المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 04 أيار/2018

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/newselias18/arabic.may04.18.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة
عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

فقَالَ لَهُ إِبْلِيس: «إنْ كُنْتَ ٱبنَ اللهِ فَقُلْ لِهذَا الحَجَرِ أَنْ يَصيرَ رَغيفًا». فأَجَابَهُ يَسُوع: «مَكتُوب: لَيْسَ بِالخُبْزِ وَحْدَهُ يَحْيَا الإِنْسَان

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/في اسفل رابط مقالتي المنشورة اليوم في جريدة السياسة الكويتية

الياس بجاني/حروب ربع تسوية الصفقة الخطيئة الإعلامية هي ضحك ع الدقون واستخفاف بعقول الناس

الياس بجاني/الجهل الإستراتيجي والسيادي المخيف في الشارع المسيحي اللبناني

 

عناوين الأخبار اللبنانية

فيديو مداخلة من محطة الحدث الكاتبة والأكاديمية الدكتورة منى فياض تتناول الآنتخابات ودور حزب الله القمعي والتخويفي

فيديو قصير من محطة الحدث تبين تدريب ميليشيات حزب الله لمقاتلي البوليساريو منذ 2016

فيديو مداخلة من محطة الحدث للوزير العدل اللبناني السابق اللواء أشرف ريفي تتناول الانتخابات واحتلال حزب الله

فيديو مداخلة من محطة الحدث للمرشح عن المقعد الشيعي في بعلبك الهرمل يحيى شمس ضيف تتناول الانتخابات في بعلبك وفيديو السيد نصرالله

فيديو مداخلة من محطة الحدث للكاتب السياسي الدكتور حارث سلميان تتناول الفيديو التخويفي الذي بث للسيد نصرالله

المغرب: حزب الله اللبناني سلح جبهة البوليساريو بالصواريخ

هل تبدأ الحرب الإقليمية في 15 أيار؟.

عائلة نزار زكا: هل سيلتزم الرئيس الحريري بوعده إصدار بيان إدانة رسمي ضد إيران قبل 6 أيار؟

الجامعة العربية أكدت تضامنها مع المغرب في قرار قطع العلاقات مع ايران

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الخميس 3/5/2018

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الخميس في 3 أيار 2018

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

تقدير موقف رقم 195

الجيش الإسرائيلي اطلق الراعي اسماعيل صعب وتسلمته مخابرات الجيش

إشكال في الطريق الجديدة بين مناصري المستقبل وجمعية المشاريع تطور إلى إطلاق نار

وئام وهاب يدعو دمشق لسحب سفيرها من لبنان

هؤلاء سيشكّلون المعارضة بعد الإنتخابات

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

إسرائيل تطلب ضوءا أخضر من روسيا لتوسيع استهداف إيران

سفير ايران في لندن لوح باعادة النظر في الاتفاق النووي اذا انسحبت واشنطن منه

ماكرون الى موسكو في 24 الجاري لاقناع بوتين بتعديلاته "النووية" وازمة سوريا والصواريخ البالستية والعقوبات على روسيا في قمة الرئيسين

قاعدة عسكرية في سوريا في قلب معركة إيرانية إسرائيلية

لندن تطالب طهران بـ«توضيح عاجل» بعد توقيف إيراني يحمل الجنسية البريطانية

انتخابات محلية في بريطانيا بمثابة اختبار لتيريزا ماي

بدء محادثات تجارية أميركية صينية في أجواء من الحذر

تقرير: الصين تنشر صواريخ كروز في بحر الصين الجنوبي

مقتل طيارَين بتحطم مقاتلة روسية قبالة سواحل سوريا

الشرق الأوسط وروسيا: الهيدروكربونات والسياسة

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

باسيل يتوتَّر انتخابياً... والحريري «يُتكتك»/طوني عيسى/جريدة الجمهورية

الإنتخابات تفجّر البنية التنظيميّة والإجتماعية لـ«الجماعة الإسلامية»/ناصر شرارة/جريدة الجمهورية

تقْتَرعُ ... وتخْلَعُ ملابسَها/جوزف الهاشم/جريدة الجمهورية

ملامح مجلس النواب المقبل قبل "الصمت الإنتخابي"/الهام فريحة/الأنوار

نصرالله يُطيّر «النسبية» على جناح «الداعشية»/ إيلي القصيفي/المستقبل

زياد حواط... «فوبيجو» القوات/ليا القزي/الأخبار

هذا المقعد العزيز في جبيل/بيار عطاالله/المرصد

ما الغاياتُ من الحديث «الإستباقي» عن الحكومة العتيدة/جورج شاهين/جريدة الجمهورية

أمير طاهري/الشرق الأوسط/حماس» على خطى إيران عسكرياً

هدى الحسيني/الشرق الأوسط/الأيام الأخيرة من الاتفاق الأعرج

الأيام الأخيرة من الاتفاق الأعرج/سلمان الدوسري/الشرق الأوسط

الحكمة البرتغالية في المسألة الباليستية/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

بقاء الأسد ونظامه سيفجر سلسلة ثورات جديدة/صالح القلاب/الشرق الأوسط

هل يحل ابن مهاجر مسلم قضية الهجرة في بريطانيا/عثمان ميرغني/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

مجلس الوزراء أشاد بمرحلة الانتخابات الاولى في دول الانتشار جريصاتي: دوام كامل الأحد في الوزارة والنيابات العامة

مقابلة مع النائب سليمان فرنجيّة: عون طرف وليس رئيــساً للجمهورية في الإنتخابات 

الاحرار دعا الى الاقتراع لمرشحيه: الحزب ماض في نضاله من اجل دولة قادرة عادلة حرة سيدة ومستقلة

بيان صادر عن المجلس الوطني لثورة الأرز "[ الجبهة اللبنانية 

موغيريني في اليوم العالمي لحرية الصحافة: سنتخذ خطوات ملموسة لمنع الهجمات ضد الصحافيين والمدونين

السفير الروسي حاضر السياسة الخارجية الروسية :موسكو ترفض الاملاءات الاميركية

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية
فقَالَ لَهُ إِبْلِيس: «إنْ كُنْتَ ٱبنَ اللهِ فَقُلْ لِهذَا الحَجَرِ أَنْ يَصيرَ رَغيفًا». فأَجَابَهُ يَسُوع: «مَكتُوب: لَيْسَ بِالخُبْزِ وَحْدَهُ يَحْيَا الإِنْسَان

الزوادة الإيمانية لليوم/إنجيل القدّيس لوقا04/من01حتى13/عَادَ يَسُوعُ مِنَ الأُرْدُنِّ مُمْتَلِئًا مِنَ الرُّوحِ القُدُس، وكانُ الرُّوحُ يَقُودُهُ في البرِّيَّة، أَربَعِينَ يَومًا، وإِبلِيسُ يُجَرِّبُهُ. ولَمْ يأْكُلْ شَيئًا في تِلْكَ الأَيَّام. ولَمَّا تَمَّتْ جَاع. فقَالَ لَهُ إِبْلِيس: «إنْ كُنْتَ ٱبنَ اللهِ فَقُلْ لِهذَا الحَجَرِ أَنْ يَصيرَ رَغيفًا». فأَجَابَهُ يَسُوع: «مَكتُوب: لَيْسَ بِالخُبْزِ وَحْدَهُ يَحْيَا الإِنْسَان». وصَعِدَ بِهِ إِبليسُ إِلى جَبَلٍ عَالٍ، وأَرَاهُ جَمِيعَ مَمَالِكِ المَسْكُونَةِ في لَحْظَةٍ مِنَ الزَّمَن، وقالَ لهُ: «أُعْطِيكَ هذَا السُّلْطَانَ كُلَّهُ، ومَجْدَ هذِهِ المَمَالِك، لأَنَّهُ سُلِّمَ إِليَّ، وأَنَا أُعْطِيهِ لِمَنْ أَشَاء. فإِنْ سَجَدْتَ أَمَامِي يَكُونُ كُلُّه لَكَ». فأَجَابَ يَسُوعُ وقَالَ لَهُ: «مَكْتُوب: لِلرَّبِّ إِلهِكَ تَسْجُد، وإِيَّاهُ وَحْدَهُ تَعْبُد». وقَادَهُ إِبليسُ إِلى أُورَشَليم، وأَقَامَهُ على جَنَاحِ الهَيْكَل، وقَالَ لَهُ: «إِنْ كُنْتَ ٱبْنَ ٱللهِ فأَلْقِ بنَفْسِكَ مِنْ هُنَا إِلى الأَسْفَل، لأَنَّهُ مَكْتُوب: يُوصِي مَلائِكتَهُ بِكَ لِيَحْفَظُوك. ومكْتُوبٌ أَيضًا: على أَيْدِيهِم يَحْمِلُونَكَ، لِئَلاَّ تَصْدِمَ بحَجَرٍ رِجلَكَ». فأَجَابَ يَسُوعُ وقَالَ لَهُ: «إِنَّهُ قِيل: لا تُجَرِّبِ ٱلرَّبَّ إِلهَكَ ». ولَمَّا أَتَمَّ إِبليسُ كُلَّ تَجَارِبِهِ، ٱبتَعَدَ عَنْ يَسُوعَ إِلى حِين".

 تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

 

الياس بجاني: في اسفل رابط مقالتي المنشورة اليوم في جريدة السياسة الكويتية

الجهل الإستراتيجي والسيادي المخيف في الشارع المسيحي اللبناني/الياس بجاني/03 أيار/18/اضغط هنا أو على الربط في أسفل

http://al-seyassah.com/%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%87%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%AA%D8%B1%D8%A7%D8%AA%D9%8A%D8%AC%D9%8A-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%8A%D8%A7%D8%AF%D9%8A-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%A7%D8%B1%D8%B9-%D8%A7/

 

حروب ربع تسوية الصفقة الخطيئة الإعلامية هي ضحك ع الدقون واستخفاف بعقول الناس

الياس بجاني/03 أيار/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/64355/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%AD%D8%B1%D9%88%D8%A8-%D8%B1%D8%A8%D8%B9-%D8%AA%D8%B3%D9%88%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%81%D9%82%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%B7/

لا تصدقوا أي سياسي وأي صاحب شركة حزب من جماعة تسوية الصفقة الخطيئة، فهم معاً وبالتكافل والتضامن وعن سابق تصور وتصميم دافنين “الشيخ زنكو”، الذي هو السيادة والاستقلال والدستور والقرارات الدولية وحقوق وكرامة المواطن.

ليعلم القاصي والداني بأن همروجة التصعيد الإعلامي المذهبي والمناطقي ونبش القبور بين ربع تسوية الصفقة الخطيئة التي يشارك فيها نصرالله شخصياً، هي كلها خداع بخداع وتخدمهم جميعا في تجييش المواطنين البسطاء. الجميع لا يزال ملتزم بشروط وبنود ومنافع الصفقة.

ما نراه من فصول همروجة الحرب الإعلامية هو 100% نفاق وتضليل إعلامي يخدم  انتخابياً حزب الله والحريري وبري وباسيل وجعجع..

الهمروجة العدائية الإعلامية هي للأسف مسرحية هزلية لأن جميع الذين دخلوا صفقة التسوية الخطيئة وداكشوا الكراسي بالسيادة هم يعملون تحت مظلة واحدة وغب فرمانات مصدرها واحد..

كما أن غايتهم ومبتغاهم مصالحهم والنفوذ والحصص وليس الوطن أو المواطن..

يبقى أن الانتخابات برمتها هي كذبة كبيرة ولمصلحة المحتل الذي هو حزب الله…والحزب هذا هو من فرض قانون الانتخاب الهجين.

وللذين يتناتشون هوية بيروت وينسبونها لجهات متناقضة منها العربية والفارسية نؤكد لهم أن بيروت لبنانية وفقط لبنانية..

ونقطة على شي مليون سطر.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

لمعرفة قصة الشيخ زنكو اضغط هنا أو على الرابط في أسفل

https://pulpit.alwatanvoice.com/articles/2010/10/25/212598.html

 

الجهل الإستراتيجي والسيادي المخيف في الشارع المسيحي اللبناني

الياس بجاني/02 أيار/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/64327/64327/

من المحزن والمخيف في آن هي الحقيقة المأساوية وطنياً وسيادياً ومصيراً التي تتجسد في أن المواطن اللبناني وبنسبة جداً مرتفعة هو غائب عن كل ما هو شأن استراتيجي ..

اهتمام المواطن هذا يتركز فقط وبضيق أفق وجهل على أمور محلية ليست هي من الأولويات الوجودية..

إنه عملياً جهل استراتيجي مطبق يستغله بشكل خاص كل أصحاب شركات الأحزاب المسيحية الذمية اللذين داكشوا الكراسي بالسيادة ولو بنسب مختلفة بينهم..

وإلا كيف نفسر مرور هرطقة تسليم مفتاح كسروان لحزب الله دون عواقب انتخابية تطاول المتحالفين مع الحزب من المرشحين في دائرة كسروان جبيل؟

وأيضاً كيف يمكننا تفسير غياب القرارين الدوليين 1559 و1701 عن البرامج والشعارات الانتخابية؟

وبنفس السياق يأتي بفجور التعامي عن البند العاشر من ورقة التفاهم بين التيار العوني وحزب الله التي تقدس وتؤله سلاح حزب الله..

وهي نفس الورقة التي اعتبرت أن الاحتلال السوري كان تجربة شابتها بعض الأخطاء..

عملياً فإن بعض هؤلاء التجار من أصحاب الأحزاب المسيحية تحديداً ركعوا واستسلموا تحت رايات العجز والواقعية والاستقرار والملفات الحياتية،

وبعضهم الأخر وبذمية فاقعة وبدهاء مكشوف يدعي أن حل كارثة سلاح حزب الله تتم من خلال “قعدة عرب” وشرب القهوة مع حزب الله ودون التركيز على القرارات الدولية (1559 و1701) إلا لماماً وبما لا يزعج خاطر الحزب.

للأسف فإن كثر من شعبنا والمسيحي تحديداً أفقهم الإستراتيجي جداً ضيق كما أن تفكيرهم وطنياً لا يتخطى الشارع الذي يعيشون فيه…

وباختصار أكثر من مفيد فإن كارثة المجتمع المسيحي في لبنان تكمن في ذمية وإبليسيه أصحاب شركات احزابه، وفي سلبية شرائح من أهلنا ادمنت الهوبرة والتبعية والصنمية.

يبقى أن تراب لبنان هو مقدس ومجبول بالدم والعرق والتضحيات التي قدمها عن إيمان الأجداد والأبناء على ممر العصور والأزمنة ..

وبالتالي فإن كل من يدنسه من القادة والمواطنين ويتنازل عن قداسته سيكون حسابه مع قاضي السماء عسيراً وذلك يوم الحساب الأخير وحيث يكون البكاء وصرير الأسنان.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

فيديو مداخلة من محطة الحدث الكاتبة والأكاديمية الدكتورة منى فياض تتناول الآنتخابات ودور حزب الله القمعي والتخويفي/03 أيار/18/اضغط هنا أو على الرابط في أسفل لمشاهدة المداخلة

https://www.youtube.com/watch?v=Ql1HvuGwFFo

 

فيديو قصير من محطة الحدث تبين تدريب ميليشيات حزب الله لمقاتلي البوليساريو منذ 2016/03 أيار/18/اضغط هنا أو على الرابط في أسفل لمشاهدة المداخلة

https://www.youtube.com/watch?v=SzIVS5JKViw

 

فيديو مداخلة من محطة الحدث للوزير العدل اللبناني السابق اللواء أشرف ريفي تتناول الانتخابات واحتلال حزب الله/03 أيار/18/اضغط هنا أو على الرابط في أسفل لمشاهدة المداخلة

https://www.youtube.com/watch?v=DvLmlvVIB64

 

فيديو مداخلة من محطة الحدث للمرشح عن المقعد الشيعي في بعلبك الهرمل يحيى شمس ضيف تتناول الانتخابات في بعلبك وفيديو السيد نصرالله/03 أيار/18/اضغط هنا أو على الرابط في أسفل لمشاهدة المداخلة

https://www.youtube.com/watch?v=3beDi3Caj-4

 

فيديو مداخلة من محطة الحدث للكاتب السياسي الدكتور حارث سلميان تتناول الفيديو التخويفي الذي بث للسيد نصرالله/03 أيار/18/اضغط هنا أو على الرابط في أسفل لمشاهدة المداخلة

https://www.youtube.com/watch?v=4eKMppIDVLU

 

المغرب: حزب الله اللبناني سلح جبهة البوليساريو بالصواريخ

المصدر: الرباط - عادل الزبيري/العربية/03 أيار/18/أعلن المغرب أن عامين اثنين من "التعاون العسكري" جمعا ميليشيات #حزب_الله اللبناني مع جبهة البوليساريو الانفصالية. ففي ندوة صحافية في الرباط، أعلن مصطفى الخلفي، وزير العلاقات مع البرلمان والناطق الرسمي باسم الحكومة المغربية، أن الرباط "لم تتلق أي رد" من إيران على "الأدلة الدامغة" لتورط عسكري إيراني مع جبهة البوليساريو الانفصالية. كما أوضح الوزير المغربي أنه "لم يثبت" للرباط "أي تورط للبنان كدولة"، في تقديم أي دعم لجبهة البوليساريو الانفصالية. وفي التفاصيل التي كشفتها الحكومة اليوم الخميس، أن ميليشيات حزب الله اللبناني "دربت جبهة البوليساريو الانفصالية، منذ 2016"، مع "إرسال خبراء في المتفجرات" و"إرسال شحنة أسلحة"؛ تتضمن #صوارخ سام 9 وسام 11. كما أشرف "شخص يحمل جواز سفر دبلوماسيا إيرانيا"، بحسب ما كشفه الوزير الخلفي، على هندسة وتنظيم العلاقة بين ميليشيات حزب الله اللبناني مع جبهة البوليساريو الانفصالية، عبر "سفارة إيران في الجزائر". وبين الناطق الرسمي باسم الحكومة المغربية أن حزب الله اللبناني أقدم في 2016 على تأسيس "إطار عمل" لدعم جبهة #البوليساريو الانفصالية. واتجه "خبراء عسكريون" من ميليشيات حزب الله اللبناني، صوب مخيمات تندوف، في داخل التراب الجزائري، "للتدريب وللتأطير العسكري" مع جبهة البوليساريو الانفصالية. وفسر الوزير المغربي أن الرباط "أخذت الوقت الكافي" لدراسة الأدلة التي تبين تورطا عسكريا لميليشيات حزب الله اللبناني مع جبهة البوليساريو الانفصالية.

 

هل تبدأ الحرب الإقليمية في 15 أيار؟.

لبنان 24/03 أيار/18/ يتحدث مطلعون على الوضع الإقليمي في لبنان عن أن الردّ الإيراني على الغارات الإسرائيلية التي إستهدفت قوات للحرس الثوري في سوريا، أمر محسوم، لكن ما يؤخره أربعة أمور، هي:  الأول إنسحاب واشنطن من الإتفاق النووي، الثاني إنتهاء الإنتخابات النيابية لبنان، الثالث إنتهاء الإنتخابات النيابية في العراق، الرابع إفتتاح السفارة الأميركية في القدس قبل ثلاثة أيام من ذكرى النكبة في 15 أيار. تتحدث مصادر ميدانية مطلعة أن الرد الإيراني سيكون متناسباً مع الهجمات الإسرائيلية، ولن تطول كثيراً، إذ إن التحضيرات الجارية توحي بإمكانية حصول ضربة إيرانية خلال أسابيع قليلة جداً، لكن في المقابل فإن الطرف الإيراني لا يريد حرباً. وتضيف المصادر أن الخوف حالياً يتركز في أن تقوم إسرائيل بإستغلال تجنب إيران لأي رد قبل إنسحاب الولايات المتحدة من الإتفاق النووي، والإستمرار بتوجيه الضربات النوعية الأمر الذي قد يؤدي إلى إشتباك سريع إيراني – إسرائيلي.

وترى المصادر أن الردّ الإسرائيلي على الضربة الإيرانية المتوقعة هو الذي سيحدد ما إذا كانت الأمور ستتدرج إلى حرب إقليمية، إذ إن ردّاً عادياً يشبه الرد الإسرائيلي على إسقاط الطائرة يعني أن قواعد الإشتباك عادة إلى سابق عهدها، أما في حال حصل رد شامل فإن الإشتباك سيتدرج إلى حرب.

وتعتبر المصادر أن "حزب الله" لن يتدخل في المعركة لا في سوريا ولا في لبنان إلا إذا تعرضت مواقعه للإستهداف، وسيكون رده من حيث يتعرض للقصف، فإذا قصفت موقعه في سوريا فسيرد من سوريا. وترى المصادر أن توقع شعاع المعركة وحجمها والقوى التي ستدخل فيها ليس ممكناً قبل معرفة الهدف منها وتطورها الميداني في حال حصلت.

 

عائلة نزار زكا: هل سيلتزم الرئيس الحريري بوعده إصدار بيان إدانة رسمي ضد إيران قبل 6 أيار؟

الأربعاء 02 أيار 2018 /وطنية - أصدرت عائلة نزار زكا البيان الآتي: "تبقى 3 أيام لتنفيذ الوعد الذي أطلقه رئيس الحكومة سعد الحريري بإصدار بيان رسمي قبل موعد الإنتخابات في 6 أيار، يدين استمرار إيران إختطاف نزار في سجن إيفين، ويستدعي سفيرها في لبنان للاحتجاج على عملية خطف مواطن لبناني بريء كان في زيارة رسمية الى ايران بدعوة من حكومتها". وسألت: "هل سيلتزم الرئيس الحريري بوعده قبل 6 أيار، وهو الوعد - الإلتزام الذي أطلقه أمام آلاف من مناصريه وممثلي وسائل الإعلام، في حين يستمر نزار في معاناته اليومية في سجنه الذي يضيق عليه يوما بعد يوم، ويكون الرئيس الحريري بذلك قد خط أولى حروف عملية إطلاق نزار من معتقله وعودته الى أهله وناسه؟".

 

الجامعة العربية أكدت تضامنها مع المغرب في قرار قطع العلاقات مع ايران

الخميس 03 أيار 2018 /وطنية - أكدت الجامعة العربية، اليوم، "تضامنها" مع المغرب في قراره قطع العلاقات الديبلوماسية مع ايران الذي اعلن أمس. وعبر المتحدث باسم الامين العام الجامعة العربية احمد ابو الغيط، محمود عفيفي، في بيان عن "التضامن مع المملكة المغربية في قرارها قطع علاقاتها مع إيران لما تمارسه الأخيرة من تدخلات خطيرة ومرفوضة في الشؤون الداخلية للمملكة المغربية". واشار الى ان "القرار الصادر عن القمة العربية الأخيرة في نيسان في الظهران في شأن التدخلات الإيرانية عكس موقفا عربيا صلبا في رفض هذه التدخلات والعمل على التصدي لها".

 

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الخميس 3/5/2018

* مقدمة نشرةاخبار تلفزيون "لبنان"

قبل يومين من موعد المنازلة الكبرى في السادس من أيار وفيما بدا أنه استباق لفترة الصمت الانتخابي أفرغ قادة اللوائح الانتخابية ما تركته عملية تأليف اللوائح من غصات موجعة وهم لطالما تجنبوا الخوض فيها في بداية الحملة الانتخابية ظنا بالجمهور وصوته التفضيلي.

وفي المواقف التي سجلت اليوم رد رئيس الحكومة سعد الحريري على اتهام السيد نصرالله للمستقبل والقوات اللبنانية بمساعدة منظمات إرهابية فقال في بيان صدر قبل قليل إن هذا الإتهام هو مجرد افتراء وعار من الصحة لأننا نحن من أنقذ البلد وقدمنا الضحايا ووقفنا في وجه داعش قبل أي طرف آخر وأضاف بيان الرئيس الحريري إنه لا يحق لحزب الله أن يتهمنا بتمويل التطرف وإذا كان من يمول التطرف فهو حزب الله نفسَه.

الموقف الثاني لرئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط الذي شن هجوما عنيفا على ما أسماه السلطة الفعلية الحاكمة والسلطة النظرية الملحقة وقال إن هاتين السلطتين نسفتا الطائف عرفيا.

على المستوى الإجرائي اقترع اليوم حوالى 14 ألف موظف مكلفين بمهمات في يوم الانتخاب وتنصب الآن الجهود لإنجاز العملية الانتخابية الكبرى نهار الأحد.

وفي خضم الانشغالات الانتخابية عقد مجلس الوزراء آخر جلسة له قبل الانتخابات وللحكومة الحالية واشاد مجلس الوزراء بنجاح عملية تنخيب المغتربين واطلع على الاجراءات المتعلقة بالمرحلة الأخيرة.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "ان بي ان"

لأن الوطنية ليست شعارات ولا ارباحا ولا متاعا للمساومة والعرض والطلب، وقبيل بدء زمن الصمت الانتخابي ادلى رئيس مجلس النواب نبيه بري بصوت على شكل نداء الى اللبنانيين دعا فيه الى المشاركة الكثيفة في الاستحقاق الانتخابي المصيري والاقتراع من خلال استفتاء حقيقي للوائح الامل والوفاء دفاعا عن الثوابت في الوحدة والعيش المشترك وقيام دولة المؤسسات وتكافؤ الفرص ومحاربة الفساد وحفظ قوة لبنان المتمثلة بالجيش والشعب والمقاومة.

واليوم عاش لبنان بروفا الانتخابات بشقها المحلي من محطة اقتراع الموظفين الذين تم تكلفيهم كرؤساء اقلام وكتبة في السادس من ايار.

حتى الساعة مرت العملية بهدوء وبدون تسجيل اية خروقات باستثناء ملاحظات سجلها المقترعون ولا سيما ما يتصل بلوائح الشطب وتحديد اقلام الاقتراع.

عملية اقتراع الموظفين اليوم شكلت اختبارا لوزارة الداخلية لجهة وجود اي ثغرات او عقبات على المستوى اللوجستي يمكن تفاديها يوم الانتخاب الكبير، ومن جهة اخرى كان ايضا بمثابة المختبر تحلل فيه الماكينات الانتخابية وتبني عليه ان لناحية الاقبال على الاقتراع من جهة او استشراف مزاج الناخب من جهة اخرى.

واليوم ايضا عقد مجلس الوزراء جلسته الاخيرة قبل الانتخابات التي حضرت في افتتاحية الجلسة من باب تقييم التجربة الاغترابية بشكل عام حيث اثار وزراء حركة امل وحزب الله والقوات الخروق والشوائب التي اعترت هذه العملية. هذه الثغرات اعتبرها وزير المال علي حسن خليل اكبر من تقنية كما يصور البعض مؤكدا انها مسجلة وهناك اثباتات عليها من حيث عدم ورود اسماء مسجلة سابقا او تشتت اسماء الناخبين في مناطق متباعدة.

وزير الداخلية تولى الدفاع عن العملية محاولا ادراجها في الاطار التقني وابلغ ان الاربعمئة جواز سفر التي لم تصل لسفارات الخارج يتم البحث عن فتوى قانونية ليتمكنوا من الاقتراع الاحد.

ولاحقا صدر عن وزارة الخارجية تعميم الى رؤساء البعثات اللبنانية في الخارج للسماح للناخبين غير المقيمين على الاراضي اللبنانية ممن تسجلوا ولم يتمكنوا من الاقتراع بسبب علة منسوبة الى الادارة كعدم تسليم جوازات السفر بأن يقترعوا في لبنان الاحد، واشار التعميم الى انه سيتم ارسال لوائح الذين لم يستلموا جوازات سفرهم الى وزارة الداخلية كي تقوم بما يلزم لاضافة اسمائهم الى لوائح الشطب في لبنان، على ان يبلغ جميع المعنيين عن حفظ حقهم بالاقتراع في لبنان اذ سيمكنهم ممارسته ان ارادوا.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "او تي في"

"إكذب، إكذب، ثم إكذب... حتى يصدقك الناس". مقولة شهيرة لـ Joseph Goebbels ، مهندس الدعاية الألمانية لمصلحة النازية وأدولف هتلر.

مقولة، كم يطبقها البعض اليوم عشية الاستحقاق النيابي، وكم طبقوها أصلا على مدى سنوات، خصوصا في حق العماد ميشال عون ومدرسته، قبل الرئاسة وبعدها، منذ الثمانينيات إلى اليوم ...

إكذب إكذب، ثم إكذب، عن خيارات خاطئة. كان ذلك بين عامي 1988 و1990.

إكذب إكذب، ثم إكذب، عن استحالة التحرير، وزوال الوصاية. كان ذلك بين 1990 و2005.

إكذب إكذب، ثم إكذب، عن الشراكة غير الممكنة، والتوازن غير القابل للتصحيح. كان ذلك بين 2005 و2016.

إكذب إكذب، ثم إكذب، عن التبعية لسوريا، وعن الولاء لإيران، وعن فرض ولاية الفقيه والتشادور. كان ذلك بين 2006 وحتى الأمس القريب...

كم هائل من الكذب، قابله كم كبير من الدعاوى القضائية المرفوعة، التي انتهى جميعها إلى دحض الافتراء، ونصرة الحق، ولكنْ...

كل اللبنانيين كانوا ينصتون إلى الأكاذيب. أما متتبعو أخبار الدعاوى الرابحة، فقلة...

الحكاية عينها تكررت مع الوزير جبران باسيل.

أنت سارق وفاسد. أنت تملك طائرة خاصة. أما عقاراتك في البترون، فاستحوذْت عليها بوسائل غير مشروعة...

كم مرة كرروا هذه الأكاذيب، وكم منها غرز في عقول الناس؟

الجميع تابعوا مثلا، على شاشة زميلة، ثم عبر مواقع التواصل، تفاصيل حلقة تلفزيونية أعدها زميل مفترض. حلقة خصصت بالكامل لتشويه سمعة شخص.

اليوم، وبعد ثلاث سنوات، فصل القضاء في الملف، ولكن...

كم من الذين تابعوا تلك المسرحية، عرفوا أن حكما صدر عن محكمة المطبوعات، ودان جو معلوف بجرم القدح والذم والتحقير؟ كم منهم أدرك أن القرار القضائي أكد أن الحلقة تضمنت اخبارا كاذبة؟ ...

الجواب لا يجب أن يكون اليوم، بل موعده الأحد المقبل في البترون، كما في كل أقضية ودوائر لبنان.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "المنار"

فتحت اقلام الاقتراع لرؤسائها وكتبتها، فكتبوا اليوم اولى التجارب الانتخابية بالطريقة النسبية على الاراضي اللبنانية..

تجربة بقي تقويمها نسبيا، لكن افضل ما فيها انها تضيء على بعض الخلل والشوائب لكي يتم تداركها قبل الاحد الكبير، ولعل ابرزها اليوم ان صناديق الاقتراع امتلأت في بعض الاقلام قبل ان تلامس نسبة المنتخبين الستين بالمئة، ما استدعى الالتفات الى هذه الثغرة اللوجستية المربكة على بساطتها..

بروفا انتخابية أدخلت البلاد في مرحلة الجدية، مؤشراتها الايجابية نسبة الاقتراع العالية، والتي يؤمل ان تكون دليلا ايجابيا على طريق أداء اللبنانيين لواجبهم الوطني ..

واجب فليحول السادس من أيار الى استفتاء حقيقي ليثبت فيه اللبنانيون للعالم بأن الوطنية ليست شعارات ولا أرباحا أو مكاسب ولا متاعا للمساومة أو للعرض والطلب، كما قال الرئيس نبيه بري في رسالته للبنانيين داعيا اياهم الى ان يكونوا في هذا اليوم التاريخي من حياة لبنان، كما أرادهم الإمام الصدر: موج بحرلا يهدأ، عظماء في الديمقراطية كما في المقاومة..

وكما أداؤه لتأمين الامن للبنانيين، طمأن الجيش اللبناني انه حاضر لتمكين اللبنانيين من التعبير عن آرائهم في صناديق الاقتراع، في اجواء من الحرية والديمقراطية، كما اعلن قائد الجيش جوزيف عون، كاشفا عن جملة من الاجراءات لمواكبة هذا الحدث الوطني.

* نشرة اخبار تلفزيون "المستقبل"

في الطريق الى انجاز الاستحقاق الانتخابي الكبير قرابة خمسة عشر الف موظف مكلفين الالتحاق بأقلام الاقتراع الأحد كرؤساء أقلام وكتبة انتخبوا اليوم في 29 مركز اقتراع موزعين في مراكز المحافظات والاقضية.

وبموازاة التمهيد للمنازلة الكبرى وفي تغريدة له عبر التويتر اكد رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري الذي يواصل جولته في بيروت ان قضية البيارته في السادس من ايار هي الحفاظ على هوية بيروت .

الرئيس الحريري نفى الاتهامات التي وجهتها قيادات في حزب الله مدعية أن تيار المستقبل ساعد وأيد التنظيمات الإرهابية .وقال إن هذا الأمر مجرد افتراء وعار من الصحة. واكد ان تيار المستقبل هو تيار الاعتدال وهو الذي حافظ على البلد ولو كان هناك في السلطة غير تيار المستقبل وغير سعد الحريري لكان البلد ذهب إلى المهوار.

اضاف لا يحق لحزب الله ان يتهمنا بتمويل التطرف بل إذا كان هناك من يمول التطرف فهو حزب الله نفسه بما يقوم به من أفعال وتصرفات.

واكد الرئيس الحريري ان معركة الانتخابات هي تاريخية ومصيرية موضحا أن الاستهداف واضح وغايته تحجيم تيار المستقبل وسعد الحريري وحتى إلغاء الحريرية السياسية مشيرا الى أن هناك لائحتين في بيروت لائحة لتيار المستقبل ولائحة لحزب الله وحلفائه وكل اللوائح الباقية لن تخدم إلا حزب الله.

* نشرة اخبار تلفزيون "ال بي سي"

كأن ملفات الحاضر لم تعد تكفي لزجها في الصراعات الإنتخابية ، فبدأ استحضار الماضي ... العلامة الفارقة، ما أدلى به النائب وليد جنبلاط الذي أعطى لمعركة الشوف وعاليه عنوانا استراتيجيا ووضع ناخبي الجبل في موقع يصعب تجاوزه ...

جنبلاط عاد ستين عاما الى الوراء حين سقط ، أو أسقط كمال جنبلاط في انتخابات 1957 ، وذكر ببعض الممارسات قائلا : " عام 1957 ، أتى كمال جنبلاط الى نيحا في جولة من أجل الانتخابات المشؤومة ، وأمرت السلطة الفعلية حينها ، إرهابا ، بأن تغلق المنازل والنوافذ في وجهه .... جنبلاط انطلق من هذه الواقعة ليقول : " إما أن تنجح كل لائحة المصالحة وإما سقطت المختارة وطوقت، وعدنا إلى ايام 1957.

يأتي كلام جنبلاط بعد مواقف الوزير جبران باسيل في الشوف، التي سبق للنائب جنبلاط ان رأى فيها نبشا للقبور .. في أي حال ، نحو أربع وعشرين ساعة ويبدأ الصمت الإنتخابي الذي يمتد من منتصف ليل غد حتى إنتهاء العملية الإنتخابية مساء الأحد ، فكيف سيكون هذا الصمت في ظل السقوف العالية للتصعيد؟

وماذا عن مواقع التواصل الإجتماعي ولاسيما فايس بوك وتويتر لغير المرشحين ؟ وكيف ستجري عملية ضبطها ؟ إنها أول انتخابات نيابية، حيث التغريدات هي علامتها الفارقة، وحسابات الفايسبوك هي ميزتها ، فعن أي صمت يتكلمون ؟ الموضوع يستحق التتبع اعتبارا من منتصف الليلة المقبلة .

* نشرة اخبار تلفزيون "ام تي في"

يفرغ بعض الفئات اخر مناشطه الكلامية قبل ان يسكته القانون منتصف ليل الجمعة، وهي ثرثرات تعب الناس من الاستماع اليها ولم يتعب مسوقوها، علما بأن بعضها تجاوز حدود الخطاب الانتخابي ليلامس حدود التلاعب بأمن البلاد، من ناحية انتخابية اخرى وجد المتنافسون على مقاعد المجلس النيابي انفسهم ينقادون في سياق قانون جديد غير مكتوب هو قانون 1 person 1 vote وذلك بفعل الاعوجاجات التي تملأ القانون النسبي الكاذب، فلا شيء يمسك اللوائح الان الا البند الذي يلزم باللوائح المقفلة لكن هذا لم يمنع المتحالفين المتنافسين من خوض معارك دامية فيما بينهم لاستجلاب الاصوات التفضيلية.

تزامنا اقتراع اليوم حوالى 74% من اصل 14 الف موظف سيتولون الاحد ادارة العملية الانتخابية، وارسلت اصواتهم الى المركزي حيث اصوات المقترعين من لبنانيي الانتشار في انتظار فرزها واحتسابها مع غلة الاحد بعد انتهاء عمليات الاقتراع، وسط هذه الاجواء انعقد مجلس الوزراء ورغم انها الجلسة الاخيرة قبل الانتخابات ورغم ان ريح تصريف الاعمال بدأت تلفحه الا ان الاستنفار الانتخابي الذي جاء يضاف الى التوتر التقليدي بين مكوناته، جعل الجلسة متوترة اذ ظهر جليا حرص بعض الجهات الوزارية على منع فريق وزاري مقابل من امرار اي مشروع خشية توظيفه في استقطاب الناخبين.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "الجديد"

تستعجل القوى المعنية بالانتخابات كسر الصمت عبر استدراجه باكرا والتحايل على ساعاته الأخيرة من خلال تصريحات مؤللة مدججة تشكل " مونة" السبت والأحد. كل يستعين بربع الساعة الأخير حيث تشهد الجولات الانتخابية على " نزيف حاد" في المواقف وسيلان في الاتهام ولكأن الحرب قادمة في واقعة الأحد وقد تخطت التصريحات أسلوب الترميز لتذهب إلى الاسم المعني شخصيا واضْطرت معركة بيروت الثانية رئيس الحكومة سعد الحريري الى تسمية المرشح في دائرته فؤاد المخزومي على أنه كان مرشح الوصاية السورية ضد الشهيد رفيق الحريري عام ألفين وإذا كان الحريري قد استحضر العامل السوري لترويع البيروتيين فإن وزير الداخلية نهاد المشنوق تسلم فيلق الدفاع عن العاصمة في وجه الفرس وأعلن نهاد صلاح الدين المشنوق أن بيروت لن تكون العاصمة الرابعة بيد الإيرانيين كما فعلوا في دمشق وبغداد وصنعاء وقال سوف نتصدى لولاية الفقية السياسية لأنها خطر على لبنان كله وعلى بيروت تحديدا لكن العاصمة الأبية لم تحتملْ تظاهرة انتخابية حيث اندلعت حرب رشْق الحجارة التي تطورت إلى إطلاق نار في محلة الطريق الجديدة وبحسب بيان لتيار المستقبل فإنه لاعلاقة له بهذا الإشكال الذي جاء في سياق ردود فعل أبناء المنطقة على تصرفات بعض المحازبين والمحازبون هم من أنصار المشاريع الذين أقاموا احتفالا انتخابيا لمناسبة دخول مرشحهم الدكتور عدنان طرابلسي منطقة الطريق الجديدة ساحة أبو شاكر وقد تسبب الإشكال بوقوع جرحى وامتد لاحقا إلى محلة برج أبي حيدر حيث أعلن المستقبل تعرض مركزه الانتخابي لاعتداء . تعقب هذه الاضطرابات يوما إداريا هادئا انتخب فيه موظفو الدولة في مراكز اقتراع توزعت على جميع الدوائر وقد بلغ عدد المقترعين من الموظفين اربعة عشر الف منتخب لكن يوم الحشر كان لدى دوائر الامن العام التي شهدت تظاهرة كبيرة من طالبي جوازات السفر لزوم الانتخاب.

وجمعيهم إستفاقت لديه الروح الديمقراطية في اليوم الاخير قبل العطلة الرسمية فتوافدوا حجيجا الى الامن العام تلبية لنداء الواجب الذي كان منسيا.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الخميس في 3 أيار 2018

النهار

أظهرت عودة سوريين الاسبوع الماضي الى قراهم في موطنهم عدم ضرورة التواصل بين الحكومتين اللبنانية والسورية لضمان هذه العودة.

يقول سفير سابق في احدى عواصم القرار ان الغارات التي طاولت حماه وحلب أخيرا هي امتداد لقصف مطار تيفور ومنشآت اخرى لضرب الوجود الايراني في سوريا بقبة باط روسية.

تبين ان عددا من الناخبين الشيعة في دول خليجية وفي ولايات أميركية امتنعوا عن التصويت من تلقائهم خوفا من اتهامهم بالاقتراع لـ"حزب الله"

الجمهورية

يجري إعداد ملف لرئيس بلدية إشتهر بنقل البندقية من كتف الى كتف لتقديمه الى النيابة العامة المالية.

لاحظت أوساط سياسية أن مراجع غير مدنية ركّزت في بياناتها على عدم شراء الضمائر في الإنتخابات النيابية لأنهم شعروا بأن بعض المرشحين يصرف الأموال بطريقة عشوائية للوصول إلى المجلس النيابي.

يواصل "مرشح متلوّن" إرسال رسائل بأن زميلاً له في اللائحة هو الذي نسف التحالف مع شخصية سياسية بهدف التهرّب من المسؤولية.

اللواء

وضع مسؤولون في أجواء أساليب مبتكرة لتخفيض الحواصل الانتخابية عن طريق تأثير مالي سلبي على الناخبين.

يرتفع القلق لدى مرشحين من "قُطب مخفية" ترعب هؤلاء، وتعزّز عدم الثقة داخل الحزب الواحد نفسه..

نواب كانوا في لوائح كبرى، واستغني عن خدماتهم، يجندّون عائلياً، لدعم مرشحين يمتون إليهم بصلة بسبب مباشر أو غير مباشر..

الاخبار

علمت "الأخبار" أن وزارة الخارجية تدرس مع "مراكز لبنانية رفيعة" اتخاذ "تدابير جدية" قد تصل الى حدّ إعلان أحد المسؤولين الدوليين المقيمين في لبنان "شخصاً غير مرغوب فيه". وفي المعلومات أن وزير الخارجية جبران باسيل استدعى عدداً من هؤلاء المسؤولين وأبلغهم اعتراض لبنان الرسمي على بيان بروكسل الذي صدر الاسبوع الماضي عن الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، بعد انتهاء أعمال مؤتمر بروكسل 2 "لدعم مستقبل سوريا والمنطقة". وسمع المسؤولون الدوليون تأكيداً على الرفض القاطع لمبادئ "التوطين" و"الاندماج" و"الانخراط في سوق العمل" التي وردت في البيان في ما يتعلق بالنازحين السوريين، وكذلك لاستعمال مصطلحات غير مقبولة لبنانياً، كمفهوم "العودة الطوعية" و"العودة الموقتة" و"خيار البقاء" و"الإقامة الشرعية" وغيرها ممّا يشجع السوريين على البقاء في لبنان.

البناء

قالت مصادر فلسطينية متابعة لانعقاد المجلس الوطني بصيغته الأخيرة أنه كان مطلوباً بذاته في اتصالات عربية غربية جرى خلالها تمرير رسالة سعودية لقيادة السلطة الفلسطينية بأنّ تظهير عدم وجود صلة متينة بإيران يكفي لعدم تصاعد الموقف سلباً مع واشنطن، فكان الاتفاق على استبعاد قوى المقاومة من المجلس كرسالة تكرّس معادلة الابتعاد عن إيران من جهة، وتؤكد عدم نية الذهاب بعيداً في تطبيع العلاقات مع قوى المقاومة لإبقاء الباب مفتوحاً للمبادرات الأوروبية لإنعاش التفاوض.

لم تعد الماكينات الانتخابية المعنية ضامنة لفوز مرشح أساسي في إحدى الدوائر الحساسة، وذلك بعد اتفاق حزبين كانا سابقاً حليفين للمرشح المُشار إليه لكنهما افترقا عنه في هذه الدورة وشكلا لائحتهما مع بعض المستقلين، نظراً لضرورات التحالفات التي فرضها القانون الانتخابي الجديد. ورجّحت مصادر مطلعة أن يؤدّي ذلك إلى خسارة المرشح لمصلحة واحد من مرشحي لائحة الحزبين…

المستقبل

يقال إن سفير النظام السوري علي عبدالكريم علي يعقد اجتماعات يومية لمواكبة تطورات الاستحقاق الانتخابي في أكثر من دائرة لتأمين أعلى مستوى من التنسيق بين المعنيين في اللوائح المدعومة من النظام ورفع حظوظ مرشحيها الأحد.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

تقدير موقف رقم 195

03 أيار/18

في السياسة

* مهرجان إنتخابي للقوات اللبنانية في الأشرفية بحضور قائد القوات - فراغ في الكراسي!

* مهرجان إنتخابي للتيار الوطني الحر في جبيل بحضور رئيس التيار - فراغ في الكراسي!

* السيد حسن نصرالله يشارك شخصياً في استنهاض "القواعد" التي يبدو "بدّا دفشي"!

* الرئيس سعد الحريري يصول ويجول بالـSelfie والناس تطالب بالـDollar!

* ما بال اللبنانيين؟!

* ما حال الأحزاب؟!

* ما سبب تدنّي نسبة المقترعين في الخارج؟!

* لماذا هذه البرودة تجاه الانتخابات رغم غابة الإعلانات والصور والبرامج المتلفزة و و...

* السبب واضح - اللبنانيون لا يريدون التصويت لطبقة سياسية "لا تقدّم ولا تؤخّر"!

* هم يعلمون جيداً أن النفوذ لـ"حزب الله" وأن الدولة أصبحت ملحقة به!

تقديرنا

* إنتخابات 6 أيار "صندوق فِرجه"!

* #سنلتقي..

 

الجيش الإسرائيلي اطلق الراعي اسماعيل صعب وتسلمته مخابرات الجيش

الخميس 03 أيار 2018 /المنسقية- ذكرت الوكالة الوطنية للأنباء  ان الجيش الإسرائيلي اطلق، بعد ظهر اليوم، الراعي اسماعيل صعب، بالتنسيق مع قوات "اليونفيل" في محور بركة النقار غرب شبعا، وتسلمته مخابرات الجيش.

 

إشكال في الطريق الجديدة بين مناصري المستقبل وجمعية المشاريع تطور إلى إطلاق نار

الخميس 03 أيار 2018/وطنية - أفاد مندوب "الوكالة الوطنية للاعلام" عادل حاموش أن إشكالا وقع في شارع حمد بالطريق الجديدة بين مناصرين ل"تيار المستقبل" و"جمعية المشاريع الخيرية الاسلامية"، تطور إلى إطلاق نار. وفي التفاصيل أن مسيرة سيارة تابعة للجمعية كانت تجوب شارع حمد، ولدى وصولها إلى أحد المكاتب التابعة ل"تيار المستقبل"، حصل الاشكال وتطور إلى اطلاق نار. وحضرت على الفور دورية من الجيش وعملت على فض الاشكال.

 

وئام وهاب يدعو دمشق لسحب سفيرها من لبنان

03 أيار/18/وكالات/وجه الوزير اللبناني السابق وئام وهاب، رسالة حذر فيها من “الخيانة”، في الانتخابات النيابية المقررة الأحد المقبل.  وأشار، خلال برنامج “الدايرة 16 مع جورج صليبي على قناة الجديد، إلى أن “السفير السوري في لبنان تدخّل لأجل علي الحاج وطلال ارسلان ليتم تركيب اللائحة “، وأضاف: “أعتب على المدّعي المالي العام علي إبراهيم الذي يعمل لصالح نعمة طعمة!”. ودعا وهاب دمشق إلى “سحب السفير السوري في لبنان علي عبد الكريم علي الذي يعمل على التحالفات في لبنان”، حسب تعبيره.

 

هؤلاء سيشكّلون المعارضة بعد الإنتخابات

الشرق الاوسط - 3 ايار 2018رغم إجماع كل القوى السياسية اللبنانية على أنه من المبكر الحديث عن الاصطفافات السياسية المقبلة قبل صدور نتائج الانتخابات النيابية، وتبلور مشهد المرحلة المقبلة ككل، إلا أنه يبدو واضحاً أن التحالفات الانتخابية التي وُصف قسم كبير منها بـ«الهجين»، سيكون لها أثرها في تشكل التحالفات السياسية ما بعد الانتخابات، وإن كانت بعض القوى التي لم يسعفها القانون النسبي لخوض المعركة على لوائح واحدة، لن تتردد في التكتل تحت سقف البرلمان سعياً وراء دور أكبر لها. فبعد أن كانت جبهة المعارضة تقتصر على حزب «الكتائب» في التركيبة السياسية الحالية، يُتوقع أن تتوسع بعد الاستحقاق النيابي لتشمل الوزير السابق اللواء أشرف ريفي الذي يتطلع لترؤس كتلة «لبنان السيادي»، كما النواب المحسوبين على «المجتمع المدني» الذين قد يفوزون بالانتخابات. وقد حسمت الأطراف الـ3 قرارها بعدم وضع يدها بيد قوى السلطة الحالية. ويؤكد النائب عن حزب «الكتائب اللبنانية» إيلي ماروني، أن حزبه «سيبقى بعد الانتخابات في صفوف المعارضة، وأن يده ممدودة لكل من يريد الانضمام إلى هذه الجبهة التي ستضم لا شك قيادات سياسية وحزبية تشاركنا ثوابتنا ومبادئنا»، لافتاً في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «المجتمع المدني كما اللواء ريفي يتلاقيان معنا على النهج التغييري، كما أن حزب (القوات) قد يكون في صفوف المعارضة، لكن لا يمكن حسم الموضوع في المرحلة الحالية، باعتبار أن كل شيء مرتبط بنتائج الانتخابات النيابية، وبتقييم كل طرف لتجربته السابقة». ويضيف: «نحن سنستكمل النهج الإصلاحي الذي اتبعناه والذي يعارض الفساد والرشوة وتدمير البلد، باعتبار أن ما قمنا به لم يكن في سبيل تحصيل أصوات انتخابية إنما خدمة للمواطن». وكما صرح ماروني، الذي يبدو حاسماً بموضوع استكمال «الكتائب» مسار المعارضة، تجزم المرشحة على لائحة «كلنا وطني» المحسوبة على المجتمع المدني، عن مقعد الأرثوذكس في «بيروت الأولى»، الإعلامية بولا يعقوبيان، بأن النواب الذين يخوضون الانتخابات تحت مظلة «المجتمع المدني» ويفوزون، سيكونون في صفوف المعارضة، مشددة في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، على أن «لا إمكانية على الإطلاق للقبول بمشاركة القوى الحالية بحصة في السلطة والجلوس معها على طاولة واحدة». وتضيف: «نحن نخوض الانتخابات بعنوان رئيسي هو مواجهة هذه السلطة لاقتناعنا بأن لا بصيص أمل لأن تنجح العملية الإصلاحية إذا ما وضعنا يدنا بيدها لاستكمال مشروعها وسياساتها القائمة». وتصف يعقوبيان محاولة البعض ممارسة المعارضة من خلال وجوده داخل السلطة بـ«الهرطقة»، معتبرة أنه «من غير المنطقي أن يكون لأحد الأحزاب وزير في الحكومة، وهو بالوقت عينه يعتبر نفسه معارضة... فلا يمكن لبس القبعتين معاً في آن واحد».  وتترك القوى التي تخوض المعركة الانتخابية بشعار «مواجهة السلطة الحالية» خيار تكتلها في جبهة واحدة لما بعد الانتخابات، وإن كانت تؤكد أن الباب مفتوح على احتمال مماثل.

وفي الإطار نفسه، تؤكد مصادر قريبة من اللواء ريفي، أنه يخطط لإنشاء كتلة «لبنان السيادي» من الفائزين الذين يخوضون الانتخابات على لوائح يدعمها، سواء في طرابلس - المنية - الضنية، أو في عكار كما في «بيروت الثانية»، مؤكدة في تصريح لـ«الشرق الأوسط» اقتناعها أن هذه اللوائح ستحقق نتائج كبيرة. وتضيف: «ليس المطلوب أن يكون لدينا كتلة من 128 نائباً لنمارس العمل السياسي بفعالية، فهو بالنهاية عمل تراكمي». ولا تتردد المصادر في التأكيد على أن هناك تنسيقاً مع حزب «الكتائب»، مشيرة إلى أن هذا التنسيق «سيطال كل القوى التي نجد معها قواسم مشتركة إن كان في سبيل مواجهة سلاح حزب الله أو الفساد المشتري ما يجعل الدولة ضعيفة. ونحن على اقتناع بأن هذين العنوانين مترابطان من منطلق ألا إمكانية لبناء دولة قوية وقادرة في حال بقي وضع حزب الله وسلاحه على ما هو عليه».

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

إسرائيل تطلب ضوءا أخضر من روسيا لتوسيع استهداف إيران

العرب/04 أيار/18

وزير الدفاع الإسرائيلي يطلب من موسكو "ردّ الجميل" بانتهاج سياسة أكثر دعما لمصالح إسرائيل.

لا شيء مجانا

موسكو - قالت مصادر سياسية روسية مطلعة إن موسكو تلقت في الأيام الأخيرة رسائل من تل أبيب في مسعى لتبريد التوتر في العلاقات الروسية، بعد إدانة موسكو للغارات التي قامت بها إسرائيل ضد قاعدة تيفور في سوريا.

وأضافت المصادر أن موسكو وتل أبيب تبحثان عن نقطة توازن جديدة لتحديث التفاهمات السابقة حول مجال العمليات العسكرية الإسرائيلية في الميدان السوري.

ورأى محللون إسرائيليون أن إدانة موسكو للهجوم الإسرائيلي الذي قتل فيه سبعة إيرانيين أثار تكهنات في إسرائيل بأن صبر روسيا ربما بدأ ينفد، في الوقت الذي هاجمت فيه القوى الغربية سوريا بسبب ما تردد عن استخدامها لأسلحة كيمياوية في الهجوم على مدينة دوما في الغوطة الشرقية الشهر الماضي.

ونقلت مصادر إسرائيلية عن دوائر قريبة من وزارة الدفاع الإسرائيلية قلق تل أبيب من مراجعة محتملة قد تقوم موسكو بها لتفاهماتها العسكرية السابقة مع إسرائيل، والتي وضعت خلال اللقاءات المتعددة التي جمعت رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

ونبه وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان روسيا، الخميس، إلى قرار حكومته بعدم المشاركة في تطبيق العقوبات الغربية على موسكو، وطلب من موسكو “ردّ الجميل” بانتهاج سياسة أكثر دعما لمصالح إسرائيل في ما يتعلق بسوريا وإيران.

أفيغدور ليبرمان: نأخذ مصالح روسيا في الاعتبار ونرجو أن تأخذ مصالحنا في اعتبارها

أفيغدور ليبرمان: نأخذ مصالح روسيا في الاعتبار ونرجو أن تأخذ مصالحنا في اعتبارها

وجاء النداء الذي وجهه ليبرمان في أعقاب خطوة نادرة اتخذتها موسكو بتوجيه أصابع الاتهام إلى إسرائيل في ضربة جوية في سوريا في 9 أبريل الماضي، وفي وقت يدرس فيه الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلغاء الاتفاق النووي الإيراني المبرم عام 2015 في موعد أقصاه 12 مايو، وهو أمر تعارضه موسكو.

ورأى مراقبون أن تصاعد التوتر بين واشنطن وإسرائيل من جهة وإيران من جهة أخرى يرفع مستوى الضغوط على موسكو التي تعتبر نفسها حليفة لإيران في الشأن السوري، وأن عليها أن تحدد موقفا من تتالي القصف الإسرائيلي على مواقع سورية مختلفة.

ومنذ التدخل الروسي في الحرب الأهلية السورية لصالح الرئيس بشار الأسد عام 2015، غضت روسيا الطرف عن هجمات إسرائيلية على عمليات نقل للسلاح دارت حولها الشبهات ونشر قوات من إيران وحزب الله.

وقال ليبرمان في مقابلة مع صحيفة كوميرسانت الروسية “نحن نقدر هذه العلاقات مع روسيا”، مضيفا أنه “حتى عندما ضغط علينا شركاؤنا المقربون مثلما حدث في قضية العقوبات على روسيا فلم ننضم إليهم”، مشيرا بذلك إلى القوى الغربية التي اصطدمت بموسكو بسبب أزمة القرم وتسميم جاسوس روسي سابق في بريطانيا. وتابع “دول كثيرة طردت في الآونة الأخيرة دبلوماسيين روسا. ولم تشارك إسرائيل في هذا التحرك”. وتفصح تصريحات ليبرمان عن قلق إسرائيلي حيال موقف موسكو من رفض إسرائيل لأي نفوذ عسكري لإيران وميليشياتها داخل سوريا، ومن توجس إسرائيل من استمرار إيران في التخطيط لإنتاج قنبلة نووية وفق ما أعلنه نتنياهو في مؤتمر صحافي قبل أيام. وقال ليبرمان “نحن نأخذ مصالح روسيا في الاعتبار ونرجو أن تأخذ روسيا مصالحنا في اعتبارها هنا في الشرق الأوسط. ونتوقع تفهما من روسيا ودعما عندما يتعلق الأمر بمصالحنا الحيوية”.

ويقول محللون روس إن تل أبيب تسعى لبعث رسائل باتجاه موسكو تؤكد من خلالها عدم اعتراضها على الأجندة الروسية في سوريا، خصوصا قبل قمة مرتقبة بين بوتين وترامب لم يحدد موعدها بعد، وأن الطرف الإسرائيلي يود التأكيد على أنه لن يكون طرفا في السجال بين موسكو وواشنطن.

وقال ليبرمان للصحيفة الروسية “ليست لدينا نية للتدخل في شؤون سوريا الداخلية. وما لن نتهاون فيه هو تحويل إيران لسوريا إلى طليعة ضد إسرائيل”.

 

سفير ايران في لندن لوح باعادة النظر في الاتفاق النووي اذا انسحبت واشنطن منه

الخميس 03 أيار 2018 /وطنية - أعلن السفير الايراني الى بريطانيا حميد بعيدي نجاد، في مقابلة تم بثها امس ان "بلاده ستدرس الغاء الاتفاق النووي في حال انسحاب الولايات المتحدة منه". وصرح ان "ايران ستكون مستعدة للعودة الى الوضع السابق، في حال انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق الموقع في تموز 2015 كما يلوح بذلك الرئيس دونالد ترامب". وقال بعيدي نجاد في مقابلة مع كريستيان امانبور في شبكة "سي ان ان" :"انه لن يعود هناك اتفاق بعد انسحاب الولايات المتحدة، لان قسما كبيرا من الاتفاق تم الاخلال به وانتهاكه بشكل واضح". وتابع :"ان طهران تدرس سيناريوهات عدة لمواجهة مثل هذا القرار الاميركي بما فيها استئناف نشاطاتها النووية، ربما يتعلق الامر بتخصيب اليورانيوم أو اعادة تحديد تعاملنا مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية كما يتم درس نشاطات أخرى، مشددا على انه أمر واقعي جدا، ونافيا ان تكون ايران تريد العمل على انتاج اي سلاح نووي".

 

ماكرون الى موسكو في 24 الجاري لاقناع بوتين بتعديلاته "النووية" وازمة سوريا والصواريخ البالستية والعقوبات على روسيا في قمة الرئيسين

المركزية/03 أيار/18/ في الاسبوع الاخير من الشهر الجاري، وتحديدا في 24 منه، يطير الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الى روسيا التي يمكث فيها يومين يتوّجهما بقمة فرنسية- روسية تعقد في سان بطرسبورغ تجمعه الى الرئيس فلاديمير بوتين محورها الاساس وفق معلومات "المركزية"، الاتفاق النووي مع ايران ومرحلة ما بعد العام 2025 موعد انتهاء مدة العمل به،  وذلك من اجل عقد آخر استنادا الى الاقتراح الفرنسي في هذا الشأن. والى النووي ستحضر على الطاولة ايضا الصواريخ البالستية والملف السوري من زاوية وجوب الوصول الى تسوية سلمية وفق مقررات مؤتمر جنيف واحد وضرورة وقف التصعيد العسكري ميدانيا، اضافة الى العلاقات الثنائية بين البلدين والعقوبات الاوروبية المفروضة على روسيا. وتكتسب زيارة ماكرون لموسكو اهميتها من زاوية الحركة الفرنسية الناشطة دوليا التي قادته اخيرا الى واشنطن متأبطا افكارا جديدة اجترحها لـ"نووي جديد" عرضها على الرئيس دونالد ترامب الذي يقول كلمته بالانسحاب او عدمه من الاتفاق بعد تسعة ايام، علما ان مصادر البيت الأبيض اشارت ليلا الى ان ترامب قرر الإنسحاب تقريبا من الإتفاق النووي مع إيران. وتوضح مصادر دبلوماسية لـ"المركزية" ان تعديلات ماكرون "النووية" التي فرضتها الخلافات حول اتفاق فيينا

بين ايران ودول الخمس زائدا واحدا هدفها أبعد من الآني، اذ تذهب الى ما بعد الـ2025 موعد انتهاء مفعول الاتفاق الحالي الذي تتحرر بعده ايران من كل التزام. وابرز هذه التعديلات:

 -إبقاء حظر تخصيب اليورانيوم، الذي يشكل المرحلة الأولى لإنتاج قنبلة ذرية، كما كان وارداً في نص 2015.

 - التأكد من عدم وجود نشاط نووي إيراني على الأمد الطويل، أي بعد 2025 السنة المحدّدة لبدء انتهاء بعض بنود الاتفاق الحالي، التي تنص على عدد من القيود التقنية على النشاطات الإيرانية.

- إنهاء النشاطات البالستية لإيران في المنطقة، ما يعني عمليا برنامج طهران للصواريخ المتوسطة والقصيرة الأمد، التي تطورها منذ سنوات.

- خلق ظروف لحل سياسي يحتوي إيران في المنطقة، في اليمن وسوريا والعراق ولبنان. في اشارة الى الملف السوري ووجوب استئناف المفاوضات لبلوغ الحل السياسي المنشود.

على اساس هذه النقاط يتنقل ماكرون بين العواصم الكبرى، تضيف المصادر، لتسويق مشروعه الجديد على رغم معارضة واسعة يلقاها من إيران التي أعلنت رفضها لأي تعديل للاتفاق الحالي، اذ قال مستشار المرشد الأعلى للثورة الإسلامية، علي أكبر ولايتي إن " أي تغيير أو تعديل على الاتفاق الراهن لن تقبله إيران. فإذا خرج ترامب من الاتفاق فإن إيران قطعاً ستنسحب منه...ولن تقبل اتفاقاً نووياً لا يجلب لنا منافع"، وروسيا التي

أعلنت بدورها رفض إدخال تعديلات على الاتفاق. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية ماريا زاخاروفا، إن بلادها "لا ترى أي مجال لإدخال تعديلات" على هذا الاتفاق. ويجهد ماكرون بعد اطلاع حلفائه في اوروبا على مشروعه الجديد في اتجاه اقناع بوتين بالسير به، علّه يشكل المخرج لأزمة حتمية سيواجهها العالم اذا بقيت الامور على حالها، اذ "لا يعقل أن يتم تمزيق اتفاق لنذهب إلى لا شيء. يجب بناء اتفاق أوسع حول إيران، من أجل استقرار المنطقة." كما اكد الرئيس الفرنسي.

 

قاعدة عسكرية في سوريا في قلب معركة إيرانية إسرائيلية

نون بوست03 أيار/18/تقع أكبر قاعدة جوية سورية في منطقة معزولة بين كثبان الرمال القاحلة وسط البلاد، وتمتد على مساحة تقدر بحوالي خمسة أميال. ويحيط بهذه القلعة مترامية الأطراف مشهد رملي يمتد على مئات الأميال. وتتكون القاعدة من العديد من الملاجئ المحصنة المخصصة لإيواء الطائرات، على غرار المقاتلات الروسية ومقاتلات "سوخوي" التي تعرف بسرعتها التي تفوق سرعة الصوت. على مدى سبع سنوات من الصراع السوري، طغى اللون الأسود على مدرج هذه القاعدة بسبب جحافل الطائرات النفاثة التي تحط بإطاراتها المطاطية عليه عند عودتها من طلعاتها الجوية، في إطار الحرب المدمرة بين قوات بشار الأسد والثوار الذين فشلوا في الإطاحة به. في الواقع، ساهم الموقع النائي لقاعدة "تي 4"، وتحصيناته التي تعود للحقبة السوفيتية، في جعلها بعيدة عن الخراب الذي لحق بسوريا. على الرغم من ذلك، تحمل واجهة القاعدة العسكرية آثار دمار تعود لسنة 2016، عندما قام تنظيم الدولة بشن هجوم مدفعي على منشآت القاعدة ليتسبب في تدمير أربع مروحيات قتالية. أفادت وكالة "تسنيم" الإيرانية للأنباء أن سبعة مسؤولين إيرانيين لقوا حتفهم جراء هذا الهجوم، ونشرت كذلك صورا لما يبدو أنها أبواب المستودع الحديدية البيضاء التي مزقتها الشظايا

في الوقت الحالي، تعتبر القاعدة محور حرب محتملة، تتخذ نسقا تصاعديا وتسير نحو منعطف كارثي. وتجدر الإشارة إلى أن هذه الحرب لم تعد بين النظام السوري وخصومه المحليين فحسب، بل اتخذت منحا مختلفا لتصبح بين إيران و"إسرائيل"، العدوين اللدودين في المنطقة. وتعتبر قاعدة "تي 4" المكان الذي مكن إيران من أن يصبح لها موطئ قدم ذا صبغة عسكرية داخل الأراضي التابعة لحليفتها العربية، سوريا. وحسب ما أفاد به مسؤولون إسرائيليون، تقلع الطائرات من دون طيار، التي تحوم فوق سوريا، من هذه القاعدة.

تظهر صور القمر الصناعي التي تم التقاطها خلال شهر نيسان/أبريل الفارط، والتي تحصلت عليها صحيفة "الغارديان"، ما يُعتقد أنها آثار قصف إسرائيلي على القوات الإيرانية المتمركزة في قاعدة "تي 4". ويمكن اعتبار هذه الصور دليلا على حدوث مواجهة مباشرة بين البلدين. وبعد مرور 48 ساعة على الهجمة التي قالت سوريا وروسيا إنها نُفّذت بواسطة طائرات "إف 15"، أظهرت الصور الملتقطة واجهة محطمة لمستودع حديدي للطائرات. وقد أفادت وكالة "تسنيم" الإيرانية للأنباء أن سبعة مسؤولين إيرانيين لقوا حتفهم جراء هذا الهجوم، ونشرت كذلك صورا لما يبدو أنها أبواب المستودع الحديدية البيضاء التي مزقتها الشظايا. في السابق، نشرت "إسرائيل" صورة جوية لطائرة من دون طيار أثناء مغادرتها لقاعدة "تي 4" من المستودع الشرقي ذاته، مما يشير إلى أنه كان يستعمل لخدمة أهداف عمليات الطائرات من دون طيار الإيرانية. وحيال هذا الشأن، تحدث رئيس الاستخبارات العسكرية السابق، عاموس يدلين، إلى صحيفة الغارديان، قائلا إن :"فرص التصعيد ونشوب صراع عسكري شامل في سوريا أصبحت أعلى من أي وقت مضى، ولا شك في أن إيران تخطط بشأن حاجتها للرد. أما نحن، فسيكون علينا الانتظار".

من جهته، لطالما سعى رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إلى التشكيك في نوايا إيران التي دأب على وصفها "بالنظام الإرهابي". وفي تصريح قام به يوم الاثنين الفارط، ادعى نتنياهو أن المخابرات الإسرائيلية كشفت أكاذيب إيران حول برنامجها للأسلحة النووية، فضلا عن معرفتها بكيفية قيام طهران بذلك بعد الاتفاق النووي في سنة 2015. وقد جاء ذلك قبل أقل من أسبوعين من قرار دونالد ترامب حول مواصلة التزام واشنطن بالاتفاق النووي الإيراني الذي أبرم سنة 2015 من عدمه، ومواصلة رفع العقوبات على إيران. ولم يقدم نتنياهو أي دليل على أن إيران انتهكت الاتفاق منذ دخوله حيز التنفيذ.

منذ اندلاع الثورة السورية سنة 2011، نفذت إسرائيل ما لا يقل عن 100 هجوم عبر حدودها مع سوريا. والجدير بالذكر أن أغلب هذه الهجمات استهدفت وكلاء إيران في المنطقة، بما في ذلك شحنات الأسلحة الموجهة إلى حزب الله، الجماعة اللبنانية المسلحة، التي لطالما مثلت الأداة التي تستخدمها إيران لضرب "إسرائيل". عموما، تُجمع الأوساط الإستخباراتية الإسرائيلية على أن الحرس الثوري الإيراني مكلف بشنّ هجوم انتقامي، كما سبق لإيران وحلفاؤها التحذير بصفة علنية من مغبّة التصعيد. من جانبه، قال قائد حزب الله إن الضربة الجوية على قاعدة "تي 4" كانت "خطأ تاريخيا" وضع إيران في حالة "مواجهة مباشرة" مع "إسرائيل". كما صرح حسن نصر الله أن "ما حصل هو أمر لم يسبق لنا رؤيته خلال سبع سنوات، وهو مهاجمة "إسرائيل" للحرس الثوري الإيراني بصفة مباشرة".

علاوة على ذلك، نقلت وكالة فارس للأنباء عن ممثل المرشد الأعلى للثورة الإسلامية آية الله علي خامنئي، علي شيرازي، توعّده بالانتقام، حيث حذر من أن " "إسرائيل" وفي حال أرادت أن يستمر حضورها في المنطقة، فعليها تجنب إتخاذ التدابير الغبية، إذ أن إيران قادرة على تدمير "إسرائيل" ".

نفى وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، استخدام إيران لأي طائرات من دون طيار داخل البلاد، مضيفا أن قاعدة "تي 4" ليست قاعدة إيرانية

من جهتها، ترى "إسرائيل" أن الدعم العسكري الإيراني لسوريا خلال الحرب ازداد توسّعا ليشمل شحن كميات كبيرة من الأسلحة، التي كانت توزع في بعض الأحيان على أنها مساعدات إنسانية، فضلا عن إرسال الجنود المقاتلين. ومنذ بداية سنة 2015، تم استخدام طائرات الشحن العسكرية، التي تم تصنيفها على أنها طائرات مدنية، لتقل المسؤولين العسكريين بشكل منتظم من مطار مهرآباد الدولي في طهران. بالإضافة إلى ذلك، تم جلب أنظمة أسلحة متقدمة، على غرار الطائرات من دون طيار. في هذا الإطار، تمركز الأشخاص المسؤولون عن تسيير الطائرات من دون طيار في مطار دمشق الدولي، لكنهم انتقلوا على نحو تدريجي إلى عدة قواعد في جميع أنحاء البلاد. ويعتقد أن هذه القوات تعمل على نحو بارز خارج دمشق وحلب ومطار صيقل بالقرب من العاصمة، فضلا عن قاعدة دير الزور الشرقية وقاعدة "تي 4".

في شأن ذي صلة، أفاد الباحث في مؤسسة "المجلس الأطلسي" البحثية، علي الفونة، الذي يتابع نشاط إيران وحضورها في سوريا، أنه "في البداية، كان هدف طهران يقتصر على إبقاء الأسد في السلطة وتأمين الممر البري من طهران إلى لبنان. ومع تحقيق هذه الأهداف، تدرس الجمهورية الإسلامية كيفية الحفاظ على صراع منخفض الحدة مع "إسرائيل"، وذلك بهدف إبقاء "إسرائيل" منشغلة، فضلا عن الرفع في تكلفة الغارات الإسرائيلية المحتملة ضد إيران في المستقبل".

من جهته، نفى وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، استخدام إيران لأي طائرات من دون طيار داخل البلاد، مضيفا أن قاعدة "تي 4" ليست قاعدة إيرانية. مع ذلك، أفاد مصدر عسكري إسرائيلي أن بعض الطائرات من دون طيار لا تزال موجودة داخل القاعدة. وأفاد المصدر ذاته، دون تحديد إحصائيات دقيقة، قائلا: "نحن على دراية، بشكل قاطع، أن هناك طائرات إيرانية من دون طيار في قاعدة "تي 4". في الحقيقة، كان هجوم نيسان/أبريل الفارط ثاني الهجمات التي تشنها "إسرائيل" على قاعدة "تي 4". فخلال شهر شباط/ فبراير الماضي، أسقطت "إسرائيل" طائرة من دون طيار تابعة لإيران تسللت عبر الحدود. وقد أعلنت المصادر الإعلامية الإسرائيلية في وقت لاحق أن هذه الطائرة كانت محملة بالأسلحة. ومثّل اختراق هذه الطائرة للمجال الجوي الإسرائيلي أول محاولة إيرانية للتحرك ضد خصمها اللدود، الذي كان رده فوريا، بما في ذلك الهجوم على قاعدة "تي 4".

بدأ الجيش الإسرائيلي بتجهيز نفسه لاحتمال نشوب حرب حدودية بين الدول منذ احتلاله لمرتفعات الجولان، وهي هضبة تم الاستيلاء عليها من الأراضي السورية سنة 1967

وبشكل مغاير للهجوم الذي جدّت أطواره في شهر شباط/ فبراير الماضي، كان هجوم نيسان/ أبريل بمثابة خطوة استباقية أقرب من كونه ردة فعل. وفي إطار لعبة قوامها قانون العين بالعين، من المتوقع أن تقوم إيران بالحركة التالية. وضمن ما تم تفسيره على أنه محاولة لردع إيران من القيام بأي أعمال انتقامية، أصدرت الصحافة الإسرائيلية والأجنبية صورا بالأبيض والأسود لقواعد سورية تشهد نشاط القوات الإيرانية. وبحسب تصريح المراسل العسكري لصحيفة هاآرتس الإسرائيلية، تعتبر الرسالة الموجهة إلى إيران واضحة، وتفيد بأن "الجيش الإيراني مكشوف لأجهزة الاستخبارات الإسرائيلية، مما يجعله عرضة لهجمات إضافية بشكل كبير". سواء كان التكتيك المعتمد واضحا أم لا، ولّدت آثار الهجوم الصاروخي الذي حدث مساء الأحد الفارط مخاوف تتعلق بردة فعل عنيفة من الجانب الإيراني. والجدير بالذكر أن "إسرائيل" لم تدل بتعليق حول هذا الهجوم، لكنها تعتقد أنها استهدفت مستودعا لصواريخ أرض-أرض في الأماكن التي تتمركز القوات الإيرانية فيها. حيال هذا الشأن، أفاد وزير الدفاع الإسرائيلي أن "إدارة إيران لعملياتها العسكرية من دولة تشترك في حدودها مع "إسرائيل" سيكون بمثابة تضييق الخناق علينا".

في الأثناء، بدأ الجيش الإسرائيلي بتجهيز نفسه لاحتمال نشوب حرب حدودية بين الدول منذ احتلاله لمرتفعات الجولان، وهي هضبة تم الاستيلاء عليها من الأراضي السورية سنة 1967. ويمكن القول إن الدولة صغيرة الحجم لم تكن مضطرة لمواجهة مثل هذا الوضع الراهن منذ عقود. وعند التأمل في هذا المكان، نتبين وجود منازل سورية مبنية من الصخور البركانية السوداء. وتنتشر هذه المنازل المهجورة منذ زمن بعيد في المشهد الطبيعي، فضلا عن انتشار حقول الألغام، لتمثل شاهدا على تاريخ الصراعات الذي يأمل الكثير من الإسرائيليين في التمكن من نسيانه.

على هذه الهضاب، تتغذى الأبقار على كلأ الحقول التي تم تطهيرها من الألغام، فيما يمشي المتجولون خلال نهاية الأسبوع على طول الطرق المحاطة بأشجار الأوكالبتوس. وعمدت السلطات إلى تحويل مواقع الجيش الإسرائيلي التي اعتمدها خلال حروب 1967 و1973 إلى مناطق تجذب السياح، يحدها شرقا الأراضي السورية، في حين يمكن للناظر شمالا رؤية الأراضي اللبنانية. وفي خضم هذا المشهد الذي دأبت "إسرائيل" على تهيئته، يلعب الأطفال الغميضة داخل المخابئ القديمة. على الرغم من أن حوامتين إسرائيليتين كانتا تحومان فوق رأسه، استنكر عساف مندل، الذي يبلغ 45 سنة والذي سافر إلى الجولان رفقة زوجته وطفليه الصغيرين، وجود أي تهديد مباشر لدخول "إسرائيل" في حرب مع إيران، حيث صرح أن ذلك أمر لا يمكن تصديقه. وأضاف الرجل قائلا إن "الحكومة ترهب المتساكنين. نحن على دراية بأن تواجد إيران في سوريا ليس بالأمر الجيد، إلا أننا جيشنا قوي".

 

لندن تطالب طهران بـ«توضيح عاجل» بعد توقيف إيراني يحمل الجنسية البريطانية

الخميس - 17 شعبان 1439 هـ - 03 مايو 2018 مـ/المحلل السياسي مهن عابدين (تويتر)/لندن: «الشرق الأوسط أونلاين»/طالبت لندن طهران بتوضيح «عاجل» بعد ورود معلومات عن توقيف إيراني يحمل الجنسية البريطانية وطالبة إيرانية تعمل في المجلس البريطاني، بحسب ما أعلنت وزارة الخارجية البريطانية.

ومهن عابدين محلل سياسي معني بالشأن الإيراني ومدير مجموعة الأبحاث «دايسارت كونسالتينغ» هو ثاني بريطاني من أصل إيراني يتم توقيفه في أقل من شهر. وصرحت متحدثة باسم وزارة الخارجية البريطانية: «نطالب بمعلومات عاجلة من السلطات الإيرانية بعد الإشارة إلى توقيف مواطن يحمل الجنسيتين البريطانية والإيرانية». كما تم توقيف أراس أميري وهي طالبة إيرانية مقيمة في المملكة المتحدة، وتعمل لدى المجلس البريطاني بينما كانت تقوم بزيارة لأسرتها، بحسب المجلس المكلف التبادلات التربوية والعلاقات الثقافية. وقالت متحدثة باسم المجلس بحسب ما نقلت عنها وكالة «برس أسوسييشن» البريطانية: «نعلم أن إحدى موظفينا أوقفت في إيران بينما كانت تقوم بزيارة خاصة إلى أسرتها». وأوضحت المتحدثة أن المجلس لا يملك ممثلية في إيران. وفي السنوات الأخيرة، تم توقيف الكثير من البريطانيين المتحدرين من أصل إيراني، إذ لا تعترف السلطات في طهران بازدواجية الجنسية. وبين هؤلاء نازارين زاغاري - راتكليف (38 عاما) التي حكم عليها بالسجن لخمس سنوات في سبتمبر (أيلول) 2016 بتهمة المشاركة في مظاهرات ضد النظام في 2009، الأمر الذي تنفيه. وأكدت محكمة استئناف في أبريل (نيسان) 2017 الحكم الصادر بحقها.

 

انتخابات محلية في بريطانيا بمثابة اختبار لتيريزا ماي

الخميس - 17 شعبان 1439 هـ - 03 مايو 2018 مـ/رئيسة الحكومة البريطانية تيريزا ماي وزوجها فيليب (أ.ف.ب)/لندن: «الشرق الأوسط أونلاين»/بدأ البريطانيون بالتصويت اليوم (الخميس) لتجديد المجالس المحلية في انتخابات تشكل اختبارا للحكومة المحافظة برئاسة تيريزا ماي التي تعاني من انقسامات، قبل أقل من عام على موعد «بريكست». وهذه الانتخابات المحلية هي الاقتراع الأول منذ الانتخابات التشريعية في يونيو (حزيران) 2017، والتي خسرت فيها ماي غالبيتها المطلقة، بينما كسب حزب العمال المعارض بزعامة جيريمي كوربن مقاعد أكثر في البرلمان. وفتحت مراكز الاقتراع أبوابها عند الساعة 07:00 (06:00 ت غ) على أن تغلق عند الساعة 22:00 (21:00 ت غ) ومن المفترض أن تبدأ النتائج بالصدور ليل الخميس الجمعة. ويجري التنافس على أكثر من 4300 مقعد في نحو 150 مجلسا محليا في بريطانيا خصوصا في المدن الرئيسية مثل لندن ومانشستر وليدز ونيوكاسل. وسيتم تجديد بعض أعضاء المجالس إما بالكامل أو بالثلث أو النصف، وهي مكلفة، خصوصا معالجة ملفات من قبيل التعليم وإدارة النفايات. وتشكل العاصمة لندن التحدي الأبرز، حيث يقوم حزب العمال بتعبئة على أمل الفوز ببعض الأحياء التابعة عادة للمحافظين مثل وستمنستر وواندسوورث. ويلقي خروج البلاد من الاتحاد الأوروبي المقرر في أواخر مارس (آذار) 2019 بظلاله على الانتخابات المحلية. وحاولت أحزاب المعارضة من حزب العمال والحزب الليبرالي الديمقراطي والخضر استمالة الناخبين المحافظين المستاءين والمهاجرين الأوروبيين الذين سمح لهم بالمشاركة في الاقتراع المحلي.

 

بدء محادثات تجارية أميركية صينية في أجواء من الحذر

الخميس - 17 شعبان 1439 هـ - 03 مايو 2018 مـ/بكين: «الشرق الأوسط أونلاين»/بدأ وفد أميركي رفيع محادثات اليوم (الخميس) في بكين لنزع فتيل الحرب التجارية مع الصين، لكن الجانبين حذرا من أن التوصل إلى اتفاق نهائي فوري بين البلدين لا يزال صعباً. وبعد أشهر من التنديد بالعجز التجاري الضخم إزاء الصين واتهامها بممارسات «غير نزيهة»، أوفد الرئيس الأميركي دونالد ترمب وزير الخزانة ستيفن منوتشين لرئاسة الوفد المكلف بالمحادثات. ووصل الوفد الخميس إلى العاصمة الصينية وضم نخبة السياسة التجارية في واشنطن من بينهم وزير التجارة ويلبور روس والممثل التجاري روبرت لايتهايزر وكبير المستشارين الاقتصاديين للبيت الأبيض لاري كادلو. وتأتي الزيارة في وقت تواجه الصين تهديد رسوم جمركية جديدة قد تفرض اعتبارا من 22 مايو (أيار) وتطال نحو 50 مليار دولار من المنتجات المصدرة إلى الولايات المتحدة. ومن المقرر أن تبدأ المحادثات مع مسؤولين صينيين كبار الخميس في مقر الضيافة في دياوتاي وتستمر حتى الجمعة، بحسب ما أعلنت السفارة الأميركية في بكين. ويقود المحادثات من الجانب الصيني نائب رئيس الوزراء ليو هي المقرب من الرئيس شي جين بينغ والمشرف على السياسة الاقتصادية للعملاق الآسيوي. ويسعى الرئيس الأميركي لحمل الصين على فتح أسواقها أكثر أمام المنتجات الأميركية، مطالبا بخفض العجز في المبادلات التجارية مع بكين بمقدار مائة مليار دولار، بعدما وصل إلى 375 مليار دولار عام 2017. كما تعتزم الولايات المتحدة تعزيز حماية حقوق الملكية الفكرية ومنع الصين من إلزام الشركات العاملة فيها بإقامة شركات محاصة «قسرية»، وهي ممارسات تهدف إلى نقل المهارة والتكنولوجيا الأميركية يندد بها أيضا الأوروبيون. ولم يبد الجانبان سوى تفاؤلا محدودا حول ما ستفضي إليه المحادثات. وأعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية هوا تشونينغ الأربعاء: «إنها مرحلة بناءة ونأمل أن تكون الولايات المتحدة صادقة لكن بالنظر إلى التعقيد في اقتصاد البلدين ليس من الواقعي أن نتصور إمكان حل كل الخلافات (بهذه السلسلة فقط) من المحادثات». كما حذر لايتهايزر قبل مغادرته واشنطن: «أريد التحلي بالأمل لكنني لست متفائلا فهو تحد كبير». من جهته اعتبر ترمب أن «هناك فرصة كبيرة بالتوصل إلى اتفاق» مع الصين حتى «لو لم تكن منفتحة على ذلك في الوقت الحالي».

 

تقرير: الصين تنشر صواريخ كروز في بحر الصين الجنوبي

الخميس - 17 شعبان 1439 هـ - 03 مايو 2018 مـ/إحدى جزر بحر الصين الجنوبي (رويترز)/بكين: «الشرق الأوسط أونلاين»/ذكرت شبكة «سي إن بي سي» الإخبارية الأميركية، أمس (الأربعاء)، نقلا عن مصادر على معرفة مباشرة بتقارير مخابرات أميركية أن الصين نشرت صواريخ كروز مضادة للسفن وأنظمة صواريخ سطح جو في ثلاثة من قواعدها الأمامية في بحر الصين الجنوبي. وإذا تأكدت هذه الأنباء فستكون المرة الأولى التي تنشر فيها الصين صواريخ في جزر سبراتلي التي تقول عدة دول آسيوية أخرى منها فيتنام وتايوان إن لها حقوقا فيها. ونقلت شبكة «سي إن بي سي» عن مصادر لم تكشف عنها القول إنه وفقا لتقييمات المخابرات الأميركية فإنه جرى نقل الصواريخ إلى جزر فيري كروس وسوبي وميستشيف خلال الثلاثين يوما الماضية. ورفضت وزارة الدفاع الأميركية التعليق. وقال متحدث باسم الوزارة: «لا نعلق على مسائل المخابرات». وتعارض وزارة الدفاع الأميركية قيام الصين بتركيب منشآت عسكرية في مواقع شيدتها في بحر الصين الجنوبي. ولم يصدر عن الصين أي تعليق عن نشر صواريخ لكنها تقول إن منشآتها العسكرية في جزر سبراتلي دفاعية تماما. وقالت شبكة «سي إن بي سي» إن صواريخ كروز المضادة للسفن تتيح للصين ضرب السفن في نطاق 295 ميلا بحريا. وأضافت أن صواريخ سطح جو بعيدة المدى يمكن أن تستهدف طائرات وطائرات من دون طيار وصواريخ كروز في نطاق 160 ميلا بحريا.

 

مقتل طيارَين بتحطم مقاتلة روسية قبالة سواحل سوريا

الخميس - 17 شعبان 1439 هـ - 03 مايو 2018 مـ/موسكو: «الشرق الأوسط أونلاين»/أعلنت وزارة الدفاع الروسية اليوم (الخميس) مقتل طيارين اثنين جراء تحطم مقاتلة روسية من طراز «سوخوي» في البحر المتوسط قبالة سواحل اللاذقية في سوريا بعد إقلاعها من قاعدة حميميم.

ورجحت الوزارة أن يكون سبب تحطم الطائرة، وهي من طراز «سو 30»، دخول طائر إلى محركها، وأكدت أنه لم يكن هناك أي إطلاق نار.

 

الشرق الأوسط وروسيا: الهيدروكربونات والسياسة

فيتالي نعومكين/الشرق الأوسط/03 أيار/12

لا حاجة لإثبات العلاقة الوثيقة بين سوقَي النفط والغاز وصناعتيهما من جهة، والسياسة من جهة أخرى. هذه الحقيقة معروفة للجميع. وبإسقاطها على الشرق الأوسط وروسيا تصبح أكثر صحة. ومفهوم لماذا. منذ فترة قريبة نشر مدير كبرى الشركات النفطية الروسية «روس نفط» إيغور سيتشين خريطة رمزية جمع فيها في كتلة واحدة 3 مناطق منتجة للنفط والغاز بعضها يحاذي بعضاً؛ هي: روسيا وبحر قزوين والشرق الأوسط. انظروا إلى الخريطة؛ هذا مثير للإعجاب. وإلى جانب هذا المخزون العالمي الثلاثي لموارد الطاقة، تتموضع منطقتان كبيرتان للمستهلكين؛ منطقة آسيا في الشرق والجنوب الشرقي، ومنطقة أوروبا في الغرب والشمال الغربي. بالطبع في هذه التشكيلة لم يؤخذ في عين الاعتبار اللاعب الكبير من خلف المحيط؛ أي الولايات المتحدة (إلى جانب كندا وعدد من دول أميركا اللاتينية المصدرة للهيدروكربونات)، حيث تحولت الولايات المتحدة اليوم إلى واحد من المنتجين الثلاثة الأساسيين للنفط بالإضافة إلى روسيا والمملكة العربية السعودية، وتحولت أيضاً إلى أكبر منتج للغاز في العالم (لقد أصبحت الولايات المتحدة اليوم تستخرج الغاز أكثر من روسيا أو إيران أو قطر). الإنتاج لا يزال ينمو، وليس في الواقع من قيود تحد من هذا النمو. ولا يزال الأميركيون يستهلكون ما ينتجون، ولكن على الأغلب ستأتي اللحظة التي ستصبح فيها الولايات المتحدة مصدرة للهيدروكربونات، وحينها سيبرز السؤال التالي: هل وكيف سيؤثر هذا على السوق العالمية وعلى الوضع في الشرق الأوسط وبشكل عام على الجيوسياسة العالمية؟ السيناريوهات المقترحة كثيرة للغاية. لكن كما تظهر الأحداث الأخيرة في العالم فإن مفاجآتها أحياناً مذهلة للغاية. التنبؤ اليوم من أكثر الحرف المشوبة بالمخاطرة التي لا تلقى الحمد، مع ذلك يمكن الإجابة عن هذا السؤال باختصار وبثقة مائة في المائة: نعم سيؤثر. فإذا فرضنا أن الولايات المتحدة لم تعد بحاجة إلى نفط الشرق الأوسط، فلن يتراجع اهتمامها بهذه المنطقة نظراً للحاجات الجيوسياسية.

لا تزال غير واضحة آفاق تشغيل الحقول الضخمة التي تم الكشف عنها منذ فترة ليست بالبعيدة في الحوض الشامي للنفط والغاز في جرف البحر المتوسط. التقييمات الحالية لاحتياطات الغاز فيها يختلف بعضها عن بعض لدرجة أنني لا أود عرضها، لكن من الناحية الجيوسياسية، يمكن فرضياً تصديره في المستقبل رغم ارتفاع تكلفته. لن يكون لهذا تأثير كبير على السوق العالمية، غير أنه بإمكانه أن يوفر الحاجات الخاصة من موارد الطاقة بالنسبة لبعض دول الشرق الأوسط. من بين هذه الدول المرشحة في هذا الصدد: قبرص، وإسرائيل، ولبنان، وتركيا، واليونان. وقد اتخذت إسرائيل وقبرص خطوات عملية نحو تشغيل هذه الحقول. أما في ما يتعلق بالنفط، فإن أهم الإنجازات بالنسبة لروسيا في هذا المجال في الفترة الأخيرة هي الاتفاقات التي تم التوصل إليها مع المملكة العربية السعودية حول تقليص الإنتاج؛ حيث إن موسكو منذ فترة ليست بالبعيدة كانت ترفض ذلك بشكل قاطع. فهي لمست اليوم جانبين إيجابيين من هذه الخطوة؛ فقد حققت نقلة نوعية في تطوير علاقاتها مع المملكة العربية السعودية، واستطاعت بالتعاون مع الرياض تحقيق ارتفاع ملموس في الأسعار العالمية للنفط. بما أن الميزانية الروسية أقرت على سعر 50 دولاراً للبرميل، فإن السعر الحالي 75 دولاراً للبرميل جيد جداً بالنسبة للاقتصاد الروسي. وهذا له أهمية خاصة في ظروف العقوبات المفروضة. على الأغلب أن التعاون الروسي - السعودي في هذا المجال سيتواصل. بالطبع لا أحد يستطيع ضمان استقرار ارتفاع أسعار النفط في الأسواق العالمية، لكن الأكيد أن الطلب سيحافظ على مستواه. بالمناسبة؛ الفكرة المتداولة عن ارتباط الاقتصاد الروسي بشكل كامل بأسعار موارد الطاقة وعن إمكانية ضم هذا البلد إلى مجموعة الدول النفطية، فكرة مغلوطة. الاقتصاد الروسي يزداد تنوعاً وأصبح أقل ارتباطاً بالاستيراد، وهذا بفضل سياسة استبدال الاستيراد، وهو ما اعترف به عدد كبير من الخبراء الغربيين، حيث تتطور في روسيا مجموعة كاملة من صناعات التقنيات العالية. لقد فتحت إمكانات جديدة للتعاون مع دول الشرق الأوسط.

استطاعت روسيا، وعلى الرغم من العقوبات الغربية، ليس فقط أن تحافظ على موقع شركة «غازبروم» المهيمنة في السوق العالمية، بل وطورت بناء خطوط جديدة لأنابيب الغاز في 3 اتجاهات؛ الغرب (أوروبا)، والجنوب (الشرق الأوسط)، والشرق الأقصى. أضحت الاستراتيجية الروسية في السنوات الأخيرة في الجهة الشرق أوسطية مبنية في الوقت نفسه كما على تفعيل التعاون مع المنتجين الرئيسيين للغاز الطبيعي؛ إيران وقطر، كذلك على زيادة حجم ترانزيت هذا الوقود عبر تركيا.

تبدو الحجة الأساسية لمنتقدي «السيل الشمالي - 2»، الذي يجب أن يمر عبر قاع بحر البلطيق إلى مدينة لوبمن بالقرب من الحدود الألمانية مع بولندا وبموازاة الفرع الأول، غير مقنعة؛ وكأن بناء فرع جديد لأنبوب الغاز إلى ألمانيا سيزيد من ارتباط هذا البلد بروسيا (وغيره من الدول الأوروبية) التي من دون ذلك تلبي 40 في المائة من حاجاتها للغاز على حساب الواردات الروسية. وكأن موسكو بإمكانها في حال الضرورة تهديد الأوروبيين «بإغلاق الصنبور». بيد أنه في واقع الحال ارتباط موسكو بألمانيا وبالدول الأوروبية الأخرى التي تشتري الغاز منها أكبر بكثير. والسبب واضح؛ أولاً لأن أنبوب الغاز يجب أن يعمل ويعود بالدخل على موسكو التي هي بحاجة ماسة له، إذ تستطيع ألمانيا في حال الضرورة القصوى أن تستبدل بغاز الأنابيب الروسي الغاز المسال الذي يورده الشركاء الآخرون مع أنه سيكون أغلى في السعر (هذا في حال - لا سمح الله - فكرت موسكو بقطع صنبور الغاز). أما بالنسبة لشركة «غازبروم» التي تعد شركة «السيل الشمالي - 2» فرعاً لها، فسيكون في غاية الصعوبة عليها إيجاد البديل. وفي ما يتعلق باستخدام إمدادات الغاز أداةً للضغط السياسي على ألمانيا، فإن موسكو لم تستخدم هذا الأسلوب مطلقاً (حتى في ظروف انضمام برلين إلى العقوبات ضد روسيا)، فمن غير المفهوم لماذا ستستخدم هذا الأسلوب مستقبلاً. الألمان يرون في روسيا شريكاً موثوقاً به تماماً. عدد الأنصار المؤثرين لصالح توسيع الواردات من روسيا إلى ألمانيا لا يزال كبيراً. بالمناسبة، فإن رئيس شركة «السيل الشمالي - 2» هو المستشار السابق قبل أنجيلا ميركل لألمانيا غيرهارد شرودر. وعلى ما يبدو، فإن الرئيس دونالد ترمب لم يتمكن في المحادثات التي جرت مع السيدة ميركل خلال زيارتها قبل أيام إلى الولايات المتحدة من إلزامها بالامتناع عن دعم هذا المشروع.

المشروع الآخر؛ «السيل التركي» هو خط أنابيب مباشر من روسيا إلى تركيا عبر قاع البحر الأسود ومن ثم إلى الحدود التركية مع الدول المجاورة. هذا الخط سيكون له فرعان كل منهما بقدرة 15.75 مليار متر مكعب من الغاز. عبر الفرع الأول سينقل الغاز إلى السوق التركية، أما عبر الفرع الثاني فإلى المستهلكين من دول أوروبا الجنوبية والجنوبية الشرقية. الأعمال في البحر تجري في الوقت نفسه على الفرعين. في الوقت الحالي تم مد 55 في المائة من الطول الإجمالي للخط من الجزء البحري، وهذا يشكل مد الفرع الأول التي يجب أن يسلم في بداية مايو (أيار) الحالي. عملية المد يقوم بها فرع شركة «غازبروم» South Stream Transport B.V.. حسب رأي نائب رئيس الإدارة ألكسندر ميدفيديف، فإن إدارة الشركة لا ترى أي مخاطر تمنع إنجاز هذا المشروع. سيعزز هذا المشروع من التعاون بين روسيا وتركيا في مجال الطاقة، الذي بدوره سيؤثر على علاقاتهما الثنائية في المجال السياسي وعلى الوضع في منطقة الشرق الأوسط بشكل عام. السؤال الأبدي الذي يطرح نفسه حول موارد النفط والغاز: هل هي بركة أم لعنة؟ أم الاثنان معاً؟ لكن بما أن البشرية لن تستطيع في المستقبل القريب العيش من دون الهيدروكربونات، فسيبقى النفط والغاز بالنسبة للشرق الأوسط ولروسيا أيضاً واحداً من أهم العوامل المؤثرة على السياسة.

- خاص بـ«الشرق الأوسط»

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

باسيل يتوتَّر انتخابياً... والحريري «يُتكتك»

طوني عيسى/جريدة الجمهورية/الجمعة 04 أيار 2018

إثنان من أركان الحكم يحرصان على الخروج من المعركة الانتخابية من دون فقدان أوراق القوة: الرئيس ميشال عون (عبر «التيار الوطني الحر») والرئيس سعد الحريري. ولكن، وفيما «البرتقالي» يخوض المواجهة بتوتّرٍ سياسيٍّ داخلي، في المتن وجبيل- كسروان خصوصاً، وبروحيّة «يا قاتل يا مقتول»، يبدو الحريري وكأنه «يُتكتك» انتخابياً... من دون أن ينسى العنوان السياسي للمعركة: إنهم يستهدَفوننا!

كان لافتاً قول أحمد الحريري في أحد اللقاءات الشعبية، قبل أسابيع: «طوال 13 عاماً حاولوا قتلنا وتفجيرنا وإلغاءنا. نحن مستهدَفون لأننا خطّ الإعتدال، ولأننا ندخل كل المناطق والمذاهب. ولكن، سنتصدّى لمحاولاتِ التسلّل الهادفة إلى ضربنا. ولذلك، على جمهورنا أن يصوِّتَ بكثافة».

هذا «التسلّل» هو الذي دفع الرئيس سعد الحريري- على الأرجح- إلى شنّ حملته العنيفة ضد مرشحين معيّنين في بعض الدوائر الانتخابية. ووفق الأوساط «المستقبلية»، «نحن لا نتوتّر كسوانا في المعارك السياسية ذات الطابع الداخلي، ونفضّل الهدوء. لكننا بالتأكيد مستنفَرون ضد القوى التي تستهدفنا، والتي لها «مرشحوها» ضدنا في بيروت وطرابلس وعكار وسواها.

وفي الأيام الأخيرة، عمد الحريري إلى شدّ العصب «المستقبلي»، والسنّي عموماً، في مواجهة هؤلاء المرشحين، المدعومين من قوى خارج الحدود. وهو يدرك أنّ خطابَه ينسجم مع طروحات قواعد تيار «المستقبل»، والقواعد السنّية عموماً، وأنّ تأثيراته ستكون فعّالة في المعركة.

وقد ظهرت معالمها في الدوائر الآتية:

• في طرابلس - المنية - الضنية وعكار: فوجئ الجميع بحجم التفاعل الشعبي مع خطاب الحريري وحلفائه على الساحة السنّية، مقابل حضور أدنى للخصوم. وهذا ما يوحي بأنّ هؤلاء باتوا أكثر ارتياحاً لمعركتهم في الدائرتين.

• في الهرمل، يطمح الحريري إلى مواجهة ذات مغزى رمزي مع اللواء جميل السيد في المقعد الشيعي، ولكنه يدرك صعوبة ذلك بسبب طبيعة قانون الانتخاب. فيما يصبح ممكناً إيصال مرشح «القوات» أنطوان حبشي وأحد مرشحي «المستقبل» بكر الحجيري أو حسين صلح عن المقعدَين الماروني والسنّي.

• في البقاع الغربي، يطمح الحريري- بالعنوان السياسي أيضاً- إلى مواجهة عبد الرحيم مراد بمرشحَيه السنّيَين زياد القادري ومحمد القرعاوي، ومواجهة إيلي الفرزلي بمرشحه الأورثوذكسي غسان سكاف، معتمداً على مقدار من التعاطف المسيحي، وخصوصاً في داخل قواعد «القوات» و14 آذار مع هذا الاتّجاه.

• في بيروت الثانية، الحريري «في بيته». ولذلك، المواجهة مكشوفة بين لائحته ولائحة 8 آذار. وفيها يرفع الحريري عنواناً سياسياً واضحاً وحاسماً.

في صيدا، المنافس السنّي الوحيد للنائب بهية الحريري هو أبرز حلفاء «حزب الله»، المهندس أسامة سعد الذي يستعدّ للمعركة بهدوء. ولذلك، بالنسبة إلى الحريري، لم تعد المواجهة تحمل عنوان: مَن الفائز؟ بل، مَن الأقوى صيداوياً: الحريريون أم حلفاء «حزب الله»؟

في الأوساط الحريرية يقولون: «على رغم كل هذه الضغوط السياسية علينا، فإننا «نتكتك» انتخابياً بهدوء. لن نتوتر. وما يطمئننا هو أنّ جماهير «المستقبل» في انتخابات 2018 لم تتقلّص عمّا كانت عليه في انتخابات 2009 و2005، وأنّ وضعية التشرذم التي أصيب بها بعض شرائح «التيار» خلال وجود الحريري لسنوات في الخارج قد تبدّدت.

وربّ ضارة نافعة. فأزمة الاستقالة، في تشرين الفائت، انعكست إيجاباً على الحريري، والجماهير التي تهافتت إلى «بيت الوسط» لاستقباله عند العودة إلى بيروت، كانت «عيِّنة» من جماهير «المستقبل» في بيروت والدوائر الـ15، من الجنوب والبقاع الغربي إلى طرابلس وعكار».

بالنسبة إلى هذه الأوساط، «لا مشكلةَ زعامةٍ سنّيةٍ لدى الحريري. وإذا ما تقلََّص حجم كتلته النيابية - كما يعتقد بعض الخبراء- فإنّ ذلك لا يعبِّر عن انحسار الشعبية بمقدار ما يعبّر عن اختلاف النتائج بين قانون الـ60 الأكثري والقانون النسبي المعتمَد حالياً. ففي القانون السابق، كانت الكتل القوية تجتاح الدوائر بالمحادل، فيما اليوم هناك أمكنة للضعفاء أيضاً.

وخلافاً لما اعتقده كثيرون، استطاع الحريري أن يشكّل لوائحَ كاملة في الدوائر السنّية الكبرى، فيما تجرّأ على لعب أوراق قوية «بين النقاط» في لوائح أخرى:

في الشوف والبقاع الغربي تحالف مع جنبلاط، فيما تحالف في حاصبيا مع إرسلان.

وفي الشوف وبعلبك ـ الهرمل تحالف مع «القوات»، فيما تحالف في زحلة وبيروت الأولى والبترون - الكورة مع «التيار الوطني الحرّ».

وأما في صيدا فقرّر مواجهة الطرفين المسيحيَين معاً.

وهكذا، وفيما كتلة «التيار الوطني الحر»- «كتلة العهد»- تنتظرها سخونة غير مسبوقة بعد الانتخابات، يستعدّ الحريري هادئاً لخوض غمار المرحلة المقبلة، وأوّلها تشكيل الحكومة. وهي ليست سهلة. لكنّ مصلحته تقتضي الحفاظَ على الحال التوافقية بين أركان الحكم. وسيكون ميدانُ عمله الأساسي هو «التقليع» بالاقتصاد الذي وصل إلى الخط الأحمر.

الفارق بين «تيار رئيس الحكومة» والتيار المحسوب «تيار العهد» هو أنّ الأول يدرك أنه سيبقى مدعوماً من الجميع بعد الانتخابات، وأن لا خصومة مباشرة وحادّة بينه وبين أحد.

وأما «التيار البرتقالي» فيخوض المواجهة الحادّة مع الأقربين والأبعدين:

يهاجم القوى المسيحية جميعاً في المتن والبترون - الكورة - زغرتا - بشري، و»يتَزاعَل» مع «حزب الله» في جبيل - كسروان، ومع بري جنوباً، ومع الحريري في جزين.

وفي الأيام الأخيرة، هاجم الوزير جبران باسيل الجميع، في دائرة 360 درجة، و»لم يترك له صاحباً ولا للصلح مطرحاً»، وهو يتحدّى الجميع في كل شيء.

وفي لقاء المتن الانتخابي، وصل صوتُه إلى كسروان- جبيل، واعظاً ومهاجماً كل الناس… لكنّ تياره، مثلاً، لم يعلن الاستجابة إلى المناظرة العلنية، أمام الصحافة، التي دعا إليها خصمُه جان لوي قرداحي، بعد ظهر اليوم، وحدّد مكانها في جبيل، بين أركان اللوائح المتنافسة، لتبيان الحقائق، بعيداً من الصراخ والديماغوجيا! وبعد الانتخابات، ستكون المرحلة صعبة على الأرجح. «البرتقالي» سيكون مشحوناً جداً، لكنّ الأزرق سيكون أقلّ توتراً. فالأول يخوض رهانات التحدّي بلا ضفاف، والثاني يدرك أنّ موقعه محفوظ بالتوازن السياسي، وأنّ دورَه ليس مرهوناً بحجم كتلته النيابية… إلّا نسبياً.

 

الإنتخابات تفجّر البنية التنظيميّة والإجتماعية لـ«الجماعة الإسلامية»

ناصر شرارة/جريدة الجمهورية/الجمعة 04 أيار 2018

 قوّتان لبنانيتان أساسيتان موضوعتان تحت مجهر الملاحظة الإقليمية والدولية، وذلك في مناسبة الإنتخابات النيابية المحتدمة في لبنان: الأولى هي «حزب الله»، ويتركّز النظر عليها لرصد ما إذا كانت قوتها على الساحة الشيعية تناقصت، ولو بحسابات حواصل الكسر وليس بالضرورة حواصل المقاعد. والثانية هي «الجماعة الإسلامية» التي تمثل في لبنان سليلة تنظيم «الإخوان المسلمين» الدولي. تتركز النظرة الى «الجماعة» على ما إذا كانت قاعدتها الإجتماعية السنّية اللبنانية تضاءلت نتيجة تراجع التنظيم الاخواني الأم في مصر والحصار المالي المفروض على فروع «الإخوان» في المنطقة كلها، وربطاً ايضاً بصلتها العقائدية وشبه العضوية بشقيقتها «حماس» في غزة، حيث إنّ الأخيرة خرجت بجزء مهم من ولادتها، من رحم «الجماعة الاسلامية» في لبنان خلال ثمانينات القرن الماضي.

ويبدو واضحاً من سياق إدارة «الجماعة» في لبنان معركتها الانتخابية الراهنة، أنها نالت حصّتها من الانتكاسات التي طاولت كل فروع «الاخوان» في المنطقة. ومنذ بداية استعدادها لخوض الانتخابات النيابية، برز الوهن المتعدّد الوجوه الذي تعانيه «الجماعة» في لبنان، فمن جهة لم تكن لديها رؤية موحّدة إزاء هذه الانتخابات سواءٌ لجهة الموقف من القانون الإنتخابي الجديد وما يستتبعه من تحالفات إنتخابية قسرية، أو لجهة ما اذا كان من الأفضل للجماعة في ظلّ أوضاعها الجديدة عدم المشاركة في الانتخابات والتفرّغ لحلّ أزماتها الأعمق الناتجة عن ظروف خارجية وذات صلة بانتكاسة مشروع «الإخوان» في المنطقة. قاد هذه النظرية الداعية الى مقاطعة الانتخابات، رئيس المجلس السياسي للجماعة اسعد هرموش، في مواجهة أمينها العام عزام الايوبي المتّصف منذ فترة غير قصيرة داخل الكواليس المطلّة على «إخوان لبنان»، بأنه الرجل الاقوى فيها.

الايوبي عارض الانكفاء عن المشاركة في الانتخابات، وطرح ضرورة المشاركة تحت عنوان إتّباع نهج السياسات المفتوحة مع كل الاطراف اللبنانية، وذلك وفق المصالح الانتخابية. فيما اعتبر هرموش أنّ هذه السياسة لا تخدم المصالح الإسلامية والوطنية، وأنّ المشاركة في الانتخابات ضمن معايير الايوبي ستكشف ظهرَ «الجماعة». وجاءت قبل ايام استقالةُ هرموش من رئاسة المكتب السياسي للجماعة، من دون أن يترك عضويّته فيها، بمثابة تظهير لا يقبل التأويل عن أنّ «الجماعة» تخوض انتخابات العام 2018، في ظروف من الترهّل الداخلي التنظيمي والبنيوي. ففي كل دائرةٍ انتخابية تشارك فيها الجماعة بمرشح أو حتى بدعم أحد «المرشحين غير الإخوانين» في مناطق وجودها الشعبي، حصل شقاق بين اتّجاهات قواعدها وبنى قياداتها الفوقية والوسطية حول صوابية هذا الترشيح أو الدعم. في منطقة اقليم الخروب حيث يوجد لـ»الجماعة» إرث من الوجود التاريخي، وقوة ناخبة لا يُستهان بها، وبمجرد أن قرّرت تسمية مرشح فيها حدث انقسام في صفوفها في الإقليم، بين مؤيّد لترشيح سلام سعد، وبين معارض له لكونه لا ينتمي لبلدة برجا التي هي مركز ثقل قاعدة «الجماعة» في هذه المنطقة. لقد قاد هذا الشقاق الى استقالة هيئة مكتب الجماعة في محافظة جبل لبنان التي من ضمنها اقليم الخروب.

وتؤشر هذه الواقعة الى وهن تماسك «الجماعة» تنظيمياً، بأكثر ممّا تؤشر الى اعتراض أبناء برجا من «الجماعة» على استبعاد تسمية شخصية من بلدتهم. وفي المقارنة كان «حزب الله» واجه هذه المشكلة نفسَها بعد تسمية مرشحين من خارج بعلبك مركز ثقل دائرتها الانتخابية، على لائحته هناك.

ولكن ذلك قاد الى انتقادات في اوساط الحزب، ولم يصل الى حالة شقاق، أو الى ذراع قوة المركز في تنظيم الحزب من قاعدته الاجتماعية، كما حدث مع «الجماعة الإسلامية».

وتتمّ المقارنة هنا، نظراً لكون «حزب الله» و«الجماعة» يتشابهان من حيث إنهما قوتان دينيتان، وتشتركان في إتّباع نفس آليات «التكليف الشرعي» أو «التكليف التنظيمي» المستند «لصيغة الفتوى الدينية المقدّسة»، ولكونهما يتشابهان في التشدّد في إبقاء الاعتراضات داخل قنوات المؤسسات الحزبية المغلقة والحديدية.

هذه المقارنة نفسها ممكنة في شأن ما حدث داخل جمعية المشاريع الإسلامية (الأحباش) من اعتراضات داخل قواعدها في بيروت الثانية نتيجة تحالفها انتخابياً مع «حزب الله»، ولكن تمّ استيعابُ هذه الاعتراضات من خلال فرض إرادة قوة المركز على «القاعدة الحبشية».

وواضح أنّ هذه الوقائع الانشقاقية والمتمرّدة التي سادت «الجماعة» في مناسبة اشتراكها في الانتخابات النيابية، تُظهر حجمَ الوهن الذي أصاب تماسكها التنظيمي الداخلي وهو انعكاس للوهن الذي طاول مؤسسة «الإخوان» الأم في مصر وكلّ فروعها في المنطقة.

كثرُ التوقعات ورديّة داخل «الجماعة» حالياً، ترى أنه سيكون إنجازاً في حال فازت بمقعد نيابي واحد، والتوقع الأكثر تواضعاً يعتبر أنه سيكون بمثابة إنجاز في ظلّ ظروفها الداخلية والخارجية، في حال حصل مرشحوها في بيروت الثانية (عماد الحوت) وصيدا (بسام حمود) وطرابلس ـ الضنية وعكار (وسيم علواني) على نسبة اصوات غير مهينة، أي فوق الـ 6 آلاف صوت في كل دائرة. يبقى القول بحسب ارقام ماكينات «الجماعة»، أنّ فوز أحد مرشحيها في دائرتي بيروت الثانية او عكار، يظلّ محتمَلاً.

ففي الأولى يوجد رهان على أن تؤيّد مجموعة من الجمعيات السلفية والإخوانية الحوت، إذ يقدَّر حجمها بـ 2500 صوت تتمّ اضافتها الى حجم «الجماعة» في بيروت البالغ بحسب ارقام ماكينتها بين 5 آلاف الى 6 آلاف صوت فيما لو لم يصبها تشتّت خلافاتها الداخلية.

أما في عكار فإنّ تحالف «الجماعة» مع «التيار الوطني الحر»، بالإضافة الى وجودها شكّل مناخاً وليس فقط قوة تنظيمية في تلك المنطقة، قد يمهّد لحصول مفاجأة على مستوى فوز مرشحها هناك.

 

تقْتَرعُ ... وتخْلَعُ ملابسَها

جوزف الهاشم/جريدة الجمهورية/الجمعة 04 أيار2018

يَـذْكُر الاستاذ رغيد الصلح في كتابه: «لبنان والعروبة» أَنَّ البطريرك أنطون عريضه كان شديد الإرتياب ببعض السياسيين فطالب بان يُقْسِمَ جميع المرشحين للنيابة يمين الولاء للكيان. كان ذلك يوم إعلان لبنان الكبير، ولم يكن أحـدٌ يتصوّر بعد انقضاء مئة عام أنَّ هذا الكيان لا يزال يحتاج الى ولاء المرشحين للنيابة، ولم يخطر على بال الأجيال المتعاقبة، أنَّ لبنان الكبير سيصبح لبنانات صغيرة، وبدل ان يُقْسِمَ المرشحون يمين الولاء للبنان، قسَّموا لبنان الى ولايات. الإنتخابات النيابية سُمّيتْ ايضاً «معارك» في الانظمة الديمقراطية، لان السياسة هي استمرار الحرب ولكن بوسائل حضارية تتخطَّى العنف الجسدي وتحلّ فيها أَصوات الناخبين محلّ أصوات الرصاص وصليل السيوف وشفرات المقاصل التي تعتمدها الأنظمة الديكتاتورية وسلالات السلاطين والملوك سبيلاً الى الحكم. وهكذا كان شأن الهندوس الذين حرَّموا سفك الدماء فاخترعوا لعبة الشطرنج ليمرِّنوا جنودهم على القتل البريىء او القتل الذهني. نحن لم نتعلّم لعبة الشطرنج التي يمارسها الهندوس منذ أَقدم حضارات التاريخ، ولم نتفهّم حضارة المعارك الإنتخابية كما تمارسها الأنظمة الديمقراطية في دول الغرب، بل لا تزال المواجهات السياسية والإنتخابية عندنا خناجر لفظية مسمومة، وسيوفاً جاهلية تهدّد بقطع الرؤوس وقطع الأعناق والأرزاق، ولم نسمع أحداً يدعو الى قطع أيدي الذين اختلسوا موازنة الدولة وخزائن المال العام. بلى... سمعناهم في بياناتهم الإنتخابية كما في جلسة مناقشة الموازنة في المجلس النيابي يشنّون حرباً ضارية على الفساد الذي استشرى في جسم الدولة وشرايينها... ولأنهم لا يعرفون من هم الفاسدون، راحوا يطلبون مـمَّن يعرف عنهم شيئاً ان يزوّد السلطة الحاكمة بالأسماء والشهود.

وهذا يذكّرني... وأنا في زيارة لأحدى الدول ذات النظام الصارم، بانّ القانون فيها يفرض عقوبة الإعدام على المتّهمين بالزِني، شرط ان يكون هناك شاهدان على الأقل وقد رأَيـا المتَّهمين بـأُمّ العين.

وكأنما الزانيان جنسياً يصطحبان معهما شهوداً لحضرة المحكمة... وكأنما الزانيان مالياً يصطحبان معهما شهوداً لحضرة الحكومة....او كأنما المتَّهمون بالفساد والزِنى المالي ليسوا من أهل السلطة وليسوا من أهل الحكومة.

الذين يساورهم القلق حيال ما قيل عن إِفلاس لبنان المالي، عليهم أنْ يقلقوا على إفلاس لبنان السياسي، لأن الإفلاس السياسي هو الذي أدَّى ويؤدي الى الإفلاس المالي والاقتصادي والأخلاقي.

وحتى لا نضطرّ بعد مؤتمر «سيدر»، الذي عُقد في باريس تحت هاجس الإفلاس المالي.. الى عقد مؤتمر في باريس للافلاس السياسي... نضع أمام الناخبين اللبنانين مشهداً من الانتخابات الفرنسية الأخيرة، حين دخلت سيدة غرفة الاقتراع في بلدة «فالنس» وخرجت عارية من ثيابها في موقف معارض صارخ للسلطة الحاكمة. لعلّ الناخبين عندنا يتشبّهون بالكِرام، ولا يقترعون للذين تعرّوا من ملابسهم قبل ان يترشحوا

 

ملامح مجلس النواب المقبل قبل "الصمت الإنتخابي"

الهام فريحة/الأنوار/04 أيار/18

منتصف هذه الليلة يبدأ "الصمت الإنتخابي" الذي يمتدُّ حتى إقفال صناديق الإقتراع عند الساعة السابعة من مساء بعد غد الأحد، حين تبدأ عمليات الفرز في الأقلام. نتائج هذا الفرز تُوجَّه إلى قصر العدل في كل منطقة وإلى مراكز القائمقامية، فيصار إلى جمع نتائج المراكز فتظهر نتائج الدوائر.

منتصف هذه الليلة يتنفَّس اللبنانيون الصعداء بعد حملات انتخابية استمرت أربعين يوماً، من تاريخ تسجيل اللوائح وصولاً إلى هذا اليوم. فمع الصمت الإنتخابي لن تعود هناك دعايات انتخابية وستختفي الإطلالات الإعلامية للمرشَّحين، وهذا الإجراء هو من البنود الجيدة في قانون الإنتخابات، لأنَّ الذي يجري منذ أكثر من ثلاثة أشهر، من ترشيحات، إلى العودة عن الترشيحات، إلى تركيب اللوائح ثم إلى تسجيل اللوائح، جعل من اللبنانيين يعيشون حالة هستيرية بين تأييد هذا ومعارضة ذاك، إلى درجة أنَّهم تمنّوا أكثر من مرة أن تجري الإنتخابات أمس قبل اليوم، واليوم قبل غداً لسحب فتيل هذه الحالة الهستيرية.

أُنجِزَت المرحلتان التمهيديتان، على أن تبدأ المرحلة الثالثة والأخيرة بعد غد الأحد:

المرحلتان الأولى والثانية تمثلتا في اقتراع المغتربين، الجمعة والأحد من الأسبوع الماضي، ثم في اقتراع الموظفين أمس الخميس.

ولكن ماذا عن المرحلة الثالثة؟

كيف يبدو كل من الأطراف واللوائح والأقطاب والزعماء؟

الرئيس سعد الحريري يتوقّع أن يحصد جنى ما زرعه على مدى ثلاثة عشر عاماً، حين حمل الأمانة بعد استشهاد والده الرئيس الشهيد رفيق الحريري. وسيكون في الحِملِ معه المرشَّحون على لوائحه والذين سيكونون في كتلتة النيابية في مجلس 2018.

الوزير جبران باسيل يتوقَّع أن يُشكِّل الحالة الموازية للرئيس سعد الحريري، سيكون للتيار الوطني الحر أكبر كتلة نيابية لدى المسيحيين، وستكون تسميتها "كتلة لبنان القوي" التي ستكون إلى جانب العهد، بعدما كان إسم كتلة التيار "تكتل التغيير والإصلاح".

بين كتلة المستقبل وكتلة لبنان القوي، يكون مجلس النواب الجديد قد بدأ يتشكَّل في الجزء الكبير منه، وإذا أُضيفت إليه كتلة الثنائي الشيعي، يكون أكثر من مئة نائب قد عُرِفوا، هذا بالتأكيد مع حلفاء كل كتلة.

في المحصِّلة، لن تكون هناك مفاجآت كبيرة في مجلس النواب العتيد، سوى بعض الأسماء التي ستغيب باستثناء أقطاب بارزة، في مقدمها النائب وليد جنبلاط والنائب سليمان فرنجيه، لكنهما سيكونان ممثلَيْن بتيمور جنبلاط وبطوني فرنجيه.

قلائل هم الأقطاب الذين يتخلون عن النيابة من تلقاء أنفسهم، فمن القانون الأكثري إلى القانون النسبي، الديمقراطية تختبر المرشَّحين العاديين وليس الأقطاب. الصمت الإنتخابي لا يعني "الصمت الوزاري" على الإطلاق، فمجلس الوزراء الذي انعقد أمس في جلسة عادية، سيواصل اجتماعاته حتى ما بعد إنجاز الإستحقاق الإنتخابي وصولاً إلى العشرين من هذا الشهر، حين تنتهي ولاية مجلس النواب الحالي، فتستقيل الحكومة، بحكم الدستور، وتتحول إلى حكومة تصريف أعمال إلى حين تشكيل حكومة جديدة. وإن غداً لناظره قريب.

 

نصرالله يُطيّر «النسبية» على جناح «الداعشية»

 إيلي القصيفي/المستقبل/03 أيار/18

من مفارقات قانون الانتخابات الحالي أنّ أبرز الجهات التي دفعت باتجاه اعتماده تخالف فكرته والغاية المبدئية منه لجهة اعتماد النظام الانتخابي النسبي لا الأكثري. أبلغ دليل على هذه المخالفة كلام الأمين العام لـ «حزب الله» السيّد حسن نصرالله في مهرجان لائحتي بعلبك الهرمل وزحلة أول من أمس.

فنصرالله الذي كان حزبه أشدّ المطالبين باعتماد النظام النسبي في قانون الانتخابات، لا بل وضع اعتمادها شرطاً مسبقاً لأي نقاش بشأن قانون جديد، وفق معادلة إمّا النسبية أو لا قانون انتخابات جديداً، يذهب اليوم باتهام خصومه في السياسة والإنتخابات إلى ما لا يتّهم به سوى أعداء لبنان، وذلك بقوله، في خطابه المذكور، إنّ تيار «المستقبل» و«القوات اللبنانية» كانا على صلة بالمجموعات الإرهابية في الجرود وبأنهما تآمرا معها ضدّ أهل البقاع، أهلهم!

فإذا كان رفع الأفرقاء السياسيين لسقف خطابهم الإنتخابي والسياسي من عادات أي انتخابات، فإنّ اتهام نصرالله لخصومه في الإنتخابات بدعم الجماعات الإرهابية، ينسف مبدأ النظام الانتخابي النسبي، الذي من المفترض أن تكون غايته إفساح المجال لتمثيل أكبر شريحة من التوجّهات السيّاسية والإنتخابية.

والحال هذه، كيف يكون السيّد نصرالله حريصاً على أحسن تمثيل سياسي عبر اعتماد النظام النسبي في قانون الانتخابات على ما دأب على القول قبل إقرار القانون الجديد وبعده، وفي الوقت نفسه ينبري إلى اتهام المكونات السياسية للائحة المنافسة للائحة حزبه في دائرة بعلبك – الهرمل بدعم الإرهاب. أي أنّه يذهب في شيطنة خصومه عشية الإنتخابات إلى حدّها الأقصى، إلى الحد الذي لا يسمح، من حيث المبدأ، بممارسة الديموقراطية والعمل السياسي لمجرّد رمي الخصوم السياسيين بتهمة دعم أعداء لبنان.

فأي نسبية هذه التي يدعو إليها السيد حسن طالما هو مستعد في أي لحظة أن يتجاوز في وصف خصومه، الذين يفترض أن تضمن النسبية مشاركتهم في تمثيل منطقتهم، حدود السياسة والديموقراطية؟ فيغدو، في قاموسه السياسي، التصويت لخصوم حزبه تصويتاً للجماعات الإرهابية. وهو أمر ينسف، بأقلّ تقدير، فكرة «التمثيل الصحيح»، إذ ينفي عن الخصوم هؤلاء الأهلية السياسيّة والأخلاقية للمشاركة في تمثيل منطقتهم. أي بكلام آخر، إنه يقول للناخبين في بعلبك – الهرمل، أنّ حزبه هو الوحيد «الوطني» أمّا البقية فخونة وغير وطنيين، وعليه فإن النظام الانتخابي النسبي، يجب ألاّ يؤدي وظيفته في هذه الدائرة.

وبالتالي إذا كانت هذه قناعات نصرالله و«حزب الله» فعلاً، فقد كان حريّاً به ألّا يدعو أساساً إلى اعتماد النظام النسبي في قانون الإنتخابات حرصاً على أوسع تمثيل سياسي في البرلمان المقبل. أمّا وقد دأب على العمل لاعتمادها ولم يبرح يمدحها فالأَولى به، إنسجاماً مع نفسه، أن يلتزم أصول المنافسة السياسية والإنتخابية، فلا يذهب إلى محاولة نزع الشرعية السياسية والأخلاقية عن خصومه. فساعتذاك تُعدَم السياسة، ويسقط المنطق السياسي والأخلاقي للمعركة الإنتخابية، فينتقل الخصم تلقائياً من خصومة اللائحة الانتخابية إلى العداء للوطن وأهله.

وهذا أمرٌ لا شكّ له تبعات سياسية وأخلاقية خطيرة، ليس على المعركة الإنتخابية في الدائرة المقصودة في خطاب نصرالله، بل على الحياة السياسية في لبنان. فإدراج منطق التخوين من جديد في اللعبة السياسية لهو عودة صريحة إلى ما قبل «منطق التسوية»، أي إلى ما قبل «منطق النسبية» الذي يفترض أن يكون قائماً على منطق الاعتراف بالأهلية السياسية والأخلاقية والوطنية لكل القوى والشخصيات السياسية التي تعمل في السياسة اللبنانية.. هذا فضلاً عن أنّ كلام نصرالله هذا وإن كان الهدف المباشر منه شدّ عصب مؤيديه للمعركة الانتخابية إلّا أنّه ليس بلا ارتدادات سلبية على «حزب الله» نفسه.. فربّ سائل من «بيئة الحزب» يسأل قيادة الحزب وأمينه العام شرح التناقض بين كون «القوات» و«المستقبل» داعمين للإرهابيين كما يتهمهما نصرالله، وبين كونهما شركاء «حزب الله» في الحكومة و«التسوية»؟ لا سيّما وأنّ الشرط الشارط للتسوية التي سمحت بانتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة وإقرار قانون للإنتخابات، كان تجاوز لغة التخوين التي سادت اللعبة السياسية منذ العام 2005، وقبل ذلك في فترات عديدة عندما كان يسقط المنطق السياسي وتجنح اللعبة السياسية نحو العنف و/أو الشعبوية!

 

زياد حواط... «فوبيجو» القوات

ليا القزي/الأخبار/الخميس 3 أيار 2018

دأب النائب السابق منصور البون على وصف الوزير السابق زياد بارود بسياسي الـ«فوبيجو» (المجوهرات المُزيفة). قبل أن يتبيّن وجود «زيادٍ» آخر، يليق به هذا اللقب: رئيس بلدية جبيل السابق، زياد حواط، الذي ارتضى لنفسه لعب دور «حصان طروادة» القوات اللبنانية في «غزوها» لقضاء جبيل

في «لا وعي» الناخبين في دائرة كسروان ــــ جبيل خاصّة، واللبنانيين عامّة، زياد حواط هو «الأقوى» بين المُرشحين إلى الانتخابات النيابية. تكاد الماكينات الحزبية، تُجمع على أنّ المعركة بالنسبة إلى مُرشح حزب القوات اللبنانية في جبيل محسومة. ولا يبقى سوى «ميني معركة» بين مُرشحَي التيار الوطني الحرّ سيمون أبي رميا ووليد الخوري. أمّا النائب السابق فارس سعيد، فـ«مخنوق» في لعبة الأرقام، كما لو أنّ القوى المتصارعة في جبيل، أقصته من الاستحقاق، حتّى قبل فتح صناديق الاقتراع. الدعاية فنّ، امتهنه حواط. ساعده في التسويق لنفسه، انتخابياً، شركات الاحصاء. فمعظم الخبراء الانتخابيين يُجمعون أنّ حواط يملك «بلوكاً» انتخابياً يتفوق به على المُرشح الأول للتيار العوني (أيّاً يكن).

زياد حواط، هو من أكثر المُرشحين إلى الانتخابات النيابية الذي يُتقن جيداً لُعبة «البروباغندا». نجح رئيس بلدية جبيل السابق، في خلقٍ «صورةٍ» جميلة عن نفسه، إلى حدّ ربط اسمه، بمدينة جبيل، التي تعود جذورها إلى أكثر من 7000 سنة. «كريستوفر كولومبوس» بيبلوس، هو الشابّ الودود، دائم الابتسام، «الهمشري»... وصاحب «الصدارة في عالم الإنجازات». العبارة الأخيرة ليست نكتة. هكذا قدّم مدير مكتب رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع، إيلي براغيد المُرشح حواط خلال إعلان لائحة «التغيير الأكيد». حين يسمع المرء هذه الجملة، يُخيّل إليه أنّه أمام شخصية «استثنائية» في مجال عملها، أفنت عُمرها من أجل أعمال تستحق أن تُصنّف في خانة «الإنجازات». وحين يكون المقصود رئيس بلدية، يُفترض أن يكون الجُهد مُضاعفاً ليُعتبر ما قام به إنجازاً، يتخطّى واجباته في وظيفته الذي انتخبه الناس من أجلها.

ما هي إنجازات زياد حواط؟ «الناس في جبيل تعرفها»، يردّ في حديث مع «الأخبار».

الجُبيليون يتحدثون عن احتكار شركة «الفاليه باركينغ» للمواقف العمومية، حتى بعد انتهاء دوام «البارك ميتر»؛ والحديقة العامّة التي تسلمتها جمعية شقيقه نبيل الحواط وتستثمر في أكشاك الطعام داخلها وتُساهم البلدية في سدّ عجز تشغيلها؛ و«مُجمّع ميشال سليمان الرياضي» الذي تستأجر أرض ملعبه جمعية «عائلية» أخرى، بعد أن تنازلت البلدية عن الإيجار من وقف دير المعونات؛ وزينة الميلاد التي تُمَوَّل (توقّف هذا الأمر في الـ2017) من تُجار مدينة جبيل من دون أن يحصلوا على إيصالات بالمبلغ المدفوع؛ وغياب البنى التحتية؛ وتحويل جبيل من مدينة سياحية ثقافية إلى مدينة للسهر فقط، تُشبه «موضة» شوارع مونو أو بدارو أو مار مخايل؛ والتحضير لتدمير اقتصاد جبيل وسوقها من خلال إنشاء مُجمّع تجاري...

«شو هيدا عم تحكي عنجّد؟»، يسأل زياد حواط. المعلومات المذكورة، والتي هي ملّفات تعمل عليها بلدية الظلّ في جبيل، «وجهة نظر 2 في المئة، بالنسبة إليهم عنزة ولو طارت»! يقول حواط إنّ صندوق المدينة يوم الأحد، «سيُخبر ماذا أنجز زياد». ولكنّه يسأل أيضاً إن كانت الناس لا تتكلّم عن «ترميم سوق جبيل والمحلات التي كانت تُساوي 30 ألف دولار وأصبحت قيمتها 500 ألف دولار؟» (رُمّم السوق في الـ2013، بهبة من رئيس مجلس إدارة والمدير العام لبنك بيبلوس فرنسوا باسيل)، «أليس إنجازاً إنشاء حديقة عامة هي الأجمل؟ والمُجمّع الرياضي الذي هو أصلاً ليس للبلدية؟ للمرّة الخمسة مليون، كارلوس سليم وضع شرطاً أساسياً لتمويل المُجمّع، أن تُديره جمعية لا تبغي الربح ويُشرف على صرف المال لتنفيذه المدير العام للخصخصة زياد الحايك».تنظر «القوات» إليه بوصفه «صنيعتها» النيابية، وبعد 6 أيار، سيتحول إلى نائب معراب

مشروعان مُمولان من باسيل وسليم، يُعتبران إنجازاً في قاموس حواط، الذي يُعدّد أيضاً: تفعيل الحركة الاقتصادية في سوق جبيل التجاري والسوق القديم. وحبّة الكرز على قالب إنجازاته: تشييد قصر بلدي وإنشاء متحف الأبجدية في المدينة. «كنا نعمل في غرفة مترين بمتر، ولا نملك مكاناً لاستقبال الضيوف. الآن أصبح لدينا قصر بلدي، أليس هذا إنجازاً؟»، يسأل. كلا! يُصرّ: «أنا من وجهة نظري بلى». هناك سوء فَهِم، أو «تسخيف»، لدى المسؤولين لمعنى كلمة «إنجاز». يلجأون إلى تضخيم الهالة حول مشروع «عادي»، كبناء قصر بلدي من الأموال العامة، في محاولة لكَيّ وعي الناس حول حاجاتهم الحقيقية غير المؤمنة. حتّى تعتدّ بلدية ما بأعمالٍ استثنائيّة، عليها أن تُقدّم مثلاً مشروعاً لحلّ أزمة النفايات. ماذا فعلت بلدية جبيل على هذا الصعيد سوى تحويل وادي غرفين إلى مكبّ للنفايات؟ ماذا حلّ بمعمل الفرز، الذي افتُتح قبل قرابة الأربع سنوات، وما لبثت أن «اختفت» معداته؟ ولماذا توقف مشروع الفرز من المصدر؟

جبيل «على كلّ لسان. هذا هو التسويق الحقيقي للمدينة، الأولى سياحياً»، يقول حواط. وفي هذه الجملة لُبّ الحديث. «التسويق». الكلمة المفتاح لكل ما يُسمّى بـ«حالة» زياد حواط. «الصندوق بكرا بيحكي إذا كنت صورة إعلامية»، يُجيب. وهو واثقٌ بأنّ الناس «ستنتخب النمط الجديد بالتعاطي والتغيير الحقيقي والإنماء اليومي. وسيفاضل الناخب الجُبيلي بين مُرشحي التيار الموجودين في المنطقة منذ 13 سنة، وبين زياد».

الصورة التي تمكّن حواط من تكوينها، كانت «مفتاح عبوره» إلى معراب. اعتبره سمير جعجع «لقطة»، للولوج إلى المنطقة المُقفلة بوجهه، واختراق عائلاتها التي تُعاديه، من خلال «استغلال» رئيس البلدية السابق، ابن البيت الكُتلوي. تحالفٌ سيُساعد «القوات» على تأمين الحاصل الانتخابي. كان بإمكان جعجع أن يُكمل الطريق، برفقة حليفه السابق فارس سعيد. ولكنّه فضّل الانتقال إلى معركة قائمة على الدعاية والزفت والوعود الخدماتية، على حساب الخطاب السياسي، الذي ينفرد به اليوم سعيد وحزب الله في جبيل. هي مرحلة ما بعد التسوية الرئاسية، حيث لم يعد هناك من «مصلحة» قواتية في شبك يدها بيد النائب السابق. إضافةً إلى سببٍ آخر، هو عدم قدرة جعجع على «ضبط» سعيد تحت جناحيه، والإدعاء بأنّ حكيم معراب هو من «صنَع» حكيم قرطبا. أما في حالة حواط، فلا خوف من التزامه بتكتل «القوات» ومواقف الحزب، وترداد خطابه السياسي كأي عضوٍ في «الجوقة». وبصرف النظر عن «الاستقلالية» التي يُصرّ حواط على التمسك بها، ولكنّ «القوات» تنظر إليه بوصفه «صنيعتها» النيابية. وبعد السادس من أيار (في حال فوزه)، سيتحول حواط من «حصان طروادة» سمير جعجع، إلى نائب القوات اللبنانية. انتسابه إلى «القوات»، الذي لم يصدر أي بيان رسمي بنفيه، دليلٌ على ذلك. «أنا عم بنفي موضوع الانتساب. أنا متحالف مع القوات، كما بقية المُستقلين على اللوائح الأخرى. ونحن تفاهمنا على مكافحة الفساد والفاسدين، وبناء الدولة، والانتاجية في العمل»، يقول حواط، الذي يُصرّ على أنّه «لا أنا أذوب في القوات بعد 7 أيار، ولا القوات تذوب في زياد». لماذا اختارك جعجع أنت وليس فارس سعيد إذاً؟ «بسبب الديناميكية في العمل».

يقول حواط إنّ تحالُفه مع «القوات» انطلق في الـ2010. ولكنّ مسؤولين سياسيين من أحزاب متعدّدة تصفه بـ«الانتهازي، الذي لم يكن لديه هدفٌ سوى الوصول إلى النيابة». إنطلاقاً من هنا، فُتحت أمامه أبواب عين التينة وبيت الوسط وبنشعي. إلا مع التيار العوني، لم تجمعه الكيمياء يوماً بالرئيس ميشال عون. الخدمات التي كان حواط يطلبها، تُؤمّن جميعها. لم يُمانع البحث في «جدوى» التحالف مع العائلات التقليدية في كسروان ــــ الفتوح، ولكن بعد أن أدرك بأنّ المقعد ليس مضموناً، رسا على برّ معراب. يوضح الرجل أنّه «صديق كلّ الناس. هذا شيء، والرأي السياسي شيءٌ آخر». ماذا عن العمل للانتخابات النيابية بطريقة بلدية/ تقليدية، في منطقة تهوى الخطاب السياسي؟ جوابه أنّه «كنت رجل خدمات في البلدية، وسأكون رأس حربة الخطاب السياسي داخل المجلس النيابي».

في ظلّ القانون النسبي، هناك صعوبة في تحديد حجم كلّ مُرشح، حتى ولو كان «الأول» لدى شركات الإحصاء. خصوم حواط في جبيل، يقولون إنّ «الرصد اليومي يُظهر وجود مُبالغة بالأرقام، بهدف الإيحاء للناس بأنّ الرجل قوي، فينال ثقتهم». ويؤكدون أنّ حملة حواط «قائمة على المال الانتخابي، والوعود الانتخابية، فبات الناخبون يشعرون بأنّه هناك من يخدعهم ولن يُلبّي الطلبات، خصوصاً أنّ العهد ضدّه». وهناك عوامل «ضعف» أخرى لحواط، قائمة في شكلٍ أساسي في مدينة جبيل. يذكر خصوم المُرشح، «حالتَي» فرانسوا باسيل والمدير العام لشركة «امتياز كهرباء جبيل» إيلي باسيل، اللذين لن يكونا مُتحمسين لخلق «زعامةٍ» جديدة على الساحل الجُبيلي. السبب الرئيسي، تحضير إيلي باسيل ابنه لخوض معترك العمل السياسي، ورغبته في الاحتفاظ بامتياز «الكهرباء»، مع ما يعنيه ذلك من عدم معاداة العهد. بالنسبة إلى حواط، «الكلام عن باسيل غير صحيح ويُفقد التقرير صدقيته»! ويؤكد أنّه «لا أحد يؤثر عليّي سلباً في جبيل». أما عن المال الانتخابي، «فهي أقلّ المرات التي أشعر فيها بدفع أموال». هو يستثني نفسه من «جريمة» شراء الذمم. حتّى الوعود الخدماتية، «أنا لا أُقدّمها. هناك علاقة ثقة مع الناس». يقول إنّ التيار العوني يُوحي للناخبين بأنّ الاقتراع لمُرشحَيه هو اقتراعٌ للعهد، «من قال لهم إذا زياد فاز لن يكون المُدافع الأول عن العهد؟ هو مثل السفينة، نحن ركّابها والرئيس قائدها. كلّنا لدينا مصلحة أن ينجح العهد ويصل إلى برّ الأمان». يُفرّق بين موقع الرئاسة، والاختلاف سياسياً مع التيار العوني «والتصدّي للفساد».

الوسوم:

 

هذا المقعد العزيز في جبيل

بيار عطاالله/المرصد/03 أيار/18

توفي العميد ريمون اده في 10 ايار 2000 ، اي منذ 18 عاماً ناقص 6 ايام بالضبط، لكن طيف الرجل لا يزال حاضراً بقوة في جبيل ولبنان خصوصاً في غمرة التنافس الكبير بين اللوائح عموماً والمرشحان فارس سعيد وزياد حواط خصوصاً على احد مقعدي الموارنة في جبيل.

"على هذا الكرسي كان يجلس العميد"، او "هكذا قال في هذه المناسبة وتلك"، وهذا "كان موقفه من العهد الشهابي والحلف الثلاثي"، وغيره من الامور والمسائل التي يتم استحضاره فيها. لكن هذه ليست حال ريمون اده فحسب، بل هو حال قسم كبير من المسيحيين مع زعمائهم الراحلين بدءاً من كميل شمعون، الى بيار وبشير الجميل، ورؤساء الكنيسة والرهبانيات وشارل مالك وغيرهم من الشخصيات التي كان لها مواقف وطنية صلبة وشجاعة تلتف حولها الجماهير وتدافع عنها حتى الموت.

المسألة ليست في الحنين الى زمن المارونية السياسية، والذي حول لبنان الى سويسرا الشرق شاء من شاء وابى من ابى، رغم ملاحظات كثيرة على هذه وتلك من الامور والمسائل. لكن الاساس في هذه المارونية السياسية كانت القيادات المارونية التي احسنت الجمع ما بين زعامتها الخاصة (هذا حق لها ولكل من يتعاطى الشأن السياسي)، والمصلحة الوطنية بطريقة مذهلة تستحق التمعن فيها والوقوف عندها. في حين يغرق من يتعاطى الشأن السياسي اليوم في دوامة العصبيات القاتلة، والبحث عن العوّرات في الاخرين وكيل الاتهامات وعبارات التخوين لهم. اما زمن المارونية السياسية ورغم حدة الخلافات بين اده والجميل وشمعون والكتلويين والدستوريين إلا انه كان ايضاً زمن التفاهم على المسلمات الوطنية ورفض المتاجرة بأسس ومبادئ الدولة واركانها. وبهذا المعنى يمكن فهم التفاف المارونية السياسية حول الرئيس كميل شمعون، ومساندة الكتائب للرئيس فؤاد شهاب بداية، ثم التفاهم على تشكيل الحلف الثلاثي لاحقاً وغيرها من المحطات التي لا يمكن تجاوزها بسهولة. لا تجدي الاستعانة بنموذج ريمون اده ولا غيره من الزعماء المسيحيين، كما لا يجدي التماهي مع النوستالجيا المسيحية من دون الالتزام فعلاً وقولاً بالمبادئ الاساسية التي ترعى التنوع الحر والتعددية الحضارية في لبنان. وبهذا المعنى يجب ان يكون كل الكلام واضحاً، مفصلاً، ودقيقاً في المسائل الاساسية المرتبطة بالوجود الحر والآمن واحترام التعددية والتنوع وسيادة لبنان واستقلاله. والوفاء لذكرى الكبار يكون بالوفاء لتعاليمهم.

 

ما الغاياتُ من الحديث «الإستباقي» عن الحكومة العتيدة؟

جورج شاهين/جريدة الجمهورية/الخميس 03 أيار2018

ليس مستغرَباً أن تتوسّع التحليلات التي تحاكي مرحلة ما بعد 6 أيار، وخصوصاً على مستوى التشكيلة الحكومية. فكل السيناريوهات المتداوَلة تتناول طريقة تقاسم الحقائب السيادية والخدماتية بعد احتفاظ القوى الحالية بمواقعها وحصصها وإن تبدّل بعض الوجوه. فالصفقة المنتظرة ستحمي المعادلة القائمة ما خلا ما رُصد من محاولاتٍ لحرق بعض الأسماء. فما هو المتداوَل؟ ولماذا الآن؟ ليس ثابتاً في أيّ مقاربة لتشكيلة الحكومة الجديدة حيث تجرى «البروفات»، سوى التفاهم على إقصاء المعارضة ما لم تأتِ الانتخاباتُ بنتائج لا يتوقعها احد من اهل السلطة. فتسخير هذا الكم من القدرات الذي تمتلكه هذه القوى غايته عدم السماح بنفاذ المعارضين الى ساحة النجمة بالحجم الذي يمكن أن يشكّل قلقاً على مشاريعهم للمرحلة المقبلة. وبعيداً من ايّ منطق ديماغوجي، لم يظهر بعد أيُّ مؤشر يوحي بالتساهل في التعاطي مع تركيبة المجلس النيابي المقبل. فالحروب الكاسرة الجارية في معظم الدوائر توحي بالنّية والقرار الحاسم لتقاسم قوى السلطة المقاعد النيابية أيّاً كان الثمن ولو بلغت النتائج المتوقعة تشويه صورة العهد ورجالاته، فهم على قناعة أنهم قادرون في المرحلة المقبلة على طيّ هذه الصفحة بالسرعة القصوى تحت عناوين شتى ولربما قدّمت لهم التطوّرات السلبية المنتظرة في مجريات الأزمة السورية وما يلوح في الأفق من مشاريع الحرب المقبلة في المنطقة، ما يكفي لتجاوز النتائج السلبية لهذه الإنتخابات أيّاً كان حجمها.

على هذه الأسس، لا يرى الباحث عمّا يدعم هذه النظرية عناءً في ما يقود الى المعادلة الجديدة التي يسعى اليها اهل الحكم لفرض سيطرتهم على مفاصل السلطة التشريعية ومن خلالها وضع اليد على السلطة التنفيذية المتمثلة بالحكومة العتيدة في مرحلة لاحقة. فكل المؤشرات تدل على نيّة استثمار نتائج الإنتخابات بغية تعزيز المواقع وفق معادلة تقود مجدداً الى الديموقراطية التوافقية أيّاً كانت أحجام بعض الأطراف.

وإن كان بارزاً أنّ الثنائي الشيعي يخوض معركته الإنتخابية بكل طاقاته السياسية والحزبية ومعها الفتاوى الشرعية للإمساك بالمقاعد السبعة والعشرين للطائفة بلا أيّ حرج. فإنّ الحملات الإعلامية وسيل المواقف يوحيان أنّ هذه السيطرة ستكون مضمونة النتائج بلا أيّ خرق يُذكر. وهو ما يسعى اليه المكوّن السنّي بزعامة تيار «المستقبل» ايضاً، وإن بدرجة أقل، سعياً للبقاء في موقع المتحكّم بالسيطرة المطلقة على اكبر عدد من المقاعد السنّية للعودة برئيسه معزّزاً الى السراي الحكومي الكبير أيّاً كانت الخروق المتوقعة في الجسم النيابي.

وكل ذلك يجري في وقت لم يوّفر «التيارالوطني الحر» أيّ خطوة تكرّس السعي الى وضع اليد على أكثرية المقاعد المسيحية، فقاد تحالفات مالية وسياسية وحزبية خرق من خلالها كل المقايس التي تتحكّم باللعبة الإنتخابية على قاعدة رقمية ومالية تجاوزت كل المبادئ السياسية بنحوٍ لم يسبقه اليه احد قبلاً على مدى المحطات الانتخابية السابقة أيّاً كانت الكلفة المقدّرة لهذه المعركة في داخل التيار ومحيطه ومع حلفائه وحلفاء الحلفاء، وهو ما قاد الى القول إنّ ما هو مطلوب يبرّر في نظرهم كل الوسائل المعتمدة من اجل الغايات التي لم تعد خافيةً على أحد.

وما بين هذه المواجهات المنتظرة لم تتوحّد القوى المتضرّرة من «لعبة الأقوياء» الذين أنتجوا قانون الإنتخاب الهجين بغية حفظ مقاعد لهم في المرحلة المقبلة. ولذلك فقد تعدّدت الترشيحات ومعها اللوائح الإنتخابية المتناحرة على الفتات في كثير من الدوائر الإنتخابية يحيث إنها يأكل بعضها من صحون بعض بلا أيّ استراتيجية واضحة كانت مطلوبة لمواجهة تكتلات مذهبية وسياسية تسعى الى الإمساك بكل مفاصل السلطة.

وتأسيساً على كل ما تقدّم، وتحت عنوان السعي الى تشكيل «حكومة العهد الأولى» رغم عبور الثلث الأول تقريباً من العهد تجري المقارباتُ المتداوَلة للحكومة المقبلة فلا تجد أيَّ خلاف بارز حول هوية مَن سيكون رئيسها، فهو الحريري الباقي في السراي متوَّجاً بالتفاهمات المباشرة وغير المباشرة التي بُنيت عليها الصفقة الرئاسية قبل عشرين شهراً تقريباً وكرّستها محطات عدة على خلفية البحث عن الأقوى ليكون ممثلاً وفق التوزيعة الطائفية للمواقع الكبرى في السلطة.

والى هذه الزاوية التي تعني السلطة التنفيذية والتي لم تعد تخضع لأيّ تشكيك، في انتظار ما سيزيدها قوةً ومناعةً كونها ستأتي في محطة دستورية لا بدّ من ولوجها بعد تتويج الرئيس نبيه بري رئيساً لمجلس النواب بلا منازع إثر سقوط كل مشاريع الإبعاد وما رافقها من «غوغائية» سياسية وحزبية تلاشت، لتبدأ بعد ذلك تلقائياً عملية تقاسم الحقائب الوزارية وفق حصص لن تخرج في شكلها ومضمونها وحجمها عمّا تكرّس في الحكومة الحالية التي ستستقيل دستورياً لحظة انتهاء مجلس النواب الحالي في 21 أيار الجاري.

والى تلك المحطة تزخر المقاربات لشكل الحكومة الجديدة وتركيبتها بالأسماء المتوقعة لهذه الحقيبة او تلك على قاعدة تكريس المواقع والحقوق السياسية كما المذهبية في توقيت يخشى أن يكون الهدف منه حرق بعض الأسماء على قاعدة أنّ «مَن استعجل الشيء قبل اوانه عوقب بحرمانه» واستباقاً لمواجهة حتمية حول بعض الحقائب.

وعلى هذه الخلفيات يبدو أنّ رئيس الجمهورية ما زال عند وعده بأنّ الحكومة المقبلة هي «حكومة العهد الأولى» ولم يتراجع بعد عن هذا التوصيف في وقت يدخل بري في المواجهة على قاعدة الإحتفاظ بالتوقيع الثالث الإلزامي على كل المراسيم من باب وزارة المال متلازِماً وقراراً واضحاً لـ»حزب الله» بالمشاركة في الحكومة المقبلة من بوابة الحقائب السيادية ولن يكتفي بحصة «وزارات الدولة» بعد الآن.

فيما سيسعى الحريري الى الإمساك بحقائب أساسية لمواجهة الاستحقاقات الإقتصادية والمالية الكبرى المطروحة، ويجهد «التيار الوطني الحر» في البحث عن طريقة للاحتفاظ بالحقائب الدسمة بمعزل عن حصة رئيس الجمهورية وهو ما سيفتح الآفاق على نقاشٍ حامٍ ليس سهلاً إنهاؤه بولادة طبيعية وسريعة للحكومة على ما يتّضح من أكثرية السيناريوهات المتداوَلة.

 

إيران... وخطوة ترمب الأخيرة

أمير طاهري/الشرق الأوسط/03 أيار/18

من المتوقع، في وقت ما من الأسبوع المقبل، أن يميط الرئيس الأميركي دونالد ترمب اللثام عن قراره بشأن الاتفاق النووي مع إيران، الذي ورثه عن إدارة الرئيس السابق باراك أوباما. ووجهة النظر السائدة الآن هي أن الرئيس الأميركي لن يجدد تعليق العقوبات المفروضة على إيران، وهي الخطوة التي قد ترقى إلى حد «الانسحاب» من الاتفاق. ومع ذلك، قد يحاول ترمب أيضاً المراوغة في المسألة، تماماً كما فعل حيال فرض الرسوم الجمركية على مجموعة من الواردات الأوروبية، وذلك من خلال منح الحلفاء الأوروبيين مزيداً من الوقت لـ«تحسين» الاتفاق الذي وصفه من قبل بقوله: «أسوأ الصفقات على الإطلاق». في كلتا الحالتين، سوف يستمر الاتفاق المثير للجدل في حالة المعاناة الراهنة، إن لم يكن منتهياً بالفعل. فلن يفكر من أحد في إجراء التعاملات التجارية الطبيعية مع إيران، ولو على مضض، حتى تعلن الولايات المتحدة الأميركية وبوضوح عن موقفها من الاتفاق.

ولكن ما الذي يمكن لإيران أن تفعله رداً على ذلك؟ صرح محمد باقر نوبخت، أحد مساعدي الرئيس حسن روحاني، بالأمس قائلاً: «نعتقد في أن الولايات المتحدة سوف تنسحب من الاتفاق النووي. ولذلك، فلقد اتخذنا القرارات اللازمة للتعامل مع الأوضاع الجديدة. وهذا يشمل تخصيص الميزانيات اللازمة وإعداد الإجراءات المطلوب تنفيذها في حينها». وتعكس تصريحات نوبخت الغامضة، تصريحات أخرى صادرة عن رئيس مجلس الأمن القومي الإيراني، الأدميرال علي شمخاني، التي اشتملت على تهديدات بأن إيران سوف تنسحب بدورها من معاهدة حظر الانتشار النووي، ومن المفترض أن تضع الجانب العسكري من برنامجها النووي في حالة تأهب قصوى. والتهديد بالانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي، كما فعلت كوريا الشمالية قبل عدة سنوات ماضية، من التصريحات المتكررة عن محمد جواد ظريف وزير خارجية الجمهورية الإسلامية.

ورغم ذلك، يعتقد بعض المحليين أن تلك التهديدات جوفاء وخاوية. طالما زعمت طهران بأنها ليست لديها نوايا مؤكدة إزاء بناء الأسلحة النووية. وبالتالي، فإن البدء في التحرك على هذا المسار الآن سوف يؤكد الشكوك الممتدة عبر عقدين من الزمان، بأن الجمهورية الإسلامية كانت تسعى دائماً لامتلاك الأسلحة النووية. ومن شأن ذلك، أن يدفع الجانب الأوروبي، الذي لا يزال يبذل الجهود المضنية للالتزام بصفقة السيد أوباما، إلى الانسحاب والانتقال إلى فرض حزمة جديدة من العقوبات على الجمهورية الإسلامية. يقول المحلل السياسي الإيراني، أحمد مرندي: «الخيار الأفضل بالنسبة إلى طهران سيكون التمسك بالاتفاق النووي. وعلى أي حال، لم تلتزم إيران ولا القوى الدولية الضالعة في الاتفاق النووي بتعهداتهم حيال بنود الاتفاق. لقد تعلم كل طرف منهم كيفية الاستمرار في التعامل بقدر لا بأس به من الغش في هذا الصدد». ويمكن لطهران أيضاً اتخاذ القرار بانتظار خطوة ترمب. فمن شأن انتخابات التجديد النصفي في الكونغرس أن تحرم الرئيس الأميركي من ميزة الأغلبية في مجلس النواب أو مجلس الشيوخ، مما يزيد من صعوبة الأمر على الرئيس الأميركي، في تضييق الخناق على الجمهورية الإسلامية. أما بالنسبة لخطوة الانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي، فسوف تزيد من صعوبة الأمر على المتعاطفين مع الملالي داخل الحزب الديمقراطي الأميركي، لمعارضة الموقف المعادي الذي اتخذه الرئيس ترمب ضد طهران. ومع ذلك، فإن الانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي، أو التخلي عن الاتفاق النووي، أو حتى انتظار قرار الرئيس الأميركي، ليست هي خيارات إيران بمفردها على أي حال. فإن وزير خارجية إيران، وحفنة من المسؤولين الآخرين البارزين في الجمهورية الإسلامية، يقولون مراراً وتكراراً إن كافة الخيارات مطروحة على الطاولة. ومن بين هذه الخيارات مقدرة إيران الهائلة عن صناعة الفوضى والقلاقل في منطقة الشرق الأوسط وما وراءها. فمنذ تسعينات القرن الماضي وحتى الآن لم تشن طهران أي هجمات إرهابية ضد الدول الغربية. ومنذ عام 2006 وحتى الآن أيضاً، عندما تم التوصل إلى اتفاق ضمني مع إسرائيل، لم تتعرض طهران بأي نوع من الهجمات ضد الدولة العبرية أو الوجود الإسرائيلي في الخارج. بدلاً من ذلك، ركزت طهران جهودها على صناعة الاضطرابات وضرب الاستقرار في الدول العربية المجاورة، ولا سيما العراق، ولبنان، وسوريا، واليمن، والبحرين، وفي المغرب كذلك كما تبين بالأمس القريب. وردد حسين موسوي، أحد زعماء جماعات الضغط السياسية الموالية للجمهورية الإسلامية في الولايات المتحدة، تلك التهديدات الجوفاء، إذ زعم قائلاً: «أصبح الاتفاق النووي ممكناً عندما أذعنت الولايات المتحدة إلى الخطوط الحمراء الإيرانية المعلنة. وفي حالة الصراع مع الولايات المتحدة، سوف تفعل إيران أي شيء على الإطلاق لحيازة اليد العليا».

وعبارة «أي شيء على الإطلاق» تشتمل بطبيعة الحال على الإرهاب، واحتجاز الرهائن، وشن الهجمات على منشآت الولايات المتحدة والحلفاء في المنطقة. وتحتجز إيران بالفعل ما لا يقل عن 30 رهينة من رعايا أوروبا والولايات المتحدة، وكثير منهم يحملون الجنسيات المزدوجة، ولكن يمكن لطهران إصدار التعليمات إلى تنظيم «حزب الله» اللبناني باختطاف مزيد من الرهائن في أجزاء أخرى من الشرق الأوسط، على نحو ما صنعوا من قبل في ثمانينات وتسعينات القرن الماضي. ومع ذلك، فإن العودة إلى شن الهجمات الإرهابية داخل أوروبا أو ضد إسرائيل، ناهيك عن ذكر الولايات المتحدة الأميركية، من شأنه أن يمد الرئيس الأميركي بالمبررات الكافية لاتخاذ مواقف أكثر صرامة وتشدداً ضد الجمهورية الإسلامية. ولا يزال الجانب الأوروبي يأمل في العثور على وسيلة للحيلولة دون تصعيد التوتر لما وراء مستوى معين. فبعد عامين من الإعلان الرسمي عن إبرام الاتفاق النووي، لم يلتزم من أحد بكافة تعهداته إزاء الاتفاق. ولا تزال بريطانيا، وفرنسا، وألمانيا، يتعاملون مع إيران معاملة الطفل المنبوذ الذي لا يرغب من أحد في تبنيه أو تربيته. ولا تزال الأصول الإيرانية متجمدة في الخارج، مع حرمان الشركات التجارية التي تتعامل مع الجمهورية الإسلامية من أبسط الضمانات التجارية الاعتيادية. ولا تزال مطالب طهران للسماح بافتتاح الفروع المصرفية في العواصم الأوروبية «قيد النظر والدراسة» ولا تصل إلى نتيجة تذكر. تمكن الرئيس السابق أوباما من دفع الاتفاق عبر الأمل في تمكين المجموعة المفترض أنها موالية للولايات المتحدة في إيران، والمتجمعة الآن حول الرئيس حسن روحاني ومعلمه الراحل هاشمي رفسنجاني، من الانتصار في الصراع على السلطة في البلاد ضد الزمرة الخمينية المتطرفة، بقيادة المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي. غير أن ذلك لم يحدث، وإن انهار الاتفاق النووي مع إيران، فسوف يفقد روحاني «الإنجاز الوحيد» الذي تمكن من تحقيقه خلال فترة ولايته رئيساً للبلاد. ومن حلول الوسط المحتملة التي يمكن صياغتها، هي استعادة سلطة مجلس الأمن في الأمم المتحدة فيما يتعلق بالقضية النووية الإيرانية. ولقد نجح الرئيس السابق أوباما في تدمير تلك السلطة من خلال تشكيل مجلس الأمن الموازي غير الرسمي (مجموعة 5+1) وتجاهل سبعة قرارات أممية صادرة عن المجلس الأصلي. ومن شأن ذلك، أن يتطلب من إيران الموافقة على القرارات الأممية السبعة السابقة التي كانت قد رفضتها كلها من قبل، مما يسمح بمعالجة القضية من خلال شروط معاهدة حظر الانتشار النووي، وقواعد الوكالة الدولية للطاقة الذرية، تحت إشراف مجلس الأمن الدولي. ونظراً لأن القرارات الأممية المشار إليها توفر سبيلاً واضحاً وعقلانياً وعملياً يهدف إلى تسوية القضية النووية الإيرانية، فلن يكون هناك مجال أمام روسيا أو الصين للقيام بأي دور يُذكر أو حتى استخدام حق النقض (الفيتو) ضد أي قرارات. يقول المحلل العسكري الإيراني حميد زمردي: «لم ينجح اتفاق أوباما مع أي طرف. ولقد تمكن ترمب من تحديد المشكلة بصورة صحيحة. ولكن هل بمقدوره الخروج بحل واضح لها؟». أما على الصعيد الإيراني، يدور الضجيج الحالي حول أن الشخصيات المؤيدة لطهران داخل الولايات المتحدة، ومن أبرزهم جون كيري، وزير الخارجية السابق، قد نصحوا طهران بعدم إضفاء «الشرعية» على خطوة الرئيس ترمب، من خلال انسحابهم من الاتفاق النووي.

 

«حماس» على خطى إيران عسكرياً

هدى الحسيني/الشرق الأوسط/03 أيار/18

لم يطغَ اجتماع الرئيس الأميركي دونالد ترمب والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أو اجتماع زعيمي الكوريتين لمصالحة منتظرة منذ عام 1953، على خبر واحد ملأ الصحف الدولية في 12 أبريل (نيسان) الماضي عن اغتيال أحد ناشطي حركة «حماس» في ماليزيا، فصار مدار أبحاث كثيرة فتحت كثيراً من النوافذ المغلقة بإحكام حسب اعتقاد «حماس». الدكتور فادي البطش مهندس كهربائي، ومحاضر بجامعة في كوالالمبور؛ العاصمة الماليزية، اغتيل عندما كان في طريقه إلى أحد المساجد صباح يوم السبت 10 أبريل الماضي عندما أطلق مجهولون على دراجة نارية طلقات رصاص باتجاهه أردته قتيلاً. لم تمض ساعات قليلة حتى تبين أن البطش لم يكن مجرد عالم، إنما كان يعمل لصالح الذراع العسكرية لـ«حماس»، ولعب دوراً مهماً في التسليح العسكري للحركة، بعدما ساهم، وفقاً لتقارير إعلامية، في الإعداد لمشروعات أسلحة متطورة. اغتيل البطش فأصبحت ماليزيا تحت رادار الدول المعنية.

منذ سنوات كانت ماليزيا مكاناً مرغوباً لنشاط «حماس»، فهي قريبة سياسياً وآيديولوجياً للفلسطينيين، لذلك ليس مستغرباً أن يكون هناك عدد من الفلسطينيين الذين يقيمون فيها، وجزء كبير منهم من الشباب الذين يسافرون للتعليم العالي. على البعض من هؤلاء ركزت «حماس» للتجنيد، وبالتحديد على طلاب الكيمياء والهندسة، لاستخدامهم قوةً عاملة ماهرة لبناء البنية التحتية للأسلحة الدقيقة الفاعلة، وتصنيع المتفجرات والصواريخ.

أصبحت الجامعات الماليزية المكان الأنسب لـ«حماس» لتجنيد الشباب، وكما تفعل إيران في الخارج حيث تستعمل البعثات الثقافية لاختراق الدول، صارت «حماس» تستخدم «تجنيدها» للطلاب وراء واجهة الأنشطة الاجتماعية والثقافية. يقول خبير أجنبي متابع لنشاطات «حماس» إنها تقوم في ماليزيا بتجنيد ناشطين لذراعها العسكرية. فعلت ذلك في تونس وتركيا، وهي تفعله اليوم في ماليزيا. ومع ذلك، ففي هذه الدولة الواقعة في جنوب شرقي آسيا، فإن «حماس» غير راضية عن مجرد تجنيد الشباب؛ إذ إنها تنظر إلى ماليزيا على أنها «البيت الدافئ»، حيث يمكنها أيضاً العثور على أماكن لتدريب المجندين وإرشادهم. ووفقاً لتقارير إعلامية أجنبية، فإن «حماس» تغري جماعاتها في ماليزيا بالتدريب العسكري بدءاً من التدريب الأساسي؛ وصولاً إلى إرشادات حول تحليق «الدرونز» وهي طائرات من دون طيار، وقد جندت «حماس» بالفعل عشرات الشباب هناك ومعظمهم من «الجامعة الإسلامية الدولية» وأيضاً من أماكن أخرى.

وعودة إلى الدكتور البطش؛ أصبح واضحاً بشكل متزايد من خلال الساعات والأيام التي أعقبت عملية الاغتيال، أنه كان في طليعة مشروع طائرات من دون طيار، لصالح «حماس»، الذي كان يهدف إلى التسلل والاختراق وإصابة الأهداف داخل إسرائيل.

يقول المتابع لنشاطات «حماس» إنه بالنسبة إلى ماليزيا، فإنها في أبسط الحالات كانت تتجاهل ذلك، وفي أسوأ الحالات كان فيها من يتعاون بنشاط مع تطوير الأسلحة وإنتاجها هناك. وعلى أي حال، حولت «حماس» ماليزيا إلى ميدان اختباري لها.

من جانبهم، يحاول الماليزيون وصف علاقتهم بـ«حماس» بأنها سياسية وإنسانية، يرتكزون في ذلك على تبادل الوفود السياسية بين الجانبين. وكان رئيس الوزراء الماليزي زار في الماضي على رأس وفد غزة، وتقوم «حماس» بإرسال وفود فلسطينية وبشكل منتظم إلى كوالالمبور. لكن، كما يقول محدثي: إنه صار واضحاً للجميع أن هذه الزيارات غطاء لاتصال أمني وعسكري، لأن الوفود الفلسطينية من «حماس» عندما تزور ماليزيا تحضر معارض الأسلحة الضخمة في العاصمة الماليزية.

هذه طريقة معروفة تستخدمها «حماس»... إنها تستغل التعاطف الآيديولوجي لمختلف البلدان في جميع أنحاء العالم من أجل دخول أراضيها، وبمجرد أن تستقر في مكاتب، تبدأ في تنفيذ البحث والتطوير لتلبية الاحتياجات العسكرية.

ليست ماليزيا البلد الأول، وربما لن تكون الأخيرة التي فتحت أبوابها، وبالتالي تعرّض نفسها لتصنيفها دولةً راعية للإرهاب. هناك خيوط هشة تربط بين كل من أنقرة وبيروت وكوالالمبور حيث تقوم «حماس» بتركيب شبكة لمصالحها العسكرية.

إذا أخذنا تركيا، فهي تقليدياً عرضت على «حماس» دعماً واسعاً يتعلق بالمسائل السياسية والاقتصادية والعملانية، كما أظهرت تقارباً آيديولوجياً مع «حماس»، ووجدت نفسها تؤوي كبار المسؤولين في الذراع العسكرية لـ«حماس» داخل حدودها. في السنوات الأخيرة نجح هؤلاء المسؤولون الكبار في مواصلة البحث والتطوير في مجال الأسلحة، وإنشاء مجموعة تدريب عسكري في تركيا، وتماماً كما في ماليزيا، تغاضت السلطات التركية عن اجتماعات المقيمين لديها من «حماس» مع المسهلين المشتركين في بناء القوة العسكرية، لكنهم لا يستطيعون دخول قطاع غزة.

لكن على الرغم من الدعم الشعبي الذي تقدمه تركيا لـ«حماس»، فإن أنقرة ليست غير مبالية بشأن ما قد يكلفها ذلك. إن تركيا حساسة للضغط الدولي الذي تتعرض له مراراً وتكراراً بسبب النشاط العسكري من قبل كبار مسؤولي «حماس» داخل حدودها. لذلك، وحتى لو سمحت لـ«حماس»، على ما يبدو، بتنفيذ نشاط عسكري غير قانوني فوق أراضيها، فإنها لم تتردد في إصدار تعميمات لها من أجل تبني صورة أقل استفزازاً، ثم، كما أشرت في مقال سابق، إن «حماس» تريد تقويض «حزب الله» والاستفادة من الملجأ الذي وفره لعدد من زعمائها في لبنان. وعلى الرغم من أن نشاط «حماس» في لبنان، بدأ بالتنسيق مع «حزب الله» بالطبل والزمر، فإن «مكتب الأعمال الأجنبية» التابع لـ«حماس» بدأ، ومنذ سنوات، العمل على مشروع صاروخي سري، مصمم لتزويد «حماس» بالقدرة الاستراتيجية لإطلاق مئات الصواريخ على إسرائيل من أجل إجبار لبنان على الانضمام إلى حربها المقبلة، كما في اعتقادها. لقد سبب نشاط «حماس» في لبنان وضعاً عبثياً قد يكون فيه «حزب الله» - الذي وفر ملاذاً آمناً في قلب الضاحية الجنوبية من بيروت لصالح العروري الذي أصبح نائباً لرئيس المكتب السياسي لـ«حماس»، وكان من مؤسسي «كتائب عز الدين القسام» - مجبراً على الدخول في حرب لا يريدها رغم كل التصريحات النارية، وذلك نتيجة لجهود «حماس» السرية الرامية إلى إنشاء قوة عسكرية مستقلة في جنوب لبنان، كما فعلت «فتح» في السابق إثر «اتفاق القاهرة»، وكلنا يعرف ماذا كانت نتيجته من تمزيق للبنان، وتشتيت لمنظمة التحرير الفلسطينية وإبعادها حتى تونس، وحتى الآن لا تزال على هذا الوضع وأسوأ.

الشبكة السرية التي عملت عليها «حماس»، هناك ما يهددها مع ازدياد عدد ساحاتها العملياتية كما في ماليزيا وتركيا ولبنان، ويتم الكشف أيضاً عن نطاق وعمق النشاط العسكري غير القانوني الذي تقوم به في تلك الدول. إنها تسير على «الطراز» الإيراني، التمدد لأهداف عسكرية، قد تطال أولاً منظمة التحرير الفلسطينية. من المرجح أن تتضرر «حماس» إزاء ذلك، لأن الدول نفسها التي فتحت لها الأبواب، ستجد نفسها في نهاية المطاف عرضة لعقوبات انتهاك القانون الدولي، ومساعدة الذراع العسكرية لـ«حماس»، التي تم تصنيفها حركةً إرهابية من قبل أوروبا والولايات المتحدة.

قريباً سوف يتم توجيه أصبع الاتهام وبسرعة إلى مسؤولين كبار في «حماس» الذين استغلوا استقبال هذه الدول لهم، فاستخدموا واجهة الآيديولوجيا والمساعدات الإنسانية لمتابعة أنشطة عسكرية. عندما يحدث ذلك، فستتوقف هذه الدول عن كونها متسامحة للغاية، لأن مستقبل ورخاء شعوبها على المحك، وستجد «حماس» نفسها معزولة ليس فقط في قطاع غزة، بل أيضاً على النطاق العالمي، وللأسف الشديد سيبقى الغزاويون يدفعون ثمن جنوح «حماس» ومراهنتها على نصائح إيران لها.

 

الأيام الأخيرة من الاتفاق الأعرج

سلمان الدوسري/الشرق الأوسط/03 أيار/18

بعد أقل من 24 ساعة على الضربة المنسوبة لإسرائيل ضد القوات الإيرانية في سوريا، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو إن الاتفاق النووي أساساته كاذبة، ويعتمد على أدلة مغلوطة قدمتها إيران، مؤكداً أن بلاده لا تسعى لحرب مع إيران، لكن ثلاثة مسؤولين أميركيين صرحوا لشبكة «إن بي سي» بأن إسرائيل تستعد فعلاً لحرب وشيكة مع إيران، كما تسعى للحصول على دعم من أميركا، مضيفين أن الغارة الأخيرة على حماة في سوريا نفذتها طائرات حربية إسرائيلية من طراز (F15) وأنها ضربت شحنات صواريخ أرض جو، وأدت إلى قتل عشرات الجنود الإيرانيين، وبعيداً عن ردة الفعل الإيراني لا تتوافق مع حجم الصراخ والعويل والتهديدات الكلامية لإسرائيل، فإن الأحداث تتوالى والسخونة تزداد مع اقتراب ساعة الصفر بعد 9 أيام، عندما يحل الثاني عشر من الشهر الحالي بإعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب قراره بشأن الاتفاق النووي؛ إما الانسحاب منه، أو الإصرار على تعديله وفرض عقوبات مهما كانت النتائج، أو الاحتمال الثالث وهو الأضعف بالاستمرار فيه دون اتخاذ قرار حاسم.

كانت العواصم الأوروبية وطوال ثلاث سنوات تعتبر هذا الاتفاق كتاباً مقدساً لا يحتمل التعديل، إلا أن اللهجة تغيرت وتغير معها المزاج الأوروبي في مسعى لفتح الباب أمام حل وسط يضمن عدم انسحاب الولايات المتحدة وبالتالي انهيار الاتفاق، وقد حمل لواء الحل الوسط الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ففكرته لا تقوم على إعادة التفاوض على الاتفاق النووي الذي تم توقيعه منتصف 2015، وإنما تكمن في عدم المساس به على الإطلاق، وإكماله بثلاث اتفاقيات أخرى؛ مفاوضات فورية حول الملفات السورية واليمنية، وأيضاً مفاوضات حول الصواريخ الباليستية الإيرانية، وأخيراً حول مدى صلاحية الاتفاق النووي نفسه التي حددت على مدى عشر سنوات. بالطبع الحرص الأوروبي على عدم المساس بالاتفاق نظير المصالح الاقتصادية التي يعتقد الأوروبيون أنها ستطير مع الريح بمجرد اتخاذ ترمب قراراً بالانسحاب، فلا يهم الأوروبيين أن الدولة التي يدافعون عن اتفاقها النووي، تعطي صواريخ باليستية لميليشيا كالحوثيين ليضربوا بها السعودية، وهي المرة الأولى التي تسلح دولة ميليشيا بالصواريخ لكي تعتدي بها على دولة أخرى، كما أن الأوروبيين لا يهتمون أيضاً إن كانت إيران لديها قواعد عسكرية في سوريا والعراق ولبنان واليمن أو لا، ما يهمهم أن مستثمريهم لا ينسحبون من طهران، في الوقت الذي بدا فيه كل من البيت الأبيض والاستخبارات الأميركية قلقاً جداً، لأن الصواريخ الإيرانية تتطور بسرعة متنامية، وإذا تمت هندسة وصنع الصاروخ باحتراف، فهذا يمكنهم من وضع قنبلة نووية في رأس الصاروخ يوماً ما، وبطبيعة الحال هذا الأمر سيتسبب في ضرر كبير جداً، ليس للسعودية وجيرانها فحسب، بل لمصالح الولايات المتحدة في الشرق الأوسط عموماً. بالطبع كل ما فعلته إيران للرد على هذه الاتهامات الزعم بأن ملف الصواريخ الباليستية لم يكن في الاتفاق، بالإضافة إلى أن صواريخها لا تحمل رؤوساً نووية، أما الأكيد فهو أن الجميع يعلم أن هذه ليست سوى كذبة إيرانية جديدة تعودنا عليها.

انتظر العالم عقداً كاملاً من أجل التوقيع على اتفاق أعرج، ولم يبقَ إلا أكثر من أسبوع بقليل لأن ترفع الإشارة الحمراء، وسد ثغرات وعيوب تمتلئ بها اتفاقية ساعدت قوى شريرة بأن تسلح 50 ألفاً أعضاء في ميليشيات متطرفة في سوريا وحدها. من يصدق، السعودية وحدها حذرت من الاتفاق منذ يومه الأول باعتباره سيجعل الشرق الأوسط «جزءاً أكثر خطورة في العالم»، بينما غالبية دول العالم ظنت أنه سيحل السلام معه في المنطقة.. دارت الأيام وثبت مَن الدولة التي كانت محقة تماماً، ومَن الدول التي اندفعت دون أن ترى الخطر الإيراني. هل بقي من يشكك في صحة الرؤية السعودية؟!

 

الحكمة البرتغالية في المسألة الباليستية

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/03 أيار/18

كان أنطونيو سالازار، حاكم البرتغال، يردد باستمرار: «لا غاية لي غير التي تمكنني من أن أمكن البرتغالي من أن يحيا حياته العادية. حياة كل يوم». خلال حرب لبنان، ومذلة اللبنانيين الكبرى، كان جميع الأهالي يرددون: «لا نريد أكثر من أن يخرج أبناؤنا إلى أعمالهم، ويعودوا».

أكثر من يعرف معنى هذا القول الآن، السوريون والعراقيون، الذين يعيشون حياة غير عادية. أي أن كل مقومات العيش صعبة ومهددة: الأمن، والعمل، والرغيف، والطمأنينة، وحرية الفكر، والتنقل. لا شيء فوق العادة. فقط تلك العاديات البديهية التي تتمتع بها معظم شعوب الأرض.

انقلاب كيم جونغ أون على نفسه أحرج عالم البطولات والصواريخ في كل مكان. أخيراً ترك الزعيم المبجل إرث جده ووالده من الخطب والحروب والتهديدات، وقرر أن يمنح شعبه أغلى شيء يمكن أن يقدمه له: حياة عادية فيها ما يكفي من الأرز وحليب الأطفال، وفيها القليل من الحرية، ويسمح فيها للشعب الكوري بأن يشاهد الأفلام التي يشاهدها زعيمه. كان كيم أون إلى أسابيع قليلة، يريد أن يهزم الإمبريالية، ويدمر مدن أميركا، ويهدد اليابان، ويمحو كوريا الجنوبية. وربما كان كل ذلك مهماً. لكن يبدو أن هناك من أقنعه بأن عليه قبل ذلك أن يؤمِّن الطحين للأفران، والوقود للسيارات - إذا وُجدت - ومنهجاً مدرسياً يعلم شيئاً غير خُطب كيم إيل سونغ، لأن عالم كيم إيل سونغ أصبح مما قبل التاريخ. مسيرة أون نحو الحياة العادية على رأس شعبه سوف تُحرج أنظمة كثيرة تُطلق صواريخها خارج الحدود. سوف تعلن الثورة الإيرانية نجاحها عندما يعلن الرئيس روحاني أنه سوف يترك اليمن، وسوريا، والعراق، ولبنان، ومصر، والبحرين، لكي يعود إلى طهران. وعندما يعلن إنجازات حكومته في محاربة البطالة والفقر، لأن ذلك هو الانتصار الأكبر على الشيطان الأكبر. الشعوب التي لا تعرف الكفاية العادية، شعوب منكسرة. لقد تجمع العالم حول كيم أون، ولم يعد مرتعباً من هواياته المرعبة. اليابان وأميركا وكوريا الجنوبية تعرض عليه الانضمام إلى نادي الحياة العادية. أفران على رفوفها خبز، وعملة مقبولة في السفر، وبرامج مدرسية تمكِّن الطلاب من التعرف إلى حدث حديث يدعى شكسبير. مثلاً. لقد وضع سالازار شعاراً بسيطاً لا يناقش. ليس فيه جدليات ماركس، ولا فورات لينين، ولا فلسفات الرأسمالية: مجرد حياة عادية كي يرتاح هذا العالم من الثقافة الباليستية.

 

بقاء الأسد ونظامه سيفجر سلسلة ثورات جديدة!

صالح القلاب/الشرق الأوسط/03 أيار/18

المفترض أنه معروفٌ أن الروس، ومعهم الإيرانيون ونظام بشار الأسد أيضاً، عندما يقولون إنه لا حلّ عسكرياً للأزمة السورية فإنهم يقصدون «المعارضة» ومن يساندها ويقف معها، وأنَّ الأميركيين ومن معهم عندما يقولون هذا الكلام نفسه فإنهم يقصدون روسيا وإيران، وهكذا فإنه لا جديد عندما يعلن لافروف وظريف ومعهما أوغلو في أعقاب اجتماعهم الثلاثي الأخير أنهم توافقوا على استمرار العملية السلمية، وعندما يقولون إن اتفاق هذه الدول الثلاث في هذا الاجتماع المشار إليه يعد «بداية» الحل المنشود لهذه الأزمة.

ولعل ما يؤكد أن التباعد لا يزال قائماً بين الأميركيين وحلفائهم والروس وحلفائهم أنه نُسب إلى مصدر أوروبي أن الدول الغربية لن تسهم في إعادة إعمار البنية التحتية والتنمية طويلة الأجل في سوريا إلا إذا رأت تغييراً حقيقياً في هذا النظام وتشكيلاً لحكومة تعددية، مما يعني أنه قد يكون هناك بعض التحول في الموقف الأميركي تحديداً والموقف الغربي بصورة عامة، لكنه تحوُّل، كما هو واضح، لا يعني أن مواقف المتخاصمين اقتربت من أن تصبح متطابقة، لا بل إنه يعني أن هذه المواقف قد ازدادت تباعداً، والدليل هو ما بات يجري على الأرض عسكرياً حيث التحشيد الأميركي المتواصل الذي رافقه ويرافقه تحشيد فرنسي واضح ومعلَن وعلى «عينك يا تاجر» كما يقال. لقد حذَّر هذا الدبلوماسي، الذي لم يُكشف النقاب لا عن اسمه ولا عن مكانته ولا عن أي دولة يمثلها ويتحدث باسمها، من أن الروس قد قاموا بالكثير من الألاعيب أخيراً، وقال: «لذلك لا أعتبر أننا وصلنا إلى نهاية لهذه الألاعيب... علينا أن ننتظر قليلاً لنرى ما إذا كان غبار المعارك سينقشع وما إذا كانت هناك عملية سياسية ستظهر مجدداً في جنيف»!

وحسب «الشرق الأوسط» فقد أشارت وكالة الصحافة الفرنسية يوم الجمعة الماضي، إلى أن دولاً أوروبية، على رأسها فرنسا، تخطط لجعل محاكمة مجرمي الحرب في سوريا شرطاً أساسياً للسلام والمصالحة في هذا البلد، وذلك رغم العقبات الكثيرة التي تعيق تحقيق مثل هذا الأمر، وهنا فإن ما يؤكد أن هذا التوجه جدي وأن الولايات المتحدة داعم رئيسي له، أنَّ اجتماعاً قد عُقد يوم الأربعاء الماضي في بروكسل شاركت فيه بريطانيا والسويد وهولندا والدنمارك وبلجيكا وخُصِّصَ لمناقشة هذه المسألة ومنع إفلات نظام بشار الأسد ومن شاركه من العقاب على ارتكاب كل هذه الجرائم.

وهذا يعني أن أي حلول سياسية جدية لهذه الأزمة الطاحنة، التي لا تزال تزداد تعقيداً وتداخلاً يوماً تلو يوم، مستبعدة جداً في المدى المنظور وبخاصة أن الولايات المتحدة، خلافاً لما كان قاله الرئيس دونالد ترمب، قد أعلنت أنها لن تنسحب عسكرياً من سوريا وأن الروس بادروا أخيراً إلى اتهام أميركا بأنها تريد تقسيم هذا البلد، وكل هذا وقد بات واضحاً لكل معنيٍّ بهذا الأمر أن الروس قد بدأوا عمليات التقسيم هذه «باكراً» عندما بدأوا عمليات التفريغ الديموغرافي والتهجير المذهبي والطائفي لإنجاز مشروع «سوريا المفيدة» و«الانسجام المجتمعي» اللذين كان بشار الأسد قد تحدث عنهما ليس مرة واحدة وإنما وبكل جدية مرات كثيرة.

في كل الأحوال تجب الإشارة هنا إلى مسألة في غاية الخطورة والأهمية وهي أنَّ أي حلٍّ وفقاً لـ«آستانة» و«جنيف1» وغيرهما لا يكون أساسه المرحلة الانتقالية وإقصاء بشار الأسد عن موقع الرئاسة سيعزز حقيقة أن المقصود بهذا الذي جرى والذي يجري سابقاً ولاحقاً وحتى الآن هو العرب «السُّنة»، ولعل ما يؤكد هذه الحقيقة هو أن عمليات التهجير التي تمت على مدى الأعوام السبعة الماضية التي لا تزال مستمرة ومتواصلة لم تستهدف إلاّ هؤلاء، مما يؤكد أن المقصود ومنذ البدايات هو التخلص من أبناء هذه الطائفة ليبقى «نظام الأسد إلى الأبد» نظاماً مذهبياً وطائفياً ويتحول الشعب السوري بغالبيته إلى مجموعات طائفية سواء إنْ هي أصبحت أقليات متآخية أو متناحرة ومتحاربة. جاء في كتاب «الصراع على السلطة في سوريا.. الطائفية والإقليمية والعشائرية في السياسة 1961 - 1995»، لصاحبه الدكتور نيقولاوس فاندام، أنَّ التقسيم الفرعي للسكان في هذا البلد نسبةً إلى اللغة يكشف أن 82.5% يتحدثون العربية، وأن 68.7% عربٌ مسلمون سُنيون، وأن أكبر الأقليات الدينية هم العلويون (11.5%)، وأن الدروز 3.0%، والإسماعيليين 1.5%، والمسيحيين (الروم – الأرثوذكس) 4.7%. وجاء في هذا الكتاب أيضاً أن الأقليات العرقية الرئيسية هم الأكراد (8.5%)، والأرمن (4.0%)، والتركمان (1.0%)، وذلك في حين أن معظم الأكراد والتركمان والشراكسة مسلمون سُنيون، وهم ينتمون إلى غالبية السكان، أما الأرمن فهم يمثلون أقلية عرقية ودينية... وكل هذا في حين أن العلويين والدروز والإسماعيليين والمسيحيين (الروم الأرثوذكس) يتحدثون جميعهم ومن دون أي استثناء (تقريباً) اللغة العربية.

إنَّ ذكر هذه الحقائق كلها هو ليس إثارة للطائفية والمذهبية، التي من المفترض أنها مرفوضة رفضاً مطلقاً، وإنما لتأكيد أنَّ السنة العرب هم المستهدفون الآن، وأن المقصود بعمليات التفريغ والتهجير، المستمرة على مدى الأعوام السبعة الماضية، هو تحويلهم من أكثرية إلى أقلية مثلهم مثل الطوائف الأخرى، والواضح حتى الآن أن هذا الهدف قد تحقق الجزء الأكبر منه، وأن بقاء نظام بشار الأسد وفقاً لما يريده ويسعى إليه الإيرانيون والروس وتصْمُت تجاهه تركيا، سيؤدي إلى تغيير تركيبة هذا البلد المذهبية ويحوّلها من أغلبية سُنية إلى أغلبية تحالف مذهبي تكون القيادة فيه للطائفة العلوية.

وهنا لا بد من الإشارة إلى أن دمشق قد شهدت في عام 1940 ولادة حزب البعث على يدي المسيحي الأرثوذكسي ميشيل عفلق والمسلم السني (العربي) صلاح الدين البيطار ومعهما جلال السيد من دير الزور وبعض اللوائيين (نسبة إلى لواء الإسكندرون) وبعض الأردنيين واللبنانيين، لكن هذا الحزب ما لبث، بعد انقلاب أو «ثورة» مارس (آذار) عام 1963، أن تحوَّل إلى حزب أكثرية طائفية (علويون وإسماعيليون ودروز)، وتراجع الوجود السني لاحقاً حتى حدود التلاشي وبخاصة بعد انقلاب الثالث والعشرين من فبراير (شباط) عام 1966.

لقد حاول «البعث» منذ إنشائه استبدال «الهويات» الطائفية والمذهبية (الانعزالية) بالهوية القومية – العربية، الجامعة لكنه إنْ هو قد حقق بعض الإنجاز والنجاح في البدايات فإنه بعد الوصول إلى الحكم بانقلاب عسكري قادته مجموعة سرية، تشكلت في القاهرة، من خمسة من الضباط السوريين ثلاثة منهم علويون هم: محمد عمران وصلاح جديد وحافظ الأسد، واثنان من الطائفة الإسماعيلية هم عبد الكريم الجندي وأحمد المير، بدأ يفقد وبالتدريج أي لون سني له إلى أنْ وقعت حركة الثالث والعشرين فبراير 1966، الآنفة الذكر، حيث وصلت الأمور إلى حدِّ أنّه لم يستطع إنشاء فرع فعلي له في دمشق التي كان قد بدأ فيها وبصبغة قومية وعروبية غالبة. لقد ابتعد السنة السوريون عن «البعث» ليس في دمشق وحدها وإنما في كل المدن السورية الكبيرة والصغيرة، اللهم باستثناء درعا ودير الزور، فكانت تلك الانتفاضات بطابع إسلامي التي شهدتها حماة في عام 1964 وبعد ذلك، وشهدتها مدن أخرى بطرق أخرى مختلفة، وهكذا إلى أن جاء انقلاب حافظ الأسد في عام 1970، حيث تحول هذا الحزب وهذا النظام إلى حزب طائفي وليس حزب الطائفة، في حين تحول النظام إلى نظام العائلة الأسدية، وهذا كله قد أدى أولاً إلى انتفاضة عام 1980 ثم إلى انتفاضة عام 2007 التي كانت ولا تزال بصورة عامة انتفاضة سُنية.

إن المقصود بهذا الاستعراض كله هو أنَّ أي حلٍّ يُبْقي على نظام الأسد وبأي شكل من الأشكال قد يؤدي إلى انتكاسة مؤقتة بالنسبة إلى هذه الثورة وبالنسبة إلى هذه المعارضة، لكن الجمر سيبقى «يعسعس» تحت الرماد، وسيبقى السنة العرب الذين لا يمكن إنهاء وجودهم في هذا البلد سيلجأون إلى انتفاضات متلاحقة، انتفاضة بعد انتفاضة، إلى حين إطاحة هذا النظام الطائفي واستبدال نظام يكون للسوريين كلهم وللطوائف والمذاهب السورية بأسرها به، وعلى من يشك في هذه الحقيقة أن يراجع التاريخ إنْ في هذا البلد العربي (سوريا) وإنْ في بلدان عربية وغير عربية أخرى كثيرة.

 

هل يحل ابن مهاجر مسلم قضية الهجرة في بريطانيا؟

عثمان ميرغني/الشرق الأوسط/03 أيار/18

قدمت وزيرة الداخلية البريطانية آمبر راد استقالتها يوم الأحد الماضي لأنها ضللت البرلمان من «دون قصد» عندما نفت وجود سياسة حكومية تستهدف تحقيق أرقام معينة في ترحيل المهاجرين غير الشرعيين، وهو كلام ثبت لاحقاً أنه غير صحيح بعد أن كشف عن رسالة تناقض كلامها وتؤكد وجود هذه السياسة. راد ليست الوحيدة التي تضطر للاستقالة بسبب «تضليل» البرلمان عن عمد أو عن غير قصد، فقد سبقها إلى ذلك آخرون خلال العقود الماضية؛ فخلال العام الماضي وحده خسرت حكومة تيريزا ماي اثنين من وزرائها بسبب «تضليل» البرلمان، هما وزيرة التنمية الدولية بريتي باتيل التي قدمت معلومات غير صحيحة بشأن لقاءات غير معلنة وغير مصدق عليها عقدتها خلال عطلة في إسرائيل مع مسؤولين إسرائيليين بينهم رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، أما الوزير الثاني فهو داميان غرين نائب ماي الذي استقال لتقديمه بيانات مضللة أمام البرلمان نفى فيها علمه بمواد إباحية عثر عليها في جهاز الكومبيوتر بمكتبه. لكن على الرغم من هذه الاستقالات «القسرية» مضموناً، والطوعية شكلاً، خلال فترة وجيزة من حكومة تيريزا ماي التي تحاصرها الأزمات والصراعات، فإن استقالة وزراء أو نواب برلمانيين بسبب الكذب أو تضليل البرلمان تبقى مسألة قليلة الحدوث نسبياً، على الرغم من أن قواعد البرلمان البريطاني وتقاليده تعتبر تقديم معلومات كاذبة أو مضللة «جرماً» يستوجب عقوبة. فالسياسيون كما يقال في بريطانيا على سبيل السخرية السياسية اللاذعة، ليسوا مضطرين للكذب، لأنهم كثيراً ما يلجأون «للاقتصاد في الحقيقة».

الوزيرة آمبر راد كانت في الواقع ضحية تنفيذ سياسة صارمة للحد من أعداد المهاجرين وضعتها رئيسة الوزراء تيريزا ماي عندما كانت وزيرة للداخلية وقررت بمقتضاها تخفيض نسبة الهجرة. في إطار هذا التوجه انتهجت ماي منذ عام 2012، عندما كانت على رأس وزارة الداخلية، سياسة «خلق أجواء عدائية» للتضييق على المهاجرين وإجبار غير الشرعيين منهم على الرحيل. وتسبب ذلك أحياناً بمنع دخول مهاجرين جدد منهم أطباء لملء شواغر في قطاع الصحة الذي يعاني من نقص في الكوادر المؤهلة، كما تضرر السياح الذين يحتاجون إلى تأشيرات لدخول بريطانيا بعد تشديد إجراءات التأشيرة وقيودها.

هذه السياسة ظلت مطبقة منذ سنوات لكنها أثارت ضجة واسعة في الأسابيع الأخيرة بعدما سلطت الأضواء على أزمة المقيمين خصوصاً من ذوي الأصول الكاريبية الذين باتوا يواجهون احتمالات الطرد من بريطانيا على الرغم من أنهم جاءوا إلى هنا بتشجيع من الحكومات التي كانت تحتاج إلى أياد عاملة بعد الحرب العالمية الثانية، واستقدمت لذلك مئات الآلاف من المستعمرات السابقة. غالبية أولئك المهاجرين تجنسوا في بريطانيا ويعيشون بلا مشاكل قانونية حول وضعيتهم، لكن حوالي 57 ألف شخص لم يسعوا لتوثيق وجودهم لأنهم لم يحتاجوا للحصول على الجنسية وجوازات السفر. هؤلاء وجدوا أنفسهم فجأة مطالبين بإثبات «شرعية إقامتهم» وإلا واجهوا إجراءات الترحيل من بريطانيا، وبعضهم جرى ترحيله بالفعل أو اضطر للمغادرة تحت الضغوط التي قلبت حياتهم رأساً على عقب، لأنهم فقدوا وظائفهم، وحق العلاج المجاني، وأغلقت حساباتهم المصرفية. فقانون الهجرة الصادر عام 2014 إبان فترة تولي تيريزا ماي وزارة الداخلية يلزم المصارف ومؤسسات الخدمات الصحية وأصحاب العمل وملاك العقارات بالتوثق من إقامة أي شخص قبل تقديم خدمات لهم.

عبء تنفيذ هذه السياسات وقع على آمبر راد بعدما خلفت تيريزا ماي في وزارة الداخلية، وأصبحت ضحية لها عندما «ضللت عن غير عمد» لجنة الشؤون الداخلية في البرلمان التي كانت تدلي بشهادة أمامها حول ضجة المقيمين الذين يواجهون الترحيل خصوصاً أولئك القادمين من جزر الكاريبي. العبء ينتقل الآن إلى الوزير الذي عينته تيريزا ماي خلفاً لآمبر راد، وهو ساجد جاويد الذي كان وزيراً للمحليات في الحكومة، وأثارت ترقيته لتولي الداخلية اهتماماً واسعاً لأنه أول مسلم يتقلد هذا المنصب، وهو ابن مهاجر باكستاني من جذور هندية جاء إلى بريطانيا في ستينات القرن الماضي وبالتالي ينتمي إلى جيل المهاجرين الذين تدور الضجة حول مصير بعضهم. لهذا سارع جاويد إلى القول بعد تعيينه إنه يتفهم قضية هؤلاء المهاجرين ومحنتهم وسيعمل على معالجتها بما تستحقه من عناية. المشكلة في هذا الكلام أن جاويد صوّت في السابق لصالح الإجراءات والقوانين التي فرضتها تيريزا ماي في موضوع الهجرة، فهل أصبح متفهماً الآن فقط لهذه القضية ولم يكن متفهماً لها في السابق وهو ابن مهاجر من ذلك الجيل؟ تيريزا ماي التي أثبتت قدرة في المناورة السياسية ربما رأت في تعيين جاويد فرصة لإسكات المنتقدين وتهدئة الضجة حول القضية التي حاصرتها أخيراً. من هذا المنطلق قد يكون التعيين محاولة تجميلية لصورة الحكومة ولا يعني تغييراً حقيقياً في السياسات ونهج تيريزا ماي المتشدد في موضوع الهجرة. الفترة المقبلة ستكون امتحاناً حقيقياً لجاويد في منصبه الجديد وفي معالجته لموضوع الهجرة الساخن والمعقد.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

مجلس الوزراء أشاد بمرحلة الانتخابات الاولى في دول الانتشار جريصاتي: دوام كامل الأحد في الوزارة والنيابات العامة

الخميس 03 أيار 2018

وطنية - أشاد مجلس الوزراء في جلسة عقدت قبل ظهر اليوم برئاسة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في قصر بعبدا، بإنجاز المرحلة الاولى من الانتخابات النيابية في دول الانتشار، والتي سترفع اليه وزارتا الخارجية والداخلية تقريرا عنها، واستمع الى عرض وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق للاجراءات المتخذة للانتخابات التي ستجرى يوم الاحد المقبل في كل المناطق اللبنانية، فيما اوضح وزير العدل سليم جريصاتي ان دواما كاملا سيعتمد في الوزارة والنيابات العامة لمواكبة عمل لجان القيد. وكان سبق الجلسة خلوة ثنائية بين عون ورئيس مجلس الوزراء سعد الحريري تناولا فيها جدول اعمال الجلسة.

وبعد الجلسة تلا وزير الشؤون الاجتماعية بيار بو عاصي البيان الآتي:

"عقد مجلس الوزراء جلسته الاسبوعية برئاسة فخامة رئيس الجمهورية وفي حضور دولة رئيس مجلس الوزراء، والوزراء، الذين غاب منهم السادة: مروان حماده، طلال ارسلان، حسين الحاج حسن، محمد كبارة، ويوسف فنيانوس.

في مستهل الجلسة، عرض مجلس الوزراء للمرحلة الاولى من الانتخابات النيابية التي تمت في دول الانتشار والاصداء الايجابية التي تركتها مشاركة اللبنانيين فيها للمرة الاولى في تاريخ الحياة السياسية اللبنانية. وبعد التداول والاستماع الى آراء عدد من الوزراء وملاحظاتهم، أشاد مجلس الوزراء بالانجاز الذي تحقق في هذا المجال، منوها بالجهود التي بذلها معالي وزير الخارجية والمغتربين ومعالي وزير الداخلية والبلديات وفريقا العمل في الوزارتين، واعضاء السلك الديبلوماسي والقنصلي لإنجاح هذه العملية والتي بلغت نسبة المشاركة فيها نحو 60%، وسترفع وزارتا الخارجية والداخلية تقريرا الى مجلس الوزراء عن عملية اقتراع المنتشرين في الخارج.

وقدم معالي وزير الداخلية والبلديات عرضا للاجراءات المتخذة للانتخابات التي ستجرى يوم الاحد المقبل في كل المناطق اللبنانية. وأخذ مجلس الوزراء علما برأي الهيئة الاستشارية العليا التي أجازت الحق لكل مرشح تكليف مندوب عنه في لجان القيد اضافة الى مندوبي اللائحة ككل.

وأوضح معالي وزير العدل ان دواما كاملا سيعتمد في الوزارة والنيابات العامة لمواكبة عمل لجان القيد.

بعد ذلك درس مجلس الوزراء جدول الاعمال واتخذ في شأنه القرارات المناسبة، ومنها الموافقة على:

- طلب وزارة الاتصالات اصدار طابع تذكاري يحمل اسم الكاتبة الراحلة اميلي نصر الله.

- طلب المجلس الاقتصادي والاجتماعي ملء 14 مركزا شاغرا لديه.

- طلب مجلس الانماء والاعمار تأمين اعتمادات اضافية لاستكمال تنفيذ مشاريع واردة في قرار سابق لمجلس الوزراء".

حوار

ثم دار حوار بين بو عاصي والصحافيين، فقال ردا على سؤال عن الملاحظات المتعلقة باقتراع المغتربين: "إن تداولا جرى في ما خص بعض الأمور، وقد حصل بعض الشوائب، لكن حجم العملية وكونها تجرى للمرة الاولى جعل منها جعلاها مقبولة جدا. وسيرفع تقرير بكل الشوائب، اضافة الى الامور الايجابية التي حصلت، الى مجلس الوزراء قريبا من وزارة الداخلية".

سئل: لماذا الاعتراض على الجامعة الارثوذكسية في بيروت؟

اجاب: "لن ادخل في تفاصيل النقاش الذي حصل في الداخل، ولكن تم تأجيل البند المتعلق بها الى جلسة لاحقة، والارجح الى الجلسة المقبلة. وهذا الامر غير مرتبط بالانتخابات".

سئل: في الوقت الذي لدينا فيه مجلس اقتصادي اجتماعي لم يقدم شيئا، فإننا نلجأ الى شركات استشارية، فهل نعطيه اليوم وظائف جديدة؟

اجاب: "علينا ان نعتاد استثمار كل ما نقوم به حتى النهاية، خصوصا ان الأمر يتعلق بالمال العام. ونحن نتمنى النجاح للمجلس الاقتصادي الاجتماعي الجديد، وهو سيساهم في وضع رؤية جديدة. ويجب اعطاؤه الامكانات اللازمة لذلك، بحرص شديد على المال العام. كما انه سيطلب منه مهمات معينة على المستويات الاقتصادية والاجتماعية، فإذا ما نجح بها تكون الامور على ما يرام وتستمر".

سئل: هذه هي الجلسة الاخيرة قبل الانتخابات النيابية، فكيف ستأتون الاسبوع المقبل؟

اجاب: "سنأتي الاسبوع المقبل كوزراء، لا كمرشحين راسبين ولا كنواب ناجحين. لقد كنا وزراء هذا الاسبوع وسنكون وزراء حتى انتهاء عمل هذه الحكومة".

وردا على سؤال عن عدد الجلسات المتبقية لهذه الحكومة، اجاب: "ان عدد الجلسات المتبقية او جدول اعمالها، امور يعود تقريرها الى فخامة رئيس الجمهورية ودولة رئيس الحكومة".

 

مقابلة مع النائب سليمان فرنجيّة: عون طرف وليس رئيــساً للجمهورية في الإنتخابات 

الجمهورية/04 أيار/18

أجرى الحوار: جورج سولاج، عماد مرمل، مرلين وهبة، كلير شكر، وملاك عقيل

تزدحم الطريق الى بنشعي في قضاء زغرتا بصور المرشحين وبالشعارات الحماسية التي تؤشر الى صخب الانتخابات المرتقبة وحرارتها المرتفعة، أما منزل رئيس "تيار المردة" النائب سليمان فرنجية، الكائن في وسط الطبيعة الوادعة، فيسوده نوعٌ من السلام الداخلي الذي يعكس تصالحاً مع الذات من جهة واطمئناناً الى النتائج من جهة أخرى

لا عون ولا جبران باسيل يستطيع إلغاءَنا

صحيحٌ أنّ فرنجية الأب تنازل عن الترشيح النيابي لابنه طوني، إلّا أنه منغمسٌ في تفاصيل الحملة الانتخابية و"بطانتها" السياسية، ليس فقط من موقع الحرص الأبوي الفطري على المساهمة في تأمين كل شروط النجاح للابن وللائحته، وإنما أيضاً من زاوية الإدراك لحساسية المعركة الانتخابية وتأثيرها على حضور "المردة" في السلطة خلال السنوات الأربع المقبلة، وربما أيضاً على توازناتِ المعركةِ الرئاسية المستقبلية.

في الصالون الرحب، يستقبلك المسؤول الإعلامي في "المردة" سليمان فرنجية بعد مواكبة هاتفية تبدأ من لحظة دخولك "المجال الإقليمي" لبنشعي، فيما الوزير السابق روني عريجي يلاقيك بآخر أخبار دائرة الشمال الثالثة، وهو المُلم بتضاريسها الديموغرافية وأمزجة ناخبيها انطلاقاً من دوره الأساسي في الماكينة الانتخابية.

بعد لحظات، يطلّ الوزير السابق فرنجية من الطابق العلوي ببنطلون الجينز، ثم ينزل الدرج مسرعاً لاستقبالنا بحرارة، قبل أن يأخذَ مقعدَه على زاوية الأريكة، بينما كانت صحونُ "الكنافة" تتوزع على الطاولة، لتضفي على اللقاء مزيداً من "الحلاوة".

كعادته، بدا زعيم "المردة" عفوياً وتلقائياً في مقارباته السياسية، لا يحتاج الى الجهد أو التكلّف في تظهير مواقفه. صريح ومباشر، ما في قلبه يطفو على سطح لسانه بقوة الدفع الذاتي، من دون "تكرير" ولا لفّ ودوران، علماً أنّ شفافيّته التي لا تتناسب ومعاييرَ اللعبة السياسية في لبنان تتسبّب له احياناً ببعض الحرج.

وحتى قطع الشوكولا التي يقدّمها فرنجية لضيوفه في هذه الايام تعبّر عمّا يفكر به، بعدما كُتب على أغلفتها الورقية: نحنا العروبة، نحنا المسامحة، نحنا مبارح، نحنا بُكرا..

وعلى إيقاع هذه القناعات، تبدو نبرة سليمان فرنجية مرتفعة عشيّة استحقاق 6 أيار. لا يتردّد في التأكيد أنه سيكون بعد الانتخابات في المحور الطبيعي الذي يشبهه في مواجهة كتلة العهد، مشيداً بالرئيس نبيه بري والنائب ميشال المر. ينتقد بحدّة الانتهازيّينَ الذين ينقلون ولاءَهم من عهدٍ الى آخر لخدمة مصالحهم حصراً. يتّهم رئيسَ الجمهورية ميشال عون بالتدخّل مباشرةً في الانتخابات لدعم لوائح "التيار الوطني الحر"، بل إنه يرى أنّ تدخّلَ أجهزة السلطة هذه المرة هو الأوقح في تاريخ لبنان. ويشدّد على أنّ مكافحة الفساد تتمّ من خلال تجفيف ينابيعه في النظام وليس فقط عبر ملاحقة الفاسدين. ويهزأ من أولئك الذين لم يلتقطوا كما يجب "نكتة" أصهرة صدام وموسوليني وإنما تعاطوا معها بجدّية و"سَآلة".

ولا يفوّت فرنجية أن يشيد بصحيفة "الجمهورية" وبموقعها المتقدّم، مستجيباً لرغبة بعض الزملاء في التقاط صور السلفي، مع أنه ليس من "هواة النوع".

في ما يلي وقائع الحوار الشامل الذي اجرته "الجمهورية" مع رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية:

• الجميع ينتظر تركيبة وحجم الكتل النيابية في مجلس النواب الجديد. في هذا السياق يتردّد أنّ كتلة سليمان فرنجية ستكون مكوَّنةً من نواب "عيارة" لا يمثلون حيثيته الشعبية، ما هو تعليقكم؟

- لماذا سيُتّهم محبّو سليمان فرنجية في حال انضمّوا الى كتلته على أنّهم "عيارة"، وفيما لو انضمّ المتموّلون الى اللوائح المنافسة يطلق عليهم "لوائح العهد"؟ هذا يعني أنّ هؤلاء سيكونون مع أيِّ رئيسٍ للجمهورية وليس بـ"العيارة" فقط. الأفضل أن يكون المعيار الصداقة والمحبة على أن يكون الموقع والسلطة. هي كتلة العهد وليس هذا العهد وإنّما كل العهود التي سبقت والتي ستأتي، جزءٌ من مكوّناتها سينتقل من عهد الى آخر، وقد ترشّحوا على لوائح العهد السابق. أما اصدقاؤنا فكانوا معنا في الماضي ولا يزالون معنا وسيكونون معنا في المستقبل.

• أين يقف حليفك "حزب الله" من هذا المشهد؟

-"حزب الله" سيتعاطى بواقعية إذا راحت الأمور بهذا الاتّجاه خصوصاً إذا لم تخالف الخطّ الاستراتيجي الذي هو الأساس، تماماً كما تعاطى بواقعية في مرحلة انتخاب الرئيس ميشال عون.

• أين "القوات" من هذا المناخ المعارِض؟ وهل هي على إستعداد للاقتراب منكم أكثر؟

- ليس بمعنى الاقتراب. ولكن لا أعرف بعد كل ما حصل، إذا كانت "القوات" مستعدّة لارتكاب الخطأ نفسه بالإبقاء على التفاهم مع "التيار الوطني الحر"... قد يصمد "تفاهمُ معراب" بالشكل على المستوى المسيحي، ولكن لا أعرف على مستوى رئاسة الجمهورية إذا كان بإمكانه أن يستمرّ.

• الى أين يمكن أن تصل علاقتكم بـ "القوات اللبنانية"؟

- لقد وضعنا خلافنا الشخصي مع "القوات" خلفَ ظهرنا. في ما يتعلّق بالسياسة هناك خلافٌ إستراتيجي مع "القوات"، وبالتعاطي اليومي الأمور تتقدّم أحياناً وأحياناً لا.

• ماذا عن حضور "القوات" في زغرتا؟

- الدنيا مفتوحة أمام الجميع وزغرتا ستختار ممثليها.

• ماذا عن "التيار الوطني الحر" وميشال معوض؟

- لدينا مؤيّدون وقفوا الى جانبنا تاريخياً، وهناك خصومٌ يشكّلون حجماً معيّناً. هؤلاء ممكن أن يكونوا من "التيار الوطني الحر" وممكن غيره. وإذا ما قرّرت "خشبة" الترشح ضدّنا، سيكون هؤلاء مع "الخشبة". لذلك نعتقد أنّ مَن معنا، معنا، ومَن ضدّنا، ضدّنا.

• هل تعتقد أنّ الزواج بين "التيار الوطني الحر" وميشال معوض سيستمرّ أم هو زواجُ متعة؟

- بالعكس نتمنّى أن يستمرّ خصوصاً وأنّ الاستاذ معوض كان يتّهم "التيار" باغتيال والده ونحن نرحّب بتخطّيه هذا الأمر.

• يبدو أنّه موعودٌ بتولّي حقيبة وزارية؟

- لا مشكلة لدينا أيضاً. وسيكون لزغرتا أكثر من وزير.

• ماذا لو حُصر تمثيلُ زغرتا الحكومي بمعوض فقط؟

- نكون معارضة بنّاءة. لا مشكلة أبداً. ولكن إذا كانت حكومة وفاق وطني سيكون التمثيلُ الحكومي وفقاً للحجم النيابي. أما إذا كانت حكومة كيدية وحكومة إقصاء، لأنّ باستطاعتهم أن يفعلوا ما يريدون، فالسلطةُ بيدهم، ستكون المسألةُ مختلفة. ولكننا اليوم على أبواب انتخابات نيابية ستليها انتخاباتُ رئاسة مجلس النواب، بعدها تسمية رئيس الحكومة ثمّ استشارات ملزمة وأخيراً تشكيل الحكومة التي تخضع تركيبتُها لخيارِ مجلس النواب.

من أيّ منطلق ستفاوض على التمثيل الحكومي في حكومة يقول رئيس الجمهورية إنها ستكون حكومة العهد الأولى؟ قد تكون لديك كتلة وازنة وقد تكون "كتيلة" محدودة...

- نحن لدينا حجمنا، وقد تكون هناك "كتيلة"، ولكنّ هناك أيضاً كتلة مضخّمة. نحن نفتخر بكل نائب يقف الى جانبنا، سواءٌ كان واحداً أو عشرة. سنفاوض وفقاً لحجمنا، أما إذا أُقصينا فسنمارس المعارضة البنّاءة.

• هل ستتمسّك بوزارة الأشغال؟

- حجمنا التمثيلي هو الذي سيحدّد الحقيبة الوزارية.

• هل اتّصل بك الرئيس سعد الحريري خلال جولته الشمالية؟

- كلا لم يتصل. الأرجح أنّ الرجلَ محرجٌ بزيارتي لأنها ستُعتبر موقفاً من العهد وأنا أتفهّم هذا الأمر.

• ماذا عن التفاهم الثنائي بين "التيار الوطني الحر" وتيار "المستقبل"؟ هل سيتحكّم بمفاصل السلطة التنفيذية في المرحلة المقبلة؟

- هذا لبنان، لا شيءَ يدوم. ومَن يفكّر بالثنائيات أنصحه بمراجعة التاريخ. لا مكانَ للثنائيات ولا للثلاثيات. إذا لم تكن كل القوى مرتاحة فلن يكون البلدُ مرتاحاً. عرف التاريخ تركيباتٍ أقوى من تلك القائمة، أين هي اليوم؟ هل تعتقدون أنّ التعيينات التي حصلت، ستبقى لهم؟ هي تعييناتُ أصحاب المصالح. حتى بعض الوزراء والنواب والمرشحين، كانوا في كل العهود وسينقلبون عليهم مع العهد الجديد. هؤلاء الأشخاص مع مصالحهم. ولو داموا لغيرهم لما وصلوا اليهم.

مَن هو حقيقي يأتي بالحقيقيين مثله، ولكن مَن هو "اصطناعي" لن يكون بمقدوره أن يأتي بالحقيقيين.

• هل توافق على أنّ المعركة في دائرة الشمال الثالثة هي معركةٌ رئاسية؟

- هناك مَن يعتبرها معركته الرئاسية لأنه مراهقٌ في السياسة. المعركة الرئاسية هي نتيجة ظروف ومناخ خارجي وداخلي.

• ولكن من الواضح أنّ رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل يخوض المعركة بهدف تكوين الكتلة الأكبر مسيحياً تفرضه مرشّحاً قوياً كما حصل مع الرئيس عون..

- القوي هو القوي بأكثرية النواب، والنتائج التي ستصدر عن هذه الانتخابات سيعترف بها الجميع بعدما جرى التشكيكُ بشرعيّة برلمان 2009، أما نواب الغد فيمثلون الشعب وهم مصدر السلطات وسينتخبون الرئيسَ المقبل. بنظر البعض، الرئيس القوي هو الذي يترأس أكبرَ كتلة نيابية مسيحية حتى لو كانت موزاييك ملوّناً من أقصى اليمين الى أقصى الشمال، ولكن في هذه الحالة هل من ضرورة لإجراء انتخابات رئاسية؟ ولينتهِ الاستحقاق بعد إجراء الانتخابات النيابية فيكون الرئيس حكماً صاحبَ أكبر كتلة نيابية مسيحية.

الرئيس القوي هو الذي لديه أكبر عدد من النواب في البرلمان، وإذا قرّرنا الذهابَ أبعد من ذلك، فليكن الرئيس، صاحب أكبر عدد من النواب المسيحيين الأكثر تمثيلاً. ولكن ما معنى أن يكون رئيس كتلة كبيرة وهناك 40 نائباً مسيحياً ضده؟ فهو لن يكون رئيساً قوياً. وهذا هو الجوهر.

• هل سيوافقك "حزب الله" في هذه المعادلة؟

- "حزب الله" يتحدث عن نفسه، وأنا أتحدث عن نفسي. نحن حلفاء في الخط الاستراتيجي ولكننا لسنا حزباً واحداً. لكلّ فريق وجهةُ نظره في التفاصيل الداخلية. فليُسأل جبران باسيل عن رأي "حزب الله"، وما إذا كانت لديه ضمانة من الحزب أو جواب.

• حسب معلوماتك، هل يتدخّل رئيس الجمهورية في مجريات الانتخابات؟

- الأمور واضحة، من استقبال كل مرشحي "التيار" وتركيب لائحة كسروان حيث تواصل الرئيس مع افرام والنائب السابق منصور البون، الى التدخّل الحاصل في المتن في التفاصيل المملّة. الرئيس هو طرفٌ في هذه الانتخابات وهو رئيس "التيار الوطني الحر" وليس رئيساً للجمهورية.

• هل من المسموح أن تُخاض المعركةُ باسم "لوائح العهد"؟

- المهم أنه دليلُ ضعف وليس دليلَ قوة. كتلة العهد يعني البحث عن قاسم مشترَك بين مكوّناتها. وهي ستكون كلتة العهد الحالي وكتلة العهد المقبل.

• هل تشعر أنّ قانون الانتخابات هجين؟

- أنا أعتقد أنّ هذا القانون كشف النيّات وكيفية التفكير. فرز المبدئيّين عن الانتهازيّين، ومَن هم مبادئهم أقوى من مصالحهم، والعكس. اليوم ثمّة حاجة الى

مراجعة لتدارك المستقبل بعدما تغلّبت المصالح على المبادئ، فأين سيكون هؤلاء في المستقبل في ما خصّ الأمورَ الأساسية؟ مع مبادئهم أم مصالحهم؟

• هل تؤيّد تعديل القانون؟

- ليس هناك من قانون لا يحتاج الى إصلاحات أو تعديل خصوصاً حين تظهر الثغرات.

على مسافة أيام من الانتخابات فُتحت معركةُ رئاسة الحكومة، و"حزب الله" أعلن صراحة أنه ليس بالضرورة أن يكون الحريري رئيساً للحكومة المقبلة، ما هو تعليقكم؟

- مجلس النواب سيأتي بوجوهٍ جديدة على الساحة السنّية، وعلى أساسها سندرس خياراتنا مع الرئيس الحريري. إذا كانت هناك نيّة لإقصائنا، سيكون لنا تصرّف. ثمّة علاقة شخصية مع الرئيس الحريري ونقدّره، ولكن لترك المسألة الى ظروفها.

هل تعتقد أننا أمام مرحلة جديدة ستلي الانتخابات بعدما وجّه "حزب الله" أكثرَ من رسالة في الموضوع المالي وفي مسألة الفساد.

- "التيار الوطني الحر" يعتبر نفسَه غيرَ معنيٍّ بموضوع الفساد! لذلك كان يُفترض أن نقبلَ باستقدام البواخر من دون أن نسأل أو أن نشكّك، وأن نقبل بتلزيمات السدود ونثق بهم من دون نسأل، وإلّا صرنا ضدّ لبنان.

• هل ستكون محاربة الفساد أولويّتكم في المرحلة المقبلة؟

- مكافحة الفساد ضرورية لكن من خلال تغيير طريقة إدارة الدولة لا من خلال البحث عن الفاسدين لأنها ستدخلنا في دوامة لن نخرج منها. المطلوب تغيير إدارة الدولة كي لا تكون مصمَّمة على أساس فتح الأبواب أمام الفاسدين، لذا يُفترض تغيير هذا التصميم لإقفال الأبواب من خلال تحديث القوانين. أما اليوم، فالأبوابُ لا تزال مفتوحة.

• يعتبر "التيار" أنّ معركته ضد الفساد اليوم هي ضد الرئيس نبيه بري فيما هو متحالف مع الحريري...

- مكافحة الفساد طربوش يضعونه في المكان الذي يناسبهم. كل مَن هو ضدهم يكون فاسداً. في البداية مَن لم يكن معهم يعني أنه كان ضد المسيحيين ووصول عون الى الرئاسة، وقبل الـ 2005 مَن كان ضدهم هو "عميل سوري"... أما اليوم فهم ليسوا فقط جزءاً من الفساد، هم الفساد بعينه. صفقة البواخر وحدها لو أُقرّت كانت لتوازي مجموعَ ما يتّهمون به الآخرين من فساد وصفقات! بواخر قيمتها 700 مليون يريدون استئجارَها بمليار و500 مليون. هذه أقلّه صفقة بمليون دولار.

لكنها لم تمرّ وذهبوا نحو خيارات أخرى...

- معارضتنا لهذه الصفقة أوقفتها. نحن فاسدون لأننا منعنا هذه الصفقة! "لو مشينا فيا نحن والرئيس بري والنائب وليد جنبلاط ما كنا فاسدين"!

• انتهت مهلة السماح لعهد الرئيس ميشال عون، فهل قام برأيك بواجبه في إقفال أبواب الفساد؟

- هم يقولون إنهم قاموا بإنجازات، كالموازنة مثلاً وقانون الانتخابات والانتخابات. كما يقولون إنهم أعادوا الصلاحيات الى المسيحيين.

• انتهت مهلةُ السماح لعهد الرئيس ميشال عون، فهل قام برأيك بواجبه في إقفال أبواب الفساد؟

- هم يقولون إنهم قاموا بإنجازات، كالموازنة مثلاً وقانون الانتخابات والانتخابات. هذه بديهيات. لكن حين يقول "التيار الوطني الحر" أعدنا الصلاحيات للمسيحيين! أصلاً مَن انتزع صلاحيات المسيحيين؟ مَن ضربهم ودمّرهم وأرجعهم 500 سنة الى الوراء؟ مَن عرقل إنتخابات رئاسة الجمهورية وعطّل الموازنات وعرقل التعيينات والحكومات من أجل اشخاص؟ لا بد من النظر الى المسار التاريخي للأمور.

هل نحن العملاء والخونة لأننا حمينا المسيحيين وحمينا مناطقنا من الدمار والخراب أم العملاء همّ مَن خرّبوا مناطقهم. لقد كانوا يذهبون الى سوريا ويقولون "عملونا رؤساء جمهورية وسنكون معكم وإذا لم تفعلوا ذلك نحن ضدكم".

المشكلة أنّ مَن شكّل صمامَ أمان للمسيحيين من دون التنازل عن كرامته صار رمزاً للوصاية، ومَن دمّر المسيحيين وأساء اليهم أصبح بطلَ إستقلال! لا بدّ مِن قول هذه الحقائق التاريخية حتى لو أتّهمونا أننا نفتح دفاتر الماضي. هذه الحقائق لا نستحي بها بل همّ مَن يستحون بها.

لكنّ الانتخابات النيابية ستبيّض صفحة الماضي وتعطي الشرعية الشعبية لهذا الفريق، فأكثرية المسيحيين اليوم هي مع "التيار الوطني الحر"...

- كان هناك شخص إسمه ميشال عون لديه شرعية شعبية ومسيحية. اليوم "التيار" قوي لأنه في السلطة، لم يعد قوياً بأشخاصه. في المستقبل سنرى التاريخ مَن سيُنصف.

• لكن لا يمكن التغاضي عن كون أهمّية ميشال عون هي في خياراته الاستراتيجية وأنتم مِن المؤيّدين للالتزام المسيحي بهذه الخيارات...

- نحن طبعاً من المؤيّدين ودفعنا ثمنَ هذا التأييد عبر اتّهامنا بإلغاء أنفسنا. مع "التيار" أو بلا "التيار" نحن أقوياء ولدينا حضورنا والانتخابات ستبرهن ذلك. لكن طالما ميشال عون في خطنا نحن معه. ومع ذلك لا عون ولا جبران باسيل يستطيع إلغاءَنا. وكما نعترف بشرعيتهم الشعبية عليهم أن يعترفوا بشرعيتنا الشعبية.

• بمنطق الشرعية الشعبية عام 2005 كان هناك تسونامي عوني، عام 2009 إنخفضت نسبةُ التأييد المسيحي لعون بشكل واضح. بتقديرك الى أين يمكن أن تصلَ هذه الشعبية؟

- أولاً علينا أن ننظر الى تركيبة اللوائح الانتخابية، وكم سينجح من المحسوبين على "التيار". إذا كانوا يعايرونا بتحالفنا مع بطرس حرب الذي تفاهمنا معه منذ نحو سنتين، كم من بطرس حرب في لوائحهم؟ وأنا أسأل إذا في المستقبل أخذ عون موقفاً بدعم "حزب الله" الى الحدّ الأقصى مَن سيبقى معه في "كتلة العهد"؟ وإذا أخذ خياراً معاكساً لموقف المقاومة مَن سيبقى معه؟ هذه الكتلة ستكون في الوسط أو أنها "ستفرط" عند أيِّ إستحقاق.

• هناك تمهيد من جانب "التيار" أنّ فريق العهد سيكون في الوسط...

- الآن صاروا وسطيّين؟ على كل حال همّ تنقّلوا بين أكثر من جبهة ولم يبقَ لهم الآن سوى الوسطية!

• "القوات" تتّهم صراحة جبران باسيل بأنه المسؤول عن سوء العلاقة بينهم وبين الرئيس سعد الحريري. كيف تصف علاقتك بالحريري والى أيّ مدى يمكن أن يؤثّر باسيل سلباً عليها؟

- علاقتنا معه هي ودّ شخصي. وإذا مصلحته السياسية اليوم مع "التيار الحر" فنحن نتفهّمه. ربما مشكلتنا أننا نقدّم دائماً معيارَ الودّ والصداقات على المصلحة.

• في ما يتعلق بخطاب باسيل العام هل تشعر أنّ هناك تحوّلاً أو إنعطافة أو إعادة تموضع على المستوى الاستراتيجي خصوصاً بعد زلّات اللسان المتكرّرة من جانب وزير الخارجية؟

- ومَن قال إنها زلّاتُ لسان! باعتقادي لا أحدَ يستطيع أن يكذب على كل الناس كل الوقت. ربما من ميزات هذا القانون أنه كشف مَن هم أصحاب المبادئ وأصحاب المصالح!

• هل تلمسون حصولَ تدخّلات وضغوط؟

- كل الدولة والقوى الأمنية والأجهزة مجنّدة لهم، وكل ما له علاقة بإستغلال السلطة يحصل اليوم. أكثر مرحلة وقحة في إستغلال وإساءة إستخدام السلطة تحصل في هذه المرحلة.

• حتى أكثر من مرحلة الوصاية السورية؟

- السوريون كانوا يخجلون قليلاً، أما هم فلا حدود لوقاحتهم.

• تتحدث عن التدخلات والضغوط هل لمست الأمرَ نفسه بالنسبة للرشاوى الانتخابية خصوصاً أنّ المتموّلين وأصحاب الملايين متواجدون في العديد من اللوائح...

- لننظر أين يتمركز هؤلاء المتموّلون، فأكثريّتهم على لوائح السلطة، فيما ليس هناك سوى "المكحكحين" على لوائحنا.

• من أين مصدرُ التمويل لمعركتكم الانتخابية؟

- هناك أناسٌ تدعم وتمويلنا ضمن المعقول. أما الذي يستبدل المناضلين بالملياردريّين كما في حالة نبيل تقولا في المتن فهذه تُعتبر لوائحَ سلطة ومال.

• كما في حالة معايرة النائب ميشال المر، هناك مَن يعايركم بأنكم حين كنتم في السلطة لجأتم الى الأسلوب نفسه...

- في ما يتعلّق بالرئيس المر هناك مَن يحاول أن يلغيه. لكن أنا أقول إنّ الشعب هو مَن سينصفه في المتن. والرئيس المر إستلم وزاراتٍ وكان يترشح للانتخابات ولا شئَ يمنع في القانون ذلك، لكن هم مَن كانوا يقولون إنهم ضد هذا الجمع وسيسعون الى التغيير فماذا فعلوا؟ ينسحب الأمر على موضوع مكافحة الفساد. فأين النموذجُ المغاير الذي قدّموه مقارنةً بالممارسات السابقة. لا الرئيس المر، ولا السوريون، ولا عهد كميل شمعون بـ 1957، ولا أيّ عهد آخر استغلّ السلطة لمصلحته كما يفعلون. حتى إنهم سخّروا الجيش بموضوع تطويع العسكر.

لذلك أنا أوجّه نداءً الى قائد الجيش لتحييد الجيش عن هذه الصراعات لأنه أكبر من أن يتمّ إدخالُه في هذه الزواريب. هذه الأمور لم تحصل إلّا في عهد ميشال عون و"وصاية" العميد بول مطر على الجيش. ليُمنَع بول مطر من التدخل في الجيش. عيّنه الرئيس عون في القصر وهو يتدخّل في أمور الجيش. أنا أعلم أنّ العماد جوزف عون آدمي لكن "ليشيلوا وصاية بول مطر عنه"!

• يُقال إنّ نسبة إقتراع المغتربين لم تخدم وزير الخارجية؟

- نعم هذا صحيح خصوصاً في البترون. وعلينا أن نتذكّر أنه طالب سابقاً بتمديد مهلة تسجيل المغتربين لأنّ هذه النسبة لم تخدمه وليس كُرمى لـ "المبادئ والوطن".

• لقد اعتبر باسيل أنّ تدنّي نسبة المشاركة حتى لدى العونيين هي بسبب التحالف مع "حزب الله"..

- هناك العديد من الناخبين الذين توجّهوا للاقتراع ولم يجدوا أسماءَهم أو "ضلّوا" مراكز الاقتراع كما في فرنسا... وللمصادفة لم تحصل هذه الإشكالات إلّا مع الذين هم ضدهم بالسياسة، فيما قدّمت تسهيلات لـ "ناخبيهم" بتسجيلهم مثلاً عبر "أس أم أس"! ومَن ليست لديه الحماسة ليتسجّل لن تكون لديه حماسة للاقتراع!

• بالاستناد الى الخدمات التي قام بها الوزير باسيل في البترون يعتبر أنه سيكون رأس اللائحة في الأصوات التفضيلية. ما رأيك؟

- طبعاً لأنّ هذه الخدمات هي مِن ثروة عائلته! هي مِن مال الدولة. مَن أخذ قراراً في مجلس الوزراء بالقيام بحملة إنتخابية في الاغتراب لصالحه على حساب الدولة، ومَن يُلزّم بالتراضي، لا يستطيع أن يقول إنه يكافح الفساد.

• قبل ايام من الانتخابات ما هو النداء الذي توجّهه الى الناخب اللبناني؟

- الناس شبعت كذب. كل واحد تاريخه مكتوب على جبينه. الكاذبون، إن كانوا معك أو ضدك، على الشعب أن ينبذَهم. والصادقون، معك أم ضدك، يجب على الشعب أن يحترمَهم. ولا يجب استبدال صادق بكاذب. وأودّ أن اؤكّدَ في هذا السياق أنّ الرئيس ميشال المر هو إنسانٌ صادق، بغض النظر إذا وافقت أو اختلفت معه في الرأي. ولا يجب استبداله بالكاذبين الذين "برموا" على كل الأحزاب والمرجعيات. ألأساس هو الصدق.

 

الاحرار دعا الى الاقتراع لمرشحيه: الحزب ماض في نضاله من اجل دولة قادرة عادلة حرة سيدة ومستقلة

الخميس 03 أيار 2018 /وطنية - دعا حزب الوطنيين الأحرار، في بيان اصدره اثر الاجتماع الاسبوعي لمجلسه الأعلى برئاسة رئيسه دوري شمعون وحضور الأعضاء، "الناخبين الى الاقتراع لمرشحي الحزب من ضمن اللوائح التي ينتمون اليها". وذكر في هذه المناسبة "ثبات الحزب على مبادئه ومواقفه كما يشهد له الجميع بذلك ولكي تتكرس التعددية في التمثيل والتنوع على صعيد القوى السياسية، وهذا يأتي في صلب القانون النسبي". ورأى "في كثافة المشاركة ضمانة للحد من سلبيات قانون الانتخاب ولإفساح المجال امام اوسع تمثيل ممكن، ومهما يكن من امر فالحزب ماض في نضاله من اجل دولة قادرة عادلة حرة سيدة ومستقلة تكفل حقوق المواطنين ولا تقبل اي منافسة او مشاركة من قبل الدويلة كما ترفض منطق مناطق النفوذ الخارجة على القانون. ومن هنا اهمية اختيار النواب الذين يدينون بهذا الخيار ويبذلون قصارى جهدهم لتحقيقه". وأعلن ان "الموضوعية تقضي الاعتراف بنجاح اقتراع المنتشرين رغم الشوائب التي اعترته"، معتبرا ان "المهم ان تكون التجربة درسا للدورات الانتخابية المقبلة، وفي مقدمها زيادة عدد مراكز الاقتراع لمعالجة مشكلة المسافات الشاسعة بين مركز وآخر". ودعا الحزب الى "تعديل قانون الانتخاب في شكل يسمح بانتخاب نواب يمثلون الانتشار ما يسهم في رفع نسبة المشاركة ويجعل المنتشرين أكثر التزاما بقضايا الوطن"، مؤكدا "مرة جديدة ضرورة إعادة الجنسية الى من فقدها من اللبنانيين لربط لبنان المقيم بلبنان المغترب إحقاقا للحق من جهة وللإفادة من إمكانات المغتربين السياسية والاقتصادية من جهة أخرى". وأعلن الحزب "ان عددا قليلا من الخروقات قد تم توثيقه من قبل هيئة الإشراف على الانتخابات، نظرا للصعوبات اللوجستية التي تشكو منها. إلا انه من غير المقبول التزام الصمت عما ارتكب من مخالفات سجلتها وسائل الإعلام وشهد عليها المواطنون ما يضعف صدقية الهيئة. لذا نطالب ان يؤخذ هذا الأمر على محمل الجد وتجري معالجته في الانتخابات المقبلة حفاظا على الديموقراطية وعلى القانون، ونتوقع ان تكثر الطعون في العملية الانتخابية على هذه الخلفية امام المجلس الدستوري وهو امر جيد اذا أدى دوره في نتائج العملية الانتخابية ورفع منسوب الثقة بها".

 

بيان صادر عن المجلس الوطني لثورة الأرز "[ الجبهة اللبنانية 

وكالات/03 أيّار 2018

المجلس الوطني لثورة الأرز

عقد " المجلس الوطني لثورة الأرز "[ الجبهة اللبنانية ] ، إجتماعه الأسبوعي في مقرّه العام برئاسة أمينه العام ومشاركة أعضاء المكتب السياسي ، وإستعرضوا الشؤون السياسية والإجتماعية والأمنية والإقتصادية ... المدرجة على جدول الأعمال ، وفي ختام الإجتماع أصدروا البيان التالي :

1. عشية الإنتخابات النيابية المُقرّرة على وقع قانون إنتخابي غير مقبول من الجميع وضمن تحالفات هشّة توصل المتخاصمين إلى المجلس النيابي لتعميق الخلافات القائمة حاليًا ؛ يعتبر المجتمعون أنّ ما يمُّرْ به لبنان بحدوده المعترف بها دوليًا منذ العام 1920 والمثبتة في مقدمة الدستور في الفقرة – أ – والتي تنص :" لبنان وطن سيِّدْ حر مستقل ، وطن نهائي لجميع أبنائه ، واحد أرضًا وشعبًا ومؤسسات في حدوده المنصوص عنها في هذا الدستور والمعترف بها دوليًا". أمر يكاد يكون حالة سراب جرّاء السياسة المعتمدة من النظام القائم على تسويات مذلّة . ويعتبر المجتمعون أنّ ما يَمُّرْ به لبنان اليوم هو تغييب فعلي ومتعمّد لمنظومة الوطن السيِّد المستقل ، في محرقة صراع بقاء بين أيديولوجيات بعيدة عن الوطنية الجامعة والهوية والإنتماء المشرقي ، وغاياتها فرض الأمر الواقع على كل اللبنانيين بعد إختطافهم وجعلهم رهائن للحُكام الحاليين الذين يُوافقون على مقررات تُعتبر قانونًا مُلزمة طالما تـمَّ نشرها في الجريدة الرسمية ويسخرون منهم عبر إطلالات إعلامية ترفض مقولة التوطين الشفهية معتمدين تهميش الحقائق خطوة خطوة بواسطة التمادي في الكذب ... كما يعتبر المجتمعون أنّ هذا الأسلوب الممنهج والمُعتمد من قبل المراجع السياسية التي إختلفت على كل شيء وتوافقت فقط على مصالحها الشخصية الآنية وعلى ضرب المؤسسات الرسمية عشية الإنتخابات النيابية أنّ هذا الإستبداد السياسي وفرض الإرادات وإلغاء الاخرين بمتلازمة الغطرسة والتضحية بالدولة ومؤسساتها الشرعية لصالح مصالح دول أجنبية وأعجمية وتداعيات اللعبة الإقليمية الدولية، هو خير دليل على كذب هذه الطبقة السياسية الفاسدة. إنّ المجتمعين يعتبرون أنّ الممارسة السياسية الحالية أفرزت دولة ناقصة السيادة لأنها لا تستطيع ممارسة قرارها الصلب النهائي للحفاظ على سيادتها المطلقة كسلطة سياسية مركزية لأنّ الكيانات الغير شرعية القائمة خلافًا للدستور تشاركها عمليًا قرارتها . وقّى الله اللبنانيين خطر الأيام القادمة وفي طليعة هذه الأخطار التوطين المُقنّع الوافد مع المادة 49 من الموازنة، ويأمل المجتمعون خيرًا في القرار 1/2018، الذي أصدره المجلس الدستوري بالإجماع والقاضي بتعليق المادة 49 من قانون الموازنة العامة المطعون فيه بموجب الرقم 79 تاريخ 18 نيسان 2018، والمتعلق بالموازنة العامة والموازنات الملحقة للعام 2018، وإبطاله جزئيًا أو كليًا . ويعتبر المجتمعون أنه بعد تعيين مقرِّرْ يدرس المخالفات الدستورية التي وردت في الطعن ، وبعد أن يُنجز تقريره في مهلة 10 أيام ، سيكون على المجلس الدستوري أن يلتئم خلال 5 أيام ليبدأ البحث في مضمون التقرير تمهيدًا لإصدار قراره النهائي في مهلة 15 يومًا . يأمل المجتمعون أن يُصدر المجلس الدستوري قرارًا معللاً برفض هذه المادة علمًا أنّ السياسيين عاجزين عن رفض ما يطلبه المجتمع الدولي من خلال بيانه الصادر عقب مؤتمر بروكسيل . وتزامنًا مع الإستحقاق الإنتخابي يوم الأحد في 6 أيّار يوّجه المجتمعون نداءً لجميع الأنصار والملتزمين والغيارى على الوطن لنعِ أولاً وأخيرًا أنه قد أنعم علينا بالإنتساب إلى وطن لا كالأوطان ، وأننا لا نستحقه وطنًا إذا لم يكن عملنا في سبيله أعظم من عمل أي إنسان في سبيل وطنه . فالبذل الأقصى هو ما يتطّلبه منّا ، والنكران التام للذات في خدمته هو ما علينا تجاهه ، وقصتنا أيها الرفاق ويا أيها المناصرون مع الإستحقاق الإنتخابي انها نموذج لهذا البذل الأقصى من أجل لبنان ، وبهذه الصفة يجب أن نلتزم مبدئيًا بالخيارات السليمة البعيدة عن الإنجرار وراء الشهوات والكذب والوعود الوهمية ، ليكون لكل منّا في مستقبل الأيام نوّاة لائحة نوّاب معارضة ملتزمة بالدستور والقوانين الدولية واللبنانية من أجل حق لبنان وكرامة اللبنانيين . كما سيعمل المجتمعون بعد إصدار نتائج الإنتخابات إلى التواصل مع النوّاب المنتخبين فيمن تتوّفر فيهم الشروط السيادية ومن يؤمنون بشرعة العمل السياسي التي أصدرتها الكنيسة المارونية لمحاولة تشكيل نوّاة تجمّع نيابي مهمته الحفاظ على الدستور اللبناني وعلى السيادة الوطنية التامة والناجزة تطبيقًا لقانون الدفاع الوطني الذي لا يعلو عليه أي قانون وللبحث صلة .

2. يأسف المجتمون لتأخير عمل هيئة الإشراف على الإنتخابات ، وفي هذا الإطار يحمّل المجتمعون المسؤولية للسلطة التنفيذية التي تأخرت عن القيام بواجباتها حيال الهيئة ، كما أنّ الهيئة تتحمّل بدورها مسؤولية هذا التأخير لكونها سكتتْ عنه . ويأسف المجتمعون لقول بعض المسؤولين عن الهيئة بما مضمونه :" إنّ قانون الهيئة في حاجة إلى تعديل لكي تصبح مستقلة حقًا " . المؤسف أنّ الهيئة المذكورة ولغاية الآن وحتى لغاية عمليات الإقتراع وإصدار النتائج لن تستطيع الإفادة من صلاحيات إعطاها إياها القانون إن لجهة تنظيم الحملات الإنتخابية والحد من التجاوزات ... ويعتبر المجتمعون أنّ هذه الهيئة هي شاهد زور على العملية الإنتخابية .

الأمين العام : المهندس طوني نيسي

 

موغيريني في اليوم العالمي لحرية الصحافة: سنتخذ خطوات ملموسة لمنع الهجمات ضد الصحافيين والمدونين

الخميس 03 أيار 2018 /وطنية - وزعت البعثة الاعلامية للاتحاد الاوروبي في لبنان نص إعلان الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية فيديريكا موغيريني، بالنيابة عن الاتحاد الأوروبي، بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة. وقالت موغيريني: "في هذا اليوم، نحيي اليوم العالمي لحرية الصحافة في ظروف صعبة للصحافة، إذ إن حرية التعبير وحرية الصحافة مهددتان في جميع أنحاء العالم". أضافت: "الهجمات ضد وسائل الإعلام والصحافيين هي هجمات ضد الديمقراطية، وضد حريتنا جميعا. وإننا نشيد بجميع الصحافيين في أوروبا وفي جميع أنحاء العالم الذين فقدوا حياتهم أثناء ممارسة مهنتهم. كما ندعو جميع الدول إلى إدانة العنف ضد الصحافيين، واتخاذ إجراءات لتحسين سلامة الصحافيين مع إيلاء اهتمام خاص للصحافيات، وسوق الجناة والمحرضين أمام العدالة". وأشارت الى أن "الاتحاد الأوروبي يقوم على قيم الديمقراطية وحقوق الإنسان وحكم القانون، ويرتكز على الإعلام الحر والتعددي على النحو المنصوص عليه في ميثاق الحقوق الأساسية للاتحاد الأوروبي. وتؤدي حرية الصحافة دورا حيويا في تعزيز الحكم الرشيد والشفافية والمساءلة. وتعتبر الصحافة المستقلة أساسية لمساءلة الدول ومراقبة العمليات الديمقراطية. ووسائل الإعلام الحرة والمتنوعة والمستقلة، عبر الإنترنت وخارجه، هي من ركائز المجتمع التعددي والمنفتح، وتتحمل مسؤولية كبيرة لضمان الأخبار المدققة والصحيحة للجمهور". ولفتت الى أن "احترام حرية التعبير يندرج في صلب جميع سياسات وبرامج التنمية الخاصة بالاتحاد الأوروبي. وقد جرى تصميم تشريعات وسياسات وأدوات الاتحاد الأوروبي لتعزيز حرية الإعلام في جميع دول الاتحاد الأوروبي، ولتحسين الشفافية والمصداقية وتنوع المعلومات عبر الإنترنت. وسيستمر الاتحاد الأوروبي في تمويل مشاريع خارج الدول الأعضاء لتعزيز جودة الصحافة والوصول إلى المعلومات العامة وحرية التعبير". وقالت: "إلى ذلك، سنستمر في إدانة العنف ضد الصحافيين ومعارضة -في اتصالاتنا الثنائية مع الدول خارج الاتحاد الأوروبي وكذلك في المحافل المتعددة الطرف والإقليمية- أي تشريعات أو أنظمة أو ضغوط سياسية تحد من حرية التعبير، وسنتخذ خطوات ملموسة لمنع الهجمات ضد الصحافيين والمدونين والتصدي لهذه الهجمات، بما في ذلك المساعدة الطارئة لحماية المدافعين عن حقوق الإنسان المعرضين لمخاطر كبيرة، وأحيانا عن طريق إعادة التوطين". وختمت: "اليوم، نؤكد من جديد عزم الاتحاد الأوروبي على صون حرية الرأي والتعبير وتعزيزهما كحق من الحقوق التي يمارسها الجميع في كل مكان، على أساس مبادىء المساواة وعدم التمييز والعالمية، من خلال أي وسائل إعلام، داخل حدودنا وخارجها".

 

السفير الروسي حاضر السياسة الخارجية الروسية :موسكو ترفض الاملاءات الاميركية

الخميس 03 أيار 2018 /وطنية - حاضر السفير الروسي في لبنان الدكتور الكسندر زاسيبكن حول "السياسات الخارجية الروسية بعد خطاب الرئيس بوتين في الاول من آذار 2018"، بدعوة من مركز" سيتا" و"منتدى تحولات".  ورأى زاسيبكن بأن مستقبل العالم اليوم "مجهول المصير" خصوصا مع التصعيد الامريكي في وجه روسيا، اذ ان "الفوضى أصبحت من دون افق". اضاف "العالم في حالة توتر شديد ومناطق عدم الاستقرار تتوسع بشكل كبير وبات هناك صعوبة في ايجاد الحلول والقواسم المشتركة التي تقلل من تلك التطورات الخطرة". وقال السفير زاسيبكن بأن "بعض الباحثين في العلاقات الدولية يتحدثون عن "نقطة الحقيقة"، وهي النقطة التي يجب ان يعرف بها الجميع بأن ما بعدها سيكون "الانفجار الكبير"، و رأى أن" لا أحد يمكنه ان يتوقع او يكون لديه جواب عن مدى السرعة التي قد تصل بها الأمور الى تلك النقطة". وعن علاقات روسيا مع الولايات المتحدة، رأى السفير زاسبيكن بأن " بلاده ترفض سياسة الاملاءات الامريكية ولا تقبل بهيمنة القطب الواحد، هي تسعى الى ايجاد الحلول وخفض التوترات الدولية لا سيما وان الغرب قد افتعل ازمات كثيرة "غامضة الرؤية"، حيث وقفت موسكو في وجهها لوحدها، ولذلك هي من يتحمل الضغوطات، خصوصاً مع ايجاد توازن عسكري روسي يتوازى مع العمل الدبلوماس"ي. وعن السياسة الروسية التي سيطرحها الرئيس الروسي في خطاب ولايته الجديدة، قال زاسيبكن بأن "الخطوط العريضة هي اقامة علاقات متساوية، وايجاد حوارات وطنية، مع مواصلة سياسة خارجية قوية مترافقة مع قوة عسكرية تمنع محاولات التفوق الأمريكي". واعتبر زاسيبكن أن "الديناميكية الحالية الموجودة في الشرق الاوسط اليوم لا تناسب الغرب، ولذلك نشهد قدرة كبيرة من جانبهم على زيادة التصعيد وعرقلة الحلول".