المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 26 أيار/2018

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/newselias18/arabic.may26.18.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة
عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

فإِنْ كُنَّا أَوْلادَ اللهِ فَنَحْنُ أَيْضًا وَارِثُون: وارِثُونَ للهِ وَمُشَارِكُونَ للمَسِيحِ في المِيراث؛ لأَنَّنَا إِنْ شَارَكْنَاهُ حَقًّا في آلامِهِ، نَشَارِكُهُ أَيْضًا في مَجْدِهِ

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

14 الياس بجاني/آذاري تعتير وذمي ومنافق

الياس بجاني/هرطقة الاحتفال بما يسمى عيد تحرير الجنوب اللبناني

الياس بجاني/في اسفل رابط مقالتي المنشور اليوم في جريدة السياسة/مشاركة “حزب الله” في الحكومة تخدم الآلة العسكرية الإسرائيلية

 

عناوين الأخبار اللبنانية

تحرير الجنوب" كذبة/ابو أرز. اتيان صقر

فرسان مكافحة الفساد/محمد عبد الحميد بيضون

تذكير للوزراء المعنيين ولفخامة الرئيس ودولة الرئيس (مدى الحياة) ودولة الرئيس المكلف ومعالي وزير خارجية العهد/خليل حلو

حزب الله مسيطر على لبنان وعلى النظام المصرفي

الياس الزغبي: حزب الله يتجه إلى اعتماد سياسة التدرؤ بالشرعية اللبنانية

هذا ما دار بين عون وجعجع.. عن "الحصار"

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الجمعة في 25/5/2018

أسرار الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم الجمعة 25 أيار 2018

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

نقلا عن " تقدير موقف"عدد 211

نتائج «الخارجية»

حربُ الإلغاء الثانية بين القوات والتيار العوني فإنّ الحرب أولُها الكلامُ

قصة الشريط الحدودي وأهله الهاربين إلى إسرائيل

البترون 1964: تجربة الكتائب مع الحكيّم وفوز يونس- حرب وغلاة الشهابية هالهم سقوط "الكبار" شمعون وإدّه وكاظم الخليل

نبيل يوسف/موقع مدى الصوت

رامي عليق لموقع لبنان الجديد: لتنقية المعارضة الشيعية من المتسلقين وأصحاب السمسرات

الحريري: يمكن ان يكون المشنوق قد نسي

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

ترامب يتراجع: القمة مع كوريا الشمالية قد تعقد في موعدها

الصين تدعو الولايات المتحدة وكوريا الشمالية لمواصلة الحوار بعد إلغاء القمة المرتقبة بين زعيمي البلدين

ضربات جوية عراقية تستهدف مواقع لـ«داعش» في سوريا

هولندا وأستراليا تحمِّلان روسيا مسؤولية إسقاط الطائرة الماليزية في 2014

ماكرون: أوروبا ملتزمة بتحالفها العسكري والأمني مع أميركا

تركيا: اعتراف اسرائيل بـ"ابادة الارمن" سيضرّ بها

بوتين: الوقت لم يفت لإنقاذ الاتفاق النووي مع إيران وماكرون يأمل بعودة ترمب للتفاوض ويؤكد أن أوروبا لن تولي ظهرها لأميركا

متهمون جدد في قضية جامع تبرعات ترمب ضد قطر

«موكانو» يشتدّ ويضرب سلطنة عمان

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة
قانون
سوري يهدد وحدة لبنان/سليم نصار/الحياة

النصّ الكامل لتقرير الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريس حول مدى تطبيق القرار 1559/المركزية

الوضع الاقتصادي الايراني خانق/بقلم باريسا حافظي نفلًا عن ذا بزنز انسايدر

تهذيب السلوك الإيراني أم تدميره في المنطقة/سميرة المسالمة/الحياة

«تزحيط» إيران من سوريا/راجح الخوري/الشرق الأوسط

انقسام في إيران حول قائمة أمنيات بومبيو والمواجهة غير محسومة بين «صقور» تحدي واشنطن و«عمليي» التراجع التكتيكي/أمير طاهري/الشرق الأوسط

الترمبية/محمد الرميحي/الشرق الأوسط

القانون رقم 10: إعادة تركيب سوريا/د. خطار أبودياب/العرب

هل سيتجرع خامنئي كأس السم الأميركي/عبد الرحمن شلقم/الشرق الأوسط

الفاتيكان والعالم الإسلامي... تعاون لا تنافس/إميل أمين/الشرق الأوسط

إيران تعتدل لتفاوض مستقبلاً/أسعد حيدر/المستقبل

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

الرئيس عون بمناسبة عيد التحرير: تحية الى من صبر وصمد وروت دماؤه الأرض حتى زال الاحتلال

بري في عيد التحرير: سلاح وحدتنا الضامن لتحرير ما تبقى من أرضنا

الحريري جال على رؤساء الحكومات السابقين: نريد حكومة قائمة على التوافق الوطني وإذا أردنا الخروج من الطائفية السياسية علينا اعتماد المداورة

الرئيس أمين الجميل من بكفيا: لا استقرار إلا على أساس ثلاثية الحق والعدل والطمأنينة السنيورة: لموقف حازم من ايران يؤكد على المصالح المشتركة والاحترام المتبادل

السنيورة في مؤتمر عن الامن في خضم الانحلال: استنقاذ الدولة واستعادة الثقة بها هما موضوعا التضامن العربي

رعد: نحن مع المشاركة في الحكومة والتعاون مع رئيسها على قاعدة أننا نريد تعاونا إيجابيا

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية
فإِنْ كُنَّا أَوْلادَ اللهِ فَنَحْنُ أَيْضًا وَارِثُون: وارِثُونَ للهِ وَمُشَارِكُونَ للمَسِيحِ في المِيراث؛ لأَنَّنَا إِنْ شَارَكْنَاهُ حَقًّا في آلامِهِ، نَشَارِكُهُ أَيْضًا في مَجْدِهِ

رسالة القدّيس بولس إلى أهل رومة08/"يا إخوَتِي، لا دَيْنَ عَلَيْنَا لِلجَسَد، فنَعِيشَ كأُنَاسٍ جَسَدِيِّين؛ لأَنَّكُم إِنْ عِشْتُم كأُنَاسٍ جَسَدِيِّينَ تَمُوتُون، أَمَّا إِنْ أَمَتُّم بِالرُّوحِ أَعْمَالَ الْجَسَدِ فَتَحْيَون؛ لأَنَّ الَّذينَ يَنْقَادُونَ لِرُوحِ اللهِ هُم أَبْنَاءُ الله. وأَنْتُم لَمْ تَنَالُوا رُوحَ العُبُودِيَّةِ لِتَعُودُوا إِلى الخَوف، بَلْ أَخَذْتُم رُوحَ التَّبَنِّي الَّذي بِهِ نَصْرُخُ: أَبَّا، أَيُّهَا الآب! وهذَا الرُّوحُ عَيْنُهُ يَشْهَدُ مَعَ أَرْوَاحِنَا أَنَّنَا أَولادُ الله. فإِنْ كُنَّا أَوْلادَ اللهِ فَنَحْنُ أَيْضًا وَارِثُون: وارِثُونَ للهِ وَمُشَارِكُونَ للمَسِيحِ في المِيراث؛ لأَنَّنَا إِنْ شَارَكْنَاهُ حَقًّا في آلامِهِ، نَشَارِكُهُ أَيْضًا في مَجْدِهِ. وإِنِّي أَحْسَبُ أَنَّ آلامَ الوَقْتِ الحَاضِرِ لا تُوَازِي المَجْدَ الَّذي سَوْفَ يتَجَلَّى فينَا".

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

14 آذاري تعتير وذمي ومنافق

14 آذاري كشف عوراته بالإنتخابات وتخلى عن كل شعاراته السيادية واليوم كملها بكلام نفاق وذمي عن اهله بالجنوب. زمن اشباه رجال وبؤس.

 

هرطقة الاحتفال بما يسمى عيد تحرير الجنوب اللبناني

الياس بجاني/25 أيار/15                     

http://eliasbejjaninews.com/archives/64892/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D9%87%D8%B1%D8%B7%D9%82%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AD%D8%AA%D9%81%D8%A7%D9%84-%D8%A8%D9%85%D8%A7-%D9%8A%D8%B3%D9%85%D9%89-%D8%B9%D9%8A/

إن الاحتفالات الرسمية في لبنان بما يسمى زوراً وبهتاناً، “عيد تحرير الجنوب” في 25 أيار من كل سنة، هي مسرحيات مهينة لذاكرة وذكاء وعقول وتضحيات اللبنانيين، وخيانة فاضحة لدماء الشهداء الأبطال، كما أنها عروض مبتذلة وهزلية واستعراضية مفرغة من كل مضامين الحقيقة والمصداقية والوطنية. هذا الواقع المهين والهرطقي والاحتلالي والإرهابي جسده أمس السيد حسن نصرالله في خطاب شعبوي يستهين بعقول وذكاء اللبنانيين جله صراخ ومحتواه بالكامل كذب ونفاق واستكبار وتسويق لملالي إيران وضرب لكل مقومات الدولة.

هذا، ومن المحزن والمستغرب والمخيف في آن، أن خطاب حزب الله الشعوبي والمذهبي والتحريضي والغزواتي الذي يروج لحروب طواحين الهواء لا زال يُفرح بعض العقول المسطحة وهي مستنسخة عن تلك العقول الغبية التي كانت تحتفل في شوارع بغداد بعد هزيمة صدام حسين الأولى وقبل سقوطه بتظاهرات تهتف للانتصارات التي حققتها أم المعارك؟ هذه العقول للأسف ما زالت تطرب لخزعبلات الانتصارات الوهمية التي سمعها العرب قبل حرب الأيام السة سنة 1967، والتي كانت تلوح برسوم صواريخ “الظافر” و”القاهر” وبإلقاء اليهود في البحر، والكل بالطبع مدرك للهزائم المدوية التي حصدتها شعوب المنطقة بسبب تلك السخافات. من يدعي الآنتصار سنة ألفين وتحرير الجنوب هو مجرم وقاتل يشارك نظام الأسد الكيماوي بتشريد وقل واهانة الشهب السوري وهو وهنا الكارثة هو جيش إيراني يعمل ضد لبنان وكل الدول العربية.

هذا العيد “الكذبة والإهانة” فرضه على دولة لبنان المحتل السوري الذي انكشف الآن أمره وسقطت عن وجهه المزيف والحربائي كل أقنعة التحرير والمقاومة والممانعة والعروبة والوحدة الكاذبة، وها هو يقتل أبناء شعبه ويدمر مدنهم وبلداتهم، وقد تفوق في إجرامه المستشري على فظائع أعتى المجرمين في التاريخ وعلى كل دموية جماعات المافيا وتوابعها.

بعد انكشاف فارسية ومذهبية واجرام حزب الله، وبعد تعري نظام الأسد من كل هو انسانية من الحق والعدل بمكان أن تنتهي فصول “مسخرة” عيد تحرير الجنوب” ويشطب من سجلات الدولة اللبنانية ومن العقول والذاكرة إلى غير رجعة وغير مأسوف عليه.

وحتى تتوقف مهازل الذمية والتقية، ومن أجل أن لا تتكرر مأساة حرب تموز 2006، “حرب لو كنت أعلم”، وغيرها من الحروب الجهادية التي يبشرنا فيها السيد نصرالله، وحتى لا يُستنسخ إجرام غزوة أيار 2008، وحتى لا تُعاد مسرحيات التحرير والمقاومة الخادعة، وخزعبلات “وحدة المسار والمصير”، وحتى لا يموت أولادنا مرة أخرى من أجل قضايا خادعة وغير لبنانية، من أجل كل هذا نطالب بإلغاء القرار الحكومي الذي جعل من 25 أيار عيداً وطنياً، كما نطالب القيادات اللبنانية الوطنية أن تعلن بشجاعة أن حزب الله لم يحرر الجنوب، ولا هو عربي أو حزب تحرير ومقاومة، إنما نتاج عسكري ميليشياوي أصولي لحقبة احتلال سوريا البغيضة لوطننا، وفرقة عسكرية إيرانية تحتل أراضي لبنانية وتقيم عليها مربعات أمنية ودويلات خارجة عن شرعية الدولة اللبنانية

نريد أن نقطع إجازة العقل ونطلب من القيادات اللبنانية بكافة أطيافها وقف مسلسل التكاذب والدجل والخروج من عقلية وفخاخ التقية والذمية. عليهم الشهادة للحق والإعلان بصوت عال إن حزب الله أعاق وآخر تحرير الجنوب ما يزيد عن 14 سنة، ولم يكن له أي دور في تحريره، وهو انهزم وهزم معه كل لبنان في حرب تموز، وأن لا قيامة للدولة اللبنانية في ظل وجود دويلته، كما أن الاستقلال لن يصبح ناجزاً وكاملاً قبل عودة أهلنا اللاجئين في إسرائيل معززين ومكرمين وتعويضهم عن كل أنواع الظلم والتجني والإفتراءات التي تعرضوا لها.

الكل يعرف، وبالكل نعني أصحاب العقول الراجحة، والضمائر الحية، والجباه الشامخة، والرؤوس العالية، الكل هذا يعرف أن حزب الله لم يحرر الجنوب، بل أعاق وعطّل وأخر تحريره لسنوات، وأن كل ما يبني عليه مشروعية مقاومته منذ عام 2000 وما قبل ذلك هو مفبرك وملفق.

في الخلاصة، إن حزب الله ليس من النسيج اللبناني ولا هو يمت للبنان ولا للبنانيين بشيء. إنه جيش ملالي إيران في لبنان، وإيراني بالكامل في عقيدته وفكره وتمويله ومشروعهً وتنظيمه وقيادته ومرجعيته وتسليحه وقراره، وهو ليس مقاوماُ ولكنه يتاجر بشعارات المقاومة والتحرير، ويهزأ بأرواح وكرامات وسلامة وأمن ولقمة عيش اللبنانيين، ويأخذ بالقوة المسلحة “والبلطجة” و”التشبيح” والإرهاب لبنان الدولة والشعب رهينة.

حزب الله تنّين إيراني يقضم ويفترس ويهمش مؤسسات الدولة اللبنانية، ويضطهد وينكل باللبنانيين بهدف إقامة دولة ولاية الفقيه الإيرانية على كامل التراب اللبناني، وكل كلام بمفهوم  ووجدان السياديين والإستقلاليين في غير هذا الإطار هو هراء ونفاق وقيض ريح.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

الياس بجاني/في اسفل رابط مقالتي المنشور في جريدة السياسة

مشاركة “حزب الله” في الحكومة تخدم الآلة العسكرية الإسرائيلية/إلياس بجاني/24 أيار/18/اضغط هنا أو على الرابط في أسفل لقراءة المقالة

http://al-seyassah.com/%D9%85%D8%B4%D8%A7%D8%B1%D9%83%D8%A9-%D8%AD%D8%B2%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%83%D9%88%D9%85%D8%A9-%D8%AA%D8%AE%D8%AF%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%A2%D9%84%D8%A9/

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

"تحرير الجنوب" كذبة

ابو أرز. اتيان صقر/25 أيار/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/64920/%d8%a7%d8%a8%d9%88-%d8%a3%d8%b1%d8%b2-%d8%a7%d8%aa%d9%8a%d8%a7%d9%86-%d8%b5%d9%82%d8%b1-%d8%aa%d8%ad%d8%b1%d9%8a%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d8%ac%d9%86%d9%88%d8%a8-%d9%83%d8%b0%d8%a8%d8%a9/

تحرير الجنوب" كذبة أطلقها من يسمي نفسه "حزب الله"، وفرضها على الدولة، فتبنتها مكرهةً، وكرست لها زوراً ذكرى سنوية على شكل عطلة رسمية.

قلنا سابقا ونعيد القول لمن غابت عنه الحقيقة في بلدٍ أدمن على النفاق والدجل السياسي، أن ما يسمونه تحريراً كان انسحاب من طرف واحد، نفذته دولة إسرائيل بموجب اتفاق ثنائي عقدته مع هذا الحزب بواسطة الحكومة الألمانية، وعلى حساب جيش لبنان الجنوبي.

ولمزيد من الحقيقة المجردة نؤكد أن هذا الأخير، الذي كان يسمى جيش لبنان الحر، ما كان ليقبل بهكذا انسحاب لو كان على رأسه قائد من طراز سعد حداد.

لبيك لبنان.

آبو ارز.

 

فرسان مكافحة الفساد.

محمد عبد الحميد بيضون/25 أيار/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/64916/%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF-%D8%B9%D8%A8%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%85%D9%8A%D8%AF-%D8%A8%D9%8A%D8%B6%D9%88%D9%86-%D9%81%D8%B1%D8%B3%D8%A7%D9%86-%D9%85%D9%83%D8%A7%D9%81%D8%AD%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%81/

احد ابرز أسباب الفساد وترسيخ الفساد هو استمرار نفس الأشخاص بشغل المراكز السياسية والسلطوية لمدة طويلة من الزمن.

معروف ان الأنظمة الديموقراطية تمنع احتكار اي مركز مهم لمدة تتجاوز الثماني سنوات.

الرئاسة الأميركية وهي المركز الاقوى عالمياً ممنوع ان يشغلها اي رئيس لمدة تتجاوز الثماني سنوات.

نهضة الصين الاقتصادية والتي تعتبر معجزة الثلاثين سنة الماضية، ارتكزت سياسياً على مبدأ ان لا يشغل المنصب الاول في البلاد اي شخص لمدة تتجاوز السنوات العشر وهذا ما جعل الحزب الشيوعي الصيني ينزع إرث الديكتاتورية السابقة ويتجه الى تقديم الكفاءة والجدارة وجعل الحروب على الفساد تعطي ثماراً ولو ليس بالمستوى المطلوب.

يجب ان نذكر ان الموجة الاخيرة من الحرب على الفساد أدت الى تطهير حوالي مليون من أعضاء الحزب الشيوعي وأعضاء السلطات المحلية.

فقط في لبنان وإيران اي البلدان الأكثر تخلفاً من حيث النظام السياسي والممارسة السياسية لدينا الأمثلة المعاكسة.

في ايران المركز الاول الطاغي يشغله خامنئي منذ تسعة وعشرين عاماً وهو يحرص باستمرار على خنق اي صوت معارض بل يحرص على تصفيتها بالوسائل الدموية ونتيجة ذلك باستمرار هو العزلة الدولية والتدهور الاقتصادي وايصال الشعب الإيراني الى المجاعة مع اعلى نسبة بطالة في العالم واليوم الشعب الإيراني في الشوارع هاتفاً الموت للديكتاتور.

اما في لبنان فقد جرت الانتخابات بالقانون الأكثر تخلفاً والأكثر طائفية ومذهبية وتحت إشراف وارهاب السلاح والطريف ان جميع الغاطسين في الفساد خاضوا الانتخابات تحت شعارات مكافحة الفساد في عملية استغباء واضحة للشعب اللبناني المطلوب منه ان يصدق ان الذين شرّعوا وعمموا الفساد بكل اوجهه سيكونون الْيَوْمَ فرسان مكافحة الفساد.

بالفعل توجت عملية الانتخاب بإعادة نبيه بري الى كرسي رئاسة مجلس النواب بعد ان صدر قرار تعيينه من الأمين العام لحزب ايران وبذلك سيدخل بري الى كتاب غينيس للأرقام القياسية في طول المدة التي جلس فيها على هذا الكرسي والتي ستقارب الثلاثين عاماً.

بري حصل في التصويت المسرحي على ثمانية وتسعين صوتاً وبذلك يكون لدينا ثمانية وتسعين من فرسان مكافحة الفساد ولبنان سيكون بعد أربعة سنوات أفضل من سويسرا والسويد في مقاييس مكافحة الفساد وكأن اللبنانيين لم يختبروا هؤلاء طوال خمسة وعشرين سنة كاملة.

لبنان لا ينتج رؤساء او اقوياء لبنان ينتج اعباء وانواء.

ينتج من يحرصون على إفقار الشعب وضرب الاقتصاد وتهجير الشباب وأخذ البلد الى الحروب التي تخدم المرشد وديكتاتوريته.

إقطاعيات وتسلطيات وميليشيات وزعامات فارغة وصغيرة تقود لبنان الى خراب عميم وفساد رجيم.

 

تذكير للوزراء المعنيين ولفخامة الرئيس ودولة الرئيس (مدى الحياة) ودولة الرئيس المكلف ومعالي وزير خارجية العهد:

خليل حلو/25 أيار/18

تذكير للوزراء المعنيين ولفخامة الرئيس ودولة الرئيس (مدى الحياة) ودولة الرئيس المكلف ومعالي وزير خارجية العهد: لبنان ليس على كوكب المريخ! والناس رأت إدائكم منذ 26 عاماً حتى اليوم للبعض ومنذ 13 عاماً للبعض الآخر:

الأزمات الخانقة أتت في أيامكم وعجزتم عن حلها وتحتاجون لأعاجيب لتنجحوا وتتخلوا عن ذهنياتكم. لبنان ليس على المريخ بل على الشاطئ الشرقي للمتوسط وهو يتفاعل مع أحداث المنطقة شئتم أم أبيتم!

كيف ستنهضون بالوضع الإقتصادي وتحافظوا على مصلحة لبنان وأنتم مستسلمون أو مساومون لإيران والنظام السوري؟

ماذا ستفعلون حيال التحالف الدولي الآتي ضد إيران؟

بوتين بنفسه تخلى عن ارتباطه بإيران.

لعب الجمباز لم يعد يفيد، خاصة وأن البعض منكم فقد مهارته في الجمبزة!

مقولتكم بالنأي بالنفس لا أحد يصدقها حتى أنتم:

حليفكم حزب الله طرف في سوريا ولا ولم ولن ينئي بنفسه عن الصراعات الدائرة على الأرض السورية.

خطابكم يمكن أن يرضي مؤيديكم غير المشروطين وهم بالآلاف وانتخبوكم وربحتم وستحاولون الوفاء بوعودكم ... التي لا يصدقها من تابعكم وتبعكم لسنوات خلت. خطابكم لا يكلم العقل ولا وزن له في عواصم القرار (إسألوا) الدولي.

عندما تتكلمون رجاءً خذوا في عين الإعتبار أن العارفين بمجريات الأمور لا يصدقوكم. معارضوكم فتحوا معكم صفحة جديدة ليحافظوا على وجودهم الإعلامي وحضورهم على الطاولة.

دولة الرئيس المكلف يريد تأليف حكومة وفاق وطني، أي لن يكون لها معارضة في مجلس النواب، أي أنها ستكون هي مجلس نواب مصغر، أي انه لن يتغير شيء: أعطني لأعطيك - مرقلي تمرقلك - بتعرقلني بعرقلك ... مثل ما راينا منذ بداية العهد. انشاءالله كون غلطان ... ولكن.

 

حزب الله مسيطر على لبنان وعلى النظام المصرفي

25 أيار 2018/المحامي، بول مرقص استاذ القانون الدولي لاذاعة الشرق: ناقشنا في اجتماعات الكونغرس دراسات عديدة منجزة من باحثين كبار، تعتبر ان حزب الله مسيطر على لبنان وعلى النظام المصرفي، ووجهنا بمسار متسدد في فرض العقوبات، وشرحنا ان الكلام عن سيطرة حزب الله على لبنان لا تجوز، والجيش يقوم بمهامه كاملة والمصارف تلتزم بتوجيهات حاكم المصرف المركزي وتتشدد في اجراءاتها القانونية في الرقابة والسؤال والتحري عن زبائنها اكثر مما يجري في اميركا نفسها .. لكن ما لمسناه تشددا غير مسبوق في الكونغرس وينبغي الحذر من العقوبات المقبلة، اذ يعتبر اعضاء في البرلمان ان حزب الله فاز بالاكثرية في البرلمان والعين على وزارة الدفاع ، ولبنان مدعو للتشاور المفتوح مع ما يجري والاطلاع على التشريعات المقبلة قبل صدورها . وقال بول إن اللجان القانونية في الكونغرس الاميركي تدرس " تشريعات قانونية جديدة في الكونغرس وادخال قائمة تعديلات تعكس اعادة النظر والتحول عن المساعدات الاميركية للجيش وتضيق الخناق اكثر على عمل المصارف اللبنانية ، وتصعيد مقبل في لوائح العقوبات بحق حق وهيئات وكيانات في حزب الله وتشمل اسماء من حلفائه ايضا، ومشروع قانون جديد يطلب من الرئيس اعادة النظر في المساعادات التي تقدم للجيش وتطلب تقارير تراجعها ،والنقاشات توحي بمدى الاقتناع فيالكونغرس بتاثير سوريا وايران على لبنان "

 

الياس الزغبي: حزب الله يتجه إلى اعتماد سياسة التدرؤ بالشرعية اللبنانية

الجمعة 25 أيار 2018/وطنية - رأى عضو قيادة "قوى 14 آذار" الياس الزغبي، في تصريح، أن "خطاب (الأمين العام لحزب الله) السيد حسن نصرالله، يعكس بوضوح مدى تقديره المرحلة الصعبة بعد الاجراءات الأميركية والخليجية وتصاعد الضغط الدولي على إيران".

وقال: "خلافا لظاهر شد العصب ورفع المعنويات، يتجه "حزب الله" إلى اعتماد سياسة التدرؤ بالشرعية اللبنانية، وقد برز هذا الاتجاه في كلام نصرالله عن مسؤولية الدولة في حماية المستهدفين بالعقوبات، وعن خفض سقف الشروط في الحصة الحكومية".

وختم: "لعل هذا التوجه يكون مؤشرا لبداية التزام مقتضيات الشرعيتين اللبنانية والدولية، وليس استبطانا لنية الهيمنة على الحكومة وقرارات الدولة".

 

هذا ما دار بين عون وجعجع.. عن "الحصار"

"اللواء" - 25 أيار 2018/عزت مصادر قواتية الإجتماع بين رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع لضرورات المرحلة، وهو ما دفع بجعجع إلى تجاوز "الدواعي الامنية"، خاصة وانه كان غاب عن الإفطار الرئاسي، وفهم من طبيعة تصريح جعجع بعد اللقاء، أن "المواضيع التي اثيرت تناولت المحاولات التي تشكو منها "القوات" لفرض نوع من الحصار عليها، نتيجة ما حصل من استبعادها عن هيئة مكتب المجلس للمرة الأولى من العام 2005"، وهو كان تمنى ان يتم التعاطي مع الثنائي المسيحي حكومياً كما يتم التعاطي مع الثنائي الشيعي، أي بحصص متساوية، وان يُصار إلى أخذ نتائج الانتخابات بالاعتبار. وبحسب معلومات "اللواء"، فإن اللقاء بين عون وجعجع تجاوز مسألة شكوى "القوات" من استبعادها عن هيئة مكتب المجلس، إلى طرح تصور لكيفية صورة الحكومة العتيدة والتي يجب ان تحدث صدمة إيجابية عند الناس كما يجب ان ترتكز على أسس متينة، وافكار عملية، والاهم في كل شيء الشراكة الفعلية لكل المكونات السياسية وعدم استبعاد أي فريق (في الاشارة إلى القوات)، بل شراكة حقيقية أفرزتها الانتخابات النيابية. وأوضحت المصادر ان الرئيس عون كان متفهماً، وان الأجواء كانت إيجابية، واعداً جعجع "بأننا سنكمل سوا".

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الجمعة في 25/5/2018

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

تتلاحق التطورات المقلقة في الخارج، بدءا من اجتماع دول الاتفاق النووي بدون الجانب الأميركي، مرورا بالغارات الاسرائيلية على المواقع الايرانية في سوريا، ومرورا أيضا بتقدم قوات التحالف في اليمن، وانتهاء بالتفجيرات العالمية وآخرها في كندا، ولا ننسى إقليميا أيضا الاعتداءات الاسرائيلية وفي جديدها مشروع استيطاني في الضفة الغربية.

وفي مواجهة الاعتداءات الاسرائيلية، مواقف متجددة من الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله في ان هذه الاعتداءات سيكون لها ما يردعها. وقد أطل السيد نصرالله اليوم في عيد المقاومة والتحرير.

وعيد التحرير له طعم الانتصار، إلا أن له تابعا في معركة يحدد موعدها في حينه، عسكريا كانت أم دبلوماسية لتكتمل مساحة العشرة آلاف وأربعمائة واثنين وخمسين كيلومترا مربعا.

في عيد التحرير يتلمس اللبنانيون الخطوات التي تفرج همومهم الاقتصادية والمعيشية. وها هم اليوم ينتظرون ولادة الحكومة الجامعة التي تحصن لبنان ضد التطورات المخيفة في المنطقة.

وفي سياق التشكيل الحكومي، نشير إلى أن الرئيس المكلف سعد الحريري سيجري يوم الاثنين إستشارات في البرلمان حول الحجم والشكل والنوعية للتأليف، وهو عبر عن أمله في قرب اكتمال خطوته. وقد جال الرئيس الحريري على رؤساء الحكومات السابقين.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

أتم التحرير اليوم ثمانية عشر ربيعا، فدخل أبناء الجنوب إلى جنوب الجنوب بسلام آمنين، وأقفلوا بوابات العودة في وجه عدو اسرائيلي فر وهو يجر أذيال خيبته وأذناب عملائه أمام ضربات المقاومة المؤمنة بأن العين تقاوم المخرز.

يومها أثبت لبنان بأن هناك من إذا أرادوا الحرية أراد الله. هو يوم نمجد فيه من زرع جسده في الأرض، ليزهر في تراب الوطن. هو يوم بات فيه كل شهيد أرزة في علم، وكل جريح خيط نول من قماشة الوطن، كما عبر رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي توجه بالتهاني للبنان شعبا وجيشا ومقاومة، ومؤكدا على أن سلاح وحدتنا هو الضامن لتحرير ما تبقى من أرضنا والمياه.

بدوره الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله قال إننا لا نسعى إلى الحرب ولكن لا نخافها، متحدثا بيقين عن النصر في أي حرب مقبلة. وفي الوضع الداخلي، أكد أن "حزب الله" لم يضع شروطا في ما يتعلق بتشكيل الحكومة، وأنه لن يطلب وزارة سيادية لكن يريد وجودا فاعلا في الحكومة.

وعلى الخط الحكومي أيضا، استمزج الرئيس المكلف سعد الحريري اليوم آراء نظرائه السابقين، قبل أن ينطلق الاثنين بمشاورات التأليف في ساحة النجمة، مؤكدا أن الوضع الاقليمي سيسرع تشكيل الحكومة مع وجود التوافق الداخلي.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"

مع دخول الحراك السياسي الداخلي في مرحلة مشاورات تأليف الحكومة، فإن الهواجس التي تلاحق الأوساط السياسية والإعلامية تخوفا من تأخير التشكيل، أزالها الرئيس سعد الحريري عبر تصريحات أطلقها خلال جولة مشاورات مع رؤساء الحكومات السابقين، على أن يستأنف مشاوراته الاثنين مع الكتل النيابية والنواب المستقلين.

الرئيس الحريري أكد أنه يريد حكومة قائمة على التوافق الوطني. وفي رد على سؤال عما إذا كان الضغط الإقليمي سيؤخر تشكيل الحكومة، أكد أنه على العكس، فهو سيسرع في التشكيل، ما دام هناك توافق داخلي، مجددا تأكيده أن تيار "المستقبل" سيفصل النيابة عن الوزارة.

وفي الشأن الحكومي أيضا، موقف للأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله، خلال الاحتفال بذكرى المقاومة والتحرير، أكد خلاله أن "حزب الله" يستعجل تشكيل الحكومة ليس خوفا من العقوبات، بل خوفا على البلد كما كل الافرقاء، آملا أن يتمكن الجميع من التعاون لتشكيل الحكومة ومكافحة الفساد ووقف الهدر.

إقليميا، وتحت عنوان "مستمرون رغم الحصار"، أحيا آلاف الفلسطينيين فعاليات الجمعة التاسعة من مسيرات العودة، حيث سقط المزيد من الشهداء والجرحى جراء إطلاق جيش الاحتلال الرصاص الحي تجاه المتظاهرين. وقد تحدى المقدسيون الإحتلال، وأدوا الصلاة في الجمعة الثانية من رمضان في المسجد الأقصى المبارك.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

لا زالت الانتصارات في دياركم عامرة، ما دام نبضكم مقاومة. وما دام قائد الانتصارات سيد لا يعرف التنازل للعدو أو الانكسار، فأعياد المقاومة والتحرير إلى ازدياد. وما دام أهل المقاومة ثابتون، فسيليق بهم النصر بعد نصر.

على ثمانية عشر عاما من النصر المبين، أطل السيد الأمين بجولة من العناوين: العقوبات الأميركية- الخليجية المفروضة على "حزب الله" وبعض المواطنين والكيانات، جزء من المعركة والمواجهة القائمة، أكد السيد حسن نصرالله، وطالما اننا عازمون وصامدون فهذا لا قيمة له، وأميركا ومعها أدواتها والعدو الاسرائيلي مخطئون بفهم المقاومة وناسها، فهم ليسوا مرتزقة بل عقائديون ووطنيون وأصحاب قضية.

في قضية الحكومة، أكد السيد نصرالله أن "حزب الله" يستعجل تشكيل الحكومة لأجل المصلحة الوطنية، لا خوفا من العقوبات الأميركية والخليجية، مؤكدا التمسك بمطلب انشاء وزارة للتخطيط، وليس ل"حزب الله" مطالب بحقائب سيادية أو شروط تعجيزية بل التطلع إلى حكومة جدية تضم أوسع تمثيل.

أما موضوع مكافحة الفساد ووقف الهدر، فقد أعلن الأمين العام تشكيل "حزب الله" لملف سيرأسه النائب حسن فضل الله وسيكون على متابعة مباشرة معه، مع التأكيد على ان مكافحة الفساد معركة وطنية.

وعود على بدء، إلى عيد المقاومة والتحرير وتهاني رئيس الجمهورية وتحيته إلى من صبر وصمد ودافع وقاوم، وإلى من روت دماؤه الأرض حتى زال الاحتلال. وتهنئة من رئيس مجلس النواب إلى اللبنانيين، بيوم نمجد فيه من زرع جسده في الأرض ليزهر في تراب الوطن.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

"والله ما بعرف"، بهذه العبارة أجاب الرئيس الحريري عندما سئل عن امكان تشكيل الحكومة قبل عيد الفطر، وهي اجابة تحمل الكثير من الواقعية.

صحيح ان الكلام على التسريع في تشكيل الحكومة يعبر عن نيات حقيقية وصادقة موجودة لدى بعض القوى السياسية، لكن هذه النيات يمكن ان تصطدم بتفاصيل وتعقيدات كثيرة بل بشياطين عدة، وبرغبة موجودة لدى أطراف معينة بنفخ حصصها على حساب أطراف أخرى. وهو أمر يعرفه الرئيس الحريري جيدا، فهل يتمكن من تفاديه وتذليل عقده؟.

على أي حال، اليوم خصصه الرئيس الحريري لزيارة رؤساء الحكومات السابقين، وهي زيارات بروتوكولية، وبالتالي فإن المواجهة الحقيقية للواقع ستبدأ اعتبارا من يوم الاثنين، عندما يجتمع الحريري بالكتل المختلفة ويستمع إلى مطالبها.

توازيا، احتفل لبنان بعيد التحرير، وكانت كلمة متلفزة للسيد حسن نصرالله تحدث فيها عن الواقع الحكومي، والضغط الأميركي عبر العقوبات على قيادات من "حزب الله"، فهل يكون هذا الموضوع من العقبات التي تواجه عملية التأليف؟.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

أيار شهر الأزهار والانتصار. بات لهذا الشهر مكانة خاصة في نفوس اللبنانيين مسيحيين ومسلمين. تتويج لمسار وتكريس لخيار. منذ 18 عاما، البلد الصغير بالجغرافيا الكبير بالتاريخ يطرد أكبر جيش في المنطقة. الأسطورة التي غذتها أجهزة الدعاية السوداء والوجوه الصفراء، تبين انها أكذوبة العصر. الجيش الجبار يولي الأدبار. هتافات النصر واهازيج الفرح لدى المقاومين وأهل الأرض، تقابلها صيحات الرعب وصرخات الاستغاثة لجرحى الجيش الذي قيل يوما انه لا يقهر.

في 25 أيار من العام 2000، أقفلت الألفية الثانية على كذبة الشعب المختار، وفتحت الألفية الثالثة على حقيقة الشعب اللبناني الجبار. شعب قاوم الغزاة من أربع أرياح الأرض من أكاد واشور وبابل ومادي وفارس، من صحراء العربية إلى سهوب آسيا وسهول منغوليا إلى اليونان والرومان وبني عثمان. جاؤوا ورحلوا وبقي هذا الشعب وردة بين الأشواك، واحة في صحراء، نقطة زيت في بحر متلاطم، منارة على جبل، وحربة ايمان ترد صواعق الشرير عن الأرض التي تباركت بالقديسين والأولياء بالشهداء والعظماء.

في 25 أيار، شهر العذراء مريم أرزة لبنان، نتذكر الشهداء المنتصرين والأحياء الفخورين.

وفي 25 أيار، مواقف بارزة للسيد نصرالله والرئيس الحريري، مرتكزة إلى أساس الموقف الذي أطلقه رئيس البلاد العماد كخارطة طريق للمرحلة المقبلة: السيد نصرالله يستعجل تشكيل الحكومة ولا يرى عوائق جدية تحول دون ذلك. حكومة تتمثل فيها كل القوى الفاعلة، مسقطا الكلام عن تمسك الحزب بحقيبة، تاركا للتنسيق مع "أمل" أمر البت بالحقيبة السيادية التي باتت معروفة. السيد الذي كرر التزام المقاومة مكافحة الفساد، أعطى حيزا لا بأس به من خطابه لما يحكى عن عقوبات أميركية ضد "حزب الله".

وبالتوازي، كلام لافت لرئيس الحكومة سعد الحريري عن اعطاء كل ذي حق حقه في الحكومة المقبلة. حكومة وحدة جامعة فيها الحد الأدنى من الانقسام والمنسوب الأعلى من الانسجام. حكومة مواجهة مع الفساد وربط نزاع مع عناوينه. حكومة عاجلة غير مستعجلة لأن خير البر عاجله.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

الذكرى الثامنة عشرة لتحرير الجنوب، مرت بالتزامن مع توقيت داخلي بالغ الأهمية، وهو الانتهاء من الإنتخابات النيابية وانتخاب رئيس جديد للمجلس وتكليف الرئيس سعد الحريري للمرة الثالثة لتشكيل الحكومة.

اليوم كانت الجولة التقليدية للرئيس المكلف على رؤساء الحكومات السابقين، صحيح أنه في المواقف بعد كل لقاء لم يكشف عن أوراقه، لكنه أشار إلى ان المداورة في الحقائب تتطلب توافقا سياسيا.

هذا الكلام يأتي عشية استشارات التأليف التي ستبدأ يوم الإثنين المقبل. وفي الإنتظار كانت كلمة هذا المساء للأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله في ذكرى تحرير الجنوب، والبارز فيها أنه رسم ما يمكن اعتباره خارطة طريق للمسار الحكومي.

نصرالله طالب القوى السياسية بأن تأتي ببرامجها معها سواء إلى الحكومة أو إلى مجلس النواب، وألح على إيجاد وزارة تخطيط، كاشفا ان "حزب الله" لن يطلب حقيبة سيادية، لكن الحقيبة السيادية للمكون الشيعي ستكون لحركة "أمل".

والبارز أيضا في خارطة السيد نصرالله الحكومية العزم على مكافحة الفساد ووقف الهدر، متحدثا عن تعاون في محاربة الفساد "حتى مع الذين نختلف معهم استراتيجيا". فهل هذا الكلام رسالة؟، وفي أي اتجاه؟.

لم يكتف بهذه الخطوات، بل سمى النائب حسن فضل الله ليتولى متابعة ملف الفساد خصوصا ان الحزب اتخذ قرارا بأن وزراءه لن يكونوا من النواب، وهذا المنحى يلتقي فيه مع تيار "المستقبل" الذي لن يوزر نوابا.

وفي السياق الحكومي أيضا، تواصلت حرب التغريدات بين المختارة وخلدة: جنبلاط يريد الوزراء الدروز كلهم لأنه فاز بكل المقاعد الدرزية ما عدا واحدا، فيما النائب طلال ارسلان يقول إن لديه كتلة. كيف ستنتهي هذه المعركة؟، مشاورات ما قبل الاستشارات وما بعدها، ربما تكون كفيلة بتقديم الجواب.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

النصر يليق بكم، مذ أشرقت الشمس من الجنوب ومذ ولى زمن الهزائم، ولم يتوقف الوقت عند عقارب الانتصارات. هذا العام بلغ العيد سن الرشد، ومن قدموا الدم مع الذين قدموه للدفاع عن البلد، لن يسمحوا بأن ينهار البلد.

في عيد المقاومة والتحرير، قدم الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله إستراتيجية هجومية لإنقاذ الدولة من حافة الهاوية، فاصطفى النائب حسن فضل الله للعمل تحت إشرافه المباشر. وفضل الله صاحب الفضل في وضع الإصبع على الجرح، وعلى مكامن الهدر، وعلى روائح الصفقات المنبعثة من الإدارات، وله من صفات الجرأة والصدق والشفافية ما لا يعلوه غبار.

صاحب الوعد وعد وصدق، وما بعد الانتخابات لن يكون كما قبلها، فأطلق معركة مكافحة الفساد التي لا تقل أهمية عن معركة تحرير الأرض، لا بل إن حماية إنجاز التحرير وبعده نصر تموز، رهن بتجفيف منابع الهدر ووقف مزاريبه، وما تحذير السيد من استمرار الفساد إلا أكبر إدانة لمافيا الحكم، وإقرار بأن هذه المافيا فاسدة.

أطلق نصرالله شارة الانطلاق في المعركة الوطنية ضد الفساد. مد يديه للخصوم قبل الحلفاء حتى من يختلف معهم في السياسة المحلية والإقليمية، للتعاون في هذا الملف وللقتال جنبا إلى جنب في أم المعارك، لمكافحة الفساد ووقف الهدر المالي في خزينة الدولة والإصلاح، ومعالجة الملفات الاجتماعية والتطلع صوب المناطق المحرومة.

وحرب مكافحة الفساد لا تستقيم إلا بوزارة للتخطيط "كي لا نضل نخبط خبط عشواء"، بعدما أهدرت المليارات في مجلس اللوردات، مجلس الإنماء والإعمار، حيث تمرر المشاريع والصفقات والمناقصات بلا رقابة وبلا حسيب ولا رقيب. وربطا قطع نصرالله الشك باليقين وحسم الموقف: لا شروط ل"حزب الله" في تأليف الحكومة ولا يطلب حقيبة سيادية، وفوض أمر الحقائب وحصصها إلى حركة "أمل". وقال إن الحزب يستعجل التأليف لمصلحة لبنان والشعب اللبناني، والانتقال إلى العمل الجدي من خلال حكومة جادة وجدية، مطالبا الكتل السياسية بأن تضع برامجها الانتخابية قيد التنفيذ، لا أن تطبق القول بأن "النواب بيتذكرونا وقت الانتخاب وبينسونا بعد الانتخاب".

في الخامس والعشرين من أيار، جدد نصرالله القول إننا لا نسعى للحرب ولكن لا نخافها. وربط التهديد والوعيد بسلة العقوبات الجديدة التي فرضتها الخزانة الأميركية على شخصيات، بعضها من داخل البيئة الحاضنة للمقاومة، وبعضها لا علاقة له بها، ووضع الأمر في إطار التهويل والتضييق والضغط النفسي والمعنوي على تلك البيئة، خصوصا بعد ما أفرزته نتائج الانتخابات النيابية، لكون "حزب الله" لا يملك أرصدة ولا مصارف، وأن وضعه على لوائح الإرهاب الأميركية ليس بجديد، وكذلك تبني بعض الدول الخليجية للائحة العقوبات، وإذ طالب الحكومة والدولة بأن تحمي أبناءها من العقوبات وتدافع عنهم، سأل السياديين عن موقفهم من ضرب سوريا من الأجواء اللبنانية، و"ما تكونوا أميركان أكتر من الأميركيين".

 

أسرار الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم الجمعة 25 أيار 2018

البناء:

كواليس:

حظيت مناسبة الانتصار اللبناني في 25 أيار عام 2000 بحجم اهتمام كبير في الصحافة الإسرائيلية عبّرت عنه مقالات كتبتها شخصيات سياسية وأمنية رأت في التحوّل السلبي في موازين القوى الإقليمي، وما تسمّيه التدهور الخطير في وضع "إسرائيل" الاستراتيجي نتاجاً طبيعياً للمسار الذي انطلق في 25 أيار، وأنّ القوة التي خرجت منتصرة يومَها لا تزال تسيطر على المشهد في الشرق الأوسط، ما فرض على رئيس الحكومة التي قرّرت الانسحاب من جنوب لبنان يومَها إيهود باراك الخروج بتصريح يؤكد فيه صحة قراره...

خفايا:

لم تجد مصادر سياسية مطلعة أيّ تفسير لزيارة رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع أمس، إلى قصر بعبدا على رأس الكتلة النيابية، علماً أنه ليس نائباً، إلا أنها محاولة للحدّ من الخسائر التي تتوالى على "القوات" في الفترة الماضية، وآخرها ما حصل في مجلس النواب أول أمس الأربعاء، حيث خسر مرشحها لمنصب نائب الرئيس أنيس نصار، وسحبت مرشحها لمنصب أمين السرّ فادي سعد، ليفوز بالمنصبين مرشحا "تكتل لبنان القوي" إيلي الفرزلي وألان عون.

الجمهورية:

أسرار:

لاحظت أوساط سياسية تأخّر صدور قرار قضائي طال انتظاره.

يتخوّف سياسي في تيار بارز من العقوبات الأميركية ويقول إن الحكومة المقبلة لا يجب أن تكون حكومة مواجهة لأن ذلك سيُهدِّد مؤتمر سيدر.

أبلغ رئيس إحدى الكتل النيابية بعض السفارات والمحافل الدولية أنه يضع فيتو على توزير رئيس حزب من طائفته.

اللواء:

أسرار:

لوحظ غياب سفيري دولتين كبيرتين عن المشهد اللبناني منذ ما قبل إجراء الانتخابات النيابية..تنشغل دوائر أجنبية بكيفية وصول أثرياء كبار إلى المواقع النيابية، وصلة ذلك باعتراض الملاحقات القضائية محلياً ودولياً! يتساءل خبراء اقتصاديون كيف تحوَّل العامل الاقتصادي إلى حافز رئيسي للإسراع بتأليف الحكومة.

المستقبل:

يقال:

إن ديبلوماسيين عرب وأجانب أعربوا خلال إفطار أقامه أحد السياسيين أمس عن ارتياحهم لإعادة تكليف الرئيس سعد الحريري تشكيل الحكومة واعتبروا أن حصيلة الأصوات التي نالها تشي بولادة سريعة للحكومة .

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

نقلا عن " تقدير موقف"عدد 211

25 أيار/18

في السياسة

لأننا نعيش في منطقة مشتعلة!

لأن اللبنانيبن بأمسّ الحاجة إلى استقبال أحداث هذه المنطقة المشتعلة من خلال وحدتهم الداخلية!

لأن كل طائفة تميل نحو قراءة الأحداث بعين القلق ومن خلال معاييرها الخاصة، ما يفقد لبنان القدرة على النجاة من مقصّات المجريات من حوله وفي داخله!

لأنه كَثُر الكلام عن الثنائيات الطائفية والمذهبية!

لأن البعض ينظر الى الوحدة الداخلية بوصفها "عملية تلفيقية تجمع أقوياء الطوائف"، وكأن لبنان لا يعيش إلا بقوّة هذا الزعيم أو ذاك!

ولأن الثنائية الشيعية الاختزالية لطائفتها أصبحت المثل الأعلى للآخرين بالصوت والصورة!

لكل هذه الأسباب وغيرها يطرح "تقدير موقف" موضوع أهمية العودة إلى العيش المشترك كأسلوب حياة وجوهر نظام في لبنان!

وسينشر "التقدير" سلسلة رسائل تصحّح مغالطات بعض الطروحات، أكانت عن حسن نية أو عن سوء نية!

لن تكون الرسائل مجرد ثرثرات أو محاضرات بالعفة الوطنية..

قصدنا هو العودة إلى الأصول، إلى وثيقة الوفاق الوطني وأعمال المجمع البطريركي الماروني، وبيانات "لقاء قرنة شهوان"، إلى وصايا الشيخ محمد مهدي شمس الدين وإلى فكر ميشال شيحا وكمال جنبلاط وسمير فرنجية ورصانة فؤاد شهاب!!!

ما نراه يخيفنا، لأنه سيدخلنا في حربٍ باردة بين الطوائف قد تنتقل مجدداً إلى حربٍ ساخنة في أية لحظة مما يدخل لبنان في دائرة عنف المنطقة!

تقديرنا

أن تتمثّل القوات اللبنانية بالثنائية الشيعية أمرٌ يعيد المسيحيين إلى حالة الجماعة الباحثة عن ضمانة ضد الآخر!

وإختزال الشيعة بـ"أمل" و "حزب الله" يضعهم في دائرة خطر دفع أثمانٍ باهظة عند أول اختلال في موازين القوى!

كما انتقال السنة من "عددهم ومددهم" إلى حدود طائفة من 18 في لبنان يجعل منهم جماعة غير مؤثرة!

وانكفاء الدروز إلى الدائرة السياسية الريفية يفقد لبنان "آباءه المخترعين"!

سنلتقي..

 

نتائج «الخارجية»

الأخبار/الجمعة 25 أيار 2018/أصدرت وزارة الخارجية والمغتربين القرار رقم 61/ و، الذي يتضمن النتائج النهائية في الامتحان الذي نظمته الوزارة لاختيار 20 مُلحقاً اقتصادياً، وتعيينهم في الخارج. وقد نجح كلّ من: عبدالله ناصر الدين (واشنطن)، رالف نعمة (لندن)، سعدالله زعيتر (بروكسيل)، عبده مدلج (برلين)، هلا طربيه (مكسيكو)، كريتا مهنا (عمان)، رنا رزق (أبيدجان)، نور عطوي (القاهرة)، فانيسا نداف (أوتاوا)، شادي أبو ضاهر (الكويت)، رشال علم الدين (باريس)، بشير بو راشد (طوكيو)، جوزيف طنوس (بكين)، مارون الحداد (بغداد)، جان كلود الخوري (أبو ظبي)، وسام سويرة (موسكو)، نيكولا بو حبيب (برازيليا)، علي أبو علي (الرياض)، مشعل خضر (أبوجا)، صلاح صالح (بريتوريا).

 

حربُ الإلغاء الثانية بين القوات والتيار العوني فإنّ الحرب أولُها الكلامُ

د. أحمد خواجة/لبنان الجديد/25 أيّار 2018

 ستشهد الأيام القادمة معركة ضارية من قبل التيار الوطني الحر وحلفائه لتقليص حجم القوات داخل الحكومة العتيدة

أولاً: الحربُ أولها الكلامُ...

عندما ظهرت كتائبُ العباسيين في خراسان لابسين السواد، كتب نصرُ بن سيّار (وكان والي الأمويين عليها) إلى يزيد بن عمر بن هُبيرة (وكان والياً على العراق) ويمتنع عن مدّه بالرجال: أرى خلل الرماد وميض جمرٍ  ويوشكُ أن يكون لها ضرامُ فإنّ النار بالعودين تُذكى وإنّ الحرب أولها الكلامُ . وكان رئيسُ التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل (رجُل العهد العوني الأول) قد بدأ منذ مُدّة، وخلال الحملة الانتخابية، يُصوّبُ الكلام ضُدّ رئيس القوات الدكتور سمير جعجع، في سبيل فوز باسيل بمقعده النيابي الخاص، وفي سبيل الهدف المرتجى وهو تحجيم القوات اللبنانية، ومنع سمير جعجع تحديداً من الخروج ضافراً في الإنتخابات النيابية بانتظار المنازلة الكبرى على رئاسة الجمهورية بعد حوالي أربع سنين ونيّف.

ثانياً: حرب الإلغاء الثانية..الجولات التمهيدية...

بدأت طلائع حرب الإلغاء الثانية بادية واضحة خلال أول جلسة نيابية، إذ خسر مرشح القوات لنيابة رئيس المجلس أمام مرشح التيار العوني إيلي الفرزلي، وما لبث أن خسر مرشح القوات لعضوية أمانة سرّ المجلس النيابي لصالح النائب ألان عون، وما لبث النائب عون حتى استكمل هجومه على القوات في معركة نائب رئيس الحكومة، ليُعلن عزم التيار على استرداد المنصب من القوات، باعتباره عُرفاً من حصّة رئيس الجمهورية، وكان الرئيس عون (بفضل كرمه ونُبل أخلاقه) قد تنازل عنه لصالح القوات، ذلك أنّ حبر تفاهم معراب لم يكن قد جفّ بعد عند تأليف حكومة العهد الأولى.

ثالثاً: المعركة الضارية..تحجيم القوات في الحكومة...

ستشهد الأيام القادمة معركة ضارية من قبل التيار الوطني الحر وحلفائه لتقليص حجم القوات داخل الحكومة العتيدة، ولن يُوفّر خصوم القوات سلاحاً فتّاكاً دون استعماله، ولن يتركوا مكيدة أو خديعة أو مناورة إلاّ وسيجري اللجوء إليها لمنع القوات من الحصول على حصّة وافية وعادلة تتناسب مع تمثيلها النيابي، فخصوم القوات على درجة عالية من التّصلُّب اتجاهها (التيار الوطني مع حزب الله والقومي السوري)، مضافاً إليهم شخصيات عدّة موالية للحزب والنظام السوري (اللواء جميل السيد والوزير عبدالرحيم مراد والنائب أسامة سعد)، أمّا حلفاء جعجع فيتحلّون باللين والضعف والتّردُّد ، وأبرزهم الرئيس الحريري والتّقدمي الإشتراكي، مع اعتبار الرئيس بري دائماً في خانة الخصوم للقوات، نظراً لارتباطه الوشيج مع " حزب الله" ، وعلاقاته المُلتبسة مع الرئيس عون. حربُ إلغاءٍ ثانية، ستكون أشدُّ ضراوةً من الحرب الأولى بداية التسعينيات من القرن الماضي، فالأولى كانت عسكرية (حيث يصعب الحسم)، أمّا هذه فهي سياسية بامتياز، وعليها سيتوقف مصير الرئاسة الأولى بين "الاعدقاء": سمير جعجع وجبران باسيل.

 

قصة الشريط الحدودي وأهله الهاربين إلى إسرائيل

03 أيلول/2008

عام 1996 زار وفد من بلدة القليعة في جنوب لبنان الرئيس نبيه بري طالباً معاملة الأهالي الواقعين تحت الاحتلال الإسرائيلي آنذاك، أسوة بسكان الجولان السوري المحتل والكف عن إصدار مذكرات التوقيف والتحقيق بحقهم. فرد عليهم بري "إن من يوجه تهمة العمالة إليهم هو عميل، وإن من يده في النار ليس كمن يده في الماء". هذه الكلمات تختصر معاناة سكان أقصى الشريط الحدودي الذين تخلت عنهم الدولة اللبنانية وتركتهم تحت نار المنظمات الفلسطينية المسلحة منذ عام 1969 فكان عليهم أن يبقوا في ارضهم أو أن يلقوا مصيراً مشابهاً للدامور وشكا والناعمة والجية وبيت ملات وتل عباس والعيشية وغيرها من البلدات والقرى التي هاجمتها القوات المشتركة الفلسطينية ـ اليسارية من دون رحمة.  

قضية المبعدين اللبنانيين إلى إسرائيل هي نتاج مسار تاريخي طويل، فاعتباراً من 13 نيسان 1975 وجد أهالي القرى والبلدات المسيحية في رميش ودبل ومرجعيون والقليعة وعين ابل وعلما الشعب وبرج الملوك انفسهم وجها لوجه مع المنظمات الفلسطينية المسلحة، بعدما انهارت الدولة اللبنانية وشلت مؤسساتها الأمنية والعسكرية. وعلى طريقة "العدو من أمامكم والبحر من ورائكم"، بادرت  إسرائيل إلى استغلال حال الحصار هذه إلى أقصى الحدود، ووجد الأهالي أنفسهم أمام حلين أحلاهما مر، إما الحصار والموت أو الاتصال بإسرائيل. بعدما منعت عنهم القوات الفلسطينية المشتركة الدواء والمياه والإمدادات الغذائية. ورواية ما جرى في القليعة ورميش وعين ابل تختصر كل تاريخ الشريط الحدودي والبلدات والقرى التي حملت السلاح في مواجهة التنظيمات الفلسطينية المسلحة وأعوانها دفاعاً عن لبنان والشرعية والجيش وانتهى الأمر بها بتهمة العمالة والخيانة.

بدأت قصة الشريط الحدودي صباح العاشر من آذار العام 1976 عندما اجتاحت المنظمات الفلسطينية المسلحة وما يسمى "جيش لبنان العربي" مدينة مرجعيون، ووجهت إنذاراً إلى قائد الموقع المقدم نايف كلاس بتسليم ثكنة الجيش اللبناني، وهكذا كان على الرتباء والجنود (واكثريتهم الساحقة من القليعة وعكار) أن يختاروا بين التزام الشرعية وما تبقى منها آنذاك، أو "خيانة القَسَم العسكري". وبعد الاتصال ببيروت طلبت القيادة منهم إخلاء الثكنة والتحصن في مراكز كتيبة المشاة الأولى في تل نحاس وتحديداً المرتفع 608 الملاصق للحدود الإسرائيلية وإنشاء خط دفاعي لحماية القليعة أسوة بما جرى في القبيات وعندقت وزحلة. ويتذكر أحد العسكريين ما جرى: "بدأت المعركة صباح العاشر من آذار العام 1976، وإنفاذاً لأوامر قيادة الجيش في اليرزة سعى العسكريون من أبناء القليعة إلى سحب السلاح الثقيل إلى خارج الثكنة ونجحوا في ذلك، وتحصنوا في بلدتهم، بعدما رفضوا تسليم سلاح الجيش، وارتسمت خطوط تماس عند تخوم البلدة بين المدافعين عنها ومهاجميهم. وعبثاً حاولت القوات المشتركة الفلسطينية – اليسارية اجتياح القليعة وكانت تلقى مقاومة عنيفة كل مرة حاولت ذلك. لكن هذه القوى نجحت في امر واحد وهو فرض حصار كامل على القليعة ورميش وعين ابل ودبل، اي القرى والبلدات التي رفضت السماح للتنظيمات الفلسطينية بالعبور اليها أو التي رفضت تسليم سلاحها.

خلال صيف 1976 أعلن مسؤول حركة "فتح" الفلسطينية في مرجعيون يحيا رباح محذراً :"لا تدفعوا ابناء القليعة نحو أحضان إسرائيل"، لكن كلام رباح ذهب أدراج الرياح، فالحمية الطائفية لضرب "الانعزاليين" الموارنة كانت في ذروتها ولم يكن مهماً الإصغاء إلى صوت العقل. حينها بادرت منظمة "الصاعقة" المؤيدة لسوريا إلى الطلب من الأهالي رفع لافتات تأييد لسوريا لكي يخف الضغط العسكري عنهم، لكن الاهالي رفضوا. عندها قطعت الإمدادات الغذائية والمياه والكهرباء عن البلدات بهدف إخضاعها، ولولا عادة تخزين المؤونة في البيوت لمات الناس جوعاً، بعد انقطاع الرواتب عنهم ستة اشهر متتالية. ويتذكر قدامى العسكريين انهم تلقوا الرواتب من بيروت بعد طول انتطار عن طريق أحد مسؤولي منظمة "الصاعقة" السورية ويدعى سهيل يموت، لكن المال لم يكن يشتري شيئاً في ظل الحصار وفقدان المؤن وكانت نساء البلدات يجمعن الزيت والبرغل واللحم من المنازل لإطعام جنود الجيش والمقاتلين من الأهالي .

واثباتاً لشرعية التجمعات العسكرية في الشريط الحدودي وردت خلال أيلول 1976 مذكرة خدمة صادرة عن قيادة الجيش في بيروت رقمها 3860، قضت بانشاء "تجمع كتيبة القليعة" و"تجمع كتيبة رميش". حددت هيكلية التجمعين ووزعت الرتب على العسكريين، وصارت الرواتب والإمدادات تصل إلى عسكريي الكتيبتين من طريق ميناء حيفا في إسرائيل. وتزامن هذا الموقف، على ما روى أحد وجوه القليعة مع "تمنّ خطي من رئيس مجلس النواب آنذاك كامل الأسعد إلى أبناء الطائفة الشيعية في المناطق الحدودية لتبني موقف القليعة وطرد المسلحين الفلسطينيين من بلداتهم". ويصر اهالي القليعة ورميش وعين ابل على سرد تفاصيل الأحداث التي وقعت للتأكيد على ان ما قاموا به لم يخرج على توجيهات الشرعية وقيادة الجيش في بيروت.

في 16 تشرين الأول عام 1976 استعادت "كتيبة القليعة"  ثكنة مرجعيون تنفيذاً لأوامر القيادة في بيروت، وانتقم الفلسطينيون لهزيمتهم بتدمير بلدة العيشية وتهجيرها. ونهاية 1976 وصل الرائد سعد حداد من بيروت عن طريق ميناء حيفا لتولي القطاع الشرقي في الجنوب بموجب مذكرة صادرة عن القيادة في بيروت. في حين صدرت مذكرة أخرى بتعيين الرائد سامي الشدياق قائداً لكتيبة رميش. ثم صدر قرار آخر عن وزير الداخلية آنذاك كميل شمعون قضى بتعيين قائمقام لقضاء مرجعيون بهدف تثبيت حضور مؤسسات الدولة في المنطقة الحدودية. لكن الاتصال ما لبث ان انقطع بين القيادة في بيروت وكتيبتي القليعة ورميش في 1-1-1979 بقرار شفهي صادر عن الرئيس سليم الحص ومنعت الرواتب عن عسكريي الكتيبتين في حين استمرت عناصر قوى الأمن الداخلي في تلقيها. وظل الأمر على هذا المنوال حتى الاجتياح الإسرائيلي عام 1982 عندما التحق عناصر الكتيبتين بالقيادة في بيروت من جديد، لكنهم حرموا قبض الرواتب المستحقة لهم منذ العام 1979، على الرغم من قرارين صادرين عن مجلس شورى الدولة أكدا حق عسكريي الجنوب في قبض الرواتب والتعويضات التي نص عليها قانون الخدمة، لكن وزارة الدفاع لم تنفذ الأحكام.

ولأن "قطع الأرزاق من قطع الأعناق"، وجد الأهالي انفسهم امام خيارات صعبة "احلاها مرّ"، كما قال أحد اعضاء وفد القليعة أمام الرئيس نبيه بري عندما زاره: "إننا لسنا مسؤولين عن الاجتياحات الإسرائيلية، وما حصل هو نتيجة لتقاعس الدولة اللبنانية عن القيام بواجباتها في حماية شعبها وأمنه من المنظمات الفلسطينية التي استباحت حرمة الوطن وكرامته. ويتساوى اهالي القليعة في موقفهم هذا مع أخواننا الشيعة الذين قاتلوا الفلسطينيين في الجنوب لدرء خطرهم. لماذا يحاسب الأهالي على موقفهم بعدما قطعت الرواتب عنهم وحرموا كل مستحقاتهم؟".

 كان على الأهالي ان يختاروا بين الجوع أو الانخراط في "جيش لبنان الحر" والعمل في إسرائيل، لأن قطع الرواتب شكل ضربة قاصمة لهم بعدما اعتادوا عبر تاريخهم على العيش من ثلاثة مصادر، الزراعة والانخراط في سلكي الجيش والتعليم. إذًا في المحصلة رفض الأهالي الاستسلام بعدما شاهدوا ما جرى في الدامور وغيرها من تهجير. ووقفت عين ابل ورميش وعلما الشعب والقليعة وبرج الملوك إلى جانب الدولة اللبنانية ورفضوا تسليم سلاحهم إلى التنظيمات الفلسطينية المسلحة فكان الرد عليهم بتهمة العمالة لإسرائيل؟

توفي الرائد سعد حداد العام 1983 وتم تعيين انطوان لحد مكانه، فعمد إلى تغيير اسم القوى العسكرية في المنطقة الحدودية إلى "جيش لبنان الجنوبي" وأصبح الإسرائيليون يتدخلون في كل شاردة وواردة من شؤون المنطقة. واستغلت إسرائيل إلى اقصى الحدود معاناة الأهالي وتفكك الدولة اللبنانية في الثمانينات. فدخل نحو 6000 لبناني إلى إسرائيل للعمل، وبلغت تحويلاتهم اكثر من مليون دولار سنوياً في منطقة محرومة. وتولت الإدارة المدنية الإسرائيلية إدارة شؤون المواطنين بالكامل، إلى أن كان الانسحاب الإسرائيلي العام 2000 وانتهى الوضع في الشريط الحدودي إلى تشرذم العائلات ورحيل بضعة آلاف إلى إسرائيل خوفاً ـ خصوصاً بعد ذلك الخطاب الشهير لأمين عام "حزب الله" حسن نصرالله الذي توعد "جيش لبنان الجنوبي" بالذبح في أسرّتهم أمام عائلاتهم وأولادهم، مما أخاف الكثيرين من العسكريين والمدنيين، ففروا لا يلوون على شيء. لكن حرب تموز 2006 أظهرت أن لا عملاء في القليعة ورميش وعين ابل، بل مواطنون صالحون حيث فتحت البلدات والقرى المسيحية أبوابها ومدارسها لاستقبال أخوانهم من القرى الشيعية. وعندما وصل الجيش الإسرائيلي إلى القليعة ومرجعيون في هجومه فهو لم يوفر أحداً من الأهالي المسيحيين من الإهانات والشتائم والتنكيل بهم.

سقط المئات من أهالي القرى والبلدات الجنوبية ضحايا القتال ضد التنظيمات الفلسطينية. وفي القليعة وحدها 150 شهيداً ومئات الجرحى وعشرات المعوّقين والأيتام. ولكن في نهاية المطاف جرى تصنيفهم كعملاء لإسرائيل في معركة لم يكن لهم فيها لا ناقة ولا جمل. بدليل أن القيادة الإسرائيلية وعندما اتخذت قرارها بالانسحاب من لبنان لم تكترث كثيراً لمصير الأهالي بل تركتهم عرضة للتهديد.

عام 1979 كتب المغفور له مطران مرجعيون للروم الكاثوليك اثاناسيوس الشاعر: "لم يكن الاتصال مع إسرائيل وفتح الجدار الطيب ليحصل لو لم تتخلَّ حكومة لبنان عنا. ثم ما العمل وأمامك جريح ينزف ولا طبيب في البلدة؟ (...) لو كانوا مكاننا ماذا كانوا فعلوا؟".

 

البترون 1964: تجربة الكتائب مع الحكيّم وفوز يونس- حرب وغلاة الشهابية هالهم سقوط "الكبار" شمعون وإدّه وكاظم الخليل

نبيل يوسف/موقع مدى الصوت/25 أيار/18

ما بين العام 1960 والعام 1964 حدثت أمور كثيرة، أبرزها المحاولة الانقلابية الفاشلة التي قام بها الحزب السوري القومي الاجتماعي مع إطلالة العام 1962 وما رافقها من اعتقالات شملت الآلاف من محازبي وأنصار الحزب، ومن يومها أصبحت الشعبة الثانية في الجيش اللبناني تتدخل في كل شاردة وواردة.

يقول أخصام الشهابية أن الشعبة الثانية استغلت المحاولة الانقلابية لتقيم في البلاد حكماً ديكتاتورياً مخابراتياً قاسياً، أذاق اللبنانيين مرّ العذاب. في حين كان مؤيدو العهد الشهابي يكررون أن لا دولة في العالم لا تحمي أمنها من المخربين والعملاء والمجرمين، وفي كل دول العالم المتحضرة أجهزة للمخابرات تحمي الناس والبلاد. أطل العام 1964 وولاية الرئيس فؤاد شهاب تعد أشهرها الأخيرة، وبدأ الكلام الجدي: تمديد للولاية أو لا تمديد، ومن الطبيعي أن يكون المجلس النيابي الملعب الأول للتمديد، فإذا فاز مؤيدو العهد أصبح التمديد واقعاً لا محال، وإذا فاز المعارضون ولا سيما الرئيس كميل شمعون والعميد ريمون إده، أصبح التمديد حلماً بعيد المنال: من هذا المنطلق شنت الشعبة الثانية حملة لا هوادة فيها على بعض المرشحين المعارضين.

في 19 شباط 1964 صدر مرسوم حل مجلس النواب ودعوة الهيئات الناخبة لانتخاب أعضاء المجلس الجديد، وحدد الموعد الأول الأحد 5 نيسان في دوائر محافظة الشمال.

ما لبث أن استقال الرئيس رشيد كرامي ليتيح تشكيل حكومة حيادية تشرف على العملية الانتخابية لا يكون فيها أي مرشح، فتشكلت برئاسة الرئيس حسين العويني ضمت إضافة إليه 9 وزراء.

مطلع شهر آذار بدأت فعلياً المعركة الانتخابية، وأخذ كل مرشح يبحث عن تحالف يناسبه.

في البترون:

بقي الانقسام التقليدي بين آل ضو وآل عقل، ودخل هذه الانتخابات عامل بتروني جديد تمثل بترشح الطبيب إميل حكيم عن حزب الكتائب اللبنانية، وهو كان ترأس بلدية البترون من العام 1952 إلى العام 1963 مدعوماً من آل عقل.

في تنورين:

إستمر الانقسام بين آل حرب من جهة وباقي العائلات من جهة ثانية، الذين التفوا مجدداً حول مانويل يونس، وهو الذي استطاع طوال السنوات الأربع التي أعقبت الدورة السابقة تقوية علاقته بالأجهزة الشهابية، ومن خلال تلك العلاقات إستطاع تأمين الكثير من الخدمات.

أما جان حرب فعلى نقيض خصمه التنوري الجديد، حرمه تحالفه الوثيق مع الرئيس كميل شمعون  تقديم ولو خدمة واحدة لناخبيه، والجميع يعلم بالحرب الشعواء التي شنتها الأجهزة الشهابية على الرئيس شمعون وحزبه، حتى قيل يومها إن الشهابيين سيجعلون العشب ينبت على طريق قصر السعديات (مقر إقامة الرئيس شمعون على ساحل الشوف).

وحاول إميل أنطوان الخوري حرب من  دون جدوى تشكيل موقع الاستقطاب داخل عائلته، وفي النهاية  آثر الانسحاب.

وسط منطقة البترون:

شهد استمرار ضمور العائلات لا سيما: الحويك وإرسانيوس وفريفر والبيطار، وتوسع الانتشار الحزبي لا سيما حزب الكتائب اللبنانية  في تلك القرى والبلدات الصغيرة.

ترشح بداية 7 مرشحين في دائرة البترون هم: جان حرب، كميل عقل، يوسف ضو، إميل أنطوان الخوري حرب، سليم نجم، مانويل يونس، إميل الحكيّم مرشح حزب الكتائب اللبنانية وهو من مدينة البترون، وكان جاك شديد توفي قبل فترة قصيرة.

كان مقيضاً أن يكون التحالف على غرار الدورة السابقة: حرب وعقل في مواجهة الكتائب ويونس وضو، ولكن لحسابات خاصة به، تحالف كميل عقل الكتلوي مع مانويل يونس الشهابي، وفي 14 آذار 1964 أعلنت اللائحة رسمياً (ساحل مع جرد). وتردد وقتها أن الهدف من هذا التحالف إسقاط جان حرب مهما كلف الأمر

بعد إعلان اللائحة الأولى، أصبح المسعى منصباً على تشكيل اللائحة المواجهة، وكان هناك 3 قوى: النائب جان حرب ويوسف ضو وحزب الكتائب اللبنانية.

التحالفات الممكنة والمستحيلة

بدأت الاتصالات، وكان واضحاً أن:

1- لا إمكانية لتحالف يوسف ضو وحزب الكتائب ، خصوصاً أن مرشح الكتائب من مدينة البترون.

2 – إمكانية تحالف جان حرب والكتائب:

لم يكن تحالف النائب جان حرب وحزب الكتائب ممكناً بسبب ذيول المعركة الانتخابية السابقة التي تواجها فيها.

– وضع حزب الكتائب على مستوى لبنان كان لا يزال داعماً للعهد الشهابي، على نقيض جان حرب عضو كتلة نواب حزب الوطنيين الأحرار المعارض بشراسة يومها، علماً أن قيام التحالف بين جان حرب وحزب الكتائب كان من مصلحة الطرفين، فجان حرب قادر على رفد اللائحة بعدد مهم من الأصوات كان مرشح حزب الكتائب  في أمس الحاجة إليه.

– في المقابل يستفيد جان حرب من نمو القوة الشعبية الكتائبية في منطقة البترون، بخاصة في قرى وبلدات وسط البترون، إضافة إلى تخفيف الأعباء والنفقات الانتخابية عنه، باعتبار أن طريقة عمل الماكينة الانتخابية الكتائبية تحجّم النفقات إلى حدها الأدنى.

– حزب الكتائب  قادر على تحمل أعباء مالية كان جان حرب في أمس الحاجة إلى التخلص منها.

– تحالف الكتائب – حرب قادر أيضاً على مواجهة الحملة الاعلامية التي كان يقودها مانويل يونس وتتهم جان حرب "بالتخلف والأمية وعدم مواكبته التطور العلمي".

3 – تحالف يوسف ضو والطبيب سليم نجم، وهو من شبطين في وسط منطقة البترون:

– لا إمكانية لنجاح اللائحة لأسباب من أبرزها أنه لا يمكن مواجهة لائحة مؤلفة من مرشح من الساحل ومرشح من الجرد، ومرشح ثالث من الجرد قوي بلائحة مؤلفة من مرشح من الساحل ومرشح من وسط منطقة البترون.

– لم يكن سليم نجم استعد جيداً لمعركته الانتخابية.

– هذه الأسباب دفعت أيضاً جان حرب لعدم التعاون مع سليم نجم (جرد ووسط).

4 – تحالف يوسف ضو وجان حرب:

– رغم العلاقة السيئة جداً بين آل حرب وآل فرنجية الحلفاء الرئيسيين لآل ضو، التي لم تشهد أي تعاون إنتخابي من قبل، كان هذا التحالف مقبولاً من الطرفين فجان حرب الداخل المعركة الانتخابية في مواجهة لائحة قوية مدعومة من العهد الشهابي، بحاجة لمرشح من الساحل يؤمن له أصواتاً هو بحاجة إليها، كما أن يوسف ضو بحاجة لمرشح قوي من الجرد يؤمن له دعماً هو أيضاً بحاجة إليه.

– لم تكن علاقة الوزير (الرئيس) سليمان فرنجية وقتها قوية مع الشهابيين وإن لم يكن في صفوف المعارضة الشمعونية الإدية السلامية، بل كان تقريباً في خط الوسط، وهو في طريقه في اتجاه المعارضة. هذا ما يسهّل قيام تحالف حرب – ضو.

أخيراً بعد مباحثات تشكلت اللائحة الثانية المؤلفة من جان حرب ويوسف ضو وأعلنت في 17 آذار 1964، وبقي مرشحان منفردان هما: سليم نجم ومرشح حزب الكتائب إميل حكيم، فحاول البعض جمعهما في لائحة واحدة لكن المحاولة فشلت.

لماذا كانت هذه التحالفات، وإستمرار البعض منفرداً، ولا سيما مرشح حزب الكتائب اللبنانية؟

  المؤكد بدايةً، أنه ورغم مرور 13 عاماً على خروج يوسف ضو من مجلس النواب، بقيت قاعدته الانتخابية متماسكة، خصوصاً في ساحل البترون.

– هذا ما ينطبق أيضاً على النائب جان حرب، الذي على الرغم من وجوده 6 سنوات ضمن المعارضة الشمعونية وحجب جميع الخدمات عن أنصاره، بقي المرشح الأقوى شعبياً في منطقة البترون، وأصبح هدفاً واضحاً لضباط الشعبة الثانية لإسقاطه كباقي المرشحين المدعومين من الرئيس كميل شمعون.

في المقابل لماذا كان التحالف بين كميل عقل ومانويل يونس؟

بدا واضحاً أيضاً أن من بيده قرار السلطة يريد فوز مانويل يونس، فنجح المسعى بجمعه مع كميل عقل الكتلوي المعارض يومها القادر على رفد حليفه بعددٍ من الأصوات كان يحتاج إليه، فيتأمن فوزه إذا صبت أيضاً الأصوات المحسوبة على السلطة لمصلحته.

كيف نجح مسعى جمع مانويل يونس وكميل عقل؟

لبعض المتابعين رأي يقول، إن كميل عقل الواقف في صفوف المعارضة الكتلوية، أدرك أن استمراره داخل المعارضة سيبقي الخدمات محجوبة عن أنصاره مما سيؤثر عليه شعبياً، من هنا التحالف مع مرشح مدعوم من السلطة وتأمين فوزه قد يفتح الباب أمام عودة الخدمات إلى محازبيه. فاقتنع بهذا التحالف.

في ما خص موقف العميد ريمون اده الرافض بشكل قاطع أي تعاون مع مرشحي السلطة، فهذا التحالف قد يزعجه ولكنه لن يغضبه إذا جدد كميل عقل فوزه وبقي في كتلته النيابية.

هكذا ظهرت أولى اللوائح المدعومة بقوة من السلطة الشهابية، والتي تملك قدرات مالية مهمة غير متوافرة لدى باقي المرشحين والقادرة على نيل أصوات من المعارضة.

بعد تشكيل اللائحتين، لماذا لم تتشكل لائحة ثالثة من مرشح حزب الكتائب اللبنانية الدكتور إميل حكيم والمرشح سليم نجم؟

هناك رأيان:

– الأول يردده أعضاء في الماكينة الانتخابية الكتائبية يقول إنه بعدما تأكدت استحالة نجاح الدكتور إميل حكيم، قرروا إتباع خطة بافراغ الساحل من ممثله، بأن يتم صب أصوات المناصرين في خانة المرشح مانويل يونس ليفوز، وكان سائداً أن النائب جان حرب فائز لا محال. وهكذا يخلو الجو للحزب ويتلهى الخصمان الجرديان بقضاياهما الشخصية، فينصرف الحزب إلى ترتيب شؤونه الانتخابية في وسط وساحل البترون تمهيداً لمعركة 1968. كما كان هم حزب الكتائب معرفة قوته منفرداً في البترون بدون أي حليف يمننه بأنه أعطاه كل ما سجل للمرشح الكتائبي.

– الثاني لبعض المتابعين للمعارك الانتخابية يومها ويقول إن حزب الكتائب اللبنانية الداعم وقتها بقوة للعهد الشهابي نزل عند رغبة السلطة في اعطاء الصوت الثاني للمرشح مانويل يونس لتأمين فوزه: لاحقاً دفع حزب الكتائب اللبنانية ثمن ارتباطه الوثيق بالأجهزة الشهابية خلافاً للشعور المسيحي المتعاطف مع المعارضة الممثلة آنذاك بالرئيس كميل شمعون والعميد ريمون إده، بحيث لم ينجح من مرشحي الكتائب سوى 4 فقط هم:  الشيخ بيار الجميل وجوزف شادر في بيروت الأولى والشيخ موريس الجميل في المتن الشمالي وراشد الخوري في الزهراني، بينما مني بهزائم كبيرة في باقي الأقضية المسيحية ، وتحديداً كسروان وبعبدا وجزين وزحلة والبترون.

أتى نهار الانتخاب، وتبين أنه اقترع في منطقة البترون 15534 ناخباً وأتت النتيجة على الشكل التالي:

مانويل يونس من اللائحة الأولى حل أولاً ونال 7746 صوتاً بعدما أعطته الكتائب الصوت الثاني.

جان حرب من اللائحة الثانية حل ثانياً ونال 6459 صوتاً.

كميل عقل من اللائحة الأولى نال 6152 صوتاً.

يوسف ضو من اللائحة الثانية 5985 صوتاً.

مرشح الكتائب المنفرد إميل حكيم نال 2980 صوتاً.

سليم نجم المنفرد نال 971 صوتاً.

هكذا تمثلت منطقة البترون للمرة الأولى بنائبين من تنورين.

دخل المجلس الجديد معارضان شماليان هما عضوا حزب الوطنيين الأحرار: الأب سمعان الدويهي عن دائرة زغرتا وجان حرب عن دائرة البترون، و3 نواب يميلون إلى المعارضة أكثر من الموالاة هم: سليمان فرنجية عن دائرة زغرتا، وحبيب كيروز وقبلان عيسى الخوري عن دائرة بشري.

أما نتائج دائرة عكار فأرجأت السلطة إذاعتها إلى صباح اليوم التالي، ليتبين سقوط النائب الشمعوني سليمان العلي وكل أعضاء لائحته.

صحيفة "النهار" المعارضة نشرت في عددها الصادر في 6 نيسان 1964 تصريحاً للنائب (الرئيس لاحقاً) سليمان فرنجية أعلن فيه أن التدخل الرسمي كان سافراً في دائرتي عكار والبترون. وفي عدد 8 نيسان ذكرت في تحقيق عن الشمال أن من أسباب هبوط نسبة المقترعين هناك جو الرهبة والحذر الذي نشرته التدابير الأمنية الاستثنائية.

ما بعد إسقاط الكبار

أحدثت تلك الانتخابات دوياً كبيراً في الأوساط اللبنانية تمثل بالآتي:

1 – سقوط الرئيس كميل شمعون في الشوف مع معظم أعضاء لائحته التي لم ينج منها سوى النائب الكاثوليكي جوزف مغبغب، في مقابل لائحة الزعيم كمال جنبلاط التي فاز 7 من أعضائها الثمانية. خسر الرئيس شمعون بفارق 127 صوتاً عن الطبيب عزيز عون من الدامور.

2 – خسارة العميد ريمون إده وكل لائحته في جبيل في مقابل لائحة دعمها المكتب الثاني، وحلّ مكانه الطبيب أنطوان سعَيد (والد النائب السابق فارس سعَيد) من قرطبا بفارق 213 صوتاً.

3 – في بعلبك سقط نائب حزب الأحرار حبيب مطران، وفي صور سقط نائب رئيس الحزب كاظم الخليل.

إثر إعلان النتائج خيم الوجوم على الجميع، حتى غلاة مؤيدي الشهابية هالهم مسار الأمور واستكبروا إسقاط الكبار.

غداة إعلان نتائج جبل لبنان عنونت صحيفة "النهار": ذهول ووجوم وتظاهرات احتجاج. نتائج الشوف وجبيل تهيئ لمعارضة شعبية عنيفة، الحكومة تغسل يدها من نتائج جبيل والشوف في "طشت الحياد".

ويورد الصحافي نقولا ناصيف في كتابه "المكتب الثاني حاكم في الظل"، اعترافات لضباط سابقين في الشعبة الثانية أقروا بممارستهم تجاوزات كبيرة في دورة انتخابات العام 1964 بهدف تشكيل أكبر كتلة نيابية موالية للرئيس فؤاد شهاب لتسهيل عملية تعديل الدستور وتجديد ولايته. يقر البعض بأنهم عملوا لإسقاط معظم أعضاء لائحتي الرئيس كميل شمعون والعميد ريمون إده ولم يكن يدور في خلدهم أن تدخلهم سيسقط الزعيمين الكبيرين، وشكلت النتيجة بحسب هؤلاء الضباط مفاجأة حتى لهم.

كما في كل محطة تاريخية وقفت البطريركية المارونية رافضة ما جرى، فأصدرت في 7 أيار 1964 بياناً إحتجت فيه على ما رافق العمليات الانتخابية، وما يتردد من أخبار حول التدخلات التي جرت ضد الحرية والأهلية وضد القيم الأخلاقية والدستورية. وختم البيان بأن البطريرك الماروني "الذي حرص طوال السنتين الأخيرتين على اتخاذ موقفٍ حياديٍ حيال التصرفات اللامسؤولة في المنظّمات العامة، لا يسعه الآن إلا أن يشارك الرأي العام قلقه بالنسبة إلى مستقبل الحياة الدستورية والقانونية في البلاد". وحدد أن بواعث القلق ناجمة عن كون معظم اللوائح الانتخابية وضعت وتوافرت لها وسائل النجاخ على أساس تعديل الدستور".

انتهت الانتخابات وافتتح الرئيس رشيد كرامي معركة التجديد بـ 11 نائباً موالياً، معلناً أن المعارض الوحيد للتجديد هو الرئيس فؤاد شهاب:

ولتسريع عملية التجديد صاغ أنور الخطيب نائب الشوف وعضو كتلة الزعيم كمال جنبلاط النيابية في 14 أيار 1964 في مكتب عبد العزيز شهاب إقتراح قانون لتعديل المادة 49 من الدستور فوقعه النواب: الرئيس صبري حمادة، مرشد الصمد، محمد علم الدين، بشير كيروز، شهيد الخوري، علي الحسيني، أمين الحافظ، سالم كبارة، رشيد الصلح، شارل سعد، معروف سعد.

أحيل الاقتراح على رئاسة مجلس النواب، وأقره مجلس النواب في 26 أيار بموافقة 79 نائباً ومعارضة 14 نائباً وتغيب 6 نواب، لكن الرئيس فؤاد شهاب رد المشروع ولم يوقعه.

رغم قلة عددهم، وقف نواب المعارضة بصلابة في وجه التمديد، متكلين على كامل الأسعد رئيس المجلس النيابي غير المرحب بالتمديد، وعلى "قرف" الرئيس فؤاد شهاب من الحكم والسياسيين، وحققوا مبتغاهم فلم يحصل التجديد، لكن الرئيس شهاب اختار بنفسه خليفته الرئيس شارل حلو.

وافقت المعارضة على هذا الاختيار مما شكل مفاجأة للمتابعين، فلماذا كانت هذه الموافقة؟

يشير بعض متابعي تلك المرحلة إلى أن المعارضة الممثلة بالرئيس كميل شمعون والعميد ريمون إده وجدت في اختيار شارل حلو دليلاً على الضعف الشهابي، فآثرت مبايعة الرئيس الجديد مراهنة على مستقبل وشيك تنقلب فيه الأمور رأساً على عقب، ومعتبرة أن الاوضاع الاقليمية والدولية غير كافية لضمان استمرار النهج الشهابي، خصوصاً أن تردد حلو سيحول دون وقوفه في وجه الانقلاب حين تدق ساعته.

وحده حزب الكتائب رفض الإجماع على شارل حلو ورشح رئيسه الشيخ بيار الجميل في مواجهته،  فنال 5 أصوات هم أصوات كتلة نواب حزب الكتائب الأربعة وصوت الرئيس سامي الصلح الذي، رغم انتسابه إلى حزب الوطنيين الأحرار، صوّت ضد حلو لحسابات قديمة بينه وبين الشهابيين.

واستمر ذلك المجلس من 8 أيار 1964 حتى 9 أيار 1968.

نبيل يوسف/كاتب وباحث

 

رامي عليق لموقع لبنان الجديد: لتنقية المعارضة الشيعية من المتسلقين وأصحاب السمسرات

  كاظم عكر/لبنان الجديد/25 أيّار 2018

 نفى رامي عليق كل ما ورد في الإعلام من فبركات لعلي الأمين وأحمد عليّق

 انتهت الإنتخابات النيابية إلى ما انتهت إليه من نتائج، وانطلق المجلس النيابي بنوابه الفائزين إلى عمله، ولكن بقيت مرحلة ما قبل الإنتخابات ماثلة أمام كثيرين بالنظر إلى ما تركته من آثار سلبية وإيجابية، وانصرف المرشحون إلى تسوية حساباتهم وتقييم أسباب الربح والخسارة وربما المحاسبة. في السياق ينصرف المحامي رامي عليق المرشح عن المقعد الشيعي في دائرة (حاصبيا _ مرجعيون _ النبطية) إلى تقييم هذه التجربة وهو المرشح ضمن لائحة "شبعنا حكي" والتي ضمت فادي سلامة عن القوات اللبنانية ومرشحي المعارضة الشيعية عماد قميحة وعلي الأمين وأحمد اسماعيل. عليق اعتبر خلال حملته الإنتخابية أن التغيير هو قناعة راسخة لدى الأغلبية الصامتة من أهلنا في الجنوب، واعتبر عليق أنّ ترشحه لخوض الانتخابات النيابية، يأتي في سياق إكمال المواجهة ضد الفساد والتي بدأت بثورة 10 تشرين الأوّل 2013. انضم عليق إلى لائحة "شبعنا حكي" لكونها لائحة تمثل المعارضة الشيعية في الجنوب حيث اعتبر أن التوجهات هي ذاتها فأُنجزت الترتيبات اللازمة وأعلن عن اللائحة في احتفال شعبي في بلدة إبل السقي الجنوبية وترأسها الصحفي علي الأمين. قبل موعد الإستحقاق الإنتخابي بأيام قليلة أعلن عليق انسحابه من اللائحة بعد كشف مجموعة من الأخطاء وسوء التعامل بحق أعضاء اللائحة. بعد الإنتخابات وصدور النتائج الرسمية خرج عليق بمطالعة حول تجربته مع رئيس اللائحة علي الأمين ليتقدم على أساسها بشكوى قضائية أمام قاضي التحقيق الأول في جبل لبنان نقولا منصور، بجرائم قدح وذمّ وتحقير وإساءة الائتمان والاحتيال والسرقة، بحق كل من المرشح ضمن لائحة "شبعنا حكي" الصحافي علي الأمين، والمسؤول في الماكينة الانتخابية للائحة أحمد عليق، والمرشح في اللائحة نفسها أحمد إسماعيل، والعاملة في حملة اللائحة نور بحلق، ويتحدث عليق عن أدلة دامغة بحوزته تثبّت ادعاءه، معززة بـ ٢٧ مستنداً. قرر رامي عليق بتوقيته الإعلان عن المواجهة من خلال اللجوء إلى القضاء بعيدا عن لغة التشهير والإساءة، ولكنه تعرض لما لم يشأ هو أن يذهب إليه فإذا به هدفا مقصودا لحملة واسعة من الإساءة والتشهير والإتهامات الباطلة. استوضحنا في موقع لبنان الجديد موقف عليق مما جرى ويجري فأوضح لموقعنا أنه في البداية لم يكن في نيته الإدعاء ولكنه بعد أن استنفذ كل الوسائل الحضارية لمناقشة ما جرى مع مفوض اللائحة علي الأمين لتقديم المستندات التي يطلبها لجأ إلى القضاء للبت في القضية خصوصا بعد ثبوت تورط الأمين وآخرين بالعمل ضده من جهة وباختلاس الأموال المخصصة لحملته الإنتخابية من جهة ثانية. يقول عليق أن المفروض بمفوض اللائحة أن يراعي مصالحها ويبرز الكشوفات المالية المطلوبة لأعضاء اللائحة لكن المفاجأة كانت بإخفاء الكشوفات وتهريبها عن أعضاء اللائحة وإخفاء أية معلومات مالية بشكل مدروس ومقصود الأمر الذي أثار جملة من علامات الإستفهام، ولدى التدقيق أكثر يضيف عليق تبين أن هناك كشوفات بأسماء أعضاء من اللائحة وهمية دون علم منهم  أو اطلاع أو موافقة وهذا يعتبر بحد ذاته جرما إذ لا يحق لمفوض اللائحة إدراج أسماء أعضاء اللائحة في تقارير وهمية أولا ومن دون علمهم ثانيا. ويقول عليق: أصرينا على طلب كشف حساب مجددا دون جدوى وجرى التهرب والمماطلة وفي هذه الحالة إضطررت لدفع المصاريف من حسابي الخاص علما أن الأموال التي قدمها المرشح عن القوات اللبنانية فادي سلامة كانت مخصصة لجميع أعضاء اللائحة. وتأكدت حينها أن ثمة محاولة لاختلاس هذه الأموال بطريقة مدروسة بالتنسيق بين علي الأمين وأحمد عليق، والأمر الآخر أن هناك نية مبيتة لإقصائي وإغراقي بمشاكل مالية بعد تحويل كل المندوبين إلى مكتبي لتوريطي بأزمة مالية مع الناس الذين عملوا في الماكينة الإنتخابية. يضيف عليق :عند ذلك قررت الإعلان عن انفصالي عن اللائحة فتدخل احمد عليق بطريقة مهينة ولغة شرسة لتزداد قناعتي أكثر بأن ما يحصل هو أمر مدبر. حاولت تحييد أحمد عليق عن القضية باعتبارها قضية مرشحين إلا أنه أصر على التورط فيما لا يعنيه وبدأت من جهة أخرى الإساءة الإعلامية والتحريض والتشويه لتخرج القضية إلى العلن قررت بعد ذلك تقديم الشكوى بعيدا عن لغة الإساءة والتشويه ليكون القضاء هو الحكم. نفى رامي عليق كل ما ورد في الإعلام من فبركات لعلي الأمين وأحمد عليق وغيرهم معتبرا أن ما حصل هو لصالحه وأن ما يجري بثه من أكاذيب للتشويه على حقيقة وسترتد على مطليقها. وكشف عليق أنه سيقوم يوم الإثنين القادم بالإدعاء على كل المحرضين والمشاركين في الحملات المشبوهة ضده. ورأى عليق أن المعارضة في المجتمع الشيعي هي عمل إيجابي وتأتي في سياق أن أي معارضة وهي أمر مطلوب لتحسين الأداء والنهوض بالمجتمع ولكننا نحتاج إلى معارضة حقيقية لتنقية الساحة من المتسلقين وأصحاب السمسرات والمتاجرة، وتنقية صفوف المعارضة من الذين يسيؤون إليها وهذا أول الأولويات في أي معارضة هادفة وبنّاءة، وما بني على باطل فهو باطل.

 

الحريري: يمكن ان يكون المشنوق قد نسي

موقع ليبانون ديبايت/25 أيار/18/اشار رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري بعد لقائه رئيس الحكومة الاسبق سليم الحص خلال جولته البروتوكولية على رؤساء الحكومة السابقين، الى اننا "كلنا نريد مصلحة البلد في المستقبل ونريد ان نقوم بما يخدم مصلحة المواطن اللبناني، وهذه الحكومة التي نحن فيها قامت بالكثير من الامور، ونريد حكومة فيها توافق وطني على العناوين العريضة وبعض التفاصيل، ونعمل بالروحية التي عملنا بها في السنة والنصف الماضية. واكد ان الضغط الاقليمي سيسرع تشكيل الحكومة، وما دام هناك توافق داخلي". وردا على تمثيل حزب الله في الحكومة، لفت الحريري الى ان "هناك انتخابات نيابية حصلت وتمثيل نيابي وفق القانون النسبي وعليه هم ممثلون لشريحة من اللبنانيين". وحول اقصاء القوات، سأل "لماذا نريد اقصاء القوات وهم نجحوا في الانتخابات وهم قيمة مضافة في الحكومة، ونأمل ان نتفاهم مع الجميع". وجدد التأكيد ان تيار المستقبل يفصل النيابة عن الوزارة. ونفى ان يكون هناك خلاف مع الوزير نهاد المشنوق، موضحاً أن "نهاد من البيت ولا يوجد خلافات، ويمكن ان يكون المشنوق قد نسي اني بلغته بفصل النيابة عن الوزارة". ومن ناحية أخرى، أكد الحريري بعد لقائه رئيس الحكومة السابق فؤاد االسنيورة ان "السنيورة سيكون دائما الى جانبي"، مشيرا الى ان "الاصلاحات ستكون لمصلحة الشعب اللبناني"، مشددا على انه "من الحكمة الا نوزّر شخص عليه اتهامات ويجب ان ننظر من المنظار القانوني الى الامر وليس من منظار التحدي وحزب الله لم يفاتحني بتوزير اي احد ممّن طالتهم العقوبات الدولية". من جهته لفت السنيورة الى ان "اللقاء كان اخويا كالعادة وتمنيت كل التوفيق للحريري في عملية التأليف وعملية ادارة الحكومة وانا على ثقة ان الحريري يحمل في ضميره كل القضايا التي تهم لبنان واللبنانيين".

 

 تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

ترامب يتراجع: القمة مع كوريا الشمالية قد تعقد في موعدها

الجمهورية/25 أيار/18/أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن عقد قمة مع زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون في 12 حزيران كما كان مقررا لها، ما زال ممكناً. وقال ترامب للصحافيين "سنرى ما سيحدث ولا زلنا نتحدث معهم الآن. قد تعقد القمة في 12 حزيران... نريد القيام بذلك". وكان ترامب ألغى أمس القمة المرتقبة.

 

الصين تدعو الولايات المتحدة وكوريا الشمالية لمواصلة الحوار بعد إلغاء القمة المرتقبة بين زعيمي البلدين

بكين/الشرق الأوسط/25 أيار/18»/دعت الصين، الولايات المتحدة وكوريا الشمالية، اليوم (الجمعة)، إلى مواصلة الحوار والعمل معاً لنزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، لو كانغ: «في ظل الوضع الراهن، نأمل أن تثمن كوريا الشمالية والولايات المتحدة التقدم الإيجابي الذي تحقق خلال هذه الفترة من الزمن، والحفاظ على الصبر، وتبادل التعبير عن المشاعر الودي، وتحرك كل منهما تجاه الآخر، ومواصلة العمل على تبديد المخاوف المشتركة من خلال الحوار والتشاور، ودعم نزع السلاح من شبه الجزيرة». وأضاف لو كانغ، اليوم، بعد ساعات من إلغاء الرئيس الأميركي دونالد ترمب قمة تاريخية مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، كانت مقررة في يونيو (حزيران) المقبل، أن «عملية التسوية السياسية» في شبه الجزيرة الكورية «تواجه فرصة تاريخية نادرة». وتابع لو: «لاحظنا أيضاً أن الرئيس ترمب ما زال يعرب عن استعداده للقاء الرئيس كيم جونغ أون في وقت مناسب، كما أعربت كوريا الشمالية أيضاً عن استعدادها لمواصلة الجلوس مع الولايات المتحدة لتسوية المشكلة».

 

ضربات جوية عراقية تستهدف مواقع لـ«داعش» في سوريا

بغداد/الشرق الأوسط/25 أيار/18»/أفاد بيان عسكري عراقي، اليوم (الجمعة)، بأن مقاتلات من طراز «إف - 16» عراقية قصفت مواقع لتنظيم داعش المتطرف داخل الأراضي السورية ودمرتها بالكامل. وأوضح بيان عسكري لمركز الإعلام الأمني في قيادة العمليات المشتركة العراقية أن «طائرات (إف – 16) العراقية نفّذت صباح اليوم ضربات جوية، استناداً إلى معلومات استخبارية دقيقة، استهدفت خلالها موقعاً لقيادة عصابات داعش الإرهابية وموقعاً آخر عبارة عن مقر ومستودع للصواريخ يوجد فيه عدد من العناصر الإرهابية في منطقة هجين داخل الأراضي السورية». وذكر البيان: «حسب المعلومات الاستخبارية الأولية، فإن هذه العملية حققت أهدافها ودمرت هذه المواقع بالكامل». يشار إلى أن سلاح الجو العراقي شن هجمات استهدفت مواقع لـ«داعش» داخل سوريا في شهر أبريل (نيسان)، وجاءت الهجمات بعدما أعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في ديسمبر (كانون الأول) الماضي القضاء على الوجود العسكري لـ«داعش» في بلاده.

 

هولندا وأستراليا تحمِّلان روسيا مسؤولية إسقاط الطائرة الماليزية في 2014

أمستردام/الشرق الأوسط/25 أيار/18»/أعلن مسؤولون هولنديون، اليوم (الجمعة)، أن هولندا وأستراليا تحمّلان روسيا مسؤولية إسقاط الطائرة الماليزية فوق أوكرانيا في أثناء قيامها بالرحلة «إم إتش 17» عام 2014، في خطوة يمكن أن تؤدي إلى إطلاق تحرك قضائي. وقالت الحكومة الهولندية في بيان إن الدولتين «تحمّلان روسيا جانباً من المسؤولية في إسقاط» الطائرة الماليزية، وذلك بعد يوم على توصل المحققين إلى أن صاروخاً من نوع

 

ماكرون: أوروبا ملتزمة بتحالفها العسكري والأمني مع أميركا

الجمهورية/25 أيار/18/أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لنظيره الروسي فلاديمير بوتين اليوم الجمعة أن أوروبا لن تولي ظهرها لتحالفها مع الولايات المتحدة في مسائل الدفاع والأمن.

 

تركيا: اعتراف اسرائيل بـ"ابادة الارمن" سيضرّ بها

الجمهورية/25 أيار/18/اعتبرت تركيا أن اعتراف اسرائيل بـ"ابادة الارمن" سيضر بها لان من شأن ذلك تقويض الوضع الخاص بمحرقة اليهود. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية هامي أكسوي في انقرة "نعتقد ان وضع اسرائيل احداث 1915 في مصاف المحرقة يضر بها في المقام الاول".

تصريحات أكسوي جاءت ردا على موافقة اعضاء في البرلمان الاسرائيلي الاربعاء على اقتراح بعقد جلسة مناقشة "للاعتراف بابادة الارمن". وتمت الموافقة على الاقتراح الا انه لم يتحدد بعد موعد للجلسة.

 

بوتين: الوقت لم يفت لإنقاذ الاتفاق النووي مع إيران وماكرون يأمل بعودة ترمب للتفاوض ويؤكد أن أوروبا لن تولي ظهرها لأميركا

سان بطرسبورغ – وكالات/25 أيار/18/اعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم الجمعة، أن الوقت لم يفت بعد لإنقاذ الاتفاق_النووي مع إيران، ورأى أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب لا يزال منفتحاً على المفاوضات رغم انسحابه منه. وقال بوتين خلال منتدى سان بطرسبورغ الاقتصادي إن "الرئيس الأميركي لا يغلق الباب أمام المفاوضات، إنه يقول إن هناك أموراً كثيرة لا تروق له في هذه الوثيقة ولكنه لا يستبعد التوصل إلى اتفاق مع إيران.. يبدو لي أن الفرصة لا تزال قائمة".واعتبر أن الخطوات الأحادية التي تتخذها دول مثل الولايات المتحدة "تؤدي إلى طريق مسدود ودائما ما تكون غير بناءة". وأضاف بوتين أن "تراجع واشنطن عن اتفاقات دولية بعد انتخاب رئيس أميركي جديد يسبب انعداما للثقة". وتابع: "لا أظن أن ترمب خسر. قبل كل شيء هو يفي بوعوده الانتخابية. بالتالي، من منطلق السياسة الداخلية، لقد كسب بطريقة ما". من جهته، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لنظيره بوتين اليوم الجمعة إن أوروبا لن تولي ظهرها لتحالفها مع الولايات المتحدة في مسائل الدفاع والأمن. وأعرب عن أمله بأن يعود ترمب إلى المفاوضات الخاصة بالاتفاق النووي الإيراني، مضيفاً: "لكن سيكون على الشركات الفرنسية في الوقت الحالي أن تقرر بنفسها كيف سيكون رد فعلها إزاء العقوبات الأميركية الجديدة على طهران". وأضاف ماكرون أن من واجبه مواصلة العمل مع الرئيس الأميركي، واصفا علاقته بترمب بالقوية حتى مع وجود "قضايا لدينا اختلافات بشأنها".

 

متهمون جدد في قضية جامع تبرعات ترمب ضد قطر

دبي ـ العربية.نت/25 أيار/18/أضاف جامع تبرعات للرئيس الأميركي، دونالد ترمب، مدعى عليهم جدداً إلى دعوى قضائية تتهم قطر باختراق بريده الإلكتروني، وإطلاع مؤسسات إخبارية على محتواها. وكان إليوت برويدي، الذي تداولت الصحافة الأميركية في الشهور الأخيرة تعاملاته مع ترمب، قد رفع دعوى قضائية على قطر أمام محكمة اتحادية بمدينة لوس أنجلوس في آذار/مارس. وقدم برويدي، الخميس، شكوى معدلة أضاف فيها إلى المدعى عليهم شقيق أمير قطر وأحمد الرميحي، وهو رئيس سابق للاستثمارات في صندوق الثروة السيادي القطري. وقال في الشكوى إنه كان محل استهداف بسبب معارضته الشديدة لقطر، وذلك في إطار جهود يقودها محمد بن حمد بن خليفة آل ثاني، شقيق أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، والرميحي لتغيير السياسة الأميركية تجاه الدوحة. وقال برويدي في الدعوى إن قطر سعت إلى استغلال رسائله الإلكترونية المخترقة لاستهدافه بتغطية صحافية سلبية ومنعه من انتقاد قطر.

 

«موكانو» يشتدّ ويضرب سلطنة عمان

الحياة/26 أيار/18/أعلنت سلطنة عمان أمس، أن الإعصار «موكانو» الذي ضرب جزيرة سقطرى اليمنية، اشتد ليصبح من الدرجة الثانية، ويقترب من المناطق الجنوبية للسلطنة، فيما توقعت الهيئة العامة للأرصاد الجوية السعودية احتمال تغير مسار الإعصار بعد مروره بسلطنة عمان والجمهورية اليمنية، وتحوله إلى عاصفة مدارية يمكن أن تتأثر بها أجزاء من المملكة، اعتباراً من فجر اليوم السبت وحتى الثلثاء المقبل. وأكدت هيئة الأرصاد الجوية العمانية عبر «تويتر» أن «الرصد الأخير للإعصار يوضح تطور الحالة المدارية إلى إعصار من الدرجة الثانية مع رياح شديدة السرعة».

وكان «المركز الوطني للإنذار المبكر» في السلطنة كشف في وقت سابق، أن «عين الإعصار باتت على بعد 180 كيلومتراً فقط من صلالة، كبرى مدن محافظة ظفار». وتوقع المركز أن «يضرب موكانو أراضي السلطنة في الساعات الأولى من بعد ظهر أمس».

وشهدت مدن عدة في ظفار تساقط أمطار غزيرة فجر أمس، مع اقتراب الإعصار من المناطق الساحلية، وفق ما ذكرت وكالة الأنباء العمانية. وكثفت السلطات العمانية استعداداتها تحسباً للإعصار، واستنفرت الهيئات الحكومية وقوات الشرطة والجيش وأغلقت المدارس حتى يوم الإثنين المقبل.

وقررت الهيئة العامة للطيران المدني تمديد إغلاق مطار صلالة أمام حركة الطيران لمدة 24 ساعة إضافية قابلة للتمديد وفقاً للتطورات، بعدما كانت أغلقته اعتباراً من منتصف ليل الخميس– الجمعة الماضي.

وأكد مسؤولون يمنيون أن 17 شخصاً على الأقل اعتبروا في عداد المفقودين، بعدما اجتاح الإعصار جزيرة سقطرى الخميس الماضي، متسبباً بسيول قوية وأضرار، فيما أعلنت الحكومة اليمنية الجزيرة «منطقة منكوبة».

وناقشت الهيئة العليا للإغاثة اليمنية الوضع في الجزيرة، مع منظمات إنسانية دولية في عدن ليل الخميس الماضي وفق ما أفادت وكالة سبأ. وتقرر إقامة 11 مركز إغاثة في سقطرى لتقديم المأوى للأشخاص الذين أجبروا على إخلاء منازلهم. كما تمت مناقشة التدابير اللازمة لتقديم المساعدة للأشخاص في ثلاث محافظات جنوب شرقي اليمن، يتوقع أن يضربها الإعصار. وأكد سفير خادم الحرمين الشريفين لدى اليمن المدير التنفيذي لمركز إسناد العمليات الإنسانية الشاملة في اليمن المشرف على برنامج إعادة الإعمار في اليمن السفير محمد آل جابر، أن فريق برنامج إعادة الإعمار -مكتب محافظة سقطرى- يعمل مع السلطة المحلية في المحافظة للتعامل مع الأضرار الناتجة عن إعصار ماكونو، وفتح الطرقات ومساعدة المنكوبين، تمهيداً لوصول الإغاثة والإيواء التي منعت الظروف الجوية وصولها أمس.

ونقلت وكالة الأنباء السعودية عن آل جابر قوله إن «طائرات القوات المشتركة السعودية المحمّلة بعشرات آلاف الأطنان من المواد الإغاثية والإيوائية والطبية المقدمة من المملكة عبر مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، تستعد للتوجه لإغاثة ومساعدة الأشقاء في محافظة سقطرى اليمنية حال تحسن الظروف الجوية». إلى ذلك، وجهت الهيئة العامة لحماية البيئة في اليمن نداء استغاثة إلى منسقية الأمم المتحدة وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة والمنظمات الدولية ذات العلاقة بالبيئة وبالشؤون الإنسانية والكوارث، لإعداد خطط تدخل سريع لإنقاذ محافظة أرخبيل سقطرى المنكوبة بسبب الإعصار.

وأفادت الهيئة في بيان بأن «الوضع مأسوي في سقطرى بسبب الإعصار الذي تسبب بأضرار كثيرة في المساكن والأملاك الخاصة والعامة». ودعت الهيئة إلى إعداد خطط طوارئ سريعة لمواجهة ما قد يحدث في محافظات المهرة وشبوة وحضرموت.

على صلة، أوضحت الهيئة العامة للأرصاد الجوية السعودية، أنه ومن خلال آخر صور الأقمار الصناعية وتحليل خرائط الطقس ومخرجات النماذج العددية للإعصار المداري «موكانو» في بحر العرب الذي تحول إلى إعصار من الدرجة الثانية، يتوقع أن يتحرك باتجاه شمال إلى شمال غرب، حيث يبعد مركز الإعصار عن حدود المملكة العربية السعودية نحو 350 كيلومتراً، وتقدر سرعة الرياح حول مركز الإعصار ما بين «157 إلى 167 كيلومتر في الساعة».

كما أشارت توقعات الهيئة إلى احتمال تغير مسار الإعصار بعد مروره بسلطنة عمان والجمهورية اليمنية، وتحوله إلى عاصفة مدارية يمكن أن تتأثر بها أجزاء من المملكة العربية السعودية، وذلك اعتباراً من فجر اليوم السبت إلى الثلثاء المقبل.

ولفتت الهيئة إلى أن «الأجزاء الجنوبية للمنطقة الشرقية صحراء الربع الخالي، والأجزاء الشرقية من منطقة نجران الخرخير، ستتأثر بالأمطار الغزيرة التي تؤدي إلى جريان السيول والرياح الناشطة التي قد تصل سرعتها إلى أكثر من 75 كيلومتراً في الساعة، مثيرة الأتربة والغبار وتؤدي إلى انعدام في الرؤية الأفقية»

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

قانون سوري يهدد وحدة لبنان

سليم نصار/الحياة/26 أيار/18

قبل شهر تقريباً، فوجئ سكان بلدة صغيرة تقع في ريف حمص باختفاء عدد من الشبان مدة 48 ساعة. وبعد انتظار يومين أمضاهما الأهل بالاستفسار والقلق، عاد الشبان المغيّبون ليطمئنوا الجميع الى المعاملة الحسنة التي عاملهم بها أفراد الجيش السوري.

ثم تبيّن بعد حين أن عملية الاختفاء المفاجئ لعشرات الشبان لم تكن سوى وليدة حاجة قوات الأمن الى بناء حاجز حجري عند مدخل القرية، الأمر الذي فرض عليها طلب المساعدة المجانية. ولكن الطريقة التي جرت بواسطتها عملية استدعاء الشبان ذكّرت الأهل بنشاط عهد الاستخبارات بعد مرور سبع سنوات على «انتفاضة درعا». يقول المراسلون في سورية إن هذه الواقعة ليست الوحيدة من نوعها، لأن السبعة ملايين لاجئ الذين فرّوا الى تركيا ولبنان والأردن ومختلف الدول العربية والأجنبية، ضمّت صفوفهم كل أصحاب الحِرف والمهن. لهذا السبب، تعرض قطاع التعمير وإعادة الترميم لفراغ كامل يصعب ملؤه بالمقاتلين الذين لا يتقنون سوى مهمة الدفاع عن النظام، مثل القوات الإيرانية والروسية واللبنانية (حزب الله).

صحيفة «لو فيغارو» الفرنسية ادّعت أن عدد القتلى في سورية تعدّى نصف مليون نسمة، وأن عدد اللاجئين في الخارج والداخل وصل الى 14 مليوناً من مجمل عدد السكان البالغ 25 مليوناً. ولكن مكتب الإحصاء المركزي في سورية ذكر في نشرته الأخيرة أن عدد السكان حتى مطلع 2017 بلغ حوالي 24 مليوناً ونصف مليون نسمة. وفي مطلع هذه السنة ادعت صحيفة «الوطن»، القريبة من النظام، أن نسبة الولادات داخل سورية لم تتغير، بل حافظت على النسبة العالية ذاتها، الأمر الذي يزيد عدد السكان على رغم الحرب.

ويبدو أن هدف النظام السوري من رفع نسبة عدد السكان تبديد الانطباع السائد بأن السلاح الكيماوي والبراميل المتفجرة التي ألقيت على السكان... إضافة الى غارات الطيران الحربي الروسي، كل هذه المبيدات لم تحصد نصف مليون نسمة، مثلما يدّعي المراسلون!

أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، عقب لقائه في سوتشي نظيره بشار الأسد، أن الوضع في سورية بات ملائماً لتفعيل العملية السياسية. وأتبع هذه الملاحظة بالتأكيد أن نفوذ الأسد بات يغطي كل المحافظات تقريباً، مذكراً طهران بأنه يمثل الجبهة الوحيدة المخوّلة من قبل الرئيس السوري بالإشراف على مراحل الانتقال السياسي.

ثم كرر من بعده المبعوث الخاص ألكسندر لافرنتييف ملاحظة رئيسه، مع التشديد على ضرورة انسحاب القوات الأجنبية من سورية بما فيها القوات الإيرانية. وعلى الفور علق على تصريح المبعوث الروسي الناطق باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي، مذكراً بأن إيران بلد مستقل يرسم سياسته وفق مصالحه القومية في المنطقة والعالم. لذلك اعتبر أن قوات بلاده ستبقى في سورية ما دامت هناك حاجة اليها.

وكان من الطبيعي أن يكون ردّ فعل طهران على هذا المستوى من الحدّة والتحدي، باعتبارها تمثل أول بلد مساند للأسد (سنة 2012) وأول بلد ضحّى بأكثر من ألفي قتيل من أجل حماية رئيس يعترف بأن «حزب الله» صانه من الأذى.

لكن بوتين، الذي سارع الى إنقاذ الأسد سنة 2015 بعدما تراجعت إيران أمام انتصارات الميليشيات المعارضة، يرى في الوجود الإيراني عائقاً أمنياً وسياسياً وفرت له الحرب الأهلية السورية فرصة الوصول الى البحر الأبيض المتوسط، والى شق طريق بري يصل طهران بجنوب لبنان عبر العراق وسورية. كما يرى في الوجود الإيراني الطاغي داخل المؤسسة العسكرية السورية مصدر قلق متواصل، إن على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي... أو على مستوى الدول الأوروبية التي رفضت الاشتراك في حملة تمويل شركات البناء وإعادة الإعمار في المدن والقرى السورية المهدمة. وفي تصريحه الأخير، قدّر الأسد تكاليف إعادة البناء بمئتي بليون دولار، في حين توقعت الشركات المتخصصة أن موازنة الإنفاق على التعمير والترميم قد تصل الى 350 بليون دولار، والى مدة زمنية لا تقل عن سبع سنوات. والسبب أن مئات المدن والقرى الممتدة من حلب شمالاً الى حمص جنوباً قد تعرضت للدمار والتهجير.

وعلى الرغم من الإغراءات الاقتصادية التي قدمتها الحكومة الإيرانية لجذب دول الاتحاد الأوروبي، فإن العقوبات الأميركية جمّدت حركة التبادل التجاري وأوقفت عمل الاستثمارات الخارجية. ولم تكن العقوبات التي عرضها وزير الخارجية الجديد مايك بومبيو، المدير السابق لوكالة الاستخبارات الخارجية (سي آي ايه)، سوى بداية قائمة طويلة لعدد كبير من القياديين في طليعتهم بشار الأسد.

والثابت أن الوزير بومبيو استند في انتقاء قائمته الى معلومات الوكالة التي تدّعي مصادرها أن النظام السوري سيتضرر في حال توقف الإنفاق السخي الذي توفره له إيران.

جاء في صحف أوروبية عدة أن بشار الأسد الذي يتقن فن البقاء يستغل الخلاف الروسي - الإيراني في الساحة السورية، لكي يجني بعض المكاسب السياسية تعينه على فرض خريطة ديموغرافية جديدة يضمن من خلالها استمراره في الحكم بعد انسحاب الكفيلين. وقد سخّر القوانين من أجل تحقيق هذه الخطوة التي تضمن لعائلته التفوّق والريادة في ظل طائفة رفضت استبدال رئيسها بأي رئيس آخر طوال فترة الحرب. واعتبر القانون الرقم عشرة، الذي صدر في الثاني من نيسان (ابريل) الماضي، الواجهة الشرعية التي يتلطى وراءها النظام لإحداث التحوّل المطلوب. وهو قانون مطاط يقتضي تطبيقه فترة شهر واحد من تاريخ إدراج المنطقة المعنية. وأقل ما تطلبه الدولة في هذا السياق صكوك الملكية أو عقود الإيجار. وهذا أمر متعذر الحصول عليه بسبب إكراه المواطنين على الهرب الى الداخل أو الخارج، من دون حمل أوراق رسمية تثبت ملكيتهم المنازلَ أو الأرض أو العقارات الأخرى.

ويقضي القانون الرقم 10، في حال عدم تلبية مطالب الدولة، بمصادرة الأرض ونزع الملكية بحجة تطوير مشاريع العقارات. وهكذا ستصبح هذه الأراضي المصادرة أو معظمها من حصة الموالين للنظام.

أما السبب الحقيقي الذي يكمن وراء استنباط هذا القانون التعسفي، فهو إصرار النظام على منع عودة أكثر من 11 مليون مواطن الى البلاد. وتُجمع المعارضة على القول إن هذا العدد يمثل غالبية المواطنين السنّة (نحو 72 في المئة) الذين يرتاح النظام الى إقصائهم. وفي المحصلة النهائية، تتحول سورية الجديدة مجموعة أقليات مؤلفة من: العلويين والأكراد والتركمان والدروز والمسيحيين والشيعة والأرمن...

ومثل هذا الفرز الطائفي دشنه قبل فترة قصيرة قادة «الخمير الحمر» في كامبوديا وإنما على أساس عقائدي. ذلك أنهم أمروا كل سكان العاصمة «بنوم بنه» بالمغادرة. ثم عادوا فسمحوا لأنصارهم الشيوعيين فقط بالعودة الى منازلهم، في حين طردوا الآخرين، أو قاموا بتصفيتهم جسدياً.

قبل ثلاثة أيام، تصاعدت الاحتجاجات في الأوساط السورية على القانون الرقم 10 الذي يسمح بمصادرة أراضي المواطنين في حال لم يتمكنوا من إثباتها. ونبّهت نائب رئيس «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية» ديما موسى الى الآثار السلبية التي سيتركها هذا القانون على الانتقال السياسي الذي نصّ عليه بيان جنيف. كذلك وقّع قضاة ومحامون وممثلو منظمات دولية على عريضة رفعت الى الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش، تناشده فيها بضرورة إصدار بيان يمنع تطبيق هذا القانون المجحف.

وبسبب التداعيات التي سيتركها هذا القانون في حال تنفيذه عملياً، حذّر الرئيس سعد الحريري، خلال مأدبة إفطار رمضاني، «من مخاطر هذه البدعة التي صدرت في سورية». وقال أيضاً: «هذا القانون يعنينا نحن في لبنان لأنه يطلب من آلاف العائلات السورية أن تبقى في لبنان.» ويُقدّر عددها بمليون وثمانمئة ألف نسمة، إضافة الى مئتي ألف طفل وُلِدوا منذ 2011. بقي أن نذكر أن وزيراً لبنانياً صديقاً للرئيس الأسد حمل اليه اقتراحاً يقضي بإعادة النازحين السوريين على دفعات، كلما حلّ الهدوء والأمان في منطقة تسيطر عليها الدولة. وكان جوابه مقتضباً وحاسماً: كل مَن نزح الى لبنان أو الأردن أو تركيا من دون أن يمر على مخفر الأمن العام السوري للحصول على تأشيرة خروج... لن يُسمح له بالعودة الى سورية.

هذا الجواب يختصر مستقبل النازحين السوريين في لبنان.

* كاتب وصحافي لبناني                                                                           

 

النصّ الكامل لتقرير الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريس حول مدى تطبيق القرار 1559

المركزية/25 أيار/18/

http://eliasbejjaninews.com/archives/64914/%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B5%D9%91-%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%A7%D9%85%D9%84-%D9%84%D8%AA%D9%82%D8%B1%D9%8A%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%85%D9%8A%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%85-%D9%84%D9%84%D8%A7%D9%85/

حصلت "المركزية" على النص الكامل لتقرير الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريس  والذي يحمل الرقم 27  في اطار التقارير النصف سنوية التي ترفع  الى مجلس الامن الدولي حول مدى تطبيق القرار 1559 الصادر في العام 2004، وهذا نص التقرير:

تنفيذ قرار مجلس الأمن 1559 (2004)

تقرير الأمين العام نصف السنوي السابع والعشرون

١ -    هذا التقرير هو تقرير الأمين العام نصف السنوي السابع والعشرون المقدم عن تنفيذ قرار مجلس الأمن 1559 (2004). ويتضمن التقرير استعراضاً وتقييماً لتنفيذ القرار المذكور منذ صدور تقريري السابق بهذا الشأن في 16 تشرين الأول/أكتوبر 2017 (S/2017/867)، وهو يغطي ما حدث من تطورات حتى 10 أيار/مايو 2018.

أولا -   تنفيذ القرار 1559 (2004)

٢ -    منذ اعتماد مجلس الأمن قراره 1559 (2004) في ٢ أيلول/سبتمبر ٢٠٠٤، تم تنفيذ عدة أحكام مما نص عليه القرار على النحو المبين في التقارير السابقة. غير أن عددا من أحكامه ما زال لم يُنفذ بعد، بما في ذلك ما يتعلق منها بوجود الميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية وأنشطتها.

ألف -   سيادة لبنان وسلامته الإقليمية ووحدته واستقلاله السياسي

٣ -    سعى مجلس الأمن، باتخاذه القرار 1559 (2004)، إلى تعزيز سيادة لبنان وسلامته الإقليمية ووحدته واستقلاله السياسي تحت سلطة حكومــة لبنــان وحدها دون منازع في جميع أنحاء البلد، وفقا لاتفاق الطائف المبرم في عام 1989 الذي التزمت به جميع الأطراف السياسية في لبنان. وظل تحقيق ذلك الهدف هو الأولوية التي أتوخاها فيما أبذله من جهود.

٤ -    وكما ذكرتُ سابقاً في تقريري المؤرخ 8 آذار/مارس 2018 عن تنفيذ قرار مجلس الأمن ١٧٠١ (2006) (S/2018/210)، أعلن رئيس وزراء لبنان، سعد الحريري، من الرياض استقالته من منصبه في ٤ تشرين الثاني/نوفمبر 2017. وفي وقت لاحق، أصدر رئيس لبنان، ميشال عون، بياناً قال فيه إنه سينتظر عودة رئيس الوزراء إلى لبنان لتحديد الخطوات المقبلة، مؤكداً في الوقت نفسه أهمية الوحدة الوطنية. وفي ٥ تشرين الثاني/نوفمبر، أصدرتُ بياناً أعرِب فيه عن قلقي إزاء هذا التطور وعن أملي في أن تركّز جميع الأطراف جهودها على دعم استمرارية مؤسسات الدولة في لبنان وفقاً لأحكام الدستور وعلى صون أمن البلد واستقراره، وأؤكد فيه من جديد التزام الأمم المتحدة بدعم أمن لبنان وسيادته وسلامته الإقليمية. وفي أعقاب اجتماع عُقد بين الرئيس عون ومجموعة الدعم الدولية للبنان في ١٠ تشرين الثاني/نوفمبر، أعرب أعضاء المجموعة عن ”استمرار قلقهم إزاء الوضع والغموض السائد في لبنان“ ورحبوا ”بدعوة الرئيس لعودة رئيس الوزراء الحريري إلى لبنان“.

٥ -    وكما أشيرَ في تقريري عن تنفيذ القرار ١٧٠١ (2006) (المرجع نفسه)، عاد رئيس الوزراء الحريري إلى لبنان في ٢١ تشرين الثاني/نوفمبر. وفي اليوم التالي، أعلن أنه قرر تعليق استقالته بناءً على طلب من الرئيس، ”لإفساح المجال لمزيد من التشاور بشأن أسبابها السياسية“ وأعرب عن أمله في أن يفضي ذلك إلى تجديد ”التمسك باتفاق الطائف ومنطلقات الوفاق الوطني ومعالجة المسائل الخلافية وانعكاساتها على علاقات لبنان مع الأشقاء العرب“. وفي ٥ كانون الأول/ديسمبر، أصدر مجلس الوزراء اللبناني بياناً أكد فيه التزامه بالبيان الوزاري الصادر عنه في ٢٨ كانون الأول/ديسمبر ٢٠١٦، مشيراً إلى أن لبنان يجب أن ينأى بنفسه عن النزاعات الإقليمية والشؤون الداخلية للبلدان العربية ومؤكداً مرة أخرى التزامه بالقرار 1701 (2006) وباتفاق الطائف وميثاق جامعة الدول العربية. وفي وقت لاحق، سحب رئيس الوزراء استقالته.

٦ -    وفي ٨ كانون الأول/ديسمبر 2017، عقدت مجموعة الدعم الدولية للبنان اجتماعاً رفيع المستوى في باريس. وفي بيان مشترك، أعربت المجموعة عن ارتياحها لعودة رئيس الوزراء إلى بيروت، مشيرةً إلى قرار مجلس الوزراء بشأن سياسة النأي بالنفس عن أي نزاعات أو حروب إقليمية وعن التدخل في الشؤون الداخلية للبلدان العربية وملاحِظةً أنها ”ستولي اهتماماً خاصاً لتنفيذ جميع الأطراف اللبنانية قرار المجلس“ ودعت ”جميع الأطراف اللبنانية إلى تنفيذ هذه السياسة الملموسة المتمثلة في النأي بالنفس عن النزاعات الخارجية وعدم التدخل فيها، باعتبارها أولوية هامة، وذلك وفقا لما ورد في الإعلانات السابقة وتحديدا في إعلان بعبدا لعام 2012“. وأعادت المجموعة تأكيد الحاجة إلى التنفيذ الكامل والاحترام التام لجميع قرارات مجلس الأمن، بما في ذلك القراران 1559 (2004) و 1701 (2006). وعزز مجلس الأمن تلك الرسائل في بيان صحفي صدر في 19 كانون الأول/ديسمبر بشأن الحالة في لبنان.

٧ -    وشدد رئيس الوزراء الحريري، في خطاب افتتاحي أدلى به في اجتماع ٨ كانون الأول/ديسمبر، على التزام حكومته بسياسة النأي بالنفس. ولاحظ الطابع الفريد لاتفاق الحكومة على قرار النأي بالنفس، فقال إن ”جميع الأحزاب السياسية اتفقت على سياسة النأي بالنفس، وكل حزب سياسي [ممثل] على طاولة مجلس الوزراء مسؤول عن النأي بالنفس. والضمان هو أن هذا القرار اتخذ بالإجماع“. وبعد اجتماع عُقد في ١٥ شباط/فبراير ٢٠١٨ مع ريكس تيلرسون، وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية آنذاك، صرّح الرئيس عون حسب التقارير بأن ”لبنان يلتزم سياسة النأي بالنفس التزاماً تاماً ولا يتدخل في الشؤون الداخلية للدول، لكنه غير مسؤول عما يحدث من تدخلات من خارجه“.

٨ -    وفي اجتماع مجموعة الدعم الدولية للبنان المعقود في كانون الأول/ديسمبر، طرحت المجموعة خارطة طريق طموحة تهدف إلى دعم لبنان، بما يشمل عقد مؤتمر وزاري لدعم القوات المسلحة اللبنانية وقوى الأمن الداخلي تستضيفه روما (”مؤتمر روما الثاني“) ومؤتمر اقتصادي يرمي إلى تنمية لبنان عن طريق الإصلاحات تستضيفه باريس.

٩ -    وفي خطوة تشكل تقدماً حيوياً نحو إعادة تنشيط مؤسسات الدولة اللبنانية، نسقت الحكومة عقد انتخابات نيابية استنادا إلى القانون الانتخابي الذي اعتُمد في حزيران/يونيه ٢٠١٧. وفي ٢٢ كانون الثاني/يناير 2018، وقّع الرئيس عون ورئيس الوزراء الحريري مرسوماً يدعو إلى إجراء انتخابات نيابية في ٦ أيار/مايو مع إعطاء المقيمين خارج البلد فرصةً للتصويت في ٢٧ و ٢٩ نيسان/أبريل. ومن أصل 597 مرشحا، بلغ عدد المرشحات 86 امرأة مثلن نسبة 14.4 في المائة من إجمالي المرشحين. وأفادت التقارير بأن فترة الحملات الانتخابية شهدت تصاعدا في الخطاب الطائفي.

١٠ -   وبلغ معدل إقبال الناخبين على انتخابات 6 أيار/مايو ما نسبته ٤٩,٢ في المائة. وأشارت النتائج الأولية، التي كانت متاحة وقت إعداد هذا التقرير، إلى انخفاض في تمثيل تيار المستقبل، وزيادة في تمثيل حزب القوات اللبنانية، وتوطيد لوجود حزب الله وحركة أمل في البرلمان. ومن بين ١٢٨ عضوا نيابيا منتخبا، حصلت ست نساء على مقاعد في المجلس النيابي. ووفقاً لما جاء على لسان المراقبين الانتخابيين التابعين للاتحاد الأوروبي، ”تم التصويت في اليوم المحدّد للانتخابات في أجواء سلمية عموماً واتسمت إدارة مراكز الاقتراع بالكفاءة، مع وجود وكلاء للمرشحين والقوائم الانتخابية تتنوع توجهاتهم السياسية. وجرى إحصاء الأصوات وتجميعها بصورة شفافة. وتمكن جميع المراقبين التابعين لبعثة الاتحاد الأوروبي لمراقبة الانتخابات من رصد عملية الاقتراع دون عوائق“.

١١ -   وفي بيان مؤرخ ٨ أيار/مايو، هنأتُ لبنان على إجرائه انتخابات نيابية هي الأولى منذ عام ٢٠٠٩. وأضفتُ أن ”الانتخابات تمثل خطوةً حيوية نحو تعزيز مؤسسات الدولة اللبنانية وتوطيد تقاليدها الديمقراطية“ وأنني أتطلع إلى تشكيل لبنان حكومته الجديدة. وفي بيان صدر في ٩ أيار/مايو، صرح المتحدث الرسمي باسم الدائرة الأوروبية للشؤون الخارجية، متفقاً مع مراقبي الاتحاد الأوروبي فيما أشاروا إليه، بأن ”الانتخابات نُظمت بشكل جيد وجرت في أجواء سلمية عموماً، فيما يعد دلالةً واضحة على نضج المؤسسات الديمقراطية اللبنانية وعلى تطلعات الشعب اللبناني إلى التغلب على أوجه الهشاشة المزمنة بغية توحيد البلد تحت راية الديمقراطية“، وأضاف المتحدث أن زيادة مشاركة المرأة في الحياة السياسية سيكون عاملا مهما في المستقبل. وفي بيان مؤرخ 10 أيار/مايو، قدمت مجموعةُ الدعم الدولية للبنان المجتمعة في بيروت التهنئة ”إلى الشعب اللبناني والسلطات اللبنانية بمناسبة إتمام الانتخابات النيابية في 6 أيار/مايو ... في أجواء هادئة وسلمية عموماً“، وشجعت ”على تشكيل حكومة جديدة سريعاً“ وأعربت عن تطلعها إلى ”العمل مع الحكومة الجديدة ما دامت تفي بالتزاماتها الدولية، بما في ذلك التزاماتها الواردة في القرارين 1559 (2004) و 1701 (2006)“ وإلى ”استئناف حوار يقوده اللبنانيون للاتفاق على استراتيجية للدفاع الوطني في فترة ما بعد الانتخابات“.

١٢ -   وانخفض عدد اللاجئين المسجلين الوافدين من الجمهورية العربية السورية الذين يستضيفهم لبنان انخفاضا طفيفا عما كان عليه في الفترات المشمولة بالتقارير السابقة، إذ بلغ هذا العدد 942 986 لاجئا في 1 أيار/مايو 2018. وفي 1 شباط/فبراير، أطلقت وزارة الشؤون الاجتماعية والأممُ المتحدة جولة عام 2018 الجديدة لخطة لبنان للاستجابة للأزمة، وناشدتا الجهات المانحة التبرع بمبلغ 2.68 بليون دولار من أجل دعم 2.8 مليون شخص من خلال تقديم المساعدة الإنسانية، ومن أجل الاستثمار في البنية التحتية الحكومية والخدمات والاقتصاد المحلي في لبنان. وفي مؤتمر بعنوان ”دعم مستقبل سورية والمنطقة“ عُقد في بروكسل في 24 و 25 نيسان/أبريل وتشارك في رئاسته الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، تعهد المانحون بتقديم ٤,٤ بلايين دولار للاستجابة لأزمة سورية، بما في ذلك في لبنان.

١٣ -   وشجع مجلس الأمن حكومةَ الجمهورية العربية السورية بقوة، في قراره 1680 (2006)، على الاستجابة للطلب الذي قدمته حكومة لبنان لترسيم حدودهما المشتركة. ويظل تحقيق ذلك أمرا حاسم الأهمية من أجل إتاحة المراقبة والإدارة السليمتين للحدود، بما يشمله ذلك من تنقل الأشخاص والعمليات المحتملة لنقل الأسلحة. ولئن كان إحراز تقدم في هذا الصدد لا يزال أمرا بعيد المنال لأسباب من بينها استمرار النزاع في الجمهورية العربية السورية، فقد حدث بعض التحسن الملحوظ منذ الفترة المشمولة بالتقرير الأخير من حيث توسيع الدولة اللبنانية نطاق وجودها على طول الحدود مع الجمهورية العربية السورية، بما في ذلك من خلال تشييد مراكز مراقبة حدودية تابعة للقوات المسلحة اللبنانية.

١٤ -   ولا يزال ترسيم حدود لبنان وتعليمها من العناصر الأساسية اللازمة لضمان السيادة الوطنية والسلامة الإقليمية. ورغم أن ترسيم الحدود مسألة ثنائية، فإن إحراز التقدم بشأن تلك المسألة يبقى التزاماً منوطاً بلبنان والجمهورية العربية السورية وفقا للقرار 1680 (2006). وفي ١٤ كانون الأول/ديسمبر 2017، أعادت السلطات اللبنانية والسورية فتح معبر القاع - جوسية الحدودي الواقع في شمال شرق لبنان وذلك للمرة الأولى منذ عام ٢٠١٢، وهو المعبر الحدودي الوحيد من بين خمسة معابر حدودية أخرى الذي ظل مغلقاً بسبب النزاع الدائر في الجمهورية العربية السورية.

١٥ -   وتواصلت انتهاكات سيادة لبنان وسلامته الإقليمية عبر الحدود الشرقية والشمالية. وفي الفترة ما بين تشرين الأول/أكتوبر 2017 وآذار/مارس 2018، وردت أنباء عن وقوع حادثي إطلاق للنار عبر الحدود بين لبنان والجمهورية العربية السورية، فيما يشكل انخفاضا كبيرا مقارنةً بالفترات المشمولة بالتقارير السابقة.

١٦ -   وواصلت إسرائيل، في انتهاك لسيادة لبنان وللقرارين 1559 (2004) و 1701 (2006)، احتلال الجزء الشمالي من قرية الغجر ومنطقة متاخمة لها إلى الشمال من الخط الأزرق. وفي رسالتين متطابقتين وجِّهتا إليّ وإلى رئيس مجلس الأمن بتاريخ ١٣ نيسان/أبريل 2018، أحالت الممثلة الدائمة للبنان لدى الأمم المتحدة رسالةً من وزير الدفاع الوطني اللبناني أشار فيها إلى جملة أمور منها ”استمرار احتلال الجزء الشمالي من بلدة الغجر ... وأراضٍ لبنانية على طول الخط الأزرق“.

١٧ -   ولم يُحرز أي تقدم فيما يتعلق بمسألة منطقة مزارع شبعا. وعلاوة على ذلك، لم يقدم أيٌّ من الجمهورية العربية السورية وإسرائيل رداً على التعريف المؤقت للمنطقة الذي ورد في تقريري الصادر في 30 تشرين الأول/أكتوبر 2007 عن تنفيذ القرار 1701 (2006) (S/2007/641). وخلال جولة قام بها رئيس الوزراء الحريري في بلدة شبعا في جنوب لبنان في ١٣ نيسان/أبريل، قال إن ”استرداد مزارع شبعا وتلال كفر شوبا مسؤوليةُ الدولة“.

١٨ -   وواصلت طائرات قوات الدفاع الإسرائيلية المسيَّرة من دون طيار وطائراتها الثابتة الجناحين، بما فيها المقاتلات النفاثة، التحليق فوق أراضي لبنان بصفة يومية تقريباً خلال الفترة المشمولة بالتقرير، في انتهاك لســـــــيادة لبنان وللقرارين 1559 (2004) و 1701 (2006). وفي رسالتين متطابقتين وُجهتا إليّ وإلى رئيس مجلس الأمن بتاريخ ٣٠ تشرين الأول/أكتوبر ٢٠١٧، ذكر الممثل الدائم للبنان لدى الأمم المتحدة أن أربع طائرات إسرائيلية انتهكت المجال الجوي اللبناني في ٧ أيلول/سبتمبر في طريقها لشن هجوم استهدف الأراضي السورية، فيما وصفه بأنه ”انتهاك صارخ للسيادة اللبنانية“. وفي رسالتين متطابقتين وُجهتا إليّ وإلى رئيس مجلس الأمن بتاريخ 8 شباط/فبراير 2018 (A/72/742-S/2018/109)، نقلت الممثلة الدائمة للبنان لدى الأمم المتحدة رسالةً من حكومتها مفادها أنه ”تتكرر ... انتهاكات إسرائيل للأجواء اللبنانية لتنفيذ غارات ضمن أراضي الجمهورية العربية السورية“. وفي رسالتين متطابقتين وُجهتا إليّ وإلى رئيس مجلس الأمن في 6 نيسان/أبريل 2018 (A/72/831-S/2018/336)، نقلت الممثلة الدائمة للبنان لدى الأمم المتحدة رسالةً من حكومتها جاء فيها أنه ”بتاريخ 31 آذار/مارس 2018، استخدمت إسرائيل طائرة من دون طيار، مزوّدة بأربعة صواريخ، لخرق الأجواء اللبنانية، وأتْبَعت ذلك بإرسال طائرة ثانية تولّت قصف الطائرة الأولى وإسقاطها“. وفي رسالتين متطابقتين وُجهتا إليّ وإلى رئيس مجلس الأمن بتاريخ ١٠ نيسان/أبريل 2018 (A/72/832-S/2018/342)، نقلت الممثلة الدائمة للبنان رسالةً من حكومتها جاء فيها أنه ”بتاريخ 9 نيسان/أبريل 2018، خرقت الأجواءَ اللبنانية أربع طائرات حربية إسرائيلية ... لتنفيذ غارات ضمن أراضي الجمهورية العربية السورية“، وحذرت الحكومة من ”خطورة قيام إسرائيل بشكل متكرر بانتهاك الأجواء اللبنانية لتنفيذ غارات ضمن أراضي الجمهورية العربية السورية“. وفي رسالتين متطابقتين وُجهتا إليّ وإلى رئيس مجلس الأمن بتاريخ ١٢ نيسان/أبريل 2018 (S/2018/345)، ادعى الممثل الدائم لإسرائيل لدى الأمم المتحدة أن ”الانتهاكات اللبنانية لقرار مجلس الأمن 1701 (2006) تُرتكب بشكل يومي“.

١٩ -   وعلى النحو المبين في تقريري عن تنفيذ القرار 1701 (2006) (S/2018/210)، قمتُ عملا بقرار مجلس الأمن 1757 (2007) بتمديد ولاية المحكمة الخاصة للبنان من ١ آذار/مارس ٢٠١٨ لفترة مدتها ثلاث سنوات أو إلى أن تنتهي المحكمة الخاصة من النظر في القضايا المعروضة عليها، أيهما أقرب.

باء -   بسط سيطرة حكومة لبنان على جميع الأراضي اللبنانية

٢٠ -   واصلت حكومة لبنان جهودها الرامية إلى بسط سلطة الدولة على جميع الأراضي اللبنانية، على نحو ما دعا إليه اتفاق الطائف والقرار 1559 (2004). وظلت القوات المسلحة اللبنانية وقوى الأمن الداخلي في طليعة هذه الجهود، بما في ذلك عن طريق توسيع القوات المسلحة اللبنانية نطاق انتشارها. لكن هذه المساعي لا تزال تعترضها التحديات.

٢١ -   وفي البيان الصادر في ٨ كانون الأول/ديسمبر عن مجموعة الدعم الدولية للبنان، أثنت المجموعة على ”الدور الذي تضطلع به القوات المسلحة اللبنانية وجميع المؤسسات الأمنية للدولة في حماية البلد وحدوده وسكانه“. وأشارت إلى أن القوات المسلحة اللبنانية هي ”القوة المسلحة الشرعية الوحيدة في لبنان، وفق ما كرسه الدستور اللبناني واتفاق الطائف“. ودعت المجتمعَ الدولي إلى ”مواصلة تقديم دعمه لهذه المؤسسات وأن ينسق هذا الدعم ويكثفه“، ورحبت في ذلك السياق ”بعقد اجتماع روما الثاني المقرر أن تستضيفه إيطاليا“.

٢٢ -   وفي إطار الجهود التي يبذلها المجتمع الدولي لدعم المؤسسات اللبنانية والمساهمة في توسيع نطاق سلطة الدولة، عُقد مؤتمر روما الثاني في مدينة روما يوم ١٥ آذار/مارس ٢٠١٨ برعاية مجموعة الدعم الدولية للبنان وبرئاسة الأمم المتحدة وإيطاليا وجمع المؤتمرُ ممثلي ٤٠ بلدا ومنظمة. وأكد رئيس الوزراء الحريري في المؤتمر الحاجة إلى بناء المؤسسات الأمنية للدولة بوصفها ”المدافعة الوحيدة عن سيادة لبنان“.

٢٣ -   وأبدى المشاركون في مؤتمر روما ”تأييدهم لرؤية الحكومة اللبنانية حيال القوات المسلحة اللبنانية بوصفها المدافع الوحيد عن الدولة اللبنانية والحامي لحدودها، وحيال دور قوى الأمن الداخلي كمفتاح لحصر استخدام القوة في يد الدولة اللبنانية دون سواها“.

٢٤ -   إضافة إلى ذلك، عمد المشاركون إلى ”التذكير بالأحكام ذات الصلة من اتفاق الطائف وقرارات مجلس الأمن 1559 (2004) و 1680 (2006) و 1701 (2006)، بما في ذلك الأحكام التي تنص على نـزع سلاح جميع الأطراف في لبنان حتى لا تكــون هناك أي أسلحــة غير أسلحة الدولة اللبنانية أو سلطة غير سلطتها، ومنع وجود قوات أجنبية في لبنان دون موافقة حكومته، ومنع مبيعات أو إمدادات العتاد المتصل بالأسلحة إلى لبنان عدا ما تأذن به حكومته“. ورحب المشاركون بالخطة المحدثة لتنمية قدرات القوات المسلحة اللبنانية وبالخطة الاستراتيجية لقوى الأمن الداخلي. وأعاد مجلس الأمن تأكيد تلك الرسائل في بيان صحفي صدر في 27 آذار/مارس 2018. وتعهد المشاركون في مؤتمر روما أيضاً بتقديم تبرعات مالية لدعم المؤسسات الأمنية.

٢٥ -   واستمرت القوات المسلحة اللبنانية في بذل الجهود للحفاظ على استقرار البلد. وفي ١٠ تشرين الثاني/نوفمبر 2017، أصيب خمسة جنود عندما تعرضت دوريةٌ للقوات المسلحة اللبنانية لنيران كثيفة أثناء اشتباك لها مع مسلحين في منطقة دار الواسعة في بعلبك. وتفيد التقارير بأن وحدات الجيش شنت غارات في المنطقة أسفرت عن مصادرة كميات من الأسلحة والذخائر والقنابل والمخدرات. ووفقاً لبيان صادر عن مديرية التوجيه بالقوات المسلحة اللبنانية، تعرضت القوات المسلحة اللبنانية في ٤ كانون الثاني/يناير 2018 لهجوم من مسلحين أسفر عن إصابة جندي بجراح وإلحاق أضرار بمركبتين عسكريتين، وذلك أثناء تنفيذها عمليةً للقبض على أحد الجناة المزعومين للهجمات التي شُنت على هذه القوات وقوى الأمن الداخلي في عرسال في عام ٢٠١٧. وفي ٥ شباط/فبراير، نُفذت عملية ليلية للقبض على أحد المطلوبين المشتبه فيهم في طرابلس، لقي خلالها جندي لبناني مصرعه وأصيب عدد آخر بجراح. ولقي المشتبه فيه حتفه أيضا.

٢٦ -   واستمرت خلال الفترة المشمولة بالتقرير عمليات القبض على أشخاص بتهمة الإرهاب، بما في ذلك تهمة الانتماء إلى تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، وكان معظم هذه العمليات مرتبط بمعركة عرسال التي وقعت في تموز/يوليه ٢٠١٧.

جيم -   حل الميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية ونزع سلاحها

٢٧ -   دعا مجلس الأمن في القرار 1559 (2004) إلى حل جميع الميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية ونزع سلاحها، وهذا حكم رئيسي في القرار لا يزال من المتعين تنفيذه. ويجسِّد هذا الحكم ويؤكد من جديد قراراً التزم به جميع اللبنانيين في اتفاق الطائف. ومن الأهمية بمكان أن تصون الأطراف كافة هذا الاتفاق وأن تنفذ أحكامه لتجنب شبح تجدد المواجهة بين المواطنين اللبنانيين ولتقوية مؤسسات الدولة. وينبغي للدولة اللبنانية أن تكثف جهودها لكي تحتكر لنفسها دون منازع حيازة الأسلحة وخيار استخدام القوة في جميع أنحاء أراضيها.

٢٨ -   ولا تزال الميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية داخل البلد تعمل خارج نطاق مراقبة الحكومة، في انتهاك للقرار 1559 (2004). وبالرغم من أن عدة جماعات تنتمي إلى مختلف مكونات الطيف السياسي في لبنان تملك أسلحة خارج نطاق سيطرة الحكومة، فإن حزب الله هو أشد الميليشيات اللبنانية تسلحاً في البلد. وفي دولة ديمقراطية، يظل احتفاظ حزبٍ سياسي بمليشيات لا تخضع للمساءلة أمام المؤسسات الديمقراطية الحكومية للدولة، ولكنها قادرة على جرّ تلك الدولة إلى الحرب أمراً يشكل خللا جوهريا. ويطرح احتفاظُ حزب الله وجماعات أخرى بالسلاح، وتعزيزُ حزب الله لترساناته حسب المزاعم، تحدياً خطيراً لقدرة الدولة على ممارسة سيادتها وبسط سلطتها بشكل كامل على أراضيها. وإضافةً إلى ذلك، يظل عدد من الجماعات المسلحة الفلسطينية ناشطاً في البلد داخل مخيمات اللاجئين الفلسطينيين وخارجها.

٢٩ -   ولم يُحرز أي تقدم ملموس نحو حل الميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية ونزع سلاحها على نحو ما دعي إليه في اتفاق الطائف والقرار 1559 (2004). فمنذ اتخاذ ذلك القرار، لم تُتخذ خطوات محددة لمعالجة هذه المسألة الحيوية، التي تمس صميم سيادة لبنان واستقلاله السياسي. وما فتئت عدة أصوات من لبنان تندد باحتفاظ حزب الله بترسانة عسكرية خارج أي إطار قانوني وبتدخله في الجمهورية العربية السورية وتَعتبرُ هاتين المسألتين عاملين يزعزعان الاستقرار في البلد ويقوضان الديمقراطية. ويرى الكثير من اللبنانيين في استمرار وجود هذه الأسلحة تهديداً ضمنياً بإمكانية استخدامها داخل لبنان لأسباب سياسية.

٣٠ -   وكما أتى في تقريري عن تنفيذ القرار 1701 (2006) (المرجع نفسه)، برز في مطلع كانون الأول/ديسمبر 2017 تسجيلٌ مصور بالفيديو يظهر فيه قيس الخزعلي الذي ينتمي إلى ميليشيا عصائب أهل الحق الشيعية العراقية وهو يزور جنوب لبنان مرتدياً الزي العسكري برفقة ممثلي حزب الله. وفي ٩ كانون الأول/ ديسمبر، أصدر رئيس الوزراء الحريري بياناً يؤكد فيه أنه اتصل بمسؤولين عسكريين وأمنيين للتحقيق في الأمر واتخاذ التدابير اللازمة لمنع أي شخص من القيام بأنشطة عسكرية ومنع قيس الخزعلي من معاودة دخول لبنان. وفي رسالتين متطابقتين وُجهتا إليّ وإلى رئيس مجلس الأمن بتاريخ ١٢ كانون الأول/ديسمبر 2017 (S/2017/1043)، ذكر الممثل الدائم لإسرائيل لدى الأمم المتحدة أن هذه الزيارة تشكّل انتهاكاً للقرارين 1701 (2006) و 1559 (2004). وفي 15 كانون الثاني/يناير 2018، صدر في لبنان أمرٌ بالقبض على قيس الخزعلي. وفي ٢٦ كانون الأول/ديسمبر 2017، تداولت وسائط التواصل الاجتماعي صورةً فوتوغرافية يظهر فيها الحاج حمزة (أبو العباس)، قائد ميليشيا ’لواء الإمام الباقر‘ الموالية للحكومة السورية والكائن مقرها في حلب، وهو يقف على مقربة من الخط الأزرق، حسب ما ورد في تقريري عن القرار 1701 (2006).

٣١ -   وفي رسالتين متطابقتين وُجهتا إليّ وإلى رئيس مجلس الأمن في ٥ شباط/فبراير 2018 (S/2018/91)، ذكر الممثل الدائم لإسرائيل لدى الأمم المتحدة أن أحد كبار المسؤولين الإيرانيين، إبراهيم رئيسي، قام في ٢٨ كانون الثاني/يناير بزيارة إلى منطقة عمليات قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان بالقرب من الخط الأزرق، وكان برفقته ”عناصر مسلحة من حزب الله ترتدي الزي العسكري“. وذكر الممثل الدائم أيضا أنه، قبل الزيارة التي قام بها رئيسي إلى الخط الأزرق، ”دعا إلى تعزيز ’محور المقاومة‘ الذي يضم إيران ولبنان وقوى أخرى“ في مواجهة إسرائيل. ورداً على تلك الرسالة، أشار وزير الدفاع الوطني اللبناني في الرسالة الآنفة الذكر المؤرخة ١٣ نيسان/أبريل 2018 إلى أن السيد رئيسي كان يصحبه عضوٌ في مجلس النواب ينتمي إلى حزب الله وأنه ”لم يلاحَظ أن مرافقه يحمل أسلحة“.

٣٢ -   وفي رسالتين متطابقتين وُجهتا إليّ وإلى رئيس مجلس الأمن بتاريخ 28 تشرين الثاني/نوفمبر 2017 (S/2017/1000)، أعرب ممثل إسرائيل لدى الأمم المتحدة عن قلقه إزاء ما أسماه تصريحاً من جانب قائد قوات حرس الثورة الإسلامية الإيرانية، اللواء محمد علي جعفري، عبّر فيه ”عما تعتزم إيران القيام به وعن الإجراءات التي تتخذها لمواصلة تسليح حزب الله“. وردا على ذلك، وفي رسالة موجهة إليّ بتاريخ ٥ كانون الأول/ديسمبر 2017 (S/2017/1019)، اتهم الممثل الدائم لجمهورية إيران الإسلامية لدى الأمم المتحدة إسرائيل بتوجيه ”اتهامات باطلة وواهية“.

٣٣ -   وخلال الفترة المشمولة بالتقرير، جددت حكومة لبنان التزامها بإحراز تقدم في وضع استراتيجية للدفاع الوطني، بما في ذلك من خلال بيانات أدلى بها ممثلون على أرفع المستويات. وفي ٦ كانون الأول/ ديسمبر 2017، صدر عن مكتب الرئيس عون بيانٌ جاء فيه أنه ”من خلال الحوار بين اللبنانيين بشأن مختلف القضايا محل الاهتمام، لا سيما استراتيجية الدفاع، سنتمكن من التوصل لأرضية مشتركة تعزز الاستقرار وتقوي الوحدة“. ودعت مجموعة الدعم الدولية للبنان، في بيانها الصادر في ٨ كانون الأول/ ديسمبر، جميع الأطراف اللبنانية إلى استئناف المناقشات من أجل التوصل إلى توافق في الآراء بشأن استراتيجية للدفاع الوطني، ورحبَت بالبيان الصادر عن رئيس لبنان في هذا الصدد. وفي خطاب موجّه إلى الأمة في أعقاب الانتخابات النيابية بثه التلفاز في ٨ أيار/مايو 2018، ذكر الرئيس عون حسب التقارير أنه سيدعو الأطراف إلى الجلوس معا ومناقشة تنفيذ اتفاق الطائف علاوة على استراتيجية للدفاع الوطني.

٣٤ -   وقبيل انعقاد مؤتمر روما الثاني، شدد الرئيس عون في 12 آذار/مارس 2018 على أهمية تزويد القوات المسلحة اللبنانية بأسلحة نوعية ”تمكنها من أداء دورها من خلال استراتيجية الدفاع الوطني التي ستكون موضع بحث بين القيادات اللبنانية بعد الانتخابات النيابية التي ستجرى في شهر أيار/مايو المقبل والتي ستنبثق منها حكومة جديدة“. وأشار رئيس الوزراء الحريري، في الخطاب الذي ألقاه في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، إلى التزام الرئيس عون بمناقشة استراتيجية الدفاع الوطني في أعقاب انتخابات أيار/مايو. كما انضم إلى الرئيس عون في دعوته المجتمع الدولي دعم القوات المسلحة اللبنانية ”من أجل تمكينها من الاضطلاع بواجبها في الحفاظ على الأمن والاستقرار وفقا لاستراتيجية الدفاع الوطني“. ودعا المشاركون في المؤتمر جميع الأطراف اللبنانية إلى استئناف المناقشات من أجل التوصل إلى توافق في الآراء بشأن استراتيجية للدفاع الوطني ورحبوا ببيان الرئيس الصادر في 12 آذار/مارس بهذا الصدد. وقد أعاد مجلس الأمن تأكيد تلك الرسالة في بيانه الصحفي السابق الذكر الذي صدر في ٢٧ آذار/مارس.

٣٥ -   وفي خطاب متلفز بُث في ٢١ آذار/مارس، عبر حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله، عن انفتاح حزبه على إمكانية مناقشة استراتيجية للدفاع الوطني، مذكّرا بأن حزب الله قدم رؤيته في هذا الصدد أثناء الحوار الوطني الذي عُقد في عام ٢٠٠٦. وفي الخطاب نفسه، أعرب عن دعم حزب الله للقوات المسلحة اللبنانية وقوى الأمن الداخلي، مشدداً مع ذلك على أهمية أن تعطَى ”الأسلحة التي تمكنها من مواجهة التهديدات والهجمات الإسرائيلية“.

٣٦ -   ولا تزال مشاركة حزب الله وجماعات لبنانية أخرى في النـزاع الدائر في الجمهورية العربية السورية تشكل خرقاً لسياسة النأي بالنفس ولمبادئ إعلان بعبدا.

٣٧ -   وظلت الحالة الأمنية في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين مستقرةً في الأغلب، وإن كانت متوترة نسبيا. وفي 7 كانون الأول/ديسمبر 2017، احتج اللاجئون الفلسطينيون في مخيمات البداوي ونهر البارد وعين الحلوة والمية مية على قرار الولايات المتحدة في 6 كانون الأول/ديسمبر الاعتراف بالقدس عاصمةً لإسرائيل، فنظموا الاعتصامات والإضرابات السلمية. وفي 18 آذار/مارس 2018، شارك الآلاف من اللاجئين الفلسطينيين حسب التقارير في حدث نظمته حماس في صيدا بمناسبة مرور 100 يوم على ذلك القرار. وفي خطاب ألقاه حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله، في ١١ كانون الأول/ديسمبر 2017 أمام تظاهرةٍ احتجاجية على قرار الولايات المتحدة، دعا إلى ”توحيد جميع فصائل المقاومة في المنطقة“ عن طريق وضع استراتيجية موحدة للمواجهة، وتعهد بأن يتحمل حزب الله مسؤولياتِه في هذا الصدد.

٣٨ -   وفي سياق منفصل، وقعت في مخيمي الرشيدية وشاتيلا للاجئين في أوائل آذار/مارس 2018 سلسلةٌ من الحوادث تبدو غير ذات صلة ببعضها البعض، كانت في الظاهر نتيجةً لخلافات شخصية تحولت إلى قتال بين الفصائل. ففي ٤ آذار/مارس، وقع حسب التقارير خلافٌ شخصي بين سوري ولاجئ فلسطيني في مخيم الرشيدية تطور ليصبح إطلاقاً للنار تورط فيه أفراد من جماعة جند أنصار الله الإسلامية مما أسفر عن مقتل شخصين وإضرام النيران في عدد من المنازل والمتاجر. وفي ٧ آذار/مارس، اندلعت حسب التقارير اشتباكات بالمدافع الرشاشة والقنابل الصاروخية بين تنظيم فتح - الانتفاضة وجماعات الصاعقة بمخيم شاتيلا للاجئين، مما أسفر عن مقتل شخص واحد وإصابة آخرَيْن بجراح. ووردت أنباء أفادت بأن القوات المسلحة اللبنانية ألقت القبض على شخص مشتبه فيه بعد وقت قصير من وقوع الاشتباكات. وفي ١٧ آذار/مارس، أدى مقتل أحد أعضاء حركة فتح في مخيم المية مية، حسب التقارير، إلى وقوع اشتباكات مسلحة بين أعضاء حركة فتح وقوات الأمن بالمخيم، فضلا عن تفاقم حدة التوتر على صعيد المخيمات.

39 -  اتّسم الوضع في مخيّم عين الحلوة بهدوء نسبي خلال الفترة المشمولة بالتقرير، وذلك لأسباب تعود فيما تعود إلى انخفاض حدّة التوتر بشكل ملحوظ بين حركة فتح والفصائل الإسلامية. وفي 28 تشرين الأول/أكتوبر 2017، قيل إنّ المدير العام لمديرية الأمن العام، اللواء عباس إبراهيم، أبلغ وسائل الإعلام بأنّ القيادي الإسلامي، شادي المولوي، الضالع في الاشتباكات التي وقعت في طرابلس في عام 2014، بما في ذلك ضدّ القوات المسلّحة اللبنانية، قد غادر عين الحلوة إلى الجمهورية العربية السورية. ووفقاً لمعلومات يُقال إنّ بلال بدر نشرها على وسائل التواصل الاجتماعي في 2 كانون الثاني/يناير، غادر هذا الأخير عين الحلوة واستقر في الجمهورية العربية السورية. وفي 9 شباط/فبراير، أُفيد بأنّ اشتباكات مسلّحة في المخيم بين فتح وأعضاء إحدى الجماعات الإسلامية المسلّحة فد أسفرت عن إصابة ثلاثة أشخاص بجروح. وفي 4 نيسان/أبريل 2018، قُتل شخصان وأصيب ثلاثة آخرون في تبادل لإطلاق النار بين عضوين من الفصائل الإسلامية في عين الحلوة. وخلال الفترة المشمولة بالتقرير، قام ثلاثة أنفار مطلوبين إلى السلطات اللبنانية بتسليم أنفسهم، فيما قامت القوة الفلسطينية المشتركة بتسليم شخص واحد. وأُلقي القبض على أربعة أشخاص من عين الحلوة، أحدهم في سنّ السابعة عشرة من عمره، بتهم تتعلّق بالإرهاب.

40 -  وقد واجهت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا) صعوبات في القدرة على تقديم خدماتها الأساسية في مجالات الصحة والتعليم والإغاثة والخدمات الاجتماعية، بما في ذلك عقب إعلان الولايات المتحدة في 17 كانون الثاني/يناير 2018 عن قرارها خفض التمويلات التي تقدّمها للوكالة. وفي 15 آذار/مارس، شاركت مصر والأردن والسويد في رئاسة مؤتمر وزاري استثنائي في روما تحت عنوان ”الحفاظ على الكرامة وتقاسم المسؤولية - حشد العمل الجماعي من أجل دعم الأونروا“؛ وقد حضرتُ أنا هذا المؤتمر. وحتى أيار/مايو 2018، كان العجز الإجمالي في ميزانية الوكالة قد انخفض إلى أقلّ من 246 مليون دولار.

41 -  واستمرّ كذلك وجود الجماعات المسلّحة الفلسطينية خارج المخيمات. فرغم القرار الذي اتُخذ في عام 2006 ضمن سياق الحوار الوطني، وتم التأكيد عليه في جلسات الحوار الوطني اللاحقة، بشأن نزع سلاح الميليشيات الفلسطينية خارج المخيمات في غضون فترة ستة أشهر، لم يحرز أي تقدم خلال الفترة المشمولة بالتقرير فيما يتعلق بتفكيك القواعد العسكرية الموجودة في البلد والتابعة لكل من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة، وتنظيم فتح الانتفاضة.

42 -  وفي 14 كانون الثاني/يناير 2018، قيل إنّ مسؤول حماس، محمد حمدان، أصيب بجروح في انفجار عبوة ناسفة استهدفت سيارته في صيدا. وجاء في بيان قيل إنّه صادر عن مكتب حماس الإعلامي أنّ ”التحقيقات الأولية تشير فيما يبدو إلى مسؤولية إسرائيل عن الهجوم“. وفي أعقاب تحقيق قامت به السلطات اللبنانية واعتقال أحد الجناة المزعومين، أعلنت وزارة الداخلية والبلديات اللبنانية في 26 كانون الثاني/يناير أن المشتبه به قد اعترف بالهجوم وذكر أنّه مكلّف من قبل وكالات الاستخبارات الإسرائيلية. ونفت إسرائيل بشدّة أي مشاركة لها في هذا الهجوم.

ثانيا -   الملاحظات

43 -  مرّ لبنان مؤخراً بعدّة أشهر مضطربة، تقدّم خلالها الزعماء اللبنانيون في صفّ واحد إلى الواجهة لمواجهة التحديات القائمة. أما المؤتمرات الدولية المعقودة لدعم لبنان فهي تشهد على الأهمية التي يوليها أعضاء المجتمع الدولي للحفاظ على استقرار لبنان في منطقة تعاني من الاضطرابات. وأظهرت هذه المؤتمرات أيضا الجهود الحثيثة التي تبذلها الجهات الفاعلة الدولية والزعماء اللبنانيون من أجل تعزيز مؤسسات الدولة، ولا سيما قوات الأمن الشرعية التابعة لها.

44 -  وكان التّشديد على سياسة النَّأي بالنّفس في مقدّمة رسالة المجتمع الدولي ضمن جهوده المبذولة من أجل الحفاظ على استقرار لبنان. فالتقيّد بهذه السياسة وبإعلان بعبدا لعام 2012 ضروري لمنع انخراط لبنان في النزاعات الدائرة في المنطقة. وأنا أنوّه بالالتزام المتجدّد بسياسة النَّأي بالنّفس التي أعرب عنها بالإجماع مجلس الوزراء اللبناني، وكذلك الرئيس عون ورئيس الوزراء الحريري. وإنّي أُكرّر وأؤيّد الرسالة التي وجّهها رئيس الوزراء والتي مفادها أنّ كلّ طرف مسؤول عن تنفيذ سياسة النَّأي بالنّفس. وأضمّ صوتي إلى أصوات الجهات الفاعلة الدولية الأخرى في دعواتها المتكرّرة من أجل التعجيل بالتفعيل الملموس لسياسة النَّأي بالنّفس.

45 -  وقد كنتُ أشرتُ في تقريري عن تنفيذ القرار 1701 (2006) (S/2018/210) إلى أنّ الزيارات غير المأذون بها، التي يقوم بها أفراد من مليشيات أجنبية إلى جنوب لبنان، تُقوِّض سُلطة الدولة وتتنافى مع روح سياسة النَّأي بالنّفس.

46 -  وانتشار الأسلحة على نطاق واسع خارج سيطرة الدولة، مقترنا بوجود ميليشيات مدججة بالسلاح، يؤدي إلى تقويض أمن المواطنين اللبنانيين. فاحتفاظ حزب الله بقدرات عسكرية كبيرة ومتطورة خارج سيطرة حكومة لبنان ما زال يشكل مصدر قلق بالغ. لذلك أكرّر دعواتي التي وجهتها إلى جميع الأطراف المعنية للإسهام في الجهود الرامية إلى تعزيز مؤسسات الدولة اللبنانية. وأكرر أيضا دعوتي حزب الله وسائر الأطراف المعنية إلى الامتناع عن أي نشاط عسكري داخل لبنان أو خارجه، وفقاً لأحكام اتفاق الطائف والقرار 1559 (2004). وأواصل حثّ الحكومة اللبنانية والجيش اللبناني على اتخاذ جميع التدابير اللازمة لمنع حزب الله والجماعات المسلحة الأخرى من اقتناء الأسلحة وبناء قدرات شبه عسكرية خارج نطاق سلطة الدولة، في انتهاك للقرار 1559 (2004).

47 -  وتُشكّل مشاركة حزب الله في النـّزاع الدائر في الجمهورية العربية السورية خرقا لسياسة النَّأي بالنّفس ولمبادئ إعلان بعبدا لعام 2012. فتدخّل حزب الله في الجمهورية العربية السورية منذ عدّة سنوات يُظهر عدم تقيده بنزع سلاحه ورفضه الخضوع للمساءلة أمام مؤسسات الدولة المتوخى تعزيزها بتنفيذ القرار 1559 (2004).

48 -  وما زال القلق يساورني مما يتردد من أنباء عن انخراط حزب الله وعناصر لبنانية أخرى في القتال الدائر في أماكن أخرى من المنطقة، وهو ما يحمل في طياته خطر إقحام لبنان في النزاعات الإقليمية وخطر زعزعة استقراره واستقرار المنطقة. فهذه الأنشطة تعرقل إمكانية تنفيذ القرار 1559 (2004) تنفيذاً كاملاً. لذلك، أناشد بلدان المنطقة التي تربطها بحزب الله علاقات وثيقة أن تشجع على تحوّل هذه الجماعة المسلحة إلى حزب سياسي مدني صرف، وعلى نزع سلاحها، وفقاً لأحكام اتفاق الطائف والقرار 1559 (2004)، بما يخدم مصلحة السلام والأمن في لبنان والمنطقة على أفضل وجه.

49 -  وأهنئ لبنان على إجراء الانتخابات النيابية في 6 أيار/مايو، التي هي بمثابة خطوة حيوية في تعزيز مؤسسات الدولة وتعزيز تقاليدها الديمقراطية. فتجديد برلمان البلد من خلال إجراء انتخابات لأول مرة منذ ما يقرب من 10 سنوات هو، بالأخص، أمر ضروري لكي يشعر المواطنون اللبنانيون بأنهم ممثلون تمثيلا كافيا. وإنني أحث جميع أعضاء البرلمان، حال توليهم مهامهم، على ضمان الكفاءة في عملية صنع القرارات السياسية بشأن القضايا التي تؤثر على الحياة اليومية للمواطنين، وعلى زيادة تطبيع أداء المؤسسات في البلد. وكما ذكرت، فإنّني أتطلّع إلى تشكيل الحكومة الجديدة بسرعة، وأدعو القادة السياسيين في لبنان إلى العمل بروح من الوحدة من أجل النهوض ببرنامج العمل الطموح الذي حدّده البلد وشركاؤه الدوليون.

50 -  وأُرحّب بالجهود التي يبذلها لبنان من أجل تطوير وتحديث مؤسساته الأمنية، بما في ذلك من خلال وضع خطط استراتيجية تضبط رؤيته واحتياجاته من الموارد. وإنّي أؤيّد مجموعة الدعم الدولية للبنان التي أقرّت رؤية الحكومة الخاصة بالقوات المسلحة اللبنانية واعتبارها المدافع الوحيد عن الدولة اللبنانية وحامي حدودها، والخاصة بقوى الأمن الداخلي واعتبارها أداة رئيسية في العمل على جعل استعمال القوة حكرا على الدولة. وإنّي أرحّب بالتعهّدات في مجال تقديم الدعم المالي والتقني لتنفيذ هذه الخطط، وأدعو الشركاء إلى زيادة تعزيز دعمهم من أجل تلبية الاحتياجات التي حددتها الحكومة اللبنانية. وأجدد الدعوة الموجّهة من المشاركين إلى لبنان لكي ينفّذ بالكامل جميع قرارات مجلس الأمن ذات الصلة، بما في ذلك القرار 1559 (2004).

51 -  وأرحّب بما التزم به الرئيس عون في 12 آذار/مارس من وضع استراتيجية دفاع وطنية بعد الانتخابات البرلمانية. وأني أشعر بالتفاؤل إزاء ثقة الرئيس في إمكانية بلوغ أرضية مشتركة بهذا الشأن من خلال الحوار، وأؤكد من جديد استعداد الأمم المتحدة لدعم هذه العملية. وأنوّه بالنداء الذي توجّه به المشاركون في مجموعة الدعم الدولية للبنان إلى جميع الأطراف اللبنانية من أجل استئناف المناقشات حول استراتيجية الدفاع الوطني، وأتطلّع إلى خطوات ملموسة مبكرة بهذا الشأن. لقد حان الوقت الآن لكي يستأنف لبنان الحوار الوطني كعملية يتولى زمامها وقيادتها اللبنانيون، تمشيا مع الالتزامات الدولية للبلد. ومن المهم أن تلبي هذه الاستراتيجية الحاجة إلى جعل حيازة الأسلحة واستخدامها واستخدام القوة حكرا على الدولة. وأشجع الرئيس عون على الاستمرار في أداء دور القيادة في توجيه هذا الجهود التي أدعو جميع الزعماء السياسيين إلى دعمها.

52 - ولا يزال يساورني قلق إزاء الضغوط المالية التي تمارس على الأونروا والتي من شأنها أن تعيق قدرتها على تقديم خدماتها الأساسية الصحية والتعليمية والاجتماعية وخدمات الإغاثة إلى اللاجئين الفلسطينيين الضعفاء للغاية. فخدمات الأونروا هي، في كثير من الحالات، خدمات منقذة للحياة بالنسبة للسكان الذين يتلقونها. وإنهاؤها ستكون له عواقب وخيمة على الأشخاص وأيضا على الاستقرار العام في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين وفي المنطقة. وأنا أشعر بالامتنان للدول الأعضاء التي قدّمت التزاماتها السنوية، والتي قطعت تعهّدات في مؤتمر روما الوزاري الاستثنائي بتمكين الأونروا من مواصلة عملياتها في المستقبل القريب، وأتطلّع إلى توفير دعم مالي إضافي كبير. وليس في بذل هذه الجهود ما يخلّ بضرورة حلّ قضية اللاجئين الفلسطينيين في نهاية المطاف ضمن سياق تسوية شاملة في المنطقة.

53 -  وتشكّل الهشاشة السياسية والاقتصادية والاجتماعية المستمرة في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين بيئة مواتية لتحوّل النزاعات الشخصية إلى اقتتال بين الفصائل، الأمر الذي يؤدي في بعض الأحيان إلى وقوع إصابات. لذلك، أُجدّد دعوتي الحكومة إلى تنفيذ القرارات السابقة المتّخذة ضمن سياق الحوار الوطني في عام ٢٠٠٦ والمتعلّقة بنزع سلاح المليشيات الفلسطينية، على نحو ما دعت إليه الوثيقة المعنونة ”رؤية لبنانية موحدة لقضايا اللجوء الفلسطيني في لبنان“، التي أُشجِّع على تطبيقها.

54 -  وما زال لبنان يواجه على أرضه الآثار السياسية والأمنية والإنسانية والاجتماعية للنزاع في الجمهورية العربية السورية. وأنا أرحّب بكرم لبنان المستمر في سياق التصدي لهذه الأزمة. وأحثُّ الجهات المانحة على تزويده بالدعم الملموس بهذا الشأن.

55 -  كما أنّني أُدين كلّ انتهاك لسيادة لبنان وسلامته الإقليمية. فمثل هذه الانتهاكات تقوّض أيضا مصداقية الأجهزة الأمنية اللبنانية، وتشيع القلق في صفوف السّكان المدنيين. لذلك، أُجدّد الدعوات التي وجهتها إلى إسرائيل من أجل التقيّد بالتزاماتها بموجب قرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وسحب قواتها من الجزء الشمالي من قرية الغجر والمنطقة المتاخمة شمال الخط الأزرق، وكذلك التوقّف فورا عن تحليق طائراتها داخل المجال الجوي اللبناني.

56 -  وتجدر ملاحظة الانخفاض المسجَّل في عدد حوادث إطلاق النار والقصف والغارات الجوية والهجمات الصاروخية وعمليات التوغّل من الجمهورية العربية السورية. بيد أنّني ألاحظ أنّه لم يُحرَز أي تقدّم من جانب الجمهورية العربية السورية ولبنان في ترسيم حدودهما المشتركة، ذلك التّرسيم الذي يُعَدّ حاسما بالنسبة لمراقبة الحدود وإدارتها بشكل سليم يشمل مراقبة عمليات تنقّل الأشخاص والنقل المحتمل للأسلحة. وأهيبُ بجميع الأطراف المعنية أن تتوقّف عن انتهاكات الحدود وتحترم سيادة لبنان وسلامته الإقليمية.

57 -  لقد حظي لبنان خلال الأشهر القليلة الماضية بقدر كبير من اهتمام المجتمع الدولي على المستويات السياسية والاقتصادية والأمنية. وتقع المسؤولية الآن على عاتق البلد في إحراز تقدّم ملموس بشأن مسائل السياسات العامة الرئيسية ذات الصلة بالقرار 1559 (2004)، بما في ذلك التّنفيذ الفعلي لسياسة النَّأي بالنّفس واستئناف الحوار حول استراتيجية الدفاع الوطني. لذلك، فإنني أُعوِّل على استمرار التزام حكومة لبنان بتعهداتها الدولية، وأُهيب بجميع الأطراف والجهات الفاعلة التّقيّد التام بالقرارات 1559 (2004) و 1680 (2006) و 1701 (2006). وستُواصل الأمم المتّحدة بذل جهودها من أجل تنفيذ تلك القرارات وسائر القرارات المتعلّقة بلبنان تنفيذاً تاماً.

 

الوضع الاقتصادي الايراني خانق

بقلم باريسا حافظي نفلًا عن ذا بزنز انسايدر

 ترجمة لبنان الجديد/24 أيّار 2018

يعتقد بعض كبار المسؤولين في طهران ان باب الدبلوماسية يجب ان يبقى مفتوحًا. قدّم وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو قائمة بمطالب شاملة لإيران ، بما في ذلك التخلي عن التخصيب النووي وبرنامج القذائف الباليستيّة ودوره في سوريا ولبنان واليمن ، أو مواجهة "أقوى عقوبات في التاريخ". وفسّر أربعة مسؤولين إيرانيين كبار اتصلت بهم رويترز تصريحات بومبو بأنها "استراتيجية مساومة" مماثلة لمقاربة واشنطن تجاه كوريا الشمالية. وفي العام الماضي ، كان المسؤولون الأميركيون يضغطون لفرض عقوبات أكثر صرامة على بيونغ يانغ وإرسال حاملة طائرات إلى المنطقة في استعراض للقوة قبل أن تتراجع العلاقات إلى حدٍ يجري فيه الرئيس دونالد ترامب محادثات مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون. وقال أحد المسؤولين الإيرانيين الذين شاركوا في المحادثات النووية الإيرانية: "أمريكا لا تريد التورط في حرب أخرى في المنطقة. إيران لا تستطيع أيضا تحمل المزيد من المصاعب الاقتصادية ... دائما هناك طريقة للتوصل لتسوية."وقال مسؤول "عصر المواجهات العسكرية انتهى." على غرار الآخرين الذين قدموا وجهات نظرهم بشأن العلاقات مع الولايات المتحدة ، طلب المسؤول عدم الكشف عن اسمه بسبب حساسية الموضوع. ومع ذلك ، سيكون من الصعب على المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي دعم أي حل دبلوماسي ، لأن القيام بذلك قد يقوض مصداقيته بين قاعدته المتشددة في السلطة ، التي ترفض أي تفاهم مع الغرب. وقال مسؤول قريب من معسكر خامنئي "انهم (الامريكيون) يكذبون. حتى اذا قبلت ايران كل هذه المطالب فستواصل المطالبة بالمزيد. هدف أميركا هو تغيير النظام الايراني." وقال مرددا تصريحات خامنئي العلنية "لا يمكن الوثوق بالاميركيين ابدا. لا نعطيهم قوة لتهديداتهم وعقوباتهم." فنجان السُّم انسحبت الولايات المتحدة من اتفاقية متعددة الجنسيات لعام 2015 قضت على برنامج إيران النووي مقابل رفع العقوبات التي أعاقت الاقتصاد، في وقت سابق من هذا الشهر .وتقول طهران إن حقها في امتلاك قدرات نووية وبرنامجها الصاروخي الدفاعي غير قابل للتفاوض. لكن مع هشاشة الاقتصاد الإيراني وضعفه بفعل عقود من العقوبات والفساد وسوء الإدارة ، ربما ينظر خامنئي إلى الخيار الدبلوماسي للمواجهة مع الولايات المتحدة. وقال بعض المطلعين على بواطن الأمور إنه على الرغم من صعوبة ذلك ، يمكنه أن يشرب "كوب السم" ، كما وصفه سلفه آية الله روح الله الخميني عندما وافق على مضض على هدنة بوساطة الأمم المتحدة أنهت الحرب الإيرانية العراقية 1980-1988. وقال دبلوماسي غربي كبير في طهران "بالنسبة لمعظم الايرانيين الاقتصاد هو القضية الرئيسية وليس ما تفعله ايران في المنطقة أو البرنامج النووي للبلاد." مضيفًا ، لهذا السبب سيظهر القادة الايرانيون بعض المرونة رغم الخطاب العالي اللهجة." أجبر الاقتصاد الإيراني الضعيف الخامنئي على تقديم دعم مؤقت للاتفاقية النووية لعام 2015 مع القوى الكبرى. الصفقة ، التي صاغها الرئيس البراغماتي حسن روحاني ، والّتي أنهت العزلة الاقتصادية والسياسية للبلاد. وقال مئير جافيدانفر المولود في إيران "إذا فشلوا في إدارة الاقتصاد ، فلن يتمكن النظام من مقاومة الضغط. هذا لا يعني أنه سينهار ، لكن الاقتصاد يمكن أن يصل إلى أسوأ نقطة فاصلة". خبير في إيران في مركز هرتسليا في إسرائيل.. تحاول الأطراف الأوروبية في الاتفاق النووي إنقاذه بعد خروج واشنطن من خلال الحفاظ على تدفق تجارة النفط الإيرانية واستثماراتها. لكنهم يقرون أن ذلك سيكون صعب جدا. وقال مسؤول إيراني ثالث إنه يتوقع أن الولايات المتحدة ستضطر في النهاية إلى قبول مستوى معين من أنشطة تخصيب اليورانيوم الإيراني وعمل الصواريخ الباليستية ، لأن هذه "الخطوط الحمراء لإيران". وحاول بومبيو في كلمته إلغاء الحديث عن الحرب بقوله إن واشنطن سترفع العقوبات المعاكسة التي تتحرك الآن لفرضها ، وترمم العلاقات الدبلوماسية والتجارية ، وتسمح لإيران بالحصول على التكنولوجيا المتقدمة إذا شهدت واشنطن تحولات ملموسة في سياسات إيران. "إعلان الحرب" قال عدة مسؤولين إيرانيين لرويترز إن النخبة المتشددة ، بما في ذلك فيلق الحرس الثوري ، ينظر إلى مطالب بومبو على أنها "إعلان حرب" ضد إيران. وقال الأخصائيون إن خطر نشوب صراع أوسع لا يمكن استبعاده ، رغم أنه يتعارض مع رغبة ترامب المعلنة .وكذلك سعيد ليلاز المحلل المقيم في طهران "اذا دفع الامريكيون ايران الى الزاوية فان ايران لن يكون امامها خيار اخر سوى الرد بقسوة." "هذا ما يريده الصقور." في حين قالت طهران إنها سترد على أي عدوان عسكري باستهداف المصالح الأمريكية في المنطقة وإسرائيل ، قال بعض الخبراء إن البلاد ستكافح من أجل الدفاع عن نفسها ضد هجوم مباشر متعدد الأوجه. وقال دبلوماسي غربي: "لقد أبلت ايران بلاء حسنا في الحروب بالوكالة ،إيران الشيعية تدعم الرئيس بشار الأسد في الحرب الأهلية في سوريا والمليشيات الشيعية في العراق والمتمردين الحوثيين في صراع اليمن وحزب الله اللبناني. وهي لا تستطيع مواجهة إسرائيل أو الولايات المتحدة في حرب مباشرة".

 

تهذيب السلوك الإيراني أم تدميره في المنطقة؟

سميرة المسالمة/الحياة/26 أيار/18

تواجه إيران من جديد حملة أميركية مركزة تستهدف تهذيب سلوكها في المنطقة، وإعادة صياغة أدوارها إقليمياً ودولياً، ما يجعل إيران أمام خيارات صعبة وضيقة بين المواجهة بالمثل، أو التعاطي الإيجابي مع الإرادة الأميركية التي صاغت مطالبها عبر النقاط الإثنتي عشر، التي أعلنها وزير الخارجية مايك بومبيو يوم 21 أيار (مايو)، أو اللجوء إلى المراوغة لتأجيل الصدام الحتمي، على أمل أن يستعيد حلفاء الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما مواقعهم في تسيير القرار داخل أروقة المؤسسات الأميركية، لتعود أيام العسل البيني الأميركي- الإيراني تتصدر عناوين الصحف في أميركا، من دون أن تغير إيران خطابها العدائي الإعلامي تجاهها: «الموت لأميركا»، وضمن هذه الخيارات الثلاثة تبقى إيران تدور في عجلة الانهيار السياسي والاقتصادي في آن معاً.

وبينما لا يمكن أن تختبئ أولويات إسرائيل من جملة المطالب الأميركية التي فصلها بومبيو، حيث يعتبر البرنامج النووي الإيراني، وتطوير الصواريخ البالستية، ودعم حزب الله في لبنان وسورية، على قائمة التهديدات لأمن الحليف الإسرائيلي، فإنه في ذات الوقت يعد ضمن تهديدات إيران للمنطقة العربية برمتها، وكذلك للسلم والأمن الدوليين، حيث تقوم أذرعها الطائفية بزعزعة استقرار منطقة تلو الأخرى، من لبنان إلى العراق فاليمن حتى سورية، ما يجعل من المواجهة الأميركية معها مصلحة مشتركة يمكن أن تحسر أدوار إيران التخريبية، وتقلل من سطوة العنف الطائفي الذي تنشره عبر عمليات التغيير الديموغرافي والمذهبي في أماكن توسعها الاحتلالي، والتي تعتبر سورية اليوم أحد أبرز بؤر هذا الحراك العدائي في المنطقة. وعلى ذلك فإن عدم سماح الولايات المتحدة لإيران بالسيطرة على منطقة الشرق الأوسط يتطلب الانتقال من حيز التهديد والمطالبة إلى موقع الفعل والتنفيذ، وهو الذي يبدو حتى اللحظة ملفاً إسرائيلياً مغلقاً، على رغم أن الضربات الاستعراضية الأميركية البريطانية الفرنسية لمواقع إيرانية في سورية 14 نيسان (أبريل) الماضي لم تسفر عن أي ضحايا لها.

إن التعاطي مع الخطر الإيراني وفق شقين: أولاً، وجوده كقوة احتلال في دول العراق وسورية واليمن وعبر دعمها لمنظمات كـ «حزب الله» الذي صنفته الخارجية الأميركية «إرهابياً»، وثانياً، خطرها على الأمن والسلم الدوليين اللذين يهددهما برنامجها النووي وما يرافقه من استخدامات صاروخية من شأنها أن تشكل تهديداً لأمن دول حليفة لأميركا في مقدمتها إسرائيل الدولة التي تنافس إيران في برنامجها النووي والعدواني التوسعي في المنطقة، ما يعني أن المعطيين الأساسيين رغم اختلافهما مضموناً إلا أنهما يشكلان ما يمكن تسميته النشاط العدواني الطائفي التوسعي في منطقة الشرق الأوسط بالاعتماد على قوة السلاح النووي المحظور دولياً. استطاعت إيران خلال عقدين من الزمن أن تبلور صراعاً جديداً في منطقتنا العربية منذ أن سمحت لها الولايات المتحدة الأميركية بدخول العراق كقوة احتلال ثقافية ودينية واقتصادية وسياسية، في محاولة أميركية لتغيير وجه عراق «صدام حسين» ما هيأ لها فرصة التوغل مجتمعياً والتمدد باتجاه الدول المحيطة لإثارة النعرات الطائفية والاختلافات القومية، لتحويل الصراع من عربي- إسرائيلي إلى صراع سني- شيعي، وهو ما يدل على دور وظيفي منوط بها من ذات الجهة التي تحاربها اليوم معلنة انتهاء هذا الدور شرق أوسطياً.

ويأتي الوجود الإيراني في سورية وخلط الأوراق الانتخابية في لبنان والتمسك بدور تخريبي في اليمن، والتهديدات المتتالية لأمن واستقرار الخليج العربي، ضمن مسار الخيارات المتاحة لإيران لمواجهة الرغبة الأميركية في خطوة استباقية منها للتفاوض على ملف مقابل آخر، حيث تعتبر إيران أن افتعال حربها في اليمن وإطالة الأزمة عامل تفوق في المفاوضات مع أميركا وحلفائها العرب في الملف السوري، حيث تدرك خطورة الموقع الجغرافي لقواتها في تماسها المباشر مع إسرائيل من جهة ومع «حزب الله» الإرهابي الذي تموله إيران من جهة ثانية، ما يفرض على الإدارة الأميركية المعنية بأمن حلفائها اتخاذ مواقف حاسمة عبر عنها وزير خارجيتها بالنقاط الـ١٢، لكنه لم يحدد ما هي وسائل الضغط التي يمكن لإدارته استخدامها لإجبار إيران على الخضوع لوقف برنامجها النووي والصاروخي، وانسحابها من سورية مع جميع القوات التي تخضع لأوامرها (ميليشيا حزب الله والكتائب الطائفية منها زينبيون وفاطميون وغيرهم)، وكذلك وقف دعمها لحزب الله لبنانياً، أي ترك فرصة للحياة المدنية غير المسلحة أن تسود الواقع اللبناني الذي بات في خطر بعد الانتخابات النيابية «المسلحة» التي فاز بمعظم مقاعدها حزب الله.

لا يعني ما ذكره «بومبيو» أن هذه الاستراتيجية قيد التنفيذ العاجل، بقدر ما تعني أنها طموحات أميركية أو قراءة أميركية لواقع المنطقة الذي تريده ضامناً وكفيلا لأمن إسرائيل كأولوية، بعد أن استتب لها نقل السفارة الأميركية إلى القدس، كإجراء تعسفي بحق القضية الفلسطينية، وهو ما لا يمكن التغاضي عنه ضمن القراءة الشاملة لاستراتيجية أميركا في المنطقة، إلا أنه في الوقت ذاته يمكن التعاطي مع إيجابيات وضرورات خروج إيران من محيطنا العربي، للعودة إلى مفاوضات عربية- إسرائيلية تحت الرعاية الأممية غير المنحازة.

وضمن إجراءات إيران الاستباقية لاستراتيجية أميركا نحوها، كان انخراطها في التحالف الروسي- التركي «مسار آستانة» لإنقاذ مصالحها داخل سورية عبر جملة اتفاقيات، تمكن النظام من استرجاع نفوذه على المناطق الاستراتيجية التي تقع نشاطات إيران الاقتصادية على خارطتها، ما يبرر هنا حالة الاستهجان الواسع لانخراط المعارضة المحسوبة على تركيا في مسار أحد إنجازاته ضمان مصلحة إيران، تماشياً مع المصلحة التركية دون دراسة تبعات ذلك على واقع الثورة وأوراقها التفاوضية.

وبالقدر الذي كانت فيه إيران تحمي النظام السوري من السقوط المدوي له قبل تدخلها، بكامل أسلحتها وجندها الذين يناهز عددهم في سوريا سبعين ألف مقاتل، فقد كان وجود إيران في سورية يمنحها فرصة البقاء على طاولة التفاوض الدولي كما أسهم بتسريع عقد الاتفاق النووي (الخمسة زائد واحد) الذي لم تستطع الحفاظ على توافق شركائها به، بسبب أطماعها التوسعية والنووية، ما جعلها اليوم تستفز الولايات المتحدة وحلفاءها، إلا أن هذا لا يعني استسلام إيران الكامل للشروط المهينة والعقوبات الضاغطة، في حال بقي الصراع معها خارج حدودها وبعيداً عن التهديدات المباشرة لنظام الولي الفقيه، ما يعني أن الضربات الإسرائيلية على مواقعها في سوريا هو في حقيقته ما سعت إليه إيران منذ البداية، مستخدمة بذلك الأراضي السورية كساحة تحاصر حصارها داخلها، من دون أن تنال هذه الحرب من وجودها على خارطة دول السلاح النووي، حيث رهانها على خبرة عقود سابقة من العقوبات الأميركية والأوروبية، التي أزاحت معظمها من خلال الاتفاق وزرعت بذور الخلاف الأميركي- الأوربي حول ضروراته ومبرراته.

يستطيع اليوم النظام السوري التلاعب بأوراق إيران لحساب روسيا، لكنه لن يستطيع سد ثغرات خروجها من سوريا إلا بالخضوع لتسوية سياسية عاجلة يقبلها أطراف الصراع والنفوذ، بالرعاية الأميركية- الروسية، وما خلا ذلك يبقى مراهنة على الفوضى «غير الخلاقة» لإنتاج النظام من جديد، كما هو الحال في انقلاب مسار آستانة على الثورة والحل العادل.

* كاتبة سورية

 

«تزحيط» إيران من سوريا!

راجح الخوري/الشرق الأوسط/25 أيار/18

منذ بداية التدخل العسكري الروسي دعماً للنظام السوري في نهاية سبتمبر (أيلول) من عام 2015، أحسّ الإيرانيون الذين كانوا يوسّعون رقعة نفوذهم في دمشق، بأن هناك من يدخل على الخط ويمكن أن يسحب البساط السوري من تحت أرجلهم.

بدا ذلك واضحاً تماماً عندما قال حسن روحاني في 26 سبتمبر من ذلك العام: «إن الجيش الإيراني هو القوة الرئيسية لمحاربة الإرهاب في المنطقة، التي عليها ألا تعتمد على القوى الكبرى… نحن ساعدنا سوريا والعراق على مكافحة الإرهاب». لكن بعد ذلك الحين بدا أن الوضع في سوريا صار عند موسكو تقريباً، وصارت لهجة الرئيس فلاديمير بوتين تتعامل مع المسألة السورية بمنطق «الأمر لي»، خصوصاً في ظل سياسة التردد والحذر التي اتبعها الرئيس الأميركي آنذاك باراك أوباما.

تعارُض المصالح بين الروس والإيرانيين كان واضحاً تماماً، وأذكر أنني كتبت في هذه الزاوية من «الشرق الأوسط»، أن الأمور ذاهبة حتماً في النهاية إلى «قتال روسي إيراني على الجبنة السورية»، وهو ما يحصل الآن تماماً، ففي 16 مايو (أيار) الجاري، استقبل بوتين الرئيس بشار الأسد في سوتشي، ليبلغه بأنه مع تحقيق الانتصارات والنجاحات الملحوظة في الحرب على الإرهاب، ومع تفعيل العملية السياسية، لا بد من سحب كل القوات الأجنبية من سوريا، وفي هذا السياق قال بوتين إن الأسد سيرسل لائحة بأسماء المرشحين لعضوية مناقشة الدستور في أقرب وقت ممكن إلى الأمم المتحدة!

الحديث عن ضرورة سحب كل القوات الأجنبية من سوريا نزل على طهران مثل صاعقة، فبعد يومين وفي 20 مايو ردّ المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي على بوتين بالقول: «لا أحد يستطيع إخراج إيران من سوريا وإن وجودها العسكري سيستمر ما دام هناك طلب من الحكومة السورية، وإيران دولة مستقلة تتابع سياساتها على أساس مصالحها».

ووصل التحدي إلى مخاطبة الروس بالقول: «هم الذين يجب أن يخرجوا من سوريا، هؤلاء الذين دخلوا دون إذن من الحكومة السورية، ونحن سنبقى إلى الوقت الذي تحتاج إليه الحكومة السورية». وعلى خلفية هذا التراشق اشتعلت التحليلات التي تكذّب كلام قاسمي، على خلفية التذكير بتصريحات سيرغي لافروف في 17 يناير (كانون الثاني) من عام 2016 التي قال فيها: «إننا واثقون بأن قرارنا كان صائباً عندما استجبنا لطلب الحكومة السورية الشرعية التدخل العسكري، ومن الضروري التذكير بأن هذه الدولة العضو في الأمم المتحدة، كان يفصلها أسبوعان أو ثلاثة أسابيع عن السقوط في أيدي الإرهابيين»!

طبعاً هذا الكلام يذكّر أيضاً بتصريحات بوتين التي كرر فيها أن دمشق كانت على وشك السقوط، بما يوحي ضمناً بأن إيران وأذرعها العسكرية في قتالها إلى جانب النظام السوري كانت آيلة إلى الهزيمة لولا التدخل الروسي. وهو ما عاد وأكّده نائب رئيس الوزراء السوري الأسبق قدري جميل، معارض الداخل المقرب من الأسد، عندما قال في 26 مارس (آذار) 2017: «لولا تدخل روسيا لكانت دمشق سقطت في يد (داعش) و(جبهة النصرة)». ومن الواضح أن هذه التصريحات سبق أن شكّلت صدمة لإيران لأنها تعبّر ضمناً عن قناعة بشار الأسد!

جاءت هذه المواقف المتتابعة التي تدعو إلى خروج الإيرانيين من سوريا في وقت كان المسؤولون في طهران غارقين في المباهاة الواهمة طبعاً بأنهم باتوا يسيطرون على أربع عواصم عربية: بغداد ودمشق وصنعاء وبيروت، لكن التطورات الميدانية والسياسية وصلت الآن إلى ما يُسقط كل هذه الأوهام.

ففي العراق يكفي أن يتأمل المرء في نتائج الانتخابات التي كرّست زعامة مقتدى الصدر الذي يدعو صراحةً إلى رفع اليد الإيرانية عن العراق، وعندما يقول يجب أن نكسر البندقية، وندخل العراق في حال من الديمقراطية والاستقرار والأمن، فمن الواضح تماماً أنه يدعو إلى كسر الهيمنة الإيرانية المتمادية على العراق منذ أيام نوري المالكي!

وفي سوريا، واضحٌ أن حسابات طهران آخذة في التداعي، فروسيا لا تتوقف عند حدود المطالبة بخروج الإيرانيين وأذرعهم العسكرية فحسب، بل يبدو أنها بعد زيارات بنيامين نتنياهو الأربع إلى موسكو ومحادثاته مع بوتين، باتت تقف موقف المتفرّج من الغارات الإسرائيلية المتتالية على المواقع والمخازن الإيرانية في سوريا. وفي السياق، من اللافت أنه بعد الغارات الأخيرة التي قال وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، إنها دمّرت كل المواقع الإيرانية في سوريا، حملت الوكالات تصريح حسن روحاني عن أن إيران لا تريد تصعيد الموقف في سوريا!

تأتي هذه التطورات في وقت بدأت الشركات الأوروبية بالفرار من إيران بعد «وصايا ترمب الـ12 العقابية ضد النظام الإيراني»، وفي وقت تغرق البلاد في أزمتين خانقتين؛ الأولى استمرار المظاهرات ضد النظام بسبب الوضع الاقتصادي المتردي والفساد، حيث إن نصف الشعب الإيراني عند خط الفقر، كما تعترف الحكومة العاجزة عن معالجة الأمر في حين تصرف المليارات على سياساتها التدخلية التخريبية في المنطقة، والأخرى انهيار قيمة العملة الإيرانية خصوصاً منذ قرار ترمب الانسحاب من الاتفاق النووي، ورغم أن الحكومة حددت سعر الدولار الواحد بـ42 ألف ريال إيراني، فإن سعره بلغ 74 ألفاً، وبعد حملة اعتقالات شملت 180 من عملاء الصرافة، كتبت إحدى الوكالات تقول إن تهريب الدولار في طهران بات أشبه بتهريب المخدرات!

بالعودة إلى الصراع الروسي الإيراني على الجبنة السورية، يبدو الموقف الروسي حازماً عندما يقول مبعوث بوتين الخاص إلى سوريا، ألكسندر لافرينتيف نهاية الأسبوع الماضي «إن انسحاب القوات الأجنبية من سوريا يجب أن يتمّ بشكل كامل، والحديث هنا يشمل كل القوات الأجنبية بمن في ذلك الأميركيون والأتراك و(حزب الله) وبالطبع الإيرانيون» في ما يشبه الرد الحاسم على الموقف الإيراني.

بعد قمة بوتين والأسد في سوتشي والدعوة إلى خروج كل القوات الأجنبية من سوريا، نشر موقع «تابناك» الإيراني التابع لأمين مصلحة تشخيص النظام محسن رضائي، تقريراً غاضباً جاء فيه أن النظام السوري وموسكو اتفقا على إقصاء إيران في مقابل إشراك الدول الغربية في الحل السياسي للأزمة السورية، واعتبر الموقع أن قبول موسكو والنظام بالعودة إلى مفاوضات جنيف، يدل على وجود توافقات مع الدول الغربية حول إنهاء النزاع في سوريا بطرد إيران وميليشياتها.

ويقول موقع «تابناك»: إن «هناك تفاهماً مستجداً بين موسكو ودمشق هدفه إقامة شراكة اقتصادية تُقصى بموجبه الشركات الإيرانية من النشاط الاقتصادي، خصوصاً في مرحلة إعادة الإعمار في سوريا، ولكن يجب ألا نسمح بأن تتحقق أهداف بشار الأسد وأي طرف يريد إبعاد اليد الإيرانية… إن محاولاتنا لحفظ الأسد كانت مكلفة على صعيد الخسائر اللوجيستية وفي الأرواح، وليحذروا من اللعب في أرض تمّ اختبارها سابقاً»، في إشارة واضحة إلى الصراع المستجدّ من الروس!

 

انقسام في إيران حول قائمة أمنيات بومبيو والمواجهة غير محسومة بين «صقور» تحدي واشنطن و«عمليي» التراجع التكتيكي

لندن: أمير طاهري/الشرق الأوسط/25 أيار/18

للوهلة الأولى، تبدو «خريطة الطريق» الجديدة لإيران التي كشف عنها وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أشبه بوصفة لتغيير النظام في طهران. هذه النظرة وجدت صدى اتخذ شكل تعليقات مبدئية صدرت عن الاتحاد الأوروبي على قائمة بومبيو التي تضمّنت 12 مطلباً، والتي عرضها في مؤسسة «هيريتيدج فاونديشن» بواشنطن. فوزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون ومسؤولة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني يزعمان أنه بتخطي حدود الاتفاق النووي الإيراني المثير للجدل، قد ينفذ بومبيو أجندة خفية ضد النظام الإيراني.

هذا الزعم ليس خيالياً، فبومبيو ومستشار الرئيس الأميركي الجديد للأمن القومي جون بولتون مناديان بتغيير النظام منذ أكثر من عقدين من الزمان.

لكن نظرة أقرب على خريطة طريق بومبيو قد تكشف نهجاً أكثر تطوراً.

لقد حاول وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو ربط المسألة النووية مع المسألة الأوسع، وهي سلوك إيران الذي يمس مصالح الولايات المتحدة وحلفاءها. وليس من الصعب تخمين السبب وراء ذلك النهج. فإن لم تكن الجمهورية الإسلامية تهدد تلك المصالح، فلن يهم ما إذا كان لديها برنامج نووي أم لا، أو حتى إن كانت تمتلك أسلحة نووية أم لا. فالمطالب الأربعة الأولى التي طرحها بومبيو تتعلق بمشروع إيران النووي، وهي بالفعل تأتي تحت غطاء الاتفاق النووي الذي صاغه الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما.

- مطالب بومبيو

المطلب الأول يلزم إيران بإبلاغ «وكالة الطاقة الذرية» بجميع أوجه النشاطات العسكرية لمشروعها، وهو بالفعل ضمن بنود معاهدة «حظر الانتشار النووي» التي تعد إيران أحد الأطراف الموقعة عليها. وبعدم المطالبة بذلك خلال مرحلة مفاوضات الاتفاق النووي، المعروفة باسم «خطة العمل المشتركة» (JCPOA)، أسهم أوباما في إضعاف اتفاقية «حظر الانتشار النووي». ويريد بومبيو أن يصحح ذلك الخطأ ويعيد الزخم إلى الاتفاقية بعدما فقدته بسبب دبلوماسية أوباما غير الحكيمة.

كذلك فإن مطلب بومبيو الثاني بوضع حد لبرنامج تخصيب اليورانيوم ووقف بناء مفاعل جديد للبلوتونيوم، يجب أن يكون من السهل لإيران قبوله، شريطة ألا تخفي أجندة سرية بهدف إنتاج أسلحة نووية. ويشير الباحث الإيراني همايون نقيبي إلى أنه «ليس لإيران حتى الآن استخدامات لليورانيوم الذي تقوم بتخصيبه بدرجات أقل من 5 في المائة... وأن التوقف عن عمليات التخصيب كلها لن يتسبب في ضرر يذكر لأي من أوجه الاقتصاد الإيراني». وفيما يخص إنتاج البلوتونيوم، فقد أعدت إيران خططاً لإنشاء مفاعل لإنتاج الماء الثقيل ودخلت في مفاوضات مع الصين لإعادة تصميم مفاعل أراك البعيد تماماً عن أي استخدامات عسكرية. ولتأكيد ذلك، طالب بومبيو بتجميد عمل مفاعل أراك على الرغم من أن إيران تعمل على استخدامه في أغراض غير عسكرية. ومع هذا، لا يعد الوصول إلى حل وسط في شأن هذا المفاعل أمراً مستبعداً تماماً.

وبالنسبة لمطلب بومبيو الثالث المتمثل بسماح إيران لمفتشي «وكالة الطاقة الذرية» بالذهاب إلى أي مكان يرونه ضرورياً، تضمنه وتصونه قوانين الوكالة واتفاقية «حظر الانتشار النووي»، فإن بومبيو يريد أن يستعيد الشكل القانوني في التعامل مع إيران. ذلك أن أوباما كان قد خالف قوانين الوكالة ونصوص الاتفاقية، و«اخترع» صيغة رخوة يمكن من خلالها لإيران والوكالة أن توافق على المواقع الواجب تفتيشها.

ونصل إلى مطلب بومبيو الرابع، وهذا المطلب هو أن تتوقف إيران عن تطوير الصواريخ الباليستية وإنتاج صواريخ قادرة على حمل رؤوس حربية نووية. هنا يجب أيضاً ألا يكون الالتزام صعباً. إذ أعلنت إيران على الملأ تجميد مشروع الصواريخ التي يتخطى مداها 2400 كلم. والواقع أنه سيكون لتلك الصواريخ معنى إن كان هذا الحمل نووياً أو كيماوياً، ذلك أن حمل 675 كيلوغراماً من مادة «تي إن تي» العادية لما هو أبعد من أرض المعركة لن يكون ذا معنى من الناحية العسكرية. هنا أيضاً قرر أوباما أن ينظر في الاتجاه الآخر بأن يترك الباب مفتوحاً لكل التكهنات فيما يتعلق بنيات إيران النووية لتطوير صواريخ لها معنى فقط إذا كانت ضمن إطار الاستراتيجية النووية. وبالتالي، سيزيل مطلب بومبيو كل الغموض لما فيه صالح جميع الأطراف.

أيضاً مطلب بومبيو الخامس، الداعي للإفراج عن الرهائن الأميركيين وحلفائهم، ليس بالمطلب الغريب ولا هو صعب التنفيذ. حتى الآن هناك 32 رهينة قيد الاعتقال، لم يصدر بحق أي منهم أي اتهام ولم يدن أحدهم. و10 منهم على الأقل مواطنون أميركيون وبريطانيون كانوا من أنشط المتحمسين لإيران الخمينية في أميركا وبريطانيا. بل ومن بين هؤلاء مؤسسو «المجلس الوطني الإيراني - الأميركي» (ناياك)، وهو جماعة ضغط أسستها إيران وتمولها وهدفها الالتفاف على العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي. وبحسب منوشهر رضائي، وهو رجل أعمال ساعد جماعات الضغط الإيراني في الولايات المتحدة وبريطانيا، فإن «بومبيو يطالب طهران بالإفراج عن جماعات ضغطها الخاصة».

- وقف دعم حزب الله

يتعلق مطلب بومبيو السادس «بوقف الدعم الإيراني للجماعات الإرهابية» مثل الفرع اللبناني لـ«حزب الله»، وجماعة «الجهاد الإسلامي» في فلسطين و«حماس». وهنا أيضاً فإن اتهام الولايات المتحدة بانتهاج سلوك «إمبريالي» ليس في محله، فبومبيو يطالب ما سبق أن طالب به مجلس الأمن الدولي والاتحاد الأوروبي مراراً وتكراراً بعدما حددوا الجماعات سالفة الذكر بالاسم «جماعات إرهابية». وحتى لو لم يقل بومبيو أي شيء في هذا الصدد، فإيران، بوصفها عضواً في الأمم المتحدة، كان من الواجب عليها التوقف عن دعم تلك الجماعات.

أما بالنسبة لمطلب بومبيو السابع فقد يكون ماضياً في سبيله للتنفيذ بفضل التطورات نفسها في العراق، وهي تطورات خارجة عن سيطرة إيران. ففي الانتخابات العامة الأخيرة، صوّت العراقيون للاستقلال، بأن ألحقوا هزيمة نكراء بالأحزاب والجماعات والشخصيات المنصاعة لإيران. وبحسب المراسل الصحافي علي جوانمردي، هرب الجنرال قاسم سليماني، الرجل المسؤول عن «تصدير الثورة» من بغداد تحت جنح الظلام بعدما فشلت مهمته في تشكيل تحالف مساند لطهران. ولخوفه على سلامته، آثر الفرار إلى السليمانية، حيث ثمة جماعة كردية مؤيدة لطهران وجد عندها الملاذ الآمن. لقد تراجعت طهران عن نهجها العدائي القديم تجاه نتائج الانتخابات العراقية التي وضعت التيار الذي يقوده مقتدى الصدر على رأس قائمة الفائزين. وفي غضون 24 ساعة، توقف الهجوم الإعلامي على الصدر، ويوم الثلاثاء قدم إيرج مسجدي، السفير الإيراني في بغداد، التحية للصدر بوصفه قائداً عظيماً يستحق الاحترام.

ومن ثم، مهما حدث لفرصة الأزمة التي خلقها بومبيو، فهناك شيء واحد مؤكد، هو أن العد التنازلي لتلاشي النفوذ الإيراني في العراق بدأ بالفعل. أما فيما يتصل بنزع أسلحة الميليشيات العراقية، فهذه ستكون إحدى المهام الأساسية للحكومة المقبلة في بغداد، لا سيما أن كل المكونات المطلوبة للتحالف المستقبلي أعلنت التزامها بها.

- الموضوع اليمني

مطلب بومبيو الثامن، هو وضع حد نهاية لدعم المتمردين الحوثيين في اليمن. ويلقى هذا المطلب الدعم في إيران نفسها. وبحسب مصادر في إيران وفي الاتحاد الأوروبي، فإن تقليص الدعم للحوثيين كان أحد المغريات التي قدمها وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف إلى نظرائه في الاتحاد الأوروبي خلال الاجتماع الذي عقد بداية الشهر الحالي في بروكسل. فـ«الخطة» الإيرانية المقترحة تعتمد جزئياً على خطة أعدها وزير الخارجية البريطاني السير آلان دانكان والكويت على مدار عام مضى.

- الانسحاب من سوريا

مطلب بومبيو التاسع هو أن تبادر إيران إلى سحب قواتها من سوريا، وهو المطلب الذي يلقى حالياً الدعم من روسيا - على الأقل ضمنياً - وستجد دول الاتحاد الأوروبي صعوبة في معارضته. وقد تعترف إيران في مرحلة ما بأن «مشروعها الكبير» لسوريا لن يتحقق، وأن لا فائدة ترجى من الإبقاء على تلك القوات، حيث الهيمنة دون غطاء جوي، وإلا ستكون صيداً سهلاً لأي هجوم جوي. لقد كان مطلب الانسحاب من سوريا أحد أكثر الشعارات شعبية التي تغنى بها ملايين المحتجين المناهضين للنظام في أكثر من 150 مدينة إيرانية منذ ديسمبر (كانون الأول) الماضي. وبالتالي، بالرحيل عن سوريا، فإن المؤسسة الخمينية ستتمكن من نزع سلاح بعض المنتقدين داخل إيران. ثم إن نقص المال عنصر متنامي الأهمية في هذا الشأن، إذ تجد إيران مصاعب متزايدة بتحمل أكلاف الإبقاء على 80 ألف مقاتل ميليشياوي ومرتزق من لبنان وأفغانستان وباكستان في لعبة تتحكم فيها روسيا والولايات المتحدة.

- المطلبان الأخيران

المطلبان الأخيران اللذان قدمهما بومبيو غامضان وعموميان، وليس من الصعب الالتفاف حولهما. فإن مساندة إيران لطالبان في أفغانستان كانت مؤقتة ومتقطعة. وآخر عملياتها في منطقة فراه الأفغانية المتاخمة لإيران هدفت إلى إثارة القلاقل رداً على قرار كابل تقليص حصة إيران من الماء الوارد إليها من نهر هلمند. وهناك أيضاً مطلب توقف إيران عن تهديد إسرائيل بالإبادة والكف عن شن الهجمات الصاروخية (عبر الحوثيين) على المملكة العربية السعودية. وأيضاً مطلب تهدئة الهجوم الإعلامي على إسرائيل، وهو ليس بالمطلب الصعب، وتكرر في كثير من المناسبات في الماضي. أما بخصوص الهجمات الصاروخية على السعودية، فإن قرار وقف مساندة الحوثيين سيحقق ذلك الهدف.

- الموقف من إيران نفسها

ولكن، الأخبار السارة بالنسبة للمؤسسة الخمينية والسيئة لخصومهم داخل إيران هي أن قائمة أمنيات بومبيو لم تذكر شيئاً عن حقوق الإنسان، أو حتى نهاية للقمع داخل إيران. ويظهر هذا، على النقيض من كل المزاعم، أن بومبيو حقاً يسعى إلى تغيير سلوك طهران فيما يخص عدداً من قضايا السياسة الخارجية، ولا يهدف إلى تغيير النظام. وهو بتنفيذ ذلك، فإنه ينهي سياسة أوباما الداعمة بقوة للنظام في إيران ولكن من دون أن يعد بتدخل أميركي مباشر في صراع القوى في إيران. ومع بعض الفوارق، فإن هذا بالضبط ما قدّمه الرئيس دونالد ترمب إلى الرئيس الكوري الشمالي كيم جونغ أون. ولقد كان كيم حكيماً، أو على الأقل حسن الصرف، في قبوله العرض. ولذلك دعونا ننتظر لنرى ما سيفعله المرشد الأعلى علي خامنئي، المعجب بكوريا الشمالية، بعد تلقيه العرض نفسه.

التخمين الأفضل للوضع الراهن هو أن يحاول علي خامنئي تهدئة خاطر الأميركيين وتبريد الأمور هذه الفترة بدلاً من اللجوء إلى الاستفزاز ودفعهم باتجاه اتخاذ خطوة أشد ضد نظامه. وهذا ما يلوح لدى مراجعة عدد من البيانات والتعليقات الرسمية رداً على تحدي بومبيو ونقاطه الـ12.

إذ سعت افتتاحية نشرتها وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا) يوم الأربعاء، إلى طمأنة كل من الولايات المتحدة وإسرائيل بأن القوات الإيرانية الموجودة في سوريا ولبنان، بما فيها ميليشيا حزب الله «لن تتحرك ضد أيٍ كان، ما لم تتعرض لهجوم يشن عليها». بكلام آخر، فإن اتفاق وقف إطلاق النار الذي عقد مع إسرائيل بوساطة فرنسية عام 2006 ما زال ساري المفعول بما يخص إيران والميليشيات التابعة لها. ولكن من أجل تسويغ وقف إطلاق النار هذا، زعمت الافتتاحية «أن النظام الصهيوني ينزلق نحو الانهيار» وهو «زائل لا محالة في المستقبل»، وعليه لا حاجة لإيران أن تأخذ أي إجراء عسكري.

المعزوفة نفسها عزفها الجنرال يحيى رحيم صفوي، القائد السابق للحرس الثوري وكبير مستشاري خامنئي العسكريين حالياً، إذ قال في كلمة ألقاها في مدينة خرّمشهر (المحمّرة) يوم الثلاثاء الماضي: «نحن موجودون في العراق وسوريا فقط كمستشارين، ولا نشارك في أي نوع من النشاط الميداني»، وأردف: «لا تشمل مهامنا الاستراتيجية أي تحرك عدواني».

وفي الاتجاه نفسه، ولكن إزاء اليمن وأفغانستان هذه المرة، تسير صحيفة «كيهان»، المعبّرة عن مواقف خامنئي. إذ جاء في افتتاحية الصحيفة يوم الأربعاء الماضي قولها: «لقد قلنا وكررنا دائماً أن الحل في اليمن لا يمكن إلا أن يكون سياسياً. والادعاء أن إيران تدعم حركة طالبان مثير للسخرية... بكل بساطة».

ولكن من جانب آخر، هناك أصوات تحث القيادة في طهران بصورة أكثر مباشرة وصراحة على إيجاد صيغة تفاهم مع الولايات المتحدة «بدلاً من السير باتجاه فخ المواجهة». من هذه الأصوات علي رضا علوي بناه، المحلل السياسي، الذي حث خلال مقابلة أبرزتها وكالة «إرنا» على صفحتها الأولى، الرئيس روحاني، على «مراجعة جوانب من سياساتنا». ومن دون أن يسمي خامنئي بالاسم لمّح علوي بناه إلى إمكانية تجاوز المرشد الأعلى بقوله: «ليس على الرئيس طلب إذن أحد لتعديل السياسة (الإيرانية)». وفي الوقت ذاته، حذّر سعيد حجّاريان، وهو أحد كبار المنظّرين «الإصلاحيين»، من أنه إذا لم ينتهز روحاني الفرصة لإظهار وجود خيارات بديلة، فإنه سيخسر الدعم المتبقي لـ«الحركة الإصلاحية» في المجتمع. والمغزى هنا هو أنه إذا أدرك الناس تماماً حجم كلفة السياسات الحالية، بما فيها التدخل في شؤون الدول الأخرى، فإنهم سيمتنعون عن تأييد استراتيجية «تصدير الثورة» التي يرمز إليها الجنرال قاسم سليماني، قائد «فيلق القدس» في الحرس الثوري.

وبالتالي، قد تكون ثمة ملامح لتشكُّل تفاهم عريض على الحاجة لحماية النظام حتى لو كان الثمن تجرّع كأس مرة وتقبل خيبة الأمل. وهذا، في الواقع، ما عناه آية الله جعفر سبحاني عندما أكد أن «الأولوية تكمن في حماية النظام الإسلامي، وعلينا ألا نركن لوقوف الكفرة الأوروبيين مع نظامنا، ولا خوض لمعركة غير متكافئة لا نستطيع كسبها في الوقت الراهن».

وهكذا، بالنظر إلى ما تقدّم يبدو أن إحجام بومبيو عن التطرق مباشرة إلى «تغيير النظام» ساعد «العمليين» داخل النظام الإيراني، الذين يريدون اعتماد تراجع تكتيكي بانتظار إما اهتزاز رئاسة دونالد ترمب أو نهايتها. ولكن في المقابل، ما زال هناك في طهران جماعات متعطشة إلى مواجهة مع واشنطن، ما يوحي بأن الجدل المحتدم في العاصمة الإيرانية ما زال بعيداً عن الحسم.

               

الترمبية!

محمد الرميحي/الشرق الأوسط/25 أيار/18

هل من المبكر الحديث عن «تيمة» يمكن ملاحظتها في السياسة الأميركية تحت إدارة الرئيس دونالد ترمب، يمكن أن نطلق عليها اصطلاح «ترمبليزم»، بعد عام تقريباً على وصوله إلى الحكم في الولايات المتحدة، أقوى ترسانة ضاربة على الأرض اليوم؟

المصادفة أن كلمة «ترمب» تعني في اللغة في بعض معانيها، الورقة الرابحة، أو الشخص الممتاز! فهل ينطبق المعنى على الفعل السياسي الذي يتبلور أمامنا؟ قد يجد البعض أن الوصول إلى خط واضح في التفكير والتنفيذ، أي ما يعرف بالاستراتيجية، لهذه الإدارة، من السابق لأوانه.

وصفتُ في مقال سابق أثناء الحملة الانتخابية في عام 2016، أن السيد ترمب يحاول إيجاد خلطة جديدة في السياسة، تشبه خلطة «الباجة» الموصلية! فيها كل ما يمكن أن تشمله السياسة، والبعض الآخر يرى أن معالم الترمبية السياسية بدأت تتضح في استراتيجية متكاملة، بعد عدد من الأحداث الأميركية الداخلية والعالمية. الوجه الأكثر وضوحاً أن الترمبية أو «ترمبليزم» قد حطمت خطوطاً كثيرة تقليدية في العمل السياسي الأميركي. أول الملاحظات أن الإدارة على استعداد لتغير «الأحصنة» متى ما أراد الرئيس أن يفعل ذلك، دون النظر إلى الاستقرار أو عدم الاستقرار في السياسات.

الطلب الرئيسي من العاملين القريبين من البيت الأبيض، هو الولاء التام للرئيس، وما يقرره يجب أن يتبع بالحرف دون اجتهاد. ذلك مخالف للسياسة الثابتة طويلاً، أن الدولة الأميركية، بصرف النظر عن نوع الإدارة، لها «ثوابت» تقررها المصالح العليا للدولة! أي أن الرئيس ترمب يسير بعكس ما تقرره الدولة العميقة ومؤسساتها، هذا افتراق واضح، فقد تم تغيير عدد من الشخصيات التي أرادت أن تتمايز عن سياسة الرئيس، وذلك الأمر يعني تغيراً جذرياً في الثقافة السياسية الأميركية التي اتبعت لسنوات طويلة سابقة، وهي أن يقول المرؤوس رأيه بوضوح في القضايا المطروحة، خاصة المتعلقة بالأمن القومي، دون خوف من فقد منصبه. الأمر الثاني أن الإدارة الترمبية لم تعد تأبه كثيراً بما يقال في الإعلام؛ بل هناك تجاهل واضح وعلني لما عرف تاريخياً بالسلطة الرابعة، فلم تعد الإدارة محكومة برأي الخبراء المتحدثين على وسائل الإعلام المرئية أو المسموعة في نشرات الأخبار، وقد ساعد على تحقيق ذلك التجاوز استخدام ناجح لوسائل الإعلام الحديثة، فالرئيس يتواصل مع الجمهور العام مباشرة من خلال «تويتر»، أكثر من مرة في اليوم، ويعلن ما يريد، ويشجب أعمال من يريد؛ بل وينتقد بعض معاونيه وهم في السلطة، كما فعل مع وزير خارجيته السابق ريكس تيلرسون.

الرأي العام الذي كان في السابق يخيف كثيراً من الرؤساء الأميركيين، وكانوا يعملون له حساباً، لم يعد مهماً في إطار العمل السياسي للإدارة الترمبية، فهو يستطيع أن ينفي، ثم يعترف بعدد من الأمور السابقة لتوليه منصبه، دون كثير من الاهتمام بما يقال في نشرة المساء في الأخبار التلفزيونية. هناك عدد ثابت من المؤيدين للرئيس في الفضاء الشعبي الأميركي، وهذا ما يهمه، حتى في القضايا المختلف عليها بعمق في المجتمع الأميركي، مثل حمل السلاح للأفراد، وكان رده على قتل عدد من التلاميذ منذ أشهر، أن سلحوا الأساتذة! بل تجاوز حدود جغرافية الولايات المتحدة، ليقدم نصيحة للفرنسيين، أثارت صحفهم وسياسييهم، أنه لو كان الحرس مسلحين ما وقعت مجزرة باريس!

وعلى الرغم من الملاحقات التي ما زالت تملأ وسائل الإعلام ضجيجاً، وبعضها قريب إلى «الفضائح التقليدية»، فلا تزال إدارة ترمب غير عابئة بالصغير من الفضائح الشخصية، والكبير من الفضائح السياسية، كمثل التدخل الروسي المزعوم في الحملة الانتخابية عام 2016؛ بل إن الإدارة قلبت الطاولة وحولت الدفاع إلى الهجوم في اتهام أجهزة الأمن الأميركية بالتدخل أو «التنصت» على الحملة وقتها، وتركت تلك الأجهزة في حال الدفاع، يقال في ذلك تخفيض الضرائب وشن حرب اقتصادية على الأصدقاء والأعدقاء!

على الصعيد الخارجي، يتضح أن الطريقة الترمبية في إدارة الأمور، هي وضع كل الأوراق على السطح، سواء مع الحلفاء الأقرب في أوروبا، كالتوجه إلى إرغام الجميع على تحمل نسبتهم المالية في المساهمة في ميزانية حلف الأطلسي، دون اعتبار للحساسية التي تحملها بعض الشعوب والدول، مثل ألمانيا، تجاه التسلح بشكل عام، أو من خلال الخروج من إطار قضية دولية تسمى الحفاظ على المناخ العالمي، الذي وجدت فيها الإدارة الترمبية حجراً من نوع ما على الصناعات الأميركية، وبعضها ملوث للبيئة.

على مقلب آخر، فإن السياسة الترمبية مع الآخرين في الخارج، تبدو أنها تأخذ اتجاه «سياسة حافة الهاوية» وهي: إن كان للزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون «زر صغير» للضغط على المفجر النووي، فإن لدينا «زراً كبيراً» وسوف نقابل أي عمل عدائي «بالغضب والنار». وتلك السياسة تبدو أيضاً تجاه إيران، فقد قال الرئيس، وردّد وزير خارجيته، أن «إيران سوف تشهد ما لا تطيق» إن هي عادت إلى تخصيب اليورانيوم، بشكل يقود إلى احتمال الوصول إلى إنتاج قنبلة نووية!

من السهل مناقشة استراتيجية حافة الهاوية، ولكن من الصعب التنبؤ بنتائجها. البعض يعلقها على قضيتين؛ الأولى والأهم، أن يقود الاجتماع المزمع مع رئيس كوريا الشمالية إلى نجاح يخترق كل التوقعات، أي يقود إلى نزع السلاح النووي الكوري الشمالي، وهو أمر مشكوك فيه حتى الآن، هذا النجاح إن حصل فسوف يؤسس إلى نجاحات أخرى في أماكن أخرى تحمل تقريباً الملفات نفسها، مثل الملف الإيراني. أما القضية الثانية فإلى أي مدى هذه السياسة يمكن أن تذهب في «إغضاب» أوروبا اقتصادياً، وكذلك الصين؟ في الملف الأخير يبدو أن الصين وأوروبا يتجهون إلى الانحناء للعاصفة، كلٌّ بطريقته، ولكن لما يساير الرغبة الأميركية. كما أن فشل الاجتماع مع كوريا الشمالية - وهذا احتمال ممكن - سوف يعتبر منعطفاً حاداً للترمبية السياسية في الخارج والداخل. وقتها إما أن تعيش الإدارة ما وعدت به من «غضب ونار» أو تتراجع. كلا الاحتمالين يحملان كثيراً من المخاطر، ولكن المخاطر الأكبر في الاحتمال الثاني وهو الفشل؛ لأن النجاح يمكن أن يحقق كثيراً من إرضاء النفس، وتحقيق أو الادعاء بتحقيق الشعار الأكبر: «لنجعل أميركا عظيمة». أما في الاحتمال الثاني، الفشل، فلن يبقى النظام الدولي على ما عرفه العالم في ثلاثة أرباع القرن الماضي، هذا النظام سوف يختل خللاً كبيراً، قد يقود إلى «نهاية العولمة» كما نعرفها، وانفلات قوى إقليمية لتحقيق مصالحها، دون النظر إلى أي معوقات. أما أميركا الداخل فلن تكون من جديد أميركا ذات الصولة والجولة.

بالتأكيد، العالم يحبس أنفاسه اليوم بانتظار تاريخين؛ الأول هو الاجتماع التاريخي الأميركي - الكوري الشمالي (الرئيس الأميركي ألغى الاجتماع – المحرر)، والثاني تحرك النظام الإيراني أمام المطالب الأميركية، إما إلى الإذعان، مع حفظ ماء الوجه، أو التحدي الذي سوف يحول منطقتنا إلى ما يمكن وصفه بأنه «كرة نار» متدحرجة. آخر الكلام: هناك مثل شعبي خليجي، قد يكون مناسباً للمرحلة: «الذئب لا يهرول عبثاً»!

 

القانون رقم 10: إعادة تركيب سوريا

د. خطار أبودياب/العرب/26 أيار/18

تشريع القانون رقم 10 يمكن أن يؤدي إلى حرمان مئات الآلاف من اللاجئين من أي احتمال للعودة، ويكرس أوضاع استعصاء وتوطين في البلدان المجاورة.

القانون يعرقل عودة النازحين السوريين

يتميز النزاع السوري متعدد الأطراف بالتهافت الإقليمي والدولي والرهانات الكبرى والمصالح المتضاربة، لكنه استثنائي لجهة أسلوب المنظومة الحاكمة في استدعاء الخارج والتدمير المنهجي والإدارة الخبيثة للصراع والهندسة البشرية والجغرافية للبلاد.

وفي نفس سياق التغريبة السورية والتغيير الديموغرافي تأتي بعض القوانين الاعتباطية والمحيرة مثل القانون رقم 10 للعام 2018، كي تعقد أو تمنع عودة المنفيين وتهدد بنزع الملكية من أبناء حاضنات الحراك الثوري وذلك بغية إعادة رسم سوريا وإعادة إعمارها بما يتلاءم مع ديمومة السيطرة الأسدية.

يمكن للمراقب أن يتساءل عن جدوى إصدار قوانين أو الاهتمام بقوانين في وضع محكوم بقوانين الطوارئ والأحكام العرفية، وتسود فيه ما يشبه شريعة الغاب أو النزاعات بين المتحكمين أو قوى الأمر الواقع، لكن من يفهم دوافع النظام يتوجب عليه التنبه لخطورة هذه التشريعات التي تكرس انقلاب الأمر الواقع، وذلك انطلاقا من خطاب شهير لبشار الأسد في أغسطس عام 2017 قال فيه حرفيا “بالفعل خسرت سوريا الكثير من شبابها وبنيتها التحتية، لكنها كسبت في المقابل مجتمعا أكثر نقاء وأكثر تجانسا”.

ويُنسب إلى أحد مسؤولي حزب البعث قوله في بداية الأحداث في العام 2011 “ثمة إمكانية لإرجاع عدد السكان في سوريا إلى ما كان عليه عندما استلم حافظ الأسد الحكم” أي حوالي ثمانية ملايين نسمة بدل 21 مليونا. وإذا جمعنا عدد المبعدين والنازحين والضحايا من الأكثرية السنية نصل إلى حصيلة تعكس مفاعيل التطهير المذهبي والإفراغ والتغيير السكاني واستباحة مقومات الوحدة الوطنية وتدمير الحجر والبشر، ربما لفرض التقسيم الضامن لبقاء السيطرة الفئوية المرتبطة بالمشروع الإيراني الإقليمي.

من الناحية القانونية يطرح القانون رقم 10 إشكالية لا يستهان بها، لكونه تسبب بازدواجية غريبة في التشريعات الناظمة لموضوع تنظيم وعمران المدن

واللافت أن القانون رقم 10 المثير للجدل صدر في الثاني من أبريل الماضي، أي في موازاة سقوط الغوطة الشرقية وكأنه جاء ليكرس استكمال غالبية حلقات التغيير الديموغرافي وحركات السكان وليؤكد من خلال التشريع القانوني القسري الوقائع الجديدة على الأرض.

تحت ستار تنظيم المناطق والعشوائيات وفي وقت يتم فيه التسويق لإعادة الإعمار، يعتبر العديد من القانونيين السوريين أن إصدار هذا القانون مستغرب وتوقيت الإصدار مشبوه، لأن هناك القانون رقم 23 للعام 2015 والقانون رقم 33 للعام 2008، وهما كافيان لتنظيم إعـادة الإعمار ومعالجة مناطق العشوائيات.

لكن لغاية في نفس يعقوب تم طبخ القانون 10 ومهلته الزمنية التي تطلب من كل سوري إثبات ملكيته في الطابو (سند الملكية)، إن بشكل مباشر أو عبر توكيل أحد أقربائه خلال ثلاثين يوما من تاريخ بدء إعلان إعادة تنظيم المناطق وإلا سيخسر حقه في الملكية. وهذه الفذلكة تعني عمليا إغلاق الباب أمام عودة النازحين والمنفيين، في الوقت الذي يكافأ فيه الموالون للنظام.

ولوحظ منذ بدء التطهير من المعضمية وداريا بواسطة “الباصات الخضر” سيئة الذكر، مرورا بالاتفاق المريب للتبادل بين الزبداني – مضايا وكفريا – الفوعة، وصولا إلى الغوطة وجنوب دمشق وريفي حمص وحماة، كيف مهدت المنظومة الحاكمة لهذا التزوير في نزع ملكية الناس والعمل من دون ضوضاء على تشريع يهدف إلى إعادة تشكيل البلاد بعمق.

ويسهّل هذا النص مصادرة مناطق كاملة من الأراضي السورية، لا سيما في المدن والمناطق شبه الحضرية، التي أصبحت الآن مدمرة، حيث تجذرت الانتفاضة المناهضة لبشار الأسد.

والمخجل أن ما يسمى مجلس الشعب، وهو غرفة مطيعة تنفذ الأوامر العليا، اعتمد ذلك سريعا باسم إعادة بناء البلاد، علما أن هذا التشريع يمكن أن يؤدي إلى حرمان مئات الآلاف من اللاجئين من أي احتمال للعودة، ويكرس أوضاع استعصاء وتوطين في البلدان المجاورة، وأبرزها لبنان لأن النازحين أو اللاجئين الموجودين فيه ينحدرون غالبا من مناطق ريف دمشق ووسط سوريا المستهدفين بالقانون رقم 10، وكذلك القانون رقم 3 الصادر في يناير 2018 الخاص بإزالة أنقاض الأبنية المتضررة (الـذي سيغير الجغرافيا ويمحو آثار الملكية).

بعد التدمير الذي تخطى في بعض الأمكنة، الدمار في الحرب العالمية الثانية، يبدأ السباق النفعي البشع على حساب الضحايا. ويستعجل رجال أعمال المنظومة الحاكمة، وعلى رأسهم رامي مخلوف، مع أصدقائهم الروس والإيرانيين السعي لقطف ثمار رسم مناطق جديدة وعوائد إعادة الإعمار، ويجعلون من إغراءات منح العقود نوعا من الطعم للكثير من الدول مثل الصين وألمانيا وبعض الدول الأوروبية الطامعة بالمشاركة في الكعكة السورية.

والملفت للنظر أنه خلال الزيارة الأخيرة للمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إلى روسيا صرح الرئيس فلاديمير بوتين أمامها بما يشبه خارطة الطريق لجذب الأوروبيين إلى مشاريع إعادة الإعمار قبل الولوج إلى الحل السياسي الفعلي والواقعي، إذ قال “نؤكد سعي جمهورية ألمانية الاتحادية للمشاركة بشكل جدي في إعادة إعمار البنى التحتية الاقتصادية والاجتماعية لسوريا، ومن الضروري أن تكون أي مساعدات بالتوافق مع السلطات الشرعية”.

يمكن للمراقب أن يتساءل عن جدوى إصدار قوانين أو الاهتمام بقوانين في وضع محكوم بقوانين الطوارئ والأحكام العرفية، وتسود فيه ما يشبه شريعة الغاب

ولم ينس بوتين التلويح بموضوع اللاجئين عندما حدد أنه “في حال أرادت أوروبا عودة اللاجئين السوريين إلى وطنهم عليها المساعدة في إعادة إعمار سوريا ورفع القيود عن مناطق سيطرة الحكومة السورية”. وفي المقابل طلبت ميركل من بوتين الضغط على النظام السوري لإلغاء القانون 10 الذي يعطل عودة اللاجئين ولم تلق جوابا.

بالرغم من أن روسيا عبر مراكز المصالحة تحاول التخفيف من وطأة التغيير الديموغرافي وتثبيت بعض السنة السوريين في أماكن سكناهم، لكنها تبدو عاجزة أو لا تريد لجم إيران والمنظومة الحاكمة المتورطتين في تغيير وجه سوريا وبلاد الشام.

من الناحية القانونية يطرح القانون رقم 10 إشكالية لا يستهان بها، لكونه تسبب بازدواجية غريبة في التشريعات الناظمة لموضوع تنظيم وعمران المدن، نظرا لوجود قانون عام لتنظيم المدن وعمرانها، وهو القانون رقم 23 للعام 2015، مع العلم أن هذا القانون يمكن أن يطبق على المناطق المصابة بكوارث طبيعية من زلازل وفيضانات، أو التي لحقها الضرر نتيجة الحروب والحرائق، (المادة 5/ أ).

كما يشمل مناطق المخالفات الجماعية القـائمة ضمن المخططات التنظيمية المصـدقة، (في المادة 3)، ويشمل أيضا أي منطقة ترغب الجهة الإدارية في تنفيذ المخطط التنظيمي العام والتفصيلي المتعلق بها (في المادة 5/ ج).

يعتبر قانون العام 2015 أكثر رأفة بملاك العقارات في المنطقة التنظيمية من القانون رقم 10 لعام 2018، سواء لجهة مبدأ التوزيع الإجباري الذي يعتمده بدلا من خيارات المادة الـ29 الثلاثة في القانون 10، أو لجهة الاقتطاع المجاني من عقارات المنطقة التنظيمية لصالح الوحدات الإدارية، أو لجهة الإعفاء من الرسوم بالنسبة للعقارات التي طالها الدمار جراء الحرب. يقول مرجع قانوني كبير “يجب أن يُفهم القانون في ظل الوضع الاقتصادي والاجتماعي والسياسي الذي نشأ وترعرع في ظله”، ولذا لا يمكن مقاربة القانون رقم 10 للعام 2018 إلا في ظل الاستنسابية السائدة وتجيير كل شيء من تدمير البلد إلى إعادة رسمه وتركيبه من أجل تأبيد المنظومة الحاكمة.

 

هل سيتجرع خامنئي كأس السم الأميركي؟

عبد الرحمن شلقم/الشرق الأوسط/25 أيار/18

إيران تعد الأماكن والعناصر ومجلدات الخطابات التعبوية، انتظاراً للاحتفال بالذكرى الأربعين للثورة الإيرانية العام المقبل. لا شك أن تلك الثورة شكلت حدثاً مهماً على المستوى الدولي؛ لكن ذلك الحدث حمل كثيراً من علامات الغموض، وإن أطلق صرخات الاندفاع الثوري وشعارات التقدم والحرية والديمقراطية... إلخ.

بعد سيطرة الخميني وأنصاره على حلقات السلطة ومفاصل النظام، اندفع إلى العنف الدموي ضد كل من فاحت منه رائحة الاختلاف مع توجهات الخميني وليس المعارضة. مئات من الذين ناصروا الثورة كانوا من أوائل ضحاياها. كثيرون من الثوار كانوا مع الخميني في منفاه العراقي ثم الفرنسي، انتهوا إلى الإعدام أو المنفى. الحسن بني صدر، رفيق الخميني في مواجهة نظام الشاه، وأول رئيس للجمهورية الإسلامية الإيرانية، هرب من طهران متخفياً ناجياً برقبته من النهاية الدامية. صادق قطب زاده، أقرب المساعدين للخميني في منفاه وأحد رموز الثورة، انتهى إلى الإعدام ومعه العشرات.

قال بني صدر، إن الخميني قال له بعد أول انتخابات في الجمهورية الجديدة، لا يهم رأي الناس، المهم رأي رجال الدين.

أسس المرشد الأعلى للثورة الحرس الثوري، ليكون القوة الضاربة له. تفرض ما يقرره. فوجئ رئيس الدولة - بني صدر - منذ الأيام الأولى بقرارات يصدرها المرشد منفرداً من دون الرجوع إليه، ويجري اتصالات مع أطراف خارجية من بينها الولايات المتحدة الأميركية.

منذ البداية، اتجه الخميني إلى سياسة المواجهة والقوة في الداخل والخارج. وضع نفسه فوق الجميع، وتوج ذلك بصياغة الدستور الإيراني الذي جعل المرشد صاحب الأمر والنهي، من خلال دسترة ولاية الفقيه في غيبة الإمام المنتظر. جعل من إيران دولة لاهوتية موصوفة بتكريس المذهب الجعفري في صلب الدستور، وهو بذلك بنى سداً عالياً بين إيران والغالبية الساحقة من المسلمين السنة. افتتح الخميني مسار جمهوريته الإمامية الاثني عشرية الجعفرية الشيعية الخارجي بالمواجهة الدامية مع العراق، التي جرت الملايين من الإيرانيين إلى حرب كانت حيناً معروفة وأحياناً منسية. فتح جبهة مبكرة للصدام مع أميركا بالهجوم الذي شنّه الطلاب الإيرانيون على السفارة الأميركية بطهران، واحتجاز العشرات من العاملين فيها، في خرق غير مسبوق للمواثيق والاتفاقيات الدولية.

الأمر الأخطر الذي علقه الخميني حبلاً في رقبة إيران، هو المادة 154 من الدستور الإيراني التي جاء فيها: الجمهورية الإسلامية الإيرانية تعتبر سعادة الإنسان في جميع المجتمعات البشرية مثلها الأعلى، وترى أن تحقيق الاستقلال والحرية والسيادة والعدالة الحقيقية من حق جميع شعوب العالم، ولهذا فإن الجمهورية الإسلامية تتعهد بعدم التدخل في شؤون البلدان الأخرى، (ولكنها تلتزم بإسناد كافة النضالات الحقة للمستضعفين أمام مستكبري العالم، في أي نقطة من نقاط المعمورة)...!! هذه المادة تحمل في داخلها تناقضاً يصل إلى حد العبث. التزام بعدم التدخل في شؤون البلدان الأخرى، وفي النص ذاته تعلن عن نفسها بأنها تمثل قوة عابرة لحدودها، بدعم نضالات المستضعفين في أي نقطة من المعمورة. والسؤال الذي يسوقه اليوم أي إنسان هو: هل تدعم إيران المستضعفين في سوريا واليمن ولبنان؟ ألم تتحول هي ذاتها إلى قوة تسند الظالم في هذه النقاط من المعمورة ضد المستضعفين؟

والإعدامات التي يمارسها النظام الإيراني في حق الفقراء والمستضعفين على أرضه، أليست الخرق الأكبر والفاضح لذاك النص؟

مشكلة النظام الإيراني مع العالم لم تبدأ بمشروعه لتطوير سلاحه النووي أو الصاروخي. باكستان الإسلامية امتلكت القنبلة النووية، ولم تشن الدنيا عليها معركة عسكرية أو سياسية، على الرغم من أن باكستان تقع في دائرة جغرافية سياسية متوترة وساخنة بحكم الموروث الحساس بينها وبين الهند؛ بل إن سلاحها النووي ساهم في تزكية زخم الهدوء مع الهند. مشكلة إيران المزمنة هي خيارها العنيف العابر لحدودها، الذي تصدره في صناديق السلاح والمال والآيديولوجيا الطائفية، على أكتاف شبابها الذين ترسلهم أرتالاً إلى خارج حدودها، وشبكات المال المشبوه العابر للقارات وافتعال الحروب الطائفية في مشارق الأرض ومغاربها. المفارقة العجيبة الغريبة أن تعبئ إيران المئات من المبشرين في غرب أفريقيا، لتحويل السنة إلى المذهب الشيعي، في حين يوجد بهذه المنطقة الملايين من البشر الوثنيين، ألم يكن من الأحرى أن تسخر أموالها ومبشريها لهدايتهم إلى الإسلام؟!

إيران أمة كبيرة. لها إمكانيات بشرية ومادية هائلة. جذورها في التاريخ ممتدة عبر حقب طويلة. كان بإمكانها اليوم أن تكون من النمور الآسيوية؛ بل العالمية، ولكنها أضاعت كل ذلك في وهم العظمة الذي وضعها في مؤخرة الدول، واستحقت أن تكون الدولة الأولى المنبوذة والمارقة في العالم. تفوقت على نفسها في صناعة الأعداء بمالها ودماء أبنائها، وفرضت على شعبها الفقر والبطالة والتخلف.

عندما يعلن حسن نصر الله، أن سلاح حزبه وماله وأكله وشربه، يأتي من إيران، السؤال: لماذا؟ هل لكي يحكم هذا الحزب لبنان؟ ونكرر السؤال: لماذا يحكم الحزب هذا البلد الذي أبدع توازناً سياسياً حقق له السلم الاجتماعي لعقود، رغم حساسية موقعه الجغرافي السياسي؟ تدفع إيران بالمال والسلاح إلى اليمن لتشعل من تحت رماد التاريخ ناراً طائفية ردمها الزمن. اليوم تدخل إيران في أدغال الحرائق العالمية التي لا قبل لها بها. اللعب مع الكبار لا يكون بكرة النار. قائمة «الشروط» التي أعلنها وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو ليست قائمة من 12 نقطة للتفاوض، لكنها للقبول أو الرفض، وهي في الحقيقة كما يقول المثل الليبي «شروط النسيب الكاره»، أي أن تطالب من يخطب ابنتك بتقديم مهر لا قدرة له عليه. في جميع الحالات أن الوزير الأميركي عبر حزمة الشروط التي عرضها، قال لإيران: إما أن تغيروا أو تتغيروا. الرد الإيراني على لسان الرئيس روحاني وثلة من أعوانه، كان زخات من تهكم وعناد موجهة إلى الداخل الإيراني، ولا علاقة له بالتفكير السياسي الواقعي. أوروبا التي تجهد سياسييها من أجل اجتراح مخرج للأزمة، تقف بين الإصرار والتصعيد الأميركي واللامعقول الإيراني، فالشروط الأميركية تغلق كل أبواب المناورات الدبلوماسية الأوروبية والصينية والروسية، والردود الإيرانية تزيد تلك الأبواب إحكاماً.

المرشد الأعلى للثورة الإيرانية خامنئي، يقف اليوم على منبر الحقيقة المرة القاتلة، كما وقف عليه يوماً سلفه الخميني، عندما اضطر مكرهاً إلى وقف الحرب مع العراق، قائلاً: «أنا أتجرع كأس السم، كم أشعر بالخجل لموافقتي على اتفاقية وقف إطلاق النار مع العراق».

هل ستمتد يد خامنئي إلى كأس السم والخجل؟

                                               

الفاتيكان والعالم الإسلامي... تعاون لا تنافس

إميل أمين/الشرق الأوسط/25 أيار/18

يبقى شهر رمضان الفضيل قيمة روحية للإنسانية؛ فالصوم والصلاة، يقرّبان بين الأرواح الساعية في طريق الوحدة الإنسانية، والبشرية الواحدة، عبر المودات المتبادلة، وتعظيم التعاون النافع والبناء من أجل عالم أكثر تناغماً، يسوده السلام، وتتباعد عنه سحب الكراهية والخصام.

ومثل كل عام، توجه المجلس البابوي للحوار بين الأديان في حاضرة الفاتيكان برسالة التهنئة للعالم الإسلامي، وتهنئة هذا العام لها مذاق خاص؛ ذلك أنها تأتي بعد تبادل زيارات رفيعة المستوى بين وفود إسلامية من رابطة العالم الإسلامي برئاسة الدكتور محمد العيسى إلى حاضرة الفاتيكان، واللقاء مع الدوائر المعنية بالحوار هناك، وتالياً زيارة وفد المجلس البابوي للحوار برئاسة الكاردينال جان لوي توران إلى المملكة العربية السعودية؛ في بادرة حوارية إنسانية رفيعة جداً، هي الأولى من نوعها مع الاستقبال الطيب الذي جرى على أرض المملكة للوفد الفاتيكاني.

عنوان الرسالة يوحي بالكثير جداً من المعاني الإيجابية الخلاقة «المسيحيون والمسلمون... من التنافس إلى التعاون»؛ ما يستدعي من الأفق علامة استفهام، «هل نحن مقبلون على قراءات مغايرة للأزمنة يحل فيها توجه إنساني حقيقي يرتكز إلى منطلقات إيمانية صادقة غير مغشوشة تدفع أتباع الأديان في طريق تعبيد مسيرة الإنسان بكل ما هو حق وخير وجميل وعادل... طريق تتقلص فيها العنصرية وتختفي من على دروبها ملامح ومعالم العنف والتطرف؟

رسالة الفاتيكان للعالم الإسلامي هذا العام مليئة بالخواطر التي تتعلق بجانب حيوي من العلاقات بين المسيحيين والمسلمين، وفي مقدمتها التأسيس لمرحلة جديدة من التعاون، ولا سيما أن العلاقة بين الطرفين في الماضي اتسمت في كثير من الأحيان بروح المنافسة، تلك التي ولدت - ولا شك - عواقب سلبية معروفة لقارئ التاريخ، ومشاهدها ساكنة أحاجي الإنسانية منذ القرون الوسطى، وحتى ملامح ومعالم انتفاضة القوميات اليمينية والشوفينية في أوروبا وأميركا في حاضرات أيامنا. تمثلت هذه الآثار السلبية في مظاهر وظواهر الغيرة والدعاوى المتبادلة جزافاً بين الجانبين؛ ما خلق توترات في العقول والقلوب، صاحبتها في بعض الحالات صدامات عنيفة، وقد تجذرت الخلافات على نحو غير مسبوق عندما تم استخدام الدين وتالياً استغلاله، وبنوع خاص من أجل تحقيق مصالح شخصية وإدراك منافع سياسية.

هذا التنافس الضار والمضر كان لا بد له، ومن أسف وأسى شديدين، أن ينعكس سلباً على صورة الأديان، التي جوهرها دائماً وأبداً هو الخير والصلاح، وبصورة حتمية على أتباعها بالمليارات حول العالم شرقاً وغرباً؛ الأمر الذي أفرز طرحاً غير حقيقي مفاده أن الأديان ليست مصدراً للسلام، بل على العكس من ذلك؛ إذ قدمها للناس على أنها مصدر لأسباب التوتر وأحياناً العنف، ومنطقياً الحروب التي تسفك فيها الدماء، لتسقط مشاعل التنوير والمودة في دروب العالم المظلم. تهنئة الفاتيكان للعالم الإسلامي تسعى حثيثاً لدرء هذه الآثار السلبية المتقدمة، ومن أجل التغلب عليها، تذكر ملايين المسلمين والمسيحيين، وإن شئت الدقة قل نحو ثلاثة مليارات حول البسيطة، بأنه يتحتم علينا أن نتذكر القيم الدينية والأخلاقية التي تمثل قاسماً مشتركاً بيننا، ومن دون أن نغفل ما نختلف فيه، وفيما نحن نعترف بما نشترك فيه ونظهر الاحترام لاختلافاتنا المشروعة، يمكننا أن نرسخ بمزيد من الحزم أساساً متيناً لعلاقات سامية، وأن ننتقل من المنافسة والمواجهة إلى التعاون الفاعل من أجل الصالح العام.

يعي المجلس البابوي للحوار بين أتباع الأديان ما يعنيه الصوم من جهاد النفس أولاً، والعطف على الفقراء والمحتاجين، وكذا المتألمون والمضطهدون، والمحرومون من خيرات الأرض؛ ولهذا فإن الوجه الأنفع والأرفع للتعاون الفاعل البعيد عن المنافسة السلبية، يمكن أن يشمل أولاً هؤلاء؛ ما يجعل صومنا وصلواتنا، قرابيننا وذبائحنا، تصعد كرائحة بخور، تدلل على مصداقية إيماننا وعظمة روحانيتنا لحب الله عز وجل أولاً وأخيراً، وللبشرية جمعاء من ثم. يعنّ للقارئ التساؤل أي مجالات يمكن فيها للمسيحيين والمسلمين حول العالم التعاون، وعلى هذا النحو الذي يدفع مسيرتنا نحو الله في السماء؟ أغلب الظن أن المسطح المتاح للكتابة يضيق عن السرد، لكن وبصورة جوهرية هناك المجال الثقافي الحضاري، ومن خلاله يمكن للمؤسسات الدينية المسيحية والإسلامية تصحيح المفاهيم الخاطئة والصور المشوهة، والالتقاء عند حدود الجوامع المشتركة بين الثقافات والحضارات؛ ما يكشف الأخطاء التي وقعت فيها الأطراف والأطياف الفكرية على الجانبين طوال المسيرة الإنسانية الماضية. هناك تعاون في المجال الديني؛ ما يعزز القيم الدينية وينشر الفضائل ومكارم الأخلاق ويقوي الإيمان بالمبادئ القومية التي جاءت بها الأديان السماوية، وفي زمن العولمة المنفلتة هذه يبقى فرض عين على رجال الدين توعية الناس بأخطار الانحراف الفكري والسلوكي، التطرف والغلو والجريمة بكل أنواعها. ويبقى المجال الاقتصادي بدوره ملعباً فسيحاً ومتسعاً لإعادة توزيع خيرات أمنا الأرض بطريقة عادلة بحيث يتشارك الجميع لقمة الخبز، وفي زمن باتت فيه المجاعات عار الإنسانية عامة، وأصحاب الأديان التوحيدية خاصة، وعلى المسيحيين والمسلمين واجب أدبي وروحي يتصل بجهود التنمية الشاملة ودفعها قدماً، خصوصاً في الدول النامية، ومنع الاحتكار واستغلال واستنزاف الموارد الطبيعية والمواد الأولية للدول الفقيرة، وإقامة أسس جديدة للتجارة الدولية لضمان العدل والإنصاف. ويبقى المجال السياسي فضاءً واسعاً لتعزيز العدالة الدولية والوقوف صفاً أمام الظلم الإنساني، والعمل على استتباب الأمن والسلم في ربوع العالم، ومحاربة الإرهاب، ودعم حق الشعوب في الدفاع عن سيادتها وتحرير أراضيها. المسلمون والمسيحيون في رمضان، وفي كل زمان ومكان، مأمورون بتمجيد الخالق جل وعلا، وتعزيز الانسجام في مجتمعات متعددة الأعراق والديانات والثقافات بشكل متزايد.

نتمنى للجميع صياماً مثمراً... وعيداً سعيداً مقدماً.

 

إيران تعتدل لتفاوض مستقبلاً

أسعد حيدر/المستقبل/25 أيار/18

لماذا لا ترد إيران على القصف الإسرائيلي ضدها في سوريا؟ لماذا أصلاً لا تعلن ولا تُدين القصف الأميركي – الإسرائيلي شبه اليومي ضد قواتها وقواعدها وميليشياتها في سوريا؟ خصوصاً أنها ردّت مرة واحدة، وجعلت منه خطابياً، حلقة من سلسلة من الردود القادمة. هل التفاوت في القوة، هو الذي يقيّد إيران أم أن الأمر يتجاوز اختلال موازين القوى؟ تحوّلت سوريا في الفترة الأخيرة إلى حقل رماية إسرائيلي مع انعدام الرد الإيراني. هذا الاعتدال الميداني، رافقه حتى الآن اعتدال في الرد على الموقف الأميركي. إيران تعرف حدود قوتها، مهما بالغ بعض قادة «الحرس الثوري» في «عنتريات» مثل أن مصير أميركا سيكون مثل مصير صدام حسين، وكأن الإيرانيين هم الذين أسقطوا صدام وليس الأميركيين، وأنهم فقط دفعوا به إلى الإعدام. طهران لا تريد الحرب، سواء مع أميركا بشكل عام أو إسرائيل بشكل خاص. تخشى إيران من فتح الجبهة الإسرائيلية، ويعرف القادة الإيرانيون أنه ليس باستطاعتهم خوض وإدارة حربين في وقت واحد. تكتفي إيران حالياً، بأنها عبر الرد الصاروخي في الجولان قد أنجزت مهمة «ربط النزاع» مع إسرائيل، ولا داعي في وقت تبدو فيه قواتها مكشوفة في سوريا بشكل كامل أمام إسرائيل إلى الانزلاق نحو مواجهة مباشرة.

لا يعني هذا أن هذا الموقف الإيراني سليم وأنه ينقذها، فأضراره ربما ستكون أكبر وأعمق خصوصاً على الداخل الإيراني، وهو ما يحقق أحد أهداف واشنطن بالوصول إلى إحداث «زلزال» داخلي ينتج صراعاً مكشوفاً على السلطة. القصف اليومي، مثل الضرب المتواصل على «المسمار» حتى ينغرس عميقاً في «جسد» الموقف الإيراني. لا يهم عدم الإعلان عن وقوع خسائر. طهران و«قادة الحرس» وأيضاً قادة الجيش الإيراني، يطلعون على تفاصيل وأرقام الاستنزاف اليومي لقواتهم واضطرارهم للبقاء مكتوفي الأيدي. الرد في الجولان أو في أي بقعة من منطقة الشرق الأوسط أو العالم سيؤشر إلى إيران ويدينها. لا بد في النهاية من «فرقعة زجاج» الموقف الإيراني الصامت. هذا ما تسعى إليه الإدارة الأميركية وإسرائيل. من الصعب على قيادات عاشت ونهضت وقامت على وقع التضخم العسكري أن تصمت. تصعيد المرشد آية الله علي خامنئي حجم مطالبه من الاتحاد الأوروبي، بحيث يبدو وكأنه هو الأقوى وهو الذي يفرض موقفه، لا يقنع أحداً. من الواضح أن الملف النووي أصبح «العباءة» التي تخفي مطالب سياسية وعسكرية مضادة مهمة جداً. مشكلة إيران كما يبدو أن الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما كان يأمل وهو يوقّع على الاتفاق النووي، في تحقيق «انعطافة جيوسياسية إيرانية» تنتج ولو ببطء شرق أوسط جديداً. ما حصل العكس، تحالفت إيران مع روسيا، وذهبت أبعد بكثير مما كان يمكن حصوله بدون الاتفاق النووي. المرشد خامنئي وهو يضع شروطه على الاتحاد الأوروبي، كشف المطلوب منه، الذي ترجمته المباشرة، توقف إيران عن سياساتها التوسعية ووقف تطوير سلاحها الصاروخي الباليستي، والانسحاب من سوريا وباقي المنطقة التي تمدّدت فيها وجعلتها تعلن مراراً أنها موجودة في أربع عواصم عربية. تهديد جنرال مثل أحمد رضا بوردستان قائد القوات البرية سابقاً ورئيس مركز الدراسات حالياً في «سحق الأعداء» هو في الوقت الحالي، عرض حال للتفاوض. إيران تسعى وتريد التفاوض مباشرة أو بطريقة غير مباشرة، وبسرعة قبل أن تتزايد عليها الضغوط سواء العسكرية أو السياسية. باب المفاوضات لم يُقفل حتى الآن. ما يدفع إيران للتفاوض، الوعي الكامل بأن أوروبا وتحديداً «الترويكا» الفرنسية - الألمانية - البريطانية، غير قادرة حتى ولو أرادت على مواجهة سياسة «المقاطعة الترامبية».

الرئيس ايمانويل ماكرون، يلتقي حالياً الرئيس فلاديمير بوتين. الملف النووي وسوريا في صلب المباحثات. يعرف ماكرون أن موقفه يتقاطع مع نظيره الروسي بما خص الملف النووي. أما في سوريا فإنه سيسعى إلى تشجيع بوتين على متابعة ضغطه على الأسد لتحقيق الانسحاب الإيراني من سوريا. هذا الانسحاب يبدو وكأنه وضع على «السكة» خلال ما تبقى من السنة الحالية. ما قاله الرئيس حسن روحاني للشعب الإيراني، يؤشر إلى وضع صعب وقرارات مطلوبة أصعب. فقد توجّه إليه بقوله «اصبروا وصابروا»، أما المتشددون في السلطة مثل ابراهيم رئيسي فقد قال: «لا ينبغي أن يكون شعبنا أسيراً لبعض الأوهام».

يجب أن تقوم إيران بخطوات إيجابية وسريعة حتى يفتح الأميركي باب المفاوضات. الواضح أن ترامب يذهب إلى قمة التشدد للوصول إلى حل. إلغاء القمة مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون «رسالة» إلى الإيراني بأن عليه تقديم تنازلات كبيرة.

لا يمكن للإيراني تجنب الضغوط العسكرية والاقتصادية (العقوبات بدأت تفعل فعلها في قطاع النفط الذي يُشكل الوريد الأساسي للاقتصاد الإيراني) من دون تقديم مواقف تؤكد حسن نيته. في مقدمة ذلك عدم عرقلة تشكيل حكومة عراقية معتدلة وغير راضخة له. أبعاد المالكي عن تشكيل الحكومة سيكون «رسالة» إيرانية بقبول الانفتاح. كذلك اعتدال «حزب الله» في لبنان، وعدم عرقلة تشكيل الحكومة هو خطوة مهمة تؤكد حُسن نيّة إيران عبر إيجابية «الحزب». يمكن للمرشد ومعه قادة «الحرس» المراهنة «على الخوف من حصول انفجار واسع في الشرق الأوسط» كما عبّر عنه وزير خارجية فرنسا جان إيف لودريان، للتوصل إلى حل وسط مع واشنطن في أساسه لجم التصعيد الإسرائيلي، وهذه العملية يتم التنسيق حولها مع موسكو، خصوصاً أنها الأكثر حرصاً على الحلول العملية السريعة حتى لا تتعرض استراتيجيتها في الإمساك بمنطقة الشرق الأوسط للخطر.. لكن ما العمل إذا سقط هذا «الخوف»؟

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

الرئيس عون بمناسبة عيد التحرير: تحية الى من صبر وصمد وروت دماؤه الأرض حتى زال الاحتلال

الجمعة 25 أيار 2018 /وطنية - غرد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بمناسبة عيد التحرير، على حسابه الخاص على "تويتر"، بما يلي: "في عيد التحرير، تحية إلى من صبر وصمد، ودافع وقاوم، والى من روت دماؤه الأرض حتى زال الاحتلال".

 

بري في عيد التحرير: سلاح وحدتنا الضامن لتحرير ما تبقى من أرضنا

الجمعة 25 أيار 2018 /وطنية - أصدر رئيس مجلس النواب نبيه بري بيانا لمناسبة عيد المقاومة والتحرير قال فيه: "في ذكرى التحرير يوم نمجد فيه من زرع جسده في الأرض ليزهر في تراب الوطن. كل شهيد أرزة في علم، وكل جريح خيط نول من قماشة لبنان. كل التهاني للبنان شعبا وجيشا ومقاومة. سلاح وحدتنا هو الضامن لتحرير ما تبقى من أرضنا والمياه". وفي إطار الاستقبالات، استقبل بري قبل ظهر اليوم في عين التينة السفير الإسباني خوسيه ماريا فيري الذي نقل له دعوة رسمية من رئيس البرلمان الإسباني لزيارة إسبانيا، وكانت مناسبة للبحث في التطورات. ثم استقبل الوزير السابق جان لوي قرداحي، وبعد الظهر منسق أنشطة الأمم المتحدة في لبنان فيليب لازاريني وتناول معه المستجدات في لبنان والمنطقة، ثم مدير مكتب المرجع الشيعي السيد علي السيستاني في لبنان حامد الخفاف.

من جهة أخرى، تلقى بري مزيدا من الاتصالات وبرقيات التهنئة بإعادة انتخابه رئيسا للمجلس من كل من: السيدة نازك الحريري، الأمين العام السابق للجامعة العربية عمرو موسى، رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" الفلسطينية اسماعيل هنية، الأمين العام للجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين نايف حواتمة، الأمين العام للاتحاد البرلماني العربي فايز الشوابكة ورئيس مجلس النواب الأردني السابق النائب عبدالكريم الدغمي.

 

الحريري جال على رؤساء الحكومات السابقين: نريد حكومة قائمة على التوافق الوطني وإذا أردنا الخروج من الطائفية السياسية علينا اعتماد المداورة

الجمعة 25 أيار 2018 /وطنية - استهل الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري، جولته التقليدية على رؤساء الوزراء السابقين، يرافقه مستشاره الإعلامي هاني حمود، من منزل الرئيس سليم الحص، الذي التقاه في حضور ابنته وداد الحص ومدير مكتبه رفعت بدوي.

وقال الحريري بعد اللقاء: "زيارتي للرئيس الحص تأتي من ضمن الجولات التي أقوم بها كعرف وتقليد، بعد أن تم تكليفي من قبل رئيس الجمهورية تشكيل الحكومة. وقد تشاورت مع الرئيس الحص في رؤيته لمستقبل الأمور، وجرى بيننا كلام صريح، وجميعنا يريد مصلحة البلد في المستقبل. كما أن دولته يرى أنه على لبنان القيام بالإصلاحات وبكل ما يفيد مصلحة المواطن".

سئل: ما هو شكل الحكومة المقبلة، ثلاثينية أو من 32 وزيرا؟

أجاب: "حاليا أجول على رؤساء الوزارات، ومن ثم سألتقي الكتل النيابية، وسأرى تمنيات كل فريق، وأعتقد أننا إذا نظرنا إلى تمنياتهم سنخرج بحكومة من ستين وزيرا".

سئل: ما هو تصوركم الأولي للحكومة؟

أجاب: "الحكومة السابقة قامت بالعديد من الأمور ونجحت فيها. من هنا، نريد حكومة تكون قائمة على التوافق الوطني على العناوين العريضة وحتى على بعض التفاصيل، ونعمل بنفس الروحية والإيجابية التي عملنا على أساسها خلال السنة ونصف السنة التي مرت، وأنا متأكد أننا قادرون على إنجاز الكثير".

سئل: هل تعتقدون أن الضغط الإقليمي يمكن أن يؤخر تشكيل الحكومة؟

أجاب: "على العكس، الضغط الإقليمي سيسرع تشكيل الحكومة، ما دام هناك توافق داخلي. البعض يعطي محاضرات بالديمقراطية وبالتمثيل الحقيقي، وبعد أن أجرينا انتخابات على أساس النسبية لكي يكون هناك أفضل تمثيل، يأتون ليقولوا أن النواب المنتخبين يمثلون جزءا من المجتمع، لا يمكننا العمل بهذه الطريقة".

سئل: هناك تخوف من إقصاء "القوات اللبنانية"، فما ردكم؟

أجاب: "كلا، لماذا يتم إقصاء القوات؟ لقد فازوا في الانتخابات وحققوا تقدما".

سئل: هل يمكن وضعهم في المعارضة خارج إطار الحكومة؟

أجاب: "لماذا نطرح هذه الأمور؟ أنا أرى على العكس، أن القوات قيمة مضافة في مجلس الوزراء، وإن شاء الله نتفاهم مع الجميع ويكون لكل فريق حصة".

سئل: هل ستفصلون في "تيار المستقبل" الوزارة عن النيابة؟

أجاب: "نعم".

سئل: هل هناك خلاف حقيقي أو تباعد بينكم وبين الوزير المشنوق؟

أجاب: "ليس هناك أي خلاف أو تباعد. نهاد من أهل البيت، وهذا الكلام تحدثنا فيه في عدة اجتماعات سابقة. البعض يحاول تصوير وجود خلاف بيني وبينه، وهذا يذكرنا بما كان يقال في السابق عن خلاف بيني وبين الرئيس فؤاد السنيورة، الآن الموضة الجديدة هي الحديث عن خلاف بيني وبين الوزير المشنوق".

سئل: لكنه قال أنه لم يبلغ إلا من خلال الإعلام بفصل النيابة عن الوزارة؟

أجاب: "ربما هو نسي، لكني أبلغته وتحدثت مع كل الناس، وأنا أعتبره من أهل البيت".

سئل: هل ستزورون السعودية؟

أجاب: "سأذهب لرؤية الأولاد بعد أيام قليلة".

من جهتها، قالت وداد الحص: "لقد رحب الرئيس الحص بالرئيس الحريري في بيته وبين أهله، وتمنى له كل التوفيق في تشكيل الحكومة الجديدة، وإن شاء الله تكون هذه الحكومة على قدر طموحات اللبنانيين وتحقق آمالهم وتكون من أهل الاختصاص والنزاهة والكفاءة. وكل عام وأنتم بخير بمناسبة عيد التحرير".

منزل ميقاتي

ثم زار الحريري الرئيس نجيب ميقاتي في دارته، وعرض معه الأوضاع العامة وملف تشكيل الحكومة المقبلة. وقال بعد اللقاء: "تشرفت بلقاء الرئيس ميقاتي وتحدثنا في وضع المنطقة والبلد، وإن شاء الله سيكون لنا لقاء آخر يوم الاثنين في الاستشارات التي ستحصل في مجلس النواب، وكانت الآراء متفقة على أن التوافق والعمل سويا هما ما يجعل لبنان أقوى لنتمكن من تحقيق كل المشاريع التي نطمح إليها لاستنهاض الاقتصاد اللبناني. هذا أهم أمر بالنسبة إلي وإلى الرئيس ميقاتي".

سئل: هل تفاجأتم بتسمية الرئيس ميقاتي لكم بالأمس؟

أجاب: "كلا، لقد كانت هناك عدة رسائل ربما غير مباشرة، لكني كنت أعلم أنه سيسميني".

سئل: هل عاد الود بينكم وبين الرئيس ميقاتي؟

أجاب: "إن شاء الله هو في طريقه للعودة، وأصلا أنا أكن كل الود لدولته، وأتمنى أن تتطور هذه العلاقة بالشكل الذي نطمح إليه كلانا".

سئل: هل سيمثل الرئيس ميقاتي بحقيبة في الحكومة؟

أجاب: "سنبحث في هذا الأمر الاثنين المقبل".

سئل: هل تتوقعون أن يتم تشكيل الحكومة في وقت قريب؟

أجاب: "إن شاء الله، أعتقد أن كل الأطراف السياسية تحث على سرعة تشكيل الحكومة، ونأمل أن يكون الجميع واعيا للتحديات التي نواجهها".

سئل: هل سيكون التمثيل السني في الحكومة لكم وحدكم؟

أجاب: "أنا لم أكن أفكر كذلك، ففي الحكومة السابقة لم يكن كل السنة ممثلين لسعد الحريري، ورئيس الجمهورية كان لديه وزير سني هو الوزير طارق الخطيب، وأنا ليست لدي مشكلة ولا تفكيري في هذا المنطق، بل أرى أن التفكير بهذا المنطق، أي أن الوزير يمثل طائفته ونقطة على السطر، هو تفكير مرضي. الوزير يعمل لكل الدولة، وعلينا أن نخلط الأوراق بهذا الشأن، لأن مصلحة لبنان ليست فقط في أن نتغنى بالعيش المشترك ونقول أننا نريد أن نحافظ عليه ولا نعيشه فعليا. العيش المشترك اليوم في شهر رمضان، أن يفطر المسلم عند المسيحي وأن يتعشى المسيحي عند المسلم، وأن نقوم بخطوات تغيير فعلية. وإذا أردنا فعلا الخروج من الطائفية السياسية علينا أن نعتمد المداورة، ليس فقط في الوزارات بل بكل شيء".

سئل: هل ستكونون يدا بيد مع الرئيس ميقاتي بشأن الإنماء في الشمال؟

أجاب: "لما لا، الرئيس ميقاتي خير من يمثل طرابلس والشمال، ويجب أن نكون دائما على توافق معه في المشاريع التي تخص المنطقة".

سئل: هل ستكون هناك مداورة في الحقائب، الداخلية والمالية والاتصالات وغيرها؟

أجاب: "لا أعرف صراحة، وأنا أرى أنه حتى الأقليات يجب أن يتمكنوا من إدارة هذه الوزارات، فلماذا نحصرها بالطوائف الأساسية، لماذا هي فقط للسني أو الشيعي أو الماروني أو الأرثوذوكسي؟ فما به الدرزي أو الأرمني أو غيرهما لا يديرون مثل هذه الوزارات"؟.

سئل: هل اتخذتم قرارا بالمداورة؟

أجاب: "أنا أتمنى، ولكن هذا الأمر كغيره، يحتاج إلى توافق سياسي. لو كان الأمر يعود إلي لكنت بالتأكيد اعتمدت المداورة".

سئل: هل وصلت وحدة الحال بينكم وبين رئيس الجمهورية إلى حد أن يصبح السيد نادر الحريري أحد وزراء فخامة الرئيس؟

أجاب: "لا أعرف من أين يأتي هذا الكلام، ولا أعرف لماذا يروج بعض الإعلام لهذه الأمور. ربما هي قصص جميلة وخيالية".

سئل: من هو مرشحكم لوزارة الداخلية؟

أجاب: "لم نصل بعد إلى الوزارات".

ثم تحدث ميقاتي، فقال: "لقد كانت فرصة لتهنئة الرئيس الحريري على إعادة تكليفه تشكيل الحكومة، وخاصة أننا اليوم أمام منعطف مهم جدا، فإما اننا نريد دولة أو لا نريد، والرئيس الحريري حريص على هذا الموضوع، وانسجامنا معه هو على خطوته بإعادة بناء الدولة على أسس صحيحة، وأولها محاربة الفساد وإعادة الثقة بالمؤسسات والإدارة اللبنانية. كما تطرقنا إلى موضوع طرابلس، وقد أكدت له أن طرابلس ليست فقط محرومة، وهناك من استخدم كلمة محرومة في الماضي وأخذوا حقهم، ونحن اليوم نتمنى أن نأخذ حقنا ولا نقبل أن نكون محرومين، وإن شاء الله في عهده، ويدي بيده، نعوض لطرابلس ما أصابها من حرمان في الماضي، هذا أهم أمر لدينا، وقد وعد دولته خيرا، وإن شاء الله سنكون سويا في موضوع طرابلس، وكما وعدنا في الانتخابات، وأنا تحدثت في طرابلس وكذلك هو، فإن إنماء المدينة موضوع مهم جدا بالنسبة إلينا وسنكون متابعين له، نحن كنواب، وهو في موقع المسؤولية، وسيكون هناك إن شاء الله تنسيق ومتابعة".

سئل: هل طويت السجالات السياسية التي كانت قائمة بينكما في فترة الانتخابات؟

أجاب: "دائما هناك أولويات، واليوم الأولوية هي لحكومة تكون قوية، الدولة هي التي تحمينا جميعا، والرئيس الحريري مسمى أن يكون رئيس حكومة لبنان، وأولويتي في الوقت الحاضر تدعيم هذا الموقف بكل ما للكلمة من معنى".

سئل: كيف ستدعمونه؟ هل بالتنازل عن إحدى الحقائب؟

أجاب: "سنكون معه بالمتابعة وعيننا على أي خطأ. إذا حصل خطأ ما فسنقول، وقد اتفقنا على ذلك، لم يكن هناك أي أمر شخصي في ما بيننا، والأساس هو الخدمة العامة. وموضوع حقيبة بالزائد أو بالناقص ليس هو ما يصنع دولة، والأمر نفسه في نتائج الانتخابات، نائب بالزائد أو بالناقص لن يصنع التغيير. التغيير يجب ان يبدأ من كل اللبنانيين ومنا".

منزل السنيورة

بعد ذلك، زار الحريري الرئيس فؤاد السنيورة في منزله في منطقة بلس، وبحث معه الأوضاع العامة والملف الحكومي، وقال بعد اللقاء: "تشرفت بزيارة الرئيس السنيورة لكي نتشاور في ما بيننا. وقد تباحثنا في الأوضاع الداخلية وفي كل الأمور، وكان حديثا شيقا، وأنا أرغب دائما بسماع نصائح دولته، فهو لديه خبرة كبيرة جدا وسيكون دائما إلى جانبي".

أما السنيورة، فقال: "كالعادة، كان اللقاء بيننا أخويا وشيقا في كل المواضيع التي جرى البحث فيها. وقد تمنيت لدولته كل التوفيق في عملية التأليف، وحتما في إدارة الحكومة بعد ذلك. وأنا على ثقة بأن دولته يحمل في ضميره وقلبه كل القضايا التي تهم لبنان واللبنانيين، ولا سيما المواضيع الوطنية، لجهة الحرص على احترام الدستور واتفاق الطائف والقانون، وما يتعلق باستقلال لبنان وسيادته وحرياته وعروبته، وكل ما له علاقة بالقوانين الدولية. ناهيك عن أني على ثقة كاملة بأن الرئيس الحريري سيكون مدافعا عن إعادة الاعتبار للدولة وللقانون في البلد وكذلك للكفاءة والجدارة في تسلم الإدارة الحكومية وفي إدارات الدولة ومؤسساتها، فهذا هو الطريق الحقيقي الذي يؤدي بنا نحو الإصلاح السياسي والإداري. طبيعي أن مسألة الإصلاح أساسية وضرورية، وهي ستكون في أولويات أي حكومة، وأنا على ثقة بأنها ستكون في أولويات الرئيس الحريري، لأن هذا الإصلاح الذي واجه عراقيل على مدى عشرين سنة، نحن ملزمون أن نقوم به اليوم لمصلحتنا، قبل أن يكون أمرا يطلبه زيد أو عمرو من الناس. إنه لمصلحة اللبنانيين، وطريق الإصلاح ليس سهلا لكنه مجد في النهاية، لأنه يعطي النتيجة لكل اللبنانيين وللاقتصاد اللبناني والمالية العامة ولكل القضايا المعيشية التي يحتاجها اللبنانيون، إن كان في الصحة أو التربية أو الاقتصاد أو فرص العمل أو غيرها. أعتقد أن المرحلة التي سيخوضها الرئيس الحريري ليست سهلة، لكن أكتافه عريضة".

سئل الحريري: ماذا لو طالب حزب الله بتوزير أحد الأشخاص المدرجين على قائمة العقوبات الدولية؟

أجاب: "أولا أنا لم أسمع أي أمر من هذا القبيل، لا من حزب الله ولا من غيره. وبعيدا عن حزب الله، لنفترض أن أي شخص من أي فريق سياسي مدرج على لائحة الإنتربول، هل يكون من الحكمة أن نوزره؟ علينا أن ننظر من هذا المنظار القانوني وليس من منظار التحدي. لكن هذا الموضوع لم يحدثني به لا حزب الله ولا أي فريق سياسي آخر".

أضاف: "يهمني أن أؤكد أنه في حديثي مع الرئيس السنيورة، كان التركيز على موضوع الاقتصاد أيضا، الذي هو الأساس في توفير فرص العمل للشباب والشابات. والآن لدينا فرصة تاريخية في تطبيق مؤتمر "سيدر"، وكما ذكر الرئيس السنيورة، فإن هذه الإصلاحات هي لمصلحتنا نحن. لا يعتقد أحد أنه يستطيع أن يفرض علينا أي أمر، بل إن هذه الإصلاحات هي لمصلحة المواطن اللبناني، فمن مصلحته أن يكون لديه إصلاح في الكهرباء والمياه والإدارة. يجب أن يتمكن المواطن اللبناني من إنجاز معاملته بخمس دقائق، ويجب ألا يتنقل من إدارة لإدارة ولا يرجو فلانا وفلانا ولا يذهب عند حزب فلان أو فلان، لا عند تيار المستقبل ولا حركة أمل ولا غيرهما. من حق المواطن أن ينجز معاملته".

منزل سلام

واختتم الحريري جولته على رؤساء الحكومات بزيارة الرئيس تمام سلام، وعرض معه التطورات.

وقال الحريري: "تشرفت بلقاء الرئيس سلام، وبحثنا في التطورات، واستمعت إلى النصائح التي أعطاني إياها، ونحن جميعا نريد تشكيل الحكومة بشكل سريع جدا لمصلحة لبنان واللبنانيين. التحديات كبيرة في البلد، اقتصاديا وإقليميا".

سئل: هل يمكن أن تكون الحكومة عيدية للبنانيين؟

أجاب: "لما لا، نحن نعمل ليل نهار".

سئل: هل الرئيس تمام سلام مطروح للوزارة؟

أجاب: "نحن في مرحلة دقيقة في البلد، ولدينا بالمقابل فرصا حقيقية للنهوض به، وعلينا جميعا أن نعمل سويا".

سئل: هل تفرض العقوبات على حزب الله أي تحد عليكم؟ هل لديكم أي وعود تجاه الغرب أو تجاه الداخل بهذا الشأن؟

أجاب: "ليس لدي وعود تجاه أحد، كما أنها ليست المرة الأولى التي تفرض فيها عقوبات".

سئل: ألن تكونون محرجين من توزير أشخاص على لوائح الإرهاب أو العقوبات؟

أجاب: "نحن في دولة ديمقراطية فيها أحزاب ونواب، وعلينا جميعا أن نتعاون لمصلحة لبنان العليا. إن كانت هذه المصلحة تقتضي ألا يوزر تيار المستقبل فلانا مثلا، فلن يوزره. علينا أن ننظر إلى هذا الموضوع ليس من منطلق حزبي بل من مطلق مصلحة البلد. وأنا لا أدري من أين تأتي هذه الطروحات. أسمع في الإعلام فقط أن فلانا يريد أن يوزر فلانا، أو أن هناك خلافا بيني وبين الوزير المشنوق أو كل هذه الأمور غير الموجودة. علينا أن نهدأ ونشكل حكومة في أسرع وقت ممكن".

سئل: هل يحتم عليكم الإجماع الذي حصلتم عليه بالأمس في بعبدا تشكيل حكومة موسعة من 34 وزيرا مثلا؟

أجاب ممازحا: "لتكن من ستين وزيرا".

ثم تحدث سلام، فرحب بالحريري "بهذه الجولة التي ترسمله في الكثير من الأمور والتي يحتاجها في هذه المرحلة، ونحن إلى جانبه وبوضوح، لأننا مقبلون في البلد على ورشة كبيرة. واليوم، ونحن نحتفل بذكرى التحرير، في هذه الذكرى الوطنية الكبيرة، إن لم تتحرر كل القوى السياسية في البلد من عقدها وشروطها المسبقة وهواجسها، فلن نستطيع أن ننهض بالبلد. تأليف الحكومة اليوم يتطلب من الجميع أن يكون إيجابيا وبناء ويعاون الرئيس الحريري على تشكيل هذه الحكومة. موضوع السرعة مهم، ولكن الأهم أن تكون الحكومة قوية وتستطيع أن تنهض بالبلد وتواجه التحديات الداخلية قبل الخارجية، فإذا تحصنا وقوينا داخليا، يسهل على الرئيس الحريري وعلى الوطن مواجهة كل التحديات الخارجية. من هنا دعوتي للجميع أن يحرروا أنفسهم من كل شيء يمكن أن يكون عائقا أمام تشكيل الحكومة، ونأمل أن يكون الوضع مستقبلا أفضل، وأنا سأبقى، ليس فقط حليفا للرئيس الحريري وتيار المستقبل، وإنما أيضا إلى جانبه دائما".

سئل: هل أنتم مستعدون للقبول بتوزيركم في حكومته؟

أجاب: "أنا لا أبحث هذا الموضوع، فهذه مهمة الرئيس الحريري الذي سيقرر فيها. لماذا نستبق الأمور، أنا قلت أني إلى جانبه وسأبقى إلى جانبه، وهو لم يقصر معنا في يوم من الأيام بتحمل المسؤولية ومواجهة التحديات. واليوم لديه هذه الأمانة ووفقه الله فيها.

سئل: هل سيكون البيان الوزاري للحكومة المقبلة على نسق ما كان عليه في الحكومة السابقة؟

أجاب: "إن شاء الله".

نشاط بيت الوسط

وكان الحريري قد التقى بعد ظهر اليوم، في بيت للوسط، وفدا من الجمعية اللبنانية لرعاية المعوقين، ضم ريم حدارة ورلى عاصي والدكتور علي رحال، وتسلم منه دعوة لحضور السحور الرمضاني الذي تقيمه الجمعية في 31 أيار الجاري في فندق الكورال بيتش.

 

الرئيس أمين الجميل من بكفيا: لا استقرار إلا على أساس ثلاثية الحق والعدل والطمأنينة السنيورة: لموقف حازم من ايران يؤكد على المصالح المشتركة والاحترام المتبادل

الجمعة 25 أيار 2018 /وطنية - افتتح الرئيس أمين الجميل المؤتمر الذي نظمه "بيت المستقبل" بالتعاون مع مؤسسة "كونراد اديناور"، تحت عنوان "الأمن في خضم الانحلال"، في "بيت المستقبل" في سراي بكفيا، وشارك فيه الرئيس فؤاد السنيورة، سفير المانيا مارتن هوت، مالتي غاير عن "كونراد اديناور" والعديد من الباحثين والأكاديميين ورؤساء مراكز الدراسات العربية والأجنبية.

الجميل

وألقى الجميل كلمة رحب فيها بالحضور، وقال: "نلتقي كما درجت العادة في هذه المساحة، مساحة الحوار الحر المجرد التي يجسدها بيت المستقبل. نمارس التمرين الذهني حول المسائل المعاصرة المتواجدة على هذا الصفيح الساخن الذي استقطب قوى اقليمية ودولية تنازعت فيه وعليه. نلتقي اليوم في خضم حالة الانحلال التي طالت أكثر من صعيد وتأثيرات هذا التفكك على أمن المنطقة واستقرارها، وكأن التغيير الذي يطال عالمنا العربي من عام الى عام، من عقد الى عقد، يسير متدهورا من السيء الى الأسوأ: نزاعات تحولت الى معارك عبثية وانتحارية دمرت البشر والحجر، نزاعات سياسية في الاقليم، لم توفر أي جانب من حياة المجتمع، ولم تقتصر على النزاعات السياسية بين الانظمة، بل استهدفت بشكل اساسي المجتمع والانسان في وجوده وحرياته وسلامته ورفاهيته. فكانت نزاعات سياسية وإقليمية: عربية عربية، وعربية ايرانية، وعربية اسرائيلية، واسرائيلية ايرانية، ودولية إقليمية".

أضاف: "إزاء هذا الواقع المتفلت، وضع الكبار إقليميا ودوليا يدهم على جزء من المشكلة، وتورطوا فيها، وانغمسوا في رمال الارض المتحركة، فحضروا عددا وعتادا، برا وبحرا وجوا، ومخابرتيا، بحجة المساهمة في الحل. أما في الواقع، تفاقم الوضع من مشكلة الى أزمة بدل أن ينحو الى بر الأمان. فكانت: صواريخ روسية على مواقع المعارضة السورية، صواريخ اميركية على مواقع النظام المشبوهة، صواريخ اسرائيلية على مواقع ايرانية في سوريا،صواريخ ايرانية حيث تدعو الحاجة، صواريخ بالستية من اليمن على السعودية، اسلحة كيماوية سورية على المدنيين، غارات اسرائيلية على غزة بحجة حماية القدس. يضاف الى هذا المشهد المأزوم، تداعيات القرار الاميركي بنقل السفارة الأميركية من تل أبيب الى القدس وما يمثل هذا الاجراء من تحد للمشاعر الفلسطينية والعربية، المسيحية والاسلامية".

وتابع: "كل هذا التصعيد هل ينتهي؟ وكيف؟ هل ينتهي على طريقة إشتدي يا أزمة تنفرجي؟ أم على طريقة لا غالب ولا مغلوب؟ أو تبويس لحى وعفى الله عما مضى؟ لكن مهلا، ماذا عن مئات ألوف الضحايا؟ ومشاعر الناس؟ وطموحات الشعوب؟ ما هو جدوى كل هذا الخراب والدمار؟ وهل المطلوب تجهيل الفاعل وتبديد المسؤوليات؟ هل نحن امام أزمة مفتوحة، وأمن مفقود، وانحلال سياسي، وتفكك جغرافي- ديموغرافي؟ وهل نحن أمام إنفجار أم إنفراج؟ وهل الانفراج يحصل بقوة السلاح أم بفعل الدبلوماسية؟ أي جهة دولية ستبادر لإرساء أمن المنطقة الذي يجب أن يقوم على الحق والعدل وطمأنينة الشعوب؟ ودون هذه الثلاثية، لا أمن على الاطلاق، أو أمن هش ومستعار لا يدوم! وهل ثمة جهة دولية جاهزة أو قادرة على فرض السلام الحقيقي القائم على الحق والعدل والطمأنينة؟ أم الخشية هي من سلام مزعوم من نوع آخر؟ فالسلام بقوة السلاح على حساب الحق والعدل هو إستسلام للقدر. السلام بالمدفع هو تسليم بالأمر الواقع، فإما قبول ورضوخ وإما هجرة قسرية، وهذا لا يؤسس لاستقرار دائم. لا بل على العكس. إن الادعاء بهذا النوع من السلام هو على طريقة انتصارات القيصر، التي قيل فيها إنه فرض الصمت وادعى انه السلام".

وأردف: "في المنطقة، بدءا من لبنان، بقدر ما ننجح في بناء السلام المسند إلى الحق والعدل والطمأنينة، بقدر ما سيكون هذا المنتج صالحا لإرساء الأمن والسلام المنشودين لصالح الأمم والشعوب. ولا أمن دائم ولا استقرار ثابت ولا سلام حقيقي إلا على أساس ثلاثية الحق والعدل والطمأنينة. وفي لبنان، الرهان اليوم هو على تثبيت الإنجازات السياسية على علاتها، بدءا بانتخاب رئيس للجمهورية رغم فضيحة الفراغ ومدلولاتها، ثم إجراء الانتخابات النيابية رغم ثغرات القانون وبعض التجاوزات، كما تثبيت للأمن والاستقرار النسبي السائد على معظم الأراضي اللبنانبة. يبقى علينا التركيز على إقامة حوكمة رشيدة تعالج مشاكلنا البنيوية، وتضع حدا للفساد والهدر في مفاصل الدولة، وأن يترافق كل ذلك مع تحقيق السيادة الكاملة غير المجتزأة وغير المنقوصة على كل التراب الوطني، سيادة وفق منطق القانون الدولي والدستور اللبناني والميثاق الوطني. ولا بد هنا من التوقف عند المبادرات الدولية المشكورة للبنان لما تؤمنه من مظلة حامية سياسيا وأمنيا وماليا، إلا ان هذه المبادرات تبقى قاصرة ما لم تحصن بمنظومة اجرائية قوامها سيادة القانون وحصرية السلاح وتحييد لبنان عن حرائق الجوار، وإلا عبثا البناء على رمال متحركة. وكلنا يذكر بأسى الإطباق على معالم الإنماء وتدمير البنى التحتية في أكثر من منطقة في لبنان على خلفية حرب تموز 2006. هل ستنوء الحكومة الجديدة تحت هذا الحمل؟ ام ستنهض به، بالأمن، بالسلام، بالاقتصاد، بالعدالة الاجتماعية، إنطلاقا من ثلاثية: الحق والعدل والطمأنينة لكل مكونات المجتمع اللبناني".

وختم الجميل: "على وقع هذه التساؤلات، أضع تحت مجهر السادة المنتدين محاور هذا المؤتمر حول: الأمن في خضم الانحلال، تحديات وضمان واستمرارية الترتيبات الأمنية في الشرق الأوسط وسط، واقع انحلال النظام الإقليمي وعملية التفكك التي يشهدها. فلنترك لكم المقاربة، أنتم أهل الاختصاص في علم السياسة والديبلوماسية والأبحاث الاكاديمية والجيوسياسية. المطلوب رسم خارطة طريق تساهم في إرساء السلام بعد كل هذا المخاض الطويل من العذاب والاضطهاد والتعسف".

السنيورة

ثم تحدث السنيورة، فقال: "يمر الوطن العربي في هذه الآونة بأزمات طاحنة، وهذه الأزمات الطاحنة تطرح قضيتين مهمتين تمثلان مصدرا لتغذية وتعميق حالة التراجع والانحسار للأمن والاستقرار في المنطقة العربية، وهما: أولا، وجود أقطار عربية باتت مهددة بالانزلاق إلى مصاف الدول الفاشلة، بل إن بعضها مهدد بالتفكك والتشرذم ككيانات سياسية. وثانيا، تمدد أدوار الفاعلين السياسيين من غير الدول الذين يمارسون العنف. وتعد التنظيمات الجهادية الإرهابية العابرة لحدود الدول، وفي مقدمتها "تنظيم داعش"، التجسيد الأبرز لهذه الظاهرة. في مواجهة مخاطر التمزق والتفكك، ما هو السبيل للخروج من تلك المآزق"؟.

أضاف: "مما لا شك فيه، أن المشكلة الأساس في المنطقة العربية، هي المشكلة الفلسطينية، فما جرى ويجري من اعتداء وتنكيل واقتلاع للفلسطينيين من ديارهم على النسق الذي يستمر عليه الاحتلال الإسرائيلي في ممارساته الإجرامية في القدس والضفة الغربية، وقطاع غزة، وكذلك في محاولاته المستمرة من أجل تصفية القضية الفلسطينية برمتها، يقتضي عملا عربيا تضامنيا لإنهاء حالة الانقسام الفلسطيني، ولتعزيز الصمود لدى الفلسطينيين أينما كانوا. كذلك فإنه يقتضي عملا جادا وعقلانيا ومنظما من أجل تظهير طبيعة الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، وتظهير ممارساته الفاقعة للتمييز العنصري من أمام الرأي العام الدولي. ومن جانب آخر لتظهير فكرة المبادرة العربية للسلام كحل منطقي وعادل ودائم للمشكلة الأساس في الشرق الأوسط واستمرار الثبات عليها، ومن دون تنازلات إضافية، بكونها المفتاح الأساس لحل الكثير من المشكلات في المنطقة العربية".

ورأى انه "وعلى الرغم مما سبق إليه القول فما تزال هناك إمكانية لنجاح المقاربات في تطوير بوصلتنا. فبعض الدول العربية الكبرى، ولاسيما تلك التي تتمتع بالاستقرار والقدرة على الحركة وصناعة القرار الوطني والقومي، قادرة، بالتضامن والتعاون والتكامل الأمني والاقتصادي فيما بينها على المبادرة إلى وضع وتعزيز الخطط ذات الأبعاد الاستراتيجية المستندة الى نظام المصلحة العربية. وأن تعمل على بناء وتعزيز الأمن القومي العربي حماية وتحصينا لأمنها في الوقت ذاته. ذلك بما يمكن تلك الدول أن تؤثر إذا أجمعت في ما بينها على أمرين اثنين أساسيين: الأول في مواجهة التدخلات الخارجية في شؤون الدول العربية المضطربة أو المهددة بالاضطراب، مثل سوريا وليبيا واليمن والصومال. والأمر الثاني، العمل في الدواخل المضطربة من أجل التوصل إلى وقف النار وإلى وقف العنف، وإجراء المصالحات، والتمهيد لإعداد دساتير جديدة، والمساعدة على إجراء انتخابات ديمقراطية، والإسهام في إعادة بناء الجيوش الوطنية والقوى الأمنية الأخرى".

واعتبر ان "هناك ضرورة لاتخاذ موقف واضح وصريح وحازم أيضا، من الدولة الإقليمية الجارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية يقوم على التأكيد على المصالح المشتركة والاحترام المتبادل الذي يجب ان يحكم العلاقة العربية الإيرانية بما يؤدي إلى الحد من التدخلات الإيرانية في المنطقة العربية. وطالب بوجوب التنبه إلى أن إيران لا تستطيع الاستمرار في الامتداد والتخريب الذي تسببت وتتسبب فيه حتى الآن، وذلك على قاعدة واقعية تتمثل بتداعيات إرغامات التعب والإنهاك والضيق الذي يتسبب به ذلك التورط المتمادي والمنفلش من جهة والتداعيات الناتجة عن العقوبات الدولية المفروضة عليها من جهة ثانية. أكان ذلك على اقتصادها أو على سياساتها ونسيجها الاجتماعي. إن هذا يقتضي اعتماد دبلوماسية مبادرة تستند إلى موقف عربي متماسك يبين المخاطر التي قد تحدث إذا استمر الحال على ما هو عليه من تدخل وتخريب- وكشرح في ذات الوقت- للفرص والمنافع القائمة على تنمية المصالح المشتركة جراء المبادرة إلى التعاون البناء بين الدول العربية والجمهورية الإسلامية الإيرانية".

وقال: "هناك حاجة لتوضيح العلاقات التي تربط بين العالم العربي وتركيا وأهمية التأكيد على مبادئ الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية وعلى قاعدة تنمية المصالح المشتركة. وفي حالتي إيران وتركيا، فإن المصالح المشتركة القائمة والكامنة هي كثيرة وكثيرة جدا ولا بد من التركيز والبناء عليها. وإن الدول العربية المشرقية الأكثر مسؤولية في هذا الشأن هي المملكة العربية السعودية، وجمهورية مصر العربية لأنهما الدولتان العربيتان الأكبر. ويمكن أن يشترك في هذا الجهد دول عربية أخرى مثل الكويت، ودولة الإمارات العربية المتحدة، والمملكة الأردنية الهاشمية، وكذلك أيضا المملكة المغربية في المغرب العربي. ولكل من تلك الدول علاقات مقبولة إلى جيدة مع الأطراف الكبرى المتناحرة أو المتنافسة على المنطقة، بما في ذلك الدول الإقليمية والكبرى، بما يسهم في اكتساب ثقة الأطراف المتباينة والعمل معها من أجل حضها على الاستماع إلى صوت العقل، وكذلك من أجل التعقل والإدراك العميق للمصالح المشتركة في ما بينها في الحاضر والمستقبل. ثم إن لكل من هذه الدول الإقليمية والدولية مصالح قوية جدا في العمل على تعزيز الاستقرار في الدول المضطربة للحؤول دون التداعيات السلبية الناتجة عن تفاقم مشكلات المهاجرين والهجرة غير الشرعية، وبسبب تفشي الإرهاب وصعود الأنظمة الفاشية والشعبوية. إن هذا يبين الحاجة المتعاظمة للمحاذرة من تداعيات التردي السياسي والأمني والاقتصادي في تلك الدول المضطربة على أوروبا وغيرها من دول العالم المتقدم".

وشدد على "استعادة الاستقرار بالدواخل المضطربة بالتدريج، وتأمين انتقال سلمي بقدر الإمكان بعد توسطات وقف النار. ويكون ذلك بالعمل على المصالحات، وصناعة مناطق آمنة يمكن أن تتحدد وتمكن بالتالي من عودة المهجرين قسرا إلى ديارهم وذلك أشد ما ينطبق على سوريا والعراق واليمن وليبيا والصومال والسودان. وكذلك أيضا التشارك مع بعض تلك الدول في إنجاز دساتير تكون محتضنة لكل المكونات في تلك الدول المضطربة ولا تكون مهمشة لأي منها. وأيضا، وأيضا ضامنة لمصالح تلك المكونات في الحاضر والمستقبل".

واعتبر إن الموضوعين الرئيسيين للتضامن العربي هما: أولا، استنقاذ الدولة الوطنية واستعادة الثقة بها وضمان سيادة الحكم الصالح والرشيد فيها والتأكيد على الالتزام بمبادئ القانون والنظام، وثانيا، إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على أرض فلسطين. وهما عاملان رئيسيان في صنع الاستقرار. بل إن الاستقرار لا يمكن تصوره بدون الوصول إليهما. ولا شك أن التمهيد الجوهري لما نحن بسبيله هو تقوية العمل العربي المشترك، بعد أن كادت الجامعة العربية تهلك، تحت وطأة النزاعات والانقسامات".

ورأى اخيرا ان "عوامل استعادة الاستقرار وإعادة بناء الدولة الوطنية العربية، هي أمور ضرورية تعتمد على بناء دولة القانون والمؤسسات والمشاركة السياسية، وتوفير العدالة الاجتماعية بالتنمية وحكم القانون، وتطوير أنظمة التربية والتعليم، وتجديد الخطاب الديني".

السفير الألماني

وأعلن هوت أن "هذا المؤتمر يجمع ديبلوماسيين وخبراء مهتمين بالمنطقة معظمهم ينظر بسخط الى ما يجري فيها". وقال: "انطلاقا من الخطابين السابقين من السهل التساؤل حول منطق وفعالية السياسة الخارجية في السعودية، في اليمن؟ وهل لدى ايران بعض المخاوف المحقة؟ من السهل علينا ان نتفاجأ في المنطق الصادر عن البيت الابيض، انتقدوا ترامب على عقد قمة مع كوريا الشمالية فألغيت".

أضاف: "ما احاول قوله، هو ما يقلقنا، هو الوسائل المستخدمة في الديبلوماسية الدولية واهدافها. من غير السهل متابعة التطورات الحاصلة فالاحداث متسارعة ما يؤثر على صانعي القرار. هل نؤثر على هذه الاحداث؟ العمل الديبلوماسي يقتضي الاستماع والفهم، وأرى انه في بعض الاحيان فقدنا القدرة على الانصات والفهم، ولهذا فشلنا في مكان ما. علينا ان ندرك ان العالم متعدد الالوان، علينا الانفتاح على الجميع".

وتابع: "حقائق جديدة طرأت في هذه المساحة الجغرافية، فنحن ندخل في مرحلة ما بعد داعش، ولكن ندخل ايضا في مسار ما يعرف بمسار الاستانا، وهو ليس شاملا. وفي في ظل الوقائع التي تحصل وكممثل للغرب، نطرح سؤال: كيف اصبحنا في هذه الحالة؟ الاجابة هي: نظرا لدور ايران في المنطقة؟ ما هو مشروعها؟ من الصعب بالنسبة الي ان اجد جوابا؟ هناك حلقة صغيرة من الاشخاص الذين يتواجدون حول المرشد، وهذه القرارات الجوهرية كيف ستؤثر على المنطقة بعد خمس سنوات"؟.

وختم: "بعد تعيني كسفير في لبنان، كان لدي شعور ان بيروت ستكون المحفل الانسب لتقريب وجهات النظر بين السعودية وايران. ولكني فوجئت باننا عاجزون عن ذلك، اتمنى ان نلعب دورا في هذا العالم المجنون".

غاير

اما غاير، فأوضح ان "كونراد اديناور تعمل على ثلاثة برامج: سوريا والعراق، دولة القانون وبرنامج لبنان". وشدد على "اهمية التعاون مع بيت المستقبل والذي هو الاقرب الى المؤسسة في لبنان بالعمل على الترويج لمبادئ الديمقراطية والحوار والسعي الى تأمين منتدى لمناقشة المسائل السياسية والامنية، وآمل المزيد من التعاون في السنوات المقبلة". واعتبر ان "أمن الشرق الاوسط هو موضوع اساسي، وسيبقى كذلك نظرا لتشعباته في المواضيع وخصوصا بالنسبة الى لبنان الذي هو في خضم النزاعات الاقليمية وفي قلب التشرذم القائم في هذه المنطقة"، وأمل "ان يشكل هذا المؤتمر نقطة انطلاق لحل النزاع لمستقبل افضل في المنطقة".

الجلسات

الجلسة الأولى التأمت تحت عنوان "الإنحلال المتعدد الأوجه"، وكان منسقها المدير العام لمركز القدس للدراسات السياسية- الأردن عريب الرنتاوي، وتناولت "ظاهرة التفتت التي المت بالمنطقة وتداعياتها المختلفة، بدءا من انهيار الحدود الوطنية مرورا بظهور الدول الفاشلة وصولا الى الخلاف السني الشيعي المستفحل والخلافات بين مختلف الشرائح المجتمعية المتنافسة". وتحدث فيها سفير باكستان السابق لدى الولايات المتحدة حسين حقاني، البروفسور في جامعة الكويت شفيق الغبرا وكبير الباحثين في معهد هوفر جامعة ستانفورد راسل بيرمان.

اما الجلسة الثانية فكانت تحت عنوان "تداعيات حكم الميليشيات وانحلال الدول على الأمن"، ونسقها بيتر ريميليه من مؤسسة "كونراد اديناور"، وتناولت "اهم معالم الأزمات الراهنة في الشرق الأوسط ونشوء الميليشيات ذات الهوية الإتنية والطائفية والمحلية والقبلية. حيث تمكنت هذه الميليشيات من انتزاع السلطة من الحكومات او تقاسمها معها، وناقشت الجلسة تداعيات نشوء هذه الميليشيات وتصاعد سطوتها في مختلف المجالات"، وتحدث فيها: المؤسس والرئيس التنفيذي لمؤسسة الشرق الأدنى والخليج للتحليل العسكري- دبي رياض قهوجي، كبير الباحثين في مركز الخليج للإبحاث- الولايات المتحدة محمد اليحيى والناطق الرسمي السابق للحكومة العراقية علي الدباغ. الجلسة الثالثة وكانت تحت عنوان "دراسة حالات: لبنان، العراق، سوريا ودول الخليج"، نسقها الأستاذ الجامعي جوزف خوري واستعرضت وصفا ل"الإضطرابات الإقليمية الراهنة مع استشراف لما يمكن ان تؤول اليه الأمور في المرحلة المقبلة"، وناقشت موضوع "الإنحلال وتوضيح طبيعة النظام الإقليمي المتداعي من وجهة نظر الدول ومن المنظور الإستراتيجي"، وتحدث فيها البروفسور في جامعة الروح القدس فادي الأحمر، رئيس مركز الأهرام للدراسات الإستراتيجية وحيد عبد المجيد، الناشط السياسي والباحث والمدير التنفيذي لمبادرة اليوم التالي- سوريا معتصم السيوفي.

                   

السنيورة في مؤتمر عن الامن في خضم الانحلال: استنقاذ الدولة واستعادة الثقة بها هما موضوعا التضامن العربي

الجمعة 25 أيار 2018  /وطنية - اعتبر الرئيس فؤاد السنيورة "ان الموضوعين الرئيسيين للتضامن العربي هما: أولا، استنقاذ الدولة الوطنية واستعادة الثقة بها وضمان سيادة الحكم الصالح والرشيد فيها والتأكيد على الالتزام بمبادئ القانون والنظام، وثانيا، إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على أرض فلسطين، وهما عاملان رئيسيان في صنع الاستقرار بل إن الاستقرار لا يمكن تصوره بدون الوصول إليهما". كلام السنيورة جاء في مداخلة له في مؤتمر "الامن في خضم الانحلال" الذي انعقد في بيت المستقبل في بكفيا وفي ما يلي نص المداخلة:

"يمر الوطن العربي في هذه الآونة بأزمات طاحنة، يزداد تفاقمها بسبب التغيرات والتحولات الجارية في هذه المنطقة والعالم. وربما ليس من المبالغة القول بأنها تمس عددا من بلدانه وتهددها بالتفكيك على أسس طائفية ومذهبية. وهذه الأزمات، وبقدر ما تشكل مرحلة ألم ومرارة، فإنها أيضا مرحلة اختبار وامتحان. فأوقات الأزمات هي أيضا أوقات يمكن للنخب الناهضة أن تستخدمها لطرح رؤى وتصورات مستقبلية جديدة بما يسمح بتحويل الأزمات إلى فرص لمواجهة المخاطر ولتحقيق التغيير والعودة إلى التلاؤم مع المستجدات والتحولات".

أضاف: "إن هذه الأزمات الطاحنة تطرح قضيتين مهمتين تمثلان مصدرا لتغذية وتعميق حالة التراجع والانحسار للأمن والاستقرار في المنطقة العربية وهما: أولا، وجود أقطار عربية باتت مهددة بالانزلاق إلى مصاف الدول الفاشلة، بل إن بعضها مهدد بالتفكك والتشرذم ككيانات سياسية. وثانيا، تمدد أدوار الفاعلين السياسيين من غير الدول الذين يمارسون العنف. وتعد التنظيمات الجهادية الإرهابية العابرة لحدود الدول، وفي مقدمتها "تنظيم داعش"، التجسيد الأبرز لهذه الظاهرة.

إن المتابع لمصير ونتيجة معالجة الأزمات المستحكمة في العديد من دول المنطقة العربية ولاسيما في العراق واليمن وسوريا وليبيا يتبين له كيف أن أغلب الحلول المطروحة ما تزال تراوح مكانها لناحية الفشل في التوصل الى صيغ ناجحة. والسبب وبشكل أساسي في قصور تلك المعالجات المطروحة للأزمات المستحكمة، التشرذم والتفتت الذي تعيشه تلك المجتمعات على أكثر من مستوى، مما دفع بتطور الأمور في عدد من تلك البلدان وسوريا على وجه الخصوص الى تحولها ساحة للصراعات الإقليمية والدولية وإلى نشوء مناطق نفوذ دولية وإقليمية فيها".

وقال: "في مواجهة مخاطر التمزق والتفكك، ما هو السبيل للخروج من تلك المآزق؟

لقد أثبتت التجارب السابقة وطبيعة المخاطر السائدة استحالة نجاح الحلول المطروحة في ظل ازدياد حالة التشظي والانقسام والانحلال، وبالتالي عدم قدرة أي بلد عربي بمفرده على مواجهتها. ذلك يعني أن فكرة التكامل العربي والعمل على تجميع موارد القوة العربية هو ربما السبيل الوحيد لضمان البقاء بداية وصيانة الأمن القومي العربي وتحقيق الأهداف المرجوة.

حتى العام 2014، كانت الحلول المقترحة تتخذ عناوين تتعلق بمرحلة الانتقال إلى الديموقراطية بعد الثورات. إنما بعد ذلك، ولاسيما بعد التعملق المريب والخطير لمنظمة داعش ولظواهر التطرف والعنف الأخرى، فقد اختفت معظم تلك العناوين، إلا عنوان وممارسات مقاتلة الإرهاب، وإلى ضرورات الاستمرار من جانب المؤسسات الدينية والمفكرين والمثقفين والسلطات في العمل على مكافحة التطرف. صحيح أنه ما يزال الأمران، أي مقاتلة الإرهاب، ومكافحة التطرف ضروريين جدا. لكن السؤال الأهم الذي يطرح نفسه وبإلحاح أيضا: كيف نستنقذ الدولة الوطنية العربية؟".

وأردف السنيورة: "من جهة أولى، فإنه لما لا شك فيه، أن المشكلة الأساس في المنطقة العربية، هي المشكلة الفلسطينية، وأن قضية فلسطين مازالت هي قضية العرب الأولى، وأن تبنيها من قبل مختلف الشعوب العربية هو أحد أشكال التعبير عن الهوية العربية. فما جرى ويجري من اعتداء وتنكيل واقتلاع للفلسطينيين من ديارهم على النسق الذي يستمر عليه الاحتلال الإسرائيلي في ممارساته الإجرامية في القدس والضفة الغربية، وقطاع غزة، وكذلك في محاولاته المستمرة من أجل تصفية القضية الفلسطينية برمتها، يقتضي عملا عربيا تضامنيا لإنهاء حالة الانقسام الفلسطيني، ولتعزيز الصمود لدى الفلسطينيين أينما كانوا. كذلك فإنه يقتضي عملا جادا وعقلانيا ومنظما من أجل تظهير طبيعة الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، وتظهير ممارساته الفاقعة للتمييز العنصري من أمام الرأي العام الدولي. هذا من جانب، وكذلك ومن جانب آخر لتظهير فكرة المبادرة العربية للسلام كحل منطقي وعادل ودائم للمشكلة الأساس في الشرق الأوسط واستمرار الثبات عليها، ومن دون تنازلات إضافية، بكونها المفتاح الأساس لحل الكثير من المشكلات في المنطقة العربية.

من جهة أخرى، وفي قراءة متأنية وواقعية لما حل بالعرب، في الكثير من بلدانهم، من هزائم ونكبات وما تلاها من ردات فعل، فقد كانت هناك محاولات عديدة في العالم العربي من أجل الرد على تلك الهزائم المتلاحقة التي تعرض لها الإنسان العربي وتعرضت لها الدول والمجتمعات العربية. ولقد اتخذت الردود على تلك الهزائم في وقت مضى شكل الانقلابات العسكرية والأنظمة الديكتاتورية، التي أثبتت في المحصلة أنها قاصرة عن ان تعالج تلك المشكلات المتضخمة والمتفاقمة بداية في حل المشكلة الأساس، وهي استعادة الأرض (الأرض الفلسطينية). كما أنها لم تعالج بشكل صحيح وفعال مسألة استعادة الكرامة للانسان العربي. وأنا أعني بالكرامة كل ما له علاقة بالحريات والحقوق الأساسية سواء أكانت سياسية، أم اجتماعية، أم اقتصادية، أم ثقافية. فلقد تفاقمت النتائج السلبية التي نجمت عن السياسات التي اتبعتها بعض الحكومات العربية لجهة ممارسات الإقصاء السياسي والاجتماعي والتضييق على المجال العام وعلى الحريات المدنية والسياسية في عدد من تلك البلدان. ذلك بالإضافة إلى عدم التبصر بتداعيات الانفجار السكاني، وعدم القدرة على تلبية الحاجة المتزايدة للتنمية واستدامة النمو الاقتصادي في العديد من المجتمعات العربية. إن تفاعل تلك الإخفاقات فيما بينها أدى الى مزيد من التهميش لقطاعات واسعة من المواطنين في تلك الدول وعدم تمكين تلك القطاعات من المشاركة والإسهام في تقرير مستقبلها، وبالتالي عدم القدرة على الإسهام في معالجة مشكلاتها الحالية والقادمة. ولقد ترافق مع ذلك كله تداعيات الثورة التكنولوجية العظمى في قطاع الاتصالات التي كسرت حواجز الزمان والمكان وحواجز الدول والجماعات وحواجز الصمت والخوف مع ما يترتب عن ذلك كله من تداعيات".

وتابع: "على الرغم مما سبق إليه القول، فإنه وبرأيي ماتزال هناك إمكانية لنجاح المقاربات في تطوير بوصلتنا التي يمكن أن تهدينا إلى طريق المعالجات. فبعض الدول العربية الكبرى، ولاسيما تلك التي تتمتع بالاستقرار والقدرة على الحركة وصناعة القرار الوطني والقومي، قادرة، بالتضامن والتعاون والتكامل الأمني والاقتصادي فيما بينها على المبادرة إلى وضع وتعزيز الخطط ذات الأبعاد الاستراتيجية المستندة الى نظام المصلحة العربية. وأن تعمل على بناء وتعزيز الأمن القومي العربي حماية وتحصينا لأمنها في الوقت ذاته. ذلك بما يمكن تلك الدول أن تؤثر إذا أجمعت في ما بينها على أمرين اثنين أساسيين: الأول في مواجهة التدخلات الخارجية في شؤون الدول العربية المضطربة أو المهددة بالاضطراب مثل سورية وليبيا واليمن والصومال. والأمر الثاني، العمل في الدواخل المضطربة من أجل التوصل إلى وقف النار وإلى وقف العنف، وإجراء المصالحات، والتمهيد لإعداد دساتير جديدة، والمساعدة على إجراء انتخابات ديمقراطية، والإسهام في إعادة بناء الجيوش الوطنية والقوى الأمنية الأخرى.

وعندما نقول في البند الأول: ضرورة مواجهة التدخلات، فنحن لا نعني التسبب في حروب أو مواجهات جديدة، بل نعني التبصر والتنبيه إلى المخاطر الشديدة الكامنة والمحدقة بمنطقتنا العربية إذا لم يجر الحؤول دون وقوع تلك المخاطر. وكذلك ضرورة إدراك أهمية التضامن فيما بينها، وبالتالي تعزيز القدرة لديها على التعاون من أجل التفاوض بشيء من الندية والعقلانية مع القوى الكبرى، وهي التي صارت الراعية أو الغاضة النظر عن استشراء وإدامة الاضطراب الداخلي المدمر. إنه وعندها يمكن التقدم تدريجيا على مسارات التهدئة وتعزيز الاستقرار نحو تحقيق التطور السلمي في المنطقة".

وقال: "في هذا الصدد، هناك ضرورة لاتخاذ موقف واضح وصريح وحازم أيضا، من الدولة الإقليمية الجارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية يقوم على التأكيد على المصالح المشتركة والاحترام المتبادل الذي يجب ان يحكم العلاقة العربية الإيرانية بما يؤدي إلى الحد من التدخلات الإيرانية في المنطقة العربية. تجدر الإشارة هنا إلى وجوب التنبه أيضا إلى أن إيران لا تستطيع الاستمرار في الامتداد والتخريب الذي تسببت وتتسبب فيه حتى الآن، وذلك على قاعدة واقعية تتمثل بتداعيات إرغامات التعب والإنهاك والضيق الذي يتسبب به ذلك التورط المتمادي والمنفلش من جهة والتداعيات الناتجة عن العقوبات الدولية المفروضة عليها من جهة ثانية. أكان ذلك على اقتصادها أو على سياساتها ونسيجها الاجتماعي. إن هذا يقتضي اعتماد دبلوماسية مبادرة تستند إلى موقف عربي متماسك يبين المخاطر التي قد تحدث إذا استمر الحال على ما هو عليه من تدخل وتخريب - وكشرح في ذات الوقت - للفرص والمنافع القائمة على تنمية المصالح المشتركة جراء المبادرة إلى التعاون البناء بين الدول العربية والجمهورية الإسلامية الإيرانية.

كذلك الأمر فإن هناك حاجة لتوضيح العلاقات التي تربط بين العالم العربي وتركيا وأهمية التأكيد على مبادئ الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية وعلى قاعدة تنمية المصالح المشتركة.

انه وفي حالتي إيران وتركيا، فإن المصالح المشتركة القائمة والكامنة هي كثيرة وكثيرة جدا ولا بد من التركيز والبناء عليها".

ولفت السنيورة الى "ان الدول العربية المشرقية الأكثر مسؤولية في هذا الشأن هي المملكة العربية السعودية، وجمهورية مصر العربية بكونهما الدولتان العربيتان الأكبر. ويمكن أن يشترك في هذا الجهد دول عربية أخرى مثل الكويت، ودولة الإمارات العربية المتحدة، والمملكة الأردنية الهاشمية، وكذلك أيضا المملكة المغربية في المغرب العربي. ولكل من تلك الدول علاقات مقبولة إلى جيدة مع الأطراف الكبرى المتناحرة أو المتنافسة على المنطقة، بما في ذلك الدول الإقليمية والكبرى، بما يسهم في اكتساب ثقة الأطراف المتباينة والعمل معها من أجل حضها على الاستماع إلى صوت العقل، وكذلك من أجل التعقل والإدراك العميق للمصالح المشتركة فيما بينها في الحاضر والمستقبل. ثم إن لكل من هذه الدول الإقليمية والدولية مصالح قوية جدا في العمل على تعزيز الاستقرار في الدول المضطربة للحؤول دون التداعيات السلبية الناتجة عن تفاقم مشكلات المهاجرين والهجرة غير الشرعية، وبسبب تفشي الإرهاب وصعود الأنظمة الفاشية والشعبوية. إن هذا يبين الحاجة المتعاظمة للمحاذرة من تداعيات التردي السياسي والأمني والاقتصادي في تلك الدول المضطربة على أوروبا وغيرها من دول العالم المتقدم.

إنه ومع الإدراك الكامل للتداعيات السلبية لعدم الاستقرار هذا على دول الجوار الأوروبي وما بعده وحاجتهما إلى تعزيز الاستقرار والنمو الاقتصادي، لكننا نبقى نحن العرب أصحاب المصلحة الأولى في استعادة الاستقرار لبلداننا ولمنطقتنا. وبالتالي حاجتنا للسعي من أجل الحؤول دون وقوع المزيد من الخسائر البشرية والتدمير المتعاظم لإمكانات وقدرات الحاضر والمستقبل. ولذلك ينبغي العمل على تعزيز فرص الاستفادة من فكرة المصالح المشتركة. إنه وفي سبيل بلوغ ذلك يصبح التضامن العربي ضرورة حياة واستمرار.

أما الأمر الآخر فيتعلق بالهدف الحيوي جدا من وراء التضامن والتواصل مع الدول الكبرى. وهو استعادة الاستقرار بالدواخل المضطربة بالتدريج، وتأمين انتقال سلمي بقدر الإمكان بعد توسطات وقف النار. ويكون ذلك بالعمل على المصالحات، وصناعة مناطق آمنة يمكن أن تتحدد وتمكن بالتالي من عودة المهجرين قسرا إلى ديارهم وذلك أشد ما ينطبق على سوريا والعراق واليمن وليبيا والصومال والسودان. وكذلك أيضا التشارك مع بعض تلك الدول في إنجاز دساتير تكون محتضنة لكل المكونات في تلك الدول المضطربة ولا تكون مهمشة لأي منها. وأيضا، وأيضا ضامنة لمصالح تلك المكونات في الحاضر والمستقبل. كذلك من أجل الإسهام في الإقدار على إجراء الانتخابات الديمقراطية، والتفكير والتدبير الرؤيوي والمتبصر والمنتج في آن بشأن إعادة الاعمار، وإعادة بناء الجيوش الوطنية، وتأمين حدود الدول، والإنجاز التجريبي للحكم الصالح والرشيد".

وقال: "لا شك أن هذه كلها عملية هائلة وشديدة العسر وطويلة المدى، كما تدل عليه التجارب في أكثر من منطقة في العالم، لكن الرهان عليها لا بديل عنه، لأنه متعلق ببقاء الدول، وباستمرار عيش الناس والحفاظ على كرامتهم، وإنسانيتهم، وانتمائهم العربي.

إن الموضوعين الرئيسيين إذن للتضامن العربي هما: أولا، استنقاذ الدولة الوطنية واستعادة الثقة بها وضمان سيادة الحكم الصالح والرشيد فيها والتأكيد على الالتزام بمبادئ القانون والنظام، وثانيا، إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على أرض فلسطين. وهما عاملان رئيسيان في صنع الاستقرار. بل إن الاستقرار لا يمكن تصوره بدون الوصول إليهما.

ولا شك أن التمهيد الجوهري لما نحن بسبيله هو تقوية العمل العربي المشترك، بعد أن كادت الجامعة العربية تهلك، تحت وطأة النزاعات والانقسامات.

إن هذا يوصلنا إلى العوامل الأخرى لاستعادة الاستقرار، وإعادة بناء الدولة الوطنية العربية، وهي أمور ضرورية. وتأتي ضرورتها من أنها هي التي تثبت الاستقرار، وتفتح الآفاق لمستقبل آخر لدولنا ومجتمعاتنا العربية. وأقصد بذلك ثلاثة أمور: بناء دولة القانون والمؤسسات والمشاركة السياسية، وتوفير العدالة الاجتماعية بالتنمية وحكم القانون، وتطوير أنظمة التربية والتعليم، وتجديد الخطاب الديني".

وأردف: "يتصل الأمر الأول مباشرة بالمواطنة وحقوقها وأولوياتها وآلياتها. فالإحساس بالأمن والمساواة أمام القانون، وصون الحقوق الأساسية، كل ذلك يحقق استقرارا يستعصي على التصدع، وبخاصة إذا اقترن بالسعي الحثيث لإحقاق عدالة اجتماعية من طريق النمو والتنمية المستدامة، والاصغاء للحاجات المتنامية للفئات الاجتماعية الأكثر فقرا وعوزا. فلو نظرنا، إلى الاضطرابات التي حدثت في المنطقة العربية في السنوات الماضية، لوجدنا بين أسبابها البارزة: الاجتماع على المظالم، والمعاناة من الفقر والعوز وتفشي الفساد السياسي وغير السياسي وتردي مستويات الإنتاجية والإنجاز. وعندما يحدث الاضطراب، يصبح أمر استمراره أو توقفه رهنا بردود فعل السلطات، ووجود فئات داخلية وخارجية تريد استغلاله لمصالحها وأهدافها. وكثير من تلك المشكلات، وباعتقادي، كان يمكن تلافيها بسيادة حكم القانون وبالانفتاح وتعزيز المشاركة، وبالإصغاء للحاجات التنموية لكافة المناطق ولكافة المكونات الاجتماعية وبالتصدي الصحيح المستمر والمتناسق لعوامل الفساد والعمل على وقف التراجع في معدلات النمو والتنمية المناطقية، وبالتالي العمل نحو الانتقال المثابر إلى مرحلة النمو والتنمية المستدامة.

أما الأمر الثاني، فيشمل الابعاد التربوية والتعليمية والثقافية. هناك تقصير كبير وعدم تكافؤ هائل في التعليم بل وترد في نوعية مخرجاتنا التعليمية في الكثير من الدول العربية. ولذلك يبرز مدى إلحاح الحاجة إلى توسيع فرص التعليم وتحسين جودته في معظم الدول العربية، وبخاصة في بلدان الاضطراب الحالية. الحقيقة أنه قد أصبح الخروج من هذه الحالة صعب وصعب جدا، ويكاد يضاهي في صعوبته عمليات إعادة الإعمار. إنما لا مخارج ممكنة من المعاناة وانسداد الأفق إلا بتطوير التعليم الذي صار أساسيا في نهوض المجتمعات والدول، والذي يكون على الدول العربية القيام به هو العمل على تطوير التعليم بطرائقه وأدواته وغاياته وإتاحته للجميع والتأكد من جودته وتلاؤمه مع حاجات إيجاد فرص العمل الجديدة للأعداد الكبيرة من الشباب، ومع حاجات الاقتصاد في حاضره والإعداد لمقتضيات تطوره المستقبلي.

الأمر الثالث ويتعلق بالعمل من أجل حض المؤسسات الدينية على الاهتمام بتجديد الخطاب الديني، الذي يركز ويشجع على العلم والتعلم ويؤكد على ثقافة العمل والإنتاج. ويشجع أيضا على التفكير النقدي في مجتمعاتنا من أجل تغيير الرؤية للعالم لدى أجيالنا القادمة والعمل على تصحيح المفاهيم التي جرى تحريفها، والحؤول دون نشوء أجيال جديدة على التطرف وعلى معاداة دولنا الوطنية والانشغال بنشر العنف في العالم. وبالتالي العمل على إيضاح مساوئ العنف بالداخل وتجاه الخارج، وتوضيح تأثيرات ذلك على الاستقرار، وعلى صورة الإسلام في العالم".

وختم السنيورة: "إن السبيل الوحيد، وهو بنظري السبيل الصحيح، هو في عدم الاستكانة وعدم اليأس وعدم القبول بانكسار إرادتنا ولا انكسار إرادة الأمة، أو القبول بالتحول إلى السلبية والعنف القاتل. فعلى مدى تاريخنا الماضي والحاضر لم يكن الأمل وحده وعلى أهميته الكبرى، هو ما كنا نحتاجه وكنا نعود إليه وننتصر به ومعه، في مواجهة المحن والأزمات. إن الذي كان نصيرنا في الماضي وسيكون نصيرنا الآن وفي المستقبل هو الشجاعة في مواجهة الحقيقة، وفي استخلاص الدروس الصحيحة لفشلنا وتقاعسنا وفي العودة إلى تصويب بوصلتنا نحو ما يجب أن نقوم به. وبالتالي في العمل على تزخيم تلك الإرادة الصامدة والثابتة والمثابرة في مجالاتها حتى يتم لنا ما نريد وتريده شعوبنا العربية.

ويكون ذلك حتما بالعودة إلى العروبة المستنيرة والمنفتحة وبالإصرار على انتمائنا العربي الجامع وأولوية قضيتنا الكبرى فلسطين. وعلى أساس الاعتراف المتبادل بعضنا ببعض والابتعاد عن سياسات التدخل والسيطرة، والتقدم على مسارات الإصلاح، وكذلك التكامل والتعاون الاقتصادي، وتعزيز المصالح المشتركة بين دولنا وشعوبنا العربية، وتعزيز التعاون الأمني بين الدول العربية بعضها مع بعضها الآخر، بما يسهم أيضا في استعادة التوازن الاستراتيجي في المنطقة العربية، ويعزز مناعة المنطقة في وجه التدخلات الإقليمية والدولية".

 

رعد: نحن مع المشاركة في الحكومة والتعاون مع رئيسها على قاعدة أننا نريد تعاونا إيجابيا

الجمعة 25 أيار 2018/وطنية - أكد رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد أن "المقاومة اليوم، لها موقعها وكتلتها الوازنة في المجلس النيابي، وبدأت تتبين موازين القوى الجديدة في هذا المجلس".

كلام رعد جاء خلال حفل تأبيني في بلدة حاروف الجنوبية، حضره شخصيات وفاعليات سياسية، تربوية، ثقافية، علمائية وأهالي المنطقة. وقال: "إن الكتلة التي تنتصر للمقاومة، وتتبنى خيار المقاومة في المجلس النيابي، هي كتلة كبيرة ووازنة، ولا يستطيع أحد أن يتجاوزها، ولا بد من الوقوف على رأيها"، مضيفا أن "المقاومة حققت هدفا جديدا في مرمى الآخرين، بانتخاب دولة الرئيس الأستاذ نبيه بري رئيسا لمجلس النواب، بعد محاولتهم لتغيير الموازين واستبدال بعض المواقع، لكن تبين أنهم لا يستطيعون مع هذا الحضور الوازن لمؤيدي خط المقاومة". وعن موقف كتلة "الوفاء للمقاومة" من الحكومة المقبلة، قال: "إننا مع المشاركة في الحكومة ومع التعاون مع رئيس الحكومة، الذي تسميه الأكثرية النيابية على قاعدة أننا نريد تعاونا إيجابيا، ونريد أن يكون البلد متوجها نحو التطور وفق برنامج مخطط له". وختم "اقترحنا إعادة إثارة استحداث وزارة للتخطيط، تعنى بالتخطيط في كل شأن من شؤون البلاد، حتى تسير الأمور وفق مخطط مرسوم، لا وفق مزاج أو ميل أو انتهاز فرصة".