المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 17 أيار/2018

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/newselias18/arabic.may17.18.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة
عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

سَلِّمُوا بَعْضُكُم عَلى بَعْضٍ بِقُبْلَةٍ مُقَدَّسَة

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/جعجع والحريري والكراسي والتخلي عن دماء شهداء 14 آذار

الياس بجاني/الكلمة هي الله ولكن استعمالها للخداع والشر والكراهية يحولها إلى أداة ابليسية

الياس بجاني/اللبناني الحر لن ينسى أن جعجع والحريري داكشا الكراسي بالسيادة ولم يتغيرا

الياس بجاني/نفاق أردوغان المفضوح في كذبه دعمه الفلسطينيين

الياس بجاني/باسيل وجعجع والحريري وبري والسيد دافنين شيخ زنكو تسوية الخطيئة سوا

الياس بجاني/لا صوت يعلو على صوت سعد صاحب شركة تيار المستقبل

الياس بجاني/رابط مقالتي المنشورة اليوم في جريدة السياسة/وجدان غالبية اللبنانيين رافض لاحتلال “حزب الله”

الياس بجاني/إلى جعجع وباسيل: حروبكم الإعلامية تافهة وتعموية وشوارعية

الياس بجاني/ما يصيب الجبل يصيب كل لبنان

الياس بجاني/إيران إلى إيران منكسرة وحزب الله إلى نهاية حتمية

الياس بجاني/هرطقة وكذبة "نوايا اتفاق معراب" الإلغائي وتحقيق هدفه الحقيقي

 

عناوين الأخبار اللبنانية

فيديو مداخلة مطولة من قناة الحدث مع الكاتب و المحلل السياسي لقمان سليم تتناول العقوبات الأميركية والخليجية العربية على حزب الله الإرهابي وأيضا مداخلة لديفيد بولك

فيديو مداخلة من قناة الحدث مع الباحث العسكري و الاستراتيجي خليل الحلو  تتناول المواجهة مع إيران

فيديو مداخلة من قناة الحدث مع الكاتب الصحافي حنا صالح تتناول العقوبات الأميركية والخليجية العربية على حزب الله الإرهابي

فيديو مداخلة من قناة الحدث مع الباحث السياسي الدكتور مكرم رباح تتناول العقوبات الأميركية والخليجية العربية على حزب الله الإرهابي

دول الخليج وأميركا تدرج 10 من حزب الله على قائمة الإرهاب من بينهم نصرالله وقاسم ويزبك وخليل

عقوبات أميركية جديدة تطال حسن نصر الله ونائبه

دول الخليج تدرج 10 من حزب الله على قائمة الإرهاب

البحرين تدرج اعضاء مجلس شورى حزب الله على لائحة الارهاب

الخزانة الأميركية تفرض عقوبات على حسن نصرالله ومساعديه

محمد عبد الحميد بيضون للبيان: حجّموا عدد نواب الحريري وحصروهم بالسنّة

نقلاً عن موقغ البيان/ حاورته: كارينا أبو نعيم

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأربعاء في 16/5/2018

اسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الأربعاء في 16 ايار 2018

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

 نقلا عن " تقدير موقف"عدد 204/فارس سعَيد

 أحمد عدنان/مدى الصوت

القوات "تُهندس" المرحلة: لا منفعة لهم في معاداتنا

سباق وزاري في لبنان على «الشؤون الاجتماعية» من باب قضية اللاجئين و«القوات» يحذّر من استغلالها للتطبيع مع النظام السوري

تكريم بابوي لمي شدياق

وزير الإعلام: المعيار الوحيد في «تويتر» احترام حرية الآخر

الوفاء للمقاومة رشحت بري لرئاسة المجلس: يجب الاسراع في تشكيل الحكومة لان المرحلة لا تتحمل هدرا للوقت

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

اتساع المطالب بإجراء تحقيق مستقل حول استهداف المدنيين في غزة

مشروع قرار كويتي في مجلس الأمن يطالب بحماية الفلسطينيين... والمندوبة الأميركية تحض على وقف السلوك الإيراني «المزعزع للاستقرار»

الفلسطينيون يحذّرون من انفلات الأمور بعد مذبحة غزة وتحرك سياسي واسع مع تراجع الزخم الميداني

على أرض محل خلاف... سفارة أميركا في القدس تقع «في آخر الدنيا»

آستانة 9» يعلن خطوات لتفعيل العملية السياسية... ويرحّل ملف المعتقلين ورئيس وفد المعارضة السورية يشير إلى ضغوطات من موسكو على دمشق

تصادم الإرادات الإقليمية والدولية يعقد تشكيل الحكومة العراقية المقبلة/الصدر يختار مرشحه لرئاسة الوزراء... ويتلقى التهنئة من العبادي ومسعود ونيجيرفان بارزاني

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

ترميم العلاقات بين أهل البيت «إقتناع» أم «خطوات إجبارية»/جورج شاهين/جريدة الجمهورية

هكذا يريد حزب الله حكومة الحريري/منير الربيع/المدن

هكذا ساهم عون في فوز جعجع/عماد مرمل/جريدة الجمهورية

إستحقاقات بـ«الجِملة»... مَن يمنع الإنهيار/راكيل عتيِّق/جريدة الجمهورية

في صناديق الصفر: أين صوتي/أسعد بشارة/الجمهورية

فضيحة تهز الشمال.. سوريون بهويات لبنانيين متوفين/ستيفاني جرجس - رادار سكوب/الصوت الحر

بشّار الأسد في المجلس والحكومة/علي سبيتي/لبنان الجديد

كلمة سرّ تجمع القوات وحزب الله/"ليبانون ديبايت/ فيفيان الخولي

هذه الانتخابات باطلة/عقل العويط/النهار

باسيل في عيون حلفائه: "هو المحارب الأوّل"/هيام القصيفي/الأخبار

في المزايدة المُمانِعَة../علي نون/المستقبل

كانت محجبة وبعد انتقالها إلى بيروت ظلت محجبة/بادية فحص/نقلاً عن موقع الدرج

 الحرب النيابيّة... وذيولها/فؤاد أبو زيد/الديار

تقرير أعددته منذ سنة لمناسبة التجديد لحاكم مصرف لبنان، وضمنه حديث مع روي بدارو وتوفيق كسبار/ايلي قصيفي

نصائح مجاناً.. وفوائدها لا تُقدَّر بثمن/إلهام فريحة/الأنوار

ليس بالوعود يحيا اللبناني/إلهام فريحة/الأنوار

مجرد أحرف ناسخة/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

إيران في عيون كورية/عبد المنعم سعيد/الشرق الأوسط

على النظام الإيراني الالتفات إلى شعبه/د. جبريل العبيدي/الشرق الأوسط

ترمب يرسم الحل/سوسن الأبطح/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

رئيس الجمهورية التقى وفدا من اكاديمية العلوم في معهد فرنسا

بري استقبل السفير الإيراني وميقاتي أكد تأييد انتخابه رئيسا للمجلس

إشكاليات القيادة السنية بعد الإنتخابات النيابية (1)

أحمد الأيوبي/لبنان الجديد

مجلس الوزراء تبنى موقف عون والحريري باللجوء الى المسار القضائي دفاعا عن القدس رئيس الجمهورية: إنجاز الانتخابات وضع حدا للمقولات السلبية

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية
سَلِّمُوا بَعْضُكُم عَلى بَعْضٍ بِقُبْلَةٍ مُقَدَّسَة

رسالة القدّيس بولس الأولى إلى أهل قورنتس16/من14حتى24/يا إخوَتِي، إِنَّكُم تَعْرِفُونَ بَيْتَ إِسْطِفَانَا، إِنَّهُم بَاكُورَةُ أَخَائِيَة، وقَدْ وَقَفُوا أَنْفُسَهُم عَلى خِدْمَةِ القِدِّيسِين. فأَطِيعُوا أَنْتُم أَيْضًا أَمْثَالَ هؤُلاء، وكُلَّ مَنْ يُعَاوِنُهُم ويَتْعَبُ مَعَهُم. وإِنِّي سَعِيدٌ بِحُضُورِ إِسْطِفَانَا وفُرْتُنَاتُس وأَخَائِيكُس، لأَنَّ هؤُلاءِ مَلأُوا غِيَابَكُم، وأَرَاحُوا رُوحِي ورُوحَكُم. فَقَدِّرُوا هؤُلاءِ حَقَّ التَّقْدِير. تُسَلِّمُ عَلَيْكُم كَنَائِسُ آسِيَا. يُسَلِّمُ عَلَيْكُم كَثِيرًا في الرَّبِّ أَكِيلا وَبِرِسْقَة، والكَنيسَةُ الَّتي تَجْتَمِعُ في بَيْتِهِمَا. يُسَلِّمُ عَلَيْكُم جَمِيعُ الإِخْوَة. سَلِّمُوا بَعْضُكُم عَلى بَعْضٍ بِقُبْلَةٍ مُقَدَّسَة. هذَا السَّلام، أَنَا بُولُسُ كَتَبْتُهُ بِخَطِّ يَدِي. إِنْ كَانَ أَحَدٌ لا يُحِبُّ الرَّبّ، فَلْيَكُنْ مَحْرُومًا! مَرَانَا تَا! نِعْمَةُ الرَّبِّ يَسُوعَ مَعَكُم! ومَعَكُم جَمِيعًا مَحَبَّتِي في المَسِيحِ يَسُوع!"

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

جعجع والحريري والكراسي والتخلي عن دماء شهداء 14 آذار

الياس بجاني/16 أيار/18

دماء شهداء 14 آذار هي براء من تسويات وصفقات وشعارات ووعود جعجع والحريري وغيرهما من الذين ارتضوا مساكنة احتلال حزب الله والعمل تحت مظلته وداكشوا الكراسي بالسيادة.

 

اللبناني الحر لن ينسى أن جعجع والحريري داكشا الكراسي بالسيادة ولم يتغيرا

الياس بجاني/15 أيار/18

لو كان لقاء جعحع والحريري اليوم استقلالي لما كانا فرطا 14 آذار ودخلا صفقة الخطيئة. لقائهما على تقاسم الكراسي التي داكشوها مع غيرهم بالسيادة بعد أن قفزوا فوق دماء الشهداء.وارتضوا بسعادة التعايش والمساكنة مع المحتل الإيراني ودويلته وسلاحه وحروبه.. على المؤمن أن لا يلدغ من الجحر مرتين

الكلمة هي الله ولكن استعمالها للخداع والشر والكراهية يحولها إلى أداة ابليسية

الياس بجاني/15 أيار/18

العواطف دون ضوابط من العقل تصبح وسيلة إنتحار وتدمير للذات وللغير، ولو كانت الحروب تُكسب بالصراخ والهيجان وأوهام الإنتصارات وأحلام اليقظة لكانت الشعوب العربية احتلت العالم.

(يوحنا 01/01: "في البدء كان الكلمة، والكلمة كان عند الله، وكان الكلمة الله)

 

اللبناني الحر لن ينسى أن جعجع والحريري داكشا الكراسي بالسيادة ولم يتغيرا

الياس بجاني/15 أيار/18

لو كان لقاء جعحع والحريري اليوم استقلالي لما كانا فرطا 14 آذار ودخلا صفقة الخطيئة. لقائهما على تقاسم الكراسي التي داكشوها مع غيرهم بالسيادة بعد أن قفزوا فوق دماء الشهداء.

https://www.facebook.com/groups/128479277182033/

 

نفاق أردوغان المفضوح في كذبه دعمه الفلسطينيين

الياس بجاني/15 أيار/18

المنافق الأخطر في دعم الشعب الفلسطيني هو الإخونجي وحليف اسرائيل الأول اردوغان تركيا الذي طلب مسرحياً من سفير إسرائيل مغادرة بلاده.

 

باسيل وجعجع والحريري وبري والسيد دافنين شيخ زنكو تسوية الخطيئة سوا

الياس بجاني/14 أيار/18

مرة أخرى نؤكد أن الحرب الإعلامية الشوارعية بين جعجع وربعه والصنوج وباسيل وأبواقه تخدم حزب الله وتغطي احتلاله وتستغبي عقول اللبنانيين..هي حرب هدفها تعموي وصراع على الكراسي على حساب السيادة والإستقلال والقرارات الدولية. شو فهمنا!!

 

لا صوت يعلو على صوت سعد صاحب شركة تيار المستقبل

الياس بجاني/14 أيار/18

تيار المستقبل شركة تجارية عائلية يملكها ويديرها سعد الحريري مثله مثل حال باقي كل شركات الأحزاب اللبنانية وهو حالياً يقوم بعملية تغيير موظفين في شركته لا أكثر ولا أقل وذلك خدمة لأجندته الشخصية وليس للإصلاح أو للسيادة أو للإستقلال دخل بما يقوم به..الشركة شركته وهو حر فيها..شو فهمنا؟

 

الياس بجاني/في أسفل رابط مقالتي المنشورة اليوم في جريدة السياسة

وجدان غالبية اللبنانيين رافض لاحتلال “حزب الله”/الياس بجاني/اضغط هنا أو على الربط في أسفل لقراءة المقالة

http://al-seyassah.com/%D9%88%D8%AC%D8%AF%D8%A7%D9%86-%D8%BA%D8%A7%D9%84%D8%A8%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%84%D8%A8%D9%86%D8%A7%D9%86%D9%8A%D9%8A%D9%86-%D8%B1%D8%A7%D9%81%D8%B6-%D9%84%D8%A7%D8%AD%D8%AA%D9%84%D8%A7%D9%84/

 

إلى جعجع وباسيل: حروبكم الإعلامية تافهة وتعموية وشوارعية

الياس بجاني/13 أيار/18

كم هي زقاقية وتافهة الحرب الإعلامية الدائرة بين باسيل وجعجع وابواقهما والصنوج. هدفها تعموي وهو تحويل الأنظار عن احتلال حزب الله وعن خطيئة ربع الصفقة المذلة الذين داكشوا الكراسي بالسيادة.

ليت من يدعي باطلاً الدفاع عن حقوق المسيحيين أن يأخذ العبرة من قول المسيح:"مرتا مرتا تهتمين بأمور كثيرة فيما المطلوب واحد"

 

ما يصيب الجبل يصيب كل لبنان

الياس بجاني/12 أيار/17

نتمنى أن يسود السلام والوئام بين قادة وأبناء طائفة الموحدين في الجبل لأن ما يصيب الجبل يصيب كل لبنان أكان سلاماً أو توتراً.

 

إيران إلى إيران منكسرة وحزب الله إلى نهاية حتمية

الياس بجاني/11 أيار/18

العنجهية الفارسية الفارغة ادت تاريخياً إلى كل هزائم إيران والآن هي تتحضر بنفخة صدر غبية لهزيمة جديدة في سوريا ولبنان والعراق والخليج.. واقعتي داريس والإسكندر وكسرا وهريكل سوف تتكرران وبنفس السيناريو.

 

هرطقة وكذبة "نوايا اتفاق معراب" الإلغائي وتحقيق هدفه الحقيقي

الياس بجاني/10 أيار/18

الهدف اليتيم الذي تحقق بنسبة 90% من هرطقة وكذبة "نوايا اتفاق معراب" هو إلغاء تمثيل المسيحيين المستقلين واستنساخ الثنائية الشيعية.

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

فيديو مداخلة مطولة من قناة الحدث مع الكاتب و المحلل السياسي لقمان سليم تتناول العقوبات الأميركية والخليجية العربية على حزب الله الإرهابي وأيضا مداخلة لديفيد بولك/16 أيار/18/اضغط هنا أو على الرابط في اسفل

https://www.youtube.com/watch?v=L7ynmvhTYgk&t=202s

 

فيديو مداخلة من قناة الحدث مع الباحث العسكري و الاستراتيجي خليل الحلو  تتناول المواجهة مع إيران/16 أيار/18/اضغط هنا أو على الرابط في أسفل

https://www.youtube.com/watch?v=y0BG_82RMBw

 

فيديو مداخلة من قناة الحدث مع الكاتب الصحافي حنا صالح تتناول العقوبات الأميركية والخليجية العربية على حزب الله الإرهابي/16 أيار/18/اضغط هنا أو على الرابط في أسفل

https://www.youtube.com/watch?v=hO4_3H8jVpk

 

فيديو مداخلة من قناة الحدث مع الباحث السياسي الدكتور مكرم رباح تتناول العقوبات الأميركية والخليجية العربية على حزب الله الإرهابي/16 أيار/18/اضغط هنا أو على الرابط في أسفل

https://www.youtube.com/watch?v=RP9o89Blx8M

 

دول الخليج وأميركا تدرج 10 من حزب الله على قائمة الإرهاب من بينهم نصرالله وقاسم ويزبك وخليل

US, Gulf states designate Hezbollah chief Nasrallah as terror sponsor

المصدر: دبي ـ العربية.نت/16 أيار/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/64709/us-gulf-states-designate-hezbollah-chief-nasrallah-as-terror-sponsor-%d8%af%d9%88%d9%84-%d8%a7%d9%84%d8%ae%d9%84%d9%8a%d8%ac-%d9%88%d8%a3%d9%85%d9%8a%d8%b1%d9%83%d8%a7-%d8%aa%d8%af%d8%b1%d8%ac-10/

 

عقوبات أميركية جديدة تطال حسن نصر الله ونائبه

http://eliasbejjaninews.com/archives/64709/us-gulf-states-designate-hezbollah-chief-nasrallah-as-terror-sponsor-%d8%af%d9%88%d9%84-%d8%a7%d9%84%d8%ae%d9%84%d9%8a%d8%ac-%d9%88%d8%a3%d9%85%d9%8a%d8%b1%d9%83%d8%a7-%d8%aa%d8%af%d8%b1%d8%ac-10/
 
المصدر: دبي ـ العربية.نت/16 أيار/18/أعلن بيان لوزارة الخزانة الأميركية، الأربعاء، فرض عقوبات جديدة على أفراد مرتبطين بميليشيات حزب الله اللبنانية. وذكر البيان أن العقوبات الجديدة تستهدف الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، ونائبه نعيم قاسم وآخرين.

إلى ذلك، أعلنت السعودية، ممثلة في رئاسة أمن الدولة، أن دول الخليج صنفت 10 شخصيات في ميليشيات حزب الله اللبناني على قائمة الإرهاب، بالإضافة إلى 4 كيانات. ومن الشخصيات خمسة أعضاء تابعين لمجلس شورى حزب الله المعني باتخاذ قرارات الحزب، وبشكل خاص هم حسن نصر الله، نعيم قاسم، محمد يزبك، حسين خليل، وإبراهيم أمين السيد، وخمسة أسماء لارتباطهم بأنشطة داعمة لحزب الله الإرهابي وهم طلال حميه، علي يوسف شراره، مجموعة سبيكترم "الطيف"، حسن إبراهيمي، شركة ماهر للتجارة والمقاولات، عملاً بنظام مكافحة جرائم الإرهاب وتمويله في المملكة العربية السعودية الصادر بالأمر الملكي رقم (أ/21) وتاريخ 12/2/1439هـ وبما يتماشى مع قرار الأمم المتحدة رقم 1373 (2001)، الذي يستهدف الإرهابيين والذين يقدمون الدعم للإرهابيين أو الأعمال الإرهابية. وحسب بيان لرئاسة أمن الدولة في السعودية، تم القيام بهذا التصنيف بالشراكة مع الولايات المتحدة الأميركية (الرئيس المشارك لمركز استهداف تمويل الإرهاب)، بالإضافة إلى جميع الدول الأعضاء في مركز استهداف تمويل الإرهاب: مملكة البحرين، دولة الكويت، سلطنة عمان، دولة قطر، ودولة الإمارات العربية المتحدة.

 

دول الخليج تدرج 10 من حزب الله على قائمة الإرهاب

المصدر: دبي ـ العربية.نت/16 أيار/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/64709/us-gulf-states-designate-hezbollah-chief-nasrallah-as-terror-sponsor-%d8%af%d9%88%d9%84-%d8%a7%d9%84%d8%ae%d9%84%d9%8a%d8%ac-%d9%88%d8%a3%d9%85%d9%8a%d8%b1%d9%83%d8%a7-%d8%aa%d8%af%d8%b1%d8%ac-10/
 
أعلنت السعودية، ممثلة في رئاسة أمن الدولة، أن دول الخليج صنفت 10 شخصيات في ميليشيات حزب الله اللبناني على قائمة الإرهاب، بالإضافة إلى 4 كيانات.

ومن الشخصيات خمسة أعضاء تابعين لمجلس شورى حزب الله المعني باتخاذ قرارات الحزب، وبشكل خاص هم حسن نصر الله، نعيم قاسم، محمد يزبك، حسين خليل، وإبراهيم أمين السيد، وخمسة أسماء لارتباطهم بأنشطة داعمة لحزب الله الإرهابي وهم طلال حميه، علي يوسف شراره، مجموعة سبيكترم "الطيف"، حسن إبراهيمي، شركة ماهر للتجارة والمقاولات، عملاً بنظام مكافحة جرائم الإرهاب وتمويله في المملكة العربية السعودية الصادر بالأمر الملكي رقم (أ/21) وتاريخ 12/2/1439هـ وبما يتماشى مع قرار الأمم المتحدة رقم 1373 (2001)، الذي يستهدف الإرهابيين والذين يقدمون الدعم للإرهابيين أو الأعمال الإرهابية.

وحسب بيان لرئاسة أمن الدولة في السعودية، تم القيام بهذا التصنيف بالشراكة مع الولايات المتحدة الأميركية (الرئيس المشارك لمركز استهداف تمويل الإرهاب)، بالإضافة إلى جميع الدول الأعضاء في مركز استهداف تمويل الإرهاب: مملكة البحرين، دولة الكويت، سلطنة عمان، دولة قطر، ودولة الإمارات العربية المتحدة. وقال بيان لرئاسة أمن الدولة: "ستواصل المملكة العربية السعودية وبالشراكة مع حلفاؤها في مركز استهداف تمويل الإرهاب العمل على وقف تأثير حزب الله وإيران المزعزع للاستقرار في المنطقة من خلال استهداف قادتهم، بمن فيهم خمسة أعضاء تابعين لمجلس شورى حزب الله. إن حزب الله منظمة إرهابية عالمية لا يفرق قادته بين جناحيه العسكري والسياسي وإننا نرفض التمييز الخاطئ بين ما يسمى (حزب الله الجناح السياسي) وأنشطته الإرهابية والعسكرية. إن حزب الله وإيران الراعية له يطيلون أمد المعاناة الإنسانية في سوريا، يؤججون العنف في العراق واليمن، يعرضون لبنان واللبنانيين للخطر، ويقومون بزعزعة لكامل منطقة الشرق الأوسط". وأضاف البيان: نتيجة للإجراء المتخذ هذا اليوم، يتم تجميد جميع ممتلكات المُصنفين والعوائد المرتبطة بها في المملكة العربية السعودية أو تقع تحت حيازة أو سلطة الأشخاص في المملكة العربية السعودية وينبغي الإبلاغ عنها للسلطات المختصة، حيث يحظر نظام مكافحة جرائم الإرهاب وتمويله في المملكة العربية السعودية عموماً جميع تعاملات الأشخاص في المملكة العربية السعودية أو داخلها أو من خلالها مع أي كيانات أو مصالح تابعة للأسماء المصنفة.

وأوضح البيان أن "جميع الأشخاص المصنفين اليوم يخضعون لعقوبات عملاً بنظام مكافحة جرائم الإرهاب وتمويله في المملكة العربية السعودية حيث يتم فرض الحظر وفرض شروطاً مشددة بشأن فتح أو الاحتفاظ بحساب مراسلة بنكية في المملكة العربية السعودية أو الحسابات المدفوعة من خلال مؤسسة مالية أجنبية والتي تقوم بتسهيل التحويلات البارزة لحزب الله مع العلم بذلك، أو الأشخاص الذين يعملون باسم حزب الله، أو بتوجيه منه، أو الذين ينتمون له أو يسيطر عليهم".

يذكر أن السعودية صنفت كلاً من هاشم صفي الدين، أدهم طباجة، مجموعة الإنماء، وشركة الإنماء للهندسة والبناء بموجب نظام مكافحة جرائم الإرهاب وتمويله.

وأعلن عن إنشاء مركز استهداف تمويل الإرهاب في 21 مايو 2017 "ليمثل جهداً تاريخياً وجريئاً لتوسيع وتعزيز التعاون بين الدول السبع لمكافحة تمويل الإرهاب، حيث يقوم المركز بتسهيل إجراءات تنسيق وقف تمويل الإرهاب، ومشاركة المعلومات الاستخباراتية المالية، ويعزز من بناء القدرات للدول الأعضاء لاستهداف شبكات تمويل الإرهاب والأنشطة ذات العلاقة التي تشكل تهديداً وطنياً لأعضاء المركز"، وفق البيان.

 

البحرين تدرج اعضاء مجلس شورى حزب الله على لائحة الارهاب

http://eliasbejjaninews.com/archives/64709/us-gulf-states-designate-hezbollah-chief-nasrallah-as-terror-sponsor-%d8%af%d9%88%d9%84-%d8%a7%d9%84%d8%ae%d9%84%d9%8a%d8%ac-%d9%88%d8%a3%d9%85%d9%8a%d8%b1%d9%83%d8%a7-%d8%aa%d8%af%d8%b1%d8%ac-10/
 
وكالات/16 أيار/18/أعلن وزير خارجية البحرين خالد بن أحمد آل خليفة، أن المملكة -بالتعاون مع السعودية- أدرجت 10 أفراد وكيانات تنتمي إلى ما يسمى مجلس شورى حزب الله على قائمة الإرهاب. وأكد وزير الخارجية البحريني التزام المملكة بالعمل الجماعي مع جميع الأشقاء والحلفاء على مواجهة الإرهاب وتجفيف منابع تمويله، داعيًا المجتمع الدولي إلى تكثيف الجهود الرامية لوقف الدعم الذي تقدمه إيران للإرهاب. وتابع وزير الخارجية أن إدراج الأفراد والكيانات التابعة لحزب الله على قائمة الإرهاب؛ يأتي ضمن مساعي مكافحة العنف والتطرف والإرهاب.

 

الخزانة الأميركية تفرض عقوبات على حسن نصرالله ومساعديه

http://eliasbejjaninews.com/archives/64709/us-gulf-states-designate-hezbollah-chief-nasrallah-as-terror-sponsor-%d8%af%d9%88%d9%84-%d8%a7%d9%84%d8%ae%d9%84%d9%8a%d8%ac-%d9%88%d8%a3%d9%85%d9%8a%d8%b1%d9%83%d8%a7-%d8%aa%d8%af%d8%b1%d8%ac-10/
 
وكالات/16 أيار/18/فرضت وزارة الخزانة الأميركية، الأربعاء، عقوبات جديدة على أمين عام مليشيات حزب الله حسن نصر الله ونائبه نعيم قاسم، وأشخاص على صلة بمليشيات حزب الله. كما شملت العقوبات الأميركية الجديدة القياديين في ميليشيات حزب الله، حسين الخليل وإبراهيم أمين السيد وهشام سيف الدين.

وكانت الخزانة الأميركية فرضت يوم الثلاثاء عقوبات على محمد قصير، المسول بحزب الله اللبناني، بالإضافة إلى محافظ البنك المركزي الإيراني، و3 أفراد آخرين، وبنك يتخذ من العراق مقرا له. وأكدت وزارة الخزانة في بيان أن تلك العقوبات تأتي بموجب برنامج يستهدف من يدعمون الإرهاب العالمي، بعد انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي الإيراني.

 

محمد عبد الحميد بيضون للبيان: حجّموا عدد نواب الحريري وحصروهم بالسنّة

نقلاً عن موقغ البيان/ حاورته: كارينا أبو نعيم /16 أيار/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/64691/64691/

قراءة عامة في نتائج الإنتخابات النيابية وتداعياتها الداخلية أجرتها "البيان" مع الوزير السابق الدكتور عبد الحميد بيضون رسم من خلالها المكاسب والخسارة التي نالها كل حزب تقليدي شارك في تلك الإنتخابات.

يرعبهم الزعيم العابر للطوائف

ينطلق الدكتور عبد الحميد بيضون بداية في حديثه قائلاً: "منذ المناقشات التي سبقت إقرار قانون الإنتخاب الجديد، عُقد اتفاق ما بين الثنائي الشيعي حزب الله- أمل والرئيس ميشال عون لتحجيم الرئيس سعد الحريري، وحصره داخل الطائفة السنية، ومنعه من أن يكون زعيماً عابراً للطوائف. لا يمكن لهؤلاء أن يتحملوا فكرة وجود زعيم عابر للطوائف. إن هذا الهدف قد تحقق اليوم بعد الإنتخابات حيث كان للرئيس الحريري سابقاً كتلة نيابية نصفها من النواب السنّة والنصف الثاني من طوائف متعددة ومختلفة. فمُنع الرئيس الحريري في الانتخابات التي جرت مؤخراً من أن يأخذ معه نائباً شيعياً واحداً بحيث كان لديه سابقاً 3 نواب شيعة ضمن كتلته البرلمانية. كما تم تحجيم التمثيل المسيحي في كتلة الرئيس سعد الحريري، وتم نقل هذا التمثيل حكراً الى التيار الوطني الحر. كان هدف حزب الله تقليص حجم كتلة الرئيس الحريري وحصرها بالنواب السنة دون أن يكون لدى المستقبل أي نائب من أي طائفة أخرى، وتكبير حجم كتلة التيار الوطني الحر لكي يصبح لدى حزب الله وحلفائه ضمانة أنهم يمسكون بالأكثرية في مجلس النواب. وهذا الأمر قد حصل بمختلف الوسائل الشرعية أو غير الشرعية من تزوير وترهيب وتهديد وغيرها. استعمِلت كل الوسائل لكي يبقى سعد الحريري زعيماً سنياً فقط، ولتصبح كتلة التيار الوطني الحر أكبر كتلة في المجلس، أضف إليها كتلة الثنائي الشيعي (أمل وحزب الله) وحلفاءهما، وبذلك يضمنون التحكم بهوية رئيس الجمهورية المقبل. إن التسوية التي عقدها الرئيس سعد الحريري مع الرئيس ميشال عون سمحت بأن يعطي الحريري كل النواب المسيحيين الى التيار الوطني الحر. وهذا ما يفسر التغاضي عن كل التجاوزات التي حصلت في أقلام الإقتراع المسيحية. وُضِع سعد الحريري تحت ضغوطات كثيرة لقبول هذا العرض دون سواه. ينطلق الرئيس سعد الحريري من مفهومين: الأول، يعتبر وجوده في رئاسة الحكومة يمثل الضمانة. أما المفهوم الثاني فهو يعتبر ان سلاح حزب الله هو موضوع إقليمي وليس محلياً. إن هذين المفهومين عليهما الكثير من التساؤلات. إلى أي مدى وجوده في رئاسة الحكومة هو الضمانة؟ هناك الكثير من الأمور التي يستطيع أن يقوم بها الرئيس الحريري، بينما هناك العديد من الأمور هو عاجز عن تنفيذها. الى أي مدى سلاح حزب الله يعتبر موضوعاً إقليمياً؟ هناك مسؤولية تفوق قدرات الرئيس الحريري وغيره في حال تم استخدام هذا السلاح. فلبنان لا محال هو طرف. والسؤال الثاني: إن تم تدمير لبنان من سيعمّره من جديد؟ قرار الحرب والسلم والسياسة الخارجية اللبنانية هو بيد المرشد الإيراني. من هنا كيف سيستطيع الرئيس الحريري أن ينجح في ضبط كل تلك الأمور وأن يفرض الأمن؟ يتحدث الحريري عن الاستقرار بينما يقول السيد حسن نصر الله في حال نشبت حرب إيرانية- إسرائيلية فنحن طرف فيها. يتكلم الرئيس الحريري عن سياسة النأي بالنفس بينما يؤكد حزب الله على أنه طرف في الحرب في سوريا مع إسرائيل والحوثيين والمغرب وفي كل مكان. مع الأسف، إن ضمانات النجاح التي يتكلم عنه الرئيس الحريري غير متوفرة."

بوجود الميليشيات المؤسسات الرسمية لا قيمة لها

ويتابع: "لبنان لا تحكمه المؤسسات الرسمية أكانت رئاسة الجمهورية أو رئاسة الحكومة أو مجلس النواب. لبنان محكوم بالمحاصصة. فهناك مجموعة إقطاعيات وميليشيات متفقة بين بعضها بعضاً، وتعتبر أن كل فئة يجب أن تنحصر ضمن طائفتها. حزب الله في ميدان القرارات السياسية فهو يأخذ القرار عن كل لبنان ولا يحتاج الى إذن من أحد، بينما في مبدأ المحاصصة فكل واحد يأخذ حصته ضمن طائفته. بوجود الميليشيات الحاكمة المؤسسات الرسمية اللبنانية لا قيمة لها. بدليل أن مجلس النواب ومنذ أن ترأس نبيه بري الندوة البرلمانية منذ 25 عاماً حتى اليوم، لم يعقد البرلمان اللبناني إلا أربع جلسات سنوياً كحد أقصى من جلسة للانتخاب وجلسة ثانية متلفزة للإعلام وجلستين تشريعيتين لا يقر فيهما إلا قوانين قروض أو معاهدات دولية."

اتفاق الطائف الخاسر الأكبر

أما في موضوع المكاسب التي حصل عليها كل من زعماء الأحزاب اللبنانية جراء هذه الانتخابات، يجيب الدكتور عبد الجميد بيضون قائلاً: "استطاعت الثنائية الشيعية (حزب الله- أمل) أن تجرد الرئيس سعد الحريري من التمثيل الشيعي عبر أخذها النواب الشيعة من كتلته وحصرها في كتلة الثنائي الشيعي. بقي لدى الرئيس الحريري نواب السنة فقط وارتضى بالأمر طالما يوفر له بقاءه زعيماً للسنة في لبنان. كما أن حزب الله أراد للرئيس عون أن يضع يده على أكبر تمثيل مسيحي، ولأن حزب الله حليفه سيصبح هو أيضاً واضعاً يده على هذا التمثيل المسيحي. حصل وليد جنبلاط على جائزة ترضية بعد أن كانت لديه مخاوف أن تتقلص كتلته من 12 نائباً لتصبح ممثلة بستة نواب. كتلة وليد جنبلاط اليوم هي 10 نواب، ويعتبر زعيم المختارة أن هذا الأمر إنجاز بحد ذاته. لقد أثبت سمير جعجع قدرات تنظيمية مهمة جداً. باعتراف الجميع، أحدث سمير جعجع في هذه الانتخابات تقدماً مهماً جداً وأرسل رسالة واضحة تقول: "صحيح أن التيار الوطني الحر قد نال أكبر كتلة نيابية إنما يبقى تمثيلي أساسياً على الساحة المسيحية". إن وضع سمير جعجع المتقدم يضعه في دائرة الخطر. ويبقى الرابح الأكبر هو استراتيجية وضع يد حزب الله على المجلس النيابي، وهذا يشكل خطراً كبيراً على صورة لبنان عربياً ودولياً، والخاسر الأكبر هو اتفاق الطائف، لأن القانون الانتخابي الحالي هو ضد اتفاق الطائف، وقد حرّك الغرائز الطائفية والمذهبية عند الجميع ورفع من وتيرة الخطابات المذهبية والتحضيرية عند الجميع دون استثناء."

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأربعاء في 16/5/2018

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

فاطمة غول باقية في بحر لبنان سنة جديدة وأزمة الكهرباء متواصلة ولا حل للتيار على مدى ساعات النهار والليل رغم أن ما أنفق على الشبكة ومعاملها وإمداداتها يشكل أكثر من ثلث الدين العام الذي لو أحسن استعماله لأنتج عشرات المؤسسات.

مجلس الوزراء جدد العقود لبواخرة الكهرباء والتقنين متواصل.

الى هنا تكاد أخبار هذا اليوم محليا تنتهي إلا في ما يتعلق بأمرين:

- الأول: إعلان المجلس الدستوري أن السادس من حزيران تنتهي مهلة تقديم الطعون في نتائج الإنتخابات النيابية.

-الثاني: المتابعة الشعبية لخبر وفاة المتسولة التي تملك أكثر من مليون دولار.

لنا عودة الى محلياتنا بعد التوقف مع تطورات المنطقة.

البارز في تطورات المنطقة:

- تراجع الإعتداءات الإسرائيلية على غزة بتدخل مصري.

- إجتماع استثنائي لوزراء الخارجية العرب بدعوة من السعودية غدا.

- إنعقاد قمة إسلامية طارئة في اسطنبول بعد غد.

- تشاور هاتفي رئاسي روسي إيراني تركي في موضوع العدوان الإسرائيلي ونقل السفارة الأميركية الى القدس.

- إعلان بوتين عن دوريات للبوارج الروسية قبالة الساحل السوري لمدة سنة.

بداية من مجلس الوزراء وتجديد عقود فاطمة غول.

* مقدمة نشرة أخبار "الجديد"

سرق المتسولون الصنعة من السياسيين وتمكنت فاطمة عثمان وفي يوم وفاتها من أن تبدل سمعة "شحادي" المدينة وتنقلهم الى نادي الأغنياء المكتومي القيد المالي متسولة بيروت تركت وراءها مليارا وسبعمئة مليون ليرة ومئة ألف سؤال عن سر المهنة.. عن مصير الورثة.. عن امرأة كانت من ذوي الاحتياجات الخاصة وفارقت الحياة تاركة كنزا لا يفنى ابنة عين الدهب في عكار.. استعارت اسم بلدتها سرا ونزلت الى بسطة بيروت وهناك كتمت سرها وامتهنت التسول إلى أن وجدت بلا حراك لكن مع حسابات مصرفية متحركة باتت اليوم في متناول الورثة شحادين يا بلدنا.. تلك العبارة التي رافقت الحرب الأهلية على المسارح باتت اليوم في حاجة إلى صيانة وتدقيق وإعادة سيناريو لاسيما مع جيوش المتسولين الذين يغزون الشوارع وتجدهم وقد تسلقوا السيارات فجأة والتصقوا بزجاجها وعرضوا أجسادهم للخطر في سبيل تحصيل الحاصل لكن فاطمة عثمان أسست اليوم لمرحلة جديدة ضربت فيها صيت المتسولين.. وبات كل منا يعتقد أن من في الشوارع اليوم هم أغنياء في السر وذلك قد لا يمت إلى الحقيقة بصلة ومهما بلغت اسرار فاطمة فإنها تبقى نقطة في بحر فاطمة غول وأخواتها من بواخر عادت اليوم الى الواجهة في جلسة مجلس الوزراء حيث تم التمديد لباخرتي الكهرباء لمدة سنة فقط بدلا من ثلاث سنوات أما استئجار البواخر وتأمين ثمانمئة وخمسين ميغاواطا من الطاقة فقد جرى ترحيله إما الى الجلسة الاخيرة وإما الى ما بعد تأليف الحكومة الجديدة مع تسجيل رأي لوزير الخارجية جبران باسيل يؤكد فيه أن استجرار الطاقة من سوريا حل يكلف لبنان أكثر من استئجار البواخر وسيستجمع باسيل طاقته على جبهات اخرى اذ يستعد لتمثيل لبنان في مؤتمرين على صلة بالقدس ومجرزة غزة في كل من الجامعة العربية الخميس واجتماع اسطنبول الجمعة وتستضيف تركيا الاجتماع العربي الاسلامي على وقع توتر هو الاسوأ نشب بينها وبين اسرائيل وقد طلبت وزارة الخارجية التركية الى القنصل الإسرائيلي لديها مغادرة البلاد فترة موقتة وفي المقابل ، طلبت الخارجية الإسرائيلية الى القنصل التركي بالقدس مغادرة إسرائيل ردا على الخطوة التركية وشن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان هجوما لاذعا على رئيس مجلس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو قائلا إنه يقود "دولة عنصرية"، ويداه ملطختان بالدم الفلسطيني وشدد أردوغان على ان حركة "حماس" ليست منظمة ارهابية بل حركة مقاومة ضد الاحتلال وعلى طريق القدس اعلن من بيروت وللمرة الاولى فتوىْ وجهها مفتي الجمهورية السابق محمد رشيد قباني دعا فيها الى وجوب الجهاد في سبيل الله على الأمة العربية والإسلامية، لتحرير فلسطين من الاحتلال الإسرائيلي الأجنبي لها، وذلك بيانا للحكم الشرعي في الإسلام ولم تكن دار الفتوى في لبنان بعيدة عن هذا الخط إذا اكد مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان أن الواجب هو التضامن مع فلسطين وشعبها العربي، ومع القدس وأهلها، والمسجد الأقصى، وكنيسة القيامة، وصحيح أن القدس ومساجدها وكنائسها هي حق للعرب لا شك فيه. لكن حتى الحق لا بد من أن يتجدد استحقاقه بالنضال، وبعدم التسليم وفتوى كل من قباني.. والدعوة الى النضال من قبل المفتي دريان.. تشكلان أولى الزكاة السياسية عشية شهر رمضان.. الكريم بالمواقف ذات المردود والفعالية لأن هذه هي اللغة الوحيدة التي تفهمها إسرائيل.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ان بي ان"

عشية الإستهلال إيذانا ببدء شهر الصوم تخمة بنود على مائدة مجلس الوزراء قبل الدخول في زمن تصريف الأعمال.

على مدى خمس ساعات إمتدت الجلسة التي سيكون لها تتمة أخيرة الإثنين المقبل. الحكومة لم تصرف بند إلغاء امتحانات الشهادة المتوسطة فالبروفيه باقية وتتمدد.

"فاطمة غول" هي الأخرى تمددت ترافقها (أورهان بيه) ولكن التمديد رسا لعام واحد فقط وليس كما طلب وزير الطاقة لثلاثة أعوام.

الجلسة التي إتسمت بالنقاش التقني غابت عنها السياسة وسجالاتها وكان واضحا فيها شهية العمل على تمرير أكبر عدد من البنود ومنها موضوع بند تراخيص الأملاك البحرية الذي تحفظ عنه وزراء حركة أمل لكون هذا الملف لا ينبغي أن يتم سلقه جزئيا كما حصل بل يجب أن يكون ضمن تسوية تشمل الملف برمته.

على مستوى الاستحقاقات المقبلة مزيد من الدعم تلقاه الرئيس نبيه بري كمرشح لرئاسة المجلس من كل من كتلة الوفاء للمقاومة والرئيس نجيب ميقاتي فيما رأى النائب غازي العريضي أن رئيس المجلس سيكون في المرحلة الجديدة كما كان سابقا صمام أمان لضبط العلاقات السياسية والتوازن والشراكة في البلاد.

في جديد يوميات فلسطين استفاقت الجامعة العربية على عقد اجتماع وصفته بالطارئ غدا أي بعد أيام على المذبحة الإسرائيلية بإختصار هو اجتماع منتهي الصلاحية.

وقبل الدخول في التفاصيل لا بد من التوقف عند فتوى وجوب الجهاد لتحرير فلسطين التي أطلقها المفتي الشيخ محمد رشيد قباني فهل هناك من يسمع فيفعل؟…

* مقدمة نشرة أخبار ال "ام تي في"

المصالح الانتخابية فرقتهم وغريزة البقاء في الباص الحكومي حتمت اجتماعهم وبروفا المهادنة بدأت تباشيرها بالظهور خجولة مع مساعي اعادة انتخاب الرئيس بري رئيسا لمجلس النواب ومترددة حيال اعادة تسمية الرئيس الحريري لرئاسة الحكومة، لكن الامور لا تبدو بهذه السهولة رغم لقاءات القمة التي جمعت الرئيسين عون وبري والرئيس الحريري والدكتور جعجع اذ ان قوى وكتلا ولدت من صناديق الاقتراع لا تتماهى بالضرورة مع الاقطاب الكبار ولو كانت من نفس طيناتهم اضافة الى ان لعبة الاحجام وتقاسم الحقائب السياسية والخدماتية قادرة على نسف كل القواعد والمسلمات المنطقية او الستووية.

ما تقدم يمكن وضعه في كفة والتلميح الى تشكيل حكومة اكثرية يوضع في كفة، فطرح رئيس الجمهورية هذا الاحتمال اخاف بعض القوى التي رأت فيه انقلاب على نتائج الانتخابات وعقابا لفريق محدد ما كان عليه ان يحقق النتائج الجيدة التي حققها، فهل يعني الامر استبعادا للرئيس الحريري والقوات؟ هل يرضى الحريري برئاسة حكومة كهذه؟ هل الطرح ترجمة لرغبة حزب الله في الاستحواذ على القرار الوطني من خلال حصة وازنة في الحكومة بعد ارتفاع حصته في مجلس النواب؟ وما موقف الرئيس بري المتمسك الدائم بالميثاقية وبحكومات الوفاق؟ بالتالي، اي مسار للعهد واي صورة للبنان في الاقليم والعالم ان كان الطرح جديا؟

في الانتظار تسعى الحكومة الى التخفيف عن شقيقتها العتيدة بعض الملفات الساخنة، فهل تنجح وقد بقي لها جلسة اخيرة الاثنين؟

* مقدمة نشرة أخبار "المنار"

يبدو ان شياطين السياسة غلت قبيل الشهر الكريم وهل هلال الانفراجات السياسية بعد الضباب الكثيف للانتخابات النيابية عسى ان يصوم اللبنانيون عن المناكفات ويستبقون العيد بحكومة جامعة بعد اعادة ترسيخ التسويات.

ما اوحت به جلسة اليوم الحكومية يشي بشعور الجميع بخطورة المسؤولية وحراجة الظرف والمكان الذيب يمر به لبنان ،فريح غزة وعبق شهدائها خيما على الجلسة الحكومية ومعهما جريمة الصمت العربية فكان الموقف اللبناني الرسمي الرافض للمجزرة الصهيونيةوالمتطلع الى قرارات جدية من القمة الاسلامية التي ستعقد في اسطنبول كما قال رئيس الجمهورية.

ومن لبنان فتوى جهاد نصرة للقدس وفلسطين اطلقها مفتي الجمهورية السابق الشيخ محمد رشيد قباني في زمن انحراف الفتاوى وفق بوصلة السلاطين لتبقى القدس خشبة خلاص الامة وقبلة مجاهديها ووحدة كلمتها ومن تركها ستتركه الامة ويلعنه التاريخ.

في تاريخ سوريا الذي يكتب من جديد حمص اكبر محافظاتها خالية من الارهاب والارهابيين ورسالة الى العدو القريب والبعيد ان الشام تتعافى وان معادلاتها المصنوعة بسواعد جيشها والحلفاء لن تنفك عن تحرير كامل الارض السورية من الارهاب.

وبالعودة الى الساحة اللبنانية التي تعيد ترتيب الاوراق الانتخابية عبر اللقاءات والمشاورات ابرزها لقاء عون وبري بالامس الذي وصف باكثر من ممتاز فقد علمت المنار من مصادر مطلعة ان مستوى الود على خط بعبدا عين التينة الى ارتفاع وان الوسيط الامني مكمل المهمة لتامين المزيد من الايجابية على ان تعرض المنار المسار الايجابي من اول اتصال بين الرئيسين الى اخر بنود النقاش.

وفي اخر المواقف التي اكدت المؤكد ترشيح كتلة الوفاء للمقاومة الرئيس نبيه بري لرئاسة مجلس النواب داعية اللبنانيين من جهة اخرى الى التهيؤ لمقاربات جديدة للاستحقاقات الداهمة والتحديات المتواصلة والتي لا يقل فيها الشأن الاقتصادي والاجتماعي عن الشأن المصيري.

* مقدمة نشرة أخبار ال "او تي في"

الانتخابات انتهت... حقا انتهت. والوزراء المشاركون في جلسة اليوم، شهود على ذلك. شهود أولا، على أن عمل المؤسسات مستمر. فمجلس الوزراء انعقد، فأقر الكثير، وأرجأ ما تبقى إلى جلسة أخيرة الإثنين. فأنا من يقرر وليس أنت، مازح رئيس الجمهورية وزير الإعلام، الذي استل كاميرا ليأخذ صورة تذكارية من الجلسة الحكومية الأخيرة، قبل أن يتبين أنه هو أيضا "يغلبط" في العد.

شهود ثانيا، على لملمة التصريحات النارية، وضبضبة الحملات الانتخابية. فهذه المرة، "صار بدا" بواخر. "وصار بدا" تحديدا التمديد لفاطمة غول، لأنو ما فينا نقعد بلا كهربا، كما قال الوزير غسان حاصباني، ما غيرو.

شهود ثالثا، على الإيجابية المنسحبة من لقاء بعبدا أمس على اجتماع بعبدا اليوم، في مؤشر إلى التعاون الذي يعول كثيرون على أنه آت مع عين التينة لا محال، لأن لا طائل من السجال، ولا منفعة من القتال.... حتى على جبهة بيت الوسط-معراب... حيث أمضى رئيس الحكومة معظم لقائه بسمير جعجع أمس مستمعا، في مقابل تمني رئيس القوات بلع البحصة، وفتح صفحة جديدة...

لكن، قبل الدخول في كل هذه التفاصيل، خمسة مليون ليرة كاش، ومليار وسبعمئة ألف ليرة في المصارف. ثروة لا تعود إلى رجل أعمال أو مستوزر ، بل مال يعود إلى متسولة توفيت أمس على قارعة الحياة.

* مقدمة نشرة أخبار "المستقبل"

جلسة مجلس الوزراء؛ ما قبل الاخيرة؛ استغرقت خمس ساعات، وأقرت البنود المتعلقة بالكهرباء، وقررت عقد جلستها الاخيرة يوم الاثنين؛ وهو اليوم الاخير من ولاية المجلس النيابي الحالي؛ قبل ان تتحول الى حكومة تصريف اعمال، ومن المقرر ان يعقد مجلس النواب المنتخب؛ منتصف الاسبوع المقبل، جلسة لانتخاب رئيسه ونائب الرئيس؛ وهيئة المكتب.

اما اللقاء المطول الذي عقد ليل امس في بيت الوسط؛ بين الرئيس سعد الحريري ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، فقد وصفه الوزير غطاس خوري؛ في حديث لتلفزيون “المستقبل” بانه اتسم بالايجابية المطلقة والصراحة بين الطرفين.

اما نتائج الانتخابات العراقية؛ فقد استدعت على وجه السرعة حضور قاسم سليماني؛ قائد ما يسمى فيلق القدس الى بغداد؛ في محاولة منه؛ لتعديل هذه النتائج عبر تشكيل اكبر كتلة؛ مقابل قائمة سائرون؛ المدعومة من السيد مقتدى الصدر؛ التي حصدت اربعة و خمسين مقعدا.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ال بي سي"

منتصف ليل الاثنين المقبل، يطوي مجلس النواب الحالي سنين ولايته التي مددت مرتين، ومعه تطوي الحكومة ولايتها لتنتقل الى تصريف الاعمال، فاتحة الباب واسعا امام حكومة العهد الاولى، مثلما سبق واعلن رئيس الجمهورية العماد ميشال عون.

هذه الحكومة باعتراف كل الفرقاء، لا بد ان ترى النور سريعا، وعليه فان المفاوضات لتشكيلها دقيقة نظرا لحجم الكتل النيابية وكثرة طلباتها، اما نقطة الصفر لبدء المفاوضات الجدية فهي لحظة تكليف رئيس الحكومة الجديد.

من اليوم وحتى التكليف المرتقب آواخر الاسبوع المقبل، تفكك العقد واحدة تلو الاخرى. اولى هذه العقد، رئاسة مجلس النواب، ففيما يبدو الرئيس نبيه بري المرشح الاوحد لتبوؤ المنصب، يعمل على تخفيف الاوراق البيض خلال جلسة التصويت الاربعاء المقبل.

العقدة الثانية، نيابة رئيس المجلس النيابي، وهنا ايضا، وفيما لم تحسم كتلة (لبنان القوي) اسم مرشحها لتبوؤ المركز، برز ترشيح القوات اللبنانية النائب أنيس نصار لنيابة رئاسة مجلس النواب.

بعد تفكيك عقد مجلس النواب، ستقطع المراحل من التكليف الى التأليف، وستلعب اكثر من جهة دور تقريب وجهات النظر، سواء بين الرئيس بري والوزير جبران باسيل، او المردة وباسيل، او التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية، او الرئيس الحريري ومشاريع الوزراء السنة من خارج التيار الازرق.

هذه العقد، من شأن تفكيكها، تأمين طريق سريع لمفاوضات سياسية تفضي الى تشكيل الحكومة في وقت قصير. هذا كله في كف، وقصة فاطمة في كف آخر، فمن هي فاطمة التي عرفها سكان الاوزاعي متسولة، ليستفيق اللبنانيون على خبر وفاتها مليونيرة؟

 

اسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الأربعاء في 16 ايار 2018

النهار

يؤكد مرشح الى الانتخابات فقدان الأصوات التفضيلية التي سجلت له في صندوق القلم حيث اقترع لأنه واثق من أنه ‏أعطى صوته التفضيلي لنفسه على الأقل.

لم تتضح الأسباب الحقيقية لزيارة رئيس مجمع الكنائس الشرقية الكاردينال ساندري الى لبنان اذ لا انتخابات في ‏البطريركيات أو في الرهبانيات ولا مشكلات واضحة تذكر.

البناء

كواليس

توقعت مصادر أوروبية دبلوماسية في الاتحاد الأوروبي أن يتبلور الموقف الأوروبي الضاغط على واشنطن في ‏مواقفها من الأوضاع في الشرق الأوسط، سواء الملف الفلسطيني واعتبار القدس عاصمة لـ"إسرائيل"، أو الانسحاب ‏من التفاهم النووي مع إيران عبر تسهيل ودعم تحريك المحكمة الجنائية الدولية في وجه "إسرائيل" في قضية ارتكاب ‏جرائم بحق الإنسانية في مواجهة المدنيين أثناء التظاهرات السلمية، وهو مسار طويل لن يؤذي "إسرائيل" مباشرة إلا ‏إعلامياً، لكنّه يشكل ورقة تفاوض وضغط فعّالة...

خفايا

توقّع بعض المصادر أن تتسارع الاتصالات بين القوى السياسية، بغية تشكيل الحكومة العتيدة، قبل وبعد إجراء ‏الاستشارات النيابية الملزمة لتسمية رئيسها، نظراً إلى تسارع التطورات السياسية والعسكرية في المنطقة والتي تتطلب ‏وجود حكومة فاعلة في لبنان، لأنه لن يكون في منأى عن أيّ حدث مفاجئ قد يحصل في المرحلة المقبلة.

الجمهورية

يطرح نائب منتخب نفسه لموقع متقدّم مع أن ترشيحه للنيابة كان موضع تشكيك داخل حزبه لإعتبارات أكاديمية.

لفت مسؤول سابق إلى أن مشكلة غالبية الأفرقاء السياسيين في لبنان أنهم يعتمدون سياسة "الحكم محّاية" فيما إن ‏الحكم استمرارية.

لاحظت أوساط سياسية أن فريقاً بارزاً لديه تكتُّل كبير يضغط على نواب مُنتخَبين حلفاء أو أنصار وليسوا حزبيّين ‏بالإنسحاب من التكتلات كي لا يُشكِّلوا ثقلاً في مجلس النواب يُعرقل أهداف هذا الفريق.

اللواء

انشغلت الأوساط السياسية والإعلامية بأخذ وردّ حول تقرير نشر مترجماً حول ملابسات "أوروبية" تتعلق بالمادة ‏‏49، ونفى أن يكون للمستشارة الألمانية أية علاقة بذلك!

تؤكد مصادر نيابية ان المعارضة خلال الانتخابات كانت تفتقد إلى قيادة منظمة، مما أدى إلى فشلها في انتزاع مقاعد ‏ذات وزن.

ما تزال "القوات اللبنانية" تتكتم على كيفية تعاملها مع محاولة تكتل قوي، لإبعادها عن المشاركة في الحكومة.

المستقبل

يقال

إن رئيس حركة سياسية أكد في مجلس خاص أنه سيقوم بمراجعات داخل الحركة تمهيداً لاتخاذ إجراءات وقرارات ‏تنظيمية أسوة بما فعل الرئيس سعد الحريري.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

 نقلا عن " تقدير موقف"عدد 204

16 أيار/18

في السياسة

يتمنى "تقدير موقف" عودة جميع اللبنانيين إلى مساحة سياسية وطنية مشتركة ترتكز على الطائف والدستور وقرارات الشرعية الدولية!

يتمنى "تقدير موقف" للرئيس سعد الحريري والدكتور جعجع التوفيق في صياغة شراكة وطنية صافية!

يتمنى لكل القوى السياسية استخلاص الدروس!

يتمنى للمسيحيين الإبتعاد عن النموذج "الحزبي الشيعي" لأن الأحاديات والثنائيات إلغائية وقاتلة!

يتمنى للسنة العودة إلى مددهم وعددهم فهم ليسوا "طائفة"!

يتمنى للشيعة الخروج من سجن "الحزبية القابضة" فهم ملح الجنوب والبقاع وأكبر من "تعليبة" حزبية!

يتمنى للدروز العودة إلى أقدميتهم التي جعلت منهم لاعبين ليس في شرتون وبعقلين وحسب إنما على مساحة العالم العربي!

تقديرنا

هناك من يقول "مين جرّب المجرّب كان عقله مخرّب"!

صحيح،

إنما الأصح هو أن لبنان أكبر من أقزام السياسة والطوائف والمصالح، وسيرجع لا محالة بهؤلاء أو بغيرهم!

سيرجع وسنلتقي...

 

فارس سعَيد

 أحمد عدنان/مدى الصوت/16 أيار/18

في عام ١٩٢٥ ترشح كبير المثقفين والتنويريين المصريين، أحمد لطفي السيد، إلى الانتخابات النيابية، وكان الجهل متفشياً، فاتهمه المرشح الخصم بتهمة «الديمقراطية»، وظن بعض الناس أن الديمقراطية كفر وإلحاد، فسقط أحمد لطفي السيد ونجح خصمه، والعبرة من القصة أن التاريخ لم يحفظ اسم الذي أسقطه بالانتخابات، وبرغم وفاة السيد سنة ١٩٦٣ ما زال اسمه يتردد اليوم وغداً. استرجعت قصة أحمد لطفي السيد، حين وصلني نبأ الخسارة المشرفة للمثقف والسياسي اللبناني الدكتور فارس سعَيد في الانتخابات النيابية، لتشابه الحوادث. فارس سعَيد، كان بإمكانه أن يعيش خلال الحرب الأهلية في باريس أو لندن، لكنه فضل العيش في لبنان ليعالج الفقراء والمساكين، وبعد زمن جرى إغلاق المستشفى الذي ورثه عن والده لأنه مارس الطب بمنطق خدمة الناس لا التجارة. يمتاز فارس السياسي بموقفه الصلب والثابت ضد إيران وميليشياتها وضد الإسلام السياسي والتطرف والإرهاب، ويمتاز فارس المثقف بإيمانه الصادق والمتين بالتعايش والاعتدال والتسامح والحوار بين الأديان لدرجة أن المسيحي الماروني الجبيلي أصبح من نجوم مشيخة الأزهر في مصر، وهو من هندس الزيارة التاريخية – مع المفكر الإسلامي الدكتور رضوان السيد – التي قام بها بطريرك الموارنة بشارة الراعي إلى الرياض، وهذه المبادئ الناصعة زانها الخلق الرفيع. فارس سعيد عربي لبناني تتكامل مكونات هويته ولا تتصارع، لذلك يغلب الظن أن البرلمان اللبناني هو الذي خسره، وليس فارس من خسر مقعد البرلمان.

(عن "الرؤية" الإماراتية)

أحمد عدنان/كاتب صحافي سعودي مقيم في لبنان

 

القوات "تُهندس" المرحلة: لا منفعة لهم في معاداتنا

"الحياة" - 16 أيار 2018/قالت مصادر قيادية في حزب "القوات اللبنانية"، لـ "الحياة"، إن وزير الإعلام ملحم رياشي بدأ اتصالات مع كل من رئيس الحكومة سعد الحريري ورئيس "التيار الوطني الحر" وزير الخارجية جبران باسيل من أجل البحث في آفاق المرحلة الجديدة بعد الانتخابات النيابية، في إطار سياستها فتح قنوات التواصل والنقاش بعد أن شابت العلاقات ندوب وخلافات مع هذين الفريقين. وعُلم أن رياشي تحدث إلى كل من باسيل الذي سيلتقيه اليوم على هامش جلسة مجلس الوزراء، والحريري ومستشاره وزير الثقافة غطاس خوري، تمهيداً للقاء قريب. وعلّقت المصادر القواتية، لـ"الحياة"، على استمرار الحملات والردود المتبادلة بين مسؤولين في "القوات" وباسيل بالقول: "نعتقد بأن الأمور بلغت حدها الأقصى قبل ومع الانتخابات بسبب ظروف التعبئة المتبادلة التي ترتفع عادة مع استحقاق كهذا، خصوصاً أننا لم نتحالف في أي دائرة مع "التيار الحر"، ولا نرى أن العلاقة انهارت بسبب الانتقادات والحملات المتبادلة، وبقي الاشتباك محدوداً ومحكوماً بهذه الظروف". ورداً على سؤال حول مواصلة باسيل هجومه على "القوات" السبت الماضي متهماً وزير الشؤون الاجتماعية بيار أبو عاصي بعدم القيام بشيء لإعادة المهجرين السوريين، بعد أسبوع على انتهاء الانتخابات وردود رئيس الحزب سمير جعجع ونواب آخرين منه، على نواب من "التيار الحر"، اعتبرت المصادر القيادية في "القوات" أن "ترددات الانتخابات ما زالت تتحكم بهذا السجال".

وأضافت: "بدءاً من هذا الأسبوع باشرنا اتصالات ومشاورات لبحث المرحلة الجديدة. فلا مصلحة لهم أو لنا في الدخول في مرحلة عداء. و"التيار" لا منفعة له في معاداة القوات بما لها من شعبية وكتلة نيابية بعد الانتخابات ولا بما لها من صيت على صعيد أداء وزرائها الجيد ومن دور في التوازن داخل التركيبة".

وقالت المصادر إن "هجومهم علينا كان بحجة أننا عارضنا مشروعهم في الكهرباء. والواقع أننا لم نكن وحدنا في ذلك، بل إن "حزب الله" كانت لديه أيضاً معارضة لمشروع البواخر، لكن رموز "التيار" يسهل عليهم أن ينتقدونا تجنباً لانتقاد الحزب. وتوجيه السهام إلى وزارة الشؤون الاجتماعية هدفه رمي الطابة عند غيرهم لا أكثر". وذكرت المصادر "أننا نفهم ما قيل في مهرجان الانتصار الذي نظمه "التيار" على إنه مع مفعول رجعي للانتخابات وبالمواجهة التي حصلت خلالها، وننظر إليه من هذا المنظار، لأنهم لم يكونوا يتوقعون أن تصل "القوات" إلى هذا الحجم النيابي، وكانوا يراهنون على أن يكون عدد نوابها مثل عدد نواب حزب "الكتائب" أو "تيار المردة". لكن المصادر "القواتية" لا تخفي أن "وراء الحملة عليها "نكران "التيار الحر" حجمها بالشراكة في القرار وفي الساحة المسيحية لأنهم يرفضون الثنائية والتعددية ولذلك يتهربون من نتائج الانتخابات". وأكدت أن "على رغم ذلك نعتقد بأن هذا هو السقف الذي بلغته الحملة ولن يتعداه، ويجب علينا أن نعيد التواصل من أجل التعاون ومن أجل تنظيم خلافاتنا". وعما قاله رئيس الجمهورية ميشال عون حول إمكان تشكيل حكومة من الغالبية، قالت المصادر القيادية في "القوات": "لا نعرف من يستهدف الرئيس بهذا الكلام. فحين نتكلم عن أكثرية وموالاة فهذا ينطبق على الانقسام السابق بين قوى 14 آذار وقوى 8 آذار حيث كانت القواعد السياسية للتمييز بين فريقين واضحة. وإذا كان التمييز بين من انتخب الرئيس عون ومن لم يقف معه فنحن جزء أساسي من التسوية وفتحنا الطريق كفريق أساسي أمام مجيء العماد عون إلى قصر بعبدا. ونحن في صلب تسوية قامت على تحالفات تبدأ بالرئيس الحريري ولا تنتهي برئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ناهيك بتقاطعات لنا كثيرة مع رئيس البرلمان نبيه بري. البلد غير منقسم كما كان في السابق وبالتالي لا نعتبر أن كلام الرئيس عون يعنينا". وخلصت المصادر إلى أن ما يفرض التشاور أن "البلد مقبل على تأليف حكومة جديدة لا بد من البحث في طبيعتها". وقالت: "بالنسبة إلى انتخابات رئيس البرلمان ونائبه، سيعقد تكتل نواب "القوات" اجتماعاً هذا الأسبوع برئاسة جعجع للبحث في الأمر ولا قرار متخذاً إلى الآن".

 

سباق وزاري في لبنان على «الشؤون الاجتماعية» من باب قضية اللاجئين و«القوات» يحذّر من استغلالها للتطبيع مع النظام السوري

بيروت: كارولين عاكوم/الشرق الأوسط/16 أيار/18/في خضمّ السباق الوزاري لتأليف الحكومة، عادت قضية اللاجئين إلى الواجهة من باب «وزارة الشؤون الاجتماعية» التي تعد الوصيّ الأساس على هذا الملف، والتي يتولاها الوزير بيار أبو عاصي المحسوب على حزب القوات اللبنانية، علماً بأن إنشاء وزارة لشؤون النازحين وتعيين الوزير معين المرعبي المحسوب على «تيار المستقبل» على رأسها في الحكومة الحالية، كان قد أدّى إلى تضارب في الصلاحيات بين الوزارتين. وبعدما كان رئيس الجمهورية ميشال عون قد لوّح باللجوء إلى حلّ لمشكلة النازحين السوريين في لبنان، بمعزل عن رأي الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، أعلن رئيس «التيار الوطني الحر» ووزير الخارجية، جبران باسيل من بروكسل، أول من أمس، «أن وزارة الشؤون الاجتماعية «يجب ألا تُعطى هذه المرة إلا لمن يلتزم سياسة واضحة في ملف النازحين»، فيما بدا تصويباً على «القوات» عبر اتهام وزيرها بالتقصير، مؤكداً في الوقت عينه أن لبنان سيعتمد سياسة جديدة في التعاطي مع هذه القضية، بموازاة انتقاد السياسة المحلية والدولية المتبعة في قضيتهم. وفي حين تضع مصادر «القوات» هذه الحملة من باب الردّ على انتقاد الأخيرة لـ«التيار» على سياسته في وزارة الطاقة، محذّرة من محاولة التطبيع مع النظام السوري لعودة النازحين عبر «الشؤون»، وهو الموضوع الذي كان موضع خلاف بين الأطراف اللبنانية، اتهم النائب في «الوطني الحر» حكمت ديب، الوزير أبو عاصي «بعدم اتخاذ أي موقف من هذا الملف وعدم الدفاع عن لبنان ومصلحته العليا». وبرّر رفض «التيار» منح «القوات» وزارة الشؤون، بالقول لـ«وكالة الأنباء المركزية»: «نريد تصحيح الأداء لأن هناك أموراً لا تجوز أن تبقى على حالها، لأنها تحمل ضرراً وطنياً يشمل الجميع».

من جهته، ومع تشديده على أن الحديث حول توزيع الوزارات سابق لأوانه، أكد النائب المنتخب في «التيار» سليم عون، ضرورة وضع سياسة واضحة للتعامل مع هذه القضية في وزارة الشؤون على غرار كل القضايا المتعلقة بكل الوزارات، موضحاً لـ«الشرق الأوسط»: «هناك سلّة متكاملة في ما يتعلّق بالحكومة والوزارات يجب أن تكون واضحة في كل القضايا على أن يتم الالتزام بها، مع تأكيدنا أن أي فريق لا يمكن أن ينفّذ أي خطة ما لم تكن تحظى بموافقة الحكومة ككل».

وقالت مصادر «القوات» لـ«الشرق الأوسط»: «نؤكد أن القرار في هذه القضية لبنانيّ سياديّ مع تأييدنا لمبدأ عودة اللاجئين، إنما بشرط إبعاد القضية عن التسييس وعن محاولة البعض استغلالها للتطبيع مع النظام السوري»، مضيفة: «الكل يعلم أن الخلاف حول هذه القضية في الحكومة كان بين فريق يتجه نحو التطبيع وفريق يحاول معالجة الموضوع بما يضمن أمن النازحين وسلامتهم، وهو ما حال دون اتخاذ قرار نهائي بهذا الشأن. ورغم ذلك عمل «القوات» والوزير أبو عاصي على تقديم ورقة وخطة لعودتهم عبر التمييز بين الموالين الذين تمكنهم العودة إلى المناطق الخاضعة للنظام وبين المعارضين الذين تمكنهم العودة عبر الأردن وتركيا إلى المناطق الأخرى، وبالتالي فإن الحملة ضد عمل الوزير أبو عاصي هي محاولة للنيل من «القوات اللبنانية» ووزرائه.

وأمس، جدّد رئيس «القوات» سمير جعجع رفض إبقاء النازحين السوريين في لبنان، ولو مرحلياً، مؤكداً أن أول مهمة ستكون أمام الحكومة الجديدة هي وضع خطة واضحة لعودتهم إلى كل المناطق السورية التي أصبحت خارج إطار الصراع المسلح، وأكد «أن علاقة لبنان والأراضي اللبنانية وما يجري عليها، هو قرار سيادي لبناني خالص، مع الأخذ بالاعتبار كل تزامات لبنان خصوصاً على مستوى شرعية حقوق الإنسان والمعاهدات الدولية الأخرى». من جهته، انتقد «الحزب التقدمي الاشتراكي» كلمة باسيل في مؤتمر حماية الأقليات في بروكسل، واعتبر عضو مجلس القيادة في الحزب بهاء أبو كروم، «أنه كان حَرياً بوزير الخارجية عندما يمثل لبنان في المؤتمرات الدولية أن يتحدث باسم الحكومة اللبنانية جامعة، وأن يأخذ من روحية بيانها الوزاري والسياسات الحكومية المتوافق عليها، وليس بالضرورة أن يطرح إشكاليات وجودية تعكس وجهة نظر فريقه السياسي وتعاكس المناخ العام الذي تكون في لبنان بعد اتفاق الطائف». وحذّر «من سياسة التحريض الدائم على النازحين واللاجئين التي يقوم بها وزير الخارجية»، معتبراً أنها تخفي نيات مبيّتة تمهد لإجراءات «قسرية» بحقهم وإلحاق الضرر بكرامتهم وسلامتهم الشخصية، بما يتناقض مع كل الشرائع والقوانين والحقوق الإنسانية، داعياً «الحكومة أن تتحمل مسؤولياتها انطلاقاً من قواعد التوافق الوطني التي تشكلت حول هذا الملف». كانت توصيات مؤتمر حماية الأقليات الذي عُقد في بروكسل، أول من أمس، لافتةً إلى جهة التعاطي مع النازحين، بحيث دعت كي تكون عودة النازحين واللاجئين الآمنة إلى بلادهم من الأولويات الأساسية للمجتمع الدولي والدول المعنية. وأتى هذا المؤتمر بعد أسابيع على مؤتمر بروكسل حول اللاجئين السوريين، الذي استدعى بيانه ردود فعل مستنكرة وبشكل أساسي من قبل الرئيس عون وباسيل الذي انتقد الوزراء المشاركين فيه برئاسة رئيس الحكومة سعد الحريري، لعدم اعتراضهم على البيان الختامي الذي ربط العودة بالحل السياسي في سوريا وتحدث عن حرية البقاء أو المغادرة، مطالباً كذلك بتسهيل الإقامة والحركة والعمل.

                                                     

تكريم بابوي لمي شدياق

بيروت: «/الشرق الأوسط/16 أيار/18»/منح البابا فرنسيس، الإعلامية مي شدياق، ميدالية القديس غريغوار الكبير، تقديراً للمثال الذي تقدمه في مجتمعها. وقد قلّدها إياها البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، خلال احتفال رسمي في الصرح البطريركي في بكركي، أمس. وألقت شدياق كلمة عبّرت فيها عن اعتزازها بالانضمام إلى مجموعة الشخصيات العالمية التي تحمل وسام البابا غريغوار الكبير، شاكرة الحَبر الأعظم على «هذا الشرف الذي منحه لها»، والذي رأت فيه «رسالة أكثر منها مكافأة». وقالت إنها «ستظل صوتاً صارخاً في وجه الظلم والباطل وستواصل النضال من أجل الحق من أي موقع وُجدت فيه». وأضافت: «كما لم ترهبني محاولة الاغتيال وظل صوتي مرتفعاً في مواجهة الاستبداد والقمع، هكذا سأظل صوتاً صارخاً في وجه الظلم والباطل». شدياق تسلمت الوسام البابوي في حضور وزير الدولة لشؤون التخطيط ميشال فرعون ممثلاً لرئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، والقائم بأعمال السفارة البابوية المونسنيور إيفان سانتوس ممثلاً للبابا فرنسيس، والرئيس العماد ميشال سليمان وعقيلته، ونائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة العامة غسان حاصباني، وسفراء الولايات المتحدة إليزابيث ريتشارد، وفرنسا برونو فوشيه، وإيطاليا ماسيمو ماروتي، والقائم بالأعمال السعودي الوزير المفوض وليد بخاري، والنائبة ستريدا جعجع، والنائب فادي كرم، والنائب المنتخب آدي أبي اللمع، ومنى الهراوي، وصولانج الجميل، وعدد من الوزراء والسفراء والنواب ورجال الدين. يذكر أن تقليد منح وسام القديس غريغوار الكبير اعتمده الفاتيكان عام 1831، وهو يُمنح بصفة مدنية أو عسكرية لشخصيات استثنائية، تقديراً لخدمات مميزة للفاتيكان، أو تقديراً للمثال الذي تعطيه.

 

وزير الإعلام: المعيار الوحيد في «تويتر» احترام حرية الآخر

بيروت: «/الشرق الأوسط/16 أيار/18»/اعتبر وزير الإعلام ملحم رياشي أن المعيار الوحيد في استخدام منصة «تويتر» هو احترام حرية الآخر ومسؤولية ثقافة عامة، معلنا أنه سيناقش مع المجلس القضاء الأعلى خطوات معالجة الدعاوى المتعلقة بالمتضررين من هذا الموضوع.

وفي كلمة له في المؤتمر الذي عقد في بيروت بعنوان «يللا نغرّد»، قال رياشي، إن «تويتر» مساحة حيث يمكن للجميع أن يتواصل، وهو مساحة ضيقة للقدح والذم والإساءة للآخرين. نحن، دورنا أساسي في حماية الأخلاقيات والمعايير التي نمارس الحرية على أساسها. والمعيار الوحيد هو احترام حرية الآخر، ومن غير الضروري الإهانة مباشرة لإيصال الرسالة. وهذه ليست مسؤولية «تويتر»، ولا الإعلام، إنما هي مسؤولية ثقافة عامة سائدة في مجتمعنا لأن هناك طوفانا كبيرا في التكنولوجيا التي بين أيدينا، وهي غير مترافقة مع ثقافة عظيمة نحييها في نفوسنا ونفوس شبابنا، سواء أكانت في لبنان أم في العالم العربي كله وكل المتوسط، خصوصا على مستوى الأخلاق الإعلامية. ورأى أن «كل مواطن اليوم هو إعلامي، وعليه أن يتحمل مسؤوليته تجاه الآخر بعدم التعرض أخلاقيا له»، مطالبا في الوقت عينه وزارة العدل بـ«أن يكون للمتضرر الحق في الاعتراض إذا تعرض للقدح والذم»، وقال: «لقد تحققت من هذا الموضوع، وتبين لي أن الغرامات مرتفعة، وكل شيء لدى القضاة متوافر في هذا القانون، ولكن هناك صعوبة في تطبيقه لأن عدد القضاة قليل، وهناك كميات هائلة من الدعاوى، وكل هذه الأمور سأناقشها مع مجلس القضاء الأعلى ومع وزير العدل». ودعا إدارة «تويتر» في المتوسط إلى «التعاون مع منصات أخرى في مجال التواصل الاجتماعي لوضع معايير أخلاقية بين هذه المؤسسات للتخفيف من استعمالها للإساءة للآخر، واستعمالها إيجابا للترويج للأفكار الإيجابية}.

 

الوفاء للمقاومة رشحت بري لرئاسة المجلس: يجب الاسراع في تشكيل الحكومة لان المرحلة لا تتحمل هدرا للوقت

الأربعاء 16 أيار 2018/وطنية - أعلنت كتلة "الوفاء للمقاومة" أنها بعدما "أرخت الانتخابات النيابية نتائجها، ودخل لبنان مرحلة جديدة في الحياة السياسية، وعلى اللبنانيين مسؤولين ومواطنين، أن يتهيأوا لمقاربات جديدة للاستحقاقات الداهمة والتحديات المتواصلة، والتي لا يقل فيها الشأن الاقتصادي والاجتماعي عن الشأن المصيري والسيادي، وتتطلب الكثير من اليقظة والحنكة والصلابة في الموقف والجرأة على مواجهة الحقائق"، تود الكتلة "في أول بيان لها بعد الانتخابات، أن توجه شكرها الجزيل لكل أبناء شعبنا الأوفياء الذين محضوها ثقتهم وحملوها أمانة التعبير عن مواقفهم وحماية مصالحهم الوطنية وملاحقة قضاياهم الحياتية والتصرف بمسؤولية وجدية لحفظ الحقوق وانماء المناطق وتحريك عجلة الاقتصاد وتحسين اداء الادارة وتوفير فرص عمل وتأمين الضمانات اللائقة بشعبنا المضحي والصابر والمعطاء، ومكافحة الفساد والهدر ومحاسبة الحكومات".

وعاهدت الكتلة "شعبها الوفي في كل الدوائر الانتخابية والمناطق أن تجهد لحماية البلاد وصون السيادة وفق ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة، وأن تولي القضايا المعيشية والادارية والاقتصادية والانمائية الأولوية اللازمة لتكون عند حسن ظن الناس بأهلية وجدارة أعضائها، مع بالغ حرصها على تطوير التعاون مع حلفائها ومع من يرتبط معها بتفاهمات". ووجهت تحية "وفاء لشهداء المقاومة"، مؤكدة مضيها في "حماية تضحياتهم وانجازاتهم"، شاكرة "عوائلهم والمقاومين الأبطال والجرحى والمعوقين وعوائلهم جميعا"، مجددة لهم عهدها بأن تكون "على الدوام الى جانبهم وفي طليعة المهتمين بشؤونهم وقضاياهم".

ورأت الكتلة أن "الرعاية والمواكبة اللتين حظي بهما مرشحوها من قبل سماحة الامين العام السيد حسن نصر الله ومن قيادة حزب الله، ترتبان على أعضائها مسؤولية أخلاقية اضافية تستوجب بذل كل الوقت والجهد لتحقيق مصالح شعبنا المقاوم وبلدنا العزيز"، معتبرة أن "حسن الادارة للانتخابات من قبل المختصين المعنيين بها في حزب الله أسهم في توصل الكتلة الى النتائج المرجوة والمرضية التي تخوِّل النهوض بواجباتها ومهامها". وإذ أعلنت "اليوم ترشيحها لدولة الرئيس الاستاذ نبيه بري لرئاسة المجلس النيابي الجديد"، دعت "الزملاء الى انتخابه". كما دعت الى "انتخاب اعضاء هيئة مكتب المجلس والاسراع في تشكيل الحكومة لان في ذلك مصلحة أكيدة للبنان وللبنانيين خصوصا في هذه المرحلة التي لا تتحمل هدرا للوقت". وفي الختام، وجهت الكتلة الى "اللبنانيين خصوصا والمسلمين عموما، أسمى آيات التبريك بحلول شهر رمضان المبارك"، راجية من "المولى عز وجل أن يوفق الجميع لحسن الاستفادة من اجوائه ومناخاته الايمانية لتعزيز الثقة بمنهج الاستقامة ونتائجه في الحياة على كل المستويات".

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

اتساع المطالب بإجراء تحقيق مستقل حول استهداف المدنيين في غزة

مشروع قرار كويتي في مجلس الأمن يطالب بحماية الفلسطينيين... والمندوبة الأميركية تحض على وقف السلوك الإيراني «المزعزع للاستقرار»

نيويورك: علي بردى/الشرق الأوسط/16 أيار/18/نددت المجموعة الدولية على نطاق واسع بالعنف الإسرائيلي ضد المدنيين الفلسطينيين على الحدود مع قطاع غزة. وطالبت غالبية الدول الأعضاء في مجلس الأمن بتشكيل لجنة تحقيق مستقلة وشفافة لمعرفة ملابسات الأحداث التي أوقعت عشرات القتلى وآلاف الجرحى بين المتظاهرين الفلسطينيين خلال الأسابيع القليلة الماضية، على الرغم من تعطيل الولايات المتحدة مشروع بيان كويتي في هذا الصدد. واستعدت الكويت لتقديم مشروع قرار جديد اليوم يطالب بتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني. وبدت الانقسامات واضحة في مجلس الأمن، إذ حظي الجانب الفلسطيني بتعاطف من غالبية أعضاء مجلس الأمن، فيما اختارت المندوبة الأميركية تركيز انتقاداتها على ما تفعله «حماس»، فضلاً عن السلوك الإقليمي «المزعزع للاستقرار» من إيران.

واستهلت الجلسة الطارئة المفتوحة بدقيقة صمت على الضحايا الفلسطينيين، ثم قدم منسق الأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف إفادة قال فيها إن «قتل الفلسطينيين في غزة لا مبرّر له»، مؤكداً أن «إسرائيل تتحمل مسؤولية العنف» في القطاع، وداعياً إلى «التنديد بأشد العبارات بالأعمال التي أدت إلى مقتل العشرات»، ومعتبراً أن «عشرات الآلاف في غزة يتظاهرون من أجل إسماع صوتهم»، وأشار إلى أنه «يجب ألا تستغل حركة حماس المظاهرات لإطلاق الصواريخ على إسرائيل، ويجب الاستماع إلى المعاناة والمأساة التي يعيشها أهالي غزة»، وحض المجتمع الدولي على «التدخل بسرعة لمنع اندلاع حرب»، مركزاً على أنه «لا بد أن تتوقف حلقة العنف في غزة، وإلا سينفجر الوضع».

وتحدث المندوب الكويتي الدائم لدى الأمم المتحدة، منصور العتيبي، فأسف لعدم تمكن مجلس الأمن من إصدار مشروع البيان الذي أعدته بلاده، والذي «يدعو، ضمن أمور أخرى، إلى إجراء تحقيق دولي شفاف مستقل في المجازر التي ارتكبت بحق الشعب الفلسطيني الأعزل، ومحاسبة مرتكبيها»، مشيراً إلى أنه «في حال استمر المجلس في عجزه عن اتخاذ إجراء لإنشاء آلية تحقيق، فإننا ندعم أي تحرك تجاه الجمعية العامة للأمم المتحدة، أو مجلس حقوق الإنسان، لضمان محاسبة المسؤولين، وعدم إفلاتهم من العقاب». وأعلن أيضاً أن «الكويت تدعم اتخاذ إجراءات وتدابير تساهم في توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني»، وانتقد نقل السفارة الأميركية إلى القدس، معتبراً ذلك «مخالفة صريحة (...) لقراري مجلس الأمن 476 و478».

وانتقدت المندوبة الأميركية نيكي هيلي عقد هذه الجلسة الطارئة، وغياب أي إجراءات لوقف ما تقوم به إيران في المنطقة، مشيرة إلى أن «القوات الإيرانية استهدفت مواقع إسرائيلية في مرتفعات الجولان»، في «استفزاز متهور وتصعيد يجب وقفه». كما أن «القوات الإيرانية في اليمن أطلقت صواريخ باليستية في اتجاه السعودية»، في «عنف إقليمي ينبغي أن يستحوذ على اهتمامنا» في مجلس الأمن. واتهمت هيلي «إرهابيي حماس المدعومين من إيران بشن هجمات ضد قوات الأمن الإسرائيلية»، معتبرة أن «الخيط المشترك في كل ما يحصل هو السلوك المزعزع للاستقرار من النظام الإيراني». وأكدت أن بلادها «ترحب بمناقشة الطرق التي يمكننا بها التعاون مع بعضنا بعضاً لوضع حد لهذا العنف»، متسائلة عن سبب عدم نقاش مجلس الأمن «الوجود الإيراني المزعزع للاستقرار في سوريا، وترويجها للعنف في اليمن، ودعمها للإرهاب في غزة، ومراكمتها الأسلحة الخطرة وغير القانونية في لبنان»، ونفت أن يكون افتتاح السفارة الأميركية في القدس سبباً لأعمال العنف.

وتبعتها نظيرتها البريطانية كارين بيرس التي دعت إلى الهدوء وضبط النفس، قائلة إن «حجم النيران الحية المستخدمة في غزة، وما ترتب على ذلك من عدد من الوفيات، أمر مزعج ولا يمكن تجاهله من مجلس الأمن»، مضيفة أن «المملكة المتحدة تدعم إجراء تحقيقات مستقلة وشفافة في الأحداث التي وقعت، في الأسابيع الأخيرة، بما في ذلك مدى اتساق قواعد الاشتباك لدى قوات الأمن الإسرائيلية مع القانون الدولي»، وشددت على أن «عدد القتلى وحده يستحق مثل هذا التحقيق الشامل (...) وإذا تم العثور على مخالفات، فإن المسؤولين عن ذلك سيحاسبون».

ثم عدد المندوب البوليفي ساشا سيرجيو لورينتي سوليز أسماء الأطفال الضحايا الذين سقطوا برصاص القوات الإسرائيلية على الحدود بين إسرائيل وغزة. وأكد المندوب السويدي أولوف سكوغ أنه لا بد من إنشاء آلية تحقيق مستقلة، وحض كل الأطراف على «التصرف بأقصى درجات ضبط النفس، لمنع وقوع المزيد من الخسائر في الأرواح، ولحماية المدنيين، وخصوصاً الأطفال».وركز المندوب الفرنسي على 3 نقاط رئيسية، إذ عبّر أولاً عن «القلق البالغ» من التطورات الأخيرة في غزة، محذراً من أن «الشرق الأوسط يقترب من عاصفة هوجاء»، وأضاف أن «الوضع يؤكد الحاجة الملحة إلى أفق سياسي للنزاع الإسرائيلي - الفلسطيني» من أجل «معاودة محادثات السلام الجديّة على أساس حل الدولتين»، وشدد ثالثاً على ضرورة أن يتمكن مجلس الأمن من الاضطلاع بمسؤولياته لتسوية هذه الأزمة، وأكد أن وضع القدس لا يمكن حسمه إلا من خلال المفاوضات بين الطرفين.

وألقى المندوب المراقب لدولة فلسطين رياض منصور كلمة مؤثرة، قال فيها إن «مجازر قوات الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، الاثنين، أسفرت عن مقتل 61 مدنياً، وإصابة الآلاف من المدنيين الأبرياء»، لافتاً إلى أن «إسرائيل تتحجج دائماً بأنها تدافع عن نفسها»، بينما تستخدم «الدبابات والطائرات والمدفعيات، ويختبئ جنودها في الخنادق وخلف التلال». ولم يتمالك دموعه، فأضاف أن «مزيداً من شبابنا وأبنائنا وأطفالنا خرجوا بشكل سلمي احتجاجاً على الحياة البائسة التي يعيشونها، والتي يفرضها الاحتلال الإسرائيلي عليهم ظلماً وعدواناً، ليعبروا عن رفضهم للذل والقهر والاستعباد، ليطالبوا بحقوقهم المشروعة، بما فيها حق تقرير المصير، وحق العودة إلى أراضيهم»، وأكد أنه يجب ألا يعامل الشعب الفلسطيني باعتباره استثناءً ممنوعاً عليه التعبير عن مظالمه، وانتقد بحدة المواقف التي أعلنتها المندوبة الأميركية. في المقابل، اتهم المندوب الإسرائيلي الدائم لدى الأمم المتحدة داني دانون المتظاهرين الفلسطينيين في غزة بأنهم «ألقوا قنابل مولوتوف، وزرعوا عبوات ناسفة، واستخدموا إطارات محترقة»، مضيفاً أن هؤلاء «حاولوا، في مناسبات عدة، تحطيم السياج، والتسلل إلى الأراضي الإسرائيلية»، واتهم «حماس بأنها ترتكب جرائم حرب، ليس فقط ضد المدنيين الإسرائيليين، ولكن أيضاً ضد شعبها» الفلسطيني.

 

الفلسطينيون يحذّرون من انفلات الأمور بعد مذبحة غزة وتحرك سياسي واسع مع تراجع الزخم الميداني

رام الله: كفاح زبون/الشرق الأوسط/16 أيار/18/استدعى الرئيس محمود عباس أمس رئيس المفوضية العامة لمنظمة التحرير لدى الولايات المتحدة، حسام زملط، لـ «التشاور»، في وقت أوضحت مصادر فلسطينية لـ «الشرق الأوسط» إنه لن يعود بسرعة إلى واشنطن وان سحبه يأتي في إطار «الاحتجاج على نقل السفارة الأميركية إلى القدس وسياسة واشنطن المدافعة عن مذبحة غزة وبسبب نهج واشنطن في مجلس الأمن». وبالتزامن مع ذلك، حذّر نائب الرئيس عباس في قيادة حركة «فتح»، محمود العالول، من عدم قدرة القيادة الفلسطينية على الحفاظ على سلمية المقاومة أمام حجم النار الإسرائيلي، وذلك فيما كان المتظاهرون يتلقون مزيداً من الرصاص أمس في الضفة الغربية وقطاع غزة أثناء إحياء الذكرى الـ70 للنكبة الفلسطينية، على رغم أن المواجهات كانت أخف بكثير مما شهده يوم الاثنين. وقال العالول في مؤتمر صحافي من رام الله بعد يوم دام في قطاع غزة: «إن ما يرتكبه الاحتلال من جرائم ومجازر بحق شعبنا، ومواجهته للمقاومة السلمية بالرصاص، يجعلنا غير قادرين على الحفاظ على سلمية المقاومة»، مضيفاً في لغة تهديد أن «ذلك ليس بفعل رغبتنا إنما بسبب ما يصنعه الاحتلال». وأكد أن «المقاومة السلمية هي خيارنا وهذه مسألة يجمع عليها الكل الفلسطيني، لكن ردود أفعال إسرائيل، والجرائم التي يرتكبها، ربما لا تجعلنا قادرين على الحفاظ على سلميتها». وتهديدات العالول حول احتمال «انفلات» الأمور جاءت بعد يوم قتلت فيه إسرائيل 61 متظاهراً فلسطينياً على حدود قطاع غزة حينما كانوا يتظاهرون ضد نقل السفارة الأميركية إلى القدس وبذكرى يوم النكبة، وهو الأمر الذي خلّف كثيراً من الغضب والانتقادات العربية والدولية. وأحيا الفلسطينيون أمس ذكرى النكبة الـ70 وسط حداد رسمي وإضراب شامل وحزن كبير على ضحايا مواجهات الاثنين، لكن لوحظ بشكل كبير تراجع حدة المواجهات في قطاع غزة والضفة الغربية. وبدا أن الهدوء في قطاع غزة مرتبط بمحاولة الفصائل تقليل الخسائر البشرية وسط مخاوف من انفلات الأمور.

وفي الضفة الغربية تفجرت مواجهات في نقاط تماس عدة مع الجيش الإسرائيلي في الخليل، وبيت لحم، ورام الله، ونابلس. وأعلنت مصادر طبية أن 62 مواطناً أصيبوا بالرصاص الحي والمطاطي، وبحالات اختناق إثر استنشاقهم الغاز المسيل للدموع، خلال مواجهات الضفة.

وقالت وزارة الصحة وجمعية الهلال الأحمر إن طواقمهما قدمت العلاج لشخصين أصيبا بالرصاص الحي، ولـ17 شخصاً أصيبوا بالرصاص المطاطي، و43 أصيبوا بحالات اختناق، في مناطق متفرقة من الضفة. ورشق المتظاهرون الفلسطينيون جنود الجيش الإسرائيلي بالحجارة فردوا عليهم بالرصاص. وأعلن الجيش الإسرائيلي عن إصابة جنديين بصورة طفيفة خلال المواجهات في رام الله وبالقرب من مستوطنة «ايتمار».

ورافق تراجع الزخم الميداني أمس تحرك سياسي واسع بعد المذبحة في غزة. وأعلن أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير صائب عريقات أن القيادة قررت بعد اجتماعها الطارئ برئاسة الرئيس محمود عباس، في وقت متقدم الاثنين، التوقيع على انضمام دولة فلسطين لعدد من الوكالات الدولية المتخصصة. وأضاف عريقات، في تصريح صحافي: «إن القيادة قررت أيضاً التوقيع بشكل فوري على إحالة ملف الاستيطان لمحكمة الجنايات الدولية، كما قررت دعوة مجلس الأمن وبتكليف من الرئيس محمود عباس للانعقاد بشكل طارئ وتوزيع مشروع قرار حول جرائم التي ارتكبت بحق أبناء شعبنا وطلب توفير الحماية الدولية لشعبنا».

وأدان عريقات المجزرة وجريمة الحرب المتكررة التي ارتكبت بحق أبناء شعبنا الأعزل في قطاع غزة، وقال إن إسرائيل تتحمل المسؤولية الكاملة عن نتائج تبعات هذه المجزرة. ونادى عريقات بتحقيق الوحدة الوطنية، قائلاً إن «وحدتنا الوطنية هي نقطة ارتكازنا». وأضاف أن الرئيس عباس (الذي أفادت وسائل إعلام بأنه خضع لعملية جراحية بسيطة في الأذن في رام الله) «يمد يده لجميع الفصائل بما فيها حركة حماس وحركة الجهاد الإسلامي وغيرها حتى نستطيع أن يكون لدينا شراكة سياسية كاملة، وحتى نستطيع توفير الحفاظ على المشروع الوطني الفلسطيني ومواجهة المخططات الأميركية الإسرائيلية الرهيبة التي تستهدف تدمير المشروع الوطني الفلسطيني».

 

على أرض محل خلاف... سفارة أميركا في القدس تقع «في آخر الدنيا»

القدس/الشرق الأوسط/16 أيار/18/«على حافة البرية».. بهذا التعبير وصف واحد من أشهر كتاب إسرائيل المنطقة التي افتتحت بها السفارة الأميركية الجديدة في القدس، يوم الاثنين، غير أن ذكريات آخرين عنها تختلف اختلافاً كبيراً، كما كتبت وكالة «رويترز» في تقرير من القدس أمس.

تقع قطعة الأرض في واد أسفل تل ارتفعت عليه أعلام إسرائيلية وأميركية، وقال فلسطينيون إنها كانت حقولاً يملكها عرب، ويزرعون فيها أشجار التين والكروم والقمح. وبحسب «رويترز»، فإن كل ما في القدس موضع خلاف، و«وضع المدينة المقدسة هو لب الصراع المرير». لكن الإسرائيليين والفلسطينيين، كما كتبت «رويترز»، يتفقون على أمر واحد: إن قرار قوة عظمى نقل سفارتها إلى القدس من تل أبيب، وفي الذكرى السبعين لقيام إسرائيل، لحظة فارقة. ويعتقد الإسرائيليون أن إدارة الرئيس دونالد ترمب دعمت موقفهم، من أن القدس هي العاصمة القديمة للشعب اليهودي، غير أن الفلسطينيين ثارت ثائرتهم من القرار الأميركي نقل السفارة إلى مدينة يعيش فيها أكثر من 300 ألف عربي، ومقر ثالث الحرمين الشريفين في الإسلام. وكصورة مصغرة للخلاف الأكبر، تكتنف قطعة الأرض التي اختيرت موقعاً للسفارة مجموعة من التعقيدات الخاصة، إذ تقع في حي أرنونا، الذي يعد الآن حياً يهودياً في أغلبه، جنوب القدس القديمة.

وأشارت «رويترز» إلى أن قطعة الأرض تقع على جانبي الخط الفاصل بين القدس الغربية ومنطقة تعرف باسم الأرض الحرام، تحددت في نهاية حرب 1948 بين إسرائيل وجيرانها من الدول العربية. وبعد الهدنة في 1949، انسحبت القوات الإسرائيلية إلى الغرب من خط متفق عليه، وانسحب الأردنيون شرقاً. وفي بعض المناطق، كانت هناك فراغات بين الجانبين، أصبحت تعرف باسم الأرض الحرام. وكان أحد هذه الفراغات جيب بين حي تل بيوت اليهودي وقرى عربية تقع إلى الشرق. وتابعت «رويترز» أن المنطقة ظلت منزوعة السلاح حتى حرب الأيام الستة في 1967، التي استولت فيها إسرائيل على الضفة الغربية من الأردن، ووسعت في ما بعد حدود القدس، وضمت بعض القرى العربية إلى المدينة. ولم تحظَ هذه الخطوة باعتراف دولي، وواصل الفلسطينيون المطالبة بالقدس الشرقية عاصمة لدولتهم المستقبلية. وفي فبراير (شباط)، سلّمت هيذر ناورت، المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية، بأن أرض السفارة «يقع جزء منها في القدس الغربية، وفي ما يوصف الآن بالأرض الحرام». وأكد ذلك مسؤول كبير من الأمم المتحدة، ليس مخولاً بالحديث إلى الإعلام نظراً إلى حساسية المسألة. وقال المسؤول لـ«رويترز»: «ثمة شيء من عدم اليقين بشأن الموضع الذي يسير فيه الخط عبر قطعة الأرض، لكنني لا أعتقد أن هناك أي شك في حقيقة مرور الخط عبرها»، وأضاف: «بموجب القانون الدولي، لا تزال أرضاً محتلة لأنه ليس لأي من الجانبين الحق في احتلال الأرض بين الخطين»، اللذين يمثلان الأرض الحرام. ويمكن في الأيام التي تكون السماء فيها صافية رؤية البحر الميت والأردن من الشارع الذي يمر على مستوى أعلى من مجمع السفارة. وكان ذلك الشارع في وقت من الأوقات يمثل حد حي تل بيوت، الذي أقامه مهاجرون يهود في عشرينات القرن العشرين، وعاشت فيه شخصيات مثل إس واي أجنون، أبو الأدب العبري الحديث، الحائز على جائزة نوبل في عام 1966. وبعد عشرات السنين، كتب واحد من أبرز كتّاب إسرائيل، وهو أموس أوز، في سيرته الذاتية التي نشرها عام 2002 بعنوان «قصة الحب والظلام»، عن ذكريات طفولته في حي تل بيوت. فقد زار أوز عمه جوزيف كلاوسنر، الباحث المعروف ومنافس أجنون، ووصف عمته وعمه في أثناء السير مساء يوم السبت في شارعهم المشرف على الوادي: «في نهاية الزقاق، الذي كان أيضاً نهاية تل بيوت ونهاية القدس ونهاية الأرض المعمورة، كانت تمتد تلال جرداء قاتمة لصحراء يهودا، وكان البحر الميت يتلألأ من بعيد مثل طبق من الصلب المنصهر... بوسعي أن أراهما واقفين هناك في آخر الدنيا، على حافة البرية».غير أن محمد جاد الله، الفلسطيني البالغ من العمر 96 عاماً، من قرية صور باهر، على الناحية الأخرى من الوادي، يقول إنه يتذكر أن جيل والده كان يزرع تلك الأرض، ويضيف: «كل شيء تغيّر. والآن، وجود السفارة الأميركية هنا؛ إنهم ضد العرب والفلسطينيين».

 

«آستانة 9» يعلن خطوات لتفعيل العملية السياسية... ويرحّل ملف المعتقلين ورئيس وفد المعارضة السورية يشير إلى ضغوطات من موسكو على دمشق

موسكو: رائد جبر/الشرق الأوسط/16 أيار/18/أعلنت روسيا وتركيا وإيران اتفاقا على خطوات تهدف لدفع التسوية السياسية في سوريا وعقد اجتماع في مدينة سوتشي الروسية في يوليو (تموز) المقبل، وأكدت الأطراف الضامنة وقف النار التزامها بتثبيت الهدنة ومواصلة العمل لتعزيز مناطق خفض التصعيد، لكنها فشلت في تحقيق تقدم على صعيد ملف المعتقلين الذي كان بين أبرز الملفات العالقة في الجولة التاسعة للمفاوضات في آستانة. ورغم ذلك أعرب رئيس وفد المعارضة أحمد طعمة عن ارتياح لنتائج الجولة، وأشار إلى ضغوط جدية تمارسها موسكو على النظام لدفع مسار التسوية.

وأصدرت البلدان الثلاثة في ختام جولة المفاوضات أمس بيانا مشتركا اشتمل على عدد من النقاط وصفت بأنها تهدف إلى دعم عملية التسوية السياسية في سوريا. وأكدت الأطراف الثلاثة استعدادها لمواصلة الجهود المشتركة لتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي 2254 ودعم تنفيذ توصيات مؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي. وأعلنت عن اتفاق على إجراء مشاورات ثلاثية مع المبعوث الأممي الخاص لسوريا ستيفان دي ميستورا والأطراف السورية بهدف «تهيئة الظروف المناسبة لإطلاق عمل اللجنة الدستورية في جنيف بأسرع وقت ممكن». كما أشارت إلى الاتفاق على عقد جولة محادثات جديدة حول سوريا في سوتشي في يوليو المقبل، لمناقشة الخطوات اللاحقة ومسار العملية السياسية. فيما تم تأجيل بحث ملف المعتقلين بعد فشل الأطراف في تحقيق توافق بشأنه، وتم الاتفاق على عقد اجتماع جديد لمجموعة العمل حول تبادل المعتقلين لدى الطرفين السوريين في أنقرة الشهر المقبل.

وأكدت البلدان الضامنة التزامها الثابت بسيادة سوريا واستقلالها ووحدة أراضيها، ودعت لضرورة تجنب الجميع لأي خطوات من شأنها المساس بهذه المبادئ أو محاولات «تقويض إنجازات مسار آستانة». وحمل البيان المشترك تشديدا على أهمية تنفيذ الاتفاقات حول مناطق خفض التصعيد في سوريا، بصفتها العنصر الأساسي للحفاظ على وقف النار وتخفيض مستوى العنف في البلاد، لكن البيان أكد في الوقت ذاته على عدم تعارض مسألة خفض التصعيد على مواصلة العمليات العسكرية ضد الإرهاب. ودعت الأطراف الثلاثة إلى تفعيل الجهود الرامية لمساعدة السوريين في استعادة الحياة السلمية الطبيعية عبر توفير له حرية الوصول إلى المعونات الإنسانية والمساعدة الطبية، إضافة مع تأمين عودة اللاجئين والنازحين إلى ديارهم. وكان لافتا غياب أي إشارة في البيان إلى إجراء تعديلات على بعض مناطق خفض التصعيد، وخصوصا في الجنوب وفقا لطلب من جانب النظام السوري.

كما لفت الأنظار إلى أن الدعوة إلى عقد اجتماع جديد في سوتشي حملت إشارات إلى احتمال نقل مسار آستانة إلى سوتشي وفقا لمصدر قريب من المفاوضات تحدثت إليه «الشرق الأوسط».

لكن رئيس وفد المعارضة أحمد طعمة قلل من أهمية هذا الاحتمال وأكد أن المعارضة لن توافق على إدخال تعديل على مكان عقد اجتماعات آستانة، مضيفا أن المهم هو تحقيق إنجاز وتقدم وإذا لم يتم تحقيق خطوات ملموسة فإن الحضور في أي مكان سيكون عليه تحفظات. وأشار طعمة في حديث لـ«الشرق الأوسط» إلى ارتياح المعارضة لنتائج الجولة الحالية وقال إنه لمس توجها روسيا جديا لممارسة ضغوط على النظام من أجل دفع الحل السياسي، وبرغم ذلك قال إنه لا يتوقع تطورا سريعا في هذا الاتجاه، مشيرا إلى أن مواقف النظام لا تعكس استجابة للتوجه الروسي. وحول ملف المعتقلين، قال طعمة إن التأجيل لا يعني تقليل أهمية الملف، مشيرا إلى أن الأهم هو اتفاق الأطراف الضامنة على مواصلة مناقشة الملف في الجولة المقبلة. وأشاد طعمة بالحضور الواسع للمعارضة وقال إن الوفد ضم خبرات سياسية وممثلين عن الائتلاف الوطني والمجلس السوري التركماني والنساء وغيرهم.

وكانت الخارجية الكازاخية قللت من أهمية تقارير تحدثت عن تقليص حضور المعارضة، وقالت إنه ضم في الجولة التاسعة ممثلي أهم الفصائل المسلحة، ولم يطرأ على قوام الوفد أي تغيير يذكر مقارنة بالجولات السابقة. وانتقدت كازاخستان غياب واشنطن عن هذه الجولة واعتبرت أن هذا الغياب «لن يؤثر في مخرجاتها». وقال حيدر بك توماتوف مدير دائرة آسيا وأفريقيا في الخارجية إن «الدول الضامنة موجودة وكل شيء يعتمد عليها في الوقت الحالي. وبالإضافة إلى ذلك يشارك وفد المعارضة السورية والحكومة السورية... وكل القوى هنا، فهل نحتاج إلى أكثر من ذلك».

وجاء حديثه تعليقا على تصريح للسفارة الأميركية في آستانة، أشارت فيه إلى أنه «رغم ترحيبنا بأي خفض حقيقي للعنف في سوريا، يبقى تركيزنا منصبا على جنيف والتقدم الهام لمفاوضاتها».

إلى ذلك، أعلن مبعوث الرئيس الروسي إلى سوريا، ألكسندر لافرينتييف، أن عملية «آستانة قائمة وستستمر»، مؤكدا أن نتائج الجولة التاسعة كانت إيجابية. وأشاد بنتائج الجولة ووصفها بأنها «إيجابية، وتسهم في تقدم عملية آستانة، وبالتالي، الشائعات التي انتشرت من قبل وسائل الإعلام، بشكل رئيسي من قبل وسائل الإعلام الغربية، بخصوص زوال عملية آستانة، أؤكد أنه مبالغ بها إلى حد كبير». ولفت إلى النقاشات حول مناطق خفض التصعيد مشيرا إلى أنه «فيما يتعلق بمنطقة خفض التصعيد في إدلب نحن نعول على جهود شركائنا الأتراك الذين أخذوا على عاتقهم تأمين الاستقرار والأهم وقف الأعمال الاستفزازية بين المعارضة والقوات الحكومية». وأعرب رئيس وفد النظام بشار الجعفري عن الارتياح لنتائج الجولة التاسعة، وشدد على أن «سوريا ستواصل مكافحة الإرهاب وتحرير كل شبر من أراضيها سواء من الإرهاب أو من كل معتد عليها»، لافتا إلى أن «الإنجاز الذي حققه الجيش العربي السوري بتحرير الغوطة الشرقية من الإرهاب جعل دمشق ومحيطها آمنين». وشارك وفد عن النظام السوري في اللقاء الذي استمر يومين وهو الأول للدول الثلاث التي تدعم أطرافا مختلفة في النزاع السوري منذ التصعيد العسكري الأخير بين إيران وإسرائيل في سوريا الأسبوع الماضي. ومنذ بدأت المفاوضات بشأن سوريا في آستانة مطلع 2017، تركزت في معظمها على محاولات تخفيف حدة المعارك بين قوات النظام السوري المدعومة من روسيا وإيران وفصائل المعارضة.  وأفضت اللقاءات السابقة إلى إنشاء أربع مناطق لخفض التوتر في سوريا أتاحت خفض حدة المعارك، لكنها لم تتح تحقيق تقدم ملموس على المسار السياسي.

 

تصادم الإرادات الإقليمية والدولية يعقد تشكيل الحكومة العراقية المقبلة/الصدر يختار مرشحه لرئاسة الوزراء... ويتلقى التهنئة من العبادي ومسعود ونيجيرفان بارزاني

بغداد: حمزة مصطفى/الشرق الأوسط/16 أيار/18/في الحنانة بمدينة النجف (160 كم جنوب بغداد)، يتلقى زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر التهاني بوصفه الفائز الأول في الانتخابات البرلمانية بعد حصول كتلته على 65 مقعداً برلمانياً حتى الآن. رئيس الوزراء وزعيم ائتلاف النصر حيدر العبادي الذي حل ثالثاً بعد كتلة «الفتح» التي يتزعمها هادي العامري كان أول مهنئي الصدر، بالإضافة إلى الزعيم الكردي البارز مسعود بارزاني، زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني، ورئيس حكومة إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني. وأعلن مكتب الصدر في بيان له أن «الصدر تلقى اتصالاً هاتفياً من رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي، مهنئاً إياه بإجراء العملية الانتخابية بأجواء ديمقراطية آمنة وفوز تحالف (سائرون) الوطني وحصوله على المرتبة الأولى ضمن القوائم الانتخابية المتنافسة في الانتخابات البرلمانية لعام 2018». من جانبه، اعتبر الصدر أن «هذا الفوز هو إنجاز للشعب العراقي واستحقاقه الوطني أولاً وآخراً»، داعياً إلى «تحقيق تطلعات الشعب في العيش الحر الكريم الذي يصبو إليه». لكن بعيداً عن التهاني وفي المنطقة الخضراء ببغداد التي لم يدخلها الصدر إلا معتصماً عام 2015 ناصباً أمام إحدى بواباتها خيمته الزرقاء فيما يحميه مئات الآلاف من أنصاره، يجري الجنرال الإيراني قاسم سليماني، طبقاً لما تداولته وسائل الإعلام العراقية، مباحثات مع القيادات الشيعية من أجل تشكيل الكتلة الأكبر التي تمهد لتشكيل الحكومة. وحسب وكالة الصحافة الفرنسية، فإن سليماني عقد أول من أمس اجتماعين في بغداد مع أحزاب شيعية بارزة. ونقلت الوكالة عن مصدر حضر الاجتماعين، أن طهران تسعى إلى «تشكيل تحالف واسع، وإعادة جميع الإخوة الأعداء في حزب الدعوة، نوري المالكي وحيدر العبادي، إضافة إلى قائمة الفتح التي يرأسها هادي العامري، وعمار الحكيم، إلى جانب ممثلين لحزب الاتحاد الوطني الكردستاني الكردي». وفي حال فوز الخيار «الإيراني»، فإن «سائرون» تكون قد فازت في الانتخابات من دون أن تتمكن من تشكيل الحكومة. وبالتالي ستنهار آمال كثير من العراقيين في محاربة الفساد المستشري في البلاد، الأمر الذي سيؤدي إلى مزيد من فقدان الثقة بمؤسسات الحكومة.

وفيما يبدو الشيعة على عجلة من أمرهم على صعيد تشكيل الكتلة الأكبر بعد الخرق الذي أحدثه الصدر في هذه المعادلة التي كانت شبه مستقرة، فإن السنة والأكراد ما زالوا مصدومين، إما من النتائج التي حصل عليها هذا الطرف أو ذاك منهم، أو بما يتحدثون عنه عن حالات تزوير لا تزال تمارس على نطاق واسع. وكان المبعوث الأميركي بيرت ماكفورك قد سبق سليماني إلى بغداد، وبذلك فإنه طبقاً لما يراه المراقبون السياسيون، فإن الحضور الأميركي والإيراني إلى بغداد، بينما لم يجف بعد حبر الأصابع البنفسجية، إنما يمثل تصادماً حاداً للإرادات الإقليمية والدولية التي قد تعرقل عملية تشكيل الحكومة.

كتلة «صادقون» البرلمانية التي تمثل عصائب أهل الحق والتي حققت مفاجأة انتخابية لافتة بحصولها على نحو 15 معقداً هذه المرة، بينما كانت تحتل مقعداً واحداً في الدورة البرلمانية المنتهية استبقت هذه التحركات بالقول إن الولايات المتحدة الأميركية تقود حراكاً سياسياً يهدف إلى إبعاد تحالف الفتح وقياداته عن المشهد السياسي. رئيس الكتلة حسن سالم يقول في تصريح إن «هناك تحركات أخيرة لواشنطن للتأثير في الانتخابات العراقية، والتحالفات التي ستحصل لتشكيل الحكومة هي جزء من برنامجها ومخططها للهيمنة على العراق والمنطقة». ويضيف سالم أن «واشنطن تريد عملية سياسية بالعراق توافق أهواءها ومصالحها، وهي تخشى دخول قائمة الفتح للعملية السياسية بهذه القوة، بالتالي فهي تحاول لعب كل أوراقها ورمي كل ثقلها لإبعاد قياداته».

الصدريون لا يبدو عليهم أنهم معنيون كثيراً بلقاءات المنطقة الخضراء الحالية الآن. لكنهم أعادوا طرح مرشحهم لرئاسة الوزراء رسمياً أمس (الثلاثاء). ففي الوقت الذي كان زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر أعلن الأسبوع الماضي وقبيل إجراء الانتخابات أنه قد يطرح علي دواي محافظ ميسان، مرشحاً لرئاسة الوزراء، فإن الشيخ صلاح العبيدي، المتحدث الرسمي باسم الصدر، أعلن أن «مرشحنا لرئاسة الوزراء هو علي دواي»، مبيناً أن «(سائرون) تفتح أبوابها للحوارات مع كل الكتل السياسية والأحزاب من أجل التفاهم لتشكيل الحكومة»، وشدد على أن «سائرون» لن تفرض على أحد تقبل مرشحها لرئاسة الوزراء.

السياسي السني أثيل النجيفي يقول لـ«الشرق الأوسط»، إنه في «مفاوضات تشكيل الحكومة لا بد أن تتم إعادة النظر في توزيع المقاعد بين الأحزاب المشاركة داخل كل تحالف ومدى انضباطهم وقناعتهم بقيادة تحالفهم ومدى تأثر تلك الأحزاب بالإرادات الخارجية»، مشيراً إلى أن «ذلك يشمل التحالفات التي لا تعتمد على خلفيات حزبية متماسكة». من جانبه، فإن أستاذ العلوم السياسية وعميد كلية النهرين للعلوم السياسية الدكتور عامر حسن فياض يقول لـ«الشرق الأوسط»، إن «العاملين الإقليمي والدولي سيكونان حاضرين في مجريات الانتخابات العراقية، لكن لا العامل الإقليمي أو الدولي يستطيع فرض شخصية لتولي رئاسة الوزراء، لكنهما يستطيعان رفض شخصية».

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

في صناديق الصفر: أين صوتي؟

أسعد بشارة/الجمهورية/16 أيار/18

فضيحة تهز الشمال.. سوريون بهويات لبنانيين متوفين!

ستيفاني جرجس - رادار سكوب/الصوت الحر/16 أيار/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/64697/64697/

 

ترميم العلاقات بين أهل البيت «إقتناع» أم «خطوات إجبارية»؟!

جورج شاهين/جريدة الجمهورية/الخميس 17 أيار 2018

أيّاً كانت الظروفُ التي حكمت الانتخاباتِ النيابية ونتائجَها، يجد أهل الحكم أنفسَهم أمام مرحلة من «التعاون الإجباري» بمعزل عمّا شهدته تلك المرحلة من مواقف حادة اعتُبرت «من عدة الشغل». أما وقد فُتحت صفحة جديدة عشية الإستحقاقات الدستورية بـ «طيبة خاطر» أو بعكس ذلك، فقد طرح السؤال هل تنجح عملية الترميم لعبور المرحلة بأقلّ الخسائر؟ وهل هي نتيجة إقتناع؟ أم أنها خطواتٌ إجبارية؟

بعيداً من بعض التفسيرات التي ربطت بين حدة المواقف التي سبقت العملية الانتخابية والمواقف التصعيدية التى أثارت أجواء من التشنّج بين بعض القيادات السياسية والحزبية، فإنّ ما شهدته الأيام الأخيرة من محاولات اتّخذت شكلَ ترميم العلاقات البينية بين أهل الحكم تبرّر الإتّهامات بتورّط البعض منهم في عملية «توزيع ادوار» أثمرت نوعاً من تبادل «الخدمات الانتخابية» لمجرد أنها ادّت الى شدّ العصب الانتخابي في اتّجاه إعادة تشكيل القوى الكبرى على طرفي نقيض الحملات الإنتخابية بهدف تكبير الأحجام واستيعاب «المعتدلين» و»المستقلين» وتسهيل «بلع» البعض منهم.

وعلى قاعدة «أنّ الغايات تبرّر كل الوسائل» فقد حصل ما حصل، ومَن لم تكن له القدرة على تأدية الأدوار التي اقتضتها المرحلة على خلفيات التشنّج القائم نتيجة التداخل بين ما هو داخلي وإقليمي، فقد فشل في اجتذاب الناخبين القلائل الذين قصدوا صناديق الإقتراع.

وزاد في الطين بلّة اعتكاف كثر عن ممارسة حقهم في الإنتخاب، فسقطت كل الطروحات، وتحديداً تلك التي تحدّثت الى العقول بدلاً من الغرائز. كذلك سقطت على الطريق كل المشاريع الجدّية ذات الصدقية العالية وحلّت محلّها الوعود والمصالح والخدمات الآنية العابرة. فالمعركة الانتخابية اقتضت اعتماد «الأسلوب الديماغوجي» باعتلاء المنابر وكيل الإتّهامات أيّاً كانت النتائج المترتبة عليها فالجميع يدرك أنّ هناك سقوفاً لا يمكن أحدٌ تجاوزها.

على هذه الخلفيات، فقد قادت «المصالحات» التي شهدها بعض المقار الرسمية والحزبية الى بروز محاولة جدّية لتغيير الصورة التي عكستها الحماوة الإنتخابية، وأخرى لتجاوز الاتّهامات الكبيرة المتبادلة بالتخوين والتعاون مع الخارج والاستقواء به، بغية تسهيل العبور الى المحطات المقبلة التشريعية منها والحكومية على رغم الأفخاخ المنتظرة على الطريق.

هذا ما أوحت به حصيلة اللقاءات الأخيرة، فالرئيس نبيه بري تحدث أمس الأول من منصّة قصر بعبدا عن «صفحة جديدة أو متجدّدة» مع رئيس الجمهورية مع وعد بتجاوز ما شهدته العلاقات بينه ورئيس «التيار الوطني الحر» الوزير جبران باسيل، في وقت شهد «بيت الوسط» اللقاء الذي طال انتظاره بين الرئيس الحريري ورئيس حزب «القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع واعتبار أنّ ما شاب العلاقة بينهما منذ «استقالة الرياض» الى الأمس القريب من «الماضي البعيد» هذا عدا عن الأجواء التي توحي بمزيد من اللقاءات الإستثنائية التي يجري التحضير لها على أبواب المحطات الدستورية المقبلة.

ثمّة مَن يعتقد، أنّ بعضاً من اللقاءات المنتظرة لن يخرج عن نطاق رفع العتب، فإذا كان الهدف تسهيل ولادة الحكومة العتيدة، فإنّ دونها عقبات أساسية أقلّها أنّ حكومة ثلاثينية قد لا ترضي «جشع» البعض الى الإستيلاء على الحقائب السيادية والخدماتية وإصرارالبعض الآخر على التمسّك بما تحقّق له في المرحلة السابقة وليس من السهل التخلّي عنها وهو ما قد يقود الى ترجيح كفّة البدائل المطروحة. فرئيس الجمهورية الذي «يُمنّن» النفس بحكومة «العهد الأولى» لن يكون متفرِّجاً تجاه ما هو مرتقب من مواقف ومطالب.

وفي المقابل، وإن شعر البعض بـ«ليونةٍ» ما في مواقف بري فلا يظنّن أنه سيتساهل في تجاوز الخطوط الحمر التي رسمها الثنائي الشيعي، وأنّ على الجميع الإيفاء بالتزاماتهم في مرحلة إعادة انتخابه رئيساً لمجلس النواب بالإجماع الذي يرغب به قبل أن يكون متساهلاً في المحطات التي تلي هذا الإستحقاق الأول. ومَن يعتقد أنّ الرئيس سعد الحريري قد يكون متساهلاً في بعض المواقف فهو مخطئ. فما قدّمه من «عرض للقوة» داخل بيت «التيار الأزرق» بات مثالاً يحتذى مستقبلاً في «البيت الحكومي».

ومَن يعتقد أنّ طروحات «القوات اللبنانية» التي استندت الى الحجم الجديد لكتلتها النيابية يمكن التراجع عنها فهو مخطئ أيضاً. فقد تحدث رئيسهاأمس الأول في «بيت الوسط» عن معادلات جديدة لمجرد الحديث عن أسلوب وطاقم وزاري جديدَين لا بد من أن يتمسّك بهما ولا يحول دونها سوى «الحصة الوازنة» والتي يُعتقد أنها ستكون «النص بالنص» بينه وبين «التيار الوطني الحر»، وربما بالتوازي مع تيار «المستقبل» فالكتل النيابية الثلاث متقاربة في أعدادها ومَن يرغب بقراءة الأرقام بطريقة مختلفة وغير عادلة لن يجدَ الصدى الذي يرغب به.

وقياساً على هذه المعادلات لا يكفي القول أنّ الظروف الإقليمية والدولية تحتّم على اللبنانيين الإسراع في التشكيلة الحكومية وتجاوز كل العِقد المنتظرة، فلم تُقفل كل المصالحات التي جرت وتلك المتوقعة مكامن النزف المرتقبة وقد لا تأتي «الخطوات المخمليّة» المقبلة بما هو منتظر منها من بشائر حلول.

فالتعقيدات أكبر من قدرة أهل الحكم على تجاوزها ومَن يراهن على إمكان عبور المراحل المقبلة بالشعارات والحديث عن المخاطر التي تعيشها المنطقة والخوف من انعكاساتها على الداخل اللبناني مجرد «وجهة نظر» لدى بعض القوى التي ستتمسّك بمطالب قد تكون «تعجيزية» وليس أقلّها توسيع المواجهة على الحقائب السيادية والخدماتية والتي أضيف اليها تلك التي عشّش فيها الفساد وتلك المعنيّة بشؤون النازحين السوريين.

 

هكذا يريد حزب الله حكومة الحريري

منير الربيع/المدن/16 أيار/18

يبدو حزب الله مهتماً إلى أقصى الحدود بولادة سريعة للحكومة الجديدة. قالها الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله بوضوح، داعياً إلى الإسراع بتشكيلها والإنكباب على تحصين الوضع الداخلي. من مصلحة الحزب الذهاب إلى تثبيت أركان حكم وفق النتائج التي أفرزتها الانتخابات، لأن الأكثرية راجحة لمصلحته ومصلحة حلفائه. كما أن هناك كتلة مسيحية وسنية موالية له سيسعى إلى تمثيلها بوزراء. وفي ظل الكلام الدائر في الكواليس حول تشكيل حكومة أكثرية، فإن ذلك يعني أن طرفاً آخر سيطالب بالثلث المعطّل أو الضامن. وهذه المرّة ستكون الآية معكوسة. فرئيس الحكومة المفترض تسميته، أي سعد الحريري، هو الذي سيطالب بهذا الثلث لأنه لم يحصل على الأكثرية. ستقود تسمية الحريري إلى مبدأ أساسي هو أن التشكيلة الحكومية ستكون مبنية على أسس التوافق، أو على أساس حكومة الوحدة الوطنية، ولكن وفق قاعدة الربح والخسارة، أو الأكثرية والأقلية. سيعود الحريري رئيساً للحكومة ضمن مندرجات التسوية الرئاسية، والتفاهمات التي عقدت، بالإضافة إلى أنه حقق أكبر كتلة سنية، وبالتالي هو الأحق بذلك. لكن الأكيد أن قواعد التشكيل ستتغير. إذ إن حزب الله لن يكون مستعداً للتنازل أو المسايرة في أي من الثوابت التي يريد الحفاظ عليها، ونصر الله أكد أن النتائج التي أفرزتها الانتخابات ستوفر حماية لبنانية رسمية للمقاومة ودورها وسلاحها. وهذا ما سينعكس على جوهر التركيبة الوزارية وبيانها الوزاري.

إلا أن المشكلة التي ستعترض إنجاز التشكيلة سريعاً، لن تكون عناوين سياسية أو اصطفافاً حاداً جديداً. إذ يستبعد حزب الله أن يذهب الحريري باتجاهات تصعيدية كي لا يفقد ما كسبه من خلال هذه التسوية، فيما المشكلة ستكون حول الإتفاق على توزيع الحصص، وحجم تمثيل كل كتلة نيابية داخل مجلس الوزراء، بالإضافة إلى الصراع على الحقائب. وفي هذا السياق، لم تحسم بعد مسألة المداورة في الحقائب، إذ يطالب بها التيار الوطني الحرّ من جهة، في مقابل تمسّكه بحقائب من جهة أخرى، كالطاقة والخارجية، ويستعد للمطالبة بوزارات ذات بعد خدماتي، كوزارة الشؤون الاجتماعية ووزارة الأشغال. وهنا لا تخفي مصادر متابعة أن المعركة ستكون بين الحلفاء. إذ إن الصراع على الحقائب كفيل بتأخير التشكيل أكثر من الخلاف السياسي.

لا شك أن بعض التقنيات التي كنت تعتبر من البديهيات في عملية التشكيل، والتي ظهرت في تشكيل حكومة الحريري الأولى بعد التسوية الرئاسية، التي كان قد أتفق عليها بين نادر الحريري والوزير جبران باسيل سابقاً، قد تتغير الآن بعد إجراءات المستقبل وابتعاد نادر الحريري عن المشهد. الأمر بالنسبة إلى حزب الله سيقتصر على أمور تفصيلية، وليست ذات بعد سياسي أو استراتيجي. إذ تستبعد مصادر مطّلعة أن يكون الحريري قد لجأ إلى هذه الإجراءات لقلب الطاولة، وطرح عناوين أكثر تشدداً، لأن مصلحته تقتضي إستمرار التسوية. وتستند المصادر في قولها هذا على عدم زيارة أركان السفارة السعودية الحريري لتهنئته باكراً، بينما زار القائم بالأعمال السعودي سريعاً النائبين المنتخبين فؤاد مخزومي وعبدالرحيم مراد للتهنئة. وهذه رسالة يجب أن تُقرأ.  لا يتوقع حزب الله، وفق المصادر القريبة منه، أن تنعكس الإجراءات المستقبلية الداخلية على وضع التسوية العام، الذي ستتأثر به العلاقة الثنائية بين بيت الوسط والوزير جبران باسيل. إذ إن معظم الاتفاقات كانت تنسج بين باسيل ونادر الحريري. بينما يهتم الحزب بإصلاح العلاقة بين حلفائه، لتثبيت موقعهم السياسي، وهو يفضّل حتى الآن المراقبة إلى أن تقتضي الحاجة تدخلّه فيتدخل ويحسم الأمور.

 

هكذا ساهم عون في فوز جعجع!

عماد مرمل/جريدة الجمهورية/الخميس 17 أيار 2018

 تعددت التفسيرات لفوز «القوات اللبنانية» بكتلة نيابية وازنة في انتخابات 2018. البعض ربط الأمر بقدرة خطابها السياسي على استقطاب شريحة من الناخبين المسيحيين، والبعض الآخر أعاد الفضل في تزايد عدد النواب «القواتيين» الى اعتماد النظام الإنتخابي النسبي الذي أتاح لكل طرف بتظهير حجمه الحقيقي، وهناك من افترض انّ هذه النتيجة ترتبط بإدارة معراب الجيدة للعملية الانتخابية سواء لجهة الترشيحات او التحالفات. بمعزل عن معدّل الصواب والخطأ في كل من هذه التفسيرات، يبدو انّ عاملاً آخر وأساسياً سمح لـ«القوات» بتوسيع حجم كتلتها، بعدما أحسن رئيسها سمير جعجع توظيف هذا العامل في الانتخابات النيابية: إنه مفعول المصالحة بين العماد ميشال عون وجعجع. قبل تفاهم معراب الشهير، كانت صورة جعجع «محروقة» لدى جزء كبير من المسيحيين، ربطاً بدوره في الحرب الاهلية والنزاعات المسيحية، ولا سيما منها نزاعه الدموي مع العماد ميشال عون (عندما كان قائداً للجيش ورئيساً للحكومة العسكرية).

هذا الإرث الثقيل او التاريخ القاتم ظلّ يلاحق جعجع، حتى بعد خروجه من السجن عام 2005. لم ينفع اعتقاله ثم الافراج عنه في «ترميم» ماضيه ولا في كسب تعاطف مسيحي واسع معه خارج مساحة مُناصري «القوات»، على رغم سعيه الى ترويج فكرة انه كان ضحية نظام أمني لبناني - سوري، وانه كان سجيناً سياسياً فُبرِكَت له الملفات، لمعاقبته على تمسّكه بخياراته وما هو مقتنع به.

بعد عودته الى الحياة السياسية، ظلت لعنة الماضي تطارد جعجع، فيما كان خصمه اللدود آنذاك ميشال عون يتمدّد في الساحة المسيحية على أنقاض صورة رئيس «القوات»، مُستثمراً نقاط ضعفها لتثبيت زعامته.

ومن كان يخرج من «التيار الوطني الحر» في تلك المرحلة، تفادى الانضمام الى «القوات» أو مناصرتها ولو من بُعد، تحت تأثير هذا التراكم. وحتى «المحايدون» في الشارع المسيحي، وهم أكثرية، كانوا يميلون في غالبيتهم الى دعم عون عند الاستحقاقات الكبرى، من قبيل الانتخابات.

بقي جعجع في «قفص الاتهام»، وكأنّ محاكمته استمرت بعد إطلاقه. لم يكن سهلاً عليه إقناع الآخرين بأنه تغيّر وبأنّ قوانين السلم تختلف عن تلك التي تسود في الحرب. ظل الوضع على هذا المنوال الى ان حصل التحوّل الكبير مع إنجاز المصالحة بينه وبين عون، الذي زار معراب للمرة الاولى لتوقيع التفاهم في احتفالية شهيرة. صحيح انّ جعجع اتخذ قراراً صعباً بدعم ترشيح عون الى رئاسة الجمهورية، لكنه حصل في المقابل على «براءة» انتظرها طويلاً. منذ تلك اللحظة، بدأ رئيس «القوات» التأسيس لمرحلة جديدة تعتمد على الاستثمار في «اتفاق معراب»، وهو الذي تخلّص من أعباء كثيرة واستطاع انتزاع «سجل عدلي» نظيف بشحطة قلم، بعدما طَوت المصالحة كل ما سبقها.

والأهم بالنسبة الى جعجع انّ الرأي العام المسيحي، لا سيما منه المُحايد او الرمادي، صار منذ ذلك الحين متآلفاً مع صورة «القوات» وقائدها بعد 30 عاماً من «شيطنتها». لقد حصل عون على الرئاسة، لكنّ جعجع نال فرصة ثانية في الشارع المسيحي العريض.

بهذا المعنى، خاض جعجع الانتخابات النيابية مُستنداً في جانب من حساباته الى «عائدات» لحظة المصالحة التي فتحت أمامه أبواباً كانت مقفلة في السابق، بحيث بات يوجد بالحد الأدنى نوع من «القبول» له في بيئات مسيحية عُرفت بنفورها منه. وما ساعده، أنه استخدم حضور «القوات» في الحكومة لتعزيز رصيده، محاولاً تقديم نموذج مختلف في السلطة من خلال سلوك وزرائه وإصراره على رفع شعار مكافحة الفساد. وعندما آن أوان الاختبار الانتخابي، بَدا انّ جعجع نجح في «تَسييل» فلسفة المصالحة مع عون أصواتاً في صناديق الاقتراع، من خلال استمالة شريحة جديدة من الناخبين، خصوصاً في أوساط «البراغماتيين»، محاولاً الفصل بين علاقته بعون وخلافه مع رئيس «التيار الوطني الحر» الوزير جبران باسيل. ويؤكد مصدر بارز في «القوات» انّ جعجع يدرك حساسية معظم القاعدة الشعبية المسيحية حيال المصالحة وحرصها الشديد عليها، وهو التقطَ هذا النبض ويتصرّف على أساسه.

ويشدد المصدر على «انّ القطيع يقود الراعي في هذا الملف وليس العكس»، لافتاً الى انّ جعجع يعتبر انّ شريكه الاساسي في التفاهم هو عون شخصياً وليس أيّ أحد آخر. ويرى انّ وزير الخارجية يحاول ان يستعمل خلافه مع «القوات»، لاسترضاء «حزب الله» وللتغطية على بعض الامور. ويضيف: «نحن نميّز بين المصالحة وباسيل، وكذلك بين عون وباسيل».

 

إستحقاقات بـ«الجِملة»... مَن يمنع الإنهيار؟

راكيل عتيِّق/جريدة الجمهورية/الخميس 17 أيار2018

خسرت أطرافٌ سياسية في الانتخابات النيابية «مقعد من هون» وربحت أطرافٌ أخرى «مقعد من هونيك»، إلّا أنّ السلطة السياسية نفسَها التي حكمت لبنان منذ ما بعد اتّفاق الطائف، أُنيطت بها مقاليدُ الحكم هذه المرة أيضاً، باستثناء الأطراف المسيحية التي عادت إلى الساحة السياسية عام 2005. لذلك، التغييرُ الموعود على صعيد الأشخاص لم يتحقّق، فهل يُمكن للسلطةِ نفسِها أن تجدَ حلولاً للمشكلات التي أُغرق فيها لبنان في عهودها؟ على الصعيد السياسي، ما زالت الأمزجة و«الكيمياء» والعلاقات الشخصية هي الغالبة في التعاطي بين الأفرقاء، أما اقتصادياً فلا رؤية واضحة، فهل يُمكن أن «تمشي» السياسة من دون أن يكون الاقتصاد «ماشي»؟ أما أمنياً وعلى رغم الإشارات الدولية المُطمئِنة إضافةً إلى تحرّك الجيش والقوى الأمنية الناجح واللافت في أكثر من ملفٍّ أمنيّ، يبقى السؤالُ المطروح على الدوام: حتى إن كانت الحكومة «وحدة وطنية»، وإن اتّفق الجميع على النأي بالنفس، وإن نُصَّ بيانٌ وزاريّ يحصر القرارَ الأمني بالحكومة... هل يُمكن منعُ «حزب الله» من استخدام سلاحه خارجياً أو داخلياً حين يرى ضرورةً لذلك؟ بين ملفّ الاستراتيجية الدفاعية الذي ينوي رئيس الجمهورية العماد ميشال عون طرحَه في حوار وطني، وبين تأكيد الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرلله أنّ الحزبَ حاضرٌ لمناقشة الاستراتيجية الدفاعية، طارِحاً في المقابل مناقشة الملفّ الاقتصادي ووضع رؤية اقتصادية كاملة، واعتباره أنّ التجربة أثبتت أنّ الفريق الذي تولّى الملفّ الاقتصادي لم ينجح بل فشل، ودعوة الحكومة المقبلة الى أن تقاربَ الملفّ الاقتصادي والمالي بطريقة مختلفة... وبين طروحاتِ الأفرقاء الآخرين، التي لم تتغيّر استراتيجياً على الصعيدَين الاقتصادي والأمني، خصوصاً حول سلاح «حزب الله»، وبعيداً من مواقف السياسيين غير المعزولة عن المصالح الحزبية والخاصة، ماذا عن الواقع القائم وعن الحلول والمطالب الموضوعية.

السياسة والاقتصاد والأمن، أُسسٌ متلازمة لبناء الدولة واستمراريّتها وتطوّرها، ولا يمكن أن ينفصلَ الواحد عن الآخر أو أن يزدهرَ الواحد دون انتعاش الآخر.

وعلى رغم الأجواء غير الصافية المحيطة وارتباط لبنان و«حزب الله» بهذه الأجواء، استطاع لبنان لغاية الآن حماية نفسه من أيِّ شظايا متطايرة من جميع الجهات، باستثناء أزمة النزوح السوري. ويُعتبر استمرارُ الدعم الدولي للجيش اللبناني، والذي يأخذ منحىً تصاعدياً، دليلاً على أن لا إشارات لاهتزازاتٍ أمنيّة آتية.

وعلى الصعيد الداخلي، تؤكّد مصادر أمنية لـ«الجمهورية» أنّ الوضع الأمني اللبناني ممسوكٌ بنسبة عالية جداً، وتشير إلى أنّ لبنان أجرى الانتخابات النيابية على جميع أراضيه وفي يومٍ واحد من دون أن تُسجَّل طوال اليوم الانتخابي «ضربةُ كف».

أما الشغب الذي حصل في بيروت، فتلفت المصادر إلى ضبطه سريعاً ومنع الجيش والقوى الأمنية ومعه القوى السياسية الفتنة السنّية- الشيعية. وبالنسبة إلى حادثة الشويفات فالقرار الأمني واضح بتسليم جميع المتّهمين، كما أنّ الوعي الجماعي والتحرّك الأمني السريع منع انتشارَ فتنة درزية-درزية.

وعلى رغم التحدّيات الداخلية والخارجية، أكّدت المصادر الأمنية أنّ الجيش والقوى الأمنية نجحا في شلّ وتفكيك معظم الشبكات الإرهابية، لافتةً إلى أنّ حدود لبنان ما زالت تحت سيطرة الجيش والأمن العام ولم تستخفّ القوى الأمنية بموضوع حماية الحدود ومنع التسلّل.

وعلى رغم الاستقرار الأمني «النسبي»، لا يبدو أنّ السيّاح العرب مُتحمّسون للتوجّه إلى لبنان، ما يوضح مدى أهمّية سياسة الدولة العامة ومقاربتها للملفات والمواقف العامة انطلاقاً من مصلحتها، فسياسةُ لبنان غير المستقرّة والواضحة زعزعت علاقته بأكثر من دولة عربية وخليجية في أكثر من استحقاق. وعلى رغم الحلحلة ما زالت تداعياتُ هذه الزعزعة مستمرّة على أكثر من صعيد.

فلغة العصر السياسية هي لغة الاقتصاد والمال، والخطاب السياسي للدول الغربية والمتطوّرة يستند الى خطاب اقتصادي، أولاً لحيازة «رضا» الشعب، وثانياً لتكون القوة الاقتصادية للدولة من عناصر الضغط السياسي في أيِّ مفاوضات أو اتّفاقات مع دول أخرى، وكلّ من الصين وألمانيا والولايات المتحدة الأميركية دليلٌ على ذلك. وعلى سبيل المثال، كان الاقتصادُ المؤثر الأقوى على إرادة الناخبين في الانتخابات الرئاسية الأميركية التي فاز فيها دونالد ترامب، وأظهرت الانتخاباتُ النيابية الأخيرة في لبنان أنّ الخطاب الاقتصادي الإصلاحي، وإن غير المباشر، كان من أولويّات الناخب اللبناني، في ظلّ أوضاعٍ اقتصادية اجتماعية متردّية ونسبة دين عام وصلت إلى 80 مليار دولار، ونسب بطالة وتضخّم تخطّت المعقول. ووفق هذه المعطيات، المطلوب من الحكومة العتيدة التركيز على السياسة لتعزيز الاقتصاد وعلى الاقتصاد لتعزيز سياسة الدولة.

وفي حين يزخر المجلسُ النيابيُّ الجديد برجال الأعمال الجدد إلى جانب الوجوه القديمة، يعتبر متابعون أنه لم يدخل اقتصاديٌّ فعليٌّ هذا المجلس، وأنه لن يتمّ إشراكُ اقتصاديين حقيقيين في الحكومة العتيدة، فيتمّ الخلط بين رجال الأعمال ورجال الاقتصاد والاعتبار أنّ كلَّ رجل أعمال ناجح رجلُ اقتصاد حكماً.

ويرى المتابعون أنه «لن يتغيّر أيُّ أمرٍ أساسي، ومن الصعب كسر الحلقة التي ندور فيها منذ أوائل التسعينات من هدرِ المال العام، وعجزٍ ماليّ في الموازنة، وارتفاعِ خدمة الدين العام وفوائده، وسياسة نقدية انكماشية، وقصورٍ كبيرٍ في الخدمات العامة». ويقولون إنها «مصادر انتفاع وتمويل ولن يتخلّوا عنها بسهولة».

فهل سيسلّمون القطاع الخاص إدارة وعصرنة الخدمة العامة في لبنان؟ ويغلقون أبوابَ مصادر انتفاعهم؟ أمّا ما يجب أن تقوم به الحكومة الجديدة وجميع الجهات الرسمية المعنيّة، فهي كما شرح الخبير الاقتصادي الدكتور ايلي يشوعي لـ«الجمهورية»:

• سياسة نقدية جديدة تكون أقلَّ انكماشية وأكثر توسّعاً، وتوفير سيولة للناس والمستثمرين بفوائد معتدلة لتحفيز الاستهلاك والاستثمار والنموّ الاقتصادي.

• اعتمادُ نظامٍ ضريبيٍّ حقيقيّ قائم على الضرائب الشخصية بدلاً عن الضرائب غير المباشرة، وعلى ضبط الإنفاق وتطبيق قانون الشراكة بين القطاعين العام والخاص في موضوع الخدمات العامة.

اعتماد اللامركزية الإدارية والمالية، التي تمنع التهرّب الضريبي. أما الاستقلال الإداري والقضائي، فيشرح يشوعي أنه يعني أنه ممنوع على السياسيين تعيين أيّ إداري، والقاعدة الإدارية هي التي تختار قيادتها ولا تكون مفروضةً عليها من السياسيين، وهي مَن تحضّر «عدّة العمل» للوزير عندما يأتي إلى رأس وزارته، لا أن يأتي الوزير مع «زبوناتو» وأزلامه، ويخرج كما يدخل على صعيد الإنجازات على عكس الانتفاعات. ويُشكّل الوضع الاقتصادي الخاصرة الضعيفة للبنان، إذ يعتبر متابعون أنّ مؤتمر «سيدر-1»، وعملية إقراض لبنان بهذه الكثافة أمرٌ غيرُ بريء في ظلّ وضع لبنان المالي المزري. ويشيرون إلى أن لطالما كانت المساعدات من «باريس-1» مشروطة بإصلاحات، لم يتحقّق منها شيء. ويربط البعض سياسة إدماج أو إبقاء اللاجئين والنازحين في لبنان بأيّ مساعداتٍ اقتصاديةٍ مالية وإنقاذٍ من «إفلاسٍ» اقتصاديّ بعد إفلاسٍ سياسي على أكثر من صعيد، مستغلين أنّ لبنان «شركة مساهمة»، كل طرف سياسي شريكٌ ويملك حصّةً فيه. فهل ستتغيّر هذه الذهنية؟ ومَن مِن الأطراف السياسية سيُبادر ويُترجم الأقوال أفعالاً، فتبدأ ورشة الإصلاح، من «سحب اليد» عن الإدارة والقضاء، ومن جيوب المُحاصصة و«الاسترزاق»؟

 

في صناديق الصفر: أين صوتي؟

أسعد بشارة/الجمهورية/16 أيار/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/64697/64697/

لعل أوضح مثال عن التلاعب في صناديق الإقتراع، ما أكدته مرشحة على إحدى اللوائح في بيروت، صوّتت لنفسها في قلم إقتراع في العاصمة، فكانت النتيجة صفر في احتساب الأصوات، فماذا حصل في هذه الإنتخابات وهل جرى تزوير للأصوات وتلاعب في الصناديق، وماذا سيكون موقف المجلس الدستوري الذي سيستقبل عشرات الطعون للوائح ومرشحين، شطب تصويتهم وتصويت عائلاتهم، فيما خرج شهود بالصوت والصورة، يتحدثون عن إلغاء أصواتهم، وإختفائها.

لا بد منذ البداية التعمّق في سير العملية الإنتخابية في السادس من أيار، التي أفضت الى نتائج مفاجئة، خصوصاً للقوى المعارضة للسلطة.

قد يُفهم أن تقوم السلطة باختيار رؤساء الأقلام بعناية في المناطق التي تحتاج فيها لإسقاط من وُجب إسقاطه، وخصوصاً في طرابلس وبيروت وعكار والبقاع الشمالي، وهذه مناطق وضعت فيها أهداف محدّدة، ففي طرابلس يجب إسقاط أشرف ريفي بأي ثمن، وفي البقاع الشمالي ممنوع خرق لائحة «حزب الله» في أي مقعد شيعي، وفي بيروت معادلة واضحة أسفرت في قراءة النتائج عن لوائح فائزة بمئات الأصوات، وعن مرشحين لم تتعدَّ نسبة التصويت لهم عشرات الأصوات، فيما كان البعض منهم قد جهّز نفسه بماكينات من آلاف المندوبين، أما البعض الآخر فجرى اختزال أصواته بطريقة لا يمكن الركون اليها.

سيكون ريفي الأوضح بما تسرّب له من معلومات موثوقة، حول كيفية حصول التلاعب الذي تؤكد المعلومات أنه طال الصناديق في كثير من الأقلام، خصوصاً في طرابلس، فقد أُعدّت الصناديق بأحجام تفوق القدرة على استيعاب أوراق الإقتراع المختلفة عن الأوراق التي تستعمل في النظام الأكثري، ووجب بالتالي الإتيان بصندوق جديد في كثير من أقلام الإقتراع حيث يتم سحب الصندوق الممتلئ ووضعه في عهدة قوى الأمن، ومن هنا يفتح المجال على احتمالات كبيرة، وقد أكدت المعلومات التي وصلت لريفي، أن الصناديق الممتلئة تعرّضت للتلاعب، ولديه تفاصيل بحكم قدرته على معرفة ما يحصل.

بالإضافة الى طرابلس، فقد تمّ التأكد أن رؤساء أقلام كلّفوا بالتعامل بالخشونة والترهيب مع مندوبي لوائح محدّدة، حيث أجمع غالبية هؤلاء على أنه كان يتم تهديدهم بإخراجهم من قلم الإقتراع، اذا ما اعترضوا على إلغاء الأوراق، وقد تم إخراج بعضهم بالفعل، وهذا يشكل أيضاً مخالفة جسيمة لسير العملية الإنتخابية.

سيكون على المجلس الدستوري النظر في هذه المخالفات، التي أدت الى تغيير النتائج، كما عليه أن يفصل في القرار الذي أصدره وزير الداخلية قبل قليل من الساعة السابعة، حيث اعتبر ان التصويت مسموح للمتواجدين في حرم أقلام الإقتراع، وللمتواجدين في محيط أقلام الإقتراع، في حال لم يكن لقلم الإقتراع باحة خاصة، وهذا القرار مخالف للمادة 97 من قانون الإنتخاب، فضلاً عن أنه تذرّع بعدم وجود باحة داخلية لقلم الإقتراع، وهذا غير صحيح، كون كلّ المراكز وضعت في مدارس لها باحات مقفلة ببوابات خارجية.

وكان من الواضح اذا فتح التصويت بحدّه الأقصى، حيث استمر في بعض مراكز الإقتراع حتى الساعة العاشرة ليلاً»، وكان المقصود بهذا القرار، عكار وطرابلس والبقاع الشمالي وبيروت، وجاء بطلب في فترة ما بعد الظهر من نائب الأمين العام لـ«حزب الله» الشيخ نعيم قاسم، ثم بقرار من الوزير نهاد المشنوق.

ستعلو عبارة «أين صوتي» في الأيام المقبلة، لأن الشواهد على اختفاء الأصوات كثيرة، ولأن الشواهد على اختلاف الأرقام بين الفرز الأولي في مراكز الإقتراع وفرز لجان القيد موجودة، وهذا كله يتم توثيقه كي تقدم الطعون مثبتة بالأدلة، لكي ينظر فيها المجلس الدستوري، الذي أصدر قرارات تاريخية، حيث ألغى الضرائب، وصوّب البنود الخطيرة في الموازنة، لكن المهمة الآن أكثر دقة، فهي متعلقة بتزوير شهدته هذه الإنتخابات ينتظر التصحيح.

 

فضيحة تهز الشمال.. سوريون بهويات لبنانيين متوفين!

ستيفاني جرجس - رادار سكوب/الصوت الحر/16 أيار/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/64697/64697/

فضائح بالجُملة ومن العِيار الثقيل بدأت ذيولها تتكشف بعد انتهاء "معمعة" الانتخابات وفوضاها وستكون ارتداداتها كارثية وفق "مقياس الفضيحة"، ما ان يُعطى الضوء الاخضر لكشف النقاب عنها وعن وقائع بَقِيَت طيْ الكِتمان لِفترة حتى اكتملت الادلة والمعُطيات والقرائن.

المتورطون كُثر من مافيات، جِهات وسلطات كبرى "شقيقة" ستتلقى "صفعة" مُدوية وفقًا للحقائق المُرّة التي تكشّفت تِباعاً. أموات مرّت عليهم دهور لم يُشطبوا من سجلات النفوس والبديل لهم سوريون.. -"محمد" – (اسم مُستعار) سجل التبانة – علوي متوفي منذ مُدة طويلة، لم يُشطب من سجلات النفوس. -"حسن"ـ (اسم مُستعار أيضاً) سوري الجنسية – علوي من طرطوس، مُتزوج ولديه 5 أولاد. الأسماء الحقيقية بغنى عن نشرها حتى انتهاء الملف فقد تكون سبباً في تعكير مُجريات التحقيق او تعريض المعنيين لضغوط جميعنا على دراية بها، حيثيات القضية يهمنا تسليط الضوء عليها. معلومات "رادار سكوب" المُتقاطعة مع أكثر من مصدر، تُفيد بالتالي:

- "حسن" السوري استحصل على اخراج قيد افرادي لبناني باسم "محمد" الطرابلسي المتوفي مُلصق عليه رسم "حسن" الشمسي. - تمت العملية بمُساعدة احد المخاتير في منطقة طرابلس. - استحصل ايضًا على وثيقة زواج باسم "محمد"، بما معناه ان المتوفي بات متزوجا من امرأة سورية ولديه 5 اولاد على اسمه. - غادر الاراضي اللبنانية مُتوجهاً الى سوريا ويُحكى ان جهة معينة هناك سهّلت له ذلك.

وتكشف المُعطيات التي استحصل " رادار سكوب " عليها بعد التحري والتقصي عن خفايا هذه القضية والتأكد من كل ما تواتر الينا من تفاصيل بأن "حسن" لم يكتفِ بذلك اذ بموجب اخراج القيد اللبناني الذي استحصل عليه تقدم بطلب منح الجنسية لعقيلته وأولادهما.

واللافت ان الاخير ارسل اوراقه الى السفارة اللبنانية في سوريا حيث لاقى الجواب سريعا لتتحول الى الاحوال الشخصية في لبنان فدائرة النفوس في طرابلس ليُصار بعدها الى تسجيل زوجته وأولاده على سجلات النفوس اللبنانية.

عائلة سورية بأكملها بين ليلة وضُحاها باتت لبنانية، عملية تزوير مرّت مرور الكرام على كل هذه الدوائر دون ان يكتشفها احد الى ان وصلت مسامِعها الى الأجهزة الامنية التي تمكنت بعد التأكد من كافة المُعطيات والتحري والتقصي عنها من توقيف ثلاثة من ابناء "حسن" وكشف المُخطط بكامله والاسماء والجهات المتورطة التي سهلت هذه العملية وساهمت باتمامها.

أم الفضائح، ما حصل ويحصل في قلب الشمال النابض، طرابلس، وتتساءل مصادر عملت على كشف خيوط الفضيحة، "هل المُراد من تلك العملية اللعب بالميزان الديموغرافي للمنطقة وقلب المعادلة رأسا على عقب بُغية زيادة عدد ناخبي احدى الطوائف على حساب طوائف اخرى؟"

فما قيل في السابق عن خُطط مُمنهجة لتجنيس السوريين وتوطينهم لم يعد كلاما عابراً او مُجرد هواجس انما واقع خطير يستدعي التحرك فوراً لكشف النقاب عن مئات العمليات المماثلة والتي دُفنت حقيقتها مع كل متوف لم يُشطب عن لوائح الشطب لأسباب باتت معلومة.

 

بشّار الأسد في المجلس والحكومة

علي سبيتي/لبنان الجديد/16 أيّار 2018

 http://eliasbejjaninews.com/archives/64693/%D8%B9%D9%84%D9%8A-%D8%B3%D8%A8%D9%8A%D8%AA%D9%8A/

استمر النظام حيّاً في السياسة اللبنانية من خلال دوره المباشر في المجلس النيابي بوجود نوّاب مؤيدين للنظام

الخلاف حول العلاقة مع النظام السوري خلاف قديم بين اللبنانيين يعود بأدراجه إلى سنين نشأة الكيان وفصل وانفصال لبنان عن سورية ولكن لم يتمكن أحد من فطم لبنان عن الرضاعة السورية فبقي لبنانيون متعلقون بمحالب النظام رغم ما مرّ به اللبنانيون من إنقسامات وويلات وحروب مع وضدّ النظام السوري.

قبل دخول سورية الى لبنان وبعده وبعد الخروج منه بقرار أميركي بقي  اللبنانيون على اختلافهم وعلى خلافهم من النظام السوري وزاد من حدّة العلاقة مع النظام السوري الثورة السورية ومن ثمّ الحرب الدائرة والتي جعلت اللبنانيين اكثر انحيازاً إمّا للنظام وإمّا ضدّه الى أن جاءت خيبات الأمل جرّاء الموقف الأميركي من إبقاء الأسد في الغاب السوري فطرح المخالفون للنظام السوري سياسة النأي بالنفس للمحافظة على استقرار لبنان وعدم دخوله في فوضى الحروب القائمة فوافق اللبنانيون على هذه السياسة رغم بقاء فريق شريك أساسي في الحرب السورية و بتأييد كامل من أكثر الفئات الشعبية ومن أكثر تيارات السلطة التي غطّت مشاركة الحزب في الحرب السورية سواء بالمواقف الحزبية أو بالمواقف الرسمية.

اعتبر الخروج السوري من لبنان نصراً للمتضررين من الوجود و الوصاية السورية وبداية لتحرير لبنان من الارادة السورية الاّ أن السوريين استمروا في السلطة من خلال الأحزاب التابعة والمتحالفة مع النظام السوري وقد تعاطت ثورة الأرز آنذاك وبعيد الخروج السوري مع حلفاء النظام في غباء مشهور لجهابذة 14 آذار وهذا ما جاء بأتباع النظام الى المجلس النيابي من خلال الحلف الرباعي ومن ثمّ أدّى هذا الحلف الى توزير أتباع لنظام الأسد.

وهكذا استمر النظام حيّاً في السياسة اللبنانية من خلال دوره المباشر في المجلس النيابي بوجود نوّاب مؤيدين للنظام وفي الحكومة من خلال توزير وزراء محسوبين على سورية وقد جاءت الانتحابات النيابية بنتائج سورية لتعيد حلفاء النظام السوري مجدداً الى مواقعهم في المجلس النيابي وبالتالي الى مواقعهم في المجلس الوزاري بعد أن أكدّ فريق لبناني دور وحماية الوجود السوري في لبنان في حين أكدّ فريق لبناني آخر عجزه عن مواجهة الدور والحضور السوري القوي في لبنان نتيجة خلل وضع القوّة في فريق متمسك بسورية الأسد والضعف في جهة مفككة لا حول لها ولا قوّة بعد أن خسرت أكثر معاركها الداخلية في لبنان عندما كانت معارضة، وهي في السلطة.

يأتي تيّار المستقبل على رأس الفريق الخاسر في حساباته السورية فثورة الأرز والتي جعلت منه حزباً يقود أكثر اللبنانيين قد أجهضها ومزّق فريق 14 آذار وعاد مستسلماً لفريق 8آذار وها هو اليوم أسير الشروط السورية ويرضخ للتعامل مع متهمين بقتل واغتيال مؤسسه وليس من المستبعد سكوته عن توزير من هم امتداداً لنظام الأسد وهذا ما سيكرس ضرورة التعاطي مع النظام وهذا ما سيدفع بلبنان الى سورية طالما أن المؤيدين للنظام باتوا في صلب السلطة وعادوا من جديد اليها بعد أن أخفق المعارضون للنظام من كبح جماح المتعلقين به.

هكذا كان لبنان منذ تأسيسه منقسماً حول العلاقة مع سورية وهكذا استمر وسيبقى مستمراً على نفس السياسة ولكن أتباع و حلفاء سورية كانوا على الدوام أنجح من المعارضين للنظام وهذا ما كرّس سلطة فيها على الدوام حصّة للأسد حتى في الظروف التي يكون فيها لبنان من نصيب المعارضين للنظام السوري.

يبدو أن الاستسلام لسورية الأسد هو حال المعارضين للنظام لذا سنشهد عودة غير ميمونة للسياسات السورية وهذا ما سيدفع بدول الخليج الى إخراج أموالهم من لبنان ورفض أيّ مساعدة له وترك الساحة اللبنانية لمن اختار الخيار الايراني و السوري ولم يستطع المحافظة على الدور العربي لأسباب تبدأ بطيش وغباء تيارات كانت أكثرية وباتت أقل من أقلية نيابية و شعبية.

 

كلمة سرّ تجمع القوات وحزب الله

"ليبانون ديبايت/ فيفيان الخولي/16 أيار/18

يهمس مسؤولون مقربون من حزب الله في مجالسهم الخاصة وبعضها بالعلن إلى وجوب فتح قنوات الاتصال مع حزب القوات اللبنانية الذي شكّل كتلة نيابية وازنة، وخرج من المعركة الانتخابية بيده ورقة هامة رابحة.

ويرى هؤلاء أنه إذا لم يتمّ الحوار حول الملفات الجوهرية في الوقت القريب، فإنّ الأيام المقبلة كفيلة بالأمر. ويعيد بعضهم هذا الاهتمام على الرغم من التباعد الكلي بين الطرفين إلى أنه بات واضحاً للجميع أنّ رئيس الحزب سمير جعجع أثبت وجوده على الساحة اللبنانية، والمسيحية تحديداً، وأصبح رأس حربة 14 آذار على الرغم من تفكّكها، لكن الأخير لا يزال متمسكاً بها وبمبادئها، ويحاول إحياءها.

على الجهة الأخرى، يعتبر مؤيدون للقوات أنّ التحوُّل في خطابات حزب الله الأخيرة وإيلاء الاهتمام بالسياسة الداخلية، والانخراط في مؤسسات الدولة والعمل على ملفات اقتصادية ومحاربة الفساد، وإنْ في مضمونها أولوية تأمين مصالح حزب الله لكنها في الوقت عينه يلتقي بها مع القوات، وهي نقطة أساسية تهم الأخير الذي يعمل بهذا الاتجاه نحو بناء الدولة.

ولا يمكن غض الطرف عن تصريح جعجع الأخير الذي أشار فيه إلى أن أقصى تمنيات القوات الوصول الى تفاهم مع حزب الله، لكن بتموضعه الحالي ذلك مستحيل. وأضاف أنه على الرغم من خوض معركة مباشرة بين الحزبين في بعلبك ــ الهرمل وحاصبيا ــ مرجعيون لم يشهد ضربة كف.

مراقبون عدة أوضحوا أن الرجل فعلاً لديه هذا التمني، باعتبار أن لدى القوات كامل القناعة بتحقيق مشروع الدولة، والتفاهم بين جميع الأطراف، ويجمع كثيرون على أن الطرفين أثبتا تلاقيهما في أكثر من استحقاق سياسي، وآخرها تشديدهما على ضرورة تطبيق فصل النيابة عن الوزارة.

لكن تبايُن عقيدتي الحزبين الاستراتيجية تحول دون عقد أي حوار، باعتبار أن أي لقاء ثنائي لن يصل إلى أية نتيجة، انطلاقاً من التموضع الاستراتيجي لحزب الله وايدولوجيته، التي تعتبر لبنان جزءاً من محور المقاومة ولا تنظر إليه كوطن مستقل، بالإضافة إلى تمسكه بالسلاح، على عكس قناعات القوات.

وبالتالي، يجد مراقبون ألا جدوى لحوار من هذا النوع لا نتيجة له، لكن ذلك لا يمنع التلاقي السياسي، إذ يرى القوات أن هناك مصلحة سياسية في التفاعل والتواصل مع حزب الله سياسياً، على غرار ما يحصل في مجلسي النواب والحكومة، لكنها لن تتعدى أكثر من ذلك، باعتبار أن القوات ليس فريقاً سياسياً يستهوي الدخول في نقاشات عقيمة، في ظلّ عدم إمكانية لحل مسألة السلاح.

ويشدد المراقبون على أن المصلحة بين الطرفين وفقاً لمسألتين؛ سياسة النأي بالنفس التي تحمي لبنان من أية مغامرات يقودها حزب الله على المستوى الإقليمي. والثانية، التواصل مع حزب الله على أساس المؤسسات على غرار ما يحصل تحت سقف المجلسين النيابي والحكومي، إذ شهدت المرحلة السابقة تقاطعات على أكثر من ملف على المستويين الحياتي والانمائي.

والاستقرار السياسي القائم في المرحلة الحالية على أساس النأي بالنفس، والذي أثبته حزب الله ويلتزم به، يسمح بالتقاء الطرفين في ملفات سياسية أخرى، وتحديداً ملف مكافحة الفساد. وبالتالي، ينحصر الحوار في هذا الاتجاه، وأية خطوة ممكن أن يقدم عليها الحزب ايجاباً من خلال وضع قرار استخدام سلاح حزب الله بيد الدولة، التي هو جزء منها، وبعدها الوصول إلى تسليمه للدولة بشكل نهائي، يصبح بذلك الحوار أساسياً وضرورياً.

إذاً، الكرة في ملعب حزب الله على الرغم من تحييد الطرفين الخلاف الاستراتيجي عن التقاطع السياسي لمصلحة الأمور الحياتية الداخلية، مع إعطاء الأولوية للملفات الكبرى والداخلية.

وفي حين يجد البعض بدعوة حزب الله إلى بحث الاستراتيجية الدفاعية نقطة هامة، تكمن المعضلة في مضمون النقاش وماهية بنود هذه الاستراتيجية التي قد تعترض عليها جهات عدة، بينها القوات، أضف إلى المعادلة الثلاثية التي لا يمكن التوصل فيها إلى اجماع.

كما يستحيل على الحزب تغيير ايديولوجيته، ولا يمكن وضعه تحت شروط وضغوط لإحراجه، فقد أصبح تنظيماً عابراً للحدود، وهذا واقع لا يمكن إنكاره، ما يحتّم عليه المحافظة على هذا السلاح بوجه العدو الإسرائيلي، وفقاً للعقيدة.

وبين التلاقي السياسي والتباعد الأيديولوجي يبقى أن هناك كلمة سرّ منتظرة وحدها اللعبة السياسية كفيلة بتحديد وقتها لجمع الطرفين، وفقاً للمراقبين.

فيفيان الخولي | ليبانون ديبايت

 

هذه الانتخابات باطلة

عقل العويط/النهار/15 أيار/18

عندما تكون الانتخابات في إشراف طرفٍ غير حياديّ، لا يُعقَل أن تكون حيادية وعادلة. إنها معادلةٌ منطقية غير قابلة للتشكيك. كأنْ تُحكّم السيّد بالمسود، كي لا أقول المسلّح بالأعزل، والقاتل بالقتيل.

الانتخابات الحيادية العادلة يقترن فيها النظري بالعملي، فلا يكون معمولاً بالمبدأ، لفظاً وشكلاً فحسب، بل يتعدّاه إلى التنفيذ. هكذا، يبطل الحياد والعدل في التنفيذ عندما يكون "المنفِّذ" جزءاً من العملية الانتخابية، وذا مصلحة مباشرة وفئوية فيها.

هكذا، تالياً، لا يستطيع الرئيس، وهو "أبو اللبنانيين"، وحامي الدستور، أن يكون حيادياً، إذا كان قد أراد لنفسه أن يكون طرفاً، بدعوته إلى التصويت لـ"العهد" وانتخاب مريديه.

هكذا أيضاً، لا يستطيع رئيس الحكومة أن يكون حيادياً في الانتخابات، إذا كان قد أراد لنفسه أن يكون طرفاً، بترشّحه شخصياً إليها.

تتخذ المسألة بعداً "تنفيذياً" من شأنه إطاحة المعادلات، عندما يكون وزير العدل في الحكومة المشرفة على الانتخابات، طرفاً سياسياً فاعلاً وأساسياً فيها، وذا مصلحة مباشرة في إنجاح فريق، وعندما يكون وزير الداخلية طرفاً سياسياً فاعلاً وأساسياً في الحكومة، وذا مصلحة في إنجاح فريقه وحليفه. فكيف إذا كان مرشحاً؟!

هذا البعد "التنفيذي" يطيح المعادلات أيضاً، عندما يتولّى طرفٌ سياسيّ، هو وزير الخارجية، تنظيم اقتراع المغتربين، بالتكافل والتضامن مع وزارة الداخلية. فكيف إذا كان هذا الوزير مرشّحاً ورئيس تيّار؟!

في المجمل، يبطل الحياد والعدل بطلاناً جوهرياً عندما القوى الممثَّلة في الحكومة تمثّل أطرافاً منخرطين حتى العظم في العملية الانتخابية. فكيف إذا كان ثمّة في الحكومة فريقٌ سياسيّ، مذهبيّ، يملك سلاحاً، دون غيره من الأفرقاء، يمنحه ما ليس ممنوحاً لسواه، ولا حتى للدولة نفسها؟!

والحال هذه، كيف يزعم أيٌّ كان (وخصوصاً هيئة مراقبة الانتخابات التابعة للاتحاد الأوروبي)، نزاهةً هي باطلة، حكماً وفي الأساس، وأن يمنح شرعيةً دستورية وقانونية وشعبية، لمنتخَبين مشكوكٍ في صحة انتخابهم وفي عدالة هذا الانتخاب؟!

لقد كنتُ من الداعين الشرسين واللجوجين إلى المشاركة في الانتخاب، على رغم ما يعتور القانون وتنفيذه من شوائب وانتهاكات وارتكابات. هذا، من شأنه أن يزيدني شراسة ولجاجة في فضح التدخل واللاعدل، وفي إشهار عدم الحياد، وتأكيد البطلان.

هل من حقّ أحدٍ، وزير الداخلية، ووزير العدل، أن ينطقا بكلامٍ يقول بنزاهة هذه الانتخابات انطلاقاً من المعطيات الآنفة، فيقع كلامهما في ما يتناقض مع الواقع؟

قد لا أستطيع شخصياً تقديم أيّ إثباتٍ عملاني، على رغم الانتهاكات العلنية المشهودة (7000 انتهاك وفق هيئة مراقبة الانتخابات!) التي اغتصبت نزاهة الانتخابات، وديموقراطيتها، وعدالتها، وحياديتها، وأكدت حصول التدخل والتزوير والتلاعب والرشوة وفائض المال والضغط والترهيب المادي والمعنوي فيها.

لكني أسأل، كيف يقبل قاضٍ في غرفة فرزٍ برئاسته، كان أقسم يميناً معظّمة بأن "يقضي" بالعدل، وأن يكون نزيهاً، بأن "يُطرَد" من "الغرفة"، كلّ المندوبين والمرشحين والمراقبين، فلا يبقى فيها إلاّ جحا وأهل بيته؟ ألا يكفي هذا لينهض دليلاً على عدم الحياد، والبطلان؟! فكيف إذا كان المسؤول قاضياً؟!

والحال هذه، أليست الانتخابات كلّها باطلة؟!

 

باسيل في عيون حلفائه: "هو المحارب الأوّل"

هيام القصيفي/الأخبار/16 أيار 2018

أي مغزى للهجوم المستمر الذي يشنّه رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل على القوات اللبنانية؟ الواضح أنه لا يتعلق فقط بتقليص دورها وحصصها الحكومية، بقدر ما له علاقة باستدراج عروض لحلفائه، من خصوم القوات

بدا مستغرباً استمرار رئيس حزب التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل في هجومه على القوات اللبنانية غداة انتهاء الانتخابات النيابية. فإذا كان مبرراً، بالمعنى الحزبي المحض، توجيه كمّ من الانتقادات الى القوات، كما الى الرئيس نبيه بري والوزير علي حسن خليل، لاستنهاض الناخبين في موسم الانتخابات، إلا أن انكفاء باسيل بعد صدور النتائج عن التعرض لبري، في مقابل استكماله حملته في كافة الاتجاهات ضد القوات، يطرح إشكاليات سياسية عدة.

لا يمكن فصل التعرض لبري عن استهداف القوات، لأن الطرفين يشكلان حالة استفزاز دائمة لرئيس التيار الوطني الحر، لا سيما أن التنسيق غير المباشر والمباشر بينهما يثير حفيظته، لذا عمد الى حصر هجومه الانتخابي عليهما، متّهماً إياهما بالتواطؤ. من هنا بدا لافتاً تحييد باسيل لبري مع صدور النتائج، فيما استكمل حملته ضد القوات، إن في ما يتعلق بالارقام التي حققتها أو بالحصص التي تطالب بها في الحكومة الجديدة.

من الواضح أن حصول القوات على عدد مقاعد يساوي ضعف ما كان لديها سابقاً، شكل نقزة لباسيل وللقوى السياسية الأخرى. ليس تفصيلاً هذا الانتشار القواتي في دوائر انتخابية عدة، لكن الأهم من ذلك الحضور السياسي لرئيس الحزب الدكتور سمير جعجع، الذي فرض على الحياة السياسية إيقاعاً جديداً لا يمكن إلا أن يثير حساسيات مع خصومه السياسين. وإذا كان حزب الله والقوات طرحا نفسيهما كحزبين منظمين، بغض النظر عن اختلافاتهما السياسية الجوهرية، فإنهما أظهرا أن ماكيناتهما الحزبية منظمة كما أن هيكليتيهما متشابهة لجهة ضبط إيقاع الناخبين ورسم الاستراتيجية السياسية لكل منهما. لكن هذا الأمر نفسه هو الذي يثير هواجس سياسية لدى خصوم القوات الذين توجّسوا من هذا الأداء الذي أصبح فاعلاً في الشريحة الشبابية، ولا يزال يشكل ثقلاً في وجدان الجمهور المسيحي، ويسجل له أنه لم يستخدم أي لغة طائفية في معركته الانتخابية.

من هذه الثغرة يحاول باسيل أن ينفذ، أي إنه استفاد من نتائج الانتخابات، ليعيد صياغة خطاب سياسي مبني على تحييد بري، بعد موجة عارمة من استهدافه في لغة لم يسبق له استخدامها، فبدأ يقدم نفسه على أنه المحارب الاول للقوات اللبنانية، موجهاً انتقاداته الشديدة لها، في كل الاتجاهات، بدءاً من رئيس الحزب وصولاً الى القاعدة والناخبين، متناولاً الشعارات السياسية والأداء القواتي عند كل مناسبة.

يبدو باسيل، في هذا الإطار، وكأنه يقدم أوراق اعتماد أيضاً لدى القوى السياسية التي تعادي القوات، سواء كان حزب الله أو تيار المستقبل الذي لا يمكن التعامل معه اليوم على أنه حليف للقوات اللبنانية. أدرك باسيل أن معركته لا يمكن أن تستمر مع بري الذي امتص الهجوم عليه، كما فعل الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، بدعوته الفورية بعد فرز النتائج الى طيّ صفحة الخطابات الانتخابية. فلا الحزب في وارد أن يدعه طويلاً في هذا المسار، ولا بري الذي يعرف أين وكيف سيرد. وأدرك أيضاً أن هناك فواتير يجب أن يدفعها، بعد اللهجة العالية التي خاطب بها بري وفريقه. فأي دخول في نقاش حول الحكومة والمرحلة المقبلة سياسياً وسط التداعيات الاقليمية، والمحلية خصوصاً بعدما جرى في تيار المستقبل، يستدعي منه تدوير الزوايا وسحب التوتر مع رئيس حركة أمل. وهو ارتأى لذلك أهون الطرق، ليس عبر حواره مع حزب الله، وليس في الذهاب طوعاً الى عين التينة، بل عبر استهداف القوات، لأن هذا الهجوم قابل للبيع ولاستدراج العروض، فلا يقدم تنازلات لبري أو حتى لتيار المستقبل، وفي الوقت نفسه يعيد رسم استراتيجية جديدة تقوم على استهداف المنافس المسيحي الذي ازداد عدد خصومه مع ازدياد عدد نوابه. وهو بذلك يصيب عصفورين بحجر واحد؛ يعيد تزخيم حضور التيار مسيحياً، لأن القوات عادت لتكون منافساً قوياً له، ويسلط الضوء على مخاطر فورة القوات وخطورة هذا الصعود محلياً،وربطاً بحلفاء إقليميين، وعلى رأسهم السعودية.

إشكالية هذا السيناريو أنه يفتح الباب واسعاً أمام استعادة التوتر المسيحي الداخلي. فإذا كان التيار الوطني الحر كسب من ورقة التفاهم رئاسة الجمهورية وقانون الانتخاب وتخفيف التشنج في الشارع المسيحي، إلا أنه يجد نفسه، اليوم، متحرراً سياسياً من هذه الورقة وغير محتاج إليها. لكن ما سحبته ورقة التفاهم من توترات في الشارع الذي يوالي الطرفين، عاد الى الظهور في الانتخابات، عبر هجومات واستهدافات إعلامية وسياسية. وهذا يشكل خطوة ناقصة وتحدياً أمام التيار، لأن القوات لم تعمد في المقابل الى مبادلة التصعيد بتصعيد مضاد، بل ما يحصل هو العكس، لأنها تحاول، وقد بدا ذلك واضحاً من كلام جعجع أكثر من مرة، عدم الانجرار والإبقاء على مسافة نقاش سياسي محصور بتشكيل الحكومة، وعدم ترك الاستفزازات من جانب باسيل تأخذ مداها.

في المقابل، يفترض التوقف عند ما سيعكسه تصعيد باسيل لدى بري وحزب الله وتيار المستقبل، والأول معنيّ أكثر من غيره، لأن القوات لم تتخلّ عن علاقتها به. فهل سيجد كلام باسيل صداه لدى هذه القوى فترى فيه شداً للعصب ضد خصمهم المشترك، أم سيبقى محصوراً في إطاره التنافسي الضيق، فلا يحوّل القوات فزاعة يخيف بها الآخرين، ويبقى عليه حينها أن يعيد ترتيب أموره مع من تصادم معهم قبل الانتخابات؟

 

في المزايدة المُمانِعَة..

علي نون/المستقبل/16 أيار/18

يمكن ارتكاب الوهم والزّعم والتقصير والتطويل في سياق محاججة أهل الممانعة في نواحينا. ويمكن الركون بهدوء وقنوط إلى ظواهر البلاء الفتنوي الضارب والسارح على مداه لتثبيت الحكم الذي يُحمِّل أهل المشروع الإيراني جلّ المسؤولية عن عصر «الاقتدار» و«الانتصار» الراهن.. ويمكن بعد ذلك الحضّ على شحذ الهِمم ودبّ الصوت وتدبير الحال دفاعاً عن النفس في مواجهة ذلك المشروع ومصائبه.. ويمكن أكثر من ذلك، الارتداد إلى الزوايا الغرائزية تماشياً مع «ضرورات» النزال وشروطه و«ساحاته»، ثم استمطار اللعنات على من أوصلنا إلى هذا الدرك..

لكن فوق ذلك بعموميّاته وتفاصيله، هناك شيء حسّي ملموس وفاقع اللون والشعاع، لا يمكن سوى عرضه بأوضح تبسيط ممكن، وبعيداً عن الأخذ والردّ والنقاش والكباش: إذا كان البيان الممانع يعتبر المجموع العربي والإسلامي الأكثري، قاصراً أو متنازلاً أو مُهادناً، أو مسالماً، أو مستسلماً، أو عاجزاً أو قانعاً وقابعاً، أو «متآمراً» أو لا يعرف «أصول الجهاد في سبيل البلاد»، أو يفضّل المقاولة على «المقاومة».. وإذا كان المجموع الممانع (الإيراني) في المقابل قادراً مناضلاً مقاتلاً مقاوماً يرفض الإذعان والخنوع والخضوع ويعرف «أصول الجهاد» في مواجهة الأعداء الصهاينة والأميركيين: ويعرف التفريق بين الصحّ والغلط والمهم والأهم ويرطن على مدى الأيام والساعات والثواني بفلسطين وأهلها وبقدسيّة قضيتها ومركزية تلك القضية وأولويتها وريادتها.. فلماذا لا يفتح النار على الإسرائيليين؟! ولماذا لا يُشعلها «حرباً مقدّسة» ضدّهم؟! ولماذا لا يهبّ بفيالقه وعسكره وصواريخه دفاعاً عن أهل غزة؟! ولماذا لا تُبادر طهران باعتبارها «عاصمة الممانعة» إلى قطع العلاقات مع الغربيين، وإعدام محاولات إعادة التواصل مع الأميركيين، ووقف ندب «الاتفاق النووي» معهم؟! ولماذا لا يُسأل الكرملين عن طبيعة «العلاقة الحميمة» بينه وبين قادة «الكيان الصهيوني الغاصب»؟! ولماذا في الأصل، لا يُبادر إلى تغليب الأساسي على الفرعي ويعمل من جهته «الصادقة والحريصة والريادية» على الأقل، على إقفال المعارك في صفوف المسلمين لأن «الأولوية» و«المركزية» هي لفلسطين وقضيتها ولقتال الصهاينة وداعميهم؟! بل لماذا لا يخجل ولا يستعيذ بالله إزاء شرور البلاء «الداخلي» المستفحل بل يفعل العكس؟ ولا يكاد يقفل صالة أفراح حتى يفتح واحدة أخرى احتفالاً «بانتصاراته» و«إنجازاته» و«بطولاته»؟! بل لماذا يستأسد أمام السوريين ويتأرنب أمام الإسرائيليين والأميركيين؟! بل لماذا انزوى وانطوى عندما دمّر طيران العدو في ساعتَين ما بناه على مدى سنوات في سوريا؟! ولماذا عدد ضحايا حروبه بين العرب والمسلمين يُعدّ بعشرات ومئات الآلاف، فيما لا يتضمّن إرثه الثوري، جزمة جندي صهيوني واحد جندله في الجولان أو الضفة وغزّة؟! ولماذا انخرط بزخمه وماله وحشده المذهبي وسلاحه وصواريخه ومستشاريه في حروب تدميرية عصيّة على الحصر من اليمن إلى سوريا مروراً بالخليج العربي والعراق، ولم ينخرط في المقابل في معركة واحدة مع «المحتلّين» والغاصبين الشياطين وأنسباء الشياطين؟! لماذا يكتفي إزاء «القضية المركزية المقدّسة» بالعَلْك والمزايدة والمتاجرة بالشعار (أقلّه منذ العام 2006) فيما لا يعوّف رصاصة ولا صاروخاً ولا برميلاً ولا غازاً سامّاً في معاركه اليمنيّة والسورية؟!

.. لماذا لا يقرّ بحقيقة أنه انتصر على إسرائيل في موقعة جغرافية واحدة هي تحرير جنوب لبنان، لكنه بمشروعه الفتنوي ومعاركه «الفرعية» في سبيل النفوذ الإيراني، مكّنها من «الانتصار الشامل»! وجعلها أقوى مما كانت عليه في كل تاريخها؟! وسهّل عليها التفرعن اللصوصي! وجعل جرائمها في حق الفلسطينيين أمراً هزلياً وهزيلاً مقارنة بفظاعات وجرائم ومجازر الفتن البينيّة العربية والإسلامية؟!

لماذا لا يرعوي ويكفّ مزايداته عن العرب والمسلمين، ويكتفي بأناشيده «الانتصارية» الواضحة جداً في كل مكان.. إلاّ فلسطين؟!

 

كانت محجبة وبعد انتقالها إلى بيروت ظلت محجبة

بادية فحص/نقلاً عن موقع الدرج /16 أيار/18

 هذا النص هو تدوينة سيدة انتقلت من مدينتها الداخلية (الأرجح أنها في جنوب لبنان) إلى بيروت معتقدة أنها بانتقالها هذا ستتخفّف من أثقال مكان الولادة وما يمليه من أحجية وشعائر

قبل انتقالها إلى بيروت كانت تعاني من قلة التعرق، الهواء جاف في المدينة الداخلية البعيدة عن البحر، حيث كانت تعيش. الآن صارت تغرق في عرقها كمن يعيش في طشت ماء. يخرج العرق من منابت شعرها، يتمدد على طول عمودها الفقري ثم يتساقط إلى الأرض مثل قطرات المطر، يصبح جسدها من أعلاه إلى أدناه أشبه بكأس نفثت برودتها إلى الخارج، حتى مسامات وجهها صارت تقطر عرقاً.

منذ انتقالها إلى بيروت لم تتصالح مع فكرة التماس البرودة من المكيف، لاعتقادها أن الآلات لا يمكن أن تبث هذه الأنواع من اللطافة. الآلة كما انتقلت إليها المعلومة، جامدة لا تملك إحساساً جميلاً، فكيف يمكنها نقله؟ موقفها من الآلة موقف إنساني! لا يمكن للإنسان أن يستجدي حاجة ممن يتناقض مع طبيعته وإلا يصبح مع الأيام مثله، يتماهى معه. في المدينة الداخلية البعيدة عن البحر، كان الهواء لطيفا ومازال، ولا يحتاج إلى آلة ليبث إحساسا جميلا، لكن الأجواء لم تعد لطيفة، صارت مصطنعة، وكلما زارتها يمسها تيار من البرودة.

قبل أن تنتقل إلى بيروت، لم تقتن مروحة أيضاً، يذكرها هدير المروحة بهدير الطائرات المروحية المعادية. هناك تشابه لفظي بين المفردتين وتشابه صوتي أيضاً. المروحيات التي أكلت نصف عمرها، التي أشعلت رأسها شيبا، في ليالي القصف الطويلة، هديرها مازال يرن في أذنيها، يعشش في ذاكرتها. كل هدير بات يذكرها بإحساسها بالعجز عن حماية أطفالها من صاروخ قد يهبط في أية لحظة فوق رؤوسهم، بجزعها وهي تتلو كل آيات القرآن، التي تحفظها بسرعة جنونية وصوت أشبه باللهاث، علها تبعد الخطر عن سقف منزلها. “أووف”، اللعنة على هذه الذاكرة، التي تشكل الحرب كل محطاتها.

محطتان كبيرتان في التسعينيات وثالثة أكبر في منتصف الألفية الثالثة، وما بينها من حروب صغيرة متفرقة، ما زالت تتحكم بانفعالاتها وتصرفاتها، بأفعالها وبردات أفعالها، مرور عابر على أحداثها، كفيل بأن يعيد الرجفة إلى يديها، والدموع إلى عينيها، والضيق إلى أنفاسها. في تلك الأيام كانت جبانة كأي أم، لكنها كانت مجبرة على أن تكون بطلة. يوم احتفلوا بالتحرير، لم تحتفل معهم، كان التحرر يعني لها شيئا واحدا فقط، هو أن تختلف.

قبل أن تنتقل إلى بيروت، كانت محجبة، بعد انتقالها إلى بيروت ظلت محجبة. في المدينة الداخلية البعيدة عن البحر، كانت واحدة من كثيرات، في بيروت، صارت فريدة. لم يكن السفور في المدينة الداخلية البعيدة عن البحر، يعني الفرادة أو التميز. كان هناك سافرات كثيرات، لكنهن كن أكثر تحجبا منها. في بيروت تتمسك بحجابها، هو جزء من هويتها، هو كلها، تعرف نفسها به. حين تعود إلى المدينة الداخلية البعيدة عن البحر، تود لو تنزعه. يزعجها أنه يجعلها جزءا من هوية لا تحملها، لا تنتمي إليها. في بيروت، تحس أن حجابها رسالة، رغم أنها تمقت هذا المصطلح، رسالة تحرص أن تتلوها بحب وانفتاح وتفتح على الحياة ومحو لكل المنفرات.

قبل أن تنتقل إلى بيروت، وقت كانت تعيش في المدينة الداخلية البعيدة عن البحر، كانت حرة، رغم أن كل ما حولها كان يفرض عليها الرضوخ والانصياع. كانت مفرداتها مختلفة، وكانت حريتها تحرج كل من حولها. فتشوا لها كثيرا عن توصيف يطلقونه عليها، لكن قاموسهم كان بعد ضئيلا. الأحداث كانت صغيرة وواضحة وقتذاك ولا تتحمل فكرة الفرز ولا حتى تشغيل العقل. كان الموقف إما أسود وإما أبيض. لاحقا بعد وقوع الأحداث الداخلية الكبيرة وحدوث الاصطفافات، صار التوصيف سهلاً، ومفرداته كثيرة. فصارت كل يوم تحظى بصفة جديدة.

هنا في بيروت، وهناك في المدينة الداخلية البعيدة عن البحر، ستكمل حياتها، ستظل تتنقل بينهما، حريصة على الابتعاد عن كل التوصيفات والأفكار المسبقة والالتباسات. لن تبالي بالمكيفات، ولا بالمراوح، ولا بالبطولات، ولا بالانتصارات، ولا بالاصطفافات، أو بالأحرى لن تعترف بوجودها أو بالحاجة إلى وجودها، لن تتصالح مع برودة هذه الآلات والمصطلحات، رغم أن كل من حولها بارد يصطنع الدفء. ستظل تكره هديرها، وشعاراتها، وفلسفتها، والضغط التي تولده في الغرف المغلقة والعقول المغلقة. لن تغلق بابا طمعا بشعور بالراحة، لا شيء يستحق أن تغلق من أجله بابا. ستظل تشرع نوافذها وأسئلتها على كل المطلات والمطبات، وستقف ولو وحيدة على شرفات الحياة. حتى قبرها ستتطلب أن يتركوا فيه فتحة، ثقبا ضئيلا كي تنام فيه بنفس مطمئنة وقلب مفتوح.

 

 الحرب النيابيّة... وذيولها

فؤاد أبو زيد/الديار/16 أيار/18

لايمكن قبل الدخول في قضايانا الداخلية الكبيرة منها والصغيرة ، إلاٌ ان نحيٌي بطولة الشعب الفلسطيني ،داخل فلسطين على ثورته السلمية الحمراء ضد من اغتصب ارضه وقتلهوشرٌده تحت سمع العالم وبصره ..والاجيال الصغيرة التي ولدت بالقهر والعذاب هي التي تحمل اليوم راية النضال والاستشهاد نيابة عن كل العرب لاسترجاع فلسطين وكنيسة القيامة وجبل الزيتون والمسجدالاقصى وبيت لحك والكرامة العربية التي ديست منذ 70 سنة .

الحرب الانتخابية التي شهدها لبنان منذ ثلاثة شهور انتجت ندوبا عميقة بين اكثر من طرف وحتى بين الطرف الواحد وبين اكثر من حليف ، وما زالت تداعياتها السلبية حاضرة حتى الساعة ، فهاك الكثير من التوتر تحت الرماد وفي قلب جمر الخلافات المتوٌهج ، ويؤملان تكون زيارة رئيس مجلس النواب نبيه بري قصر بعبدا ولقائه رئيس الجمهورية وتناول الخبز والملح معه ، نقطة ماء تبرٌد ما يمكن تبريده قبل دخول العهد الى الملفات العديدة الشائكة .

اكثر الجبهات تأزما حاليا هي جبهة " اوعى خيٌك "التي احتدمت اثناء الانتخابات وما زالت مستمرة بشكل او بآخر على الرغم من بعض الاصوات التي ترتفع عند الطرفين تطالببوقف المناوشات والعودة الى التفاهم والتعاون ، ففي جانب التيار الوطني الحر اعلن النائب سليم عون انه سوف يسعى جهده لقيام تعاون مع حزب القوات اللبنانية ، ولم يتأخر نائب القوات شوقي الدكاش في الرد عليه ايجابا مؤكدا حرص القوات على حماية تفاهم معراب ، على الرغم من وجود شعور عند القواتيين بأن التيار يقف وراء الشائعات التي تقول بأن النائبين المشاركين في تكتل "الجمهورية القوية " قيصر المعلوف وجان طالوزيان ينويان مغادرة التكتل ، على الرغم من نفي النائبين هذه الشائعات والتأكيد على بقائهما في تكتل القوات ، كما ان مسؤول مكتب الاعلام والتواصل في حزب القوات الزميل شارل جبور أكد ردا على محاولات اغضاب القوات لاحراجها واخراجها من الحكومة المقبلة أن "لا احد قادر على القفز فوق القوات..." يضاف الى ذلك ان كتابات عديدة بدأت تنشر وتتمحور حول "مصير تفاهم معراب " بعد حملا ت الوزير جبران باسيل ضد رئيس حزب القوات سميرجعجع وضد وزراء القوات في الحكومة الحالية .

اما في جبهة تيار المستقبل فان نتائج الانتخابات خلقت ندوبا وشروخا في جسم التيار يعمل الرئيس سعد الحريري في عملية تطهير واسعة على تنقية الجسم ممن اهملوا او تقاعسوا او استغلوا او لم يقوموا بواجباتهم على الشكل الصحيح وطال التطهير عددا من القيادات والمسؤولين والحملة وفق المعلومات مستمرة ، ولكن الخطير الذي هزٌ التيار الازرق هو ما صدر من كتابات تناولت بالاسم عددا من المسؤولين الكبار في التيار ومن الوزراء واتهامهم بالفساد واستغلال المنصب ، اعتبرتها قيادة التيار حملة مشبوهة كاذبة هدفها تناول الحريري والتيار وهي عارية من الصحة .

التيار الوطني الحر لم "يظمط " بدوره من اخبار وكتابات في الاعلام وفي وسائل التواصل الاجتماعي عن خلافات وتجاوزات حصلت في بعض الدوائر تتعلق تحديدا بالاصوات التفضيلية الت صبٌت في مصلحة مرشحين على حساب مرشحين آخرين ويعمل التيار على احتوائها ولملمتها ضمن البيت الواحد

 

تقرير أعددته منذ سنة لمناسبة التجديد لحاكم مصرف لبنان، وضمنه حديث مع روي بدارو وتوفيق كسبار

ايلي قصيفي/16 أيار/18

سلامة لولاية خامسة: هل يمكن الاستمرار بالسياسة النقدية نفسها؟

لم يعد بمقدور اللبنانيين الثقة بـ"المعجزة اللبنانية"، أي بقدرة لبنان على تجاوز المخاطر الاقتصادية والمالية باستفادته من ظروف محلية وإقليمية سياسية واقتصادية أنعشت اقتصاده مرّات عدة لكنّها لم تبن "اقتصاداً حقيقياً". اليوم ثمة مخاطر حقيقية يواجهها الوضع المالي اللبناني. هذا ما تخلص إليه النشرة الفصلية للبنك الدولي الصادرة في 14/5/2017، و"التي تتضمن ما يمكن اعتباره تحذيرا من استمرار النموذج المالي اللبناني في لبنان إذ أنه بات مستنزفاً من كثرة الاعتماد على التمويل الخارجي" (جريدة "الأخبار"، 16/5/2017). التقرير نفسه يشير إلى أن "عجز الحساب الجاري ارتفع من 17% من الناتج المحلي إلى 21%، "ما يترك لبنان مكشوفاً على مخاطر تمويلية جديّة". كما يتحدث عن تداعيات سلبية لـ"الهندسات المالية" التي اتمّها المصرف المركزي في النصف الثاني من العام الماضي، فـ"هذه العمليات ليست مقبولة من السوق، وهي تخلق سيولة كلفتها مرتفعة على المدى الطويل، رغم أنها تشجّع المصارف على الاحتفاظ بالأصول المحلية". كذلك انتقد صندوق النقد الدولي في تقريره الصادر أخيراً في إطار مشاورات المادّة الرابعة "هندسة مصرف لبنان" الأخيرة، واعتبرها "لا تشكّل حلّاً مستداماً لحاجات لبنان التمويلية"، لكنه في الوقت نفسه نوّه أنها ساعدت في التصدّي لانخفاض الاحتياط في العملة الأجنبية. ("الأخبار"، 24/4/2017). هذا في وقت انتقد عدد من خبراء الاقتصاد اللبنانيون بشدة هذه "الهندسة المالية" بينما دافع عنها آخرون بينهم مصرفيون وخبراء اقتصاديون أيضاً. فعلى سبيل المثال يذكر الكاتب والخبير الاقتصادي توفيق كسبار في مقالة له في جريدة النهار بتاريخ 4/4/2017 أن مصرف لبنان أعطى عبر هذه الهندسة أرباحاً للمصارف من دون مقابل تساوي بحسب رقم الصندوق 5،2 مليارات دولار. (الكاتب عصام الجردي يرى أن تكلفتها كانت في المرحلة الثالثة منها بإعادة الاكتتاب في سندات الخزانة، 15 مليار دولار أميركي وليس 5.5 مليارات ("المدن"، 24/3/2017)، كذلك يكتب محمد زبيب في "الأخبار" (23/5/2017) أن حساباً بسيطاً لكلفة "الهندسة المالية"، أو الربح الناتج منها، يوصل الى رقم يفوق 15 مليار دولار). وفي مقالة أخرى له في الصحيفة نفسها بتاريخ 26/1/2017 يشير كسبار إلى أن "هذه الهندسة المالية لم تعطِ انطباعاً جيداً عن وضع المصارف، إنما أعطت بالأخص مؤشراً عن مدى يأس السلطة النقدية ما أجبرها على دفع تلك العمولات غير الاعتيادية بأي مقياس". في المقابل يبرر حاكم مصرف لبنان هذه العمليات بالحاجة إلى "كسب الوقت نقدياً، وإبقاء وضع الليرة مستقراً (...) وتعزيز ميزانيات المصارف بما يكفي من الأموال لمواجهة متطلبات الرسملة المطلوبة منها حتى عام 2018"، (رياض سلامة، الحياة، الثلاثاء ١٨ تشرين الأول ٢٠١٦). من جهته يرى رئيس مجلس الإدارة والمدير العام لـ "بنك لبنان والمهجر" سعد أزهري أن "هذه الهندسة المالية ساهمت في ترسيخ الإستقرار النقدي وثبات سعر الصرف وزادت من منسوب الثقة بالوضع المالي".

في ظل هذه المعطيات عن الأوضاع المالية والاقتصادية في لبنان في ظل حالة عدم الاستقرار التي تعّم المنطقة والتي تطال بطبيعة الحال لبنان من نواح سياسية واقتصادية واجتماعية، يتمّ التجديد لحاكم مصرف لولاية خامسة حتى العام 2023 توالياً منذ العام 1993. يحدث ذلك في وقت يضغط ملف العقوبات الأميركية على حزب الله والتي يرجح ان تكون أكثر اتساعاً وشمولاً بنسختها المرتقبة، وليس خافياً أن مؤيدي التجديد لسلامة يشيرون إلى دور "خلاصي" له في تخفيف وطأة هذه العقوبات على لبنان. كما يتم التجديد لسلامة بالرغم من معارضة رئيس الجمهورية لهذا الخيار مراراً. وهو قال أخيراً أمام وفد من الهيئات الاقتصادية وآخر من جمعية المصارف أن "تثبيت سعر صرف الليرة يكون بالإنتاج وليس بالدين"، وهو يوجه بكلامه هذا انتقاداً مباشرا لسياسة سلامة النقدية. علما أن جرادي يرى أنّ "الإفراط في الدين ورفع الفوائد ليسا صنيعة مصرف لبنان منفرداً. هو مولود هجين لـ"زواج المتعة" بين السياسة النقدية لتثبيت سعر الصرف، وبين السياسة المالية المكشوفة على عُجوز شديدة القسوة، عقد قرانه سلامة بهندسة مالية بالقبول والرضا مع وزراء المال المتعاقبين". ("المدن"، 24/3/2017)

تثبيت سعر صرف الليرة

يسهب الدكتور روي بدارو في الحديث عن سياسة تثبيت سعر صرف الليرة مقابلة الدولار، فيبدأ بالقول إنه "في مرحلة أولى ربطوا الليرة اللبنانية بسعر صرف الدولار، على غرار ما كان حاصلاً في التسعينيات في أميركا الجنوبية وإسرائيل نظراً للتضخم المفرط hyperinflation في هذه البلدان. في ظروف كتلك التي كانت سائدة في لبنان وقتذاك كانت عملية ربط الليرة بالدولار ضرورية وجيدة لا مهرب منها". لكن بدارو يرى أنه "كان يجب في مرحلة معينة أن نخرج شيئاً فشيئاً من هذه العملية. لأنها أعطت قدرة شرائية عالية جداً ما أراح الشعب والوضع الإجتماعي عموما. وتحسنت القدرة الشرائية فجأة وبقوة، لكن في الوقت نفسه كان يجب ألّا تخدم (هذه العملية) أكثر من وقت معين لنستطيع لاحقاً أن نخرج منها ليكون لدينا مرونة بسعر الصرف فيستطيع الاقتصاد أن يتأقلم أكثر مع هذه العملية، ونخلق في الوقت نفسه اقتصاداً بناءً وفرص عمل".

فهناك، بالنسبة إلى د. بدارو وجه آخر لعملية تثبيت سعر صرف الليرة مقابل الدولار. فصحيح أن القدرة الشرائية لدينا ازدادت، لكن في الوقت نفسه حصل ازدياد في القدرة الشرائية على حساب الاقتصاد الحقيقي واقتصاد خلق الفرص والانتاجية. صار هناك هوساً obsession بعملية سعر صرف الليرة. الشعب يرى ما هو بيّن من هذه العملية. بمعنى أن ما هو ظاهر يومياً هو سعر الصرف، تفتح الراديو أو الجريدة أو التلفزيون فتقرأه أو تسمعه، لكن في حقيقة الأمر فإن كلفة هذا التثبيت كانت زيادة معدلات البطالة وخلق اقتصاد تهجيري. أصبح الشباب لا يجدون عملاً هنا، لأنه ليس هناك خلق لفرص عمل بشكل كاف. لكن هذه السياسة النقدية ليست السبب الوحيد لذلك إذ كان هناك وضع امني غير مستقر وكان هناك وجود لسلاح غير شرعي، الناس كانوا غير مطمئنين، وكان هناك هدر في الدولة وفساد. أي أنّ كل العوامل التي تطمئن الاستثمارات الأجنبية لم تكن متوفرة. اصبحنا كمن يهرب من مكان معين ليعلق بمكان آخر سيء جدا، أعني الاقتصاد التهجيري الذي قام ليس فقط بسبب تثبيت سعر صرف الليرة، انما تكلفة المنظومة الاقتصادية القائمة كانت عالية جدا على الاقتصاد.

هل يمكن ان نكمل على هذا النحو؟

يجيب بدارو: لبنان لطالما استفاد من ظروف إقليمية انعكست إيجابا على اقتصاده. ففي العام 1948 أتى الفلسطنيون بأموالهم، وفي العام 1956 تمّ تأميم قناة السويس فأتى المصريون واستثمروا في لبنان. في الستينيات أتى السوريون وفتحوا مصارف ومصانع، سنة 1973 استفدنا من الفورة النفطية، في التسعينيات من العرب.. والآن اذا استخرجنا الغاز بعد خمس أو ست سنوات سنستفيد من هذا الظرف لكن لا نكون في صدد بناء اقتصاد. ونكون قد أقمنا اقتصادا ريعيا ذا كلفة اجتماعية عالية جدا بغض النظر عن الكلفة الاقتصادية، ونحن لسنا قادرين ان نخرج من هذه الدوامة إلا إذا اتخذنا قرارات جريئة، لكن هذه القرارات لا يجب أن تبدأ بسعر الصرف، فهذا خطأ فادح، إذ يجب أن نبدأ بإصلاح بنيوي في الدولة. (وهو رأي يذهب اليه أيضاً د. كسبار الذي يرى أن هناك صعوبة كبيرة في تحرير سعر الصرف في بلد ما عندما يكون اقتصاد ضعيفاً، كذلك كتب الخبير المالي والاقتصادي شربل قرداحي في "الأخبار" بتاريخ 16/5/2017، أنه يجب المحافظة على سياسة سعر الصرف الحالية، لما لها من منافع على الاقتصاد اللبناني الصغير والمُنفتح).

ما الحل؟

يمكن أن نجد حلاً وسطاً، أي ما أسميه الخروج الهادئ soft landing، والمتدرج من هذا الجمود في سعر صرف الليرة. فبداية عوض أن نربط سعر صرف الليرة بالدولار نربطه بالدولار واليورو معاً لأنّ هناك قسما من صادراتنا إلى بلدان اليورو، وفي المستقبل اكثرية صادراتنا ستكون إلى أوروبا. لكنّ هذا هو جزء من استراتيجية عامة، يقول بدارو.

يضيف: نحن لا نستطيع ان نحمّل المسؤولية عن وضعنا الحالي لإجراءات صرف الليرة. هناك اجراءات بنيوية يجب ان تسبق أي تعديلات على سعر الصرف وهناك اجراءات مالية ايضاً. أي اليوم نحن سنضع في بالنا انه من هنا لـ10 أو 15 سنة نسبة الدين على الناتج القومي يجب أن تكون 100%. لا نستطيع أن نبقى في الـ150 و160 و180 في المئة. لأن ذلك تكلفته عالية جداً ويدمر الاقتصاد كما لا يسمح للمصارف بأن تقرض لاقتصاد متطور، لأنها ستجبر على اقراض الدولة وخدمتها. اصبحنا بوضع كأننا أسرى مسجونون يجب علينا ان نتحرر لكن لكي نتحرر علينا ان نبدأ بالخطوات البنيوية لنصل في الآخر إلى الخطوات النقدية.

يرفض بدارو الحديث عن الهندسة المالية بإسهاب، يكتفي بالقول إنّ "الأموال التي جمعوها رفعت احتياطي القطع الى 41 مليار دولار، لكن هذا الاحتياطي عاد وانخفض 4 أو 5 مليارات دولار، كل ذلك بتكلفة عالية جدا، فإلى متى سيبقى مصرف لبنان يجمع الدولارات بهذه التكلفة العالية؟".

يرى بدارو أن 20 مليار دولار كافية، ليس هناك ضرورة لأن نصل إلى 40 مليار دولار كاحتياطي قطع، ولا يجب إن نقلق إن وصلنا إلى 25 أو 26 ملياراً. يجب أن تبدأ السوق بالتيقن أنّ 25 مليار دولار كافية تماما لتحمي سعر صرف الليرة، وبعد أن نقوم بالاصلاحات نفتح العملية لتكون هناك مرونة. نكون وقتها على علم بأن الاقتصاد لن يهتز كثيرا، خاصة أن السياحة ستكون ناشطة، وبالتالي سندخل دولارات ويكون لدينا صادرات إنتاجية بـ7 أو 8 مليار دولار.

يختم: حتى اليوم ما فعله سلامة ممتاز وهذا اقصى ما يمكنه فعله، لكن ملاحظتي الوحيدة أنه لم يكن يجب أن يصل الى 40 مليار كاحتياطي قطع. علماً أنه ليس صعبا تحديد السقف بـ20 مليار اذا كان هناك سياسة اقتصادية تأخذ بالاعتبار الاصلاحات البنيوية المطلوبة في الادارة. لكن الدولة ليست حاضرة لمثل هذه الإصلاحات والمجموعة الحاكمة غير قادرة على القيام بها.

من يسائل حاكم مصرف لبنان؟

الدكتور توفيق كسبار الكاتب والخبير الاقتصادي يعود عند سؤاله عن السياسة النقدية المتبعة من جانب حاكم مصرف لبنان وعن تقييمه لأداء هذه الأخيرة منذ العام 1993 إلى مبدأ أساسي و"بديهي" وهو مساءلة الحاكم عن هذه السياسة من جانب السلطة التنفيذية والسياسية عموما. "لا مساءلة عن سياسة الأصول لا من الحكومة ولا من المجلس النيابي"، يقول كسبار. ويذكر أنّه كان شاهداً بنفسه على جلستي مسائلة لحاكم مصرف لبنان السابق إدمون نعيم في فيلا منصور في أواخر الثمانينات. "قد يكون سلامة مستأهلاً لجائزة نوبل لكن هل من أحد يعرف ماذا يفعل؟ السلطة السياسة سواء وزراء المال او المجالس الوزارية أو البرلمان، هل طرح أي منهم في مرة من المرات سؤالاً على سلامة حول السياسة النقدية؟". هذا تخل مفضوح عن المسؤولية من قبل هؤلاء جميعاً، يقول كسبار. ويشير إلى أنّ "مصرف لبنان توقف عن نشر تقريره منذ العام 2002 ليخفي خسائره من جراء سياسته، كذلك الفوائد للمصارف لا فكرة عنها". ويحمّل كسبار الاعلام أيضاً مسؤولية في عدم المساءلة بشأن السياسة النقدية، فـ"الإعلام فقد حسّه الديموقراطي ولم يعد يقوم بواجبه التاريخي والطبيعي في المساءلة حول السياسات العامة بمختلف جوانبها".

مع العلم انّ د. كسبار يقترح في مقالة له منشورة بجريدة النهار في 4/4/2017 بعنوان: "في خطر "الهندسة المالية" ومشروع الموازنة على اللبنانيين"، يقترح "إجراءين فقط للحدّ من مخاطر التدهور المالي والنقدي. أولاً، وبعد اتفاق الرؤساء الثلاثة، أن يفرض مجلس الوزراء سقفاً على عجز موازنة عام 2017 مقداره 4 مليارات دولار (أو سقفاً أدنى إذا أمكن)، يتبعه خفض تدريجي في العجز ﺑ500 مليون دولار على الأقل كل عام، وذلك لبضع سنوات ومهما كانت الإجراءات الضرورية لتحقيق هذا الهدف. وثانياً يجب مساءلة مصرف لبنان عن سياسته النقدية، بما فيها هندسته المالية، بالأخص عن موجبات دفع تلك الفوائد الباهظة للمصارف والتي لا يمكن تبريرها بأي معيار مصرفي أو اقتصادي".

 

نصائح مجاناً.. وفوائدها لا تُقدَّر بثمن

إلهام فريحة/الأنوار/17 أيار/18

القواعد الأساسية لحياة سعيدة بعد الستين عاماً إن أطال الله في عمرك أيها القارئ رجلاً كنت أم إمرأة:

الوقت قد حان لصرف المال الذي جمعته من عرق جبينك في حياتك والتمتع به، فلا تفكر في التوفير لأنَّ عمرك قريب من النهاية وسيبقى مالك الذي جمعته للورثة، وربما اختلفوا وتخاصموا من أجله.

حتى تكون عندك حياة صحية، حاول المشي كثيراً فهو رياضة الكبار في السن، ولا ترهق نفسك فإذا تعبت ارتح، ثم واصل حتى تنهي حصتك ولا تزد عن ساعتين كل يومين. تناول أحسن الأطعمة واشرب السوائل قدر المستطاع ولا تسرف.

لا تشترِ الرخيص لنفسك، بل اشترِ دائماً الأفضل للتمتع به في أيامك الباقية.

لا تغضب لأسباب تافهة وبسيطة، ولا تبالٍ بما يقوله الناس عليك في غيابك.

لا تترك الفراغ يسيطر عليك، إقرأ كتاباً أو جريدة أو شاهد برامج تلفزيونية ثقافية وإخبارية ورياضية، اطبخ، ازرع الأزهار، حاول دائماً زيارة الأقارب من أبناء وأصدقاء، أو اتصل بهم هاتفياً ولو لم يتصلوا بك أو يزوروك، فبادر أنت دائماً.

إذا ناقشت الشباب فلا تختلف كثيراً معهم فأفكارهم ليست بأفكارك، أنت لك تجربة وهم في مقتبل العمر، ولا تتباهَ بزمنك القديم والجميل أمامهم، فزمانك الحقيقي هو الآن.

أنصت ثم أنصت قبل الكلام، وإذا تكلمت فاختصر ولا تتكلم إلاّ على الأشياء الحسنة، لا تتذكر ما فات من حياتك في مصائب وذنوب أو هفوات، وحاول أن لا تحرج أحداً.

حاول أن تبحث عمّا يُسلّيك، ولا تحاول مشاهدة مناظر مفزعة لا في الأخبار ولا في الأفلام ولا في الواقع.

هذه نصائح كتبها مَن اختبر الحياة، لمصلحة مَن لم يختبر الحياة بعد.

 

ليس بالوعود يحيا اللبناني

إلهام فريحة/الأنوار/17 أيار/18

أمس الأربعاء كانت إحدى آخر جلسات مجلس الوزراء، وربما تكون الأخيرة، ليدخل البلد بعد ذلك في حكومة تصريف الأعمال إلى حين تشكيل حكومة جديدة.

وضعت "حرب الإنتخابات النيابية" أوزارها، ربح مَن ربح، خسر مَن خسر، وعاد البلد إلى حياته الطبيعية بعدما غرق أو أُغرق بالوعود والشعارات والبرامج الإنتخابية التي لا قيمة لها إذا لم توضَع على سكة التنفيذ. فأياً يكن شكل الكتل النيابية وحجمها، وأياً تكن موازين القوى داخل الحكومة الجديدة، فإنَّ ما يعني المواطنين من الكتل النيابية ومن الأحجام في الحكومة هو الملفات التالية:

ملف الفساد والهدر في الإدارات الرسمية:

هل ستضع الحكومة الجديدة "خطة طوارئ" للبدء في عملية التطهير الإداري لمكافحة الفساد أم ستترك الأمور على غاربها؟

معروفة مصيبة البلد أنَّها قائمة على فسادٍ مستشرٍ في مختلف إدارات الدولة، وكل التقارير التي تضعها الهيئات والمؤسسات الدولية تضع لبنان في المرتبات الدنيا لجهة انعدام الشفافية والمحاسبة.

هنا التحدي، هل ستجرؤ الحكومة الجديدة على الإقدام على ما لم تقدم عليه الحكومات المتعاقبة؟

هل سيتمُّ وضع مكافحة الفساد في أولويات البيان الوزاري؟

البلد لم يعد يحتمل هدراً وفساداً وسرقات، وليس قدر المواطن أن يبقى يدفع الضرائب لتكون مهمته إعطاء المال للدولة ليذهب إلى الجيوب بدلاً من أن يذهب إلى تحسين الأوضاع.

ماذا ستفعل الحكومة بملف الكهرباء؟

هل سيبقى المواطن يدفع ثلاث فواتير؟

فاتورة مؤسسة كهرباء لبنان وفاتورة اشتراك المولد وفاتورة المولد الخاص؟

ليس هناك بلد في العالم يعاني فيه المواطن ما يعانيه المواطن اللبناني من فواتير مثلثة الأضلاع كفاتورة الكهرباء وفاتورة المياه.

هل ستنظر الحكومة العتيدة إلى معضلة ازدحام السير؟

الصيف على الأبواب، والحكومة تعدنا بالسياحة، فكيف سيتم هذا الأمر مع ازدحام السير؟

هل تدرك الحكومة أن تراجع العملة التركية أمام الدولار الأميركي سيجعل كلفة السياحة في تركيا أرخص بكثير من السياحة في لبنان؟

ما هي البرامج التي ستقدمها الحكومة غير التنظير؟

هل تتذكر أنَّ من الشعارات البارزة للبنان أنه بلد "السياحة والخدمات"؟

ماذا عن التلوث في كل شيء؟

ما هي الخطة لمكافحته؟

من تلوث المياه، إلى تلوث المأكولات، إلى تلوث الخضار والفواكه، إلى الأسمدة الزراعية غير المطابقة للمواصفات، فهل لدى الحكومة خطة لمواجهة هذه القضايا؟

ماذا عن أزمة البطالة ووجود الآلاف من الجامعيين من دون عمل؟

إنَّ الموضوع يزداد خطورة حين يعلم اللبناني أنَّ النازح السوري ينافسه في الأعمال وأنَّ قضية النازحين لن يكون لها حل في المدى المنظور.

هذه عينة من التحديات المطروحة أمام الحكومة العتيدة ومجلس النواب الجديد، وبناءً عليه، هل تضعون وعودكم جانباً لتبدأ عملية المتابعة والمحاسبة؟

ليس بالوعود يحيا اللبناني.

 

مجرد أحرف ناسخة

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/16 أيار/18

بعد الحرب العالمية الثانية، أطلقت الولايات المتحدة في أوروبا «مشروع مارشال»، الذي حمل اسم وزير خارجيتها الجنرال جورج مارشال. شملت المساعدات حلفاء أميركا في الحرب وبعض أعدائها، مثل ألمانيا الغربية. وانتهت المسألة كلها إلى أن أميركا كسبت مجموعة من الأصدقاء الناجحين اقتصادياً، الذين أصبحوا من أهم شركائها أيضاً. يخيّل إلى أن مشروع، أو «خطة» مارشال، كان أهم المبادرات التي عرفتها السياسات الدولية. وعندما أفكر في أن صاحب المشروع كان عسكرياً، لا بد من وضعه في مرتبة دوايت أيزنهاور الذي هدد دول العدوان الثلاثي على مصر عام 1956، وأرغمها على التراجع، أو في الجنرال ديغول، الذي وقف ضد رفاقه العسكريين من أجل إنهاء حرب فرنسا في الجزائر. يواجه الغرب الآن، وإلى حد ما، جزءٌ كبيرٌ من العالم، موقفاً عدائياً من روسيا وفلاديمير بوتين. أتذكر نهايات الاتحاد السوفياتي عام 1991، يوم انفرطت الجمهوريات الخمس عشرة كل في حالها. كانت تلك أعظم فرصة في تاريخ أميركا وتاريخ الأرض لقيام عالم جديد يدوم سلامه قرناً على الأقل. كانت روسيا المتعبة في حاجة إلى «مشروع مارشال» آخر، يساعدها على أزمتها الاقتصادية وعلى تدبير آثار الانهيار الكبير. وراح ميخائيل غورباتشوف يطلب علناً، وفي شيء من المهانة، الشراكة مع الخصم السابق. لكن رد جورج بوش الأب كان ثأرياً وسطحياً وقصير النظر. أراد أن يتمتع برؤية العملاق الروسي منهاراً ومفتّتاً بدل من أن يساعد موسكو على أن تصبح حليفاً آخر مثل اليابان وألمانيا. التصرف الأميركي المتعالي هو الذي حرّض الروس على غورباتشوف. وهو الذي أعاد عتاة الكرملين مثل يفغيني بريماكوف، الذي قطع رحلته الشهيرة إلى أميركا من فوق الأطلسي، ليعود إلى موسكو. وتتالت الأمور بحيث وصلت إلى ظاهرة بوتين، الذي شكّل للروس رمز العودة إلى النهضة الوطنية. خسر العالم بأجمعه فرصة انفراج تاريخي لا أحد يعرف كم كان سيكون مداه. وأدى الصراع الذي قام مجدداً إلى تسرب ظاهرة الإرهاب من بين أصابع الفريقين. وكالعادة، دفع الشرق الأوسط ثمن الجزء الأكبر من الصراع باعتباره الساحة الأكثر تعرضاً للاشتعال. كلما توغلنا في الصراع الجديد، تذكرنا لو صدف وجود جورج مارشال في واشنطن مع وجود ميخائيل غورباتشوف في موسكو. غير أن الأسلاف قد سبقونا في إدراك العبث، وسمّوا ليت ولعل أحرفاً ناسخة.

 

إيران في عيون كورية

عبد المنعم سعيد/الشرق الأوسط/16 أيار/18

قد تبدو إيران بعيدة جغرافياً عن شبه الجزيرة الكورية، وكلتاهما تنتمي من الناحية الاستراتيجية إلى إقليمين مختلفين، هما الشرق الأوسط للأولى وشرق آسيا للأخرى، حيث التاريخ والجغرافيا والديناميات الإقليمية مختلفة؛ إلا أن شخصاً واحداً بات يربط بينهما: دونالد ترمب، أو الإدارة الأميركية بقيادة الرئيس الأميركي الجديد. فالأقدار كثيراً ما تعمل بطريقة غريبة، لكن الثابت هو أن واشنطن خاضت تجربة كبيرة وعميقة خلال ما يقرب من عام ونصف العام من التفاعلات الحادة مع بيونغ يانغ وسيول، انتهت إلى صورة تختلف جذرياً عما بدأت به. ويصبح السؤال هو، هل تكون التجربة الأميركية مع طهران مماثلة لما جرى في كوريا؛ أم أن الأقاليم تختلف، والمسرح ليس كما كان، والتفاعلات فيها من المتغيرات ما يجعل المشابهة غير مقبولة أو حتى غير ممكنة؟ المؤكد أن المسألة الكورية دخلت دوراً من التصعيد مع وصول دونالد ترمب إلى البيت الأبيض؛ قبل ذلك كان هناك إدراك لصعوبة الأزمة الكورية، بل إن هيلاري كلينتون، وزيرة الخارجية الأميركية في عهد أوباما الأول، والمرشحة للرئاسة ضد ترمب، كانت ترى أن الأزمة الكورية هي أكثر الأزمات التي تواجهها أميركا صعوبة. كانت كوريا الشمالية قد استأنفت برنامجها النووي بنشاط ملحوظ، ومعه بذلت جهوداً مضنية من أجل تطوير صواريخها من حيث المدى والدقة بغرض الوصول إلى الحدود الغربية للولايات المتحدة أو على الأقل بعضاً من جزرها في المحيط الباسفيكي، ومن وقت إلى آخر كان الرئيس الكوري الشمالي كيم جونغ أون يداعب اليابان بمرور صواريخه فوق الجزر اليابانية. من الناحية العملية، فإن كوريا الشمالية فعلت كل ذلك وهي تعيش تحت وطأة أكثر نظم العقوبات الاقتصادية التي عرفها العالم قسوة وتشدداً. إيران كانت أوضاعها أفضل، وبخاصة بعد الصفقة النووية التي بمقتضاها توقفت نظرياً على الأقل عن إنتاج الأسلحة النووية، بينما باتت الأسواق العالمية كلها مفتوحة أمامها، وفوق ذلك استعادت ما كان لها من أموال واقعة تحت الحفظ أو التقييد في البنوك الغربية. أعطى ذلك لإيران طاقات كبيرة استخدمتها كما فعلت كوريا في تطوير صواريخها من حيث المدى والدقة لكي تصل إلى إسرائيل والشطآن الأوروبية وعدد كبير من الدول العربية. وأكثر من ذلك، فإن إيران استغلت الاتفاق في توسعة نفوذها الإقليمي في العراق وسوريا ولبنان واليمن من خلال قوات إيرانية مباشرة تحت اسم الحرس الثوري الإيراني، ومن خلال قوات موالية لها مثل الحشد الشعبي في العراق و«حزب الله» في لبنان والحوثيين في اليمن، ومؤخراً البوليساريو في المغرب. ورغم أن التقارير الدولية الرئيسية الخاصة بمراقبة السلاح النووي الإيراني، فإن معلومات أخيرة بدأت في التسرب حول برنامج إيراني سري لإنتاج هذا السلاح. في كل الأحوال، فإن النظام الإيراني بات عنصراً كبيراً من عناصر عدم الاستقرار في الشرق الأوسط كله.

وسواء كان الأمر في بيونغ يانغ أو في طهران، فإن كليهما يشهد على نظام شمولي يستخدم الشيوعية في كوريا والدين في إيران؛ ولكليهما علاقات مريضة مع شبكات خفية للإرهاب والتهريب، وحتى الجريمة المنظمة في العالم. من الناحية الأميركية، فإن المرشح دونالد ترمب جعل جزءاً مهماً من حملته الانتخابية يدور حول التعامل مع الأزمة الكورية والأزمة الإيرانية من خلال رفض المهادنة مع أي منهما طالما يستمر النظام في إنتاج ما تراه الولايات المتحدة تهديداً لها أو لحلفائها، سواء كان ذلك من حيث السعي لإنتاج السلاح النووي، أو إنتاج الصواريخ الباليستية طويلة المدى، أو السلوك العدواني الإقليمي. وعندما بات ترمب رئيساً، فإنه اختار التعامل مع الأزمة الكورية أولاً، وبدأ السيناريو بالتهديد والوعيد، وبالغضب والنار كانت الولايات المتحدة على استعداد لدخول حرب مع كوريا الشمالية للإزالة بالقوة ما لم تتم إزالته بالدبلوماسية في أزمنة سابقة. هذه الحالة خلقت سلسلة من التفاعلات الدولية والإقليمية خشية نشوب الحرب؛ فبذلت كوريا الجنوبية جهودها مع كوريا الشمالية، ولعبت الصين الدور الأكبر في تطويع الرئيس الكوري الشمالي العنيد حتى وافق على وقف البرنامج النووي وإنهائه، وكذلك الحال مع الصواريخ؛ والمقابل كان بقاء النظام الكوري واستمراره وعدم تعرضه إلى ما جرى لنظامي صدام حسين ومعمر القذافي في الشرق الأوسط. وهناك احتمال أن يبقي النظام الكوري على الطريقة الصينية والفيتنامية فيكون شيوعياً سياسياً ورأسمالياً اقتصادياً فيكون السوق جسر النظام للعلاقات مع الإقليم ومع الغرب. ترمب لم يكن تاركاً للمسألة الإيرانية بعد توليه الرئاسة؛ فقد كان موقفه هو الرفض التام للصفقة النووية مع إيران، وما أن لاحت بارقة حل الأزمة الكورية حتى أعلن ترمب انسحاب الولايات المتحدة من الصفقة، وبعدها أصبح العالم مختلفاً عما كان عليه قبلها. إيران التي أعلنت أثناء تصريحات ترمب قبل القرار أنها لن تقبل الاستمرار في الصفقة إذا خرجت منها الولايات المتحدة تراجعت بحيث أعلنت استعدادها للتفاوض مع الدول الأوروبية والصين وروسيا، الشركاء في الصفقة؛ مما يفتح الباب لتعديل الصفقة القديمة، وأكثر من ذلك أن يحصل النظام الإيراني على ما حصل عليه النظام الكوري في البقاء مقابل نزع سلاحه النووي نزعاً كاملاً مع صواريخه طويلة المدى. من ناحية المسار الزمني للأزمة الإيرانية، فإنها الآن لا تزال في المراحل الأولى للأزمة الكورية، وهناك في دول الصفقة من هو على استعداد لفتح قنوات علنية وخفية من أجل عقد صفقة جديدة أو توقيع بروتوكولات ملحقة بالصفقة القديمة تحقق المراد نفسه. وفي هذا الاتجاه، فإن كل هذه الأطراف تعرف أن انفجار الموقف مع إيران ربما يسبب نتائج وخيمة للمنطقة كلها. ومع ذلك؛ فإن الفارق كبير بين الأزمتين، الكورية والإيرانية؛ فالوضع الداخلي في إيران يختلف عن ذلك في كوريا، والقلق الداخلي يدفع في اتجاه مغامرات خارجية تغطي بالفكرة الإمبراطورية على الإخفاق الداخلي، وهناك الأوراق المتعددة التي جرى بناؤها عبر السنوات الماضية، كما أن هناك النفط الذي يعطي مع ارتفاع أسعاره قدرات للحركة الخارجية، وأخيراً هناك استخدام الدين للحركة السياسية لكسب مواقع جديدة كما جرى في الانتخابات اللبنانية والتونسية الأخيرة. وهناك أخيراً، أن سياسة «حافة الهاوية» التي استخدمها ترمب في كوريا ونجحت تتناقض مع استعداده للانسحاب من المنطقة كلها كما صرح من قبل؛ كما تتناقض مع توجهاته إزاء القضية الفلسطينية التي لا تزال جزءاً من الخلطة الحارة لإقليم الشرق الأوسط بتعقيداته، وما وصل إليه من إنهاك بعد عواصف وزلازل الربيع العربي المزعوم. وهناك أخيراً، أن الولايات المتحدة تواجه تكتلاً من إيران وتركيا وروسيا له مصالح مركبة في سوريا والمشرق العربي كله تحتاج إلى نوع من التعامل الذي لا يكفي فيه الوقوف عند حافة الهاوية. إلى أين تقود كل هذه الخلطة الشرق أوسطية، إلى الطريق الكورية التي تفضي إلى تراجع إيراني، أم إلى طريق أخرى مختلفة تفتح فصلاً جديداً من تاريخ الشرق الأوسط العجيب؟!

 

على النظام الإيراني الالتفات إلى شعبه

د. جبريل العبيدي/الشرق الأوسط/16 أيار/18

مشكلة النظام الإيراني أنه اعتاد على تصدير أزماته الداخلية بالهروب إلى افتعال أخرى خارجية، ظناً منه أنها تستر عوار عيوبه الداخلية، ومحاولة لحشد العوام حول فزاعة أنه نظام يحارب من الخارج، وأنه صراع الروم والفرس وما شابه من التفسيرات التي يكنزها لضرورة التضليل الإعلامي، ومنها أنه يحارب بسبب نظامه «الإسلامي»، بينما واقع الحال أنه من يسيء للإسلام، فجميع عمليات تصدير الإرهاب ودعمه التي يقوم بها النظام الإيراني هي في بلدان العالم الإسلامي، بلدان لم تعلن الحرب على إيران ولا تحالفت ضدها، ومنها اليمن وسوريا ولبنان والعراق والبحرين.

النظام الإيراني المختبئ خلف عباءة «ولاية الفقيه»، هو أول من انتهك تعاليم الإسلام بالاعتداء على جيرانه بالتآمر، وزعزعة نظام الحكم والتدخل في شؤونها، وكذلك الحرب بالوكالة كالصواريخ الإيرانية التي تطلقها ميليشيات إيران في اليمن، ميليشيات الحوثي، بينما النظام الإيراني عاجز عن الدفاع عن جنوده الذين تقصفهم وتحصد رؤوسهم الصواريخ الإسرائيلية في سوريا، إذا التزم الصمت ولم يقم حتى بخطوة الدفاع عن النفس، لينجح الكيان الإسرائيلي في اختبار قوة إيران ويثبت خوار قواها، ويفضح حقيقة الكلام الذي لا يطبق إلى أفعال، والذي تمطر ميليشياته سماء المملكة العربية السعودية بصواريخ عمياء تم اعتراضها من قبل دفاعات الجيش السعودي، كادت تسقط على مدنيين أبرياء من بينهم حجاج ومعتمرون، جاؤوا من بلاد شتى وقد يكون بينهم إيرانيون، وهكذا، يفعل النظام الإيراني الذي أرهق الشعب الإيراني الأبي.

النظام الإيراني حاول اللعب مع الكبار دون إدراك لحجم الضرر الذي سيجنيه من مشروع نووي هو في الواقع مجرد بئر عميقة لا قرار لها لإهدار أموال الشعب الإيراني دون طائل، في حين يعاني الشعب الإيراني أعلى معدلات الفقر والبطالة، وانخفاض الأجور ومعدلات الدخل للفرد، مقارنة بحجم دخل إيران في سوق البترول والمعادن والتجارة. صحيح أن البيت الأبيض الأميركي «لا يرغب في ملالي بأسنان نووية» كما وصفه الرئيس الأسبق جورج بوش، ورغم أن البرنامج النووي الإيراني الذي بدأ في خمسينات القرن الماضي، لا يزال غير ناضج ولا يمكنه إنتاج سلاح نووي حقيقي، رغم التهويل الذي أعجب النظام الإيراني، ووجد فيه مدخلاً لابتزاز العالم حول برنامج نووي لا يزال يراوح مكانه لأكثر من نصف قرن في مستوى تعليمي KG1 بين الدول النووية الكبرى، ورغم ما تنشره بعض الصحف ومنها «هآرتس» عن شراء قنابل أو نقل تكنولوجيا من دول الاتحاد السوفياتي السابق إلى إيران من حين لآخر، فإن الدلائل تؤكد بأن ما تقوم به إيران، هو إهدار للمال دون أن تتقدم قيد أنملة في برنامج يمكن أن ينتج قنبلة أو رأساً نووياً. النظام الإيراني الذي استساغ اللعبة وأعجبته الكذبة، التي جعلته في حالة تفاوض مع الخمس الكبار، ظهر عاجزاً عن حماية بضعة جنود له في سوريا حصدت رقابهم صواريخ إسرائيل، وهو يخشى المواجهة مع الكيان الإسرائيلي، حتى لا يفتضح أمر «المارد» الضعيف أمام أنصاره، وهي الحقيقة التي يخفيها النظام الإيراني، فهو لا يمتلك سلاحاً جوياً متطوراً، ولا يمتلك منظومة دفاع صاروخي يمكنها اعتراض أي هجوم صاروخي جوي، ناهيك من ضعف منظومة الرادارات عنده، ولذلك ما يقوم به النظام الإيراني يبقى مجرد عبث ولعب مع الكبار، وسينتهي به سحقاً تحت أرجل الفيلة. سلوك النظام الإيراني أعطى العذر للولايات المتحدة الأميركية، للتمهيد لضربة نزع مخالب وأسنان نظام إرهابي يدعم العنف ويجاهر به، أما المشروع النووي الإيراني والاتفاق الذي انسحب منه ترمب، فهو مجرد العنوان الكبير لضربات أميركية إسرائيلية مشتركة على إيران.

على النظام الإيراني أن يعود إلى دياره ويهتم بشعبه، وعندها تنتهي المأساة.

 

ترمب يرسم الحل

سوسن الأبطح/الشرق الأوسط/16 أيار/18

ليس يوم نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس كما قبله. هي لحظة رمزية أدرك رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عظم محاملها. الرجل اعتبره «يوماً مجيداً»، والفلسطينيون الغاضبون حوّلوه بصدورهم العارية وغضبهم العارم إلى يوم أسود. هو مظلم للجميع، لو يدري نتنياهو، لو يعرف أن العالم لم يعد يشبه ما يحدث على تلك الأرض التي لا تزال غارقة في وحول التاريخ. يتغنون بأرض الآباء والأجداد في إسرائيل، ويجيب محتج فلسطيني متحدياً أحد الجنود: «اثبت لي أن جدك ولد هنا، وسأعطيك بيتي»؛ حوار طرشان على أرض كل يدعي ملكيتها. يخرج متحدث ليقول إن «أورشليم عاصمة الشعب اليهودي منذ 1500 سنة قبل الميلاد». الرئيس الفلسطيني محمود عباس يجيبه بالعودة إلى الكنعانين، لا بل «نحن هنا حتى قبل سيدنا إبراهيم». حين يبلغ الخطاب على مستوى رؤساء وسفراء، يطلون على الشاشات ويصعدون المنابر لنقاش معضلة القرن، هذا المستوى العقائدي الديني، من الطرفين، يعني أننا نغوص عميقاً في الجحيم. ليس من نار أكثر توهجاً من لهب أفران الآيديولوجيات والحروب الدينية. ويبدو أن إسرائيل نجحت في استجرار العرب إلى المحرقة. اليمين المسيحي في أميركا ليس أقل توغلاً في هذا الفكر المظلم، وهو يرى في دعم إسرائيل اللامشروط تسريعاً في موعد عودة المسيح. أن يدفع آلاف الأبرياء منذ سبعين سنة ثمن أفكار لا تؤدي إلا إلى مزيد من المجازر، فهذه هي المعضلة الأكبر. كل هذا العنف، والجنون المتمادي، يخيف دولاً وقفت إلى جانب إسرائيل كما لم يفعل أحد: فرنسا، وبريطانيا، وبلجيكا، والسويد. ثمة من بات يستشعر أن الخراب الكبير قاب قوسين أو أدنى.

يوم نقل السفارة، كانت الشاشات الغربية تنعى حل الدولتين. ولربما أن هذه الكذبة ليست إلا محاولة لكسب المزيد من الوقت، بينما كانت إسرائيل تحكم محاصرتها للفلسطينيين بجحافل من مئات آلاف المستوطنين، وتقطع أوصال الضفة، وتفتت معالم الحياة في غزة. هل لا يزال من مكان لدولة تسمى «فلسطين»، وما تبقى من الأرض يقل عن الربع؟ جاء اليهود إلى فلسطين بغرض إقامة دولة قومية لهم، في زمن صعود القوميات. أفادوا كثيراً، وتنعموا مع ارتفاع أسهم التيارات الدينية المتطرفة التي تنادي بكيانات منغلقة. لا شيء يبرر التشدد إلا الأكثر تعصباً. سقوط الحدود، وبدء عصر الانفتاح، استبقته إسرائيل بمحاولة عقد اتفاقات سلام مع دول عربية حولها، لكن هذا تعثر شعبياً مع صدود المواطنين العرب أمام تطبيع تسامحي، بينما لم تلتزم إسرائيل بأي من وعودها لمنح الفلسطينيين شيئاً من حقوقهم. كان بمقدور إسرائيل أن تلتقط اللحظة، كان الجو مهيئاً، والعرب في التسعينات فتحوا قلوبهم وصدورهم لنهاية الألم الطويل الذي استنزفهم. وصول الرئيس ياسر عرفات إلى الأراضي المحتلة عام 1994، بعد 27 سنة من المنفى، لإقامة حكم ذاتي، بدا بارقة أمل عظيمة للراغبين في وضع نهاية لمأساة رضعوها مع حليب أمهاتهم.

كل ما فعلته إسرائيل بعد ذلك كان محبطاً، قاتلاً للعزائم، مضعفاً لأي راغب في إحياء عملية السلام، بعد أن تحولت إلى جثة. صارت المنطقة، بعد ربع قرن ونيف من الحماس للسلام، «متفجرة وعلى شفا حرب»، يقول وزير الخارجية الفرنسي. ربما ما يخيف أن الجميع يستبعد الصدام الكبير، لذا تبدو الحرب ممكنة أكثر من أي وقت مضى. النفوس محتقنة، والاستفزازات متزايدة، واليأس قد يدفع إلى ما لا تحمد عقباه. فادي أبو صلاح، الذي جابت صورته الفظيعة العالم، علق أحدهم عليها بالقول: «سلبته إسرائيل أرضه، ثم سرقت منه ساقيه، ومن بعدها أخذت منه روحه بالأمس». ليس هذا الرجل الذي يواجه الجيش الإسرائيلي على كرسي متحرك وبالحجر سوى نموذج له رمزيته التي تكاد تضاهي رمزية نقل السفارة. الأفق مسدود، ومشحون بسواد دخان الإطارات المشتعلة السامة، يبقى بلا بصيص، لأن الضوء الوحيد الممكن محال أن يتناغم مع ذهنية الفصل والتقسيم، وفرض الدونية على شعب بأكمله، وممارسة الظلم عليه عشرات السنين.

الأرض هبة للناس أجمعين. ثمة أماكن تتسع لكل فائض. وهذه البقعة جاءت إليها أمم كثيرة غازية، بينهم الرومان والمغول والصليبيون، منهم من بقي، وبعضهم فر واندحر. اليهود ليسوا فئة غريبة عن العرب، من مسلمين ومسيحيين. فسيفساء المنطقة يسمح لهم بالبقاء. ذهنية العصر تتيح لهم أن يعيشوا كراماً، ويتركوا للآخرين مساحة التنفس بعزة. إبقاء الصراع العربي - الإسرائيلي أسير الآيديولوجيات والنكايات والجماعات المتعصبة والمتطرفة هو الذي أغلق الأبواب. نموذج أفريقيا الجنوبية ناجح وإنساني، ورائع. بالطبع لن تقبل إسرائيل بحل الدولة الواحدة، مع أنها لم تترك متسعاً لغيره، وبعض الفلسطينيين سيجدون في الأمر وبالاً عليهم. لكن إدوارد سعيد، وسري نسيبة، وكل الأذكياء المدنيين، الإنسانيين، الذين خبروا معنى المواطنة، أدركوا باكراً أن ما حلمت به منظمة التحرير من حل لدولتين متجاورتين لم يكن قابلاً للتحقق. الآن، وقد أغلقت المسارب جميعها، بمقدور ما تبقى من النخب العربية المخلصة أن تروج لعيش مشترك على أرض واحدة، بدل أن تترك لإسرائيل الساحة للتحريض على تقسيم البلدان العربية. المستقبل لأولئك الذين يتجاوزون أفكارهم الضيقة، ومعتقداتهم الصغيرة، وأنانيتهم المفرطة، من أجل رغد العيش وبحبوحة السلام. الدولة الواحدة ليست غداً، لكنها آتية، حرباً أو سلماً، وما نقل السفارة سوى تسريع إلى تلك النقطة الفاصلة التي لا تريد إسرائيل أن تسمع بها.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

رئيس الجمهورية التقى وفدا من اكاديمية العلوم في معهد فرنسا

الأربعاء 16 أيار 2018 /وطنية - استقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، وفدا فرنسيا ضم الامينة الدائمة لاكاديمية العلوم في معهد فرنسا كاترين بريشينياك Catherine Bréchignac، اضافة الى رئيس المجموعة الاكاديمية للنمو فرنسوا غينو François Guinot، الرئيسة السابقة لاكاديمية باريس المسؤولة عن العلاقات المؤسساتية في اكاديمية العلوم ميشال جاندرو-ماسالوMichele Gendreau-Massaloux ، الاستاذ في جامعة باريس عضو اكاديمية الفنون الجميلة الامين للعام للجنة الاستشارية الفرنسية للتنقيب عن الآثار نيكولا غريمال Nicolas Grimal، والكاتب والسفير السابق لفرنسا لدى الاونيسكو دانيال روندو Daniel Rondeau، في حضور السفير اللبناني السابق لدى الاونيسكو الدكتور خليل كرم.

وعرض الرئيس عون مع الوفد سبل التعاون لا سيما بعد اطلاق مشروع "تكنولوجيا في خدمة التراث المتوسطي" والتي تهم التراث اللبناني بشكل اساسي. وقد عبر الوفد عن الرغبة في التعاون مع لبنان في هذا المجال، نظرا لما يمثله من قيم تراثية وتاريخية وحضارية.

وشكر الرئيس عون الوفد على مبادرته، منوها بالعلاقات اللبنانية-الفرنسية وتجذرها عبر التاريخ، شاكرا اختيار لبنان لتنفيذ هذا البرنامج الاكاديمي المهم.

وتم خلال الاجتماع التوافق على الآلية الواجب اتباعها لتنفيذ هذا المشروع.

 

بري استقبل السفير الإيراني وميقاتي أكد تأييد انتخابه رئيسا للمجلس

الأربعاء 16 أيار 2018 /وطنية - استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري بعد ظهر اليوم في عين التينة، الرئيس نجيب ميقاتي، وعرض معه الاوضاع العامة ومرحلة ما بعد الانتخابات النيابية.

وقال ميقاتي على الأثر: "اللقاء مع دولة الرئيس بري مختلف هذه المرة، وقد تناولنا أمورا عديدة. أولا هنأته بنجاحه في الانتخابات، وثانيا هنأته بحلول شهر رمضان المبارك وتمنيت له الصحة والعافية. ومن هذا المنبر، أوجه كلمة لكل اللبنانيين واتمنى ان يكون شهر خير وبركة على جميع اللبنانيين. والأمر الثالث هو انني ابلغته تأييدنا لدولته في انتخابات رئاسة مجلس النواب. ونأمل ان تكون الولاية المقبلة ولاية خير وإنتاجية كما عودنا، خصوصا في ما يتعلق بالتشريع وتسريعه. وعرضنا نتائج الانتخابات وما يمكن ان تنتج في المجلس المقبل".

سئل: هل بحثتم في تشكيل الحكومة؟

اجاب: "لم نتطرق إطلاقا الى موضوع تشكيل الحكومة، ولكن انا والرئيس بري دائما مع دعم موقع رئاسة مجلس الوزراء لما لها على صعيد التركيبة اللبنانية. وأردد دائما أن هذا الموقع مهم، وعلينا دائما، ايا كان رئيس الوزراء، دعمه في هذا المركز".

سفير ايران

وكان بري استقبل السفير الإيراني محمد فتحعلي وعرض معه الاوضاع والتطورات في لبنان والمنطقة، والعلاقات بين البلدين.

العريضي

كذلك استقبل النائب غازي العريضي الذي قال بعد الزيارة: "بعد الانتخابات النيابية ستدخل البلاد إبتداء من الاسبوع المقبل في مرحلة جديدة لناحية عمل المؤسسات الدستورية وانتظام الحياة السياسية. في المرحلة السابقة كان الرئيس بري صمام أمان لضبط العلاقات السياسية والمحافظة على التوازن وعلى الشراكة في البلاد، وبالتأكيد سيكون ضامنا اساسيا في المرحلة المقبلة. اتمنى ان يدرك الذين تصرفوا في الفترة السابقة وكأنهم، كما قالوا، عدلوا اتفاق الطائف بالممارسة وليس بالنص، وبالتالي حكموا وكأن الاتفاق ليس موجودا، أتمنى ان يدرك هؤلاء الذين ابتعدوا عنه كدستور للبلاد دفع ثمنه غاليا، ان ثمة دستورا وكتابا هو اتفاق الطائف ينبغي العمل بموجبه من جهة، وان ثمة انتخابات نيابية افرزت نتائج عبرت عن خيار الناس، كما قالوا لأنهم اصحاب القانون، الناس عبروا بموجب هذا القانون عن نتائج معينة افرزتها الإنتخابات".

أضاف: "أتمنى أن يتصالح البعض مع العقل وان يعود الى الكتاب من جهة والى التصرف الحكيم والسليم في إدارة شؤون الدولة وإعادة بناء مؤسساتها وانتظام الحياة السياسية فيها، وان ندخل في مرحلة جديدة مبنية على نتائج الانتخابات، هذا من مصلحة لبنان واللبنانيين والإستقرار في لبنان، لما يواجهه من تحديات من إسرائيل ومن تطورات كبيرة يشهدها الإقليم".

واستقبل بري ايضا النائب المنتخب ميشال ضاهر، ثم السيد عماد الخطيب.

 

إشكاليات القيادة السنية بعد الإنتخابات النيابية (1)

أحمد الأيوبي/لبنان الجديد/16 أيّار 2018

 سقوط مقولات الإقصاء المتبادل والأولوية تحصين موقع رئاسة الوزراء والتنمية

 ألقت المعاركُ الإنتخابية أوزارها وإلتفتت القوى السياسية إلى جمع مغانمها أو إحصاء خسائرها، وتوزّعت النتائج بين رابحٍ وخاسر وبدأت حسابات إستحقاقات تكوين السلطة الجديدة في مجلس النواب والحكومة.

ومع عدم وجود منافسٍ للرئيس نبيه بري، يكون المجلس المنتخب متجهاً للتجديد لـ "الأستاذ" لولايةٍ إضافية، في حين تبدو المعركة على رئاسة الحكومة محفوفة بسلسلة شروط بدأت تظهر لتفرز تثبيت الزعامة السنية بعد مواجهةٍ أنتجت الكثير من الإلتباسات والتداعيات داخل الساحة السنيـّة.

 • ميزان الحضور والزعامة

 أعطت حصيلةُ الإنتخابات النيابية مؤشراتٍ وخلاصات لا بدّ من الوقوف عندها، وأهمها:

 ــ أن الرئيس سعد الحريري إستطاع الحفاظ على تفوقه سنياً، لكن ذلك مترافقٌ مع ثغراتٍ كثيرة وثقوبٍ أصابت تيار المستقبل في أدائه وتماسكه السياسي والتنظيمي، كان من أهم نتائجها إستقالة مدير مكتب الرئيس الحريري نادر الحريري.

وهذا ما أدى إلى قرارات الرئيس الحريري بإقالة مسؤولي الماكينة الإنتخابية ومنسقيات بيروت والبقاع والكورة وزغرتا ومن المتوقع أن تتوسع حركة المحاسبة لتشمل وجوهاً ومواقع إضافية ، يعزّزها ما تسرّب من تسجيلات مصورة عن تضييع حقوق العاملين في الماكينة الإنتخابية، وإتضح أنه لولا الجولة الواسعة التي قام بها الحريري وشملت أكثر من 100 مدينة وبلدة على إمتداد الأراضي اللبنانية، مخاطراً بأمنه الشخصي، لكانت النتائج أسوأ بكثير مما حصّله التيار، وأعطت الإنطباع أنه لا تزال لسعد الحريري مكانة مؤثرة لدى الجمهور السني لا يمكن تجاوزها، مقابل تراجع حادٍ في أداء تياره جعله بعيداً عن الناس وهمومهم وقضاياهم.

 • ميقاتي: تثبيت الإستقلالية وسياسة حُسن الخطاب

 وفي موازاة أزمة تيار المستقبل برزت قياداتٌ سنية ذاتُ حضورٍ موصوفٍ، أبرزها الرئيس نجيب ميقاتي، بعد معركةٍ حامية في طرابلس، أسفرت عن فوز النائبين سمير الجسر وديما جمالي وحليفهما الوزير محمد كبارة، بينما حصد ميقاتي أكثر من 22 ألف صوت مع نواب المقاعد الماروني والأرثوذكسي والعلوي، مشكّلاً كتلة وازنة تتمتع بالتنوع الوطني المتجسد في عاصمة الشمال.

وفي أدائه الإنتخابي، كان ميقاتي يتألق بالترفع عن منزلقات الخطاب الهجومي الصاخب الذي تعرّض له خلال الحملات من بعض مرشحي تيار المستقبل، بل إنه سجّل موقفاً إيجابياً لافتاً عندما أكد أمام جمهوره على إحترام رئيس حكومة لبنان سعد الحريري، في دأبه الدائم للحفاظ على موقع الرئاسة الثالثة.

 • مخزومي: تنافس يستلزم التبصّر

كان لإختراق فؤاد المخزومي في بيروت لائحة المستقبل وقعٌ ثقيل على الرئيس الحريري، الذي تلقى ضربة معنوية عندما جاء نائبُ "حزب الله" أمين شري أولاً في ترتيب الأصوات التفضيلية بدائرة بيروت الثانية ليحلّ الرئيس الحريري في المرتبة الثانية.

لكن خطاب مخزومي متضاربٌ، فبعضُه يتسمُ بالهدوء والإنفتاح، والبعض الآخر مستفزٌ ويظهر تهوراً وتسرعاً في إطلاق المواقف والأحكام، وهذا يستدعي التبصّر والحذر من الوصول إلى وضعية التحوّل إلى حصان طروادة، بينما المنتظر أن يكون شريكاً مساعداً في البناء.

  • خطر الإختراق في الساحة السنية

 وظهر أكثر من أيّ وقتٍ مضى خطر إختراق "حزب الله" للساحة السنية من خلال مرشحين يربطون قرارهم الإستراتيجي بقراره، مهما بدا أنهم يتمتعون بهامش مناورةٍ شكليّ، يتيحُ لهم توسيع دائرة حضورهم الشعبي والسياسي.

وقد شكل هؤلاء كتلةً وازنة في المجلس الجديد وإمتدّ حضورهم من بيروت حيث الأحباش ونائبهم عدنان طرابلسي، إلى البقاع وعبد الرحيم مراد وصولاً إلى دائرة طرابلس الثانية والتي فاز فيها فيصل كرامي وجهاد الصمد مضافاً إليهم حلفاؤهم عن مقاعد أخرى..

إقرأ أيضًا: الصفدي يفتح صندوق الأحقاد على ميقاتي لأسبابٍ شخصية

 • تحدي تشكيل الحكومة

 لا شك أن إختيار شخص رئيس الحكومة المقبل محكوم بالظروف المحلية والخارجية وبطبيعة المرحلة ومدى تلاقي المصالح والتوجهات الدولية والإقليمية، ومن الواضح أننا مقبلون على مرحلة صراعٍ محتدم في الإقليم وسط إحتشاد القوى الدولية في سوريا، مع ما يعنيه ذلك من تداعيات على الداخل اللبناني.

إن هذا الواقع يعني أن القوى اللبنانية سوف تستشرس في سبيل الحصول على أكبر حصةٍ ممكنة من المواقع الوزارية ، فضلاً عن محاولة فرض توجهاتها على الأطراف الأخرى، وهو أمرٌ بات معلوماً لدى الجميع.

هذا الواقع يعني أيضاً وجوب دعم الرئيس الحريري أولاً في تشكيل الحكومة، بإعتباره صاحب الكتلة السنية الأكبر والأحق بهذا الموقع، وهذا يوجب أيضاً حركة إستيعابٍ حريرية للقيادات السنية ، وتحديداً الرئيس ميقاتي وتجاوز مرحلة الإنتخابات، خاصة أنه سبق أن تصالحا وخاضا الإنتخابات البلدية معاً.

لكن يجب الحذر من الكمائن المتوقعة في ضوء ترويج نظرية الإستضعاف للرئيس الحريري من قبل "حزب الله" وحلفائه، ومع عودة الزخم السعودي إلى لبنان، وما يتوقع أن ينتج عن هذا الإصطفاف مع إنسحاب أميركا من الإتفاق النووي مع إيران، ويجب وضع الخطط البديلة لحرمان الحزب ومرجعيته من شقّ الصف السني وتكرار أزمة العام 2011، لذلك يبدو ضرورياً وضع كل الإحتمالات على الطاولة لحفظ حق الحريري في الوصول لرئاسة الحكومة ، ومنع إدخال هذا الموقع في أي شكلٍ من أشكال الفراغ.

والمصالحة يجب أن تشمل أيضاً الوزير أشرف ريفي الذي لا يمكن شطبه من الحياة السياسية بسبب عدم نجاحه في الوصول للبرلمان، حيث لا يمكن تجاهل الشوائب والتساؤلات الجدية المطروحة حول إدارة العملية الإنتخابية في بعض المناطق، ومنها طرابلس.

 الجوامع المشتركة

 يلتقي الرئيسان الحريري وميقاتي والوزير ريفي على نقاطٍ جامعة ، أهمها:

ــ التمسّك بإتفاق الطائف ورفض أي محاولةٍ لنسفه أو تعديله، لأن ذلك يعني ضرب التوازن الوطني.

ــ الحفاظ على مكانة وموقع رئيس الوزراء ورفض المسّ به، ورفض محاولات فرض أي أعراف تمسّ بصلاحيات الرئاسة الثالثة.

ــ أن الرئيسين الحريري وميقاتي محكومان بالتعاون لإيجاد حلول سريعة وناجعة لمشاكل طرابلس، التي تحتاج تضافر الجهود وتكثيف المساعي لوضع حدٍ لكارثة مكب النفايات وتفعيل المرافق العامة، وبدء خطوات عملية للحدّ من مشكلة البطالة وإستنقاذ قطاع التعليم الرسمي في المدينة وتكثيف العمل لتحسين حياة المواطنين في أحزمة البؤس التي تحاصر طرابلس، والتي خرجت مئاتٍ من الشباب المستدرَجين إلى العنف أو للغرق في مستنقع المخدرات والجريمة.

 • خلاصات الموقف

 ــ الخلاصة الأولى التي يمكن تقديمها هي تثبيت الديمقراطية والتعددية داخل الوسط السنـّي، مع الإقتناع لدى الجميع، بمن فيهم الرئيس الحريري أن هذه التعددية ليست خطراً عليه، وتعزيزها ناجم عن قانون إنتخابٍ كان الحريري من الموقعين عليه والمسؤولين عن نتائجه وتداعياته.

 ــ الخلاصة الثانية هي أنه بوجود رؤيةٍ سياسية وتنموية وإجتماعيةٍ واضحة، وبإعتماد توجهات الشورى والتعاون، يمكن توفير الإجتماع السني حول الرئيس الحريري ودعم مشروعه للحكم، خاصة إذا توافرت عناصر الدعم الدولية والإقليمية، وهنا سيكون الرئيس ميقاتي في وضعية الدعم لأنه ربط تقدمه نحو الرئاسة الثالثة بتوفر ظروف النجاح، وليس فقط بإمكانية المنافسة النظرية.

سقوط مقولات الإقصاء المتبادل

 أسقطت نتائج الإستحقاق النيابي مقولة أن سعد الحريري قد إنتهى وها هو قد عاد وإن بحجمٍ أقلّ من السابق إلا أنه يقف على رأس الكتلة السنية الأكبر، كما أسقط الناخبون مقولة أن نجيب ميقاتي هو "صنيعة المستقبل" أو أنه تابع لمحور إيران – الأسد ، في حين أنه صاحب المعادلة الذهبية (النأي بالنفس) ، وصاحب الرقم التفضيلي المتقدم بين القيادات السنية. وأثبتت نتائج الإنتخابات أن أشرف ريفي سيبقى فاعلاً حتى من خارج البرلمان وستيبقى شريحة هامة من المجتمع الطرابلسي واللبناني متأثرة بخطابه وتوجهاته.  كما أكدت النتائج أنه لا يمكن تجاهل مزاج الرأي العام السني الذي أبدى مؤشرات رفض متتابعة لسياسات الرئيس الحريري ، وقبلها الرئيس ميقاتي في الإنتخابات البلدية الفائتة، وما إطلاق الحريري حملة محاسبة واسعة في صفوف تيار المستقبل إلا إستجابة لنبض الرأي العام الذي عبر عن إعتراضه بوسائل مختلفة منها المقاطعة، ومنها التسرب نحو الإعتراض الإنتخابي والسياسي.

• ليس بين القيادات السنية دماء.. فالتفاهم أولوية

 في ضوء ما تقدم تبرز ضرورة حصول تفاهم بين القادة السنة، وتحديداً بين الرئيسين الحريري وميقاتي حول تأمين المصالح السنية العليا، المنسجمة مع المصلحة الوطنية. هذا الأمر بات أكثر من ضرورة ، خاصة أن قياداتٍ لبنانية أخرى، وتحديداً المسيحية منها، تمكنت من تجاوز الصراعات الدموية التي سادت بينها ودخلت مرحلة تفاهم وتنظيم الخلاف حفاظاً على مصالح طوائفها. والنماذج قائمة، وأهمها: المصالحة بين القوات اللبنانية وتيار المردة ، وإن لم يحصل بعد اللقاء الثنائي بن الدكتور سمير جعجع والنائب سليمان فرنجية.. وتفاهم معراب بين القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر الذي أنهاى آخر صفحات الحروب الداخلية، بعد أن كانت ميدانية وإنتقلت لتتحول سياسية على مدى عقود. في المقابل، ليس بين القيادات السنية دماء أو صراعٌ يحمل أوزار حروب، مما يحفـّز على التعاون مع حفظ الحق في التنافس الديمقراطي، وهذا يوجب إعادة صياغة الثوابت الإسلامية والوطنية الصادرة عن دار الفتوى في العام 2011 لتشكّل سقف المصلحة الإسلامية العليا الملزم لجميع القيادات السنية.

تحتاج القيادات السنية اليوم أكثر من أي وقتٍ مضى إلى إستجماع كل عناصر القوة والحصانة، وهذا يوجب إنهاء تداعيات مرحلة الإنتخابات ووقف خطابات التحريض والكراهية والإقرار بأهمية التكامل والإعتراف المتبادل بالحضور السياسي كمدخلٍ للتعاون وللحفاظ على الوجود في مرحلةٍ تشهد تحوّلاتٍ وجودية في المحيط والعالم.

                                      

مجلس الوزراء تبنى موقف عون والحريري باللجوء الى المسار القضائي دفاعا عن القدس رئيس الجمهورية: إنجاز الانتخابات وضع حدا للمقولات السلبية

الأربعاء 16 أيار 2018 /وطنية - شدد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس الحكومة سعد الحريري، في جلسة مجلس الوزراء التي انعقدت قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، على ضرورة "اللجوء الى المسار القضائي مع المحكمة الدولية للدفاع عن القضية الفلسطينية والقدس".

واعتبر الرئيس عون ان "اولى التوصيات الواجب اتخاذها في القمة الاستثنائية لمنظمة التعاون الإسلامي التي دعت اليها تركيا من اجل نصرة غزة، ويمثل لبنان فيها وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، هي سلوك هذا المسار، إذ لا يجوز السكوت مطلقا عما يجري في فلسطين"، واصفا ما يجري في غزة ب"المجزرة التي لم يشهد لها التاريخ مثيلا". ورأى رئيس الجمهورية ان "إنجاز الانتخابات النيابية بنجاح وضع حدا للمقولات السلبية التي كانت تشكك بحصولها"، مشددا على ان "الحرية لا تعني حرية تشويه سمعة من ينجز ويحقق". واوضح ان "الحكومة تتحول الى حكومة تصريف اعمال مع انتهاء ولاية المجلس النيابي الحالي منتصف ليل 21 ايار الجاري". اما الرئيس الحريري الذي وصف الانتخابات النيابية بالتاريخية، فلفت الى ان "الحكومة الحالية انجزت الكثير من الامور التي عجزت عدة حكومات سابقة عن انجازها"، عازيا ذلك الى "انتخاب الرئيس عون والتوافق السياسي الذي ساد"، مشددا على اهمية "المحافظة على الوحدة الوطنية".

خلوة

وكان سبق انعقاد الجلسة التي استهلت بالوقوف دقيقة صمت حدادا على ارواح شهداء غزة، خلوة بين الرئيس عون والرئيس الحريري، تداولا فيها في جدول الاعمال.

بيان مجلس الوزراء

وفي ختام الجلسة، تلا وزير الشؤون الاجتماعية بيار بو عاصي بيانا قال فيه: "عقد مجلس الوزراء جلسته الاسبوعية برئاسة فخامة رئيس الجمهورية وحضور دولة رئيس مجلس الوزراء، والوزراء، الذين غاب منهم الوزيران طلال ارسلان وميشال فرعون".

أضاف: "في مستهل الجلسة، قال فخامة الرئيس اننا نتابع جميعا منذ بضعة ايام ما يجري في غزة حيث ترتكب مجزرة لم يشهد لها التاريخ مثيلا، مشيرا الى ان كافة الاوصاف كالقول انها عمل وحشي او لاانساني لا تعبر عما يجري، واكد اننا مؤمنون انه اذا وجب الدفاع بالفعل من الآن فصاعدا عن القضية الفلسطينية والقدس، فإنه علينا ان نسلك المسار القضائي مع المحكمة الدولية لجريمة ضد الانسانية لا تسقط بأي مرور زمن. وقال فخامته: "في خطابي الأول في القمة العربية المنعقدة في الاردن، دعوت الى وجوب ان نتفاهم مع بعضنا البعض كدول عربية، قبل ان تفرض علينا حلول لا نرغب بها. ولا أزال أكرر وأحذر من هذه المسألة لا سيما انه لا يجوز القبول بتهويد القدس التي تحتضن جذور المسيحية كما اغلب المعالم الرئيسية للمسلمين، وبالتالي لا يمكن القبول بالتنازل عن مقدسات نحو ملياري انسان، بما فيها من ابعاد دينية وحضارية وثقافية".

وتابع: "وأشار فخامة الرئيس الى ان معالي وزير الخارجية والمغتربين سيمثل لبنان في القمة الاستثنائية لمنظمة التعاون الاسلامي التي دعت اليها تركيا من اجل نصرة غزة، معتبرا ان "من اولى التوصيات الواجب اتخاذها سلوك المسار القضائي هذا الذي ذكرته، اذ لا يجوز السكوت مطلقا عما يجري في فلسطين". وشدد فخامته على انه لم يترك مناسبة ولا لقاء عقده مع اي مسؤول خارجي او وفود دولية الا ودافع فيها عن قضية فلسطين، مشيرا الى "ان التضعضع العربي الحاصل جعلنا نبدو كأننا وحيدون في الدفاع عن الحق الفلسطيني".

وقال بو عاصي: "وتناول فخامة الرئيس حلول شهر رمضان المبارك، فهنأ اللبنانيين عموما والمسلمين خصوصا بالمناسبة، متمنيا ان يعود هذا الشهر الفضيل عليهم جميعا بالخير والبركة والمزيد من ترسيخ الوحدة الوطنية. وتطرق فخامة الرئيس الى موضوع الانتخابات النيابية، فأشار الى ان انجازها بنجاح وضع حدا لمقولات البعض السلبية وخلاصتها اننا لن نتمكن من الاتفاق على قانون للانتخابات، وبعدها ان الانتخابات لن تحصل. "لكن كل ذلك تم وانجازات اخرى تحققت خلال اقل من سنة وفق ما جاء في خطاب القسم. الا ان هذه النظرة التشاؤمية نمت، ويا للاسف، عند البعض وشجعها البعض الاخر الذي لا يريد الاضاءة على ما يتحقق في البلاد على رغم انها وقائع قائمة لا يمكن تجاوزها".

أضاف: "وأكد فخامة الرئيس ان الحرية في هذا الاطار لا تعني حرية تشويه سمعة من ينجز ويحقق، مذكرا بالتهاني التي وردت اليه من معظم الدول الصديقة على انجاز هذا الاستحقاق الذي "يبدو انه كان موضع ترقب ومتابعة لا من اللبنانيين فحسب بل من معظم الدول الصديقة للبنان ايضا، بالنظر الى اهميته كونه يؤشر الى عودة الديموقراطية الى لبنان". وهنأ فخامته اللبنانيين جميعا على هذا الانجاز، شاكرا كل الوزارات التي عملت على تحقيق هذا النجاح، وبالأخص وزارة الداخلية التي نسقت ايضا مع وزارة الخارجية بالنسبة الى انتخابات المنتشرين، والقوى الامنية والعسكرية، لافتا الى "ان الحالة الامنية كانت خلالها جيدة باستثناء بعض الاحداث".

وتابع: "وأشار فخامة الرئيس الى "ان الاصعب علينا ان يسقط مواطنون بالابتهاج، كمن يربح الحرب ويسقط قتيلا بالابتهاج بنتائجها. علينا ان نصر على الدوام على عدم اطلاق النار ايا كانت المناسبة". وختم فخامته مشيرا الى "ان ولاية المجلس النيابي الحالي تنتهي عند منتصف ليل 21 ايار الجاري فتتحول الحكومة عند ذاك الى حكومة تصريف الاعمال".

الرئيس الحريري

وقال بو عاصي: "ثم تحدث دولة الرئيس الحريري فأكد أن "ما يحصل في غزة هو جريمة كبيرة ومؤامرة نشهدها منذ سنوات عبر قضم فلسطين قطعة قطعة، واليوم من خلال ما حصل في الايام الثلاثة الماضية نرى ان العدو الاسرائيلي لا يلتزم لا بالديموقراطية ولا بالانسانية ولا بأي قانون. ومن دون شك ان موقف مجلس الوزراء في هذا المجال هو حازم وأنا اوافق فخامتكم الرأي بأنه علينا اللجوء الى القضاء".

أضاف: "ثم هنأ دولته اللبنانيين جميعا والمسلمين خصوصا بحلول شهر رمضان الكريم، آملا أن يمر هذا الشهر وقد "حافظنا على التوافق الموجود والجو ذاته الذي بدأنا العمل فيه". وقال: "إن هذه الحكومة انجزت الكثير من الامور التي عجزت عدة حكومات سابقة عن انجازها، والسبب الاساسي لكل هذه الانجازات يعود لانتخاب الرئيس عون كما الى التوافق السياسي الذي ساد في تلك المرحلة، بالرغم مما شهدناه من "طلعات ونزلات". وهذا ما يحصل عادة في السياسة ويجب ان يحصل، فهذه هي الديموقراطية وهذا هو الجو الذي علينا جميعا أن نحافظ عليه في هذا البلد لانه يمكننا من تحقيق التقدم المنشود. وهذا هو الاساس في لبنان، إذ هناك العديد من الشعوب تتقاتل في ما بينها للحصول على الحرية التي نتمتع بها، ولكننا قد لا نحسن استعمالها ولا سيما قبول الرأي الآخر. ومن المؤكد أنه يجب صون الحريات ولكن في المقابل هذه الحريات لم توجد كي تستعمل لإهانة الآخرين او لأن نهان من قبل الآخرين. وفي العديد من الدول المتقدمة مثل اوروبا او اميركا تفرض عقوبات في هذا السياق، وفي بريطانيا مثلا تحاسب الصحيفة في حال نشرت اي خبر كاذب او عار من الصحة". أضاف: "أنا أؤيد تحصين الحريات بشكل فعلي، لا سيما ممن هم ضدها لأنهم يعملون لأسباب شخصية وليس للمحافظة على الحق العام او لنشر الاخبار التي يجب أن تنشر بشكل صحيح".

وتابع: "ثم تحدث دولة الرئيس عن الانتخابات النيابية واصفا إياها بالتاريخية وقال:" قد يكون هناك بعض الشوائب في قانون الانتخابات ومن لديه بعض الملاحظات عليه، إلا أن التوافق السياسي، منذ انتخاب الرئيس العماد ميشال عون وتشكيل هذه الحكومة واقرار القانون الانتخابي، "صنع في لبنان" ونحن من انجزناه من دون اي تدخلات من احد، او مفاوضات للحفاظ على حصة فلان او غيره، ما يجعلنا مرتاحين وسعداء لأننا نحن كلبنانيين من انجز هذا القانون. وأنا أريد في هذه المناسبة أن أشكر وزارة الداخلية على عملها، ووزارة الدفاع على حفاظها على الامن، ووزارة الخارجية التي انجزت اقتراع المغتربين. ويجب على هذا الامر أن يتكرر في المستقبل، فنحن قادمون على مرحلة جديدة حيث يحتاج البلد الى الهدوء والتوافق، وقد رأينا تأثيرهما على الاستقرار في لبنان. فهنا تكمن مصلحة لبنان في مواجهة كل التحديات الراهنة، وخصوصا في ظل ما يحصل في غزة والغليان الاقليمي وما تشهده المنطقة التي تسير نحو المجهول. إن وحدتنا هي التي تحافظ على هذا البلد، وعلينا جميعا أن نفكر ضمن هذا الاطار الذي يحافظ على لبنان وعلى المواطن اللبناني".

وقال: "بعد ذلك، تطرق عدد من الوزراء إلى الأحداث في الأراضي المحتلة، ولا سيما منها في قطاع غزة في ضوء الاعتداءات الاسرائيلية المتكررة. وقد تبنى مجلس الوزراء ما ورد في كلمة فخامة الرئيس، ومداخلة دولة الرئيس واعتبارهما الموقف الرسمي للدولة اللبنانية".

وتابع: "ثم باشر مجلس الوزراء درس جدول أعماله، واتخذ القرارات المناسبة في شأنه".

قرارات مجلس الوزراء

وأبرز ما قرره المجلس:

- الموافقة على مشروع يرمي إلى إبرام الاتفاق بين لبنان والبنك الدولي للاعمار والتنمية (البنك الدولي) بشأن مقر "البعثة المقيمة للبنك في لبنان" الموقع في 10/8/1999.

- الترخيص لمطرانية الروم الارثوذكس في بيروت إنشاء جامعة بإسم جامعة القديس جاورجيوس في بيروت، وفقا للمادة 39 من قانون التعليم العالي.

- الموافقة على طلب مجلس الانماء والاعمار تأمين اعتمادات إضافية لتمويل كلفة استكمال تنفيذ المرحلة الثانية من وصلة طريق روميه - بيت مري.

- الموافقة على تنفيذ المرحلة الثالثة من تخطيط طريق فرع روميه - بيت مري المصدق بموجب المرسوم رقم 255 تاريخ 28/2/2017.

- تمويل كلفة الاشغال الاضافية المكملة لأشغال مشروع إنشاء سد القيسماني.

- الموافقة على دفع المستحقات المتوجبة للمستشفيات والمختبرات والمراكز الطبية والعلاجية المدنية المتعاقدة مع الجيش اعتبارا من 1/1/2018 ولغاية تاريخ تصديق الاتفاقيات معها عن العام 2018.

- الموافقة على طلب وزارة الشؤون الاجتماعية صرف المستحقات الناتجة عن العقود المبرمة عن العام 2017.

- عدم الموافقة على اقتراح القانون الرامي إلى إلغاء الامتحانات الرسمية للشهادة المتوسطة (Brevet).

- الموافقة على طلب وزارة الاقتصاد والتجارة حماية القطاعات الانتاجية اللبنانية.

- الاطلاع من وزير الطاقة على التحضيرات لإطلاق دورة التراخيص الثانية لمنح رخص بترولية في المياه اللبنانية.

- الموافقة على عرض وزارة الطاقة والمياه على التعديلات اللازمة على النموذج الحالي الأولي لعقد شراء الطاقة المنتجة من الرياح مع الشركات الثلاث موضوع قرار مجلس الوزراء رقم 43 تاريخ 2/11/2017.

- الموافقة على عرض وزارة الطاقة والمياه لدفتر شروط محطات استقبال الغاز السائل بعد الأخذ بملاحظات عدد من الوزراء.

- التمديد لمدة سنة للبواخر المنتجة للطاقة، بعد المفاوضة مع اصحاب البواخر من قبل وزير الطاقة بهدف خفض السعر.

- التمديد لعقد تشغيل وصيانة محطة ايعات ومنظومات المياه في البقاع الشمالي لمدة 3 أشهر، كما الطلب إلى مؤسسة مياه البقاع إجراء مناقصة للأعمال هذه في الفترة المحددة غاية استلام تشغيل وصيانة هذه المنشآت.

- تصديق المخطط التوجيهي العام لتطوير مطار رفيق الحريري الدولي بعد الأخذ بملاحظات وزارة الدفاع.

- الموافقة على رفع الحد الأدنى للرواتب والأجور وتحويل سلاسل رواتب المستخدمين في المؤسسات العامة للمياه والمصلحة الوطنية لنهر الليطاني.

حوار

ثم دار حوار بين الوزير بو عاصي والصحافيين، فأوضح ردا على سؤال ان جلسة مجلس الوزراء المقررة يوم الاثنين المقبل ستنعقد لمتابعة درس البنود التي لم يتم التطرق اليها بعد، قبل ان تتحول الحكومة الى حكومة تصريف اعمال.

سئل عن موضوع الغاز والاعتراض بشأنه لجهة عدم تحويل الملف الى ادارة المناقصات، فكيف تمت الموافقة عليه، اجاب: "ان وزراء القوات اللبنانية والوزير مروان حماده طالبوا بتحويل هذه المناقصة الى ادارة المناقصات، لكن وزير الطاقة والمياه اعتبر انه وفقا للقانون فان هذا من شأن ادارة منشآت النفط. وقد تم بته على هذا الاساس وفقا لطلب وزير الطاقة والمياه، مع طلب واضح من وزراء القوات اللبنانية والوزير مروان حماده بأن يعود الامر الى ادارة المناقصات."

وردا على سؤال حول الاستملاكات البحرية، قال بو عاصي: "لقد قدم وزير الاشغال العامة عرضا بشأنه، وجرى نقاش مستفيض حوله. وقد اعترض وزراء القوات اللبنانية عليه من ناحية المبدأ على اعتبار ان الشاطىء اللبناني يجب ان يبقى قدر الامكان ملك الشعب اللبناني. وقد استند وزير الاشغال على بعض المواد القانونية للقول بأن الامر محق وقانوني وفقا للنصوص. وكان اعتراض مبدئي من قبل وزراء القوات اللبنانية، الا انه تمت الموافقة عليه."

سئل عن امكانية حصول تعيينات في جلسة الاثنين المقبل، فاجاب: "لا علم لي بذلك. وليس هناك من تعيينات على جدول الاعمال".

وردا على سؤال حول قرب انتهاء عمل الحكومة من دون ان تحل مسألة الكهرباء، اجاب: "هناك جلسة يوم الاثنين المقبل ويمكن ان ننجز فيها الكثير. انظروا ما انجزناه اليوم".

وعما اذا ستكون هناك من بنود اضافية على الجدول، اجاب: "لا اعرف. هذا يعود الى فخامة رئيس الجمهورية ودولة رئيس مجلس الوزراء".

ابي خليل

بعد ذلك، تحدث وزير الطاقة والمياه سيزار ابي خليل الى الصحافيين فقال: "لقد اطلعت اليوم مجلس الوزراء على الطلب الذي قدمته الى هيئة ادارة قطاع البترول للمباشرة بتحضيرات اجراء دورة التراخيص الثانية، وهذا اجراء استراتيجي يتخذه لبنان. وعلى الشركات ان تعرف مسبقا ان لبنان مقبل في اواخر العام 2018 واوائل العام 2019 على اطلاق هذه الدورة فتتحسب لهذا الامر وتقوم بحجز الموارد البشرية والمالية اللازمة له، كي تتمكن من المشاركة في هذه الدورة".

اضاف: "لقد اطلع مجلس الوزراء على الامر وطلب مني الاستمرار بالتحضيرات لدورة التراخيص الثانية هذه وتسريعها. كما رفعت لي هيئة ادارة قطاع البترول خطة وجدولا زمنيين لكافة الاجراءات الواجب اتخاذها من الآن وحتى اطلاق الدورة، وقد سلمته الى الامانة العامة لمجلس الوزراء، وسوف يتم توزيعه على الوزراء لأخذ العلم به، آملا ان يطرح الاسبوع المقبل على مجلس الوزراء كي يتم اقرارهما".

وختم بالقول: "لقد تكلم معالي الوزير بو عاصي بإسم الحكومة، عما جرى في مجلس الوزراء، وفاته الكلام عن هذا القرار المهم والاستراتيجي الذي يجب ان يعرف به قطاع النفط في العالم كي يتحسب له في العام المقبل ويحجز له منذ الآن ما يلزم من موارد بشرية ومالية".

البطاقة الالكترونية رقم 1

وكان سبق جلسة مجلس الوزراء خلوة بين الرئيسين عون والحريري، سلم في نهايتها الأمين العام لمجلس الوزراء الاستاذ فؤاد فليفل رئيس الجمهورية النسخة رقم 1 من بطاقة الجريدة الرسمية الالكترونية التي تضم جميع القرارات والمراسيم والقوانين اللبنانية من العام 1922 حتى اليوم. وأوضح فليفل أن في البطاقة الالكترونية مليونين و500 ألف مستند، وهي ستكون "أون لاين" حتى يتمكن الراغبون من الاطلاع عليها.

وقد هنأ الرئيس عون الأمين العام لمجلس الوزراء على الانجاز الذي تحقق لا سيما وأنه يندرج في إطار مكننة إدارات الدولة ومؤسساتها ويعطي حق الاطلاع للجميع.