكي»

إبراهيم سلطان شاب جامعي لبناني استطاع أن يحقق حلمه من خلال العملة الورقية في لبنان؛ فتحت عنوان «عم خلّي الليرة ترجع تحكي» يطلق إبراهيم براعم هذا الحلم الذي راوده من خلال ممارسته هوايته المفضلة، ألا وهي الرسم. ومع أوراق نقدية من فئة الألف والخمسة والعشرة والعشرين ألفَ ليرة يترجم هذا الحلم الذي يهدف إلى إعادة القيمة المعنوية للعملة اللبنانية على طريقته؛ فهو يرسم على كل واحدة منها وجهَ شخصية لبنانية معروفة في عالم الفن، لتؤلِّف مجموعة عملة ورقية لا تنحصر قيمتها بالوحدة النقدية التي تحملها بل بالقيمتين الفنية والمعنوية اللتين يزينهما بها.

فكما صباح ووديع الصافي وملحم بركات وشوشو وصلاح تيزاني (أبو سليم) وإبراهيم مرعشلي من فناني الرعيل القديم، هناك أيضاً فيروز ونادين لبكي وماجدة الرومي وجوليا بطرس من الفنانين الحاليين، الذين اختارهم إبراهيم سلطان ليرفعوا من شأن الليرة اللبنانية بوجهها الفني؛ فهو يرسم وجوههم بالأبيض والأسود لتتوسط النقود الورقية دون الخمسين والمائة ألف ليرة، يقول إبراهيم في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «لم أشأ أن أدمغها بطابع تجاري؛ فهذه اللوحات الصغيرة مصيرها البيع ولو قدمتُها في معارض فنية. كما أنه ليس هناك من سبب معيَّن جعلني أستبعد الأوراق النقدية الكبيرة». وعن كيفية ولادة هذه الفكرة لديه يجيب: «أهوى الرسم منذ صغري؛ فقلمي كان ينساب على أي ورقة تقع أمامي، فلم أخطِّط مسبقاً للموضوع. وفي إحدى المرات فكرتُ بأن أستخدم العملة الورقية في فنوني هذه، وقررتُ بأن تلعب دوراً في الرفع من قيمة الليرة بحيث تصبح ورقة الألف ليرة تساوي أكثر مما هي عليه في الواقع. وهكذا ابتكرتُ الفكرة ورحتُ أصمِّم لوحات صغيرة من تلك الفئات النقدية فاق مجموعها العشرين».

خصص طالب الهندسة إبراهيم سلطان وجوه الراحلين صباح وملحم بركات ووديع الصافي لفئتي الخمسة والعشرة آلاف ليرة بلونيهما الزهري والأصفر. فيما كرّس وجه الأديب الراحل جبران خليل جبران لورقة العشرين ألف ليرة. أما باقي الفنانين فأدرج رسومهم على أوراق نقدية من فئة الألف ليرة الزرقاء. «أرسمهم مباشرة على الورقة النقدية بواسطة مادة تلوين (الغواش)، المعروفة بأنها أقل سطوعاً من الألوان المائية النقية لتناسب قماشة الأوراق النقدية»، يوضح سلطان في سياق حديثه لـ«الشرق الأوسط»، ويضيف: «تستغرق كل واحدة منها نحو 4 ساعات من الرسم، وهي تغطي ناحية اليسار من الورقة النقدية». لبنانيون كثر أُعجبوا بأعمال إبراهيم سلطان، فاعتبروها لوحات فنية مصغرة يستطيعون تقديمها كهدية إلى شخص عزيز على قلوبهم. «بعضهم يطلب مني رسم وجه الحبيب والزوج وأحياناً أخرى تفضل شريحة أخرى أن تحمل صورة أحد الوالدين؛ فهي، إضافة إلى قيمتها الفنية، يمكن الاحتفاظ بها كذكرى جميلة يتم تبادلها بين الأصدقاء والأحباء». حالياً يفكِّر إبراهيم سلطان بإقامة معرض فني لرسوماته بعد أن ينجز عدداً أكبر منها. «البعض عندما كان يرى صورة فيروز على ورقة الألف ليرة كان يبادرني بالقول إن سعرها الآن بات يفوق المائة ألف ليرة، نظراً لتضمُّنها صورة سفيرتنا إلى النجوم». ويوجه إبراهيم سلطان دعوة إلى الشباب الذين في عمره، ويقول: «أنصحهم دون شك بأن يمارسوا الهواية التي يجيدونها، فهم لن يتوقعوا إلى أين يمكن أن توصلهم. فلكل منا أحلامه ويجب أن يتمسك بها؛ فلا يجعلها تفلت من بين يديه لسبب أو لآخر». وعما إذا يفكر بحمل هذه اللوحات الصغيرة إلى معارض فنية خارج لبنان يجيب: «أعتقد أنها تهم اللبنانيين دون غيرهم من الشعوب، لأنها تخص بلادهم مباشرة، والفكرة قد أحملها إلى مدن تشهد كثافة من المهاجرين اللبنانيين لأنها ستذكرهم بوطنهم الأم».

 

لحظات مخيفة لركاب طائرة لبنانية فشلت بالهبوط

"ليبانون ديبايت"/04 تشرين الثاني/18/عاش ركاب الميدل ايست لحظات عصيبة بعدما واجهت الطائرة التي كانت تقلهم من بيروت الى السعودية عاصفة هوائية. واشار أحد ركاب الطائرة في اتصال مع "ليبانون ديبايت" الى انه كان من المفترض تصل الطائرة عند الساعة 8:45 مساء السبت في مطار الملك عبد العزيز الدولي في مدينة جدة السعودية، الا ان الطائرة واجهت رياح عاتية اثناء هبوطها تلاعبت بها ومنعتها من الهبوط بالرغم من المحاولات العديدة التي بائت بالفشل الامر الذي سبب حالة من الهلع والخوف بين الركاب. وتم تحويل الطائرة الى مطار مدينة مكة وايضاً لم تتمكن من الهبوط ليتم تحويلها الى مطار الرياض حيث تمكنت الطائرة من الهبوط عند الساعة 10:10. وأشار محدثنا الى ان أحد الركاب ارسل رسالة وداع الى عائلته ظناً منه انها النهاية نظراً للظروف الصعبة التي مرت بها الطائرة اثناء هبوطها وطريق تلاعب الهواء بها.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

باكستان: زوج المسيحية آسيا بيبي يطلب اللجوء السياسي خوفا على حياتهما

بي بي سي/04 تشرين الثاني/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/68661/husband-of-pakistan-blasphemy-case-woman-pleads-for-asylum-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d9%83%d9%88%d9%85%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%a8%d8%a7%d9%83%d8%b3%d8%aa%d8%a7%d9%86%d9%8a%d8%a9-%d9%84%d9%85-%d8%aa%d8%b7%d9%84/

بدأت القصة من جدل حول كوب من الماء

توصلت الحكومة الباكستانية إلى اتفاق، مع حزب "حركة لبيك باكستان" الإسلامي، لوقف التظاهرات الاحتجاجية، على خلفية قرار محكمة إلغاء حكم الإعدام والإفراج عن المسيحية "آسيا بيبي"، التي كانت قد أدينت بتهمة التجديف.

وطالب زوج آسيا بيبي، الذي أمضى ثمانية أعوام في انتظار تنفيذ حكم الإعدام في زوجته بعد إدانتها بالتجديف قبل التوصل لاتفاق، بمنحهم اللجوء في الولايات المتحدة أو كندا أو بريطانيا.

وقال عشيق مسيح في مقطع فيديو إنه وزوجته آسيا بيبي لا يشعران بالآمان بالبقاء في باكستان حتى بعد أن ألغت المحكمة العليا في إسلام أباد إدانتها يوم الأربعاء. وقد وعدت الحكومة بمحاولة منع آسيا بيبي من مغادرة البلاد كجزء من صفقة لإنهاء عدة أيام من الاحتجاجات ضد حكم المحكمة. وقد فر محامي آسيا بيبي بالفعل من باكستان خوفا على حياته.وتضمن الاتفاق البدء في اتخاذ إجراءات، لمنع آسيا من مغادرة البلاد.

كما أن الحكومة لن تمانع في الطعن القانوني، من جانب المحتجين على حكم المحكمة العليا، التي أمرت بإطلاق سراحها. وأدينت آسيا بيبي عام 2010 بتهمة التجديف، لإهانتها النبي محمد.

في غضون ذلك، غادر المحامي الذي يدافع عن بيبي باكستان، خوفا على حياته.

وقال سيف ملوك، لوكالة فرانس برس، إنه اضطر لمغادرة باكستان، لكي يستطيع الاستمرار في الدفاع عن موكلته.

واتفق مسؤولون باكستانيون على منع بيبي من السفر، بهدف إنهاء التظاهرات المحتجة على الحكم بتبرئتها.

وانتقد ناشطون ذلك الاتفاق، باعتباره يشبه التوقيع على "أمر إعدامها".

وأثار حكم المحكمة العليا الباكستانية الأربعاء تبرئة بيبي الغضب، في البلد ذات الغالبية المسلمة.

ونزل مؤيدو حزب "حركة لبيك باكستان"، إلى الشوارع احتجاجا على الحكم.

مصدر الصورة EPA

وقال ملوك لبي بي سي، في وقت سابق من الأسبوع الجاري، إن آسيا بيبي سوف تحتاج إلى الانتقال إلى إحدى الدول الغربية، لضمان سلامتها الشخصية.

وكانت بيبي قد تعرضت في السابق لعدة محاولات للقتل.

وقال وزير الإعلام الباكستاني، فؤاد تشودري، لبي بي سي: "لقد كان أمامنا خياران: استخدام القوة، وحينما نستخدم القوة قد يتعرض الناس للقتل، وهذا شيئ لا يجب أن تفعله الدولة. نحن جربنا التفاوض، وفي التفاوض أنت تأخذ شيئا وتترك شيئا آخر".

ودافع الوزير عن الاتفاق، ضد مزاعم بأنه "إذعان من الحكومة للمتطرفين".

وقال تشودري: "نحن بحاجة لاتخاذ خطوات ضد التطرف، وضد هذا النوع من التظاهرات العنيفة، ونحن بحاجة للتوصل إلى حل دائم، في الوقت الراهن هذا ليس علاجا، ما نفعله الآن مجرد إطفاء للحريق، العلاج هو الحل الحقيقي، وحكومتنا ملتزمة بالعلاج". وأكد الوزير الباكستاني أن الحكومة ستتخذ "كل الإجراءات الضرورية"، لضمان سلامة بيبي. لكن ملوك وصف الاتفاق بأنه "مؤلم".

وقال لوكالة فرانس برس، قبل أن يصعد للطائرة مغادرا إلى أوربا: "إنهم لا يستطيعون حتى تطبيق قرار أعلى محكمة في البلاد". وأوضح ملوك إنه قرر المغادرة، لأنه "من المستحيل" الاستمرار في العيش في باكستان، مضيفا: "أنا بحاجة للبقاء على قيد الحياة، حيث لا يزال يتعين علي خوض المعركة القانونية، من أجل آسيا بيبي".

وصرح ملوك لوسائل إعلام محلية باكستانية بأنه سيعود للبلاد، من أجل الدفاع عن موكلته، لكنه بحاجة إلى أن توفر له الحكومة الحماية اللازمة.

ماذا تضمن الاتفاق أيضا؟

يقضي الاتفاق أيضا بإطلاق سراح المحتجين، الذين جرى اعتقالهم منذ الحكم بإطلاق سراح بيبي، وكذلك التحقيق في أي عنف مورس تجاههم. وستبدأ الحكومة في اتخاذ إجراءات قانونية، لوضع اسم آسيا بيبي في قائمة الممنوعين من السفر. في المقابل، طلب حزب "حركة لبيك باكستان" من أنصاره التوقف عن التظاهر، والتفرق سلميا.

 هناك تأييد واسع في الشارع الباكستاني للعقوبات القاسية ضد التجديف

وقالت السلطات الباكستانية، في وقت سابق، إنه من المقرر إطلاق سراح بيبي فعليا، في وقت لاحق من الأسبوع الجاري.

بماذا اتهمت آسيا بيبي؟

جرت محاكمة بيبي، واسمها الكامل آسيا نورين، إثر جدال بينها وبين مجموعة من النساء، في يونيو/ حزيران عام 2009. وكانت النساء تجمعن محصول الفاكهة بأحد الحقول، حينما نشب بينهن خلاف حول دلو للماء، وقال بعضهن إنهن لن يستخدمن دلو الماء، بعدما استخدمته آسيا بيبي، لأنها "نجسة" كونها مسيحية.

وقال محققون إنه خلال الجدال، الذي أعقب ذلك، طالبتها النساء باعتناق الإسلام، لكنها رفضت وقالت كلاما مسيئا للنبي محمد، وفقا لروايتهن. وتعرضت آسيا لاحقا للضرب في منزلها، وخلال ذلك أقرت بالتجديف، حسب قول من يتهمونها بذلك.والقت الشرطة القبض عليها، بعد إجراء تحقيق.

وحكمت المحكمة العليا الباكستانية الأربعاء الماضي بالإفراج عن آسيا بيبي، قائلة إن القضية بنيت على أدلة واهية، وإن اعترافها جاء أمام حشد من الناس "يهددونها بالقتل".

لماذا تثير هذه القضية انقساما؟

الإسلام هو الدين الرسمي لباكستان، ويقوم عليه نظامها القانوني، وتحظى القوانين المشددة التي تجرم التجديف بتأييد قوي في الشارع. وغالبا ما يدعم الساسة المتشددون العقوبات القاسية للتجديف، كوسيلة لتعزيز شعبيتهم في الشارع.

لكن منتقدين يقولون إن تلك القوانين غالبا ما تستخدم للانتقام، بعد منازعات شخصية، وإن الإدانات تقوم على أدلة واهنة. والغالبية الساحقة ممن أدينوا بتهمة التجديف مسلمون، أو أعضاء في الطائفة الأحمدية، لكن منذ التسعينيات من القرن الماضي، أدين عشرات المسيحيين بتلك التهمة. ويشكل المسيحيون 1.6 في المئة فقط من سكان باكستان.

واستهدف المسيحيون بالعديد من الهجمات في باكستان، خلال السنوات الأخيرة، ما جعل كثيرين منهم يشعرون بالعرضة للخطر، في مناخ يسود فيه التعصب. ومنذ التسعينيات، قتل 95 شخصا على الأقل في باكستان، على خلفية مزاعم بالتجديف وفقا لتقارير.

 

مصير الباكستانية المسيحية يراوح مكانه رغم تبرئتها من تهمة التجديف

وكالة الصحافة الفرنسية/04 تشرين الثاني/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/68661/husband-of-pakistan-blasphemy-case-woman-pleads-for-asylum-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d9%83%d9%88%d9%85%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%a8%d8%a7%d9%83%d8%b3%d8%aa%d8%a7%d9%86%d9%8a%d8%a9-%d9%84%d9%85-%d8%aa%d8%b7%d9%84/

لا يزال مصير آسيا بيبي، الباكستانية المسيحية التي برأتها المحكمة العليا في باكستان من تهمة التجديف، يراوح مكانه السبت بعد أن أجازت الحكومة لإسلاميين متشدّدين الطعن بقرار تبرئتها ووضعتها على قائمة الممنوعين من السفر. وكان وكيل الدفاع عن بيبي المحامي سيف الملوك، الذي أنقذ موكّلته من حكم بالإعدام أصدرته بحقها محكمة أدنى قبل ثماني سنوات، غادر البلاد في ساعة مبكرة من صباح السبت بعد تلقّيه تهديدات. وبرّأت المحكمة العليا الأربعاء بيبي التي صدر عليها حكم بالاعدام في 2010، ممّا أثار احتجاجات أصوليين إسلاميين تسبّبت بشلل البلاد لثلاثة أيام بعد أن قطعوا الطرق وعرقلوا حركة المرور في مدن رئيسية. وأوقف المتظاهرون تحرّكهم الاحتجاجي ليل الجمعة بعد أن توصّلت الحكومة لاتّفاق مثير للجدل يقضي بوضع بيبي على قائمة الممنوعين من السفر وتتعهد فيه عدم الاعتراض على طعن في قرار التبرئة تم تقديمه أمام المحكمة العليا في وقت سابق. وقال المحامي غلام مصطفى شودري الذي يُمثّل قاري سلام، مقدّم الدعوى ضد بيبي، لوكالة فرانس برس "طلبنا من المحكمة العليا أن تضع آسيا بيبي على قائمة مراقبة الخروج في أسرع وقت كي لا تتمكن من مغادرة البلاد".

وأضاف "نخشى أن يتم تسفيرها جوّاً من البلاد لذا طلبنا من المحكمة عقد جلسة في وقت قريب"، مؤكّداً أنّه "سيستخدم كافة الوسائل القانونية لضمان أن يتم إعدام آسيا بيبي شنقاً طبقاً للقانون". وانتقد محاميها سيف الملوك ووسائل إعلام باكستانية الحكومة لإذعانها للمتشدّدين الإسلامين بعد الخطاب الصارم الذي وجّهه لهم رئيس الحكومة عمران خان في أعقاب قرار المحكمة. وقال ملوك إنّ غضب الإسلاميين "مؤسف لكنّه لم يكن غير متوقّع". وأضاف "ما هو مؤلم هو ردّ الحكومة، لأنها عاجزة عن تطبيق حكم أصدرته أعلى محكمة في البلاد"، مؤكّداً أنّ "الكفاح في سبيل العدالة يجب أن يستمرّ".

استسلام جديد

وندّدت صحيفة دون، أعرق الصحف الباكستانية، بالاتّفاق ووصفته بأنه "استسلام جديد". وكتبت في افتتاحية "استسلمت حكومة أخرى في وجه المتشدّدين الدينيين العنيفين الذين لا يؤمنون لا بالديموقراطية ولا بالدستور". وقال ملوك إنّ "حياة بيبي ستراوح مكانها تقريباً، إن كانت داخل سجن أو في حبس انفرادي بسبب مخاوف أمنية"، حتى اتّخاذ قرار بشأن الطعن. والتجديف تهمة بالغة الخطورة في باكستان حيث يمكن لمجرد اتّهامات غير مؤكّدة بإهانة الإسلام أن تؤدّي إلى الموت على أيدي متشدّدين. والمحامي ملوك نفسه غادر باكستان في ساعة مبكرة السبت قائلاً إنّه تلقّى تهديدات من أصوليين إسلاميين ومحامين آخرين. وقال المحامي البالغ من العمر 62 عاما لوكالة فرانس برس قبل إقلاع طائرته إلى أوروبا "في ظلّ السيناريو الحالي، لا يمكنني أن أعيش في باكستان". وأضاف "أنا بحاجة إلى البقاء على قيد الحياة إذ يجب أن أواصل المعركة القضائية من أجل آسيا بيبي". وفي الأثناء عادت الحياة إلى طبيعتها في المدن الرئيسية كراتشي ولاهور وإسلام آباد، فيما فتحت المتاجر أبوابها وعادت حركة المرور بعد فضّ التظاهرات مساء الجمعة. وأعلنت حركة "لبّيك يا رسول الله - باكستان" التي قادت التظاهرات وقف الاحتجاجات العارمة بعد التوصّل للاتّفاق مع الحكومة. والاتّفاق الذي اطّلعت عليه وكالة فرانس برس يتكوّن من خمس نقاط وموقّع من الطرفين، وتعهّدت فيه الحكومة خصوصاً أن لا تعترض على الطعن بحكم البراءة والذي تم تقديمه في وقت سابق أمام المحكمة العليا. والحركة التي تأسّست عام 2015، قطعت الطرق المؤدية لإسلام أباد لعدة أسابيع العام الماضي للمطالبة بتطبيق أكثر صرامة لقوانين التجديف المثيرة للجدل في باكستان. وأجبرت تلك التظاهرات وزير الأمن الفدرالي على الاستقالة، ومهدّت الطريق أمام الحركة للحصول على أكثر من 2,23 مليون صوت في الانتخابات العامة التي جرت في 25 تموز في نتيجة اعتبرها المحلّلون يومها صعوداً سريعاً "مفاجئاً".

 

أبرز أحداث العنف ضد المسيحيين في مصر

القاهرة/الشرق الأوسط/04 تشرين الثاني/18/> إطلاق النار بشكل عشوائي على مطرانية نجع حمادي بمحافظة قنا عام 2011 حينما استهدفها مجهولون يستقلون سيارة مقر المطرانية؛ ما أدى إلى مقتل سبعة أشخاص مسيحيين، وأمين شرطة مسلم وإصابة 9 آخرين.

> تفجيرات كنيسة القديسين في الإسكندرية يناير (كانون الثاني) عام 2011 عشية احتفالات رأس السنة الميلادية أسفرت عن مقتل العشرات.

> تفجير الكنيسة البطرسية الملحقة بالكاتدرائية المرقسية في القاهرة، عقب إقدام انتحاري على تفجير نفسه في الكنيسة ديسمبر (كانون الأول) عام 2016؛ أوقع 28 قتيلاً، وتبنى «داعش» الهجوم.

> مقتل قس جراء استهدافه بوابل من الرصاص عقب مغادرته قداساً بمدينة العريش بسيناء في يونيو (حزيران) عام 2016... وأعلن «داعش» مسؤوليته عن الحادث.

> نزوح عشرات الأسر المسيحية من مدينة العريش بسيناء، بعد مقتل 7 أقباط على يد عناصر تنظيم داعش في فبراير (شباط) 2017.

> حادثا استهداف كنيستين في طنطا بمحافظة الغربية، والإسكندرية في أبريل (نيسان) 2017، وخلفا أكثر من 160 قتيلاً وجريحاً، خلال إحياء مسيحيي مصر ذكرى «أسبوع الآلام» الذي يسبق «عيد القيامة».

> مقتل 28 مسيحياً على الأقل، وإصابة 24 آخرين في هجوم إرهابي على حافلة تقل مسيحيين في رحلة دينية لدير الأنبا صموئيل بمحافظة المنيا في مايو (أيار) الماضي.

> الشرطة المصرية تحبط في يونيو الماضي، اعتداء بواسطة انتحاريين على كنيسة في الإسكندرية عبر اعتقال أفراد الخلية المتهمة بالتخطيط للهجوم.

> مقتل 9 أشخاص وإصابة 4 آخرين في إطلاق نار على كنيسة مار مينا بضاحية حلوان جنوب القاهرة في ديسمبر 2017.

 

مقتل 19 «إرهابيا» متورطين بهجوم المنيا والسيسي أكد أن سقوط أي مواطن في اعتداء «يؤلم المصريين جميعاً»

القاهرة/الشرق الأوسط/04 تشرين الثاني/18/أعلنت وزارة الداخلية المصرية اليوم (الأحد)، مقتل 19 إرهابيا من المتورطين في الاعتداء على حافلتين تقلان أقباطا في صحراء محافظة المنيا المصرية، في تبادل لإطلاق النار مع الأمن. وأكدت الداخلية أن «معلومات قطاع الأمن الوطني كشفت عن تمركز مجموعة من العناصر الإرهابية الهاربة من الملاحقات الأمنية وهم من عناصر الخلية المنفذة للحادث (الاعتداء على الأقباط الذي أوقع سبعة قتلى) بإحدى المناطق الجبلية بالظهير الصحراوي الغربي لمحافظة المنيا (...) فتمت مداهمة المنطقة وقامت العناصر الإرهابية بإطلاق النيران تجاه القوات مما دفعها للتعامل مع مصدر النيران، وعقب انتهاء المواجهة القتالية تبين أنها أسفرت عن مقتل 19 من العناصر الإرهابية». وأضافت الداخلية أنه عُثر بحوزة الإرهابيين على «3 بنادق خرطوش و4 طبنجات عيار 9مم، وكمية من الطلقات مختلفة الأعيرة، وسائل إعاشة، وبعض الأوراق التنظيمية». واتخذت أجهزة الأمن الإجراءات القانونية كافة، وتتولى نيابة أمن الدولة العليا التحقيق. وكان تنظيم داعش الإرهابي أعلن مسؤوليته عن الهجوم الذي استهدف أول من أمس (الجمعة) حافلتين للأقباط قرب دير الأنبا صموئيل في المنيا على بعد 260 كيلومترا إلى الجنوب من القاهرة. وفي السياق ذاته، أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اليوم، أن سقوط أي مصري في حادث إرهابي هو أمر يؤلم المصريين جميعا، وقال «الحادثة حصلت لأشقائنا ومواطنينا المصريين، نحن في مصر لا نميز بالدين، هذا مسلم ومسيحي مصري».

وأضاف خلال مشاركته بمنتدى شباب العالم في مدينة شرم الشيخ «سقوط أي مصري يؤلمنا ويؤلم كل المصريين، الكل سواء، ليس كلام يقال بل ممارسات يجب تنفيذها وهذا حق المواطن على الدولة»، مشددا على ضرورة إعادة تصويب الخطاب الديني.

 

الظهير الصحراوي لصعيد مصر بؤرة إرهابية جديدة تنافس سيناء و35 ضحية من الأقباط في هجومين خلال 18 شهراً

القاهرة: محمد نبيل حلمي/الشرق الأوسط/04 تشرين الثاني/18/أعاد الهجوم «الإرهابي» الذي تبناه تنظيم «داعش» واستهدف حافلة تقلّ مجموعة من الأقباط في مصر، أول من أمس، إلى الأذهان الحوادث المتكررة التي كان مسرحها مناطق الظهير الصحراوي لمحافظات صعيد مصر (جنوب البلاد). والهجوم الأحدث الذي أسفر عن سقوط 7 ضحايا قتلى وإصابة 13 آخرين، هو الثاني من نوعه في نفس المنطقة، إذ استهدف مسلحون في مايو (أيار) 2017 حافلة يستقلها أقباط في طريقهم إلى نفس الدير (دير الأنبا صموئيل) القريب من الطريق الصحراوي الغربي المتاخم لمحافظة المنيا، وأودى الحادث حينها بحياة 28 شخصاً. ولم تكن المناطق الصحراوية القريبة من محافظات الصعيد مسرحاً للعمليات الإرهابية فقط، إذ أعلنت وزارة الداخلية عن عمليات تصفية لأشخاص قالت إنهم من «المسلحين الذين كانوا يتلقون تدريبات على العمليات العسكرية»، ومن بينها الإعلان في 24 من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي عن مقتل 11 عنصراً «إرهابياً» بطريق دشلوط - الفرافرة بمركز ديروط بمحافظة أسيوط، وكانوا يتخذون من «خور جبلي مأوى لهم بعيداً عن الرصد الأمني، وتجهيزه لاستقبال العناصر المستقطبة حديثاً لتدريبهم على استخدام الأسلحة وإعداد العبوات المتفجرة»، حسب بيان رسمي. وكذلك قالت «الداخلية المصرية»، في 15 أكتوبر الماضي، إن قوات الأمن بمحافظة سوهاج رصدت «كهفاً جبلياً في إحدى المناطق الوعرة بطريق أسيوط - سوهاج الصحراوي الغربي بدائرة مركز الغنايم»، وأوضحت أن عملية مداهمة المنطقة أسفرت عن سقوط «9 قتلى من العناصر الإرهابية وبحوزتهم 6 بنادق آلية». وحسب ما يرى اللواء محمد نور الدين، مساعد وزير الداخلية الأسبق لمنطقة شمال الصعيد، في حديثه إلى «الشرق الأوسط» فإن «العملية الأخيرة التي جاءت بعد أكثر من حالة رصد وضبط للعناصر المسلحة، تشي بما يمكن وصفه بمحاولة لخطف الأضواء من قبل المجموعات المسلحة بعد تراجع قدرتهم على الحركة في نطاق شمال سيناء التي باتت تتمتع بحالة سيطرة أمنية، انعكست على عودة الحياة تدريجياً إلى طبيعتها». وشرح نور الدين أن «مناطق الظهير الصحراوي للصعيد تتسم من جهة بقربها من نطاق الصحراء الغربية المتاخمة للحدود الليبية الملتهبة، والتي وعلى الرغم من العمليات المستمرة للقوات الجوية لضرب شحنات الأسلحة القادمة منها، فإنه من الوارد أن يكون بعضهم تمكن من المرور بسبب طول الشريط الحدودي الذي يتجاوز 1180 كيلومتراً، وتكلفة تأمينه باهظة». وزاد نور الدين أن «المجموعات الإرهابية التي تنشط في نطاق الظهير الصحراوي لا يمكن اعتبارها عناصر مقيمة وارتكازية في مخيمات، بل إنها عناصر متسللة وفارة ومتحركة، وتعمل على الرصد والمعاينة للأهداف الرخوة التي يمكن من خلالها تحقيق ما يتصورون أنها انتصارات». وعدّ نور الدين أن «عودة العناصر الإرهابية لتجنب المواجهة المباشرة مع القوات الأمنية المدربة والكمائن ونقاط الشرطة والجيش والتي كانت هدفاً في السابق، تشير بلا شك إلى السعي الزائف لإثبات الوجود والقدرة على التأثير».

 

السيسي يطلق «منتدى شباب العالم» مندداً بالتمييز الديني والعنصرية

القاهرة: محمد نبيل حلمي/الشرق الأوسط/04 تشرين الثاني/18/أطلق الرئيس عبد الفتاح السيسي، أمس، الدورة الثانية لـ«منتدى شباب العالم» المقام في مدينة شرم الشيخ. وفي كلمة قصيرة لإعلان بدء فعاليات المنتدى الذي يحظى بمشاركة 5 آلاف شخص، ندد الرئيس بـ«التمييز الديني والعنصرية» داعياً دول العالم والمؤسسات الدولية لتكثيف التعاون في ما بينها للتصدي للجرائم الإرهابية وإدانتها. وفي وسط حشد من المشاركين الشباب وكبار رجال الدولة في مصر، وعدد من السفراء وممثلي الدول المختلفة، انطلقت الجلسة الافتتاحية للمنتدى الذي تستضيفه للمرة الثانية مدينة شرم السياحية بمحافظة جنوب سيناء، وقرر السيسي العام الماضي، أن يعقد المنتدى بشكل سنوي. وخلال كلمة الرئيس المصري، أمس، خاطب الفتاة الإيزيدية نادية مراد الحاصلة على جائزة نوبل للسلام للعام الجاري: «إن مصر ترفض التمييز والعنصرية، وستطالب العالم بالاعتراف بالجرائم التي (نفذها داعش) وكل التنظيمات المتطرفة في العالم... وأقول لكِ يا نادية: سنجعل أول مطالبة من مصر، ونحن أول من يرفض التطرف والتمييز والعنصرية كما رفضناه سابقاً». وكانت مراد قد دعت خلال كلمتها إلى «دعم ضحايا الإرهاب والاعتراف بالجرائم والمعاناة التي كابدوها بشكل يساعدهم على التخلص من آثارها، والعودة لحياتهم الطبيعية».

وذكّر السيسي بتحرك المصريين إبان «ثورة 30 يونيو (حزيران) 2013» لإسقاط حكم الرئيس الأسبق المنتمي إلى جماعة الإخوان محمد مرسي، وقال إن «المصريين تحركوا سابقاً بالملايين حتى يقولوا (لا) للتمييز الديني». وخلال جلسة الافتتاح تحدثت مبعوثة الأمين العام للأمم المتحدة للشباب جياثما ويكراماناياكي، مشيدة بالمنتدى وهدفه من «لقاء شباب العالم من الجنسيات المختلفة للتحاور والتشاور وتبادل الخبرات والأفكار». وعدّت ويكراماناياكي، أن «مثل هذه المناقشات تسهم في نقل أفكار الشباب إلى زعماء العالم، وتفتح لهم المجال أمام مشاركتهم في المشروعات التنموية؛ بما يسهم في تطوير الحياة للشعوب»، مؤكدة أن «أفكار الشباب لن يكون لها واقع دون المشاركة الفاعلة في مثل هذه المنتديات والمنصات العالمية، وأن الفرصة متاحة الآن لمشاركة الشباب في بناء مجتمعاتهم والرقي بها». وقالت إن «شباب اليوم يمكن أن يسهم في تغيير وتطوير بلدانهم من خلال المشاركة في المشروعات وتبادل الخبرات»، مشيرةً إلى أن «بيان الأمم المتحدة بشأن المرأة حرص على عدم التمييز بين الرجل والمرأة، وإتاحة الفرصة أمام الجميع». ولفتت إلى أن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أطلق أخيراً استراتيجية الأمم المتحدة للشباب (2030)، مؤكدة أن «أفضل استثمار في أي بلد هو في شبابها». كما شهد المؤتمر الذي تعتمد جلساته على فكرة مستوحاة من كتاب «الأعمدة السبعة للشخصية المصرية» للمفكر المصري الراحل ميلاد حنا، كلمة لنجل المفكر القبطي الراحل الذي كان معنياً بقضايا المواطنة والتعايش ونبذ التطرف. وأوضح الدكتور هاني ميلاد حنا أن والده «اهتم بالمستقبل المشترك لبلاد حوض النيل، وظل مؤمناً بضرورة ربط أواصر القارة الأفريقية بشبكة الطرق والكباري والطاقة الكهربية، فضلاً عن اهتمامه بالأعمدة السبعة للشخصية المصرية، وماهية الشعب المصري والهوية المستمدة من الموروثات الحضارية». وأكد أن «منتدى شباب العالم» يحمل عدة رسائل، وهي «تذكير الشباب المصري بأنه متعدد الانتماءات، وهذا مصدر فخر واعتزاز له وبه يكون قادراً ومواكباً للتطور، والرسالة الثانية هي التعريف بحضارة وتاريخ الشعب المصري المهتم بمستقبله والساعي لعالم أكثر إنسانية، كما أنه رسالة لشعوب الإقليم المجاور الذي أنهكته الصراعات والانقسامات بسبب محاولة أحد الأطراف فرض قيمه وهويته على الطرف الآخر». من جهة أخرى، وقبيل انطلاق الجلسة الافتتاحية للمنتدى، التقى الرئيس المصري نظيره الفلسطيني محمود عباس أبو مازن، والوفد المرافق له، على هامش المنتدى، وتركز اللقاء حول المصالحة، وضرورة توحيد الصف الفلسطيني. وأكد السيسي مجدداً «ثبات الموقف المصري من القضية الفلسطينية المرتكز على حل الدولتين، وإقامة دولة فلسطينية على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية». ولفت الرئيس، في اللقاء الذي حضره وزير الخارجية المصري سامح شكري، واللواء عباس كامل، رئيس جهاز الاستخبارات العامة، إلى حرص القاهرة على دعم التحرك الفلسطيني الساعي لاستعادة حقوق الشعب الفلسطيني وتسوية القضية وفق حلول عادلة وشاملة بالتنسيق الوثيق مع الأشقاء الفلسطينيين من خلال دفع مسار المصالحة الوطنية، وبناء قواعد الثقة بين الأطراف الفلسطينية لتوحيد الصف والجهود. وقال السفير بسام راضي، المتحدث باسم الرئاسة، إن اللقاء شهد التباحث حول آخر المستجدات على الساحة الفلسطينية، خصوصاً ملف المصالحة الوطنية، في ضوء التطورات الأخيرة على جميع الأصعدة الداخلية والإقليمية والدولية التي تتعلق بجوانب القضية الفلسطينية. وأضاف راضي أن الرئيسين «اتفقا خلال اللقاء على مواصلة التشاور والتنسيق المكثف بينهما، خصوصاً في ما يتعلق بمتابعة الخطوات القادمة على صعيد توحيد الصف الفلسطيني وفق اتفاق المصالحة المبرم في أكتوبر (تشرين الأول) عام 2017، بما يسهم في تحقيق آمال الشعب الفلسطيني وتمكينه من بناء دولته المستقلة وضمان مستقبل أفضل لأجياله المقبلة». وأضاف راضي أن الرئيس الفلسطيني أعرب عن «تقديره وامتنانه لجهود مصر الصادقة ومساعيها المُقدرة في دعم القضية الفلسطينية»، مشيداً بدورها التاريخي في هذا الصدد وما يتميز به من ثبات واستمرارية بهدف التوصل إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية.ونقل راضي، أن الرئيس عباس أكد أن «السلطة الفلسطينية عازمة على المضيّ قدماً في خطوات إنهاء الانقسام سعياً لتوحيد الشعب الفلسطيني».

 

انطلاق مناورات «درع العرب 1» في مصر بمشاركة سعودية تهدف لتعزيز التعاون العسكري بين قوات الدول المشاركة

القاهرة/الشرق الأوسط/04 تشرين الثاني/18/انطلقت اليوم (الأحد)، في مصر، مناورات التمرين المشترك «درع العرب 1» الذي تشارك فيه إلى جانب القوات المسلحة المصرية كل من القوات المسلحة السعودية والإماراتية والكويتية والبحرينية والأردنية وعدد من الدول بصفة مراقب، ويستمر حتى 16 نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري. وأوضح قائد القوات السعودية المشاركة في التمرين العميد الركن عبد الله بن حسين السبيعي أن تمرين «درع العرب 1»، يأتي ضمن تمارين الخطة التدريبية السنوية التي تنفذها القوات المسلحة السعودية.

وبين أن التمرين يهدف إلى تنمية وتعزيز مجالات التعاون العسكري بين القوات المسلحة للدول الشقيقة المشاركة في التمرين من خلال تنفيذ تدريب عربي مشترك، كما يسهم في توحيد المفاهيم العسكرية ورفع الجاهزية القتالية لدى القوات المشاركة حيث يشتمل التمرين على عدد من العمليات في مجال مكافحة الإرهاب وتطهير القرى الحدودية وتأمينها وطرق مكافحة العبوات الناسفة والتدريب على الإنزال البحري والمظلي وتأمين السواحل البحرية وعدد من العمليات والفرضيات القتالية الجوية، مشيراً إلى أن التمرين سوف يمر بعدد من المراحل المختلفة من أهمها مرحلة تدريب القوات التي تستمر 9 أيام إضافة إلى ندوة كبار القادة حيث تشتمل على محاضرات يقدمها ضباط من كافة الدول المشاركة ومرحلة تنفيذ الأنشطة البحرية ومرحلة القضاء على بؤرة إرهابية ومرحلة التدريب التكتيكي بالذخيرة الحية وقفزة الصداقة. الجدير بالذكر أنه قد اكتمل يوم (أمس) وصول القوات المسلحة السعودية المشاركة في التمرين، حيث وصلت آليات ومعدات القوات البرية عبر النقل البحري إلى قاعدة الإسكندرية البحرية أما المشاركون من القوات البرية والقوات الخاصة والدفاع الجوي فقد وصلوا عن طريق مطار وقاعدة برج العرب، كما وصلت الطائرات الحربية المقاتلة وطائرات النقل الجوي والمشاركون من القوات الجوية إلى قاعدة جناكليس الجوية. من جانبه، أفاد المتحدث العسكري المصري العقيد أركان حرب تامر الرفاعي أن فعاليات التمرين ستجري في قاعدة محمد نجيب العسكرية وميادين التدريب القتالي بنطاق المنطقة الشمالية العسكرية ومناطق التدريبات الجوية والبحرية المشتركة بالبحر المتوسط. وأضاف المتحدث أنه «تم عقد مؤتمر تنسيق بين قادة قوات الدول المشاركة لنقل وتبادل الخبرات التدريبية وألقى مساعد رئيس هيئة التدريب للقوات المسلحة كلمة أكد فيها أن تدريب «درع العرب 1» يعد واحداً من أرقى التدريبات التي ستتم على مستوى الوطن العربي وذلك لاستخدام كل ما هو حديث وجديد من الأسلحة والمعدات ذات التكنولوجيا المتطورة والتي تؤدي إلى تحقيق أقصى استفادة ممكنة للقوات المشاركة، مشيراً إلى أن تدريب «درع العرب 1» يعتبر أول تدريب عربي مشترك خالص يجري على أرض مصر». وقال المتحدث إن تمرين «درع العرب 1» يعد «من أهم التدريبات التي تؤدي إلى تنمية وترسيخ أواصر التعاون العسكري بين القوات المسلحة المصرية والقوات المسلحة للدول العربية الشقيقة وتطوير العمل العربي المشترك في ظل التحديات الحالية بالمنطقة».

 

ترمب يصف النظام الإيراني بـ«الوحشي» ويتوعده بأشد العقوبات

ميامي/الشرق الأوسط/04 تشرين الثاني/18/قال الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، إن إيران ستسعى في نهاية المطاف إلى التفاوض على اتفاقية جديدة من شأنها أن تسمح للدولة أن "تزدهر". ووصف ترمب اتفاق عام 2015 النووي، الذي انسحب منه من جانب واحد العام الجاري، بأنه "كارثي". وقال الرئيس الأميركي مساء أمس (الجمعة) في تجمع انتخابي بإنديانا قبل أيام من فرض العقوبات على طهران مرة أخرى: "سيكون لدينا أشد عقوبات على الإطلاق على هذا النظام الإيراني الوحشي." وأضاف: "وفي مرحلة ما سيصبحون أذكياء جداً وسيعودون ويتفاوضون على اتفاقية حقيقية واتفاقية نزيهة واتفاقية تسمح لهم بالازدهار. نريدهم أن يزدهروا."

 

واشنطن تخيّر طهران ما بين تغيير سلوكها أو «كارثة اقتصادية»

واشنطن: عاطف عبد اللطيف/الشرق الأوسط/04 تشرين الثاني/18/وضع الرئيس الأميركي دونالد ترمب إيران أمام خيار ما بين تغيير نهجها أو مواجهة تدهور اقتصادها. وقال في بيان قبل 24 ساعة من تنفيذ المرحلة الأخيرة من العقوبات الأميركية إن «الهدف هو إرغام النظام على القيام بخيار واضح: إما أن يتخلى عن سلوكه المدمر، أو يواصل على طريق الكارثة الاقتصادية». ودعا ترمب الدول التي تتعامل مع إيران إلى قياس حجم المخاطر التي تتعرض لها من جراء ذلك، قائلاً: «يجب على الحكومات والشركات أن تسأل نفسها إذا كان الاستمرار في التعامل مع إيران يستحق المخاطرة». وقال ترمب: «منذ التوصل إلى الاتفاق النووي الكارثي، زادت ميزانية إيران العسكرية بنسبة تقارب 40 في المائة، ودفع النظام مليارات الدولارات في صراعات إقليمية، وسارع بتطوير الصواريخ ونشرها، وكذب مرارا وتكرارا حول طموحات إيران النووية».

وجاء بيان ترمب بعد ساعات من تأكيد وزيري الخارجية والخزانة الأميركيين على عزم الولايات المتحدة تنفيذ العقوبات على إيران اعتبارا من غد الاثنين.

وتابع أن الاتفاق النووي الإيراني «فشل في هدفه الأساسي، وهو منع جميع الطرق المؤدية إلى صنع قنبلة نووية إيرانية بشكل دائم، ولكنه لم يفعل شيئا للتعامل مع تصرفات النظام الخبيثة في الشرق الأوسط وما وراءه» وتابع: «سيكتمل إنهاء مشاركة الولايات المتحدة في صفقة إيران النووية يوم الاثنين المقبل، وستعود المجموعة الأخيرة من العقوبات المرفوعة بموجب الاتفاق النووي الرهيب إلى حيز التنفيذ، بما في ذلك فرض عقوبات قوية على قطاعات الطاقة والشحن في إيران، والجزاءات التي تستهدف المعاملات مع البنك المركزي الإيراني والمصارف الإيرانية».

وأشار ترمب إلى أن الهدف من العقوبات الأميركية «إجبار النظام على اختيار واضح، إما التخلي عن سلوكه التدميري أو الاستمرار في السير نحو الكارثة الاقتصادية»، وأضاف: «أريد أن أكون واضحاً أن تصرفات الولايات المتحدة تستهدف النظام وسلوكه المهدد، وليس الشعب الإيراني الذي عانى طويلا. ولهذا السبب، نؤكد من جديد اليوم أن بيع المواد الغذائية والأدوية والأجهزة الطبية والسلع الزراعية إلى إيران كان منذ فترة طويلة ولا يزال معفى من العقوبات». وقال ترمب: «إننا ندعو النظام إلى التخلي عن طموحاته النووية، وتغيير سلوكه التدميري، واحترام حقوق شعبه، والعودة بحسن نية إلى طاولة المفاوضات، ونسعى للتعاون من حلفائنا وشركائنا في هذا الجهد». وأكد أن الولايات المتحدة لا تزال منفتحة على التوصل إلى صفقة جديدة أكثر شمولاً مع إيران تمنع إلى الأبد طريقها إلى امتلاك سلاح نووي، وتتناول المجموعة الكاملة من أعمالها الخبيثة.

من جانبه، قال المسؤول عن ملف إيران في الخارجية الأميركية، براين هوك، إن النظام الإيراني لديه تاريخ في إنشاء شركات واجهة لتحويل توزيع السلع الإنسانية، وتدرك المؤسسات المالية في جميع أنحاء العالم تاريخ إيران في خداع البنوك بشأن بيع السلع الإنسانية. وأشار إلى الأمر يرجع إلى طهران إذا كانت تريد فتح اقتصادها المظلم بحيث يكون لدى البنوك في جميع أنحاء العالم المزيد من الثقة في أنه عندما تسهّل المعاملات الإنسانية فإن ذلك يعني بالفعل وصول البضائع الإنسانية إلى الشعب الإيراني وليس تحويلها إلى عمليات أخرى.

وأضاف هوك في إيجاز صحافي أمس: «الولايات المتحدة هي أكبر مانح للمساعدات الإنسانية في العالم، وفي كلّ مرّة نفرض العقوبات، فإننا نترك استثناءات للأغذية والأدوية والأجهزة الطبية. هذا هو الأمر، لقد قمنا بدورنا. يحتاج النظام الإيراني إلى القيام بدوره من خلال جعل هذه الصفقات ممكنة في نظام مالي مفتوح وشفاف». مشيرا إلى أن «النظام الإيراني يجعل من الصعب للغاية تسهيل بيع السلع والخدمات الإنسانية». وفيما يتعلق بالقيود التي تفرضها أميركا علي تأشيرات الدخول للمواطنين الإيرانيين إلى الولايات المتحدة، قال هوك: «هذه هي مشكلة النظام. إذا توقف النظام عن تمويل الإرهاب وفتح اقتصاده حتى يمكننا أن نرى أين تذهب الأموال، فإنه سيخلق بيئة أفضل بكثير لنا لمنح التأشيرات». وقال تعليقا على إعفاءات أميركية لثمانية دول من عقوبات النفط، قال هوك: «نحن لا نتطلع إلى تجديد الاستثناءات في نهاية فترة 180 يوماً. نحن حريصون جداً على دعم أقصى حملة ضغط اقتصادي دون زيادة سعر النفط. في العام المقبل، نتوقع وصول إمدادات نفط أقوى في السوق، وهذا سيسمح لنا بتسريع الطريق إلى نقطة الصفر». وأضاف: «لا يزال هدفنا هو جعل الدول تتوقف عن استيراد النفط الإيراني. وتشير توقعاتنا إلى أن العرض النفطي سيتجاوز الطلب في عام 2019، وهذا يخلق جواً أفضل لنا لنجلب الدول المتبقية إلى الصفر في أسرع وقت ممكن».

 

خامنئي ينتقد العقوبات الأميركية ويهاجم قرارات ترمب

ظريف دعا نظراءه الأوروبيين إلى تقديم تطمينات في مواجهة خطوات البيت الأبيض

تغريدة كتبها ترمب مستوحاة من مسلسل «صراع العروش» (Game of Thrones) أول من أمس قال فيها «العقوبات قادمة» ورد إيراني من حساب منسوب لسليماني وأنصار خامنئي في إنستغرام

لندن: «الشرق الأوسط» فيما تستعد واشنطن لإعادة فرض عقوبات على قطاعي النفط والبنوك الحيويين، قال الرجل الأول في النظام الإيراني، المرشد علي خامنئي، أمس، إن سياسات الرئيس الأميركي دونالد ترمب تواجه معارضة في أنحاء العالم ودعت طهران أمس إلى تقديم تطمينات أوروبية بدعمها في مواجهة العقوبات التي ستعيد واشنطن فرضها على مبيعات النفط الإيرانية الحيوية لإجبار طهران على الحد من أنشطتها النووية والصاروخية والإقليمية. وأضاف خامنئي أن الولايات المتحدة «فشلت في إعادة فرض هيمنتها على إيران منذ الثورة الإسلامية التي أطاحت بالشاه المدعوم من واشنطن عام 1979» بحسب ما أوردت وكالة رويترز. وتابع خامنئي، أن القوة الصلبة للولايات المتحدة، أي الاقتصادية والعسكرية، تؤول إلى الزوال. وزعم أن القوة العسكرية الأميركية «أصابها الارتباك للغاية، ولذلك تستخدم منظمات مثل بلاكووتر لتحقيق أهدافها العسكرية، كما أن اقتصادها على هذه الشاكلة أيضا، حيث تعاني من قروض هائلة بلغت 15 تريليون دولار، وعجز في الميزانية وصل إلى 800 مليار دولار». وأشار إلى أن «الرئيس الأميركي الحالي ألقى بكل شيء في سوق المزايدات». وقال عن ترمب إنه «ألحق العار بما تبقّى من هيبة أميركا والليبرالية الديمقراطية. قوّة أميركا الخشنة، أي الاقتصادية والعسكرية، تتراجع كذلك» لافتا إلى أن العقوبات الجديدة هدفها «شلّ الاقتصاد (الإيراني) وإبقاؤه متراجعاً. لكنّ ذلك تسبب في تشجيع حركة نحو الاكتفاء الذاتي في البلاد». وكان خامنئي يلمح إلى تزامن موعد تنفيذ العقوبات الأميركية التي تدخل حيز التنفيذ مع الذكرى السنوية لقطع العلاقات الأميركية-الإيرانية على أثر احتلال السفارة الأميركية واحتجاز رهائن أميركيين لفترة 444 يوما. وكان خامنئي يلقي خطابا أمام حشد من الطلاب في مقر إقامته بمنطقة باستور المحصنة وسط طهران. وهون خامنئي من تأثير الخطوات الأميركية على إيران وقال إن «العالم يعارض كل قرار يتخذه ترمب» مشيرا إلى أن «هدف أميركا هو إعادة تأسيس الهيمنة التي كانت تفرضها (قبل 1979) لكنها فشلت. أميركا هُزمت من قبل الجمهورية الإسلامية طيلة الأربعين عاما الماضية». وتتهم طهران الإدارة الأميركية بالسعي وراء الإطاحة بنظام ولاية الفقيه. وتصاعد التوتر بين الجانبين على مدى العام الماضي. وانسحب ترمب في مايو (أيار) من الاتفاق النووي وأعلن إعادة العقوبات التي بدأ تنفيذها تدريجيا منذ أغسطس (آب) الماضي وذلك وسط تأكيد أميركي لموجة احتجاجات شعبية وإضرابات متقطعة غير مسبوقة في وقت تستعد فيه طهران للاحتفال بذكرى مضي أربعة عقود على إسقاط نظام الشاه. ومع نهاية اليوم (الأحد) تصبح العقوبات الأميركية سارية المفعول وتعود عقوبات واسعة النطاق على قطاعين حيويين بالنسبة لإيران وهما تصدير النفط والبنوك وذلك في محاولة لإجبارها على الدخول في مفاوضات لوقف برامجها النووية والصاروخية الباليستية ودعمها لوكلاء في صراعات إقليمية.

ويسعى ترمب من خلال حزم العقوبات لدفع إيران لتطبيق قيود أكثر صرامة على البرنامج النووي ووقف أنشطة تطوير الصواريخ ووقف دعم قوات تقاتل بالوكالة في اليمن وسوريا ولبنان ومناطق أخرى من الشرق الأوسط. وقال أنور قرقاش وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أمس عبر حسابه في «تويتر» إن «السياسات العدوانية» الإيرانية هي «المسؤولة إلى حد كبير» عن إعادة فرض العقوبات الأميركية على طهران. وإيران ثالث أكبر مصدر للنفط في العالم. ومن المفترض أن تصدر الإدارة الأميركية غدا قائمة تضم ثماني دول مستوردة للنفط الإيراني سيسمح لها مؤقتا بمواصلة شرائه عندما تدخل العقوبات حيز التنفيذ. في غضون ذلك، أفادت وكالة (إرنا) الرسمية أن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف تحدث هاتفيا مع فيديريكا موغيريني مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي ومع نظرائه من ألمانيا والسويد والدنمارك بشأن الإجراءات الأوروبية لمواجهة العقوبات الأميركية. وأضافت الوكالة «موغيريني والوزراء الأوروبيون... شددوا على أهمية التزام وزراء المالية بتنفيذ الآلية المالية الأوروبية الخاصة لإنقاذ الاتفاق النووي الإيراني وأعلنوا أن الآلية سيتم تشغيلها في الأيام القادمة». وعبر الاتحاد الأوروبي وفرنسا وألمانيا وبريطانيا، وكلها أطراف موقعة على الاتفاق النووي الإيراني إضافة إلى روسيا والصين، في بيان مشترك أول من أمس عن الأسف حيال قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب إعادة فرض العقوبات على إيران.

وقبل ذلك نشرت الخارجية الإيرانية بيانا ردا على ما أعلنته الإدارة الأميركية أول من أمس حول فرض عقوبات على 700 كيان وشخص إيران وقالت فيه «إيران... لن تسمح لنظام ترمب، الذي جرد السياسة الخارجية الأميركية من أي مبادئ، بالوصول لأهدافه غير المشروعة».

وقال دبلوماسيون الأسبوع الماضي إن الآلية الأوروبية الجديدة التي تهدف إلى تسهيل الدفع مقابل الصادرات الإيرانية ينبغي أن تصبح سارية قانونا بحلول الرابع من نوفمبر (تشرين الثاني) بالتزامن مع الحزمة المقبلة من العقوبات الأميركية لكن تطبيقها الفعلي لن يبدأ قبل أوائل العام المقبل. وحذروا أيضا من أن ما يؤخر العملية هو عدم تطوع أي دولة لاستضافة الكيان الذي سينفذ تلك الآلية. في نفس الاتجاه قال دبلوماسي فرنسي كبير أمس إنه ليس هناك أي سبيل لتنفيذ تحويلات تجارية بهذه الآلية قبل نهاية العام الجاري. ولا تشمل الآلية حاليا أي دول أخرى بما في ذلك الصين لكن ذلك قد يتغير فيما بعد. وقالت إيران بأنها قد تنسحب من الاتفاق إذا أخفق الاتحاد الأوروبي في حماية مصالحها الاقتصادية. في سياق متصل، رد حساب تابع لمكتب قائد فيلق القدس قاسم سليماني الذي يشرف على عمليات الحرس الثوري في الخارج على تغريدة كتبها ترمب مستوحاة من مسلسل «صراع العروش» (جيم أوف ثرونز) أول من أمس قال فيها «العقوبات قادمة». وقال حساب سليماني على إنستغرام في تكرار لتصريحات أدلى بها في يوليو (تموز) تموز «سأقف في وجهك». ونشر أنصار خامنئي صورة ملصق مماثل لسليماني ويقول فيه «أهلا بالعقوبات». وذكر التلفزيون الرسمي الإيراني أن إيران بدأت في إنتاج مقاتلة كوثر المصممة محليا لاستخدامها في قواتها الجوية. ووصف وزير الدفاع الإيراني العميد أمير حاتمي تصنيع مقاتلة «كوثر» بأيدي المختصين المحليين بأنه حدث يجسد تحطيم قيود الحظر الأميركي. وبحسب ما أوردته وكالة الأنباء الألمانية، شدد حاتمي على أن «الحرب النفسية والحملات الإعلامية والحظر الاقتصادي للأعداء لن تترك أدنى تأثير على تنمية البلاد وتطوير هذا القطاع».

 

«صيانة الدستور» الإيراني يرفض قانون مكافحة تمويل الإرهاب

لندن/الشرق الأوسط/04 تشرين الثاني/18/رفض «مجلس صيانة الدستور» الإيراني اليوم المصادقة على لائحة انضمام طهران إلى معاهدة «مكافحة تمويل الإرهاب»، بسبب ما وصفه بـ«الإشكاليات» الواردة فيها. ونقلت وكالة «فارس» للأنباء عن المتحدث باسم المجلس عباس علي كدخدائي، قوله، اليوم (الأحد)، إن «أعضاء مجلس صيانة الدستور حددوا أكثر من 20 إشكالية حول لائحة الانضمام للمعاهدة». وأضاف كدخدائي إن هذه الإشكاليات «تشمل غموضها ومعارضتها للشريعة السمحاء وللدستور»، مضيفاً أن مجلس صيانة الدستور قام بإبلاغ البرلمان الإيراني بذلك في الموعد المحدد. والقانون الذي أقره البرلمان بغالبية بسيطة في 7 أكتوبر (تشرين الأول) واحد من أربعة مشاريع قوانين تقدمت بها حكومة الرئيس حسن روحاني لتلبية مطالب مجموعة العمل المالي الدولية «إف إيه تي إف» التي تراقب الجهود التي تبذلها الدول لمكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب. وفي حال الموافقة عليه كان القانون ليحد من قدرة إيران على تمويل ميليشياتها الإرهابية في المنطقة، بسبب معايير الشفافية الواسعة التي يفرضها على حساباتها. ويتألف «مجلس صيانة الدستور» من ستة رجال دين يعينهم المرشد علي خامنئي، وستة محامين يعينهم القضاء. ويأتي رفض المجلس للقانون قبل يوم واحد من دخول الحزمة الثانية من العقوبات الأميركية على طهران والتي تستهدف القطاع النفطي منذ انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي الموقع عام 2015. ويتزامن أيضاً مع تصاعد حرب التصريحات بين الرئيس الأميركي دونالد ترمب ومسؤولين إيرانيين. بعدما حذر ترمب، أمس (السبت)، النظام الإيراني من أنه سيواجه «كارثة اقتصادية» إذا لم يغير نهجه. من جانبه، قال قائد «الحرس الثوري» الإيراني اليوم إن بلاده ستنتصر على ما وصفه بـ«الحرب النفسية» والعقوبات الأميركية.

 

التعتيم الكامل» وسيلة إيران لتهريب النفط بحراً

لندن/الشرق الأوسط/04 تشرين الثاني/18/تجد طهران نفسها أمام مأزق اقتصادي كبير إذا ما نجحت الولايات المتحدة في تطبيق خطة تدريجية لتصفير النفط الإيراني، ومع حلول موعد الحزمة الجديدة من العقوبات التي تستهدف قطاعي النفط والمال، تحاول الناقلات الإيرانية مواصلة بيع النفط بعيداً عن الأنظار، بحسب ما يفيد مجموعة باحثين يراقبون شحنات النفط العالمية. وتراهن حكومة حسن روحاني على تفعيل أساليب لجأ إليها الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد، إضافة إلى طرق جديدة؛ تحافظ على الإيرادات الإيرانية من مبيعات النفط الذي يعد الشريان الأساسي للاقتصاد. وأطفأت كل سفينة إيرانية أجهزة الإرسال على متنها لتجنّب أنظمة الرقابة الدولية في أواخر أكتوبر (تشرين الأول)، في سابقة من نوعها منذ بدأت خدمة «تانكر تراكرز.كوم» (أو متعقّبو الناقلات) العمل في 2016. وقال أحد مؤسّسي المجموعة السويدية سمير مدني لوكالة الصحافة الفرنسية، إن «هذه المرّة هي الأولى التي أرى فيها تعتيماً كاملاً. إنّه أمر فريد للغاية». وتندرج هذه الخطوة في إطار جهود إيران وزبائنها للمحافظة على تدفّق النفط قبيل سريان الحظر الأميركي مجدّداً الاثنين. ولا يمكن حالياً تعقّب هذه السفن إلا باستخدام صور الأقمار الصناعية، وفقاً للخبراء. وقالت ليزا وارد، التي شاركت في تأسيس خدمة تعقّب الناقلات، إن «لدى إيران نحو 30 سفينة في منطقة الخليج، ولذا كانت الأيام العشرة الأخيرة صعبة للغاية، إلا إنّ ذلك لم يبطئ عملنا إذ نواصل المراقبة بصرياً».

وساعدت التحسينات الواسعة في صور الأقمار الصناعية، المتاحة تجارياً، خلال السنوات الأخيرة، شركات مثل «تانكر تراكرز» على مراقبة تقدّم السفن بشكل يومي، بعدما كانت الصور لا تصل إلا مرّة واحدة كل أسبوع أو أكثر. من جانبه، استبعد الخبير لدى شركة «ناتيكسيس»، جويل هانكوك، أن تعني الخطوة الإيرانية بالضرورة الحفاظ على مبيعات طهران مرتفعة. وقال إن «المشكلة الأساسية في خدمات تعقّب الناقلات هي أنها قد تكون تتابع حركة الصادرات لا المبيعات»، مضيفاً أنّ السفن قد تنقل النفط إلى مخازن في الصين أو غيرها. وهناك طريقة أخرى استخدمت في فترة العقوبات الأخيرة بين العامين 2010 و2015 تتمثّل بتخزين النفط في ناقلات ضخمة قبالة سواحل الخليج. وتشير «تانكر تراكرز» إلى أن هناك ستّ سفن حالياً قادرة على استيعاب ما مجموعه 11 مليون برميل متوقّفة في البحر كحاويات تخزين عائمة، وهو ما يخفّف الضغط على الموانئ، ويتيح بدوره إجراء عمليّات توصيل سريعة. ورغم ندرة الأرقام الدقيقة في سوق النفط، التي تُعرف بقلّة شفافيتها، يشير معظم المحلّلين إلى أنّ صادرات إيران انخفضت من نحو 2.5 مليون برميل في اليوم في أبريل (نيسان) إلى نحو 1.6 مليون في أكتوبر. وسارعت الدول التي تحتفظ بعلاقات أمنيّة وتجارية عميقة مع الولايات المتحدة إلى خفض عمليات الشراء من إيران، فبلغت مباشرة قيمة عمليات الشراء التي تقوم بها كوريا الجنوبية صفراً، بينما تمّ تسجيل أرقام قريبة من هذا المستوى كذلك في اليابان ومعظم أوروبا. ورغم تعهد الاتحاد الأوروبي بإنشاء مؤسسة تعرف باسم «الشركة ذات الغرض الخاص» لحماية الشركات التي تشتري النفط، يشكّك المحلّلون في إمكانية مخاطرة الشركات بالتعرّض لعقوبات أميركية عبر اللجوء إلى هذه الآليّة. وقال الخبير في ملف العقوبات الإيرانية لدى مجموعة «يور آسيا» للاستشارات هنري روم، «لا تبدو الشركة ذات الغرض الخاص فعّالة إذ لا يمكنها التعامل مع كميّات كبيرة من النفط». ومنحت الولايات المتحدة إعفاءات لثماني دول بشرط خفض عمليات الشراء التي تقوم بها بشكل كبير. لكنّ الزبونين الأكثر مدعاة للحذر بالنسبة للولايات المتحدة في حملتها لممارسة «أقصى درجات الضغط» على إيران، هما المشتريان الأكبر: الهند والصين. وتعد الصين أكبر مشترٍ للنفط الإيراني، لكنها مستعدة لدرجة مفاجئة للامتثال للعقوبات الأميركية حتى الآن، والسبب في ذلك، جزئياً، أنّ لديها مسألة أهمّ عليها التركيز عليها، وهي حربها التجارية المستمرّة مع واشنطن. وخلال فترة العقوبات الأخيرة، أتمّت الصين جميع تعاملاتها الماليّة مع إيران عبر «بنك كونلون» الذي تسيطر عليه مجموعة «سي إن بي سي» الصينية الحكومية للطاقة. وتعرّض المصرف لعقوبات أميركية في 2012 لكنه حمى باقي القطاع المصرفي من العقوبات. وقال روم إنّ «(كونلون) كان كبش فداء في الماضي (....) لكن يبدو أنّ المصارف الصينية أدركت حجم الخطر وباتت أكثر حذراً بكثير». وأشارت تقارير غير مؤكّدة هذا الشهر إلى أنّ «بنك كونلون» يوقف التعاملات الماليّة مع إيران دون إثارة أي صخب. لكن يرجّح أن تبحث الصين عن سبل جديدة للمحافظة على تدفّق النفط. وقال روم «يبدو أنّهم سيفتحون قناة أخرى، ربما مصرفاً آخر، وسيواصلون استيراد كميات كبيرة. لكن لا يزال هناك الكثير الذي يجب إنجازه». وستبحث الهند، وهي مشترٍ رئيسي آخر، كذلك عن آليّات كما فعلت في آخر فترة عقوبات. وأوضح روم أنّ «الفرق آخر مرّة هو أنّ العقوبات كانت على مراحل، وطبّقت بشكل تدريجي على فترة طويلة». وأضاف: «هناك ذعر هذه المرّة من أن يُطلب منهم خفض (عمليات الشراء) بشكل فوري، ومن أنّ الشبكات المصرفية باتت أكثر تشابكاً بكثير من الماضي». وحتى لو كان بمقدور إيران تهريب النفط من موانئها، فسيكون من الصعب عليها إدخال الأموال إلى حساباتها. وفي هذا الصدد، نوّه روم إلى أنّ «إيران خصم صعب، حيث إنّها متمرّسة في اتّباع أساليب مختلفة لمواصلة بيع النفط وخلط البيانات، لكنّ ذلك لن يكون حلاً سحرياً لكل شيء».

                                        

تبايُن في إيران حول تأثير العقوبات الأميركية

طهران: فراز صفايي/الشرق الأوسط/04 تشرين الثاني/18/«لقد أثبتت التجربة خلال كل الأعوام الماضية أن الولايات المتحدة هي الخاسرة في سجالها مع إيران، وأن مصيرها هو التلاشي لا محالة، بينما مصيرنا هو التعالي». هذا ما وصف به مرشد الثورة الإيراني الوضع القائم بين إيران والولايات المتحدة، لتتبين وجهة النظر الإيرانية الرسمية إزاء العقوبات التي ستبدأ دفعتها الثانية، غداً (الاثنين)، لتشمل قطاع النفط والطاقة والموانئ والبنوك، بعد أن شملت الدولار والذهب في دفعتها الأولى. ولم يكن خامنئي الوحيد في تأكيد وجهة النظر هذه، فقد أشار روحاني إلى أن حزمة العقوبات الثانية يمكن أن تحمل معها بعض الصعوبات، لكن هذه الصعوبات لا تستطيع كسر العزيمة، وأن الحكومة تستطيع التغلب عليها بسهولة، على حد تعبيره. وكان كذلك موقف نائب الرئيس الإيراني، الإصلاحي إسحاق جهانغيري، الذي قال إن «العقوبات ليست الرياح التي تستطيع ثني إيران، وإن النظام الإيراني سيخرج منتصراً من العقوبات»، مشيراً إلى أن العالم كله رفض الموقف الأميركي، وأن «الولايات المتحدة تعيش اليوم عزلة واقعية تجعل من العقوبات أمراً غير فاعل». وبعيداً عن الشعارات التي يطلقها السياسيون في إيران فإن الواقع شيء مختلف. انخفض بيع النفط الإيراني إلى مستويات قياسية منذ 2011، إذ تشير المعلومات إلى أرقام أعلى من مليون برميل بقليل. وحتى الصين التي وقفت خلال الموجة السابقة من العقوبات إلى جانب إيران اختارت مساراً آخر، الآن، إذ أعلنت شركة النفط الصينية الحكومية خفض وارداتها من النفط الإيراني، وأن البنوك الصينية بدأت توقف تعاونها مع إيران. وأثار ذلك تساؤلاً في إيران مفاده: «إذا كان هذا الأمر مع الصين فما بال البلدان الأخرى؟!». بدوره، فإن الاتحاد الأوروبي الذي عولت عليه إيران كثيراً في مجال الطرق البديلة للتبادل المالي بقي كلام ساسته الآن في حدود الشعارات، على حد تعبير وزير الخارجية الإيراني، الذي أكَّد أكثر من مرة أن الموقف الأوروبي ليس مرضياً لإيران. ويتخوَّف الإيرانيون من تراجع بلدان الاتحاد الأوروبي عن تفعيل الآلية المقترحة للتبادل المالي مع إيران على أراضيها. على أرض الواقع، فإن إيران تشرف على الهاوية، على مشارف الدفعة الثانية من العقوبات، التي يبدو أن ترمب وإدارته عازمان على ترجمتها حرفياً دون أي تنازلات. ويعرف الإيرانيون تماماً أنهم وحيدون إلى حد كبير حيال هذه العاصفة الآتية، وأنه لا ملجأ يؤويهم هذه المرة. فحتى روحاني الذي أكد في شعاراته أن إيران ستخرج منتصرة من هذا النزال قال إن الشعب سيتحمل المزيد والمزيد من المتاعب. متاعب يؤكدها الخبراء بشكل واضح. نائب الرئيس السابق لغرفة التجارة في إيران أشار في مقال له نشرته إحدى الصحف الاقتصادية إلى أن الوضع سيكون سيئاً للغاية، وأن الناس هم من يتحملون عبئاً مزدوجاً منشؤه العقوبات وتعنُّت المسؤولين، مؤكداً أن مزيداً من العظام ستتحطم على هذا الطريق.

من جانبه، قال سيد حسين موسويان، العضو السابق في فريق المفاوضات النووية والسفير الإيراني السابق لدى ألمانيا، إن الدفعة الثانية من العقوبات ستكون أشد وطأة من الدفعة الأولى. موسويان قال في معرض كلامه عن العقوبات إن الدفعة الأولى من العقوبات كانت مؤثرة للغاية، ولكن تأثيرها سيظل قليلاً قياساً مع هذه الدفعة الثانية التي تستهدف قطاع النفط في إيران، لأن النفط يؤمن 60 في المائة من مصادر الموازنة العامة الإيرانية، على حد تعبيره. قبل شهرين كانت مراكز البحوث إيرانية تقول إن صادرات إيران من النفط ستكون عند 700 ألف برميل لليوم، بعد تطبيق العقوبات، لكن اليوم يبدو أن هذا التقدير متفائل في ظل تعاون الصين والهند مع العقوبات الأميركية، ولن تستطيع آليات إيران للتحايل على نظام العقوبات، مثل إطفاء أجهزة الملاحة والرادار في سفن شحن النفط الإيرانية عمل الكثير حيال المشكلة. إيران باعت ما يكفي من النفط لتغطية احتياجاتها من السيولة هذا العام، هذا ما أكده جهانغيري، مساعد الرئيس الإيراني، ليبين أن العقوبات لن تخلق مشكلة حقيقية لإيران خلال العام الإيراني الحالي، الذي ينتهي في منتصف مارس (آذار) المقبل. لكن جهانغيري قال نصف الحقيقة وأخفى نصفها الأسوأ: «إذا استمرّت العقوبات خلال العام المقبل فستكون إيران في ورطة حقيقية لا تستطيع الخروج منها، حتى إذا بذلت كل جهودها». وخارج الإطار الرسمي، فإن طلائع آثار العقوبات يمكن رؤيتها من الآن في الأسواق التي تجمد النشاط فيها انتظاراً لما تحمله الأيام المقبلة. أسعار الألبان شهدت، خلال الأسبوع الماضي، قفزة بنسبة 45 في المائة، لتكون «تشبيباً» لقصيدة العقوبات المريرة. ترمب أشار قبل أيام إلى أن العقوبات على إيران ستكون أشد العقوبات التي يمكن تصوُّرُها ضمن أي بلد، مؤكداً أن الطريق الوحيد لإنهائها هو الحصول على اتفاق جديد شامل ولا شيء آخر.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

نهاد المشنوق يسوّق نفسه بديلاً للحريري في رئاسة الحكومة

محمد شبارو/العربي الجديد/ 04 تشرين الثاني/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/68665/%d9%85%d8%ad%d9%85%d8%af-%d8%b4%d8%a8%d8%a7%d8%b1%d9%88-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%b1%d8%a8%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%ac%d8%af%d9%8a%d8%af-%d9%86%d9%87%d8%a7%d8%af-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b4%d9%86%d9%88%d9%82/

عندما شكّل رئيس الوزراء اللبناني السابق تمام سلام حكومته عام 2014، وضع "حزب الله" أكثر من فيتو على أسماء طرحها تيار "المستقبل" برئاسة سعد الحريري لتولي حقيبة وزارة الداخلية التي كانت من حصة التيار. وحده اسم نهاد المشنوق من فريق "المستقبل" نجح في نيل رضى الحزب، فكانت له هذه الوزارة السيادية. وصل المشنوق إلى الداخلية عام 2014، بعد أن نجح في اللعب على التناقضات اللبنانية الداخلية والإقليمية، فكان نقطة التلاقي التي يريدها الجميع في مرحلة حساسة، كانت تنبئ باحتمالات خطيرة على الداخلي اللبناني. وحافظ المشنوق على منصبه عندما شكل زعيم تيار المستقبل، سعد الحريري، حكومته في 2016.

اليوم يوضب المشنوق حقائبه بعدما بات خروجه من وزارة الداخلية محسوماً، إثر قرار زعيم تيار المستقبل، رئيس الحكومة المكلف، سعد الحريري فصل النيابة عن الوزارة، وهو القرار الذي فخّخ العلاقة مع المشنوق، على الرغم من أن مصادر سياسية رفيعة تؤكد لـ"العربي الجديد" أن الحريري أبلغ المشنوق قبل الانتخابات النيابية الأخيرة في مايو/ أيار الماضي، أنه سيفصل بين هذه المواقع، مخيّراً إياه بين أن يكون نائباً عن بيروت، أو وزيراً. إلا أن المشنوق اختار النيابة، خصوصاً أنه كان يمنّي النفس بنتيجة كبيرة في الانتخابات تعيده بقوة إلى الوزارة أو حتى إلى ما هو أهم منها. وعقب صدور نتيجة الانتخابات وفوزه بنتيجة ضعيفة، أدرك المشنوق أن خروجه من الداخلية بات محسوماً، وأتت فكرة رئاسة الحكومة، التي يقال إنها لم تفارق ابن العائلة الصحافية العريقة في بيروت.

طرح المشنوق اسمه كرئيس للحكومة، فقوبل بالإيجاب من "حزب الله"

" ومنذ انتهاء الانتخابات الأخيرة، انكفأ المشنوق. طيلة أشهر من عملية تأليف الحكومة، بقي على هدوئه، حتى عندما اشتدت المعركة، وبدأت تأخذ منحى يتعلق بالحديث عن صلاحيات الرؤساء، والدستور. لكنه قرر قبل أيام العودة إلى الأضواء، تاركاً أكثر من علامة استفهام، خصوصاً عن التوقيت المتزامن مع أزمة عدم تأليف الحكومة، وعرقلة "حزب الله" لجهود الحريري قبل ربع الساعة الأخير الفاصل، عبر افتعال أزمة تمثيل النواب السنّة المحسوبين على قوى "8 آذار".

انتهز المشنوق الفرصة. تقول مصادر "العربي الجديد" إن المشنوق تبلّغ من "حزب الله" رسمياً، خلال الاتصالات واللقاءات الدورية بينهما، إصراره على تمثيل النواب السنّة الذين يطلق عليهم صفة "المستقلين"، قبل أن يبادر المشنوق لاحقاً بعد تعرقل تشكيل الحكومة إلى طرح اسمه كرئيس للحكومة، فقوبل بالإيجاب، خصوصاً أن "حزب الله" ينظر إلى المشنوق نظرة إيجابية، نتيجة التجربة معه خلال توليه وزارة الداخلية، لكن بشرط التسويق لنفسه وخصوصاً سنّياً، حتى لو تطلب الأمر هجوماً على الحزب. مع العلم أن العلاقة بين المشنوق و"حزب الله" ترسخت خلال فترة وجود الأول في وزارة الداخلية. وربما مشهد حضور مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في "حزب الله" وفيق صفا أحد الاجتماعات الأمنية في وزارة الداخلية كان كافياً للدلالة على الخط السياسي الذي اختاره المشنوق لنفسه، الذي يمكن وصفه بأنه "لعب على حبال السياسة اللبنانية". كما سلّف المشنوق الحزب أكثر من موقف وخطوة، لعل أهمها تسليم بلدة الطفيل الحدودية له، في مرحلة دقيقة شهدت معارك طاحنة بين النظام السوري و"حزب الله" من جهة، وبين المجموعات المسلحة من جهة ثانية. ولم ينقطع التنسيق يوماً بين المشنوق و"حزب الله"، حتى في المراحل التي شهدت تصعيداً كلامياً من قِبله ضد الحزب، وتطلّبت شد العصب الطائفي، تماماً مثلما حصل في الانتخابات النيابية الأخيرة، التي خرج منها المشنوق بانتصار هزيل.

تفسر المعلومات عن طرح المشنوق اسمه كرئيس للحكومة سر عودته فجأة، وتصريحاته عالية السقف، التي بلغت حد المزايدة على الحريري سنّياً وسعودياً، بما أنه يدرك أن "حزب الله" ليس في وارد التنازل حكومياً، تماماً مثل الحريري الذي بات محشوراً سياسياً وشعبياً بعد تراكم علامات الاستفهام حول التنازلات التي يقدّمها للحزب، على الرغم من أن المشنوق شخصياً كان عراب سياسة "ربط النزاع"، وفتح صفحة جديدة.

انطلاقاً من هذا الواقع، تضع المصادر مواقف المشنوق الأخيرة في خانة المزايدات على الحريري لحشره، على الرغم من أنه يدرك أن وصوله إلى كرسي رئاسة الحكومة، لا يمكن إلا أن يمر عبر الحريري، تماماً كما حصل عندما وصل إلى وزارة الداخلية، أو بتعبير آخر أن يكون نقطة تلاقٍ تعبّد الطريق له. وبناءً عليه يبدو مفهوماً الحديث أخيراً في أكثر من وسيلة إعلامية وصحافية عن أدوار المشنوق بوصفه حاجة وضرورة سنّياً وحريرياً.

يملك المشنوق أكثر من ورقة رابحة. لا شك أنه من بين الأسماء التي حجزت لنفسها موقعاً. أولى أوراق القوة كما بات معلوماً علاقته بـ"حزب الله"، وثانيها علاقته بآل الحريري من الأب رفيق الحريري إلى نجله سعد، على الرغم من مرورها أكثر من مرة بأزمات. وثالثها نجاحه في بناء علاقات إقليمية صلبة مع أكثر من دولة، وخصوصاً مصر التي تربطه بها علاقة قوية منذ أيام "النضال العروبي"، مروراً بالسعودية التي بدا واضحاً أنه سلّفها أكثر من موقف في الأيام الأخيرة في قضية مقتل جمال خاشقجي، متجاوزاً حتى سقف الحريري، ومستنداً إلى علاقته القوية بأكثر من شخصية سعودية، يبدو أنها مهدت طريقه إلى ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وصولاً حتى إلى النظام السوري، بما أن المشنوق معروف بصداقاته بأكثر من شخصية لبنانية محسوبة على هذا النظام.

أمام المشنوق تحدي القدرة على تسويق نفسه لبنانياً، وتحديداً ضمن طائفته، خصوصاً في ظل الإجماع على الحريري

" كل هذه العوامل يحاول المشنوق توظيفها راهناً، ليبقى أمام تحدي القدرة على تسويق نفسه لبنانياً، وتحديداً ضمن طائفته، ولعلها المهمة التي قد تكون الأصعب، خصوصاً في ظل وجود شبه إجماع وطني على الحريري، وتحديداً من قِبل رئيس الجمهورية ميشال عون، ورئيس مجلس النواب نبيه بري. أما سنّياً فيحاول المشنوق، إلى جانب رفع التصريحات عالية النبرة، توظيف عدة شغل يتقنها جيداً بوصفه صحافياً سابقاً مخضرماً، مستنداً إلى النهج ذاته الذي اتّبعه عندما كان في فريق رفيق الحريري يدير شؤون الإعلام والصحافة. وعليه يبدو مفهوماً انتشار مقالات تشيد به وبدوره، والتي يرسل عبرها رسائل سياسية إلى من يعنيه الأمر، وخصوصاً الحريري.

وإلى أدوات الترويج التي يعتمدها المشنوق، برز في الأيام الأخيرة في وسائل التواصل الاجتماعي هاشتاغ #المشنوق_ضمير_السنة، لكن المدقق في هذا الهاشتاغ يلاحظ وفق ما يؤكد أكثر من خبير في هذه المواقع، أنها انطلقت عبر حسابات وهمية، بتغريدة واحدة تضمّنت تعبير "معك" في الثانية ذاتها، وهي خاصية تتيحها بعض التطبيقات الهاتفية الحديثة، قبل أن يتلقف كثيرون هذا الهاشتاغ، ويستخدموه ضد المشنوق.

على الرغم من ذلك يدرك المشنوق أن مشروع زعامته انتهى في الانتخابات الأخيرة بعدما جاء كآخر مرشح فائز من الطائفة السنّية على لائحة "المستقبل" في بيروت. وما لم يفلح في تحقيقه وهو على رأس إحدى أهم الوزارات الخدماتية، لا يبدو أنه سيكون سهلاً لدى خروجه منها. لكن يبدو أن طريق السراي الحكومي وحده ما يمكن أن يعيد المشنوق بقوة إلى الساحة السياسية، خصوصاً أنها ليست المرة الأولى التي يحاول فيها الوصول إلى منصب رئاسة الحكومة.

سابقاً، وتحديداً في عام 2011، طرح المشنوق نفسه، بحسب معلومات "العربي الجديد"، رئيساً لحكومة توافقية، غداة استقالة نواب "8 آذار" من حكومة سعد الحريري الأولى، وخصوصاً لدى "حزب الله" والنظام السوري، لكن ظروف المرحلة تلك لم تسفعه، قبل أن يرسو الخيار على نجيب ميقاتي. وبعد حكومة ميقاتي، طرح المشنوق أيضاً نفسه رئيساً لحكومة انتقالية لإجراء الانتخابات، لدى أوساط سنّية محلية وإقليمية، إلا أن الخيار رسا على تمام سلام، قبل أن يحاول اليوم مرة ثالثة أخيراً.

أما في تيار "المستقبل"، فينظر كثيرون إلى المشنوق على أنه مشروع مشابه لوزير العدل السابق، أشرف ريفي، لكنه يستخدم أدوات مختلفة، لعل أهمها البقاء إلى جانب "المستقبل"، وتكرار الحديث عن وقوفه إلى جانب الحريري، في أكثر من مرحلة حساسة، مثل مرحلة احتجاز الحريري في السعودية (نوفمبر/ تشرين الثاني 2017). بعد هذه المرحلة شهدت العلاقة بين الحريري والمشنوق انفجاراً واضحاً. ما كان يروج له المشنوق على أنه وقوف إلى جانب الحريري، كان الأخير يعبّر في مجالسه الخاصة عن عكسه، وسط أحاديث تشير إلى دور سلبي أداه المشنوق في هذه المرحلة.

علامات استفهام كثيرة يطرحها بعض من في "المستقبل" تجاه المشنوق

" كبرت كرة الثلج بين الحريري والمشنوق. علامات الاستفهام التي يرسمها من في تيار "المستقبل" اليوم كثيرة، لا تبدأ من محاولة المشنوق بناء زعامة له في بيروت، مستغلاً موقعه في "المستقبل"، وكونه إحدى أبرز الشخصيات البيروتية المحسوبة على هذا التيار، ولا تنتهي عند ما يعتبره كثيرون في "المستقبل" محاولة استغلال نفوذه في وزارة الداخلية لتقديم خدمات تصب في صالحه وليس في صالح التيار الذي يمثل.

يدرك المشنوق أنه ليس شخصية محبوبة على الصعيد الشعبي. حاول خلال فترة وجوده في الداخلية أن يثبّت أقدامه في بيروت، وأن يبني زعامة جديدة، مستغلاً حالة الفراغ السياسي على صعيد الزعامات في المدينة. ووفق ذلك رسخ علاقته بالطبقة التقليدية في المدينة التي تربطها بالدولة عموماً مصالح أساسية، بالإضافة إلى التمدد في اتحاد العائلات البيروتية الذي أسسه يوماً رفيق الحريري. لكن نتائج الانتخابات الأخيرة أتت كما لم يشته المشنوق. خرج بعدها ليحمّل "المستقبل" والحريري المسؤولية، متحدثاً عن أنه غُدر به، وأنه طُعن، على الرغم من أن مصادر رفيعة تؤكد لـ"العربي الجديد" أن الحريري واجه صعوبة في التسويق للمشنوق على مستوى الكوادر الحزبية، وكذلك على مستوى القواعد الشعبية. انتهت الانتخابات، ابتعد نهاد المشنوق عمن "غدر به"، ولم يحضر اجتماعات "المستقبل"، وخرج ليتحدث عن استقلاليته، وعن أنه ليس محسوباً على التيار، بل متحالفاً معه.

اليوم، تواجه طموحات المشنوق للوصول إلى رئاسة الحكومة كثيراً من الصعوبات، من التمسك الداخلي بسعد الحريري، وصولاً إلى موقف بعض القوى الدولية. لكن الأكيد أن المشنوق نجح في اللعب على التناقضات إلى الحد الأقصى، وهو نجاح قد يحمله إلى رئاسة الحكومة، أو قد يخرجه نهائياً من الحياة السياسية.

 

القصة في مضيق هرمز لا في بيروت

حازم الأمين/الحياة/05 تشرين الثاني/18

انتظر حزب الله الجميع ان ينهي شروطه ومفاوضاته حول تشكيل الحكومة اللبنانية ليعلن شرطه المستجد بتوزير شخصية سنية قريبة منه. هذا الانتظار هو جزء من ممارسةٍ دأب الحزب على اعتمادها. فهو يدرك أن لدى

الأطراف في لبنان ما يكفي من خلافات تصرّف له حاجاته التعطيلية وتعلق الحياة العامة، وهو إذ كان منتظراً بارتياح معارك التوزير الضارية، اضطر بفعل وصولها إلى نهاياتها إلى أن يشهر شرطه الجديد، وهو يدرك أن أطرافاً كثيرة لا يسعها قبوله بعد كل ما قدمت من تنازلات.

ليس الوزير السني هو ما جعل الحزب يستيقظ في مفاوضات التشكيل. وحده «حزب الله» من بين الأطراف اللبنانية من يراقب مشهداً أوسع من لبنان، في سياق مساعيه لضبط الوضع الداخلي بما ينسجم مع موقعه الإقليمي. والحزب بهذا المعنى أمام مشهد إقليمي متحرك، يحتاج فيه إلى تعليق الوضع بانتظار أن تتكشف الشروط الجديدة. الحزمة الثانية من العقوبات الأميركية على ايران، وهي الأشد قسوة، بدأ سريانها. وحكومة لبنانية تتولى تصريف حاجات الحزب في ظل هذه العقوبات يجب أن يكون له فيها ما يؤمّن ليس غالبية وزارية وحسب، إنما أيضاً مواقع قوى في داخلها تتيح له التحرك لامتصاص تبعات العقوبات عليه، بصفته الذراع الإقليمية الأبرز لطهران.

والحزب يدرك أن لا أحد في لبنان يمكنه الوقوف في وجهه. الانتخابات النيابية الأخيرة أمّنت له غالبية نيابية تتيح له فعل ما يشاء، إضافة إلى أن كل خصومه منهكون. سعد الحريري انحسر تمثيله، وسمير جعجع وحيداً في مواجهة ميشال عون ووليد جنبلاط لا ينشد أكثر من مقعد إضافي.

إذاً والحال هذه، ما الذي يُجبر الحزب على قبول حكومة، أيّ حكومة، في ظل شعوره بأن ثمة واقعاً إقليمياً متحركاً عليه أن ينتظر رسوّه على مشهد واضح ليقرر شكل الحكومة التي يُفترض أن تتعامل معه. لا أحد يمكنه مقاومة ما يريد الحزب. الاختناق الاقتصادي الضاغط على الجميع في ظل تعليق تشكيل الحكومة لم يكن يوماً جزءاً من حسابات «حزب الله»، والفراغ السياسي في ظل حكومة تصريف الأعمال هو أكثر ما ينشده الحزب. إذاً، لا بأس بعقبة جديدة تطيل أمد هذا الفراغ.

من السذاجة عدم الاكتراث بحدث بحجم بدء سريان حزمة العقوبات الأميركية الثانية، في سياق تفسير إشهار «حزب الله» شرطه الجديد لتشكيل الحكومة. والحزب بهذا المعنى لم يتصرف بما لا يتيح له حجمه أن يتصرف به. هو القوة الوحيدة تقريباً في لبنان، فلماذا يعطي لبنان حكومة قد تقاوم رغباته في الالتفاف على العقوبات. صحيح أن أحداً لن يجرؤ على فعل ذلك مهما كان شكل الحكومة، لكن المطلوب اليوم أكثر من ذلك. المطلوب حكومة تقاوم العقوبات، وتقاوم الشروط الدولية المستجدة. وبهذا المعنى لا يكفي أن تكون حكومة مُطوّعة، إنما حكومة منخرطة في مسار الالتفاف على العقوبات. الوضع الإقليمي يتيح للحزب أن يكون طموحاً إلى هذا الحد، والوضع الداخلي يتيح له ذلك أكثر. بدأت العقوبات ومساراتها تتكشف. شكل المواجهة بين واشنطن وطهران سيتضح قريباً. الحكومة اللبنانية ستتشكل بموجب ما يستجد. الانتظار لن يكون طويلاً على الأرجح. لكن القصة هناك، في مضيق هرمز، وليست على الإطلاق في رغبة الحزب بتمثيل حلفائه السنة في الحكومة.

 

لماذا نسكت عن البذاءة؟ لماذا نقبل بالعبودية؟

منى فياض/الحرة/04 تشرين الثاني/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/68647/%D8%AF-%D9%85%D9%86%D9%89-%D9%81%D9%8A%D8%A7%D8%B6-%D9%84%D9%85%D8%A7%D8%B0%D8%A7-%D9%86%D8%B3%D9%83%D8%AA-%D8%B9%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%B0%D8%A7%D8%A1%D8%A9%D8%9F-%D9%84%D9%85%D8%A7%D8%B0%D8%A7/

من الملاحظ أن الخطاب السياسي تميز في السنوات الأخيرة بالانحدار إلى مستويات غير مسبوقة. لم يعد هناك مراعاة لأصول التخاطب. ودرجت عادة استخدام تعابير نابية وإهانات شخصية من قبل مسؤولين كبار. فالاستهتار بالقيم صار علنيا، وهي ظاهرة تتوسع وتنتشر.

من هنا يكثر الحديث حاليا عن الشعبوية وصعود اليمين والتوحش وفقدان القيم وانحدار السياسة وتدني الخطاب والممارسات السياسية. ما دعا أحدهم لكتابة مقال عنوانه: "انتصار الشيطان".

وهذا ما حدا بوزيرة الخارجية الأميركية السابقة مادلين أولبرايت إلى دق ناقوس الخطر في كتابها الحديث: "فاشيّة: تحذير" (Fascism: A Warning). ونبهت أولبرايت إلى أن الفاشية ليست تجربة معزولة أو فريدة في التاريخ، بل هي قابلة للتجدد وأن العالم قد يقع بين براثنها مرة أخرى. وترى أن الصراعات العالمية المتجددة وحالة الاستقطاب السائدة في معظم المجتمعات، وانعدام ثقة المؤيدين لقطب أو حزب سياسي بخصومهم السياسيين والتفاوت الاجتماعي المتزايد كلها عوامل تجعل تجدد الفاشية أمرا ممكنا؛ مع الإشارة إلى أن هذه العوامل تتشابه مع الأوضاع التي عرفتها أوروبا في زمن صعود الفاشيات.

أيها الرجل الصغير في كل واحد منا: إنك المسؤول الوحيد عن عبوديتك لأنك شرطي نفسك وليس أي أحد آخر

فما الذي يسمح بمثل هذا الانحدار؟ وما الذي يجعل الاستبداد أو الفاشية أو النازية ممكنة؟

سبق لولهلم رايخ أن أجابنا في كتاب صغير، لم يكن يعده للنشر في عصر النازية عام 1945، تحت عنوان "اسمع أيها الرجل الصغير". وهو ليس كتابا علميا على غرار مؤلفاته الأخرى. إنه نداء يتوجه إلى وجدان الإنسان الخائف ويخاطبه متفهما ضعفه وجبنه، معترفا أنه مثله مر بهذه اللحظات وعرفها.

فعندما نهتم بالفكر السياسي وبالأوضاع السياسية والاجتماعية، وقبل ذلك بالدول والأوطان والسلطات، علينا أن نهتم قبل كل شيء بـ"هذا الرجل الصغير" في داخل كل واحد منا. الرجل المتوسط الذي يحلم بالمعيار، هو يسميه في كتاباته الأخرى "امتثاليا" يخضع للقواعد المتبعة من الأكثرية، يلتصق بالقطيع وكأن لا مستقبل له بعيدا عنه. إنه على استعداد للبقاء في هذه الدائرة ولو فقد اتزانه الذهني. والبقاء حيث يسود الرجال الصغار، يعني القبول بأن نكون "لا أحد".

أما رجال السياسة فقد هاجمهم بضراوة، وكان يعتبرهم "صعاليك في الحكومة". هذا لا يعني أنه لا يسلم بضرورة "السياسي" كمنظم ضروري وعقلاني للمجتمع؛ لكن الممارسات السياسية بدت له منحرفة وخارجة عن القيم.

التدهور المريع لعموم الحالة الإنسانية والانحراف المشابه الذي نعاينه في العديد من القضايا المثارة حاليا، سواء المتعلقة بالمنظمات أو الشخصيات، يقودنا إلى استنتاجه، وهو أن الفساد متأصل في ممارسة السلطة بحد ذاتها، ما عدا بعض الاستثناءات بالطبع.

على كل حال ليس أفضل من الوضع اللبناني، كي نبرهن على ما ذهب إليه. فتصنيف لبنان جعله في طليعة البلدان التي يتفشى فيها الفساد العلني؛ فبقدر تراكم الدين العام الهائل تتراكم ثروات السياسيين الذين في دائرة السلطة. ولقد خصصت مجلة "نوفيل أوبسرفاتور" عددا خاصا لكشف أرقام ثروات النواب دون أن يحرك ذلك ساكنا. مع العلم أن المسؤولين أنفسهم يكشفون لنا فضائح بعضهم البعض. مع ذلك تم تجديد الولاء لهم بواسطة "الانتخابات الديموقراطية" دون أن تطرف عينا للمواطن.

رايخ وجد الإجابة في ميدانه كمحلل نفسي، فالتحليل النفسي ـ ليس فقط ما تقدمه وسائل الإعلام: مجرد التمدد على أريكة ـ لأنه أيضا يستقي تحليلاته من الملاحظات السوسيولوجية كما التاريخية والسياسية.

يبدد رايخ حلم الرجل الصغير الذي في داخل كل واحد منا والذي يريد بموجبه أن يكون "الرجل الصغير الكبير". منبها إلى أن الفلسفة وعلم السياسة هما في دائرة ومقدور كل واحد، في طريقة العيش والحلم بعالم أفضل ولذلك لا خلاص إلا برفض الرجل الصغير المختبئ في الداخل لأصل البلاء، يخاطبه: "استمع أيها الرجل الصغير! إن كل عمل من أعمالك البائسة يزيد البؤس الإنساني اشتعالا ويبعد الأمل بتحسين مصيرك. وهذا منتهى الحزن؛ لكنك تحاول أن تحجب عنك هذا الحزن فتمارس نكاتك ومزاحك المثير للشفقة وتسميه حس الدعابة الشعبي! ظانا أنك تضحك من "الرجل الصغير الجبان" دون أن تعي أنك لا تضحك سوى من نفسك".

نرى الكثير من النكات والقفشات والضحك حولنا، لكن الحزن والكآبة يطفحان في لبنان. الوضع المأزوم الذي نعاني منه جعل التشخيص الذي نسمعه على لسان معظم اللبنانيين، من المثقف إلى سائق سيارة الأجرة إلى البائع والموظف: إننا مرضى! لبنان مريض! والقرف هو السيد.

تكتب جوديت باتلر عن مثل حالات الحزن أو الميلانكوليا هذه: إنها نوع من التمرد المشوه والمقموع. لكن ذلك لا يعني أنها حالة جامدة أو ثابتة؛ لأنها تستكمل بنوع من "العمل" الذي يأخذ مظهر الانحراف.

وما تحاوله السلطة هو استباق الغضب المتمرد بتفعيل أدواتها وأجهزتها الأمنية في محاولة دؤوبة لكم الأفواه.

فالدولة تنمي عند المواطنين ما تزيح بواسطته "الوعي" كي تتستر على مثالها السلطوي. وتمارسها "بالتهريب" كي تخفي نفسها كفاعل معلن.

ما تحاوله السلطة هو استباق الغضب المتمرد بتفعيل أدواتها وأجهزتها الأمنية في محاولة دؤوبة لكم الأفواه

الحزن والاكتئاب هما النقطة الحرجة وهما أداة نفسية واجتماعية في الوقت نفسه. نظل بانتظار أن يصرف هذا الوعي المهيمـَن عليه من الأنا الأعلى، أو الضمير الجمعي، الذي يكبل المواطنين ويخيفهم ويكبح إمكانية تمردهم؛ على غرار ما تقوم به السلطة العسكرية الممارسة من الدولة على المواطنين.

أتريد التغيير حقا؟ إذن استمع لرايخ الذي ذاق الحكم النازي والاضطهاد من المواطنين الصامتين: "لا تهرب، فلتكن لك شجاعة أن تنظر إلى نفسك. إنك تخاف من أن تنظر إلى نفسك، تخاف النقد، تخاف القوة التي بداخلك. ليست لديك أي رغبة باستخدام هذه القوة. لا تتجرأ على تخيل نفسك بشكل مختلف، أو تكون حرا وليس ككلب مضروب، أن تكون صريحا دون أن تلجأ إلى التكتيك. أنت تحتقر نفسك، وتقول: هل يمكن أن يكون لي رأي مستقل لكي أقرر حياتي؟ لكي أعلن أن العالم ملكي؟".

الرجل الكبير كان مثلك رجلا صغيرا، لكنه عرف أين يكمن ضعف أفكاره وأعماله. تعلم، عند إنجازه لمهمة كبيرة، أن يأخذ بعين الاعتبار التهديد الذي تثقل بها عليه صغارته. بينما الرجل الصغير يجهل أنه كذلك وهو خائف من أن يعي ذلك. فيخفي صغارته وضيق أفقه خلف أحلام القوة والعظمة، خلف عظمة رجال آخرين. إنه فخور ببعض قادة الحرب والسياسة، ولكنه ليس فخورا بنفسه. يعتقد بالأشياء التي لا يفهمها، لكنه لا يؤمن بالأفكار التي يفهم معناها بسهولة.

أيها الرجل الصغير في كل واحد منا: إنك المسؤول الوحيد عن عبوديتك لأنك شرطي نفسك وليس أي أحد آخر. لا أحد يحررك، لكنك أنت محرر نفسك!

 

الأزمة في الذروة والجهود لم تُثمِر بعد؟

الهام فريحة/الأنوار/05 تشرين الثاني/18

"المشهد اللبناني" مع بدء اسبوع جديد غير مشجع على الإطلاق: لا حكوميًا ولا كهربائيًا ولا بيئيًا: حكوميًا، الأمور على حالها من التعقيدات: لا شيء في الأفق يشير الى ان عقدة الوزير السنِّي السادس سيتم حلها، فهي مازالت عند النقطة الصفر، فالخلاف حتى في التسمية : حزب الله يسميهم " السنَّة المستقلون"، تيار المستقبل يسميهم "سنَّة حزب الله"، طرف ثالث يسميهم "سنَّة منفردون" ... في هذه الحال ، كيف تكون البداية للمعالجة إذا كان الخلاف مازال في مربَّع التسمية؟

والأكثر تعقيدًا أن كل طرف يعتبر أن موقفه ليس بالإمكان التراجع عنه: حزب الله يعتبر ان الحكومة لا تكتمل إلا إذا تم تمثيل النواب السنة المستقلين. تيار المستقبل يعتبر انه إذا كان المطلوب الاسراع في اعلان التشكيلة الحكومية لمواجهة التحديات والاستحقاقات، فلا بد من إعادة الأمور إلى نصابها السياسي والدستوري وتسهيل مهمة الرئيس المكلف. فالرئيس الحريري المكلف دستوريا ووطنيا بتشكيل الحكومة بالتوافق مع رئيس الجمهورية، سبق ان أعلن ان التشكيلة الحكومية جاهزة وعلى الأطراف كافة ان تتحمل مسؤوليتها بايداعه الأسماء.

رئيس الجمهورية يعتبر ان النواب السنَّة الستة لا يشكِّلون كتلة نيابية بل هم منفردون، ما يعني ان لا تمثيل لهم. أحد هؤلاء النواب الستَّة غمز من قناة رئيس الجمهورية والتيار الوطني الحر فرفض ان يكون لهما الثلث المعطل، من خلال ان يكون وزير سني من حصة رئيس الجمهورية.

إذًا، لماذا التفتيش في مكان آخر؟ هنا تكمن القطبة المخفية: ممنوع ان يكون لرئيس الجمهورية وللتيار الوطني الحر الثلث المعطِّل. وعند هذا الحد يتوقف كل كلام، و" ألله يستر".

لكن الإنتظار مكلف جدًا، ومن ابرز علاماته: بدءًا من اليوم الاثنين سيشهد لبنان أزمة كهرباء كبيرة ناجمة عن توقف مجموعات توليد عن العمل بسبب نقص في الفيول على رغم ان باخرتي الفيول متوقفتان قبالة الذوق والجيه وتنتظران صرف الاعتمادات للتفريغ: صرف الاعتمادات في غياب الحكومة ، يحتاج الى قانون من مجلس النواب، مجلس النواب لا يجتمع، حاول وزير الطاقة التفاوض مع الشركة الجزائرية التي تزود لبنان بالفيول، للتفريغ ثم قبض الاعتمادات لاحقًا لكن الجواب لم ياتِ بالسرعة المطلوبة بسبب أيام العطلة في الجزائر.

لكن الفضيحة الكبرى ان لبنان يتحَّمل غرامة يومية عن كل يوم تأخير للباخرة في عرض البحر، وقيمة هذه الغرامة ثلاثون الف دولار عن كل يوم تأخير، وقد بلغ التأخير حتى اليوم ما يقارب العشرة أيام ، ما يعني ان لبنان سيدفع ثلاثمئة الف دولار عن كل باخرة، اي ستمئة الف دولار.

السؤال المؤلم هنا: مَن يتحمَّل مسؤولية كل هذا الهدر الناجم عن الإهمال واللامبالاة؟ هل لبنان بهذا الغنى الفائض ليدفع أكثر من نصف مليون دولار في اسبوع بسبب إهمال مسؤوليه؟ هل يدرِك المهملون ان هذه الأموال المهدورة تضاف إلى المئة مليار دولار دَينًا؟

مؤسف ان يصل البلد إلى هذا الدَرْك، ولكن مَن يسمع أنين الألم وصراخ الناس؟

 

إيران أعجز من أن ترد

سلمان الدوسري/الشرق الأوسط/04 تشرين الثاني/18

غداً تدخل العقوبات الأميركية المشددة على إيران حيز التنفيذ، وهي عقوبات سبق وأن أعلنتها واشنطن على مراحل، كما أنها ليست العقوبات الأولى التي تتعرض لها إيران، فتاريخها حافل بالعقوبات بأنواعها كافة، ففي الفترة بين 2011 - 2012 زادت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ضغوطهما على إيران عبر فرض عقوبات جديدة على الصادرات النفطية، حينها ردت طهران بالسيناريو المعتاد: تهديدات بمناورات بحرية، واختبارات لصواريخها الباليستية، وتحذيرات بإغلاق مضيق هرمز. وصرّح محمد رضا رحيمي، الذي كان آنذاك نائب الرئيس الإيراني، بأنه إذا فُرضت عقوبات «لن تمر قطرة نفط واحدة عبر مضيق هرمز»، إلا أن العقوبات مرت وملايين براميل النفط صُدرت ولم تبدر ردة فعل واحدة. وفي أغسطس (آب) من العام الماضي، وقّع الرئيس الأميركي دونالد ترمب «قانون مواجهة خصوم أميركا من خلال العقوبات»، الذي شمل اتخاذ خطوات ضد برنامج الصواريخ الباليستية الإيرانية، والحرس الثوري والميليشيات التابعة له، وإثر الموقف الأميركي هدّد أيضاً كبار قادة «الحرس الثوري» بأنه من شأن أي جولة جديدة من العقوبات الأميركية أن تثير رداً قاسياً ضد مصالح الولايات المتحدة في المنطقة. وتكرر الأمر مجدداً في مايو (أيار) الماضي عندما أعلن الرئيس ترمب انسحابه من الاتفاق النووي، حينها قال الرئيس الإيراني حسين روحاني: «إنهم يريدون وقف صادرات النفط الإيرانية بالكامل». مخاطباً الأميركيين: «إذا كنتم تستطيعون، افعلوا وسترون النتيجة». كما أكد نائب رئيس الشورى الإيراني علي مطهري بأن بلاده ستغلق مضيق هرمز في حال منع صادراتها النفطية، أما وزير الداخلية فذهب إلى أبعد من ذلك بالقول: «إذا أغمضنا عيوننا 24 ساعة، سيذهب مليون لاجئ إلى أوروبا عبر حدودنا الغربية» من خلال تركيا. ولفت إلى إمكان تهريب نحو 5 آلاف طنّ من المخدرات إلى الغرب، وبنفس لغة التهديدات هذه تبارى المسؤولون الإيرانيون في التهديد والوعيد، ومع ذلك لم تصدق إيران مرة واحدة في تهديداتها وصواريخها، ولم تتجرأ في إغلاق مضيق هرمز. تعددت التصريحات العنترية والنتيجة واحدة: طبقت العقوبات جميعها، وها هي تصل إلى مرحلة كسر العظم، دون أن تستطيع طهران تنفيذ أي من تهديداتها.

لكن طالما إيران أكثر بلد يتعرض للعقوبات الدولية، إذن ما الذي تغير هذه المرة؟! في الحقيقة الخبر السيئ على وقع طهران أن هناك ما هو أقسى من العقوبات نفسها، وهي الإدارة الأميركية العازمة على قصقصة أجنحة إيران، ورئيس متشدد للغاية في عدم السماح بمواصلة العبث الإيراني، ووقف دعمها للإرهاب، وتوقفها التام عن تطوير برنامجها النووي والصاروخي الباليستي، فدونالد ترمب ليس باراك أوباما وليس بيل كلينتون، بل ليس كأي رئيس أميركي آخر واجهته طهران، بالإضافة إلى ذلك، فإن دول المنطقة لديها استراتيجية واضحة لمواجهة الخطر القادم من الضفة الشرقية للخليج العربي، وفوق هذا كله هناك شعب إيراني سيكون من الصعوبة بمكان أن يتحمل إجراءات تقشفية صادمة أخرى، لذلك فإن وقع هذه العقوبات سيكون صادماً داخلياً على الشارع الإيراني والنظام الذي يبدو مشلولاً إلا من إطلاق تصريحاته الكرتونية.

على نفس منوال العقوبات السابقة ليس من المتوقع أن تتخذ إيران أي خطوات تصعيدية لمواجهة العقوبات القاسية التي سيئن تحت وطأتها اقتصادها، ومرد ذلك أن النظام في طهران لا يملك الأدوات الكافية التي تعينه على إظهار ردة فعل تتناسب مع الحد الأدنى من تهديداته المتكررة، سيصعد النظام كعادته عن طريق ميليشياته الطائفية في لبنان والعراق وسوريا واليمن، سنرى بعضاً من خلاياه النائمة في المنطقة تصحو وتظهر، لكن من الصعب أن يتجرأ على الاستفزاز المباشر، فقوة النظام الإيراني تكمن في مواجهاته غير المباشرة، ورغم الكثير من التصريحات والتهديدات التي لا تتوقف صباح مساء، فإن المهم أن عقوبات جديدة في طريقها لزيادة العزلة الإيرانية، أما النظام في طهران فكل يوم نكتشف أنه أعجز من الرد على هذه العقوبات.

 

عقوبات إيران ومستقبل السعودية

عبدالله بن بجاد العتيبي/الشرق الأوسط/04 تشرين الثاني/18

مصائر الدول رهنٌ بقياداتها وقراراتها ورؤيتها، فمن اختار الماضي بقي فيه، ومن اختار المستقبل وصل إليه، وفي منطقة الشرق الأوسط مشروعان كبيران، مشروع ينتمي للماضي ويجعله أصلاً وفرعاً هو الحاكم له، ولا يستحضر منه إلا الطائفية المقيتة والتوحش والإرهاب، وهو مشروع إيران، ومشروعٌ ينتمي للمستقبل يرد إليه ويصدر عنه، وهو مشروع السعودية الجديدة، سعودية الملك سلمان وولي العهد الأمير محمد بن سلمان. بعد يومٍ من نشر هذه المقالة، تدخل العقوبات الأميركية الأقسى على إيران حيز التنفيذ، وهي عقوباتٌ تقع ضمن الاستراتيجية الأميركية الجديدة تجاه إيران، التي أعلن عنها الرئيس ترمب من قبل بإلغائه للاتفاق الأسوأ في التاريخ - كما هو تعبيره الأثير والصادق - بين إدارة أوباما والنظام الإيراني، وبدأت مرحلتها الأولى في مطلع أغسطس (آب) الماضي، وهذه هي الثانية، وهي عقوباتٌ ستقوم بخنق تدريجي، ولكن فعّال للنظام الإيراني وكافة أجنحته داخلياً وخارجياً، كما أنها عقوباتٌ تخدم مصالح أميركا ومصالح العالم، وتواجه أعتى الأنظمة المعاصرة في نشر التطرف والإرهاب والتخريب والدمار.

في الوقت ذاته، يتزامن ذلك مع نموذجٍ مبهرٍ للعالم بأسره تبنيه السعودية الجديدة بقيادة ولي العهد السعودي، ينوّع الاقتصاد بشكلٍ حقيقي، ويجدد هوية البلاد ووجهتها، ويطوّر الوطن نحو آفاقٍ مستقبلية وتحدياتٍ آتية، ولا يحد طموحه إلا عنان السماء، ورؤيته منشورة ومشاريعها المساندة معلنة ومتابعة إنجازاتها رهنٌ بالأرقام والأخبار اليومية، مع مرونة هائلة وتجدد مستمرٍ يضمن الاستمرار في تحقيق الوعود وبناء المنجزات.

من المهم استحضار هذين النموذجين المتناقضين للنظر في تعامل بعض الدول الأوروبية وغالب الإعلام اليساري الليبرالي الغربي المعادي بطبيعته لترمب، والهستيريا كما عبر وزير الخارجية السعودي التي تعاملت بها مع قضية خاشقجي، فالسعودية تعاملت بجدية مع هذه القضية، وسجنت المتورطين فيها وأحالتهم للنيابة العامة، وفق أعلى المعايير العدلية، وأعلنت أنها ستعاقبهم وفق الأنظمة والقوانين، وستعلن النتائج للعالم، كيف يمكن مقارنتها بسياسة ثابتة ومنهجٍ راسخٍ لقتل الملايين، تتبناه إيران علناً، والقتلى في هذا العام والأعوام القليلة الماضية بمئات الآلاف في العراق وسوريا واليمن! الآيديولوجيا الإيرانية تتبنّى كل أنواع «الهويات القاتلة» كما عبّر عنها أمين معلوف وغيره، من طائفية وأصولية ووحشية وإرهاب، بمنظومة فكرية وسياسية واقتصادية وثقافية واجتماعية، كما بقراراتٍ وسياسياتٍ واستراتيجياتٍ متواصلة على مدى أربعين عاماً، قتلاها بالملايين من الشعب الإيراني والشعوب العربية التي لعبت فيها أذرع النظام الإيراني، وأسست لأن الوطن فكرة وليس أرضاً، وهو توسعي لا يعترف بالحدود ولا الأوطان، ولا يعرف بالقوانين الدولية ولا سيادة الدول، ويفاخر رموزه بأنه يحتل أربع عواصم عربية.

وبالمقابل، فالنموذج السعودي هو الداعم الأكبر للاستقرار في المنطقة، وهو الحامي الأقوى للقوانين الدولية واحترام سياسة الدول ورفض التدخلات الخارجية في الشؤون الداخلية للدول، والسعودية الجديدة استخدمت كل قوتها المعنوية والمادية لدعم هذه القوانين الدولية وحماية مصالحها ومصالح الدول والشعوب العربية، وحماية مصالح العالم.

ليس هذا فحسب، بل السعودية الجديدة وقفت في وجه العالم ووجه الإدارة السابقة في أميركا - إدارة أوباما - ضد الاتفاق النووي المشين مع إيران، وهو الاتفاق الذي كان يعزز الأزمة ولا يحلها، كما وقفت من قبل في وجه «الربيع الأصولي» في الدول العربية الذي أعاد الدول التي اجتاحها القهقرى قروناً. المؤدلجون من يساريين وقوميين وأصوليين يصعب عليهم جداً التراجع عن مواقفهم أو مراجعتها أو حتى قبول نقدها، ولهذا هم محكومون بالتصلب والتناقض، ويكفي تتبع تعاملهم مع أزمات المنطقة في هذه الفترة الوجيزة، حيث يضخمون ما لا يريدون ويحجمون ما يريدون، وإلا فمن يقارن قتل نظام الأسد الموالي لإيران لمئات الآلاف بالغازات السامة، وكافة القوات المسلحة من برية وبحرية وجوية لشعبه بدعمٍ إيراني كاملٍ وعملي على الأرض، بحادثة غامضة لم تتكشف أبعادها بعد!

معنى الوطن عند هؤلاء جميعاً مجرد «آيديولوجيا» وليس دولة وطنية حديثة، لها حدودها وسيادتها واستقلال قرارها، والآيديولوجيا رحمٌ بين أبنائها، وهي قادرة على تغييب العقل والمنطق والواقع، ولطالما تغنّى رموز اليسار بالخميني «الثائر الملتحي» الذي يشبه غيفارا وكاسترو، ولكن بـ«عمامة»، وعجزوا عن تجاوز تلك اللحظة على الرغم من كل الجرائم والعبث والتخريب الممتد على مدى أربعة عقودٍ، منذ لحظة انحياز المفكر الفرنسي ميشيل فوكو للخميني إلى اليوم مروراً بكل ترهات اليسار العربي.

النموذج الجديد الذي يبنيه ولي العهد السعودي في أحد جوانبه هو نموذجٌ يقدم تفسيراً جديداً للوطن، لا بوصفه دولة وطنية حديثة فحسب، فذلك ما درجت عليه الدولة السعودية منذ إعلانها في ثلاثينات القرن الماضي، بل بوصفه يعني المستقبل، وهذا التفسير الفريد يوضح التوجه والرؤية والإرادة، فالوطن هو أبناؤه وشبابه وأجياله القادمة، هو أبناؤه الذين يجهدون في الحاضر، وشبابه العامل بجدٍ واجتهادٍ وحماسةٍ وإنجازٍ، ورجاله الدؤوبون على التطلع والطموح، وأجياله القادمة التي يجب إعدادها وتهيئة الظروف لها لتحمل الراية وتواصل المسيرة حين يأتي دورها.

ولكن هل هذا يعني التنكر للماضي أو التقليل من شأنه؟ أبداً، فمن يتأمل رؤية ولي العهد السعودي يجد الماضي أساساً راسخاً فيها، كماضٍ عريقٍ ومنجزاتٍ عظامٍ وآباء مؤسسين من القادة والشعب على حدٍ سواء، وإرثٍ حضاري وتنوعٍ ثقافي واجتماعيٍ، ورؤية للتسامح والتعايش ونشر السلام والأمان للمنطقة والعالم، وتجاوز أي انحرافاتٍ أو أخطاءٍ، وإن استمرت عقوداً بقرارات شجاعة ورؤية ثاقبة. ولي العهد السعودي يمثل لشعبه المستقبل، وشعبه الذي يشكل شبابه أكثر من سبعين في المائة يسيرون خلفه، شباباً وشيباً، لا نفاقاً ولا مجاملة، بل لأنهم يدركون أن المؤسسين الطموحين للدول وتطويرها هم الذين يبنون ويحلمون ويعملون وينجزون، وليست ما ورثوا فحسب، فالوطن إرثٌ برسم التذكّر والتعلّم والتمجيد بالتأكيد، ولكنه أكثر من هذا مستقبلٌ برسم البناء والتشييد.

المقارنة مفيدة في أحيانٍ كثيرة لما تكشفه وتمنحه للعقل من مساحة للتفكر والتأمل، وهي واضحة النتائج في سياق المقارنة بين النموذجين المعروضين أعلاه، كما أنها تفضح التحيزات المؤدلجة وتعزز المواقف العاقلة والواقعية المتزنة.

أخيراً، وقبل مائة عامٍ من اليوم، وفي يناير (كانون الثاني) 1919 كتب ماكس فيبر قائلاً إن الوطن «ليس أرض الآباء، بل هو أرض الأبناء».

 

مائة عام من «الهدنة»

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/04 تشرين الثاني/18

ظل العالم يسميها «الحرب الكبرى» إلى أن انفجرت في وجهه الحرب العالمية الثانية، فأخذ يسميها الحرب العالمية الأولى. سماها الكبرى لأن جميع الحروب التي قبلها بدت محدودة أمامها. الآن في 11 نوفمبر (تشرين الثاني)، تحتفل أمم الشرق والغرب بمرور مائة عام على ما سمي باختصار: «الهدنة». لا سابقة تشرحها ولا لاحقة. بين 1914 و1918 جن جنون الدول الكبرى فقامت على بعضها البعض. وحتى بعد توقيع الهدنة سقط عشرات الآلاف من القتلى، لأن المتحاربين كانوا مليئين بالحقد وروح الانتقام. وهجم جندي أميركي يحمل حربة على فرقة ألمانية فيما الألمان يصرخون فيه: لقد انتهت الحرب. انتهت. لكنه ظل مهاجماً إلى أن أردوه. بعد «الهدنة» تغير وجه العالم. هزمت ألمانيا، وانتهت الإمبراطورية العثمانية بعد خمسة قرون. وظهر الاتحاد السوفياتي مكان روسيا الخاسرة. وخرجت الولايات المتحدة كقوة كبرى قادرة على حسم النزاعات العالمية. عشرات الكتب ظهرت الآن في هذه المئوية الكبرى. صفحات من القتل والموت والمجاعات. 424 ألف ميت في المجاعة وحدها، وبسبب النقص في الغذاء، صار أطفال أوروبا العام 1918 أقصر قامة مما كانوا عليه العام 1914. وبرغم أنها وقَّعت هزيمتها، ظل الحصار على ألمانيا قائماً إلى أن أعلن الرئيس الأميركي هربرت هوفر «نحن لسنا في حالة حرب مع أطفال ألمانيا». وقام بإرسال 1.3 مليون طن من المواد الغذائية.

خلال خمسة أسابيع من إعلان الألمان عزمهم على بدء مفاوضات الهدنة، سقط نصف مليون قتيل وجريح. وبدأت ألمانيا في الانهيار من الداخل، إذ تأثر المهزومون بالدعوات الشيوعية في روسيا، وراح الجنود والعمال ينشئون المجالس على الطريقة السوفياتية. وأعلنت مقاطعة بافاريا نفسها ولاية اشتراكية، وتولى مجلس «سوفياتي» السلطة في مدينة كولونيا. توسعت حركة التمرد في الجيش الألماني. وفر عدد من كبار الضباط إلى هولندا المحايدة، وتعقدت بسبب كل ذلك مفاوضات الهدنة. وأراد الفرنسيون أن تكون بنود الاستسلام الألماني مذلة إلى أقصى الحدود.

حتى بعد توقيع اتفاقية الهندنة، رفض الموقعون المصافحة. وقد كان بين المقاتلين نقيب في الجيش الأميركي يدعى هاري ترومان (رئيس هيروشيما في الحرب العالمية الثانية)، وشاهد مرة جندياً أميركياً يحاول نزع جزمة طيار ألماني قُتل، فكتب إلى خطيبته: «سمعت فرنسياً يقول إن ألمانيا تقاتل من أجل الأرض، وإنجلترا من أجل البحر، وفرنسا من أجل الوطن، والأميركيون من أجل التذكارات».

 

العرب... وانتخابات أميركا النصفية وعقوبات إيران

إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط/04 تشرين الثاني/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/68645/%D8%A5%D9%8A%D8%A7%D8%AF-%D8%A3%D8%A8%D9%88-%D8%B4%D9%82%D8%B1%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8-%D9%88%D8%A7%D9%86%D8%AA%D8%AE%D8%A7%D8%A8%D8%A7%D8%AA-%D8%A3%D9%85%D9%8A%D8%B1%D9%83%D8%A7/

أمامنا بضعة أيام حافلة بالتشنّج والإثارة، وبالغموض والمكابرة.

إذ يسري يوم غد (الاثنين) مفعول العقوبات الأميركية الجديدة على إيران. وبعد غد (الثلاثاء)، يدلي الناخبون الأميركيون بأصواتهم في انتخابات نصفية ستشكل عملياً استفتاء على سياسات الرئيس دونالد ترمب ومقارباته للملفات السياسية والاقتصادية العالمية. في هذه الأثناء، حالنا نحن، كعرب، لا يخرج - كالعادة - عن التفرّج والتمني، لأننا عجزنا عبر العقود الكثيرة عن بناء «لوبي عربي» حقيقي يستشرف ويتفاعل.

توخياً للإنصاف، لا بد من سوق بعض الأعذار التخفيفية. إذ من الصعب، بل المستحيل، بناء رؤية عربية واحدة أو أولويات عربية موحّدة في الخارج إذا كان الوضع العربي في أرضه منقسماً ومشتتاً، تختلف فيه الاجتهادات، وتتناقض المصالح، وتتغلب الكيدية على الرؤيوية، وتضيع البوصلة بين استراتيجية «الحد الأدنى الضروري» وتكتيك «هوامش الاختلاف المقبولة».

ومن ثم، إذ كنا داخل أوطاننا عاجزين عن وقف التدهور وتغليب لغة المصلحة المشتركة... فكيف نستطيع الانتقال إلى مرحلة بلورة التفاهمات والخطط تمهيداً لمخاطبة الآخرين؟ بعكسنا تماماً، نرى كيف أن القوى التي تنازعنا السيادة على منطقة الشرق الأوسط، تنشط وتناور، وتصل أحياناً بمناوراتها الخطرة إلى شفير الهاوية، لكنها في نهاية المطاف تتفادى السقوط. ولعلها تتفادى السقوط لسببين أساسيين:

الأول، أن هذه القوى تنطلق من قرار واحد واعٍ ومنسجم مع نفسه، يوفر لها أرضية صلبة لتوصيل رسائلها، ومن ثم المساومة والمقايضة بحيث تتجنب الخسارة حيث يتعذّر ضمان الربح.

والثاني، أنها تفهم نقاط قوة الديمقراطية ونقاط ضعفها أيضاً. وعليه، فهي من ناحية تجيد الاستثمار في الإعلام والعلاقات العامة وغيرهما من أدوات «القوة الناعمة»، ومن ناحية ثانية، تعرف كيف تنتظر ومتى تطالب وتتشدّد ومتى تهادن وتتراجع، لإدراكها أن الأحزاب الحاكمة في الديمقراطيات الغربية خاضعة لتداول السلطة، ولذا فهي تتغير بعد بضع سنوات.

إسرائيل، وليدة الثقافة والتقاليد الغربية، أدركت هذا الواقع جيداً، وعملت بموجبه بنجاح لافت منذ تأسيسها حتى اللحظة.

أيضاً، مؤسسة الحكم في إيران، على الرغم من خطابها المحافظ و«عنترياتها» الاستفزازية، ناهيك بسياساتها العدوانية، استوعبت «الدرس الإسرائيلي» جيداً ومزجته بنجاح مع «التقية الثقافية» التقليدية. وها هي اليوم لديها خطاب مخصّص للشارع الإيراني، وثانٍ للعرب، وثالث للقوى الأجنبية الكبرى التي تتعامل معها. وهي إذا كانت تتعامل مع الداخل عبر أجهزة «الدولة الأمنية» العميقة، ومع العرب عن طريق الميليشيات الطائفية ورعاية التطرف والإرهاب والتجييش التقسيمي تحت شعارات نضالية زائفة، فهي ترسل إلى الغرب «معتدليها» المتخرّجين في جامعاته ومعاهده «لتصدير» الصورة اللطيفة والبراقة المطلوبة.

حتى تركيا، التي تشعر أن من حقها أيضاً أن تستعيد جزءاً من نفوذها الإقليمي الذي خسرته بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى، تتعلم تدريجياً من أخطائها في محاورة الغرب. وهي راهناً تنوّع في تعاملها بين التشدّد واللين مع روسيا، العدو القومي والديني القديم، ومع أوروبا الغربية حيث «ضباب» التاريخ وتبعات «الهجرة»... وأخيراً، مع أميركا، حليف «الحرب الباردة» و«الشريك الملتبس» أيام صعود الإسلام السياسي والشعبوية الغربية!

سياسات إدارة الرئيس الديمقراطي السابق باراك أوباما الشرق أوسطية، لا شك، كانت كارثية تماماً بالنسبة للعرب. لقد أدت تلك السياسات إلى إطلاق يد إيران، بالتوازي مع تدمير عدد من الكيانات العربية إثر وعود «طوباوية» خادعة نسفتها على الأرض مصالح أبعد ما تكون عن المبادئ الأخلاقية. وخارج نطاق استرضاء إيران، وتعزيز التعاون معها على حساب الشعوب العربية في العراق وسوريا ولبنان واليمن، لم تقدم إدارة أوباما شيئاً ملموساً للفلسطينيين.

ومن ثم، عندما ربح الجمهوريون معركة الرئاسة قبل سنتين، وأعلن الرئيس دونالد ترمب اعتزامه تغيير سياسة واشنطن إزاء المنطقة، شعر كثرة من العرب بارتياح. شعروا بذلك مع أن الرئيس الجديد كان يعتمد خطاباً متشدداً ضد الجاليات العربية والمسلمة داخل الولايات المتحدة، سرعان ما ظهر في سلسلة من الإجراءات التضييقية. وبعد ذلك، جاء قراره بنقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس ليخدم ليس فقط التطرف الإسرائيلي... بل المبرّر المصطنع للتدخل الإيراني في المنطقة.

صحيح خطاب ترمب ضد «ملالي» طهران كان قوياً وعدائياً، وصل إلى العقوبات التي يسري مفعولها غداً، لكن الصحيح أيضاً أن عدة أصوات داخل الإدارة كرّرت القول خلال العامين الأخيرين إنها «لا تسعى إلى إسقاط نظام طهران، بل تغيير سلوكه!». وخلال الساعات الأخيرة، رغم إعادة التذكير بالنقاط الـ12 التي جعلها وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو «شروطاً» لإنهاء الخلاف مع الإيرانيين، فإن إعفاء عدد من كبريات الدول المستوردة للنفط الإيراني من العقوبات أضعف مفعول هذه العقوبات كثيراً.

إيرانياً، أيضاً، ما كان «تشدّد» الخطاب السياسي الأميركي إزاء اليمن متوافقاً مع التعامل الدولي «الناعم» مع الحوثيين، مع أنهم فعلياً جزء لا يتجزأ من مشروع إيران التوسعي الإقليمي.

وكذلك بالنسبة لسوريا، حيث بعد التغيّر الشكلي في التعامل، سرعان ما انتهت عمليات القصف القليلة من الناحية السياسية إلى وضع عام مائع لا يختلف كثيراً عن الوضع السابق، ووسط سكوت على تطبيع إقليمي وعربي ودولي واقعي مع نظام بشار الأسد.

والشيء نفسه، يمكن تعميمه على سلبية واشنطن حيال الحالتين العراقية واللبنانية حيث تمسك ميليشيات إيران بكل خيوط اللعبة ومفاصل الحكم، فتقرّر استراتيجيات الأمن... وتعطل على هواها تشكيل الحكومات!

عودة إلى انتخابات أميركا النصفية. الرئيس ترمب تحدّث بالأمس عن «إمكانية» استحواذ الديمقراطيين على غالبية مجلس النواب. وهذا، يعني إضعاف سياساته ضد إيران، ونسف فاعلية أي إجراء جدّي ضدها. وإذا تذكرنا أن المواقف الأوروبية، أصلاً، ضد العقوبات... يصبح لزاماً علينا توقع مرحلة صعبة على مستوى المنطقة، تشمل فصلاً جديداً من الحرب النفسية الابتزازية. يصبح لزاماً علينا التنبه للتواطؤ الدولي الصريح إزاء هيمنة «قوى الأمر الواقع» على العراق وسوريا ولبنان، وإلى الإغفال المتعمّد لمسؤولية طهران المباشرة عن الوضع الانقلابي ومآسيه في اليمن.

 

«محور المقاومة» الثاني

سوسن الشاعر/الشرق الأوسط/04 تشرين الثاني/18

محور ما يسمى المقاومة عرفناه كمصطلح يجمع الدول والحركات التي تقاوم الاحتلال الإسرائيلي وتقاوم التطبيع معه، سواء كان موقع تلك الدول على حدود إسرائيل أو غير ذلك كإيران التي تعد نفسها عضواً في هذا المحور بل أحياناً تدعي أنها تقوده، وكذلك بعض حركات (التحرر) والأحزاب كحزب الله مثلاً يعتبر نفسه عضواً في هذا المحور، جميعهم يقاومون إسرائيل باعتبارها دولة معتدية محتلة مستعمرة سلبت حق الفلسطينيين وأرضهم. لكن كيف انقلب هذا المحور من مقاومة الاحتلال إلى التدخل في شؤون الدول العربية؟

اليوم هناك «محور للمقاومة» ثانٍ جديد، محور للمواجهة ثاني محور لمجموعة دول تقاوم مستعمراً آخر، مجموعة دول تقاوم «المستعمر الإيراني» باعتبار إيران دولة محتلة تستعمر أكثر من دولة عربية كالعراق وسوريا واليمن وتسعى للسيطرة على دول أخرى من خلال تدخلها في شؤونهم ومن خلال دعمها لجماعات مسلحة تعمل داخل تلك الدول.

ويتشكل هذا المحور من دول خليجية بقيادة المملكة العربية السعودية ومعها مصر والأردن وحلفاء دوليون كالولايات المتحدة الآن في عهد دونالد ترمب الذي وصلت قناعة إدارته لمثل قناعاتنا بأن إيران مصدر الإرهاب في العالم.

نحن إذن أمام مواجهة الخطر الإيراني الذي أطلق صواريخه علينا وسلح ميليشيات تقاتل أجهزتنا الأمنية وجيوشنا نحن أيضاً شكلنا محوراً للمقاومة حفاظاً على قوميتنا العربية وسيادتنا وكرامة أمتنا، وأهدافنا لا تختلف عن أهداف محور المقاومة الأول.

فالاحتلال واحد حتى لو تدثر تحت غطاء ديني أو عرقي أو أي ذريعة، وحتى لو وجد هذا المحتل مجموعات تفتح له الباب وتدعوه للوجود على أرضها، فيبقى وجوده ونفوذه احتلالاً، فهناك فلسطينيون داخل إسرائيل بل داخل الكنيست نفسه يوجد أعضاء فلسطينيون قبلوا بالتعايش مع إسرائيل، فهل ذلك ينفي صبغة الاحتلال عن إسرائيل؟

كذلك لا تغير صبغة النفوذ الإيراني في العراق أو سوريا أو اليمن وتجعله مجرد حليف إن كانت هناك فئات قابلة للوجود الإيراني ومتعايشة معه، ما دامت إيران تتدخل في شؤون تلك الدول وتفرض أجندتها السياسية عليه، ما دامت هناك قواعد عسكرية أو وجود عسكري أجنبي بأي شكل من أشكاله فذلك احتلال (وهذا لا علاقة له بالاتفاقيات الأمنية وبالتحالفات الدولية التي تعقدها حكومات دول مستقرة مع دول أخرى، فقط حتى لا نخلط الأوراق).

إيران دولة أجنبية محتلة، وذلك أمر لا تنكره إيران نفسها فهي من يتبجح بسيطرتها على أربع عواصم عربية، فكيف يكون الاحتلال إن لم يكن سيطرة على القرار؟

دول الخليج العربي بقيادة السعودية عليها أن تتصرف على أساس محور مقاومة له ما لمحور المقاومة الأول من حقوق عربية وسيادية، وحق الدفاع المشروع عن نفسها.

صحيح أن دول الخليج العربي دعمت «محور المقاومة الأول» بالمال وبالمواقف السياسية وبالمشاركة في جميع حروبه ضد إسرائيل منذ عام 1948 إلى اليوم، أكثر من سبعين عاماً وأهل الخليج وحكامها معهم بالروح وبالدم وبالمال، وقدموا الكثير وخسروا الكثير وضحوا بالكثير وما زالوا، إنما لم يطالبوا أحداً من دول المواجهة أو محور المقاومة أن يحاربوا نيابة عنهم أو يتبرعوا لهم أو يقدموا أي دعم لهم، كل ما طالبوا به أن يكف محور المقاومة شره عنا فهل هذا كثير؟

نحن الذين يموت على أرضنا أبناؤنا، تسيل دماؤهم على أرصفتنا دفاعاً عن كرامة الأمة العربية جمعاء، من عدوان غاشم، نحن الذين قدمنا الشهداء من أبنائنا فمات البحريني والإماراتي والسعودي دفاعاً عن كرامة أمة بأسرها لا عن كرامة دول الخليج فحسب، لم نسأل أين أبناء يعرب؟ أين القوميون العرب؟ أين محور المقاومة الأول الذي دعمناه بكل ما نملك طوال سبعين عاماً؟ أم أن المقاومة لها مقاسات؟ والاحتلال له ألوان؟

وليت الكثير الكثير ممن امتنع عن دعمنا، اكتفى بالامتناع فقط، إنما اصطف مع المحتل ضدنا؟ وطعننا في ظهرنا ويده كانت بيد الإيراني وأعان على إلحاق الضرر بنا، وفوق هذا كله وضعوا كل أوزار القضية الفلسطينية على ظهورنا.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

سليمان فرنجية التقى أهالي شهداء مجزرة إهدن: الانفتاح ليس نقطة ضعف بل نقطة قوة ونحن نعمل ضمن ثوابتنا ومستمرون بخطنا

الأحد 04 تشرين الثاني 2018 /وطنية - التقى رئيس "تيار المردة" الوزير والنائب السابق سليمان فرنجية، في قصر الرئيس الراحل سليمان فرنجية في زغرتا، أهالي شهداء مجزرة إهدن، لوضعهم في أجواء ما آلت اليه الاتصالات مع "القوات اللبنانية".

وأكد فرنجية ان "الحوار او اللقاء نتيجة طبيعية للمصالحة التي تمت في بكركي وللقاءات التالية، من دون اي انتقاص من كرامة شهدائنا او كرامتكم التي هي كرامتنا، واننا نتطلع الى مرحلة جديدة نتخطى من خلالها الماضي، الا اننا نأخذ منه العبر لأولادنا كي نبقى ونستمر".

بداية اللقاء استهلها المونسنيور اسطفان فرنجية بصلاة سأل فيها "الراحة لشهدائنا ولأصحاب هذا البيت، الذي هو بيت الجميع، والذي يتحلى بروح المسامحة التي هي من وجداننا المسيحي"، مؤكدا أن "الحقد يقتل"، وأن "حكمة سليمان فرنجية تسمح له ان يختار ما هو خير لنا وللبنان". ثم تحدث فرنجية، فقال: "من هذا البيت كانت الانطلاقة، ومنه انطلق شعار عفا الله عما مضى، والحوارات مع القوات اللبنانية مرت بعدة مراحل، واللقاء الثنائي مع الدكتور سمير جعجع يأتي تتويجا لهذه اللقاءات التي على المستوى القيادي لم يتم التفريط في خلالها لا بكرامتنا او بكرامتكم او كرامة شهدائنا، وسيكون لقاء من دون مصالح آنية او ظرفية". أضاف: "أرتكز على ثقتكم بي وعلى شهدائنا الذين غابوا والشهداء الاحياء، واننا تيار يجمع الاغلبية الساحقة ممن كانوا معه منذ بداية المسيرة، سوا بدأنا وسوا نكمل الطريق وما نقوم به يتم بدعمكم ومباركتكم". وتابع: "الانفتاح ليس نقطة ضعف بل نقطة قوة، ونحن نعمل ضمن ثوابتنا السياسية ومستمرون بخطنا". وإذ لفت الى ان "المرحلة المقبلة اساسية"، أكد "اننا لا نعمل الا بمستوى تاريخنا وتاريخ من استشهد ليبقى لبنان سيدا حرا وموحدا". وقال: "عشنا الأيام الحلوة والمرة مع بعض وهكذا سنكون في المستقبل لانكم الاساس والحاضر والمستقبل". وختم فرنجية بالإشارة الى ان "الراحل روبير فرنجية بارك هذه المسيرة، واننا كلنا ذاهبون اما المسيرة فمستمرة معكم وبكم".

الدويهي

كما تخلل اللقاء كلمة للنائب اسطفان الدويهي، أكد فيها ان "مدرستنا السياسية والأساسية هي بيت الرئيس فرنجية، وتستمر مع سليمان وطوني فرنجية، وهذه المدرسة اعطت التسامح الذي هو رسالة مسيحية عمادها التلاقي والحوار وطي صفحة الماضي السوداء. فلغة العفو هي لغة الاقوياء والنبلاء والفرسان". وقال: "اننا من مدرسة وطني دائما على حق، التي هي مدرسة محبة ولم تساوم يوما على دماء الشهداء ولم تستغل هذه الدماء في الزواريب السياسية الضيقة بل نبذت كل الاحقاد".

طوني فرنجية

كما كانت كلمة للنائب طوني فرنجية شدد فيها على ان "شهداءنا ماتوا دفاعا عن الوطن، ونحن اليوم كشباب نتطلع الى مستقبل جديد معكم ونريده من دون احقاد الماضي وجروحه، وان تطلعاتنا اذا اردنا النجاح هي الذهاب بمحبة ووحدة الى المستقبل، لذا علينا طي صفحة الماضي والتنافس ديمقراطيا وسياسيا". وأكد ان "اهلنا واجدادنا ضحوا من اجل وحدتنا، واكبر انتصار لشهدائنا هو وحدة الوطن الذي ماتوا من اجله". وفي الختام كان كلام لأهالي شهداء مجزرة إهدن جددوا فيه ثقتهم "بالقائد الذي لا يزايدن احد عليه بما قدم من تضحيات"، والتزامهم بقراراته، مثمنين "اللقاء الذي يكرس وحدة الموقف عاطفة ووعيا والاستمرار قلبا واحدا وجسما واحدا".

 

الراعي في قداس الاحد: حذار الإنقسامات والنزاعات المذهبية التي قد يعمل البعض على تأجيج نارها فتزيد من عرقلة تأليف الحكومة

الأحد 04 تشرين الثاني 2018 /وطنية - ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس الأحد في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي عاونه فيه المطرانان يوحنا رفيق الورشا وبولس عبد الساتر ولفيف من الكهنة، في حضور رئيس مجلس القضاء الأعلى جان فهد، رئيس بلدية العاقورة الدكتور منصور وهبه، رئيس تجمع الشباب اللبناني فايز حمدان، نجل الشهيدين صبحي ونديمة الفخري باتريك الفخري وحشد من المؤمنين.

العظة

بعد الانجيل المقدس، ألقى الراعي عظة بعنوان "انت الصخرة وعلى هذه الصخرة أبني كنيستي"، قال فيها: "1. على صخرة إيمان سمعان بأن يسوع هو المسيح ابن الله الحي، بنى الرب يسوع كنيسته، مشبها إياها ببيت يبنى على الصخر فلا تسقطه الرياح والأمطار والعواصف. وبسبب إعلان هذا الإيمان حول الرب إسم سمعان إلى بطرس أي الصخرة، فتكون الكنيسة، المعروفة بجماعة المؤمنين بالمسيح، مبنية على الإيمان المشبه بالصخر، فلا تقوى عليها قوى الإضطهاد والاعتداء والشر، وهي فاعلة كل يوم من الداخل والخارج.

2. يسعدنا أن نحتفل معا بهذه الليتورجيا الإلهية، وبها نحتفل بأحد تقديس البيعة، ونفتتح السنة الطقسية الجديدة. فيطيب لي أن أرحب بكم جميعا، وبالأخص بفريق السيدات الآتيات من حلب من مختلف الطوائف المسيحية، وبعائلة المرحومة جوليات الخوري ابنيها وابنتيها وعائلة المرحومة ابنتها، وعائلاتهم. نجدد لهم التعازي، ونذكر المرحومة جوليات في هذه الذبيحة المقدسة. ونحيي عائلة المرحوم فنان لبنان الدكتور وديع الصافي، وقد شاءت أن تحيي ذكرى وفاته وميلاده. إننا نذكره بصلاتنا لينعم بالمشاهدة السعيدة وينضم إلى الأجواق السماوية، في ما صوته ما زال حيا وينعش قلوبنا عبر الوسائل التقنية، وكأنه حي بيننا.

3. أعود بعد غياب طويل دام أربعين يوما، بدأ في كندا، حيث عقدنا مؤتمر مطارنة أبرشياتنا المارونية في بلدان الإنتشار، مع الرؤساء العامين لرهبنياتنا، بضيافة سيادة أخينا المطران بول - مروان تابت، وزرنا معهم عشر رعايا في مختلف المناطق، فسررنا بهم ملتفين حول أسقفهم وكهنتهم، أبرشيين ورهبانا، ومنظمين في مجالس ولجان وجوقات ونشاطات متنوعة، وقرأنا على وجوههم الفرح الذي يملأ قلوبهم. إنهم يحافظون على تراثنا الماروني الروحي والليتورجي والتنظيمي، وعلى تقاليدنا اللبنانية، وبذلك يسهمون في إغناء المجتمع الكندي الذي يستضيفهم. وما سرنا بالأكثر شهادة المسؤولين المدنيين والكنسيين بهم.

4. وبعد عشرة أيام انتقلت إلى روما حيث شاركت مع المطرانين المنتخبين من مجمع مطارنتنا، في أعمال سينودس الأساقفة الخاص بالشبيبة الذي دام ثلاثة أسابيع. وها نحن اليوم قي صدد إعداد خطة عمل لتطبيق توصيات هذا السينودس، مع السادة المطارنة والرؤساء والرئيسات العامين، ومع مكتب راعوية الشبيبة التابع للدائرة البطريركية. فنرجو صلاتكم مؤازرتكم، فالشباب هم ضمانة المستقبل، وهم بمثابة صخرة تُبنى عليها العائلة والكنيسة والمجتمع والدولة. فهذه كلها ستكون غدا ما يكونه شباب اليوم.

5. "أنت الصخرة وعلى هذه الصخرة أبني كنيستي" (متى 18:16).كنيسة المسيح مشبهة ببيت. فبولس الرسول يسميها بناء الله (1كور 9:3)، بمعنى أنه هو بانيها على حجر الزاوية الذي هو المسيح (متى42:21)، والذي منه تأخذ ثباتها ومتانتها. أما حجارتها الحية فهم المؤمنون، على ما يكتب بطرس الرسول (1 بطرس 5:2). ويسمي بولس الرسول الكنيسة بيت الله (1طيم 5:3) الذي يسكن فيه الله بالروح القدس (رؤ 3:21)، وتسكن فيه عائلة الله التي هي جماعة المؤمنين بالمسيح. وهم بذلك يؤلفون على الأرض هيكلا روحيا (1 بطرس 5:2) (الدستور العقائدي "في الكنيسة"، 7).هذه الكنيسة نحيي عيدها في هذا الأحد الأول من السنة الطقسية.

6. على صخرة الإيمان بنيت الكنيسة ويرتفع بناؤها كل يوم. والإيمان هبة من الله ونعمة، وإلهام من الروح القدس ينير عقل الإنسان ويحرك قلبه نحو الله، فيرى الحقيقة ويقبلها بعقله، ويحبها بقلبه، ويعمل بموجبها بإرادته الحرة. بنور هذا الإيمان أدرك سمعان - بطرس حقيقة يسوع أنه المسيح ابن الله الحي (متى 16:16). ولذا قال له الرب يسوع: طوبى لك يا سمعان بن يونا! لأنه لا لحم ولا دم أظهر لك ذلك، بل أبي الذي في السماوات (متى 17:16). فلنلتمس من الله كل صباح، ومع إطلالة كل شمس، نور الإيمان لكي تنجلي لنا الحقيقة التي تهدي حياتنا اليومية.

فانطلاقا من الحقيقة التي يمليها علينا الإيمان، يلتزم المؤمن بكل ما هو حق وخير وجمال في كل عمل ونشاط ومسؤولية، سواء في العائلة أم في الكنيسة أم في الدولة. الحقيقة تولد العدالة والمحبة والحرية والسلام.

7. إن الأزمة السياسية التي تشل حياة الدولة عندنا في لبنان، وتتسبب بأزمة إقتصادية ومالية ومعيشية خانقة، مردها ظلمة الضمائر المأسورة بالمصالح الشخصية والفئوية والمذهبية والولاءات الخارجية. والكل على حساب قيام دولة المؤسسات والقانون، كما هو ظاهر في عدم إمكان تأليف الحكومة بعد مضي خمسة أشهر كاملة على التكليف، وستة أشهر على الإنتخابات النيابية. وإذا بنا أمام سلطتين مشلولتين: السلطة التشريعية والسلطة الإجرائية، وبالتالي أصبحت الوزارات والإدارات وخدمة القضاء سائبة ويطغى عليها تدخل السياسيين، وينخرها الفساد. وبات القانون والقضاء يطبقان على هذا المواطن دون ذاك، وعلى فئة دون أخرى. أما مال الخزينة فيتبدد، والدين العام يتفاقم، والبلاد على شفير الإفلاس، بحسب تحذيرات البنك الدولي، وشبابنا أمام آفاق مسدودة. فحذارِ فوق ذلك من الإنقسامات والنزاعات المذهبية التي قد يعمل البعض على تأجيج نارها، بعدما خمدت عندنا، والحمد لله، فتزيد من عرقلة تأليف الحكومة.

8. فلا بد والحالة هذه من العودة الى الحقيقة التي تحرر وتجمع، وهي حقيقة تعلنها الكنيسة من دون أية مصلحة أو لون سياسي أو ديني. ولأنها كذلك، فهي مبنية على صخرة الإيمان والحقيقة، ولذلك هي حرة وشجاعة ومتجردة. الحقيقة هي الوطن الذي يعلو فوق كل شخص وحزب ودين ومذهب. وهو بيت الجميع الذي يؤمن لهم الحياة الكريمة والبحبوحة والخير والكرامة وحرارة العيش السعيد، كما البيت الوالدي. أما أساسات هذا البيت الوطني المشترك فهي الدستور والميثاق الوطني اللذان عليهما تبنى السلطات، وبخاصة اليوم السلطة الإجرائية التي هي الحكومة. فلا يمكن تأليفها، بحسب ما يتفق عليه السياسيون النافذون، بل بحسب ما يقتضيه الدستور والميثاق. والحقيقة هي أن الهدف الأساسي من وجود الدولة والسلطة السياسية فيها هو الخير العام الذي منه خير كل مواطن وكل المواطنين.

9. إن العمل السياسي لا ينتهز انتهازا، بل يستوجب تثقيفا وتربية ملائمة، بحيث تستنير ضمائر الملتزمين بالشأن السياسي، وتوجه قواهم ليكونوا في خدمة تنمية الشخص البشري تنمية شاملة، وتأمين الخير العام. وبهذه الصفة، يصدر العمل السياسي من قلوب يسكنها الحب، كما يؤكد قداسة البابا فرنسيس. أما البابا القديس يوحنا بولس الثاني أكد بدوره على الرباط القائم بين العمل السياسي ووصية المحبة. فالحب، يقول، يرفع إلى القمم الأعلى في خدمة الشأن العام. ولقد شدد سينودس الأساقفة الخاص بالشبيبة على ضرورة تنشئة الشبيبة وتربيتها على الالتزام الاجتماعي والسياسي. وسنعمل مع الجامعات وسواها على تأمين هذه التربية في أقسام ومواد خاصة من ضمن كليات ومعاهد.

10. إننا في بداية السنة الطقسية نجدد التزامنا بالمحافظة على قداسة الكنيسة من خلال تقديس نفوسنا. ففيها كبيت الله نجد كل وسائل تقديسنا الفاعلة بالروح القدس، وهي: كلمة الحياة، ونعمة أسرار الخلاص، وغذاء نفوسنا بجسد الرب ودمه.

فنرفع نشيد المجد والتسبيح للثالوث القدوس، الآب والابن والروح القدس، الآن وإلى الأبد، آمين".

بعد القداس، استقبل الراعي المؤمنين المشاركين في الذبيحة الالهية.

 

سامي الجميل اختتم زيارته لموسكو: لا بد ان يتخطى لبنان كل التحديات طالما هناك من يعمل على تغيير النهج السائد ومواجهة الفساد

الأحد 04 تشرين الثاني 2018/وطنية - اختتم رئيس حزب "الكتائب اللبنانية" النائب سامي الجميل زيارته الى روسيا والتي استمرت ثلاثة أيام، بلقاء مع النائب البطريركي مسؤول العلاقات الخارجية في بطريركية موسكو المطران إيلاريون. وتناولت المحادثات التي حضرها الوفد الكتائبي المرافق والمؤلف من نائب الرئيس الوزير السابق سليم الصايغ، النائب الياس حنكش، النائب السابق فادي الهبر وعضو المكتب السياسي فادي عردو، اهمية الوجود المسيحي الحر في الشرق وضرورة مقاربة الموضوع من زاوية وطنية تحفظ التنوع الديني والفكري ولاسيما في لبنان الذي يقوم على حرية الرأي والتعددية. ولبى رئيس الكتائب والوفد المرافق دعوة ممثل بطريركية أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس لدى بطريركية موسكو وعموم روسيا نيفون الصيقلي الى مأدبة غداء شارك فيها المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط ودول إفريقيا، نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف والسفير البابوي في موسكو المطران شيليستينو ميليوريه وعدد من السفراء المعتمدين في روسيا. وعبر الجميل خلال كلمة ألقاها أمام الحاضرين عن شكره العميق للحفاوة التي أحاطت بزيارته وأكد "ان الكتائب مستمرة في الخط الذي رسمته لنفسها في الدفاع عن لبنان في وجه المصاعب"، مشيرا الى "ان البلد لا بد وان يتمكن من تخطي كل التحديات طالما هناك من يعمل بإصرار على تغيير النهج السائد ومواجهة الفساد". وبحث ايضا مع مسؤول العلاقات الخارجية في حزب روسيا الموحدة الحاكم نيكولاي ليتواك في سبل تعزيز التعاون بين الحزبين واتفق على تشكيل لجنة للمتابعة في مجمل القضايا الاقتصادية والاجتماعية.

 

بوتين قلد مستشار الرئيس الحريري للشؤون الروسية وسام الصداقة

الأحد 04 تشرين الثاني 2018/وطنية - قلد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مستشار الرئيس سعد الحريري للشؤون الروسية جورج شعبان، وسام الصداقة. وفي كلمته أثناء الاحتفال بالعيد الوطني الروسي في الكرملين، في حضور جميع المسؤولين السياسيين والروحيين الروس، أشاد بوتين بدور شعبان في "تعزيز أواصر العلاقات الروسية - اللبنانية لما فيه مصلحة الشعبين والبلدين". ثم قلده أعلى وسام يمنح للشخصيات الأجنبية، وسام الصداقة. ورد المحتفى به بكلمات العرفان والشكر لبوتين على تقديره لجهوده ودوره في تطوير علاقات الصداقة بين لبنان وروسيا وتعزيزها من خلال مسيرته وعمله مع الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ثم مع الرئيس سعد الحريري مستشارا للشؤون الروسية. ونوه شعبان ب"الدعم الذي يلقاه لبنان من القيادة الروسية في مختلف المحافل الدولية"، وكذلك ب"دور روسيا في دعم سيادة لبنان ووحدة أراضيه، كما الوقوف الى جانبه في أحلك الظروف". كذلك أشار شعبان الى "تقدير الشعب اللبناني للمساهمة الكبيرة التي تبذلها روسيا في محاربة الإرهاب وإرساء الاستقرار والسلم في الجوار اللبناني في الشرق الأوسط عامة".

 

قاووق: عقدة تمثيل المستقلين في عهدة الرئيس المكلف

الأحد 04 تشرين الثاني 2018 /وطنية - رأى عضو المجلس المركزي في "حزب الله" الشيخ نبيل قاووق أن "عبء لبنان ناتج من المآزق والانقسامات السياسية، وهذا ما نشهده في تعطيل مسار تشكيل الحكومة، والحزب كان موقفه واضحا وصريحا منذ البداية في الحرص على تسريع وتسهيل تشكيل حكومة وحدة وطنية، بعيدا من الإقصاء والإلغاء، ومنذ 160 يوما والحزب وضع في عهدة الرئيس المكلف مطلب تمثيل النواب المستقلين، ولكن هناك من يتجاهل ويستخف بنتائج الانتخابات النيابية، فهذه فئة نيابية وازنة نجحت في الانتخابات ومن حقها أن تتمثل، وهناك من يريد أن يتجاهلها ويقصيها ويلغيها وألا يعترف بوجودها، وعليه فإن المشكلة أو العقدة ليست عند الحزب إنما في عهدة الرئيس المكلف، الذي يطالب بمعالجة مطالب فئة نيابية وازنة نجحت في الانتخابات، وهذه المطالب ليست عقدة أو مشكلة أو عصية على الحل، إذ بالتفاهم والحوار يمكن معاجلة هذه المطالب، ولا سيما أن كان هناك عقد مختلفة وأصعب، ونجح لبنان بتجاوزها". واعتبر خلال احتفال تأبيني أقامته بلدية عيترون أن "تشديد العقوبات المالية والاقتصادية والسياسية على الحزب ليست جديدة، وهي تأتي بعد عجز أعداء المقاومة عن مواجهتها ووقوفها كعقبة استراتيجية كبرى أمام صفقة القرن، فمنذ العام 1985 والعقوبات الأميركية مستمرة ومتواصلة ومتصاعدة، وفشلوا في أن يعيقوا تقدم مسار المقاومة التي نجحت رغم أكثر من ثلاثين سنة على العقوبات، في أن تعاظم قدراتها وتحقق الانتصارات والإنجازات". وقال: "بمعادلة المقاومة وإرادتها وانتصارها، أصبح الجيش الإسرائيلي يقيم المناورات في هذه الأيام على إخلاء المستوطنات خوفا من معادلة الجليل التي وعد بها الحزب، وهذا اعتراف إسرائيلي بعجزه أمام قدرة المقاومة التي هي اليوم عنوان المجد والانتصار للبنان والكرامة للعروبة والفخر للأمة في زمن الهرولة والمذلة العربية الرسمية إلى التطبيع مع إسرائيل، وهي التي تحمي اليوم بقية الكرامة العربية، لأن البعض يريد فرض واقع صفقة القرن، أي تصفية القضية الفلسطينية وبقاء الاحتلال الإسرائيلي لمزارع شبعا وتلال كفرشوبا". وختم قاووق: "التطبيع الخليجي مع إسرائيل تهديد استراتيجي للبنان وتشجيع إسرائيلي على العدوان عليه، وبالتالي الذين يعملون على خذلان القدس وفلسطين والتطبيع مع إسرائيل، ليسوا في موقع الصداقة للبنان، ولولا المقاومة لدخلت المنطقة في العصر الإسرائيلي، ولا سيما أن بعض الملوك والرؤساء والأمراء العرب يهرولون لنيل الرضى الإسرائيلي، ويستقوون بإسرائيل للمحافظة على عروشهم".

 

نواف الموسوي: ننصح الأخوة في تيار المستقبل ألا يتعاملوا بعناد مع مسألة التعددية السياسية أو التعددية الحزبية في الطائفة السنية

الأحد 04 تشرين الثاني 2018 /وطنية - القى عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب نواف الموسوي كلمة في الاحتفال التأبيني الذي أقيم ل"فقيد المقاومة" رزق حسن رزق في حسينية بلدة معروب الجنوبية، في حضور عضو كتلة "التنمية والتحرير" النائب علي خريس، مسؤول منطقة الجنوب الأولى في حزب الله أحمد صفي الدين، وفعاليات. وقال: "إننا في هذه المناسبة لنتذكر ويتذكر معنا اللبنانيون وغير اللبنانيين، أننا قدمنا دفاعا عن وطننا والدولة ومؤسساتها، التضحيات التي بدأت بمواجهة العدو الصهيوني، وما انتهت برد العدوان التكفيري عن لبنان، وفي كل ساحة كنا نقف لنؤثر على أنفسنا، لأننا نعتبر أننا منذورون في هذه الحياة للجهاد حتى الشهادة، والجهاد بمستوياته كافة، بما فيها الجهاد السياسي، وكان نصب أعيننا على الدوام، أن ننجح في تحرير أرضنا، وندافع عن وطننا، ونحرص على بناء دولة القانون والمؤسسات التي لا فساد فيها، لأن الفساد هو من أعدى أعداء المواطن والدولة". اضاف: "إننا سعينا في هذا السبيل إلى قانون انتخابي يمكن أن يشكل أفضل فرصة للتعبير عن إرادات اللبنانيين، وقد حصلت الانتخابات على أساس قانون حديث قام على نظام النسبية، ونتذكر أن جميع القوى السياسية تقريبا، قد احتفلت بانتصاراتها في هذه الانتخابات، لأن النظام النسبي أعطى لجميع القوى الفرصة لكي تظهر حجم قاعدتها الشعبية وقدرتها الانتخابية، وبعدما اجتزنا مرحلة الانتخابات، دخلنا إلى مرحلة تشكيل الحكومة، وهنا نذكر لأننا استغربنا هذه الضجة التي قامت، حيث وقف أحد في هذا البلد وقال إن العقد لم تذلل جميعا، وما زال هناك عقدة في التمثيل الحكومي لا بد من تذليلها. إننا منذ الساعات الأولى لتكليف الرئيس سعد الحريري مهمة تشكيل الحكومة، أكدنا له دائما في اللقاءات الأولى معا، وفي اللقاءات التي تلت، وصولا إلى آخر لقاء قبل حل عقدة تمثيل حزب "القوات اللبنانية" في الحكومة، أننا متمسكون باعتماد معيار واحد للتمثيل في الحكومة، يقوم على أساس احترام نتائج الانتخابات النيابية، وكنا نقول بوضوح إننا أجرينا انتخابات نيابية ليس من باب النزهة، ولا من باب الترف السياسي، وإنما أجريناها لكي يتبين إن كان هناك لكل حزب أو قوى أو تيار قاعدة شعبية أو لا، وقلنا انه يجب أن تحترم نتائج الانتخابات النيابية في تشكيل الحكومة، وهذا موقفنا ولا يزال ولم يتغير، لأن البعض يسأل ما الذي استجد وجعل "حزب الله" يقف أمام تشكيل الحكومة، فلم يستجد أي شيء، فعودوا إلى الوقائع وتذكروها بأنفسكم، فمنذ البداية كان يحكى أن هناك ثلاث عقد أمام تشكيل الحكومة، عقدة مسيحية، وعقدة درزية، وعقدة سنية، والذي حصل أنه صار هناك تسوية للعقدة الدرزية، ووصلت الأمور إلى اتفاق شمل الطرفين الدرزيين، ورعى هذا الاتفاق فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، وهذا بعد مضي أشهر على وجود هذه العقدة، وأما في ما يتعلق بتمثيل "القوات اللبنانية"، استمرت المفاوضات أكثر من 5 أشهر، إلى أن وصلنا إلى الصيغة التي وصلنا إليها، وقبل حزب "القوات" بما هو معروض عليه، لأنه لم يشأ أن يكون خارج التشكيلة الحكومية، فالمنطق الطبيعي كان أن يقف الجميع ولا سيما المعنيون بتشكيل الحكومة ليقولوا، أنجزنا حل العقدتين الدرزية والمسيحية، وبقي أمامنا العقدة السنية، فهذا هو الوضع الطبيعي، وليس المستغرب أن هناك عقدة سنية، وإنما المستغرب هو عدم وقوف باهتمام ومسؤولية أمام العقدة السنية للتعامل معها، وبالتالي إذا كان البعض يتعامل مع هذا الموضوع أنه ليس موضوعا أساسيا فهو مشتبه، وذلك فإننا نسأله، هل سمع منا في مرة من المرات تجاوزا لمسألة تمثيل السنة أو النواب السنة خارج كتلة المستقبل، وهل سمع مرة منا تخليا عن هذا الموضوع، على العكس تماما، حيث كنا دائما نؤكد على ضرورة الانتباه لهذا الموضوع".

وتابع: "إن البعض يتحدث عن أن موضوع تمثيل السنة في الحكومة هو شأن يخص طائفة دون طائفة وما إلى ذلك، ولكن نحن لا نعتقد أن الأمر كذلك، لأنه إذا أردنا أن نعمل بهذه الطريقة، فما كان أحد عمل على حل العقدة الدرزية سوى الدروز أنفسهم، وعندئذ ما كانت لتحل هذه العقدة، ولكن رئيسي الجمهورية والحكومة تدخلا من أجل حل العقدة الدرزية، وبالتالي ما المانع من أن تتدخل أطراف من غير الطائفة السنية لحل مشكلة العقدة السنية، فهذا أمر طبيعي".

واشار الى ان "من أسباب الاستقرار في لبنان وكنا نرددها دائما، هي التعددية في التمثيل الطوائفي، ففي كل مرة ينحصر تمثيل طائفة في حزب واحد أو جهة واحدة، يذهب المأزق اللبناني إلى الانسداد، ولا يعود هناك إمكانية للخروج من الأزمات، فحين سيطر أحد الأحزاب لوحده على تمثيل المسيحيين، دامت الحرب الأهلية، واستمرت إلى ما استمرت إليه، فكيف إذا أظهرت الانتخابات النيابية أن هناك كتلة من النواب ليست قليلة، فالنواب السنة في البرلمان عددهم 27 نائبا، لكتلة المستقبل 17 نائبا، وهناك 10 نواب خارج كتلة المستقبل، فهل نتعامل مع هؤلاء على أنهم لم يكونوا". ورأى ان "الاستقرار في لبنان وحل الأزمات فيه يقوم على تعددية التمثيل الطوائفي، ولذلك نحن ننصح الأخوة في تيار المستقبل، ألا يتعاملوا بعناد أو تعنت مع مسألة التعددية السياسية أو التعددية الحزبية في الطائفة السنية، فنحن في الطائفة الشيعية، هناك "حركة أمل" وهناك "حزب الله"، والبعض يقول إننا متوافقون، وهذا أمر صحيح، وبالتالي فلتقم تعددية في الطائفة السنية، وتوافقوا، لا سيما وأن معظم نواب السنة الذين هم خارج كتلة المستقبل، أعطوا الثقة لرئيس الحكومة سعد الحريري، أي أنهم سلفوا الرئيس سعد الحريري بادرة حسن نية أنهم سموه لتشكيل الحكومة، وبالتالي أصبح هو مطالبا بأن يضم الجميع حتى الذين يختلفون معه، لا أن يعمل على إقصائهم أو إبعادهم أو تهميشهم".

وقال: "نحن والأخوة في "حركة أمل" هناك الكثير من الأمور التي نتفق وما زلنا نتفق عليها، وأحيانا يكون هناك بعض الاختلافات حول الأمور، في مسألة انتخاب فخامة رئيس الجمهورية، كنا نحن والأخوة في "حركة أمل" مختلفين على هذا الموضوع، ولم يكن سرا أن الرئيس نبيه بري والأخوة في "حركة أمل" كانوا يفضلون مرشحا آخر غير المرشح الذي نحن عملنا من أجله ألا وهو العماد ميشال عون، فلا يوجد هناك آحادية في التمثيل الشيعي وكذلك في التمثيل المسيحي، فهناك حزب القوات والتيار الوطني الحر وتيار المردة وشخصيات أخرى وصلت إلى البرلمان من خلال قاعدتها الشعبية، فلماذا التعددية السياسية متاحة لتمثيل الطوائف جميعا، إلا وبشكل تعسفي، هناك من يريد أن يعتمد بشكل قصري آحادية التمثيل السني في حزب واحد هو حزب تيار المستقبل". اضاف: "إننا نسأل الرئيس سعد الحريري، هل حالة النائب أسامة سعد مفتعلة أم أصيلة، فمنذ زمن طويل ومن قبل أن يأتي الرئيس رفيق الحريري إلى لبنان، وبيت معروف سعد معروف أنه بيت للزعامة الصيداوية، وهل بيت كرامي في طرابلس حالة مفتعلة بالتمثيل السني، لا سيما وأن عائلة كرامي منذ فجر الاستقلال وهم في زعامة سنية، فهل نسينا رشيد كرامي أو عمر كرامي، وعليه فمن جعل أسامه سعد يربح في صيدا هو في الأساس الأصوات السنية، وما جعل فيصل كرامي ينجح في طرابلس هي الأصوات السنية، وكذلك جهاد الصمد وعبد الرحيم مراد، وبالتالي إذا كانت هذه الشريحة من السنة قد أتت بهؤلاء النواب، فلماذا تريدون أن تشكلوا حكومة تستبعد جزءا كبيرا من الناخبين اللبنانيين".

واردف: "لقد سمعنا من البعض يقول إن هناك نوابا مسيحيين موجودون في كتلة المستقبل يريدون أن يتمثلوا في الحكومة، فإننا نقول له بأنه جرى تمثيلهم، فغطاس خوري سوف يكون وزيرا من حصة الرئيس الحريري، لأن هؤلاء النواب المسيحيين جاءوا نوابا بأصوات حزب المستقبل، ولكن نحن نتحدث عن نواب سنة وصلوا بأصوات السنة، ولذلك لا يحق لأي أحد أن يتعامل وكأنه تفاجأ بالعقدة السنية، فلقد كانت موجودة منذ الساعة الأولى لبدء البحث في تشكيل الحكومة، وبقيت مستمرة حتى اللحظة الأخيرة، والمطلوب اليوم أن نخرج من جو الاقصاء والاستبعاد، فالذي وجد الحل للعقدة الدرزية، باستطاعته أن يجد حلا للعقدة السنية، والذي وجد حلا للعقدة المسيحية، باستطاعته أن يجد حلا للعقدة السنية، ولذلك كفاكم تضييعا للوقت، وليصرف هذا الجهد من أجل التفاوض للوصول لحل لهذه العقدة، وفي اعتقادنا أن الأساس في هذا الحل يقوم على أساس تسليم حزب المستقبل بتعددية التمثيل السياسي للطائفة السنية، وعدم حصر هذا التمثيل بالنواب السنة". وختم الموسوي: "اليوم كان لسماحة قائدنا الإمام الخامنئي لقاء مع فعاليات نيابية، ونحن في "حزب الله" نعتقد بما يقوله هذا الإمام، فعندما بدأت عملية التسوية في مدريد عام 1991، هناك ناس كثيرة تحدثت معنا بأن العرب ذاهبون للتوقيع مع العدو الصهيوني ولماذا أنتم مستمرون في المقاومة، فقال القائد أكملوا في المقاومة، فالتسوية لن تنتج، وأنتم سترون النصر بأعينكم، ولقد رأيناه في الـ25 من أيار عام 2000. اليوم قال القائد إن أميركا دخلت في عصر الأفول، وما كانت عليه منذ أربعين عاما لم تعد عليه في هذا الوقت، ولذلك نقول، إذا كان هناك في لبنان من يراهن على القوة الأميركية والنفوذ الأميركي في لبنان والمنطقة لتغيير المعادلات فهو واهم، وإذا كان يتكل على أن هناك دعما إقليميا سوف يأتيه من مكان ما، فهؤلاء الذين اتكلوا على الدعم الإقليمي، انتظروا 5 أشهر ولم ينالوا شيئا، فالدعم الإقليمي بالكاد يقوم بهمه بعد الأفعال (...) التي يرتكبها في اليمن وغيرها، ولذلك فإننا نتوجه إلى جميع القوى السياسية بدعوتهم إلى المبادرة إلى التوافق الذي يضمن تعددية التمثيل الطائفي للطوائف جميعا في لبنان، ولتتشكل الحكومة على أساس نتائج الانتخابات النيابية".

 

نهاد المشنوق يسوّق نفسه بديلاً للحريري في رئاسة الحكومة

محمد شبارو/العربي الجديد/ 04 تشرين الثاني/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/68665/%d9%85%d8%ad%d9%85%d8%af-%d8%b4%d8%a8%d8%a7%d8%b1%d9%88-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%b1%d8%a8%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%ac%d8%af%d9%8a%d8%af-%d9%86%d9%87%d8%a7%d8%af-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b4%d9%86%d9%88%d9%82/

 

العرب... وانتخابات أميركا النصفية وعقوبات إيران

إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط/04 تشرين الثاني/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/68645/%D8%A5%D9%8A%D8%A7%D8%AF-%D8%A3%D8%A8%D9%88-%D8%B4%D9%82%D8%B1%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8-%D9%88%D8%A7%D9%86%D8%AA%D8%AE%D8%A7%D8%A8%D8%A7%D8%AA-%D8%A3%D9%85%D9%8A%D8%B1%D9%83%D8%A7/

 

لماذا نسكت عن البذاءة؟ لماذا نقبل بالعبودية؟

منى فياض/الحرة/04 تشرين الثاني/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/68647/%D8%AF-%D9%85%D9%86%D9%89-%D9%81%D9%8A%D8%A7%D8%B6-%D9%84%D9%85%D8%A7%D8%B0%D8%A7-%D9%86%D8%B3%D9%83%D8%AA-%D8%B9%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%B0%D8%A7%D8%A1%D8%A9%D8%9F-%D9%84%D9%85%D8%A7%D8%B0%D8%A7/