المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 23 أيار/2018

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/newselias18/arabic.may23.18.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة
عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

ضرورة أن يغفر كل فرد لغيره ليغفر له الله

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/إلى جعجع والحريري والنائب القواتي المودال 2018: مشاركة حزب الله في الحكومة تحرر الآلة العسكرية الإسرائيلية للتملص من الغطاء الدولي والعربي على لبنان

الياس بجاني/حزب الله بثقافته ومشروعه الملالوي هو جسم دخيل وغريب على بيئته وعلى اللبنانيين

الياس بجاني/القوات وحزب الله فهم وتفهم ومصالح وربما ورقة تفاهم ...مودال 2018/انيس نصّار لتلفزيون المر: لا يمكن استبعاد حزب الله من الحكومة

الياس بجاني/حزب الله هو حاملة طائرات إيرانية وليس من النسيج اللبناني

الياس بجاني/حزب الله ربط مصير سلاحه بوجود إسرائيل وبالمشروع الفارسي الإمبراطوري وهدد بقطع أيدي وبقر بطون وقطع رقاب كل من يقاربه

الياس بجاني/سعد وسمير داكشا السيادة وثورة الأرز و14 آذار والشهداء بالكراسي

الياس بجاني/خيارات سعودية لبنانية غير موفقة

 

عناوين الأخبار اللبنانية

فيديو مقابلة من تلفزيون المر مع الدكتور توفيق الهندي

فيديو مداخلة من قناة الحدث للأستاذ في العلاقات الدولية الدكتور سامي نادر

فيديو مقابلة من صو لبنان مع الإعلامية والكاتبة راغدة درغام

المر دعا الى جلسة نيابية غدا لانتخاب هيئة مكتب المجلس

حصيلة اشتباكات طرابلس: توقيف أحد المطلوبين وإصابة 6 عناصر من الجيش اللبناني

الحريري يستبعد المشنوق من تشكيلة الحكومة الجديدة

الياس الزغبي ل"ليبانون ديبايت": "الأقليات المسيحية" للمساواة والعدالة والتكريم في بيئة الأكثرية وليست للاستغلال والتهميش

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الثلثاء في 22/5/2018

استياء عارم في بعلبك رفضاً للتسيّب الأمني و“حزب الله” يتشدد لبنانياً بعد تهديد واشنطن بسحقه

"القوات" تقترع بورقة بيضاء و"لبنان القوي" ينضم للغالبية لانتخاب بري

الحريري: العقوبات على “حزب الله” لن تؤخر تشكيل الحكومة بل ستسرعها

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

نقلا عن " تقدير موقف" عدد 208

التيار المستقل: لإلغاء وزارتي مكافحة الفساد والبلاط وفصل النفط عن الطاقة وتطبيق المداورة في توزيع الحقائب

المستقبل: نؤيد إعادة انتخاب بري رئيسا للمجلس النيابي ولتكن نتائج الانتخابات حافزا لنا جميعا لمضاعفة

اللقاء الديمقراطي : تأييد مطلق لبري في رئاسة المجلس وترك الخيار لاعضائه باتخاذ القرار المناسب بشأن نائب الرئيس

اجتماع تكتل لبنان القوي بحث في انتخابات رئاسة المجلس باسيل: نحن حراس الميثاقية نترك الحرية لاعضاء التكتل ليصوتوا كما يريدون

كتلة الوسط المستقل اجتمعت برئاسة ميقاتي: ندعم انتخاب بري لرئاسة المجلس

جنبلاط من بيت الوسط: اتجاه اللقاء الديمقراطي تأييد تسمية الحريري كرئيس لمجلس الوزراء

وجه لبنان المشرّف ليس بالصواريخ وثقافة الموت

شخصيات أبعدتها الانتخابات تبحث عن أدوار لاستكمال مسيرتها وريفي يعطي الأولوية للطعون وحرب يتريث بوضع استراتيجية مستقبلية

ميشال المر صديق الرؤساء... وصانعهم ويضيف لقب «رئيس السن» إلى سجل مهامه الرسمية

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

عقوبات أميركية لـ 5 مرتبطين بـ «فيلق القدس» ساندوا إطلاق الحوثيين صواريخ على السعودية

تفاصيل الغارات الإسرائيلية «السرّية» على المواقع الإيرانية في سوريا

العبادي هو الأكثر توافقًا لتشكيل حكومة العراق

عقوبات أميركية لـ 5 مرتبطين بـ «فيلق القدس» ساندوا إطلاق الحوثيين صواريخ على السعودية

خلفيات الشروط الأميركية الـ12 المطلوبة من إيران

شروطٌ أميركيّة صارمة وايران ترد: من أنت حتّى تقرر عن العالم

 بقلم مايكل ر. جوردون نقلًا عن وول ستريت جورنا

النظام السوري يسيطر على كامل العاصمة السورية وريفها بعد صفقة أدت لنقل 1600 من عناصر «داعش» وعوائلهم إلى البادية

سيارات التعفيش أول الداخلين إلى مخيم اليرموك و«الحجر الأسود» ولا عودة قريبة لسكان المخيم الفلسطيني الذي تحول إلى ركام

افتتاح سفارة باراغواي في القدس وتل أبيب تدفع تكاليف الانتقال... والسلطة الفلسطينية وعمّان و{التعاون الإسلامي} تدين

السعودية تحاكم «خلية سرية» متهمة بتأييد «داعش» وقتل رجلي أمن والنيابة العامة طالبت بتنفيذ عقوبة القتل لاثنين منهم والسجن لـ10 آخرين

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

العقوبات على «حزب الله» في ميزان التحوّلات الداخلية/أسعد بشارة/جريدة الجمهورية

تكتل الأقوياء»: نعم لبرِّي/ملاك عقيل/جريدة الجمهورية

تكتل الأقوياء»: نعم لبرِّي/ملاك عقيل/جريدة الجمهورية

بعد اكتمال المحاصصة: صفقة البواخر سوف تبصر النور قريبا/نورا الحمصي/جنوبية

الراعي لـ«الجمهورية»: النزوح سيَحضر في لقائي ماكرون/ألان سركيس/جريدة الجمهورية

ميراي عون للخارجية وباسيل لشؤون الرئاسة، لمَ لا؟/العائلة موجودة ولكن أقل في "المستقبل" والتقدمي و"القوات" والكتائب و"المردة" و.../إيلي الحاج/نقلاً عن موقع مدى الصوت

معاً من أجل خلاص لبنان ومعاً من أجل الدفاع عن حقنا في الحياة/الدكتور فارس سعيد

بين علي أبو الدهن ونادين لبكي/ باسكال صوما/مدى الصوت/مدى الصوت

الانتخابات النيابية وانكشاف العورات/أنطوان الخوري طوق/النهار

هل نعيش لنشهد خاتمة "عصر الفساد"/الهام فريحة/الأنوار

ما أجملها صدفة أن كان مخترعا السينما من عائلة Lumiere!/ملكار خوري/مدى الصوت

 لماذا يحتضن الموارنة "زعماء" الأقليات المسيحية/فيفيان الخولي/"ليبانون ديبايت

لبنان يسْتعجل «حكومة العيد» لـ... عبور «أشهرٍ صعبة»/وسام أبو حرفوش/ليندا عازار/الراي

العد العكسي لنظام "الملالي"/بقلم المحامي عبد الحميد الأحدب

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

عرض وزواره شؤونا عامة ومنح فريد متري وسام الارز وغدا يقيم افطارا ماروتي: تجهيزات للجيش وقوى الامن بمليونين و400 الف دولار

بري ترأس إجتماع كتلة التنمية واستقبل وفد الوطني الحر ونصار كنعان: التحديات تتطلب صفحة جديدة عنوانها تعزيز العمل والنيات جيدة

بري ترأس إجتماع كتلة التنمية واستقبل وفد الوطني الحر ونصار كنعان: التحديات تتطلب صفحة جديدة عنوانها تعزيز العمل والنيات جيدة

الراعي التقى خالد قباني ووفد لبنان الاخضر لحقوق الانسان حواط: دورنا مراقبة عمل الحكومة وأنا مع فصل الوزارة عن النيابة

الإعلان عن رسالة البابا لليوم العالمي لوسائل الاتصال الاجتماعي الرياشي: الكلمة قد تسبب حربا وقد تصنع سلاما

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية
ضرورة أن يغفر كل فرد لغيره ليغفر له الله
إنجيل القدّيس متّى18/من23حتى35/قالَ الرَبُّ يَسوع: «يُشْبِهُ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ مَلِكًا أَرَادَ أَنْ يُحَاسِبَ عَبِيدَهُ. وبَدَأَ يُحَاسِبُهُم، فَأُحْضِرَ إِلَيْهِ وَاحِدٌ مَدْيُونٌ لَهُ بِسِتِّينَ مَلْيُونَ دِيْنَار. وإِذْ لَمْ يَكُنْ لَهُ مَا يُوفِي بِهِ دَيْنَهُ، أَمَرَ سَيِّدُهُ بِأَنْ يُبَاعَ هُوَ وزَوْجَتُهُ وأَوْلادُهُ وكُلُّ مَا يَمْلِكُ لِيُوفِيَ الدَّيْن. فَوَقَعَ ذلِكَ العَبْدُ سَاجِدًا لَهُ وقَال: أَمْهِلْنِي، يَا سَيِّدِي، وأَنَا أُوفِيكَ الدَّيْنَ كُلَّهُ. فَتَحَنَّنَ سَيِّدُ ذلِكَ العَبْدِ وأَطْلَقَهُ وأَعْفَاهُ مِنَ الدَّيْن. وخَرَجَ ذلِكَ العَبْدُ فَوَجَدَ وَاحِدًا مِنْ رِفَاقِهِ مَدْيُونًا لَهُ بِمِئَةِ دِيْنَار، فَقَبَضَ عَلَيْهِ وأَخَذَ يَخْنُقُهُ قَائِلاً: أَوْفِنِي كُلَّ مَا لِي عَلَيْك. فَوَقَعَ رَفِيْقُهُ عَلى رِجْلَيْهِ يَتَوَسَّلُ إِليْهِ ويَقُول: أَمْهِلْنِي، وأَنَا أُوفِيْك. فَأَبَى ومَضَى بِهِ وطَرَحَهُ في السِّجْن، حَتَّى يُوفِيَ دَيْنَهُ. ورَأَى رِفَاقُهُ مَا جَرَى فَحَزِنُوا حُزْنًا شَدِيْدًا، وذَهَبُوا فَأَخْبَرُوا سَيِّدَهُم بِكُلِّ مَا جَرى. حِينَئِذٍ دَعَاهُ سَيِّدُهُ وقَالَ لَهُ: أَيُّهَا العَبْدُ الشِّرِّير، لَقَدْ أَعْفَيْتُكَ مِنْ كُلِّ ذلِكَ الدَّيْن، لأَنَّكَ تَوَسَّلْتَ إِليَّ. أَمَا كَانَ عَلَيْكَ أَنْتَ أَيْضًا أَنْ تَرْحَمَ رَفيقَكَ كَمَا رَحِمْتُكَ أَنا؟! وغَضِبَ سَيِّدُهُ فَسَلَّمَهُ إِلى الجَلاَّدين، حَتَّى يُوفِيَ كُلَّ مَا عَلَيْه. هكَذَا يَفْعَلُ بِكُم أَيْضًا أَبي السَّمَاوِيّ، إِنْ لَمْ تَغْفِرُوا، كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُم لأَخِيْه، مِنْ كُلِّ قُلُوبِكُم».

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

إلى جعجع والحريري والنائب القواتي المودال 2018: مشاركة حزب الله في الحكومة تحرر الآلة العسكرية الإسرائيلية للتملص من الغطاء الدولي والعربي على لبنان

الياس بجاني/22 أيار/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/64852/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%A5%D9%84%D9%89-%D8%AC%D8%B9%D8%AC%D8%B9-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B1%D9%8A%D8%B1%D9%8A-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%A7%D8%A6%D8%A8/

مباشرة ودون ذمية ودون تشاطر وتذاكي كما هو للأسف حال السيدين د.سمير جعجع والرئيس سعد الحريري وكثر غيرهما من أركان صفقة التسوية اللاسيادية واللااستقلالية التي تم من خلالها مداكشة الكراسي بالسيادة.. وفي كل ما يتعلق باحتلال وممارسات وإرهاب حزب الله ومشاركته من عدمها في الحكومة..

مباشرة ودون قفازات ومسايرة لمقامات ومسميات..

لا بد من تذكير كل هؤلاء من أصحاب شركات الأحزاب التجارية والسياسيين الطارئين منهم كما القدامى، ومعهم كل لبناني في أي موقع انتمائي سياسي كان، أو في أي بلد من بلاد الله الواسعة هو مقيم..

مباشرة.. لا بد من تذكير الجميع بالمعايير الدستورية والسيادية والديموغرافية وشرعة حقوق الإنسان وحق تقرير المصير..

لا بد من تذكيرهم بالدستور وبنوده وبالقرارات الدولية الخاصة بلبنان وبمعاني مفردات السيادة والاستقلال والقرار الحر والهوية والتاريخ والحريات والديمقراطية والتعايش والانفتاح ومبدأ قبول الآخر..

أولاً .. نذكر الشاردين من قادتنا واللاهثين بفجع صوب “الأبواب الواسعة” وما خلفها من نفوذ ومال وكراسي بأن حزب الله لا يمثل الطائفة الكريمة التي ينتمي لها، بل هو يخطفها ويتحكم بقرارها وبمصير ناسها وبثقافتها ومدارسها وتجارتها وشعائر وأماكن عبادتها، وكذلك بمعظم المغتربين من أهلها، وذلك بقوة السلاح والمال بعد أن عزلها بسياق مخطط إيران خبيث، وفي ظل ومساعدة الاحتلال السوري.. وهو أبعدها كلياً عن الدولة اللبنانية بكل شؤونها وشجونها الأمنية والمعيشية والخدماتية والسياسية والدينية والانتماء…كما اوجد حواجز كبيرة بينها وبين باقي الشرائح اللبنانية وبينها وبين معظم الدول والمجتمعات العربية.

ثانياً..وهذا أمر مهم فإن حزب الله بشهادة أمينه العام السيد نصرالله وكل قياداته واستناداً إلى كل أدبيات الحزب المدونة وغير المدونة ومنذ العام 1982، فهو ذراع عسكرية إيرانية تابعة مباشرة وكلياً لنظام الملالي الفارسي وملتزمة 100% بمفاهيم وثقافة ومشاريع وقرار دولة ولاية الفقيه.

ثالثاً..إن من يطالب على خلفية منافع ذاتية ومالية وسلطوية بمشاركة حزب الله في الحكومة اللبنانية كما فعل النائب القواتي..”مودال 2018 المهندس انيس نصار يوم أمس، فهو يخالف الدستور اللبناني والقرارات الدولية..

وهو نفسه أي النائب نصار اليوم وبعد اجتماعه بالرئيس بري قال ودون أن يرمش له جفن إن ما يجمعنا (القوات) ببري إستراتجية واحدة.. السؤال هنا هل هو، يعي معاني ومستلزمات ومكونات الإستراتيجية؟ لا نظن ذلك!!!.

رابعاً..نذكر من تحجرت ذاكرتهم وقست قلوبهم وخاب الرجاء وقل الإيمان بدواخلهم بأن مشاركة حزب الله في الحكومة في هذا الوقت العصيب والدقيق بالذات قد تشكل أخطاراً كبيرة وقد تكون تدميرية بحث تُحرر دول الغرب وإسرائيل والدول العربية من التفريق بين حزب الله والدولة اللبنانية…

وبكلام أوضح فإن المشاركة هذه ترفع الغطاء الغربي والفاتيكاني والعربي عن الدولة اللبنانية وعن كل لبنان جغرافياً بكافة مؤسساته ومناطقه وسكانه.

خامساً.. نذكر ربع الصفقة ومن لف لفهم من المنافقين والانتهازيين والإسخريوتيين الذين يدعون تعلقهم بالسيادة وبال 10452 كلم مربع والدفاع عنهما، ويتاجرون بدماء الشهداء.. نذكرهم بأن القرارات الدولية، ومن ثم القرارات الدولية، ومن ثم القرارات الدولية الخاصة بلبنان وتحديداً القرارين 1559 و1701 هما الوسيلة الوحيدة والحصرية التي قد تمكن لبنان من تجريد حزب الله الإيراني من سلاحه، وفك اسر بيئته التي يخطفها، وتفكيك دويلته، وتحرير لبنان من احتلاله وإرهابه وكف شروره عن كل الدول العربية.

في الخلاصة، لا وجود لمقاومة ولا لتحرير ولا لثقافة ولا لحضارة ولا لتعايش ولا لسلام ولا لانفتاح بكل ما هو مسمى حزب الله، بل هذا التنظيم هو 100% جيش إيراني ويحتل لبنان ونقطة على السطر.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

حزب الله بثقافته ومشروعه الملالوي هو جسم دخيل وغريب على بيئته وعلى اللبنانيين

الياس بجاني/21 أيار/18

ثقافة حزب الله هي الموت ورخص قيمة الإنسان المرفوضة من اللبنانيين، وهو ليس من نسيجهم بل يعمل على أبلسته وتمزيقه خدمة لمشروع ولاية الفقيه..ثقافة لبنان هي الحياة والمحبة والإبداع والفن والرجاء والأمل.

ما في شي اسمه مقاومة..حزب الله مجموعة مرتزقة محلية تابعين لإيران لا أكثر ولا أقل..بس بدك يفهموها جعجع والحريري وربع الصفقة الخطيئة يلي منبطحين عند الحزب ونازلين تبجيل وكذب وتنازلات وشاطي ريلتون عالكراسي من بعد ما داكشوها ب 14 آذار والسيادة!! تعتير ع الآخر

 

القوات وحزب الله فهم وتفهم ومصالح وربما ورقة تفاهم ...مودال 2018

الياس بجاني/21 أيار/18

النائب القواتي مودال 2018 انيس نصّار يهلل لصفقة تسوية الخطيئة ويزيد: "لا يمكن استبعاد حزب الله من الحكومة". برافو قواتي لاهي عن جد..موقف بيطمن للغاية...العالم راجع من الحرب وقوات جعجع رايحة بعكس السير!!

 

انيس نصّار لتلفزيون المر: لا يمكن استبعاد حزب الله من الحكومة

وكالات/الاثنين 21 أيار 2018 /اكّد النائب انيس نصّار انّ "مبدأ إستجرار الطاقة من البواخر خاطئ والحلّ الأفضل للكهرباء هو الخصخصة أو إشراك القطاع الخاص بالقطاع العام". وفي حديث لقناة الـ"ام تي في" اعتبر نصّار انّ "حزب الله يمثّل شريحة أساسيّة من المجتمع اللبناني انتخبته لتمثيلها في المجلس النيابي ولا يمكن إستبعاده من مجلس الوزراء". وأشار نصّار إلى أنّ "القوات هي الفائز الأول والأكبر في الإنتخابات النيابية ويمكن لوزير الخارجية جبران باسيل أن يوصّف الأمور كما يريد ولكنّ الكلمة في النهاية هي للناس".

 

 حزب الله هو حاملة طائرات إيرانية وليس من النسيج اللبناني

الياس بجاني/20 أيار/18

لن تخرج إيران من سوريا ولبنان طوعاً وما يجب عدم اغفاله من قبل الذميين والمنبطحين أن حزب الله هو حاملة طائرات إيرانية تهدد كل المنطقة وأي غرّق لبناني في أوحال أي حوار مع الحزب على ما يسمى استراتجية دفاعية هو تنازل عن الدستور وضرب للقرارات الدولية وتخلي كامل عن السيادة والإستقلال والقرار الحر والقبول باتفاقية قاهرة جديدة.

 

حزب الله ربط مصير سلاحه بوجود إسرائيل وبالمشروع الفارسي الإمبراطوري وهدد بقطع أيدي وبقر بطون وقطع رقاب كل من يقاربه

الياس بجاني/20 أيار/18

كل متوهم بأن الحوار مع حزب الله قد يؤدي لوضع سلاحه بأمرة الدولة هو إما جاهل أو حالم أو ذمي أو منسلخ عن الواقع. حزب الله يناور ويتحايل لتضييع الوقت. إن المقاربة الوحيدة لمقاربة كل وضعية الحزب واحتلاله هي فقط عبر القرارين 1559 و1701

 

سعد وسمير داكشا السيادة وثورة الأرز و14 آذار والشهداء بالكراسي

الياس بجاني/19 أيار/18

لا ثقة سيادية واستقلالية بسعد وسمير لأن من باع ثورة الأرز وفرط 14 آذار وارتضى مساكنة الإحتلال وداكش الكراسي بالسيادة قد أصبح أداة بيد المحتل وهو سيعيد استنساخ ممارساته الإنبطاحية حتى ولو كان عنده 128 نائباً.. يلي بيجرب المجرب بيكون عقله مخرب

 

خيارات سعودية لبنانية غير موفقة

الياس بجاني/19 أيار/18

محزن أن نرى استمرار السعودية في المراهنة على قيادات لبنانية في اغلبيتها فاشلة سيادياً ومواقف وجرأة وشفافية ولم يحصد شعبنا من غلالها غير الخيبات والأكروباتية والذمية وامتهان الصفقات ومداكشة السيادة بالإستقلال.

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

فيديو مقابلة من تلفزيون المر مع الدكتور توفيق الهندي/22 أيار/18/اضغط هنا أو على الرابط في أسفل لمشاهدة المقابلة

https://www.youtube.com/watch?v=t13EhbVd1p8

فيديو مداخلة من قناة الحدث للأستاذ في العلاقات الدولية الدكتور سامي نادر/22 أيار/18/اضغط هنا أو على الرابط في أسفل لمشاهدة المقابلة

https://www.youtube.com/watch?v=6dArXjTmIYo

 

فيديو مقابلة من صو لبنان مع الإعلامية والكاتبة راغدة درغام/22 أيار/18/اضغط هنا أو على الرابط في أسفل لمشاهدة المقابلة

https://www.youtube.com/watch?v=zP6RFwn_d-0

 

المر دعا الى جلسة نيابية غدا لانتخاب هيئة مكتب المجلس

الثلاثاء 22 أيار 2018 /وطنية - دعا رئيس السن النائب ميشال المر، "عملا بأحكام المادة 44 من الدستور والمادة 2 من النظام الداخلي، الى عقد جلسة في تمام الساعة الثانية عشرة ظهر يوم الاربعاء الواقع في 23 ايار الحالي 2018، وذلك لانتخاب هيئة مكتبه".

وكان المر وصل الى المجلس النيابي صباح اليوم واستقبله الامين العام عدنان ضاهر وأعضاء المجلس، ووجه بعدها الدعوة لعقد الجلسة.

 

حصيلة اشتباكات طرابلس: توقيف أحد المطلوبين وإصابة 6 عناصر من الجيش اللبناني

جنوبية/22 مايو، 2018 /توقفت الاشتباكات التي اندلعت في منطقة التل في طرابلس، بعدما تمّ تسليم أحد المطلوبين الذين أطلقوا النار على الجيش اللبناني ويدعى “م.ك”. هذا ولا يزال مصير اثنين آخرين من المطلوبين مجهولاً حتى اللحظة. وكانت قد أدّت هذه الاشتباكات إلى إصابة 6 عناصر من الجيش اللبناني وهم:

عباس فليطي

الرقيب عباس الطشم

الجندي شندب الحلبي

الرقيب محمد درويش

الرقيب محمد شمص

الجندي علي مصطفى وحالته حرجة.

 

الحريري يستبعد المشنوق من تشكيلة الحكومة الجديدة

العرب/23 أيار/18/أوساط سياسية لا تستبعد أن تصل العلاقة بين الحريري والمشنوق إلى قطيعة تامة بينهما في حال لم تنجح وساطات العقلاء في رأب الصدع بين الرجلين.

قرار الحريري يثير امتعاض المشنوق

بيروت- قرّر رئيس تيار المستقبل سعد الحريري، استبعاد وزير الداخلية الحالي نهاد المشنوق من أي حكومة جديدة سيشكلها. وجاء الاستبعاد بعد قرار اتخذه الحريري بالفصل بين الوزارة والنيابة الثلاثاء، أثار امتعاض المشنوق. وذكرت مصادر مطلعة أن القرار الذي يعني نواب المستقبل ومن بينهم نهاد المشنوق قد يدفع الأخير إلى اتخاذ قرار بالخروج من كتلة التيار الأزرق، وهذا قد يقود إلى صدام مع سعد الحريري الذي مرّت علاقاته به بصعود ونزول في الأشهر التي سبقت الانتخابات النيابية التي أجريت في السادس من الشهر الجاري. وكان المشنوق قد أبدى استغرابا من قرار الفصل بين النيابة والوزارة، وقال في تصريحات صحافية “لم يقع إعلامي رسميا من تيار المستقبل بقرار فصل النيابة عن الوزارة وأرفض أن يتمّ إبلاغي عبر الإعلام”. ولا تستبعد أوساط سياسية أن تصل العلاقة بين الحريري والمشنوق إلى قطيعة تامة بينهما في حال لم تنجح وساطات العقلاء في رأب الصدع بين الرجلين.

 

الياس الزغبي ل"ليبانون ديبايت": "الأقليات المسيحية" للمساواة والعدالة والتكريم في بيئة الأكثرية وليست للاستغلال والتهميش

أجرت الحديث: فيفيان الخولي/22 أيار/18

عن وضع ما يُعرف ب"الأقليات المسيحية" ما قبل الانتخابات وبعدها، وحقوقها ومدى هيمنة الطائفة الكبرى (الموارنة) عليها، رأى الباحث السياسي الياس الزغبي في حديث لموقع "ليبانون ديبايت" أنه "يجب التمييز بين سلوكين في هذا المجال يتراوحان بين احترام هذه الأقليات واستتباعها أو استغلالها" وقال: " هناك فرق بين أداء رئيس التيار العوني الذي يرفع دائماً شعار حقوق المسيحيين، من باب المزايدة لتأمين مصالح شخصية ومحاولة الاستئثار بتمثيل الأقليات وقراراتها، باعتبار أنه يصنف نفسه الزعيم المسيحي بعد وصول تياره إلى رئاسة الجمهورية، وبين ما يعمل عليه الآخرون وتحديداً رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع للمساواة بينها وحصولها على حقوقها وأدوارها وتكاملها مع النسيج المسيحي والوطني ، وذلك من خلال التمثيل الصحيح لها، في معظم المراكز سواء في الانتخابات أو التعيينات أو الأدوار النقابية والاجتماعية والسياسية".

وأضاف: "يحاول البعض الحديث عن صراع بين الطوائف المسيحية كما تمّ من خلال التشرذم والصراعات داخل الطوائف الإسلامية، لذلك هناك من يحلو له طرح هذه الفكرة ويحاول الاستئثار بالمسيحيين في السلطة وبالحصص وبإدارة الشأن المسيحي العام، وبعد بلوغ الغاية يعيد بعض رموز الأقليات إلى الظل كما حصل تكراراً، الأمر الذي لا تقوم به الأحزاب المسيحية السيادية، لذلك يجب التفريق بين حالتين على هذا المستوى؛ هناك فريق يحاول استغلال هذه الحساسيات، بما يسمى أقليات وأكثريات مسيحية، سواء لناحية الروم الأرثوذكس أو الكاثوليك أو الأرمن وعشر مذاهب أخرى، ويدأب على الحك على هذا الجرح منذ أن تعاطى مباشرة الحياة السياسية في العام 2005، أي قيادة التيار العوني التي للأسف حاولت ولا تزال مراراً الضرب على هذه الحساسيات، مرة تحت عنوان حقوق الأقليات، وأخرى عبر طرح المشرقية لدغدغة مشاعر وعواطف بعض المسيحيين من الأصول المشرقية هذه".

وتابع: "في المقابل، هناك قوى بعيدة عن هذه الممارسات، منذ أن تسلّمت السياسة الوطنية العامة، بدءاً بالجبهة اللبنانية، (الرئيس كميل شمعون والشيخ بيار الجميّل، والأحزاب المسيحية التقليدية)، وقبلها "جبهة الحرية والإنسان" (مجموعة مفكرين مسيحيين)، وحتى اليوم، وتتمثل، حالياً، بأحزاب القوات والكتائب والأحرار، وبعض الفعاليات المسيحية المستقلة، ولا تلجأ إلى أسلوب الحكّ على الغرائز في هذا الموقع أو ذاك، بل تتعامل بسواسية مع كل مكونات البيئة المسيحية بدون خلفية السيطرة او الاستتباع".

ويرى الزغبي أن "الأحزاب الأخيرة تتبع سياسة مسيحية وطنية واسعة غير مبنية على حسابات ضيقة، ولا تستخدم الأسلوب الاسترضائي أو الانتهازي في دغدغة مشاعر بعض الفئات، باعتبار أن هذا الفريق الذي تتقدمه القوات اللبنانية يعمل على أجندة لبنانية مسيحية مشرقية عربية ودولية. ما يعني أن المسيحي هو مواطن سواء انتمى إلى أكثرية أو أقلية، هو ذو قيمة كمواطن، وله المطامح والأهداف ذاتها التي تملكها بقية الطوائف المسيحية".

كمراقب للوضع القائم، يعتبر الزغبي "أن أسوأ ما ارتكب خلال 13 عاماً، هو الحك على هذه الحساسيات بين الطوائف أقلية وأكثرية، "شهدنا نموذجاً لها في الانتخابات الأخيرة عبر الشحن الطائفي، والتجييش المذهبي لجمع أصوات من هنا وهناك لاستجماع مقاعد منضوية تحت تكتل لا يجمعها أي من المبادئ، وتضيع فيها الأهداف والحقوق". "هذه الأقليات نظلمها إذا قلنا إنها تمارس التبعية للأقوياء"، بحسب الزغبي، الذي يجد شراكة فعلية على مستوى الأحزاب المسيحية السيادية التي سبق ذكرها، إذ لا يشعر الفرد إن كان مسؤولاً حزبياً أو مواطناً عادياً أن هناك فرقاً بينه وبين الآخرين، أو أنه من بيئة أخرى أو منتقص الكرامة أو الحقوق". ويعطي المسألة "بعداً سيكولوجياً من خلال إحساس الفئات التي تشعر بالتهميش بالكرامة والشراكة، وبأن صوتها عال، وحقوقها مضمونة، وعدم تمييزها على جميع الأصعدة، حينئذ تنتفي هذه الحالة، المضخمة، خصوصاً بعد سعي الكتل المسيحية السيادية إلى تعديلات في توزيع السلطات بحيث يفسح في المجال أمام تمثيل أكثر عدالة للأقليات عبر تشريعات جديدة وضمن التوازن الوطني العام، وهذا ما يجب أن يكون في أولويات الكتل المسيحية السيادية".

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الثلثاء في 22/5/2018

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون لبنان"

ظهر غد ينتخب مجلس النواب الرئيس نبيه بري رئيسا للبرلمان للمرة السادسة على التوالي في وقت تميل كفة انتخاب نائب الرئيس للنائب إيلي الفرزلي على رغم تحرك حزب القوات اللبنانية في اتجاه انتخاب النائب أنيس نصار.. وما زاد في رجحان كفة الفرزلي هو أن تكتل لبنان القوي أوفد نوابا الى الرئيس بري ظهرا وأبلغوه -بإيجابية- قرار التأييد ككل. هذا البلاغ الذي تم عصرا - بعد اجتماع التكتل - اجتزاؤه أو إستلحاقه بالنسبة الى انتخاب رئيس البرلمان إذا صح التعبير.. فقد أعلن الوزير باسيل من الرابية ترك الحرية لأعضاء التكتل في خيار انتخاب رئيس البرلمان بين الاقتراع للرئيس بري وبين وضع ورقة بيضاء مقرا في الوقت نفسه باحترام خيار الطائفة لمرشحها القوي.

أما كتلة الوسط المستقل برئاسة ميقاتي فقد أعلنت مساء اليوم أنها ستقترع للرئيس بري..

كتلة المستقبل النيابية لها التوجه الواضح في ما يتعلق بالرئيس بري رئيسا للبرلمان لكن لها توجه ربما نحو اقتراح القوات لنصار نائبا للرئيس.

رئيس اللقاء الديمقراطي وليد جنبلاط من جهته حرص قبل اجتماع اللقاء الديمقراطي مساء اليوم على زيارة بيت الوسط حيث انعقد الاجتماع الموعود مع الرئيس الحريري وأعلن جنبلاط أنه سيوصي اللقاء الديمقراطي بالإقتراع للرئيس بري وبالإقتراع للفرزلي نائبا للرئيس بحكم التاريخ الطويل في العلاقة بين بري وجنبلاط الذي سيسمِّي الحريري لرئاسة الحكومة..

اللقاء الديمقراطي في اجتماعه مساء اليوم يؤكد على قرار رئيسه وليد جنبلاط في انتخاب بري رئيسا لمجلس النواب وترك الخيار بالنسبة الى الفرزلي نائبا له..

وسط كل ذلك، الرئيس سعد الحريري الذي لفت الى ان العقوبات الاميركية على حزب الله لن تعوق تأليف الحكومة لا بل تسرع في التألف يجري حسابات التأليف الحكومي وهو سيكلف مطلع الاسبوع المقبل بعد استشارات ملزمة يجريها رئيس الجمهورية العماد عون..

المديرية العامة لرئاسة الجمهورية أصدرت مذكرة تتضمن ما يأتي: عطفا على أحكام البند "1" من المادة 69 من الدستور ونظرا إلى بدء ولاية مجلس النواب الجديد دعا رئيس الجمهورية الحكومة للاستمرار في تصريف الأعمال ريثما تؤلف حكومة جديدة.

* مقدمة نشرة أخبار "المستقبل"

مع بدء ولاية المجلس النيابي الجديد هذا النهار، يعقد غدا اولى جلساته لانتخاب رئيسه المرشح الوحيد نبيه بري، والمتوقع حصوله على ما يقارب المئة الصوت بعد اعلان كتلة القوات التصويت بورقة بيضاء وترك تكتل لبنان القوي الحرية لاعضائه. وسيشهد موقع نائب الرئيس منافسة بين النائبين انيس نصار وايلي الفرزلي.

وبعد انتخاب الرئيس ونائبه وهيئة المكتب تتجه الانظار الى الاستشارات النيابية الملزمة المرجح ان يجريها رئيس الجمهورية ميشال عون مطلع الاسبوع المقبل. وبعد تسمية كتلة المستقبل للرئيس سعد الحريري اعلن وليد جنبلاط تسمية الرئيس الحريري كذلك فعل تكتل لبنان القوي وكتلة الجمهورية القوية والرئيس نبيه بري.

الرئيس الحريري الذي اوضح في دردشة مع الصحافيين ان تيار المستقبل قرر فصل الوزارة عن النيابة قال: ان مسؤوليتنا تجاه اهلنا في كل المناطق، يجب ان تتقدم على أي إهتمام والمسؤولية توجب ان نكون على تماس مباشر مع هموم المواطنين وحاجاتهم، ومع طموحات الشباب والشابات، لتكون محل ثقتهم وتطلعاتهم ودعواتهم للاصلاح والخلاص من كافة وجوه الهدر المالي والفساد السياسي والاداري، وتنامي ثقافة التبعية والولاءات الخارجية.

* مقدمة نشرة اخبار ال "ان بي ان"

قضي الأمر وحسمت جميع الكتل النيابية خيارها فباتت خارطة الطريق نحو انتخابات رئاسة المجلس ومشتقاتها واضحة وضوح عودة الرئيس نبيه بري إلى سدة الرئاسة الثانية لولاية جديدة ومن دون وجود مرشح منافس.

كتلة التنمية والتحرير التي عقدت اولى اجتماعاتها اليوم اعلنت رسميا ترشيح الرئيس بري وهو ترشيح حظي اليوم بدعم من كتلتي المستقبل واللقاء الديمقراطي وكتلة الوسط المستقل برئاسة الرئيس نجيب ميقاتي، اضافة الى الدعم المعلن عنه سابقا. اما تكتل لبنان القوي الذي زار وفد منه اليوم عين التينة قبل الاعلان عن موقفه لانتخابات رئاسة المجلس فترك الحرية لاعضائه للتصويت بالطريقة التي يختارونها اما لصالح الرئيس بري او بالورقة البيضاء.

انجاز الاستحقاق البرلماني غدا يفتح الباب امام مسار تشكيل الحكومة الجديدة، انطلاقا من تحديد موعد استشارات التكليف فالتأليف، وفي هذا الاطار بدأت الكتل بتسمية مرشحها للرئاسة الثالثة بعد الثانية، وفيما كان وليد جنبلاط يتجه نحو تسمية الرئيس سعد الحريري كما عبر بعد زيارته بيت الوسط اعلن تكتل لبنان القوي دعم الحريري كنتيجة حتمية للانتخابات النيابية.

* مقدمة نشرة أخبار "المنار"

رتبت الاوراق اليوم، على ان يكون اعلان النتائج غدا.. وقبل عقد الجلسة الانتخابية التي اعلن عنها رئيس السن النائب ميشال المر ظهر الغد، تسابقت اعلانات التأييد لدولة الرئيس نبيه بري.

وان عزل حزب القوات نفسه خلف الورقة البيضاء، فان لبنان القوي ترك لاعضائه الخيار.. اما ما اختاره اللبنانيون فهو بدء الاحتفالات بهدوء ومسؤولية لاعادة انتخاب الرئيس نبيه بري رئيسا لمجلس النواب بكل الاغلبيات الميثاقية والعددية والوطنية..

اما في موضوع نيابة الرئيس، فان البعض ما زال عند خياراته خوض المعارك غير المحسوبة، لتكون الحسبة الواضحة الى الآن لمصلحة دولة الرئيس ايلي الفرزلي، صاحب الحظ الكامل لتولي المهمة، على ان مسألة ترتيب هيئة المكتب باتت شبه منجزة..

وفيما اوراق المجلس النيابي كانت ترتب باتقان ، اوراق اخرى عصفت بها السجالات.

اول اشتباك حكومي كان داخل البيت المستقبلي، مع تغريدة وزير الداخلية في حكومة تصريف الاعمال نهاد المشنوق الرافضة لتبليغه عبر الاعلام قرار حزب المستقبل فصل الوزارة عن النيابة.. ونيابة عن كثيرين كان انفعال المشنوق مستبقا اطلاق عجلة التأليف التي حركها اليوم المستقبل مع تكتلي لبنان القوي واللقاء الديمقراطي بتسمية الرئيس سعد الحريري لرئاسة الحكومة..

* مقدمة نشرة أخبار ال "ال بي سي"

لم يحتمل وزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال نهاد المشنوق، ما نقل عن رئيس الحكومة أن "قرارنا هو بفصل النيابة عن الوزارة بالنسبة لنواب تيار المستقبل"، فعاجل هذه التسريبة بتغريدة عبر فيها عن امتعاضه، وقال: "لم أتبلغ رسميا من الرئيس سعد الحريري قرار فصل النيابة عن الوزارة. وأرفض أن يتم إبلاغي عبر الإعلام".

فهل تسريبة الرئيس الحريري تعني الوزير المشنوق تحديدا؟ وهل الأخير فهم الرسالة لكنه أوحى بالتمرد ولو المعنوي؟

الإشتباك الموضعي بين الوزير المشنوق ورئيس كتلته قدم عينة لما يمكن ان يكون عليه مخاض ولادة الحكومة بعد استشارات التكليف ثم استشارات التأليف، فإذا كان الصدام قد بلغ مستوى رئيس كتلة ونائب في كتلته، فكيف سيكون عليه الحال في منافسة الكتل بين بعضها البعض؟

هذه المنافسة التي يبدو انها استبقت الإستحقاق الأول غدا والمتمثل في انتخاب رئيس ونائب رئيس مجلس النواب وهيئة مكتب المجلس...

في هذا الإستحقاق ليس هناك من إجماع، جميع الكتل من دون استثناء تجري حساباتها فتراوحت قراراتها بين انتخاب الرئيس بري أو ترك الحرية لأعضاء الكتلة أو الإقتراع بورقة بيضاء.

جميع الكتل من دون استثناء دورت الزوايا مع الرئيس بري، وهذا ما لم ينطبق على نائب الرئيس إيلي الفرزلي، وهو أحد المرشحين... فالرئيس الحريري أعلن أنه لن يصوت للنائب الفرزلي، والنائب السابق وليد جنبلاط أعلن أنه يساير بري في انتخاب الفرزلي "علما ان البعض يعتبره وديعة سورية".

أما المفاجأة التي يمكن أن تحملها جلسة الغد، فهي إمكان إخراج القوات اللبنانية من هيئة مكتب المجلس بحلول النائب ألان عون مكان النائب السابق انطوان زهرا، علما ان القوات ترشح النائب فادي سعد لهيئة المكتب.

غدا يلتئم مجلس الـ2018 بكتل وتكتلات جديدة وبتجاذبات بدأت باكرا...

* مقدمة نشرة اخبار ال "ام تي في"

غدا لا معركة انتخابية حقيقية في مجلس النواب، فالرئاسة محسومة للرئيس نبيه بري ونيابة الرئاسة للنائب ايلي الفرزلي، لكن الحسم لا يعني الاجماع، فالرئيس بري سيواجه عاصفة من الاوراق البيض مع انعدام وجود منافس حقيقي له، لذا يطرح سؤالان، بكم ورقة بيضاء سيواجه الرئيس بري؟ وهل الاوراق البيض وغير المؤيدة ستكون اكثر او اقل من الاوراق التي رميت في صندوق الاقتراع عند انتخاب العماد ميشال عون رئيسا للجمهورية؟

بالنسبة الى نيابة رئاسة المجلس الوضع مختلف، فالمستقبل والقوات اللبنانية يخوضان معركة مبدئية ضد وصول الفرزلي الى المنصب انطلاقا من انه كان لقوى الرابع عشر من اذار، والاصطفاف المستقبلي القواتي سيمهد لاصطفافات اخرى في معارك اخرى خصوصا بالنسبة الى نيابة رئاسة الحكومة، اذ يسعى التيار الوطني الحر الى ان تكون من نصيبه فيما تعمل القوات اللبنانية على الاحتفاظ بالمنصب الذي تشغله حاليا، توازيا استمر السجال التياري القواتي حول ملفين بارزين، هما النازحون والكهرباء.

* مقدمة نشرة أخبار "الجديد"

عن عمر نيابي يناهز الستة والعشرين عاما رئاسيا بست ولايات متتالية يترجل نبيه بري عن رئاسة مجلس النواب أربعا وعشرين ساعة فقط وهي الساعات الحالية الجارية من اليوم إلى الغد التي تسلم فيها ميشال المر المطرقة المعمرة وغدا ولاية أخرى ينافس فيها بري خصما من ورقة بيضاء لانتفاء الشخصيات الموجبة للترشح وتعذر بروز الخليفة وفي يوم التشاور الذي يسبق جلسة الانتخاب ترجلت التيارات والأحزاب عن قيودها وفتحت طاقة للديمقراطية من أوسع أبوابها فسادت الحريات معشر كتلة جنبلاط واتخذت طابعا ميثاقيا ديمقراطيا لدى تكتل التيار وقدم الوزير جبران باسيل تعليلا أحاط بمنح النواب الحرية كي يصوتوا لمن يرغبون وقال إن القوات أعلنت التصويت بورقة بيضاء لرئاسة المجلس وإذا اتخذنا الموقف نفسه تكون الاغلبية الساحقة مسيحيا ترفض هذا الترشيح ونكون أمام رفض مسيحي كبير لخيار شيعي كبير وهذا ما لا يمكننا تجاهله وسرعان ما تفشت الحريات بين الكتل مسبوقة بنعم أبدية من الحريري لبري ومن كتلة بري لبري ومن اللقاء الديمقراطي تأييدا مطلقا لبري مع ترك الخيار للنواب في مسألة نيابة الرئيس التي "رقصت" على أنغام إيلي الفرزلي لكن الرقصة الوزارية لاحقا التي رسم خطواتها رئيس الحكومة اليوم بفصل النيابة عن الوزارة جاءت لتفصل نهاد.. عن المشنوق إذ علق وزير الداخلية على القرار قائلا: لم أتبلغْ رسميا من الرئيس سعد الحريري قرار فصل النيابة عن الوزارة وأرفض أن يجري إبلاغي عبر الإعلام وبذلك يكون الحريري قد افتتح أول أيام تصريف الأعمال بصرف المشنوق عن وزارة الداخلية.. أما التصريف الثاني فقد ذهب لمصلحة ترتيب العلاقة بـــوليد جنبلاط الذي زاره في بيت الوسط وفي اللقاء "سعر" زعيم التقدمي حجم كتلته النيابية التي تضاهي ثلاث وزارات فيما قال الحريري في دردشة مع الإعلاميين إن هناك قرارا يقضي بالإسراع في تأليف الحكومة معتبرا أن العقوبات على حزب الله قد يكون لها تأثير إيجابي في إمكانية تسريع ولادتها وفي مجموع ما تقدم فإن الورشة السياسية اليوم من اجتماعات كتل وزيارات وحركة مستعجلة سوف تنتهي بالاحتفال غدا بعودة بري رئيسا ومن فرط سعادتها ربما تشارك الكتل في اطلاق الرصاص ابتهاجا لتبدأ مرحلة عد الحصص الوزارية "ومين حضر السوق اليوم.. باع واشترى غدا".

* مقدمة نشرة أخبار ال "او تي في"

عشية جلسة انتخاب رئيس المجلس النيابي ونائبه، إضافة إلى هيئة مكتب المجلس، يؤشر "بوانتاج" الكتل الأساسية إلى ما يلي:

التكتل الأكبر، أي "لبنان القوي"، ترك الحرية لأعضائه بين انتخاب المرشح الوحيد لرئاسة المجلس نبيه بري لاعتبارات ميثاقية، أو الورقة البيضاء بمعيار مبدئي بعد الذي جرى مع الرئيس عون إبان الانتخابات الرئاسية، في موازاة اعلانه رسميا عن ترشيح عضو التكتل ايلي الفرزلي لموقع نائب الرئيس.

الكتلة الثانية من حيث الحجم، أي كتلة المستقبل، الرافضة لانتخاب الفرزلي، الذي تصفه أوساطها بالوديعة السورية، قررت السير بانتخاب بري، في وقت اثار كلام رئيسها سعد الحريري عن اتجاه الى الفصل بين النيابة والوزارة بالنسبة إلى تياره، حفيظة الوزير نهاد المشنوق، الذي قال للـ otv:" لم اتبلغ رسميا قرار فصل النيابة عن الوزارة في تيار المستقبل، ولا اقبل أن يتم الابلاغ عبر الاعلام".

أما على مستوى الثنائي الشيعي، فبعد كتلة الوفاء للمقاومة الاسبوع الفائت، رشحت كتلة التنمية والتحرير رئيسها لترؤس السلطة التشريعية، بعدما انتخبت نائب جزين الذي ترشح مستقلا ابراهيم عازار، نائبا لرئيس كتلة التنمية والتحرير، في موازاة دعمها الطبيعي للفرزلي. دعم، تبناه جنبلاط مسايرة لرئيس المجلس العتيد، باسم بعض أعضاء كتلة أحال رئاستها إلى نجله، فيما ترك الخيار للبعض الآخر.

أما تكتل القوات اللبنانية، الذي خرج من صفوفه اليوم النائب سيزار المعلوف، أقله بالنسبة إلى انتخاب بري، بعدما خرج من صفوفه نهائيا قبل أيام النائب هنري شديد، فمتمسك بترشيح أنيس نصار، الذي زار رئيس المجلس اليوم، من دون ان يفاتحه بالترشيح.

هذا في "البوانتاج". اما في السياسة، فالأبرز، اعادة وصل ما انقطع بين التيار الوطني الحر وعين التينة، على امل أن ينعكس ايجابيا في المستقبل القريب على المستوى الحكومي.

 

استياء عارم في بعلبك رفضاً للتسيّب الأمني و“حزب الله” يتشدد لبنانياً بعد تهديد واشنطن بسحقه

بيروت – “السياسة”:22 أيار/18/أثارت العقوبات الأميركية والخليجية على “حزب الله” الكثير من المخاوف الداخلية لدى الأوساط السياسية والاقتصادية، من مغبة ما ستتركه على الأوضاع اللبنانية وانعكاساتها على ما تنوي الحكومة الجديدة القيام به في المرحلة المقبلة، في ضوء توجهات العهد لإصلاح مكامن الخلل في المؤسسات الداخلية. وترك حديث وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو، الذي هدّد بسحق عملاء إيران و”حزب الله”، المزيد من أجواء القلق في لبنان، باعتبار أن “حزب الله” لن يقف مكتوف الأيدي إزاء التهديدات الأميركية، وهو ما قد يدفعه، كما تقول أوساط سياسية لـ “السياسة”، إلى التشدد أكثر فأكثر في المرحلة المقبلة فيما يتصل بتشكيل الحكومة، حيث إنه سيحاول التمسك بشروطه، وفي مقدمها إصراره في البيان الوزاري على تضمينه المعادلة الذهبية “جيش وشعب ومقاومة”، إضافة إلى حصوله على حصة وازنة من الوزراء للإمساك بالثلث المعطل للحكومة الذي يريد العودة إليه، كما كانت الأمور في عهد الرئيس السابق ميشال سليمان، مشددةً على أن الحزب لا يريد التفريط بهذه الورقة، وهو يعلم أن مرحلة جديدة من التعامل الأميركي قد بدأت معه، في ظل التوجهات التي تنوي إدارة الرئيس دونالد ترامب استعمالها في المنطقة، بعد انسحابها من الاتفاق النووي الإيراني، وما أعقبها من تحديد واشنطن لطهران 12 شرطاً لتنفيذها، متوعدةً بأقصى العقوبات في التاريخ، وهو ما فسرته الأوساط السياسية بأنه بداية لتعاطٍ أميركي جديد مع إيران، لإرغامها على القبول بشروطٍ جديدة فيما يتصل بأي اتفاق نووي جديد قد يُوقَّع مع المجتمع الدولي. إلى ذلك، تسود حالة من الاستياء العارم في مدينة بعلبك خاصةً والبقاع عامةً، على خلفية تردي الأوضاع الأمنية بشكلٍ غير مقبول، بالرغم من قرارات مجلس الدفاع الأعلى الأخيرة التي اتخذها لتعزيز الأوضاع الأمنية في هذه المنطقة. وعلى أهمية الإجراءات التي اتخذها الجيش والقوى الأمنية، فإن الأهالي يشتكون من حالة التفلت والتسيّب في بعلبك وضواحيها، بعد ازدياد حالات الجريمة وإطلاق النار على المدنيين والمحال التجارية، إضافةً إلى عمليات الخطف التي تطال العديد من المواطنين وارتفاع نسبة سرقة السيارات على أنواعها، دون أن تتمكن القوى الأمنية المولجة بحماية السكان، من توقيف الذين يقومون بهذه الأعمال ويزرعون الرعب والخوف لدى السكان، وهم في غالبيتهم معروفون لدى الأجهزة الأمنية.

 

"القوات" تقترع بورقة بيضاء و"لبنان القوي" ينضم للغالبية لانتخاب بري

الحريري: العقوبات على “حزب الله” لن تؤخر تشكيل الحكومة بل ستسرعها

بيروت – “السياسة”:22 أيار/18/أكد رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبناني سعد الحريري، أن العقوبات على “حزب الله” لن تؤخر عملية تشكيل الحكومة.

وقال الحريري لقناة “ال بي سي 1” إن “هناك قراراً بالإسراع بتشكيل الحكومة، واعتقد ان العقوبات على حزب الله لن تؤخر عملية التشكيل، بل انها قد تسرع ولادة الحكومة”. وأوضح الحريري بعد أوّل اجتماع لكتلة “المستقبل” أننا “سننتخب نبيه بري لرئاسة مجلس النواب ولن ننتخب ايلي الفرزلي”، مضيفاً “نهاية العام سنكون سددنا كل المستحقات المالية لجميع العاملين في مؤسسات المستقبل”. إلى ذلك، وفيما يعقد مجلس النواب الجديد جلسة ظهر اليوم لانتخاب رئيس له ونائبه وهيئة مكتبه، بناءً على الدعوة التي وجهها رئيس السن النائب ميشال المر للنواب أمس، طلب رئيس الجمهورية ميشال عون من رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري والوزراء الاستمرار في تصريف الأعمال، ريثما تشكل حكومة جديدة، في حين عُلم أن بياناً سيصدر عن رئاسة الجمهورية في الساعات المقبلة، يحدد موعد بدء الاستشارات النيابية الملزمة التي سيجريها عون لتسمية رئيس الحكومة المكلف. وعشية جلسة انتخاب رئيس المجلس النيابي، حيث من المتوقع فوز الرئيس نبيه بري بنسبة عالية من الأصوات تتجاوز المائة صوت لولاية خامسة، زار وفد من تكتل “لبنان القوي” يضمّ كلاً من النائب إبراهيم كنعان والنائب ألان عون والنائب الياس بو صعب، الرئيس بري في “عين التينة”، في إشارة واضحة إلى نية التكتل انتخاب بري، حيث أكد كنعان بعد اللقاء، أنه “كان جيداً والمرحلة الجديدة بحاجة للتعاون بين الجميع”. وفي الوقت الذي ستصوت معظم الكتل النيابية لمصلحة الرئيس بري ومن بينها كتلة “المستقبل”، أعلن رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، أن كتلة “الجمهورية القوية”، باستثناء النائب قيصر المعلوف، ستصوت بورقة بيضاء، استمراراً لموقف الحزب التاريخي في هذه المسألة، لافتاً إلى أن الورقة البيضاء ليست في وجه الرئيس بري. إلى ذلك، علمت “السياسة” من مصادر وزارية، أن خطاب رئيس الجمهورية ميشال عون في الإفطار الرئاسي الذي يقيمه غروب اليوم في قصر بعبدا، سيتطرق إلى القضايا الداخلية الدقيقة، إضافةً إلى تشديده على استكمال تنفيذ خطاب القسم ومحاربة فلول الإرهاب، وترسيخ دعائم الاستقرار. كما سيؤكد التزام لبنان سياسة النأي بالنفس، والحرص على أفضل العلاقات مع الدول العربية الشقيقة، واحترام القرارات الدولية، وضرورة قيام المجتمع الدولي بواجبه تجاه قضية اللاجئين، وسط مخاوف من السعي لتوطين اللاجئين في لبنان، وهذا ما لا يمكن القبول به، ومواجهة هذا التوجه الدولي المشبوه.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

نقلا عن " تقدير موقف" عدد 208

22 أيار/18

في السياسة

في 14 آذار 2008 عقدت الأمانة العامة لقوى 14 آذار مؤتمرها الأول في مجمّع البيال.

أصرّ آنذاك سمير فرنجية على أن الخلاف مع "حزب الله" هو من طبيعة ثقافية وليس من طبيعة سياسية!

أي بعد استشهاد رفيق الحريري وباسل فليحان وسمير قصير وجبران التويني وبيار الجميّل و... قالت "14 آذار" أنها متمسّكة بالحياة وأطلقت حملة "I Love Life"!

اليوم وبعد 10 سنوات ونيّف، عدنا إلى سمير فرنجية الذي بفكره ساهم في صناعة "14 آذار" التقيّة النقيّة الطاهرة والبعيدة عن المنافع والمحاصصة والطائفية والمذهبية!

اليوم وبعذ 10 سنوات يقول فكر سمير فرنجية مجدّداً أننا نحب الحياة والإبداع والفن والسينما والثقافة ولا عيب في ذلك!

اليوم وبعد 10 سنوات تمثّلنا نادين لبكي أكثر من الذين فازوا تحت شعار "ورثة 14 آذار الانتخابية"!

اليوم وبعد 10 سنوات نقول لمنار صباغ ونواف الموسوي ومحمد رعد أننا متمسكون بلبنان الذي نريد، لنا ولأولادنا ولأولادكم - لبنان الحياة!

تقديرنا

عودوا إلى الأصول!

إذا توصّل النائب نواف الموسوي إلى الإدّعاء بأن "مجد لبنان أعطي لمقاومته"، فاللوم ليس على الموسوي،

ذلك أن: "الرزق السايب بعلّم الناس الحرام"!

للذاكرة

ينشر تقدير موقف نص وثيقة البيال للعام 2008!

 

التيار المستقل: لإلغاء وزارتي مكافحة الفساد والبلاط وفصل النفط عن الطاقة وتطبيق المداورة في توزيع الحقائب

الثلاثاء 22 أيار 2018 /وطنية - عقد المكتب السياسي للتيار المستقل اجتماعه الأسبوعي برئاسة رئيس التيار اللواء عصام ابو جمرة في مكتب التيار في بعبدا. وإثرالاجتماع، طالب المجتمعون في بيان، "بالتزام الدولة اللبنانية الحياد الايجابي بعيدا عن الصراعات في المحيط العربي، بعد قرار اميركا الانسحاب من الاتفاق النووي الايراني وما تبعه من تشنجات وتهديدات حملها اعلان وزير الخارجية الاميركي والرد الايراني عليه والقتال الذي ما زال دائرا في سوريا واليمن وغيرها من الدول العربية المحيطة بلبنان".

وحذروا "من لجوء بعض المسؤولين في السلطة الى تمرير مواد قانونية خطرة على وضع لبنان ومستقبله كالمادة 49 في قانون الموازنة". وطالبوا "بإصرار، بذل الدولة اللبنانية ما في وسعها من جهد إعادة النازحين السوريين الى ديارهم على ضوء تصاريح الرئيس الاسد نفسه التي تؤكد استقرار الامن في العديد من المحافظات السورية وامكانية العودة اليها". وتساءل المجتمعون: "ماذا تغير في ضوء نتائج الانتخابات النيابية الاخيرة وماذا يمكن ان يتغير في السياسة وفي النهج واي اصلاح يمكن ان يحدث طالما ان الرؤساء بقوا هم انفسهم ورؤساء الكتل النيابية انفسهم عاصروا الاب والابن والحفيد... وبالتالي السياسة وما رافقها من انحرافات ستبقى... والمسرى وما رافقه من اخطاء وتجاوزات وفساد مخز ستبقى وتزداد دون تغيير". واعتبروا ان "نيابة رئاسة مجلس الوزراء ما زالت تشكل منصبا مهمشا، فلا صلاحيات محددة لنائب رئيس الحكومة ولا مكتب له في السراي... حتى المنصب غير ملحوظ في نظام التشريفات مما يشكل اساءة الى طائفة الروم الارثوذكس وممثليها وضربا لإنصافها بحقوقها وفقا لتصنيفها بين الطوائف الاخرى". وطالب المجتمعون كذلك، "على عتبة تشكيل حكومة جديدة بإلغاء وزارة مكافحة الفساد ووزارة البلاط، فلا حاجة لها، وبفصل وزارة النفط والطاقة وتطبيق مبدأ المداورة في توزيع الحقائب الوزارية تطبيقا لدستور الطائف وعدم استغلال تعيين الوزراء جوائز للترضية والمنافع الشخصية". واخيرا، سأل المجتمعون: "حبذا لو خبرنا وزير الطاقة المستقيل، ما هي قيمة ال 200 ميغا وات بالمقارنة مع الارباح التي ستجنيها شركة البواخر من التمديد لها ثلاث سنوات؟".

 

المستقبل: نؤيد إعادة انتخاب بري رئيسا للمجلس النيابي ولتكن نتائج الانتخابات حافزا لنا جميعا لمضاعفة

الثلاثاء 22 أيار 2018/وطنية - عقدت كتلة "المستقبل" النيابية اجتماعا برئاسة الرئيس سعد الحريري، في "بيت الوسط، شارك فيه الرئيس فؤاد السنيورة ونواب الكتلة الذين انتهت ولايتهم البرلمانية.

تداول المجتمعون الاستحقاق النيابي المقبل والمهمات المطروحة على اعضاء الكتلة خلال الولاية الجديدة.

استهل الحريري الاجتماع بدعوة الحاضرين الى الوقوف دقيقة صمت "تحية لشهداء فلسطين، في مواجهة الاحتلال الاسرائيلي، وتضامنا مع تضحيات الشعب الفلسطيني الشقيق ونضاله المستمر دفاعا عن عروبة القدس".

وبعدما نوه بدور السنيورة "في قيادة عمل الكتلة طوال السنين الماضية، وبجهود كل الزملاء خلال الولاية المنتهية والانجازات التي حققوها على الصعيدين التشريعي والوطني"، عبر الحريري عن ثقته بقدرة الكتلة المنتخبة على تأكيد حضورها ودورها في الندوة النيابية.

وقال: "إن نتائج الانتخابات يجب ان يشكل حافزا لنا جميعا لمضاعفة العمل، في سبيل تأكيد فاعليتنا السياسية والرقابية والتشريعية، سواء على المستوى الشعبي أو على مستوى اللجان النيابية التي سنعمل في نطاقها.

نحن نتطلع أكثر من اي وقت مضى الى أن نبقى صوتا عابرا للطوائف، وتيارا تتمثل فيه مختلف المكونات الوطنية في البلاد، على الرغم من النتائج التي آلت اليها الانتخابات، والخلل في المسار الانتخابي الوطني، وما ترتب عليه من اصطفافات مذهبية وطائفية".

وتوجه بالتحية الى جمهور "تيار المستقبل"، الذي "عبر عن محبته ووفائه لنهج الرئيس الشهيد رفيق الحريري أثناء الجولات الانتخابية التي شملت كل المناطق، وتوقفنا خلالها عند معاناة اهلنا في المناطق المحرومة خصوصا، وعلى حجم ما يعانيه المواطنون من نقص الخدمات في العديد من البلدات والقرى".

وأضاف الحريري: "إن مسؤوليتنا تجاه اهلنا في كل المناطق يجب ان تتقدم على أي اهتمام. والمسؤولية توجب ان نكون على تماس مباشر مع هموم المواطنين وحاجاتهم، ومع طموحات الشباب والشابات والاجيال التي تتطلع الى فرص حياة كريمة، في دولة تسودها العدالة والشفافية وسلطة القانون، لتكون محل ثقتهم وتطلعاتهم ودعواتهم للاصلاح والخلاص من كل وجوه الهدر المالي والفساد السياسي والاداري، وتنامي ثقافة التبعية والولاءات الخارجية".

بعد ذلك، ناقشت الكتلة خطة العمل للمرحلة المقبلة، والادوار التي ستناط بأعضائها في نطاق اللجان النيابية والانتخابات المقررة في شأنها غدا، وخلصت الى التوجهات الآتية:

"اولا: ترشح كتلة تيار المستقبل النيابية نفسها لمهمات وطنية وتشريعية، تضع في اولوياتها خدمة الشعب اللبناني في المناطق كافة، لا سيما المناطق التي منحت ثقتها لنواب المستقبل المنتخبين، وعبرت خلال الحملة الانتخابية عن أعلى درجات الوفاء لتيار الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ولقيادة الرئيس سعد الحريري.

والكتلة اذ تؤكد التزام العمل لوضع العناوين العريضة التي وردت في البرنامج الاقتصادي والاجتماعي والانمائي لحملتها الانتخابية موضع التنفيذ، تتعهد بلسان الرئيس الحريري وسائر الاعضاء، أن تكون صوت المناطق المحرومة في عكار خصوصا والشمال والبقاع عموما، التي لا نقبل ولا يصح ان تبقى بعد اليوم رهينة الإهمال المزمن، وخطوط الفقر المنتشرة في حقول الحرمان وأزقة الأحياء الشعبية.

فإذا كنا كتيار سياسي نستحق ثقة الناس ومحبتهم، فإن الناس تستحق الدفاع عن حقوقها بالعيش الكريم، وهو ما آلينا على أنفسنا العمل في سبيله من خلال برنامج انمائي استثماري، يحقق نقلة نوعية في المسار الاقتصادي والاجتماعي لنهضة البلاد.

ثانيا: إن الرهان على النهوض الاقتصادي، وما يوجبه من متطلبات اصلاحية ومكافحة مكامن الفساد ورفع الأعباء عن كاهل الدولة والخزينة، لا بد ان يتكامل مع ارادة وطنية في حماية لبنان من مخاطر الانزلاق في هاوية الصراعات المحيطة، والتزام مقتضيات العيش المشترك ووثيقة الطائف، وعدم الخروج على قواعد الاجماع الوطني بالنأي بالنفس عن التورط في النزاعات الخارجية، وتخريب العلاقات مع الاشقاء العرب.

إن الثوابت المعلنة لتيار المستقبل، تجاه هوية لبنان وعروبته، وتجاه الدولة التي لا تعلو فوق سلطتها اي سلطة، ولا تتقدم على شرعيتها اي مشاريع طائفية او اقليمية، هي ذاتها الثوابت التي تؤكد كتلة المستقبل التزامها والتمسك بها والعمل بموجباتها.

والكتلة تواصل في هذا السبيل، السير على خطى الزملاء في كتلة المستقبل النيابية برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة، منذ العام 2009، والتي تصدرت في كافة المراحل صفوف الدفاع عن هوية الدولة ومؤسساتها ونظامها الديموقراطي.

ثالثا: تؤكد الكتلة اعتبار الخيارات الوطنية للرئيس سعد الحريري، قاعدة متينة لحماية لبنان من المخاطر المحيطة، وتحصين عوامل الاستقرار السياسي والامني والاقتصادي، ووضع النتائج الواعدة لمؤتمرات دعم لبنان موضع التنفيذ، من خلال حكومة جديدة، يتطلع اللبنانيون الى تشكيلها باسرع وقت ممكن.

واذ تجدد الكتلة ثقتها بالرئيس الحريري وخياراته، تتبنى تسميته لتشكيل الحكومة، في الاستشارات النيابية الملزمة المقرر اجراؤها مع بدء الولاية الجديدة لمجلس النواب.

رابعا: تشدد الكتلة على دورها في انتظام العمل التشريعي، والحاجة الى قيام ورشة تشريعية جدية لتحديث القوانين ومواكبة التوجهات التي صدرت عن مؤتمر سيدر لدعم لبنان، لجهة مكافحة اسباب الهدر والفساد في مؤسسات الدولة ومعالجة الترهل الوظيفي المتفاقم في القطاع العام.

وتتطلع الكتلة في هذا الشأن الى سياسات تشريعية تحاكي هذه المتطلبات والحاجة لورشة اصلاحية حقيقية، وتعبر عن استعدادها للتعاون مع كل مكونات المجلس النيابي للوصول الى هذه الغاية المنشودة، وتعلن في سياق هذا التعاون، تأييدها لاعادة انتخاب الرئيس نبيه بري رئيسا للمجلس النيابي، آملة أن تحظى اقتراحاتها بترشح اعضائها للجان النيابية بموافقة الزملاء من سائر الكتل".

 

اللقاء الديمقراطي : تأييد مطلق لبري في رئاسة المجلس وترك الخيار لاعضائه باتخاذ القرار المناسب بشأن نائب الرئيس

الثلاثاء 22 أيار 2018 /وطنية - عقدت كتلة "اللقاء الديمقراطي" النيابية أولى اجتماعاتها في منزل رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط في كليمنصو، بحضور النواب: تيمور جنبلاط، نعمة طعمة، مروان حمادة، أكرم شهيب، وائل أيو فاعور، بلال عبدالله، هنري حلو، فيصل الصايغ وهادي أبو الحسن والنائب السابق غازي العريضي. وبعد الإجتماع، قال أبو الحسن : "بدعوة من رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط عقد اللقاء إجتماعه الأول للتشاور في الجلسة التي ستعقد يوم غد الأربعاء لانتخاب رئيس المجلس النيابي ونائبه وهيئة مكتب المجلس، وتم بالإجماع الاتفاق على التأييد المطلق للرئيس نبيه بري لرئاسة المجلس النيابي. أما فيما يتعلق بنائب الرئيس ترك الخيار لأعضاء التكتل لاتخاذ القرار الذي يرونه مناسبا كلا وفق تقديره في هذا الأمر". أما بالنسبة لأعضاء هيئة المجلس، قال أبو الحسن: "سيستكمل التشاور لاتخاذ القرار النهائي فيما يتعلق بباقي الأعضاء".

وأكد أبو الحسن أن "مرشح اللقاء لعضوية هيئة مكتب المجلس هو النائب مروان حمادة". وردا على سؤال حول الترشيح لرئاسة الحكومة، أكد أن "اللقاء سيسمي الرئيس سعد الحريري".

 

اجتماع تكتل لبنان القوي بحث في انتخابات رئاسة المجلس باسيل: نحن حراس الميثاقية نترك الحرية لاعضاء التكتل ليصوتوا كما يريدون

الثلاثاء 22 أيار 2018/وطنية - عقد تكتل "لبنان القوي" اجتماعه الدوري برئاسة رئيس "التيار الوطني الحر" الوزير جبران باسيل، في مركز الاجتماعات والمؤتمرات - سن الفيل.

وقال باسيل بعد الإجتماع: "عقد تكتل "لبنان القوي" إجتماعه، وكان الموضوع الأساسي طبعا تأليف الحكومة وتكليف رئيس للحكومة والإنتخابات غدا في المجلس النيابي لرئاسة المجلس ونيابة الرئاسة وأعضاء هيئة مكتب المجلس النيابي. أود القول أولا إننا في عصر الميثاقية اللبنانية، التي كانت معركة خضناها كلنا معا حتى نعيد لبنان لروحيته الأساسية القائمة على الميثاق، وهذا الأمر يتتابع فصولا، نحن في مرحلة إستكمال تطبيق هذه الميثاقية، وكل قراراتنا وتفكيرنا مستوحى من هذا الفكر الميثاقي الذي يعني في النهاية شراكة وطنية ووحدة وطنية".

أضاف: "وعلى هذا الأساس نحن أمام استحقاقات تعود فتطرح فيها الميثاقية على أساس الشراكة وعلى أساس الشراكة بين الأقوياء المختارين من مكوناتهم وليس من نختارهم نحن، تختارهم مكوناتهم ونحن نقبل التعاطي معهم على أساس هذا الخيار الديمقراطي خصوصا غداة الإنتخابات النيابية".

وتابع: " من الطبيعي أن يكون التكتل مؤيدا أو يتبنى تسمية دولة الرئيس سعدالحريري لرئاسة الحكومة اللبنانية وهذه نتيجة حتمية للانتخابات النيابية. هنا أود أن أوضح أمرا. قيل في السابق أن ما يسمى بالإتفاق الرئاسي يتضمن تسمية دولة الرئيس الحريري بشكل دائم لرئاسة الحكومة، وكان موقفنا في هذا الخصوص واضحا أن الأمر مرتبط بنتائج الإنتخابات النيابية. وبما أن الإنتخابات النيابية حسمت الأكثرية لتيار المستقبل، وتيار المستقبل في اجتماع كتلته اليوم تبني ترشيح دولة الرئيس الحريري، فمن الطبيعي أن يؤيد تكتل "لبنان القوي" هذا الترشيح عملا بالمبدأ الميثاقي بقبولنا بخيار الآخرين، خصوصا لرئاسة الجمهورية ورئاسة المجلس النيابي ورئاسة الحكومة".

واردف: "الأمر الثاني متعلق بنيابة رئاسة المجلس النيابي. التكتل هو الأكبر في المجلس النيابي اليوم، ومن الطبيعي أن يكون مرشحه المرشح الذي يفترض بالإخرين أن يقبلوا ترشيحه لنيابة الرئاسة، والتكتل يرشح اليوم رسميا دولة الرئيس إيلي الفرزلي لنيابة رئاسة المجلس النيابي".

وتابع: "أيضا هناك انتخاب لهيئة أعضاء مكتب المجلس، وقد اختار التكتل النائب ألان عون ليرشحه لأمانة سر هيئة المكتب، وأمين عام حزب الطاشناق النائب هاغوب بقرادونيان لعضوية هيئة المكتب، وهذا الأمر هو طبيعي ايضا، لأنه بما يمثله التكتل في المجلس النيابي، لا ننسى أيضا أننا كنا غائبين عن هذا المكتب إبان السنوات ال 13 الماضية، وطبيعي أننا نعول على هذه الترشيحات لتساهم بفعالية أكبر في المجلس النيابي. ودولة الرئيس الفرزلي مشهود له بقامته النيابية وبحسن تعاطيه وإدراكه كيفية معالجته للملفات، ونأمل أن القوانين التي تقدم بها التكتل والتي سوف يقدمها، أن نكون نتعاطى بشكل إيجابي وفعال وسريع لإقرارها، ونعول على وجود أعضاء من التكتل للمساعدة أكثر والتفاعل الإيجابي أكثر، ولتعاون أكبر من قبل التكتل مع رئاسة المجلس النيابي ومع كل أعضاء المجلس النيابي لنكون حقيقة نقوم بعمل بناء وتشريعي في قلب المجلس. لا هم لدينا سوى أن ننجز، واللبنانيون اليوم ينتظرون منا إنجازاتنا في العمل التشريعي والنيابي، وينتظرون من هذا المجلس ومن تكتلنا تحديدا، أن يكون لديه قوة تشريع وفعالية تشريع كبيرة، نحن في هذا الإطار فقط نقدم هذه الترشيحات التي نرى أنها ستسهم إيجابا بأن تقدم للبنانيين قوانين مقرة تحسن حياتهم".

وقال: "بالنسبة لرئاسة المجلس النيابي سأعرض الموضوع من زاويتين: الزاوية الأولى هي الموقف الطبيعي الذي يفترض أن يكون للتكتل، ونحن لطالما تطرقنا الى التماثل والمساواة بين اللبنانيين. ومبدأ المعاملة بالمثل بين بعضنا البعض والذي في بعض الأحيان، رأينا أنه عندما لم يحترم، كيف نغص عيش اللبنانيين، وعندما احترم وباتت هناك شراكة فعلية كيف أنه حسن حياتهم، والوفاق، وفاق الأقوياء، كان دائما يؤثر إيجابا في البلد".

وتابع باسيل: "الأمر الطبيعي الذي يراعي مبدئية موقفنا، يراعي شعور الناس هو أن العماد عون عندما حصل على تأييد أكثرية مكونه وأكثرية اللبنانيين وجب احترام هذا الأمر، خصوصا أنه حصل عند أكثرية المسيحيين وعند أكثرية السنة وعند أكثرية الشيعة وعند أكثرية الدروز. لكن في انتخاب العماد عون لم يحترم هذا الأمر وحصل ما حصل، والذي نذكره جميعنا، في الشكل ماذا حصل في الجلسة النيابية، وفي المضمون لم يحترم في الشكل ولا في المضمون على حد سواء، وقد ترك هذا جرحا كبيرا جدا لا تزال آثاره حتى اليوم، وقد عبر عنه بشكل أو بآخر دولة الرئيس نبيه بري حين قال: إني أفهم تماما ألا يؤيدني التكتل كما لم أؤيده أنا".

وأردف: "إذن هناك أولا هذا الأمر الذي يراعي مبدأ المعاملة بالمثل الذي نطرحه ويراعي شعور الناس الذين نمثلهم. من ناحية أخرى، هناك المبدأ الميثاقي - صحيح نحن قلنا إننا حراس الميثاقية - الذي يعترف في نهاية المطاف بوضع قائم لا يزعجنا، قابلين بخيار اللبنانيين الذي أدى إلى أن تحسم الطائفة الشيعية في الإنتخابات الأخيرة بنسبة تفوق ال90 في المئة خيارها الشعبي والنيابي. وبالتالي، نحن أمام ترشيح واحد اليوم لرئاسة مجلس النواب هو دولة الرئيس نبيه بري، وأي موقف منا لا يهدد هذا الترشيح، ولا يؤذيه، بل أكثر من ذلك فهو يعترف به لأننا لسنا أمام خيار تبني ترشيح آخر. نحن أمام خيار تأييده أم الاقتراع بورقة بيضاء، وليس هناك من تحديد للميثاقية من هذه الناحية. إن الرئيس بري يندرج في خانة الأقوياء داخل طوائفهم، وإن الممثلين الاساسيين لهذه الطائفة أجمعا عليه، وينطبق عليه ذلك، ويفترض ان يتم احترامه. أما المشكلة فهي أنه لم يتم احترامه معنا، وهذا ما حصل قبل مع دولة الرئيس الحريري عندما أقيلت حكومته، وعندما احترم تمثيل العماد عون احترم تمثيل دولة الرئيس الحريري، فهذا هو التماثل الذي نتحدث عنه".

وقال باسيل: "بين هذين الموقفين، استجد أمر إضافي هو موقف كتلة القوات اللبنانية، الذي عبر عنه أمس رئيس حزب القوات سمير جعجع، وهو التصويت بورقة بيضاء في الانتخابات غدا، وهذا الامر يضعنا أمام واقع جديد. أحبه البعض أم لم يحبه، فإذا كان تكتل لبنان القوي وكتلة القوات اللبنانية وربما غيرها من المواقف من أحزاب أو من مستقلين تحجب التأييد عن الرئيس بري يعني ذلك أنه بحسب الصوت الشعبي وأرقام الانتخابات الاخيرة، ونتحدث عن أغلبية ساحقة أي رقم ?? في المئة وما يزيد، يرفض هذا الترشيح ما يعني اننا أمام مشكلة ميثاقية حقيقية وأمام رفض مسيحي كبير لخيار شيعي كبير باختيار الرئيس القوي لرئاسة مجلس النواب الذي اختارته اغلبية الطائفة الشيعية، وهذا أمر لا يمكن تجاهله، فالتيار يمكن ان يضحي بكل شيء كي لا يمس بالميثاقية، ولا يخدج ويقلل من احترام خيار مكون أساسي في البلد، بل اكثر من ذلك التيار دفع أثمانا كبيرة كي لا يعزل الطائفة وكي لا يقبل بعزل طائفة بأكملها، فلسنا نحن من يضع طائفة في موقع كهذا، إذا كان هذا قرارها".

أضاف: "نحن حراس الميثاقية ونرفض عزل الآخرين، ونقبل بخيار الآخرين، ولا يمكن أن نفرض عليهم خيارات حتى لو كانت لا تعجبنا أو لنا موقف منها او خلاف، إنما نحن مضطرون إلى احترامها. وعلى هذا الأساس، وبين هذين الطرفين التماثل ومبدئية الموقف من جهة والميثاقية من جهة ثانية، قررنا بعد النقاش في التكتل اليوم أن نترك الحرية لاعضاء التكتل ليصوتوا كما يريدون، بين الورقة البيضاء وبين التصويت لدولة الرئيس نبيه بري، وهذا الموقف متطور من أن يكون التصويت بورقة بيضاء لأن ذلك له سلبية على حياتنا الوطنية المشتركة وموضوع الميثاقية".

وتابع: "رغم كل ما حصل في السابق ورغم الجو الايجابي الذي وعد به اللبنانيون بفتح صفحة جديدة من التعاون والايجابية والانجاز في البلد، يكون التكتل قد حافظ على مبدئيته وميثاقيته، ويكون الاعضاء امام خيارين. وبذلك، نكون قد اعطينا الموقف السياسي الذي يمنع العزل ويعطي الغطاء السياسي المسيحي لموقع يمثل ما يمثل دستوريا ووطنيا وشعبيا عند اللبنانيين، ولا نقبل بأن نتعرض له ابدا، انما في الوقت نفسه نكون حافظنا على أحقية موقفنا وأسلوب التعاطي معنا أو كيفية التعاطي معنا لاحقا. كما حافظنا على أنفسنا وشخصيتنا، ونترك للايام المقبلة أن تحدد كيفية التعاطي مع بعضنا بالشراكة وباحترام بعضنا وخيارات بعضنا".

وأردف: "هذا المبدأ الذي دفعنا غاليا من أجله، من أجل تمثيل الاقوياء ليصلوا من دون منة من أحد، وفي الانتخابات النيابية، كذلك دفعنا الثمن من اجل هذا الامر، فنحن نحترم خيار كل واحد وخيار مكونه ونتعاطى على هذا الاساس، مما يمنع التلاعب بالتمثيل الحقيقي للمكونات".

وختم الوزير باسيل: "بهذا الشكل، نحن توافقنا أن يكون هذا الموقف المعلن، وكيفما يتم تفسيره فهو موقف يعطي الكثير من الايجابية للمرحلة المقبلة، انما يحفظ حقنا في الحفاظ على انفسنا ويعطينا الامكانية لنقول للبنانيين إننا نفتح لهم آفاقا جديدة ومرحلة يمكن ان ننتج فيها اكثر، وهذا ما يهمنا وان نشكل حكومة بسرعة اكبر ونحترم بعضنا اكثر ونتعامل بالتساوي مع بعضنا اكثر. وهنا، تكمن اهمية الموقف الذي اعلنه التكتل اليوم، وهو يبادل بكل ما يمكن أن يحصل معه بوعي وطني وحكمة وايجابية لأننا مسؤولون عن بناء مستقبل جيد للبنانيين، وهذا اول عمل نيابي يقوم به التكتل، يحافظ على نفسه ويحترم فيه الآخر".

 

كتلة الوسط المستقل اجتمعت برئاسة ميقاتي: ندعم انتخاب بري لرئاسة المجلس

الثلاثاء 22 أيار 2018 /وطنية - ترأس الرئيس نجيب ميقاتي إجتماعا لـ"كتلة الوسط المستقل" النيابية بعد ظهر اليوم، في مكتبه، ضم النواب: جان عبيد، نقولا نحاس والدكتور علي درويش. وأعلنت الكتلة أنها" تدعم انتخاب الرئيس نبيه بري لرئاسة مجلس النواب في الجلسة التي سوف تعقد غدا".

وتمنت "أن يكون اكتمال عقد مجلس النواب غدا فاتحة خير على لبنان واللبنانيين، فيصار الى اقتراح واقرار القوانين الضرورية لا سيما التي تساهم في معالجة الاوضاع المالية وتحقيق الاصلاح المنشود وتحريك عجلة الاقتصاد، وتوفير فرص عمل جديدة تحد من هجرة الشباب اللبناني".

وأشارت الكتلة الى أنها باشرت "التحضير لرزمة اقتراحات قوانين خاصة بطرابلس والشمال لطرحها على المجلس النيابي، ترجمة لما تعهدت به امام الناخبين".

 

جنبلاط من بيت الوسط: اتجاه اللقاء الديمقراطي تأييد تسمية الحريري كرئيس لمجلس الوزراء

الثلاثاء 22 أيار 2018 /وطنية - استقبل رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري، عند الخامسة عصرا، في بيت الوسط، رئيس اللقاء الديموقراطي النائب السابق وليد جنبلاط، في حضور الوزراء السابقين: باسم السبع، غطاس خوري ووائل أبو فاعور.

بعد اللقاء، قال جنبلاط: "بعد أن أعلنت عند الرئيس نبيه بري عن تأييدي له لينتخب رئيسا لمجلس النواب، فإن اتجاه اللقاء الديمقراطي أن نؤيد تسمية الرئيس سعد الحريري كرئيس لمجلس الوزراء، لكن هذا يثبت بالاستشارات رسميا، لأنني أتكلم اليوم، بعد أن أصبحت خارج الخدمة الفعلية كنائب. على اللقاء الديمقراطي المتجدد أن يقرر هذا الأمر، وسيقرره في اجتماعه عند السادسة والنصف مساء".

سئل: ماذا عن نائب رئيس مجلس النواب؟

أجاب: "كما سبق أن ذكرت، فقد وعدت الرئيس بري بأن أسايره، الأمر ليس مجرد مسايرة، بل هناك صداقة تاريخية نضالية تربطني به، وأعلم أن البعض يقول إن إيلي الفرزلي وديعة سورية أو غير ذلك. لن أقف عند هذا الأمر، من أجل صداقتي مع الرئيس بري، سأطلب من بعض الرفاق أن ينتخبوا إيلي الفرزلي، وأترك الخيار للآخرين ليفعلوا ما يريدون".

سئل: هل لديكم مطالب في ما يتعلق بالحكومة المقبلة؟

أجاب: "هناك مطالب، لكن هناك رئيس كتلة جديدا هو تيمور، وهو يعلنها".

سئل: ألست المرشد الروحي له؟

أجاب: "لست مرشدا روحيا، دعوها لغير بلاد".

سئل: هناك مطبات في العلاقة بينكم وبين الرئيس الحريري، لا سيما على "تويتر"، فما تعليقكم؟

أجاب: "هل تويتر اليوم مزعج؟ لكن الرئيس الحريري قدم لي تفسيرا منطقيا وموضوعيا، لأنني حاولت أن أفهم من كلام الصحف، فلم أفهم. فسر لي الرئيس الحريري وإن شاء الله خيرا، خصوصا في ما يتعلق بمحطة دير عمار التي حصلت على أساس الBOT ، والعقبى للجية والزهراني".

سئل: هل اقتنعت بالتفسير الذي قدمه إليك الرئيس الحريري؟

أجاب: "اقتنعت بالـBOT، لكني لم أقتنع حين قال أحد الوزراء إنه أخذ تدابير احترازية حين سئل عن ارتفاع سعر النفط، فهل سيخفض هو سعر النفط عالميا؟ لم أفهم الموضوع".

سئل: هل أزعجت مسايرتك للرئيس بري الرئيس الحريري؟

أجاب: "كلا، أبدا".

سئل: كيف هي علاقتك بالرئيس الحريري في هذه اللحظة؟

أجاب: "في هذه اللحظة جيدة، جيدة. في النهاية، لدينا تاريخ مشترك".

سئل: تتحدث دائما عن التاريخ بينكما، ثم تهاجمه على "تويتر"؟

أجاب: "لا أهاجمه على تويتر، مرة قلت إنه لا بد من دوزنة "تويتر"، والآن سنعيد دوزنته أكثر، وسأنسحب تدريجيا من تويتر أيضا".

سئل: هل اتفقتم على توزيع الحقائب الوزارية؟

أجاب: "كلا بعد".

سئل: كم حقيبة تطلبون؟

أجاب: "كل شيء في وقته، ولست أنا من أطالب، بل رئيس الكتلة".

سئل: هل ستسيرون بفصل النيابة عن الوزارة؟

أجاب: "هذا مطلب قديم كان لكمال جنبلاط، وإذا وافق الجميع الآن فنحن معه. أما إن لم يوافق الجميع فهل أتخذ الخطوة وحدي؟".

 

وجه لبنان المشرّف ليس بالصواريخ وثقافة الموت

كاظم عكر/لبنان الجديد/22 أيّار 2018

 كيف تم الربط بين خبر فني وثقافي يهم لبنان واللبنانيين ويعتبر انجازًا في الحياة الفنية اللبنانية وبين صور الشهداء وذكرى القصير؟

 انشغلت الأوساط الثقافية والفنية والإعلامية خلال الأيام القليلة الماضية بفوز المخرجة اللبنانية نادين لبكي بجائزة مهرجان كان السينمائي، وقد عرض الفيلم الدرامي الذي يعالج قضية إساءة معاملة الأطفال لأول مرة في المهرجان، ونال استحساناً بالغاً من الجمهور عقب عرضه الأول على الشاشة، مما أسهم بالحصول على جائزة لجنة التحكيم وهي أرفع الجوائز الممنوحة في المهرجان السينمائي الفرنسي الشهير. "كفر ناحوم" إسم الفيلم الذي تدور احداثه في إحدى مناطق العالم العربي التي تعصف بها أزمات ومشاكل سياسية واجتماعية طاحنة، ويسلط الضوء على حياة طفل يعيش بإحدى قرى المنطقة، ويعاني من المشاكل ذاتها التي يعاني منها الجميع في المنطقة ومن نمط الحياة الذي فرضته هذه الظروف، لكن هذا الطفل يرفض الاستسلام لهذا الواقع، ويقرر التمرد على نمط الحياة في قريته.

 شكل فوز الفيلم اللبناني لنادين لبكي صدمة إيجابية كبيرة على المستوى الفني والثقافي في لبنان، واعتبر ذلك انجازًا فنيًا مهما يضاف الى سلسلة الإنجازات الثقافية والفنية اللبنانية وسارع رئيس الحكومة سعد الحريري ليكون أول المهنئين على هذا الإنجاز فقال في تغردية له: "مبروك للمخرجة نادين لبكي وكل طاقم فيلم "كفرناحوم" الفوز بجائزة لجنة التحكيم في مهرجان كان السينمائي.. كل لبنان يفتخر بنجاحك يا نادين". وفيما ترك الخبر ارتياحا واسعا في الوسط الفني والثقافي اللبناني إلا أن شريحة محددة عبرت عن موقفها بطريقة استفزت متابعي مواقع التواصل الإجتماعي وشريحة كبيرة من اللبنانيين، خصوصًا التغريدة التي خرجت بها الإعلامية في قناة المنار منار صباغ التي قالت فيها: "بمناسبة الإفراط بالحديث عن الشخصيات التي ترفع رأس لبنان عالياً لجائزة ما.. يا معشر المثقفين. هذه الصور لشهداء اليوم الأول من معركة القصير 2013، باعتقادي لبنان يكفيه هذا المجد لقرون". والموقف اللافت كان للنائب نواف الموسوي الذي قال فيه: "بلا لبكي، بلا وجع راس: وقت الجدّ ما فيه غير سلاحك بيحميك". ولا ندري كيف تم الربط بين خبر فني وثقافي يهم لبنان واللبنانيين ويعتبر انجازًا في الحياة الفنية اللبنانية وبين صور الشهداء وذكرى القصير مثلا حسب تعبير صباغ وبين حماية لبنان بالسلاح حسب تعبير النائب الموسوي. لا ربط ولا تشابه بين الخبر وما تلاه من تعليقات إلا أنها الثقافة التي يراد لها أن تكون السائد الأول في لبنان وهي ثقافة الموت وثقافة الشهادة وثقافة السلاح على حساب ثقافة السلام والمحبة والإنسانية والفن. وخرجت التغريدات لتحصر المشهد بصورتين صورة ثقافية انسانية فنية وصورة أخرى تعبر عن الموت والحرب والقتل والسلاح وهي صورة العقل المتخلف الذي يرفض الخروج إلى الواقع الأكثر نقاء وحبًا وحياة.

 لا نريد الدخول في إعطاء البلد عناوين مغايرة لصورة ما نحن فيه من أزمات ولكن نريد أن نقول أن المشاهد المشرفة للبنان هي بالتأكيد مشاهد الحياة والثقافة والفن والإنسانية بالدرجة الأولى والثانية، وهذه هي الصورة الوحيدة التي يجب ان تكون عنوانًا للبنان والشعب اللبناني، أما الصور الأخرى صور الحرب والموت والشهداء فهي الصورة الطارئة فرضتها ظروف وأجندات سياسية خارج الإرادة الشعبية وخارج إرادة اللبنانيين الذي يتطلعون دائمًا إلى لبنان كبلد للسلام والحياة والثقافة والعيش والتسامح بعيدًا عن لغة القتل والموت والمقاومة وغيرها. كما لا أحد يستطيع أن ينكر المقاومة ودورها وشهداءها كمرحلة مشرفة في تاريخ لبنان وكذلك فإن أي أحد أيضًا لا يستطيع أن يتنكر أو أن يتجاهل الإنجازات الفنية والثقافية لأي لبناني ذلك أن هذه الإنجازات هي أيضًا مدعاة فخر للبنان واللبنانيين جميعا وإن الربط الذي ذهب إليه أولئك بين جائزة لبكي والمقاومة والشهداء والسلاح هو ربط في غير محله هو تشويش على هذا الإنجاز اللبناني الكبير هو إهانة للفن والثقافة اللبنانية هو اعتداء على قيم اساسية في المكون اللبنانية هي قيم الفن والثقافة والحياة. ليست الصوايخ من يصنع مجد لبنان وليست صور الشهداء وحدها التي تشرف لبنان وليست ثقافة الموت وحدها التي تصنع شرف لبنان وعزته، في لبنان أيضًا صورة أخرى جميلة تعطي تقدم للبنان أجمل الصورة الفنية والثقافية وتعطي للبنان قيمته وحضوره.

 

شخصيات أبعدتها الانتخابات تبحث عن أدوار لاستكمال مسيرتها وريفي يعطي الأولوية للطعون وحرب يتريث بوضع استراتيجية مستقبلية

بيروت: بولا أسطيح/الشرق الأوسط/22 أيار/18/أبعدت الانتخابات النيابية الأخيرة عددا لا بأس به من الشخصيات السياسية الوازنة وبخاصة تلك التي كانت تشكل رموزا أساسية لفريق 14 آذار عن برلمان 2018. ما سيُبعدها تلقائيا عن الحكومة الجديدة التي ستنكب قوى السلطة على تشكيلها بعد انتخاب رئيس جديد للمجلس النيابي الأسبوع المقبل. ولا تزال هذه الشخصيات وأبرزها النائب بطرس حرب، الوزير ميشال فرعون واللواء أشرف ريفي، تحاول استيعاب الصدمة بانتظار انتقالها إلى مرحلة جديدة من العمل السياسي، وإن كانت أولوياتها تختلف في الفترة الراهنة. وفيما يفضل حرب التروي قبل وضع استراتيجية مستقبلية، ينكب ريفي حاليا على إعداد ملف للطعن بنتائج الانتخابات، في الوقت الذي أعلن فيه فرعون أنه سيحضر من الآن وصاعدا اجتماعات تكتل «الجمهورية القوية» التابع لحزب «القوات اللبنانية». ويرى حرب، الذي لطالما شكل أحد أبرز المشرعين في البرلمانات السابقة، أنه «من غير الصائب التخطيط لتكتل سياسي جديد أو غيره من الأطُر، تحت وطأة حدث معين»، هو في الحالة الراهنة الانتخابات النيابية، معتبرا أنه «من الحكمة التروي وعدم استباق الأمور، وإن كان قرارنا واضح باستمرار الالتزام بقضايا الناس والوطن». ويضيف حرب في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «لا شيء يستدعي العجلة، ومن المبكر الحديث عن الشخصيات التي سنجتمع معها لاستكمال المسيرة». ويتابع حرب عن كثب المشاورات والحركة الحاصلة لانتخاب رئيس جديد لمجلس النواب وتسمية رئيس حكومة، لافتا إلى أن «قوى السلطة عودتنا أنها حين تتفق، فهي تتفق على البلد والمواطن فتتقاسم الحصص بما يؤمن مصالحها، كذلك حين تختلف يضر ذلك بالبلد أيضا»، ويضيف: «المطلوب إعطاء الأولوية لبناء دولة بعيدا عن الفساد والعمل ليل نهار لمنع انهيار البلد وإعادة المؤسسات للناس بعد أن سُلبت منها». ولم يتمكن حرب الذي ترشح عن دائرة الشمال الثالثة إلا من حصد 6155 صوتا مقابل 9842 صوتا للنائب عن «القوات» فادي سعد و12269 للنائب عن «الوطني الحر» جبران باسيل. ورد حرب في وقت سابق أحد أسباب خسارته إلى «مخاوف غير صحيحة لدى الناخبين لجهة تأثير وجوده في لائحة غير متجانسة على مواقفه ومبادئه ومساره الوطني»، باعتبار أنه ترشح على لائحة تحالف فيها انتخابيا مع تيار «المردة» الذي يرأسه النائب سليمان فرنجية ومع الحزب «السوري القومي الاجتماعي». وبخلاف حرب الذي قرر عدم تقديم أي طعن بنتائج الانتخابات النيابية وإن كان يتحدث عن «مخالفات قانونية كبيرة»، ينكب ريفي وفريق عمله على إعداد ملف يتقدم به إلى المجلس الدستوري قبل انتهاء المهلة المحددة في السادس من الشهر المقبل. ويعتبر ريفي أن «السلطة شوّهت العملية الديمقراطية واستنسخت عقل النظام السوري الأمني وزجّت بعض الأجهزة الأمنية بلعبة سرقة أصوات الناس ودفع الناخبين للتصويت للسلطة»، لافتا في تصريح تلفزيوني إلى أنه «تمَ طرد مندوبينا من مراكز الاقتراع وتمَ تهديدهم، كما أن المشنوق لعب دور وكيل الوصاية السورية وتعاون معها وهو تابع دخول الباصات التي نقلت من شارك في الانتخابات»، مضيفا: «لا أحد يستطيع إعدامي سياسيا فهم أخذوا مني موقعاً في مجلس النواب، وهذا لا يقدّم ولا يؤخّر وسأبقى على مبادئي لتحرير لبنان من الهيمنة الإيرانية».

وتتحدث مصادر مقربة من ريفي عن «مخالفات جسيمة وشبهات كبيرة بالتزوير تم توثيقها ستكون جزءا من الملف الذي سنتقدم به إلى المجلس الدستوري» ورغم أن ريفي كان يعول على إنشاء تكتل نيابي باسم «لبنان السيادي» يضمه إلى عدد من النواب، إلا أن نتائج الانتخابات جاءت مخيبة تماما بالنسبة له، فلم يتمكن إلا من حصد 5931 صوتا في مدينته طرابلس مقابل 21300 صوت للنائب نجيب ميقاتي، و9527 للنائب عن «المستقبل» سمير الجسر و9600 صوت لزميله محمد كبارة. وتفضل مجموعات المجتمع المدني التعاطي مع الانتخابات النيابية كمحطة في مسيرتها التي انطلقت حديثا، فترفض الإقرار بخسارة مدوية وإن كانت خروقاتها اقتصرت على خرق واحد تمثل بفوز الإعلامية بولا يعقوبيان. ويعتبر الخبير الانتخابي أنطوان مخيبر أن عناصر متعددة أدت لفشل مجموعات المجتمع المدني في تجربته في الانتخابات التي جرت في السادس من مايو (أيار)، أبرزها «التأخير في تشكيل اللوائح، تعدد هذه اللوائح في بعض المناطق، الافتقار للأموال اللازمة كما عدم نجاح قيادة المجتمع المدني بإقناع الناخبين بمشروعها»، ويضيف مخيبر لـ«الشرق الأوسط»: «كذلك فإن غياب الالتزام المفترض توافره من قبل المندوبين والناشطين في يوم الانتخابات أثر على النتائج ككل».

 

ميشال المر صديق الرؤساء... وصانعهم ويضيف لقب «رئيس السن» إلى سجل مهامه الرسمية

بيروت/الشرق الأوسط/22 أيار/18/يضيف نائب رئيس الحكومة الأسبق، والنائب الحالي ميشال المر، اليوم، لقباً إضافياً إلى مسيرته السياسية التي ناهزت نصف قرن. سيحمل «أبو إلياس»، كما يناديه أبناء منطقته، لقب «رئيس السن» لمجلس النواب الحالي، بالنظر إلى أنه أكبر النواب المنتخبين في دورة 2018 النيابية، ويؤهله الدستور ليترأس جلسة انتخاب رئيس جديد لمجلس النواب. وسيحمل المر هذا اللقب لمدة ثلاثة أيام، تبدأ من انطلاق ولاية مجلس النواب الحالي اليوم في 21 مايو (أيار) الحالي، ويستمر «رئيس السن» إلى 23 مايو، وهو موعد انتخاب رئيس البرلمان نبيه بري لولاية جديدة في رئاسة مجلس النواب، حيث سيترأس المر الجلسة. ومن المفارقات، أن المر يعتبر من أبرز أصدقاء بري، وبُنِيَت تلك الصداقة منذ التسعينات، حين تولى المر مهام كثيرة في الحكومة، بينها نائب رئيس مجلس الوزراء، وهو موقع يتولاه عُرفاً وزير من طائفة الروم الأرثوذكس. كما تولى حقيبة الداخلية في التسعينات وحتى عام 2000.

منذ دخوله إلى البرلمان اللبناني في عام 1968 لأول مرة، لم يواجه المرّ، المعروف ببراغماتيته السياسية، معضلة في التحالفات الانتخابية، كما هو الحال في الدورة الأخيرة من الانتخابات النيابية في 6 مايو، عندما وجد المر نفسه وحيداً، بعيداً عن التحالفات السياسية التي انقسمت إلى أربع لوائح، تصدرتها اللائحة المدعومة من «التيار الوطني الحر»، ولائحة «حزب الكتائب» ولائحة «القوات اللبنانية»، فضلاً عن لائحة «المجتمع المدني». ورفع المر بمواجهة الأحزاب والتكتلات الكبرى، شعار «المتن ما بيتنكّر، المتن بيتذكّر». لكن غيابه عن التكتلات الانتخابية الكبرى، لم يخسره مقعده الذي يحافظ عليه منذ 50 عاماً، ذلك أن القاعدة الشعبية المؤيدة له في المتن، وفّرت له حاصلاً انتخابياً وأصواتاً تفضيلية، كانت كافية لفوزه. وحقق أعلى رقم بين الأصوات التفضيلية التي حازها المرشحون الأرثوذكس في المتن، إذ فاز بـ11945 صوتاً تفضيلياً.

لا ينكر كثير من الخبراء، وحتى في ماكينات بعض الأحزاب، أن فوز المر كان مفاجئاً بالنسبة لهم، علما بأن «الزعيم المحلي» في بتغرين والمتن، كان قد تحالف في دورات سابقة مع «التيار الوطني الحر» و«حزب الطاشناق»، وافتقدهما في الانتخابات الأخيرة. وأرجع كثيرون هذا الفوز إلى «القاعدة الشعبية التي بناها على مدى سنوات، من خلال خدمات قدمها لأبناء المتن». وقد أعلن المر نفسه ذلك، أثناء مهرجان انتخابي أقامه للائحته «الوفاء المتنية» قبل موعد الانتخابات، توجه فيه لمناصريه بالقول: «على مدى 50 عاماً، نحن وأنتم نتبادل الوفاء. وخلال هذه الأعوام لا أنتم أخطأتم معنا ولا نحن أخطأنا معكم». وشدد على أنّ «المال والكرسي لا يوصلان إلى الزعامة أو القيادة، إنّما محبة الناس وخدمتهم والصدق معهم، هي التي تؤدّي إلى الزعامة والنجاح». وبعد فوزه بالانتخابات، اعتبر نجله الوزير الأسبق إلياس المر أن «الانتخابات يوم واحد، ولكن مشوارنا مكمل مع الناس، ويبدأ من اليوم».

ويقول المقربون منه إنه لعب دوراً أساسياً في إيصال عدد من الرؤساء إلى السلطة، أبرزهم صديقه الرئيس إلياس سركيس، كما الرئيس أمين الجميل، الذي يقال إن المر لعب دوراً بارزاً في إقناع عدد من النواب بحضور جلسة انتخابه، وأيضا الرئيس إميل لحود. وهو كان لاعباً بارزاً في عهود بعضهم. أما مع الرئيس الحالي ميشال عون، فقد تقلبت الأمور من الصداقة إلى الخصومة، فالتحالف، ثم الخصومة مجدداً. والحال أن براغماتية المر أبقته في السلطة، أو قريباً منها، طوال خمسين عاماً، ووفرت له القدرة على تقديم الخدمات من خلال المواقع التي تسلمها. فقد بنى المر صداقات مع أطراف سياسية كثيرة، تُوّجت في التسعينات، حين بات قريباً من الرؤساء الثلاثة: إلياس الهراوي، ورفيق الحريري، ونبيه بري. وقبلها، في عام 1992، لم يكن المر جزءاً من المقاطعة المسيحية للانتخابات، بل انخرط في المشهد السياسي الذي استجد في ظل وجود الجيش السوري النظامي في لبنان، وكان يترأس كتله نيابية مكوّنة من عشرة نواب. وفي دورة عام 2005، كان عضواً في «تكتل التغيير والإصلاح» الذي يرأسه حليفه بالانتخابات النائب ميشال عون، قبل أن يترك التكتل ويعلن أنه عضو مستقل. كما انتخب في أكتوبر (تشرين الأول) 2004 نائباً لرئيس مجلس النواب، وبقي حتى يونيو (حزيران) 2005، حين انتهت ولاية مجلس النواب آنذاك. وحين انقطع المر عن المناصب الوزارية، كان نجله إلياس المر وزيراً، حين عُيّن وزيراً للداخلية بين العامين 2001 و2004. ثم وزيراً للدفاع في أربع حكومات متعاقبة، بين عامي 2005 و2011.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

عقوبات أميركية لـ 5 مرتبطين بـ «فيلق القدس» ساندوا إطلاق الحوثيين صواريخ على السعودية

طهران، واشنطن – أ ب، رويترز، أ ف ب /الحياة/23 أيار/18/ فرضت الولايات المتحدة أمس عقوبات على 5 مسؤولين إيرانيين أكدت أنهم مرتبطون بـ «فيلق القدس» التابع لـ «الحرس الثوري»، واتهمتهم بدعم المتمردين الحوثيين في اليمن لإطلاق صواريخ على المملكة العربية السعودية.

وقال وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوشين إن المسؤولين الخمسة «مرتبطون بفيلق القدس» المكلّف العمليات الخارجية والذي يقوده قاسم سليماني، وبـ «البرنامج الصاروخي الإيراني». وأضاف أن ممارساتهم «أتاحت للحوثيين إطلاق صواريخ على مدن وبنى تحتية سعودية»، كما اتهمهم بنقل أسلحة إلى اليمن «لم تكن موجودة قبل اندلاع النزاع» في هذا البلد. واكد أن «الولايات المتحدة لن تتسامح بعد الآن مع الدعم الإيراني للمتمردين الحوثيين الذين يهاجمون أقرب شركائنا، السعودية». والإيرانيون الخمسة هم محمود باقري كاظم آباد ومحمد آغا جعفري وجواد بوردبار شير أمين ومهدي أزاربيشه وسيد محمد علي حداد نزهاد طهراني.

أتى ذلك بعد يوم على إعلان وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو استراتيجيا جديدة لإدارة الرئيس دونالد ترامب، حدّدت 12 شرطاً للتوصل إلى اتفاق جديد مع طهران، مهدداً إياها بـ «أقوى عقوبات في التاريخ» إن لم تبدّل سياساتها، ومتوعداً بـ»سحق عملاء» طهران و«حزب الله» اللبناني في العالم.

وواصلت واشنطن ضغوطها، إذ كتب مايك بنس، نائب الرئيس الأميركي، على موقع «تويتر»: «كما قال بومبيو، وكما أوضح ترامب: نحن مع الشعب الإيراني الذي يستحق أفضل من نظام يرعى الإرهاب في كل المنطقة، ويستحق أفضل من نظام يواصل تخصيص موارده لتهديد العالم».

وعلّق إسحق جهانكيري، النائب الأول للرئيس الإيراني، على خطاب بومبيو، معتبراً انه «متأخر 40 سنة»، وكتب على «تويتر»: «الشعب الإيراني ثار لئلا يملي عليه أحد ما يفعله. في النهاية ستقبل إدارة ترامب، مثل سابقاتها، الواقع وهو أن ايران، بتاريخها العريق وحضارتها الواسعة، تمتلك أكبر شعب في المنطقة، لذلك تجب مخاطبتها بكل أدب ومنطق وبما يليق بها، لا بلغة تهديد».

أما الناطق باسم الحكومة الإيرانية محمد باقر نوبخت فاعتبر أن «الأميركيين لا يعرفون الكثير» عن بلاده، متهماً مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض جون بولتون بالسعي إلى «إدخال المنافقين إلى طهران»، في إشارة إلى «مجاهدين خلق»، أبرز تنظيم معارض للنظام، في المنفى. وسأل الأميركيين «هل تعتقدون بأن القفاز المخملي الذي خلعتموه واليد الحديد التي مددتموها للشعب، اليد المدعومة من إسرائيل ومجاهدين خلق، سيجعلان الشعب الإيراني يعتقد بأن أميركا تريد الديموقراطية»؟ وأضاف نوبحت: «على مسؤولي البيت الأبيض ومستأجريه الردّ على تساؤلات لتنوير الرأي العام، قبل إطلاق تصريحات عدائية. مستأجرو البيت الأبيض لن يكون لديهم مكان في انتخابات الرئاسة المقبلة. كم عدد الأصوات التي حصل عليها ترامب؟ (انتُخِب) بفضل (نظام) تصويت الكلية الانتخابية».

إلى ذلك، شدد عباس عراقجي، نائب وزير الخارجية الإيراني، على أن «ربط الاتفاق النووي بملفات أخرى ليس ممكناً، ولو سعت القوى الكبرى إلى ذلك ستفقد الاتفاق». ورأى أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني الحوار مع الاتحاد الأوروبي «فرصة أخيرة لإثبات استقلاله عن إملاءات سياسة الولايات المتحدة»، محذراً من أن «لا جدوى من مواصلة العمل معه، إذا عجز عن الدفاع عن مصالحه ومصالح إيران، إزاء النهج اللامنطقي لترامب».

في الوقت ذاته تواصلت تداعيات قرار ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي، إذ أعلنت شركة «بريتيش بيتروليوم» إنهاء مشاريعها في ايران، فيما أعلن وزير الاقتصاد الألماني بيتر ألتماير أن حكومته ستساعد شركات بلاده المتعاملة مع طهران «حيثما نستطيع»، مستدركاً: «لا سبيل لأن نتفادى تماماً عواقب الانسحاب الأحادي» لواشنطن من الاتفاق النووي. وأعلن وزير الخارجية الألماني هايكو ماس أنه سيناقش ملف الاتفاق مع بومبيو في واشنطن، محذراً من أن التخلّي عنه سيثير «خطر استئناف ايران برنامجها النووي».

 

تفاصيل الغارات الإسرائيلية «السرّية» على المواقع الإيرانية في سوريا

نسرين مرعب/جنوبية/22 مايو، 2018

الغارات الاسرائيلية باتت مسلسلاً يومياً في سوريا، إلا أنّ اللافت هو غياب الإعلام!

يتداول ناشطون سوريون ولبنانيون كل ليلة أنباء عن غارات تستهدف مواقع إيرانية في سوريا، إلا أنّ اللافت هو التعتيم حول هذه الأنباء التي لم تشق طريقها إلى وسائل الإعلام، وكأنّ الميدان السوري تمّ عزله، وحجبه إعلامياً، ولم يظل من متنفس للتوثيق إلاّ مواقع التواصل الاجتماعي.

وفيما تترافق هذه المعطيات حول الغارات، مع هدير الطيران الحربي التابع للعدو الإسرائيلي والذي يحلق كل ليلة في الأجواء اللبنانية، يبقى الصمت – الإعلامي والسياسي- هو سيد الموقف منذ ما يقارب الخمسة أيام، فلا استنكار ولا تنديد ولا اعتراف ولا تنبي!

كل هذا يسجّل في سياق التطورات على الساحة السورية، فها هي أمريكا تضع شروطاً عديدة لإعادة إحياء الاتفاق النووي مع إيران، وفي طليعة هذه الشروط انسحاب الميلشيات الإيرانية من سوريا. مع العلم أنّ موقف الإدارة الأمريكية من تواجد القوات الإيرانية في سوريا، يأتي بعد تصريح لافت للرئيس الروسي فلاديمير بوتين أكّد بموجبه على ضرورة انسحاب القوات الأجنبية من سوريا، ومنعاً لأي لغط في تفسير عبارة “القوات الأجنبية”، أوضح مبعوث بوتين إلى سوريا ألكسندر لافرنتيف أنّ المقصود هو القوات الإيرانية وميليشيا حزب الله والقوات التركية والأميركية.

وفيما يضع المراقبون الغارات “السرية”، في سياق الضغط على إيران وميلشياتها، لاسيما وانّ التنسيق الروسي – الاسرائيلي في مسألة استهداف مواقع تابعة لإيران وحزب الله في سوريا، هو أمر مسلم به باعتراف الطرفين، إلا أنّ ما يثير الجدل حالياً هو انتقال الجانب الإيراني ومعه حزب الله من مرحلة “الرد في المكان والزمان المناسبين”، إلى مرحلة “الإنكار”، وعلى مبدأ “غارات الليل يمحوها النهار”، يتم التعامل منذ أيام عدة مع تواطؤ إعلامي فادح! في هذا السياق يؤكد  مدير مركز Backhome لدراسات مكافحة الإرهاب في باريس، السياسي السوري المعارض وائل الخالدي لـ”جنوبية” أنّ  “اسرائيل قد استهدفت مؤخراً خمسة مواقع إيرانية رئيسية من أصل 19 موقعاً”، لافتاً إلى أنّ الناشطين قد أحصوا هذه المواقع بالوثائق وقد تمّ اعتماد الملف لدى الأمم المتحدة. يوضح الخالدي أنّه “قد سقط في هذه المواقع أكثر من 70 قتيلاً إعترفت قاعدة حميميم الروسية بخمسين منهم على الأقل”. وفيما يؤكد السياسي السوري أنّ القصف الإسرائيلي على المواقع الإيراني أصبح عادة شبه يومية، بعد زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي الأخيرة الى روسيا، يشير بالتالي إلى أنّ “اللقاء الأخير بين بوتين ونتنياهو نجم عنه تناغماً بين الطرفين مع خطة التحالف الدولي بطرد الإيراني من سوريا، وفرض حل سياسي متوازن داخلي يفضي إلى رحيل الأسد وبقاء الروس فترةً أطول وأهدأ بموافقة دولية”. ويتابع الخالدي “بات الآن واضحاً لكل مراقب للشأن الروسي أن قرار إنهاء الوجود الإيراني وحزب الله في سوريا قد تم إتخاذه في مواقع صنع القرار”. ولفت الخالدي إلى أنّ “ترافق القصف الاسرائيلي مع تعتيم إعلامي أصبح فظاً ومستغرباً، وهو يتماشى مع سياسة عدم التبني الإسرائيلية وعدم التصريح الإيراني،و كأنّ اللعب الثقيل والمباشر بين الطرفين لا يريد إعلاماً بل يريد معركة كسر عظم من غير جمهور”. ليختم بالقول “أعتقد أن التعتيم الإعلامي المنظم يهدف لعدم دفع إيران للرد تحت سطوة الشارع الممانع ويطيب له أن تتلقى إيران ضربات نوعية دون الإنجرار لحرب مباشرة بين الطرفين ستكون انعكاستها كارثية على سوريا ولبنان،ولكن هذا الإعلام سيصل لنقطة معينة ويبدأ بإخراج التفاصيل وإحراج الإيراني بعد أن تكون قد ضعفت قوته وانتهت قدرته على الحرب الشاملة، ومال باتجاه التسوية والرضوخ للانسحاب وتحديد الخسائر”.

 

العبادي هو الأكثر توافقًا لتشكيل حكومة العراق

طانيوس علي وهبي/ لبنان الجديد/22 أيّار 2018

طهران تلعب دورًا كبيرًا في اختيار رئيس وزراء العراق سيما وأنها في الماضي كان لها تأثير كبير في اختيار رؤساء الوزراء السابقين

 في أعقاب اللقاء الذي جمعه هو بمثابة رسالة اطمئنان بأن الحكومة المقبلة سترعى كل الشعب دون إقصاء لأحد، مضيفًا أن اليد ممدودة للجميع ممن يبنون الوطن وأن يكون القرار عراقيًا.  وفي جانب آخر يجري قائد العمليات الخارجية لل "حرس الثوري الإيراني" الجنرال "قاسم سليماني "محادثات مع العديد من السياسيين في بغداد لتشجيعهم على تشكيل حكومة جديدة تحظى برضى إيران وموافقتها.  ومن المتوقع أن تستمر المفاوضات لعدة شهور لإزالة المطبات والعراقيل التي تقف حائلًا أمام تشكيل الحكومة، إذ أنه من المفترض أن تتشكل الحكومة خلال تسعين يوما من ظهور النتائج الرسمية للانتخابات البرلمانية، لكن يبدو أن المفاوضات ستستمر لأكبر من ذلك بكثير.  وإذا كانت الانتخابات البرلمانية في العراق وجهت ضربة للرئيس حيدر العبادي. إلا أنه ما زال في امكانه أن يكون المرشح التوافقي لكافة الأطراف، خاصة وأنه تمكن خلال توليه رئاسة الوزراء من التعامل مع المصالح المختلفة لإيران وللولايات المتحدة الأمريكية بطريقة سلسة وهادئة وغير عدائية بزعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر في بغداد بعيد إعلان النتائج الرسمية للانتخابات التشريعية في العراق أكد رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته السيد حيدر العبادي على تطابق وجهات النظر مع السيد الصدر وعلى ضرورة استيعاب الجميع بمن فيهم كافة الكتل السياسية والحزبية والدينية.  وتم اللقاء بين العبادي والصدر بشكل مفاجىء بعد تداول معلومات تحدثت عن رفض العبادي زيارة النجف. ويهدف هذا اللقاء لبحث التحالفات المرتقبة بشأن تشكيل حكومة عراقية جديدة بأسرع ما يمكن ودون رمي عراقيل من شأنها التأخير في عملية التشكيل، سيما وأن هناك مفاوضات تجري بشكل مكثف بين الكتل الفائزة في الانتخابات العراقية لتشكيل تحالفات برلمانية تمكنها من تشكيل حكومة جديدة.  ويعتبر السيد مقتدى الصدر خصمًا لدودًا للولايات المتحدة الأمريكية منذ وقت طويل. وكذلك فإنه من المعارضين بشدة لتمدد النفوذ الإيراني في العراق.

وقد حصلت كتلة "سائرون" التي يتزعمها السيد الصدر على أربعة وخمسين مقعدًا برلمانيًا بزيادة  12 مقعدًا عن إئتلاف النصر الذي يتزعمه العبادي. فيما جاءت كتلة الفتح التي يتزعمها هادي العامري وهو أحد أقوى الشخصيات العراقية في المرتبة الثانية وقد نالت سبعة وأربعين مقعدًا.  والعامري يحافظ على علاقات وثيقة مع إيران منذ عقود. ويتولى قيادة الناخبين ومحافظة على حياديتها، وكما دعا العبادي جميع الكتل السياسية إلى القبول بنتائج الانتخابات واتباع الطرق القانونية لتسجيل الاعتراضات وتقديمها، داعيًا المفوضية العامة للانتخابات والمعنية بالأمر إلى النظر بها.

ومن جهته أكد السيد الصدر أن اللقاء مع العبادي.فصائل شيعية مسلحة. وفي المعلومات أن طهران أغدقت أموال طائلة لتمويل الحملة الانتخابية لمرشحي كتلة الفتح. وكانت إيران أكدت قبل الانتخابات انها لن تسمح لكتلة الصدر بحكم العراق.  ومعلوم أن طهران تلعب دورًا كبيرًا في اختيار رئيس وزراء العراق سيما وأنها في الماضي كان لها تأثير كبير في اختيار رؤساء الوزراء السابقين.  وقد جاء في المرتبة الثالثة إئتلاف النصر بزعامة السيد حيدر العبادي حيث حصل على 42 مقعدًا، وهنأ العبادي الشعب العراقي على إجراء الانتخابات في موعدها ودون حصول أي إشكالات أمنية تذكر متوجها بالشكر إلى كافة الأجهزة الأمنية والعسكرية التي قامت بواجبها لحماية

 

عقوبات أميركية لـ 5 مرتبطين بـ «فيلق القدس» ساندوا إطلاق الحوثيين صواريخ على السعودية

طهران، واشنطن – أ ب، رويترز، أ ف ب /الحياة/23 أيار/18

 فرضت الولايات المتحدة أمس عقوبات على 5 مسؤولين إيرانيين أكدت أنهم مرتبطون بـ «فيلق القدس» التابع لـ «الحرس الثوري»، واتهمتهم بدعم المتمردين الحوثيين في اليمن لإطلاق صواريخ على المملكة العربية السعودية.

وقال وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوشين إن المسؤولين الخمسة «مرتبطون بفيلق القدس» المكلّف العمليات الخارجية والذي يقوده قاسم سليماني، وبـ «البرنامج الصاروخي الإيراني». وأضاف أن ممارساتهم «أتاحت للحوثيين إطلاق صواريخ على مدن وبنى تحتية سعودية»، كما اتهمهم بنقل أسلحة إلى اليمن «لم تكن موجودة قبل اندلاع النزاع» في هذا البلد. واكد أن «الولايات المتحدة لن تتسامح بعد الآن مع الدعم الإيراني للمتمردين الحوثيين الذين يهاجمون أقرب شركائنا، السعودية». والإيرانيون الخمسة هم محمود باقري كاظم آباد ومحمد آغا جعفري وجواد بوردبار شير أمين ومهدي أزاربيشه وسيد محمد علي حداد نزهاد طهراني. أتى ذلك بعد يوم على إعلان وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو استراتيجيا جديدة لإدارة الرئيس دونالد ترامب، حدّدت 12 شرطاً للتوصل إلى اتفاق جديد مع طهران، مهدداً إياها بـ «أقوى عقوبات في التاريخ» إن لم تبدّل سياساتها، ومتوعداً بـ»سحق عملاء» طهران و«حزب الله» اللبناني في العالم. وواصلت واشنطن ضغوطها، إذ كتب مايك بنس، نائب الرئيس الأميركي، على موقع «تويتر»: «كما قال بومبيو، وكما أوضح ترامب: نحن مع الشعب الإيراني الذي يستحق أفضل من نظام يرعى الإرهاب في كل المنطقة، ويستحق أفضل من نظام يواصل تخصيص موارده لتهديد العالم».

وعلّق إسحق جهانكيري، النائب الأول للرئيس الإيراني، على خطاب بومبيو، معتبراً انه «متأخر 40 سنة»، وكتب على «تويتر»: «الشعب الإيراني ثار لئلا يملي عليه أحد ما يفعله. في النهاية ستقبل إدارة ترامب، مثل سابقاتها، الواقع وهو أن ايران، بتاريخها العريق وحضارتها الواسعة، تمتلك أكبر شعب في المنطقة، لذلك تجب مخاطبتها بكل أدب ومنطق وبما يليق بها، لا بلغة تهديد». أما الناطق باسم الحكومة الإيرانية محمد باقر نوبخت فاعتبر أن «الأميركيين لا يعرفون الكثير» عن بلاده، متهماً مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض جون بولتون بالسعي إلى «إدخال المنافقين إلى طهران»، في إشارة إلى «مجاهدين خلق»، أبرز تنظيم معارض للنظام، في المنفى. وسأل الأميركيين «هل تعتقدون بأن القفاز المخملي الذي خلعتموه واليد الحديد التي مددتموها للشعب، اليد المدعومة من إسرائيل ومجاهدين خلق، سيجعلان الشعب الإيراني يعتقد بأن أميركا تريد الديموقراطية»؟ وأضاف نوبحت: «على مسؤولي البيت الأبيض ومستأجريه الردّ على تساؤلات لتنوير الرأي العام، قبل إطلاق تصريحات عدائية. مستأجرو البيت الأبيض لن يكون لديهم مكان في انتخابات الرئاسة المقبلة. كم عدد الأصوات التي حصل عليها ترامب؟ (انتُخِب) بفضل (نظام) تصويت الكلية الانتخابية».

إلى ذلك، شدد عباس عراقجي، نائب وزير الخارجية الإيراني، على أن «ربط الاتفاق النووي بملفات أخرى ليس ممكناً، ولو سعت القوى الكبرى إلى ذلك ستفقد الاتفاق». ورأى أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني الحوار مع الاتحاد الأوروبي «فرصة أخيرة لإثبات استقلاله عن إملاءات سياسة الولايات المتحدة»، محذراً من أن «لا جدوى من مواصلة العمل معه، إذا عجز عن الدفاع عن مصالحه ومصالح إيران، إزاء النهج اللامنطقي لترامب».

في الوقت ذاته تواصلت تداعيات قرار ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي، إذ أعلنت شركة «بريتيش بيتروليوم» إنهاء مشاريعها في ايران، فيما أعلن وزير الاقتصاد الألماني بيتر ألتماير أن حكومته ستساعد شركات بلاده المتعاملة مع طهران «حيثما نستطيع»، مستدركاً: «لا سبيل لأن نتفادى تماماً عواقب الانسحاب الأحادي» لواشنطن من الاتفاق النووي. وأعلن وزير الخارجية الألماني هايكو ماس أنه سيناقش ملف الاتفاق مع بومبيو في واشنطن، محذراً من أن التخلّي عنه سيثير «خطر استئناف ايران برنامجها النووي».

 

خلفيات الشروط الأميركية الـ12 المطلوبة من إيران

لندن: عادل السالمي/الشرق الأوسط/22 أيار/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/64843/%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%82-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%88%D8%B3%D8%B7-%D8%AE%D9%84%D9%81%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%88%D8%B7-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D9%8A%D8%B1%D9%83%D9%8A%D8%A9/

أعلن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، أمس، 12 شرطاً أميركياً للتوصل إلى اتفاق جديد مع طهران، تهدف إلى احتواء التهديدات الإيرانية بخصوص أكثر من ملف شائك. والـ12 شرطاً المطلوبة من طهران تتضمن عناوين عريضة لملفات ساخنة ارتبطت باسم إيران على الصعيدين الإقليمي والدولي:

1-الكشف للوكالة الدولية للطاقة الذرية عن التفاصيل العسكرية السابقة لبرنامجها النووي:

يأتي الطلب الأميركي على خلفية المؤتمر الصحافي لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في نهاية أبريل (نيسان) الماضي الذي كشف خلاله ما قال إنها وثائق عن البرنامج النووي الإيراني تثبت عدم مصداقية إيران في المعلومات التي قدمتها للوكالة الدولية للطاقة الذرية. وكانت الوكالة الدولية طالبت إسرائيل بتقديم ما لديها من وثائق للوكالة الدولية. وعلى أثر ذلك أعلنت إسرائيل عن قيامها بجولة إلى الدول الكبرى لإطلاعها على مضمون الوثائق. وتتهم إسرائيل الجانب الإيراني بالتستر على الأبعاد المتعلقة بتطوير أسلحة نووية.

وكانت إيران توصلت إلى اتفاق مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية قبل ساعات من إعلان التوصل للاتفاق النووي. بحسب اتفاق إيران والوكالة الدولية، فإن طهران تقدم جميع الوثائق المتعلقة بالبرنامج السري، والسماح لمفتشي الوكالة بأخذ عينات من قاعدة بارشين العسكرية جنوب طهران. وهو ما حدث بالفعل في سبتمبر (أيلول) 2015 بدخول فريق المفتشين الدوليين وعلى رأسهم مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو، وذلك على الرغم من تهديد قياديين في «الحرس الثوري» بـ«سكب الرصاص المذاب في عيون من يطلب دخول الموقع».

2-وقف جميع أنشطة تخصيب اليورانيوم وعدم إنتاج البلوتنيوم وإغلاق مفاعل المياه الثقيلة (آراك):

وافقت إيران وفق الاتفاق النووي على تفكيك قلب مفاعل «آراك» النووي المخصص لإنتاج المياه الثقيلة، وهو ما من شأنه منع إيران من إنتاج البلوتنيوم. وكان تفكيك قلب مفاعل «آراك» وسكب الإسمنت في حاوياته في منتصف يناير (كانون الثاني) ضمن آخر خطوات سبقت دخول الاتفاق النووي حيز التنفيذ في 16 يناير. ومن المقرر أن تعيد الحكومة الإيرانية تصميم المفاعل بمساعدة شركات صينية وفرنسية.

وتقلل المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية من انتقادات طالتها بعد الخطوة. وكانت إزالة قلب «آراك» أثارت جدلا كبيرا تحت قبة البرلمان الإيراني، وتقول إن المفاعل لم يفقد قدرته على إعادة تفعليه. ومن شأن إعادة تأهيل المفاعل أن يعيد الجدل حول مصداقية إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية التي أكدت سلامة الخطوة الإيرانية.

3- السماح لخبراء الوكالة الدولية للطاقة الذرية بالوصول غير المشروط إلى جميع المواقع النووية في البلاد:

وافقت إيران بموجب الاتفاق النووي على دخول المفتشين الدوليين إلى مواقعها النووية، لكنها اشترطت ذلك بتقديم طلب مسبق بأسماء المفتشين وكذلك المواقع التي تريد الوكالة دخولها. كما حددت إيران طلب الوكالة بأخذ عينات، واشترطت أن تكون هي من يقوم بذلك لصالح الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

ومنذ دخول الاتفاق النووي حيز التنفيذ أعلن قياديون من «الحرس الثوري» عدة مرات معارضة مشددة لأي طلب دولي بدخول المفتشين إلى المواقع العسكرية. ربما أبرز المواقف بعد دخول الاتفاق النووي حيز التنفيذ كان من جانب قائد قوات الجو أمير علي حاجي زاده الذي أعلن في يوليو (تموز) 2017 أن «الحرس» لن يسمح بدخول المفتشين إلى المواقع العسكرية.

4- إنهاء نشر الصواريخ الباليستية والصواريخ القادرة على حمل رؤوس نووية:

بينما دعت عدة أطراف دولية إيران إلى وقف تطوير الصواريخ الباليستية، فإن إيران تعد قوة الصواريخ مصيرية لمستقبل النظام الإيراني بداعي «الأسلحة الرادعة». وكانت إيران أقدمت على أول تجربة لصاروخ باليستي طويل المدى قبل أن يكمل تنفيذ الاتفاق النووي شهره الأول. واعتبرت خطوة إيران استفزازية لدى الدول الغربية لأنها حملت شعارات باللغة العبرية تشير إلى محو إسرائيل. وكان «الحرس الثوري» كشف عن موقعين صاروخيين تحت الأرض بين أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر (تشرين الثاني) 2016. وفي مايو (أيار) 2017 خلال حملات الانتخابات الرئاسية هاجم الرئيس الإيراني حسن روحاني «الحرس» وقال إن تلك الخطوات كانت تسعى لنسف الاتفاق النووي.

5-إطلاق سراح المواطنين الأميركيين ومواطني الدول الحليفة المعتقلين في إيران:

أطلقت إيران سراح 4 أميركيين قبل ساعات قليلة من دخول الاتفاق النووي حيز التنفيذ في يناير 2016. لاحقا اتهم الرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال حملة ترشحه الرئاسية، الرئيس السابق باراك أوباما بتقديم فدية إلى الإيرانيين عبر نقل 1.7 مليار دولار نقدا عبر الطائرات المدنية إلى إيران.

لكن لم تكن هذه نهاية حكاية المحتجزين الأميركيين؛ إذ أعلنت الإدارة الأميركية أن طهران تحتجز أكثر من 30 مواطنا أميركا من أصل إيراني بعد إعلان الاتفاق النووي. وتوجه طهران اتهامات بالتجسس للموقوفين.

بموازاة ذلك، تحتجز طهران أكثر من 4 بريطانيين من أصل إيراني. وأبرز الموقوفين موظفة مؤسسة «رويترز» للأعمال الخيرية نازنين زاغري، إلا أن المفاوضات الإيرانية - البريطانية لم تؤد إلى نتائج. وذكرت وسائل إعلام إيرانية أن زاغري واجهت تهما جديدة أمس بعد استدعائها من السجن للمثول أمام محكمة الثورة.

وكان وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أعرب الشهر الماضي عن استعداد إيراني للتفاوض حول قضية المعتقلين شرط تعديل موقف إدارة ترمب في الاتفاق النووي.

6-إنهاء دعم الجماعات الإرهابية في الشرق الأوسط، بما فيها «حزب الله» و«حماس» و«حركة الجهاد الإسلامي»:

يعد دعم الجماعات الموالية لإيران من بين الملفات الشائكة التي تعرقل علاقات إيران بدول الشرق الأوسط. وتستخدم إيران الجماعات المسلحة ورقة لفرض إرادتها السياسية على دول المنطقة، لا سيما العراق بعد سقوط النظام السابق في 2003، وتنامي دور «حزب الله»، والجماعات الفلسطينية. ويأتي الدعم الإيراني ضمن ما تعده قيادة جبهة «المقاومة» وضمن سياسة «تصدير الثورة» التي يتبناها النظام الإيراني منذ إعلان قيام نظام ولاية الفقيه. وأنشأت إيران منذ بداية التسعينات وحدة خارجية لـ«الحرس الثوري» تعرف باسم «فيلق القدس» لمد تلك الجماعات بالأسلحة وصناعة الصواريخ فضلا عن القيام بعمليات تحويل الأموال وتهريب الأسلحة.

وتحول وقف التدخل الإيراني إلى مطلب شعبي بين الإيرانيين، تجلى ذلك بوضوح في احتجاجات الحركة الخضراء خلال 2009، والاحتجاجات الشعبية في ديسمبر (كانون الأول) الماضي التي شملت أكثر من 80 مدينة إيرانية.

ويطالب الإيرانيون السلطات بوقف الإنفاق على الأجندة الخارجية والاهتمام بمعيشة الإيرانيين.

7- احترام سيادة الحكومة العراقية والسماح بنزع سلاح الميليشيات الشيعية:

حاولت إيران منذ سقوط النظام العراقي السابق أن تجعل العراق خاضعا للإرادة السياسية في طهران عبر التدخل في العملية السياسية، وذلك من خلال إنشاء جماعات مسلحة تهدف إلى تكرار تجربة «الحرس الثوري»، لكن ليس عبر إنشاء قوة منافسة في العراق؛ إنما عبر أذرع تابعة لـ«الحرس الثوري»، وذلك بموازاة دعم تلك الجماعات للتأثير على مسار الانتخابات العراقية وتشكيل الحكومة العراقية، وهو ما أثار سخط العراقيين الذين رددوا هتافات تطالب بوقف التدخل الإيراني خلال الأسبوع الماضي.

ويشير الشرط الأميركي إلى مطالب أطراف عراقية من أطراف دولية لوقف الدور الإيراني. ومن شأن الدعوة الأميركية لنزع أسلحة الميليشيات أن تثير ردود فعل في الأيام المقبلة بين تلك الجماعات.

8-وقف دعم الميليشيات الحوثية والعمل على تسوية سياسية في اليمن:

دخلت العلاقات الإيرانية مع جيرانها في دول الخليج إلى نفق مظلم مسدود بسبب إصرارها على التدخل في الشؤون الداخلية اليمنية ودعم جماعة «الحوثي». ودخل خطر إيران مراحل متقدمة بعد إرسال شحنات أسلحة شملت صواريخ باليستية متوسطة المدى. في منتصف ديسمبر الماضي عرضت السفيرة الأميركية نيكي هيلي بقايا صاروخ باليستي إيراني الصنع أطلقه الحوثيون على السعودية، ودعت الولايات المتحدة إلى اجتماع لمجلس الأمن لإدانة إرسال الصواريخ الباليستية إلى الحوثيين. وإضافة إلى الصواريخ الباليستية، فإن إيران ترسل طائرات من دون طيار إلى الحوثيين.

ورغم أن إيران لا تعترف سياسيا بتزويد الحوثيين بالصواريخ، فإن طهران تطالب بأن تكون طرفا معترفا به في القضية اليمنية، وهو ما ترفضه الحكومة الشرعية.

9-سحب جميع القوات الإيرانية من سوريا:

يشكل وجود القوات الإيرانية والميليشيات التابعة لها أحد أبرز التحديات في مستقبل سوريا. وتحارب القوات الإيرانية منذ 6 سنوات إلى جانب قوات النظام السوري. واستطاع «الحرس الثوري» تأسيس ميليشيات موالية له مكونة من مقاتلين أفغان تعرف باسم «فاطميون»، ومقاتلين باكستانيين باسم «زينبيون»، وميليشيا عراقية باسم «حيدريون». ويثير مستقبل هذه الميليشيات مخاوف دولية. وكانت سوريا على مدى الشهر الماضي ساحة لمواجهات صاروخية بين قوات «الحرس الثوري» وإسرائيل. وتقول إسرائيل إن إيران تقوم بإنشاء قواعد عسكرية غايتها مهاجمة إسرائيل في المستقبل، بينما تقول طهران إن حضورها في سوريا «استشاري».

وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي أمس ردا على دعوات روسية بسحب القوات الإيرانية، إنه «لا يمكن لأي طرف إجبار إيران على الانسحاب».

10-إنهاء دعم طالبان والإرهابيين الآخرين في أفغانستان والمنطقة وعدم تقديم مأوى لقادة «القاعدة»:

تشير الوثائق الأميركية إلى تورط طهران في توفير ملجأ لقادة «القاعدة» وطالبان، في إيران خلال وبعد هجمات سبتمبر 2011. وخلال الأيام الماضية اتهم أهالي هرات إيران بدعم مقاتلي طالبان في تلك المناطق.

وينفي كل من طالبان وإيران أي صلة بين الجانبين، إلا أن المعلومات المتوفرة تشير إلى علاقات وثيقة بين الجانبين. وتحاول إيران أن تستخدم ورقة طالبان ضد وجود القوات الأميركية على الأراضي الأفغانية.

11- إنهاء دعم «فيلق القدس» التابع لـ«الحرس الثوري» للإرهابيين عبر العالم:

يعد «فيلق القدس» التابع لـ«الحرس الثوري» أهم جهاز استخباراتي إيراني يقوم بعمليات خارجية على صعيدي نقل الأسلحة وتمويل وتدريب وتسليح الجماعات الموالية لإيران. وفي «الحرس الثوري» قوات تعد من نخبة قوات الاستخبارات في هذا الجهاز. ويقود هذا الجهاز الغامض الجنرال قاسم سليماني الذي حاول في الأيام الأخيرة فرض الإرادة الإيرانية على أطراف عراقية بعد إعلان نتائج الانتخابات الرئاسية.

ويتفاخر قادة «الحرس الثوري» بدور هذا الفيلق في ما يعدونه «تأمين المصالح القومية خارج الحدود».

12-وقف تهديد جيرانها، بما يشمل تهديدها بتدمير إسرائيل، والصواريخ التي تستهدف السعودية والإمارات، فضلا عن تهديدها الملاحة الدولية وهجماتها السيبرانية المخربة:

تعد التهديدات السمة البارزة للسياسة الإيرانية في تعاملها مع دول المنطقة. قبل الاتفاق النووي كان يستخدم قادة «الحرس الثوري» مضيق هرمز وإغلاقه بوجه الملاحة الدولية وسيلةً لممارسة الضغط على الأطراف الدولية.

وبعد تراجع التهديد انتقلت إلى التلويح بإطلاق الصواريخ. كما يستخدم «الحرس الثوري» جيشه الإلكتروني لشن هجمات عبر الإنترنت على مواقع الشركات والبنوك والدول الأجنبية، ولم تستثنِ تلك الهجمات حتى مؤسسات الحكومة في الداخل الإيراني على أثر تفاقم الخلافات الداخلية بين حكومة حسن روحاني و«الحرس الثوري».

 

شروطٌ أميركيّة صارمة وايران ترد: من أنت حتّى تقرر عن العالم

 بقلم مايكل ر. جوردون نقلًا عن وول ستريت جورنا

ترجمة وفاء العريضي/لبنان الجديد/22 أيار/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/64843/%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%82-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%88%D8%B3%D8%B7-%D8%AE%D9%84%D9%81%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%88%D8%B7-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D9%8A%D8%B1%D9%83%D9%8A%D8%A9/

 دعت إدارة ترامب إيران وقف تخصيب اليورانيوم بالكامل ووقف دعمها للجماعات المتشددة في المنطقة قبل توقيع أي اتفاق جديد . كشف وزير الخارجية مايك بومبيو يوم الاثنين عن 12 شرطًا للتوصل إلى اتفاق جديد مع طهران تطلب من خلاله الادارة الاميركيّة تغييرًا كبيرًا في الموقف العسكري الإيراني في الشرق الأوسط. صرّح مايك بومبيو ، إن الولايات المتحدة سترفع العقوبات الاقتصادية. في الواقع، تخطط الإدارة لتطبيق نفس استراتيجية "أقصى قدر من الضغط" على الحكومة الإيرانية التي سعت إلى استخدامها مع كوريا الشمالية - مقارنًا بومبيو. وقد إعتبر في خطاب ألقاه في مؤسسة هيريتيج ، "إن نظرتنا واضحة فيما يتعلق بطبيعة هذا النظام ، وآذاننا مفتوحة لمعرفة ما يمكن تحقيقه". "إذا كان أي شخص - وخاصة قادة إيران - يشكون في صدق الرئيس أو رؤيته ، فلينظروا إلى دبلوماسيتنا مع كوريا الشمالية". في المقلب الاخر، استنكرت إيران المطالب الجديدة. وقال الرئيس الإيراني حسن روحاني: "لا يقبل العالم اليوم أن تقرر الولايات المتحدة عن العالم بأسره". "من هي لتقرر بالنسبة لإيران والعالم؟" في أوروبا ، حيث يعمل القادة للحفاظ على ما يمكنهم فعله من الصفقة الحالية ، كان الدبلوماسيون ينتظرون الرؤية الاستراتيجية التي سيقدمها الرئيس ترامب بعد الانسحاب من اتفاقية 2015. وذلك بعد ترحيبه بمقترح بومبيو من أجل التوصل إلى صفقة جديدة كبيرة مع طهران من شأنها أن تجمع بين القضايا النووية والإقليمية. وقال بوريس جونسون، وزير الخارجية البريطاني، إنّ قرار الولايات المتحدة لإضعاف ايران وحل نزاعاتها بوضع معاهدة ضخمة مع إيران "jumbo Iran treaty " سيكون من الصعب جدا تحقيقها في جدول زمني قريب. وأصرّت فيديريكا موغيريني ، رئيسة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي ، على أن الاتفاق الإيراني الذي تخلى عنه ترامب ظل أفضل طريقة لاحتواء الجهود النووية لإيران وقالت إن الاتحاد الأوروبي سيدعمها طالما فعلت إيران معتبرةً "الصفقة تخص المجتمع الدولي". في حين أن التهديد بفرض عقوبات أمريكية دفع بعض الشركات الأوروبية الكبرى إلى وضع خطط للخروج من إيران، ويبقى من غير الواضح ما إذا كانت الولايات المتحدة وحلفاءها يمكنهم الاتفاق على استراتيجية مشتركة لاحتواء الأنشطة النووية الإيرانية وبرامجها الصاروخية وسياستها المؤكدة في المنطقة. بكل المقاييس، فإن المطالب النووية التي وضعها بومبيو حددت تغييراً جوهرياً في اتفاقية 2015 بين إيران والولايات المتحدة وخمس قوى عالمية أخرى. وقننت هذه الاتفاقية من النقاط الأساسية التي تسمح لإيران بتخصيب اليورانيوم بموجب ترتيبات مفصلة مقابل تخفيف العقوبات. على مدار أشهر ، تورطت إدارة ترامب في محادثات مع بريطانيا وفرنسا وألمانيا حول سبل تعزيز تلك الصفقة التي تعود إلى عهد أوباما. وكان أحد أهداف الإدارة هو ضمان عدم تخفيف القيود الصارمة على تخصيب اليورانيوم التي كانت سارية المفعول خلال السنوات العشر الأولى من الاتفاق. ولكن الآن بعد أن تعثرت تلك المناقشات مع الأوروبيين وترك ترامب الاتفاقية ، فإن إدارته تصر على عدم السماح لإيران بالتخصيب على الإطلاق. في خطابه، اقترح السيد بومبيو الحظر المفروض على تخصيب ينبغي أن تكون "القاعدة" انه اذا قبلت طهران يجب أن تطبق أيضا على المملكة العربية السعودية، التي تسعى لشراء مفاعلات نووية. وقال بومبيو التقرير انّ على ايران "الوصول غير المشروط" للمفتشين إلى جميع المواقع في جميع أنحاء البلاد، وهي نقطة شددت عليها الإدارة بسبب التصريحات الإيرانية ان طهران لن تسمح بالوصول إلى المنشآت العسكرية. وللمفارقة، تقول الوكالة الدولية للطاقة الذرية إنّها حصلت على ما يكفي من الوسائل للتحقق من امتثال إيران لاتفاق 2015. كما وجدت وكالات الاستخبارات الأمريكية أن إيران ملتزمة. ومن أبرز المطالب ، قال بومبيو إنه يتعين على إيران سحب جميع قواتها من سوريا ، وإنهاء دعمها للجماعات المتشددة مثل حزب الله ، الميليشيا اللبنانية التي كانت واحدة من حلفاء ايران منذ فترة طويلة ، والتوقف عن إرسال أسلحة إلى ميليشيا الحوثي في اليمن ، وإطلاق سراح جميع مواطني الولايات المتحدة والحلفاء الذين احتجزتهم ووقف تهديداتها بتدمير إسرائيل. "إذا لم تغيّر ايران موقفها العدواني ، فإن إيران ستتعرض إلى" أشد العقوبات في التاريخ "، يقول السيد بومبيو، ممّا يزيد من الضغط على اقتصادها المتعثر. إذا لم يستسلم النظام الإيراني للمطالب الأمريكية ، افترض بومبيو أن الشعب الإيراني سيحسم الأمور بأيديه. أكد بعض المسؤولين الأمريكيين السابقين أن الهدف الرئيسي للإدارة لم يكن فتح صفحة جديدة من الدبلوماسية بل لإعادة فرض العقوبات. وقال جيك سوليفان ، المدير السابق لتخطيط السياسات في وزارة الخارجية ، والذي تفاوض مع مسؤولين إيرانيين خلال إدارة أوباما ، من خطاب الوزير بومبيو أن العقاب هو الإستراتيجية وأن أي حديث عن الدبلوماسية هو في الأساس مجرد صورة. "يبدو أن الشروط الـ 12 التي وضعها الأمين العام تهدف إلى ضمان عدم حدوث أي صفقة على الإطلاق". وأشاد مارك دوبويتز من مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات ، التي كانت تنتقد بشدة اتفاق إيران لعام 2015 ، باستراتيجية السيد بومبيو ، مضيفًا أنه لا شك أن خبراء آخرين شككوا فيما إذا كانت إدارة ترامب تستطيع أن تكسب الدعم الدولي الكافي . ولا تزال روسيا والصين ، اللتان كانتا طرفين في اتفاقية عام 2015 ، تؤيدان ذلك الاتفاق ويتوقعان محاولة توسيع نفوذهما في إيران. من جانبهم ، يأمل قادة الأوروبيين في الحفاظ على المنافع الاقتصادية التي تتدفق إلى إيران حتى في الوقت الذي تقول فيه الشركات الأوروبية الكبرى مثل توتال إنهم سيغادرون السوق الإيرانية بدلاً من خرق العقوبات الأمريكية ، وأضاف: "من الوهم أن نصدق أن الإدارة الاميركيّة قادرة على تحقيق رغبتها". وقال روبرت جيه إينهورن ، المسؤول السابق في وزارة الخارجية الأمريكية والذي شارك في المفاوضات الإيرانية خلال إدارة أوباما: "قائمة أهداف التفاوض طموحة بشكل غير واقعي". "إن عقوباتها الجديدة لن توفر سوى جزء ضئيل من النفوذ الذي منحته العقوبات المدمرة للولايات المتحدة وحلفائها في فترة 2012-2013".  حدد وزير الخارجية مايك بومبيو 12 متطلبًا أساسيًا لإبرام اتفاقية جديدة مع إيران حول القضايا النووية والإقليمية:

1. يجب على إيران تقديم تقرير كامل عن أبحاث الأسلحة النووية السابقة الخاصة بها ·

2. يجب على إيران وقف تخصيب اليورانيوم وعدم السعي إلى بلوتونيوم مطلقًا.

3. يجب على إيران أن تزود الوكالة الدولية للطاقة الذرية "بالوصول غير المشروط" إلى جميع المواقع في البلاد.

4. يجب على إيران التوقف عن توفير الصواريخ للجماعات المسلحة ووقف تطوير الصواريخ ذات القدرة النووية.

 5. يجب أن توقف إيران دعم الجماعات المسلحة ، بما في ذلك حزب الله وحماس والجهاد الإسلامي الفلسطيني  

6. يجب على إيران احترام سيادة العراق والسماح بتسريح الميليشيات الشيعية التي تدعمها هناك.

7. يجب على إيران التوقف عن إرسال الأسلحة إلى الحوثيين والعمل من أجل التوصل إلى تسوية سلمية في اليمن.

8. يجب على إيران أن تسحب جميع القوات تحت قيادتها من سوريا.

9. يجب على إيران إنهاء دعمها لحركة طالبان.

10. يجب أن توقف إيران دعمها من قبل قوة القدس شبه العسكرية للمجموعات المتشددة.

11. يجب على إيران إنهاء تهديداتها بتدمير إسرائيل والتوقف عن تهديد السفن الدولية.

 12. يجب أن توقف الهجمات الإلكترونية وتوقف المسؤولين عن إطلاق الصواريخ إلى المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة. 

 

النظام السوري يسيطر على كامل العاصمة السورية وريفها بعد صفقة أدت لنقل 1600 من عناصر «داعش» وعوائلهم إلى البادية

بيروت: بولا أسطيح/الشرق الأوسط/22 أيار/18/سيطرت قوات النظام السوري يوم أمس الاثنين على كامل العاصمة دمشق وريفها للمرة الأولى منذ اندلاع الأزمة في العام 2011، وذلك على إثر صفقة رعتها موسكو أدت لنقل 1600 من عناصر «داعش» وعوائلهم من مخيم اليرموك إلى مناطق في البادية السورية.

وتفادت وسائل الإعلام التابعة للنظام الحديث عن صفقة، وأعلن الجيش السوري في بيان «القضاء على أعداد كبيرة من مسلحي تنظيم داعش الإرهابي ما أدى إلى إحكام السيطرة التامة على منطقة الحجر الأسود ومخيم اليرموك»، لتصبح بذلك «دمشق وما حولها وريفها وبلداته هي مناطق آمنة بالكامل وعصية على الإرهاب ورعاته». ونقلت وكالة «نوفوستي» الروسية عن مصدر أمني سوري تأكيده «تحرير القوات الحكومية كامل مساحة مخيم اليرموك المجاور للحجر الأسود»، مضيفا أن «العلم السوري يرفرف الآن فوق المخيم، ما يعني استعادة الجيش آخر جيب خاضع للتنظيمات المسلحة في أرياف العاصمة».

وأشار المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى أن قوات النظام بدأت يوم أمس بتمشيط ما تبقى من مخيم اليرموك في القسم الجنوبي من العاصمة دمشق، بالتزامن مع تمشيطها للجزء الذي كان تحت سيطرة «داعش» في حي التضامن، لافتا إلى انتهاء عملية إخراج عناصر التنظيم وعوائلهم على متن نحو 32 حافلة، حملت على متنها حوالي 1600 شخص جرى نقلهم نحو البادية السورية «ضمن اتفاق (سري) بين داعش وسلطات النظام التي تمكنت من استعادة السيطرة على كامل العاصمة دمشق وريفها، بعد نحو 6 سنوات من فقدانها السيطرة على أجزاء واسعة منها، لتكون العاصمة دمشق خالية من العمليات العسكرية لأول مرة منذ حوالي 7 سنوات». وأوضح المرصد أن عناصر «داعش» خرجوا بالسلاح الفردي وتركوا كامل السلاح الثقيل والمتوسط، لافتا إلى أن عملية الخروج، جرت بإشراف روسي كامل، من خروج الحافلات من القسم الجنوبي من العاصمة دمشق، ولحين وصولها إلى شرق سوريا.

وتحدث المرصد عن «استياء واسع» في أوساط سكان مخيم اليرموك والتضامن والقدم والحجر الأسود ممن نزحوا عن منازلهم نتيجة القصف الجوي والبري العنيف والعمليات العسكرية، «من إقدام عناصر قوات النظام والمسلحين الموالين لها، على تعفيش المنازل ونهبها، وتحميلها على متن سيارات ونقلها لجهات خارج الأحياء الجنوبية للعاصمة دمشق»، لافتا إلى أن الاستياء تركز أيضا على ما اعتبره مؤيدو النظام ومناصروه، تكرارا لسيناريو مختطفي الغوطة الشرقية، إذ لا يزال الغموض يلف مصير المختطفين والأسرى لدى «داعش». ويتهم الأهالي قوات النظام وحلفاءها، بـ«تعمد تجاهل مصير ذويها من الأسرى والمختطفين لدى التنظيم». من جهته، أكد مصدر مطلع على المفاوضات لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، أن عناصر «داعش» «خرجوا على دفعات صغيرة ليلاً»، موضحاً أن «الجزء الأكبر توجه إلى جيب داعش في البادية لأن الأميركيين لم يوافقوا على دخولهم الجيب الواقع شرق الفرات حيث توجد قوات سوريا الديمقراطية»، فيما ذهبت مجموعة أصغر إلى مناطق سيطرة «داعش» المحدودة في جنوب البلاد. وبينما رجح مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، نقل عناصر التنظيم إلى منطقة حميمة وبلدات أخرى واقعة في شمال وشرق السخنة، أشار الخبير في الجماعات المتطرفة عبد الرحمن الحاج، إلى أن معظم من تم إجلاؤهم وصلوا إلى ريف دير الزور قرب البوكمال، أي إلى المنطقة الواقعة جنوب شرقي سوريا. وقال الحاج لـ«الشرق الأوسط»، إن «الصعوبات الكبيرة التي واجهت قوات النظام في عمليات اقتحام مناطق سيطرة داعش في محيط دمشق ما كلفها مئات القتلى، أدت إلى سعيه للإسراع بعقد الصفقة».

وأوضح الحاج أن العمليات في البادية بوجه التنظيم مستمرة على جبهتين، جبهة «قوات سوريا الديمقراطية» شرقي الفرات ومن جبهة النظام غربي النهر. وأضاف: «لكن في النهاية نعي تماما أن لا مصلحة للنظام في المرحلة الراهنة في الإسراع بإنهاء عملياته ضد (داعش)، لأنه لا يكف عن استخدام عناصر التنظيم ضد (قسد)، ما يعني أن العمليات العسكرية في البادية ستطول».

 

سيارات التعفيش أول الداخلين إلى مخيم اليرموك و«الحجر الأسود» ولا عودة قريبة لسكان المخيم الفلسطيني الذي تحول إلى ركام

دمشق: /الشرق الأوسط/22 أيار/18/قبل إعلان قوات النظام رسميا بسط سيطرتها كاملة على منطقة الحجر الأسود ومخيم اليرموك جنوب العاصمة دمشق، بدأت عمليات تعفيش (سرقة) تلك المنطقة، وشوهدت صباح الاثنين عشرات الشاحنات الصغيرة تخرج من حي الحجر الأسود محملة بأثاث المنازل المنهوبة، كما جرت العادة لدى استعادة السيطرة على أي منطقة من قبل قوات النظام والميليشيات الرديفة لها. وأظهرت صور تداولها ناشطون سوريون عبر وسائل التواصل الاجتماعي سيارات محملة بالمسروقات قيل إنها «سيارات التعفيش من جنوب دمشق».

وأعلنت القيادة العامة لقوات النظام يوم الاثنين، خلو منطقة الحجر الأسود ومخيم اليرموك، جنوب العاصمة دمشق، من تنظيم «داعش». وبإعلان النظام سيطرته على جنوب العاصمة دمشق يكون قد تمكن من بسط سيطرته بشكل كامل على محيط العاصمة وريفها، وبذلك يكون قد ضمن أمن أكبر 3 مدن سورية؛ دمشق وريفها، وحمص وريفها، إضافة إلى مدينة حلب، وبذلك يكون أقرب موقع للمعارضة إلى دمشق، يبعد نحو 50 كيلومتر في درعا جنوب البلاد. وشهدت دمشق وريفها خلال الأشهر الأخيرة افتتاح عشرات من أسواق «التعفيش» التي يتم فيها بيع مسروقات المناطق التي سيطر عليها النظام، وأكبر تلك الأسواق في مناطق جرمانة وصحنايا والجديدة ووسط المدينة قريبا من السوق الشهيرة بـ«سوق الحرامية» القريبة من شارع الثورة. ويبرر المعفّشون عملهم في النهب والسرقة بأن أثاث البيوت المدمرة والمهجورة مآله إلى التدمير؛ فلماذا «لا نستفيد منه؟». أما النظام فيغض النظر عن تلك الممارسات باعتبار أن ذلك «مكافأة على الولاء وانتقاما من الأعداء». وكان الشيخ فتحي الصافي، أحد أبرز أئمة المساجد في دمشق والذي نال شعبية واسعة لخفة ظله، قد أفتى بعد تعفيش الغوطة الشرقية، بحرمة شراء المسروقات من المعفشين، وقال ردا على سؤال في حلقته الدينية: «لا يجوز أن تشتري شيئا أصحابه يبكون عليه».

من جانب آخر وفي ما يتعلق بمستقبل مخيم اليرموك الفلسطيني الذي تحول خلال 6 سنوات من الحرب إلى ركام، فقد أكد في وقت سابق مدير الدائرة السياسية لـ«منظمة التحرير الفلسطينية» في سوريا أنور عبد الهادي، أن «الدولة السورية بمؤسساتها كافة هي من سيتولى أمر مخيم اليرموك وإدارته عقب تطهيره من الإرهاب مثله مثل أي منطقة أو بقعة سورية أخرى». وقال عبد الهادي في تصريحات لجريدة «الوطن» السورية في أعقاب انتهاء معارك المخيم، إن «دور الفصائل الفلسطينية كان بالمشاركة في طرد الإرهاب» إلى جانب قوات النظام، أما إعادة إعمار المخيم «فستتولاه الدولة السورية بالتعاون مع (أونروا)»، لافتا إلى أن منظمة التحرير الفلسطينية من الممكن أن «تدعو دولا مانحة، لتقديم التبرعات من أجل إعادة إعمار المخيم» إلا أن هذا الإجراء إن تم «فسيكون بالتنسيق مع الحكومة السورية»؛ حسب تعبيره.

وعن إمكانية عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى مخيم اليرموك، قال عبد الهادي: «من المبكر الحديث عن عودة السكان، وهي لن تكون قريبة بطبيعة الحال، لأن المخيم بحاجة إلى إعادة تأهيل وإعادة إعمار».

وشارك عدد من الفصائل الفلسطينية إلى جانب قوات النظام في المعارك ضد التنظيمات الإسلامية المعارضة في مناطق المخيمات الفلسطينية في سوريا، أبرزها وأهمها كانت في حلب وفي جنوب العاصمة. وفي عام 2015، تشكل تحالف من تسع فصائل فلسطينية مقاتلة إلى جانب النظام تحت اسم «القوات الرديفة»، أبرزها «لواء القدس» و«الجبهة الشعبية - القيادة العامة» و«جيش التحرير الفلسطيني» و«قوات الصاعقة» و«فتح الانتفاضة» و«جبهة النضال الشعبي»... وغيرها. وكانت الفصائل الفلسطينية من خلال مشاركتها بالمعارك إلى جانب النظام تسعى إلى استعادة مشاركتها في السيطرة على المخيمات وإداراتها، عبر سد الفراغ الحاصل بعد خروج التنظيمات المعارضة المسلحة، لا سيما تنظيمي «داعش» و«هيئة تحرير الشام» - جبهة النصرة سابقا - إلا أن المعطيات على الأرض وحجم الدمار الهائل لا سيما في منطقة مخيم اليرموك، لا تبشر بعودة قريبة لسكانه، إضافة إلى أن منطقة المخيم تدخل ضمن مخططات تنظيمية جديدة تضعها حكومة النظام على طاولة البحث، علما بأن مخيم اليرموك، أكبر تجمع للفلسطينيين في سوريا، أنشئ عام 1957، على أراض زراعية مستأجرة من قبل الحكومة السورية، تقدر مساحتها بـ2.11 كلم مربع فقط لتوفير الإقامة والمسكن للاجئين، كما أن وكالة «أونروا» لا تعده مخيماً رسمياً.

 

افتتاح سفارة باراغواي في القدس وتل أبيب تدفع تكاليف الانتقال... والسلطة الفلسطينية وعمّان و{التعاون الإسلامي} تدين

تل أبيب - رام الله - عمان - جدة/الشرق الأوسط/22 أيار/18/بعد الولايات المتحدة وغواتيمالا، نقلت باراغواي، أمس الاثنين، سفارتها من تل أبيب إلى القدس الغربية، في مراسم افتتاح احتفالية حضرها رئيس باراغواي هوراسيو كارتيس، ورئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، أزيح خلالها الستار عن يافطة السفارة، وأطلقا تصريحات عن العلاقات الحميمة التي تربط البلدين. وكشفت مصادر في تل أبيب أن الحكومة الإسرائيلية قامت بتمويل نفقات استئجار المبنى وترميمه وسائر نفقات الانتقال. وأكدت أن القرار بنقل سفارة باراغواي جاء بعد جهود كبيرة وطويلة قامت بها إسرائيل، منذ انتصار كارتيس في الانتخابات سنة 2013. وأضافت أن هذا الرئيس، على عكس سابقيه، يدير سياسة خارجية مستقلة لبلاده بعيدا عن تأثير البرازيل والأرجنتين. وأنه منذ توليه الحكم، وهو يتقرب من إسرائيل. وقد تحدث أمس عن علاقاته بإسرائيل، من خلال العائلة اليهودية البرازيلية التي تبنته هو وسائر أفراد أسرته، عندما كانوا يعيشون في عوز وقال إنه يعتبر علاقاته مع إسرائيل نوعا من التعويض ورد الجميل. ولكنه أضاف أن إسرائيل، بوصفها دولة ناجحة اقتصاديا وتكنولوجيا، تقدم لبلاده مساعدات كبيرة. وقال نتنياهو في المراسم، أمس: «أؤدي التحية إلى صديق كبير لإسرائيل وإلى صديقي الحميم الرئيس كارتيس. شكرا لك يا هوراسيو. أنت صديق لا مثيل لك، ويجب أن أقول إن هذا يمثل الصداقة التي تسود بين بلدينا ولكنك أعطيتها صبغة شخصية}. وأجاب الرئيس الباراغوائي كارتيس: «تحمل هذه الاحتفالية مغزى خاصا لأنها تعبر عن الصداقة الصريحة والتضامن الوطيد بين باراغواي وإسرائيل». وكان كارتيس قد وصل لإسرائيل الليلة قبل الماضية. من جانبها، شجبت السلطة الفلسطينية بشدة خطوة البارغواي. وقال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، بأن فلسطين ترفض رفضا قاطعا هذه الخطوة غير القانونية. وأضاف عريقات في بيان: «لقد شهدنا اليوم قيام زعيم سياسي غير مسؤول، مثل رئيس الباراغواي باتخاذ خطوة افتتاح سفارته بمخالفة صارخة لقواعد القانون الدولي، التي كرس من خلالها إضافة عقبة جديدة ومشكلة في وجه تحقيق سلام عادل ودائم في الشرق الأوسط». وتابع: «البارغواي لا تنتهك قرار مجلس الأمن الدولي 478 فحسب، بل تنتهك أيضاً كرامة شعوب أميركا اللاتينية التي كافحت من أجل حريتها وعدالتها وضد القمع». وأكد عريقات أن القيادة الفلسطينية على تواصل حثيث مع الكثير من الحلفاء الذين تربطهم علاقات دبلوماسية مع الولايات المتحدة، والبارغواي وغواتيمالا، من أجل البدء بالخطوات الدبلوماسية الأولى ضد خطوتهم غير القانونية. ودعا، عريقات، إلى تفعيل وتنفيذ قرارات القمم العربية التي اتخذت في عمان، وبغداد، والقاهرة حول قطع العلاقات مع أي دولة تنقل سفارتها إلى القدس أو تعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل.

ووصفت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية د. حنان عشراوي، قرار الباراغواي بالاستفزازي وغير المسؤول: «ويأتي في سياق النهج التآمري الذي تسلكه الباراغواي سيرا على خطى الولايات المتحدة وغواتيمالا، بهدف ترسيخ الاحتلال واستكمال ضم مدينة القدس عاصمتنا المحتلة».

ودعت عشراوي رئيس الباراغواي إلى التراجع عن هذا القرار غير الأخلاقي واتخاذ خطوات جادة وفاعلة لمساءلة دولة الاحتلال ومحاسبتها على جرائمها وانتهاكاتها المتعمدة لحقوق الإنسان. وفي عمان، قال وزير الدولة لشؤون الإعلام، الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية محمد المومني، في بيان أمس (الاثنين)، إنّ هذا الإجراء يمثل خرقاً لميثاق الأمم المتحدة وقرارات الشرعيّة الدوليّة ذات الصلة، مشدّداً على بطلانه وأن لا أثر قانونيّاً له، وأنّ القدس الشرقيّة هي عاصمة الدّولة الفلسطينيّة. وأضاف: إنّ موقف الأردن ثابت في الرفض المطلق لنقل أي سفارة معتمدة لدى إسرائيل إلى القدس، حيث إنه إجراء أحادي باطل لا أثر قانونيّاً له، ويدينه الأردن، كما ترفضه معظم دول العالم، وظهر ذلك واضحاً في تصويت 128 دولة ضدّه في الجمعية العامّة للأمم المتّحدة، وفي تصويت مجلس الأمن، حيث عارضته غالبية الدول الأعضاء. وأوضح المومني أنّ القدس الشرقيّة مدينة محتلّة بموجب قرارات الشرعيّة الدوليّة وأحكام القانون الدولي، وأي عبث أو مساس بالوضع القائم يعني استفزازاً لمشاعر المسلمين والمسيحيين في جميع أنحاء العالم. وشدّد على أنّ هذه القرارات الفرديّة وأُحاديّة الجانب، هي قرارات غير مسؤولة، ومن شأنها أن ترسِّخ العنف والفوضى في المنطقة، وتزيد من حجم التوتّر في العالم أجمع، وتشجّع إسرائيل على المضي قدماً في انتهاك القانون الدولي وقرارات الشرعيّة الدوليّة. يشار إلى أن باراغواي هي الدولة الثالثة التي تنقل سفارتها إلى القدس بعد الولايات المتحدة الأميركية وغواتيمالا. وأعربت منظمة التعاون الإسلامي عن رفضها وإدانتها لقرار الباراغواي نقل سفارتها إلى مدينة القدس المحتلة، وقالت: «إن هذا الإجراء غير القانوني يشكل عملاً استفزازياً وانتهاكاً صارخاً للقانون الدولي ولجميع قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة». وأكد الدكتور يوسف العثيمين الأمين العام للمنظمة، أن هذا الإجراء و«إن صنع أمراً واقعاً فإنه لن ينشئ حقاً ولن يكتسب شرعية»، مطالباً مجلس الأمن الدولي بتحمل مسؤولياته، مشيراً إلى أن القمة الاستثنائية الأخيرة المنعقدة في إسطنبول، قررت اتخاذ الإجراءات السياسية والاقتصادية وغيرها من الإجراءات المناسبة تجاه الدول التي تعمد إلى اتخاذ مثل هذه الخطوات.

 

السعودية تحاكم «خلية سرية» متهمة بتأييد «داعش» وقتل رجلي أمن والنيابة العامة طالبت بتنفيذ عقوبة القتل لاثنين منهم والسجن لـ10 آخرين

الرياض/الشرق الأوسط/22 أيار/18/يحاكم القضاء السعودي «خلية سرية» متهمة بتأييد تنظيم داعش الإرهابي، والتورط في قتل رجلي أمن، ومحاولة استهداف ضباط في وزارة الداخلية ورجال أمن في نقاط تفتيش. وعقدت المحكمة الجزائية المتخصصة بالرياض أمس جلسة لعرض دعوى المدعي العام بالنيابة العامة ضد 14 متهماً 12 منهم سعوديو الجنسية إضافة إلى شخصين سوري وآخر سوداني. وبحسب لائحة الدعوى فإن اثنين من أعضاء الخلية تورطا في الاشتراك بتكوين خلية إرهابية تابعة لتنظيم سري مسلح بهدف استباحة الدماء المعصومة والخروج المسلح على ولي الأمر وزعزعة الأمن الداخلي في البلاد وقتل رجال الأمن والاعتداء على الممتلكات العامة وإتلافها والقيام بأعمال التخريب والفوضى والسعي لإحداث الفتنة والفرقة والانقسام في البلاد وتكفير المملكة ورجال أمنها وعلمائها ونزع البيعة التي لولي الأمر والتواصل مع عناصر إرهابية في الداخل والخارج. وأكدت اللائحة أن المتهمين اغتالا رجلي الأمن بعد إطلاق النار عليهما عمداً بواسطة سلاح من نوع رشاش أثناء تأديتهما عملهما في دورية أمنية من نوع جيب، إضافة إلى الشروع باستهداف ضابط برتبة كبيرة وأحد ضباط وزارة الداخلية ورجال الأمن العاملين في نقطة تفتيش مركز سلطانة على طريق (الرياض - القصيم) ورجال الأمن في مركز شرطة رغبة ومرتادي الأماكن السياحية بمركز الرغبة وأماكن وجود عدد من الأفراد بمحافظة ثادق والأحساء بهدف الإخلال بأمن البلاد.  وصنع أحد المتهمين قنابل يدوية متفجرة (مالتوف) بقصد استعمالها في الإخلال بالأمن الداخلي، كما تدرب بمزرعة والده على التشريك والتفخيخ وصناعة القنابل المتفجرة وعبوات ناسفة والتفجير بقصد تنفيذ عمل إرهابي في حال وجه به من قبل عناصر «تنظيم داعش». وتواصل بعض أعضاء الخلية مع عناصر تنظيم داعش في سوريا وفي السعودية وارتبطوا بهم بهدف التحضير لأعمال تخريبية مُخلة بالأمن في الداخل، وحازوا كمية من الأسلحة والذخائر غير مرخصة وتنقلوا بها داخل المملكة بقصد الإفساد والإخلال بالأمن.

وأيدوا قتل الرعايا الأجانب في المملكة واعتقادهم بجواز ذلك. وانضم بعض أعضاء الخلية لمجموعة إلكترونية على برنامج «تليجرام» تضُم عدداً من عناصر تنظيم داعش الإرهابي وتبادلوا صوراً وملفات ومقاطع فيديو مناوئة للدولة ومؤيدة لفكر «داعش».

كما يتهم بعض أعضاء الخلية بشرب المسكر وتعاطي المخدرات، وتكوين علاقة محرمة مع فتاة. وأكدت لائحة الدعوى أن أحد المتهمين انتمى لتنظيم داعش وسافر إلى سوريا للالتحاق به وشارك مع التنظيم وعناصره في القتال الدائر هناك وتدرب في معسكراته على الأسلحة والذخائر والأعمال القتالية وتواصل مع عناصره داخل المملكة وخارجها وارتبط بهم بهدف التحضير لأعمال تخريبية مُخلّة بالأمن في المملكة، وقاوم رجال الأمن أثناء القبض عليه وأطلق النار من مسدس على رجال الأمن أثناء القبض عليه.

وأشارت إلى أن أحد المتهمين سلّم جواز سفره لأخيه لاستخدامه في السفر إلى سوريا، وأخفى جوال شقيقه مع علمه بأنه مطلوب أمنياً. في حين تورط متهم آخر بتمويل الإرهاب والأعمال الإرهابية من خلال تمكينه متهماً من استخدام حسابه البنكي لإجراء عملية تحويل لأحد الحسابات البنكية المشبوهة خارج السعودية وتمكينه له بعد ارتكاب جريمة اغتيال رجلي الأمن. أما المتهم السوري فذكرت لائحة الدعوى أنه أيد تنظيم داعش من خلال تقديم الدعم لأحد المتهمين بعد علمه بتأييده للتنظيم وسفره إلى سوريا ومشاركته في القتال هناك ونشره لأفكار ومخططات وتوجهات «داعش» وعدم إبلاغ الجهات الأمنية عن ذلك، وربط المتهم بشقيقه الموجود في اليونان الذي زوده برقم المهرب ليتولى تنسيق دخوله إلى سوريا. فيما استقبل المتهم السوداني الذي يعمل في تربية الماشية متهماً بعد قتله رجلي الأمن وعمل على إيوائه ومساعدته في التخفي عن أنظار السلطات الأمنية لدى شخص مبعد لبلاده سوداني الجنسية والتنسيق له في التخفي وتستره على ذلك مع علمه بأنه مطلوب أمنياً. ولفتت لائحة الدعوى إلى أن أحد المتهمين تورط في تمويل الإرهاب والأعمال الإرهابية من خلال تقديم مبلغ مالي كدعم مادي لأحد المطلوبين أمنياً الموجود حالياً في سوريا والمنضم لتنظيم داعش، ودفع مبلغا لأحد الموقوفين لرغبته الذهاب إلى سوريا للمشاركة بالقتال هناك، وتقديم مبلغ مالي لموقوف ليقدمها لتنظيم داعش في اليمن. وطلب المدعي العام بالنيابة العامة الحكم على بعض المتهمين بالقتل حداً فإن درء عنهم الحد فالقتل تعزيراً، وعلى البقية بالحد الأعلى سجناً وغرامة وعقوبات تعزيرية.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

العقوبات على «حزب الله» في ميزان التحوّلات الداخلية

أسعد بشارة/جريدة الجمهورية/الأربعاء 23 أيار2018

 تترقب الساحة الداخلية تأثيرات العقوبات الأميركية على إيران عموماً، وعلى «حزب الله» خصوصاً، والتي أتبعتها بإعلان وزير الخارجية مايك بومبيو أمس الاول الاثنين جملة شروط ومطالب أمام إيران لتنفيذها، وكان حازماً في تشدّده بأنّ يدها للهيمنة على الشرق الأوسط لن تكون مطلقة بعد الآن. في وقت أكّد «البنتاغون» أنّ الجيش الأميركي سيتّخذ كل الخطوات الضرورية لمواجهة نفوذ إيران في الشرق الأوسط. واللافت انّ تزاحم كل هذه التطورات يأتي بعد إعلان الرئيس الاميركي دونالد ترامب نفض يد الولايات المتحدة الاميركية من الاتّفاق النووي. إلّا انّ الأهم والجدير بالتوقف عنده وباهتمام شديد هو ما كشفته إسرائيل في الساعات الماضية عن بعض التفاصيل العسكرية المتعلقة بأنشطة وعمليات أسطولها من المقاتلات المتقدمة F-35. وأعلنت أنها أوّل بلد يستخدم المقاتلة الأميركية الصنع لتنفيذ ضربات ضد أهداف في الشرق الأوسط. مشيرة الى أنّ السرب الإسرائيلي للمقاتلة يحلّق في كل أنحاء الشرق الأوسط.

كل ذلك يجري فيما المسؤولون اللبنانيون منهمكون بترتيب البيت النيابي والحكومي. صحيح انّ الساعات المقبلة ستكشف ما ستتمخّض عنه الجلسة النيابية لانتخاب رئيس مجلس النواب ونائبه وهيئة مكتب المجلس. وصحيح انّ هذا القطوع سيمرّ على خير لكنّ المهمة الصعبة ستكون امام الرئيس المكلّف، خصوصاً انّ الأجواء توحي انّ طريق التأليف ليست بهذه البساطة في ظلّ العقوبات الاميركية على «حزب الله» المصرّ على تمثيلٍ وازن في الوزارة في تحدٍ مباشر للادارة الاميركية ولإسرائيل معاً.

لقد صُنِّف «حزب الله» منذ فترة على أنه «منظمة إرهابية» وبالتالي لأنّ هذا التصنيف ليس جديداً، والادارة الاميركية توسّعت في دمج جناحه السياسي مع الجناح العسكري فعاقبت شخصيات قيادية في الحزب وهي شخصيات سياسية اصلاً. والجديد أنها ألغت التصنيف الثنائي بين «الإدارة الإرهابية» و»الإدارة السياسية»، لكنّ التسمية حدّدت الاشخاص، ويمكن أنّ التعامل من دونهم بلا أيّ محظور، إذا تمّ توزير أيّ اسم خارج القائمة التي اعتبرتها الإدارة الأميركية إرهابية، يبدو أن لا مشكلة في ذلك. وبحسب المعلومات فإنّ مسؤولاً أميركياً دعا لبنان الى تجنّب توزير أشخاص من «حزب الله» في الوزارات التي قد تكون لها علاقة عمل مع الادارة الاميركية، أي وزارات الخارجية والدفاع والمال، أو ايّ وزارة لبنانية لها علاقات مع الادارة الاميركية. في المبدأ لا شيء سيتبدّل إلّا إذا أصرّ «حزب الله» على وزارات محدّدة. وفي كل الحالات إنّ إحدى الركائز الكبرى التي لم تتغيّر في سياسة ترامب الخارجية هي العداء لإيران، إذ إنه وخلافاً لسياسة سلفه باراك أوباما في المنطقة، أراد ترامب منذ بداية عهده، وحتى خلال حملته الانتخابية، أن يستبدل صداقة محتمَلة مع إيران بصداقة قوية مع القوى السنّية في المنطقة، بقيادة السعودية، ومعاونة دول الخليج، وبدفع مصر.

الزيارة الأولى لترامب كانت طبعاً للسعودية والتشاور بين أميركا والسعودية لم ينقطع منذ ذلك الحين، حتى يُقال إنه كانت للأخيرة يد طولى في قرار ترامب الانسحاب من الاتّفاق النووي مع إيران. هذه السياسة الاميركية تجاه الشرق الأوسط غيّرت جذرياً سياسة أوباما التي أرادت، من خلال الاتّفاق، استقطاب إيران إلى الفلك الأميركي. وقد جاء خطاب وزير الخارجية الأميركي الجديد، مايك بومبيو، في «مؤسسة التراث» المعقل الفكري للمحافظين القدامى والجدد، ليؤكّد هذه السياسة ويفصّلها بلهجة لا تخلو من التهديدات باستعمال العقوبات الاقتصادية «غير المسبوقة» وحتى القوة العسكرية. خطاب بومبيو يضع القواعد الجديدة للعبة التي تحتوي على إنهاء البرنامجين النووي والصاروخي الإيرانيين، وانسحاب إيران من المنطقة وعودتها الى الداخل الإيراني. في المقابل وعد ترامب بمساعدة إيران اقتصادياً وإعادة اقتصادها إلى الازدهار.

الذراع الإيراني الأكثر تضرّراً، في حال نجج المخطط الأميركي، سيكون «حزب الله» الذي نال حتى الآن القسط الأكبر من العقوبات الاقتصادية والأمنية بين كافة الأذرع، بسبب المدى الجغرافي لتورّطه إلى جانب إيران في المنطقة. حتى اليوم كانت الإدارة الأميركية تسعى جاهدة لإيجاد عقوبات مؤثرة على الحزب من دون المساس بمقدار كبير بالاقتصاد اللبناني أو النظام المصرفي اللبناني. ولكنّ الهجمة الأميركية الأخيرة على إيران وأذرعها في المنطقة تتطلّب من الأميركيين تفكيراً جديداً لكي يتجنّبوا التداعيات الاقتصادية والمصرفية على لبنان وذلك قد يؤثر على الموقع المقبول لدى قبل الأميركيين للحزب داخل المنظومة السياسية اللبنانية والحكومة العتيدة المنتظرة. كذلك سيتطلّب تجاوباً لبنانياً مدروساً مع العقوبات الأميركية على الحزب وعلى أفراد فيه قد يكونون مشاركين في الحكم، وهذا سيعقِّد تأليف الحكومة وتحديد دور «حزب الله» فيها. ولكن من الظاهر حتى الآن أنّ معظم العقوبات التي ستفرضها واشنطن على «حزب الله» ستكون بهدف تجفيف الأموال التي يتسلّمها من الخارج، أي عقوبات على أشخاص وشركات تعمل خارج لبنان، ما سيجعل العقوبات أقلَّ خطراً مباشراً على الداخل اللبناني، وسيجعل الاستجابة لمقتضياتها أسهل بالنسبة الى مصرف لبنان المركزي.

 

تكتل الأقوياء»: نعم لبرِّي...

ملاك عقيل/جريدة الجمهورية/الأربعاء 23 أيار 2018«

 نبيه بري رئيساً لمجلس النواب لولاية سادسة. لم يشكّ أحد من القوى السياسية بهذه «المسلّمة» وأولهم خصومه. تدريجاً تبلورت مواقف الكتل النيابية وبوصلتها، بما في ذلك الشخصيات المستقلّة. بوانتاج الانتخاب يدلّ على تجاوز بري مجدداً عتبة المئة صوت خلافاً لمرحلتي 2005 و2009. العين رصدت خيارَ «التيار الوطني الحر» بعد سنوات من التوتر والخلاف والنزاع الذي لم ينتهِ مع رئيس المجلس. في نهاية المطاف موقفُ «القوات» يحسم خيار «تكتل الأقوياء»... حرّية التصويت لبري أو الورقة البيضاء! بين إحترام مبدأ «التعامل بالمثل» واحترام مبدأ «الميثاقية» أنقذ خيار «القوات» بالتصويت بالورقة البيضاء لبري تكتل «لبنان القوي» من حالة «الضياع»، فكان القرارُ بترك الحرّية لأعضائه «حماية للميثاقية» ومنعاً «لاستهداف خيار شيعي كبير»! لكنّ الأهمّ ما يمكن إستنتاجُه في ما لو قرّر رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع منحَ أصوات كتلة الـ 15 نائباً لبري، عندها لكان باسيل أعلنها بالفم الملآن: حجب أصوات أكبر تكتل نيابي عن بري. وكان رئيس «التيار» صريحاً بأنّ خياراً لهذا «لم يكن ليهدّد الترشيح أو يؤذيه، بل على العكس هناك إعترافٌ به طالما أننا لا نصوّت لمرشح آخر»! وبالتالي، تحوّل «البوانتاج» بين الكتل الكبرى وفرزها مع بري وضده «بوانتاجاً» داخل تكتل «لبنان القوي». يؤكد أحد نواب «التكتل» أنه «لو لم يستجدّ الموقف «القواتي» في الساعات الماضية، لكان «التكتل» متحرِّراً أكثر في موقفه، والأرجح كان ذهب بكامله نحو التصويت بورقة بيضاء لبري. لكنّ موقف معراب حمّلنا ضغطاً كبيراً ودفعنا الى استدراك ثغرة ميثاقية خطيرة. فـ «التيار» و»القوات» يمثلان اليوم 87% من الشارع المسيحي وستكون هناك سابقة كبيرة في الوقوف ضد خيار بغالبية شيعية ساحقة». ويجزم النائب عينه «بأنّ المداولات وآراء الأعضاء داخل «الكتل» كشفت عن توجّه عام بالتصويت لبري من ضمن المساهمة في تشكيل شبكة أمان للمرحلة المقبلة حكومياً ونيابياً. وحتى خيار الورقة البيضاء لن يوظّف إلّا في إطار فتح صفحة جديدة والتعاون لحلّ الأزمات القائمة». في مطلق الحالات، لا شيء يوحي أنّ سيناريو جلسة 25 حزيران 2009 سيتكرّر في جلسة 23 أيار 2018. قبل تسع سنوات، وتحت وطأة انقسامٍ سياسيٍّ عمودي بين «معسكرَين» كان لا يزال يرخي بظلاله على السلطات التشريعية والتنفيذية، إنتُخِب بري رئيساً لمجلس النواب لولاية خامسة من دورة الاقتراع الأولى، برصيد أصوات بلغ 90 صوتاً من أصل 128 نائباً صوّت منهم 127 في جلسة الانتخاب.

سجّل إسقاط 28 ورقة بيضاء في صندوق الاقتراع، كانت لنواب «الكتائب» و»القوات» وبعض المستقلّين. حاز عضو تكتل «التغيير والإصلاح» النائب عباس هاشم ونائب «المستقبل» غازي يوسف غير المرشّحين، على ثلاثة أصوات للأول وصوت واحد للثاني، وعضو كتلة «زحلة القلب» النائب عقاب صقر على صوت واحد، مع العلم أنه كان قد سحب ترشيحَه «الرمزي»، وصبري رشدي حمادة على صوت واحد إضافة الى ثلاث أوراق ملغاة!! المفارقة «الرقمية» وحدها مَنَحت بري عدد الأصوات نفسها في جلسة إنتخابه لولاية رابعة في 28 حزيران 2005. نال 90 صوتاً من أصل 128 مقترعاً. 37 ورقة بيضاء وورقة واحدة لباسم السبع! قبل العام 2005 تخطّت تسمية بري رئيساً لمجلس النواب عتبة المئة صوت «برياحة». إنتخابُه للمرة الأولى في هذا الموقع في 20 تشرين الاول 1992، بعد «تصحّر» نيابي دام 22 عاماً، منحه 105 أصوات من أصل 125 نائباً حضروا الجلسة. وفي ظلّ منافسة غير متكافئة حصل النائب محمد يوسف بيضون على 14 صوتاً. سُجّلت خمسة أوراق بيضاء، وورقة واحدة ملغاة. في جلسة الولاية الثانية في تشرين الأول 1996 حاز برّي 122 صوتاً من 126ً، إضافة الى أربع أوراق بيضاء. أما في جلسة الانتخاب لولاية ثالثة في تشرين الاول 2000 فنال 124 صوتاً من أصل 126 نائباً، وورقتين بيضاوَين.

لكثير من الأسباب، ولسيرة الرجل التي تزخر بالأدوار الاستثنائية، ولإتقانه فنَّ دفع الآخرين الى التسليم بكونه «الثابت» والجميع متحوّل، لم يناقِش أحد في احتمال إيجاد منافس ولو «شكلي» لنبيه بري. السؤال تمحور فقط حول مدى اتّساع رقعة «الإجماع» عليه!

«حزب الله»، «حركة أمل»، سعد الحريري، وليد جنبلاط، سليمان فرنجية، الحزب القومي، الرئيس نجيب ميقاتي وحلفاؤه... كتل لا لبس في مواقفها حيال الرجل الشيعي الأول في التركيبة السلطوية. مع إنطلاق عهد جديد توجّهت الأنظارُ صوب تكتل «لبنان القوي»، في وقت يتّجه العدد الأكبر من المستقلّين في مجلس النواب الجديد للتصويت لبري، وسط ممانعة «بيضاء» من جانب «القوات» و»الكتائب»... مع العلم أنّ «التيار الوطني الحر» حجب أصواته عام 2005 عن بري، فيما صوّت معظم أعضاء تكتل «التغيير والإصلاح» لمصلحته عام 2009.

 

يبيعون لبنان: الفسادُ يبقى... والنازحون!

طوني عيسى/جريدة الجمهورية/الأربعاء 23 أيار 2018

لطالما قال البعض: «علينا الخروج من فرضية المؤامرة. شعارُ التوطين في لبنان ليس سوى فزّاعة اخترعناها نحن. والسوريون والفلسطينيون سيعودون إلى ديارهم عاجلاً أم آجلاً». وحتى الأمس القريب، كان أصحاب هذا القول يدافعون عنه بقوة. ولكن في الأشهر الأخيرة، بدأ كثيرون منهم يتخلّون عن «فرضية البراءة»، ويقتنعون بأنّ المؤامرة أقرب إلى الواقع... والوقائع! قبل يومين، أعلن نظام الرئيس بشّار الأسد السيطرة الكاملة على دمشق. وهذا إنجازٌ يحققه للمرّة الأولى منذ العام 2012. وقد رافقت هذه السيطرة عملياتُ إخلاء مكثّفة لعدد من المناطق والأحياء، بما فيها مخيم اليرموك الفلسطيني الأكبر في سوريا. وكانت وجهة غالبية المغادرين مناطق إدلب وحماه. وهذه المناطق، إضافة إلى مناطق أخرى في محافظة حلب، شهدت تدفّقاً سكانياً وعمليات تبادل ديموغرافي خلال الأعوام الفائتة.

وهذه المناطق باتت مثقلة جداً بالنازحين. ووفقاً لمعلومات، إنّ إدلب التي كانت تضمّ 1.5 مليون نسمة، باتت اليوم تعجّ وحدها بنحو 4 ملايين. ويقدّر أنّ بقعة إدلب، وعدداً من مناطق حماه وحلب وحمص، تحتضن الغالبية الساحقة من النازحين السوريين.

بالأرقام، عدد سكان سوريا 24 مليوناً، منهم نحو 14 مليوناً غادروا منازلهم: قرابة 8 ملايين نزحوا في الداخل السوري، و6 ملايين في الخارج، يتوزعون تقريباً كالآتي: في تركيا أكثر من مليونين وربع مليون، في لبنان نحو مليونين (نصفهم نازحون ونصفهم الآخر عمال ومقيمون خارج المخيمات) وفي الأردن أكثر من مليون وربع المليون، في العراق 250 ألفاً، في مصر 125 ألفاً، في بقية الدول العربية نحو 30 ألفاً.

ويرى بعض المتابعين أنّ القوى الدولية تمنع قيامَ الأسد بعمليات عسكرية كبيرة في مناطق انتشار النازحين في داخل سوريا لئلّا يهرب منها هؤلاء، خصوصاً إلى تركيا فتقوم بإمرارهم من المنطقة الحدودية مع سوريا إلى أوروبا. وهذا أمرٌ يبذل الأوروبيون كلّ جهودهم لتجنّب حصوله.

وبناءً على المنطلقات إياها، يرغب المجتمع الدولي، والأوروبيون خصوصاً، في تكريس إقامة النازحين السوريين في بلدان انتشارهم في الجوار، أي لبنان والأردن وتركيا. ويقدّم الأوروبيون الإغراءات لحكومات هذه الدول (الرشاوى هي العبارة الأكثر دقّة) لإبقاء النازحين في منأى عنهم.

وفي مؤتمر بروكسل الأخير، في شأن النازحين، وُضِع لبنان في شكل واضح وملموس أمام «فخّ» مدروس لتثبيت إقامة السوريين فيه، وإقرار حقّهم في العمل والتعليم والحصول على كل الضمانات اللازمة لاستمرارهم في لبنان إلى أن يقرّروا هم أنّ ظروف عودتهم إلى بلادهم باتت ملائمة. وهذا أمر لا يمكن الركون إليه أو ضبطه، لأنّ الاجتهادات والتقديرات في هذا المجال مفتوحة، ويمكن أن تبقى كذلك لسنوات.

وخلال هذه الفترة، وُلِدت وستولد أجيالٌ من السوريين في لبنان لم تحصل حتى على وثائق الولادة الكفيلة بإثبات أماكن الولادة، وهو ما سيؤدّي لاحقاً إلى نشوء مشكلة في تدقيق هوية هؤلاء وتحديد حقوقهم في المواطَنة. ويطرح حقوقيون لبنانيون وسوريون هذه المسألة على نطاق البحث لإجلاء ملابساتها وتجنّب التداعيات، ولكن عبثاً. لذلك، كان صادماً إمرار المادة 49 من الموازنة، بلا ضجيج، وبما يشبه الإجماع، بما يلاقي مطالب القوى الدولية لتسهيل إقامة السوريين في لبنان حتى إشعار آخر. والإمعان في التسهيل فضَحَه خفض السقف المطلوب لسعر الشقّة التي على الأجنبي أن يشتريها في لبنان لتكريس حقّه في الإقامة.

ففيما كان المشروع المقدّم يقول بسقف المليون دولار في بيروت ونصف المليون خارجها، تمّ خفض السقف إلى نصف مليون و330 ألفاً على التوالي. وهذا أمر يحمل في طياته كثيراً من الشكوك. كما برز الإصرار في تعديل المادة لفظياً مع الإبقاء على مضمونها (أصبح رقمها 50). ولولا الطعن وتحذير بكركي ومراجعة رئيس الجمهورية وحزم المجلس الدستوري، لمرّت المادة بموافقة شاملة.

والأشدّ خطراً هو أنّ إقرار هذه المادة تزامن (أو تكامل) مع إصدار الرئيس السوري بشّار الأسد المرسوم الرقم 10، في 2 نيسان، بهدف ضبط الواقع العقاري في سوريا. وهو مرسوم سيؤدّي تطبيقُه إلى تغيير سوريا ديموغرافياً في شكل جذري.

والمرسوم تمّ إصدارُه تحت عنوان الإفادة من فرصة إعادة الإعمار لتحديد الملكيات العقارية وتطبيق تنظيم مدني مناسب في مناطق كانت مبنيّة عشوائياً ويسكن فيها مئات الآلاف أو الملايين من المواطنين بلا قيود تثبت ملكياتهم لها. ولكنه، عملياً، سيكون فرصة للتخلّص من شرائح سياسية وطائفية معيّنة في هذه المناطق، مقابل تقديم إغراءات لآخرين للقدوم إليها والتملّك فيها. كما أنّ شركات عقارية يمتلكها قريبون من النظام أو تحظى بتغطية منه ستتولّى جزءاً كبيراً من المهمة. ولن يجرؤَ كثير من المعارضين، وهم في غالبيتهم من السنّة، على الحضور إلى الدوائر الرسمية للتقدّم بإثباتاتهم خوفاً من اعتقالهم. وإلّا فالحلّ أمامهم هو إعلان الولاء للنظام… إذا عفا عنهم! إذاً، في سوريا يتكرّس فرزُ المناطق طائفياً، وفي منطقة نفوذ الأسد، سيكون مُجدياً التخلّص من وزنٍ ديموغرافي ثقيل ذي غالبية سنّية. ولا مشكلة في بقاء هؤلاء نازحين في الداخل والخارج. وطبعاً، تلتقي رغبة الأسد مع رغبة المجتمع الدولي الحريص على حصر انتشار النازحين في الأماكن الموجودين فيها حالياً، لئلّا يتدفّقوا إلى أوروبا ويجلبوا معهم المخاطر الأمنية.

والمثير أنّ القوى النافذة في بيروت توافق على المبدأ، وليس واضحاً إذا كان ذلك كُرمى لعيون الأوروبيين أو لعيون الأسد أو للطرفين معاً. لذلك، تعاطى لبنان الرسمي مع الملف منذ اليوم الأول باعتباره «مزراب ذهب» سيتدفّق من المؤتمرات!

لم يطرح قادة لبنان أزمة النازحين- أمام العالم - في اعتبارها أزمة كيانية، بل بصفتها أزمة دولارات… وزادت في ذلك حاجة لبنان الماسة إلى المساعدات، نتيجة الفساد المستشري. وأطلق المجتمع الدولي وعوداً بتزويد لبنان الدولارات، شرط التزامه الشروط والمطالب المتعلّقة بالنازحين.

تدرك المؤسسات الدولية أنّ الإصلاح في لبنان من رابع المستحيلات، وأنّ التركيبة الطائفية- الإقطاعية المتخلّفة لغالبية الزعماء في لبنان ستبقيه رهينة الفساد. وعاماً بعد عام، ستتضاعف ديونُه ويزداد العجز. من «باريس 1» و»باريس 2» (الرئيس رفيق الحريري) إلى «باريس 3» و»سيدر 1» (الرئيس سعد الحريري)، يطلق لبنان وعوداً بتحقيق الإصلاحات المنشودة سياسياً واقتصادياً لكنه يتخلّف، فيمنحه المجتمع الدولي فرصاً جديدة ومساعدات. وهكذاً، يقع لبنان تحت وطأة ابتزاز يتسبّب به «أولياءُ أمره» الذين «يستثمرون» في النازحين… وفي الفساد! وقد يأتي اليوم الذي يصبح فيه لبنان عاجزاً تماماً عن الصمود. وعندئذٍ، سيُقال لزعمائه: خذوا. هذا ثمن التوطين إذا أردتم أن يبقى البلدُ واقفاً على رِجليه! والأرجح، لن يكون هناك كثيرون يقولون «لا». وهذا الكلام على توطين مبطّن للسوريين ينطبق أيضاً على توطين مفضوح للفلسطينيين (نحو نصف مليون في لبنان). وهذا الأمر يُعمَل له منذ عشرات السنين، وتستعدّ إسرائيل لفرضه في اللحظة المناسبة. وربما يكون تكريسُ القدس عاصمةً لها هو أوّل الغيث في هذا المسار. يكفي توطينُ جزءٍ من السوريين والفلسطينيين في لبنان (يقاربون معاً 2.5 مليون نسمة) لزعزعة لبنان الكيان. ولذلك، يبدو مريباً ما يحضَّر للبنان وسائر كيانات الشرق الأوسط في المطابخ الدولية والإقليمية. ويبدو مريباً أكثر كيف أصبح الفسادُ اللبناني هو الطريق الأفضل لاستسلام لبنان أمام المؤامرات.

 

بعد اكتمال المحاصصة: صفقة البواخر سوف تبصر النور قريبا

نورا الحمصي/جنوبية/ 22 مايو، 2018

بعد اشهر من الخلاف والنزاعات في مجلس الوزراء حول ملف البواخر المتعلق باستجلاب الطاقة ، وبعد الاخذ والرد بين المعنيين في هذا القطاع، تمت الموافقة على مرسوم صفقة البواخر. عقد مجلس الوزراء جلسته الاخيرة في قصر بعبدا امس، برئاسة رئيس الجمهورية ميشال عون وبحضور رئيس الحكومة سعد الحريري والوزراء، وقد تمنى الرئيس عون على الوزراء “التصرف في فترة تصريف الاعمال بمسؤولية، والتركيز حصراً على تسيير الامور الادارية وتسهيل معاملات المواطنين”. هذه الجلسة التي كانت مليئة  بالبنود الاساسية والتي يحتاج كل منها إلى جلسة مستقلة، تمت الموافقة خلالها على استكمال الاجراءات المتوجب اتخاذها لانقاذ قطاع الكهرباء، فتقرر بعد سنة من التمديد الموافقة على عرض وزير الطاقة والمياه  فيما خص ما آلت اليه المفاوضات مع الشركة المتعهدة في معمل دير عمار 2، لتحويل العقد من طبيعته الحالية الى عقد شراء طاقة طويل الامد، إضافة إلى الموافقة على عرض وزير الطاقة والمياه نتيجة مفاوضاته مع الشركة التي تملك  الباخرتين التركييتين لانتاج الطاقة، لجهة تمديد العقد لمدة ثلاث سنوات وخفض الكلفة على الدولة اللبنانية، كما تمت الموافقة ايضا على ‏إطلاق مناقصة جديدة عبر إدارة المناقصات لتأمين 850 ميغاوات كهرباء اضافية.

هذه المقرارات تلاها سجال سياسي عكس واقع حال قطاع الكهرباء و”التناتش” السياسي حوله، فقد  غرد وزير الخارجية جبران باسيل، حليف البواخر، عبر “تويتر” بالامس، قائلا “غطّت الانتخابات وطارت المزايدات…  ومتل ما قلنالكن رجعوا مشيوا بالبواخر ودير عمار والغاز بعد الانتخابات… فمجلس الوزراء اقر بآخر جلستين ما كنا نطالب به من الأوّل بملف الكهرباء لأن هيدا هوّ الحل… ضيعان ما حكيوا!”. ليرد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة غسان حاصباني من دون ان يسميه عبر حسابه على “تويتر” ايضا بأن “موقف القوات اللبنانية ثابت قبل الانتخابات وبعدها من اعادة مناقصة الكهرباء المؤقتة الى دائرة المناقصات وقد تحقق اليوم، كما تم توسيع دفتر شروط لاتاحة المجال لحلول متعددة وعدم حصر الحل بالبواخر”، مضيفاً ” تمّ اتخاذ القرار ببدء العمل جديا بالحلول الدائمة كما طالبنا كقوات لبنانية وحلت مشكلة ديرعمار”.

مصدر سياسي  مطلع  على ملف الكهرباء، اكد  لـ جنوبية ان” الكل  في هذا الملف خاسر، ولكن المواطن اللبناني  كسب بعض الايجابيات ، ولعل ابرزها دخول ملف البواخر في ادارة المناقصات، اي وضع الامور في نصابها الصحيح خاصة مع تطوير تقنيات معينة في معامل دير عمار واضافة الـ850 ميغاوات، في وقت بدأت فيه اسعار النفط العالمي بالارتفاع الامر الذي سينعكس سلبا على خزينة الدولة ويمكن العجز ان يصل الى 500 مليون دولار، إضافة إلى العجز السابق “، واضاف ” وظيفة البواخر الفعلية تنحصر فقط  لتكون الدولة في  جهوزية  حال نقص الكهرباء” الا ان ” ما يتم فعله الان لناحية تطوير المعامل هو امر مهم على المدى الطويل”. ويضيف المصدر “كل الاطراف تقول حاليا  انها ربحت، ماذا ربحوا؟” يجيب المصدر”ما يمكن قوله انهم  بعد ان اتفقوا على المحاصصة، اعتبروا انفسهم رابحين!” الخبير الإقتصادي جاسم عجاقة أكد أنه” تم إحالة ملف الكهرباء إلى إدارة المناقصات من أجل ادراجها في  دفتر الشروط واستحصال 850 ميغاوات، لتعتبر هذه الخطوة سليمة”، مشيراً إلى أنه” تم التجديد للبواخر 3 سنوات ولكن بشرط تخفيض الاسعار”. وأكد عجاقة أن” اليوم، البواخر اصبح لها اهمية كبيرة لانتاج الكهرباء، بإعتبار انه لم يتم تأهيل المعامل”، لافتا الى ان “اليوم بكل ما نملكه لا نستطيع انتاج أكثر من 1400 أو 1500 ميغاوات، وهي نسبة غير كافية لتغطية حاجة لبنان، خصوصاً أنهم يقولون اننا بحاجة إلى نحو 3000 ميغاوات، ليصبح هناك حاجة للمولدات”. وتابع  عجاقة ” بالنسبة للخيارات من أجل تأمين الكهرباء هي محدودة، بإعتبار انه إذا اردنا فتح معمل سيتطلب الامر وقتاً، وتحويل عقد معمل دير عمار إلى “BOT” غير كاف لتأمين ميغاوات وكهرباء طيلة النهار”، معتبرا ان” البواخر هي احدى الحلول المؤقتة لاننا لا نعلم حتى الآن وضع المعامل القديمة التي تعمل، وبحسب الـ LBC  فقد حصل اتفاق بين وزير الطاقة وشركة “كارادينيز” لاستقدام باخرة ثالثة من أجل انتاج نحو 200 ميغاوات مجاناً”، مؤكدا من جهة اخرى  انه ” بإمكاننا استقدام  بواخر، ولكن علينا ان نبحث عن حل مستدام يكون الاساس، بغض النظر عن الجدال والصراع السياسي القائم اليوم حول هذا الملف “.هذا ورأى عجاقة أن ” احد الحلول المستدامة هو التركيز على المعامل وعلى الطاقة المتجددة من رياح وطاقة شمسية”. وفي الختام أكد الخبير الاقتصادي جاسم عجاقة أن” في الجلسة الاخيرة لمجلس الوزراء تم وضع الامور على السكة الصحيحة من خلال طلب من ادارة المناقصات ارسال شروط تتعلق ب 850 ميغاوات”.

 

الراعي لـ«الجمهورية»: النزوح سيَحضر في لقائي ماكرون

ألان سركيس/جريدة الجمهورية/ الأربعاء 23 أيار 2018

«مجد لبنان أعطي لها»

لا يوفّرالبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي فرصةً للمطالبة بحلِّ الأزماتِ الداخلية والخارجية التي تؤثّر على «بلد الأرز»، وهو يدعو عبر «الجمهورية» الى «استعجالِ تأليف الحكومة للانصراف الى معالجة مشكلات الناس». قد تكون بكركي إحدى أهمّ المراجع الأساسية التي يلجأ إليها المواطن اللبناني لكي يشكيَ همَّه، بعد تخاذل السلطات السياسية عن القيام بدورها، خصوصاً أننا نعيش في بلدٍ مليءٍ بالمشكلات. ومهما كبرت الأزمات، فإنّ «مجدَ لبنان أُعطيَ لها» وحدها من دون سواها، وبالتالي فإنّ بكركي تحاول إيصالَ صوت الناس على الرغم من أنّ بعض المسؤولين يصمّون آذانهم عن سماع الحقيقة. يجلس البطريرك مار بشارة بطرس الراعي في الصرح البطريركي يراقب الوضع عن كثب، فهو، وعدا عن نشاطه السياسي، يهتمّ بشؤون الرعية والكنيسة، ويعطي وقتاً مهمّاً للأنشطة التربوية والثقافية والإجتماعية، لأنّ الموارنة كانوا روّادَ الحضارة والعلم والنهضة الفكرية العربية، وإهمالُ هذه الناحية تُفقد الموارنة جزءاً أساسياً من دورهم، لذلك يعطي الراعي كل تلك المجالات الاهتمامَ التام والكامل. بين الإهتمام بشؤون الرعيّة في لبنان وبلاد الإنتشار، ومتابعة الشؤون السياسية الوطنية، يؤكّد الراعي لـ»الجمهورية» أنه «آن الأوان للإلتفات الى شؤون الناس، وآمالي كبيرة في تأليف حكومة وحدة وطنية تضمّ جميع الأفرقاء السياسيين وتنصرف الى معالجة الشؤون الحياتية والأزمات السياسية التي تعصف بالبلاد». ويثير الراعي هذا الموضوع مع كلِّ مَن يلتقيهم في بكركي أو يزورهم، ويقول إنّ «تأليف حكومة الوحدة الوطنية بحثتُها مع فخامة الرئيس العماد ميشال عون خلال زيارتي له (أمس الأول) في بعبدا، وكانت وجهاتُ النظر متّفقة في هذا الشأن لأنّ الرئيس يريد انتظامَ عمل المؤسّسات».

ومع طرح عقباتٍ أمام ولادة حكومة العهد الثانية، وسط التأزّم الإقليمي الأميركي- الإيراني، وفرض واشنطن ودول خليجية عقوباتٍ جديدة على «حزب الله»، يتمنّى البطريرك الراعي «إستعجالَ القوى السياسيّة كافة تأليفَ الحكومة المرجوّة»، مطالِباً إياها «بأن تنصرف بعدما تتألّف وتنال ثقة البرلمان الجديد، الى حلّ مشكلات الناس لأنّ الوضع لم يعد يُحتَمَل، ولا يمكن الاستمرارُ في إدارة البلد بالطريقة التي يُدار فيها، فهمومُ الناس ومشكلاتُهم أولويّة لا يمكن تأجيلُها». يستعدّ الراعي للسفر الى باريس الأسبوع المقبل للقاء الرئيس الفرنسي إيمانيول ماكرون في زيارة وُصفت بأنها «مهمّة» نظراً الى الموضوعات التي ستتناولها. وفي هذا السياق، يؤكّد الراعي لـ»الجمهورية» أنّ «زيارة فرنسا طبيعية وتأتي بعد انتخاب ماكرون رئيساً للجمهورية». ويشدّد على «أنّ العلاقات بين لبنان وفرنسا، وبين البطريركية المارونية وفرنسا مميّزة جداً، ونعمل على حمايتها وتحصينها لما فيه خير البلدين». ويضيف: «عندما انتُخب ماكرون رئيساً لفرنسا دعانا لزيارته، والعرف يسري أيضاً على بكركي، فعندما يُنتخب بطريركٌ مارونيٌّ جديد ندعو رئيس جمهورية فرنسا لزيارتنا، ونحن نعمل للحفاظ على أطيب العلاقات مع باريس». لا شكّ في أنّ الملفات التي ستُناقش في الإليزيه ستكون دسمة، إن كانت داخلية أو إقليمية، لأنّ لبنان يتأثّر بأحداث المنطقة بمقدار كبير، لكنّ هناك أزمةً وجوديّةً تُرهق لبنان، وترفع بكركي الصوت من أجل حلّها وهي أزمة النزوح السوري. ويشدّد الراعي في معرض حديثه على «أنّ كل الملفات ستُطرح مع ماكرون، وبالطبع سنبحث في ملفّ النزوح السوري، ونأمل من باريس أن تساعدنا في حلّه لأنّ الأمرَ ينعكس سلباً على تركيبة لبنان، وبالتالي تقع مسؤولية على الدول الكبرى من أجل إنقاذ لبنان وعدم تركه يواجه المجهول، كذلك إيقاف الحروب في المنطقة». وتحظى زيارة الراعي لفرنسا باهتمام بروتوكولي كبير حيث سيُستَقَبل في الإليزيه بحفاوة كبيرة تتخطّى كونه رجلَ دين، في حين لا توفّر فرنسا مناسبةً لتأكيد علاقاتها الوطيدة مع البطريركية المارونية والتي تُعتبر جزءاً من تراثها لا يمكنها التخلّي عنه.

 

ميراي عون للخارجية وباسيل لشؤون الرئاسة، لمَ لا؟/العائلة موجودة ولكن أقل في "المستقبل" والتقدمي و"القوات" والكتائب و"المردة" و...

إيلي الحاج/نقلاً عن موقع مدى الصوت/22 أيار/18

https://alsawt.org/%D9%85%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%8A-%D8%B9%D9%88%D9%86-%D9%84%D9%84%D8%AE%D8%A7%D8%B1%D8%AC%D9%8A%D8%A9-%D9%88%D8%A8%D8%A7%D8%B3%D9%8A%D9%84-%D9%84%D8%B4%D8%A4%D9%88%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A6%D8%A7/

تفتح وزارة الخارجية والمغتربين في "التيار الوطني الحر" شهيات على غرار ما تفعل وزارة الداخلية والبلديات في "تيار المستقبل". ولا يزال التوجه العام إلى فصل النيابة عن الوزارة يحتاج إلى تطبيق في التيار الأرجواني الذي لطالما استثنى الوزير جبران باسيل من قاعدة عدم توزير الخاسرين في الانتخابات النيابية سابقاً. اليوم صار نائباً والقاعدة هي التي تتبعه وليس هو من يتبع القاعدة. والشائع أنه ينافس رئيس الحكومة المكلف عادة أياً يكن اسمه في تأليف الحكومة. يعني إذا شاء باسيل أن يبقى في قصر بسترس فسوف يبقى، كلمته في هذا العهد لا تصير اثنتين.

أما إذا قرر الإنتقال إلى وزارة أخرى تتطلب أسفاراً أقل كي يهتم  أكثر بسياسات الداخل والتيار الذي يترأسه، فالأرجح أن يتولى وزارة الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية التي يشغلها حالياً الوزير بيار رفول، على أن تنتقل مستشارة رئيسة الجمهورية السيدة ميراي عون الهاشم إلى وزارة الخارجية.

وهذا حل وسط بالنسبة إلى باسيل يتيح تطبيق مبدأ الفصل بين النيابة والوزارة نصف تطبيق عليه باعتبار وزارة شؤون الوزارة نصف وزارة مقارنة بغيرها، وتوفر له إمكانية مراقبة سير الدولة بوزاراتها ومؤسساتها والسياسات والتطورات والتأثير فيها تالياً من موقع عالٍ وغير منغمس في التفاصيل كما كان يفعل في وزارات الاتصالات والطاقة والخارجية التي تسلم حقائبها تباعاً.

غني عن القول إن هناك ما يمكن وصفه بمراكز قوى تختلف قوتها داخل تيار رئيس الجمهورية على رأس أقواها باسيل طبعاً، ولكن للمستشارة الرئاسية ميراي عون الهاشم حضورها أيضاً، وفي البال قضية الهجوم على النائب والوزير السابق الياس أبو صعب من خلال محطة "أو تي في" التلفزيونية التي يشغل رئاسة مجلس إدارتها زوجها السيد روي الهاشم، وما أدت إليه من ارتدادات. وهناك حضور لنائب كسروان العميد المتقاعد وصهر الرئيس أيضاً شامل روكز رغم أنه ليس عضواً في "التيار" بل في "تكتل  لبنان القوي" فحسب. جو عائلي- سياسي تقريباً. بنات وأصهار يحلون الأمور ودياً مهما اختلفت وجهات النظر والمصالح في ما بينهم أحياناً، ويدفع الثمن من يدخل في ما بينهم، خصوصاً أن فوق الجميع أباً للجميع ضابط الكل. تندرج تحت هذا العنوان شكوى روكز من تدني الأصوات التفضيلية التي نالها في الانتخابات، بفعل تركيز مكتب باسيل في التيار على حشد الأصوات للمرشح الحزبي روجيه عازار. وكذلك اعتبار بعض من يٌعدّون قريبين من المستشارة عون أن باسيل أكل الأخضر واليابس مما يسيء إلى العهد والتيار معاً، أو اعتبار آخرين أن العميد روكز أحق برئاسة التيار بحكم خلفيته العسكرية وصورته عند الناس.

إلا أن هذه كلها تقولات تبقى سقف الانضباط العام، خصوصاً أن العائلية ليست محصورة في "التيار الوطني الحر" ومحيطه. فهي موجودة وإن بدرجات أقل في أحزاب التقدمي الاشتراكي و"المستقبل" و"القوات اللبنانية" والكتائب والمردة. لم يخترع التيار البارود لكنه أكثَرَ منه.

جدير بالذكر أن ثمة أسماء أخرى من ضمن دائرة "التيار الوطني الحر" مطروحة لتولي الخارجية في حال خرجت من ثنائي باسيل- عون الهاشم، مثل الوزير السابق كريم بقرادوني والسفير السابق عبدالله بو حبيب. وهناك توجه إلى توزير السيد مسعود الأشقر من أجل مساعدته في تثبيت حضوره في دائرة بيروت الأولى بعد خسارته الإنتخابات فيها، وأيضاً رئيس "الرابطة السريانية" حبيب افرام الذي لم يرشح نفسه.

إيلي الحاج/كاتب صحافي وناشر "الصوت"

ملاحظة/الصورة المرفقة هي للرئيس عون وكريماته السيدات ميراي الهاشم وشانتال باسيل وكلودين روكز.

 

معاً من أجل خلاص لبنان ومعاً من أجل الدفاع عن حقنا في الحياة

الدكتور فارس سعيد/22 أيار/18

معاً من أجل خلاص لبنان

معاً من أجل الدفاع عن حقنا في الحياة

معاً من أجل العيش بسلام في دولة سيدة، ديمقراطية وحديثة

أربعة وستون عاماً هو عمر الجمهورية اللبنانية المستقلة.

اثنان وثلاثون منها كانت سنوات سلام وأمن شابتها توترات وأزمات.

واثنان وثلاثون منها كانت سنوات حرب واحتلالات تخللتها فترات من الهدوء.

نحن اليوم أمام لحظة مصيرية:

اما العودة بلبنان الى ما كان عليه في العقود الثلاثة الأخيرة، ساحة عنف مجاني للقوى الاقليمية والخارجية، يستجيب لأوهام البعض في أنّ مستقبلهم لا يزال يتطلب مزيداً من الدماء والعذابات والدمار.

واما إعادة صوغ لبنان بلداً يطيب العيش فيه، ودولة قادرة على النهوض بمسؤولياتها.

نحن اليوم خيارنا واضح وهو استكمال المسيرة التي اطلقتموها انتم ، في ساحة الشهداء، لحظة استشهاد الرئيس رفيق الحريري. ونحن هنا اليوم لاطلاق ورشة عمل لتحديد الطريق الواجب اعتمادها لاتمام ما بدأناه معاً في العام 2005.

اعتمادنا هو على أنفسنا وعلى مكامن القوة التي نملكها:

فنحن نملك أولاً حريتنا التي طالما جاهدنا في سبيل الدفاع عنها، حرية الرأي وحرية المعتقد وحرية التعبير وحرية القرار وحرية مقاومة الظلم، فلا يختزلنا أحد، ولا نقبل حدوداً لتعدد انتماءاتنا السياسية والفكرية والثقافية والاجتماعية، ولتنوع مصالحنا وحساسياتنا، ولحرية انفتاحنا وتواصلنا مع الآخرين. أرسينا في هذا البلد أسس نظام ديموقراطي لا تحكمه عنصرية دينية ولا يحرسه نظام مخابراتي، مارسنا ديمقراطية في محيط عير ديمقراطي، وتنوعاً في بيئة ترفض التمايز، وتقدما في عالم مشدود الى نزاعات وهواجس الماضي.

نملك ، ثانياً، قدرة كبيرة على الفعل والتأثير على صعيد التنمية والتطوّر في لبنان والمنطقة ، بفضل ايلائنا الاهتمام الدائم لقيمة العلم والمعرفة والثقافة. وهذه القيمة هي قيمة أساسية في عالمنا هذا نظراً للدور الحاسم الذي يكتسبه اليوم اقتصاد المعرفة. كنا في طليعة رواد النهضة في القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين، ونحن اليوم قادرون على أن نساهم في اطلاق نهضة ثانية من خلال الشباب المقيم والمنتشر وطاقاته الخلاقة في مجال الابداع الذهني والانتاج الفكري.

نملك، ثالثاً، انفتاحاً كبيراً على العالم وقدرة استثنائية على التواصل. فالشعب اللبناني هو شعب "معولم" قبل العولمة، وهو قادر على الإفادة من شبكة انتشاره الواسعة لوضع لبنان في قلب العالم والعالم في قلب لبنان. ونملك موقعاً مميزاً داخل الاسرة العربية ودوراً فريداً يقّر به كل أشقائنا ولا يعارضه سوى من أراد لبنان حقلاً لوصايته وساحة نفوذ واستغلال.

واهم من كل هذا، نملك في هذا الزمن تحديداً، زمن صراع الهويات والاديان والحضارات، تجربة فريدة في العيش المشترك. نحن الذين ابتكرنا هذه الصيغة ومارسناها، ونقضناها في زمن الحرب، لكننا عدنا اليها في النهاية بعد فشل الصيغ البديلة. والعيش المشترك هو نمط حياة يؤمن للانسان فرصة التواصل والتفاعل مع الآخر المختلف بحيث تغتني شخصيته من تلقيها جديد الآخر، وتغني هي بدورها شخصية الآخر، إنه نمط حياة يقوم على الاعتراف بالآخر واحترامه في تمايزه وفرادته، فلا يسعى الى الغائه او استتباعه.

إن تجديد الرؤية والتوجه يبدأ بثورة في مفاهيمنا الثقافية.

فلبنان لم يكن يوماً في تاريخه الحديث على هذه الدرجة من الانقسام الحاد. وهذا الانقسام ليس من طبيعة طائفية، إذ يضمّ كلا الفريقين المتواجهين مسيحيين ومسلمين وعلمانيين. كذلك ليس الانقسام سياسياً بالمعنى الضيق للكلمة، لأنه يتجاوز الخلاف على إدارة الدولة بين أكثرية ومعارضة الى الخلاف على طبيعة الدولة ودورها. إن أعمق ما في هذا الخلاف هو البعد الثقافي، حيث تتواجه نظرتان مختلفتان الى العالم:

نظرة تقوم على ثقافة السلام والعيش معاً والوصل مع الآخر المختلف،

وأخرى تقوم على ثقافة العنف والفصل، وترى أن توكيد الذات لا يتم الا باستبعاد الآخر المختلف وصولاً الى الغائه أو استتباعه.

إن الاختلاف بين هاتين الثقافتين اختلاف جذري:

ثقافة السلام والوصل مع الآخر ترى أن حقوق المواطنين يجب أن تكون متساوية في المطلق وأن الطوائف في لبنان هي جماعات يجب أن تحظى جميعها بضمانات متساوية، وأن حمايتها تأتي من وجود دولة يوكل اليها مهمة توفير الأمن للجميع. اما ثقافة العنف والفصل فتنظر الى المواطنين بوصفهم مجرد أعداد متراصفة داخل طوائفها، والى الطوائف على أنها أقليات مهددة باستمرار في وجودها وحضورها الحّر، وبالتالي فإن على كل واحدة منها السعي لتأمين حمايتها بمعزل عن الآخرين وغالباً في مواجهتهم.

ثقافة السلام والوصل مع الآخر تقوم على التنوع والانفتاح الثقافي والتفاعل. أما ثقافة العنف والفصل فتقوم على قسمة العالم الى فسطاطين: خير وشر، ايمان وكفر، وهي تدفع الانسان الى الخشية من العيش مع الآخر المختلف والى الاصطفاف، بلا شروط، خلف القوى الأشد تطرفاً في بيئته. هذه الثقافة تستغل عاملي الكبت والخوف لدفع الطوائف الى التماس "حمايات خارجية"، في محاولة لتعديل موازين القوى الداخلية، بدعم من الخارج ووفقاً لشروطه.

ثقافة السلام والوصل مع الآخر ترى أن شرط الحياة في مجتمع يتميز بالتنوع والتعدد تكمن في سيادة القانون وشمول العدالة لكل فئات المجتمع بما في ذلك أصحاب السلطة. وهي تقوم على احترام الضحية بوصفها ضحية، دون تمييز بين ضحية وأخرى. أما ثقافة العنف والفصل فيتوقف احترامها للضحية فقط على هوية "الجاني" السياسية. لذلك بات لدينا جناة "طيبون" وآخرون "أشرار"، ضحايا "طيبون" وآخرون "أشرار"!

ثقافة السلام والوصل مع الآخر تقوم على تنقية الذاكرة وطي صفحة الماضي على قاعدة الإقرار بالمسؤولية الجماعية والفردية عن خطايا الحرب، واعتبار جميع الضحايا شهداء الوطن، لئلا يبقى اللبنانيون – بمن فيهم الضحايا – فريقين: فريقٌ خائن وفريقٌ بطل. وهو جهد بذله معظم اللبنانيين في السنوات الخمس عشرة الماضية لتجاوز الحرب وتنقية الذاكرة. أما ثقافة العنف والفصل فتتأسس على "ذاكرة انتقائية" تستحضر جرائم وتضرب صفحاً عن أخرى، بغية منع إعادة الوصل.

ثقافة السلام والوصل مع الآخر تنظر الى الدين كرابطة تجمع اللبنانيين، من خلال إيمانهم بأن الدين لله والوطن للجميع. أما ثقافة العنف والفصل فتعمل على احتكار المقدّس، ومنح نفسها الحق، باسم هذا المقدّس، في تعيين الخير والشر، وفي تكفير خصومها وتخوينهم. وهذا الاحتكار للمقدّس هو في أساس التعصب الديني.

ثقافة السلام والوصل مع الآخر تهدف الى اقناع الخصم وإلقاء الحجّة عليه والبحث عن المساحات المشتركة معه. اما ثقافة العنف والفصل فتستخدم الخطاب السياسي ل"قتل" الخصم رمزياً ومعنوياً من خلال الكذب والإهانة والتخوين، الأمر الذي يمهد الطريق لمن يريد قتله جسدياً.

إن مستقبلنا الوطني مرتبط بقدرتنا على ارساء ثقافة السلام والوصل في حياتنا الوطنية. وهذا الأمر يحتاج الى قرارات جذرية:

أولاً- قرار بتثبيت استقلالنا من خلال تأمين الوحدة الوطنية التي هي شرط الاستقلال عن الخارج. ويتطلب هذا الامر تجاوز الصراعات الطائفية التي أدمت وطننا على مدى نصف قرن، والتوجه، على قاعدة اتفاق الطائف، الى بناء دولة مدنية حديثة تقوم على الفصل بين الحقوق التي هي شأن المواطنين والتي من واجب الدولة تأمينها من دون تمييز بين مواطن وآخر، وبين الضمانات التي من حق الطوائف على الدولة تأمينها في ما يتعلق بوجودها وحضورها الحر. ان قيام دولة ديموقراطية، حديثة، مدنية، محرَّرة من القيود الطائفية ومن الزبائنية التي تنتج عنها والتي تعيق عمل مؤسساتها وتلغي مبدأ الكفاءة وتعيق فعالية الاقتصاد وتأمين العدالة الاجتماعية، يحرر الطوائف من "عقدة الخوف من الآخر" التي تقع في أصل كل السياسات الطائفية. بذلك لا يعود الآخر خصماً ينبغي مواجهته باستمرار، لأنه يشكل خطراً وجودياً دائماً على الذات، بل يصبح عنصراً مكمّلاً وضرورياً للذات. ولا تعود الهواجس والمخاوف، من هذا المنظور الجديد، المحرك الأساسي للتاريخ اللبناني.

ثانياً- قرار بصون سيادتنا من خلال الاسراع في إعادة انتظام مؤسسات الدولة وتوكيل الدولة، والدولة وحدها، مهمة توفير الأمن لجميعنا، أفراداً وجماعات. لهذا ينبغي أن يكون للدولة، كما في تعريف أي دولة تستحق هذه التسمية، الحق الحصري في امتلاك القوة المسلحة وأن لا يكون في لبنان جيشان يخضعان لسلطتين مختلفتين: سلطة الدولة اللبنانية وسلطة دولة أجنبية.

ثالثاً- قرار بحماية استقلالنا من خلال إعادة الاعتبار لفكرة المقاومة التي هي حق للشعب اللبناني يمارسه في الدفاع عن وجوده وأرضه وحريته، كرافد لتعزيز قوة الدولة. فالمقاومة تقوم أساساً على مكامن القوة التي يملكها الشعب لا على مكامن الضعف. وهي أقوى في مواجهتها الخطر الخارجي اذا كان المجتمع موّحداً والدولة فاعلة والجيش قوياً والاقتصاد ناشطاً. فليست مقاومة تلك التي تقوم على قاعدة فرز الشعب بين أكثرية "خائنة" وأقلية "وطنية". وليست مقاومة تلك التي تؤدي الى ربط مصير الناس بالاعانات والاعاشات. كذلك ليست مقاومة تلك التي تقوم على إلغاء القرار الوطني لصالح الخارج وخدمة لمصالحه. إن الهدف النهائي للمقاومة هو بناء الدولة الحرة، السيدة، هذا هو الانجاز الذي يحدد نجاحها أو فشلها.

رابعاً- قرار بضمان استقلالنا عبر توفير الظروف العربية المؤاتية، وذلك من خلال:

الالتزام في المعركة الدائرة في عالمنا العربي للخروج من الاصطفافات السياسية والفكرية التي فرضتها الحرب الباردة طوال أكثر من نصف قرن، واستعادة حقه في أن يكون صاحب القرار في تحديد مصيره ومستقبله. يتواجه العالم العربي في سعيه الى إعادة تكونه السياسي بقوى اقليمية – اسرائيل وايران - تحاول ابقاءه على ما كان عليه والحلول مكان الدول الكبرى في التحكم بمصيره. وترتبط هذه القوى الاقليمية فيما بينها بعلاقة تواطؤ وخصومة في آن معاً: تواطؤ في مواجهة العرب وخصومة في تحديد مناطق نفوذها وسيطرتها. فالارهاب الذي يمارس ضد العالم العربي سواء مارسته جيوش منظمة أو مجموعات سرية هو وليد هذا التواطؤ الموضوعي الذي اسقط "اتفاق مكة" بين الفلسطينيين ويعمل جاهداً على افشال مبادرة السلام العربية. ولعل الوجه الأبرز لهذا التواطؤ هو الحماية الدولية التي تعمل اسرائيل على توفيرها للنظام السوري في حربه على لبنان.

ملاقاة ودعم التحول الجاري في العالم العربي حيث بدأت ترتسم معالم نظام اقليمي عربي جديد وحديث بعيداً عن الديماغوجيا السابقة. وهذا التحول أكده "اعلان الرياض" الذي صدر في ختام القمة العربية في أذار 2007، والذي يضع للمرة الأولى "الأسس العربية" لثقافة الوصل في مواجهة ثقافة الفصل التي لا تزال تهيمن على المنطقة، وذلك بتأكيده على أن "العروبة ليست مفهوماً عرقياً عنصرياً بل هي هوية ثقافية (...) وإطار حضاري مشترك قائم على القيم الروحية والأخلاقية والانسانية، يثريه التنوع والتعدد والانفتاح على الثقافات الانسانية الأخرى ومواكبة التطورات العلمية والتقنية المتسارعة..." كذلك يعطي "اعلان الرياض" الاولوية ل"خيار السلام العادل والشامل باعتباره خياراً استراتيجياً للدول العربية"، مؤكداً على ضرورة "نشر ثقافة الاعتدال والتسامح والحوار والانفتاح، ورفض كل أشكال الإرهاب والغلو والتطرف ".

طي صفحة الماضي مع سوريا وتطبيع العلاقات معها. وهو أمر يبدأ بعودة النظام السوري الى الحظيرة العربية بعدما تحول الى حصان طروادة في مواجهة العالم العربي، واعلانه الاعتراف باستقلال لبنان واحترام سيادته من خلال تبادل السفارات وترسيم الحدود معه. والأساس في هذا الموقف هو الكف عن التعامل مع لبنان وكأنه مجرد "اقليم" جرى سلخه عن الوطن الأم في زمن الاستعمار، واقرار الدولة السورية بأن شرعية الكيان اللبناني تساوي شرعية كل الكيانات العربية بما فيها الكيان السوري. على هذا الأساس يمكن اجتراح "تسوية تاريخية" تسمح بصوغ مشروع مشترك يجعل من البلدين محور تجديد في العالم العربي. وهذه التسوية أشارت اليها نخبة من السياسيين والمثقفين السوريين واللبنانيين في "اعلان بيروت-دمشق / اعلان دمشق-بيروت" (أيار 2006) الذي تضمن مراجعة نقدية لتاريخ العلاقة بين البلدين، واضعاً الأسس لتصحيحها.

طي صفحة الماضي الأليم بين الشعبين اللبناني والفلسطيني، وذلك على القاعدة نفسها التي حددتها منظمة التحرير الفلسطينية في "اعلان فلسطين في لبنان" (كانون الثاني 2008) الذي يشكل أول قراءة نقدية للتجربة الفلسطينية السابقة في لبنان، فاتحاً بذلك المجال واسعاً لحوار لبناني ـ فلسطيني في العمق، خاصة وأنه يعلن الإلتزام "الكامل وبلا تحفّظ" بـ"سيادة لبنان واستقلاله في ظل الشرعية اللبنانية ومن دون أي تدخل في شؤونه الداخلية"، والتمسك بـ"حقّ العودة ورفض التوطين والتهجير"، والتشديد على أنّ "السلاح الفلسطيني ينبغي أن يخضع لسيادة الدولة اللبنانية وقوانينها وفقاً لمقتضيات الأمن الوطني اللبناني الذي تعرّفه وترعاه السلطات الشرعية اللبنانية". وفي المقابل، فعلى الدولة اللبنانية أن تدعم السلطة الوطنية الفلسطينية وحقها في إقامة دولتها المستقلة وضمان العيش الكريم للفلسطينيين المقيمين في لبنان بانتظار عودتهم الى وطنهم.

لماذا يتعرض لبنان منذ ثلاث سنوات الى هذه الهجمة الشرسة والمتواصلة؟

هل من أجل تأمين المشاركة في السلطة كما يطالب بها الفريق الآخر، أو اقرار قانون جديد للانتخابات، أو تحسين حالة الكهرباء؟

هل ان قتل القيادات واستدراج الحرب مع اسرائيل واحتلال وسط بيروت والقيام بانتفاضة مسلحة ضد الحكومة والاعتداء على الجيش والسعي الى إقامة إمارة اسلامية في الشمال وقتل جنود في القوات الدولية، وغير ذلك من اعمال العنف هدفه تحقيق هذه المطالب؟ أم أن الهدف هو إعادة تحويل لبنان الى مقاطعة سورية ورأس جسر لايران على البحر الابيض المتوسط؟

لقد مددنا يدنا للجميع بعد استشهاد الرئيس رفيق الحريري لمشاركتنا في طي صفحة الهيمنة السورية والتأسيس لمرحلة جديدة لا غالب فيها ولا مغلوب. كررنا الدعوة على طاولة الحوار وجددناها بعد انتهاء العدوان الاسرائيلي في صيف 2006 ومن ثم بعد اقرار المحكمة الدولية في ربيع 2007.

واليوم، ومن موقعنا كأكثرية شعبية ونيابية، نكرر دعوتنا الجميع الى تخطي الخلافات والمشاركة في تحديد مصيرنا المشترك، ذلك أن خلاص لبنان يكون لكل لبنان أو لا يكون. والاساس في هذه المشاركة هو أن تقوم على الثوابت الوطنية التي أجمع عليها اللبنانيون والتي حددها اتفاق الطائف ومقررات الحوار الوطني وقررات الشرعية الدولية، كي لا بعود أحد في الخارج شريكاً في قرار الداخل.

تلك المنطلقات هي ثمرة التفكير المشترك والنضال المشترك للمشاركين في هذا المؤتمر اليوم، وأيضاً لهذا الرأي العام العارم خارج هذه القاعة.

تلك المنطلقات هي التي سنبني عليها ونسعى الى تطوير مضامينها والى تفصيلها، وذلك عبر حوارات وورشات عمل موسّعة وصولاً الى اقرارها من ضمن رؤية شاملة سنعلنها في ختام أعمال المؤتمر الذي أطلقناه اليوم.

 

بين علي أبو الدهن ونادين لبكي

 باسكال صوما/مدى الصوت/مدى الصوت/22 أيار/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/64849/%D8%A8%D8%A7%D8%B3%D9%83%D8%A7%D9%84-%D8%B5%D9%88%D9%85%D8%A7-%D8%A8%D9%8A%D9%86-%D8%B9%D9%84%D9%8A-%D8%A3%D8%A8%D9%88-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%87%D9%86-%D9%88%D9%86%D8%A7%D8%AF%D9%8A%D9%86-%D9%84%D8%A8/

"أيها… حللتم أهلاً وسهلاً ونزلتم في مثواكم الأخير، هنا لا ينتظركم من شيء سوى الموت البطيء كالكلاب والبهائم، هنا جهنم الحمراء التي حدثتكم عنها الأديان والرسالات. لا رحمة هنا ترجونها ولا رأفة، هنا تدمر ولا رب هنا".

إنه خطاب الاستقبال في سجن تدمر، نقله السجين المحرر علي أبو الدهن ودوّنه مع ذكريات مؤلمة وقصص لا تصدّق في كتاب "عائد من جهنم: ذكريات من تدمر وأخواته".

يحدث أني أقرأ كتاب علي أبو الدهن، على وقع أخبار المقاومة والانتصارات والتهليل للنظام السوري الجليل واعتبار كل من يريد حياةً طبيعية خائناً وداعشياً.

أقرأ وأبكي. إنها المرة الأولى يوصلني فيها كتابٌ إلى البكاء. قصص من الفظائع، التعذيب، الأمراض النفسية، الموت تحت الجلد، الدواليب، الموت من الجرب، الجوع، القرف، الحرمان من دخول الحمام، كسر الأضلع، تفتيت العظام.

كل شيء بدأ مع علي بفنجان قهوة في مكتب الاستخبارات السورية، في السويداء، وانتهت القصة كابوساً طويلاً استمرّ 13 عاماً من الجحيم.

تتزامن قراءتي هذا الكتاب مع الهجمة على المخرجة نادين لبكي التي ربح فيلمها جائزةً في كان. ذنب الفيلم أنه يتحدّث عن طفلٍ سوري، من درعا. وهكذا توالت التحليلات وأحاديث التخوين واتهامات العمالة، الفيلم عميل، وكل من افتخر به عميل، وكل من كتب على "فيسبوك" عميل، وكلنا عملاء، وهكذا.

حين تقرأ ما كتبه علي أبو الدهن، سترى الحياة من جانبٍ آخر. ستربط كل ما يحدث معك، بمدى العذاب والقهر الذي يحدث يومياً في تلك السجون المظلمة، حيث يُمنع أي ضوء، وحتى ضوء الشمس يحتاج إلى إذنٍ رسمي من القيادة قبل أن يجرؤ على الدخول. ستتذكر علي أبو الدهن كلما واجهتك مصيبة، وكلما قرأت أخبار الصحف، وكلما رأيت صور الحرب، وكلما انتظرت أحداً ولم يعد، وكلما تعبت وكلّما رغبت في حياةٍ جديدة. سترافقتك سيرة علي أبو الدهن ورفاقه، وسيسكن هذا الرجل رأسك، من حيث لا تدري. هذا الكتاب درسٌ في الحياة ومظالمها.

تخيلوا أيها المعتقلون في سوريا ويا أهلهم ويا كل مساكين هذه الأرض، أنّ هناك من ينعت نصف الشعب اللبنانيّ بالعمالة، دفاعاً عن نظامٍ كنظام بشار الأسد!

تخيلوا بينما تقوم قيامتهم دفاعاً عن ذاك النظام، هناك من يموت في أقبية سجونه، هناك من يجوع، هناك من توقف زمنه من دون ذنب، ومن يشيخ من القهر، لا من تراكم السنين.

مرّةً حلم زميل علي أبو الدهن في المعتقل بأنّ الأسد مات، فجُلد وضُرب وتبهدل، بتهمة الحلم. ذنبٌ أكبر من قدرتي على الاستيعاب. والآن آلاف الشبان ماتوا من أجل أن يبقى نظام بشار، ومن أجل أن تعتبر جائزة نادين لبكي جريمةً، ومن أجل ألا يرسم انتصارها الجميل ابتسامةً على وجوهنا المهزومة. بل قدرنا أن نقضي العمر عابسين ساكتين، رافعين الأيدي قابلين بالموت، باعتباره الانتصار الحقيقي الوحيد.

أقرأ ما يحدث في "تويتر" و"فيسبوك"، وأتألم من الداخل، أشعر برغبة في لوم الله كثيراً، لأنه خلقني في أرضٍ تصعب الحياة فيها.

أخرج من كتاب علي أبو الدهن مليئة بالأحزان، أتذكّر أخبار أقاربي الذين سجنوا في سوريا من دون أي ذنب، أنظر من شرفة بيتنا إلى البيوت التي احتلها السوريون خلال وجودهم في لبنان. بيوت تحوّلت  خرباً، أصحابها يئسوا وغادروا البلاد. أمرّ قرب السكك الحديد، مكتوبٌ على القطارات المتوقفة "سورية الأسد".

أفكّر أن على محبي النظام أن يقرأوا ربما كتاب أبو الدهن. لكنني أعرف أن لا شيء ينفع معهم. إنهم في المقلب الآخر تماماً، غير جاهزين لاستيعاب أي فكرة جديدة. وربما سيقولون إنّ كل ما كُتِب تلفيقات.

وطبعاً سيخرج من يعلّق على مقالتي قائلاً: "والسجون الإسرائيلية، لماذا لم تتحدثي عن مظالمها وكتبتِ عن سجون سوريا وحسب؟". يا أصدقائي النبلاء هذا لا ينفي ذاك، وذاك لا يبرّر هذا.

أشغّل الراديو، تضع إذاعة صوت المحبة، مزمور "ارحمني يا الله". أصلّي قليلاً، من أجلي ومن أجل كل الصابرين. آمين.

باسكال صوما/صحافية

 

الانتخابات النيابية وانكشاف العورات

أنطوان الخوري طوق/النهار/22 أيار 2018

"الوقت سيخبرنا يوماً بكل ما فعلناه وبكل ما لم نفعله" (هارفي فيرستاين، ممثل وكاتب)

كشفت الانتخابات النيابية بحملاتها ومهرجاناتها وشعاراتها ولوائحها عن موت السياسة بمعناها النبيل في لبنان، كما كشفت عن ضحالة الرؤية السياسية المستقبلية للقضايا الشائكة والمصيرية التي هي في أساس إنقسام اللبنانيين.

فالشعارات التي ضاقت بها الشوارع في المدن والقرى بما يشبه الاحتلال للفضاء العام، وأغدقت الوعود بمكافحة الفساد وتعزيز الانماء والوفاء والحماية والقوة والبناء واستعادة حقوق الطوائف، وفاضت رقة وحناناً على الشعوب اللبنانية في الوطن والمهجر، جاءت في غالبيتها خشبية جامدة غير موصولة بعصب الحياة اليومية، شبيهةً بطرائف الروزنامات، وفاقدة لأي معنى سياسي، كما تحاكي الانتخابات البلدية في إثارة قضايا الماء والكهرباء والنفايات، كأنّ وظيفتها تثبيت الوراثات وتأبيد الأوضاع القائمة.

فالطبقة السياسية الحاكمة التي دارت رحى المعارك في ما بينها، شهدت تبدلات إنتخابية عند تشكيل اللوائح ورسم التحالفات، حيث بات الخصم حليفاً في مكان والحليف خصماً في مكان آخر، فكانت تعلن بالفم الملآن موت السياسة في لبنان، ولا سيما في ظلّ إقصاء المستقلين والخارجين عن التكتلات الحزبية، في عملية إنكار للذاكرة الفردية والجماعية القريبة منها والبعيدة، بعدما تمّ السطو من خلال التجييش الطائفي والمذهبي والعشائري على كل ما هو مشترك وحقيقي وواعد.

اعتمدت هذه الطبقة خطاباً شعبوياً إنفعالياً، بحيث انكشفت إيقونات وسقطت هالات، كما اعتمدت خطاباً إلغائياً لا يرتكز على التواصل والحوار والتفتيش عن المساحات المشتركة. إذ انحصر الهم في تدمير الخصم وإبقائه في موقعه الماضوي، وتكفير كل اختلاف، إضافةً إلى تخوين كل الخوارج على أدبيّات السياسات السائدة وعلى الزعامات الطائفيّة. فالحملات الإنتخابيّة في غالبيّتها السّاحقة، اعتمدت لغّة عنيفة غلب عليها الصراخ وشدّ العصب وسوء المزاج وقاربت الشتيمة؛ لغة اعتمدت نبش القبور واستحضار ويلات الحروب وشهدائها، فبدت الإنتخابات كأنها تؤسس لحروب أهلية جديدة بين الأحزاب والطوائف وداخل كل طائفة ومذهب. لكأن كل طائفة لا تتسع إلا لزعامة واحدة، وكل منطقة لا تتسع إلا للونٍ واحد وراية واحدة وزعيم واحد. ترافق ذلك كله مع حرمان الناخب من الإختيار ضمن اللائحة المقفلة، ومع تهافت الرفاق المتحالفين على التذابح في ما بينهم للفوز بنعيم الصوت التفضيلي، مما أدّى إلى طغيان الأعداد على السياسة، في هروبٍ متعمّد من وظيفة الإنتخابات في المساءلة والمحاسبة وتجديد النخب والخطاب السياسيّ وإيجاد ديناميّات سياسية جديدة.

في العودة إلى الحملات الإنتخابيّة، فقد استبيحت كل المحرّمات الماليّة والسلطويّة والدعائيّة، فاقتحمت المشهديّات الإحتفاليّة الضخمة مختلف المدن والقرى من خلال وسائل الإعلام التي لم تراعِ المساواة وتكافؤ الفرص بين المتنافسين، ومن خلال مواقع التواصل الإجتماعي التي أدّت أسوأ أدوارها، إمّا في تأليه القادة المعصومين عن الخطأ وإمّا عبر التجريح الشخصيّ والتحقير وبثّ الأحقاد والسّموم، وإمّا عبر الإستهزاء بالآخر المختلف، ممّا أدّى إلي تدميرٍ منهجيّ للنسيج الإجتماعيّ والوطنيّ وأدبيّات الحياة المشتركة، وترك ندوباً في العلاقات الإنسانية الّتي أضحت بحاجة إلى وقت غير يسير للشفاء منها. بدا ذلك كله أشبه بكوميديا سوداء أكثر منه انتخابات نيابيّة لتجديد الحياة السياسية.

كما أدت هذه الإنتخابات إلى انكشاف رموز الطبقة السياسية فبدت كأنها تخوض انتخاباتها للمرة الأولى عبر استجداء الناخبين واستعطافهم، باللعب على غرائزهم وحاجاتهم. فمن يقرأ الشعارات التي كانت تذيّل صور المرشحين في تلوث بصري خانق على الأعمدة وواجهات المنازل والشواطئ، يحسّ بأن المرشحين من هذه الطبقة كانوا على سفر أو اغتراب وبأنهم يكتشفون مناطقهم وناخبيهم وأزمات بلادهم للمرة الأولى، وكأن لا ناقة لهم ولا جمل في انقطاع الماء والكهرباء وطمر البلاد بالنفايات وارتفاع أكلاف المعيشة، وكأن لا دور لهم في دفع الشباب إلى الهجرة، وكأن قوة خفية قد منعتهم من ترتيب حياة اللبنانيين عندما كانوا في سدّة المسؤوليّة.

كما كشفت الإنتخابات عن شبق للوجاهة المحليّة، تساوى فيه المعمرون والمخضرمون، وذلك عبر السيل الجارف من الترشيحات التي لا تدل على الحياة الديموقراطية بمقدار ما تدلّ على استسهال واستخفاف بالموقع النيابي وبدور النائب. فالثقافة السياسية السائدة عندنا تعطي النائب في لبنان أهمية قد لا نجدها في أي بلد آخر، وفي سبيل الحصول على الموقع قد تُبذل الكرامات والأرواح وملايين الدولارات، لأن النائب في لبنان هو خارج عن أي مساءلة سواء حضر أم غاب. فالنيابة هي سلطة ووجاهة وسبيل إلى الإثراء السريع إضافةً إلى المعاش التقاعديّ الأبديّ السرمديّ. وإلا فما معنى كل هذا الإنفاق الذي يفوق كل تصوّر؟ إذ كشفت الانتخابات عن فحش أخلاقيّ، عبر ضخّ هذه الكميات الهائلة من الأموال على الإعلان والإعلام ورشوة الناخبين واللعب على ضائقتهم الإقتصاديّة، في بلد يعاني من دين عام يقارب المئة مليار دولار، وفي وضع اقتصادي يلامس حافة الإنهيار، إضافةً إلى تهافت عشرات رجال الأعمال والمتمولين على دخول جنة اللوائح على حساب الحقوقيين والمشرّعين، مع العلم أنه لو تمّ توظيف قسم من هذه الأموال على تنمية المناطق لكنّا شهدنا فورة إنمائية هائلة.

لعلّ الإنكشاف الأعظم، هو انكشاف عورات الشعب اللبناني بالصوت والصورة؛ انكشاف التبعيّة العمياء والخوف من التغيير، انكشاف تنكّر الجماهير لأوضاعهم المعيشيّة من بطالة وفقر. فالجماهير التي كانت تهدر في الشوارع والساحات "بالرّوح بالدّم نفديك يا..."، قد تناست هموم القسط والرغيف والمسكن والدواء وكساد المواسم الزّراعيّة ومزاحمة اليد العاملة الأجنبيّة، إذ كانت مأخوذة بالخطابات والشّعارات وهمّ القضاء على الخصوم بالضربة القاضية، "كالقط الذي يلحس المبرد"، متلذذة بتذوق دمائها، ولم تقتصر الحماسة على الجماهير وحدها، بل دفعت بأطفالها إلى الشّوارع في هذا الكرنفال الكبير بما يشبه تجنيد الأطفال في النزاعات المسلحة، عدا حماسة النساء اللواتي لم يجدنَ إلى اليوم حلّاً تشريعيّاً وإنسانيّاً مقبولاً للزواج المبكر وللعنف الأسري والحقّ في الجنسية.

ربّ متسائلٍ عن مصير أصوات مئات الآلاف من المقترعين الجدد، إلى أين ذهبت ما دامت الشكوى من الطبقة السياسية هي الغالبة.

زد على ذلك، انكشاف عورات القانون الإنتخابي بجمعه ما لا يُجمَع من نُتفٍ وأفكار لخدمة التحالفات والتسويات القائمة، وبنسبيته المشوّهة إما عبر اللوائح المقفلة والصوت التفضيليّ وتقسيم الدوائر الإنتخابيّة، وعدم تحديد سقف الإنفاق الإنتخابيّ، وإما عبر شلل هيئة الإشراف على الإنتخابات والتقصير في تدريب رؤساء الأقلام والمندوبين ونسبة الأوراق الملغاة دليل على ذلك، وإما عبر عدم حياديّة السلطة المشرفة، بانخراط العديد من الوزراء في الحملات الإنتخابيّة، وسوء استخدام السلطة والتأثير في حرية الناخبين بالترغيب والترهيب ومحاولات تزوير بعض النتائج.

كما انكشفت عورات "المجتمع المدني"؛ هذه التسمية التي فقدت رونقها في الزحام الإنتخابي، بحيث بات كل من لم يجد له مكاناً في لوائح السلطة يدّعي بأنه من "المجتمع المدني" في الوقت الذي أظهرت فيه القوى المدنية البديلة تشرذماً وضعفاً عائداً إلى غياب الهويّة السياسية الواضحة والخطاب السياسي الواضح وإلى هشاشة الإطار التنظيمي العابر للإصطفافات، ومركزيّة الحراك المدني في العاصمة ومحاصرة قوى الأمر الواقع لهذه القوى، وطغيان الكميّة على النوعية في الترشيحات وذلك باستسهال خوض الإستحقاق بمن حضر. أضف إلى ذلك بروز بعض التنظيمات الحزبية الجديدة التي طغى الطابع الإستعراضي على عملها بمعزلٍ عن الهويّة والفاعلية والتاريخ الميداني للمرشحين، فغدا "المجتمع المدني" إسماً ملتبساً تتلطّى أحياناً تحت لافتته أنانيّاتٌ وتسابقٌ على حب الظهور وحجز مكان في الحيّز العام، إضافة الى إلتحاق بعض الرموز بالطبقة السياسية التي لهم في هجائها مطوّلات.

لكنّ ذلك كله لا ينتقص من قيمة بعض الرموز التي لها تاريخها في النضال وخطابها النظيف، والتي أدّى تشرذم القوى التغييريّة إلى تركها وحيدة في مواجهة القمع وحيتان المال والسلطة.

لعلّ المحزن والمحبط في كل هذا السياق، تحويلنا نحن المواطنين إلى حواصل إنتخابيّة، أي إلى أرقامٍ وأعداد جامدة وخالية من المشاعر والحياة. إذ ليس المهم مَن يتحالف مع مَن، ومَن يتنافس مع مَن، بل كيفيّة تأمين الأعداد الكافية للفوز. من هنا جاءت التّحالفات هجينة عند الغالبيّة بخطابٍ مفكّك وعلى القطعة وغير واضح، مع محاولة التوفيق بين المتناقضات لجمع حواصل، والإبتعاد عن الهموم الكبرى من أجل عدم التسبّب بنقزةٍ بين المتحالفين.

هكذا كشفت الإنتخابات النيابية عورات المجتمع اللبناني وأمراضه، وإعاقات الحياة السياسية في لبنان، من دون أيّ وعدٍ بالشفاء منها، إذ عاد كلّ شيء إلى مكانه ما عدا قلّة قليلة من الوجوه الواعدة. فحتّى الوجوه الجديدة قد حملتها التكتّلات الحزبيّة القديمة، لذا بدت شعارات مكافحة الفساد والإنماء والقوة والبناء والتغيير واستعادة الحقوق، مزحة سمجة.

هنا لا بدّ من السؤال بعد هدوء الخواطر (هذا إذا كانت قد هدأت):

ماذا سيفعل الناخبون بالفواتير المستحقة؟

ماذا سيفعلون لمنع أولادهم من الهجرة؟

ماذا سيفعل المزارعون؟

ماذا سيفعل الصناعيّون؟

وكيف سيتم التصدّي للفساد وهدر المال العام؟

وما هي خريطة الطريق لبناء الدولة القويّة والقادرة؟

أغلب الظن أن المتذمّرين سيظلون قابعين في شكواهم وحرمانهم، وأهل السلطة في نعيمهم. وعلى رغم ذلك كله، فإن إجراء الإنتخابات خيرٌ من عدم إجرائها، والنسبية ولو كانت مشوّهة تبقى أفضل من سواها، ومحمّلة فرص التّغيير.

وعلى رغم ذلك كله أيضاً، نحن فرحون بتحرير الفضاء العام من الوجوه والإبتسامات الصفراويّة والشعارات الخشبيّة ولو عبر استبدالها بإعلاناتٍ عن الملابس والبياضات ومساحيق التجميل وألبومات المغنّين. فقد أحسسنا أن شيئاً ما قد تغير وتبدّل في الشوارع مع انهماك الجميع في العدّ والقسمة والطرح والجمع وتوزيع المغانم.

لقد قبلنا بنتائج هذه الإنتخابات، فرجاؤنا أن يعفينا الرابحون من شحذ الهمم من جديد ومن نبش قبور الموتى ونشر ثقافة الكراهيّة والإنقسام.

فالوقت حتماً سيخبرنا بما فعلوه هم، وبما لم نفعله نحن.

 

هل نعيش لنشهد خاتمة "عصر الفساد"

الهام فريحة/الأنوار/23 أيار/18

أن يضرب رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بيده على طاولة مجلس الوزراء في جلسته الأخيرة سائلاً:

"أين مواجهة الفساد التي وعدتم بها الناس"؟ فهذا يعني أنَّ الرئيس غير راضٍ عما تحقَّق في هذا الملف منذ توليه سدة الرئاسة. فرئيس الجمهورية كان أولى هذا الملف اهتمامه ووضعه نصب عينيه، وهو لهذا السبب بادر إلى استحداث وزارة هي وزارة الدولة لشؤون مكافحة الفساد، التي لم تُكافح شيئاً، بل كانت منصباً جديداً وراتباً أجد! صحيحٌ أنها وزارة دولة، لا حقيبة لها ولا هيكلية ولا مدير عاماً ولا رؤساء أقسام ولا آلية تنفيذية لعملها، ما يطرح السؤال: إذاً لماذا استُحدِثت؟

لقد اكتشف الجميع أنَّ محاربة الفساد في لبنان ليست عمل شخص واحد، مهما كانت أهميته، بل هي عمل جماعي تتضافر فيه جهود كثيرين من نيابات عامة وأجهزة أمنية ووزارات الإقتصاد والعدل والداخلية وهيئات التفتيش والرقابة، وإذا كان كلُّ هؤلاء لم يتقدموا خطوةً فكيف لرئيس الجمهورية أن يتحرك؟

وهل تكفي هيبته وقوته المعنوية لتحلا محلَّ هؤلاء مجتمعين؟ مَن لا يتذكّر الشعار الشهير للعماد عون الذي قاله قبل انتخابه رئيساً للجمهورية من أنَّ "البلد مسروقٌ وليس مكسوراً"؟

الرئيس حمل معه هذا الشعار إلى قصر بعبدا، وفي كلِّ مناسبة، وفي كلِّ جلسة لمجلس الوزراء، كان يتصرف وفق روحية هذا الشعار، لكنه في المقابل لم يجد مَن يلاقيه في منتصف الطريق، وكان يعرف أنَّ آلية الحكم ليست صحيحة مئة في المئة، فمجلس النواب ممدد له، وشرعيته آتية من التمديد وليست وكالة من الشعب والحكومة، التي انبثقت عنه، لم يعتبرها الرئيس عون أنَّها حكومة العهد الأولى، وآليات الدولة كانت في حال يُرثى لها بعدما عاشت تحت الفراغ الرئاسي لسنتين ونصف السنة.

اليوم يأتي التحدي الكبير: حكومة جديدة ستأتي بعد حكومة تصريف الأعمال الحالية، التي رفعت شعار "حكومة استعادة الثقة" حين تشكلت وحين أُنجِزَ بيانها الوزاري، ولكنها لم تُعالج ملفات الفساد التي كانت واضحة أمامها وضوح الشمس. لا الرشاوى في الإدارات ضُبطت، ولا الإلتفاف على القانون توقَّف ولا سمعة الإدارة الرسمية تحسَّنت، فهل تُعوِّض الحكومة العتيدة المرتقبة ما فات؟ وهل سنعيش لنشهد خاتمة "عصر الفساد"؟

 

ما أجملها صدفة أن كان مخترعا السينما من عائلة Lumiere!

ملكار خوري/مدى الصوت/22 أيار/18

تقول واحدة من أجمل إغنيات France Gall

Les gens qui n'sont pas comme nous, ça nous dérange

يُزعجنا الأشخاص الذين يختلفون عنّا

(من أغنيات Il Jouait du Piano Debout)

يأتي إستذكار هذا المقطع في معرض موقفي الإعلامية منار الصبّاغ ونائب "حزب الله" السيد نوّاف الموسوي من فيلم "كفرناحوم" للمخرجة نادين لبكي.

الموقف هذا لا يختلف في سياقه عن إعتراضات سبقته:

  معرض عالمي للصور منع من العرض في وسط بيروت عام 2011. وقبله.

  عرض فكاهي للكوميدي المغربي–الفرنسي "غاد المالح" منع من مهرجانات بيت الدين.

  كتاب مذكرات آن فرانك منع في مدرسة الإنترناشيونال كولدج.

  طائرة المخرج العالمي فرانسيس فورد كوبولا منعت من الهبوط في بيروت.

وأمثلة أخرى سبقتها… ولمَ لا، في القريب العاجل منع لأعمال أخرى:

• تسجيلات الموسيقى الكلاسيكية بقيادة  Leonard Bernstein .

مقطوعات Gustav Mahler، Felix Mendelssohn.

• أوبراNabbucco  ل Giuseppe Verdi.

• أفلام Elizabeth Taylor Woody  Allen  منن أحسن من Gal Gadot !

لوحات Marc Chagall

• نظرية النسبية التي قال بها العالم Albert Einstein

• الإعلان العالمي لحقوق الإنسان بسبب مشاركة القانوني Rene Cassin  في صياغته وإخفاء أي أثر فكري وثقافي لشارل مالك بسبب جلوسه إلى  الطاولة نفسها مع Cassin

• منع دراسة  Baruch Spinoza

وغيرها…

تتشارك هذه الأعمال على إختلافها، جملة خواص هي في صلب أي ديناميكية حيّة: حتمية التطور، الشك في ما هو قائم، البحث عن أجوبة، إستقاء المعلومات، التحليل، التعلّم… ولعل الفن، قد شكَّل في أشكاله البدائية من رسم وحفر على جدران الكهوف، التعبير الأصدق عن هذه الخواص، وعن "أرشفة" الحالات الإنسانية المختلفة من خوف، وفرح وانهزام وانتصار.

أن تتعارض هذه الأعمال وثقافة بيئة "حزب الله" يعني واحدة من ثلاث:

أن تكون لهذه الأعمال قدرة تفوق قدرات "حزب الله" العسكرية.

أن يكون للحزب شك في مدى التزام مؤيديه، بحيث أن عملاً له بعد إنساني يؤثر في التزام هؤلاء.

أن يكون في المشترك الإنساني العاطفي ما يخيف، بمعنى أن في استطاعته ردم الهوات بين المجموعات والمجتمعات.

ولكلٍ أن يختار أياً من الأجوبة أقرب إلى منطقه.

ملكار خوري/مستشار في مواضيع حقوق الإنسان

 

 لماذا يحتضن الموارنة "زعماء" الأقليات المسيحية؟

فيفيان الخولي/"ليبانون ديبايت" /22 أيار/18 

لا يمكن تسمية لعبة الطوائف المسيحية عرفاً أو بنداً مدرجاً في الدستور والقوانين، بل هو تقليد قديم جديد يتمثّل بسيطرة الطائفة الكبرى على الطائف الصغرى أو كما تُعرف دستورياً بالأقليات، تحت عنوان عريض "احتضان الأقليات".

وبدا جليّاً، في الفترة الأخيرة، مساعي كل من رئيس التيار الحر وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل إلى وضع الطائفة الأرثوذكسية تحت جناحيه، عبر دفع النائب المنتخب الياس بو صعب او إيلي الفرزلي إلى الواجهة، في محاولة لجعل أحدهما رمزاً للطائفة.

على الطرف الآخر، وبمبادرة من حزب القوات اللبنانية، يسعى الأخير إلى احتضان الطائفة الكاثوليكية، عبر نائب رئيس المجلس الأعلى للروم الكاثوليك ميشال فرعون ونائب زحلة الجديد جورج عقيص الذي تقدم جميع المرشحين الكاثوليك في لبنان. وفتح ذراعيه لهما، على الرغم من خسارة الأول في الانتخابات النيابية، للمشاركة في اجتماعات تكتل "الجمهورية القوية".

وبين هذا الفريق والآخر، يُطرح سؤال أساسي حول ماهية الحواجز التي تقف عائقاً أمام تمثيل الأقلية لنفسها بدل اعتبارها تابعة لطائفة تحدد لها موقعها في الحياة السياسية.

وقبل الخوض في التفاصيل، يجب إبراز الفرق بين سلوكين، بحسب الباحث السياسي الياس الزغبي، في ضمّ الأقلية تحت جناح الأكثرية. وقال: "بين الوطني الحرّ الذي يرفع دائماً شعار حقوق المسيحيين، من باب تأمين مصالحه، ومحاولة الاستئثار بتمثيلهم وقراراتهم، باعتبار أنه يصنف نفسه الزعيم المسيحي الأول بعد وصول عمّه ميشال عون إلى رئاسة الجمهورية، في حين يعمل رئيس حزب القوات الدكتور سمير جعجع على احتضان بقية الطوائف، من خلال التمثيل الصحيح لها، في معظم المراكز سواء في الانتخابات أو التعيينات أو الأدوار النقابية والاجتماعية والسياسية".

وربما يحاول البعض نقل الصراع بين الطوائف المسيحية كما تمّ من خلال تشرذم وصراعات داخل الطوائف الإسلامية، لذلك هناك من يحلو له طرح هذه الفكرة ويحاول استئثار المسيحية في السلطة وبالحصص وبإدارة الشأن المسيحي العام، وبعد بلوغ الغاية يعيد بعض رموز الأقليات إلى الظل، الأمر الذي لا تقوم به الأحزاب المسيحية السيادية، وفقاً للزغبي.

لذلك "يجب التفريق بين حالتين على هذا المستوى؛ هناك فريق يحاول استغلال هذه الحساسيات، بما يسمى أقليات وأكثريات مسيحية، سواء لناحية الروم الأرثوذكس أو الكاثوليك أو الأرمن وغيرها، ويدأب على الحك على هذا الجرح منذ أن تعاطى مباشرة بالحياة السياسية، تقريباً في العام 2005، أي الوطني الحرّ، الذي للأسف حاول ولا يزال مراراً الضرب على هذه الحساسيات، مرة تحت عنوان حقوق الأقليات، وأخرى عبر المشرقية لدغدغة مشاعر وعواطف بعض المسيحيين من الأصول المشرقية هذه".

في المقابل، هناك قوى بعيدة عن هذه الممارسات، ومنذ أن تسلّمت السياسة الوطنية العامة، مثل الجبهة اللبنانية، (الرئيسان كميل شمعون وبيار الجميّل، والأحزاب المسيحية التقليدية)، وقبلها "جبهة الحرية والإنسان" (مجموعة مفكرين مسيحيين)، لغاية اليوم، وتتمثل، حالياً، بأحزاب القوات والكتائب والأحرار، وبعض الفعاليات المسيحية، ولا تلجأ إلى أسلوب الحكّ على الغرائز في هذا الموقع أو ذاك، يضيف الرجل السياسي.

ويرى المحلل السياسي أن "الأحزاب الأخيرة تتبع سياسة مسيحية وطنية واسعة غير مبنية حسابات ضيقة، ولا تستخدم الأسلوب الاسترضائي أو الانتهازي في دغدغة مشاعر بعض الفئات، باعتبار أن هذا الفريق الذي تقوده القوات يعمل على أجندة لبنانية مسيحية مشرقية عربية ودولية. ما يعني أن المسيحي هو مواطن سواء انتمى إلى أكثرية أو أقلية، هو ذو قيمة كمواطن، وله المطامح والأهداف ذاتها التي تملكها بقية الطوائف المسيحية".

كمراقب للوضع القائم، يعتبر الزغبي "أن أسوأ ما ارتكب خلال 13 عاماً، هو الحك على هذه الحساسيات بين الطوائف أقلية وأكثرية، "شهدنا نموذجاً لها في الانتخابات الأخيرة عبر الشحن الطائفي، والتجييش المذهبي لجمع صوت من هنا وهناك مقابل الحصول على مقاعد منضوية تحت تكتل لا يجمعها أي من المبادئ. "هذه الأقليات نظلمها إذا قلنا عنها أنها تمارس التبعية للأقوياء"، بحسب الزغبي، الذي يجد شراكة فعلية على مستوى الأحزاب المسيحية السيادية التي سبق ذكرها، إذ لا يشعر الفرد إن كان مسؤولاً حزبياً أو مواطناً عادياً أن هناك فرقاً بينه وبين الآخرين، أو أنه من بيئة أخرى أو منتقص الكرامة أو الحقوق.

ويعطي المسألة "بعداً سيكولوجياً من خلال إحساس الفئات التي تشعر بالتهميش بالكرامة والشراكة، وبأن صوتها عال، وحقوقها مضمونة، وعدم تمييزها على جميع الأصعدة، حينئذ تنتفي هذه الحالة، المضخمة، خصوصاً بعد سعي الكتل المسيحية السيادية إلى تعديلات في توزيع السلطات بحيث يفسح في المجال أمام تمثيل أكثر عدالة للأقليات عبر تشريعات جديدة وضمن التوازن الوطني العام".

 

لبنان يسْتعجل «حكومة العيد» لـ... عبور «أشهرٍ صعبة»

مصادر ديبلوماسية رسمتْ عبر «الراي» لوحة «الأوعية المتّصلة» داخلياً وخارجياً

وسام أبو حرفوش/ليندا عازار/الراي/22 أيار/18 

دخل لبنان مرحلةً جديدةً «رسمياً» مع بداية ولاية مجلس النواب الجديد اليوم الثلاثاء وتَحوُّل الحكومة تلقائياً إلى تصريف الأعمال وسط رصدٍ لمسار الاستحقاقات المقبلة والتي تطلّ غداً مع معاودة انتخاب زعيم حركة «أمل» نبيه بري رئيساً للبرلمان للمرة السادسة على التوالي (أي منذ 1992 ومن دون انقطاع) واختيار النائب إيلي الفرزلي، نائباً للرئيس.

وإذا كان سيناريو انتخاب رئيس البرلمان ونائبه في جلسة الأربعاء محسوماً بعد شبه الإجماع على بري والفوز المضمون للفرزلي، مرشّح تكتل «لبنان القوي» وهو الذراع النيابية لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون، فإن الأنظار مشدودة الى «الألغام» التي تعترض تشكيل الرئيس سعد الحريري الحكومة العتيدة، لا سيما في ضوء التوازنات الجديدة التي أفرزتْها صناديق الاقتراع، والاندفاعة الأميركية - الخليجية المتجددة على «حزب الله» وقيادته عبر عقوباتٍ غير مسبوقة.

وفيما عقدت الحكومة أمس جلستها الوداعية التي طوت معها 17 شهراً من المدّ والجزر على وهج عصْف التطورات الهائلة في المنطقة والتي «نجت» منها بصعوبة، ما زالت بيروت تحت تأثير الرسائل المتشدّدة التي عبّرت عنها العقوبات الأميركية والخليجية، وخصوصاً في ضوء إنهاء دول الخليج مجتمعةً التمييز بين الجناحيْن السياسي والعسكري لـ «حزب الله» الذي وُضعت قيادته من رأس الهرم على قائمة الإرهاب.

وعلى وقع تأويلات كثيرة للإعلان الأميركي - الخليجي الذي قابَلَه «حزب الله» بصمت «مدوٍّ»، انهمرت في بيروت أسئلةٌ من نوع هل وَضعتْ دول الخليج «فيتو» على أي إشراكٍ لـ «حزب الله» في الحكومة؟ وهل تخلّت هذه الدول عن خيار «المواجهة الناعمة» مع الحزب في لبنان؟ أي واقعٍ سيواجهه الحريري في مسار التأليف الصعب بعد تكليفه المتوقَّع نهاية هذا الأسبوع؟

وفي اللحظة التي تتحرّى بيروت عن إجاباتٍ حاسمة لرزمة الأسئلة المعلَّقة، كان واضحاً ان الولايات المتحدة رسمتْ خطاً بيانياً لتلك العقوبات يرتكز على مسار المواجهة المتعاظمة مع إيران ونفوذها في المنطقة، والتي بدأت تجلياتها بخروج واشنطن من الاتفاق النووي بالتلازم مع ما يشبه الحرب الاقتصادية على طهران، في الوقت الذي تزداد متاعب إيران في سورية مع الضربات المتتالية التي تشنّها اسرائيل على قواعد تابعة لها، وتُسجَّل في اليمن عملياتُ قضمٍ متدحْرجة لمناطق سيطرة الحوثيين.

مجمل هذه اللوحة المتشابكة والمعقّدة التي يختلط فيها المحلي بالاقليمي والدولي، تشكّل الملفات الأهم على الطاولة في الصالونات السياسية والديبلوماسية في بيروت التي تتحضّر لاختبارٍ غير سهل يختزل كل عناصر الصراع في الداخل والخارج، ويتمثل في تشكيل الحكومة الجديدة.

مصادر ديبلوماسية في العاصمة اللبنانية على بيّنة من الحِراك السياسي المستجدّ وتقاطُعاته، رأتْ انه ليس من الواقعية بشيء افتراض البعض أن أحداً طلب عدم إشراك «حزب الله» في الحكومة الجديدة، هو الذي خرج من الانتخابات بوضع أفضل، موضحة أن أي طرف خارجي ليس في وارد خرْبطة الوضع في لبنان وتقديم هدية ثمينة لـ «حزب الله»، رغم دلالات إنهاء دول الخليج التمييز بين الجناح العسكري والسياسي للحزب.

وكشفت هذه المصادر الديبلوماسية عبر «الراي» أن «أصل» هذه العقوبات يرتبط بأدوار «حزب الله» في المنطقة، لا سيما في اليمن ودول الخليج، مذكّرة بأن أكثر من 130 صاروخاً باليستياً أُطلقت على السعودية وتحمل بصمات «حزب الله»، الذي يشكّل رأس حربة لمشروع التمدُّد الإيراني في المنطقة.

ولم تستبعد المصادر نفسها أن تكون الحكومة الجديدة «هدية العيد» (الفطر) رغم الصعوبات التي ستواجه الرئيس المكلف، متحدّثة عن تعقيدات لا يستهان بها في مسار تشكيل الحكومة وعن «أشهر صعبة» تليها، وخصوصاً في ضوء التحوّلات في المنطقة.

وفي تقدير هذه المصادر ان الرئيس عون، الذي يدير التناقضات ببراعةٍ، يدرك أنه صاحب مصلحة في حفظ الاستقرار في البلاد وتأمين انطلاقة فعلية وآمِنة لعهده، الذي يريده أن يكون عهد الانجازات والذي سبق ان قال إنه يبدأ بعد الانتخابات، لافتة في السياق نفسه الى أن الرئيس الحريري يعمل بصدق وجدّ من أجل وضع البلاد على سكة النهوض الاقتصادي وحمايتها من ارتدادات الوضع في المنطقة.

وتحرص المصادر عيْنها على تأكيد أن الرئيس الحريري ينطلق في حركته الداخلية وفي خياراته مما يراه مناسباً، وهو يحظى بدعمٍ خليجي ودولي، آملة في أن يضع كل اللبنانيين مصلحة بلادهم أولاً، وعدم استخدام لبنان صندوقة بريد للآخرين.

وإذ استبعدت المصادر الديبلوماسية أن تكون المنطقة على أبواب حرب وشيكة، رأت أن العقوبات المشدّدة ضد طهران تفعل فعلها في الداخل الايراني، مُلاحِظةً في الوقت عيْنه ان إيران تتلقى الضربة تلو الأخرى من اسرائيل في سورية من دون أن تحرك ساكناً، قبل أن تتدارك تلك المصادر بأن الخشية تبقى من أن تعمد إيران تحت وطأة الضغوط المتزايدة عليها الى الهروب الى الأمام من خلال الدفْع بـ «حزب الله» الى تفجير الوضع في حربٍ باهظة الأثمان ربما هناك مَن يريد لها أن تكون... الاخيرة.

 

العد العكسي لنظام "الملالي"

بقلم المحامي عبد الحميد الأحدب/22 أيار/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/64847/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AD%D8%A7%D9%85%D9%8A-%D8%B9%D8%A8%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%85%D9%8A%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%AD%D8%AF%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%83%D8%B3%D9%8A/

اذا انسحب نظام "الملالي" الإيراني من دمشق- كما طلبت منه اميركا تحت طائلة العقوبات- فإنه سيسقط في طهران، اما اذا تشبّث بالبقاء في سوريا، فسيسقط في دمشق!

إذا انسحب نظام "الملالي" الإيراني بحوثييه من اليمن فسيسقط في طهران وإذا تشبّث باليمن فسيسقط في صنعاء، كما حصل لعبد الناصر في اليمن، لا عاد قادراً على التقدم ولا هو قادر على التراجع!

وإذا... وإذا... فالنتيجة واحدة، نمشي على ورق خريطة المنطقة خائفين، فعلى الخريطة كلنا أغراب!

نظام "الملالي" الإيراني غير قابل للحياة كدولة متآلفة مع الدول المحيطة بها، فقاعدته وعاموده الفقري هو سياسة بناء الإمبراطورية الفارسية! نظام "الملالي" يرى انه الوحيد بين الأمم على حق وكل الآخرين على باطل، هو النظام الوحيد الذي يرى ان مستقبله في عودة ماضيه. ألقى القبض على الأحلام، نظام مضرّج بالبشاعة والفضائح والخيانة والذنوب، ثقافته ثقافة القبور وغسل الموتى. كل الشعوب تلد اجيالاً جديدة الا "الملالي" فإنهم يلدون آباءهم وأجدادهم.

من هنا فإن تغييرات جذرية مقبلة عليها المنطقة، بدأ عدها العكسي! العقوبات الأميركية في حدها الحد بين الجد واللعب! لأن اميركا تمسك باقتصاد العالم كله! فكيف وإيران تعاني حتى بدون عقوبات أميركية وبسبب حروبها الإمبراطورية المكلفة للحياة الاقتصادية، تعاني ازمة اقتصادية ومعيشية وعدم استقرار يزداد ضغطاً على النظام بتوسع التظاهرات وزيادة القمع، توسعاً يزداد يوماً بعد يوم ويمتد من منطقة الى منطقة، كله بسبب لقمة العيش وانتشار الفقر، تظاهرات كتلك التي بدأت في آخر أيام الشاه، وزادت وزادت حتى أطاحت بالشاه! وهي تظاهرات صرنا نشاهدها على شاشات التلفزيون وليست مجرد اشاعات! إذا لم يسقط نظام "الملالي" من تلقاء نفسه فإن حرباً طاحنة ستقتلعه من الداخل او من الخارج، لأن إسرائيل لن تسمح بقنبلة ذرية تترصد بوجودها! واي فرصة أفضل لها لحرب اقتلاع نظام "الملالي" من الفرصة السانحة هذه الأيام؟ اميركا يحكمها "اخوت شاناي" إسرائيلي، والبلاد العربية كلها في حرب ظاهرة او مستترة مع نظام "الملالي"، كل بلد عربي حربه على شكل من الأشكال! صارت خريطة المنطقة العربية فضيحة: حواجز ومخافر وكلاب. وحتى الدول العربية التي كان ولاؤها لإيران مطلقاً، تساقط الولاء فشهدنا التظاهرات في شوارع بغداد التي تردد "إيران برا... برا...". وفاز السيادي مقتدى الصدر في الانتخابات ولم يعد الحرس الثوري يعرف كيف يضرب الأحزاب العراقية ببعضها، ليمنع السيادي العراقي مقتدى الصدر من استلام الحكم في بغداد والقضاء على الفساد والانقسام.

لم يبقَ لنظام "الملالي" نظام صديق، اما العبيد والميليشيات الذين يحارب بهم كلهم اشتبكوا مع المنطقة العربية في عداءٍ وحروب. سوريا لم يعد لها وجود حقيقي، صارت ملعباً للدول ولم يعد الأسد أكثر من صورة لا تملك ولا تحكم، كل مآذن الشام صارت تبكي.

والاقتصاد الأوروبي هزيل امام الاقتصاد الأميركي، والموجة السيادية التي تهب رياحها في أوروبا هذه الأيام غير عقلانية، وسياسيو أوروبا يقودونها الى انتحار اقتصادي في حقائق الاقتصاد لا يعرف زعماء أوروبا كيف يخرجون من ورطتهم امام المزايدات السيادية الأوروبية! والأفكار السيادية الأوروبية المطروحة ضد العقوبات الأميركية هي تماماً كسياسة القاء اليهود بالبحر، "شقيرية" كلها لأنها ليست واقعية بل هي خيالية ترضي الغرور الأوروبي، ولكنها تصطدم بحقائق الواقع الاقتصادي الدولي، لم تعد لأوروبا استقلاليتها التامة بدون غنى عن اميركا!

نظام "الملالي" الإيراني انتهى يوم أعلن ترامب انسحاب اميركا من الاتفاق النووي.

صار السؤال هو: كيف ومتى سيسقط؟

من تلقاء نفسه، كما سقط الشاه، ام بالحرب عسكرياً؟ ما هو وضع روسيا في هذه الحالة؟ دَبَّ الخلاف على الإرث بين روسيا وإيران!

بوتين تقدم في سوريا ليعيد الاتحاد السوفياتي، وإذا وضَعَته الخسائر السياسية في موقع "راسبوتين" فكيف سيخرج من هذا الجحيم؟ وأردوغان الذي أخذ تركيا من اتاتورك الى نصف طالبان ونصف عثماني، اين سينتهي؟

اعلان انسحاب اميركا من اتفاقية إيران النووية اعلان لتغييرات كبيرة وعظيمة في منطقة سقطت منها كل خطوط سايكس بيكو، وصارت في مهب كل الرياح العاصفة، صار ليل المنطقة نهاراً ونهارها ليلاً والأرض كالبركان!

ولبنان الذي يعيش خارج التاريخ هذه الأيام، مع الرئيس "القوي" والحزب "القوي" اللذان يستمدان قوتهما من نقيضهما "الأجنبي"، لبنان الذي يعيش الإفلاس المالي غير المعلن وينهش في اقتصاده الفساد، لا يدري ان حرب سقوط او اسقاط نظام "الملالي" لن يكون في دمشق وطهران وحدهما ولكنه قد يمتد الى بيروت!!! ولكن بيروت مشغولة عن هذه الغيوم وهذه الهموم بتشكيل الحكومة الآتية من اغرب وأعجب نظام انتخابي عرفته البشرية!!! صنع كالسجاد العجمي الاصطناعي، وكما النظام الانتخابي الغريب العجيب، كذلك ستكون الوزارة على شكله بلطجية وغلاظة وبالإجماع.

نتطلع الى لبنانهم فلا نجد فيه الا الترهل وكثرة الشحمة، يلبس طاقية ويركض خلف الولائم والجنائز!

عادت دولة "السلطان" شقيق الرئيس وقت الاستقلال ثم دولة الصهر أيام الوصاية ودولة الصهر الآخر أيام الرئيس "القوي".

حذفوا اسم لبنان من قائمة الأزهار ووضعوه على قائمة الطعام.

بانتظار التغيير الكبير الذي ينتظر المنطقة العربية بأسرها!

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

عون عرض وزواره شؤونا عامة ومنح فريد متري وسام الارز وغدا يقيم افطارا ماروتي: تجهيزات للجيش وقوى الامن بمليونين و400 الف دولار

الثلاثاء 22 أيار 2018

وطنية - يقيم رئيس الجمهورية العماد ميشال عون غروب يوم غد الاربعاء، افطارا رمضانيا في قصر بعبدا، دعي اليه اركان الدولة ورؤساء الطوائف المسيحية والاسلامية والوزراء والنواب الجدد ورؤساء البعثات الديبلوماسية والقنصلية والموظفين الكبار.

وسيلقي الرئيس عون في نهاية الافطار كلمة يتناول فيها الاوضاع الداخلية والتطورات الراهنة.

واليوم، شهد قصر بعبدا سلسلة لقاءات وزارية وديبلوماسية وقضائية واجتماعية.

خوري

وزاريا، استقبل الرئيس عون وزير الثقافة الدكتور غطاس الخوري، الذي اطلعه على انتهاء الاعمال كليا في مبنى المكتبة الوطنية في الصنائع، والجهوزية لتدشينها تمهيدا لبدء العمل فيها.

وعرض الوزير الخوري على رئيس الجمهورية صورا للمبنى واقسامه وقاعاته وغرفه والتجهيزات الحديثة فيه.

سفير ايطاليا

ديبلوماسيا، استقبل الرئيس عون سفير ايطاليا ماسيمو ماروتي، الذي عرض الخطوات التنفيذية التي قامت بها بلاده لجهة دعم الجيش والقوى الامنية اللبنانية، تنفيذا لقرارات مؤتمر "روما- 2" الذي انعقد في العاصمة الايطالية مؤخرا.

واشار السفير ماروتي الى ان ايطاليا "سوف تقدم للجيش وقوى الامن الداخلي، تجهيزات يحددها لبنان بقيمة مليونين و400 الف دولار اميركي، اضافة الى زيادة الدورات التدريبية التي يتولاها مدربون ايطاليون.

وتطرق البحث ايضا الى مشاركة الجيش الايطالي في القوات الدولية العاملة في الجنوب "اليونيفيل" والمهام التي تقوم بها الكتيبة الايطالية، لافتا الى ان "بلاده رشحت احد كبار الضباط الايطاليين لتولي قيادة "اليونيفيل" بعد انتهاء ولاية القائد الحالي الجنرال مايكل بيري".

وشكر الرئيس عون السفير الايطالي على الدعم الذي تقدمه بلاده للبنان، منوها ب"العلاقات بين البلدين الصديقين". وحمله شكره للرئيس الايطالي سيرجيو ماتاريلا على الاهتمام الذي ابداه حيال لبنان.

فهد

قضائيا، استقبل الرئيس عون رئيس مجلس القضاء الاعلى القاضي جان فهد، الذي تداول معه في مسار العمل في المحاكم وعمل معهد الدروس القضائية والمجلس العدلي.

وشكر القاضي فهد رئيس الجمهورية على "استكمال تشكيل مجلس القضاء الاعلى بتعيين 7 اعضاء فيه انضموا الى الاعضاء الثلاثة الحكميين، اي رئيس المجلس والمدعي العام التمييزي ورئيس هيئة التفتيش القضائي، والاعضاء الجدد القضاة كلود كرم وسهير الحركة (المنتخبين من رؤساء محاكم التمييز)، رئيس غرفة في التمييز روكس رزق، رئيسة هيئة القضايا هيلانة اسكندر، رئيس الهيئة الاتهامية في بيروت ماهر شعيتو، رئيس الهيئة الاتهامية في جبل لبنان منذر ذبيان ورئيسة محكمة البداية في جديدة المتن ايليان صابر. وسيتم تحديد موعد قسم اليمين للاعضاء الجدد امام رئيس الجمهورية".

طبارة

واستقبل الرئيس عون الوزير السابق بهيج طبارة واجرى معه جولة افق، تناولت مواضيع الساعة، واوضح طبارة انه هنأ رئيس الجمهورية "على الانجازات التي تحققت، لا سيما اجراء الانتخابات النيابية واصدار موازنتي 2017 و 2018 وغيرها من المسائل التي تهم اللبنانيين وطال انتظارهم لتحقيقها".

متري

الى ذلك، اقيم في قصر بعبدا ظهر اليوم احتفال منح خلاله رئيس الجمهورية البروفسور فريد جورج متري وسام الارز الوطني من رتبة "كومندور" تقديرا لعطاءاته وابحاثه في المجالات الطبية والعلمية والذرية والنفطية التي حققها في مستشفى "مايو كلينك" والمختبر الذري الاميركي في لوس الاموس وفي شركة النفط الاميركية "شيفرون".

حضر الاحتفال افراد عائلة المكرم ووفد من ابناء بلدة الدبية.

والقى البروفسور متري كلمة، شكر فيها الرئيس عون على تكريمه وتقديره للانجازات التي حققها في حياته العلمية والمهنية، وقال: "سيكون هذا الوسام حافزا ولا اقوى للعمل، وهديا الى سواء سبيل لبنان، والعقل الوطني المنفتح الذي مهما ابتعد يبقى ابنا بارا لهذه الارض واهلها".

اضاف: "اما اولا، فدعني اقول يا فخامة الرئيس، من مدرستكم نحن، يا من تفانيتم لتجعلوا منا آنية للكرامة لا مكان للهوان فيها، فخرجنا الى الحياة بجباه عالية وخطى واثقة، وامتشقنا الاحلام بصدور مشرعة للسيف والضيف وغدرات الزمان".

كما القى رئيس رابطة "آل متري الخيرية" سعيد يوسف متري كلمة، شكر فيها الرئيس عون باسم الرابطة وباسم كل عائلات الدبية الممثلة بنائب رئيس البلدية والمختار والاعضاء على "الجهود التي يبذلونها في سبيل ترسيخ الكيان والكرامة للوطن والمواطنين. ونحن بدورنا يا فخامة الرئيس نضع ما انجزه ابنكم، يا بي الكل، العالم والمبدع فريد جورج متري وما انتجه باسم لبنان المغترب بين يديك، لنكون يدا واحدة وقلبا واحدة وابداعا واحدا في سبيل انجاح لبنان".

رئيس الجمهورية

ورد الرئيس عون مهنئا البروفسور متري على ما حققه من انجازات، مؤكدا حرصه على "منح اوسمة التقدير لكل مستحق، وتشجيعه للعلم والابحاث العلمية التي هي مصدر تقدم الانسان وتطوره". واكد رئيس الجمهورية ان "كل بحث او اختراع علمي يصبح ملكا للانسانية جمعاء، بحيث ان باستطاعة اي انسان، على سبيل المثال، الافادة من اختراع اي دواء في اي بلد من العالم".

وتمنى الرئيس عون للبنانيين مغتربين ومقيمين النجاح، مهنئا اياهم على انجازاتهم في مختلف الميادين.

 

بري ترأس إجتماع كتلة التنمية واستقبل وفد الوطني الحر ونصار كنعان: التحديات تتطلب صفحة جديدة عنوانها تعزيز العمل والنيات جيدة

الثلاثاء 22 أيار 2018 /وطنية - استقبل الرئيس نبيه بري قبل ظهر اليوم في عين التينة وفدا من "التيار الوطني الحر" و"تكتل لبنان القوي" ضم: النواب ابراهيم كنعان وآلان عون والياس ابو صعب.

عقب اللقاء قال كنعان باسم الوفد: "اللقاء مع دولة الرئيس كان جيدا، ونحن في مرحلة جديدة كما أكد فخامة الرئيس اكثر من مرة، تحتاج الى تعاون بين الجميع، فالانتخابات انتهت وباتت وراءنا، وكل الاستحقاقات على أهميتها لا توازي التحديات التي نحن مقدمون عليها على مختلف المستويات المحلية والاقليمية والدولية.وكما وعدنا، فالايجابية ستكون سمة التعاطي في المرحلة المقبلة، واليد ممدودة للجميع، لتعاون مثمر، يؤمن المصلحة الوطنية ونجاح هذا العهد. ولقد اكد دولة الرئيس في شكل واضح بأن التعاون هو اكثر من ضروري، والاستعداد جدي وموجود عندنا وعنده، وسيكون لمصلحة المؤسسات وعملها".

اضاف: "لدينا اجتماع للتكتل بعد ظهر اليوم، وسيعلن الموقف من الانتخابات غدا في ضوء الاجتماع. لكننا وضعنا دولة الرئيس بالأجواء، لا سيما بعد كلام فخامة الرئيس وكلام رئيس التكتل الوزير جبران باسيل حول ضرورة المحافظة على احترام الاقوياء في رئاسة الجمهورية ورئاسة المجلس النيابي والحكومة. ونحن متجهون الى تعاون، وارادة فخامة الرئيس واضحة في هذا السياق، وكذلك الامر بالنسبة الى الوزير باسيل، اذ نتحدث عن صفحة جديدة وتعاون مع الجميع". وردا على سؤال عما تغير قال كنعان: "الاجواء الايجابية التي نتحدث عنها ناجمة عن التحديات، وقد صمد لبنان في الفترة السابقة بسبب الحد الادنى من الوحدة الوطنية، ووجود رؤية مشتركة لحماية لبنان، وهذه الرؤية مطلوبة اليوم اكثر من اي وقت مضى، لا سيما ان الناس لا تريد مجرد انتخابات ومواقف، بل انتاجية، وهذا هدفنا في كل المؤسسات، من المجلس النيابي الى الحكومة التي نأمل ان تتشكل في اقرب فرصة، وهدفنا يبقى انجاح العهد، لانها نجاح كل المشاريع والاهداف الوطنية التي نعمل عليها جميعا. التنوع مطلوب والآراء السياسية المختلفة مطلوبة، ولكن يجب ان لا نكرر الاداء الذي سبق الانتخابات، بل هي صفحة جديدة لتعزيز العمل والانجاز".

وعن فصل النيابة عن الوزارة قال: "القرار النهائي لم يتخذ بعد في هذا الشأن".

بو صعب

من جهته، قال بو صعب ردا على سؤال عن نيابة رئاسة المجلس: " لقد حكي كثيرا عن نيابة رئاسة المجلس النيابي، وأنا لم اطرح نفسي لهذا الموقع، والتكتل هو من يتخذ الموقف الرسمي، ونعلن في ضوئه من سندعم ونرشح. ومنذ اللحظة الأولى، شعرت انني يمكن ان أعطي في اماكن أخرى، واليوم هذه الدورة الأولى لي كنائب، وهدفي ان نحدث فرقا، على غرار ما قام به نواب التكتل، لا سيما على غرار لجنة المال والموازنة التي ترأسها النائب ابراهيم كنعان. واكرر انني لم اطرح نفسي لنيابة رئاسة المجلس".

نصار

ثم إستقبل الرئيس بري النائب المنتخب أنيس نصار الذي قال بعد اللقاء: "هذه هي زيارتي الاولى لدولته، وكانت زيارة ودية تبادلنا فيها الأراء حول عدد من المواضيع والمرحلة المقبلة".

وردا على سؤال قال: "انا مرشح لنيابة رئاسة مجلس النواب، لكنني لم أبحث هذا الموضوع مع دولته. غدا ستجري الإنتخابات وهناك مرشحان وربما ثلاثة، ويفوز واحد او آخر وهذه هي الديموقراطية. واذا لم يكن هناك إنتخابات فيعني اننا سنعين المسؤولين تعيينا وهذا لا يمكن ان يحصل. ودولة الرئيس بري يعرف انني مرشح، وأمس في تكتل "القوات اللبنانية" اتخذ القرار بمتابعة ترشيحي الى نهاية المطاف".

سئل ما اذا كان سيتميز عن كتلته وينتخب الرئيس بري فقال: "اتخذ امس في إجتماع تكتل القوات اللبنانية القرار وقد التزمت به والقرار كما هو معروف ان نضع ورقة بيضاء".

وردا على سؤال قال: "التكتل صوت وكل ادلى برأيه وقد صوتت الأكثرية بأن نضع ورقة بيضاء. ولكن جرى التركيز ايضا انه سواء ورقة بيضاء او ورقة اخرى فالدعم موجود لدولة الرئيس بري وهذا لا يغير شيئا في العلاقة بين الرئيس بري والقوات اللبنانية منذ ان كان رئيس حزب القوات في السجن ولغاية اليوم".

كتلة التنمية

وعند الثانية بعد الظهر ترأس الرئيس بري الإجتماع الاول لكتلة التنمية والتحرير بعد الإنتخابات النيابية بحضور الوزراء: علي حسن خليل، عناية عزالدين، غازي زعيتر، والنواب: انور الخليل، ابراهيم عازار، ميشال موسى، ايوب حميد، ياسين جابر، هاني قبيسي، علي بزي، علي خريس، قاسم هاشم، محمد نصرالله، محمد خواجه، علي عسيران وفادي علامة.

بعد الاجتماع ادلى الامين العام للكتلة النائب انور الخليل بالبيان الآتي: "عقدت كتلة التنمية والتحرير إجتماعا برئاسة دولة الرئيس نبيه بري الذي استهل الاجتماع بتقديم التهاني الى النواب بالثقة التي نالوها في الإنتخابات، كما قدم التهاني الى عموم اللبنانيين بمناسبة شهر رمضان المبارك".

اضاف: "إستهلت الكتلة إجتماعها بترشيح دولة الرئيس نبيه بري لرئاسة المجلس النيابي، ثم بحثت شؤونا وطنية وبرلمانية، وإختارت الكتلة النائب إبراهيم عازار نائبا لرئيسها وجددت للنائب انور الخليل امينا عاما لها، وقررت ترشيح النائب ميشال موسى لعضوية هيئة مكتب المجلس، كما قررت عقد إجتماعات أسبوعية دورية لبحث القضايا المطروحة على جدول اعمالها".

 

الراعي التقى خالد قباني ووفد لبنان الاخضر لحقوق الانسان حواط: دورنا مراقبة عمل الحكومة وأنا مع فصل الوزارة عن النيابة

الثلاثاء 22 أيار 2018 /وطنية - استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، قبل ظهر اليوم في الصرح البطريركي في بكركي، النائب المنتخب زياد حواط، الذي قال بعد اللقاء: "لقد وضعنا كل امكانياتنا بتصرف صاحب الغبطة والتمسنا بركته لكي نتمكن من انجاز ما وعدنا به اللبنانيين من مشاريع لبناء الدولة". وتابع حواط: "لبنان بحاجة لمشروع وخطة ورؤية لبنائه، وعلى هذا الأساس انتخبنا الناس وهذا هو هدفنا ونأمل ان نكون على قدر المسؤولية. وبالنسبة لنا بدأ عملنا اليوم. ونحن كنواب دورنا هو مراقبة عمل الحكومة بطريقة صحيحة الى جانب تحديث القوانين وتشريعها، لذلك انا مع فصل الوزارة عن النيابة فكيف لوزير ان يراقب نفسه. لذلك من الافضل ان يكون النائب نائبا والوزير وزيرا على الرغم من عدم وجود قوانين اليوم ترعى هذا الموضوع". واكد حواط ان "هناك خلوة سيعقدها تكتل "الجمهورية القوية" لبحث مشاريع وملفات كل نائب لكي لا تتداخل الأمور ببعضها البعض". وقال: "التكتل متنوع ويحتضن اناسا اصحاب خبرة في المجالات كافة، لذلك نتضامن مع بعضنا لنؤلف فريق عمل يمكنه ان يلبي كل المشاريع في البلد. والاولوية في مشاريعنا هو موضوع البطاقة الصحية وهو أساس في المرحلة المقبلة، اضافة الى اللامركزية الإدارية وتحديث واستحداث وتشريع قوانين جديدة تتمكن من مواكبة التطور. فمشكلتنا في البلد عرقلة المشاريع لأن قوانيننا لا تساعد التطور في الإدارات لإستقطاب مستثمرين. نحن بحاجة الى قوانين تواكب العصر لأن قوانيننا تعود للاربعينيات لذلك ينتظر المجلس النيابي الجديد عملا وجهدا كبيرين في هذا الإطار لكي نتمكن من جذب مستثمرين. هذا اضافة الى المشكل والخلاف السياسي وهو ما يقلل من ثقة الناس بالبلد ويخيف المستثمر". والتقى الراعي الرئيس السابق لمنظمة لبنان الأخضر لحقوق الانسان علاء جلوس على رأس وفد، في زيارة عرض فيها جلوس لأعمال الترميم التي تشهدها كنيسة سيدة وادي الرطل في الهرمل. كما تم التطرق الى وضع اهالي بلدة حوش بردى في البقاع الشمالي الذين لم تتم مساعدتهم من قبل الجهات الحكومية المعنية لترميم بيوتهم المهجورة والعودة الى بلدتهم. ومن زوار الصرح البطريركي الوزير السابق خالد قباني الذي عرض للأوضاع العامة.

 

الإعلان عن رسالة البابا لليوم العالمي لوسائل الاتصال الاجتماعي الرياشي: الكلمة قد تسبب حربا وقد تصنع سلاما

الثلاثاء 22 أيار 2018 /وطنية - عقد قبل ظهر اليوم في المركز الكاثوليكي للاعلام، مؤتمر صحافي بدعوة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام، للاعلان عن رسالة البابا فرنسيس لليوم العالمي الثاني والخمسين لوسائل الاتصال الاجتماعي، بعنوان: "الحق يحرركم" (يو8، 32). أخبار مزيفة وصحافة سلام". على أن يترأس رئيس أساقفة بيروت للموارنة المطران بولس مطر القداس الإلهي للمناسبة، الساعة الحادية عشرة قبل ظهر الأحد في 3 حزيران المقبل في كاتدرائية مار جرجس للموارنة في بيروت. شارك في المؤتمر، إلى المطران مطر، وزير الإعلام ملحم الرياشي، نقيب الصحافة عوني الكعكي، نقيب المحررين الياس عون، ومدير المركز الكاثوليكي للإعلام الخوري عبده أبو كسم، في حضور رئيس المجلس الوطني للإعلام عبد الهادي محفوظ، المدير العام لوزارة الإعلام الدكتور حسان فلحة، مديرة "الوكالة الوطنية للإعلام" لور سليمان صعب، الأمين العام لجميعة الكتاب المقدس مايك بسوس، الأب بيار عطاالله، وعدد من أعضاء اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام.

مطر

بداية رحب مطر بالحضور، وقال: "في مناسبة اليوم الثاني والخمسين الذي تحييه الكنيسة الكاثوليكية لتكريم الإعلام والإعلاميين، يشرفنا أن ننقل إليكم مضامين رسالة قداسة البابا فرنسيس التي تحمل في كل عام إرشادات الكرسي الرسولي وتوصياته الثمينة من أجل إعلام يخدم نشر الحقيقة واحترامها، ويسهم في بناء السلام في العالم كله. لقد اختار قداسته عنوانا لرسالته هذه، وهو استشهاد مقتبس من إنجيل يوحنا الرسول يقول فيه الرب لتلاميذه: "تعرفون الحق والحق يحرركم" (يوحنا 8، 32). وإلى هذا العنوان المقدس والجدير بكل تأمل وشكر، يرفق قداسته إشارة إلى الأخبار الكاذبة والملفقة التي يتعاطاها الكثيرون من ذوي الإرادات السيئة أو الغايات المشبوهة والتي يدعو إلى رفضها والإقلاع عنها كما يشجع أن تنحو الصحافة منحى السلام باعتناق التواصل مع الآخر وتغليب الإيجابيات على كل عمل سلبي". أضاف: "لن ننتظر من قداسته في هذه الرسالة أي موقف سياسي خاص، ولا أي تلميح عن أي شخص مسؤول يقصده بذاته. بل هو ينظر إلى الواقع البشري العام ويدخل في أعماق النفس الإنسانية التي تنغمس في السوء إذا ما انفصلت عن الحقيقة وتخلت عنها لمصلحة الشهوات على أنواعها، ذلك أن الإنسان معرض لوسوسة الشيطان الذي يحاول إغراءه باستبدال حقيقة الله بزيف الباطل واللعب على حبال الكذب، والشيطان هو الكذاب أصلا و"أبو الكذب" كما يقول عنه الإنجيل المقدس". وتابع: "ينطلق البابا في مقدمة كلامه من كون التواصل نعمة منحها الله للناس لكي يتعاملوا بفضلها معا ويبنوا لهم في الأرض أخوة صادقة منفتحة على وحدة الحياة. فيقول إن التواصل من شأنه أن يدخل الناس في عالم الشراكة بعضهم مع بعض. والمطلوب من الإعلام والإعلاميين أن يسهلوا هذا التواصل من أجل تحقيق هذه الشراكة المرجوة والمبتغاة". واعتبر أن "مأساة البشر تبدأ بفعل تحريف التواصل الإنساني عن دعوته وعن غاياته النبيلة، فيتشوه واقعه ومحتواه، ويبتعد عن الحقيقة وعن الخير العام، ويدخل فيه كل أنواع الخداع والتضليل، ما يقلب الإنسانية إلى جماعات منفصلة بعضها عن بعض أو معادية بعضها لبعض، بفعل سوء تفاهم مع الآخر يؤدي في النهاية إلى فقدان الأخوة وضرب أسس السلام. وإثباتا لهذا الواقع الأليم يشير قداسة البابا إلى الكم الهائل من الأخبار الكاذبة التي تصدر في كل مكان وتنشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، القوية والسريعة الانتشار. إنها، وأنتم تعرفونها جميعا، من نوع المعلومات الملفقة والمختلقة أصلا للنيل من الآخرين وإلحاق الأذى بهم مجانا وبدون وجه حق. أو هي حقائق مقلوبة أو مشوهة يراد عبر تزويرها خلق بلبلة بين الناس أو تغليب فئة على فئة بالتزوير المفتعل والمقصود. وهي كلها أمور تؤدي في آخر المطاف إلى تثبيت عداوات مجانية على أساس من التضليل الفكري ومن تصوير الآخر وكأنه الشيطان وقد تجسد بإنسان أو بجماعة أو طائفة أو شعب من الشعوب". أضاف: "ينهي البابا هذا القسم من كلامه بقوله أن عند الناس بعض الميول إلى تصديق الأقاويل والشائعات، وقد لا يكون هينا تحرير القلوب والعقول مما يصيبها من أضرار أو مما يلصق بها من نتائج الخداع والمخادعين. لكن الشفاء من هذه التأثيرات مهما كان الوصول إليه صعبا فهو يبقى أمرا ملحا لأن القضية تتعلق بمصير الحقيقة بالذات ومصير تغليب الحق على الباطل. فمن دون غلبة للحق لا يمكن أن يستقيم التاريخ. أما استقامة هذا التاريخ فإن قداسة البابا يعالجها في رسالته، مشيرا في أول الأمر إلى ضرورة قصوى للتخلص من سلطان الكذب وللوصول إلى سلطان الحق". وقال "في هذا السياق، يبدأ قداسته هنا بالدعوة إلى كشف ما يسميه "منطق" الحية التي أغوت أبوينا الأولين كما يصوره الكتاب المقدس، وهي التي تمثل في الفردوس حيل الشيطان وألاعيبه. لقد أجرت الحية أمام حواء عملية إغراء كبيرة، محاولة إظهار الحق الذي من الله بأنه هو الباطل وإظهار الباطل الذي من الشيطان بأنه هو الحق. فتقول الحية لحواء بكل جرأة وبكل حيلة ماكرة "أن الله يكذب عليك وعلى زوجك لأنه يعرف أنكما إذا ما أكلتما من الثمرة المحرمة ستصيران من الآلهة تقرران الخير والشر على هواكما، أي أنكما ستصبحان أنتما القانون والوصايا كلها، وستصيران أحرارا مثل الله". عندئذ راقت الثمرة لحواء ودخل إليها الفساد الذي ملأ الأرض بعدها ظلما وظلامات. هذا هو الزيف الذي يجب كشفه، إذا ما أردنا استرجاع الحرية الحقيقية أي حرية أبناء الله والكف عن الغوص في وحول الحرية الكاذبة التي دعا إليها الشيطان، والتي أوقعت الإنسان في أخطار التسلط والتملك وسائر الشهوات. أما حرية الروح فعندما تتعاطى بأمور الجسد، لا تنقاد إليه صاغرة ولا تصبح عبدة له بل هي التي ترفعه إلى مرتبتها فيصبح الجسد مستنيرا ومزينا بكل عمل صالح.

وبعد عملية التخلص من الكذب ونتائجه المأسوية، يدعو قداسة البابا إلى النظر في الحقيقة المنقذة، تلك التي تبني الإنسان وتصنع السلام، هذه الحقيقة، يقول قداسته، ليست حقيقة الأشياء ولا هي صورة عن الأمور الخارجية، ولا عن نواميس الطبيعة وعملها، بل هي حقيقة الإنسان الكامل كما يريده الله أن يكون، وحقيقة الوجود ومعناه بما يتضمنه من توافق ومحبة تنقل العالم من واقع الاضطراب إلى حقيقة السلام.

وفي عملية النقل هذه، أي من الاضطراب إلى السلام، تتجلى دعوة الإعلاميين بأسمى وعودها. إنها في البداية دعوة إبعاد الناس عن الزيف والكذب، وهي بعد ذلك عمل إدراك لحقيقة الآخرين إدراكا عميقا ومسؤولا. فينبه قداسته في هذا المجال، إلى أن ما من أحد له أن يحكم على الآخر حكم الأفكار المسبقة. بل علينا أن نكتشف مكامن الخير عند كل إنسان وصولا إلى معرفته معرفة حقيقية، وعلى الصحافي أيضا بالقياس إذا ما رأى وضعا متأزما في وطن أو في مجتمع، أن يحاول مع جميع المحاولين اكتشاف أسباب الخلل الحاصل ومن ثم البحث عن بدائل للأحوال السائدة وعن مخارج من المأزق الراهن وصولا إلى انفراج مستقبلي مرغوب". وقال: "هذه الرسالة رسمت لنا أبعادا جديدة عن مخاطر الكذب وتشويه الحقيقة وعن ضرورة التمسك بهذه الحقيقة واعتبارها طريقا إلى الحرية والمحبة والسلام. فالكذب ليس مجرد خطيئة ظرفية نخفي عبرها حقيقة ما أو نتبرم بها، بل هو نسف لأسس التواصل بين الناس، فإن بطل التواصل نقل الحقائق، قضى على نفسه بنفسه وأفقد الناس فرصة التلاقي على أي شيء، سوى على الرفض المتبادل والعنف القاتل. إن عالم الزيف ليس عالما إنسانيا وهو لن يؤدي إلا إلى العدم. ولقد أشار الفكر اليوناني القديم إلى هذه الأخطار التي رآها ناجمة عن الادعاء بأن كل فرد من البشر هو مثل غيره مقياس للحقيقة. وهذا هو أسرع سبيل لنسف الحقيقة المطلقة وتغييبها. فما معنى الحقيقة إذا لم تكن أكبر منا وإذا لم تلزمنا بأي شيء؟

أما هذه الحقيقة، فهي التعبير عن إرادة الله في خلقه. فهو الذي صنع الإنسان ليعرف ويحب، وهذه صارت حقيقة الإنسان القصوى. وهو الذي خلق الناس جماعات تبني ذاتها بالتضامن والأخوة واحترام الحياة. فالمجتمع له حقيقته في تكوينه أي في الغاية التي وضعت لهذا التكوين. وفي كل هذه الأمور نرى أن الإعلام والإعلاميين وكأنهم مسؤولون عن عدم تضييع هذه الحقائق لدى الناس. فهم يذكرون بها وينبهون إلى ضرورة احترامها وعدم التخلي عنها، إنهم حراس هيكل الحقيقة. فلا يمكن والحالة هذه أن ينتقل أحدهم من ضفة الحقيقة البانية للناس والمجتمعات إلى ضفة الهدم وتقويض فرص التلاقي بين البشر. بل عليهم جميعا تقع المسؤولية في الإشارة إلى ضرورة وضع حد لأي شواذ في الدنيا والعود إلى الانطلاقات الصحيحة وصولا إلى الغايات السليمة والمسالمة على حد سواء". وأضاف: "إنكم إذا، أيها الإعلاميون، رسل الحقيقة الموصلة إلى الحرية وإلى السلام. فهلا كنتم لهذا الخبر السار مصدقين، ولهذه الرسالة النبيلة حاملين؟ وفي كل ذلك لكم بركات الله وأدعية الناس وشكرنا الخالص لما أنتم عليه ولما أنتم له فاعلون". وتوجه مطر الى الرياشي: "اسمح لنا أن نقول لك إنك كنت في هاتين السنتين علامة رجاء في الوطن، رجل الحوار، رجل التواصل في وزارة أردتها للتواصل والحوار، ورجل العمل العام الذي لا يهدف إلى مصلحة خاصة بل إلى مصلحة جميع اللبنانيين، مع أمثاللك لبنان سيكون أفضل وسيكون بخير، وشكرا على كل ما قمت به وشكرا لحضورك اليوم".

الكعكي

ثم كانت كلمة الكعكي الذي قال: "لا بد من الإشارة لوجود معالي الوزير الرياشي الذي دخل التاريخ من خلال مساهمة "مصالحة معراب"، الذي دعا بدوره إلى إنتخاب رئيس للجمهورية والذي كان متعذرا لمدة حوالي 3 سنوات. وطلب إلى معاليه العمل لوضع قانون للإعلام الإلكتروني".

وأضاف: "يسرني أن أشارك للعام الثالث على التوالي في هذا اللقاء السنوي، وفي هذا المركز المحترم، لنتناول رسالة قداسة البابا فرنسيس الأول حول وسائل الإعلام... نلتقي وفي خلفيتنا قول قداسته "التواصل والرحمة تلاق مثمر". ولعل البابا فرنسيس هو المرجعية الكبرى الوحيدة في العالم التي تربط بين التواصل (والإعلام أبرز وجوهه) والرحمة. صحيح أن الإعلام يقوم على قاعدة صلبة هي الحقيقة، أو يجب أن يقوم عليها إلا أنها ليست القيمة الوحيدة على حد قول راعي هذا الإحتفال سيادة المطران بولس مطر الذي قال في مناسبة سابقة مماثلة: "إن الحقيقة ليست القيمة الوحيدة التي يجب أن تحكم العملية الإعلامية بين الناس. بل يجب أن تضاف اليها قيمة بناء المجتمع على اساس من الوحدة والمحبة". فالصحافي المسؤول عن نشر الحقيقة هو مسؤول ايضا عن خلق جو تصالحي في العالم، وعن تقريب الناس بعضهم الى البعض الآخر من خلال ضرورة التفاهم في ما بينهم، والتضامن وترجيح كفة السلام ما استطاع الى ذلك سبيلا".

وتابع: "إن الكنيسة الكاثوليكية قد تكون أكثر المؤسسات الروحية إهتماما بالإعلام، وهذه ظاهرة جيدة. فمنذ انتهاء أعمال المجمع الفاتيكاني الثاني قبل أكثر من نصف قرن، ما زال صوت هذه الكنيسة يدوي مواكبا الإعلام مدافعا عنه مهتما به ليكون إعلاما حرا وليضع نفسه في خدمة الحقيقة الموضوعية، دون سواها. إلا أن الواقع في مكان آخر. فهناك ما يحول دون تحقيق هذه الأهداف السامية، خصوصا أن هذا العالم تحكمه وتتحكم به المصالح والأهواء، وتضربه الأمواج والأنواء، ويتنامى فيه الشر بأشكال مرعبة ليس أقلها الحروب والفقر والجهل... واسمحوا لي أن اضيف الى تلك الشرور ما حدث أخيرا من اعتداء غير مسبوق على مدينة الله على الأرض، القدس، من تغيير لهويتها... ويؤسفني القول إن بعض أمهات وسائط الإعلام، في العالم، كان يهلل لهذا الشر ويرحب به.

صحيح أنه ليس المطلوب، أن يزور الإعلام الحقائق ليظهر الأسود ابيض، والظلم عدلا، ولكنه يمكن أن يقتدي بقداسة البابا في رسالة سابقة عن الإعلام عندما يقول: "إن ما يجري في الحياة يمكننا نحن الذي ننظر اليه، ان نوجه اليه عيوننا ونحن واضعون عليها نظارات إيجابية ملونة بلون الرجاء والمحبة بدلا من أن نضع عليها نظارات سلبية بلون اليأس والسواد!" وقال: "إن رسالة قداسة البابا يجب أن تكون عنوانا للإعلاميين في العالم كله، خصوصا عندنا، في لبنان، البلد الرسالة كما وصفه السلف القديس البابا يوحنا بولس الثاني... فلندرك أننا إذا لم نستطع أن نلغي الشر، فلنعمل على أن لا نتركه يتغلغل في نفوسنا، وبالذات في هذا الوطن الذي يقوم على قاعدة ميثاقية من الوفاق والتفهم والتفاهم، أي على المحبة التي يقول فيها بولس الرسول: إن كنت أتكلم بألسنة الناس والملائكة ولكن ليس في محبة فقد صرت نحاسا يطن أو صنجا يرن..."

وختم: "نحن الصحافيين نتكلم بألسنة الناس، فليكن كلامنا صادرا عن المحبة".

عون

وتلاه عون، فقال: "نعم صدق قداسة البابا فرنسيس، بابا الفقراء، عندما قال في مطلع رسالته في مناسبة اليوم العالمي ال52 للإتصالات الإجتماعية، أن الله أراد التواصل البشري كوسيلة أساسية لعيش الشركة الحقة". أضاف: "الحق يحرركم" كلمتان من كلام الله إذا عرف العالم أن يعيش بروحهما، تسلم الأرض التي وطأها السيد المسيح وارادها أرض قداسة لا تعاسة، من الحروب والقتل والكراهية، من البغض والظلمة. نعم، إذا تبع الإنسان أنانيته المتفاخرة وأهواءه، لا يسلم العالم من الحروب والدول من التقهقر. قال القديس فرنسيس الأسيزي: "يا رب إستعملني لسلامك، فأضع الحب حيث البغض، والمغفرة حيث الإساءة، والاتفاق حيث الخلاف، والحقيقة حيث الضلال، والإيمان حيث الشك، والرجاء حيث اليأس، والنور حيث الظلمة، والفرح حيث الكآبة. يا رب، إستعملني لسلامك." الرب أرد أن يستعملنا لسلامه لا للحروب والضلال. أراد منا أن نقول الحق، لا أن نزيف الحقيقة". وتابع: "صاحب السيادة، أنتم يا من تحملون أمانة الكهنوت، تحملون أيضا، أمانة الكلمة الصادقة الأنيقة التي تسعى دائما إلى الحق والحقيقة، وبها تبشرون من على مذبح الرب الذي كنت الخادم الأمين له في الأسقفية منذ 27 سنة وفي حياتك الكهنوتية على مدى 53 سنة ولسنين عديدة يا رب، لأن الكنيسة والوطن بحاجة إلى أمثالك رجال فكر وثقافة وكلمة، والأهم من هذه الصفات الثلاث، إلى أحبار ما نبض قلبهم إلا بالمحبة. نعم، في عصر التواصل الإجتماعي الذي كنا نريده للبناء لا للهدم، بات كل إنسان صحافي... وهنا تكمن الخطورة، ليس لأن كل إنسان صحافي، فرسل السيد المسيح كانوا صحافيين، لأنهم كانوا ينقلون البشارة إلى العالم، بل لأنه يجب على كل من يريد أن يتواصل مع العالم من خلال شبكات التواصل الإجتماعي أن يكون مسؤولا أولا عن ذاته، وعن كل كلمة يكتبها أو يقولها. نعم، إننا نعيش اليوم عصرا صعبا، لا رقابة فيه على الرغم من كثرة المراقبين، الذين ، ومع الأسف، لا يستطيعون شيئا في حماية عالم اليوم من خطر التواصل الإجتماعي الذي كان المراد منه تقريب العالم بعضهم من بعض. لهذا يبقى الإتكال والمعول على الإنسان وضميره ليبقى في عالمنا مكان للسلام والحب والنور". وختم: "ربي صلاتنا، نرفعها اليوم، ليكون إنسان اليوم وفي ظل التواصل الإجتماعي، رسول سلام كما كان رسل السيد المسيح. فلتبقى الصحافة في لبنان حرة وليحمها الله من المسيئين إلى قدسيتها".

الرياشي

وكانت كلمة للرياشي قال فيها: "انا اتبنى كل كلمة في رسالة الحبر الاعظم وكل كلمة قالها سيدنا والزميلان النقيبان وزميلنا الاب عبده، وازيد امرين: الامر الاول اننا في الواقع بحاجة الى مؤسسة رسمية تواكب التطور التكنولوجي الهائل الموضوع بين ايدينا، ولكن علاقتنا مع التقدم العلمي الهائل والعظيم والمهم هي كعلاقة الانسان مع السكين، فبالسكين يمكن ان يرتكب جريمة وبالسكين ان يقشر تفاحة، ملايين الناس يقشرون التفاح والبعض يرتكبون جرائم، يجب ان نرى الزاوية الايجابية والناحية البيضاء من الصورة لان الصورة ليست قاتمة الى هذا الحد، ولكن يجب ان نضيء على جانب اساسي منها".

اضاف: "صحيح أنه يجب الا تكون هناك ضوابط ولا سقف للحرية، ولكن يجب ان يكون لها معايير، والمعيار الأهم للحرية هو الأخلاق، والمعيار الأهم للاعلاميين الذين هم حماة الحرية وحراس هيكل الحرية هو الاخلاق المهنية والاعلامية، والمعيار الأهم للرأي العام المتقبل، لأن اليوم أصبح زمن التواصل وليس زمن الاعلام، واصبح كل خبر يتفاعل معه الرأي العام عبر آلات التواصل الموجودة بين يديه والتي تكون احيانا اقوى من وسائل الاعلام". وتابع: "المعيار الأهم للرأي العام هو ايضا الاخلاق، وهذه المسؤولية تقع على عاتقنا جميعا من دون استثناء، ومسؤوليتنا أنه بقدر ما نحب، في الوقت نفسه نحاسب ونعاقب بموجب القوانين المرعية في بما يتعلق تحديدا بأمور الإساءة الى سمعة الآخر او القدح والذم وإهانة الحقيقة. من هذه النواحي التي اصر عليها قداسة البابا ونحن نصر على تطبيق القوانين المتعلقة بها بشكل جدي وحازم وموجز قدر الامكان، كي يأخذ المتضرر حقه مع حفظ حق الآخر في الحرية كاملة محترمة للاخلاقيات ولحرية الآخر.

سيدنا تحدث عن قصة الخلق ومن وحيها دخلنا الى مفهوم الكذب والحقيقة، اود ان اضيف امرا يعني لي كثيرا في هذا الموضوع، هو قصة الرحمة، لانه بالفعل كما اذا اراد الله ان يكون عادلا قلائل منا ينجون، الله هو رحوم اكثر مما هو عادل، فلو كان عادلا لما نجونا جميعا. فالرحمة هي الباب الاوسع للجميع، لذلك يجب ان نركز على تقبل بعضنا البعض وتقبل اخطاء بعضنا البعض، ولو بعض الهنات الهينات، يمكن ان نغض النظر عنها ويمكن ان نلفت اليها، وليس من الضروري ان نستنفر على كل كلمة لان الكلمة اقسى من الرصاصة، الكلمة هي التي تسبب الحرب ولكنها ايضا هي التي تبني الجسور وتصنع السلام".

وختم الرياشي: "الفرق بين البحصة والجبل هو ممن تطلب ان ينقل البحصة وممن تطلب ان ينقل الجبل، وكل اعلام وكل حرية وانتم بخير".

أبو كسم

ثم اختتم المؤتمر بكلمة الخوري أبو كسم الذي قال: "رسالة البابا فرنسيس تشكل فحص ضمير لكل إعلامي وصحافي لا بل لكل إنسان، لأن كل الناس تتواصل على وسائل التواصل الإجتماعي التي تأخذ حيزا من دور الصحافي. ولكن الأهم من كل شيء نحن الإعلاميون والصحافيون علينا أن لا نفقد مصداقيتنا، لأن قداسة البابا يدعونا لنكون حراس الكلمة وحراس الحقيقة". أضاف: "الكثير من الناس تختلق أخبارا كاذبة تضر بالمجتمع والوطن وبالكنيسة وبكرامة الإنسان، لأن أي خبر كاذب أو مزيف يجرح كرامة الإنسان في الصميم وربما يقتله معنويا". ودعا الى قراءة هذه الرسالة بتمعن، "لأن كل واحد منا مسؤول عن إظهار الحقيقة حتى ولو كانت صعبة، وعلى الصحافي أن يظهر الحقيقة بموضوعية لكي يتقبلها الناس". وختم: "البابا يدعونا لبناء صحافة سلام ونحن في لبنان اليوم بحاجة ماسة إلى بناء صحافة السلام، وكما شاهدنا قبل الإنتخابات كانت الصحافة صحافة حرب لشد العصب من هنا وهناك، أما اليوم علينا التأسيس لبناء صحافة السلام وهذا هو دورنا كإعلاميين. وتمنى للإعلاميين دوام الصحة والاستمرار في الشهادة للحقيقة".