المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 01 أيار/2018

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/newselias18/arabic.may01.18.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة
عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

الحب الَّذِي وَقَعَ في الأَرْضِ الجَيِّدَةِ هُمُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ الكَلِمَةَ بِقَلْبٍ جَيِّدٍ صَالِحٍ فَيَحْفَظُونَها، وَيَثبُتُونَ فَيُثْمِرُون

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/أصحاب شركات الأحزاب وصنمية زلمهم المسيرون بالريموت كونترول

الياس بجاني/الإنسان الواقع في التجربة

 

عناوين الأخبار اللبنانية

اتيان صقر ـ أبو أرز: تجتاحنا موجة من الغضب ونحن نتابع الانتخابات النيابية في لبنان

نصيحة للمبشّرين/الياس الزغبي

كلمات متقاطعة/الياس الزغبي

تذكروا شهداء ثورة الأرز/خليل حلو/فايسبوك

شريعة عمياء لا سمحاء/ الشيخ حسن مشيمش/لبنان الجديد

نزار زكا "جزء" من القانون الأميركي

الزغبي: تكتّم إيران على الضربة الجديدة يثير مخاوف على الانتخابات

مقدمات نشرات الأخبار المسائيية ليوم الإثنين في 30/4/2018

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الاثنين في 30 نيسان 2018

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

تقدير موقف رقم 192

عقيدة أخطر من القنبلة النووية/الشيخ حسن مشيمش/جنوبية

انتخاب المغتربين يُظهر ولاء اللبنانيين لزعمائهم الطائفيين

ولا شيء للضاحية غير النصر العسكري الوهمي/محمد عواد/مدى الصوت

فبركة رديئة/أحمد عدنان مدى الصوت

انتهاء انتخابات المغتربين وبدء العد العكسي للتصويت في لبنان ووزارة الداخلية {أنجزت 96 % من الاستعدادات}

أجواء «احتفالية» سيطرت على انتخابات اللبنانيين في فرنسا

الحريري مستمر في جولاته رغم «النصائح الأمنية»/مصدر أمني: زيارات رئيس الحكومة قرب الحدود تضاعف المسؤولية

ما مدى تأثير اقتراع المغتربين على النتائج النهائية؟

بعدما رفع سقف خطابه.. ردّ قاسٍ على باسيل

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

نتنياهو: إيران تمتلك مشروعا سريا لتصنيع أسلحة نووية

اتهامات لإسرائيل بالضلوع فيه واستخدام قنبلة نووية تسببت في زلزال بقوة 2٫6 درجة

26 قتيلاً بينهم 22 إيرانياً في قصف صاروخي استهدف قواعد سورية

26 قتيلاً بينهم 22 إيرانياً في قصف صاروخي استهدف قواعد سورية واتهامات لإسرائيل بالضلوع فيه واستخدام قنبلة نووية تسببت في زلزال بقوة 2٫6 درجة

الخيارات تتقلص أمام إيران مع تصاعد الضغط الأميركي ورئيس الوزراء الإسرائيلي يكشف وثائق برنامج إيران ليشجع ترامب على الانسحاب من الاتفاق.

خطة أميركية لمواجهة التوسع الإيراني في الشرق الأوسط

بوتين وماكرون يؤيدان الإبقاء على الاتفاق النووي الإيراني

إيران تستبق حسم «الاتفاق النووي» بتهديدات مضاعفة تخصيب اليورانيوم

اتفاق بين الرياض وواشنطن على مواجهة {أنشطة إيران المزعزعة للاستقرار}

الجبير دعا إلى فرض مزيد من العقوبات... وبومبيو تعهد التصدي لـ«إرهاب طهران الواسع النطاق»

التهديدات الإيرانية» تتصدر ملفات بومبيو في عمّان

وحدة مراقبة إسرائيلية ترصد كل حركة على الأرض السورية تحسباً من ثأر إيراني

مسؤول اسرائيلي: الرصد على الحدود مع سوريا أصعب من الجبهات الأخرى

النظام السوري يشن غارات عنيفة قرب حمص

معارك عنيفة في دير الزور بعد هجوم مفاجئ للنظام شرق الفرات وهوسيطر على 4 قرى قبل أن تستعيد «قوات سوريا الديمقراطية» 3 منها بغطاء من التحالف

كيم يتعهد تفكيك موقع التجارب النووية أمام أعين المجتمع الدولي وشدّد على إيجاد آلية مؤسسية لمنع التصعيد مع الجنوب... وأبدى استعداده لحل الخلافات مع اليابان

قراءة في مساعي دمج «الحشد الشعبي» بالقوات العراقية في خضم الولاءات المتعددة للميليشيا الشيعية

وزير داخلية بريطانيا الجديد... من أصل باكستاني ووالده سائق حافلات و«ثاتشر» ملهمته السياسية

استقالة أمبر راد... ضربة قاسية لتيريزا ماي

مون يقترح منح ترمب جائزة نوبل للسلام

اعتقال 3 أشخاص بالسويد للاشتباه في تخطيطهم لشن هجوم إرهابي

هنية يشكك في التزام «حماس» باجتماعات الوطني الفلسطيني وقال إن الحركة لن تلتزم بما سيصدر عنها

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

مخاوف أمنيّة ـ إنتخابية: هل طلب لبنان دعماً دولياً/جورج شاهين/جريدة الجمهورية

«الحكومة اللقيطة»: إنجازات من ورق/ملاك عقيل/جريدة الجمهورية

لماذا يحاولون اغتيال الأرثوذكسيّة الوطنية/ألان سركيس/جريدة الجمهورية

كرامي لـ«الجمهورية»: هذا ما أتوقّع تحقيقه وخطاب باسيل طائفي وعلاقتنا مقطوعة/عماد مرمل/جريدة الجمهورية

لائحة المصالحة»... لمَن سيصوِّت المسيحيون/ربى منذر/جريدة الجمهورية

يحدّثونك عن الأخلاق ويفاوضون لشراء الأصوات/سناء الجاك/النهار

تلاتي بْواحد/ملكار خوري/مدى الصوت

بالأرقام - فضيحة مالية ستخطف الأضواء بعد الإنتخابات/أنطوان فرح/الجمهورية

باسيل والانتخابات وحقوق المسيحيين: الحقيقة بالمقلوب/ابراهيم الأمين/الأخبار

ماذا فعل جونغ أون بخامنئي/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

كيم «صانع الألعاب»/غسان شربل/الشرق الأوسط

هل هي ضرورية: الحرب في سيناء واليمن/مشاري الذايدي/الشرق الأوسط

هل يستغل ترمب وماكرون كلٌّ منهما الآخر/ديفيد اغناتيوس/الشرق الأوسط

بومبيو في الرياض... حديث السيناريوهات الاستشرافية/إميل أمين/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

عون استقبل بيري: سيعاد البحث في ازالة التعديات في النقاط ال13 ولبنان يدعم تمديد ولاية اليونيفيل دون اي تعديل في مهامها

بري من المصيلح: رأس المقاومة مطلوب على مختلف الصعد حتى من بوابة الانتخابات

افرام الثاني من بعبدا نوه بدور رئيس الجمهورية في حماية لبنان ومسيحيي الشرق

الراعي استقبل أيوب وأكد أهمية أن تبقى الجامعة اللبنانية صورة عن لبنان المتنوع

كميل دوري شمعون: لن نسمح لاحد ان يلغي دورنا

المجمع الأنطاكي: لتكن الانتخابات منعطفا لتدعيم الاستقرار وانتظام عمل المؤسسات وفتح ورشة إصلاحية

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية
الحب الَّذِي وَقَعَ في الأَرْضِ الجَيِّدَةِ هُمُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ الكَلِمَةَ بِقَلْبٍ جَيِّدٍ صَالِحٍ فَيَحْفَظُونَها، وَيَثبُتُونَ فَيُثْمِرُون

إنجيل القدّيس لوقا04/08حتى15/“لَمَّا ٱحْتَشَدَ جَمْعٌ كَثِير، وَأَقْبَلَ النَّاسُ إِلَى يَسُوعَ مِنْ كُلِّ مَدِينَة، خَاطَبَهُم بِمَثَل: «خَرَجَ الزَّارِعُ لِيَزْرَعَ زَرْعَهُ. وَفيمَا هُوَ يَزْرَع، وَقَعَ بَعْضُ الحَبِّ على جَانِبِ الطَّرِيق، فَدَاسَتْهُ الأَقْدَام، وَأَكَلَتْهُ طُيُورُ السَّمَاء. وَوَقَعَ بَعْضُهُ الآخَرُ عَلى الصَّخْرَة، وَمَا إِنْ نَبَتَ حَتَّى يَبِسَ، لأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ لَهُ رُطُوبَة. وَوَقَعَ بَعْضُهُ الآخَرُ في وَسَطِ الشَّوْك، وَنَبَتَ الشَّوكُ مَعَهُ فَخَنَقَهُ. وَوَقَعَ بَعْضُهُ الآخَرُ في الأَرْضِ الصَّالِحَة، وَنَبَتَ فَأَثْمَرَ مِئَةَ ضِعْف. قالَ يَسُوعُ هذَا، وَنَادَى: «مَنْ لَهُ أُذُنَانِ سَامِعَتَانِ فَلْيَسْمَعْ!».» وَسَأَلَهُ تَلامِيذُهُ: «مَا تُراهُ يَعْنِي هذَا المَثَل؟». فَقَال: «قَدْ أُعْطِيَ لَكُم أَنْتُم أَنْ تَعْرِفُوا أَسْرارَ مَلَكُوتِ الله. أَمَّا البَاقُونَ فَأُكلِّمُهُم باِلأَمْثَال، لِكَي يَنْظُرُوا فَلا يُبْصِرُوا، وَيَسْمَعُوا فَلا يَفْهَمُوا. وَهذَا هُوَ مَعْنَى المَثَل: أَلزَّرْعُ هُوِ كَلِمَةُ الله. والَّذِينَ عَلى جَانِبِ الطَّريقِ هُمُ الَّذِينَ يَسْمَعُون، ثُمَّ يَأْتي إِبْلِيسُ فَيَنْتَزِعُ الكَلِمَةَ مِنْ قُلوبِهِم، لِئَلاَّ يُؤْمِنُوا فَيَخْلُصُوا. والَّذِينَ عَلى الصَّخْرةِ هُمُ الَّذينَ يَسْمَعُونَ الكَلِمَةَ وَيَقْبَلُونَهَا بِفَرَح؛ هؤُلاءِ لا أَصْلَ لَهُم، فَهُم يُؤْمِنُونَ إِلى حِين، وفي وَقْتِ التَّجْرِبَةِ يَتَرَاجَعُون. والَّذِي وَقَعَ في الشَّوكِ هُمُ الَّذينَ يَسْمَعُونَ وَيَمْضُون، فَتَخْنُقُهُمُ الهُمُومُ والغِنَى وَمَلَذَّاتُ الحَيَاة، فَلا يَنْضَجُ لَهُم ثَمَر. أَمَّا الَّذِي وَقَعَ في الأَرْضِ الجَيِّدَةِ فَهُمُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ الكَلِمَةَ بِقَلْبٍ جَيِّدٍ صَالِحٍ فَيَحْفَظُونَها، وَيَثبُتُونَ فَيُثْمِرُون.”

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

أصحاب شركات الأحزاب وصنمية زلمهم المسيرون بالريموت كونترول

الياس بجاني/30 نيسان/18

مذلة الحسابات الإنتخابية الرقمية للأزلام التي يتباهي بها أصحاب شركات الأحزاب وكأن هؤلاء مجرد عبيد وزلم لا رأي ولا قول لهم.. مسيرون وغير مخيرون!

 

الإنسان الواقع في التجربة

الياس بجاني/27 نيسان/18

عندما تتخدر وتموت الضمائر ويفقد الإنسان احترامه لنفسه وتصبح كرامته للمساومة والأخطر يفقد إيمانه وخور رجاؤه ويمتهن ثقافة الأبواب الواسعة..هذا المخلوق الشارد كائن من كان يقع في التجربة ويصبح عبداً لغرائز التي هي الشيطان والموت في آن..هكذا بشر اسخريوتيين هم مرضى وبحاجة للصلاة..صلي من أجل توبتهم ومن اجل خروجهم من غياهب التجربة والإبليسية

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

اتيان صقر ـ أبو أرز: تجتاحنا موجة من الغضب ونحن نتابع الانتخابات النيابية في لبنان

30 نيسان/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/64261

صدر عن حزب حرَّاس الأرز ـ حركة القوميّة اللبنانية، البيان التالي:

موجة غضب

ونحن نتابع أخبار الإنتخابات النيابية في لبنان، والتي ستقرّر مصير البلاد للسنوات القادمة، تجتاحنا موجة من الغضب، أسبابها كثيرة، أبرزها:

١ـ نغضب عندما نشاهد أحزاباً غير لبنانية الولاء تعود بقوّة إلى الساحة السياسية في "المناطق الشرقية" بكامل رموزها وأعلامها وشعائرها، وجنباً إلى جنب مع التيارات والأحزاب التي تسمّي نفسها سيادية، ما يمثل تحدياً صارخاً للمبادىء التي قامت عليها المقاومة اللبنانية، وتنكّراً لئيماً لتضحيات شهدائها الذين قضوا دفاعاً عنها.

٢ـ ونغضب عندما نشاهد أناساً من ذوي النفوس الصغيرة يمارسون ثقافة الإنبطاح أمام قوى الأمر الواقع في قلب معاقل المقاومة اللبنانية، فيهدون مفاتيح هذه المعاقل التي لا يملكونها أصلاً إلى أناس لا يستحقونها.

٣ـ ونغضب أيضاً عندما نشاهد شريحةً من شعبنا وقد تحوّلت إلى قطيع غنمٍ تسير وراء جزّارها وتهتف له وتبايعه، وهو الذي قادها إلى المسالخ طوال العقود الماضية. أما بدعة تأليه الزعماء الفاشلين فهي حالة مرضيّة خطيرة تدفعنا إلى القرف حتى التقيؤ.

٤ـ نغضب عندما نشاهد أثرياء لبنان يتهافتون على اللوائح "القوية" لتمويلها والإنضمام إليها بُغية الوصول من أجل الوجاهة وتعميم ثقافة الرشوة وشراء أصوات الناخبين، وقد بلغنا ان سعر الصوت التفضيلي قد وصل إلى ألف دولار في بعض المناطق، وقد يرتفع إلى ألفين أو أكثر مع حماوة المعركة.

٥ـ ونثور غضباً عندما نرى بعض المجرمين يعتدون بالضرب المبرح على أحد المرشحين الأحرار، لا لسبب إلّا لأنه تجرّأ على الترشح ضد قوى الأمر الواقع، ويزداد غضبنا عندما تخضع الدولة إلى أوامر هذه القوى، فتخلي سبيل بعض الفاعلين بعد ساعاتٍ على توقيفهم بحجة "عدم كفاية الأدلة".!!

على أي حال، فإن هذا الإعتداء الغاشم على السيّد علي الأمين، قد جعله يفوز في الإنتخابات قبل أن تبدأ، ويصبح نائباً عن مقعد الأحرار في دولة لبنان السيّد الحُرّ المستقل.

خلاصة القول،

إن هذا اللبنان لم يعد يشبه نفسه في شيء، وهذه الدولة الموغلة في الفشل والفساد والتخلف، لا تمثّل الشرفاء في هذا البلد.

وهذه الإنتخابات لا ترقى إلى أدنى معايير النزاهة والشفافية بل هي مجرّد قرقعة إنتخابية لا نعترف بشرعيتها حتى ولو صادقت عليها لجنة المراقبة الأوروبية.

وديموقراطيتنا التي كنا نفاخر بها، صارت اليوم مشهداً فولكلورياً يتكرّر كل أربع سنوات أو أكثر بحسب التمديد.

ولكن، وبالرغم من هذا العُهر السياسي المتمادي، يبقى إيماننا ثابتاً في قيامة هذا الوطن المقدّس.

لبَّـيك لبـنان

اتيان صقر ـ أبو أرز

 

نصيحة للمبشّرين

الياس الزغبي/30 نيسان/18

نصيحة للمبشّرين منذ الآن بتكتّل كبير داعم للعهد تحت مسمّى "لبنان القوي":

خفّفوا من غلواء أرقامكم وحساباتكم

فقبل أن يصبح "عهداّ"، استجمَعوا له ٢٧ نائباً

والطامّة الكبرى أن تستجمعوا له، بعدما صار "عهداّ"، أقل بكثير من ذاك الرقم الذي تقلّص على مراحل

لا تكبّروا حجركم... لئلّا يكبر فشلكم وفشل "العهد"

... ويصبح السقوط عظيماً

 

كلمات متقاطعة

الياس الزغبي/30 نيسان/18

- محاربة الفساد بحيتان المال، على حساب أهل النضال

- محاربة الاقطاع بالتحالف مع رموزه وعناوينه

- من مغدوشه تحية لسلاح "المقاومة" وسيدها، ومن زغرتا مع الدولة ضد الدويلة

- في المتن وبيروت وعاليه مع قتلة الشهيد بشير الجميل، وفي الشمال مع ابن الشهيد رينه معوض

- في زحلة والبترون والكورة وزغرتا والأشرفيه تحالف مع سعد الحريري، وفي دوائر أخرى مع المتهمين بقتل والده

- في صيدا والإقليم "فليحكم الإخوان"، وفي سواهما ضد "الإسلاميين".

- من رميش والزهراني حملة شعواء على برّي، وفي بعبدا وبيروت ٢ حملة تودّد وتكسّب لأصواته

... ونهاية البهلوان، كرقصة السعدان، سقوط في الميدان!

 

تذكروا شهداء ثورة الأرز

خليل حلو/فايسبوك/30 نيسان/18

تذكروا شهداء ثورة الأرز. تذكروا من احتفل باستشهاد بعضهم ومن شمت باستشهاد بعضهم ومن اتهم أن بعضهم قتل نفسه أو تسبب بقتل نفسه. تذكروا أيها اللبنانيون أيضاً من نسي أو تناسى هؤلاء ... إن صور وسام الحسن ووسام عيد وفرنسوا الحاج ومحمد شطح تزعج جماعة السلطة وربما تقلقهم ليلاً وربما لا يرف لهم جفن. لا باس. تذكروا أيها اللبنانيون لماذا استشهد جبران التويني وبيار الجميل وانطوان غانم ووليد عيدو وما كانوا يعملون ... لن ننسى شهداء ثورة الأرز وشهدائنا العسكريين وشهدائنا المناضلين الذين سقطوا وهم يقاومون الإحتلال البعثي السوري. أيها اللبنانيون لا تنسوا أن هؤلاء كانوا يناضلون من أجل سيادة لبنان الكاملة وان هناك من لا تعني له السيادة شيئاً وهؤلاء قدماء كانوا أو جدد يكذبون عليكم.

 

شريعة عمياء لا سمحاء

 الشيخ حسن مشيمش/لبنان الجديد/30 نيسان 2018

فقهاء المسلمين وأحزابهم الدينية أجهل خلق الله بمقاصد الشريعة وغاياتها

شريعة الإسلام تصير غير سمحاء ولا عقل لها ولا حكمة فيها حينما يتظاهر فقهاء المسلمين وأحزابهم الدينية  وأتباعهم  ضد برلمانات الدول العربية ( والإسلامية ) حينما يُصْدِر نوابها تشريعاً محمولاً  بقانون يمنع الزوجين من الإنجاب أكثر من ولدين ويمنع تعدد الزوجات لمدة عقدين أقله ، وذلك بغاية معالجة أزمة الفقر التي يتفرع منها عشرات الأزمات الخطيرة التي سحقت قيم المجتمع الأخلاقية وأورثته أقسى الآفات وورطته بأفدح العاهات أصابت كل جوانب المجتمع .

{ الفقر منقصة للدين ، مدهشة للعقل ، داعية للمقت }،{ الفقر هو الموت الأكبر } ،{ لو كان الفقر رجلا لقتلته } قالها الإمام علي (ع).

فقهاء المسلمين وأحزابهم الدينية أجهل خلق الله بمقاصد الشريعة وغاياتها ومن شدة جهلهم يعتبرون الإجتهاد فيها وفق مقاصدها وغاياتها تحريفا للدين وبدعة وعندهم كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار وكل مبدع مُبَاحٌ دمه وكرامته !

أزمة الفقر التي هي منبع كل الأزمات والعاهات والآفات والفجوات الحادة والفتاكة في مجتمعات المسلمين لن تتمكن المجتمعات المسلمة من القضاء عليها بتوزيع الثروات الطبيعية فيها بالعدالة على الناس من دون الدخول من أبواب متعددة وأهمها باب تحديد النسل ومنع تعدد الزوجات أقله لمدة عقدين ولن تتمكن المجتمعات المسلمة من معالجة أزماتها السياسية المدمرة من دون علوم سياسية عظيمة كعظمة العلوم الطبية والهندسية والتكنولوجية وهذا الأمر متوقف على التحرر الكامل من الإسلام السياسي وأدبياته ومعادلاته وأفكاره  والإقلاع عن شعارهم الفارغ [ الإسلام هو الحل ] وإلا فستبقى مجتمعات المسلمين ودولهم أكثر الدول والمجتمعات تخلفا وبؤسا وجهلا .

الشيخ حسن سعيد مشيمش/لاجئ سياسي في فرنسا .

 

نزار زكا "جزء" من القانون الأميركي

ام تي في/30 نيسان/18/أعلنت عائلة نزار زكا، في بيان ، أن "الكونغرس الاميركي أقر قانونا لمحاسبة إيران يشمل نزار و3 رهائن آخرين في إيران، بغالبية 410 أصوات في مقابل صوتين رافضين، ويتيح للإدارة الأميركية فرض عقوبات على طهران جراء خطفها رهائن. وبذلك أصبح نزار جزءا من القانون الأميركي، وهي سابقة في التاريخ التشريعي أميركيا وعلى مستوى العالم". واشارت الى ان "القانون الجديد الذي حمل عنوان قانون محاسبة إيران- حقوق الإنسان واحتجاز الرهائن، يضع مروحة من الخيارات للعقوبات على إيران بسبب إرهاب الدولة التي تمارسه على مواطن لبناني بريء، في حين لم يصدر الى اليوم أي إدانة من الحكومة اللبنانية أو مجلس النواب".

 

الزغبي: تكتّم إيران على الضربة الجديدة يثير مخاوف على الانتخابات

 IMLebanon Team/30 نيسان/18/رأى عضو قيادة قوى 14 آذار الياس الزغبي أن “تكتّم إيران حول الضربة الإسرائيلية الجديدة على مواقع لها في ريفَي حلب وحماه يعني أحد أمرين: إمّا حالة ارتباك وعجز بعد إخلالها بوعدها السابق في الرد السريع على الضربة التي قبلها، وإمّا تبييت ردّها إلى “الزمان والمكان المناسبين”. وأضاف في تصريح له: “لبنان يخشى توقيت الردّ خلال الأيام المعدودة المقبلة التي تسبق الانتخابات، فيأتي في أحد أهدافه كمخرج من مأزق النتائج المتوقعة التي يقدّر المتابعون أنها ستترك ندوباً في جسم المحور الإيراني”.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائيية ليوم الإثنين في 30/4/2018

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

الجو انتخابي بإمتياز والتحركات متواصلة على صعيد الماكينات والمرشحين في كل المناطق والمواقف تتوالى وقد برز قول الرئيس نبيه بري إن رأس المقاومة مطلوب من بوابة الانتخابات.

ولليوم الرابع على التوالي يجول الرئيس سعد الحريري شمالا وقد مشط قرى عكار بعد طرابس والضنية والمنية وختاما في البترون.

وفي الخارج تطورات عدة منها:

- حض وزير الخارجية الأميركي الفلسطينيين على العودة الى المفاوضات.

- انعقاد المجلس الوطني الفلسطيني في رام الله تحت عنوان: القدس وحماية الشرعية الفلسطينية.

- تفاهم الرئيسين الروسي والفرنسي على أهمية الحل السياسي لسوريا وإنقاذ الإتفاق النووي مع إيران.

وفي الخارج ايضا:

- أنباء عن إجتماع رئيس الأمن القومي الروسي مع نظيريه الإيراني والإسرائيلي.

- إعلان إيران أن بإستطاعتها تخصيب اليورانيوم الى مستوى أعلى إذا انسحبت أميركا من الإتفاق النووي.

- إقتراح الرئيس الأميركي عقد القمة مع كيم جونغ أون على الحدود بين الكوريتين.

- تعيين ساجد جاويد الباكستاني الأصل وزيرا للداخلية في بريطانيا.

إذن بومبيو في عمان قابل العاهل الاردني عبد الله الثاني وأكد خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الاردني ان بلاده ملتزمة بوقف إطلاق النار جنوب شرق سوريا وتدعم جهود الامم المتحدة في جنيف للتوصل الى حل سياسي للصراع السوري كما أكد دعم واشنطن حل الدولتين إذا ما اتفق الطرفان الاسرائيلي والفلسطيني عليه.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ام تي في"

اقفلت صناديق الاقتراع في الاغتراب على الكثير من الاسرار، لعل اهمها من صوت بحماسة وكثافة من لبنانيي الانتشار، علما ان الاجابات البديهية تقول بما لا لبس فيه بأن الشريحة التي ينطبق عليها هذا التوصيف تعود بغالبيتها الى ذوي الهجرات القريبة والى المنتسبين الى الاحزاب السياسية الكبرى ممن هجرهم الوضع الاقتصادي بحثا عن لقمة العيش، واولئك الذين هجرهم الظلم الامني السياسي الذي طاول فريقا محددا من اللبنانيين دون غيره زمن الاحتلال السوري، هذا في الهوية الغالبة للشرائح المقترعة.

اما لمن صوت المنتشرون ومن كان الاكثر اقبالا على التصويت فلا يكشفه سوى فتح الصناديق الوافدة من الغربة في السادس من ايار، حتى الماكينات الحزبية المتطورة تعجز او هي تخبئ ما حصلت عليه من نتائج لمفاجأة المنافسين.

في الانتظار الافتخار بما انجزته الدولة والعهد نغصته الشكوك بعدم حياد الحكومة، فانصرف الوزير باسيل كما الوزير نهاد المشنوق للدفاع بشراسة عن حيادهما وصنفا الشوائب في خانة الاخطاء الادارية لا السياسية.

في اليوميات الانتخابية ولعانة على جبهة بري باسيل، الرئيس الحريري التقط اللهجة الشمالية، المهرجانات تعم المناطق، والكل يحمي ويجيش وكأن السادس من ايار غدا.

* مقدمة نشرة أخبار "المستقبل"

العد العكسي لليوم الانتخابي الكبير بدأ، اربعة ايام تفصل اللبنانيين عن الصمت الانتخابي، وخمسة ايام عن يوم اختيار اعضاء البرلمان الجديد. التحضيرات اللوجستية من قبل وزارة الداخلية مستمرة، الحملات الانتخابية للوائح متواصلة في مختلف الدوائر، أما الماكينات فتضع اللمسات الاخيرة على عملها.

ولليوم الرابع على التوالي واصل الرئيس سعد الحريري جولته الشمالية، فعاد الى طرابلس، بعد جولة عكارية تحولت الى عرس متنقل، واستمرت حتى ساعات الصباح الاولى.

طرابلس إذا بعد عكار والمنية والضنية ثم الكورة ببلداتها وقراها، قبل ان ينتقل الى بلدة راس نحاش في البترون.

وفي اطار الانتخابات يبدو ان المرشح فؤاد مخزومي احترف التضليل بعد اتهامه تلفزيون المستقبل بالغاء مقابلة له مع العلم ان القناة قامت بجميع الاجراءات اللازمة، والالتزام بحرفية العمل التلفزيوني، الا ان تخبط مخزومي وفريقه حال دون دون اتمام الامر، وهذا الامر مثبت بالوثائق وسنعرض ما حصل خلال النشرة.

* مقدمة نشرة أخبار اال "او تي في"

انتهى اسبوع الانتخاب الاغترابي ليبدأ اسبوع الانتخاب الداخلي ويتوج في 6 ايار بالاحد الكبير. ما حدث البارحة في اوروبا واستراليا واميركا وافريقيا، وقبله في ست دول عربية، كان حدثا وطنيا وخطوة جريئة اقدم عليها العهد حيث لم يجرؤ الاخرون من اصحاب الاحجام الاصطناعية والانتصارات الوهمية والوعود الموسمية. قبل هذا العهد كان الاغتراب مصدر مال واعمال، استلاب واحتراب. مع العهد الجديد صار شراكة ومشاركة، منارة انتماء وعمارة ولاء. كان شائعة ملفقة عن لون واحد وطائفة معينة، فصار حقيقة قاطعة عن تعدد ساطع ووحدة جامعة بين المسيحيين والمسلمين. كان ابتعادا وازدراء فصار تواصلا وانتماء. والشواهد كثيرة ولعل ابرزها ما جاء على لسان مندوب بعثة الاتحاد الاوروبي الذي اعرب عن تأثره وتقديره لردة فعل اللبنانيين ازاء اول انتخاب للمغتربين والمنتشرين الذين قدموا الصورة الجميلة الحقيقية للبنان التعددية ضمن الوحدة، والديمقرطية ضمن التنوع، والتسامح في منطقة تحول فيها التسامح الى عملة نادرة وقيمة مفتقدة.

قد يقول البعض ان نسب الاقتراع لم تكن على قدر التوقعات وان هناك ثغرات وعقبات شابت العملية الانتخابية اداريا وتقنيا. وان هناك غيابا للعدالة في ظل غياب تكافؤ الفرص بين المرشحين والاحزاب. لكن الاهم ان الانتخابات نجحت وان التجربة مشجعة وان الارادة انتصرت وان ثقة المغتربين عادت بالوطن وبشرفاء الوطن وان الاخطاء ستعالج والايجابيات ستعزز وان المغتربين لم يعودوا للتجارة سلعة بل عادوا للبنان قلعة.

* مقدمة نشرة أخبار "المنار"

قبل ان تصل اصوات اللبنانيين المغتربين بالبريد السريع لفرزها واستخلاص نتائجها، وصلت رسائلهم عبر نسبة الاقتراع التي لم تتجاوز الستين بالمئة من المسجلين ..

محطة على المعنيين التوقف عندها، والتطلع الى الانتخابات في السادس من ايار، لتكون الاستفادة من الاخطاء، ورفع حماس اللبنانيين للمشاركة بالانتخابات عبر العناوين الوطنية لا الخطابات التحريضية، والتأسيس لما بعد الاحد الكبير بلغة جامعة، اقلها لتنفيذ الوعود الانتخابية التي لا يمكن تحقيقها الا بتكاتف الجميع..

اما التكاتف والتحالف بين حزب الله وحركة امل الذي كان ضرورة في السابق فهو بات اليوم قدرا بحسب الرئيس نبيه بري، وعبثا يحاول المغرضون النيل منه، مؤكدا انه لم يعد خافيا ان رأس المقاومة التي أطلق جذوتها الامام السيد موسى الصدر، مطلوب على مختلف الصعد حتى من بوابة الانتخابات النيابية..

من بوابات سوريا رسائل بالبريد السريع يبعثها المتضررون من هزيمة التكفيريين، رد عليها الامام السيد علي الخامنئي ان زمن اضرب واهرب قد ولى، وان من يجب اخراجه من منطقة غربي آسيا هي أمريكا وليس الجمهورية الاسلامية..

في تل ابيب بقي الهروب الصهيوني الى الامام سمة حكومة نتنياهو التي اجتمعت في بئرها اليوم، واعلنت عن خطاب هام سيدلي به نتنياهو سيتضمن معطيات جديدة حول برنامج ايران النووي قبل ايام قليلة من موقف دونالد ترامب النهائي من الاتفاق النووي. فهل يذكرنا نتنياهو بادلة وزير خارجية اميركا (كولن باول) حول الكيميائي العراقي ابان غزو العراق؟ ام انها تمثيلية جديدة بعد ان فشلت تمثيلية الكيميائي السورية؟.. لكن التوقيت لا يحمل تمثيلا، خاصة انهم ممثلون غير موهوبين، فيما خطاب الواقع لدى الايرانيين حذر من اي مغامرات، اميركية كانت او اسرائيلية..

* مقدمة نشرة أخبار ال "ال بي سي"

يومان لاقتراع المغتربين أصبحا وراءنا، وحصيلة الصناديق إلى مصرف لبنان تمهيدا لفرزها عند انتهاء العملية الانتخابية في الداخل مساء الأحد المقبل السادس من أيار...

نسبة إقتراع المغتربين بلغت تسعة وخمسين في المئة من المسجلين الذين وصل عددهم إلى إثنين وثمانين ألفا، ما يعني ان المقترعين من المغتربين بلغوا نحو ثمانية وأربعين ألفا من أربعين دولة في العالم، من أصل ثلاثة ملايين وسبعمئة ألف يشكلون عدد الناخبين لانتخابات 2018...

صحيح ان النسبة ليست كبيرة لكنها لافتة برمزيتها خصوصا ان المغتربين يشاركون بالعملية الإنتخابية حيث هم للمرة الأولى في تاريخ الانتخابات في لبنان...

ومن إقتراع المغتربين إلى اليوم الكبير لاقتراع المقيمين الأحد المقبل... اللوائح على أهبة الإستعداد بعدما استنفذت الايام الأربعون في التعبئة، وفي الإنتظار، مؤشرات واستطلاعات وجولات ومهرجانات بحيث تحول البلد إلى ماكينة إنتخابية...

اللافت في المواقف الإنتخابية اليوم ما أعلنه رئيس مجلس النواب نبيه بري عن رسوخ التحالف بينه وبين الامين العام لحزب الله لسيد حسن نصرالله...

لكن في الإنتظار، تطوران اقليميان بارزان بين أمس واليوم، الأول قصف غامض على ريفي حماه وحمص استهدف مواقع ايرانية وثكنات عسكرية وأوقع عددا من القتلى، وتباينت المعطيات في شأن هوية الجهة التي تولت القصف، بين ان تكون أميركية او اسرائيلية، والتطور الثاني ان رئيس الوزراء الاسرائيلي سيلقي خطابا عند الثامنة، أي بعد دقائق، يتحدث فيه عما وصف بأنه تطور كبير يتعلق بالاتفاق النووي الإيراني...

اللافت ان نتنياهو سيلقي خطابه من وزارة الدفاع، وتأتي كلمته بعد زيارة وزير الخارجية الاميركي لأسرائيل وبعد الاتصال الهاتفي بين نتنياهو والرئيس الاميركي دونالد ترامب.

* مقدمة نشرة أخبار "الجديد"

قبل الصمت الانتخابي يوم السبت المقبل، يتوقع أن يجري استقدام الأسلحة الثقيلة إلى جبهة الانتخاب في الأحد الكبير وكل من لديه ورقة ضغط سيرميها في السوق الانتخابية السوداء، وبينها ما بدأ يتكشف عن مرشحين في عدد من الدوائر لكن زحلة فازت بالمرتبة الأولى في هذا المجال فأسماء مرشحيها تثير الجدل وبمفعول رجعي يمتد من الانتماء إلى القضاء وصولا إلى دور الكلاب الشرسة، وما إذا كانت ستفترس الخصوم فالهدوء غير متوافر على أي من الجبهات، ولا مع تلك الراعية للانتخابات لاسيما بعدما استقدم وزير الداخلية "مفرزة صالح" لمعاونته على خصومه في بيروت وأول الإسناد الناري كان ليل أمس من البيال حيث أطلق المشنوق رشقات أصابت فؤاد المخزومي.. مكررا أقواله عن تجارة السلاح كشاهد على ذاك الزمان والرشق لا يهدأ، من طرابلس وزعاماتها إلى جزين صيدا وحرب تحريرها المتبادلة بين التيار ورئيس مجلس النواب لكن كل هذا الصخب يجري على انتخابات ربما تعيد إنتاج الطبقة نفسها مع بعض الخروق وقد يكون من المفيد هنا استعارة حرب الشعارات الانتخابية العراقية التي تبعد عنا مسافة أسبوع انتخابي واحد وفي العراق ومن بين آلاف الشعارات جرى تفعيل عبارة "المجرب لا يجرب" كمعيار للانتخابات.. وصرخة للناس حتى لا يعيدوا إنتاج طبقة يتحكم الفساد بمفاصلها وبين مؤسساتها وقد يبدو لبنان البلد الأكثر عوزا إلى شعار المجرب لا يجرب نظرا الى تطابق الشعار مع الفرقاطة السياسية المجربة منذ ثلاثة عقود ويعلوها الفساد الذي أصبح أمثولة للعالم وإذا كان الحل عبر صناديق الانتخابات غير متوافر لإحداث تغيير.. فإن ما اقترحه اليوم الوزير السابق فيصل كرامي سيبدو الأكثر شعبية وتأييدا من الفئات المتضررة ومعادلة كرامي واقعية للمؤمنين والمعجبين بالرؤية الاقتصادية السعودية وهو قال بهذا الصدد: إذا وصلنا إلى المعارضة فنحن جاهزون لتطبيق النظرية.. نضعكم في فندق الفينيسيا ونعدكم باستعادة أموال الدولة إلى الناس.

* مقدمة نشرة أخبارر ال "ان بي ان"

المقاومة التي اطلق جذوتها الامام موسى الصدر رفعت رأس لبنان ومعه امة كل العرب، رأسها مطلوب اليوم على مختلف الصعد وحتى من بوابة الانتخابات. فماذا انتم فاعلون يا اهل المقاومة؟

رئيس مجلس النواب نبيه بري دعا المغرضين الذين يحاولون عبثا النيل من التحالف بينه وبين السيد حسن نصرالله وبين حركة أمل وحزب الله الى ان يخيطوا بغير هالمسلة التي يبدو انها تنعرهم هم أنفسهم لان هذا التحالف صلب كصخر الجنوب وسهل ممتنع كسهل البقاع. وهو كان ضرورة وحاجة في السابق وبات اليوم قدرا. ولانه كذلك فان كل أبناء الجنوب معنيون بحسب رئيس المجلس بعدم السماح للصوت التعطيلي ان يخترق الامل والوفاء من خلال الاقتراع بكثافة وتحويل يوم السادس من أيار الى يوم استفتاء حقيقي.

على مستوى الجنوب ايضا اكد رئيس الجمهورية ميشال عون لقائد قوات اليونيفيل ان البحث سيعاد في ازالة تعديات الاسرائيلية في النقاط الثلاثة عشرة. اما في اسرائيل فيتلبس بنيامين نتنياهو الثلاثة العشرة عفريتا والهدف هو الغاء الاتفاق النووي عبر تحريض رئيس اميركي يرقص من دون دف. لكن الروس ومعهم الفرنسيون يدعون الى الحفاظ على خطة العمل الخاصة بهذا الملف.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الاثنين في 30 نيسان 2018

النهار

تعتقد أوساط سياسية أن الرئيس ميشال عون قد يضطر الى تأليف أول حكومة بعد الانتخابات من غير السياسيين اذا ‏وجد أن أجواء تصفية الحسابات والعرقلة تسود واقع المشاورات.

البناء

خفايا

تحفّظت قيادات حزبية على العملية الانتخابية للمغتربين اللبنانيين والتي وصفتها بأنها "غير عادلة"، موضحة أن ‏حرية المغتربين في الإدلاء بأصواتهم اختلفت بين دولة وأخرى، لا سيما في الدول العربية المتباينة في الموقف حول ‏المقاومة، إذ إن الناخبين في بعض دول الخليج قد يكونون تعرّضوا لضغوط لعدم التصويت لمصلحة لوائح المقاومة ‏وكذلك في الولايات المتحدة الأميركية وبعض الدول الغربية.

كواليس

نقلت وسائل الإعلام الإسرائيلية عن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في لقاءات جمعته بوفود يهودية منضوية في ‏منظمة الآيباك أثناء زيارته واشنطن انتقادات قاسية للقيادات الفلسطينية لرفضها ما عُرف بصفقة القرن التي عرضتها ‏السعودية بالتنسيق مع واشنطن وتل أبيب. كما نقلت عنه اعتراضه على مسيرات العودة واتهامها بأنها تنفيذ لمشروع ‏إيراني لإثارة القلاقل لإرباك الحلف بين السعودية و"إسرائيل" والتشويش على السعودية في هذا التحالف، بإثارة ‏القضية الفلسطينية في الشارع، بما وصفه بالغوغاء.

الجمهورية

قالت أوساط سياسية إن السبب خلف زيارة مرجع كبير مقراً رسمياً كان للدعم إنتخابياً لفريق يمتلك السلطة حالياً.

إنتقد فريق سياسي خصمه في دائرة شمالية لإفتتاحه مركزاً تنموياً إجتماعياً في هذا التوقيت وإستغلاله إنتخابياً.

قال أحد الوزراء إن قانون الـ 60 كان ردَّنا إلى الوراء لوبقي 60 سنة أما القانون الحالي فقد ردّنا مئة سنة إلى الوراء.

اللواء

حرص ديبلوماسي عربي ناشط على تكريم مفكر إسلامي لبناني في سياق احتفال ذات طابع ديني واعتدالي شاركت فيه ‏مرجعيات وشخصيات روحية بارزة!

أفادت تقارير انتخابية ان الإنفاق الانتخابي الحالي هو الأكبر قياساً على سابقاته، ومن المتوقع أن يشهد الأسبوع الأخير ‏قبل الاقتراع تطاحناً مالياً في أكثر من منطقة!

لم تنفع جهود أصدقاء مشتركين في تحسين أجواء العلاقة بين مرجع رسمي ورئيس تيّار سياسي مثير للجدل، لأن ‏تصريحات الأخير استمرت تغزل على نفس المنوال المشكك بالدور المستقبلي للمرجع!

المستقبل

قيل إن سلسلة من الخلافات برزت خلال اليومين الأخيرين بين رؤساء لوائح منافسة للائحة "المستقبل" في دائرة الشمال ‏الثانية والمسؤولين عن ماكيناتهم الانتخابية وسط تبادل للاتهامات بين الجهتين على خلفية الحشد الجماهيري العارم ‏المواكب لجولات الرئيس سعد الحريري الشمالية.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

تقدير موقف رقم 192

30 نيسان/18

في السياسة

* يخوض زعماء الطوائف معركتين:

* الأولى داخل الطائفة من أجل إلغاء الخصوم بهدف حسم أحادية أو ثنائية الزعامة.

* الثانية مع الطوائف الأخرى باسم "حقوق الطائفة" من أجل تحديد حصة طائفتهم - أي حصّتهم هم - في الدولة.

* هندسة واضحة صافية جرّبها الجميع دون إستثناء!

* من الثنائي الشيعي – أمل - "حزب الله"!

* مروراً بتجربة الثنائي المسيحي – القوات اللبنانية - التيار الوطني الحر!

* وصولاً إلى الأحادية السنيّة من قبل تيار المستقبل وشبه الأحادية الدرزية مع الزعامة الجنبلاطية!

* التحيّة، كل التحيّة للاستزلام، وباي باي للكفاءة!

* لا مكان للماروني والشيعي والسنّي والدرزي إذا كان خارج هذه الثنائيات أو الأحاديات!

تقديرنا

* لقد نقلوا لبنان من مفهوم العيش المشترك إلى المساكنة بين الطوائف!

* نقلوا لبنان من الوحدة الوطنية إلى الحرب الباردة الدائمة بين الطوائف!

* هندستهم لن تمرّ!

* الذي حاول استنساخ تجربة "حزب الله - أمل" داخل الطوائف الأخرى فشل!

* ونموذج "حزب الله" ليس المثل ولن يكون المثال الوطني!

* يقال: "راح يتعلّم نقلة الحجل، نسي نقلتو وما تعلّم نقلة الحجل"!

* 6 أيار لناظره قريب!

* سنلتقي...

 

عقيدة أخطر من القنبلة النووية

الشيخ حسن مشيمش/جنوبية/30 أبريل، 2018

فقية شيعي بعث لي هذه الرواية يعبر فيها عن عقيدته.

جاء عن الاِمام موسى الكاظم (ع) أنّه قال:

«من عادى شيعتنا فقد عادانا ، ومن والاهم فقد والانا ؛ لاَنّهم منّا ، خُلِقوا من طينتنا ، من أحبّهم فهو منّا ، ومن أبغضهم فليس منّا … »؟!.

إذن كانت المعادلة كل من يعادي أهل البيت (ع) فهو عدو الله وصارت اليوم في عصر الخامنئي وحسن نصر الله كل من يعادي شيعتهم فهو عدو الله؟!.

أجبته بالتالي: أئمة أهل البيت سلام الله عليهم بكل يقين يحبون الإنسان الصادق والأمين والعادل والناصر للمظلومين والخاذل للظالمين ولو كان كافراً.

هذه عقيدتي التي تختلف جذريا عن عقيدتك.

سفينة أهل البيت عليهم السلام ترسو في ميناء الصدق والأمانة والعدالة والوفاء ونصرة كل مظلوم ولو كان كافراً وخذلان كل ظالم ولو كان مؤمناً.

هذه عقيدتي التي تختلف جذريا عن عقيدتك.

كل إنسان صادق وأمين وعادل غير ظالم لمخلوق فهو من شيعة أهل البيت عليهم السلام مهما كان دينه ومذهبه

هذه عقيدتي التي تختلف جذريا عن عقيدتك.

قال الله تعالى { ومن أهل الْكِتَابِ – ( اليهود والمسيحيين ) – مَنْ إِن تَأْمَنْهُ بِقِنطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُم مَّنْ إِن تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لَّا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ …… } آية /75/سورة آل عمران/.

معنى ذلك : يوجد يهود ومسيحيون أمناء وآخرون غير أمناء.

والشيعة والمسلمون كاليهود والمسيحيين تماماً منهم الأمناء ومنهم الخونة هذه طبيعة البشر مهما كانت أديانهم ومذاهبهم.

وآن لك أن تتحرر من أغلال المذهبية وتفك أسرك من أصفاد الطائفية لِيُشرق عقلك وقلبك بروح القيم الإنسانية الفطرية البديهية.

 

انتخاب المغتربين يُظهر ولاء اللبنانيين لزعمائهم الطائفيين

سهى جفّال/جنوبية/30 أبريل، 2018

كيف يمكن قراءة نسب إقتراع المغتربين اللبنانيين وهل ستؤثر على النتائج؟ وهل يمكن إعتبار أن التجربة اللبنانية الأولى لاقتراع المغتربين نجحت، وما حقيقة ظهور المغترب اللبناني بمظهر الرافض للتغيير والموالي لزعيمه الطائفي؟

انتهت انتخابات المغتربين اللبنانيين صباح اليوم (الإثنين) في محطتها الثانية في 33 دولة غربية ، ليبدأ العد العكسي للمحطة الأساسية والأخيرة في لبنان يوم “الأحد الكبير” في ‏السادس من أيار.

وعلى رغم من بعض الشوائب والثغرات الشكلية والإجرائية والإدارية التي شهدتها عملية الإقتراع في الخارج، إلا ان انجازاً كبيراً تحقق للمنتشرين اللبنانيين في العالم الذين تمكنوا للمرة الأولى من ممارسة حقهم بالإقتراع. ولكن من جهة ثانية، على الارجح من تغرّب عن بلده وأهله لم يتعظ من ممارسات السلطة التي تسببت له بالإغتراب بكل معانيها وبحسب المشهادات أمس أعلن معظم المغتربين ولائهم لزعماتهم الطائفية والحزبية من الغربة. تقنيا، من الثغرات التي سجلت، ان الناخب لم يكمل عملية التسجيل الالكتروني، وضع اسم الناخب في قلم غير القلم الذي يصوت فيه، توزيع العائلات على اقلام متعددة بعيدة عن منطقة السكن وهي بالالاف ما ادى الى عدم التصويت. النقص في اعداد اللوائح الانتخابية وعدم ايصال جوازات سفر لنحو 400 مقترع جرى اصدارها وتعذر نقلها، وقد وع وزير الداخلية نهاد المشنوق بمراجعة هيئة الاستشارات في وزارة العدل، بإمكان السماح لهؤلاء بالاقتراع في لبنان.

وفيما بلغت نسبة الإقتراع في الدول العربية يوم الجمعة نسبة 66%، سجلت في الدول الغربية يوم أمس نسبة 59% بحسب ما أعلن وزير الخارجية جبران باسيل. فكيف يمكن قراءة هذه النسب وهل سوف تؤثر أو ستغيّر بالنتائج؟ وهل يمكن إعتبار أن التجربة اللبنانية الأولى لإقتراع المغتربين نجحت رغم بعض هذه الشوائب التي ظهرت في المرحلتين؟

وفي حديث لـ “جنوبية” مع الخبير الإنتخابي عبدو سعد، رأى أن “نتائج اقتراع المغتربين مخيبة جداً، مشيرا إلى أنّه يجب تغيير آليات الإقتراع”.

وإعتبر أن “أسباب هذه الأعداد القليلة هي آلية الإقتراع التي تمّ تحديدها، إذ يجب أن تكون الآلية لكل اللبنانيين مقيمين ومغتربين على الشكل التالي: فإن آلية الإقتراع ليس بالضرورة للذهاب لصندوق الإقتراع أبداًـ فيستطيع الناخب أن ينتخب عبر 3 وسائل:

إما الذهاب إلى صندوق الإقتراع إذ كان بمقدوره ذلك

2- الإقتراع عبر البريد الإلتكروني

3- عبر التفويض لأي شخص يختاره ان ينتخب عنه

وهذا ما هو معمول به في العالم الديمقراطي كما في بريطانيا.

وختم سعد بالتأكيد على أنه “يجب على امجلس النيابي كي يتفادى ما حصل معه هذه الدورة الإنتخابية للمغتربين أن يلجؤوا إلى تقديم إقتراح مشروع قانون يصوّت عليه للتسهيل على الجميع عملية الإقتراع”.

إلى ذلك، كان لـ “جنوبية حديث مع الصحافي والناشط الإجتماعي وفيق هواري الذي راى أن “الدول الديمقراطية تلجأ لإشراك مواطنيها المقيمين في الخارج في العملية الإنتخابية تأكيدا على حقهم الدستوري والقانوني في المشاركة. أما في لبنان، فإن تجربة مشاركة المغتربين لم تأتِ في مجال تأكيد حق المواطن في المشاركة بقدر ما أتت في اطار إعادة إنتاج نظام المحاصصة السياسسة”. وتابع “لذلك نشأت نزاعات بين القوى السلطاوية اللبنانية على إدارة هذا الملف الذي يتّسم بتباين المشاركة”.

مشيرا إلى أنه في البلدان القريبة من لبنان والتي شهدت هجرة حديثة، نجد أن المشاركة كانت مرتفعة. في حين أن البلدان التي شهدت هجرات قديمة كانت نسبة المشاركة أدنى. مع العلم أن عدد اللبنانيين الذين أبدوا إستعدادهم للمشاركة لم يتخطَالـ 90 ألف، في حين أن عدد المغتربين يتعدّى الملايين”.

كما رأى الهواري أن “اللافت أن القوى اللبنانية السلطاوية تحاول إستخدام من أبدى إستعداده للمشاركة من خلال شدّ العصب المذهبي والتجييش الطائفي. وتتاناسى القوى السلطوية اللبنانية أن السبب الرئيس لهجرة اللبنانيين هو نظامهم الطائفي القائم على المحاصصة وعلى الفساد بكل أنواعه وعلى إنتهاك حقوق الإنسان كما إنتاج علاقات سياسية زبائنية كلّها دفعت اللبنانيين إلى الهجرة”. وختم بالقول أن “أصحاب النظام عادوا إلى إستجداء أصواتهم في محاولة لحلّ أزمة النظام السياسي الطائفي”.

 

ولا شيء للضاحية غير النصر العسكري الوهمي

محمد عواد/مدى الصوت/30 نيسان/18

العمل كثيف على الطائفة الشيعية في لبنان، خصوصاً هذه الأيام، لتصبح وقوداً لأنواع شتّى من الحروب تفيد منها إيران كي تبسط سيطرتها على المنطقة، ومن خلال السيطرة هذه تمتلك ورقة ضغط اقليميّة أخرى، تُفاوض بها في بلادٍ أخرى أو تتنازل عنها لاحقاً لقاء مردود. تماماً كما المُزارع يعنى بشتول إلى حين موسم القطاف، ومن يهتم بشتلة بعد قطفها، وما العمل بها سوى اقتلاعها؟  حسناً إنه منطق السياسة الدوليّة والإقليميّة، ولكن الطائفة هنا في هذا البلد إلى أين تذهب  بعد انتهاء مهمّتها، وجميعنا يعلم ما في الضاحية من خوّات، تجارة المخدرات، عصابات سرقة، مافيات كهرباء وستالايت؟

معظم من يعملون في هذه الميادين هم ممن انتهى عملهم الجهادي وذهبوا إلى سن التقاعد الحزبي شباباً. ولا يخفى على أحد ان الوضع المعيشي في الضاحية سيئ إلى درجة عدم القدرة على الوصف، ولا شيء يُقدم إلى هذه البيئة سوى نصر عسكري وهميّ بامتياز . يحصل ذلك عند كل عمليّة مساومة على دمائها وأجساد ابنائها بعد حوالي خمس سنوات من استنزاف الطائفة في حرب سوريا، والإيحاء بتشكيل مقاومة على الحدود السورية-  الإسرائيليّة التي تمت عملية المساومة عليها باتفاق دوليّ . فعلاً ماذا قدم الحزب إلى أبناء هذه الطائفة؟ نصرٌ وهميّ في الجرود، وكان مسرحيّة جيّدة لا بأس بها، فأشبع رغبات لاواعية إلى درجة النسيان . ومن يذكر المقاومة التي قُتل على طريق تشكيلها العديد من القياديين على الحدود السوريّة – الإسرائيلية؟ لا أحد. وفي الضاحية شبابٌ الشوارع عملهم وأسلوب حياة. ولا شيء سوى الموت في سبيل العقيدة أو الموت جوعاً أو العمل في الممنوعات. ولا مستوى يُتاح الوصول إليه، إلاّ لأبناء الكبار المدركين اللعبة. لا أحد خائفاَ سوى المترقّب نهاية الزرع وما بعد القطاف. هل سيوضع سيناريو آخر أو يكون استبدال للعقيدة بأسلوب ما؟ ماذا بعد كلّ الأمراض التي اكتسبت من حرب سوريا؟ عن المقاتلين العائدين من بلاد الحرب إلى هنا، إلى هذا المجتمع وكيف سيحتويهم؟ أكثر ما يثير الحزن أن ترقّب الأنفجار الأجتماعي هو سيّد الموقف.

محمد عواد/ناشط سياسي

 

فبركة رديئة

أحمد عدنان مدى الصوت/30 نيسان/18

نشرت صحيفة ميليشيا "حزب الله" في لبنان سلسلة مواد تحت عنوان "إمارات ليكس" زعمت خلالها أنها حصلت على نسخة من مراسلات السفير الإماراتي في لبنان حمد الشامسي إلى مرجعه. التسريبات مضحكة، إذ لم تتمكن صحيفة "حزب الله" من نشر أصول المراسلات لأنها ببساطة غير موجودة أو مزورة، وما عزز ذلك أن كل الأطراف ذات الصلة واجهتها بالنفي. الطريف في الأمر زعمها أن الإمارات تفكر في دعم معارضي "حزب الله"، ووجه الطرافة أن صحيفة حزب الله أرادت القول إن الإمارات ضد إيران وحزبها، وهذه تهمة جميلة تكرس الوجه الواحد، النزيه والمضيء، للسياسة الإماراتية، وأرادت "الصحيفة" على صعيد آخر القول إن معارضي "حزب الله" حلفاء للعرب، ولست أدري وجه الغرابة والعيب في ذلك. هل نسيت صحيفة "حزب الله" أن حسن نصرالله صرح على رؤوس الأشهاد قائلا: "كل أسلحتنا وأموالنا تأتي من إيران، نحن حزب ولاية الفقيه، وما دام إيران معها مصاري نحن معنا مصاري"؟ وما يثير الحزن أن معارضي "حزب الله" داخل طائفته دخلوا الانتخابات اللبنانية بموازنات معدومة، وهذا دليل على صدقهم وإخلاصهم في سبيل لبنان والعروبة. الجديد في الموضوع هو ما نشرته صحيفة الكترونية لبنانية رائجة، بأن السفارة القطرية في لبنان، هي الجهة المسؤولة عن هذه الفبركات الرديئة. وفي هذا دليل صريح على أن قطر تقف في خندق واحد مع إيران ضد لبنان والخليج والعرب.

 

انتهاء انتخابات المغتربين وبدء العد العكسي للتصويت في لبنان ووزارة الداخلية {أنجزت 96 % من الاستعدادات}

بيروت: «الشرق الأوسط/30 نيسان/18»/انتهت انتخابات المغتربين اللبنانيين يوم أمس (الأحد) في 33 دولة، شملت الولايات المتحدة الأميركية، وأستراليا، وكندا، وأوروبا، ودول أفريقيا، ليبدأ العد العكسي للمحطة الأساسية والأخيرة في لبنان يوم الأحد المقبل في السادس من مايو (أيار). ومع تسجيل بعض الثغرات التي أعلن عنها في بعض الدول، سجّل غياب لافت لمندوبي «حزب الله» في أقلام الاقتراع، حيث تولى مندوبو «حركة أمل» المهمة عنهم؛ لأسباب مرتبطة بتصنيف الحزب منظمةً إرهابيةً، تحديداً في أوروبا وأميركا، حيث لا يمكن لمناصري الحزب المجاهرة بانتمائهم السياسي.

وبعدما كانت قد وصلت نسبة الاقتراع في الدول العربية يوم الجمعة إلى 66 في المائة، أعلنت وزارة الخارجية والمغتربين بعد ظهر أمس، أن نسبة الاقتراع بلغت في قارة أستراليا 52 في المائة، (بعد إقفال صناديق الاقتراع لاختلاف التوقيت)، بينما سجل في بريطانيا 371 مقترعاً من أصل 1824 ناخباً، وفي بلجيكا 498 من أصل 1053، والسويد 662 من أصل 1910، وألمانيا 2151 من أصل 8355، وفرنسا 2073 من أصل 8644، ساحل العاج 775 من أصل 2345، نيجيريا 489 من أصل 1263، البرازيل 96 من أصل 2112، كندا 239 من أصل 11443، الولايات المتحدة الأميركية 244 من أصل 999. وصباح أمس، أعلن وزير الخارجية جبران باسيل، انطلاق المرحلة الثانية من اقتراع المنتشرين، مشيراً إلى أن هناك 70 ألف ناخب مسجلين موزعين على 200 قلم في 33 دولة (باستثناء الدول العربية). وكان 82900 لبناني في 39 دولة قد سجلوا أسماءهم للمشاركة في الانتخابات، علماً بأن عدد اللبنانيين المتحدرين من أصول لبنانية في الخارج يقدر، وفق خبراء، بما يتراوح بين 8 و12 مليوناً، لكنهم بمعظمهم لا يقومون بالإجراءات الإدارية لاستصدار أوراق هوياتهم اللبنانية.

من جهته، وصف وزير الداخلية نهاد المشنوق، انتخابات المغتربين بـ«التجربة الرائدة التي تمت بنجاح باهر»، معلناً أن وزارة الداخلية أنهت 96 في المائة من استعداداتها للانتخابات في لبنان يوم الأحد المقبل، وقال: «لا يدعي أحد أبوة هذه الانتخابات، فالكل اشتغل لأجلها، وحققنا تقدماً كبيراً في عملية الأولى من نوعها في لبنان والعالم العربي».

وأشار المشنوق إلى بعض الثغرات التي رافقت العملية في مؤتمر صحافي من وزارة الخارجية، قائلاً: «بعد إنجاز ستة آلاف جواز سفر للبنانيين في الخارج بقي 400 جواز سفر لم تصل إلى أصحابها، وسنسأل هيئة التشريع والاستشارات في وزارة العدل عما إذا كان ممكناً بموجب القانون إصدار اجتهاد أو رأي قانوني يسمح بمجيئهم إلى لبنان ليصوّتوا بعد إضافتهم إلى لوائح الشطب، أو نستحدث لهم لوائح شطب خاصة بالمناطق أو الأقضية التي سيقترعون فيها». ولفت إلى أن الخطأ الثاني كان في التبديل بين صندوقي اقتراع في دوسلدورف وبريمن بألمانيا، وقد تمت معالجته من خلال تبادل الصناديق، فعادت الأمور إلى طبيعتها. كما وردت شكوى عن أسماء غير واردة على لوائح الشطب في مكان إقامة بعض المنتشرين، وتحديداً في ألمانيا، وتبيّن بعد التدقيق أنّ هذه الأسماء مسجلة من دون عناوين دقيقة، فتم وضعها على لوائح الشطب في مركز اقتراع برلين، وهذا أمر محدود يتعلق بعشرات لا بمئات. والأمر الأخير، أنه لمناسبة عيد العمال، العطلة في أميركا اللاتينية طويلة، وشركة DHL لا تعمل خلال هذين اليومين، إلا أن الأمين العام للخارجية، وجد حلاً سريعاً لهذه المشكلة، حيث أبلغ السفراء المعنيين بالدول التي تطالها العطلة، بإلزامهم المجيء إلى لبنان مصطحبين معهم صناديق الاقتراع خلال اليومين المقبلين. في المقابل، تحدّث النائب في «كتلة التنمية والتحرير» علي بزي، عن أخطاء فادحة في العملية الانتخابية، وبخاصة في أستراليا، وألمانيا، وساحل العاج.

وقال: «هناك أخطاء فادحة في لوائح الشطب وغياب لعشرات اﻻسماء عن اللوائح. لقد تلقينا مئات الشكاوى من المواطنين الذين تحملوا مشقات السفر ليفاجأوا بأن أسماءهم غير مدرجة في قوائم الناخبين، أو أنها نقلت إلى أقلام اقتراع أخرى في مدن أخرى». وأكد أنه «من حقنا أن نسأل هل ما حصل ويحصل هو خطأ تقني يمكن تصحيحه، أم أنه متعمد؟ وهو ما نخشى منه، إننا نضع كل هذه الشوائب والمعوقات التي اعترت العملية الانتخابية برسم المشرفين عليه ﻻجراء المقتضى فوراً». في موازاة ذلك، كانت كل من هيئة الإشراف على الانتخابات وبعثة الاتحاد الأوروبي تقوم بعملها في مراقبة العملية الانتخابية. وأعلنت البعثة، أنها تراقب العملية الانتخابية في 12 مدينة و10 دول، وأنها ستستمر بالمراقبة حتى إقفال الصناديق، وستكون موجودة وقت الفرز للمراقبة، كما ستراقب نقل الصناديق حتى وصولها إلى لبنان. وتحدث مندوب البعثة خوسيه أنطونيو دو غبريال، مشيراً إلى أن عمليات الاقتراع تسير بسلاسة ولا انتهاكات ولا مشكلات رصدها مراقبونا، كما أن الآليات محترمة، وبُذلت جهود كبيرة للتسهيل لاقتراع ذوي الاحتياجات الخاصة. من جهته، لفت ممثل هيئة الإشراف على الانتخابات في وزارة الخارجية القاضي نهاد جبر، إلى أن المراقبة تتم عبر الأجهزة المتوافرة في وزارة الخارجية، مؤكداً أنه «لا توجد أي شكوى أو أي مخالفة سجلت، والأمور جيدة وهادئة؛ لأن عدد المقترعين قليل». وأوضح جبر في حديث تلفزيوني، أنه «لا يوجد أي مندوب للهيئة في الخارج، حيث يقوم رؤساء الأقلام بتقديم تقارير بالشكاوى في حال حصلت ونراقبهم بواسطة البث المباشر لنصدر تقريراً فيما بعد»، مشدداً على أنه «يفترض أن ينص القانون على مراقبة هيئة الإشراف للانتخابات في الخارج عبر إرسال مندوبين إلى مراكز الاقتراع في الخارج». ويتولى دبلوماسيون لبنانيون وموظفون تم إيفادهم خصيصاً، الإشراف على العملية الانتخابية، على أن تُنقل الأصوات بعد فرزها وفق الدوائر إلى بيروت وتُحفظ في البنك المركزي إلى حين موعد الانتخابات في 6 مايو لتحتسب في عملية الفرز النهائية.

 

أجواء «احتفالية» سيطرت على انتخابات اللبنانيين في فرنسا

باريس: ميشال أبو نجم/الشرق الأوسط/30 نيسان/18

نادرا ما عرفت القنصلية اللبنانية في باريس القائمة في الدائرة السادسة عشرة، حشدا كالذي عرفته أمس، خصوصا في فترة ما بعد الظهر، حيث تدفق الناخبون عليها إلى درجة ازدحم بهوها ووقف الناس «في الصف» في الداخل والخارج على غير عادة اللبنانيين.

المركز الذي زارته «الشرق الأوسط» مخصص لدائرتين شماليتين: زغرتا، بشري البترون والكوره وعكار، الضنية، المنية وطرابلس. وفي الدائرة الأولى بلغ عدد المسجلين 468 ناخبا والناخبين عند الرابعة والنصف 230 ناخبا. إلا أن الازدحام كان على أشده.

وبعكس أجواء الاحتقان السائدة في لبنان قبل أسبوع من الانتخابات، فإن ما جرى في باريس كان غيابا للتشنج وهيمنة لروح مرحة، ربما مرتبطة بأن الأمر جديد على لبنانيي الشتات الذين لم يعيشوا مطلقا تجربة مماثلة. ورغم ذلك، فإن الأمور، كما قال السفير اللبناني رامي عدوان لـ«الشرق الأوسط»، تمت «بسلاسة» مضيفاً: أن «العقبات الإدارية البسيطة» لم تؤثر مطلقا على الأجواء الإيجابية العامة. ورغم أن معرفة النسبة النهائية للمشاركة تأخرت بالصدور لأن صناديق الاقتراع بقيت مفتوحة حتى الساعة العاشرة ليلا، فإن عدوان عبر عن «ارتياحه» للمشاركة، علما أن عوامل مثل إضرابات القطارات و«الويك إند» الطويل والأمطار التي هطلت أمس على عدد واسع من المناطق الفرنسية، كان من شأنها التأثير سلبا على نسبة المشاركة. وسعت «غرفة العمليات» التي أقيمت في مقر السفارة اللبنانية على حل كل العقد بأسرع وقت كما أنها حرصت على أن تتم العملية الانتخابية في أجواء من الشفافية المطلقة وبحضور ممثلي اللوائح والمرشحين.

وقال عبد الله خلف، منسق تيار المستقبل في فرنسا لـ«الشرق الأوسط»، إن الأجواء الانتخابية «مريحة والعملية تتم بكل نزاهة»، مضيفا أن المسؤولين السياسيين «لديهم الثقة التامة بالفريق المشرف على الانتخابات». ونوه خلف بـ«التنافس الديمقراطي» الذي غلب على يوم أمس والبعيد كل البعد عن «المناكفات» التي تقدمت على غيرها من الاعتبارات في لبنان. وفي هذا السياق، قالت غيلدا خ. وهي طالبة في السنة الرابعة في كلية للحقوق في باريس، إن العامل المؤثر بالدرجة الأولى على «إيجابية» العملية الانتخابية، إضافة لكونها جديدة وتتم خارج الأراضي اللبنانية، يكمن في أن نسبة تأثيرها على النتائج النهائية «ضعيفة للغاية» خصوصا أن الـ8366 ناخبا موزعون على الدوائر الـ15 في لبنان. وتضيف غيلدا خ. أن ما حصل يوم أمس «تاريخي ويجب أن تبقى صورته عالقة في أذهان اللبنانيين الذين درجوا هنا على التصويت في الانتخابات الفرنسية أي في بلد التبني».

ومن جانبها، قالت أرتميس كيروز وهي ناشطة في العمل الاجتماعي والثقافي في إطار الجامعة الثقافية في العالم، إنها صوتت للبرنامج الانتخابي الذي ينال إعجابها «وإذا أصابونا بالخيبة فسوف نستخدم الفيتو المرة المقبلة ونحرمهم من أصواتنا». وقالت كيروز، إن الكثير من الجمعيات سعت ليكون اليوم الانتخابي «بمثابة عيد تغلفه الفرحة»، ولذا عملت هذه الجمعيات على توفير أجواء احتفالية في ما سموه «يوم المواطنية» مع الموسيقى اللبنانية والطعام اللبناني. وبحسب كيروز، فإنهم نجحوا في توفير ذلك كله في 19 مركزا من أصل 21 مجموع كل المراكز في فرنسا حيث تم التصويت في 17 مدينة.

وكان من المنتظر أن تتم ليلا عملية فرز وتوضيب المغلفات من غير أن تفتح لتختم الصناديق بعدها بالشمع الأحمر وترسل إلى بيروت حيث سيتم فتحها.

 

الحريري مستمر في جولاته رغم «النصائح الأمنية»/مصدر أمني: زيارات رئيس الحكومة قرب الحدود تضاعف المسؤولية

بيروت: يوسف دياب/الشرق الأوسط/30 نيسان/18

قالت مصادر قريبة من رئيس الحكومة سعد الحريري إنه تلقى «نصائح» من مراجع أمنية، تطالبه بالحدّ من جولاته الانتخابية على المناطق اللبنانية الواقعة على الأطراف، ويقول مقربون منه إن إدارة المعركة الانتخابية لا تخاض على شاشات التلفزيون، بل تقتضي النزول على الأرض والتفاعل مع الناس وتلمّس واقعهم، في وقت ترى فيه مصادر أمنية أنه «لا معلومات أكيدة عن تهديدات تطال رئيس الحكومة، لكننا نتخذ إجراءات مشددة وكأن الخطر قائم وداهم». وعشية كلّ زيارة يقوم بها الحريري لأي منطقة، بدءاً من الجنوب اللبناني إلى البقاع وصولاً إلى الشمال التي كانت محطته الأخيرة نهاية الأسبوع الماضي، توضع الأجهزة الأمنية بجميع وحداتها في حال استنفار دائم، وتسبقها عمليات استطلاع وجمع معلومات تتولاها مديرية المخابرات في الجيش اللبناني وشعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي والأمن العام وكذلك جهاز أمن الدولة، لرصد أي تحركات مشبوهة في تلك المناطق. وأكد مصدر أمني لـ«الشرق الأوسط»، أن جولات رئيس الحكومة على البلدات القريبة من الحدود، «تضاعف المسؤولية على الأجهزة الأمنية، التي تتخذ إجراءات مسبقة، وتشدد إجراءاتها قبل ساعات من حصول الزيارة للمنطقة»، وأوضح أن الوضع «يستلزم تعزيزات ورفع عدد العناصر التي تتولى مهمات الحماية والاستطلاع، بحيث تعمل على إفراغ الطرقات من السيارات، وتسيير دوريات راجلة وسيّارة، وتثبيت عناصر على الطرق والمفارق والمنعطفات، وتنظيم حركة السير وتمنع ازدحامها لتسهيل وصول المواكب».

ولم يخف المصدر وجود «مخاطر أمنية، خصوصاً في مواقع الاحتفالات ومحيطها»، لافتاً إلى أنه «لا معلومات عن تهديد أمني، لكننا نفترض وجود الخطر ونطبّق الإجراءات على هذه الأساس».

وإذا كان القلق ينتاب الأجهزة من أي ثغرة قد تطال أمن الحريري، فإن القلق يكون مضاعفاً لدى فريقه السياسي، حيث كشف منسّق تيار «المستقبل» في طرابلس وشمال لبنان النائب السابق مصطفى علوش، عن تلقي الحريري «نصائح الأسبوع الماضي وقبله، تحذّره من توسيع دائرة تحركاته في المناطق، بسبب وجود مخاطر أمنية». وأعلن في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن رئيس الحكومة «لا يستطيع خوض معركة الانتخابات من خلف الشاشات كما يفعل (أمين عام حزب الله) حسن نصر الله، لأن النزول بين الناس وسماع مطالبهم والتفاعل معهم أمر ضروري للغاية»، مشيراً إلى أن «الشيء الذي يعتمد عليه (المستقبل) هو محبة الحريري للناس وعلاقاته بهم وقدرته على استقطابهم، لأنه يتعاطى معهم بصدق».

وشدد علوش على أن «الخطر الأمني قائم في أي وقت، وإذا كانت نسبة الخطر 1 في المائة، فإنها تعادل الـ100 في المائة، لكن رغم ذلك من الضروري أن يكون بين جمهوره، لأن هناك شيئاً مرتبطاً بأسلوبه، حيث يرى فيه الناس صورة رفيق الحريري، وفي الوقت ذاته شخصية سعد الحريري الطبيعية».

وقال علوش: «لا شك أن الرئيس الحريري تخطّى كل الصعوبات السياسية والأمنية وحتى المالية، وأحدث فرقاً بين ما كان الوضع عليه قبل أشهر وبين وضعه الشعبي الآن»، مشدداً على أن «قضايا كبيرة وكثيرة مرتبطة بوجود الحريري في السلطة على الصعيدين الداخلي والخارجي».

وتتعدد مصادر الخطر التي قد تواجه الحريري ولكن بنسب متفاوتة، إذ استبعد الخبير الأمني والعسكري العميد المتقاعد خليل حلو، وجود تهديد للحريري «من قبل خصومه في قوى (8 آذار) الذين باتت مصلحتهم كبيرة ببقاء الحريري رئيساً للحكومة». ولفت في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إلى «وجود نفوذ للنظام السوري في المناطق لحدودية مثل البقاع والشمال، وهذا يشكل تهديداً جزئياً، لأن نظام الأسد يدرك أن أي اعتداء على الحريري، سواء كان قاتلاً أو غير قاتل سيضرّ بحلفائه في لبنان.

وبرأي العميد حلو، فإن «الخطر الأمني الحقيقي يكمن في الخلايا الأمنية المتطرفة، التي عادت لتنشط فيها سوريا، ولها امتدادات داخلية، بدليل القبض بشكل شبه يومي على عناصر وكوادر لها في لبنان»، معتبراً أن «هكذا خلايا لا تقيم اعتباراً لشخصية بحجم رئيس حكومة لبنان حتى لو كانت سنيّة، وخطر هؤلاء لا يقتصر على الأطراف، إنما يمتد إلى قلب بيروت». وإذا لفت خليل حلو إلى أن «الحماية الأمنية للحريري جيدة ولديها خبرة وتدريب عالٍ»، رأى أن «ما يزعج الفريق الأمني هو اختلاط الحريري مع الجماهير والاحتكاك بهم، وهذا ما يولّد صراعاً بين الشخصية السياسية التي تتوق إلى ملاقاة الناس، والفريق الأمني الذي يخشى تبعات ومخاطر هكذا أسلوب». وتكثّف الأجهزة الأمنية جهودها لتدارك أي تطوّر سلبي محتمل، ويشدد المصدر الأمني اللبناني على أن «قيادة المنطقة التي يزورها رئيس الحكومة تأخذ علماً مسبقاً بالزيارة وبمكان الاحتفالات، وتستقدم خبراء متفجرات، ومكتب اقتفاء الأثر الذي يستخدم الكلاب البوليسية المدرّبة على كشف المتفجرات، وتعمل على مسح المكان قبل 4 أو 6 ساعات من وصول رئيس الحكومة»، مشيراً إلى أن «سرية أمن المنطقة تبقى ممسكة بالحلقة الضيقة والواسعة إلى حين وصول سرية الحرس الحكومي، التي تمسك بأمن الحلقة الضيقة، بينما يستمر الفريق الأمني الآخر بتولي مسؤولية الحلقة الواسعة».

 

ما مدى تأثير اقتراع المغتربين على النتائج النهائية؟

"الجمهورية" - 30 نيسان 2018/قال مراقبون، لـ"الجمهورية"، إنّ "اقتراع المغتربين لم يبدأ مع هذا العهد ولا مع وزير الخارجية جبران باسيل، بل هو مطلب قديم منذ الستّينات لإعطاء المغتربين حقّ الاقتراع وردّ الجنسية لهم. لكنّه يأتي الآن في سياق تغيير قانون الانتخاب ونتيجة التوافق الوطني، وقبول كلّ الاطراف بهذا الحقّ، بعدما صار الاغتراب من كلّ الطوائف ولم تعد له هوية طائفية وحيدة، وهذا يُعدّ إنجازاً لأنه يعيد تواصلَ المغتربين الوطني، وليس السياحي، مع لبنان، فيتحمّسون أكثر للدفاع عن قضاياه في الدول التي ينتشرون فيها. إلّا أنّ المحاولات مستمرّة لاستغلال البعض هذا الأمر وتوظيفه انتخابياً".

وحسبَ هؤلاء المراقبين، فإنّ "خطوة اقتراع الانتشار هي خطوة عملية، لكنّ نسبة المقترعين لن تبدّلَ في نتائج الانتخابات، ومن اقترَع هم المغتربون الجُدد الذين ينتخبون عادةً في لبنان، وإنّ نسبة قليلة من المغتربين القدامى شاركت في العملية الانتخابية". وقالت مصادر وزارية لـ"الجمهورية": "إقتراع المغتربين هو خطوة جريئة تحصل للمرّة الاولى، وهي من أهمّ عوامل استقطاب المغتربين وجذبِهم الى الوطن، لأنّ، تاريخياً، النظرة الى الاغتراب كانت على أنه مصدر مال، أمّا اليوم فتبدّلت مع مشاركة المغتربين في الحياة السياسية فعلياً. أمّا من حيث التطبيق فكان يمكن أن يكون افضل، أي أن تكون نسبة مشاركة المغتربين مرتفعة اكثر. ومردُّ ذلك الى أنّهم لم يكونوا على ثقة بأنّ الدولة ستذهب بهذه الخطوة الى النهاية بعدما جرت محاولات في حكومات سابقة ولم تبلغ نهاياتها. وما زاد الأمرَ صعوبةً هو انّه حتى الذين سجّلوا أسماءَهم للاقتراع لم يقترعوا كلّهم لوجود نقصٍ في الحوافز، فهم لم يَشعروا بأنّهم يستطيعون التغيير والتأثير، ولم يَشعروا بأنّ قانون الانتخاب أو المرشّحين يعكسون تطلّعاتهم، لذلك اقتراع الانتشار خطوة يجب أن يتمّ التحضير لها باكراً".

 

بعدما رفع سقف خطابه.. ردّ قاسٍ على باسيل

"الجمهورية" - 30 نيسان 2018/احتدمت المنافسة الانتخابية تحت عناوين مختلفة وسط التراشق بالاتّهامات. ووصَفت مصادر سياسية معارضة خطابَ رئيس "التيار الوطني الحر" الوزير جبران باسيل بأنّه "خطاب ضائع" يقوم على قاعدة "لكلّ مقام مقال"، وتختلف لهجتُه وعناوينه عند كلّ جولة، فيهاجم من الجنوب رئيسَ مجلس النواب نبيه برّي، في وقتٍ يُهادن من بعبدا "حزب الله "ـ حليف برّي. ويعلِن عند إبرام التفاهم مع "القوات" أنّ هذا التفاهم يَطوي صفحة الحرب، لكنّه اليوم وفي كلّ خطاب يذكّر "القوات" بمراحل هذه الحرب. كذلك ندّدت المصادر بخطاب باسيل "التقسيمي" ومنطقِه القائم على قاعدة "هون إلنا وهونيك إلكُن" و"مثلما احترمناكم في صيدا كسُنّة فاحترِمونا كمسيحيين في جزّين". وانتقدت أداءَ "التيار" وتحالفاته "المصلحية الضيّقة"، وقالت لـ"الجمهورية": "تستطيع أن تُبرِم تحالفات مصلحية، لكن عند انتهاء الانتخابات لا تستطيع القول إنكَ لا تنتمي الى الطبقة السياسية التي تتحالف معها، وإنكَ خارج هذه الاصطفافات. فلا أحد يُجادلك في تحالفاتك، الجدال هو حول ما كنتَ تقوله بأنك حزبُ تغيير وفِكر تغييري". كذلك انتقدت "ترشيحَ "التيار" أشخاصاً على لوائحه يتمتّعون بحيثية ماليّة، وترشيحَ أشخاصٍ من خارج "التيار" سيَأكلون الأصوات التفضيلية من صحنِ مرشّحي "التيار" الملتزمين وسيَفوزون على حسابهم في مناطق عدة كزحلة والكورة وزغرتا". وإذ تحدّثت المصادر عن وجود "خلافات داخلية حادّة وبارزة لم نكن نشهَدها سابقاً"، لفَتت الى أنّ "كلّ بيت سياسيّ سارَ مع "التيار" عوَّموه، كالمرشّح ميشال معوّض والنائب رياض رحّال الذي لم ينتخِب العماد عون رئيساً للجمهورية، واشتهر عنه أنه كان أبرزَ الشتّامين لعون، وكلَّ مَن عارَضه يرفضه ويحاول إلغاءَه وإقفالَ بيتِه السياسي، كما فعلَ مع الرئيس ميشال المر الذي انتخَب عون".

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

نتنياهو: إيران تمتلك مشروعا سريا لتصنيع أسلحة نووية

30 أبريل 2018م/المصدر: دبي - قناة العربية، وكالات

http://eliasbejjaninews.com/archives/64263

أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين_نتنياهو أن إسرائيل حصلت على آلاف المستندات والوثائق التي تجرم برنامج إيران لتصنيع أسلحة نووية. وكشف أن تل أبيب تمتلك نسخا طبق الأصل من الأرشيف النووي الإيراني وتحتفظ به في خزائن ضخمة. وقال إن طهران لديها المواد الكاملة لتصنيع السلاح النووي، مؤكدا أن إيران نقلت برنامج الأسلحة النووية إلى موقع سري. وفي إعلان بمقر الجيش الإسرائيلي في تل أبيب، الاثنين، عرض نتنياهو العديد من الصور التي تثبت أن إيران لديها رؤوس نووية. وأضاف رئيس الحكومة الإسرائيلية أن إيران تمتلك مشروعا سريا لتصميم وإنتاج واختبار رؤوس حربية. وأوضح أن إيران تطور صواريخها الباليستية التي باتت تهدد العديد من عواصم العالم. وأشار إلى أن الملفات المتوافرة لدى إسرائيل تثبت أن طهران تكذب على العالم عندما نفت أنها تمتلك أسلحة نووية. وشدد على أن إسرائيل لديها حوالي 100 ألف وثيقة عن البرنامج النووي الإيراني، مشيرا إلى أن طهران كذبت على الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن أنشطتها. وذكر نتنياهو أن الاتفاق النووي الإيراني بُني على أكاذيب، معربا عن ثقته في أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب سيلغي هذا الاتفاق. وأجرى نتنياهو الأحد محادثات بشأن إيران مع وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو. وقال بومبيو وهو يقف إلى جوار رئيس الوزراء الإسرائيلي في تل أبيب: "لا نزال نشعر بقلق بالغ إزاء التصعيد الخطير للتهديدات الإيرانية تجاه إسرائيل والمنطقة". ودعا الرئيس الروسي فلاديمير_بوتين ونظيره الفرنسي إيمانويل_ماكرون الاثنين إلى الإبقاء على الاتفاق النووي الإيراني و"تطبيقه بحذافيره" بينما لم يعلن بعد الرئيس الأميركي دونالد_ترمب ما إذا كان قرر الخروج منه. وأعلن الكرملين في بيان أن "الرئيسين الروسي والفرنسي أعربا عن تأييدهما للإبقاء على الاتفاق النووي الموقع في تموز/يوليو 2015 وتطبيقه بحذافيره"، وذلك في أعقاب اتصال ماكرون ببوتين لإطلاعه على محادثاته مع ترمب.

وأمام ترمب مهلة حتى 12 أيار/مايو المقبل لاتخاذ قراره بشأن مستقبل الاتفاق النووي وهو يطالب بتعديلات يقول الاتحاد الأوروبي إنها يمكن أن تشكل مخالفة قانونية للاتفاق. وقال مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون الأحد إن الرئيس الأميركي لم يقرر بعد ما إذا كان سيلغي الاتفاق.

ومن جانبه، نقل التلفزيون الرسمي الإيراني عن علي أكبر صالحي رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، الاثنين، قوله إن إيران تستطيع من الناحية الفنية تخصيب اليورانيوم لمستوى أعلى مما كانت عليه قبل التوصل للاتفاق النووي. وحذر صالحي الرئيس الأميركي ترمب من الانسحاب من الاتفاق النووي قائلا: "إيران لا تناور، فنيا نحن مستعدون تماما لتخصيب اليورانيوم لمستوى أعلى مما كان عليه قبل التوصل للاتفاق النووي، أتمنى أن يعود ترمب إلى صوابه وألا ينسحب من الاتفاق."

 

اتهامات لإسرائيل بالضلوع فيه واستخدام قنبلة نووية تسببت في زلزال بقوة 2٫6 درجة

26 قتيلاً بينهم 22 إيرانياً في قصف صاروخي استهدف قواعد سورية

عواصم – وكالات/30 نيسان/18/ تضاربت الروايات الرسمية بين تأكيد ونفي خبر مقتل عشرات العسكريين الإيرانيين، جراء قصف صاروخي استهدف قواعد تابعة لقوات النظام السوري والحرس الثوري والميليشيات التابعة لإيران في ريفي حماة وحلب بسورية .

وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن مقر اللواء 47 في حماة ( وسط ) ومطار النيرب في حلب ( شمال )، حيث تتمركز قوات ايرانية، تعرضا لضربات صاروخية ليل أول من أمس، تسببت بسقوط “26 قتيلاً بينهم أربعة سوريين والغالبية الساحقة من الإيرانيين، اضافة الى مقاتلين من ميليشيات موالية لإيران من جنسيات أجنبية” كانوا داخل مقر “اللواء 47”. وأشار إلى أنه لم تشاهد طائرات تحلق في سماء المنطقة في الوقت الذي جرى فيه القصف اذ استهدف القصف مستودعات صواريخ (ارض -ارض) تعود للميليشيات الايرانية الامر الذي أحدث انفجارات كبيرة في المنطقة ترافقت مع اندلاع النيران فيها، ورجح ارتفاع عدد القتلى نظرا لوجود نحو 60 جريحا ومفقودا بالاضافة الى وجود معلومات عن قتلى اخرين. وأوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن، أن الموقعين المستهدفين يضمان “مستودعات صواريخ أرض أرض”، لافتاً الى أن “طبيعة الأهداف ترجح أن تكون الضربة إسرائيلية”.

وكانت وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا” نقلت عن مصدر عسكري قولها مساء أول من أمس، “عدوان جديد تعرضت له بعض المواقع العسكرية في ريفي حماة وحلب بصواريخ معادية”، من غير أن تحدد الجهة التي أطلقتها، فيما أشارت صحيفة “تشرين” السورية الرسمية إلى أن الهجوم على حماة وحلب انطلق من قواعد أميركية وبريطانية شمال الأردن، مؤكدة أن تسعة صواريخ باليستية استخدمت فيه. في سياق متصل، أعلن مركز الزلازل الأورومتوسطي لصحيفة “هآرتس” الإسرائيلية أنه تم رصد زلزال في سورية عقب القصف الذي تعرضت له منطقتي حماة وحلب، بقوة 2.6 درجات على مقياس ريختر.

ونقلت الصحيفة عن مصدر سوري قوله إن القصف ضرب مستودع ذخيرة تابع للواء 47 للجيش السوري في ريف حماة نتج عنه انفجارات قوية وحريق هائل، لافتة إلى أن مستودع الذخيرة المستهدف بريف حلب الشرقي يقع بين مطار النيرب والمالكية، وأنه لا صحة للأنباء المتداولة عن استهداف مطار حلب.

وأضافت “يبدو أن الهجوم استهدف مستودع ضخم لصواريخ أرض-أرض، تسعى إيران إلى حشدها في سورية”، مشيرة إلى تقارير إخبارية، تتحدث، عن أن الاستخبارات الإسرائيلية والأمريكية رصدت تحريك أسلحة إيرانية إلى سورية.

من جهته، ذكر موقع “يورنيوز واير” أن طائرة إسرائيلية أسقطت في سورية أول قنبلة نووية في أول نزاع مسلح منذ أن ألقت الولايات المتحدة قنابل ذرية على هيروشيما وناغازاكي باليابان العام 1945.

وزعم الموقع أن “الانفجار النووي” الذي استهدف مستودعا للذخيرة في مدينة حماة، كان شديدا جدا حيث تسبب في حدوث زلزال. وفي رد على أسئلة إذاعة الجيش الإسرائيلي، قال وزير النقل الإسرائيلي المكلف بالاستخبارات اسرائيل كاتس إنه “ليس على علم بالحادث”. في المقابل، نفى مصدر مطلع ايراني، أمس، استهداف القوات الايرانية المتواجدة في سورية خلال القصف الصاروخي الذي تعرضت له مواقع الجيش السوري في ريفي حلب وحماة. ونقلت وكالة انباء “فارس” الايرانية عن المصدر القول إن “أي مستشار ايراني لم يقتل خلال الهجوم الصاروخي الذي استهدف ضواحي حلب وحماة”. وبعد نحو أسبوعين من اعلان سيطرتها بالكامل على الغوطة الشرقية، واصلت قوات النظام عملياتها أمس، في جنوب دمشق ضد أحياء يسيطر تنظيم “داعش” على الجزء الأكبر منها، تزامناً مع بدء الاستعدادات لتنفيذ اتفاق اجلاء من مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين اعلنته دمشق أول من أمس. وواصلت وحدات من الجيش “تقدمها على محاور عدة في منطقة الحجر الأسود خلال عملياتها على أوكار وتجمعات الإرهابيين بالتوازي مع غارات لسلاح الجو على تحصيناتهم ومحاور تسللهم”. وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان أن الجيش السوري بدأ أمس، قصفا عنيفا لجيب تسيطر عليه المعارضة قرب حمص فيما يسعى الرئيس بشار الاسد لاستعادة كل المناطق المتبقية التي لا تزال القوات الحكومية تحاصرها. وأكد أن هجوم الجيش السوري على الجيب الواقع بين حمص وحماة وهو أكثر المناطق المحاصرة في سورية اكتظاظا بالسكان شمل ضربات جوية وقصفا بالمدفعية، مضيفاً إن تعزيزات وصلت الى مناطق تسيطر عليها الحكومة قبل القصف الذي استهدف الرستن كبرى المدن داخل الجيب وقرى أخرى مجاورة. وينقسم الجيب الواقع في جنوب دمشق بين مناطق يسيطر عليها تنظيم “داعش” وأخرى تسيطر عليها فصائل تابعة للمعارضة، ويتركز القصف المكثف والقتال المحتدم على الجيب منذ استعادة الجيش السوري للغوطة الشرقية هذا الشهر. في غضون ذلك، أوردت الوكالة العربية السورية للأنباء أن الجيش يواصل قصفه المكثف للحجر الاسود وهي منطقة أخرى في الجيب الواقع بجنوب دمشق ويتمركز فيه “داعش”.

 

26 قتيلاً بينهم 22 إيرانياً في قصف صاروخي استهدف قواعد سورية واتهامات لإسرائيل بالضلوع فيه واستخدام قنبلة نووية تسببت في زلزال بقوة 2٫6 درجة

عواصم – وكالات/30 نيسان/18/تضاربت الروايات الرسمية بين تأكيد ونفي خبر مقتل عشرات العسكريين الإيرانيين، جراء قصف صاروخي استهدف قواعد تابعة لقوات النظام السوري والحرس الثوري والميليشيات التابعة لإيران في ريفي حماة وحلب بسورية . وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن مقر اللواء 47 في حماة ( وسط ) ومطار النيرب في حلب ( شمال )، حيث تتمركز قوات ايرانية، تعرضا لضربات صاروخية ليل أول من أمس، تسببت بسقوط “26 قتيلاً بينهم أربعة سوريين والغالبية الساحقة من الإيرانيين، اضافة الى مقاتلين من ميليشيات موالية لإيران من جنسيات أجنبية” كانوا داخل مقر “اللواء 47”. وأشار إلى أنه لم تشاهد طائرات تحلق في سماء المنطقة في الوقت الذي جرى فيه القصف اذ استهدف القصف مستودعات صواريخ (ارض -ارض) تعود للميليشيات الايرانية الامر الذي أحدث انفجارات كبيرة في المنطقة ترافقت مع اندلاع النيران فيها، ورجح ارتفاع عدد القتلى نظرا لوجود نحو 60 جريحا ومفقودا بالاضافة الى وجود معلومات عن قتلى اخرين. وأوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن، أن الموقعين المستهدفين يضمان “مستودعات صواريخ أرض أرض”، لافتاً الى أن “طبيعة الأهداف ترجح أن تكون الضربة إسرائيلية”.

وكانت وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا” نقلت عن مصدر عسكري قولها مساء أول من أمس، “عدوان جديد تعرضت له بعض المواقع العسكرية في ريفي حماة وحلب بصواريخ معادية”، من غير أن تحدد الجهة التي أطلقتها، فيما أشارت صحيفة “تشرين” السورية الرسمية إلى أن الهجوم على حماة وحلب انطلق من قواعد أميركية وبريطانية شمال الأردن، مؤكدة أن تسعة صواريخ باليستية استخدمت فيه. في سياق متصل، أعلن مركز الزلازل الأورومتوسطي لصحيفة “هآرتس” الإسرائيلية أنه تم رصد زلزال في سورية عقب القصف الذي تعرضت له منطقتي حماة وحلب، بقوة 2.6 درجات على مقياس ريختر. ونقلت الصحيفة عن مصدر سوري قوله إن القصف ضرب مستودع ذخيرة تابع للواء 47 للجيش السوري في ريف حماة نتج عنه انفجارات قوية وحريق هائل، لافتة إلى أن مستودع الذخيرة المستهدف بريف حلب الشرقي يقع بين مطار النيرب والمالكية، وأنه لا صحة للأنباء المتداولة عن استهداف مطار حلب. وأضافت “يبدو أن الهجوم استهدف مستودع ضخم لصواريخ أرض-أرض، تسعى إيران إلى حشدها في سورية”، مشيرة إلى تقارير إخبارية، تتحدث، عن أن الاستخبارات الإسرائيلية والأمريكية رصدت تحريك أسلحة إيرانية إلى سورية.

من جهته، ذكر موقع “يورنيوز واير” أن طائرة إسرائيلية أسقطت في سورية أول قنبلة نووية في أول نزاع مسلح منذ أن ألقت الولايات المتحدة قنابل ذرية على هيروشيما وناغازاكي باليابان العام 1945.

وزعم الموقع أن “الانفجار النووي” الذي استهدف مستودعا للذخيرة في مدينة حماة، كان شديدا جدا حيث تسبب في حدوث زلزال. وفي رد على أسئلة إذاعة الجيش الإسرائيلي، قال وزير النقل الإسرائيلي المكلف بالاستخبارات اسرائيل كاتس إنه “ليس على علم بالحادث”.

في المقابل، نفى مصدر مطلع ايراني، أمس، استهداف القوات الايرانية المتواجدة في سورية خلال القصف الصاروخي الذي تعرضت له مواقع الجيش السوري في ريفي حلب وحماة.

ونقلت وكالة انباء “فارس” الايرانية عن المصدر القول إن “أي مستشار ايراني لم يقتل خلال الهجوم الصاروخي الذي استهدف ضواحي حلب وحماة”. وبعد نحو أسبوعين من اعلان سيطرتها بالكامل على الغوطة الشرقية، واصلت قوات النظام عملياتها أمس، في جنوب دمشق ضد أحياء يسيطر تنظيم “داعش” على الجزء الأكبر منها، تزامناً مع بدء الاستعدادات لتنفيذ اتفاق اجلاء من مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين اعلنته دمشق أول من أمس. وواصلت وحدات من الجيش “تقدمها على محاور عدة في منطقة الحجر الأسود خلال عملياتها على أوكار وتجمعات الإرهابيين بالتوازي مع غارات لسلاح الجو على تحصيناتهم ومحاور تسللهم”. وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان أن الجيش السوري بدأ أمس، قصفا عنيفا لجيب تسيطر عليه المعارضة قرب حمص فيما يسعى الرئيس بشار الاسد لاستعادة كل المناطق المتبقية التي لا تزال القوات الحكومية تحاصرها. وأكد أن هجوم الجيش السوري على الجيب الواقع بين حمص وحماة وهو أكثر المناطق المحاصرة في سورية اكتظاظا بالسكان شمل ضربات جوية وقصفا بالمدفعية، مضيفاً إن تعزيزات وصلت الى مناطق تسيطر عليها الحكومة قبل القصف الذي استهدف الرستن كبرى المدن داخل الجيب وقرى أخرى مجاورة. وينقسم الجيب الواقع في جنوب دمشق بين مناطق يسيطر عليها تنظيم “داعش” وأخرى تسيطر عليها فصائل تابعة للمعارضة، ويتركز القصف المكثف والقتال المحتدم على الجيب منذ استعادة الجيش السوري للغوطة الشرقية هذا الشهر. في غضون ذلك، أوردت الوكالة العربية السورية للأنباء أن الجيش يواصل قصفه المكثف للحجر الاسود وهي منطقة أخرى في الجيب الواقع بجنوب دمشق ويتمركز فيه “داعش”.

 

الخيارات تتقلص أمام إيران مع تصاعد الضغط الأميركي ورئيس الوزراء الإسرائيلي يكشف وثائق برنامج إيران ليشجع ترامب على الانسحاب من الاتفاق.

العرب/30 نيسان/18

الاتفاق النووي مهدد

واشنطن - تشعر إيران بضيق حلقة الضغط الأميركية عليها تدريجيا، في وقت تحاول واشنطن الوصول إلى صيغة جديدة تضبط الطموح النووي والسياسي الإيراني في المنطقة، وترسم ملامح جيوسياسية جديدة اعتمادا على الاستثمار في تقليص نفوذ طهران. ويقسم الغرب استراتيجية التعامل مع إيران إلى 3 مراحل، هي تعديل الاتفاق النووي، ومحاولة الوصول إلى صيغة للاتفاق مع إيران على تحديد مدى صواريخها الباليستية بحيث لا تتحول إلى تهديد للدول الأوروبية، والوصول إلى اتفاق حول دور إيران الإقليمي وسلوكها تجاه جيرانها العرب. لكن مصادر في واشنطن قالت إن المسؤولين الأميركيين والأوروبيين ليست لديهم أي خطط حول محاصرة نفوذ إيران. ويدرك الدبلوماسيون الإيرانيون ذلك، ويحاولون استغلال هذه المعضلة التي تواجه الغرب، لتقويض استراتيجية الرئيس الأميركي دونالد ترامب عبر التصعيد. وأظهرت جولة وزير الخارجية الأميركي الجديد مايك بومبيو إلى الشرق الأوسط، التي شملت السعودية وإسرائيل والأردن، تصميم الإدارة الأميركية على التعامل بحزم مع الحالة الإيرانية.وأصر بومبيو على إرسال رسائل تهدف إلى تبديد أي أوهام لدى طهران من إمكانية تبدل موقف ترامب بعد لقائه بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشارة الأميركية أنجيلا ميركل الأسبوع الماضي، دون الحصول على تبدل كامل في السلوك الإيراني في الملف النووي وبرنامج الصواريخ الباليستية ونفوذ طهران في المنطقة.

علي أكبر صالحي: مستعدون لتخصيب اليورانيوم إلى مستوى أعلى مما كان عليه

وأجرى بومبيو، الذي وصل العاصمة الأردنية مساء الأحد، محادثات الاثنين مع نظيره الأردني أيمن الصفدي تتناول أوضاع المنطقة قبل أن يلتقي العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني. ونقل التلفزيون الرسمي الإيراني عن المرشد علي خامنئي اتهامه للولايات المتحدة بمحاولة تعميق “أزمة إقليمية” بتحريض السعودية، منافس طهران في المنطقة، على مواجهة الجمهورية الإسلامية. وقال خامنئي “إحدى طرق مواجهة إيران هي تحريض حكام لا يتمتعون بالخبرة في (…) يحاول الأميركيون تحريض السعودية ضد طهران… هدفهم تعميق الأزمة الإقليمية… ودفع المسلمين إلى محاربة المسلمين”. وسرعان ما قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي، الاثنين، إن “تصريحات وزير الخارجية الأميركي حول تواجد الجمهورية الإسلامية الإيرانية في بعض دول المنطقة والدور الذي تؤديه هي تكرار لاتهامات عبثية لا أساس لها”. وقال قاسمي إن تواجد إيران في سوريا والعراق يأتي استجابة لمطالب حكومتي البلدين ويندرج في إطار “المعركة ضد الإرهاب في المنطقة”. وتابع “هذه المساعدة ستستمر ما دامت الحكومتان بحاجة إلى مساعدة في هذه المعركة”.

وأكدت مصادر دبلوماسية أميركية مواكبة لجولة بومبيو أن واشنطن بعد استماعها إلى شركائها الأوروبيين تتشاور مع شركائها في المنطقة لاتخاذ قرار فعال لمواجهة النفوذ الإيراني في المنطقة. وأضافت هذه المصادر أن رسائل بومبيو وصلت إلى طهران وأن ردود الفعل الإيرانية تعبر عن قلق حقيقي جراء جدية المسار الذي تجمع عليه المؤسسات الأميركية تجاه إيران. وقال مراقبون للشؤون الإيرانية إن طهران تشعر بتصاعد الموقف الأميركي بعد تعيين جون بولتون مستشارا للأمن القومي ومايك بومبيو وزيرا للخارجية، وأن رد الفعل الإيراني أتى مدروسا على مستوى وزارة الخارجية، وشعبويا كالمعتاد على مستوى المرشد علي خامنئي.

ويكشف حديث إيران عن شراكة أميركية سعودية القراءة الجديدة لطهران للمشهد الجيواستراتيجي الذي سينسحب على ميادين النفوذ الإيراني في المنطقة. وتستعد طهران للتموضع وفق هذه الحقيقة، غير أن ما تظهره من مواقف يكشف أن أدواتها الدبلوماسية كما مناوراتها الإقليمية والدولية باتت محدودة، خصوصا إذا ما تم تفاهم ما بين الولايات المتحدة وروسيا قد يصار إلى التوصل إليه في لقاء القمة المرتقب بين ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

بهرام قاسمي: تواجد إيران في سوريا والعراق استجابة لمطالب حكومتي البلدين

وأصبح الإيرانيون على قناعة بأن إدارة ترامب تريد التخلص من الاتفاق النووي، الذي يرى فيه مسؤولون أميركيون أنه، تحول إلى عقبة في طريق إقناع كوريا الشمالية بالتخلي عن برنامجها النووي. ويعتقد مساعدون كبار لترامب أنه طالما سمح الاتفاق لإيران بالاحتفاظ ببرنامجها النووي ومكنها من القدرة على تخصيب اليورانيوم بعد مرور عشرة أعوام على توقيعه صيف 2015، فلن يكون هناك مجال للتوصل إلى اتفاق مع بيونغ يانغ يتم بموجبه نزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية. ونقل التلفزيون الرسمي عن علي أكبر صالحي رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية قوله، إن إيران تستطيع من الناحية الفنية تخصيب اليورانيوم إلى مستوى أعلى مما كانت عليه قبل التوصل إلى الاتفاق النووي. وحذر صالحي ترامب من هذه الخطوة قائلا “إيران لا تناور… فنيا نحن مستعدون تماما لتخصيب اليورانيوم إلى مستوى أعلى مما كان عليه قبل التوصل إلى الاتفاق النووي… أتمنى أن يعود ترامب إلى صوابه وألا ينسحب من الاتفاق”.

وعقد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مؤتمرا صحافيا عرض خلاله ما قال إنه معلومات استخباراتية حصلت عليها إسرائيل تثبت أن إيران لم تتخل عن برنامجها النووي، حتى بعد توقيع الاتفاق مع القوى الكبرى، في مسعى منه لتشجيع ترامب على الانسحاب من الاتفاق.

وأعطى نتنياهو تفاصيل غير مسبوقة عن برنامج إيران، شمل ما قال إنه 100 ألف وثيقة و183 قرصا مدمجا تحوي معلومات عن الملف. وأكد أن إيران “كذبت على العالم”، وأن “البرنامج النووي فظيع وبني على الأكاذيب”.

 

خطة أميركية لمواجهة التوسع الإيراني في الشرق الأوسط

آخر تحديث: الاثنين 14 شعبان 1439 هـ - 30 أبريل 2018م/المصدر: العربية.نت - صالح حميد/كشفت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية عن أن وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" تعمل على خطة لمواجهة التوسع الإيراني في الشرق الأوسط ودعم #طهران للجماعات المسلحة التي تزعزع الاستقرار في المنطقة. ونقلت الصحيفة عن الجنرال جوزيف فوتيل، الذي يرأس القيادة المركزية الأميركية، قوله هذا الأسبوع، إن الجيش الأميركي لن يواجه إيران بشكل مباشر، لكنه سيستخدم وسائل غير مباشرة للحد من توسعها في سوريا والعراق. وقال فوتيل إن الدعم الأميركي للقوات الحكومية في العراق والقوة الشريكة التي يسيطر عليها الأكراد في سوريا يمكن أن يساعدا في ضمان عدم قدرة طهران على تهريب الإمدادات والعناصر بحرية إلى سوريا، حيث تقاتل الجماعات المدعومة من إيران لصالح رئيس النظام السوري بشار الأسد. وذكرت الواشنطن بوست أن الجنرال جوزيف فوتيل قال في مقابلة عبر الهاتف إن "هذه واحدة من الطرق التي يمكننا أن نبدأ بها في عرقلة أنشطة إيران الخبيثة". وأضاف: "هناك بعض الأشياء التي يمكننا القيام بها بشكل غير مباشر، والتي يمكننا تحقيقها فعلاً في إطار العمليات المتواصلة لهزيمة  تنظيم "داعش" كليا". وتقول الصحيفة إن العديد من  القادة العسكريين يشعرون بالقلق من الانجرار إلى الحرب في سوريا، ولذا يسعون إلى تركيز مهمتهم هناك بقوة على محاربة المتطرفين، لكنهم يراقبون بقلق زيادة دعم إيران لميليشيات مثل حزب الله اللبناني وغيرها للحفاظ على الأسد في السلطة. وعلى الرغم من هذه المخاوف، فقد أشار فوتيل إلى وجود رغبة لدى القيادة العسكرية لتجنب إثارة مواجهة مباشرة مع إيران، في وقت يأمل فيه البنتاغون في إخماد حروب الميليشيات في الشرق الأوسط، وتجديد التركيز  على الصين وروسيا، بحسب الواشنطن بوست. وجاءت تصريحات الجنرال الأميركي بعد يوم من تصريح الرئيس الأميركي دونالد ترمب حول احتمال حدوث تحول في الاستراتيجية الأميركية تجاه سوريا، وحديثه عن توجه الولايات المتحدة على الحد من نفوذ إيران وقدرتها على الوصول عبر سوريا إلى البحر الأبيض المتوسط.

 

بوتين وماكرون يؤيدان الإبقاء على الاتفاق النووي الإيراني

آخر تحديث: الاثنين 14 شعبان 1439 هـ - 30 أبريل 2018م/المصدر: موسكو - فرانس برس/دعا الرئيس الروسي فلاديمير_بوتين ونظيره الفرنسي إيمانويل_ماكرون الاثنين إلى الإبقاء على الاتفاق النووي الإيراني و"تطبيقه بحذافيره" بينما لم يعلن بعد الرئيس الأميركي #دونالد_ترمب ما إذا كان قرر الخروج منه.

وأعلن الكرملين في بيان أن "الرئيسين الروسي والفرنسي أعربا عن تأييدهما للإبقاء على الاتفاق النووي الموقع في تموز/يوليو 2015 وتطبيقه بحذافيره"، وذلك في أعقاب اتصال ماكرون ببوتين لإطلاعه على محادثاته مع ترمب. وأمام ترمب مهلة حتى 12 أيار/مايو المقبل لاتخاذ قراره بشأن مستقبل الاتفاق النووي وهو يطالب بتعديلات يقول الاتحاد الأوروبي إنها يمكن أن تشكل مخالفة قانونية للاتفاق. وقال مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون الأحد إن الرئيس لم يقرر بعد ما إذا كان سيلغي الاتفاق. وكان ماكرون الذي زار الولايات المتحدة مطلع الأسبوع الماضي اقترح على ترمب الحفاظ على الاتفاق الأصلي الذي سيصبح أولى "الركائز الأربع" لاتفاق مستقبلي. و"الركائز" الأخرى تتعلق بما بعد العام 2025 عندما سينتهي العمل ببعض البنود المتعلقة بالأنشطة النووية وايضا الصواريخ الباليستية المثيرة للجدل التي تملكها طهران ودورها في المنطقة "الذي يزعزع الاستقرار". وينص الاتفاق النووي الذي وقع بين طهران والدول الست الكبرى (الصين والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا والمانيا) في تموز/يوليو 2015 على ان تعلق طهران برنامجها النووي حتى العام 2025. في المقابل اعتبرت روسيا أن "لا بديل" بالنسبة إليها للاتفاق. وكان الرئيس الإيراني حسن روحاني أكد الأحد أن "مستقبل الاتفاق النووي عقب العام 2025 تحدده القرارات الدولية وأن إيران لا تقبل أية قيود خارج تعهداتها"، مضيفا أن "الاتفاق النووي وأية قضية أخرى بهذه الذريعة غير قابلة للتفاوض مطلقا".              

 

إيران تستبق حسم «الاتفاق النووي» بتهديدات مضاعفة تخصيب اليورانيوم

لندن: «الشرق الأوسط/30 نيسان/18»

هددت إيران اليوم (الاثنين) بمضاعفة تخصيب اليورانيوم لمستويات أعلى إذا انسحبت الولايات المتحدة من الاتفاق النووي المبرم قبل عامين. وقال علي أكبر صالحي رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية قوله إن بلاده تستطيع من الناحية الفنية تخصيب اليورانيوم لمستوى أعلى مما كانت عليه قبل التوصل للاتفاق النووي. وحذر صالحي الرئيس الأميركي دونالد ترمب من الانسحاب من الاتفاق النووي قائلاً: «إيران لا تناور... فنياً نحن مستعدون تماماً لتخصيب اليورانيوم لمستوى أعلى مما كان عليه قبل التوصل للاتفاق النووي... أتمنى أن يعود ترمب إلى صوابه وألا ينسحب من الاتفاق». وسيقرر ترمب في 12 من مايو (أيار)، بشأن الاتفاق النووي الإيراني الذي تم التوصل إليه بعد مفاوضات شاقة بين إيران والدول الكبرى الست (الولايات المتحدة والصين وفرنسا وبريطانيا وروسيا وألمانيا)، غير أنه من المرجح أن يقرر سحب بلاده من الاتفاق، تمهيدا لإعادة فرض عقوبات على طهران. وأعلن مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون أن ترمب لم يقرر بعد ما إذا كان سينسحب من الاتفاق. وأشار وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو خلال المؤتمر الصحافي مع نظيره الأردني في عمان إلى أن «كلا بلدينا يعرفان التهديد الذي تشكله إيران على المنطقة». وأضاف: «بحثنا هذا الصباح أفضل السبل لمواجهة النفوذ الإيراني ومع كل حلفائنا تباحثنا حول احترام الاتفاق النووي». وفيما أكد بومبيو أن واشنطن ستواصل «العمل مع حلفائها الأوروبيين لتصحيح الاتفاق النووي»، كرر الرئيس الإيراني حسن روحاني لنظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون الأحد موقف طهران الرافض لأي تعديل.

 

اتفاق بين الرياض وواشنطن على مواجهة {أنشطة إيران المزعزعة للاستقرار}

الجبير دعا إلى فرض مزيد من العقوبات... وبومبيو تعهد التصدي لـ«إرهاب طهران الواسع النطاق»

الرياض/الشرق الأوسط/30 نيسان/18»

التقى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز في قصره بالرياض، أمس، وزير الخارجية الأميركي الجديد مايك بومبيو، وجرى خلال اللقاء استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين، وبحث مستجدات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، والجهود المبذولة تجاهها، وفقاً لما أوردته وكالة الأنباء السعودية «واس». ووصل بومبيو إلى الرياض، أول من أمس (السبت)، في بداية جولة إقليمية بدأها من السعودية بعد يوم من أدائه اليمين الدستورية لتولي منصب وزير الخارجية الأميركي. حضر اللقاء الأمير خالد بن سلمان بن عبد العزيز سفير خادم الحرمين الشريفين لدى الولايات المتحدة، والدكتور مساعد العيبان وزير الدولة عضو مجلس الوزراء، وعادل الجبير وزير الخارجية السعودي، وعدد من المسؤولين بوزارة الخارجية الأميركية. كما استعرض الملك سلمان مع الدكتور تيدروس إدهانوم مدير عام منظمة الصحة العالمية، خلال استقباله أمس، أوجه التعاون بين المملكة ومنظمة الصحة العالمية. حضر اللقاء الدكتور مساعد العيبان، والدكتور توفيق الربيعة وزير الصحة، وعادل الجبير, وعدد من المسؤولين بمنظمة الصحة العالمية.

من جهة أخرى، وصل الملك سلمان بن عبد العزيز، بعد ظهر أمس، إلى جدة قادماً من الرياض.

وكان في وداع خادم الحرمين الشريفين لدى مغادرته الرياض في صالة التشريفات بمطار قاعدة الملك سلمان الجوية، الأمير محمد بن سعد بن عبد العزيز، والأمير مشعل بن سعود بن عبد العزيز، والأمير سعد بن عبد الله بن تركي، والأمير عبد الرحمن العبد الله الفيصل، والأمير سعود العبد الله الفيصل، والأمير سلطان بن محمد بن سعود الكبير، والأمير سعود بن سعد بن عبد العزيز، والأمير خالد بن سعد بن عبد العزيز، والأمير الدكتور عبد الرحمن بن سعود الكبير، والأمير متعب بن ثنيان بن محمد، والأمير متعب بن عبد الله بن عبد العزيز، والأمير سعود بن عبد الله بن ثنيان، والأمير مشاري بن سعود بن عبد العزيز، والأمير يزيد بن سعود بن عبد العزيز، والأمير الدكتور عبد العزيز بن محمد بن عياف، والأمير أحمد بن عبد الله بن عبد الرحمن محافظ الدرعية، والأمير بندر بن سعود بن محمد المستشار في الديوان الملكي، والأمير عبد العزيز بن سلمان بن عبد العزيز وزير دولة لشؤون الطاقة في وزارة الطاقة والصناعة والثروة المعدنية، والأمير خالد بن عبد العزيز بن عياف وزير الحرس الوطني، والأمير عبد الرحمن بن محمد بن عياف الأمين العام لمجلس الوزراء، والأمير عبد الرحمن بن عبد الله بن فيصل محافظ المجمعة، والأمير بندر بن عبد العزيز بن عياف، والأمير محمد بن فيصل بن بندر بن عبد العزيز، والأمير منصور بن ثنيان بن محمد، والأمير مشعل بن متعب بن ثنيان، والأمير بندر بن فيصل بن بندر بن عبد العزيز مساعد رئيس الاستخبارات العامة، والأمير سعود بن فيصل بن مساعد، والأمير محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله الفيصل، والوزراء وقادة القطاعات العسكرية.

كما كان في وداع الملك سلمان عند سلم الطائرة الأمير فيصل بن بندر بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض، والأمير محمد بن عبد الرحمن بن عبد العزيز، نائب أمير منطقة الرياض.

ولدى وصول خادم الحرمين الشريفين مطار الملك عبد العزيز الدولي بجدة، كان في استقباله عند باب الطائرة الأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة، والأمير مشعل بن ماجد بن عبد العزيز محافظ جدة، والأمير عبد العزيز بن سعود بن نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية، والأمير عبد الله بن بندر بن عبد العزيز، نائب أمير منطقة مكة المكرمة.

كما كان في استقبال خادم الحرمين الشريفين بصالة التشريفات بالمطار، الأمير عبد الله بن تركي بن عبد العزيز بن تركي، والأمير سعود بن عبد المحسن بن عبد العزيز المستشار الخاص لخادم الحرمين الشريفين، والأمير منصور بن بندر بن عبد العزيز، والأمير محمد بن فهد بن محمد، والأمير الدكتور خالد بن فيصل بن تركي وكيل الحرس الوطني للقطاع الغربي، والأمير الدكتور بندر بن عبد الله بن تركي، والأمير حمود بن سعود بن عبد العزيز، والأمير تركي العبد الله الفيصل، والأمير نواف بن سعود بن سعد، والأمير سعود بن سعد بن محمد بن عبد العزيز، والأمير فيصل بن سعد بن محمد، والأمير نواف بن ناصر بن عبد العزيز، والأمير تركي بن خالد بن عبد الله والأمير خالد بن منصور بن جلوي، والأمير تركي بن عبد الله بن مساعد، والأمير محمد بن عبد الله بن خالد بن عبد العزيز، والأمير سعود بن مشعل بن عبد العزيز، والأمير خالد بن عبد الله بن فيصل، والأمير فيصل بن محمد بن سعد وكيل إمارة منطقة مكة المكرمة المساعد للحقوق، والأمير محمد بن عبد الله بن عبد العزيز، والأمير سعود بن عبد الله بن جلوي وكيل إمارة منطقة مكة المكرمة للشؤون الأمنية، والأمير نواف بن سلطان بن عبد العزيز، والأمير فيصل بن نواف بن عبد العزيز، والأمير فيصل بن عبد العزيز بن محمد، والأمير بندر بن تركي بن مساعد، والأمير عبد العزيز بن فيصل بن عبد المجيد بن عبد العزيز، والأمير مشهور بن عبد الله بن عبد العزيز، والأمير تركي بن فيصل بن عبد المجيد، والأمير بدر بن نواف بن سعود، والأمير سلمان بن خالد بن سلطان بن عبد العزيز، والأمير خالد بن طلال بن بدر، والأمير خالد بن عبد العزيز بن محمد، والمشايخ والوزراء وقادة القطاعات العسكرية بالمنطقة. ووصل في معية خادم الحرمين الشريفين، الأمير عبد الإله بن عبد العزيز آل سعود المستشار الخاص لخادم الحرمين الشريفين، والأمير خالد بن فهد بن خالد، والأمير منصور بن سعود بن عبد العزيز، والأمير طلال بن سعود بن عبد العزيز، والأمير خالد بن سعد بن فهد، والأمير خالد بن بندر بن عبد العزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين، والأمير الدكتور منصور بن متعب بن عبد العزيز وزير الدولة عضو مجلس الوزراء مستشار خادم الحرمين الشريفين، والأمير فهد بن عبد الله بن عبد العزيز بن مساعد، والأمير سطام بن سعود بن عبد العزيز، والأمير تركي بن محمد بن فهد بن عبد العزيز المستشار في الديوان الملكي، والأمير سعود بن سلمان بن عبد العزيز، والأمير تركي بن سلمان بن عبد العزيز، والأمير عبد الله بن خالد بن سلطان بن عبد العزيز المستشار في الديوان الملكي، والأمير نايف بن سلمان بن عبد العزيز، والأمير عبد المجيد بن عبد الإله بن عبد العزيز.

كما وصل في معية خادم الحرمين الشريفين، خالد العباد رئيس المراسم الملكية، وحازم زقزوق رئيس الشؤون الخاصة لخادم الحرمين الشريفين، وفهد بن عبد الله العسكر نائب السكرتير الخاص لخادم الحرمين الشريفين مساعد رئيس الديوان الملكي للشؤون التنفيذية، وفهد العيسى المستشار في الديوان الملكي المشرف العام على مكتب وزير الدفاع، وتميم السالم مساعد السكرتير الخاص لخادم الحرمين الشريفين، والفريق أول ركن سهيل بن صقر المطيري، رئيس الحرس الملكي.

 

التهديدات الإيرانية» تتصدر ملفات بومبيو في عمّان

الشرق الأوسط/30 نيسان/18

تصدر ملف التهديدات الإيرانية وممارساتها في المنطقة أجندة محادثات وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، اليوم (الاثنين) خلال زيارته إلى العاصمة الأردنية، حيث جدد إدانته لطهران، مؤكدا أنها تشكل تهديدا لأمن المنطقة. وجاء تصريح بومبيو خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الأردني، أيمن الصفدي، في العاصمة الأردنية عمان، التي وصل إليها الوزير الأميركي أمس قادما من تل أبيب. وتابع بومبيو: «جميعا يعرف التهديد الذي تشكله إيران للمنطقة. ناقشنا السبل التي تسمح لنا بمواجهة تأثير إيران في المنطقة وناقشنا الاتفاق النووي الإيراني». وفي الملف السوري، قال وزير الخارجية الأميركي إن بلاده ملتزمة بوقف إطلاق النار جنوب شرقي سوريا، معبرا عن دعمه لجهود الأمم المتحدة في جنيف لإيجاد حل سلمي. وأضاف أن لبلاده أهدافا أساسية في سوريا هي: «هزيمة (داعش) وتقديم المساعدات الإنسانية وتخفيف حدة أعمال العنف هناك إلى جانب منع استخدام الأسلحة الكيماوية ودعم تسوية سياسية في سوريا».

ومن المقرر أن يلتقي الوزير الأميركي العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني في وقت لاحق، ليختتم بذلك أولى جولاته في الشرق الأوسط بعيد تعيينه في المنصب الأسبوع الماضي.  وفي الملف الفلسطيني، قال بومبيو إن بلاده تدعم حل الدولتين في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي «في حال اتفق الطرفان على ذلك»، داعيا الطرف الفلسطيني إلى العودة إلى طاولة المفاوضات. وردا على سؤال بشأن المواجهات بين الجيش الإسرائيلي ومتظاهرين فلسطينيين في غزة خلال الأسابيع الأخيرة، قال بومبيو إن بلاده «تدعم حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها».

وقال إنه عندما اعترف الرئيس الأميركي دونالد ترمب بالقدس عاصمة لإسرائيل وأمره بنقل السفارة إليها، أكد دعمه لحل الدولتين، على أن يحدد الطرفان بالمفاوضات مصير المدينة المقدسة. وأضاف أن الولايات المتحدة تدعم الوضع الراهن في الحرم القدسي الشريف، معرباً عن تقديره للدور الأردني في رعاية المقدسات. وفي ملف العلاقات الثنائية، قال بومبيو إنه جرى التوقيع على مذكرة تفاهم لتقديم مساعدات إلى الأردن على مدار السنوات الخمس المقبلة، مشيرا إلى أن هذه المساعدات تأتي في ظل الأزمة السورية التي تشكل تهديدا للأمن والاستقرار في الأردن. بدوره، قال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي إن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي هو السبب الرئيسي لعدم الاستقرار الإقليمي للمنطقة، وحلها هو مفتاح السلام الشامل الذي نسعى إليه جميعا، مشيرا إلى أن حل الدولتين يواجه تحديات عدة. وأكد الصفدي أن منطقة التصعيد في الجنوب السوري ساهمت في إراقة دماء المدنيين وحالت دون المزيد من الفوضى، مجددا المطالبة بالتوصل لحل سياسي في سوريا يقبله الشعب السوري. وشدد على أن الأردن يخوض الحرب على الإرهاب جنبا إلى جنب مع الولايات المتحدة.

 

وحدة مراقبة إسرائيلية ترصد كل حركة على الأرض السورية تحسباً من ثأر إيراني

مسؤول اسرائيلي: الرصد على الحدود مع سوريا أصعب من الجبهات الأخرى

تل أبيب: نظير مجلي/«الشرق الأوسط/30 نيسان/18

في محاولة لتوصيل رسالة إلى إيران وسائر الميليشيات «العاملة» في المنطقة الغربية الجنوبية من سوريا، كشف الجيش الإسرائيلي أمام الإعلام، أمس الأحد، عن وحدة المراقبة التابعة لشعبة الاستخبارات العسكرية لديه، والتي ترصد كل حركة للمسلحين. وهو يبين أنه جاهز لمجابهة أي محاولة من الميليشيات الإيرانية لتنفيذ عملية ثأر انتقاما للغارات التي نفذها الجيش الإسرائيلي في سوريا وتسببت بسقوط عناصر منها.

وحسب تقارير شهود عيان ممن اطلعوا على استعدادات الجيش الإسرائيلي، فإن كل من يعرف المنطقة مسبقا يلاحظ أنه رفع حالة التأهب عدة درجات تحسباً لهجوم إيراني محتمل ردّاً على قصف مطار «تي - 4» العسكري في ريف حمص، والذي قتل فيه 14 عنصرا بينهم سبعة ضباط إيرانيين. وقال المراسلون العسكريون الإسرائيليون إن الجيش الإسرائيلي كلّف عدداً كبيراً من وحدات المراقبة لديه في هضبة الجولان السورية المحتلة بمراقبة كاميرات المراقبة والرادارات والتواصل مع الجنود في الميدان، تحسباً لأي ردٍّ إيرانيّ. وإن غرفة المراقبة لا تكتفي فقط بمتابعة الحدود على الجولان بل تتابع أيضاً مناطق مختلفة داخل سوريا.

ونقل المراسلون عن المقدم نير مجيديش، الذي يقود عمل المراقبة في الجولان منذ ثلاث سنوات، أن بشار الأسد يزداد شعورا بالثقة من النجاحات التي يحققها ميدانيا بفضل الدعم الروسي. ولكنه لم يقرر بعد العمل في الجولان، وما زالت ميليشيات المعارضة تسيطر على غالبية المنطقة المقابلة للجولان المحتل. وهناك منطقة يسيطر عليها جيش النظام في الشمال، عند سفوح جبل الشيخ الشرقية، ومنطقة يسيطر عليها «داعش» (جيش خالد بن الوليد) في جنوبي الجولان. وينتظر الأسد أن يسيطر على درعا، المدينة السورية الواقعة على مثلث الحدود مع الأردن وإسرائيل، حتى يتفرغ لبقية مناطق الجولان.

ويضيف مجيديش: «أنت ترى دبابات ومجنزرات تسير قرب الحدود وعليك أن تتيقن من منها مشبوه ومن غير ذلك، من منها سيحول فوهة قاذفاته نحو إسرائيل ومن يوجهها إلى الطرف الآخر. وهذا يجعل عملية الرصد الإسرائيلية أصعب من عمليات الرصد في الجبهات الأخرى. فأنت تعرف أن من يقابلك في قطاع غزة هو حماس والجهاد وتعرف أن من يقابلك في لبنان هو (حزب الله). ولكن هنا، الوضع مختلف. فأنت تجد قوى مختلفة على بعد بضع مئات الأمتار من الحدود، قد يهددون المزارعين الإسرائيليين (في المستوطنات الإسرائيلية) والسياح. في بداية الحرب السورية، تم توجيه بعض النيران باتجاه إسرائيل وقتل فتى يومها كما حاولت بعض الميليشيات زرع عبوات ناسفة على الحدود. ولكن اليوم تطورت عمليات الرصد الإسرائيلية بواسطة وحدة خاصة من المجندات المزودات بأجهزة مراقبة إلكترونية متطورة، تجعلهن قادرات على تشخيص أي تحرك لأي مسلح على بعد عدة كيلومترات في عمق الأراضي السورية».

ويضيف القائد العسكري الإسرائيلي أن الثأر الإيراني من إسرائيل بسبب اتهامه لها بقصف «تي 4» هو احتمال قوي، ويمكن أن يتمثل في قصف قوة إسرائيلية أو مستوطنة إسرائيلية بالصواريخ أو القذائف، أو في عملية تسلل إلى الجهة الإسرائيلية من الحدود وتنفيذ عملية مسلحة أو عملية انتحارية. ويؤكد أن ميليشيات «حزب الله» سبق وأن حاولت ذلك في المنطقة نفسها، وقامت إسرائيل بتصفية عدة خلايا كانت ناشطة هناك. وخرج المحرر العسكري لصحيفة «هآرتس»، عاموس هارئيل، من جولة في المنطقة الحدودية واللقاءات مع قادة الجيش الإسرائيلي هناك، بالاستنتاج: «إسرائيل لا تزال تترقب ضربة إيرانية محتملة، في هضبة الجولان وليس فقط في أماكن تستهدف المصالح الإسرائيلية حول العالم. ولكن كلما مر الوقت، أصبح صانعو القرار في طهران أكثر وعياً للتعقيد الذي قد يصاحب هذا الرد، ومع ذلك يبقى الافتراض العملي لمؤسسة الأمن الإسرائيلية أن هذا الرد ممكن ومحتمل جداً. لذلك هدد وزير الدفاع الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، يوم السبت الأخير، بتدمير أي قواعد عسكرية إيرانية في سوريا، سواء أكانت جوية أو بحرية أو للعمليات البرية، إن أقدمت طهران على إنشائها في سوريا».

 

النظام السوري يشن غارات عنيفة قرب حمص

بيروت: «الشرق الأوسط/30 نيسان/18»

قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن قوات النظام السوري بدأت اليوم (الاثنين)، قصفاً عنيفاً لجيب تسيطر عليه المعارضة قرب حمص، فيما يسعى رئيس النظام بشار الأسد لاستعادة كل المناطق المتبقية التي لا تزال القوات النظامية تحاصرها. وأضاف المرصد أن الهجوم تزامن مع عرض تلفزيون النظام لقطات لفتح طرق مؤدية إلى جزء من جيب في جنوب دمشق احتدم القتال فيه حتى يتمكن بعض مقاتلي المعارضة هناك من الانسحاب وفق اتفاق مبرم. وقال المرصد إن هجوم النظام السوري على الجيب الواقع بين حمص وحماة، وهو أكثر المناطق المحاصرة في سوريا اكتظاظاً بالسكان، شمل ضربات جوية وقصفاً بالمدفعية.

وأضاف أن تعزيزات وصلت إلى مناطق تسيطر عليها قوات النظام قبل القصف الذي استهدف الرستن، كبرى المدن داخل الجيب، وقرى أخرى مجاورة. وتسيطر المعارضة على مناطق واسعة في شمال غربي وجنوب غربي سوريا. وسيطر تحالف «قوات سوريا الديمقراطية» الذي يضم فصائل كردية وعربية وتدعمه الولايات المتحدة على مناطق واسعة من شمال وشرق سوريا بعد هجوم على تنظيم «داعش» العام الماضي. وأعلن التحالف أمس أنه استعاد السيطرة على قرى عدة من قبضة القوات الموالية للنظام في شرق البلاد. وينقسم الجيب الواقع في جنوب دمشق بين مناطق يسيطر عليها «داعش» وأخرى تسيطر عليها فصائل تابعة للمعارضة. ويتركز القصف المكثف والقتال المحتدم على الجيب منذ استعادة النظام السوري للغوطة الشرقية هذا الشهر. وفي ساعة متأخرة من مساء أمس، قالت وسائل إعلام رسمية إن «هيئة تحرير الشام»، وهي إحدى جماعات المعارضة هناك وتضم مسلحين كانوا موالين لتنظيم «القاعدة»، وافقت على الانسحاب والتوجه إلى محافظة إدلب التي تسيطر عليها المعارضة في شمال سوريا. وأظهرت لقطات بثها تلفزيون النظام السوري اليوم ما قال إنها استعدادات للانسحاب، وكذلك مغادرة حافلات في شمال سوريا لإجلاء مدنيين من قريتين يسيطر عليهما النظام السوري وتحاصرهما المعارضة.

 

معارك عنيفة في دير الزور بعد هجوم مفاجئ للنظام شرق الفرات وهوسيطر على 4 قرى قبل أن تستعيد «قوات سوريا الديمقراطية» 3 منها بغطاء من التحالف

بيروت: «الشرق الأوسط/30 نيسان/18»

في هجوم مفاجئ، اندلعت يوم أمس، معارك عنيفة في ريف دير الزور بشرق سوريا بين قوات سوريا الديمقراطية وقوات النظام، أدت إلى سيطرة الأخير على 4 قرى، قبل أن تنجح «سوريا الديمقراطية» في استعادتها بغطاء جوي من التحالف الدولي.

وفي حين وضعت «سوريا الديمقراطية» الهجوم في خانة «إعاقة المعركة التي تتحضر لها لتحرير ما تبقى من مناطق في قبضة تنظيم داعش»، قال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن لوكالة الصحافة الفرنسية، إن «هدف النظام هو حماية مدينة دير الزور عبر صد مقاتلي قوات سوريا الديمقراطية الموجودين على الضفة قبالة المدينة». وصباحاً، ذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية، أن «وحدات من قواتنا المسلحة تمكنت من تحرير 4 قرى شرق نهر الفرات وهي (الجنينة - الجيعة - شمرة الحصان - حويقة المعيشية) التي كانت تحت سيطرة ما يسمى قوات سوريا الديمقراطية».

وبعد ساعات على المعارك التي شهدتها المنطقة، أعلنت «سوريا الديمقراطية» استعادتها القرى، بينما قال المرصد إنها استعادت 3 من أصل 4. وقال أحمد الرمضان، الناشط في موقع «فرات بوست» لـ«الشرق الأوسط»، إن القوات الكردية استعادت معظم القرى التي خسرتها بغطاء جوي من التحالف الدولي وبعد استقدامها تعزيزات عسكرية. وفي بيان لها، أكدت «سوريا الديمقراطية» استعادة القرى، وقالت: «بعد أن شنت قوات النظام والميليشيات التابعة له مدعومة من روسيا، هجوماً على مواقع قواتنا في ريف دير الزور بغية إعاقة حملة عاصفة الجزيرة ومحاربة الإرهاب، استعادت قواتنا المبادرة الهجومية واشتبكت معه وردته على أعقابه»، مشيرة إلى محاولات مستمرة من النظام للتقدم باتجاه القرى. ويضع الخبير العسكري مأمون أبو نوار، هذا الهجوم، ضمن سياق الرسائل الروسية للأميركيين التي ستبقى مستمرة بين الطرفين إلى حين التوصل إلى حل في الأزمة السورية، ويوضح لـ«الشرق الأوسط»، أن «رسالة موسكو إلى واشنطن هي أن بقاءها في هذه المنطقة لا بدّ أن ينتهي، في وقت فضّلت فيه الأخيرة عدم التصعيد بعدم الردّ العسكري المباشر كما حصل في وقت سابق، لأن الهدف الأهم بالنسبة إليها هو الحد من قدرات النظام وسيطرته، وهو ما تجسّد عبر استعادة حليفتها (سوريا الديمقراطية) القرى».

ويوافق رئيس مركز الدراسات الكردية نواف خليل، أبو نوار، معتبراً كذلك، أن هجوم النظام لم يكن ليحدث لولا أنه حصل على ضوء أخضر روسي. ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «موسكو مصرة على عدم القبول بقواعد الاشتباك التي تم الاتفاق عليها بين الرئيسين الأميركي والروسي، بغية إحداث مزيد من الإرباك والقول إن النظام هو الجهة الوحيدة القادرة على محاربة الإرهاب»، سائلاً: «لماذا لم يتحرك النظام قبل ذلك لتحرير المناطق الخاضعة لسيطرة التنظيم وتحرّك الآن في ظل تحضير (سوريا الديمقراطية) للمعركة؟». وكان «المرصد» قد أفاد، أول من أمس، باستنفار «سوريا الديمقراطية» والتحالف الدولي في الريف الشرقي لدير الزور مع ريفها الشمالي والريف الجنوبي للحسكة، بالتزامن مع استنفار جوي تشهده المنطقة الواقعة شرق الفرات، تحضيراً للبدء في عملية عسكرية واسعة تهدف لإنهاء وجود تنظيم داعش في كامل شرق نهر الفرات. ويوجد التنظيم، بحسب المرصد، في جيب يضم 4 قرى وبلدات هي «هجين وأبو الحسن والشعفة والباغوز»، عند الضفاف الشرقية لنهر الفرات، كذلك في الجزء الواقع بريف دير الزور الشمالي الشرقي، والمتصل مع ريف الحسكة الجنوبي وصولاً إلى الحدود السورية - العراقية، والذي لا يزال يضم 22 قرية ومنطقة تشمل الحدود الإدارية بين دير الزور والحسكة.

وشهدت محافظة دير الزور سباقاً بين قوات النظام مدعومة من روسيا وقوات سوريا الديمقراطية التي يدعمها تحالف دولي تقوده واشنطن. وتسيطر قوات النظام حالياً على مدينة دير الزور وكامل الضفة الغربية لنهر الفرات، في حين تنتشر قوات سوريا الديمقراطية على ضفته الشرقية.

مع العلم أنه في شهر فبراير (شباط) الماضي سقط نحو مائة من المقاتلين الموالين للنظام في ضربات للتحالف الدولي في منطقة دير الزور. وأكدت واشنطن، في حينها، أن هذه الغارات كانت لصد هجوم لقوات موالية للنظام استهدفت مقراً لقوات سوريا الديمقراطية.

وفي سبتمبر (أيلول) 2017، اتهمت قوات سوريا الديمقراطية روسيا بقصف موقع لها، ما أسفر عن مقتل أحد مقاتليها وإصابة آخرين. وسيطرت قوات سوريا الديمقراطية التي تغلب عليها وحدات حماية الشعب الكردية على معظم أنحاء المنطقة الواقعة شرق نهر الفرات في محافظة دير الزور منذ العام الماضي، ضمن حملة كبيرة أخرجت تنظيم داعش من شرق سوريا على الحدود مع العراق. ونادراً ما تشتبك قوات النظام مع قوات سوريا الديمقراطية في حملته على «داعش»، حيث ظل بعيداً عن مناطق هذه القوات شرق الفرات، مركزاً على استعادة أراضٍ من التنظيم غرب النهر.

 

كيم يتعهد تفكيك موقع التجارب النووية أمام أعين المجتمع الدولي وشدّد على إيجاد آلية مؤسسية لمنع التصعيد مع الجنوب... وأبدى استعداده لحل الخلافات مع اليابان

سيول - واشنطن: «الشرق الأوسط»

أعلنت سيول، أمس، أن الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون يعتزم دعوة خبراء وصحافيين من الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية عندما تفكك بلاده موقعها للاختبارات النووية الشهر المقبل، في حين سعى الرئيس الأميركي دونالد ترمب لدفع بيونغ يانغ إلى نزع السلاح النووي بالكامل قبل اجتماعه المرتقب مع كيم. وتحدثت الخارجية الأميركية عن وجود فرصة حقيقية للتوصل إلى حل سلمي للأزمة النووية الكورية الشمالية. وكان كيم والرئيس الكوري الجنوبي مون جيه إن قد تعهدا، الجمعة الماضية، خلال أول قمة بين الكوريتين منذ أكثر من عقد، بـ«نزع السلاح النووي بالكامل» من شبه الجزيرة الكورية، لكن الإعلان لم يتضمن أي خطوات محددة لتحقيق هذا الهدف. وقالت وسائل إعلام رسمية في كوريا الشمالية، قبل القمة، إن بيونغ يانغ ستوقف فوراً الاختبارات النووية والصاروخية، وستفكك موقعها لإجراء التجارب النووية، وستسعى بدلاً من ذلك لتحقيق نمو اقتصادي وإرساء السلام. وقالت الرئاسة الكورية الجنوبية إن كيم أبلغ مون أنه سيدعو قريباً خبراء وصحافيين لزيارة البلاد حتى يكون تفكيك المنشآت علنياً «أمام المجتمع الدولي». ونقل يون يونغ – تشان، مستشار مون الإعلامي، عن الزعيم الكوري الشمالي قوله: «ستعرف الولايات المتحدة، رغم عدائها المتأصل لكوريا الشمالية، أنني بمجرد بدء محادثاتنا لن أكون الشخص الذي يستخدم أسلحة نووية ضد الجنوب أو الولايات المتحدة عبر المحيط الهادي». وأضاف: «ليس هناك ما يدعونا لامتلاك أسلحة نووية ونحن نعاني صعوبات». وقال كيم إن هناك نفقين آخرين أكبر «لا يزالان في حالة جيدة جداً» في موقع الاختبارات النووية، غير النفق الذي قال خبراء إنه انهار بعد الانفجارات المتكررة، مما يجعل الجزء الأكبر من الموقع عديم النفع. وقال المستشار الإعلامي إن وعد كيم يظهر استعداده «الاستباقي والفعال» لقبول أن تصبح جهود التفتيش جزءاً من عملية نزع السلاح النووي. ولتسهيل التعاون عبر الحدود مستقبلاً، تعهد كيم بإلغاء المنطقة الزمنية التي أعلنتها بيونغ يانغ عام 2015، وقال إن الشمال سيقدم ساعته 30 دقيقة، ليتزامن توقيته مع توقيت كوريا الجنوبية. وقال يون إن كيم أكد أيضاً مجدداً أنه لن يستخدم القوة العسكرية مع الجنوب، وأشار إلى الحاجة لآلية مؤسسية لمنع التصعيد غير المقصود. وتحدث وزير الخارجية الأميركي الجديد، مايك بومبيو، عن «فرصة حقيقية» لإحراز تقدم في ملف كوريا الشمالية، بعد لقائه كيم جونغ أون على انفراد، مؤكداً أن حلاً مع كوريا الشمالية يجب أن يمر عبر القنوات الدبلوماسية. وقال بومبيو، في حديث لقناة «إيه بي سي نيوز»: «من واجبنا استخدام الخطاب الدبلوماسي لإيجاد حل سلمي، لكي لا يتم تهديد الأميركيين من قبل كيم جونغ أون وترسانته النووية؛ هذه هي المهمة والهدف»، وأوضح أنه بحث مع الزعيم الكوري الشمالي «آلية كاملة يمكن التحقق منها، ولا عودة عنها» لنزع السلاح النووي.

وقال مسؤولون كوريون جنوبيون، أمس، إن الرئيس الأميركي أبلغ مون، في مكالمة هاتفية مساء أول من أمس، ارتياحه لتأكيد زعيمي الكوريتين على هدف نزع السلاح النووي بالكامل خلال قمتهما. وقال البيت الأزرق (الرئاسة الكورية الجنوبية) إن مون وترمب اتفقا على الحاجة إلى عقد قمة قريباً بين ترمب وكيم، وتباحثا بشأن موقعين أو ثلاثة مواقع محتملة اقترح مون أحدها. وصرح مسؤول بالبيت الأزرق للصحافيين بأن المواقع المرشحة لا تتضمن كوريا الشمالية ولا الولايات المتحدة ولا المنطقة منزوعة السلاح التي تفصل الكوريتين، لكنه أحجم عن تقديم تفاصيل أخرى. وقال مسؤول أميركي بارز إن سنغافورة إحدى المواقع المحتملة قيد البحث لعقد قمة ترمب وكيم. وذكر المتحدث باسم البيت الأزرق، كيم أيوي - كيوم، في إفادة صحافية منفصلة، أن ترمب قال إن أنباء تأكيد الزعيمين (الكوريين) على تحقيق هدف خلو شبه الجزيرة الكورية من الأسلحة النووية من خلال النزع الكامل للسلاح النووي هي «أنباء جيدة، ليس فقط للكوريتين بل للعالم أجمع»، وأضاف: «قال مون لترمب إن كيم أبلغه أنه وترمب سيتوافقان معاً، وأن ترمب يتطلع لعقد محادثات مع كيم، وأن النتائج ستكون جيدة جداً». وقال ترمب، الذي وصف على «تويتر» المكالمة التي استغرقت 75 دقيقة بأنها «محادثة طويلة وجيدة جداً»، إن قمته مع كيم ستعقد خلال الأسابيع الثلاثة أو الأربعة المقبلة، وأضاف في تجمع انتخابي في بلدة واشنطن، بولاية ميشيغان، أول من أمس: «سيكون اجتماعاً مهماً جداً. نزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية».

وأوضح البيت الأبيض أن ترمب ومون خلال المكالمة «أكدا على أن وجود مستقبل سلمي ومزدهر لكوريا الشمالية يعتمد على نزعها للسلاح النووي بشكل كامل، وقابل للتحقق، ولا يمكن الرجوع عنه».

ومن جهة أخرى، عبر كيم عن استعداده للتحاور مع اليابان في أي وقت، في وقت يزداد فيه قلق طوكيو حيال استبعادها من عملية المصالحة مع بيونغ يانغ. وبعد عقد القمة بين الكوريتين، وقرب القمة الكورية الشمالية - الأميركية، بقيت اليابان، حليفة واشنطن الرئيسية في آسيا، على موقفها المتشدد من المفاوضات مع بيونغ يانغ، لكنها وجدت نفسها مستبعدة من الجولة الدبلوماسية الأخيرة. وأبلغ رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي، في وقت سابق، سيول بنيته التحاور مع الشمال، وهي رسالة نقلها مون إلى كيم خلال قمة الجمعة، كما قال المتحدث باسم الرئيس الكوري الجنوبي.

وصرح كيم أيوي - كيوم للصحافيين: «قال الرئيس مون لكيم إن رئيس الوزراء آبي ينوي التحاور مع الشمال، وتطبيع العلاقات الدبلوماسية بين الشمال واليابان». وأضاف: «قال كيم إن الشمال مستعد للتحاور مع اليابان، في أي وقت»، موضحاً أن مون نقل لآبي رد زعيم كوريا الشمالية، في اتصال هاتفي صباح أمس. ورحب آبي بحذر بالقمة بين الكوريتين، لكنه حث بيونغ يانغ على اتخاذ «خطوات ملموسة» لنزع الأسلحة الكيماوية. كما دعت طوكيو سيول للتطرق خلال القمة إلى ملف اليابانيين المخطوفين في الشمال، لكن مكتب مون لم يذكر المسألة أمس. وطلبت اليابان من بيونغ يانغ تقديم معلومات عن مواطنيها المخطوفين، الذين يعتقد أنهم خطفوا لتدريب الجواسيس الكوريين الشماليين على العادات واللغة اليابانية. واعترفت بيونغ يانغ في 2002 بخطف 13 يابانياً في السبعينات والثمانينات لتدريب جواسيس. وقد عاد 5 منهم لليابان، لكن طوكيو تشك في أن كوريا الشمالية اختطفت المئات.

وركزت أغلب الالتزامات المحددة التي جاءت في الإعلان الرسمي الذي وقعه كيم ومون في قمتهما على العلاقات بين الكوريتين، ولم يوضح الإعلان بشكل صريح استعداد بيونغ يانغ للتخلي عن ترسانتها من الأسلحة النووية والصواريخ الباليستية.

ونشرت وسائل الإعلام الرسمية في كوريا الشمالية، أول من أمس، البيان المشترك، في إطار تغطية على عدة صفحات للقمة، مع أكثر من 60 صورة، وأشادت بقمة الجمعة، ووصفتها بأنها نقطة تحول لشبه الجزيرة الكورية. وذكرت وسائل الإعلام هناك مناقشات نزع السلاح النووي، وهو أمر نادر، لكنها لم تتناوله بالتفصيل، وركزت بدلاً من ذلك على موضوعات فضفاضة، مثل السلام والرخاء والوحدة الكورية. وقالت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية الرسمية إن «الجانبين تبادلا خلال المحادثات وجهات النظر بشكل صريح وبقلب مفتوح، بشأن القضايا محل الاهتمام المشترك، بما يشمل قضايا تحسين العلاقات بين الشمال والجنوب، وضمان السلام في شبه الجزيرة الكورية، ونزع السلاح النووي منها»، وأضافت أن الليلة اختتمت بعشاء «سادت خلاله أجواء ودية تتدفق فيها مشاعر قرابة الدم». وحظي إعلان القمة بإشادة متفائلة وحذرة في الوقت ذاته من قادة العالم، وبينهم ترمب الذي قال، يوم الجمعة، إن الوقت وحده سيثبت ما جاء فيه، لكنه قال أيضاً إنه لا يعتقد أن كيم «يتلاعب»، وأضاف: «لم يصل الأمر من قبل لهذه المرحلة؛ هذا الحماس منهم لعقد اتفاق... نأمل أن نتمكن من إبرام اتفاق». لكن ترمب أكد أيضاً أنه سيواصل الضغط على كوريا الشمالية و«لن نكرر أخطاء الإدارات السابقة. سيستمر أقصى ضغط لحين نزع السلاح النووي».

وفي سيدني، أشاد رئيس الوزراء الأسترالي مالكولم ترنبول بالمفاوضات التي أجراها ترمب بشأن كوريا الشمالية، مشيراً إلى أنها ساهمت في عقد القمة بين الكوريتين، وقال في مؤتمر صحافي بثه التلفزيون: «نسبت هذا الفضل له لأن دونالد ترمب اتخذ موقفاً قوياً جداً ومتشدداً بشأن نزع السلاح النووي، وتمكن من حشد دعم المجتمع الدولي، خصوصاً الصين»، مشيراً إلى العلاقات الاقتصادية «شديدة القوة» بين الصين وكوريا الشمالية. وأضاف: «ما علينا الآن أن نفعله هو ألا نتوانى في الضغط الاقتصادي لحين تحقيق هذا الهدف»، وتابع أن أستراليا سترسل طائرة عسكرية لمراقبة السفن الكورية الشمالية التي يشتبه في أنها تنقل سلعاً محظورة، في انتهاك للعقوبات المفروضة من الأمم المتحدة. كذلك، قالت افتتاحية في صحيفة «تشاينا ديلي»، الرسمية الصينية، إن نزع السلاح النووي من شأنه إنهاء العداء بين الجانبين «وبدء عهد جديد من التنمية» في شبه الجزيرة الكورية، لكنها أضافت أن إعلان الجمعة لم يتضمن خطة للوصول إلى هذا الهدف. وأشارت إلى أن «نزع السلاح النووي في شبه الجزيرة الكورية، الذي ذكر في إعلان بانمونجوم، هو مجرد احتمال دون خطة محددة. وهذا بسبب أن مثل هذه التفاصيل يمكن التوصل إليها عبر (مفاوضات) بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية». ، حيث إن سلطة كوريا الجنوبية محدودة في مثل هذه المفاوضات».

 

قراءة في مساعي دمج «الحشد الشعبي» بالقوات العراقية في خضم الولاءات المتعددة للميليشيا الشيعية

بيروت: منى علمي/الشرق الأوسط/30 نيسان/18

أصدر رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، في شهر مارس (آذار)، مرسوماً يدمج فيه فصائل الحشد الشعبي رسمياً ضمن القوات المسلحة في البلاد، ليساويها بها في الرواتب والتقديمات. غير أن قرار الاندماج الأخير هذا معقد بسبب بعض العقبات، كما أنه لا يزال يثير الجدل داخل المنظمة، بين «الحشد الولائي» الذي يعتبر ملتزماً بولاية الفقيه، و«حشد السيد علي السيستاني» و«الحشد الحزبي» كذلك الذي يتبع مقتدى الصدر. والتقت «الشرق الأوسط» الباحث العراقي هشام الهاشمي لتناقش معه الإشكالات المرتبطة بمشروع دمج «الحشد».

قال الباحث العراقي هشام الهاشمي عن اللغط المحيط بمساعي دمج «الحشد الشعبي» بالقوات المسلحة العراقية، إنه «ليس مشروع اندماج حقيقياً، بل هو تسوية لرواتب أفراده برواتب أفراد القوات المسلحة العراقية. ولذلك لا اندماج حقيقياً وطبعاً هذا القانون غير مجدٍ. فالضوابط القانونية تتضمّن فقرات مالية ينبغي أن تحوّل إلى البرلمان، كما أنها لم تدرج في موازنة 2018». وتابع أنه يوجد أيضاً عدد من العقبات الأخرى فيما يخص «الحشد»، وهي كما يلي؛ «أولاً، إن الحشد الشعبي مقسم إلى عدة فصائل: 66 فصيلاً شيعياً، و43 فصيلاً سنياً، و6 فصائل مسيحية، وفصيلان تركمانيان، وفصيلان للشبك. واتفقت هذه الفصائل على إلغاء أسمائها الحركية، لكن مع الإبقاء متجانسة داخل الحشد. وعلى سبيل المثال، (لواء بدر) يرفض أن يكون مع (النجباء). وبالتالي، لم يتغير شيء، لأن هذه الحركات وافقت على تغيير اسمها وأطلق عليها اسم لواء. هذا يعني أن ثمة ألوية بقيت مرتبطة بالحركة الأم».

وتابع الهاشمي: «العقبة الثانية هي مطالبتهم بالرتب الفخرية، مع العلم أنهم ليسوا من خريجي أكاديمية عسكرية أو أكاديمية شرطة أو أكاديمية أمن قومي. وإنما القرار الذي اتخذه رئيس الوزارة أبقاهم على هذه الرتب، بحسب قانون دمج الميليشيات الذي يسمح قائدالقوات المسلحة بأن يعطي رتباً فخرية من ملازم إلى عميد». واستطرد: «أما العقبة الثالثة فمرتبطة بتفاوت الأعداد داخل مؤسسة الحشد الشعبي. فعلى سبيل المثال (بدر) لديه 24 ألف مقاتل، و(سرايا السلام) لديها 18 ألف مقاتل، و(فرقة العباس القتالية) لديها 44 ألف مقاتل، وهي تابعة إلى علي سيستاني، أما بالنسبة للفصائل السنّية فإن أكبر فصيل منها لا يزيد عديده على 1000 مقاتل. ثم أضف لكل ذلك أن الرواتب لا توزع بطريقة عادلة على فصائل الحشد المختلفة، فمن الـ18 ألف مقاتل التابعين لـ(سرايا السلام) 6 آلاف منهم فقط يحصلون على رواتب، ما يعني أن الرواتب تقسم على 18 ألف مقاتل، أي أن كل مقاتل يأخذ ثلث الراتب». وواصل الهاشمي شرحه، فقال إن «العقبة الرابعة هي الأسلحة الثقيلة. الإشكالية الأولى مرتبطة بالسلاح الأميركي الذي لا يزال البعض منه موجوداً بحوزة الحشد الشعبي. والإشكالية الثانية مرتبطة بالسلاح الذي اشتراه الحشد الشعبي من إيران والذي دفعت قيمته وزارة الدفاع العراقية ولم يُسلَّم بعد للدولة. وأخيراً، هناك السلاح الذي غنمه الحشد الشعبي من (داعش)، وهو عبارة عن أسلحة وذخائر كانت في الأصل للقوات العراقية، لكن التنظيم المتشدد نهبها، ورفض الحشد بعد ذلك إرجاعها إلى القوات العراقية. وأما العقبة الخامسة والأخيرة فهي أن لدى كل فصيل معسكرات ومخازن داخل المناطق السكنية، ولا يحق للدولة جرد هذه المعسكرات أو تفتيشها. بالإضافة إلى مسألة السجون التي هي أيضاً خارجة عن سيطرة الدولة».

- القتال في سوريا

ثم هناك موضوع جدل آخر كبير داخل مؤسسة «الحشد الشعبي» له طابع آيديولوجي، هو وجود فصائل جزء من حركتها عابر للحدود مثل «النجباء» و«سيد الشهداء» و«بدر» و«عصائب أهل الحق» التي يقاتل مسلحوها في سوريا. ولقد تصدرت العناوين مسألة قتال بعض فصائل «الحشد» داخل سوريا في الأسبوع الماضي، بعدما قال أوس الخفاجي، الأمين العام لـ«كتائب أبو الفضل العباس»، في 7 أبريل (نيسان)، عقب الهجوم الصاروخي الأميركي على سوريا، إن الولايات المتحدة وإسرائيل هما «سبب كل مشكلات المنطقة». وتابع زعيم الفصيل الشيعي العراقي، كلامه مهدداً: «إذا هاجموا سوريا، لدي واجب ديني ووطني بعدم الوقوف مكتوف الأيدي». ثم في سياق دفاعه عن وجود وحدة إدارة المشروع في سوريا، قال الخفاجي في المقابلة التي بثت على قناة دجلة: «إذا حرمنا رئيس الوزراء العراقي (حيدر) العبادي من القتال في سوريا، فإن ذلك سيكون خطاً ذا أبعاد تاريخية... المقاومة لا تحتاج إلى إذن من أحد».

وتُذكر هذه التصريحات بتصريحات أخرى للشيخ أكرم الكعبي، أمين عام حركة «النجباء» الشيعية العراقية، عند زيارته بيروت في شهر فبراير (شباط) الماضي التي أثارت جدلاً في الأوساط السياسية اللبنانية. والواقع أن تلك الزيارة اعتبرت خرقاً لاحترام السيادة اللبنانية وللدولة، وذلك على ضوء مواقف أعرب خلالها الكعبي عن جاهزية قواته للقتال في «جبهة واحدة مع حزب الله (اللبناني) في حال شنت إسرائيل أي اعتداء». والحقيقة، أن ثمة خلافاً آيديولوجياً فيما يخص الحرب في سوريا، إذ تختلف الآراء داخل «الحشد الشعبي» في طبيعة دمج «الحشد» في الأجهزة الأمنية، وتبقى الفصائل الموالية لولاية الفقيه الأشد حذراً وتخوّفاً من الاندماج. وتبدي هذه الفصائل عدم استعدادها للتخلي الحقيقي عن مواقع النفوذ التي تتمتع بها حالياً من أجل الخضوع إلى قيادة مركزية. إذ بينما تحاول إيران، من جهتها، الاحتفاظ بمجموعة قوية من الحلفاء داخل «الحشد الشعبي» الذين بإمكانهم وضع كوابح للدولة العراقية في حال قررت بغداد اتّباع سياسات مناهضة لإيران. وفي المقابل، يبدو أن «معظم المجموعات التابعة للسيستاني ومقتدى الصدر ترغب في اندماج كامل في جهاز الدولة، أو حتى لحل كل مجموعاتها شبه العسكرية»، بحسب الهاشمي. وبالتالي، تشير هذه الخلافات والعقبات إلى أن معالم مستقبل «الحشد الشعبي» تبقى حتى الآن غير واضحة، كما تثير هذه المسألة تساؤلات عدة. وعليه، يتوجب على الدولة العراقية وضع ضوابط أخرى، إذ إن هذا المشروع - أي عملية ضبط «الحشد الشعبي» أو اندماجه - مؤجل في الوقت الحالي بسبب الانتخابات النيابية العراقية المقبلة، وهي انتخابات ستسهم في تحديد جزء كبير من ملامح مستقبل العراق، بما فيه مستقبل «الحشد الشعبي» بعد إعلان القضاء على تنظيم داعش.

 

وزير داخلية بريطانيا الجديد... من أصل باكستاني ووالده سائق حافلات و«ثاتشر» ملهمته السياسية

لندن: «الشرق الأوسط أونلاين»/30 نيسان/18

عيّنت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، اليوم (الاثنين)، ساجد جاويد وزيراً جديداً للداخلية خلفاً لأمبر راد التي استقالت بعد أزمة بعض المقيمين في بريطانيا منذ فترة طويلة من منطقة الكاريبي، والذين تم وصفهم بطريق الخطأ بأنهم مهاجرون غير شرعيين.

ويعد الوزير الجديد أول نائب ينحدر من الأقلية السوداء أو الأقلية الآسيوية ويتولى المنصب في بريطانيا، وأول وزير مسلم في حكومة تريزا ماي الحالية، وتعود أصوله الباكستانية إلى نفس القرية التي ينتمي إليها رئيس بلدية لندن صادق خان.

وُلد جاويد في روتشديل عام 1969، لعائلة ترجع أصولها إلى الهند وفرّوا إلى باكستان حين كان أشقاؤه الأربعة صغاراً، هاجر والده إلى بريطانيا في ستينات القرن الماضي، وعمل سائقاً للحافلات في بريستول، وقال إنه وصل إلى لندن وفي جيبه جنيه إسترليني واحد.

وحسب صحيفة «الغارديان» البريطانية، فقد درس في مدارس ولاية داونند بالقرب من بريستول، ثم درس فيزياء التقنية، وأخيراً درس السياسة والاقتصاد في جامعة إكسيتر البريطانية في الفترة من 1988 إلى 1991 وانضم إلى جمعية الطلاب المحافظين التابعين لحزب المحافظين البريطاني في أثناء دراسته، وشارك وهو في سن العشرين لأول مرة في مؤتمر لحزب المحافظين. التحق جاويد بالعمل المصرفي وتقلد العديد من المناصب، حيث عمل في بنك «تشيس مانهاتن» بعد تخرجه في الجامعة، ثم التحق بـ«دويتشه بنك» وأصبح مديراً منتدباً، وبعد عام واحد أصبح الرئيس العالمي لهيكلة الأسواق الناشئة. وبعد تركه العمل المصرفي متوجهاً إلى ملاعب السياسة بكل طاقته في عام 2010، قال إنه كان في «مهنة أخرى غير شعبية». بعد أن أصبح عضواً في البرلمان في برومسغروف. وحصل على أول منصب وزاري في عامه الرابع في البرلمان عندما عُيِّن وزير الثقافة في عام 2014، وحصل على منصب وزير الأعمال بعد انتخابات 2015.

وحسب صحيفة «الغارديان» البريطانية، يتخذ جاويد رئيسة الوزراء الراحلة مارغريت ثاتشر مصدر إلهامه السياسي، وكثيراً ما كان يعلق صورتها في مكتبه وهو في منصب وزير. ومن مواقفه السياسة الشهيرة، أنه أيّد في عام 2016 ترشح وزير العمل والمعاشات السابق ستيفن كراب لتولي رئاسة حزب المحافظين بدلاً من رئيس الوزراء حينها ديفيد كاميرون، مقابل وعد بتعيينه وزيراً للمالية. وانهار مسعى كراب في النهاية بسبب إخفاقه في الحصول على ما يكفي من الأصوات. وشارك جاويد في الحملة المؤيدة للبقاء في الاتحاد الأوروبي خلال استفتاء عام 2016، رغم أنه قال قبل التصويت ببضعة أشهر إن «قلبه» مع الخروج من التكتل. وقال بعد إعلان النتيجة «جميعنا الآن مؤيدون للخروج».

 

استقالة أمبر راد... ضربة قاسية لتيريزا ماي

لندن: «الشرق الأوسط/30 نيسان/18»

قدّمت وزيرة الداخلية البريطانية آمبر راد أمس (الأحد) استقالتها على خلفية فضائح عدة حول طريقة تعامل أجهزتها مع المهاجرين، مما يضع رئيسة الحكومة تيريزا ماي في موقع هش قبل بضعة أيام من انتخابات محلية. وصرح متحدث باسم الحكومة أن «رئيسة الوزراء قبلت استقالة وزيرة الداخلية».

وكانت راد (54 عاما) موضع انتقادات منذ أيام عدة بعدما تبين أن لوزارتها أهدافاً محددة بطرد المهاجرين غير الشرعيين، ولو أنها نفت علمها بالأمر أمام لجنة نيابية. وأقرت راد في رسالة الاستقالة: «لقد قمت بتضليل غير متعمد للجنة النيابية للشؤون الداخلية حول أهداف ترحيل مهاجرين غير شرعيين في معرض الإجابة على أسئلتها المتعلقة بويندراش». وكانت راد تشير إلى سفينة تحمل هذا الاسم نقلت مجموعة أولى من المهاجرين في 1948 من دول الكومنولث والكاريبي للمساعدة في إعادة إعمار المملكة المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية.

ومع أن قانونا صدر في عام 1971 منحهم الحق في البقاء إلا أن الكثير منهم لم يتمموا الإجراءات القانونية غالبا لأنهم كانوا أطفالا أتوا على جوازات سفر والديهم أو أشقائهم ولم يتقدموا بطلب باسمهم. وعندما بدأت الحكومة حملة ضد المهاجرين المقيمين بشكل غير شرعي في البلاد شملت الكثير من المسنين من جيل ويندراش. وأدى الاستنكار الشديد حول معاملة هؤلاء والذين خسر بعضهم وظائفه أو بات يرزح تحت الديون لإثبات شرعية وضعه إلى تقدم ماي باعتذار شخصي من قادة دول الكاريبي خلال قمة للكومنولث في لندن يومي 16 و18 أبريل (نيسان). وأعربت راد الاثنين الماضي عن «الأسف العميق» للوضع مشددة على «المساهمة الكبرى التي قدمها جيل ويندراش» إلى المملكة المتحدة وكانت قالت أمام البرلمان إن بوسعهم الحصول على الجنسية البريطانية مجانا. إلا أن راد وجدت نفسها في مأزق مجددا عندما تبين أن أجهزتها كانت لديها أهداف بالأرقام لعدد المهاجرين غير الشرعيين الذين تريد ترحيلهم. ونفت الوزيرة في البدء أي علم لها بالموضوع أمام لجنة نيابية الأربعاء. لكن الكشف عن معلومات جديدة خصوصا في صحيفة «الغارديان» حول وجود وثيقة داخلية تثبت على ما يبدو بأنها كانت على اطلاع جعلها في موقف يتعذر الدفاع عنه.

وعلقت النائبة العمالية ديان آبوت على «تويتر» بأن «مهندسة الأزمة تيريزا ماي عليها أن تشرح الآن بصدق وبالتفصيل كيف نشأ هذا الوضع الذي لا عذر فيه داخل حكومتها». وأشاد وزير الخارجية بوريس جونسون، أبرز مؤيدي «بريكست» في الحكومة، في تغريدة بـ«زميلة مهمة أدت عملا لافتا خلال اعتداءات العام الماضي». وتشكل استقالة راد ضربة قوية لرئيسة الحكومة التي تواجه في الثالث من مايو (أيار) انتخابات محلية مهمة لحكومتها التي تعاني من الانقسام بسبب «بريكست» ولا تملك سوى غالبية ضئيلة في البرلمان. وهذه الاستقالة الرابعة من الحكومة في غضون ستة أشهر بعد وزير الدفاع مايكل فالون ونائب رئيسة الحكومة داميان غرين بتهمة التحرش الجنسي ووزيرة الدولة للتنمية بريتي باتيل. ويتعين على ماي أيضا مواجهة الانقسام العميق داخل حزبها حول مسألة خروج البلاد من الاتحاد الأوروبي. وكانت راد من بين الوزراء المؤيدين للبقاء وللحفاظ على علاقات وثيقة مع الاتحاد الأوروبي بعد خروج البلاد المقرر في مارس (آذار) 2019 ويغير رحيلها التوازن داخل الحكومة في هذا الصدد.

 

مون يقترح منح ترمب جائزة نوبل للسلام

الشرق الأوسط/30 نيسان/18

صرح مسؤول في سيول اليوم (الاثنين)، بأن الرئيس مون جيه إن قال إن الرئيس الأميركي دونالد ترمب، يجب أن يحصل على جائزة نوبل للسلام، لجهوده في إنهاء الأزمة مع كوريا الشمالية بشأن برنامجها للأسلحة النووية. وذكر مسؤول البيت الأزرق الرئاسي الذي أدلى بإفادة لوسائل الإعلام، أن مون قال أمام اجتماع لمجلس الوزراء: «الرئيس ترمب يجب أن يفوز بجائزة نوبل للسلام. ما نحتاجه هو السلام فحسب». وتعهد مون وزعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون يوم الجمعة، بإنهاء الأعمال العدائية بين البلدين والعمل نحو «نزع السلاح النووي بالكامل» من شبه الجزيرة الكورية في أول قمة بين الكوريتين في أكثر من عقد. ويعد ترمب لعقد قمة مع كيم في أواخر مايو (أيار) أو أوائل يونيو (حزيران). وقال المسؤول إن تلك القمة المقبلة كانت الموضوع الرئيسي عندما تبادل كيم ومون حديثاً خاصاً خلال قمتهما على الحدود. وفي يناير (كانون الثاني)، قال مون إن ترمب «يستحق أن ينسب له فضل كبير في عقد محادثات بين الكوريتين. من الممكن أن يكون ذلك نتاج العقوبات والضغوط التي قادتها الولايات المتحدة».

 

اعتقال 3 أشخاص بالسويد للاشتباه في تخطيطهم لشن هجوم إرهابي

استوكهولم: «الشرق الأوسط/30 نيسان/18»

أعلن جهاز الأمن والاستخبارات السويدي (سابو) اليوم (الاثنين)، اعتقال 3 أشخاص للاشتباه في تخطيطهم لشن هجوم إرهابي، مشيراً إلى أن عملاءه قد أحضروا آخرين أيضاً من أجل استجوابهم. وجاء في البيان أن الاعتقالات جرت اليوم، بمنطقة استوكهولم وفي شمال السويد. وذكر جهاز الأمن أنه قد تم تعقب المشتبه بهم «لبعض الوقت»، مضيفاً أنه في الوقت الحالي لا توجد أي علامات على أن الهجوم كان وشيكاً، وأن الاستعدادات ظلت مستمرة لبعض الوقت. ولم يحدد جهاز الأمن هوية المشتبه بهم أو طبيعة التهديد، مشيراً إلى أن التحقيق مستمر. ولم تتأثر درجة التأهب الوطني لمواجهة الإرهاب، إذ إنها ما زالت في المرحلة الثالثة على مقياس من 5 نقاط.

 

هنية يشكك في التزام «حماس» باجتماعات الوطني الفلسطيني وقال إن الحركة لن تلتزم بما سيصدر عنها

الشرق الأوسط/30 نيسان/18

شكك رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية بشرعية اجتماعات المجلس الوطني لمنظمة التحرير الفلسطينية المقررة اليوم (الاثنين) في مدينة رام الله وأعلن أن الحركة لن تلتزم بما سيصدر عنها. وقال هنية، خلال مؤتمر صحافي عقده في غزة قبل ساعات من بدء انعقاد اجتماعات المجلس الوطني لأول مرة منذ 2009، إن حماس ترفض مخرجات اجتماعات المجلس الوطني كونها تتم من دون توافق داخلي. وأضاف أن «أي مجلس وطني لا يحمل بشكل عملي مفهوم الوحدة، هو مجلس لا يعبر عن الكل الوطني، بل يمس بشكل صارخ وحدة الشعب الفلسطيني ويضرب منظمة التحرير وشرعيتها وجدارة تمثيلها لكل الفلسطينيين». وتابع: «نرفض مخرجات المجلس الوطني والأطر القيادية التي ستصدر عنه لن تمثل الشعب الفلسطيني ولن يقر أحد لها بذلك، وهي لن تعالج أزمة الشرعية التي تعاني منها القيادة الفلسطينية الحالية». وأكد هنية أن حماس كانت تتطلع إلى عقد مجلس وطني توحيدي بناء على التفاهمات السابقة في اتفاقيات المصالحة الفلسطينية التي جرت أغلبها برعاية عربية. لكنه اتهم الرئيس الفلسطيني محمود عباس بإدارة الوضع الفلسطيني من خلال «تكريس الرغبة في التفرد والإقصاء خاصة في ملف المصالحة والتنصل من تفاهماتها».

ورأى أن «عقد المجلس الوطني من دون نصاب وطني وتحت حراب الاحتلال الإسرائيلي يعكس غياب الجدية عند السلطة للاتفاق على برنامج كفاحي لمواجهة هذه المرحلة الدقيقة». وجدد هنية دعوة حماس إلى عقد انتخابات رئاسية وتشريعية ومجلس وطني فلسطيني فورية «لتجديد الشرعيات والبرامج انطلاقا من التمسك بالثوابت الفلسطينية». وقال إن منظمة التحرير «ستظل إن بقيت على هذا الحال تعيش أزمة الشرعية، فلا يعقل أن تكون ممثلا شرعيا ووحيدا للشعب الفلسطيني من دون أن تضم حركتي حماس والجهاد الإسلامي». وأضاف: «لن نقبل الاستمرار في البقاء في قلب هذه الحلقة المفرغة وستضطر حماس لاتخاذ مواقف واضحة للحفاظ على مصالح الشعب وتمثيله الحقيقي وستعيد موقفها بشأن منظمة التحرير». وتعقد اجتماعات المجلس الوطني الذي يمثل برلمان منظمة التحرير من دون مشاركة حماس والجهاد الإسلاميتين، وكلاهما ليستا أعضاء في المنظمة، ومقاطعة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين التي تعد ثاني أكبر فصائل المنظمة. ومن المقرر أن تنتخب اجتماعات المجلس الوطني، التي ستستمر على مدار عدة أيام لجنة تنفيذية جديدة، وهي أعلى هيئة قيادية في منظمة التحرير ويترأسها عباس منذ عام 2004.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

مخاوف أمنيّة ـ إنتخابية: هل طلب لبنان دعماً دولياً؟

جورج شاهين/جريدة الجمهورية/الثلاثاء 01 أيار 2018

قبل خمسة أيام على فتح صناديق الإقتراع ارتفعت نسبة المخاوف الأمنية المحيطة ببعض القيادات السياسية والحكومية قياساً على حجم التشنّجات التي أفرزتها حدّةُ المواجهة في بعض الدوائر الإنتخابية ونتيجة القلق المتنامي على بعض «العروش» النيابية ما دفع الى التحذير من إمكان استغلالها. وهو ما تزامن مع وشوشات عن طلب دعم دولي للأمن في لبنان. فما هي حقيقة هذه المخاوف؟

من دون إخفاء حجم الدعم الدولي والإقليمي للإستقرار في لبنان الواقع على خطّ الزلازل في المنطقة، نتيجة المواجهات المفتوحة في سوريا وفلسطين المحتلة على شتى المخاطر في مرحلةٍ هي الأدقّ في تاريخ المنطقة نتيجة التحوّلات المرتقبة على اكثر من مستوى، وحجم المخاوف من سيناريوهات سلبية يجري التداول في شأنها في أكثر من عاصمة غربية، وأخرى إقليمية، ولو في الغرف والمواقع الإستخبارية المغلقة.

لا يكفي ما عبّرت عنه سلسلة المؤتمرات الدولية والإقليمية التي نظّمتها المجموعة الدولية من اجل لبنان والإتحاد الأوروبي ومعهما مجموعة الدول والمؤسسات الكبرى الدولية والإقليمية المستثمرة والمانحة، للإستسلام الى أنّ الوضع الأمني مستقر. وأن ليس هناك ما يتهدّده في ظلّ المخاوف من قدرة بعض القوى الإقليمية على اختراق شبكات الأمان الداخلية.

فالإستعدادات الجارية للإنتخابات النيابية وما تسبّبت به من تشنّج وارتفاع مستوى الخطاب السياسي والاتّهامات المتبادلة بالإلغاء والتواطؤ والسعي الى استعادة الكتل النيابية الكبرى التي ستتقلّص حكماً، قد تشكّل أرضيّةً صالحة ومسرحاً لارتكابِ «جريمةٍ ما» يجري التحضيرُ لها في الخفاء على رغم حجم القدرات الأمنية المُمسكة بأمن البلاد والعباد، والقدرة المتوافرة على تنفيذ العمليات الإستباقية لتقليص مساحة حراك المجموعات الإرهابية النائمة وتعطيل مخططاتها.

ومردّ هذه المخاوف لا ينبع من اسباب داخلية تقود الى هذه المخاوف المشروعة فحسب، بل إنّ الغليان الذي بلغ الذروة في المنطقة على وقع الخلاف الروسي ـ الأميركي وبوادر المواجهة الإسرائيلية ـ الإيرانية المخفيّة تحت عباءتها، والتي ظهرت إحدى بوادرها ليل أمس الأول من خلال القصف الغامض على مواقع إيرانية وأخرى تابعة للنظام في أكثر من منطقة سورية، والتي تسبّبت إحداها بما يشبه هزّة أرضية زادت على 2،3 درجتين على مقياس ريختر ما يوحي باستخدام سلاح جديد لم تختبره الساحة السورية الى الآن رغم دخول الحرب فيها عامها الثامن.

وما يثير المخاوف أنّ المستهدَف هذه المرة بالإضافة الى مواقع النظام، تلك الإيرانية المُحدثة لها ولحلفائها على خلفية التمدّد الإيراني الواسع والمرفوض إقيلمياً ودولياً في بعض القطاعات والمواقع الإستراتيجية امتداداً الى لبنان، مع ما يوحي مثل هذا التفسير من اعتبار الساحة اللبنانية الهادئة نسبياً مساحةً مضافة الى مساحة التوتر السوري طالما أنّ الحزب ما زال يقاتل تحت كنف الإيرانيين في سوريا.

والى هذه المعطيات التي لا تقف عند حدود ما جرى أمس الأول، ووسط معلومات يجري التداول في شأنها من انّ الضربة الأميركية ـ البريطانية ـ الفرنسية ليست الأخيرة وأنّ مثيلاتها متوقعة في أيّ لحظة إن إستخدم النظام السوري، أو أيّ من حلفائه، أيّاً من اسلحته المحرّمة في أيّ لحظة، او أنه لم يلتزم ما تعهّد به قبلاً لجهة تسليم الأسلحة الكيماوية وتلك المحظورة فإنّ المخاوف نابعة ممّا يُحضّر في فلسطين المحتلة على ابواب الإحتفالات باعتراف واشنطن بالقدس «عاصمة أبدية» لإسرائيل على وقع أيام «العودة» على طول الحدود بين غزة وفلسطين المحتلّة وما ينجم عنها أسبوعياً من ضحايا، عدا عن المخاوف من حراك فلسطيني داخلي سيواكب الزيارة المرتقبة للرئيس الأميركي الى إسرائيل في ذكرى التأسيس والإحتفال بالعاصمة الجديدة للدولة العبرية، تُضاف اليها التصريحات الأخيرة لوزير الخارجية الأميركي الجديد وتعهّداته بالحفاظ على أمن إسرائيل ووجودها وقوّتها المتفوّقة على بقية جيرانها في المنطقة.

على وقع هذه المعطيات المحسوبة منذ زمن بعيد، تتّجه الأنظار الى ما تقوم به الأجهزة الأمنية من تدابير غير مرئيّة لحماية بعض الشخصيات السياسية والوطنية والمهدَّدة دوماً، وهي انتقلت في الفترة الأخيرة من طلب الإحتراز الى طلب وقف الحراك العلني لبعض الشخصيات وهو خير دليل على ما هو متوافر من معلومات دقيقة على الجميع تقدير مخاطرها العالية أيّاً كانت الظروف التي تعيشها البلاد والتي لا ترتبط بالتأكيد بالإنتخابات النيابية فحسب، ووضعت لها خطة أمنية قاسية ومتشدّدة احتُسبت مسبقاً بتصنيف المناطق التي يمكن أن تشهد خللاً أمنياً متوقّعاً وأخرى أقلّ خطراً وجنّدت لها عشرات الألوف من القوى الأمنية من مختلف الأجهزة المكلّفة حماية الأقلام الإنتخابية من الداخل ومحيطها في آن.

وعليه، لا ترغب المراجعُ العسكرية والأمنية الحديث والإسترسال في السيناريوهات المتوقعة لأنها تدرك أنها ليست المرة الأولى التي يجري التداول فيها، وتحديداً عن إمكان وجود مخططات أمنية تخريبية وارهابية. فالبلد يعيش هذا الهاجس منذ زمن بعيد وإنّ التنسيق القائم بين الأجهزة المختلفة قد عطّل وما زال الكثير ممّا هو متوقع من خروقات أمنية كانت متوقعة في اكثر من مناسبة.

وحول ما تردّد من وشوشات عن طلب لبناني للدعم الأمني الدولي في هذا المجال، قلّلت مراجعُ أمنية من الأهمية التي يعتقدها البعض من مثل هذا الأمر، فالحديث المتنامي عن دعمٍ دوليٍّ امنيٍّ استثنائيّ لمواجهة الأخطار المحدقة بلبنان والمنطقة، ليس محدوداً بتفسير العبارات وما فيها من معانٍ جامدة، وكأننا نعيش في بلد عاجز عن حماية أبنائه والمقيمين على ارضه. ولفتت الى أنّ التعاون الدولي قائم وهو بلغ مرحلةً متقدّمة جداً، فالتقارير اللبنانية المتبادلة مع الأجهزة الأمنية في الدول الكبرى قد ترجمت إنجازات امنية باهرة في لبنان والخارج وليس في الأمر سرّ على الإطلاق.

وتضيف: «ليس كل ما أمكن تعطيله من أعمال إرهابية أو ما يمكن أن يؤدّي اليها، يجب أن يكون مُلكاً للرإي العام ففي مثل هذه العمليات من المعطيات التي تدفع الى التكتم عليها، خصوصاً أنّ لبنان والعالم يتعاطى مع شبكات ربما بُنيت أو تحولت «عنقودية» أو «متشعّبة» الى درجة وجب معها حظر نقل المعلومات أو كشفها، وقد أثبت بعض العمليات دقة وصوابية مثل هذه الإجراءات السرّية الضامنة للنتائج المتوخاة في التعاطي مع إرهاب «معولم» خرق الأجهزة الأمنية الكبرى في العالم الذي يعتقد بعضه أنه أنهى مظاهره أو فكّك كل شبكاته، فإذا بالوقائع تثبت عكس ذلك تماماً.

ولا تتردّد هذه المراجع الأمنية في التأكيد أنّ تجاهل المخاطر الأمنية أمرٌ غيرُ وارد على الإطلاق في حساباتها وأنّ العيون مفتوحة على كل شاردة وواردة من دون الادّعاء بالسيطرة المطلقة على أيِّ واقع يمكن أن ينشأ في أيّ لحظة أو أيّ منطقة.

ولكن في ظلّ التعاون القائم في ما بينها، والحدّ الأدنى المتوافر من التفاهمات السياسية كفيل بحصر النتائج المترتبة على أيّ عملية أمنية أو استخبارية إن نجح المخططون والمرتكبون بها. وحتى تلك اللحظة فإنّ القوى الأمنية تقوم بكل واجباتها وقدراتها للحدّ منها ومنعها إذا أمكن.

 

«الحكومة اللقيطة»: إنجازات من ورق

ملاك عقيل/جريدة الجمهورية/الثلاثاء 01 أيار 2018

 بعد أقل من ستة أشهر على نهاية دوامة انتخابات 6 أيار، يكون قد مضى عامان على العهد. «الدفعة على الحساب» المفترض، وفق منطق «إنطلاقة» العهود أن تكون «صاروخية» ليست مشجّعة، لا بل مخيّبة للآمال. فشل السلطة الحاكمة ليس بحاجة لكثير جهد لفضحه. يكفي أنّ «العهد القوي» لم يُدخل، بعد عام ونصف، سارقاً واحداً للمال العام الى السجن... يطبش ميزان السلبيات على الايجابيات حين يحضر الحديث عن أداء السلطة. الأنكى أنّ الصراع الهستيري على المقاعد، في معرض تكوين كتلة العهد و«سيفه»، كشفَ المستور.

فمَن يُحارب الفساد صار حليفاً للفاسدين، ومَن نادى بالتغيير والمدنية أعاد اللبنانيين الى «بوسطة» الطائفية وخطاب «إنتو ونحنا»، وحَشَرهم داخلها. ومن سعى لانتظام المالية العامة تفاخر بموازنات بلا قطع حساب وتسويات ضريبية فاضحة يستفيد منها حيتان المال، ومَن بشّر بالكهرباء «القوية» غرق في قعر الإلتباسات في شأن البواخر العائمة بمئات الملايين من الدولارات، ومن وعد برفع الظلم عن الطبقات الفقيرة وسّع بممارساته دائرة العوز والحرمان واللاعدالة الإجتماعية، ومن تجنّد في مشروع تخفيف الدين العام أغرق الداخل بمزيد من ديون صارت «تاريخية»، بملامستها عتبة الـ120 مليار دولار، بعدما لجأ بحماسة الى مؤتمرات الاستدانة القاصمة للظهر... أما بالنسبة الى النازحين السوريين فـ«الشحادة» مستمرة «على ظهورهم»!.

باكراً جداً تنكّر ميشال عون لحكومته الأولى منتظراً ولادة حكومة العهد الأولى بعد إقفال صناديق الاقتراع في السادس من أيار، مع ذلك تبنّى إنجازاتها. ما اعتبره، في قاموسه، إنجازات.

عملياً، ما عدا الأمن الممسوك، والليرة «الآمنة» مبدئياً، وتحرّر الداخل اللبناني من هاجس الارهاب على الحدود وبنسبة كبيرة بين أحيائه في بيروت والمناطق، يصبح الحديث عن الانجازات مجرّد وجهة نظر. فالسلطة الحاكمة لم تقدّم حتى الآن نموذجاً مغايراً عن «السائد» في ممارسات الحقبات الماضية. أوّل مَن شكا من أداء العهد هم حلفاؤه أنفسهم. لن يكون مجرد تفصيل أنّ «النق» المسيحي والشكوى من «بلطجة» غازي كنعان ورستم غزالة تُسمع تعابيرها ومفرداتها اليوم من غالبية القوى الحزبية والشخصيات المسيحية، لكن هذه المرة الشكوى من «بطش»... جبران باسيل!

وفي زمن الانتخابات يصبح السؤال مشروعاً. هل يمكن أن تتحوّل هيئة الاشراف على الانتخابات «هيئة فدائيين» توثّق ثم تدين ممارسات وزراء في الحكومة الحالية، من رئيس الحكومة ونزولاً، في استغلال ما تَيسّر لهم من نفوذ في الدولة وأجهزتها الإدارية العسكرية والأمنية والمالية في خدمة لوائحهم، أو في معرض إقصاء لوائح الخصوم؟ الفارق فقط بين الامس واليوم أنّ هناك من يدّعي أن لا عودة الى الوراء. الكارثة أنّ بعض الممارسات الانتخابية في أول استحقاق نيابي من عمر العهد بَدت أسوأ بكثير من حقبة الوصاية وما بعدها.

من خارج دوامة الانتخابات التي تكفّلت، بتحالفاتها، بهزّ عرش قوة مسيحية، هو «التيار الوطني الحر»، أتت على السلطة لمحاربة رموز الفساد والإستئثار والإحتكار المالي فإذ بها تحتضنها في «رحلة» تشكيل «جيش العهد»، وتدافع حتّى عن ماضيها، فإنّ السلطة القائمة أبدعت في جعل اللبنانيين يشعرون فعلاً أن لا شيء تغيّر عليهم. مراسيم نفط وبلوكات تنتظر بدء الشركات الكبرى بالحفر، لكن لا كهرباء «شرعية» حتى الآن تُنهي احتكار إمبراطوريات المولدات الكهربائية. قانون انتخاب نسبي لكنّ المحادل لا تزال «أكثرية» حاكمة والرشاوى فالتة وعين الدولة «ترعاها».

إقتراع للمغتربين في الخارج فيما فئات كبيرة من اللبنانيين لازمت منازلها لعدم قدرتها على ممارسة هذا الحق. موازنتان بلا قطع حساب ووعود إنتخابية أنّ «الحساب» آت، مع انّ «الابراء المستحيل» تحوّل «صفقة عهد» بين الرئيس سعد الحريري وجبران باسيل...

قد يبدو الأمر طبيعياً بما أنّ الغالبية الساحقة من الجالسين على طاولة السلطة التنفيذية همّ من رموز الحقبات السابقة، لكن يصبح الأمر نافراً حين يصبح شريكهم «الإصلاحي» «منهم وفيهم»!

لو قدّر لسمير جعجع أن يضيف الى اللافتات الانتخابية «القواتية» المرفوعة في المناطق عبارة «صار بَدّا نِقبَع جبران» لَما قَصّر. ساكن معراب، حليف العهد الأول قبل الحريري، لا يتوانى عن وصف باسيل بـ«غازي كنعان الصغير».

عملياً، ذاقت «القوات»، كما غيرها من القوى المسيحية، الأمرّين من احتكار «التيار» للحصص المسيحية في الادارات والمؤسسات العامة وتحجيم كل من هو خارج عباءة «التنظيم البرتقالي»، مع العلم أنّ بعض التعيينات والتوظيفات أرضَت حلفاء لـ«التيار» من ضمن التنفيعة الانتخابية.

جاء لزعماء الشيعة والسنة والدروز شريك مسيحي «قوي» فصار واحدٌ منهم يتقمّص ذهنيتهم في تقاسم الحصص، بعدما تمّت الإطاحة بعدد من معايير الشفافية في انتقاء الأفضل للوظيفة العامة، خصوصاً مع تجاوز رأي مجلس الخدمة المدنية، وتعيين رئيس مجلس إدارة لـ«تلفزيون لبنان» العالق منذ سنة نموذجاً. إستعادة حقوق المسيحيين تمرّ من تحت إبط باسيل حصراً.

لن يختلف الأمر في ما يتعلق بالسياسات المالية والاقتصادية، والتي توّجت بمزيد من الاستدانة من الدول المانحة لتمويل إستثمارات في البنية التحتية، ما بَعّد «حلم» خفض عجز المالية العامة أكثر فأكثر، في وقت زاد فيه منسوب تشكيك مؤسسات مالية دولية بقدرة لبنان على تنفيذ الاصلاحات التي أعلن التزامه بها في مؤتمر «باريس 4». وصل الأمر الى حدّ اعتبار مؤسسة «ميريل لينش» في تقرير لها أنّ «المؤتمر إنطوى على دعم دولي كبير لرئيس الحكومة سعد الحريري في الانتخابات النيابية المقبلة في أيار»، مع التأكيد انّ «الحكومة لم تقدّم برنامجاً إصلاحياً ملموساً وجدّياً في الوقت الراهن».

مصير الموازنة الثانية في عمر العهد كان دراماتيكياً. مع جملة المخالفات التي تضمّنتها، والتي أشار الطعن المقدّم الى المجلس الدستوري الى بعض منها (قطع الحساب)، تمّ تعليق العمل بالمادة 49 فقط. الأمر كاف لخلق تساؤلات كبيرة حول الذهنية التي تتحكّم بفهوم حماية الأمن القومي والاجتماعي للبنانيين ومفهوم انتظام المالية العامة، ومنع السطو المنظّم على المال العام، حتى أنّ خبراء اقتصاديين أشاروا صراحة الى رائحة تنفيعات وفساد في بعض موادها، خصوصاً تلك المتعلقة بالتسويات الضريبية!

وبعد أكثر من عام على حرب «داحس والغبراء» في شأن مناقصة استقدام بواخر الكهرباء، جرى خلالها تضييع سنة كاملة من مشروع بناء معامل على البر بكلفة أقل، قرّر مجلس الوزراء في جلسة 27 نيسان الماضي وضعها على الرف بلا تقديم أي توضيحات حول «سرّ» الإصرار على فرضها على اللبنانيين على يد قوى معروفة في الحكومة، على رغم من إشكالية محاولات إمرارها عبر إدارة المناقصات، ثم سحبها من التداول على أبواب الانتخابات النيابية. لن يعلق في ذهن الرأي العام، على الأرجح، سوى أنّ قوى «التغيير» داخل السلطة روّجت لمناقصة حصرت المنافسة بعارض وحيد خلافاً لكل معايير الشفافية في استدراج العروض والمناقصات العامة. البديل الأسرع إستجرار الطاقة من سوريا! إنفصام سلطوي واضح. عدم الممانعة المبدئية في استجرار مزيد من الميغاواط من سوريا والتمنّع في المقابل عن فتح قنوات تواصل مع دمشق لحلّ أزمة النازحين السوريين، إحدى أكبر الأزمات السياسية والاجتماعية التي واجهها لبنان في تاريخه المعاصر والتي باتت تهدّد اللبنانيين في أمنهم الاجتماعي والقومي، فيما تكتفي السلطة الحاكمة بالنق واللطم و»الشحادة» والاستغلال السياسي على المنابر الدولية عوض اللجوء الى إجراءات ترتقي الى إعلان حالة طوارئ أممية!

 

لماذا يحاولون اغتيال الأرثوذكسيّة الوطنية؟

ألان سركيس/جريدة الجمهورية/الثلاثاء 01 أيار2018

لا يمكن النظر الى وضع الأرثوذكس من دون مراجعة تاريخهم الطويل

تشتدّ محاولاتُ التطويق والعزل للشخصيات الأرثوذكسيّة المستقلّة، حيث يظهر جلياً أنّ هناك حربَ إلغاءٍ على الأرثوذكس المستقلّين الذين لعبوا أدواراً كبيرة في تاريخ البلد، وشكّلوا حالاتٍ مستقلّة فاعلة كنائب رئيس مجلس الوزراء السابق ميشال المرّ. وفي السياق، لا يمكن فهمُ تلك الحملة التي تُشنّ على آخر عناقيد «الأرثوذكسيّة السياسية» بحيث يتمُّ استبدالُ رجالاتِ الأرثوذكس بمحازبين وتابعين لا يمثلون بيئتهم ومذهبهم. شكّل الأرثوذكس على مرّ التاريخ عنصراً داعماً ومؤسّساً للبنان المستقلّ، المزدهر، المتطوّر، ولعبوا دوراً بارزاً منذ تأسيس لبنان الكبير في نهضة هذا البلد، ولم يكن ولاؤهم يوماً للخارج، وتلك الحالات الأرثوذكسية المستقلّة معرّضةٌ حالياً للإلغاء بسبب عدم وعي مخاطر إلغاء مذهب بكامله وتحويله تابعاً للأحزاب.

يُعتبر الأرثوذكس من المذاهب الأساسية المؤسِّسة للبنان، وهم المذهب الثاني مسيحياً والرابع وطنياً من حيث الحجم الديموغرافي، كذلك فإنّ حصّتهم في تركيبة الدولة واضحة، إذ يملكون 14 نائباً، كما أنّهم يحظون بمنصبَي نائب رئيس مجلس النواب ونائب رئيس مجلس الوزراء، وقدّ ثُبّتت لهم حقيبة سياديّة بعد «إتفاق الطائف».

تاريخٌ مضيء

لا يمكن النظر الى وضع الأرثوذكس من دون مراجعة تاريخهم الطويل، على الصعد السياسية والفكرية والإقتصادية والثقافيّة والفنّية الإبداعيّة. فأوّلُ رئيس للجمهوريّة اللبنانية كان شارل دبّاس عام 1926 أثناء فترة الإنتداب الفرنسي، وفي عهده تحقّقت إنجازاتٌ كثيرة لعلّ أبرزَها النشيد الوطني اللبناني الذي ينشده كلّ مواطن مؤمن بهذا البلد.

ولم يقتصر الحضورُ الأرثوذكسي الرئاسي على مرّة واحدة، بل تكرّر، ولو لفترة قصيرة مع الرئيس بترو طراد عام 1943، وكان الأرثوذكس في تلك الحقبة من روّاد التطوّر والحداثة، ولم يقتصر نشاطُهم على لبنان بل تخطّاه الى البلاد العربية.

ولا يمكن ذكرُ الطائفة الأرثوذكسيّة من دون تذكّر المفكّر شارك مالك الذي لعب أدواراً داخلية وعالمية، فمالك إبن بلدة بطرّام الكورة، كان من أهم واضعي شرعة حقوق الإنسان، تلك الشرعة التي تستعين بها البشريّة حتّى يومنا هذا لحماية الأمم من الانتهاكات المتكرّرة لحقوق الإنسان.

كذلك، فقد لعب مالك دوراً مهماً فكان وزيراً للخارجيّة أيام عهد الرئيس كميل شمعون وفي ظلّ النزاع بين الأميركيّين والسوفيات أثناء فترة الحرب الباردة، ولم يقف دورُه عند هذا الحدّ بل كان من أهمّ مفكّري الجبهة اللبنانية في أخطر مرحلةٍ مرّت على مسيحيّي لبنان.

لم يقتصر الإنتاجُ الديبلوماسي للأرثوذكسيّة على مالك، بل سطع نجمُ وزير الخارجية الراحل فؤاد بطرس الذي لعب دوراً بارزاً أثناء فترة ولاية الرئيس الياس سركيس، يومها، كانت النارُ تأكل لبنان، ورائحةُ البارود تفوح في كلّ شارع وحيّ، والسياساتُ الدولية والإقليمية تتجاذب وطنَ الأرز، وقد نجح بطرس في اختباراتٍ عدّة وكان من أهمّ وزراء الخارجية الذين مرّوا بتاريخ لبنان.

ولأنّ الأرثوذكسيّة فكر، فقد لعب جبران تويني من ثمّ نجله غسان دوراً بارزاً في الصحافة اللبنانية والعربيّة، وكانا أساسيَّين في اللعبة السياسية، فقد تولّى غسان تويني مناصبَ داخلية ودبلوماسيّة عدّة.

وكذلك، لعب ميشال المرّ أدواراً كبيرة على أصعدة وطنية عدّة أبرزها:

1- سُمّي صانع الرؤساء لعدد من العهود.

2- لعب دوراً اساسياً في إنهاء حال الحرب الأهلية.

3- لعب دوراً إغاثياً رائداً لكل البنى التحتية في المتن..

محاولاتُ إلغاء

وأمام هذا الواقع التاريخي، هناك مَن يحاول إلغاءَ آخر الحالات الأرثوذكسيّة المستقلّة والقضاء عليها، وبعدها إلغاء مستقبل الأرثوذكسية المستقلّة، وهذه العملية ليست نابعة من تحريضٍ طائفيٍّ أو مذهبيّ، بل إنّها تنمّ عن تصرّفات بعض الأحزاب والقوى السياسية المعروفة.

في حين يطلق البعض شعاراتٍ لاستعادة حقوق المسيحيين، فإنّ إقصاءَ أيّ فئة أو مذهبٍ مسيحيّ سيؤدّي إلى إضعاف المسيحيين، خصوصاً أنّ التركيبة المسيحية دقيقة، ولم يعد الجسمُ المسيحي يتحمّل مزيداً من التهميش لأيِّ مكوّنٍ من مكوّناته.

إذاً، لماذا هذا الإستسهالُ في ضرب الأرثوذكسية السياسية المستقلّة؟ ولماذا تذهب المواقعُ الأرثوذكسية جوائزَ ترضية للأحزاب المسيحية وغير المسيحية؟

صانعُ الرؤساء

وفي حين تشتدّ حربُ الإلغاء على ميشال المرّ لا يمكن كتابةُ أيّ صفحة من تاريخ لبنان منذ الستينيات من دون ذكر دوره، وخصوصاً في الإستحقاقات الوطنية الكبرى.

وبغض النظر عن التاريخ الخدماتي والوقفات الى جانب المتنيّين على مدى السنوات الماضية، فإنّ ميشال المرّ شكّل ظاهرةً في الحياة السياسيّة، فهو مَن أتقن رسمَ الاستراتيجيات السياسية والإنمائية وكان دائماً «مدوِّراً» للزوايا، وصاحبَ الباع الطويل في حلّ الأزمات التي كانت تحصل.

لم يفرقّ المرّ طوال مسيرته السياسيّة بين متنيٍّ وآخر، بين مؤيّدٍ أو خصم، بل إنّ المتن الذي يشكّل صورةً مصغّرةً عن التركيبة المسيحية اللبنانية شكّل الإنطلاقةَ لزعامة المرّ.

وإذا نظرنا الى التركيبة النيابية المتنيّة نجد أنّ هناك 8 مقاعد مسيحيّة: 4 موارنة، 2 أرثوذكس، ومقعد لكلّ من الكاثوليك والأرمن.

وتبيّن هذه التركيبة أنّ المرّ لم يكن زعيماً لمذهبٍ مسيحيٍّ واحدٍ دون الآخر، بل كان زعيماً مسيحياً بكل ما للكلمة من معنى، لأنّ أيَّ مذهب من هؤلاء المذاهب المسيحية الأربعة غيرُ كافٍ لوحده من أجل حتى الفوز بمقعد نيابي.

وعلى رغم أنّه عميدُ الأرثوذكس، إلّا أنّ البعض يقول إنّ ميشال المرّ كان حريصاً على الموارنة أكثر من الموارنة أنفسهم، والدليل على ذلك، أنّه يُطلَق عليه لقبُ «صانع الرؤساء» وبكل رئيس ماروني إنتُخب كانت له حصّة وأيادٍ بيضاء.

وبغضّ النظر عن شخصية رئيس الجمهورية ودوره وآدائه، إلّا أنّ موقعَ رئاسة الجمهورية الماروني هو الضمانُ الأول لبقاء الموارنة والمسيحيين في السلطة، ويشكّل المركزُ المسيحيُّ الأول لمسيحيّي لبنان والشرق، لكنّ النزاعاتِ المارونية- المارونية أدّت الى الفراغ الرئاسي في بعض الفترات، وحتى إنها كانت ستؤدّي الى ضياع الرئاسة من أيدي المسيحيين.

حضر «أبو الياس» في استحقاقاتٍ عدّة، فكان دورُه أساسيّاً في انتخاب الرؤساء الياس سركيس، بشير الجميل، الياس الهراوي، إميل لحّود، ميشال سليمان، لدرجة أنه اختلف مع العماد ميشال عون في عام 2007 لأنّ تكتل «التغيير والإصلاح» كان يقاطع جلساتِ انتخابِ رئيس الجمهورية حينها، ويترك البلاد بلا رئيسٍ مارونيّ. لا يمكن ذكر أبو الياس من دون استذكار عصر «المارونية السياسية»، فعلى رغم اعتداله وتشكيله مرجعيّةً أرثوذكسية فإنه الشخصية الوحيدة الكبرى المتبقية من تلك الحقبة، فهو الذي تحالف مع مؤسس حزب الكتائب الشيخ بيار الجميّل خصوصاً عام 1968 عندما حققت لوائحُ «الحلف الثلاثي» فوزاً كبيراً في أقضية جبل لبنان، وعايش فترة زعامة الرئيس شمعون الذي كان بمثابة البطريرك السياسي للموارنة، ورافق الزعامات المارونية في أزماتها، والساحة المسيحية في نكباتها.

يختزل المرّ تاريخاً طويلاً من النضال السياسي محاوِلاً الحفاظَ على الوجود المسيحي في الدولة، من المركز الأول، أي رئاسة الجمهورية، الى أصغر موظّف في الإدارات، وهذه بحدّ ذاتها ظاهرة.

يستطيع أيُّ رجل سياسي الإكتفاء بما حقّقه وتحصين ساحته أو منطقته، لتأمين المركز النيابي مدى العمر، ويكتفي بعدم التدخّل في الأمور الكبرى التي قد «تحرق الأصابع» في بعض الأحيان، لكنّ المراكزَ والمناصبَ لا تهمّ بعض الأشخاص الذين يتعدّون الحدود التي رسمها لهم النظام الطائفي اللبناني وحصرهم بها مانعاً تقدّمَهم. تقدّم المرّ على المناصب والمراكز، وأبدى حرصاً على الموقع الماروني الأول في الدولة أكثر من بعض «أهل البيت»، واستحقّ عن جدارة لقبَ صانع «الرؤساء» والمحافظ على هذا الموقع. فهل يكافَأ المرّ بهذه الطريقة ويصبح عرضةً لحربِ إلغاءٍ يُلغى من خلالها آخرُ عناقيد الأرثوذكسية المستقلّة التي عملت للحفاظ على الدور المسيحي في لبنان؟

 

كرامي لـ«الجمهورية»: هذا ما أتوقّع تحقيقه وخطاب باسيل طائفي وعلاقتنا مقطوعة

عماد مرمل/جريدة الجمهورية/الثلاثاء 01 أيار2018

تكتسب الانتخابات النيابية في الشمال قيمةً سياسية مضافة حوَّلتها منذ الآن محطاً للأنظار ومحطة للانتظار، كونها تتّصل ضِمن الدائرة الثالثة (البترون- بشري- الكورة- زغرتا) بحسابات مارونية في شأن المعركة المستقبلية على رئاسة الجمهورية، وتحمل في الدائرة الثانية (طرابلس - المنية - الضنّية) أبعاداً سنّية تتعلق بالأحجام السياسية وتالياً بهوية رئيس الحكومة المقبل. إنطلاقاً من هذه الخصوصية والحساسية، يُرجّح أن تكون هاتان الدائرتان مسرحاً لمنافسة حادة، ظهرت مؤشراتها بوضوح عبر اللغة القاسية المستخدمة في المهرجانات التعبوية التي لم تعد قصّة «رمّانة انتخابية» بل «قلوب ملآنة».

في ظلّ هذا المناخ، يواصل رئيس لائحة «الكرامة الوطنية» في دائرة الشمال الثانية الوزير السابق فيصل كرامي استعداداته المكثفة لخوض امتحان 6 أيار، على وقعِ سباق محموم مع الوقت الآخذِ مخزونُه في التقلص، على بُعد أيام قليلة من فتحِ صناديق الاقتراع، الأحد المقبل.

وعلى رغم صعوبة المعركة في طرابلس، وسط زحمةِ اللوائح المتنافسة، والمدجّج بعضها بقدرات مادية كبرى، إلّا أنّ كرامي يبدو متفائلاً بالنتائج المرتقبة للائحته التي ترَكت المقعد الماروني شاغراً، لتسهيل مهمّة المرشّح جان عبَيد.

ويقول كرامي لـ«الجمهورية»: أنا في الأساس مرتاح، ومستنِد إلى قاعدة شعبية ثابتة ووفيّة أتّكل عليها، وقد أصبحتُ أكثرَ اطمئناناً وارتياحاً بَعد اعتماد النسبية.

ويشير كرامي إلى أنّ قاعدته «محصّنة، ولا يتمكّن أحد من اختراقها أو الدخول إليها»، موضحاً أنه يلمس تجاوباً كبيراً معه في الشارع الشمالي عموماً والطرابلسي خصوصاً، «الأمر الذي لم أكن أشعر به، على هذا المستوى من الاتّساع، خلال انتخابات عام 2009».

ويَستكمل كرامي عرض نقاطِ القوّة التي تملكها اللائحة، لافتاً الانتباه الى «أنّ البلوك العلوي الذي كان موزّعاً بيننا وبين آخرين بات في معظمِه داعماً لنا، كما أنّ ماكينتنا الانتخابية التي كانت في السابق تقليدية نسبياً غَدت متطوّرة جداً وتتحلّى بجهوزية أفضل، خصوصاً بعد الاستعانة باختصاصيين ساهموا في تحديثها وتفعيلها»، مضيفاً: «على سبيل المثال، نحن نعرف بالأسماء منذ 8 أشهر مَن هم الناخبون المؤيّدون لخطّنا، والذين نتوقّع أن يقترعوا للائحتنا، ونحن نتّصل بهم فرداً فرداً، وأصبحنا نعلم أين سيقترع كلٌّ منهم، وحتى في أيّ ساعة».

وإضافةً إلى «الشريحة المضمونة» من الناخبين، يؤكّد كرامي «أنّ هناك ودّاً يَجمعنا بكثير من العائلات الطرابلسية العريقة التي تفضّل في العادة عدم الكشفِ علناً عن اتجاهاتها، حتى تبقى على علاقة جيّدة مع الجميع»، موضحاً «أنّ إشارات ايجابية وصَلتنا من تلك العائلات حول نيتِها دعمَنا».

واستناداً إلى هذه «الداتا»، يؤكّد كرامي أنّ فوزه شِبه محسوم، «إلّا إذا حصل في الأيام أو الساعات الاخيرة التي تفصلنا عن إجراء الانتخابات تطوّر دراماتيكي من شأنه ان يقلب المعادلة». ويقول: «وفق حساباتنا الحالية، في حوزتنا حاصلان انتخابيان مضمونان، ونحن نسعى الى تأمين حاصل ثالث يَسمح بفوز مرشّح علوي أو كاثوليكي على لائحتنا. وينبّه كرامي الى خطورة دور المال السياسي الذي بدأ الزجُّ به في المعركة الانتخابية، محذّراً من «أنّ تأثيره يصبح مضاعفاً حين يتمّ استخدامه في مدينة ترزَح تحت ضغطِ الفقر والحرمان مِثل طرابلس». ويبدي خشيتَه من تفاقمِ ظاهرة شراء الأصوات، وعلى الأخصّ الصوت التفضيلي، في ربع الساعة الأخير الذي يسبق إقفالَ صناديق الاقتراع، مشيراً إلى «أنّ السعر ارتفعَ عمّا كان عليه عام 2009.»

ويشدّد كرامي على أنه يخوض الانتخابات «تحت سقف معارضة السلطة التي أوصَلت طرابلس الى هذا الواقع القاتم»، ملاحظاً أنه بعد مرور سنة وبضعةِ أشهر على انتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية، «لم نلمس الى حينه أيّ تغيير جذري في الأداء حيال المدينة ولم نشعر بأيّ فارق حقيقي قياساً الى الماضي». ويضيف: «إنّ عظمة الرئيس فؤاد شهاب لا تكمن فقط في أنه بنى المؤسسات، وإنما في أنه اختار ايضاً ان يكون الى جانبه الرئيس رشيد كرامي، وهذا ما ينقص الرئيس عون الذي لا يوجد أحد بهذا الوزن الى جانبه، أمّا الرئيس سعد الحريري فلا أعتقد أنه قادر على المساهمة في إعادة بناء الدولة وتحقيق الإصلاح الحقيقي في ظلّ الفساد المحيط به». ويشير كرامي إلى «أنّ العلاقة مقطوعة مع رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل، معتبراً «أنّ هناك عاملين يتحكّمان بها حالياً وهما عدم اقتناعي بالسياسة التي تتبعها قيادة التيار، وتمسّكي بحليفي وصديقي سليمان فرنجية».

ويَستغرب كرامي «الجرعة الطائفية الزائدة» في خطاب الوزير باسيل، لافتاً إلى «أننا كنّا قد افترضنا عند اعتماد النسبية في قانون الانتخاب أنّ منسوب الطائفية والمذهبية سينخفض وأنّ تأثير المال السياسي سيتراجع، إلّا أنّ ما جرى أتى للأسف متعارضاً مع هذا التوقّع».

 

لائحة المصالحة»... لمَن سيصوِّت المسيحيون؟

ربى منذر/جريدة الجمهورية/الثلاثاء 01 أيار 2018«

 للجبل في المعركة الإنتخابية حيثية مختلفة، إذ إنّ الكلمة الأكبر فيها كانت للطائفة الدرزية، في النظام الأكثري، والتي تلتزم عموماً ما تطلبه قياداتُها، وقد يكون وقعُ صوتها اليوم أعلى بعدما تمّ جمعُ دائرتَي الشوف وعاليه حتى باتتا من أكبر الدوائر من حيث عدد النواب، إذ يبلغ عدد المقاعد في الشوف 8 فيما يبلغ في عاليه 5، أي 13 مقعداً تتوزّع كالآتي: 3 موارنة لقضاء الشوف و2 موارنة لقضاء عاليه، 2 دروز لقضاء الشوف و2 دروز لقضاء عاليه، 2 سنّة لقضاء الشوف، 1 كاثوليك لقضاء الشوف، و1 أرثوذكس لقضاء عاليه، مع العلم أنّ هذه الدائرة تتألف من 170 بلدة وقرية، وفيها 131 مجلساً بلديّاً و293 مختاراً.

يشكّل الدروز في دائرة الشوف عاليه بحسب آخر إحصاء أجرته وزارة الداخلية في آذار 2017، 131929 ناخباً من عدد الناخبين (40.55 في المئة من الناخبين)، فيما يشكّل الموارنة: 87730 ناخباً (26.96 في المئة)، السنّة: 60738 ناخباً (18.67 في المئة)، الكاثوليك: 16843 ناخباً (5.18 في المئة)، الأرثوذكس: 16709 ناخبين (5.14 في المئة)، الشيعة: 8444 ناخباً (2.6 في المئة)، والإنجيليون 1543 ناخباً (0.47 في المئة).

الى هذا الجبل عاد المسيحيون بعد المصالحة التاريخية ليقترعوا، وفي ظلّ القانون الإنتخابي الحالي الذي قد يبدل صوتٌ تفضيليٌّ واحدٌ فيه المعادلة، من المتوقع أن تشهد صناديق الإقتراع زحمة ناخبين. لكن في الأمس كان الناخبُ يقترع للائحة بكاملها وبصوته يرفع احتمالَ فوز جميع أعضائها، أما اليوم فصحيح أنه يرفع الحاصل بصوته لكنه يختار مرشحاً واحداً ليستحوز على تفضيله.

فمن البديهي هنا أن يعطي ناخبو حزب «القوات اللبنانية» صوتهم التفضيلي لمرشح الحزب، وكذلك الحال بالنسبة الى تيار «المستقبل»، وحزب «الكتائب»، وحزب «الوطنيين الأحرار»، إلخ.. على رغم امتعاض بعضهم من خيارات أحزابهم، لكن ماذا عن المرشحين غير المنتمين الى أحزاب؟ على مَن يتّكلون في هذا القانون؟

خريطةُ التحالفات

يترأس القطبان الدرزيّان الأساسيان النائبان وليد جنبلاط وطلال أرسلان لائحتين في الشوف- عاليه، تتنافسان مع لائحة الوزير السابق وئام وهاب، فضلاً عن لائحة تجمع «الكتائب» و»الأحرار» ولائحتين للمجتمع المدني، ويرجّح أن تحظى لائحتا جنبلاط وأرسلان بالحاصل فيما قد يصعب على البقية هذا الأمر.

وتُعتبر لائحة «المصالحة» التي تتألّف من تحالف «القوات اللبنانية»- «الإشتراكي»- «المستقبل» المرجّحة للحصول على الأكثرية التي لم تعد مطلقة بطبيعة الحال في ظلّ القانون الحالي، وهي رشّحت على لائحتها في الشوف كلّاً من تيمور جنبلاط، جورج عدوان، ناجي البستاني، غطاس خوري، نعمة طعمة، مروان حمادة، محمد الحجار، وبلال عبدالله. لكن بين عدوان، البستاني، وخوري عن المقاعد المارونية، وطعمة عن المقعد الكاثوليكي، لمَن سيصوّت المسيحيون الموالون لهذا الخط السياسي؟

عودةٌ إلى الوراء

بالعودة الى عام 2009، قبل أن تزيد النقمة على بعض النواب وتتفتّح العيون على لا مبالاة بارزة من بعضهم تجاه الشوفيين، وقبل أن يدرك الأهالي أنّ هؤلاء «يتبخّرون» بعد الانتخابات، يغلقون خطوطهم ويقفلون أبوابهم، فلا «نحنا صوّتنالك» تعود تفيد ولا «نحنا محسوبين عليك» تجدي نفعاً.

لم يكن كل من البستاني وخوري مرشحَين فيما حاز طعمة على 62772 صوتاً، وهي النسبة الأعلى في دائرة الشوف بين جميع المرشحين من مختلف الطوائف، منها 88.8 في المئة من أصوات الدروز، 46.1 في المئة من أصوات الكاثوليك ونحو 48 في المئة من أصوات الموارنة، فيما حاز عدوان على 58502 صوت، منها 83 في المئة من أصوات المقترعين الدروز و49.6 في المئة من أصوات المقترعين الموارنة.

معاناة؟

يجمع الشوفيون على أنّ أحداً لا يريد نبشَ القبور ولا العودة الى الوراء، ففي غالبيتهم ممتنّون للمصالحة ويعملون على تمتينها، لكنّ الإقتناع لديهم بات شبه مترسخ، فالشوف وإن ازدهر في بعض مناطقه إلّا أنّ جزءاً كبيراً منه يعاني الحرمان، ففي بلد المياه هناك شحّ كبير فيه وغياب للآبار الأرتوازية، فضلاً عن مشكلة الكهرباء، النفايات، تجديد البنى التحتية، غياب فرص العمل أو الاستثمارات الجديدة إلخ، وهنا إن كان التعميمُ لا يجوز إذ إنّ بعض المناطق الشوفية أشبه بدولة، لكنّ الإستثناءات في هذا القضاء قاتلة، فماذا لو تطرّقنا الى «عاصمة الأمراء» دير القمر مثلاً حيث لا شبكة صرف صحّي ولا تنظيم عمرانياً للتراث ولا حتى فرص عمل تليق بالمتعلّمين، في الوقت الذي أنعم الله عليها بطبيعةٍ خلّابة ومناخ منعش، لكن قد يكون «ضرَب بإيد واستلقى بأخرى».

محاسبة؟

على رغم علّات القانون الجديد، إلّا أنّ المرشحين يتعطشون للصوت الواحد، الذي قد يكون وسيلةً لمحاسبتهم إذا احتجب عنهم ولمكافأتهم إذا أُعطي لهم.

من بين المرشحين في هذه اللائحة، يبرز طعمة الذي يحظى بشعبيّة لافتة لدى المسيحيين والدروز على حدٍّ سواء، والذي لم يخيّبهم بحسب ما يجمعون عليه خلال ولايته، لكنه اليوم في ظلّ القانون الإنتخابي الذي يغيّب الفرد ويذوّبه في الأحزاب، يؤكّد لـ«الجمهورية»، أنّ «ضميري مرتاح لما أنجزته، لذلك لا انتظر الانتخابات لأقوم بالتجييش والتعبئة وبالخطابات الطنّانة الرنّانة، ففريق عملي يواكب يومياً كل شؤون المنطقة التي أمثل ومن هذا المنطلق أتّكل على هؤلاء الناس المخلصين الطيبين الأوفياء»، مشيراً الى «أنني أنتمي الى اللقاء الديموقراطي والماكينة الانتخابية هي التي تقرّر كيف توزّع الأصوات».

يوضح طعمة أنه «منذ اللحظة الأولى لدخولي الندوة البرلمانية منذ العام 2000 وحتى الآن ما زلتُ مستمرّاً في حمل الهمّ المسيحي الذي تفعّل منذ العام 1993 بعودة المسيحيين المهجّرين الى قراهم وكرّسته المصالحة التي رعاها كل من غبطة البطريرك الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير وزعيم المختارة وليد بك جنبلاط، وترسّخت من خلال الأعمال الإنشائية وشقّ الطرق الزراعية والخ، ولعبتُ دوراً بارزاً من خلال تسلّمي لمهمات وزارة المهجرين فساهمت في بناء دور العبادة المهدّمة من كنائس وجوامع وبيوت عبادة»، آملاً في أن «يمنحني المسيحيون واخوانهم الدروز أصواتهم إنطلاقاً من أعمالي».

أما تيار «المستقبل» فله ثقلُه في إقليم الخروب، حيث سيسعى لتجيير فائض الأصوات التفضيلية عن مرشحه السنّي محمد الحجار لمرشحه الماروني غطاس خوري، لكنها بطبيعة الحال لن تكون كافيةً وحدها لضمان فوزه في حال لم يصبّ له بعض المسيحيين أصواتهم، وفي هذا الإطار يعتبر خوري في حديثٍ لـ»الجمهورية» أنّ «أيَّ شخصية مستقلّة إن أرادت أن تترشح فعليها أن لا تكون «طارئة» على الحياة السياسية، بل أن تكون لها مساهماتٌ وطنية تسمح لها بذلك، أو أن تملك برنامجاً سياسياً مختلف عما نراه حالياً، أما أنا فموجود في الحياة السياسية منذ أكثر من 25 سنة وفي منطقتي التي خدمتها بقدر الإمكان ومن هذه الزاوية طرحتُ نفسي لتسلّم هذه الأمانة».

ويؤكد خوري أنه مرشحٌ عن «المستقبل» الذي وصفه بـ»العابر للطوائف لكنّ له أوزاناً مختلفة في كل طائفة»، ويرى أنّ الإنتخابات تحمل دائماً مفاجآت، وأنّ «هناك تنظيماتٍ سياسية ستحظى بأكثر من 50 في المئة من الأصوات فيما تتوزع النسبة المتبقية على المواطنين المستقلّين الذين ينتظرون البرامج الإنتخابية والعلاقات الإنسانية ليحكموا»، مؤكّداً أنه لا ينافس أحداً على اللائحة وأنه يقول للناخبين إنّ «هذا هو مشروعي، فإذا أقنعكم صوِّتوا لي». لا شك في أنّ هذا القانون الإنتخابي الحالي أعطى الأولويّة للأحزاب وهمّش الشخصيات منفردة وقيّد المواطنين، وهو القانون الذي سمّاه البستاني: «اللهم نفسي»، ويقول لـ«الجمهورية»: «في هذا القانون عدم دستورية إذ عطّل مبدأً أساسيّاً هو حرّية الرأي والفكر والفرد، وعلى رغم ذلك سنتعاطى معه». ويشير الى «أنني ترشّحت منفرداً في المرة الأولى في عام 1972 ولم يخذلني الشوفيون بأصواتهم، إذاً تعاطيَّ في الشأن العام بدأ منذ شبابي وعليه اتّكالي»، موضحاً أنّ «قاعدة عابرة للطوائف نشأت نتيجة عدم انقطاعي عن هموم المواطنين يوماً، وفي هذا السياق أفتح منزلي كل يوم أحد منذ 30 عاماً للشوفيّين للحوار معهم حول الهموم والمشاريع». ويستطرد قائلاً: «لا أحبّ التكلّم عن نفسي ولذلك لم ألجأ يوماً للدعاية والضجيج». إذاً، لم تصدر النتائج بعد ولم يضمن أيُّ مرشّح نفسه نائباً في ظلّ «قانون المفاجآت»، لذلك الإنشغالات كثيرة وكذلك التحضيرات، وقد تكون هي التي حالت دون تلقّف عدوان اتصالنا، فهنا لن نضع بذمّتنا سبباً آخر لا سمح الله... وعلى كل حال الآمال معقودة على الشوفيين علّهم يحسنون استخدام سلاحهم يوم 6 أيار للتغيير، وليعطوا هذا القضاء ما يستحق

 

يحدّثونك عن الأخلاق ويفاوضون لشراء الأصوات

سناء الجاك/النهار/30 نيسان 2018  

http://eliasbejjaninews.com/archives/64259

قال لي الرجل الأربعيني إنه قرر ان يبيع ضميره بعد مسيرة نضال لم تثمر وطناً عادلاً وأميناً له ولأبنائه، لذا سيقترع هذه المرة لمن يدفع له بدل صوته.

قال الرجل ما يدينه قضائياً وما يمكن أن يودي به الى السجن بموجب القانون. لم يشعر بحرج. لم يرتبك او يخفض صوته. مثله كثيرون. فقد نسمع العبارات ذاتها من سائق التاكسي او من مجموعة شباب في الأماكن العامة. الشهية مفتوحة على بيع الأصوات بصرف النظر عما إذا كان البائع سيلتزم مَن يدفع له.

الحديث عن الرشوة الانتخابية وشراء الأصوات المألوف في لبنان في غياب أي مساءلة فعلية على امتداد الدورات الانتخابية، أصبح واقعاً وقحاً أكثر فأكثر، كأن يؤكد أحدهم ان هناك مَن عرض عليه وعلى أفراد اسرته مبلغ 400 دولار للصوت الواحد، أي مصروف العائلة لنحو الشهر في مجموعه. مع هذا لا نجد مَن يتحرك ويقاضي المرشح الذي يرشو حتى يؤمّن للائحته الحاصل الانتخابي ولنفسه الصوت التفضيلي. واذا حصل وتحرك القضاء، فقد تقتصر سلطته على المرتشي وتعجز عن مساءلة الراشي.

الأكيد ان المسؤولين من كبيرهم الى صغيرهم يعرفون هذا الواقع، ولا غرابة إن كانوا مشاركين فيه. مع هذا، يحدّثونك عن الأخلاق والقيم والوطنية.

ضرب علي الأمين وتسليم مفتاح بلاد جبيل كسروان وجهان للعملة الفارسية

المفارقة ان الأكثر فساداً وكذباً وفجوراُ هم الأكثر ثقة اذا ما تحدثوا عن الاخلاق والادعاء عفة عن المال الحلال قبل الحرام الذي يغرقهم، بما يمكِّنهم من التعالي والتباهي والفوقية الكريهة واستغباء الناخبين والرأي العام.

فقد أبدى احد مرشحي السلطة انزعاجه لوضع لبنان في صدارة الدول الفاسدة، في حين لا عنوان لهذه السلطة التي يواليها ويضرب بسيفها منذ الحرب اللبنانية الا الفساد واستباحة المال العام.

المفارقة في فيض الأخلاق الانشائية البعيدة عن كل المخالفات الانتخابية التي تنشط أكثر فأكثر مع اقتراب السادس من أيار. التنظيرات والشعارات لا تمنع اهل بيت الأقوياء من استغلال قوتهم ترشيحاً واستخداماً للسلطات المنوطة بهم من أجل تأمين فوزهم وتثبيت نفوذهم.

يبتزون المواطنين بخدمات يحتكرونها بموجب سلطتهم، والمشكلة ان المواطن الذي يفضّل النأي بنفسه عن التغيير، يخضع للابتزاز وينسى ان هذه الخدمات هي الحد الأدنى من حقوقه.

يطالبوننا بالمساءلة والمحاسبة، وهم الأدرى ان لا سؤال ولا حساب ولا من يحزنون، سواء من جهتهم كأطراف سياسيين يغيّرون تحالفاتهم كما يغيّرون قمصانهم. ومَن كانوا يتهمونه بالفساد سابقاً، أصبح اليوم صديقاً صدوقاً، وغيره صار رمز الفساد الذي يجب ان لا يعيش مع التحرير والمقاومة.

ولا عجب، ما دامت ارتكابات الوزراء او النواب المرشحين للمخالفات الانتخابية، محمية بقانون هيئة الاشراف على هذه المهزلة المقنّعة بالديموقراطية بسبب الحصانة.

الانكى ان كل مرشحي أهل السلطة "يبلطجون" على القوانين بطريقة او بأخرى للتأثير في الناخبين. بونات البنزين لغايات انتخابية وعلى عينك يا تاجر. هذه، لا يفترض اعتبارها رشوة. جلب المغتربين الذين لم يسجلوا أسماءهم حيث يقيمون، الى لبنان، على حساب المرشحين، ليس مخالفاً للقانون الانتخابي. منشور من دون أي كلمة سوقية او فيها قدح وذم ضد احد مرشحي السلطة، يقود أصحابه الى السجن. التهديد والضرب والاهانات والاتهامات والشتائم العلنية على لسان هؤلاء المرشحين عبر وسائل الاعلام، لا تعتبر خروجاً على القانون.

يستبيحون بسلطتهم وأموالهم الطرق والابنية والساحات ووسائل الاعلام ليروّجوا لأنفسهم. يستغلون وجودهم في مواقع السلطة لهذه الغاية، في حين ان غيرهم من المرشحين لا يحظى بالفرص ذاتها. ومع هذا يحدّثونك عن الاخلاق. بناء عليه، لا عجب إن تحولت اخبار المسؤولين اليومية دعاية انتخابية غير عادلة. فإطلالاتهم في مناسبات مفتعلة ومؤتمرات صحافية لإنجازات ومبادرات، عشية فتح صناديق الاقتراع، دعاية انتخابية صافية على حساب المرشحين غير المحظوظين بمنصب رسمي يتيح لهم هذه الكثافة من الاطلالات والإنجازات التي تفقس على مدار الساعة مع اقتراب الاستحقاق في السادس من أيار. بشعون هم أهل السلطة عندما يحدّثونك عن الأخلاق، وأنت تعلم ان لديهم الدسم والسم في الوعاء ذاته، ويليهم في الدسم رجال الاعمال وأصحاب الثروات.

اما عن المرشحين غير المحسوبين على هذه الأحزاب، فيا حسرة، لا سمن ولا زيت، ولا أي نوع من أنواع الدسم في اطباقهم الانتخابية، فقط امنيات بتحقيق برامج نظيفة. وضعهم "دايت"، وعلاقتهم بلوائح الشطب "دايت" اكثر فأكثر، لأن من يسيطر على هذه اللوائح وعلى تفاصيل مجريات العملية الانتخابية من أهل السلطة، هم أقوياء. المواطن المتأرجح بين الشطارة والغرائزية، يجب ان يفهم اين مصلحته، ويعيد انتخاب هؤلاء الأقوياء الذين إن لم يخدموه مباشرة فقد يعتبرونه خائنا اذا تخلف عن مبايعتهم، ويهملونه اكثر مما هو مهمل، ولا سيما اذا اضطر لطلب خدمة في مجال التعليم او الاستشفاء او الوظيفة. فإن انتخب هؤلاء، يستطيع طلب الخدمة وعينه مفتوحة ورأسه مرفوع، ولا يهم إن تمت تلبيتها ام لا، لأن درس الانتخابات يقضي بأن يفهم من يمشي عكس التيار بأنه يفقد حقه في المطالبة بحقوقه كمواطن. خيانته لأهل السلطة في صناديق الاقتراع، تكسر له عينه وتجعله نسياً منسياً.

ولأن الناخبين من فئة الذين يقبّلون الايادي ويدعون عليها بالكسر، ينوحون على وطن لهم ولأبنائهم، وعينهم على من يدفع أكثر، قد حسموا المسألة، واكتشفوا ان أفضل طريقة للمرشحين الأقوياء الذين يحدّثونك عن الأخلاق هي بالتفاوض لرفع سعر الصوت الانتخابي. فالموسم في أوجه. وهنيئاً لمَن دفع الثمن ليعود الى السلطة. اما من باع مصيره فليصمت بعد الانتخابات.

 

تلاتي بْواحد

ملكار خوري/مدى الصوت/30 نيسان/18

من السهل جدّاً على من لا يتعاطى النشاط السياسي، تحديداً الملتزم منه، ألّا يراعي متطلبات البراغماتية السياسية، لاسيّما في موضوعات تتصل بالأخلاقيات.

يقضي المنطق بأن تحمل اللائحة الإنتخابية المقفلة برنامجاً مشتركاً ومجموعة قيم متسقة بعضها مع بعض، في مقابل (أي لتبرير) حرمان الناخب تشكيل اللائحة عند الإقتراع، تشطيباً وإضافةً. فالإقتراع للائحة مقفلة، يعني إنتقاء مشروع واضح وقيم محددّة، تكتّل حاملوها بعضهم  مع بعض لحشد التأييد والدعم لها بصرف النظر عن حسابات الربح والخسارة، ولغرض تحقيقها إذا ما قدّر لهم الوصول إلى البرلمان.

باستثناء عدد قليل من اللوائح الإنتخابية، يصح وصف الغالبية منها بالهجينة –  والتي يبلغ بعضها مستوى الطرفة، على سماجتها –  بما تجمع من أضداد، هم أنفسهم غير مقتنعين بها. ارتضوها مرغمين لضرورات إنتخابية، بل قل لتبرير العودة أو الوصول إلى مجلس النواب. الأكثر طرافة في الموضوع، مرشّحون يسوّقون لبرامج إنتخابية خاصة بهم. طيّب، وبخصوص اللايحة ؟

في الدول الديموقراطية، تتكون التحالفات بعد تحديد الأحجام (بنتيجة الإنتخابات) وغالباً ما تكون على مشروع مشترك (وإن في حدّه الأدنى: رؤية إقتصادية، التصدي لخطر يهدد كيان الدولة، وليس السلطة).

بناء على ما تقدم، يُسَجّل لقانون الإنتخاب إسقاطه ثلاثة أقنعة : صانعوه، مرشحوه وناخبوه.

القناع الأول

رب قائل أن العيب ليس في القانون بل في المتحالفين.

حسناً، لم يُستقدم واضعو القانون كخبراء أجانب من ليشتنشتاين أو طشقند، بل هم سياسيون لبنانيون مخضرمون، لهم باع طويل في العمل السياسي، وهم خبراء في فهم إلتواءات العقل "السياستجي" اللبناني. ويتحمل هؤلاء بوصفهم هذا مسؤولية أخلاقية ومعنوية لتوفير أداة إحتيال وغش، أي القانون الحالي.

القناع الثاني

أما المرشحون-المتحالفون، فحدّث ولا حرج في إلتزامهم الأخلاقيات: هويات دينية متناقضة، عقائد سياسية متصارعة، رؤى إقتصادية وإجتماعية متعارضة تجتمع على لائحة واحدة. طيّب، كيف والحال تبرير "إلتزامنا الأمانة وفاءاً للشهداء، والتضحيات في وجه المشروع النقيض الذي يهدف إلى إقصائنا وتدمير لبنان…"

(ملاحظة: المقطع أعلاه ليس مقتبساً من خطاب محدد، لكنه يصلح للوائح كافة).

أين مصداقية مرشح أو تحالف مرشحين يلزم الناخب التصويت لمشروعٍ سياسي ونقيضه؟

القناع الثالث

هل يتساءل الناخب عن مكانة حقه بالإختيار الحر في سياق القانون الحالي والتحالفات القائمة؟

هل يدرك الناخب أنّه من خلال إعطاء صوته للائحة هجينة ينفي أي إمكانية للحديث عن إلتزامه أي أخلاقيات أو مبادئ؟

هل يتساءل الناخب عن مفهوم صحة التمثيل؟ كيف مثلاً لناخب في دائرة بيروت الثانية أن ينكر على أي من مرشحي لائحة "وحدة بيروت" (جمعيةَ المشاريعِ الإسلامية و"حزب الله" وحركة "أمل" و"التيار الوطني الحر" وشخصيات مستقلة) تمثيله في المجلس النيابي  في حال نجاحه؟

يعني، نحن أمام حالة من النفاق السياسي والشخصي بين مرشحي اللوائح (المتحالفين ضمن اللائحة نفسها)، من المرشحين تجاه الناخبين، ومن الناخبين تجاه المرشحين.

المعضلة إذاً أخلاقية قبل أي شيء آخر.

على الصعيد الشخصي، تذكّرني الجلسات والنقاشات الماراتونية التي سبقت إقرار القانون الحالي، والتي ستلي الإنتخالات، بمحضر جلسة إستحضار بلدية "الجان" من مسرحية "المحطة"!

ملكار خوري/مستشار في مواضيع حقوق الإنسان

 

بالأرقام - فضيحة مالية ستخطف الأضواء بعد الإنتخابات

أنطوان فرح/الجمهورية/30 نيسان 2018

ليس من المستبعد ان يبقى الغبار السياسي كثيفا لفترة طويلة نسبياً، بعد انتهاء الانتخابات النيابية. هذا الغبار سيواصل إخفاء حقائق ما أن تتكشّف، حتى يكون السيف قد سبق العزل في موضوع انقاذ الوضعين المالي والاقتصادي. استناداً الى التجارب السابقة، واستناداً الى المعطيات السياسية المتوفرة في الوقت الراهن، يمكن القول ان احتمال ان يستهلك تشكيل حكومة ما بعد الانتخابات ما تبقى من العام 2018، احتمال منطقي ووارد. ويمكن ان نسترجع للتأكيد، تجربة رئيس الحكومة الاسبق تمام سلام الذي استغرق تشكيل حكومته حوالي عام كامل. بناء على هذا الواقع، يمكن الاستنتاج ان فترة الستة أشهر المحددة لبدء تنفيذ الاصلاحات التي تعهد بها لبنان امام المجتمع الدولي، وتعهدت بها الحكومة امام شعبها، سيكون صعبا جدا الالتزام بها. اذ أن تشكيل حكومة جديدة تبدأ نشاطها فعليا في مطلع العام 2019، يعني ان الأزمة المالية الضاغطة ستبقى على حالها طوال العام 2018، ومن ثم تبدأ المساعي لمعرفة امكانات تنفيذ خطة انقاذية. وبصرف النظر عن كل الخطط المطروحة لمسيرة الخروج من النفق، هناك نقطتان حيويتان تشكلان العامود الفقري لأي انقاذ محتمل: الكهرباء وحجم القطاع العام. فهل تستطيع الحكومة المقبلة ان تعالج هذين الملفين على وجه السرعة، وهما مدخل إلزامي لأي عمل إنقاذي على المستويين المالي والاقتصادي؟ في المؤشرات الحالية لا تبدو الامور مشجعة. وما جرى في جلسة مجلس الوزراء الأخيرة في موضوع الكهرباء، يؤكد ان المشكلة قائمة، وان هناك المزيد من التجاذبات والمطولات التي تنتظر الحكومة المقبلة. والمؤشر الواضح في هذا التعقيد، هو ان الحكومة قررت العودة الى التفاوض مع شركة J&P Avax اليونانية على أمل اقناعها بانهاء الخلاف القائم بينها وبين الحكومة اللبنانية، والاتفاق معها على انشاء معمل دير عمار-2 وفق نظام الـBOT. هذا القرار لا يمكن التعاطي معه وكأنه هو الحل. من المعروف ان الشركة اليونانية رفعت دعوى ضد الحكومة اللبنانية تطالب فيها بعطل وضرر قد يصل الى 200 مليون دولار. وتدرك الشركة ان الحكومة لا تستطيع ان تتجاوزها اذا ارادت ان تعيد تلزيم المعمل. وبالتالي، ستكون الشركة اليونانية في موقف قوة، وفي أحسن الاحوال ستستغرق المفاوضات وقتا طويلا، واذا أثمرت سيكون الاتفاق مجحفا في حق لبنان، لأن المفاوض الآخر يملك كل اوراق القوة للحصول على ما يريده. وفي موضوع حجم القطاع العام، واحتمال تصغيره هناك 3 خطوات تؤدي الى خفض مستوى الانفاق على هذا القطاع، هي:

اولا - اعادة النظر بقاعدة الرواتب وخفضها لتتلاءم مع اقتصاد البلد، وليس مع حاجات الموظف.

ثانيا - تنفيذ عملية تطهير تؤدي الى خفض عدد العاملين في القطاع العام بين 20و30%.

ثالثا - إصلاح نظام التقاعد، وتوحيده على مستوى القطاع العام، وخفض الانفاق على مستوى الرواتب التقاعدية والتعويضات، بنسبة لا تقل عن 50%.

في الاستنتاج، قد تكون مسألة معالجة الكهرباء أقل تعقيدا بكثير من ملف القطاع العام. هذا الملف حساس وتصعب مقاربته، في الدول المتحضرة وفي الدول المتخلفة في آن. اذ ان اصلاح نظام التقديمات الاجتماعية، وتقليص التوظيف، وخفض الرواتب، كلها من المحرمات بالنسبة الى الشعوب.

وما تشهده نيكاراغوا اليوم، نموذج آخر لمخاطر مقاربة ملف تغيير النظام الاجتماعي. وقد سقط حتى الان 27 قتيلا، والأزمة لم تنته. واذا كانت كلمة أطلقها رئيس حكومة لبناني سابق قبل سنوات امام موظفي القطاع العام، تفاعلت مع السنوات، وانتهت الى إقرار سلسلة الرتب والرواتب، رغم كل المخاطر، وبسبب ضغط الشارع، فهل يمكن أن نتوقّع وجود قدرة لدى أي حكومة للمسّ بأي «مكسب» قائم لدى موظف القطاع العام؟ مع العلم، ان هذا الموظف لا يستطيع أن يقتنع بمبدأ التضحية والتكافل، لأنه يرى ويلمس ان نهب المال العام على مستوى القيادات قائم على قدم وساق، فكيف يمكن ان يوافق على التضحية، ومن حقه أن يتساءل اذا ما كان يُطلب منه التضحية من اجل السماح للسارقين بمواصلة سرقة المال العام؟ في المحصلة، البلد مقبل على دوامة، والمسؤولون يدركون ذلك، لكنهم يواصلون شراء الوقت على أمل حصول معجزة ما. وفي هذا المجال، يمكن القول انهم فعلاً أصحاب ايمان وتقوى، ما داموا في انتظار عجيبة إلهية تُنقذ الوضع وتنقذهم.

 

باسيل والانتخابات وحقوق المسيحيين: الحقيقة بالمقلوب

 ابراهيم الأمين/الأخبار/الإثنين 30 نيسان 2018

منذ عام 2005، والانتخابات النيابية في لبنان تخاض بطريقة خاصة عند الجمهور المسيحي. طبيعة قانون الانتخاب، والدوائر المفصلة على قياسات الزعامات الطائفية، تجعل العنصر الطائفي طاغياً في حالات كثيرة. وفي لبنان، كان الأمر عبارة عن انتفاضة في الخيارات، بعد 15 عاماً من الحكم في ظل النفوذ السوري ـــ السعودي، الذي أطاح التمثيل المسيحي لمصلحة نفوذ الزعامات الاسلامية. بين عامي 2005 و2009، توزع الناخب المسيحي بحرية كبيرة جداً، بين مجموعة خيارات حزبية وسياسية ومناطقية. لكن الانقسام السياسي ظل محصوراً بين فريق 14 آذار بنسخته السعودية ـــ الاميركية، وفريق 8 آذار وحلفائه، بنسخته السورية ـــ الايرانية. وقد ذاب حزبا الكتائب والقوات اللبنانية في المحور الاميركي ـــ السعودي الى حدود خسارة الخصوصية، حتى إنهما قبلا بالحصص كما يقرّها الأخ المسلم الاكبر المتمثل بتيار المستقبل. التيار الوطني الحر اقترب كثيراً من الحلف المضاد. تماهى مع خطاب المقاومة والوقوف الى جانب الدولة السورية في مواجهة المحور الآخر. لكن «التيار» حافظ على مسافة جدية مع العناصر المحلية للمحور المحسوب عليه، ولا سيما في ما خصّ الواقع الداخلي في لبنان. وكان التباين بين «التيار» وأطراف بارزة في فريق 8 آذار، من الرئيس نبيه بري الى النائب سليمان فرنجية وقوى أخرى، متمحور حول الانتخابات الرئاسية، وهو خلاف استمر حتى لحظة فرز الاصوات في الجلسة النيابية التي انتخب فيها العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية.

عملياً، اختلف الامر كثيراً بعد وصول عون الى بعبدا. عناصر الاختلاف برزت في سياسات التيار الوطني الحر. صارت معركته المعنونة باستعادة حقوق المسيحيين، معركة خصومة مع مسيحيي ومسلمي 8 آذار على حدّ سواء، إذ قرر «التيار» إنهاء أي علاقة مع النائب فرنجية وكل الشخصيات المسيحية القريبة منه أو القريبة من الرئيس بري، كما قرر «التيار» إعلان ربط نزاع مع رئيس المجلس النيابي، معتبراً أنه «رمز الفساد» في البلاد.

لم ينس اللبنانيون أن باسيل أصرّ على حرمان مسيحيي الجنوب من القدرة على التصويت لمرشحين مسيحيين

على أن الامر لم يقف عند هذا الحد. ذلك أن سلوك التيار الوطني الحر، خصوصاً رئيسه جبران باسيل، اتسم بانتهازية كبيرة، نتيجة اعتباره أنه صار ممثل المسيحيين شبه الحصري داخل مؤسسات الدولة. فلا هو يقبل بشراكة حقيقية مع بقية الاطراف المسيحية في ما يعرف بحصص الطوائف داخل الدولة ـــ وهنا، قرر إطاحة تفاهمه مع القوات اللبنانية ـــ ولا هو أقام أصلاً أي وزن لاعتراضات الكتائب وشخصيات 14 آذار على المحاصصة.

في المقابل، وجد باسيل ـــ على وجه الخصوص ـــ أن تثبيت مرجعية «التيار» للمسيحيين في الدولة يتطلب تفاهماً مع الشريك المسلم الأبرز في السلطة التنفيذية. وكان التفاهم ـــ التحالف مع الرئيس سعد الحريري على قاعدة أن الأخير يحتاج إلى «التيار» في مسائل عدة، أبرزها ضمان بقائه في سدة رئاسة الحكومة، وهو، أي الحريري، مستعد لأن يقايض ذلك بالتخلي عن كل حلفائه المسيحيين في 14 آذار، وهذا ما فعله، مستفيداً من الطفولية السياسية التي أظهرها حزبا الكتائب والقوات في الفترة الاخيرة، و«تورطهما» في لعبة إقصاء الحريري التي قادتها السعودية وفشلت في تحقيقها.

اليوم، وفي ظل المعركة الانتخابية، وجد باسيل أن فكرة المرجعية المسيحية تتطلب ايضاً خوض معركة داخل «التيار» نفسه، وهي ساحة المنازلة التي انتهت الى تشكيل لوائح انتخابية في كل لبنان، مع شخصيات من خارج «التيار»، ومن خارج التفاهمات السياسية. وباعتقاد باسيل أن كل من وافق على الدخول في تحالف انتخابي معه، إنما يقرّ له بالمرجعية. وهو رهان غير دقيق، وسوف تظهر الايام أنه خاطئ أيضاً.

عملياً، الانتخابات حاصلة بعد نحو أسبوع من الآن، وسوف يدخل البرلمان 64 نائباً مسيحياً، بينهم مجموعة سيصرّ «التيار» على القول إنها تمثل المسلمين أكثر منها تمثل المسيحيين، لأنها وصلت إلى المجلس عبر لوائح انتخابية لا تخضع لسلطة «التيار» وإرادته، ما يعني أننا سنسمع لاحقاً أسطوانة تشكيك بكل نائب مسيحي وصل الى المجلس من دون مساعدة أو موافقة التيار الوطني الحر. أما الفائزون في اللوائح المتحالفة مع «التيار»، فسوف تكون غالبيتهم من الحلفاء أو الاصدقاء أو الشخصيات المستقلة (وبينهم عدد لا بأس به من المتموّلين)، بينما سيتراجع كثيراً عدد القياديين الواصلين إلى المجلس النيابي، ممن هم من صلب التيار الوطني ورموز مسيرته النضالية من الثمانينيات حتى يومنا هذا.

كيف يدير باسيل هذه المعركة؟

في آخر إطلالة شعبية له من الجنوب (الزهراني، السبت الفائت)، وجّه باسيل، كعادته، تحية إلى المقاومة وسيدها، واستذكر أن كثيرين «استشهدوا لنبقى»، ثم توجه، مباشرة، إلى أهالي المنطقة، بالقول: «لم يتمكنوا من الهيمنة عليكم بالعسكر، ولن يهيمنوا بالسياسة، ومقاومة التيار اليوم هي من أجل الشراكة».

من يقصد باسيل بالذين لم يتمكنوا من الهيمنة على أهل المنطقة بالعسكر ويسعون إلى هيمنة سياسية؟ وعن أي عسكر يتحدّث؟ لماذا يتصرف باسيل دوماً كما لو أنه يقاوم قوى احتلال؟ أي شراكة تستقيم مع من يعتبرهم محتلين؟ وللتذكير فقط: آخر عمل عسكري داخلي شهدته منطقة الزهراني مباشرة بعد اتفاق الطائف، ولم يكن المسيحيون مستهدفين فيه. على العكس من ذلك، نظر المسيحيون بعين الرضا إلى العملية التي نفذها الجيش اللبناني، بقيادة العماد إميل لحود، في تلك المنطقة، للانتشار وإجبار الفصائل الفلسطينية وحلفائها على الانكفاء إلى داخل المخيمات الفلسطينية في صيدا! أما آخر معركة كان جزء من المسيحيين طرفاً فيها في المنطقة، فهي مغامرة شرق صيدا، التي خاضتها القوات اللبنانية، بالتحالف التام مع جيش العدو الاسرائيلي. فعن أيّ هيمنة عسكرية يتحدّث باسيل... وما هذه الخفة؟ وما هذا الخلط الكارثي للحقائق والتاريخ؟

يعرف باسيل قبل غيره أن حزب الله، ومن دون الحاجة الى معركة مع حركة أمل، خاض معركة «تحرير» مقاعد قضاء جزين في الانتخابات النيابية الماضية. وحرص الحزب، في الانتخابات الفرعية التي جرت في عام 2016، ومن دون الوقوف على خاطر حليفه الرئيس نبيه بري، على أن تكون الغلبة لمرشحي التيار الوطني الحر. رغم ذلك، لم يُقم بري الدنيا ولم يُقعدها.

يقول باسيل: «لن نسكت عن حق سبعين ألف مواطن في الجنوب في اختيار ممثليكم، واحتجاجكم يجب أن تعبّروا عنه في السادس من أيار لخلق واقع جديد يكسر الهيمنة»...

الى من يتوجه باسيل بهذا الكلام؟ هل يعتقد أن اللبنانيين قد نسوا أنه (باسيل) نفسه الذي أصرّ على حصر الصوت التفضيلي في القضاء، وبالتالي، وبمنطق باسيل الذي ينسب النائب إلى أبناء طائفته، تسبّب بشرطه هذا في حرمان مسيحيي صور وبنت جبيل والنبطية وصيدا (والضنية والمنية) من القدرة على التصويت لمرشحين مسيحيين. فإذا بباسيل يكرر، للمرة الثانية في الجنوب، معزوفة أن مسيحيي المنطقة محرومون من التصويت! من الذي حرمهم؟ باسيل. لماذا تصوير الامر كما لو أن من يسميهم «قوى الأمر الواقع» أو «الساعين إلى الهيمنة» هم الذين أصرّوا على هذا الشرط، فيما كانت إحدى مشكلاتهم مع وزير الخارجية عند مناقشة قانون الانتخاب تمسّكه بهذا المطلب غير المنطقي وغير المحق؟

 هل يريد باسيل مواجهة الفساد وخوض معركة بناء الدولة بالتحالف مع افرام وسركيس وضاهر وشماس؟

ماذا حصل في جبيل في دورتي 2005 و2009؟ ألم يترك حزب الله وحركة أمل الملف لإدارة التيار الوطني الحر؟ ألم يتركا له حق اختيار من يراه مناسباً لملء المقعد الشيعي في جبيل، ولم يجر، إذذاك، الوقوف عند خاطر أحد، بما في ذلك العائلات التي تريد أن تختار هي من يمثلها؟ ثم عندما قرر حزب الله، وبالاتفاق مع حركة أمل، اختيار ممثله في هذه الدائرة، في الدورة الحالية، ألم يأته الرفض أولاً من التيار الوطني الحر، ومن بعض القوى المسيحية في القضاء؟ من أعطى هؤلاء حق رفض أو قبول مرشح، بينما هم يطالبون بـ«تحرير» تمثيلهم في المناطق كافة؟ وهل قبِل حزب الله التحالف مع فارس سعيد في جبيل نكاية بالتيار الوطني الحر؟ وهل قبِل حزب الله أصلاً التحاور الجدي مع «القوات اللبنانية» وهو يعلم أن بالإمكان إدارة حوار كما يجري الحال بينه وبين تيار المستقبل، لكنه لم يفعل أبداً، لأجل ألا «يزعل» رئيس التيار الوطني الحر؟

نقطة أخيرة يكرّرها باسيل في الآونة الأخيرة، حتى باتت لازمة. كلما ذكر المقاومة، يتحدّث مباشرة عن الفساد وضرورة إبعاده عن المقاومة. لا حاجة إلى دليل لمعرفة أن المقصود حركة أمل والرئيس بري على وجه التحديد. حسناً، إذا كان باسيل يرى أن بري من أركان السلطة الذين تسبّبوا بالمشكلات الاقتصادية والمعيشية، فهل يخبرنا عمّا يفعله هو (باسيل) بتحالفه مع سعد الحريري سليل العائلة المسؤولة عن مآسي البلاد الاقتصادية، والمدمرة لكل ما له علاقة بالمؤسسات، والرافضة لفكرة الدولة ودور القطاع العام، والتي فتحت البلاد أمام أبشع عملية خصخصة، والتي اتبعت سياسات مالية ونقدية أوصلتنا الى ما نحن عليه اليوم، وهي نفسها السياسة التي تستعد اليوم لبيع ما بقي من القطاع العام ومن الملك العام، وحتى بيع النفط قبل استخراجه؟

ثم، هل باسيل يريد مواجهة الفساد وخوض معركة بناء الدولة، وهو يبني تحالفات انتخابية مع نعمة افرام وسركيس سركيس وميشال ضاهر ونقولا شماس؟ هل هو يواجه الإقطاع السياسي في الشمال بأن يتحالف مع ميشال معوض ضد سليمان فرنجية؟ وانه يريد تعزيز المناخ المدني في البلاد بأن يتحالف مع الجماعة الاسلامية في صيدا ضد أسامة سعد؟ وقرر أن يواجه الاقطاع الجنبلاطي بالتحالف مع طلال أرسلان في الشوف وعاليه والجنوب؟

ثمة أشياء غير مفهومة في خطاب باسيل وتحالفات التيار الوطني الحر. وثمة مبالغات تشي بقصور سياسي، وتنتهي الى رفع مستوى التعبئة الطائفية والمذهبية في البلاد بصورة تعيدنا الى مربعات الثمانينيات. وفي هذه الحالة، يصبح من المنطقي سؤال الشباب المسيحي: لماذا لا تنضوون في صفوف «القوات اللبنانية»؟

 

ماذا فعل جونغ أون بخامنئي؟

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط/30 نيسان/18

لا بد أن المرشد الأعلى في طهران وقياداته يمرون بامتحان صعب. عدا عن تهديد الحكومة الأميركية بإعادة العقوبات الاقتصادية على النظام الإيراني فإن انهيار الحليف النووي الرئيسي لها، كوريا الشمالية، خسارة بمثابة الكارثة. صحيح، حتى الآن، لم أسمع معلقاً جاداً يستبشر باللقاء والمصالحة التاريخية بين زعيمي الكوريتين، ولا من يصدق بأنها ستحقق نهاية الحرب والتوتر، كما أعلن الاثنان. ومع أن الشك لا يزال سيد الموقف تبقى التطورات في شبه الجزيرة الكورية محل حسابات النظام الإيراني. ماذا لو قرر الرئيس الشمالي فعلاً إنهاء حالة الحرب، مع أننا لا نفهم حتى هذا اليوم لماذا بدل سياسته، هذا إن كان قد فعل؟

لنفترض أن ما سمعناه منه يعبر عن سياسة جديدة، وأن كوريا الشمالية حسمت أمرها وقررت التحول إلى بلد مسالم بلا سلاح نووي ويتصالح مع شقيقته كوريا الجنوبية، ماذا سيحل بإيران؟ ما يحدث هو بمثابة انقلاب سياسي ضخم وشأن دولي عظيم، وتأثيراته ستصل إلى مناطق بعيدة بما فيها منطقتنا.

ففي العالم بلدان أشغلا المجتمع الدولي ويهددان السلم؛ كوريا الشمالية وإيران. بانسحاب بيونغ يانغ تبقى طهران وحيدة، وسيسهل الضغط عليها، وإجبارها على أن تتوقف عن مشروعها النووي وتعدل سلوكها الإقليمي السيئ. على وقع الأخبار وحدها ستضعف إيران، وستقوى الولايات المتحدة وحليفاتها.

لكن المشكلة التي تواجه الجميع نوايا الزعيم الشمالي التي يشكك فيها الكثيرون. في السياسة، الثقة والمصداقية عملتان نادرتان، وثمينتان مثل الأحجار الكريمة. ولأن الشمالية كذبت في تعهداتها السابقة التي قطعتها على نفسها مقابل رفع الحصار الاقتصادي الغربي عليها، فإننا ربما نخشى من أن تكون تكراراً للمسرحية نفسها بأداء أكثر إثارة. ثلاثة أسباب تجعل الرئيس كيم جونغ أون في نظر خصومه كذاباً، فقد وعدهم في المرة الماضية بوقف مشروعه النووي مقابل إنهاء الحصار الاقتصادي ولم يفعل. ولأنه نجح بعيداً في تطوير قدراته العسكرية صعب أن نتخيل أنه قرر التخلي عنها. وأخيراً لأنه يعتمد على التقنية والقدرة العسكرية المتفوقة لضمان بقاء حكمه أيضاً صعب أن يعرض حكمه للزوال بالتخلي عنها. فتش عن الصين، حيث يعتقد البعض أنها خلف التغيير. وقد أشار إليها الرئيس الأميركي دونالد ترمب معترفاً بأنه ما كان ليحدث الاختراق الكبير لولا دعم القيادة الصينية. بكين تستطيع أن تمنحه الضمانات المطلوبة، لكنه يدرك أن الصين ليست ضامناً مضموناً. وبالتالي مع غياب المعلومات، حول مبررات الانقلاب الكوري الشمالي الأبيض، نحن في حيرة وفي تشكيك ونرجو أن يكون الحلم حقيقة ويتخلص العالم من خطر آخر، القوة النووية الكورية الشمالية. وعسى أن تتعظ القيادة الإيرانية وتتعلم من جونغ أون فتتخلص من سلاحها النووي، وتتخلى عن مغامراتها العسكرية، وتتحول إلى قوة اقتصادية مدنية كبرى في المنطقة، تنافسنا في التعليم والعمران والصناعة والترفيه.

 

كيم «صانع الألعاب»

غسان شربل/الشرق الأوسط/30 نيسان/18

إنها سنة المونديال. وشعوب كرة القدم تستعد للموعد الروسي الكبير. استنفار في صفوف عشاق المستديرة الساحرة. تلهفات كروية ومشاعر وطنية وقومية وحسابات تجارية. وابتهجنا ببدايات هذه الحمى التي تستعد لاجتياح القرية الكونية بعد أسابيع. وقلنا نذهب في إجازة من الأخبار السياسية وهي في الغالب مبقعة بالدم.

سيكون العالم جميلاً لو وقع فعلاً في أسر المونديال. لو انشغل بـ«الجنرال» ليونيل ميسي بدل الانشغال بالجنرالات الذين يحطمون المدن ومن عليها. أو انشغل بـ«الجنرال» كريستيانو رونالدو وفتوحاته التي لا تخلف شعوباً من الأيتام والأرامل واللاجئين. أو تركزت أنظاره على دهاء نيمار وثروته ومشاريعه المستقبلية. أو تفرغ لمواكبة صعود محمد صلاح وتحوله رمزاً عابراً للحدود وعلامة تجارية في بلاده.

ولا أريد أن أخفي أنني أحسد أحياناً الصحافيين الرياضيين. يغطون حروباً جميلة ونظيفة. ويحاورون رجالاً لا يقتلون ولا يقتلون. يمضون وقتهم في مطاردة الكرة وعشاقها. لا تعنيهم الشهوات النووية التي تضرب الأنظمة المخيفة والخائفة. ولا تقضّ مضاجعهم الصواريخ الباليستية خصوصاً إذا كانت في أيدي رجال لا يعيرون اهتماماً للحدود الدولية والمواثيق. يغطون انتصارات لا تمزق خرائط ولا تطلق نكبات. يمضون وقتهم في التلصص على أخبار الأندية والمنتخبات والانتقالات والأسعار الخيالية للاعبين ونمضي أوقاتنا ننقل تصريحات التخويف والتضليل وإبداعات الميليشيات.

فجأة اهتزت شباك العالم وأعادتني من إجازتي الكروية. ثمة من هو أبرع من ميسي ورونالدو ورفاقهما. اقتحم كيم جونغ أون المسرح وسرق الأضواء. تسمّر العالم أمام الشاشات. للمرة الأولى منذ الحرب الكورية التي صمتت مدافعها قبل سبعة عقود اجتاز زعيم كوري شمالي الخط الفاصل في المنطقة المنزوعة السلاح بين الشطرين. جاء كيم مصافحاً ومحاوراً وواعداً.

أصيب العالم بقدر من الذهول. الرجل نفسه جعل الدول القريبة والبعيدة تحبس أنفاسها مرات عدة العام الماضي. ابتهج بنجاح التجربة النووية كما يبتهج أب بولادة طفل طال انتظاره. وأشرف بابتسامة استفزازية استعراضية على تجارب لصواريخ باليستية ليطمئن إلى قدرتها على الوصول إلى الأراضي الأميركية. وشاءت الصدف أن تكون بيونغ يانغ في عهدة رجل يصعب سبر نياته والتكهن بانعطافاته وأن تكون واشنطن في عهدة رجل يصعب التأكد من ردود أفعاله. وخشي العالم حين اندلعت حرب الألفاظ المقذعة بين الوافد الجديد إلى النادي النووي والرجل الممسك بزر أقوى ترسانة في التاريخ. صعّد دونالد ترمب ضغوطه على حفيد كيم إيل سونغ. ذكره بالأثمان الباهظة المحتملة وبأن كل الخيارات موضوعة على الطاولة. وكان من الصعب على الرئيس الصيني العثور على أعذار لجاره المتهور. وبدا «الرفيق» فلاديمير بوتين بعيداً ومنشغلاً بتحرير الغوطة وضواحي دمشق. وقد يكون كيم شعر بغياب المظلة أمام العاصفة المحتملة فقرر قلب مسار الأمور خصوصاً بعدما استكمل ترسانته وبر بوعوده لعسكرييه ورفاقه في الحزب. إذا كان كيم يعني فعلاً ما جاء في البيان الذي أعقب القمة مع رئيس الشطر الجنوبي مون جيه إن، فإننا بالتأكيد أمام حدث تاريخي يغير الصورة والتوازنات ومصير ملايين الأشخاص. فقد أشار البيان إلى اتفاق على مواصلة المحادثات الدولية «بهدف إعلان نهاية الحرب الكورية» والتوصل إلى سلام «دائم» و«راسخ» والعمل من أجل «نزع السلاح النووي بالكامل من شبه الجزيرة الكورية». كان الاعتقاد السائد أن كيم لا يملك حلاً غير مزيد من الغرق. أي اقتحام النادي النووي واعتبار القنبلة «بوليصة تأمين». وكان هناك من يجزم أنه سيجلس على ترسانة الصواريخ إلى أن يحين موعد انهيار نظامه بفعل العقوبات الخارجية وتعب مواطنيه من الفقر وكتم الأنفاس وحقن الأطفال بشعارات انتهت مدة صلاحيتها من أيام أبيه. لكن كيم صنع المفاجأة وقلب المسار.

يصعب التكهن بما دار في رأس «الزعيم المبجل» ودفعه إلى تغيير وجهة سيره. هل اقتنع أن تحسين الوضع الاقتصادي مستحيل من دون الانخراط في علاقة طبيعية مع العالم؟ هل شرح له أحد قصة سقوط الجدار الألماني وكيف اضطرت ألمانيا الشرقية إلى إلقاء نفسها في حضن الشطر الغربي؟ هل أدرك أن زمن الابتزاز النووي والصاروخي قد ولى وأن دونالد ترمب لا يشبه أبداً باراك أوباما؟ هل هزّه حجم الفارق بين التقدم الذي أحرزه الشطر الجنوبي بفعل التكنولوجيا والديمقراطية فقرر على الأقل فتح النافذة؟ وهل تلقى نصيحة صينية بتقديم التنازلات للكوريين الآخرين بدلاً من تقديمها على مائدة لقائه المتوقع مع ترمب؟ هل حلم بالحصول من أميركا على تعهد شبيه بالذي حصل عليه فيديل كاسترو بعد أزمة الصواريخ الكوبية، أي أن تتعهد واشنطن بعدم مهاجمة نظامه عسكرياً في مقابل توقفه عن لعب دور الولد الشرير مروّج الصواريخ في العالم؟ أسئلة كثيرة لا بد معها من شيء من الحذر، ذلك أن لعبة السلام ليست سهلة لنظام مؤسس على الخوف ولزعيمه المطلق قدرة غير محدودة على تغيير الاتجاه.

لم يعد باستطاعة دولة إحكام إغلاق النوافذ وتخدير الناس بالعقاقير القديمة. القلعة لم تعد قلعة. العزلة تشقق الجدران وتفسد الهواء وتحيل الماء آسناً. القنبلة النووية لا تكفي لإشباع جائع. وصور الزعيم المحبوب لا تغني عن الوجبات الثلاث. الصواريخ نفسها تأكلها الشيخوخة العاجلة من دون جديد التكنولوجيا. ولماذا سيرتضي كوري الفقر وينعم كوري آخر بمنجزات العصر؟ العالم الجديد يتسرب بلا استئذان عبر الإنترنت والهاتف والشاشات. ما أصعب أن تستسلم قلعة. التحول دولة طبيعية ليس أمراً يسيراً. لكن كيم قد يكون جنّب بلاده مسار الانحدار والانتحار والانهيار إذا اختار التحول المبرمج واقتدى بالتجربة الصينية على رغم فوارق. وقصة كوريا ليست قصتها وحدها. هل تستطيع إيران مثلاً الانتقال من الثورة إلى الدولة الطبيعية؟ وبماذا شعر الرئيس حسن روحاني وهو يشاهد كيم يعبر إلى الشطر الجنوبي؟ ينتظر العالم موعد كيم مع ترمب. لقاء زعيمين نوويين وصعبين. لكن إذا واصل كيم رحلة التطبيع مع العالم فقد يستحق «نوبل» للسلام ويشاركه ترمب الجائزة. لقد نجح سارق الأضواء في الفصل الأول. أغلب الظن أنه سرق أيضاً من ميسي ورونالدو لقب «صانع الألعاب».

 

هل هي ضرورية: الحرب في سيناء واليمن؟

مشاري الذايدي/الشرق الأوسط/30 نيسان/18

من السهل توجيه الانتقادات إلى أي عمل، خصوصاً إذا كان ضخماً معقداً أمنياً عسكرياً سياسياً يمسّ الناس، وهذا ما يفعله البعض تجاه العمليات الجارية في اليمن ضد الميليشيات الحوثية – الإيرانية، وهو أيضاً ما يفعله آخرون تجاه العمليات التي يقوم بها الجيش والشرطة في مصر ضد الدواعش بسيناء، تحديداً شمال سيناء. سهل أن تقول: وبعدين؟ كم سنمكث هنا؟ إلى أين؟ متى يصمت هدير المدافع وأزيز الطائرات ولعلعة الرشاشات وفواتير الحرب الباهظة؟ لكن الصعب أن تجيب عن أسئلة كهذه: هل يمكن «التعايش» على حدود الجنوب السعودي، بجباله وسهوله التهامية، مع عصابات حوثية هي عضو من الجسد الخميني المُعلِن العداوة للسعودية، الآخذ على عاتقه هدم الدولة السعودية، وهذه طبقاً لوصية مؤسسهم روح الله الخميني، وطبقاً لما رأيناه ونراه من 1979 حتى اليوم... فهل «عادي» أن تصمت السعودية و«تطنّش» على هؤلاء حتى يقع الفأس بالرأس؟

هل مطلوب من الدولة المصرية أن «تطنّش» على وجود عصابات داعشية وقاعدية وإخوانية تعلن صراحة أن هدفها هدم الدولة المصرية وكسر الحدود لصالح الجماعة الأم، المرضع الإخوانية الرؤوم، والسباحة بالمصير المصري في بحر الظلمات... هل مطلوب من الدولة المصرية بجيشها الشلل تجاه هذا الحال؟

تقع أخطاء؟ نعم تقع أخطاء، لكن هذه هي طبيعة العمل وشيمة الحركة. السبت الماضي تعهد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بأن يتم إنهاء العملية العسكرية التي يقوم بها الجيش بالتعاون مع الشرطة في سيناء منذ فبراير (شباط) الماضي «في أسرع وقت ممكن». وقال السيسي في لقاء نظّمه الجيش المصري مخاطباً أهالي سيناء، إنه يتم تنفيذ خطة تنمية في سيناء تنتهي بحلول 2022. وأضاف: «سنُنهي المهمة بأسرع وقت ممكن». وحرص السيسي على توقير أهل سيناء، وقال: «الإرهاب موجود في كل محافظات مصر». وأعلن: «لو لم نقم بهذه الإجراءات (بسيناء) فإن سيناء ستضيع منا». الرئيس المصري أطلق هذه الرسائل ردّاً على حملات التهويل، ليست الإخوانية بقنواتها من تركيا أو قطر، بل من بعض المنظمات الحقوقية الدولية التي لا يعرف المرء ماذا تريد بالضبط، أن تسلم مصر للدواعش في سيناء؟! المتحدث الرسمي باسم الجيش المصري تامر الرفاعي، انتقد تقريراً لـ«هيومن رايتس ووتش» عن وجود «ملامح أزمة إنسانية» في سيناء بسبب العملية العسكرية التي يقوم بها الجيش لمكافحة الإرهاب. التقرير اشتمل على تهويلات ضخمة عن وضع الأهالي شمال سيناء، طبعاً هو ليس وضعاً جيداً، أكيد صعب، فهناك حرب تُخاض! الحرب، لتحرير اليمن من عصابات الخمينية ومصر من عصابات «داعش»، حرب ضرورة، حتى لو احمرّت أنوف الحسّاسين والحشّاشين الجدد.

 

هل يستغل ترمب وماكرون كلٌّ منهما الآخر؟

ديفيد اغناتيوس/الشرق الأوسط/30 نيسان/18

خلال لحظات من زيارة الرئيس إيمانويل ماكرون إلى الولايات المتحدة الأسبوع الماضي، ربما بدا أشبه بالتابع الفرنسي للرئيس ترمب. إلا أنه بحلول نهاية الزيارة، اتضح أن هذا الشخص الأليف ظاهرياً يحمل أنياباً. وقد تناولت صحيفة «لو موند» الفرنسية في مقالها الافتتاحي يوم الخميس الماضي، هذا الوضع الملتبس تحت عنوان «زيارة ذات حدين». وأشارت الصحيفة إلى أنه رغم الإيماءات الدافئة التي حملتها صور لقاء ماكرون وترمب يومي الاثنين والثلاثاء الماضيين، فإن العنصر الأساسي في الزيارة يبقى الخطاب الذي ألقاه ماكرون أمام الكونغرس يوم الأربعاء الماضي، وكان «أقرب للوحشية» في نقده لسياسات ترمب. أما «لو فيغارو»، فتناولت الأمر على نحو ألطف في مقال لها الخميس الماضي بعنوان: «ماكرون يغوي الكونغرس». وبالفعل، نجد أن ماكرون خرج من زيارته لواشنطن كثقل فرنسي ذكي مقابل لترمب -شخص قادر على الإطراء والتلاعب وإبهار الآخرين. الواضح أن ماكرون شخص يجيد استغلال الفرص السانحة في لحظة تعاني بريطانيا من التراجع وتلتزم ألمانيا الصمت، ما يشكل فرصة لدفع فرنسا إلى مركز الدبلوماسية الأوروبية للمرة الأولى منذ عقود كثيرة.

وخلال تجمع صغير للصحافيين، مساء الأربعاء الماضي، طرح على ماكرون تساؤلاً حول ما إذا كان يعتبر ترمب متقلب المزاج شريكاً جديراً بالثقة؟ أجاب ماكرون: «نعم، أثق به كثيراً لأنني أرغب منه التحرك قدماً» كي يضطلع بدور حامي التعددية والقيم الغربية. بمعنى آخر، يثق ماكرون بترمب لدرجة تجعله يعتقد أن بمقدوره تحريكه في الاتجاه الذي يريده. من ناحية أخرى، نجد أن حتى بعض أعضاء الحقل الدبلوماسي الفرنسي يتشككون في أن يحظى هذا التقارب الودي بين باريس وواشنطن بنهاية سعيدة. واللافت أن هذه الزيارة شهدت تضاؤلاً في مكانة ماكرون بسبب الألفة الزائدة التي أبداها ترمب في التعامل معه، وفي الوقت ذاته عززت مكانة الرئيس الفرنسي بفضل حضوره الكاريزمي في المناسبات العامة. وعلى ما يبدو، خسر ماكرون بالفعل معركته لإقناع ترمب بالاستمرار في الاتفاق النووي الإيراني. ويبدو أن «رهانه» اليوم يميل إلى كفة أن ترمب سيعلن 12 مايو (أيار) انسحابه من الاتفاق. وعليه، يركز ماكرون اهتمامه على ما سوف يلي ذلك. وقد أخبرنا أنه أنجز أمرين مع ترمب: حصل على دعمه لاستمرار «المشاركة» الأميركية في إرساء الاستقرار في سوريا، وحثه على «الانفتاح إزاء إبرام اتفاق شامل جديد» بخصوص إيران -أي «اتفاق أكبر»، حسب تعبير ترمب، يحل محل الاتفاق «البشع» الذي وقّعه الرئيس باراك أوباما، ويستمر لفترة أطول، ويتناول اختبارات الصواريخ الباليستية والسلوك الإقليمي لإيران. ومن الواضح أن ماكرون يحاول اجتذاب ترمب نحو فكرة كبيرة للغاية، ذلك أنه يتحدث عن صفقة كبرى تجذب جميع العناصر الكبرى -روسيا وتركيا وإيران والسعودية والولايات المتحدة- لبناء هيكل أمني إقليمي يبدأ باتفاق لإحياء سوريا. ولا تعد هذه فكرة جديدة، فقد سبق أن درس دبلوماسيون صوراً منها منذ اشتعال الحرب الأهلية السورية عام 2011.

وبصورة ما، يبدو هذا الأمر محتوماً، فعندما تضع الحرب السورية أوزارها، من المؤكد أنه ستظهر مثل هذه الصيغة. إلا أن التساؤل هنا: ما الذي يمكنه الاضطلاع بمثل هذا المشروع الهائل؟ وهنا، يبدو المزيج القائم بين ترمب وماكرون مثيراً للاهتمام. في الواقع، إقرار صفقة كبرى على مستوى الشرق الأوسط يمثل بالفعل نمط «الاتفاق الكبير» الذي يحلم ترمب بتحقيقه. ومع هذا، فإن الوصول إلى هذا الأمر يتطلب منه معاوناً ذكياً حلو اللسان، لكن دون أن يشكل تهديداً له. وهنا يظهر دور ماكرون.

من جانبه، أخبرنا الرئيس الفرنسي أنه ينظر إلى دوره باعتباره «وسيطاً أميناً» يعمل على تيسير الطريق أمام الدبلوماسية الأميركية مع روسيا وتركيا وإيران. جدير بالذكر، أنه عندما كان بالطائرة في طريقه إلى واشنطن، أجرى ماكرون اتصالاً هاتفياً بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وبعدما غادر، خطّط للاتصال بالرئيس الإيراني حسن روحاني. وعندما استمعتُ إلى ماكرون وهو يشرح استراتيجيته، تذكرتُ رجلاً آخر ذكياً وقادراً على تحريك من حوله ونجحت دبلوماسيته في إنقاذ قوة أوروبية كانت في حالة انحسار: الكونت مترنيخ النمساوي الذي صاغ كونغرس فيينا (1814 - 1815)، والذي نجح في إرساء الاستقرار على مستوى أوروبا على امتداد قرابة قرن. وقد وصفه هنري كيسنغر في كتابه «عالم جرت استعادته» الذي نشره عام 1957 على النحو التالي: «كانت عبقريته كامنة في استغلال ما لديه، وليس عبقرية إبداعية. لقد برع في التلاعب والتأثير على الآخرين، وليس في البناء». وكان مترنيخ يفضل «المناورات الخفية على الهجوم المباشر». هل يذكركم هذا الوصف بالرجل الذي زار واشنطن هذا الأسبوع؟ لقد أخبرنا ماكرون أنه يعتبر نفسه مثل ترمب، لأن كليهما يضطلع بدور شجاع داخل نظامه. وربما يمكنه إضافة أن كليهما بارع في الاستغلال، وأن كلاً منهما ربما عثر على سبيل نحو استغلال الآخر.

* خدمة «واشنطن بوست»

 

بومبيو في الرياض... حديث السيناريوهات الاستشرافية

إميل أمين/الشرق الأوسط/30 نيسان/18

ما الذي يمكن للمراقب المُحقق والمُدقق استنتاجه من زيارة وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، الذي تمت المصادقة على تعيينه قبل أقل من ثمان وأربعين ساعة، إلى العاصمة السعودية الرياض؟ من بروكسل، وبعد مشاركته في اجتماعات وزراء خارجية دول حلف الأطلسي، يحط برحاله في المملكة، في إشارة لا تخطئها العين لأهمية وربما خطورة اللحظة الآنية، وفيها يعاد ترتيب الأوراق للكثير من القضايا شرق الأوسطية والدولية. تبقى المملكة ركيزة أساسية وحليفاً استراتيجياً لواشنطن، وقد توثقت العلاقات في الفترة الأخيرة، لا سيما بعد الزيارة التاريخية لولي العهد الأمير محمد بن سلمان الأخيرة للولايات المتحدة، وبان جلياً أن واشنطن تعتبر الرياض الشريك القوي الذي يمكن الاعتماد عليه، لا سيما أن استشراف غالبية السيناريوهات المقبلة في المنطقة يقول بأن السعودية ستكون قلب الحدث.

لا تعرف البراغماتية الأميركية التقليدية مجاملات في عالم السياسة قاسي القلب، ولهذا فإن اختيار الحلفاء من قبل واشنطن يأتي كإدراك لأوراق القوة التي يمتلكونها في أطرهم الجغرافية والإنسانية، السياسية والعسكرية، الاقتصادية والاجتماعية. ولهذا فإن المملكة، ومن جديد، تضحى فاعلاً بامتياز في رسم خرائط المنطقة، وهو دور يتحتم عليها القيام به، لا سيما أن هناك من يعمل جاهداً على إزاحة أصحاب الحقوق الأصلية من على الخريطة الخليجية.

يستحق ضيف المملكة، الوزير الأميركي، الإشارة إلى شخصه، ذلك أنه ليس وزيراً اعتيادياً للخارجية الأميركية، فلا يشابه سلفه تيلرسون القادم من عالم شركات النفط، فبومبيو تنقل من الحياة العسكرية إلى عالم الاستخبارات حتى بلغ المقعد الأول في لانغلي، متسيداً أحد أهم الأجهزة الأمنية في تاريخ أميركا والعالم، ويُوصف دوماً بأنه آيديولوجي شرس، وقضيته الأولى هي الإرهاب العالمي، وكذا الدول التي تقف وراء الإرهاب، وعنده أن إيران هي أكبر دولة داعمة للإرهاب حول العالم، عطفاً على توافق يصل إلى حد التطابق بينه وبين الرئيس فيما خص ضرورة تغيير ملامح الاتفاق النووي الإيراني ومعالمه، وحال رفض نظام الملالي إعادة بلورة رؤية جديدة لاتفاق مكمل، فإن واشنطن سوف تنسحب حكماً من الاتفاق السابق رديء السمعة، ومن ثم إعادة توقيع العقوبات الاقتصادية على إيران، وقد يتطور الأمر إلى ما هو أكثر في ساحة المواجهات المفتوحة.

السيناريوهات الاستشرافية الأميركية التي يتم التشاور، وبكل تأكيد وتحديد، فيها مع الحليف السعودي الأنفع والأرفع للأميركيين في منطقة الخليج العربي، موصولة ببرنامج إيران الصاروخي الذي بات مهدداً رئيسياً لاستقرار منطقة لا تزال حيوية واستراتيجية للأمن الاقتصادي العالمي، إن جاز التعبير، حيث لا بديل عن النفط، سائل الحضارة الغربية المعاصرة، وما تفعله إيران مهدد قوي لسلامة المرور في المياه الإقليمية. يأتي بومبيو إلى الرياض وفي خلفيته كرجل مخابرات الدوائر والشباك التي نسجتها إيران عبر أربعة عقود في المنطقة مع وكلاء لها في سوريا والعراق واليمن ولبنان، وتحاول توسيع الخرق حتى يصعب على الراتق معالجته، وتصريحاتها تدلل على أنها عازمة على تفعيلها كأذرع خشنة ستحاول ولا شك أن تهدد بها حلفاء واشنطن خليجياً وعربياً، ما يجعل تقدير المواقف مسبقاً أمراً طارئاً لا غنى عنه.

كلما ازداد الثاني عشر من مايو (أيار) قرباً بدت نافذة الحلول الدبلوماسية مع إيران تضيق، وهو ما تدركه أطراف دولية مثل روسيا والصين، التي تأخذ من القضية منطلقاً لمحاصصات سياسية أممية في محاولة منهما للاختصام من نفوذ الولايات المتحدة ورصيدها في الشرق الأوسط، وإن لم يعن ذلك أنه حب وكرامة في طهران، فلا بكين ولا موسكو ترغبان في أن تكون هناك في الجنوب منهما قوة راديكالية نووية، الأمر الذي يجعل الحاجة إلى حلفاء لوجيستيين من الأوزان الدبلوماسية الثقيلة كالمملكة العربية السعودية أمراً لا شك فيه، ولإحداث توازنات سياسية استراتيجية على خريطة إقليمية، وربما دولية ملتهبة.

قبل أن يقوم بومبيو بزيارته للمملكة، ولاحقاً إلى الأردن وإسرائيل، كانت واشنطن محط الأنظار لزيارتين مهمتين، بل غاية في الأهمية؛ الأولى للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وبعده بأيام قليلة حلت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ضيفة على البيت الأبيض.

يمكن القطع بأن شيئاً ما تحلحل في الموقف الأوروبي، فبعدما كانا متمسكين بكل قوة بالاتفاقية الحالية دون الاقتراب منها بالتعديل أو التبديل، فقد استمعنا إلى صيغة مغايرة تتحدث عن اتفاق اُعتُبر من طرف ميركل خطوة أولية لإبطاء طموحات إيران النووية، فيما رأى ماكرون أنه بحاجة إلى اتفاق مكمل، يضمن للأسرة الدولية متابعة ما بعد 2025، وإلا يكون الاتفاق رخصة شرعية للحصول على مشتهى الملالي، أي السلاح الذري الفتاك، وإنهاء برنامج صاروخي يطال القريب والبعيد، عطفاً على وضع قيود وحدود، وإن لزم الأمر بناء السدود القانونية والسياسية لوقف هيمنة إيران شرق أوسطياً، والبداية من سوريا حيث النفوذ الإيراني يجعل منها ملعباً أممياً على حساب الشعب السوري. سيناريوهات الاستشراف التي استدعت زيارة بومبيو للمملكة عديدة، منها المشهد الفلسطيني المرشح للاحتقان والاحتدام عما قريب جداً، وما سيجري غداة زيارة ترمب، إن حدثت، لإسرائيل، وإشرافه على نقل سفارة بلاده إلى القدس، الأمر الذي ترفضه المملكة التي أعلنت القمة العربية الأخيرة «قمة القدس». وفي وسط الاضطرابات والقلاقل، يعاود «داعش» تنظيم صفوفه، ما يفيد بعودة ثانية لإرهاب أعمى وتوحش منفلت... هل هي زيارة الساعة الحادية عشرة قبل القارعة؟ أغلب الظن أن ذلك كذلك.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

عون استقبل بيري: سيعاد البحث في ازالة التعديات في النقاط ال13 ولبنان يدعم تمديد ولاية اليونيفيل دون اي تعديل في مهامها

الإثنين 30 نيسان 2018 /وطنية - حيا رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، التعاون القائم بين الجيش اللبناني والقوات الدولية العاملة في الجنوب "اليونيفيل"، وابلغ قائدها الجنرال مايكل بيري خلال استقباله له اليوم، ان "هذا التعاون يعزز الامن والاستقرار في المنطقة الحدودية، ويساعد على تطبيق قرار مجلس الامن الرقم 1701 الذي يلتزم لبنان مندرجاته كافة، في وقت تواصل اسرائيل انتهاكاتها للسيادة اللبنانية برا وبحرا وجوا". وجدد الرئيس عون "رفض لبنان بناء الجدار الاسمنتي على اراض لبنانية"، لافتا الى ان "اللجنة الثلاثية العسكرية اللبنانية-الاممية-الاسرائيلية سوف تعاود البحث في ازالة التعديات الاسرائيلية في النقاط ال- 13 من الخط الازرق التي تحفظ لبنان عليها". وشدد على "اهمية المحافظة على علاقات طبيعية بين "اليونيفيل" واهالي البلدات والقرى التي تنتشر فيها، لان ذلك يسهل مهمة القوات الدولية في حفظ الامن والاستقرار". وأكد رئيس الجمهورية ان "لبنان يدعم تمديد ولاية "اليونيفيل" من دون اي تعديل في مهامها او خفض في موازنتها، ما قد يؤثر سلبا على فعاليتها ودورها". وكان الجنرال بيري قدم للرئيس عون عرضا للاوضاع في منطقة عمليات "اليونيفيل"، مشددا على "النتائج الايجابية التي يحققها التعاون القائم بين قواته والجيش اللبناني".

حاكم ولاية سان خوان الارجنتينية

الى ذلك، استقبل الرئيس عون حاكم ولاية سان خوان الارجنتينية سيرجيو اوناك، لمناسبة الزيارة التي يقوم بها للبنان مع افراد عائلته، وهو يتحدر من اصل لبناني (بلدة زوق مكايل).

وحضر اللقاء سفير الارجنتين في لبنان ريكاردو لارييرا، اضافة الى عدد من مستشاري الحاكم ووالدته وخالته من آل الهاني وشقيقه وهو سيناتور في المقاطعة.

واعرب الحاكم اوناك عن سعادته لوجوده في لبنان و"للحفاوة التي لقيها من المسؤولين اللبنانيين والاقرباء"، منوها ب"الدور الذي يلعبه المتحدرون من اصل لبناني في ولاية سان خوان خصوصا والارجنتين عموما". واشار الى رغبته "في تشجيع رجال الاعمال والصناعيين في الولاية للتعاون مع نظرائهم اللبنانيين، لا سيما وان ولاية سان خوان مشهورة بمناجم الذهب والفضة والانتاج الزراعي والحركة السياحية، وتبلغ مساحتها 92 الف كيلومتر مربع"، معربا عن أمله في ان تستضيف ولايته في العام 2020 "مؤتمرا للمنتشرين اللبنانيين الذي تنظمه وزارة الخارجية والمغتربين".

رئيس الجمهورية

ورحب الرئيس عون بالحاكم اوناك "في وطنه الثاني لبنان"، معربا عن اعتزازه "بما يحققه اللبنانيون والمتحدرون من اصل لبناني في دنيا الانتشار"، وقال:"إن نجاحكم هو نجاح للبنان الذي يعتز بما تحققونه، والتواصل الذي نشأ مؤخرا بين لبنان المقيم ولبنان المنتشر اعاد الحيوية للعلاقات بين اللبنانيين واقربائهم في العالم، وهذا عامل مهم، لا سيما بعد الاجراءات التي تحققت قبل سنة لجهة استعادة اللبنانيين جنسيتهم وتمكينهم من ممارسة حقهم في الانتخابات النيابية في دول الانتشار، وهو ما تم خلال الاسبوع الماضي بنجاح". وشكر الرئيس عون الحاكم اوناك على "التسهيلات التي قدمها للبنانيين للحصول على وثائق الاحوال الشخصية من الولاية من دون مقابل تمهيدا لاستعادة جنسيتهم اللبنانية".

القاضي الخوري

وفي قصر بعبدا، الرئيس السابق للمجلس العدلي رئيس محكمة التمييز سابقا القاضي الدكتور انطوني عيسى الخوري، الذي قدم لرئيس الجمهورية كتابه "الوجيز في القانون المدني-الاموال"، وهو من قسمين، الاول، تناول فيه "حق الملكية وتطوره عبر التاريخ، وخصائص هذا الحق ونطاقه، الشرط والاجل فيه، اضافة الى طرق اكتساب الملكية (بالشفعة، الحيازة، الالحاق، الاتفاقات ومن ضمنها الهبات، الوصية، والارث)، وحماية حق الملكية عن طريق دعوة الاستحقاق". وتطرق في القسم الثاني الى "الحقوق العينية المتفرعة عن حق الملكية، فتكلم فيه عن الوقف، والانتفاع، والاستعمال، والسكن، والايجارة العينية والارتفاقات".

وقد هنأ الرئيس عون القاضي عيسى الخوري على انتاجه القانوني الذي تناول موضوعا يهم الكثيرين.

 

بري من المصيلح: رأس المقاومة مطلوب على مختلف الصعد حتى من بوابة الانتخابات

الإثنين 30 نيسان 2018 /وطنية - أكد رئيس مجلس النواب نبيه بري، خلال استقباله اليوم في دارته في المصيلح وفدا شعبيا من بلدة الصرفند شارك فيه أبناؤها وممثلون عن العائلات ومجلسها البلدي والاختياري، انه "لم يعد خافيا ان رأس المقاومة التي أطلق جذوتها الامام السيد موسى الصدر مطلوب على مختلف الصعد حتى من بوابة الانتخابات النيابية". وقال: "اذا كان التحالف بين الرئيس بري والامين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصر الله، وبين حركة "أمل" و"حزب الله"، حاجة وضرورة في السابق فهو اليوم بات قدرا. وعبثا يحاول المغرضون النيل منه لأنه صلب كصخر الجنوب وسهل ممتنع كسهل البقاع".

وختم بري مخاطبا الوفد: "انتم معنيون كما كل ابناء الجنوب بعدم السماح للصوت التعطيلي ان يخترق لوائح "الامل والوفاء"، من خلال الاقتراع بكثافة وتحويل يوم السادس من ايار الى يوم استفتاء حقيقي". من جهته، اكد الوفد التزام ابناء البلدة "العهد والوعد للرئيس بري بثوابت الامام الصدر، في الوحدة والعيش المشترك والتمسك بثلاثية الجيش والشعب والمقاومة".

 

افرام الثاني من بعبدا نوه بدور رئيس الجمهورية في حماية لبنان ومسيحيي الشرق

الإثنين 30 نيسان 2018 /وطنية - إستقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، بعد ظهر اليوم في قصر بعبدا، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للسريان الأرثوذكس مار اغناطيوس افرام الثاني، يرافقه مطران جبل لبنان وطرابلس للسريان الأرثوذكس جورج صليبا، أمين سر البطريرك للشؤون الكنسية في الهند المطران تيموثيوس ماثيو وأمين سر البطريركية الاب جوزف بالي. وخلال اللقاء، نقل البطريرك افرام الثاني "محبة أبناء الطائفة السريانية الارثوذكسية للرئيس عون وتقديرهم للدور الذي يقوم به لحماية لبنان والمحافظة على الاستقرار والأمان فيه، وللاهتمام الذي يبديه حيال مسيحيي الشرق، لا سيما أولئك الذين اضطهدوا وشردوا من بلداتهم وقراهم". ووجه للرئيس عون دعوة ل"تدشين المقر الجديد لبطريركية السريان الأرثوذكس في العطشانة المقرر خلال شهر حزيران المقبل، والذي سيدعى إليه رؤساء الطوائف في دول المشرق العربي"، مشيرا إلى أن "المقر الجديد يضم كنيسة وجناحا بطريركيا وقاعة اجتماعات وصالونات ومكتبة ومتحفا للمخطوطات، إلى غرف نوم للمطارنة".

لجنة مالكي العقارات المصابة بـ"ايكوشار"

وكان الرئيس عون استقبل في حضور النائب نبيل نقولا، وفدا من "لجنة مالكي العقارات المصابة بالتخطيط العائد للأوتوستراد الدائري "إيكوشار" من خلده إلى ضبيه، الذين شكوا من عدم تمكنهم من تحرير عقاراتهم المشمولة بالتخطيط المذكور على رغم إلغائه منذ العام 2011.

ووعد الرئيس عون الوفد بمتابعة مطلبهم مع الجهات المعنية لرفع الظلم عنهم.

 

الراعي استقبل أيوب وأكد أهمية أن تبقى الجامعة اللبنانية صورة عن لبنان المتنوع

الإثنين 30 نيسان 2018 /وطنية - استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، بعد ظهر اليوم، في الصرح البطريركي ببكركي، رئيس الجامعة اللبنانية البروفسور فؤاد أيوب، على رأس مجلس الجامعة من عمداء وممثلي وأساتذة، بحضور المطران بولس الصياح والأب طوني خضره عن جمعية "أصدقاء الجامعة اللبنانية". وكانت مناسبة عرض خلالها عدد من المواضيع المتعلقة بالجامعة اللبنانية، من ضمنها ملف التفرغ وتشكيل اللجان وتوزيع المجمعات والفروع في كل المناطق اللبنانية، إضافة إلى تعيين المديرين والموظفين في الإدارة المركزية ووضع المعهد العالي للدكتوراه.

بعد اللقاء، قال أيوب: "الزيارة كانت لوضع غبطته في أوضاع الجامعة اللبنانية والتحديات التي عليها مواجهتها. وكان توافق على إبعاد هذا الصرح التعليمي عن التجاذبات السياسية ليتمكن من متابعة رسالته العريقة التي لها بصمتها في حضارة لبنان وتاريخه". أضاف: "لقد كان اللقاء مثمرا، وسيكون هناك تواصل دائم من أجل تحقيق كل الأهداف المتعلقة بتطور الجامعة اللبنانية".

الراعي

بدوره، شدد البطريرك الراعي على "دور الجامعة اللبنانية الوطني بامتياز"، لافتا الى "ضرورة وأهمية أن تبقى هذه الجامعة صورة عن لبنان المتنوع، الذي يحتضن غنى ثقافيا وحضاريا مميزا".

 

كميل دوري شمعون: لن نسمح لاحد ان يلغي دورنا

الإثنين 30 نيسان 2018 /وطنية - اكد مرشح حزب الوطنيين الاحرار عن دائرة الشوف عاليه كميل شمعون خلال جولات له في الميلة والجيه والدامور قائلا: "لن نسمح لاحد ان يلغي دورنا ما دام هناك اناس شرفاء لا يشترون ولا يباعون، لان من يشتريهم اليوم سوف يبيعهم غدا، ادعو الجميع ان يكونوا على قدر المسؤولية الوطنية الكبيرة وان يحكموا الضمير والوفاء خلف الستارة وان يفكروا بمستقبلهم ومستقبل اولادهم". ودعا "جميع الشمعونيين وقدامى الحزب ونموره الابطال لنسيان اية خلافات سابقة والالتفاف حول الحزب لنكون قوة مدوية في الانتخابات ونعيد تاريخ الحزب المجيد التاريخ المشرف تاريخ نظافة الكف والشهامة".

 

المجمع الأنطاكي: لتكن الانتخابات منعطفا لتدعيم الاستقرار وانتظام عمل المؤسسات وفتح ورشة إصلاحية

الإثنين 30 نيسان 2018 / وطنية - صدر عن المجمع الأنطاكي المقدس البيان الآتي:

"انعقد المجمع الأنطاكي المقدس برئاسة غبطة البطريرك يوحنا العاشر (يازجي) في دورته العادية التاسعة ودورته الاستثنائية العاشرة من السادس والعشرين وحتى الثلاثين من نيسان 2018 في البلمند وذلك بحضور كل من أصحاب السيادة:

جورج (أبرشية جبيل والبترون وما يليهما)، الياس (أبرشية بيروت وتوابعها)، الياس (أبرشية صيدا وصور وتوابعهما)، سرجيوس (أبرشية سانتياغو وتشيلي)، دمسكينوس (أبرشية ساو باولو وسائر البرازيل)، سابا (أبرشية حوران وجبل العرب)، جورج (أبرشية حمص وتوابعها)، سلوان (أبرشية بوينس آيرس وسائر الأرجنتين)، باسيليوس (أبرشية عكار وتوابعها)، أفرام (أبرشية طرابلس والكورة وتوابعهما)، إغناطيوس (أبرشية فرنسا وأوروبا الغربية والجنوبية)، اسحق (أبرشية ألمانيا وأوروبا الوسطى)، جوزيف (أبرشية نيويورك وسائر أميركا الشمالية)، غطاس (أبرشية بغداد والكويت وتوابعهما)، ، أنطونيوس (أبرشية زحلة وبعلبك وتوابعهما)، نقولا (أبرشية حماه وتوابعها)، باسيليوس (أبرشية أستراليا ونيوزيلاندا والفيلبين) وإغناطيوس (أبرشية المكسيك وفنزويلا وأمريكا الوسطى وجزر الكاريبي).

وحضر الأسقف أفرام معلولي أمين سر المجمع المقدس وكاتب المجمع الإيكونوموس جورج ديماس.

واعتذر عن عدم الحضور المطران سلوان (أبرشية الجزر البريطانية وإيرلندا). وقد حضر المطران بولس (أبرشية حلب والاسكندرون وتوابعهما)، المغيب بفعل الأسر، في صلوات آباء المجمع وأدعيتهم.

وبعد الصلاة واستدعاء الروح القدس في غمرة موسم الفصح العظيم المقدس، افتتحت أعمال المجمع واستمطر الآباء رحمات الله تعالى على نفس المثلث الرحمة المطران يوحنا منصور (متروبوليت اللاذقية وتوابعها) سائلين الرب القدير أن يرتب نفسه في مظال القديسين. قبل الآباء رسميا الاستقالة المقدمة من سيادة المطران جورج خضر متروبوليت جبل لبنان الذي حضر الجلسة الافتتاحية للمجمع مقدرين أتعابه الجمة في خدمة الكنيسة لأكثر من نصف قرن. انتخب الآباء الأسقف أثناسيوس فهد متروبوليتا لأبرشية اللاذقية وتوابعها وقرروا استثنائيا وتدبيريا نقل المطران سلوان (الأرجنتين) ليصبح متروبوليتا على أبرشية جبيل والبترون وما يليهما.

تدارس الآباء عددا من القضايا الكنسية التي تلامس حياة المؤمنين اليومية واستمعوا إلى تقارير قدمها المطارنة باسيليوس (أستراليا) وإغناطيوس (المكسيك) وذلك بعد استلامهما مهامهما الرعائية وإلى تقرير قدمه المطران غطاس (بغداد والكويت) عن واقع وهواجس العمل الرعائي في الأبرشية. وناقش الآباء سبل تفعيل عمل مجالس الرعايا للنهوض بواقعها وتحفيز العمل الرعائي ومسألة معيشة الكاهن وقضية الأديار وتنظيم الحياة الرهبانية في ظل قراءة شاملة لواقع وحاجة الأبرشيات كما ناقشوا فكرة تبني خطة مشتركة للإغاثة ومسألة إدارة الأوقاف والأطر التنظيمية لتنمية الطاقات والموارد الاقتصادية بالشكل الأمثل وأحالوها للجان لمزيد من التمحيص والتشاور لتكون على جدول أعمال الدورة المجمعية القادمة.

توقف آباء المجمع، عند التطورات التي يشهدها العالم الارثوذكسي، حيث يتم تأجيج الخلافات والصراعات القومية والعرقية ويجري السعي لتغيير الحدود القانونية للبطريركيات والكنائس المستقلة، الأمر الذي اختبرته الكنيسة الأنطاكية وما زالت تعاني منه بسبب تعدي البطريركية الأورشليمية على حدودها القانونية وإنشاء ما يسمى أبرشية لها في قطر. وهي تدعو في هذا المجال الى العودة الى مبدأ إجماع الكنائس المستقلة في اتخاذ القرارات المصيرية. وهو مبدأ لطالما ساهم في تجنيب العالم الارثوذكسي المزيد من التفتت والانقسامات.

يواكب الآباء بصلواتهم وأدعيتهم التحضير للانتخابات النيابية اللبنانية. ويدعون أبناءهم الى عدم التخاذل في ممارسة واجبهم الانتخابي. ويحثونهم على تحكيم ضميرهم، وانتخاب ممثيلهم في الندوة البرلمانية أشخاصا يتمتعون بالاستقلالية والنزاهة والكفاءة، يحبون لبنان ويخلصون لقضاياه ويعلون المصلحة الوطنية على مصالحهم الشخصية ويكونون قادرين على خدمة هذا الوطن وصيانة استقلاله والمحافظة على القيم الوطنية وعلى فرادة هذا البلد ورسالته. ويصلي الآباء، لكي تكون هذه الانتخابات منعطفا يقود الى تدعيم الاستقرار في البلاد وانتظام عمل المؤسسات فيها والى فتح ورشة إصلاحية لتمكين المواطنين وترقيتهم اجتماعيا واقتصاديا.

يصلي آباء المجمع من أجل أن يعم السلام في جميع أنحاء سوريا، ومن أجل أن يتمكن هذا البلد بهمة جميع أبنائه المخلصين من النهوض من الدمار الذي سببته الحرب الظالمة والأعمال الإرهابية عليه وعلى شعبه. ويدعو آباء المجمع إخوتهم جميعا في سوريا لكي يعملوا على التهيئة للسلام الذي يتطلب في حده الأدنى وقفا كليا لإطلاق النار وتعهدا بالإمساك عن سفك الدماء على كامل التراب السوري، ووضع حد للخطف وإعادة جميع المخطوفين، وعودة النازحين والمهجرين الى ديارهم. وفي هذا المجال يشدد الآباء أن السلام المرجو يتطلب أيضا تغييرا في الذهنية يبدأ بالاعتراف بأهمية لقاء الوجه مع الوجه الآخر ببساطة ومن دون شروط مسبقة، ويمر بصحوة الضمائر وبإخلاصها للوطن فقط، وبقبول الآخر المختلف واحترام هواجسه ومخاوفه، وكل ذلك ضمن عملية سياسية شفافة ترتكز إلى الحوار الصادق والفعال وتسمح للشعب السوري مجتمعا بأن يقرر خلالها مستقبل سوريا التي يريد بحرية ومسؤولية واستقلالية ضمن ثوابت الوحدة الوطنية ووحدة التراب السوري بكامله والحفاظ على مؤسسات الدولة.

ولمرور خمسة أعوام على اختطاف المطرانين بولس (يازجي) ويوحنا (ابراهيم) مطراني حلب، يعيد آباء المجمع الأنطاكي شجبهم لهذا الجريمة المخزية التي تعتبر حربا على الحضرة الانسانية. وهم يكررون نداءهم الى جميع الخيرين في هذا العالم من أجل العمل على إطلاقهما ووضع نهاية لهذا الملف الذي يعكس صورة لما يتعرض له إنسان هذا المشرق من خطف وعنف وإرهاب وتهجير. ويشددون، أنه إذا كان الهدف من وراء خطف المطرانيين هو إلغاء الإشعاع المسيحي في سوريا والشرق وتخويف المسيحيين فإن هذا الإشعاع سيبقى ويزداد ألقا بنعمة الله وبصلوات المغيبين الحاضرين أبدا في صلوات الكنيسة.

يعبر آباء المجمع عن تضامنهم مع الشعب الفلسطيني المعذب وينددون بالمجازر التي ترتكبها سلطات الاحتلال الاسرائيلي بحق المواطنين العزل والأطفال. وفيما خص قضية القدس الشريف عبر الآباء عن موقفهم الثابت أن القدس تبقى في ذهن وضمير المسيحيين والمسلمين محجة إلى رحمانية الله وتبقى عصية على كل مؤامرة وتزييف للتاريخ. وهي عاصمة لفلسطين وللشعب الفلسطيني وقبلة أنظار المشرقيين من كل الأطياف.

يصلي آباء المجمع من أجل العراق ومن أجل كل الشرق بكل بلدانه ويرفعون صلواتهم كي يديم الرب رحمته وسلامه على كل الشعوب ويفتح كل إنسان قلبه ليقتبل سلام الله.

يعبر الآباء عن محبتهم لأبنائهم المتواجدين في الوطن وفي بلاد الانتشار والذين يحافظون على إرث كنيستهم وأوطانهم أينما حلوا. ويتوجهون إليهم، في موسم الفصح المجيد، بالسلام القلبي والتحية الفصحية: المسيح قام. سائلين رب القيامة أن يباركهم جميعا.

ويخاطب آباء المجمع المقدس أبناءهم في أبرشية الأرجنتين المحروسة من الله، التي شاء الله أن يختار ملاكها لرعاية رعية المسيح في أبرشية جبل لبنان، بعد خدمة مباركة قضاها بينهم دامت أكثر من عشر سنوات. وهم يعدونهم كما هو دأبهم بأن يختاروا لهم راعيا يرعاهم كما رعاهم المطران سلوان بحنان الأب ويسهر مثله على نموهم بالرب وعلى تنشئتهم على كلمة الله ويقودهم بتفان الى موارد الخلاص. وهم يصلون من أجلهم لكي يثبتوا في إيمانهم ويطلبون منهم أن يحملوا المطران سلوان في صلواتهم لكي يشدده الله في الخدمة الجديدة التي اختاره آباء المجمع الانطاكي المقدس لها بإلهام من الروح القدس لبنيان كنيسته.

ختاما، يتضرع آباء المجمع إلى المسيح الإله المنتصر على الموت أن يهب العالم السلام ويمسح عن عيون المتألمين والمعذبين كل دمعة ويثبت كنيسته المنتشرة في أنحاء المعمورة ويجنبها الاضطرابات والقلاقل والانشقاقات ويبلسم القلوب بسلامه الحق".