المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 27 أيار/2018

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/newselias18/arabic.may27.18.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة
عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

الكِتَابَ حَبَسَ الكُلَّ تَحْتَ الخَطِيئَة، لِكَيْمَا بالإِيْمَانِ بيَسُوعَ المَسِيحِ يُعْطَى الوَعْدُ للَّذِينَ يُؤْمِنُون

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/سؤال افتراضي ومش بريء عن عودة بشير ومالك ومار مارون

الياس بجاني/هل هذا غضب من الله علينا نحن الموارنة؟

الياس بجاني/حبذا لو أن الحرب الإعلامية بين جعجع وباسيل هي على كيفية تنفيذ القرارات الدولية واستعادة السيادة والإستقلال

الياس بجاني/14 آذاري تعتير وذمي ومنافق

الياس بجاني/هرطقة الاحتفال بما يسمى عيد تحرير الجنوب اللبناني

الياس بجاني/في اسفل رابط مقالتي المنشور اليوم في جريدة السياسة/مشاركة “حزب الله” في الحكومة تخدم الآلة العسكرية الإسرائيلية

 

عناوين الأخبار اللبنانية

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 26/5/2018

بري عرض مع نصر الله الملفات الداخلية ونتائج الانتخابات

شرطان لحزب الله لتشكيل الحكومة

منقول *السعودية وإسرائيل وراء عدم استخراج النفط وألحريري و باسيل متواطئان وسيزار ابي خليل لا يفهم

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

رامي عليق ردا على شبعنا حكي: هناك حملة مشبوهة من متضررين من كشف الفساد في الانتخابات النيابية وفساد الضمان الاجتماعي

بصبوص يخلف المشنوق؟

اختطاف مواطن لبناني في السعودية وهذا ما طلبه الخاطفون

حكومة من 32 وزيراً؟

ورقة تفاهم بين الصيفي ومعراب؟

باسيل في رسالة الى المعلم وغوتيريس: لبنان قلق من التداعيات السلبية المحتملة للقانون الرقم 10

الإشكالية الدرزية... إرسلان يتكل على باسيل!

ميراي عون في الحكومة المقبلة... وستتولّى هذه الحقيبة

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

هل إن التسوية مستمرة؟/د. عامر مشموشي/اللواء

خريطة ديموغرافية جديدة في سورية بفعل الحرب و... التهجير

وول ستريت: ما التحديات التي تواجه نفوذ إيران بالعراق وسوريا؟

نيويورك تايمز: هل تراجع ابن سلمان عن إصلاحاته؟

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة


حروب العقائد وأصحاب القضية/الدكتورة رندا ماروني

عن أسئلة «حزب الله» التي لا بد من أجوبة عنها/سامر فرنجية/الحياة

مشكلة نصر الله مع الحقيقة/خالد الدخيل/الحياة

«تغيير جذري» في سياسة واشنطن تجاه لبنان: الحكومة مسؤولة عن أفعال «حزب الله»/حسين عبد الحسين/واشنطن

تأليف الحكومة والمعادلات الجديدة: الحريري يتمسّك بتمثيل «القوات اللبنانية»/رلى موفّق/اللواء

حقيقة الصراع/الشيخ حسن مشيمش/لبنان الجديد

سيرة سامي الجميل النضالية: هل تعفي الحروب الورثة من المعاناة/الدكتورة/منى فياض/النهار

القانون رقم 10: إعادة تركيب سوريا/د. خطار أبودياب/العرب

قانون سوري يهدد وحدة لبنان/سليم نصار/الحياة

لعبة الجولان انتهت سوريا… وبدأت إيرانيا/خيرالله خيرالله/العرب

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

العماد عون اختتم زيارته أوستراليا: الأوضاع الأمنية في لبنان جيدة

الموسوي: بعدما انهزموا في سوريا والعراق نواجه اليوم عدوانا أميركيا صهيونيا سعوديا جديدا هو العدوان الاقتصادي

قوات: لا علاقة لنا بإشكال مرجعيون وعلى الأجهزة الأمنية ملاحقة المتسببين

نصرالله: لوائح الإرهاب حصار سياسي لنا ولسنا خائفين منها وتطورات الوضع في المنطقة لصالحنا

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية
الكِتَابَ حَبَسَ الكُلَّ تَحْتَ الخَطِيئَة، لِكَيْمَا بالإِيْمَانِ بيَسُوعَ المَسِيحِ يُعْطَى الوَعْدُ للَّذِينَ يُؤْمِنُون

رسالة القدّيس بولس إلى أهل غلاطية03/من15حتى22/"يا إٍخوَتِي، كَبَشَرٍ أَقُول: إِنَّ الوَصِيَّة، وإِنْ كَانَتْ مِنْ إِنْسَان، إِذَا أُقِرَّتْ، لا أَحَدَ يُبْطِلُهَا أَو يَزِيدُ عَلَيْهَا. فالوُعُودُ قِيْلَتْ لإِبْراهِيمَ وَلِنَسْلِهِ. ومَا قِيْلَتْ: «ولأَنْسَالِهِ»، كأَنَّهُ لِكَثِيرِين، بَلْ «وَلِنَسْلِكَ»، كَأَنَّهُ لِوَاحِد، وهُوَ المَسِيح! فأَقُولُ هذَا: إِنَّ وَصِيَّةً سَبَقَ اللهُ فأَقَرَّهَا، لا تُلْغِيهَا شَرِيعَةٌ جَاءَتْ بَعْدَ أَرْبَعِ مِئَةٍ وثَلاثِينَ سَنَة، فَتُبْطِلُ الوَعْد. وإِذَا كَانَ المِيرَاثُ مِنَ الشَّرِيعَة، فَهُوَ لَمْ يَعُدْ مِنَ الوَعْد؛ والحَالُ أَنَّ اللهَ بِوَعْدٍ أَنْعَمَ بِالمِيرَاثِ على إِبرَاهِيم. إِذًا فَلِمَاذَا الشَّرِيعَة؟ إِنَّهَا أُضِيفَتْ بَسَبَبِ الْمَعَاصِي، حَتَّى مَجيءِ النَّسْلِ الَّذي جُعِلَ الوَعْدُ لَهُ. وقَدْ أَعْلَنَهَا مَلائِكَةٌ على يَدِ وَسِيطٍ، هُوَ مُوسى.غيرَ أَنَّ الوَاحِدَ لا وَسيطَ لَهُ، واللهُ واحِد! إِذًا فَهَلْ تَكُونُ الشَّرِيعَةُ ضِدَّ وُعُودِ الله؟ حاشَا! فَلَو أُعْطِيَتْ شَرِيعَةٌ قَادِرَةٌ أَنْ تُحْيي، لَكَانَ التَّبْرِيرُ حَقًّا بِالشَّرِيعَة. ولكِنَّ

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

سؤال افتراضي ومش بريء عن عودة بشير ومالك ومار مارون

الياس بجاني/26 أيار/18

سؤال افتراضي ولغير الملحقين بأصحاب شركات الأحزاب: لو رجع مار مارون ومعه بشير وشارل مالك شو برأيكم بيعملوا بجعجع وباسيل وباقي شبيبة الصفقة؟ وشو بيكون موقفهم من حرب تناش الحقائب الوزارية ونفخة الصدر الفاضيي بالأوزان وبالأحجام؟ ع فكرة 14 آذار الناس والإيمان بثورة الأرز هني الأساس وهني باقيين..

 

هل هذا غضب من الله علينا نحن الموارنة؟

الياس بجاني/26 أيار/18

نحن الموارنة ما من مرة تأملنا خيراً من سياسي ماروني إلا وشرد واستنسخ الإسخريوتي وعبد "أالأنا" كما هو حال 99% من طاقمنا السياسي الحالي النرسيسي الممتهن مداكشة الكراسي بالسيادة وبكل شيء آخر. يا مار مارون تضرع لأجل خلاصنا من جماعة "الأنا" والشرود

 

حبذا لو أن الحرب الإعلامية بين جعجع وباسيل هي على كيفية تنفيذ القرارات الدولية واستعادة السيادة والإستقلال

الياس بجاني/26 أيار/18

ال 14 آذارين الشرفاء لا تعنيهم لا من قريب ولا من بعيد الحرب الإعلامية بين جعجع وباسيل كونها صراع على كراسي ومنافع ذاتية وهما شركاء 100% في صفقة التسوية..وحبذا لو أن الحرب بينهما هي على كيفية تنفيذ القرارات الدولية واستعادة السيادة والإستقلال ومساندة الدولة بوجه الدويلة.

 

14 آذاري تعتير وذمي ومنافق

الياس بجاني/26 أيار/18

14 آذاري كشف عوراته بالإنتخابات وتخلى عن كل شعاراته السيادية واليوم كملها بكلام نفاق وذمي عن اهله بالجنوب. زمن اشباه رجال وبؤس.

 

هرطقة الاحتفال بما يسمى عيد تحرير الجنوب اللبناني

الياس بجاني/25 أيار/15                     

http://eliasbejjaninews.com/archives/64892/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D9%87%D8%B1%D8%B7%D9%82%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AD%D8%AA%D9%81%D8%A7%D9%84-%D8%A8%D9%85%D8%A7-%D9%8A%D8%B3%D9%85%D9%89-%D8%B9%D9%8A/

إن الاحتفالات الرسمية في لبنان بما يسمى زوراً وبهتاناً، “عيد تحرير الجنوب” في 25 أيار من كل سنة، هي مسرحيات مهينة لذاكرة وذكاء وعقول وتضحيات اللبنانيين، وخيانة فاضحة لدماء الشهداء الأبطال، كما أنها عروض مبتذلة وهزلية واستعراضية مفرغة من كل مضامين الحقيقة والمصداقية والوطنية. هذا الواقع المهين والهرطقي والاحتلالي والإرهابي جسده أمس السيد حسن نصرالله في خطاب شعبوي يستهين بعقول وذكاء اللبنانيين جله صراخ ومحتواه بالكامل كذب ونفاق واستكبار وتسويق لملالي إيران وضرب لكل مقومات الدولة.

هذا، ومن المحزن والمستغرب والمخيف في آن، أن خطاب حزب الله الشعوبي والمذهبي والتحريضي والغزواتي الذي يروج لحروب طواحين الهواء لا زال يُفرح بعض العقول المسطحة وهي مستنسخة عن تلك العقول الغبية التي كانت تحتفل في شوارع بغداد بعد هزيمة صدام حسين الأولى وقبل سقوطه بتظاهرات تهتف للانتصارات التي حققتها أم المعارك؟ هذه العقول للأسف ما زالت تطرب لخزعبلات الانتصارات الوهمية التي سمعها العرب قبل حرب الأيام السة سنة 1967، والتي كانت تلوح برسوم صواريخ “الظافر” و”القاهر” وبإلقاء اليهود في البحر، والكل بالطبع مدرك للهزائم المدوية التي حصدتها شعوب المنطقة بسبب تلك السخافات. من يدعي الآنتصار سنة ألفين وتحرير الجنوب هو مجرم وقاتل يشارك نظام الأسد الكيماوي بتشريد وقل واهانة الشهب السوري وهو وهنا الكارثة هو جيش إيراني يعمل ضد لبنان وكل الدول العربية.

هذا العيد “الكذبة والإهانة” فرضه على دولة لبنان المحتل السوري الذي انكشف الآن أمره وسقطت عن وجهه المزيف والحربائي كل أقنعة التحرير والمقاومة والممانعة والعروبة والوحدة الكاذبة، وها هو يقتل أبناء شعبه ويدمر مدنهم وبلداتهم، وقد تفوق في إجرامه المستشري على فظائع أعتى المجرمين في التاريخ وعلى كل دموية جماعات المافيا وتوابعها.

بعد انكشاف فارسية ومذهبية واجرام حزب الله، وبعد تعري نظام الأسد من كل هو انسانية من الحق والعدل بمكان أن تنتهي فصول “مسخرة” عيد تحرير الجنوب” ويشطب من سجلات الدولة اللبنانية ومن العقول والذاكرة إلى غير رجعة وغير مأسوف عليه.

وحتى تتوقف مهازل الذمية والتقية، ومن أجل أن لا تتكرر مأساة حرب تموز 2006، “حرب لو كنت أعلم”، وغيرها من الحروب الجهادية التي يبشرنا فيها السيد نصرالله، وحتى لا يُستنسخ إجرام غزوة أيار 2008، وحتى لا تُعاد مسرحيات التحرير والمقاومة الخادعة، وخزعبلات “وحدة المسار والمصير”، وحتى لا يموت أولادنا مرة أخرى من أجل قضايا خادعة وغير لبنانية، من أجل كل هذا نطالب بإلغاء القرار الحكومي الذي جعل من 25 أيار عيداً وطنياً، كما نطالب القيادات اللبنانية الوطنية أن تعلن بشجاعة أن حزب الله لم يحرر الجنوب، ولا هو عربي أو حزب تحرير ومقاومة، إنما نتاج عسكري ميليشياوي أصولي لحقبة احتلال سوريا البغيضة لوطننا، وفرقة عسكرية إيرانية تحتل أراضي لبنانية وتقيم عليها مربعات أمنية ودويلات خارجة عن شرعية الدولة اللبنانية

نريد أن نقطع إجازة العقل ونطلب من القيادات اللبنانية بكافة أطيافها وقف مسلسل التكاذب والدجل والخروج من عقلية وفخاخ التقية والذمية. عليهم الشهادة للحق والإعلان بصوت عال إن حزب الله أعاق وآخر تحرير الجنوب ما يزيد عن 14 سنة، ولم يكن له أي دور في تحريره، وهو انهزم وهزم معه كل لبنان في حرب تموز، وأن لا قيامة للدولة اللبنانية في ظل وجود دويلته، كما أن الاستقلال لن يصبح ناجزاً وكاملاً قبل عودة أهلنا اللاجئين في إسرائيل معززين ومكرمين وتعويضهم عن كل أنواع الظلم والتجني والإفتراءات التي تعرضوا لها.

الكل يعرف، وبالكل نعني أصحاب العقول الراجحة، والضمائر الحية، والجباه الشامخة، والرؤوس العالية، الكل هذا يعرف أن حزب الله لم يحرر الجنوب، بل أعاق وعطّل وأخر تحريره لسنوات، وأن كل ما يبني عليه مشروعية مقاومته منذ عام 2000 وما قبل ذلك هو مفبرك وملفق.

في الخلاصة، إن حزب الله ليس من النسيج اللبناني ولا هو يمت للبنان ولا للبنانيين بشيء. إنه جيش ملالي إيران في لبنان، وإيراني بالكامل في عقيدته وفكره وتمويله ومشروعهً وتنظيمه وقيادته ومرجعيته وتسليحه وقراره، وهو ليس مقاوماُ ولكنه يتاجر بشعارات المقاومة والتحرير، ويهزأ بأرواح وكرامات وسلامة وأمن ولقمة عيش اللبنانيين، ويأخذ بالقوة المسلحة “والبلطجة” و”التشبيح” والإرهاب لبنان الدولة والشعب رهينة.

حزب الله تنّين إيراني يقضم ويفترس ويهمش مؤسسات الدولة اللبنانية، ويضطهد وينكل باللبنانيين بهدف إقامة دولة ولاية الفقيه الإيرانية على كامل التراب اللبناني، وكل كلام بمفهوم  ووجدان السياديين والإستقلاليين في غير هذا الإطار هو هراء ونفاق وقيض ريح.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 26/5/2018

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

عطلة أسبوع خريفية، الطقس فيها مقبول، وإن كانت درجات الحرارة مازالت مرتفعة بعض الشيء.

وفي عطلة الأسبوع، إتصالات كثيفة باتجاه تشكيل الحكومة الأولى بعد الانتخابات البرلمانية، واستعدادات لاستشارات في المجلس مع النواب، يجريها يوم الاثنين الرئيس سعد الحريري الذي يقوم بزيارة خاصة إلى الرياض للاطمئنان إلى عائلته، ويمكن ان يكون هناك تشاور مع بعض المسؤولين السعوديين.

وفي إطار التشاور، كان اللقاء بين الرئيس بري والأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله.

في الخارج، جملة تطورات فيها: الكشف عن مشاركة قوات أميركية في مناورات فنلندية عند الحدود مع روسيا. تقدم ملحوظ لقوات التحالف على الخط الساحلي اليمني، وكلام على قطع الإمدادات الإيرانية بحرا. حشود متقابلة للجيش السوري وللمعارضة على جبهة درعا. إقتراب إعلان التحالف الحكومي بين الزعيم مقتدى الصدر ورئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي، في ما يتعلق بالتشكيل الحكومي.

عودة إلى الوضع الداخلي، وكما أشرنا فإن الرئيس بري والسيد نصرالله تداولا بكل الاوضاع ولاسيما موضوع التشكيل الحكومي. وفهم أن الرجلين تفاهما على الحقائب والوزراء لحركة "أمل" و"حزب الله" والحلفاء.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

على وقع الإشارات الإيجابية التي جاهرت بها الكتل النيابية والقيادات السياسية حتى المعارضة منها، ينطلق قطار التأليف الحكومي من محطة مجلس النواب الإثنين، ضمن مشاورات علنية غير ملزمة، يجريها رئيس الحكومة المكلف بمئة وأحد عشر صوتا فوضوه تشكيل حكومة بدأ مخططها التوجيهي العام يتبلور، حكومة وحدة وطنية موسعة وجامعة.

المشاورات تمتد على يوم واحد، يستمع فيها الحريري لآراء رؤساء الكتل النيابية ويستمزج طلباتهم لجهة التمثيل والتوزيع والحقائب، لينتقل بعدها إلى المشاورات الخفية البعيدة عن الإعلام.

مسار دستوري استبقته قيادتا حركة "أمل" و"حزب الله"، في لقاء امتد لثلاث ساعات، وحضره المعاون السياسي للرئيس بري وزير المال علي حسن خليل، والمعاون السياسي للسيد نصرالله حسين الخليل، لوضع أسس التعاطي في مرحلة ما بعد الإنتخابات، مع مقاربة شاملة للملفات الإقتصادية والمالية والإدارية، فكان تأكيد على محاربة الفساد والإلتزام بخيار المقاومة وبناء الدولة والمؤسسات.

سرب التوافق، تغرد خارجه العلاقة بين "القوات" و"التيار الوطني الحر"، إذ استعرت مجددا بينهما تويتريا بدأت بين رياشي وباسيل، وامتدت إلى جريصاتي وكرم، نمرود ومهزوم لباسيل، والأخير: العزل خبرية وما بينفع النق ولا الإستقواء بالخارج.

وإلى عدوى التردد التي أصابت ترامب بتراجعه عن إلغائه القمة مع كوريا الشمالية، حيث أعلن البيت الأبيض أن فريقا أميركيا، سيتوجه إلى سنغافورة من أجل التحضير لهذه القمة.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"

على مسافة ساعات من انطلاق عجلة التأليف بعد التكليف، يباشر الرئيس سعد الحريري استشاراته في المجلس النيابي مع الكتل البرلمانية، والنواب المستقلين.

الرئيس الحريري سيستمع إلى مطالب واقتراحات الكتل النيابية، قبل ان يبدأ جوجلة الأفكار والاقتراحات التي سمعها من رؤساء الحكومات السابقين، وتلك التي سيسمعها في المجلس النيابي يوم الاثنين.

وبانتظار انطلاق عجلة مشاورات التأليف فعليا، فإن الدعوات تواصلت لضرورة الاسراع في تشكيل الحكومة بهدف مواجهة التحديات الاقتصادية، ولمحاصرة تداعيات التطورات السياسية في المنطقة.

وفيما كان القائم بأعمال السفارة السعودية الوزير المفوض وليد البخاري يرفض المزايدة على موقف بلاده من القدس، كان التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية يعلن إحباط هجوم إرهابي بطائرة من دون طيار حاولت الإقتراب من مطار أبها جنوبي البلاد.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

أكبر من لقاء جمع الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله والرئيس نبيه بري، ومعاونيهما السياسيين الحاج حسين الخليل والوزير علي خليل. هو التقاء بل تطابق على مختلف الملفات الاقليمية والمحلية، والرؤى المستقبلية.

بالصورة قبل البيان، كانت واضحة نتيجة اللقاء، الذي كانت بداياته فلسطين وشعبها ودعم كل أشكال نضالها، إلى لبنان وانتخاباته، ونتائجها التي أظهرت حجم الالتزام بخيار المقاومة وبناء الدولة ومؤسساتها والمشروع السياسي الذي يحمله "حزب الله" وحركة "أمل" وحلفاؤهما.

وبعد الارتياح الكبير لانتخاب الرئيس بري لرئاسة مجلس النواب، وتكليف رئيس للحكومة، أمل السيد والرئيس استكمال هذه الخطوات بتشكيل سريع لحكومة وحدة وطنية موسعة، تعكس التمثيل الصحيح.

وبالاتجاه الصحيح كان قد وجه الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله، مسار التشكيل، في عيد المقاومة التحرير. نفى كل الشروط الحزبية للمشاركة الحكومية، تمسك ب"التخطيط" وزارة ضرورية الانشاء لما فيه مصلحة البلاد، وتساهم بالحد من الهدر والفساد الذي انشأ له "حزب الله" ملفا خاصا.

بخصوص تطورات الاقليم، فما زال الصوت الفلسطيني على طريق العودة هو الأقوى. وعودة دمشق وكامل محيطها إلى حضن الدولة خالية من كل ارهاب، الانجاز الأسمى. وغرق العدوان السعودي- الأميركي على شواطئ غربي اليمن التطور الأبرز.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

الاثنين يبدأ الرئيس المكلف سعد الحريري الاستشارات النيابية، لاستمزاج آراء الكتل والنواب المستقلين في شكل الحكومة، وسيدون على لائحة يعجز "بابا نويل" على تأمينها، وهي مطالب هذه الكتل من حقائب وعدد وزارات. لكن الطالب والمطالب يعرفان ان الاستشارات غير ملزمة، وان عملية التأليف تخضع لمعايير الأوزان والتوازنات وليس الأعداد فقط.

الانطباعات الأولى عن مهمة الحريري، تشير إلى ان العقدتين الأساسيتين اللتين سيواجههما هما الكباش "العوني"- "القواتي" على الحقائب وعدد الوزراء، وارتفاع الصوت الجنبلاطي إذ تستشعر المختارة محاولة مباشرة لتصغير "الاشتراكي" وتطويقه باستيلاد كتل درزية منفوخة ووهمية.

مصادر سياسية تؤكد بأن المشكلة الحقيقية تكمن في حصة الرئيس التي ما عادت مبررة، فهي تحرم فئات مستحقة من التمثيل في الحكومة بأحجامها، وتضيق هامش الحركة للرئيس المكلف، مضيفة بأن على الرئيس الحريري ان يلعب دور ضابط الايقاع وان يرفض بناء حكومته بما يناقض ما أفرزته صناديق الاقتراع.

في سياق متصل، يلفت المراقبون إلى ان الرئيس الحريري يولي أهمية قصوى لأمرين، الأول تأليف الحكومة من دون عزل أحد خصوصا القوى الوازنة، والثاني توزيع الحقائب بما لا يضع لبنان في مواجهة المجتمعين العربي والدولي.

في الأثناء، الوزير باسيل المتخوف من القانون رقم 10 الذي يسهل توطين السوريين، راسل سوريا والأمم المتحدة مسجلا قلق لبنان.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

التكليف السريع للرئيس سعد الحريري، لا يعني ان التأليف سيماشي التكليف، لأسباب موضوعية- واقعية أبرزها التغييرات التي طرأت على الأحجام والأوزان بعد نتائج انتخابات 6 أيار على أساس القانون النسبي، ما سيجعل عملية توزيع الحقائب كما ونوعا خاضعة للشد السياسي، وخصوصا داخل البيت الواحد باستثناء البيت الشيعي.

فالرئيس الحريري لن يستسيغ محاولات اقتحام ملعبه ومد اليد إلى صحنه، وخصوصا بعدما جاءت الانتخابات الأخيرة بتسعة نواب من خارج العباءة الحريرية. ووليد جنبلاط مصر على احتكار التمثيل الدرزي في الحكومة، مفتتحا جولة جديدة من الخصومة الجبلية مع النائب طلال ارسلان، والسياسية مع "التيار الوطني الحر" المتحالف ضمن لائحة "تضامن الجبل" مع ارسلان. أما "القوات اللبنانية" التي خرجت رابحة من الانتخابات النيابية، فتخشى ان تدخل خاسرة إلى الحكومة العتيدة، أو في أسوأ الأحوال تحرج فتخرج، وهو ما تركز عليه ماكينتها السياسية والاعلامية والدعائية بشكل مكثف، في ظل علاقة ملتبسة مع تيار "المستقبل" وغامضة مع "الحزب التقدمي الاشتراكي" وسجالية مع "التيار الوطني الحر"، ومصلحية مع "الكتائب" وموسمية مع الرئيس بري.

الواضح حتى الساعة، ومن خلال قراءة المؤشرات الحيوية للحكومة العتيدة، انها ستكون ثلاثينية، والوزارات السيادية على حالها، مع دخول وازن ل"حزب الله" على خط معالجة الوضع الاقتصادي ومكافحة الفساد، من دون أن يثير حفيظة الآخرين بطلب حقيبة سيادية، نأى بنفسه عنها سلفا وجيرها لحليفته "أمل".

قد يكون الرئيس الحريري خرج من الانتخابات بنصر فيه طعم الخسارة مع تقلص كتلته، لكن الرقم الذي ناله في الاستشارات النيابية له دلالته ورمزيته، لجهة الالتفاف حوله لتسهيل مهمته ومساعدته على إزالة العوائق من أمام تشكيل الحكومة، وهو ما برز ويبرز تدريجيا في مواقف المراجع والقادة، من رئيس الجمهورية إلى الرئيس بري إلى السيد نصرالله إلى غالبية الكتل التي سمته.

للمرة الأولى منذ 2005، تميل كفة الميزان إلى "التيار الوطني الحر" وما كان يعرف ب8 آذار. الأكثرية انتقلت من ضفة إلى أخرى. والسبب يكمن في الفرق بين المثابرة والمكابرة بين التمنيات والانجازات. كان الرئيس عون- وما يزال- يرفض استخدام مصطلح الرهان ويقول نحن أصحاب خيار.

اليوم ومنذ 31 تشرين الأول 2016، خيارات انتصرت ورهانات سقطت.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

ثلاثة عناوين ستحملها الحكومة العتيدة، مهما طال زمن تأليفها. أول العناوين مكافحة الفساد، ثم حل مسألة النزوح السوري، وصولا إلى تطبيق اللامركزية الإدارية.

مكافحة الفساد أولوية الأولويات، وما قاله رئيس الجمهورية العماد ميشال عون عن اقتناع الشعب اللبناني بفساد دولته، جعل ساعة الحقيقة تدق، ووضع كل الأفرقاء أمام ضرورة اجتثاث الفساد، والإجماع على ضرب رموزه.

حتى الساعة، يبدو التوافق السياسي كبيرا حول الموضوع، توافق يرتكز إلى حقيقة الأزمة الاقتصادية والمالية التي نحن فيها. فإذا كانت السلطة تريد العمل، وإذا كانت الحكومة التي تبدأ الاستشارات النيابية لتأليفها الاثنين، هي أولى حكومات العهد، فعلى هذه الحكومة تنفيذ إصلاحات ادارية واقتصادية سريعة، تحت أعين الدول المانحة، لا سيما الأوروبية منها، والتي وضعت شروطا لمد لبنان بالمنح والقروض التي قد تخرجه من الأزمة التي تكاد تودي به إلى الافلاس.

بناء عليه، يتفق الأفرقاء، على الأقل علنا، على تسريع التأليف، على قاعدة اللاعزل لأي من الفرقاء، وسط حديث عن محاولات ابقاء "القوات اللبنانية" وتيار "المردة" والشخصيات السنية غير الحريرية، خارج منظومة حكومة الوحدة الوطنية الموسعة.

حكومة، تم التوافق بين السيد نصرالله والرئيس بري أمس على مبدأ شمولها الجميع، فيما يبقى للاثنين المقبل رسم أولى معالمها.

ومن تاريخه حتى التأليف، ستتأرجح بورصة الحقائب، وترمى كرات العرقلة من ملعب إلى آخر. آخر هذه الكرات، مطالبة "القوات" بعدم إعطاء رئيس الجمهورية كتلة وزارية، كونه والد تكتل "لبنان القوي"، على الأقل روحيا، وشد الحبال بين الطرفين حول منصب نيابة رئاسة الحكومة، منصب هل يمنح للرئيس عصام فارس، فيحل المشكلة بين التيارين القويين؟.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

الاستشارات في ساحة النجمة والمشاورات في حارة حريك، أما جوقة التغريد فانعقدت على خط الرابية- معراب. فعلى مرمى ساعات من استشارات التأليف، كانت ساعات من المشاورات بين الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله ورئيس مجلس النواب نبيه بري، ما كشف من اللقاء تسريع الخطى لتأليف حكومة وحدة وطنية موسعة تعكس التمثيل الصحيح، ومقاربة شاملة للملفات الاقتصادية والمالية والإدارية، والعمل الجاد لمحاربة الفساد، وكلها عناوين فضفاضة على حكومة منتظرة كنيت بحكومة الوحدة الوطنية، لكنها في الأصل ستكون كسابقاتها صورة لمجلس نواب مصغر.

ومصطلح الوحدة الوطنية حمال أوجه و"جسمو لبيس" بعدما تحول مجلس الوزراء بأغلبية مافيا الحكم المشاركة فيه، إلى شريك أو شاهد زور في استباحة وهدر المال العام، وتجيير الأمن وبعض القضاء لكم الصوت المدني المعارض.

وعلى الوحدة الوطنية نفسها، استعرت الحرب الافتراضية بين "القوات" و"التيار"، وجردت الإخوة من قرابة التفاهم. لكنها حرب لن تتخطى التغريد، وتقف عند حدود رفع سقف المطالب، للحصول على عدد أكبر من الحقائب. في حرب "تويتر"، استحضرت لعبة الأحجام، وكل تمسك بحجمه لفرض شروطه، والدفاع عنها بأسلحة من مستوى الإلغاء والعزل والتهميش.

إفتتح "الردح" في الوقت المستقطع لتصريف الأعمال، وزير الإعلام ملحم رياشي، مستعينا بنمرود بابل. فالتقط وزير العدل سليم جريصاتي السهم ليطلقه من جديد، قائلا فتش عن نمرود تجده تحت سقف بيتك. رياشي رد على الرد، لكن قوة الإسناد جاءته من النائب فادي كرم الذي وصف باسيل بالمهزوم. ولو استمرت حفلة الزجل لتحولت من "أوعى خيك، إلى "بيي أقوى من بيك".

وإذا كان منطق الأحجام هو سيد الموقف، وكل بحسب حجمه يضع شرطه، ما على من يرسب في امتحان الأحجام إلا أن يولي وجهه ناحية المعارضة، بدلا من البكاء على أطلال شعارات العزل والإلغاء.

وفيما الساحة المحلية مأخوذة بحرب التغريد، ثمة من يعيد ترسيم حدود العلاقات في منطقة منزوعة السلاح، حيث ما إن التقت الكوريتان حتى استدار الرئيس الأميركي دونالد ترامب في مكانه، معلنا أن لقاءه نظيره الكوري الشمالي المحدد في سنغافورة لا يزال قائما. ترامب ذاهب إلى عقد اتفاقيات مع شبه الجزيرة الكورية، بعد فك ارتباطه بالاتفاقية النووية الإيرانية. وطهران استمهلت أياما لتسوية موضوع الاتفاق. الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يقول إن أميركا لن تتضرر فيما لو عادت إيران إلى المربع الأول ما قبل الاتفاقية، وإن هي هددت فتهديدها سيقتصر على المدى المتوسط لا الطويل. وعليه فإن ترامب وضع الاتحاد الأوروبي في عين العاصفة النووية ليخوض الحرب الأميركية بالنيابة.

 

بري عرض مع نصر الله الملفات الداخلية ونتائج الانتخابات

السبت 26 أيار 2018 /وطنية - التقى الامين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله مساء امس رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري، في حضور المعاون السياسي لبري وزير المالية في حكومة تصريف الاعمال علي حسن خليل، والمعاون السياسي للأمين العام ل"حزب الله" حسين الخليل، واستمر اللقاء لساعات عدة، إستعرض الطرفان خلال الإجتماع الأوضاع العامة في المنطقة وما يجري على الساحة الفلسطينية بشكل خاص، مؤكدين الدعم الكامل للشعب الفلسطيني في نضاله الوطني بالوسائل كافة. وكان نقاش معمق في الملفات الداخلية، وأبدى الطرفان "تقييمهما الإيجابي لنتائج الانتخابات النيابية والمشاركة الشعبية الواسعة التي أكدت على الإلتزام بخيار المقاومة وبناء الدولة ومؤسساتها والمشروع السياسي الذي يحمله "حزب الله" وحركة امل وحلفاؤهما". كما نظر الطرفان "بإرتياح كبير لانتخاب رئيس المجلس النيابي وتكليف رئيس الحكومة"، آملين "استكمال هذه الخطوات بتشكيل سريع لحكومة وحدة وطنية موسعة تعكس التمثيل الصحيح". وجرى في اللقاء مقاربة شاملة للملفات الإقتصادية والمالية والإدارية حيث تم التأكيد على العمل الجاد لمحاربة الفساد، وتم الإتفاق على الأليات المناسبة لمتابعة هذه الملفات.

 

شرطان لحزب الله لتشكيل الحكومة

الشرق الأوسط//26 أيار/18/مع بدء الحراك الوزاري في لبنان، يتّجه الثنائي الشيعي المتمثل بحزب الله وحركة أمل إلى استثمار ما يعتبره انتصارا حققه في الانتخابات النيابية بحصده 26 مقعدا شيعيا من أصل 27، وقد بات واضحا أنه سيطالب بحقيبة سيادية هي وزارة المالية لتكون من حصة حركة أمل وبحقيبة أخرى رئيسية خدماتية تكون من حصة حزب الله. ويضع حزب الله" بحسب معلومات وردت لصحيفة "الشرق الأوسط"، شرطين لتشكيل الحكومة لن يتنازل عن أي منهما, الأول هو حصوله على كامل المقاعد الشيعية الوزارية كما هو حال المقاعد النيابية، على أن يتم تمثيل الحزب "القومي" هذه المرة من الحصة المسيحية. أما الشرط الثاني، فالحصول على حقيبة سيادية وحقيبتين أساسيتين، على أن يتولى وزير عن حزب الله إحداها فتكون من "الوزن الثقيل". وتشير المعلومات إلى أن الحزب "سيصر على تحصيل وزارة لأحد حلفائه السنة، وإن كان يُدرج ذلك في إطار المطالب لا الشروط".

 

منقول *السعودية وإسرائيل وراء عدم استخراج النفط وألحريري و باسيل متواطئان وسيزار ابي خليل لا يفهم ؟!*

نقلاً عن شركة توتال الفرنسية/26 أيار/18

صرّح مساعد المدير العام لشركة "توتال" الفرنسية : "ان لدى لبنان 10 آبار نفطية وغاز تم كشفها وتحديدها، ولم يعد ينقص الا الحفر الذي يأخذ شهرين ويبدأ لبنان بإنتاج النفط والغاز بعد خلال 4 أشهر" .

وقال "انا استغرب لماذا لبنان استخدم بلوكين فقط واهمل 8 آبار ولم يبدأ بها ولدى شركة توتال قدرة على انتاج ملايين البراميل بسهولة من آبار لبنان"، لكنه قال انه اجتمع مع الوزير المختص سيزار ابي خليل ووجده لا يفهم في شؤون النفط والغاز ، وقال : "هنا المصيبة فقد شرح لي الوزير ابي خليل الأمور ولم افهم سبب عدم حفر 8 آبار أخرى"، وقال : *" انه ثرثار فقط اكثر مما هو فعال"*

وقال *" الوحيد المطلع على الموضوع الذي يريد حل جذري هو رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري* لكن القرار ليس عنده بل عند رئيس الجمهورية بواسطة صهره الوزير جبران باسيل."

ثم قال " انا حزين لان لبنان عقد اتفاقا لمدة 8 سنوات كي يستخرج النفط مع العلم انه بعد سنة يمكن استخراج النفط من البرّ في لبنان والغاز من البحر والبر أيضا، وان لبنان قادر على الحصول شهريا على *4 مليارات دولار اذا قام بحفر آبار النفط والغاز وشركة "توتال" جاهزة ، لكن لا نفهم شيئا من وزير اسمه جبران باسيل يتعاطى بالنفط لكنه وزير خارجية ولا نفهم لماذا الدولة ستستعمل قطعتين من اصل 8 مع العلم ان شركة "توتال" جاهزة لحفر 8 آبار غاز باقية خلال فترة 4 اشهر الى ستة اشهر، وتبيع الغاز المسيل وتبني مرفأ اصطناعي في البحر اذا قررت الحكومة اللبنانية القبول به يمكن لـ "توتال" اعماره خلال 3 اشهر ونحتاج الى هذا الوقت للحفر لمدة شهرين وعندها بعد 6 اشهر يكون النفط والغاز قد تدفقوا الى الخروج من ابار النفط والغاز الى لبنان، ليدخل الى موازنة لبنان شهريا 4 مليارات دولار ، لكنه قال ان الانقسامات السياسية وعدم فهم* المسؤولين اللبنانيين لأهمية اقتصاد الغاز والنفط في لبنان هو الذي يؤخر الموضوع. كما قال أيضا السبب الرئيسي وراء التأخير *هي السعودية ولا تريد السعودية ان يحصل لبنان شهريا على 4 الى 6 مليار دولار أي حوالي 60 مليار دولار سنويا وهي تضغط على الحريري وعلى الدولة، وجبران باسيل سايرها* كي يؤخر الإنتاج حتى عام 2026 طالما ان حزب الله موجود في لبنان لان اميركا والسعودية مع الحريري لا يريدون انتاج النفط بسرعة لإرضاء اميركا والسعودية والضغط الإسرائيلي . وقال : *"هذه حقائق يجب ان يعرفها الشعب اللبناني ويعرف ان لديه ثروة ضخمة* وان هنالك بئر هو البئر السادس اذا ظهرت حقيقة صور الأقمار الاصطناعية عن حجمه فانه احد اكبر آبار النفط في كامل الشرق الأوسط والخليج وهو اكبر من انتاج السعودية ، لكن *الوزيران ، باسيل والحريري تكتموا بطلب من السعودية وأميركا على هذا الامر* ولم يقيموا مناقصة للحفر في القطعة السادسة من بحر لبنان لان البئر الذي كشفته الأقمار الاصطناعية مؤلف من طابقين تفصل بينهم قطعة صخرية بسماكة 3 امتار ، واذا صحت المعلومات وخرقنا 3 امتار وهذا امر سهل *فقد نصل الى اكبر بئر نفط في المنطقة كلها وعندها يكون لبنان اغنى بلد نفطي في كامل المنطقة ويستطيع تصدير نفط وغاز اكثر من السعودية وهذا ما لا تريده السعودية وتضع كل ثقلها لوقف مناقصة النفط عن القطعة رقم 6* لان العالم من اوروبا الى اميركا والصين وغيرها ستشتري النفط اللبناني بهذا الحجم الكبير ويصبح لبنان اغنى من السعودية بكامل طاقتها .

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

رامي عليق ردا على شبعنا حكي: هناك حملة مشبوهة من متضررين من كشف الفساد في الانتخابات النيابية وفساد الضمان الاجتماعي

السبت 26 أيار 2018 /وطنية - جاءنا من المحامي رامي عليق، البيان الآتي: "أعلنت "لائحة شبعنا حكي"، في بيان، أن "النيابة العامة طلبت رفع الحصانة عن المحامي رامي عليق، بمعرض تقدم أحدهم بشكوى ضد عليق. أمام هذا الخبر العاري من الصحة يهمنا أن نؤكد الآتي:

أولا: إن النيابة العامة في بيروت لم تطلب رفع الحصانة كما تم زعمه، إنما أحالت الشكوى أمام النقابة للنظر فيها واتخاذ القرار المناسب كإجراء روتيني.

ثانيا: لا صفة على الإطلاق لمن أطلقوا على أنفسهم "لائحة شبعنا حكي" في هذا السياق، كون من يتحدث باسم اللائحة كمفوض عنها قد تم عزله من قبل اثنين من المرشحين بتاريخ 10 و21 أيار 2018 وقد تبلغ كتابي العزل أصولا بواسطة المحكمة، إضافة إلى معارضة مرشح ثالث لأي من ذلك، مما يؤكد ارتكاب جرم التزوير وإساءة الائتمان وتجاوزه حدود الوكالة. ثالثا: إن كل ما تقدم يأتي في إطار حملة مشبوهة يقف وراءها متضررون من كشف الفساد الحاصل في الانتخابات النيابية الأخيرة، يعاونهم متضررون من قبلهم من كشف فساد الضمان الاجتماعي الذين أشاعوا سابقا وبالأسلوب عينه في جريدة البناء بتاريخ 28/3/2018 في معرض كشف فساد الضمان الاجتماعي بأنه: "أعطى نقيب المحامين أندريه الشدياق الموافقة لرئيس اللجنة الفنية في الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي سمير عون بالملاحقة الجزائية للمحامي رامي عليق الذي يدير عصابة "متحدون""، في حين أنه منح النقيب لأحد الزملاء المحامين إذن بالتوكل وليس بالملاحقة الجزائية، مما يصب في إطار ثني المحامي رامي عليق عن إكمال مهامه في التصدي للفساد المستشري وبخاصة بعد أن ثبتت فعالية تلك المهام ختاما، إن كل تلك المحاولات وحملات التشويه المستعرة التي لم تترك نعوتا وأوصافا شنيعة خارج أدنى حدود اللياقة والاحترام في التخاطب إلا واستخدمتها، مما يدل على المستوى الوضيع لأصحابها ومن يقف وراءهم، إذ يوكد المحامي عليق على رهانه الناجز على القضاء الذي يضع كل ما يجري برسمه ليقول كلمته، وهو سيتقدم بدعوى أخرى أمامه بهذا الشأن نهار الاثنين القادم، كما يؤكد على امتناعه عن أي رد يؤدي به إلى النزول إلى المستوى الهابط لمطلقي الشائعات، وكذلك على مضيه قدما في معركته ضد الفساد أينما وجد وممن أتى إذ لن تثنيه كل تلك المحاولات عن ذلك".

 

بصبوص يخلف المشنوق؟

"ليبانون ديبايت"//26 أيار/18/كشفت مصادر مطلعة أن أسهم المدير العام السابق لقوى الأمن الداخلي اللواء ابراهيم بصيوص أخذت في الارتفاع ليحمل حقيبة الداخلية في الحكومة التي كلف الرئيس سعد الحريري بتشكيلها. ويعرف عن اللواء بصبوص خلال توليه منصبه العسكري نظافة الكف والاستقامة وانفتاحه على جميع الاطراف. وينافس بصبوص عدد من الشخصيات ابرزهم وزير الاتصلات جمال الجراح الذي سحب ترشحه للانتخابات مقابل وعد بالعودة الى الوزارة من باب الداخلية.

 

اختطاف مواطن لبناني في السعودية وهذا ما طلبه الخاطفون

القناة الثالثة والعشرون/26 أيار/18/حرر عناصر شرطة مدينة جدة السعودية مقيماً لبنانياً يعمل في مؤسسة مقاولات تم اختطافه من قبل مقيمين مصريين بينهم امرأة، وذلك بهدف أخذ فدية بقيمة مليون ريال سعودي نظير متأخرات مالية لم يسددها لهم اللبناني. وفي تفاصيل الخبر نقلاً عن صحيفة "سبق" السعودية، اقتحم الجناة شقة الضحية ووضعوه داخل كيس ثم عملوا على نقله الى شقة أخرى شمال المدينة، وطالبوا بفدية بقيمة مليون ريال أي ما يعادل حوالي 260 ألف دولار أمريكي مقابل اطلاقة. ثم عملوا على التناوب على حراسته، الّا أن أحدهم هرب الى مصر وطالب بتحويل المبلغ لحسابه عن طريق لبنان بحجة أن الشريك الرئيسي للمجني عليه سافر أيضاً إلى لبنان. وفور تلقي الجهات الأمنية البلاغ أوعز مدير شرطة محافظة جدة العميد محمد الوذينان بتشكيل فريق عمل لتحرير الرهينة، وهو ما حصل خلال 48 ساعة حيث نجح رجال التحري والبحث الجنائي في تحديد موقع إختفاء المجني عليه وتمكنوا من اقتحام الشقة وتحريره والقبض على الجناة تمهيداً لإحالتهم إلى النيابة العامة. هذا ولم يتم الكشف عن اسم اللبناني أو الخاطفين المصريين. بخلاف "سبق" تناقل عدد من وسائل اعلام سعودية تفاصيل الحادثة التي حظيت بمتابعة من قبل السعوديين والذين عبروا عن فخرهم بما حققته شرطة جدة وسرعتها في تحرير المخطوف.

 

حكومة من 32 وزيراً؟

القناة الثالثة والعشرون/26 أيار/18/اشارت «الأنباء» إلى أن الاثنين سيكون يوم آخر في مسار رئيس الحكومة المكلف بتشكيل حكومة وحدة وطنية موسعة، كما وصفها الرئيس نبيه بري، و ستكون من 32 وزيرا وستضم وزيرا علويا وآخر مسيحيا اقلّويا لأول مرة.

 

ورقة تفاهم بين الصيفي ومعراب؟

"ليبانون ديبايت"/26 أيار/18

رأت اوساط متابعة للمشهد السياسيّ العامّ وطبيعة العلاقة بين القوى السياسيّة أنّ "المعركة الانتخابيّة خلطت جميع الأوراق ومن ضمنها تفاهم معراب التي ضاعت بين اللوائح والصناديق والتحالفات، ومن الصعب ايجادها بين التفاهمات والتسويات". واعتبرت أنّ "التواصل الذي تمّ بين حزبي الكتائب والقوّات اللبنانيين على صعيد التحالف في عدد من الدوائر، والتقاءهما على المبادئ والثوابت نفسها، وشعور الطرفين المستمرّ بوجود محاولات متكرّرة لإقصائهما من مراكز القرار والحقائب السياديّة، والتي دفعت النائب سامي الجميل سابقاً الى اختيار صف المعارضة، من شأنه أن يمتدّ ليشمل ورقة تفاهم بين القوات والكتائب لرسم المشهد المستقبلي والاتفاق على اسس المرحلة وكيفيّة مواجهة محاولات الالغاء والاقصاء".

 

باسيل في رسالة الى المعلم وغوتيريس: لبنان قلق من التداعيات السلبية المحتملة للقانون الرقم 10

السبت 26 أيار 2018 /وطنية - وجه وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل رسالة الى نظيره السوري وليد المعلم أعرب فيها عن قلق لبنان من التداعيات السلبية المحتملة عليه للقانون الرقم 10 الذي صدر في سوريا بتاريخ 44 2018 والرامي الى وضع مخطط تنظيمي عام في المناطق التي تهدمت بفعل الحرب السورية. وإذ أكد أهمية هذا القانون في تشجيع الكثير من النازحين السوريين على العودة الى مناطقهم، إلا أنه شدد على "خشية لبنان من أن تعيق شروط تطبيق هذا القانون عودة عدد غير قليل من هؤلاء النازحين الى مناطقهم".

وأوضح في رسالته "أن إجراءات الإعلان والنشر المتعلقة بالمراسيم التطبيقية للقانون الررقم 10 ومهلة الثلاثين يوما التي تليها والمعطاة لمالكي العقارات للإدلاء بما يثبت ملكيتهم، غير كافية لإعلام أصحاب العلاقة من النازحين خلال الوقت المناسب". وحذر بالتالي من "أن عدم قدرة النازحين عمليا على الإدلاء بما يثبت ملكيتهم خلال المهلة المعطاة قد يتسبب بخسارتهم لملكياتهم وشعورهم بفقدان الهوية الوطنية ما يؤدي الى حرمانهم من أحد الحوافز الرئيسة لعودتهم الى سوريا". وفيما أعرب باسيل عن أمله في "أن يلقى هذا الملف الإهتمام اللازم من قبل الحكومة السورية إنطلاقا من حرص البلدين المشترك على عودة النازحين الى ديارهم في أقرب وقت"، جدد التأكيد "تمسك لبنان بحقه المكرس دستوريا بمنع التوطين وعلى موقفه المبدئي من أن الحل المستدام الوحيد لأزمة النزوح السوري الى أراضيه هو في عودة النازحين الآمنة والكريمة الى المناطق الممكنة داخل سوريا مع إحترام عدم الإعادة القسرية وعدم ربط العودة بأي أمر آخر، مثل الحل السياسي".

غوتيريس

كذلك، وجه وزير الخارجية رسالة مماثلة الى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس ضمنها الهواجس اللبنانية من القانون الرقم 10، ودعا فيها الأمم المتحدة الى "إجراء ما يلزم لحماية حق النازحين السوريين في الحفاظ على أملاكهم والى التواصل والتنسيق مع السلطات السورية لهذه الغاية". كما دعا المنظمة الدولية الى "تحمل مسؤولياتها كاملة لناحية إبلاغ كل السوريين في لبنان بهذا القانون وحضهم على إجراء ما يلزم لإثبات ملكياتهم وعلى العودة الى سوريا". وقال وزير الخارجية: "إن لبنان يواجه صعوبات جمة تحول دون إمكان إبلاغه النازحين السوريين بهذا القانون، بسبب النتائج السلبية للسياسة العقيمة التي جرى اعتمادها من قبل منظمات الأمم المتحدة العاملة في مجال النازحين السوريين في لبنان والتي تقوم على حجب المعلومات التي تطلبها الحكومة اللبنانية من هذه المنظمات وغياب الشفافية المطلوبة وعلى تعقيد عملية التواصل الفعالة مع عموم النازحين السوريين، اضافة إلى غياب قاعدة معلومات واضحة عنهم وعن أماكن وجودهم". وفي هذا الاطار، دعا باسيل الأمم المتحدة الى "إجراء مراجعة سريعة وشاملة لسياستها حيال النازحين"، وإنتقد "التأثير السلبي المستمر الذي تسببه سياسة المفوضية العليا لشؤون اللاجئين لناحية تخويف النازحين الراغبين بالعودة الى المناطق التي توقفت فيها العمليات القتالية في سوريا"، داعيا إياها الى "الإمتناع الحازم عن كل ما من شأنه إثارة هذا الخوف لديهم". وفي رسالتيه الى المعلم وغوتيريس، أكد وزير الخارجية "أن السلطات في لبنان تعتزم العمل بشكل فوري وحازم لإعتماد سياسة لبنانية مترافقة مع إجراءات عملية تؤدي الى تأمين العودة المرغوبة للنازحين السوريين وتشجيعها".

 

الإشكالية الدرزية... إرسلان يتكل على باسيل!

القناة الثالثة والعشرون/26 أيار/18/أشارت "الأخبار" إلى أن الإشكالية الكبرى تتمثل في توزير رئيس الحزب الديموقراطي اللبناني طلال إرسلان. وقالت إنّ الحزب التقدمي الاشتراكي حسم قراره بالاستحواذ على التمثيل الدرزي (ثلاثة مقاعد)، فيما اخترع "التيار الوطني الحر" كتلة للنائب طلال إرسلان مؤلفة من 4 نواب (إرسلان وسيزار أبي خليل وفريد البستاني وماريو عون)، وتتلاءم مع معيار التمثيل الوزاري (وزير لكل كتلة مؤلفة من 4 نواب)، لكن في هذه الكتلة ثلاثة نواب موارنة، فهل سيتمثلون بدرزي، مقابل تمثيل كل الدروز الباقين (7) بوزيرين؟

 

ميراي عون في الحكومة المقبلة... وستتولّى هذه الحقيبة

داني حداد/أم تي في/26 أيار/18

بات محسوماً ومعلناً أنّ التيّار الوطني الحر لن يفصل الوزارة عن النيابة. انتخاب جبران باسيل نائباً دفع التيّار الوطني الحر الى التراجع عمّا سبق أن طالب به. علماً أنّ ثلاثة أحزابٍ كبرى ستعتمد الفصل في الحكومة المقبلة، وهي تيّار المستقبل وحزب الله والقوات اللبنانيّة. ومن شأن الفصل، لو عُمّم على الكتل النيابيّة كلّها، أن يرفع من مستوى المحاسبة ويفعّل دور المجلس النيابي الذي بات ظلّ الحكومة لا المراقب لها. لكنّ أول المطالبين به تراجع عنه. بدت ميراي عون الهاشم من أكثر المتحمّسين لفصل النيابة عن الوزارة. السيّدة التي يصفها والدها رئيس الجمهوريّة العماد ميشال عون بعقله كانت تجد في زوج شقيقتها عقبة أمام بلوغها منصباً وزاريّاً، والحلّ الأمثل بالنسبة إليها كان بفصل النيابة عن الوزارة. يتفرّغ باسيل للعمل النيابي ورئاسة التكتل و"التيّار" وتتفرّغ هي لمنصبٍ وزاري. لكنّ رياح باسيل لم تجرِ كما تشتهي سفينة الهاشم. إلا أنّ طريق الأخيرة الى الحكومة ليس مقطوعاً، كما يبدو.

يتّجه رئيس الجمهوريّة الى حسم قراره بتوزير ابنته الكبرى من حصّته الوزاريّة، وهو أبلغ ذلك صراحةً الى أحد المسؤولين في حزب الله في إطار التنسيق مع الحزب. ستتولّى عون الهاشم وزارة الاقتصاد والتجارة، وهي الحقيبة التي كانت تتابع شؤونها منذ تولّي الوزير الحالي رائد خوري حقيبتها، علماً أنّها هي من اقترحت اسمه للتوزير. كما تابعت، بصفتها مستشارة الرئيس، الكثير من الملفات الاقتصاديّة، خصوصاً تلك المرتبطة بمؤتمر "سيدر" الذي انعقد في باريس، وشاركت أيضاً في الاجتماعات التحضيريّة له.

سيكون لبنان إذاً أمام سابقة لم يشهد مثيلاً لها في تاريخه، وهي توزير ابنة رئيس وصهره في آنٍ معاً. سبق للرئيس سليمان فرنجيّة أن ضمّ نجله طوني الى ثلاث حكومات في عهده. بينما ضمّ الرؤساء الياس الهراوي، إميل لحود وميشال عون أصهرتهم الى حكومات في عهدهم. ومن السوابق المماثلة توزير الرئيس أمين الجميّل لوالده في عهده، وذلك بصفته رئيس حزب الكتائب اللبنانيّة. إلا أنّ عون سيكون الأول في ضمّ ابنته وصهره في حكومة واحدة... فهل يفعلها؟

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

هل إن التسوية مستمرة؟

د. عامر مشموشي/اللواء/26 أيّار 2018

مع تسمية الرئيس سعد الحريري لتشكيل حكومة العهد الأولى بما يشبه الإجماع، بحيث سمّته معظم الكتل النيابية الوازنة، من القوات والاشتراكي وحركة أمل والكتائب والمردة ما عدا كتلة الوفاء للمقاومة التي أبدت كل استعداد للتعاون معه في الحكومة العتيدة، تنطلق عجلة التأليف التي ستبدأ مشاوراتها، كما أعلن رئيس مجلس النواب نبيه برّي يوم الاثنين المقبل، أي بعد عودة الرئيس الحريري من زيارته المقررة سابقاً إلى المملكة العربية السعودية. بعد التسمية تنطلق عجلة التأليف في ظل أجواء عامة تشي باستعداد كل الكتل التي سمته لتشكيل الحكومة لتسهيل مهمته لكي تبصر الحكومة النور في أقرب وقت ممكن وربما بعد عيد الفطر السعيد، بعد ثلاثة أسابيع من تاريخه. عنوان الحكومة العتيدة الذي رفعه الرئيس المكلف بعد تبلغه من رئيس الجمهورية بتكليفه هو حكومة إنقاذ تمثل الجميع، ولا تستثني أحداً من القوى السياسية والنيابية الا من يرغب في أن يستثني نفسه ويغرد خارج صف الوحدة الوطنية، المطلوب الحرص عليها في هذه المرحلة الدقيقة التي يعيشها البلد والمنطقة العربية. وتدل مواقف الكتل النيابية التي شاركت في الاستشارات على أن الجميع يشعر بدقة الوضع الذي يمر به لبنان، ويهمه الإسراع في تشكيل حكومة إنقاذ وطني تشارك فيها كل المكونات والقوى السياسية، انسجاماً مع متطلبات المرحلة، مما يـؤشر إلى أن ما من أحد من هذه القوى يرغب في وضع العراقيل أمام تشكيل الحكومة العتيدة، وانهم جميعاً مستعدون لتسهيل مهمة الرئيس المكلف ولكن من دون تقديم تنازلات تصب في مصلحة هذا الفريق أو ذاك من القوى السياسية التي ترغب ضمناً في الاستئثار بالحكم تحت عناوين ومسميات مختلفة، كحال التيار الوطني الحر مع القوات اللبنانية والذي تجلى في تعمد إقصاء القوات عن هيئة مكتب المجلس النيابي. ومن الطبيعي في لبنان ان تشهد عملية تأليف الحكومة شد حبال بين الكتل النيابية لحصول كل منها على حصة وازنة في التشكيلة الحكومية بمعزل عن كل الاعتبارات الوطنية، وهذا الأمر سيواجه الرئيس المكلف، لكن الآمال ما زالت موجودة في امكانية تجاوز الرئيس المكلف لكل هذه العراقيل أو المطبّات طالما انه توجد رغبة أكيدة عند الجميع في تسهيل عملية التأليف، حتى تبصر الحكومة النور في أقرب وقت ممكن ومنهم حزب الله الذي خطا خطوة مهمة على هذا الطريق بالفصل بين النيابة والوزارة، ما يؤدي حكماً إلى تذليل أكبر عقبة في طريق الرئيس المكلف تجاه الخارج لا سيما إذا كان الحزب قرّر ايضاً التغاضي عن تضمين البيان الوزاري ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة واستبدلها بعبارة النأي بالنفس عن صراعات المنطقة وبذلك يصح القول بأن التسوية مستمرة.

 

خريطة ديموغرافية جديدة في سورية بفعل الحرب و... التهجير

القناة الثالثة والعشرون/26 أيار/18/خلال سبع سنوات، رسمت الحرب وموجات النزوح خريطة سكانية جديدة في سورية، مع مواطنين هُجِّروا تحت ضغط المعارك واتفاقات الإجلاء، وأقليات فرّت خشية التهديدات الطائفية، ومجموعات إتنية حلّت محل أخرى، ومدن فرغت بكاملها من السكان.

ولا يلوح في الافق، حسب سكان ومحللين، أي أمل بعودة جميع النازحين واللاجئين البالغ عددهم نحو 11 مليوناً داخل البلاد وخارجها، إلى المناطق التي خرجوا منها.

 

وول ستريت: ما التحديات التي تواجه نفوذ إيران بالعراق وسوريا؟

"عربي 21"/السبت 26 أيار 2018

نشرت صحيفة "وول ستريت جورنال" تقريرا، تقول فيه إن التأثير الإيراني في العراق وسوريا يواجه مقاومة وتحديات. ويشير التقرير، إلى أن الجهود التي تقوم بها الولايات المتحدة لتحديد نفوذ طهران في المنطقة تضيف للضغوط التي تتعرض لها إيران، بعد إلغاء الولايات المتحدة الاتفاقية النووية، وفرض العقوبات من جديد عليها. وتقول الصحيفة إن سخط العراقيين، خاصة الشيعة، من التأثير الإيراني انعكس من خلال عودة مقتدى الصدر، وانتصار كتلته في الانتخابات، التي عقدت هذا الشهر، مشيرة إلى أن الصدر يوصف بالوطني الحاد، الذي رفع أتباعه أحيانا شعارات ناقدة لإيران، التي تعد القوة الشيعية الأولى في المنطقة.

أما دمشق، التي وصفتها الصحيفة بالعاصمة العلمانية، فإنها اتهمت إيران بإثارة التوترات الدينية، بالإضافة إلى أن حلفاء رئيس النظام السوري بشار الأسد الآخرين أظهروا قلة صبر مع الحضور العسكري الإيراني في سوريا، الذي دفع إسرائيل للتدخل واحتوائه عبر الغارات الجوية. ويجد التقرير أن عملية مواجهة إيران، والحد من نشاطاتها، يعدان تحديين آخرين لإيران، التي تحاول التعامل مع تداعيات قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الخروج من الاتفاقية النووية الموقعة عام 2015.

وتلفت الصحيفة إلى أن إيران بنت شبكة من التأثير السياسي والعسكري والاقتصادي في العراق وسوريا خلال السنوات الماضية في البلدان اللذين عانا من نزاعات عنيفة، حيث ساعدت طهران بشار الأسد على البقاء في السلطة، ومواجهة نزاع متعدد الأطراف، فيما أسهمت في العراق بهزيمة تنظيم الدولة.

ويذكر التقرير أن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو قام في يوم الاثنين بتحديد 12 مطلبا من إيران، منها سحب قواتها من سوريا، والتوقف عن دعم حزب الله اللبناني، مشيرا إلى أن المرشد الأعلى للجمهورية آية الله علي خامنئي رد يوم الأربعاء مهددا بزيادة النشاطات، ورافضا وقف الصواريخ الباليستية.

وتفيد الصحيفة بأن تأثير إيران في العراق ينظر إليه على أنه لا محيد عنه، خاصة أن البلدين يتشاركان في حدود طويلة، حيث وسعت طهران من نفوذها فيه منذ الغزو الأمريكي للعراق عام 2003، الذي أطاح بالرئيس صدام حسين، لافتة إلى أن العراقيين عادة ما عبروا عن مواقف معادية من جهود جارتهم، خاصة بعد هزيمة تنظيم الدولة. وينوه التقرير إلى أن الصدر قاد كتلة ضد الفساد والتدخل الأجنبي، وحصلت على معظم المقاعد الانتخابية، حيث عبرت الرسالة عما دعا إليه آية الله علي السيستاني، الذي يمثل حاجزا أمام التأثير الإيراني في العراق. وتقول الصحيفة إن المليشيات التي قاتلت تنظيم الدولة لم تعد تقسم الولاء لخامنئي، فيما تراه تغيرا في المزاج.ويستدرك التقرير بأنه رغم ذلك، فإنه لا تزال لإيران مساحة واسعة للمناورة، خاصة أن لديها علاقات مع السنة والأكراد، وحصل تحالف موال لها على المرتبة الثانية.

وتنقل الصحيفة عن الباحث في شؤون الشرق الأوسط في معهد الدراسات المتحدة في لندن مايكل ستيفنز، قوله إن "إيران لديها عدد كبير من المؤيدين داخل النظام العراقي، الذين يتعاملون مع أولوياتهم بشكل جدي، وهذا جزء دائم في الفضاء السياسي العراقي"، وأضاف: "ربما لم يعد المزاج مؤيدا بدرجة ما لإيران، لكن الأمور تتغير". وبحسب التقرير، فإنه في سوريا، التي تعد حليفة قوية لطهران، فإن لدى إيران قوات من الحرس الثوري ومليشيات، مثل حزب الله، إلا أن هذا الوجود أصبح ورقة ضد النظام السوري، لافتا إلى أن إسرائيل تقول إنها لن تسمح بالوجود الإيراني على حدودها الشمالية، وزادت من غاراتها الجوية على مواقع إيرانية، ما يؤدي إلى تهديد وضع النظام السوري، وقد تتطور الأمور إلى مواجهة شاملة، في وقت يحاول فيه النظام تعزيز مكاسبه. وتورد الصحيفة أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قدم أكثر تصريحاته الصارخة عندما طالب بخروج القوات الأجنبية كلها من سوريا، ورد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي بنقد لاذع لروسيا، حيث قال إن إيران ستظل في سوريا "طالما ظل الإرهاب موجودا"، مضيفا أن وجود القوات هو بناء على دعوة من النظام السوري.

ويبين التقرير أن الحكومة السورية تحاول التقليل من اعتمادها على القوات الإيرانية، فيما أشار الإعلام الرسمي إلى انسحاب القوات الأجنبية قبل بدء عملية عسكرية في درعا، منوها إلى أن الحكومة السورية حاولت تحديد الدور الإيراني في المجالات الأخرى غير العسكرية، حيث تراجعت عن اتفاق مبدئي يمنح إيران الحقوق في التنقيب عن الفوسفات وشبكة الهواتف النقالة، وقامت بإصلاح المزارات الشيعية، وشراء الفنادق لتعزيز السياحة الدينية، ودعمت مليشيات محلية تهتف بشعارات طائفية. وتستبعد الصحيفة أن تتخلى إيران عن الإنجازات الاستراتيجية التي حققتها في المنطقة، حيث يقول الأستاذ المساعد في فرع جامعة ويبستر الأمريكية في جنيف، جبين غودارزي: "تعتقد إيران أن لديها الحق، خاصة أنها أنفقت الكثير من المال والطاقة والأرواح، والآن تريد الحصول على عائدات الاستثمار". وتختم "وول ستريت جورنال" تقريرها بالإشارة إلى قول غودارزي إنه لو زاد الضغط فإن إيران قد تحاول التقليل من خسائرها والتركيز على العراق، أما في سوريا "فإن احتاجوا فإنهم سيقومون بتخفيض مستوى وجودهم"، لكنهم سيتأكدون من عدم حصول أي نكسات في العراق.

 

نيويورك تايمز: هل تراجع ابن سلمان عن إصلاحاته؟

"عربي 21"/السبت 26 أيار 2018/قالت صحيفة "نيويورك تايمز" في افتتاحيتها إن ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، حاول منذ صعوده إلى السلطة بناء صورة عن نفسه بصفته شابا مصلحا، يريد جر المملكة المخفية إلى العالم الحديث وبرؤية جديدة. وتشير الافتتاحية، إلى أن معظم تركيز ابن سلمان كان على الإصلاحات الاقتصادية، مستدركة بأن نجل الملك وعد بتبني سياسات اجتماعية متنورة، تشمل المرأة، وحصل على المديح من الغرب جراء هذا، حيث أنه في غضون أسابيع ستبدأ السعودية برفع الحظر عن قيادة المرأة للسيارة في 24 حزيران/ يونيو، وهي الخطوة الأوضح في الإصلاحات التي دعا إليها الأمير. وتستدرك الصحيفة بأن ابن سلمان ارتد في الأسبوع الماضي عن طريقه، ووسع من عملية القمع ضد الناشطين والناشطات، الذين دعوا إلى منح المرأة حقها في قيادة السيارة، مشيرة إلى أن الحكومة قامت باعتقال مجموعة من الناشطات، وزادت بعد ذلك من عمليات القمع بعد موجة شجب دولية، حيث وصل عدد الناشطين والناشطات المعتقلين حتى الآن إلى 11 شخصا، وتم اعتقالهم والتحقيق معهم دون حق الاتصال مع المحامين، ويقال إن واحدة من المعتقلات تحتجز في مكان غير معلوم. ةوتفيد الافتتاحية بأن المدعين السعوديين لم يكشفوا عن هوية المعتقلات أو الاتهامات الموجهة إليهن، إلا أن التقارير الصحافية أشارت إلى عدد من النسوة، وواحدة منهن هي لجين الهذلول، التي اعتقلت عام 2014، لمدة 70 يوما؛ لقيادتها السيارة من الإمارات إلى السعودية، لافتة إلى أن منظمة "أمنستي إنترناشونال"، قالت إن السلطات السعودية أفرجت عن أربع معتقلات، لم تكن الهذلول واحدة منهن.

وتورد الصحيفة نقلا عن محللين في الشأن السعودي، قولهم إن التقلب في الموقف يعكس السياسة السعودية، ومحاولة الأمير تصوير الخطوة بأنها منحة من الملك للمرأة السعودية، وليست تنازلا لمطالب الناشطين والناشطات، مستدركة بأن القمع يثير أسئلة حول التزام الأمير برفع القيود عن المرأة ومنحها المساواة. وتجد الافتتاحية أن الهجوم الإعلامي على الناشطات ووصفهن بالخائنات أمرا صادما، مع أن جريمتهن الوحيدة، مع بقية الناشطين، هي المطالبة السلمية، داعية للإفراج عنهن حالا.

وتعتقد الصحيفة أن الموجة الأخيرة من الاعتقالات تطرح أسئلة حول قدرة الأمير على الوفاء بوعوده، وتحقيق تغيرات أساسية في المجتمع الأبوي، الذي يمارس فيه الرجل سلطة على المرأة، منوهة إلى أن المؤسسة الدينية، التي تطبق الفكر الوهابي، تعارض رفع الحظر عن قيادة المرأة للسيارات، والجهود الأخرى لابن سلمان في تخفيف القيود الاجتماعية. وتقول الافتتاحية: "لو لم يكن الأمير محمد قادرا على تحمل تداعيات قرار واحد، فإنه يمكننا تخيل صعوبة وفائه في قرارات أشد، ومنها نظام الولاية، الذي يفرض على المرأة طاعة ولي أمرها، الأب، والزوج، والشقيق والابن، الذين يتخذون القرارات الصعبة التي تحدد مصيرها، من الحصول على جواز سفر، إلى السفر للخارج، والدراسة في منحة حكومة، والزواج". وتلفت الصحيفة إلى أن "هذه ليست المرة الأولى التي يضعف فيها الأمير محمد جهوده الإصلاحية، التي يحاول من خلالها تحسين صورة البلد، ففي العام الماضي أشرف على اعتقال مجموعة من المثقفين والدعاة الناشطين، الذين عدهم نقادا لسياساته الخارجية، بالإضافة إلى اعتقال أكثر من 200 ثري ورجل أعمال وأمير، وأجبرهم على التخلي عن أموال وشركات يملكونها باسم مكافحة الفساد". وترى الافتتاحية أنه "من خلال زرع بذور الشك حول التزام بلده بحقوق الإنسان وحكم القانون، فإن سلوكا كهذا لن يدفع الاستثمار الأجنبي الذي يحاول الأمير جذبه". وتختم "نيويورك تايمز" افتتاحيتها بالقول إن "الاقتصاديات التي تستبعد نصف سكانها -المرأة- لن تحقق الإمكانيات الكاملة، ولن يحصل الأمير محمد على راية المصلح ويحقق أهدافه الاقتصادية طالما منعت المرأة من الحصول على مكانها الحقيقي في مستقبل السعودية".

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

حروب العقائد وأصحاب القضية

الدكتورة رندا ماروني/26 أيار/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/64938/%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%83%D8%AA%D9%88%D8%B1%D8%A9-%D8%B1%D9%86%D8%AF%D8%A7-%D9%85%D8%A7%D8%B1%D9%88%D9%86%D9%8A-%D8%AD%D8%B1%D9%88%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%82%D8%A7%D8%A6%D8%AF-%D9%88%D8%A3%D8%B5/

لقد أبدى السيد حسن نصر الله في إطلالته الإعلامية الأخيرة في الخامس والعشرين من أيار، إستغرابه من عدم فهم الرئيس الأميركي دونالد ترامب لما يسمى بالحروب العقائدية، واصفا إياه بأنه لا يفهم إلا بلغة الدولار، وقد شرح في جزء كبير من خطابه الفرق بين مقاتلي المرتزقة وبين أصحاب القضية، فلا العقوبات ولا التضحيات الكثيرة ممكن أن تؤثر في مسار القضية أو أن تخفف من العزيمة فالمواجهة هي في تعطيل الهدف الأميركي من خلال إرادة البقاء في المسار المرسوم وكل الخسائر والتضحيات يجب أن ينظر إليها كأنها جزء من المعركة، وعلى جميع المنضوين في هذه المعركة التحمل وعدم التراجع.

إن الإستغراب المتبادل والقراءات المختلفة بين منطق السيد حسن ومنطق الرئيس الأميركي يشكل الفرق بين الدول المستقرة المنصرفة لتحصيل مصالحها الخارجية والدول الفاشلة التي ما زالت تعيش على صفيح ساخن حاملة قضايا مختلفة وشاهرة سيوف العقائد.

فللأهداف التوسعية عقائد جاهزة تروج للعامة وللصراع على السلطة في الدول المتخلفة، عقائد لإستقطاب الطاقات البشرية وتجنيدها وإستخدامها في الحروب العبثية.

في زمن الإحتلال السوري صيغت العقائد الملائمة وحُضرت لها الأجواء النفسية والتلقينية والعسكرية والعقابية والرقابية وفتحت السجون على مصاريعها، وشتان ما بين المروج له عقائديا والأهداف الحقيقة التي عمل على تحقيقها النظام السوري، فكانت المحصلة حروب طويلة حصدت أكثر من 150.000 ضحية لبنانية قضت في حروب عبثية، حروب عملت على تطويق الدولة اللبنانية ودحر وتركيع اللبنانيين السياديين.

وفي زمن الإنفلاش الإيراني صيغت العقائد، وجهز الدعم المادي والعسكري وروج للمشروع المذهبي الخارق للحدود وإستقطب المنتفعين والمتسقلين وكانت المحصلة صراع سني شيعي طويل الأمد وهجرة جماعية مسيحية من مناطق الصراع وما كان يروج له تحت عنوان الشرق الأوسط الجديد أضحى أمرا واقعا لا لبس فيه.

ومن المضحك المبكي بأن يتحول النظام السوري التوسعي نفسه الطامع بالكيان اللبناني، المستخدم لرآيات عقائدية وهمية، البعيدة كل البعد عن أهدافه الحقيقية، والمطلق على السياديين اللبنانيين صفة الإنعزاليين طيلة فترة وجوده في لبنان كقوة محتلة، أن يتحول إلى نظام تقوقعي لأهداف عقائدية مذهبية فعلية هذه المرة خوفا من الإختلاط المذهبي والعيش المشترك حارما قسما كبيرا من المسلمين السنة أملاكهم من خلال تشريع قانون تعجيزي سالبا المواطنيين السوريين حقوقهم بشحطة قلم، تدبير إتخذ كنوع من الفرز المذهبي وبحسب الولاء المطلق للسلطة الحاكمة والنظام الأزلي السرمدي.

فمشروع القانون رقم 10 يظهر بصورة واضحة مبتغى النظام السوري في عملية فرز المواطنيين بين موالي ومعارض وبين مذهب وآخر، ومدة الشهر المعطاة كحد أقصى للعودة وتثبيت الملكية تبدو كشرط تعجيزي الهدف منه عرقلة العودة إذا أردنا أن نلطف عملية الطرد الجماعي.

فعندما يتحول الداخل إلى حروب عقائدية يصنف النظام بالفاشل والدولة بالمتخلفة، أي بمرتبة شبه دولة التي لم تستطع بعد أن تتوصل إلى صياغة عقد إجتماعي ثابت يستظل في كنفه جميع الأطراف والمكونات.

وعندما تستخدم العقائد لأهداف توسعية وعدائية تجاه الدول المسالمة، وتمرر المشاريع تحت رآيات ومسميات رنانة طنانة، لن يفهم ترامب وأمثاله عبارة أصحاب قضية، فعن أي قضية تتكلمون؟

أعطيتم دورا تفصيليا في مسرحية الربيع العربي تحقيقا للشرق الأوسط الجديد فلا تتجاوزوه وتقولوا نحن بأصحاب قضية بل جنود في مشروع إنفلاشي ذو أحلام توسعية.

حروب عقائد

وأصحاب قضية

حروفها تبعثر

سلم الأبجدية

وصمة عار

وأنظمة ورائية

بصمة دامغة

لأهداف شيطانية

منها متقوقعة

وأخرى إنفلاشية

وضعها جن

وأوامر أميرية

وألقى عليها

ألف تحية

وسمعا وطاعة

وسجودا أبديا

وأضفى عليها

طابعا إلآهيا

حروب عقائد

وأصحاب قضية

حروفها تبعثر

سلم الأبجدية.

 

عن أسئلة «حزب الله» التي لا بد من أجوبة عنها

سامر فرنجية/الحياة/26 أيار/18

لم تنتبه «قوى ١٤ آذار»، في لحظة ذروتها الجماهيرية، لحزب الله، هذا الكائن الغريب الذي كان آنذاك يحوم حول السياسة اللبنانية ولم يكن دخلها بعد من بابها «الداخلي». فلم تع هذه القوى معنى تجمع «٨ آذار»، وإن كانت تتظاهر ضده، وبقيت متمسكة بمقولة «لبننة» حزب الله، أي طمأنته من أجل إدخاله إلى الإجماع اللبناني. فالخصم وقتها كان خارجياً، أي النظام الأمني السوري، وطابعه «الخارجي» كان ضرورياً لتحويله إلى كبش فداء يمكن لاقتلاعه أن يؤسس لإعادة بناء إجماع جديد. أما حزب الله، فاعتُبر خصماً يمكن محاورته أو حتى التحالف الانتخابي معه، على حساب الشخصيات الشيعية القريبة من قوى ١٤ آذار. بيد أن الحزب لم يكن ينظر لنفسه كقوة تحتاج لمن يلبننها، أو حتى لمن يطمئنها. فاستمرت الاغتيالات، وتلتها الاعتصامات، ومن ثم الاجتياحات، وهذا كله بعد انسحاب العدو «الخارجي». إنهار النظام الأمني واستمر العنف، وأشهر الخصم الداخلي سلاح ابتزاز السلم الأهلي. وفي هذه اللحظة، فقدت أدبيات قوى ١٤ آذار صلاحيتها السياسية، وتحوّل الموقف من الحزب إلى رهاب وذعر متواصلين.

بعد هذه اللحظة، اختُصرت السياسة لدى ما تبقى من قوى ١٤ آذار بمسألة مواجهة حزب الله، ليصبح هو الجواب عن أي سؤال يطرح. وبعدما كان حزب الله يحوم حول السياسة اللبنانية، تحوّل في المخيلة السيادية إلى كائن كلي العلم والوجود والقدرة.

تحققت توقعات أو مخاوف قوى ١٤ آذار، فجرت الانتخابات النيابية، وسيطر حزب الله على النظام السياسي. بيد أنه مع هذه السيطرة، فقد «النقد السيادي» لحزب الله، أي النقد المرتبط بسلاحه ودوره في الحروب الإقليمية، كل فعالية سياسية، ليصبح جزءاً من الفولكلور اللبناني. فتحول الكلام عن سلاح حزب الله إلى إحدى المسائل التي يشكّل الإجماع حولها مدخلاً لإخراجها من السجال السياسي، مثلها مثل إلغاء الطائفية أو تحرير فلسطين. فيمكن للحريري أن يتكلم عن السلاح أو لـ «المجتمع المدني» أن يطرح مسألة سيادة الدولة ضمن برامجه الإصلاحية من دون أن يعني ذلك شيئاً. فكما أن هناك حياء حيال الطوائف، هناك حياء حيال السلاح، يجعل الكلام عنه فاقداً لأي قدرة على القبض على الواقع السياسي. فلسطين ستحرَّر، والطائفية ستُلغى، والسلاح سيُحصر... يوماً ما.

فهناك إجماع نشأ حول حزب الله، يضم داعميه ونقاده، يقوم على هويته المزدوجة. فللبعض، هناك حزب الله الداخلي، الشبيه بباقي الأحزاب، والذي يمكن معارضته. وهناك حزب الله الخارجي، المرفوض ولكن الذي يمكن التعايش معه، من بعيد. أما للبعض الآخر، فهناك حزب الله الخارجي، المقاوم والمقبول. أما الداخلي، فهو تخل عن طهارة الاستشهاد، لا بد من إصلاحه من خلال تطعيمه ببعض الوجوه اليسارية. وإذا سقطت تلك المحاولات، فهناك دائماً الازدواجية الأساسية: هناك حسن نصرالله الذي لا يخطئ، وهناك الباقون، من حزب وجمهور وعسكر. الخيار المطروح اليوم لمن يعيش في دولة حزب الله هو بين الازدواجيات العديدة التي يقدمها الحزب الواحد.

ربّما بات من الضروري التفكير بنقد مختلف لسيطرة حزب الله، ينطلق من الأسئلة التي تطرحها سيطرة كهذه على السياسة اللبنانية، والتي لا يمكن احتكارها بالموقف السيادي أو القانوني. فالسؤال الأول يخص طبيعة مشروع هيمنة حزب الله. فالحزب ليس معنياً بـ «أسلمة» لبنان، كما يردّد بعض المعترضين عليه، كما أنّه غير راض بأن يبقى هذا المقاوم المجاني الذي لا دور له في الداخل، كما يردّد أنصار المقاومة. هناك مشروع ممانعة ثقافية، يقوم على رفض الرواية اللبنانية التي ارتبطت بالمسيحيين، وتتغذى من بعض التراث اليساري. فمن ردة الفعل تجاه «الاحتفاء» بفوز نادين لبكي في مهرجان كان الأخير إلى الهجوم على زياد الدويري وفيلمه الأخير، مروراً بإعادة السجال حول اغتيال بشير الجميل، هناك رفض ضمني للإجماع الذي أنهى الحرب الأهلية، ومطالبة الثقافة بالتأقلم مع الواقع الجديد. قد لا يكون مشروع حزب الله متكامل المعالم وتسوده تناقضات عديدة. بيد أن معارضته باتت تتطلب التفكير برواية مختلفة للبنان، يمكن أن تتصدى لمشروع كهذا من دون الانزلاق إلى ترهات «حب الحياة».

السؤال الثاني الذي تفرضه سيطرة حزب الله مرتبط بطبيعة الدولة التي يطمح العديد للعبور إليها. فكما أظهرت نتائج الانتخابات الأخيرة، بات من الصعب للنظام اللبناني أن يتعايش مع حزب الله «الداخلي»، أي مع حزب مؤدلج ومنظم، ذي قاعدة شعبية. فحزب الله ليس دولة ضمن دولة، بل أصبح دولة قوية تسيطر على دولة مجاورة يسكنها أحزاب «السيلفي» وبعض الفعاليات المحلية. فهناك دولة تجرى فيها انتخابات وتوزع فيها المناصب وتدار فيها السجالات، ودولة تُحكم من خلال استفتاءات، المحاسبة فيها داخلية لا تتعدى حدود الحزب. فيبدو وكأن النظام اللبناني يتوجه إلى نوع من الانشطار بين منظومتين سياسيتين، الأولى تدير شؤون الثانية. قد لا تكون سيطرة حزب الله كاملة على الدولة الثانية وستبقى مرهونة بالتوازنات الطائفية. بيد أنه بات من الصعب مواجهة مشروع كهذا من خلال التمسك بمبدأ الدولة المركزية، أكانت مدنية أو علمانية، والبحث عن أطر مختلفة لصياغة الإجماع السياسي.

السؤال الأخير الذي يفرضه حزب الله هو مسألة العنف. فحزب الله أدخل العنف السياسي المنظم، أو أعاد إدخاله، إلى الساحة اللبنانية، ومن بعدها السورية، ما أمّن سيطرته السياسية. لم يستعمل الحزب العنف فحسب، بل برّره وتبناه كعمل مجيد، لكي يصبح العنف مقبولاً اجتماعياً. ربّما العنف كامن في مجتمع طائفي، ولكن عنف حزب الله مختلف، وذلك لكونه منظماً وموجهاً ومبرراً. فالحزب لم يطالب خصومه بالخضوع لمنطق العنف فقط، بل أيضاً فرض عليهم تطبيع هذا العنف من خلال الاحتفاء به.

عنف حزب الله مُعدٍ، وإن كانت له حدود تفرضها موازين القوة المحلية. ومقاومة هذا العنف باتت تتطلب حساسية اجتماعية تجاه العنف، لا يمكن اختصارها بمقولات سيادة الدولة أو حصرية السلاح.

حزب الله، على عكس ما اعتبرت قوى ١٤ آذار، ليس سبب آفات المجتمع اللبناني كلها. ولكنه نجح بأن يسخّر عدداً من التحولات الاجتماعية، التي بدأت مع مرحلة الوصاية السورية، لمصلحته، وهي تحولات مسؤولة عنها بعض القوى السيادية، لا سيما تيار المستقبل. هذا للقول إن سيطرة حزب الله التي تجلت اليوم هي نتيجة لثلاثة عقود من تهديم مستمر لمؤسسات المجتمع اللبناني. حزب الله قد لا يكون المسؤول الوحيد عن تلك السيرورة ولكنه أصبح المستفيد الوحيد منها. طي صفحة الحرب ومرحلة ما بعد الحرب باتت تتطلب الإجابة عن أسئلة «حزب الله».

 

مشكلة نصر الله مع الحقيقة

خالد الدخيل/الحياة/26 أيار/18

كل خطابات حسن نصرالله، خاصة بعد اغتيال رفيق الحريري، تكشف بشكل متصل وتراكمي أن لدى الأمين العام لحزب الله مشكلة متأصلة مع الحقيقة. وهي مشكلة، أو قل استراتيجية متعمدة يأخذ بها نصرالله في كل خطاباته بشكل واع لإخفاء أمور (أدوار وأهداف وتحالفات) لم يحن وقت الإفصاح عنها بعد. تاريخ الحزب ونشأته، وتحالفاته المحلية، وارتهاناته الإقليمية تفرض على نصرالله أن يقول في خطاباته عكس ما يضمر، وعكس ما يعني في اللحظة التي يتحدث فيها. قبل تفصيل ذلك هناك ملاحظة. عندما تستمع لخطاب نصرالله حاول مقارنة ما يقوله مع ما قاله من قبل في مناسبة أخرى، وظرف مختلف. ثم قارن ما يقوله في الخطاب عن نفسه، وعن دور الحزب، وعلاقته مع إيران، بما يفعله هو والأطراف الأخرى التي يتحدث عنها، على الأرض.

لنأخذ بعض الأمثلة. بعد انتهاء الحرب الإسرائيلية على لبنان في صيف 2006 تعهد نصرالله في خطاب له بهذه المناسبة بأن سلاح الحزب لن يوجه إلى الداخل اللبناني مهما تصاعدت الخلافات بين أطراف هذا الداخل. وتعهد أيضاً في الخطاب نفسه بأن الحزب لن يسمح لنفسه بأن يستدرج للتدخل في أي خلاف قد ينشأ في أي بلد عربي. بعد ذلك فعل الحزب في الحالتين عكس ما تعهد به أمينه العام تماما. وجه سلاحه إلى الداخل في 7 أيار (مايو) 2008. بعد ذلك بأربع سنوات ذهب بسلاحه إلى سورية لنصرة طرف (الرئيس بشار الأسد) ليس ضد طرف آخر، وإنما ضد أغلبية الشعب السوري. من أين نعرف هذه الأغلبية؟ احسب معي. الأرقام الرسمية تقول إن من قضى من السوريين على يد النظام وحلفائه (أبرزهم حزب الله)، أو بسببهم تجاوز نصف مليون، وأن من هجروا بين الداخل والخارج تجاوز عددهم نصف الشعب السوري، أي 12 مليوناً. وهذا غير المفقودين والذين يقدر عددهم بمئات الآلاف. وغير الذين قضوا في سجون النظام، ويقدر عددهم بعشرات الآلاف. وطبعا غير الجرحى وعددهم في خانة مئات الآلاف. بين ما تعهد به حسن نصرالله في 2006، وبين ما اقترفه في لبنان عام 2008، وما لا يزال يقترفه في سورية مسافة تعادل ما بين السماء والأرض. هل كان الرجل يكذب؟ ربما. والأكيد أن لديه مشكلة حقيقية مع الحقيقة.

اللافت هنا أن الرجل يعتمر عمامة رجل دين. وهو بذلك يجمع في شخصه بين الدين ومقتضياته، وبين السياسة وأهوائها ومصالحها. مرتبته الدينية في التراتبية الشيعية متواضعة. لكن مرتبته السياسية أعلى من ذلك بكثير. يشير هذا الاختلاف في التراتبية إلى أن تأثير المصلحة والولاء السياسيين ومترتباتهما على شخص الأمين العام أقوى بكثير من تأثير انتمائه وولائه الديني. ربما يعود ذلك إلى أن الديني والسياسي يلتقيان في شخص الأمين العام على صعيد المذهب الذي ينتمي إليه، ويشترك فيه مع ولاية الفقيه التي تحكم في إيران، وليس في لبنان ولا في سورية. وإذا كان في سياق الإسلام والتاريخ الإسلامي أن أصل الدين هو الوحي، وأن أصل المذهب هو السياسة، نكون مع حسن نصرالله وحزبه «الإلهي» أمام حالة تاريخية انتصر فيها المذهب على الدين، وانتصر فيها التمويه على الحقيقة.

ما دلالة ذلك؟ لماذا اختلف الفعل عن القول (التعهدربما أن الأمين العام عندما تعهد بما تعهد به علناً كان صادقاً. المربك أن الفعل الذي نسف التعهد لم يكن في السر. كان في العلن أيضاً. والأمين العام لا ينكر الفعل الذي نسف التعهد أبداً، بل يتفاخر به جهاراً نهاراً. اللافت أنه مع ذلك لا يعتبر غزوة 7 أيار، ولا وقوفه إلى جانب الأسد في الحرب الأهلية السورية ينتميان إلى خانة المقاومة. يعتبر الأولى عملية قطع يد امتدت إلى «سلاح المقاومة». ويعتبر الثانية مشاركة في محاربة التكفيريين. ومصطلح التكفيريين في قاموس نصرالله يعني دائما السنّة، خاصة الذين يحاربون نظاماً أقرب مذهبياً لولاية الفقيه في إيران. وهذا تأكيد آخر على تراجع الدين أمام المذهب.

لكن اختلاف الفعل عن التعهد يعود لعامل آخر، فنصرالله أمين عام لحزب لبناني. لكن دور هذا الحزب ليس لبنانياً بإجماع اللبنانيين، بل إن تمويل الحزب، وتسليحه، وتدريبه ليس لبنانياً أيضاً. كل ذلك يأتي من إيران. أي أن الحزب، ومعه أمينه العام، مزدوج في هويته وولائه وانتمائه. فهو لبناني من حيث الجنسية فقط. لكنه إيراني من حيث الهوية المذهبية، والدور الإقليمي، والإستراتيجية. وهو ما يفسر أن إيران تتحمل جميع تكاليف تمويل وتسليح الحزب وتدريب كوادره منذ 1982. في هذا الإطار يعطي نصرالله تعهداته المعلنة للشعب اللبناني والحكومة اللبنانية. هذا كل ما يستحقه كل منهما من حيث إنه ليس مصدر تمويل أو تسليح للحزب، فضلاً عن أن هوية هذا الشعب المذهبية وهذه الحكومة ليست واحدة أو متماسكة. في المقابل، يعطي الحزب بقيادة نصرالله أفعاله وتضحياته لإيران، فهي مصدر الهوية المذهبية المتماسكة، والتي تملك مشروعاً إقليمياً يستند إلى هذه الهوية، هذا فضلاً عن أن إيران مصدر التمويل والتسليح. في السياق ذاته، كان نصرالله يردد بأن حزبه لا يسعى إلى السلطة، أو يبحث عن مناصب في الحكومة. بعد 7 أيار 2008 تمسك نصرالله بالثلث المعطل في الحكومة أو لن تكون هناك حكومة، وهذا تهديد مضمر لكن مباشر باستخدام السلاح في الداخل مرة أخرى. ثم وصلت سلطة الحزب أنه لم يعد من الممكن انتخاب رئيس للبنان من دون موافقته مسبقاً. تقول هذه النتيجة إن بداية هذه المقالة ليست صحيحة. استفاد نصرالله من تلاعبه بالحقيقة. يريد أن يكون لحزبه السلطة ذاتها في سورية. مشهد مشابه يتكرر في العراق. ما يعني أن مشكلة الحقيقة ليست لدى نصرالله، وإنما لدى دول تتفرج على ما يحدث في بيئتها المباشرة من دون أن يكون لديها ما تقوله أو تفعله إزاء ما يحدث!

*كاتب وأكاديمي سعودي

 

 «تغيير جذري» في سياسة واشنطن تجاه لبنان: الحكومة مسؤولة عن أفعال «حزب الله»

 حسين عبد الحسين/واشنطن/26 أيار/18

في خضم المراجعات التي تقوم بها إدارة الرئيس دونالد ترامب في السياسة الخارجية للولايات المتحدة، سجلت الأوساط المتابعة في العاصمة الأميركية «تغييراً جذرياً» في الموقف الأميركي تجاه لبنان، من موقف مهادن يفصل بين الحكومة اللبنانية و«حزب الله»، ولا يُحمّل الحكومة مسؤولية الأعمال العسكرية التي يقوم بها الحزب في لبنان والعراق وسورية، إلى موقف يُحمّل دولة لبنان بأكملها مسؤولية أعمال ميليشيا «حزب الله» في المنطقة وحول العالم. وتشكل الانعطافة الأميركية نهاية لسياسة المهادنة التي تبنتها إدارة الرئيس الأسبق جورج بوش الابن، منذ اتفاق الدوحة في مايو 2008، وواصلتها إدارة الرئيس السابق باراك أوباما، وهي سياسة كانت تتفادى تحميل بيروت مسؤولية أعمال «حزب الله» العسكرية، وتعتبر أن الحكومة اللبنانية أضعف من أن تضبط الحزب. وساهم تحسن العلاقات بين واشنطن وطهران، بما في ذلك فتح قناة اتصال شخصي عبر البريد الالكتروني بين وزيري الخارجية الأميركي السابق جون كيري ونظيره الايراني جواد ظريف، في تحييد لبنان أكثر وأكثر عن مشاكل المنطقة. وتحوّلت قناة الاتصال هذه، إلى جانب قنوات الاتصال مع ما تعتبره العواصم الأوروبية «الجناح السياسي» في «حزب الله»، إلى قنوات اتصال غير مباشرة بين إدارة أوباما والحزب اللبناني.

ويوم سأل معارضون سوريون عن سبب شن واشنطن حرباً على تنظيم «داعش» الإرهابي واستثناء «حزب الله»، الذي تُصنّفه واشنطن إرهابياً كذلك، أجاب كيري ان «حزب الله لا يؤذي مصالحنا في الوقت الراهن».

لكن مع رحيل الإدارة السابقة وحلول إدارة جديدة في مكانها، انقلبت رؤية واشنطن تجاه لبنان وحكومته و«حزب الله»، وصارت واشنطن ترى أن الحزب ليس خارجاً عن إرادة دولة لبنان وحكومته، بل هو يعمل وسط تأييد ودعم من الحكومة اللبنانية وأركانها، في ظل تحالفات بين رئيس الجمهورية ميشال عون والحزب، يُضاف إلى تحالف الحزب مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، ووجود وزراء من الحزب في الحكومة التي يترأسها سعد الحريري.

ووفقاً لمصادر أميركية مطلعة، فإن التغيير في السياسة الأميركية تجاه لبنان له عواقب عديدة، أولها أن واشنطن قد تمضي في تصنيف لبنان كدولة راعية للإرهاب، وقد تطلب من بيروت، عبر الأمم المتحدة، ضبط الحزب وتحمل مسؤولية مشاركته في الحرب السورية. أولى بوادر التغيير الأميركي تجاه لبنان انعكست في الرسالة التي وجهها أمين عام الأمم المتحدة انطونيو غوتيريس إلى مجلس الأمن حول تطبيق بيروت القرار 1559، الصادر في سنة 2004، والذي يطلب نزع سلاح كل «الميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية». وأعرب فيها الأمين العام عن قلقه من «تورط حزب الله، وعناصر لبنانية أخرى، في القتال في مناطق (غير لبنان) في المنطقة، وهو ما يعرّض لبنان لمخاطر التورط في الصراعات الاقليمية، ويعرض استقرار لبنان والمنطقة للخطر». ومن نيويورك إلى واشنطن، تتصاعد الأصوات التي تعتبر أن أميركا خسرت لبنان. وفي هذا السياق، وصفت الباحثة في مركز أبحاث «أميريكان انتربرايز انستيتيوت» دانيال بليتكا، نتائج الانتخابات البرلمانية اللبنانية، التي جرت في السادس من الجاري، بـ«المثيرة للاكتئاب والمتوقعة».

وفي شهادة لها أمام لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس، عزت بليتكا النتائج إلى «اختلال لبنان، والأداء الباهت لحزب رئيس الحكومة سعد الحريري»، مضيفة ان «الانتخابات الأخيرة تؤكد لنا ان الحكومة المقبلة سيديرها حزب الله… أنا أخشى أن المؤسسات الأخرى في لبنان ستكون (تحت سيطرة حزب الله) كذلك قريباً، ما يعني أنها (المؤسسات اللبنانية) ستُدار من طهران». ومع التغيير الجاري في واشنطن، يقترب الموقف الأميركي من موقف إسرائيل تجاه لبنان، فالدولة العبرية كرّرت أنها، بعد حرب 2006، لم تعد ترى أي فارق بين «حزب الله» والحكومة اللبنانية، وانه في حال اندلاع حرب مستقبلاً، فهي ستعمد إلى ضرب أهداف الحزب ودولة لبنان في الوقت نفسه، على عكس سنة 2006. وفي السياق الأميركي، يعني إلغاء التمييز بين حكومة لبنان و«حزب الله» أن العقوبات المالية الأميركية لن تستهدف مؤسسات الحزب أو مسؤوليه فحسب، بل ستتوسع لتشمل مؤسسات ومسؤولي دولة لبنان كذلك، عملاً بالتصريح الذي يتناقله المعنيون عن لسان مسؤول كبير في البيت الابيض قال فيه انه «من الآن وصاعداً، تعتبر حكومة الولايات المتحدة أن حكومة لبنان مسؤولة عن حزب الله وكل أفعاله، في لبنان، وفي المنطقة، وحول العالم».قف الأميركي من موقف إسرائيل تجاه لبنان، فالدولة العبرية كرّرت أنها، بعد حرب 2006، لم تعد ترى أي فارق بين «حزب الله» والحكومة اللبنانية، وانه في حال اندلاع حرب مستقبلاً، فهي ستعمد إلى ضرب أهداف الحزب ودولة لبنان في الوقت نفسه، على عكس سنة 2006. وفي السياق الأميركي، يعني إلغاء التمييز بين حكومة لبنان و«حزب الله» أن العقوبات المالية الأميركية لن تستهدف مؤسسات الحزب أو مسؤوليه فحسب، بل ستتوسع لتشمل مؤسسات ومسؤولي دولة لبنان كذلك، عملاً بالتصريح الذي يتناقله المعنيون عن لسان مسؤول كبير في البيت الابيض قال فيه انه «من الآن وصاعداً، تعتبر حكومة الولايات المتحدة أن حكومة لبنان مسؤولة عن حزب الله وكل أفعاله، في لبنان، وفي المنطقة، وحول العالم».

 

تأليف الحكومة والمعادلات الجديدة: الحريري يتمسّك بتمثيل «القوات اللبنانية»

رلى موفّق/اللواء /26 أيار/18

موقع بعبدا في توازنات ما بعد الانتخابات... ورسائل المملكة حول تأمين المظلة لزعيم المستقبل

إيصال الفرزلي إلى نيابة رئيس المجلس  إجراء احترازي من «حزب الله»  تحسباً لأي طارئ

الرسائل التي وصلت إلى أكثر من طرف سياسي لبناني على علاقة جيّدة بالمملكة العربية السعودية تضمنت تأكيداً على أن الرياض، ومعها دول الخليج، ماضية في دعم زعيم تيار المستقبل سعد الحريري ما بعد الانتخابات النيابية، وأنها لن تألو جهداً في تأمين المظلة التي يحتاجها.

ليس مفاجئاً على الإطلاق بالنسبة للسعودية ما أسفرت عنه نتائج الانتخابات وفق القانون النسبي الجديد، حيث اعتبر وزير خارجيتها عادل الجبير أن الحريري استُعمل كواجهة لتغيير قانون الانتخاب. ما توقف عنده متابعون للملف اللبناني في مراكز القرار الخليجية هو أمران رئيسيان: أولهما، حجم التشتت الذي أصاب الطائفة السنية قياساً بانتخابات 2009 وما تلاها. والثاني، حجم انكفاء الناخبين السنّة عن المشاركة في الانتخابات، وهذان الأمران هما موضع مراجعة الحريري نفسه، حيث عكست الإعفاءات، التي اتخذها لرموز رئيسية داخل تياره، مدى وقع الصدمة من النتائج، لا سيما في بيروت التي حصل فيها مرشح «حزب الله» على أصوات تفضيلية أكثر مما حصل عليه ممثل السنّة الأول في لبنان. دراسة الأسباب وتحليلها من شأنها أن تؤول إلى كثير من الاستنتاجات، وإلى وضع خطة لمعالجة مكامن الخلل تتجاوز الحسابات الضيّقة والعقول الإلغائية إلى خلق «إطار تحالفي ما». القانون النسبي فتح الباب على مصراعيه أمام قوى سياسية سنية، على غرار أسامة سعد وعبدالرحيم مراد وفيصل كرامي وجهاد الصمد، لتصل إلى البرلمان، فيما كان فوزها مستحيلاً ضمن القانون الأكثري، غير أن النَفَس الجامع الذي حرص الحريري على تأمينه ضمن طائفته في انتخابات 2009، غاب كلياً في 2018 وغلب عليه منطق تظهير الأحجام الصافية. منطق انجـرّت إليه غالبية التيّارات السياسية بفعل تركيبة القانون الذي بُني على تقسيم المُقسّم، في وقت خاض فيه ثنائي «أمل - حزب الله» وحلفائهما معركة سياسية موحدة في الدوائر التي لهم ثقل فيها، وخرجوا من الانتخابات بقوة نيابية أكبر. صحيح أن دائرة بعلبك - الهرمل، التي كان اختراقها غير ممكن سابقاً، قد شهدت فوزاً  لمرشحين من اللائحة المنافسة، إلا أن تلك المعادلة لم تنطبق على دوائر الجنوب. النقاش الدائر منذ بدء ولاية المجلس النيابي الجديد وانتخاب هيئة مكتب المجلس، يتمحور حول حجم الخسارة التي مُنيت بها قوى «الرابع عشر من آذار» التي حصدت غالبية هيئة مكتب المجلس في العام 2009، وكان انتخاب رئيس المجلس نبيه بري خارج إطار المنافسة نظراً إلى أنه المرشح الأقوى الذي يمثل الطائفة الشيعية، على الرغم من أن القوة الناخبة لقوى «14 آذار» يومها كانت قادرة، قانوناً، على إيصال مرشح شيعي من صفوفها إلى الرئاسة.

مردّ النقاش يدور بالدرجة الأولى إلى عودة النائب إيلي الفرزلي للموقع الذي كان يشغله قبل انتخابات 2005 وهو موقع نائب الرئيس. عودة الفرزلي، أحد أبرز الرموز السورية في البلاد، طرَحت أكثر من علامة استفهام عن السبب وراء الإتيان به في وقت كان الحديث الجاري في أوساط «التيار الوطني الحر» بأن الموقع سيؤول إلى النائب إلياس بو صعب، فإذا بـ«تكتل لبنان القوي»، المحسوب على رئيس الجمهورية، يُعلن تبنيه ترشيح الفرزلي الذي قال بري إنه يفضله ويرتاح للعمل معه. تصريح يُفترض أن يُحرج رئيس «التكتل» جبران باسيل، لكنه آثر غض الطرف عنه.

في المعلومات أن المجيء بالفرزلي إلى نيابة الرئاسة كان مسألة ذات أهمية عالية لدى «حزب الله» لحسابات تتعلق بموقع رئاسة مجلس النواب، ذلك أن صلاحيات نائب الرئيس هي صلاحيات واسعة، إذ أنه - وفق «المادة 6» من النظام الداخلي - «يتولى صلاحيات الرئيس في حال غيابه أو عند تعذر قيامه بمهمته»، ما يعني أن منصبه ليس شكلياً كما هو منصب نائب رئيس مجلس الوزراء، ولديه صلاحيات واضحة ومحدّدة. الإتيان بالفرزلي يُشكّل إجراءً احترازياً لـ«الحزب» تحسباً لأي طارئ، لا سيما في ظل الضغوط الإقليمية والدولية التي يُواجهها، والتي لا يمكن لغير مَن جرى اختبارهم في وقت الصعاب أن يُؤتمن جانبهم. ومردّ النقاش ثانية، خروج «القوات اللبنانية» من هيئة مكتب المجلس، حيث آلت المقايضة بين «الثنائي الشيعي» وتيار رئيس الجمهورية إلى  تبادل التصويت، فكان أن ترك تكتل عون الحرية لأعضائه تحت غطاء «تأمين الميثاقية» فتوزعوا بين الاقتراع لبري والاقتراع للورقة البيضاء. مقايضة أدت إلى الإطاحة بالتمثيل القواتي في هيئة المكتب.

ما جرى في هيئة مكتب المجلس، وفق «القوات» لا يُعبّر عن تغيير موازين القوى في المجلس النيابي بقدر ما يُعبّر عن تقاطعات داخلية أدت إلى هذه النتيجة. فترشيح النائب أنيس نصّار لم يكن مطروحاً على مستوى «القوات»، حيث كانوا في أجواء أن بو صعب هو المرشح من قِبَل تكتل عون، ولكن بعدما وصلتهم المعطيات عن سير التيار بالفرزلي، جرى ترشيح نصّار في موقف مبدئي رافض. في قراءة المحيطين بـ«القوات اللبنانية» أنه من الخطأ النظر إلى نتائج الانتخابات وما جرى في انتخابات الهيئة العامة، من زاوية الانقسام الذي كان سائداً من قبل بين «8 و14 آذار»، وبالتالي القول إن المعادلة السياسية في البلاد عادت إلى ما كانت عليه قبل العام 2005.  ثمة محاولة من قبل «8 آذار» للإيحاء بذلك، بغية إرسال رسالة إلى الخارج بأنهم ممسكون بالمسار السياسي.

المتابعون لمجريات الأمور في صورتها الكليّة،  يُوَصِّفون حالة  «حزب الله» راهناً  بـ«الحالة المأزومة»، فهو يواجه عقوبات قاسية وضغوطاً أميركية وإقليمية جدّية عليه وعلى راعيته إيران، وهو يُدرك أن الظروف مغايرة للعام 2011، يوم انقلب على حكومة الحريري الأولى وضغط للإتيان بالرئيس نجيب ميقاتي من خلال «القمصان السود». ما يحتاجه «حزب الله» من مظلة داخلية يدفعه إلى انتهاج سياسة «تمرير الوقت»، إذ أن أي محاولة لإحداث «تغيير ما» على المستوى السيادي ستؤدي إلى الاصطفافات السياسية السابقة بين «8 و14 آذار»، لا بل عودة إلى  الانقسامات الطائفية التي أفرزها اغتيال الرئيس رفيق الحريري.

هؤلاء يعتبرون أن ما يحاول «حزب الله» أن يُوحي به على أنه انتصار ليس سوى انتصار في الشكل، ولا يمكن ترجمته عملياً، فالبُعد المُتحكّم بالبلاد هو البُعد الطائفي، حتى لو تمّ التسليم بوجود أكثرية وأقلية، وهو ليس تسليماً دقيقاً، إذ أن كتلة رئيس الجمهورية هي كتلة وازنة تأخذ موقعاً وسطياً في المجلس، نظراً لحاجة عون لإدارة التوازنات الأكبر في اللعبة الإقليمية والدولية. وإذا كان مفهوماً أن رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل يعمل وفق أجندة تعبيد طريقه إلى رئاسة الجمهورية خلفاً لعمّه، وهي أجندة كان يُفترض أن تكرّس مفهوم الأحادية المسيحية في الانتخابات، فإن النتيجة المتساوية على المستوى المسيحي بين «الوطني الحر» و«القوات» تجعل من الصعوبة، في رأي  أوساط «القوات»، تجاهلها أو محاولة محاصرتها واتباع سياسة «أحرجناهم فأخرجناهم». فالتطورات الضاغطة على لبنان تفرض على الحريري، الذي جرى تكليفه بالأمس لتأليف حكومة جديدة، الإتيان بحكومة واسعة التمثيل من جهة، والتمسّك بتمثيل «القوات» من جهة ثانية، كسند داعم له في الحكومة على مستوى القضايا الاستراتيجية، إذا ما عصفت الرياح بها!.

 

حقيقة الصراع !

 الشيخ حسن مشيمش/لبنان الجديد/26 أيّار 2018

 أعتقد بأن الصراع في الأرض بين الظالمين والمظلومين فقط وليس بين المسلمين والصليبيين

 الإسلاميون يقيمون في عواصم دول الغرب ويمارسون معتقداتهم بكل حرية وأمان ويتنعمون بأرقى الضمانات المالية والصحية ومع ذلك يعتقد الإسلاميون  اعتقاداً خطيراً يعتقدون بأن الصراع القائم على وجه الأرض هو  بين المسلمين والصليبيين أو بين المؤمنين والكافرين ! وأنا مختلف جذرياً وعميقاً معهم بهذه المسألة الخطيرة  إنني أعتقد بأن  الصراع في الأرض بين الظالمين والمظلومين فقط وليس بين المسلمين والصليبيين ولا بين المؤمنين والكافرين . إن الشعوب الغربية  والأحزاب الغربية ليست صليبية ولا كافرة ولا عندها مشروع لإزالة  دين المسلمين من الوجود . الشعوب الغربية والأحزاب الغربية شعوب وأحزاب علمانية بامتياز فهي ليست مع الأديان  ولا ضد الأديان هي حيادية بمسألة الأديان بامتياز ومن حقها أن تناضل سلميا لتعطيل كل فكرة دينية في دولها تتعارض مع قوانيننها وثقافتها  تتعارض مع الحرية الفكرية والحرية السياسية ومع معاني العدالة بمفهومها الإنساني العقلي لا العدل بمفهومه الديني الخاضع لنصوص الفقهاء واجتهاداتهم فمفهوم الشعوب الغربية والأحزاب الغربية  للعدالة  يرفض قطع يد السارق إن سرق ما بقيمة 40 دولار فصاعدا كما يعتقد فقهاء المسلمين  ، ولا يقتل مرتداً عن أي دين  ، ولا يرجم الزاني والزانية ، ولا يحرق لواطاً ، وليس بخلفية الحرب على الإسلام حينما يُبيحون الخمر ولحم الخنزير والتقبيل بين الرجال والنساء علانية في الشوارع بل  بخلفية ثقافتهم وقناعاتهم بشرعية ذلك وصحته وصوابه . فهذه طبيعة ثقافتهم وقناعاتهم ومن ينكرها فهو جاهل  بمعرفة طبيعة الشعوب الغربية والأحزاب الغربية جهلا أعمى وخطيراً ، وعقله عقل مُغْلَق ومُقفل يريد أن يتعامل مع هذه الشعوب وفق توصيفه لا وفق  حقيقة واقعها البريئة من الروح العدوانية ضد الإسلام والأديان . إن الشعوب الغربية علمانية تناضل لتحييد الدولة عن الأديان وأيضا تحييد الأديان عن الدولة حرصا منها على الإثنين معا .

 

سيرة سامي الجميل النضالية: هل تعفي الحروب الورثة من المعاناة؟

الدكتورة/منى فياض/النهار/ 26 أيار 2018  

قد ينظر البعض الى سامي الجميل نظرته الى الوريث المدلل الذي ولد وفي فمه ملعقة من ذهب والذي يحصل على كل ما يريد. لذا سنستغرب هذا الرفض الذي يطبع سلوكياته والتي قد لا يتعاطف كثيرون معها او مع محاولاته في تحقيق ممارسة جديدة ومختلفة في السياسة وفي الحياة البرلمانية، من تفعيل دور النائب في تطبيق روحية القوانين وعدم الاكتفاء بشكلانيتها. لكن اشارته في كتابه الصادر حديثاً "نضالي البرلماني"، الى معاناته طفلا ومراهقا كابوس نفي اسرته الى باريس وتحمله كل ما احاط بها من شائعات وملابسات، والهجوم الذي كان يتعرض له من زملائه في المدرسة، نبهني الى ما كنت أجهله في سيرة سامي الجميل. وهذا عادة ما يحصل حين نتعامل مع احد اعضاء الاسر السياسية التقليدية او الاستابليشمانت.

يبدو أن سامي الجميل عانى من الحرب وآثارها أكثر مما عاناه متوسط من هم في عمره. ومن هذا المنظار لا يضمن الانتماء الطبقي ولا الثروة أي حماية يعتد بها من آثار الحروب او من الاساءات النفسية والمعنوية.

وفي كل ذلك غبن لمثل هذا الطفل عندما يتعرض لتروما، لأن انتماءه للطبقة السياسية سيغطي على معاناته. كما فهمت الآن بشكل أفضل لماذا هذا الغضب الذي يشعر به؛ والذي حاول التعبير عنه في سلوكه عموماً عندما كان مراهقا وطالبا ولاحقا عندما اصبح نائبا.

صرت اتفهم الآن أسباب القلق، بمعنى ال malaise الذي يحركه وما نتج عنه من "ثورة" لا تبدو مبررة للوهلة الاولى. وستظل هذه "الثورة" غير قابلة للصرف عند عدد لا بأس به من المواطنين. إذ ليس من العدل في شيء الانتقام من الاولاد بسبب سلوك الأهل، لأن ذلك سيترجم إساءة معنوية او نفسية تعقبها معاناة ودفع ثمن اللعبة السياسية التي ينخرط فيها الكبار.

لكن ربما هذه المعاناة أو الصدمات، منذ اغتيال عمه الى اخيه وما بينهما، هي ما ستجعل من سامي الجميل resilient بمعنى القدرة على المواجهة او الصمود في وجه الصعوبات لتخطيها والتأقلم معها.

سينتج عن كل هذا نوعا من التحدي الذي سيؤدي الى اتخاذ موقف معين من العالم وعدالته وستصبح مفهومة مواقفه الرافضة؛ بدءا من سيرته الجامعية ومشاركته في النضالات الطلابية ضد الاحتلال السوري أصل مشاكل لبنان ومشاكله؛ كما قبوله للآخر المختلف بالنسبة، لبيئة محافظة، كما فعل عندما اختار شريكة حياته. كل ذلك سيكون عاملا هاما في تقنين توجهاته نحو العمل السياسي ومحاولة التغيير عبره. وهذا ما قد يفسر معاركه وتعاطفه مع القضايا التي تتعلق بهموم الناس وبالعدالة الاجتماعية التي دعته الى الاهتمام بتأمين الكتاب المدرسي مجانا لطلاب المدارس الرسمية.

حاول سامي الجميل إعطاء مهنة النائب معنى وان يشكل فرقا في زمن رفع الأيدي، مما سيستدعي منه اثارة هذا الموضوع والمطالبة بالتصويت الالكتروني لكي يصبح بالامكان محاسبة النائب على مواقفه من القوانين والقرارات.

ولقد نجح في العام 2017 في القيام بخطوات معارضة ذات دلالة، من رفضه المشاركة في الحكومة ومن ثم المشاركة بالتحرك مع المتظاهرين ضد الضرائب وصولاً الى القيام بدوره كنائب في البرلمان في جلسة مساءلة الحكومة من خلال الاعتراض على بعض ما ورد في خطة الكهرباء ولا سيما صفقة البواخر وفي ملف النفايات. ؛ ووقوفه ضد قانون الضرائب في البرلمان ومن ثم التوجه الى المجلس الدستوري وتقديم الطعن بعد جمع تواقيع 10 نواب، فشكلت هذه الممارسة نوع مرجعية للرأي العام تشير الى الدور الرقابي المفترض للنائب على أداء السلطة التنفيذية لتصحيحه. فزادت من شعبيته بعيدا عن الاصطفاف الطائفي التقليدي. التحدي هو في القدرة على الاستمرار في نفس النهج الذي التزمه مؤخرا واعتبار نتائج الانتخاب الاخيرة محطة لعبت فيها دورا عوامل عدة، من قانون الانتخاب الى تقسيم الدوائر الى التحالفات ايضا. وهنا تبرز الحاجة الى العمل على اعتماد برنامج سياسي واضح الاهداف والتعاون مع القوى الاعتراضية الحقيقية التي تنسجم معه.

 

القانون رقم 10: إعادة تركيب سوريا

د. خطار أبودياب/العرب/26 أيار/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/64934/%D8%AF-%D8%AE%D8%B7%D8%A7%D8%B1-%D8%A3%D8%A8%D9%88%D8%AF%D9%8A%D8%A7%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%A7%D9%86%D9%88%D9%86-%D8%B1%D9%82%D9%85-10-%D8%A5%D8%B9%D8%A7%D8%AF%D8%A9-%D8%AA%D8%B1%D9%83%D9%8A/

تشريع القانون رقم 10 يمكن أن يؤدي إلى حرمان مئات الآلاف من اللاجئين من أي احتمال للعودة، ويكرس أوضاع استعصاء وتوطين في البلدان المجاورة.

القانون يعرقل عودة النازحين السوريين

يتميز النزاع السوري متعدد الأطراف بالتهافت الإقليمي والدولي والرهانات الكبرى والمصالح المتضاربة، لكنه استثنائي لجهة أسلوب المنظومة الحاكمة في استدعاء الخارج والتدمير المنهجي والإدارة الخبيثة للصراع والهندسة البشرية والجغرافية للبلاد.

وفي نفس سياق التغريبة السورية والتغيير الديموغرافي تأتي بعض القوانين الاعتباطية والمحيرة مثل القانون رقم 10 للعام 2018، كي تعقد أو تمنع عودة المنفيين وتهدد بنزع الملكية من أبناء حاضنات الحراك الثوري وذلك بغية إعادة رسم سوريا وإعادة إعمارها بما يتلاءم مع ديمومة السيطرة الأسدية.

يمكن للمراقب أن يتساءل عن جدوى إصدار قوانين أو الاهتمام بقوانين في وضع محكوم بقوانين الطوارئ والأحكام العرفية، وتسود فيه ما يشبه شريعة الغاب أو النزاعات بين المتحكمين أو قوى الأمر الواقع، لكن من يفهم دوافع النظام يتوجب عليه التنبه لخطورة هذه التشريعات التي تكرس انقلاب الأمر الواقع، وذلك انطلاقا من خطاب شهير لبشار الأسد في أغسطس عام 2017 قال فيه حرفيا “بالفعل خسرت سوريا الكثير من شبابها وبنيتها التحتية، لكنها كسبت في المقابل مجتمعا أكثر نقاء وأكثر تجانسا”.

ويُنسب إلى أحد مسؤولي حزب البعث قوله في بداية الأحداث في العام 2011 “ثمة إمكانية لإرجاع عدد السكان في سوريا إلى ما كان عليه عندما استلم حافظ الأسد الحكم” أي حوالي ثمانية ملايين نسمة بدل 21 مليونا. وإذا جمعنا عدد المبعدين والنازحين والضحايا من الأكثرية السنية نصل إلى حصيلة تعكس مفاعيل التطهير المذهبي والإفراغ والتغيير السكاني واستباحة مقومات الوحدة الوطنية وتدمير الحجر والبشر، ربما لفرض التقسيم الضامن لبقاء السيطرة الفئوية المرتبطة بالمشروع الإيراني الإقليمي.

من الناحية القانونية يطرح القانون رقم 10 إشكالية لا يستهان بها، لكونه تسبب بازدواجية غريبة في التشريعات الناظمة لموضوع تنظيم وعمران المدن

واللافت أن القانون رقم 10 المثير للجدل صدر في الثاني من أبريل الماضي، أي في موازاة سقوط الغوطة الشرقية وكأنه جاء ليكرس استكمال غالبية حلقات التغيير الديموغرافي وحركات السكان وليؤكد من خلال التشريع القانوني القسري الوقائع الجديدة على الأرض.

تحت ستار تنظيم المناطق والعشوائيات وفي وقت يتم فيه التسويق لإعادة الإعمار، يعتبر العديد من القانونيين السوريين أن إصدار هذا القانون مستغرب وتوقيت الإصدار مشبوه، لأن هناك القانون رقم 23 للعام 2015 والقانون رقم 33 للعام 2008، وهما كافيان لتنظيم إعـادة الإعمار ومعالجة مناطق العشوائيات.

لكن لغاية في نفس يعقوب تم طبخ القانون 10 ومهلته الزمنية التي تطلب من كل سوري إثبات ملكيته في الطابو (سند الملكية)، إن بشكل مباشر أو عبر توكيل أحد أقربائه خلال ثلاثين يوما من تاريخ بدء إعلان إعادة تنظيم المناطق وإلا سيخسر حقه في الملكية. وهذه الفذلكة تعني عمليا إغلاق الباب أمام عودة النازحين والمنفيين، في الوقت الذي يكافأ فيه الموالون للنظام.

ولوحظ منذ بدء التطهير من المعضمية وداريا بواسطة “الباصات الخضر” سيئة الذكر، مرورا بالاتفاق المريب للتبادل بين الزبدانيمضايا وكفرياالفوعة، وصولا إلى الغوطة وجنوب دمشق وريفي حمص وحماة، كيف مهدت المنظومة الحاكمة لهذا التزوير في نزع ملكية الناس والعمل من دون ضوضاء على تشريع يهدف إلى إعادة تشكيل البلاد بعمق.

ويسهّل هذا النص مصادرة مناطق كاملة من الأراضي السورية، لا سيما في المدن والمناطق شبه الحضرية، التي أصبحت الآن مدمرة، حيث تجذرت الانتفاضة المناهضة لبشار الأسد.

والمخجل أن ما يسمى مجلس الشعب، وهو غرفة مطيعة تنفذ الأوامر العليا، اعتمد ذلك سريعا باسم إعادة بناء البلاد، علما أن هذا التشريع يمكن أن يؤدي إلى حرمان مئات الآلاف من اللاجئين من أي احتمال للعودة، ويكرس أوضاع استعصاء وتوطين في البلدان المجاورة، وأبرزها لبنان لأن النازحين أو اللاجئين الموجودين فيه ينحدرون غالبا من مناطق ريف دمشق ووسط سوريا المستهدفين بالقانون رقم 10، وكذلك القانون رقم 3 الصادر في يناير 2018 الخاص بإزالة أنقاض الأبنية المتضررة (الـذي سيغير الجغرافيا ويمحو آثار الملكية).

بعد التدمير الذي تخطى في بعض الأمكنة، الدمار في الحرب العالمية الثانية، يبدأ السباق النفعي البشع على حساب الضحايا. ويستعجل رجال أعمال المنظومة الحاكمة، وعلى رأسهم رامي مخلوف، مع أصدقائهم الروس والإيرانيين السعي لقطف ثمار رسم مناطق جديدة وعوائد إعادة الإعمار، ويجعلون من إغراءات منح العقود نوعا من الطعم للكثير من الدول مثل الصين وألمانيا وبعض الدول الأوروبية الطامعة بالمشاركة في الكعكة السورية.

والملفت للنظر أنه خلال الزيارة الأخيرة للمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إلى روسيا صرح الرئيس فلاديمير بوتين أمامها بما يشبه خارطة الطريق لجذب الأوروبيين إلى مشاريع إعادة الإعمار قبل الولوج إلى الحل السياسي الفعلي والواقعي، إذ قال “نؤكد سعي جمهورية ألمانية الاتحادية للمشاركة بشكل جدي في إعادة إعمار البنى التحتية الاقتصادية والاجتماعية لسوريا، ومن الضروري أن تكون أي مساعدات بالتوافق مع السلطات الشرعية”.

يمكن للمراقب أن يتساءل عن جدوى إصدار قوانين أو الاهتمام بقوانين في وضع محكوم بقوانين الطوارئ والأحكام العرفية، وتسود فيه ما يشبه شريعة الغاب

ولم ينس بوتين التلويح بموضوع اللاجئين عندما حدد أنه “في حال أرادت أوروبا عودة اللاجئين السوريين إلى وطنهم عليها المساعدة في إعادة إعمار سوريا ورفع القيود عن مناطق سيطرة الحكومة السورية”. وفي المقابل طلبت ميركل من بوتين الضغط على النظام السوري لإلغاء القانون 10 الذي يعطل عودة اللاجئين ولم تلق جوابا.

بالرغم من أن روسيا عبر مراكز المصالحة تحاول التخفيف من وطأة التغيير الديموغرافي وتثبيت بعض السنة السوريين في أماكن سكناهم، لكنها تبدو عاجزة أو لا تريد لجم إيران والمنظومة الحاكمة المتورطتين في تغيير وجه سوريا وبلاد الشام.

من الناحية القانونية يطرح القانون رقم 10 إشكالية لا يستهان بها، لكونه تسبب بازدواجية غريبة في التشريعات الناظمة لموضوع تنظيم وعمران المدن، نظرا لوجود قانون عام لتنظيم المدن وعمرانها، وهو القانون رقم 23 للعام 2015، مع العلم أن هذا القانون يمكن أن يطبق على المناطق المصابة بكوارث طبيعية من زلازل وفيضانات، أو التي لحقها الضرر نتيجة الحروب والحرائق، (المادة 5/ أ).

كما يشمل مناطق المخالفات الجماعية القـائمة ضمن المخططات التنظيمية المصـدقة، (في المادة 3)، ويشمل أيضا أي منطقة ترغب الجهة الإدارية في تنفيذ المخطط التنظيمي العام والتفصيلي المتعلق بها (في المادة 5/ ج).

يعتبر قانون العام 2015 أكثر رأفة بملاك العقارات في المنطقة التنظيمية من القانون رقم 10 لعام 2018، سواء لجهة مبدأ التوزيع الإجباري الذي يعتمده بدلا من خيارات المادة الـ29 الثلاثة في القانون 10، أو لجهة الاقتطاع المجاني من عقارات المنطقة التنظيمية لصالح الوحدات الإدارية، أو لجهة الإعفاء من الرسوم بالنسبة للعقارات التي طالها الدمار جراء الحرب. يقول مرجع قانوني كبير “يجب أن يُفهم القانون في ظل الوضع الاقتصادي والاجتماعي والسياسي الذي نشأ وترعرع في ظله”، ولذا لا يمكن مقاربة القانون رقم 10 للعام 2018 إلا في ظل الاستنسابية السائدة وتجيير كل شيء من تدمير البلد إلى إعادة رسمه وتركيبه من أجل تأبيد المنظومة الحاكمة.

 

قانون سوري يهدد وحدة لبنان

سليم نصار/الحياة/26 أيار/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/64936/%D8%B3%D9%84%D9%8A%D9%85-%D9%86%D8%B5%D8%A7%D8%B1-%D9%82%D8%A7%D9%86%D9%88%D9%86-%D8%B3%D9%88%D8%B1%D9%8A-%D9%8A%D9%87%D8%AF%D8%AF-%D9%88%D8%AD%D8%AF%D8%A9-%D9%84%D8%A8%D9%86%D8%A7%D9%86/

قبل شهر تقريباً، فوجئ سكان بلدة صغيرة تقع في ريف حمص باختفاء عدد من الشبان مدة 48 ساعة. وبعد انتظار يومين أمضاهما الأهل بالاستفسار والقلق، عاد الشبان المغيّبون ليطمئنوا الجميع الى المعاملة الحسنة التي عاملهم بها أفراد الجيش السوري.

ثم تبيّن بعد حين أن عملية الاختفاء المفاجئ لعشرات الشبان لم تكن سوى وليدة حاجة قوات الأمن الى بناء حاجز حجري عند مدخل القرية، الأمر الذي فرض عليها طلب المساعدة المجانية. ولكن الطريقة التي جرت بواسطتها عملية استدعاء الشبان ذكّرت الأهل بنشاط عهد الاستخبارات بعد مرور سبع سنوات على «انتفاضة درعا». يقول المراسلون في سورية إن هذه الواقعة ليست الوحيدة من نوعها، لأن السبعة ملايين لاجئ الذين فرّوا الى تركيا ولبنان والأردن ومختلف الدول العربية والأجنبية، ضمّت صفوفهم كل أصحاب الحِرف والمهن. لهذا السبب، تعرض قطاع التعمير وإعادة الترميم لفراغ كامل يصعب ملؤه بالمقاتلين الذين لا يتقنون سوى مهمة الدفاع عن النظام، مثل القوات الإيرانية والروسية واللبنانية (حزب الله).

صحيفة «لو فيغارو» الفرنسية ادّعت أن عدد القتلى في سورية تعدّى نصف مليون نسمة، وأن عدد اللاجئين في الخارج والداخل وصل الى 14 مليوناً من مجمل عدد السكان البالغ 25 مليوناً. ولكن مكتب الإحصاء المركزي في سورية ذكر في نشرته الأخيرة أن عدد السكان حتى مطلع 2017 بلغ حوالي 24 مليوناً ونصف مليون نسمة. وفي مطلع هذه السنة ادعت صحيفة «الوطن»، القريبة من النظام، أن نسبة الولادات داخل سورية لم تتغير، بل حافظت على النسبة العالية ذاتها، الأمر الذي يزيد عدد السكان على رغم الحرب.

ويبدو أن هدف النظام السوري من رفع نسبة عدد السكان تبديد الانطباع السائد بأن السلاح الكيماوي والبراميل المتفجرة التي ألقيت على السكان... إضافة الى غارات الطيران الحربي الروسي، كل هذه المبيدات لم تحصد نصف مليون نسمة، مثلما يدّعي المراسلون!

أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، عقب لقائه في سوتشي نظيره بشار الأسد، أن الوضع في سورية بات ملائماً لتفعيل العملية السياسية. وأتبع هذه الملاحظة بالتأكيد أن نفوذ الأسد بات يغطي كل المحافظات تقريباً، مذكراً طهران بأنه يمثل الجبهة الوحيدة المخوّلة من قبل الرئيس السوري بالإشراف على مراحل الانتقال السياسي.

ثم كرر من بعده المبعوث الخاص ألكسندر لافرنتييف ملاحظة رئيسه، مع التشديد على ضرورة انسحاب القوات الأجنبية من سورية بما فيها القوات الإيرانية. وعلى الفور علق على تصريح المبعوث الروسي الناطق باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي، مذكراً بأن إيران بلد مستقل يرسم سياسته وفق مصالحه القومية في المنطقة والعالم. لذلك اعتبر أن قوات بلاده ستبقى في سورية ما دامت هناك حاجة اليها.

وكان من الطبيعي أن يكون ردّ فعل طهران على هذا المستوى من الحدّة والتحدي، باعتبارها تمثل أول بلد مساند للأسد (سنة 2012) وأول بلد ضحّى بأكثر من ألفي قتيل من أجل حماية رئيس يعترف بأن «حزب الله» صانه من الأذى.

لكن بوتين، الذي سارع الى إنقاذ الأسد سنة 2015 بعدما تراجعت إيران أمام انتصارات الميليشيات المعارضة، يرى في الوجود الإيراني عائقاً أمنياً وسياسياً وفرت له الحرب الأهلية السورية فرصة الوصول الى البحر الأبيض المتوسط، والى شق طريق بري يصل طهران بجنوب لبنان عبر العراق وسورية. كما يرى في الوجود الإيراني الطاغي داخل المؤسسة العسكرية السورية مصدر قلق متواصل، إن على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي... أو على مستوى الدول الأوروبية التي رفضت الاشتراك في حملة تمويل شركات البناء وإعادة الإعمار في المدن والقرى السورية المهدمة. وفي تصريحه الأخير، قدّر الأسد تكاليف إعادة البناء بمئتي بليون دولار، في حين توقعت الشركات المتخصصة أن موازنة الإنفاق على التعمير والترميم قد تصل الى 350 بليون دولار، والى مدة زمنية لا تقل عن سبع سنوات. والسبب أن مئات المدن والقرى الممتدة من حلب شمالاً الى حمص جنوباً قد تعرضت للدمار والتهجير.

وعلى الرغم من الإغراءات الاقتصادية التي قدمتها الحكومة الإيرانية لجذب دول الاتحاد الأوروبي، فإن العقوبات الأميركية جمّدت حركة التبادل التجاري وأوقفت عمل الاستثمارات الخارجية. ولم تكن العقوبات التي عرضها وزير الخارجية الجديد مايك بومبيو، المدير السابق لوكالة الاستخبارات الخارجية (سي آي ايه)، سوى بداية قائمة طويلة لعدد كبير من القياديين في طليعتهم بشار الأسد.

والثابت أن الوزير بومبيو استند في انتقاء قائمته الى معلومات الوكالة التي تدّعي مصادرها أن النظام السوري سيتضرر في حال توقف الإنفاق السخي الذي توفره له إيران.

جاء في صحف أوروبية عدة أن بشار الأسد الذي يتقن فن البقاء يستغل الخلاف الروسي - الإيراني في الساحة السورية، لكي يجني بعض المكاسب السياسية تعينه على فرض خريطة ديموغرافية جديدة يضمن من خلالها استمراره في الحكم بعد انسحاب الكفيلين. وقد سخّر القوانين من أجل تحقيق هذه الخطوة التي تضمن لعائلته التفوّق والريادة في ظل طائفة رفضت استبدال رئيسها بأي رئيس آخر طوال فترة الحرب. واعتبر القانون الرقم عشرة، الذي صدر في الثاني من نيسان (ابريل) الماضي، الواجهة الشرعية التي يتلطى وراءها النظام لإحداث التحوّل المطلوب. وهو قانون مطاط يقتضي تطبيقه فترة شهر واحد من تاريخ إدراج المنطقة المعنية. وأقل ما تطلبه الدولة في هذا السياق صكوك الملكية أو عقود الإيجار. وهذا أمر متعذر الحصول عليه بسبب إكراه المواطنين على الهرب الى الداخل أو الخارج، من دون حمل أوراق رسمية تثبت ملكيتهم المنازلَ أو الأرض أو العقارات الأخرى.

ويقضي القانون الرقم 10، في حال عدم تلبية مطالب الدولة، بمصادرة الأرض ونزع الملكية بحجة تطوير مشاريع العقارات. وهكذا ستصبح هذه الأراضي المصادرة أو معظمها من حصة الموالين للنظام.

أما السبب الحقيقي الذي يكمن وراء استنباط هذا القانون التعسفي، فهو إصرار النظام على منع عودة أكثر من 11 مليون مواطن الى البلاد. وتُجمع المعارضة على القول إن هذا العدد يمثل غالبية المواطنين السنّة (نحو 72 في المئة) الذين يرتاح النظام الى إقصائهم. وفي المحصلة النهائية، تتحول سورية الجديدة مجموعة أقليات مؤلفة من: العلويين والأكراد والتركمان والدروز والمسيحيين والشيعة والأرمن...

ومثل هذا الفرز الطائفي دشنه قبل فترة قصيرة قادة «الخمير الحمر» في كامبوديا وإنما على أساس عقائدي. ذلك أنهم أمروا كل سكان العاصمة «بنوم بنه» بالمغادرة. ثم عادوا فسمحوا لأنصارهم الشيوعيين فقط بالعودة الى منازلهم، في حين طردوا الآخرين، أو قاموا بتصفيتهم جسدياً.

قبل ثلاثة أيام، تصاعدت الاحتجاجات في الأوساط السورية على القانون الرقم 10 الذي يسمح بمصادرة أراضي المواطنين في حال لم يتمكنوا من إثباتها. ونبّهت نائب رئيس «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية» ديما موسى الى الآثار السلبية التي سيتركها هذا القانون على الانتقال السياسي الذي نصّ عليه بيان جنيف. كذلك وقّع قضاة ومحامون وممثلو منظمات دولية على عريضة رفعت الى الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش، تناشده فيها بضرورة إصدار بيان يمنع تطبيق هذا القانون المجحف.

وبسبب التداعيات التي سيتركها هذا القانون في حال تنفيذه عملياً، حذّر الرئيس سعد الحريري، خلال مأدبة إفطار رمضاني، «من مخاطر هذه البدعة التي صدرت في سورية». وقال أيضاً: «هذا القانون يعنينا نحن في لبنان لأنه يطلب من آلاف العائلات السورية أن تبقى في لبنان.» ويُقدّر عددها بمليون وثمانمئة ألف نسمة، إضافة الى مئتي ألف طفل وُلِدوا منذ 2011. بقي أن نذكر أن وزيراً لبنانياً صديقاً للرئيس الأسد حمل اليه اقتراحاً يقضي بإعادة النازحين السوريين على دفعات، كلما حلّ الهدوء والأمان في منطقة تسيطر عليها الدولة. وكان جوابه مقتضباً وحاسماً: كل مَن نزح الى لبنان أو الأردن أو تركيا من دون أن يمر على مخفر الأمن العام السوري للحصول على تأشيرة خروج... لن يُسمح له بالعودة الى سورية.

هذا الجواب يختصر مستقبل النازحين السوريين في لبنان.

*كاتب وصحافي لبناني

 

لعبة الجولان انتهت سوريا… وبدأت إيرانيا

خيرالله خيرالله/العرب/27 أيار/18

هناك واقع جديد قائم في دمشق وفي الجنوب السوري. يتمثل هذا الواقع في الوجود الإيراني الذي لم يعد يقتصر فقط على مناطق معينة في محيط دمشق. صار على إسرائيل التفاوض مع إيران الموجودة على حدود الجولان مباشرة وغير مباشرة.

بكل أريحية

طرح وزير الاستخبارات الإسرائيلي إسرائيل كاتس قبل أيام فكرة الضغط على الإدارة الأميركية من أجل ضم الجولان نهائيا إلى الدولة العبرية. تقوم إسرائيل حاليا بعملية جس نبض لمعرفة إلى أي حدّ يمكن أن تذهب في استغلال الوضع الإقليمي من جهة ووجود دونالد ترامب في البيت الأبيض من جهة أخرى.

ما يمكن أن يشجّع إسرائيل على التفاؤل في هذا المجال أمران. أولّهما أن إدارة ترامب أقدمت على خطوة الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل من دون الإشارة إلى ضرورة أن تكون القدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية الموعودة. تلت خطوة الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى المدينة المقدسّة. حصل ذلك من دون ضجّة تذكر، لا إقليميا ولا دوليا. أطلقت إيران تهديدات لتأكيد أنّها المتاجر الأوّل بالقضية الفلسطينية والفلسطينيين في حين قام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ببعض الحركات ذات الطابع الفولكلوري بهدف المزايدة لا أكثر. عادت الأمور بعد ذلك إلى نصابها وعاد كلّ طرف إلى مواقعه وهمومه…أمّا الأمر الآخر الذي يشجّع على طرح موضوع الجولان المحتل منذ 51 عاما بالتمام والكمال، فهو عدم الاهتمام السوري يوما باستعادة الهضبة المحتلة ذات الأهمّية الاستراتيجية. احتلت إسرائيل الجولان في ظروف أقلّ ما يمكن أن توصف به أنّها غامضة. حدث ذلك في حزيران – يونيو من العام 1967. وقتذاك، كان حافظ الأسد لا يزال وزيرا للدفاع وكان يهيّئ نفسه لحكم سوريا ابتداء من تشرين الثاني – نوفمبر 1970 حين أعلن عن قيام “الحركة التصحيحية”.

ماذا كانت “الحركة التصحيحة” عمليا؟ كانت خطوة على طريق طمأنة إسرائيل إلى أن الجولان سيظلّ محتلا. لم تكن لدى النظام السوري أيّ نيّة جدية في استعادة الجولان حتّى بعد حرب تشرين الأوّل – أكتوبر 1973.

لم تكن تلك الحرب حرب تحريك للمفاوضات مع إسرائيل بمقدار ما أنّها كانت حربا لتجميد لجبهة الجولان وصولا إلى يوم يعقد فيه بنيامين نتانياهو جلسة لمجلس الوزراء في الهضبة المحتلة.

أراد رئيس الوزراء الإسرائيلي بذلك تكريس أمر واقع استطاعت إسرائيل فرضه في وقت لم يكن الجولان يوما سوى أداة يؤكد من خلالها حافظ الأسد ثم نجله بشّار أن سوريا ليست مستعدة لأيّ مواجهة مع إسرائيل، بل هي في صدد المشاركة في كلّ الألعاب التي تهواها، بما في ذلك إبقاء جبهة جنوب لبنان مفتوحة.

بقيت الجبهة اللبنانية مفتوحة، بموافقة سورية، عندما كان السلاح في الجنوب فلسطينيا حتّى العام 1982. وبقيت على الوضع نفسه بعدما حلّ السلاح الإيراني، أي سلاح “حزب الله” مكان السلاح الفلسطيني.

كان كافيا أن يخلّ النظام السوري بالشروط المتفق عليها لاستمرار اللعبة في خلال حرب صيف العام 2006 حتّى يصبح مسموحا للجيش اللبناني بدخول الجنوب بعد صدور القرار الرقم 1701 الصادر عن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. كان من شروط تلك اللعبة السورية – الإسرائيلية أن تتصرّف إسرائيل بالطريقة التي تراها مناسبة وفق قواعد اشتباك معيّنة وضعت في أواخر العام 1975 وأوائل العام 1976 عندما توصل هنري كيسينجر إلى تفاهم مع إسحاق رابين يسمح للجيش السوري بدخول الأراضي اللبنانية ووضع يده على المواقع التي يوجد فيها “مقاتلو منظمة التحرير الفلسطينية”.

تغيّر الوضع في جنوب لبنان بعد حرب العام 2006، لكنّ الوضع في الجولان بقي على حاله. كانت هناك مفاوضات سورية – إسرائيلية محورها الجولان. لكن الجانب السوري، الذي يهوى استمرار حال اللاحرب واللاسلم في المنطقة إلى ما لا نهاية، كان يهوى أيضا التفاوض من أجل التفاوض.

الدليل على ذلك أنّ مصر استعادت كلّ أراضيها المحتلة منذ العام 1967 عن طريق المفاوضات، فيما لم يتغيّر شيء في الجولان منذ اتفاق فك الارتباط الذي تم التوصل إليه في العام 1974 برعاية هنري كيسينجر أيضا.

 لن تجد إسرائيل صعوبة في إعداد نفسها لتشريع احتلال جديد لأرض عربية، على غرار ما تفعله في القدس والضفّة الغربية حيث تتابع سياسة الاستيطان

ما الذي تغيّر حاليا كي تسعى إسرائيل إلى الحصول على اعتراف أميركي بأنّ الجولان جزء من أراضيها؟ ما تغيّر أن الجولان لم يعد يوفّر ضمانة إسرائيلية للنظام السوري ولا ضمانة من النظام السوري لإسرائيل.

هناك واقع جديد قائم في دمشق وفي الجنوب السوري. يتمثّل هذا الواقع في الوجود الإيراني الذي لم يعد يقتصر فقط على مناطق معيّنة في محيط دمشق. صار على إسرائيل التفاوض مع إيران الموجودة على حدود الجولان مباشرة وغير مباشرة. هناك غير مصدر أوروبي وأميركي موثوق به يقول إن إسرائيل ليست في وارد التوصل إلى تفاهمات مع إيران لا في شأن وجودها العسكري في لبنان ولا في شأن وجودها العسكري في سوريا، خصوصا في محاذاة الجولان.

استطاع حافظ الأسد، منذ كان وزيرا للدفاع في 1967 استخدام الجولان للتفرد بالسلطة في خريف العام 1970. لعب الدور المطلوب منه أن يلعبه على الصعيد الإقليمي، بما في ذلك إيجاد توازن مع العراق الذي كان يحكمه البعث الآخر منذ 1968، خصوصا منذ تفرّد صدّام حسين بالسلطة صيف العام 1979. تغيّر كلّ شيء في عهد بشّار الأسد الذي لم يعد يفرّق بين مصلحة النظام السوري ومصلحة “حزب الله” ومن خلفه إيران.

بكلام أوضح، لم يعد كافيا بالنسبة إلى إسرائيل الحصول على ضمانات بالنسبة إلى الجولان من بشّار الأسد. إسرائيل تعرف قبل غيرها أن بشّار الأسد لم يعد سوى صورة وأنّه لا يستطيع الاستجابة كلّيا لما يطلبه منه الجانب الروسي، بل عليه أن يراعي الإيراني أيضا. ما الذي ستفعله الإدارة الأميركية؟ هل تستجيب للضغط الذي تحدّث عنه الوزير الإسرائيلي؟ من الصعب التكهنّ بالموقف الأميركي من ضمّ إسرائيل الجولان نهائيا. لكن الثابت أنّ أمورا كثيرة ستتوقّف على التصرّفات الإيرانية. هل ستأخذ إيران المنطقة إلى انفجار جديد في ضوء إصرارها على البقاء، مباشرة أو عبر أدواتها، في الجنوب السوري والمناطق المحيطة بدمشق؟

في كلّ الأحوال، لن تجد إسرائيل صعوبة في إعداد نفسها لتشريع احتلال جديد لأرض عربية، على غرار ما تفعله في القدس والضفّة الغربية حيث تتابع سياسة الاستيطان. ما العمل عندما تكون الظروف الإقليمية والدولية مواتية لها وعندما يتبيّن أن النظام السوري فعل كلّ شيء منذ العام 1967 كي يبقى الجولان محتلا.

كان احتلال الجولان يخدم، بالنسبة إلى النظام السوري، أهدافا عدّة في الوقت ذاته. كان يغطي حملته المستمرّة على الشعب الفلسطيني. لعلّ ما حلّ بمخيم اليرموك في دمشق أخيرا أفضل دليل على نظرة هذا النظام للشعب الفلسطيني. كذلك كان الجولان يغطي طموحه الدائم لفرض سيطرته على لبنان.

الواضح الآن أن لعبة الجولان انتهت سوريا. ستستمر إيرانيا. معروف أن البداية الإيرانية لهذه اللعبة كانت مع اندلاع الثورة السورية في آذار – مارس 2011. كيف ستنتهي هذه اللعبة الإيرانية – الإسرائيلية من دون حرب إقليمية باتت في هذه الأيّام حاجة إيرانية أكثر من أيّ شيء آخر؟

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

العماد عون اختتم زيارته أوستراليا: الأوضاع الأمنية في لبنان جيدة

السبت 26 أيار 2018 /وطنية - اختتم قائد الجيش العماد جوزيف عون والوفد المرافق له زيارته أوستراليا بجولة في المتحف الحربي للشهداء في ملبورن، حيث كان في استقباله المدير العام للمتحف دين لي. ووضع عون إكليلا من الزهر على ضريح الجندي المجهول في حضور السفير اللبناني ميلاد رعد والقنصل في ولاية فيكتوريا زياد عيتاني ورئيس غرفة التجارة والصناعة في ملبورن فادي الزوقي. ولبى عون دعوة إلى زيارة برلمان فيكتوريا حيث كان في استقباله الوزيرة مارلين كيروز والنائبان سيزار ملحم ونزيه الأسمر وجميعهم من أصل لبناني. وانضم إلى الاجتماع رئيس المجلس التشريعي بروس أتكنسون، وكان عرض للعلاقات اللبنانية الأوسترالية وسبل تعزيزها ولا سيما كيفية دعم الجيش اللبناني". بعد ذلك التقى عون جمعية الأطباء اللبنانية الأوسترالية برئاسة الدكتور وليد الأحمر الذي أعرب عن استعداد الجمعية لدعم المستشفى العسكري بمعدات طبية. والتقى وفد الجمعية اللبنانية الأوسترالية برئاسة بشارة طوق وعددا من أفراد المؤسسة العسكرية المتقاعدين، وقدم درعا لميلاد الحلبي. ثم انتقل العماد عون إلى مدرسة الراهبات الأنطونيات حيث كانت في استقباله الأم دعد قزي والأساتذة والطلاب الذين استقبلوه لابسين بزات الجيش اللبناني، وأنشدوا النشيدين اللبناني والأوسترالي. وبعد كلمة ترحيبية للأم قزي دعا عون الطلاب إلى زيارة لبنان، وقال ردا على أحد الأسئلة أن "الإرهاب من أهم التحديات التي يواجهها العالم، وأن الجيش يتعاون مع كل الدول الصديقة لمحاربته". وأكد قائد الجيش للمسؤولين الذين التقاهم أن "الأوضاع الأمنية جيدة والشؤون السياسية مستقرة بعد انتخاب رئيس للجمهورية وإجراء الانتخابات النيابية أخيرا".

 

الموسوي: بعدما انهزموا في سوريا والعراق نواجه اليوم عدوانا أميركيا صهيونيا سعوديا جديدا هو العدوان الاقتصادي

السبت 26 أيار 2018 /وطنية - القى عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب نواف الموسوي كلمة خلال احتفال جماهيري أقامه "حزب الله" في بلدة الناقورة لمناسبة عيد المقاومة والتحرير، في حضور عدد من العلماء والفعاليات والشخصيات، وحشد من الأهالي، وجاء فيها: "ليس أجمل من أن نحيي هذا العيد الوطني، عيد المقاومة والتحرير، في هذه القرية بالذات ألا وهي الناقورة، وعليه فإننا نستطيع أن نحتفل بهذا العيد بأي مكان من لبنان، ولكن الاحتفال في هذه القرية بالذات له معنى آخر، لأنها شاهدة على صمود وحرية اللبنانيين، وتقف شامخة مزهوة رافعة الرأس في وجه العدوان الصهيوني على العالم العربي بل على الإنسانية، وبالتالي نحن نعبر عن سعادتنا لأن نكون بين أهلنا في هذا العيد الوطني الذي نحييه للعام الـ18، وسنبقى نحييه بعون الله تعالى إلى أن يكتب لنا الانتصار التام على الكيان الصهيوني حين يزول من المنطقة بأسرها، ولاسيما فلسطين التي تبقى لأهلها مهما تمادت السنون". واضاف: "يجب أن يتذكر الشباب وبعضهم الذين لم يكونوا قد ولدوا ربما في العام 2000، بأن هذا العيد وتحرير الأرض من المحتل الإسرائيلي والعدو الصهيوني ما كانا ليكونا لولا تضحيات المقاومة وصمود أهلها، وعليه يجب أن تحفظ هذه الرسالة على مدى الأجيال، بأن المقاومة هي السبيل الصحيح والوحيد إلى تحرير أي أرض محتلة، أكان في لبنان أو في غيره، وبالتالي من يعتبر أن لبنان ما زال واقعا تحت خطر العدوان الصهيوني والاحتلال الإسرائيلي لبعض أجزائه ومياهه، عليه أن يعلن أيضا أن السبيل لاستعادة حقوقنا وتحرير أرضنا ومياهنا هي المقاومة التي نتمسك بها وببقائها".

وتابع: "نحن لم ننتصر على العدو ولم يكتب لنا النصر بسلاحنا شديد التواضع أمام الترسانة العسكرية الإسرائيلية الهائلة التي تستطيع أن تنتصر على جميع الجيوش العربية، وإنما كتب الانتصار بثقافة الشهادة التي تعلمناها من أئمتنا ولاسيما من الإمام الحسين وأهل بيته وأصحابه الذين استشهدوا بين يديه، وعليه فإننا انتصرنا بروح الشهادة والتضحية والبذل والصبر والصمود والروح التي كان يتحدث عنها الحاج عماد مغنية، ولا يمكن لأي مقاومة مسلحة أن تنتصر بمعزل عن ثقافة المقاومة التي تقوم على التضحية والبذل والصبر والاستشهاد".

واردف: "بدأنا نواجه اليوم عدوانا أميركيا صهيونيا سعوديا من نوع جديد بعدما انهزموا بعدوانهم العسكري في سوريا والعراق، وعدوانهم اليوم هو العدوان الاقتصادي، وكما قال الإمام السيد علي الخامنئي إمام هذه الأمة، إن غرفة عمليات أعدائنا اليوم هي وزارة الخزانة الأميركية، ومن هنا تشن الحروب التي ستشهدونها، والتي لن تكون حرب طائرات ولا قصفا، بل ستكون حربا إقتصادية تتناول رفاهة وقوت عيش أهلنا وشعبنا والتضييق عليهم بمعيشتهم الكريمة، ولذلك فإننا اليوم بحاجة أكثر من أي وقت مضى إلى روح الصبر والتضحية، لا سيما وأننا خضعنا لاختبار القتال، وهدمت البيوت على الرؤوس، وقدمنا الشهداء في لبنان وسوريا وفي غيرهما، وانتصرنا، واليوم ستكون الحرب علينا على أقواتنا ومصائر أولادنا وتعليمنا وطبابتنا واستشفائنا، ولذلك يجب أن نتحلى بهذه الروح التي يساعدنا هذا الشهر الكريم والفضيل على بنائها، فكما نعتاد على أن نصوم طيلة النهار عما نحب وضروري من الأكل والشراب وما إلى ذلك من رفاه، وإذا كنا نتعلم أن نصوم لكي نحافظ على إخلاصنا وإيماننا بالله ولله، فإن علينا أن نتعلم أن نستفيد من عناصر الصيام في مواجهة الحرب القادمة، لأن حربهم هي العقوبات وابتزاز الناس بأموالهم، فضلا عن إفقار الناس وتجويعهم، ولكن في المقابل على القطاعات في لبنان أن تتحمل مسؤولياتها أيضا في مواجهة الحرب الاقتصادية والعقوبات التي تشن علينا، وفي طليعة هذه القطاعات، القطاع المصرفي الذي بات عليه أن يتحمل مسؤوليته في الوقوف إلى جانب اللبنانيين في محنتهم، فيخطو إلى الأمام باتجاه شطب بعض الديون على الدولة اللبنانية، وتخفيض كلفة الدين العام في مواضع أخرى، وبالتالي فعلى القطاع المصرفي أن يتحمل مسؤولياته في هذا الاتجاه، ونتوقع أن تبدأ الحكومة الجديدة بمفاوضات مع القطاع المصرفي وجمعية المصارف لتخفيف أعباء وكلفة الدين عن المواطن اللبناني، وعليه فإننا كما واجهنا إختبارات الدم والقصف العسكري بالصواريخ المتعددة الأشكال، واثقون أننا سننتصر على هذا النوع الجديد من الحروب".

وختم: "إننا نتوجه في هذه المناسبة إلى أهلنا بالشكر على العاطفة والوفاء وهذا الإقبال الذي أظهروه بالاقتراع للائحة الأمل والوفاء، لا سيما وأن قضاء صور بجميع سكانه وطوائفه انتخب لائحة "الأمل والوفاء" بنسبة 95.61% من أصوات المقترعين، وهذه النتيجة لم تسجل لأي لائحة في جميع الأقضية اللبنانية، فقضاء صور أعطى للائحة الأمل والوفاء نسبة لم تعطها أي قاعدة انتخابية في أي قضاء آخر، وهذا الأمر نعتز به، ويوجب علينا شكركم، ولكن في الوقت نفسه، فإن نسبة 95.61% من أصوات المقترعين تحملنا عبئا كبيرا ومسؤولية كبرى. نحن قلنا لكم أثناء الحملة الانتخابية إن الأكثرية لم تكن بيدنا بل كانت بيد جهة معروفة، واليوم باقتراعكم في هذا القضاء وغيره من الأقضية، حررتم المجلس النيابي من سيطرة كتلة عليه، وبات هذا المجلس مجلسا متوازنا، وبالتالي أتوجه بالشكر لأهلنا على ما قاموا به من جهة، وأتعهد من جهة ثانية أمام الجميع بأن أبذل غاية جهدي وما في وسعي بل أقصاه من أجل السهر على رفاهكم وتأمين احتياجاتكم الأساسية، وإن وقتي متاح على مدى الساعة أمام أهلي وأحبائي جميعا في هذا القضاء بل في لبنان كله، لأن النائب بعدما ينتخب، يصبح بحسب الدستور نائبا عن الأمة اللبنانية جمعاء".

 

قوات: لا علاقة لنا بإشكال مرجعيون وعلى الأجهزة الأمنية ملاحقة المتسببين

السبت 26 أيار 2018 /وطنية - أكدت منسقية مرجعيون - حاصبيا في حزب "القوات اللبنانية" أن لا علاقة لها بالاعتداء على مكتب حزب "البعث العربي الاشتراكي" في مرجعيون. وأصدرت للغاية، بيانا، نفت فيه "جملة وتفصيلا كل ما يتم تداوله عن إشكال حصل في مرجعيون بين القوات وتيار المستقبل من جهة، وحزب البعث العربي الاشتراكي من جهة أخرى"، وأكدت أن "الأخبار المتداولة، لا أساس لها من الصحة، وهي مختلقة ومفبركة، وستدعي على كل من ينشر هذه الأخبار الكاذبة"، طالبة من الأجهزة الرسمية "كشف ملابسات ما حصل وملاحقة المتسببين به".

 

نصرالله: لوائح الإرهاب حصار سياسي لنا ولسنا خائفين منها وتطورات الوضع في المنطقة لصالحنا

الجمعة 25 أيار 2018

وطنية - وجه الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله، كلمة متلفزة لمناسبة عيد المقاومة والتحرير، استهلها بتوضيح سبب عدم إقامة مهرجان للمناسبة، قائلا: "أريد أن أبدأ من عدم إقامة احتفال مركزي. نحن لم نقم احتفالا شعبيا لكي لا نزاحمكم، ولأن الدنيا صيام من جهة، ومن جهة ثانية نريد أن نزاحمكم في يوم القدس إن شاء الله، وخصوصا أننا أتعبناكم كثيرا في موسم الانتخابات والاحتفالات والمهرجانات، لذلك بالنسبة إلى هذا الموسم بعيد المقاومة والتحرير، كان التوجه إلى إخواننا وأخواتنا في القرى أن يحتفلوا في قراهم وفي المناطق الحدودية بأشكال مختلفة، لكن هذا الاحتفال السنوي الذي ندعو إليه الفاعليات والشخصيات والناس، سنكتفي بالكلمة التي سأقدمها الآن بخدمتكم، على أمل أن نراكم في آخر يوم جمعة من شهر رمضان المبارك، في إحياء يوم القدس العالمي".

أضاف: "هذه السنة يجب أن يحظى هذا اليوم وهذه المناسبة باهتمام شعبي وجماهيري وسياسي وثقافي كبير، نظرا للظروف الخاصة التي تمر بها مدينة القدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية في هذه المدينة، وفي فلسطين المحتلة، وبالأخص بعد اعتراف الرئيس الاميركي دونالد ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل، وبعد نقل السفارة الأميركية إلى القدس كما حصل قبل أيام، ومن جهة أخرى لمواكبة مسيرات العودة في غزة والتضحيات الجسام التي يقدمها أهل فلسطين، خصوصا في غزة، وكذلك في الضفة الغربية، وفي داخل أراضي ال 48، لذلك نأمل من الجميع وخصوصا من الصائمين والمصلين وكل المؤمنين بهذه القضية، أن يكون يوم القدس الآتي موضع عنايتهم واهتمامهم على كل صعيد".

وبارك لجميع المسلمين بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك، مباركا أيضا ب"عيد المقاومة والتحرير في 25 أيار، هذا العيد وهذا الانتصار وهذا الانجاز"، معتبرا أن "هذه المحطة السنوية سواء للشعب اللبناني أو شعوب المنطقة، هي محطة مهمة جدا، فهي محطة إنسانية ووطنية وجهادية مليئة بالدروس والعبر، ويمكن الاتكاء عليها والبناء عليها للحاضر والمستقبل، وهذا ما كنا نفعله منذ عام 2000، ويجب أن نستمر به إلى ما شاء الله. عندما نتوجه في هذا العيد الى شعبنا وأهلنا بالتهنئة والتبريك، بالتأكيد يجب أن نتوجه أولا بالشكر إلى الله سبحانه وتعالى، الذي من علينا وعلى شعبنا وعلى وطننا وعلى منطقتنا وعلى أمتنا بهذا النصر العزيز والكبير".

وقال: ثم يجب أن نستحضر أصحاب الفضل بالدرجة الأولى: المقاومين، المجاهدين ،المضحين الذين أخذوا على عاتقهم منذ البداية قبل 82 وبعد 82، تركوا أعمالهم وأشغالهم وحياتهم وقضوا زهرة شبابهم وحملوا بنادقهم وعاشوا في البساتين والتلال والوديان، وفي الغربة والخوف، وبذلوا كل جهد من أجل تحرير هذه الأرض ودحر هذا الاحتلال وهذا العدوان. هؤلاء المقاومون الأبطال الذين قضى بعضهم شهيدا، وبعضهم بل الأكثرية الساحقة ما زالوا على قيد الحياة، وهذا بفضل الله وحمده. ومنهم الشهداء الذين قدموا أرواحهم ودماءهم الزكية، الشهداء القادة ما قبل العام 2000. وهنا أتكلم عن السيد عباس والشيخ راغب وعن القائد الشهيد محمد سعد والقائد الشهيد خليل جرادي، في المقاومة الإسلامية في حزب الله، لدينا لائحة طويلة من القادة الذين يجب من جديد إعادة العمل على إحياء أسمائهم وذكرياتهم، ونعيد تعريفهم للأجيال الجديدة التي لم تواكب تلك المرحلة، ونعيد صورهم وطرح أسمائهم والتحدث عن تضحياتهم كما في بقية الفصائل. طبعا نتحدث عن الشهداء القادة وعن الاستشهاديين من كل القوى المقاومة، شهداء المواجهات البطولية، وشهداء اقتحام المواقع، وشهداء عمليات العمق، والشهداء الذين سقطوا في كل ميادين المواجهة مع هذا العدو، سواء في المناطق الأمامية أو في المناطق الخلفية وفي معسكرات التدريب، كل هؤلاء نستحضر دماءهم وأسماءهم".

أضاف: "الجرحى الذين ما زالوا حتى الآن يعانون من جراحهم، شفاهم الله، الأسرى الذين قضوا زهرة شبابهم في السجون، في الخيام وفي عتليت وفي أنصار قبل ذلك وفي سجون الاحتلال في الكيان الغاصب، والذين من عليهم الله بالحرية، ولا تزال هناك بعض الملفات العالقة، عائلاتهم وعائلات الشهداء وعائلات الجرحى وعائلات الأسرى، لا يوجد شك أنهم كانوا الأكثر تضحية وتحملا. الناس، عموم الناس، أهل القرى الذين عاشوا تحت الاحتلال، أهل القرى والبلدات والمدن الذين عاشوا تحت الاحتلال في الشريط الحدودي المحتل، الذين عاشوا على خطوط التماس، في الحد الأدنى منذ ال85 إلى ال 2000 كان عندهم معاناة يومية بسبب هذا الشريط المحتل، خطوط التماس، القرى المختلفة وبقية المناطق اللبنانية، التي تحملت أكثر مع الجنوب، كان البقاع الأكثر تعرضا للقصف والعدوان والاعتداء، إلى جانب المقاومين وإلى جانب الشعب، الجيش اللبناني كان له حضوره وكان له شهداؤه وله جرحاه، القوى الأمنية اللبنانية وفصائل المقاومة الفلسطينية أيضا كانت لهم مشاركاتهم النوعية والوازنة منذ ال82 إلى ال2000".

وتابع: "أنا أتكلم عن مرحلة الألفين، الجيش العربي السوري وما تحمله أيضا في تلك المرحلة من تضحيات وما قدم من شهداء، هؤلاء المضحون عموما هم أصحاب الفضل بعد اللع، الذي أوصلنا إلى هذا الإنجاز، وكل من وقف معهم وأيدهم ودعمهم في لبنان، سواء قدم الدعم السياسي أو الدعم المعنوي أو الدعم الإعلامي أو الدعم المالي، واحتضنهم عندما هجروا وأحبهم، حتى في الدعاء نحن نعتبر كل هؤلاء شركاء في الانتصار الذي تحقق في العام 2000، يجب طبعا أن نذكر المساعدة الوحيدة إذا أردنا أن نتكلم إقليميا ومن الخارج من سوريا هم الجمهورية الإسلامية في إيران فقط لا غير، وهذا معروف ويجب أن يذكر به.

العالم عندما نتكلم عن مساعدة إيران وسوريا للشعب اللبناني لإنجاز تحرير ال2000 نتحدث أيضا عن خذلان العالم، العالم الذي أخذ القرار 425 في مجلس الأمن ولم يفعل شيئا لتطبيقه، والعالم الذي كان يشاهد اعتداءات العدو الإسرائيلي اليومية والمجازر والقصف والقتل والتهجير ومواصلة الاحتلال ولم يحرك ساكنا".

وأردف: "على كل، ببركة كل هذه التضحيات كان الانتصار، وكان التحرير وعادت الأرض إلى أهلها وإلى سيادة الوطن، الآن باستثناء مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والجزء اللبناني من بلدة الغجر وعلى طول هذا يتم نسيانه، عاد الناس والأهالي إلى بيوتهم وإلى قراهم وإلى حقولهم، وعاد الأسرى بعز وكرامة، وعاد الأمن والأمان على طول الحدود الدولية مع فلسطين المحتلة، حيث يعيش الآن الجنوب كل الجنوب والبقاع الغربي وراشيا ومعهم كل لبنان الأمان والأمن والحرية والكرامة، المهم أنك تعيش آمنا بكرامة وأمانا بكرامة وبحرية أيضا. كان هذا الانتصار، الآن هنا توجد نقطتان في الانتصار، التي منهما سوف أدخل إلى بعض الموضوعات.

1- النقطة الأولى: كان هذا الانتصار بالرغم من عدم وجود أي تكافؤ في القوى، هنا عندما نأخذ العبر والدروس، لا يوجد أي تكافؤ بل بالعكس أقول أكثر من ذلك، إمكانات المقاومة منذ ال82 إلى العام 2000 كانت إمكانات متواضعة جدا، حتى ليس إذا ما قيست بإمكانات العدو، حتى إذا ما قيست بإمكانات المقاومة الآن في ال2018، إمكانات كانت متواضعة جدا، العديد، يعني عدد المقاومين المقاتلين سواء كانوا متفرغين أو متطوعين، العدد من كل الفصائل كان عددا متواضعا، الإمكانات كانت أيضا إمكانات متواضعة جدا، الأسلحة عندما اليوم نتكلم عن بعض أنواع الأسلحة المتوفرة الآن لدى المقاومة لم تكن موجودة قبل ال2000، بعض أسلحة ضد الدروع وبعض القدرات الصاروخية والقدرات النارية، هذه لم تكن متوفرة، ولا الكثافة ولا النوعية ولا الكم، ومع ذلك كان هذا الانتصار العظيم والكبير، أنا أذكر فقط على سبيل المثال كنت أقول هذا في الجلسات الداخلية لكن جيد أن يعرفه الناس، أنه قبل ال2000 كانت المقاومة إذا تريد أن تهاجم بعض المواقع في أحد المحاور، كان عليها أن تجمع مثلا مدافع الهاون وما لديها من أسلحة ضد الدروع وبعض الإمكانات من كل خطوط المواجهة، إلى هذا المحور، كي تتمكن من العمل في ذلك المحور، يعني إلى هذا الحد كانت الإمكانات متواضعة، ومع ذلك حصل الانتصار.

أنا أذكر هذه النقطة لأقول إن الأانتصار له بعد من الله وله بعد إنساني وله بعد أخلاقي وفيه بركات عظيمة، هذه هي النقطة الثانية التي أريد أن أصل إليها، لكن الإشارة إلى إمكانات المقاومة وصمود المقاومة وثبات المقاومة حتى في مواجهات كبرى حصلت مثل تموز في ال93 ومثل عناقيد الغضب يعني عدوان نيسان في ال96، وصولا إلى ال2000، هذه النقطة أريد أن أعود إليها فيما بعد، عندما أتكلم عن الحصار والعقوبات وتجفيف مصادر التمويل وما شاكل.

2- النقطة الثانية: يجب أن أتكلم عنها وهي عنوان عيدنا لهذه السنة "النصر يليق بكم"، أن هذا النصر أعطاه الله للناس وأبنائهم المقاومين، لأنهم كانوا لائقين وجديرين بالحصول على هذا النصر. الله لا يعطي هكذا مجانا، تماما أنت عندما يكون لديك شيء غال، فقط من باب التشبيه من أجل تقريب الفكرة، أنه عندما يكون لدى الشخص شيء غال، مثلا لديه طفل لا يعرف أن يحافظ على الأشياء فيعطيه لعبة قيمتها زهيدة أو بسيطة، لكن لا يعطيه تحفة غالية، بذل أمواله وعمره وشبابه لأجلها فلا يعطيها للأولاد الصغار كي يلعبوا بها ويحطموها، لأنهم ليسوا لائقين أن يمتلكوا هذه التحفة العظيمة، النصر، الله يعطيه بشروط ولا يعطي هكذا بالمطلق، وضع شروطا.

في القرآن الكريم توجد شروط للنصر، عندما الله ينظر إلى الناس، وهذا الذي حصل في التجربة لعام 2000، عندما وجد الله صدقكم وإخلاصكم وصفاءكم ووفاءكم، وعندما وجد الله أنكم جاهزون للتضحية بلا حدود، وعندما وجد أنكم تتحملون المسؤولية ولا تتهربون منها، غالبا الواحد يجد ألف حجة ليهرب من المسؤولية، حجة سياسية وحجة الإمكانات وحجة شرعية، يذهب ليرى شيئا، أحد يقول له المقاومة حرام وإلقاء للنفس في التهلكة، الذي يريد أن يجد حجة وذريعة وعذر ليهرب من مسؤولية مقاومة الاحتلال ما شاء الله كان موجود، لكن أنتم لم تتهربوا من المسؤولية ولا بحثتم عن أعذار ولا عن حجج، تحملتم المسؤولية بقوة وواصلتم العمل وصبرتم وصمدتم، حتى إذا رأى الله صدقنا، يعني حتى إذا رأى الله صدقكم أنزل عليكم النصر وبعدوكم الكبت، بالرغم من عدم وجود أي توازن في الإمكانات.

انتهى الأمر، صار لدى العدو حالة رعب وعدم ثقة في جيشه وشعبه، لم يعد لديه القدرة على التحمل، لديه حجم من الخسائر يفترض هو أنه غير قادر على تحمله، فضل أن ينسحب بلا قيد وبلا شرط وبلا إتفاقيات حتى دون ترتيبات أمنية وجوائز، ذليلا ومدحورا وهاربا، عامدا أم غير عامد ترك عملاءه وراءه وهرب.

إذا، لأنكم لائقون، التجربة أثبتت نعم، أنكم لائقون، لأنه أين تظهر اللياقة؟ تظهر اللياقة عندما الذين أعطوا النصر يحافظون عليه ويحمونه، هذا يعني أنهم كانوا لائقين".

وقال: "في ال2000 في الخامس والعشرين من أيار أثبتم، أثبت أهلنا وشعبنا وأثبت مقاومونا من كل الفصائل أنهم كانوا لائقين بالنصر، وتعاطيهم الحضاري عندما دخلوا إلى منطقة الشريط الحدودي المحتل، وحفاظهم على الناس وعلى الأرواح وعلى الممتلكات، أدبهم وأخلاقهم وترفعهم عن الانتقام والثأر ممن جلد ظهورهم وقتل أولادهم وقصف بيوتهم، هذا يعني أنهم كانوا لائقين بأن يأخذوا هذا النصر، وما بعد ال2000 تمسكهم بالمقاومة وببقاء المقاومة وبتقوية المقاومة واحتضانها، هذا يعني أنهم كانوا لائقين بهذا النصر وأنهم كانوا شاكرين وكانوا أوفياء لأنه كانت لديهم المعرفة بأن الذي صنع لهم هذا النصر هو مقاومة أبنائهم، فأولا عرفوا وثانيا شكروا وثالثا حفظوا، وهذا يعني أنهم كانوا لائقين.

وعندما جاءت حرب تموز2006 أيضا كانوا لائقين بالنصر في حرب تموز بصمودهم وثباتهم وصدقهم وتضحياتهم ووفائهم، والذي يثبت أنهم كانوا لائقين بالنصر هو ما حصل بعد انتهاء الحرب بعد 33 يوما، عندما عادوا سريعا إلى قراهم وإلى بلداتهم ونصبوا الخيم على بيوتهم المهدمة ورفضوا أن يغادروا، وحافظوا على مقاومتهم ولم يتخلوا عنها، وحتى اليوم بالرغم من كل التهويل والتهديد والحصار ولوائح الإرهاب والتشويه، كل هذا لم يجد نفعا.

إذا نحن أمام أهل وأمام شعب أثبتوا قبل ال2000، أنهم كانوا لائقين بالنصر، فأعطاهم الله نصر ال2000 وأعطاهم نصر ال2006 ومازالوا إن شاء الله أقوياء وأعزاء لأنهم لائقون بذلك".

أضاف: "أنا شخصيا عندما أتحدث عن المستقبل، طبعا دائما نحن نقول، نحن لا نسعى إلى الحرب ولكن لا نخافها. العدو يهدد دائما، ويتوعد، ويزبد، ويرعد، ولكن عندما أتحدث سواء في اللقاءات الداخلية أو غير الداخلية عن أي حرب مقبلة، أبعدها الله عن هذا البلد وعن هذه المنطقة، أتحدث بيقين عن النصر لأن الله الذي كنا معه ومازلنا معه هو معنا لم يخذلنا، لم يتركنا في يوم من الأيام، ولأن شعبنا وأهلنا وناسنا ومقاومينا موجودون ولائقون بأن ينزل الله عليهم النصر.

هذه نقطة القوة الأساسية التي نحن نعتمدها ونتكئ عليها وصولا حتى إلى هذا التعبير: أنكم لائقون بالنصر. هذا ما شاهدناه بالانتخابات الأخيرة على الرغم من أنه ربما بعض الناس لديهم بعض الملاحظات أو ما شاكل، لكن عندما يرتبط الأمر بموضوع حماية المقاومة وحفظ المقاومة وتقويتها وكسر كل رهانات الأعداء والخصوم حولها، وجدنا كيف يتجاوز الناس كل شيء، كل الملاحظات، كل الاعتبارات، ليكونوا هنا في الموقف الذي يسند ويقوي هذه المقاومة. هذه نقطة القوة التي في الحقيقة، بكل التجربة، بالحد الأدنى أنا أتحدث من العام 82، حتى اليوم يمكن البناء عليها، حتى عندما ننظر إلى الحاضر وإلى المستقبل".

وتابع: "من هنا أدخل إلى إحدى النقاط الأساسية في حديثي أيضا لهذه المناسبة، هي موضوع الحصار الأميركي الخليجي على المقاومة في لبنان، بل على المقاومة في لبنان وفلسطين أيضا، من خلال أشكال مختلفة، منها لوائح الإرهاب. موضوع لوائح الإرهاب بعضه ليس جديدا، ولكن بعضه الآخر جديد ويجب التوقف عنده، أنا أحب التطرق لهذه النقطة قبل الانتقال إلى النقاط الأخرى، لأن هذا جزء من معركة المقاومة".

وفي موضوع لوائح الإرهاب، قال: "سابقا كان هناك أسماء من قيادات حزب الله السياسية أو العسكرية على لائحة الإرهاب الأميركية وأيضا على لائحة الإرهاب لمجلس التعاون الخليجي أو السعودية، الآن صدرت لوائح جديدة في ما يتعلق بي شخصيا وبإخواني. الموضوع ليس له أثر ماليا أو ماديا مثلما علق كثيرون. نحن ليس لدينا أموال، أصلا ليس لدينا مال لنضعه في المصارف، وليس لدينا أرصدة ولا معاملات بنكية ولا تجارة وليس لدينا شيء، ولذلك هذا ليس له أثر مالي أو مادي علينا. نعم، هم يحاولون، وهم يعرفون ذلك ويتعمدون وضع هذه الأسماء على لوائح الإرهاب من أجل إبعاد الناس عنا. إذا من كان يود الاتصال بنا ويجلس معنا ويتحدث معنا، "ترى هؤلاء جماعة إرهابية موضوعين على لائحة الإرهاب الأميركية والخليجية" يجب أن تنتبهوا، ويجب أن تحاذروا، بالنهاية هذا جزء من حالة الضغط النفسي والمعنوي. الآن، بعض الإخوان أكيد عندما وضعوا على لوائح الإرهاب خصوصا الخليجية، صاروا ممنوعين عن الحج إلى بيت الله الحرام، هذه واحدة من النتائج.

لكن المؤذي بالحقيقة هو ليس وضعي أنا وإخواني على لوائح الإرهاب، وإنما هو المس بالناس، عندما يأتون ويضعون شركات لبنانية أو غير لبنانية، لكن بالأعم لبنانية أو مصانع أو كيانات أو جمعيات أو جهات، في الحقيقة لها نشاطها التجاري والاستثماري في لبنان وفي خارج لبنان وتحتاج إلى ذهاب وإياب وسفر ومعاملات بنكية وبيع وشراء، وتبادلات مالية، طبعا هذا مؤذي جدا، ولذلك لا يستخف أحد. بالجزء الذي يتعلق بنا يمكنكم المزاح بقدر ما تريدون، لا مشكلة لأنه لن نذهب للتنزه في أوروبا، ولكن بالجزء الذي يتعلق بالناس هناك أمر مؤذي للناس وخصوصا للتجار، الذين يتم وضع أسمائهم على لوائح الإرهاب وفي بعض الأماكن يمكن أن تصادر أموالهم أو أصولهم أو ما شاكل".

أضاف: "هذا الجزء أنا أحب أن أقول إنه في لبنان يمرون على هذا الأمر من باب أخذ العلم والخبر، إنه أخذ اللبنانيون علما وخبرا، والدولة اللبنانية والحكومة اللبنانية أخذت علما وخبرا. هذا غير صحيح، هؤلاء مواطنون لبنانيون أم لا! إذا كانوا مواطنين لبنانيين، الدولة اللبنانية مسؤولة عنهم. يجب أن تدافع عنهم، ويجب أن تحمي مصالحهم، بالحد الأدنى يجب أن لا تواكب العقوبات، بالحد الأدنى يجب بعض الناس هنا في لبنان أن لا يكونوا أميركيين أكثر من الأميركي، بالحد الأدنى يجب الحكومة اللبنانية، وهذا إن شاء الله عندما تتشكل الحكومة سنتحدث فيه، لكن من الآن هذه المسؤولية مطروحة، لأن هذا ملف، وهذا مسار، وهذا لم ينته بواحد واثنين وثلاثة وأربعة وخمسة، هذا مسار، مسار أميركي - إسرائيلي تشارك به دول الخليج. هذا مسار له علاقة ليس فقط بالمقاومة بل له علاقة بالانتقام من القوة اللبنانية الاغترابية خصوصا في إفريقيا، وفي أوروبا"، سائلا "الدولة هنا ما هي مسؤوليتها؟ الموضوع يحتاج إلى نقاش. أنا الآن لن أتحدث ما هو المقترح أو ما هي المطالبات، لكن أنا أريد القول إن الدولة اللبنانية، الحكومة اللبنانية، مسؤولة عن هؤلاء اللبنانيين الذين يتم وضعهم على لوائح الإرهاب".

وتابع: "هناك أناس "عن جد" ليس لهم علاقة أصلا، ليس لهم علاقة، لا يقدمون مالا لحزب الله ولا يدفعون مالا للمقاومة ولا ينتمون إلى المقاومة. وهناك أناس ربما يكونوا متهمين، في مكان ما، أعطوا أموالا لأيتام شهداء، تكفلوا أيتام شهداء، وقدموا مساعدات للمهجرين أو ما شاكل. في كل الأحوال لنفترض يا أخي ثبت أن هؤلاء قدموا مالا للمقاومة، هذه المقاومة في لبنان ليست إرهابا، وهذه المقاومة في لبنان لها عيد في لبنان "عيد المقاومة والتحرير". إذا هؤلاء يعاقبون لأنهم كانوا وطنيين، ولأنهم كانوا شرفاء، ولأنهم تحملوا المسؤولية، ولأنهم شركاء في المواجهة وفي التحرير وفي استعادة السيادة، كيف يجوز للدولة وللحكومة أن تدير ظهرها لهؤلاء وتتخلى عنهم؟.

يجب أن نتحدث في هذا الأمر وننبه إليه، لأنه لم يعد أمرا يتعلق بواحد واثنين وثلاثة، وشركة واثنين وثلاثة وأربعة، هذا مسار من الواضح أنه مستمر إلى ما شاء الله. عندما نأتي لهذا الملف، واضح أن هناك أهدافا يريد الأميركي ومن معه من أدوات إقليمية تحقيقها، هم لا يقومون بهذا الأمر للتسلية أو عبثا، هناك أهداف من هذا الأمر يجب أن نتحدث عنها لنواجهها:

أولا: الضغط على البيئة الحاضنة للمقاومة بشكل مباشر. أنتم الناس الذين تحتضنون المقاومة وتؤيدونها وتدعمونها، وتؤيدونها في الانتخابات، لذلك وزير الخارجية الأميركي كان صريحا وواضحا عندما قال إن الانتخابات في لبنان، لم تأت على طبق ما كانت ترغب به الإدارة الأميركية.

المنافق يضيف ويقول "الشعب اللبناني" "شو له خصة بالشعب اللبناني"، الشعب اللبناني عبر عن رأيه وعن قناعاته وعن أصواته، وإذا أجرى أحد عملية عد ويرى لوائح الأمل والوفاء، وأنا لا أفصل هنا بين حزب الله وحركة أمل ولا للحظة، لوائح الأمل والوفاء من حيث المجموع وفي الأماكن، التي صوت فيها حلفاؤهم، كل من يقول نحن يا أخي نؤيد وندعم هذا الخيار الاستراتيجي، كم كان عدد اللبنانيين الذين صوتوا لهذه الخيارات، فعلى ضوئها يمكنك أن تقول إن الشعب اللبناني كان يطمح أو لا يطمح.

لكن نحن ليس على طبق طموحك وطموح أدواتك الإقليمية، هذا صحيح. الضغط على البيئة لمعاقبتها، للضغط عليها نفسيا، معنويا، ماليا، اقتصاديا، حتى تنكفئ، تنفك، تتراجع، وتضعف.

ثانيا: إخافة الأصدقاء والحلفاء كي يبدأوا بالابتعاد.

ثالثا: وهو الهدف الأصلي والأهم، هو قطع مصادر التمويل أو هم يسمونه تجفيف مصادر التمويل لحزب الله والمقاومة في لبنان ولحركات المقاومة في المنطقة. لكن هذا الموضوع ليس جديدا، بل يعملون عليه من التسعينيات، ونحن موضوعون على لوائح الإرهاب من التسعينيات. وفي هذا الإطار المتعلق بتجفيف مصادر التمويل يأتي الضغط المتواصل على الجمهورية الإسلامية في إيران كداعم أساسي. هذا شرف للجمهورية الإسلامية، ومكانة ومقام للجمهورية الإسلامية.

اليوم، ما هي مشكلة الأميركي معهم؟ شاهدتم 12 طلبا وضعها وزير الخارجية الأميركي لإعادة النظر بالعلاقة مع إيران. ما الذي يريده من إيران؟ يريدها أن تصبح دولة ضعيفة، ليس لديها صواريخ، ولا قدرة نووية سلمية، وخارج المنطقة، ليس لديها تحمل مسؤولية وتأثير على مستوى الإقليم وعلى مستوى المنطقة، وأيضا يريدها دولة منهوبة، كما كثير من الدول، هاتوا مئة مليار، يدفعون مئة مليار. ينزع رئيسا ويضع رئيسا، ينزعا ملكا ويضع ملكا، "بطلع أمير بنزل أمير"، هذا الذي يريده من إيران، هذا الذي كان يفعله بزمن الشاه في إيران.

على كل، من جملة الطلبات، هو وقف دعم حركات المقاومة التي يصنفها إرهابا، وذكر حزب الله وحركات المقاومة الفلسطينية. كذلك الضغط على أي متبرع أو مساهم يمكن أن يقدم مالا أو مساهمة لهذه المقاومة، لمؤسساتها، لشهدائها، لجرحاها، لأيتامها، لمقاوميها، لبنيتها، لقدراتها، هذا الهدف فيها".

واعتبر أن "هذا الموضوع، جزءا من المعركة، يعني أنا لا أتكلم بهذا الموضوع لأوصف فقط، وإنما لنحدد نحن أيضا مسؤوليتنا. هذا جزء من المواجهة، هذا جزء من المعركة القائمة، وأقول على المستوى النفسي يجب أن نتفهم، نتفهم عدونا يعني، يجب أن نتفهم ويجب أن ندرك أن هذا جزء من الصراع القائم، بطبيعة الحال عندما تكون المقاومة في لبنان، عندما تقف مقاومة في لبنان، تقف، من 82 وتقول أنا أرفض بقاء الاحتلال الإسرائيلي، الذي هو أيضا احتلال أميركي للبنان، أنا أرفض المشروع الأميركي الصهيوني في لبنان، سواء كان على شكل احتلال أو على شكل فرض وصاية سياسية أو فرض إدارة سياسية أو اتفاقية صلح مع العدو، هذا مرفوض ونواجه ونقاتل ونضحي ثم نلحق الهزيمة بهذا العدو".

ولفت إلى أنه "عندما تكون إسرائيل هي المشروع الأول لأميركا والقاعدة العسكرية المتقدمة لأميركا في المنطقة وأن تقف بوجهها، تتحداها وتهزم الجيش الذي لا يقهر وتذله وتطرده من أرضك مذلولا، مقهورا، هاربا، وتصنع تحولا استراتيجيا بالصراع العربي الإسرائيلي نتيجة الذي حصل عام 2000 وانعكاساته إلى داخل فلسطين المحتلة وانطلاقة الانتفاضة داخل فلسطين المحتلة، تجري تغييرا ثقافيا هائلا في المنطقة، عندما تقف أنت في وجه المشروع الأميركي، مثلا كما حصل في 2006 أيضا، مشروع الشرق الأوسط الجديد الذي قالت كوندوليزا رايس أنه يتم ولادته الآن، عندما تقف في وجه المشاريع الأميركية الإسرائيلية وتساهم في إسقاطها، لا أقول نحن أسقطناها، نحن نساهم في إسقاطها بنسب متفاوتة حسب الساحات والميادين والبلدان، عندما تكون أنت قوة ترفض الهيمنة الأميركية والإسرائيلية على فلسطين وعلى لبنان وعلى دول المنطقة، عندما تكون قوة تطالب حقا بالسيادة، السيادة، ليس السيادة الشعار فقط شعار، يعني كل يوم يأتي العدو الإسرائيلي يخترق أجواءنا، أمس من سماء لبنان يقصف في سوريا، أين السياديين؟ السيادة عندما تكون قوة تطالب وتسعى حقيقة من أجل السيادة، من أجل الحرية، من أجل التحرير، من أجل القرار المستقل، من أجل عدم التبعية للأميركي أو عدم التبعية لأحد في هذا العالم، أن يكون أهل كل بلد أسياد بلدهم وأصحاب القرار في بلدهم، عندما لا تسمح لا للأميركي ولا للاسرائيلي أن يمد يده على شبر من أرضك عند الحدود ولا على كوب من مائك ولا على قطرة من نفطك".

وأكد انه "من الطبيعي هذا العدو سيرى التهديد، تهديدا لمشاريعه، تهديدا لهيمنته، تهديدا لمصالحه، وقوة مدافعة عن شعبك وعن وطنك وعن أمتك، لن يقف ينظر إليك، سيغتالك ويقتلك ويشن عليك حروبا ويتآمر عليك ووو..ومنها الحصار الاقتصادي والحصار المالي ولوائح الإرهاب وتجفيف مصادر التمويل وما شاكل. إذا هذا جزء من معركة، والذين يلحق بهم أي ضرر من الإخوة، من العائلات الكريمة، من التجار، من الشركات، من الجمعيات، من المؤسسات، يجب أن يحسبوا وأن يحتسبوا هذا الضرر وهذا الأذى كأنه جزء من المعركة، تماما مثل العائلة، التي تقدم شهيدا أو العائلة، التي يجرح ابنها ويصبح لديه شلل نصفي أو شلل عام، أو العائلة التي يقصف في الحرب منزلها وتصبح تعيش في الخيمة، كيف هؤلاء، هذا جزء من التضحية بهذه المعركة، كذلك من يلحقهم تبعات وآثار وأذى هذه اللوائح يجب أن يحتسبوا ذلك، أولا على المستوى الشخصي والنفسي، هذا جزء من التضحيات، نحن كمسيرة يجب أن نعتبر هذا جزء من التضحيات، ويجب أن نعتبر هذا جزء من المعركة ويجب أن نواجه".

واشار إلى أنه "في المواجهة، المسألة الأساسية كما كنا نتحدث في بعض المعارك، هو تعطيل هدف، نحن لن نستيطع أن نعمل في المقابل إذا قلنا والله قوائم إرهاب، ليس لدينا بنوك وليس لدينا وزارة خزانة أميركية ولا نحن نحول الدولار ولا اليورو ولا شيء، لكن نحن يجب أن نعطل الهدف، الهدف ما هو؟ الهدف هو المس بإرادتنا، بإرادة شعبنا، بإرادة ناسنا، المس بالإرادة، بإرادتنا، بعزمنا، بتصميمنا، بثباتنا، ببقائنا في هذا المسار، في هذا الطريق، في هذا الموقع، طالما أننا مصرون وعازمون وصامدون هذا ليس له قيمة، خير إن شاء الله، يلحق أضرار، يلحق خسائر، هذا جزء من التضحيات، مثل الشهداء، مثل الجرحى، مثل البيوت التي هدت، مثل المصانع التي دمرت في الحرب، لاحقا الله يعوض، نشاهد العالم كيف تتعاون، الدولة كيف تتحمل المسؤولية، نحن نتحمل المسؤولية، لكن هذا جزء من المسار.

حتى الآن هم جربوا أن القتل والاغتيال والحروب والمجازر والتدمير والتهجير وكل ما جرى علينا وعلى شعبنا في لبنان لم تمس لا بالعزم ولا بالإرادة ولا بالتصميم، وبالتالي من الآن أنا أقول هذه الخطة لن تؤدي إلى نتيجة، لن تقدم ولن تؤخر شيئا، هذا يلحق أذى هذا طبيعي، هذا مثل ما قلت أذى التضحيات، بالنهاية لما نقدم شهيد، الأب، الأم، الزوجة، الزوجة ترمل، الأم تصبح ثكلى، الأولاد يصبحون أيتاما، نحن ناس، بشر، عندنا عواطف، لكن هذا جزء من المعركة، نتحمله ونبني عليه ونصنع فيه انتصارات، لا ننكفئ ولا نخاف ولا نتراجع".

وقال: "هنا أريد أن أعيد وأشير للنقطة التي قلتها في البداية - قلت سأعود لها - أنه قبل 2000 كانت المقاومة إمكانياتها متواضعة جدا، والآن، صحيح إمكانات المقاومة كبيرة جدا وهي بحاجة إلى مال بلا شك، لكن في أسوأ الاحتمالات، أنه استطاعت هذه الخطوة ولوائح الإرهاب والحصار المالي والاقتصادي أن تقطع جزءا كبيرا من هذا المال أو أن تقطع كل هذا المال، أنا أقول لأميركا ولأدواتها في المنطقة، الأدوات الإقليمية والعدو الإسرائيلي، أنتم مخطئون بفهم هذه المقاومة وبفهم هؤلاء الناس، أين الخطأ؟ الخطأ هو بالحقيقة له علاقة بثقافتهم، هم لا يرون أصدقاءهم ولا يرون الناس إلا مرتزقة، يعني الإنسان عند الأميركان وعند حلفائهم أو أدواتهم لا يرونه إنسانا، مثل ما مرة مزحنا وقلنا يروه S "عليها شحطتين"، فلوس، إنت قيمتك كم تساوي فلوس، صوتك كم يساوي فلوس، مئة دولار، ألف دولار، ثلاثة ألاف دولار؟ أو صوتك لا يباع بفلوس، موقفك يقلب بالفلوس، بالحقائب؟ إذا أقدم له حقيبة يقلب موقفه من مكان إلى مكان، أو لا موقفك لا يباع ولا يشرى.

هم يرون العالم فلوسا، شيء إسمه عقيدة هم لا يصدقون به، عندما نقول هؤلاء الناس عقائديين، هؤلاء الناس وطنيين، ماذا يعني عقائدي؟ ماذا يعني وطني؟ ماذا يعني إنساني؟ هذا ليس له مكان، الذي له مكان هو الأعمال والمال وتجارة السلاح وكم عندك فلوس وكم يخت وكم بنك وكم بئر نفط وكم رصيدك في البنوك، هذا قيمتك، ليس قيمتك ما تحسن، مثل ما موجود عندنا في بعض الأحاديث الشريفة "قيمة المرء ما يحسن أو ما يحسنه - المضمون -" قيمتك كم معك أموال في البنك، خطأهم أنهم ينظرون إلى هذه المقاومة كأنها مرتزقة لإيران، أن إيران تعطي فلوس لهذه العالم أو سوريا قدمت مساعدات لهذه العالم فهؤلاء مرتزقة يقاتلون كمرتزقة، عندما نقطع عنهم المال يتوقف قتالهم ويختلف موقفهم، هنا الاشتباه الأساسي".

أضاف: "هذه المقاومة في لبنان، في فلسطين، في المنطقة، هؤلاء الناس الذين يتظاهرون كل يوم جمعة في قطاع غزة هؤلاء ليسوا مرتزقة عند أحد، هؤلاء أصحاب قضية، هؤلاء المقاومون هم وشعبهم وأناسهم وعائلاتهم وأهلهم وبيئتهم وكل من معهم يجب أن يعرفوا أن هؤلاء عقائديون، هؤلاء إنسانيون، هؤلاء وطنيون، هؤلاء أصحاب قضية، مؤمنون بقضية، يدافعون عن قضية، ومستعدون أن يضحوا من أجل هذه القضية بأرواحهم وأعزائهم وفلذات أكبادهم ومستعدون أن يعيشوا أصعب ظروف العيش والحياة من أجل أن تنتصر قضيتهم، من هم كذلك لا يمكن أن يغلبوا لا بلوائح إرهاب ولا بعقوبات ولا بحصار مالي ولا بتجفيف مصادر التمويل.

عندما تواجهون في لبنان وفي فلسطين في مواجهة العدو الإسرائيلي، إرادة شعبية، ومقاومة شعبية، وثقافة شعبية، لا يمكن أن تلحقوا الهزيمة بهؤلاء مهما كانت الوسائل التي يمكن أن تلجأوا إليها، لذلك هذه المعركة خاسرة، لكن شرطها كما في الحرب العسكرية، كما في كل المواجهات الماضية أن ندرك أبعاد هذه الحرب، أن نفهم الخلفيات والأهداف وأن نصمد فيها ونعطل أهدافها، وهذا سهل أن نعطل أهدافها، لأنه عندما نحفظ عزمنا وتصميمنا وإرادتنا هم لن يستطيعوا أن يفعلوا شيئا على الإطلاق، حتى العزل الإقليمي، أنه والله هذه الدول لا تعمل علاقة معنا وهذه تقطع العلاقة معنا وهذه تجد ألف حجة كاذبة مثل ما فعل المغرب منذ عدة أسابيع، ليس له أي أساس من الصحة على الإطلاق، وقالوا إنهم هم جاءوا على إيران، وزير الخارجة المغربي وقدم ملفا لوزير الخارجية الإيراني حول تورط حزب الله مع جبهة البوليساريو".

وتابع: "أنا أرسل لي الأخ الملف، لا يوجد ملف، أقصوصة ورقة، هذا وزير الخارجية المغربي، قدمنا الادلة، والمستندات، لم يستطع أن يعطيه ورقة، حتى أنه حمل الورقة وبدأ بسرد أسماء، فلان وفلان وفلان وفلان، طلب منه بان يعطيه الورقة، فقال له بأن ينقلهم، لم يعطه حتى الورقة، حسنا أين الدليل؟ أين البرهان؟ هل لديك فيلم؟ هل لديك تنصت؟ أو تسجيل؟ أو شهود؟ أين هم شهودك؟ لا يوجد شيء أصلا على الاطلاق، يوجد فلان وفلان وفلان وفلان من حزب الله، الذي بالمناسبة يوجد أناس لا علاقة لهم بالعمل الأمني والعسكري، ويوجد إخوان كل واحد يعمل في مكان بعيد عن المكان الآخر، واضح أن المخابرات الإسرائيلية هي التي زودت المغاربة بهذه الأسماء، ولا يوجد أصلا أي رابط حتى بين هؤلاء الإخوان، فقط أن حزب الله يدعم بوليساريو، قطعنا العلاقة مع إيران، حسنا نحن قلنا أصلا لا يوجد علاقة مع البوليساريو، حتى علاقة سياسية، أنا لا آخذ حتى موقفا بهذا الموضوع، لم ندرس هذا الموضوع ولا يوجد موقف، لا سلبي ولا إيجابي، ولكن جديا لا يوجد علاقة معهم، حتى علاقة سياسية، أي تواصل لا يوجد، وترى بأنهم يتهمونك بأنك ذهبت، زرتهم في مدينتهم وهم زاروك في لبنان، وأنا حتى لا أعرف اسم مدينتهم وأول مرة أسمع باسمها، وأننا قدمنا الدعم والتدريب ومعسكرات التدريب والسلاح الخ".

وأردف: "على كل، هذا كله لا يجدي نفعا، يعني لا يقدم ولا يؤخر بعزم وتصميم المقاومة، قبل ال 2000 عندما انتصرت المقاومة، وصنعت هذا الإنجاز الذي نحتفل فيه اليوم في ذكراه ال 18 لم يكن لديها علاقات إعلامية، كانت إيران وسوريا والسلام، أحيانا كان يوجد صداقة مع السفارة الجزائرية مع السفارة السودانية مع دولة هنا ودولة هناك، لم يكن هناك علاقات إقليمية، بالعكس الكثير لم يجرأوا أن يفتحوا علاقة معنا لأنه من 1992 نحن موضوعون على لائحة الإرهاب، إذا، هذا الأسلوب كله الذي اسمه الحصار السياسي، الدبلوماسي، المالي، الترهيب. أنا أقول لم يقدم ولن يؤخر، المقاومة التي صنعت الانتصار عام 2000، النصر العزيز المؤزر فرض على العدو أن يخرج مذلولا مدحورا بلا قيد وبلا شرط و بلا جوائز ولا مكافآت. هذه المقاومة هي اليوم أقوى وأشد وأصلب، حتى بالقناعة حتى بالإيمان، حتى بالعقائدية، حتى بالروح، حتى في النفس، حتى بأجيالها الجديدة".

واستطرد: "أنتم الجيل جديد، هذا الجيل الجديد هو الذي قاتل بال 2006، جزء كبير من شهدائنا من الجيل الذي ولد في التسعينيات، واليوم المعركة الكبرى التي خيضت في المنطقة، عندما تقف أنت وتكون مساهما في مواجهة المشروع الأميركي في المنطقة في سوريا، المعركة على رأس السطح، في العلن نحن ذهبنا إليها، أعلنا قبل سنوات الدخول في هذه المعركة، وقلنا في ذلك الحين، إن أميركا وحلفاءها جمعوا التكفيريين من كل أنحاء العالم لتسقط دمشق، وتسقط الدولة في سوريا، وقلت أنا في خطاب كهذا، لم يكن في وقتها حتى أناس أمامي وقلت إن القيادة السورية والشعب السوري والجيش السوري وإن حلفاء سوريا لن يسمحوا بسقوط دمشق، مهما كانت التضحيات، اليوم في عيد المقاومة والتحرير الذي نحتفل فيه بتحرير الجنوب، اليوم أيضا نتوجه إلى سوريا إلى القيادة السورية وإلى الجيش العربي السوري إلى الشعب السوري وإلى كل حلفائهم الأوفياء لنبارك لهم تحرير دمشق ومحيط دمشق وريف دمشق بالكامل، من أي خطر ومن أي جماعة وخصوصا المعركة الأخيرة مع داعش، والانتصار المؤزر الذي حصل هناك، وانتقال سوريا بالكامل من نصر إلى نصر، الذي يؤسس للمرحلة المقبلة. هذا الذي سيكون في هذا الموقع يجب أن يتحمل التبعات، ونحن نقول إننا نحن أقوى ونحن أشد ونحن أكثر حضورا وإن شاء الله هذا الأمر لن يقدم ولن يؤخر شيئا على الإطلاق".

وفي الوضع الداخلي، قال: "سنتكلم أيضا على خلفية لوائح الارهاب، قيل إن هذا سيعطل تشكيل الحكومة، هذا غير صحيح، لا أعتقد أن هذه اللوائح ستقدم أو تؤخر شيئا في تشكيل الحكومة المقبلة، ليس لها علاقة، وإذا القصة أن حزب الله تم وضعه على لوائح الإرهاب، فهو موضوع على لوائح الإرهاب من 1992، وإذا كانت الإضافة الخليجية، فمن سنتين وثلاثة مجلس التعاون الخليجي من غير شر نتيجة موقفنا في اليمن، اليمن المظلوم الذي لم تشفع له حتى حرمة شهر رمضان المبارك، وضعنا على لائحة الإرهاب، ومع ذلك شكلت حكومات، ودخلنا في هذه الحكومات، إذا هذا الموضوع ليس له علاقة. البعض أيضا يقول إن حزب الله يستعجل تشكيل الحكومة خوفا مما هو آت، لا، نحن، نعم، نستعجل تشكيل الحكومة مثل بقية القوى السياسية من أجل مصلحة البلد، لأجل أن لا يضيع وقت على البلد، لأن يوجد في البلد استحقاقات وملفات كبيرة، تحتاج إلى حكومة لمعالجتها، أما إذا فكر أحد ما بان يعجل بالحكومة لأجلنا نحن، نحن لا كونوا مرتاحين، لا يوجد مشكلة".

أضاف: "نحن لسنا خائفين لا من أميركيين ولا من لوائح الإرهاب، ولا من تطورات الوضع في المنطقة، بل بالعكس، نحن نرى بأن تطورات الوضع في المنطقة كلها لمصلحتنا، وهذا عندما كنت اتكلم فيه من شهر وشهرين وستة أشهر وسنة وسنتين وثلاثة، كان يقولون لك بأنك تتكلم أحلاما وتمنيات وأماني، حسنا بال2017 أين كانت المنطقة؟ بال 2016 بال 2015 بال2014 وصولا إلى ال2011، عندما بدأت الأحداث في كل المنطقة، لا نحن لسنا قلقين من شيء على الإطلاق، لأننا واثقون بالله، واثقون بشعبنا، واثقون بأنفسنا، ونقرأ المنقطة بشكل جيد، لكن إذا كان المطلوب أن لا يحصل تأخير في تشكيل الحكومة فهو من أجل مصلحة الشعب اللبناني ومن أجل المصالح الوطنية".

وتابع: "الآن في هذا الموضوع أتكلم بكلمتين، الحمد لله تم انتخاب رئيس المجلس النيابي، ونائب رئيس المجلس، وهيئة مكتب المجلس، وتم تكليف رئيس لتشكيل الحكومة، هذه كلها خطوات طبعا حصلت بشكل متسارع وجيد إيجابي وسلس، الآن الكل يتطلع إلى تشكيل الحكومة، البعض يقول أيضا إنه يوجد تعقيدات، الآن طبيعي يوجد تعقيدات، كل الكتل تطالب بوزارات وبأحجام وبأعداد وكم ونوع، بالنهاية يوجد جهد في هذا الموضوع، لكن دأبت أيضا بعض وسائل الإعلام المحلية والخليجية والعربية أن تضيء على موضوع أن شروط حزب الله ستعطل تشكيل الحكومة، شروط حزب الله ستعيق الرئيس المكلف من تشكيل الحكومة، من أين هذا؟ إلى الآن لم نتكلم نحن بشروط، ولم نعلن شروط، ومع الرئيس المكلف عندما يلتقي النواب، سيتكلمون معه، من أين يعني لدينا شروط إعاقة؟ وما هي شروطنا أصلا لتعيق؟ يعني مثلا الآن لا يوجد مشكلة في البلد إلا حزب الله، بمعزل هل لديه شروط أو لا يوجد لديه شروط، الامر يحتاج من دون شك إلى جهد وإلى تعاون بين كل القوى السياسية".

وأردف: "الآن في ما يتعلق بنا في مسألة الحكومة سأتكلم كلمتين. نحن نتطلع إلى حكومة قوية، وإلى حكومة فاعلة، إلى حكومة جادة وجدية تبذل جهدا، وتتابع الملفات، وإلى أوسع تمثيل للقوى السياسية والكتل النيابية في الحكومة، نحن نؤيد ذلك وندعو إلى ذلك، وأيضا عندما تتمثل هذه القوى السياسية نحن نطالبها بأن تأتي ببرامجها الانتخابية معها. أنا في الماضي تكلمت بمناسبة الانتخابات وأعيد وأقول أنا قرأت كل البرامج الانتخابية التي طرحت في لبنان، سواء كانت لأحزاب أو لقوى أو لمجتمع مدني أو جماعات أو ما شاكل، حسنا، في هذه البرامج الانتخابية يوجد مساحة كبيرة ومشتركة، القوى السياسية التي ستأتي إلى الحكومة تتفضل فلتأت ببرامجها الانتخابية حتى تصدق مع الناس وحتى تفي بوعودها للناس، هذا أهم شيء، الكل تكلم عن مكافحة الفساد ووقف الهدر، الكل تكلم عن الإصلاح الإداري، عن اللامركزية الإدارية عن الملفات المعيشية، عن موضوع النفايات، عن موضوع الكهرباء، عن موضوع المناطق المحرومة. يوجد الكثير من المساحات المشتركة، أن تأتي القوى السياسية لتكون صادقة".

واعتبر أن "المطلوب إلى جانب الكم والنوع، المطلوب الصدق والجدية والوفاء، والمطلوب أن تطالب الناس وتواكب وتتابع وتلاحق، ليس صحيحا، يوجد نكتة في لبنان كانت تقول إنه قبل الانتخابات النواب يتذكروننا وبعد الانتخابات ينسوننا. الآن أهم شيء يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار أن نذهب إلى الحكومة، في الحكومة أيضا نحن سنؤكد أهمية إيجاد وزارة تخطيط حتى يمشي البلد على هدى، على رؤية، على وضوح، أن لا نظل نتخبط خبط عشواء ونعمل بشكل يومي. نحن لم نطلب وزارة سيادية، يوجد الكثير من السفارات يسألون عن هذا الموضوع، يوجد صحف ومقالات تكتب عن هذا الموضوع، أن حزب الله سيطالب بوزارة سيادية، وهذا سيعطل تشكيل الحكومة، لم نطلب وزارة سيادية، وعندما نلتقي مع الرئيس المكلف لن نطلب منه وزارة سيادية، وضمن توزيع الحقائب على الطوائف، لأن تركيبة لبنان هكذا، الوزارة السيادية التي ستعطى أو يتفق عليها للطائفة الشيعية، محسوم ومتفقين نحن ودولة الرئيس نبيه بري أنها من حصة حركة أمل، إذا نحن لم نطلب وزارة سيادية، نحن نريد أن يكون لنا وجود فاعل في الحكومة، سيكون لنا إن شاء الله وجود فاعل في الحكومة".

وفي موضوع الحقائب، أكد أنه "عندما تحسم الحقائب سنتفاهم حزب الله وحركة امل على توزيع هذه الحقائب في ما بيننا، ولن يكون هناك أي مشكلة على هذا الصعيد، هذا الثنائي الوطني، هو يقدم نموذجا في كل شيء، وهذا من جملة الأشياء التي يقدم النموذج المطلوب فيها، وإن شاء الله تسير الأمور على خير، ونأمل أن يتمكن الجميع من التعاون لتشكيل هذه الحكومة المرتقبة".

وقال: "من جملة المسؤوليات، وهذه النقطة الأخيرة في كلامي، من جملة المسؤوليات الكبيرة في الحقيقة، هذا ليس موضوعا بسيطا أو جزئيا، الذي وعدنا فيه بالانتخابات، نحن نريد أن نفي بالوعد، كان موضوع مكافحة الفساد ووقف الهدر المالي في خزينة الدولة، مكافحة الفساد في الإدارات والوزارات ومؤسسات الدولة، ووقف الهدر، طبعا، هذا الموضوع أنا لأنني تكلمت فيه قبل الانتخابات، الآن نريد أن نقول بأننا ذاهبون فيه إلى الإجراء، إلى التنفيذ، أريد أن أؤكد أن حزب الله مصمم على تحمل هذه المسؤولية، هذه ستكون مسؤولية كل حزب الله، الشورى المركزية، الأمين العام وكل أعضاء الشورى المركزية، الوزراء، النواب، مسؤولي حزب الله، الكل سيتحملون هذه المسؤولية وسيعملون، يعني هذه معركة وطنية كبرى ليست مسؤولية واحد أو مجموعة معينة في حزب الله، هذه مسؤولية كل حزب الله، وكل حزب الله سيواكبها على مستوى الخطة والقرار والمتابعة والتنفيذ، هذا أولا.

ثانيا: نحن إن شاء الله في الأيام القليلة المقبلة سوف نبدأ مشاورات مع أصدقائنا وحلفائنا، لأن الكل مجمع على مكافحة الفساد ووقف الهدر عظيم طالما الجميع مجمع فيجب أن نتعاون، فلا يفترض أحد أن حزب الله سيقوم بفتح جبهة هنا، أو جبهة هناك وطالما أن القوى السياسية والكتل النيابية المتنوعة كلها، تقول نحن جادون نريد أن نواجه الفساد، عظيم يجب أن نجلس ونلتقي ونتشارك ويجب أن نبحث عن خطوات مشتركة ومواقف مشتركة آليات عمل مشتركة -ممتاز- نحن منفتحون وهذا هو المصلحة، أي يجب أن تخاض معركة وطنية ضد الفساد والهدر ليس معركة حزبية ولا معركة تأخذ طابعا طائفيا أو طابعا مذهبيا، لأنه في لبنان كل شيء يتم مذهبته ويتم تطيفه ويتم تحزيبه".

وأكد أنه "إذا استطعنا أن نذهب إلى معركة وطنية واسعة وشاملة في مواجهة الفساد، سيكون هذا إنجاز كبير وهذا من شروط النجاح ومن شروط التوفيق نحن نريد ان نأكل العنب ونحمي البلد ونحمي الدولة نريد أن نوقف الانهيار بتعاوننا جميعا، لكن بطبيعة الحال مثل اي حركة منظمة وأي مؤسسة عندما يكون هناك هم من هذا النوع، يجب أن يكون له ملف خاص، ولذلك نحن وعدنا بتشكيل ملف، اليوم قيادة حزب الله قررت في الأيام القليلة الماضية دراسة هذا الموضوع بشكل واسع، وشكلت ملفا وعينت مسؤولا لهذا الملف يعمل تحت نظر الأمين العام لحزب الله مباشرة، لأنني وعدت في الانتخابات أنني أنا شخصيا سوف أباشر وأتابع هذه المسؤولية برغم من الاهتمامات الكثيرة والعبء الكبير الآخر علي، لكن نتيجة أهمية الموضوع، وقلنا إن هذا الملف سيكون له مسؤول ومجموعة من الإخوة الكوادر وسيكون هذا الملف هو المعني بتحضير الخطط والأفكار والرؤى والتواصل مع الحلفاء والأصدقاء أيضا، سيكون هو المسؤول عن تلقي المعلومات والمعطيات من داخل مؤسسات حزب الله، أو من مؤسسات الدولة، أو من كل من لديه معلومة أو معطى أو اقتراح أو فكرة، وهو أيضا سيكون معنيا بمواكبة ومتابعة هذه المعركة، لكن كجزء من العمل الجماعي، الذي سنكون جميعا فيه قيادة حزب الله ووزراء حزب الله ونواب حزب الله ومسوؤلي حزب الله، وبالتعاون مع بقية الحلفاء والأصدقاء وكل من نلتقي معهم".

وأشار إلى أنه "ممكن هذا لا يعني الحلفاء فقط والأصدقاء، حتى إذا كان هناك أناس نختلف معهم استراتيجيا في قضايا معينة، أي نختلف معهم في الموضوع الإقليمي ولكن قد نتفق معهم في هذا الملف أو ذاك الملف، الذي هو محاربة الفساد، ليس هناك مانع على الإطلاق أن نتعاون. هذا ما نقصده بعملية أو مواجهة وطنية واسعة شاملة لمكافحة الفساد ووقف الهدر المالي في الدولة اللبنانية ومنع الانهيار".

وقال: "ولما كنت قد وعدت أنه سوف نعين الاسم وسنعلنه من أجل التواصل معه لمن يريد أن يتواصل، وأن يقدم المعطيات، ومن يريد أن يقدم أي فكرة له ولإخوانه، نحن قمنا بدراسة جيدة فتبين لدينا أنه يجب أن نختار أحد الإخوة من جهة يكون في قلب العملية السياسية، أي يكون أحد النواب أفضل لأن الوزير لديه الكثير من المشاغل، لذلك نحن فصلنا ما بين الوزارة والنيابة، هذا لا يلزم أحدا. نحن نقول التجربة لمدة أربع سنوات لأن وزراءنا لديهم مسؤوليات كبيرة والنواب لديهم مسؤوليات كبيرة، فلذلك قمنا بفصلهم، ونحن سنفي أيضا بهذا الوعد، أي أنه في الحكومة المقبلة، وزراؤنا لن يكونوا من الإخوة النواب، ففضلنا أن نختار نائبا لأنه موجود في المجلس النيابي داخل اللجان النيابية، داخل كتلة الوفاء للمقاومة، وأيضا الإخوان النواب لديهم تجربة بحركة الدولة وآليات العمل داخل الدولة، إضافة إلى مجموعة المواصفات التي يتحلى بها العديد من إخواننا النواب، اخترنا من بينهم الاخ النائب السيد حسن فضل الله، ليكون مسؤولا عن هذا الملف، الذي سيشكل مركز الاسناد والتخطيط وجمع المعطيات وتقديم الاقتراحات، وأيضا المتابعة ومواكبة المتابعة مع إخوانه ومع كل بنية حزب الله في هذه المعركة إن شاء الله"، آملا "تحقيق نتائج طيبة في هذه المعركة الوطنية الأساسية التي أصبح لا بد منها".

وقال: "لا أحد يتصور يا إخوان ويا ناس ويا أهلنا، إخواننا وأخواتنا وكل اللبنانيين، أنه أحد حشرنا، أنه الآن حزب الله محرج ومحشور مع قوى سياسية أو مع بعض وسائل الإعلام أو مع بعض الكتاب والمفكرين والناصحين، ولذلك هو ذاهب لهذه المعركة لأنه محشور، لا، نحن ذاهبون لهذه المعركة - نحن دائما كنا محشورين في هذا الموضوع إذا نريد أن نحكي سياسيا وإعلاميا وشعبيا - ولكن مثل ما قلت في موسم الانتخابات، جديا نحن من خلال الدراسة، من خلال المعطيات، من خلال الأرقام، وجدنا أنه لا، البلد يذهب، إذا أكمل هكذا، يذهب إلى انهيار، ويذهب إلى إفلاس، وهذا ليس فيه مبالغة، طبعا ليس صحيحا أن يقول أحد الآن نحن بلد مفلس، لا، لكن إذا أكملنا هكذا بهذا الهدر وبهذا الفساد وبهذه المزاريب وبهذه الآليات وبهذه الطريقة بالإدارة طبعا، البلد سيذهب إلى الانهيار. نحن لم نقدم دما، الذين قدموا دما أيضا، ولم نحرر أرضا وقاتلنا وواجهنا وما زلنا نحمل البنادق إلى جانب الجيش اللبناني وإلى جانب الشعب الحاضر للدفاع عن بلدنا، حتى بلدنا يفلس وينهار ويخرب وتعم فيه الفوضى والحرب الأهلية وتصير العالم تقتل بعضها على لقمة الخبز".

أضاف: "لذلك هذه مسؤولية عالية جدا وهذه معركة بالنسبة لحزب الله، أتمنى على الكل أن يفهم أن هذه المعركة جدية استراتيجية كبرى، وهو ذاهب إليها بكل عزم وتصميم لأنها تكمل بجد وفي الظروف القائمة معركة المقاومة، التي انتصرت في 25 أيار 2000".

وختم: "طبعا يبقى الهم الإقليمي، سوريا ما بعد تحرير محيط دمشق وريف دمشق والتطورات العسكرية في سوريا، سوريا إلى أين؟ المعركة القائمة في اليمن، التطورات في البحرين، أحداث المنطقة والأهم فلسطين والقدس وجهاد وكفاح الشعب الفلسطيني، أترك هذه الملفات إن شاء الله لآتي الأيام. وكل عام وأنتم بخير، مباركون إن شاء الله، وأسأل الله أن يعيد هذا العيد على بلدنا، على فخامة رئيس الجمهورية، على دولة رئيس مجلس النواب، دولة رئيس مجلس الوزراء، النواب، على كل القيادات السياسية والأحزاب والشخصيات والنخب والناس جميعا في كل المناطق، على كل المكونات اللبنانية، الذي كان له علاقة بالمقاومة والذي لم يكن له علاقة بالمقاومة، والذي يؤيدها والذي لا يؤيدها، أسأل الله أن يعيد هذه الأيام مع مزيد من الانتصارات والعز والفخر والكرامة عليكم جميعا. وكل عام وأنتم بخير".