المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 20 أيار/2018

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/newselias18/arabic.may20.18.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة
عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

إنَّ كُلَّ زَانٍ، أَو نَجِس، أَو جَشِعٍ عَابِدِ أَوثَان، لا مِيرَاثَ لَهُ في مَلَكُوتِ المَسِيحِ والله

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/سعد وسمير داكشا السيادة وثورة الأرز و14 آذار والشهداء بالكراسي

الياس بجاني/خيارات سعودية لبنانية غير موفقة

الياس بجاني/الفلتان الأمني الأخير في البقاع وخلفياته اللاهية التمويهية

الياس بجاني/قرب نهاية انفلاش العربية والتخلص إيران في الدول ارهاب اذرعتها من

الياس بجاني/الذمية ومنافع صفقة التسوية الخطيئة والعقوبات على حزب الله

الياس بجاني/جعجع والحريري والكراسي والتخلي عن دماء شهداء 14 آذار

الياس بجاني/الكلمة هي الله ولكن استعمالها للخداع والشر والكراهية يحولها إلى أداة ابليسية

 

عناوين الأخبار اللبنانية

المادة ٤٩ قد تعود الى مجلس النواب

أبو ارز/اتيان صقر/فاتورة الهدر والفساد/ابو أرز/فايسبوك

الزغبي لتوزيع المواقع على قاعدة نتائج الانتخابات والشراكة والانصاف وليس على أساس الطمع والاستقواء

البخاري أقام حفل إفطار في اليرزة: علاقتنا راسخة كالأرز وشامخة كالنخيل الحريري: على عهدنا بالوفاء وتمسكنا بأفضل العلاقات مع الدول العربية الشقيقة

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 19/5/2018

أسرار الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم السبت 19 أيار 2019

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

عودة 14 آذار بين الواجب الوطني وحتمية المواجهة(1)/أحمد الأيوبي/جنوبية

الحريري: لن أدعم إيلي الفرزلي لمنصب نائب رئيس مجلس النواب

الفرزلي: لا أستطيع التحدث عن حظوظ قبل أن يجتمع التكتل ويتبنى ترشيحي

العلولا: لا علاقة لنا بتشكيل الحكومة فهذا شأن داخلي لبناني بعد تسمية رئيس للحكومة الجديدة سيأتي السياح الخليجيون الى لبنان

«حزب الله» يتخلى عن «الزهد» الحكومي... ويريد وزارات أساسية ومهمة الحريري تواجه عقبات... وتأثيرات العقوبات الأميركية والعربية

عون يتحدث عن حكومة «وحدة وطنية»... وعملية إصلاحية وأكد أن الاستقرار سيستمر رغم الأحداث الإقليمية

فضيحة كبرى قد تؤدي الى ابطال نتيجة الانتخابات بأكملها : في وزارة الداخلية 500 ألف ناخب إضافي

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

مقتل سبعة اشخاص في اعتداء على كنيسة في الشيشان

إيران تهدد بتخصيب اليورانيوم.. واوروبا "تطمئن"

أوروبا عاجزة عن تقديم ضمانات جدية لايران وشركاتها تميل لمغادرة طهران ومحاولات فرنسية للتوصل الى تسوية مع ترامب..تصطدم بـ الـ"تصلب" الاميركي؟

انتخابات العراق... ضربة في عمق شرعية النظام وتركيبة جديدة تتشكل لوراثة حقبة ما بعد صدام

الأسد في روسيا للمرة الثالثة... هل بدأ بوتين رسم ملامح التسوية؟

خلاف بين موسكو ودمشق حول مستقبل «مناطق النفوذ» وميركل اقترحت على بوتين تشكيل مجموعة دولية - إقليمية حول سوريا

قتلى بانفجارات ضخمة في قاعدة عسكرية وسط سوريا و850 قتيلاً للنظام جنوب دمشق خلال شهر

ماذا نعرف عن مطلق النار في مدرسة بولاية تكساس الأميركية؟ والشرطة تسعى لمعرفة دوافعه... والبيت الأبيض يبحث سبل حماية الأطفال

استدعاء رئيس وزراء ماليزيا السابق للمثول أمام سلطة مكافحة الفساد

11 قتيلاً على الأقل بتفجيرات استهدفت ملعب للكريكيت في أفغانستان

حداد وطني في كوبا بعد مقتل 107 أشخاص بتحطم طائرة

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

جبهة الإثنين/الدكتورة رندا ماروني

يسوع أيضاً كان شحّاذاً/إيلي الحاج/نقلاً عن موقع مدى الصوت

آليتا التحكم بالانتخابات اللبنانية/د. منى فياض/الحرة

المستقل/فضيحة كبرى قد تؤدي الى ابطال نتيجة الانتخابات بأكملها: في وزارة الداخلية 500 ألف ناخب إضافي

صلاة البرلماني» لصقاً على أبواب برلمان 2018/نقولا ناصيف/الأخبار

هذه خطة القوات في مواجهة حصارها/منير الربيع/المدن

جعجع: لماذا يحب الحريري باسيل أكثر/منير الربيع/المدن

كيف لطهران أن تتجاوز رجل العراق الأول مقتدى الصدر/حازم الأمين/الحياة

بداية أفول مغامرة طهران في سورية/مصطفى كركوتي/الحياة

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

رئيس الجمهورية عرض الاوضاع مع النائبين المنتخبين مراد وضاهر ومنح بوجي وسام الاستحقاق المذهب

بري استقبل السفير الايطالي وبقرادونيان وحواط وعزى الرئيس الكوبي

فوز "كفرناحوم" نادين لبكي بجائزة لجنة التحكيم في مهرجان كان والحريري مهنئا: "كل لبنان يفتخر بنجاحك يا نادين"

باسيل من اسطنبول: لبنان مؤتمن على القدس بتنوعها بحكم نموذجه الإنساني التعددي

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية
إِنَّ كُلَّ زَانٍ، أَو نَجِس، أَو جَشِعٍ عَابِدِ أَوثَان، لا مِيرَاثَ لَهُ في مَلَكُوتِ المَسِيحِ والله

رسالة القدّيس بولس إلى أهل أفسس05/من03حتى13/"يا إخوَتِي، أَمَّا الفُجُورُ وكُلُّ نَجَاسَة، أَوِ الجَشَع، فلا يُذْكَرْ حتَّى ٱسْمُهَا بَيْنَكُم، كَمَا يَلِيقُ بِالقِدِّيسِين؛ ولا البَذَاءَةُ ولا الكلامُ السَّفِيه، أَوِ السُّخْرِيَّة، كُلُّ هذِهِ لا تَلِيق، بَلْ بِالأَحْرَى الشُّكْرَان. إِعْلَمُوا هذَا جَيِّدًا: إِنَّ كُلَّ زَانٍ، أَو نَجِس، أَو جَشِعٍ عَابِدِ أَوثَان، لا مِيرَاثَ لَهُ في مَلَكُوتِ المَسِيحِ والله.لا يَخْدَعَنَّكُم أَحَدٌ بِكلامٍ بَاطِل، فبِهذَا يَنْصَبُّ غَضَبُ اللهِ على أَبْنَاءِ العُصْيَان. فلا تَكُونُوا لَهُم شُرَكَاء. لَقَدْ كُنْتُم مِنْ قَبْلُ ظَلامًا، أَمَّا الآنَ فأَنْتُم نُورٌ في الرَّبّ: فَٱسْلُكُوا كأَوْلادِ النُّور. فثَمَرُ النُّورِ هُوَ في كُلِّ صلاحٍ وَبِرٍّ وحَقّ. ومَيِّزُوا مَا هُوَ مَرْضِيٌّ لِلرَّبّ. ولا تُشَارِكُوا في أَعْمَالِ الظَّلامِ العَقِيمَة، بَلْ بِالأَحْرَى وَبِّخُوا عَلَيْهَا؛ لأَنَّ مَا يَفعَلُونَهُ في الخُفيَةِ يَقْبُحُ حتَّى ذِكْرُهُ. وكُلُّ مَا يُوَبَّخُ عَلَيْهِ يُظْهِرُهُ النُّور،"لا يَخْدَعَنَّكُم أَحَدٌ بِكلامٍ بَاطِل، فبِهذَا يَنْصَبُّ غَضَبُ اللهِ على أَبْنَاءِ العُصْيَان. فلا تَكُونُوا لَهُم شُرَكَاء. لَقَدْ كُنْتُم مِنْ قَبْلُ ظَلامًا، أَمَّا الآنَ فأَنْتُم نُورٌ في الرَّبّ: فَٱسْلُكُوا كأَوْلادِ النُّور. فثَمَرُ النُّورِ هُوَ في كُلِّ صلاحٍ وَبِرٍّ وحَقّ. ومَيِّزُوا مَا هُوَ مَرْضِيٌّ لِلرَّبّ. ولا تُشَارِكُوا في أَعْمَالِ الظَّلامِ العَقِيمَة، بَلْ بِالأَحْرَى وَبِّخُوا عَلَهَا؛ لأَنَّ مَا يَفعَلُونَهُ في الخُفيَةِ يَقْبُحُ حتَّى ذِكْرُهُ. وكُلُّ مَا يُوَبَّخُ عَلَيْهِ يُظْهِرُهُ النُّور،".

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

سعد وسمير داكشا السيادة وثورة الأرز و14 آذار والشهداء بالكراسي

الياس بجاني/19 أيار/18

لا ثقة سيادية واستقلالية بسعد وسمير لأن من باع ثورة الأرز وفرط 14 آذار وارتضى مساكنة الإحتلال وداكش الكراسي بالسيادة قد أصبح أداة بيد المحتل وهو سيعيد استنساخ ممارساته الإنبطاحية حتى ولو كان عنده 128 نائباً.. يلي بيجرب المجرب بيكون عقله مخرب

https://www.facebook.com/groups/128479277182033/

 

خيارات سعودية لبنانية غير موفقة

الياس بجاني/19 أيار/18

محزن أن نرى استمرار السعودية في المراهنة على قيادات لبنانية في اغلبيتها فاشلة سيادياً ومواقف وجرأة وشفافية ولم يحصد شعبنا من غلالها غير الخيبات والأكروباتية والذمية وامتهان الصفقات ومداكشة السيادة بالإستقلال.

 

الفلتان الأمني الأخير في البقاع وخلفياته اللاهية التمويهية

الياس بجاني/19 أيار/18

كان لافتاً للغاية ما جرى في منطقة البقاع وتحديداُ في مدينة بعلبك ومحيطها خلال الأيام القليلة المنصرمة لجهة الفلتان الأمني الفوضوي من تعديات وإطلاق رصاص عشوائي ونزول مسلحين إلى الشوارع مموهين في أشكالهم وفي تبعيتهم.

وكان أيضاً لافتاً تصدر النائب المنتخب اللواء جميل السيد صدارة مواقف المنتقدين للقوى الأمنية وتهديده العلني والمباشر المسؤولين الأمنيين في المنطقة بمظاهرات تقتحم مراكزهم وقوله إن يتكلم نيابة عن حزب الله وأمل..

في حال قيست موجة الفوضى بالمعايير الأمنية وفي وضعية تفلت الأمن المزمن في المنطقة فإن كل ردات الفعل من النائب السيد ومن العشرات من السكان يمكن اعتبارها كلها عادية وطبيعية.

إلا أنه في حال ربطت ظاهرة الفلتان الأمني هذه المنتفخة والمفرطة جداً في مظاهرها التخويفية والإرهابية، بالوضع العسكري المتفلت في سوريا عسكرياً وتحديداً بما يتعرض له عسكر ومواقع حزب الله وإيران من هجمات جوية من قبل إسرائيل داخل سوريا فإن الفرضيات تنحصر في واحدة فقط وهي أن حزب الله هندس كل ما جرى بهدف التعتيم والتمويه على عمليات لوجستية عسكرية نفدها في المنطقة ولم يشأ كشفها لا للسكان ولا لعيون المخابرات الإسرائيلية.

وفي هذا السياق أفادت قوى بقاعية مدنية وفضلت عدم ذكر هويتها أن حزب الله كان وراء كل ما جرى وهو نجح في تغطية تحركاته العسكرية الكبيرة من نقل معدات وأسلحة ومقاتلين من مقراته في سوريا إلى ثكناته ومخازنه ومصانعه للأسلحة في لبنان وبالعكس.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninews.com

 

قرب نهاية انفلاش العربية والتخلص إيران في الدول ارهاب اذرعتها من

الياس بجاني/19 أيار/18

تطور لافت تقوم به أميركا فهي تتواصل مع 200 دولة لإقامة تحالف دولي ضد إيران وأذرعتها وفي مقدمهم حزب الله يكون شبيه بالتحالف ضد داعش..الإعلان عن هذا التحالف سيتم خلال ايام.

 

الذمية ومنافع صفقة التسوية الخطيئة والعقوبات على حزب الله

الياس بجاني/17 أيار/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/64720/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B0%D9%85%D9%8A%D8%A9-%D9%88%D9%85%D9%86%D8%A7%D9%81%D8%B9-%D8%B5%D9%81%D9%82%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B3%D9%88%D9%8A/

من منا لا يتذكر كيف تعامل الطاقم السياسي اللبناني مع القرارين 1559 و1701 وكيف تم تجويفهما وتعطيلهما..

ترى هل الحكام في لبنان ومعهم الطاقم السياسي والحزبي سوف يستنسخون في الوقت الراهن نفس مواقف الذمية تلك التي دفع ولا يزال يدفع ثمنها لبنان وشعبه على كافة الصعد؟

وهل سيوفد كل من جعجع والحريري وجنبلاط وباسيل وبري بالسر وبالعلن وفود إلى أميركا ودول الخليج العربي لتخفيف العقوبات على حزب الله وقادته حفاظاً على منافع صفقة التسوية الخطيئة واللاسيادية واللااستقلالية في السلطة وفي كعك وجبن وكاتو جنة الحكم؟

في ما مضى بكى وأجهش الرئيس السنيورة وجهد واجتهد لتجنب وضع القرار الدولي 1701 تحت البند السابع ونجح..

وجنبلاط وغيره من القادة والسياسيين والرسميين في ظل الإحتلال السوري جالوا على عواصم دول القرار وأقنعوهم بأن ملف حزب الله وسلاحه هما شأن داخلي لبناني وسوف يتم التعاطي معه وحله على هذا الأساس.. وعطلوا مفاعيل القرار الدولي 1559..

السؤال هو، هل اليوم سيتكرر نفس السيناريو الإستسلامي والذمي والطروادي عقب صدور رزمة العقوبات الخليجية والأميركية المشتركة ضد حزب الله وقيادته من الصف الأول؟

في لبنان المحتل، وفي ظل هيمنة وجشع أصحاب شركات الأحزاب التجارية والطبقة السياسية المتاجرة بكل شيء لم يعد هناك من أمر مستحيل !!

ربنا يستر من هرطقات جديدة تعيق استعادة لبنان لإستقلاله وسيادته على خلفية مفاهيم وثقافة مداكشة الكراسي بالسيادة!!

يبقى أن حزب الله هو جيش إيراني 100% على كافة الصعد وفي كل المجالات وعملاً بجميع المعايير الدستورية والحقوقية الدولية والإقليمية والمحلية.

حزب الله عملياً وفي الواقع المعاش على الأرض بكل كوارثة والمآسي هو يحتل لبنان..ونقة على السطر.

من هنا فإن  كل مسؤول وسياسي وناشط ونافذ لبناني يقارب احتلال حزب الله والعقوبات العربية والدولية عليه بأنانية وبذمية وبتقية وبمفهوم الصفقات والسمسرات والتفاهمات الطروادية ولا يرى فيه محتلاً هو متخلي عن الهوية والسيادة والاستقلال والدستور.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninews.com

 

جعجع والحريري والكراسي والتخلي عن دماء شهداء 14 آذار

الياس بجاني/16 أيار/18

دماء شهداء 14 آذار هي براء من تسويات وصفقات وشعارات ووعود جعجع والحريري وغيرهما من الذين ارتضوا مساكنة احتلال حزب الله والعمل تحت مظلته وداكشوا الكراسي بالسيادة.

 

الكلمة هي الله ولكن استعمالها للخداع والشر والكراهية يحولها إلى أداة ابليسية

الياس بجاني/15 أيار/18

العواطف دون ضوابط من العقل تصبح وسيلة إنتحار وتدمير للذات وللغير، ولو كانت الحروب تُكسب بالصراخ والهيجان وأوهام الإنتصارات وأحلام اليقظة لكانت الشعوب العربية احتلت العالم.

(يوحنا 01/01: "في البدء كان الكلمة، والكلمة كان عند الله، وكان الكلمة الله)

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

المادة ٤٩ قد تعود الى مجلس النواب

أبو ارز/اتيان صقر/20 أيار/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/64776/%D8%A3%D8%A8%D9%88-%D8%A7%D8%B1%D8%B2-%D8%A7%D8%AA%D9%8A%D8%A7%D9%86-%D8%B5%D9%82%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%A7%D8%AF%D8%A9-%D9%A4%D9%A9-%D9%82%D8%AF-%D8%AA%D8%B9%D9%88%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D9%89/

تلقينا معلومات من عدة مصادر تفيد بأن دول الاتحاد الأوروبي وبخاصة ألمانيا، ما زالت تسعى لتوطين اللاجئين السوريين في البلدان التي لجأوا اليها ومنها لبنان الذي يأوي مليون ونصف تقريبا.

بدأ هذا المخطط - المؤامرة في عهد الرئيس تمام سلام الذي رفضه بقوة رغم الاغراءات والضغوط المتكررة التي مورست عليه، واليوم يعود إلينا من جديد من بوابة مؤتمر سيدر حيث مورست نفس الضغوط على حكومة الرئيس الحريري لاضافة المادة ٤٩ على الموازنة وإقرارها في مجلس النواب مقابل منح الدولة اللبنانية حوالي ١١ مليار دولار من القروض المشروطة.

حسناً فعل المجلس الدستوري بألغاء هذه المادة، ولكن نفس المعلومات تحذر من عودة التداول بها في مجلس النواب سعيا لإقرارها من جديد.

لذلك علينا أن نبقى متيقظين وجاهزين صفا واحدا للتصدي لهذا المخطط الدنيء والأجهاز عليه بكل الوسائل، بدءاً بقوة الكلمة ،ثم بقوة الموقف، و إلا بقوة القوة، حيث أن مجرد التفكير بتوطين اللاجئين على أرضنا، سوريين كانوا أو فلسطينيين أو غيرهم، يعني بداية تفكيك الكيان اللبناني تمهيدا للقضاء عليه.... وهذا ما يرفضه الشرفاء في لبنان رفضاُ قاطعاً .

لبيك لبنان

أبو ارز.

 

فاتورة الهدر والفساد

ابو أرز/فايسبوك/19 أيار18

باحثون في الإقتصاد وجدوا ان فاتورة الهدر والفساد التي يدفعها المواطن سنوياً تقدّر بخمس مليارات دولار، وان الشركات الكبرى تعفى من الضرائب ولا تفرض إلّا على الطبقة الوسطى والفقيرة.

هذا، ويسألون عن سبب تنامي النقمة الشعبية على الطبقة السياسية التي بفضلها احتلّت الدولة اللبنانية مكانة مرموقة بين الدول الأكثر فساداً في العالم...

ولكن لكل شيء نهاية.

لبَّيك لبنان/أبو أرز

www.gotc.info

 

الزغبي لتوزيع المواقع على قاعدة نتائج الانتخابات والشراكة والانصاف وليس على أساس الطمع والاستقواء

وطنية/19 أيار18/رأى عضو قيادة "قوى 14 آذار" الياس الزغبي، في تصريح أن "نتائج الانتخابات تفرض توازنا منطقيا في توزيع السلطات على قاعدة احترام الشراكة والعيش المشترك".

وقال: "لا يجوز مثلا أن يكون رئيس مجلس النواب ونائبه من فئة سياسية واحدة، ولا الحقيبتان السياديتان للمسيحيين حكرا على حزب واحد بحجة الفصل الصوري بين العهد وتياره، ولا الحقائب المهمة محجوزة للطرف الأشد طمعا بفعل سياسة الاستقواء".

وأضاف: "إذا تم الأخذ بهذه المعايير تصبح إعادة تكوين السلطات أكثر سلاسة، ولا يدخل تشكيل الحكومة في متاهات داخلية تضاعف العقدة الخارجية المتمثلة بالعقوبات على حزب الله".

 

البخاري أقام حفل إفطار في اليرزة: علاقتنا راسخة كالأرز وشامخة كالنخيل الحريري: على عهدنا بالوفاء وتمسكنا بأفضل العلاقات مع الدول العربية الشقيقة

السبت 19 أيار 2018 /وطنية - أقام القائم بأعمال سفارة المملكة العربية السعودية الوزير المفوض وليد البخاري، حفل إفطار غروب اليوم، في دارة السفير السعودي في اليرزة، في حضور مستشار الديوان الملكي السعودي نزار العلولا، رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، الرئيس ميشال سليمان، الرئيس فؤاد السنيورة، الرئيس تمام سلام، رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، الوزراء: جمال الجراح، نهاد المشنوق، بيار بو عاصي، ملحم الرياشي، غطاس خوري وعلي حسن خليل، النواب: نعمة طعمة، سامي الجميل، وائل أبو فاعور، دوري شمعون، أحمد فتفت، النواب المتخبين: فؤاد مخزومي، سامي فتفت وطارق المرعبي، مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، المطران بولس مطر، سفراء: الكويت، فرنسا، الإمارات، مصر، عمان، الجزائر، المغرب، السودان، اليمن، تونس، فلسطين، المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم، نقيب الصحافة اللبنانية عوني الكعكي، رئيس غرفة الصناعة والتجارة والزراعة محمد شقير وعدد من الشخصيات السياسية والدينية والإعلامية.

البخاري

وألقى البخاري كلمة ترحيبية، فقال: "أهلا وسهلا بكم في هذه الأمسية الرمضانية المباركة في شهر التلاقي والتسامح، في رمضان المحبة والرحمة. أهلا بكم بيننا في بيت المملكة في لبنان وبيت كل اللبنانيين".

أضاف: "إنها لعلاقة ضاربة الجذور، لعلاقة راسخة رسوخ الأرز، وشامخة شموخ النخيل الذي يتحدى جفاف الصحراء". وتابع: "تحية لكم جميعا: من الرئيس كميل شمعون إلى كمال جنبلاط والإمام موسى الصدر وبشير الجميل ورفيق الحريري وكل الأحبة. فبوجودكم بيننا اليوم، أحبابا وأهلا، تؤكدون حرص لبنان على هذه الصداقة التاريخية، إذ نؤكد نحن بدورنا على طيبها وعمقها"، خاتما "فأهلا وسهلا بكم جميعا، رمضان يجمعنا على المحبة والإخاء".

الحريري

ثم ألقى الحريري كلمة، استهلها بالقول: "تحية شكر للوزير المفوض في هذا اللقاء الرمضاني المبارك، والشكر أيضا للدكتور نزار على حضوره من المملكة، كي يشاركنا هذا الإفطار، آملين أن يكون معنا دائما". أضاف: "البيت السعودي يجمع دائما بين اللبنانيين ولا يفرق، هذا ما تعلمناه من المملكة وهذا ما تريده من لبنان، أن نبقى على وحدتنا في مواجهة التحديات، وأن نبقى على عروبتنا والتزامنا اتفاق الطائف". وتابع: "تاريخ المملكة مع لبنان مليء بالخير والمحبة، والتعاون ونحن مع كل الشرفاء في البلد على عهدنا بالوفاء لهذا التاريخ، وعلى تمسكنا بأفضل العلاقات مع الدول العربية الشقيقة. دول الخليج العربي وقفت مع لبنان في أصعب الظروف، ولم تعمل في أي وقت على التدخل في شؤوننا الداخلية، والمطلوب منا بالمقابل أن ننأى بأنفسنا عن التدخل بشؤون الدول الشقيقة، وأن نعتبر عروبة لبنان خطا أحمر لا يصح الخروج عنه، وأملنا أن يكون هذا اللقاء رسالة خير وتضامن مع لبنان، وأن يعيد هذا الشهر الكريم على بلدنا وعلى أمتنا وعلى المملكة بالخير والاستقرار والسلام". وختم "الشكر مجددا لمعالي الأخ وليد البخاري وللدكتور علولا والمملكة والأمير محمد بن سلمان على وقوفه مع لبنان. وسنكمل مشوارنا مع كل الدول الصديقة، التي تريد الإعمار والسلام والاستقرار للبنان".

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 19/5/2018

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

رحل حامل ملفات الجمهورية، الأمين على أبحاث مجلس الوزراء في حقبة صعبة من تاريخ لبنان، المدافع قانونا عن كل توجه سليم ليبنى الشيء دائما على مقتضاه.

رحل القاضي الدكتور محمد سهيل بوجي الأمين العام السابق لمجلس الوزراء، بعد صراع مع المرض، ورئيس الجمهورية نعاه ومنحه وسام الاستحقاق اللبناني المذهب.

كذلك نعى الرئيس الحريري بوجي، وقال إنه رجل من أوفى الرجال تنطوي معه تجربة من أغنى التجارب الادارية والقانونية في تاريخ رئاسة مجلس الوزراء. وأضاف الرئيس الحريري إن بوجي جعل من موقعه في السراي الكبير، أمانة عامة للدولة اللبنانية التي كرس لها جهدَه وفكره وحيات،ه وأغناها بكفاءته وتجربته المميزة في السلكين القضائي والاداري.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

منتصف ليل الإثنين، تنتقل دفة السلطة التشريعية من المجلس النيابي الحالي إلى الجديد المنتخب، لتكر بعدها سبحة الاستحقاقات الدستورية، انطلاقا من الأربعاء موعد انتخاب رئيس للمجلس ونائب للرئيس والهيئة العامة ومطبخ المجلس، مرورا بالاستشارات النيابية وصولا الى مشاورات التشكيل.

والاثنين أيضا يعقد مجلس الوزراء آخر جلساته في القصر الجمهوري، وعلى جدول أعماله 59 بندا، من بينها مجددا الاجراءات المتوجب اتخاذها لانقاذ قطاع الكهرباء بأسرع وقت ممكن، والتي بقي منها خطة استئجار 850 ميغاوات أو ما يعرف بالبواخر، فهل تمرر في آخر الجلسات؟.

على أي حال، النائب وليد جنبلاط استبق هذه المحاولة، وحذر من اللعبة الجهنمية للمصالح المشبوهة من خلال الاستماتة لتمرير بند البوارج التركية، مناشدا العهد بفتح صفحة جديدة. كما ينتظر ان توافق الحكومة الاثنين على تطويع مئات العسكريين والضباط في مختلف الأجهزة الأمنية والمؤسسة العسكرية.

انشغالات نهاية الأسبوع توزعت بين رصد التطورات السورية ومفاعيل قمة أسطنبول الإسلامية حول فلسطين، وخرقها متابعة الزفاف الأسطوري لنجل الأمير تشارلز والأميرة الراحلة ديانا، هاري، من الممثلة الأميركية ميغان مركل. زفاف ملكي تابعه الملايين على مدى 3 ساعات، وبكلفة بلغت ملايين الجنيهات الاسترلينية.. لك الله يا عروس المدائن.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"

الجهود والمشاورات الداخلية المنصبة على جلسة انتخاب رئيس للمجلس النيابي ونائبه الأربعاء المقبل، وعلى ما سيتبعها من استشارات متصلة بتكليف رئيس للحكومة، خرقها اليوم اهتمام رسمي برحيل الأمين العام السابق لمجلس الوزراء سهيل بوجي، الذي جعل من موقعه أمانة عامة للدولة اللبنانية، وفق ما جاء في البيان الذي نعى فيه رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري الدكتور بوجي.

وقال الرئيس الحريري: برحيله تنطوي تجربة من اغنى التجارب الادارية والقانونية في تاريخ رئاسة مجلس الوزراء. وقد وضع على نعش الراحل وسام الاستحقاق اللبناني المذهب، باسم رئيس الجمهورية ميشال عون الذي منحه اياه تقديرا لعطاءاته في مجالات الإدارة والقانون ووفاء للبنان.

اقليميا، وفيما تعلن واشنطن الاثنين المقبل عن استراتيجتها الجديدة تجاه ايران، هدد رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية علي أكبر صالحي، في مؤتمر مشترك مع المفوض الأوروبي للطاقة، باستئناف تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 في المئة في حال لم تلتزم أوروبا بتعهداتها بالاتفاق النووي.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

فيما كان الاعلام العربي منشغلا بنقل حفل زفاف أمير بريطانيا، كان الفلسطينيون يزفون المزيد من الشهداء، ممن أصابهم رصاص الحقد الصهيوني عند تخوم غزة في ذكرى النكبة، ناقلين للعالم صورة الشعب الأبي العصي على كل تطويع.

شيع الفلسطينيون المزيد من الشهداء، غير آبهين ببعض المزايدات، ومقتنعين ان ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة، وهي القوة التي عبر الاسرائيلي عن خشيته من تداعياتها، من دون ان يخفي سخطه من قرارات مجلس حقوق الانسان تشكيل لجنة تقصي حقائق حول مجزرة غزة. سخط اسرائيلي على المنظمة الدولية، أكثر منه على الجامعة العربية ومقرراتها التي كانت أقل من تلك الدولية أو الاسلامية، وفق الحسابات الاسرائيلية.

في الحسابات الاقليمية، مصلحة الأوروبي من الاتفاق النووي الايراني تغلبت على العنجهية الأميركية كما يبدو، والعمل الأوروبي الآن لحماية شركاتهم من غضب ترامب وقراراته.

أما في لبنان، فالقرارات والحسابات لا زالت عند حدود التهدئة الوطنية، كما يظهر الحراك السياسي ومساعي التسويات بعنوان حكومة وحدة وطنية، كما أكد رئيس الجمهورية.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

في الظاهر، الهدوء يسيطر على الساحة السياسية قبل أسبوع الاستحقاقات الكبرى، أما في الواقع فإن المشاورات مستمرة وبحرارة لافتة، في سبيل انضاج استحقاقين داهمين: انتخابات مكتب المجلس ومن ثم تشكيل الحكومة.

وإذا كان الاستحقاق الانتخابي في مجلس النواب يحسم الأربعاء، فإن موضوع الحكومة سيبقى موضع أخذ ورد، خصوصا ان "حزب الله" لن يرضى بأن تكون حصته كما كانت، إن على صعيد العدد أو على صعيد نوعية الوزارات. كذلك في ظل سعي بعض القوى السياسية إلى منع تمدد "القوات" وزاريا، كما تمددوا نيابيا.

ملف الاستحقاقات الدستورية الداهمة، لم يحجب الاهتمام بملف أخطر، يتعلق بالقرار الصادر عن الرئيس السوري بشار الأسد، والذي يهدد النازحين السوريين بمصادرة أملاكهم إذا لم يعودوا إلى بلادهم لتسجيلها، وقد رأى فيه البعض تهديدا بتوطين عشرات الالاف من السوريين في لبنان.

لكن بعيدا من هذه الهموم، سنبدأ النشرة بموضوعين مختلفين: الأول زواج الأمير هاري في عرس ملكي يذكر بأجواء القرون الغابرة، والثاني امكان تحقيق المخرجة اللبنانية نادين لبكي الفوز في مهرجان "كان" الدولي، عن فيلمها المميز "كفرناحوم".

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

"حزب الله" على وعده الصادق بتفعيل مكافحة الفساد. "أمل" تبدي إيجابية، وتعرب عن استعدادها للتعاون. الحزب "الاشتراكي" حذر، ورئيسه وليد جنبلاط يدعو إلى فتح صفحة جديدة، في أحدث تغريدة اليوم. "المستقبل" يجري قراءة داخلية معمقة لما حصل، ساعيا إلى احتفاظ رئيسه سعد الحريري برئاسة الحكومة، من دون أن يطرأ أي تبديل يذكر على علاقته مع العهد وتياره. "القوات اللبنانية" تشعر بفائض قوة، من دون أن يبادلها كثيرون، الشعور ذاته. أما "التيار الوطني الحر"، فدائما مستعد لدعم العهد.

هذا في المشهد العام. أما في موضوع نائب رئيس مجلس النواب، فالصورة اليوم على الشكل التالي: "التيار" يحدد مرشحه الثلاثاء، فيما "القوات" رشحت أنيس نصار. بري أعلن دعم من يسميه التكتل المسيحي الأكبر، مفضلا إيلي الفرزلي. أما "المستقبل"، فموقفه ملتبس من دعم نصار. وفي هذا السياق، تشير معلومات الـ OTV إلى أن "القوات" حاولت استمزاج رأي أعضاء مستقلين في تكتل "لبنان القوي" من انتخاب مرشحها، فجاءها جواب واضح بالتزام قرار التكتل، أو على الأقل عدم التصويت في اتجاه مغاير.

أما بعيدا من الشأن الداخلي، فـ "لأجلك يا مدينة السلام أصلي... وأقاوم". مقطع، استعاره وزير الخارجية اللبنانية، بتصرف، من أغنية فيروز الشهيرة "زهرة المدائن"، تضامنا مع أطفال فلسطين وأبطالها من اسطنبول.

ولكن، في المقلب الآخر من العالم، لم يبد أحد مهتما. فالزفاف الملكي هم أول، احتل معظم مساحات التعليقات والإعلام، حيث لا ظلم ولا شهداء، ولا من يحزنون.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

من من الكتل النيابية ستصمد على واحد من الوعود الذي قطعته للناخبين بفصل النيابة عن الوزارة؟. هل هي مجرَّد وعود إنتخابية تبخَّرت مع إقفال صناديق الإقتراع مساء السادس من أيار الحالي؟.

المواعيد المقلوبة حتَّمت هذا السؤال: الموعد الأقرب هو انتخاب رئيس جديد للمجلس ونائبه وهيئة المكتب، لكن الموعد الأهم هو استشارات التاليف، فانتخاب الرئيس لم يعد خبرا متقدما لأنه حسم لمصلحة الرئيس بري، حتى ان نائب الرئيس بات شبه محسوم، وتكليف الرئيس سعد الحريري لتشكيل الحكومة لم يعد خبرا متقدما لأنه شبه محسوم.

الخبر الحقيقي هو استشارات التأليف، الرئيس المكلف سيجد نفسه أمام سيل من مطالب الأحجام والحقائب، خصوصا ان الكتل بدأت تعزز أحجامها لتدخل جنَّة السلطة التنفيذية إما بحقيبة وازنة وإما بعدد من الحقائب، لكن التحدي ما قبل التوزيع هو معرفة كيف سيتعاطى الرئيس المكلَّف مع المعطى الجديد المتمثل بالقرار الأميركي وضع قادة من "حزب الله" على لائحة العقوبات، وتأييد بعض دول الخليج لهذا القرار.

في انتظار الجواب، فإن الموعد الأقرب هو بعد غد الإثنين من خلال الجلسة الأخيرة لمجلس الوزراء، وهو اليوم الأخير من عمر مجلس النواب وعمر الحكومة في آن واحد، إذ اعتبارا من يوم الثلاثاء تكون الحكومة قد تحولت إلى حكومة تصريف أعمال.

وإذا كانت أول جلسة لهذه الحكومة، منذ تشكيلها من عام وخمسة أشهر، قد بحثت في ملف النفط، فإن الجلسة الأخيرة سيكون ملف الكهرباء نجمها، في هذا السياق حذر النائب وليد جنبلاط مما وصفه "بند البوارج التركية"، مضيفا "إنهم يستميتون لتمريره وحذار من هذه اللعبة الجهنمية للمصالح المشبوهة".

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

إستحصل العالم اليوم على إجازة حرب، ونقل نقاشه من قرارات ترامب وقمة اسطنبول، واستبدل التخصيب النووي الإيراني بالتخصيب البشري البريطاني الذي يصاهر الكنة الأميركية.

زفاف الابن الثاني للأميرة ديانا، أعاد إلى القصور الملكية ألقها وسحر تقاليدها. وترك دهشة من بساطة مصطحبا الناس الى أفراح كالنهار في وضحه. الممثلة الأميركية ميغان والبريطاني الشقي هاري، أخذا جمهورا واسعا إلى حيث الزفة وتلاوة النعم الأبدية والخاتم الذي يرسم على أطرافه قبلة للحياة.

غابت السياسة العالمية ليفرد الفستان الأبيض جدلا على طول القارات، ولا ينتهي هذا الجدل عند حضور الأعراق والألوان للمرة الأولى إلى داخل الكنائس والقصور الملكية، وعند سر غياب والد العروس عن الزفاف، بعدما سرب صورا لابنته، مخالفا الأعراف وقابعا تحت ديون أرهقت سمعته.

كل هذا كان محور تداول في المجتمع البريطاني ومنه نحو العالم، حاجبا وليوم واحد أخبار السوق السياسية التي تشترك بريطانيا في صنعها تحديدا، كشريك يصاهر أميركا أيضا في قراراتها الهوجاء.

وفي هذا النهار، اختار بعض الرأي العام أن ينهمك في حفل زفاف عالمي، وأن يشتري الفرح لنفسه ما دامت متابعته للقرارات العربية والاسلامية جاءت على مستوى "تخبزوا بالأفراح"، وأقصى تحديات قمة اسطنبول أنها تجاسرت وتشاطرت على غواتيمالا أو أنها فوضت أمرها إلى الأمم المتحدة، وهي تعلم أن لعبة الأمم تمسك بها أميركا.

وتحت سقف القمة، فإن رجب طيب اردوغان جسد دورا تمثيليا. إيران كانت ترد الضربة لأميركا. الأردن أوكل إلى نفسه دور محامي الشيطان الأكبر. السعودية خفضت مستوى تمثيلها إلى وكيل خارجية. وحده لبنان رفع آذان العرب، بكلمة لوزير الخارجية جبران باسيل ضربت على وتر يؤلم الولايات المتحدة، لاسيما في تحريك عجلة المحاكمة تحت سقف الجنائية الدولية.

وما تزال الأفراح في دياركم عامرة، وبينها ما تشهده اليرزة في هذه الأثناء من عرس لبناني على مائدة إفطار سعودية، يقيمه الوزير المفوض وليد البخاري لنحو مئة شخصية لبنانية، على شرف رئيس الحكومة سعد الحريري، والمناسبة يشارك فيها رمضانيا لا سياسيا: المستشار في الديوان الملكي السعودي نزار العلولا. ومن خلال الشخصيات التي ستلبي دعوة المأدبة السعودية، سوف تتضح ملامح الإفطار السياسي اللبناني الذي سوف يتشكل في المرحلة المقبلة.

 

أسرار الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم السبت 19 أيار 2019

النهار

تمضي الحكومة من دون إقرار أي من المشاريع المقدمة من وزارة الاعلام سواء لدعم الصحف أو تبديل اسم الوزارة ودورها أو اعتماد قانون جديد للاعلام وللنقابات الخاصة به. تبيّن أن اللذين اتهمتهما الادارة الاميركية بتمويل "حزب الله" يتعاملان باستمرار مع المصرف المركزي الايراني.

بات معظم المستشفيات الحكومية يتقاضى بدلات تقرب من التعرفة المعتمدة في المستشفيات الخاصة بسبب عدم توافر التمويل اللازم. أجرى وزير تعديلات في مساعديه قبل أيام قليلة من انتهاء عمر الحكومة الحالية.

الجمهورية

لوحِظ أن الآمال بتحوُّل نائب مُنتخب إلى مشروع زعيم خفّت كثيراً بعد الأرقام التي حصدها في الإنتخابات وفي ظلّ إعتكافه النسبي عن الظهور والكلام.

لاحظت أوساط مراقبة أن كل القوى السياسية تناشد للتسريع في تأليف حكومة وعندما يأتي الوقت يضعون العصي في "دواليبها" للحصول على حقيبة مهمة.

قال دبلوماسي إن الإتفاق النووي هو الضحية الأولى للإنقلاب في السياسة الأميركية في الشرق الأوسط.

اللواء

تردّدت معلومات أن مرجعاً كبيراً وضع في أجواء إجراءات تنظيمية أقدم عليها مسؤول رفيع، حليف له. بات بحكم المؤكّد أن اشتباكاً حقيقياً، حول الحصص الوزارية سيحصل، ومن الصعب التحكم بتداعياته!

بدأ نائب منتخب ممارسة مهامه المناطقية، على خلفية الوفاء بالوعود التي أطلقها خلال الحملة الانتخابية.

البناء

توقّعت مصادر عراقية أن يستتبّ أمر تشكيل الحكومة العراقية الجديدة لرئيس الحكومة الحالية حيدر العبادي على قاعدة تمثيل جميع الكتل التي يزيد تمثيلها عن عشرة نواب وفقاً لمعادلة لكلّ عشرة نواب وزير، على أن تحضر الحقائب الأساسية بالكتل التي يزيد تمثيلها عن 25 نائباً والحقائب السيادية لمن يزيد تمثيلهم عن الخمسين نائباً. وفي المقابل تثبيت وضع الحشد الشعبي قانونياً ورفض التمديد للقوات الأميركية بعد نهاية داعش ووضع آليات واضحة لمكافحة الفساد.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

عودة 14 آذار بين الواجب الوطني وحتمية المواجهة(1)

 أحمد الأيوبي/جنوبية/19 مايو، 2018

إرهاب "حزب الله" لم يطمسه التضليل ولا ستار المقاومة

أطلقت الإدارة الأميركية والمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة والكويت مجموعة عقوبات جديدة ضد “حزب الله” بجناحيه العسكري والسياسي، شملت أمينه العام وتركيبته الإدارية والأمنية العليا، في توقيتٍ تلا الإنتخابات النيابية ويسبق تشكيل الحكومة العتيدة.

دأب “حزب الله” على رسم صورته بشكلٍ تراكمي، بإعتباره قوة مقاومةٍ إنتقلت من تحرير الأراضي اللبنانية إلى القيام بأدوارٍ “ضرورية” للحفاظ على “المشروع المقاوم”، رغم أن كل هذه الأدوار بعد مرحلة الإنسحاب الصهيوني من جنوب لبنان عام 2000، كانت أدوار إنقلابٍ على الدولة ونشرٍ للفوضى وإعلان ولاءٍ للمشروع الإيراني، وهذا ما يجب الوقوف عنده وإستعادة الركيز عليه في هذه المرحلة.

سقوط دعاية المقاومة.. وسطوع سياسة الإغتيالات

فدعاية المقاومة الباطلة، باتت من الثوابت في السياسة اللبنانية من خلال فريق 8 آذار، وتمكن من وضعها في البيان الوزاري عبر الثلاثية “الخشبية” في مراحل سابقة، وهذا جزء من إستعادة المشهد الحقيقي بعيداً عن تلبيس الحزب وإعلامه وآلته السياسية. فإذا تغاضينا عن الماضي الإجرامي لقيادات “حزب الله” من خلال عملياته الإرهابية في الكويت وغيرها، فإنه يواجه في المحكمة الدولية الإتهام بجريمة قتل الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وسط قناعة كاملة عند الجميع بأنه الوحيد القادر بالشراكة مع النظام السوري، على تنفيذ جريمة بهذا الحجم والخطورة. تلا الإغتيال الكبير سلسلة إغتيالات إرهابية كانت تتوقف عند الوصول إلى تسويةٍ سياسية، كانت تعني قضم الحزب مساحةً جديدة من السيطرة الأمنية والسياسية على لبنان.

في العام 2008 إتخذ “حزب الله” خطوة جديدة إضافية عندما نفـّذ إنقلاباً كاملاً و

إحتل بيروت بقوة السلاح والإرهاب، وفرض صيغة حكمٍ جديدة من خلال إتفاق الدوحة الذي جاء ببدعة الثلث المعطل و”الوزير الملك”. في العام 2009 فازت قوى 14 آذار بأغلبية نيابية، لكن نصرالله إبتلع تصريحه الشهير “فليحكم الفائز وليعارِض الخاسر”، وفرض معادلةً جديدة قائمة على التحكم بالغالبية في الحكومة، فأسقط حكومة الرئيس سعد الحريري بطريقة مهينة عندما أسقط حكومته فدخل إجتماعه مع الرئيس الأميركي باراك أوباما رئيساً ليخرج رئيساً مستقيلاً..

القتل بإسم زينب

إندلعت الثورة السورية وبدأ حسن نصرالله تهييج القاعدة الشيعية، زاعماً أن هناك خطراً يتهدّد الشيعة في القرى المناطق الحدودية، وتابع إستدراج قومه للحرب داعياً إياهم إلى “حماية المراقد الشيعية” تحت شعار “لن تـُسبى زينب (عليها السلام) مرتين”.. وَلَغَ “حزب الله” في دماء الشعب السوري وقام بتهجير أهالي القصير وتوسّع في التدخل ناشراً القتل والتدمير والتخريب، وممارساً أعتى أنواع الإرهاب، تحت ستار التحالف مع نظامٍ فقد الشرعية المحلية والدولية، محاولاً نشر مظلةٍ أخلاقية وسياسية عنوانها “مواجهة الإرهاب” الذي ألصقه بالسنة، رغم أن إرهاب الحزب قد يفوق إرهاب “داعش” في كثيرٍ من المواقع والأحيان.

تحويل لبنان إلى متراس

يعتمد “حزب الله” التنكيل باللبنانيين واضعاً قوته العسكرية على طاولة أي حوارٍ وطني، ناسفاً توقيعه على نداء بعبدا الداعي إلى تحييد لبنان عن الصراعات الإقليمية ورافضاً سياسة النأي بالنفس، محاوِلاً فرض التطبيع مع نظام القتل في سوريا.

اليوم يعمل “حزب الله” بعد الإنتخابات النيابية على تحيول لبنان إلى متراسٍ، مهدداً بالدخول إلى السلطة بوزارات سيادية أو وازنة مع إنطلاق العقوبات الجديدة على الحزب وواجهاته المالية.

 

الحريري: لن أدعم إيلي الفرزلي لمنصب نائب رئيس مجلس النواب

المركزية/19 أيار/18/أعلن رئيس الحكومة سعد الحريري أن البيت السعودي يجمع بين اللبنانيين ولا يفرق بينهم، مشددا على أن ما تريده المملكة من لبنان ان نبقى على وحدتنا وعروبتنا والتزامنا باتفاق الطائف. الحريري وفي حفل الإفطار الذي أقامته السفارة السعودية أشار الى أن دول الخليج العربي وقفت مع لبنان في أصعب الظروف ولم تعمد الى التدخل في شؤوننا الداخلية، لافتا الى أن المطلوب منا ان ننأى بأنفسنا عن التدخل في شؤون الدول الشقيقة وانتماؤنا العروبي خط أحمر. وتابع الحريري: "لا أؤمن بالأعراف إلا في رئاسة الجمهورية ورئاسة مجلس النواب ورئاسة الحكومة". وقال "لن ادعم إيلي الفرزلي لمنصب نائب رئيس مجلس النواب".

 

الفرزلي: لا أستطيع التحدث عن حظوظ قبل أن يجتمع التكتل ويتبنى ترشيحي

المركزية/19 أيار/18/ إستقبل النائب المنتخب إيلي الفرزلي في دارته في بلدة جب جنين في البقاع، وفد أبرشية زحلة وتوابعها للروم الأرثوذكس، برئاسة راعي الأبرشية المطران مار أنطونيوس الصوري، مطران موسكو نيفين صيقلي ولفيف من الكهنة، مهنئين بفوزه في الانتخابات النيابية، وقدموا له أيقونة "النبي إيليا". وبعد خلوة ناقش خلالها المجتمعون جملة من الأمور، تحدث الصوري، فقال: "دائما نؤيد ترشيح دولة الرئيس الفرزلي، لأنه خير ممثل ليس للأرثوذكس فقط، بل لكل لبنان ورسالته كما نعرفه ويعرفه كل الناس، هي رسالة وطنية تنطلق من إيمانه الأرثوذكسي، فهو ابن الكنيسة وابن الإيمان بعمق، ونحن نريد وبحاجة لرجال أمثاله يتمتعون بالصدق والشفافية والوضوح في الرؤيا".

صيقلي

بدوره، قال صيقلي: "إعتدنا أن نلتقي في هذا البيت الكريم، الذي نوجه منه تحية لإخواننا المسلمين بحلول شهر رمضان المبارك. هذا البيت الوطني الذي عرفناه حاضنا لكل الناس لأي دين أو مشرب انتموا".

الفرزلي

وبعد ترحيبه بالوفد، أجاب الفرزلي عن سؤال أحد الصحافيين، حول ترشحه لموقع نائب رئيس مجلس النواب، فقال: "لا أستطيع أن أتحدث عن حظوظ، قبل أن يجتمع التكتل ويتبنى ترشيحي، أو ترشيح أحد أعضاء التكتل، إلا أنني أؤكد التزامي بتكتل لبنان القوي، الذي تحدث عنه دولة الرئيس بري، وهو تمثل ما تمثل، بأن يكون له النصيب الأوفر لتحديد من هو نائب رئيس مجلس النواب القادم، بعد أن أصبح انتخاب دولة الرئيس بري رئيسا لمجلس النواب أمرا محسوما". أضاف: "إن زيارة المطارنة وقدس الآباء الأجلاء، ليس فقط بنية تهنئتنا بفوز تم ببركتهم، بل أيضا بنية التفكير بمستقبل هذه المنطقة، التي طالبوا أن تحظى برعاية الدولة، كونها تجسد توليفة التلاقي والوحدة بين اللبنانيين على اختلاف انتماءاتهم".

 

العلولا: لا علاقة لنا بتشكيل الحكومة فهذا شأن داخلي لبناني بعد تسمية رئيس للحكومة الجديدة سيأتي السياح الخليجيون الى لبنان

أعلن الموفد السعودي نزار العلولا في إفطار السفارة السعودية أننا لن نتحدث قبل تشكيل الحكومة وقال: "فلننتظر تسمية الرئيس المكلّف الجديد و"كلّا اسبوعين انطروا". وأكد العلولا ألّا علاقة لنا بتشكيل الحكومة فهذا شأن داخلي لبناني، مشيرا الى انه بعد تسمية رئيس للحكومة الجديدة سيأتي السياح الخليجيون الى لبنان. ورداً على سؤال، قال العلولا: "بعد التسوية سيكون هناك سفير للمملكة في لبنان". وقال "علاقة لبنان بالسعودية متجذرة كجذور الارز وتحية لكم من كمال جنبلاط وبشير الجميّل وكميل شمعون ورفيق الحريري".

 

«حزب الله» يتخلى عن «الزهد» الحكومي... ويريد وزارات أساسية ومهمة الحريري تواجه عقبات... وتأثيرات العقوبات الأميركية والعربية

بيروت: ثائر عباس/الشرق الأوسط/19 أيار/18/لم تنطلق رسمياً عملية تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة، في انتظار استكمال المسار الدستوري الطبيعي الذي يقتضي بداية انعقاد البرلمان الجديد المنتخب يوم الأربعاء المقبل، لانتخاب رئيس للبرلمان، ونائب له واستكمال هيئة المجلس، ثم الشروع في عملية الاستشارات (الملزمة بنتائجها) التي يجريها رئيس الجمهورية لتسمية رئيس للحكومة، والذي بدوره سوف يجري استشارات برلمانية (غير ملزمة) لتحديد شكل الحكومة. لكن المباحثات غير الرسمية، انطلقت بقوة وعلى أكثر من صعيد، سعياً وراء تحصين المراكز في الحكومة المقبلة، ومن خلفها تحديد نوعية مشاركة كل من الأطراف السياسية في السلطة. وبغض النظر عن العملية الإجرائية التي ينص عليها الدستور، بات معلوماً أن رئيس البرلمان نبيه بري سوف ينتخب رئيساً له مرة جديدة، كما أن رئيس الحكومة سعد الحريري سوف يكلف تشكيل الحكومة الجديدة، ويبقى السؤال حول حجم القوى داخل الحكومة، وكثرة عدد الطامحين لدخولها. ويلخص مرجع لبناني لـ«الشرق الأوسط» العقبات الاعتيادية لتشكيل الحكومة بأنها ستتمحور حول تمثيل المسيحيين من خارج «التيار الوطني الحر»، في ظل مطالبة «القوات اللبنانية» بمساواتها به في عدد الوزراء وبالحصول على وزارة سيادية، كما في تمثيل السنة من خارج «تيار المستقبل» في ضوء دفع «حزب الله» نحو تسمية وزراء من حلفائه الفائزين في الانتخابات، وفي مسألة تخصيص حقيبة المال للطائفة الشيعية. أما العقبات غير الاعتيادية، فقد ترتبط بمسألة العقوبات الأميركية والعربية على قياديين في «حزب الله» وإمكانية تأثيرها على تشكيل الحكومة، غير أن هذا الاحتمال بدا ضعيفاً في تقييم القيادات اللبنانية المختلفة، والتي رأى معظمها أن العقوبات «لن تؤثر على عملية تشكيل الحكومة، لكنها قد تؤثر على الاقتصاد اللبناني والوضع المالي». وترمي مصادر قريبة من «حزب الله» الكرة في ملعب الحريري ومدى «استجابته للضغوط الأميركية»، مشيرة في المقابل إلى أن مسار الأمور لا يوحي بإمكانية عرقلة عملية تشكيل الحكومة، وهو ما توافق عليه مصادر في «تيار المستقبل» التي رأت أن العقوبات غير جديدة، وكانت موجودة سابقاً عند تأليف الحكومة الحالية وغيرها، وبالتالي لا تأثير مباشراً على هذه العملية.

لكن التحدي الأكبر الذي قد يواجه الحريري، هو سعي «حزب الله» هذه المرة إلى تمثيل أكبر في الحكومة، وتزامنه مع هذه العقوبات قد لا يكون عاملاً مساعداً. وتؤكد المعلومات التي توفرت لـ«الشرق الأوسط» أن الحزب لن يسير في عملية تشكيل الحكومة على غرار «الزهد» الذي أبداه سابقاً في عمليات تأليف الحكومات، حيث كان يحصل على حقائب غير خدماتية، كحقيبة الشباب والرياضة (التي يشغلها حالياً) وحقيبة التنمية الإدارية أو شؤون مجلس النواب أو الصناعة. وهي حقائب كان يرضى الحزب بتسلمها تاركاً للقوى السياسة الأخرى الدخول في الصراع حول الحقائب الخدماتية والأساسية مكتفياً بالوجود السياسي. وتقول مصادر قريبة من الحزب، إنه يريد هذه المرة حقائب أساسية خدماتية يمكن من خلالها «خدمة الناس والتصدي للفساد». وتشير المصادر إلى أن حصة الحزب يجب أن تكون 3 وزراء إذا كانت الحقائب الشيعية ستة. وتجزم المصادر برفض الحزب استبعاده من الحكومة، مؤكدة أن الحزب أبلغ من يعنيهم الأمر بأن فريقه السياسي يتمتع بأغلبية موصوفة داخل البرلمان، وبأنه إذا تجاوب الحريري مع الفيتو الأميركي فلن تكون هناك حكومة... وإذا تم تشكيل الحكومة فلن تنال الثقة. وكانت العقوبات المفروضة على «حزب الله» موضع تعليقات إضافية من السياسيين اللبنانيين،؛ إذ رأت النائبة المنتخبة رولا الطبش جارودي (المستقبل)، أن العقوبات الأميركية سيكون لها تأثير على الوضع الداخلي لناحية عرقلة ملف تشكيل الحكومة، إلا أن الدولة تأخذ في الاعتبار كل هذه الأمور، مشيرة إلى أن «حزب الله» موجود في البلد ولا يمكن تجاهله، وهناك ربط نزاع داخلي معه، وقالت سيتم السعي لتحييد لبنان عن النزاعات الموجودة.

وأوضح النائب المنتخب نقولا نحاس (كتلة الرئيس نجيب ميقاتي)، أن «العقوبات ضدّ (حزب الله) ليست جديدة ولن تؤثّر على الاقتصاد اللبناني»، مشيراً إلى أن «الأسماء التي أُعلن عنها، لا حيثية اقتصادية لها بل عنوانها سياسي». وأكد نحاس أنّ «حزب الله» جزء أساسي من النسيج اللبناني، ولا يمكننا القول إنه غير موجود، مشيراً إلى أن الخلافات لا يمكنها أن تؤثر على المنحى العام لأن لبنان في حاجة إلى حماية من نار المنطقة من دون إلغاء أحد.

 

عون يتحدث عن حكومة «وحدة وطنية»... وعملية إصلاحية وأكد أن الاستقرار سيستمر رغم الأحداث الإقليمية

بيروت: /الشرق الأوسط/19 أيار/18/أكد الرئيس اللبناني ميشال عون أن الاستقرار في لبنان سوف يستمر على رغم ما يجري من أحداث إقليمية، «لأن القيادات اللبنانية متّفقة على تحييد لبنان عمّا يجري في جواره، وأن المجتمع الدولي مدعو إلى دعم الإرادة اللبنانية في هذا الاتجاه».

وقال عون لدى استقباله أمس مدير دائرة شمال أفريقيا والشرق الأوسط في وزارة الخارجية الفرنسية السفير جيروم بونافون إن مرحلة ما بعد الانتخابات «ستشهد تشكيل حكومة وحدة وطنية جديدة، سيكون في مقدمة اهتماماتها المضي بالإصلاحات المنشودة على مختلف الصعد ومكافحة الفساد وتنفيذ خطة اقتصادية تحقق النهوض المنشود». وشدد على «إن لدى القيادات اللبنانية الإرادة الأكيدة للوصول إلى حلول سريعة للمسائل المطروحة»، معتبرا «إنّ التغيير في النهج والأسلوب والأشخاص جزء من العملية الإصلاحية التي ستطاول إدارات الدولة ومؤسساتها، وهذا ما سيرد في البيان الوزاري للحكومة الجديدة». وكرر عون: «إن لبنان الذي يلتزم القرار 1701 للمحافظة على الاستقرار في الجنوب وعدم حصول عمل عسكري على الحدود، يواجه يوميا خروقات إسرائيلية وانتهاكات لسيادته برا وبحرا وجوا، ما يؤكّد عدم التزام إسرائيل احترام إرادة المجتمع الدولي في المحافظة على الاستقرار على الحدود اللبنانية»، معتبرا أن «هذا ما لا يمكن للبنان القبول به أو التغاضي عنه». وطالب الرئيس عون فرنسا بأن تلعب دورا فاعلا لتسهيل عودة النازحين السوريين إلى المناطق الآمنة في سوريا، لافتا إلى التداعيات التي يتحمّلها لبنان نتيجة هذا النزوح المستمر منذ العام 2011، اقتصاديا وأمنيا واجتماعيا وإنسانيا. وأشار عون إلى أن البيان الذي صدر عن الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة بعد اجتماع بروكسل الأخير شكّل صدمة للبنانيين، نظرا لما تضّمنه من عبارات تتناقض مع السيادة اللبنانية ومع الموقف اللبناني الداعي إلى عودة آمنة للنازحين بإشراف المجتمع الدولي. وكان السفير بونافون هنّأ الرئيس عون في مستهل اللقاء، باسم الرئيس ماكرون ورئيس الحكومة الفرنسية إدوار فيليب، على إنجاز الانتخابات النيابية بنجاح، مؤكدا وقوف بلاده إلى جانب لبنان ودعمه في مختلف المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية.

 

فضيحة كبرى قد تؤدي الى ابطال نتيجة الانتخابات بأكملها : في وزارة الداخلية 500 ألف ناخب إضافي !!

المستقل/19 أيار/18/الباحث د. كمال فغالي – اخبار : كلّما أمعن الباحث في قراءة نتائج الانتخابات الصادرة عن وزارة الداخلية على موقعها الإلكتروني، كلما اكتشف المزيد من الأخطاء المرتكبة. وإذا كنا قد عرضنا في مقالنا السابق («لجان القيد لم تفهم النسبية») لأخطاء في عملية احتساب النتائج، نعرض هذه المرة لأخطاء مثيرة للاستغراب بسبب بديهيتها تتعلق بأعداد الناخبين.

 شكوك كثيرة في آلية الفرز والاحتساب

يظهر الجدول المرفق حجم الفروقات بين عدد الناخبين الوارد في جداول النتائج التفصيلية وكيفية احتسابها في كل دائرة على الموقع الالكتروني للوزارة (http://www.interior.gov.lb/AdsDetails.aspx?ida) وقد بلغت 4,252,937، وبين عدد الناخبين المدرجين على لوائح الشطب بحسب الوزارة عينها والذين وزعتهم قبل شهر من الانتخابات (3,746,483 إذ يصل الفارق إلى 506,454 ناخباً.

يصعب فهم سبب الوقوع في خطأ مماثل ينجم عنه هذا الفرق الشاسع في أعداد الناخبين، خصوصاً أن الوزارة حصلت على أكثر من 50 مليار ليرة بدل نفقات انتخابية وأتيح لها شراء كل ما تحتاج إليه من تجهيزات تقنية وبرامج كومبيوتر، فلماذا يرتكب خطأ بديهي بهذا الشكل؟ وأي برنامج هذا الذي يرتكب خطأ بهذا الحجم؟ وهل الأرقام الإضافية واردة من لجان القيد واكتفت الوزارة بنشرها على موقعها الإلكتروني، أم أن الخطأ هو من الوزارة نفسها؟

إن خطأ مماثلاً يتيح تصديق كلّ ما يثار من شكاوى عن ضياع أصوات من هنا، أو تزوير من هناك. ذلك أنه حتى لو لم تكن هناك نية للتلاعب بالنتائج، يمكن القول إن وجود أخطاء مماثلة أمر يدعو إلى عدم الثقة بسلامة النتائج. ولجان القيد مدعوة إلى توضيح آلية احتساب النتائج، وإعادة الفرز في حضور مندوبين عن الأحزاب والقوى السياسية والمرشحين للتأكد من سلامة العمل.

الأوراق الملغاة

ملاحظة ثانية لا تقل أهمية تتعلق بفشل الحملة الدعائية لشرح آلية الاقتراع، والتي أنفق عليها أيضاً مبالغ كبيرة، فهو ما يكشفه حجم الأوراق الملغاة والذي يصل إلى 38,909، ما نسبته 2.1 في المئة من عدد المقترعين الإجمالي وهو رقم مرتفع جداً، خصوصاً إذا قارناه بالأوراق الملغاة في استحقاق العام 2009 ووصل عددها إلى 11,884 بنسبة 0.7 في المئة من المقترعين. أي أن الأوراق الملغاة تضاعفت ثلاث مرات.

تزداد أهمية هذه الملاحظة، إذا قدّرنا قيمتها الانتخابية. ففي حال كانت الانتخابات تجرى على مستوى لبنان، لكان الحاصل الانتخابي العام وصل إلى 14,541 وهذا يعني أن الأوراق الملغاة حققت ما نسبته 2.7 (حاصلان وكسر أكبر) أي ما يعادل ثلاثة مقاعد نيابية.

يبيّن هذا الكم من الأوراق الملغاة تقصير الوزارة في شرح آلية الاقتراع وعدم تسهيل شرحها من قبل المعنيين. إذ لم توزّع الوزارة نماذج عن ورقة الاقتراع للمرشحين، أو المعنيين، لكي يشرحوا للناخبين كيف ستجري العملية الانتخابية، إلا قبل أيام معدودة من الاستحقاق على رغم المطالبات المتكررة بها. لذا عمد كثير من المرشحين إلى شرح آلية الاقتراع على ورقة مختلفة عن التي اعتمدت. كما أن الحملة الدعائية كانت قاصرة، على رغم جماليتها. لم يكن مفهوماً مثلاً كيف يمكن لإعلان عن البوظة أن يشرح للناخب ما الذي يتوجب عليه فعله خلال عملية الاقتراع؟ كما ليس مفهوماً لماذا تكون الانتخابات عرساً وطنياً وكأننا نجري انتخابات للمرة الأولى؟ وكيف تكون حملة انتخابية شهدت كلّ هذا الكم من التحريض والكلام الطائفي عرساً؟ ولماذا شرحت العملية الانتخابية، في الفيديوات الترويجية، على نماذج غير مطابقة لما سيعتمد؟

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

مقتل سبعة اشخاص في اعتداء على كنيسة في الشيشان

موسكو - أ ف ب  في 19 مايو 2018 /قتل عنصران من الشرطة واربعة مسلحين وأحد الاشخاص اليوم (السبت)، في جمهورية الشيشان بالقوقاز الروسي، في اعتداء على كنيسة ارثوذكسية، وفق ما اعلنت لجنة تحقيق روسية في بيان. وقالت اللجنة في بيان «وفقا للتقارير الاولية، قتل شرطيان مسؤولان عن امن الكنيسة، ومدني»، مشيرة الى اصابة اثنين آخرين من الشرطة. واستهدف الاعتداء على كنيسة رئيس الملائكة ميخائيل في وسط غروزني، عاصمة الشيشان، وفق المصدر. واكدت «القضاء على أربعة مسلحين»، عثر بحوزتهم على سكاكين وبندقية، وتابعت ان «تصرف الشرطة المحترف ادى الى تجن عواقب أكثر خطورة وإصابة المزيد من الضحايا». من جهته، قال الرئيس الشيشاني رمضان قديروف لوكالات الانباء الروسية، إن «المسلحين تحركوا بناء على اوامر بلد غربي، وكان هدفهم اخذ المؤمنين رهائن».

 

إيران تهدد بتخصيب اليورانيوم.. واوروبا "تطمئن"

المركزية/19 أيار/18/هدد رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيراني، علي اكبر صالحي، باستئناف بلاده لتخصيب اليورانيوم بنسبة 20 بالمئة، في حال لم تلتزم اوروبا بتعهداتها بالاتفاق النووي، الذي انسحبت منه الولايات المتحدة مطلع هذا الشهر. وجاء تهديد صالحي خلال مؤتمر صحافي عقده في طهران مع المفوض الأوروبي للطاقة، ميغيل ارياس كانيتي، الذي يزور إيران حاليا. وبموجب الاتفاق المبرم عام 2015 كبحت إيران برنامجها النووي في مقابل رفع معظم العقوبات، التي فرضها الغرب عليها وهو ما جرى مطلع 2016. وطبقا للاتفاق، يجب الا يتجاوز تخصيب اليورانيوم في إيران عتبة 3.67 بالمئة لمدة 10 سنوات. ويمكن استخدام اليورانيوم منخفض التخصيب في محطات الطاقة النووية، بينما يتطلب إنتاج الأسلحة النووية مستوى مرتفعاً من التخصيب يبلغ 90 بالمئة. ويسعى المسؤول الأوروبي لطمأنه الإيرانيين في شأن استمرار مشتريات النفط وحماية الشركات الأوروبية العاملة في إيران، رغم قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الانسحاب من الاتفاق وفرض عقوبات قاسية على طهران. وقال كانتي "وجّهنا رسالة إلى اصدقائنا الإيرانيين بأن الأوروبيين سيبقون على التزامهم بالاتفاق طالما التزم الإيرانيون به. وهم قالوا الأمر ذاته من جانبهم". واكد "دعم اوروبا للاتفاق النووي مع إيران، واجريت محادثات بنّاءة مع المسؤولين الإيرانيين".

 

أوروبا عاجزة عن تقديم ضمانات جدية لايران وشركاتها تميل لمغادرة طهران ومحاولات فرنسية للتوصل الى تسوية مع ترامب..تصطدم بـ الـ"تصلب" الاميركي؟

المركزية/19 أيار/18/ تتواصل المشاورات الدولية كثيفةً في غير اتجاه، محاوِلة "امتصاص" مفاعيل الانسحاب الاميركي من الاتفاق النووي مع ايران، وإبقاءه حيًّا. ففيما حطّ وزير الخارجية الايرانية محمد جواد ظريف في موسكو الاسبوع الماضي، ومن ثمّ في بروكسل حيث قابل مسؤولين في الاتحاد الاوروبي، وصلت الى روسيا الجمعة المستشارة الالمانية انجيلا ميركل حيث عرضت مع الرئيس فلاديمير بوتين للملف النووي وللقضايا الاقليمية والدولية والاوروبية الساخنة. أما في في 24 و25 الجاري، فيتوقع ان يكون الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ضيف "القيصر". وقد أعلن الكرملين ان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون سيناقشان الاوضاع في إيران وسوريا وأوكرانيا خلال زيارة ماكرون لمدينة سان بطرسبرغ حيث يشارك في منتدى اقتصادي. ولفت الكرملين ايضا الى ان رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي سيكون ضيف شرف في المنتدى وسيجري محادثات مع بوتين يوم 26 أيار. وفي الموعد نفسه، تُعقد قمة لمجموعة السبع في كندا. غير ان مصير الاتفاق العتيد لا يزال ضبابيا، وفق ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية". ففيما يكرر الاوروبيون تمسّكهم به، يطالبهم الجانب الايراني بضمانات تؤكد انه صامد وانه لن يتأثر بالخروج الاميركي. غير ان قادة "القارة العجوز"، عاجزون حتى اللحظة عن تقديم هذه الضمانات، وسط الـ"طحشة" الأميركية على تشديد الطوق على الاقتصاد الايراني وفرض عقوبات في وتيرة شبه يومية، على كل من يتعاطى او يتعامل مع النظام في طهران، من دون السؤال عن مصالح أحد "حليفا" كان أم "خصما".وتضيف "صحيح ان دول الاتحاد الاوروبي اتفقت الخميس في صوفيا على "مقاربة موحدة" للحفاظ على الاتفاق النووي مع إيران، وعلى "بدء العمل لحماية الشركات الأوروبية المتأثرة من القرار الأميركي"، وقد اطلقت المفوضية الاوروبية الجمعة، الاجراءات الرسمية التي تهدف الى تفعيل "قانون التعطيل" من أجل الحد من تأثير العقوبات الاميركية على الشركات الاوروبية التي تريد الاستثمار في ايران، وفقا لما اعلنه رئيس المفوضية جان كلود يونكر، وهي تأمل ان يبدأ تطبيق هذه الاجراءات مطلع آب مع دخول العقوبات الاولى التي اقرتها الولايات المتحدة مؤخرا حيز التنفيذ..

الا ان هذه الخطوات كلّها، لم تمنع شركات كبرى من اعلان توجهها نحو اقفال ابوابها في ايران وعودة أدراجها، مخافة ان تطالها العقوبات الاميركية، ومنها شركة "توتال" الفرنسية التي لم تُخف في الايام الماضية، ميلها الى مغادرة طهران قبل تشرين الثاني اذا لم يتم ترتيب الاوضاع مع الولايات المتحدة.

ووسط هذا الواقع المعقّد، تتابع المصادر، يعتزم الاوروبيون وعلى رأسهم ماكرون، تكثيف مساعيه لحماية المصالح الاوروبية من جهة وإقناع ترامب بالتروي واعطاء فرصة جديدة لاتفاق مع ايران يكون أكثر تشددا.

غير ان المصادر لا تكبّر حظوظ نجاح ماكرون في مساعيه، اذ يتظهر يوما بعد يوم حجم اصرار واشنطن على تطويق ايران وأذرعها العسكرية ونفوذها في المنطقة. الا ان الايليزيه قد ينجح، وبشقّ النفس، في التوصل الى "تسوية" ما مع الرئيس ترامب، تحمي وبالحد الادنى الشركات الاوروبية في ايران.  ويبقى ترقب رد فعل ايران ازاء هذا الواقع، تختم المصادر.

 

انتخابات العراق... ضربة في عمق شرعية النظام وتركيبة جديدة تتشكل لوراثة حقبة ما بعد صدام

بغداد: حمزة مصطفى/الشرق الأوسط/19 أيار/18/للمرة الأولى منذ سقوط نظام صدام حسين في 2003 بيد الآلة العسكرية الأميركية الضخمة، يشعر النظام السياسي العراقي الذي تشكل إثر ذلك وبتأثير منه، أن هناك ما يهدده. «تسونامي» من نوع مختلف لم تألفه الطبقة السياسية العراقية التي سيّدها الأميركيون المشهد كله والتي اعتادت على هزات ومشكلات كانت كلها مصادر قوة لها، بعكس الذي حصل في 12 مايو (أيار) الحالي. على مدى ثلاث دورات انتخابية منذ عام 2005 بعد إقرار الدستور وإلى عام 2014 حين احتل تنظيم داعش أربع محافظات عراقية ووصل إلى تخوم بغداد، أجرت الطبقة السياسية تلك الانتخابات على وقع تحديات الإرهاب واختلال النظام السياسي، ولا سيما في جوانب الأمن والخدمات وخلافات تقاسم السلطة عن طريق المحاصصة العرقية والطائفية.

لم يكن معظم رجال الطبقة السياسية العراقية ممن برزت أسماء بعضهم فجأة بعد عام 2003، وبعضهم كان معروفاً أيام المعارضة وهم قلة تقريباً، يشعر بأن مقاعده البرلمانية أو الحكومية أو قواعده الجماهيرية يمكن أن تتأثر أو تهتز. فالمحاصصة أكبر حماية لهم ولما حققوه من امتيازات وامتدادات في ميادين النفوذ ومجالاته في كل القطاعات والميادين. ولعب الإرهاب بنسخه المختلفة («التوحيد والجهاد» 2003 – 2005، و«القاعدة» 2006 - 2011. ثم «داعش» وإخوته 2012 - 2017) دوراً كأحد أبرز العوامل التي منحت النظام السياسي الحالي شرعيته، سواء لجهة توظيف نتائجه طائفياً، وهو ما أدى إلى ظهور الطائفية السياسية وتفاقمها، أو محاربته وما ترتب على ذلك من طرق أخرى للتوظيف استفاد منها الكثيرون في منحهم شرعية إضافية على صعيد كيفية التعامل مع الجمهور الذي بدا ثابتاً وله مهمة واحدة فقط، وهي منح الطبقة السياسية الحالية شرعية الاستمرار في الحكم كل أربع سنوات عبر صناديق الاقتراع. تلك الصناديق التي بدت محسومة لهم «شاء من شاء وأبى من أبى».

لكن ليس في كل مرة تسلم الجرة. لم يكن صباح الثاني عشر من مايو 2018 يشبه أيام الانتخابات الماضية حين كان العراقي يزحف إلى الصناديق على وقع المخاوف والتخويف بين معسكرين طائفيين متضادين يعملان بقوة من أجل إثبات الوجود والقضاء على الآخر. فمن الساعة السابعة صباحاً حين فتحت صناديق الاقتراع حتى الثانية عشرة ظهراً، كانت مراكز الاقتراع شبه فارغة في عموم العراق. نجحت المقاطعة ونجح المقاطعون. بدا الأمر صعباً جداً؛ إذ للمرة الأولى تشعر الطبقة السياسية بنسخها العرقية والطائفية والقومية والدينية بأن هناك ما بات يضرب تحت حزامها، وأنها باتت تواجه أول «تسونامي» يهدد شرعيتها، سواء على المستوى الشخصي لأفرادها أو على مستوى الكيانات والطوائف والتكتلات والأحزاب.

الإجراء الأول اتخذه رئيس الوزراء حيدر العبادي بأن أصدر أمراً برفع حظر التجوال حتى يتيح للناس حرية التحرك وسرعته للوصول إلى صناديق الاقتراع فيما تبقى من ساعات النهار. بموازاة ذلك بدأت المساجد في المناطق الغربية تحث الناس على المشاركة والذهاب إلى الصناديق لما تبقى من سويعات قليلة. وفي المناطق الوسطى والجنوبية حيث الغالبية الشيعية، ظهر الشيخ عبد المهدي الكربلائي، ممثل المرجع الديني الشيعي الأعلى آية الله علي السيستاني، وهو يرفع إصبعه البنفسجي مدلياً بصوته وحاثاً الناس على الخروج. احتار المواطنون بالفعل. ففي آخر جمعة سبقت الانتخابات ظهرت تعليمات بدت صارمة وصادمة من قبل المرجع الأعلى السيستاني تلاها الشيخ الكربلائي نفسه وشكلت تهديداً من نوع آخر للنظام السياسي، ومن بين ما ورد فيها أن المرجعية منحت الحق للمواطن في أن يخرج أو لا يخرج للانتخابات بوصفها حقاً لا واجباً. إعلامياً تم توظيف خروج الشيخ الكربلائي بتكرار لقطات ظهوره في معظم القنوات العراقية، بوصفها دعوة - ولو مبطنة - من قبل المرجعية للخروج إلى الانتخابات.

الشرعية في خطر

في ساعات الصباح الأولى، لم تسجل نسبة المشاركة ما يزيد على 20 في المائة، لكنها سجلت في ساعات ما بعد الظهيرة، حيث لا تمديد بسبب أجهزة العد والفرز المبرمجة إلكترونياً، ارتفاعاً أوصلها إلى 44 في المائة، بحسب المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، لكنه لم يتعد 38 في المائة بحسب المقاطعين. وفي الحالين، تهددت شرعية النظام السياسي للمرة الأولى وبدا أنه يعاقب شعبياً.

السياسي المستقل الدكتور نديم الجابري يقول لـ«الشرق الأوسط»، إن «الفائز الأكبر في هذه الانتخابات هو تيار المقاطعة، حتى بالحسابات المتدنية للانتخابات»، مشيراً إلى أن «هذا التيار بات يؤسس لشيء يمكن أن يكبر في المستقبل، لأنه وضع بصمة على مسار العملية السياسية». ويرى أن النتائج التي انتهت إليها الانتخابات «كانت متطابقة إلى حد كبير مع التوقعات لجهة تقارب الأحجام وعدم قدرة أي كتلة على الاكتساح». وربط هذه النتائج بطبيعة المشهد السياسي الذي «لم يتغير، فالعملية السياسية لا تزال محكومة بالمسارات نفسها، وما يحدث إنما هو إعادة توزيع المقاعد بين الكتل السياسية طبقا لأحجامها، وبالتالي فإن نسبة التغيير تتراوح بين 10 و20 في المائة».

تشكيل الحكومة لن يخرج عن سيناريوهين، بحسب الجابري: «فهناك سيناريو تشكيل كتلة شيعية نيابية هي الأكبر، وهو ما يجري عليه العمل الآن بتأثير إقليمي واضح، لكن ما يعقد هذا السيناريو هو المرشح لرئاسة الوزراء، مما قد يضطرهم إلى القبول بمرشح تسوية، بينما السيناريو الثاني هو تشكيل كتلة عابرة من (سائرون) والنصر والحكمة والوطنية وتحالف القرار والحزب الديمقراطي الكردستاني».

لكن المتحدث السابق باسم الحكومة العراقية علي الدباغ، يرى أن «هناك تغييراً كبيراً سيحدث في آليات تشكيل الخريطة السياسية في البلاد بعد الانتخابات، ولا سيما بعد حدوث تراجع كبير لمن كان لاعباً أساسياً خلال الفترات الماضية ودخول عناصر جديدة». وأضاف الدباغ لـ«الشرق الأوسط»، إن «تراجع دور (رئيس الوزراء السابق نوري) المالكي وإياد علاوي وانحسار المجلس الأعلى الإسلامي لمصلحة قوى شبابية جديدة وتراجع دور أسامة النجيفي لصالح سياسي مثابر مثل خالد العبيدي، ومع النسبة المتدنية للمشاركين في الانتخابات، فإن هذه كلها تمثل رسالة بالغة الأهمية للطبقة السياسية التي سوقت للجمهور وهم العدو الافتراضي ووهم تنمية لا وجود لها».

التشكيل الجديد «سيبتعد عن التوصيف الطائفي بدرجة جيدة»، بحسب الدباغ، وكذلك عن تأثير العاملين الإقليمي والدولي. ويوضح أن «الأثر المحلي لا يزال هو الأبلغ والأقوى، وهو ناتج من صراع وتدافع محلي عنيف أقوى من الأثر الإقليمي الذي لا يمكن نكرانه، وعناصر قوة تتدخل أحياناً. وكمثال على ذلك، فإن إيران كانت تدفع بقوة لولاية ثالثة للمالكي بينما كان أثر المرجع السيستاني أقوى، وغيّر كل المعادلة، وكذلك في محاولة ولاية الجعفري الثانية كانت لرسالة المرجع الأعلى الأثر الكبير». وأضاف: «لا يزال الشيعة هم الكتلة الأكبر بسبب الغالبية السكانية بل إن قائمة العبادي أحدثت خرقاً مهماً في حاضرة سنية مهمة كالموصل؛ مما يعني بداية تراجع الشعور الطائفي».

«الحنّانة» تسرق الأضواء

رهانات كثيرة سبقت يوم الاقتراع بشأن من سيعلق الجرس ويغير قواعد اللعبة. كان التصور السائد أكثر من سواه أن زمن الكتل الكبيرة التي جاءت بها الانتخابات السابقة انتهى. التصدع الطائفي وتشظي البيوت المكوناتية (الشيعية، السنية، الكردية) سيترك أثره على طريقة توزيع المقاعد بين الكتل الفائزة، بحيث لا يمكن لكتلة بعد اليوم اكتساح النتائج. لذلك؛ كانت التوقعات سليمة إلى حد كبير بشأن الأحجام التي لم تكن ترجح كفة أحد على من سواه بنسب عابرة. كانت استطلاعات الرأي وتوقعات الخبراء تعطي أكبر كتلة بين 45 إلى 50 مقعداً. لكن هذه التوقعات كانت ترجح أن الصراع سيحتدم بين كتلة «النصر» التي يتزعمها العبادي وكتلة «دولة القانون» التي يتزعمها المالكي وكتلة «الفتح» التي يتزعمها هادي العامري وكتلة «سائرون» التي يدعمها مقتدى الصدر وتأتي دائماً مع كتلة «الحكمة» التي يتزعمها عمار الحكيم في آخر القائمة.

غير أن النتيجة أظهرت العكس. تحالف «سائرون» المدعوم من الصدر والذي يضم كتلاً وأحزاباً عابرة للعرقية والطائفية، بينها «الحزب الشيوعي»، كان مفاجأة الانتخابات حين حل بالمرتبة الأولى بحصوله على 55 مقعداً، تليه كتلة «النصر» بزعامة العبادي ومن ثم «الفتح» وأخيراً «الحكمة». الأمر نفسه انطبق بآليات مختلفة على الكتل والقوائم السنية والكردية التي تغيرت هي الأخرى أوزانها وأحجامها بهذا القدر أو ذاك.

لم يعد أمام الجميع سوى الاعتراف بالنتائج رغم تكرار الحديث عن مشكلات المفوضية وإشكاليات العد والفرز اليدوي وما قد يترتب عليها من إشكاليات جديدة في الأيام المقبلة. ففي مقره بحي «الحنانة» بمدينة النجف (160 كلم جنوب بغداد)، بدأ الصدر يتلقى التهاني من الزعماء العراقيين بما حققه من فوز كان بالنسبة إليه متوقعاً بخلاف ما كانت تقوله استطلاعات الرأي وتوقعات الخبراء.

كان رئيس الوزراء أول المهنئين للصدر بالفوز، ثم تلاه زعيم «الحزب الديمقراطي الكردستاني» مسعود بارزاني، ومن ثم تلته تهاني بقية القيادات مثل رئيس حكومة إقليم كردستان نيجرفان بارزاني وزعيم تحالف «القرار» أسامة النجيفي وزعيم تحالف «الفتح» هادي العامري. ورغم أن الحديث قد يبدو مبكراً عن تشكيل الكتلة الأكبر وما يمكن أن تنتج منها من تحالفات تؤدي بالتالي إلى ترشيح رئيس الوزراء، فإن الصدر ليس لديه ما يخفيه على صعيد المرشحين المحتملين. ففي وقت جرى تداول اسم سكرتير «الحزب الشيوعي» وزير العلوم والتكنولوجيا السابق الدكتور رائد فهمي مرشحاً لرئاسة الوزراء، فإن تيار الصدر أعلن مرشحه الرسمي لهذا المنصب، وهو محافظ ميسان علي دواي الذي يعد أحد أفضل من أدار حكومة محلية خلال السنوات الأخيرة. مدير مكتب الصدر الشيخ صلاح العبيدي، أعلن أن «مرشحنا لرئاسة الوزراء هو علي دواي»، مبيناً أن «(سائرون) تفتح أبوابها للحوارات مع كل الكتل السياسية والأحزاب من أجل التفاهم لتشكيل الحكومة، ولن تفرض على أحد تقبل مرشحها لرئاسة الوزراء».

خرائط ومشروعات

على أن تشكيل الحكومة المقبلة لن يكون أمراً سهلاً بأي حال من الأحوال نظراً إلى تشابك الخرائط واختلاف المشروعات الإقليمية والدولية ودرجة تأثيرها على الداخل العراقي. وفي هذا السياق، يرى عميد كلية النهرين للعلوم السياسية الدكتور عامر حسن فياض، أن «العاملين الإقليمي والدولي سيكونان حاضرين في مجريات ما بعد الانتخابات، لكن لا العامل الإقليمي أو الدولي يستطيع فرض شخصية لتولي رئاسة الوزراء، وإن كانا يستطيعان رفض شخصية».

وأوضح لـ«الشرق الأوسط»، أن «هذا ينطبق على القوى المؤثرة في القرار العراقي... لكن الأمر هذه المرة يختلف لأنه ليست كل المفاتيح بيد الخارج، فهناك مسائل لا يمكن التلاعب بها مثل أن رئيس الوزراء لا بد من أن يكون مرشحاً من الكتلة الأكبر، لكنهم يمكن أن يتدخلوا في تشكيل الكتلة الأكبر بهذه الطريقة أو تلك». وأشار إلى أن «المتغير المهم هذه المرة هو أنه لم تعد هناك قائمة أكبر تمثل مكوناً معيناً، فتبعثر القوائم وتشظيها غيّرا في الخريطة، وإن لم يتضح التغيير كلياً بعد، إضافة إلى أنه في وقت جرت الانتخابات الماضية من دون قانون أحزاب، فإن الانتخابات الحالية جرت في ظل قانون للأحزاب وهذه عوامل إيجابية بالتأكيد».

وفي مقابل الخرائط هناك المشروعات. وفي هذا السياق، يرى السياسي المستقل عزت الشابندر، أن «المطروح حتى قبل إجراء الانتخابات ولا يزال قائماً حتى بعد إجرائها هما مشروعان سياسيان لكل منهما مؤيدوه ومعارضوه، الأول يذهب باتجاه أن تكون هناك أغلبية سياسية، على أن يتم اختيار رئيس الوزراء المقبل وفقاً لمواصفات معينة، وليس بالضرورة أن يكون من نفس الكتلة، بل لا بد من اعتماد معايير الكفاءة من أجل إدارة المرحلة المقبلة. أما المشروع الآخر فيتمثل في بقاء الأوضاع على ما هي عليه وذلك بالإبقاء على التوافقية السياسية بين المكونات والتي تؤدي في النهاية إلى تقاسم السلطة والنفوذ، وهو ما يعني التمديد لرئيس الوزراء الحالي واستمرار حزب الدعوة في حكم العراق لدورة قادمة أخرى».

ويرى الشابندر أن «الأغلبية السياسية هي المشروع الأفضل لإنقاذ العراق مما يعانيه، فالتجربة السابقة للحكم التوافقي على مدى ثلاث دورات برلمانية سابقة والتي هي مشروع أميركي - إيراني مشترك فشلت، وهي التي تتحمل نتائج ما وصلنا إليه جميعاً اليوم، وهو ما جعل غالبية القوى السياسية تفكر في بديل وطني يتمثل كما قلنا بالأغلبية السياسية، ومن الكتلة التي تتشكل على هذا الأساس يتم ترشيح رئيس الوزراء بناءً على مواصفات معينة». واعتبر أن «مشروع الأغلبية السياسية يوفر للقوى السنية والكردية فرصاً أفضل للمشاركة في الحكم، ولا سيما أن الفريق الشيعي الذي يدعو إلى الأغلبية السياسية لا يصر على أن يكون رئيس الوزراء المقبل من حزب الدعوة بالضرورة». ولفت إلى أن «طروحات الصدر الوطنية التي تمقت الطائفية، مثلما يعبر عنها دائماً، تتوافق بالضرورة مع مشروع الأغلبية السياسية بوصفه مشروعاً وطنياً؛ إذ إن هذا المشروع سيكون بمثابة اللبنة الأولى في البناء نحو تنمية العراق سياسياً واقتصادياً».

أما «الحزب الشيوعي» الذي حصل على مقعدين في البرلمان العراقي ضمن كتلة «سائرون» فيقول زعيمه رائد فهمي الذي يعد أحد الأسماء المتداولة لرئاسة الوزراء، إن «أهم ما نفكر فيه حالياً هو البرنامج قبل أي خوض في تفاصيل تخص تشكيل الحكومة المقبلة؛ لأننا اعتدنا في المرات السابقة أن نتعامل وفق مبدأ المحاصصة الطائفية والعرقية أولاً وقبل كل شيء، ما كان يؤدي إلى تأخر في تشكيل الحكومة لأن كل شيء يخضع للنقاش لتوزيع المناصب، بينما ما يهمنا الآن هو المشروع والبرنامج الذي يجب أن نتفق عليه أولاً». ويضيف فهمي لـ«الشرق الأوسط»: إن «كتلة (سائرون) بدأت التحرك باتجاه مختلف القوى السياسية من أجل بلورة رؤية موحدة كي تكون أساساً للمفاوضات لأننا لم نبدأ بعد إجراء المباحثات مع أي طرف بشكل رسمي، علماً بأن الاتصالات التي أجريناها حتى الآن مشجعة».

وعن رهانات خصوم كتلته على اختلاف التوجهات داخلها لتفكيكها، يقول فهمي إن «كتلة (سائرون) متماسكة؛ لأن جميع أطرافها وضعت البرنامج والمشروع في المقدمة، وليس الحصص والمصالح، وهو ما يجعل أمر تفكك الكتلة بعيد المنال بالنسبة إلى من يحاول ذلك». وأوضح أن «(سائرون) بدأت ببعث رسائل إلى مختلف الجهات حتى تبدد مخاوف الجميع»، داعياً دول الجوار والولايات المتحدة إلى «عدم الخوف من توجهاتنا لأن كل ما نريده هو عراق مستقر وإقامة مصالح متبادلة مشتركة مع جميع دول الجوار من دون استثناء، على قاعدة المصالح المشتركة بين بلداننا، كما أننا في الوقت نفسه لن نجعل من العراق قاعدة ضد الآخرين، فنحن نعمل على سيادة العراق ولا نقبل التدخل في شؤونه الداخلية». ورأى أن «عملية تشكيل الحكومة يمكن أن تكون بمثابة اختبار أولي لجدية الكتل السياسية في تجاوز نهج المحاصصة الذي درجنا عليه في المراحل السابقة».

ظلال الفرز

لكن تصاعد الخلافات بشأن «إشكاليات» رافقت الانتخابات يلقي بظلاله على النتائج واستحقاقاتها. ويعقد البرلمان المنتهية ولايته اليوم جلسة طارئة بطلب من نحو 80 نائباً، لمناقشة «الخروقات والمشكلات» التي شهدها الاقتراع، خصوصاً الجدل حول أجهزة العد والفرز الإلكتروني. كما أحال رئيس الوزراء ملف أجهزة العد والفرز إلى هيئة النزاهة، بسبب عدم تعاقد المفوضية العليا للانتخابات مع شركة لفحص الأجهزة قبل إجراء الانتخابات.

وسط هذا كله يفترض أن تعلن المفوضية النتائج النهائية للانتخابات اليوم أو غداً في ظل صعود وجوه وكتل جديدة، وتراجع حظوظ وجوه وكتل قديمة. وكل ذلك من شأنه أن يجعل أمر تشكيل الحكومة المقبلة عسيراً إلى حد كبير، ما لم يتم بسرعة فرز المعسكرين اللذين تبدو ملامحهما واضحة، وهما مشروع العبادي - الصدر ومعهما كتل كردية وسنية غير محسومة حتى الآن لتشكيل «حكومة أغلبية وطنية»، مثلما هي التسمية المفضلة لدى الصدر والعبادي، في مقابل مشروع نوري المالكي - هادي العامري المدعوم إيرانياً، ومعهما كتل كردية وسنية لم تحسم أمرها بعد لتشكيل ما يطلق عليه المالكي «أغلبية سياسية».

 

الأسد في روسيا للمرة الثالثة... هل بدأ بوتين رسم ملامح التسوية؟

موسكو: رائد جبر/الشرق الأوسط/19 أيار/18/بدا الفارق واضحا هذه المرة، إذ منحت روسيا صفة رسمية للزيارة الثالثة التي يقوم بها رئيس النظام السوري بشار الأسد إلى روسيا منذ اندلاع الأزمة وتفجر الحرب الأهلية الطاحنة في بلاده. أحيطت ترتيبات الزيارة التي تم تحضيرها على عجل بالتكتم، مثل سابقتيها. تم نقل الأسد على متن طائرة عسكرية روسية، وحيدا من دون مرافقين عدا مترجم انشغل أمام كاميرات الصحافيين بكتابة محضر اللقاء. لكن، خلافا للمشهد في أول زيارة في 20 أكتوبر (تشرين الأول) 2015، عندما بدا الأسد ضعيفا متعثر الكلمات، مشتت الذهن، ومذعورا بعض الشيء. وغابت عن المكان رموز الدولة السورية، وتبين لاحقا أنه نقل على متن طائرة شحن، ولم يسمح له بإبلاغ حتى بعض المقربين منه بوجهته، تعمدت موسكو هذه المرة أن تستدرك الثغرات في المشهد السابق. إذ وقف الرئيس فلاديمير بوتين بانتظار الأسد على باب قاعة الاجتماعات في القصر الرئاسي في سوتشي، وبرز العلمان الروسي والسوري خلفهما أثناء المحادثات، وتم إدخال الصحافيين المعتمدين في مقدمة اللقاء عملا ببروتوكولات استقبال الرؤساء. لكن الأهم من هذا كله أن روسيا أطلقت اسم «زيارة عمل» على اللقاء الثالث. صحيح أن الأسد لم يكن يحلم أن يطلق على زيارته لقب «زيارة دولة»، لكن منحها تسمية رسمية شكل تعويضا رمزيا عن «الإهانات» التي تعرض لها في أوقات سابقة خلال لقاءاته مع بوتين. كما أنه عكس رسالة مهمة من جانب موسكو توحي ببعض تصوراتها للمرحلة المقبلة. ولا شك أن الزيارات الثلاث للأسد إلى روسيا شكلت منعطفات، في كل مرحلة من مراحل الصراع في بلاده، ناهيك من اللقاء الرابع بين الرئيسين الذي كانت له ظروف وملابسات خاصة لأنه جرى في قاعدة حميميم الروسية نهاية العام الماضي، وترافق مع أجواء تعمدها الجانب الروسي الذي أعلن «انتهاء العمليات العسكرية في الجزء النشط منها وإطلاق عملية تقليص الوجود العسكري في سوريا» ليظهر للعالم أنه المسيطر في المنطقة وصاحب قرار الحرب والسلام.

أهم ما ميز اللقاء الأول بعد مرور عشرين يوما فقط على بدء التدخل العسكري المباشر والنشط في سوريا، هو عنصر المفاجأة الطاغية فيه. كان لظهور الأسد في أكتوبر 2005 (رغم غياب رموز السيادة) أن ينقل للعالم رسالة واضحة بأن التدخل العسكري المباشر لن يحمل تغييرات في الموقف الروسي توحي بصفقة ثمنها رأس الأسد، كما راهنت طويلا أطراف عدة. بعد ذلك اللقاء بدأت أطراف عدة تعيد ترتيب حساباتها في التعامل مع ملف الدخول الروسي إلى سوريا. أما من جانب الأسد فقد كان المطلوب إعطاء الشرعية الكاملة لهذا التدخل ومنحه الزخم السياسي والإعلامي القوي، على المستوى الدولي، وهو أمر حصلت عليه موسكو. أيضا كان من المهم وضع استراتيجية التحرك الروسي في سوريا بعد قرار التدخل. ويقول العارفون بآلية تفكير الرئيس الروسي إنه غالبا لا يثق كثيرا بالتقارير المقدمة إليه، ويفضل أن يفحص دقتها بشكل مباشر. لذلك كان من الطبيعي أن يرغب في لقاء الرجل الذي يطالب العالم برحيله، وجها لوجه، وأن يبلغه مباشرة بالرؤية الروسية لإبعاد التدخل وماذا تريد موسكو في المقابل. بعد الزيارة مباشرة تسارعت وتيرة وضع الأسس القانونية للوجود الروسي الدائم في سوريا، عبر اتفاقية حميميم التي اشتملت على عناصر توحي بأنها اتفاق على وجود أوسع بكثير من حدود القاعدة العسكرية.

وطبيعي أن استراتيجية العمليات العسكرية لم تكن لتناقش بالتفصيل على مستوى الرئيسين، لكن المهم كان وضع الملامح العامة لها في ظروف القناعة الروسية آنذاك بأن الجيش السوري غير قادر على تنفيذ اختراقات مهمة. وعمد اللقاء إلى تحفيز همم العسكريين السوريين الذين كانوا منهكين وجربوا على مدى سنوات تلقي الخسائر واحدة تلو الأخرى. هذا أمر كان حيويا جدا لبوتين كما كشف لاحقا مسؤولون عسكريون. ولوحظ أنه بعد اللقاء مباشرة بدأت موسكو تصعد ضرباتها العسكرية بشكل عنيف وتم فتح عدة جبهات قتالية في آن واحد.

أما الزيارة الثانية في سوتشي في 25 نوفمبر (تشرين الثاني) 2017 فقد كان لها وقع مختلف. ويكفي تتبع عدد المرات التي أطلق فيها الأسد عبارات الشكر والثناء لروسيا وجيشها. كانت قوات الأسد باتت تسيطر بفضل النشاط العسكري الروسي والتعاون مع «الحلفاء» الإيرانيين على نحو نصف أراضي سوريا، و«الجزء الأكبر من السكان» (الباقين فيها) كما يحلو لوزارة الدفاع الروسية أن تكرر. ورغم كل الإشارات التي أحاطت بالأسد في ذلك الوقت بأنه لم يعد يسيطر على القرار في بلاده وأن روسيا أخذت مع إيران وتركيا مفاتيح القرار منه. لكن تعمد الكرملين أن يتم ترتيب اللقاء مباشرة قبل القمة الروسية الإيرانية التركية التي كانت مقررة في سوتشي لبحث الخطط اللاحقة في سوريا، أوحى بأن بوتين أراد مجددا توجيه رسالة إلى المجتمع الدولي بأن الإنجازات التي تمت في سوريا على الصعيد الميداني لا يمكن ترجمتها سياسيا من دون التعامل مع الأسد.

بهذا المعنى، فإن زيارة الأسد الثانية كان الهدف منها استجلاء فرص نقل المعركة الكبرى إلى الحلبة السياسية، على أبواب جنيف 8 وفي إطار تفاهمات الضامنين الثلاثة، وبالتوازي مع استعداد المعارضة لعقد جولة مفاوضات حاسمة في «الرياض 2».

في تلك الأجواء كانت موسكو تحضر بنشاط لمؤتمر الحوار السوري في سوتشي، وسط تباينات واسعة في الآراء داخل مراكز صنع القرار الروسي أسفرت عن تغيير موعده مرات، وعن تغيير شكله أيضا، من مؤتمر لـ«الشعوب السورية» إلى مؤتمر حوار تدعى إليه الأطراف السياسية وممثلي الكيانات القومية والأقليات المختلفة والعشائر. كانت المعضلة التي تواجه بوتين وهو يستعد للقاء نظيريه التركي والإيراني لوضع سيناريوهات المرحلة المقبلة، أن إشارات عدة جاءت من دمشق توحي بتحفظ الأسد على فكرة سوتشي، لأنه خشي من أن يتحول المؤتمر نقطة عبور نحو تنفيذ الشق المتعلق بالانتقال السياسي في قرارات مجلس الأمن.

لذلك طلبت دمشق وفقا لدبلوماسيين روس وسوريين كشفوا بعض تفاصيل الخلاف في وقت لاحق، أن يقتصر نقاش المؤتمر على ملفي المصالحات وإنهاء الحصار الاقتصادي وإطلاق برامج إعادة الأعمار. وهما ملفان رحبت موسكو بإدراجهما على جدول أعمال سوتشي لاحقا، لكنها أصرت في الوقت ذاته على أن يكون ملف الإصلاح الدستوري محوريا. لذلك كان من الضروري أن يأتي الأسد ويعلن من سوتشي استعداد دمشق للانخراط في الجهد الروسي.

ولفت الأنظار إلى أن بوتين تعمد خلال اللقاء مع الرئيسين التركي والإيراني بعد ذلك مباشرة الإشارة إلى أنه «من أجل إطلاق تسوية جدية لا بد من تقديم تنازلات من كل الأطراف بما فيها الحكومة السورية».

حصل بوتين في الزيارة الثانية على ما أراد، وألزم الأسد بحضور مؤتمر سوتشي الذي عولت عليه موسكو لتقديم بديل لفشلها في ترجمة إنجازاتها العسكرية سياسيا في جنيف، ومنح الأسد في الوقت ذاته غطاء روسيا واسعا يعزز مكانته في الظروف الجديدة، لكنه يحمل هذه المرة صفة مختلفة، إذ لم تعد إيران تمثل الأسد في اللقاءات الثلاثية بل باتت موسكو تحدد ملامح التحرك للنظام السوري. وتوحي ملابسات الزيارة الثالثة، وتعمد موسكو منحها صفة رسمية، أن موسكو باتت تستعد لإطلاق مرحلة جديدة، محاطة بتعقيدات واسعة. إذ فتح التغير الذي أحدثته الضربة العسكرية الغربية على مواقع في سوريا ثم التراشق الصاروخي الإسرائيلي الإيراني والتهديد بتحوله إلى مواجهة شاملة على مرحلة صعبة لموسكو، القلقة من فقدان جزء كبير من الإنجازات التي حققتها في سوريا على مدى عامين ونصف العام. وصحيح أن الضربة الغربية كانت محدودة ميدانيا لكن موسكو تقر بأنها بالغة التأثير سياسيا. وهذا يفسر تحذير الوزير سيرغي لافروف أكثر من مرة من أن «الهجوم الثلاثي عقد التسوية السياسية». وتراقب موسكو بدقة التحركات الفرنسية والأميركية وترى فيها محاولة لكسر الاحتكار الروسي للملف السوري. أما الاشتباك الإسرائيلي الإيراني فلدى موسكو قناعة أنه لن يتطور إلى مواجهة واسعة، وهي أقامت خطا ساخنا مع الطرفين وعملت على تطويق الموقف وحصلت على تطمينات من طهران وتل أبيب في هذا الشأن. لكن الخشية الأساسية سببها تداخل المصالح بين الأطراف الإقليمية والدولية في سوريا، ما يساعد على تواصل تأجيج الموقف بهدف توسيع مساحات التأثير والنفوذ.

ينطلق الكرملين وفقا لرأي خبراء مقربين منه من أن المشهد الميداني الحالي لن يتعرض لتغييرات كبرى جديدة، وأن ما تم إنجازه لجهة توسيع مساحة السيطرة على الأرض هو الحد الأقصى الممكن تنفيذه عبر عمليات عسكرية، بالإضافة إلى عنصر ثالث مهم يقوم على أن موسكو حققت عمليا كل ما كانت تسعى إليه عبر تدخلها العسكري المباشر، وأي تصعيد جديد سوف يؤدي إلى نتائج عكسية. لذلك حملت الزيارة الثالثة للأسد أهمية خاصة بالنسبة إلى الكرملين. إذ لا بد من تفعيل العملية السياسية استباقا للتحركات الغربية، ولا بد أن يعلن الأسد بشكل واضح وعلني أنه ملتزم بالعملية التي تقودها موسكو.

وهذا ما عكسه حرص الكرملين على نقل تفاصيل الحديث بين الطرفين. وخصوصا الشق المتعلق بالتزام الأسد بإرسال لائحة اللجنة الدستورية عن الحكومة السورية إلى المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا، والانخراط في العملية السياسية، وأيضا إشارة بوتين إلى أن إطلاق قطار التسوية سوف يترافق مع خروج القوات الأجنبية من سوريا. هذه الإشارة ليست جديدة ولكنها حملت مغزى مباشرا هذه المرة على خلفية الضغوط المتواصلة لتقليص الوجود الإيراني في سوريا، وعلى خلفية رسالتين مهمتين وجهتهما روسيا مؤخرا، أولهما تراجع موسكو عن قرار تزويد الأسد بصواريخ «إس 300» والثاني أن موسكو اكتفت بعبارات القلق والدعوات إلى ضبط النفس لكنها لم تعلن أي إدانة لقصف أراضي سوريا من جانب إسرائيل.

تفاصيل الزيارة الثالثة:

قال الناطق الرئاسي ديمتري بيسكوف، أن الطرفين أجريا «مباحثات مفصلة» حول تطورات الوضع في سوريا. وفي إشارة إلى أن هدف اللقاء كان دفع النظام السوري لإعلان تأييده العملية السياسية، قال بيسكوف إن «الأسد أكد لبوتين استعداداه لتسوية الأزمة في سوريا سياسيا»، ونقل عنه عبارة: «دمشق دائما تدعم بحماسة العملية السياسية، التي يجب أن تجري بالتوازي مع محاربة الإرهاب». وقال الناطق الروسي إن بوتين ركز على ضرورة تهيئة ظروف إضافية لإعادة إطلاق عملية سياسية شاملة في إطار النتائج التي جرى تحقيقها عبر منصة آستانة وفي مؤتمر الحوار الوطني السوري الذي عقد في سوتشي. مضيفا أن الطرفين تطرقا إلى «الخطوات المشتركة اللاحقة» التي يمكن اتخاذها لتحقيق هذا الهدف.

ورأى الكرملين أن «النتيجة بالغة الأهمية للقاء اليوم تكمن في اتخاذ الرئيس السوري قرارا بتوجيه وفد من ممثليه إلى الأمم المتحدة لتشكيل اللجنة الدستورية، المعنية بالعمل على صياغة القانون الأساسي في سوريا على أساس عملية جنيف».

وكان بوتين أكد في ختام اللقاء ارتياحه لسير المناقشات وقال إنه تناول مع الأسد الخطوات المشتركة اللاحقة بشأن متابعة مكافحة الإرهاب في سوريا، والانتصارات والنجاحات التي حققها الجيش العربي السوري في حربه على الإرهاب وإعادة الاستقرار في البلاد الأمر الذي وفر الظروف المواتية لمتابعة العملية السياسية.

وشدد بوتين على أن الأسد تعهد بأنه سيرسل لائحة بأسماء المرشحين لعضوية لجنة مناقشة الدستور في قائمة الحكومة السورية في أقرب وقت ممكن إلى الأمم المتحدة، وزاد أن روسيا رحبت بهذا القرار وتدعمه كل الدعم. وأضاف بوتين أنه إلى جانب تفعيل العملية السياسية من الضروري اتخاذ الخطوات اللازمة لدعم الاقتصاد في سوريا... وأيضا ضرورة حل القضايا الإنسانية المعقدة... و«نتطلع إلى دعم الأمم المتحدة وجميع الدول المعنية بحل الأزمة في سوريا». كما شدد بوتين في ختام المحادثات على أنه «مع تحقيق الانتصارات الكبرى والنجاحات الملحوظة من قبل الجيش العربي السوري في الحرب على الإرهاب، ومع تفعيل العملية السياسية، لا بد من سحب كل القوات الأجنبية من أراضي الجمهورية العربية السورية». من جانبه، اعتبر الأسد اللقاء «مثمرا بكل ما تعنيه الكلمة»، ووجه الشكر إلى بوتين والحكومة الروسية التي «لم تتوقف خلال مراحل الأزمة المختلفة عن تقديم الدعم الإنساني للمواطنين السوريين الذين نزحوا من المناطق المختلفة بسبب الإرهاب». وقال إن الطرفين أجريا تقويما للعملية السياسية خلال الأشهر الماضية، خاصة بعد مؤتمر سوتشي، وبعد عدة جولات لمؤتمر آستانة، و«تحدثنا بالخطوات المطلوبة لدفع هذه العملية، طبعا ركزنا بشكل أساسي على لجنة مناقشة الدستور المنبثقة عن مؤتمر سوتشي، التي ستبدأ أعمالها بمشاركة الأمم المتحدة، واتفقنا أنا والرئيس بوتين على أن ترسل سوريا مرشحيها لهذه اللجنة للبدء بمناقشة الدستور الحالي في أقرب فرصة». وكان بوتين استهل اللقاء بالتأكيد على أنه «بفضل النجاحات العسكرية تم خلق ظروف إضافية مناسبة لاستئناف مسار العملية السياسية الكاملة، وقد تم إحراز تقدم كبير في إطار عملية آستانة، كما تم إحراز تقدم واضح أثناء مؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي، والآن بإمكاننا الإقدام على الخطوات التالية بشكل مشترك، والهدف المنشود الآن هو إعادة إعمار الاقتصاد وتقديم المساعدات الإنسانية للسكان المحتاجين، وكما تعلمون: «نحن على تواصل مع جميع الأطراف المعنية بهذه العملية المعقدة بما في ذلك الأمم المتحدة والمبعوث الأممي السيد دي مستورا، وأود أن أناقش معكم كل هذه الاتجاهات لعملنا المشترك». بينما أشار الأسد إلى «أن كثيرا من التغيرات الإيجابية تمت بعد لقائنا السابق في سوتشي خاصة فيما يتعلق أولا بمكافحة الإرهاب، فساحة الإرهابيين في سوريا أصبحت أصغر بكثير وخلال الأسابيع الأخيرة فقط، مئات آلاف السوريين عادوا إلى منازلهم وهناك ملايين أيضا في طريقهم إلى العودة وهذا يعني المزيد من الاستقرار، وهذا الاستقرار باب واسع للعملية السياسية التي بدأت منذ سنوات». وشدد على أنه «كما أعلنا سابقاً نعلن اليوم أيضا مرة أخرى أننا دائما ندعم ولدينا كثير من الحماس لهذه العملية وهذا اللقاء اليوم هو فرصة لوضع رؤية مشتركة للمرحلة القادمة بالنسبة لمحادثات السلام سواء في آستانة أو في سوتشي».

 

خلاف بين موسكو ودمشق حول مستقبل «مناطق النفوذ» وميركل اقترحت على بوتين تشكيل مجموعة دولية - إقليمية حول سوريا

لندن: إبراهيم حميدي/الشرق الأوسط/19 أيار/18/ما أن انتهت قوات الحكومة السورية بدعم من الجيش الروسي من معارك وتسويات الغوطة الشرقية وريف حمص، حتى بدأ السؤال يتصاعد في موسكو من جهة وطهران ودمشق من جهة أخرى، عن المرحلة المقبلة ومستقبل مناطق النفوذ الخارجي الثلاث الباقية: جنوب غربي سوريا، شمال غربي سوريا، شمال شرقي سوريا.أما في برلين وباريس وعواصم أخرى، فكان السؤال، يتناول كيفية تحريك العملية السياسية ومستقبل مساري جنيف وآستانة وإمكانية الإفادة من تجربة مينسك للحل الأوكراني باجتراح «مينسك سوري».

الاعتقاد في برلين وباريس ودول أخرى، أن الأمر لم يعد يتعلق بالسوريين، نظاماً ومعارضة. بل بات يتعلق باللعبة الكبرى. لذلك؛ فإن إحدى القضايا التي حملتها المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في سوتشي أمس، هو الإفادة من خصوصية العلاقة الألمانية – الروسية، وإطلاق مجموعة عمل جديدة خاصة بسوريا، مشابهة لمجموعة مينسك، بحيث تضم روسيا، وأميركا، وألمانيا، وفرنسا. ولا شك أن الرئيس الفرنسي مانويل كامرون سيحمل الفكرة ذاتها إلى بوتين في 25 الشهر الحالي، خصوصاً بعدما فشل اقتراح فرنسي سابق بتأسيس «مجموعة اتصال».

الاقتراح الألماني الجديد هو بين اقتراحات أخرى، كان بينها الجمع بين مجموعة آستانة التي تضم روسيا وإيران وتركيا من جهة ومجموعة الدول الخمس ذاتها التفكير المماثل، أميركا، وفرنسا، وبريطانيا، والسعودية، والأردن التي انضمت إليها لاحقاً ألمانيا.

العقبة أمام هذا الاقتراح، هو رفض واشنطن الجلوس على طاولة مع الجانب الإيراني خصوصاً بعد قرار الرئيس دونالد ترمب الانسحاب من الاتفاق النووي. أما ألمانيا، فإنها تحمل بعض المقترحات لتجاوز هذه العقدة. لكن جهوداً كبيراً مطلوبة لذلك، خصوصاً إذا أضيفت العقبات القائمة بين روسيا وأميركا حالياً.

هذه العقبات زادت في الأيام الأخيرة؛ إذ إن واشنطن رفضت حضور اجتماع آستانة الأخير. كما أن الجانب الأميركي لا يزال يفضل مفاوضات جنيف وإن كان لا يبذل الرأسمال السياسي الكافي لتحريكه.

موسكو من جهتها تسير في مسار آستانة، وباتت أنقرة تدعمها في ذلك وتفضله على مفاوضات جنيف وتنفيذ القرار 2254. لذلك، فإن إحدى نتائج اجتماع آستانة الأخير كان الاتفاق على عقد الاجتماع المقبل في سوتشي في يوليو(تموز) المقبل لبحث الملف السياسي، مع أن عملية استانة كانت مخصصة للبعد العسكري وإجراءات بناء الثقة فقط. لكن العقدة أمام موسكو، كانت في إقناع دمشق على السير في المسار السياسي لسوتشي، أي تشكيل لجنة دستورية من قبل المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا. وكان لافتاً، أن الأمر تطلب لقاءً بين الرئيس فلاديمير بوتين والرئيس بشار الأسد الذي وافق على إرسال قائمة من مرشحين إلى اللجنة الدستورية لـ«تعديل» الدستور الحالي، مع تجنب ذكر مفاوضات جنيف. ولم يكن هذا الخلاف الوحيد بين موسكو من جهة وطهران ودمشق من جهة أخرى؛ ذلك أن الخلاف الآخر الذي استدعى لقاء بوتين والأسد، يتعلق بمرحلة ما بعد الغوطة. بحسب المعلومات، فإن موسكو تفضل التزام «هدنة الجنوب» مع أميركا والأردن. وكان وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي بحث مع نظيره الروسي سيرغي لافروف «ترتيبات» معينة لجنوب سوريا، تتعلق بفتح معبر نصيب الحدودي وتجنب العمل العسكري وتحييد السلاح الثقيل وانسحاب ميلشيات إيران إلى مسافات متفق عليها تصل إلى 25 كيلومتراً من الحدود ومحاربة فصائل «الجيش الحر» تنظيمي «جبهة النصرة» و«جيش خالد» التابع لـ«داعش». ويعتقد الجانب الروسي بإمكانية الوصول إلى «ترتيبات» مقبولة من الأردن وإسرائيل وأميركا تسمح بانتشار الجيش السوري من دون معارك.

لكن طهران تدفع دمشق للذهاب عسكرياً إلى جنوب غربي سوريا والسيطرة عليها، وهما تعتقدان بأن لديهما «إمكانية الردع العسكري» لإسرائيل في حال تصاعدت المواجهات في الجنوب؛ ما يعتبره الجانب الروسي «مغامرة فيها الكثير من المخاطر»، قد يستغلها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتصعيد عسكري لـ«تصفية الحساب ومنع أي موطئ قدم إيراني في سوريا». حماسة طهران ودمشق إزاء العمل العسكري في إدلب التي تضم 2.3 مليون شخص، نصفهم من النازحين، بات أقل بعد اجتماع آستانة الأخير الذي بارك نشر الجيش التركي 12 نقطة مراقبة كان بعضها بين إدلب، وحماة، واللاذقية، وحلب؛ ما يعني قبول تولي تركيا «عزل» إدلب وحل مشكلة الأجانب في «هيئة تحرير الشام» وغيرها، الذين يقدرون بعشرة آلاف من أصل 60 ألف عنصر. أما المنطقة الثالثة في شمال شرقي سوريا، فإنها خاضعة أكثر للمزاج الروسي - الأميركي وتطور العلاقات بينهما، خصوصاً أنها المنطقة الوحيدة التي يقوم نوع من التعاون بين البلدين وسط توترات في مناطق أخرى. لكن، طهران ودمشق تدفعان رويداً رويداً في جعل الإقامة الأميركية والفرنسية شرق نهر الفرات وفي معسكر التنف مرهقة ومكلفة، إضافة إلى توفيرها ذخيرة للخطاب السياسي السوري الذي يتضمن «مقاومة الاحتلال» ورفض قبول أي قوات أجنبية غير شرعية. وهذا العنصر وافق عليه الرئيس بوتين عندما طالب خلال لقائه الأسد أول من أمس بانسحاب جميع القوات الأجنبية من سوريا، الموجودة من دون موافقة دمشق.

 

قتلى بانفجارات ضخمة في قاعدة عسكرية وسط سوريا و850 قتيلاً للنظام جنوب دمشق خلال شهر

بيروت - لندن: /الشرق الأوسط/19 أيار/18/هزّت انفجارات ضخمة الجمعة مطار حماة العسكري في وسط سوريا لم تُعرف أسبابها بعد موقعة 11 قتيلاً من قوات النظام التي تعرضت إلى خسائر جسيمة في معارك ضد «داعش» جنوب دمشق وصلت إلى 850 قتيلا خلال شهر.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن الانفجارات وقعت «في مستودعات أسلحة ووقود لقوات النظام في المطار» قرب مدينة حماة. ولم تُعرف أسباب الانفجارات، إلا أن عبد الرحمن رجح أن تكون «ناتجة عن خلل فني»، مشيراً إلى أنها أسفرت عن مقتل «11 عنصراً من قوات النظام ومسلحين سوريين موالين لها».

وأصيب العشرات أيضاً بجروح، وفق المرصد، الذي أشار إلى أن عدد القتلى مرجح للارتفاع بسبب وجود مفقودين وجرحى في حالات خطرة. وتسببت الانفجارات بتصاعد أعمدة الدخان الأسود في محيط وأطراف مدينة حماة. وكانت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أفادت بدورها عن «سماع دوي انفجارات» في مطار حماة العسكري ومحيطه من دون إضافة أي تفاصيل. وخلال الأسابيع الماضية، استهدفت إسرائيل مرات عدة مواقع عسكرية في سوريا كان آخرها ليلة التاسع والعاشر من مايو (أيار)، حيث أعلنت إسرائيل قصف عشرات الأهداف «الإيرانية» رداً على هجوم صاروخي قالت أيضاً إنه «إيراني» على الجولان المحتل.

ومنذ بدء النزاع في سوريا في 2011، قصفت إسرائيل مراراً أهدافاً عسكرية للجيش النظامي ومواقع إيران أو أخرى لـ«حزب الله» في سوريا، لكن الاستهداف طال مؤخراً مواقع يوجد فيها إيرانيون. إلى ذلك، كثفت القوات الحكومية السورية عملياتها العسكرية بعد استعادة تنظيم داعش سيطرته على مواقع خسرها في أحياء جنوب دمشق ليل الخميس-الجمعة، وتكبدها خسائر جسيمة. وقال مصدر عسكري سوري لوكالة الأنباء الألمانية: «دمر سلاح المدفعية في الجيش الكثير من تحصينات الإرهابيين وآلياتهم في حيي الحجر الأسود مخيم اليرموك، كما شن سلاح الجو غارات على مواقع الإرهابيين في مخيم اليرموك والحجر الأسود وأطراف حي التضامن جنوب دمشق». وأكد المصدر: «العمليات العسكرية من الجيش والقوات الرديفة مستمرة لإنهاء وجود تنظيم داعش في مخيم اليرموك والحجر الأسود وحي التضامن».

من جهة أخرى، قالت مصادر في محافظة دمشق التابعة للمعارضة السورية: «استعاد مسلحو تنظيم داعش صباح الجمعة عدة نقاط على محاور جبهة الحجر الأسود بعد معارك مع عناصر القوات الحكومية التي سقط منهم 25 قتيلاُ، بينهم 3 ضباط». وأضافت المصادر: «تعرضت القوات الحكومية ومسلحي لواء القدس الفلسطيني إلى خسائر كبيرة يوم الخميس، حيث خسرت أكثر من 45 عنصراً، بينهم ضباط رغم الدعم المباشر من القوات الروسية التي تشارك مقاتلاتها الحربية في معارك جنوب العاصمة دمشق». وعن معارك جنوب دمشق، قالت قاعدة حميميم العسكرية الروسية في محافظة اللاذقية، على صفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي: «معارك منطقة مخيم اليرموك تعتبر ذات أولوية خاصة باعتبارها متاخمة للعاصمة ويوجد فيها متطرفون دوليون يتبعون تنظيم داعش الإرهابي، وتأخر إتمام السيطرة على المنطقة يعود لأسباب تحصن المتطرفين ضمن الأبنية السكنية وقلة نسبة الخبرة القتالية للوحدات البرية الصديقة في معارك المدن». من جانبه، قال مصدر عسكري سوري في تصريح صحافي: «الأعمال الحربية التكتيكية التي تخوضها وحدات الجيش في جنوب دمشق، واشتراك مختلف صنوف الأسلحة في المعارك يسهم في دحر الإرهابيين الذين اتخذوا نقاطاً حاكمة وشبكة خنادق وأنفاقاً داخل البيوت وتحتها وفي المباني العالية والمؤسسات والمنشآت الحكومية، بدليل التقدم التكتيكي المستمر للوحدات وزيادة رقعة المساحات الآمنة وصولاً إلى حصر التنظيمات الإرهابية وتقطيع أماكن انتشارها منذ بداية العملية العسكرية الرامية إلى تطهير جنوب دمشق من الإرهاب». وقالت مصادر إعلامية مقربة من القوات الحكومية إن القوات الحكومية «أصبحت تسيطر على أكثر من 80 في المائة من حيي مخيم اليرموك والحجر الأسود». ونقلت مصادر إعلامية تابعة للمعارضة السورية أن «عدد قتلى القوات الحكومية في معارك جنوب دمشق التي اقتربت من الشهر تجاوز 850 قتيلاً، بينهم عدد من الضباط».

 

ماذا نعرف عن مطلق النار في مدرسة بولاية تكساس الأميركية؟ والشرطة تسعى لمعرفة دوافعه... والبيت الأبيض يبحث سبل حماية الأطفال

واشنطن: /الشرق الأوسط/19 أيار/18/بعد واقعة إطلاق نار التي أسفرت عن مقتل 10 أشخاص في مدرسة ثانوية بولاية تكساس أمس (الجمعة)، قام الطالب منفذ الحادث بتسليم نفسه للشرطة. ومثل ديمتريوس باغورتزيس وهو مقيد اليدين ومطأطأ الرأس أمام قاض. وستسعى السلطات الأميركية إلى معرفة دوافع الشاب الذي نفذ الحادث في مدرسته الثانوية في سانتا في بولاية تكساس. واكتفى الطالب البالغ من العمر 17 عاما بالرد بنعم أو لا على أسئلة القاضي. وهو متهم بالقتل الذي يعاقب عليه القانون بالإعدام في الولاية. ووصفه رفاقه في المدرسة بأنه شاب هادئ منعزل إلى حد ما ولديه القليل من الأصدقاء. وما زالت الأسباب التي دفعته إلى ارتكاب هذه المجزرة مجهولة. وكشف طالب لشبكة تلفزيونية محلية أن باغورتزيس كان لاعبا في فريق لكرة القدم وكان يتعرض لمضايقات. وقال إن «المدربين كانوا يقومون بإزعاجه وشتمه». وذكرت السلطات أيضا أن الشاب نشر مؤخرا صورة على موقع «فيسبوك» للتواصل الاجتماعي، لقميص أسود يحمل عبارة «وُلد ليُقتل». كن الحاكم الجمهوري لتكساس غريغ أبوت قال إن المؤشرات التي كان يمكن أن تنذر بقرب تحركه كانت «إما غير متوفرة أو غير واضحة». والشاب الذي كان يرتدي معطفا أسود أخفى تحته بندقية ومسدسا وهما قطعتا سلاح يملكهما والده، دخل إلى الصف نحو الساعة الثامنة (13:00 بتوقيت غرينتش) الجمعة، وفتح النار موقعا عشرة قتلى وعشرة جرحى. وروى هانتر ميد (14 عاما) لوكالة الصحافة الفرنسية «كان الوضع هادئا لثوان ثم سمعنا إطلاق النار وسادت حالة من الهلع». ونظمت في سانتا في أمسية للصلاة على أرواح الضحايا، بينما وقف لاعبو فريق البيسبول في تكساس هيوستن استروس دقيقة صمت قبل بدء مباراتهم. وتذكر طريقة عمل الشاب واللقطات التي بثتها محطات التلفزيون المحلية للطلاب أثناء إجلائهم، بحوادث مماثلة أخرى. وفي سياق متصل، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض سارة ساندرز أمس (الجمعة) إن إدارة الرئيس دونالد ترمب تبحث عن «أفضل السبل لحماية الأطفال في مختلف أنحاء البلاد». وتابعت المتحدثة أن لجنة لسلامة المدارس شكلها الرئيس ترمب بعد إطلاق نار بمدرسة ثانوية في فلوريدا في فبراير (شباط) سيتم تفعيلها وستجتمع الأسبوع المقبل. فقبل ثلاثة أشهر فقط، قتل 17 شخصا برصاص شاب في التاسعة عشرة من العمر في مدرسة انوية في باركلاند بولاية فلوريدا. وأدت الحادثة إلى تعبئة على المستوى الوطني للمطالبة بالحد من انتشار الأسلحة النارية. وذكرت صحيفة «واشنطن بوست» أن عدد الذين قتلوا في مدارس منذ مطلع 2018 أكبر من قتلى القوات المسلحة. وبعد إطلاق النار الجمعة، تساءل مساعد حاكم ولاية تكساس عن وسائل حماية المدارسة بشكل أفضل. وقال دان باتريك إن «هناك عددا كبيرا جدا من الذين يدخلون إلى ويخرجون من مدارسنا التي يتجاوز عددها الثمانية آلاف في تكساس». وكان أكثر من مليون شخص معظمهم من الشبان تظاهروا في نهاية مارس (آذار) في البلاد تحت شعار «لنسر من أجل حياتنا». لكن المسؤولين السياسيين لم يتخذوا أي إجراءات قانونية تذكر. ووجهت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل برقية تعزية إلى ترمب. وقالت إن «كل الألمان يعبرون عن تعاطفهم العميق مع أقرباء وأسر الضحايا ويتمنون الشفاء العاجل للجرحى». قال غريغ أبوت في مؤتمر صحافي بعد ظهر أمس (الجمعة) إن مطلق النار ترك متفجرات في منزل وفي سيارة. وأضاف حاكم الولاية أن الشاب «حصل على قطعتي السلاح (مسدس وبندقية) من والده ولا أعرف ما إذا كان الوالد يعرف شيئا». لكنه أكد أنه كان يمتلكها بشكل قانوني. وأوضح أن معلومات عثر عليها في «مفكراته على حاسوبه وهاتفه» سمحت بمعرفة أن مطلق النار الذي سلم نفسه بنفسه، كان ينوي الانتحار بعد الهجوم الذي خطط له. وهو آخر حادث إطلاق نار في مدرسة في الولايات المتحدة. ويحيي الحادث لدى سكان تكساس ذكرى مقتل 25 شخصا بينهم امرأة حامل بالرصاص في كنيسة في جنوب الولاية في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي. وصرح السيناتور تيد كروز «مرة جديدة رأت تكساس وجه الشيطان».

 

استدعاء رئيس وزراء ماليزيا السابق للمثول أمام سلطة مكافحة الفساد

كوالالمبور: «/الشرق الأوسط/19 أيار/18/ذكرت وسائل إعلام رسمية أن رئيس الوزراء الماليزي السابق نجيب عبد الرزاق استدعي للمثول أمام سلطات مكافحة الفساد الأسبوع القادم في إطار التحقيق في اتهامات تطاله. وكان نجيب (64 عاما) قد خسر بشكل غير متوقع انتخابات التاسع من مايو (أيار) أمام ائتلاف سياسي ركز برنامجه على اتهامات بأنه أشرف على اختلاس مليارات الدولارات من الصندوق السياسي «إيه إم دي بي» في مؤامرة واسعة من الاحتيال وغسل الأموال في أنحاء العالم. وكانت السلطات منعت نجيب من مغادرة ماليزيا في أعقاب الانتخابات. وضبطت الشرطة كميات كبيرة من الأموال النقدية والسلع الفاخرة الباهظة الثمن من منزله وأماكن أخرى الأسبوع الماضي. وذكرت وكالة الأنباء الماليزية الحكومية (برناما) أنه تم استدعاء نجيب للمثول أمام اللجنة الماليزية لمكافحة الفساد يوم الثلاثاء القادم. ونقلت برناما عن مصدر في اللجنة قوله في ساعة متأخرة الجمعة «حتى الآن طلب منه الحضور الثلاثاء القادم لنتمكن من تسجيل أقواله المتعلقة بإس.آر.سي إنترناشيونال». وكانت شركة «إس آر سي إنترناشيونال» من فروع الصندوق السياسي قبل وضعها مباشرة تحت إشراف وزارة المالية في 2012. وفي تلك الفترة كان نجيب رئيسا للوزراء ووزيرا للمالية في نفس الوقت. ويعتقد أن مئات ملايين الدولارات المرتبطة بـ«إس آر سي» مفقودة، وهذا جزء من فضيحة الصندوق السيادي المتشعبة. وتشير التقارير التي تزايدت في السنوات الماضية إلى أن مليارات الدولارات نهبت من الصندوق السيادي من جانب نجيب وأسرته والمقربين منه. وأغلقت حكومته تحقيقات داخلية في الفضيحة واعتقلت منتقدين كانوا يطالبون بتحقيقات كاملة وأسكتت وسائل الإعلام التي تنشر تقارير عن القضية. لكن رئيس الوزراء السابق مهاتير محمد البالغ من العمر 92 عاما، ولشعوره باستياء كبير من الفضيحة عاد إلى الساحة السياسية ليقود ائتلافا من مختلف الأحزاب حقق فوزا انتخابيا كاسحا في 9 مايو (أيار). وتعهد مهاتير إجراء تحقيق كامل في فضحية الصندوق «إيه إم.دي.بي».

 

11 قتيلاً على الأقل بتفجيرات استهدفت ملعب للكريكيت في أفغانستان

كابل: «/الشرق الأوسط/19 أيار/18/لقي 11 شخصا على الأقل حتفهم في وقت متأخر من مساء أمس (الجمعة)، عندما ضربت ثلاثة انفجارات متتالية استادا للكريكيت في شرقي أفغانستان، وفقا لما ذكره مسؤول محلي. وأفاد المتحدث باسم محافظ إقليم نانجارهار، عطا الله خوجياني، أن خمسة وأربعين شخصا أصيبوا بجروح في الحادث الذي وقع في مدينة جلال آباد عاصمة الإقليم. وأوضح خوجياني أن الانفجارات وقعت أثناء مباراة للكريكيت في مسابقة «كأس رمضان» مضيفا أن سبعة من المصابين في حالة حرجة. وأضاف خوجياني أن ثمانية من المصابين خرجوا من المستشفى فيما لا يزال 37 آخرون يخضعون للعلاج في مستشفى المدينة. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم حتى الآن. ولقي ما لا يقل عن تسعة أشخاص حتفهم وأصيب 36 آخرون يوم الأحد الماضي عندما هاجم مسلحون مبنى حكوميا في جلال آباد.

 

حداد وطني في كوبا بعد مقتل 107 أشخاص بتحطم طائرة

هافانا: «/الشرق الأوسط/19 أيار/18/أعلنت كوبا الحداد الوطني ليومين اعتبارا من اليوم (السبت)، غداة حادث تحطم طائرة ركاب أسفر عن سقوط 107 قتلى وثلاثة جرحى في حالة حرجة، في ظروف لم تعرف بعد. وتحطّمت طائرة ركاب على متنها 107 ركاب وطاقم من ستة أفراد مكسيكيين بعيد إقلاعها من مطار هافانا الجمعة في رحلة داخلية، في كارثة لم ينج منها سوى ثلاثة جرحى حالهم حرجة. وعلى إثر ذلك، أعلنت كوبا الحداد الوطني ليومين. وسقطت طائرة البوينغ 737 - 200 فوق منطقة غير مأهولة ظهر الجمعة، بعد إقلاعها تماما من هافانا متوجهة إلى هولغين في شرق كوبا. وأكدت وسائل الإعلام الحكومية أن الطائرة كانت تقل 104 مسافرين معظمهم من الكوبيين وأفراد الطاقم الستة وهم مكسيكيون. وأوضحت السلطات أن ثلاث نساء فقط نجون من الحادث «لكنهن في حالة حرجة». وطوال نهار الجمعة لم تنشر سوى معلومات قليلة. ولم يعرف حتى الآن سبب سقوط الطائرة بعد إقلاعها تماما بينما كانت تقوم بانعطاف. ولم تكشف السلطات ما إذا كان تم العثور على الصندوقين الأسودين للطائرة. وبعد تفقده مكان سقوط الطائرة، قال الرئيس الكوبي ميغيل دياز كانيل الذي تولى السلطة خلفا لراوول كاسترو قبل شهر «سنجري كل التحقيقات اللازمة وننقل المعلومات إلى السكان عندما نحصل عليها». يذكر أن الطائرة المنكوبة مملوكة لشركة الطيران المكسيكية «غلوبل إير» المعروفة أيضا باسم «إيرولينياس داموخ» وكانت تستأجرها شركة الطيران الكوبية الحكومية «كوبانا دي أفياثيون» بموجب عقد يقضي بإيجارها مع طاقمها الكامل المؤلف من طيارين اثنين وفني وثلاث مضيفات. وصرحت الحكومة المكسيكية أن الطائرة أنتجت في 1979 وخضعت لعملية صيانة في نوفمبر (تشرين الثاني) 2017. وبعيد إقلاعها من المدرج، حلقت الطائرة فوق منطقة حرجية ثم سقطت في حقل بطاطا قريب من المطار وتحطمت واشتعلت النيران فيها. وبما أن السلطات الكوبية لم تنشر لائحة بأسماء الركاب، ما زال الغموض يلف عدد الأجانب الذين كانوا على متن الطائرة إلى جانب الطاقم المكسيكي. وذكرت وسائل إعلام أن معظم الركاب من الكوبيين. وأكدت الحكومة الأرجنتينية مقتل اثنين من مواطنيها في الحادث. وفي بوينوس آيرس، عبر نجم كرة القدم دييغو مارادونا القريب من كوبا، عن تعازيه لأسر الضحايا، وكذلك فعل عدد كبير من الحكومات الأميركية اللاتينية والأوروبية. وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، بدأ أقرباء ضحايا وضع صور لهؤلاء مثل خوسيه أنخيل مدير الفرقة الموسيقية «بوليرو سالسا» وزوجته امبارو ايبان. وأكد الرئيس الكوبي أن المطار سيظل مفتوحا رغم الكارثة. وفي أبريل (نيسان) 2017. وقع آخر حادث من هذا النوع في كوبا، عندما تحطمت طائرة نقل تابعة للقوات المسلحة مع ثمانية رجال كانوا على متنها في منطقة أرتيميسيا الجبلية في غرب البلاد. وفي 2010. تحطمت طائرة من نوع «إيه تي آر - 72» تابعة لشركة الطيران «آيروكاريبيان» وكانت تقوم برحلة بين سانتياغو وهافانا في وسط الجزيرة، ما أدى إلى مقتل 68 شخصا بينهم 28 أجنبيا.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

جبهة الإثنين

الدكتورة رندا ماروني/20 أيار/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/64774/%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%83%D8%AA%D9%88%D8%B1%D8%A9-%D8%B1%D9%86%D8%AF%D8%A7-%D9%85%D8%A7%D8%B1%D9%88%D9%86%D9%8A-%D8%AC%D8%A8%D9%87%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%AB%D9%86%D9%8A%D9%86/

بعد إعلان النصر الإنتخابي ورسم خطوط معالم المرحلة السياسية الجديدة القادمة على لبنان موقعاً ومؤسسات، وتلاوة المبتغى المنوي تحقيقه أكان من خلال عمل المجلس النيابي الجديد أم من خلال الحكومة، تشكيلها وتحضير بيانها الوزاري، الموضح للنصر والمظهر للتوجه والمعنون للممانعة، والمتضمن والفارض لثلاثية الشعب والجيش والمقاومة والملحق لبنان عمليا بمحور طهران.

خطوط عريضة لمرحلة سياسية جديدة رسمت، تم توضيحها في خطاب على عجل، إستبقت نصرا فعلياً لواقعا متشعباً شديد التعقيد، سقطت وتلاشت سريعاً ليس فقط بسبب التوجه الإقليمي والدولي الجديد إنما أيضاً أتت لتظهر جهلا بطبيعة التركيبة اللبنانية العاصية على الإنصياع الفعلي، والمتآلفة منفعياً بأحلاف لا دوام فيها إلا بدوامها.

توجه إقليمي ودولي جديد، جمد مسيرة الأهداف الإيرانية المعلنة، فهل سنشهد تجاوباً ملموساً من قبل حزب الله أم مقاومة؟

وهل ستشكل القوى السياسية اللبنانية غطاءا فعالاً لحزب الله اليوم كما إستاعطت أن تشكل له هذا الغطاء في العام 2006 بعد حرب تموز وتجميد القرارات الدولية 1701 و1559 بحجة الحوار الداخلي اللبناني- اللبناني، والنأي بالنفس والإستراتيجية الدفاعية؟

ما إستطاعت أن تفعله القوى السياسية اللبنانية في العام 2006 قد يكون بعيد المنال اليوم، وما قدم من حجج في العام 2006 أضحى بلا معنى فعلي له، فبعد أكثر من عشر سنوات، لم يستطع لبنان الرسمي الوفاء بإلتزاماته لا بمسألة النأي بالنفس، ولا بالتقدم في مسألة الحوار الداخلي اللبناني- اللبناني وحل مشكلة السلاح، بل بالعكس لقد أوجد لبنان الرسمي اليوم حججاً معلنة لتدخل حزب الله العسكري خارج الحدود، وتآلف مع مقولة شعب جيش مقاومة، حتى إن عنوان لبنان القوي الذي أطلقه رئيس التيار الوطني الحر الداعم للعهد، يرتكز على هذه الثلاثية وكأن لبنان الرسمي يعيش في جزيرة منعزلة عن العالم وفي غيبوبة عن محيطه وهم الطبقة السياسية الوحيد تناتش المناصب والحصص بأي ثمن كان، حتى لو كان هذا الثمن هو السيادة وتجاهل السعي لتطبيق القرارات الدولية.

ما تجاهله لبنان الرسمي أضحى اليوم على طاولة البحث الإقليمية والدولية بصورة ملحة وبشكل حازم.

فلقد أعلن الرئيس الأميركي يوم الإثنين القادم موعدا لتأسيس جبهة دولية في مواجهة إيران وأذرعتها في المنطقة بعد أن أيقنت خطورة السياسة التمددية الإيرانية وما تمثله من تهديد للأمن والإستقرار الإقليمي، إتجهت لتأسيس حلف دولي جديد ضد إيران على غرار الحلف الدولي الذي أنشىء ضد داعش، لمواجهة كل الأنشطة الإيرانية بما فيها الصواريخ الباليستية وتدخلها في المنطقة وليس الملف النووي فقط، إستبقت الإعلان عن هذا الحلف بحزمة من العقوبات شملت أفراد على صلة بحزب الله والأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ونائبه نعيم قاسم.

إن إنسحاب الولايات المتحدة الأميركية من الإتفاق النووي وإعادة فرض العقوبات على إيران، وإنسحاب كبريات الشركات، وإيقاف برامجها الإستثمارية في طهران، يظهر بشكل واضح توجهات السياسة الجديدة الحازمة للإدارة الأميركية بقيادة ترامب في إعادة النظر بدور إيران في المنطقة والتوجه لرسم خريطة تقاسم النفوذ من جديد ووضع حد للتمدد الإيراني بشكل فعلي، فلقد إتخذت القرار وبدأ التنفيذ، وعلى هذا المستوى الخطير من السياسات الحازمة بقوة الغير قابلة للتماهي والتحايل واللعب على الألفاظ، كما في العام 2006، كيف سيتصرف حزب الله ولبنان الرسمي على أبواب تشكيل حكومة جديدة وصياغة بيان وزاري جديد، فأي خطأ أو زلة فيه قد تكلف لبنان الكثير، خاصة بعد القرار الصادر عن الإدارة الأميركية بوقف التمييز بين جناح حزب الله العسكري والجناح السياسي، فمسيرة جديدة إنطلقت بأهداف واضحة لجبهة الإثنين التي ستتسع حلقتها لتضحى قبضة تنين.

جبهة الإثنين

كقبضة تنين

أعلنت توعدت

أقسمت يمين

حددت هدفا

أظهرت يقين

أدركت خطورة

تغيير الموازين

فعادت أرضا

تجوب الميادين

تتضامن تتكاتف

ناصبة كمين

لغازي معتوه

في عتهه سجين

أوهامه قديمة

عمرها سنين

خابت وتصدرت

لائحة الخائبين

جبهة الإثنين

كقبضة تنين

أعلنت توعدت

أقسمت يمين

عادت أرضا

تجوب الميادين.

 

يسوع أيضاً كان شحّاذاً

 إيلي الحاج/نقلاً عن موقع مدى الصوت/19 أيار/18

هناك عملية تشويه سمعة كبيرة تجري في هذه البلاد.

منذ أيام نقرأ تعليقات من كل صوب وميل عن حادثة وفاة عجوز امتهنت طوال حياتها التسوّل وظهر أنها جمعت ثروة. حملة لا تستثني أحداً من الشحاذين. بلا شفقة ولا رحمة. وإذا كان أحد يرقّ قلبه ويفتح شباك سيارته في الحر العظيم ليعطي متسوّلاً ربع ألف ليرة فما عاد يفتح شباكه بعد هذا الفيض من التعليقات. لا الخواجات ولا السِتّات ولا البَين بَين. لا كبار ولا صغار. لكأنّ أوركسترا ضخمة من المغرّدين والمغرّدات على كل وسائل الإعلام كانوا مضيّعين الحِجّة ولاقوها. صار كل مستعطٍ ومستعطية مشبوهين. ثقافة التعميم. بودّي أن أستعطي. كان يسوع المسيح  شحّاذاً يعيش وصحبه على حسنات الناس وعطاءاتهم، وبودّي أن أستعطي. ليس من أجل المال. آخر همّي المال. أكان معي أم لم يكن معي. انظروا إلى المتسوّلين والمتسوّلات. حدّقوا في عيونهم. لا تشيحوا بوجوهكم عنهم. التسوّل ذروة الإنكسار. مدّ اليد قمة الإنسحاق . شحّاذ يعني إنساناً تخلّى عن كبريائه وعرّى روحه أمامكم. يعني لم يعد بينه وبين الله حاجز الأشياء التي نمتلكها ومنها سمعتنا وصورتنا عند الناس،  نجعلها أغلى ما عندنا وغالباً نعرف أنها كاذبة، هي أيضاً حاجز. وطبعاً طبعاً هناك دوماً الإبتذال الذي يشوّه كل ما هو جميل، أكان الحب أم الحرية، أم الكتابة، أم الفنون. وهذا موضوع طويل.يسوع كان شحاذاً. الرهبانيات العظيمة قامت على شحّاذين. وكان الرهبان يتسوّلون اقتداءً بالقديس فرنسيس وقديسين كثيرين سواه. طوائف من المتصوّفة في الإسلام كانت تتسوّل. نُسَاك جبل أثوس وصحراء سيناء والمعلمون الروحيون الكبار في السند والهند لطالما ارتدوا الأسمال ومدّوا أيديهم إلى العابرين كي يعيشوا الإختبار الروحي الهائل على جبل التخلّي. صدمتكم متسوّلة ماتت ثريّة؟ لا بل أفرحتكم الخبرية. يمكنكم من اليوم وصاعداً أن تتابعوا طريقكم ولا تلتفتوا إلى متسوّل يتوسّل. ولكن بربّكم، هل جربتم مرة النظر ملياً في عيني طفل شحّاذ؟

إيلي الحاج/كاتب صحافي وناشر "الصوت"

 

آليتا التحكم بالانتخابات اللبنانية

د. منى فياض/الحرة/19 أيار/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/64771/%D8%AF-%D9%85%D9%86%D9%89-%D9%81%D9%8A%D8%A7%D8%B6-%D8%A2%D9%84%D9%8A%D8%AA%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%AD%D9%83%D9%85-%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%86%D8%AA%D8%AE%D8%A7%D8%A8%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84/

انتهت الانتخابات اللبنانية بنتائجها المخيبة، لكن المنتظرة، في ظل القانون العتيد. ولم يدهش أحد مما حصل قبل الانتخابات وخلالها وبعدها من استخدام جميع وسائل الترهيب والترغيب، ناهيك عن مخالفات القانون والتزوير الذي صور ووثق ووزعت مشاهده على مختلف وسائل الاتصال؛ بانتظار تقديم الطعون إلى المجلس الدستوري لكي يدرسها ويتخذ موقفه منها.

سيكون لدينا برلمان يتصف بغرائبية تمثيلية غير مسبوقة. نواب حصلوا على عشرات آلاف الأصوات وآخرون على العشرات منها فقط، مع عشرات آلاف الأصوات الملغية وفي ظل نسبة اقتراع أقل من الانتخابات النيابية السابقة؛ علامة على امتناع المواطنين المشاركة في انتخابات تنعدم ثقتهم بها وليأسهم من إمكانية التغيير في الوضع القائم. وبحسب خبراء فان من هم في السلطة لا يمثلون سوى 26 إلى 30 من الناخبين من الناخبين، أي ما يوازي 15 إلى 20 في المئة من اللبنانيين.

تحاول العصبيات والمجموعات أن تحافظ على استقلاليتها وحرية تحركها ذلك أن جوهر وجودها يكمن في التحرك الحر

كل ذلك يطرح الشكوك حول الانتخابات، ذلك أن الديمقراطية لا تتعلق فقط بمجرد إجراء الانتخابات؛ إنها أيضا مسار قبل الانتخابات وخلالها وبعدها، من تحركات مواطنية تتمكن من تشكيل مجموعات ضغط لتؤسس للتغيير الاجتماعي ما يؤدي إلى إنشاء أحزاب جديدة مع برامج يمكنها أن تحدث التغيير المطلوب على مستوى العمل السياسي؛ كلها شروط مفقودة. وإذا كانت الانتخابات هي الطريق لتبادل السلطة وتقويم مسارها، فالأهم منها القانون الذي أجريت على أساسه؛ ناهيك عن قيام البرلمانيين بمهامهم حقا، في سن القوانين بينما لدى رئيس المجلس القدرة على تعطيله تماما.

ولن أكرر هنا مواصفات القانون اللبناني الذي تشخصن وصيغ وأقر على مقاس من هم في السلطة لاستعادة تموضعهم فيما بينهم ووضعت العراقيل أمام من لا يملكون ماكينات وإمكانات ضخمة.

اقرأ للكاتبة أيضا: انتخابات لبنان: فوضى وتحريض وسلب الناخب حريته

لكن ذلك لا يعني أنه لم يكن ممكنا للمعارضة أن تنجح في إيصال ممثلين عنها وبقدر معقول فيما لو كان أداؤها مختلفا وعرفت أن تتهيأ وتتعاون فيما بينها على غرار ما قامت به الطبقة السياسية رغم تناحرها.

سأحاول هنا تحليل سلوك الجمهورين، الموالي والمعارض، لفهم ما أنتجته الانتخابات.

طبعت سمتان الانتخابات اللبنانية: سمة العصبية الخلدونية، وسمة الذهنية العربية الغالبة. فلقد أظهرت الانتخابات أن العصبيات، بالمفهوم الخلدوني التراثي، ما زالت حية بعد أن تعصرنت وتأقلمت مع المستجدات عند فئات عديدة من المجتمع اللبناني لكنها أكثر ما ظهرت عند من اقترعوا للثنائية الشيعية تحديدا.

أما ما طبع سلوك “المعارضات” التي وصفت “بالمدنية” فتنطبق عليها مواصفات الذهنية العربية كما عرفها فؤاد اسحق الخوري (الذهنية العربية)؛ فالأشخاص بحسبه أشبه بحبات العنقود المستقلة والمنفصلة لا تقوم قيامتها إلا بقيادة أمير. فالكل يريد تبوء المركز الأول لأن مطلب المساواة ليس سوى ستارة سعيا وراء الهيمنة. من هنا كانت صعوبة تشكيل اللوائح لأن الكل يريد تبوء الصف الأول على رأس اللائحة. الكل يريد أن يكون البطل الذي يتكرر مع تعاقب الأزمنة.

هذه الذهنية التي لا تعرف التعاون ولا التنازل عن المصلحة الفردية من أجل مصلحة الوطن، وتمنع أي تقدم على الصعيد اللبناني. وكنا نأمل أن ممثلي المجتمع المدني اللبناني قد تخلصوا منها لكن تبين أنهم لم يفعلوا للأسف.

وإذا كان هذا حال المجتمع المدني، نجد في المقابل أن الجمهور الذي يعترض ضمنا على سياسات وأداء ممثليه في السلطة ويعود لينتخبهم صاغرا ضاربا حقه بمحاسبتهم عرض الحائط، لاختلاط الديمقراطية في أذهانه مع ما يلاقيه من كرم ورحابة صدر وأبوة قائده، خصوصا قبيل الانتخابات، وتوجهه الشخصي نحوهم وإبداء استعداده للتجاوب مع رغباتهم.

وكأن الديمقراطية مجرد طريقة تعامل وتفاعل شخصي بين الناس تمارس بشيء من اللين بين الحاكم والمواطن، وليست مؤسسات ونظم سياسية تولي الشعب على الحاكم ولا تقوم على أساس علاقات شخصية تهيمن على قواعد الحكم والدولة.

وهذه السمة أكثر ما برزت عند جمهور حزب الله؛ فهو بشخص أمينه العام يحل محل الدولة اللبنانية بمؤسساتها عند أتباعه؛ ولقد عمل حزب الله على تعميق هذا الولاء بشتى الوسائل قبيل فترة الانتخابات وخلالها. الأمر الآخر الذي خدم هذه الفئة كان شد عصبيتها وإعادتها إلى تراثها من الحرمان وأن عليها اختيار من يحميها ويدافع عنها، مع أنها هي التي انتقلت إلى خانة تهديد الآخرين.

يوصلنا هذا إلى أهم ما يعيق التطور الديمقراطي في لبنان:

الاعتقاد بأن الضعف يكمن في الانفراد أو الاستفراد، وهو ما يدفع الجماعات للتكتل.

فكرة أن القوة تكمن في الجماعة والتجمع والتكتل من دون أصوات خارجة عن الإجماع.

اللاهرمية في المجتمع التي لا تساعد على بناء المؤسسات.

وما يتركنا في هذه الدوامة التي خرجنا منها إبان رئاسة الراحل فؤاد شهاب في الستينيات، جهود حزب الله. ففيما يعمل على تقوية عصبية أتباعه يمعن في إضعاف الدولة والاعتداء على حقوقها. وكلما قويت عصبية القوم، وانتماءهم إلى الجماعة للدفاع عن الذات وللهيمنة على الآخرين، ضعفت الدولة؛ التي تغطي عجزها بمقولتي الاستقرار وخصوصية ولا غالب ولا مغلوب، دون التوصل إلى فرض سلطتها الحيادية على مختلف المجموعات الطائفية؛ بل جاءت نتائج الانتخابات لتقوية هذه المجموعات.

تحاول هذه العصبيات والمجموعات أن تحافظ على استقلاليتها وحرية تحركها، ذلك أن جوهر وجودها يكمن في التحرك الحر. إذ لو انتفت هذه الاستقلالية الذاتية لما تمكنت العصبيات من ممارسة سياسة عقد علاقات الولاء السياسي وغيرها. يغلب عندها مفهوما للحرية يبتعد عن معناها الفلسفي كحرية الفكر والإبداع والتعبير عن الذات؛ الحر هنا هو غير المسَيطر عليه، تماما كما أن الغني هو المستغني عن الآخرين. لذا تتخذ معنى التحرر من السيطرة حتى ولو كان من قبل الدولة المركزية.

طبعت سمتان الانتخابات اللبنانية: سمة العصبية الخلدونية، وسمة الذهنية العربية الغالبة

لدى حزب الله استراتيجيته السياسية للهيمنة على لبنان، يساعدنا على فهمها ما نقله فريدريك معتوق، في كتابه صراع العصبيات عن ميشال سورا، الذي خطف وقتل في لبنان ويقال بسبب ما كتبه عن سورية في كتابه “الدولة البربرية”. استنتج سورا في بحثه عن شباب باب التبانة (أحد الأحياء الفقيرة في مدينة طرابلس، شمال لبنان) في مطلع الحرب الأهلية، أن الصراع بين العصبيات لا يتضمن “فكرة نهاية الحرب”، الذي يعني زوال العصبيتين منطقيا، بل فقط ترهيب الخصم وترك النزاع مفتوحا. فالهدف هو الإبقاء على النزاع، كي لا تضعف العصبية ضمن مفهوم ميزان القوى بما أن المسألة ترتبط بالصراع على السلطة.

أيضا لأنه كان يمكن قديما القضاء على العصبية بالقضاء على رأسها وصاحب القرار فيها، لكن الصراع الدائم جعل الأمر مستحيلا لأن العصبية صارت معشعشة في عمق وعي الأفراد المدافعين عنها. وهو ما يجعل انكسار العدو العسكري غير مفيد على المدى الطويل لأنه سيولد نقمة وحقدا مذهبيا أكبر.

من هنا الخطاب المزدوج الذي نجده في صميم العصبية المذهبية التي بقيت تناور ثلاثين سنة في ألمانيا (حقبة وستفاليا) حتى وصلت إلى تثبيت الحدود التي ترضي الطرفين، دون أن ينكسر أحدهما أمام الآخر.

وكم هو غريب هذا التماهي بين ثنائية الخطاب وثنائية الحدود في لاوعي العصبيات المذهبية!

ونحن العالقون في خضم هذا الوضع في ظل الصراع المشتد على منطقة الشرق الأوسط والجانب العربي فيها، ننتظر أمرا كان مفعولا، كي نخرج من هذه الدوامة!

 

فضيحة كبرى قد تؤدي الى ابطال نتيجة الانتخابات بأكملها : في وزارة الداخلية 500 ألف ناخب إضافي !!

موقع المستقل/19 أيار/18/الباحث د. كمال فغالي: كلّما أمعن الباحث في قراءة نتائج الانتخابات الصادرة عن وزارة الداخلية على موقعها الإلكتروني، كلما اكتشف المزيد من الأخطاء المرتكبة. وإذا كنا قد عرضنا في مقالنا السابق («لجان القيد لم تفهم النسبية») لأخطاء في عملية احتساب النتائج، نعرض هذه المرة لأخطاء مثيرة للاستغراب بسبب بديهيتها تتعلق بأعداد الناخبين.

 شكوك كثيرة في آلية الفرز والاحتساب

يظهر الجدول المرفق حجم الفروقات بين عدد الناخبين الوارد في جداول النتائج التفصيلية وكيفية احتسابها في كل دائرة على الموقع الالكتروني للوزارة (http://www.interior.gov.lb/AdsDetails.aspx?ida) وقد بلغت 4,252,937، وبين عدد الناخبين المدرجين على لوائح الشطب بحسب الوزارة عينها والذين وزعتهم قبل شهر من الانتخابات (3,746,483 إذ يصل الفارق إلى 506,454 ناخباً.

يصعب فهم سبب الوقوع في خطأ مماثل ينجم عنه هذا الفرق الشاسع في أعداد الناخبين، خصوصاً أن الوزارة حصلت على أكثر من 50 مليار ليرة بدل نفقات انتخابية وأتيح لها شراء كل ما تحتاج إليه من تجهيزات تقنية وبرامج كومبيوتر، فلماذا يرتكب خطأ بديهي بهذا الشكل؟ وأي برنامج هذا الذي يرتكب خطأ بهذا الحجم؟ وهل الأرقام الإضافية واردة من لجان القيد واكتفت الوزارة بنشرها على موقعها الإلكتروني، أم أن الخطأ هو من الوزارة نفسها؟

إن خطأ مماثلاً يتيح تصديق كلّ ما يثار من شكاوى عن ضياع أصوات من هنا، أو تزوير من هناك. ذلك أنه حتى لو لم تكن هناك نية للتلاعب بالنتائج، يمكن القول إن وجود أخطاء مماثلة أمر يدعو إلى عدم الثقة بسلامة النتائج. ولجان القيد مدعوة إلى توضيح آلية احتساب النتائج، وإعادة الفرز في حضور مندوبين عن الأحزاب والقوى السياسية والمرشحين للتأكد من سلامة العمل.

الأوراق الملغاة

ملاحظة ثانية لا تقل أهمية تتعلق بفشل الحملة الدعائية لشرح آلية الاقتراع، والتي أنفق عليها أيضاً مبالغ كبيرة، فهو ما يكشفه حجم الأوراق الملغاة والذي يصل إلى 38,909، ما نسبته 2.1 في المئة من عدد المقترعين الإجمالي وهو رقم مرتفع جداً، خصوصاً إذا قارناه بالأوراق الملغاة في استحقاق العام 2009 ووصل عددها إلى 11,884 بنسبة 0.7 في المئة من المقترعين. أي أن الأوراق الملغاة تضاعفت ثلاث مرات.

تزداد أهمية هذه الملاحظة، إذا قدّرنا قيمتها الانتخابية. ففي حال كانت الانتخابات تجرى على مستوى لبنان، لكان الحاصل الانتخابي العام وصل إلى 14,541 وهذا يعني أن الأوراق الملغاة حققت ما نسبته 2.7 (حاصلان وكسر أكبر) أي ما يعادل ثلاثة مقاعد نيابية.

يبيّن هذا الكم من الأوراق الملغاة تقصير الوزارة في شرح آلية الاقتراع وعدم تسهيل شرحها من قبل المعنيين. إذ لم توزّع الوزارة نماذج عن ورقة الاقتراع للمرشحين، أو المعنيين، لكي يشرحوا للناخبين كيف ستجري العملية الانتخابية، إلا قبل أيام معدودة من الاستحقاق على رغم المطالبات المتكررة بها. لذا عمد كثير من المرشحين إلى شرح آلية الاقتراع على ورقة مختلفة عن التي اعتمدت. كما أن الحملة الدعائية كانت قاصرة، على رغم جماليتها. لم يكن مفهوماً مثلاً كيف يمكن لإعلان عن البوظة أن يشرح للناخب ما الذي يتوجب عليه فعله خلال عملية الاقتراع؟ كما ليس مفهوماً لماذا تكون الانتخابات عرساً وطنياً وكأننا نجري انتخابات للمرة الأولى؟ وكيف تكون حملة انتخابية شهدت كلّ هذا الكم من التحريض والكلام الطائفي عرساً؟ ولماذا شرحت العملية الانتخابية، في الفيديوات الترويجية، على نماذج غير مطابقة لما سيعتمد؟

 

«صلاة البرلماني» لصقاً على أبواب برلمان 2018

نقولا ناصيف/الأخبار/السبت 19 أيار 2018

من الساعة الصفر منتصف ليل غد الأحد، تبدأ ولاية مجلس النواب الجديد. الأربعاء المقبل ينشئ هيئة مكتبه بانتخاب رئيس له ونائب للرئيس، إلى خمسة أعضاء آخرين هم أمينان للسرّ وثلاثة مفوضين. من ثم تباشر مرحلة تغيّر سطحها من دون القعر

عندما سئل الرئيس نبيه برّي هل يذكّره البرلمان المنتخب بذاك الذي ترأسه، للمرة الأولى عام 1992، أجاب: «كان مجلس 1992 الأول في العالم من حيث النشاط الذي قام به خلال ولايته سواء في عدد جلسات التشريع أو جلسات المناقشة العامة والاستجوابات والأسئلة والأجوبة. خرجنا من انتخابات 1992 وسط مقاطعة مسيحية كبيرة، حتّمت على المجلس الجديد الحركة والأداء بإفراط من أجل تأكيد شرعيته التي طعن البعض فيها، وطرحت المقاطعة علامات استفهام من حولها».

يضيف: «أمامنا الآن ورشة جديدة مع كمّ من مشاريع القوانين في أدراج المجلس. لكن الأساس استعجال تأليف حكومة جديدة. لا نريد أن نصبر كما في المرات السابقة سبعة أو ثمانية أشهر حتى تبصر النور. تأخير تأليف الحكومة أكثر من الوقت الذي تحتاج إليه يطيّر كل المؤتمرات الدولية التي ذهبنا إليها أخيراً وعدنا بنتائج إيجابية، خصوصاً مؤتمر سيدر».

على مرّ انتخابات العقدين ونصف العقد المنصرمة، بدءاً من أولها عام 1992، لم يسبق أن شهدت انتخابات هيئة مكتب المجلس اشتباكاً سياسياً بين الكتل. بعض أسباب المرحلة تلك حتى عام 2005 دور سوريا، إذ ألقى بثقله على الاستحقاق، بعدما تيقن من إمساكه بغالبية ثلثي المجلس المنتخب. طوال 13 عاماً ترأس برّي البرلمان، وإيلي فرزلي نيابة الرئاسة، مع تقاسم الكتل الرئيسية حصص هيئة المكتب. في انتخابات 2005، أمكن الانقلاب السياسي الذي أحدثته قوى 14 آذار، وقلب موازين القوى الداخلية على اثر اغتيال الرئيس رفيق الحريري، تقويض التقليد: وضعت يدها على نيابة الرئاسة بفريد مكاري مع خسارة فرزلي مقعده، وأمسكت بالغالبية، وتقبّلت تقاسم هيئة المكتب، ووقفت عاجزة عند أبواب الرئاسة. تكرّر الأمر في انتخابات 2009. بذلك أمست تسمية مكاري مرتين على التوالي قرار تكتل المستقبل وحده، بذريعة مبرّرة أنه أكبر الكتل النيابية.

بعد انتخابات 2018، تحاول نيابة الرئاسة اختزال مجمل الاشتباك السياسي في أول الطريق في سلسلة استحقاقات متتالية، وحصرها ــــ للمرة الأولى منذ عام 1992 ــــ بين يدي فريقين مسيحيين يتسابقان في الصراع على مناصب السلطة، هما التيار الوطني الحر وحزب القوات اللبنانية. قدّم برّي لرئيس الجمهورية ميشال عون، بعيد إعلان نتائج الانتخابات، الحجة المعقولة انسجاماً مع سابقتي 1992 و2005: لتكتل لبنان القوي تسمية مرشحه للمنصب بأحد اثنين من أرثوذكسييّه المعلنين، فرزلي ـ الأكثر ترجيحاً ـ أو الياس بوصعب. ردّت القوات اللبنانية بترشيح أحد نوابها أنيس نصار. لا يعدو الترشيح والترشيح المضاد إلا رأس جبل الجليد الذي ينتظر لاحقاً تأليف الحكومة بين الفريقين المسيحيين القويين، وقد خرجا من الانتخابات بحصص وازنة وضعت سلفاً التمثيل المسيحي بين أيديهما. كلاهما كبّر كتلته على نحو يعزّز ما أتاحه تأليف أولى حكومات العهد طبقاً لمضمون تسوية 2016، وهو أنهما المعنيان مباشرة بالتمثيل المسيحي فيها. باتا الآن جزءاً لا يتجزأ من نتائج انتخابات نيابية أعادت تحديد الأحجام وإلغاء وجود النواب المسيحيين المستقلين أولاً، وانتزعت من الكتل ذات الغالبية الإسلامية امتياز توزير مسيحيين في عدادها ـــــ وقد تضاءلوا ــــ يعود إلى مطلع عهد اتفاق الطائف ثانياً، ووضعت باكراً مصير التأليف أمام مشكلة مسيحية وشيكة تبدأ بنيابة رئاسة الحكومة ولا تنتهي بحقائبها السيادية والمدرارة والهامشية ثالثاً.

ثمة ما يمكن أن يحتاج إليه البرلمان الجديد في افتتاح دورته.

برّي: تأخير تأليف الحكومة أشهراً يطيّر نتائج المؤتمرات الدولية

في الأسبوع الذي سبق غياب العميد ريمون إده، في 10 أيار 2000، في مثل هذه الأيام تماماً، طلب من المستشارة في البرلمان البلجيكي ماري جوزيه شدياق تزويده صلاة يتلوها برلمانيون أميركيون قبل بدء مناقشاتهم. أرسلت إليه بالفاكس النص الذي نشرته جريدة «الشمس» في كيبيك في كندا، في عددها الصادر في 28 شباط 1948، قائلة له إن برلمانيي ولاية ويسكونسن في الولايات المتحدة يتلون هذه الصلاة. على أن «الفاكس» وصل إلى فندق كوين إليزابيث في باريس يوم أسلم العميد الروح.

نصت «صلاة البرلماني» على الآتي:

«يا أيها الإله القدير، يا إله كل الحكومات، ساعدنا في ساعة افتتاح هذه الدورة الاشتراعية على إدراك قدسية الأعمال السياسية.

أبعدنا عن الخطايا التي سنقع تحت إغرائها، عندما يعلو صوت الأحزاب والمصالح داخل هذا المجلس.

جنّبنا التفكير في الانتخابات المقبلة، بينما علينا التفكير في الأجيال الطالعة.

جنّبنا الكلام على مسائل الأشخاص بدلاً من مناقشة المبادئ.

إجعلنا لا نولي الأهمية الكبرى للحصول على الأكثرية، في الوقت الذي ينبغي أن نفكر في صواب التدابير الواجب اتخاذها.

جنّبنا في الساعات الحاسمة للمناقشات أن نقول المسائل التي تحدث وقعاً كبيراً، بدلاً من قول المسائل الحقة.

اجعلنا لا نتمتع في المضي في البحث عن الكلمات الجميلة، بدلاً من البحث عن الوقائع.

جنّبنا اعتبار الحزب هدفاً في ذاته، بدلاً من التعامل معه على أنه وسيلة لبلوغ الهدف.

لا نطلب إليك أن تحمينا من الإغراءات المحيطة بالمجالس الاشتراعية فحسب، بل نطلب أيضاً أن تجعلنا ندرك على نحو أفضل ماهية الحكم، كي نتمكن من خدمة مصالح مَن وضعوا حكم هذه البلاد بين أيدينا.

ساعدنا على أن نتذكّر أن الأجيال التي ستأتي تشكّل جزءاً من الهيئة الناخبة، وإن لم يكن لها أصوات في صناديق الاقتراع.

اجعل من احترامنا للحقيقة أكبر من احترامنا للماضي. ساعدنا على أن نجعل من حزبنا في خدمتنا أكثر منه سيّداً علينا.

اجعلنا ندرك أن لا نفع للنجاح في الانتخابات إذا فقدنا طاقاتنا.

ساعدنا على أن نكون مستقلين عن الأكثرية الطاغية، وعن الأقلية المتعقلنة، إذا لم يكن للحقيقة مكان عند هؤلاء أو أولئك.

اجعل الصدق وحياً لدوافعنا والعلم نوراً لمناهج عملنا.

ساعدنا على خدمة الجماهير من دون مداهنتها، واجعلنا نصدّقها من دون الانحناء أمام تطيّرها».

https://al-akhbar.com/Politics/250393

 

هذه خطة القوات في مواجهة حصارها

منير الربيع/المدن/السبت 19/05/2018

هذه خطة القوات في مواجهة حصارها

بعد استشعار القوات اللبنانية محاولة حصار ستتعرض لها في تشكيل الحكومة، عملت على تعزيز وضعيتها السياسية من خلال اتصالات مع مختلف الافرقاء. في نهاية جهودها، وبمفعول سياسي، حصلت زيارة سمير جعجع إلى بيت الوسط، حيث التقى الرئيس سعد الحريري، وكان ملف تشكيل الحكومة على رأس الملفات التي بحثت. لا تريد القوات القطيعة مع أي طرف، وتسعى لتعزيز تفاهم معراب، لكنها تجابه برفض من قبل الوزير جبران باسيل.

قبل إجراءات المستقبل الداخلية، كانت تعتبر القوات أن الثنائية الحريري- باسيل هي التي تهدف إلى تحجيمها وإبعادها عن الحكومة الجديدة. وهذا كان مشروعاً سابقاً منذ ما بعد لاستقالة الرئيس الحريري من الرياض، بحيث جرى النقاش بشأن ضرورة إخراج القوات من الحكومة، ولكن تم التراجع عن تلك الخطوة كي لا تُمنح القوات تعاطفاً شعبياً وتسجّل اكتساحاً في الشارع المسيحي.

اليوم، يتجدد السؤال، ولكن بفارق أن نادر الحريري الذي يعتبره كثيرون من أبرز الساعين إلى تحجيم علاقة المستقبل مع القوات لكونها لا تعود للتيار الأزرق بأي مكسب. اليوم استبعد نادر الحريري، ولكن المساعي مستمرّة لإحراج القوات وإخراجها، وإن ليس بالحماسة المستقبلية اللازمة. التيار الوطني الحر، بعد الاشتباك الأخير بين باسيل وسمير جعجع، وتوسعه إلى مسؤولي الحزبين، لا بد من التقاط إشارات مواجهة القوات. وهذا الأمر جاء صريحاً على لسان النائب المنتخب ايلي الفرزلي، الذي اعتبر أنه من الأفضل بالنسبة إلى القوات أن تعارض من خارج الحكومة.

تنظر القوات إلى ما تتعرض له، ويدفعها إلى التشبّث بمواقفها وإصرارها على المشاركة في الحكومة. تستند إلى كتلة نيابية من 15 نائباً، بعد خروج النائب هنري شديد إلى كتلة المستقبل. وهذا العدد سيكون قادراً على إنجاح تسمية الرئيس المكلف. اليوم، تضع القوات شرطاً سياسياً لتسمية الحريري، الذي سيكون بحاجة إلى أصواتها. هذا الشرط السياسي يأتي متأخراً أيضاً، بحيث وضعت القوات قبل الانتخابات شروطاً سياسية كثيرة لتعميد التحالف مع المستقبل، الذي كان يتنصّل من ذلك.

لا يمكن للقوات التنصّل من المطالبة بحصتها التمثيلية، لأن منطق حكومة الأكثرية، لا يمكن أن يستقيم في مبدأ يرفعه الأفرقاء أنفسهم حول ضرورة تمثيل الكتل النيابية في الحكومة وفق أحجامها. هذا تناقض، وبعيد كل البعد عن المنطق. فإذا ما أرادوا تشكيل الحكومة وفق أحجام الكتل، فهذا يجب أن يسري على القوات، التي لن تستكين أو تتراجع أمام هذه المواجهة. كما أنها ستطالب بصحّة تمثيلها وفق ما يتلاءم مع حجمها. وبينما تسعى القوات إلى مضاعفة كتلتها الوزارية، وتطالب بوزارات أساسية كوزارة الطاقة، التي يعتبر مسؤولون قواتيون أن لديهم مشروعاً لإصلاحها وتوفير الكهرباء بكلف أقل من المبالغ المرصودة في الخطط السابقة. هذا الأمر لاقى ردّاً سريعاً من التيار الوطني الحر الذي رفض رفضاً قاطعاً التنازل عن هذه الحقيبة.

أعلن سمير جعجع قبل أيام أن إتفاق معراب نصّ على التساوي في الحصص الوزارية بين التيار والقوات، فيما الرد العوني على ذلك جاء على لسان باسيل واصفاً جعجع بأنه لا يعرف العدّ، فكيف يمكن التساوي بحصص بين كتلتين الأولى حجمها 29 نائباً والثانية 15، وكيف يمكن تسليم وزارة الطاقة، وهي وزارة أرقام وحسابات، لمن لا يعرف كيفية العدّ. الرسالة وصلت وهي أن اتفاق معراب قد دفن. فيما القوات التي تصرّ على ضرورة إنعاش التفاهم مع رئيس الجمهورية ميشال عون، ستبقى جاهزة لمواجهة كل قرارات حصاراها، لأنها تعتبر أن ما يحصل هو لتخطي نتائج الانتخابات. يحظى جعجع بحرص من جانب الرئيس نبيه بري والنائب وليد جنبلاط والنائب سليمان فرنجية، إذ إن هناك تواصلاً في ما بينهم لمواجهة باسيل، وما يسعى إليه. وجميعهم يلتقون على ضرورة مواجهة باسيل الذي حين سينتهي من محاصرة القوات سيتجه إلى محاصرة آخرين. بالتالي، يجب وقفه عند حدّه. لن يكون تنسيق القوات مع المردة وحركة أمل شعاراً سياسياً واضحاً، أو نشوء تحالف، بل سيقتصر على التكتيك السياسي والتنسيق للإلتفاف على كل محاولات باسيل.

أعدت القوات باكراً خطّتها لمفاوضات تشكيل الحكومة. وهي أوصلت رسائل إلى الجميع، بأنها تطالب بأربع حقائب، من بينها حقيبة سيادية. لكن، بحسب مصادر متابعة، هناك شبه استحالة لحصولها على حقيبة سيادية، مقابل الاحتفاظ بمنصب نائب رئيس الحكومة، الذي من المفترض أن يعود إليه غسان حاصباني، الذي كانت علاقته جيدة مع الرئيس الحريري. توزير حاصباني محسوم، وفيما قد تحصل القوات على وزارة الاقتصاد بالإضافة إلى الوزارات التي حصلت عليها في الحكومة السابقة، أي الصحة والشؤون الاجتماعية والإعلام، سيتولى حاصباني وزارة الاقتصاد إلى جانب نيابية رئاسة الوزراء، فيما يتم اختيار شخصية ملائمة لوزارة الصحة، على أن يبقى ملحم الرياشي في منصبه، ويتم تسمية شخصية لوزارة الشؤون الاجتماعية خلفاً لبيار بو عاصي.

 

جعجع: لماذا يحب الحريري باسيل أكثر؟

منير الربيع/المدن/السبت 19/05/2018

ملاحظات عدة تسجّل على الأداء الانتخابي لتيار المستقبل. لربما اكتشفات هذه الثغرات والأخطاء كان أحد المسببات الرئيسية التي دفعت الرئيس سعد الحريري إلى إقالة هيئة الانتخابات وكثير من المنسقيات، والمسؤول المباشر عن ملف الانتخابات. لا يتعلّق الأمر هنا بابتعاد نادر الحريري عن المشهد، لكن أيضاً لا تتعلق هذه الإجراءات فحسب بـ"فساد" ومحسوبيات وعدم إيجاد مندوبين أو دفع مستحقاتهم. الأساس يعود إلى الوجهة السياسية والتحالفات الانتخابية. منذ بروز سعد الحريري على الساحة السياسية، تمسّك أكثر بمبدأ الحفاظ على التنوع داخل تيار المستقبل. في انتخابات العام 2009، إذ كانت المواجهة في أوجها بين القوى المسيحية ولا سيما التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية على التمثيل المسيحي، لم يقدّم المستقبل أي تنازل للقوات لتعزيز كتلتها النيابية. رفع شعار الحفاظ على التنوع، والتيار عابر للطوائف، ولا يمكن التخلّي عن أي مقعد مسيحي. في المقابل، كان حزب الله يعزز كتلة التيار الوطني الحر، ويضم إليه حلفاء لهم حيثيتهم.

هنا الفارق في التفكير الاستراتيجي بين الحزب والمستقبل، إذ يفكر حزب الله على المدى البعيد، بينما المستقبل يفكّر بحسابات عددية تخصّه هو بحسب ما يقول بعض المنزعجين من نتائج الانتخابات الحالية. قد يكون من حق المستقبل التفكير في تكبير حجم كتلته وضمّ وجوه مسيحية، لتعميم مفهوم الاعتدال والتنوع، لكن ذلك كان على حساب حلفاء المستقبل، ولطالما أثار ذلك حفيظة القوات التي تعتب على الحريري منذ تشكيل حكومته الأولى والتي أعطاها فيها وزيراً واحداً.

هذا العتب تجدد في صوغ المستقبل تحالفاته الانتخابية، التي حاول في كثير من الدوائر الافتراق عن القوات، فيما يعتقد البعض أنه لو حصل اللقاء بين جعجع والحريري قبل الانتخابات وفي مرحلة صوغ التحالفات، لكانت أمور كثيرة تغيّرت. هنا أيضاً لا يمكن اعتبار أن الحريري لم يكن على علم بما سيحصل بعد الانتخابات، وبأنه سيلتقي جعجع ويكون بحاجة إليه في معركة رئاسة الحكومة، كما أنه لم يكن بعيداً من أجواء التصعيد السعودي، بحيث كل المعطيات تشير إلى أنه هو من طلب تأجيله إلى ما بعد الانتخابات وتجلّى بابتعاد نادر. يعني هذا الكلام، أن الحريري حتى الأمس، وربما حتى اليوم، لا يزال يولي أهمية قصوى للتسوية الرئاسية التي أبرمها مع التيار الوطني الحر، والثنائية مع الوزير جبران باسيل، فيما القوات ستكون خياراً لدى الحاجة إليها. الامر الذي تعرفه القوات وتحاول التعالي عليه مع تسجيل عتب ورفع سقف شروطها. وهذا يدلّ أيضاً على أن الحريري غير مستعد للتخلي عن تحالفه مع التيار الحر.

قدم تيار المستقبل تضحيات كبيرة لمصلحة التيار الوطني الحر، أول التسجيلات التي يشير إليها المعترضون هي أن الحريري تخلّى بشكل أو بآخر عن كتلة مسيحية وازنة كانت لديه، إذ تنازل في قانون الانتخاب كما في الترشيحات عن كل ما يمثّله في دائرة بيروت الأولى، التي كان يتمثّل فيها بثلاثة نواب. في المقابل، كان هذا الأمر من المحرمات سابقاً، بحيث لم يمنح القوات اللبنانية في انتخابات 2009، أي نائب في تلك الدائرة. ولا شك أن خسارة الحريري مقاعد مسيحية تصويتاً أو ترشيحاً وتحالفاً، شكّل جزءاً أساسياً من خسارته حجم كتلته الكبير.

القراءة السريعة في بعض النتائج لا تحتاج إلى كثير من التحليل، في الكورة جاء فوز مرشّح التيار جورج عطالله بفارق لا يتعدى عشرات الأصوات عن مرشّح المستقبل نقولا غصن. فلو تحالف هناك مع القوات لكان عزز وضعه ووضع القوات، لكنه فضّل التحالف مع التيار، ومنح أصوات المستقبل في البترون لصديقه جبران باسيل. وفي جزين لو تحالف المستقبل مع القوات اللبنانية لكانت فازت اللائحة بمقعدين مؤكدين عوض فوز النائب بهية الحريري وحدها ولما كان فاز مرشّح التيار عن المقعد الكاثوليكي في جزين، بحيث حصل مرشح القوات عجاج الحداد على أعلى عدد أصوات بين المرشحين على هذا المقعد. وفي زحلة حيث القوة التجييرية للتيار تبلغ نصف قوة المستقبل، استطاع التيار بفضل الأصوات السنية التي حصل عليها المرشح ميشال الضاهر الفوز بمقعدين مع سليم عون. علاوة على ذلك دعم المستقبل المرشح بيار رفول في زغرتا ليسجل رقماً منتفخاً لا يمثّل حقيقة وجود التيار في المنطقة.

كل ذلك كان في مقابل توفير التيار فوز النائب هادي حبيش في عكار على حساب مرشحه المناضل في التيار جيمي جبور ولمصلحة المرشح المتموّل أسعد ضرغام. علماً أن التيار يملك 16 ألف صوت كانت كافية لإنجاح جبور. ما أثار موجة استياء واسعة في صفوف مناصري التيار. وهذه قد تترك تداعياتها في المرحلة المقبلة على وضع التيار في تلك المنطقة.

عملياً، مني التيار الأزرق بخسارة على الصعيدين السنّي والمسيحي، وذلك بسبب خياراته السياسية وتحالفاته مع التيار الوطني الحر، حإذ سجّل الناخبون اعتراضات كثيرة على الاقتراع لمرشحي التيار البرتقالي. ولكن لا يمكن اعتبار أن المستقبل قد اعتبر مما جنته يداه، غالباً ما تكون التحالفات السياسية أوسع من الإطار العددي. وهذا ما يريده من خلال التسوية مع التيار الوطني الحر، فيما بعض المعترضين يتمنون أن لا تتكرر التجربة في عملية تشكيل الحكومة، بحيث يغلّب المستقبل حصة التيار على حصص غيره من الأفرقاء المسيحيين، ولاسيما القوات اللبنانية.

 

كيف لطهران أن تتجاوز رجل العراق الأول مقتدى الصدر؟

حازم الأمين/الحياة/20 أيار/18

ستكون مهمة السيد مقتدى صعبة إذا ما أراد أن يجري تسوية على الشعارات التي خاض الانتخابات على أساسها. فالرجل قاد طوال السنوات الأربع الأخيرة مواجهات «مدنية» مع السلطة رفع خلالها شعارات تمس صلب دورها وخياراتها الرئيسة. الأمر لا يتعلق بمستويات الفساد غير المسبوق في هذا البلد فحسب، إنما أيضاً خروج صاحب «الحوزة الناطقة» عن الإجماعات الشيعية العراقية. تحفظ على الدور الإيراني في بغداد، وانتقد طهران مباشرة وغير مرة. طالب الرئيس السوري بشار الأسد بالتنحي. زار الرياض وأبو ظبي في ذروة صدامهما مع طهران في اليمن.

فاز الصدر في الانتخابات العراقية بأكبر لائحة، وتحالف مع الحزب الشيوعي العراقي في سابقة لافتة ومؤشرة إلى خياراته المستجدة. واليوم أمام السيد استحقاقات لم يسبق أن واجهها. فهو المرشح لصناعة المنصب الأول في العراق، ومن المرجح أن يكون مرشحه من خارج لوائحه وتكتله، ذاك أن للمنصب وجوهاً في العراق تمليها توازنات لم يسبق أن كانت وجوه التيار الصدري جزءاً منها.

لكن الشروط الصدرية من المفترض أن تحاصر من يسميه التيار رئيساً، وحتى الآن يبدو أن العبادي أوفر حظاً في هذا السياق، لكنه عبادي آخر غير ذلك الذي حكم العراق في السنوات الأربع الأخيرة. فمن المفترض أن يكون أقل إيرانية من نفسه وأقل دعووية (نسبة لحزب الدعوة)، وعليه أن يقبل بوزير شيوعي أو أكثر، وأن يجري عملية ترميم للعلاقة مع الأكراد (أهدى مقتدى مسعود البارزاني مقعداً نيابياً بأن رشح مقرباً منه على لائحته في إشارة قوية ودالة على خياراته الكردية)، ناهيك بالقوى السنية التي خلف فوز الصدر ارتياحاً في أوساطها. وبهذا المعنى، نحن نتحدث عن حيدر عبادي آخر.

مقتدى الصدر لم يخسر يوماً الانتخابات منذ أن بدأ العراق بهذا الطقس القاسي في 2005. لم تتراجع كتلته في أي دورة عن الدورة التي سبقتها. كل القوى العراقية تفاوتت نتائجها تقدماً أو تراجعاً بين دورة انتخابات وأخرى باستثنائه. قاعدة زعامته أثبت وأرسخ من أي قاعدة زعامة أخرى. وهذه المرة تفوق السيد على نفسه. فاز بأكبر لائحة انتخابية، وخلافاً لرأي شائع يقول بانعدام خبرته وعدم براغماتيته، كشف عن قدرة لا تملكها أي قوة دينية عراقية على التحرك وعلى شبك تحالفات عابرة لثوابت رجال الدين. فالتحالف مع الحزب الشيوعي العراقي فيه تجاوز لعلاقات تاريخية مريرة بين رجال الدين الشيعة وبين هذا الحزب، ولآل الصدر تحديداً قصصهم الخاصة مع هذا الحزب، ذاك أن صعود حزب الدعوة في الستينات جرى في ظل التنافس الحاد بين قواعد الحزب الشيوعي العراقي في البيئة الشيعية ونفوذ الحوزة والمرجعية النجفية فيها، وقاد زعيم حزب الدعوة ومؤسسه السيد محمد باقر الصدر، عم مقتدى، هذا التنافس. ومقتدى اليوم يتحالف مع الشيوعيين متجاوزاً هذه الحقيقة. وهو إذ ساعد الشيوعيين على وصول 13 مرشحاً منهم إلى البرلمان، ساعدوه هم بدورهم على تظهير موقع «مدني» لتكتله، وعلى التخفف من خيارات الأحزاب الدينية. وأن يجري رجل دين هذه المقاصة غير آبه بحسابات الموقع والتاريخ، فإن ذلك يؤشر إلى مقدار الثقة بقواعده من جهة، لكنه من جهة أخرى يؤشر إلى قرار بالخروج من عباءة خيارات التشيع العراقي كما حددته طهران.

مقتدى ليس مرجع جماعته، فالرجل لم يبلغ بعد كفاءة تخوله التصدي لهذا الموقع الديني، لكنه تخفف على ما يبدو من ثقل الحاجة إلى المرجعية. في بداية شبابه شعر بأن الصدرية تحتاج مرجعاً. سقط نظام البعث ووجد الرجل نفسه في العراء، بلا مرجع. والده كان قُتل، والنجف مرجعية منافسة. ربط موقتاً مع كاظم الحائري، المرجع المقيم في إيران والقريب من نظامها. فمرجعية الحائري خارج الحدود ولا ترتب عليه أثقالاً عراقية. لكن مع الوقت شعر بأنها قناة لنفوذ طهران داخل قواعده، فراح يبتعد منها. وها هو اليوم أقرب إلى النجف منها. استعاض عن البعد السياسي لموقع المرجع بأن أعلن نفسه مرجعاً سياسياً لمريديه، فيما ترك للأخيرين حرية اختيار مرجعهم الديني، وفي هذا مقدار غير مسبوق من البراغماتية.

مقتدى الصدر ممثل البعد الداخلي (الوطني إذا جاز التعبير) للتشيع في العراق. ولهذا البعد موقع مختلف في الحساسية الشيعية بعلاقتها مع إيران. الرجل ليس خصماً لطهران على ما يرطن كثيرون من خصومها، إلا أنه صادر عن خبرة مختلفة. خبرة الداخل غير الملتبسة بما أملته سنوات الشتات على هويات القوى الشيعية الأخرى. والأرجح أنها الخبرة التي استمد منها الرجل ملكة التفوق في العلاقة مع قواعده، وهي أيضاً ما جعله يشعر بأن الشيوعيين بوصفهم جزءاً من ماضٍ مشترك، يمكن أن يكونوا شركاء في مزاج الداخل وفي حساسياته. فما بقي من الحزب الشيوعي في العراق ليس أفكاره، تلك التي قارعها الصدر الأول (محمد باقر) بكتابيه «فلسفتنا» و «اقتصادنا»، انما ما بقي منه روابط اجتماعية ومناطقية وتاريخية للصدرية علاقة أكيدة فيها.

الذكاء بصفته فطرة وبصفته خبرة غير متبلورة في وصفة دينية جاهزة، هو ما يمكن أن يكون وراء الكثير من خيارات مقتدى الصدر وخيارات من يحيطون به. وفي كل مرة تجرى فيها انتخابات في العراق تنبعث الصدرية بصفتها صوت الداخل العراقي الذي لم يهضم تشيعاً قادماً من خبرة أخرى. لا يقوى هذا الصوت على مواجهة هذا الخصم الافتراضي، ولا يرغب أصلاً في ذلك، لكنه هذه المرة كان صوتاً أعلى من المتوقع، وهو على رغم ذلك لن يُعلن المواجهة، إلا أنه سيسعى إلى أن يكون شريكاً. والسؤال هو: هل ستعني هذه الشراكة تثبيتاً لموقع لا يرغب في الاستتباع. لدى مقتدى رغبة في ذلك من دون شك، لكن المهمة صعبة جداً، وأهمية العراق بالنسبة لطهران تفوق لبنان وسورية، وهذا ما يفتحه على احتمالات كثيرة، وما يجعل مهمة إجهاض نتائج الانتخابات أولوية لدى الجنرال قاسم سليماني.

 

بداية أفول مغامرة طهران في سورية؟

مصطفى كركوتي/الحياة/20 أيار/18

منذ نهاية حرب الثماني سنوات المهلكة بين العراق وإيران في 1988، لم تتورط هذه الأخيرة في مواجهة مباشرة مع جيرانها، ولكنها لم تنأ من التدخل بشؤونهم، لا سيما في العراق وسورية ولبنان واليمن. سياسة التدخل تلك موضوعة الآن تحت مجهر التدقيق لدى أصحاب القرار في طهران إثر قصف إسرائيل قواعدها في سورية، ما قد يعني بدء عملية إعادة النظر في سياستها الإقليمية. لا شك في أن المواجهة الأخيرة بين إيران وإسرائيل في سورية وأجوائها قد تعجل من عملية المراجعة، لا سيما أن الرئيس فلاديمير بوتين بدأ يضيق من التوسع الإيراني الذي قد يصعب عليه ضبطه في المستقبل.

إيران وإسرائيل تجنبتا طوال عمر «الثورة الإسلامية» المواجهة المباشرة، ولكن الرد الإسرائيلي على صواريخ إيران بقصف قواعدها المنتشرة في سورية هو أكبر مواجهة في تاريخ البلدين. على رغم ذلك فإنهما لمّحا بطرقٍ شتى الى أنهما لا يرغبان في التصعيد، ولكن يبدو أن المواجهة الكبرى قد تحدث في ميادين أخرى. من جهة، الهجوم الإسرائيلي تم على نطاق واسع إذ استهدف كل موقع إيراني استطاع الإسرائيليون تحديده داخل الأراضي السورية. هذه الأهداف بدت واضحة جداً بالنقاط الحمراء على خارطة سورية من شمال-غربها حتى جنوبها. والملاحظ أن أياً من الأهداف المضروبة لم يكن سورياً، بل كان موقعاً عسكرياً إيرانياً أو وحدات «حرس ثوري». ما حدث كان بالفعل إنجازاً ضخماً لإسرائيل يتم خلال ساعات قليلة، وهو أمر كان رئيس الوزراء الإسرائيلي نتانياهو متلهفاً للقيام به منذ زمن لولا ضبط واشنطن له. نتانياهو كان حريصاً قبل الهجوم على ألّا يُغضِب الرئيس الروسي بوتين. ولكن تبريره الرسمي للهجوم هو ما يشكله التوسع العسكري الإيراني في سورية وتحشيده المتزايد في مناطق قريبة من الجولان المحتل، مما يعتبره تهديداً لأمن إسرائيل.

لذلك، جاء الهجوم الإسرائيلي كما تراه تل أبيب ضربة استباقية، وهو تقليد معروف تتبعه إسرائيل منذ قيامها قبل سبعة عقود، وتاريخ الحروب العربية- الإسرائيلية أكبر شاهد على تلك السياسة. بالنسبة إلى طهران، هي تعتبر تحشيدها العسكري المباشر أو عبر ميليشيات تابعة لها (حزب الله وغيره)، جزءاً حيوياً من استراتيجيتها في الإقليم بهدف تثبيت نفوذها السياسي - والعسكري إذا لزم الأمر - في المشرق وفي اليمن حيث خاصرة السعودية.

من ناحية ثانية، يجب عدم استبعاد شن هجمات أخرى على أهداف داخل إيران بهدف التشجيع على خلق مناخ يخدم فكرة الدفع نحو تغيير النظام. وفي ضوء ما اتخذه الرئيس الأميركي ترامب من إجراءات بشأن اتفاقية النووي الإيراني، فنحن الآن أمام ولايات متحدة تختلف إدارتها مئة في المئة عن الإدارة السابقة التي حرصت باستمرار على كبح جماح نتانياهو ومنعه من توجيه ضربات إلى الأهداف الإيرانية في سورية منذ التوقيع على الاتفاقية في 2015، وأمام رئيس في البيت الأبيض أكثر توقاً من نتانياهو لضرب النظام في طهران. هذان الأخيران متلهفان لقيام إيران أو «حزب الله» أو حتى عسكر الرئيس بشار الأسد، بهفوة مهما كانت بسيطة، لتبرير هجومهما المقبل.

ولعل هذا الفهم يوضح لهجة التراضي التي استخدمها الرئيس الإيراني حسن روحاني في مكالمته الهاتفية مع المستشارة الألمانية مركل في الأسبوع الفائت، إذ قال على موقعه: «إننا لا نريد التوتر في الشرق الأوسط ونحن نسعى دائماً إلى خفضه وتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة».

بالنسبة إلى روسيا، لافتٌ سلوكها قبل وبعد القصف الإسرائيلي الأخير. واضح أن الروس المنتشرين بقوة في الأراضي والأجواء السورية لم يقدموا لشريكهم في جرائم الحرب أي نوع من أنواع الحماية، ولا حتى الإنذار المبكر، علماً بأن الإسرائيليين أبلغوا موسكو بخطتهم ضرب الأهداف الإيرانية فيها. هذا التنسيق الإسرائيلي-الروسي في سورية يتعزز على قدم وساق بين الطرفين كما شهدت على ذلك زيارة نتانياهو الأخيرة إلى موسكو ولقاؤه بالرئيس بوتين، وهو الثامن منذ تعزيز الوجود العسكري الروسي في سورية في 2015.

العلاقات الثنائية الممتازة بين البلدين تتيح لنتانياهو وبوتين إبقاء طهران تحت المجهر، إذ لم يعد سراً كيف أن روسيا تغذي إسرائيل بالمعلومات الاستخباراتية حول مواقع إيران العسكرية في الأراضي السورية، وهذا ما حدث فعلاً قبل الهجوم الإسرائيلي الأخير وقبل هجوم نيسان (ابريل) الفائت أيضاً. إيران أقرت بفقدها 18 عسكرياً من رجالها في ذاك الهجوم، لكن دائرة البحوث في المعهد الملكي للشؤون الدولية في لندن نسبت إلى مصادر «سورية مستقلة» أن خسائر طهران «اقتربت من 200».

ترى موسكو أن دور طهران في سورية لم يعد مفيداً لها كما كان عليه الأمر في مرحلة سابقة، لا سيما أثناء المعركة ضد خصوم نظام الأسد والتخلص منهم وأثناء عمليات دحر عناصر «داعش». على كل حال، إيران كانت مفيدة للأجندة الروسية في تلك المرحلة من الحرب ولكن الوضع تغير جوهرياً. فمع تصاعد نفوذ إيران السياسي المقلق، باتت طهران غير ملائمة للروس، ولذلك يُنظر إلى الهجوم الإسرائيلي على القواعد الإيرانية وضرب هيبتها السياسية على وجه الخصوص، بمثابة عطيّة مجانية مهمة تحصل عليها موسكو في هذه المرحلة الحرجة من تطورات الأوضاع في سورية.

هذا لا يعني بالضرورة نهاية الوجود الإيراني الفوري في سورية. فقواتها وميليشياتها لا تزال متجذرة في الأرض السورية، وكذلك نفوذها السياسي والاقتصادي والمالي. ولكن مع تعدد القوى الدولية والإقليمية المتورطة في حروب سورية المتنوعة، وفي ضوء انسحاب الولايات المتحدة من اتفاق الملف النووي وإعلان واشنطن عن نهايته، فإن المنطقة على وشك أن تدلف في مرحلة من المواجهة الكبرى تماثل ما حدث لها قبل 15 عاماً في 2003.

وما يعزز هذا الاعتقاد وجود شخصيات في غاية التطرف أمثال جون بولتون في الأمن القومي ومايك بومبيو في الخارجية، يجلسون في المقاعد الأمامية لصنّاع القرار في واشنطن إلى جانب ترامب. أضف إلى ذلك أن غالبية العرب وغيرهم يتطلعون بشغف إلى نهاية أي نفوذ إيراني في المنطقة الآن قبل غدٍ.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

رئيس الجمهورية عرض الاوضاع مع النائبين المنتخبين مراد وضاهر ومنح بوجي وسام الاستحقاق المذهب

السبت 19 أيار 2018/وطنية - عرض رئيس الجمهورية العماد ميشال عون قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، مع رئيس حزب الاتحاد النائب المنتخب عبد الرحيم مراد الاوضاع العامة في البلاد والتطورات الاخيرة ومرحلة ما بعد الانتخابات النيابية. واوضح النائب المنتخب مراد ان البحث تناول ايضا الاوضاع في منطقة البقاع عموما، وفي البقاع الغربي خصوصا، والمشاريع الانمائية الخاصة بالمنطقة.

ضاهر

وفي السياق نفسه، استقبل الرئيس عون النائب المنتخب عن دائرة زحلة السيد ميشال ضاهر، واجرى معه جولة افق تناولت الاوضاع العامة وحاجات منطقة زحلة.

الى ذلك، قرر رئيس الجمهورية منح الامين العام السابق لمجلس الوزراء المرحوم القاضي الدكتور سهيل بوجي وسام الاستحقاق اللبناني المذهب تقديرا لعطاءاته الادارية والقضائية والاجتماعية. وسيمثل رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري الرئيس عون في تشييع الفقيد عصر اليوم في جامع الخاشقجي في بيروت.

 

بري استقبل السفير الايطالي وبقرادونيان وحواط وعزى الرئيس الكوبي

السبت 19 أيار 2018 /وطنية - استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري، بعد ظهر اليوم، في عين التينة، السفير الإيطالي في لبنان ماسيمو ماروتي، وعرض معه التطورات الراهنة والعلاقات الثنائية بين البلدين. وكان استقبل الأمين العام لحزب الطاشناق النائب أغوب بقرادونيان، وعرض معه مرحلة ما بعد الإنتخابات. ثم استقبل النائب المنتخب زياد حواط، وعرض معه أجواء الإنتخابات والمرحلة المقبلة. من جهة أخرى، أبرق الرئيس بري الى الرئيس الكوبي ميغيل ماريو دياز كانيل بورموديز معزيا بضحايا كارثة الطائرة.

 

فوز "كفرناحوم" نادين لبكي بجائزة لجنة التحكيم في مهرجان كان والحريري مهنئا: "كل لبنان يفتخر بنجاحك يا نادين"

المركزية/19 أيار/18/فازت اللبنانية نادين لبكي عن فيلم "كفر ناحوم" بجائزة لجنة التحكيم في مهلرجان كان السينمائي الدولي،  وهو أول عمل لبناني منذ 27 عاما نافس على السعفة الذهبية، بعد مشاركة الراحل مارون بغدادي عام 1991 والذي كان قد أحرز بدوره جائزة لجنة التحكيم عن فيلم "خارج الحياة". ولبكي وهي رابع مخرجة لبنانية (وثاني امرأة) تشارك ضمن المسابقة الرسمية بعد كل من جورج نصر بفيلمه "إلى أين" عام 1957، وهيني سرور بفيلم "ساعة التحرير دقت" (وكانت أول امرأة عربية تشارك في المسابقة الرسمية) سنة 1974 ثم مارون بغدادي.

وفور فوزها، غرّد رئيس الحكومة سعد الحريري عبر "تويتر" مهنئًا: "مبروك للمخرجة نادين لبكي وكل طاقم فيلم “كفرناحوم” الفوز بجائزة لجنة التحكيم في مهرجان كان السينمائي. كل لبنان يفتخر بنجاحك يا نادين".

وقالت لبكي عند تسلم الجائزة مساء السبت "السينما ليست فقط للترفيه وللحلم بل للمساعدة والتفكير". والطفولة المهمشة، واللاجئون السوريون، وعاملات المنازل من إثيوبيا والفلبين المهضومة حقوقهن، وزواج القاصرات... كل هذه المواضيع جمعت في الفيلم فكان حقا "كفر ناحوم" بمعنى فوضى عارمة. وتابعت لبكي "الطفولة المهمشة هي سبب الشر الذي يسود العالم" وأهدت الجائزة لبلادها فقالت "رغم كل ما نعيبه على لبنان فهو يبذل ما يمكن ويستقبل أكبر عدد من اللاجئين في العالم".

 

باسيل من اسطنبول: لبنان مؤتمن على القدس بتنوعها بحكم نموذجه الإنساني التعددي

المركزية/19 أيار/18/أكّد وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل أنّ "الأميركي نفذ وعده بعد أكثر من مئة عامٍ على تنفيذ الإنكليزي لوعده، والإسرائيلي في الحالتين نفّذ بطشه"، وقال: "هذا لأننا لم نفعل سوى البيانات الورقية والخطابات الخشبية، ولم نفهم أن المقاومة هي السبيل الوحيد، كما فعل لبنان الصغير وحيداَ بين أشقائه الكبار".كلام باسيل جاء خلال القمة الاسلامية للقدس والتي تعقد في اسطنبول، وقال:

السيد الرئيس، أصحاب الجلالة والفخامة والسيادة، سيداتي سادتي، العزاء لأهل فلسطين، والتحية الكبيرة لتركيا ورئيسها على موقفه من القدس ولدعوتنا، ولكن بعد أشهر على إجتماعنا هنا في ديسمبر 2017، ماذا فعلنا؟ أين أصبحنا؟ القدس أصبحت أكثر بعداً، والظلم أضحى أكثر فتكاً، الأميركي نفذ وعده بعد أكثر من مئة عامٍ على تنفيذ الإنكليزي لوعده، والإسرائيلي في الحالتين نفّذ بطشه. لماذا؟ لأننا لم نفعل سوى البيانات الورقية والخطابات الخشبية، ولم نفهم أن المقاومة هي السبيل الوحيد لتحرير ارضنا وإستعادة حقوقنا وكرامتنا، كما فعل لبنان الصغير وحيداَ بين أشقائه الكبار.

لم نفهم لدرجة أن إسرائيل إستهزأت بنا جميعاً وبالشرعية الدولية وإختارت الذكرى السبعين للنكبة لإفتتاح سفارة الولايات المتحدة في القدس، وتعمّدت أن تنكبنا مرة أخرى برقصة موت وقهقهة إجرامٍ، فتقتل عمداً، أمام مرأى مجتمعٍ دولي متآمر، وبدم بارد، وبرصاصٍ متفجر، مواطنين فلسطينيين عزل في ظهورهم، وعلى حدود أرضهم في غزة.  ليس صدفة أن تختار إسرائيل هكذا زمان ومكان لترتكب عن قصد مجزرة موصوفة وجريمة حرب ترتقي الى جريمة ضد الإنسانية بقتل جماعي متعمد لمدنيين مسالمين،  لماذا؟ لأنها فعلتها مراراً، وفي سنة 2014 بادر لبنان الى تقديم شكوى إلى المحكمة الجنائية الدولية، رغم كونه ليس عضواً فيها، ولم يجد دولة واحدة تسانده فيها؛ فلم تتحرك العدالة بل تحركت آلة القتل الإسرائيلية مجدداً. ولبنان، البارحة، بادر حيث لا يجرؤ أحد غيره، وتقدم (بإسم فلسطين والعرب والمسلمين والمسيحيين والعالم الحر) بشكوى بمثابة إخبار الى المحكمة الجنائية الدولية بعدما أصبحت فلسطين عضواً فيها بواسطة المدعية العامة لديها، "فاتو بنسودا"، بما يسمحه نظامها بملاحقة مجرمي الحرب ومرتكبي الجرائم ضد الإنسانية. فهل سيجرؤ أحد هذه المرة على مساندة فلسطين بإجراء فعلي غير كلامي، أو سنستمر بإعطاء براءة الذمة لاسرائيل بقتل شعبنا وسلب مقدساتنا؟

والسؤال الأصح هل سيجرؤ المؤتمر الإسلامي على تبني شكوانا أو تقديم شكوى دولية، وأشكالها كثيرة، لإحقاق العدالة الدولية؟ سؤال يطرحه عليكم هذا المسيحي المشرقي الآتي من وطن الأرز ممثلاً لفخامة الرئيس العماد ميشال عون، الرئيس المسيحي المشرقي الوحيد في الأمة العربية والمؤتمر الإسلامي؛ نطرحه كوننا أبناء أرض مقّدسة، وقد حسمنا إنتماءنا وهويتنا ودفعنا الأثمان من أجل حريتنا وتحرير أرضنا وندافع اليوم عن قدس "أقداسنا"، ما يعطينا الحق لقول كلمة الحق في قضية فلسطين.

 سيداتي سادتي، القدس هذه المدينة المقدسة، التي مشى على ترابها الأنبياء وتعايشت فيها الأديان السماوية، لا يمكن أن تصبغ بلون واحد وأن تخطف بلحظة ضعف عربية، فالهوية لا يمكن سرقتها والتاريخ لا يمكن محوه والجغرافيا ثابتة لا تتحرك، والقدس يمكن إنقاذها وإنقاذ أنفسنا معاً، إذا قمنا معاً بإنتفاضةٍ سياسية، اقله، إذا إستعظم البعض الإنتفاضة الشعبية، تؤدي إلى وقف سياسة القضم التي تنتهجها إسرائيل بالحجر، كنيسة بعد كنيسة، ومسجداً بعد مسجد، وشجرة زيتون بعد شجرة زيتون، وقطعة أرضٍ بعد أخرى، وبالبشر كهلاً بعد كهل أو شاباً بعد شاب، وطفلاً بعد طفل، فالبارحة إغتصبت فلسطين، واليوم القدس، وغداً إحدى مدنكم، فإما نقف معاً الآن، وإلا الخسارة تكبر كل يوم. ووقفتنا معاً ما هي إلا سياسية وقانونية، مستندة إلى قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة سنة 47 حول أن أي قرار لدولة إسرائيل " بفرض قوانينها وولايتها وإدارتها على مدينة القدس الشريف قراراً غير قانوني ومن ثم لاغياً وباطلاً وليست له أي شرعية على الإطلاق". وإلى قرارات مجلس الأمن (298/1971 و478/1980) حول " أن الإجراءات الإدارية والتشريعية كافة التي قامت بها إسرائيل في القدس.... هي غير شرعية"، ولنعمد إلى الإنتقال من وضع القدس المعلق أو المدول والمعترف به من البعض عاصمة لدولة إسرائيل إلى إعتبارها عاصمة لدولة فلسطين. لتكتمل المشهدية القانونية في وضع القدس، من خلال صدور القرارات التالية عن إجتماعنا:

 1- إقامة دولة فلسطين على أرض فلسطين وعاصمتها القدس، وإقامة سفارات لدولنا في فلسطين على هذا الأساس.

2- مطالبة الجمعية العامة للأمم المتحدة بإعتبار دولة فلسطين مستقلة ومعترف بها دولياً بحدود ال67 وإعلان القدس عاصمتها، إضافة الى قرار بوقف بناء جدار الفصل والعزل العنصري من قبل إسرائيل ( في ضوء الرأي الإستشاري لمحكمة العدل الدولية سنة 2004.)

3- التقدم بشكوى لدى محكمة العدل الدولية ضد الولايات المتحدة الأميريكية وهي عضوٌ فيها، لإعترافها بالقدس عاصمة لإسرائيل وإعلان بطلان هذا القرار الأحادي لمخالفته القانون الدولي.

 كل ذلك مع التأكيد على مبادرة السلام العربية في قمة بيروت لجهة القدس عاصمة لفلسطين وحق العودة كجزء لا يتجزأ منها.

  سيداتي سادتي،

وتبقى مسألة المقدسات، فالقدس ينبوع الحياة للمسيحيين، وبحسب المطران خضر،

"هي إن ذهبت فهذا قتل آخر ليسوع الناصري، فدمه إنسكب على هذه الأرض من خشبة الصليب" والقدس فيها كنيسة القيامة وقبر المسيح وطريق الجلجلة، كُنه عقيدتنا الأيمانية، وفيها المسجد الأقصى، ثالث الحرمين الشريفين، بالنسبة لكل مسلمي العالم وليس لأهل فلسطين فقط، وهي مهد الديانات السماوية الثلاث، وليست مسرح هدم ديانتين بتهويد الأرض للثالثة.

من هنا فإن لبنان الرسالة، مؤتمن على القدس بتنّوعها، بحكم نموذجه الإنساني التعددي، وهو علمّته تجربة الدماء والأحزان، ان إسرائيل لا تفهم إلا بمنطقها، فإن نأخذ تدابير رادعة يحسب لها ألف حساب وتجبر إسرائيل على التراجع، وإما نحن في تراجع دائم نحو أمة مفككة بصراعات إسلامية-إسلامية، لا تليق بالدين الحنيف وتقضي علينا. إذا ذهبت القدس، نذهب جميعاً معها!!! ونحن إخترنا أن نبقى معها منشدين مع فيروز: "لأجل من تشردوا، لأجل أطفال بلا منازل، لأجل من دافع وأستشهد في المداخل، واستشهد السلام في وطن السلام، وسقط الحق على المداخل حين هوت مدينة القدس".

"لأجلك يا مدينة الصلاة أصلي".