المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية  ليوم 30 ذار/2018

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/newselias18/arabic.march30.18.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة
عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

يوم الجمعة العظيمة/ وحَدَثَ هذَا لِتَتِمَّ آيَةُ الكِتَاب: «لَنْ يُكْسَرَ لَهُ عَظْم». وجَاءَ في آيَةٍ أُخْرَى: سَيَنْظُرُونَ إِلى الَّذي طَعَنُوه

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/قراءة في مقابلة نقولا شماس مع وليد عبود

الياس بجاني/بالنص والصوت/الياس بجاني: تأملات إيمانية في عِّبر وتقاليد ومفاهيم ذكرى خميس الأسرار

الياس بجاني/خميس الأسرار: تقاليد، طقوس وعِّبر

الياس بجاني/قراءة في مقابلة نقولا شماس مع وليد عبود

الياس بجاني/التحالفات الانتخابية في كسروان-جبيل عرت الأحزاب والسياسيين الموارنة من كل ما هو صدق وثوابت ومصداقية

الياس بجاني/ما خرج المرشحين بكسروان وجبيل الموارنة إلا طانيوس شاهين

 

عناوين الأخبار اللبنانية

فيديو مداخلة د.سامي نادر من قناة الحدث تتناول اتهام التحالف العربي حزب الله بتهريب الصواريح للحوثيين من الضاخية الجنوبية في بيروت

التحالف: صواريخ الحوثيين تُهرّب من الضاحية

مجلس النواب يقر موازنة 2018

ضربة أميركية لسوريا ستعطل الإنتخابات في لبنان؟!

إلغاء زيارة للسفير السوري لكسروان... لعدم الإحراج!

الياس الزغبي: الحكومة ومجلس النواب يهربان!

الياس الزغبي/كيف يمكن للإعلاميين التنويه بمن تحوم حولهم الشبهات؟

نائب قائد القيادة المركزية الأميركية يختتم زيارةً إلى لبنان

المجلس الاعلى للقضاء: الاشراف القضائي على الانتخابات حاصل لا محالة

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الخميس في 29/3/2018

اسرار الصحف ليوم الخميس 29 اذار 2018

رئيس «القضاء الأعلى»: مصابون باستقلالنا وكرامتنا وقلقون على إحقاق الحق

 

عناوين المتفرقات اللبنانية
 نقلا
عن " تقدير موقف"

الاحرار: الدول الصديقة تعول على وقف الهدر ومكافحة الفساد ليتمكن لبنان من الإفادة من نتائج مؤتمر باريس

رئيس قلم المحكمة الدولية يلتقي الحريري

صرف نفوذ وتوزيع جوائز ترضية بـ"الجملة" عشية الانتخابات: رفع أجور و"عفو عام".. فصلُ النيابة عن الوزارة ضرورة مستقبلا

الأيديولوجيا القاتلة للإخوة/الشيخ عباس الجوهري/لبنان الجديد

اغتيال إرث عون/عبدالله قمح/ليبانون ديبايت

من يدفع ثمن السياسة الطائشة في لبنان؟

مخاوف من مخاطر تهدد لبنان إذا صح خرق سياسة النأي بالنفس

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

السيسي يفوز بولاية رئاسية ثانية بعد اكتساحه الانتخابات وأكد أن صوت جموع المصريين سيظل شاهداً على قوة إرادة الأمة

نائب رئيس مجلس النواب البحريني: إيران تسعى لإعادة “الدولة الفارسية”

رجل حاول دهس عسكريين بسيارته في فرنسا

"معاريف": إيران لا تجرؤ على الوصول إلى حدود الجولان

علي مملوك في روما: جسر إيطالي الى أوروبا

 فرنسا تكرّم «بطلها» الكولونيل أرنو بلترام وتعتبره «رمزاً للمقاومة» وماكرون يشيد بالضابط الذي بادل نفسه برهينة... ويتعهد «مواجهة الإرهاب بكل أشكاله»

صفقة جديدة حول دوما وتل رفعت لـ«توزيع سوريا ومفاوضات مباشرة بين أنقرة وموسكو وفصائل معارضة

صواريخ الحوثي تسرّع عقوبات أوروبا ضد إيران وتنديد أممي بالاعتداءات الأخيرة ضد السعودية

 إيران... مظاهرات احتجاجية في الأحواز ضد تهميش العرب

أحمدي نجاد يطالب بـ«حزم خامنئي» في اعتقال مساعديه وأنباء عن قرب رفع الإقامة الجبرية عن موسوي وكروبي والقضاء ينفي تغيير لاريجاني

حملة المقاطعة الدبلوماسية لروسيا مستمرة... والكرملين سيرد في «الوقت المناسب» وخطة أوروبية لتحسين البنية التحتية العسكرية وسط التوتر مع موسكو

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

رجاء القيامة والمصالحة الحقيقية/المطران منير خيرالله/جريدة الجمهورية

دمشق مهتمّة بالبقاع: ثــلاثة رموز نريدها في المجلس/طوني عيسى/جريدة الجمهورية

جنبلاط لـ«الجمهورية»: يحاولون محاصرتي الحريري خَذلني لرفضي التعاون مع «التيار الحر»/عماد مرمل/جريدة الجمهورية

بسوْطِك حـرِّرْ صوتَهُم/جوزف الهاشم/جريدة الجمهورية

منافسة حادة في دائرتي الجنوب الأولى والثالثة وشبهُ استراحة في الثانية/علي داود/جريدة الجمهورية

المستقبل يعترف بتآمره على عوض.. بماذا وعده الحريري/بشير مصطفى/المدن

هذا ما يفعله باسيل- الحريري لمحاصرة جنبلاط/منير الربيع/المدن

من سينتخب أهالي التبانة وجبل محسن/جنى الدهيبي/المدن

فشل الوساطة الباكستانية بين إيران والسعودية/علي شريفي /لبنان الجديد

منع خطر الحوثيين حربنا لا حربهم/سلمان الدوسري/الشرق الأوسط

من الأرشيف/دراسة العماد ميشال عــــون عن الاستراتيجية الدفاعية التي قدمها خلال انعقاد طاولة الحوار في قصر بعبدا بتاريخ 06 تشرين الثاني/2008

هل نشهد نهاية النظام الإيراني/وجيه قانصو/المدن

كيف سيرد بولتون على صواريخ الحوثيين/سليمان جودة/الشرق الأوسط

قراءة في العناوين/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

صفقة بناء قاعدة صينية- باكستانية قد تضر بالمصالح الإيرانية/فرزين نديمي/معهد واشنطن

حرب غير وشيكة/ حازم الامين/الحياة

الاتفاق النووي الروسي مع تركيا يستهدف الحلف الأطلسي/هدى الحسيني/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

عون استقبل المشنوق ووفد نقابة الصحافة: مهما كانت الامور صعبة يمكننا تجاوزها وعلينا شراء الكهرباء من أي مصدر

الحريري بحث مع كومارجها وسعد صبرا في التحضيرات لمؤتمر سيدر

الراعي ترأس قداس الغسل في سجن رومية: لاحترام حقوق المساجين بحسب ما تقره القوانين الدولية

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية

يوم الجمعة العظيمة/ وحَدَثَ هذَا لِتَتِمَّ آيَةُ الكِتَاب: «لَنْ يُكْسَرَ لَهُ عَظْم». وجَاءَ في آيَةٍ أُخْرَى: سَيَنْظُرُونَ إِلى الَّذي طَعَنُوه

إنجيل القدّيس يوحنّا19/من31حتى37/إِذْ كَانَ يَوْمُ التَّهْيِئَة، سَأَلَ اليَهُودُ بِيلاطُسَ أَنْ تُكْسَرَ سِيقَانُ المَصْلُوبِينَ وتُنْزَلَ أَجْسَادُهُم، لِئَلاَّ تَبْقَى عَلى الصَّليبِ يَوْمَ السَّبْت، لأَنَّ يَوْمَ ذلِكَ السَّبْتِ كَانَ عَظِيمًا. فَأَتَى الجُنُودُ وكَسَرُوا سَاقَي الأَوَّلِ والآخَرِ المَصْلُوبَينِ مَعَ يَسُوع. أَمَّا يَسُوع، فَلَمَّا جَاؤُوا إِلَيْهِ ورَأَوا أَنَّهُ قَدْ مَات، لَمْ يَكْسِرُوا سَاقَيْه.

لكِنَّ وَاحِدًا مِنَ الجُنُودِ طَعَنَ جَنْبَهُ بِحَرْبَة. فَخَرَجَ في الحَالِ دَمٌ ومَاء. والَّذي رَأَى شَهِدَ، وشَهَادَتُهُ حَقّ، وَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّهُ يَقُولُ الحَقَّ لِكَي تُؤْمِنُوا أَنْتُم أَيْضًا. وحَدَثَ هذَا لِتَتِمَّ آيَةُ الكِتَاب: «لَنْ يُكْسَرَ لَهُ عَظْم». وجَاءَ في آيَةٍ أُخْرَى: «سَيَنْظُرُونَ إِلى الَّذي طَعَنُوه».

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته تغريدات متفرقة

قراءة في مقابلة نقولا شماس مع وليد عبود

الياس بجاني/29 آذار/18

إن مقاربات السيد نقولا شماس لكل الملفات في مقابلته أمس مع وليد عبود كانت غير سيادية وغير استقلالية وغير مقنعة وغير شفافة وفيها الكثير من التعالي والإستكبار المقززين.. أما موقفه من سلاح حزب الله فكان احتيالي وتعموي وفيه استغباء فاضح لعقول الناس ولأهل الأشرفية تحديداً حيث أنه مرشح على لائحة حزب مرتبط بورقة تفاهم مع حزب الله..ورقة تفاهم تقدس سلاح الحزب وتؤبده في بندها العاشر وهو في نفس الوقت حزب حليف للنظامين السوري والإيراني وعلى راس السطح. باختصار فإن المقابلة كانت فاشلة 100% في تلميح صورة الشماس واظهاره بقالب مقاوم واستقلالي وسيادي علماً أنه مرشح بيت الحريري أصلاً ووديعة على لائحة التيار الحر كما يشارع في الكثير من الأوساط البيروتية.. الرجل حر بما يقوله وللمواطن الحرية أيضاً في فضح ما هو تعمومي واحتيالي وشعبوي.. والأهم فإن القرار النهائي هو للمنتخب في الدائرة الأولي...

 

بالنص والصوت/الياس بجاني: تأملات إيمانية في عِّبر وتقاليد ومفاهيم ذكرى خميس الأسرار

http://eliasbejjaninews.com/archives/38461

 بالصوت/فورماتMP3الياس بجاني: تأملات إيمانية في عِّبر وتقاليد ومفاهيم ذكرى خميس الأسرار/29 آذار/18 /اضغط هنا للإستماع للتأملات

http://www.eliasbejjaninews.com/elias.audio15/elias.khamies%20al%20asrar.mp3

 بالصوت/فورماتWMA/الياس بجاني: تأملات إيمانية في عِّبر وتقاليد ومفاهيم ذكرى خميس الأسرار/29 آذار/18 /اضغط هنا للإستماع للتأملات

http://www.eliasbejjaninews.com/elias.audio%20wma15/elias.khamies%20al%20asrar.wma

 

خميس الأسرار: تقاليد، طقوس وعِّبر

الياس بجاني/13 نيسان/17

http://eliasbejjaninews.com/archives/38461

تحتفل الكنيسة المارونية بصلاة وطقوس خميس الأسرار الذي يسمى أيضاً “خميس الغسل” ” والخميس المقدس”، تحتفل به بتقوى وخشوع وتعبد وتوبة وتتأمل بحزن وأسى في عذابات السيد المسيح، وتعتبره من الناحية الإيمانية يوماً يجسد جوهر ولب وقلب الأسبوع الأخير من الصوم الكبير. يلي خميس الأسرار الجمعة العظيمة وسبت النور ومن ثم عيد القيامة المجيد حيث قهر الرب المتجسد الموت وكسر شوكته. قام من القبر وانتصر على الشر وغفر لنا بصلبه وآلامه الخطيئة الأصلية، كما علمنا معاني المحبة والغفران والتسامح وبذل الذات من أجل الآخرين. ” ليس حب أعظم من هذا أن يبذل الإنسان نفسه فداء عن أحبائه”.

مسمى “خميس الأسرار” يرمز إلى سرَّي القربان والكهنوت اللذين أرسى المسيح أسسهما الإيمانية خلال العشاء السري الفصحي الأخير له على الأرض. داخل العلية جلس يسوع حول المائدة مع تلاميذه وأقام معهم قدّاسه الإلهي الأخير قبل صلبه وموته وقيامته وصعوده إلى السماء. في ذلك اليوم حوّل يسوع خبز المائدة إلى جسده، والخمر إلى دمه، وقال: “خذوا كلوا منه كلّكم، هذا هو جسدي الذي يبذل عنكم وعن الكثيرين لمغفرة الخطايا”، وقال: “خذوا اشربوا منها كلّكم: هذه هي كأس دمي الذي يراق عنكم وعن الكثيرين لمغفرة الخطايا”. خلال العشاء الفصحي المقدس هذا كرّس وثبت يسوح تلاميذه كهنة للعهد الخلاصي الجديد وأسس الخدمة والرسالة الكهنوتية بقوله لتلاميذه: “اصنعوا هذا لذكري”.

وحتى يُعلم تلاميذه والبشر أجمعين متطلبات وقواعد المحبة والتواضع ومبادئ العطاء والتضحية وخدمة الغير التي لا حدود لها، قام وغسل أرجل التلاميذ بنفسه قبل أن يُطهر ويغسِل وينقي نفوسهم من الشر والذنوب والخطايا من خلال دمه الذي سيراق على الصليب من أجل الغفران والدخول في العهد الخلاصي الجديد.

روحية الذكرى وطقوسها وصلاتها بأكملها مستمدة من واقعة العشاء السري الأخير الذي احتفل به المسيح مع تلاميذه في العلية قبل أن يسلمه تلميذه الخائن يهوذا إلى اليهود ليصلبوه مقابل ثلاثين من فضة، وكل الطقوس والصلوات والعادات التي تمارس في هذه الذكرى ترمز إلى ما جرى في ذلك الاجتماع المقدس حسبما ذكرت الأناجيل الأربعة، لوقا 22/1-23، يوحنا 13/1-30، متى 26/14-30، مرقص 14/12-26

طقوس وعادات وتقاليد تمارس في يوم خميس الأسرار

*يكرّس ويبارك في هذا اليوم غبطة البطريرك الميرون وزيت العماد وزيت المسحة، لتوزّع على كلّ الأبرشيات والكنائس.

*بغسل الكاهن خلال القداس الإلهي أقدام اثني عشر شخصاً يرمزون إلى عدد رسل المسيح.

*يقوم المؤمنون بزيارة سبع كنائس كرمز للالتزام المطلق بأسرار الكنيسة السبعة: سرّ الكهنوت، سرّ القربان، سر الزيت المبارك، سرّ العماد، سر التثبيت، سر المسحة، وسرّ الخدمة.

بعض علماء الدين يربطون هذا التقليد بالأماكن السبعة التي قصدتها السيدة العذراء عندما علمت أن ابنها يسوع قد اعتقل: مقر مجلس الكهنة، مكان الإعتقال، مقر الحاكمين بيلاطس وهيرودس (مرتين لكل مقر)، والجلجلة.

كما يُنسب التقليد هذا لزيارات الحجاج المسيحيين الأوائل التي بدأت في روما وكانت تقضي بالحج إلى سبع كنائس طلباً للتوبة وسعياً للتكفير عن الذنوب والخطايا، والكنائس هي:  كنيسة القديس يوحنا، كنيسة القديس بطرس، كنيسة القديسة مريم، كنيسة القديس بولس، كنيسة القديس لورانس، كنيسة الصليب المقدس، وكنيسة القديس سيباستيان.

*يُصمد القربان داخل بيت القربان على المذبح بعد انتهاء القداس ويقوم المؤمنين بالسجود أمامه طوال الليل مستذكرين نزاع الربّ يسوع في بستان الزيتون، حيث تركه التلاميذ وحيداً واستسلموا للنوم من جرّاء الحزن والتعب والخوف. هذا وترفع كل أنواع الزينة من الكنائس ما عدى المذبح الذي يُصمد عليه القربان تعبيراً عن الحزن الشديد. كما أن بعض التقاليد تقضي بالتوقف عن قرع أجراس الكنائس بعد صمد القربان حتى أحد القيامة.

العشاء السري كما جاء في الأناجيل الأربعة

1- انجيل القدّيس لوقا22/01-23: “وقرب عيد الفطير الذي يقال له الفصح. وكان رؤساء الكهنة ومعلمو الشريعة يبحثون عن طريقة يقتلون بها يسوع، لأنهم كانوا يخافون من الشعب. فدخل الشيطان في يهوذا الملقب بالإسخريوطي، وهو من التلاميذ الاثني عشر، فذهب وفاوض رؤساء الكهنة وقادة حرس الهيكل كيف يسلمه إليهم. ففرحوا واتفقوا أن يعطوه شيئا من المال. فرضي وأخذ يترقب الفرصة ليسلمه إليهم بالخفية عن الشعب. وجاء يوم الفطير، وفيه تذبح الخراف لعشاء الفصح. فأرسل يسوع بطرس ويوحنا وقال لهما: إذهبا هيئا لنا عشاء الفصح لنأكله. فقالا له: أين تريد أن نهيئه؟ فأجابهما: عندما تدخلان المدينة يلاقيكما رجل يحمل جرة ماء، فاتبعاه إلى البيت الذي يدخله، وقولا لرب البيت: يقول لك المعلم: أين الغرفة التي سأتناول فيها عشاء الفصح مع تلاميذي؟ فيريكما في أعلى البيت غرفة واسعة مفروشة، وهناك تهيئانه. فذهبا ووجدا مثلما قال لهما، فقاما بتهيئة عشاء الفصح. ولما جاء الوقت، جلس يسوع مع الرسل للطعام. فقال لهم: كم اشتهيت أن أتناول عشاء هذا الفصح معكم قبل أن أتألم. أقول لكم: لا أتناوله بعد اليوم حتى يتم في ملكوت الله. وأخذ يسوع كأسا وشكر وقال: خذوا هذه الكأس واقتسموها بينكم. أقول لكم: لا أشرب بعد اليوم من عصير الكرمة حتى يجيء ملكوت الله. وأخذ خبزا وشكر وكسره وناولهم وقال: هذا هو جسدي الذي يبذل من أجلكم. اعملوا هذا لذكري. وكذلك الكأس أيضا بعد العشاء، فقال: هذه الكأس هي العهد الجديد بدمي الذي يسفك من أجلكم. لكن ها هي يد الذي يسلمني على المائدة معي. فابن الإنسان سيموت كما هو مكتوب له، ولكن الويل لمن يسلمه! فأخذ التلاميذ يتساءلون من منهم سيفعل هذا. ووقع بينهم جدال في من يكون أكبرهم، فقال لهم يسوع: ملوك الأمم يسودونها، وأصحاب السلطة فيها يريدون أن يدعوهم الناس محسنين. أما أنتم، فما هكذا حالكم، بل ليكن الأكبر فيكم كالأصغر، والرئيس كالخادم. فمن هو الأكبر: الجالس للطعام أم الذي يخدم؟ أما هو الجالس للطعام؟ وأنا بينكم مثل الذي يخدم.وأنتم ثبتم معي في محنتي، وأنا أعطيكم ملكوتا كما أعطاني أبي، فتأكلون وتشربون على مائدتي في ملكوتي، وتجلسون على عروش لتدينوا عشائر بني إسرائيل الاثني عشر.”

2- انجيل القديس يوحنا 13/1-30: ” وكان يسوع يعرف، قبل عيد الفصح، أن ساعته جاءت لينتقل من هذا العالم إلى الآب، وهو الذي أحب أخصاءه الذين هم في العالم، أحبهم منتهى الحب. وجلس للعشاء مع تلاميذه. وكان إبليس وسوس إلى يهوذا بن سمعان الأسخريوطي أن يسلم يسوع. وكان يسوع يعرف أن الآب جعل في يديه كل شيء، وأنه جاء من عند الله وإلى الله يعود. فقام عن العشاء وخلع ثوبه وأخذ منشفة واتزر بها، ثم صب ماء في مغسلة وبدأ يغسل أرجل التلاميذ ويمسحها بالمنشفة التي اتزر بها. فلما دنا من سمعان بطرس، قال له سمعان: يا سيد، أأنت تغسل رجلي؟ فأجابه يسوع: أنت الآن لا تفهم ما أنا أعمل، ولكنك ستفهمه فيما بعد. فقال له بطرس: لن تغسل رجلي أبدا. أجابه يسوع: إن كنت لا أغسلك، فلا نصيب لك معي. فقال له سمعان بطرس: إذا يا سيد، لا تغسل رجلي وحدهما، بل اغسل معهما يدي ورأسي. فقال له يسوع: من اغتسل كان طاهرا كله، فلا يحتاج إلا إلى غسل رجليه. أنتم اهرون، ولكن ما كلكم طاهرون. قال يسوع ما كلكم طاهرون، لأنه كان يعرف من سيسلمه. فلما غسل أرجلهم ولبس ثوبه وعاد إلى المائدة قال لهم: أتفهمون ما عملته لكم؟ أنتم تدعونني معلما وسيدا، وحسنا تفعلون لأني هكذا أنا. وإذا كنت أنا السيد والمعلم غسلت أرجلكم، فيجب عليكم أنتم أيضا أن يغسل بعضكم أرجل بعض. وأنا أعطيتكم ما تقتدون به، فتعملوا ما عملته لكم. الحق الحق أقول لكم: ما كان خادم أعظم من سيده، ولا كان رسول أعظم من الذي أرسله. والآن عرفتم هذه الحقيقة، فهنيئا لكم إذا عملتم بها. لا أقول هذا فيكم كلكم، فأنا أعرف الذين اخترتهم. ولكن ما جاء في الكتب المقدسة لا بد له أن يتم، وهو: أن الذي أكل خبزي تمرد علي.أخبركم بهذا الآن قبلما يحدث، حتى متى حدث تؤمنون بأني أنا هو. الحق الحق أقول لكم: من قبل الذين أرسلهم قبلني. ومن قبلني قبل الذي أرسلني. وعند هذا الكلام، اضطربت نفس يسوع وقال علانية: الحق الحق أقول لكم: واحد منكم سيسلمني!  فنظر التلاميذ بعضهم إلى بعض حائرين لا يعرفون من يعني بقوله. وكان أحد التلاميذ، وهو الذي يحبه يسوع، جالسا بجانبه. فأومأ إليه سمعان بطرس وقال له: سله من يعني بقوله. فمال التلميذ على صدر يسوع وسأله: من هو يا سيد؟ فأجاب يسوع: هو الذي أناوله اللقمة التي أغمسها! وغمس يسوع لقمة ورفعها وناول يهوذا بن سمعان الأسخريوطي. فلما تناولها دخل الشيطان فيه. فقال له يسوع: إعمل ما أنت تعمله ولا تبطئ. فما فهم أحد من الجالسين إلى المائدة لماذا قال له هذا الكلام. وكان يهوذا أمين الصندوق، فظن بعضهم أن يسوع أوصاه أن يشتري ما يحتاجون إليه في العيد، أو أن يعطي الفقراء شيئا. وتناول يهوذا اللقمة وخرج في الحال. وكان ليلا.

3- انجيل القديس متى 26/14-30:  “وفي ذلك الوقت ذهب أحد التلاميذ الاثني عشر، وهو يهوذا الملقب بالإسخريوطي، إلى رؤساء الكهنة وقال لهم: ماذا تعطوني لأسلم إليكم يسوع؟ فوعدوه بثلاثين من الفضة. وأخذ يهوذا من تلك الساعة يترقب الفرصة ليسلم يسوع. وفي أول يوم من عيد الفطير، جاء التلاميذ إلى يسوع وقالوا له: أين تريد أن نهيئ لك عشاء الفصح؟ فأجابهم: إذهبوا إلى فلان في المدينة وقولوا له: يقول المعلم: جاءت ساعتي، وسأتناول عشاء الفصح في بيتك مع تلاميذي. فعمل التلاميذ ما أمرهم به يسوع وهيأوا عشاء الفصح. وفي المساء، جلس يسوع للطعام مع تلاميذه الاثني عشر. وبينما هم يأكلون، قال يسوع: الحق أقول لكم: واحد منكم سيسلمني. فحزن التلاميذ كثيراً وأخذوا يسألونه، واحداً واحداً: هل أنا هو، يا سيد؟ من يغمس خبزه في الصحن معي هو الذي سيسلمني. فابن الإنسان سيموت كما جاء عنه في الكتاب، ولكن الويل لمن يسلم ابن الإنسان! كان خيرا له أن لا يولد. فسأله يهوذا الذي سيسلمه: هل أنا هو، يا معلم؟ فأجابه يسوع: أنت قلت. وبينما هم يأكلون، أخذ يسوع خبزا وبارك وكسره وناول تلاميذه وقال: خذوا كلوا، هذا هو جسدي. وأخذ كأسا وشكر وناولهم وقال: إشربوا منها كلكم. هذا هو دمي، دم العهد الذي يسفك من أجل أناس كثيرين. لغفران الخطايا. أقول لكم: لا أشرب بعد اليوم من عصير الكرمة هذا، حتى يجيء يوم فيه أشربه معكم جديدا في ملكوت أبي. ثم سبحوا وخرجوا إلى جبل الزيتون.”

4- انجيل القديس مرقص 14/12-26: “وفي أول يوم من عيد الفطير، حين تذبح الخراف لعشاء الفصح سأله تلاميذه: إلى أين تريد أن نذهب لنهيئ لك عشاء الفصح لتأكله؟ فأرسل اثنين من تلاميذه وقال لهما: إذهبا إلى المدينة، فيلاقيكما رجل يحمل جرة ماء فاتبعاه. وعندما يدخل بيتا قولا لرب البيت: يقول المعلم: أين غرفتي التي آكل فيها عشاء الفصح مع تلاميذي؟ فيريكما في أعلى البيت غرفة واسعة مفروشة مجهزة، فهيئاه لنا هناك. فذهب التلميذان ودخلا المدينة، فوجدا كما قال لهما وهيأ عشاء الفصح. ولما كان المساء، جاء مع تلاميذه الاثني عشر. وبينما هم جالسون للطعام، قال يسوع: الحق أقول لكم: واحد منكم سيسلمني، وهو يأكل معي. فحزن التلاميذ وأخذوا يسألونه، واحدا فواحدا: هل أنا هو؟ فقال لهم: هو واحد من الاثني عشر، وهو الذي يغمس يده في الصحن معي. وابن الإنسان سيموت كما جاء عنه في الكتب المقدسة، ولكن الويل لمن يسلم ابن الإنسان! كان خيرا له أن لا يولد. وبينما هم يأكلون، أخذ خبزا وبارك وكسره وناولهم وقال: خذوا، هذا هو جسدي. وأخذ كأسا وشكر وناولهم، فشربوا منها كلهم، وقال لهم: هذا هو دمي، دم العهد الذي يسفك من أجل أناس كثيرين. الحق أقول لكم: لا أشرب بعد الآن من عصير الكرمة، حتى يجيء يوم فيه أشربه جديدا في ملكوت الله. ثم سبحوا وخرجوا إلى جبل الزيتون”.

لنتذكر في هذه الليلة أن أحداً منا لا يستطيع أن يعيش نقيا عند الله من دون الغفران الذي يغسل خطايانا بدم يسوع ومن دون الحياة الجديدة التي تعطى لنا بجسده ودمه.

لنذكر في هذه الليلة أمام القربان الرب يسوع الذي يواصل آلامه في آلام المتألمين.

لنتذكر كل المتألمين في أجسادهم وأرواحهم وفي نفوسهم الذين هم في سهر دائم مع المسيح المتألم من أجل الكنيسة”.

لنتذكر دائماً أنه مطلوب من الكبير فينا أن يكون خادما لنا.

 

التحالفات الانتخابية في كسروان-جبيل عرت الأحزاب والسياسيين الموارنة من كل ما هو صدق وثوابت ومصداقية

الياس بجاني/28 آذار/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/63502

محزن ومخيف ومخيب للآمال سقوط كل الأحزاب المسيحية اللبنانية ودون استثناءً واحداً وتحديداً المارونية منها في أفخاخ "الأنا" القاتلة، والجوع والجشع للسلطة والنفوذ، وذلك على حساب مصير الوطن وكرامة وحرية المواطن وكل ما هو مبادئ وقيم وثوابت ... وذلك بفجور ووقاحة غير مسبوقين في تاريخ لبنان المعاصر والغابر على حد سواء.

إن أخطر نتائج تعري هؤلاء من الصدق والمصداقية هو فقدان الثقة المطلقة بهم وبكل ما هو سياسي وسياسيين موارنة من قبل الاغتراب اللبناني السيادي.

في هذا السياق الانتهازي فإن التحالفات الانتخابية الهجينة والتجارية والمصلحية والغريبة والعجيبة في كسروان - جبيل قد أسقطت عملياً كل الأقنعة عن واقع وحال كل أصحاب شركات الأحزاب المسيحية وطاقم السياسيين الموارنة تحديداً وأظهرتم على حقيقتهم اللاسيادية واللامبدئية والانتهازية والمصطلحية ..

هؤلاء باعوا كل شيء، وتخلوا عن كل شيء، وتنازلوا عن كل شيء، وتنكروا لأشخاص سياديين شرفاء ادعوا لفترة التحالف معهم انتخابياً، ولحسوا كل وعودهم وعهودهم، ونحروا كل شعاراتهم، وداسوا دون خجل أو وجل على كل عنترياتهم وادعاءاتهم الباطلة والمسرحية بما يخص السيادة والاستقلال والقرارات الدولية واحتلال حزب الله وسلاحه وحروبه ودويلاته ومشروعه الملالوي اللاغي لكل ما هو لبناني وعربي.

فمن يتمعن بموضوعية وبتعقل وتجرد وطبقاً للمعايير السيادية والأخلاقية والإيمانية بكل اللوائح الانتخابية في كسروان-جبيل لا يرى غير العجب والغرابة والطروادية والانتهازية وعمى البصر والبصيرة بأبشع صورهم.

باختصار وبكل راحة ضمير يمكننا القول بأن كل هؤلاء السياسيين وأصحاب شركات الأحزاب اللاهثين وراء الكراسي والنفوذ والمنافع.. كل هؤلاء عملياً وواقعاً معاشاً على الأرض هم الخطر الحقيقي والداهم على سيادة واستقلال وهوية وتاريخ لبنان، وليس القوى الغريبة التي تحاول الهيمنة والسيطرة على وطن الأرز.

وفعلاً نحن حالياً نعيش على مستوى الطبقة السياسية من حزبية وغيرها زمن محل وبؤس وجحود وقلة إيمان..

الكاتب ناشط لبناني اغتراب

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

 

ما خرج المرشحين بكسروان وجبيل الموارنة إلا طانيوس شاهين/تغريدات متفرقة

الياس بجاني/28 آذار/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/63495

لو طانيوس شاهين بيعود اليوم كان بعمل ثورة ضد كل المرشحين الموارنة بكسروان وجبيل وبيخلص لبنان من جوعهم للسلطة وكذبهم وطرواديتهم ..وأكيد أكيد بياخد بطريقوا كل الأحزاب المسيحية وكلون يعني كلون وكاسك يا وطن مسروق ومنهوب ومبتلي بسياسيين تجار وفجار.

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

فيديو مداخلة د.سامي نادر من قناة الحدث تتناول اتهام التحالف العربي حزب الله بتهريب الصواريح للحوثيين من الضاخية الجنوبية في بيروت/29 آذار/18/اضغط هناو أو على الرابط في أسفل لمشاهدة المداخلة

https://www.youtube.com/watch?v=2KLKyGXgSAA

 

التحالف: صواريخ الحوثيين تُهرّب من الضاحية

المركزية/29 آذار/18/اعتبر التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن أن "منهجية إيران تعتمد على نفي أعمالها العدائية في المنطقة". وأشار الى أن "صواريخ الحوثيين يبدأ تهريبها من الضاحية الجنوبية في لبنان"، لافتا الى أن "ميناء الحديدة النقطة الرئيسية لتهريب الصواريخ للحوثيين".

 

مجلس النواب يقر موازنة 2018

وكالات/29 آذار/18/ختم مجلس النواب جلسته بعد اقرار ٢٦ مشروع قانون بينهم تعديل مادة البطاقة البيومترية لمرة واحدة ومعاهدة تجارة الاسلحة. وأقر المجلس مشروع موازنة العام لعام 2018 بعد التصويت عليها مادة واحدة بالمناداة. وأيد قانون الموازنة 50 نائبا، فيما صوت نائبان ضدها وامتنع 11 نائبا عن التصويت. ووافق مجلس النواب على إعطاء 3 درجات إضافية للقضاة، وأعاد العطلة القضائية الى شهر ونصف. كما أقر دوام العمل في القطاعات العامة ٣٤ ساعة وترك للحكومة تحديدها.  وفي سياق متصل، هدد نقيب المعلمين في المدارس الخاصة رودولف عبود بالاستقالة اذا أقر مشروع التقسيط أو البند المتعلق بالضمان.

 

ضربة أميركية لسوريا ستعطل الإنتخابات في لبنان؟!

 "لبنان 24" 2018-3-28  /استغرب مصدر بارز عبر "لبنان 24" ما أسرّ به أحد الديبلوماسيين في لبنان من أوروبا الشرقية بالقول: هل فعلاً تتحضرون للإنتخابات؟ متحدثاً بثقة أنّ ضربة أميركية ستستهدف سوريا قبل نهاية نيسان. وأشار الديبلوماسي إلى أنّ الطائرات الأميركية ستنطلق من قواعدها الجوية العسكرية المتمركزة في مطار موفق السلطي في الأردن. وبحسب الديبلوماسي، هناك سلاح طيران من دول الناتو موجود في الأردن، ومن هذا السلاح الجوي على سبيل المثال الفرنسي والهولندي.

 

إلغاء زيارة للسفير السوري لكسروان... لعدم الإحراج!

"لبنان 24" 2018-3-29/تردد ان السفير السوري في لبنان علي عبد الكريم علي كان سيقوم بزيارة الى دارة أحد المرشحين عن دائرة كسروان، إذ بين الأثنين صداقة قديمة وزيارات متبادلة. إلا أن حزبًا عريقًا يخوض المعركة الإنتخابية على اللائحة نفسها علم بالزيارة فطلب من المرشح عدم احراج اللائحة وتأجيل لقاءاته العلنية مع علي الى ما بعد الانتخابا

 

الياس الزغبي: الحكومة ومجلس النواب يهربان!

الوكالة الوطنية للإعلام//29 آذار/18

رأى عضو قيادة "قوى 14 آذار" الياس الزغبي في تصريح أن "الحكومة ومجلس النواب يهربان إلى الأمام في إقرار موازنة متسرعة وغب الطلب عشية مؤتمر الاستدانة "سيدر" والانتخابات النيابية". وقال في تصريح :"إن أوضح شهادة على تخبط السلطات إعلان رئيس الجمهورية عن إفلاس لبنان ورد حاكم المصرف المركزي بأن الوضع المالي متين ولا خوف عليه". ودعا مرجعيات الدولة إلى "تحمل المسؤولية بدل الاكتفاء بتوصيف الوضع، والاسراع في وقف نزف المؤسسات وزيادة الهدر على الاحتفالات والأسفار والمشاريع الانتخابية والتوظيفات الزبائنية".

 

الياس الزغبي/كيف يمكن للإعلاميين التنويه بمن تحوم حولهم الشبهات؟

29 آذار/18/طلب رئيس الجمهورية من الإعلام أن ينوّه بالأبرياء في السياسة والإدارة، ويدل على المرتكبين وهذا ما يقوم به الإعلام فعلاً

فمثلاً تنوّه وسائل الإعلام على اختلاف مشاربها بأداء بعض الوزراء ونظافة كفهم، وكذلك بعض الإدارات كإدارة المناقصات على سبيل المثال

ولكن، كيف يمكن للإعلاميين التنويه بمن تحوم حولهم الشبهات؟ فمهما جهدت أقلامهم و"أمشاطهم" لا تستطيع تجميل الوجوه القبيحة!

 

نائب قائد القيادة المركزية الأميركية يختتم زيارةً إلى لبنان

نهارنت/29 آذار/18/إختتم نائب قائد القيادة المركزية الأميركية (ARCENT) الجنرال تيرنس ج. ماِكنريك زيارةً إلى لبنان التقى خلالها قائد الجيش العماد جوزاف عون ومسؤولين كبار آخرين في الجيش ترافقه السفيرة الأميركية إلى لبنان إليزابيث ريتشارد. وجدد الجنرال ماكِنريك خلال اجتماعاته التزام حكومة الولايات المتحدة الشراكة اللبنانية-الأميركية ودعم الجيش اللبناني بصفته المدافع الوحيد عن لبنان. بحسب بيان صادر عن السفارة الاميركية في بيروت. وأعلنت السفارة أنه "تلازماً مع الاعلان مؤخراً في مؤتمر روما حول دعم المؤسسات الأمنية اللبنانية ، فإن الولايات المتحدة سوف تُكمل هذا العام تسليم الطائرات الست من طراز A-29 Super Tucano بالإضافة الى 32 آلية قتال مدرعة من نوع برادلي".ولفتت الى أنها "جزءً من 340 مليون دولار أميركي من المساعدات لتحسين قدرات الجيش اللبناني في الجو ولبناء قدراته على المناورة الآلية الحديثة على الأرض".

 

المجلس الاعلى للقضاء: الاشراف القضائي على الانتخابات حاصل لا محالة

نهارنت/29 آذار/18/أعلن رئيس المجلس الاعلى للقضاء القاضي جان فهد أن الاشراف القضائي على العملية الانتخابية حاصل لا محالة. وقال فهد في مؤتم صحافي عقده الخميس "مكافحة الفساد في الإدارة لا تتوقّف على مبادرة من القضاء بل تنتظر من النواب إقرار التعديلات التشريعية اللازمة التي تسمح للقاضي ملاحقة كل فاسد". وأوضح أن الوعود التي تلقاها القضاة "لم تثمر حتى الساعة قوانين ترفع عنا الاجحاف ما دفع الى الاعكتاف الذي هو للفت النظر الى ان ما يحصل من شأنه ان يدمّر ما تبقى من السلطة القضائية". وأضاف "يجب تحصين القاضي وننتظر من النواب إقرار المراسيم التشريعية التي تفسح له مقاضاة كلّ مسؤول بعيدًا عن الحصانات". وناشد فهد إقرار القوانين التي تحفظ كرامة القضاة واستقلالهم ليتمكنوا من احقاق الحق، لافتا الى أن "اي مقارنة بين القضاء وممارسة اي وظيفة عامة هي في غير محلها". وفي الختام أكد أن "الاشراف القضائي على سير الانتخابات حاصل لا محالة وهو خارج عن اي مساومة وقائم بمعزل عن اي تطورات من اي نوع كانت". وقرر القضاة الاعتكاف عن العمل بانتظار تنفي1 مطالبهم. ويرى القضاة أن على الحكومة ومجلس النواب معالجة مطالب السلك القضائي المعيشية التي يرى أنه حرم منها في موازنة 2017 لجهة مساهمة الخزينة في صندوق التعاضد القضائي، ولجهة مساواة رواتب القضاة برواتب الفئة الأولى في الإدارة بعد رفعها في سلسلة الرتب والرواتب. وكان القضاة لوحوا الاسبوع القائت أنهم قد يلجأون إلى خطوات احتجاجية غير الإضراب والامتناع عن عقد جلسات المحاكم، كأن يمتنعوا عن ترؤس لجان القيد الانتخابية التي سيشكلها وزير العدل سليم جريصاتي والتي لها مهمات جوهرية في العملية تبدأ بالتدقيق في لوائح قيد الناخبين والموافقة على إصدارها بعد تنقيحها، وتمر بالإشراف على فرز الأصوات وتنتهي بإصدار النتائج النهائية لعمليات الاقتراع في محاضر رسمية.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الخميس في 29/3/2018

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

البلد بخير ورئيس الجمهورية أوضح ان ما قصده بكلامه على الإفلاس هدفه حث الجميع على تحمل المسؤولية.

البلد بخير والمجلس النيابي بعد الحكومة يمهد بإقرار الموازنة أمام نجاح مؤتمر سيدر في باريس في السادس من نيسان. البلد بخير وهناك مؤشرات على نجاح الموسم السياحي ومنها وصول طائرة إماراتية عملاقة الى مطار رفيق الحريري الدولي وتأكيد القائم بالاعمال السعودي وليد البخاري على العمل من أجل مجيء السياح السعوديين الى لبنان. البلد بخير وهناك تحضيرات لاحتفال كبير في واجهة بيروت البحرية لتدشين جادة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز.

وفي المتابعات السياسية ما يتعلق بإعلان التحالف العربي في اليمن بأن صواريخ الحوثي تأتي من الضاحية الجنوبية لبيروت. وطبعا هذا الكلام سيلقى ردا لبنانيا مقنعا بنفي هذا الامر في ظل وضع أمني ممتاز في مطار رفيق الحريري الدولي.

وفي المطار زحمة ركاب عند مداخل تفتيش الركاب المسافرين الى حد مطالبة المسافرين بتدابير تريحهم ولا ترهقهم كما حصل هذا اليوم.

إذن المجلس النيابي استأنف جلسة مناقشة مشروع قانون الموازنة هذا المساء التي تميزت بحضور رئيس مجلس القضاء الاعلى القاضي جان فهد والنائب العام التمييزي القاضي سمير حمود.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ان بي ان"

في اليوم الثاني لجلسة مجلس النواب تواصل درس موازنة مشروع العام 2018 ويفترض ان يقر ليشكل هذا الانجاز الترجمة العملية للوعد الذي اطلقه الرئيس نبيه بري وليأتي قبل نحو اسبوع من موعد مؤتمر سيدر في باريس.

الجولة الثالثة من الجلسة النيابية تخللتها كلمتان لرئيس الحكومة ووزير المال اللذين ردا على ما جاء في مداخلة النواب. اما مايسترو الجلسة الرئيس بري فكانت له مداخلات تصويبية في اكثر من موقع فأكد مثلا ان الاضراب القضائي غير محبد لكن الشعور بالكرامة "بيخلي الواحد يخرج عن طورو احيانا" واثار كذلك معضلة الكهرباء مذكرا بالقوانين الـ37 التي طرحها على طاولة الحوار في قصر بعبدا واعلن انه سيطرح تعديلا في المادة 84 من قانون الانتخابات لتكون لمرة واحدة.

الرئيس بري طمأن جميع الناجحين في امتحانات مجلس الخدمة المدنية الى ان حقهم محفوظ كذلك اكد الرئيس سعد الحريري ان الحكومة ملتزمة قضية الناجحين في مجلس الخدمة، لكنه شدد على ان المشكلة سياسية واعتبر ان لبنان ليس دولة مفلسة وانه مستعد لاحالة اي فاسد الى القضاء حتى لو كان عضوا في تيار المستقبل شرط تسميته واستغرب القول ان مؤتمر سيدر هو مؤتمر انتخابي واسف على تصرف القضاء على طريقة الاضراب.

لبنان ليس دولة مفلسة امر شدد عليه ايضا الوزير علي حسن خليل الذي قال اننا بحاجة لاعادة هيكلة ديننا العام وادارته واكد ان خفض انفاق الوزارات بنسبة 20% لم يكن فولوكلوريا بل عمل جدي واشار الى ان الموازنة حافظت على الحقوق المكتسبة ولم تتضمن اي ضرائب او رسوم جديدة وجدد الالتزام بتقديم قطع الحساب في المهلة المحددة.

على اي حال فان الهيئة العامة تستكمل البت في مواد الموازنة خلال الجلسة المسائية واذا ما اتسع الوقت قد يطرح الرئيس بري تعديل المادة 84 من قانون الانتخاب.

ربطا باشكالية الكهرباء كان لرئيس الجمهورية اليوم ميشال عون تتمة لموقفه امام مجلس الوزراء اذ اكد انه يجب شراء الكهرباء من اي مصدر لافتا الى انه لن يعترض الا على الاسعار.

* مقدمة نشرة أخبار "المنار"

تقدمت الموازنة آنيا الزحمة الانتخابية، وتصدرت لائحة الاهتمامات بعد اهتمام اللبنانيين باعلان اللوائح، وان كانت وعود الموازنة حكوميا وبعض سجالاتها لا تغيب عنها الصفة الانتخابية..

اقر مجلس النواب او يكاد موازنة لم تزن وفق المعتاد اللبناني، بل وفق حسابات المؤتمرات الدولية المعجلة لغايات لم يغب عنها تلك الانتخابية.. وان كان كل الكلام الذي ادلى به نواب كتلة الوفاء للمقاومة، ووضعهم الاصبع على الجرح الاقتصادي النازف هدرا وفسادا ومحسوبيات كما فصل النائب حسن فضل الله، فان فضل الوقت الداهم على الحكومة المحكومة بتقديم شيء ما لمؤتمر باريس اربعة، قد اخرج الموازنة من مجلس النواب باربع جلسات.. فيما اللافت محاضرة البعض بالعفة الاقتصادية، وهم اساس هذه النكبة الوطنية..

وفي الكارثة الوطنية اي الكهرباء ، كلام لرئيس الجمهورية دعا خلاله الحكومة الى ضرورة شراء الكهرباء من أي مصدر كان، وانه هو شخصيا لن يعترض إلا على الاسعار..

في المشهد المستعر فلسطينيا عشية يوم الارض، تحضيرات للتظاهرات المليونية، ورفع لمنسوب الخشية الصهيونية من اي مغامرة قد يقدم عليها الجيش العبري، مع دعوة الاعلام والمحللين الامنيين الى ضرورة الحذر في عملية تفريق المتظاهرين، خشية ارتكاب اخطاء تزيد النار اشتعالا في كل فلسطين المحتلة، وفق مختلف التقديرات الصهيونية.

* مقدمة نشرة أخبار او تي في

الأحوال في دول المحيط ليست على ما يرام. الوضع الاقتصادي والاجتماعي ليس بأفضل حال. الكهرباء غير مؤمنة أربعا وعشرين ساعة على أربع وعشرين. قانون الانتخاب لا يؤمن صحة التمثيل مئة في المئة... واللائحة تطول.

هذا، إذا نظرنا إلى النصف الفارغ من الكأس. أما إذا نظرنا إلى النصف الممتلئ، فاللائحة أدق وأطول: الأحوال في دول المحيط إلى استتباب جزئي. الاستقرار الأمني الداخلي ثابت. الانتظام المالي عاد. لبنان مقبل على مؤتمر دولي إضافي وأساسي. خطة الكهرباء موجودة، والعرقلة باتت مفضوحة. الديموقراطية عائدة، وتصحيح التمثيل تم بنسبة كبيرة مع اعتماد النسبية.

وفي كل الأحوال، كل ما هو مطلوب للتوفيق بين النظرتين، نسبة أعلى من الموضوعية، ومنسوب أكبر من التفاؤل، في مقابل سلبية أخف، ونية سيئة أقل. فبين النصف الفارغ أو الممتلىء من الكأس، وفي ليلة خميس الأسرار، لسان حال اللبنانيين واحد أحد: أبعدوا عنا كأس المزايدة والنفاق والخداع، وليكن كأس الصدق والصراحة والحقيقة طريقنا إلى الخلاص.

* مقدمة نشرة أخبار "المستقبل"

بين موعد السادس من نيسان والحدث الاقتصادي المنتظر، والمتمثل بمؤتمر سيدر وموعد السادس من ايار المتصل بالاستحقاق الانتخابي بقي الحراك المحلي على دورانه في افق الحدثين وتداعياتهما.

ففي اليوم الثاني من مناقشة موازنة العام 2018 سجلت سلسلة من السجالات النيابية، فيما اكد رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري في رده على النواب، ان تأخرالموازنة يعود الى الوضع السياسي في البلد.

وقال ان الموازنة انجزت في الوقت المطلوب بسبب العمل الكثيف والدؤوب، موضحا اننا امام فرصة إنجاز مشاريع كبيرة تم التخطيط لها لإنماء البلد والمؤتمرات الداعمة هي لتمويلها.

وعن ملف الكهرباء قال الرئيس الحريري ان الحكومة قدمت خطة متكاملة للكهرباء مشيرا الى ان المزايدات التي تحصل في هذا الموضوع ما كنا لنصل إليها لو مشينا بالخطة منذ العام 2010. الرئيس الحريري طمأن الى اننا لسنا دولة مفلسة، وما قاله رئيس الجمهورية كان ردا على ترف البعض.

قضائيا أكد رئيس مجلس القضاء الاعلى القاضي جان فهد ان اعتكاف القضاة ليس تباهيا بقوة او تهديد للسلطة بل للفت النظر إلى ان ما يحصل، من شأنه ان يدمر ما تبقى من السلطة القضائية. وقال: ان الاشراف القضائي على سير العملية الانتخابية حاصل لا محالة، وهو واجب كل قاضي، وخارج عن اي مساومة.

اقليميا عقدة دوما لا تزال على حالها ففي وقت تحدث الإعلام الروسي عن شروط فرضتها موسكو وقبل بها جيش الإسلام، نفى الاخير مؤكدا أن مقاتليه لن يخرجوا من الغوطة. وفي الاراضي الفلسطينية استعدادات وتحضيرات لمواجهة دعوات لجماعات منظمات الهيكل المتطرفة إلى اخلاء المسجد الاقصى لاقامة شعائرهم الدينية وجيش الاحتلال يدعو المستوطنين الى حمل السلاح.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ال بي سي"

يمكن اعتبار أول جلسة نيابية عامة في الدورة العادية لمجلس النواب، آخر جلسة، إلا اذا استدعى الأمر عقد جلسة أخرى قبل السادس من أيار المقبل...

الجلسة الأخيرة أقر فيها مجلس النواب الموازنة العامة لعام 2018، وهي الثانية التي يقرها هذا المجلس في عمره الذي امتد ثمانية أعوام. وإذا كانت هناك خلاصة يمكن إيجازها عن هذا المجلس، فهي أنه كان كسولا في إنتاج القوانين، ومهملا في مساءلة الحكومات المتعاقبة.

ليست المسؤولية مسؤوليته وحده في هذا المجال، إذ إن تداخل السلطات هو الذي يعيق المساءلة. فالحكومة هي عبارة عن مجلس نواب مصغر، ومن يختار الوزراء هو الذي يسمي النواب لينتخبوا، فكيف يحاسب مجلس النواب من هم زملاء له، فالقطب او المرجع او الزعيم هو الذي يسمي من يكون وزيرا ومن يكون نائبا. فكيف يسائل النائب الوزير وهو يعرف ان مرجعه هو الذي عينه، وهو لا يغيظ مرجعه لأنه يدفع الثمن خسارة لأحد الكرسيين: كرسي النيابة أو كرسي الوزارة...

هذه هي المأساة الملهاة في لبنان في تداخل السلطة التشريعية بالسلطة التنفيذية... نائب يعري الحكومة بسبب فشلها الذريع في محاربة الفساد، فيما وزراء هم من الكتلة النيابية ذاتها لهذا النائب، فمن يحاسب من؟.. أين تكمن العلة إذا؟ إنها في النظام وفي الأداء وفي غياب المساءلة والمحاسبة، فحين تكون الإرتكابات على مستويات وزارية، ويتأكد من هم في مرتبة الوزراء أنهم فوق المساءلة والمحاسبة، عندها يخرج الوزير من الجلسة النيابية العامة من دون خدش، ويخرج النائب خائبا لأنه غير قادر سوى على طلب الكلام، والإطالة نابعة من النقل التلفزيوني المباشر، فإذا كان متوافرا ومتاحا، طالت الكلمات...

إنه مجلس يودع بأقل إنتاجية ممكنة، والحكومة تودع بأكثر المخالفات الممكنة من بعض الوزراء، فلا المجلس سيحاسب ولا الحكومة ستطرح فيها الثقة، فبعد خمسين يوما يصبح المجلس الحالي مجلسا سابقا وتصبح الحكومة الحالية حكومة تصريف أعمال.. ولأن الرحيل "تحصيل حاصل" فلماذا المعارك بين حكومة راحلة ومجلس نواب راحل؟ المعارك سببها ان المتعاركين يخاطبون ناخبين لا رأيا عاما. وسجالات اليومين الأخيرين لم تغير ما هو مكتوب في الموازنة.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ام تي في"

انجزت موازنة 2018 وصار لبنان جاهزا لملاقاة مؤتمر سيدر، المثير للغرابة ان الجميل في الموازنة هي شرفتها المطلة على الدول الداعمة، ينبعي الاستنتاج من الهجمات الناقدة التي شنها عليها نواب الموالاة قبل زملائهم في المعارضة، في المقابل انطلق رد الرئيس سعد الحريري ورد وزير المال علي حسن خليل على منتقديهما من زاوية غير حادة اذ سلما بأن الضرورات اباحت المحظورات، فعدم التوصل الى الحلول العلمية والعملية سببها العرقلات السياسية الطويلة التي عطلت الدولة، اما الصرخة الاعلى للحريري فكانت على من اتهمه بالاسراع في الذهاب الى سيدر لغايات انتخابية، اذ سالهم، من سيتفيد منها انا ام البلد؟ ومن خارج السياق خاض الرئيس نبيه بري اخر جولة استذة على النواب المشاكسين مودعا الذين لن يعودوا الى مدرسته النيابية، وضرب موعدا للعائدين منهم وكأنه ييقول لهم "انا الاستيذ" والمطرقة لن تنزل من يدي.

وتدعيما للموازنة والسمعة المالية للبلاد اجمع الرئيسان عون والحريري والوزير علي حسن خليل والحاكم المركزي رياض سلامة على رفض المقولة التي راجت اخيرا بأن البلد مفلس، واضعين ما قيل في خانة التحذير وليس الجزم، كان المجلس النيابي حول جلسته المسائية الى تشريعية بقصد تعديل بند البطاقة الممغنطة في قانون الانتخاب منعا لتعريض الانتخابات للطعن وستحدد جلسة السبت او الاثنين اذا لم ينته النقاش الليلة، في الاثناء خرج القضاة المعتكفون عن صمتهم فذكر رئيس مجلس القضاء الاعلى جان فهد باسمهم بأن القضاء سلطة والقضاة يتمسكون بحقوقهم كاملة، لكنه اكد انهم لن يتخلوا عن دورهم الاساسي في العملية الانتخابية، بالتوازي اوصل الاساتذة صوتهم الى البرلمان من دون كبير امل بنيلهم حقوقهم. بعد الهمروجة المجلسية عطلة الفصح سيعبئها صخب الاستعدادات للانتخابات.

* مقدمة نشرة أخبار "الجديد"

أكثر من معركة وأقل من حرب وما خاضه النواب من مواجهة بالصوت العالي ينتهي الليلة بموافقة مرفوعة الأيادي على موازنة محشوة بمصاريف الهدر. كلهم الى التصويت ومن تسرب وتهرب في جلسة النهار استدعي مخفورا الى جلسة المساء تحت طائلة الميزانية وفيما تأهب النائب العام التمييزي لشؤون الموازنة حسن فضل الله لترقب سماع الرد الصاروخي لرئيس الحكومة على مكامن الفساد جاء كلام الحريري خرطوشة صيد من النوع الذي لا يصيب الطريدة.

تحدث الحريري في السياسة فلم يبن على النقد مقتضاه فبقيت الدولة المنهوبة منهوبة ولما تناول ملف الكهرباء فإن رياحه جنحت نحو "المي الزرقا" وحل البواخر فعقد البر ليرسو على البحر معتبرا أن المحطات تستلزم ثلاث سنوات وهو ما تخالفه العروض التي تؤكد أن المهلة لا تتجاوز سنة ونصف سنة على أبعد تقدير. ولو شرعت الحكومة منذ عام ونصف في حلول الأرض لكنا اليوم أضأنا وبلغنا النور لكن الإصرار على استجرار الطاقة عبر البواخر ورفض رأي دائرة المناقصات فاقم الأزمة وأمد في عمرها.

لم نعط خبزنا للخباز وتدخلت السياسة في شؤون الطاقة واستجرت مواقف لمصلحة البحر ونأت بلجنة المناقصات حتى إن الحريري يؤكد اليوم أنه اتفق على دفتر الشروط من دون أن يفسر للبنانيين علاقته الفنية بهذا الدفتر ولماذا لم نصغ الى رأي رجل الاختصاص جان العلية ورحنا نلوح له بتهديدات تطاول منصبه.

اما المناصب التي تفخخ الموازنة اليوم بأرقام وموظفين وحماة الديار من ال undp ومصاريف الجمعيات فكلها على ما يبدو ستبقى متربعة محتلة البنود فيما الوعود بعشرات مليارات الدولارات مشاريع للبنانين فهي التي تقلق اللبنانين لأن من سينفذها ويتولى تلزيمها والإشراف على سير أموالها هم من نوادر القوم الممسكين بمفاصل الالتزامات وعصب المجالس والهيئات والمستشارين المحظين بقربهم من الرؤساء.

موازنة السيدر واحد ستقر وستشكل دفعة على حساب الانتخابات التي احتدمت معاركها في أغلب الدوائر لاسيما في بيروت وهنا اختار وزير الداخلية نهاد المشنوق أن يلعب البيارته على الوتر الإيراني فنقل ساحة آزادي في طهران إلى العاصمة اللبنانية خير الناخبين بين أن يكونوا بين أمر من اثنين فأي مشروع يريدون أما أن يسلموا بيروت للمشروع الإيراني وإما أن يحافظوا على عروبتها. واشتداد اللهجة الانتخابية لدى وزير الداخلية جاء بعدما أخففت الصواريخ السياسية للمشنوق في إصابة هدف الحوثيين بالأمس فكان لزاما رفع السقف تحت حراسة الخزرة الزرقا من العيون اللدودة الحمراء.

والى عين حلوة وصوت كان تفضيليا قبل أن يخسر الحاصل العسكري تبدأ قناة الجديد من الليلة وثائقيا عنوانه "حكاية طويلة" الذي يطرق باب فضل شاكر الفنان الباحث اليوم عن مخرج والذي يوجه نداءه الى رئيس الجمهورية بي الكل بإقرار العفو العام عن " الناس الي تعذبت".

الفا ليلة وليلة قضاها فضل شاكر خلف الكواليس لكنه يعلن عبر هذه الشاشة الان أنه على استعداد للمحاسبة من حق المتضررين أن يعبتوا بدروهم ومن حق ذووي الشهداء ان يطالبوا بالحساب لكن الفنان المتواري يطلب اليوم الاستماع الى رأيه قبل ان يتخذ قراره في حل تحت سقف القانون. عن فضل حكاية عن ظروفه حكاية عن اهله في السياسة حكاية طويلة. يحكيها فراس حاطوم الليلة.

 

اسرار الصحف ليوم الخميس 29 اذار 2018

أسرار الآلهة - النهار

سجّل في حفل تكريم المديرين العامّين من وزير الداخليّة وجود الممثّل زياد عيتاني في الصورة التذكاريّة كأنّه صار من عدّة الانتخابات.

زحمة مؤتمرات في بيروت تتناول التنمية والشأن الاقتصادي ولا يُقابلها سوى بطء في نمو الاقتصاد وبطالة مُتزايدة وتراجع في النمو.

يتبادل مناصرو "التيّار الوطني الحرّ" و"تيّار المردة" الشتائم من العيار الثقيل عبر وسائل التواصل الاجتماعي من دون تدخّل أي جهة رقابيّة تضع حدّاً لهذه المسألة في الزمن الانتخابي.

- أسرار الجمهورية

علّقت جهة سياسية على تحالُف تيار بارز مع حزب مذهبي بأنه تحالُف خارج عن الطبيعة.

توقفت أوساط قضائية حول علاقة وزير سابق مرشح للإنتخابات بقضية فبركة ملف خطير يجري طمسه.

إعتبرت أوساط تربوية أن ملفاً شائكاً "قد مات" بعدما أُهمل خلال إجتماع موسّع أمس.

أسرار اللواء

غمز : يلاحظ عاملون في الماكينات الحزبية حدَّة لدى قياديين، تنبئ بأن المعركة بالغة الصعوبة.

لغز : يُنقل عن محازبين ان أجوبة رئيس حزبهم، حول إدارة اللوائح الانتخابية، والتحالفات، لم تقنعهم!

همس : ما تزال اشادة مسؤول كبير بمرجع كبير تضج في آذان الجمهور الذي كان يستمع إليه في لقاء انتخابي.

يقال في المستقبل

إن رئيسي لائحتين انتخابيتين في دائرة الشمال الثانية شكلا غرفة عمليات مشتركة بين جيشيهما الالكترونيين مهمتهما فبركة اتهامات واشاعات ضد لائحة المستقبل في هذه الدائرة .

 

رئيس «القضاء الأعلى»: مصابون باستقلالنا وكرامتنا وقلقون على إحقاق الحق

بيروت – «السياسة/29/3/2018/في سابقة هي الاولى من نوعها، عقد رئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي جان فهد مؤتمراً صحافياً أمس، أشار فيه إلى أن «القاضي اضطر أن يتوقف مكرهاً عن ممارسة مهامه التي أقسم يمين تأديتها». وقال فهد «قليلة هي اللحظات في التاريخ التي يشعر فيها القاضي بأنه مصاب في استقلاله وفي كرامته لدرجة تجعله قلقاً غير قادر على إحقاق الحق ومجبراً على الخروج عن موجب التحفظ والترفع». وشدد على أن «مكافحة الفساد في الإدارة لا تتوقف على مبادرة من القضاء بل تنتظر من النواب إقرار التعديلات التشريعية اللازمة التي تفسح للقاضي ملاحقة كل مسؤول فاسد بعيداً عن الحصانات القانونية الموجودة. وأشار إلى أن «اعتكافنا ليس تباهياً بقوة أو تهديداً لسلطة بل فقط للفت النظر إلى أن ما يحصل من شأنه أن يدمر ما تبقى من السلطة القضائية في حاضرها ومستقبلها». وقال «اخترت الإطلالة الاعلامية تزامناً مع جلسة مجلس النواب لمناشدة السلطتين التشريعية والتنفيذية، من دون أي تحد، إقرار القوانين التي تحفظ كرامة القاضي واستقلاله وتعيد بعضاً من الطمأنينة لكي يتمكن من إحقاق الحق». وأوضح أن «المسيرة نحو تعزيز السلطة القضائية واردة في صلب خطاب القسم لرئيس الجمهورية ميشال عون وهي في عقل رئيس المجلس النيابي نبيه بري وقلبه وهي أساس الاستثمار الحر الذي ينادي به رئيس الحكومة سعد الحريري، واستقلال السلطة القضائية وارد أيضاً في البيان الوزاري وأكده عون في افتتاح السنة القضائية وتترجم في صدور التشكيلات القضائية ما أتاح انطلاقة جديدة للمحاكم».وناشد مجدداً الرؤساء الثلاثة ووزير العدل «العمل من أجل إقرار مشاريع القوانين التي تقدم بها مجلس القضاء الأعلى ، سيما تلك المتعلقة بالحفاظ على صندوق تعاضد القضاة وزيادة مواردهم».

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

 نقلا عن " تقدير موقف"

29/3/2018/عدد 173

في السياسة

6 نيسان المقبل موعد انعقاد مؤتمر "سيدر" في باريس!

أسئلة عديدة تُطرح حول نتائج المؤتمر وما اذا كانت تصبّ في المصلحة العامة!

اول المعترضين: "حزب الله". إذ يؤكد أن "سيدر" وسياسة الإقتراض تفاقم الديون وتعقد الاوضاع!

يسبق المؤتمر موازنة "مشبوهة"، تخفي أرقاماً لإقناع العالم بإقراض الحكومة!

بكلام أوضح حكومة "كاذبة" تحاول إقناع العالم بأنها صادقة، وتطالبه بمزيدٍ من المال لكي تصل مثلاً فاتورة سفريات وزير الخارجية إلى مليون دولار!!!!

في حين تقفل مدارس أبوابها بسبب سلسلة رتب ورواتب "شعبوية"، و يُضرب موظفو المستشفيات الحكومية بسبب عدم تسديد مستحقاتهم!

تقديرنا

يخاف "حزب الله" ارتهان لبنان بسبب الديون، الأمر الذي قد يرهن قراره السياسي الى المجتمع الدولي وينال منه!

يخاف "حزب الله" من مؤتمر "روما"، لأنه يطالب لبنان باستراتيجية دفاعية قد تطال سلاحه!

يعوٌض "حزب الله" في انتزاع ضمانات لبنانية من خلال وضع يده على غالبية نيابية!

هكذا يواجه "باريس" و "روما" معاً! سنلتقي..

 

الاحرار: الدول الصديقة تعول على وقف الهدر ومكافحة الفساد ليتمكن لبنان من الإفادة من نتائج مؤتمر باريس

الخميس 29 آذار 2018/وطنية - رحب حزب "الوطنيين الاحرار" في بيان ب"تذكير مجلس الأمن الدولي بقراراته 1559 و 1680 و 1701 وبضرورة التزامها من اجل لبنان حر سيد مستقل لا سلاح فيه ولا قوة مسلحة محلية كانت ام غريبة خارج السلطة الشرعية".

واعتبر " إن التشديد على تطبيق القرارات المذكورة وغيرها من القرارات ذات الصلة يستدعي إرادة لبنانية ثابتة تذهب في هذا الاتجاه. من هنا أهمية إقرار الاستراتيجية الدفاعية التي طال انتظارها تلبية لحاجة ملحة كي تستقيم الأمور وتنتظم في بوتقة دولة القانون والمؤسسات صاحبة حصرية امتلاك السلاح وقرار الحرب والسلم. وعليه نتطلع الى مرحلة ما بعد الانتخابات لبحث الاستراتيجية الدفاعية واعتمادها وفق ما جاء على لسان رئيس الجمهورية في هذا الصدد".

اضاف البيان:" نرى انه كان من الواجب القانوني إقرار الموازنة العامة في الوقت المحدد دستوريا من جهة وإنجازها عشية انعقاد مؤتمر باريس من جهة أخرى . وتبقى العبرة في التزام بنودها بعد خفض النفقات بنسبة 20 % لتخفيف العجز ولجم الدين العام. ومعلوم ان الدول الصديقة تعول كثيرا على وقف الهدر ومكافحة الفساد ليتمكن لبنان من الإفادة من نتائج المؤتمر".

واشار الى موضوع "الكهرباء المسؤول عن ال 40 % من الدين العام والذي لا يتأمن التوافق حوله بل على العكس تتناقض مقاربات معالجته في شكل حاد". داعيا الى "المباشرة بمرحلة أولى عنوانها القيام بالصيانة اللازمة لمعامل الانتاج وتزامنها مع استجرار الطاقة من البواخر على ان يتم ذلك من خلال إدارة المناقصات. ومن ثم الانتقال الى مرحلة بناء معامل جديدة تعمل على الغاز حفاظا على البيئة مع الأخذ بالاعتبار الثروات الطبيعية الموعودة".

ولفت "الى تنامي الحركة المطلبية التي توسعت لتشمل القضاة والعسكريين المتقاعدين وغيرهم إضافة الى المشكلة المتمثلة بتطبيق سلسلة الرتب والرواتب، خصوصا على مستوى المدارس الخاصة". ملاحظا " ان المعالجات تبقى دون المستوى المطلوب مما يؤدي الى تأزم الأوضاع بدل انفراجها". ومقترحا على الحكومة "عقد اجتماعات يخصص كل واحد منها لبحث كل مشكلة على حدة وأن يترافق ذلك مع حوار جدي تطرح فيه كل الإشكاليات ويتم الأخذ بالإمكانات المالية المتوفرة وبحقوق المستحقين عملا بروح المسؤولية الوطنية". كما ذكر ب"مشكلة النفايات التي تفرض نفسها على جدول أعمال الحكومة ولو ان الإعلام لا يتطرق اليها راهنا رغم التقصير الفاضح في الوصول الى حلول مستدامة لها". وختم البيان :" في مناسبة حلول عيد الفصح المجيد لدى الطوائف المسيحية التي تتبع التقويم الغربي، نتقدم بأحر التهاني وأحلى التمنيات من اللبنانيين عموما ومن المسيحيين خصوصا، آملين في ان يحمل العيد معه قيامة لبنان من المشكلات التي يتخبط بها ويبدأ مرحلة البناء وإعادة إطلاق العجلة الاقتصادية بعيدا من الأزمات السياسية والمالية والاجتماعية".

 

رئيس قلم المحكمة الدولية يلتقي الحريري

المركزية/29 آذار/18/التقى رئيس قلم المحكمة الخاصة بلبنان داريل مونديس، رئيس الحكومة سعد الحريري خلال زيارة عمل إلى لبنان هذا الأسبوع، وناقشا مسائل متنوّعة تتعلّق بعمل المحكمة. واجتمع أيضا بالنائب العام التمييزي سمير حمود وبأعضاء من السلك الدبلوماسي في لبنان.‏وتجدر الاشارة الى ان رئيس قلم المحكمة مسؤول عن جميع جوانب إدارة المحكمة، بما في ذلك الميزانية، والتمويل، والموارد البشرية، وتوفير الأمن. وتشمل مسؤولياته أيضا النواحي التنظيمية لعمل المحكمة، والإشراف على وحدة المتضررين المشاركين في الإجراءات، وحماية الشهود، والخدمات اللغوية.

 

صرف نفوذ وتوزيع جوائز ترضية بـ"الجملة" عشية الانتخابات: رفع أجور و"عفو عام".. فصلُ النيابة عن الوزارة ضرورة مستقبلا

المركزية/29 آذار/18/اذا كان الجدل الدائر بين السلطة السياسية ومعارضيها حول مؤتمر "سادر" وأبعاد عقده في هذا التوقيت بالذات - حيث يتهم الفريق الثاني الحكومة بمحاولة صرفه "انتخابيا" وهو ما انتفض ضده الرئيس سعد الحريري اليوم في ساحة النجمة سائلا "هل المساعدات التي سنعود بها من المؤتمرات ستذهب لي أم للدولة"- من الصعب حسمه لصالح أيٍّ من طرفيه، فإن أداء اهل البيت الحاكم في الآونة الاخيرة، يحمل، وفق ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ"المركزية"، كل صفات الاداء الانتخابي "الخالص"، حيث يوزّعون خدماتهم بوضوح نافر، محاوِلين استرضاء الناخبين.

فبحسب المصادر، لا يمكن إدراج مقررات مجلس الوزراء الذي انعقد أمس في السراي (غداة جلسة له في بعبدا الثلثاء) وانتهى بسرعة قياسية، الا في هذه الخانة، أي في إطار مساعي الحكومة لتلميع صورتها امام شرائح شعبية واسعة، لنيل رضاها عشية الانتخابات المقررة في 6 أيار المقبل. فقد أقرّت مثلا رفع الحد الادنى للرواتب والاجور للمجلس الوطني للبحوث العلمية، ومشروع سلاسل الرتب والرواتب والمستخدمين في ملاك المؤسسة العامة التي تتولى ادارة مستشفى عام، وكذلك في المؤسسة العامة التي تتولى ادارة مستشفى رفيق الحريري الجامعي الحكومي (على ان يؤخذ بملاحظات مجلس شورى الدولة ومجلس الخدمة المدنية)، كما وافقت على ملء الشواغر في المجلس الاعلى للخصخصة. غير ان توزيع الهدايا ليس فقط ما يطبع ممارسات الحكومة في هذه الفترة، تضيف المصادر، بل ثمة خلط بين مصالح الدولة والمصالح الحزبية، ويبدو ان هناك محاولات لاستخدام الخزينة (وأدوات رسمية أخرى)، لتحسين المواقع، قبيل الانتخابات. وفي السياق، رفع وزير التربية مروان حماده ومعه وزراء "امل" و"المردة" و"الاشتراكي" الصوت امس في مجلس الوزراء، معترضين على البند المتعلّق بسَفر وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل مع وفد مرافق لمتابعة أعمال مؤتمر "سادر-1" في 6 نيسان المقبل في باريس والمشاركة في الوقت عينه في مؤتمر الطاقة الإغترابية الخاص في اوروبا في اليوم التالي. وفي وقت أفيد ان كلفة مؤتمر الاغتراب مع سفر باسيل تبلغ نحو مليون دولار، اعتبر حماده ان من الضروري "الكفّ عن عقد مؤتمرات اغترابية لجَمع محازبين في تيار معين على حساب الجمهورية اللبنانية على أبواب الانتخابات النيابية، واضعاً هذا الأمر برسم الرأي العام ومشيراً الى انه سيفاتح اللجنة الانتخابية العليا في الموضوع". وفي انتظار تبيان ما اذا كان سيتم التدقيق عن كثب في هذه الممارسات من قِبل الجهات المعنية بمراقبتها، تتوقع المصادر مزيدا من جوائز الترضية انتخابيا، وقد يكون أبرزها قانون العفو العام الذي يبدو سيلتزم قاعدة "6 و6 مكرر"، اذ يرجّح ان يشمل بعض الموقوفين الاسلاميين وبعض الضالعين في زراعة الممنوعات والاتجار بها وفي عصابات الخطف والسرقة، وبعض من اضطروا الى الذهاب الى اسرائيل أيضا، فـ"يدغدغ" مشاعر الفئات اللبنانية الطائفية والمذهبية كلّها، بحسب المصادر.

وأمام هذا الواقع، الذي باتت فيه المستحيلات، في متناول اليد، بـ"سحر ساحر"، تعتبر المصادر ان لا بد من الاتعاظ مما يحصل، لفصل النيابة عن الوزارة في تشكيل الحكومة المقبلة، بما يقلص فرص تحويل الوزارات الى أجهزة خدماتية، كما لا بد من تعزيز دور وصلاحيات الاجهزة الرقابية، لتتمكن من لعب دور فاعل في ردع من يوظّفون مواقعهم لتحقيق مآرب فئوية خاصة.

 

الأيديولوجيا القاتلة للإخوة

الشيخ عباس الجوهري/لبنان الجديد/29 آذار 2018

نتطلع إلى إقامة الوعي في جيل الشباب لأن المتسلطين بإسم القيم والمقدسات أصبحوا طغاة مستبدين

لتعريف الأيديولوجية طريقان أساسيان: الوجهة الأولى يمكن تحديدها على أنها رؤية خاصة تحدد تلقائيًا طرائق المشاهدة وإضفاء القيم، وفي أفق هذا التعريف ترتبط الأيديولوجية إرتباطاً وثيقاً بمستويات الوعي البسيطة والمتدنية وتنشط في البيئة المتدينة لأنها مستعدة لإسقاطات معرفية خالية من محاسبة العقل.

ويمكن ثانيًا تعريف الأيديولوجيا على أنها معرفة وتلقين واكتساب ببغائي يتفاعل مع الشخص فيظن نفسه أنه هو منتج لها وممسك بها بقيم زائفة. إذن إنه الوعي الذي يملي أساليب وطرق محددة في الفكر والممارسة وهذا بالضبط ما نعنيه عندما نتحدث عن العقيدة والعقائد الزائفة التي يظنها أصحابها مقدسة وبديهية. هذا الوعي ينتمي إلى مستويين مستوى أساسي وآخر ثانوي، الأساسي تتشكل الأيديولوجيا نتيجة التفاعل الإجتماعي، أي أنها تكتسب عبر سياقات التربية الأولى سنوات الطفولة وخلال التكيف مع المحيط الثقافي، ذلك أنه عبر تربية الأطفال وثقافة المدرسة وأنماط العلم والممارسة السياسية يتمكن المجتمع من إنتاج الفرد بطبائع السلوك التي تصبح جزء من تركيبته النفسية يتمثل ذلك في القيم والمعتقدات الدينية التي تترسخ أساساً خلال المرحلة الأولى من التفاعل الإجتماعي. إذن الفرد صناعة المجتمع وقليلون من الأفراد هم من يصنعون ثقافتهم باختياراتهم وقراراتهم وجهودهم وبعدها يحاولون صناعة مجتمع على صورتهم وفهمهم وهؤلاء قلة نادرة لها طبائع قيادية فذة. وهذا هو الوعي على المستوى الثانوي "مستوى الرشد" ويكون نتيجة سعي واع وفي سباق نحو التعلم والمعرفة إنه، الوعي الجديد الذي يضيف إلى الوعي القديم وعيًا نقديًا يجنح إلى حد بعيد إلى تشكيل أنظمة قيم وأنماط سلوك موحدة تنهض على صهر الأفكار والمعتقدات المرسخة والمكتسبة، وهذا الوعي النقدي يمكّن صاحبه من إعادة النظر في القيم الموروثة والمعتقدات القديمة للأيديولوجيا الأساسية ويمنحه إمكانية نقدها وأحيانا رفضها. إننا نتطلع إلى إقامة الوعي في جيل الشباب لأن المتسلطين بإسم القيم والمقدسات أصبحوا طغاة مستبدين ولذلك يجب مواجهة الأيديولوجيا القاتلة التي يحاول أصحابها التمسك بها وتثبيتها وهذا ما حدا بهم إلى القول أنهم ذاهبون إلى كل دار ودار وزنكة زنكة ولكن سيواجهون بمستوى الوعي الذي بدأ يتمظهر عند جيل الشباب.

 

اغتيال إرث عون

عبدالله قمح/ليبانون ديبايت/29 آذار/18 

يَلطم "العونيون" على رؤوسهم هذه الأيّام من شدّة ما نزل بهم من بلاء، هم غير مصدّقين أن تيّارهم تحوّل بسحرِ ساحر من منطق محاربة أصحاب المصالح إلى "منطق المصالح" نفسه، أكثر ما يزعجهم أنهم باتوا شهوداً على إغتيال المبادئ وأصحابها على ظهر من ناضل لترسيخها.. بلّ على تحوّل تيّارهم إلى نموذج شبيه بـ"ديكتاتوريّة بنسخة هجينة".

الساحر الذي تُوجّه إليه أصابع الإتهام هو رئيس التيّار الوطنيّ الحرّ الوزير جبران باسيل، الذي أضحى خبيراً في إستخراج الأرانب من البرانيط ووضعها حيث يجب أن توضع، ثم يبرع في إقناع جمهوره أنها "أرانب سحريّة" تستطيع بـ"مسحة رَسول" أن تحوّل الخَشب إلى ذهب.

هذا الفعل حصل على مسرح "الفورم دو بيروت" إذ عرض كومبارس لا يجتمع ولو تدخل "الروح القدس وأهل الملائكة ومعشر الجن والإنس وجميع القدّيسين لجمعه" على حد قول عوني عتيق، تشكّل من لوحة "دونكيشوتيّه" ضمّت أصحاب المال، والقافزون من جيبٍ إلى جيب ومن حلفٍ إلى حلف، وباعة المبادئ في أسواق النخاسة، والمحرّضون الشهيرون بالطعن في الظهر وحديثي النعمة في السياسة، الذين صوّروا على أنهم دعاة تغيير وإصلاح بعد أن جرى تكفيرهم سابقاً، ما حدا بالبعض للقول أن معيار تركيب اللوائح أصبح "كم لديك في الجيبة من مال، كما ترفع حظوظك بالمقعد".

إذاً بات الهدف هو السلطة والطريق إلى السلطة ليس مفروشاً بالورود ولا يقوم على الأخلاق بل على منطق المقايضة وإستعراض البضاعة على ظهر المناضلين، دونما حاجة إلى التفتيش عن أصل هذا الطريق إذا ما كان نظيفاً أم وسخاً أو إستثمار عناء في ما قدّم هذا المناضل أو ذاك على هذا الطريق.

صحَّ القول في هذا المقام، من أن التضحيات لا تقوم إلّا على أجساد المناضلين، وفي الطريق نحو السلطة يصبح هؤلاء جسوراً يعبر عليها "المصلَحجيين"، وليس غريباً أن يبطش هؤلاء برفاقهم بعد أن يصلون، وفي بعض الحالات ليس مستبعداً إغتيالهم لإخراجهم من المعادلات إذا ما إتضحَ أنّهم ينافسون على السلطة أو يقطعون الطريق عليها.

في حالة التيّار، فإن الأوصاف أعلاه حضرت لاسيما الإغتيال منها، فأتى على شكل سياسي لا جسدي، جرى عبره الإطاحة بكلّ المعارضات خاصة تلك الشهيرة "بالألسنة الطويلة". رمي بالمناضلين إلى الخارج دون الالتفات إلى تضحياتهم، وإستحكَم الطارئون على مفاصل القوّة. من المعارضين من طرد ومنهم من جُمد ومنهم من إستدعيَ إلى التأديب فإم رضخَ وجلس جانباً أو ثار فأصبح خارجاً، ومنهم من تمرّد وأكثرهم من إستقال وخرج.

ثمة من يُبيح لقيادة التيّار أفعالها، وهذا البعض له مبرّراته في أن "البرتقالي" دخل لعبة السلطة، لذا ينسحب عليه ما ينسحب على الداخلين إلى هذه السلطة من وجوب تقديم فروض الطاعة لأربابها والأضاحي لألهتها، وفي مقدمة ذلك تعديل المبادئ وتغيير الخطابات والتحالفات السياسيّة .. فتتحوّل المبادئ لآلهة من تمر يجري أكلها عند أول فرصة.

هناك من يبرّر للوزير باسيل أفعاله، فهو رجل ورث حالة سياسية لا يريد أن يبقيها على ما هي عليه، بل يريد تطعيمها وفق ما ترتضيه مصلحته أو ما تشتهيه نفسه.

يجاهر هذا البعض من أن باسيل ورث حالة شعبيّة – سياسيّة نَمت مع تمرّد الجنرال ميشال عون إبان قيادته للجيش خلال حقبة الحرب وبعدها خلال منفاه الباريسي، حتى أن الحالة إرتبط إسمها بإسمه فنُوديَ أصحابها بـ"عونيون".

ولغاية تاريخ إنتخاب ميشال عون رئيساً للجمهوريّة، كانت هذه الحالة تَلهج بإسمه وتقدّم مبادئها على راعيها ومنشأها حتى لاحت الرئاسة له، فقرّر التنازل عنها وعن زعامتها ثمّ تجييرها لمصلحة صهره الذي ورث تركةً ليست بالسهلة.

ورث باسيل العونيين بكلّ ما يحملونه، من كوادر وشخصيات وأفراد وأفكار قد لا تنسجم مع تطلّعات الوزير الذي عبثاً حاول تقطيرها لمصلحته منذ اليوم الأوّل لمعركة رئاسة التيّار، يوم آلت إليه بفعل تعيين لا إنتخاب.

وكأي نموذج دكتاتوري، حين سلم باستحالة "غسل الأدمغة" وشاهدَ تسيّد رأي الحرس القديم الذي رُبيَ على "مبادئ عون" وتحوّل أركانه إلى خصوم لباسيل، تسلّح بالنظم الداخليّة وقرّر أن يتغدّى بهم قبل أن يتعشّوا به، ليدخل التيّار في فترة تنظيف كانت نهايتها أن جرت الإطاحة بغالبيّة رموز وأسماء الحرس القديم من الذين أسّسوا وقادوا التيّأر بحججٍ شتى، بإستنساخ واضح لما فعلته الأحزاب العقائديّة بكواردها عند حلول لحظة تطورها.

الخارجون لا يجدون حرجاً في توجيه إصبع الإتهام لمن ولّاه عليهم، ولا يخفون حقيقة باتت ساطعة، من أن باسيل يريد إنشاء زعامة خالصة له وخاصة به لا تستمد شيء من زعامة ميشال عون إلا الشعار والتراكمات النضاليّة.

لا يريد أن يَرث حقبة ميشال عون بل يريد تكوين حقبته الخاصة، تماماً كأزلام السلطة الموجودين اليوم، الذين ركبوا صهوة أحزابهم، وبعد أن تمكنوا منها جيّروها لمصالحهم الفرديّة، فذهبت المبادئ والشخصيات المؤسّسة مع الريح، وطغت الوجوه السائدة بوصفها قيادات واحدة لا شريك لها.

المعيار يفسّر في كتاب "طبائع الاستبداد" للشيخ الكواكبي الذي يشرح أن "المستبدّين جبناء بل أكثر الناس جبناً، لأنّ خوفهم على عروشهم يدفعهم إلى الاستبداد والبطش بالآخرين خوفاً من أن يثوروا على هذه العروش.. المستبد في لحظة جلوسه على عرشه ووضع تاجه الموروث على رأسه يرى نفسه كان إنساناً فصار إلهاً".. الكلام المتداول في داخل غرف التيّار، وذلك الذي يجري تناقله عن السنة المبعَدين، يدل على أزمة تنشط حممها عند القاعدة، قد تبلغ سخونتها رأس الهرم، لذا يصبح إنفجارها مسألة وقت.

 

من يدفع ثمن السياسة الطائشة في لبنان؟

لبنان الجديد/29 آذار/18/إعتراض على سفر باسيل بمليون دولار من خزينة الدولة، وتتزايد التساؤلات حول نتائج مؤتمر سيدر في ظل وصول الوضع المالي إلى الخط الأحمر

 تتواصل الاستعدادات لانعقاد مؤتمر "سيدر" في باريس في السادس من نيسان المقبل، وتتزايد معها التساؤلات حول النتائج التي قد يفضي إليها.

وفي هذا السياق، تساءلت صحيفة "الجمهورية"،  ما اذا كانت نتائج المؤتمر تصبّ في مصلحة البلد أو انها ستزيد الأزمة تعقيدًا، ما دامت ستزيد حجم الدين العام" مضيفةً "يسود قلق مُبرّر من أن يدفع المواطن ثمن السياسة الطائشة من خلال ما يُتداول في غرف مغلقة حول وصول الوضع المالي إلى الخط الأحمر الذي يستوجب إجراءات لزيادة الايرادات، وبالتالي اللجوء مجددًا إلى خيار فرض مزيد من الضرائب على الناس، وتعميق الفقر، والقضاء على الطبقة الوسطى".

ومن جهة أخرى، أشارت الصحيفة إلى أن "الوفد الحكومي يذهب الى باريس متسلّحًا بموازنة وصفها خبراء بأنها "وثيقة تفليسة" رسمية تثبت أمرين:

- اولاً: أنّ الدولة تتعاطى مع ملف حساس ومعقّد بتسرّع وخفّة من خلال محاولة إخفاء نسب العجز الحقيقي عن العالم، لإقناعه بإقراضها مزيدًا من الأموال، ويتم ذلك من خلال تأجيل بعض المستحقات، أو عبر فصل عجز الكهرباء عن عجز الخزينة.

- ثانيًا: أنّ المسار الانحداري مستمر وبسرعة، وبالتالي ستساهم زيادة حجم الدين في تسريع الانهيار وليس العكس.

وفي السياق ذاته، عقد مجلس الوزراء جلسة سريعة ناقش فيها 8 بنود كان اللافت فيها البند المتعلّق بسَفر وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل مع وفد مرافق لمتابعة أعمال مؤتمر "سيدر-1" في باريس والمشاركة في مؤتمر الطاقة الإغترابية الخاص في اوروبا.

واللافت أنّ "كلفة مؤتمر الاغتراب مع سفر باسيل على عاتق خزينة الدولة اللبنانية تبلغ نحو مليون دولار" كما كشفت الصحيفة، مضيفةً "أن البند في الجلسة أُقرّ لكنه لم يمرّ في السياسة، إذ اعترض عليه وزراء حركة أمل والاشتراكي وتيار المردة، وطالب الوزير مروان حمادة بالكفّ عن عقد مؤتمرات اغترابية لجَمع محازبين في تيار معين على حساب الجمهورية اللبنانية على أبواب الانتخابات النيابية، واضعًا هذا الأمر برسم الرأي العام، مشيرًا إلى أنه سيفاتح اللجنة الانتخابية العليا في الموضوع".

وكان المجلس قد قرّر رفع الحد الأدنى للرواتب والأجور للمجلس الوطني للبحوث العلمية، ووافق على مشروع سلاسل فئات والرتب والرواتب والمستخدمين في ملاك المؤسسة العامة التي تتولى إدارة مستشفى عام، وكذلك المؤسسة العامة التي تتولى إدارة مستشفى رفيق الحريري الجامعي الحكومي، على أن يتم الأخذ بملاحظات ورأي مجلس شورى الدولة ومجلس الخدمة المدنية.

كذلك وافق على تحديد موقع المنطقة الاقتصادية الخاصة في طرابلس، وعلى ملء الشواغر في المجلس الأعلى للخصخصة.

 

مخاوف من مخاطر تهدد لبنان إذا صح خرق سياسة النأي بالنفس

بيروت – “السياسة/29 آذار/18/أكدت مصادر قيادية في الفريق السيادي، أن ما قاله التحالف العربي، عن أن الصواريخ التي تطلقها جماعة “الحوثي” الإرهابية على السعودية، مصدرها لبنان، مؤشر بالغ الخطورة ويشكل ضربة قوية لسياسة النأي بالنفس التي التزمت بها الحكومة اللبنانية بعد عودة رئيسها سعد الحريري عن استقالته. وشددت المصادر في تصريحات لـ”السياسة”، على أن الحكومة اللبنانية مطالبة بتوضيح ما أشار إليه بيان التحالف العربي والرد عن كل التساؤلات في هذا الإطار، مشيرةً إلى أنه إذا صحّ هذا الأمر، فإن لبنان ومن خلال سيطرة “حزب الله” عليه، سياسياً وعسكرياً، يكون قد وضع نفسه في وضعٍ بالغ التعقيد، سيترك تداعيات كبيرة على أوضاعه الداخلية من جميع الجوانب، سيما وأنه يتحضر لمؤتمر “سيدر” الذي ستشارك فيه السعودية ودول خليجية أخرى، وبالتالي فإن هذه المشاركة ستكون مهددة بالتأكيد إذا صحّ أن هذه الصواريخ تهرب من لبنان إلى الحوثيين، في إشارة إلى مسؤولية “حزب الله” عن تهريبها. وفي حمأة الغليان السياسي استعداداً للمعركة الانتخابية المقررة في 6 مايو المقبل، اعتبر النائب السابق فارس سعيد في تصريح لـ”السياسة”، أن “حزب الله يمسك بصك اسمه الانتصار السياسي على لبنان والدستور، وينتظر انتخابات 6 مايو لتسجيل هذا الانتصار على كل لبنان”.

وقال سعيد “هذا القانون الذي ساهمت به كل القوى هي نفسها ساهمت بتسليم البلد لحزب الله في لحظة شديدة الخطورة تمر بها المنطقة، حيث انتخابات لبنان في 6 مايو وانتخابات العراق في 12 مايو يكون حزب الله قد انتهى من إعداد روزنامته التي تشكل رافعة لإيران بما يسهل عليه وضع يده على المنطقة، ولأنّ “حزب الله” يعرف أن الأمور صراحة قد تنقلب عليه في كل لحظة، يحاول اليوم الحصول على روزنامة تسمح له بمصادرة القرار اللبناني، بينما كل القوى تخوض الانتخابات على قاعدة تحديد الأحجام”. وأضاف “لقد حصلت 14 آذار مرتين على الغالبية النيابية، لكن هذه الغالبية انتفت بفضل السلاح الذي يملكه حزب الله، اليوم قد يحصل حزب الله على الغالبية، إنما الأمور لن تبقى على ما هي عليه وقد تتبدل تبعاً لظروف المنطقة”. وعن حظوظ انتصار حزب الله في دائرة كسروان وجبيل، رأى سعيد أن “الحزب حدد تحالفاته ولديه قدرة الحصول على الفوز، من خلال أصواته التي تؤمن له الحاصل الانتخابي والحصول على الصوت التفضيلي، وبمباركة من قبل عائلات كسروانية عريقة ومحترمة قد تساعده على كسب معركته السياسية، وهو يريد أن يقول للعرب لست منظمة إرهابية وهذه نتيجة الانتخابات تدحض كل اتهاماتكم ومزاعمكم”.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

السيسي يفوز بولاية رئاسية ثانية بعد اكتساحه الانتخابات وأكد أن صوت جموع المصريين سيظل شاهداً على قوة إرادة الأمة

القاهرة – وكالات//29 آذار/18/رشحت المؤشرات الأولية، بعد الاقتراب من نهاية فرز الأصوات في الانتخابات الرئاسية، والتي تعلن نتائجها الرسمية يوم الاثنين المقبل، الرئيس الحالي عبدالفتاح السيسي لفوز كاسح بولاية ثانية. واحتفلت وسائل الاعلام الحكومية، أمس، بفوز السيسي مبكرا، في الانتخابات التي جرت على مدار ثلاثة أيام وانتهت مساء أول من أمس، حيث رجحت محطات تلفزة تخطيه حاجز الـ 90 في المئة من أصوات الناخبين، مقابل نحو ثلاثة في المئة لمنافسه الوحيد رئيس حزب “الغد” الليبرالي موسى مصطفى موسى، فيما عنونت صحيفة “الجمهورية” الحكومية بـ “الشعب اختار رئيسه”، وذكرت نظيرتها “الأخبار” أن السيسي حصل على نحو 21.5 مليون صوت، مقابل 721 ألف صوت لمنافسه، بينما أكدت “الأهرام” حصوله على نحو 92 في المئة من أصوات الناخبين، مقابل ثلاثة في المئة لخصمه، وقدرت عدد أصوات الناخبين الصحيحة بنحو 23 مليون صوت، من نحو 25 مليونا شاركوا، من أصل 60 مليون ناخب. لكن مؤشرات مصادر راقبت الانتخابات، ألمحت الى أن نسبة المشاركة قد تقل عن نظيرتها في انتخابات العام 2014، وقدر مصدران راقبا الانتخابات، المشاركة في اليومين الاول والثاني، بنحو 21 بالمئة، فيما قال ديبلوماسي غربي، أن النسبة في وقت متأخر من يوم الثلاثاء الماضي، تراوحت بين 15 و20 بالمئة، وقال المصدران أمس، ان نسبة المشاركة قد تقل عن 40 بالمئة. وبعد انتهاء عملية التصويت، نقل موقع التلفزيون المصري عن السيسي قوله عبر صفحته على “فيسبوك”، إن “صوت جموع المصريين سيظل شاهداً على أن إرادة أمتنا تفرض نفسها بقوة لا تعرف الضعف”، مضيفا أن “مشاهد المصريين أمام لجان الاقتراع، ستظل محل فخر واعتزاز، ودليلاً دامغاً على عظمة أمتنا التي قدم أغلى أبناؤها الدماء كي نعبر سوياً نحو المستقبل”. فيما قال منافسه، موسى مصطفى موسى، إن “إقبال المصريين مُشرّف”، وأضاف عقب ظهور النتائج الأولية، بمداخلة متلفزة، أنه “كان يتمنى الحصول على نحو 10 في المئة من أصوات الناخبين”، معتبرا النتيجة تدل على “شعبية كبيرة وجارفة للرئيس السيسي”، ومؤكدا أنه “اكتسب خبرة، تؤهله للتفكير والاستعداد لخوض انتخابات 2022”. على صعيد متصل، أكد نائب وزير الخارجية المصري حمدي لوزا، ترحيب مصر بتوصيات بعثات المنظمات الاقليمية والدولية لمتابعة الانتخابات الرئاسية، للاستفادة منها في الانتخابات القادمة، معربا عن سعادته بتقرير بعثتي “الكوميسا” وتجمع “الساحل والصحراء”. على صعيد آخر، بحث السيسي، مع رئيس أركان الجيش الباكستاني زبير محمود حياة، التعاون العسكري ومكافحة الإرهاب. وذكر بيان للرئاسة المصرية، أن السيسي وحياة بحثا بالقاهرة سبل تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين في المجال العسكري، ودفع الجهود المشتركة لتعزيز السلم والأمن الإقليمي والدولي ومكافحة الإرهاب، واستعرضا آخر مستجدات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط والعالم الإسلامي، حيث أكدا تكثيف الجهود لتصويب الخطاب الديني لقطع الطريق على محاولات الجماعات الإرهابية ومن يساندها لتحقيق أهدافهم السياسية. وأعرب السيسي عن تطلع بلاده لتنمية التعاون الثنائي مع باكستان في مختلف المجالات، والحرص على تعزيز التنسيق والتشاور معها إزاء القضايا الإقليمية والموضوعات ذات الاهتمام المشترك، وعلى رأسها مكافحة الإرهاب. بدوره، اعتبر رئيس أركان الجيش الباكستاني، إن استقرار مصر يعد أمرًا لا غنى عنه لاستقرار المنطقة، وهو الأمر الذي تهتم به باكستان في ظل أثره المباشر على استقرار المناطق المتاخمة للشرق الأوسط والعالم. من جانبه، بحث وزير الدفاع المصري صدقي صبحي، مع حياة، تطورات الأوضاع، وجهود القضاء على الإرهاب، إضافة إلى زيادة التعاون العسكري وتبادل الخبرات.

 

نائب رئيس مجلس النواب البحريني: إيران تسعى لإعادة “الدولة الفارسية”

السياسة//29 آذار/18/أكد النائب الأول لرئيس مجلس النواب البحريني علي العرادي، أن إيران تستخدم طرقا عدة لتفرض أجندتها للعودة إلى “دولة فارسية”، مشدداً على عدم قبول شعب البحرين بهذه التدخلات، وأن طهران “لن تنجح” في فرض أجندتها. وقال العرادي، في مقابلة مع وكالة “سبوتنيك” الروسية إن “الخلاف مع إيران ليس من الجانب البحريني، البحرين دائما التزمت بضبط النفس والتزمت بعدم التدخل في الشأن الإيراني الداخلي، والتزمت بأنها تكون دائما بلد التسامح، لكن الإيرانيين لديهم أجندة، هي العودة إلى دولة فارسية باستخدام طرقا عدة”. وأضاف إن “بعض هذه الطرق تتم عبر استغلال الدين أو الطائفة، وعبر استغلال ما تروج له إيران وهي الحريات، هي دولة تقمع وتعتقل وتعدم بشكل يومي دولة توجه قنواتها الإعلامية”، مشيراً إلى أن النظام الإيراني لا يلبي طموحات الشعب، حيث انه اغتصب السلطة وأراد فرض واقع جديد “نحن نرفضه”. وبشأن الوضع الداخلي في البحرين، قال “نعم كان هناك حراك عادي في البحرين يحصل دائما وهو طبيعة المجتمع الحي، وطبيعة المجتمع الحي بأن يتطور، ولكن هناك أحيانا يحدث خلاف في وجهات النظر، هذا الخلاف إذا كان موضوعيا وضمن الأطر الدستورية والقانونية، فهو شيء يقبله الشعب البحريني”.وأضاف “أعتقد أن أول شخص يشجع وأول شخص يطلق هذه المبادرة صاحب الجلالة (العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة) الذي أتي بمشروع إصلاحي متطور، ونحن نفتخر بعمقنا الخليجي وعمقنا العربي ولكننا نرفض المد الثوري الإيراني، إيران عدلت دستورها لكي تصدر الثورة وقصدت البحرين”. وأعرب عن اعتقاده أن مشكلة إيران وما يدور في فلكها هي اعتقادهم بأنهم يستطيعون عبر هذه الجزيرة (البحرين) أن يكون لهم موقع في المنطقة وأن يمتد من هذه الجزيرة”. وأضاف إن “شعب البحرين هو من يرفض هذا التدخل هناك مجموعة بسيطة يغرر بها ويتم صنعها في إيران ويتم صنع شخصيات تعطي ألقابا ودرجات دينية وعقائدية معينة والشعب البحريني يرفضها”.وشدد العرادي على أن “البحرين عصية على إيران التي لا تستطيع خرقها”. وأضاف “أنا من الطائفة الشيعية واليوم أنا النائب الأول لرئيس مجلس النواب، وإيران لا تمثلني ونظام الملالي لا يمثلني”، و”نحن شيعة لا نقبل بتدخل ولاية الفقيه ونرفض إيران ولست أنا وحدي كلنا من جزيرة البحرين ولكن نعتبر روحنا شيعة عرب، ونرفض النظام الإيراني الفارسي”.

 

رجل حاول دهس عسكريين بسيارته في فرنسا

الحياة/29 آذار/18/حاول رجل اليوم (الخميس) دهس عسكريين بسيارته قرب ثكنة فارس اليير ايه ريسيه في وسط شرقي فرنسا، من دون ان يتسبب بوقوع إصابات، وفق ما افادت مصادر مقربة من الملف. وقال المصدر انه حوالى الساعة 8:45 (6:45 توقيت غرينيتش) وبالقرب من الثكنة حاول رجل «صدم عسكريين من فوج المدفعية الـ 93 في فارس، قبل ان يتوجه بالاهانات الى اخرين ويلوذ بالفرار». وبدأت عملية بحث للعثور عليه، فيما افادت وسائل اعلام محلية بانه قد يكون يقود سيارة سرقت أمس.واكد الناطق باسم سلاح البر الفرنسي الكولونيل بنوا برولون أن «رجلا حاول الاعتداء على عسكريين عند خروجهم لممارسة رياضة الركض»، واضاف انه «هدد شفويا ستة او سبعة عسكريين آخرين، ووجه اهانات الى مجموعة ثانية من العسكريين عند خروجهم من الثكنة».وعند عودتهم حاول دهسهم، وتمكن العسكريون من بلوغ الرصيف من دون ان يتعرضوا للدهس»، مؤكدا ايضا «عدم وقوع اصابات». وقال «اغلق رجال الدرك المنطقة، واطلقوا حملة مطاردة، ومن الجانب العسكري قمنا بتعزيز المحيط الامني». ويأتي الهجوم، تزامنا مع مراسم تشييع وتكريم اربعة اشخاص قتلوا الجمعة الماضي في اعتداء نفذه المتطرف رضوان لقديم في جنوب فرنسا. 

 

"معاريف": إيران لا تجرؤ على الوصول إلى حدود الجولان

المركزية/29 آذار/18/كشف رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الجنرال غادي أيزنكوت أن "القوات الإسرائيلية استأنفت شن غارات جوية على أهداف في سوريا رغم حادث إسقاط مقاتلة F-16 الإسرائيلية، الشهر الماضي. وقال في حديث لصحيفة "معاريف" الإسرائيلية "قمنا باستئناف ضرباتنا على سوريا بعد إسقاط طائرة F-16. ولم يذكر أي تفاصيل حول العمليات إلا أنه أشار إلى أن الإيرانيين لا يملكون الجرأة على الوصول إلى حدود منطقة الجولان المحتلة بفضل الضربات التي شنتها إسرائيل في سوريا على مدار الأشهر الأخيرة. وأكد رئيس أركان الجيش الإسرائيلي أن "التحديات التي تواجهها قواته بشكل عام وهيئة الاستخبارات العسكرية على وجه الخصوص تكمن في التموضع الإيراني في سوريا، وتسلح "حزب الله"، والأوضاع المعقدة على الساحة الفلسطينية". تجدر الاشارة الى أن وسائل إعلام أفادت قبل ثلاثة أيام عن سماع دوي انفجار كبير من اتجاه الحدود السورية عند السلسلة الشرقية، يرجح أن يكون ناجما عن غارة جوية إسرائيلية، وتحدثت أنباء أخرى عن قيام مقاتلة إسرائيلية باختراق جدار الصوت. من جهته، ذكر الإعلام الحربي التابع لـ"حزب الله" آنذاك أن "لا غارات إسرائيلية على أي نقاط للحزب أو مواقع للجيش السوري في بعلبك أو على الحدود اللبنانية – السورية".

 

علي مملوك في روما: جسر إيطالي الى أوروبا

المدن - عرب وعالم | الخميس 29/03/2018/كشفت صحيفة "لوموند" الفرنسية، الخميس، عن لقاء عقد بين رئيس الأمن القومي السوري اللواء علي مملوك ونظيره الإيطالي ألبرتو ماننتي في العاصمة الإيطالية، في شهر كانون الثاني/يناير الماضي.  وفقاً للصحيفة، فإن مملوك وصل إلى روما على متن طائرة خاصة وفرتها السلطات الإيطالية، ما يعد خرقاً للعقوبات الأوروبية المفروضة على سوريا، وخصوصاً زيارات المسؤولين إلى الدول الأوروبية. واللواء مملوك ثالث أكبر مسؤول سوري فرض عليه الاتحاد الأوروبي عقوبات، بعد الرئيس السوري بشار الأسد، وشقيقه ماهر. والأسماء الخاضعة للعقوبات ممنوعة من السفر إلى دول الاتحاد الأوروبي، وفق بيان صدر عن الاتحاد آنذاك. وأشارت "لوموند" إلى أن مملوك زار خلال السنوات الأخيرة، بشكل سري، الأردن ومصر وروسيا والعراق والسعودية، واعتبرت أن لتلك الزيارات جانبين؛ واحد أمني، وآخر يتعلق بتطبيع العلاقات مع تلك الدول لترجمة انتصارات الأسد العسكرية سياسياً. ونقلت "لوموند" عن عميل مخابرات في دولة مجاورة لسوريا، أن مملوك ناقش في روما ملفات حول الهجرة والأمن، بالإضافة إلى طرق تطوير العلاقات بين دمشق وروما وتوسيع نطاقها داخل دول الاتحاد. وقالت "لوموند"، واصفة الزيارة بأنها "صفعة للضحايا"، إن الحكومة الإيطالية لم تتجاوب مع محاولاتها للحصول على تعليق حول زيارة مملوك، في حين عبّرت منظمات حقوقية عن "اشمئزازها" من دعوة روما للواء مملوك.  وكشفت الصحيفة أن رد الفعل الوحيد حول هذه الزيارة جاء من فرنسا، التي رفعت دعوى حول ذلك، في حين اكتفت رئيسة الدبلوماسية الأوروبية فيديريكا موغيريني بالقول، إنها "ليست على علم بالاتصالات" السرية بين أجهزة الاستخبارات السورية والإيطالية.

 

 فرنسا تكرّم «بطلها» الكولونيل أرنو بلترام وتعتبره «رمزاً للمقاومة» وماكرون يشيد بالضابط الذي بادل نفسه برهينة... ويتعهد «مواجهة الإرهاب بكل أشكاله»

باريس: ميشال أبو نجم/الشرق الأوسط/29 آذار/18/كل الدولة الفرنسية كانت أمس حاضرة في باحة قصر الأنفاليد: رؤساء الجمهورية «الحالي مع رئيسين سابقين» والحكومة والنواب والشيوخ والوزراء كافة وما لا يقل عن 300 نائب والقيادات العسكرية وكبار الموظفين والحرس الجمهوري وموسيقى الجيش ومئات من المواطنين جاءوا منذ الصباح للمشاركة في تكريم الكولونيل في سلك الدرك الوطني أرنو بلترام الذي ضحى بحياته من أجل إنقاذ عاملة في المتجر حيث ارتكب الفرنسي - المغربي رضوان لقديم، يوم الجمعة الماضي، فصلاً من أعماله الإرهابية. بلترام الذي لف نعشه بالعلم ثلاثي الألوان، وشح بجوقة الشرف من رتبة قائد، أخذ مكانه، كما جاء في تأبين الرئيس إيمانويل ماكرون له، إلى جانب أبطال فرنسا ذاكراً منهم جان دارك التي حاربت الإنجليز وجان مولين بطل المقاومة ضد الغيستابو الألماني وشارل ديغول محرر فرنسا من جيوش هتلر... على طول الطريق التي قادت إلى باحة الأنفاليد، كانت علامات التأثر بادية على الأوجه. وفي الباحة نفسها كان الصمت سيد الموقف. كاتدرائية نوتردام قرعت أجراسها. الشرطة والدرك والحرس الجمهوري أدت التحية العسكرية والآلاف من الباريسيين وغير الباريسيين كانوا قد اصطفوا على الأرصفة، الأمر الذي يعكس مدى التأثر الذي تسببت به العملية الإرهابية الأخيرة.

منذ أن عرفت تفاصيل ما حصل في متجر السوبرماركت في مدينة تريب «جنوب غربي فرنسا» وقبلها في مدينة كاركاسون المجاورة، ارتفعت هامة أرنو بلترام فرق الجميع لأنه، كما قال ماكرون، أصبح «بطلاً فرنسياً» يجسد «روح المقاومة الفرنسية» ولكن هذه المرة بوجه «الاعتداء الإسلاموي والحقد والجنون المميت»، بحسب ما قال. وفي إشارة إلى الإرهاب الذي يضرب فرنسا منذ سنوات وأوقع منذ 2015 أكثر من 241 قتيلاً ومئات الجرحى، أعلن ماكرون أن «معسكر الحرية، وأعني معسكر فرنسا، يواجه اليوم الظلامية الهمجية التي لا برنامج لها سوى القضاء على حرياتنا وعلى تضامننا بينما تلحفها بالدين ليس سوى رداء فارغ من كل محتوى روحي لا بل إنه نفي للروح». وهنا جمع ماكرون بين العملية الإرهابية ليوم الجمعة الماضي التي أوقعت أربعة قتلى و15 جريحاً وبين قتل امرأة يهودية طاعنة في السن في باريس على يد شخصين لم تكن حتى الأمس قد كشفت هويتهما. لكن الادعاء العام اعتبر أن جريمتهما «معادية للسامية». وبحسب المعلومات المتوافرة، فإن ميراي كنول «اسم الضحية اليهودية» كانت تعرف أحدهما وهو هامشي كان يتردد على شقتها القائمة قرب مبنى أوبرا الباستيل في باريس. وعصر أمس شهدت شوارع باريس مسيرة حاشدة للتنديد بالجريمة ورفض اللاسامية. واعتبر الرئيس ماكرون أن اغتيال امرأة يهودية ومقعدة هو اغتيال «لقيمنا المقدسة ولذاكرتنا». لم تعد الحرب على التطرف والراديكالية الإسلاموية، وفق الرئيس الفرنسي، حرباً ضد «داعش» أو التنظيمات الإرهابية الأخرى أو حتى أيضاً الأئمة الذين «ينشرون الحقد» على الأراضي الفرنسية، كما قال، بل هي تشمل كذلك «الإسلامية التحتية» التي تنمو بفضل الشبكات الاجتماعية وتتقدم بشكل خفي... إنه عدو ماكر ما يتطلب من كل فرد مزيداً من اليقظة والتحلي بروح المواطنة. لكن ماكرون، كما أضاف، واثق من أن فرنسا «سوف تنتصر» خصوصاً بفضل «الانسجام الوطني».

إذا كانت مهابة الموقف في باحة الأنفاليد قد أعطت انطباعاً بأن الطبقة السياسية الفرنسية بمختلف مشاربها قد وضعت خلافاتها جانبا وقررت أن تعمل كرجل واحد، فإن هذا الانطباع وهمي تماما. ذلك أن الانقسامات السياسية ظهرت على حقيقتها في الأيام الأخيرة لا بل إنها تعمقت فيما الرغبة في استغلال الصعوبات التي يواجهها العهد والحكومة عادت لتتقدم على غيرها من الاعتبارات. ولذا، فإن إشارة ماكرون إلى «الانسجام الوطني» في كلمته أمس يرجح أن تبقى أمنية بعيدة المنال لأن السكاكين السياسية شحذت. وأول من بادر إلى ذلك اليمين بجناحيه المتطرف والكلاسيكي وهو يرى أن الفرصة قد سنحت لاستعادة الشعبية التي خسرها في الانتخابات الأخيرة بسبب ماكرون ورؤيته التي «تخطت اليمين واليسار». وما حفّز اليمين على الإسراع في الانقضاض على الحكومة هو أن مواضيع الإرهاب والهجرة والإسلام هي الأسس التي بنى عليها دعايته السياسية والتي يرى فيها السلاح الأمضى لمهاجمة ماكرون واتهامه بالسذاجة السياسية والمزايدة على ما قامت به حكومة إدوار فيليب من استصدار قانون بالغ التشدد يستعيد الكثير مما يتيحه العمل بحالة الطوارئ. يضاف إلى ذلك الصعوبات التي تلاقيها الحكومة في الأسابيع الأخيرة وتكاثر الإضرابات «شملت الموظفين في قطاعات الدولة، وعمال السكك الحديد، والطلاب...» والنقمة التي عبّر عنها المتقاعدون بسبب سياسة ماكرون الاقتصادية والضريبية. كل ذلك يرى فيه اليمين بجناحيه واليسار المتشدد أولى علامات ضعف العهد والحكومة ويدفعه إلى الإسراع في استغلالها. إلا أن رئيس الحكومة إدوار فيليب استغل جلسة البرلمان عصر أول من أمس للرد على رئيس حزب «الجمهوريين» «اليمين الكلاسيكي» وعلى مارين لوبان «زعيمة اليمين المتطرف» اللذين طالبا باحتجاز الأشخاص الموجودة أسماؤهم على لائحة «الأشخاص الخطرين» «المعروفة باسم لائحة S» وإلى طرد الأجانب منهم من غير المرور بالقضاء. وأهم ما قاله فيليب، في رده، أنه نعم، يتعين احتجاز الإرهابيين ولكن هذا يعود أمره للقضاء الذي وحده يقرر. نعم يتعيّن طرد الأجانب الذين يشكلون خطراً على النظام العام ونحن نقوم بذلك». ووصف فيليب الذين يوهمون الناس بأنه كان بالإمكان تلافي العملية الإرهابية في مدينة تريب بـ«الخفة» وبـ«تحمل مسؤولية كبرى» لكونهم يتلاعبون بعقول الناس.

 

صفقة جديدة حول دوما وتل رفعت لـ«توزيع سوريا ومفاوضات مباشرة بين أنقرة وموسكو وفصائل معارضة

لندن: إبراهيم حميدي/الشرق الأوسط/29 آذار/18/المفاوضات المباشرة بين الجيش الروسي و«جيش الإسلام» محتدمة لمستقبل دوما في غوطة دمشق. كما أن المحادثات بين الجيشين الروس والتركي مكثفة لتقرير مستقبل تل رفعت في ريف حلب، ما ذكر بالمفاوضات غير المباشرة سابقاً لتقرير مستقبل القطاع الجنوبي من الغوطة بالتزامن مع تقدم قوات «غصن الزيتون» التركية من مركز عفرين، شمال حلب، الأمر الذي أوحى بأن عمليات توزيع قطع سوريا بين القوى الخارجية مستمرة. وإذ تجري مفاوضات مستقبل دوما على وقع تعزيز الحكومة السورية قواتها حول المدينة مع أنباء عن نية روسيا قيادة هذه العملية، فإن الحديث بات يتناول «مرحلة ما بعد الغوطة» وما إذا كانت ستنتقل قوات الحكومة وروسيا أولاً للهجوم على «الجيب المعزول» في ريف حمص أولاً أم إلى «هدنة الجنوب» حيث تقوم ترتيبات روسية - أميركية - أردنية، مع وجود قناعة بأن مرحلة شرق نهر الفرات مؤجلة إلى مرحلة بعيدة، بسبب القرار السياسي الأميركي بـ«البقاء إلى أجل مفتوح». وتحت وطأة خسارة القطاع الجنوبي وتهجير آلاف المقاتلين من «فيلق الرحمن» و«أحرار الشام» من شرق دمشق إلى الشمال، دخل «جيش الإسلام» مفاوضات مباشرة مع الجيش الروسي لتقرير مصير آخر جيب للمعارضة شرق العاصمة. وبحسب المعلومات، فإن هناك الكثير من التعقيدات في هذه المفاوضات حيث سعى ضباط مصريون للوصول إلى تسوية ما استكمالاً لدورهم في عقد اتفاق «خفض التصعيد» صيف العام الماضي. «جيش الإسلام» يريد البقاء في دوما بسلاحه ومؤسساته المدنية مع وقف للنار مع دمشق، مقابل السماح بوجود رمزي لمؤسسات الدولة وصولاً إلى تحول مقاتلين معارضين إلى قوات شرطة والتخلص من السلاح الثقيل وإيجاد صيغة للتعاطي مع الخدمة الإلزامية للشباب في دوما بـ«حماية روسية» مع «إصدار عفو عام»، والسماح بحرية الحركة من وإلى المنطقة.

لكن الجانب الروسي، الذي كان يبدي بعض المرونة، بات ميالاً إلى التشدد والاقتراب من موقف دمشق وخيّر «جيش الإسلام» الذي يضم نحو ثمانية آلاف مقاتل بين «الهجوم العسكري أو اللحاق بركب المناطق الأخرى والموافقة على الإجلاء».

وبرزت عقدة أخرى هنا، هي الوجهة التي يمكن أن يذهب إليها بعض قيادات «جيش الإسلام»، ذلك أنهم يرفضون الذهاب إلى إدلب بسبب المعارك السابقة بين «جيش الإسلام» و«جبهة النصرة» التي تلعب دوراً أساسيّاً في «هيئة تحرير الشام» في إدلب. كما أن أنقرة وفصائل متحالفة معها رفضت استقبال قيادات من «جيش الإسلام» بسبب اعتراض تركي على عقد فصائل اتفاقات عقد التصعيد مع روسيا برعاية مصرية. عقدة وجهة المقاتلين المهجرين من الغوطة برزت قبل يومين، إذ إن فصائل «درع الفرات» التي تسيطر بدعم تركي على مناطق بين الباب وجرابلس في ريف حلب، رفضت استقبال «فيلق الرحمن» الذي كان ينسق مع «النصرة» في وسط وجنوب الغوطة. ونقل عن قيادي معارض قوله: «يجري الحديث عن استقبال ألفي مقاتل وعائلاتهم في درع الفرات، لكن التخوف أن يدعو فيلق الرحمن موالين من إدلب إلى مناطق درعا الفرات لاحقاً». كما تخوفت فصائل إسلامية و«معتدلة» من انتقال مقاتلين من «فيلق الرحمن» و«النصرة» إلى إدلب لاعتقاد هذه الفصائل أن وصول مقاتلين جدد سيرجح الكفة لصالة «هيئة تحرير الشام» في أي مواجهة مقبلة بين فصائل إسلامية في ريف إدلب. وخرج أكثر من 19 ألف شخص من البلدات الجنوبية للغوطة فقط، بعدما كان تم إجلاء أكثر من 4500 من حرستا. وهناك توقعات بأن يصل العدد إلى 30 ألفاً. وأمام هذا الواقع بدا أن إحدى المناطق التي يمكن أن يذهب إليها قياديون أو مقاتلون من «جيش الإسلام» هي زاوية أرياف درعا - السويداء - القنيطرة التي تسود فيها اتفاقية «خفض التصعيد» بتفاهم أميركي - روسي - أردني. ويتزامن هذا الخيار مع بدء إرسال قوات الحكومة بعض التعزيزات إلى الجنوب للتلويح بإمكان الذهاب إليه بعد الغوطة. لكن مسؤولين غربيين ودوليين قالوا: «دمشق تضغط على موسكو للذهاب إلى شن هجوم على جيب ريف حمص في الرستن وتلبسية»، وهي المنطقة التي كان جرى التوصل في القاهرة مع روسيا لاتفاق «خفض التصعيد». وأوضح دبلوماسي: «معركة حمص سهلة وتقع ضمن سوريا المفيدة لدمشق، على عكس جنوب البلاد». وكانت أميركا وروسيا والأردن توصلوا إلى «هدنة الجنوب» نصت على التزام أميركا بأن تقاتل فصائل «الجيش الحر» التي تضم 35 ألف مقاتل «جبهة النصرة» و«جيش خالد» التابع لـ«داعش» مقابل التزام روسيا بإبعاد «قوات غير سورية» في إشارة إلى «حركة النجباء» و«حزب الله» عن الجنوب في مرحلتين: الأولى بين 5 و15 كيلومتراً والثانية وراء 20 كيلومتراً. وبحسب مسؤول غربي: «كلما راجعت أميركا روسيا إزاء تنفيذ التزاماتها لإبعاد ميلشيات إيران تطالب موسكو واشنطن بقتال (النصرة)».

عليه، بقي الموضوع معلقاً مع التزام الأطراف وقف النار. وتم خرق الهدنة مرات عدة الأسبوع الماضي من قوات الحكومة. وجرت لقاءات أميركية - روسية في عمان لعودة الأطراف إلى التزام الهدنة. وهناك اعتقاد بأن دمشق تضغط لتحسين الموقف التفاوضي للوصول إلى ترتيبات جديدة، خصوصاً وسط رغبة الأردن بإعادة تشغيل معبر نصيب ورفع العلم الرسمي. عليه، فإن المرجح هو أن تكون المعركة المقبلة في «جيب» حمص. واستعجل «جيش التوحيد» و«هيئة التفاوض» في حمص الاتصال بأنقرة للوصول إلى تسوية تبعد ريف حمص عن المعارك ونشر نقاط مراقبة تركية شمال حمص. لكن أنقرة لا تزال إلى الآن تعطي أولوية لقضم ريف حلب بعد عفرين. وبحسب المعلومات، فإن المفاوضات جارية بين الجيشين الروسي والتركي للاتفاق على آلية تسليم تل رفعت إلى أنقرة والاتفاق على خرائط انتشار فصائل معارضة والجيش التركي هناك. وقال مصدر مطلع: «هناك اتفاق على تسليم تل رفعت إلى تركيا، وإن قوات النظام انسحبت من أطراف مطار منغ ومناطق في تل رفعت، وإن الخلاف هو حول مستقبل وحدات حماية الشعب الكردية». ونفى مصدر كردي حصول أي تقدم للجيش التركي في تل رفعت، قائلاً: «الأمر على حاله هي في أيدي النظام وليس الوحدات الكردية التي تركز على حرب كر وفر في عفرين». وبعد سيطرتها على 2100 كيلومتر مربع في مناطق «درع الفرات» وألف كيلومتر في مناطق عفرين، ترتفع مناطق سيطرة تركيا بعد القبض على تل رفعت لتضاف إلى مناطق أخرى في ريفي إدلب وحماة، حيث نشر الجيش التركي 13 نقطة مراقبة. في المقابل، تسيطر قوات الحكومة على نصف مساحة سوريا مقابل سيطرة حلفاء واشنطن على ثلث سوريا شرق نهر الفرات.

 

صواريخ الحوثي تسرّع عقوبات أوروبا ضد إيران وتنديد أممي بالاعتداءات الأخيرة ضد السعودية

نيويورك: علي بردى لندن: «الشرق الأوسط»/29 آذار/18/بينما بدأ سفراء دول الاتحاد الأوروبي أمس مناقشة مشروع العقوبات الأوروبية على إيران، كشف دبلوماسيون أن المباحثات الجارية في العواصم الأوروبية تتحرك لفرض عقوبات جديدة ضد طهران لعدد من الأسباب بينها الصواريخ الباليستية التي أطلقها الحوثيون على الرياض ومدن سعودية أخرى الأحد الماضي. وذكرت المصادر أن البت في مشروع العقوبات سيتم خلال اجتماع وزراء خارجية دول الاتحاد في لوكسمبورغ في 16 أبريل (نيسان) المقبل. ونقلت وكالة «رويترز» عن دبلوماسي قوله: «الفكرة تتمثل في أن يكون لدينا قرار نهائي بشأن عقوبات إيران بحلول اجتماع وزراء الخارجية أو خلاله». في غضون ذلك، ندّد مجلس الأمن الدولي أمس «بأشد العبارات الممكنة» بالاعتداءات التي نفذتها جماعة الحوثي بالصواريخ الإيرانية الصنع ضد مدن الرياض وخميس مشيط ونجران وجازان في السعودية، واصفاً إياها بأنها تمثل «تهديداً خطيراً للأمن القومي للمملكة»، بالإضافة إلى أنها تشكل «تهديداً أوسع» للأمن الإقليمي. وأعرب أعضاء المجلس عن «قلقهم الشديد من النية المعلنة للحوثيين بمواصلة هذه الهجمات ضد السعودية، وشن هجمات إضافية ضد دول أخرى في المنطقة».



 إيران... مظاهرات احتجاجية في الأحواز ضد تهميش العرب

طهران : «الشرق الأوسط أونلاين»/29 آذار/18/خرج مئات المتظاهرين العرب في الأحواز جنوب غرب إيران احتجاجا على تهميش ومحو الهوية العربية في البلاد. واجتمع مئات المتظاهرين الأحوازيين لليوم الثاني على التوالي وسط الأحواز مرددين هتافات وأناشيد باللغة العربية ضد ما اعتبروه سياسات تهميش العرب في إيران. واتهم المتظاهرون جهات رسمية بالوقوف وراء خطط تهدف إلى إقصاء العرب بسبب هويتهم القومية. وانطلقت المناوشات بين الأحوازيين وقوات الأمن الإيرانية منذ أيام في عدة مدن على إثر بث القناة الإيرانية الثانية برنامجا يظهر الخارطة الإيرانية فوقها دمى تركيبة القوميات في إيران.

واستخدم برنامج يخاطب الأطفال دمى لقوميات أخرى في مناطق عربية في جنوب الأحواز ومناطقه الشمالية في حين لم تستخدم للمناطق المركزية القريبة من حدود العراق أي دمى تدل على وجود العرب في إيران وهو ما أدى إلى استياء واسع في المدن العربية. ويتوزع العرب في جنوب إيران على ثلاث محافظات هي بوشهر وخوزستان (الأحواز) وهرمزجان. وتضم الأحواز 90 في المائة من ذخائر النفط والغاز في إيران إلا أن سكانها يتهمون السلطات بممارسة التمييز وتغيير التركيبة السكانية والبطالة الواسعة ونقل مياه الأنهار.

 

أحمدي نجاد يطالب بـ«حزم خامنئي» في اعتقال مساعديه وأنباء عن قرب رفع الإقامة الجبرية عن موسوي وكروبي والقضاء ينفي تغيير لاريجاني

لندن: «الشرق الأوسط»/29 آذار/18/بينما نفى القضاء الإيراني، أمس، قرب تغيير رئيسه صادق لاريجاني، وجّه الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد رسالة جديدة إلى المرشد علي خامنئي يطالبه بالتدخل «الحازم» في قضية مساعد حميد بقايي المضرب عن الطعام في سجن أفين منذ انتقاله إلى سجن أفين قبل نحو أسبوعين. وأفادت معلومات أمس عن قرب رفع الإقامة الجبرية عن زعيمي الحركة الإصلاحية ميرحسين موسوي ومهدي كروبي بعد أقل من عشرة أيام. ونفى مصدر مطلع في القضاء، أمس، تغيير رئيس السلطة القضائية صادق لاريجاني وذلك وفقاً لتقارير تداولتها مواقع إصلاحية حول انتخاب المرشد الإيراني علي خامنئي رئيساً جديداً للقضاء خلفاً للاريجاني الذي تنتهي مهمته في منتصف. وأفادت وكالة «ميزان» الناطقة باسم القضاء الإيراني نقلاً عن مصدر مطلع، بأن «خبر تغيير رئيس القضاء وتداول أسماء مرشحة لخلافات بلا أساس» وضمن تكذيب تلك التقارير قال: إنه «لا يوجد قرار بهذا الخصوص». في شأن آخر، وجّه الرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد رسالة إلى المرشد علي خامنئي يطالبه بإصدار أوامر حازمة و«التصدي لكارثة كبيرة وخسارة غير قابلة للتعويض» مشيراً إلى تدهور الحالة الصحة لمساعده التنفيذي حميد بقايي الذي يقضي عقوبة بالسجن 15 عاماً إثر إدانته باختلاس أموال تابعة لـ«فيلق القدس» الذراع الخارجية لـ«الحرس الثوري» الإيراني. ونشر موقع «دولت بهار» أمس تفاصيل رسالة أحمدي نجاد الجديدة بعد يومين من إرسالها إلى خامنئي. وأعلن بقايي إضرابه عن الطعام احتجاجاً منذ لحظة اعتقاله ونقله إلى سجن أفين.

ويقول أحمدي نجاد في الرسالة مخاطباً خامنئي، إن مساعد «شخص مؤمن وثوري وبريء ونزيه»، وأضاف إنه «لم يرتكب أقل تجاوز مالي أو إداري» متهماً القضاء الإيراني بـ«التعامل السياسي في غطاء مالي» مع قضية بقايي، و«دون الاستناد إلى وثائق قانونية».

واتهم أحمدي نجاد القضاء الإيراني بملاحقة مساعديه بهدف تشويه صورته وصورة الحكومتين التاسعة والعاشرة التي ترأسهما بين عامي 2005 و2013.

وكان أحمدي نجاد في رسالته السابقة إلى خامنئي التي نشرها موقعه الأسبوع الماضي، قد اتهم جهاز استخبارات «الحرس الثوري» ووزارة الاستخبارات (اطلاعات) والقضاء بممارسة الضغط على بقايي لفترة شهرين بهدف توجيه تهمة التجسس إليه وإلى فريق مساعديه.

وقبل خامنئي، كان أحمدي نجاد وجّه رسالة الأسبوع الماضي إلى قائد «فيلق القدس» قاسم سليماني بإعلان موقفه من الاتهامات التي وجهت لمساعدته باختلاس 4 ملايين يورو من أموال حصل عليها لتقديمها هدايا لقادة أفريقيين، كما هدد أحمدي نجاد ضمناً بنشر قائمة الأعمال بينه وبين سليماني.

ويقول «الحرس الثوري»، إن مساعد أحمدي نجاد حصل على أموال في أغسطس (آب) 2013 لتقديمها هدايا إلى قادة أفريقيين، وهو ما ينفيه بقايي.

أول من أمس، نشر موقع تيار أحمدي نجاد «دولت بهار» تفاصيل تصريحات أدلى بها بقايي دفاعاً عن نفسه خلال جلسات محاكمته. ويطالب بقايي خلال جلسة محاكمته بتقديم وثائق تثبت مزاعم «الحرس الثوري» ويقول: «هل (فيلق القدس) طلب مني تقريراً حول مسار الأموال إذا ما كنت ارتكبت تجاوزات أو لا»، ويضيف «من أين يتضح أن العملات لم تنفق في المسار الذي قدم قاسم سليماني تلك الأموال؟!». وأثارت سلسلة رسائل وجهها أحمدي نجاد إلى خامنئي جدلاً واسعاً في إيران. وطالب أحمدي نجاد بإصلاحات أساسية في مجلس صيانة الدستور وإقالة رئيس القضاء، ومنع تدخل القوات المسلحة بما فيها «الحرس الثوري» في الشؤون السياسية والاقتصادية، وإقامة انتخابات قبل الموعد على المستويين الرئاسي والبرلماني. وإضافة إلى بقايي، أوقفت قوات الأمن الإيراني قبل عشرة أيام مساعد أحمدي نجاد الأقرب، اسفنديار رحيم مشايي بناءً على أوامر قضائية؛ وذلك بعد يومين من حرقه الحكم الصادر بحق بقايي أمام السفارة البريطانية؛ في تهكم ضمني من رئيس القضاء الذي تتهمه جماعة نجاد بحمل جواز سفر بريطاني. وكشف موقع «دولت بهار» أول من أمس عن انتهاء جلسات التحقيق مع مشايي ونقله إلى سجن أفين. في غضون ذلك، كشف وزير الدفاع الإيراني السابق اللواء حسين دهقان، عن محاولات كثيرة للرئيس الإيراني حسن روحاني من أجل تغيير أمين عام مجلس الأمن القومي علي شمخاني. ولم يكشف دهقان عن الأسباب التي تحول دون تحقيق رغبة روحاني في تغيير شمخاني. وقال دهقان في حوار مع مجلة «مثلث» المحافظة أمس، إنه كان من بين مرشحي روحاني ليكون بدلاً من شمخاني، إلا أنه رفض ذلك. ويرأس الرئيس الإيراني مجلس الأمن القومي وفقاً للدستور الإيراني ويقترح أمنياً عاماً للمجلس، لكن تسمية المرشح تتطلب موافقة المرشد الإيراني. كما كشف دهقان عن وساطة قام بها بين الزعيم الإصلاحي ميرحسين موسوي والقضاء الإيراني، مضيفاً إنه «اتفق» مع موسوي على إعلان الأخير التراجع من مواقفه. وبحسب دهقان، فإن موسوي «اقتنع بالتراجع عن مواقفه» و«أبلغه» بأنه «يقبل بخامنئي قائداً لإيران». تزامن نشر تصريحات دهقان مع معلومات تناقلت بين الأوساط الإيرانية تحدثت عن رفع الإقامة الجبرية عن موسوي وحليفه مهدي كروبي بين أسبوع أو عشرة أيام، وذلك بعد مضي أكثر من سبع سنوات وشهرين على فرض الإقامة الجبرية.

يأتي ذلك بعدما قال المتحدث باسم رئاسة بهروز نعمتي، إن رسالة كروبي الأخيرة إلى خامنئي التي طالب فيها بإجراء إصلاحات عاجلة سبب تأخر الوعود برفع الإقامة الجبرية.

 

حملة المقاطعة الدبلوماسية لروسيا مستمرة... والكرملين سيرد في «الوقت المناسب» وخطة أوروبية لتحسين البنية التحتية العسكرية وسط التوتر مع موسكو

بروكسل - لندن: «الشرق الأوسط»/29 آذار/18/أكد الكرملين أن روسيا سترد قطعا على طرد دبلوماسييها من قبل حكومات عدة دول غربية ودول بشرق أوروبا، لكن الرد سيكون في الوقت الذي تراه مناسبا. وجاء طرد الدبلوماسيين بسبب واقعة تسميم الجاسوس الروسي السابق سيرغي سكريبال وابنته في بريطانيا. وتزعم بريطانيا أن روسيا هي المسؤولة عن تنفيذ هذه الواقعة، لكن موسكو تنفي ذلك. ولم يقدم ديمتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين، أمس الأربعاء، خلال مؤتمر صحافي عبر الهاتف، أي تفاصيل عن الكيفية التي سيكون عليها رد فعل روسيا، لكنه أشار إلى أن الرد سيتوافق مع المصالح الوطنية لروسيا. وعبر بيسكوف عن أمله في أن تبحث الدول، التي طردت دبلوماسيين روسا، بدرجة أعمق في المعلومات التي قالت بريطانيا إنها دليل تورط روسيا في حادث التسميم. وذكرت وزارة الخارجية الروسية أن الحكومة البريطانية نفذت هجوما بسلاح كيماوي ضد الجاسوس الروسي السابق في جنوب إنجلترا أوائل هذا الشهر. وأضافت الوزارة في بيان، كما نقلت عنها الصحافة الفرنسية، أن «تحليلا لجميع الملابسات يكشف لامبالاة من قبل السلطات البريطانية في التعرف على الدوافع الحقيقية والعثور على مرتكبي الجريمة». وأضافت: «هذا يدفعنا إلى فكرة التورط المحتمل من قبل الأجهزة الخاصة البريطانية». وتابع البيان: «أظهرت السلطات البريطانية بشكل منهجي قصورا حيال ضمان أمن المواطنين الروس في أراضيها (البريطانية)». وأمس انضمت جمهورية الجبل الأسود ولوكسمبورغ إلى حملة المقاطعة الدبلوماسية، التي قادتها لندن بطرد 23 دبلوماسيا روسيا. الخطوة البريطانية تبعتها خطوات تضامنية من أكثر من 20 دولة أوروبية، إضافة إلى الولايات المتحدة، وكانت النتيجة طرد أكثر من 160 دبلوماسيا من البعثات الروسية. لوكسمبورغ استدعت سفيرها إلى موسكو «للتشاور»، أما جمهورية الجبل الأسود، أحدث عضو في حلف شمال الأطلسي، التي تطمح بالانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، فقد قررت طرد دبلوماسي روسي.

ومن جانب متصل، أعلن وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس أن تسميم الجاسوس الروسي السابق في بريطانيا جزء من استراتيجية لتنفيذ عمليات بهدف إثارة انقسام في الغرب. وقال ماتيس إن نفي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للمسؤولية في قضية تسميم سكريبال لا يمكن أخذه على محمل الجد، مضيفا أمام صحافيين: «يقومون بأمور يعتقدون أنه من الممكن إنكارها... إنهم يحاولون بذلك تفكيك وحدة حلف شمال الأطلسي».

ومن جانب آخر، دشن الاتحاد الأوروبي، أمس، خطوات لتحسين حركة المعدات العسكرية والأفراد في أنحاء الكتلة عن طريق تحديث الطرق والجسور لتلائم الحمولات الثقيلة. وشهدت الأعوام الأخيرة قيام الدول الأوروبية بمراجعة الهياكل العسكرية في أنحاء القارة، في ظل تجدد التوترات مع روسيا. وتمثل القدرة العسكرية على التنقل أولوية بالنسبة لحلف شمال الأطلسي (الناتو) وبالنسبة لتعاون الدفاع الذي تم ترسيخه حديثا بين 25 دولة أوروبية. وقبل المشاريع الملموسة التي ستعلن لاحقا، أطلق المسؤولون التنفيذيون الأوروبيون «تدريبا على عملية جرد» للوضع الحالي «للتنقل عسكريا»، ووضع جدول زمني للأشهر القادمة. وقالت مفوضة النقل فيوليتا بولك خلال مؤتمر صحافي، كما نقلت عنها الصحافة الفرنسية: «نرغب في إجراء تقييم لحالة البنى التحتية الأوروبية، لمعرفة ما إذا كانت لا تزال تلبي الاحتياجات». وأضافت: «إنها مسألة تتعلق بالأمن الجماعي»، داعية دول الاتحاد إلى «المراجعة والتحقق» بحلول منتصف عام 2018 من قائمة «متطلبات عسكرية» قيد الإعداد. وأشارت المفوضية إلى أنها ستحدد «بحلول عام 2019» أجزاء الشبكة الأوروبية «المناسبة للنقل العسكري، بما في ذلك التحسينات الضرورية للبنية التحتية القائمة»، مثل مدى ارتفاع الجسور وقدرتها على التحمل. وقالت مفوضة السياسة الخارجية الأوروبية فيديريكا موجيريني، كما نقلت عنها الوكالة الألمانية، إنه من خلال تحسين القدرة العسكرية على التنقل، يمكن للاتحاد الأوروبي أن يكون «أكثر فعالية في منع اندلاع الأزمات، وأكثر كفاءة في نشر مهماتنا وأسرع في رد الفعل لدى ظهور تحديات». وتهدف الإجراءات المقترحة إلى إزالة مختلف العقبات البيروقراطية والتشريعية التي تزيد من تعقيد التحركات العسكرية خصوصا عندما يتعلق الأمر بنقل متفجرات أو مواد خطرة، وإلى تعديل البنى التحتية في الطرقات والسكك الحديد لتصبح مؤاتية لنقل عتاد ثقيل مثل الدبابات. وتشمل مقترحات المفوضية الأوروبية مراجعة شبكة الطرق والسكك الحديدية بأوروبا لتحديد طرق النقل العسكري الملائمة وتقييم عمليات الفحص الحالية على الحدود لتسريع الإجراءات بالنسبة للأفراد العسكريين والمعدات. وأضحت المفوضية أنه على سبيل المثال، لم يتم بناء الكثير من الجسور البرية في أنحاء الاتحاد الأوروبي لتحمل وزن أو ارتفاع المركبات العسكرية الكبيرة، في حين تفتقر البنية التحتية للسكك الحديدية لقدرات التحميل الكافية للاستخدام العسكري. وتأتي هذه المقترحات عقب أن وافق الناتو على تأسيس مركز قيادة جديد الشهر الماضي لدعم حركة القوات السريعة في أنحاء أوروبا.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

رجاء القيامة والمصالحة الحقيقية

المطران منير خيرالله/جريدة الجمهورية/الجمعة 30 آذار 2018

في أحد قيامة الرب يسوع المسيح من الموت، أحد الفصح، أحد العبور من الخطيئة إلى النعمة، من الظلمة إلى النور، من العبودية إلى الحرية، من الحزن إلى الفرح الإنجيلي الخلاصي، من الموت إلى الحياة، وفي زمن يكثر فيه الكلام على الوفاق والتوافق والمصالحة، يجدر بنا أن نتوقّف عند ما تحمل هذه الكلمات من قيَم وأن نعيد الالتزام بها في حياتنا اليومية. يجدر بنا أن نعودَ إلى ذواتنا لنقوم بفحص ضمير عميق وبفعل توبة صادق فننقّي ذاكرتنا ونحرّر وجداننا التاريخي من كل أشكال الأحقاد التي صنعتها أخطاء الماضي؛ فنصفح ونطلب المغفرة، ونحقّق معاً المصالحة الحقيقية التي هي شرط للوفاق والتي لا وجود لها من دون صفح وطلب مغفرة. وبين الصفح وطلب المغفرة وثاقٌ لا تنفصل عراه ولا معنى للمصالحة ما لم تكن مشدودةً إليه. ويجدر بكنيستنا، التي ختمت ليلة عيد مار يوحنا مارون الاحتفالات بالسنة اليوبيلية للشهادة والشهداء وذكرت شهداءها عبر الأجيال، أن تقف اليوم بشجاعة وجرأة وتواضع أمام التاريخ وأمام الضمير وأمام الله، فتصفح عن الإساءات التي ارتُكبت بحقها وبحق أبنائها، وتطلب المغفرة عن الأخطاء التي ارتكبها ويرتكبها أبناؤها بحق إخوانهم في الدين والمواطنة. تاريخ كنيستنا هو تاريخ قداسة «لأنّ مؤسسها هو ناسك قديس. ففي القداسة بدايتها، وفي القداسة ضمانتها، وفي القداسة استمراريّتها، وبدون قداسة نهايتها»، كما يقول الأب ميشال الحايك. تاريخها تاريخ قداسة لا سياسة بمعنى التحزّب والفرقة؛ وتاريخها كذلك تاريخ وطني مسؤول عن ديمومة لبنان الوطن الرسالة كما أراده البطريرك الياس الحويك لجميع أبنائه مسيحيين ومسلمين تجمعهم فيه المحبّة والرحمة، هنا السياسة بمعناها الأخلاقي والديني تبد

ويجدر بنا أخيراً، في أحد القيامة، أن نجثو أمام المسيح المصلوب الذي حمل صليب خطايانا ومات وقام، وهو قائم وحيّ أبداً بيننا، فنقوم من عثراتنا وننزع عنا حجاب موت الخطيئة ونقدّم له ذواتنا ونحن تائبون ونستعدّ لمواجهة تحدّيات هذا الزمن.

1 - التحدي الأول هو تحدي الصفح وطلب المغفرة

نجثو اليوم أمامك أيها السيد لنصفح ونطلب المغفرة عن كل موروثات الماضي ونتساءل:

هل نستطيع أن نصفح عن إساءاتٍ واضطهادات واحتلالات لا زالت تمارَس في وطننا وفي محيطنا الشرق أوسطي فتقتل وتشرّد وتهجّر؟ هل نجرؤ أن نطلب المغفرة عن ممارسات خاطئة وفاسدة نتحمّل مسؤوليتها في السلطة والإدارة والحياة العامة خصوصاً الاقتصادية والإجتماعية؟

إنها مهمة صعبة.

لكنك علّمتنا، أيها المسيح، أن «نغفر ليغفر لنا أبونا السماوي» (متى 6/14)؛ أن نغفر حتى لمَن لا يطلب المغفرة؛ وأن «نغفر سبعين مرّة سبع مرات» (متى 18/22)! وأن نغفر من صميم القلب، لنستحق أن نكون أبناء أبينا الذي في السماوات!

2 - التحدي الثاني هو تحدي عيش المحبة

نعرف أن لا أحد يستطيع أن يصفح وأن يطلب المغفرة إلّا إذا كان يحبّ، ويحبّ إلى أقصى حدود.

والمحبة، أيها السيد المسيح، كانت وصيتك الجديدة والوحيدة (يوحنا 15/12)، وأصبحت العلامة الفارقة والمميّزة للمسيحيين تلاميذك. وطلبتَ أن نبدأها مع بعضنا: «إذا أحببتم بعضكم بعضاً يعرف العالم أنكم حقاً تلاميذي» (يوحنا 13/35).

لذا فإننا نعد في يوم القيامة بأن نعيش تحدي المحبة التي عشتَها أنت، وهي المحبة التي تعطي ذاتها من دون حساب، بحيث نعمل على أن يفتح الغنيّ عينيه فيرى أخاه الفقير ويفتح له قلبه ويحبه فيلتقيان على المائدة الواحدة، مائدة عرس الحمل. ونعمل على أن لا يكون بيننا أغنياء متخمون وفقراء محرومون، وأن لا يكون حكّام مسلّطون ومواطنون مظلومون.

إنها مهمة صعبة.

لكنك علّمتنا أيها المسيح، أنّ المحبة تبذل ذاتها في سبيل مَن تحب، وتصل إلى أقصى حدودها فترضى بالموت من أجل الحياة. وعلّمتنا أنّ المحبة هي مِن فيض الله تعاش مع إخوتك هؤلاء الصغار الذين سنلتقيهم يوم الدينونة.

3 - التحدي الثالث هو تحدي عيش الشهادة حتى الاستشهاد

تعرف كنيستنا، وهي تسير معك على درب الجلجلة، أنها ستصل إلى الشهادة لك والاستشهاد من أجلك وحباً بك، على مثال المئات بل الآلاف من شهدائنا المعروفين وغير المعروفين وقد احتفلنا بذكراهم ولا نزال ننبش التاريخ بحثاً عن كتابة شهاداتهم.

وتعرف كم كان قيافاً ساذجاً ومخطئاً عندما تنبّأ بأنه «خير للجماعة أن يموت إنسان واحد عن الشعب كله» (يوحنا 18/14)، وفاته أنّ هذا الإنسان هو ملك إسرائيل الذي سيقبل الموت على الصليب ليفتدي شعبه والبشرية كلها حباً بها، وأنّ هذه المحبة التي رضيت بالموت هي أقوى من الموت وأقوى من كل سلطنات الدنيا. فالاستشهاد هو قمة المحبة التي تضحّي بذاتها وتقبل بالموت لتدخل مع المسيح في عمق سرّ الفداء، وهي تردّد معه: «إغفر لهم يا أبتاه لأنهم لا يدرون ماذا يفعلون» (لوقا 23/34).

ومسيرة الكنيسة مطبوعة، منذ ميلاد يسوع المسيح إنساناً، بشهادة الشهداء، وأوّلهم أطفال بيت لحم واسطفانوس الذي كان يردّد وهم يرجمونه: «يا رب لا تحسب عليهم هذه الخطيئة» (أعمال 7/60)، وآخرهم في فرنسا الأب جاك هامل والضابط أرنو بلترام وكلاهما ينتميان إلى رعية شفيعها مار اسطفانوس.

لذا فإنّ كنيستنا تَعِدُ بأن تتابع مسيرة الشهادة والاستشهاد التي بدأت برهبان مارون الثلاثمئة والخمسين، مروراً بالبطريرك جبرائيل الحجولاوي وصولاً إلى آخر شهيد يدفع اليوم ثمن إيمانه بالمسيح المحبة موتاً من أجل الحياة.

لكنك علّمتنا أيها المسيح أنّ حبة الحنطة إن لم تقع وتمت في الأرض تبقى مفردة وإن ماتت تأتي بثمار كثيرة (يوحنا 12/24). هذا هو عمق سرّ فدائك.

نعم أيها المسيح الإله، إنّ كنيستنا الساجدة لك، ورغم خطايا أبنائها، هي كنيسة القديسين. فهي تتقدّس كل يوم بالروح الحالّ فيها وبنسّاكها وقدّيسيها وشهدائها. إنها تفتخر بأن تكون كنيسة الصلبوت في متاهات الناسوت لأنها ترافقك في مسيرة آلامك حتى الصليب لتموت معك عن كل الأخطاء الماضية والحاضرة والمستقبلة، مروراً بسبت النور والقبر الفارغ، إلى القيامة، راجيةً أن تقوم معك إلى حياة جديدة ورسالة جديدة تفتح الطريق أمام المصالحة الشاملة والحقيقية بين ابنائها وبين جميع اللبنانيين فيعيدوا معاً بناء لبنان وطناً رسالةً في المحبة والحرية واحترام التعددية.

 

دمشق مهتمّة بالبقاع: ثــلاثة رموز نريدها في المجلس

طوني عيسى/جريدة الجمهورية/الجمعة 30 آذار 2018

في الرمزية السياسية، ما يجري في دوائر بعلبك - الهرمل والبقاع الغربي هو في كفّة، وسائر الدوائر الانتخابية في كفّة أخرى. وإلّا، فلماذا يصرّ الأمين العام لـ»حزب الله» السيّد حسن نصرالله على منع أي خرق في لائحة بعلبك - الهرمل، ولماذا يعتبرالأمين العام لـ»المستقبل» أحمد الحريري أنّ خرق أي مقعد شيعي في اللائحة سيكون بوزْنِ المقاعد الـ127؟!  بالنسبة إلى دمشق و«حزب الله»، هذه الانتخابات يجب أن تكرِّس انتهاء مفاعيل «الخطأ» الذي وقع في آذار 2005، وأدّى إلى انقلاب المعادلات الداخلية وخروج سوريا. لذلك، سيكون أساسياً أن يدخل رموز «الحقبة السورية» إلى المجلس، لأنهم سيكونون بمثابة شهود على استعادة المرحلة بما فيها… إلّا عودة الجيش السوري طبعاً. ولا يريد السوريون تصحيح الوضع في مؤسسات السلطة، من خلال موقع حليفهم الرئيس ميشال عون في رئاسة الجمهورية، وغالبية مريحة في مجلس نيابي يترأسه الرئيس نبيه بري، وحكومة مطواعة لنَهجهم، بل أيضاً يعمل السوريون لإنهاء الحالة الجماهيرية المسمّاة «سيادية»، من خلال تحطيم حالة 14 آذار السياسية. ولذلك، هناك ضغط معنوي تتعرض له جماهير القوى التي كانت محسوبة ضمن 14 آذار، ولا سيما في بعلبك - الهرمل والبقاع الغربي - راشيا. وستثبت الانتخابات إذا كان استحقاق 6 أيار سيوصِل إلى المجلس النيابي رموز دمشق أم لا؟

والمقصود هنا خصوصاً: اللواء الركن جميل السيّد في بعلبك ـ الهرمل، وعبد الرحيم مراد وإيلي الفرزلي في البقاع الغربي - راشيا. واللعبة تبدو مرهونة بحسابات دقيقة تجريها القوى المتنازعة، ولا سيما منها محور دمشق - «حزب الله» ومحور «المستقبل» و«القوات اللبنانية» والكتائب وحلفائهم. ففي الدائرتين، يبدو أنّ الثنائية القديمة، 14 و8 آذار، ما زالت على قيد الحياة.

1 - في بعلبك - الهرمل، هناك 5 لوائح تتنافس على 10 مقاعد (6 شيعة، سنيّان، ماروني وكاثوليكي). وفي العام 2009 كان عدد الناخبين المسجلين 256 ألفاً، واليوم بلغ 309 آلاف، أي بزيادة 20,5%. في 2009، كانت نسبة الاقتراع 49,7%. وإذا لم يتغيَّر في 6 أيار، فسيكون الحاصل الانتخابي نحو 15 ألفاً. ويمكن أن يتغيَّر بعد حذف لوائح لم تحقّق هذا الحاصل.المعركة تدور خصوصاً بين لائحة «حزب الله» و«أمل» والحزب القومي السوري الاجتماعي، ولائحة تحالف «المستقبل» و«القوات اللبنانية».

• الأولى تضم اللواء جميل السيّد، حسين الحاج حسن، ايهاب حمادة، علي المقداد، إبراهيم الموسوي، وغازي زعيتر (شيعة) يونس الرفاعي والوليد سكرية (سنيّان)، إميل رحمة (ماروني) وألبير منصور (كاثوليكي).

• الثانية تضم يحيى شمص، رفعت المصري، محمد سليمان، غالب ياغي، خضر طليس ومحمد حمية (شيعة)، بكر الحجيري وحسين الصلح (سنّيان)، أنطوان حبشي (ماروني) وروبير الخوري (كاثوليكي).

واللافت أنّ «التيار الوطني الحر» بقي خارج اللائحتين المتواجهتين. في البداية حاول التعاون مع الرئيس حسين الحسيني. لكنّ انسحاب الحسيني سيدفع «التيار» إلى خيارات عدة بين اللوائح.

في الموازاة، هناك 3 لوائح أخرى: إحداها ضمّت ميشال ضاهر عن الكاثوليك، وغادة عساف عن الشيعة، والمرشح البعثي فايز شكر. والأخريان تضمّان مرشحين يمكن اعتبارهم إجمالاً قريبين من «المجتمع المدني».

الناخبون الشيعة نحو 226 ألفاً، السنّة نحو 41 ألفاً، الموارنة نحو 22,7 ألفاً والكاثوليك نحو 16 ألفاً.

في ظل لائحة الحسيني، كانت مخاوف «الثنائي الشيعي» من خرق مقعد شيعي، يمكن أن يكون مقعد اللواء السيّد، أكثر رَجحاناً. ولكن، بانفراط اللائحة، وتشتت الأصوات «الاعتراضية» على اللوائح الأخرى، بات الثنائي أكثر اطمئناناً.

ويعتقد متابعون أنّ لائحة «المستقبل»- «القوات» يمكن أن توفّر حاصلين انتخابيين وأصواتاً تفضيلية لسنّي ولمرشح «القوات» الماروني. ويبقى تحصيل المقعد الشيعي المستهدف، أي إسقاط السيّد، أمراً مشكوكاً فيه في ظل تشتّت الأصوات وخوض التجربة للمرة الأولى بقانون الانتخاب النسبي - التفضيلي.

ويرجّح كثيرون أن يتم تجاوز الأزمة التي اعترضت السيّد، والمتعلقة بدعوته كشاهد إلى المحكمة الدولية في لاهاي، بتأجيل الموعد إلى الصيف، إذا لم يكن وارداً الإدلاء بها من بيروت عبر وسائل اتصال مشروعة.

2 - في البقاع الغربي - راشيا، هناك نسخة ثانية من معركة 8 و14 آذار. الناخبون نحو 141 ألفاً، والمقاعد 6: سنّيان وماروني وأورثوذكسي وشيعي ودرزي.

يتحالف تيار «المستقبل» والحزب التقدمي الاشتراكي في لائحة تضم: زياد القادري ومحمد قرعاوي عن المقعدين السنيين، غسان سكاف عن المقعد الأرثوذكسي، أمين وهبي عن المقعد الشيعي، وائل أبو فاعور عن المقعد الدرزي وهنري شديد عن المقعد الماروني.

وأما اللائحة المقابلة ففيها سنّي واحد هو عبد الرحيم مراد، الفرزلي عن المقعد الأرثوذكسي، فيصل الداود عن المقعد الدرزي، محمد نصرالله (حركة «أمل») عن المقعد الشيعي وناجي غانم عن المقعد الماروني.

ولم يشارك «التيار الوطني الحر» في اللائحة، لكنّ باسيل أعلن دعم الفرزلي الذي كان قد أعلن ترشحه بصفة شخصية. وأمّا «القوات اللبنانية» فلم تشارك بعد تعذّر إعلان لائحة مع اللواء أشرف ريفي. هناك نحو 68 ألف ناخب سنّي في الدائرة، و20 ألف شيعي و20 ألف درزي و30 ألف مسيحي (10 آلاف ماروني، 10 آلاف أورثوذكسي، و10 آلاف كاثوليكي).

المتابعون يقولون: إذا اقترع نحو 60%، يمكن لـ«المستقبل» أن يأتي بنحو 32 ألف صوت سنّي، ومراد نحو 10 آلاف، و«التيار» ما بين 3 آلاف و5 آلاف، و«القوات» والكتائب نحو 4 آلاف، والفرزلي نحو 3 آلاف. ويمكن تالياً أن تحقّق لائحة «المستقبل»- الاشتراكي نحو 3 حواصل إنتخابية، مع كُسور، من أصل 6، ويكون للائحة المقابلة نحو حاصلين مع كسور.

وفي عبارة أخرى، سيكون وارداً فوز عبد الرحيم مراد ومحمد نصرالله، لأنه مدعوم من «أمل». وفي المقابل، يفوز أحد السنيين من لائحة «المستقبل» والدرزي ابو فاعور والماروني شديد. وتبقى المنافسة الحسّاسة على المقعد الأرثوذكسي الذي يريده تحالف دمشق ـ «حزب الله». ولذلك يتحرّك الفرزلي لتثبيت حضوره، فيما يعمل «المستقبل» وقوى 14 آذار لدعم منافسه الدكتور سكاف. وأساساً، اختار هذا الفريق شخصية علمية مستقلة، غير مصنّفة سياسياً، لتتمكن من الحصول على مروحة دعم كافية، في مواجهة الفرزلي. إذاً، هل ستضمن دمشق و«حزب الله» إيصال «الرموز» الثلاثة: السيّد ومراد والفرزلي إلى المجلس مجدداً؟ وكيف سيواجه «المستقبل» وحلفاؤه لمنع ذلك؟

 

جنبلاط لـ«الجمهورية»: يحاولون محاصرتي الحريري خَذلني لرفضي التعاون مع «التيار الحر» 

عماد مرمل/جريدة الجمهورية/الجمعة 30 آذار 2018

بعد اكتمال اللوائح الانتخابية «السوريالية»، ثبتَ بالعين المجرّدة أنّ الانتخابات النيابية المقبلة في 6 أيار تستحقّ إضافتها إلى عجائب الدنيا السبع، بالنظر إلى الغرائب والغرائز التي تتحكّم بتحالفات المرشّحين وسلوكياتهم. أضداد وتناقضات جمعَتها المصلحة حصراً في شكلٍ فاقع ونافِر، رؤساء لوائح يستقطبون مرشّحين للتضحية بهم والتسلّق على ظهورهم في رحلة الصعود إلى المقعد النيابي، نزاع شرِس على «الصوت التفضيلي» بين المتحالفِين أنفسِهم، خيانات وغدر ومساومات ومقايضات.. إنّها «غابة» الانتخابات حيث يخوض المرشّح معركة حياة أو موت، مستخدِماً في كثير من الأحيان «السلاح الأبيض»، سعياً إلى البقاء على قيد الحياة السياسية. ويروي أحد السياسيين في معرض كلامه حول النيّات الانتخابية المضمرة لدى الأطراف الداخلية، أنه سبق له أن نبَّه أحد أقطابِ اللوائح إلى أنّ حليفه في اللائحة ذاتِها مهَدَّد بالرسوب، فأجابه القطب: «شو فارقة معي، يصطفِل!». ربّما يكون النائب وليد جنبلاط مِن أكثر الذين يَشعرون في هذه الأيام بمرارة التجربة وقساوتِها، بعدما انقلبَ الرئيس سعد الحريري على جزء من تفاهمِه الانتخابي معه، وتخلّى في اللحظة الأخيرة عن خيار جنبلاط للمقعد الأرثوذكسي في البقاع الغربي النائب أنطوان سعد الذي نام مرشّحاً على لائحة «المستقبل»- «الاشتراكي» واستيقظ في اليوم التالي «مشرّداً»، ليحلّ مكانه مرشّح تيار «المستقبل» غسان سكاف. بين ليلة وضحاها، تغيّرَت المعادلة التي استغرَقت أياماً من الجهد و«الحياكة» الدؤوبة، وبالتالي طار أحد بنود الاتفاق بين الحريري وجنبلاط الذي يَشعر بغضبٍ إزاء ما حدث، خصوصاً أنّ الانقلاب عليه في البقاع الغربي ترافقَ أيضاً مع خللٍ في طريقة تصرّفِ «المستقبل» حيال حساسيةِ دائرة الشوف - عاليه، حيث جرى على سبيل المثال تهميشُ برجا وموارنة الساحل الشوفي في حسابات الحريري الانتخابية، الأمر الذي أدّى إلى التخفيف من زخم لائحة «المستقبل» - «الاشتراكي»- «القوات» ضِمن تلك الدائرة، وفق الانطباع السائد لدى أوساط رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي. «إنه قانونٌ شيطانيّ، أقربُ ما يكون إلى الخنجر المسموم». بهذه العبارة يختصر أحد القريبين من جنبلاط قانونَ الانتخاب الحالي، ملاحظاً أنّ النزعات المذهبية والطائفية والمناطقية والشخصية شوّهت النسبية المعتمَدة وطغَت عليها، الأمر الذي حوَّل الانتخابات «عصفورية متمادية»، بدلاً من أن تكون عرساً للديموقراطية المفترضة. وأشدُّ ما يقلِق رئيس «اللقاء الديموقراطي» هو اندفاع البعض نحو خطاب سياسي - انتخابي متهوّر، يفتقر إلى الضوابط الضرورية، ويُهدّد بإعادة إنتاج أدبيات الحرب وأحقادها، وكلّ ذلك بغية انتزاع مقعدٍ نيابي إضافي هنا أو هناك.

ولكن، ما هو تفسير جنبلاط لطريقة تعامل «المستقبل» معه، وتملّصِ رئيسِه من بعض جوانب التفاهم الانتخابي الذي تمّ بينهما أخيراً؟

يقول جنبلاط لـ«الجمهورية» إنّ الحريري تراجَع عن اتفاقهما الانتخابي في البقاع الغربي «ردّاً على رفضي للتعاون مع «التيار الحر» الذي لم يترك شيئاً إلّا وفَعله في الشوف». ويضيف جنبلاط متوجّهاً إلى الحريري: «أودّ فقط أن أُذكّرَه بأنّ أربعةً من أعضاء «اللقاء الديموقراطي» وبينهم مرشّحي في البقاع الغربي، تركوني عام 2011، وصوّتوا للحريري خلال الاستشارات النيابية الملزمة، رافضينَ التقيّد بقراري تسميةَ الرئيس نجيب ميقاتي لرئاسة الحكومة، فهل هكذا يكون العِرفان بالجميل؟». وما هي طبيعة مآخِذك على سلوك «التيار الوطني الحر» في الشوف؟ يجيب جنبلاط على قاعدة «المختصر المفيد»: «ما خلّوا شي.. راقب أدبياتهم التي لا علاقة لها بالأدبيات». ويشير جنبلاط إلى «أن ّتصرّفات «المستقبل» و«التيار الوطني الحر» عشيّة الانتخابات توحي بأنّ هناك محاولةً لفرض حصارٍ عليّ، ربّما لحسابات تتّصل بمرحلة ما بعد الانتخابات، وقد لا يكون الرئيس سعد الحريري والوزير جبران باسيل بعيدين من هذه الحسابات».

وهل أنتَ قلِق من احتمال عدمِ قدرتك على تكوين كتلةٍ نيابية وازنة؟ يبتسم جنبلاط قائلاً: «عندما أسقَطنا، أنا وصديقي نبيه بري، اتّفاق 17 أيار لم نكن نوّاباً.. الوزن لا علاقة له بعدد النوّاب فقط».

 

بسوْطِك حـرِّرْ صوتَهُم

جوزف الهاشم/جريدة الجمهورية/الجمعة 30 آذار 2018

يا حاملَ الآلامِ عَنْ هذا الورى كثُرتْ علينا باسمكَ الآلام (أحمد شوقي)

لا يزال صليبك على منكبيك وعلى رأسك إكليل الشوك، والذين حملوا صلبانهم واتّبعوك ما زالوا يتجرَّعون الخلّ والمر، وينتظرون القيامة. في مطلع الإنجيل، أنت كلمة الله: «في البدء كان الكلمة، والكلمة كان عند الله، وإلهاً كان الكلمة...». وفي القرآن أنت كلمة الله «إذ قالت الملائكة يا مريم أن الله يبشرك بكلمة منه إسمه المسيح عيسى إبن مريم... ويكلِّم الناس في المهد (آل عمران 46-45). أنت الكلمة، وأنت كلمة الله، وأنت تكلّم الناس في المهد، ومن المهد حتى جلجلتك لم يسمعوك، ومن جلجلتك حتى جلجلتنا لا يزال كلام الشيطان أقوى على لسان حواء. على أيامك، اختَرتَ يهوذا شيطاناً لتختبر به تلاميذك: «أنا اخترتُكم الإثني عشر، وواحد منكم شيطان (يوحنا 7-6). وعلى أيامنا، تلاميذك «اليهوذيون» وتلاميذهم شهدوا قيامتك مرفوعاً الى السماء وما آمنوا... وشهدوا على يديك قيامة الأموات، وقيامة المخلّع يحمل فراشَهُ ويمشي، وما آمنوا..

والذين استقبلوك في أورشليم بسُعُفِ النخل والزيتون، هم أيضاً سقوك كؤوس المـرّ وساقوك الى الجلجلة.

الوثنيّون الأباطرة صلبوا رعاياك، اضطهدوهم في مصر وفلسطين وسوريا ولبنان، الأمبراطور مكسيمانس جعلهم طعاماً للوحوش الكاسرة، وما زالوا طعاماً للوحوش على أيدي الأباطرة الكافرين.

والمسيحيون اليعاقبة اغتالوا مئات الرهبان على نهر العاصي، وهذا النهر الذي ينبع من مغارة الراهب في بقاع لبنان حتى مصبّه قرب حمص في سوريا، لا يزال يتخضّب بدم الرهبان الجدد.

والقادة المسلمون الذين لم يتعمّقوا بسورة آل عمران ولم يقرأوا «عهد النبي» فاضطهدوا أهل الكتاب، ولا يزال «المتوكّل» الخليفة العباسي يأمر النصارى بأن يعلِّقوا على أبواب بيوتهم تماثيل خشبية تمثل الشيطان.

أنتَ صُلبْتَ لتـنقذ الإنسان من خطيئة الشيطان الأصلية ... والإنسان يصلبك ليـنقذ الشيطان من رسالتك الإلهية ... أنت صُلبت لتقول بالألوهية الإنسانية التي فيك:عندما يُصلبُ الإنسان يُصلبُ الله ...

وعندما يصير الله إنساناً يصير الإنسان الله ... ولا يزال هناك مَنْ يصلب الإنسان الإله الذي فيه، وينصِّب محلَّه الإنسان الشيطان. «... باركوا لاعنيكم وصلّوا من أجل مَنْ يضطهدكم...، باركْنا وصلّينا، ولا نزال نصلّي لمن يضطهدنا، ولا نزال نتساقط مذبوحين أمام المذابح.

الناس يا سيد، الذين اغتالوا ذات الله على الأرض أصبحوا كواسر متـوحّشة، وبدل أن يأكلوا جسدك الرمزي ويشربوا دمك الإلهي أكلوا لحومهم وأصبح الدم البشري شراباً منعشاً للأفواه الهمجية العطشى.. فلا إلـه الإنجيل يردع، ولا إلـه القرآن يقمع، ولا أديان ولا أنبياء ولا جهنّم ولا سماء. لعلّ ربَّـك وربَّـنا يا سيد، يفكّر بأسلوب خلاصيٍّ من نوع آخر لإنقاذ الأرواح البشرية من شر الشيطان البشري. وفي الإنتظار، وفي ظل هذه المعمعة الفاحشة، وانهيار القيم الروحية والإنسانية والأخلاقية والدينية والمدنية، يقولون: إن عندنا انتخابات نيابية. سألتك إذاً، أن تشهر سوطَكَ حتى لا تجعل صوتَهمْ يقترع على ثيابك وثيابنا.

 

منافسة حادة في دائرتي الجنوب الأولى والثالثة وشبهُ استراحة في الثانية!

علي داود/جريدة الجمهورية/ الجمعة 30 آذار2018

استقرّت بورصة الترشيحات للانتخابات النيابية في الدوائر الثلاث في الجنوب على 12 لائحة، وأظهرت التحالفات الانتخابية أنّ المعركة هي معركة أحجام سياسية لدى البعض من الأقطاب والقوى السياسية ومعركة إثبات وجود سياسي لدى البعض الآخر. بلغ مجموع المرشحين 75 مرشحاً، توزعوا في الدائرة الاولى على أربع لوائح هي: «صيدا وجزين معاً» المكتملة وتجمع التيار الحر والجماعة. لائحة «التكامل والكرامة»، المدعومة من «المستقبل». لائحة «لكل الناس» وتضمّ تحالف سعد وعازار، مدعومة من حركة «أمل» و«حزب الله». ولائحة «قدرة التغيير» وتضمّ تحالف «القوات اللبنانية» وحزب «الكتائب».

ويبلغ عدد الناخبين في الدائرة 119909 كما يلي: صيدا 61940، جزين 57969. وكان من الواضح طغيان المصالح الانتخابية على حساب التفاهم السياسي، ففي دائرة صيدا – جزين، تباعد التياران البرتقالي، «التيار الوطني الحر»، والأزرق، تيار «المستقبل»، في الوقت الذي تحالفا فيه في دائرة الجنوب الثانية في إطار لائحة «الجنوب يستحق» غير المكتملة. وكان لافتاً استبعاد «القوات اللبنانية» من تشكيل لائحة مع «الجماعة الإسلامية» وهو ما أشار اليه زعيمها الدكتور سمير جعجع خلال لقائه لائحة «قدرة التغيير» غير المكتملة بأنّ «القوات» تعرّضت في صيدا لحصار وعزل لمنعها من تشكيل لائحة لسبب ايديولوجي..

كما أثبتت تحالفات صيدا فتوراً وتباعداً بين «الجماعة الإسلامية» و«المستقبل»، وبين «المستقبل» و«القوات اللبنانية» وبين «المستقبل» والبزري وبين الأخير والنائب السابق اسامة سعد، الامر الذي سيترك تصدّعات في ما بعد الانتخابات تحتاج لرأبها وقتاً طويلاً. إلّا أنها أظهرت تحالفاً قوياً بين حركة «أمل» و«حزب الله» وسعد وابراهيم عازار قد يؤسس الى مرحلة جديدة، وبرز عنصران مؤثران في الاقتراع هما أصوات المجنّسين الفلسطينيين، وقوة تجيير أصوات «أمل» و«حزب الله» في قضاء جزين لصالح سعد في صيدا وعازار في جزين.

في دائرة الجنوب الثالثة، تبنّى «التيار الوطني الحر» ترشيح ودعم 6 من المرشحين الشيعة والمرشح الأرثوذكسي، في مقابل تبنّي «المستقبل» دعم وترشيح ابن شبعا عماد الخطيب لمواجهة النائب قاسم هاشم ابن البلدة ذاتها والمنتمي للائحة «الأمل والوفاء» في الدائرة.

كما دعم «المستقبل» مرشحين آخرين في اللائحة، ممّا حمل رسالتين من التيارَين عبر تحويل الانتخابات في هذه الدائرة الى «كباشٍ إنتخابي» بين «أمل» و«حزب الله» من جهة و»التيار الوطني الحر» وتيار «المستقبل» من جهة أخرى. وتضمّ الدائرة 11 مقعداً ويبلغ عدد الناخبين في النبطية 148500، بنت جبيل 146685، مرجعيون – حاصبيا 159479.

والدائرة ستشهد حماوة تنافسيّة من خلال ستّ لوائح هي «الامل والوفاء» الرئيسة المدعومة من الحزب والحركة وتتنافس مع لائحة «الجنوب يستحق» غير المكتملة والمدعومة من التيار الحر و«المستقبل» و«الحزب الديمقراطي اللبناني»، ولائحة غير مكتملة تحت اسم «فينا نغيّر» برئاسة رئيس «تيار الانتماء اللبناني» أحمد الاسعد ولائحة «شبعنا حكي» وتجمع القوات مع «اليسار الديمقراطي» وتتألّف من 5 مرشحين، ولائحة «صوت واحد للتغيير» المدعومة من الشيوعي وتضمّ 6 مرشحين، ولائحة «كلنا وطني»..ووفق أوساط مراقِبة للعملية الانتخابية، فإنّ عمل الماكينات الانتخابية الأقوى هو لـ«حزب الله» والحركة التي تتسارع مع الأيام وحتى الساعات عبر احتساب الأصوات التفضيلية وتوزيعها في ما بين المرشحين في كل قضاء، والطلب الى المناصرين والحزبيّين كثافة الاقتراع لرفع الحاصل الانتخابي وسدّ أيّ إمكانية لأيّ لائحة منافِسة بتحقيق أيّ خرق. وتعمل الماكينتان على إقامة الندوات التثقيفية والتدريبية للمواطنين لإرشادهم لكيفية توزيع الصوت التفضيلي والتصويت والاقتراع عبر القانون النسبي، وذلك من خلال اللقاءات بهم في القرى والبلدات في دائرة الجنوب الثالثة كما في الدائرة الثانية وفي قضاء جزين أيضاً. وتبقى دائرة الجنوب الثانية وتضمّ قضاءَي صور الزهراني، وبلغ عدد المرشحين 12 مرشحاً توزّعوا على لائحة «الأمل والوفاء»، برئاسة الرئيس نبيه بري وتضمّ اليه النائب علي عسيران شيعيَّين، والنائب ميشال موسى كاثوليكي، والوزيرة عناية عزالدين والنائبين علي خريس ونواف الموسوي والمرشح حسن جشي. تقابلها لائحة غير مكتملة هي لائحة «معاً نحو التغيير» ومدعومة من التيار الحر وضمّت المرشحين احمد مروة، لينا الحسيني، عبد الناصر فران، رائد عطايا عن قضاء صور، ورياض الاسعد ووسيم الحاج عن قضاء الزهراني لمواجهة النائب ميشال موسى.

ويبلغ عدد الناخبين في صور 185693 والزهراني 110660.

 

المستقبل يعترف بتآمره على عوض.. بماذا وعده الحريري؟

بشير مصطفى/المدن/الخميس 29/03/2018

المستقبل يعترف بتآمره على عوض.. بماذا وعده الحريري؟ يشير عوض إلى أنه انتسب إلى تيار المستقبل في العام 2011

في الأيام الماضية شهدت منطقة المنية ما يشبه العاصفة بعد استبدال المدير المكلف في ثانوية المنية الرسمية (الفرع الانكليزي) محمد عوض، وتكليف الأستاذ أحمد شميط الحلول مكانه. واستتبع ذلك ردود فعل عنيفة واتهامات مباشرة لتيار المستقبل بالانتقام من المقربين من النائب كاظم الخير، الذي انتقل من دفة التيار الأزرق إلى لائحة العزم. وبعد الفشل باحتواء النقمة، تدخل الأمين العام لتيار المستقبل أحمد الحريري على الخط مباشرة، حيث تواصل مع عوض وطلب عقد لقاء معه. ويؤكد عوض أنه التقى ظهر الخميس، في 29 آذار 2018، الحريري في منسقية تيار المستقبل في حلبا، حيث استمع إلى روايته. وينقل عوض عن الحريري قوله إنه سيعمل على تحجيم الأشخاص الذين تآمروا على عوض داخل مكتب التيار في المنية، وأن الحريري جزم أن تعيين شميط سيكون مؤقتاً وبالتكليف ولن يكون هناك مانع من تقديم عوض طلبه للترشيح إلى منصب المدير الأصيل.

ويشير عوض إلى أنه انتسب إلى تيار المستقبل في العام 2011، وعلاقته جيدة مع سائر القوى السياسية في المنية سواء أكان النائب كاظم الخير أو المرشحين عثمان علم الدين وكمال الخير والآخرين. إلا أنه في المقابل يؤكد أن عمله تربوي وليس ذا صبغة سياسية، وأن ردة الفعل الجامعة لأهالي الطلاب والتهديد بإنهاء العام الدراسي خير دليل على أنه يقدم التربية على سواها. ويعبر عوض عن فرحه بردة الفعل الشعبية التي تلت إقالته، ويشير إلى أنه سيتقدم إلى وزارة التربية بطلب للمشاركة في مباراة اختيار مدير لثانوية المنية الرسمية المستحدثة، التي بدأت عملها في بداية العام الدراسي الحالي. ويوضح عوض أنه لم يكن مديراً أصيلاً، إنما كلف بادارة الثانوية ريثما تتم مباراة لتعيين أصيل، وأن الحريري أكد له أن المنصب سيبقى شاغراً وسيكون متاحاً لجميع من تتوفر لديهم الأهلية بالتقدم إليه. ورغم محاولة عوض إسباغ الطابع الحبي على المصالحة وإبعاد الطابع السياسي عنها، إلا أنه وفق المصادر من المنية لا يمكن تسطيح الأمور. فتيار المستقبل يدخل معركة انتخابية قاسية في المنية، وهو سيحاول استخدام أسلحته لمواجهة منافسيه، سواء أكانت بالترغيب أو الترهيب. كما أن وعود الحريري ليس لها قيمة قانونية، فهي بمثابة الوعد بالواسطة وتبادل المصالح التي يتم ترويض الأنظمة والقوانين لتتلاءم معها.

 

هذا ما يفعله باسيل- الحريري لمحاصرة جنبلاط

منير الربيع/المدن/الخميس 29/03/2018

في اليوم الأخير لتشكيل اللوائح، غرّد النائب وليد جنبلاط منتقداً ما وصلت إليه المفاوضات في دائرة البقاع الغربي راشيا. خسر اللقاء الديمقراطي ترشيح النائب أنطوان سعد، مقابل الإصرار المستقبلي على الحصول على المرشّح الأرثوذكسي. وهذه الخطوة ستعزز فرص وصول إيلي الفرزلي إلى مجلس النواب. المشكلة ليست في التفاوض والتوافق على الخطوة، بل في أن استثناء سعد حصل من دون الاتفاق عليه بين الطرفين. فقبل ساعات قليلة من تسجيل اللائحة كان التفاهم قد حصل على شموله سعد، وليس مرشح المستقبل غسان سكاف. مرّت المفاوضات بشأن هذه الدائرة في مطبات كثيرة، وصل الأمر بالإشتراكيين إلى التلويح بفرط التحالف والذهاب إلى تشكيل لائحة مستقلة، وإن لم تكن غير مكتملة، لكن المستقبل بادر إلى تهدئة جنبلاط والتأكيد أن سعد سيكون على اللائحة.

لكن بعدها بفترة وجيزة، تم تسجيل لائحة البقاع الغربي في وزارة الداخلية، ولم تتضمن إسم سعد. وهذا ما لم يتبلّغ به المفاوضون الاشتراكيون. ما أشعرهم بأنهم تعرّضوا لعملية طعن واختلاس، تماماً كما فعل الحريري في مرسوم الأقدمية ووقعه بعدما كان قطع وعداً للرئيس نبيه بري بعدم الإقدام على ذلك بدون موافقته. الحادثة تكررت مع جنبلاط الذي خرج عن صمته مغرداً: "كم يفتقر البعض من التيارات السياسية الذوق والأناقة في التعاطي مع الغير، وكم من الشعارات السياسية التي ينادون بها فارغة وتافهة".

لا يقتصر اللوم الجنبلاطي على الحريري، على مقعد في دائرة البقاع الغربي. تبدأ المشكلة الانتخابية بينهما في أساس قانون الانتخاب، الذي وفق رؤية جنبلاط، كان متفقاً عليه بين المستقبل والتيار الوطني الحر من ضمن الصفقة الرئاسية. وهذا القانون حشر الجميع، ولكن الخسارة لن تقتصر عليه فقط، بل ستطاول المستقبل أيضاً. للائحة المشكّلة في دائرة الشوف- عاليه، حكاية أخرى بين الطرفين. يرى جنبلاط أن في اللائحة ضعفاً وبعض الثغرات التي سيستطيع من خلالها الطرف الخصم التسلسل.

الأخطر، هو وجود فكرة عابرة ليست مؤكّدة بعد، تعتبر أن الترشحيات التي أصرّ عليها المستقبل في هذه الدائرة، كانت متعمّدة لأجل إضعاف لائحة الاشتراكي، وتوفير فرص وحظوظ الخرق لدى لائحة التيار الوطني الحر، بمقعدين مسيحيين، فيما يحتفظ المستقبل بمقعده السنّي. وهذا وفق إتفاق بين الطرفين. ما عزز وضع التيار الوطني الحر على حساب القوى الأخرى. والخشية تكمن في أن يكون الإصرار المستقبلي على تعزيز وضع التيار، وتعمد إضعاف الاطراف الأخرى، لأنه قد يكون هناك فكرة مستقبلية مبنية على أن "التيار الوطني الحرّ مضمون، فيما غيره ليسوا مضمونين في أي خيار سيتخذه التيار الأزرق".

يسجّل الاشتراكي خشيته من الإصرار على ترشيح الوزير غطاس خوري، مقابل استبعاد النائب إيلي عون، وعدم تمثيل ساحل الشوف. ما سيؤدي إلى خرق الوزير السابق ماريو عون من منطقة الساحل. والأمر نفسه ينسحب على تمسك المستقبل بالنائب محمد الحجار في شحيم إلى جانب بلال عبدالله من المنطقة نفسها، بدلاً من الذهاب إلى تمثيل برجا التي قد تشكل خللاً في اللائحة. لو كان موقف المستقبل ليّناً في هذه الدائرة، لخسر جنبلاط نائباً واحداً حداً أقصى. أما في ظل ما رست عليه التفاهمات، فالخشية من خسارة مقعدين، ماروني وآخر كاثوليكي. لا يقف العتب الجنبلاطي عند هذا الحدّ. قبل أشهر انتقد جنبلاط سياسة الحكومة العشوائية في توفير الدعم لوزارة المهجرين، والتي تولاها طلال ارسلان. كان يقرأ جنبلاط مساعي مستقبلية لتعزيز وضع ارسلان ورفده بالمساعدات لاستثمارها خدماتياً وتعزيز وضعه الشعبي على حساب الاشتراكي. مرر جنبلاط آنذاك رسالة اعتراضية، فيما كانت العلاقة مع الحريري يعتريها بعض التوتر والسلبية. وهذا لا ينفصل عن التحالف المستقبلي مع ارسلان والتيار الوطني الحر في دائرة الجنوب الثالثة. يقرأ جنبلاط بوادر تفاهم مستقبلي عوني ارسلاني، يتجلّى في اللقاء الذي شهده منزل ارسلان في خلدة، وحصل بموجبه على عضوية في تكتل التغيير والإصلاح. هذا التفاهم السياسي الذي اعتبره باسيل أبعد من الانتخابات. سيكون محاولة جديدة ومقدّمة لحصار جنبلاط والمختارة.

 

من سينتخب أهالي التبانة وجبل محسن؟

جنى الدهيبي/المدن/الخميس 29/03/2018

لا شيء في منطقتي جبل محسن وباب التبانة، يوحي بحماسةٍ شعبيةٍ لخوض الاستحقاق الانتخابي في 6 أيار 2018. صور المرشحين، تتناثر على الأعمدة والسطوح والشبابيك والمحال التجارية. تبدو الصور متماهيةً مع فوضى هذا المكان الهرم، الذي يحمل ثقوب الحرب والدمار والاهمال، أكثر من كونها تعكس نبض شارعٍ خفت إلى حدّه الأدنى. هو خفوت اليأس واللاثقة بطبقةٍ سياسيةٍ أعطوها ولبّوها لتصفية حساباتهم، أكثر ممّا أعطتهم ولبّتهم. يُدرك أهالي الجبل والتبانة، أنّهم بعد مرور 4 سنوات على نحو 20 جولة قتالٍ دامية، ما زالوا الضحيّة. كما في الحرب كذلك في السلم، الذي حلّ بعدما أصبحت الدولة زائراً أمنيّاً على خطوط التماس الفاصلة بينهما. هنا، آلة الحرب توقفت بحضور الدولة التي فرضت خطّتها الأمنية. وهنا، يدرك العلوي ابن الجبل، والسنيّ ابن التبانة، أنّ كليهما ضحيّة التهميش عينه. رُميَ السلاح، وما زال الجميع يبحث عن لقمة عيشه في منطقةٍ لم تجد المشاريع الإنمائيّة طريقها إليها. ثمّة قناعةٌ بأنّ قادة المنطقتين يصرون على ترسيخ الحرمان فيهما، لأنهم يحتاجون إليه. ولأنّ الحرمان ورقة انتخابيّة صعبة، تثمر في صناديق الاقتراع. فماذا يريد أبناء التبانة والجبل من الانتخابات؟

التبانة: لا لصفة الإرهاب

ينطلق عربي خليل عكاوي، في حديث إلى "المدن"، من نظرة أبناء التبانة لهذا الاستحقاق، التي تتمحور حول أمورٍ كثيرة، وفي مقدمها المطالبة بإقرار قانون عفو عام يشملهم جميعاً. فنتيجة ما آلت إليه معارك القتال السابقة، حيث كان أبناء التبانة جزءاً أساسياً من قادة محاورها، يضغط الأهالي لطي صفحة الدم بإطلاق سراح المئات من أبنائهم، الذين اعتقلتهم الأجهزة الأمنيّة إمّا بموجب "مذكرة اتصال"، وهي تقوم على الشبهة والظن من دون وجود أدلة، وإمّا بموجب تورطهم في حمل السلاح لقتال الجيش اللبناني، وخوض معارك عسكرية ضده. يدرك أبناء التبانة أنّ ثمة استغلالاً سياسياً وقعوا ضحيته بشدّ عصبهم الطائفي، الذي كان سبب وقوع الفتنة مع أهالي الجبل. ورغم تجاوزهم الحقبة السوداء، غير أن سياسيي المدينة يخشون من ردّ الصاع لهم صاعيّن في 6 أيار. لكنّ المشكلة، وفق عكاوي، أنّ الكلّ يشعر بمظلوميّته، إلا تجاه زعيمه. "في هذا الاستحقاق المنتظر، تجار الدم لا مكان لهم. لأنّ أهالي التبانة، مثل أهالي الجبل، أدركوا خسارتهم التي يدفعون ثمنها، بعدما أيقنوا أن قرار السلم والحرب تفرضه العصا السياسية". لا يمكن التكهن لمن سيعطي أبناء التبانة صوتهم. فوجهات النظر متعددة ومتباينة، تنقسم بين مؤيديين إمّا للائحة تيّار المستقبل، أو للائحة العزم أو للائحة اللواء أشرف ريفي، فيما الكفّة ترجح للعزم وريفي أكثر من المستقبل. لكن، بات واضحاً أنّ الناس في المنطقة لا يريدون أن يكونوا مجرد أرقامٍ انتخابيّة.

يرغب أهالي التبانة برفع صبغة الإرهاب عنهم. و"المدخل الوحيد لذلك هو التخلص من البطالة والفقر المدقع عبر تأمين فرص العمل. ورغم إيماننا بأنّ الوضع لن يكون تغييرياً بعد الانتخابات، هناك فرصة فعلية لقول كلمتنا".

هل ثمّة استخدام للمال السياسي في المنطقة؟ يجيب عكاوي: "المال السياسي ليس مباشراً، وإنما يكون غير مباشر، عن طريق تفعيل الخدمات بوتيرةٍ أعلى على المستوى الصحي والتربوي وفي المدارس ودفع الكفالات. وهي تتقدم وتتراجع بحسب الحماوة الانتخابية".

الجبل يطالب بتمثيله

يبدأ الناشط السياسي والاجتماعي في جبل محسن يوسف شتوي، حديثه مع "المدن"، من فكرة عدم اختلاف أبناء الجبل عن التبانة، وبانحصار الخلاف في التوجه السياسي فحسب، الذي هو حقّ مكتسب للطرفين. "أغلبية أبناء الجبل تنتمي إلى الحزب العربي الديمقراطي، الذي يؤيد الخطّ السوري، لكنّه ليس الحالة الكاملة في المنطقة، بسبب المتغيرات التي طرأت بعد جولات القتال، وهي مرتبطة بطريقة الأداء الاجتماعي بين الناس".

والسؤال اليوم: كيف يتعاطى أبناء الجبل مع الانتخابات؟

ينظر أهالي الجبل إلى المقعد العلوي الوحيد في دائرة الشمال الثانية، ويعولون على أن يحقق لهم صحّة تمثيلهم. عليه، يشرح شتوي طبيعة التجاذبات السياسية بشأن هذا المقعد. فـ"للأسف الشديد، لا توجد مرجعية موحدة في جبل محسن، توكل التمثيل لإحدى الشخصيات العلوية المرشحة. وليس لدى الحزب العربي مرشحاً مباشراً، رغم امتلاكه الكوادر السياسية. والسبب الذي يمنعه من خوض الاستحقاق الانتخابي يرتبط بالظرف السياسي، وعدم وجود لائحة تتحمل تمثيله".

في الشارع العلوي شكل غياب زعيم الحزب العربي الديمقراطي رفعت عيد فراغاً كبيراً سواء أكان إيجابياً أو سلبياً. وهو يتفاوت بين مواطن وآخر. وفي هذه الخلطة داخل المجتمع المعلوي المعادي والموالي، "هناك موجة ضدّ التأييد الجماعي ولها حيثيتها في الشارع، وهناك مرشحون يؤيدون الحزب العربي لا يمكن أن ينفوا صفته الحزبية، مثل نائب الأمين العام للحزب محمود شحادة، الذي يترشح على لائحة رئيس المركز الوطني في الشمال كمال الخير، وهناك مرشحون وسطيون ومحايدون أقرب للمجتمع المدني، مثل الدكتور عبد الخالق محمد عبد الخالق وهو وسطي ويبدو وجهاً تغييرياً". داخل الجبل، ترتفع صور المرشحين ويوجد حراك انتخابي طبيعي وعاديّ. ومطلب الأهالي، "أن يصل نائب إلى سدّة البرلمان من قلب الجبل، ويسعون إلى الفصل بين مرشح من داخل الجبل وآخر من خارجه". يؤكد شتوي أنّ أهالي الجبل ينقصهم كثيراً، كحال جميع المناطق والأحياء المهمشة في طرابلس. لكن، "ما نعتبره ظلماً مضاعفاً بحقنا هو أننا منذ 30 عاماً لم نحصل على تمثيل حقيقي لا في البرلمان ولا في المؤسسات الرسمية. والحاجات التي تنقصنا، مرشح ابن الجبل هو أدرى بها من غيره". من ينتخب أبناء الجبل؟ يرجح شتوي أن تذهب نسبة كبيرة من أصوات أبناء الجبل لمصلحة لائحة الوزير السابق فيصل كرامي، بسبب التوافق والتقارب في المزاج السياسي في ما بينهم، رغم أنّ كرامي ضم على لائحته أحمد محمود عمران عن المقعد العلوي، وهو غير حزبي، جاء اختياره كي لا يشكل له حساسيّة في الشارع السنّي. في المقابل، قد تجد لائحة ريفي حظوظاً لها في الجبل، لأنّ مرشحها عن المقعد العلوي هو بدر عيد، الذي يحظى بحيثيةٍ في الشارع العلوي، لكونه جزءاً من العائلة الحاكمة داخل جبل محسن.

 

فشل الوساطة الباكستانية بين إيران والسعودية

علي شريفي /لبنان الجديد/29 آذار/18

 تُعتبر تصريحات ظريف هي الأكثر صراحة فيما يتعلق بالعلاقات الإيرانية السعودية

 قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف خلال زيارته الأخيرة إلى باكستان منتصف الشهر الجاري أن "إيران ستكون أول من يدافع عن السعودية بحال تعرضها لأي إعتداء خارجي" مضيفًا بأن "إيران مستعدة للمفاوضات مع السعودية" منوها بجهود رئيس الوزراء الباكستاني السابق نواز شريف، وحذر ظريف دول المنطقة من التعويل على الدول الغربية للحفاظ على أمنها. وتُعتبر تصريحات ظريف هي الأكثر صراحة فيما يتعلق بالعلاقات الإيرانية السعودية ولكن لم تلق تلك التصريحات بالمثل من قبل المملكة بل وعلى العكس تهجم ولي العهد السعودي محمد بن سلمان خلال مقابلة مع قناة سي بي أس على إيران حيث وصف  آية الله خامنئي بالهتلر الإيراني، وأضاف الأمير بن سلمان أن "السعودية سوف تتجه إلى صنع القنبلة النووية بحال حصول إيران عليها". ولم يتطرق ولي العهد السعودي إلى إمتلاك الكيان الصهيوني للأسلحة النووية فعلا بينما جميع التقارير الأممية والدولية بما فيها المنظمات الأميركية المعنية تؤكد على سلمية أنشطة إيران النووية. ثم جاء رد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير مخيبا لأمل نظيره الإيراني حيث أكد على استغناء المملكة عن الدعم الإيراني وأن أمن السعودية يأتي من قواتها وشبابها، وهكذا تبخر بصيص الأمل الذي تشكل مؤخرًا لحل الأزمة في العلاقات الإيرانية السعودية عبر الوسيط الباكستاني محمد نواز شريف.

وفيما يتعلق بمكمن المشكلة بين إيران والسعودية يعتقد الدبلوماسي الإيراني قاسم محب علي بأن "هناك رسائل متناقضة يتم إرسالها من إيران تأخذ السعودية ببعضها مأخذ الجد ولا تكترث بالأخرى"، ففي نفس الوقت الذي يرسل الوزير ظريف ضوء أخضر الى السعودية، يتحدث آخرون عن اسقاط النظام السعودي أو يرسلون الحديث عن محور طهران - بغداد - دمشق- بيروت وتلك الإشارات تتناقض مع كلام وزير الخارجية وتفرغه من مداليله، يرى هذا الدبلوماسي الإيراني المحنك أن تعدد اللاعبين الإيرانيين في مجال السياسة الإقليمية يدفع السعودية الى عدم الثقة بما يقوله وزير الخارجية ظريف.

 

منع خطر الحوثيين حربنا لا حربهم

سلمان الدوسري/الشرق الأوسط/29 آذار/18

هذه المرة سبعة صواريخ باليستية حزمة واحدة أطلقها الحوثيون على الأراضي السعودية، منها ثلاثة على العاصمة الرياض، المدينة التي يقيم بها 8 ملايين نسمة. إنها أول جماعة إرهابية في التاريخ تمتلك صواريخ من هذا النوع، حتى «داعش» ذات الإرهاب غير المسبوق، التي أزالت حدوداً بين دولتين، واستولت على مخازن أسلحة وذخيرة من جيوش في العراق وسوريا، لم تتمكن من الوصول لمثل هذه الصواريخ الخطيرة، وحدها جماعة الحوثي تملكها، وتأتي من إيران بالطبع، فتطلقها على الشعب اليمني وكذلك ضد السعودية لتصل إلى القرى والمدن الحدودية وإلى مكة المكرمة وينبع والرياض، وأمام مرأى ومسمع العالم بأسره. تخيلوا لو لم تكن هذه الحرب، واستولى المتمردون على كامل الأراضي اليمنية، عوضاً عن عشرين في المائة فقط كما هو الحال الآن، واستكملت إيران خططها لتصدير السلاح غير النظامي للحوثيين، فكيف سيكون وضع المنطقة، وجيران اليمن، ومضيق باب المندب، وحركة الملاحة الدولية، ليس من المبالغة أن المنطقة ستكون على بركان يطلق نيرانه وحممه في كل اتجاه. بقصفهم لمائة صاروخ على الأراضي السعودية باستهداف مباشر للمدنيين، فإن الحوثيين يقدمون أفضل خدمة للتحالف العربي بصحة قرار دخولهم الحرب، وإذا كانت هذه الخطوة تراها الأغلبية في منطقتنا بأنها استراتيجية وجاءت في وقتها (مارس «آذار» 2015) وقبل أن يستفحل السرطان الحوثي، فإن المزاج العام في الغرب مختلف، فكل ما يرونه كارثة إنسانية فقط، وهذه بالطبع لا أحد ينكرها، إلا أنهم ينسون سبب الحرب أساساً، وهو انقلاب جماعة إرهابية على الشرعية وتهديد أمن واستقرار اليمن والمنطقة بأسرها، ورفض جميع المبادرات السياسية والاستمرار في التصعيد، فهم لا يشعرون بالخطر الداهم عندما تجاور جماعة إرهابية تنقلب على الدولة وتنصب نفسها حاكماً شرعياً، وكما قال الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي في حديثه مع قناة «CBS»: «لا أستطيع أن أتصور أن الولايات المتحدة ستسمح يوماً ما بعمل ميليشيا في المكسيك تطلق صواريخ نحو واشنطن أو نيويورك أو لوس أنجليس بينما يتفرج الأميركيون عليها ولا يفعلون شيئا». فعلاً لن نتفرج عليهم أبداً.

الصواريخ الحوثية السبعة نعمة أكثر منها نقمة، فقد قدم الحوثيون أنفسهم للعالم بأنهم ميليشيا مسلحة وليسوا مكوناً سياسياً يمنياً يمكن التفاوض معهم، وكشف حقيقة عدم رغبتهم في تحقيق الانخراط في عملية التسوية السياسية، حتى إن الصواريخ أطلقت في الوقت الذي يوجد فيه المبعوث الأممي الجديد إلى اليمن مارتن غريفيث في صنعاء، ناهيك من ارتهانهم لإيران التي تزودهم بالصواريخ الباليستية والأسلحة والتقنيات في تحد للقرار الأممي 2216، وهو يثبت للعالم بأن ما يقوم به النظام الإيراني من تهريب ودعم وتسليح للجماعات والتنظيمات الإرهابية يشكل تهديداً للأمن الإقليمي والدولي، وهنا يأتي الدور على المجتمع الدولي ومجلس الأمن لاتخاذ الإجراءات القانونية لمحاسبة النظام الإيراني لانتهاكه لقرارات مجلس الأمن وأحكام ومبادئ القانون الدولي، فمتى يتحمل مـجلـس الأمن مسؤولياته في حفظ الأمـن والاستقرار الدوليين؟ أليس المجلس نفسه مَن غضب وأدان بالإجماع كوريا الشمالية عندما أطلقت صاروخاً باليستياً تجريبياً، فما بالك بمن أطلق مائة صاروخ بشكل عشوائي يستهدف المدنيين وحدهم لا غير؟! منذ 17 عاماً والولايات المتحدة تحارب طالبان في أفغانستان، وخلال هذه الحرب لم ترسل طالبان صواريخ باليستية عشوائية ضد المدن الأميركية ولم تستهدف المدنيين الأميركيين، وهي أرض بعيدة آلاف الأميال عن الحدود الأميركية، ومع هذا لم تنتهِ واشنطن من حربها هذه حتى الآن، ولا يبدو أنها ستنهيها قريباً، بينما التحالف العربي للتو أكمل ثلاث سنوات من معركته ضد جماعة إرهابية، تختبئ في إطلاق صواريخها بين المدنيين، في حين تظهر الأصوات المعارضة لهذه الحرب في الغرب تحديداً بإيقافها، حتى لو لم تذهب الأسباب التي أدت إليها، بينما لو تم إطلاق صاروخ باليستي واحد على أراضيهم، لتغيرت المعادلة بالكامل ولظهرت المواقف على حقيقتها. أتفهم الطريقة الغربية في التفكير لقضايا تبتعد عنهم آلاف الأميال، إلا أن حياة شعوبهم ليست أغلى من حياة شعوبنا، وحرصهم على استقرار أوطانهم، لن يكون أكثر وأشد من حرصنا على استقرار أوطاننا، وإذا كان إرهاب الحوثيين حلفاء النظام الإيراني يهددنا اليوم وحدنا، فإنه غداً قادم ليهددهم، فليتركونا ننه حرباً نحن المعنيين بها لا هم.

 

من الأرشيف/دراسة العماد ميشال عــــون عن الاستراتيجية الدفاعية التي قدمها خلال انعقاد طاولة الحوار في قصر بعبدا بتاريخ 06 تشرين الثاني/2008

http://eliasbejjaninews.com/archives/63524

الاستحصال على شبكة دفاع جوي وتعميم المقاومة الشعبية المسلحة

6 تشرين الثاني 2008

http://www.10452lccc.com/special%20studies/aoun.strategy6.11.08.htm

المركزية - طرح رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب العماد ميشال عون تصوره للاستراتيجية الدفاعية، مقترحا الاستحصال على شبكة دفاع جوي لحماية لبنان وتعميم المقاومة الشعبية المسلحة على سائر المناطق اللبنانية من الجنوب الى الشمال.

حصلت "المركزية" على الدراسة الموجزة التي قدمها النائب عون عن الاستراتيجية الدفاعية الشعب المقاوم في اجتماع طاولة الحوار يوم أمس وتنشرها كالآتي:

ان الاستراتيجية بمفهومها العام هي الترجمة العملية للسياسة التي تلتزم بها الدولة في قطاع ما من القطاعات العامة، وتحتوي طبعا على اهداف ووسائل واساليب عمل يصمم لها ان تعمل ضمن تنسيق وانسجام. فلكل قطاع استراتيجية؛ هناك الاستراتيجية الاقتصادية والاستراتيجية التربوية والاستراتيجية البيئية والاستراتيجية السياحية الخ..، وما يعنينا اليوم هي الاستراتيجية الدفاعية التي توافقنا على دراستها، والتي يجب ان تكون ترجمة للسياسة الدفاعية التي تعتمدها الدولة.

عندما نتكلم عن الاستراتيجية الدفاعية يتبادر الى الاذهان تنظيم القوات المسلحة واسلحتها واساليب قتالها. ولكن، الدفاع عن بلد ما لا ينحصر في الشق العسكري والقتالي فقط، فلمؤسسات الدولة كافة دور فيه، اذ لكل منها دور اساسي في اعداد الوسائل وتحفيز المجتمع وتعبئة القوى الداخلية والخارجية لمساندة الجهد الدفاعي.

فالاستراتيجية الدفاعية تتسم بشمولها كل مؤسسات الدولة ومواردها لتتمكن من العمل ضمن آليات متكاملة تعتمد على مركزية القرار ولا مركزية التنفيذ.

واذا كانت اهداف الدول الكبرى الحصول على القدر الاكبر من المصالح والنفوذ والمحافظة عليها، فالدول الصغرى طموحاتها محدودة، ولا تتخطى الدفاع عن حقها بالاستقرار والوجود.

ان لبنان، مقارنة بدول المحيط، هو الاصغر مساحة وحجما سكانيا وموارد، كما ان مجتمعه يتميز بتوازنات اجتماعية - دينية قد تكون نقطة قوة او نقطة ضعف، القوة في وحدته الوطنية والضعف في غيابها. وهذه الوحدة ضرورة مطلقة في الاستراتيجية الدفاعية، وفقدانها هو مصدر للنزاع، وقد يستدرج السلاح الى داخل البلاد، فيخرج عن الهدف المعد له، وبدل ان يكون للدفاع عن الحدود يصبح اداة للاقتتال.

فالوحدة الوطنية هي ثابتة تبنى عليها الاستراتيجية الدفاعية، وهي ضرورة للبنان كما هي ضرورة ايضا لبلدان العالم كافة مهما اختلفت مكونات مجتمعاتها.

I - الاخطار التي تهدد لبنان: بعد تحديد هذه الثابتة الوطنية، علينا ان نحدد الاخطار المحدقة بلبنان، الداخلية منها، اي الامنية، والخارجية اي العسكرية. وانطلاقا من هذه الاخطار نحدد سياستنا الدفاعية.

تتهدد لبنان اخطار عدة، داخلية وخارجية، داخلية تتعلق بالامن اي بسلامة اللبنانيين كأفراد، وسلامة ممتلكاتهم، وسلامة الدولة والنظام، وخارجية تنال من سلامة الارض والشعب والسيادة والاستقلال، بمعنى انها تهدد كيان الوطن ووجوده.

1 - الاخطار الداخلية الامنية: اولا - الارهاب، وهو خارجي المصدر بشقيه العقائدي والتمويلي، ولكنه يعتمد على قاعدة داخلية بصرف النظر عن حجمها وقدرتها.

ثانيا - الوجود المسلح الفلسطيني بشقيه، خارج المخيمات وداخلها، وذلك نظرا لتعدد قياداته واهدافها، ونظرا لصداماته الداخلية التي تحدث بين الفينة والفينة وتشكل مصدر قلق للبنانيين، وقد تتسبب، اذا ما تطورت، بضرب الاستقرار الوطني.

ثالثا - الميليشيات اللبنانية المسلحة، والحوادث الامنية الاخيرة والاشتباكات الجوالة خير شاهد على ذلك.

2 - الاخطار الخارجية العسكرية:

اولا - اسرائيل وأطماعها في لبنان، خصوصا في مياهه، وهي اليوم تحتل قسما من الارض اللبنانية، واعتداءاتها تتكرر بشكل مستمر برا وجوا وبحرا.

ثانيا - محاولة اسرائيل نزع سلاح المقاومة للسيطرة على القرار اللبناني بغية فرض الحلول في ما يتعلق بالقضايا المعلقة مع لبنان ومع الفلسطينيين، يساعدها في ذلك المجتمع الدولي من خلال تجزئته تنفيذ القرارات الدولية بالاصرار على تنفيذ ما هو حديث ومريح لاسرائيل وتجاهل ما هو قديم ولمصلحة الفلسطينيين (القرارات 194 - 1559 - 1701).

ثالثا - رفض اسرائيل لعودة الفلسطينيين وفرض التوطين.

II - معالجة الاخطار: والآن نتساءل بالنسبة لهذه الاخطار، ما هي السياسة الامنية والدفاعية للدولة اللبنانية؟ هل تريد ان تقاوم هذه الاخطار وتواجهها، ام انها تريد الرضوخ والقبول بما يفرض عليها، ام ان تعتمد سياسة اخرى؟

من خلال الاجابة على هذه الاسئلة نستطيع ان نحدد خياراتنا، فإما اعتماد استراتيجية دفاعية محددة يجنّد لها لبنان قدراته المتوفرة، او الاتكال على الصداقات والصدقات فقط، اي ان نتوسل الامن والدعم من العالم.

ان الفرضية الطبيعية التي اتخذها قاعدة لطرح الترجمة العسكرية للاستراتيجية الدفاعية هي ان لبنان قد اختار مواجهة الاخطار التي تتربص به.

1 - معالجة الاخطار الداخلية الامنية

من الاخطار الامنية، كما تبيّنها الفرضية، الارهاب الذي هو مزيج من تفاعلات خارجية وداخلية، تخلق جوا مؤاتيا للارهابيين الذين يجدون في المجتمع ملجأ امنيا يغطي وجودهم، وصوتا معترضا على اي تعرّض لهم، فيؤمّنون بذلك استمرارهم وغطاء لعملهم.

ان الاعمال الارهابية تقوم على الاغتيال وفي اغلب الاحيان على الاغتيال السياسي واختطاف الرهائن وكذلك على التفجيرات في الاماكن الآهلة التي تستهدف القتل للقتل او لضرب المؤسسات، والغاية من اعمالها تقويض الاستقرار الامني وإثارة القلق والفوضى لمصلحة قوى خارجية. واذا ما نجحت في السيطرة على بقعة ما فإنها تنتقل انطلاقا من هذه البقعة الى حرب انقلابية على السلطة وتهديمية للمجتمع، كما حدث في نهر البارد.

ان مكافحة هذا النوع من الاعمال يقتضي تأهيلا قتاليا وتقنيا خاصا للوحدات المكافحة للارهاب، وتجهيزا للقوى بعتاد متطور، كما يفرض تنسيقا دقيقا بين مختلف الاجهزة المخابراتية وسرعة في التدخل، مما يستوجب ايجاد تنظيم خاص مشترك، مخابراتي عملاني عدلي (مركز عمليات مشترك يجمع المخابرات وقادة الوحدات وقضاة)، يسمح بالتحرك السريع وضمن السرية المطلقة. ومعالجة الارهاب يجب ان تكون في بداياته وقبل تناميه وزيادة قدراته عل القتال، تماما كما تعالج الحرائق.

ان الاحداث الامنية المتتابعة بين الجيش وبعض التنظيمات الفلسطينية المسلحة، وبين الفلسطينيين انفسهم، تثير قلق المواطنين اللبنانيين لما يوقظ الوجود الفلسطيني المسلح في نفوسهم من ذكريات أليمة، اضافة الى خشية بعض اللبنانيين من ان يصبح الفلسطينيون طرفا في نزاع داخلي.

لذلك، يجب ان تحل قضية الوجود الفلسطيني المسلح بالسرعة الممكنة، وفي مطلق الاحوال، ان تكون القوى العسكرية اللبنانية جاهزة وقادرة على احتواء اي طارئ امني يهدد بالانتشار في المجتمع اللبناني.

اما قضية الميليشيات المجددة منها والمستجدة، فقد تسببت بصراعات محلية كادت ان تتحول الى حرب اهلية في مناطق مختلفة من لبنان، وقد يتحول سلاحها الى آلة للتدمير الذاتي ويتسبب في انهيار الدولة، ففي اي صراع داخلي ستكون القوات المسلحة مشلولة بسبب الانقسام السياسي، وستفقد قدرتها على ضبط الاوضاع. علما انه لا يمكن مقارنة سلاح الميليشيات بسلاح المقاومة المنضبط والمعد للعمل ضد اسرائيل.

2 - معالجة الاخطار العسكرية الخارجية: لا شك ان اي قوة عسكرية في العالم لها نقاط ضعفها ونقاط قوتها ايضا، واسرائيل بنوعية اسلحتها وقوة نارها تتمتع بطاقة هائلة على التدمير، والمدى الذي يوفره سلاح الجو يؤمن لها الوصول الى عمق الدول المحيطة بها. واذا كانت قوتها في كونها طاقة تدميرية تغطي مساحات شاسعة، فإن ضعفها يكمن في عديد قوى البر المحدود وإعداد هذه القوى، وبالتالي هي تعجز عن القتال في مجتمع مقاوم. وأن تنجح آنيا وأحيانا في عمليات محدودة، فهي تبقى دائما عاجزة عن السيطرة والاستمرار في الاحتلال.

ونقطة الضعف الاخرى هي التداعيات الكبيرة في المجتمع الاسرائيلي امام الخسائر البشرية في الحرب، وتجاربها في لبنان لم تكن يوما ناجحة، بدءا بما حدث بعد اجتياح 1982 والسنوات التي تلت، ونتائج حرب تموز 2006.

وبناء عليه، يقوم الردع على تكوين قوتين، الاولى من الجيش النظامي، والثانية من المقاومة، وتكونان قادرتين على تحميل العدو خسائر تفوق طاقته على تحمّلها، وذلك باعتماد اسلوب قتال بوحدات صغيرة تستطيع التخفي والاحتماء، ولا تشكل اهدافا مهمّة للطيران. بالاضافة الى تكوين جهاز دفاع جوي حديث.

ان هذا النوع من القتال يقتضي تدريبا جديدا لوحدات الجيش المقاتلة يمكّنها من القيام بمهمات امنية بتشكيلاتها العادية، والتوزع اثناء القتال والانتقال الى حرب العصابات. وتكوين هذه القوى المقاتلة يحتاج الى تدريب خاص على الاساليب الجديدة المعتمدة في القتال.

اما قوى المقاومة فتتشكل من السكان، لذا يجب ان تغطي هذه القوى الاراضي اللبناني كافة؛ فإمكانية الانزال لدى العدو متوفرة في كل الاماكن والاوقات، ولا يمكن قياس ما سيحدث في حرب مستقبلية على ما حدث في حرب تموز؛ فشواطئنا مفتوحة وأجواؤنا مكشوفة، لذا يجب التخطيط لكل الحالات المتوقعة.

ومن الطبيعي ان تحدد شروط الاهلية والقدرة على الانخراط في هاتين القوتين من قبل لجان مختصة، لانها يجب ان تتحلى بمواصفات جسدية ومعنوية وانضباطية وتقنية، تسمح لها بتحمّل المشقات، وبروح المبادرة التي تساعدها على ادارة القتال في وحدات صغيرة.

ان هذه الدراسة المقتضبة تشكل الخطوط الكبرى للاستراتيجية الدفاعية، وهي تشكل قاعدة للمناقشة على المستوى السياسي للاقرار. وتوسيع دراسة تطبيق هذه الاستراتيجية يتطلب اخصائيين من مختلف قطاعات الدولة، كما جاء في المقدمة بأن الاستراتيجية الدفاعية تشمل مختلف هذه القطاعات.

 

هل نشهد نهاية النظام الإيراني؟

وجيه قانصو/المدن/الأربعاء 28/03/2018

يكثر الرهان حول تزعزع النظام الإيراني وربما انهياره بسبب العقوبات الدولية التي قيَّدته وحاصرته وشلت قدرته في تلبية ضرورات المجتمع، وبسبب انقسام النظام على نفسه وتحذير النافذين فيه من نهاية مأساوية للنظام تشبه نهاية الشاه نفسه، وبسبب انقسام المؤسسة الدينية وتزايد المواقف الدينية التي تعتبر ولاية الفقيه سلطة استبداد وطغيان، وأخيراً بسبب تعاظم الاحتجاجات الداخلية ووصولها مرحلة متقدمة كسرت فيها حاجز الخوف بالتظاهر العلني والتطاول الصريح على رمز النظام الأول بل والمطالبة بإسقاطه. ما ذكرناه هي وقائع حقيقية لم يتمكن النظام الإيراني نفسه من تجاهلها أو إنكارها، إلا أنها رغم خطورتها وجديتها، لا يمكن اعتمادها مؤشرات أو علامات فعلية على سقوط حتمي وقريب النظام. وعلى الرغم من ترويج قوى المعارضة الإيرانية وبعض الدول العربية والغربية لهذه الوقائع، وعرضها بنحو مضخم أحياناً لغرض اعتمادها أدلة مباشرة على انهيار وشيك لحكم ولاية الفقيه، فإنه يمكن القول بأن مصدر قوة النظام ورهاناته على البقاء والاستمرار تقوم على اعتبارات تناسب طبيعته ومنطقه.  وهي اعتبارات مغايرة بالكامل للتقديرات والتقويمات التقليدية التي تعتمدها مراكز وأدوات التقصي والتحليل السياسي في العالم. أي علينا تلمس مؤشرات أخرى، والنظر في مكان آخر لمعرفة حال النظام ومكامن القوة والضعف فيه.

لو دققنا في المؤشرات الأربعة المذكورة أعلاه، لوجدنا أنها، وعلى العكس مما يعتقده الكثيرون، تخدم وتعزز الإستنتاج بأن النظام الإيراني ما يزال صاحب اليد العليا في إدارة أزماته والتحكم بها، وأن مخزون الصمود لديه ما يزال عالياً.

فالحصار الاقتصادي والعقوبات الدولية، استطاع النظام تحويلهما إلى قضية نضال وطني في الدفاع عن حق إيران بالاستخدام النووي السلمي والعلمي. فالنظام يجيد لعبة التغطية على الأزمات الداخلية واعتبارها ثانوية وربما تافهة وغير ذات قيمة، عبر تضخيم التحديات الخارجية وتصويرها على أنها قضية وجود ومعركة حياة أو موت للأمة الإيرانية. وهو أمر يقيم ملازمة بل مطابقة بين سياسة الولاء للوطن والولاء للنظام الذي يكفل صيانة القضايا الوطنية الكبرى، ما يسهل على السلطة تصنيف جميع المعترضين والمتذمرين بأنهم خونة أو متآمرون. بات التحدي الخارجي حاجة بقاء للنظام يتقن توظيفه وأدلجته وإسباغ وظائف مقدسة عليه، لتحقيق تسامٍ للنظام نفسه، ورفع رموزه فوق أية مساءلة أو محاسبة.

أما مظاهر الانقسام داخل النظام، فلا تتعدى من أن تكون تنافساً بين مؤسسات النظام على التحكم بموارد البلد والمشاركة في صناعة القرار، من دون أن يفقد النظام تراتبيته الصارمة ومركزيته الحادة، التي تبدأ بالولي الفقيه ثم تتدرج عبر مؤسسات النظام التي أنشئت على هامش أية عملية انتخابية أو مظهر ديمقراطي، أي مؤسسات بالتعيين وداخل حلقة النظام الأضيق، مثل مؤسسة تشخيص النظام وصيانه الدستور ومجلس الخبراء، إضافة إلى البنية الأمنية الحديدية التي تنحصر مهامها بحماية النظام من أي تهديد داخلي وخارحي مثل الحرس الثوري والباسيج.  وهي مؤسسات لا تتأثر في تكوينها أو عملها بأي تغير أو استياء في المزاج الشعبي، لأنها مستقلة وصاحبة اليد العليا فوق المؤسسات التي تتشكل عبر الانتخابات والاقتراع الشعبي مثل رئاسة الجمهورية ومجلس الشورى والمجالس البلدية.

إنها ميزة تفرد بها النظام الإيراني، بأن رسخ ثنائية حادة وفصلا قاطعاً بين مؤسسات الدولة التي تدبر شؤون المجتمع الحياتية، والتي يتحدد مسؤوليها الكبار غالباً عبر صناديق الاقتراع ، وبين مؤسسات النظام الممسكة بموارد البلاد ومفاصل الحياة العامة، بحيث تضمن لنفسها استمرارية وبقاءً مستقلاً عن أي مزاج أو استياء مجتمعي لأنها غير منبثقة منه، أي مؤسسات من خارج المجتمع ومن خارج الدولة معاً، وتملك سلطة التحكم بمجرياتهما في آن.  هي ثنائية حمت النظام نفسه من المجتمع وضمنت له البقاء وراء التقلبات السياسية الظاهرة، وأوقعت الكثيرين، وفي مقدمهم الولايات المتحدة، في فخ الاعتقاد الساذج بأن التأثير في مجريات الانتخابات الرئاسية الإيرانية ودعم الإصلاحيين سيشكل مدخلا لإحداث تغيير جذري في بنية النظام وبداية لتعزيز الديمقراطية في إيران. وهو اعتقاد لم يدرك أن المشهد الإنتخابي ليس إلا شكلا مبطناً من أشكال تطويع المجتمع الإيراني وتأطيره داخل دائرة تحكم النظام، ووسيلة ناجحة للنظام في إظهار ديمقراطيته. أما انقسام المؤسسة الدينية على نفسها، فهو غير مؤثر بحكم عدم وجود مؤسسة دينية ذات تكوين هرمي أو بنيوي. فالانتظام الديني الشيعي يغلب عليه الطابع الشخصي، أي علاقة شخصية بين تابع ومتبوع اجتمعت فيه أهلية الاتباع (التقليد)، من دون أن ترقى هذه العلاقة إلى مستوى الانتظام الاجتماعي العام.  في حين نجح النظام الإيراني عبر نظرية ولاية الفقيه، في صياغة انتظام ديني يُسخِّر طاقة المذهب الإمامي التعبوية والوجدانية والطقسية لصالح النظام، بأن أقام تطابقاً بين الانتماء للمذهب والولاء للنظام ولرمزه الأول، بحيث لا تقتصر مخالفة الولي الفقيه على التشكيك بولاء الفرد الوطني، بل على التشكيك بصحة دينه ومعتقده. وهي وضعية انتظام ديني جديد أكثر فاعلية وتعقيداً عجزت المرجعيات التقليدية عن مقاومتها أو حتى منافستها، وفرضت عليها إما الانصياع لها أو الإندراج في شبكة مصالحها وقواها أو النأي بالنفس عن مواجهتها أو الوقوف في طريقها.

أما الاحتجاجات والتظاهرات الشعبية، فإن قدرة النظام على قمعها بسرعة فائقة مؤشر على قوة النظام وتماسكه لا مؤشراً على ضعفه أو انهياره الوشيك مثلما يظن البعض. فالنظام لا يستمد قوته وبقاءه من التأييد الشعبي، بل عمل لفترة عقود على إنشاء عناصر قوته بشكل منفصل عن المزاج الشعبي وميل المجتمع، بأن حصَّن نفسه ضد أي تحول مجتمعي، وعمد في الوقت نفسه إلى تعطيل قدرات المجتمع التضامنية والتعبيرية، بأن ألغى النشاط الحزبي، وضيق على منابر التعبير المستقلة غير التابعة أو الموالية للنظام، بل عمد إلى إلغائها جميعاً لتسود لغة النظام وخطابه وأيديولوجيته في نقل الأحداث وتحليلها وتفسيرها وفهمها. ما جعل الحراك المجتمعي ضعيفاً ومشتتاً ومتقطعاً ولا يظهر إلا في فترات زمنية متباعدة، ويضطر في كل مرة أن يبدأ من الصفر بعد نجاج النظام في تعطيل طاقته وتفكيك شبكة تضامناته، وتَقَصُّدُ القسوة المفرطة لترسيخ خُلُقية الخوف التي ما تزال الضامن الأول لبقاء أكثر أنظمة الشرق الأوسط.   

هل الإيرانيون في حالة انسداد الأفق لأي تغيير فعلي يعيد للمجتمع حيويته وللحياة السياسية شفافيتها وصلاحيتها التمثيلية الحقيقية؟ بالطبع لا، فالمجتمع هو صاحب القول الأخير في صناعة الواقع وتحويله. إلا أن المطلوب معرفة المكان الصحيح التي تصرف فيه دوافع المجتمع التغييرية، والحذر من أفخاخ الديمقراطية الجوفاء التي تستنفذ طاقة المجتمع وتتصنع مشهداً انتخابياً يرمي المجتمع في أحضان النظام نفسه مهما كانت نتائج الانتخابات.   ليست المشكلة في تغيير الوجوه والشخصيات أو فرض المجتمع من يمثله أو حتى في إرسال رسائل احتجاج قوية، فهذا كله لعب في ملعب النظام ووفق القواعد التي يتحكم بمجرياتها، بل بات التحدي في قدرة المجتمع الإيراني على اعتماد مشروعية اجتماعية وسياسية مضادة.

                  

كيف سيرد بولتون على صواريخ الحوثيين؟

سليمان جودة/الشرق الأوسط/29 آذار/18

تستطيع المملكة العربية السعودية تصويب صواريخها إلى العاصمة الإيرانية طهران، رداً على الصواريخ السبعة التي صوبها الحوثيون إلى الرياض، مساء الأحد، غير أن المملكة حسب التأكيد الذي صدر عنها في اليوم التالي، تفضل اختيار الوقت والمكان المناسبين للرد.

وحقيقة الأمر أن المجتمع الدولي مدعو إلى أن يمارس مسؤوليته الواجبة، إزاء نظام الملالي في إيران، وبسرعة، لأن ما يتمسك هذا النظام بممارساته في محيطه، يهدد الأمن والسلم الدوليين، ولا يهدد السعودية وحدها، ولأن هذه ليست المرة الأولى التي تنطلق فيها صواريخ إيرانية الصنع في اتجاه العاصمة السعودية!

لقد حدث ذلك أكثر من مرة، من قبل، ولعلنا لا نزال نذكر كيف أن نيكي هيلي، مندوبة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، قد وقفت قبل أسابيع في العاصمة الأميركية تخاطب العالم، وفي الخلفية من ورائها كانت قد وضعت هيكلاً لصاروخ إيراني الصنع جرى إطلاقه في ذات اتجاه الصواريخ السبعة!

فماذا ينتظر العالم؟!.. وما الذي تنتظره الأمم المتحدة، إذا كانت هذه الصواريخ قد جرى تصويبها في الوقت نفسه، الذي كان فيه مارتن غريفيث، المبعوث الأممي، يزور العاصمة اليمنية صنعاء، بحثاً عن موطئ قدم للحل السياسي للأزمة هناك؟!

ما الذي تنتظره الأمم المتحدة، بعد أن أعلن العقيد الركن تركي المالكي، المتحدث باسم قوات تحالف دعم الشرعية التي تقودها السعودية على الأراضي اليمنية، ما أعلنه في مؤتمر صحافي عقده في الرياض، الاثنين، وخاطب فيه العالم كله، ومع العالم كان بالضرورة يخاطب الأمم المتحدة في مقرها في نيويورك، باعتبارها المنظمة الدولية الأكبر التي تقوم، حسب نص ميثاقها، على حفظ الأمن والسلام في هذا العالم؟!

لقد أعلن أن الصواريخ السبعة سببت أضراراً في تسعة أحياء في الرياض، ذكرها اسماً اسماً، وأن أحد الصواريخ من نوع صواريخ «قيام» الإيرانية الصنع، وأن قوات التحالف ضبطت شحنة من الصواريخ المهربة إلى اليمن، وتبين بعد ضبطها، أنها من نوع «صياد» الإيراني!

وفي اللحظة التي كان فيها العقيد المالكي، يعرض خلال المؤتمر، صاروخاً إيرانياً هربته طهران إلى اليمن وجرى ضبطه، بينما كتابات فارسية تبدو واضحة على جسمه، كانت وكالة الصحافة الفرنسية تنقل صورة لا تكذب، لخرق واسع في سقف منزل في الرياض، جراء الهجوم الذي أسقط شخصاً وأصاب اثنين!

إن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في حاجة إلى اعتماد طريقة مختلفة للتعامل مع النظام الإيراني، الذي تعمد تماماً، إطلاق الصواريخ السبعة، في أثناء وجود غريفيث في اليمن!

إنها رسالة مقصودة من إيران إلى المنظمة الدولية الأكبر في العالم، وإذا لم تتعامل المنظمة مع الرسالة على قدر خطورتها، فسوف تتكرر الرسائل من ذات النوع، وسوف يتواصل تخريب نظام المرشد الإيراني في المنطقة بوجه عام، وفي اليمن على وجه الخصوص!

ليس من الممكن فصل توقيت استهداف الرياض بالصواريخ، عن توقيت قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب، اختيار جون بولتون مستشاراً جديداً للأمن القومي.. فالمستشار الجديد ليس أي مستشار، والمؤكد أنه بالنسبة لنظام المرشد علي خامنئي، مختلف عن كل مستشار شغل هذا الموقع المهم منذ جاء ترمب إلى البيت الأبيض!

قد يكون الإعلام قد توقف لبعض الوقت، أمام شارب بولتون العريض المتهدل الذي يغطي جانبي فمه، باعتبار أن هذا الشارب من الأشياء التي تميز شكل الرجل، منذ كان من أركان إدارة الرئيس الأسبق جورج بوش الابن، ومنذ كان معدوداً من بين صقورها، ومنذ كان مندوباً دائماً لها لدى الأمم المتحدة.. وقد يكون شعر رأسه المنكوش من بين أيضاً ما كان الإعلام داخل بلاده، وخارجها، يتكلم عنه، وهو يصف للناس ملامح المستشار الجديد للأمن القومي، الذي حل محل هربرت مكماستر المغادر!

غير أن هذا كله مجرد شكل وراءه مضمون هو الذي علينا أن نتوقف أمامه، ونحن نترقب سياسات قادمة للإدارة الأميركية الحالية تجاه طهران، وتجاه سلوك طهران في منطقتها، وليس فقط تجاه برنامجها النووي، ولا فقط تجاه الاتفاق الذي جرى توقيعه بشأن البرنامج، بين نظام خامنئي من ناحية، وبين مجموعة 5+1، التي وقفت على رأسها الولايات المتحدة، وقت أن كان باراك أوباما في مكتبه البيضاوي!

إن ترمب لا يُخفي عدم رضاه عن الاتفاق، منذ اللحظة الأولى التي تسلم فيها السلطة، ولا يخفي رغبته في نفض يد بلاده من اتفاق الإدارة السابقة عليه، ولكنه كان يصادف مسؤولين حوله يعتنقون رأياً آخر، ويميلون إلى التهدئة مع الحكومة الإيرانية، وكان وزير خارجيته المُقال ريكس تيلرسون على رأس هؤلاء المسؤولين!

وقد غادر تيلرسون، في انتظار أن يحل محله مايك بومبيو، رئيس المخابرات المركزية، المعروف بتشدده في الملف الإيراني منذ وقت مبكر!

فإذا وضعنا بولتون إلى جوار وزير الخارجية الجديد، كان التشدد في السياسة الأميركية مع إيران، مضروباً في اثنين، وكانت طهران في انتظار أيام صعبة!

فهل أرادت السياسة الإيرانية، ذبح القطة للمستشار الجديد، فأوعزت إلى الحوثي إطلاق صواريخه على العاصمة الرياض؟!

هذا أمر جائز، إذا وضعنا في الاعتبار أنه لم يسبق إطلاق صواريخ حوثية على عاصمة المملكة، بهذا العدد مرة واحدة، وإذا أخذنا في حسابنا كذلك، أن الإطلاق جاء في أعقاب الإعلان عن اختيار بولتون، في هذا الموقع شديد التأثير على القرار الأميركي الخارجي!

ولا تزال حكاية ذبح القطة من الحكايات التي يضربون بها المثل، في الثقافة الشعبية المصرية، إذا أرادوا أن يشيروا إلى شيء يرغب من خلاله طرف في تخويف طرف آخر، عند بدء علاقة بينهما، بحيث تؤسس لوضع يظل أحدهما على خوف متوجساً من الآخر.. ولكن تجربة العالم مع بولتون، وقت أن كان إلى جوار بوش الابن، تقول إن ذبح قطة في طريقه لا يؤثر بشيء.. ولا حتى ذبح جمل!

وفي كل الأحوال فإن واقعة الصواريخ السبعة لا يجوز أن تمر، ولا بد أن نراهن فيها على موقف عربي قوي، أكثر منه موقفاً أميركياً أو أوروبياً مسانداً، فالرياض عاصمة عربية، والشخص الذي سقط ضحية استهدافها، مصري تصادف وجوده في المكان، وليس سعودياً، والمصابان معه عربيان.

 

قراءة في العناوين

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/29 آذار/18

كل ما رأينا حتى اليوم، كان خارج السياسة والدبلوماسية المألوفة. خلاصة الحدث أن الأمير محمد بن سلمان نقل إلى «العالم الجديد»، صورة وأفكار وطروحات «العالم المتجدد». نهضة ذات وجوه عدة وعنوان واحد: المستقبل. الزيارة الرسمية المستطردة التي لا سابقة لها بكل المقاييس، لم تستمر فقط 17 يوماً، لقد بدأت يوم طرح ولي العهد على الداخل والخارج رؤيته لتجدد الدولة الراسخة في العراقة، والمتطلعة إلى الانضمام إلى متغيرات العصر. لم يتغير مفهوم التقدم منذ الأزل، وله طريق واحد: الأمام. أهمية الزيارة إلى بريطانيا وأميركا أن الأمير محمد لم يخاطب فقط داوننغ ستريت والبيت الأبيض، بل سائر المؤسسات الرسمية والعلمية والاقتصادية. في قصر باكنغهام يشدد في زيارة الملكة إليزابيث الحرص على أهمية العراقة، وفي جامعة MIT يعلن الانضمام إلى قطار الآفاق العلمية الذي لا يعرف أحد مداها. هذا حجم شراكة لا مجرد تحالف أو تطوير لصداقة قائمة منذ نحو القرن. يحتم هذا الانتقال الظروف الموضوعية التي يمر بها الفريقان ومعهما العالم. وإذا كان من عنوان لهذه الشراكة فهو الصراحة والوضوح. لم يترك ولي العهد شيئاً للغموض والتأويل. المملكة تواجه تحديات واسعة ونقلة كبرى في مسيرتها. وتواجه أخطاراً قرر أهمها أن يعلن عن نفسه للعالم قبل عودة الأمير محمد من جولته الأميركية. فالصواريخ الباليستية التي أطلقتها إيران من اليمن استهدفت بكل وضوح الضيف والمضيف معاً. ولا ضرورة للشرح أن الصواريخ العابرة للقارات لا تصنع في صعدة. إنها استعراض للرد على الشراكة التي تغير الموازين الاستراتيجية في المنطقة. وما لم يكتمل خلال زيارة الرئيس ترمب إلى الرياض قطع أشواطاً كبرى خلال زيارة ولي العهد إلى واشنطن. لم يحدث من قبل أن بلغت علاقة أميركا بدولة عربية المستوى الذي بلغته بعد هذه الجولة علاقتها مع السعودية. لقد تعرف الرأي العام الأميركي إلى قيادي في الثانية والثلاثين، يرافقه شقيقه خالد، السفير الذي لم يبلغ الثلاثين بعد. ذلك هو عنوان آخر لحيوية التجدد. لعله العنوان الرئيسي.

 

صفقة بناء قاعدة صينية- باكستانية قد تضر بالمصالح الإيرانية

فرزين نديمي/معهد واشنطن/29 آذار/18

A China-Pakistan Base Deal Could Put Iran on the Back Foot

Farzin Nadimi/Washington Institute/March 29/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/63533

وفقا لصحيفة "واشنطن تايمز" ومصادر أخرى، تعتزم الصين بناء قاعدة بحرية وجوية في "خليج جيواني" في جنوب غرب باكستان على مقربة من الحدود مع إيران وعلى بعد 500 كيلومتر تقريباً من مضيق هرمز. كما تقوم بكين ببناء ميناء تجاري ضخم في مدينة جوادر التي تقع على بُعد نحو 60 كيلومتراً شرق جيواني عند نهاية "الممر الاقتصادي الصيني-الباكستاني". وفي حين التزم المسؤولون الصينيون الصمت حيال التقارير حول جيواني منذ نشرها للمرة الأولى في كانون الثاني/يناير، إلّا أنّ باكستان لم تكترث لها واعتبرتها "دعاية" تهدف إلى تشويه سمعة مشروع الممر. ومع ذلك، تتّبع الخطط المزعومة نمط الأنشطة العسكرية الصينية الأخرى في المنطقة، الأمر الذي يثير القلق في الهند وإيران ودول أخرى.

المبررات الإستراتيجية وراء التحركات

في عام 2015، أصدرت بكين تقرير حكومي عسكري رسمي حدَّدَ [النقاط الرئيسية] لسياسة جديدة من "الدفاع النشط"، وطرح تصورات باضطلاع القوات المسلحة الصينية بدور عالمي بشكل أكبر من أجل حماية مصالح البلاد في الخارج. وتشمل هذه المصالح التدفق المستمر للنفط من الشرق الأوسط - علماً بأن الصين كانت قد استوردت حوالي 7.6 مليون برميل من النفط الخام يومياً في عام 2016، جاءت أكثر من 70 في المائة منها من منطقة الخليج.

ولغاية العقد الماضي، كان الوجود العسكري الصيني محدود للغاية في بحر العرب والطرق المائية المجاورة، مما أبقى أمامها خيارات محدودة فقط لحماية مصالحها هناك. ومع ذلك، ففي عام 2009، بدأت بكين مهمتها لمكافحة القرصنة في خليج عدن، مما مكّنها من نشر قوات بحرية في المنطقة إلى أجل غير مسمى. وفي عام 2017، افتَتحت قاعدةً بحرية كبيرة في جيبوتي المجاورة تطلّ على المضيق الاستراتيجي باب المندب.

وصوّرت بكين هذا المشروع الأخير كمساهمة في أمن المنطقة وتنميتها، وشمل ذلك إنشاء سكة حديدية إلى إثيوبيا التي لا تملك منفذاً بحرياً. ومع ذلك، فإن الأخبار عن مبادرة جيواني المزمعة قد تمنح قاعدة جيبوتي أهميةً مختلفة. ففي حال إنجازهما، ستضع القاعدتان القوات الصينية على مدخل ممرين مائيين دوليين حيويين من الناحية الاستراتيجية، مما قد يسمح لبكين بتقييد تحركات خصومها في المنطقة كجزء من استراتيجية عدم الوصول/منع الوصول أكثر شمولاً من طراز ("إيه 2/إيه دي" A2/AD) (التي يُطلق عليها الصينيون اسم "هجمات مضادة استراتيجية نشطة على الخطوط الخارجية" أو (ASCEL)).

أما بالنسبة لميناء جوادر البحري العميق، فمن المزمع أن يصبح أحد أكبر المرافئ من نوعه في العالم، قادراً على التعامل مع الأسطول الصيني المخطط له من حاملات الطائرات والغواصات النووية الكبيرة. ويُعتبر أيضاً بمثابة جزء حيوي من "مبادرة الحزام والطريق" التي تقوم بها بكين، وتقدّر قيمتها بنحو 57 مليار دولار وهو مشروع عارضته الهند بقوة - ويرجع ذلك جزئياً إلى أنه يخترق منطقة كشمير المتنازع عليها، كما أنه قد يساعد الصين على الهيمنة على الطرق التجارية في المحيطين الهندي والهادئ. ووفقاً لبعض التقارير، سيتمكن المرفأ الجديد من مناولة حمولة تصل إلى 400 مليون طن سنوياً عندما يعمل بطاقته الكاملة في عام 2019.

وعلى الرغم من أن جوادر تقع في الأراضي الباكستانية، يشعر العديد من المراقبين بالقلق من أن الصين سوف تتولى في النهاية السلطة الكاملة على الميناء. وهذه المخاوف لا تفتقر إلى أساس - فبالإضافة إلى تأمين اتفاقية البناء والتشغيل والنقل لمدة أربعين عاماً لميناء جوادر، نفّذت بكين عملية استحواذ مماثلة على ميناء هامبانتوتا في سريلانكا، حيث قامت أولاً ببناء الميناء وبعد ذلك تولت السيطرة الكاملة عليه [كطريقة] لسداد الديون.

على أعتاب إيران

لم يعلق المسؤولون الإيرانيون حتى الآن علانية على أخبار بناء قاعدة في جيواني أو على زيادة النزعة العسكرية الصينية في المحيط الهندي. وقد يعود السبب في ذلك إلى فهمهم رغبة الصين في حماية مصالحها التجارية من خلال المساعي التي تقوم بها لإحياء "طريق الحرير" ويدرسون حصتهم المستقبلية المحتملة في هذا المسعى. وحتى مع ذلك، فإن النمو السريع والنية غير المؤكدة للوجود الأمني ​​الصيني على الحدود يجعل إيران تفكر بالأمر، كما يتضح في العديد من تقارير وسائل الإعلام المحلية وتحليلات الخبراء.  

وفي عام 2016، افتتحت إيران مرفأً سيكون في النهاية تمديداً لميناء تشابهار بقيمة مليار دولار، وهو الميناء الوحيد ذو المياه العميقة لديها، ويقع على بعد 116 كيلومتراً من شبه جزيرة جيواني. وتمّ تمويل المشروع بالاشتراك مع الهند بهدف محدد هو إنشاء ممر تجاري مباشر إلى أفغانستان وآسيا الوسطى، دون المرور بباكستان. وقد قدمّت الهند التمويل بمباركة إدارة أوباما.   

لكن من غير الواضح ما إذا كانت طهران ستطلب الآن من باكستان أن تخفف الخطط العسكرية الصينية الخاصة بجيواني - في محادثة قد تنطوي على الجزرات أو العصي. وفي 11 آذار/مارس، زار وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إسلام آباد في محاولة لزيادة التبادلات التجارية الثنائية من مليار إلى 5 مليارات دولار. وخلال هذه الزيارة، قدّم عرضاً مفاجئاً لباكستان (والصين بشكل غير مباشر) للانضمام إلى جهود التوسّع الإيرانية-الهندية في تشابهار، التي لا تضاهي مشروع جوادار الضخم حتى في حدود قدرته القصوى المتوقعة البالغة 80 مليون طن. وقد تمّ تقديم العرض على الرغم من المنافسة القائمة بين إسلام آباد والهند، ورغم "خط أنابيب غاز السلام" الفاشل الذي كان يهدف إلى تصدير الغاز الطبيعي الإيراني إلى الهند عبر باكستان. كما سعت طهران إلى الدخول في مشروع "الممر الاقتصادي الصيني-الباكستاني"، لكن طلبها لم يُستجب حتى الآن، على الرغم من إقدام بكين على دعوة أفغانستان للانضمام إليها في كانون الأول/ديسمبر.      

وفي غضون ذلك، تقوم البحرية الإيرانية ببناء واحدة من أكثر منشآت جمع المعلومات الاستخبارية تطوراً على مقربة من خليج جيواني في بسابندر. فهي تعمل على إنشاء قاعدةً هناك منذ بعض الوقت في إطار استراتيجية تهدف إلى تعزيز الوجود العسكري والتجاري على خط "مكران" الساحلي المهمل (في خليج عُمان)، غير أن وتيرة التقدّم كانت بطيئة للغاية.

التداعيات الجغرافية السياسية

على الرغم من الشراكة مع الهند بشأن مشروع تشابهار، تحرص إيران على أن تُظهر لباكستان أن مثل هذه الروابط لا تهدف إلى الانحياز إلى جانب منافستها. وبناء على ذلك، عرضت طهران تعزيز الروابط العسكرية الثنائية مع إسلام آباد في محاولة واضحة لإرساء الأساس للتحالف الإيراني-الباكستاني-الصيني المستقبلي.

ومع ذلك، إذا استمرت الصين في تنفيذ خططها بشأن جيواني من دون تقديم تنازلات كبيرة إلى الإيرانيين، فقد تقرر طهران منح حقوق طارئة من "الدعم اللوجستي" إلى الجيش الهندي في تشابهار، على غرار الطريقة التي سمحت فيها للمقاتلات الروسية بتنفيذ ضربات جوية في سوريا من أراضيها في عام 2016 (على افتراض أن تقدم الهند في الواقع كامل التمويل الذي تعهدت به لإنشاء المرفأ). ولا تزال قوة الهند البحرية في المحيط الهندي تفوق قوة باكستان والصين مجتمعتين، لذلك فمثل هذا العرض لن يكون كبيراً بحدّ ذاته. ومع ذلك، فمن شأن وجود قاعدة في جيواني أن يسمح للصين بمراقبة الممر البحري الهندي إلى أفغانستان وآسيا الوسطى.

وعلى نطاق أوسع، فإن القاعدة في جيواني قد تمنح بكين خيار توسيع استراتيجيتها بـ "عدم الوصول/منع الوصول" إلى مسرح عمليات الأسطول الأمريكي الخامس - وهو أحد المخاوف التي تساور واشنطن منذ فترة طويلة. وسوف تستفيد إيران من الخصومة المحلية بين القوتين العظمتين، لكن فقط إذا كانت مصالحها الخاصة غير مهددة.

وخلال الصيف الماضي، زار أسطول بحري صيني ميناء بندر عباس الإيراني، وصدرت تقارير غير مؤكدة عن إمكانية قيام تعاون عسكري محتمل بين البلدين. وفي حين تحتاج طهران إلى مساعدة أجنبية لتحديث أسطولها البحري، تُعتبر الصين شريكاً محتملاً في هذا الشأن، بعدما أصبحت بالفعل مزوداً ثابتاً للمعدات البحرية إلى باكستان (ومن بينها بيع غواصات من نوع يوان). لكن يبدو أن طهران تدرك حدود التعاون العسكري المحتمل مع بكين - ففي 23 كانون الثاني/يناير، اقترح الجنرال رحيم صفوي، أحد مستشاري المرشد الأعلى الإيراني، تأسيس تحالف [إقليمي] يضم روسيا وباكستان وإيران وسوريا لمواجهة النفوذ الأمريكي في المنطقة، وقد أغفل عن ذكر الصين بشكل ملحوظ.

الخاتمة

يحتل تنفيذ خطط إيران الطموحة لتطوير تشابهار وسائر ساحل مكران موقعاً متأخراً بسبب العقوبات الدولية، وسوء الإدارة، والمقاومة المتأصلة للنظام فيما يتعلق بتطوير مناطقه الحدودية. وفي النهاية، قد تقرر الهند أن التعاون مع طهران من أجل مواجهة التعاون البحري الصيني -الباكستاني ليس بنفس أهمية الحفاظ على علاقاتها العسكرية مع الولايات المتحدة. وفي الوقت الحاضر، إذن، من المرجح أن تنتظر الهند والصين لترى كيف ستتعامل إيران مع الغرب فيما يتعلق برفع المزيد من العقوبات ومعالجة مسائل عالقة أخرى (على سبيل المثال، انتشار الصواريخ وانتهاكات حقوق الإنسان). وفي الوقت نفسه، ستبذل طهران كل ما في وسعها لتحسين قدراتها الاستخبارية والعسكرية على مقربة من قاعدة الصين المستقبلية في بحر العرب.

*فرزين نديمي هو محلل متخصص في الشؤون الأمنية والدفاعية المتعلقة بإيران ومنطقة الخليج ومقره في واشنطن.

 

حرب غير وشيكة

 حازم الامين/الحياة/26 آذار/18

لا يبدو أن حرباً إسرائيلية أميركية على النفوذ الإيراني في كل من سورية ولبنان ستسبق الاستحقاقات السياسية والعسكرية في كل من البلدين، أي قضم النظام السوري وحلفائه مزيداً من المناطق من يد الفصائل التي تقاتله في ريف دمشق، والانتخابات النيابية اللبنانية المقررة في السادس من أيار (مايو) المقبل.

في الآونة الأخيرة كثرت التكهنات حول احتمال حصول هذه الحرب، ولاحت مؤشرات ترجحها. الإسرائيليون يراقبون الوقائع في ريف دمشق ويقولون إن إيران تقترب. الإدارة الأميركية تضم إلى صفوفها مزيداً من الصقور الذين يعتقدون أن المواجهة مع إيران ضرورة، وآخر هؤلاء جون بولتون طبعاً. عمّان تسرب أخباراً عن مخاوفها من وقوع مواجهة إقليمية كبرى بالقرب من حدودها، أي في جنوب سورية. لكن، في مقابل كل هذه المؤشرات، ثمة مؤشرات أخرى تقول إن المواجهة ليست وشيكة على رغم أنها واقعة لا محالة. إذ لا يبدو أن حال الـ «ستاتيكو» على جبهات المواجهة المحتملة، أي جنوب سورية وجنوب لبنان، قد حان موعد إطاحته. إيران ترقص في سورية على حدود ما يسمح به هذا الـ «ستاتيكو»، وهي، إذ تتجاوزه أحياناً، تتلقى الصفعة الإسرائيلية راضية بما تتيحه هذه اللعبة من احتمالات يمكن استيعابها. وفي جنوب لبنان ليس من مصلحة أحد حتى الآن إطاحة الهدنة المنعقدة هناك منذ 12 عاماً.

الحماسة الأميركية لضرب إيران في سورية لا تكفي، خصوصاً أن ليس لدى واشنطن أذرع عسكرية مباشرة. الحرب ستكون إسرائيلية إيرانية بالدرجة الأولى، وتل أبيب ليست خادماً لغير مصالحها. فهي قد تستثمر في رغبة واشنطن في الحد من نفوذ طهران الإقليمي، إلا أنها حين تقرر الانخراط في حرب بحجم المواجهة مع طهران، تقدم حساباتها على كل الحسابات.  للمرء أن يعتقد أن المواجهة حاصلة لا محالة. طهران تتوسع في سورية وتقترب من الحدود مع إسرائيل، وتل أبيب لن تقف مكتوفة الأيدي ولن تقبل بمزيد من النفوذ الإيراني على حدودها. لكن شرط المواجهة هو استنفاد ما قبلها من مراحل. ففي جنوب سورية توازنات لم يطحها أحد حتى الآن على رغم أن طهران ترقص على ضفافها. وصفقة الحرب لا تقتصر حساباتها على جغرافيا المنطقة. الثمن الذي تريده تل أبيب يشمل القدس أيضاً، ذاك أن توجيه ضربة لطهران سواء في سورية أم في لبنان سيخدم أطرافاً غير موجودة على مسرح المواجهة المباشرة هذه، وتل أبيب لا تعمل مجاناً، ولا تفوت فرصة طلب أثمان.  الـ «ستاتيكو» اليوم قائم على معادلة الضربات الصامتة، وهي ضربات مؤلمة لطهران وحلفائها، إلا أنها توفر للضارب والمضروب سبلاً لتصريف المصالح والحاجات. إسرائيل تحد عبر هذه الضربات من أخطار بناء ترسانة إيرانية بالقرب من حدودها، وإيران تمتص الضربات وتواصل وظيفتها المتمثلة في إعلان نفسها لاعباً في معادلة حدود، هي ليست حدودها. حتى الآن لا تبدو الرغبة الأميركية في هذه الحرب كافية لكي تشتعل الجبهات. واشنطن ابتعدت كثيراً في السنوات الفائتة، وتحولت إلى لاعب من خارج الجغرافيا. حضورها العسكري المباشر في سورية رمزي، ومعظمه في الشمال وفي الغرب، وهي إذ اقتربت أخيراً من الصحراء غير البعيدة عن الجبهة الجنوبية، وتحديداً في منطقة الركبان، بقيت خطوتها رمزية ولا دلالات ميدانية كبرى لها.  الحروب تحتاج إلى أكثر من رسائل رمزية، وتل أبيب لن تقبل بخوض الحرب وحدها. جاهزية واشنطن سياسية وليست ميدانية حتى الآن، وثمة لاعب لا يجب الاستخفاف بموقعه هو موسكو. ووفق هذا المشهد، لا يبدو أن المواجهة وشيكة، على رغم أن لا أفق غيرها في المدى المتوسط.

 

الاتفاق النووي الروسي مع تركيا يستهدف الحلف الأطلسي

هدى الحسيني/الشرق الأوسط/29 آذار/18

نشر الرئيس التركي رجب طيب إردوغان قواته البرية والجوية في سوريا والعراق، واعداً بعمق أبعد. أما أسطوله البحري، فيحركه في بحر إيجه مهدداً قبرص واليونان؛ إنه يعلي سقفه كثيراً حتى إذا جاء موعد الحصاد، يعرف حسب اعتقاده مقدار حصته. يوم الأحد الماضي، دعا ألكسيس تسيبراس، رئيس وزراء اليونان، في ذكرى استقلال اليونان عن الحكم العثماني عام 1891، تركيا إلى وقف أنشطتها غير القانونية في بحر إيجه، واحترام القانون الدولي. وقال وزير دفاعه بانوس كامينوس، في المناسبة نفسها: «سنسحق كل من يجرؤ على التشكيك في سيادتنا الوطنية، وينبغي على أي شخص يفكر في (الإمبراطوريات) العثمانية أن يتذكر كيف حارب الشعب اليوناني من أجل استقلاله عام 1821».

وعلى مدى الشهرين الماضيين، يتصاعد التوتر بين تركيا واليونان بسبب عدد من المشكلات، بما في ذلك عمليات الحفر والتنقيب عن الغاز حول قبرص، وتسليم الجنود الأتراك الذين فروا إلى اليونان بعد محاولة انقلاب 15 يوليو (تموز) 2016. وتعارض تركيا حق جمهورية قبرص في استغلال احتياطيات الغاز الضخمة المحتملة في شرق البحر الأبيض المتوسط، زاعمة أن ذلك ينتهك حقوق القبارصة الأتراك في شمال الجزيرة، وقد منعت شركة النفط الإيطالية «إيني» مرتين هذا العام من إجراء عمليات تنقيب استكشافية. وفقط بعدما وصلت سفينة هجوم برمائية تابعة للبحرية الأميركية، ووحدات بحرية أخرى، إلى مدينة ليماسول الساحلية القبرصية، تمكنت شركة النفط الأميركية «إكسون موبيل» من بدء الحفر الخاص بالمضاربة.

إن قدرة أوروبا المتناقصة باستمرار في التأثير على تركيا تضيف إلى الصعوبات التي تواجهها اليونان وقبرص في علاقاتهما مع جارتهما، ثم إن الرئيس التركي يقدم نفسه على أنه حامي المسلمين والمنتصر الكبير، ومن أجل الحفاظ على هذه الصورة ينخرط في أعمال تتحدى سيادة قبرص اليونانية، وتضع ضغوطاً مستمرة على اليونان. وحتى وهو يقوض تراث مصطفى كمال (أتاتورك)، تمكن من تحويل طموحاته الخاصة إلى قضية وطنية.

قد تكون الدولة الوحيدة التي يمكن أن تمارس الضغط على تركيا هي روسيا، حيث يجد إردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين نفسيهما في زواج مصلحة.

إن أسباب التوتر ليست بجديدة، إذ تريد كل من اليونان وتركيا تأكيد سيادتهما على الجزر المتنازع عليها الواقعة في بحر إيجه، والمعروفة لدى الأتراك باسم «كارداك»، ولدى اليونان باسم «إيميا».

وتعود جذور النزاع إلى معاهدة لوزان لعام 1923، التي وافقت فيها تركيا على حدودها الحديثة بعد تفكيك الإمبراطورية العثمانية في أعقاب الحرب العالمية الأولى. وفي المعاهدة، تخلت تركيا عن الجزر إلى إيطاليا، وفي وقت لاحق سلمتها إيطاليا إلى اليونان في معاهدة باريس لعام 1947، مما جعل ملكية هذه الجزر محل نزاع، على الرغم من أنها غير مأهولة وصغيرة. وعام 1996، كادت الدولتان تخوضان حرباً عليها، لكن تم تجنبها بسبب الجهود التي بذلها ريتشارد هولبروك، مساعد وزير الخارجية الأميركية (مادلين أولبرايت) لشؤون أوروبا في ذلك الوقت، ولكن مع الأحداث الأخيرة ظهرت قضية الجزر مجدداً. وفي ديسمبر (كانون الأول) الماضي، وخلال أول زيارة لرئيس تركي إلى اليونان منذ 65 سنة، لمح إردوغان إلى قضية الحدود المثيرة للجدل، فأدى ذلك إلى استياء مضيفيه ومفاجأتهم.

وكانت التوترات الأخيرة قد تصاعدت بعد انقلاب يوليو 2016، وهرب 8 ضباط أتراك إلى اليونان، ورفض الأخيرة تسليمهم. ومنذ ذلك الحين، زادت المواجهات بين القوات البحرية التركية واليونانية من حدة التوتر، ومما زاد الطين بلة أنه في الثاني من الشهر الحالي، ألقى الأتراك القبض على جنديين يونانيين دخلا الأراضي التركية، على ما يبدو بسبب الأحوال الجوية، وما زالا في الحجز التركي. ومع كثرة التقارير عن الغاز في قبرص، أعلنت أنقرة أنها تعتني بمصالح مواطني شمال قبرص. ويقول مصدر غربي إن الوضع بدأ يميل للخطورة، وليس هناك ما يدعو إلى الاعتقاد بأن هذه التوترات سوف تتبدد في وقت قريب. وبينما لا يرغب أحد في رؤية حريق جديد، يبدو أنه بات من المحتمل حدوث مواجهة مطولة.

عندما أصبح إردوغان رئيساً للوزراء عام 2003، كانت العلاقات مع اليونان في الحضيض بسبب الجزر، ثم إنه عام 1999 اعتقلت تركيا عبد الله أوجلان، زعيم «حزب العمال الكردستاني»، بينما كان يبحث عن ملجأ في مقر إقامة السفير اليوناني في نيروبي - كينيا. هذا سبب فضيحة لليونان، واستياء لتركيا، لكن لعدة سنوات في عهد «حزب العدالة والتنمية» الحاكم جرى تحسن ملحوظ في العلاقات، خصوصاً أن أنقرة سعت إلى الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي. وكإثبات لحسن النوايا، افتتحت اليونان وتركيا خط أنابيب للغاز الطبيعي عام 2007، ومع ذلك لم تحل قضايا مثل إيجاد حل دائم للصراع القبرصي، ووضع الأقليات في كل بلد. وبدلاً من استغلال فرصة زيارته في ديسمبر الماضي لتخفيف حدة التوتر، دعا إردوغان إلى مراجعة معاهدة لوزان التي صدمت مضيفيه الذين شعروا بأن رئيس الدولة التركي يطالب بما لليونان في بحر إيجه. وفي هذا السياق، وصف رئيس الوزراء اليوناني تسيبراس تركيا بـ«الجار العدواني» في منتدى دافوس، في يناير (كانون الثاني) الماضي.

ويقول محدثي إن التوترات بين اليونان وتركيا مهمة للغاية، خصوصاً بالنسبة إلى مستقبل «الناتو». فمع تعدي روسيا بشكل متزايد على عتبة أوروبا، ليس فقط في أوكرانيا ولكن أيضاً في شرق البحر المتوسط بتدخلها في سوريا، فإن تصاعد العداوة بين عضوين محورين يخلق مشكلة خطيرة لحلف «الناتو»، ويضيف إلى مخاوف الحلف تزايد الاحتكاك بين تركيا والولايات المتحدة، ويشكل قرار أنقرة شراء نظام الدفاع الجوي المتقدم «S - 400» من روسيا مصدر قلق آخر لـ«الناتو». وبالنظر إلى طموح موسكو الذي طال أمده بتقسيم منظمة حلف شمال الأطلسي، فإن هذه القضايا، علاوة على الخلاف التركي - اليوناني، تخاطر بتسليم الرئيس الروسي نصراً على طبق من ذهب، كما يقول محدثي، ويضيف أنه لا يوجد مخرج واضح من المأزق، خصوصاً بعدما دخلت الآن إلى الإطار التركي - الروسي من العلاقات المحطة النووية «أكيويو»، التي يمكن أن تصبح أكبر مشروع مشترك يمثل العلاقات الاستراتيجية بين روسيا وتركيا، ومن المقرر أن يتم الاحتفال ببدء بناء أول محطة للطاقة النووية في تركيا في شهر أبريل (نيسان) المقبل، ويأمل المسؤولون في تثبيته رغم صعوبات التمويل. ويصر المسؤولون الأتراك على أن «أكيويو» ستدخل في الخدمة عام 2023، الذي يصادف الذكرى المئوية للجمهورية التركية، مع العلم بأنه من غير المرجح الالتزام بهذا الجدول الزمني.

ومن المعروف أن الطاقة النووية لها مكان رئيسي في أدوات السياسة الخارجية الروسية الاستراتيجية، وشركة «روساتوم»، المكلفة الرئيسية بالمشروع، تمتلك حالياً عقوداً لبناء 34 محطة طاقة نووية. ويقول محدثي: إن اتساع نطاق مشاركة «روساتوم»، المملوكة للدولة، يمنح روسيا إمكانية الوصول إلى دول لا تستطيع الوصول إليها عبر خطوط أنابيب النفط والغاز الطبيعي، وهناك مشاريع لها في إيران ومصر وتركيا، والمفاوضات جارية مع دولة خليجية، ويضيف أنه على الرغم من أن العلاقة بين روسيا وتركيا قد لا تكون تحالفاً حقيقياً، فإن الأمر سيوفر لموسكو منافع جيوسياسية قوية.

العلاقات بين تركيا و«الناتو» تتدهور، ومن المتوقع أن يزور الرئيس بوتين مقاطعة مرسين التركية على البحر المتوسط، لحضور حفل افتتاح «أكيويو» خلال الأسبوع الأول من الشهر المقبل، وسوف يحمل حضوره أو غيابه معنى مهماً.

ويقول أحد المعلقين السياسيين اليونانيين إنه مع تدهور العلاقات بين روسيا والغرب إلى حد يذكر بالحرب الباردة، وربما أسوأ، ليس هناك احتمال بأن يفيد الضغط الروسي على تركيا. لذلك ستكون تركيا قادرة على التصرف وكأنها في كوكبها المتوازي، تحول الأسود إلى أبيض، وتتصرف كما يحلو لها. وقد بدأت في العراق، ثم سوريا، وهي تحط أنظارها على اليونان. لقد بدأ الشرق الأوسط، رويداً رويداً، يتمدد نحو أوروبا... روسيا سعيدة، وأميركا تردد: يجب ألا نخسر تركيا!

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

عون استقبل المشنوق ووفد نقابة الصحافة: مهما كانت الامور صعبة يمكننا تجاوزها وعلينا شراء الكهرباء من أي مصدر

الخميس 29 آذار 2018 /وطنية - أكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون انه متفائل بما ستؤول اليه الاوضاع في لبنان، مشددا على انه "مهما كانت الامور صعبة يمكننا تجاوزها وخلق جو من التفاؤل من دون ان يؤدي بنا الواقع الى حال من الاحباط".

ولفت عون الى مواصلة السعي للوصول الى اتفاق في شأن ازمة المدارس القائمة بين الاطراف الاربعة المختلفة. وفي قضية ضمان الشيخوخة، اشار الى انه كان تقدم عام 2006 من المجلس النيابي باقتراح قانون تم تأخيره، وانه سيطلب، من موقعه الرئاسي، من مجلس النواب الجديد أن ينظر في هذه القضية "ولن أسمح بتأخيره او تأخير غيره من مشاريع القوانين المهمة". وشدد رئيس الجمهورية، في موضوع أزمة الكهرباء، على انه علينا شراء الكهرباء من اي مصدر كان "وانا لن اعترض او اسأل الا عن الاسعار". وقال انه اطلق التحذير بان "لبنان يسير على طريق الافلاس في حال اكملنا في النهج المتبع وذلك ليتحمل الجميع مسؤوليته". ودعا الاعلاميين الى ان يتطوعوا معه للمساعدة في تغيير الوضع الاقتصادي الصعب. كلام الرئيس عون جاء في خلال استقباله قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا نقيب الصحافة عوني الكعكي على رأس وفد ضم اعضاء مجلس النقابة.

في بداية اللقاء، تحدث النقيب الكعكي فلفت الى ما يكنه اعضاء الوفد من محبة لرئيس الجمهورية وما يشعرون به من فخر لوجوده على رأس السلطة على غرار جميع اللبنانيين. وشكر الرئيس عون على استقباله والوفد الذي اعتبره بمثابه التكريم ووضعه في صورة الانتخابات الاخيرة في النقابة والتي فاز فيها بالتزكية.

وقال: "هناك اليوم أزمة عدم ثقة بين المواطن والسلطة، الامر الذي طالما انتقدتموه، نظرا الى ما يرافق الاحاديث عن المشاريع من كلام عن سمسرات وصفقات وحيتان المال". ولفت الى متابعة الملفات التي يوليها الرئيس عون اهتمامه من كهرباء ونفايات وتعيينات وانتخابات، لا سيما موقفه الاخير في مجلس الوزراء من موضوع الكهرباء، آملا ان يوفقه الله في مهامه وان تنتهي الانتخابات على خير والى نتيجة تعبر عما يصبو اليه المواطنون، فلا تتكرر التجربة التي سجلت في عهد الرئيس الراحل كميل شمعون.

رد عون

ورد الرئيس عون مرحبا بالوفد، مشددا على انه ورث العديد من الملفات -الازمات لكنه يسعى الان الى حلها انطلاقا من موقع مسؤوليته. واضاف: "ان التباعد بين السلطة والمواطن مرده الى ازمات اقتصادية نتجت عن اعتماد الاقتصاد الريعي منذ العام 1993 وحتى اليوم من دون اي تغيير او تأقلم مع الاوضاع الجديدة. في المقابل، نحن نسعى للانتقال الى الاقتصاد المنتج الامر الذي يتطلب وقتا، وقد بدأنا باعداد الدراسة اللازمة وهي ستنتهي قريبا بالتعاون مع شركة "ماكينزي" لتعيين القطاعات المنتجة التي يجب ان يبنى عليها الاقتصاد. اما بالنسبة لعدم الثقة بين المواطنين والدولة، فلا يجوز التعميم باطلاق الاحكام، وثمة مسؤولية مشتركة يتحملها العديد من القطاعات وهي ليست محصورة بالدولة فحسب، وللاعلام ايضا حصته في الامر. فحين يتم الحديث عن فضيحة، لا يعمد الصحافيون الى سؤال المتحدث اكان نائبا او وزيرا او غير ذلك للتحقق من الامر وكشف الادلة ليتحرك القضاء على اساسها. ان هذا ما دفعني، في افتتاح السنة القضائية، الى طلب استدعاء هؤلاء لتقديم الادلة. هناك على سبيل المثال دلائل مخفية، فحين يتم تلزيم مشروع يلجأ المعنيون الى رفع سعر التلزيم ليأخذوا المردود فيما بعد من المتعهد".

وتساءل: "هل بامكان احد التحقيق مع احدهم وهو في موقع المسؤولية؟ الان بالطبع لا. فهناك شبكة كبيرة تقوم بهذه الاعمال، الا انه بامكانكم انتم تقديم المساعدة، وذلك من خلال تسميتكم للابرياء من على منابركم والاضاءة على المرتكبين. ان لكم دورا كاعلاميين، والاعلام حر في لبنان. وحتى لو افترضنا ان استدعاء اعلامي ما لاعطاء افادته كان خطأ وقد كان بريئا، فان عدم حضوره يوضع في اطار مخالفة قضائية، فلا يمكن لاحد ان يتمرد على القضاء لانه اذ ذاك يكون قد انتهى القضاء".

وأكد الرئيس عون أن لوسائل الاعلام دورا في المساعدة على تعميق الثقة بين القضاء والمواطنين، كما بين المواطنين مع بعضهم البعض، وذلك للحد من الخلافات.

الكهرباء...و"فرملة عون"

وفي قضية الكهرباء قال: "أريد أن أعود ست سنوات الى الوراء، اي الى ما نشرته يومذاك جريدة الشرق الاوسط بتاريخ 22 تموز في ما خص ازمة الكهرباء، ولن أذكر الآن ايا من الاسماء لأن جميعها اسماء كبيرة. لقد وضعت الخطة حينها كي تتم عرقلة المساعي التي اقوم بها لانجاز بعض المشاريع ومنها الكهرباء. وصدر تصريح الوزير اكرم شهيب آنذاك حيث قال فيه "نعمل على فرملة عون". ومنذ ذلك الوقت بدأت وسائل الاعلام بتوجيه الاتهامات لفريقنا وتحميله مسؤولية ازمة الكهرباء، وتم وقف الاعتمادات. وبدأ الحديث عن الخلاف بيننا وبين الآخرين حول التمويل، علما ان الحكومة هي التي تستطيع أن تقرر مصدر التمويل، إن كان من المصارف او من الصندوق العربي وغيره... وقالوا إننا لا نريد التمويل من الصندوق العربي وذلك لتعقيد العملية. وماذا قررت الحكومة في هذا الامر حينها؟ مع الاسف لم تقرر شيئا. وأدعو الجميع الى قراءة هذا المقال ليفهموا الموضوع كما بدأ وكيف انتهى".

واضاف: "لقد صوتنا في مجلس الوزراء على خطة إنقاذية، وقد حصل خطأ في الشكل وليس في الجوهر، حيث تم التلزيم في مكتب الوزير وليس في مكتب رئيس مجلس ادارة مصلحة كهرباء لبنان. وطلبت من الجميع في مجلس الوزراء في حال كان هناك ما هو انسب من هذا التلزيم ويعطي لبنان كهرباء بسعر أقل لنعتمده، إذ ان مجلس الوزراء قادر على اتخاذ قرارات استثنائية، فكان الجواب أنه علينا إعادة المناقصة، وقد اتت المناقصة الثانية بالنتيجة نفسها. فالجميع يريد تأمين الكهرباء في غضون ستة أشهر، ولو كانت المدة سنة فسيتغير الالتزام وخلال سنتين سيتمكن لبنان في هذه الحال من بناء سنترالات للكهرباء".

وقال الرئيس عون: "ما يهمنا هو تأمين الكهرباء في المدة الزمنية القصيرة وعدم الانتظار ليتمكن لبنان من بناء معامل انتاج، ولذلك علينا شراء الكهرباء من اي مصدر كان، وانا لن اعترض او اسأل إلاَ عن الاسعار. وهذه هي المشكلة كلها، فهم يعودون الى الجدل البيزنطي. وخلال الاسبوع القادم علينا أن نقرر المصدر الذي سيتم من خلاله تأمين الكهرباء، فهناك احتمالات عدة وسنعرضها على مجلس الوزراء لاختيار ما هو مناسب".

قانون ضمان الشيخوخة والمدارس

سئل: في لقاء سابق لفخامتكم مع مجلس النقابة اشرتم الى أن قانون ضمان الشيخوخة هو قضيتكم وكذلك نظام التقاعد لجميع المواطنين من دون اي تمييز، فماذا حصل في هذا الامر، وايضا بالنسبة الى قضية زيادة الاقساط على المدارس؟

أجاب:" لقد قدمت في العام 2006 عندما كنت رئيسا لتكتل التغيير والاصلاح اقتراح قانون لضمان الشيخوخة، وتم تأخيره، وذلك ليس على خلفية المحتوى، ولكن على خلفية من سيمسك القانون والنسبة الطائفية مع الاسف. واليوم من موقعي الرئاسي سوف اطلب من مجلس النواب الجديد أن ينظر في هذه القضية ولن أسمح بتأخيره وتأخير غيره من مشاريع القوانين المهمة، كإنشاء محكمة خاصة ومتخصصة في جرائم المال والدولة وغيرها من القوانين. لقد قدمت في السابق 156 اقتراح قانون، ومنها مد انبوب غاز من الشمال الى الجنوب، وذلك لاستعماله في الصناعة وانشاء السنترالات حيث سيتم بذلك توفير مليار ومئة مليون دولار، وكانت تكلفة انبوب الغاز 400 مليون دولار وبذلك ستسترد قيمة تكلفته في أقل من سنة. فهم يحولون القوانين الى اللجان المشتركة حيث يتم تأخير بتها".

أما في ما يتعلق بقضية المدارس، فأوضح الرئيس عون أن هناك أربعة أطراف على خلاف في ما بينها، المدارس والاساتذة والاهالي والحكومة، ولم يتوافقوا الى اليوم على اي حل، لكننا نواصل السعي للوصول الى اتفاق.

النفايات... والمزايدات

وسئل: في موضوع النفايات، فهمنا ان لديكم خطة معينة للحل. هل هناك حل حضاري متكامل لهذه المشكلة؟ وهل صحيح ان هناك دولا عرضت أن تأخذ نفاياتنا وتدفع لنا ثمنها؟

اجاب: "لا، لم تعرض هذه الدول أن تدفع ثمنها، بل أن تأخذ النفايات وتستعملها لتوليد الكهرباء، ونحن نشتريها منها. هناك عروض قُدمت ولكن لم يتم البحث بها. نحن اقترحنا خطة تعتمد على اللامركزية، حيث يهتم كل قضاء بمعالجة نفاياته، ان كان بطمرها او عبر انشاء محارق. المواطن يفاقم المشكلة، وكل انسان يريد ان يضع النفايات عند جاره. لا احد يريد ان يبقي نفاياته في منطقته او يتلفها، وهذه مشكلة مهمة. وبمبادرة مني ارسلنا 3 مهندسين الى سويسرا، لمعاينة آلات جديدة لمعالجة النفايات تعطي نتائج جيدة جدا، لنعرف بعدها ما اذا كان بامكاننا استقدام مثلها الى لبنان. واذكر انه في العام 2010، وعندما حان موعد التجديد لشركة "سوكلين"، صوتنا ضد التجديد، ولم ننجح في تحقيق ذلك لأن احد النواب الذي كان في كتلتنا لم يصوت معنا. طالبنا يومها بوضع شروط معينة وكانت هناك وعود، لم يتحقق منها شيء. انا شخصيا، وفي 12 ايلول 1990 وقبل ان أُبعد عن لبنان، وضعت مرسوما لانشاء معمل لمعالجة النفايات، وسلمت المهمة الى اتحاد بلديات المتن. وبالفعل بدأ تركيب المعمل. لكن فيما بعد جرى تلزيم النفايات الى شركة "سوكلين"، وسجنوا حبيب حكيم، الذي كان رئيسا لاتحاد بلديات المتن، 91 يوما بتهمة هدر اموال الدولة ولم يحاكم الى اليوم لانه ليس هناك من جرم ارتكبه. يجب البت سريعا بالمشاريع . الفائدة معروفة منها وكذلك الكلفة، لكن الامور بحاجة الى قرار".

وردا على سؤال عن الوضع الاقتصادي، أجاب: "لماذا حصلت ازمة المدارس وغيرها؟ بدأنا بالكلام عن مشروع سلسلة الرتب والرواتب في اول شهرين من ولايتي، فيما كنا ندرك واقع الوضع الاقتصادي والوضع المالي في البلاد. قلت لهم قبل ان تتحدثوا عن مشروع زيادة الرواتب، عليكم ان تقولوا للمواطنين ان لبنان افتقر. ولكن ما حصل هو العكس، ولجأوا الى المزايدة. والآن ترون العجز في الموازنة وفي ميزان المدفوعات، والتحركات الاجتماعية التي تحصل، لأنه لا يمكنك ان تعطي قطاعا دون باقي القطاعات. لذا قلت بالامس اننا اذا اكملنا في هذا النهج فلبنان سيسير على طريق الافلاس. انا اطلق هذا التحذير ليتحمل كل انسان مسؤولياته. فالبطالة ارتفعت بشكل مخيف لتبلغ 46 %. والسبب هو ان اللبناني انتقائي في اختيار الوظائف التي يريدها، لذا يأتي العامل السوري ويحل محله باجر ادنى. اليوم، الامم المتحدة تشكرنا على انسانيتنا في التعامل مع النازحين السوريين الذين بلغ عددهم مليون و850 الف شخص، وقد زارني قبل ايام المفوض الاوروبي لسياسة الجوار، ولم يكن مرتاحا في اللقاء، لأنني قلت له ان الشكر والمديح لا يطعمان خبزا. عليكم ان تعالجوا قضية النازحين قبل ان نصبح نحن نازحين".

وردا على سؤال، اشار الرئيس عون الى ان تسجيل الولادات السورية الذي توقف في الماضي اعيد العمل به منذ بداية العهد.

تطوعوا معي

وسئل: في ما يتعلق ايضا بالموضوع الاقتصادي، منذ توليكم المسؤولية نبهتم الى صعوبة هذا الوضع، ومع ذلك اقرت سلسلة الرتب والرواتب وزادت الاعباء المالية على الدولة. ما الضمان اليوم لعدم زيادة الاعباء اكثر؟

أجاب مخاطبا الاعلاميين: "هل انتم مستعدون للتطوع معي، لأغير لكم الوضع؟".

سئل: الوضع الاقتصادي مرتبط بشكل كبير بعلاقات لبنان مع الدول الخليجية. ألا ترون أنه يجب بذل جهد أكبر لتقوية هذه العلاقات؟

اجاب: "خلال زيارتي للسعودية، تطرقنا الى موضوع الاعمار في لبنان وعودة السياح، وكانت الاجواء ايجابية، ولكن الامور لم تتغير. انا بطبعي متفائل، ومهما كانت الامور صعبة، يمكننا ان نتجاوزها، ولكن يجب ان نخلق جوا من التفاؤل. لا يجب ان يجعلنا واقعنا محبطين. نعرف ان الحالة صعبة، ولكن يمكننا ان نتجاوزها، ونحتاج منكم الى القليل من الصبر علينا".

المشنوق

وكان عون استقبل وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق وعرض معه التحضيرات للانتخابات النيابية قبل اسابيع من حصولها. كما تطرق البحث الى مواقف الجسم القضائي وسبل معالجة مطالبه.

السفير الزين

واستقبل رئيس الجمهورية سفير لبنان المعين لدى غينيا فادي الزين، وتمنى له التوفيق في مهامه الجديدة وزوده توجيهاته.

حياة ارسلان

وفي قصر بعبدا، الاميرة حياة ارسلان مع وفد من افراد العائلة الذين شكروا رئيس الجمهورية على مواساته بوفاة والدتهم المرحومة الشيخة املي امين وهاب.

 

الحريري بحث مع كومارجها وسعد صبرا في التحضيرات لمؤتمر سيدر

الخميس 29 آذار 2018 /وطنية - استقبل رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، بعد ظهر اليوم في "بيت الوسط "، مدير مكتب البنك الدولي في لبنان سارجو كومارجها ومدير مؤسسة التمويل الدولية التابعة للبنك الدولي سعد صبرا، في حضور مستشار الرئيس الحريري الدكتور نديم المنلا، وتم خلال الاجتماع البحث في التحضيرات الجارية لانعقاد مؤتمر سيدر في باريس ومشاركة البنك الدولي فيه.

 

الراعي ترأس قداس الغسل في سجن رومية: لاحترام حقوق المساجين بحسب ما تقره القوانين الدولية

الخميس 29 آذار 2018 /وطنية - ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي قداس الغسل في سجن روميه، وألقى عظة قال فيها: "في مثل هذا اليوم، منذ ألفي سنة، قام الرب يسوع بفعل محبة وتواضع كبيرين: فعل المحبة هو بتأسيس سر القربان ليكون استمرارية لذبيحة ذاته فداء عن خطايا جميع البشر على مدى التاريخ، وليكون طعام جسده ودمه تحت شكلي الخبز والخمر، لحياة العالم، وهو أيضا بتأسيس سر الكهنوتلخدمة القربان. أما فعل التواضع فهو غسل أرجل التلاميذ، من بعد أن أقامهم كهنة العهد الجديد".

أضاف: "يسعدنا أن نحتفل معكم، هنا في سجن روميه، جريا على عادتنا في كل سنة، بعشاء الرب القرباني وبرتبة الغسل، مع المرشدية العامة للسجون في لبنان التابعة للجنة "عدالة وسلام" المنبثقة من مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك. فأحيي رئيسها سيادة المطران شكرالله نبيل الحاج والمرشد العام الجديد الخوري جان موره والمرشدين المحليين وكل المعاونين من كهنة ورهبان وراهبات وعلمانيين.

ونحيي الأب إيلي نصر، المرسل اللبناني، المرشد الإقليمي لمحافظتي بيروت وجبل لبنان، ومنسق مرشدية السجون في الشرق الأوسط. وأعرب عن شكري للخوري جوزف العنداري المرشد العام السابق، على كل الجهود والتضحيات التي بذلها في هذه الخدمة.

ويطيب لي أن أحيي المسؤولين العسكريين الحاضرين: العميد جوزف الحلو قائد الدرك، والعميد مروان سليلاتي قائد منطقة جبل لبنان، والعقيد محمد الدسوقي قائد سرية السجون والعقيد زياد مراد قائد موسيقى قوى الامن الداخلي، والرائد إيهاب أبي غنام آمر سرية المحكومين. وأشكرهم هم وجميع العسكريين وسائر الموظفين والعاملين في هذا السجن وسواه من السجون اللبنانية والعمل الراعوي في جامعة الروح القدس - الكسليك". وتابع: "أعرب عن تقديري لما تم من إنجازات وأبنية في هذا السجن من أجل تحسين أوضاع المساجين، وأخص بالذكر إنجاز مكتبة الأحداث التي تحققت في مبنى الأحداث بدعم من منظمة "الرؤية العالمية" مشكورة. وقد تم تدشينها في 19 آذار الجاري بحضور السيدة اللبنانية الأولى ناديا عون.

ولكن تبقى حاجات ملحة نوصي بها لدى الوزارات المعنية وهي:

1- الاكتظاظ الكثيف في السجون، وهو من المشاكل الكبيرة التي يعانيها السجناء. فمن الضروري بمكان مباشرة تلزيم بناء السجنين المركزيين اللذين أقرتهما الحكومة اللبنانية منذ سنوات، في الشمال والجنوب، ولم تنفذهما إلى الآن.

2- القضاء: الذي يستدعي تسريع المحاكمات والإسراع في بت الأحكام، وزيادة عدد القضاة. ويطلب إيقاف التدخل من قبل الأحزاب وأصحاب السلطة والنفوذ، من أجل إحقاق العدل والحق من دون انيظلم أحد. ونوجه النداء إلى المحامين كي يحكموا ضميرهم المهني. فرسالتهم تقوم بالدرجة الأولى على الدفاع عن حقوق السجين وليس ابتزازه.

3- حقوق المساجين المطلوب احترامها بحسب ما تقره القوانين الدولية، وبخاصة من ناحية عدم استعمال العنف إن في التحقيقات أم في داخل السجون أحيانا، وتأمين المستلزمات الأساسية والضرورية للحفاظ على كرامة السجين الانسانية.

4- أما الجمعيات التي تساعد المساجين، ففيما نشكر لها خدمتها، نرجو منها: الحفاظ على الصدق والشفافية في التعامل مع قضايا السجناء وعائلاتهم، وعدم استغلال المساجين على أي صعيد كان للوصول الى غايات ومنافع شخصية. وفي المناسبة يرجى توحيد الجهود من قبل الوزارات المعنية والمنظمات التي لا تبغي الربح، من أجل دعم السجين قضائيا واجتماعيا وصحيا، وعائليا، فمن المهم جدا تأمين التواصل والوسائل الملائمة والآمنة بين العائلة والسجناء بالحفاظ أولا وآخرا على كراماتهم.

5- "قام عن العشاء وغسل أرجل التلاميذ" (يو 13: 4-5). في ذكرى هذا الحدث التاريخي الكبير، نقيم هذا الاحتفال.هو المسيح نفسه، الكاهن الأزلي، المتمثل في شخص الكاهن يقوم بهذا العمل المقدس. وأنتم أيها السجناء الاثنا عشر تمثلون تلاميذ المسيح، ومن خلالكم يتمثل كل المساجين في سجن روميه وفي سائر السجون اللبنانية. هو المسيح من خلال هذه الليتورجيا الإلهية ورتبة الغسل يزوركم، وهو القائل: "كنت سجينا فزرتموني" (متى 25: 36 و 43). وعندما سئل متى كنت سجينا وزرناك؟ أجاب: "كل مرة فعلتم ذلك لأحد إخوتي هؤلاء الصغار، فلي فعلتموه" (متى 25: 40).

أنتم، أيها السجناء، بالنسبة إلى السيد المسيح "إخوته الصغار"، لا بالجرم الذي ارتكبتموه، كبيرا كان أم صغيرا، بل بالألم والوجع الجسدي والمعنوي الذي تعيشونه وراء القضبان وفي ظلمة السجن. فالمسيح الذي لم يرتكب خطيئة حمل خطايا العالم، وكفر عن خطايا وشرور جميع الناس على مدى التاريخ، وتضامن مع المتألمين، وأنتم منهم، لكي يقدس آلامهم ويعطيها قيمة فداء، ولكي يعلمنا كيف نتألم ونحمل وجعنا، ونجعله مناسبة ووسيلة لتقديس ذواتنا، وإعادة النظر في مجرى حياتنا، واتخاذ مقاصد صالحة.

6- إننا نقدم هذه الذبيحة المقدسة من أجلكم، ومن أجل كل السجناء، في جميع السجون، ونصلي كي تفيض عليكم وعليهم نعم هذا العيد، وكي تسارع العدالة في بت قضاياكم، وتكون سنوات سجنكم قصيرة، ولكن غنية بالتوبة من القلب والمقاصد الصالحة. ونصلي لكي، من بعد استعادة حريتكم، تستطيعوا استعادة صيتكم الحسن، وتشقوا طريقكم نحو الاندماج في مجتمعاتكم.

بهذا الرجاء نعلن معا إيماننا زارع الرجاء هاتفين:

المسيح قام! حقا قام!"