المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية  ليوم 29 ذار/2018

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/newselias18/arabic.march29.18.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة
عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

لا يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يَعبُدَ رَبَّين. فَإِمَّا يُبْغِضُ الوَاحِدَ ويُحِبُّ الآخَر، أَو يُلازِمُ الوَاحِدَ ويَرْذُلُ الآخَر. لا تَقْدِرُونَ أَنْ تَعْبُدُوا اللهَ والمَال

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/التحالفات الانتخابية في كسروان-جبيل عرت الأحزاب والسياسيين الموارنة من كل ما هو صدق وثوابت ومصداقية

الياس بجاني/ما خرج المرشحين بكسروان وجبيل الموارنة إلا طانيوس شاهين

الياس بجاني/تلون وانتهازية ورخص وطروادية من يدعي باطلاً معارضة مشروع حزب الله الملالوي

الياس بجاني/طاقم سياسي وحزبي امتهن الكذب والخداع وعشق الأبواب الواسعة

الياس بجاني/ثقافة الأبواب الواسعة طريقها هي باتجاه واحد هو جهنم ونارها ودودها ومزابل التاريخ

الياس بجاني/الأب جورج مسوح إلى بيت أبيه السماوي

الياس بجاني/ألف تحية للشريف والسيادي اللواء اشرف ريفي

الياس بجاني/غالبية الطبقة السياسية ترقص على أوتار وإيقاع حزب الله

الياس بجاني/منافقون 14 آذاريون وأوراق توت وعورات ودنائة نفوس

 

عناوين الأخبار اللبنانية

عائلات قتلى «حزب الله» بسورية تشك باستئصال أعضاء أبنائها ومساع لاستصدار فتوى شرعية لإخراج الجثث وفحصها

 ريفي لـ «السياسة»: أترك للناس الرد على الحريري ومتفرغ لمواجهة الهيمنة الإيرانية على لبنان

نوفل ضو: لمنع اي متهرب من دفع الضرائب او معتد على الاملاك العامة، من الترشح الى الانتخابات

التيار" سحب من زوين ما يصل الى ستة ملايين

الجمهورية: فريق الدفاع طلب من السيّد الإدلاء بشهادته أمام المحكمة الدولية.

مجلس الأمن يرحّب ببيان روما.. ويدعو لاستكمال البحث في استراتيجية الدفاع

الفرد رياشي: الطائف يلفظ انفاسه والمثالثة ليست بديلة منه

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأربعاء في 28/3/2018

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الأربعاء في 28 آذار 2018

 

عناوين المتفرقات اللبنانية
"التجمع اللبناني": علامات قد تعطينا الأمل بالتغيير وتحالفات مريبة مع ودائع الأجهزة السورية

نقلاً عن تقدير موقف

التيار المستقل: تصريح الراعي بعد لقائه عون أثار الذعر في النفوس

الطفيلي يرفع الصوت: نحن يا زعماء الشيعة لسنا هنودا حمرا ولسنا خدما لأحذيتكم

جعجع: أجراس القيامة قرعت منذ قرابة الـ 2000 عام على أمل أن تدقّ أوراق القيامة هذا العام

جلسة سريعة لمجلس الوزراء… وهذا ما اقرته

"الوصول بأي ثمن الى البرلمان" عنوان "أغرب" انتخابــات نيابية لبنانية  واصطفافات جديدة بعد الاستحقاق: يحكمها المشروع السياسي أم المصلحة؟

حمادة: اعترضنا على سفر وزير الخارجية على نفقتنا

لهذا الحزب لا يستطيع أن يحارب الفساد

التخوين وإثارة العصبيات أبرز أسلحة الانتخابات في لبنان

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

البابا يشن هجوماً عنيفاً على "المافيا

الجيش الإسرائيلي: استأنفنا الغارات في سورية

الأمم المتحدة: أزمة حادة بالغوطة وعفرين ونحتاج 150 مليون دولار وطالبت بإحالة ملف سورية إلى الجنائية الدولية وسط ضغوط متزايدة لابرام اتفاق في دوما

محادثات بين دي ميستورا ولافروف اليوم بموسكو للبحث في الجولة المقبلة من مفاوضات جنيف

السجن لسعوديين انضما إلى «حزب الله» العراقي وتدربا في إيران

محمد بن سلمان: امتلاك إيران “النووي” يعني رصاصة في الرأس وأكد أن مشكلة المنطقة مع أفكار غير مؤمنة بالمبادئ الأممية تروج لأيديولوجيات عابرة للحدود

محمد بن سلمان: الحوثيون باتوا معزولين سياسيا وهجومهم الصاروخي دليل ضعفهم ونعمل على إنهاء الحرب بعملية سياسية

محمد بن سلمان: الإسلام اختطف من جماعات إرهابية مثل “الإخوان” و”داعش” و”القاعدة” ونسعى لتغيير الخطاب الديني

محمد بن سلمان: علينا استبدال الاتفاق النووي بآخر يتصدى لأنشطة ايران المزعزعة لاستقرار منطقة الشرق الأوسط

محمد بن سلمان: توقيع اتفاقية بين المملكة والأمم المتحدة لتمويل خطة إنسانية في اليمن العام 2018

إسرائيل تقصف مركزي مراقبة تابعين لحماس بغزة

لافروف ودي مستورا يبحثان الأزمة السورية مع استمرار عملية الإجلاء من الغوطة

تركيا و«الجيش الحر» في تل رفعت بعد عفرين

ولي العهد السعودي يجري محادثات «مثمرة» في الأمم المتحدة وغوتيريش شكر محمد بن سلمان على سخاء المساعدات الإنسانية لليمن

موسكو تتوعد بالرد بالمثل على طرد دبلوماسيين روس والكرملين قال إن مقاطعة سياسيين لكأس العالم لن تجدي كوسيلة ضغط

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

الكتائب» عند معراب: هكذا نجح «الإنقلابيون»/كلير شكر/جريدة الجمهورية

بالمئات، ضحايا النسبية «المشوَّهة» والتفضيلي «الغدَّار»/جورج شاهين/جريدة الجمهورية

التحالف المستحيل بين «القوات» و«التيار»/ملاك عقيل/جريدة الجمهورية

محادل متجدّدة بلبوس «النسبية»/طارق ترشيشي/جريدة الجمهورية

باريس: أوقفوا الفساد لمنع الإنهيار/جوني منير/جريدة الجمهورية

الإنتخابات اللغز... الناخبُ سيِّد نفسه/الهام فريحة/الأنوار

لبنان يتدهور مالياً عشية الإنتخابات.. وبعدها/هيام القصيفي/الجمهورية

منصّة صواريخ … لا دولة/علي الرز 27/جنوبية/جنوبية

هل اكتمل عقد الصقور في واشنطن/ عبد الوهاب بدر خان/الحياة

نتنياهو يوقع قرار الحرب.. في أيار/سامي خليفة/المدن

تداعيات خروج الولايات المتحدة من الإتفاق النووي/علي شريفي/لبنان الجديد

صاروخ الحوثي... يد إيرانية وزعيق قطري/فهد سليمان الشقيران/الشرق الأوسط

وادي الورود/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

الحرب الباردة تطل من جديد/عبد المنعم سعيد/الشرق الأوسط

صواريخ إيران تقصف السعودية/مشاري الذايدي/الشرق الأوسط

العرب... والبحث عن موقع متقدم/سوسن الأبطح/الشرق الأوسط

إيران ... سرطان الفوضى والتخريب/علي القاسمي/الحياة

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

عون إستقبل رئيس وزراء استونيا وتسلم بيان اللقاء التربوي في بكركي راتاس: ملتزمون المشاركة في اليونيفيل ومرتاحون لاستقرار لبنان

الحريري استقبل نظيره الاستوني راتاس: اعربت عن دعم بلادي الاستثنائي لاستضافة لبنان النازحين السوريين

حريري عرض ووزير خارجية قبرص الاوضاع في لبنان والمنطقة

قاسم: هل تريدون منا أن نتخلى عن مشروع حق أثبت جدواه؟

باسيل ناقش مع نظيره القبرصي اتفاقا سياحيا ثلاثيا يشمل اليونان وطلب منه مساعدة بلاده في ملف النزوح السوري

قرداحي أعلن لائحة التضامن الوطني: نحن أصحاب فكر وارادة نجحت في دحر الارهاب في ما كان البعض يتساهل معه

بري رفع جلسة مجلس النواب الى العاشرة والنصف من قبل ظهر الغد 20 نائبا تحدثوا في الجلستين الصباحية والمسائية والحريري يرد غدا

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية

لا يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يَعبُدَ رَبَّين. فَإِمَّا يُبْغِضُ الوَاحِدَ ويُحِبُّ الآخَر، أَو يُلازِمُ الوَاحِدَ ويَرْذُلُ الآخَر. لا تَقْدِرُونَ أَنْ تَعْبُدُوا اللهَ والمَال

إنجيل القدّيس متّى06/من22حتى24/قالَ الربُّ يَسوعُ: «سِرَاجُ الجَسَدِ هُوَ العَيْن. إِنْ كَانَتْ عَيْنُكَ سَلِيمَة، فَجَسَدُكَ كُلُّهُ يَكُونُ نَيِّرًا.وإِنْ كَانَتْ عَيْنُكَ سَقِيْمَة، فَجَسَدُكَ كُلُّهُ يَكُونُ مُظلِمًا. وإِنْ كَانَ النُّورُ الَّذي فِيْكَ ظَلامًا، فَيَا لَهُ مِنْ ظَلام !لا يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يَعبُدَ رَبَّين. فَإِمَّا يُبْغِضُ الوَاحِدَ ويُحِبُّ الآخَر، أَو يُلازِمُ الوَاحِدَ ويَرْذُلُ الآخَر. لا تَقْدِرُونَ أَنْ تَعْبُدُوا اللهَ والمَال.

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته تغريدات متفرقة

بالنص والصوت/الياس بجاني: تأملات إيمانية في عِّبر وتقاليد ومفاهيم ذكرى خميس الأسرار

http://eliasbejjaninews.com/archives/38461

 بالصوت/فورماتMP3الياس بجاني: تأملات إيمانية في عِّبر وتقاليد ومفاهيم ذكرى خميس الأسرار/29 آذار/18 /اضغط هنا للإستماع للتأملات

http://www.eliasbejjaninews.com/elias.audio15/elias.khamies%20al%20asrar.mp3

 

 بالصوت/فورماتWMA/الياس بجاني: تأملات إيمانية في عِّبر وتقاليد ومفاهيم ذكرى خميس الأسرار/29 آذار/18 /اضغط هنا للإستماع للتأملات

http://www.eliasbejjaninews.com/elias.audio%20wma15/elias.khamies%20al%20asrar.wma

 

خميس الأسرار: تقاليد، طقوس وعِّبر

الياس بجاني/13 نيسان/17

http://eliasbejjaninews.com/archives/38461

تحتفل الكنيسة المارونية بصلاة وطقوس خميس الأسرار الذي يسمى أيضاً “خميس الغسل” ” والخميس المقدس”، تحتفل به بتقوى وخشوع وتعبد وتوبة وتتأمل بحزن وأسى في عذابات السيد المسيح، وتعتبره من الناحية الإيمانية يوماً يجسد جوهر ولب وقلب الأسبوع الأخير من الصوم الكبير. يلي خميس الأسرار الجمعة العظيمة وسبت النور ومن ثم عيد القيامة المجيد حيث قهر الرب المتجسد الموت وكسر شوكته. قام من القبر وانتصر على الشر وغفر لنا بصلبه وآلامه الخطيئة الأصلية، كما علمنا معاني المحبة والغفران والتسامح وبذل الذات من أجل الآخرين. ” ليس حب أعظم من هذا أن يبذل الإنسان نفسه فداء عن أحبائه”.

مسمى “خميس الأسرار” يرمز إلى سرَّي القربان والكهنوت اللذين أرسى المسيح أسسهما الإيمانية خلال العشاء السري الفصحي الأخير له على الأرض. داخل العلية جلس يسوع حول المائدة مع تلاميذه وأقام معهم قدّاسه الإلهي الأخير قبل صلبه وموته وقيامته وصعوده إلى السماء. في ذلك اليوم حوّل يسوع خبز المائدة إلى جسده، والخمر إلى دمه، وقال: “خذوا كلوا منه كلّكم، هذا هو جسدي الذي يبذل عنكم وعن الكثيرين لمغفرة الخطايا”، وقال: “خذوا اشربوا منها كلّكم: هذه هي كأس دمي الذي يراق عنكم وعن الكثيرين لمغفرة الخطايا”. خلال العشاء الفصحي المقدس هذا كرّس وثبت يسوح تلاميذه كهنة للعهد الخلاصي الجديد وأسس الخدمة والرسالة الكهنوتية بقوله لتلاميذه: “اصنعوا هذا لذكري”.

وحتى يُعلم تلاميذه والبشر أجمعين متطلبات وقواعد المحبة والتواضع ومبادئ العطاء والتضحية وخدمة الغير التي لا حدود لها، قام وغسل أرجل التلاميذ بنفسه قبل أن يُطهر ويغسِل وينقي نفوسهم من الشر والذنوب والخطايا من خلال دمه الذي سيراق على الصليب من أجل الغفران والدخول في العهد الخلاصي الجديد.

روحية الذكرى وطقوسها وصلاتها بأكملها مستمدة من واقعة العشاء السري الأخير الذي احتفل به المسيح مع تلاميذه في العلية قبل أن يسلمه تلميذه الخائن يهوذا إلى اليهود ليصلبوه مقابل ثلاثين من فضة، وكل الطقوس والصلوات والعادات التي تمارس في هذه الذكرى ترمز إلى ما جرى في ذلك الاجتماع المقدس حسبما ذكرت الأناجيل الأربعة، لوقا 22/1-23، يوحنا 13/1-30، متى 26/14-30، مرقص 14/12-26

طقوس وعادات وتقاليد تمارس في يوم خميس الأسرار

*يكرّس ويبارك في هذا اليوم غبطة البطريرك الميرون وزيت العماد وزيت المسحة، لتوزّع على كلّ الأبرشيات والكنائس.

*بغسل الكاهن خلال القداس الإلهي أقدام اثني عشر شخصاً يرمزون إلى عدد رسل المسيح.

*يقوم المؤمنون بزيارة سبع كنائس كرمز للالتزام المطلق بأسرار الكنيسة السبعة: سرّ الكهنوت، سرّ القربان، سر الزيت المبارك، سرّ العماد، سر التثبيت، سر المسحة، وسرّ الخدمة.

بعض علماء الدين يربطون هذا التقليد بالأماكن السبعة التي قصدتها السيدة العذراء عندما علمت أن ابنها يسوع قد اعتقل: مقر مجلس الكهنة، مكان الإعتقال، مقر الحاكمين بيلاطس وهيرودس (مرتين لكل مقر)، والجلجلة.

كما يُنسب التقليد هذا لزيارات الحجاج المسيحيين الأوائل التي بدأت في روما وكانت تقضي بالحج إلى سبع كنائس طلباً للتوبة وسعياً للتكفير عن الذنوب والخطايا، والكنائس هي:  كنيسة القديس يوحنا، كنيسة القديس بطرس، كنيسة القديسة مريم، كنيسة القديس بولس، كنيسة القديس لورانس، كنيسة الصليب المقدس، وكنيسة القديس سيباستيان.

*يُصمد القربان داخل بيت القربان على المذبح بعد انتهاء القداس ويقوم المؤمنين بالسجود أمامه طوال الليل مستذكرين نزاع الربّ يسوع في بستان الزيتون، حيث تركه التلاميذ وحيداً واستسلموا للنوم من جرّاء الحزن والتعب والخوف. هذا وترفع كل أنواع الزينة من الكنائس ما عدى المذبح الذي يُصمد عليه القربان تعبيراً عن الحزن الشديد. كما أن بعض التقاليد تقضي بالتوقف عن قرع أجراس الكنائس بعد صمد القربان حتى أحد القيامة.

العشاء السري كما جاء في الأناجيل الأربعة

1- انجيل القدّيس لوقا22/01-23: “وقرب عيد الفطير الذي يقال له الفصح. وكان رؤساء الكهنة ومعلمو الشريعة يبحثون عن طريقة يقتلون بها يسوع، لأنهم كانوا يخافون من الشعب. فدخل الشيطان في يهوذا الملقب بالإسخريوطي، وهو من التلاميذ الاثني عشر، فذهب وفاوض رؤساء الكهنة وقادة حرس الهيكل كيف يسلمه إليهم. ففرحوا واتفقوا أن يعطوه شيئا من المال. فرضي وأخذ يترقب الفرصة ليسلمه إليهم بالخفية عن الشعب. وجاء يوم الفطير، وفيه تذبح الخراف لعشاء الفصح. فأرسل يسوع بطرس ويوحنا وقال لهما: إذهبا هيئا لنا عشاء الفصح لنأكله. فقالا له: أين تريد أن نهيئه؟ فأجابهما: عندما تدخلان المدينة يلاقيكما رجل يحمل جرة ماء، فاتبعاه إلى البيت الذي يدخله، وقولا لرب البيت: يقول لك المعلم: أين الغرفة التي سأتناول فيها عشاء الفصح مع تلاميذي؟ فيريكما في أعلى البيت غرفة واسعة مفروشة، وهناك تهيئانه. فذهبا ووجدا مثلما قال لهما، فقاما بتهيئة عشاء الفصح. ولما جاء الوقت، جلس يسوع مع الرسل للطعام. فقال لهم: كم اشتهيت أن أتناول عشاء هذا الفصح معكم قبل أن أتألم. أقول لكم: لا أتناوله بعد اليوم حتى يتم في ملكوت الله. وأخذ يسوع كأسا وشكر وقال: خذوا هذه الكأس واقتسموها بينكم. أقول لكم: لا أشرب بعد اليوم من عصير الكرمة حتى يجيء ملكوت الله. وأخذ خبزا وشكر وكسره وناولهم وقال: هذا هو جسدي الذي يبذل من أجلكم. اعملوا هذا لذكري. وكذلك الكأس أيضا بعد العشاء، فقال: هذه الكأس هي العهد الجديد بدمي الذي يسفك من أجلكم. لكن ها هي يد الذي يسلمني على المائدة معي. فابن الإنسان سيموت كما هو مكتوب له، ولكن الويل لمن يسلمه! فأخذ التلاميذ يتساءلون من منهم سيفعل هذا. ووقع بينهم جدال في من يكون أكبرهم، فقال لهم يسوع: ملوك الأمم يسودونها، وأصحاب السلطة فيها يريدون أن يدعوهم الناس محسنين. أما أنتم، فما هكذا حالكم، بل ليكن الأكبر فيكم كالأصغر، والرئيس كالخادم. فمن هو الأكبر: الجالس للطعام أم الذي يخدم؟ أما هو الجالس للطعام؟ وأنا بينكم مثل الذي يخدم.وأنتم ثبتم معي في محنتي، وأنا أعطيكم ملكوتا كما أعطاني أبي، فتأكلون وتشربون على مائدتي في ملكوتي، وتجلسون على عروش لتدينوا عشائر بني إسرائيل الاثني عشر.”

2- انجيل القديس يوحنا 13/1-30: ” وكان يسوع يعرف، قبل عيد الفصح، أن ساعته جاءت لينتقل من هذا العالم إلى الآب، وهو الذي أحب أخصاءه الذين هم في العالم، أحبهم منتهى الحب. وجلس للعشاء مع تلاميذه. وكان إبليس وسوس إلى يهوذا بن سمعان الأسخريوطي أن يسلم يسوع. وكان يسوع يعرف أن الآب جعل في يديه كل شيء، وأنه جاء من عند الله وإلى الله يعود. فقام عن العشاء وخلع ثوبه وأخذ منشفة واتزر بها، ثم صب ماء في مغسلة وبدأ يغسل أرجل التلاميذ ويمسحها بالمنشفة التي اتزر بها. فلما دنا من سمعان بطرس، قال له سمعان: يا سيد، أأنت تغسل رجلي؟ فأجابه يسوع: أنت الآن لا تفهم ما أنا أعمل، ولكنك ستفهمه فيما بعد. فقال له بطرس: لن تغسل رجلي أبدا. أجابه يسوع: إن كنت لا أغسلك، فلا نصيب لك معي. فقال له سمعان بطرس: إذا يا سيد، لا تغسل رجلي وحدهما، بل اغسل معهما يدي ورأسي. فقال له يسوع: من اغتسل كان طاهرا كله، فلا يحتاج إلا إلى غسل رجليه. أنتم اهرون، ولكن ما كلكم طاهرون. قال يسوع ما كلكم طاهرون، لأنه كان يعرف من سيسلمه. فلما غسل أرجلهم ولبس ثوبه وعاد إلى المائدة قال لهم: أتفهمون ما عملته لكم؟ أنتم تدعونني معلما وسيدا، وحسنا تفعلون لأني هكذا أنا. وإذا كنت أنا السيد والمعلم غسلت أرجلكم، فيجب عليكم أنتم أيضا أن يغسل بعضكم أرجل بعض. وأنا أعطيتكم ما تقتدون به، فتعملوا ما عملته لكم. الحق الحق أقول لكم: ما كان خادم أعظم من سيده، ولا كان رسول أعظم من الذي أرسله. والآن عرفتم هذه الحقيقة، فهنيئا لكم إذا عملتم بها. لا أقول هذا فيكم كلكم، فأنا أعرف الذين اخترتهم. ولكن ما جاء في الكتب المقدسة لا بد له أن يتم، وهو: أن الذي أكل خبزي تمرد علي.أخبركم بهذا الآن قبلما يحدث، حتى متى حدث تؤمنون بأني أنا هو. الحق الحق أقول لكم: من قبل الذين أرسلهم قبلني. ومن قبلني قبل الذي أرسلني. وعند هذا الكلام، اضطربت نفس يسوع وقال علانية: الحق الحق أقول لكم: واحد منكم سيسلمني!  فنظر التلاميذ بعضهم إلى بعض حائرين لا يعرفون من يعني بقوله. وكان أحد التلاميذ، وهو الذي يحبه يسوع، جالسا بجانبه. فأومأ إليه سمعان بطرس وقال له: سله من يعني بقوله. فمال التلميذ على صدر يسوع وسأله: من هو يا سيد؟ فأجاب يسوع: هو الذي أناوله اللقمة التي أغمسها! وغمس يسوع لقمة ورفعها وناول يهوذا بن سمعان الأسخريوطي. فلما تناولها دخل الشيطان فيه. فقال له يسوع: إعمل ما أنت تعمله ولا تبطئ. فما فهم أحد من الجالسين إلى المائدة لماذا قال له هذا الكلام. وكان يهوذا أمين الصندوق، فظن بعضهم أن يسوع أوصاه أن يشتري ما يحتاجون إليه في العيد، أو أن يعطي الفقراء شيئا. وتناول يهوذا اللقمة وخرج في الحال. وكان ليلا.

3- انجيل القديس متى 26/14-30:  “وفي ذلك الوقت ذهب أحد التلاميذ الاثني عشر، وهو يهوذا الملقب بالإسخريوطي، إلى رؤساء الكهنة وقال لهم: ماذا تعطوني لأسلم إليكم يسوع؟ فوعدوه بثلاثين من الفضة. وأخذ يهوذا من تلك الساعة يترقب الفرصة ليسلم يسوع. وفي أول يوم من عيد الفطير، جاء التلاميذ إلى يسوع وقالوا له: أين تريد أن نهيئ لك عشاء الفصح؟ فأجابهم: إذهبوا إلى فلان في المدينة وقولوا له: يقول المعلم: جاءت ساعتي، وسأتناول عشاء الفصح في بيتك مع تلاميذي. فعمل التلاميذ ما أمرهم به يسوع وهيأوا عشاء الفصح. وفي المساء، جلس يسوع للطعام مع تلاميذه الاثني عشر. وبينما هم يأكلون، قال يسوع: الحق أقول لكم: واحد منكم سيسلمني. فحزن التلاميذ كثيراً وأخذوا يسألونه، واحداً واحداً: هل أنا هو، يا سيد؟ من يغمس خبزه في الصحن معي هو الذي سيسلمني. فابن الإنسان سيموت كما جاء عنه في الكتاب، ولكن الويل لمن يسلم ابن الإنسان! كان خيرا له أن لا يولد. فسأله يهوذا الذي سيسلمه: هل أنا هو، يا معلم؟ فأجابه يسوع: أنت قلت. وبينما هم يأكلون، أخذ يسوع خبزا وبارك وكسره وناول تلاميذه وقال: خذوا كلوا، هذا هو جسدي. وأخذ كأسا وشكر وناولهم وقال: إشربوا منها كلكم. هذا هو دمي، دم العهد الذي يسفك من أجل أناس كثيرين. لغفران الخطايا. أقول لكم: لا أشرب بعد اليوم من عصير الكرمة هذا، حتى يجيء يوم فيه أشربه معكم جديدا في ملكوت أبي. ثم سبحوا وخرجوا إلى جبل الزيتون.”

4- انجيل القديس مرقص 14/12-26: “وفي أول يوم من عيد الفطير، حين تذبح الخراف لعشاء الفصح سأله تلاميذه: إلى أين تريد أن نذهب لنهيئ لك عشاء الفصح لتأكله؟ فأرسل اثنين من تلاميذه وقال لهما: إذهبا إلى المدينة، فيلاقيكما رجل يحمل جرة ماء فاتبعاه. وعندما يدخل بيتا قولا لرب البيت: يقول المعلم: أين غرفتي التي آكل فيها عشاء الفصح مع تلاميذي؟ فيريكما في أعلى البيت غرفة واسعة مفروشة مجهزة، فهيئاه لنا هناك. فذهب التلميذان ودخلا المدينة، فوجدا كما قال لهما وهيأ عشاء الفصح. ولما كان المساء، جاء مع تلاميذه الاثني عشر. وبينما هم جالسون للطعام، قال يسوع: الحق أقول لكم: واحد منكم سيسلمني، وهو يأكل معي. فحزن التلاميذ وأخذوا يسألونه، واحدا فواحدا: هل أنا هو؟ فقال لهم: هو واحد من الاثني عشر، وهو الذي يغمس يده في الصحن معي. وابن الإنسان سيموت كما جاء عنه في الكتب المقدسة، ولكن الويل لمن يسلم ابن الإنسان! كان خيرا له أن لا يولد. وبينما هم يأكلون، أخذ خبزا وبارك وكسره وناولهم وقال: خذوا، هذا هو جسدي. وأخذ كأسا وشكر وناولهم، فشربوا منها كلهم، وقال لهم: هذا هو دمي، دم العهد الذي يسفك من أجل أناس كثيرين. الحق أقول لكم: لا أشرب بعد الآن من عصير الكرمة، حتى يجيء يوم فيه أشربه جديدا في ملكوت الله. ثم سبحوا وخرجوا إلى جبل الزيتون”.

لنتذكر في هذه الليلة أن أحداً منا لا يستطيع أن يعيش نقيا عند الله من دون الغفران الذي يغسل خطايانا بدم يسوع ومن دون الحياة الجديدة التي تعطى لنا بجسده ودمه.

لنذكر في هذه الليلة أمام القربان الرب يسوع الذي يواصل آلامه في آلام المتألمين.

لنتذكر كل المتألمين في أجسادهم وأرواحهم وفي نفوسهم الذين هم في سهر دائم مع المسيح المتألم من أجل الكنيسة”.

لنتذكر دائماً أنه مطلوب من الكبير فينا أن يكون خادما لنا.

 

التحالفات الانتخابية في كسروان-جبيل عرت الأحزاب والسياسيين الموارنة من كل ما هو صدق وثوابت ومصداقية

الياس بجاني/28 آذار/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/63502

محزن ومخيف ومخيب للآمال سقوط كل الأحزاب المسيحية اللبنانية ودون استثناءً واحداً وتحديداً المارونية منها في أفخاخ "الأنا" القاتلة، والجوع والجشع للسلطة والنفوذ، وذلك على حساب مصير الوطن وكرامة وحرية المواطن وكل ما هو مبادئ وقيم وثوابت ... وذلك بفجور ووقاحة غير مسبوقين في تاريخ لبنان المعاصر والغابر على حد سواء.

إن أخطر نتائج تعري هؤلاء من الصدق والمصداقية هو فقدان الثقة المطلقة بهم وبكل ما هو سياسي وسياسيين موارنة من قبل الاغتراب اللبناني السيادي.

في هذا السياق الانتهازي فإن التحالفات الانتخابية الهجينة والتجارية والمصلحية والغريبة والعجيبة في كسروان - جبيل قد أسقطت عملياً كل الأقنعة عن واقع وحال كل أصحاب شركات الأحزاب المسيحية وطاقم السياسيين الموارنة تحديداً وأظهرتم على حقيقتهم اللاسيادية واللامبدئية والانتهازية والمصطلحية ..

هؤلاء باعوا كل شيء، وتخلوا عن كل شيء، وتنازلوا عن كل شيء، وتنكروا لأشخاص سياديين شرفاء ادعوا لفترة التحالف معهم انتخابياً، ولحسوا كل وعودهم وعهودهم، ونحروا كل شعاراتهم، وداسوا دون خجل أو وجل على كل عنترياتهم وادعاءاتهم الباطلة والمسرحية بما يخص السيادة والاستقلال والقرارات الدولية واحتلال حزب الله وسلاحه وحروبه ودويلاته ومشروعه الملالوي اللاغي لكل ما هو لبناني وعربي.

فمن يتمعن بموضوعية وبتعقل وتجرد وطبقاً للمعايير السيادية والأخلاقية والإيمانية بكل اللوائح الانتخابية في كسروان-جبيل لا يرى غير العجب والغرابة والطروادية والانتهازية وعمى البصر والبصيرة بأبشع صورهم.

باختصار وبكل راحة ضمير يمكننا القول بأن كل هؤلاء السياسيين وأصحاب شركات الأحزاب اللاهثين وراء الكراسي والنفوذ والمنافع.. كل هؤلاء عملياً وواقعاً معاشاً على الأرض هم الخطر الحقيقي والداهم على سيادة واستقلال وهوية وتاريخ لبنان، وليس القوى الغريبة التي تحاول الهيمنة والسيطرة على وطن الأرز.

وفعلاً نحن حالياً نعيش على مستوى الطبقة السياسية من حزبية وغيرها زمن محل وبؤس وجحود وقلة إيمان..

الكاتب ناشط لبناني اغتراب

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

 

ما خرج المرشحين بكسروان وجبيل الموارنة إلا طانيوس شاهين/تغريدات متفرقة

الياس بجاني/28 آذار/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/63495

لو طانيوس شاهين بيعود اليوم كان بعمل ثورة ضد كل المرشحين الموارنة بكسروان وجبيل وبيخلص لبنان من جوعهم للسلطة وكذبهم وطرواديتهم ..وأكيد أكيد بياخد بطريقوا كل الأحزاب المسيحية وكلون يعني كلون وكاسك يا وطن مسروق ومنهوب ومبتلي بسياسيين تجار وفجار.

 

تلون وانتهازية ورخص وطروادية من يدعي باطلاً معارضة مشروع حزب الله الملالوي

الياس بجاني/27 آذار/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/63495

حزب الله ليس سوبرمان ولا السيد هو من غير خامة البشر وإنما من يدعي من اهلنا واحزابنا وطاقمنا السياسي نفاقاً مقاومة مشروع الحزب هو كذاب وتاجر وطروادي ودجال وانتهازي.. نذكر هؤلاء المنافقين أن الإيمان دون أفعال هو إيمان ميت

 

طاقم سياسي وحزبي امتهن الكذب والخداع وعشق الأبواب الواسعة

الياس بجاني/27 آذار/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/63495

تحالفات انتخابية متناقضة ومصلحية وتجارية دفنت المبادئ ونحرت الشعارات وكشفت العورات واسقطت الأقنعة عن وجوه وقامات طاقم سياسي وحزبي تاجر وفاجر ووقح اين منه الإسخريوتي والملجمي!!

 

ثقافة الأبواب الواسعة طريقها هي باتجاه واحد هو جهنم ونارها ودودها ومزابل التاريخ

الياس بجاني/26 آذار/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/63495

لا قيمة ولا أحترام ولا ثقة بحربائية سياسي ادعى السيادة والمبادئ وفجاة تنازل عنهما مقابل وعد بكرسي نيابي وتحالف مع رموز الإحتلال.

 

الأب جورج مسوح إلى بيت أبيه السماوي

الياس بجاني/25 آذار/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/63495

إن الموت الجسدي في مفهومنا المسيحي هو انتقال من الموت إلى الحياة..فهنيئاً للأب الفاضل جورج مسوح الذي انتقل بروحه الطاهرة اليوم إلي منازل ابيه السماوية إلى جانب البررة والقديسين والأتقياء وذلك بعد أن استرد الخالق منه وديعة الحياة..انتقل إلى حيث لا ألم ولا صراعات ولا أحقاد..بل سعادة دائمة وسلام أزلي وترانيم فرح متواصلة.. الرحمة لنفس الفقيد الغالي والعزاء لعائلته ومحبيه

 

ألف تحية للشريف والسيادي اللواء اشرف ريفي

الياس بجاني/25 آذار/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/63495

خطاب الرئيس الحريري اليوم من طرابلس ولادي بامتياز ومهين بمحتواه ونبرته لعقول وذكاء اللبنانيين. الرئيس الحريري هو من نام في سرير الأسد وتحالف مع حزب الله ومع حلفاؤه وتلحف بالثلاثية الملالوية المدمرة ونكث بكل عوده ولحسها وليس اللواء اشرف ريفي.. ألف تحية للواء ريفي السيادي بامتياز وكفى استخفافا بعقول الناس وكفى تزويراً للحقائق!

 

غالبية الطبقة السياسية ترقص على أوتار وإيقاع حزب الله

الياس بجاني/25 آذار/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/63495

طبقة سياسية وحزبية لبنانية رضخت لإرهاب حزب الله ولإحتلاله (ما عدا قلة) وتمارس السياسة والانتخابات غب شروطه وعلى ايقاعه حفاظاً على منافها وأدوارها..ومن يتعمن بالتحالفات الانتخابية الغريبة والعجيبة يرى تعاسة ونذالة وحقارة هذه الطبقة المصلحية والنفعية والأكروباتية..

 

طاقم سياسي وحزبي لبناني بسواده الأعظم تاجر فاجر ووقح وبامتياز

الياس بجاني/24 آذار/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/63495

السياسة في لبنان تجارة وبيع وشراء وحسابات شخصية ومصلحية و99,9 من السياسيين وأصحاب شركات الأحزاب الدكتاتورية التعتير فالج لا تعالج

 

منافقون 14 آذاريون وأوراق توت وعورات ودنائة نفوس

الياس بجاني/24 آذار/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/63495

ادعوا معارضة الصفقة والحكم وحزب الله ووعدوا بعدم تحالفهم مع كل هؤلاء وفجأة اغوتهم الأبواب الواسعة واسقطوا عن عوراتهم أوراق التوت في كسروان وغيرها وتحالفوا بوقاحة مع كل من ادعوا معارضتهم.. هؤلاء أوباش لا أكثر ولا أقل...

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

عائلات قتلى «حزب الله» بسورية تشك باستئصال أعضاء أبنائها ومساع لاستصدار فتوى شرعية لإخراج الجثث وفحصها

«السياسة» – خاص/28 آذار/18/كشفت مصادر لبنانية مطلعة لـ»السياسة» أن عدداً من عائلات عناصر «حزب الله»، الذين قتلوا في المعارك الدائرة في سورية أخيراً اشتكوا من ظهور ندبات وقطب تدل على عمليات جراحية ظهرت في أماكن عدة على جثث ذويهم ممّن قضوا في تلك المعارك ولم تكن معروفة لديهم عندما كانوا على قيد الحياة، مشيرةً إلى خشيتهم من قيام جهة ما باستئصال أعضاء من هذه الجثث حتى قبل وفاتهم من دون موافقة هذه العائلات على ذلك. وقالت المصادر إن ما أثار الريبة أكثر هو رفض الجهات المختصة في «حزب الله» في أغلبية الحالات تمكين العائلات من رؤية جثث ذويهم قبل دفنها، بحجة أن هذه الجثث مشوهة جداً، وفي الحالات التي أصرّت العائلات على رؤية الجثث تم ذلك بنظرة سريعة ومن مسافة بعيدة تحت حراسة مشددة من عناصر «حزب الله». وأضافت المصادر إن الحالات التي تمكنت فيها العائلات من رؤية علامات الندب والقطب، كانت بعد أن قامت بدفع مبلغ معين للمسؤول من قبل «حزب الله» على حراسة الجثث قبل دفنها لكي يمكنهم من رؤية جثث ذويهم، مشيرة الى أن هذه العائلات تسعى في أول ردة فعل لها للحصول على فتوى شرعية من أحد رجال الدين الشيعة الذين لا يدورون في فلك «حزب الله» ومن ثم التوجه الى مختصين محايدين في الطب الشرعي في لبنان أو خارجه بغية التدقيق فيما اذا تم القيام بعمليات جراحية لاستئصال أعضاء من جثث ذويهم قبل أو بعد موتهم، مؤكدةً أن هذا الموضوع حساس للغاية وأن العائلات تدرس الخطوات التي تقوم بها بعناية شديدة لعدم المس بالمساعدات التي تتلقاها من «حزب الله» كعوائل شهداء من جهة ولاحترام جثث ذويهم من جهة أخرى، وخصوصاً أن الأمر قد يتطلب فتح القبور واخراج الجثث منها بغية فحصها.

 

 ريفي لـ «السياسة»: أترك للناس الرد على الحريري ومتفرغ لمواجهة الهيمنة الإيرانية على لبنان

بيروت – «السياسة»/28 آذار/18/أكد وزير العدل السابق اللواء أشرف ريفي، أنه يواصل الاستعدادات بزخم للانتخابات النيابية، حيث عمل على تشكيل لائحة كاملة في عكار، كذلك تشكيل لائحة كاملة في طرابلس والمنية والضنية، ولديه لائحة تضم ثمانية مرشحين من أصل 11 في دائرة بيروت الثانية.

وقال ريفي لـ»السياسة»، إن معاركه الانتخابية ستكون مركزة في هذه الدوائر، إضافةً إلى وجود مرشحين قريبين لنا في البقاع الأوسط سنعمل على دعمهم، مؤكداً أن عنوان معركته الانتخابية، هو مكافحة الإرهاب ومواجهة التمدد الإيراني والفساد وبناء الدولة النزيهة. ورفض ريفي الرد على رئيس الحكومة سعد الحريري الذي وجّه إليه انتقادات عنيفة من طرابلس، مشيراً إلى أنه يترك الرد للناس، لأنه يربأ الرد بالشخصي، باعتبار أنه متفرغ لمعركته في التصدي للتمدد الفارسي ومواجهة الهيمنة الإيرانية على لبنان، من خلال «حزب الله»، وهذه هي معركتنا الأساسية، ولافتاً إلى أن ما نقوله ليس كلاماً موسمياً انتخابياً، بل هو موقفنا الدائم وهذه هي معركتنا المستمرة لتحرير لبنان من القبضة الإيرانية، من خلال الانتخابات ومواقفنا السياسية. واعتبر أن تكرار الانتصار الذي حققه في الانتخابات البلدية، على صعيد الاستحقاق النيابي يعود للناخب، إلا أنه أشار إلى أن اللبنانيين يرفضون الواقع الحالي، واقع الفساد والانبطاح أمام «حزب الله»، ولهذا فإنني أتوقع مفاجآت.وقال إن علاقاته كانت دائماً إيجابية بالسعودية وما زالت علاقات إيجابية قائمة على الاحترام والتقدير.

 

نوفل ضو: لمنع اي متهرب من دفع الضرائب او معتد على الاملاك العامة، من الترشح الى الانتخابات

 وطنية /28 آذار/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/63499

 تمنى عضو الامانة العامة لقوى 14 آذار نوفل ضو في بيان "لو ان قانون الانتخابات يلزم المرشحين الى الإنتخابات النيابية بإبراز براءات ذمة صادرة عن وزارة المالية، وعن البلديات المعنية وعن الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، تثبت أنهم غير متهربين من دفع الضرائب والرسوم أسوة بما هو مطلوب لناحية السجل العدلي".

وقال:"يجب ان تشمل الاوراق المطلوبة للترشيح افادات صادرة عن امانة السجل العقاري، تثبت ان المرشح غير معتد على الاملاك العامة، لا سيما منها الأملاك البحرية والنهرية تحت طائلة حرمانه من خوض الانتخابات النيابية".

اضاف:"لقد قرأنا قبل مدة تقارير صحافية عن مرشحين يتهربون من الضرائب من خلال شركات وهمية أنشأوها مع اصولهم وفروعهم في باناما. كما أصدرت وزارة الاشغال العامة والنقل ووزارة المال اكثر من تقرير موثق بالوقائع والاسماء والارقام، عن مصادرة بعض النواب والوزراء والرؤساء الحاليين والسابقين المرشحين للانتخابات النيابية ملايين الامتار من الاملاك العامة البحرية والنهرية، ووضع اليد عليها واستثمارها بالقوة مما حرم خزينة الدولة ولا يزال من مئات ملايين الدولارات سنويا".

وتابع:"ان الأنكى من الواقع المذكور هو قيام بعض المرشحين المشاركين في الاعتداء على املاك الدولة والمال العام، بالقاء المحاضرات ورفع الشعارات التي يدعون فيها خوض الانتخابات لمحاربة الفساد، ووقف سرقة المال العام في وقت يتهربون من دفع الضرائب، ويصادرون املاك الدولة ويحرمون مواطنيهم من حقهم في الوصول الى الشاطئ، ويفرضون "الخوات" على رواد البحر الذين يقصدون الشطآن التي يضعون يدهم عليها".

وختم:"إن أهم البنود الاصلاحية المطلوبة هي منع اي متهرب من دفع الضرائب او معتد على الاملاك العامة، من الترشح الى الانتخابات النيابية او تولي اي مسؤولية ادارية او وزارية او رئاسية، لأن القانون يعتبر التهرب الضريبي بمثابة تبييض اموال، وتبييض الاموال بمستوى الجرائم الارهابية، كيف يمنع محكوم بجريمة شك بلا رصيد قيمته 5 آلاف دولار من الترشح للانتخابات النيابية، ويسمح لمن يصادر عشرات الالوف من املاك الدولة بعشرات ملايين الدولارات بخوض الانتخابات وتولي الوزارات والرئاسات؟".

 

التيار" سحب من زوين ما يصل الى ستة ملايين

المرصد اون لاين/28 آذار/18/تجزم النائب جيلبرت زوين في مجالسها الانتخابية أن مسؤولي "التيار الوطن الحر" سحبوا منها ما يصل الى ستة ملايين دولار خلال التحضير لانتخابات 2009، معتبرة "انهم بالوعة صرف"!

 

الجمهورية: فريق الدفاع طلب من السيّد الإدلاء بشهادته أمام المحكمة الدولية.

28 آذار/18/علمت الجمهورية أنّ فريق الدفاع في المحكمة الدولية طلبَ من المدير العام السابق للأمن العام والمرشح الى الانتخابات النيابية اللواء جميل السيّد الحضور إلى لاهاي للإدلاء بشهادته أمام المحكمة، في النصف الثاني من شهر نيسان المقبل، خصوصاً أنّه الشاهد المضاد الأساسي بالنسبة إلى هيئة الدفاع، لكنّه اعتذرَ عن الحضور في هذا التوقيت، موضحاً أنه يستطيع أن يلبّي الطلب في النصف الثاني من حزيران المقبل، وليس قبله، في اعتبار أنّ الفترة الممتدة حتى هذا التاريخ مزدحمة بالاستحقاقات، من التحضير للانتخابات النيابية وخوضها، إلى انتخاب رئيس المجلس واللجان بعد الفوز المفترض، وصولاً إلى إجراء الاستشارات لتسمية رئيس الحكومة وتشكيلها، وبعد ذلك يحلّ شهر رمضان.وإزاء هذه الاعتبارات القسرية، عُرض على السيّد أن يدلي بإفادته عبر الفيديو من بيروت، إلّا أنّه رفض لسببين: الأوّل يعود إلى انشغالاته الكثيفة في هذه المرحلة التحضيرية للانتخابات، والثاني يرتبط بإصراره على الذهاب إلى لاهاي لمواجهة المحكمة مباشرة"

 

مجلس الأمن يرحّب ببيان روما.. ويدعو لاستكمال البحث في استراتيجية الدفاع

المركزية/28 آذار/18/رحّب مجلس الأمن بالبيان الختامي لاجتماع مؤتمر روما، مجددا التزامه باستقرار لبنان وسيادته واستقلاله.  ودعا المجلس لبنان لاستكمال البحث في الاستراتيجية الدفاعية مرحبا بموقف الرئيس ميشال عون في هذا الاطار. وعبّر اعضاء مجلس الامن عن دعم المجهود الذي تقوم به السلطات اللبنانية تحضيرا للانتخابات التشريعية في 6 أيار. وشدد المجلس على ان القوى الامنية اللبنانية هي القوى الشرعية الوحيدة المولجة حماية البلاد والحدود. وحيّا المجلس مجهود الجيش اللبناني والقوى الامنية في محاربة داعش والنصرة.

 

الفرد رياشي: الطائف يلفظ انفاسه والمثالثة ليست بديلة منه

الأربعاء 28 آذار 2018 /وطنية - رأى الامين العام ل"المؤتمر الدائم للفيديرالية" الفرد رياشي في بيان أن "اتفاق الطائف يلفظ أنفاسه لكونه أدى قسطه واستنزف مفعوله "المورفيني"، وأصبحت الحاجة الى آلية جديدة تعزز العيش المشترك، والتي لن تكون عبر المثالثة او طروحات العلمنة الشاملة، خصوصا أن الطرح الاول سيسبب الويلات والثاني لا يمت الى الواقع بصلة، كما لا يحاكي الواقع المجتمعي. فالمدخل للحل الجذري لن يكون إلا بتبني النظام الفيديرالي".

ودعا رياشي الى "البحث الجدي في القرارات الصادرة عن الامم المتحدة كالقرارين 1701 و1559".

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأربعاء في 28/3/2018

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

أبدى مجلس الامن الدولي إرتياحا لبيان مؤتمر روما وأكد على استقرار لبنان وسيادته ودعا الى استكمال البحث في الاستراتيجية العسكرية.

موقف مجلس الامن هذا أتى في ثلاث نواح:

- الأولى: التوقيت الانتخابي في لبنان والاستعداد لمرحلة ما بعد الاستحقاق بعد أقل من أربعين يوما.

- الثانية: قبل أيام من مؤتمر سيدر في باريس والذي تعول عليه المراجع اللبنانية في ورشة النهوض.

- الثالثة: في زخم التطورات في المنطقة والتي تشي بانحدار الوضع في ظل الصراعات القائمة والمرشحة للتصاعد.

وفي سياق التمهيد لمؤتمر سيدر وبسرعة قياسية يتم درس وإقرار موازنة العام الحالي. فالمشروع الذي أرسلته الحكومة الى البرلمان يناقش في جلسة نيابية عامة منقولة الوقائع مباشرة على الهواء وعلى مرحلتين نهارية ومسائية.

وقبل التوقف مع الوقائع نشير الى ان مجلس الوزراء إنعقد في السراي الكبير وأقر جدول أعمال.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ال بي سي"

قبل 39 يوما من موعد الانتخابات النيابيةـ وقف نواب الامة يخبرون اللبنانيين عن الفساد والخلل الفاضح في الحسابات والقيود، وعن الانهيار الحتمي والتهرب الضريبي، وعن ان الكهرباء وحدها مسؤولة عن 42 بالمئة من الدين العام.

شكا النواب للناخبين من الويلات التي تفرغ الدولة، وتجعلها تترنح على شفير الافلاس، ومن وضع يد الميليشيات على الوظائف العامة، ونسوا او على الاقل نسى معظمهم انهم كانوا: "شاهد ما شافش حاجة".

فعمر هذا المجلس النيابي تسعة اعوام، وعليه، فان الدين العام الذي يفوق اليوم 80 مليار دولار، نما امام اعين معظم النواب. ومشكلة الكهرباء التي استنزفت ميزانية الدولة كبرت بدورها امام اعين النواب، اما التوظيف العشوائي والتنفيعات، والمناقصات الملتوية، ومشاكل النفايات وقضم الشواطئ وزحمة السير وقانون الايجارات، الى ما هنالك من مصائب حلت باللبنانيين، فايضا تضخمت امام اعين النواب.

بالعودة الى منطق الامور، ينتخب المواطن نائبا يمثله في البرلمان، يعمل على تشريع قوانين تكون اولا واخيرا في مصلحة المواطن، ويعمل على متابعة عمل السلطة التنفيذية اي الحكومة، فيراقبها ويحق له مساءلتها، والاهم ان النائب يراقب كيفية ادارة المال العام.

فأين كان مئة وثمانية وعشرون نائبا، واذا اردنا ان نكون محقين، اين كانت الأغلبية العظمى من ممثلي الامة، خلال تسعة اعوام، على الأقل، شهدت تمديدين للمجلس؟

بكل بساطة، عندما كانوا يتفقون كانوا لا يرون، وعندما كانوا يختلفون كنا نسمع اصواتهم المعارضة. وفي الحالتين كان وضع المواطن يزداد تدهورا، ولعل ما بلغه موضوع الاقساط المدرسية، التي تكاد تطلق رصاصة الرحمة على اهالي التلامذة، خير دليل على تخبط دولة كاملة بسلطتيها التنفيذية والتشريعية، اقرت سلسلة رتب ورواتب، ونسيت ان لهذه السلسة تداعيات، فتحولت الى كرة نار رميت في ملاعب المدارس.

* مقدمة نشرة أخبار "المستقبل"

مع انتظام اللوائح الانتخابية انطلقت الماكينات بعملها تواكبها اللقاءات والمهرجانات الانتخابية في مختلف الدوائر. كذلك انطلقت مناقشة الموازنة في المجلس النيابي المتوقع أن يقرها غدا تمهيدا لمؤتمر باريس.

الرئيس سعد الحريري أكد أن الانتخابات النيابية المقبلة مهمة، ومن خلالها يتحدد المسار السياسي للبلد، ودعا أبناء بيروت للتصويت بكثافة لاختيار ممثليهم في المجلس النيابي الجديد”، لافتا إلى أن التقاعس عن التصويت سيفسح المجال أمام الآخرين للوصول إلى المجلس والاستئثار بقرار العاصمة ومصادرته لصالح جهات وأجندات خارجية.

بدوره أكد وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق أن “بيروت في السادس من أيار المقبل لن تنتخب لائحة 7 أيار 2008، ولا يعتقد أحد أن بإمكانه الإمساك بقرار بيروت اليوم بعدما اعتدى عليها منذ عشر سنوات بالسلاح”.

ورد على كلام أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله قائلا: “فليسمحوا لنا، الأخطر هو الفريق المتورط في الاعتداء على العرب في كل حروب الفتنة من سوريا الى العراق إلى اليمن، والأخطر هو تعميم سلاح ما يسمى بسرايا المقاومة وهي سرايا الفتنة في بيروت وفي عرمون وفي بشامون، سرايا الفتنة المأجورة”.

ومن صيدا حيث أعلنت لائحة التكامل والكرامة عن دائرة صيدا جزين، قالت النائب بهية الحريري إن هذه اللائحة.. تتقدم إلى الانتخابات.. دفاعا عن إرادة الحياة في منطقة يريدون كسرها ويريدون شطب تاريخ رفيق الحريري من صيدا. وشطب تاريخ من صنعوا مجد جزين.. واستبداله بزمن الاستقواء على الناس.

* مقدمة نشرة اخبار "الجديد"

ظل اللبنانيون يسمعون ب"شفير الهاوية" عن بعد إلى أن أقدم النائب حسن فضل الله اليوم على إظهارها للرأي العام بالهدر المشهود عبر وصل الشفير بالهاوية المطلة مباشرة على بحر الموازنة العامة.

هي موازنة بعجز خمسة مليارات دولار تقود إجمالي الدين العام الى طريق مئة مليار في غضون سنوات قليلة فكيف وصلنا الى هذا الرقم؟ بقراءة متأنية للنائب فضل الله تحت جلسة قوننة هذا الهدر يتبين أن الفريق الأول من الحكم قبل ثلاثين عاما ورط لبنان بمجموعة ديون تسددها الأجيال .. وجاء الفريق الثاني من العائلة نفسها ليراكم على البلد حزمة ديون أخرى تحت مسميات سيدر واحد أو باريس أربعة. هو بلد مفلس ومتفلسف.. مسؤولوه يطلبون المليارات من الخارج ويمنعون المحاسبة عن مزاريب الهدر في الداخل.. يطوقون القضاء ويحرسون الفاسدين ويحمون الوزراء بغطاء يقيهم شمس السؤال إذا ارتكبوا الخطأ.. مجلس النواب عاجز.. الحكومة هي خصم وحكم والجسم القضائي مرهون في قسم منه لأوليائه السياسيين. وعلى هذا التشريح نتوقع أن يجري التشريع وإقرار موازنة تشبه الوطن المثقوب.. ومعها يصبح النائب حسن فضل الله كمن يعلن أن "السفينة تغرق" وأن أثقالها فاقت قدرتها وقدرة اللبنانين على التحمل.. ومن الحمولات الزائدة: نفقات مجلس الإنماء والإعمار.. الجمعيات الناهبة وبعضها تحت شعار "ست الحبايب يا حبيبة" إيجارات المباني الحكومية بسبعمئة وخمسين مليار ليرة من دون تفصيل.. سفر الوزراء خمسة نجوم.. موظفو ال undp داخل الإدارات العامة على حساب الشباب الجامعي.. مؤسسات بموظفين رفيعي الراتب يبتلي اللبنانيون بهم وهم لا ينجزون أي عمل كالهيئة العليا للخصخصة.. التلزيمات وما لا يقل عن ألفي مليار خارج إدارة المناقصات. وبمضبطة فضل الله فإن المليارات تتطاير هدرا في الموازنة فيما يبحث أحد المسشتفيات عن توفير خمسمئة مليون ليرة لبنانية فقط لا غير لاستحداث غرف عناية لأطفال ماتوا لتحيا نساء وزوجات مسؤولين بجمعياتهن وحفلاتهن القاهرة للاعياد. وإذا كان فضل الله صوتا صارخا في برية المجلس فإن النواب المغادرين منهم والمقيمين ساروا على نهج ترداد الصدى.. وأسس قبل ذلك رئيس لجنة الموازنة إبراهيم كنعان إلى مشروع يقترح التخفيضات فيما تحدث النائب أنور الخليل بلغة وزير مال سابق وحذر من أننا البلد الثالث لناحية المديونية بعد اليابان واليونان وأعطى الخليل الوصف الأدق للحالة إذ قال إننا أمام موازنة رقمية أعدت غب الطلب لارضاء سيدر واحد وتحت ضغط العملية الانتخابية.. وابدى رئيس حزب الكتائب سامي الجميل الغبطة لكونه لم يعد وحده الشعبوي المشاغب وان بعض النواب بدأ يتجرأ على البوح بازمة البواخر وهدر الكهرباء. لكن العبرة في التصديق.. فالنقاس سيعقبه تصويت.. وستأتي مطرقة لتطرق رؤوس الجميع فيرفعون الايدي.. صدق. وعندها يتم تحميل المواقف الانفة الذكر على اقرب مطمر للكلمات.

* مقدمة نشرة أخبار ال "او تي في"

ابراهيم كنعان ولجنة المال والموازنة الى موسوعة غينيس. هكذا كان لسان حال رئيس مجلس النواب نبيه بري اليوم، في لفتة تقدير إلى الجهود التي بذلت خلال مدة قصيرة، لدرس المشروع وإحالته على الهيئة العامة. ومن لسان حال رئيس المجلس في مستهل الجلسة، إلى لسان حال اللبنانيين في ختام يومها الأول:

إلى موسوعة غينيس، دخلت مزايدات عشرات النواب، المرشحين كما غير المرشحين، ومعهم من يتجه إلى هزيمة واضحة في الآتي من الأيام.

وإلى موسوعة غينيس أيضا، دخلت وعود سياسيين، بعضهم في السلطة منذ عام 1972 على الأقل، لكنه تذكر اليوم أن لدائرته الانتخابية مطالب إنمائية ملحة، وأن لأبناء منطقته حقوقا ومكانة.

هذا في مجلس النواب. أما في مجلس الوزراء، فإلى موسوعة غينيس، دخلت سخافات بعض الوزراء، على حد تعبير مصادر معنية. فهولاء تحفظوا على تكاليف سفر وزير الخارجية إلى باريس للمشاركة في مؤتمر سيدر الاقتصادي ومؤتمر الاغتراب الأوروبي، وربطوها بهدف انتخابي متخيل، بعدما فاتهم وفق المصادر عينها، ان توقيت المؤتمر الأول لم يحدده لبنان وحده، وأن مؤتمر الطاقات الاغترابية دوري بانتخابات أو من دون.

وإلى موسوعة غينيس أيضا وأيضا، دخلت عرقلة بعض الأطراف لخطة الكهرباء، التي أعاد رئيس الجمهورية امس طرح قضيتها في مجلس الوزراء، حيث بات صاحب الcarriere العسكرية، على حد تعبير الوزير سيزار ابي خليل، يلقي المواعظ في الادارة وسبل اجراء المناقصات، في وقت يسأل من ولج السياسة من باب الوراثة فقط، عن انجازات وزراء مناضلين، ارتقوا سلم المسؤولية ساحة ساحة، وتظاهرة تظاهرة، في وقت كان سواهم متربعا لسنوات على عرش النفوذ.

انجازات كثيرة ملأت صفحات غينيس اليوم. بعضها فعلي وجدي يستحق الثناء، وبعضها الآخر لفظي ممجوج، لا يستحق أكثر من محاسبة حاسمة في صنادق الاقتراع في السادس من أيار.

* مقدمة نشرة أخبار "المنار"

بعد اتمام عمليات الفرز التحالفية، حالة من الطوارئ الانتخابية، سترفع الى كل الالوان كلما كان الاقتراب من السادس من ايار..

اليوم كان اعلان المزيد من اللوائح والتحالفات الآخذة باعتبارات المناطق والحسابات، فيما منابر الدولة ووزاراتها مأخوذة الى المعركة لدعم بعض الوزراء المرشحين بلا حساب، وحساب وزارة الداخلية الالكتروني بعض دليل..

اقتصاديا وبالدليل نحن امام ازمة حقيقية، عبر عنها بعض النواب خلال مناقشة موازنة العام الفين وثمانية عشر..

ومع تعاقب الكلمات كان البارز كلام نواب كتلة الوفاء للمقاومة الذين طالبوا باعلان حالة طوارئ اجتماعية واقتصادية ومالية، رافضين تغييب المحاسبة وان مررت الموازنة لضيق الوقت، فالابراء ما زال مستحيلا، وبعض خبايا وزارة المالية ما زال ممنوعا الولوج اليه منذ العقدين الوزاريين السابقين..

وفيما الدولة على سباق مع الوقت لانجاز شيء ما لامس الاصلاح في الموازنة دون ان يطاله بمفهومه الحقيقي، كانت جائزة غينيس التي اعطاها الرئيس نبيه بري للجنة المال النيابية لمناقشتها الموازنة بخمسة عشر يوما، ولا فخر، انما لضيق الوقت كما قال الرئيس بري..

في فلسطين المحتلة ضيق صهيوني لامس حد الاختناق، مع الغضب الفلسطيني على بعد ايام قليلة من يوم الارض.

فكان اعلان رئيس الاركان غادي ازنكوت نشر القناصة على حدود غزة ورفع حالة التأهب لمواجهة مسيرة العودة، فيما جهة الفلسطينيين غير الآبهين بالاحتلال وتهديده، رفع حال التحرك الشعبي على امتداد الارض الفلسطينية، في طريق العودة الى فلسطين كل فلسطين، التي مشوها منذ عقود بالمقاومة، وبات الوصول قريبا..

* مقدمة نشرة أخبار ال "ام تي في"

بدأت الحكومة العمل على تأشيرة دخول لبنان الى مؤتمر سيدر على أن تنجزها بإقرار الموازنة الخميس في المجلس النيابي، الانجاز سيعطي الدولة شهادة حسن سلوك كتلك التي يحصل عليها الاولاد المشاكسون، فلبنان يعرف ان الدول المانحة تعرف انه انجز المطلوب منه بما تيسر ليحصل على القروض وأمسك بشاربه واعدا بأنه سيجتهد لتحسين ادائه في مواد خفض الانفاق وترشيق الدولة والقضاء على الفساد وحسن الحوكمة، ولم تأته موازنة 2018 بما يجعله يستحق علامات عالية في هذا المضمار، وما تغاضت عنه الدول لتتمكن من اقرار لبنان لم يتغاض عنه نواب الامة في مناقشتهم الموازنة.

فقد تناوب ممثلو الامة في اطلالاتهم المنبرية على انتقاد الموازنة التي خلت من الاصلاحات الهيكلية والحكومة لعدم امتلاكها رؤية اقتصادية انمائية واضحة واتهموها باستسهال الاستدامة والصرف على مشاريع لا تحفز الاستثمار، لكن ما كتب في الموازنة قد كتب وما قاله النواب قد قيل والموازنة ايلة الى الاقرار، حتى ان صرخات القضاة وقدامى المحاربين والاساتذة لم يصل صداها الى تحت قبة البرلمان الله الا من باب دعم السجالات، توازيا، اطلاق اللوائح الانتخابية يتوالى ومع اقتراب موعد الانتخابات بدأت المخاوف من نتائجها ترتفع لعدم قدرة معظم مركبي اللواح على ضبط عمليات الاقتراع، ولخوفهم من الافخاخ التقنية الكثيرة التي يحفل بها قانون الانتخاب.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الأربعاء في 28 آذار 2018

الأخبار

بهية الحريري لمصروفي أوجيه: لا نملك مالاً!

بعد رفضها المتكرر لاستقبالهم ومنعهم من تنفيذ اعتصامات أمام منزلها في مجدليون، دعت النائبة بهية الحريري ‏أعضاء لجنة متابعة تحصيل حقوق المصروفين من "سعودي أوجيه" إلى جلسة في منزلها. وبحسب المشاركين، ‏استمعت الحريري إلى شرح مفصّل عمّا تعرض له الموظفون في السعودية وتداعيات صرفهم من دون دفع ‏رواتبهم المتأخرة وتعويضاتهم. لكن عمّة مالك الشركة، سعد الحريري، لم تطمئن المصروفين بتسوية القضية، ولم ‏تعدهم بأي حل. وبحسب المشاركين، قالت الحريري: "لا أملك معطيات عن القضية، ولا تملك العائلة قدرة مالية ‏على دفع الأموال"، لكنها وعدت بتأمين لقاء مع رئيس الحكومة. وبعد ساعات من اللقاء، تلقّى أعضاء اللجنة ‏اتصالاً من مكتب السفير السعودي في بيروت يبلغهم تحديد موعد معه الأسبوع المقبل.

الكتائب تعوّض لنمّور سحب ترشيحه

صدرت أمس المُذكرة الرقم 16/2018، عن الأمانة العامة لحزب الكتائب، كُلّف بموجبها ريمون نمّور (المُرشح ‏عن المقعد الكاثوليكي الذي انسحب لمصلحة التحالف مع القوات اللبنانية في دائرة صيدا ــ جزين) بإدارة الشؤون ‏الانتخابية في إقليم جزين، "بما فيها الأمور المالية والإدارية بإشراف الأمانة العامة". النقطة الثانية من المُذكرة ‏تنصّ على أنّ نمّور "يتخذ مقرّاً له في مبنى إقليم جزين الكتائبي للقيام بأعماله إلى حين انتهاء الانتخابات النيابية".

النهار

يتخوّف النائب وليد جنبلاط من أن تدور المواجهة الاقليمية المقبلة على أرض لبنان.

تبيّن أن مجلس النواب الحالي أقر 391 قانوناً في تسع سنوات ما يعني أن كلفة القانون الواحد بلغت مليون دولار اذا ما ‏تم اقتسام مصاريف المجلس على عدد القوانين.

يقول وزير إن لا حاجة للبنان الى مليارات كثيرة في مؤتمرات خارجية "لأن لا قدرة لدينا على صرفها في مشاريع ‏مقترحة ومعدة" وأكثر المبالغ يحتاج الى بروتوكولات جديدة.

البناء

خفايا

ردّ نائب بارز على قول رئيس حزب "القوات" إنّ حزبه وحزب الكتائب هما أكبر القوى التي ساهمت في إنهاء ‏الحرب في لبنان، فذكّره بأنّ الحزبيْن أصلهما واحد وهما مَن افتعلا الحرب في العام 1975 تنفيذاً لمخططات خارجية ‏كانت تريد تقسيم لبنان إلى دويلات طائفية ومذهبية، لكن تلك المخططات فشلت لأنّ هناك قوى وطنية وقومية ‏واجهتها ووضعت لها حداً وحافظت على لبنان وهويته الوطنية والقومية وخياراته المقاومة في مواجهة العدو ‏الصهيوني

الجمهورية

عُلِم أن سفير دولة عربية هو الذي رعى إتفاقاً في منزله بين وزير سابق وأحد الأحزاب.

علّق مرجع بارز ممازحاً على عمل هيئة الإشراف على الإنتخابات قائلاً: إن الشكاوى من أداء الهيئة تفوق نسبة ‏المخالفات التي ترصدها.

إستغرب قطاع أعلن اعتكافه حديثاً المسّ بمخصصاته وعدم المس برواتب النواب ملوِّحاً بمقاطعة الإنتخابات.

اللواء

تتجاهل أوساط مصرفية الخوض في الموضوع المالي، معتبرة أن الملاءة الداخلية متوافرة بقوة.

يرفض مرجع سابق اطلاع حتى مقربين على الظروف التي رافقت ترشحه ثم عزوفه.

تتّجه معظم النخب اللبنانية إلى مقاطعة التصويت، لاعتبارات تتعلق بتجاهل الطبقة السياسية هذه النخب؟!

المستقبل

يقال إنّ مرجعاً حكومياً سابقاً يعمل على تقديم كل وسائل الدعم المادي واللوجستي للائحة منافسة لتيّار "المستقبل" في ‏مدينة كبرى آملاً بأن يتمكّن رئيس هذه اللائحة من أن "يأكل من صحن التيّار" في الاستحقاق النيابي

تابعوا أخبار الوكالة الوطنية للاعلام عبر أثير إذاعة لبنان على الموجات 98.5 و98.1 و

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

"التجمع اللبناني": علامات قد تعطينا الأمل بالتغيير وتحالفات مريبة مع ودائع الأجهزة السورية

النهار/28 آذار/18/أصدر "التجمع اللبناني" بياناً تناول فيه جملةً من القضايا الأساسية والحارة التي تواجهها البلاد، وخصوصاً ما له علاقة بالوضع الاقتصادي وبمسار العملية الانتخابية في ضوء النظام الجديد المعمول به. توقف البيان عند عبارة "البلد مفلّس" التي قالها رئيس الجمهورية ونقلها عنه مباشرة "شاهد محلّف هو رأس الكنيسة المارونية، حيث وضع الرئيس، بإعلانه هذا، النقاط على الحروف وسط زوبعة الحملات الانتخابية التي تحاول توظيف مؤتمر باريس في صندوقة الانتخابات، في محاولة ساذجة لاستغباء الناخبين الذين يذوقون الامرين من تدهور الاوضاع الاقتصادية والمالية". ورأى "التجمع اللبناني" أن "البلد مفلس، ليس اقتصادياً فقط، وانما ايضاً وخصوصاً سياسياً، وأن التدهور يطال العلاقات ليس بين القوى المتحاصصة فقط بل بين الدولة والمواطن المغلوب على امره،و ليس في الافق ما يبشرنا بوجود حلول قريبة للازمة السياسية التي يعيشها لبنان مذ صارت الغلبة للدويلة على الدولة". وحذّر البيان من أننا "نعيش في مرحلة تصريف الاعمال، في انتظار الانفجار الذي قد يأتي في اي لحظة. والأدهى من هذا اننا لا نملك مشروعاً ولا خطة للتعامل مع هذا الانفجار اذا وقع، بل نعتمد على ردود فعلنا وردود فعل الآخرين حيالنا، حيث صار البلد متأرجحاً بين الاستمرار في ازماته وبين الانهيار، وغاية ما ننشده هو تمديد الانتظار وتأجيل الانفجار، اما الإستقرار فقد تعلمنا كيف نتناساه".

 

نقلاً عن تقدير موقف

رقم 172/28 آذار/18

في السياسة

· "رضوان لقديم" - تذكروا هذا الاسم!

· مغربيّ عمره 25 سنة، ذبح رجل أمن في جنوب فرنسا وسرق سيارة بعد قتل سائقها صارخاً "الله اكبر"!

· تشيّع فرنسا اليوم أرنو بلترام - رجل الامن!

· مجدداً وبعد"إنهاء" "داعش" في سوريا والعراق، يضرب الإرهاب باسم "داعش" في أوروبا ويشوه صورة الإسلام, ولم يبقَ في ذهن الشهود الفرنسيين إلا صرخة "الله و اكبر"!!

· نسوا ذبح رجل الأمن الفرنسي ونسوا سرقة السيارة ونسوا قتل صاحبها، ولم يبقَ في ذهنهم سوى عبارة "الله وأكبر"!

· تقوم الدول الأوروبية بابتكار حلول أمنية لمحاربة الارهاب، وتقوم الدول العربية بمساعدتها لرفع التهم عنها!

· يقوم قسم كبير من المسلمين بخطوات جبارة وبمعالجة شجاعة ضد التطرف!

· يأتي رجل ويقوّض كل شيء بضربةٍ واحدة!

· لماذا؟

تقديرنا

· لانّ الأزمة أزمة عولمة!

· الأزمة أزمة ثقافة!

· رحم الله سمير فرنحية الدي طرح سؤالاً مركزياً بعد الحرب الأهلية في لبنان:

· "كيف يمكن أن نعيش معاً بسلام، متساوين في حقوقنا والواجبات، ومتنوّعين في انتماءاتنا الدينية؟"

· لبنان رسالة!

· تعلمّوا!

· لا تشوهوا معناه بانتخاباتكم الصغيرة!

 

التيار المستقل: تصريح الراعي بعد لقائه عون أثار الذعر في النفوس

الأربعاء 28 آذار 2018 /وطنية - عقد "التيار المستقل" اجتماعه الاسبوعي برئاسة اللواء عصام أبو جمرة في مقره في بعبدا واعتبر في بيان أن تصريح البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي من القصر الجمهوري نقلا عن رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أن البلد مفلس "أثار الذعر في نفوس المجتمعين كغيرهم من اللبنانيين". واعتبر المجتمعون ذلك "ناقوس خطر كان يستوجب تدابير صارمة يتخذها الحكم، بالبدء فورا بمحاسبة المسؤولين عن هذا الافلاس، واصدار القرارات اللازمة لوقف أبواب الهدر وعصر النفقات بشكل حاسم وقبل مناقشة موازنة العام 2018. الشيء الذي بقي بعيدا عن تصرفات المعنيين في ادارة المؤسسات في الداخل. ومتابعة سفر الكثيرين منهم الى الخارج لحضور المؤتمرات والاصرار على اقتراح الصفقات المشبوهة كصفقة بواخر الكهرباء الباهظة دون اخذ تدابير الحيطة والمساءلة حفاظا على المال العام". واستغربوا مع انتهاء تأليف اللوائح الانتخابية "التناقض في التحالفات التي أنجزتها بعض الاحزاب الكبرى رغم الخلاف حتى العداء بينها، وارتفاع عدد هذه اللوائح الذي جاء نتيجة الضياع في تفسير ازدواجية القانون وسوء فهمه"، مطالبين "الهيئة المكلفة الاشراف على ادارة هذه الانتخابات البدء مع الاجهزة الرقابية الامنية والمالية بمحاسة من اقدموا على شراء المقاعد والاصوات بالجملة والمفرق بواسطة المندوبين في معظم القرى والمدن، معتمدين في خطبهم تعداد المشاريع التي يحتاجها الناخبون للاستقطاب الموقت وما أكثرها". واعتبر المجتمعون أن "السلطة القضائية مستقلة بحكم الدستور والصلاحيات محددة بحكم القانون. فلكل من الوزير ورئيس مجلس القضاء والقاضي صلاحياته ودوره واستقلاليته في مهمته ويبقى للتفتيش القضائي الحد من تجاوزها". وكرروا المطالبة ب "تكليف حكومة من الحياديين غير المرشحين لهذه المرحلة منعا للتجاوزات والمخالفات التي تسيء الى سمعة المواطنين وخصوصا الناخبين والمنتخبين وسمعة الوطن واستقراره في السنوات المقبلة".

 

الطفيلي يرفع الصوت: نحن يا زعماء الشيعة لسنا هنودا حمرا ولسنا خدما لأحذيتكم

وكالة الأنباء المركزية//28 آذار/18/انحسرت المنافسة الانتخابية في "ام المعارك" بعلبك-الهرمل بخمس لوائح، 3 بألوان سياسية يُمكن وصفها بـ "الفاقعة" ولو متفاوتة بين بعضها وهي: لائحة "الامل والوفاء" المدعومة من الثنائي الشيعي والحزب "السوري القومي الاجتماعي"، لائحة "الكرامة والانماء" المدعومة من مثلث "تيار المستقبل"، "القوات اللبنانية" وشخصيات شيعية مستقلّة ولائحة "المستقلّة" المدعومة من "التيار الوطني الحر" وحزب "البعث" وشخصيات شيعية مستقلّة، في مقابل لائحتين غير سياسيتين الاولى "الانماء والتغيير" التي انسحب من رئاستها الرئيس حسين الحسيني ولائحة "الارز الوطني" التي تضمّ شخصيات من المجتمع المدني البقاعي. وبين شعارات الانماء ونفض غبار الاهمال الرسمي عن منطقة بعلبك-الهرمل التي تغيب عن خريطة الاهتمام، التي ترفعها معظم اللوائح المتنافسة على الساحة البقاعية، عناوين سياسية كبيرة تُظلل لائحتي احزاب السلطة "الامل والوفاء" و"الكرامة والانماء" اللتين تعوّمان الاصطفاف السياسي بين فريقي "8 و14 آذار" بعدما ذاب في التسوية، وما تكرار الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله تأكيده بانه "لا يمزح" في مسألة التجوال شخصياً بين قرى ومناطق البقاع الشمالي اذا ما شعر ان هناك وهناً على الاقبال على صناديق الاقتراع، وذهاب رئيس حزب "القوات" اللبنانية سمير جعجع الى حدّ القول "بأن ما يحصل في بعلبك-الهرمل ليس مجرد انتخابات وانما تحوّل تاريخي"، وما بينهما من تصريح الامين العام لـ"تيار المستقبل" احمد الحريري "بأن فوزنا بمقعد شيعي في هذه الدائرة يساوي بالنسبة لنا الـ127 نائباً في المجلس النيابي"، الا الدليل القاطع الى ان المنازلة المُنتظرة لن تكون سهلة وبأن اللاعبين على ساحتها سيستخدمون شتى انواع الاسلحة الانتخابية لكسب ثقة البقاعيين وتسجيل الضربات الواحدة تلو الاخرى في مرمى الخصم. ولعل الغائب الاكبر عن هذه المعركة ترشيحاً ودعماً الامين العام السابق لـ"حزب الله" الشيخ صبحي الطفيلي الذي خاض الانتخابات في الدورات السابقة تحت شعار "ثورة الجياع"، لكنه حاضر بدعم لائحة "الكرامة والانماء" المناوئة لـ"حزب الله" الذي لا ينفكّ يوجّه سهامه نحو سياسته بقاعاً، لاسيما عندما وصف نصرالله من يعارضون الحزب انتخابياً في بعلبك-الهرمل بأنصار "داعش" و"النصرة".

ويعتبر الطفيلي عبر "المركزية" "ان اللوائح المطروحة ليست بحجم الطموح، لكن يجب كسر طغيان السلطة الحزبية "المذلّة" لأهلنا في بعلبك- الهرمل، والظالمة القاطعة المهملة للبشر والحجر، والمستهترة بكل القيم والأخلاق، صاحبة المنطق الفرعوني، لعلها تتأدب مع اهلنا، وتعود لرشدها، او ترحل كما رحل كل الظلمة". ويقول "لهذا نحاول ان تكون الانتخابات في بعلبك -الهرمل بكلمة "لا" كبيرة في وجه المتحكم المستبد اكثر منها بكلمة "نعم"، وحسب علمي التنافس في المنطقة بين لائحتين فقط، لائحة السلطة الفاسدة من جهة، ولائحة "الكرامة والإنماء"، والناس بين هذين الخيارين، ونحن مع كلمة لا كبيرة جداً للفساد والافساد".

ويُشدد على "ان معركة بعلبك الهرمل ليست معركة اصوات في صناديق الاقتراع فحسب، وانما معركة إرادة المظلوم المقهور المستباح بماله ودمه وكرامته مع سلطة المال الطاهر والسلاح الغادر والاعلام الفاجر والسلطة المزيفة والتزوير المباح والكذب الحلال. فهي محاولة انعتاق من ظلم من لا يخاف الله وبوائق ظلمه".

وعن رأيه بوصف نصرالله المعارضين للائحة "الامل والوفاء" بأنهم من انصار "داعش" و"النصرة"، يُجيب الطفيلي "في ظل قانون نسبية تشهد معركة رموز السلطة الفاجرة مع خصومها في البقاع، وفي عموم لبنان لغة لعينة، تحمل كل انواع الفجور والتحريض المذهبي والطائفي، فقط لأنهم قد يخسرون بعضا من بريق زعامة. وفي بعلبك الهرمل المحنة نفسها، زعماء السلطة شنّوا حربا على من قد ينافسهم واتهموهم بشيعة السفارات. الكل يعلم من يقف على ابواب السفارات، ويرتزق من مالها، ومن خدم "داعش"، وركب موجتها لقهر الشعب اللبناني والسوري".

ويختم الطفيلي برسالة الى ابناء بعلبك-الهرمل "اهلنا في البقاع روّاد عدل ودولة قانون وانصاف، كما اُنصفت المناطق الأخرى يجب ان نُنصف. نحن يا زعماء الشيعة لسنا هنودا حمرا، كما يحب بعضكم ان يتأدب معنا ويصفنا، ولسنا خدما لأحذيتكم كما ترغبون، ولكي يفهم من يحتاج للفهم. يجب ان تكون كلمتنا الإنتخابية لا كبيرة بحجم فجور الظلمة والقتلة".

 

جعجع: أجراس القيامة قرعت منذ قرابة الـ 2000 عام على أمل أن تدقّ أوراق القيامة هذا العام

المركزية/28 آذار/18/أكّد رئيس حزب “القوات اللبنانية” الدكتور سمير جعجع أن “أجراس القيامة قرعت منذ قرابة الـ 2000 عام على أمل أن تدقّ أوراق القيامة في هذا العام”.

كلام جعجع أتى خلال رعايته ريسيتال الآلام والقيامة بحسب الطقس السرياني الماروني والأرثوذكسي تحت عنوان “أجراس القيامة”، الذي أقامه حزب “القوّات اللبنانيّة” في مقره العام في معراب في حضور الوزير ملحم الرياشي، الوزيرة السابقة أليس شبطيني ممثلة الرئيس السابق ميشال سليمان، هادي ألو الحسن ممثلاً رئيس “الحزب التقدمي الإشتراكي” النائب وليد جنبلاط، الوزير السابق جو سركيس، رئيس “حركة التغيير” إيلي محفوض، المرشحين بحسب الترتيب الأبجدي: الينا كلونسيان، آرا كيونيان، باتريسيا الياس، بوغوص كورديان، جوزاف اسحق، جوزيف عضيمي، رازي وديع الحاج، رياض عاقل، زياد الحواط، سليم كلاس، سيزار المعلوف، شكري مكرزل، فادي روحانا صقر، قيصر معوض، كارول بالبيكيان، محمد علي ميتا، ميشال فتوش، العميد روبير جاسر ممثلاً مدير عام أمن الدولة اللواء دوني صليبا، الرائد شربل فخري ممثلاً مدير المديريّة العامة للمخابرات في الجيش العميد طوني منصور، القاضي شكري صادر، الأمينة العامة لحزب “القوّات اللبنانيّة” د. شانتال سركيس، الأمين المساعد لشؤون الإدارة فادي ظريفة، الأمين المساعد لشؤون المناطق جوزيف أبو جودة، حشد من الإعلاميين، أعضاء الهيئة العامة في الحزب ومنسقي المناطق ورؤساء المراكز. استهل الرسيتال بقراءات من الإعلاميين لينا دوغان وبسام براك ومن ثم أنشدت المرنمة كارلا رميا يرافقها 6 عازفين و10 كورس ومعها جوقة السيدة الأرثوذكسية (Theotokos) بقيادة رمزي سعد 13 ترتيلة من وحي آلام السيد المسيح، قبل أن يختتم الرسيتال بقراءات أخرى من الإعلاميين دوغان وبراك فثلاث تراتيل من وحي القيامة.

 

جلسة سريعة لمجلس الوزراء… وهذا ما اقرته

المركزية/28 آذار/18/ترأس رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري عند الثالثة والنصف من عصر اليوم الأربعاء في السراي الحكومي جلسة مجلس الوزراء، ادلى بعد انتهائها وزير الدولة لشؤون المرأة  جان اوغسبيان بالمعلومات الرسمية الاتية:  “عقد مجلس الوزراء جلسة عادية برئاسة الرئيس سعد الحريري وحضور الوزراء، باشر المجلس فورا دراسة وبحث جدول الاعمال واقر غالبية المواد ومنها رفع الحد الادنى للرواتب والاجور للمجلس الوطني للبحوث العلمية، الموافقة على مشروع سلاسل فئات والرتب والرواتب والمستخدمين في ملاك المؤسسة العامة التي تتولى ادارة مستشفى عام وكذلك المؤسسة العامة التي تتولى ادارة مستشفى رفيق الحريري الجامعي الحكومي، على ان يتم الاخذ بملاحظات ورأي مجلس شورى الدولة ومجلس الخدمة المدنية. كذلك وافق مجلس الوزراء على تحديد موقع المنطقة الاقتصادية الخاصة في طرابلس وايضا وافق على ملء الشواغر في المجلس الاعلى للخصخصة”.

وعن اعتراض الوزير مروان حمادة على البند المتعلق بسفر الوزير جبران باسيل، اجاب: “كان للوزير حمادة تحفظ على سفر الوزير باسيل، مجلس الوزراء وافق على البند والوزير حمادة كان له تحفظ على هذا البند”.

 

"الوصول بأي ثمن الى البرلمان" عنوان "أغرب" انتخابــات نيابية لبنانية  واصطفافات جديدة بعد الاستحقاق: يحكمها المشروع السياسي أم المصلحة؟

المركزية/28 آذار/18/ كان الرئيس حسين الحسيني أنجز لائحة تحمل اسم "المقاومة المدنية" لخوض الاستحقاق النيابي في بعلبك – الهرمل على اساسها، عندما تفاجأت الاوساط السياسية والشعبية بقرار اتخذه في اللحظات الاخيرة قبل اقفال باب تسجيل اللوائح في "الداخلية"، بالانسحاب من المعركة الانتخابية. وقد قرن عزوفه عن المضي قدما في المواجهة، ببيان اعتبر فيه "هذه الانتخابات ليست نيابية بل استنيابية" و"ليست الدعوة إليها دعوة إلى انتخابات بل دعوة إلى التصديق على تمثيل حكام الأمر الواقع وعلى اقتناصهم الصفة الشرعية"، متوجها الى اللبنانيين قائلا "هذه الانتخابات تقوم على التحكم بتمثيلكم وعلى تغييب الرقابة الجدية على عمليتها والحكم الصالح الفاعل في إجرائها وفي تصحيح نتائجها، ومن قبل على ما انطوى عليه قانونها من تشويه النظام النسبي والفرز والضم في دوائرها، بخلاف ما نصت عليه وثيقة الوفاق الوطني والدستور من بعدها". تنطلق مصادر سياسية مراقبة من مواقف الحسيني لتؤكد عبر "المركزية" أن المعركة الانتخابية المقبل اليها لبنان في ايار، تبيّن بما لا يقبل الشك، أنها قد تكون من أغرب الاستحقاقات التي عرفها لبنان اذ تفتقد الى النكهة السياسية والى الحد الادنى من البرامج الواضحة. وبعد ان كانت النظرة المشتركة الى البلاد وموقعها الدولي والاقليمي ومقوّمات "الدولة" فيها، لناحية السلاح والقرار الاستراتيجي (...) إضافة الى الرؤية الاقتصادية والانمائية لكيفية النهوض بها، هي من تحكم تشكيل اللوائح في الاستحقاقات التي شهدها لبنان لا سيما بعد العام 2005، تبخّرت هذه القاعدة تماما اليوم، بسبب طبيعة القانون الانتخابي. ونُسجت التحالفات انطلاقا من هدف واحد هو "المصلحة الانتخابية"، حتى ولو اقتضت الركوب في القاطرة نفسها مع الخصوم، بدليل ان أطرافا يقفون على ضفتين متناقضتين في التوجهات السياسية وفي مقاربة القضايا المحلية (أكانت سياسية او اقتصادية) والاقليمية والدولية، جمعتهم اللوائح نفسها في اكثر من منطقة، في مشهد "هجين غريب عجيب"، لم نعهده من قبل. الا ان المصادر تشير الى ان ما رافق الاستحقاق من تقاربات وتباينات تحت عنوان "الوصول الى البرلمان بأي ثمن"، لن يصمد طويلا... فبحسب ما تتوقع، ستشهد مرحلة ما بعد الانتخابات تحالفات سياسية جديدة، تنهي تماما الاصطفافات السابقة، المتهاوية أصلا لناحية فريقي 8 و14 آذار. وفي وقت تعتبر ان الثابتة الوحيدة في هذا المشهد المتقلّب، سيكون في تحالف الثنائي الشيعي أمل – حزب الله، الذي لم يهزّه الاستحقاق الانتخابي، تقول ان حلفا آخر مرشح للاستمرار والتوطيد ايضا، هو تحالف تيار المستقبل والتيار الوطني الحر. في المقابل، لا تستبعد المصادر أن يولد تقارب بين "اللقاء الديموقراطي" أو الحزب التقدمي الاشتراكي من جهة، وتيار المرده من جهة أخرى، فيشكلان كتلة وسطية وازنة تقف على مساحة واحدة من حزب الله والتيار الازرق. في الموازاة، ترجّح المصادر ان تكون علاقة "اللقاء الديموقراطي" بالقوات اللبنانية آيلة الى مزيد من التوطيد في المرحلة المقبلة، في ظل اصرار اشتراكي على تحصين مصالحة "الجبل" من جهة، والتصدي لمحاولة بعض الاطراف تكريس احادية الزعامة في الشارع المسيحي من جهة ثانية. وفيما تشير الى ان التقارب الانتخابي بين القوات والكتائب قد يؤسس لتحالف سياسي بينهما بعد الاستحقاق ايضا، تلفت المصادر الى ان القوى السياسية ستحاول ايضا التسابق لضم المستقلين والشخصيات الفائزة من المجتمع المدني، الى فريقها السياسي. فهل يكون التوزّع الجديد للقوى بين تيار يؤيد الدولة القوية والسيادة وبين آخر يدعم "الدويلة" والارتباطات الخارجية، أم ان المصالح الفئوية سيبقى صوتها الاعلى؟ لننتظر ونر، تختم المصادر.

 

حمادة: اعترضنا على سفر وزير الخارجية على نفقتنا

المركزية/28 آذار/18/عترض وزير التربية والتعليم العالي مروان حمادة خلال جلسة مجلس الوزراء على سفر وزير الخارجية وقال: "اعترضت بشدة على سفر وزير الخارجية على نفقتنا الى المؤتمر الاغترابي في باريس كما اعترضت على تنظيم مؤتمرات انتخابية وحركة امل وفنيانوس اعترضا أيضا". واضاف: "يكفينا مؤتمرات اغترابية تشكل فرصة لجمع المحازبين لتيار معين على حساب الجمهورية اللبنانية".

 

لهذا الحزب لا يستطيع أن يحارب الفساد

 عماد قميحة/لبنان الجديد/28 آذار/18

يمكن أن ندرك بأن وجود نواب فاسدين ووزراء لا هم لهم إلا مصالحهم هو الرافعة التي يعتمد عليها مشروع الحزب لضمان إستمراره

 مع دخول البلاد في مرحلة الإنتخابات النيابية، وإشتداد وطيس الحملات والحملات المضادة، إرتفعت أسهم شعار محاربة الفساد، حتى أفرقاء السلطة الحاكمة منذ عقود، والمتهمة بشكل مباشر بالفساد والهدر، فتحولوا جميعًا بقدرة قادر إلى أفراخ أنبياء وقديسين يبشروننا أن نهايات الفساد سيكون على أيديهم إن نحن إنتخبنا فاسديهم! في هذا السياق كان ملفت "البرنامج الإنتخابي" الذي أطلقه الأمين العام لـ (حزب الله)، حيث جعل من أولوياته هذه المرة ليس القدس ولا مكة المكرمة ولا الموت لأمريكا ولا نصرة فنزويلا وكل هذه المعزوفة المجوجة من عشرات السنين، وإنما حاول أن يلامس ولو بالقول أوجاع الناس وآلامهم ومعاناتهم اليومية التي لم يعد يمكن إخفائها بشعارات كبيرة لا تسمن ولا تغني من جوع من حيث المبدأ. قد يعتبر هذا تحولا تاريخيا في سيرة الحزب وأدائه السياسي الذي لطالما طالبنا به وخونا وشتمنا بسببه، ولطالما كان الرد علينا حين السؤال عن سر هذا الصمت المطبق لنواب الحزب ووزرائه وهم يشاهدون على نفس الطاولة كل هذه السرقات والصفقات التي تجري أمام أعينهم بأنهم عاجزون عن إعلان موقفهم والوقوف بوجهها، والتبرير الحاضر دوما كان بأن أولويات الحزب هي في مكان آخر. فاذا كان معلوم أن الدور الأول والأخير والنهائي للحزب هو الدفاع عن المصالح الإيرانية بالمنطقة تحت شعار الدفاع عن "الإسلام المحمدي الأصيل" وهو حاضر أمام هذه الغاية أن يتلاقى حتى مع أبشع الأنظمة الديكتاتورية بالعالم تحت مسمى حماية "محور المقاومة" ولو في ظل رعاية مباشرة من الدولة الروسية الحليفة الأولى لإسرائيل! فان هذا يبشرنا أننا أمام أولوية من هذا النوع يصبح مفهومًا ومن غير المستغرب أن يكون مشروع الحزب وقوته وامتداده قائم أصلا على ضفة دولة واهية وضعيفة ومنهوشة، لأن المعادلة المنطقية تقول بأن أي تقوية لبنيان الدولة والمؤسسات فيها سيكون حتما على حساب إضعاف مشروع الحزب. ومن هنا يمكن أن ندرك بأن وجود نواب فاسدين ووزراء لا هم لهم إلا مصالحهم هو الرافعة التي يعتمد عليها مشروع الحزب لضمان إستمراره، وبالتالي فان أي عملية إصلاح حقيقية يقوم بها (حزب الله) هي كمن يطلق النار على نفسه، وبالتالي فان الحديث عن أي محاربة للفساد لا يعدو أكثر من كلام إنتخابي يهدف إلى إستدراج أصوات الموجوعين والمتألمين فقط.

 

التخوين وإثارة العصبيات أبرز أسلحة الانتخابات في لبنان

بيروت: يوسف دياب/الشرق الأوسط/28 آذار/18

لم يسبق للخطاب السياسي في لبنان أن بلغ مستوى متدنياً كالذي تضجّ به المنابر والندوات قبل الانتخابات النيابية، بحيث بات استقطاب الناخبين وكسب أصواتهم في صناديق الاقتراع، يتيح للقوى السياسية استخدام كلّ الأسلحة السياسية في هذه المعركة، بما فيها الشتائم وتخوين الخصوم، وصولاً إلى اعتماد شعارات طائفية على أنها تجارة رابحة. ولا يزال كلام وزير الداخلية نهاد المشنوق، الذي قاله يوم الجمعة الماضي، مادة للتداول وتراشق الاتهامات عبر وسائل التواصل الاجتماعي، الذي قال فيه إن «أخصامنا في انتخابات بيروت يشكلون 45 ألف صوت من (أمل) و(حزب الله) و(الأحباش) ومعهم بعض الأوباش»، ما استدعى حملة عنيفة ضدّه لم توفّر تيار «المستقبل» أيضاً، الذي بدا محرجاً من هذا الكلام ولم يصدر أي توضيح أو اعتذار بشأنه، يخفف من النقمة تجاهه. إلا أن مسؤولاً في الحملة الانتخابية لـ«تيار المستقبل»، أوضح لـ«الشرق الأوسط»، أن «الماكينة الانتخابية لم تتأثر لوجيستياً بما ورد على لسان المشنوق». ورأى أن «ارتدادات هذا الكلام انتخابياً تتطلّب إحصاءات غير متوفرة الآن»، لكنه لفت إلى أن «هذا الموقف لن يبدل بقناعات محازبي (المستقبل) والجمهور الملتزم خطنا السياسي»، لافتاً إلى أن «حملات التجريح التي أتت من الطرف الآخر كانت قاسية، وطالت رموزنا بشكل سلبي جداً، وبالتالي الإساءة لم تكن من طرف واحد». وكان الأمين العام لـ«حزب الله» حسن نصر الله، اعتمد الأسلوب التجريحي وبشكل أكثر قسوة، في سياق دفع جمهوره إلى انتخاب مرشحيه، عبر وصف خصومه بأنهم أتباع «داعش» و«النصرة»، قاصدا بذلك كلّ اللوائح التي شكّلت بمواجهة الثنائي الشيعي في لبنان.

ورغم التزام «تيار المستقبل» الصمت حيال خطاب وزير الداخلية أحد أبرز مرشحيه في دائرة بيروت الثانية، فإنه لم يصدر أي كلام مؤيد له، غير أن عضو المكتب السياسي في «المستقبل» راشد فايد، دعا إلى «أخذ كلام المشنوق من باب حسن النيّة».

وأشار لـ«الشرق الأوسط»، إلى أنه «لم يقصد بكلامه من ذُكِرت أسماؤهم (حركة أمل وحزب الله والأحباش)، بل فئة محددة سبق لها أن أساءت لبيروت، لكن الجميع اعتبروا أنفسهم معنيين بهذا الكلام»، لافتاً إلى أن «كل الفرقاء يتهمون خصومهم بأقسى العبارات، مثل نصر الله الذي صنّف أخصامه على أنهم أتباع لـ(داعش)»، وعبر فايد عن أسفه لأن الانتخابات «دفعت البعض إلى استنفار العصبية واستخدام تسميات في غير مكانها». وقال: «يبدو أن هذا الخطاب ينسي الناس همومها المعيشية، ويعيدها إلى استنفار العصبيات، وهي محاولات موفقة من الجميع لاستمالة الجمهور».

لكنّ باكورة المواقف البعيدة عن أدبيات الخطاب السياسي في لبنان، بدأت مع فيديو مسرّب لرئيس التيار الوطني الحرّ، وزير الخارجية جبران باسيل في لقاء انتخابي بمنطقة البترون (شمال لبنان) وصف فيه رئيس مجلس النواب نبيه بري بـ«البلطجي»، وهو ما أثار غضب أنصار حركة «أمل» الذين عمدوا إلى قطع الطرقات، ومهاجمة مكتب «التيار الوطني الحرّ» في منطقة سنّ الفيل (شرق بيروت)، وكاد هذا الموقف يؤدي إلى أزمة سياسية، تمثّلت بتلويح وزراء «أمل» بالاستقالة من الحكومة، قبل أن يتدخل رئيس الجمهورية ميشال عون، ويلتقي الرئيس نبيه بري في القصر الجمهوري ويعبّر له عن رفضه الإساءة التي لحقت به. وتبقى تبعات كلام باسيل ضدّ برّي ماثلة، تترجم بقطيعة شبه كاملة على صعيد العلاقة بين حركة «أمل» و«التيار الوطني الحر»، حيث لفت القيادي في «التيار» الوزير الأسبق ماريو عون، إلى أن الخطابات ذات السقوف المرتفعة «تأتي في سياق شدّ العصب الانتخابي وإثارة القواعد الشعبية». وشدد في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، على ضرورة «استخدام أدبيات خطابية تتحلّى بروح المسؤولية». ورأى أن «انتقاد الخصم مسألة مطلوبة ضمن الأدبيات الأخلاقية، لإظهار الفوارق بين البرامج السياسية في معالجة الملفات، لكن بأسلوب لا يسيء إلى كرامة الآخرين». وقال: «ربما هذا الأسلوب يستهوي بعض الناس، لكن أغلبية اللبنانيين يرفضون إثارة الغرائز والتجريح، والإساءة إلى القواعد الشعبية المؤيدة للأطراف الأخرى، ونحن في (التيار الوطني الحرّ) مع الغالبية التي تقدّم لغة الحوار على لغة التصعيد والتجريح».

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

البابا يشن هجوماً عنيفاً على "المافيا

رويترز/28 آذار/18/اعلن البابا فرنسيس موقفه إزاء ذهاب الكثيرين من أعضاء المافيا في إيطاليا إلى الكنيسة حيث يمارسون طقوس المسيحية علناً، فقال: "لا يمكن لهم أن يطلقوا على أنفسهم مسيحيين لأنهم يحملون الموت في أرواحهم". وتعتبر الكلمات التي ارتجلها البابا أمام عشرات الآلاف في عظته الأسبوعية العامة في ساحة القديس بطرس هي أقوى هجوم على الجريمة المنظمة منذ ما يقرب من أربع سنوات. و أثناء حديث عام عن "المسيحيين المزيفين" الذين يتظاهرون بالصلاح بينما هم فاسدون، قال البابا: "ليس علينا أن نذهب بعيدا، دعونا نفكر فيما يحدث هنا على أرض الوطن"، وأردف: "من يُطلق عليهم أعضاء المافيا المسيحيون.. لا شيء فيهم مسيحي على الإطلاق. إنهم يطلقون على أنفسهم مسيحيين لكنهم يحملون الموت في أرواحهم ويصيبون به الآخرين". ويرى الكثير من أعضاء جماعات الجريمة المنظمة في إيطاليا، مثل كوزا نوسترا في صقلية وندرانجيتا في كالابريا، أنفسهم جزءاً من مجموعة دينية أو مذهبية. ويشارك هؤلاء في البلدات والمدن الأصغر حجماً في الجنوب على وجه الخصوص في المراسم الكاثوليكية ويذهبون إلى الكنيسة وأحيانا يجدون مساندة من بعض رجال الكنيسة. وطلب البابا فرنسيس من الحاضرين الدعاء لأعضاء المافيا: "كي يمس الرب أراوحهم".

  

الجيش الإسرائيلي: استأنفنا الغارات في سورية

القدس – الأناضول/28 آذار/18/كشف رئيس أركان الجيش الإسرائيلي غادي أيزنكوت، أن الجيش استأنف غاراته على مواقع في سورية، بعد حادثة إسقاط الطائرة المقاتلة الإسرائيلية في فبراير الماضي.

ولم يدلِ ايزنكوت في حديثه لصحيفة “جروزاليم بوست” الإسرائيلية، التي نشرت مقتطفات منه أمس، أي معلومات إضافية. وقال أيزنكوت إن إيران لا تجرؤ على الاقتراب من حدود إسرائيل في مرتفعات الجولان، و(منظمة) حزب الله لا تملك القدرة الصاروخية لضرب أهداف محددة داخل إسرائيل”.

ومساء أول من أمس، أعرب مجلس الأمن الدولي، عن “قلق بالغ” إزاء تصاعد التوتر في منطقة عمليات قوة الأمم المتحدة (أوندوف) في مرتفعات الجولان السورية المحتلة، وطالب إسرائيل وسورية بالالتزام باتفاق فض الاشتباك

 

الأمم المتحدة: أزمة حادة بالغوطة وعفرين ونحتاج 150 مليون دولار وطالبت بإحالة ملف سورية إلى الجنائية الدولية وسط ضغوط متزايدة لابرام اتفاق في دوما

محادثات بين دي ميستورا ولافروف اليوم بموسكو للبحث في الجولة المقبلة من مفاوضات جنيف

عواصم – وكالات/28 آذار/18/كشف المنسق المقيم للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية في سورية علي الزعتري، أمس، أنه لا يوجد سوى 6 في المئة من الأموال اللازمة لتلبية الاحتياجات الانسانية بسورية.

وقال الزعتري، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس منظمة الهلال الأحمر السوري في دمشق، تم توفير 200 ألف وحدة تتضمن احتياجات معيشية مثل الأغطية والمفروشات، وغيرها للمدنيين الخارجين من الغوطة، إضافة لحوالي 30 ألف وحدة نظافة شخصية وغذاء لنحو 100 ألف شخص، فضلا عن التغذية الخاصة للأطفال مع انتشار 50 فريقا طبيا للاستجابة الصحية إلا أن “الاحتياجات أكبر من ذلك بكثير”. وتحدث الزعتري عن “تعاون وثيق جدا” مع الحكومة السورية والهلال الأحمر واللجنة الدولية للصليب الأحمر ومنظمات دولية وجمعيات أهلية للاستجابة للوضع الإنساني في سورية.

ورأى أن الوضع الإنساني في الغوطة وعفرين وصل إلى “أزمة حادة”، قائلاً “رغم كل ما يصب من تمويل لمواجهة هاتين الأزمتين إلا أنه لا يزال دون المطلوب، ونحتاج إلى 150 مليون دولار لتغطية كل الاحتياجات في الوقت الراهن، ولا يتوافر سوى ست في المئة من الأموال اللازمة لتلبية الاحتياجات الانسانية بسورية”. وأعرب الزعتري عن مخاوفه من امتداد العمل العسكري إلى تل رفعت شمال حلب ما يؤدي إلى تهجير مزدوج للمدنيين الذين يعيشون أساسا ظروفا صعبة حيث يوجد هناك 180 ألف مهجر من عفرين إلى تل رفعت والقرى المحيطة بها تحديدا نبل والزهراء”.

وأوضح أن القرى المجاورة لعفرين لا تستطيع التعامل مع عدد النازحين الكبير، وكشف أن فريق الأمم المتحدة حصل على الموافقة اللازمة لإرسال بعثة الأسبوع المقبل إلى الرقة لتأسيس بداية عمل فيها بعد الاطلاع وتقييم الاحتياجات، وإمكانيات المساعدة، إضافة إلى إجراء حوار وتخطيط مشترك مع الهلال والصليب الأحمر للعمل أيضا في مخيم الركبان.

وذكر أن دخول أي منطقة ساخنة يتطلب تحديد الجهات المسيطرة عليها و” في حالة عفرين فإن الحكومة التركية هي المعنية بضمان دخول وخروج طواقم المنظمات الانسانية، وهناك تعقيدات في الوصول إلى مناطق مثل كفريا والفوعة ومخيم اليرموك”.

من جانبه، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس إلى إحالة ملف سورية إلى المحكمة الجنائية الدولية. وقال غوتيريس، في تقرير بشأن تنفيذ القرار2401 والمتعلق بوقف القتال وإيصال المساعدات الإنسانية، إنه يجب محاسبة المسؤولين عن الجرائم الأشد خطورة المرتكبة في سورية منذ مارس 2011.

إلى ذلك، أعلنت وزارة الخارجية الروسية أن وزير الخارجية سيرغي لافروف سيبحث مع المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا اليوم في موسكو تطورات الوضع السوري وموعد وصيغة وقائمة المشاركين في الجولة المقبلة من محادثات جنيف.

على الأرض، تضاعفت الضغوط أمس، في مدينة دوما المعزولة بالغوطة الشرقية للتوصل الى اتفاق يحميها من القتال بالتزامن مع تعزيزات عسكرية في محيطها فيما يستمر إجلاء مئات المقاتلين والمدنيين من جيب آخر في المنطقة المحاصرة. ويأمل فصيل “جيش الإسلام” فيها التوصل الى اتفاق يحول دون إجلاء مقاتليه منها، إلا أن موسكو ودمشق هددتا بعمل عسكري ضدها ما لم يوافق الفصيل المعارض على الانسحاب. ونقلت صحيفة الوطن، المقربة من الحكومة السورية، عن مصدر عسكري قوله “توجه جميع القوات العاملة في الغوطة الشرقية استعداداً لبدء عملية عسكرية ضخمة في دوما، ما لم يوافق إرهابيو جيش الإسلام على تسليم المدينة ومغادرتها”. وبالإضافة إلى الضغط العسكري، يشعر سكان دوما بالقلق بانتظار نتائج المفاوضات. وتظاهر المئات أمس، في بيروت، مطالبين بالاطلاع على نتائج المفاوضات وبإفراج “جيش الإسلام” عن المعتقلين لديه. وقال مصدر معارض إن مبادرة جيش الإسلام في المفاوضات تتمثل ببقاء مقاتليه في دوما على أن تتمتع المدينة بحماية روسية مع عودة مؤسسات الدولة إليها، واعترضت روسيا على نقاط عدة في المبادرة بينها “اصدار عفو عام” والسماح بحرية الحركة من وإلى المنطقة، وخيّرت جيش الإسلام بين الهجوم العسكري أو اللحاق بركب المناطق الأخرى والموافقة على الإجلاء.

وفي جنوب الغوطة الشرقية، وعلى خطى آلاف سبقوهم وآخرين سيلحقون بهم، تجمع مقاتلون معارضون ومدنيون في حافلات تقلّهم من مدينة عربين إلى نقطة تجمع قريبة. وأوردت وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا” أن 18 حافلة على متنها “1053 شخصاً بينهم 239 إرهابياً” باتت جاهزة للانطلاق. وكان جرى بعد منتصف ليل أول من أمس، إجلاء دفعة جديدة من جنوب الغوطة مؤلفة من “6432 شخصاً بينهم 1152” مقاتلاً على متن 101 حافلة. وخرج بذلك نحو 19 ألف شخص من البلدات الجنوبية فقط، بعدما كان تم إجلاء نحو 4500 من حرستا، فيما ذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا” أن 128 ألف شخص خرجوا من المعابر “الآمنة”، مشيرة إلى خروج مئات المدنيين من دوما أمس، عبر معبر الوافدين إلى الشمال.

 

السجن لسعوديين انضما إلى «حزب الله» العراقي وتدربا في إيران

السياسة/28 آذار/18/عاقبت المحكمة الجزائية المتخصصة، متهمين سعوديين، بسجن أحدهما خمس وعشرون عاما، ومصادرة جهاز الجوال المضبوط معه، ومنعه من السفر خارج البلاد مدة خمس وعشرين سنة أخرى، وسجن الثاني اثنين وعشرين سنة، ومصادرة جهازي الجوال المضبوطة معه، ومنعه من السفر اثنين وعشرين سنة أخرى. وذكرت صحيفة «سبق» الالكترونية، أن الحكم جاء بعد ثبوت إدانة المتهمين بانضمامهما إلى «حزب الله» العراقي، والتحاقهما بمعسكراته في إيران والعراق، وتدربهما على استخدام الأسلحة والمتفجرات والقنابل، لغرض القيام بأعمال إرهابية داخل السعودية، بقصد إحداث الفوضى وزعزعة الأمن الداخلي بها، وتفكيك وحدتها وإهدار مقدراتها، تنفيذاً لتوجيهات ورغبة مسؤولي الحزب، واستعدادهما للقيام بأعمال إرهابية داخل السعودية، وإعدادهما وتخزينهما وإرسالهما ما من شأنه المساس بالنظام العام، من خلال تواصلهما عبر أحد برامج التواصل الاجتماعي مع أحد الأشخاص المشبوهين في إيران، وتزويده بمعلومات تتعلق بخط أنابيب النفط الرابط بين محافظة بقيق وينبع، واتهمت المحكمة المتهم الأول بتمويل الإرهاب والأعمال الإرهابية. وقررت المحكمة رد طلب المدعي العام، الحكم على المتهمين بحد الحرابة أو قتلهما تعزيراً، لعدم وجود مايوجب ذلك واحتياطاً للدماء المعصومة.

 

محمد بن سلمان: امتلاك إيران “النووي” يعني رصاصة في الرأس وأكد أن مشكلة المنطقة مع أفكار غير مؤمنة بالمبادئ الأممية تروج لأيديولوجيات عابرة للحدود

محمد بن سلمان: الحوثيون باتوا معزولين سياسيا وهجومهم الصاروخي دليل ضعفهم ونعمل على إنهاء الحرب بعملية سياسية

محمد بن سلمان: الإسلام اختطف من جماعات إرهابية مثل “الإخوان” و”داعش” و”القاعدة” ونسعى لتغيير الخطاب الديني

محمد بن سلمان: علينا استبدال الاتفاق النووي بآخر يتصدى لأنشطة ايران المزعزعة لاستقرار منطقة الشرق الأوسط

محمد بن سلمان: توقيع اتفاقية بين المملكة والأمم المتحدة لتمويل خطة إنسانية في اليمن العام 2018

واشنطن – وكالات/28 آذار/18/ جدد ولي العهد السعودي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، انتقاده للاتفاق النووي الإيراني، داعيا إلى التحرك بمواجهته لأن “مشاهدة الإيرانيين وهم يسعون نحو امتلاك القنبلة النووية، أشبه بانتظار رصاصة تصل إلى رأسك”.

وقال ولي العهد الأمير محمد بن سلمان خلال لقاء مع صحيفة “نيويورك تايمز”، في تعليق له على الصواريخ السبعة التي أطلقها الحوثيون على المملكة الأحد الماضي، “محاولة أخيرة بائسة لم تظهر سوى أنهم ضعفاء”.

وأشار إلى أن السعودية تحرز تقدماً إيجابياً في اليمن، وأن الحوثيين، الميليشيا الموالية لإيران التي استولت على صنعاء العام 2014، أصبحوا معزولين سياسياً بشكل متزايد”، مضيفاً إن المملكة تعمل على إنهاء الحرب من خلال عملية سياسية، والسعي لإحداث انقسام بين الحوثيين مع إبقاء الضغط العسكري عليهم.

وأكد أن الاتفاق النووي الإيراني سيؤخر إيران عن الحصول على أسلحة نووية لكنه لن يمنعها، لافتاً إلى أن طهران تسعى لامتلاك أسلحة نووية حتى يتسنى لها التصرف بحرية في الشرق الأوسط من دون خوف من العقاب.

وأضاف إن “مشاهدة الإيرانيين وهم يسعون نحو امتلاك القنبلة النووية، أشبه بانتظار رصاصة تصل إلى رأسك، لذا علينا التحرك من اليوم، ونحن نعرف هدف إيران، إذا كان لديهم سلاح نووي، فهو بمثابة درع يسمح لهم بفعل ما يريدون في الشرق الأوسط”.

ودعا إلى “الاستعاضة عن الاتفاق النووي الحالي بآخر يضمن ألا تحصل إيران مطلقاً على سلاح نووي، ويتصدى لأنشطة إيران الأخرى المزعزعة للاستقرار في المنطقة”.

وتحدث أيضاً عن جهوده لتغيير الخطاب الديني السعودي لتحقيق مزيد من الانفتاح تجاه الأديان الأخرى، قائلاً “أعتقد أن الإسلام قد اختطف”، مشيراً إلى أن “المنظمات والجماعات الإرهابية مثل الإخوان وداعش والقاعدة شوهوا الدين”.

وفي كلمة عقب لقائه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، رأى الأمير محمد بن سلمان، أن المشكلات في الشرق الأوسط هي مع الأفكار التي لا تؤمن بمبادئ الأمم المتحدة، وتنتهك بشكل صارخ كل قوانين وأعراف الأمم المتحدة في تدخلها في الشؤون الداخلية للدول الأخرى وفي الترويج لأيديولوجيات عابرة للحدود ‏ليست لها علاقة بالمصالح الوطنية.

وقال ولي العهد السعودي إن السعودية تدافع عن مصالحها وتحافظ على أمنها، وتعمل مع حلفائها في الشرق الأوسط ‏لأمن المنطقة واستقرارها. وأكد حرص المملكة على الحلول السياسية لأزمات الشرق الأوسط، بالتعاون مع الأمم المتحدة، مشيراً إلى أن المملكة عضو فعال ومساهم عبر التاريخ في حماية مصالح الأمم المتحدة، وملتزمة بقوانينها منذ القدم. وكان الأمير محمد بن سلمان، التقى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس في مقر الأمم المتحدة بنيويورك، وناقش معه عدداً من الملفات الساخنة في الشرق الأوسط. وأعرب غوتيريس عن امتنانه العميق للوفاء بالتعهد السخي الذي أعلنته السعودية والإمارات في يناير الماضي بشأن تقديم 930 مليون دولار لصندوق تمويل العمل الإنساني في اليمن. وبعد لقائه الأمين العام للأمم المتحدة، حضر الأمير محمد بن سلمان، التوقيع على اتفاقية للبرنامج التنفيذي لدعم وتمويل خطة الأمم المتحدة للاستجابة الإنسانية في اليمن للعام 2018 بـ930 مليون دولار، فيما تعهدت الامارات بتقديم 500 مليون دولار لدعم الخطة. من جانبه قال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، إن بلاده “تحتفظ بحقها في الرد على العدوان الإيراني في الوقت وبالشكل المناسبين”، موضحا أن محمد بن سلمان وغوتيريس بحثا في “الوضع باليمن والدور الذي تقوم به المملكة لتخفيف الأزمة الإنسانية الخانقة، واستجابة المملكة لنداء الأمم المتحدة لدعم الجهود الإنسانية في اليمن وقامت مع دولة الإمارات بتقديم 930 مليون دولار وستستمر المملكة في تقديم المساعدة للشعب اليمني”. وأكد أن الجانبيين بحثا في إطلاق جماعة الحوثيين صواريخ إيرانية باتجاه المملكة، مؤكدا أن “السعودية تحتفظ بحق الرد على العدوان الإيراني في المكان وبالشكل المناسبين”. على صعيد آخر، انطلق تمرين مركز القيادة ضمن مناورات “درع الخليج المشترك 1، بمدينة الجبيل شرق السعودية بمشاركة 23 دولة.

 

إسرائيل تقصف مركزي مراقبة تابعين لحماس بغزة

الشرق الأوسط/28 آذار/18/أعلن الجيش الإسرائيلي اليوم (الأربعاء) أنه قصف موقعي مراقبة تابعين لحركة حماس، ردا على قيام فلسطينيين بإحراق معدات عسكرية إسرائيلية بالقرب من معبر كارني شرق قطاع غزة. وأفاد متحدث باسم الجيش في بيان «بأن فلسطينيين اثنين أحرقا معدات وآليات عسكرية لكنهما لم يجتازا السياج الأمني»، مشيرا إلى أن الحادث وقع بالقرب من معبر كارني السابق. ولم يعلن الجيش عن أي خسائر بشرية. وردا على ذلك، أطلقت الدبابات المتمركزة بالقرب من الحدود مع غزة نيرانها على مركزي مراقبة تابعين لحركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة بحسب المصدر نفسه. في غزة، أشار مصدر أمني إلى أن القوات الإسرائيلية «قصفت بأربع قذائف مدفعية نقطتي رصد للمقاومة شرق حي الزيتون» شرق غزة ولم تسجل إصابات. وذكر شهود عيان في غزة أن القصف المدفعي جاء بعدما «اجتاز شابان فلسطينيان ظهرا السياج الحدودي قرب منطقة المنطقار (شرق) وأشعلا النار بحفار إسرائيلي وتمكنا من الهرب». وأضاف المصدر نفسه أن «الضبط الميداني التابع لأمن حماس قبض على الشابين واقتادهما خارج المنطقة» دون مزيد من الإيضاحات. وتواصل حفارات إسرائيلية أعمال الحفر وإقامة جدار إسمنتي على طول الحدود الشرقية. وتم التوصل إلى وقف لإطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس في أغسطس (آب) 2014 بعد حرب إسرائيلية مدمرة على قطاع غزة استمرت خمسين يوما. لكن في كل مرة تطلق قذيفة من قطاع غزة تنسب لمجموعات صغيرة، تحمل إسرائيل حركة حماس التي تسيطر على القطاع منذ 2007 مسؤولية كل الهجمات التي تقع انطلاقا من غزة وتقصف مواقعها بشكل منهجي. واعتقل الجيش الإسرائيلي أمس (الثلاثاء) ثلاثة فلسطينيين تسللوا من قطاع غزة ودخلوا الأراضي الإسرائيلية مزودين قنابل يدوية وسكاكين. وأجرت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، مناورة عسكرية هي الأولى من نوعها ليل الأحد، وأطلقت عدة صواريخ في اتجاه البحر. كما عمد عناصر القسام إلى إطلاق النار بكثافة وتفجير عبوات خلال المناورات التي شارك فيها ثلاثون ألف مقاتل في القطاع وانتهت صباح الاثنين. وقصفت المدفعية الإسرائيلية حينها موقعين تابعين لحركة حماس في شمال قطاع غزة. وتعتبر إسرائيل أن منسوب التوتر مع قطاع غزة يرتفع. وتنظم الهيئة الوطنية العليا للاجئين في القطاع الجمعة «مسيرة العودة الكبرى» في غزة حيث ستقام مئات الخيام في خمسة مراكز على بعد مئات الأمتار من الحدود بين القطاع وإسرائيل. وستقيم عائلات لاجئين في هذه الخيام ستة أسابيع، وفق الهيئة التي تضم الفصائل وفعاليات شعبية وأهلية.

 

لافروف ودي مستورا يبحثان الأزمة السورية مع استمرار عملية الإجلاء من الغوطة

الشرق الأوسط/28 آذار/18/يصل آلاف المقاتلين والمدنيين اليوم (الأربعاء) تباعاً إلى مناطق سيطرة الفصائل المعارضة إثر إجلائهم بعد منتصف الليل من الغوطة الشرقية قرب دمشق، وفق ما أفاد مراسل لوكالة الصحافة الفرنسية. ونقلت وسائل إعلام روسية اليوم عن مصدر دبلوماسي قوله إن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ومبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا ستافان دي ميستورا سيجريان محادثات في موسكو غداً بشأن آخر تطورات الوضع في سوريا. وتم بعد منتصف الليل، إجلاء دفعة جديدة من جنوب الغوطة الشرقية مؤلفة من 101 حافلة على متنها «6432 شخصاً بينهم 1521» مقاتلاً. وفي منطقة قلعة المضيق في ريف حماة (وسط) الشمالي، شاهد مراسل الصحافة الفرنسية أكثر من 50 حافلة تصل إلى باحة واسعة تجمع فيها عمال إغاثة وزعوا أغذية ومياها وحليبا على الركاب، الذي جرى نقلهم لاحقاً إلى مخيمات مؤقتة في محافظة إدلب المحاذية في شمال غربي البلاد. ولا تزال الحافلات تصل تباعاً إلى المنطقة، التي تشكل نقطة الانتقال من مناطق سيطرة قوات النظام إلى تلك التي تسيطر عليها الفصائل المقاتلة. وتحت ضغط حملة عسكرية عنيفة لقوات النظام، توصلت روسيا تباعاً مع فصيلي حركة أحرار الشام في مدينة حرستا، ثم فيلق الرحمن في جنوب الغوطة الشرقية، إلى اتفاقين تم بموجبهما إجلاء آلاف المقاتلين والمدنيين إلى منطقة إدلب (شمال غربي). وبعدما انتهت عملية حرستا خلال يومي الخميس والجمعة، يستمر منذ السبت إجلاء مقاتلي فصيل فيلق الرحمن من بلدات زملكا وعربين وعين ترما وحي جوبر الدمشقي المحاذي لها. وخرج حتى الآن أكثر من 19 ألف شخص من البلدات الجنوبية فقط، بعدما كان تم إجلاء أكثر من 4500 من حرستا. واستكملت السبت عملية الإجلاء من جنوب الغوطة الشرقية، مع صعود مئات الأشخاص على متن حافلات تقلهم إلى نقطة تجمع قريبة. وكما حصل في الأيام السابقة، تقف تلك الحافلات لساعات طويلة بانتظار اكتمال القافلة قبل منحها الضوء الأخضر للانطلاق باتجاه محافظة إدلب. وإلى جانب عمليات الإجلاء، يستمر نزوح المدنيين من الغوطة الشرقية عبر معابر حددتها قوات النظام توصل إلى مناطق سيطرتها. ونقلت وسائل إعلام مقربة من النظام عن مصدر عسكري أن 128 ألف شخص خرجوا حتى الآن من المعابر «الآمنة». وأشارت إلى خروج مئات المدنيين اليوم من منطقة دوما المعزولة تماما شمال الغوطة، ويسيطر عليها فصيل جيش الإسلام. ولا يزال مصير دوما، أبرز مدن الغوطة الشرقية، مجهولاً برغم مفاوضات بين روسيا والفصيل المعارض.

 

تركيا و«الجيش الحر» في تل رفعت بعد عفرين

أنقرة: سعيد عبد الرازق/الشرق الأوسط/28 آذار/18/سيطرت قوات من الجيشين التركي و«السوري الحر» أمس على مدينة تل رفعت ومطار منغ العسكري في ريف حلب الشمالي في إطار عملية «غصن الزيتون» العسكرية التي استهدفت إنهاء وجود «وحدات حماية الشعب» الكردية في منطقة عفرين وقراها. وبثت قنوات تلفزيونية تركية لقطات دخول قوات الجيش التركي وفصائل الجيش السوري الحر تل رفعت التي قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان السبت الماضي إنه سيتم إعلان السيطرة عليها «قريبا جدا». وذكرت وكالة «دوغان» التركية الخاصة أن قوات غصن الزيتون تمكنت من فرض سيطرتها على كامل مدينة تل رفعت ومطار منغ العسكري شرق عفرين، وتطهيرهما من الإرهابيين. وفي وقت سابق أمس، أفادت مصادر محلية من مدينة تل رفعت الواقعة جنوب شرقي عفرين بأن مقاتلات تابعة للجيش التركي بدأت منذ صباح أمس، شن غارات جوية على أهداف لـ«الوحدات» الكردية في تل رفعت تمهيداً للعملية العسكرية المرتقبة للسيطرة عليها. وقال النقيب أنس حجي القيادي بالفرقة التاسعة في الجيش السوري الحر إن معركة السيطرة على تل رفعت جاءت استكمالاً لعملية «غصن الزيتون»، مشيراً إلى غارات جوية من الطيران الحربي التركي على قرى أم حوش والشيخ عيسى. في السياق ذاته، كشفت وسائل إعلام تركية ومصادر محلية عن اجتماع ضم عسكريين من تركيا وروسيا في ريف حلب الشمالي، أول من أمس، لبحث التحرك العسكري نحو مدينة تل رفعت. وقالت إن الاجتماع ضم عسكريين من الطرفين في بلدة كفرنايا شمال حلب، وهي المنطقة الخاضعة لتفاهمات بين الجانبين. وكشفت مصادر عن اجتماعات متكررة بخصوص تل رفعت والقرى العربية حولها في أنقرة، خلال الأيام الماضية، وأن هذه الاجتماعات أسفرت عن الاتفاق لدخول تل رفعت عسكرياً من قبل تركيا. وتظاهر قرابة 500 شخص من سكان تل رفعت وعناصر من الجيش السوري الحر، أول من أمس للمطالبة بتحرير المدينة من «وحدات حماية الشعب» الكردية. وقالت وسائل إعلام تركية إن المتظاهرين في ساحة بين مدينة أعزاز وقرية سجّو في ريف حلب رددوا هتافات مناهضة للوحدات الكردية، وعبروا عن شكرهم لتركيا لتنفيذها عملية «غصن الزيتون» في منطقة عفرين. وحمل المتظاهرون أعلام تركيا والجيش السوري الحر، إضافة إلى لافتات كتبوا عليها عبارات تعرب عن تطلعهم لتنفيذ الجيش الحر بدعم من تركيا عملية في «تل رفعت». وخلال مؤتمر لفرع حزب العدالة والتنمية الحاكم في جيرسون شمال شرقي تركيا يوم الأحد الماضي كرر الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أن بلاده ستحقق أهداف عملية «غصن الزيتون» عبر السيطرة على تل رفعت خلال وقت قصير. وكانت وحدات حماية الشعب الكردية سيطرت في مطلع عام 2016، على المناطق الواقعة جنوب شرقي مدينة عفرين، وهجرت نحو 250 ألفا من سكان تل رفعت من المنطقة، حيث لجأوا إلى مناطق سيطرة المعارضة في مدينة أعزاز الواقعة ضمن مناطق «درع الفرات». في سياق مواز، قال مكتب حاكم ولاية هطاي التركي أمس إن الجيش التركي قتل 11 مسلحا كرديا في الولاية الواقعة جنوب البلاد على الحدود مع سوريا فيما قال الجيش إن اثنين من جنوده قتلا في انفجار بمنطقة عفرين. وجاء في بيان صادر عن مكتب حاكم هطاي أن قوات الأمن التركية فتحت النار مساء أول من أمس فقتلت المسلحين بعدما رصدت وجودهم في منطقة أرسوز في هطاي قرب البحر المتوسط. وقال إن الجيش احتجز جثث 6 مسلحين وبنادق من طراز إم - 16 وقاذفين للصواريخ وذخيرة. وأضاف أن السلطات تعتقد أن المسلحين مسؤولون عن عدد من الهجمات في الولاية العام الماضي. وبدأ الجيش التركي وحلفاء له من الجيش السوري الحر عملية غصن الزيتون في 20 يناير (كانون الثاني) ضد وحدات حماية الشعب الكردية في منطقة عفرين السورية التي تقع على الجانب الآخر من الحدود مع هطاي. وتمت السيطرة على المنطقة بالكامل يوم السبت الماضي. من ناحية أخرى، قالت القوات المسلحة التركية أمس إن جنديين تركيين قتلا في انفجار عبوة ناسفة بدائية الصنع خلال عمليات تفتيش في منطقة عفرين أول من أمس.

 

ولي العهد السعودي يجري محادثات «مثمرة» في الأمم المتحدة وغوتيريش شكر محمد بن سلمان على سخاء المساعدات الإنسانية لليمن

نيويورك: علي بردى/الشرق الأوسط/28 آذار/18/أجرى الأمير محمد بن سلمان ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع السعودي، محادثات «مثمرة جداً» و«بنّاءة» مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أمس، تطرقت إلى العلاقات الثنائية وركّزت على الأزمة اليمنية، حيث عبر الأمين العام عن «امتنانه العميق» لولي العهد على السخاء المقدّم لتخفيف معاناة الشعب اليمني. وحضر ولي العهد السعودي والأمين العام للأمم المتحدة توقيع البرنامج التنفيذي المشترك بين كل من السعودية والإمارات والأمم المتحدة، لدعم وتمويل خطة الأمم المتحدة للاستجابة الإنسانية في اليمن لعام 2018. ويبلغ تبرع السعودية والإمارات مليار دولار، 930 مليون دولار منها لمنظمات الأمم المتحدة، و70 مليون دولار لتأهيل الموانئ والطرق لزيادة حجم المواد الإغاثية والواردات التجارية لليمن. ووقّع الاتفاقية من جانب الأمم المتحدة، بيتينا توتشي بارتسيوتاس، مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة المراقب المالي، ومثّل الجانب السعودي والإماراتي للتوقيع على البرنامج السفير السعودي لدى اليمن المدير التنفيذي لمركز إسناد العمليات الإنسانية الشاملة في اليمن، محمد آل جابر. وبعد الاجتماع، صرّح وزير الخارجية السعودي عادل الجبير بأن اللقاء بين ولي العهد والأمين العام كان «مثمراً وبناء للغاية»، موضحاً أنهما «ناقشا العلاقات الثنائية بين السعودية والأمم المتحدة». وذكّر الجبير بأن المملكة عضو مؤسس في الأمم المتحدة، ولطالما كانت داعمة لجهودها حول العالم، من عمليات حفظ السلام إلى المساعدات الإنسانية، والإغاثة في حالات الكوارث. وأضاف أن المملكة مع الإمارات قدمت إلى الأمم المتحدة 930 مليون دولار، استجابة لندائها لدعم اليمن، وهذا ما سيعلن في مؤتمر تعقده الأمم المتحدة في الثالث من أبريل (نيسان)، فضلاً عن أن المملكة «ستقدم 70 مليون دولار مساعدة مباشرة لليمن من أجل توسيع قدرات الموانئ والبنى التحتية، بهدف تحسين إيصال هذه المساعدات. وهذا يضاف إلى ما تقدمه المملكة عبر مركز الملك سلمان في توفير المساعدات الإنسانية للشعب اليمني الشقيق». وعما إذا كانت المحادثات قد تطرقت إلى إطلاق الحوثيين صواريخ في اتجاه المملكة، أجاب الجبير أن هذه الصواريخ الباليستية الإيرانية التي تم إطلاقها من قبل الحوثيين في اليمن وعناصر من «حزب الله» تعتبر انتهاكاً صارخاً للقوانين الدولية، وعملاً عدوانياً. وقال إن الأمين العام عبّر عن إدانته الهجمات الصاروخية ضد المملكة. وإذ أشار إلى البيان الذي أصدره التحالف، أكد أن المملكة سيكون لها الحق بأن ترد على هذا العدوان الإيراني في الوقت وبالشكل المناسبين.

ولفت وزير الخارجية السعودي إلى أن السعودية عثرت على صواريخ باليستية إيرانية في اليمن بعدما تم تهريبها من إيران إلى الميليشيات الحوثية، مضيفاً أن هذه الأدلة قُدّمت إلى الدول الصديقة والحليفة من أجل التأكد من أنها مصنوعة في إيران. وتابع: «لذلك، فإن كلام إيران عن أنها لا تمد الحوثيين بالسلاح وبأنها تحترم القوانين الدولية، ولم تنتهك القرارات الدولية المتعلقة بتزويد ميليشيات إرهابية تابعة لها بالصواريخ الباليستية كلام غير صحيح. الحقائق والأدلة لدينا تؤكد أن إيران تنتهك القرارات المتعلقة بالصواريخ الباليستية والقرار 2216، والبنود المتعلقة بعدم تزويد اليمن بأسلحة، وأيضا مبدأ عدم التدخل في شؤون الدول الأخرى». وأصدرت الأمم المتحدة بياناً أفادت فيه بأن الأمين العام عبّر عن «امتنانه العميق لولي العهد والمملكة العربية السعودية على الوفاء بالتعهد السخي الذي قدمته مع دولة الإمارات العربية المتحدة في يناير (كانون الثاني) لتقديم 930 مليون دولار أميركي إلى صندوق اليمن الإنساني». وأضاف البيان أن هذه الأموال «تغطي تقريباً ثلث مبلغ 2.96 مليار دولار المطلوب لتنفيذ خطة الاستجابة الإنسانية لليمن لعام 2018، التي ستمكن الأمم المتحدة وشركاءها من المساعدة في تخفيف معاناة ملايين الأشخاص الضعفاء في جميع أنحاء اليمن». وتابع البيان: «يحتاج أكثر من 22 مليون شخص في اليمن إلى مساعدات إنسانية أو مساعدة في مجال الحماية، بما في ذلك مليونا نازح داخليا بسبب النزاع المستمر». ولفت البيان، نقلا عن غوتيريش، إلى أنه «حتى مع التمويل السخي المقدم إلى الأمم المتحدة والشركاء اليوم، فلا تزال هناك فجوة تمويلية تبلغ نحو ملياري دولار في النداء من أجل أسوأ أزمة إنسانية في العالم». وأعرب غوتيريش عن الأمل في أن «يحذو المانحون الآخرون حذو السعودية والإمارات، ويقدموا مساهمات سخية لخطة الاستجابة الإنسانية في الفعالية رفيعة المستوى لإعلان التعهدات، المقررة في جنيف في الثالث من الشهر المقبل». وذكر البيان الصحافي الصادر عن المتحدث باسم الأمم المتحدة، أن الأمين العام وولي العهد السعودي ناقشا التزامات جميع أطراف الصراع وفق القانون الإنساني الدولي والمتعلقة بحماية المدنيين وبنيتهم الأساسية، والحاجة لضمان الوصول الإنساني في جميع أنحاء اليمن، وإبقاء جميع الموانئ اليمنية مفتوحة أمام السلع والمواد الإنسانية والتجارية. كما ناقشا الحاجة لأن تعمل أطراف الصراع باتجاه التوصل إلى تسوية سياسية يتم التفاوض عليها عبر حوار يمني - يمني جامع. وشدد الأمين العام على أن إنهاء الصراع هو السبيل الوحيد لحل الأزمة الإنسانية الراهنة.

 

موسكو تتوعد بالرد بالمثل على طرد دبلوماسيين روس والكرملين قال إن مقاطعة سياسيين لكأس العالم لن تجدي كوسيلة ضغط

الشرق الأوسط/28 آذار/18/توعدت روسيا اليوم (الأربعاء)، بالرد بالمثل على طرد دبلوماسييها من دول غربية وأن ذلك سيكون في الوقت المناسب، مشيرة إلى أن مقاطعة سياسيين لبطولة كأس العالم التي تستضيفها هذا الصيف لن تجدي كوسيلة ضغط. وقالت رئيسة مجلس الاتحاد الروسي فالنتينا ماتفيينكو إن روسيا سترد على الطرد الجماعي لدبلوماسيين روس من دول غربية بطريقة مماثلة، حسبما ذكرت وكالة الإعلام الروسية. ونقلت الوكالة عن ماتفيينكو قولها للصحافيين: «من دون شك، فإن روسيا، ووفقاً للتقاليد الدبلوماسية، سترد بشكل مماثل، وستراعي التناسب فيما يتعلق بأعداد الدبلوماسيين». وتوترت العلاقات بشدة بين لندن وموسكو بفعل حادثة تسميم الجاسوس الروسي السابق سيرغي سكريبال وابنته يوليا في سالزبوري. وتلقي بريطانيا باللوم على روسيا لكن موسكو تنفي أي دور لها في الأمر. وقالت الولايات المتحدة يوم الاثنين إنها ستطرد 60 دبلوماسيا روسيا لتنضم إلى حكومات في أنحاء أوروبا تعاقب الكرملين على الهجوم. كما رفضت روسيا استغلال سياسيين غربيين مقاطعة بطولة كأس العالم لكرة القدم المقرر إقامتها في روسيا كوسيلة ضغط ضد موسكو، معتبرة هذه المقاطعة غير مجدية. وقال دميتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين، اليوم الأربعاء في موسكو، إن هذه المقاطعة «لن يكون لها تأثير يذكر على العرس الرياضي». ورأى بيسكوف أن «المهم ليس هو أن يأتي أي مسؤولين أو أي ممثلين رسميين إلى البطولة بل أن تلعب الفرق». وكان كل من بريطانيا وأيسلندا قد أعلنتا أنهما لن ترسلا ممثلين سياسيين لحضور البطولة، وذلك على خلفية تسميم الجاسوس، فيما يرفض الساسة الألمان القيام بهذه الخطوة. وتقام بطولة كأس العالم لكرة القدم في روسيا في الفترة بين 14 يونيو (حزيران) إلى 15 يوليو (تموز) القادم. وطردت 26 دولة غربية أكثر من 140 دبلوماسيا روسيا على خلفية تسميم سكريبال. وقال بيسكوف إن رد روسيا على ذلك سيكون في الوقت المناسب، وأكد على أنه لا يرى أن بلاده تناور في طريق مسدود، مشيرا لعملية الطرد الجماعي الغربي لدبلوماسيين روس: «20 أو 30 دولة ليست إلا جزءا من المجتمع الدولي». وفي الوقت ذاته، أشار المتحدث باسم الكرملين إلى أن هناك من بين الدول التي تدعم بريطانيا أيضا بعض الدول التي تعتبر أدلة بريطانيا ضد روسيا ضعيفة.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

«الكتائب» عند معراب: هكذا نجح «الإنقلابيون»

كلير شكر/جريدة الجمهورية/الخميس 29 آذار 2018

لو قُدّر لرئيس حزب الكتائب سامي الجميل أن يستعينَ بعلم الغيب، ليعرفَ مسبَقاً ما ينتظر حزبه من تحالفاتٍ إنتخابية، ما كان ليرضى بها قبل ثلاثة أشهر، لكان بالتأكيد التزم الصمت، أو أقلّه، أعاد النظر بكل خطاب المرحلة الأخيرة ووفّر على نفسه صدمة «الارتطام بالحائط».

هكذا وبلا مقدّمات اضطُر الشاب الى رمي كل خطابه المعارض في سلّة المهملات. مجلّدات من الانتقادات والاتّهامات كالها رئيسُ حزب الكتائب طوال الأشهر الماضية، «شيطن» خلالها كل الأطراف الحكومية، عادت الى الأدراج. لا محلَّ لها في معركته الانتخابية بعدما تغلّب التحالف مع «القوات» على ما عداه.

أربع دوائر أساسية التقت فيها مصلحة الصيفي مع مصلحة معراب، ولو تفاوتت النسبة بين الاثنتين، لكنّ آمال البيت المركزي، وتحديداً رئيسه، بالتمرّد على مكوّنات السلطة للتحالف مع خصومها، باءت بالفشل بعدما نجح «انقلابيّو» البيت المركزي بفرض تفاهمات مناطقية، بدت أكثرَ متانة وفائدة، من تلك التي كانت يريدها رئيس الحزب. هكذا، نسج ثلاثة نواب كتائبيّون تحالفاتٍ «على قياسهم» مع «القوات»، كل في دائرته، ووضعوها على طاولة رئيس الحزب أمراً واقعاً عليه التعامل معه، بينما مانع الجناح المحسوب على الجميل الإبن هذا الخيار، حتى لو خاض مرشحوه «معارك دونكيشوتية».

البداية كانت في الدائرة الأولى لبيروت، حيث عاد النائب نديم الجميل الى المكتب السياسي ليخبرَ أعضاءَه أنه لم يجد له كرسيّاً على طاولة الحراك المدني. مجموعاتُ الأخير تتنافس في ما بينها وعقجة ترشيحات لم تترك لنجل بشير مقعداً شاغراً، فلجأ الى معراب التي أخذته بالأحضان وكرّمته في لائحتها عن المقعد الماروني. لم يجد ابنُ عمه ما يردّ به فقبِل معه على مضدد.

التقط النائب ايلي ماروني الفرصة ليحيك مطرَحاً له على لائحة «القوات» طالما أنّ فرصَ الحراك المدني في تخطّي الحاصل الانتخابي لا تُذكر. هكذا أيضاً لم يتمكّن المرشح الكتائبي الأرثوذكسي شارل سابا من إكمال الطريق بعدما كان التفاهم مع «القوات» منجَزاً بتوقيع ايلي ماروني. كذلك لم يجد رئيسُ الحزب ما يقوله أو يطرحه كسيناريو بديل يضمن فوزَ مرشح له. فبلع الموسى.

هكذا، تحمّس النائب سامر سعادة لفتح الدفاتر العتيقة مع معراب، وهو يدرك جيداً تفاصيل العلاقة الملتبسة التي كانت تجمع والدَه الراحل جورج سعادة برئيس «القوات» سمير جعجع. ومع ذلك لم يتردّد في تفعيل قنوات الحوار والتواصل، خصوصاً وأنّ لائحة «الحراك المدني» التي كان يستعدّ للمشاركة في إعلانها بدت غيرَ مستقرّة، والأهمّ غيرَ مطمئنة للنتائج لأنها بعيدة من الحاصل.

فأعاد سعادة تنشيط قنوات التواصل مع معراب التي كانت تتمّ بواسطة النائب فادي كرم للبحث في إمكانية التفاهم، مع أنّ النائب الكتائبي كان يشترط سحبَ المرشح فادي سعد لقيام لائحة كتائبية ـ قواتية، الأمر الذي رفضته معراب جملةً وتفصيلاً.

قبل نحو شهر، تسلّم ألبير كوستانيان ملف التفاوض مع «القوات» بعدما كُسر «التابو» وبدأ البحث عن خطوط الإلتقاء بين الحزبين، ما ساعد النائب البتروني على المضي قدماً في محاولاته إقتناعاً منه بأنّ مضارّ خيار لائحة الحراك المدني أكثر من فوائدها. لماذا؟

ـ لأنها، أولاً، ووفق كتائبيّين، لا تستوفي الشروط «المدنية» الصرفة، وفيها ترشيحات مسيّسة وكانت تعبّر في مرحلة سابقة عن اصطفاف محدّد.

ـ وثانياً، لأنها عاجزة عن بلوغ الحاصل الانتخابي، خصوصاً أنّ محازبين كتائبيّين لمَسوا لمْس اليد ميل شريحة من المؤيّدين للتصويت «البراغماتي» للوائح المنافسة كونها أقوى وتتمتع بمقوّمات الفوز.

ـ ثالثاً، تبيّن أنّ بعض المجموعات المعارضة التي تصنّف نفسها في خانة المجموعات المدنية، لن تعطي سامر سعادة أصواتها التفضيلية لأنها لا تعتبر الكتائب مقبولة من هذه البيئة أو تعبّر عن أفكارها، وذلك تناغماً مع رأي هذه المجموعات مركزيّاً، وهي تعتبر أنّ وجود كتائبيّين على لوائحها من شأنه أن يضربَ صدقيّتها. هكذا بدا خيارُ التحالف مع «القوات» أكثرَ إنتاجيّةً وتفاؤلاً، لا بل ثمّة كتائبيون يتأمّلون في أن يتجاوز «سكور» سعادة بالأرقام التفضيلية، ذلك الذي سيحصّله مرشح «القوات». قد يكون احتمالاً صعباً لكنّه ممكن، على عكس سيناريو التحالف مع مجموعات الحراك المدني.

ولمؤيّدي خيار التفاهم مع معراب وجهة نظرهم تجاه الانتقاد الذي يُرمى في وجههم بأنّ هذا التفاهم يرفع مِن حاصل «القوات»، ويفيد أنه حتى لو صحّ هذا السيناريو، فإنّ رفع حاصل اللائحة سيزيد من فرصة كسبها مقعداً إضافيّاً، قد يكون من حصّة الكتائب في قضاء الكورة، أي لمصلحة مرشحها ألبير اندراوس إذا ما تمكّن من تجاوز مرشح «اليسار الديموقراطي» جورج منصور. إذاً التحالف ليس مجاناً كما يروّج معارضوه، وفق ما يؤكّد مؤيّدو التفاهم. لا بل ثمّة منافع كثيرة، من وجهة نظر كتائبية، لعلّ أبسطها الحفاظ على القواعد المؤيّدة وشدّ عصبها بدلاً من تشتّتها نتيجة شعورها بضعف اللائحة، وأهمها الإمكانية الجدّية لتحصيل مقعد في هذه الدائرة. وفق حسابات «القوات»، تستحق الدائرة الرئاسية رفع الحاصل الانتخابي، وتحديداً في مواجهة جبران باسيل، ومع انضمام «الكتائب»، يمكن مرشحها أن يغرفَ من وسط البترون، ولو أنّ السيناريو المثالي كان يقضي بسحب سعادة أو سعد من السباق.

 

بالمئات، ضحايا النسبية «المشوَّهة» والتفضيلي «الغدَّار»؟!

جورج شاهين/جريدة الجمهورية/الخميس 29 آذار 2018

«ذابَ الثلج وبانَ المرج» عندما انتهت مهلة تركيب اللوائح الإنتخابية واختيرت أسماؤها وألوانها. وفي المقابل سقطت معظم الشعارات التي نادت بالديموقراطية وعدالة التمثيل بنسبية مشوّهة. وسقطت الأقنعة على عتبات الحاصل الإنتخابي الوهمي والصوت التفضيلي الغدّار. وانتهت الإنقلابات بسقوط 324 ضحية من المرشحين لم تتسِع لهم اللوائح الـ 77 التي انتهت إليها المهل الإنتخابية. فمن هم هؤلاء الضحايا؟ ولماذا سقطوا؟ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون عدل عن فكرة المشاركة وترؤس الوفد اللبناني تاركاً المهمة لرئيس الحكومة سعد الحريري. وفيما حرصت مصادر القصر الجمهوري على عدم إعطاء أيِّ بعد أو خلفية لعدول الرئيس عن مشاركته عازيةً الأمر الى أنّ رئيس الحكومة كان هو الذي يترأس الوفد اللبناني الى المؤتمرات المشابهة، إلّا أنّ أوساطاً مراقبة أدرجت هذا القرار الرئاسي في إطار المؤشرات التي بدأت تظهر من الدول الأساسية الراعية للمؤتمر.

فهي تشدّد كثيراً على انّ مؤتمر «سيدر» لاعلاقة له لا من قريب ولا من بعيد بمؤتمرات باريس واحد واثنين وثلاثة التي كانت تتضمّن منَحاً تتصرّف الحكومة اللبنانية من خلالها.

أما «فلسفة» مؤتمر «سيدر» فتقوم على فكرة القروض والاستثمارات والتي سيشارك القطاع الخاص في جزءٍ منها، والأهم تلك التوصيات التي وجّهتها باريس والعواصم الكبرى والتي تقارب التنبيه وتتلخّص بمطلبين: إصلاحات وشفافية، وبعبارة اوضح: «أوقفوا الفساد لكي نستطيع إنقاذَكم في وقف انهيار بلدكم».

هذا الإنذار الأوروبي فعل فعله ودفع بالمسؤولين اللبنانيين الى التفاهم على إنجاز الموازنة. هو حدثٌ كان من المفترض أن يكون استحقاقاً عادياً وطبيعياً ومن ضمن مسؤوليات الدولة اللبنانية.

لكنّ الموازنة لا تبدو «شفافة» في رأي الخبراء وهو ما يعزّز إقتناع العواصم الغربية بأنّ الفساد بات سلوكاً في لبنان لا حالة عَرَضية.

وصحيح أن لا علاقة مباشرة بين مؤتمرَي «سيدر» وروما إلّا أنّ النتائج المتواضعة التي سجّلها المؤتمر الإيطالي المخصّص لدعم الجيش اللبناني حمل تنبيهاً مزدوجاً الى السلطة السياسية لا المؤسسة العسكرية.

التنبيه الأول والقاضي برفع يد المسؤولين السياسيين وتأثيرهم وضغوطهم على المؤسسة العسكرية وعدم إدراج الجيش في سياق التجاذبات الداخلية.

أما التنبيه الثاني فهو بعدم ثقة الجهات الدولية بشفافية الحكومة اللبنانية حول تعاطيها مع المبالغ الممنوحة للجيش اللبناني. ولكنّ ذلك لن يؤثر على القرار الدولي الذي يعطي الأولوية لحماية الجيش اللبناني ومساعدته، ذلك أنّ كلّاً من الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا تتولّى تأمين كل ما يحتاجه الجيش من خلال قنوات التعاون والتواصل الخاصة القائمة بين هاتين الدولتين وقيادة الجيش اللبناني. من زاوية تحذيرات مؤتمر روما يمكن مقاربة مؤتمر «سيدر». وبخلاف التوقعات اللبنانية فإنّ مشروع مؤتمر «سيدر» سيكون على ثلاث مراحل. والمرحلة الاولى التي ستُعقد من خلال مؤتمر «سيدر» واحد بعد أيام ستشهد موافقة غربية على قروض ميسّرة واستثمارات بقيمة تراوح بين أربعة وستة مليارات من الدولارات، وليس كما تعتقد، أو ربما يأمل بعض الجهات اللبنانية، بأرقام تفوق 16 مليار دولار.

وستكون مدة كل مرحلة نحو خمس سنوات. ولكن سترفع الدول المشارِكة صوتها ونبرتها طلباً للشفافية والإصلاحات. وستطلب هذه الدول برنامج إصلاحات من أجل فتح باب الاستثمارات. وخلافاً للتوقعات فإنّ إنجاز الموازنة مسألة مهمة شكلاً، لكنها لا تؤمّن إقتناع العواصم الغربية بوجود نيّة فعلية للإصلاحات الحقيقية. مجرد ماكياج لا أكثر. تطرح هذه العواصم برنامج إصلاحات في الإطار القانوني والقضائي ايضاً وفي المياه حيث لا يزال هذا القطاع بدائياً ومتخلّفاً وفي الاتّصالات والطاقة.

ولم يكن من باب المصادفة مبادرة مؤسستين إعلاميتين أوروبيتين عريقتين إجراء تحقيقين في لبنان أحدهما عن مجلس الإنماء والإعمار والآخر عن الكهرباء، والتركيز على مبدأ الشفافية وطريقة انتظام العمل وسيُنشر التحقيقان تزامناً مع انعقاد مؤتمر «سيدر» واحد.

ولأنّ القطاع الخاص الدولي ستكون له حصة استثمارية فإنّ العواصم الغربية ستتمسّك بالقيود القانونية الصارمة التي يطلبها في العادة القطاع الخاص. وفي خطوة استباقية أدرجت الحكومة اللبنانية على جدول أعمال جلستها المقبلة بنداً يتعلّق بتسهيل عمل المجلس الأعلى للخصخصة وتفعيله ليتوافق مع قانون الشراكة بين القطاعين العام والخاص. ولا تقتصر «فلسفة» مؤتمر «سيدر-1» على الجانب الداخلي البحت وإعادة تركيز البنية التحتية المتخلّفة للدولة اللبنانية، بل وربما خصوصاً، الى الجانب الإقليمي ووظيفة لبنان في هذا الصدد. فهنالك شبكة مواصلات جديدة، وأيضاً سكّة الحديد، وهذا الجانب سيضع في الحسبان ربط لبنان جيداً مع الجوار السوري الذي سيشهد في يوم ليس ببعيد ورشة إعادة الإعمار والتي ستستمرّ لعقود عدة بعد الحرب المدمّرة التي حصلت وما تزال مستمرة.

وهذه الخطة لشبكة المواصلات لن تكون غايتُها اقتصادية فقط، بل سياسية وديموغرافية خصوصاً. وفي تقديرات البنك الدولي وفق تقرير أعدّه أخيراً أنّ الحرب في سوريا دمّرت نحو 7% من المساكن تدميراً كاملاً وألحقت أضراراً بـ20% منها، عدا المرافق الإدارية والبنى التحتية، كما أنها دمّرت آلاف المنشآت الصناعية وأنّ إعادة الإعمار تحتاج الى ما يقلّ عن تريليون دولار أميركي. كما أنّه قُتل زهاءَ نصف مليون شخص وأنّ نحو نصف السوريين أصبح نازحاً إما خارج سوريا أو حتى داخلها.

أما بالنسبة الى شبكة خطوط سكة الحديد فإنها تحاكي إعادة الإعمار في سوريا، ولكنها تحاكي ايضاً ما بات يُعرف بـ«الشرق الأوسط الجديد» أو مرحلة ما بعد التسوية الإسرائيلية ـ العربية، فهذه الشبكة ستكون في محاذاة الساحل وستشكّل الوصلة الإلزامية لربط اوروبا بالساحل الافريقي عبر سوريا ولبنان واسرائيل.

وسيزور الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون واشنطن قريباً للقاء نظيره الاميركي وهو الطامح لأن تستعيد بلادُه دوراً مميّزاً في الشرق الأوسط وانطلاقاً من لبنان بالتفاهم مع الولايات المتحدة الاميركية. ولهذه الغاية باشرت باريس توسيع عديد ومهمات فريقها العامل في لبنان على كل الصعد، وهي تريد أن تكرّس هذا الدور بدءاً من رعايتها مؤتمر «سيدر» وما سيليه من مؤتمرات قد يكون طابعُ بعضها سياسيّاً. ولذلك ربما آثر ماكرون تأجيل زيارته للبنان الى ما بعد الانتخابات النيابية حيث سيقوم بجولة تشمل، اضافة الى لبنان العراق الذي سيكون قد أنهى لتوّه أيضاً انتخاباته النيابية، وأرسى المعادلة السياسية الجديدة.

في القراءة السطحية للوائح الـ77 التي انتهت اليها كل المهل التمهيدية استعداداً للإنتخابات في 6 ايار، يمكن التوقّف عند كثير من الملاحظات. ففي تشريحها شكلاً ومضموناً وفي ظروف تشكيلها يُقال الكثير، وتفيض الملاحظات عند البحث في ما رافقها من مفاوضات وإغراءات وصفقات وانقلابات وتهديدات انتهت الى صورة شَوّهت كل الأوصاف التقنية والنظرية والسوريالية التي أغدقت على القانون الجديد وفضائله. ففي الشكل، سقطت كل المحظورات للوصول الى تركيب ما يمكن تسميته بالفعل «قوائم» انتخابية لا «لوائح» بعدما جمعت «الأعدقاء». وتمّ الدمج بين اليمين واليسار التقليديين، وما بين 8 و14 آذار وما بينهما من 11 آذار، وما بين أنصار سوريا وايران ومعارضيهم وما بين خصوم الأمس وأصدقاء اليوم.

ثمّة من يعتقد، انّ بعضاً من هذه الصور لمَن تعاقدوا على خوض المعركة الإنتخابية بلائحة موحدة، قد لا يلتقون مرة أخرى في الفترة الفاصلة عن 6 أيار وربما بعدها، بعدما جمعتهم اللحظة الإجبارية مُكرهين لملء بعض اللوحات الإعلانية المحجوزة مسبقاً بلا هوية سياسية وانتخابية في انتظار ان يقرّر من حجزها ودفع كلفتها سلفاً لمَن ستكون هذه اللوحة من «رفاق الدرب» أو الخصوم على السواء. ويروي العارفون انّ مموّل احدى اللوائح حجب معظم اللوحات الإعلانية المحجوزة باسمه موجودة في مواقع استراتيجية عن اللائحة الكاملة. وهو ممّن انضمّ اليها في اللحظات الأخيرة التي واكبت ولادتها القيصرية، ورفع فيها صورته وشعاراته الشخصية بما حملته من تناقضات مع شعارات «رفاق الأيام الأربعين» المقبلة. فتحولت في مضمونها إشعاراً مسبقاً ومظهراً من مظاهر التحدي القائم والنزاع ما بين أبناء اللائحة الواحدة على «الصوت التفضيلي» قبل الخصوم والمنافسين.

ويضيف العارفون في كواليس الحملات الإعلانية انّ اللوحات، التي حجزها أحد المرشحين قبل انسحابه من المعركة، طلبَ استرداد كلفتها مضاعفة. ولمّا لم يستجب اصحاب الشركة أبلغ الى منافسي اللائحة التي ابعدته أنه سيقدّمها لهم خدمة مجانية قبل ان تتحوّل كلفتها مادة في اسواق المزاد الإعلاني والسياسي بين خصومه، فجَنى أرباحاً مضاعفة لقاء التنازل عنها بلا استئذان الشركة التي تستثمرها. وقبل الدخول في كثير ممّا هو متداول من روايات واتهامات بالغدر والخيانة والقرصنة، يبدو من الضروري التوقف امام مجموعة الضحايا الذين سقطوا بـ«التقسيط» وعلى مراحل. عند إقفال باب الترشيحات ليل 6-7 آذار اولاً، وعند موعد العودة عنها ليل 21-22 منه والذي تجاوزه المئات منهم من دون إعطائه اي أهمية سياسية او ادارية او انتخابية، الى أن رفضتهم اللوائح الـ77 عندما لم تتوافر لهم مقاعد عليها وصولاً الى ليل 26-27 آذار تاريخ تسجيل اللوائح الإنتخابية التي ستخوض السباق الى ساحة النجمة في 6 أيار المقبل.

ففي المرحلة الأولى سقط 23 مرشحاً رفضت طلباتهم عند إقفال باب الترشيحات لأكثر من عيب قانوني واداري، واستقر الرقم النهائي على 976 مرشحاً. وعند موعد سحب الترشيحات انخفص الرقم الى 917 مرشحاً فقط بسقوط 59 مرشحاً. الى أن كانت الدفعة المئوية الأخيرة منهم والتي بلغت فجر 27 آذار 324 مرشحاً «رَذلتهم» «القوائم» واللوائح فسقطوا دفعة واحدة لمجرد عدم القدرة على الإنتظام فيها رغم بلوغها الـ 77 والتي استوعبت 593 مرشحاً.

ومردّ ذلك قانوناً، الى ما قالت به المادة 93 من قانون الانتخاب التي رهنت استمرار الحق في الترشّح بالإنضمام الى لائحة تضم كل عدد المقاعد في الدائرة الإنتخابية في حدها الأقصى، وبما نسبته 40% منهم في حدها الأدنى. مع العلم انّ المصادفة اعادت بعض المرشحين المنسحبين الى الضوء بعدما «فَرطت» بعض التحالفات في أكثر من دائرة وعملاً بقاعدة «تبادل المقالب» وتجميع «بقايا» الترشيحات من التحالفات التي سبقت زميلاتها في موعد صدورها. جدير ذكره انّ 49 نائباً من نواب مجلس العام 2009 لم يترشحوا الى الانتخابات الحالية في محطات متلاحقة، إمّا بقرار ذاتي، أو بقرار من قياداتهم السياسية والحزبية ويضاف اليهم 3 شغرت مواقعهم في المجلس المُدبِر على الرحيل، بانتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية، وشغور مقعد المرحوم بدر ونوس بالوفاة، ومقعد روبير فاضل بالإستقالة. وبناء على ما تقدّم، فلن تنتهي الجردة اليوم بالخائبين والخاسرين الذي لن يصلوا الى المجلس من الآن، فالانتخابات المقبلة ستنهي أحلام 465 آخرين ممّن يخوضون السباق الى ساحة النجمة، من بينهم ما بين 19 و22 من النواب الحاليين المرشحين.

 

التحالف المستحيل بين «القوات» و«التيار»!

ملاك عقيل/جريدة الجمهورية/الخميس 29 آذار 2018

على مساحة الدوائر الـ 15 نَسَج «التيار الوطني الحر» و«القوات اللبنانية» مشروعَ تعاونهما الانتخابي تحت شعار واحد «أوعا التحالف»! قد تكون من أكبر المفارقات التي طبعت خريطة التحالفات السياسية. تُوصِل المصالحةُ المسيحية ميشال عون الى القصر الجمهوري ولكنّها تعجز في المقابل عن «تفريخ» لائحة واحدة تكرّس «ورقة التفاهم المسيحي» ولو بمقعدٍ نيابي! يلتقي «التيار الوطني الحر» و«الجماعة الإسلامية» على لائحة واحدة، ولا يلتقي «قواتي» و«عوني» على لائحة في دائرة مسيحية أو مختلطة. تفضّل معراب التعاونَ مع غريمها سامي الجميل ولا تجد نفسَها في مركب واحد مع «حليفها» المفترَض جبران باسيل.

«التسونامي» المسيحي الذي رُوّج له طويلاً بعد رفع كؤوس الشمبانيا في معراب لـ«قش» المقاعد المسيحية لم يكن سوى زوبعة في فنجان.

مَن واكب مسارَ المفاوضات بين الطرفين خرج بإقتناعٍ راسخٍ مفاده أنّ «إمكانية إلتقاء «القوات» و«حزب الله» ضمن لائحة بدت أهون من إلتقاء «القوات» و«التيار»!

هي ليست فقط «لعنة» النسبية. ثمّة مِن «القواتيين» مَن يجزم بأنّ «جبران لا يشبع تعييناتٍ وحتى «مقاعد»، ونحمّله مسؤولية عدم التوصّل الى تفاهمات الحدّ الأدنى. مع ذلك، لا ندمَ أبداً على المصالحة، ورهانُنا مستمرّ على رئيس الجمهورية». لا يملك «العونيون» وصفةً طبّية، على ما يقولون، للعقدة النفسية من جبران «الرجل يريد أن يشتغل للبلد، ويا ليتهم يفعلون مثله». كُرمى للشكليات جلس الطرفان وجهاً لوجه، والآلة الحاسبة ثالثهما بغية إنقاذ ما يمكن إنقاذُه من ماء وجه «التحالف المسيحي».

مسارُ التفاوض، وفق «القوات»، «كشَف سعيَ «الحكيم» الجدّي الى التعاون ووضع اليد في يد «البرتقاليّين»، حتى ولو أنّ أولى الترشيحات «القواتية» الاستفزازية أُعلنت من البترون، معقل باسيل الباحث عن «المشروعية الشعبية»، على ما يردّد دوماً. لكنّ عنوانَ «المكتوب» قُرِئ باكراً، ربما لحظة ظهور الانشقاق بين الطرفين حول هويّة قانون الانتخاب. سقطت كل مشاريع التحالفات الممكنة، حتى في المناطق ذات الرمزية المسيحية وسط المدّ الشيعي. «القوات» رغبت جدّياً، وفق مصادرها، بتوجيه رسالة الى الرأي العام المسيحي مفادها أنّ «التفاهم» في خير وهو قادرٌ على إثبات وجوده في المناطق التي لم يشملها القانون الجديد بـ «عَطفه» لناحية تحسين التمثيل، «لكنّ جبران لم يُساعدنا». وَصل الأمر الى حدّ مجاهرة الوزير ملحم الرياشي بأنه «يحسد» الثنائي الشيعي، قاصداً تماسكَه السياسي وصولاً الى التوزيع المبكر والهادئ للحصص والمقاعد النيابية.

لكن لـ«التيار» مقاربة مختلفة تماماً. أوساطه تركّز أولاً على «حملات التضليل والأكاذيب القواتيّة»، لتصلَ الى حدّ التأكيد «أننا سعينا الى تحالف في 11 دائرة من أصل 15 مع «القوات».

ولنأخذ دائرة بعلبك-الهرمل ولنسأل الفريق الذي فاوض الطرفين، أي تيار «المستقبل»، عمَّن كان يفرض الشروط للعرقلة. لقد حاولنا تشكيلَ قوة ضغط هناك والقول لأخواننا الشيعة إنّ لديكم خيارات أخرى من مرشحين شيعة لا يمكن أن يترشّحوا إلّا بمواققة «حزب الله»، لكن مَن رمى الثاني خارجاً؟».

جلساتُ التفاوض الانتخابي عُقدت على مراحل ومستويات عدّة، وشملت جعجع وباسيل والرياشي والنائب ابراهيم كنعان والأمينة العامة لـ«القوات» شانتال سركيس ومنسّق الماكينة الانتخابية في «التيار» نسيب حاتم. الجميع اجتمع مع الجميع، باستثناء باسيل وجعجع اللذين لم يجدا حاجةً للقاء.

في أقضية الشمال المسيحي وجبل لبنان وبيروت الأولى إستُبعِدَت سريعاً إحتمالاتُ التحالف نظراً لانتفاء المصلحة المشترَكة، على رغم تأكيد الطرفين سعيَهما الى التفاهم.

ثم ذهب المفاوضون صوب الأطراف أي عكار والجنوب والبقاع، كذلك بيروت الثانية، من منطلق محاولة تشكيل رافعة مسيحية حيث يمكن إقتناصُ المقاعد «المُستَفرَدة» بالقبضة المسيحية الموحّدة، لكن هنا أيضاً سقط التوافق حيث برز تباينٌ كبير في النظرة الى التحالفات مع الأحزاب الأخرى والحصص وأسماء المرشحين، كما في مرجعيون، الزهراني، صيدا- جزين، بيروت الثانية، عكار... والطرفان يحمّلان بعضهما مسؤولية التعثر الانتخابي. «التيار» يقدّم نموذجَ بعلبك-الهرمل لفضح تلاعب «القوات»، فيما تقدّم زحلة نموذجاً عن معاناة «القواتيين» مع باسيل. هي الدائرة التي تشعر فيها معراب بفائض قوة «هنا لدينا ثقلٌ شعبي ومسيحي يعترف به حتى أخصامنا، لكنّ «التيار» الذي يبلغ حجمُه حاصلاً واحداً «وبالكاد»، فرض علينا حصة من ثلاثة مرشحين. هذا الأمر «ما بيقطع معنا»!

وباكراً عاب «القواتيون» على «التيار» نسجَه تحالفات هجينة، «فيما نحن تمسّكنا بخيارات تُشبهنا وتتماشى وخطنا السياسي وخطابنا من التحالف مع «الكتائب» الى «الأحرار» و«الكتلة الوطنية» «المستقبل» و«الاشتراكي»... وصولاً الى المستقلّين». لكنّ العونيين بدورهم يقدّمون دليلَ براءتهم من هذا الاتّهام. «لم يكن لدينا «فيتو» على أحد من القوى السياسية، فكيف حين يأتي خصمُنا السياسي ويقدّم دعمَه لخطابنا السياسي وللعهد، بما في ذلك «الجماعة الإسلامية»، فهل نرفضه وننبذه؟». عدمُ حصول تحالف «قواتي»-«عوني» يطرح تساؤلاتٍ يتردّد صداها أكثر في معراب. تقول المصادر القواتيّة «التساؤلات مشروعة وهي لا تتعلّق فقط بماهية قانون الانتخاب، بل بالأسباب الحقيقية الكامنة خلف هذا الإخفاق، لكنّ القرار متّخَذ وحاسم بعدم العودة الى الحالة الصدامية، وكل المناورات متاحة تحت هذا السقف بما في ذلك تطنيشنا عن الخطاب الانتخابي لباسيل في خلال الإحتفال بإعلان اللوائح، في مقابل ردّ جعجع السريع على رئيس الجمهورية عقب جلسة مجلس الوزراء ما قبل الأخيرة في موضوع الكهرباء و«ضرورة العودة الى إدارة المناقصات». ولا يبدو أنّ «القوات» تعيش «فوبيا» حجمها النيابي بعد إقفال صناديق الاقتراع نظراً الى نوعية تحالفاتها وإخفاقها في اختيار مرشحين أقوياء وأصحاب حيثيات في دوائرهم كما في كسروان وزحلة والشمال الثالثة، «نحن واثقون من قدرتنا على حصد كتلة نيابية وازنة تفرض نفسَها عندما يحين أوان تأليف الحكومة، وسنواجه أيّ محاولة لمحاصرتنا لاستكمال معركة الإصلاح ومواجهة الفساد».

 

محادل متجدّدة بلبوس «النسبية»

طارق ترشيشي/جريدة الجمهورية/الخميس 29 آذار 2018

أريد من قانون الانتخاب الجديد الذي يعتمد النظام النسبي تحقيقَ عدالة التمثيل الشعبي وشموليته لشتّى فئات الشعب اللبناني وأجياله في المجلس النيابي، وذلك انسجاماً وروحيةَ وثيقةِ الوفاق الوطني المعروفة بـ»إتفاق الطائف»، ولكن يتبيّن من خلال ما يرافق التحضير للانتخابات المقرّرة في 6 أيار المقبل، أنّ «الجَمَل بنِيّة والجمّال بنيّة». يقول سياسيون متابعون للاستحقاق النيابي إنّ الإرادة المرتجاة من القانون الانتخابي الجديد بحيث يشكّل عنواناً للتغيير حسب ما رُوِّج له وجرى الرهان عليه ليكون رافعةً لنقلِ الحياة السياسية اللبنانية إلى لحظةٍ أكثر مواطَنَة وانتماءً وإيماناً بلبنان، هذه الإرادة وذلك الرهان قد سَقطا في وقتٍ لم تُجرَ الانتخابات بعد. ويعزو هؤلاء السياسيون سببَ هذا السقوط أوّلاً إلى أنّ هذا القانون الانتخابي تبيّن أنه يشكّل رافعةً لمحادلَ كتلك التي كانت تشهدها الانتخابات وفقَ القوانين السابقة، ولكنّ المحادل الجديدة الآن هي بأشكال جديدة بعضُها قديم وبعضها متجدّد، لكنّها تلبس لبوس «النسبية»، وقد تكوَّنت من خلال طريقة تقسيم الدوائر الانتخابية في كلّ المحافظات والمناطق، ما جعلَ نتائج الانتخابات تكاد تكون معروفة مسبَقاً، وذلك من خلال اختراع «الصوت التفضيلي» و»الحاصل الانتخابي».

ولا يتوقف الأمر في القانون الانتخابي الجديد عند «المحادل الانتخابية» فقط، بل يتعدّاها الى محاصرة مجموعة من البيوتات السياسية ذات العلاقة الوثيقة بالبنية الاجتماعية للبلاد، وذلك تمهيداً لمحاولة الإجهاز عليها، وهو ما يحصل في بعض دوائر جبل لبنان وزحلة والشمال وغيره.

أمّا العنصر الثالث الذي يَحرف القانون الانتخابي النسبي عن مقاصده ومواضِعه، فيَكمن في التحالفات المصلحية التي تمثّل الفضيحة الكبرى، وقد تشكّلت منها محادل أيضاً من مِثل المحدلة الناجمة من التحالف بين ثنائي تيار «المستقبل» و»التيار الوطني الحر»، والبعض يتحدّث في هذا المجال أيضاً عن «ثنائية» الرئيس سعد الحريري والوزير جبران باسيل.

ويُضاف الى كلّ الخطاب المذهبي الذي نجَم من تحوّلِ القانون الانتخابي الجديد، في الممارسة ومِن خلال نسجِ التحالفات، قانوناً أرثوذكسياً مقنّعاً، وخيرُ إثبات على ذلك هو طبيعة الخطاب السياسي المستخدَم قبل تشكيل اللوائح الانتخابية وبعدها، إذ بدلاً من ان يكون هذا خطاباً برنامجياً سياسياً يُحاكي اولويات الناس، عاد ليكون خطاباً تحريضياً غرائزياً مذهبياً، وفي ذلك استعادة للخطاب السياسي الذي رافقَ الانتخابات خلال العامين 2005 و2009، والدليل أنّ تيار «المستقبل» عاد الى استخدام الحرب على «حزب الله» وسيلةً أولى للحشد والتعبئة الشعبية والانتخابية قبل إقبال الناخبين على صناديق الاقتراع، وبالتالي فإنّ «المستقبل» ومعه كلّ القوى السياسية سقطت في لعبة «الأنا» الضيّقة، ويبدو أنّ «الصوت التفضيلي» سيكون محفّزاً على مزيد من «الأنا» في لعبة التنافس داخل كلّ لائحة انتخابية، الى درجة أنّ الرئيس إميل لحّود ما بَرح منذ أشهر يتحدّث عن الفتنة التي سيذهب إليها البلد في لحظةٍ ما بعد اعلان نتائج الانتخابات عندما يأتي حصاد هذا الخطاب المتطرّف لسَوقِ الناس كالغنم إلى صناديق الاقتراع، خصوصاً أنّ التشتّت في المجتمع المدني قد يكون عاجزاً عن إحداث الفارق النوعي المطلوب لدغدغةِ آمال الناس في وطنٍ حقيقي ينتمون إليه.

على أنّ المتابعين يؤكّدون في سياق ملاحقتهم لمجريات الاستحقاق النيابي أنّ تكبير «الحواصل الانتخابية في بعض الدوائر هو الذي ولّد «المحادل الجديدة»، ما قطعَ الطريق أمام حصول منافسةٍ انتخابية متكافئة بين الجميع يُمكن أن تزرع بذورَ تغيير جدّي في الجسم النيابي يتميّز بتوازن في التمثيل النيابي هو الذي يشكّل الغاية الأساسية من النظام النسبي. ويتبدّى من خلال كلّ ما يجري أنّ الانتخابات تكاد أن تكون في إحدى صورها «بروفة» للانتخابات الرئاسية الآتية مع انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون، والعين في هذا المجال هي على الأقضية المسيحية الأربعة في الشمال (البترون، زغرتا، بشرّي، الكورة)، حيث يتنافس المرشّحون الرئاسيون على مقاعد نيابية تشكّل بالنسبة إلى كلّ من يفوز «رافعةً رئاسية» استعداداً للاستحقاق الرئاسي المقبل.

 

باريس: أوقفوا الفساد لمنع الإنهيار

جوني منير/جريدة الجمهورية/الخميس 29 آذار 2018

أيام معدودة وينعقد مؤتمر «سيدر» في باريس ويحضره الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ويشارك فيه، إضافة الى لبنان أربعون الى خمسين دولة ومؤسسة دولية أبرزها على الإطلاق البنك الدولي. رئيس الجمهورية العماد ميشال عون عدل عن فكرة المشاركة وترؤس الوفد اللبناني تاركاً المهمة لرئيس الحكومة سعد الحريري. وفيما حرصت مصادر القصر الجمهوري على عدم إعطاء أيِّ بعد أو خلفية لعدول الرئيس عن مشاركته عازيةً الأمر الى أنّ رئيس الحكومة كان هو الذي يترأس الوفد اللبناني الى المؤتمرات المشابهة، إلّا أنّ أوساطاً مراقبة أدرجت هذا القرار الرئاسي في إطار المؤشرات التي بدأت تظهر من الدول الأساسية الراعية للمؤتمر. فهي تشدّد كثيراً على انّ مؤتمر "سيدر" لاعلاقة له لا من قريب ولا من بعيد بمؤتمرات باريس واحد واثنين وثلاثة التي كانت تتضمّن منَحاً تتصرّف الحكومة اللبنانية من خلالها. أما "فلسفة" مؤتمر "سيدر" فتقوم على فكرة القروض والاستثمارات والتي سيشارك القطاع الخاص في جزءٍ منها، والأهم تلك التوصيات التي وجّهتها باريس والعواصم الكبرى والتي تقارب التنبيه وتتلخّص بمطلبين: إصلاحات وشفافية، وبعبارة اوضح: "أوقفوا الفساد لكي نستطيع إنقاذَكم في وقف انهيار بلدكم".

هذا الإنذار الأوروبي فعل فعله ودفع بالمسؤولين اللبنانيين الى التفاهم على إنجاز الموازنة. هو حدثٌ كان من المفترض أن يكون استحقاقاً عادياً وطبيعياً ومن ضمن مسؤوليات الدولة اللبنانية. لكنّ الموازنة لا تبدو "شفافة" في رأي الخبراء وهو ما يعزّز إقتناع العواصم الغربية بأنّ الفساد بات سلوكاً في لبنان لا حالة عَرَضية. وصحيح أن لا علاقة مباشرة بين مؤتمرَي "سيدر" وروما إلّا أنّ النتائج المتواضعة التي سجّلها المؤتمر الإيطالي المخصّص لدعم الجيش اللبناني حمل تنبيهاً مزدوجاً الى السلطة السياسية لا المؤسسة العسكرية.

التنبيه الأول والقاضي برفع يد المسؤولين السياسيين وتأثيرهم وضغوطهم على المؤسسة العسكرية وعدم إدراج الجيش في سياق التجاذبات الداخلية. أما التنبيه الثاني فهو بعدم ثقة الجهات الدولية بشفافية الحكومة اللبنانية حول تعاطيها مع المبالغ الممنوحة للجيش اللبناني.

ولكنّ ذلك لن يؤثر على القرار الدولي الذي يعطي الأولوية لحماية الجيش اللبناني ومساعدته، ذلك أنّ كلّاً من الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا تتولّى تأمين كل ما يحتاجه الجيش من خلال قنوات التعاون والتواصل الخاصة القائمة بين هاتين الدولتين وقيادة الجيش اللبناني.

من زاوية تحذيرات مؤتمر روما يمكن مقاربة مؤتمر "سيدر". وبخلاف التوقعات اللبنانية فإنّ مشروع مؤتمر "سيدر" سيكون على ثلاث مراحل. والمرحلة الاولى التي ستُعقد من خلال مؤتمر "سيدر" واحد بعد أيام ستشهد موافقة غربية على قروض ميسّرة واستثمارات بقيمة تراوح بين أربعة وستة مليارات من الدولارات، وليس كما تعتقد، أو ربما يأمل بعض الجهات اللبنانية، بأرقام تفوق 16 مليار دولار. وستكون مدة كل مرحلة نحو خمس سنوات. ولكن سترفع الدول المشارِكة صوتها ونبرتها طلباً للشفافية والإصلاحات. وستطلب هذه الدول برنامج إصلاحات من أجل فتح باب الاستثمارات. وخلافاً للتوقعات فإنّ إنجاز الموازنة مسألة مهمة شكلاً، لكنها لا تؤمّن إقتناع العواصم الغربية بوجود نيّة فعلية للإصلاحات الحقيقية. مجرد ماكياج لا أكثر.

تطرح هذه العواصم برنامج إصلاحات في الإطار القانوني والقضائي ايضاً وفي المياه حيث لا يزال هذا القطاع بدائياً ومتخلّفاً وفي الاتّصالات والطاقة. ولم يكن من باب المصادفة مبادرة مؤسستين إعلاميتين أوروبيتين عريقتين إجراء تحقيقين في لبنان أحدهما عن مجلس الإنماء والإعمار والآخر عن الكهرباء، والتركيز على مبدأ الشفافية وطريقة انتظام العمل وسيُنشر التحقيقان تزامناً مع انعقاد مؤتمر "سيدر" واحد. ولأنّ القطاع الخاص الدولي ستكون له حصة استثمارية فإنّ العواصم الغربية ستتمسّك بالقيود القانونية الصارمة التي يطلبها في العادة القطاع الخاص. وفي خطوة استباقية أدرجت الحكومة اللبنانية على جدول أعمال جلستها المقبلة بنداً يتعلّق بتسهيل عمل المجلس الأعلى للخصخصة وتفعيله ليتوافق مع قانون الشراكة بين القطاعين العام والخاص.

ولا تقتصر "فلسفة" مؤتمر "سيدر-1" على الجانب الداخلي البحت وإعادة تركيز البنية التحتية المتخلّفة للدولة اللبنانية، بل وربما خصوصاً، الى الجانب الإقليمي ووظيفة لبنان في هذا الصدد. فهنالك شبكة مواصلات جديدة، وأيضاً سكّة الحديد، وهذا الجانب سيضع في الحسبان ربط لبنان جيداً مع الجوار السوري الذي سيشهد في يوم ليس ببعيد ورشة إعادة الإعمار والتي ستستمرّ لعقود عدة بعد الحرب المدمّرة التي حصلت وما تزال مستمرة. وهذه الخطة لشبكة المواصلات لن تكون غايتُها اقتصادية فقط، بل سياسية وديموغرافية خصوصاً. وفي تقديرات البنك الدولي وفق تقرير أعدّه أخيراً أنّ الحرب في سوريا دمّرت نحو 7 % من المساكن تدميراً كاملاً وألحقت أضراراً بـ 20% منها، عدا المرافق الإدارية والبنى التحتية، كما أنها دمّرت آلاف المنشآت الصناعية وأنّ إعادة الإعمار تحتاج الى ما يقلّ عن تريليون دولار أميركي. كما أنّه قُتل زهاءَ نصف مليون شخص وأنّ نحو نصف السوريين أصبح نازحاً إما خارج سوريا أو حتى داخلها.

أما بالنسبة الى شبكة خطوط سكة الحديد فإنها تحاكي إعادة الإعمار في سوريا، ولكنها تحاكي ايضاً ما بات يُعرف بـ"الشرق الأوسط الجديد" أو مرحلة ما بعد التسوية الإسرائيلية ـ العربية، فهذه الشبكة ستكون في محاذاة الساحل وستشكّل الوصلة الإلزامية لربط اوروبا بالساحل الافريقي عبر سوريا ولبنان واسرائيل. وسيزور الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون واشنطن قريباً للقاء نظيره الاميركي وهو الطامح لأن تستعيد بلادُه دوراً مميّزاً في الشرق الأوسط وانطلاقاً من لبنان بالتفاهم مع الولايات المتحدة الاميركية. ولهذه الغاية باشرت باريس توسيع عديد ومهمات فريقها العامل في لبنان على كل الصعد، وهي تريد أن تكرّس هذا الدور بدءاً من رعايتها مؤتمر "سيدر" وما سيليه من مؤتمرات قد يكون طابعُ بعضها سياسيّاً. ولذلك ربما آثر ماكرون تأجيل زيارته للبنان الى ما بعد الانتخابات النيابية حيث سيقوم بجولة تشمل، اضافة الى لبنان العراق الذي سيكون قد أنهى لتوّه أيضاً انتخاباته النيابية، وأرسى المعادلة السياسية الجديدة.

 

الإنتخابات اللغز... الناخبُ سيِّد نفسه

الهام فريحة/الأنوار/29 آذار/18

بدأ العدُ العكسي ليوم السادس من أيار. العد اليوم يشير إلى أنّه متبقِّ 39 يوماً للوصول إلى ذلك اليوم التاريخي... هذه المدة هي طويلة جداً لمَن لا يجيد الإنتظار، فزعماء اللوائح ورؤساؤها وحتى أعضاء هذه اللوائح، ماذا سيفعلون في هذا الوقت المتبقي؟

إذا كانت المسألة مسألة شرح برامج، فالبرامج مسألة نظرية لا تنطلي على أحدٍ. فأصحاب هذه البرامج ومعدُّوها يعرفون أنّها، كالشعارات الإنتخابية، مستنسخة عن بعضها البعض ولا تغيير فيها سوى جملة من هنا وجملة من هناك. أكثر من ذلك وأهم منه أنّ "برامج المرشحين" تحتاج إلى سلطة تنفيذية لتنفيذها، فيما الذين يتقدمون بها مرشحون إلى سلطة تشريعية. في اختصار، البرامج هي وهمٌ، والقول بغير ذلك هو تضليلٌ للرأي العام لا أكثر ولا أقل.

إذاً ماذا سيفعل المرشحون من اليوم وحتى السادس من أيار؟ ستكون هناك عملية إقناع لكل ناخب على حدة بوضع الصوت التفضيلي لهذا المرشح أو ذاك، وعلى أساس الصوت التفضيلي يتم اختيار اللائحة.

إذاً المعركة ليست معركة لوائح، بل معركة صوت تفضيلي، وهذه المعارك ستُخاض داخل الحزب الواحد والتيار الواحد، فكل مرشحٍ سيقول "يا ربي نفسي"، وأياً تكن محبته لرئيس اللائحة ولحزبه ولتياره، فإنه سيسعى قدر المستطاع إلى أنْ يجمع أكبر عدد ممكن من الأصوات التفضيلية، لأنّه يعتبر نفسه الأَوْلَى بها حتى من رئيس لائحته. بهذا المعنى يمكن القول إنَّ الإنتخابات بدأت لدى كل مرشح من خلال "تجميع" الأصوات التفضيلية، والإحتفاظ بها إلى يوم السادس من أيار.

لكن السؤال الذي يطرح نفسه هو: كيف سيتم ضمان الذين يُعطَوْن الوعد من الناخبين على أنَّهم سيُعطون الصوت التفضيلي لهذا المرشح أو ذاك.

الجواب صعبٌ جداً إلى حد الإستحالة، لماذا؟ لأنّه في الإنتخابات السابقة كان بالإمكان معرفة مَن انتخب مَن، من خلال "حيلة" لا تشوبها أية شائبة قانونية، وتقوم على توزيع لوائح من خلال ترتيب معين للأسماء عليها، عند الفرز، إذا وُجدَت لوائح مختلفة عن تلك التي تم توزيعها، فإن مندوبي اللوائح يعرفون فيها، ويعرفون بالتالي مَن أخلَّ وأسقط ورقة غير تلك التي أعطيت له، وهنا يجري الحديث عن "خيانة" أو عن عدم التزام. اليوم الأمر مختلف كلياً، لا توزيع للوائح على أبواب أقلام الإقتراع من قبل مندوبي اللوائح، بل هناك لائحة واحدة مطبوعة سلفاً تُعطى من قبل رئيس القلم، وما على الناخب سوى وضع علامتين عليها:

واحدة للصوت التفضيلي وواحدة للائحة، في هذه الحال يصعب على المندوبين معرفة ما إذا تمّ الإلتزام بالوعود، من عدم الإلتزام. هذا هو التحدي الكبير بالنسبة إلى المرشحين الذين يفتشون عن السبل الفضلى لتجميع الأصوات التفضيلية والإحتفاظ بها إلى يوم السادس من أيار، ومع ذلك لا شيء مضموناً إلا عند الناخبين الذين أثبتوا في دورات الإنتخابات الماضية بأنّهم من أهل الوفاء، وقد تم اختبارهم وأثبتوا أنّهم أوفياء، لكن هؤلاء ليسوا كثراً، فالأكثرية من الناخبين ستحتفظ باللائحة في رأسها إلى حين الدخول لإتمام عملية الإنتخاب

 

لبنان يتدهور مالياً عشية الإنتخابات.. وبعدها؟

هيام القصيفي/الجمهورية/28 آذار 2018

الانشغال بالانتخابات لا يلغي أن الهمّ المالي والتطورات الإقليمية عنصران ضاغطان على الوضع الداخلي. كلام سياسي في احتمالات الحرب والتدهور الاقتصادي قبل الانتخابات وبعدها.

تنشغل الطبقة السياسية بالانتخابات النيابية، فيكاد حديثها يطغى على سواه. لكن بقدر ما تكون الانتخابات بعد التمديد ثلاث مرات للمجلس النيابي حدثاً، لولا التخبط الحالي الذي تعيشه القوى السياسية في تحالفاتها الهجينة، يوجد مجال رحب للكلام عن قضايا أساسية لا يلتفت إليها المنخرطون في معركة انتخابية فارغة من أي مضمون سياسي. عنصران ضاغطان، هما الوضع الإقليمي واحتمالات الحرب المقبلة، والتخبط الاقتصادي والمالي الحالي، يثيران قلقاً تصاعدياً وسط حالة اللامبالاة المتمادية عند المنغمسين بالانتخابات. وهذان العنصران يشغلان بال حزب الله والنائب وليد جنبلاط اللذين يعبّران علناً عن مخاوفهما، إضافة إلى سياسيين غير متورطين في يوميات الانتخابات، ممن يميلون إلى قراءة فيها الكثير من الهواجس.

في الوضع الاقتصادي، يبدو لافتاً الاهتمام الزائد بنفي الأخبار عن الوضع المالي المتدهور. كلما زاد النفي، زادت الشكوك. بعيداً عن لغة الأرقام والاقتصاديين والمصرفيين، هناك جو سوداوي يحيط بالذين يتابعون يومياً تطورات الوضع المالي عن قرب، يضاف إلى تحذيرات متتالية عن وضع الليرة وارتفاع سعر الدولار، لا يمكن التقليل من أهميته. هذا الكلام لسياسيين فاعلين، لم يكن يحتاج إلى تصديق من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والبطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي عن أن البلد مفلس، ومحاولات النفي والتوضيح اللاحقة، كي تكون صورة الوضع المالي على حقيقتها. لكن المشكلة أن أعضاء الطبقة السياسية الراهنة من رؤساء ووزراء ونواب، وجلّهم من المرشحين، وضعوا أمام الناخبين الذين كانوا يصفقون لهم خلال الأيام الماضية عند إعلان اللوائح الانتخابية، صورة وردية عن مرحلة ما بعد الانتخابات.

والحقيقة، بحسب مصرفيين وسياسيين، هي أن الوضع المالي ينذر بالخطر، وسلامة الليرة على المحك، وكل المحاولات التي يقوم بها مسؤولون ماليون من خلال حملات إعلامية وسياسية للتعمية على هذا الواقع، إنما تزيد في مخاطره، ولا تساهم في حله. وهذا لا يمكن تعويضه بملايين الدولارات التي تدفع في الانتخابات، ولا بالقروض التي سيأتي بها المتسابقون إلى باريس لتضيف ضغوطاً جديدة على الوضعين المالي والاقتصادي، ولا بأن المن والسلوى سيهبطان على البلد بعد الانتخابات، من دون سياسة حكيمة ووعي مالي متقدم. وهذا يعني أن استحقاقات بالجملة موضوعة أمام السلطة السياسية والمالية على السواء، في مقاربة أكثر واقعية وشفافية للوضع الراهن. فتعداد بسيط للملفات العالقة منذ أشهر والفضائح المرتبطة بها، كملف الإسكان والقروض والتخبط في إدارتها والأخبار عن الضغوط على الليرة، التي تصدر وتسحب لاحقاً من التداول كمحاولة منع السحب بالدولار من الصراف الآلي، واستذكار سياسيين مسؤولين ما عاشته اليونان قبل سنتين، وصولاً إلى حقائق يضعها مصرفيون كبار أمام سياسيين، لا يمكن تجاهلها، بمجرد أن يعقد مؤتمر "سيدر" أو تجرى الانتخابات. لأن كل هذه القضايا لا تحل بشحطة قلم، أو بالتباهي بإنجاز الموازنة، أو بالتجاهل والتعمية، كما يحصل مثلاً في مقاربة كل القضايا الأخرى كقضية القضاة المعتكفين، على اختلاف انعكاسات كل من القضيتين على الوضع الداخلي.

والكلام عن الوضع المالي يوازيه كلام عن محاذير الوضع الإقليمي وارتفاع التحذيرات من احتمالات الحرب الإسرائيلية ــ الأميركية. كل العوامل الأميركية الأخيرة من تغييرات في الفريق الأمني والسياسي للرئيس الأميركي دونالد ترامب، تضاعف أجواء الترقب. والتطورات في سوريا والعراق، أميركياً وإيرانياً، تزيد من احتمالات المنحى التصعيدي في دول المنطقة، ولبنان في مقدمها. لهذا تكثر التكهنات عن الحرب المقبلة وإمكان الذهاب أميركياً وإسرائيلياً إلى متغير بهذا الحجم، مع كل ما يعنيه من تأثيرات خطرة على المنطقة برمتها. فالمتصلون بالإدارة الأميركية، يعكسون حالة من التشدد، تشبه مراحل سبق أن عاشتها واشنطن في عهود جمهورية سابقة، لا بل تتخطاها، ويضاف إليها في الوقت الراهن عوامل مستجدة، كالضغط السعودي والإسرائيلي مقابل الانفلاش الإيراني والروسي في المنطقة. ويتحدثون عن سباق مع الوقت، قبل أيار المقبل، الأمر الذي لا بد أن يكون له تأثير مباشر في الوضع اللبناني، وحينها ستكون إطاحة الانتخابات النيابية تفصيلاً صغيراً في كل ما يُعَد للبنان. كل ذلك لا يعني الجزم بأن الحرب واقعة، أو أن الأميركيين والإسرائيليين لا يضعون عوامل الربح والخسارة في حساباتهم، ولا يضعون وجوهاً مختلفة للحرب العسكرية والأمنية والاقتصادية والمالية. فمعظم مراكز الدراسات الأميركي الاستراتيجية الجدية تتحدث عن كل ما يمكن أن تحدثه أي خطوة أميركية أو إسرائيلية في اتجاه الحرب وانعكاس ذلك على المنطقة ودولها المنقسمة على ذاتها، وعلى ملف النفط الإسرائيلي والتنقيب في البحر، من دون الأخذ بالاعتبار كثيراً مصالح لبنان في هذا المجال. وتركز أيضاً على الجوانب المتعلقة بمرحلة ما بعد الحرب إذا حصلت وتقاسم النفوذ في المنطقة. لكن السؤال لبنانياً، هل يدرس لبنان مثل هذه الاحتمالات، ولو كانت ضئيلة، أم أن هذا الأمر موسمي، كما حصل حين كثر الكلام عن البلوكات النفطية والجدار الإسرائيلي، ما استدعى اجتماعاً للمجلس الأعلى للدفاع، دعا فيه رئيس الحكومة سعد الحريري الجيش إلى التصدي لإسرائيل؟ وما إن بدأ موسم الانتخابات، حتى طوي الملف، على غرار ملفات كثيرة غيره.

 

منصّة صواريخ … لا دولة!

علي الرز 27/جنوبية/جنوبية/28 آذار/18 

سلوكُ إيران منذ فترةٍ طويلة يحوّلها الى منصة صواريخ أكثر منها دولة. الى ميليشيا هدفُها إما السيطرة وإما ضرْب الاستقرار. الى ثكنة أُمَمِية تَجْمع عنابرُها وساحاتُها أولادَ السياسات الشيطانية التي اعتُمدتْ في العراق وسورية ولبنان وغزة واليمن وأفغانستان وباكستان ...

سلوكٌ استفادَ في خطواته الأولى من غباء وإجرام صدام حسين الذي خاض حرباً لتكريس سلطته داخلياً فكرّس، في الوقت نفسه وبقوّة السلاح، شرعيةً إيرانيةً داخليةً للثورة. وشبّ هذا السلوك على جريمةِ احتلال الكويت وانشغال العالم ببناء تَحالُفٍ لتحريرها مُدّت خلاله اليد لطهران، واكتملتْ مَعالمُه ببناء أحلافٍ مع سورية حافظ الأسد و”حزب الله” و”حماس” و”الجهاد” وفصائل أفغانية، واشتدّ عودُه مع الحرب الدولية على الإرهاب واحتلال العراق، فصار شريكاً غير معلَن وملأ فراغاتِ السلطة بنماذج شبيهةٍ، واكتمل هلالُه مع فترتيْ حكم باراك أوباما الذي لم يُخْفِ إعجابَه بالتجربة الإيرانية… وهما الفترتان اللتان سمحتا بقولِ مسؤولٍ إيراني إن بلاده تسيطر على محورٍ يمتدّ من حدود الصين الى شواطئ غزة، وبتباهي مسؤولٍ آخر بأن بلاده تَحْكُم أربعة عواصم وقادمة الى مكة المكرّمة. ولأنها اسْتعذبتْ منطق الميليشيا لا الدولة، أَدركتْ إيران ان تصدير الصواريخ أَجْدى من تصدير الثورة ويَخْتَصِر المسافات والأوقات. عملتْ على تفتيت المكوّنات السياسية والاجتماعية والطائفية العراقية ونجحتْ في ذلك، بحيث لا يَحْكُم إلا مَن تريده، وفوق رأسه عشرات سيوف البدلاء. احتضنتْ قياداتِ التطرف “الجهادي” وسهّلتْ نشوء إماراتٍ ودولٍ لها في سورية والعراق، ثم وزّعت الصواريخَ على الجميع لمعارك تحرير تبدأ ولا تنتهي.

أَخرجتْ شباب التعبئة من مختبراتها ووزّعتْهم على مساحةِ الهلال المُمانِع مع صواريخهم. هنا نجيبٌ من النجباء وهناك زينبي من الزينبيين وثالثٌ فاطمي من الفاطميين. واذا لم يُعْجِب البعض وجود عصائب أهل الحق في سورية، تُرْسِلُهُم الى جنوب لبنان للوقوف أمام الحدود وإطلاق التهديدات. واذا اعترض البعض على مشاركة “حزب الله” بالقتال في سورية يتمّ توسيع رقعة عملياته الى شمال العراق ووسطه. واذا جنح فلسطينيون للمصالحة والتقارب مع بعضهم، تنفجر عبوةٌ بمسؤولٍ أو رئيسِ وزراءٍ حاملةً توقيع الحرس الثوري: الأمر لي.

في الخليج، حاولتْ إيران التمدّد بالطرق التقليدية عبر اللعب على التمايزات الطائفية وإنشاء مظلومية والسعي لانتزاع شرعيةٍ “مرجعيةٍ”، وعندما باءتْ المحاولة بالفشل عادتْ الى الخاصرة اليمنية عبر الميليشيا، وهي الحقيقة الوحيدة التي ما زالت تخدم مشروعها. ففي مواجهةِ تطويقِ التمدُّد الحوثي وإعادة الشرعية الى صنعاء، كان لا بدّ من إطلاق صواريخ على المملكة في لعبةٍ مكشوفة سوداء الوجه والعقل والقلب تماماً كما سواد رماد الشظايا المتساقطة بالأسلحة المضادّة. صواريخ إيران على المملكة تمحو عقديْن من التكاذب والمواقف والرسائل والمقالات التي تُدبج عن التعاون والسلام وبناء منظومةٍ إقليميةٍ مرتكزة على المنفعة المتبادلة والمَصالح المشتركة. صواريخ تعْكس الحقدَ من التغيير القائم على الانفتاح ومحاربة التطرف ونبْذ الطائفية وإشراك الشباب في معركة التنمية. صواريخ تعْكس القلقَ من استعادة المملكة للمبادرة إقليمياً ودولياً وتعكس الخوفَ من بداياتِ النهاية لمشروعٍ قد يَتساقط كأحجار الدومينو إن تَكَسّرتْ مَفاصلُه في جنوب الخليج. باختصار، صواريخُ إيران على المملكة تعْكس صورتَها، لا كدولةٍ بل كميليشيا… خَطَفَتْ دولة.

 

هل اكتمل عقد الصقور في واشنطن؟

 عبد الوهاب بدر خان/الحياة/28 آذار/18

يواصل الرئيس الأميركي مسلسل الإقالات من فريقه، والاستعدادات للقائه المرتقب مع الزعيم الكوري الشمالي، باستقدام متشدد آخر هو جون بولتون، ليكون مستشار الأمن القومي، بعد مايك بومبيو في الخارجية، من دون نسيان السفيرة نيكي هايلي في الأمم المتحدة، ولعل اختيار بولتون بدلا من هربرت ماكماستر، يوضح بشكل أفضل طريقة تفكير دونالد ترامب ومفهومه للإدارة؛ لأن مستشاره الجديد كان ولا يزال متموقعا إلى أقصى يمين الجمهوريين، ومؤيدا دائما للحلول المتطرفة، والمبادرات المرتكزة على استخدام القوة الأميركية، ومن ذلك مثلا أنه يحبّذ، في مختلف الملفات الثلاثة الساخنة، أن تُظهر أميركا قوتها، كأن تكون «البادئة بتوجيه ضربة» لكوريا الشمالية، وأن تتخلى عن الاتفاق النووي مع إيران، وأن تبقي على العقوبات المفروضة على روسيا، وهذه مواقف معلنة اعتمدها سابقا، وليس مؤكدا أنه سيبدلها، بل إن مواقفه الأكثر تطرفا تتمثل في انحيازه الأعمى إلى جانب إسرائيل، بما يتجاوز مؤامرة «صفقة القرن».

قد يكتشف ترامب أنه جاء بمن هو أكثر تهورا وعنادا منه، أو أن يعتمد على بولتون لتمرير التجربة غير مضمونة الجدوى للتفاوض مع كيم جونغ أون، وبطبيعة الحال فلا شيء يمنع الرئيس من استبدال مستشار بآخر، طالما أنه مرشح لأن يمضي ولايته وهو يجرب، ذاك أن توافقه مع بولتون قد لا ينسحب مثلا على العلاقة مع فلاديمير بوتن، إذ تزداد الأوساط كافة، دبلوماسية وسياسية واستخبارية، اقتناعا بأن ترامب يخفي الكثير عن ارتباطه بموسكو، وبأن بوتن لديه ما «يخيف» به ترامب، وفقا لاستنتاج المدير السابق لـ «سي آي أيه» جون برينان، وكانت المكالمة التي أجراها ترامب لتهنئة بوتن بإعادة انتخابه رئيسا، أثارت جدلا واسعا في واشنطن، مع أنها متوقعة بروتوكوليا، إلا أنها تمت في خضم الأزمة المحتدمة بين روسيا وبريطانيا، وبعد أيام قليلة من إبداء واشنطن تضامنها مع لندن في اتهامها موسكو، بل الرئيس بوتن شخصيا، باستخدام غاز الأعصاب لقتل جاسوس روسي منشق.

قد لا يصح أخذ اختيارات ترامب بما تشي به ظاهريا، فهناك محللون يعتقدون أنه يستخدمها لمخاطبة بيونج يانج ومن ورائها الصين وموسكو، برسالة مفادها أنه يمثل فرصة أخيرة للحل الدبلوماسي، وإذا لم ينجح فإنه سيحدد الخيار التالي بمعية الثنائي بولتون - بومبيو، ماذا عن البنتاجون والوزير جيمس ماتيس؟! اللذين أظهرا تحديا لكوريا الشمالية، كما تفترض مهمتهما، لكنهما لم يستخدما التصعيد والتهديد على الطريقة الترامبية، بل يفضلان حلا دبلوماسيا، الملاحظ أيضا أن البنتاجون لا يميل إلى إلغاء الاتفاق النووي، ويدعو إلى معالجة مباشرة لمشكلة الصواريخ الباليستية بمعزل عن ذلك الاتفاق، لكن المناورات الأميركية - الإسرائيلية الطويلة، أظهرت استعدادا لدعم أي حرب تشنها إسرائيل ضد النفوذ الإيراني في سوريا، وفي مختلف الأحوال يبقى البنتاجون مكلفا بتنفيذ الاستراتيجية الدفاعية، التي أكد ماتيس أنها لمواجهة تهديدات قوى كبرى مثل الصين وروسيا.

هل اكتملت الصورة في واشنطن؟! وهل تكفي لإرواء التعطش إلى استعادة المكانة والقوة والفاعلية؟! وكيف ستتفاعل المتغيرات تجاه الخارج مع التحقيقات المستمرة في التدخلات الخارجية، وتأثيرها في قرارات إدارة ترامب؟ صحيح أن الأنظار مركزة على التطورات المقبلة في الملف الكوري، غير أن احتمالات انفجارها تبقى ضعيفة، لذلك ينبغي مراقبة احتمالات المواجهة مع التمدد الإيراني، خصوصا في سوريا والعراق وحتى في فلسطين وربما في لبنان، فهي قد تعكس أكثر حقيقة التوجهات الأميركية.;

 

نتنياهو يوقع قرار الحرب.. في أيار؟

سامي خليفة/المدن/28 آذار/18

تعطي التغييرات التي قام بها أخيراً الرئيس الأميركي دونالد ترامب في إدارته انطباعاً بأن الآتي إلى منطقة الشرق الأوسط أسوأ. حتى أن بعض وسائل الإعلام الأميركية اعتبر أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد يقوم بتوقيع قرار الحرب على لبنان بمباركة أميركية. ووفق شبكة أي بي سي نيوز الأميركية، فإنه رغم أن ترامب لم يعط أي إشارة علنية لما سيقرره، إلا أن تهديداته المتكررة وتغريداته، واستياءه الشديد من إيران، وتحديداً من الاتفاق النووي الإيراني، أمور تُشعل من جديد المخاوف من أن واشنطن تمهد الطريق لصراع جديد في الشرق الأوسط. آخر ما يتم تداوله، وفق الشبكة، يشير إلى إمكانية حدوث ضربة جوية استباقية من قبل الولايات المتحدة أو إسرائيل، أو عرض مشترك للقوة ضد القوات الإيرانية وحزب الله داخل سوريا أو ربما لبنان. فنتنياهو عاد من واشنطن معلناً أنه حصل على مساهمات تاريخية باتجاه "الأمن القومي" الإسرائيلي. ما يفترض أنه حصل على وعد من ترامب بعدم الانسحاب من الاتفاق النووي فحسب، بل ربما موافقة ضمنية على العمل العسكري. لا شك أن حرباً إسرائيلية- لبنانية أخرى، كما تحلل الشبكة، ستكون أكثر ضرراً وتكلفة للحياة والممتلكات من حرب تموز 2006. إذ يتهم القادة العسكريون الإسرائيليون حزب الله مراراً وتكراراً بإخفاء الأسلحة داخل المباني المدنية. ما دفع كثيرين إلى الاعتقاد بأن إسرائيل تستعد لاستراتيجيات استهداف عنيفة. أي أنه من المرجح أن يُقتل مزيد من المدنيين وأن تدمر البنية التحتية المدنية اللبنانية.

بالنسبة إلى إسرائيل، فإن الخطر الأعظم سيكون من خلال موجات الصواريخ التي ستنهمر، من دون تمييز، على المدن والبلدات الإسرائيلية. أضف إلى هذا مزيج من الوجود الإيراني القوي عبر الحدود الشمالية الشرقية في سوريا مع محاولة غزو محتملة عبر مرتفعات الجولان. ما سيشكل تحدياً صعباً للغاية بالنسبة إلى إسرائيل. وبغض النظر عن هذه التهديدات، قد يعتبر نتنياهو، وفق الشبكة، أن توقيت ضربة إسرائيلية استباقية أفضل الآن سياسياً مما كان عليه منذ سنوات، وعلى الأرجح أفضل قبل نهاية عهد ترامب.

هناك أمر واحد، كما ترى الشبكة، يحتمل أن يكبح جماح نتنياهو، وهو التحقيقات الجنائية التي من المحتمل أن تنهي مهمته في السلطة قبل أن يتمكن من القفز إلى الحرب. وفي الحالين، فإن نتنياهو يدرك أن عهده يقترب من نهايته. لكن السؤال المهم والخطير هو، هل يختار إنهاء مسيرته المهنية بهدوء، أم وسط غضب عارم من الحرب؟ وفي ضوء هذه التحليلات الخطيرة، ترى الشبكة أن شهر أيار 2018 قد يوقد النيران، إذ تخطط الولايات المتحدة فيه لنقل سفارتها في إسرائيل رسمياً من تل أبيب إلى القدس. ومن المقرر إجراء الانتخابات العراقية في 12 أيار، حيث من المتوقع أن تحقق الأحزاب المؤيدة لإيران مزيداً من المكاسب. ومن المقرر أيضاً إجراء انتخابات برلمانية في 6 أيار في لبنان، حيث يبذل حلفاء الولايات المتحدة كالأمير محمد بن سلمان محاولات حثيثة لتغيير الحكومة اللبنانية. ما يظهر مدى حساسيته تجاه حصول حزب الله على مزيد من النفوذ في السلطة.

تراقب إسرائيل، وفق الشبكة، كل هذه الأحداث عن كثب، وتحلل ما سيحدث وتحاول التنبؤ بالاتجاه الذي سيذهب إليه ترامب. ما يعني أن نتنياهو قد يوقع قرار الحرب في أيار إن اختار الرئيس الأميركي المواجهة.

 

تداعيات خروج الولايات المتحدة من الإتفاق النووي

 علي شريفي/لبنان الجديد/28 آذار 2018

خروج الولايات المتحدة من الاتفاق النووي سيترك تأثيرًا مباشرًا على علاقاتها مع أوروبا من جهة ومع الصين وروسيا من جهة أخرى

 التنبؤ بخروج الولايات المتحدة من الإتفاق النووي في منتصف أيار المقبل سهل ويسير جدا، ذلك لأن الرئيس دونالد ترامب يعتبر أن الاتفاق النووي هو إسوء إتفاق في التاريخ وبطبيعة الحال ليس هناك أي داع له للبقاء فيه، اللهم إلا أن يخضع لعملية جراحية تشمل مضمون الاتفاق وخارج الاتفاق يصعب على إيران القبول بها. ثم تصريح وزير الخارجية الأميركي مارك بمبئو بأن إيران هي امبراطورية مدمرة تعمل على اتساع رقعة نفوذها وسلطتها في الشرق الأوسط يكشف عن النهج الجديد الذي ينتهجها ترامب ضد إيران كما أن ولي العهد السعودي كان صريحا في وصفه المرشد الأعلى الإيراني بالهتلر الإيراني الذي يجب القضاء عليه قبل ما يقوم هو بتدمير المنطقة. وفي السياق نفسه عبر نتنياهو عن الاتفاق النووي كمصدر تهديد لأمن إسرائيل كما أن إيران هي مصدر لتهديد العالم. وبالرغم من جميع ذلك فإن إيران لا تريد الحرب وبقيت ملتزمة بنص الاتفاق النووي خلافًا للولايات المتحدة التي خرقت الاتفاق فعلا وقامت بفعل الكثير مما يناقض تعهداتها. ان خروج الولايات المتحدة من الاتفاق النووي سيترك تأثيرا مباشرًا على علاقاتها مع أوروبا من جهة ومع الصين وروسيا من جهة أخرى كما سيؤثر على محادثاتها مع كوريا الشمالية، فالصين وروسيا سوف تستغلان الفرصة في المزيد من التقارب مع إيران وإغراق سوقها ببضاعاتهما وتبقى فرنسا وألمانيا وبريطانيا بين خيارين: الولايات المتحدة أم الإتفاق النووي. وهنا يكمن اللغز، فموقف تلك الدول الثلاث الأوربية وإلى حد كبير تحدد مصير العلاقة بين إيران وأمريكا حيث أن بقاءهم في الاتفاق يدفع إيران الى تفضيل البقاء على الخروج ويجرد الولايات المتحدة من الذرائع التي هي بحاجة لها لشن حرب ضد إيران فضلًا عن أن بقاء إيران والدول الغربية الثلاث في الإتفاق النووي (زايد 2 وهما روسيا والصين) يفرض عزلة دولية على أمريكا الرئيس ترامب.

فماذا يفعل ترامب للتغلب على تلك العزلة؟  هل سيشن حربًا شعواء ضد إيران بينما لم تتخلص بلاده من حرب أفغانستان بعد 17 عاما ولم تتخلص من العراق بعد 14 عامًا من احتلاله. هل طور الرئيس ترامب فكرة عن ردود إيرانية لأي هجوم ضدها؟ ان الولايات المتحدة وحلفاءها عجزوا عن إسقاط نظام الأسد بعد 6 أعوام لأن إيران وقفت بجانب الأسد فهل ستتمكن من اسقاط النظام الإيراني أم تريد توريط المنطقة كلها في حرب مدمرة ليس الخروج منها أسهل من دخولها؟!

 

صاروخ الحوثي... يد إيرانية وزعيق قطري

فهد سليمان الشقيران/الشرق الأوسط/28 آذار/18

في شمال شرقي الرياض، المدينة الوادعة الغنية المتعالية، يسقط ليل الأحد صاروخ متهالك أطلقه الانقلابيون، وكان العابرون ينظرون إليه شزراً باعتباره من الصواريخ الغبية، صاروخ باليستي قديم عبارة عن كتلة من الحديد، راح ضحيته مقيم مصري وبضعة جرحى. التوقيت الإجرامي لإطلاق هذه الكتلة من الحديد حدّد بالتزامن مع زيارة الأمير محمد بن سلمان للولايات المتحدة، وقد كان للدفاعات الجوية شرف التصدي لهذا الجرم، وهو أمر تم تثمينه في جلسة مجلس الوزراء يوم الثلاثاء الماضي برئاسة الملك سلمان.

ليس غريباً على التنظيم الإرهابي إطلاق هذه الصواريخ بغية إثارة الهلع وإدارة التوحش، ذلك أمر تشترك فيه التنظيمات الإرهابية من «حزب الله» إلى «القاعدة» و«داعش» و«جبهة النصرة» و«الحوثي»، كل أولئك هدفها الرئيسي العدوان على كل ملامح المدينة، والرجوع بالعالم إلى العصور الظلامية، وسني الانحطاط.

وحين سقط الصاروخ بعد ضربه في الجو، احتفل جار قريب، بكل ماكيناته الإعلامية بالجرم ضد السعودية، إذ سخّر النظام القطري كل منصاته الإعلامية من أجل الاحتفال والابتهاج والاغتباط بالصاروخ، وذكرت بعض تقاريرهم الفجّة، أن الرياض أصيبت بزلزال على أثر الانفجار، وأن الشوارع باتت خالية، بينما الرياض بالملايين السبعة التي يسكنونها، وبكل شوارعها وطرقها وأبنيتها الشاهقة، كانت تعيش حياة طبيعية، بل إن عشرات الفيديوهات صورها المواطنون وهم يعيشون حياة طبيعية تامة، ولم يكن هناك أي أثر لهذا الصاروخ إلا على وسائل التواصل الاجتماعي.

ما هو أهم من الصاروخ الحوثي التافه أن نحلل الحدث من الناحيتين السياسية والأمنية، فالصاروخ إيراني الصنع، ويجب على الدول بالعالم التحقيق في كيفية وصوله إلى الانقلابيين، وهذا مطلب محق أثاره البريطانيون، وإيران مع اقتراب موعد تحديد أثر الاتفاق النووي من قبل الأميركيين في مايو (أيار) المقبل تحاول لفت أنظار العالم بأي طريقة كانت، وهي توّاقة لإشعال الحرب بغية تثبيت عرى النظام داخلياً بعد ازدياد حالات التذمر وإدمان التظاهر، وتصاعد وتيرة النقد للنظام من قبل المجتمع الإيراني الداخلي. من الضروري مواجهة إيران بالسبل السياسية ومحاربتها في مناطق نفوذها والعمل على إشغالها بمشكلاتها، وتعزيز حضور المعارضة الإيرانية إقليمياً ودولياً، ومحاصرتها اقتصادياً، كل ذلك يشكل رداً صاعقاً على الإيرانيين، ولكن الدخول في مواجهة عسكرية لن يكون مجدياً، ولن يعكس ما نريده إقليمياً، فإيران لا تستحق أن تخاض ضدها أي حرب، وإنما علينا الاستمرار بمنازلتها سياسياً ودبلوماسياً، وسننجح في ذلك مع صعود أحزاب لطالما نجحت السعودية في التفاهم معها، وبخاصة داخل الولايات المتحدة وبريطانيا.

الأمر الآخر لا بدّ من أخذ وضع النظام القطري وممارساته السياسية والإعلامية بعين الاعتبار، وذلك عبر تجهيز عقوبات رادعة حقيقية تمس عصب النظام والمحيطين به، ذلك أن احتفالهم بالاعتداء على السعودية - لو أنه صدر من دولة أهم وأكبر من قطر - لاعتبرناه إعلان حرب، وعليه فإن تأبيد المقاطعة وإطالة أمدها، والبحث عن أساليب تضييق أكبر وأشرس، ومحاربتها إعلامياً وسياسياً، وفضح إرهابها دولياً؛ أمر لا بدّ منه، علينا ألا نصاب بالملل من كشف دسائس قطر ومؤامرتها لتحذير العالم من الأدوار الخبيثة، وبخاصة لجهة دعمها للجماعات الإرهابية من «طالبان» و«حزب الله» و«حماس» و«القاعدة» و«الحوثية» و«الإخوان المسلمين». ثم إن القائمة التي أصدرتها قطر للمطلوبين بتهم الإرهاب هدفها رفع الحرج الذي لمح إليه ترمب حين التقى ضيفه الكبير محمد بن سلمان، وقال إن «أميركا ستقطع علاقتها بالدول الداعمة للإرهاب»، وكذلك لتمهيد نقاشٍ أقل سوءاً مع ترمب في حال التقاه أمير قطر، وبرهان تفاهة هذه القائمة أن أحد المطلوبين وهو مبارك العجي، شارك في بطولة رياضية رسمية حكومية بالدوحة، وتم تكريمه بجائزة بعد الفوز، وهذا أمر نشر في قناة «العربية» وموقعها بالتفصيل. السعودية دولة عمرها ثلاثمائة سنة، خاضت عشرات الحروب، ولديها تجارب عسكرية ضخمة، وعاصرت دولاً وإمبراطوريات، وواجهت عواصم قرار ودولاً كباراً، وإن هذه الزوبعة التي حدثت بعد صاروخ الرياض هي في صالحنا، إذ لدينا الحق الآن بأن نقوم بتأديب الصغار والكبار من المجرمين، وأن نتعامل معهم بحزم وشدة، وذلك من أجل حماية المنطقة والعالم من نوابت الشر الخبيثة، «ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين».

 

وادي الورود

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/28 آذار/18

بلغت مبالغ بعض النقاد العرب بلجم السيد ألفرد نوبل وجائزته وورثته وحياد السويد التاريخي. والسبب أنهم كانوا يرددون خلال مرحلة النزاع بين موسكو السوفياتية وبين المنشقين من كتّابها، ما كان يقوله مفوضو الأدب في الحزب، وليس أدباء روسيا. والمرة الوحيدة التي شكك فيها نقاد العالم بموضوعية الجائزة وقيمتها الأدبية كانت يوم منحها إلى ميخائيل شولوخوف، صاحب «الدون الهادئ»، إذ اعتبرت مراضاة للشيوعيين لكي يكفّوا عن اتهام اللجنة بالعمالة. وفي أي حال ظلت «نوبل» التاج الأدبي الأكبر والشهادة الأدبية القاطعة. والدليل على ذلك من أبسط أنواع البراهين: حاول أن تقرأ أعمال أي حائز على نوبل، مهما كان ذوقك الأدبي مختلفاً، وسوف ترى أن ذلك التاج لا يُعطى اعتباطاً. العام 2016 مُنحت «نوبل» إلى المغني الأميركي بوب ديلان. وكنت من الذين استهجنوا الخطوة، كما استغربها القسم الأكبر من الناس حول العالم. وكنا على حق. فكل ما نعرفه عنه كان بضعة أغانٍ شعبية شائعة في كل مكان. وعندما قرأت نصوص أعماله بعد الضجة التي أثيرت حوله، اكتشفت أنني، بعكس اللجنة، أصدرت حكماً على نتاج لا أعرف عنه شيئاً. هذا عندي موسم قراءة الكولومبي غابرييل غارسيا ماركيز. كلما أعدت قراءة فصل أعود إلى الفصل الذي قبله. وعندما أصل إلى الذي بعده، أشعر أن هذا الكيميائي ضرب سحره على أعضاء اللجنة فرداً فرداً. وهكذا فعل بملايين القراء بآلاف الثقافات، بعشرات اللغات، بألف مناخ ومناخ. وإذا ما أردت جواباً من جملة واحدة عن السؤال: لماذا أُعطي غارسيا ماركيز «نوبل»، أراني أجيب بسؤال آخر: ماذا لو لم يعط غارسيا ماركيز هذا التاج؟ كم سوف يظلم الأدب العالمي والأدب اللاتيني والرواية العالمية، وهذا النوع من السحر في خلط السرد الوصفي للحالة الإنسانية. نال غارسيا ماركيز «نوبل» (1968) على روايته «مائة عام من العزلة». وعندما أصدر «خريف البطريرك» قال إنها «قصيدة على مائة عام من العزلة». وأنا أقرأ الآن «خريف البطريرك» وأشعر كأنني في موكب من الطبول والصناجات والزغاريد المزورة. لا شك في أن التجربة الإنسانية في أميركا اللاتينية ثرية بلا حدود؛ في عذابها وفقرها وهنودها ومآسيها وظلمها الديكتاتوري. لكن العظمة هنا هي كيف يخلط هذا المعلم ويمزج ويطرز ويحيك. يكاد يذكرني بالورود التي كانت تطرزها أمي على الوسادات والشراشف. وكانت ورودها وأزهارها الترف الوحيد في المنزل. وعندما احتفِلَ بعيد الأمهات قبل أيام، تساءلت عن سرهنَّ الكبير: لماذا كلما بعد غيابهنَّ، ازددن حضوراً وروداً.

 

الحرب الباردة تطل من جديد

عبد المنعم سعيد/الشرق الأوسط/28 آذار/18

كان الدبلوماسي والسياسي والمفكر الأميركي جورج كينان هو الذي صاغ تعبير «الحرب الباردة» لكي يصف العلاقات الأميركية السوفياتية بعد تعاونهما وتحالفهما طوال الحرب العالمية الثانية. كانت الحرب باردة لأنه كان مستحيلاً أن تكون ساخنة بين عملاقين باتا يمتلكان أسلحة نووية تبيد الكوكب كله. ولكنها لم تكن باردة كل البرودة في كل المجالات الأخرى للنفوذ والحروب السياسية والدبلوماسية والآيديولوجية في المحافل الدولية؛ ولم يكن لدى الطرفين مانع من سخونة الحرب لو كانت بالوكالة في مناطق أخرى مثل أوروبا والشرق الأوسط وجنوب شرقي آسيا. وللحق فإنه رغم أن تعبير «الحرب الباردة» لم يستخدَم إلا بعد الحرب العالمية الثانية، فإنه كان نمطاً للحروب قبل ذلك في أثناء الثلاثينات من القرن الماضي حينما شنّت دول العالم الصناعية نوعاً من الحرب الباردة باتباع سياسات حمائية ميركانتيلية تُفرض فيها الضرائب والرسوم على منتجات وصادرات أطراف أخرى في النظام الدولي، مما قاد في النهاية إلى الحرب العالمية الثانية أو على الأقل كان أحد أسبابها الرئيسية. تغير ذلك كله بعد الحرب حينما لم تظهر مؤسسة الأمم المتحدة وحدها، وإنما لحقت بها ووقفت معها مجموعة من المؤسسات الأخرى مثل البنك الدولي وصندوق النقد الدولي والمجلس الاقتصادي والاجتماعي وغيرها، وكلها عملت على تحقيق الاستقرار الاقتصادي في السوق العالمية. قام عالم كامل من الأفكار والمُثُل، وحتى السعي نحو التعايش بين الأديان والثقافات، وحتى الحضارات. أو كان ذلك على الأقل ما تحاوله الدول والأمم بغض النظر عن مدى نجاحها أو إخفاقها في تحقيق النموذج النقي لليبرالية التي باتت قيمها ومُثُلها هي الحاكمة للمواثيق الدولية التي تتالت بعد الحرب العالمية الثانية. وحتى عندما اختلفت الدول الاشتراكية مع الدول الرأسمالية فإنها لم تنسَ اللجوء إلى ما سمته «الديمقراطيات الشعبية» لكي تبرر تطبيق مذهبها بصورة أو بأخرى، وكان المعنى ساعتها أن طريقها إلى المساواة، والاعتراف بالآخر، أكثر اقتراباً من الحقيقة. وعندما عُممت «العولمة» التي جاءت نتيجة تكسُّر الأسوار والحواجز الاقتصادية والتكنولوجية والفكرية بين الدول، فإن المرجعية العالمية أصبحت «الحرية» في السوق والرأي والمعتقَد، وما بات يعد حقوق الإنسان الأساسية. وعلى أساس هذه الفكرة ظهرت أفكار أخرى عن «التدخل الإنساني»، والتحول الديمقراطي، وعالمية الحقوق الإنسانية، والمحكمة الجنائية الدولية، ومنظمة التجارة العالمية، وهكذا أفكار ومؤسسات. وبعد الحادي عشر من سبتمبر (أيلول) 2001، تهاوى عالم كامل من الأفكار والمُثُل، بل وأكثر من ذلك برز افتراض «صراع الحضارات» الحتمي، دفع ذلك بفجوة كبيرة بين عالم كان قد تغير بالفعل في اتجاه التعايش الإنساني بين البشر تبدَّى في انتقال السلع والأفكار ومعهما البشر، وعالم آخر يسوده الخوف والتوجس من الآخر. وبشكل من الأشكال كان العالم يعيش تناقضاً حاداً بين آليات اقتصادية وتكنولوجية تضغط بشدة من أجل مزيد من التفاعل والتواصل والاتصال بين الناس؛ وحالة مرهقة من النفور ورفض النتائج الثقافية والحضارية الناجمة عن هذه الحالة. وفي يوم من أيام القرن التاسع عشر قال كارل ماركس، ومعه طائفة أخرى من المفكرين، إن حدوث تناقض ما بين التطور في قوى الإنتاج، وحالة علاقات الإنتاج، يمكنه أن يولّد صراعاً من نوع أو آخر. وإذا كان الصراع الذي رآه كان بالضرورة صراعاً طبقياً، فإنه في إطار العالم الذي نعيشه صار صراعاً ثقافياً وحضارياً قيمياً مع الآخر المختلف بطريقة ما حتى ولو كان الجار الذي يسكن في الشقة المجاورة.

والحقيقة أنه حتى نهاية العقد الأول من القرن الحادي والعشرين فإن القيم المناهضة للعولمة في العالم استندت إلى منطلقات ثقافية وحضارية، وفي الكثير منها كانت تمس العالم الإسلامي وحده في مواجهة العالم، وفيه قامت حروب ساخنة انتشرت من أفغانستان إلى المنطقة العربية بعد «الربيع العربي» المزعوم. ولكن مع امتداد العقد الثاني من القرن الجديد لم تعد المسألة الساخنة تخص العرب والمسلمين وحدهم، بل إنها امتدت ساخنة إلى أوكرانيا، وباردة إلى الكثير من مناطق العالم حيث استؤنفت صراعات وتوترات قديمة، وبزغت أخرى جديدة. وكانت البداية هي الخروج البريطاني من الاتحاد الأوروبي الذي كان ممثلاً للزهرة البارزة للعولمة والهندسة السياسية والاقتصادية الدولية. ومع الخروج البريطاني ظهرت نزعات أخرى للشعبوية والانعزالية، وفي أحيان حازت هذه التيارات الأغلبية في دول مثل المجر وبولندا واليونان؛ وعندما فشلت في فرنسا وألمانيا وهولندا، فإنها تركت وراءها أقليات قوية في البرلمانات وفي الشارع يصعب تجاهلها لا سياسياً ولا اقتصادياً خصوصاً في ما يتعلق بقضايا الهجرة والمهاجرين. الجديد الآن أن الولايات المتحدة التي تزعمت «عولمة» العالم، وقدمت نفسها للدنيا باعتبارها النموذج المثالي للدولة المتعولمة المرحبة بالمهاجرين والأقليات، باتت متزعمة الخروج من النظام العالمي، بل وخلق الأسوار بينها وبينه إذا كان ذلك ضرورياً وممكناً.

الرئيس الأميركي دونالد ترمب دخل إلى عالم السياسة الأميركية بكثير من الأفكار التي دارت حول «أميركا أولاً» و«أن تعود أميركا إلى عظمتها مرة أخرى»، ولكنه كان ممن يعتقدون أن شراكة أميركية روسية يمكنها أن تكون لصالح البلدين، ومصلحة العالم في نفس الوقت. كانت مشاعر الرجل السلبية متجهة نحو العالم الثالث، والمهاجرين من أميركا الجنوبية؛ ولكنه الآن بات يرسي سياسات تنبئ بأن «حرباً باردة» جديدة على أبواب النظام الدولي. والبداية كانت فرض عقوبات اقتصادية على روسيا بسبب قيامها باغتيال جاسوس بريطاني سابق، وقيام بريطانيا استناداً إلى هذا الاتهام بطرد الدبلوماسيين الروس، وبادلتها موسكو نفس الإجراء. كانت مساندة بريطانيا إجراءً لا يستطيع ترمب تجاهله، ولكنه يبدو قد غيّر آراءه تجاه بوتين وروسيا بسبب سياساتها في مناطق مختلفة من العالم. وأكثر من ذلك فإن ترمب بدأ سلسلة من القرارات التنفيذية لرفع الجمارك والرسوم بمقدار 25% و15% على الصلب والألمنيوم تجاه العالم كله، بينما اختص الصين برسوم تقلل من صادراتها إلى الولايات المتحدة بمقدار 60 مليار دولار. وأحاط ترمب كل ذلك بسلسلة تغييرات في طاقم سياسته الخارجية فخرج تليرسون وماكماستر ودخل مكانهما بومبيو وبولتون. ورغم أن الأولين لم يكونا من الحمائم وإنما من الصقور، فإن التاليين لهما مراتب أعلى في التشدد والتشكك إزاء إيران وروسيا والصين. هذه الحزمة من التغييرات في السياسة الأميركية سوف تكون مجرد بداية لا بد أنه سوف تتبعها نتائج وردود أفعال من الدول الأوروبية والدول الكبرى الأخرى ربما تبدأ حرباً باردة متعددة الأبعاد تكون لها نتائج استراتيجية واقتصادية معاً. وبالنسبة إلينا في العالم العربي فإن كل المواقف الدولية تحتمل فرصاً ومخاطر، وما علينا إلا انتهاز الفرص عندما تلوح، وتجنب المخاطر حينما تأتي، فهي الضامنة لنا في عالم عاصف.

 

صواريخ إيران تقصف السعودية

مشاري الذايدي/الشرق الأوسط/28 آذار/18

ليلة الصواريخ الحوثية - الإيرانية، التي ضربت العاصمة الرياض وبعض المدن السعودية الأخرى، تكشف عن «لماذا محاربة الحوثيين في اليمن، مسألة وجود، وخيار حتمي، عكس من ينادي بإيقاف الحرب، أو يشكك في جدواها؟». نحن أمام جماعة إرهابية تأتمر بأمر الحرس الثوري الخميني الإيراني، وليس حتى لخدمة مصالح الجماعة الحوثية نفسها، وتعلن صراحة أنها تريد الموت والخراب للسعودية والسعوديين، كما هو شأن سادتها في طهران. خلاصة الحجة السعودية، ومعها التحالف العربي الإسلامي، بحرب اليمن - هنا مهم التوضيح للمرة الألف، هذه ليست حرب السعودية فقط، بل تحالف عربي إسلامي مسنود بشرعية دولية - أقول خلاصة الحجة التي عبر عنها مؤتمر العقيد تركي المالكي المتحدث باسم التحالف هو أن من قصف بعض المدن السعودية، هو إيران صراحة، أما الحوثي فهو مجرد اسم مستعار، على طريقة المعرفات الوهمية في منصات التفاعل على الإنترنت! ضع ذلك مع تكامل فريق الرئيس الأميركي دونالد ترمب، وتوحيد المزاج السياسي تجاه إيران، من خلال وزير الخارجية الجديد مايك بومبيو، ومستشار الأمن القومي الجديد، جون بولتون، وتعاظم التنسيق السعودي الأميركي الإماراتي، كما تجلى في زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الجارية حاليا للولايات المتحدة. هنا يتبّين أن إثبات الدليل القاطع على تزويد إيران للحوثي بهذه الصواريخ، وإرسال ضباط الحرس الثوري لليمن، وربما خبراء أيضا من «حزب الله» اللبناني لليمن، يجعل المواجهة، أيا كان شكلها، مع إيران مسألة وشيكة، إن لم تكن اتخذت بالفعل! إميل أمين كتب في «الشرق الأوسط» تعليقا على الصواريخ الحوثية - الإيرانية، التي استهدفت السعودية: «يتوجب الإسراع عبر أروقة الأمم المتحدة للبحث في سبيل مجابهة إيران أممياً، وعلى الأميركيين إعداد الردود الواجبة تجاه اختبارات القوة التي تعرضوا لها». مجلس الوزراء السعودي برئاسة الملك سلمان، بأول موقف له بعد ليلة الصواريخ الإيرانية أكد أن: «هذا العدوان الإجرامي من قبل الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران يثبت استمرار تورط النظام الإيراني في دعم الحوثيين في تحد واضح لقراري الأمم المتحدة 2216 و2231، ويبّين الدور التدميري الذي تلعبه إيران باليمن من خلال تهريب الصواريخ للميليشيات الإرهابية لاستخدامها ضد المدنيين باليمن والمملكة». المتحدث باسم التحالف العقيد تركي المالكي، قال إن المملكة «تحتفظ بحق الرد على إيران». والمتحدثة باسم وزارة الدفاع الأميركية (ريبيكا ريباريتش) اتهمت إيران بتوفير السلاح للحوثي تعليقاً على الهجمات الصاروخية الأخيرة. وبعد: هل تسرّع هذه الصواريخ الهوجاء وتيرة «المواجهة الكبرى» مع مرضعة الشرور كلها بالمنطقة: إيران الخمينية؟

 

العرب... والبحث عن موقع متقدم

سوسن الأبطح/الشرق الأوسط/28 آذار/18

«لم يسبق للبشرية أن عاشت مرحلة أكثر سلماً وهدوءاً ورفضاً للعنف كالتي نحياها اليوم». وإن كان العرب في حمم الموت يشتعلون، وبالمجازر يصبحون ويمسون، فهذا ليس معناه أن الكوكب خرب، بل إن ثمة مناطق محددة جداً، أصبحت بسبب نزاعاتها، تمثل شذوذاً عن بقية أمم الأرض. ويستشرس أستاذ جامعة هارفارد المفكر المعروف ستيفن بنكر في الدفاع عن فكرته المتفائلة حول بلوغ البشرية تطوراً غير مسبوق، في مختلف المجالات رغم تشاؤم البعض، ولا يتوقف في كتابه «الجانب الملائكي الذي فينا» عن دعم نظريته بالأرقام والإحصاءات. فأنْ يعيش العراق حروباً متناسلة منذ ثمانينات القرن الماضي لا يخرج من واحدتها إلا وتبدأ أخرى، وتصبح ليبيا دولة تحكمها الميليشيات، واليمن أمثولة في البؤس والاقتتال الأخوي الذي ليس له قرار، وسوريا كأنها نهاية الأمل، فهذه ليست سوى بقعة تكاد تكون معزولة في مأساتها، عما ينتظره الآخرون من غدهم.

هناك شبه توافق بين مفكرين كثر على أن ثقافة المجتمع وأعرافه هي السبب الرئيسي وراء كل نزاع مسلح، وأن قصور التفكير هو الذي يمنع المختلفين من الوصول إلى تفاهمات تقيهم الكارثة. ويعود الغربيون إلى عصر التنوير في القرن الثامن عشر، وكبار فلاسفتهم، ونظرياتهم الإنسانية، ونهضة التاسع عشر بمفاهيمها الأخلاقية، وتأثيرها على سلوك الأفراد، وتهذيب الدساتير لتفسير انتهاء عهد الاقتتال بعد الحربين العالميتين الشرستين، حتى بات يقال إن النزاعات المسلحة الكبيرة بين الدول أصبحت من الماضي، ولم يبقَ غير الاضطرابات الداخلية والمواجهات الضيقة، التي تندلع هنا وهناك.

ووصل الأمر أن خصصت مجلة «سيانس هيومن» الفرنسية عدداً خاصاً اعتبرت فيه أن «السنوات الأولى من القرن الحادي والعشرين هي من بين الأكثر سلمية على الإطلاق في حياة البشر» وحين تقرأ الباقي ينتابك إحساس بالأسى، كيف تحتفل الأمم بخلاصها، ويرتع العربي في قعر موحش، وبؤس من دون بصيص ضوء! وبالعودة إلى الثقافة التي يمكنها أن تجعل أصحابها حطباً لجهنم أو ثمراً في الفردوس، فإن دانيل غولدهاجن صاحب كتاب «المجازر والإبادة أسوأ من الحرب» يرى أن الشهية الشديدة للقتل التي تنتهي بمجزرة، تترافق دائماً والإحساس بأن الآخر عدو يشكل خطراً على المجموعة أو العرق أو الدولة التي ينتمي إليها القاتل. وهكذا فإن السفك تسبقه فكرة مريضة في الرأس وتمتد أصوله إلى التربية الأولى والتنشئة الحاقدة. لذلك ليس غريباً اكتشاف أن الأمم الأقل عنفاً هي الأكثر نجاحاً في التعليم وتهذيب نفوس الأطفال وإعدادهم للمستقبل. المسألة مركبة، وتفتح أبواب السؤال على ما إذا كان قدر العربي سيبقى محكوماً بالدم، ما دمنا دخلنا في نفق التسرب المدرسي المتزايد، ففي سوريا وحدها 3.5 مليون طفل لاجئ، لم يتلقوا تعليماً داخل المدارس العام الماضي. وغياب التعليم ليس كارثة سوريا وحدها أو اليمن أو ليبيا، فـ«اليونيسكو» لا تعتمد التسجيل المدرسي في حكمها على تخلف دولة تعليمياً أو تطورها، بل القياس يكون بمقدار اكتساب المعرفة. المدارس يزداد عددها أينما نظرت حولك، لكن 753 مليون إنسان لا يزالون أميين. وهناك عربي واحد من كل خمسة بالغين يرسف في الأمية. والبعض يدخل المدرسة ويتركها قبل أن ينال قسطاً من العلم يؤهله لبناء حياة أفضل. ومستوى البطالة في بلادنا، دليل فشل الحكومات، لكنه أيضاً إدانة لنظام تعليمي يحتاج إلى الكثير من الاجتهاد ليصبح أكثر مرونة ومعانقة للسماحة والحوار. ففي اختبارات «بيرل» العالمية لقياس مدى تعلم الطفل لغته الأم، تأتي الدول العربية في نهاية السلم، لا بل الأسوأ على الإطلاق. ومن لا يتقن لغته الأم، لن يتقن أي لغة أخرى في ما بعد، وإن تبجح بمعرفتها، كما يقول اللغوي لويس - جان كالفي. وهناك من يرى أن ضعف اللغة الأم وقصورها على صلة وثيقة بالتعبير عنفياً. وبينما تحتفي غالبية الدول بتحسن نتاجها ونمو أرقامها، تحصد دول عربية عديدة نتيجة حروبها وغيرها تدفع فاتورة نزاعات جيرانها، كما حال لبنان مع لاجئيه. ويرى العالمُ العربَ كتلة واحدة، ويحصي أرقامهم كمنطقة، ولو أحبوا أن ينأوا بأنفسهم عن التقييم الجماعي الذي لم يعد يرحم، ويلجأوا إلى اعتباراتهم الداخلية، التي تسرّ أحياناً وتجرح في غالبية المرات. وأياً تكن أحوال العباد في هذه المنطقة التي للحياة فيها مرارة، فإن النظر إلى ما يبتهج به الآخرون، من انخفاض حتى للجريمة الفردية، على عكس كل الاعتقادات، وتحسن لمستوى عيش الفرد رغم الشكوى والتذمر بسبب ارتفاع نسبة الاحتياجات، قد يبعث بحوافز عربية لم تكن موجودة قبلاً. ويقال لك إن بلداناً لم يكن يتذكرها أحد مثل سريلانكا وجورجيا، تسير بخطى مشجعة صوب محاربة الفساد ودمقرطة الدولة، وأن نصف دول الدنيا أصبحت ديمقراطية بالفعل. وبينما كان عدد السكان الذين يعيشون تحت حكم نظام ديمقراطي هم ثلث الكوكب، فقد وصلوا إلى 65% في المائة اليوم. هل نبقى استثناءً مع بعض الدول التي لا تزال تتصارع من أجل ما يعتبره الآخرون من مخلفات الماضي؟ هذا سؤال طرحه ملحّ، وقد فاضت الدماء أنهاراً وبلغ الانهيار منتهاه، كي نحتفل مع باقي الأمم، ومجلة «سيانس هيومن» بـ«التطور» على اعتباره «فكرة القرن الحادي والعشرين» التي لا تُقهر، وكل ما يخالفها أصبح خارج الزمن.

 

إيران ... سرطان الفوضى والتخريب

علي القاسمي/الحياة/29 آذار/18

تعمل إيران، بعد تلقيها صفعات متتالية، على رسم سيناريوات جديدة للتعاطي مع الاختناقات الخارجة عن توقعاتها كافة، على رغم أنها تفعل المستحيل لأجل ألا تختل بوصلة توقعاتها وتمضي لما هو مريح ومناسب لها ومربك ومستفز لمن هو حولها. كثير من الحلفاء الذين كانت تأخذهم على محمل التناقضات لم يعد من الممكن التعويل عليهم في المستقبل القريب، وتلاشِي هذا الأمل ناتج من سوء سلوك الديبلوماسية الإيرانية الصريح، وارتدائها عباءة ليست لها، بل تجاوزتها لمحاولة أن تكون سيدة المشهد وصاحبة الحل والربط. إلا أنه كلما تقدم الزمن يوماً ثبت بالأدلة القاطعة المتزايدة أن لا شيء يمكن أن يتغير في طهران سوى الممارسات المستفزة وإشعال الفتن والحروب، وتستمر مشاريع فضولها الطافح بكل أنواع الكراهية والتـأزيم ونماء التطفل على الشؤون الداخلية البحتة لبلدان الجوار بما لم يعد في خانة التحمل والقبول والتمرير. عمدت طهران في كل تحركاتها الملتوية ومشاريعها السرية إلى «صب الزيت» على نار الطائفية وصراعاتها المقيتة، لأنها تثق جداً في هذه النار وأنها من أفضل ما يمكن أن تعبث به وتراهن عليه. مشروع الطائفية أهم مشروع لـ «فريق الملالي»، فهو المشروع الذي جعلهم شيئاً طافياً على السطح، وقادهم إلى واجهة الضوء المزيف والتوترات، وصناعة مشهد إسلامي محتقن بحروب دينية من فوق وتحت الطاولة المتشنجة دائماً.

الموقف السعودي تجاه هذا الانفلات الإيراني المتدرج والمسلسل المزعج على فترات متفاوتة، هو موقف حتمي ولازم، استدعته سياسة طهران حين تحاول استثمار أي حدث وصياغته بما يخدمها وتظنه خادماً لتحركاتها ونفوذها وشعبيتها العائدة للخلف، لأن أساليبها هابطة ودليل حالة سياسية بالغة «السفه» والغرور. هذا الموقف السعودي لم يكن ليحظى بالدعم في المحيط الإقليمي، إلا لأنه يمثل شريحة كبيرة من المتذمرين من سياسات طهران، والمتفقين على رغبة واحدة وأكيدة، وهي «نتف الريش» و «قص الأجنحة» التي لم تعرف جيداً ما هي الأجواء الصالحة للفرد والتجول، وهل كل فرد لها محوط باللباقة والاحترام. ما تمارسه إيران من تضليل لشعبها قبل تضليلها للشعوب، ليس إلا «مرارات» مؤجلة التذوق، وإن واصلت تصدّر مسرح الفتن والتأجيج والتصعيد، فستجر المنطقة إلى ويلات هي في غنى عنها، وحرائق لن يكون إطفاؤها بالكيفية والسهولة ذاتها التي تم بها الإشعال.

السعودية تتجنب ما أمكن، بحراكها ونشاطها وشجاعتها، عدم وضع النقاط على الحروف لنشوء حرائق جديدة وأوجاع لن تكون معالجتها بالأمر اليسير ولا السهل، ومن حق السعودية أن تمضي في ما يحمي كيانها وشعبها بعيداً من أي صيد في الماء العكر، رغماً عن أعداء وجدوا في الشجاعة السعودية فرصة لاستفزازها. وغاية ما يمكن أن تنتظره من طهران أن تتراجع عن كونها تمثل «الخنجر السام» في خاصرة الأمة، كداعمة للإرهاب وحاضنة له، وراعية للتطرف أينما كان مرسوماً بريشتها المكسورة، وأن تعمل من قبل ومن بعد في «طلاق الخيانة» وممارسة مبادئ حسن الجوار، والاستمتاع بالبناء والتعايش والسلام، بدلاً من استمتاعها باحتضان الميليشيات ورعاية التطرف وركوب الطائفية، وكونها سرطاناً من اللازم مكافحته والتحذير منه.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

عون إستقبل رئيس وزراء استونيا وتسلم بيان اللقاء التربوي في بكركي راتاس: ملتزمون المشاركة في اليونيفيل ومرتاحون لاستقرار لبنان

الأربعاء 28 آذار 2018 /وطنية - أبلغ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، رئيس وزراء استونيا جوري راتاس خلال استقباله له قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، "ان لبنان يقدر عاليا الدور الذي تلعبه القوة الاستونية المشاركة في القوات الدولية العاملة في الجنوب (اليونيفيل) في حفظ الامن والاستقرار فيه، تطبيقا لقرار مجلس الامن الرقم 1701". واكد رئيس الجمهورية "حرص لبنان على تعزيز العلاقات بين البلدين، لاسيما منها في قطاع المعلوماتية نظرا للخبرة التي تتمتع بها استونيا في هذا المجال". وتمنى "ان تشارك استونيا في المؤتمرات التي تعقد لدعم لبنان لاسيما مؤتمر "سيدر" في باريس في 6 نيسان المقبل، ومؤتمر بروكسل الذي سيخصص للبحث في اوضاع النازحين السوريين والدول التي تستضيفهم ومنها لبنان، عارضا للتداعيات التي يعاني منها لبنان اقتصاديا وإجتماعيا وأمنيا نتيجة هذا النزوح". ونوه رئيس الجمهورية بالموقف الذي اتخذته استونيا في الجمعية العمومية للامم المتحدة والرافض لاي تغيير في الوضع القانوني لمدينة القدس. وحمل ضيفه تحياته الى رئيسة جمهورية استونيا السيدة كريستي كالجولايد، مستذكرا زيارتها الى لبنان في 10 آذار 2017، والتي اكدت فيها "استعداد بلادها لتقديم المساعدة اللازمة للبنان في مجال التعاون الالكتروني". وكان راتاس سلم عون رسالة خطية من رئيسة أستونيا، تطلب فيها دعم لبنان لبلادها للفوز في العضوية غير الدائمة لمجلس الامن الدولي للعامين 2020-2021، وأعرب عن شكره للرئيس عون لاستقباله وللحفاوة التي لقيها خلال وجوده في بيروت، معربا عن ارتياحه ل"الاستقرار الذي ينعم به لبنان وللدور الذي يلعبه رئيس الجمهورية في قيادة البلاد نحو مزيد من التقدم والازدهار". وقال:"ان استونيا تثمن عاليا الجهود التي يبذلها لبنان حيال النازحين السوريين". مبديا "رغبة بلاده في المساعدة في هذا الامر".  وجدد راتاس التزام بلاده المشاركة في قوة "اليونيفيل" في الجنوب، لافتا الى "ان زيارته للمنطقة الحدودية زادت قناعته بوجوب استمرار استونيا في العمل ضمن قوات حفظ السلام. واشار الى ان بلاده تتطلع لتعزيز العلاقات اللبنانية - الاستونية في مختلف المجالات.

وفد اللجنة الاسقفية

واستقبل الرئيس عون، وفد اللجنة الاسقفية المنبثقة عن مجلس البطاركة والاساقفة الكاثوليك في لبنان المكلفة متابعة القانون 46 ومفاعيله على المدارس الخاصة، الذي ضم المطارنة: بولس مطر وحنا رحمة وسيزار اسيان والاباتي نعمة الله الهاشم والام جوديت هارون والام انطوانيت سعادة، والامين العام للمدارس الكاثوليكية الاب بطرس عازار. واطلع الوفد الرئيس عون على مداولات اللقاء التربوي الثاني الذي عقد في بكركي برئاسة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي لدرس موقف المدارس الكاثوليكية من القانون 46 وانعكاساته على القطاع التربوي عموما، والقطاع التعليمي خصوصا.

وسلم الوفد رئيس الجمهورية نسخة عن البيان الذي صدر عن اللقاء، وتم عرض الاقتراحات المطروحة لمعالجة الازمة القائمة بين المدارس والاساتذة ولجان الاهل في ما يتعلق بانعكاسات القانون 46 على القطاع التربوي.

وسام لرياض نصار

من جهة اخرى، منح رئيس الجمهورية الرئيس السابق للجامعة اللبنانية الاميركية LAU الدكتور رياض نصار وسام الارز من رتبة ضابط تقديرا لريادته التربوية في المجال الجامعي وللجهود الذي بذلها لرفع مستوى التعليم الجامعي في لبنان من خلال الجامعة اللبنانية - الاميركية.

وأقيم للمناسبة، إحتفال حضره وزير الثقافة الدكتور غطاس خوري والنائب وليد خوري وافراد عائلة المكرم. وبعد تقليده الوسام، شكر الدكتور نصار الرئيس عون على مبادرته، وقال "ان الفضل في بناء الجامعة، يعود لرئيس الجمهورية الذي اعطى رخصة بالارض في جبيل في الثمانينيات لإنشاء الجامعة، مساهمة في بناء جبيل ثقافيا واجتماعيا واقتصاديا. وقال: "لقد أعدنا الحرف لمدينته، واشكركم على استقبالي ومنحي هذا الوسام الذي اتشرف به، وعلى جهودكم الدائمة لبناء هذا الوطن، وانا سعيد لقدرتي على المساهمة في هذا البناء، لان الثقافة في لبنان والتعليم العالي مهمان، خصوصا وان الرئيس عون مهتم بالمجموعات المثقفة اللبنانية".

المطران ابو جودة

واستقبل الرئيس عون، في حضور وزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية الدكتور بيار رفول، راعي ابرشية طرابلس المارونية المطران جورج ابو جودة الذي شكر رئيس الجمهورية على منحه وسام الارز من رتبة كومندور، تقديرا لعطاءاته الروحية والانسانية والوطنية.

برقية تعزية الى روحاني

وأبرق الرئيس عون الى نظيره الايراني الشيخ حسن روحاني، معزيا بوفاة الاشقاء الايرانيين الثلاث الذين قضوا غرقا، فيما كانوا يلتقطون صورا تذكارية مقابل صخرة الروشة.

 

الحريري استقبل نظيره الاستوني راتاس: اعربت عن دعم بلادي الاستثنائي لاستضافة لبنان النازحين السوريين

الأربعاء 28 آذار 2018 /وطنية - استقبل رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري بعد ظهر اليوم في السراي الحكومي رئيس وزراء استونيا جوري راتاس والوفد المرافق، في حضور الامين العام لمجلس الوزراء فؤاد فليفل وعرض معه الاوضاع في لبنان والمنطقة والعلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تطويرها في مختلف المجالات. بعد الاجتماع قال راتاس: "لقد اجرينا لقاء ثنائيا مثمرا مع الرئيس الحريري، وانا مسرور جدا لان الفرصة سمحت لي بزيارة بلدكم الجميل والمحبب، ان استونيا تدعم بشكل كامل امن واستقرار وسيادة الاراضي اللبنانية. وخلال زيارتي تمكنت امس واليوم من لقاء قواتنا المشاركة في اطار قوات اليونيفل، ورؤية الخط الازرق شخصيا والاطلاع على الاوضاع في جنوب لبنان، وقد اعربت لرئيس الحكومة اللبنانية عن دعم بلادي الاستثنائي لاستضافة لبنان النازحين السوريين والجهود المبذولة في هذا الاطار، كما نقلت اليه دعوة لزيارة استونيا، وآمل ان ترتقي العلاقات الثنائية بين بلدينا في مختلف المجالات وخاصة الاقتصادية والرقمية والثقافية". وتابع: "إن الايام التي امضيتها في لبنان كانت جيدة ومثمرة ومثيرة للاهتمام لنا، كما التقيت رئيس الجمهورية واود ان اشكره على حسن الاستقبال، وآمل ان ارى تطورا بين بلدينا خاصة في المجال الاقتصادي".

 

حريري عرض ووزير خارجية قبرص الاوضاع في لبنان والمنطقة

المركزية/28 آذار/18/استقبل رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري عصر اليوم في السراي الحكومي، وزير خارجية قبرص نيكوس كريستودوليديس، وعرض معه مختلف التطورات على الساحتين المحلية والاقليمية وسبل تقوية العلاقات الثنائية بين البلدين.

 

قاسم: هل تريدون منا أن نتخلى عن مشروع حق أثبت جدواه؟

الأربعاء 28 آذار 2018 /وطنية - أقامت الماكينة الانتخابية ل"حزب الله" في البقاع، لقاء تحدث خلاله نائب الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم. وقال: "الانتخابات النيابية استفتاء شعبي يبين خيار الناس، يبين من يختارونه ليمثل قناعاتهم وخياراتهم، وعندما يكون لنا في المجلس النيابي عدد معين من النواب، فإن في إمكاننا أن نستفيد من هذا العدد كدليل رسمي واضح يبين موقع حزب الله بين شعبه وجمهوره وفي تركيبة النظام السياسي في لبنان، ويبين دور حزب الله في بناء البلد ودرجة مقبوليته عند الناس، إذا نحن نخوض الانتخابات النيابية من أجل أن نرفع هذه الوثيقة وهذه الصفحة لنقدمها إلى أولئك الذين يفهمون بمثل هذه الوثائق، ونقول لهم نحن جزء لا يتجزأ من تركيبة لبنان وبنائه ومستقبله". وأضاف: "ليكن واضحا بالنسبة إلينا، لا محل للفتنة المذهبية أو الطائفية، أما خلافاتنا فنحن نعتبر أنها سياسية، هي بالدرجة الأولى تدور حول محور ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة. نحن نؤمن بالثلاثية وهم لا يؤمنون بها، من حقنا أن ندافع عن وجهة نظرنا ومن حقهم أن ينتقدوا وجهة النظر هذه، ونحن نترك الخيار للناس ليقولوا كلمتهم".

وسأل: "هل تريدون منا أن نتخلى عن هذا المشروع الذي أثبت جدواه، فضلا عن أنه مشروع حق؟ نحن قررنا أن نستمر وأن نعمل ضمن برنامج انتخابي سياسي نطرح من خلاله كيفية إدارة البلد بخطط مدروسة وشفافة على المستوى المالي وعلى المستويات كافة، لوضع حد للهدر والفساد ولصوص المال العام".

وتابع: "قرر "حزب الله" تظهير رؤيته في تلازم الحماية والبناء، وعندما أعلنا، نحمي ونبني لنوضح للناس هذا الالتباس الذي حصل لفترة من الزمن، وكأننا مقاومة لا علاقة لها ببناء الدولة، لا نحن مقاومة ودولة، نحن نبني ونحمي، نقاتل ونعمل من خلال الحكومة والمجلس النيابي لمصالح الناس، هذا ما نقوم به، ولكن لم نكن نظهره بالقدر الكافي. يبدو أننا بسبب تربيتنا الإسلامية نعمل ونخدم، والأجر على الله تعالى. فكنا نقلل من الكلام عن الإنجازات لمصلحة أن تتحدث الإنجازات عن نفسها، وصدقوا أن إنجاز التحرير هو الذي أشع في العالم وتكلمنا بعد الإشعاع، ولكننا لم نتكلم عن إشعاع موهوم بل عن إشعاع حقيقي".

وقال: "رموا في وجهنا أننا لا نهتم لشؤون الناس، والسبب أننا لم نظهر إنجازاتنا، والسبب أن الناس تعيش مرارة الحياة، وعدم اهتمام الدولة بهذه المنطقة، وكذلك عدم وجود خطط مدروسة من أجل إنقاذ هذه المنطقة، ليقولوا إن النيابة ليست للحزب، وعليه أن يبقى خارج بنية الدولة، تلبية لمطالب أجنبية في عزل الحزب عن النسيج السياسي وتركيبة الدولة، لتسهيل مواجهته. ونقول لهم: سنكون جزءا من تركيبة الدولة حتى ننصف الناس بإذن الله تعالى، وسنضع برنامجا حتى نكشف الفساد من أجل أن نحد من هذه الأخطار التي تصيب اقتصاد لبنان ومستقبله".

وختم قاسم: "تصدينا لأزمة الاتصالات والتلزيمات غير القانونية، وأكدنا أن المناقصات هي الأصل، وسنتابع. قانون الانتخابات هو الأفضل، وهو كاشف الحيثية ومدى القوة الشعبية لأي شخص أو جهة، انتهى زمن اللوائح الإلغائية، وانتهى زمن النواب الذين لا يمثلون أحدا. نحن مرتاحون في تشكيل اللوائح مع حلفائنا لأننا كنا نناقشهم بلغة الأرقام والتأييد الشعبي، فالنيابة تمثيل لفئة من الناس وليست موقفا سياسيا بحتا يمكن اتخاذه من دون هذه الصفة".

 

باسيل ناقش مع نظيره القبرصي اتفاقا سياحيا ثلاثيا يشمل اليونان وطلب منه مساعدة بلاده في ملف النزوح السوري

الأربعاء 28 آذار 2018 /وطنية - استقبل وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل وزير خارجية جزيرة قبرص نيكوس كريستودوليديس.

وقال الوزير باسيل بعد اللقاء: "بحثنا في اتفاق سياحي ثلاثي بين لبنان وقبرص واليونان سنعمل عليه في القريب العاجل لتأمين زيارات سياحية مشتركة بين بلداننا. وهذا الاتفاق يندرج في سياق اجتماع ثلاثي كنا عقدناه على مستوى وزراء الخارجية تمهيدا للقمة الثلاثية".

وأضاف: "طلبت مساعدة قبرص لكونها دولة اوروبية في موضوع النزوح السوري، ولم يعد في استطاعة لبنان تحمله وخصوصا ان 16 من اصل 18 محافظة سورية تتجه فيها الأوضاع الى الهدوء، وبعد الاحداث الاخيرة في الغوطة هناك بعض الاماكن يزداد فيها الهدوء والاستقرار وفي استطاعة السوريين العودة اليها. ولبنان لا يمكن ان يحتمل ان يساعد المجتمع الدولي ومن ضمنه الاتحاد الاوروبي النازحين في بقائهم في لبنان. ومن يود مساعدتهم فليؤمن لهم ذلك على الاراضي السورية، وابقاؤهم في لبنان هو مؤامرة . وهذا امر لن نستمر في السكوت عنه لان الاوضاع في سوريا تتحسن يوما بعد يوم، والحجة الامنية سقطت وصرختنا في المؤتمرات الدولية المقبلة ستزيد حدتها، وقبرص تتفهم هذا الموضوع بشكل كامل ونأمل ان يكون لدينا صوت داعم وحليف للبنان في هذا الشأن".

وتابع: "في السياق عينه، ان اسهل طريق لمن يرغب في مساعدة لبنان هي في تشجيع الصادرات اللبنانية وتمكينها من الدخول الى الاسواق الاوروبية، وبذلك نساعد الانتاج اللبناني ولا نغرق اقتصادنا تحت وطأة النزوح السوري.

وقال: "اليوم، وقبل زيارة الوزير القبرصي، أبلغنا بالسماح باستيراد البزاق اللبناني، ما يشجع على انشاء مزارع للبزاق اللبناني ودخوله الى الاسواق الاوروبية. وهذا شيء بسيط امام ما يتوجب على الاتحاد الاوروبي من اسقاطه لحواجز وما اكثرها تمنع دخول البضائع اللبنانية الى الاسواق الاوروبية. ونحن والدولة القبرصية لدينا مصلحة مشتركة مع بقية الدول الاوروبية بالعمل المشترك على اسقاط هذه الحواجز، وبذلك نساعد لبنان الذي لم يعد في استطاعته ان يتحمل 650 شخصا في الكيلومتر المربع الواحد، فكم بالحري اذا كان نصفهم نازحين ولاجئين ويحتاجون الى خدمات الدولة التي لا تستطيع تأمينها لمواطنيها".

وختم: "اتفقنا على العمل على كل النقاط التي ذكرتها، واكرر ترحيبي بالوزير الجديد للخارجية القبرصية، ولقد وجهنا اليه دعوة للمشاركة في مؤتمر الطاقة الاغترابية الذي سيعقد في بيروت في شهر ايار المقبل لزيادة التعاون بيننا .

كريستودوليديس

من جانبه، قال الوزير كريستودوليديس: :"أود ان اعبر عن امتناني الكبير لزيارتي لبنان، واشكر الوزير باسيل على هذا الاجتماع الذي بحثنا فيه مسائل ذات اهتمام مشترك بين البلدين وهي مسائل مهمة جدا وسنكمل محادثاتنا على غداء عمل. وقد تسلمت مهماتي على رأس وزارة الخارجية منذ اقل من شهر تقريبا. واعتبر ان من واجبي ان ازور لبنان وانقل اليه دعم بلادي القوي له. ونحن بحكم الجوار بيننا، نواجه مشاكل وتحديات مشتركة، وعلينا ان نواجه الوضع الصعب الذي نشهده من خلال التعاون في ما بيننا. وأود ان انوه بعمل الحكومة اللبنانية، واعلن دعم حكومة قبرص الكامل لها في هذا الوقت الذي تواجه خلاله التحديات. وقد شاركت بلادي في مؤتمر روما 2 بحيث قررت دعم لبنان عبر تجهيزات عسكرية للجيش اللبناني بما يفوق 15 مليون يورو، وفي الوقت نفسه، ستشارك حكومة قبرص في مؤتمر باريس دلالة على دعمنا للحكومة اللبنانية".

السفيرة الأميركية

من جهة أخرى ، عرض الوزير باسيل مع السفير الاميركية اليزابيث ريتشارد العلاقات بين لبنان والولايات المتحدة الأميركية. وتطرق البحث الى التغييرات التي شهدتها الادارة الاميركية وانعكاساتها على شؤون المنطقة.

 

قرداحي أعلن لائحة التضامن الوطني: نحن أصحاب فكر وارادة نجحت في دحر الارهاب في ما كان البعض يتساهل معه

الأربعاء 28 آذار 2018 /وطنية - جبيل –

http://nna-leb.gov.lb/ar/show-news/336130/

أعلنت لائحة "التضامن الوطني" للانتخابات النيابية عن دائرة كسروان الفتوح وجبيل برئاسة الوزير السابق جان لوي قرداحي، مساء اليوم، خلال احتفالي شعبي أقيم في مجمع "إده ساندس" السياحي بجبيل. حضر إعلان اللائحة إمام المسلمين في جبيل الشيخ غسان اللقيس ممثلا بنجله الشيخ أحمد اللقيس، رئيس حزب السلام اللبناني المحامي روجيه اده، رئيس رابطة مختاري قضاء جبيل ميشال جبران، عضو المكتب السياسي الاسبق في حزب الكتائب اللبنانية المهندس طنوس القرداحي، مسؤول العلاقات السياسية في "حزب الله" بجبل لبنان والشمال المهندس حسن المقداد، مسؤول الحزب في كسروان وجبيل علي برو، مسؤول حركة "أمل" في قضاءي كسروان وجبيل المقدم علي خير الدين، مسؤول إقليم جبل لبنان والشمال في الحركة الدكتور محمد داغر، مسؤولا الحزب السوري القومي الاجتماعي في كسروان وجبيل ربيع واكيم وزياد الخوري وعدد من المشايخ ورؤساء البلديات والمخاتير وفاعليات.  بعد النشيد الوطني وكلمة عريفة الاحتفال كريستين بطرس عرض فيلم عن أهداف اللائحة وبرنامجها.

إده

ثم ألقى إده كلمة اشاد فيها ب"الدور الذي قام به الوزير قرداحي عندما تسلم رئاسة بلدية جبيل، ثم اتحاد البلديات، فوزارة الاتصالات في نهضة بلاد جبيل على كل الصعد"، مذكرا ب"موقف العميد الراحل ريمون إده وإشادته به"، وقال: "يمكن أن نختلف في التاريخ والموقف السياسي، وأن نكون في قضية نضال واحدة، ولكن حين انتخبت رئيس بلدية جبيل ورئيس اتحاد بلديات كان السؤال ماذا يجمعنا؟ ما يجمعنا اليوم جبيل وبلاد جبيل. لقد تابعت الوزير قرداحي من قريب وبعيد، فاكتشفت فيه الرجل المستقل، حتى حين يأتي به وزيرا رئيس جمهورية أو حركة سياسية أو قياديا صديقا، ويكون مع رئيس وزراء من أصلب وأقوى رؤساء الوزراء، عندما تطرح مسألة النزاهة والمبدأ، فان الوزير قرداحي من طينة هؤلاء الرجال الذين نكتشفهم في التجارب".

أضاف: "لائحة التضامن الوطني سبقها هذا النادي السياسي الذي ألفه، واطلعنا على أفكاره الرئيسية، فلم نجد ما يختلف مع ثقافة السلام والبيئة واحترام التراث والتاريخ، مثلما كان أداؤكم حين كنتم مسؤولون في هذه المنطقة. وهنا، أستذكر كذلك غطبة البطريرك مار نصر الله بطرس صفير، فبين العيش المشترك والتضامن والتعايش، اختار كلمة محبة وأساسها الألفة، هذا البطريرك العظيم حين كان مطرانا في جبيل، كان يعرف بيوتها بيتا بيتا، من دون تمييز بين طائفة ومذهب".

وختم: "مسؤولية الشيخ زعيتر كبيرة، والمطلوب أن نعمل يدا بيد للمحافظة على روح هذه الألفة، وإني متأكد من ذلك ومن شخصكم، لأني خلال هذه المرحلة التي أتيت فيها إلى لبنان لم أر أحدا يبدي ملاحظة، فهذا واضح بالنسبة إلي على صعيد حسن أدائكم وادراككم ثقافة هذه المنطقة التي هي قلب لبنان".

طنوس قرداحي

من جهته، قال قرداحي: "في ظل الوضع المهيب في الجمعة العظيمة، قامت الدنيا ولم تقعد. وبلمحة بصر، بات الجميع يريد الدفاع عن هوية جبيل وكسروان وهوية القلعة كأنها صارت مهددة، فكفى هرطقة، واسمحوا لنا أن نقول إن لائحة التضامن بكامل أعضائها تمثلنا وتشبهنا".

وأردف: "نحن دافعنا عن أهل جبيل وكسروان، وحافظنا على العيش المشترك. ولسنا نحن من تطاولنا على البطريرك، وإنما العكس. لقد صعدنا إلى بكركي وحميناه، وعضو اللائحة هنا جوزيف الزايك شاهد على كلامي. نحن لسنا من هجرنا الناس، وانما منعنا تهجيرهم ومصادرة بيوتهم، وكلمة حق تقال اين هم لويس قرداحي وميشال قرداحي وكمال قرداحي الذين حموا المنطقة وحافظوا على العيش المشترك فيها فعليا. لقد حموا المسيحيين والمسلمين من دون تمييز، وكانوا مستعدين للتضحية بحياتهم وأموالهم، والأهم أنهم حافظوا على البشر والحجر. واليوم، جان لوي قرداحي حمل هذه الراية".

وتوجه إلى المرشحين بالقول: "لستم في حاجة إلى شهادة من أحد، فهذه اللائحة بوجهها الشريف هي التي توزع الشهادات وتقوم بفحص الدم لانها لبنانية مئة في المئة وصافية 24 قيراطا، ولا أحد يقول العكس أو يزايد علينا، فنحن من ندافع عن جبيل، ونحن ضد عزل أي مكون لبناني من أي مكان أتى، فالعزل يعني تدمير العيش المشترك، والأخير لا يقوم بين ضعفاء، وانما يكون بين أقوياء، وهذه اللائحة وجدت بين اقوياء، وهكذا يكون العيش المشترك، وليس بين قوي وضعيف. فلنبن هذه العلاقة في كسروان وجبيل لنكون نموذجا يحتذى في كل لبنان".

جان لوي قرداحي

ثم ألقى جان لوي قرداحي كلمة قال فيها: "اهلنا في بلاد جبيل وكسروان الفتوح، برؤوس مرفوعة وقلوب محبة وأياد ممدودة للتعاون نخوض الانتخابات النيابية في دائرة كسروان الفتوح - جبيل، نخوضها من موقع العارف بتاريخها الريادي في بناء ثقافة العيش المشترك وتكريسها بالممارسة. إن تاريخنا في الانفتاح الوطني يشهد لنا وعلينا، ونحن نعمل بوحي من المبادىء والثوابت التي جعلت منطقتنا نقطة انطلاق الحياة السياسية ومقصد الكبار منذ ولادة لبنان الكبير".

أضاف: "نحن ننتمي الى ثقافة الانفتاح والمشاركة، لا نعزل ولا ننعزل. وبالنسبة إلينا، إن خيار التحالف مع مرشح الاكثرية السياسية للطائفة الشيعية الكريمة لا عجب فيه، بل هو الطبيعي، لأنه جزء من المسار السياسي الذي انتهجناه منذ دخولنا الحياة السياسية قبل 20 عاما، لكن العجب يكمن أن يشن علينا البعض حملة تخوين بسبب هذا الخيار، لان حملتهم تعني تقسيم لبنان وتهدف إلى ضرب وحدته. إن هذا الخيار هو خيار العهد منذ يومه الاول، وإن لائحة التضامن الوطني هي بالأمس واليوم وبعد الانتخابات على موعد لملاقاة ما اتفق عليه فخامة الرئيس وسيد المقاومة على وحدة الوطن والاصلاح ومكافحة الفساد".

وتوجه الى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بالقول: "أنتم يا فخامة الرئيس من وقعتم مع الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله اتفاق مار مخايل، ووضعتم اسس العلاقة التي حفظت لبنان من الصراعات الفئوية، وانتم من ارسى مع حزب الله وحركة امل اتفاقا انتخابيا عام 2009 ادى الى انتخاب كامل اعضاء لائحتكم في كسروان وجبيل. وانتم يا فخامة الرئيس، وبدعم من حلفائكم، وصلتم الى سدة الرئاسة، وأقسمتم يمين الحفاظ على الدستور الذي ينص في مقدمته على الآتي: أرض لبنان واحدة لكل اللبنانيين، ولا فرز للشعب على اساس أي انتماء كان، ولا شرعية لأي سلطة تناقض ميثاق العيش المشترك".

أضاف: "أهل كسروان وجبيل يقولون اليوم إن منطقتهم معقل نموذج العيش المشترك ومهد مشروع المواطنة الفعلية، بلاد رفضت فرز الشعب على اساس مذهبي او طائفي. إن اهالي كسروان وجبيل يرفضون عزل أي طرف سياسي وينادون بالاعتدال، وان لائحة التضامن الوطني ستعمل ليبقى لبنان، كما اردتم يا فخامة الرئيس ليبقى لبنان قولا وفعلا بلدا واحد، حرا، سيدا، مستقلا، قويا، ومزدهرا لكل أبنائه الآن وغدا".

وتوجه إلى أبناء كسروان وجبيل بالقول: "يا أهلنا في جبيل وكسروان، شعبنا يسأل ماذا حل بلبنان؟ ماذا حل بالاقتصاد وبالتقديمات الاجتماعية؟ ولماذا يهاجر شبابنا؟ وماذا يمكننا ان نفعل بالفساد والمحسوبيات والاستزلام والدين العام الذي يطال كل أسرة؟ والجواب: مجلس نيابي فاعل، مشرع، يقاوم الاخطار الداخلية والخارجية. نحن لائحة الوفاق الوطني في كسروان وجبيل رمز المعادلة الوطنية، الذهبية بوجه من ارادوا تجريد لبنان من عناصر قوته".

وختم قرداحي: "نحن الصيغة الوطنية التي لن تسمح للعقلية الخشبية بالسيطرة على قرار هذه المنطقة، ولن نرضى بأن يشرع الفساد والوهم نفسه نائبا عن اهلها. نحن أصحاب الفكر والارادة التي نجحت في دحر الارهاب في ما كان البعض يتساهل معه. يا أهلنا في كسروان وجبيل، بكم ومعكم، نحو وطن نحميه ونبنيه ونرفع رأسنا به ليبقى لنا ولاولادنا واحفادنا وطن الحرية والكرامة".

وفي الختام، أعلن عن أعضاء اللائحة على الشكل الآتي: عن قضاء جبيل: جان لوي قرداحي، بسام الهاشم، وحسين زعيتر. وعن كسروان الفتوح: جوزف الزايك، زينة كلاب، ميشال كيروز، كارلوس أبو ناضر وجوزف زغيب.

 

بري رفع جلسة مجلس النواب الى العاشرة والنصف من قبل ظهر الغد 20 نائبا تحدثوا في الجلستين الصباحية والمسائية والحريري يرد غدا

الأربعاء 28 آذار 2018 /وطنية - رفع رئيس مجلس النواب نبيه بري، جلسة مجلس النواب العامة لمناقشة مشروع الموازنة، الى العاشرة والنصف من قبل ظهر غد الخميس.

وكانت الجلسة المسائية استؤنفت عند الخامسة والنصف عصرا بكلمة للنائب اميل رحمة الذي طالب باطلاق يد القضاء وتحرير الاجهزة الرقابية من هيمنة السياسيين، ودعا الى اعادة وزارة التصميم، وانتقد تقصير المجتمع الدولي في دعم لبنان الذي يتحمل عبء النازحين.

والى محاربة الفساد والفاسدين من خلال ادارة سليمة بثلاثية ادارة وقضاء وشعب ثائر، والى دعم محافظتي بعلبك الهرمل وعكار لتصبح كبقية المناطق، ومن ثم تكون عملية انماء متوازن.

وقال: "ان النواب يقومون بواجب الحكومة في تقديم الخدمات للمواطنين".

الخليل

وطالب النائب انور الخليل الحكومة بابراء ذمتها من خلال نشر الحسابات سنويا، واعتبر "ان مشروع الموارنة لم يعط حقه من الدرس والحاجة لاقراره في وقت سريع ادى الى تهريب بعض النصوص".

واشار الى "ان الدين العام قد يصل في نهاية العام الحالي الى 86 مليار دولار وتكون الدولة الثالثة من حجم الدين بعد اليونان وخدمة الدين تصل الى خمسة مليارات دولار".

وتناول موضوع ازمة السير التي تشكل عبئا على المواطنين والاقتصاد، لافتا الى "ان الموازنة لا زالت تفتقر الى رؤية اقتصادية وهي وضعت لارضاء مؤتمر باريس 4".

واعتبر ان "نقل الدين من العملة اللبنانية الى الاجنبية ليس بالامر الجيد، وتمنى وضع سقف للدين بالدولار لا يمكن تجاوزه".

الجميل

واستهل النائب سامي الجميل كلمته بانتقاد "سلق الموازنة لأنها تعارض الديمقراطية"، وعدد "عمليات ضرب الدستور من التمديد للمجلس الى عدم اجراء الانتخابات الفرعية الى عدم التزام الحكومة وضع الموازنة في وقتها المحدد"، وابدى الاسف "لأن يكون وزير العدل ناطقا باسم حزب"، وقال "ان الشعبوية لا تكون بقول الحقيقة بل الوزراء الذين يشاركون في صياغة القرارات ثم يطلقون الانتقادات. ما قلته اكد الوقائع ونصف الحكومة اكدت موقفنا من بواخر الكهرباء".

وتحدث عن "زيادة الفقر والبطالة،اضيف اليها موضوع القروض السكنية ثم نأتي لنقدم موازنة مسلوقة".

وانتقد توقيت "مؤتمر باريس 4 الذي يأتي قبل اسبوعين من الانتخابات، فهل سيدعم حكومة ستترك الحكم ام انه تكريس ودعم لحكومة حالية". وقال ان "الموازنة بالاضافة الى انها جاءت متأخرة فهي تفتقد للشمولية ولم تطرح اي حلول للمشكلات الاقتصادية والمعيشية".

واشار الى ان "التخفيض من ارقام الموازنة جاء بمعظمه تاخير التزامات من هذا العام الى العام المقبل".

وسأل عن "المستفيد من الاعفاءات الضريبية هل هي الشركات ام المواطن، اذا كان مبررا اعفاء المتعثر، فهل يتم اعفاء الجميع"، وعرض لمرسوم باعفاء شركات لا توجد اي واحدة منها متعثرة، والان ستستفيد من هذه الاعفاءات، مشيرا الى "تقديم هدايا للمصارف ولاصحاب الاملاك البحرية وكذلك هناك تراجع في تملك الاجانب".

ونقل تصريحا لوزير الاقتصاد يتحدث فيه عن كلفة سلسة الرتب والرواتب تفوق المتوقع بكثير. وقال :"البعض يلومنا فهل اذا سكتنا تحل المشكلات، لا بد من جرس انذار لاننا نذهب الى مزيد من العجز وارتفاع حجم الدين العام".

ثم تحدث عن "التهرب الجمركي ودفع الرسوم والوظائف الوهمية وبواخر الكهرباء، حيث اصبح الجميع يزايد علينا في هذا الامر، بعدما كنا اتهمنا بالشعبوية عندما اثرنا ذلك واليوم نصف الحكومة يعارضها",

وقال ان "النهوض الاقتصادي مستحيل لأن لبنان بلد صغير ولكن المشكلة في الرقابة لدى اهل السلطة، والناس قادرة على المحاسبة".

طورسركيسيان

واعطيت الكلمة للنائب سرج طورسركسيان، فطلب النائب نقولا فتوش الكلام بالنظام وقال ان النائب سرج طورسركسيان اعطى دوره للنائب الجميل ولا يحق له الكلام.

طورسركيسيان: ما بدك احكي.

فتوش: حبيبي انا اتحدث بالنظام.

الرئيس بري: معك حق لكن سيتحدث سبع دقائق.

وتحدث النائب سركسيان عن الهدر فسأل عن موظفي السكك الحديد والكثير من القطاعات التي يطالها الهدر، وسأل عن حوافز للمؤسسات.

وتناول موضوع النفايات وقال:" هناك هدر كبير ولا يجوز أن تستمر العملية من دون فرز"، وسأل عن "الحاجة للمجلس الاقتصادي الاجتماعي إذا كنا سنستعين بشركة ماكينزي".

والحكومة عن مؤتمر "باريس4" ومؤتمر روما اللذين لم نطلع عليهما إلا من السفراء فأين هي شفافية الحكومة".

الخازن

النائب فريد الخازن قال:" الموازنة لم تحمل رؤية سياسية اقتصادية"، وطالب بحالة طوارىء اقتصادية لمعالجة العجز الذي تعيشه البلاد في وقت ان خدمة الدين هي ثلث الموازنة، والمطلوب من مجلس النواب وضع قانون يحدد العجز في الموازنة لسنوات عدة وهذا صمام أمان لنا وللغير، وأن يترافق ذلك مع إجراءات هيكلية لرفع الانتاجية واعتماد المكننة"، مشيرا الى أنه "في العام 1974 بلغ النمو 7 بالمئة وزادت الصادرات 16 بالمئة والمصارف قدمت ديونا لعدد من البلدان منها إيران والهند، وكان فائض الخزينة اللبنانية كبيرا وهذا ورد في صحيفة "الايكونوميست". ودعا الى "تعاون بين القطاعين العام والخاص يتجاوز الصفقات".

وتناول موضوع اللاجئين الفلسطينيين فاعتبر "ان قرار الرئيس الاميركي بشأن القدس يقضي على قرار حل الدولتين، وبالتالي على حق العودة للاجئين الفلسطينيين ويمهد للتوطين".

واعتبر ان "قانون الانتخاب لم يأت على قياس أحد من القوى السياسية، ووظيفة القانون كانت إخراج البلاد من المأزق وكنت من منتقديه وهو يتجاوز مساوىء النظام الأكثري، ولا يساوي بين اللبنانيين لجهة احتساب الأصوات".

فتوش

وقال النائب نقول فتوش:"ان الموازنة ليست أرقاما ومعادلات بل تشريع وتطبيق ومراقبة وجاءت متأخرة ولا تتضمن قطع حساب ولا فذلكة فعلى ماذا سنصدق، ولكنه مطلب خارجي وعلى الحكومة أن تلبي، فما يطلبه الخارج يلبى أما ما يطلبه المواطن فمسألة فيها وجهة نظر.

والدول الغربية التي دعت الى المؤتمر وتطالبنا دائما بالديمقراطية فكيف تقبل بموازنة مخالفة للدستور، وأعرف ان الضرب بالميت حرام ولكن سأناقش".

واعتبر ان "قوانين البرنامج مجرد تخدير، وأين الاستقرار التشريعي في التأجيل من الانفاق، فلا يجوز للحكومة أن تقدم للمجلس شيكا من دون رصيد، احترموا المجلس حتى نحترمكم".

وقال:" ان الموازنة فيها نفقات وواردات فما دخل التسويات فيها، وهل هناك تشريع للمحولات". وسأل "كيف يمكن توزيع جواز سفر بألف ليرة للمغتربين من أجل أن يقترعوا. هذه رشوة فأين هيئة الاشراف وأين وزير الداخلية. وزير الداخلية وضع الخرزة الزرقاء وتحدث عن أوباش، وزير الداخلية يجب أن يكون محايدا وإلا يسقط له حق الاشراف على الانتخابات.

الوزير كبارة: ما دخل الخرزة الزرقاء بالموازنة لتتهجم على وزير.

فتوش: لو فهمت ما أقصد ما اعترضت، هل هذا وزير؟

طورسركيسيان: جاءتني رسالة من السفارة في فرنسا تقول ان جواز السفر بألف ليرة. وطالب بإلغاء الاغراءات لشراء العقارات".

وقال:" نحن نعرف ان نبيع البلد بالجملة ونسترده بالمفرق. من اجل ذلك اقول لا لكل موازنة تعيدنا الى الوراء".

النائب جوزيف المعلوف قال: "الموازنة لا تتضمن اصلاحات وارقامها في كثير منها تعتمد على افتراضات ولا تراعي احتمال رفع الفوائد العالية". وتمنى "قيام خلية طوارىء ليس لادارة السلم بل لمواجهة التطورات الاقتصادية".

وقال "مقابل نمو واحد بالمئة كيف سنمول الاقتصاد وخدمة الدين".

ورأى "ان الخصخصة وخصوصا في مجالي الكهرباء والاتصالات تساهم في معالجة الاقتصاد ولنعمل جميعا للحفاظ على كيان هذا الوطن".

الحوت

النائب عماد الحوت قال:" المعالجة الاقتصادية تتطلب تعيين الهيئات الناظمة، ومحاربة الهدر وعدم الاصرار على موضوع البواخر واللجوء الى المناقصات بشكل صحيح".

وقال:" نحن ذاهبون الى دين جديد سيرتب علينا اعباء جديدة".

واقترح "الاسراع في اعتماد المكننة والحكومة الالكترونية، ووقف الهدر في التعاقدات واجور المباني الحكومية وتخفيف الانفاق على الوفود التي تسافر الى الخارج وتعيين مجلس ادارة الكهرباء".

ودعا الى "اعتماد التجربة التركية في النمو من خلال وقف الهدر".

جابر

النائب ياسين جابر اعتبر ان "هذه الموازنة هي موازنة الممكن للذهاب الى المؤتمر وليست المطلوبة، وهي بمجملها رواتب واجور وكهرباء وخدمة دين".

وركز على "الهيئات الناظمة التي تقدم المشاريع للوزارات"، وقال:" ان البنك الدولي مستعد للتعاون معنا لحل ازمة الكهرباء، ولكن حتى الان لم نقم بواجبنا، وملتزم بناء دير عمار قبل دفع الضريبة، ولكن الوزير رفض".

واضاف:" هناك ملفان مهمان في وزارة الطاقة والمياه فهناك محطات دفعت لانشائها عشرات ملايين الدولارات ولم تعمل، في وقت نعاني الامراض". ودعا لمعالجة النقص في المياه من خلال محطات تحلية المياه.

وقال:" اذا لم نبحث عن حلول سنستمر في الاستدانة"، وامل ان "يساهم المؤتمر الموعود في ايجاد تقديمات لدعم الشركات الصغيرة ومشاريع السكن".

وسأل "هل سنعطي رسالة جيدة للمؤتمر ونحن لدينا قرارات من مؤتمر باريس 1 لم تنفذ ولم نعين الهيئات الناظمة".

واثار موضوع الموظفين الفائزين بإمتحانات مجلس الخدمة المدنية وهم يقبضون الرواتب ومراكزهم شاغرة ولم يعينوا.

صقر

وقال النائب عقاب صقر:" السؤال الذي يطرح دائما هو الاصلاح، فهل هناك نية بعدم طرح الامور بمسمياتها، وهذا الكلام قد يتكرر في المجلس المقبل ومن بعده".

الرئيس بري: "الله يبشرك بالخير".

وتابع صقر:" نسمع عن هدر وسرقات بملايين الدولارات ولم تطرح الثقة بأي وزير".

واشار الى ما "طرح عن ال 11 مليار دولار، هذه اموال صرف منها من خلال مجلس الجنوب وانفق بعضها على حرب تموز، وسأل "من يغطي المهربين على المعابر غير الشرعية"؟

الرئيس بري: "ارجو الا تهاجم زملاء، لم يتحدث احد عن كلمة سرقة في المجلس في موضوع ال 11 مليار دولار".

وتدخل الرئيس السنيورة فقال:" هذا الكلام يكرر بإستمرار وانت قلت ذلك يا دولة الرئيس".

الرئيس بري: "لم يتحدث احد قط عن سرقة".

الرئيس السنيورة:" منذ 12 سنة، لم نستطع وضع موازنة بسبب الحديث عن سرقة".

وتابع صقر "كيف يمكن تحقيق الاصلاح طالما هناك محميات وظيفية، وكلما طرح محاسبة موظف يصبح الامر طائفيا. وهناك ايضا محميات خدمات، وكل وزير يصب خدمات الوزارة لحزبه وطائفته"، واثار الموضوع الامني الحزبي "الذي يعرقل الاستثمار الخارجي".

وقال:" المشكلة ليست فسادا في الارقام، بل قدرة الدولة على مواجهة جميع الفاسدين وليس استضعاف البعض".

الوزير كبارة:"هناك من يستقوي على الدولة".

وتابع صقر:"الفساد في مكان سيحمي الفساد من مكان آخر، الحل بوضع الاصبع على الجرح والتعاون جميعا لحل المشكلة".

حرب

ثم تحدث النائب بطرس حرب قال:"لا احد يريد عرقلة الحكومة والا لما كنا ناقشنا الموازنة بهذه العجالة، والمشكلة هي تحويل الادارة الى مزرعة للفاسدين، لا يمكن من اجل المؤتمر ان نقول الدنيا بألف خير، هذا ليس صحيحا، ما يحصل من ضغط على بعض الموظفين لم يحصل ايام غازي كنعان ورستم غزالي، واذكر هؤلاء ان السلطة لن تدوم لاحد، فالدنيا دولاب، لا يمكن استعباد الناس وربط لقمة عيشهم بولائهم، سنوافق على الموازنة لتسهيل عمل الحكومة، ولكن علينا ان نكون صادقين مع انفسنا لا ان نراكم ديونا جديدة على البلد".

وتابع :"انصح الحكومة ان تبدأ بطرد الفاسدين الذين يعتبرون الدولة مزرعة ويخالفون الدستور، وما يحصل من توظيفات الان لم نسمع بها في حياتنا".

الرئيس الحريري:"التوظيفات في الجيش والقوى الامنية".

حرب: "والخارجية والطاقة، وهناك اكثر من الف شخص دخلوا على "اوجيرو".

وسأل:" كيف يمكن ان تصرف اموال الشعب اللبناني لصالح انتخابات اشخاص. وتلا رسالة عن جوازات سفر توزع بألف ليرة.

الرئيس الحريري: شو المشكلة.

حرب: هذه اكبر مشكلة.

الرئيس بري: هل هناك قرار في مجلس الوزراء؟

الرئيس الحريري: اتخذنا قرارا من اجل السماح لمواطنين يريدون الاقتراع.

حرب :اين المساواة في سعر جواز السفر؟

فتوش: قرار مجلس الوزراء لا يلغي القانون، والقانون وحده يحدد السعر.

كما اثار حرب موضوع الفرز في السفارات، وقال هناك خشية من التلاعب، وبالتالي الطعن بالانتخابات. وتناول موضوع الكهرباء وطلب التحقيق في موضوع معامل الكهرباء.

وتدخل النائب ابراهيم كنعان فقال:" هناك اتهامات واسماء ونحن نستمع ولم نتكلم".

الرئيس بري: "لم يتم التطرق لأسماء".

وسأل حرب: "كيف يتم تعيين قضاة من المنطقة نفسها، والتشكيلات القضائية لم تحترم الاصول". ودعا الى "تعزيز التعليم الرسمي لاعادة الثقة ورفع الحصانات والسرية المصرفية عن المتعاطين بالشأن العام".

الدويهي

واعتبر النائب اسطفان الدويهي "ان عرض الموازنة بهذا الشكل مصادرة لدور المجلس النيابي، والبعض يتحدث عن انجازات ، فيما اخرون يتحدثون عن انجاز وشيك، فكيف يتم الجمع بين هذين الامرين"؟

وقال:" ان المساعدات الدولية ليست خيرية وستكون مشروطة دوليا وأشك في قدرتنا على تحقيق هذه الشروط، فيما تمارس سياسة الهروب الى الامام، ونتحدث عن انجازات وهمية وتريد منا ان نصفق لها".

اضاف:"نحن امام انتخابات 16 وزيرا في حالة سباق في هذه الانتخابات والحكومة تسعى لاحتكار الحياة السياسية لصالحها، وتجير من اجل ذلك كل امكاناتها، وكل وزير يحاول ان يجير كل مشروع لشخصه وحزبه، ولكن بأموال الشعب".

وطالب "بتفعيل الهيئات الرقابية ومكافحة الفساد".

وعند التاسعة والربع رفع الرئيس بري الجلسة الى العاشرة والنثف من صباح الغد، مشيرا الى انها "ستبدأ بكلمة للرئيس سعد الحريري للرد على النواب".

وقال:"تحدث 20 نائبا على مدى 10 ساعات".