المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 13 أيار/2018

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/newselias18/arabic.may13.18.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة
عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

فالمَسِيحُ لَيْسَ بِضَعِيفٍ تُجَاهَكُم، بَلْ هوَ قَوِيٌّ بَيْنَكُم

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/ما يصيب الجبل يصيب كل لبنان

الياس بجاني/إيران إلى إيران منكسرة وحزب الله إلى نهاية حتمية

الياس بجاني/هرطقة وكذبة "نوايا اتفاق معراب" الإلغائي وتحقيق هدفه الحقيقي

الياس بجاني/رابط مقالتي المنشورة في جريدة السياسة

 

عناوين الأخبار اللبنانية

سؤال برسم الرأي العام: هل استقالة نادر الحريري هي

نادر الحريري يستقيل...

منذ عشر سنوات...

د.وليد فارس/فايسبوك

الحكومة الجديدة أحجام وألغام/الياس الزغبي

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 12/5/2018

أسرار الصحف الصادرة في بيروت صباح السبت 12 أيار 2018

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

الحريري لجنبلاط: "يا ليت تحل عن المستقبل شوي.

ارسلان لجنبلاط: كفى اللعب على اوتار نحن وانت بغنى عنها

حزب الله" يُفاخر بـ "انقلابه الناعم" في لبنان

الحريري: الطلبات الوزارية المسبقة لا قيمة لها و«حزب الله» طالب بـ«حكومة تمثل امتدادات القوى في البرلمان»

بري يدعو إلى الإسراع في تشكيل الحكومة الجديدة

خيبة «الكتائب» الانتخابية مزدوجة والمشكلة ليست فقط في القانون/سعادة: خيار المعارضة انعكس سلباً علينا وعشرات الحزبيين لم يلتزموا باللوائح

القوات حول دعوى LBC: ثقتنا بالمحكمة راسخة

أحجام ما بعد الانتخابات تفاقم الخلافات في لبنان

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

واشنطن تدعو الدوحة لوقف دعم الجماعات الإرهابية المدعومة من إيران

بيونغيانغ تستعدّ لتفكيك موقع نووي وواشنطن تريدها «شريكاً»

ليبرمان من الجولان: على الأسد طرد إيران وسليماني وإسرائيل تعزز أمن سفاراتها تحسباً من عمليات إيرانية

العراق: فتح الأجواء ورفع حظر حركة المركبات..وهجمات لـ"داعش" وسط شكاوى من خروقات

العراقيون صوَّتوا في الانتخابات البرلمانية وسط مخاوف من التزوير الحكيم والمالكي حذَّرا من ضغوط على الناخبين وإرغامهم على اختيار شخصيات محددة

العراق: الجبوري دعا المفوضية العليا للانتخابات إلى الحيادية وبارزاني طالب بمنصب سيادي للأكراد

استقالة رئيس فريق التفتيش في الوكالة الدولية للطاقة الذرية

أوباما حال دون تنفيذ نتانياهو ضربات إسرائيلية ضد مرافق نووية إيرانية قبل 10 سنوات

سنغافورة الحيادية والثرية خيار طبيعي لقمة ترمب ـ كيم والرئيس الأميركي يسعى لقمة «جادة جداً»

المأزق الهندي بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني وانحياز نيودلهي إلى طهران يهدد مصالحها مع واشنطن

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

بطل الشاشة الأغر/الدكتورة رندا ماروني

مِمَ يتخوّف "الثنائي الشيعي"/الدكتورة  منى فياض/النهار

الحرب لا قريبة من لبنان ولا بعيدة وإسرائيل و"حزب الله" يحققان أهدافاً من التهويل المتبادل/إيلي الحاج/نقلاً عن موقع مدى الصوت

بعض الملاحظات الأولية عن تلك الانتخابات/نهلة الشهال/الحياة

الصناديق إن حكت: أقل من 5000 صوت لـ17 مرشح من سبعة/غسان سعود

لا يا سيّد بينيت، لبنان ليس “حزب الله” فقط/كابي طبراني/موقع أسواق العرب

67 إيرانيّ؟ ربّما/حازم صاغية/الحياة

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

الرئيس عون التقى النائب غاريوس والنائب المنتخب السيد

رسلان لجنبلاط: ضب الزعران عن الأوادم وما حصل في الشويفات اشتباك مسلح واذا كنت تريد المعالجة فنحن حاضرون لكن بين السياسة وكرامتنا نختار كرامتنا

فرنجية بحث والنائبين المنتخبين الخازن والصمد تشكيل تكتل نيابي

مجلس ثورة الارز أمل ان تتشكل الحكومة من غير النواب كي تحاسب

باسيل مفتتحا بيوت الاغتراب بختام مؤتمر الطاقة الاغترابية: لن نسمح لأي كان بأن يمد يده على الانتشار اللبناني

نعيم قاسم: لبنان لم يقم إلا على ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة

جعجع متوجها الى القواتيين في اوستراليا: الله يمهل ولا يهمل وفي نهاية المطاف لا يصح الا الصحيح ونتحضر بشكل جيد للمسؤوليات

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية
فَالمَسِيحُ لَيْسَ بِضَعِيفٍ تُجَاهَكُم، بَلْ هوَ قَوِيٌّ بَيْنَكُم

رسالة القدّيس بولس الثانية إلى أهل قورنتس12/21//13/من01حتى05/”يا إخوَتِي، إِنِّي أَخْشَى، مَتَى عُدْتُ إِلَيْكُم، أَنْ يُذِلَّنِي إِلهِي عِنْدَكُم، فَأَحْزَنَ عَلى كَثِيرِينَ مِنَ الَّذِينَ خَطِئُوا فِيمَا مَضَى، وٱرْتَكَبُوا النَّجَاسَةَ والفُجُورَ والدَّعَارَة، ولَمْ يَتُوبُوا! هَا أَنا قَادِمٌ إِلَيْكُم لِلمَرَّةِ الثَّالِثَة: «وعَلى فَمِ شَاهِدَيْنِ أَوْ ثَلاثَةٍ يُحْكَمُ في كُلِّ قَضِيَّة». قُلْتُ مِنْ قَبْلُ، وأَنا حَاضِرٌ عِنْدَكُم لِلمَرَّةِ الثَّانِيَة، وأَقُولُ الآنَ وأَنا غَائِب، لِلَّذِينَ خَطِئُوا مِنْ قَبْلُ وَلِلبَاقِينَ جَمِيعًا: إِنِّي، إِذَا عُدْتُ إِلَيْكُم، لَنْ أُشْفِق! لأَنَّكُم تَطْلُبُونَ بُرْهَانًا عَلى أَنَّ المَسِيحَ هوَ المُتَكَلِّمُ فِيَّ. فَالمَسِيحُ لَيْسَ بِضَعِيفٍ تُجَاهَكُم، بَلْ هوَ قَوِيٌّ بَيْنَكُم. أَجَلْ، لَقَدْ صُلِبَ بِضُعْف، لكِنَّهُ يَحْيَا بِقُدْرَةِ ٱلله. وفيهِ نَحْنُ أَيْضًا ضُعَفَاء، لكِنَّنا سَنَحْيَا مَعَهُ بِقُدْرَةِ ٱللهِ مِنَ أَجْلِكُم. إِخْتَبِرُوا أَنْفُسَكُم، هَلْ أَنْتُم رَاسِخُونَ في الإِيْمَان. إِمْتَحِنُوا أَنْفُسَكُم. أَلا تَعْرِفُونَ أَنَّ المَسِيحَ يَسُوعَ فِيكُم؟ إِلاَّ إِذَا كُنْتُم مَرْفُوضِين!”

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

ما يصيب الجبل يصيب كل لبنان

الياس بجاني/12 أيار/17

نتمنى أن يسود السلام والوئام بين قادة وأبناء طائفة الموحدين في الجبل لأن ما يصيب الجبل يصيب كل لبنان أكان سلاماً أو توتراً.

 

إيران إلى إيران منكسرة وحزب الله إلى نهاية حتمية

الياس بجاني/11 أيار/18

العنجهية الفارسية الفارغة ادت تاريخياً إلى كل هزائم إيران والآن هي تتحضر بنفخة صدر غبية لهزيمة جديدة في سوريا ولبنان والعراق والخليج.. واقعتي داريس والإسكندر وكسرا وهريكل سوف تتكرران وبنفس السيناريو.

 

هرطقة وكذبة "نوايا اتفاق معراب" الإلغائي وتحقيق هدفه الحقيقي

الياس بجاني/10 أيار/18

الهدف اليتيم الذي تحقق بنسبة 90% من هرطقة وكذبة "نوايا اتفاق معراب" هو إلغاء تمثيل المسيحيين المستقلين واستنساخ الثنائية الشيعية.

 

الياس بجاني/في أسفل رابط مقالتي المنشورة في جريدة السياسة

إيران “النمر من ورق” ترد على الغارات الإسرائيلية بصواريخ حوثية على السعودية/الياس بجاني/10 أيار/18/اضغط هنا أو على الرابط في أسفل لقراءة المقالة

http://al-seyassah.com/%D8%A5%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86-%D9%86%D9%85%D8%B1-%D9%85%D9%86-%D9%88%D8%B1%D9%82-%D8%AA%D8%B1%D8%AF-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%BA%D8%A7%D8%B1%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D8%B1/

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

سؤال برسم الرأي العام: هل استقالة نادر الحريري هي

بناءً على رغبة سعودية، أو ليتم توزيره، أو على خلفيات صفقات مشبوهة، أو ليتفرغ لشركاته وأعماله الخاصة؟

 

نادر الحريري يستقيل...

ال بي سي/12 أيار/18/قدم مدير مكتب الرئيس سعد الحريري ، نادر الحريري استقالته من كافة المسؤوليات التي يتولاها في مكتب الرئيس، بحسب المكتب الاعلامي للرئيس سعد الحريري.  وقد شكر الحريري نادر  الحريري، على الجهد الذي بذله طوال فترة توليه المنصب ، متمنياً له التوفيق في كل ما يتطلع اليه . وتقرر بناء عليه تكليف محمد منيمنة تولي مهام مدير مكتب الرئيس بالوكالة .

 

منذ عشر سنوات...

د.وليد فارس/فايسبوك/12 أيار/18

يوم اجتاح حزب الله بيروت الغربية واحرق المكاتب وارهب المواطنين، وهاجم الجبل من عدة محاور، في ٧ ايار ٢٠٠٨ اتصل بنا عدد من كوادر ١٤ اذار مطالبيننا بالتحرك لدى واشنطن. فاتصلنا بالمسؤولين الذين قالوا لنا انه على الحكومة اللبنانية ان تطلب المساعدة وعلى ثورة الارز ان تتحرك على الارض بشكل رمزي على الاقل، لتدويل الرد على حزب الله وبسرعة. فقمنا بسلسلة اتصالات اوّلها مع رئاسة الحكومة ناقلين اليها الرسالة واقترحنا ان يصدر بيان يطالب فيه مجلس الامن بتطبيق القرار ١٥٥٩ وارسال القوات الدولية لحماية بيروت والجبل. و اذا تم التصدي لها تتدخل القوى الغربية. الا ان رئاسة الحكومة رفضت اللجوء الى الفصل السابع... لم يبقى الا ١٤ اذار. فاتصلت باركان كبار فيها وطلبت ان تنزل مسيرات حيث امكن لارسال صورة الى الغرب المستعد للتحرك. فجاء الجواب: كلا، لان قطر قد اتصلت بنا ودعتنا الى الدوحة لعقد موئتمر للمصالحة مع حزب الله. وان قطر ستضمن ضغط ايران على حزب الله..نعم، " قطر ستضمن ضغط ايران على حزب الله.." وهكذا كان، وسقطت اخر اوراق ثورة الارز. وفي تشرين الثاني انتُخب اوباما رئيسا، وتغيرت سياسة واشنطن. واُقفل الباب على قضية لبنان لثماني سنوات... القرارات الداخلية في لبنان قد تقدّم او تؤخر. قرارت ٢٠٠٨ اخّرت ١٠ سنوات. اما هذه السنة فالادارة تغيرت. فهل تستقيم قرارات المعارضة لحزب الله ام انها ستهدي اللبنايين عشر سنوات اخرى من حكم حزب الله؟

 

الحكومة الجديدة أحجام وألغام!

الياس الزغبي/12 أيار/18

كتب المحلل السياسي الياس الزغبي: بعد الوضوح التام لنتائج الانتخابات وأحجام  التكتلات التي أسفرت عنها، ومع الأخذ بالسعي الحاصل إلى تجميع تكتلات ظرفية بضم بعض الفائزين المستقلين إليها، يمكن استشراف التشكيلة الحكومية المقبلة ضمن الوقائع والأطر والترسيمات الآتية:

١ – تراجع حصة رئيس الجمهورية من ٩ أو ١٠ وزراء إلى ٦ أو ٧، واقتصارها على المسيحيين فقط، على أساس أن “تكتل العهد” لا يتجاوز ٤٣% من مجموع النواب المسيحيين في المجلس.

٢ – تراجع حصة رئيس الحكومة (في حال تسمية الحريري) إلى ٤، واقتصارها على السنّة، بعد حصوله على ٦٣% من نوابهم

٣ – حصة السنّة من خارج “تيار المستقبل” وزيران

٤ – الثنائي الشيعي يحتفظ ب ٦ مقاعد، إلّا في حال تنازل عن السادس لأحد حلفائه من غير النواب (القومي)

٥ – حصة الدروز ثلاثة لتكتل جنبلاط، إلّا في حال الاصرار على توزير أرسلان فيكون محسوباً على تيار العهد الذي ستنقص حصته إذذاك إلى ه أو ٦ مسيحيين

٦ – حصة القوات اللبنانية أربعة وزراء

٧ – حصة “المردة” وزيران بعد ضم مستقلين إليها، وفقاً للمساعي الجارية الآن

٨ – توزير مسيحي عن الكتائب في حال موافقتها على دخول السلطة بعد انضمام مستقل أو أكثر إليها

٩ – توزير مسيحي عن القومي في حال قرر الثنائي الشيعي الاحتفاظ بالمقاعد الستة

١٠ – يبقى وزير مسيحي لا يمكن أن يمثل أي طرف ينتسب إليه، بسبب تشتت ٨ نواب على أربعة تكتلات بالتساوي (٢ مستقبل، ٢ ميقاتي، ٢ جنبلاط، ٢ برّي). والأرجح أن يكون من حصة القوات أو العهد.

١١ – في حال عدم تمثيل الكتائب، أو القومي بمسيحي، أو اقتصار تمثيل المردة على وزير واحد تذهب هذه المقاعد إلى الفريقين المذكورين، فيرتفع عدد وزراء القوات إلى ٥ والعهد إلى ٨.

وإذا وافق الجميع على هذه الحصص وتم تخطي هذه العقبة، ستبرز مشكلة من شقّين:

أولاً – توزيع الحقائب السيادية الأربع. هذا التوزيع يواجه عقدتين:  هوية صاحب حقيبة المال، وعدم حصر الحقيبتين السياديتين للمسيحيين بتيار العهد. إضافة إلى التطاحن على الحقائب المحورية كالأشغال والطاقة والاتصالات والصحة والاقتصاد والعدل و.. و..

ثانياً – رسم سياسة التشكيلة في بيانها الوزاري، وهنا الطامة الكبرى بين ثلاثيتي “القوات” و”حزب الله”، و”النأي بالنفس” و”إعلان بعبدا” و”ربط النزاع” و”الاستقرار” والسيادة والسلاح والقرار الاستراتيجي والقرارات الدولية والعربية والسياسة الخارجية… و”التسوية” برمتها.

إلى ذلك، تضاف مسألة التزام سياسي وأخلاقي بعدم توزير نواب، وفق التعهد الذي أطلقه علناً رئيس الجمهورية من جبيل قبل أسبوعين من الانتخابات. فهل ينفّذ الرئيس وعده؟

ألغام كثيرة ستتفجر تباعاً في وجه التكليف والتأليف ووضع البيان الوزاري تفرض تناوب الحلول، من ثلاثينية كوحدة وطنية إلى أكثرية تحكم وأقلية تعارض (شبه مستحيلة) إلى تكنوقراط… وما أدراك ما وراء التكنوقراط.

والنتيجة، مرحلة بالغة الصعوبة لفترة غير قصيرة، خلافاً لتفاؤل المتفائلين.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 12/5/2018

السبت 12 أيار 2018

 * مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

في غمرة تطورات المنطقة، وقرار ترامب المتعلق بالاتفاق النووي، والمواجهة الصاروخية والجوية بين إيران واسرائيل، يتسلل نقل السفارة الأميركية إلى القدس المحتلة بعد غد الاثنين بحضور إبنة الرئس الاميركي إيفانكا.

وفي غمرة تطورات المنطقة، واجه العراقيون اليوم الاستحقاق الديمقراطي في الانتخابات البرلمانية، التي يبلغ فيها عدد الناخبين خمسة وعشرون مليون نسمة، لاختيار ثلاثمائة وتسعة وعشرين نائبا.

وقد برز أثناء ذلك حظر تجول في بعض المناطق العراقية، وسط توقع تسمية رئيس الحكومة حيدر العبادي لجائزة نوبل للسلام.

وتعتبر الانتخابات العراقية، الأولى من نوعها منذ العام 2003 عقب سقوط الرئيس صدام حسين، كما أنها الأولى منذ انهاء "داعش" في العراق، حيث اغلقت مراكز الاقتراع عند السادسة عصرا، بعد يوم شهد نسبة مشاركة ضعيفة في مختلف المدن العراقية.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

بدأت الاهتمامات الداخلية تنصب على مرحلة ما بعد الحادي والعشرين من أيار، موعد إنتهاء ولاية المجلس النيابي الحالي، لينتقل المطبخ التشريعي إلى عهدة المجلس الجديد المنتخب، على أن تكون الخطوة الأولى من الاستحقاقات الدستورية هي انتخاب رئيس المجلس، وهو أمر بات محسوما للرئيس نبيه بري.

أما المعركة فهي لموقع نائب الرئيس، ومن بعدها يفترض ان ينتخب المجلس هيئة مكتبه ولجانه الدائمة.

حكوميا، ينتظر ان يدعو رئيس الجمهورية إلى استشارات نيابية ملزمة لتسمية رئيس الحكومة الذي سينطلق بمهام التأليف الشاقة، وهو الأمر الذي رأى الرئيس بري بأنه لا يجب ان يستغرق شهورا كما في الماضي، رغم ان الشيطان يكمن في التفاصيل، باعتبار ان الوضع حولنا في المنطقة يدفع اللبنانيين إلى الاسراع بأكبر قدر ممكن لتشكيل حكومة تمثل الجميع.

الرئيس بري، وفي حديث الى وكالة "أسوشيتد بريس"، استشهدت فيه صحيفة ال"واشنطن بوست"، أشار الى انه سيكون على السلطات اللبنانية اجراء اتصالات مباشرة مع الحكومة السورية ليبدأ اللاجئون بالعودة، منتقدا السياسيين المناهضين لسوريا والذين يرفضون التعامل مع الحكومة السورية.

ورأى الرئيس بري ان الرد السوري الأخير حقق توازنا في الرعب مع إسرائيل.

وبشأن متصل بحادثة الشويفات، أعلن وزير العدل سليم جريصاتي ان القضاء وضع يده على الملف. فيما أرتفع منسوب الإشتباك السياسي، حيث شن الوزير طلال ارسلان هجوما عنيفا على النائب وليد جنبلاط، محملا اياه مسؤولية التحريض الذي حصل، ورافضا الحديث مع من وصفهم ب"الأوباش"، فالمعالجة لن تكون إلا معه وجه لوجه أو مع تيمور.

وفي رد على أرسلان، رأى "الحزب التقدمي الاشتراكي"، في بيان، ان تغاضي الأخير عن إيواء المطلوبين ينسف ما جاء في المؤتمر الصحفي. وختم البيان: "رحم الله الأمير مجيد".

رد "الحزب التقدمي الإشتراكي" لم يقتصر على ارسلان فحسب، بل أيضا على الرئيس الحريري الذي كان توجه برسالة للنائب وليد جنبلاط عبر تغريدة يدعوه فيها بأن "يحل عن المستقبل، وما تحط مشاكلك علينا"، ليأتي بيان "الإشتراكي" موضحا للحريري بأنه لا يرمي مشاكله عليه ولكن على اعتباره رجل الدولة الأول وهو ما يستوجب منه كمسؤول المتابعة لتطبيق القانون لما حصل في الشويفات.

وليس بعيدا عن المسار الإنتخابي، انطلق العراق في انتخاباته البرلمانية الثانية منذ الانسحاب الأميركي منه عام 2011، في مشهد تحكمه تطورات وتغيرات سياسية عسكرية وأمنية مضاعفة على مدى سبع سنوات، حيث فتحت منذ السابعة صباحا 8 آلاف و959 مركزا امام 24 مليون عراقي للإدلاء بأصواتهم، وأقفلت عند السادسة مساء صناديق الإقتراع لتبدأ على الفور عملية الفرز الألكتروني.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"

غداة احتفال النصر في "بيت الوسط" ولقاء الرئيس سعد الحريري محبيه ومناصري تيار "المستقبل" من مختلف المناطق والبلدات اللبنانية والعاصمة بيروت، اتخذ الرئيس الحريري هذا النهار سلسلة قرارات تنظيمية على قاعدة مبدأ الثواب والعقاب.

الرئيس الحريري، وبصفته رئيسا لتيار "المستقبل"، وبعد الاطلاع على مجريات الحراك الانتخابي في كافة الدوائر، والتقارير الواردة في شأنه، قرر حل هيئة شؤون الانتخابات والماكينة الانتخابية اللوجستية، كما قرر حل الهيئات التنظيمية القيادية في كل منسقيات بيروت- البقاع الغربي راشيا- البقاع الأوسط- الكورة وزغرتا. وقد لاقت قرارات الرئيس الحريري ارتياحا لدى جمهور وقواعد تيار "المستقبل".

الرئيس الحريري رد في تغريدة على النائب وليد جنبلاط قائلا: "يا ليت يا وليد بيك تحل عن المستقبل شوي وما تحط كل مشاكلك علينا وشكرا"؛ قبل ان يعتذر "الحزب التقدمي" من الحريري، ويرد على الوزير طلال ارسلان الذي كان تناول في مؤتمر صحافي حوادث الشويفات، مترحما في رده على الأمير مجيد أرسلان.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

ارتفع صوت العراقيين عاليا في يوم انتخابي، مشوا إليه مسافات طويلة وقدموا تضحيات عظيمة، ليكون عرسا ديمقراطيا بعد نصر استراتيجي قضى على "داعش" والارهاب.

انتخب العراقيون وانتحب كثيرون ممن أرادوا للعراق الفرقة والخراب، وبذلوا كل دعم للارهاب لكي لا يقوم وطن ديمقراطي، حر نقي من الارهاب والاقتتال والتبعية، على أبواب دول لا تعرف معنى كلمة انتخابية.

وقبل ان تفرز الأصوات ويعرف الفائز من بين عشرات اللوائح المتنافسة على ثلاثمئة وتسعة وعشرين مقعدا نيابيا، فاز العراقيون شعبا وحكومة ومكونات سياسية بانجاز استحقاق سيكون بلا شك مقدمة لتكوين السلطة في عراق ما بعد "داعش".

فبعد لبنان مشى العراق على طريق ديمقراطية مهما كانت نتائجها فإنها ليست لمصلحة المتربصين بمنطقتنا وخيارات شعوبها الحرة، والمجالس المكونة من خيارات الشعوب لن تبيع أوطانها في صفقات القرن، ولن تقترن أسماؤها بمزادات وأحقاد نتاجها بيع المقدسات وضياع الثوابت والخيرات.

وبالخيارات القومية سيبقى العراق ولبنان وسوريا واليمن وكل الدول المؤمنة بالقدس قبلة للمجاهدين، وبوصلة الحق واليقين الذي لن يغيره نقل سفارة بقرار من هنا أو مؤامرة من هناك.

وهنا في لبنان تبقى نتائج الانتخابات حاكمة للمشهد العام، ورغم كل الخطابات التي أعلنت الانتصارات، فإن القراءات المتأنية والتحقيقات، بينت حقيقة بدأت تتجلى بحل ماكينات انتخابية ومنسقيات حزبية.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

تعاظم أحجام بعض القوى السياسية ومطالبها التي تلامس التعجيز، ستجعل من المتعذر على باب السراي ان يتسع لها جميعا، ما يعني اننا سنشهد مخاضا طويلا وصعبا قبل ولادة الحكومة الحريرية الثانية في عهد الرئيس عون، أو حكومة العهد الأولى كما يحلو للرئيس عون أن يصفها.

فبدلا من وصف المسهلات بل وضع المسهلات وتلطيف الخطاب، سعيا إلى تبسيط عملية تأليف الحكومة، فإننا على العكس نشهد سجالات نارية بين مكونات السلطة. وقد انحدر المستوى من السياسي العام إلى الشخصي والخاص، ما سيزيد الأمور تعقيدا، إذ بات معظم قيادات الصف الأول بحاجة الى مصالحات عناصرها غير متوفرة حتى الساعة ولا من يصلح.

وما يصعب الأمور أكثر، ان فترة الحداد لدى البعض كما فترات الفرح بالانتصارات الانتخابية لدى البعض الآخر، لن تنتهي في المدى المنظور، مع ما تحفل به من كلام موتور تسربت حممه إلى الشارع. وقد سجل على هذا الخط تراشق حاد وغير مسبوق بين المختارة ودار خلدة، وبين المختارة وبيت الوسط، من دون اغفال الجبهة الوالعة بين عين التينة وبعبدا.

تترافق هذه السجالات مع قصف ثقيل بين المبدئيات الدولتية التي تتسلح بها معراب، والمبدئيات الأكسترا دولتية التي تسعى الضاحية إلى جعلها دستورا غير قابل للبحث.

وسط السواد نقطة رمادية: التوافق على نبيه بري رئيسا لمجلس النواب وسعد الحريري رئيسا للحكومة، حاصل، رغم البهورات وتهبيط الحيطان.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

للتذكر في زمن التنكر: لم يسبق لأي زعيم أم أمير أو بك أو قائد، ان نفي من لبنان منذ 400 عام وعاد إلا محمولا على الراحات لكن في نعش، باستثناء واحد. لم يسبق لأي زعيم في زمن المتصرفية، من جزين إلى تنورين إلى اهدن وبشري، مرورا بكسروان وجبيل، أن فاز بقلوب المسيحيين مجتمعين، إلا واحد.

لم يسبق لأي رئيس جمهورية قبل الطائف وبعده، ان كانت له مثل هذه الكتلة إلا واحد. لم يسبق لأي زعيم ماروني- ونحن هنا نتذكر العمالقة بيار الجميل وكميل شمعون واميل وريمون اده وفؤاد شهاب وبشارة الخوري وحبيب باشا السعد- ان دانت له أقضية جبل لبنان وخصوصا المسيحية بالزعامة والانتصار لثلاث دورات انتخابية بالأكثري أو الستين أو النسبي، أو بأي قانون سموه، إلا واحد.

لم يسبق لأي رئيس جمهورية بعد الطائف- وخصوصا بعد الطائف- ان سمح له بكتلة نيابية ولو من بضعة نواب إلا واحد، وقد انتزعها انتزاعا ونالها غلابا.

لم يسبق لأي رئيس ان حوصر في بقعة لا تتجاوز مئات الكلومترات المربعة، فخرج إلى كل لبنان رئيسا وقائدا إلا واحد. لم يسبق لأي من خرج من موقعه وقصره ومنطقته ان عاد واستعاد ما لشعبه وجيشه وأرضه بعد ستة وعشرين عاما، إلا واحد.

لم يسبق لأي كان في لبنان ان واجه خناجر الظهر بحناجر الصدر، إلا واحد. غدر به بروتوس فوقف معه ألف بطرس. وحيدا كموسى صاعدا جبل حوريب يقود شعبه الذي تاه في البرية، هو يقود شعبه الذي تاق إلى الحرية، يرتقي به إلى قمم جبال لبنان مكللا كما الأرز وصنين وحرمون بالغار والافتخار.

يقول المثل: لللانتصار مئة أب أما الهزيمة فيتيمة. هذه المرة الهزيمة أصابت كثيرين، أما الانتصار فله أب واحد اسمه ميشال عون "بي الكل وبي الانتصار". وذكر لعل الذكرى تنفع، لانه "صار بدا بعض الالسنة توقف عند حدا، وتعرف انو بعبدا ما حدا قدا".

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

مع طي صفحة الانتخابات العراقية، وسط تدن في مستوى الاقتراع، ترتسم أكثر فأكثر معالم المنطقة الملتهبة، وسط اشتداد الصراع الأميركي- الإيراني الذي سترسم صورته في شكل أوضح الاثنين المقبل، بعد أن يحسم وزراء خارجية فرنسا وبريطانيا وألمانيا موقفهم من الانسحاب من المعاهدة النووية اثر لقائهم موفدين من ايران.

هذا في العراق، أما في لبنان فقد مرت الانتخابات على خير، لكن تصفية حساباتها تشتد أكثر فأكثر. ففيما يدعي الكل انه الفائز الأكبر، ويتبادل الكل تهم التحريض والشحن الطائفي، وحدها تشكيلة الحكومة ستحسم حسابات الربح والخسارة.

حتى الساعة، قطب التشكيل معقدة ومعاودة بشدة، وهي تختصر بثلاث: وزارة المال والطروحات حولها، تمثيل الوزراء السنة في الحكومة من خارج تيار "المستقبل"، وتمثيل الوزراء المسيحيين من خارج "التيار الوطني الحر".

هذه العقد، تجعل رحلة التشكيل صعبة، حتى لو أراد البعض تأجيل المشكلة إلى ما بعد الحادي والعشرين من أيار، بدء تاريخ ولاية المجلس النيابي الجديد.

صعوبة التشكيل تتزامن ومواقف تصعيدية على أكثر من جبهة، مواقف كان نجمها من دون منازع اليوم، وليد جنبلاط.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

ثورة بني معروف لم تنحسر بعد دفن الضحية، لا بل استعرت الخطابات والبيانات، بمساندة من بعض التغريدات، لتشكل حالة احتقان وفرقة داخل طائفة الموحدين. فمن مصطلحات "نائب الفتنة" إلى "ضب زعرانك" ف"المغرور والمتسلط وحصان طروادة"، كلها عبارات تطايرت من سطح دار خلدة إلى الشويفات فالمختارة مرورا بالجاهلية، وأسست لعصبيات ومحاور "بقلوب مليانة" من صناديق الانتخاب التي أفرغت حمولتها على شكل "آر بي جي" فوق الحصن الأرسلاني.

واحتدام المعركة تسبب بتدخل على شكل نداء وجهه وزير العدل سليم جريصاتي إلى الأفرقاء المتقاتلين، ودعاهم إلى التزام الهدوء ذلك أن القضاء قد وضع يده على الأحداث المؤسفة، وطمأنهم إلى دولة القانون التي أرساها هذا العهد.

لكن العهد هو نفسه كان مرشحا، ومن التيار القوي فازت لائحة "ضمانة الجبل" بأربعة مقاعد بينهم مقعد طلال أرسلان، فيما فازت "القوات" بمقعدين على لائحة النائب وليد جنبلاط، وتيار "المستقبل" بمقعد واحد، وكاد وئام وهاب يخترق المشهد باقترابه من الحاصل وحصده أصواتا تفضيلية تخطت النائب مروان حمادة.

وغدا، وكما في كل الأزمات، تنتهي الإشكالية بجوائز ترضية سياسية، لكن من سقط في الانتخابات لن يكون كمن سقط ضحية على الأرض و"بتروح ع الي مات ".

و"أر بي جي" الشويفات يبدو أنها شظت "بيت الوسط" وكلمينصو، مع وجود "فراغة" غير طايشة على السطوح السياسية ل"المستقبل" و"الاشتراكي"، وقد رفعت البصمات عن تغريديتن من العيار الثقيل لسعد الحريري ووليد جنبلاط الذي بادر إلى فتح النار باستغرابه كيف يدعي بعض الخاسرين النصر وبعضهم الآخر يلجأ الى الضجيج الإعلامي بدلا من احترام القانون، ليرد عليه الحريري قائلا: يا ليت يا وليد بيك تحل عن المستقبل شوي وما تحط كل مشاكلك علينا وشكرا. لكن حتى التغريدات خضعت لمبدأ التسويات المتبادلة، فأزيلت وتم ترميم الخلافات مع تقديم بعض الاعتذارات و"بتروح ع الي عمل لايك".

كل ما تقدم سينعكس على ما سيأتي من تأليف الحكومة والوعود بمحاربة الفساد واتباع سلوك الشفافية. وبدا من ملامح التشكيلة العتيدة أن شروطها تسبق تأليفها، وأول هذه الشروط ما وضعه رئيس مجلس النواب نبيه بري بالتمسك بوزارة المال، وعلى رأسها علي حسن خليل عدا ونقدا. هذه الشروط المسبقة رفضها رئيس الحكومة سعد الحريري، لكن المواطنين لا يملكون محضر الاجتماع المطول بالأمس بينه وبين الرئيس بري في عين التينة، وما دار خلاله من مقايضات.

وفي انتظار اتضاح الرؤية، تبقى الوعود على ما هي عليه، لكن الأعراف التي كرستها القيادات السياسية علمت اللبنانيين أن الحكم تجارة خاضعة للبيع والشراء، إلا إذا قرر رئيس الجمهورية أن يبدأ عهده فعلا بعد الانتخابات وتشكيل أولى الحكومات الضاربة.

 

أسرار الصحف الصادرة في بيروت صباح السبت 12 أيار 2018

النهار

بدا مرجع رسمي مطمئناً إلى أن الأوضاع في لبنان لن تذهب في اتجاهات سلبيّة تتجاوز السقوف الساخنة حالياً في المنطقة.

حذر وتريّث...

استوقفت المراقبين مفردات التحفّظ والحذر التي تضمّنها بيان مجموعة الدعم الدوليّة من أجل لبنان حيال الانتخابات النيابيّة وتريّثها في تقويم العمليّة.

سقوط أساطير...

قال سياسي مجرّب و"عتيق" إن الانتخابات الأخيرة تُعدّ من الدورات القياسيّة في إسقاط "هالات وأساطير" شخصيّة وسياسيّة لدى فئات معيّنة.

الجمهورية

تدور تساؤلات بعد الإنتخابات حول مصير اللقاء المؤجّل بين مرجع كبير ورئيس حزب ونتيجته على تشكيل الحكومة المقبلة.

سُئل أحد الوزراء عمّا إذا كان "النأي بالنفس" سيتضمّنه البيان الوزاري كما طلبت أميركا فقال: "لتلتزم هي النأي بالنفس أولاً".

قال وزير في الحكومة إن المنطقة ذاهبة إلى التصعيد لأن القرار إسرائيلي بتفجيرها.

البناء

أشارت مصادر سياسية إلى أنّ التقدّم الملحوظ الذي حققه فريق المقاومة في لبنان على صعيد التمثيل النيابي لطالما كان معروفاً ومؤكداً، إلا أنّ القوانين الانتخابية السابقة التي اعتمدت نظام الاقتراع الأكثري ووزعت الدوائر بطريقة غريبة عجيبة، كانت مجحفة بحق هذا الفريق الذي يذكر الجميع أنه نال في انتخابات 2009 الأكثرية الشعبية، لكنه لم ينل الأكثرية النيابية، أما اليوم، ورغم الشوائب الكثيرة التي لا تزال تعتري القانون الانتخابي، فإنّ مجرد اعتماد النسبية أعاد الكتل المنفوخة إلى حجمها وأعاد بعض الحق إلى الممثلين الحقيقيّين للناس.

دعت مصادر دبلوماسية متابعة للملف النووي الإيراني إلى التوقف أمام استقالة رئيس فريق التفتيش في الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ومعنى تزامن الاستقالة مع تقرير التفتيش الذي يؤكد التزام إيران بموجباتها القانونية في ملفها النووي من جهة، والتصعيد الأميركي الذي يستهدف التفاهم النووي الإيراني، وقالت إذا جاء التعيين للبديل ملبّياً لشروط يريدها الأميركيون للتلاعب بالتقارير الصادرة عن الوكالة وتسييسها فربما يدفع هذا إيران لتعديل سلوكها الإيجابي مع مفتشي الوكالة...

اللواء

طلب مرجع كبير من نائب منتخب زاره مؤخراً، ان يحفظ العلاقة مع نائب كسرواني من باب "الثقة والوفاء".

تتحدث مصادر دبلوماسية في دولة كبرى عن انفضاض "حلف أنقرة" والنتائج السلبية على الدور الإيراني في سوريا.

تشعر عائلة أحد المرشحين في الجبل بمرارة وغصة، على خلفية ان ظلم ذوي القربى أشدّ مضاضة؟!

المستقبل

إنّ السفير الروسي ألكسندر زاسيبكين عبّر أمام زواره عن استغرابه الحديث المتداول حول فريق فائز وآخر خاسر في الانتخابات النيابية مخالفاً كل التقارير الإعلامية التي تحاول تسويق هذه النظرية ومؤكداً أنّ المعادلة اللبنانية لا تزال على توازناتها من دون أي تعديل.

 

المتفرقات اللبنانية

الحريري لجنبلاط: "يا ليت تحل عن المستقبل شوي.

/12 أيار/18/ردّ رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري في تغريدة له عبر تويتر على رئيس اللقاء الديمقراطي وليد جنبلاط قائلاً: "يا ليت يا وليد بيك تحل عن المستقبل شوي وتحط كل مشاكلك علينا وشكرا". وغرّد صباح اليوم جنبلاط قائلاً إنّ "بعض الخاسرين يدّعون النصر والبعض الاخر يلجأ الى الضجيج الاعلامي بدل احترام القانون".

 

ارسلان لجنبلاط: كفى اللعب على اوتار نحن وانت بغنى عنها

/12 أيار/18/عقد رئيس "الحزب الديمقراطي اللبناني" الوزير طلال أرسلان مؤتمراً صحافياً يشرح فيه ملابسات حادثة الشويفات، قائلاً: "التجريح الشخصي بي وما أمثّله على مستوى الطائفة من بعض الأوباش أمر غير مقبول ولن نتعايش معه"، مضيفاً: "ما حصل في الشويفات ليس إشكالا فرديا كما يحاول البعض تزويره إنما اشتباك مسلح دام لأكثر من ساعتين قبل الوصول إلى النتيجة المؤسفة". وتوجه إلى رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط بالقول: "الطائفة الدرزية حضنتك فـ"ضبّ الزعران عن الأوادم" وعلاء أبي فرج هو ضحية الشحن في النفوس وأنت يا جنبلاط من فتحت المجال ولن أرد إلاّ عليك"، سائلاً إياه: ""هالقد حق السلطة" لتضحّي بشباب ليس لهم بالنفير وبما حصل؟ وتابع: "الحمدلله ضميري "مرتاح كتير" وكفى تحريضاً للدروز على الطوائف الأخرى كما يحلو لك وتحريض الدروز على بعضهم البعض فهذه سياسة مدمرّة"، وقال: "اتصلت بي 24 نيسان وتمنيت أن يصدر بيان مشترك وأن تكون الإنتخابات ديمقراطيّة وبروح رياضيّة فقلت لك نحن حاضرون وإذ في 29 نيسان باحتفال لائحة المصالحة في عاليه لم يتقيّد أحد من جماعتك بالبيان فلا تتصل بي لكتابة بيان و"لا تفلّت جماعتك".  وأردف: "كفى اللعب على اوتار نحن وانت يا وليد بيك والطائفة بغنى عنها". وشدد ارسلان على ضرورة احالة هذا الملف الى المحكمة العسكرية، "وبقدرة قادر تحول الى النيابة العامة في جبل لبنان.. فهل هذا اشكال فردي؟ انه تحريض". وأضاف: "لوضع حد لرأس الفتنة يا وليد بيك ونثق بالقضاء وأرفع الغطاء عن اي احد ولنترك القضاء يأخذ مجراه". وختم ارسلان: "كفى تلاعباً بكرامات الناس وسنساعد القضاء والاجهزة الامنية في الملف".

 

حزب الله" يُفاخر بـ "انقلابه الناعم" في لبنان

الراي/12 أيار/18/ما من شيء يوحي بأن لبنان على وشك الانضمام الى «لعبة النار» التي بلغتْ أوجها في «ليلة الصواريخ» بين إيران وإسرائيل في سورية. فالجبهةُ المسترخية على الحدود اللبنانية مع الدولة العبرية منذ حرب الـ 2006، على هدوئها الملغوم، وقوةُ «اليونيفيل» لم ترْفع من وتيرة دورياتها الروتينية على خط الـ 1701، وكأن الجولان احتلّ مكانةَ جنوب لبنان، الذي استُخدم طويلاً مسْرحاً مأسوياً لتبادُل الرسائل الإقليمية.

ثمة انطباعٌ في بيروت بأن «حزب الله» الذي أفاد من حماية ظهره بـ «القبعات الزرق» حين قرّر الاستدارة نحو الداخل بعد حرب الـ 33 يوماً قبل 12 عاماً، لن يدفع بلبنان الى حربٍ لم يحن أوانها، فالرقص على حافة الهاوية وفوق الخطوط الحمر في سورية، بين اسرائيل وإيران لن يَخرج عن السيطرة إلا في ضوء مآل المواجهة الكبرى بين واشنطن وطهران بعد تمزيق النووي وتشديد العقوبات.

فبالرغم من ان «حزب الله» على جهوزية شبيهة بـ «التدبير رقم 3» في الجيوش، لإدراكه ان الحرب المؤجَّلة تُشْعِلُها أي دعسةٍ ناقصة او مُغامَرَة طائشة، فإنه ينكبّ الآن على عملية استثمار الانتصار الذي حقّقه في الانتخابات النيابية، في إطار «انقلابٍ ناعمٍ» ومن داخل المؤسسات عبر إرساء توازناتٍ جديدة كأول الغيث في خلْخلة النظام القائم على قاعدة التسوية التي انبثقت من اتفاق الطائف الذي أنهى الحرب اللبنانية.

والأكثر وضوحاً في تظهير هذا «الهدف المركزي» لـ «حزب الله» ما قاله أمس وتكراراً نائبه وأحد منظّريه نواف الموسوي الذي تحدّث عن انه «تَحقق ما كنا نطمح اليه من تحرير القرار اللبناني من السيطرة التي تمت عليه منذ العام 1992 حتى 2018، ونستطيع القول إننا خرجنا من الهيمنة التي فُرضت علينا، وتالياً خطوْنا خطوة نحو تحرير القرار اللبناني من الهيمنة السعودية ومن النفوذ الغربي الى حد كبير»، معتبراً «ان ما حققناه من عدد مقاعد حمى دستورياً وسياسياً وديبلوماسياً المقاومة (حزب الله)».

ورغم ان «حزب الله»، الذي جرّب تبديل قواعد اللعبة السياسية وتَوازُناتِها بأساليب غير سياسية، على يقينٍ باستحالة إحداث تغييرات انقلابية في الواقع اللبناني، إلا ان استراتيجيته العائدة الى العام 1985 تُحقِّق مكاسب تُوّجت في انتخابات الأحد الماضي بزيادة حصته في كعكة السلطة في البرلمان الجديد وتالياً في الحكومة العتيدة على النحو الذي يتيح له قيادة «الانقلاب الناعم» على المدى البعيد، وخصوصاً ان قفل البرلمان ومفتاحه أصبحا في جيْبه.

وَهْجُ هذا التحول البطيء لا يعني ان لبنان على كفّ تغييراتٍ جذريةٍ وشيكةٍ بقدر ما أن البلاد على موعدٍ مع تَوازُناتٍ جديدة أَفْرزتْها صناديق الاقتراع، وأَمْلت تعديلاتٍ في التموْضعات داخل البرلمان الذي سارعتْ كتله الجديدة، الى تركيب تكتلاتٍ لحجْز أكبر عدد من المقاعد في الحكومة في إطار الصراع على إدارة الحُكم وقراره السياسي والمالي وعلى توجهاته الاقليمية.

وفي الطريق الشائكة الى ترجمة نتائج الانتخابات، سيُنتخب رئيس البرلمان، شريك «حزب الله» في الثنائية الشيعية، نبيه بري رئيساً لمجلس النواب للمرة السادسة بعد 20 الشهري الجاري، إما بالتزكية وإما بغالبية مردُّها الى «ردّ التحية» بالمثل من تكتل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، لبرّي الذي كان قاد معارضةً بـ «الأوراق البيض» ضدّ وصول عون الى الرئاسة الأولى، ونتيجة «العلاقة» الدائمة التشنّج بين رئيس البرلمان و«التيار الوطني الحر» برئاسة جبران باسيل (صهر عون) والتي كانت آخر فصولها أمس بالكلام الذي نُقل عن بري وقال فيه بإشارة ضمنية الى «التيار»: «إذا أرادوا السلم انا له، وإذا ارادوا الحرب (السياسية) أنا لها».

وبات محسوماً ان الرئيس الحالي للوزراء زعيم «تيار المستقبل» سعد الحريري عائد، ورغم الفوز «الناقص» الذي حقّقه في الانتخابات، الى رئاسة الحكومة التي سيحتاج تشكيلها الى «كاسحات ألغام» من النوع الثقيل بفعل التوازنات الجديدة وصراع الحقائب وليّ الأذرع، وارتباط كل ذلك بـ «رمزياتِ» معارك اكثر «إستراتيجية»، كالأرجحيات داخل السلطة التنفيذية والانتخابات الرئاسية وما شابه.

وكان لافتاً انه قبيل «احتفال النصر» بنتائج الانتخابات الذي أقامه مساء امس في دارته في بيروت، زار الحريري الرئيس عون في أول لقاء بينهما منذ إنجاز الاستحقاق النيابي. وقد أطلّ زعيم «المستقبل» بعد الاجتماع على المرحلة المقبلة معلناً «اذا كان الرئيس بري مرشحاً لرئاسة البرلمان فأنا أؤيّده»، مكرّراً في إشارة الى تَمسُّك رئيس البرلمان بحقيبة المال للمكوّن الشيعي ان «العُرف الوحيد الذي أعترف به هو رئاسة الجمهورية ورئاسة مجلس النواب ورئاسة الحكومة وأي عُرف آخر لن أعترف به»، ومؤكداً «ان الشروط المسبقة في موضوع الحكومة لا قيمة لها».

ولم يتأخّر حزب «القوات اللبنانية» الذي حقق فوزاً مرموقاً بمضاعفة عدد كتلته النيابية (من 8 الى 16) في تحديد الإطار السياسي الذي سيتحرّك تحت سقفه في المرحلة المقبلة، اذ أعلن بعد اجتماع لـ «تكتل الجمهورية القوية» برئاسة الدكتور سمير جعجع 3 أهداف سيعمل عليها وهي «الوصول لدولةٍ فعلية تبسط سيادتها على كامل ترابها الوطني بلا شريكٍ مُضارِب» (رافضاً في هذا السياق معادلة «جيش وشعب ومقاومة»)، و«العمل على تحسين الأوضاع الحياتية للمواطنين»، و«السعي للحفاظ على تفاهم معراب» (مع التيار الحر) والتخلّص من الشوائب التي اعترت تنفيذه حتى الآن».

 

الحريري: الطلبات الوزارية المسبقة لا قيمة لها و«حزب الله» طالب بـ«حكومة تمثل امتدادات القوى في البرلمان»

بيروت: «الشرق الأوسط/12 أيار/18»/ردّ رئيس الحكومة سعد الحريري بشكل غير مباشر على رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي كرر تمسكه بوزارة المال في الحكومة المقبلة، معلنا «عدم الاعتراف إلا برئاسة الجمهورية ورئاستي الحكومة ومجلس النواب وأن أي طلبات حول الوزارات لا قيمة له». وأتى كلام الحريري بعد إعلان بري تمسكّه بوزارة المالية للطائفة الشيعية وتحديدا للوزير علي حسن خليل، في حين دعا نائب أمين عام «حزب الله» نعيم قاسم أمس إلى «تشكيل حكومة وحدة وطنية، تراعي نتائج الانتخابات النيابية وتمثل القوى بحسب امتداداتها داخل المجلس». وبعد لقائه رئيس الجمهورية ميشال عون، أمس، أعلن الحريري عن انعقاد جلسة لمجلس الوزراء الأربعاء المقبل، من دون أن يؤكد أنها ستكون الأخيرة لهذه الحكومة، وقال: «لا أعترف إلا بعرف واحد في الجمهورية اللبنانية، وهو رئاسة الجمهورية ورئاستي مجلسي النواب والوزراء، ولست مستعدا للاعتراف بغيرها، وأن الطلبات المسبقة فيما خص الحقائب الوزارية لا قيمة لها». ولفت إلى أن زيارته إلى الرئيس «هي لتهنئته بنجاح العملية الانتخابية التي جرت، حيث يسود حاليا تفكير من قبل كل الأطراف بالمستقبل، كما عرضت معه التطورات التي حصلت في الأيام الأخيرة». وأضاف: «نحن نرغب في الحفاظ على الأمن والأمان والاستقرار في لبنان، وهو موضوع متابعة من فخامة الرئيس ومني، وأعتقد أن الأمور أفضل، ونحن مقبلون على مرحلة أفضل أيضا، كما أن مجلس النواب الجديد سيكون أكثر حيوية وسنعمل لمصلحة اللبنانيين». وحول رئاسة مجلس النواب وتشكيل الحكومة قال الحريري: «إذا كان الرئيس نبيه بري مرشحا للرئاسة، فأنا معه، وفيما خص الحكومة فلننتخب أولا رئيسا للمجلس النيابي، وبعدها تجرى المشاورات، ونرى ما سيحصل». أما عن بدء مطالب البعض ببعض الوزارات ومنها المالية فقال: «ليست المالية فقط ما يتم المطالبة بها. ما سيحصل هو انتخاب رئيس للمجلس النيابي، تليه مشاورات نيابية. ودور رئيس الحكومة واضح، أن كنت أنا أو غيري، وهو التشاور مع الكتل النيابية، ليشكل بعدها مع رئيس الجمهورية، الحكومة. فالطلبات المسبقة لا قيمة لها، أما لناحية الأعراف، فسبق أن قلت إنني أعترف بعرف واحد في الجمهورية اللبنانية وهو رئاسة الجمهورية ورئاسة مجلس النواب ورئاسة مجلس الوزراء، ولم أسمع بأعراف أخرى، ولست مستعدا للاعتراف بها».

 

بري يدعو إلى الإسراع في تشكيل الحكومة الجديدة

بيروت: «الشرق الأوسط/12 أيار/18»/دعا رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري إلى تشكيل حكومة جديدة سريعاً، في أعقاب الانتخابات العامة التي جرت في الأسبوع الماضي. وقال في حديث إلى وكالة «أسوشييتد برس»، إن لبنان غير مستعد لتحمل أي تأخير في ذلك، نظراً للتوترات والاضطرابات الإقليمية المتصاعدة والأوضاع الاقتصادية المتعثرة في البلاد. وشغل بري منصب رئاسة مجلس النواب لأكثر من ربع قرن، ومن المتوقع إعادة انتخابه لشغل المنصب نفسه مع اجتماع البرلمان المنتخب حديثاً في وقت لاحق من الشهر الحالي. وفاز التحالف بين حركة «أمل» التي يرأسها بري و«حزب الله» بأكثر من ثلث المقاعد في البرلمان الجديد، ما يمنحهم سلطة استخدام حق النقض (الفيتو) حيال أي قانون أو تشريع في مجلس النواب.

 

خيبة «الكتائب» الانتخابية مزدوجة والمشكلة ليست فقط في القانون/سعادة: خيار المعارضة انعكس سلباً علينا وعشرات الحزبيين لم يلتزموا باللوائح

بيروت: كارولين عاكوم/ الشرق الأوسط/12 أيار/18/استياء عام يسود أوساط «حزب «الكتائب»» منذ مساء الأحد الماضي لحظة بدء اتضاح نتائج الانتخابات. شعار «نبض التغيير» الذي اختاره «الكتائب» في حملته الانتخابية، كما خيار المعارضة الذي كان رأس حربتها في الفترة الأخيرة، لم يترجَم «أصواتاً تفضيلية» في صناديق الاقتراع، وحوّل «الكتائب» إلى أكبر الخاسرين في هذه المعركة بحيث تقلصت كتلته من 5 نواب إلى 3، هم: رئيس الحزب سامي الجميل، وابن عمه نديم، والحزبي إلياس حنكش.

وينكبّ المسؤولون في «الكتائب» على القيام بمراجعة سياسية وانتخابية عامة لمسار الحزب منذ نحو سنتين إلى اليوم وصولاً إلى الانتخابات التي قدّم المسؤول عن إدارتها باتريك ريشا استقالته، واللافت في النتيجة الأولية لهذه المراجعة أن خيبة الأمل كانت مزدوجة بحيث أتت من أهل البيت قبل غيرهم، إذ سجّل في أقلام عدّة عزوف حزبيين عن انتخاب لوائح «الكتائب» وهو ما سيكون على رأس أولويات البحث، إضافة إلى التنظيم والسياسة العامة، حسب ما يكشف النائب سامر سعادة الذي لم ينجح في هذا الاستحقاق، سائلاً: «هل هذا الأمر هو نتيجة رفض لسياسة (الكتائب) أم هي خيانة وشراء ذمم؟».

في المقابل، يؤكد الباحث في الدولية للمعلومات محمد شمس الدين، أن النتيجة التي حققها «الكتائب» لم تكن مفاجئة حتى إن بعض التوقعات كان تشير إلى حصوله على نائبين فقط، موضحاً لـ«الشرق الأوسط» أنه «إضافة إلى شوائب القانون فشل النائب سامي الجميل في عقد تحالفات من شأنها أن تمنحه دفعاً انتخابياً، وبالتالي عمد إلى تشكيل لوائح ضعيفة أدت إلى ما أدت إليه، إضافة إلى عدم تصديق الناس للحملات التي قاموا بها خصوصاً أنهم لم يتمكّنوا من ترجمتها فعلياً على الأرض»، ويضيف: «حتى إن فوز نديم الجميل في بيروت الأولى لم يتحقق لأنه مرشّح (الكتائب) بل لأنه ابن رئيس الجمهورية السابق بشير الجميل، وانتخابه أتى بناءً على مقاربة المسيحيين التي تنطلق من أنه لا بد من بقاء نديم في البرلمان كغيره من أبناء الرؤساء والزعماء».

وفي حين ساد الصمت أوساط «الكتائب» هذا الأسبوع، وامتنع معظم مسؤوليه عن الإدلاء بأي تصريح، على أن توضع كل القضايا على طاولة البحث بدءاً من الأسبوع المقبل، قال النائب سعادة لـ«الشرق الأوسط»: «لا ننفي أننا لم نكن نتوقع تشكيل كتلة نيابية كبيرة، لكن مما لا شك فيه أن النتيجة كانت مخيبة للآمال على صعد عدّة»، ويضيف: «وجودنا خارج الحكومة طوال الفترة الماضية أدى إلى محاصرتنا من كل الأدوات التقليدية الانتخابية، التي تستفيد منها الأحزاب في الحملات الانتخابية، كالتوظيف وتقديم الخدمات عبر الوزارات والأموال التي تقدّم على شكل مساعدات وهبات هنا وهناك، في وقت لم يكن بيد (الكتائب) الإمكانات المادية اللازمة في انتخابات استخدمت فيها الماكينات الانتخابية الأموال الطائلة». ويعتبر «أن التضييق السياسي لم يكن وحده السبب الأساس في الخيبة الكتائبية بل الخيبة الكبرى أتت من أهل البيت الواحد، أي الحزبيين الذين لم ينتخب العشرات منهم لوائح (الكتائب) ومن المواطنين بحيث انعكس موقعنا في المعارضة سلباً علينا في مجتمع لا يزال مواطنوه ينتظرون الخدمات من المرجعية الحزبية والنواب لا من دولتهم».

مع العلم، أنه ومنذ اختيار الجميل العزوف عن المشاركة في الحكومة التي يترأسها سعد الحريري يواجه في أوساط حزبه معارضة للمسار الذي يسلكه. معتبرين أن فاعلية المعارضة تكون أكثر تأثيراً من الداخل لا من خارج السلطة، على غرار السياسة التي يتبعها «القوات» في قضايا عدّة، وهو ما يلفت إليه سعادة بالقول: «تمكن مقاربة هذا الموضوع من خلال الاختلاف بين سياسة الحزبين والنتيجة التي توصل إليها كل منهما، حيث نجح القوات في حصد 16 مقعداً».

ويضيف سعادة: «رغم أننا كنا في مقدمة الأحزاب والنواب الذين واجهوا الفساد ونجحنا في ذلك مرات عدة، لكن بعدما كنا اعتبرنا أن اللبنانيين باتوا محصّنين اكتشفنا أنهم لا يزالون يبحثون عمّن يؤمّن وظيفة لابنهم أو مَن يقدم لهم مساعدة من هنا وتقديمات من هناك في ظل النظام الاجتماعي السياسي القائم».

ومع تشديده على أن الهدف في حزب «الكتائب» ليس المقعد النيابي، يؤكد سعادة أن المراجعة وتصحيح الأخطاء واكتشاف مكامن الخلل لا تعني التنازل عن المبادئ والمسار إصلاحي والترفع عن السلطة الزبائنية، مستبعداً في الوقت عينه أن تعرض عليهم المشاركة في الحكومة، قائلاً: «على كل الأحوال اليوم أكثر من السابق خصوصاً بعدما دفعنا الثمن في الانتخابات. ما لم يؤخذ منا في السابق لن يؤخذ منا في المستقبل، وسنبقى في المواجهة على أمل الإصلاح».

 

القوات حول دعوى LBC: ثقتنا بالمحكمة راسخة

السبت 12 أيار 2018 /وطنية - صدر عن الدائرة الإعلامية في القوات اللبنانية البيان الآتي: "في الوقت الذي تقترب فيه المحكمة من إصدار حكمها في قضية إساءة الأمانة المتهم بها الظنين بيار الضاهر في دعوى المؤسسة اللبنانية للإرسال، وبعدما استنفذ المدعى عليه طوال أكثر من عشر سنوات كافة أساليب المماطلة والتسويف، ها هو يلجأ يائسا إلى استخدام الإعلام وتحديدا الوسيلة الإعلامية الواضع يده عليها غصبا من أجل تحريف الوقائع من طريق اجتزائها وإساءة تفسيرها محاولا استباق حكم المحكمة والتأثير على الرأي العام. إن ثقتنا بالمحكمة راسخة ونعلم ان هذه الأساليب الملتوية أبعد من ان تؤثر بها او بالرأي العام الذي أكد ثقته مرة جديدة بالقوات اللبنانية في الانتخابات التي جرت، وفي مطلق الأحوال ستلجأ القوات اللبنانية إلى القضاء لوقف هذه المهزلة الإعلامية التي وإن دلت على شيء فعلى الخوف الذي يعتري الظنين من ساعة الحقيقة".

 

أحجام ما بعد الانتخابات تفاقم الخلافات في لبنان

بيروت - «الحياة»/13 أيار/18/تتلمس القوى السياسية اللبنانية مسار المرحلة المقبلة بعد أسبوع على الانتخابات النيابية، في ضوء جهود تبذل لتشكيل تكتلات نيابية جديدة من عدد من الكتل الصغرى، فيما ظلت تفاعلات جريمة مقتل المسعف في الحزب التقدمي الاشتراكي والذي اتهِم به مسؤول أمن الوزير طلال أرسلان، في واجهة التطورات أمس. إذ شنّ أرسلان هجوماً عنيفاً على رئيس «الاشتراكي» وليد جنبلاط، الذي رد حزبه متهماً أرسلان بـ «تحوير الأنظار عن إخفائه مرتكب الجريمة». وتسببت تفاعلات رواسب التنافس الانتخابي في تفاقم الخلافات بين جنبلاط ورئيس الحكومة سعد الحريري، على رغم تحالفهما في 3 دوائر، بعد انتقاد الأول موقف الثاني من حادثة الشويفات ثم غمزه من قناة احتفال «تيار المستقبل» بالنصر الانتخابي أول من أمس، فرد الحريري قائلاً: «يا ليت تحل عن المستقبل». وفرض الاستحقاق الأول بعد الانتخابات، وهو انتخاب رئيس البرلمان الجديد المتوقع في 23 الجاري في ظل غياب أي مرشح غير الرئيس نبيه بري، تكثيف الاتصالات حوله، مع أنه أمر محسوم لوجود أكثرية من 93 نائباً من أصل 128، ستصوّت له من دون احتساب أصوات النواب الحزبيين لـ «التيار الوطني الحر» الذي كان رئيسه الوزير جبران باسيل أعلن عدم تأييده له، ومن دون أصوات كتلة «القوات اللبنانية» (16 نائباً) التي لم تأخذ قرارها في هذا الصدد بعد. وفيما قالت مصادر في «التيار الحر» إن مفاوضات تجري في هذا الشأن، قالت مصادر سياسية لـ «الحياة» أنها ترجح ان يتحدد موقف «التيار» النهائي في ضوء قبول فرقاء آخرين بتأييد النائب الأرثوذكسي في «التيار» الياس بو صعب، نائباً لرئيس البرلمان. لكن الكتل التي تؤيد بري ليس بالضرورة أن تصوت لبو صعب في ظل احتمال ترشح النائب إيلي الفرزلي للمنصب، وهو قريب من «التيار» ومن قوى 8 آذار وسورية. كما أن مصادر نيابية لم تستبعد أن يتوقف الخيار النهائي في شأن اسم نائب رئيس المجلس النيابي، على التفاهم بين «التيار الحر» و «القوات» لتبادل منصبي نائبي رئيسي البرلمان والحكومة. وفي وقت يُنتظر أن يتجدد الحوار بين الفريقين المسيحيين اللذين لم يتحالفا في أي دائرة انتخابية، جدد باسيل مساء أمس هجومه على «القوات» في مهرجان «الاحتفال بالانتصار»، متهماً وزيرها للشؤون الاجتماعية بعدم السعي إلى إعادة النازحين السوريين إلى بلادهم من خلال الوزارة التي يتولاها النائب القواتي المنتخب بيار بوعاصي. وأضاف: «دين علينا أن يعود النازحون إلى بلادهم ولو وقفنا في وجه المجتمع الدولي ووجه المتواطئين معه في الداخل». وفيما تضاعف عدد نواب حزب «القوات» من 8 إلى 15-16 نائباً، وقال رئيسه سمير جعجع أن التصويت الشعبي جعله متساوياً مع «التيار» تهكم باسيل قائلاً: «همّه فقط أن يحجّمنا إلى درجة فقد القدرة على عد الأرقام. ومن لا يعرف أن يجمع عدد نوابنا كيف يمكن أن نسلمه وزارة الطاقة (سبق أن طالب بها جعجع) وهي مليئة بالحسابات». وتابع باسيل: «على رغم أن معهم كل الدول معهم ونحن لم يقف معنا أحد انتصرنا. على رغم أن معهم أموالاً ونحن ليس لدينا المال انتصرنا. وعلى رغم أن معهم الكذبة وهذه تلفيقة ونحن معنا الحقيقة وانتصرنا. هذا الانتصار نهديه إلى أبي الكرامة الوطنية وأبي لبنان القوي، رئيس الجمهورية». ولفت باسيل إلى أن «هذه هي المرة الأولى في لبنان ما بعد (اتفاق) الطائف تكون لرئيس الجمهورية أكبر كتلة نيابية. هذا هو الرئيس القوي. رئيس يصحِّح النظام».

 

الأخبار الإقليمية والدولية

واشنطن تدعو الدوحة لوقف دعم الجماعات الإرهابية المدعومة من إيران

لندن - «الحياة/ 13 مايو 2018/كشفت تحقيقات أمنية أميركية عن تواصل قطري مع عدد من الجماعات الإرهابية التي ترعاها إيران في الشرق الأوسط ومنها جماعات تصنفها واشنطن إرهابية فضلاً عن تقديمها لدعم مادي كبير بلغ مئات الملايين من الدولارات لهذه المنظمات. وكانت الدول الداعية إلى مكافحة الإرهاب قطعت العلاقات مع الدوحة مطالبةً إياها بتنفيذ 13 مطلباً من بينها قطع علاقاتها مع المنظمات الإرهابية والأيديولوجية والطائفية، بما فيها جماعة «الإخوان المسلمين» وتنظيما «داعش» و«القاعدة» وجماعة «حزب الله» اللبنانية و«جبهة فتح الشام»، وتصنيف تلك الكيانات مجموعات إرهابية، بناءً على قائمة الإرهاب التي أعلنتها السعودية والبحرين والإمارات ومصر. ودعا الرئيس الأميركي وفقاً لصحيفة التيلغراف قطر إلى وقف تمويل المليشيات الموالية لإيران وذلك بعد الكشف عن عدد من رسائل البريد الإلكتروني التي يقال بأنها مُرسلة من مسؤولين رفيعي المستوى في الحكومة القطرية إلى أعضاء قياديين في منظمات كحزب الله وإلى كبار القادة في الحرس الثوري الإيراني من بينهم وحسن نصر الله وقاسم سليماني. وفي إحدى رسائل البريد الإلكتروني التي يعتقد أنه تم اعتراضها من حكومات أجنبية، يفيد مسؤول قطري رفيع المستوى بدفع 50 مليون جنيه أسترليني لسليماني في نيسان (أبريل) من عام 2017، ودفع 25 مليون جنيه إسترليني إلى مجموعة عراقية إرهابية شيعية متهمة بقل عشرات الجنود الأمريكيين في جنوب العراق. وتأتي الدعوة الأميركية لقطر بمراجعة علاقاتها مع إيران والجماعات الإرهابية المدعومة من قبلها في ظل قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأسبوع الماضي بالانسحاب من الاتفاقية النووية الإيرانية.

 

بيونغيانغ تستعدّ لتفكيك موقع نووي وواشنطن تريدها «شريكاً»

واشنطن، سيول - أ ب، أ ف ب، رويترز /13 أيار/18/ أعلنت بيونغيانغ انها ستفكّك موقعاً للتجارب النووية بعد أسبوعين، في تطوّر يعزّز تعهدها وقف اختباراتها الذرية والصاروخية، ويمهّد لقمة تاريخية بين الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون والرئيس الاميركي دونالد ترامب في سنغافورة في 12 حزيران (يونيو) المقبل. أتى الإعلان المفاجئ للدولة الستالينية، بعد ساعات على قول وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو إن بلاده تتطلّع الى ان تصبح كوريا الشمالية «شريكاً وثيقاً»، لا عدواً، متعهداً مساعدتها لتحظى بـ «مستقبل مفعم بالسلام والازدهار»، إذا وافقت على التخلّي «سريعاً» عن أسلحتها النووية.

وأعلنت الخارجية الكورية الشمالية «اتخاذ إجراءات تقنية» لتفكيك موقع الاختبارات النووية، مضيفة أن «مراسم تفكيكه ستجري بين 23 و25 أيار (مايو) بناءً على أحوال الطقس». واشارت الى تفجيرٍ لأنفاق الاختبارات في «بونغي-ري»، وهي منشأة سرية محاذية للصين، ما يعطّل إمكان دخولها، فيما ستُزال كل منشآت المراقبة ومعاهد البحث، مع مغادرة الحراس والباحثين. وذكرت الخارجية أنه سيسمح لصحافيين من الصين وروسيا والولايات المتحدة وبريطانيا وكوريا الجنوبية بإجراء «تغطية من المكان لنقل عملية تفكيك الموقع في شكل شفاف»، مبرّرة تحديد جنسيات الصحافيين الأجانب بـ «صغر المساحة في موقع الاختبار» الواقع في «منطقة جبلية وعرة غير مأهولة». وشددت على أن بيونغيانغ «ستدعم الاتصالات والحوار مع الدول المجاورة والمجتمع الدولي، لحماية السلام والاستقرار في شبه الجزيرة الكورية والعالم».

لكن خبراء اعتبروا تفكيك الموقع تنازلاً شكلياً، اذ قد يكون بات غير قابل للاستخدام. واشار خبراء زلازل في جامعة العلوم والتكنولوجيا الصينية، الى ان آخر تجربة نووية نفذتها بيونغيانغ أدت الى انهيارات صخرية داخل الجبل الذي يوجد تحته الموقع. وكان كيم والرئيس الكوري الجنوبي مون جاي إن تعهدا في شكل مبهم، خلال قمة عقداها اخيراً، العمل لـ»نزع كامل للسلاح النووي» من شبه الجزيرة الكورية. وفي حزيران 2008، سُمِح لشبكات تلفزة دولية ببثّ هدم برج تبريد في موقع مفاعل «نيونغبيون»، بعد سنة على توصل كوريا الشمالية إلى اتفاق مع الولايات المتحدة وأربع دول أخرى، لتعطيل منشآتها النووية في مقابل مساعدات قيمتها نحو 400 مليون دولار. ولكن في أيلول (سبتمبر) 2008، أعلنت بيونغيانغ أنها ستستأنف معالجة البلوتونيوم، متهمة واشنطن بالامتناع عن إيفاء وعدها برفع اسمها من اللائحة الأميركية للدول الراعية للإرهاب. ورفعت إدارة الرئيس الأميركي السابق جورج بوش الابن اسم كوريا الشمالية من اللائحة في تشرين الأول (أكتوبر) 2008، بعدما وافقت على مواصلة تعطيل منشأتها النووية. لكن محاولة أخيرة أجراها بوش لاستكمال اتفاق تفكيك برنامج الأسلحة النووية لكوريا الشمالية، انهارت في كانون الأول (ديسمبر) بعدما رفضت قبول اقتراحات أميركية للتحقق من ذلك. ونفذت الدولة الستالينية تجربتها الذرية الثانية في أيار (مايو) 2009. وقبل ساعات من إعلان بيونغيانغ، قال بومبيو انه وكيم أجريا لدى لقائهما في العاصمة الكورية الشمالية أخيراً، محادثات «ودية وبنّاءة ًوجيدة»، مشيراً الى انها «شملت مشكلات كبرى ومعقدة، وتحديات، وقرارات استراتيجية مطروحة امام الزعيم كيم». واضاف بعد لقائه وزيرة الخارجية الكورية الجنوبية كانغ كيونغ وا في واشنطن: «أجرينا محادثات جيدة حول تاريخ دولتينا، والتحديات التي واجهتنا. تحدثنا عن حقيقة أن أميركا كان لديها غالباً في التاريخ خصوم باتوا شركاء وثيقون لها، وآمل بأن نتمكّن من تحقيق الامر ذاته بالنسبة الى كوريا الشمالية». وتابع: «إذا اختار الزعيم كيم الطريق السليم واتخذت كوريا الشمالية خطوة جريئة لنزع سلاحها النووي بسرعة، ستكون الولايات المتحدة مستعدة للعمل معها لتحقيق مستقبل مفعم بالسلام والازدهار، على قدم المساواة مع أصدقائنا الكوريين الجنوبيين». وتحدث بومبيو عن «تفاهم جيد بين بلدينا حول الأهداف المشتركة»، لافتاً الى ان محادثاته مع كيم تطرّقت الى مدى «استعداده للتخلّي كلياً عن سلاحه النووي، في مقابل ضمانات نحن على استعداد لتأمينها له». واستدرك ان الولايات المتحدة «ستطلب آلية تحقق صارمة ستتولاها مع شركاء في العالم، لتحقيق هذه النتيجة».

 

ليبرمان من الجولان: على الأسد طرد إيران وسليماني وإسرائيل تعزز أمن سفاراتها تحسباً من عمليات إيرانية

تل أبيب: «الشرق الأوسط/12 أيار/18»/أشاد وزير الدفاع الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، بتصريحات الرئيس الإيراني حسن روحاني، التي قال فيها، خلال محادثة هاتفية مع المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، أمس الخميس، إن «طهران لا تريد توترات جديدة في الشرق الأوسط». وقال ليبرمان في بيان أثناء زيارته للقسم الذي تحتله إسرائيل من هضبة الجولان: «أستغل فرصة زيارتي اليوم للجولان، لأدعو الأسد إلى طرد الإيرانيين، وطرد قاسم سليماني و(فيلق القدس) من سوريا». وتابع ليبرمان بأنه يأمل في «أن يكون هذا التصريح صادقاً؛ لأنه تصريح مهم»؛ لكن هذا الإطراء لم يغير في حالة التأهب العسكري القصوى، التي أعلنتها إسرائيل وما زالت مستمرة، استعدادا لأي صدام حربي جديد مع إيران. وقال ليبرمان إنه قرأ بتمعن ما كتبه روحاني أيضا على الموقع الإلكتروني للرئاسة الإيرانية، والذي جاء فيه: «لقد عملت إيران على الدوام على خفض التوترات في المنطقة، في محاولة لتعزيز الأمن والاستقرار». وقال إن إسرائيل تأمل في أن يكون الرجل يقصد ما يعنيه، ويستطيع التمسك به في مواجهة قوات الحرس الثوري والرئيس علي خامنئي، اللذين يتخذان موقفا عدوانيا. وقال إن مكان الإيرانيين هو في إيران، وليس في سوريا.

ودعا ليبرمان رئيس النظام السوري، بشار الأسد، إلى طرد الإيرانيين من سوريا، قائلاً في رسالة وجهها له مباشرة من الأرض السورية المحتلة: «اطرد الإيرانيين، اطرد قاسم سليماني و(فيلق القدس)، وسيصبح من الممكن أن ننتقل إلى حياة أفضل». ولمح ليبرمان إلى أنه في حال خرجت إيران من سوريا فسيتوقف الجيش الإسرائيلي عن القصف الذي ينفذه على المواقع والمطارات العسكرية كل فترة. وهذا ما يعلم الجميع أنه لن يحدث. إلى ذلك استمرت حالة التأهب القصوى للجيش الإسرائيلي في الجولان، وعلى الحدود الشمالية مع لبنان أيضا، تحسبا لعودة الصدام. وقال مسؤول عسكري إنه يعتقد بأن إيران تعلمت الدرس، ولن تشارك في تصعيد حربي ضد إسرائيل؛ ولكنه في الوقت ذاته قال إن القرار في القيادات العسكرية والسياسية الإسرائيلية هو أنه لا ضمان مطلق بأن إيران ستستوعب الرسالة.

من جهة ثانية، تلقت السفارات والممثليات الدبلوماسية الإسرائيلية حول العالم تعليمات، أمس، تؤكد ضرورة تشديد الأمن حول المباني التابعة لها وللمؤسسات اليهودية في الخارج، خشية الرد الإيراني على القصف الإسرائيلي لمواقع في سوريا. وأُوصيت بتشديد الأمن حول السفارات والكنس والمدارس اليهودية في جميع أنحاء العالم، كذلك طُلب من السفراء مزيد من الحذر وتغيير نمط حياتهم وجداول أعمالهم في الفترة القريبة، من أجل تعقيد محاولات المس بهم.

وذكرت مصادر سياسية أن إسرائيل طلبت من بعض الدول مساعدة أمنية لتأمين مؤسساتها، خاصة في الدول التي تعتبرها «حساسة». في بعض هذه الدول شعر العاملون في المؤسسات الإسرائيلية بوجود مزيد من عناصر الأمن المحلية في محيط هذه الأماكن، في حين رفضت الخارجية الإسرائيلية التعليق على هذه الأنباء. وفي السياق، نشرت صباح أمس الجمعة نتائج استطلاع للرأي أجرته صحيفة «معريب»، بأن معظم الإسرائيليين راضون عن طريقة تعامل حكومتهم مع الملف الإيراني، وأن أكثر من نصفهم بقليل يتوقعون مواجهة عسكرية قريباً جداً، وأن غالبية الإسرائيليين يرون التصعيد عاملاً مساعداً لاقتراب هذه المواجهة. وجاء في الاستطلاع أن حزب الليكود الذي يتزعمه رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، حصل على أكثر تمثيل له من أكثر من 10 سنوات، 36 مقعداً، أي أكثر مما يملك حالياً بست مقاعد، وأكثر بـ12 مقعداً من آخر استطلاع للرأي أجرته الصحيفة.

وبحسب الاستطلاع الذي أجري يوم الأربعاء، أي قبل القصف المتبادل، قال 54 في المائة من المستطلعين إنهم يعتقدون أن المواجهة مع إيران باتت قريبة، في حين قال 18 في المائة إنهم واثقون من ذلك، في حين اعتبر 36 في المائة أن احتمال المواجهة بات كبيراً جداً. وفي المقابل، رأى 43 في المائة أن لا احتمال مواجهة بين إسرائيل وإيران، ووافق 54 في المائة من الإسرائيليين على مقولة عدد من السياسيين، ومفادها أنه في حال كان لا بد من المواجهة العسكرية، فلتحدث الآن وليس لاحقاً، وفي هذه الحالة، أبدى 54 في المائة من المستطلعين قلقهم من وضع الجبهة الداخلية، واعتبروه غير جاهز لمواجهة مع إيران. وحول المصادقة على قانون يخول رئيس الحكومة ووزير الأمن بإعلان الحرب دون العودة للمجلس الوزاري المصغر لشؤون السياسة والأمن (الكابينيت)، عارض 45 في المائة من المستطلعين هذا القانون، ودعمه 38 في المائة. ورأى 38 في المائة أن «الكابينيت» وحده كافٍ لإعلان حرب، في حين قال 22 في المائة إنه يجب منح هذه الصلاحية بشكل حصري لرئيس الحكومة ووزير الأمن، ونسبة مماثلة رأت أن إعلان الحرب يجب أن يصادق عليه في جلسات الحكومة.

وأعرب 69 في المائة من المستطلعين عن رضاهم من الطريقة التي يدير بها بنيامين نتنياهو الملف الإيراني وتمركز قواتها بسوريا، في حين أعرب 65 في المائة عن رضاهم من طريقة التعامل مع برنامج إيران النووي، وفي كلا الجزأين، أعرب 21 في المائة عن عدم رضاهم. وحول انسحاب الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، من الاتفاق النووي مع إيران، قال 59 في المائة من المستطلعين إن هذه الخطوة تساهم في تعزيز أمن إسرائيل، في حين قال 18 في المائة إن هذا الانسحاب يمس بأمن إسرائيل.

من جهة ثانية، دعا خبراء استراتيجيون، أمس الجمعة، إلى عدم الاستخفاف بقدرات إيران، في أعقاب القصف الإسرائيلي العدواني في سوريا، الذي تقول إسرائيل إنه استهدف مواقع إيرانية، ورجحوا أن الأمور لم تنته بالغارات الإسرائيلية ليلتي الأربعاء والخميس الماضيتين، وإطلاق صواريخ من سوريا باتجاه هضبة الجولان المحتلة، إنما قد يتجدد التصعيد.

وكتب كبير المعلقين في صحيفة «يديعوت أحرونوت»، ناحوم برنياع، أن «لا أحد بإمكانه التنبؤ كيف ستنتهي هذه القصة، لا في الكرياه في تل أبيب (أي مقر وزارة الأمن الإسرائيلية) ولا في المسجد في مدينة قم. وثمة أمر واحد فقط يتفق حوله الجميع، وهو أن هذا لم ينته». وأضاف برنياع، فيما يتعلق بمواصلة التهديدات الإسرائيلية: «أنصح بعدم الاستخفاف بمعنى المواجهة بين إسرائيل وإيران»، وأن «إيران تُصوَّر كهدف، كعدو ومهاجمته شرعية. وقد خدمت غارات سلاح الجو (الإسرائيلي) على أهداف إيرانية في سوريا هدفين آنيين: إرغام الإيرانيين على دفع ثمن جراء تمركزهم في سوريا، وتشجيع ترمب على الانسحاب من الاتفاق النووي. وحتى الآن تم تحقيق الهدفين». ولكن مصادر في الجيش الإسرائيلي ترى أن إيران «تحاول نقل النموذج اليمني إلى سوريا»، في إشارة إلى إطلاق صواريخ من اليمن إلى السعودية، وتنصل إيران بالقول إن من يطلقها هم الحوثيون.

وحذر برنياع من أن «تطلعات إسرائيل للأمد البعيد، بعيدة المدى (بمعنى أنه مبالغ فيها). فهي تتصور أن من الممكن أن تنهار إيران اقتصاديا بالعقوبات الأميركية. والانهيار الاقتصادي سيؤدي إلى تغير النظام. والنظام الجديد سيتنازل عن الخيار النووي وعن مخطط انتشار إيران في المنطقة. وما سبب انهيار الاتحاد السوفياتي بحلول تسعينات القرن الماضي، سيسبب انهيار الجمهورية الإسلامية. الرئيس ريغان فعل ذلك للسوفيات؛ الرئيس ترمب سيفعل ذلك للإيرانيين. وترمب عشق الفكرة؛ لكن الأمور ليست بهذه السهولة».

 

العراق: فتح الأجواء ورفع حظر حركة المركبات..وهجمات لـ"داعش" وسط شكاوى من خروقات

العراقيون صوَّتوا في الانتخابات البرلمانية وسط مخاوف من التزوير الحكيم والمالكي حذَّرا من ضغوط على الناخبين وإرغامهم على اختيار شخصيات محددة

العراق: الجبوري دعا المفوضية العليا للانتخابات إلى الحيادية وبارزاني طالب بمنصب سيادي للأكراد

بغداد – وكالات:/السياسة/12 أيار/18/ أدلى الناخبون العراقيون، أمس، بأصواتهم لانتخاب مجلس نواب جديد، في أول انتخابات منذ هزيمة تنظيم “داعش”، آملين بالتغيير للنهوض بالبلاد التي أنهكتها ثلاث سنوات من الحرب. وفتحت مراكز الاقتراع البالغ عددها 8959، أبوابها عند الساعة 07,00 صباحا (04,00 ت غ) لاستقبال نحو 24,5 مليون عراقي ممن يحق لهم التصويت. ويتنافس 7376 مرشحًا يمثلون 320 حزبًا وائتلافًا وقائمة للحصول على 328 مقعدًا في البرلمان المقبل والذي سيتولى انتخاب رئيسي الوزراء والجمهورية. وشهدت مراكز الاقتراع في الانتخابات البرلمانية العراقية، إقبالاً متزايداً بشكل تدريجي، وسط متابعة إعلامية من قبل نحو 5 آلاف صحافي عراقي و400 صحافي عربي وأجنبي. وقال صفاء الجابري، مدير العمليات في مفوضية الانتخابات، إن “إقبال الناخبين على مراكز الاقتراع ازداد بشكل تدريجي”.وأضافت إن “هناك بعض التوقفات حصلت في بعض مراكز الاقتراع، وتمت معالجتها بشكل سريع من قبل فرق الصيانة المتخصصة”، مشيرة إلى أن “هناك بعض الإرباك حصل أيضاً لموظفي الاقتراع في العمل على الأجهزة الالكترونية، وتم تجاوزه”. وإذ صوت غالبية المسؤولين في “المنطقة الخضراء” المقفلة أمنيا في بغداد، فإن رئيس الوزراء حيدر العبادي انتخب في حي الكرادة الذي يتحدر منه، فيما أدلى الزعيم الشيعي مقتدى الصدر بصوته في مركز انتخابي قرب منزله في محافظة النجف ووصل إلى المركز مشيا على الاقدام حاملا علم العراق. وفي السياق، قال الرئيس العراقي فؤاد معصوم، إن “مفوضية الانتخابات قامت بواجباتها وننتظر النتائج والجهة القضائية التي ستعلنها”، مشيراً إلى أن “هناك إقبالاً على التصويت وهذا يدل على اهتمام الشعب العراقي بالانتخابات والنتائج المرجوة منه”.من جهته، دعا رئيس الوزراء حيدر العبادي العراقيين الى المشاركة الواسعة في الانتخابات، مضيفاً إن “الانتخابات ستحدد مستقبل العراق، وأن المواطنين هم من يقررون مستقبلهم وأدعوهم الى المشاركة الفاعلة”.

وأكد أن نسبة التصويت الخاص جيدة، لافتا إلى وجود خلل في بعض المراكز الانتخابية المخصصة للقوات الامنية، ونأمل ان يتم تصليح جزء منها. وبعد ساعات من بدء الانتخابات، وجه رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي بفتح الأجواء والمطارات أمام حركة الطيران، بعد إغلاقها في اطار الاحترازات الأمنية المرافقة للانتخابات النيابية، كما وجه برفع حظر حركة المركبات في جميع المحافظات، فيما سمح لقادة العمليات بفرض حظر جزئي في القواطع التي فيها تهديد أمني حسب تقييم الأجهزة الأمنية والاستخبارية.

من جانبه، دعا رئيس “التحالف الوطني الشيعي” ورئيس “تيار الحكمة” عمار الحكيم، مفوضية الإنتخابات الى التحقيق في معلومات تشير الى فرض “ضغوط” على الناخبين وارغامهم على اختيار شخصيات محددة، رافضا أي محاولة تزوير.

كما طالب رئيس مجلس النواب العراقي سليم الجبوري المفوضية بأن تكون “حيادية”، مشيرا إلى أهمية الإسراع بتشكيل الحكومة المقبلة. بدوره، حذر رئيس ائتلاف “دولة القانون” نوري المالكي من وجود “نوايا حقيقية” للتلاعب بالانتخابات العراقية والتزوير بالضغط على الناخبين، داعيا مفوضية الانتخابات إلى بالتدخل. وعبر عن خشيته من تعرض نتائج الانتخابات “للقرصنة” بعد استخدام الأجهزة الالكترونية للمرة الأولى في الاقتراع، فيما شكا نائب الرئيس العراقي زعيم ائتلاف الوطنية الانتخابي من حصول خروقات كثيرة. على الجهة الأخرى، واجه الأكراد أمس، خطر خسارة نحو عشرة من أصل 62 مقعدا حصلوا عليها في الانتخابات السابقة، بعد استفتاء على الاستقلال أجراه إقليم كردستان في سبتمبر الماضي، رغم معارضة الحكومة المركزية في بغداد.

ودعا رئيس حكومة إقليم كردستان نيجرفان بارزاني بعد الإدلاء بصوته إلى الوحدة، معتبراً أنه “من حق الكرد كشريك في العراق ان يكون لهم أحد المناصب السيادية”.

وأكد أنه “لن تتمكّن أي جهة من تشكيل الحكومة العراقية المقبلة بدون تحالفات، ولا أعتقد أنّ العملية السياسية في العراق ستنجح بدون مشاركة الأكراد في الحكومة المقبلة”.

وبالتزامن مع الإنتخابات، قتل ربعة من عناصر الشرطة واثنين من الحشد الشعبي، في هجوم لتنظيم “داعش” على حواجز أمنية تحرسها قوات الشرطة والحشد الشعبي (شيعية حكومية) في ناحية الرشاد بمحافظة كركوك، فيما فككت قوات من مكافحة الارهاب عبوة ناسفة زرعها مجهولون يعتقد إنتمائهم لـ”داعش” قرب مركز انتخابي في منطقة واحد حزيران بكركوك.وقتلت قوات الأمن انتحاريين اثنين من “داعش” كانا يرتديان حزامين ناسفين ويخططان لاستهداف مراكز الاقتراع ضمن المنطقة القريبة من جرف الملح شمالي ديالى، فيما أصيب ستة أشخاص في قصف “داعش” بقذائف “الهاون” استهدف ناحيتي قره تبه وجباره شمال شرقي بعقوبة. إلى ذلك، اعتقلت قوات الأمن أحد عناصر الحشد” إثر إطلاقه النيران بأحد المراكز الانتخابات في قضاء بيجي بمحافظة صلاح الدين، فيما أصيب مدني جراء انفجار عبوة ناسفة بقضاء داقوق جنوب كركوك.

 

استقالة رئيس فريق التفتيش في الوكالة الدولية للطاقة الذرية

فيينا – أ ف ب/السياسة/12 أيار/18/قدم رئيس فريق التفتيش في الوكالة الدولية للطاقة الذرية تيرو فارجورانتا استقالته، دون إعطاء أي سبب للاستقالة المفاجئة، بعد أيام من انسحاب الرئيس الاميركي دونالد ترامب من الاتفاق النووي الايراني، حيث تقوم الوكالة بعمليات تفتيش في إيران للتحقق من الالتزام بشروط الاتفاق. وقال متحدث باسم الوكالة، إن “الوكالة ستستمر بممارسة انشطة الرقابة التي تتولاها بمهنية عالية”، موضحا أنه تم تعيين مساعد المدير العام للوكالة المكلف بأنشطة التحقق في ايران ماسيمو ابارو بديلا مؤقتا لفارجورانتا، الذي تولى منصبه أواخر 2013، فيما سيتم تعيين بديل دائم في اقرب وقت ممكن. من جانبه، قال مسؤول في بعثة الولايات المتحدة لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية، إن “الولايات المتحدة مستمرة في دعم عمليات التفتيش الصارمة التي تجريها الوكالة في ايران تطبيقا لكامل صلاحياتها”. ويفرض الاتفاق الموقع مع ايران على طهران فتح اي موقع امام الوكالة خلال 24 يوما حدا اقصى، كما يفرض مراقبة عن بعد على مدار الساعة في بعض المواقع.

 

أوباما حال دون تنفيذ نتانياهو ضربات إسرائيلية ضد مرافق نووية إيرانية قبل 10 سنوات

السياسة/12 أيار/18/مع تصاعد الصراع بين إسرائيل وإيران بسورية، تنامى خطر دخول الطرفين في حرب شاملة، لكنها ليست المرة الأولى التي يجد فيها البلدان نفسيهما على حافة الهاوية.

فقد كشفت مجلة “فورين بوليسي” الأميركية، أنه قبل عشر سنوات عند بداية الفترة الثانية لرئيس الوزراء بنيامين نتانياهو، فكّر جديا في تنفيذ ضربات ضد مرافق نووية إيرانية، لكن الرئيس الأميركي باراك أوباما ضغط عليه كثيرا للامتناع عن التنفيذ. وعندما أمر نتانياهو قادة الجيش الإسرائيلي بوضع القوات في حالة تأهب قصوى على كل حال، في تمهيد محتمل لحرب ما، كان قادة الجيش هم الذين أوقفوا الخطة. وردت هذه المعلومات في سيرة جديدة لنتانياهو أعدها أنشيل بفيفر، بعنوان “بيبي: الحياة العاصفة وعصر بنيامين نتنياهو”. ومما ورد أيضا أن نتانياهو عندما عاد في مارس العام 2009 إلى رئاسة الوزراء، وجد مائير داغان رئيسا للموساد، ويوفال ديسكن رئيسا لجهاز الأمن الداخلي “شين بيت”، وكلاهما تم تعيينه من قبل رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق أريل شارون، وانتقلت إليهما كراهية شارون العميقة لنتانياهو. وكان داغان يشمئز من منظر نتانياهو على كرسي شارون، كما كان يمتع أصدقاءه وحتى الصحافيين بقصص عن نتانياهو، وهو الوحيد في الحكومة الإسرائيلية الذي سمح لنفسه بمخالفة نتانياهو علنا، وكان يصر في الاجتماعات الأسبوعية لإقرار العمليات الخارجية عالية الحساسية على أن يتحمل نتانياهو المراوغ المسؤولية، وأن يصدر أوامر دقيقة. وفي إحدى المرات عندما كان داغان يقدم تنويرا لنتانياهو بمقر سكن رئيس الوزراء، دخلت عليهما زوجة نتانياهو سارة، وطلب منه نتانياهو أن يستمر في التنوير، حيث إن سارة مطلعة على كل أسراره، وسأل داغان نتانياهو إن كانت زوجته لديها إذن رسمي من “الشين بيت”؛ عند ذلك غادرت سارة، ولم يُطلب من داغان أبدا أن يقدم تنويره بمنزل نتانياهو.

وكان داغان، مثل نتانياهو، يعتقد بأن إيران تشكل خطرا قاتلا لإسرائيل، وكان يعلق بمكتبه برئاسة الموساد صورة ليهودي متدين يركع على ركبتيه أمام جنود نازيين، وكانت هذه الصورة بالنسبة إليه ترمز لجده قبيل اغتياله بلحظات، ويقول إنه ينظر لهذه الصورة كل يوم ويتعهد بألا يتجدد الهولوكوست، لكنه يؤمن بأن الحرب السرية التي شنها وهو برئاسة الموساد في 2002 هي السبيل الوحيد للحرب ضد إيران، أما الضربة العسكرية فهي وسيلة فظة وغير فعالة، ولا يمكن استخدامها إلا كملجأ أخير.

والجنرال ديسكن لديه الرأي نفسه حول الهجوم العسكري ضد إيران وحول نتانياهو، ومثله أيضا تم تعيينه من قبل شارون، وقد كان على رأس “الشين بيت” لأربع سنوات عندما تم انتخاب نتانياهو لرئاسة الوزراء.

وليس كل قادة الجيش الإسرائيلي يشاركون داغان وديسكن معارضتهما لضربة جوية ضد إيران، لكن الاثنين لديهما حليف مهم برئاسة أركان الجيش وهو الجنرال غابي أشكينازي، وهو عسكري مشاة خشن من لواء جولاني وكان يكره خريجي الوحدة الخاصة المحنكين، ومنهم نتانياهو ورئيس الوزراء الأسبق إيهود باراك. وكان أشكينازي مسؤولا عن إعداد الجيش لضربة عسكرية ضد إيران، وفي الوقت نفسه يقف في المقدمة لوقف هذه الضربة، وفي العام 2010 لعب دورا رئيسيا في منع عملية ضد إيران؛ فقد أمر باراك الجيش بالاستعداد لعملية، ورد أشكينازي بأنه وحسب رأيه المهني، فإن الجيش يفتقر للإعداد الاستخباراتي واللوجستي المطلوب للنجاح. واختلف باراك مع تقييم أشكينازي، لكن لم يكن لديه خيار آخر غير التأجيل، وأمر بإعداد التجهيزات الضرورية في أسرع وقت ممكن. وبعد أشهر انضم أشكينازي إلى داغان وديسكن في معارضة أكثر درامية لباراك ونتانياهو، وهي أقوى تعارض بين الجيش الإسرائيلي والقادة السياسيين منذ عشية حرب الأيام الستة في 1967، عندما طلب الجنرالات من رئيس الوزراء آنذاك ليفي أشكول أن يصدر أوامر لهم بمهاجمة مصر وسورية، لكن بالنسبة لأشكينازي وحلفائه انقلبت الأدوار بأن أصبح الجنرالات يكبحون السياسيين.

 

سنغافورة الحيادية والثرية خيار طبيعي لقمة ترمب ـ كيم والرئيس الأميركي يسعى لقمة «جادة جداً»

واشنطن: معاذ العمري - لندن/الشرق الأوسط/12 أيار/18»/اختيار الدولة - المدينة سنغافورة مكاناً للقمة الأميركية الكورية الشمالية، سيضعها في أجواء ودية بالنسبة للرئيس الأميركي دونالد ترمب، إذ إنها حليف مقرب من الولايات المتحدة، فيما تقوم البحرية الأميركية بزيارات متكررة لموانئها. والجزيرة الثرية هي مركز للمال والشحن، وتعتبر ممراً بين آسيا وبين الغرب، ويطلق عليها «سويسرا آسيا» في تناقض مع عزلة كوريا الشمالية التي يريد قادتها الآن تحديث اقتصادها. ووفقاً لهيئة البث البريطاني «بي بي سي»، فإن اختيار سنغافورة مقراً لانعقاد القمة بين الزعيمين هو بطلب من كوريا الشمالية، والسبب يعود في ذلك إلى أن الكوريين ليست لديهم علاقات جيدة بين العديد من البلدان، فيما تحتل سنغافورة المركز الأول في القائمة البسيطة التي تحافظ كوريا الشمالية معها على علاقات مستمرة، ولكنها لم تشكل سوى 0.2 في المائة من التبادلات التجارية مع كوريا الشمالية.

بين سنغافورة وكوريا الشمالية تاريخ (أول شركة محاماة ومطعم للوجبات السريعة في بيونغ يانغ أنشأهما سنغافوريون)، رغم أزمة في العام الماضي عندما قطعت سنغافورة علاقاتها التجارية معها امتثالاً لعقوبات دولية على بيونغ يانغ على خلفية برنامجيها النووي والصاروخي.

تقول إيما لاهي الباحثة الأميركية السياسية في جامعة جورج واشنطن لـ«الشرق الأوسط»، إن الجغرافيا السياسية في عصر الرئيس ترمب معقدة للغاية على أقل تقدير، إذ إن اختيار سنغافورة دليل على بناء الجسر الماهر مع جميع اللاعبين الرئيسيين، بما في ذلك الولايات المتحدة والصين وكوريا الشمالية. وأضافت: «لكن في حين أن الإدارات الأميركية السابقة ربما حاولت إقناع سنغافورة بالتوقف عن التعامل مع بيونغ يانغ كلياً، فمن المفارقة أن العلاقات الوثيقة بين الجانبين ربما ساعدت في جعل سنغافورة خياراً مناسباً، وفي نهاية المطاف، سنغافورة هي المكان الذي تتزايد فيه الصفقات التجارية الدولية في المنطقة، لذا كان اختيارها لقمة السلام مهماً. ولا تفكر في هذا اللقاء بين بيونغ يانغ وواشنطن على أنه مجرد اجتماع سياسي، فكر في الأمر كمفاوضات تجارية، بقيادة اثنين من أكبر صانعي الصفقات على الساحة السياسية العالمية في الوقت الحالي - مع لعب سنغافورة دور المحكم، ومضيف ساحر».

وتعتبر سنغافورة العصرية والآمنة والمنفتحة على الشرق والغرب معاً خياراً طبيعياً لاستضافة القمة التاريخية المرتقبة في 12 يونيو (حزيران) المقبل بين الرئيس الأميركي والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ - أون، في لقاء هو الأول من نوعه بين العدوين اللدودين. قبل بضعة أشهر فقط كان المسؤولان يتبادلان الشتائم والتهديدات بالحرب، لذا سرت تكهنات عدة حول اختيار مكان حيادي، وشملت أيضاً المنطقة المنزوعة السلاح بين الكوريتين والصين ومنغوليا.

لكن سنغافورة التي تشبّه أحياناً بسويسرا، نظراً لعدم انحيازها ومركزها كعاصمة مالية، هي في موقع فريد؛ إذ ترتبط بعلاقات دبلوماسية مع كل من واشنطن وبيونغ يانغ، إضافة إلى سجل حافل من استضافة لقاءات حساسة. وقال ليم تاي واي الباحث في معهد شرق آسيا بجامعة سنغافورة الوطنية، في تصريحات أوردتها وكالة الصحافة الفرنسية، «كدولة حيادية وموضوعية مع مبادئ ثابتة في السياسة الخارجية، وكونها دولة صغيرة ليست لديها رغبة أو مقدرة على إلحاق الأذى بدول أخرى وبمصالحها، فإن سنغافورة تستوفي تلك المتطلبات».

تعد هذه الدولة الجزيرة، البالغ عدد سكانها 5.6 مليون نسمة، إحدى أكثر دول العالم ثراءً للفرد، ولديها جيش متطور وبنية تحتية أمنية قوية، وتعتبر أحد أكثر الأماكن على الأرض أمناً ومن الأقل فساداً. كما أن وجود نخبة من الفنادق الفاخرة والمواقع الأخرى المحتملة التي يمكن مراقبة وضبط الفعاليات المنعقدة فيها، لعب على الأرجح دوراً في ميل كيم لها فهو لن يرحب بأي مفاجآت. المعروف أن كيم سافر إلى الخارج للمرة الأولى هذا العام، مع زيارتين إلى الصين، ولقاء قصير عبر الحدود الخاضعة لإجراءات أمنية مشددة إلى كوريا الجنوبية لعقد قمة تاريخية مع الرئيس مون جاي - إن في أبريل (نيسان).

في 2015 استضافت سنغافورة لقاءً تاريخياً بين الرئيس الصيني شي جينبينغ ورئيس تايوان آنذاك ما ينغ - جيو هو الأول من نوعه بين الجانبين، منذ انفصال تايوان عن الصين في عام 1949، وقطيعة استمرت عقوداً.

ولديها خبرة أيضاً في استضافة قمم واجتماعات أخرى لزعماء وقادة مثل القمة السنوية لرابطة دول جنوب شرقي آسيا (آسيان) والاجتماع السنوي لحوار «شانغري - لا»، وهو منتدى دفاعي يجمع رؤساء وقادة دول ووزراء دفاع وكبار القادة العسكريين. ويأتي منتدى هذا العام في فندق «شانغري – لا» قبل أسبوع من قمة ترمب وكيم، ما يعني أن سنغافورة ستكون في حالة استنفار أمني عالٍ، ما يغذي التكهنات أن يكون هذا الفندق مكان استضافة القمة. من وجهة نظر ترمب، فإن سنغافورة المراعية لقطاع الأعمال هي من بين أقرب الشركاء التجاريين والأمنيين في آسيا.

والسفر إلى سنغافورة يجنب ترمب المنطقة المنزوعة السلاح بين الكوريتين، التي ربما تبدو مكاناً مريحاً لكيم، فيما قمة في بكين ربما تسمح للصين بممارسة الضغوط.

وقالت سارة تيو الخبيرة في الأمن الإقليمي في كلية «راجاراتنام» للدراسات الدولية في سنغافورة، لوكالة الصحافة الفرنسية، إن سنغافورة «لا تحمل عبئاً تاريخياً أو سياسياً» كمواقع أخرى. وستكون مقبولة أيضاً لدى بكين، الحليف الكبير الوحيد لكوريا الشمالية، التي لا تزال تتمتع بنفوذ قوي لدى بيونغ يانغ. وطالما ارتبطت سنغافورة بعلاقات سلسلة مع الصين. وذكرت مقالة في صحيفة «ستريتس تايمز» الصادرة في سنغافورة أن «قمة ناجحة ستكون مفخرة كبيرة لسنغافورة تزيد من شهرتها كمكان حيادي وللتعامل العادل».

وقالت كوريا الجنوبية، يوم الخميس، إنها تعلق آمالاً كبرى على القمة، مضيفةً: «نأمل أن تنجح هذه القمة في إخلاء شبه الجزيرة الكورية من الأسلحة النووية وتحقيق السلام الدائم بها». وقال ترمب إنه يعتقد أن كيم يريد أن يضم كوريا الشمالية «للعالم الحقيقي».

وأثارت الخطوة تساؤلات حول ما إذا كانت كوريا الشمالية، الآن، أقل ميلاً للتفاوض على برنامجها النووي مع واشنطن. وتحدث ترمب مع رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي هاتفياً، وقال البيت الأبيض إن الزعيمين «أكدا على الهدف المشترك الخاص بتخلي كوريا الشمالية عن برامج أسلحتها للدمار الشامل غير المشروعة وبرامج الصواريخ الباليستية».

وقال مسؤولون بالبيت الأبيض، دون ذكر تفاصيل، إن من الممكن إلغاء الاجتماع إذا قامت كوريا الشمالية بأي تصرف غير مقبول خلال الشهر المقبل. وقالت فيكتوريا كوتس المسؤولة بمجلس الأمن القومي للصحافيين «ليست لدينا أي أوهام بشأن طبيعة هؤلاء الناس... نعلم مع من نتعامل». وكوريا الشمالية لا تزال في حالة حرب رسمياً مع الولايات المتحدة وحليفتها كوريا الجنوبية، لأن الحرب الكورية التي دارت بين عامي 1950 و1953 انتهت بهدنة، وليس بتوقيع معاهدة سلام.

- 71 % من الشعب الأميركي يدعمون المفاوضات

> أعلنت مؤسسة «بيو» للأبحاث والدراسات الاستطلاعية، من خلال دراسة، أن الشعب الأميركي يدعم بأغلبية ساحقة المحادثات المباشرة بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية. إذ إن نحو سبعة من أصل عشرة (71 في المائة) يوافقون على هذه المحادثات، في حين أن 21 في المائة فقط لا يوافقون عليها، ومع ذلك، فإن الجمهور يشك فيما إذا كان قادة كوريا الشمالية جادين في معالجة المخاوف بشأن برنامجها النووي. وبينت الدراسة (حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منها) أن 49 في المائة يعتقدون أن قيادة كوريا الشمالية ليست جادة في معالجة المخاوف الدولية بشأن برنامج التخصيب النووي في البلاد، بينما يعتقد 38 في المائة أن قادة كوريا الشمالية جادون في معالجة تلك المخاوف.

 

المأزق الهندي بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني وانحياز نيودلهي إلى طهران يهدد مصالحها مع واشنطن

نيودلهي: براكريتي غوبتا/ الشرق الأوسط/12 أيار/18/مع انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني، وقعت الهند، مثل بقية دول العالم، في مرمى نيران هذه التداعيات السياسية المحتملة. إذ أصبحت المصالح الهندية في أفغانستان وغرب آسيا على المحك. إلى جانب كونها من مصادر النفط الرئيسية بالنسبة إلى الهند، فإن إيران تعتبر من الأهمية الكبيرة بالنسبة للسياسات الهندية الإقليمية، مع سعيها لتحقيق التوازن في مواجهة النفوذ الصيني المتصاعد في جنوب آسيا. وكان الرد الرسمي الهندي عبارة عن مزيج من ردود الفعل الدبلوماسية الحذرة، وإن كان يميل نحو المحافظة على الاتفاق النووي الإيراني.

وانتهجت وزارة الخارجية الهندية مساراً دبلوماسياً شديد الحذر، إذ أصدر المتحدث الرسمي باسم الوزارة، رافيش كومار، بياناً حذراً للغاية جاء فيه: «أكدت الهند دوماً على ضرورة الوصول إلى حل سلمي للقضية النووية الإيرانية، من خلال الحوار والمساعي الدبلوماسية، ومن خلال احترام حق إيران في الاستخدامات السلمية للطاقة النووية، كما هو الحق الطبيعي لدى المجتمع الدولي في الطبيعة السلمية للبرنامج النووي الإيراني. وينبغي على كافة الأطراف المشاركة بصورة بناءة لمعالجة وحل تلك القضايا التي تمخضت عن خطة العمل الشاملة المشتركة».

وفقاً للصحافي الهندي شوبهاجيت روي، من صحيفة «إنديا إكسبريس»: «للهند شواغلها فيما يتعلق بتلك القضية. إذ لم تستغل إيران السنوات القليلة الماضية بصورة جيدة في بناء اقتصادها القومي بشكل فعال. وأوضاعها الاقتصادية أكثر ضعفاً اليوم مما كانت عليه في أي وقت مضى. وخلال السنوات القليلة الماضية، أنفقت إيران كثيراً من الأموال على الصراعات المشتعلة في سوريا والعراق، على حساب التضخم والبطالة الداخلية، الأمر الذي أسفر عن احتجاجات شعبية كبيرة في وقت سابق من العام الجاري. ومن المرجح تعرض حكومة حسن روحاني إلى ضغوط داخلية هائلة جراء ذلك، ولكن الأمر الأكثر إثارة، أنها قد تخلق مساحة كبيرة للمتشددين في الداخل الإيراني».

- الهند في حاجة إلى إيران لاعتبارات ومصالح استراتيجية

يكمن المحفز الحقيقي في العلاقات الهندية الإيرانية، في الطموحات الهندية الكبرى لبسط نفوذها في آسيا الوسطى وما وراءها. وتعمل الهند حالياً على تطوير ميناء تشابهار الإيراني، كبداية لطريق يمر عبر أفغانستان غير الساحلية التي مزقتها الصراعات الداخلية، وكبوابة تنفذ منها الهند إلى آسيا الوسطى. إنه يعتبر استثماراً مالياً واستراتيجياً على حد سواء، بالنظر إلى أن باكستان لا تسمح للهند بالوصول إلى أفغانستان وآسيا الوسطى. ولقد خصصت الهند بالفعل مبلغ 85 مليون دولار تقريباً لتطوير ميناء تشابهار، مع خطط تبلغ قيمتها الإجمالية نحو نصف مليار دولار لأجل الميناء، في حين أن خط السكك الحديدية إلى أفغانستان قد يكلف الهند نحو 1.6 مليار دولار. وتنظر الهند إلى ذلك الميناء كبديل عن ميناء غوادار الباكستاني، الذي يقع على مسافة 140 كيلومتراً إلى الشرق من ميناء تشابهار الإيراني، وتعمل الصين على تطويره في جزء من الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني المشترك. وفي فبراير (شباط) الماضي، وقعت الهند وإيران على معاهدة تمنح نيودلهي حق السيطرة التشغيلية على جزء من الميناء لمدة عام ونصف عام.

ووفقاً للصحافية الهندية سوهاسيني حيدر: «من شأن العقوبات الأميركية الجديدة أن تبطئ أو ربما توقف هذه الخطط تماماً، تبعاً لمدى دقة وصرامة تنفيذ الخطط. ولقد اعتمدت الولايات المتحدة نهجاً متساهلاً حيال شحنة القمح الهندية إلى أفغانستان، عبر ميناء تشابهار الإيراني، مع تصريح وزير الخارجية الأميركي السابق ريكس تيلرسون، بأن الولايات المتحدة ترغب في استهداف النظام الحاكم وليس الشعب في إيران. غير أن وزير الخارجية الجديد مايك بومبيو، إلى جانب جون بولتون مستشار الأمن القومي الجديد في واشنطن، يتخذان نهجاً أكثر تشدداً وصرامة إزاء إيران. ورغم ذلك، فإن أي قيود أخرى تُفرض من جانب واشنطن سوف تزيد من تكلفة خطط تطوير ميناء تشابهار الإيراني، وربما تجعل الخطط غير قابلة للتطبيق».

وأضافت الصحافية الهندية تقول: «يعتبر ميناء تشابهار حيوياً للغاية، من زاوية المصالح الهندية؛ لأن إيران تحاول عرض الميناء على دول أخرى كذلك لتطويرها، بما في ذلك الصين التي تعمل في الوقت الحالي على تطوير ميناء غوادار الباكستاني المجاور».

ولما وراء ميناء تشابهار، كانت الهند المؤسس الأول لممر النقل الدولي بين الشمال والجنوب، وذلك منذ التصديق عليه في عام 2002. ويبدأ الممر المذكور عند إيران، ويهدف إلى قطع الطريق عبر آسيا الوسطى وصولاً إلى روسيا، خلال شبكة متعددة الأنماط بطول 7200 كيلومتر، الأمر الذي يقلص من المدى الزمني والمسافة للنقل بواقع 30 في المائة. ومن شأن العقوبات الاقتصادية الأميركية الجديدة أن تؤثر سلبياً على هذه الخطط بصورة فورية، ولا سيما إن قررت إحدى الدول المعنية الواقعة على طول الممر المذكور، أو شركات التأمين التي تتعامل مع الممر التجاري الهندي، أن تلتزم بالقيود الأميركية المفروضة على التجارة مع إيران.

- النفط والطاقة

تعتبر إيران ثالث أكبر مورد نفطي لدى الهند. ولقد وقعت الهند ضحية الضغوط الأميركية منذ عام 2011، فيما يتعلق بالتعامل مع إيران، وتراجع الدولة الفارسية عن كونها أكبر مصدري النفط إلى الهند، لتحل محلها العراق والمملكة العربية السعودية. وخلال الجولة الأولى من المفاوضات، أقامت الهند نظاماً بديلاً للتعامل مع إيران، مع الحفاظ على نقاء العلاقات مع الولايات المتحدة، مثل استخدام المدفوعات بالروبية الهندية بدلاً من الدولار الأميركي. وقال راما شاندران، رئيس قطاع مصافي النفط في شركة «بهارات بتروليوم كوربوريشن» النفطية المملوكة للدولة: «سوف يكون تأثير العقوبات الأميركية الجديدة ملحوظاً في الهند، ولكنه لن يكون كبيراً». ووفقاً للصحافي الهندي أبهيجيت لاير ميترا: «ربما يكون هذا الأمر من أفضل ما حدث للهند. إذ تعتبر المصافي الهندية مناسبة بشكل كبير لتكرير النفط الإيراني الخام، ولا يمكن لإيران أن تلعب مع نيودلهي لعبة أن هناك لاعبين آخرين في انتظارها. كما يعني الأمر أيضاً أن الميزة التفاوضية أصبحت في أيدي الهند، وينبغي إعادة النظر في اتفاق المقايضة المبرم مع إيران، الذي يصب في مصلحة الهند مرة أخرى». والأمر الفريد فيما يتعلق بالعقوبات الأميركية الأخيرة، هو أنه حتى وإن سددت الهند الأموال نقداً إلى إيران، فإن موقف التفاوض الإيراني سيئ للغاية، لدرجة أنه يتعين عليها قبول العرض الهندي بأسعار أقل من تكلفة السوق، لأجل الحصول على الأموال المطلوبة لاستمرار دوران عجلة الاقتصاد المحلي، مع وجود الخسائر التي يمكن للدولة الإيرانية استيعابها بعد كل شيء.

- تحديات السياسة الخارجية

من الناحية التاريخية، أظهرت الهند قدرات كبيرة للمحافظة على استقلالها الاستراتيجي خلال فترات من الاضطرابات الجيوسياسية المريعة. ومع ذلك، فإن التطورات الجارية في المنطقة من شأنها اختبار حدود سياسات الهند الخارجية، وتزيد من صعوبة الأمر على نيودلهي للمحافظة على الروابط الوثيقة مع كل من إيران ومنافسيها الاستراتيجيين. تقول الصحافية الهندية ديفيروبا ميترا: «من شأن القرار الأميركي بالانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران، أن يختبر حدود السياسة الخارجية الهندية، وتكون له تداعيات كبيرة بالنسبة إلى نيودلهي. إذ كيف سوف تحافظ الهند على التقارب الوثيق مع الولايات المتحدة، وإسرائيل، والمملكة العربية السعودية، بالإضافة إلى التودد لطهران؟ إنه يعتبر من التحديات الكبيرة لحكومة ناريندرا مودي». وأضافت الصحافية الهندية تقول: «مهما كان القرار الذي تتخذه الهند حيال إيران، فهي لا بد واقعة بين المطرقة والسندان. فإن لحقت بالركب الأميركي ونأت بنفسها تماماً عن إيران، فسوف تترك الفجوة التي تنتظرها الصين للولوج منها، وبمساعدة أكيدة من باكستان، سوف تعمل الصين بكل جهدها على ملء ذلك الفراغ. وإثر شعورها الأكيد الراهن بتنامي النفوذ الصيني في المنطقة، ولا سيما مع نيبال، وسريلانكا، وجزر المالديف، فإن الهند لن ترغب أبداً في فقدان القليل الذي تملكه، ويمكنها من تأمين التوازن الجيوسياسي الذي تحاول الحفاظ عليه في المنطقة».

- مخاطر انحياز الهند إلى إيران

التزمت الولايات المتحدة منهجاً صارماً حيال الصين وباكستان، وطلبت من الهند أن تكون أكثر نشاطاً وفعالية في منطقة المحيط الهندي والهادي، مع التركيز المستمر على الصين. ولقد انضمت الهند إلى منظمة شنغهاي للتعاون، إلى جانب باكستان في العام الماضي، وسوف يجري إعلان القبول الرسمي لكلا الدولتين في يونيو (حزيران) من العام الجاري. وفي العام الحالي، يقول المسؤولون الصينيون إنهم سوف ينظرون في ضم إيران إلى منظمة الأمن الأوراسية، المكونة من 8 أعضاء. وإذا تم قبول الاقتراح من قبل منظمة شنغهاي للتعاون التي تقودها الصين وروسيا، فسوف تصبح الهند عضواً في المنظمة، الأمر الذي سوف يعتبر مناوئاً للولايات المتحدة، وسوف يتعارض مع بعض المبادرات الحكومية الهندية الأخرى، على سبيل المثال، رباعي المحيط الهادي الهندي مع الولايات المتحدة وأستراليا واليابان.

 

المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

بطل الشاشة الأغر

الدكتورة رندا ماروني/12 أيار/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/64622/%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%83%D8%AA%D9%88%D8%B1%D8%A9-%D8%B1%D9%86%D8%AF%D8%A7-%D9%85%D8%A7%D8%B1%D9%88%D9%86%D9%8A-%D8%A8%D8%B7%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%A7%D8%B4%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%BA%D8%B1/

بعد تزوير إرادة الناخبين في تجاوزات فاضحة وموثقة في المناطق التي يسيطر عليها حزب الله تفوق بأشواط ما سجل في مناطق أخرى، حيث يمكن القول التزوير على عينك يا تاجر، شئتم أم أبيتم، أطل بطل الشاشة الأغر ليعلن النصر الإنتخابي، واصفا ما تم بالإنجاز الوطني الكبير المسجل للبنان والعهد وللرئيس عون وللحكومة ولمختلف القوى السياسية وفئات الشعب التي تعاونت لإنجاح الإنتخابات، موزعا شهادات التقدير يمينا ويسارا لكل من تجاوب وعمل في إتمام العملية الإنتخابية من خلال قانونه الإنتخابي الخاص المصاغ من قبل أحد التابعين لحزب الله، الموجود في الادراج منذ العام 99 وليعلن النصر حاسما بأن لا عودة إلى الوراء بل التوجه لإعتماد النسبية في الدائرة الواحدة في الدورة الإنتخابية المقبلة في ظل الثلاثية الخشبية، "الشعب المقاومة والجيش" على غرار الحرس الثوري في إيران، والحشد الشعبي في العراق، ما يترجم عمليا بالقضم التدريجي، وبإنهاء لبنان السيادة والإستقلال لمصلحة مشروعه السياسي الملحق بإيران قلبا وقالبا.

إن إعلان هذا الإنتصار الوهمي، أتى سابقا لأوانه مُظهِّرا الأهداف الحقيقية المنوي العمل عليها لتحقيقها، كما أتى كجائزة مضخمة مقدمة للقيادة الإيرانية التي إنتُقدِّت من الشعب الإيراني كثيرا مؤخرا بسبب حجم التقديمات والمساعدات المالية المقدمة لحزب الله في لبنان سدا، دون أن يحرز أي نتائج ملموسة على الأرض بل مزيدا من المواجهة والإنتقاد لمشروعه شعبيا وتأييدا مشروطا مبطنا بالمنافع سلطويا، أي أنه لا يحمل أي تأييد فعلي إلا بما سوف قد يحصل عليه أي طرف كمكاسب إضافية في جنة السلطة.

وتأتي المنافع متبادلة، فبعد إستدراج التيار الوطني الحر لتغطية سلاحه غير الشرعي لفترة زمنية طويلة مقابل ولوج جنة السلطة من خلال الكرسي الرئاسي، عاد وإنقلب عليه فعليا بأضعاف قبضة التيار الوطني الحر على القرار المسيحي منفردا، كما بعد إستدراج تيار المستقبل إلى التسوية الخطيئة عاد فإنقلب عليه بتحجيمه من خلال القانون الإنتخابي الذي إعتمده.

وبعد سقوط مقولة المسيحي القوي، وبعد إندثار مسرحية حلف الأقليات، ليس من المستبعد أن نكون أمام مشهد شبيه بمشهد 1989 في مبارزة نازفة عند إقتراب موعد نهاية العهد الرئاسي.

لقد أعلن السيد حسن نصرالله النصر وأعلن بإنه من الآن فصاعدا لن نعود إلى الوراء بل سنتقدم الى الأمام، ولربما أغفل بأن يصف لمتتبعيه بأنه يريد أن يتقدم الى الأمام بمشروع الغاية منه إعادة لبنان وشعب لبنان إلى الوراء، فكل شيء في لبنان يسير عكسيا إلى الوراء، الأمن الإقتصاد الدستور والقانون، معالم الدولة والمجتمع اللبناني في محاولة لنمذجتها بملامح الملالوية الإيرانية.

كما أعلن السيد نصرالله وجوب إنتهاء الخطاب الطائفي المناطقي متغافلا عن مشروعه الطائفي الممتد من إيران إلى لبنان، ولم تسلم العاصمة بيروت أيضا من التوصيف، فهي لا شك متنوعة بالنسبة إليه إنما هي أيضا عاصمة للمقاومة.

لا شك بأن هذا النصر المعلن يراد منه أن يُترجم عمليا من خلال البيان الوزاري وتشريع الثلاثية الخشبية "شعب مقاومة جيش، كهدية مقدمة من حزب الله الى إيران لإثبات قدرته القابضة على القرار اللبناني، حتى لو كانت هذه الخطوة لا تصب في مصلحته الحالية إقليما ودوليا بل ستفتح عليه أبواب الجحيم.

وتأتي هذه المحاولة دائما ليس بالقدرة الفرضية لحزب الله، إنما بالقدرة الإبتزازية والتهديد بالامتناع عن تشكيل الحكومة مع فريق سلطوي لا يبغي سوى المنافع، وإلا فبسهولة قصوى تجمد مفاعيل الإنتخابات كما جمدت مفاعيل إنتخابات 2009 من قبل حزب الله.

هذا بطل الشاشة الأغر، المرتدي ثوب الممانعة لتشريع سلاح غير شرعي إلى جانب سلاح الجيش، والمستقوي على اللبنانيين بسلاحه، يعلن نصرا منجزا على اللبنانيين ويبشرهم بأن ما قبل الإنتخابات ليس كما بعدها، طبعا ليس كما بعدها، ترجم هذا القول بغزوة لدرجات نارية مسلحة صفراء على المناطق الآمنة.

هذا البطل اليوم مختف متوار عن الأنظار، لا موقف ولا رأي.

نفتقد لإطلالته بعد الهجمة الإسرائيلية على مواقع إيرانية في سوريا،

نفتقد تهديده ووعيده وصواريخه التي تصل إلى ما بعد بعد حيفا،

نفتقد إصبعه المرتفع المهدد بالويل والثبور وعظائم الأمور.

بطل كما صانعه نمر من ورق، لم يعرف المواجهة سوى بحرق العلم الأميركي بداية وإعلان النصر الإنتخابي في لبنان وما لبث أن باشر بالسعي لمفاوضات دبلوماسية كي يمتص الغضب الأميركي فتحولت صور صواريخ زلزال ورعد إلى صور لحمامة السلام المطلية بالعلم الإيراني ليصح الوصف في بطل الشاشة الأغر المختفي لحظة الحسم عن المواجهة والنمر المتنمر الظاهره حديد وباطنه ورق.

بطل الشاشة الأغر

نمر من ورق

كاللص الظريف

وطنا سرق

ممانعة ظاهره

باطنه إلتحق

بمشروع مريب

تقوقع وإلتصق

غير معالم

خريطة حرق

مزق شراكة

دستورا سحق

روج أفكاره

بسرعة البرق

وهدد بالموت

من سجل خرق

بطل الشاشة الأغر

نمر من ورق

كاللص الظريف

وطنا سرق

 

مِمَ يتخوّف "الثنائي الشيعي"؟

الدكتورة  منى فياض/النهار/12 أيار/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/64620/%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%83%D8%AA%D9%88%D8%B1%D8%A9-%D9%85%D9%86%D9%89-%D9%81%D9%8A%D8%A7%D8%B6-%D9%85%D9%90%D9%85%D9%8E-%D9%8A%D8%AA%D8%AE%D9%88%D9%91%D9%81-%D8%A7%D9%84%D8%AB%D9%86%D8%A7%D8%A6%D9%8A/

ربما يستغرب البعض هذا العنوان، لكن إذا أخذنا، من بين أمور عدة، انتخابات جبيل، نجد أن من حسنات القانون الجديد النادرة، أنه أظهر لنا بفضل الصوت التفضيلي والحاصل الانتخابي أن السكان الشيعة هناك صوتوا بغالبية كبيرة لمرشحهم المستورد ورجل الدين فوق ذلك، ضد إرادة الناخبين مجتمعين. سمحت هذه الآليات بعدم نجاحه رغماً عن سكان المنطقة. فما الذي يدعو حزباً يحكم لبنان الى مثل هذا السلوك المستفز والمعادي لشعور المواطنين الذي يزعم انه يعمل لحمايتهم وتحريرهم من كل سوء!!

 تم تداول منشور في وسائط الاتصال الاجتماعي، كتب صاحبها: "كنا حاكمينكم بالسلاح، الآن بالصرماية".

غريب هذا الاستفزاز، سواء على المستوى الافتراضي او على المستوى الواقعي كما شاهدنا عندما انفلتت مئات الموتوسيكلات على الأحياء البيروتية وبعض المناطق الاخرى كزحلة، والتي تعد خارج الوجود الجغرافي المحمي والممنوع على "الغرباء" عن  البيئة الحاضنة؛ معلنين تشييعها!! الأمر الذي تسبب ببعض اشتباكات مع شباب تلك الاحياء. في وقت تدعو قياداتهم الى نبذ وإدانة الخطاب المذهبي والتحريضي!!

السؤال: ما الذي يدعو أطرافاً رابحين في الانتخابات مع أكثرية تمكنهم من استخدام الثلث المعطل في البرلمان القادم ومن التحكم بمقادير البلد "شرعياً"!! إلى غزو المدينة التي نجح لهم فيها نائبان وبعض الحلفاء!! هل للقول إن نوابهم في البرلمان لا يكفون لتمثيل صورتهم على أكمل وجه؟ وإن لعملتهم وجهين: نواب وزعران؟

من المفروض أن من لديه القدرة على التحكم فعلياً بمصير لبنان من دون الحاجة الى التمثيل البرلماني، اذ يكفيه سلاحه، ما عاد بحاجة الى تلك العراضات؛ الا اذا كان يشعر بالقلق!!

ومن العلامات على ذلك، انه بعدما وجه سلاحه لسكان بيروت وأدّبهم في العام 2008، كان يكفيه في العام 2011 مجرد إنزال رمزي للقمصان السود في الصباح الباكر ليقلب المعادلة ويبدل الأقلية بالأكثرية. صاروا يحتاجون الآن الى إنزال شبيبة الموتوسيكلات للتأكيد على هذه الهيمنة وإبرازها!! فهل بدأوا يعانون مرارة رفض الآخرين لهم فأرادوا الانتقام وزيادة الطين بلة؟

ثم إنها المرة الاولى التي لم تعد فيها الفتوى وحدها تكفي لتجييش الجمهور المقاوم بل احتاج الأمر الى عدة شغل متعددة الأسلحة، من الاعتداء على المنافسين وتخويفهم وتخوينهم الى التجييش عبر تعبئة مذهبية فاقعة وإخراج الحسين والأموات من قبورهم عبر خطاب تحريضي مذهبي سافر واضطرار السيد نصرالله، الذي كان فيما مضى زعيماً محبوباً في العالم العربي كله، الى النزول الى الزواريب والزنقات والى استخدام جميع مهاراته الخطابية للتعبئة ولشد العصب المذهبي.

 لكن لا شك في ان عراضاتهم تهدف أيضاً الى ممارسة الضغط على رئيس الحكومة، وتصعيب مهمته في التكليف وفي تأليف الحكومة، إذ بعدما تم تعيين رئيس مجلس النواب مسبقاً من قبلهم، أوحي أن رئاسة الحكومة غير مضمونة، كما سبق وفهم من التسوية التي حصلت وسميت بصفقة الرئاسة؛ كما لحفظ حق الابتزاز فيرما يتعلق باستعادة العلاقة مع النظام السوري.

إضافة الى إفهام أميركا والعالم الغربي أن لبنان بات في قبضتنا، وذلك ربطاً مع انسحاب ترامب من الاتفاق النووي ومع ما يجري في الإقليم من توتر متصاعد بين إسرائيل وايران، التي لا يبدو انها بوارد حرب مباشرة مع اسرائيل تفضح قدراتها العسكرية الحقيقية، بل التخوف الآن من احتمال ان تضغط على "حزب الله" للقيام بالمهمة عنها ولنرَ حينها ماذا ستفيد "الشعب المقاوم" ثلاثيته الذهبية وهيمنته على البرلمان؛ كما ننتظر حينها أن يقنعنا حلفاء الحزب ان سلاحه لا يشكل خطرا على لبنان ولا علاقة له بأمن المواطن ومعيشته واقتصاده!!

إن نتائج الانتخابات، بالرغم من انها كانت منتظرة بعد اقرار قانون الانتخاب المشوه واللقيط، لكنها مع ذلك حملت رسائل رمزية عدة؛ وبعضها يفسر هجمة الزعران الثنائية على بيروت وغيرها.

أول ما عبرت عنه نسبة الاقتراع، التي انخفضت عن الانتخابات الماضية، اعتراضاً سلبياً من المواطنين اللبنانيين على الطبقة السياسية بمجملها، شملت الجميع بمن فيهم المجتمع المدني المشتت والمخترق والبيئة الشيعية، التي ستعاني إضافة الى ذلك من مواجهة بدأت تبرز كأصوات تشير الى غلبة وزن "حزب الله" (وتمثيله 60% من الشيعة) مع ما قد يستتبع من إعادة تموضع بين الحزب والحركة؛ وربما ننتظر مناوشات وتنازع مكاسب في الدولة اللبنانية في ظل استعداد "حزب الله" إعادة تموضعه لبنانياً والمطالبة بحصته الوازنة من الجميع، بمن فيهم "أمل".

إن نسبة الاقتراع المتدنية حتى في البيئة الشيعية لن تغطي عليها رغم نسبة الاقتراع "التصاعدية" التي أبلغنا اياها السيد نصرالله والتي ظلت تتزايد حتى اليوم التالي للانتخابات. وبالرغم من اعتبار وزير الداخلية، المستغرب، أنّ اللبنانيين يتحملون مسؤولية أي أخطاء قد تحصل في المستقبل لأنهم امتنعوا عن التصويت! وفي ذلك تنصل مسبق من المسؤولية وتحميل السلطة للشعب اللبناني مسؤولية ارتكاباتها القادمة!!

تشير نسبة التصويت المنخفضة للمواطن اللبناني ايضاً إلى انه محبط فاقد للثقة ورافض للطبقة السياسية التي رغم مشاركتها بشقيها التنفيذي والتشريعي – الذي لم يشرع - في ايصال البلد الى ما هو عليه، رشحت نفسها تحت شعار محاربة الفساد وتحسين أوضاعه ومعالجة الاقتصاد!! وفق قانون لقيط نزعت عنه صفة النسبية لأنه لم يفرض لوائح متجانسة لها عنوان او خط سياسي واضح، اضافة الى اللوائح المقفلة التي ضمت الاعداء والاصدقاء في خلطة عجيبة مع صوت تفضيلي مذهبي  كل ذلك حرم الناخب حرية الاختيار فامتنع عن المشاركة بالتزوير واختار الامتناع.

كما أن هذه الانتخابات التي تعد من الأسوأ في تاريخ لبنان، أعطت التبرير الكافي لامتناع المواطنين عن المشاركة الكثيفة؛ فالمال السياسي الذي استخدم لشراء الاصوات بلغ مدى غير مسبوق واتهم به معظم الاطراف بعضهم بعضاً وعلناً؛ وجميعنا شاهدنا الاشرطة التي انتشرت على كافة وسائط الاتصال والفيديوات المسربة وبوسائل عدة تؤكد عدم نزاهة الانتخابات بدءاً بالتزوير واستبدال الصناديق ورمي بعض منها واقتراع المتوفين على ما اشارت "النهار"، كما التمديد الذي حصل في بعض القرى البقاعية واستجلاب سوريين مجنسين مما جعل النتائج تتغير وتتصاعد مع تقدم الليل، بحيث تغير الرقم الرسمي الذي اعلن عنه لنسبة الاقتراع عند إقفال الصناديق من 48% الى 50،4% في اليوم التالي. أما السيد حسن نصرالله فأعلن ان النسبة هي63%. وهذا بحسب الاوساط القريبة من ماكينة المرشح يحيى شمص، الذي تقدم بالطعن لانه حصل تزوير في عدد اصوات المقترعين للائحته ويحق لها بـ 3 مقاعد وليس اثنين.

ومع عدم تمكن المعارضة الشيعية من إيصال أي مرشح، إلا انها المرة الاولى التي يجرؤ فيها مرشحون على خوض الانتخابات في وجه "حزب الله" تحديداً؛ هذا بالإضافة الى الخسارة المعنوية لـ "حزب الله" الذي شكلها فشل مرشحه في جبيل، مع ان الناجح "المستقل" فيها ذهب لتقديم فروض الطاعة للرئيس بري.

اذاً هناك عدد من المؤشرات التي ينبغي ان تشعر الحزب بعدم الاطمئنان، وربما من هنا عراضاته التي تزيد في احتقان في الشارع اللبناني المتصاعد مع كل استفزاز ما يزيد الشعور بالغبن وينتج المزيد من الضغينة، فحذار الوقوع في مطب النزاع الأهلي إذا ظلت هذه الممارسات على حالها.

ونرجو أن يكون المجتمع المدني قد تعلم الدرس كي لا يتشتت كما فعل وان يتعلم التواضع والتعاون وتقديم المصلحة الوطنية على المصالح الضيقة والنرجسيات الفائضة. إن النجاح في الوصول الى السلطة للتغيير من فوق لا يتم الا بالتهيئة المسبقة وبالعمل على التغيير من تحت.

إن التصدي للمشاكل الصغيرة في البيئة التي توجد فيها المعارضات والعمل على محاربة الفساد عبر ملفات صغيرة وجزئية في كل منطقة على غرار ما يحصل في عين دارة مع الكسارات هو بعض المطلوب.

 

الحرب لا قريبة من لبنان ولا بعيدة وإسرائيل و"حزب الله" يحققان أهدافاً من التهويل المتبادل

إيلي الحاج/نقلاً عن موقع مدى الصوت/12 أيار/18

يسود الدوائر الأميركية التي تتابع الوضع في الشرق الأوسط تريث كبير عندما تصل إلى موضوع لبنان، فلا تبدي موقفاً أو رأيا مكتفية بالإطلاع على التطورات، وآخرها نتائج الإنتخابية النيابية.

والحال أن واشنطن لا تنظر إلى لبنان في هذه المرحلة إلا من زاوية الصراع الإقليمي الأكبر الدائر في المنطقة، لكنها تتعامل مع هذا الصراع بسرعتين مختلفتين. الرئيس رونالد ترامب بسرعة البرق تحاول الإدارة خلفه اللحاق به من جهة، ودوائر رسمية ثابتة لا تزال تسير على وقع سياسة الرئيس السابق باراك أوباما. وترامب يرى من بعيد الشرق الأوسط مجموعة  حرائق في سوريا والعراق واليمن وغزة والجولان وسواها مقيماً على اعتقاد أن إيران تقف وراء هذه الحرائق أو تضرمها كلما همدت، وهو مصمم على التعامل معها على أساس أنها رأس الشر وعدم التلهي  بالتفاصيل  الثانوية في كل بلد.

الإدارة الثابتة تنحو في ما يتعلق بلبنان إلى إبقاء الوضع كما هو في حال "ستاتيكو" حالياً ومتابعة سياسة إحتواء "حزب الله"، علماً أن العقوبات المغلّظة على الحزب موجودة  في متناول السلطات المالية الأميركية ولا أسهل من تفعيلها عندما يقتضي الأمر وتقرر الإدارة. وتقول مصادر "الصوت" في العاصمة الأميركية  إن الكلام الذي يتجدد كل مدة على احتمال وقوع حرب بين إسرائيل و"حزب الله" في لبنان لا أساس له، وإنه مجرد تهويل يفيد منه الطرفان، أقله في المدى المنظور، إلا إذا وقع ما ليس في الحسبان. وتشرح أن إسرائيل ترى في إيران تهديداً وجودياً لأنها تسعى في رأيها إلى امتلاك سلاح نووي. حين لا ترى في كل الدول والأطراف الأخرى تهديداً وجودياً. ليس لأنها وقعت اتفاق سلام كما هي حال مصر والأردن مثلاً، أو تلتزم سياسة الهدوء التام على الحدود كما يفعل "حزب الله"، بل لأنها لا تشكل بالنسبة إلى إسرائيل تهديداً جدياً بالنظر إلى تفوق سلاحها النوعي. وبمعنى آخر حتى لو امتلك "حزب الله" 200 ألف صاروخ فإن إسرائيل لا تعتبره تهديداً لها. يختلف الأمر عندما تزود إيران ميليشيا هذا الحزب أسلحة غير تقليدية كيماوية  مثلاً، يمكنها أن تضعها على رأس صاروخ وتطلقه نحو إسرائيل، أو أن تقوم بعمليات انتحارية تستخدم فيها هذه الأسلحة غير التقليدية. انطلاقاً من هذه السياسة قررت إسرائيل منع إيران من إقامة قواعد ثابتة في سوريا تمكنها لاحقاً من استقدام أسلحة غير تقليدية إلى ساحة الصراع مع إسرائيل.

وبالطبع لا يسع لبنان إلا أن يتأثر بالتهويل المتبادل بين إسرائيل و"حزب الله" أحياناً، لكن الأرجح أن كلاً منهما يفيد من هذا التهويل في مكان ما. نتنياهو لتحسين وضعه الداخلي وإبقاء جيشه في حال تأهب، ولذلك يردد هو وأركانه أن الجنوب والجولان سيكونان جبهة واحدة إذا اندلعت حرب.  والسيد حسن نصرالله كي يثبت وضع حزبه ودفعه إلى مزيد من المكاسب السياسية والعسكرية أيضاً في الداخل اللبناني. لكن مراقبين آخرين يرون  الوضع بنظرة مغايرة . يقولون إن "انفلات الملقّ" في الجولان وبقية سوريا لا يمكن إلا أن يتبعه دخول "حزب الله" في المعركة. ويرجحون أن إصرار إسرائيل على إنهاء قواعد التمركز الإيراني في سوريا لن يمر على خير. بل يؤكدون  أن الحزب لا يستطيع البقاء على مقاعد المتفرجين فيما إيران تُضرَب من حوله. ولا تستبعدوا أن يغلب لدى إسرائيل المنطق القائل "ما دامت حرباً فلننتهِ من إيران في سوريا و"حزب الله" معاً".

إيلي الحاج/كاتب صحافي وناشر "الصوت"

 

بعض الملاحظات الأولية عن تلك الانتخابات

نهلة الشهال/الحياة/13 أيار/18

تفرض الانتخابات النيابية التي أجريت في لبنان الأسبوع الماضي الفحص والتحليل، ليس كتمرين اعتيادي يلي كل حدث كبير، خصوصاً وأن هذه انعقدت بعد 9 سنوات من سابقتها، وبعد تمديد لثلاث مرات متتالية بدءاً من 2013 حين انتهت ولاية المجلس الأصلية (وهي تمديدات جرت بحجة عدم ملاءمة الظروف، أو عدم الاتفاق على القانون الانتخابي الجديد الخ...). وليس المهم، استطراداً، رسم خريطة الربح والخسارة لهذه أو تلك من القوى بناء على حسنات أو سيئات القانون الانتخابي الجديد الذي وُضع في التطبيق للمرة الأولى ونعت بـ «النسبي»، ولا حساب المقاعد وتوزيع الأصوات على ضوء الصراعات، وبعضها سياسي وأغلبها حزازات، وتغيب عنها تماماً وفي كل الأحوال المقاربات البرنامجية.وهذه هي المسألة الأولى. فقد كانت الحملة تبدو مزدهرة وحيوية. وكانت لافتة غابة الإعلانات التي تولتها شركات متخصصة، والتي كان أغلبها متقناً لجهة الشكل، وكان بعضها بأحجام مدهشة، تغلِّف بنايات عالية وضخمة (وخصوصاً منها صور المرشحين)، وسبقتها محاولات (تخضع لفن الإعلان) لإثارة الفضول بفضل الغموض الذي يُفترض به أن يحفز الترقب، كحالة مرشح بقيت لوحات الإعلانات التي ظهر بعد ذلك أنها تخصه تحمل كلمة «أكيد»، إلى أن لحقتها كلمات أخرى وتوقيع الرجل في مرحلة ثانية، وصورته علاوة عليهما في مرحلة ثالثة... أو كحملة بدأت بـ «شو الحل؟»، ومعها أحياناً «معاتبة» للناس (من قبيل عاجبك هيك أي هل انت راضٍ؟ الخ...) لتنتهي بـ «صوتك هو الحل» داعية لمرشحين بعينهم. وكان يمكن افتراض أنها حملة اعلانية لوزارة الداخلية التي شاركت في المجهود بملصقات بعضها رفع الكلفة مع المواطنين فجاءت من قبيل «إيه هِزّا وروح صوت»، أو «بلا نق، روح صوت» الخ... أو كحملة حزب الكتائب عن «نبض التغيير» الذي أظهر لفترة صوراً لشبان وشابات يصرخون غاضبين، وكان يمكن أن يكونوا متظاهرين يساريين مثلاً، لا سيما أن تشكيل الأرزة الكتائبية كان فيه تفنن لا يُلتقط من اللحظة الأولى.

لكن الجميع اكتفى بإطلاق شعارات، بعضها متكرر بتعديلات طفيفة، تمتدح الوفاء مثلاً أو خصالاً أخلاقية أخرى، سواء منها تلك التي تطبع المرشح نفسه أو التي تخاطب منتخِبيه، فبدت أقرب إلى تقاليد «الزجل»، وهو الشعر الشعبي الذي يمتلك تراثاً كبيراً في لبنان، ويقوم في بعض أجزائه على نوع من التوفيق في الإفحام. وحتى تلك القوى أو الشخصيات التي حاولت قول شيء في «السياسة» فقد ظلت في إطار الشعارات. وقد بدت حملة حزب «القوات اللبنانية» أعلاها شأناً إذ اختارت نشر جملة تنطلق من «صار بدّا» (أي صار مطلوباً) ثم تتوالى على إثرها المتضادات: «صار بدا محاسبة مش محسوبية» مثلاً، (أو «سيادة مش تبعية» حيث يختلف الاشتقاق اللغوي...)، وهكذا بخصوص الفساد والشفافية والمساءلة الخ... ما لم يمنع «القافية» من الإفلات أحياناً، باعتبار الالتزام بالإيقاع ربما، أو بسبب عدم التوفق، فخرجت مثلاً «صار بدا عدالة مش ظلامية» عوضاً عن «ظلم»، لا سيما وأن الظلامية ليست نقيض العدالة وإنما هي نقيض شيء آخر. ولفتت حملة «تيار المستقبل» الأنظار باعتبارها استندت إلى صورة لـ «خرزة زرقاء» كانت تحتل مكان أحرف العين أو القاف أحياناً- وهو أمر ملائم غرافيكياً- ثم صارت «نحنا الخرزة الزرقا يلّي بتحمي لبنان» أو «خرزة زرقا بعين الطائفية» وهكذا... وكان ذلك أقرب إلى مفهوم تقليدي عن الصون، قد يمكن اعتباره تطوراً بالمقارنة مع الشعار السابق الذي كان من قبيل «معكن والسما زرقا»، وهو مجرد استثمار في اللون المختار تمييزاً لهذا التيار في مقابل ألوان أخرى لتيارات مناوئة كاللون الأصفر مثلاً المنطلِق من علم حزب الله. وكان في حملة المستقبل شعارات سياسية قليلة منها «رفض أي جيش غير الجيش اللبناني»، أو ذلك الشعار الذي بدا تباهياً على سائر بلدان المنطقة (أو حتى ربما شماته بهم؟)، والذي تحدث عن ثبات العملة اللبنانية بينما «بقية العملات حولنا عم تنهار» أو الهدوء والأمان في لبنان بينما «المنطقة تحترق»... فيما يعلم القاصي والداني مدى هشاشة الوضع اللبناني استقراراً أمنياً ونقدياً.

ويستحق هذا الجانب بذاته دراسة طويلة، فهو منجم معطيات طريف، ولكن غني جداً لو قورب تحليلياً، ويمكنه أن يُفصح عن خصائص تخص الوعي العام وتموقع المرشحين، وأخرى تخص المتعارَف على اعتباره مقبولاً لجهة الذوق السائد بحسب المناطق وربما الطوائف أو الأوساط الاجتماعية المستهدفة، ولجهة الإمكانات المالية المتفاوتة للمرشحين، وبالأخص للمرشحات (وقد كن 111 مرشحة لأول مرة في لبنان) الخ... ويا ليت توجِّه كليات الإعلام والعلوم السياسية والسوسيولوجيا (بالأخص) طلاب دراساتها العليا لتناوله عوض المواضيع المكررة أو المبهمة!

إلا ان السمة الأهم التي لا بد من الإشارة إليها (على الأفل) في عجالة كهذه تخص نقطتين: أولاهما التوالد المذهل للوراثة التي تعممت ففاقت ما كان خاصية إقطاعية أو وجاهية مدينية، لا سيما أنها تطال «حديثي نعمة» في السياسة والجاه وحتى المال. فمن شاخ أو تعب أو ينوي الانشغال بميادين أخرى، رشح ابنه، وقد يكون يافعاً أو غير مهيأ، والظاهرة غطت كل المناطق اللبنانية وكل الطوائف. وبهذا المعنى فهناك تجدد لإقطاع سياسي، ولكنه هذه المرة يُمارَس في شكل مباشر ورثّ. وهذا أيضاً مجال لدراسات أكاديمية قد تساعد على التقاط بعض آليات التحكم القائمة في المجتمع والنظام السياسي اللبنانيين، والانكباب على تعريف مفاهيم من قبيل التجديد والشبابية.

وثانيتهما طغيان ردود أفعال على وضعيات بعينها، قد تكون في بعض المناطق تخص استيقاظ عصبيات أولية- أو إيقاظها- كالانتماء إلى عائلات بيروت الأصلية (أو كسروان!) بمواجهة تمدد حضور الوافدين ونفوذهم. وهذه الأخرى دالة للغاية، وبالأخص حيث ظهرت، وهي أمكنة تتميز إما بانغلاقها التاريخي (مثلما كان حال كسروان «قلب لبنان» الصغير، وهو ما لم يعد قائماً) أو بـ «كوزموبوليتيتها» العالية وإن بالحدود الوطنية اللبنانية وليس بالمعنى العالمي (كحال بيروت).

يبقى أن نتائج الانتخابات أفصحت كذلك عن سمات أخرى نختار منها ثلاثاً: رعب حزب الله من اختراق تمثيله للشيعة، الذي حمل السيد نصر الله على الحضور الفاعل في سياق هذه الانتخابات (وما اعتبره نصراً عند ظهور النتيجة سليمة من الخرق). والدلالة المهمة لمضاعفة حزب القوات اللبنانية عدد نوابه، بينما بدا منذ بضع سنوات متلاشياً لصالح التيار الوطني الحر (الجنرال عون) الذي افتُرض فيه أنه مثّل في ذلك الوقت تجديداً، والحاجة لدراسة الانتماء الاجتماعي لقاعدة هذه القوى، وهو ما يحمل بالتأكيد منجم معلومات ودلالات. وأخيراً الهزيمة التامة لتيار اللواء أشرف ريفي في طرابلس الذي لم يتمكن من إيصال حتى رأسه إلى النيابة، بينما حظي بتصويت انتقامي ضد التيارين الآخرين في الانتخابات البلدية قبل عام، ففاز فيها بشكل كامل، وبينما افترض هو إمكان الاستثمار في العصبية السنية «المستفَزة»، والتي ظهر في شكل واضح أنها ليست سمة تلك المدينة، بعكس ما يشاع عنها.

 

الصناديق إن حكت: أقل من 5000 صوت لـ17 مرشح من سبعة

غسان سعود/12 أيار/18/www.elections18.com

يفترض بحزب سبعة أن يكون شاكراً لحزب الكتائب. فقد شغل الكتائبيون المستهزئين عن التمعن بنتائج هذا الحزب الناشئ العظيم، في وقت تبين النتائج تفوق سبعة على نفسه.

ففي طرابلس نال مرشحه مالك المولوي 274 صوتاً. المولوي كان أحد المستفيدين القلائل من الهواء التلفزيوني الذي اشتراه الحزب.

في الضنية نال مرشحه داني عثمان صفر أصوات.

في الكورة دخلت فيفي كلاب التاريخ بـ463 صوتاً.

وفي الكورة أيضاً حصد بسام غنطوس 352 صوتاً.

أما أنطوان يمين فجمع 243 صوتاً في زغرتا.

في وقت تفوق مرشحهم في بشري موريس كورة على نفسه بـ 73 صوتاً.

زميله ادمون طوق فجمع 122 صوت بشحمهم ولحمهم.

وفي كسروان جبيل؛ نال المرشح دوري ضو112 صوت ورانيا باسيل 323 صوتاً.

وفي المتن حصدت فيكي زوين 780 صوتاً مقابل 175 لزميلها جورج رحباني. فيكي كان إحدى المستفيدين القلائل أيضاً من الهواء التلفزيوني الذي اشتراه الحزب.

ولم ينتهي عرض عضلات سبعة هنا، فهم خاضوا الانتخابات في زحلة أيضاً حيث نال أحد مرشحيهم 201 صوت، والثاني 287 صوت، والثالث 651 صوت. وفي بعبدا نالت ماري كلود حلو 755 صوتاً.

أما بولا يعقوبيان فنالت بجهدها الشخصي طبعاً دون أن يكون لسبعة علاقة من قريب أو بعيد 2500 صوت مقابل 2094 صوت لغادة عيد التي جمعتهم بجهدها الشخصي وعلاقاتها لا بفضل يافطة سبعة. علماً أن بعض المتابعين يعتقدون اليوم أن كل تركيبة سبعة كان هدفها منذ البداية إيصال بولا أولاً وغادة عيد ثانياً.

ليكون حزب داغر قد كسر بذلك فعلاً الأرقام القياسية لناحية الفشل، وهو يستحق دون شك أن يُدخل إلى كتاب غينيس بعدما حصد 17 من مرشحيه 4811 صوتاً، بمعدل 283 صوتاً لكل مرشح.

وهنا يتداخل الاستهزاء بالجد؛ استهزاء يدفع ثمنه أشخاص مميزين فعلاً غرر بهم هذا الحزب وحولهم إلى مادة للاستهزاء، فعملياً لا يفترض بأحد غير الرئيس الفعلي لهذا الحزب توضيب أشيائه والعودة من حيث جاء. وهو ما يرجح بقوة أن يفعله بعدما أنجز المطلوب منه لجهة تشتيت قوى المجتمع المدني وتسخيف أهدافها وإدخالها في زواريب الإنفاق المالي والرفاهية والبحبوحة وحرف التوجه العام لمجموعات المجتمع المدني بحكم قدراته المالية. عملياً جاء حزب سبعة ليقول إنه المنصة والمال والإعلام، مغلفاً نواياه الحقيقية بشعارات عن الآلية الديمقراطية لاتخاذ القرارات. وهو أوحى أنه قادر على تأمين كل العدة اللازمة لمواجهة السلطة. لكن ما كاد يقطفها لحظة إعلان اللوائح بتقديم نفسه كعراب التحالفات والقوة الرئيسية في ما يعرف بالمجتمع المدني حتى تراجع إلى الخلف وأقفل الحنفية.

حزب الوهم ترك مرشحيه دون مندوبين ودون ماكينات ودون غرفة عمليات ودون حد أدنى من مقومات خوض المعركة. لكن الأهم من هذا في ما بينته الصناديق أن الناخبين لا يؤخذون بشعارات الإصلاح ولا تنفع معهم كل الإعلانات على مواقع التواصل الاجتماعي ولا ينغشون بكل جديد يعرض عليهم؛ الناخبون أكثر تعقيداً وخبرة ووعياً مما يعتقد سبعة ومن يقف خلفهم. ولعل سبعة لم يكونوا يتطلعون إلى هذا كله من الأساس، فلم يكن همهم وهدفهم تأمين أرقام عالية. وفي الخلاصة لعب سبعة دوراً رئيسياً في تمييع المعارضة الشعبية في مهدها وإفقادها مصداقيتها وشفافيتها وأيضاً شجاعتها في تسمية الأشياء بأسمائها لكن نتائج الانتخابات تبدو مطمئنة ومشجعة لجهة القدرة على طي صفحة هذا الحزب وإنزاله عن المنصة بالسرعة نفسها التي صعد فيها. على مستوى المجتمع المدني كما على مستوى الأحزاب والقوى السياسية التقليدية أسهمت هذا القانون الانتخابي في تنفيس الكثير من الطواويس وإقناع من يعتقدون أنفسهم أسوداً بأنهم مجرد قطط، ولا شك أن أية معارضة جديدة ستنشأ ستكون متحررة من عبء هؤلاء.

 

لا يا سيّد بينيت، لبنان ليس “حزب الله” فقط

كابي طبراني/موقع أسواق العرب/12 أيار/18

أجرى لبنان يوم الأحد الفائت، (6 أيار (مايو) 2018)، أول إنتخابات برلمانية منذ العام 2009. وأكّدت النتائج ما قيل قبل التصويت، أي أن ما سينبثق هو برلمانٌ مُجَزَّأ، يميل إلى “حزب الله” الذي سيستفيد منه فيما هو يدخل مرحلة جديدة كفصيل أجنبي إيراني في المنطقة.

تحوّل الإنتباه على الفور إلى مدى نجاح أداء “حزب الله” وحلفائه في حركة “أمل”. ولم يكن هذا مفاجئاً، إذ أن كلا الحزبين تمتّعا بغالبية الأصوات الشيعية على مدى الانتخابات الأربع الأخيرة، وقد سمح لهما قانون الإنتخاب الجديد المُستند إلى التمثيل النسبي جلب المزيد من الحلفاء إلى المجلس النيابي، وخصوصاً من السياسيين المؤيدين لسوريا. وشجّع ذلك وزير التعليم الإسرائيلي، نفتالي بينيت، للتعليق على مكاسب “حزب الله” بتغريدة غريبة على “تويتر”: “حزب الله = لبنان”، التي إستعارها من تغريدة أطلقها قبل أشهر زميله وزير الدفاع أفيغدور ليبرمان. وذهب بعض وسائل الإعلام إلى حدّ التأكيد على أن “حزب الله” قد “حصل على 65 مقعداً على الأقل” في البرلمان، أي بغالبية بسيطة. لكن هذا كان مُضَلِّلاً للغاية، حتى لو كان الواقع أكثر إثارة للإهتمام وربما أكثر إثارة للقلق.

جاءت فكرة أن “حزب الله” يسيطر الآن على الغالبية في البرلمان اللبناني، بعد ضم وشمل كتلة الرئيس اللبناني ميشال عون وصهره وزير الخارجية جبران باسيل، إلى عدد مقاعد “حزب الله” وحلفائه. وبينما كان العونيون متحالفين مع “حزب الله” بعد العام 2006، فإن طبيعة تلك العلاقة منذ إنتخاب عون رئيساً للجمهورية في العام 2016 قد تغيّرت. إن العلاقات ما زالت قائمة، لكن في الماضي كان العونيون ينظرون إليها كوسيلة لتأمين وصول عون إلى قصر بعبدا، أما اليوم، فإن عون يُجسّد الدولة كرئيس، وهم يعتبرون أنفسهم حراساً للدولة.

لهذا السبب سعى “حزب الله” إلى إستخدام الإنتخابات كوسيلة للتحوّط ضد إمكانية أن يتخذ العونيون خطاً أكثر إستقلالية في ما يتعلق بالحزب من ذي قبل. إن ما يقلق الحزب الشيعي هو تحالف عون الأخير مع رئيس الحكومة سعد الحريري، الذي يعتبره “حزب الله” خصمه الرئيسي. حصل “حزب الله” على ما يريد، لقد حصد مع حلفائه المؤيدين لسوريا بعد الإنتخابات على عدد كاف من المقاعد البرلمانية لتشكيل الثلث المعطل في الهيئة التشريعية. وهذا يعني أنهم يستطيعون منع إنتخاب أي رئيس يعارضونه، على سبيل المثال، أو يُحبِطون النصاب القانوني. وهذا يعني أيضاً أن “حزب الله” وحلفاءه يمكنهم المطالبة بتوازن مماثل في الحكومة، مما يسمح لهم بإعاقة القرارات الحكومية. لقد كان لدى “حزب الله” هذه القدرة من قبل بسبب حلفه مع العونيين، لكن الانتخابات الأخيرة تسمح له بالإحتفاظ بهذه السلطة في حال غيّر العونيون موقفهم بالنسبة إلى القضايا التي يعتبرها “حزب الله” حيوية.

الواقع أنه لا يُمكن الإنكار بأن هذا يعني أن الحزب يتمتع بنفوذ هائل في الدولة اللبنانية. ومع ذلك، فإن شعار “حزب الله = لبنان” فشل في إعتبار أن “حزب الله” عليه أن يتكيّف باستمرار مع التغيير من أجل الإحتفاظ بهيمنته في النظام. والتفاصيل مهمة عند البحث عن طرقٍ للحدّ من هامش مناورة “حزب الله”. يمتلك الحزب الوسائل للترهيب والتهديد، لكنه يعرف أيضاً أن اللجوء المستمر إلى التخويف سيحشد معارضة سريعة لأجندته في السياق الطائفي في لبنان. وهذا هو السبب في أن موقفه المُفضَّل هو العمل داخل مؤسسات الدولة عندما يكون في مقدوره القيام بذلك ، وهو ما يعني أيضاً الإستمرار في مراقبة الطرق التي يُمكن من خلالها إستخدام هذه المؤسسات بطريقة ما ضد الحزب.

في ضوء ذلك، كانت إحدى النتائج الملحوظة للإنتخابات هي توسّع كتلة حزب “القوات اللبنانية”، الذي يعارض “حزب الله” بشدة، إلى 15 نائباً، مما يجعلها واحدة من الكتل البرلمانية الكبرى. في المخطط الأكبر للأشياء قد لا يبدو ذلك كثيراً. ومع ذلك، فإن هذا يعني أن أكبر كتلتين مسيحيتين، “القوات اللبنانية” و”التيار الوطني الحر”، تسيطران الآن على غالبية المقاعد البرلمانية المسيحية. كلاهما كانا خصمين في السابق، لكن بسبب قانون الانتخابات النسبي، لم تعد علاقتهما مدفوعة بالتوترات الناتجة من أن الفائز يأخذ كل شيء الذي كان سارياَ في القانون السابق والذي أضرّ ب”القوات اللبنانية” بشكل خاص.

يخرج الحزبان من الإنتخابات في إطار من التفويض والتوحّد حول فكرة واحدة، وهي دعم مشروع الدولة اللبنانية. يفعل العونيون ذلك لأن زعيمهم هو رئيس دولة لبنان، بينما يفعل حزب “القوات اللبنانية” ذلك لأنه يعارض تقويض “حزب الله” للدولة، ويعتقد بأن زعيمه، سمير جعجع ، قد يصبح يوماً ما رئيساً للجمهورية. إن وجود كتلة مسيحية كبيرة موحَّدة بشكل واسع حول فكرة الدفاع عن الدولة، والإيمان بأن السلطة النهائية في مسائل الحرب والسلام والأمن يجب أن تكون في أيدي الدولة، ليسا شيئاً صغيراً أو غير مهم، خصوصاً عندما تتفق غالبية السنّة والدروز مع ذلك. قد يتجاهل “حزب الله” هذا بكل صراحة، لكن قد تكون هناك تكاليف وتداعيات إذا قام بذلك، خصوصاً إذا كان الحزب يقود لبنان إلى صراعات إقليمية لا يستطيع البلد تحمّلها.

إن تقصير قراءة الانتخابات اللبنانية على “حزب الله” فقط يعني فقدان الأبعاد الكثيرة الأخرى التي ظهرت يوم الأحد (6 أيار (مايو) 2018). في الواقع، أكدت الانتخابات على وجه التحديد لماذا لبنان، في تعقيده المطلق، لا يمكن أن يساوي “حزب الله”. ومع ذلك، لا يُمكن الإنكار بأن وسائل الإعلام الأجنبية كانت تنظر فقط إلى ما كان يعنيه التصويت للحزب، وأن هذا سيكون له صدى في العواصم الأجنبية، حيث يتم النظر في مصير لبنان.

ومع ذلك، لنفترض، كما فعل نفتالي بينيت، أن “حزب الله = لبنان”، فهذا يعني حذف تلك النسبة الكبيرة من اللبنانيين، وهم على الأرجح غالبية، الذين يرفضون ببساطة أجندة الحزب. ومهما يكن، لقد أكّدت هذه الانتخابات تنوّع لبنان وأظهرت أن “حزب الله” يستطيع، في أفضل الأحوال، أن يعتمد بقوة على حوالي ثلث البرلمانيين فقط. لن تكون هناك إنتصارات مفاجئة ضد الحزب، ولا لبنان سيكون فرعاً للحزب كما يصرّ بعض الناس. سواء الآن أو في المستقبل، سيبقى العدو الأكبر ل”حزب الله” هو الدولة اللبنانية، وما أظهرته الانتخابات هو أن “حزب الله”، على نحو متناقض، يعرف أنه يجب أن يكون جزءاً من تلك الدولة ليتهرّب ويهرب منها بشكل أفضل.

 

67 إيرانيّ؟ ربّما!

حازم صاغية/الحياة/13 أيار/18

بات واضحاً أنّ الإيرانيّين أُحرجوا فاضطرّوا إلى الردّ على الإسرائيليّين. صفعة بعد صفعة بعد صفعة، وليس لدى طهران إلاّ الكلام الكبير (وطائرة واحدة تمّ إسقاطها). بعد ذاك ردّ الإيرانيّون: اتّجهت صواريخهم وقذائفهم نحو إسرائيل فسقط معظمها في سوريّة. ما وصل منها إلى الدولة العبريّة اعترضه الإسرائيليّون وأسقطوه. الأخيرون، العدوانيّون والتوسّعيّون تعريفاً، هم الذين ردّوا على ما لم يُصبهم. اغتنموا الفرصة التي انتظروها فضربوا، وفق ما قالوه، البنية العسكريّة الإيرانيّة في سوريّة. الإيرانيّون، بدل أن يكبّروا الفعل، كبّروا الكلام. شتموا الديبلوماسيّة وأكّدوا، للمرّة المليون، تعويلهم على «المقاومة». لكنّهم قالوا أيضاً شيئاً آخر: نحن لم نَضرب ولم نُضرب. السوريّون هم من فعلوا. الفشل العسكريّ الذريع الذي كشف ضحالة الآلة الحربيّة الإيرانيّة، رافقه فشل ديبلوماسيّ تصنعه طهران بيدها. لقد شكّكوا بالأوروبيّين المتمسّكين بالاتّفاق معهم، تماماً على عكس ما فعله الإسرائيليّون الذين غازلوا الروس وقالوا إنّهم أطلعوهم على ما قاموا به. حصل هذا فيما كان بنيامين نتانياهو يزور موسكو. النرجسيّة الجريح لدى الإيرانيّين تنفّر المحايدين وتتّهم العالم. إنّه جنون الوعي الإمبراطوريّ وقد انفلت من عقاله. إنّه الكلام الكبير وقد راح يتخبّط في الفعل الصغير. تطوّرات الأيّام الأخيرة توحي أنّ إسرائيل تريد الحرب مع إيران. هذا ما سبق أن رأيناه مع مصر الناصريّة في 1967: قالت القاهرة مراراً وتكراراً إنّها ستحاربها، فيما هي تحارب في اليمن، لكنّ إسرائيل هي التي حاربتها وهزمتها. آنذاك، من موقعها العدوانيّ والظالم، ولأسباب لا صلة لها بمصالح العرب الذين احتلّتهم، أنهت الدولة العبريّة المشروع الإمبراطوريّ الناصريّ وقوّضت قوميّته العربيّة. أمّا إذا قدّمت إيران، التي تستغرقها حروبها في المنطقة، ذريعة أخرى لشهيّة الحرب الإسرائيليّة، فلا يُستبعَد حصول 67 إيرانيّ ينهي المشروع الإمبراطوريّ لطهران وإسلامه الراديكاليّ. طهران، المنهكة اقتصاديّاً، حمت نفسها من احتمال كهذا بلسان التنصّل: نحن لسنا من فعل ذلك. والتنصّل يوحي أنّ المجابهة التي تمّت سوف تقتصر على رقعة جغرافيّة لا تتعدّاها. لكنّ اللسان الإيرانيّ الآخر الذي نطق بالمقاومة وبلعن العالم قد يفعل العكس. في الحالة الأولى، سيكون التعديل الذي طرأ على اتّفاقيّة فضّ الاشتباك في 1974 طفيفاً يستطيع أن يحتمله ويستوعبه الوضع القائم. لكنّ المزاعم الإيرانيّة حول «تحرير القدس» لن تحتمله. الأيديولوجيا ستباشر انهيارها الذي قد يكون مديداً. في الحالة الثانية، ستسقط على نطاق واسع وعابر للحدود اتّفاقيّة 1974، ويسقط في ذيلها القرار 1701. عندها، وتبعاً لما بات معروفاً عن قدرات إيران العسكريّة والاقتصاديّة، لن يكون من الصعب توقّع النتيجة. المؤلم، فضلاً عن الأكلاف البشريّة، أنّ إسرائيل هي التي تتولّى تقويض الإمبراطوريّات ومشاريعها. إنّها بالطبع تفعل ذلك لأسباب تخصّها هي. المؤلم أكثر أنّنا نحن، عبيد الإمبراطوريّات، لا نستطيع ذلك، وأنّنا، فوق هذا، قد لا نستطيع الإفادة من تقوّضها والبناء عليه. وربّما أفاد التذكير بأنّ هزيمة الناصريّة وقوميّتها العربيّة جاءنا بالإسلام الأصوليّ!

 

المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

الرئيس عون التقى النائب غاريوس والنائب المنتخب السيد

السبت 12 أيار 2018/وطنية - استقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون قبل ظهر اليوم، النائب الدكتور ناجي غاريوس واجرى معه جولة افق تناولت التطورات السياسية والعملية الانتخابية.

كذلك استقبل الرئيس عون النائب المنتخب اللواء الركن جميل السيد الذي اوضح بعد اللقاء ان زيارته هي الاولى بعد انتخابه نائبا عن منطقة البقاع الشمالي، واضاف: "بحثت مع رئيس الجمهورية الذي هو رمز وحدة البلاد ورأس السلطة الدستورية الاوضاع الداخلية لاسيما ما يتعلق منها بمسيرة الدولة ومكافحة الفساد والمسائل التي تهم المواطنين ومصالحهم، لاسيما ضرورة سعي الدولة الى احتواء مشاكلهم وحاجاتهم، خصوصا مع بداية ولاية المجلس الجديد الذي يضع البلاد امام عتبة جديدة فيها دم متجدد يتم ضخه في المؤسسات، اضافة الى ان حكومة جديدة ستنبثق بعد الانتخابات".

وقال: "تطرقت مع فخامة الرئيس الى اوضاع منطقة البقاع عموما وبعلبك الهرمل خصوصا لجهة معاناة اهاليها نتيجة الاحداث الاليمة في سوريا".

 

أرسلان لجنبلاط: ضب الزعران عن الأوادم وما حصل في الشويفات اشتباك مسلح واذا كنت تريد المعالجة فنحن حاضرون لكن بين السياسة وكرامتنا نختار كرامتنا

السبت 12 أيار 2018/وطنية - اعتبر رئيس "الحزب الديمقراطي اللبناني" وزير المهجرين طلال أرسلان، في مؤتمر صحافي عقده في دارته في خلدة، أن "إشكال الشويفات تم تناوله على أنه اشكال فردي، وكأن المقصود فيه الشهيد علاء أبو فرج الذي نعتبره شهيد الشويفات وشهيد الحزب الديمقراطي وشهيد طلال أرسلان. وتقصدنا طيلة الأيام الاربعة الماضية ورغم تعرضنا لحملات تجريح شخصية من قبل بعض الأوباش، ان نبقى على صمتنا احتراما لدم الشهيد ولعائلته، إلا ان هذا الاستهتار بكرامات الناس غير مقبول لا بالشكل ولا بالمضمون ولن نقبله ولن نتعايش معه مهما كلف الأمر من أثمان".

وقال: "في السياسة يمتلك الفرد حرية قول ما يريد تهجما وإنتقادا، وإنما بالنعوت والإتهامات بالقتل التي نفثها من تليق به هذه الأوصاف، فلا تقال لأشراف الناس ولمنازل مثل منزل الأمير مجيد إرسلان الذي لا ينقصه براءة ذمة من أحد، بل هو من يعطي براءات ذمة لكل الناس إبتداء بمن يرى نفسه كبيرا جدا. فتاريخنا يشرف ولا نستحي به، هو التاريخ الذي لم يتاجر بالدم ولم يضع العباد ليصل عبرهم إلى مناصب ومراكز أو قوة أو سلطة".

وأضاف: "نحن دفعنا أثمانا، إنطلاقا من تربيتنا التوحيدية الشريفة، كرامة هذه الطائفة، وهذا واجب علينا قمنا به عبر كل السنوات الماضية".

وعن إشكال الشويفات "الذي حاول البعض تزويره وتصويره على أنه إشكال فردي"، قال: "الحقيقة أنه إشكال مسلح دام لأكثر من ساعتين، وأنا تواصلت أربع مرات مع المخابرات. وقد تمنيت لو لم تصل الأمور إلى مخاطبة وليد بيك جنبلاط عبر الإعلام، الا اننا اصبحنا مضطرين لذلك، واقول له ان الطائفة الدرزية قدمت لك أغلى ما تملك في أصعب الظروف وأحلكها، أقول لك: ضب الزعران عن الأوادم. والكلام النابي يصدر عمن يدعون أنهم نواب وقيمون على الطائفة ومصالحها ودمائها، فالمسؤول عليه أن يزن كلامه قبل التفوه به. علاء أبو فرج هو ضحية الخطاب البذيء واللاأخلاقي والتحريض والحقد في النفوس، كلها عوامل أدت إلى هذا المشكل والإشتباك". وتابع: "أدعوك يا وليد بيك إلى التفاهم بكل وضوح وصراحة. كل من تكلم من الذين يدعون بأن أولادهم لك، بقلة أخلاق وأدب وتهذيب مع خلدة ودار خلدة، لن أرد عليهم، لن أرد إلا عليك يا بيك، شخصيا، لأن كل الذين فلتوا ينضحون بتربيتهم وأحقادهم الدفينة على الدروز أجمعين، لأن الموحد لا يمكن أن يصدر منه هذا الكلام، فالصدق من شيم التوحيد وليس الغدر والكذب وليس الطعن بالظهر والتجارة بدماء الناس الأبرياء الذين يوضعون في كل مرة على مذبح السياسة". وسأل ارسلان "هل هذا هو ثمن السياسة والنيابة والوزارة؟ هذا هو ثمن السلطة؟ دم شباب أبرياء ليس لهم لا بالعير ولا بالنفير بالذي حصل. هناك قول للمشايخ الأتقياء والأنقياء: من ولي على عدد من الرجال كان له عقل الكل. عله في هذا القول يرد العقل الصالح لمن نفذ عقله وعقلانيته. ولا اعلم إذا كان يعرف هذا القول، كما هناك قول آخر: من خشي من بشر مثله سلط عليه. عسى ان تكون يا بيك تعرفه، ولكني اشك بذلك".

وأكمل: "نحن تحملنا كل أنواع التزوير والكذب والتضليل، حتى الصور التي توزعت على وسائل التواصل الإجتماعي هي صور مزورة ولا تمت للواقع بأي صلة، أهكذا تبنى الثقة؟ الحمدالله يا بيك ضميري مرتاح. فإن تسأل في لبنان أي طرف سياسي كان أو مذهب أو طائفة يشهدون لطلال إرسلان بالصدق والشفافية والأمانة والإلتزام بالمبدأ. نعم، فنحن لا نتاجر بدم الناس. في يوم تريد تحريضنا على الشيعة، وفي اليوم الثاني على المسيحيين، وفي اليوم الثالث على السنة لأنك تزاعلت مع الرئيس الحريري. نعم، فالقصة حسب مزاجك، وكفت ووفت ليقلب تحريضك على الدروز بين بعضهم، هذه السياسة مدمرة وستساهم في توصيل الأمور إلى ما لا تحمد عقباه وستورط أولادنا والجبل، ونحن لا ننسى أنه لك الفضل على الجبل بأحلك الظروف، إنما كنت أتمنى أن تتقيد بالوحدة في الجبل لا أن تنقض عليها عندما تصل الأمور إلى مصالحك الشخصية وعندما تصل لقطف الثمار في السياسة على دماء العباد فتتاجر بها".

وأعاد إرسلان سرد الأحداث "كي يحفظ التاريخ ما جرى"، إبتداء من تلقيه اتصالا "من وليد بيك في 24 نيسان الساعة الحادية عشرة إلا ربعا ليلا طلب مني فيه وتمنى علي اصدار بيان مشترك حول أن تكون الانتخابات ديمقراطية وبروح رياضية. فأجبته بأن ما يريد منه شبرا اريد هو منه مترا ونحن حاضرون لصدور البيان، وكما تم الاتفاق، توزع البيان في اليوم التالي اي في 25 نيسان. وإذ في 29 نيسان وخلال إحتفال لائحة المصالحة في عاليه، لم يتقيد أحد من جماعة البيك بهذا البيان. وطلبت من جنبلاط ألا يقوم بالتواصل معي وأن لا يطلب بيانات، وبعدها يقوم بتفليت من يحوي بإهاناتهم الشخصية".

أضاف: "قبل أسبوعين أو أسبوع في الشويفات، وفي كلمة نائب الفتنة، ولا أريد أن أناديه باللقب الذي أطلقته أنت يا بيك عليه وبتوصيفك له، قال ما قاله من كلام ناب وفي حضور تيمور جنبلاط، ولم ترد أيضا، ولم نرد على ما جرى في عاليه وفي بتاتر وفي بعقلين، إلى أن وصلت أن تتكلم حضرتك يا بيك في نيحا وعماطور عن ال57. أهكذا ترد الجميل للمير مجيد إرسلان بعد 35 سنة على وفاته؟ ألا تنبش القبور من 60 سنة بهذا الكلام؟ أليس معيبا هذا؟ هذه هي القيم؟ تريد فتح صفحة ال57 وال58؟ الناس لها كرامة ونستطيع أن نتكلم ولدينا أدق تفاصيل ال57 وال58، فكفى لعبا على أوتار أنت بغنى عنها ونحن والطائفة أيضا. ذكر الدروز بحقوقهم يا بيك وبعزهم وبفخر إنتمائهم ومقاومتهم وبمواقف العز والكرامة، ولا تذكرهم بمواقف الفتن والغدر والطعن بالظهر".

واسترجع أحداث يوم الخميس، قبل الانتخابات بثلاثة أيام، حيث "زار نائب الفتنة عائلتين كريمتين من أهلنا في الشويفات، عائلة الجردي وعائلة صعب. ويوم الجمعة صدر عن الذين كانوا في الإستقبال في المحلتين أن كلامه جاء على أننا نحن والأمير طلال واحد ولا يوجد مشكل بيننا، ولكن تبين ان كلها لياقات مهترئة لأنه ليس صادقا فيها، ومن الكلام الذي قاله، اننا بعد الأحد سنهتم والأمير طلال بأمور الطائفة، إلى أن صدر الإثنين الفيديو المسرب له، فتمنيت على كل وسائل الإعلام نشر وإعادة نشر هذا الفيديو الذي يتضمن كلاما نابيا لا يليق إلا بقائله. وهذا ما تطلب محاولات تهدئة الناس التي استمرت حتى يوم الثلاثاء، لكن صفحات التواصل الإجتماعي ليست بيد أحد".

وقال: "أطلق علينا النار، على ثلاثة شباب عزل من السلاح أمام مبنى أبو هدير في الشويفات، هذه التفاصيل نصل لها في القضاء. وبعد ربع ساعة من الوقت إنتقل المشكل من وسط الضيعة بعد أن توجهت السيارات نفسها مع بضعة سيارات أخرى، إلى الميدان، وأطلقوا النار على السرايا الإرسلانية. وهنا يا بيك اقول لك: هذه سرايا أجدادك ومدفن جدك يا بيك، التي تم اطلاق النار عليها".

وتابع: "في تلك الأثناء تم تبادل إطلاق النار، وكان من الممكن أن يستشهد أحد من أي فريق في هذا الإشتباك، فلا مهرب من القدر ومن يريد أن يحضر السوق عليه ان يبيع ويشتري. وصرختي مع الاجهزة الامنية كانت بهدف الإنتشار في الشويفات لأن الوضع يتفاقم ومن الصعب ضبطه ولا تهمني السرايا، كل ما يهمني هو دم الناس. وقد حصل إشتباكين آخرين أدى آخرهما إلى استشهاد المرحوم علاء أبو فرج. اتصل وليد بيك بي بعد نصف ساعة طالبا إعادة إصدار بيان مشترك بهدف تهدئة الأجواء، وبعد صدور هذا البيان بدأ كل حاقد وكل قليل أخلاق ينضح سما وتحريضا وإهانات شخصية لنا".

وقال: "إذا توجه أهل الفقيد بكلام لنا، كنا سنتفهم ذلك وهذا حقهم وهم مجروحون. لكن مسؤولي حزبك يا بيك لم يوفروا لحظة الا وتهجموا، ولم ألبي دعوات الأهالي بالرد على ما يصدر بحقي إحتراما لدم الشهادة وإلتزاما بالبيان الصادر لما بعد دفن الشهيد. فبدأت التجارة بالدفن، أهذه عادات بني معروف"؟.

وذكر ب"استشهاد الشيخ أبو غالب ابو إبراهيم في الخلوات، وبالمعاملة التي صدرت تجاه وليد جنبلاط، وبالشهيد أكرم عربيد في الشويفات وكيف تعاملنا مع البيك. فبعد عشرة أيام من إستشهاد أكرم عربيد ورغم إنقطاع التواصل بيننا، إتصل وليد بيك بي وطلب زيارتي في خلدة ومرافقته ليقوم لتقديم التعازي لآل عربيد، ولم يواجه البيك بأي شرط من قبلنا لأن اخلاقنا لا تسمح بالمتاجرة بدماء أخ وصديق كأكرم عربيد".

وتابع: "لم يسمح للصليب الأحمر بالدخول إلى مكان إستشهاد علاء أبو فرج إلا بعد مرور عشرين دقيقة على وقوع الحادثة، ولم يسمح لمخفر الشويفات أن يقوم بفتح محضر أو بالكشف على موقع وقوع الحادث. نتمنى أن يتم وضع الأمور في إطارها الصحيح غير التحريضي. لكن أثناء تشييع الشهيد علاء تم إدخال موضوع تشكيل الحكومة في إستشهاد علاء أبو فرج، فما هي علاقة العهد والرئيس الحريري بهذه الحادثة؟ الملف هو ملف إشكال أمني وتبادل إطلاق نار في أكثر من موقع في الشويفات، وهذا الملف يجب أن يكون في المحكمة العسكرية لكن بقدرة قادر تحول إلى النيابة العامة في جبل لبنان، فهل هو مشكل فردي؟ أبدا وإطلاقا ليس كذلك، إنما هذا تحريض وابتزاز وكلام نابي غير مسؤول يشعل الفتنة ولا يزن الكلمة الصادرة منه وأثر هذه الكلمة على المجتمع والناس الأبرياء، هذا من يتحمل كل نقطة دم سقطت في أي مكان".

وأردف: "يا وليد بيك اذا كنت تريد التهدئة والمعالجة فنحن حاضرون، وأنا أنتظر قرارك النهائي، لكن بين السياسة وكرامتنا في هذه البلاد نحن نختار كرامتنا، ولو بقيت بمفردي لن أعيش في هذه البلاد إلا بكرامتي ورأسي مرفوع، ومهما حاولت تطويقي وابتزازي والتهويل، فلم يعد ينفع ذلك لأن الزمن الأول تحول، ونحن لسنا طارئين على هذه البلاد. تمد يدا نمد الإثنين، نريد أن تكلمنا وجها لوجه أنت أو تيمور بيك جنبلاط، لأنني لا أريد أن تدخل الأوباش إلى منزلي. وأدعو جميع إخواننا واهلنا في المناطق وأتمنى على كل فرد عدم التدخل بالحديث بيني وبين جنبلاط، ولا أريد أي إشكال أو إستفزاز أو إهانة في أي منطقة. نحن أولاد موحدون، هناك أصول وأخلاق، فإذا خاصمنا نخاصم بشرف وإن حالفنا نحالف بشرف وهدفنا من كلامنا وبكل راحة ضمير هو أن تفيق الناس ويفيق المسؤولون وان يقوموا بوزن كلامهم. وابتداء من هذه الساعة، أي رد علينا، إن كان بالسياسة، فلا مشكل، إنما بالشخصي وبالإهانات فسنرد الصاع صاعين ولن نقبل به، فكرامات الناس ليست لعبة بيد أحد ونحن طلاب تهدئة. وفقط كي يعلم الرأي العام وكي لا تفسر الأمور بطريقة خاطئة، فقد تم توجيه نعوة لطلال إرسلان من قبل إخواننا في عائلة أبو فرج الكرام، إذا هذا التصوير والتزوير غير صحيح، وشخص واحد فقط هو رأس الفتنة، فيا وليد بيك اما ان تضع له حدا أو نحن لم نعد نستطيع تحمل التطاول على كرامات الناس". وقال: "بالنسبة الى القضاء نرفع الغطاء عن كل من تثبت إدانته، ولدينا كل الثقة بالقضاء، فليأخذ مجراه دون أي ضغوطات في الإعلام والسياسة حتى يتبين الخط الأبيض من الأسود".

وأكد أن "ما قيل عن أن مشايخنا الأجلاء الذين حضروا إلى خلدة وغادروا وهم غير راضين، فهذا كذب ونفاق، فقد وصلت مواصيلكم للمتاجرة حتى بالكلام الذي دار وبرجال الدين؟ عيب. كل ما طلب مني نفذ، وتم العمل بموجبه، إنما الشيخ الذي يضع مهلة 24 ساعة ضمن بيان فهذا لا أقبله لا لطلال إرسلان ولا لوليد بيك جنبلاط، فكفى تلاعبا بكرامات الناس. وسنستمر بمساعدة القضاء والأجهزة الأمنية ببركة المشايخ ودعواتهم". وختم إرسلان متوجها "إلى بني معروف" بالقول: "نحن لسنا أعداء، يمكن أن نتخاصم لكن هذا الكم الدفين داخل بعض الناس يذكرني بما كان يقوله الأمير مجيد إرسلان: طيبة القلب من صفات الرجال والحقد من صفات الجبان".

 

فرنجية بحث والنائبين المنتخبين الخازن والصمد تشكيل تكتل نيابي

السبت 12 أيار 2018 /وطنية - أفاد تيار "المردة"، في بيان، أنه "في اطار التحضير لتشكيل تكتل نيابي"، استقبل رئيس التيار سليمان فرنجية في دارته في بنشعي اليوم، النائب المنتخب فريد هيكل الخازن، في حضور النائب المنتخب طوني فرنجية والوزير السابق يوسف سعادة، وجرى عرض لآخر المستجدات.

وبعد اللقاء، أكد الخازن دعمه "مسيرة الوزير فرنجية الوطنية"، مشددا على التعاون الدائم معه، وقال: "نعتبر ان هذا البيت الوطني سيتعزز دوره بالتأكيد في المستقبل، وبعد نتائج الانتخابات سيتعزز دائما بالتعاون وبالاستمرار والوفاء، ونحن مقتنعون قناعة كاملة به".

أضاف: "نريد أيضا ان نبارك بالفوز في الانتخابات لطوني بك ولنواب المردة وللحلفاء الذين فعلا أثبتوا عن حضور شعبي وسياسي، وأثبتوا حضورهم في وجه هذه التيارات الكبيرة، وفي ظل الموجة التي كانت موجودة لدى بعض الأحزاب والتيارات الطائفية وغير الطائفية، ونجد أنفسنا اليوم من كل الطوائف وكل المذاهب نجحنا ووصلنا الى المجلس النيابي". وتابع "فرنجية اطلعنا على المشاروات التي يقوم بها لتشكيل التكتل النيابي الذي سيبصر النور قريبا بمعيته، هذا التجمع ربما هو من التجمعات القليلة جدا في البلد التي تتسم باللاطائفية، وستتشكل مجموعة وازنة لها حضورها الوطني الفاعل الذي سيعمل على وحدة لبنان، وعلى تقريب وجهات النظر بين القوى السياسية لما يخدم المصلحة الوطنية اللبنانية". كما أعلن التيار ان فرنجية استقبل في الاطار نفسه النائب المنتخب جهاد الصمد "حيث كان بحث في التطورات الراهنة إضافة إلى موضوع تشكيل تكتل نيابي واسع".

 

مجلس ثورة الارز أمل ان تتشكل الحكومة من غير النواب كي تحاسب

السبت 12 أيار 2018 /وطنية - اعتبر "المجلس الوطني لثورة الأرز - الجبهة اللبنانية"، في إجتماعه الأسبوعي، "أن الإنتخابات النيابية لم تكن تهدف كما تنص الأنظمة الديموقراطية إلى خلق مشروع تطوير النظام اللبناني وتحسينه، وعمليا الإنتخابات هدفت إلى حالة تموضع حيال الصراعات الدائرة في المنطقة".

ولفت المجتمعون الى "أن كل الكتل التي وصلت إلى الندوة النيابية هي غائبة عمدا عن مواضيع دقيقة وحساسة ومنها مثلا حل أزمة النازحين السوريين، التوطين وفقا للمادة 49 من قانون الموازنة العامة، السلاح غير الشرعي، اللامركزية الإدارية، عدم التوازن في إدارات الدولة، نسبة المديونية". وطالبوا ب"وقفة عز لتغيير مسار السلطة وعمل الحكومات ونهج المسؤولين، وبمعارضة بناءة ونزيهة". وناقشوا الإستحقاقين المرتقبين، الأول إنتخاب رئيس مجلس النواب والثاني تشكيل الحكومة، آملين في "ان تتشكل الحكومة من غير النواب ليحاسبها المجلس النيابي على أعمالها بحيث تستطيع تنفيذ كل ما سيرد في البيان الوزاري، وإشراك الشرفاء في العمل الحكومي كي تكون هذه الحكومة منسجمة وقادرة على تنفيذ كل المشاريع المنوي تنفيذها".

 

باسيل مفتتحا بيوت الاغتراب بختام مؤتمر الطاقة الاغترابية: لن نسمح لأي كان بأن يمد يده على الانتشار اللبناني

السبت 12 أيار 2018/وطنية - اختتم وزير الخارجية والمغتربين النائب المنتخب جبران باسيل مؤتمر الطاقة الاغترابية، بافتتاح بيوت الاغتراب: اللبناني- المكسيكي، اللبناني- الأفريقي، اللبناني- الأسترالي ومتحف المغترب في بيت المغترب في حي القلعة القديمة في مدينة البترون، في حضور وزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية بيار رفول، النائبين نعمةالله أبي نصر وفريد الخازن، سفراء وهيئات دبلوماسية، رئيس اتحاد بلديات منطقة البترون مرسيلينو الحرك ورؤساء بلديات ومخاتير وفاعليات وحشد من المنتشرين.

الحرك

بعد النشيد الوطني، قدم للحفل المحامي نجم خطار، ثم رحب الحرك، فقال: "في هذا المكان الجميل، الذي يشبهكم، وهذه الدار هي داركم وهذا المكان هو ملككم وهو يحمل تاريخنا الجميل والعريق، وهو يمثل كل فرد منكم. أنتم تمثلون الحب الحقيقي لهذا البلد، تمثلون صلابة جباله وشموخ أرزه. أنتم الذين انتصرتم على قساوة الغربة لأنكم محصنين بعنفوان اللبناني الأصيل". أضاف: "منذ عشرات السنين، حاول رؤساء جمهوريتنا الكبار، أن يشركوكم في العملية الانتخابية ولم ينجحوا، حتى وصل شاب من عندنا، عنيد وصلب ومقدام فحقق ما لم يتمكنوا من تحقيقه. إنه سعادة النائب ومعالي الوزير جبران باسيل. وأنا أود أن أشكره وأهنئه، لأنه لا يعمل إلا في الملفات المستحيلة وينجح في تحقيقها". وتابع: "هذا المشروع أعاد خيرة اللبنانيين رغم وجودهم في الانتشار إلى وطنهم الأم. وبيت المغترب في البترون يجمع 15 دولة اغترابية، وهذا البيت مهما كان جميلا لا قيمة له من دونكم. نحن ننتظر أن يعيش هذا الحي عرسا دائما للاغتراب اللبناني بوجودكم"، منوها ب"التبادل الحضاري والفني بين البترون ولبنان ودول الاغتراب، التي أنتم تمثلونها، بالإضافة إلى احتضان هذا المكان لمكاتب استثمارية لأعمالكم، ونحن كبلدية وكقوى سياسية فاعلة، سنضع كل إمكاناتنا لتسهيل مشاريعكم، وستجدون أن الاستثمار في بلدكم مجد ونافع".

وأعلن: "تنظيم مهرجانات خاصة ببيوت المغترب اللبناني من فولكلور لبناني وفن وثقافة ورقص وغناء، وكل ذلك سيكون صورة لعاداتنا وتقاليدنا، بالإضافة إلى عرض منتوجات محلية ومنتوجاتكم الاغترابية".

وختم: "نحن متشوقون لتبادل الخدمات والثقافات معكم، ولأن يكون بيت المغترب في البترون صالة أعراس دائمة بيننا وبينكم".

باسيل

ثم تحدث باسيل مستهلا كلمته بالترحيب بالجميع في البترون، وقال: "نلتقي للسنة الخامسة على التوالي في هذا المكان. وها نحن نجدد أمامكم التزامنا بترميم العلاقة بين لبنان المقيم ولبنان المنتشر، وما نشهد اليوم من ترميم لهذه البيوت هو جزء من ترميم هذه العلاقة. هذه البيوت كانت منسية وكل بيت كان له أصحابه لكن الدولة استملكتها إلى أصبحت ضحية للنسيان والإهمال، فانهار ما انهار منها، وصمد ما صمد، وتحول هذا المكان إلى صورة لا تشبه البترون بشيء. وكانت المبادرة بفضلكم ومساعدتكم ودعمكم لترميم هذه العقارات من دون تكليف الدولة بأي شيء، باستثناء طلب الحصول على مرسوم سلمناه إلى بلدية البترون وتمكننا بفضل جهودكم، من تنفيذ هذا الترميم وإعادة الحياة إلى هذه البيوت، وأطلقنا عليها اسم بيوت الاغتراب". أضاف: "واليوم نقول بيوت المنتشر اللبناني. هذه البيوت مثلكم، أنتم كنتم أصحاب هذه الأرض هنا، كما كان لهذه البيوت أصحاب وكما تخلت الدولة عن هذه البيوت وأهملتها، وأنتم هجرتم الأرض وابتعدتم والدولة أهملتكم، وجاءت الأيام إلى أن استذكركم البعض، وأثمرت المساعي قوانين أعادتكم إلى لبنان، إن بجنسيتكم أو بلغتكم أو باقتراعكم وباستثماراتكم أو بزياراتكم لبلدكم الأم لبنان. وها هي العلاقة بيننا وبينكم تشهد ترميما، تماما كما هذه البيوت التي ترونها هنا اليوم. هذه البيوت لا تستوعب كل الانتشار اللبناني، كما أننا لم نستطع إعادة كل المنتشرين إلى لبنان، لذلك علينا أن نستكمل تواصلنا من حيث نحن، هنا في لبنان أو في دول الانتشار". وتابع: "ليس المهم أن نرمم البيت فقط، بل الأهم أن نحييه ونعيش فيه ونزينه بالنشاطات والمعارض، والمطلوب أن يكون الدعم جماعيا، من قبل مجموعة معينة من الجالية لترميم بيت من هذه البيوت، واستكمال العمل فيه وتنظيم النشاطات، التي ستستقبلنا لأسابيع مخصصة لكل جالية أسبوعا تلو أسبوع، لكي تبقى الحياة مستمرة ومتواصلة فيه على مدى فترات من السنة، فنقدم نموذجا عن الحياة المشتركة بين المقيمين والمنتشرين. وهذا يشكل منطلقا للعديد من النشاطات، لا سيما وأن حي المغترب يحتضن مكتب للطاقة الاغترابية اللبنانية، المعهد الوطني للموسيقى، متحف للمغترب، موتيل، قاعة لنشاطات متنوعة وكافيتريا، بالإضافة إلى عدة زوايا لعرض منتوجات لبنان المقيم ولبنان المغترب، لتسويقها إلى جانب هذه الساحة التي تشكل مساحة لاحتضان أعراسنا الانتشارية، فتشهد على التكامل بين جناحي لبنان ونحقق علاقة مترابطة وتواصلا مميزا وفريدا من نوعه بيننا وبينكم".

واعتبر أن "التواصل بين لبنان المقيم ولبنان المنتشر، بحاجة لمتابعة لكي نعيد الارتباط بيننا بشكل كامل ونثبته، وهذا المشروع يجب أن يعمم على كل المناطق، وعلينا أن نجد بيوتا للانتشار في كل بلدة ومدينة وقرية، وعلينا أن نأخذ المبادرة لتعميم هذا النموذج"، مثمنا "جهود كل من عمل على إطلاق هذه المشروع ـ النموذج وكل من يعمل على استكماله"، منوها ب"رئيس بلديتنا الأستاذ مرسلينو الحرك، الذي يقدم كل الإمكانات اللازمة والمتوفرة لإنجاز هذه المشروع، وهو يقدر تماما أهميته، لأنه كان من المنتشرين في السابق، وكل الشكر له، ونتمنى أن يكون لكل شخص منكم ولكل بلدية رئيسا مثل رئيس بلديتنا"، شاكرا "كل الجهاز الدبلوماسي كبارا وصغارا، وكل فريق عمل الطاقة الاغترابية، الذي له الفضل في كل ما نقوم به على صعيد الانتشار". وقال: "مهما فعلنا نبقى مقصرين اتجاه لبنان المنتشر، وعلينا أن نفعل أكثر من ذلك، وها هو صوتكم اليوم يجد له صدى، وهو قد وصل إلى حيث يجب، وعليكم أن تعرفوا أنكم رسل لبنان في الخارج، وناقلو الرسالة التي تحملونها من هنا. أخبروا أهلنا في الخارج أننا نريد لهذا الصوت أن يرتفع أكثر ويتضاعف أكثر، وعليكم أن تصمدوا في الحفاظ على حقوقكم"، مضيفا: "بقدر ما يعلو صوتكم بقدر ما نستطيع أن نحقق المزيد في مجلس النواب، بما يختص بكم كمنتشرين، وإلى حين تخصيص المقاعد الستة للمنتشرين في مجلس النواب، بإمكانكم أن تعتبروا أن جبران باسيل هو صوتكم في مجلس النواب وهو سيحمل قضاياكم. وإذا خرجت من وزارة الخارجية، كونوا على ثقة أن صوتي في مجلس النواب في موضوع المنتشرين، سيكون أعلى بدرجات مما كان في وزارة الخارجية".

وختم "قضيتكم سلكت طريقها إلى الأمام، وثمارها نضجت، وقد بدأتم بتذوق طعمها اللذيذ، ولا عودة إلى الوراء، ولن نسمح لأي كان بأن يمد يده على الانتشار اللبناني". وقبل افتتاح البيوت الاغترابية الثلاثة، تسلم باسيل لوحة من الفنان أنطوني عبد الكريم. بعد ذلك، انتقل الجميع إلى "بترونيات"، حيث أولم باسيل على شرف المنتشرين المشاركين والمدعوين.

 

نعيم قاسم: لبنان لم يقم إلا على ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة

السبت 12 أيار 2018 /وطنية - رأى نائب الأمين العام ل "حزب الله" الشيخ نعيم قاسم أن "كل إنجاز يعزز استقلال لبنان وقوته هو في الحقيقة انتصار من نوع انتخابي وانتصار في مواجهة التحديات التي حاولت أن تفشل هذه العملية ونتائجها، والحمد الله الذي وفقنا لنكون في زمن يجتمع فيه الناس على الحق وينجحون". وقال في احتفال تكليف فتيات جمعية النور في قاعة رسالات: "كانت لدينا انتخابات نيابية، وكانت تشكل تحديا من التحديات، لأن أميركا وبعض الدول العربية عملوا على أن يخربوا الساحة باتجاه إضعاف حضور المقاومة في المجلس النيابي، ومحاولة التشويش على خيارات الناس طمعا بالتسلط على لبنان أكثر فأكثر وإبعاده عن قوته المقاومة وعن ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة، ولكن ما حصل أذهلهم، لأن نتائج الانتخابات النيابية كانت عظيمة".

أضاف: "مرة جديدة أعطى الشعب في استفتاء حقيقي لمن يريد أن يمثلونه في المجلس النيابي، لذا كل التحية لشعبنا الأوفياء الذين أقبلوا على صناديق الاقتراع ليقولوا نعم للجيش والشعب والمقاومة، وهذه مكرمة ستبقى آثاره حاضرة، وستكون علامة من علامات الفوز على أعدائنا من خلال صناديق الاقتراع والمجلس النيابي. أؤكد مرة جديدة أن قوة لبنان بثلاثية الجيش والشعب والمقاومة، هذه الثلاثية أصبحت ثابتة وغير قابلة للتغيير، من أراد أن يلعب على الألفاظ فيسحب عنوان المقاومة ليضع عنوانا آخر وليركب ثلاثية جديدة يضيع وقته ويتسلى بأحجية وكلمات لا معنى لها ولا أي مضمون، هذه الثلاثية هي التي أثبتت نفسها، هي ليست أغنية ولا تركيبة لأحرف، هي ثلاثية حقيقية تعمدت بالتضحيات. الجيش حمى استقرار لبنان، والمقاومة هي البحر الحامل للاستقرار والتحرير، أما الدولة التي يتغنى البعض بها فهي ومؤسساتها واستقرارها واستقلالها ببركة الجيش والشعب والمقاومة ولولا هذه الثلاثية لما كانت الدولة القوية ولما كانت قائمة".

وتابع: "قلنا مرارا وتكرارا بأن إسرائيل لا يمكن أن تطرد من لبنان إلاَّ بالمقاومة، وقالوا: يمكننا أن نطرد إسرائيل بالديبلوماسية، فجربوا وجربنا، وطردت إسرائيل بالمقاومة وفشلت الديبلوماسية مع إسرائيل، قلنا لهم: إذا صمدنا حررنا، وقالوا لنا: العين لا تقاوم المخرز، فاستمهلناهم ليروا هذه العين الثاقبة التي تستطيع أن تحطم الحديد والمخارز، فلم يرحمونا ولم يؤمنوا بتضحياتنا، فصبرنا وكان التحرير في العام 2000، وتبين أن عين المقاومة هي أقوى من مخارز إسرائيل ومن وراءها. قلنا لهم بأن القتال في سوريا مصلحة للبنان وحماية له، وقالوا بأن القتال في سوريا سيخرب لبنان، وحاولنا أن نقنعهم بأننا إن لم نذهب إليهم كتكفيريين أتوا إلينا وخربوا علينا، وأثاروا الضوضاء وأربكوا الأجواء وكتبوا المقالات وأقاموا الدعايات ولكننا جاهدنا وصبرنا وتبين أن الانتصار في سوريا على إمارات التكفير كان حماية للبنان وللمنطقة فصدقت مقولتنا".

وقال: "تصدينا لمواجهة إمارات التكفير وقلنا بأنهم مخربون وإرهابيون، وقالوا: لكنكم تحاولون إثارة الفتن، ولا يصح أن تشيروا إليهم حتى بالبنان، وأكدنا لهم أنهم لن يرحموكم ولن يرحمونا، هؤلاء لا يعرفون إلا ولا ذمة، هؤلاء لا يعرفون حقا ولا يؤمنون بكرامة إنسان، فلم يقبلوا، ولكننا تابعنا، وقدمنا التضحيات بتوكل على الله، وتبين بعد ذلك أن إسقاط هؤلاء التكفيريين هو حماية لكل إنسان في لبنان وفي منطقتنا، وتبين أن الحق معنا ولم يكن معهم. بالله عليكم ماذا نفعل إذا كنا نقول ويقولون، فيصح ما نقول ويخطىء ما يقولون؟ ماذا نفعل إذا كنا نقف ونضحي ويشوشون علينا بكلماتهم ومواقفهم التي تخدم أعداء الأمة ثم بعد ذلك ننتصر وينهزمون فيتباكون أننا أعلنا النصر وكأن المطلوب منا أن نعلن الهزيمة لأن مشروعهم انهزم؟" وختم: "ليكن واضحا أن المقاومة اليوم أصبحت ركيزة من دعائم لبنان، لبنان لم يقم إلاَّ على ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة، وهذه الدعائم هي أسباب قوته، ستستمر إن شاء الله تعالى ولن تتأثر هذه الدعائم ولو تصدى لها من أنكر نور الشمس في رابعة النهار، فالمشكلة فيه وليست فينا، والمقاومة باقية ومستمرة".

 

جعجع متوجها الى القواتيين في اوستراليا: الله يمهل ولا يهمل وفي نهاية المطاف لا يصح الا الصحيح ونتحضر بشكل جيد للمسؤوليات

السبت 12 أيار 2018 /وطنية - أكد رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع أن "الله يمهل ولا يهمل وفي نهاية المطاف ما بصح إلا الصحيح"، مشيرا إلى أن "الأخصام نجحوا في طمس حجم القوات الحقيقي بأساليب عديدة أهمها كان حل الحزب واستمروا في ذلك إلى أن اتت انتخابات 2018 لتظهر هذا الحجم بشكل لا يمكن لأحد التهرب منه بعد اليوم". وقال: "نحن أمام مرحلة جديدة بعد اتخاذ حزبنا الموقع الذي يستحقه منذ زمن ونحضر أنفسنا من أجل لعب دورنا الأساسي على صعيد التأثير بالحركة السياسية في البلاد". جعجع، وفي كلمة ألقاها عبر الشاشة من معراب خلال احتفال مركز "القوات اللبنانية" في سيدني - أوستراليا بنتائج الإنتخابات النيابية و"الإنتصار الكبير الذي حققه الحزب"، قال: "في الحقيقة اصبح لزاما علينا الاحتفال بعد هذا الإنتصار كالذي تقيمونه في سيدني - أوستراليا، لذلك أريد أن أحييكم فردا فردا وخصوصا مسؤول مقاطعة أوستراليا طوني عبيد، رئيس مركز سيدني جهاد داغر، والرفاق شربل فخري، داني جعجع وليشع الشدياق وكل الآخرين. كما أريد توجيه التحية لجميع أفراد الماكينة الإنتخابية الذين أعطوا أفضل صورة ممكنة عن القوات". ولفت إلى أننا "نستحق هذا الإنتصار الذي تحتفلون به اليوم منذ زمن ومن بعيد إلا أن الظروف حالت دون الحصول عليه في حينه ولكن بالفعل ما بصح إلا الصحيح. صحيح أن هذا الإنتصار أخذ وقتا طويلا وظلما كثيرا وسجنا إلا أنه في نهاية المطاف لا يصح إلا الصحيح باعتبار أن الله يمهل ولا يهمل ومرة جديدة أمهل كثيرا إلا أنه في النهاية لم يهمل في أي لحظة والجميع شاهد على النتيجة".

ونوه ب "الجهود التي بذلها جميع المشاركين في الإحتفال في هذه الإنتخابات والتي أتت مضاعفة مقارنة مع الذين يعملون هنا في لبنان، فالناس هنا يعيشون الجو الإنتخابي بسبب المهرجانات والإجتماعات المستمرة والدعاية سواء اكان عبر شاشات التلفزة أو الإذاعات، وبالتالي أتى عملهم من ضمن الجو الذي تعيشه البلاد أما أنتم في سيدني - أوستراليا فتعيشون أجواء أخرى حيث أن الحياة عادية، وبالرغم من كل ذلك تمكنتم من الحشد وانخرطتم في جو الإنتخابات وعملتم بجهد وكأنكم تعيشون في لبنان". وتابع: "أنا أدرك تماما أنكم حيث ما كنتم تعيشون وكأنكم هنا باعتبار أنكم تستفيقون على الأخبار في لبنان وتمضون النهار كله مع هذه الأخبار حتى تناموا من جديد، واعتقد أن قليلا منكم ينامون قبل الإطلاع على موقع القوات اللبنانية الالكتروني من أجل معرفة ما يحصل هنا".ولفت إلى "أننا نحاول قدر الإمكان اليوم أخذ استراحة مقاتل صغيرة من أجل الإستمتاع بالفرح والراحة، ولكننا يجب أن نتحضر بشكل جيد باعتبار أن المسؤوليات أصبحت مضاعفة على أكتافنا ولا سيما جميع الوسائل الإعلامية في لبنان والمحللين ومراكز الدراسات أجمعت على أن القوات اللبنانية هي التي حققت الإنتصار الأساسي في هذه الإنتخابات، فبقدر ما يكبر احد الاحزاب بقدر ما يحاول الآخرون تطويقه ومهاجمته بشكل أكبر، وهذا هو سبب تعرضنا بشكل مستمر للتطويق والمراشقة السياسية". وأكد جعجع أنه لطالما "كان هذا هو حجمنا إلا ان الأخصام نجحوا في طمس هذا الحجم الحقيقي للقوات، بأساليب عديدة أهمها كان حل الحزب، إلى أن اتت انتخابات 2018 لتظهر هذا الحجم الحقيقي بشكل لا يمكن لأحد التهرب منه بعد اليوم، وذلك بجهود كل الرفاق في لبنان وجميع بلدان الإنتشار"، موضحا "أننا أمام مرحلة جديدة بعد اتخاذ القوات الموقع الذي تستحقه منذ زمن، وبالتالي نحن نحضر أنفسنا من أجل لعب دورنا الأساسي على صعيد التأثير بالحركة السياسية في البلاد". وختم جعجع: "أشكر المشاركين في الإحتفال فردا فردا وأنا فرح جدا لشهدائنا الذين هم حتما فرحون حيث هم باعتبار أنهم شاهدوا انه لم تهدر أي نقطة من دمائهم وفي نهاية المطاف مهما جرب البعض التشويش على شهادتهم وتضحياتهم فأعدكم باننا سنعمل من أجل أن نعطي شهداءنا حقهم لكي يكونوا فخورين فينا، وأعدهم بقيام الدولة الفعلية والقوية في لبنان التي ستكون خالية من الفساد وتعمل لصالح جميع المواطنين سواسية".