المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية  ليوم 27 ذار/2018

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/newselias18/arabic.march27.8.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة
عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

كُلَّ مَنْ يَرْفَعُ نَفْسَهُ يُوَاضَع، وَمَنْ يُواضِعُ نَفْسَهُ يُرْفَع

أَليَومَ إِذَا سَمِعْتُم صَوتَهُ، فلا تُقَسُّوا قُلُوبَكُم، كَمَا في مَوضِعِ الخُصُومَة

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/ثقافة الأبواب الواسعة طريقها هي باتجاه واحد هو جهنم ونارها ودودها ومزابل التاريخ

الياس بجاني/الأب جورج مسوح إلى بيت أبيه السماوي

الياس بجاني/ألف تحية للشريف والسيادي اللواء اشرف ريفي

الياس بجاني/غالبية الطبقة السياسية ترقص على أوتار وإيقاع حزب الله

الياس بجاني/منافقون 14 آذاريون وأوراق توت وعورات ودنائة نفوس

الياس بجاني/بالصوت والنص: تأملات إيمانية في عبر ومفاهيم احد الشعانين

الياس بجاني/أحد الشعانين: المعاني والعبر

الياس بجاني/لائحة “القرار عنا”: أُعلنت من بيت فريد هيكل الخازن وأعضائها جالسون على نفس الكنبة التي يجلس عليها عادة السفير السوري

 

عناوين الأخبار اللبنانية

من تلفزيون الجديد فيديو مقابلة الكاتب السياسي الياس الزغبي/لا يزال هناك وجه إيجابي في محافظة بعض السياديين على المبادئ في تحالفاتهم الانتخابية

بعض عناوين مقابلة الكاتب السياسي الياس الزغبي من تلفزيون الجديد/تفريغ وتلخيص الياس بجاني بحرية وتصرف كاملين

الياس الزغبي سأل عن مدى تهديد الحملات الانتخابية مصير ربط النزاع بين المستقبل وحزب الله

أبونا جورج: الثائرُ حتّى الأبديّة!

الشدياق يوسف "رامي" فاضل/النهار"

أفصحُ ما تكونُ القحباء حين تُحاضر في العفاف

كمال يازجي/فايسبوك

ريفي: لن يصدّق اللبنانيون "المرجلة" على المنابر الإنتخابية

في معلومات خطيرة.. حزب الله يدير بعض لوائح الإنتخابات وتحديداً في كسروان وجبيل

هكذا فشلت عملية إختطاف الشيخ حسن مشيمش

جلسة عامة الاربعاء والخميس نهارا ومساء لدرس واقرار موازنة 2018 وملحقاتها

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الاثنين في 26 آذار 2018

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الإثنين في 26/3/2018

 

عناوين المتفرقات اللبنانية
عون: قضية اللاجئين باتت تشكل تهديداً وجودياً

الحوت رداً على الحريري: التسويات الثنائية سهّلت وضع اليد على لبنان وبيروت

القضاة في لبنان واصلوا الاعتكاف وهددوا بمقاطعة الاستحقاق البرلماني

المرشحون في لبنان يستخدمون كافة الأسلحة في الحرب الانتخابية وتشكيك بعون والحريري والوزراء بتسخير المؤسسات لمصالحهم

لبنان ممثلاً للعرب في «اليوم العالمي للمسرح» بباريس/مايا زبيب: ما زلنا نجتاز الخطوط الحمراء ونتحدى المحظور

بيان صادر عن "لقاء سيدة الجبل"

نقلا عن " تقدير موقف"

مأساة عائلة إيرانية مقابل الروشة: قتيلان و3 مصابين ومفقود

تسجيل لائحة القرار الحر في الداخلية

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

موجة إدانات عربية وإسلامية ودولية للهجمات ومطالبات بوقف التدخل الإيراني

اعتراض سبعة صواريخ بالستية لميليشيات الحوثي استهدفت مدناً سعودية

بريطانيا تطالب إيران بالكف عن تسليح الحوثيين والولايات المتحدة تؤكد دعمها السعودية

“العفو الدولية”: صواريخ الميليشيات الحوثية باتجاه الأراضي السعودية قد تشكل جريمة حرب

خادم الحرمين يؤكد أن المملكة ستتصدى بكل حزم لأي محاولات عدائية تستهدف أمنها

السعودية تعترض 7 صواريخ حوثية... والتحالف يندد بـ«الدعم الإيراني» والدفاع المدني يعلن «استشهاد مصري وإصابة اثنين» بعد سقوط شظايا على منزل في الرياض

16 دولة تقرر طرد دبلوماسيين روس... وموسكو تتوعد بالرد/هيلي: عملية الإبعاد في أميركا شملت 12 «جاسوساً» بالأمم المتحدة

الاقتصاد يتصدر زيارة ولي العهد السعودي لنيويورك

 التحالف يعرض أدلة على تهريب إيران صواريخ لليمن/المالكي: ميليشيات الحوثي أول جماعة إرهابية في التاريخ تمتلك «باليستي»

ولي العهد السعودي يبحث الفرص الاستثمارية مع «سوفت بنك»

الولايات المتحدة وبريطانيا تؤكدان حق السعودية في الدفاع عن أراضيها وإدانة واسعة لإطلاق الحوثيين صواريخ باليستية على مدن المملكة

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

هذه حدود التغيير الذي تحمله الانتخابات اللبنانية/علي الأمين/العرب

زحلة: ولّى زمن الـ «سبعة - صفر»/ملاك عقيل/جريدة الجمهورية

أجندة دولية لملاقاة «الإستراتيجية الدفاعية»/ناصر شرارة/جريدة الجمهورية

ما علاقة المحكمة الدولية بمعركة بعلبك – الهرمل/عماد مرمل/جريدة الجمهورية

أجندة دولية لملاقاة «الإستراتيجية الدفاعية»/ناصر شرارة/جريدة الجمهورية

هل تكون الحرب «مخرجَ» ترامب من «أزماته الداخلية»/جورج شاهين/جريدة الجمهورية

محمد عبد الحميد بيضون/القانون الانتخابي مفصّل للمافيات/محمد عبد الحميد بيضون/موقع البيان

من الأكثري إلى النسبي: وتبسيط عملية الإقتراع/الهام فريحة/الأنوار

حتى لا نبقى غنماً/سناء الجاك/النهار

ما هكذا تورد الإبل يا جبران/مراجعة مع جبران باسيل/ابراهيم الأمين/الأخبار

سامي الجميّل «يغدر» بالمستقلّين/ليا القزي/الأخبار

مئات ملايين الدولارات لانتخابات في بلد مفلس/فؤاد ابو زيد/الديار

جنرالات البرلمان: ذائقة العسكريتريا/نقولا ناصيف/الأخبار

صواريخ إيرانية في ذكرى الحرب اليمنية/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

مأساة الغوطة الشرقية تعقد الأزمة السورية لا تحلها/مينا العريبي/الشرق الأوسط

صواريخ الحوثي تقتضي رداً عربياً وأممياً/إميل أمين/الشرق الأوسط

صواريخ الحوثي ومفرقعات الظواهري و«الجزيرة»/يوسف الديني/الشرق الأوسط

زيارة ولي العهد السعودي... المحطة المتقدمة/حنا صالح/الشرق الأوسط

حديد... تنك... نفط صخري/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

وصول رئيس وزراء استونيا الى بيروت في زيارة رسمية

عون استقبل وفدا من رؤساء روابط مخاتير جبل لبنان

رئيس الجمهورية ترأس الاحتفال الوطني الاول بعيد سيدة البشارة في بعبدا وكلمات لممثلين من مختلف الطوائف تؤكد الحرص على العيش المشترك

المفوض الأوروبي للسياسة الأوروبية للجوار ومفاوضات التوسع زار الحريري : جاهزون لتقديم دعم مالي وقدره 1,5 مليار يورو من أجل الاستثمارات

باسيل عرض وهان التحضيرات لمؤتمري سيدر وبروكسل

جعجع: ما حدا بغبّر علينا و"كان فيني بكل سهولة كون قاعد بقصر بعبدا"

جنبلاط: الطوق على لبنان سيزداد ولا تراهنوا على الفريق الأميركي الجديد

الموسوي: حملة مركزة لتشويه صورة حزب الله وأموال الفساد السياسي والانتخابي تستهدف محاصرته ونحن حاضرون لهذه المعركة

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية

كُلَّ مَنْ يَرْفَعُ نَفْسَهُ يُوَاضَع، وَمَنْ يُواضِعُ نَفْسَهُ يُرْفَع

إنجيل القدّيس لوقا18/من09حتى14/قال الربُّ يَسوعُ هذَا المَثَلَ لأُنَاسٍ يَثِقُونَ في أَنْفُسِهِم أَنَّهُم أَبْرَار، وَيَحْتَقِرُونَ الآخَرين: «رَجُلانِ صَعِدَا إِلى الهَيْكَلِ لِيُصَلِّيَا، أَحَدُهُما فَرِّيسيٌّ وَالآخَرُ عَشَّار. فَوَقَفَ الفَرِّيسِيُّ يُصَلِّي في نَفْسِهِ وَيَقُول: أَللّهُمَّ، أَشْكُرُكَ لأَنِّي لَسْتُ كَبَاقِي النَّاسِ الطَّمَّاعِينَ الظَّالِمِينَ الزُّنَاة، وَلا كَهذَا العَشَّار. إِنِّي أَصُومُ مَرَّتَينِ في الأُسْبُوع، وَأُؤَدِّي العُشْرَ عَنْ كُلِّ مَا أَقْتَنِي. أَمَّا العَشَّارُ فَوَقَفَ بَعِيدًا وَهُوَ لا يُرِيدُ حَتَّى أَنْ يَرْفَعَ عَيْنَيْهِ إِلى السَّمَاء، بَلْ كانَ يَقْرَعُ صَدْرَهُ قَائِلاً: أَللّهُمَّ، إِصْفَحْ عَنِّي أَنَا الخَاطِئ! أَقُولُ لَكُم إِنَّ هذَا نَزَلَ إِلَى بَيْتِهِ مُبَرَّرًا، أَمَّا ذاكَ فَلا! لأَنَّ كُلَّ مَنْ يَرْفَعُ نَفْسَهُ يُوَاضَع، وَمَنْ يُواضِعُ نَفْسَهُ يُرْفَع.»

 

أَليَومَ إِذَا سَمِعْتُم صَوتَهُ، فلا تُقَسُّوا قُلُوبَكُم، كَمَا في مَوضِعِ الخُصُومَة

الزوادة الإيمانية/الرسالة إلى العبرانيّين03/من14حتى19/و04/من01حتى04/يا إخوَتِي، قَد صِرْنَا شُرَكَاءَ المَسِيح، إِنْ تَمَسَّكْنَا ثَابِتِينَ إِلى النِّهَايَةِ بِالثِّقَةِ الَّتي كَانَتْ لَنَا في البِدَايَة. كمَا يَقُولُ الكِتَاب: «أَليَومَ إِذَا سَمِعْتُم صَوتَهُ، فلا تُقَسُّوا قُلُوبَكُم، كَمَا في مَوضِعِ الخُصُومَة». فمَنْ هُمُ الَّذِينَ سَمِعُوا وخَاصَمُوا؟ أَمَا هُم جَمِيعُ الَّذِينَ خَرَجُوا مِن مِصْرَ على يَدِ مُوسَى؟وَمِمَّنْ سَئِمَ أَربَعِينَ سَنَة؟ أَلَيْسَ مِنَ الَّذِينَ خَطِئُوا وسَقَطَتْ جُثَثُهُم في البَرِّيَة؟ وَلِمَنْ أَقْسَمَ أَنَّهُم لَنْ يَدْخُلُوا في رَاحَتِهِ إِلاَّ على الَّذِينَ عَصَوا أَمْرَهُ؟ وهكَذَا نَرَى أَنَّهُم لِعَدَمِ إِيْمَانِهِم لَمْ يَسْتَطِيعُوا أَنْ يَدْخُلُوا. ومَا دَامَ الوَعْدُ بِالدُّخُولِ في رَاحَةِ اللهِ قَائِمًا، فَلْنَخْشَ إِذًا أَنْ يَكُونَ أَحَدٌ مِنْكُم مُتَخَلِّفًا عَنِ الدُّخُول. فَنَحْنُ أَيْضًا قَد بُشِّرْنَا مِثْلَ أُولئِك، غَيْرَ أَنَّ الكَلِمَةَ الَّتي سَمِعُوهَا لَمْ تَنْفَعْهُم، لأَنَّهَا لَمْ تَكُنْ مَمْزُوجَةً بِالإِيْمَانِ عِنْدَ الَّذِينَ سَمِعُوهَا. أَمَّا نَحْنُ الَّذِينَ آمَنَّا، فَنَدْخُلُ في الرَّاحَة، كَمَا قالَ الكِتَاب: «حَتَّى أَقْسَمْتُ في غَضَبِي أَنَّهُم لَنْ يَدْخُلُوا في رَاحَتِي»، مَعَ أَنَّ أَعْمَالَ اللهِ قَدْ تَمَّتْ مُنْذُ إِنْشَاءِ العَالَم. فقَدْ قِيلَ في مَوضِعٍ مِنَ الكِتَاب بَشَأْنِ اليَومِ السَّابِع: «وٱسْتَراحَ اللهُ في اليَومِ السَّابِعِ مِنْ جَمِيعِ أَعْمَالِهِ».

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته

ثقافة الأبواب الواسعة طريقها هي باتجاه واحد هو جهنم ونارها ودودها ومزابل التاريخ

الياس بجاني/26 آذار/18

لا قيمة ولا أحترام ولا ثقة بحربائية سياسي ادعى السيادة والمبادئ وفجاة تنازل عنهما مقابل وعد بكرسي نيابي وتحالف مع رموز الإحتلال.

 

الأب جورج مسوح إلى بيت أبيه السماوي

الياس بجاني/25 آذار/18

إن الموت الجسدي في مفهومنا المسيحي هو انتقال من الموت إلى الحياة..فهنيئاً للأب الفاضل جورج مسوح الذي انتقل بروحه الطاهرة اليوم إلي منازل ابيه السماوية إلى جانب البررة والقديسين والأتقياء وذلك بعد أن استرد الخالق منه وديعة الحياة..انتقل إلى حيث لا ألم ولا صراعات ولا أحقاد..بل سعادة دائمة وسلام أزلي وترانيم فرح متواصلة.. الرحمة لنفس الفقيد الغالي والعزاء لعائلته ومحبيه

 

ألف تحية للشريف والسيادي اللواء اشرف ريفي

الياس بجاني/25 آذار/18

خطاب الرئيس الحريري اليوم من طرابلس ولادي بامتياز ومهين بمحتواه ونبرته لعقول وذكاء اللبنانيين. الرئيس الحريري هو من نام في سرير الأسد وتحالف مع حزب الله ومع حلفاؤه وتلحف بالثلاثية الملالوية المدمرة ونكث بكل عوده ولحسها وليس اللواء اشرف ريفي.. ألف تحية للواء ريفي السيادي بامتياز وكفى استخفافا بعقول الناس وكفى تزويراً للحقائق!

 

غالبية الطبقة السياسية ترقص على أوتار وإيقاع حزب الله

الياس بجاني/25 آذار/18

طبقة سياسية وحزبية لبنانية رضخت لإرهاب حزب الله ولإحتلاله (ما عدا قلة) وتمارس السياسة والانتخابات غب شروطه وعلى ايقاعه حفاظاً على منافها وأدوارها..ومن يتعمن بالتحالفات الانتخابية الغريبة والعجيبة يرى تعاسة ونذالة وحقارة هذه الطبقة المصلحية والنفعية والأكروباتية..

 

طاقم سياسي وحزبي لبناني بسواده الأعظم تاجر فاجر ووقح وبامتياز

الياس بجاني/24 آذار/18

السياسة في لبنان تجارة وبيع وشراء وحسابات شخصية ومصلحية و99,9 من السياسيين وأصحاب شركات الأحزاب الدكتاتورية التعتير فالج لا تعالج

 

منافقون 14 آذاريون وأوراق توت وعورات ودنائة نفوس

الياس بجاني/24 آذار/18

ادعوا معارضة الصفقة والحكم وحزب الله ووعدوا بعدم تحالفهم مع كل هؤلاء وفجأة اغوتهم الأبواب الواسعة واسقطوا عن عوراتهم أوراق التوت في كسروان وغيرها وتحالفوا بوقاحة مع كل من ادعوا معارضتهم.. هؤلاء أوباش لا أكثر ولا أقل...

 

الياس بجاني/بالصوت والنص: تأملات إيمانية في عبر ومفاهيم احد الشعانين

http://eliasbejjaninews.com/archives/38308

الياس بجاني/بالصوتMP3/فورمات/تأملات إيمانية في عبر ومفاهيم احد الشعانين/25 آذار/18/اضغط هنا للإستماع للتأملات

http://www.eliasbejjaninews.com/elias.audio15/elias chanien.mp3

الياس بجاني/بالصوتWMA/فورمات/تأملات إيمانية في عبر ومفاهيم احد الشعانين/25 آذار/18/اضغط هنا للإستماع للتأملات

http://www.eliasbejjaninews.com/elias.audio wma15/elias chaanien.wma

 

أحد الشعانين: المعاني والعبر

الياس بجاني/25 آذار/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/38308

“هوشعنا مبارك الآتي باسم الرب ملك إسرائيل” (المزمور 118/26)

في ختام الصوم الكبير، تحتفل الكنيسة المارونية بدخول السيد المسيح إلى أورشليم، وإعلانه ملكاً بعفوية الشعب والأطفال. من خلال هذا الاحتفال تبيّنت ملامح ملوكيته في جوهرها التي أشركنا فيها بالمعمودية ومسحة الميرون. في مسيرة الصوم والصلاة والتوبة والتصدّق يفترض بنا أن نكون قد جددنا رسالتنا الملوكية القائمة على إحلال الحقيقة والمحبة والحرية والعدالة. وبلغنا إلى الميناء، لندخل مع المسيح إلى عالم متجدد هو العائلة والرعية، المجتمع والوطن.

يسوع يدخل أورشليم لآخر مرة ليشارك في عيد الفصح اليهودي، وكان مدركاً اقتراب ساعة آلامه وموته. وخلافاً لكل المرات، لم يمنع الشعب من إعلانه ملكاً، وارتضى دخول المدينة بهتافهم: “أوصنا لابن داود، مبارك الآتي باسم الرب أوصنا في الأعالي” (متى9:21)”. دخل أورشليم ليموت فيها ملكاً فادياً البشر أجمعين، وليقوم من بين الأموات ملكاً إلى الأبد من اجل بعث الحياة فيهم. هذا يعني انه اسلم نفسه للموت بإرادته الحرّة.

نذهب إلى الكنائس يوم أحد الشعانين برفقة أولادنا وأحفادنا وهم يحملون الشموع المزيّنة بالزنابق والورود، كما نحمل سعف النخل وأغصان الزيتون، ونسير كباراً وصغاراً مع جموع المؤمنين رافعين الصلاة والترانيم في رتبة زياح الشعانين التي تتميز بالفرح والتواضع والمحبة.

دخول يسوع إلى أورشليم مدون في الأناجيل الأربعة، (متى21/1-17)، و(لوقا 19/29-40)، و(يوحنا 12/12-19)، و(مرقص 11/01-11) . في إنجيل القديس يوحنا وردت الواقعة على النحو التالي (12/12-19): وفي الغد، سمعت الجموع التي جاءت إلى العيد أن يسوع قادم إلى أورشليم. فحملوا أغصان النخل وخرجوا لاستقباله وهم يهتفون: المجد لله! تبارك الآتي باسم الرب! تبارك ملك إسرائيل! ووجد يسوع جحشا فركب عليه، كما جاء في الكتاب: “لا تخافي يا بنت صهيون: ها هو ملكك قادم إليك، راكبا على جحش ابن أتان”. وما فهم التلاميذ في ذلك الوقت معنى هذا كله. ولكنهم تذكروا، بعدما تمجد يسوع، أن هذه الآية وردت لتخبر عنه، وأن الجموع عملوا هذا من أجله. وكان الجمع الذين رافقوا يسوع عندما دعا لعازر من القبر وأقامه من بين الأموات، يشهدون له بذلك. وخرجت الجماهير لاستقباله لأنها سمعت أنه صنع تلك الآية. فقال الفريسيون بعضهم لبعض: “أرأيتم كيف أنكم لا تنفعون شيئا. ها هو العالم كله يتبعه”.

نسمي يوم دخول السيد المسيح إلى مدينة القدس “أحد الشعانين” وهو بداية أسبوع الآلام المقدس والأحد السابع من الصوم الكبير والأخير قبل عيد الفصح المجيد أي عيد القيامة.

كما يسمى هذا الأحد أيضاً “أحد السعف” والسعف في اللغة العربية هي أغصان النخيل وكان العرب في الجاهلية يحتفلون بما يعرف “بيوم السباسب” وهو كما يذكر بعض المؤرخين كان عيدا للمسيحيين يعرف باسم عيد الشعانين.‏

“هوشعنا مبارَك الآتي باسم الربّ ملك إسرائيل”. هذا ما هتف به أهل أورشليم عندما دخل الرب يسوع إلى مدينتهم برفقة تلاميذه وأتباعه راكباً على ظهر جحش ابن أتان. دخل بمحبة ووداعة دون سلاح ومسلحين، ودون أبهة وجاه ومرافقين، ودون حراس ومراسيم. دخل بتواضع مبشراً بالسلام والتوبة والرجاء. ما دخل المدينة ليحارب وينتقم ويحكم ويحاكم، بل ليقدم ذاته فداءً عن الإنسان حتى يغفر له خطيئته الأصلية.

الفاتحون والعظماء والحكام كانوا في الأيام الغابرة يدخلون إلى المدن بكبرياء وتعالي واستكبار ممتطين الأحصنة أو واقفين على عربات تجرها الأحصنة، لأن الحصان في مفهوم العالم القديم كان يجسد معاني الحرب والعنف والقتل والاستكبار. أمّا يسوع فدخل بوداعة وتواضع وفرح. وقبل أن يدخل أورشليم توقّف في بيت عنيا حيث كان يسكن لعازر الذي أقامه من القبر مع شقيقتيه مريم ومرتا.، “بيت عنيا”، تعني بالعبرية “بيت الفقير، ودخول يسوع إليها قبل أورشليم هو علامة لقبوله الفقر وإفراغ الذات. فهو الفقير الذي افتقر لأجلنا وجاء ليقيم بين الفقراء، وليقيم الفقراء ويدخلهم ملكوته. لذا أضحت بيت عنيا الفقراء بشارة تذيع بالغنى الإلهي الذي حلّ فيها. ثمّ من بيت عنيا بالذات، كما في إنجيل لوقا، صعد الربّ إلى السماء حاملاً الفقراء ليجلس بهم عن يمين الله الآب.

بعد استراحة بيت عنيا دخل يسوع إلى أورشليم ليتمِّم كل النبوءات وكل عمل الرب أبيه منذ فجر التاريخ وكلّ مقاصده. كل هذه المقاصد اكتملت باستقرار الربّ يسوع لا على العرش السماوي، بل على عرش الحبّ المتمثِّل بالصليب. من هناك، من على الصليب، إذ كان على أهبة أن يسلم الروح قال: قد تمّ! قصد الله تمّ واكتمل. ثمّ أحنى رأسه وأسلم الروح.

سار الناس وراء يسوع عند دخوله أورشليم لتتم إحدى نبوات العهد القديم الواردة في سفر زكريا القائلة: “ابتهجي جداً يا صهيون، اهتفي يا بنت أورشليم. هوذا ملكك يأتي إليك، هو عادل ومنصور، وديع وراكب على حمار وعلى جحش ابن أتان” (زكريا 9:9) . تبعته الجموع لأغراض كثيرة، بعضهم استمع إلى تعاليمه وآمن به، والبعض الآخر تبعه لغاية الشفاء وسد الاحتياج، لاسيما بعد أن سمعوا عن قدرته على صنع العجائب. فكان في نظرهم الشخص المناسب لسد احتياجاتهم المادية. والبعض الآخر اعتقد بأن المسيح سيأتي ملكاً أرضياً يخلّص الناس من حكم الرومان، ويجعل النصرة للأمة اليهودية، ولكن خاب ظن هؤلاء عندما قال لهم يسوع إن مملكته ليست من هذا العالم.

دخل المسيح إلى أورشليم لكي يموت فيها، وكان أعلن: “ينبغي ألاّ يهلك نبي خارج أورشليم” ( لو13/33)، لأنها العاصمة الدينية والسياسية للشعب اليهودي، ولان فيها قُتل جميع الأنبياء، بسبب تسييس الدين المترجم بالنظام السياسي التيوقراطي. وقد انذرها بقوله: “أورشليم، يا قاتلة الأنبياء وراجمة المرسلين إليها. كم مرة أردت أن اجمع بنيكِ، كما تجمع الدجاجة فراخها تحت جناحيها، فلم تريدوا. هوذا بيتكم يترك لكم خراباً. فاني أقول لكم: لا ترونني بعد اليوم حتى تقولوا: مبارك الآتي باسم الرب” (متى23/37-39)

يسأل البعض لماذا هتفت الجموع، “أوصنا في الأعالي، مبارك الآتي باسم الرب” والجواب لأن المسيح هو من نسل داود، لذلك يُشار إليه بابن داود. وأما معنى كلمة أوصنا في الأعالي فهو: “لتصرخ الملائكة في العلاء منادية لله، خلّصنا الآن”، وهي دعوة شعب متضايق يطلب من ملكه أو إلهه أن يهرع إلى خلاصه. ومعنى كلمة أوصنا بحد ذاتها هو خلصنا الآن، وهي مقتبسة من المزمور 118: “آه يا رب خلص، آه يا رب أنقذ” (مزمور25:118). أما معنى بقية التحية، “مبارك الآتي باسم الرب”، فهي أيضاً اقتباس من المزمور 118 “مبارك الرب الذي يأتي إلى أورشليم” (مزمور26:11)

أما فرش الثياب وأغصان الأشجار في الطريق أمام المسيح فكان طقس تقليد في العهد القديم يشير إلى المحبة والطاعة والولاء. ويذكر الكتاب المقدس في سفر الملوك الثاني أن الجموع فرشوا ثيابهم وأغصان الشجر وسعف النخل أمام “ياهو” أحد رجال العهد القديم عندما نصّب نفسه ملكاً (2ملوك13:9). وأيضاً عندما دخل سمعان المكابي وهو قائد ثورة المكابيين إلى أورشليم بعد انتصاراته على الحاكم (انتيخوس أبيفانوس) الذي نجّس الهيكل وذبح الخنازير على المذبح وجعل أروقته مواخير للدعارة، وكان ذلك سنة 175 قبل الميلاد.

في عيد الشعانين نجدد الثقة بالفادي الإلهي “يسوع المسيح سلامنا” (افسس 2/14)، ونلتمس منه السلام الآتي من العلى. إننا نلتزم بان نكون فاعلي السلام، ومدافعين عن كرامة الشخص البشري وحقوقه الأساسية، ومساهمين في تعزيز انسنة حقيقية شاملة للإنسان والمجتمع. وهكذا ندرك أن “الشخص البشري هو قلب السلام” (البابا بندكتوس السادس عشر).

لما أسلم الروح أكد أنّ الله محبّة، وأنّ الله نور، وأنّ الظلمة لم تدركه.

لما أسلم الروح نفخ الروحَ القدس في العالم فانشقّ حجاب الهيكل ومنذ تلك اللحظة لم يعد هناك ما يفصل الإنسان عن الله. لذا قال بولس الرسول في رسالته إلى أهل رومة 08: “إنّي متيقّن أنّه لا موت ولا حياة ولا ملائكة ولا رؤساء ولا قوّات ولا أمور حاضرة ولا مستقبَلة ولا علْو ولا عمق ولا خليقة أخرى تقدر أن تفصلنا عن محبّة الله التي في المسيح يسوع ربِّنا”. الحجاب انشق وروح الله انسكب على العالَمين وبات بإمكان أيّ كان أن يصعد إلى ملكوت السموات بإيمان ابن الله، الذي هو الربّ يسوع إيّاه.

رموز أحد الشعانين

كلمة الشعانين: “هو شعنا”، أو “أوصنا” كلمة عبرية تعني، الله هو الذي أنارنا والذي لا يتركنا وهي هتاف شعبي يقول، “إن مجيء المسيح هو خلاص للعالم”.

اغصان (السعف) النخل وأغصان الزيتون: كان الناس يلوحون بأغصان النخل علامة للفرح، وقد اختلط النخل بأغصان الزيتون وكأن روح النصر قد امتزجت بروح السلام. سعف النخيل هي شعار للمدح وتعني الإنتصار. فقد كان الرب قادماً للانتصار على الموت بالموت، وأغصان الزيتون تشير إلى نبوات العهد القديم التي تفرش لنا طريق دخول المخلص إلى قلبنا، وشجرة الزيتون هي شجرة السلام في حين أن زيتها في العهد القديم اعتبره مقدساً وكان يمسح به الملوك علامة للخلود والأبدية.

تبارك ملك إسرائيل: لأنه هو في الحقيقة ملك سلام دون أي طمع أرضي ومملكته ليست من هذا العالم. بقيامته من بين الأموات نصّبه الآب ملكاً على جميع البشر.

أما تسميته “ملك إسرائيل” فهي ترمز إلى الملوكية عند اليهود. فاليهود ينتظرون يهوه ليملك العالم ورجاؤهم من هذا كان التحرير من الاحتلال الروماني. على كل حال مملكة الله ليست مكاناً ولكنها علاقة مميزة بين الله والبشر وبنوع خاص الفقراء.

صهيون: هي تلة في أورشليم، أما “بنت صهيون” فهو تعبير مرادف لأورشليم “الفردوس” في بعدها الديني والتي ترمز إلى السماء..

جحش ابن أتان: الحمار حيوان غبي وضعيف ودنيء ومثقل بالأحمال. هكذا كان البشر قبل مجيء المسيح إذ تلوثوا بكل شهوة وعدم تعقل وكانوا مثقلين بالأحمال يئنون تحت ثقل ظلمة الوثنية وخرافاتها. الأتان الأكبر سناً ترمز لمجمع اليهود إذ صار بهيمياً. لم يعطى للناموس اهتماماً إلا القليل، أما الجحش الذي لم يكن بعد قد استخدم للركوب فيمثل الشعب الجديد الحديث الولادة من الأمم.

مشهد الشعانين: يرمز بكلّيته إلى الدينونة الأخيرة وهو استباق لها، ففي الأيقونات خاصةً البيزنطية نشاهد السيد المسيح على جحش لكنه جالس بالمواجهة يتكلم مع المشاهد كأنه على عرش للمحاكمة ونرى التلاميذ على يمينه والفريسيين عن يساره.

“أيها الرب يسوع، أعطنا اليقين إننا: عندما نكون في الضيق، نشعر بأننا أقرب إليك؛ عندما يسخر منا الناس، أنت تشرّفنا؛ عندما يحتقرنا الناس، أنت ستمجدنا؛ عندما ينسوننا، نشعر بأنك تتذكرنا؛ عندما يهملوننا، نشعر بأنك تقرّبنا إليك. وأنت يا مريم، إياك نعظّم، لأنك قدّمتِ بين يديك للعالم الكلمة النور والهداية للعقول، واليوم تقدمينه للعالم قربان فداء وخبزاً للحياة الجديدة. للثالوث المجيد الذي اختارك كل مجد وشكر إلى الأبد آمين”.

**الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

phoenicia@hotmail.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

من تلفزيون الجديد فيديو مقابلة الكاتب السياسي الياس الزغبي/لا يزال هناك وجه إيجابي في محافظة بعض السياديين على المبادئ في تحالفاتهم الانتخابية

http://eliasbejjaninews.com/archives/63446

 

بعض عناوين مقابلة الكاتب السياسي الياس الزغبي من تلفزيون الجديد

تفريغ وتلخيص الياس بجاني بحرية وتصرف كاملين

26 آذار/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/63446

*انتقاد جريدة الأخبار اليوم للوزير بأسيل قد يكون لمصلحته ولتسويقه داخل المجتمع المسيحي.

*التيار الوطني الحر أصبح عملياً الشريك الرابع في المحاصصات والمغانم.

*باسيل أرضى حزب الله في عودته إلى التلحف بالتلاثية وهناك على ما يبدو تبادل أدوار بين ما يسمى فريق المقاومة والممانعة.

*وجود مرشح حزب الله على لائحة منفصلة عن لائحة التيار الوطني الحر في كسروان هي لتبادل المصالح وليس العكس.

*لم يكن هناك حقيقة إمكانية للتحالف بين الرئيس الحسيني والتيار الحر.

*ممكن تفسير بعض التمايز السياسي بين التيار الوطني الحر وحزب الله على خلفية بعض الضغوط الأميركية.

*لا يزال هناك وجه إيجابي في محافظة بعض السياديين على المبادئ في تحالفاتهم الانتخابية.

*الكتائب والقوات في نفس النهج والخط السيادي والوطني والاستقلالي.

*تحالف القوات والكتائب لا يضرب المبادئ الأساسية.

*لا أرى أن فريد هيكل الخازن هو في الخط السوري أو من حلفاء حزب الله الأساسيين… وفي حال فوزه لن يكون من ضمن 08 آذار.

*تحالفات تيار المستقبل 70% هي منطقية وصحيحة و30% هي متناقضة ومتخلخلة كما في زحله والبقاع والشمال.

*التيار الوطني الحر لا يزال ملتزم استراتجياً بورقة التفاهم مع حزب الله وتحديداً البند العاشر منها.

* كمراقبين لم نرى عملياً أن هناك تدخلاً كبيراً للسعودية في الانتخابات، وعلى ما يبدو لدى الرئيس الحريري هامشاً كبيراً من قبلها في التحالفات وفي اختيار المرشحين.

*هناك تلاقي مصالح مصلحية بين المستقبل والتيار الوطني الحر كما هو في ملف الكهرباء.

*الممارسة السعودية مع لبنان هي من ضمن التحالف مع بعض المجموعات على خلفيات إستراتجية وليس بمفهوم التبعية.

*لا أفهم كيف لا يمكننا المحافظة على الاستقرار وعلى المبادئ بنفس الوقت؟

*الرغبة السعودية الدائمة هي عدم انزلاق لبنان إلى الموقع الإيراني.

*لا أرى أن شعارات الرئيس الحريري هي انتخابية فقط… وهو يسعى ليعود بقوته النيابية رئيساً للحكومة وليس بمنة من عون أو حزب الله.

*لا أرى دعماً سعودياً مالياً انتخابياً في حين أن فلش المال في الطرف الآخر ظاهر للغاية..

*آفة استقدام المتمولين من قبل التيار الوطني الحر واستبدالهم بأصحاب النضالات والتضحيات أمر معيب وهو مفضوح. دخلنا في بزار مالي انتخابي مخيف.

*الرشاوات الانتخابية هي بالخدمات والتوظيف..

*معيب تحويل بعض مواقع الدولة الرسمية إلى مكاتب انتخابية..هذا استغلال فاضح للسلطة.

*رئيس حكومة و16 وزير مرشحين للانتخابات.

*لا مفاجئات كبيرة في نتائج الانتخابات..اقدر 16 نائباً للتيار الوطني و25 للمستقبل وارتفاع عدد نواب القوات..

*خرق لوائح الثنائية الشيعية ممكن في بعلبك وبعبدا…والمعارضة للثنائية الشيعية متنامية في وسط الطائفة الشيعية.

*من أهم حسنات القانون النسبي كسر الأحاديات الطائفية

 

الياس الزغبي سأل عن مدى تهديد الحملات الانتخابية مصير ربط النزاع بين المستقبل وحزب الله

الإثنين 26 آذار 2018 /وطنية - توقف عضو قيادة "قوى 14 آذار" الياس الزغبي في تصريح عند "حقيقة ربط النزاع بين "تيار المستقبل" و"حزب الله" ومصيره بعد الانتخابات"، وقال: "الواضح أن ربط النزاع يقتصر فقط على هدنة داخل السلطة والحكومة ولا يشمل الانتخابات النيابية، بفعل الحملات والشعارات القاسية المتبادلة". وسأل: "هل أن هذه الحملات هي مجرد لوازم انتخابية عابرة تنتهي فقاقيعها في 7 أيار، أم أنها تأسيس لإنهاء ربط النزاع ومعه ربما التسوية برمتها، على وقع السياسات الدولية والإقليمية المتشددة والمتفجرة؟".

 

أبونا جورج: الثائرُ حتّى الأبديّة!

الشدياق يوسف "رامي" فاضل/النهار" 26 آذار 2018

أيُّها الثائرُ حتّى الثمالة، لمَ استعجلتَ الانعتاق والانتقال؟

ألا تعلمُ أننا نحتاجك اكثر ممّا تحتاجك السماء؟! ألا تعلمُ أنَّك "الآن وهنا" حُرٌّ وحُرٌّ وحُرٌّ؟!

حُرٌّ من ألفِ جنسيةٍ وقوميةٍ! وحَيٌّ في مدى البشريّة الواسع وفي أصغرِ خليِّةٍ في جسدِ الإنسانيّة!

حُرٌّ من سجون الحروف وقوانينها! وحَيٌّ في نسمات الروحِ، حَيٌّ في كلّ ما في الكلمة من حرّية!

حُرٌّ من جدران الطوائف! وحَيٌّ في صميم المواطنة، وفي صلب معنى العلمانيّة!

حُرٌّ من عِقَدِ الأقليَّة! وحَيٌّ كالملحِ في الأرض، كالنور الذي لا يحدُّهُ عَدَدٌ، ولا تسجنه كميّة!

حُرٌّ حتى الجنون! حتّى تحطيم أغلال حاضرنا القويّة!

حُرٌّ حتّى صليب رَبِّكَ! وحَيٌّ في قيامتِهِ البهيِّة!

أيُّها المعمدانيّ الصراخ، من سيرفع الصوت الآن في وجه ألف هيرودُسٍ ينقبون أرض شرقنا وجلد إنسانه؟!

من سيحمل السوط ليطرد تجار الذنوب والألم من هياكلِ كنائسنا وهياكلنا؟!

مَن سيمُدُّ الجسور بين أبناء أدياننا الذين يقبعون في هاوياتٍ حفرها لهم ولاة المزارع السياسية؟!

يا صديقي! بالله عليك ألا يكفينا ديجورنا حتى تغمض نورك عن صفحات وجوهنا؟!

ألم تجد فينا مسيحًا واحدًا يكفيك حبُّهُ حتى قررت العبور إلى العناق الأبديّ مع يسوع المسيح؟!

أبونا! كما قلت لك سابقًا : لكَ ما تشاء! لكَ النصيب الأَحَبّ إلى قلبك!

ولكن... لنا ان نرثك! ولك منا أن نلتهم صفحاتك الإنجيلية بعطش الباحثين عن الحقيقة! لكَ منّا أن نقتدي بك كما أنت اقتديت بمسيحك!

لك منّا أن نقدّم لأخينا المسلم وجه يسوع الجميل في وجوهنا كما أنت قدَّمته!

لربِّك ولكَ منّا أن نشهَد للقيامة في أصغر تفاصيل يومنا وفي أعظم مواقف عمرنا! لا أن نقف حرّاسًا على قبورِ ماضينا!

أمّا الآن! فتقَدَّم! واذهب إلى حيث تعشق!

فأنت الآن حُرٌّ! حُرٌّ من قميصكَ الجلديّة! حُرٌّ من محدوديّة جسدِكَ! حُرٌّ من آلامك الفدائيّة!

حُرٌّ حتّى تتعَب من شغفِك الحريَّة!

 

أفصحُ ما تكونُ القحباء حين تُحاضر في العفاف
كمال يازجي/فايسبوك/26 آذار/18

هناك أناسٌ اعتادوا على ادعاء الفضيلة والتظاهر بالعِفّة وإطلاق الشتائم عشوائياً وقذف الآخرين بأقبح النعوت وعندما وصلوا الى السلطة انقضّوا عليها كالكلب الجائع ونهشوا لحمها بشراهة وتوافقوا مع أهل الفجور مارسوا الدعارة مع كل الذين كانوا قد شتموهم من قبل

ومع ذلك وبدلاً من أن يستتروا يملكون الوقاحة للإستمرار في إدانة الآخرين وإلقاء المواعظ رحم الله سعيد تقي الدين حين قال: "أفصحُ ما تكونُ القحباء حين تُحاضر في العفاف".

 

ريفي: لن يصدّق اللبنانيون "المرجلة" على المنابر الإنتخابية

"الجمهورية" - 26 آذار 2018/رأى اللواء أشرف ريفي، لـ"الجمهورية"، أن "المرجَلة بوجه "حزب الله" والنظام السوري على المنابر الانتخابية في عكّار وطرابلس، تتناقض مع الاستسلام للحزب على طاولة مجلس الوزراء في بيروت، فهي شعبَوية ازدواجية بالمعنى السلبي تتوهّم أنّها تستطيع الضحكَ على ذقون اللبنانيين، فمَن سلّمَ الرئاسة والحكومة وقانونَ الانتخاب وقرارَ البلد لـ"حزب الله"، لا يحقّ له المزايدة والهوبَرة على المنابر في عكّار وطرابلس، ومَن غطّى معركة "حزب الله" في جرود عرسال، ومَن قال إنّ "حزب الله" يشكّل عاملَ استقرار ولا يَستعمل سلاحه في الداخل، لن يصدّقه اللبنانيون، فمواقفُه هي مجرّد حملة إعلاميّة دعائية وليست معركة سياسية في وجه مشروع إيران في لبنان". ودعا ريفي الحريري إلى مناظرة أمام الرأي العام "الذي إليه نَحتكم"، وذلك بعدما اتّهَمه بأنه "يحاول تضليلَ الناس اليوم وتصويرَ الأمر وكأنه خلافٌ شخصيّ وهو يحاضر بالوفاء، فيما يَعرف الجميع أنّ خلافنا سياسيّ لأننا رَفضنا الخيارات الخاطئة التي كرّست الوصاية على لبنان".

 

في معلومات خطيرة.. حزب الله يدير بعض لوائح الإنتخابات وتحديداً في كسروان وجبيل

صوت بيروت انترناشونال/26 آذار/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/63454

حصلت راديو صوت بيروت انترناشونال على معلومات تفيد بأن حزب الله نفذ خطة خطيرة للتحكم بالعملية الانتخابية ونتائجها في كسروان وجبيل وهو لجأ الى سيناريوهات عدة لذلك ابرزها:

١- تشكيل لائحة مستقلة مهمتها سحب ٥٠٠٠ ناخب مسيحي للتصويت للحزب من خلال استنهاض “سرايا المقاومة” في المنطقة وهم ينتمون الى الحزب السوري القومي الاجتماعي في ساحل فتوح كسروان خصوصا بلدة نبيل العلم قاتل بشير الجميل في العقيبة، ووسط كسروان خصوصا بلدة عشقوت.

كما تضم “سرايا المقاومة” عناصر سابقين في حزب الكتائب كجوزف الزايك والقوات اللبنانية كحنا العتيق، وخلايا مخابراتية عملت مع الوزير الراحل ايلي حبيقه.

٢- اختراق منسق مع النائب السابق فريد هيكل الخازن للائحة التي شكلها من خلال وضع الامكانات اللوجستية للحزب بتصرف الخازن وابرزها المسؤول الاعلامي في سرايا المقاومة روني الفا الذي تولى مهمة ادارة الماكينة الاعلامية للخازن بعدما كان شغل منصبا مماثلا مع الوزير طلال ارسلان المعروف بعلاقته الوطيدة بكل من النائب سليمان فرنجية والرئيس السوري بشار الأسد.

٣- ادخال الرئيس نجيب ميقاتي الذي تولى رئاسة حكومة حزب الله بعد ما عرف بعملية القمصان السود في بيروت قبل ٨ سنوات على خط دعم فريد هيكل الخازن. فبالاضافة الى وضع خبرة روني الفا الاعلامية الذي يشغل ايضا منصبا استشاريا في شركة ليبان بوست التابعة لميقاتي، نجح حزب الله في وضع الاعلامية يولاند خوري على اللائحة وهي التي كانت تتولى مهمة الاعلام الخارجي في رئاسة الحكومة التي شكلها حزب الله برئاسة الرئيس نجيب ميقاتي على مدى ٤ سنوات.

وستكون مهمة خوري تشتيت صوت الكتائبيين واستقطاب الاصوات النسائية ومؤيدي ١٤ آذار بحجة كونها مذيعة سابقة في تلفزيون ال بي سي بما يسمح بتقدم النائب جيلبيرت زوين بالاصوات التفضيلية على مرشح الكتائب شاكر سلامة لضمان فوز زوين الى جانب فريد الخازن في حال تمكنت لائحة الخازن من الفوز بأكثر من مقعد واحد.

https://www.sawtbeirut.com/lebanon-news/%D9%81%D9%8A-%D9%85%D8%B9%D9%84%D9%88%D9%85%D8%A7%D8%AA-%D8%AE%D8%B7%D9%8A%D8%B1%D8%A9-%D8%AD%D8%B2%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D9%8A%D8%AF%D9%8A%D8%B1-%D8%A8%D8%B9%D8%B6-%D9%84%D9%88%D8%A7/

 

هكذا فشلت عملية إختطاف الشيخ حسن مشيمش

جنوبية/26 آذار/18/وردنا من الشيخ حسن مشيمش النص التالي:

منذ شهرين طلب مني حسين دبوس الشيعي اللبناني المقيم في باريس فرنسا واسمه على الفايسبوك Hussein Dabos Dabos طلب مني عنوان بيتي لكي يزورني فقلت له ممنوع أي شيعي لبناني يزورني قبل ان يبعث لي صورة عن هويته على الواتساب لكي أتحقق من حالته ، فابعث لي صورة عن هويتك وبعد ذلك أحدد لك ما إذا كان مسموحا لك بزيارتي أم لا . فقال لي غدا أبعثها لكم ، فلم يبعثها ولم أكترث مطلقا لإعراضه عن زيارتي لا له ولا لغيره حينما يعرضون عن زيارتي وتستمر حياتي بصورة طبيعية جداً ولله الحمد والشكر.

وفي يوم 22 من هذا الشهر الجاري اتصل بي هاتفيا وقال لي متى جلستك في باريس في مكتب التحقيق حول اللجوء السياسي؟ قلت له غدا في يوم 23 يوم الجمعة سأنزل لباريس اليوم في 22 وأنام عند صديقي . قال لي بيتي بخدمتك وأنا شوڤر تاكسي في باريس سأجعلك تشاهد باريس كلها والسفارة السعودية ترغب بلقائك هكذا أخبرني أصدقائي فيها .قلت له لا مانع عندي تفضل وخذني من محطة القطار في الساعة 8 ونصف مساءً . قال لي ان شاء الله . وصلت الى محطة القطار وخرجت الى الشارع وبرفقتي شابان من شباب المعارضة السورية للديكتاتور بشار الأسد واتصلت به هاتفيا فقال لي 10 دقائق وسيكون السائق بخدمتك فانتظر .انتظرت 10 دقائق في الشارع العام وبجانبي الشابين السوريين المعارضين للديكتاتور بشار الأسد وفي هذه الأثناء توقفت سيارة تاكسي بقيادة وجه عربي 100% فعرض علينا التاكسي فرفضت .

اتصلت به هاتفيا مرة أخرى فطلب مني عنوان الشارع لأن سائقه ضل الطريق؟فتكلم معه صديقي المعارض السوري بلهجة سورية فأدرك أن برفقتي سوري وقال له بالدقة اسم الشارع وقال له واعجبا نحن على بوابة محطة القطار وعلى بوابة أشهر أوتيل في باريس بجانب المحطة فهل من المعقول أن يضل سائقك الطريق ويضيع ؟! قال له 10 دقائق ويكون بخدمتكم!؟ بعد مضي 10 دقائق أخرى من دون أن يأتي اتفقنا وأجمعنا أنا والشابان رفاقي من المعارضين السوريين بأن حسين دبوس رجل مشبوه ولا يجوز أن نركب التاكسي التي تتوقف مطلقا يجب الركض باتجاه المترو فركضنا باتجاه المترو وإذ بحسين دبوس يتصل بي هاتفيا ويقول لي يا مولانا لقد أدركك السائق وشاهدك تدخل المترو فارجع ولا تدخل المترو فهو بخدمتك؟! اقفلت الخط بوجهه وعملت له حظراً . حينها اتصل بي برقم هاتف آخر وقال لي أتيت بكلاب سوريين لكي يحموك أنت وتاجر المخدرات عباس الجوهري تبعك الموقوف بالزنازنة كذا كذا.

حينها تبين لنا بالقطع واليقين أننا نحن تحت نظره لكنه تفاجئ بوجود شابين سوريين برفقتي .وقال لي هاتفيا: أنت مش شيخ أنت كذا وكذا لأنك اقفلت الخط بوجهي وعملت لي حظرا ظنا منك بأنني من حزب الله كلا أنا لست من الحزب ولا مع اي طرف؟!

قلت له أنت مجرم خريج مدرسة الإجرام وأستاذها الطاغية الفرعون الصغير القاتل بالغدر والغيلة حسن نصر الله، سوف أجعلك أنت وعصابتك في باريس تدركون بأنكم هنا في فرنسا دولة القانون والعدالة والحرية، ولستم في الضاحية الجنوبية في دويلة زنيمكم حسن نصر الله ايها المجرم فانتظر عدل فرنسا وقانونها .

 

جلسة عامة الاربعاء والخميس نهارا ومساء لدرس واقرار موازنة 2018 وملحقاتها

الإثنين 26 آذار 2018

وطنية - قرر رئيس مجلس النواب نبيه بري، بعد التشاور مع هيئة مكتب المجلس حول جدول اعمال الجلسة العامة، الدعوة الى عقد جلسة عامة يومي الاربعاء والخميس في 28 و 29 الجاري نهارا ومساء بدءا من الساعة الحادية عشرة صباحا، وذلك لدرس واقرار موازنة العام 2018 وملحقاتها.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الاثنين في 26 آذار 2018

النهار

وزير في وزارة خدماتيّة وقع عقودا لسائقين جدد من دون وجود سيارات في برنامج تابع للوزارة حتى نهاية السنة ‏ويتقاضون رواتبهم بشكل منتظم،فيما لا يتقاضى الموظفون في البرنامج منذ 10 سنوات، رواتبهم من ثلاثة شهور.

حرص النائب جنبلاط على أن يزور وفد من اللقاء الديمقراطي النائب إيلي عون لشكره على الدور الذي قام به بحيث ‏حالت الظروف والتحالفات بأن يكون مرشحًا على اللائحة الجنبلاطية.

عادت مواقع التواصل الإجتماعي لتشتعل بين أنصار النائب جنبلاط والوزير أرسلان بعد شهر عسل لم يدم طويلاً بين ‏الطرفين على خلفيات إنتخابية.

الجمهورية

شكا بعض المرشحين ممّا سمّوها "عمليات إحتيال" تتمثل بإستطلاعات وهمية تمنح لبعض المرشحين لقاء مبالغ ‏طائلة وتبيّن أنها لا تمتّ إلى الواقع بصلة.

قال أحد القريبين من أحد المراجع إنه سيفجِّر بعد فترة "قنبلة سياسية" يكشف فيها ممارسات مَن سمّاهم "بعض ‏المحظوظين" وتوجُّهاتهم السياسية الحقيقية.

لاحظت أوساط سياسية أن خوض مُرشحَين من العائلة نفسها في دائرة في محافظة جبل لبنان ستقسُم الأصوات بينهما ‏إلى حدّ الخسارة.

اللواء

لم تنفع الإتصالات المكثفة التي جرت بين ممثلي تيارين سياسيين بارزين في حلحلة العقد الإنتخابية التي حالت دون ‏التوصل إلى إتفاق "الحد الأدنى" في عدد من الدوائر!

فوجئ عدد من النواب الحاليين في تيار سياسي مسيحي بقرار عدم ترشيحهم في "اللحظة الأخيرة"، بحجة إعتبارات ‏إنتخابية وتحالفية!

برزت على مواقع وسائل التواصل الإجتماعي البيروتية إنتقادات لاذعة للعودة إلى شعارات عام 2009 في خطاب ‏تيار المستقبل، وتعارضه مع الواقع السياسي والحكومي الراهن!

المستقبل

يقال

ان اهالي منطقة بعلبك الهرمل فوجئوا خلال الايام الأخيرة بموجة خدمات لنتخلبية غير مسبوقة من قبل مسؤولي ‏حزب الله في المنطقة حيث يقومون بتوزيع قسائم مازوت ( 500 ليتر لكل منزل ) وقسائم شرائية مجانية لاستمالة ‏الناخبين .‏

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الإثنين في 26/3/2018

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

منتصف الليلة تنتهي مهلة تسجيل اللوائح الإنتخابية ولم يعد هناك أي مستور واللعبة الديمقراطية تتم على المكشوف نتيجة القانون الجديد الذي قد تكون أولى إيجابياته هذه الصورة رغم سيئاته الكثيرة وأبرزها ما هو طائفي ومذهبي ومناطقي. وعلى الرغم منذ ذلك تشتد أعمال الماكينات الإنتخابية التي لم يعد أمامها سوى أقل من أربعين يوما.

في هذا الوقت بركة السيدة العذراء غلفت الجو اللبناني وعيدها جمع اللبنانيين مسيحيين ومسلمين في لقاء في القصر الجمهوري وقف فيه المطران مع الشيخ في ظل تلاوة واحدة من الانجيل والقرآن.

وفي السراي الكبير كان لقاء لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية مع خمسمائة مختار.

وفي السياسة أعلن النائب ابراهيم كنعان إقرار موازنة 2018 في لجنة المال وقد دعا الرئيس بري لعقد جلسة عامة لدرسها يومي الأربعاء والخميس المقبلين وذلك لإقرارها.

وفي طرابلس كان إعلان للائحة الكرامة الوطنية والوزير السابق فيصل كرامي ألقى كلمة خاطب فيها الحشود بأنهم الفيصل في الإنتخابات.

* مقدمة نشرة أخبار "الجديد"

عند التقاء العقربين منتصف الليل تقفل بوابة الداخلية على آخر اللوائح الانتخابية وإذا كان تشكيل اللوائح وإعلانها قد مرا بردا وسلاما فإن الجديد تلقت عقصة من حيث لا تدري. فالجديد غير مرغوب فيها في وزراة الداخلية بقرار من الوزير نهاد المشنوق أبلغته المديرة العامة لمراسلة الجديد. المديرة قررت على لسان الوزير. الوزير نفى علمه بالأمر ومع تقاذف المسؤولية بين رؤوس الداخلية تبين أن محمد بركات أحد المستشارين اتخذ صفة الهجوم احتجاجا على حبر أهدرت عليه الملايين لزوم القرطاسية الانتخابية وتناولته الجديد في أحد التقارير الإخبارية. في المشهد وقبل انتصاف الليل خرج من "القلة" كثير من "الكرامة" فمن حيث وقف الرشيد راسما أحلام التغيير نحو دولة القانون والمؤسسات ومن حيث قبض "العمر" على الجمر مطلقا شعاره التاريخي"الكرامة أغلى من المال" وقف الفيصل بين أيادي أهل طرابلس الذين أتوه من حارات "الغلابة" لا من بونات البنزين ولا المال السياسي ولا السلطة جاؤوا كثرا أملا بالخلاص و" يحلوا عن سمانا الزرقا" بحسب تعبير فيصل كرامي الذي أضاف إنه وأفراد اللائحة سيكونون نواب "النق" والصوت العالي والمشاكسات والازعاج. وقال كرامي إن الدولة مفلسة ومنهارة وما نحتاج اليه مبادرة إنقاذية وعاجلة لا خرزة زرقاء ولا نضوة حمراء وأشار كرامي إلى أنهم يريدون أن يعيشوا وجعنا وهم لا يعرفون سعر ربطة الخبز وختم بالقول أرشح نفسي لأكون صوتكم الفيصل بين مرجعية المدينة والتبعية إلى الخارج بين قرارات طرابلس والقرارات المستوردة.

وإذا كان لبنان قد قطع نصف الشوط نحو التصفيات النهائية في السادس من أيار فإن آذار الغوطة وعفرين انتهى بالتعادل على ملعب الكبار وبما يشبه التقاسم لا التقسيم بدا واضحا أن ملامح صفقة كبيرة ارتسمت على خط إنهاء ملف الغوطة الشرقية لحماية العاصمة دمشق بالتزامن مع سيطرة تركيا الكاملة على عفرين في إطار عملية غصن الزيتون. واللافت أن إحكام الجيش التركي قبضته الكاملة على عفرين في ظل صمت روسي، في مقابل إحكام الجيش السوري سيطرته على الغوطة الشرقية في ظل تسهيل تركي غير معلن، ورضى أميركي مستتر، يعكسان ما يتردد عن صفقة كبيرة، وما يمكن أن ينتج عنها من اتفاقيات قد تبصر النور قريبا.

* مقدمة نشرة أخبار "المنار"

غدا يوم انتخابي آخر، يسقط المرشحون الفرادى منتصف هذه الليلة لتكمل اللوائح المستوفاة لشروط المعركة.

معركة يخشى أن تكون مشرعة على استخدام شتى أنواع الاسلحة اللفظية. فمن سيلزم المتسابقين بعد الان بالميثاق الاخلاقي، والجهة المعنية بالسهر على تطبيقه تفلتت من كل المعايير، وتنزل بالخطاب الى الدرك الاسفل بحق بعض أهل بيروت.

هؤلاء الذين رفضوا الاهانة، فقرروا الاحتكام للقضاء لا للغة الزقاق، دعوى ضد وزير الداخلية نهاد المشنوق على أمل ان لا يشنق القضاء بمقصلة السياسة.

وعلى أمل أن يشنق العدوان بمقصلة الجيش واللجان ومن ورائهم شعب جبار، يرسل اليمنيون مجددا رسائل بكل الاتجاهات، صلية من الصواريخ نحو الرياض ومدن سعودية، فيما صنعاء تحتضن تظاهرة جماهرية كبرى في الذكرى الثالثة للعدوان، والمعادلة يثبتها رئيس المجلس السياسي الأعلى صالح الصماد أوقفوا العدوان نوقف الصورايخ، على أن الصورايخ التي أصابت مراكز القرار السعودية لم تكن عسكرية فحسب، بل أرسلت دمشق اليوم صاروخا سياسيا من العيار الثقيل، وزير الخارجية وليد المعلم يطير الى مسقط للبحث مع القادة العمانيين الاوضاع الراهنة في المنطقة وتعزيز العلاقات.

علاقات روسيا مع الغرب تشهد المزيد من التدهور، التزاما بالاوامر الاميركية، أكثر من خمس عشرة دولة تأمر بطرد نحو سبعين دبلوماسيا روسيا، وموسكو تعد بالرد.

والمقاومة الفلسطينية كانت تعد بالرد ايضا على اي مغامرة اسرائيلية جديدة ضد غزة، على ان هناك رادعا آخر غير المقاومة وهو العيب الذي ظهر في نظام القبة الحديدية حين انطلقت صورايخها مع زخات من عيارات نارية من اسلحة المناوارت في غزة، اخفاق وصفه قادة عسكريون صهاينة بالفضيحة.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ال بي سي"

أربع ساعات، من الآن وحتى منتصف هذه الليلة، ويقفل باب تسجيل اللوائح في وزارة الداخلية والتي بلغت حتى إعداد هذه النشرة أكثر من سبعين لائحة...

صحيح أن المقارنة لا تجوز بين ترشيحات اليوم وترشيحات الانتخابات السابقة بسبب اختلاف القوانين، لكن يمكن تسجيل أن لوائح انتخابات الـ2018 هي الأكثر في تاريخ الإنتخابات النيابية في لبنان، وأهمية هذا المعطى ان هذه اللوائح هي نهائية ولم يعد بالإمكان سحبها او الإنسحاب منها...

وعليه فإن المعركة تفتح على مصراعيها اعتبارا من يوم غد السابع والعشرين من آذار لتنتهي مساء السادس من أيار مع إقفال صناديق الإقتراع، وعلى مدى الأربعين يوما المتبقية، إنكشفت أوراق الأحزاب والتيارات والأفرقاء، وفي عناوين هذه الأوراق أن معظم مبادئ الأحزاب والتيارات قد سقطت لمصلحة... المصلحة الإنتخابية.

هناك لوائح ضمت تركيبات "لا تركب على قوس قزح"، فسقطت مقولة أن أحزابا تواجه أحزابا، ليظهر من تركيب اللوائح أن في كل لائحة هناك خليط هجين من الأحزاب والعائلات والتيارات التي لا يجمعها أي جامع مشترك، حتى ان هناك لوائح لا يتبادل بعض أعضائها التحية، فأي مجلس نيابي سيولد من هذه المفارقات؟

أما الملف البارز الذي خرج إلى العلن اليوم، فهو انفجار الوضع بين رئيس التفتيش المركزي جورج عطيه ورئيس دائرة المناقصات الدكتور جان العليه، على خلفية تضييق رئيس التفتيش على الدكتور العلية.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ان بي ان"

هي ساعات فاصلة قبل انتهاء مهلة تسجيل اللوائح الانتخابية التي رست بورصتها عند 73 لائحة مسجلة حتى الآن والحبل ع الجرار اما الدائرة التي استحوذت على العدد الاكبر من اللوائح المسجلة فكانت بيروت الثانية مع ما يعنيه ذلك من حماوة انتخابية مرتقبة اما من لم يجد من المرشحين لائحة تستقبله فلجأ الى احد خيارين اما الانسحاب بصمت بعد تسجيل موقف وقبل سقوط الترشيح تلقائيا عند منتصف هذه الليلة او الانسحاب مع جلبة بل ومناداة لبيع موقفه الى هذا الطرف او ذاك في محاولة لقبض الثمن في استحقاقات مستقبلية وقبيل التوجه الى مؤتمر سيدر في السادس من شهر نيسان المقبل انجزت لجنة المال دراسة مشروع موازنة العام 2018 فيما قرر رئيس مجلس النواب نبيه بري وبعد التشاور مع هيئة مكتب المجلس الدعوة لعقد جلسة عامة يومي الاربعاء والخميس المقبلين صباحا ومساء لدرس واقرار الموازنة وملحقاتها.

فيما يعقد مجلس الوزراء جلسة يوم غد في بعبدا لبحث جدول اعمال الجلسة السابقة بالاضافة الى عشرة بنود جديدة.

وعلى المستوى الدولي اشتباك ديبلوماسي حام .. بين حلفاء كل من لندن وموسكو، الولايات المتحدة وكندا و14 من الاتحاد الاوروبي ودول من اوروبا الوسطى قررت طرد ديبلوماسيين روس ردا على تسميم العميل الروسي سيرغي سكيفال. في المقابل توعدت موسكو بالرد بالمثل خلال ايام على هذه الدول مع تأكيد الكرملين مجددا على ان لا علاقة للروس في قضية سكيفال.

* مقدمة نشرة اخبار ال "ام تي في"

بعد 4 ساعات و15 دقيقة تقريبا تنتهي مهلة تسجيل اللوائح في وزارة الداخلية، قبل قليل بلغ عدد اللوائح 76 لائحة وهو عدد كبير اذا ما قسم على عدد الدوائر الانتخابية الـ15، اذ يعني ان عدد اللوائح في كل دائرة هو 5 لوائح، الرقم الكبير يؤشر الى وجود معارك انتخابية قاسية في معظم الدوائر الانتخابية وقد بدأ يتجلى عبر ارتفاع حدة الخطاب السياسي. على اي حال غدا يوم آخر اذ تبدأ المرحلة الاخيرة من السباق نحو ساحة النجمة وهي مرحلة محفوفة بالمخاطر من مطبات ومن مفاجآت بسبب الحاصل الانتخابي والصوت التفضيلي الممزوجين بالمعايير المذهبية والمناطقية.

ماليا لجنة المال والموازنة النيابية نجحت في سباقها مع الوقت ومع سيدر يوحد وهي انجزت اليوم المواد القانونية لذا قرر الرئيس بري عقد جلسة عامة يومي الاربعاء والخميس المقبلين لاقرار الموازنة في الهيئة العامة..

توازيا انعقد اليوم في باريس الاجتماع التحضيري لمؤتمر سيدر وقد شاركت فيه اكثر من 40 دولة.

اقليميا التصعيد سيد الموقف يتجلى باطلاق 7 صواريخ باليستية من اليمن باتجاه الاراضي السعودية وقد توالت الادانات المنددة بالاعتداء حتى من دول لا تتوافق مع السعودية عادة في السياسة الخارجية كدولة قطر مثلا.

* مقدمة نشرة أخبار "المستقبل"

هو يوم بإمتياز لتسجيل اللوائح الانتخابية رسميا في وزارة الداخلية، حيث تنتهي المهلة بعد أربع ساعات ونصف الساعة من الآن. وقد شهد اليوم الأخير تسجيل إثنتين وأربعين لائحة، ليرتفع عدد اللوائح المسجلة حتى السابعة من هذا المساء إلى ثلاث وسبعين لائحة.

تسجيل اللوائح ترافق مع إنتهاء المفاوضات بين القوى السياسية، كما ترافق مع إنسحابات لا سيما من دائرة بعلبك الهرمل, لصالح اللائحة المدعومة من تيار المستقبل، بعدما شهدت إحتفالات إعلان لوائح التيار في عكار وطرابلس المنية الضنية مشاركة شعبية كثيفة غير مسبوقة.

اللافت في اللوائح حتى الآن؛ أن مناطق نفوذ تيار المستقبل شهدت العدد الأكبر، ففي دائرة بيروت الثانية تم تسجيل تسع لوائح، وفي دائرة طرابلس المنية الضنية ثماني لوائح، مقابل لائحتين فقط في دائرة صور الزهراني، وأربع لوائح في دائرة النبطية بنت جبيل مرجعيون حاصبيا، حيث نفوذ حركة أمل وحزب الله.

اقتصاديا انهت لجنة المال والموازنة دراسة مشروع الموازنة واحالته الى الهيئة العامة التي حدد الرئيس نبيه بري يومي الاربعاء والخميس المقبلين, موعدا لها، لمناقشتها، مما يعني ان لبنان سيشارك في مؤتمر باريس في السادس من الشهر المقبل، بعد اقرار الموازنة.

اقليميا؛ اعتبر رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري ان اطلاق صواريخ باليستية على المملكة العربية السعودية؛ محل ادانة كل العاملين على وقف الحرب في اليمن وعلى المجتمع الدولي ان يتحمل مسؤولياته في هذا الشأن، وبذل الجهود لمنع تفاقم الاوضاع، والتكامل مع الجهود الصادقة التي تبذلها المملكة في هذا السبيل.

* مقدمة نشرة أخبار ال "او تي في"

في دائرة شمالية، تحالف أضداد في السياسة، متناقضون في الاستراتيجيا، ومختلفون حتى في النظرة إلى الجغرافيا.

وفي الدائرة عينها أيضا، إلى جانب ثانية بقاعية، وأولى بيروتية، اتفق انتخابيا، من دوَّخ اللبنانيين منذ سنتين على الأقل، بأخبار الخلافات والمزايدات والنهم السياسي على صحن شعبي واحد.

أما في عكار، وبعلبك-الهرمل، والشوف وعاليه، فلم انتخابية تحت عنوان "البحصة"، بين من قيل إنه سبب تكونها، ومن قيل في المقابل إنه أراد بقَّها.

هذا في الوصف. أما في رد الفعل الإعلامي والسياسي، فصمت مطبق. هنا، لا تحليل ولا تنظير ولا حتى مجرد سؤال...

في المقابل، ثمة طرف واحد لا يحق له ما يسمح لسواه. طرف واحد ينبغي أن يهاجم دائما، وأن تشوه مواقفه دائما، وأن يتعرض دائما لحملات في كل اتجاه: إذا شكل لوائح من مناصريه فقط، قيل إنه منغلق ومنعزل. وإذا بسط ذراعيه ليضمَّ شخصيات وفاعليات وطاقات، في سياق امتداده على مساحة الوطن، قيل إنه خرج على المبادئ، وساير من أجل المال، ولهث خلف كرسي...

ليس في ما سبق أي جديد. فهو مشهد، وهي توصيفات اعتادها اللبنانيون. أقله منذ السابع من أيار 2005. حينها كان تسونامي، كما قيل. مشهد أخاف كثيرين، لكنه انتصر. انتصر بهم وليس عليهم. تماما كالقيامة التي تنتصر بالآلام التي من دونها لا قيامة...

اليوم بداية أسبوع الآلام، وفي الغد القريب، قيامة، يؤمن اللبنانيون أنها آتية، وأنها أقرب مما يتصوره البعض.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

عون: قضية اللاجئين باتت تشكل تهديداً وجودياً

بيروت – “السياسة”/26 آذار/18/طالب رئيس الجمهورية ميشال عون، المفوض الأوروبي لسياسة الجوار ومفاوضات التوسع جوهانس هان، بأن تفتح الدول الأوروبية أسواقها للصادرات اللبنانية التي تتطابق مع المعايير والمواصفات الأوروبية، وذلك لتعزيز اتفاق الشراكة بين لبنان ودول الاتحاد الأوروبي وفق الأولويات المحددة. وأبلغ الرئيس عون المسؤول الأوروبي، أن لبنان أطلق رزمة مشاريع إصلاحية وعزز إجراءات مكافحة الفساد، كما أقرّ قانون الشراكة بين القطاعين العام والخاص بهدف تحفيز الاقتصاد المنتج، داعياً إلى تحويل الوعود التي تلقاها لبنان من المجتمع الدولي لمساعدته إلى خطوات عملية يؤمل أن تترجم خلال مؤتمر “سيدر”، الذي يعقد في باريس في السادس من أبريل المقبل. وأشار إلى أن قضية اللاجئين السوريين في لبنان باتت تشكل تهديدًا وجوديا، سيما وأنه لم يعد في مقدور لبنان أن يتحمل بقاءهم لفترات غير محددة، نظراً للتداعيات الأمنية والاقتصادية والاجتماعية والصحية الناتجة عن هذا الوجود. ودعا رئيس الجمهورية الموفد الأوروبي إلى دعم دول الاتحاد للموقف اللبناني، في ظل ما يواجهه من تحديات، سيما منها التهديدات الإسرائيلية التي تتكرر من خلال الخروقات المستمرة للسيادة اللبنانية في البر والبحر والجو. من جانبه، أكد المفوّض الأوروبي للرئيس اللبناني أن الاتحاد يقف إلى جانب لبنان ويواصل تقديم الدعم المطلوب في المجالات كافة، سيما دعم الموقف اللبناني من مبدأ النأي بالنفس

 

الحوت رداً على الحريري: التسويات الثنائية سهّلت وضع اليد على لبنان وبيروت

بيروت – «السياسة»:26 آذار/18/اعتبر نائب «الجماعة الإسلامية»، المرشح للانتخابات النيابية على لائحة «بيروت الوطن»، عماد الحوت، أنه «بغياب البرامج والمشاريع التي تطرح على المواطنين، لجأت قوى سياسية إلى اعتماد الغرائز وإحياء الخطابات المذهبية والطائفية، لتصبح المعركة مجموعة في وجه أخرى، بدلا أن تكون تنافس على مصلحة المواطنين من خلال برامج ومشاريع». واعتبر في تصريحات لـ«السياسة»، أن «هذا الجو يوتّر الشارع في لبنان ويزيد حجم الانقسام بين أبنائه، لكن في المقابل فإنني أعتقد أن هذا النوع من المتاجرة بمشاعر اللبنانيين، سرعان ما سيزول بعد انتهاء الانتخابات وانتهاء الحاجة إلى هذا الخطاب، ليجلس الجميع معاً على طاولة واحدة، وكان الأولى أن لا نثير اللبنانيين بعضهم في وجه بعض لغايات انتخابية، ثم بعد ذلك نعود إلى التسويات الثنائية بعيداً عن المصلحة العامة». ولفت إلى أن «الوعي عند الناس أصبح أكبر من هذا النوع من الخطابات وبالتالي فإن المزاج البيروتي حسب رأيي، سيكون واعياً لناحية التأكيد على موقع بيروت في منظومة الدولة اللبنانية وفي منظومة أخذ القرار، وهو أيضاً سيكون رافضاً لمنطق التسويات الثنائية كما سيكون في جزءٍ لا بأس به، رافضاً لمبدأ استثارة أبناء بيروت بخطاب مذهبي أو طائفي». وإذ رفض الدخول في سجال مع الرئيس سعد الحريري أو غيره من الجهات المتقدمة للانتخابات، قال إن «المواطن البيروتي يستأهل أن نتقدم إليه ببرامج وبمشاريع وبخيارات متعددة، يستطيع أن يختار من بينها، لا أن نلزمه بخيار وحيد ونعتبر أن كل من يخالف هذا الخيار إما خائن أو عميل»، مشدداً على أن «هناك من يريد أن يضع اليد على لبنان وليس فقط على بيروت. وقال إن «المشكلة هي أن من يتكلم اليوم عن مواجهة هذا الخيار، هو من سهّل عملية وضع اليد من خلال التسويات الثنائية والحوارات الثنائية، بدلا أن نذهب إلى حوار وطني جامع لنتفق على مسلمات مشتركة لكل اللبنانيين»، مضيفا «أذكر اللبنانيين أن من قدم التسهيلات لهذا الفريق عبر الحكومة، هو مسؤول عن عملية وضع اليد». وشدد على أنه «ليس هناك إخوان مسلمون في لبنان، كما يدّعي البعض، بل هناك مجموعة لبنانية إسمها الجماعة الإسلامية، وهي مجموعة سياسية لبنانية من حقها أن تمارس العمل السياسي».

 

القضاة في لبنان واصلوا الاعتكاف وهددوا بمقاطعة الاستحقاق البرلماني

المرشحون في لبنان يستخدمون كافة الأسلحة في الحرب الانتخابية وتشكيك بعون والحريري والوزراء بتسخير المؤسسات لمصالحهم

بيروت – “السياسة”/26 آذار/18

مع إقفال باب تسجيل اللوائح الانتخابية منتصف الليلة الماضية، ارتفعت حرارة الاحتقان الانتخابي بين المكونات السياسية التي تجاوزت الخطوط الحمر في التراشق الكلامي العالي النبرة الذي ساد في الساعات الماضية، والمرشح للتصاعد مع بدء العد العكسي للانتخابات النيابية في 6 مايو المقبل.

وقد بدا واضحاً أن كل طرف سياسي لا يتورع عن استخدام كافة الأسلحة التي بإمكانه استخدامها في حربه الانتخابية الضروس التي يخوضها ضد الطرف الآخر، بغية تهميش صورته أمام الناخبين، بما فيها استرجاع الماضي واستحضار كل ما يسيء إلى صورة الآخرين، على ما تشهده الساحة السنّية مثلاً بين رئيس الحكومة سعد الحريري وخصومه انتخابياً وفي مقدمهم الرئيس نجيب ميقاتي واللواء أشرف ريفي. وفي هذا السياق، لفت “لقاء سيدة الجبل” إلى استمرار تدخل رئيس الجمهورية ميشال عون في الشأن الانتخابي واستغلال رئيس الحكومة والوزراء مناصبهم الرسمية خدمةً لمصالحهم الانتخابية وتسخير مؤسسات وأجهزة ومقدرات الدولة لذلك. كذلك سجّل اللقاء غيابا مشبوها وغير مبرر لهيئة الإشراف على الانتخابات، التي عليها التحرّك تلقائياً للتحقيق بالخروقات التي يتداول بها الرأي العام، إضافة إلى ازدواجية الخطاب السياسي الذي يراوح بين ضرورات التسوية مع “حزب الله” والتبريد معه في الحكم والحكومة، وضرورات الشأن الانتخابي. وتعليقاً على سجال الحريري ميقاتي، غرّد رئيس لقاء الاعتدال المدني النائب السابق مصباح الأحدب بالقول “الرئيسان ميقاتي والحريري يتقاذفان التهم بين العمالة لحزب الله وتعطيل الإنماء في طرابلس، بينما كلاهما ينفذان ما يريده الحزب لمناطقنا”، مضيفاً “يطل علينا كل منهما عند الانتخابات ليبدأ بالوعود الانتخابية التي تذكرنا بالوعود الفارغة التي سمعناها منهما عند تحالفهما في انتخابات 2009”. وردّ النائب سمير الجسر على الرئيس نجيب ميقاتي بالقول “صحيح أن ذاكرة اللبنانيين وأهالي طرابلس ليست ضعيفة، لأنهم لا زالوا يتذكرون أن انقلاب القمصان السود بمباركة من سلطة الوصاية السورية، لم يكن ليتم لولا مشاركة الرئيس ميقاتي بالانقلاب، وإن حكومة الميقاتي لم تجرؤ على اتخاذ القرار بوقف شلال الدم في طرابلس وفرض الأمن فيها. وكان ميقاتي ردّ على خطاب رئيس الحكومة سعد الحريري من طرابلس فغرّد بالقول “ذاكرة اللبنانيين عموماً وأبناء طرابلس خصوصاً ليست ضعيفة، ولا تزال في بالهم وقائع ليلة 19 ديسمبر 2009 التي شهدت احتضان الوصاية”. كما ردّ اللواء ريفي على الحريري ودعاه إلى أن “ينسجم مع مواقفه ويستقيل من حكومة حزب الله ويسحب أزلام النظام السوري من لوائحه”. وفي انتقادٍ حاد لـ”التيار الوطني الحر”، غرّد الوزير السابق وئام وهاب فقال “واحدة من سخريات الانتخابات والزمن أن يأخذ الوزير باسيل التيار الوطني الحر بشرفائه ومناضليه إلى تحالف مع تنظيم الأخوان المسلمين في لبنان وهو وزير للخارجية”. إلى ذلك، التقى قضاة بيروت أمس، رئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي جان فهد حيث جرى مناقشة آخر التطورات. وقرر القضاة بعد الاجتماع الاستمرار بالاعتكاف ومقاطعة الانتخابات.

 

لبنان ممثلاً للعرب في «اليوم العالمي للمسرح» بباريس/مايا زبيب: ما زلنا نجتاز الخطوط الحمراء ونتحدى المحظور

الثلاثاء - 10 رجب 1439 هـ - 27 مارس 2018 مـ رقم العدد [ 14364]/مايا زبيب - نضال الأشقر/بيروت: «الشرق الأوسط»

يحتفي العالم اليوم، بالعيد السبعين لـ«اليوم العالمي للمسرح» الذي درجت العادة فيه، أن يتم اختيار مسرحي بارز لإلقاء كلمة نيابة عن المسرحيين الآخرين في العالم، وفي هذه المناسبة تحتفل البلدان كل منها على طريقتها. وغالباً ما انتهزت بيروت هذا اليوم، لتنظم احتفاليات داخل المسارح. وهذه السنة وبدءاً من صباح اليوم وحتى المساء ستُعرض مجموعة من الأفلام المصورة التي توثق رحلة المسرحية الكبيرة والمخضرمة نضال الأشقر في «مسرح المدينة» بالعاصمة بيروت، لكنّ شقاً آخر للبنان سيكون موجوداً في منظمة اليونيسكو بباريس ضمن احتفالية عالمية رسمية. وقد اختيرت الممثلة اللبنانية مايا زبيب وهي عضو مؤسس في «فرقة زقاق المسرحية»، بالإضافة إلى 4 مسرحيين آخرين من العالم، حيث سيلقي كل منهم كلمة بلاده متحدثاً عن أوضاع الفن في منطقته. وكانت «الهيئة العالمية للمسرح» قد قرّرت الخروج بشكل استثنائي على تقليدها السنوي المعتاد وذلك باختيار شخصية واحدة لإلقاء الكلمة، ليتميز هذا العام بخمس كلمات احتفاء بمرور سبعة عقود على إطلاق هذا اليوم المخصص للمسرح. وستمثّل زبيب المنطقة العربية بكلمتها التي كتبتها بالإنجليزية وترجمها إلى العربية وليد دكروب، إلى جانب وري ميكنغ من ساحل العاج ورام غوبال باجاج من الهند الذي سيمثّل آسيا والمحيط الهادي، وكذلك سيمون مكبورني من بريطانيا عن القارة الأوروبية، وسابينا نيرمان من المكسيك ممثلة الأميركتين. وكانت الهيئة قد كلّفت على مدى السنوات الطويلة الماضية عدداً كبيراً من الشخصيات المسرحية العالمية لإلقاء كلمتها، من بينهم كان العربي السوري سعد الله ونوس قبيل وفاته، وجان كوكتو ومصمم الرقص موريس بيجار، والشاعر التشيلي بابلو نيرودا، والمسرحي الأميركي آرثر ميلر، والمخرج المسرحي البريطاني بيتر بروك، والمؤلف المسرحي الروماني الفرنسي أوجين يونسكو، جون مالكوفيتش، وآخرون.

يبدأ الاحتفال بالمناسبة اليوم، وستنقل جميع الكلمات إلى مناطق عديدة في العالم، كما ستكون جزءاً من احتفالية المسرح في بيروت التي يستضيفها مسرح المدينة، كما سيلقيها زميلها جنيد سري الدين في احتفال مسرحي آخر سيُنظّم في الجامعة اللبنانية في الحدث.

وبالتزامن مع الحدث المسرحي العالمي في «اليونيسكو» بباريس ينظم «مسرح المدينة» في بيروت عروضاً استعادية مصورة لأعمال الممثلة والمخرجة نضال الأشقر خلال يوم طويل كامل مفتوح للجمهور العريض وبالمجان من الساعة الحادية عشرة صباحا ولغاية الحادية عشرة مساءً. البداية مع رسالة الكاتب المسرحي السوري سعد الله ونوس المصورة بمناسبة اليوم العالمي للمسرح التي كتبها قبيل وفاته في عام 1996. وهي رسالة مؤثرة جداً كان لها صدى كبير حين ألقاها وكان يعاني من مرض السرطان، والجميع كان يعرف أنّه يصارع من أجل انتزاع القليل من الوقت الإضافي، وهو محكوم بنهاية محتومة.

بعد رسالة ونوس تبدأ عروض المسرحيات المصورة مع «تصطفل ميريل ستريب» المأخوذة عن رواية رشيد الضعيف - عربي وفرنسي وكانت قد قدمت عام 2016. عند الثانية ظهراً تبدأ أمسية شعرية بعنوان جبران الأمس غداً، تليها عند الثالثة والربع كلمة زبيب بمناسبة اليوم العالمي للمسرح 2018. وعند الرابعة والنصف سيتمكن الجمهور من مشاهدة مسرحية «طقوس الإشارات والتحولات» من تأليف سعد الله ونوس، واقتبستها وأخرجتها نضال الأشقر ووضعتها على الخشبة عام 1996. مسرحية أخرى لونوس قدمتها الأشقر، عام 2000 وسيراها الجمهور عند السابعة مساء مصورة هي «منمنمات تاريخية». ومن ثم مسرحية «3 نسوان طوال» لإدوارد ألبي التي قُدمت في 1999 - 2000. والختام مع مسرحية «قدام باب السفارة الليل كان طويل» كتابة عيسى مخلوف ونضال الأشقر 2008. وقد احتفل للمرة الأولى باليوم العالمي للمسرح في 26 مارس (آذار) من عام 1962، عندما أطلق موسم «مسرح الأمم» في باريس، ولا تزال الاحتفالية مستمرة إلى اليوم، وتكتسب مزيداً من الزّخم بسبب حرص الكثير من المسارح في العالم، على المشاركة في إحياء هذا اليوم.

 

بيان صادر عن "لقاء سيدة الجبل"

26/3/2018/عقد "لقاء سيدة الجبل" اجتماعه الأسبوعي في مقره في الأشرفية، بحضور السيدات والسادة اسعد بشارة، ايلي الحاج، ايلي حاطوم، بهجت سلامه، ربى كبارة، ريمون معلوف، سامي شمعون، طوني الخواجه، طوني حبيب، غسان مغبغب، فارس سعيد، كمال الذوقي، نقولا ناصيف ونوفل ضو وأصدر البيان الآتي: مع اقتراب موعد السادس من ايار، يهمّ "لقاء سيدة الجبل" لفت إنتباه اللبنانيين إلى الأمور التالية:

1. استمرار تدخل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في الشأن الإنتخابي.

2. استغلال رئيس الحكومة والوزراء مناصبهم الرسمية خدمةً لمصالحهم الانتخابية وتسخير مؤسسات وأجهزة ومقدرات الدولة لذلك.

3. غياب مشبوه وغير مبرر لهيئة الإشراف على الإنتخابات، التي عليها التحرّك تلقائياً للتحقيق بالخروقات التي يتداول بها الرأي العام.

4. إزدواجية الخطاب السياسي الذي يراوح بين ضرورات التسوية مع "حزب الله" والتبريد معه في الحكم والحكومة، وضرورات الشأن الإنتخابي.

إن "لقاء سيدة الجبل" الذي عارض "التسوية" منذ بدايتها كان قد حذّر من نتائج إنتخاب العماد عون رئيساً كما حذّر من إنتهازية القوى السياسية المسؤولة.

 

نقلا عن " تقدير موقف"

26/3/2018/عدد 170

في السياسة

يتابع "تقدير موقف" ما وصلت اليه حالة "حزب الله" في لبنان!

إعتراضٌ وجرأة "بعلبكية" لم يشهدها تاريخ "الحزب" منذ انطلاقته، وكأنها تكبر أكثر بعد قضية الشيخ عباس الجوهري التي اصبحت قضية رأي عام!

يخجل التيار العوني بـ"حزب الله" في جبيل وكسروان، ويتجنب التعامل معه كي لا يخسر اصواتاً مسيحية مما يؤكد ان أغلبية المسيحيين ليسوا داعمين للحزب!

يجلس تيار المستقبل إلى جانب "حزب الله" في الحكومة ويتساكن مع الممانعة من أجل "الإستقرار"، ويلعن الممانعة وسلاحها والإستقرار في بيروت وطرابلس!

حرام "الحزب"، لا أحد يرحمه ويتفهم "زركته"!

تقديرنا

الضرورات الانتخابية شيء والواقع السياسي شيء آخر!

نصيحة "تقدير موقف" للحزب:

العودة إلى لبنان بشروط لبنان!

أنظر من حولك ..

انت لوحدك ..

يطعنك من هو أقرب إليك!

 

مأساة عائلة إيرانية مقابل الروشة: قتيلان و3 مصابين ومفقود

وكالات/26 آذار/18/ادت حادثة في منطقة الروشة إلى مقتل شخصين وإصابة آخرين إضافة إلى مفقود، سببها سقوط الضحايا عن الصخور إلى المياه، وليس نتيجة انقلاب قارب مقابل الروشة.

وفي التفاصيل ان عائلة إيرانية مؤلفة من أب وأم و3 بنات وشاب يبلغ من العمر 23 عاما، كانوا يلتقطون الصور التذكارية على الصخور مقابل صخرة الروشة، عندما ضرب موج عال المنطقة، فسقطوا في المياه، وسارع صياد كان موجودا في المنطقة، إلى إنقاذ الوالدين وإحدى البنات، ثم حضرت وحدة الانقاذ البحري في الدفاع المدني وعملت على انتشال جثتي الفتاتين الأخريين، إحداهما في التاسعة من عمرها والثانية تبلغ 15 عاما، ولا تزال تبحث عن الشاب.

وقد نقل الصليب الأحمر اللبناني جريحين إلى مستشفى المقاصد وثالث إلى مستشفى خوري.

 

تسجيل لائحة القرار الحر في الداخلية

اينوما - 2018-03-26 علم موقع اينوما أن تم تسجيل لائحة القرار الحر في وزارة الداخلية وقد اختارت اللائحة اللون الكحلي عن الشوف: عن المقاعد المارونية الثلاثة: كميل دوري شمعون، دعد القزي، جوزف عيد. عن المقعد الكاثوليكي: غسان نعيم مغبغب. عن المقعدين السنيين: مازن شبو و الدكتور رأفت شعبان. عن المقعدين الدرزيين: سامي حمادة والحان فرحات. عن عاليه: عن المقعدين المارونيين: انطوان ابو ملهب وتيودورا بجاني. عن المقعد الدرزي: سامي رماح.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

موجة إدانات عربية وإسلامية ودولية للهجمات ومطالبات بوقف التدخل الإيراني

اعتراض سبعة صواريخ بالستية لميليشيات الحوثي استهدفت مدناً سعودية

بريطانيا تطالب إيران بالكف عن تسليح الحوثيين والولايات المتحدة تؤكد دعمها السعودية

“العفو الدولية”: صواريخ الميليشيات الحوثية باتجاه الأراضي السعودية قد تشكل جريمة حرب

خادم الحرمين يؤكد أن المملكة ستتصدى بكل حزم لأي محاولات عدائية تستهدف أمنها

عواصم – وكالات/26 آذار/18/اعترضت قوات الدفاع الجوي للتحالف العربي سبعة صواريخ بالستية أطلقتها الميليشيات الحوثية باتجاه اراضي المملكة العربية السعودية. وقال المتحدث الرسمي لقوات تحالف دعم الشرعية في اليمن العقيد الركن تركي المالكي ليل أول من أمس، إن ثلاثة من الصواريخ كانت باتجاه الرياض وواحداً باتجاه خميس مشيط وخامساً باتجاه نجران وإثنين باتجاه جازان، وتم إطلاقها بطريقة عشوائية وعبثية لاستهداف المناطق المدنية والآهلة بالسكان. وأوضح أن اعتراض الصواريخ أدى إلى تناثر الشظايا على بعض الأحياء السكنية نتج عنها استشهاد مقيم من الجالية المصرية.

وأكد أن “هذا العمل العدائي والعشوائي من قبل الجماعة الحوثية، المدعومة من إيران، يثبت استمرار تورط النظام الإيراني بدعم الجماعة الحوثية بقدرات نوعية، متحدياً لقرارات الدولية”. في سياق متصل، اعتبرت الحكومة اليمنية في بيان، أمس، تكرار الحوثيين إطلاق الصواريخ البالستية ضد السعودية رفضاً صريحاً للسلام. وأضافت إن تكرار إطلاق الصواريخ على السعودية بالتزامن مع زيارة المبعوث الأممي الجديد إلى صنعاء، يعتبر مؤشراً لمضي الحوثيين في الإصرار على النهج العدواني. وأشارت إلى أن بصمات توقيت الهجمات تؤكد تورط إيران المخطط والداعم والممول للميليشيات الإرهابية.

وقال رئيس الحكومة اليمنية أحمد بن دغر في تغريدة، إن مهاجمة الحوثيين بأكثر من صاروخ بالستي للمدن السعودية المكتظة بالسكان، تأكيد على “الطبيعة الإجرامية لهذه العصابة”. من جانبه، قال السفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر “خسئت إيران وميليشاتها الحوثية، ولن نحيد عن أهدافنا في إنقاذ اليمنيين من إيران”. بدورها، دعت بريطانيا أول من أمس، إيران إلى “الكف عن إرسال أسلحة” إلى الحوثيين، واستخدام نفوذها بدلاً من ذلك في إنهاء النزاع باليمن. وقال وزيرا الخارجية والتنمية الدولية بوريس جونسون وبيني موردونت، في بيان مشترك، بمناسبة مرور ثلاثة أعوام على بدء التحالف العربي تدخله العسكري ضد الانقلابيين، إنه “إذا كانت إيران صادقة في التزامها دعم الحل السياسي، فعليها التوقف عن إرسال أسلحة تطيل الصراع وتذكي التوترات الإقليمية وتهدد السلم الدولي”.

وأكدا “نحن ندعم جهود التحالف بقيادة السعودية لاستعادة الشرعية باليمن، وفق قرارات مجلس الأمن”.

في غضون ذلك، دانت دول ومنظمات عربية وإسلامية أمس، الهجمات الحوثية. وصدرت بيانات إدانة منفصلة من كل من البحرين والإمارات والكويت ومصر والأردن وقطر والجزائر والولايات المتحدة وفرنسا وإيطاليا وباكستان ومنظمة التعاون الإسلامي والمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة “إيسيسكو” وأمين عام مجلس التعاون الخليجي والجامعة العربية والبرلمان العربي. وبعث العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى برقية إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، أعرب فيها عن “استنكار بلاده وإدانتها الشديدة لهذا الاعتداء الغاشم”، مجدداً التأكيد على “وقوف البحرين مع السعودية”.

وشدد الملك سلمان بن عبدالعزيز في مكالمة هاتفية مع الملك حمد بن عيسى، على أن السعودية ستتصدى بكل حزم لأي محاولات عدائية تستهدف أمنها. وأكد الملك حمد بن عيسى وقوف البحرين إلى جانب السعودية وتأييدها لكل ما تتخذه من إجراءات.

من جهتها، أعربت دولة الإمارات عن “إدانتها واستنكارها الشديدين للهجمات الصاروخية الإيرانية الصنع، التي نفذتها الميليشيات الحوثية”، مؤكدة وقوفها الكامل إلى جانب المملكة. وقال وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش إن رسالة صواريخ الحوثي الإيرانية واضحة، مشدداً على أنه “لا تعايش مع الميليشيات الإرهابية تستهدف استقرار منطقتنا وتكون مطية لطهران، ومصيرنا في المعركة مرتبط بالرياض، وهدفنا مستقبل أمن المنطقة ويمن عربي متجانس مع محيطه”. ودانت مصر الهجمات، مؤكدة تأييدها لكل ما تتخذه السعودية من إجراءات للحفاظ على أمنها وسلامة شعبها، فيما أكد الأردن وقوفه إلى جانب السعودية في تصديها للاعتداءات. وفي رام الله، دانت الرئاسة الفلسطينية أمس، الاعتداء، مؤكدة “وقوفها إلى جنب المملكة في مواجهة الإرهاب”. من جانبه، وصف الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني ما قام به الحوثيون بأنه “عمل إرهابي جبان”، مطالباً بسرعة تنفيذ القرارات الأممية القاضية بنزع سلاح الحوثيين. ودعا مجلس الأمن إلى ممارسة مسؤولياته تجاه وقف تزويد إيران للحوثيين بالصواريخ البالستية. وفي إسلام آباد، دان وزير الخارجية الباكستاني خواجه محمد آصف الاعتداء، مؤكداً أن “باكستان ستظل ملتزمة تماماً بسيادة المملكة وسلامة أراضيها”. وفي واشنطن، دانت وزارة الخارجية الأميركية أمس، الهجمات الحوثية، مضيفة “نؤكد دعمنا لشركائنا السعوديين في الدفاع عن حدودهم”. وجددت دعوتها جميع الأطراف للعودة إىل المفاوضات السياسية. بدورها، أكدت منظمة التعاون الإسلامي تأييدها الخطوات السعودية، فيما شددت المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة “إيسيسكو” على وقوفها مع المملكة في “مواجهة هذا الإرهاب ومن يدعمه”. وفي القاهرة، دان الأزهر الشريف بشدة إطلاق الحوثيين الصواريخ تجاه السعودية. في غضون ذلك، اعتبرت منظمة العفو الدولية أن الصواريخ البالستية التي أطلقها الحوثيون باتجاه السعودية قد تشكل “جريمة حرب”.

 

السعودية تعترض 7 صواريخ حوثية... والتحالف يندد بـ«الدعم الإيراني» والدفاع المدني يعلن «استشهاد مصري وإصابة اثنين» بعد سقوط شظايا على منزل في الرياض

الرياض: «الشرق الأوسط»/26 آذار/18/أعلن المتحدث الرسمي لقوات تحالف دعم الشرعية في اليمن، العقيد الركن تركي المالكي، أن «قوات الدفاع الجوي للتحالف رصدت عملية إطلاق 7 صواريخ باليستية من داخل الأراضي اليمنية باتجاه أراضي المملكة». وأضاف أن الصواريخ أطلقت «بطريقة عشوائية وعبثية لاستهداف المناطق المدنية والآهلة بالسكان»، مؤكداً «اعتراضها جميعاً وتدميرها» من قبل قوات الدفاع الجوي الملكي السعودي. وأشار إلى أن اعتراض الصواريخ «أدى إلى تناثر الشظايا على بعض الأحياء السكنية، نتج عنها بحسب المعلومات الأولية وحتى إعداد هذا البيان (في الساعات الأولى من صباح اليوم) استشهاد مقيم من الجالية المصرية وأضرار مادية للأعيان المدنية، وسيتم الإعلان عن التفاصيل بهذا الخصوص لاحقاً من قبل الجهات المختصة». وأضاف المالكي أن «هذا العمل العدائي والعشوائي من قبل الجماعة الحوثية المدعومة من إيران يثبت استمرار تورط النظام الإيراني بدعم الجماعة الحوثية المسلّحة بقدرات نوعية، في تحدٍ واضح وصريح للقرار الأممي 2216 والقرار 2231، بهدف تهديد أمن المملكة العربية السعودية وتهديد الأمن الإقليمي والدولي». وشدد على أن «إطلاق الصواريخ الباليستية باتجاه المدن والقرى الآهلة بالسكان يعد مخالفاً للقانون الدولي الإنساني»، مؤكداً أن «ما تقوم به الميليشيا الحوثية يعد تطوراً خطيراً في حرب المنظمات الإرهابية ومن يقف خلفها من الدول الراعية للإرهاب كنظام إيران». إلى ذلك، أوضح الرائد محمد الحمادي، المتحدث الإعلامي للدفاع المدني في منطقة الرياض، أن فرق الدفاع المدني في العاصمة باشرت، مساء أمس، «حادثة سقوط شظايا من صواريخ باليستية، بعد اعتراضها وتدميرها، على أحياء سكنية في مواقع متفرقة. وتسبب سقوط إحدى الشظايا على منزل سكني في استشهاد مقيم وإصابة اثنين آخرين جميعهم من الجنسية المصرية، وتم التعامل مع الحادث وفق الخطط المعدة لذلك». وبعث أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، ببرقية إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، أعرب فيها عن «استنكار الكويت وإدانتها الشديدة للهجمات الصاروخية التي تعرضت لها السعودية، والتي اعترضتها قوات الدفاع الجوي السعودي». وقال أمير الكويت إن «هذا العمل العدائي الذي استهدف أمن وسلامة السعودية وشعبها يتنافى مع الشرائع والقيم والمبادئ الدولية كافة». وأكد «تعاطف دولة الكويت مع السعودية، وتأييدها لكل ما يتخذه من إجراءات للحفاظ على أمنه، سائلاً المولى تعالى أن يحفظ المملكة العربية السعودية الشقيقة وشعبها الكريم من كل مكروه». ومثّل العدوان الحوثي الجديد إحراجاً للأمم المتحدة ومبعوثها إلى اليمن مارتن غريفيث، الذي يزور صنعاء حالياً في محاولة لتحريك مساعي الحل السياسي. وبدت الصواريخ بمثابة تأكيد من الميليشيات على رفضها التجاوب مع الدعوات الدولية المتزايدة إلى الحل. واعتبر مراقبون أن توقيت الاستهداف الأخير للرياض «يؤكد هوية الطرف المعرقل للتسوية». يُذكر أن الولايات المتحدة، حملت في وقت سابق، على لسان مندوبتها الدائمة لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي، إيران، المسؤولية عن هذه الضربات الصاروخية، متهمة طهران بتزويد الحوثيين بالصواريخ، وقالت هايلي آنذاك، إن لدى واشنطن أدلة مقنعة على تسليح طهران للحوثيين، داعية إلى تشكيل تحالف دولي ضد إيران.

 

16 دولة تقرر طرد دبلوماسيين روس... وموسكو تتوعد بالرد/هيلي: عملية الإبعاد في أميركا شملت 12 «جاسوساً» بالأمم المتحدة

الاثنين - 9 رجب 1439 هـ - 26 مارس 2018 مـ/نيويورك - فارنا - موسكو: علي بردى، «الشرق الأوسط أونلاين»

قررت الولايات المتحدة الأميركية وكندا و14 دولة في الاتحاد الأوروبي اليوم (الاثنين)، طرد عشرات الدبلوماسيين الروس ردا على تسميم الجاسوس الروسي السابق في بريطانيا، فيما توعدت موسكو بردٍ مناسبٍ على كل دولة. وقال دونالد توسك رئيس المجلس الأوروبي خلال مؤتمر صحافي في مدينة فارنا البلغارية المطلة على البحر الأسود "قررت 14 دولة عضوا بالفعل اليوم طرد دبلوماسيين روس". وذلك بعد أن أيد التكتل الأسبوع الماضي موقف بريطانيا في إلقاء اللوم على موسكو في تسميم جاسوس روسي سابق. وأضاف "اتخاذ إجراءات أخرى ومن بينها المزيد من العقوبات... أمر غير مستبعد في الأيام والأسابيع المقبلة". من جهتها، ذكرت المندوبة الأميركية الدائمة لدى الأمم المتحدة نيكي هيلي أن بلادها بدأت "عملية طرد 12 من عملاء الاستخبارات من البعثة الروسية لدى الأمم المتحدة الذين أساؤوا امتياز إقامتهم في الولايات المتحدة". وأوضحت هيلي أنه "بعد مراجعة، قررنا أن عملاء الاستخبارات الروسية يعملون في نشاطات تجسسية معادية لأمننا القومي"، مؤكدة "إجراءاتنا تتسق مع اتفاق مقر الأمم المتحدة". وأشارت إلى أمر الرئيس ترمب بطرد 48 من ضباط المخابرات الروسية وإغلاق القنصلية العامة الروسية في سياتل، وقالت: "يُظهر قرار الرئيس اليوم أن تصرفات روسيا لها عواقب. أبعد من سلوك روسيا المزعزع للاستقرار في جميع أنحاء العالم، مثل مشاركتها في الأعمال الوحشية في سوريا وأعمالها غير القانونية في أوكرانيا، فقد استخدم الآن سلاحاً كيماوياً داخل حدود أحد أقرب حلفائنا". وأضافت هيلي "هنا في نيويورك، تستخدم روسيا الأمم المتحدة كملاذ آمن للنشاطات الخطرة داخل حدودنا"، متابعة بالقول: "الولايات المتحدة والعديد من أصدقائها يوجهون رسالة واضحة مفادها أننا لن نقف مكتوفين الأيدي أمام سوء تصرف روسيا". من جانبها، نقلت وكالة الإعلام الروسية عن مصدر في وزارة الخارجية إن موسكو سترد بالمثل وخلال أيام على قرار طرد الدبلوماسيين، مضيفا "سيكون الرد متناسبا. سنفكر فيه خلال الأيام المقبلة وسنرد على كل دولة".

 

الاقتصاد يتصدر زيارة ولي العهد السعودي لنيويورك

واشنطن – وكالات/26 آذار/18/وصل ولي العهد السعودي، نائب رئيس الوزراء، وزير الدفاع، الأمير محمد بن سلمان، إلى نيويورك، حيث تتصدر اللقاءات الاقتصادية محطته الثالثة بالولايات المتحدة، والتي تستغرق خمسة أيام. ومن المتوقع أن يشارك، اليوم، في المنتدى السعودي الأميركي للرؤساء التنفيذيين 2018 في نيويورك، والذي ستحضره شخصيات بارزة في عالم المال، مثل الرؤساء التنفيذيين لمؤسسات “جيه.بي مورجان تشيس آند كو”، جيمي ديمون، و”كيه.كيه.آر آند كو” للاستثمار المباشر، هنري كرافيس، و”ناسداك”، أدينا فريدمان، و”داودوبونت”، أندرو ليفريس .ويعقد اجتماعاً مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، بينما يستضيف الرئيس التنفيذي لمجموعة “بلاكستون ستيفن” شوارتسمان، يوم الخميس المقبل فعالية على شرف ولي العهد الأمير محمد بن سلمان. من جانبه، أعلن البيت الأبيض، أمس، أن مستشاري الأمن القومي في كل من الولايات المتحدة والسعودية والإمارات، اجتمعوا بالبيت الأبيض يوم الجمعة الماضي، لمناقشة قضايا ستراتيجية للدول الثلاث، منها الجهود المشتركة لمواجهة التأثير الضار للنظام الإيراني وسلوكه الاستفزازي.

 

 التحالف يعرض أدلة على تهريب إيران صواريخ لليمن/المالكي: ميليشيات الحوثي أول جماعة إرهابية في التاريخ تمتلك «باليستي»

الاثنين - 9 رجب 1439 هـ - 26 مارس 2018 مـ/الرياض: «الشرق الأوسط أونلاين»

قال المتحدث باسم تحالف دعم الشرعية في اليمن العقيد تركي المالكي، إن ميليشيات الحوثي أول جماعة إرهابية في التاريخ تمتلك صواريخ باليستية، بعد أن زودتها إيران بهذه الصواريخ، وعده تطوراً خطيراً. وأكد أن السعودية تحتفظ بحق الرد على إيران في الوقت والمكان المناسبين، ولدول التحالف حق الدفاع المشروع عن أراضيها بموجب المواثيق الدولية وعرض العقيد تركي المالكي خلال مؤتمر صحافي عقده اليوم (الاثنين)، في الرياض أدلة على تهريب إيران صواريخ للانقلابيين في اليمن، وعرض بقايا صواريخ إيرانية أطلقها الحوثيون على السعودية، بعد تهريبها عبر الموانئ الواقعة تحت سيطرة الإرهابيين. وأضاف أنه تم ضبط صواريخ من نوع "صياد" إيرانية الصنع قبل وصولها للحوثيين، مؤكداً أن تهريب طهران لهذه الصواريخ انتهاك صريح للقانون الدولي باستهداف مناطق مدنية. وأشار المالكي إلى أن اليمن عانى من تدخلات إيران ودعمها لميليشيات الحوثي الانقلابية، مطالبا مجلس الأمن بمحاسبة طهران لخرقها القانون الدولي. وأفاد بأن الصاروخ الذي استهدف الرياض هو إيراني من طراز "قيام".

 

التحالف يعرض أدلة على تهريب إيران صواريخ لليمن/المالكي: ميليشيات الحوثي أول جماعة إرهابية في التاريخ تمتلك «باليستي»

الرياض: «الشرق الأوسط أونلاين»/26 آذار/18

قال المتحدث باسم تحالف دعم الشرعية في اليمن العقيد تركي المالكي، إن ميليشيات الحوثي أول جماعة إرهابية في التاريخ تمتلك صواريخ باليستية، بعد أن زودتها إيران بهذه الصواريخ، وعده تطوراً خطيراً. وأكد أن السعودية تحتفظ بحق الرد على إيران في الوقت والمكان المناسبين، ولدول التحالف حق الدفاع المشروع عن أراضيها بموجب المواثيق الدولية وعرض العقيد تركي المالكي خلال مؤتمر صحافي عقده اليوم (الاثنين)، في الرياض أدلة على تهريب إيران صواريخ للانقلابيين في اليمن، وعرض بقايا صواريخ إيرانية أطلقها الحوثيون على السعودية، بعد تهريبها عبر الموانئ الواقعة تحت سيطرة الإرهابيين.

وأضاف أنه تم ضبط صواريخ من نوع "صياد" إيرانية الصنع قبل وصولها للحوثيين، مؤكداً أن تهريب طهران لهذه الصواريخ انتهاك صريح للقانون الدولي باستهداف مناطق مدنية. وأشار المالكي إلى أن اليمن عانى من تدخلات إيران ودعمها لميليشيات الحوثي الانقلابية، مطالبا مجلس الأمن بمحاسبة طهران لخرقها القانون الدولي. وأفاد بأن الصاروخ الذي استهدف الرياض هو إيراني من طراز "قيام".

 

ولي العهد السعودي يبحث الفرص الاستثمارية مع «سوفت بنك»

نيويورك: «الشرق الأوسط أونلاين»/26 آذار/18/التقى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، اليوم (الاثنين)، المدير التنفيذي لسوفت بنك ماسايوشي سون، وذلك في مدينة نيويورك. وجرى خلال اللقاء بحث عدد من الفرص الاستثمارية.

 

الولايات المتحدة وبريطانيا تؤكدان حق السعودية في الدفاع عن أراضيها وإدانة واسعة لإطلاق الحوثيين صواريخ باليستية على مدن المملكة

الاثنين - 9 رجب 1439 هـ - 26 مارس 2018 مـ/الرياض: «الشرق الأوسط أونلاين»

أكدت الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا على حق السعودية في الدفاع عن أراضيها ضد الصواريخ الباليستية التي أطلقتها ميليشيات الحوثي المدعومة من إيران على المدن السعودية، واستهداف المدنيين. وعبرت وزارة الخارجية الأميركية في بيان لها عن إدانتها بشدة الهجمات الصاروخية الحوثية الخطيرة التي استهدف عدة مدن في السعودية ليلة (الأحد). وقدمت تعازيها لأسر كل من قتل أو جرح. وأكدت دعمها للسعودية في الدفاع عن حدودها ضد هذه التهديدات. وأكدت مواصلتها للدعوات إلى جميع الأطراف، بما في ذلك الحوثيين، للعودة إلى المفاوضات السياسية والتحرك نحو إنهاء الحرب في اليمن.

من جانبها أكدت بريطانيا وعلى لسان وزير الخارجية البريطانية، بوريس جونسون، ووزيرة التنمية الدولية البريطانية، بيني موردونت، حق السعودية في الدفاع عن نفسها ضد التهديدات الأمنية، بما فيها الصواريخ التي تطلق عليها من اليمن، ودعم المملكة المتحدة لجهود التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن الرامية لاستعادة الشرعية في اليمن كما أقرها مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة. وقالا في بيان رسمي مشترك صدر اليوم (الاثنين) ونشره موقع وزارتي الخارجية والتنمية الدولية البريطانيتين الإلكترونيين الرسميين إن «المملكة المتحدة قد عملت بجد مع المملكة العربية السعودية وشركاء دوليين آخرين على دعم وسائل التفتيش الدولية الهادفة لضمان استمرار فتح الموانئ اليمنية للإمدادات التجارية والإنسانية وإنها تدعو كل الأطراف لدعم جهود الأمم المتحدة الرامية للوصول إلى تسوية سلمية شاملة للنزاع اليمني تخاطب جذوره المسببة له، كما ترحب بتعيين المبعوث الخاص الجديد للأمم المتحدة إلى اليمن، مارتن غريفيث، الذي يتمتع بخبرة واسعة في مجال حل النزاعات». وأكدا أن لجنة خبراء من الأمم المتحدة قد خلصت، في تقرير لها، إلى أن إيران لم تتقيد بالتزاماتها بقرارات مجلس الأمن الدولي وأنها قد فشلت في اتخاذ إجراءات لمنع وصول إمدادات الصواريخ الباليستية المصنوعة في إيران إلى أيدي المتمردين الحوثيين.

وشدد المسؤولان البريطانيان في هذا السياق، على أن إيران لم تكن مخلصة في التزامها بدعم حل سلمي للنزاع في اليمن، كما أعلنت على رؤوس الأشهاد، وينبغي عليها وقف إرسال الأسلحة إلى الحوثيين هناك مما يطيل أمد الحرب، ويشعل التوترات الإقليمية ويشكل تهديداً للسلام والأمن الدوليين، وتساءلا عما لمَ تنفق إيران موارد معتبرة في بلاد ليس لها معها روابط أو مصالح تاريخية بدلاً عن استخدام نفوذها في إنهاء النزاع اليمني لصالح وخير الشعب اليمني. ودعا الوزيران البريطانيان في البيان، بلدان الإقليم والمجتمع الدولي إلى مضاعفة الجهود الرامية إلى السماح بوصول المواد التجارية ومؤن الإغاثة الإنسانية إلى كل أرجاء اليمن دون أي عوائق، وأكدا استمرار بلادهما في أداء دورها الهادف إلى استعادة السلام والأمن في اليمن.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

هذه حدود التغيير الذي تحمله الانتخابات اللبنانية؟

علي الأمين/العرب/27 آذار/18

نتائج الانتخابات النيابية لن تحمل تغييرا جديدا في المعادلات الحاكمة من الخارج أو تلك المتصلة بمكونات السلطة، ولن تغير في سيطرة الدويلة وتحكمها ولا بحجم النفوذ الإيراني.

نتائج شبه محسومة

ليست الانتخابات النيابية المقررة في 6 مايو المقبل قابلة لأن تشكل نتائجها فرصة للتغيير في موازين القوى القائمة في لبنان اليوم، فهذه الانتخابات تجري تحت سقف السياسة، أي انتخابات بلا عناوين سياسية تفرض تحالفات منسجمة بين قوى يجمعها مشروع سياسي أو قضية وطنية تحول دون الخروج على قواعد وشروط سياسية في التحالفات الانتخابية بين مختلف القوى السياسية المتنافسة.

التوافق السياسي الذي خلص قبل أكثر من عام إلى انتخاب رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بعد عامين من الفراغ الرئاسي، أظهر بشكل واضح أرجحية في معادلة السلطة لصالح حزب الله، وجاء قانون الانتخاب ليعكس هذه الأرجحية من خلال قانون انتخاب وفّر القدرة لحزب الله على أن يكون الأقدر على التأثير في مجريات العملية الانتخابية مستفيدا من النظام النسبي كأداة تتيح له اختراق البيئات المعارضة له، بأكثر مما تتيح لخصمه هذه القدرة وذلك بسبب سطوة سلاحه داخل بيئته وعلى بقية القوى السياسية من الخصوم.

من هنا، يكشف قانون الانتخاب المعتمد النتائج مسبقا لقانون الانتخاب، إن لم يكن على مستوى ستين في المئة من أسماء الفائزين، فبالتأكيد يكشف عن ثمانين في المئة من حجم القوى التي ستمثل في البرلمان، وهي ممثلة اليوم، فيما قصارى ما يمكن أن يتحقق من تغيير من حيث النوع هو ضمن نسبة لا تتجاوز العشرة في المئة من ضمنها بعض المستقلين أو ممثلين في المجتمع المدني.

لذا تبدو الانتخابات رغم تطويق الناخبين بقانون انتخاب يمنع قيام ائتلافات سياسية انتخابية، بحيث يفرض التنافس إلى حدّ كبير بين متحالفين سياسيا، أكثر مما يفرض تنافسا بين متخاصمين، لذا فإن الانتخابات التي باتت نتائجها شبه محسومة من حيث النتائج المتوقعة، فإنّ الكثير من المراقبين ينتظرون قـراءة مؤشراتها أكثر من نتائج الفوز والخسارة، بمعنى هل أنّ اللبنانيين أظهروا ميلا نحو الخروج من الانقسام السياسي الذي يتحكم بالسلطة سواء بوسيلة الانقسام أو عبر التوافق، وإلى أيّ مدى ثمّة قدرة لممثلي المجتمع المدني على إثبات حضور انتخابي، ويبقى أنّ منطقة بعلبك الهرمل التي تشكل القاعدة الراسخة انتخابيا لحزب الله منذ 26 عاما، هي التي تتركز الأنظار عليها، لا سيما مع تصاعد وتيرة الاعتراضات داخل البيئة الشيعية في هذه المنطقة نتيجة الإهمال التنموي، وتزايد حالات الفقر وازدياد حال فوضى السلاح، والبطالة، وهي عوامل ستشكّل عنصرا مؤثرا على رغم قدرة حزب الله على السيطرة والتحكم بالناخبين الشيعة إلى حد كبير، يمنع خسارته لكن لا يضمن فوزه بكامل المقاعد الشيعية، علما أنّ ثمّة تحالفا قام بين ممثلي هذا الاعتراض في البيئة الشيعية من شخصيات سياسية واجتماعية معروفة ومؤثرة وبين القوات اللبنانية وتيار المستقبل من جهة ثانية، باعتبارهما تيارين مؤثرين داخل البيئتين السنية والمسيحية في هذه المنطقة ولهما أربعة مرشحين، مسيحيان وسنيان في مقابل ستة مقاعد شيعية.

الانتخابات النيابية في لبنان ليست السبيل لتغيير في معادلة سيطرة حزب الله على الدولة، فثمة ما هو أقوى من أيّ نتيجة انتخابية من الناحية السياسية، هي سطوة السلاح وتأثيره الحاسم في المعادلة الداخلية

باستثناء منطقة بعلبك الهرمل لا يبدو أنّ الدوائر ذات الغالبية الشيعية يمكن أن تشهد تغييرا، كما أنّ التغييرات المرتقبة في الدوائر الأخرى مهما بلغت فهي لن تغيّر من واقع المعادلة السياسية القائمة في لبنان، وكما أشرنا سابقا أنّ القانون انطوى على هدف أساسي يتجاوز كل الأهداف الأخرى ويتقدّم عليها، إذ أنّ معدّيه ولا سيما حزب الله أرادوا أن تجري الانتخابات بلا عناوين سياسية، أي بما يضمن استمرار المعادلة السياسية الحاكمة والتي تحظى بقبول دولي وإقليمي إلى حدّ بعيد.

ويجب التذكير أنّ الانتخابات النيابية التي هزم فيها تحالف حزب الله عام 2009 وفاز تحالف قوى 14 آذار، لم تكلف حزب الله لتعديل النتيجة السياسية لهذه الانتخابات أكثر من التلويح بسلاحه لفرض ما يريد من شروط على مستوى تشكيل الحكومة، وتطويع التفسيرات الدستورية لصالحه من خلال إشهار سلاحه ملوّحا بالثلث المعطل الذي عطل البلاد إلى فترة طويلة وهي المدة التي تجاوزت فترة حكم الرئيس ميشال سليمان وما تلاها من فراغ دستوري وصولا إلى نهاية العام 2016 تاريخ انتخاب ميشال عون.

بهـذا المعنى الانتخابات النيابية في لبنان ليست السبيل لتغيير في معادلة سيطرة حزب الله على الدولة، فثمة ما هو أقوى من أيّ نتيجة انتخابية من الناحية السياسية، هي سطوة السلاح وتأثيره الحاسم في المعادلة الداخلية، لذا يمكن ملاحظـة أنّ القوى الخارجية ليست مهتمة بهذه الانتخابات كما كان الحال في الانتخابات السابقة، فيما شكلـت الأزمـة السـورية مساحة الصراع الفعلية التي يدرك الجميـع أنّ ما سيرسو عليه الصـراع السوري من ميزان القوى سيقرر إلى حدّ بعيد المسار اللبناني، وسيحدد ميزان السلطة في لبنان، فإذا ما كان النظـام وحلفاءه هـم المنتصرون فإنّ لبنان سيكون هدية لحـزب الله وإيران أما إذا كان المنتصر فريقا آخر فهو سيقرر إلى حدّ بعيد وجهة السلطـة وموازينها في لبنان على المستوى الاستراتيجي.

وفيما تظهر الوقائع أنّ الأزمة السورية انتقلت من مواجهة بين النظام والمعارضة، إلى نوع من المواجهة الدولية والإقليمية، أو عملية تقاسم نفوذ تركي وإيراني وروسي وأميركي، تتضمن نوعا من الضمانات الروسية لإسرائيل في منطقة الجنوب السوري، يبقى أنّ المجتمع الدولي ولا سيما الاتحاد الأوروبي، يولي اهتماما للمحافظة على استقرار لبنان أمنيا، انطلاقا من وجود نحو مليون ونصف مليون لاجئ يحرص الأوروبيون على بقائهم في لبنان وعدم اضطرارهم إلى التدفق إلى أوروبا في حال حصلت تطـورات أمنية في لبنـان، وإلى جانب هؤلاء هناك أكثر من خمسة آلاف جندي أوروبي ضمن قوات اليونيفل الموجودة في الجنوب اللبناني لا تريد أوروبا أن يكونوا عرضة لأي استهداف إما بسبب حرب إسرائيلية مع حزب الله، وإما بسبب فوضى قد تنشـأ في الجنوب اللبناني لأسباب تتصل بأي عامل أمني أو سياسي آخر.

نتائج الانتخابات النيابية لن تحمل تغييرا جديدا في المعادلات الحاكمة من الخارج أو تلك المتصلة بمكوّنات السلطة، ولن تغير في سيطرة الدويلة وتحكمها ولا بحجم النفوذ الإيراني، هي انتخابات ربما تذكر بأنّ لبنان لم يزل فيه هامشا من الحياة الديمقراطية وإن وصفها البعض بأنّها اقرب إلى الفلكلور الانتخابي منها إلى انتخابات تضمن التنافس السياسي وتفتح أبوابا على حيـاة سياسية ضمن شروط الدولة لا الدويلة.

 

زحلة: ولّى زمن الـ «سبعة - صفر»!

ملاك عقيل/جريدة الجمهورية/الثلاثاء 27 آذار 2018

إكتمل عدّادُ اللوائح في دائرة زحلة. عُرِفت التحالفاتُ والأسماء، لكنّ أحداً من أولياء اللعبة الانتخابية لا يرى نفسَه في «منطقة الأمان». إنتهى المشهد على أربع لوائح أساسية قد تحصد جميعُها الحواصلَ الانتخابية بنسبٍ متفاوتة. المعركةُ في زحلة لا تشبه هذه المرة سابقاتِها أبداً.الجميع يتوقع مفاجآتٍ من العيار الثقيل. ولّى زمنُ «الفوز النظيف» والـ «سبعة - صفر» في زحلة. حتى مساء ليل الإثنين كان الكباشُ لا يزال قائماً في لائحة «حزب الله» والنائب نقولا فتوش على ثلاثة مقاعد: السنّي والأرثوذكسي والأرمني. إعتراضُ آل فتوش بقي قائماً حتى اللحظات الأخيرة على مرشح الحزب السوري القومي الإجتماعي ناصيف التيني (أرثوذكسي)، والذي كان بمثابة تعويض لحزبه بعد سحب مرشحه فارس سعد من لائحة «الثنائي الشيعي» في بيروت الثانية.

إنتهى التفاوضُ بفرض «حزب الله» ترشيحَ التيني على اللائحة، فأتت التسوية على حساب المرشح رافي مادايان، بعدما تمسّك نقولا فتوش بمرشحه المغمور آدي دمرجيان (أستاذ مدرسة غير معروف لدى الأحزاب الأرمنية)، كون الأخير لن ينافسه على الأصوات التفضيلية، فيما ترشيح مادايان الذي يدعمه الحزب وبسبب حيثيّته، كان سيؤثر سلباً على وضع فتوش. الإشكال على المرشح السنّي حُلّ أيضاً في اللحظات الأخيرة حيث حصل خلاف بين تبنّي عاصم عراجي الذي يدعمه فتوش أو عماد قزعون الذي يدعمه «حزب الله» وبقية أعضاء اللائحة، حيث تمّ التوافق على تبنّي الأخير على اللائحة.

في السادس من أيار سينحصر التنافسُ الفعلي بين أربع لوائح: لائحة «التيار الوطني الحر» وتيار «المستقبل» التي يدعمها حزب «الطاشناق» الذي سيشارك إقتراعاً وليس ترشيحاً، بعد نيله حصة وازنة في دائرة بيروت الأولى، مهّدت لقبول الحزب الأرمني بالتخلّي عن حصّة «رسمية» له على اللائحة، حيث رسا الخيار على ماري جان بيلازكجيان وليس جورج بشكجيان المحسوب على «الطاشناق». أما بيلازكجيان التي تربطها علاقة جيدة بـ «القوات اللبنانية» فستنضمّ الى كتلة «المستقبل». في المقابل، يُطرح تساؤل أساسي هل سيوزّع «الطاشناق» أصواته أو يلتزم بلائحة العونيين و«المستقبل»؟

يروّج أصحاب هذه اللائحة أنها ستضع يدها على ثلاثة حواصل مع توافر المقوّمات، في رأيها، لمعركة على الحاصل الرابع. لا يبدو الأمر سهلاً في نظر الخصوم. بالتأكيد حصّة «العونيين» تبدو منفوخة، مقارنة بحجمهم الفعلي في الدائرة. الكاثوليكيان ميشال سكاف وميشال ضاهر، مع تأكيد الأول دائماً أنه «حالة مستقلّة» متحالفة مع «المستقبل» و»التيار» من ضمن ثوابت «الكتلة الشعبية» تاريخياً، إضافة الى أسعد نكد (أرثوذكسي) وسليم عون (ماروني وهوالحزبي الوحيد).

لائحة «القوات»- «الكتائب» تعاني من نقطة ضعف أساسية كون رأس اللائحة جورج عقيص الذي رشّحته معراب هو من خارج مدينة زحلة (رياق)، إضافة الى عدم رضى زحلي عن أداء نواب «القوات» على مدى ثماني سنوات. لكن في المقابل، حين يحضر الحديث عن العصب المسيحي في زحلة، تبرز «القوات» في الواجهة. كتائبياً، تفتقر قاعدة الحزب الى الوحدة بسبب جملة من الخلافات الداخلية.

وتشكلّ لائحة فتوش و»حزب الله» عنواناً أكيداً للتنافس على المقعد الشيعي. والحديث عن كون المقعد الشيعي مضموناً لمصلحة هذه اللائحة قد لا يكون بالضرورة دقيقاً خصوصاً أنّ المرشح الشيعي على لائحة «التيار» و»المستقبل» نزار دلول يملك مقوّمات المنافسة مع المرشح أنور جمعة على لائحة «حزب الله».

مع العلم أنّ عضو تكتل «التغيير والإصلاح» النائب السابق حسن يعقوب بعدما أكّد نيّته تشكيلَ لائحة أعلن إنسحابَه أمس معتبراً بذلك أنه «يساعد السيد حسن نصرالله لتحقيق الوعد، وهو صاحب الوعد الصادق الذي أخذ موضوعَ رفع الحرمان عن البقاع».

وكان يعقوب قد واجه إحراجاً كبيراً أخيراً بسبب تسريب تسجيلات صوتية له خلال لقاءات إنتخابية تُظهر محاولة الوزير جبران باسيل، كما قال، إستمالته الى اللائحة سابقاً، مع تأكيد الأخير أنّ المرشح الشيعي على لائحة «التيار» ساقطٌ حتماً. إضافة الى هجوم يعقوب، من خلال التسجيلات نفسها، على «حزب الله» وإشارته الى أنّ رئاسة مجلس النواب «ستكون مهدّدة» في حال نجاحه في الانتخابات!.

وتخوض رئيسة «الكتلة الشعبية» ميريام سكاف المعركة بلا أيّ قوة مؤازرة حزبية، خصوصاً من جهة «المستقبل» الذي اختار التحالف مع «التيار». وبعدم وجود بلوك حزبي الى جانبها، تبدو معركة سكاف غير مريحة، فيما مؤيّدوها يجزمون بأنّ لائحتها ستحصد حاصلاً يؤهّلها لدخول مجلس النواب.

كذلك سعى «المجتمع المدني» الى تشكيل لائحته الخاصة غير المكتملة (حزب «الخضر»، حزب «سبعة» ومستقلّون). ويبدو المشهد الزحلي أمام سلسلة معطيات يستحيل تجاوزُها منها عامل المال حيث تبرز أسماء نحو خمسة من أصحاب الملايين، إضافة الى صلة القربى والمعرفة الشخصية لأكثر من 15 مرشحاً يأكلون من الصحن الزحلاوي نفسه، وعدم وجود رؤية مشتركة للأعضاء على اللوائح نفسها، حتى إنّ إحدى اللوائح تجمع بين إسم معروف بارتباطه بتجارة المخدرات وحزب يكافح الفساد والمخدرات، ولائحة أخرى تجمع بين مرشح ملتزم حزبياً مع «محورالممانعة»، وآخر ينتمي الى «المحور السعودي»... وأمام تماسك البلوك الشيعي نوعاً ماً، والبلوك السنّي أيضاً، خصوصاً بعد خروج اللواء أشرف ريفي من الساحة الزحلية، يبدو البلوك المسيحي مفتّتاً كلياً. لا يبدأ الأمر بالمرشحين المسيحيين داخل اللائحة نفسها والنزاع بين الأحزاب المسيحية وداخلها كما في حالة «الكتائب» بين ايلي ماروني وبول شربل، ولا ينتهي بين المتنافسين على اللوائح تماماً كما بين ميشال فتوش وعمه نقولا فتوش، بين ميريام سكاف وميشال سكاف، بين سيزار معلوف ونقولا معلوف، و»الجارَين» بول شربل وخليل الهراوي... وبالتأكيد فإنّ النزاع على «الصوت التفضيلي» سيحيل أعضاء اللائحة نفسها الى متناحرين على الصوت الواحد!

 

أجندة دولية لملاقاة «الإستراتيجية الدفاعية»

ناصر شرارة/جريدة الجمهورية/الثلاثاء 27 آذار 2018

خلال مؤتمر روما، نقل رئيس الحكومة سعد الحريري عن رئيس الجمهورية ميشال عون، أنّ الأخير سيطرح بعد الانتخابات عنوان المباشرة بالبحث في ملف الاستراتيجية الوطنية الدفاعية. وردّ الأمين العام لـ»حزب الله» السيّد حسن نصرالله مؤكّداً أنّه لا يتحسّس من طرح هذا الملف كون الدعوة لفتحِه تصدر من حليفه عون. ليست واضحة بعد طبيعة الأُسس التي سيتمّ الاستناد إليها لمقاربة ملف الاستراتيجية الدفاعية، فهل ستتمّ محاكاة الخريطة التي اعتمدها العراق في شأن «الحشد الشعبي»، والتي بدأت بتشريعه قانوناً، ومن ثمّ العمل على ضمِّه إلى الجيش العراقي، أم أنّه سيُصار إلى اعتماد آليات أُخرى تستوجبها ظروف البلدين المغايرة. وحسب مصادر متابعة لهذا التطوّر، فإنّ النقطة الراهنة التي يوجد فيها لبنان في مقابل بدء فتحِ ملف الاستراتجية الدفاعية، لا تزال تقع في مربّع أنّها «فكرة مجرّدة»، ولا تزال أيضاً تتفاعل ضِمن ظرف أنّه ليس هناك أيّ مستجدّات موضوعية داخلية أو خارجية يمكن الاتّكاء عليها للقول إنّ الوقت حانَ لمقاربتها عملياً. ومع ذلك يتمّ داخل محافل داخلية وإقليمية ودولية التوقّفُ عند بعض المؤشرات التي في نظرها تشجّع على الاعتقاد بأنه يمكن طرح الاستراتيجية الدفاعية على طاولة البحث اللبنانية بعد الانتخابات.

أبرزُ هذه الأفكار تتحدّث عن ضرورة الاستثمار في عهد حليفِ الحزب الأساسي، أي عون، ليتمّ خلاله طرحُ موضوع الاستراتيجية الدفاعية، كونه قد يمثّل بالنسبة إلى الحزب مناخاً داخلياً مطَمئناً له، خصوصاً أنّ المطروح ليس تجريده من سلاحه، بل «قونَنته».

وإلى هذه الفكرة، تُطرَح جملة معطيات جديدة يراهن القائلون بها على أنّها ستجعل لبنان، وأيضاً «حزب الله» معنيَين بالسير في مقاربةٍ لا تتجاهل فتح ملفّ الاستراتيجية الدفاعية، بعد الانتخابات، وأبرز هذه المعطيات:

• أوّلاً، وجود اقتناع بأنّ الدول المانحة للبنان، وخصوصاً الخليجية، ستضغط على الدولة اللبنانية لدفعِها إلى بدء البحث في الاستراتيجية الدفاعية، وذلك عبر وضعِ بيروت أمام معادلةٍ تفيد بأنّ ثمن نجاح المؤتمرات الدولية الداعمة للاقتصاد اللبناني، مرهون بما تبديه الدولة اللبنانية من مؤشّرات فعلية للبدء بحوار وطني لإقرار كلّ تطبيقات سياسة «النأي بالنفس» والتي في مقدّمها الاستراتيجية الدفاعية. وهناك تصوُّر ضِمن هذا النطاق يفيد أنّ هذا الضغط الدولي والإقليمي لن يخيّر فقط الدولة اللبنانية بين البدء بتطبيق كلّ فعاليات النأي بالنفس، (ومن ضِمنها البحث في الاستراتيجية الدفاعية) شرطاً لتوفير الدعم الدولي للخروج من الأزمة الاقتصادية والمالية، وبين الذهاب إلى نموذج اليونان، بل أيضاً يخيّر «حزب الله» بين الحفاظ على مكاسبه الداخلية وبين جعلِه يواجه في لبنان وضعَ حركةِ «حماس» نفسه في قطاع غزّة، حيث تتهدّدها الأزمة الاجتماعية هناك بأن تنفجر في وجهها.

وكان لافتاً أنّ الإقرار اللبناني بأنّ «البلد مفلس» وأنه «ذاهب إلى نموذج اليونان»، جاء على لسان رئيس الجمهورية قبل أيام، وذلك حسب ما نَقل عنه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي بعد زيارته القصر الجمهوري. ويترجم هذا الكلام الهواجس التي ترى أنّ المرحلة المقبلة سشهد ضغوطاً دولية وإقليمية غير مسبوقة على كلّ من لبنان الرسمي و»حزب الله» بغية دفعِهما إلى فتحِ نقاش في ملف سلاح الحزب، وذلك بأسلوب يُمارِس في وقتٍ واحد «تقديمَ جزرةِ المكاسب الاقتصادية و»عصا» التهويل بالانهيارات المالية».

• ثانياً، في الغرب، يبدو حسب معلومات متقاطعة أنّ دعم اقتصاد لبنان والجيش اللبناني خرج عن نمطيته السابقة، وأصبح مرتبطاً بخطط مستجدّة حول طريقة جعلِ هذا الدعم يصبّ في استراتيجية حماية «النأي بالنفس» وإيجاد مشكلة من داخل الدولة اللبنانية لموضوع سلاح الحزب. والمطروح هنا هو هندسة المشهد الداخلي والإقليمي للبنان على نحو جديد. ومن المعطيات المطروحة على هذا الصعيد الآتي: عام 2020 يُنهي البريطانيون مساهمتهم في مساعدة الجيش اللبناني عبر مدِّه بوسائل مراقبة تكنولوجية لضبطِ الحدود الشرقية.

ولكنّ لندن ترى أنّ المطلوب حالياً هو البحث في طريقة مساعدة الجيش اللبناني خلال مرحلة ما بعد 2020، حيث تُراهن على نقلِ تجربة ضبطِ الحدود الشرقية إلى جنوب لبنان. أمّا الأميركيون فيعتزمون دفعَ عجلةِ مفاوضاتِ ترسيم الحدود البرّية والبحرية بين لبنان وفلسطين المحتلة، للنجاح. وليس المقصود هنا إنتاج حلول سياسية بين بيروت وتل أبيب. بل ما تقترحه واشنطن تحديداً، بحسب معلومات لـ»الجمهورية»، هو «العمل على إبرام اتّفاق تقني اقتصادي على مستوى شركات التنقيب، بدلاً من الاتفاق السياسي. وتهدف الوساطة الأميركية إلى أن تقوم شركات متخصّصة بمسحِِ جيولوجي تحت سطح الماء لمعرفة الحدود الفعلية للآبار، وبعد ذلك تدخل الوساطة الدولية لاحقاً لإيجاد حلٍّ وسط بين الطرفين يؤدّي إلى استخراج سلمي لمصادر الطاقة، ويَسمح في أن لا يكون الملف سبباً لاندلاع حروب جديدة، بل أداة لتخفيف وتيرة التصعيد ومساعدة الدولة عبر إعطائها كلَّ المبررات للبدء بفتح حوار داخلي حول سلاح الحزب». ويُتوقع أن يتزامن الحلّ البحري مع السعي إلى سحبِ اإرائيل من مزارع شبعا اللبنانية. وسيتمّ إدراج هذين الأمرَين بصفتهما ثمناً دولياً سيتمّ دفعُه للبنان من جرّاء البدء الفعلي من جانبه بتطبيقٍ عملي واستراتيجي لمبدأ «النأي بالنفس» ومِن ضِمنه بتُّ استراتيجية الدفاع الوطنية.

 

ما علاقة المحكمة الدولية بمعركة بعلبك - الهرمل؟

عماد مرمل/جريدة الجمهورية/الثلاثاء 27 آذار 2018

مع الولادة الرسمية للوائح المتنافسة في دائرة بعلبك - الهرمل، وارتسام خط «الاستواء السياسي» بين الحلفاء والخصوم، يكون قد اكتمل الصفيح الساخن الذي ستدور فوقه معركة انتخابية حامية، بدأت مؤشراتها تلوح مبكراً في القرى والبلدات تحت وطأة الاتهامات والإشاعات المتداولة.

ربّما لا مبالغة في القول إنّ معركة بعلبك - الهرمل ستكون في كفّة وبقية الانتخابات في كفّة أخرى، على وقع الاصطفاف السياسي الحاد بين لائحتين تحديداً: «الأمل والوفاء» التي تضمّ حزب الله وحركة «أمل» وشخصيات حليفة، و»الكرامة والإنماء» المرتكزة على تيار «المستقبل» و»القوّات اللبنانية» إلى جانب شخصيات شيعية معارضة للحزب والحركة. ومِن الواضح أنّ معراب و»بيت الوسط» سيَسعيان بكلّ ما أوتيا من قوّة لتسجيل هدفٍ خارج أرضهما في مرمى «حزب الله»، في اعتبار أنّ دائرة بعلبك - الهرمل تشكّل مركز ثقلٍ استراتيجي للحزب الذي يتمثّل في اللائحة بخمسة مرشّحين شيعة من أصل ستّة، وهذا ما يفسّر تركيزَ خصومه المحلّيين والإقليميين على محاولة إحراجه في عقر داره البقاعي عبر بذلِ أقصى الجهد لاقتناص مقعدٍ شيعي إذا أمكن، وإلّا فمقعد مسيحي أو سنّي في الحد الأدنى.

ويفترض تحالف «المستقبل»- «القوات» أنّ الفوز بمقعد شيعي في البقاع الشمالي، وتحديداً من خلال إقصاء اللواء جميل السيّد، سيمثّل انتصاراً ثلاثيَّ الأبعاد على كلّ من الحزب والنظام السوري وتاريخ السيّد الذي يريد هذا الثنائي تصفية حسابات قديمة معه، تتّصل بدوره خلال حقبة الوجود السوري في لبنان، علماً أنّ هناك من يعتقد أنّ نجاح السيّد في اكتساب الحصانة النيابية، إذا ربح، سيَمنحه القدرةَ على فتحِ ملفّات حسّاسة، كان قد تجنّبَ الخوضَ فيها سابقاً، لافتقاره إلى الحصانة التي تحميه من تداعياتها.

ويُركّز الحزب من جهته على منعِ اختراق مقاعد مرشّحيه الشيعة، لمعرفته بأنّها تنطوي على رمزية سياسية كبرى في مواجهة خصومه المحليين والخارجيين، من دون أن يعني ذلك أنّه سيتساهل في حماية مقاعد حلفائه على اللائحة، إنّما مع الأخذِ في الحسبان في الوقت نفسه أنّ القانون الانتخابي الجديد قد يسمح للفريق الآخر بانتزاع مقعد سنّي أو مسيحي، تماماً كما يمنح الحزبَ وحلفاءَه فرصةً لكسبِ مقاعد إضافية في مناطق كانت مغلقة عليهم، بموجب القانون الأكثري السابق.

وما يضاعف حرارة المنافسة الانتخابية في البقاع الشمالي أنّها تتمّ في منطقة محاذية للعمق السوري، وتأتي بعد وقتٍ قصير على تحرير الجرود من الجماعات التكفيرية التي استثمر فيها أكثرُ من طرف داخلي وخارجي، ما يوحي بأنّ الحرب التي انتهت عسكرياً عند الحدود الشمالية والشرقية ستستمرّ سياسياً في صناديق الاقتراع. وليس أدلَّ على حساسية المواجهة الانتخابية في البقاع الشمالي من كونها تُخاضُ على أعلى مستوى، إذ يتولّى الأمين العام لـ»حزب الله» السيّد حسن نصرالله قيادةَ دفّتِها السياسية مباشرةً وصولاً إلى حدِّ إبداءِ استعداده لزيارة المنطقة والتجوّل فيها برغم المخاطر الأمنية بغية تحصينِ اللائحة وتعزيز مناعتِها، فيما بدا على المقلب الآخر أنّ رئيس حزب «القوات» سمير جعجع يعطي معركة بعلبك - الهرمل اهتماماً فائقاً إلى درجة تلميحه إلى أنّها تتّخذ طابعاً وجودياً على قاعدة «نكون موجودين أو لا».

وكان الأمين العام لتيار «المستقبل» أحمد الحريري قد أطلق «الرصاصة الأولى» في المواجهة بتأكيده أنّ خرق المقعد الشيعي الذي ترشّحَ إليه اللواء السيّد يعادل بالنسبة إلى «المستقبل» المقاعد الـ 127 الأخرى، ما دفعَ مصدراً في لائحة «الأمل والوفاء» إلى القول إنّ على السيّد أن يشكر معراب و»بيت الوسط» لأنّهما ينوبان عنه في خوض حملته الانتخابية ويوفّران عليه عناءَ كثيرٍ من متاعِبها، ربطاً بالخدمات المجانية التي يقدّمانها له، عبر التحريض والتصويب عليه، وهذا ما يؤدّي عملياً إلى مزيد من التعاطف الشعبي معه في بيئة بعلبك - الهرمل.

وبينما يحمل ترشيح السيّد على لائحة «الأمل والوفاء» معنى رمزياً لحزب الله وتحدّياً سياسياً لـ»القوات» و»المستقبل»، علمت «الجمهورية» أنّ فريق الدفاع في المحكمة الدولية طلبَ من السيّد الحضور إلى لاهاي للإدلاء بشهادته أمام المحكمة، في النصف الثاني من شهر نيسان المقبل، خصوصاً أنّه الشاهد المضاد الأساسي بالنسبة إلى هيئة الدفاع، لكنّه اعتذرَ عن الحضور في هذا التوقيت، موضحاً أنه يستطيع أن يلبّي الطلب في النصف الثاني من حزيران المقبل، وليس قبله، في اعتبار أنّ الفترة الممتدة حتى هذا التاريخ مزدحمة بالاستحقاقات، من التحضير للانتخابات النيابية وخوضها، إلى انتخاب رئيس المجلس واللجان بعد الفوز المفترض، وصولاً إلى إجراء الاستشارات لتسمية رئيس الحكومة وتشكيلها، وبعد ذلك يحلّ شهر رمضان. وإزاء هذه الاعتبارات القسرية، عُرض على السيّد أن يدلي بإفادته عبر الفيديو من بيروت، إلّا أنّه رفض لسببين: الأوّل يعود إلى انشغالاته الكثيفة في هذه المرحلة التحضيرية للانتخابات، والثاني يرتبط بإصراره على الذهاب إلى لاهاي لمواجهة المحكمة مباشرة.

 

أجندة دولية لملاقاة «الإستراتيجية الدفاعية»

ناصر شرارة/جريدة الجمهورية/الثلاثاء 27 آذار 2018

خلال مؤتمر روما، نقل رئيس الحكومة سعد الحريري عن رئيس الجمهورية ميشال عون، أنّ الأخير سيطرح بعد الانتخابات عنوان المباشرة بالبحث في ملف الاستراتيجية الوطنية الدفاعية. وردّ الأمين العام لـ»حزب الله» السيّد حسن نصرالله مؤكّداً أنّه لا يتحسّس من طرح هذا الملف كون الدعوة لفتحِه تصدر من حليفه عون. ليست واضحة بعد طبيعة الأُسس التي سيتمّ الاستناد إليها لمقاربة ملف الاستراتيجية الدفاعية، فهل ستتمّ محاكاة الخريطة التي اعتمدها العراق في شأن «الحشد الشعبي»، والتي بدأت بتشريعه قانوناً، ومن ثمّ العمل على ضمِّه إلى الجيش العراقي، أم أنّه سيُصار إلى اعتماد آليات أُخرى تستوجبها ظروف البلدين المغايرة. وحسب مصادر متابعة لهذا التطوّر، فإنّ النقطة الراهنة التي يوجد فيها لبنان في مقابل بدء فتحِ ملف الاستراتجية الدفاعية، لا تزال تقع في مربّع أنّها «فكرة مجرّدة»، ولا تزال أيضاً تتفاعل ضِمن ظرف أنّه ليس هناك أيّ مستجدّات موضوعية داخلية أو خارجية يمكن الاتّكاء عليها للقول إنّ الوقت حانَ لمقاربتها عملياً. ومع ذلك يتمّ داخل محافل داخلية وإقليمية ودولية التوقّفُ عند بعض المؤشرات التي في نظرها تشجّع على الاعتقاد بأنه يمكن طرح الاستراتيجية الدفاعية على طاولة البحث اللبنانية بعد الانتخابات.

أبرزُ هذه الأفكار تتحدّث عن ضرورة الاستثمار في عهد حليفِ الحزب الأساسي، أي عون، ليتمّ خلاله طرحُ موضوع الاستراتيجية الدفاعية، كونه قد يمثّل بالنسبة إلى الحزب مناخاً داخلياً مطَمئناً له، خصوصاً أنّ المطروح ليس تجريده من سلاحه، بل «قونَنته».

وإلى هذه الفكرة، تُطرَح جملة معطيات جديدة يراهن القائلون بها على أنّها ستجعل لبنان، وأيضاً «حزب الله» معنيَين بالسير في مقاربةٍ لا تتجاهل فتح ملفّ الاستراتيجية الدفاعية، بعد الانتخابات، وأبرز هذه المعطيات:

• أوّلاً، وجود اقتناع بأنّ الدول المانحة للبنان، وخصوصاً الخليجية، ستضغط على الدولة اللبنانية لدفعِها إلى بدء البحث في الاستراتيجية الدفاعية، وذلك عبر وضعِ بيروت أمام معادلةٍ تفيد بأنّ ثمن نجاح المؤتمرات الدولية الداعمة للاقتصاد اللبناني، مرهون بما تبديه الدولة اللبنانية من مؤشّرات فعلية للبدء بحوار وطني لإقرار كلّ تطبيقات سياسة «النأي بالنفس» والتي في مقدّمها الاستراتيجية الدفاعية.

وهناك تصوُّر ضِمن هذا النطاق يفيد أنّ هذا الضغط الدولي والإقليمي لن يخيّر فقط الدولة اللبنانية بين البدء بتطبيق كلّ فعاليات النأي بالنفس، (ومن ضِمنها البحث في الاستراتيجية الدفاعية) شرطاً لتوفير الدعم الدولي للخروج من الأزمة الاقتصادية والمالية، وبين الذهاب إلى نموذج اليونان، بل أيضاً يخيّر «حزب الله» بين الحفاظ على مكاسبه الداخلية وبين جعلِه يواجه في لبنان وضعَ حركةِ «حماس» نفسه في قطاع غزّة، حيث تتهدّدها الأزمة الاجتماعية هناك بأن تنفجر في وجهها.

وكان لافتاً أنّ الإقرار اللبناني بأنّ «البلد مفلس» وأنه «ذاهب إلى نموذج اليونان»، جاء على لسان رئيس الجمهورية قبل أيام، وذلك حسب ما نَقل عنه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي بعد زيارته القصر الجمهوري. ويترجم هذا الكلام الهواجس التي ترى أنّ المرحلة المقبلة سشهد ضغوطاً دولية وإقليمية غير مسبوقة على كلّ من لبنان الرسمي و»حزب الله» بغية دفعِهما إلى فتحِ نقاش في ملف سلاح الحزب، وذلك بأسلوب يُمارِس في وقتٍ واحد «تقديمَ جزرةِ المكاسب الاقتصادية و»عصا» التهويل بالانهيارات المالية».

• ثانياً، في الغرب، يبدو حسب معلومات متقاطعة أنّ دعم اقتصاد لبنان والجيش اللبناني خرج عن نمطيته السابقة، وأصبح مرتبطاً بخطط مستجدّة حول طريقة جعلِ هذا الدعم يصبّ في استراتيجية حماية «النأي بالنفس» وإيجاد مشكلة من داخل الدولة اللبنانية لموضوع سلاح الحزب. والمطروح هنا هو هندسة المشهد الداخلي والإقليمي للبنان على نحو جديد. ومن المعطيات المطروحة على هذا الصعيد الآتي: عام 2020 يُنهي البريطانيون مساهمتهم في مساعدة الجيش اللبناني عبر مدِّه بوسائل مراقبة تكنولوجية لضبطِ الحدود الشرقية.

ولكنّ لندن ترى أنّ المطلوب حالياً هو البحث في طريقة مساعدة الجيش اللبناني خلال مرحلة ما بعد 2020، حيث تُراهن على نقلِ تجربة ضبطِ الحدود الشرقية إلى جنوب لبنان. أمّا الأميركيون فيعتزمون دفعَ عجلةِ مفاوضاتِ ترسيم الحدود البرّية والبحرية بين لبنان وفلسطين المحتلة، للنجاح. وليس المقصود هنا إنتاج حلول سياسية بين بيروت وتل أبيب. بل ما تقترحه واشنطن تحديداً، بحسب معلومات لـ»الجمهورية»، هو «العمل على إبرام اتّفاق تقني اقتصادي على مستوى شركات التنقيب، بدلاً من الاتفاق السياسي. وتهدف الوساطة الأميركية إلى أن تقوم شركات متخصّصة بمسحِِ جيولوجي تحت سطح الماء لمعرفة الحدود الفعلية للآبار، وبعد ذلك تدخل الوساطة الدولية لاحقاً لإيجاد حلٍّ وسط بين الطرفين يؤدّي إلى استخراج سلمي لمصادر الطاقة، ويَسمح في أن لا يكون الملف سبباً لاندلاع حروب جديدة، بل أداة لتخفيف وتيرة التصعيد ومساعدة الدولة عبر إعطائها كلَّ المبررات للبدء بفتح حوار داخلي حول سلاح الحزب». ويُتوقع أن يتزامن الحلّ البحري مع السعي إلى سحبِ اإرائيل من مزارع شبعا اللبنانية. وسيتمّ إدراج هذين الأمرَين بصفتهما ثمناً دولياً سيتمّ دفعُه للبنان من جرّاء البدء الفعلي من جانبه بتطبيقٍ عملي واستراتيجي لمبدأ «النأي بالنفس» ومِن ضِمنه بتُّ استراتيجية الدفاع الوطنية.

 

هل تكون الحرب «مخرجَ» ترامب من «أزماته الداخلية»؟

جورج شاهين/جريدة الجمهورية/الثلاثاء 27 آذار 2018

على تنوّع ما حملته تقاريرُ واردة من واشنطن من تناقضات حول الأسباب التي دفعت الرئيس دونالد ترامب الى تشكيل إدارة جديدة، فقد التقت هذه التقارير على تقدير خطورة الأزمات الداخلية التي يواجهها، ومعها الخيارات المتاحة لتجاوزها. ومن بين السيناريوهات المطروحة التوجّه الى الحروب الخارجية لتوافر الظروف التي تدفعه اليها؟ فكيف السبيل الى شرح هذه المعادلة؟ أضافت «الفضيحة الجنسية» التي أثارها المحامي مايكل أفيناتي وكيل ممثلة الأفلام الإباحية ستيفاني كليفورد المعروفة بـ «ستورمي دانيالز» التي ادّعت وجود علاقة جنسية مع ترامب عام 2006 همّاً إضافياً زاد من حال الإرباك في البيت الأبيض الذي يعاني كثيراً من الأزمات الداخلية المتناسلة والتي قادت ترامب في بداية السنة الثانية من رئاسته الى تغييرات دراماتيكية في مواقع القرار الكبرى بمعزل عن حجم الأزمات الخارجية التي انقسم حولها المسؤولون الكبارالذين أُقيلوا من وزارة الخارجية ومجلس الأمن القومي. وتفيد تقارير وردت أخيراً من واشنطن أنّ «أزمة دانيالز» اتّخذت أبعاداً خطيرة بعدما نشر المحامي أفيناتي على حسابه على موقع «تويتر» صورة لأسطوانة مدمجة (CD) مرفقة بتعليق قال فيه: «إذا كانت الصورة تساوي ألف كلمة، فكم كلمة تساوي هذه الصورة؟». وجاءت هذه الخطوة في عزّ المواجهة المفتوحة المليئة بالتهديدات المتبادَلة بينه ومحامي ترامب مايكل كوهين الذي أنذره بضرورة التزام موكّلته بمضمون البند الجزائي الذي وقّعت عليه الممثلة الإباحية قبل إقامة علاقتها مع ترامب بمنع استخدام كل ما يتصل بهذه القضية من صور أو وثائق تشير اليها. وإلّا وفي حال المخالفة لبنود العقد، عليها أن تدفع مبلغاً كبيراً من المال. وهو ما دفع وكيل الدفاع عنها الى إقامة دعوى للفصل بين مضمون ما تعهّدت به في العقد وما أثارته في قضيتها تحت عنوان «التحرّش الجنسي». وأخطر ما في الأمر إن ثبت انّ القرص المدمج قد يؤدي الى الكشف عن لغز كبير وخطير سيؤدّي الى عواقب وخيمة تنعكس على صورة الرئيس وعلاقاته ربما بعائلته. الامر الذي سيقود حتماً الى الحديث عن مخرج ما يحرف الأنظار عن هذه القضية الأخلاقية بالسرعة المطلوبة. ومن هنا جاء الحديث في أحد السيناريوهات المقترحة عن الذهاب ربما الى حرب خارجية وضعت لها قواعد الإشتباك الواقعية في اتّجاه اكثر من أزمة خارجية تقف الولايات المتحدة على عتبة اتّخاذ قرارات عسكرية في شأنها. ومن هذه «البوابة العسكرية» فُتِح النقاش حول إمكان القيام بعمل أمني خاطف في كوريا الشمالية حسب ما اقترح رئيس مجلس الأمن القومي جون بولتون قبل أن يتسلّم مهماته في 9 نيسان المقبل بقوله في تغريدة على «تويتر» إنّ «على الرئيس ترامب أن يصرّ خلال أيّ اجتماع مع زعيم كوريا الشمالية على التركيز مباشرة على سبل التخلّص من برنامج بيونغ يانغ للأسلحة النووية في أسرع وقت ممكن». علماً انّ إستجابة كوريا الشمالية لمثل هذه الدعوة مستحيلة بعدما رفض زعيمها اكثر من دعوة مماثلة وُجّهت اليه، ولم يستجب لأيِّ نداء إقليمي أو دولي بهذا المعنى.

وأضف الى ذلك، هناك مَن يعتقد أنّ التطورات «الدراماتيكية» - كما تراها الإدارة الأميركية - على الساحة السورية تسمح بالقيام بضربة عاجلة نتيجة سقوط خياراتها الإستراتيجية في أكثر من حرب من الحروب الصغيرة في سوريا. ومنها على سبيل المثال ما انتهى اليه التوغّل التركي في عفرين والتهديد بالتوجّه الى مناطق النفوذ الأميركية في مدينة منبج ومحافظة ادلب ومناطق أخرى حدّدها الرئيس التركي رجب الطيب أردوغان على أنها من الأهداف المقبلة بعد انتهاء عملية «غصن الزيتون»، من دون أن يلقى ايّ اعتراض أو تنبيه روسي يوحي بإمكان منع حليفه التركي من القيام بأيّ مغامرة إضافية تفيض عن العمليات السابقة. وما يزيد في الطين بلة، أنّ التهديدات التركية قد تجاوزت الأراضي السورية لتمسّ الأراضي العراقية، فالتهديد بعملية تركية في «سنجار» قد تشعل المنطقة مجدداً.

وستعدّ بلا شك بداية لجولات عنف جديدة ستجد واشنطن نفسها في موقع الدفاع عن النظام العراقي الذي اعتبر أنّ أيّ عملية من هذا النوع بعد استمرار تركيا في وضع يدها على منطقة «بعشيقة» الكردية هي إعلان حرب على بغداد التي ستردّ بما توافر لديها من قوة. وإذا كان أردوغان يشكّك في شرعية حكم الرئيس بشار الأسد في سوريا فكيف سيتطلّع الى النظام العراقي الذي تدعمه الولايات المتحدة الأميركية ودول أخرى في المنطقة والعالم؟. وعليه، وفي ظلّ لغة الحرب السائدة على أكثر من لسان وفي أكثر من معهد أو مركز أبحاث أميركي، فإنّ جنوح ترامب الى أيٍّ من هذه الخيارات العسكرية لم يعد مستبعداً، فالحديث عن السلاح الكيماوي المستخدم من النظام في الغوطة وتهجير السوريين ومعهم الإيرانيون وحلفاؤهم 400 الف سوري منها، أضيفوا الى 150 الفاً آخرين هجِّروا من عفرين، قد يؤدي الى ردّ فعل عسكري اميركي عاجل يعيد المنطقة الى لغة الحرب الكبرى إذا كانت الأسلحة الأميركية إحدى أدواتها. وكل ذلك يجري على وقع اتّهامات بتحوّل وجوده في سوريا على أنه «احتلال أميركي» لـ 20 % من أراضي سوريا نتيجة انتشار قواعدهم الجويّة والبريّة في منطقة «التنف» في الجنوب - الشرقي للبلاد وفي القامشلي وشالحسكة ومنبج في الشمال - الشرقي منها وتمركز وحدات سورية مختلفة ولا سيما الكردية منها والتي تموّلها وتسلّحها واشنطن وتأمرها. وفي الخلاصة تترقب الأوساط الديبلوماسية بكثير من الحذر ما يمكن أن يقدِم عليه الرئيس الأميركي من خطوات عسكرية قد تكون مؤلمة وهي ترصد الجديد المتوقّع لمثل هذه الخطوات متى اكتمل عقد الإدارة الأميركية الجديدة التي أمسكت بالسياسة الخارجية وتتّجه الى الإمساك بالأمن القومي قريباً، وهو ما قد يتزامن وبلوغ الأزمات الداخلية ذروتها فتصبح الحاجة ماسّة الى مخرج ما، قد تكون الحرب الخارجية مدخلاً اليه.

 

محمد عبد الحميد بيضون/القانون الانتخابي مفصّل للمافيات

محمد عبد الحميد بيضون/موقع البيان/26 آذار/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/63449

نحن على مشارف الإنتخابات النيابية في لبنان وبدأنا نسمع عن مخاطر أمنية تتهدده، جميع القوى السياسية منهمكة بحملاتها الانتخابية خاصة مع قانون انتخابي هجين لم يأتِ على حجم أمنيات الشعب بقدر ما جاء على قياس الطبقة الحاكمة العائدة الى السلطة عبره.

استضافت "البيان" الوزير السابق الأستاذ عبد الحميد بيضون في لقاء حول الانتخابات النيابية وتداعياتها على المجلس الجديد والمخاوف التي نسمعها من الجميع عن أن الإنتخابات لن تجرى في موعدها، بالإضافة الى التطرق خلال الحديث الى ملفات داخلية أخرى.

في بداية اللقاء طرحنا على الوزير عبد الحميد بيضون السؤال التالي:

هل يمكن برأيك ان يطرأ عائق ما أو حدث خطير قد يحول دون أن تجرى الإنتخابات النيابية في موعدها الرسمي؟

إن التمديد الأول والثاني والثالث للمجلس النيابي الحالي كان لاعتبارات لها علاقة بحضور حزب الله في سوريا. أما اليوم فإنهم يعتبرون أن الوضع السوري قد مال الى مصلحتهم فما عادوا بحاجة الى الإنشغال فيه. لهذا فإن التمديد للمجلس النيابي للمرة الرابعة غير وارد عند حزب الله. من جهة ثانية، إن حزب الله وحليفه الرئيس ميشال عون يعتبران أن إجراء الإنتخابات النيابية في موعدها الرسمي فرصة ذهبية لهما لكي يأخذا الأغلبية في المجلس النيابي، ويستطيعا فيما بعد التحكم برئيس الجمهورية القادم. لذلك فإن حزب الله مصر على إجراء الإنتخابات تحت أي ظروف، لأنه يعتبر نفسه ضامن الأكثرية في المجلس.

ألا ترى أن هذا القانون قد فصّل على قياس الطبقة الحالية الحاكمة، ما تسبّب بخيبة أمل لدى الشعب اللبناني الذي كان يأمل بتغيير حقيقي؟

أسوأ ما تضمّنه هذا القانون أنه اتُّفق عليه من قبل رؤساء المافيات. لم يصَرْ الى عرض إيجابيات وسلبيات هذا المشروع في مجلس النواب، وهذا ما يذكّرنا بأن البلد محكوم بالمافيات. هذا القانون الإنتخابي مخالف للدستور اللبناني ولاتفاق الطائف وهو قانون مذهبي جداً وتفوق على قانون الستين في هذه النقطة. إنه قانون لتفتيت البلد الى مذاهب وطوائف وكأنه يشير إلى أن اللبناني لا هوية له سوى طائفته ومذهبه. سيكون هذا المجلس المنتخب بهذا القانون أسوأ مجلس نواب في تاريخ لبنان. وللأسف سنرى أن نفس المافيات عائدة الى مجلس النواب. تم "سلق" هذا القانون بسرعة كبيرة، وفي نفس الوقت كان المجتمع المدني يتحول الى أحزاب سياسية ومرشحين، بينما كان من المفترض ان يتحركوا في الشارع ضد هذا القانون. كما أن هذا القانون قد أنجِز في اللحظة الخيرة وكان هناك ضغوطات دولية تصر على إجراء الإنتخابات في موعدها الرسمي.

إنها المرة الثالثة التي ننتخب فيها بعد فلول الوصاية السورية. هل ما تزال هذه الوصاية فاعلة في لبنان تحت غطاء مبطّن، أم حلت محلها الوصاية الإيرانية؟

القرار اليوم لإيران. وكلام الأمين العام لحزب الله السيد نصر الله واضح جداً. فهو يقول: "ما يقوله المرشد وليّ الفقيه من كلام يعلو الدستور. لبنان محكوم اليوم بمكتب المرشد الإيراني. إضافة الى أن السياسيين الآخرين لا يوجد لديهم ولاء للوطن إنما للمذهب والطائفة والفساد. كل السياسيين غارقون في الفساد، لهذا هم أضعف من أن يواجهوا الوصاية. والشارع القوي هو من سيواجه هذه الوصاية في حال تم تأهيل أرضية مشابهة لإخراج السوريين من لبنان. إن الطبقة السياسية الحاكمة مرتهنة لإيران ولدينا 17 حزباً لبنانياً ممولاً من إيران. هذه المعلومة يجهلها الناس.

هل سيحصد الثنائي الشيعي أكبر عدد من المقاعد النيابية ؟ وما هي تداعيات هذا الامر على الساحة السياسية الداخلية والخارجية؟

كنت أتمنى أن أرى زعامات وطنية، أي أن أشهد لائحة من 65 نائباً. يقول تيار المستقبل إنه عابر لكل الطوائف، لهذا من المفترض أن يسعى الى أن يأتي بأكثرية نيابية. إذاً كان من المفترض أن يكون على لائحة تيار المستقبل 65 نائباً وليس 38، وأن تضم من جميع الطوائف والدوائر وليس مجرد أمر رمزي. مع الأسف، تمت محاصرة للرئيس الحريري. وكان الهدف من لعبة قانون الانتخاب التي لعبها سوية حزب الله والرئيس بري ان يحصرا سعد الحريري ضمن طائفته أي السنة، ويقوما بدعم أطراف سنية أخرى فيكونا بذلك فتّتا الطائفة السنية، وهذا ما يحدث حالياً أمام أعين الجميع. كان من المفترض ان يعوّض الرئيس الحريري بتكبير وزنه الوطني، لكنه لم يفعل ذلك، وهو يشتغل الانتخابات ويساير الرئيس بري وغيره. ونظراً لأن السلاح حاكم كل جنوب لبنان لا يمكن لأي مرشح ان يقوم بجولة انتخابية أو حملة انتخابية أو يلتقي مع الناس. المرشحون يتواصلون عن بعد مع القاعدة الشعبية. ان المناطق المقفلة عسكرياً مثل الجنوب والضاحية وقسم من البقاع صناديق الانتخابية كلها مزوّرة. الانتخابات في ظل السلاح يعني تزويراً ولا تعطي شرعية لأحد لا لبري ولا لحزب الله .ان الحصول على الأغلبية النيابية هو مجرد احتياط لأمور يترقبونها مثل الحصول على رئيس الجمهورية المقبل. يريد حزب الله أن يؤمن في المرحلة المقبلة ان يكون انتخاب الرئيس الجديد بين يديه.

ماذا عن دور السعودية في لبنان في هذه المرحلة الراهنة وهل ما زالت لاعباً أساسياً في رسم السياسة اللبنانية؟

لقد تركت السعودية لبنان لفترة طويلة في الوقت الذي كانت فيه إيران تتملك بلبنان. لم تقم السعودية حتى بجهد دبلوماسي ليصار الى خلق ضغط دولي على إيران لتطبيق القرارات الدولية. كانت السعودية تعتبر أن دورها منوط بدعم الدولة اللبنانية بمطالبها، وأعطت السعودية هبة للجيش اللبناني قيمتها 4 مليارات دولار. واعتبر السعوديون أن هذا كفيل بالتعويض عن دورها السياسي. لكن السعوديين اكتشفوا بعد ذلك أنهم لو أعطوا 400 مليار دولار، فإن الوصاية الإيرانية أصبحت متملكّة في لبنان. لهذا شهدنا تغيرات قامت بها السعودية. إن مصر غير قادرة على أداء دور القيادي العربي لأنها ضعيفة. فمن سيقوم بهذا الدور هما السعودية والإمارات العربية. لهذا يفترض أن يكون لديهما رؤية موحدة لكل مشاكل المنطقة ابتداءً من مشاكل مصر مروراً بمشاكل الشرق الأوسط والهيمنة الإيرانية والصراع السني- الشيعي الذي زرعته إيران في المنطقة. أتمنى أن يكون هناك سياسة سعودية جديدة تدعم الدولة اللبنانية دون أن يكون لمصلحة حزب الله والوصاية الإيرانية.

ماذا عن التهديدات الإسرائيلية بشن عدوان على لبنان على خلفية الصراع النفطي؟

يبالغ بعض المسؤولين اللبنانيين في سياسة التخويف ليظهروا أنفسهم بأنهم مقاومون بوجه إسرائيل. حالياً، إسرائيل غير مهتمة بأمر لبنان. ينصب اهتمام إسرائيل اليوم بالقواعد الإيرانية في سوريا. أما بالنسبة الى النفط، فإن إسرائيل ولبنان يعرفان أن تلك الأمور تتم عبر مكاتب محاماة دولية. لا يمكن ان نرى شركات نفظية تأتي الى منطقة عليها نزاع لتنقب أو تستخرج. إن وراء تلك الشركات النفطية الكبرى مكاتب محاماة دولية تحل لها كل العقبات قبل أن تأتي الى مكان الإستخراج. كل القضية أن كل مسؤول يريد أن يدعي المقاومة بوجه إسرائيل فينفخ بنفسه، وفي الواقع هم جميعهم جبناء. حين احتدم الخلاف على البلوك النفطي (9) في المياه الإقليمية بينا وبين إسرائيل، حصلت وساطة أمريكية من أجل تخفيف الإحتقان. عند الإجتماع بتلك الوساطة قال "المقاومون العظماء" لساترفيلد "نحن لا يمكننا ان نعقد الآن الإتفاق حول الغاز والنفط لأن لدينا إنتخابات! فلندع تلك الأمور الى ما بعد هذا الإستحقاق."

نسمع منذ فترة عن معلومات وتقارير توحي وكأن لبنان مقبل على مرحلة مقلقة أمنياً. ما صحة هذه المعلومات؟

هناك وضع مستجد له علاقة بسوريا. إن الدور الإيراني في سوريا مرفوض أميركياً وتعتبره إسرائيل خطاً أحمر. إذاً، سيمارَس ضغط دولي على إيران، وحين تشعر هذه الأخيرة أن هذا الضغط سيخرجها من سوريا ستجازف بكل شيء. في العام 2006 قرار المجازفة اتخذته إيران ونفذه حزب الله. يوجد اليوم مخاوف من هذا النوع. لقد دفعت إيران حتى اليوم على نظام الأسد أكثر من 40 مليار دولار. ولدى حزب الله والإيرانيين أكثر من 4000 قتيل وما يقارب 10 آلاف جريح من الإيرانيين. هذا دون احتساب المقاتلين الأفغان والباكستان والشيعة العراقيين. إن خرج المرشد من سوريا سيسقط في إيران خاصة بعد كل ما دفعه من أموال ورغم مطالب شعبه عدم التدخل وإبقاء تلك الأموال داخل البلد. إن خرج المرشد من سوريا بهذه الطريقة سيسقط في إيران حتماً. إن الخطر الأساسي الذي يهددنا هو الوصول الى حالة مشابهة لما وصلنا إليها في العام 2006. في العام 2006 وفي بداية شهر حزيران قدّم الأمريكيون للإيرانيين عرض اتفاق حول الملف النووي. تضمن هذا العرض نقاطاً إيجابية جداً، فطلبت إيران مهلة لدراسة العرض، فأعطيت مهلة أسبوع من قبل الإمريكيين. لكن إيران طالبت بمهلة شهر. فحصلت الحرب الإسرائيلية على لبنان في تموز 2006 وسقط موضوع العرض الأمريكي لإيران. ما نخشاه فعلاً أن تجازف إيران إن اضطرت الى الخروج من سوريا وان تبادر الى إشعال الحرب في لبنان، خاصة وأن الخسائر لن تكون على أرضها ولا على شعبها. لكن حتى الساعة لا رؤية أميريكية واضحة لعام 2018. والرئيس ترامب منشغل بقضايا داخلية وإدارية وخلافية. لهذا لن نرى إستراتيجية أميركية واضحة لإخراج الإيرانيين من سوريا، وربما سيبدأ هذا الأمر ابتداء من العام المقبل. لهذا سيكون العام 2018 هادئاً إن لم نخطئ التقدير.

على أي أسس تقام المؤتمرات الدولية لدعم لبنان والتي كان غيثها الأول مؤتمر روما 2 والمساعدة المالية الكبيرة التي قدمت للقوى الأمنية اللبنانية؟

علينا ان لا نتوهم كثيراً. لم يتم تقديم مساعدات للبنان لا بل مجرد قرض ليشتري لبنان السلاح من عندهم. لدى أوروبا مال وفير يمكنها أن تقرض لبنان منه مليارين أو أكثر. لكن ماذا سيفعل لبنان بهذا المبلغ؟ الأوروبيون يعلمون علم اليقين ان الطبقة السياسية فاسدة، لهذا لن يقدموا لها المال. يمكن للأوروبيين ان يعطوا لبنان قروضاً يتم مراقبتها من قبلهم بشكل دقيق وجيد لأن لا ثقة لديهم بالطبقة السياسية اللبنانية. لننتظر ونرَ، وفي الوقت عينه علينا أن لا نعلق أهمية كبرى على تلك المؤتمرات في ظل غياب إصلاحات حقيقية ملموسة. ويبدو من خلال هذا النوع من الإدارة لمجلس النواب ولشؤون البلاد أنه لن يكون هناك أي إصلاحات. منذ باريس 1 وصولاً الى اليوم توضع لائحة إصلاحات مطلوبة من لبنان، وفي كل مرة يضعها الرئيس نبيه بري في الجارور.

حاورته: كارينا أبو نعيم

 

من الأكثري إلى النسبي: وتبسيط عملية الإقتراع

الهام فريحة/الأنوار/27 آذار/18

اعتاد اللبنانيون، منذ أن بدأوا يُطبقون الإنتخابات النيابية، أن تتمَّ عملية الإقتراع وفق عدة أوراق عليها أسماء الناخبين: إما ورقة عليها أسماء لائحة واحدة.إما ورقة مشكَّلة من عدة أسماء ليسوا من لائحة واحدة. إما ورقة مكتوبة بخط اليد وليست مطبوعة. الناخب إما أن يأخذ الورقة من داخل قلم الإقتراع، وإما أن تُعطى له من مناصري اللوائح الذين يتجمعون على أبواب أقلام الإقتراع، وإما أن يكون يحمل ورقة سلفاً وتكون جاهزة للإقتراع بها بعد أن يضعها في مغلف يُعطى له داخل قلم الإقتراع. وفق القانون الأكثري، كانت للناخب الحرية المطلقة في الإختيار كما يشاء، فهو يُشطِّب الإسم الذي يريد شطبه، ويضيف الإسم الذي يريد إضافته، لأنَّ اللوائح ليست مقفلة، كلُّ ما عليه أن يفعله هو أن يُدقِّق في اللوائح التي تُعطى له، لأنَّ هناك اللوائح "الملغومة" التي يمكن أن تحمل إسماً أو أكثر من لائحة منافسة، كما كانت هناك اللوائح المطبوعة فيها الأسماء بشكل ضيّق جداً بحيث لا يكون هناك مجال أو هامش لشطب إسم ووضع إسم مكانه.

كما هناك اللوائح التي توضع قبل بعض الأسماء فيها الألقاب، كالبيك والشيخ وسعادة ومعالي والسيد والأستاذ، وعند ورود أيٍّ من هذه الألقاب قبل أيِّ إسم يتمُّ إلغاء الصوت الذي يُعطى له. تلك كانت أصول أو نكهة عملية الإقتراع في القوانين السابقة، وصولاً إلى انتخابات العام 2009، وهي آخر انتخابات وفق القانون الأكثري. اليوم تغيرت عملية الإقتراع رأساً على عقب، للوهلة الأولى تبدو صعبة، لكنها في حقيقة الأمر سهلة، بعكس عملية الفرز، وهي تتم وفق الآتي: تتولى وزارة الداخلية والبلديات طباعة اللوائح على ورقة واحدة تضمُّ كل أسماء المرشحين، ولا تكون اللائحة مقبولة إذا لم تكن تضم 40% من مقاعد الدائرة. فعلى سبيل المثال لا الحصر، إذا كانت دائرة تضم سبعة مقاعد فإنَّ اللوائح التي تكون مقبولة فيها، هي التي تضم ثلاثة نواب وما فوق، أي الـ 40% من عدد نواب الدائرة.  يُعطى لكل لائحة لون معين، والأوراق تكون بيد موظفي القلم ولا تعطى للناخب إلا في لحظة الإقتراع، ولا يستطيع الناخب أن يحصل على ورقة في الخارج وقبل الإقتراع لأنها أوراق لا توزَّع إلا داخل القلم وقبل لحظات من الإقتراع. بعد تسلم الناخب ورقة الإقتراع، يدخل إلى مكان الإقتراع (العازل) لإتمام عملية الإقتراع وفق التالي: يقوم الناخب بوضع إشارة (صح) بجانب اللائحة التي يريد الإقتراع لها. ثم وضع إشارة (صح) بجانب إسم المرشح المفضل أي الصوت التفضيلي.

في حال أعطى الناخب صوته للائحة "أ" على سبيل المثال، وأعطى صوته التفضيلي لأحد مرشحي اللائحة "ب"، عندها يحتسب فقط صوته للائحة ويلغى الصوت التفضيلي. لمَن لا يجيدون القراءة فإنَّ الأسماء ستكون مصحوبة بصور المرشحين والمرشحات، كما أنَّ الداخلية ستلحظ أوضاع ذوي الإحتياجات الخاصة بشكلٍ يتيح لهم التعرف على اللوائح والأسماء فيها. هذا ما استطعت تبسيطه لعملية الإقتراع على طريقتي، أما الشوائب، إذا وُجدت، فإنها لن تظهر عملياً، إلا بعد 6 أيار أي بعد العملية الإنتخابية، لأنه عندها تكون ملموسة وبعد اختبار القانون لا قبله.

 

حتى لا نبقى غنماً

سناء الجاك/النهار/26 آذار 2018 

http://eliasbejjaninews.com/archives/63452

مع اقتراب السادس من أيار، تبرز أكثر فأكثر فوائد القانون النسبي المفصل على قياس أهل السلطة الذين اتمّوا واجباتهم الشرعية بعضهم حيال بعض، ويعدّون انفسهم للعودة الى التحكم برقابنا غانمين مغتبطين ومعتمدين على ناخبين يكفي ان يسمعوا الكليشيهات التي لا مكان لتنفيذ أي حرف منها على ارض الواقع ليلبّوا النداء.  ليست مسألة إحباط، لكن السؤال يجوز: أي جديد تحمله الينا هذه الانتخابات النيابية؟

قد يكمن الجواب في التقسيمات الإدارية المفصلة على القياس، لتفرز لكل فريق طائفي ومذهبي حصته نظيفةً خالصة من شوائب الخرق المحتمل.

اما الوسيلة للوصول الى هذا الهدف، فكانت ضربة المعلّم المتمثلة في فرض اللوائح شرطاً ملزماً للمرشحين، وذلك لقطع الطريق على أي مرشح مستقل وقادر على الاختراق بموجب القانون الاكثري، ما يعني تدعيم محادل السلطة. لا شيء غيرها.

فعلاً هي ضربة معلّم. فالنقمة السائدة حيال كل هذا الفساد المستشري في مفاصل الدولة، كانت تملك حظوظاً متفرقة لخرق لوائح السلطة في أكثر من مكان وفق النظام الاكثري، ما يعطي أملاً بسابقة قد تتعزز وتتكرر. لكن الشطارة على الطريق اللبنانية وقفت بالمرصاد وقوطبت على نقمة الناس وسعت الى شل رغبتهم في تغيير نوعي يبدأ من مكان ما، ويهدد المعايير التي تكرس استمرارية القادة السياسيين الحاليين انطلاقاً من طوائفهم.

فهؤلاء القادة يعرفون جيداً خطر أي تغيير طفيف عليهم، لأن من شأنه تمهيد الطريق لما هو أوسع وأشمل في المراحل المقبلة. منطقهم يقضي بأن لا يصلحوا ولا يغيّروا ولا يبنوا دولة فيها دستور وقانون ومحاسبة ومساءلة، لأن مثل هذه الدولة تقود الى قطع ارزاقهم. لذا كان لا بد من قطع أعناق كل طموح من خارج محاصصاتهم. لذا كان لا بد من القانون الحالي ومن محادل اللوائح التي يعجز عنها مَن هو خارج اصطفافاتهم وأموالهم الانتخابية الوفيرة.

لمزيد من الحرص على ضمان النتائج، قرر كل عضو من أعضاء المجلس الأعلى الطائفي المتحكم باللعبة السياسية، ان لا صوت يعلو فوق صوت استنهاض الغرائز البشعة في المعركة الانتخابية، وتخويف اللبنانيين بعضهم من بعض وتشجيعهم على اعتبار أن حق الطائفة ينحصر في تكريس الزعيم الى الابد، ما يضمن ثبات التركيبة الحالية المنقّحة، وتقاسم السلطة من باب الطائفة.

ليس مفاجئا ان رؤساء الكتل الاساسية يحملون سلاح الذود عن الطائفة، عن الجماعة، وليس عن اللبناني من باب المواطنة والحقوق والواجبات وفق الدستور والقوانين.

وهم يصرّون على رفع النبرة للقول ان الطائفة التي يمثلونها ويصادرونها ليست حرفاً ناقصاً، وإن حائطها ليس واطئاً، ولا يمكن تحجيمها. كلهم أقوياء وقوتهم تعدي الاخرين. الى الأعلى يريدون النهوض بالغرائز المتفلتة من المعايير الإنسانية وبحقوق جماعاتهم، كما يدعون. ولكن ضد من؟! ضد حلفائهم في السلطة؟! بالتأكيد لا، فالهدف هو الاستمرار في القدرة على التقاسم والمحاصصات وبالوسائل السائدة منذ اتفاق الطائف، وكأن لا شيء تغيّر.

لعل أصدق تعبير لإدارة الطبقة السياسية الحالية للحملات الانتخابية يعكسه تعليق على صفحة الـ"فايس بوك" جاء فيه ان "حجم التكاذب الانتخابي فاق حجم الدين العام في لبنان".

عجبي!! عنصرية. بلطجة. تصنيف وحكم مسبق على المنافسين. والانكى ان اسهم السوق حامية ولا أحد يقضي على شريكه اللدود، بل يعتمد خطاباً يزيد من أسهم هذا الشريك في صفوف جماعته.

اما اللعبة الخبيثة التي استخدمتها السلطة، فقد بانت ملامحها في بعض الترشيحات الملغومة والمدرجة على حساب ما اعتبر منافساً لها، وهو المجتمع المدني، ولعل الانسحابات التي شهدناها قبل انتهاء مهلة تقديم اللوائح تشير الى الطعنات التي تعرض لها من حسب ان المنافسة ممكنة بشروط عادلة تتجاوز الانتقادات التي يمكن ان توجَّه الى القانون الانتخابي. ولكن، ولأن توصيف الوضع الحالي على فجاجته، لا يسعى الى الاحباط، لا بد من العمل لتحقيق الخرق المطلوب من خلال هذه الانتخابات حتى لا نبقى غنماً، كما يريدون لنا ان نكون، وكما سنصير اذا عادت هذه الطبقة الحاكمة وبقوة تكريسية أفعل.

فلنعمل بحيث تحمل هذ الانتخابات ولو الحد الأدنى المتاح من التجديد او محاولة التجديد التي يمكن البناء عليها لتراكمات تتحدى بفعالية أكبر المجلس الأعلى الطائفي المتحكم بنهب المال العام من خلال التمثيل السياسي.

كلهم يعني كلهم.

 

ما هكذا تورد الإبل يا جبران/مراجعة مع جبران باسيل

 ابراهيم الأمين/الأخبار/،لإثنين 26 آذار 2018

بارز في نهاية الاسبوع، كان خطاب الوزير جبران باسيل خلال احتفال إعلان لوائح التيار الوطني الحر في لبنان. ولأن باسيل والتيار الوطني ينطلقان من قواعد تنشد الحرية والسيادة والعدالة والمساواة والقانون، لا بد من مناقشة ما قاله وما يقوم به ربطاً بالاستحقاق الانتخابي من جهة، وبعمل التيار في الدولة والسياسة منذ وصول العماد ميشال عون الى رئاسة الجمهورية من جهة ثانية، إضافة الى وضع التيار الذي قام على قاعدة شعبية واسعة، وها هو ينتهي على شكل حزب له قواعد عمل، تشبه أحزاب الثمانينيات من القرن الماضي.

يحق لباسيل أن يقول ما يقول، وأن يصدقه الناس أو يرفضوه، فهذا شأن آخر. ولأن الرجل يلعب على التاريخ والمقارنات، ولأن التيار قوة حقيقية تستحق الافضل كل الوقت، ولأن لبنان لا يحتمل المغامرات السياسية، فمن المفيد إيراد الملاحظات الآتية:

أولاً: ينطلق باسيل في فلسفته لمفهوم الشراكة من قاعدة أنه زعيم الغالبية المسيحية، ما يسمح له باحتكار تمثيل المسيحيين عموماً، متبنّياً بالحرف طريقة عمل الرئيسين نبيه بري وسعد الحريري والنائب وليد جنبلاط بوصفهم زعماء الغالبية عند الشيعة والسنّة والدروز. عملياً، استسلم التيار للواقع السياسي القائم، وبدل أن يستغل وصول العماد عون الى رئاسة الجمهورية، حيث بيده قرار حاسم يتعلق بجدول أعمال الحكومة أو توقيع المراسيم، فإن التيار لجأ الى ما هو أسهل، لجهة تحقيق برنامج توسيع النفوذ والحضور داخل الدولة. حتى إن التيار نفسه لم يصبه الفزع عندما وافقه الشركاء في الحكم على تلبية مطالبه. فهؤلاء ليس لديهم مشكلة أصلاً إن جاء شريك رابع الى الطاولة وتقاسم معهم حصص الدولة، حتى لو عاندوا قليلاً، طالما هم تعوّدوا أن يحتكروا تمثيل المسلمين، وأن يضعوا أيديهم على ما تيسّر من حصص المسيحيين.

كيف يكون سوياً أن يخوض التيار معاركه في مواجهة حلفائه في المعركة الرئاسية؟

فعلياً، سقط التيار الحر في الامتحان الأبرز المتعلق بإعادة الاعتبار الى المعايير العامة في اختيار الموظفين. وهذا ما انعكس في سلسلة التعيينات التي حصلت في الدولة منذ وصول عون الى الرئاسة، وفي كل المؤسسات المدنية والعسكرية على حدّ سواء.

لكن المشكلة، في هذا الملف، لا تقتصر عند قبول التيار اعتماد سياسة من كان يفترض أنه يشكو منهم، بل هو لم ينتبه الى أنه تبنّى كل آليات عملهم أيضاً. فعندما يقرّ الشركاء للتيار بأنه الشريك الممثل للمسيحيين، يترك التيار وحيداً في اختيار من يريدهم للمناصب في الدولة. وفي هذا الجانب، سقط التيار مجدداً، لأنه لم يعتمد آلية تتيح لجميع المسيحيين الحصول على الفرصة، بل قرر ــ تماماً كما يفعل زعماء الغالبيات عند المسلمين ــ أن يختار من يراهم الأنسب. وفي هذه الحالة، نكون أمام اختيارات تقوم على مبدأ الموالاة والمحسوبية وتضيق لتصل إلى حدود من هو أقرب الى دائرة القرار داخل التيار نفسه. فكيف يكون الأمر عندما يواجه العهد أزمة التضخم في عدد المستشارين والمقرّبين الذين لهم الحق في الحصول على نفوذ هنا أو هناك؟

الأمر الثالث، هو التصرف على أساس أن كل مَن تم تعيينه سابقاً ليس ذا صفة تمثيلية. يعني أنه صار لزاماً على الموظفين المسيحيين، الذين دخلوا الى مؤسسات الدولة خلال الفترة الممتدة من عام 1990 حتى عام 2017، أن يخضعوا لامتحان ولاء. ونحن نعرف أن غالبية هؤلاء، إما سبق لهم أن قدموا الولاء الى المرجعيات المسيحية السابقة، لأجل الحصول على الوظيفة، أو هم مارسوا التقية. ولذلك، ليس مفاجئاً أن نجد اليوم داخل الدولة حشداً غير مسبوق من الموظفين المسيحيين الذين يعتمدون سياسة «تمسيح الجوخ» مع التيار ورجالات العهد، لظنّهم أنها الطريقة الفضلى للحفاظ على مناصبهم. وبالتالي، فهم هؤلاء ــ أو هم يتصرفون على هذا الاساس ــ أن معايير الكفاءة ليست هي الاساس.

وعندما يجعل باسيل والتيار هذا الامر أساسياً تحت عنوان «تحصيل الحقوق لتحقيق الشراكة»، ننتقل مباشرة الى الخطاب والتعبئة القائمة على قاعدة إرضاء الجمهور المسيحي. وهذا ما يجعل التيار يخسر، وبضربة واحدة، كل الذين ناصروه خلال السنوات الماضية من بقية اللبنانيين، ويجعل هؤلاء أيتاماً من دون ملجأ بعدما راهنوا على أن العماد عون والتيار سوف يفسحان المجال لرفع الظلم عنهم. وعملياً، تكون النتيجة أن سلوك التيار لم يجذب المزيد من اللبنانيين الى مشروع التغيير، بل دفع بالقسم المتضرر من سياسات الحكومات السابقة الى الاستسلام، والذهاب لتقديم واجب الطاعة ــ مع مفعول رجعي ــ الى المرجعيات الاسلامية التي ظلت مصدر قلقه وألَمه في العقود السابقة.

رابعاً، الأمر لا يتوقف عند هذا الحد، إذ إن التيار كان يواجه سياسات قامت خلال عشرين سنة في لبنان. وهي سياسات عامة لا تتعلق بالموقف من سوريا والمقاومة وانتخاب رئيس الجمهورية وقانون الانتخاب وتشكيل الحكومة، بل في البرامج الاقتصادية والمالية والاجتماعية، والسياسات الخارجية للدولة. وهو ما جعل التيار يصدر في يوم من الايام كرّاسه الشهير «الإبراء المستحيل». وحتى لا «نأكل رؤوس» بعضنا البعض، فإن حجر الزاوية في هذا الكرّاس يقوم على رفض السياسات التي أقرّها فريق رفيق الحريري، وورِثتها كل الحكومات السابقة، وعلى انتقاد كل الذين جاروه في هذه السياسات. لكن الذي يحصل اليوم هو أن التسوية الرئاسية وقيام تفاهمات بين التيار الوطني الحر وتيار المستقبل، جعلا هذا الكرّاس مركوناً في زاوية الأرشيف الميت. وتكفي مراجعة قرارات الحكومة منذ انتخاب الرئيس عون، لنكتشف أن التيار الوطني الحر هو من غيّر مواقفه، لا الآخرون، كل الآخرين، وفي مقدمهم ورثة رفيق الحريري.

في هذه الحالة، عندما يتحدث باسيل والتيار عن مواجهة الفساد، لا يمكنهما الكيل بمكيالين، ولن يكونا صادقين أو عادلين أو محقّين، عندما يقرران أن الفساد يتمثل اليوم في الفريق الذي يمثله الرئيس نبيه بري، ويقرران عدم خوض معركة ضد زعامة وليد جنبلاط، لأن حالة الأخير «تعبانة» و«ما بيحرز». ثم ينسى باسيل والتيار كل ما قام ويقوم به تيار المستقبل. وتكفي الاشارة الى ما حصل في قوى الامن الداخلي ووزارة الاتصالات ووزارة الداخلية ومصرف لبنان ومؤسسات عامة أخرى، حتى نكتشف أن التيار أصابه «حَوَل سياسي» أو عمى ألوان، فصار يرى عين التينة في بيت الوسط، ولم يبقَ من الالوان إلا الاخضر.

والمشكلة أن باسيل والتيار لا يقفان هنا لمراجعة الموقف، بل يذهبان بعيداً في تحميل الآخرين مسؤولية ما ينتقدانه، ويحصران النقد في المقاومة، التي يريانها وسيلة تغطية للفاسدين وناهبي المال العام. ولم يعودا يريان كيف أن بقايا فريق 14 آذار، وفي مقدمهم الحريري، ما زالوا يستندون الى دعم الدول الاقليمية والدولية النافذة للمحافظة على حضورهم القاسي في الدولة، كما يستندون الى «تسوية الرئاسة» في ممارسة المزيد من التسلط على إدارات الدولة ومؤسساتها. وبدل أن يقاومهم التيار، نراه في محطة الانتخابات النيابية هذه، يعمل على مراضاتهم من خلال بعض الترشيحات، بينما هو لا يرى نفسه ملزماً بالتعاون مع الحلفاء الذين وقفوا الى جانبه، وأقاموا الدنيا منعاً لإقصائه وتحقيقاً لوصول عون الى بعبدا.

لكن، هل يجد باسيل والتيار وقتاً للإجابة عن أسئلة هذه السنة حول ما يجري في وزارة الاتصالات من تلزيمات تتعلق بالهاتف وخطوط الألياف الضوئية؟ وكيف تحصل شركة هاواوي، مثلاً، على 70 في المئة من حجم الاشغال مقابل أقل من 30 في المئة للآخرين؟ أم ان التيار يحتاج الى من يشرح له الامر بتفصيل أكبر (هناك ملف متكامل عن التحالف غير الرسمي الكبير الذي يضم مجموعة من المتعهدين بقيادة هشام عيتاني، والذي سيتولى، بدعم النافذين سياسياً، الاشغال في كل لبنان، وهو ملف مليء بالأخبار السارة أيضاً لهواة الصنف).

هل يجد باسيل والتيار وقتاً ليحدثانا عن القوة المستجدة فجأة عند مصرف «سيدروس» الذي لم يتأخر لحظة بعد انتخاب عون رئيساً، بأن رفع الصوت مطالباً بمفعول رجعي يخصّه من الهندسات المالية، ثم من تسويات قائمة بينه وبين المصرف المركزي حول سياسة الفوائد الهادفة الى جذب الاموال بالعملة الصعبة؟

هل أنهى التيار وباسيل، فعلاً، التحقيق في ملف الصفقات أو التنفيعات التي جرت خلال تولّي نائب رئيس التيار، نقولا صحناوي، وزارة الاتصالات، والتي أمكن للبعض جمعها في ملف واحد، لم يصل مع الأسف الى الجهات القضائية المختصة، مع العلم بأن وزير العدل الحالي سليم جريصاتي، وهو ممثل التيار في الحكومة، لديه سيرة «لطيفة» جداً في معرض احترامه ودفاعه عن استقلالية السلطة القضائية؟!

هل تابع باسيل، ومعه أركان التيار، الفضيحة المراد طمسها، في وزارة الزراعة، حيث لا يقوم موظفون رفيعو المستوى، ومن المحسوبين على التيار أصلاً، أو من الذين استجدّ ولاؤهم للتيار، بالدور المطلوب منهم، في منع مرور صفقة مبيدات للحشرات فاقدة الصلاحية وتشكل خطراً على السلامة العامة لجميع اللبنانيين وليس للمزروعات فقط، بينما تستمر الوساطات من قبل المستورد الذي لم يترك مسؤولاً في الدولة إلا وحاول الحصول على دعمه؟ وهل يعرف باسيل والتيار أن هذا الملف يدار بالتشارك بين من هم محسوبون عليه في هذه الوزارة، وفريق وزير الزراعة نفسه، علماً بأن الوزير، وهو غازي زعيتر، محسوب على من يعتبره باسيل رأس الفساد في البلاد؟

كيف يمكن لباسيل والتيار الوطني الحر الإجابة عن عنوان واحد، وفرعي، من ملف الكهرباء: لماذا ظلّ مشروع تلزيم إنتاج الطاقة للمعامل العائمة محصوراً في عارض واحد فقط؟

وعندما يجري الحديث عن مواجهة الفساد والمواقع الغامضة وأصحاب الصفقات والمشاريع التي لم تخضع إدارتها للقوانين المرعية، لا يمكن البحث عن وسيلة لضمّ شخصيات مثل ميشال ضاهر (لديه ملف عالق أمام النيابة العامة المالية، وملف آخر فيه شبهة تشارك مع إسرائيليين خدموا في جيش الاحتلال، في مؤسسات مالية دولية كبيرة) ولا مع سركيس سركيس الذي يملك فقط قدرة مالية كبيرة ناتجة من أعماله غير المدققة بالكامل، فيصبح حليفاً رئيسياً في المتن الشمالي، ولا مع نقولا شماس، الوجه البشع لسلطة الشجع والتمييز في لبنان، ليكون ممثلاً عن بيروت، ولا مع ميشال معوض الغارق الى أبعد ممّا يعتقد التيار في خياراته السياسية المناقضة لكل ما يؤمن به التيار، علماً بأن الحظ فقط أنقذ التيار من ورطة جاد صوايا، وما أدراك ما جاد صوايا!

بل أكثر من ذلك، كيف يكون الأمر سوياً، من حيث النزاهة السياسية، ومن حيث البحث عن مزيد من النقاء السياسي، عندما يصادف ــ واللهِ، مجرّد مصادفة ــ أن يخوض التيار الوطني الحر معاركه الانتخابية في مواجهة حلفائه في المعركة الرئاسية، إلا حيث لا يقدر التيار على خوض المعركة منفرداً؟

كيف يصبح فيصل كرامي وجهاد الصمد وعبد الرحيم مراد وأسامة سعد وإيلي الفرزلي وألبير منصور ووجيه البعريني مصدر مرض خطير، بينما تأتي الصحة الكاملة من تحالف مع الجماعة الإسلامية وآل معوض وغيرهم؟

كيف يعقل أن يوفّق باسيل بين المطالبة بحقه في تسمية المرشحين عن المقاعد المسيحية في دوائر بعلبك ــ الهرمل، ومرجعيون، وزحلة، وعكار، والزهراني وجزين وعاليه والشوف وبعبدا وبيروت، وبين رفضه لحق أبرز حلفائه، أي حزب الله، في أن يسمّي مرشحَيه عن المقعدين الشيعيين في جبيل وزحلة؟

ألا تدعو هذه التحالفات والمواقف الى التأمل، خصوصاً مع استعادة مطالعة الرئيس سعد الحريري ومساعديه أمام الأميركيين والسعوديين، من أن التيار يتقدم خطوات حثيثة نحو فكّ تحالفه مع حزب الله وحلفائه، كما هي الأخبار الأخرى، عن تهديد أميركي – فرنسي صريح للتيارالوطني الحر بوجوب الابتعاد عن حزب الله وحلفائه تحت طائلة شمول التيار الوطني الحر ومؤسساته وقياداته بالعقوبات التي ينوي الكونغرس الأميركي تشديدها على حزب الله؟!

ليس هكذا تورد الإبل يا رفيق جبران!

 

سامي الجميّل «يغدر» بالمستقلّين

 ليا القزي/الأخبار/26 آذار/18  

بعد أشهرٍ من المعارك الدونكيشوتية، عاد حزب الكتائب إلى بيت طاعة السلطة السياسية. فقد طوت قيادة الصيفي، يوم السبت، صفحة خطابها «الإصلاحي» نهائياً، بتخليها قبل ساعاتٍ من انتهاء مهلة تسجيل اللوائح عن تحالفها مع المستقلين في دائرة الشمال الثالثة، مُفضّلة القوات اللبنانية

خلال الانتخابات الفرعية في المتن عام 2007، سألت مُراسلة محطة تلفزيونية أحد المقترعين: «لمن اقترعت؟». حاول الرجل جاهداً تذكّر اسم المُرشح الطبيب كميل الخوري، من دون جدوى. «معقول لا تعلم من انتخبت؟»، قالت له. فردّ عليها: «ولكنّني أعرف أمين الجميّل». جواب «فلسفي» مُعبّر جداً، يصحّ إسقاطه حالياً على النائب سامي أمين الجميّل. فرئيس حزب الكتائب، بقي في السنوات الماضية يُردّد لـ«المُشككين» في خطابه الاصلاحي «انتظروا واحكموا على تصرفاتنا، التي ستُنسيكم تاريخنا». لم يكن الجميّل على قدر الرهان عليه. ووجب، منذ البداية، تصديق عارفيه في الأمانة العامة لقوى 14 آذار (سابقاً) حين قالوا إنّ «سامي سيكون أسير التركة الحزبية التي ورثها، ولن يكون قادراً على أن يذهب بعيداً في خطابه التغييري»، أي إنه رئيس حزب الشيء ونقيضه.

سامي الجميّل مدينٌ اليوم باعتذار إلى كلّ من أوهمهم، طوال الأشهر الماضية، بأنّه «قائد الثورة»، وبأنّ عدد المقاعد التي سيكسبها من الانتخابات لا يهمه، بقدر ما يُريد التأسيس لنهجٍ سياسي (أخلاقي) جديد. فقد تبيّن أنّه رئيس حزبٍ لا يُشبه إلا السلطة القائمة، ولا يعرف أن يُمارس السياسة إلا من خلال مؤسساتها. هكذا ظهر في الأشرفية وزحلة والشمال الثالثة وصيدا ــ جزين. مُجرّد لاهثٍ وراء مقاعد على لوائح «السلطة»، مُمثلة بالقوات اللبنانية. والأنكى، أنّ حظوظ فوزه في زحلة والشمال الثالثة وجزين شبه معدومة. وسيكتفي بلعب دور «السُلّم» لـ«القوات»، حتى ترفع حاصلها الانتخابي، وتُعزّز حظوظ فوزها بالمقاعد. يُمكن تخيّل سمير جعجع يُقهقه عالياً، بعد أن «أجبر» الجميّل على الانصياع لشروط معراب، من دون أن يُقدّم له تنازلاً واحداً!

يقول قيصر معوض إنّ التحالف مع القوات عزّز فرص الفوز في الكورة أو زغرتا

آخر «طعنات» الجميّل لـ«المستقلين» كانت في دائرة الشمال الثالثة. فقد كان هؤلاء، صباح يوم السبت، على موعدٍ مع إعلان لائحة تحالف حزب الكتائب ــ المستقلين لخوض الانتخابات النيابية. المفاجأة كانت في «تسلّل» قيادة الصيفي إلى معراب، وعقدها اتفاقاً معها، من دون أن يُسحب مُرشح «القوات» فادي سعد (كما كان يشترط النائب سامر سعادة)، أو تأخذ «الكتائب» وعداً بتوحيد الأصوات التفضيلية.

يوم أمس، أصدر الناشط المدني مروان معلوف بياناً يُعلن انسحابه من الانتخابات. مثله فعل الزميل رياض طوق، الذي عقد مؤتمراً صحافياً، يُخبر فيه عن «أنانية بعض من يصف نفسه بأنه مجتمع مدني، وأنانية حزبٍ أخبرنا أنّه ترك السلطة، ويُريد المشاركة معنا لخلق جوّ جديد في البلد».

يبدأ طوق في حديثه إلى «الأخبار» من الجوّ التغييري في بشرّي الذي «تطوّر كثيراً في الأسابيع الثلاثة الماضية، فوضع جعجع كلّ ثقله لعزلنا». التنسيق بين رئيس «القوات» والنائب السابق قيصر معوض «تطور خلال أسبوع حسم اللوائح. عقدا جلسة، لمدّة ساعتين ونصف ساعة، طلب خلالها جعجع من معوض إقناع الكتائب بالانضمام إلى اللائحة». معوض هو نفسه الشخص «الذي بدأ منذ تموز الماضي العمل لتشكيل لائحة مستقلين، وكان أول من زارنا في بشرّي».

تحالف رئيس حركة الاستقلال ميشال معوض مع التيار العوني، قرّب قيصر معوض من «القوات»، فبدأ ضغوطه على حزب الكتائب، «بأن يتحالفا مع القوات، وإلا فسينسحب من اللائحة»، يقول طوق. وفي الوقت نفسه، كان «سعادة، الخائف من تشكيل لائحة لا تنال الحاصل، يستقبل وفوداً قواتيّة في منزله». لم يكن «المستقلون» على دراية بهذه التطورات، «فقد كنا أيضاً نجتمع مع سعادة ومعوض واليسار الديمقراطي، ونضع اللمسات الأخيرة على لائحتنا».

مع مرور الأيام، واقتراب إتمام «الصفقة» بين معراب والصيفي، «حاولنا طمأنة معوض، الذي يبدو أنّه أوهمنا بأرقامه المُبالغ بها أنّه يُمكن رفع حاصل اللائحة». لم يعد بإمكان معوض أن يُناور أكثر، «فكشف أنّ الكتائب هم الذين يسعون إلى التحالف مع القوات». طلب طوق من سعادة ومعوض «مُصارحتنا قبل انتهاء مهلة تسجيل اللوائح»، فما كان من شريكَي التسوية إلا «الإصرار على تحالفنا معهما، وأنّ اللائحة ستُعلن يوم السبت، العاشرة صباحاً». كانت تلك المناورة لمنع «المستقلين» من البحث عن خيارات أخرى.

مساء الجمعة، «زرت سامر سعادة في منزله في شبطين، فكان مُصرّاً على أن معوض يريد الاتفاق مع القوات». اتصل طوق بالنائب السابق قيصر معوض «فأبلغني أنّه يسير بالقرار الذي يريده سعادة». أما نتيجة لعبة تقاذف الكرة، فكانت «اعتراف سعادة بأنّ التفاهم مع القوات، تمّ». لماذا انسحبت، ولم تنضم إلى لائحة تحالف وطني ــ حزب سبعة ــ مواطنون ومواطنات في دولة؟ «لأنّنا على العكس من غيرنا، لا نكون مُلحقين على لائحة، ولا ننتقل بين ليلة وأخرى من لائحة إلى أخرى. كرامتنا الأساس»، يقول طوق.

من جهته، يقول قيصر معوض إنّ «الأساس كان تشكيل لائحة مستقلين، مع الكتائب. واجهنا فيتو من قوى يسارية أو مدنية على مشاركة الكتائب». بدأ الحوار مع القوات اللبنانية، حيث هناك التقاء في الموقف السياسي، «وفي الحكومة، لدى وزراء القوات حدّ أدنى من الشفافية التي لا تستفزّنا». ويسأل الطبيب الزغرتاوي، الحليف السابق لتيار المردة، «هل نريد المعركة فقط لتسجيل موقف أو ليصل أحدٌ منّا؟». بعد التحالف مع معراب، «ربحنا إعادة توحيد الخطّ السيادي، وعزّزنا فرص الفوز بمقعد في زغرتا أو الكورة، لأنّ القصة في البترون... صعبة».

المُرشحون على اللائحة هم: ستريدا طوق وجوزف اسحاق في بشري. قيصر معوض وميشال الدويهي وماريوس بعيني في زغرتا. فادي كرم وألبير اندراوس وجورج منصور في الكورة. فادي سعد وسامر سعادة في البترون.

يقول البعض إنّ الجميّل «مُكتئب» من مسار المفاوضات الانتخابية. ابن عمّه، النائب نديم الجميّل، وضعه أمام الأمر الواقع، بأنّه سيتحالف مع «القوات» في الأشرفية لأنّه لا يتحمّل خسارة «مقعد بشير الجميّل». اعتُبر وضع نديم «خاصّاً»، لذلك لم يلقَ اعتراضاً داخل المكتب السياسي. ولكنّ نائب زحلة، إيلي ماروني، استغلّ هذه «الثغرة»، وقرّر جرّ رئيس حزبه إلى تحالفٍ يُناسب مصلحته. فكانت النتيجة اعتكاف أحد مستشاري الجميّل، اعتراضاً على هذه السياسة، واتجاه كتائبيين إلى العمل ضدّ قرار قيادة حزبهم. «الوضع الخاصّ» انسحب أيضاً على سامر سعادة في البترون، حيث قال الجميّل لرياض طوق إنّ «القرار في الشمال لا يعود له، والقاعدة الكتائبية ستتأثر سلباً في حال عارض الجميّل خيار سامر». المُضحك أنّ الجميّل تخلّى عن الوزير السابق سجعان قزي لأنّه رفض الاستقالة من الحكومة. وقبل يومين، طرد رئيسَي إقليم كسروان ــ الفتوح السابقين سامي الخويري وروفايل مارون، لأنّهما ينشطان مع المُرشح نعمة افرام، ولكنّه يُسلّم أمره لنديم الجميّل وإيلي ماروني وسامر سعادة، الذين تتحكّم في خياراتهم مصالح محض شخصية. حريّ بأيّ رئيس حزب، لا سلطة لديه على مؤسّسته، أن يستقيل من منصبه.

لائحة واحدة لـ"المدني" في الشمال 3 بعد انفراط عقد لائحة المستقلين ــ حزب الكتائب في دائرة الشمال الثالثة، لا يزال هناك لائحة واحدة تُمثل «المجتمع المدني»، وهي تضم ممثلين عن حركة مواطنون ومواطنات في دولة ــ حزب سبعة ــ «صحّ». تضم هذه اللائحة، عن بشرّي: إدمون طوق وموريس الكوره. زغرتا: رياض غزاله، أنطونيا غمره، أنطوان يمين. الكورة: بسام غنطوس وفدوى ناصيف. البترون: ليال بو موسي وأنطوان الخوري حرب. وقد انسحب الحزب الشيوعي اللبناني من هذه اللائحة، بعد خلافات مع حزب سبعة. وحاول أعضاء اللائحة التواصل مع رياض طوق ومروان المعلوف للانضمام إليها، من دون أن يوافقا.

 

مئات ملايين الدولارات لانتخابات في بلد مفلس؟

 فؤاد ابو زيد/الديار/26 آذار/18

في منتصف هذا الليل، يقفل باب تسجيل اللوائح الانتخابية القائمة على القانون الانتخابي الجديد وفق نظام، قيل انه نسبي، وهو في حقيقة الامر نظام هجين لا يعرف رأسه من ذنبه، اقلّ ما يقال فيه انه بشع «ثقيل الدم» وسبق لوزير الداخلية نهاد المشنوق ووصفه بأنه «لئيم وخبيث» ولا اعرف كيف يمكن لنظام انتخابي هذا وصفه وشكله، أمكن تمريره في الحكومة وفي مجلس النواب، وفرض على الناس ليزيد في اتساع حدّة النزاع والخلافات بين الاحزاب والتيارات والشخصيات السياسية. وبين المواطنين الذين كانوا يحلمون بنظام انتخابي مبسّط وعملي وقادر على توفير حريّة الاختيار بأفضل اسلوب ديموقراطي، فقدّموا للمواطنين نظاما قد يصلح للاحزاب في الدول ذات الانظمة المدنية غير الطائفية كما هو واقع الحال في لبنان ومن المستغرب ان حاملي لواء هذا النظام منذ البداية مثل رئىس مجلس النواب نبيه بري، ما زالوا على بعد اقل من 40 يوما من اجراء الانتخابات يشككون بحصولها وهذا الامر ان دلّ على شيء فعلى ان حساب الحقل لن يطابق على حساب البيدر لما في هذا النظام من ثغرات لا تعدّ ولا تحصى.

امّا وان ما كتب قد كتب، فمن الطبيعي والضروري الاشارة الى ابرز ما ميّز السباق الى الترشّح والى تشكيل اللوائح، عند معظم الاحزاب والتيارات، حيث اختلط الحابل بالنابل، وتحالف البعض مع خصومه في النهج والعقيدة في دوائر معيّنة، وخاصمه في دوائر اخرى، في تحالفات غير طبيعية وغير منطقية ومتضاربة بين بعضها بعضا اضافة الى ان بعض رؤساء اللوائح بدأ معركته بالتركيز على العموميات من القضايا الاجتماعية، وعندما لمس ان هذه السياسة لا تطعم ناخبين، رفع سقف خطابه الى اقصاه، وركّز على شدّ العصب اما بالسياسة، او بالشخصي او بنبش ملفات مرّ عليها الزمن، او بإثارة الغرائز الطائفية والمذهبية، او بالتفتيش عن اثرياء يستعطون مقعدا في لائحة، وبدأ الكلام على ان الانفاق المالي في هذه الانتخابات يتخطّى السقوف الموضوعة وهي اساسا مرتفعة، واكثر ما يؤسف هو تعرّض من بينهم تحالفات الى اتهامات مريرة لا يمكن ان تنتهي الاّ بندوب عميقة يلزمها الكثير لتندمل.

لفتني في بيان انسحاب الرئيس حسين الحسيني من السباق الانتخابي قوله «هذه الانتخابات» ليست انتخابات وليست نيابية، الاّ في ظاهر الامر...» والحسيني في قوله هذا اختصر القانون والنظام الانتخابي والمعركة الانتخابية بكلمات قليلة وهو المشهور بقلّة كلامه ولكن بالكثير من المضمون الصحيح، كما ان وزير الداخلية الاسبق مروان شربل تنصّل من هذا القانون واعلن في اكثر من مرة انه تمّ تشويهه على ما كان عليه...» وهو حتى هذه اللحظة يخشى ان لا تحصل الانتخابات في موعدها المحدد، يبقى اشارة اخيرة الى ما نقله البطريرك بشارة الراعي عن رئىس الجمهورية العماد ميشال عون بأن «الدولة مفلسة» والسؤال كيف يمكن لدولة مفلسة ان تواجه العالم بطلب مساعدات وينفق على معركة انتخابية في بلد مفلس مئات ملايين الدولارات؟!

 

جنرالات البرلمان: ذائقة العسكريتريا

 نقولا ناصيف/الأخبار/26 آذار/18  

ليس مدعاة استغراب تهافت ضباط متقاعدين على الترشّح للانتخابات النيابية. ليست المرة الاولى ولن تكون الاخيرة. قد تكمن اهمية التفكير في خطوة كهذه، لمعظمهم، في البقاء في الضوء بعد الانتقال الى الظل. لكنها ليست كذلك لأسماء ذات مغزى في انتظار دور ذي مغزى

بعد انتخاب قائد الجيش فؤاد شهاب رئيساً للجمهورية عام 1958، قال لمعاونيه انه يخشى السابقة التي يتسبّب في إحداثها. وطأ باب السياسة للمرة الاولى عام 1952 بتعيينه رئيساً لحكومة ثلاثية انتقلت اليها صلاحيات الرئاسة بعد تنحي بشارة الخوري، لخمسة ايام فقط. من بعد، اتت الرئاسة التي حملت ريمون اده على الاحتجاج ومقاسمة قائد الجيش الهاجس نفسه، فقارعه على المنصب ـ وإن عالماً بعدم جدوى المنافسة ـ كي لا يُسجَّل انتخاب عسكري رئيساً للجمهورية سابقة تتكرّر في ما بعد، وتمسي تقليداً. كذلك الاجماع عليه بلا اعتراض ولا منافسين، وبإرادة خارجية غير خافية.

كانت لفؤاد شهاب سابقة ثالثة ما بين عامي 1952 و1958، ان يكون اول عسكري في الخدمة يُعيّن وزيراً للدفاع في حكومة سامي الصلح عام 1956. في ما بعد إستعيدت التجربة مرة واحدة مع قائد الجيش فيكتور خوري وزيراً للدفاع في حكومة سليم الحص عام 1978. توسّعت الرقعة كي تختبر البلاد ايضاً تداخل العسكري بالسياسي مع حكومة عسكرية مرتين: عام 1975 ترأسها العميد اول المتقاعد نور الدين الرفاعي لم تعش اكثر من 65 ساعة ما بين 23 ايار و26 منه، وعام 1988 برئاسة قائد الجيش ميشال عون استمرت 25 شهراً. في المرتين، انقسم اللبنانيون من حول الحكومة العسكرية، قبل ان تتهاوى تجربتاهما.

ـ وثيقة بخط الرئيس صائب صلام وقّعها معه الرئيس رشيد كرامي وكمال جنبلاط وريمون اده، مؤرّخة 24 ايار 1975، ترفض حكومة عسكرية في لبنان | للصورة المكبّرة أنقر هنا

نُظِرَ الى محاولة 1975 على انها تُفرض على الحياة السياسية واعرافها وتقاليدها، وتطيح اللعبة الديموقراطية، في بلد محكوم بضوابط طائفية يُحسن السياسيون وحدهم تنظيمها وادارة توافقاتها واشتباكاتها. حكومة عسكرية لا سابقة لها كما حال انظمة الجوار العربي عندما ينيط العسكريون بأنفسهم ليس انهاء مشكلات السياسيين بالقوة بعضهم مع بعض فحسب، بل اطلاقهم لايديهم في التخلص من اولئك واعدامهم حتى. على نحو غير مسبوق آنذاك لم يتكرّر في ما بعد، وقّع خصوم وحلفاء في آن جمعتهم المصيبة، صائب سلام ورشيد كرامي وكمال جنبلاط وريمون اده، وثيقة رفض حكومة عسكرية في لبنان.

مع حكومة ميشال عون كانت الوطأة اثقل. كرّست الانقسامين السياسي والطائفي. قادت اصحابها وحلفاءها الاولين ـ كسمير جعجع اذ سمّاها "حكومة الاستقلال" ـ كما اعداءها لبنانيين وسوريين الى استرجاع الاشتباك السياسي من خلال الجيش، والتسبّب في تفكيكه مجدّداً بعد انهياره عام 1975 للدافع نفسه.

على مرّ التداخل بين العسكري والسياسي، نمت الذائقة. مرت في عهود ذهبية حينما تدّخل العسكريون كالشعبة الثانية في شؤون السياسيين في 12 عاماً من الحقبة الشهابية في ستينات القرن الفائت، وحينما انتقم السياسيون لأنفسهم بالتدخّل في شؤون العسكريين منذ مطلع السبعينات بعد تصفية الشهابية حتى اندلاع الحرب. لم يكن مخفياً دور الاستخبارات العسكرية في التدخّل في انتخابات نيابية. ليس في اسقاط خصومها السياسيين ككميل شمعون وريمون اده وجوزف سكاف وكاظم الخليل وسليمان العلي وسواهم، بل في دعمها عسكريين متقاعدين مرشحين كفخر فخر ونجيب الخوري وجميل لحود والاخوين عبدالكريم وعبدالمجيد الزين ومعروف سعد لأنهم شهابيون ترشّحوا بالصفة هذه، وفي وقوفها ضد طراز آخر من عسكرييين متقاعدين مرشحين مناوئين لها كفؤاد لحود. لم تكتفِ بالحؤول دون نجاحه في الانتخابات النيابية، بل لاحقته واعتقلته للاشتباه بعلاقته بالانقلاب الذي نفذه الحزب السوري القومي الاجتماعي عام 1961. بعد التخلص من الشهابية، انقلبت الادوار: ربح فؤاد لحود وخسر معروف سعد وعبدالمجيد وعبدالكريم الزين ونجيب الخوري.

ذائقة العسكريين السياسية تشبه ذائقة السياسيين العسكرية.

يكاد يكون تصرّفاً عادياً إقدام ضباط متقاعدين على الترشّح لانتخابات نيابية. في سنّ مبكرة يتخلون عن البزّة ويمسون مواطنين كنظرائهم بلا حصانتها. يستطيعون الاقتراع بعدما حُظّر عليهم. كذلك الترشّح والفوز. يتقاعد اللواء في الستين والعميد في الثامنة والخمسين. بينهم مَن ينصرف باكراً الى تقاعده وشيخوخته، فيمضي الوقت في النادي العسكري المركزي، وبينهم مَن يختار مهنة مختلفة تماماً. ترى في هؤلاء المحامي والتاجر والمقاول وسمسار العقارات والاستاذ الجامعي والمستشار وعضو مجلس ادارة شركة او مصرف والصحافي، او يلتحقون باحزاب وتيارات وتنظيمات. ينخرطون في الانتخابات البلدية لرئاستها او عضويتها. في السنوات الاخيرة، باتت لكمّ من الضباط المتقاعدين مهنة جديدة هي الاطلالة على الشاشات على انهم خبراء استراتيجيون او تأسيس مراكز ابحاث. كل ذلك في سبيل البقاء في الضوء.

بذلك يأتي الترشّح للانتخابات النيابية ـ وهي محطة عابرة ـ في سياق مماثل. مع ذلك، ليس طارئاً في تاريخ الاستحقاقات ولا آخر له.

اول عهد العسكريين المتقاعدين في الانتخابات ترشّح مفوّض الشرطة معروف سعد عام 1957 وفوزه بنيابة صيدا، ثم ثابر على الفوز اعوام 1960 و1964 الى ان خسر عام 1972. من بعده كرّت سبحة عشرات عسكريين متقاعدين يترشحون: مفوض الامن العام فؤاد شمعون شقيق كميل شمعون (1960). اولهم في هذا السلك. في قوى الامن الداخلي، لم يكن العدد كبيراً منذ اول الضباط المتقاعدين انتهاء بادناهم رتبة الرقيب وجيه البعريني (1992 و1996 و2000 نائباً)، مروراً بـ: عبدالكريم الزين (1964 و1968 نائباً ثم 1972 خاسراً)، شقيقه عبدالمجيد الزين (1968 نائباً و1972 و1992 خاسراً).

من الجيش انبثقت الغالبية: فؤاد لحود (1960 خاسراً و1972 نائباً)، عمّه جميل لحود (1960 و1964 نائباً و1968 و1972 خاسراً)، نجيب الخوري (1965 و1968 نائباً و1972 خاسراً)، فخر فخر (1968 نائباً)، معين حمود (1972 خاسراً)، فؤاد عوض (1972 خاسراً)، شوقي خيرالله (1992 خاسراً)، احمد الخطيب (1992 خاسراً)، ميشال خوري (1992 نائباً)، عاكف حيدر (1992 خاسراً)، سامي الخطيب (1992 و1996 و2000 نائباً و2005 خاسراً)، شامل موزايا (2005 نائباً)، جان اوغاسبيان (2000 و2005 و2009 نائباً)، ادغار معلوف (2005 و2009 نائباً) انطوان سعد (2009 نائباً)، الوليد سكرية (2009 نائباً).

جميل السيّد واشرف ريفي ووهبي قاطيشا: مرشحو ماضٍ في الحاضر

التجربة الاهم في هؤلاء جميعاً، مخاض طويل تداخل فيه العسكري بالسياسي على مرّ مراحله بتطورات متصاعدة لا حد لها: نيابة 11 عاماً على رأس كتلة كبيرة تلت مساراً اطول: قائد سابق للجيش (1984 ـ 1989)، رئيس لحكومة عسكرية انتقالية ووزير لحقيبتين بالاصالة وثلاث بالوكالة الى احتفاظه بقيادة الجيش (1988 ـ 1990) قبل ان يتوّج ميشال عون هذا التداخل بانتخابه رئيساً للجمهورية (2016).

في انتخابات 2018، قافلة جديدة من الضباط المتقاعدين المرشحين: خمسة الوية هم جميل السيّد وعلي الحاج واشرف ريفي وانطوان سعد وعدنان مرعب، ولائحة طويلة من العمداء من بينهم شامل روكز وانطوان بانو وجان طالوزيان والوليد سكرية ووهبي قاطيشا وصلاح جبران وسليم كلاس وجورج نادر وادونيس نعمة وعماد القعقور ومروان حلاوي وسامي الرماح ومازن الشمعة وخليل الحلو وباسم الخالد واحمد الحصني، الى آخر في قوى الامن الداخلي علي الشاعر، وثلاثة في الامن العام دلال الرحباني ومعروف عيتاني ويغيشه اندونيان. بينهم من انضم الى لوائح، وآخرون عزفوا اذ لم يعثروا على مقاعد.

لا يأتي المرشحون هؤلاء جميعاً الى النيابة للخروج من سأم تقاعدهم. ليسوا جميعاً يبحثون عن موقع اضافي فقط يستكملون فيه البقاء في الضوء، او الاضطلاع بدور سياسي يكبر او يصغر. بينهم، في مراحل محدّدة، مَن كان ـ ابان البزة وبعدها ـ رأس حربة في المعادلة الداخلية، على نحو يجعل توقّع وصوله الى البرلمان استكمالاً للتجربة السابقة، او ردّ اعتبار حقيقي الى دور جبهه في المرحلة المنقضية. يصحّ ذلك على جميل السيّد واشرف ريفي ووهبي قاطيشا، اذ يمثّل ترشحهم نماذج شخصيات صادمة، غير مسبوقة، متنافرة في ما بينها، مثقلة بالحمولة. لكل منهم ـ وإن بتفاوت اكيد في قوة الحضور والفاعلية والنفوذ والمقدرة على الاشتباك ـ قصة طوت مقداراً وافراً من فصول انتظام لعبتي السياسة والامن وتفككهما:

اولهم، جميل السيّد، الشخصية العسكرية الاكثر اثارة للجدل والمشاعر المتناقضة. الاكثر تداخلاً في لعبتي الامن والسياسة في العقدين ونصف العقد المنصرمة. تقلّب بين مديرية المخابرات والمديرية العامة للامن العام. في كلتيهما لعب دوراً سياسياً غير محدود، وفي الغالب غير مشروط. في الاولى، عُزي الى موجبات الامن القومي، في الثانية، الى الصلاحيات المنصوص عليها في قانونها.

هو ايضاً ابن المعادلة السياسية والامنية التي ادارت البلاد ما بين عامي 1990 و2005، اتاحت له عند الوصول الى المفترق بعد استقالته من الامن العام عام 2005، الاعتراف بقاعدتها: جاء مع الاستراتيجيا التي حكمت لبنان ويغادر برحيلها. من ثم كانت المحطة التالية بعد تركه منصبه، هي الدخول في مواجهة حادة من طراز مختلف: صراع مع لجنة التحقيق الدولية طوال اربع سنوات بعدما اتهم وضباط ثلاثة آخرون بالضلوع في اغتيال رفيق الحريري، قبل ان تقرّر المحكمة الدولية اعلان براءته كاملة، وتنصّلها من شهود زور قالت انهم خدعوا التحقيق الدولي كي تخوض في اتهام آخرين بالجريمة.

المحطة الثالثة، بدأت بعد عام 2009 ومغادرته الاعتقال، هي ملاحقة جميل السيّد قضائياً المتسبّبين بتوقيفه. بذلك يأتي ترشّحه في سياق اعادة الاعتبار الى الدور السياسي ـ وهو لم يتوقف يوماً ـ بعد ضمور المنصب الامني، واستكمال المواجهة مع خصومه، لكن بعدة شغل ووسائل مختلفة لكن تختلف كثيراً باسلوبها.

ثانيهم، اشرف ريفي يخوض معركة تصفية الحساب مع سعد الحريري. بدأها في حكومة تمام سلام قبل ان يستقيل ولا يستقيل، من ثم الانتخابات البلدية عام 2016، مروراً بمحنة الرياض التي خبرها رئيس الحكومة، وكان يريد لها خاتمة مختلفة تُخرج سعد الحريري من المعادلة السياسية الحالية. يدين بوصوله الى رأس قوى الامن الداخلي الى حكومة نجيب ميقاتي، وبحقيبة العدل الى سعد الحريري.

في انتخابات 2018 لا يخوض ـ كانتخابات 2016 ـ مغامرة مواجهتهما معاً فحسب. بل ايضاً انتزاع ـ او محاولة انتزاع طرابلس ـ من الطرابلسي نجيب ميقاتي ومن الصيداوي سعد الحريري، كي يكرّس نفسه زعيماً موازياً في المدينة والطائفة. بيد انه يتصرّف على انه الوارث الوحيد، الصائب المحق، لرفيق الحريري، والعدو ـ لا الخصم ـ لحزب الله وسوريا، هو الذي صالح نظامها يوم صالحه سعد الحريري. يصحّ في اشرف ريفي القول انه آخر صفحة في قوى 14 آذار يتنازعها البقاء او الذوبان.

اعطته انتخابات 2016 نشوة مبالغاً بها قبل ان يصل الى الاستحقاق الحالي بحسابات مغايرة تماماً، من شأنها ان تجعل تطابق الاستنتاجات ضرباً من الوهم. يترشح للمرة الاولى. قبله ترشّح والده احمد ريفي في انتخابات 1972 وخسر.

ثالثهم، وهبي قاطيشا مثّل بين عامي 1988 و1990 نموذج العصيان على قيادته، مذ تحوّل الاشتباك العسكري اداة في صراع سياسي كان الجيش وقوده. يوم وقع الاقتتال المسيحي، غادر وضباط آخرون قيادة ميشال عون والتحق بالقوات اللبنانية، يقاتل في صفوفها في مواجهة الجيش. في الحجة المدلاة، تولى كما ضباط آخرون تنظيم صفوف العسكريين المنقطعين عن ميشال عون، الرافضين الانقلاب على الشرعية الناشئة عن اتفاق الطائف. انتظر اميل لحود حتى عام 1991 كي يستعيد الى قيادته الضباط والعسكريين الملتحقين بالميليشيا المسيحية، وكانوا تجمّعوا في اللواء الخامس المشتت، ويُعيد تأهيلهم ويشطف منهم المرحلة السابقة. على غرار رفاقه، لم يجد وهبي قاطيشا صعوبة في مفاضلة الميليشيا على المؤسسة العسكرية.

بعد تقاعده، لزم التجربة الحزبية لسمير جعجع مستشاراً له. مثّل بذلك النموذج الساطع لفحوى انقسام الجيش، اذ وضع نفسه في اتون السياسة. عُزي ما حصل الى اصرار ميشال عون على البقاء في رئاسة الحكومة العسكرية الانتقالية ورفض التسليم برئاسة الياس هراوي. عُزي ايضاً الى ثمن باهظ تكبدّه الجيش حُمّلت وزره قيادته المسيحية وضباطه وعسكريوه المسيحيون كما القوات اللبنانية، اذ انتقلا بالصراع من العداء لسوريا الى اقتتال داخلي فحواه السلطة والنفوذ.

حينما كان وهبي قاطيشا يقاتل الوية ميشال عون، كان شامل روكز ـ المرشح ايضاً "الصل" كما كان ميشال عون يدعوه وهو بعد ملازم ـ في المقلب الآخر منه، يقاتله بدوره.

 

صواريخ إيرانية في ذكرى الحرب اليمنية

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط/27 آذار/18

ليلة السبعة صواريخ باليستية على أربع مدن سعودية، التي أطلقها المتمردون الحوثيون تؤكد صواب قيام الحرب، وصحة التحذيرات من الدور الإيراني في المنطقة، فهو الذي يقوم بعمليات تهريب وإدارة إطلاق الصواريخ باتجاه السعودية.

أول البارحة نفذ أكبر هجوم حتى الآن على السعودية منذ بداية مساعي إيران السيطرة على اليمن قبل ثلاث سنوات. لكنها رغم عددها، والمسافات البعيدة التي قطعتها، تبقى عملية استعراضية، وكانت الأربعة صواريخ في سماء الرياض مثل ألعاب نارية. وليست صدفة أنها أطلقت متزامنة مع ذكرى مرور ثلاث سنوات على الحرب ضد الانقلاب الذي نفذه الحوثيون وقوات الرئيس السابق حينها واستيلائهم على كل اليمن. ومع أن الصواريخ فشلت جميعها في إصابة أي هدف حيوي فإنها نجحت فقط في مساعدة الحكومة السعودية على تذكير الجميع بأن الحرب على الحوثيين والمتحالفين معهم هي حرب الضرورة.

حالياً يسيطر الانقلابيون على نحو ربع اليمن، وبصعوبة شديدة. والحقيقة، أن الحوثيين في ربع اليمن، وحتى في محافظتهم صعدة، يسيطرون بصعوبة، بعد أن كانت ميليشياتهم قد استولت على اليمن كله إلى آخر مدينة في الجنوب، عدن، التي اضطرت الحكومة الشرعية بقيادة الرئيس هادي إلى الفرار منها عبر سلطنة عمان، فالسعودية. لو لم تشن الحملة العسكرية لكان اليمن كله، وليس ربعه، بموانئه ومطاراته، تحت النفوذ الإيراني. وكان يستطيع إطلاق آلاف الصواريخ؛ باليستية وتقليدية، باتجاه الأراضي السعودية.

الذين يستنكرون الحل العسكري، في ذكرى مرور ثلاث سنوات عليه، يجدر بهم تخيل اليمن أو معظمه، لا يزال تحت سيطرة الحوثيين والمتمردين الآخرين. الوضع كان سيكون مخيفاً، أسوأ وأخطر على اليمن والسعودية معاً، وكان سيدفع لحرب شاملة أعظم مما شاهدناه في الستة وثلاثين شهراً الماضية.

وإطلاق الصواريخ السبعة استعراض دعائي مدهش، لكنه لا يبرهن على قدرة متفوقة للحوثيين، بل يبرهن على عجزهم عن استخدامها كما يريدون. ويبرهن على أن الربع المتبقي في الشمال من أراضي اليمن يستوجب تحريره عسكرياً، وعدم الاتكال على العمل السياسي فقط، وهو مناطق جبلية وعرة مكتظة بالسكان يتنقل فيها المتمردون مستخدمين المناطق المدنية دروعاً لأنفسهم اتقاء للقصف الجوي. والهجوم الصاروخي الذي وصل إلى سماء العاصمة الرياض، وتسبب بمقتل شخص وإصابة اثنين، يؤكد أن السعودية مع التحالف، لا بد أن يكملوا الطريق إلى صنعاء وتحرير اليمن من سيطرة الجماعة الحوثية وإعادة اليمن ليكون دولة بسلطة مركزية على رأسها الحكومة الشرعية. كل المساعي التي حاولت في الفترة الماضية إقناع التحالف بوقف العمليات العسكرية وتفعيل الحل السياسي ثبت أنها مخطئة ويمكن أن تؤدي إلى عواقب خطيرة. حالياً الحوثيون والإيرانيون يصارعون من أجل تهريب صواريخهم، وكانت وظلت أعدادها محدودة بسبب استمرار المعارك، حتى إن إطلاق الصواريخ السبعة التي سبقتها أطلقت معظمها بطرق عشوائية نتيجة للنشاط العسكري من التحالف الذي يطارد الحوثيين في المناطق التي بقيت تحت سيطرتهم. إن أي تصور لأي تفاوض سياسي يوقف أو يقلص من العمل العسكري يحقق في الواقع ما يريده الحوثيون بإعادة ترتيب أوضاعهم على الأرض والتزود بالسلاح والوقود. وقد دانت إيران نفسها، من خلال وكيلها الحوثي، أمام المبعوث الدولي الجديد، مارتن غريفث. الآن يرى، بسبب الهجوم الصاروخي المتعدد على السعودية، أن الحل السياسي لا يمكن أن يقوم على منح الحوثيين أي تنازلات سياسية خارج إطار المشروع السياسي الأصلي، الذي يدعو للمشاركة تحت إطار الحكومة الشرعية فقط، وضرورة سحب كل الأسلحة الموجودة لدى الأطراف المتحاربة من خارج قوات الشرعية. لا يوجد حل سياسي يمكن أن يبرر بمنح الحوثيين وغيرهم وصاية على مناطق أو ترك السلاح في أيديهم أو إعطائهم أكبر من حصتهم في العمل السياسي.

 

مأساة الغوطة الشرقية تعقد الأزمة السورية لا تحلها

مينا العريبي/الشرق الأوسط/27 آذار/18

من المحزن والمفجع أننا اعتدنا على رؤية صور النازحين السوريين داخل بلادهم؛ أطفالاً وشيباً ونساءً، يسيرون على أقدامهم وهم يهجرون من بيوتهم وبلداتهم وأسلحة الجيش موجهة إليهم. حافلات تنتظر نقلهم وإخراجهم من أراضيهم إلى مناطق محاصرة أخرى. صور المهجرين من الغوطة الشرقية خلال الأيام الماضية تأتي بعد صور مماثلة لسوريين أجبرتهم حكومتهم على الاستسلام بعد سنوات من الحصار والتجويع، أساليب تعود للقرون الوسطى وتنافي كل القوانين والأعراف الدولية. ولكن القانون الدولي ليس له وجود في سوريا منذ زمن. لقد دخل ممثلون عن منظمات دولية مثل منظمة الصليب الأحمر والهلال الأحمر الدولية، الغوطة الشرقية، وشهدوا على حجم الدمار فيها، ولكن من دون القدرة على حماية أهاليها.

ما نراه في الغوطة هو إصرار نظام الرئيس السوري بشار الأسد على فرض سلطته أمام كاميرات التسجيل، معلناً «النصر» على شعبه. فحتى وإن كانت هناك مجموعات مسلحة في الغوطة الشرقية، هناك أضعاف أعدادهم من المدنيين. وكانت زيارة الأسد، الأسبوع الماضي، لريف دمشق ضمن هذه الحملة، إذ كان ظهوره ونشر صوره، مهماً لمؤيدي النظام؛ أولاً لرفع المعنويات بين مؤيديه بعد القصف العشوائي الذي عانت منه دمشق خلال الأسابيع الماضية من الغوطة، وثانياً لإظهار الأسد على أنه قادر على التحرك خارج العاصمة السورية. لكن في الواقع، ما رأيناه الأسبوع الماضي زيارة رئيس دولة لبلدة على بعد أميال من مقر إقامته وقد دمرت بالكامل. وخلال الأيام الماضية، ظهر تسجيل يجسد الأزمة السورية سياسياً وإنسانياً؛ إذ انتشر تسجيل عبر مواقع التواصل الاجتماعي لعضو مجلس الشعب السوري محمد قنبض وهو يفرض على النازحين الهتاف تأييداً للأسد، ويزيد من معاناتهم بانتظار هذه الهتافات قبل أن يعطيهم قنينة ماء شرب صغيرة تروي عطشهم بعد سنوات من الحصار وأسابيع من القصف المستمر عليهم.

التسجيل يظهر قنبض وهو يصرخ «من هو رئيسكم؟»، ليجيب النازحون المنهكون بصوت ضعيف «بشار الأسد». ولكن ذلك لم يكن كافياً، إذ يصر قنبض بصوت عالٍ «من هو رئيسكم»؟ ليرد السوريون «بشار الأسد» بصوت أعلى، ولكنه مليء بالحزن.

ويظهر التسجيل الذي نشره «المرصد السوري لحقوق الإنسان» عضو مجلس الشعب السوري، الذي كان يقف فوق سيارة نقل تحمل قناني المياه، حاملاً إحداها، ويقول: «سوريا منتصرة بقيادة الرئيس بشار الأسد». وقبل أن يسلم قنينة الماء للعطاشى، يصر عليهم بالهتاف تأييداً للرئيس السوري الذي أشرف على حصارهم وتهجيرهم. هذا التصرف جاء ممن يدعي أنه يمثل الشعب، لكنه في الواقع هو الذي يذله.

علينا التذكر بأنه خلال 5 أسابيع، قتل 1600 سوري على الأقل وجرح 7 آلاف آخرين في الغوطة الشرقية. أما الآثار النفسية التي لا تراها العين، فهي من دون شك أعمق وأشد مما نعرفه الآن. ومن يتوقع أن هذا الذل وعمليات التجويع والتهجير القسري من الممكن أن تؤدي إلى حل في سوريا فهو مخطئ في حساباته. تدمير الغوطة الشرقية وتجول الأسد في أجزاء منها قبل أيام ليس حلاً، بل فتح فصلاً جديداً من الأزمة السورية لا تعلم تداعياتها فوراً بل ستأتي لاحقاً. الطفل الذي عاش 6 سنوات خارج سلطة النظام السوري، وعانى ما عاناه في الغوطة، لن ينسى هذه المأساة، ومن الصعب أن يتقبل سلطة نظام يضم عضو مجلس شعب يهين الشعب بالطريقة التي مر ذكرها. وهذا أمر يعرفه النظام السوري، مما يرجح فرضية الهجوم المقبل على إدلب، التي باتت حاضنة لكل من هجر من المناطق السورية التي استسلمت فيها المعارضة. السيناريو الذي تم في الغوطة الشرقية رأيناه سابقاً في حمص وحلب وغيرهما. التهجير القسري إلى إدلب ينذر بضربات عسكرية موجعة عليها خلال أشهر قليلة. من ينتقل إلى إدلب يعلم أنه يواجه المزيد من التجويع والاستهداف بطرق مختلفة. وهناك أكثر من 5.5 مليون لاجئ تركوا سوريا ومن الصعب أن يعودوا إليها، خصوصاً أن لائحة المطلوبين مدرج عليها أكثر من 1.5 مليون اسم.

لا شك في أن تشرذم المعارضة السورية والاختلافات بين فصائلها وداعميهم يزيد من حدة الأزمة ويقوي كفة بشار الأسد. فتعامل القوى الإقليمية والدولية مع معارضة مفككة يجعل الدبلوماسيين يشعرون بالحيرة. لا شك أن الخلافات بين «فيلق الرحمن» و«جيش الإسلام» أدت إلى المزيد من الدمار في الغوطة. ولكن هذه الانقسامات جاءت بسبب الاختلافات الدولية والإقليمية التي جعلت أطرافاً عدة تدعم فصائل مختلفة مما أوصل المعارضة السورية إلى هذه المرحلة. البعض يقول بأن علينا «الاعتراف» بأن الأسد انتصر. إذا كان النصر هو البقاء في السلطة بناءً على أساليب الحصار والتجويع وتدمير مدن بكاملها واحتلال قوات مدعومة من إيران وروسيا، فنعم الأسد انتصر على جزء من شعبه بهذه الأساليب. ولكن فقدان السيادة وفقدان الملايين من الشعب بين قتيل ومهجر ونازح ومعارض لا يمكن أن يشكل نصراً. ومع الأسف، جميع المؤشرات في الوضع السوري والإقليمي الحالي تدل على أننا سنرى صوراً جديدة من الدمار والتهجير. لكن من غير المؤكد كيف سيرد ابن الغوطة وبابا عمرو وغيرهما من بلدات سوريا، آجلاً أم عاجلاً، على هذه الاختراقات البشعة لجميع حقوقه.

 

صواريخ الحوثي تقتضي رداً عربياً وأممياً

إميل أمين/الشرق الأوسط/27 آذار/18

يعن لقيادة المملكة العربية السعودية ولمواطنيها ومنسوبيها ولكافة المهمومين والمحمومين بالأمن القومي العربي التساؤل: «هل من رد ناجز سريع على التمادي الحوثي مظهراً الإيراني مخبراً على الصواريخ التي أطلقت ولا تزال على الآمنين من سكان المملكة بهدف ترويعهم والإضرار بالبنية التحتية عبر هجمات عشوائية تنم عن مدى التعنت الحوثي الإيراني والإصرار على دفع المنطقة إلى مزيد من عدم الاستقرار؟». من الجلي للعيان أن المشهد الذي جرت به المقادير الساعات القليلة الماضية يستدعي رداً لا يصد ولا يرد من المجتمع الدولي بداية ومن العالم العربي تالياً، سيما أن الصواريخ التي طالت مدن المملكة أول من أمس، حكماً يمكنها أن تصل إلى مدن عربية أخرى ما دامت مضت إيران سادرة في غيها. الحوثيون ومن خلفهم إيران ومن جراء فعلتهم الشنيعة الأخيرة هذه، قد لفوا حبل المشنقة من حول رقابهم وأثبتوا للعالم برمته أنه لا فائدة من اتفاقيات ولا جدوى لإضافات أو تعديلات على أي أوراق موقعة مع دولة تسوف الوقت ومدفوعة بدافع من الكراهية الباطنية لجيرانها. لا يخلو توقيت الهجومات الصاروخية على المملكة العربية السعودية من دلالات رمزية يفهمها القاصي والداني، وفي المقدمة منها أنها تأتي في وقت يقوم فيه ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بزيارة أكثر من ناجحة إلى الولايات المتحدة، وكأن الرفض الحوثي الإيراني للعلاقات الأميركية – السعودية المزدهرة يسعى لاختبار قوة المشهد ومتانته ويضع الطرفين أمام اختبارات الرد. النوايا الإيرانية لا توارى ولا تدارى والخطأ الفاحش لاتفاق باراك أوباما النووي أنه وفر التمويل اللازم لبرنامج إيران الصاروخي، وها هي تجرب مقدراتها الصاروخية عبر قصف دول الجوار.

قبل بضعة أسابيع كان قائد سلاح الجو الفضائي الإيراني التابع للحرس الثوري الإيراني العميد أمير علي حاجي زاده، يعلن أمام العالم أن إيران تأتي الآن ضمن الدول العشر الأولى عالمياً في مجال الصواريخ ومجالات دفاعية أخرى، ما يعني أن العمل جارٍ على قدم وساق لجهة الأسوأ صاروخياً الذي لم يأت بعد.

أخفق وزير خارجية فرنسا جان إيف لودريان في زيارته الأخيرة إلى طهران في طرح مسألة الصواريخ الإيرانية المتنامية، بل أكثر من الفشل واجهه الإيرانيون بوضع العصا التي لا تكسر في الدواليب عندما اشترطوا عليه شرطاً تعجيزياً أو خيالياً يتمثل في تخلص أوروبا وأميركا من صواريخهم النووية والباليستية قبل أن يطلبوا من الإيرانيين التخلص من صواريخهم.

ليس سراً أن مشهد صواريخ الحوثيين الإيرانية الأخيرة إنما هو اختبار وجس نبض مزدوج لاثنين من أحدث الوجوه في إدارة الرئيس دونالد ترمب.

بداية الرسالة موجهة إلى مايك بومبيو وزير الخارجية الأميركي الجديد الذي اعتبر من قبل أن إيران هي مروج الإرهاب الأول في المنطقة والداعي له والساعي في سبيل إحداث أكبر خلل في استقرار المنطقة، ومعروف بأنه صاحب الرسائل النارية للمسؤولين الإيرانيين والتي حذرهم وأنذرهم فيها من عواقب أفعالهم.

فيما المسؤول الثاني الذي استهدفته صواريخ الحوثي الإيراني جون بولتون مستشار الأمن القومي القادم عما قريب جداً، والرجل مشهور بأنه من أشرس صقور واشنطن، ولا يسعى ألبتة لتعديل اتفاقية إيران النووية بل لإنهائها دفعة واحدة، وأكثر من ذلك أنه يطالب بألا تبلغ إيران ونظام الملالي عتبة العقد الرابع من زمن جمهورية الشر، وقد كتب عام 2015 في صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية مقالاً مفاده أن ضرب إيران هو السبيل الوحيد للخلاص من برنامج إيران النووي. لم يعد المشهد الحوثي – الإيراني يحتمل المزيد من التأجيل أو التسويف سيما أن إيران ضربت عرض الحائط بقرارات مجلس الأمن الخاصة بمنع وصول إمدادات الصواريخ الباليستية المصنوعة في إيران إلى أيدي المتمردين الحوثيين. يمكن القطع كذلك بأنه ليس الأمن القومي السعودي ولا الخليجي فقط هو الذي بات مهدداً الآن، بل أمن الملاحة الدولية وسلامتها في البحر الأحمر ومضيق باب المندب، ولهذا يتوجب الإسراع عبر أروقة الأمم المتحدة للبحث في سبيل مجابهة إيران أممياً، وعلى الأميركيين إعداد الردود الواجبة تجاه اختبارات القوة التي تعرضوا لها. من حق المملكة العربية السعودية، وبشراكة ودعم عربيين لا يلينان، ترتيب أوراق قوة مقابلة، فقد مضى زمن الحوارات الدبلوماسية، ولم يعد هناك مجال إلا لرد الفعل المقابل في القوة وأكثر، والمضاد في الاتجاه بحسب قوانين الطبيعة. لا تفلح قوى الاعتدال في مواجهة قوى الظلام والإرهاب، وعليه فقد حان أوان استراتيجية الردع السعودية - العربية تجاه الدولة الصفوية وأذنابها في المنطقة عطفاً على بقية أذرعتها ووكلائها من الميليشيات. مرة أخرى نتذكر ونذكر بأنك «إن أردت السلم فاستعد للحرب»، والبادئ أظلم.

 

صواريخ الحوثي ومفرقعات الظواهري و«الجزيرة»

يوسف الديني/الشرق الأوسط/27 آذار/18

أن يخرج أيمن الظواهري زعيم تنظيم القاعدة من كهفه ليخصص تسجيلاً كاملاً يتناول فيه تصريحات ولي العهد السعودي ضد القطيعة مع آيديولوجيا الإسلام السياسي ممثلةً في جماعة الإخوان، وفي ذات الوقت تحشد ميليشيا الحوثي كل إمكاناتها لإطلاق سبعة صواريخ دفعة واحدة، ثم تصل قناة «الجزيرة» القطرية في تغطيتها المتحيّزة ضد السعودية إلى ذروة التصعيد... أن يحدث كل ذلك متزامناً على مستوى التوقيت، فإننا إزاء هزة سياسية كبرى أحدثتها جولة ولي العهد السعودي ويُراد التشغيب عليها من كل الأطراف المناوئة لإعادة موضعة السعودية في المنطقة كحليف تاريخي للولايات المتحدة والدول الأوروبية وضامن استقرار لدول الإقليم بدءاً من مصر التي تعيش أجواء انتخابات وتحديات أمنية بعد استهدافها من ذات «المشغّبين» لأسباب ليست سياسية بل للحيلولة دون الاستقرار المصري، وأكبر شاهد على ذلك التغطيات المتحيّزة تجاه عبث «داعش» والتنظيمات الإرهابية في سيناء ومحاولة إضفاء طابع الفشل الأمني على الدولة المصرية. هناك استثمار في رمزية «التوقيت» بين المحرّضين على الصعود السعودي الجديد على مستوى قيادة المنطقة نحو الاستقرار والرفاه والأسواق المفتوحة، والتقليل من رضّات الربيع العربي التي أغرقتها في فوضى الميليشيات والتنظيمات المتناثرة في ظل سأم المجتمع الدولي والمنظمات الكبرى من القيام بأدوار فاعلة لإيقاف العبث الإيراني وتوابعه. ما الذي أيقظ الظواهري الآن من كهفه، وأخرج صواريخ الحوثي المخبّأة، وجعل قناة «الجزيرة» تغفل عن قائمة الإرهاب التي صدرتها الحكومة القطرية مؤخراً وسمّت «داعش» فيها باسمه وتركز على التشغيب على الدور السعودي، وتحاول خلق حكايات مرسلة في كل اتجاه على مستوى الداخل والخارج وحتى في ما يخص العلاقة بالولايات المتحدة؟ الإجابة من زاوية سياسية تتصل باستراتيجيات هذه الأطراف في التعامل مع اللحظات الكبرى منذ انتهاء الربيع العربي، وهي لحظات استقرار وصعود سعودي لترميم مخلفات تلك الفوضى، وبالتالي فهذه الأطراف رغم الصوت العالي لا تملك أي أوراق تفاوضية أو كروت للعب بها، فهي أطراف هامشية وغير فاعلة ولا يمكن أن تتحول إلى طرف فاعل، لذلك تعتقد أن التشغيب يحوّلها من حالة الكمون والتكلس بسبب انتهاء أدوارها إلى الشروع في إعادة البناء في مثل هذه الأوقات الذهبية لصعود دول الاعتدال وفتح المجال للاستثمار واستقدام الشركات الكبرى بالتزامن مع الحسابات السياسية الجديدة في المنطقة وتعقيداتها، وعلى رأسها الموقف من الإرهاب والتدخلات الإيرانية والملف النووي.

وفي التفاصيل، نحن ندرك حرص تنظيمي «القاعدة» و«داعش» على استغلال لعبة التوقيت، فكما نعلم رغم تجريم التنظيمات للعمليات الانتخابية باعتبارها شركاً يناقض مفهوم الحاكمية القطبية وكجزء من حربها على كل ما له علاقة بالاستقرار ومفهوم الدولة العصرية بالمعنى الحديث، التي هي في نظر التنظيم دولة فرّقت الأمة وهدمت الخلافة وأسقطت هيبتها... رغم ذلك كله نجد التنظيم يعود للساحة السياسية في حال وجود أي طرف محسوب على الإسلام السياسي وجماعة الإخوان على طريقة النصرة السياسية المشابهة للنصرة الحربية والقتالية، فالخلاف حينذاك يصبح في التفاصيل مع الاتفاق العام حول المساس بالدولة الذي هو مدخل أساسي لفهم البناء السياسي للعقل القاعدي والداعشي وباقي التنظيمات الميليشياوية حتى بنسخها الشيعية التي تختلف في الأهداف النهائية لكنها تتوسل ذات الأساليب في الاقتيات على التوقيت لإضعاف هيبة الدولة ومقدراتها. ومن هنا يمكن أن نفهم استغلال الحوثي لهذا الصعود السعودي، ومفرقعاته التي يحاول استغلال صداها الإعلامي كل مرة رغم إدراكه أنها لا تخرج عن دائرة التشغيب، كما هو الحال مع قصص قناة «الجزيرة» واختيارها ذات التوقيت للاهتمام بالملف السعودي إعلامياً، ولو على حساب قضية مفصلية وجوهرية كصدور قائمة إرهاب كان يُنظر إليها بالأمس على أنها مطلب مستحيل المنال، وأن الأشخاص والكيانات التي ضمتها القائمة لا يمكن وصمهم بتهمة الإرهاب مهما كلف الأمر. وليس بعيداً عن «القاعدة» والظواهري الذي يريد أن يتصرف ككيان مستقل له رأيه في الأحداث السياسية معلقاً وشارحاً ومحذراً، في حين أنه يسعى إلى إعادة التجنيد واكتساب الدعاية التحشيدية، أن ما تفعله ميليشيا الحوثي هو نسيان هزائمها على الأرض وتصاعد لعنات اليمنيين على الواقع الذي تم الزجّ بهم فيه من قِبل هذه المجموعات الموتورة التي لم تفِ حتى مع حلفائها داخل صنعاء، وبدلاً من ذلك تقوم بإعادة تعريفٍ نفسيٍّ كطرف يجب الالتفات إليه في الذكرى الثالثة لعاصفة الحزم، التي لم يكن لها أن تطول لولا أن القيادة السعودية تعتبرها مسألة ردع وليست حرب تصفية، وتأخذ وقتها في الحراك على مستوى تقنيات الردع التي تراعي تجنب الآثار المدمرة، في حين أن الحوثيين انتقلوا من الاحتماء بالمدنيين إلى تتبع مواقع البعثات الإغاثية الأجنبية والتموقع بجانبها لتجنب الضربات الدفاعية والجوية.

الحوثي اليوم قدم أكبر خدمة للسعودية في عاصفة الحزم التي باتت محل تأييد القوى الدولية بعد انكشاف التدخل الإيراني وأوهام المترددين حول نيات الميليشيات، فهذا الكيان لا علاقة له بالسياسة قدْر أنه كيان عسكري آيديولوجي عقائدي مستلَب الإرادة لصالح طهران تستخدمه ولا تعتبره امتداداً حقيقياً، هي ميليشيا متطرفة انتهازية حلّت محل الجيش النظامي بسبب شره سياسي لحزب المؤتمر الذي كان ينوي العودة إلى سدة الحكم إلا أن الإشكالية الكبرى أن ميليشيا الحوثي، بسبب استغلال بعض الأصوات للحالة اليمنية الحرجة قبل عاصفة الحزم بفترة طويلة بسبب غياب الدولة، تحولت إلى ما يشبه الدولة بعد أن تحالفت مع بعض القبائل بفعل قوة السلاح وفرض الأمر الواقع والوصول إلى اقتصاديات الميليشيا عبر الإتاوات وفرض الضرائب حتى على قوافل الإغاثة الإنسانية ومرور مساعدات المنظمات الدولية والتي يأتي معظمها من السعودية... الصورة في اليمن تنتقل إلى خيارات أسوأ ليس بسبب الحوثيين وإنما بسبب الصورة عنهم وعن الحالة في اليمن من قبل الأطراف الدولية، والتي لم تساعد المهمة السعودية لإرجاع اليمن إلى اليمنيين وشرعيتهم.

 

زيارة ولي العهد السعودي... المحطة المتقدمة

حنا صالح/الشرق الأوسط/27 آذار/18

كانت حافلةً الأيامُ القليلة في واشنطن. الزائر شخصية قيادية مميزة ومبادرة، لذلك فُتحت الأبواب ونُظمت المباحثات ولقاءات العمل. وليس حدثاً بسيطاً المباحثاتُ المعمقة والتفصيلية التي جمعت ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بالرئيس دونالد ترمب، الذي استدعى كل الإدارة الأميركية للمشاركة في اللقاء مع الوفد السعودي. وعلى الطاولة كل الأمور الكبرى تناولها البحث؛ الشراكة الاقتصادية بين الرياض وواشنطن، والتعاون الدفاعي والأسلحة المتقدمة، وحرب اليمن والدور الإجرامي للنظام الإيراني في زعزعة الاستقرار، وأحد العناوين البارزة حرب الإبادة على الشعب السوري التي تتخذ طابع التغيير الديموغرافي الخطير. ولم يكن بالأمر العرضي أن يصادف بدء الزيارة التصويت العريض لمجلس الشيوخ على إسقاط مشروع قطع التعاون الأميركي مع التحالف العربي في الحرب اليمنية.

انتهت الزيارة الرسمية وتحددت قنوات المتابعة، لتبدأ على الفور الزيارة العملية، التي تمتد ثلاثة أسابيع وتتخذ طابعاً مغايراً لزيارات كبار القادة. في الجعبة جولة على سبع مدن رئيسية أميركية تتطلب قطع ألوف الأميال بين ضفتي المحيطين من الأطلسي إلى الباسيفيك، وتتخللها مئات الاجتماعات واللقاءات وبلورة وتوقيع عشرات الاتفاقات. ولم يكن من قبيل الصدف أن تكون البداية من بوسطن ومن جامعة «M I T»، إحدى أرقى جامعات العالم في مجالات الإبداع وبناء العقول التي أنتجت الكثير مما يميز عالمنا المعاصر خدمةً لرفاهية الإنسان، فالرهان في ذهن ولي العهد هو على الخبرات الشابة والخريجين الذين يمكن أن يقدموا الخبرات في مجالات شتى. ثم إلى نيويورك وهيوستن ولوس أنجليس وسان فرانسيسكو، وغيرها.. فالاهتمام السعودي يتعدى مجرد إنجاز صفقات عسكرية أو اقتصادية وهي ضرورية، بل هو واسع جداً، ويشمل المجالات الصناعية والتقنية والإلكترونية والثقافية وكل عالم الإبداع والابتكار، والهمّ السعودي تشجيع الجهات الأميركية العملاقة على التوظيف والاستثمار في «السعودية الجديدة»، البلد الواعد بفعل ما تزخر به المملكة من كفاءات وإمكانات بشرية شابة وثروات طبيعية، والبلد المستقر بعدما أنجز أخطر مهمة في قلب صفحة الإرهاب واقتلاع التطرف، وبدء إنهاء مرحلةٍ سيطر فيها التشدد على حياة الناس، بدءاً من كتاب المدرسة ومحاضرات الجامعة إلى كل نواحي الحياة اليومية للناس، وانتصر خيار رفض البقاء في الماضي والتحرك بجدية صوب المستقبل.

في كل هذا النشاط، يحمل الأمير محمد بن سلمان مشروع «السعودية الجديدة»، مشروع التغيير الجذري، المعبّر عنه في «رؤية المملكة 2030» والإصلاحات الواسعة التي تحملها الرؤية، لتفتح الطريق أمام جلب الاستثمارات، ونقل التقنيات الحديثة لإرساء قاعدة إنتاج متنوع وغني، بحيث تتحول الرؤية من المشروع الطموح إلى حجر الرحى في دفع خطوات المملكة لتنويع الاقتصاد السعودي، وبالتالي تنويع مصادر الدخل، ليتحول الاعتماد على النفط كأحد المصادر الأساسية. وفي هذا السياق فإن مشروع «نيوم» الطموح، الذي سيمتد على أراضٍ واسعة من شمال غربي السعودية إلى الأردن ومصر، مستنداً إلى طاقات بشرية تزيد على 140 مليون إنسان، مرشحٌ لأن يصبح المحور الجاذب لأفضل العقول وأبرز الشركات العملاقة للتوظيف في منطقة حافلة بالفرص ومرشحة لأن توفر مئات ألوف فرص العمل.

في هذه الزيارة للبلد النموذج الأكثر تقدماً وإبداعاً وإنتاجاً وتأثيراً في العالم، يستحثّ الطرحُ السعوديُّ الخطى لإحداث أكبر تطوير في المجتمع، وأكبر انتقال في الدور لتكون المملكة البلد النموذج والرائد على مستوى المنطقة وأبعد منها، وما من جهة أبرز من ولي العهد، رجل القرار، يحمل إلى أميركا، وإلى كبار المستثمرين فيها وإلى الشركات العملاقة، مزايا المشاريع التي تسعى إليها «السعودية الجديدة»، ويقدم الشروح الوافية ويستمع لكل الملاحظات، ولكل ما يمكن أن يخطر في بال أي مستثمر من مخاوف ومن قلق، عن مدى الضمانات والحماية المكرسة في التشريعات التي تقدمها الرياض لضمان نجاح الاستثمار الكبير، في مغامرة واعدة ومؤكدة من شأنها أن تُحدث التغيير الأكبر في مستقبل السعودية وكل المنطقة. المنزعجون من الزيارة والدور الذي تنهض به الرياض اليوم، وبينهم ثلة من المجرمين الذين ما زالوا يستهدفون بالصواريخ الرياض وجيزان وأبها وسواها، يتشدقون بأن هذا النجاح المحقق وكل هذا الاهتمام الدولي بما تسعى إليه السعودية، وهو ما برز في زيارة بريطانيا قبل فترة قصيرة واتسع في المحطة المتقدمة في أميركا، إنما هو مرتبط بثراء هذه الدولة ليس إلاّ، ويتجاهلون عمداً أن السعودية بلد ثري ليس من الآن، لكن الجديد هو المشروع الذي لم يعد مجرد أفكار وتمنيات، بل بدأ يتجسد على أرض الواقع في حجم المتغيرات المجتمعية، والعلاقات الجديدة الناجمة عن إطلاق متغيرات في السوق السعودية لإخراج البلاد من حقبة الاقتصاد الريعي المرتكز على النفط، مع كل ما سيترتب على هذا التغيير من نهوض في شتى المجالات.

 

حديد... تنك... نفط صخري

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/27 آذار/18

... ما زال يضحك. يحكي ويضحك. يروي ويضحك. لم أره منذ فترة طويلة. كلانا يسافر دائماً في اتجاه مختلف. عندما يكون في الصين، أكون في نيويورك. وعندما أكون في باريس يكون في سنغافورة. هو عمله قطع غيار الطائرات، وتجارة القمح والبترول الصخري في كندا، وتفقُّد أصدقائه من رؤساء أفريقيا. وأنا أطلب منه أن يعطيني ولو مرة واحدة «تعليمة» عن سهم رابح أو سهم له مستقبل. فيضحك: «وماذا أفعل إذا خسرت؟». غالباً ما يرسل إليّ الأجوبة شعراً، طقطوقة تسخر منه ومني ومن النفط الصخري. منذ عرفته وهو ينظم الشعر الضاحك. شعر موزون مقفى، ولكن لمجالس الندامى، لا للحفظ ولا للنشر. وكنت أنصحه دائماً بألّا يضيع هذه الموهبة في نظم الطقاطيق وهجاء أصحابه وهجاء المطربات، وكان يصر على أنه سيبقى شاعراً سرياً متخصصاً في المقالب وبارعاً في طق الحنك. أما المال، فسوف يأتيه من التنك أو من صفقة بطاطا مع بلجيكا، أو صفقة قمح مع هنغاريا.

لم أطرح عليه مرة سؤالاً حول عمله، لكن عندما نلتقي يحرص، بطيبة ضاحكة لا بخبث أو شماتة، على أن يحدثني عن آخر العقود التي وقعها: باخرة قادمة من البرازيل، موسم الحمضيات في فلوريدا، عقود قصدير آجلة لحساب السويد. ثم يضحك، ثم يضحك: ماذا لو سمعت منك وانصرفت إلى الشعر؟

أخيراً اتصلت به سائلاً أين أنت؟ أجاب «أنا في جنوب أفريقيا أشتري باخرة للكسر». أي لكي يبيعها حديداً وتنكاً. وشرح ذلك بطقطوقة شعرية. وأصرّ على أن نلتقي عندما يعود. وفي اللقاء جمع جميع الرفاق الذين مرّ على تعارفهم أكثر من نصف قرن.

نصف الحاضرين كان من بائعي الكلام في السياسة، والنصف الآخر في الأدب. وكان أرقَّنا حالاً شاعر ينظم الشعر البديع، لا الطقاطيق الضاحكة. وأخذنا جميعاً نستعيد الذكريات. ونعدد أنواع الأدوية التي نتناولها. ونضحك من حكايات الحب الأول. وبعضنا لم يتعده إلى الحب الثاني، فتزوج وكان الأخير أيضاً.وسألته عن زوجته الثانية التي أعرفها فضحك عالياً. لقد تزوج من بعدها مرتين. والثالثة على الطريق. تعرف إليها في جنوب أفريقيا حيث يشتري البواخر للكسر. أي لبيعها حديداً وتنكاً. وضحك عالياً. وتأمل وجوهنا البائسة... وفقع من الضحك.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

وصول رئيس وزراء استونيا الى بيروت في زيارة رسمية

الإثنين 26 آذار 2018 /وطنية - أفادت مندوبة "الوكالة الوطنية للاعلام" في مطار رفيق الحريري الدولي حلا ماضي،ان رئيس وزراء استونيا juri rates، وصل بعد ظهر اليوم الى بيروت على رأس وفد، في زيارة رسمية إلى لبنان يجري خلالها محادثات مع المسؤولين اللبنانين ويتفقد قوات بلاده العاملة في إطار اليونيفيل. وكان في استقباله في صالون الشرف في المطار ممثل رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري الامين العام لمجلس الوزراء فؤاد فليفل والقنصل الفخري لاستونيا فؤاد فاضل.

 

عون استقبل وفدا من رؤساء روابط مخاتير جبل لبنان

الإثنين 26 آذار 2018 /وطنية - استقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، بمناسبة "يوم المختار"، وفدا من رؤساء روابط المخاتير في جبل لبنان، ضم، رئيس رابطة مخاتير قضاء المتن سعيد متري، رئيس رابطة مخاتير قضاء جبيل ميشال جبران، رئيس رابطة مخاتير قضاء كسروان جو ناضر، رئيس رابطة مخاتير قضاء بعبدا جورج رزق الله، رئيس رابطة مخاتير قضاء عاليه انور الحلبي، رئيس رابطة مخاتير قضاء الشوف محمد شعبان وأمين سر رابطة مخاتير المتن عصام ابو جودة.

متري

وتحدث سعيد متري، باسم الوفد، فنقل الى رئيس الجمهورية "تأييد مخاتير جبل لبنان لمواقفه الوطنية وإدارته الحكيمة لشؤون البلاد واهتمامه بمطالبهم".

ثم تحدث رؤساء الروابط تباعا، عارضين مطالبهم، خصوصا لتفعيل الصندوق الخاص بهم وتعيين مجلس ادارة جديد له، وتطرقوا الى مطالب "تعزز دور المختار في الحياة الوطنية اللبنانية".

رئيس الجمهورية

ورد الرئيس عون مرحبا بالوفد، مهنئا اياهم ب"يوم المختار"، منوها ب"مسؤوليات المخاتير في ادارة شؤون المواطنين وتحقيق صلة الوصل بينهم وبين الادارات الرسمية".

وفي نهاية اللقاء، قدم الوفد للرئيس عون درعا تكريمية.

 

رئيس الجمهورية ترأس الاحتفال الوطني الاول بعيد سيدة البشارة في بعبدا وكلمات لممثلين من مختلف الطوائف تؤكد الحرص على العيش المشترك

الإثنين 26 آذار 2018 /وطنية - شهد قصر بعبدا، بعد ظهر اليوم، وللمرة الاولى منذ اعلان "عيد بشارة السيدة العذراء مريم" عيدا وطنيا جامعا للبنانيين في 18 شباط 2010، حيث ترأس رئيس الجمهورية العماد ميشال عون لقاء في حضور اللبنانية الاولى السيدة ناديا الشامي عون.

وهذا اللقاء، الذي كان يعقد دوريا في مدرسة سيدة الجمهور، اتخذ هذه السنة طابعا اكثر شمولية، واتى بمثابة تكريم لبناني من جميع الطوائف للعذراء مريم، وللمكانة المرموقة التي تحتلها في قلوب الجميع مسلمين ومسيحيين، وكتعبير صادق عن التلاقي بينهم حول تكريم السيدة العذراء.

وقائع اللقاء

وكان الحضور قد بدأ بالتوافد الى قصر بعبدا عند الرابعة والنصف عصرا، تقدمه ممثلو المقامات الروحية العليا وأعضاء "اللقاء الاسلامي المسيحي حول سيدتنا مريم"، وعدد من الجمعيات والمؤسسات الدينية من مختلف الطوائف، وعدد من المطارنة والاساقفة والمشايخ ورجال الدين.

بدأ اللقاء عند الخامسة بالنشيد الوطني، ثم قرأ الشيخ خالد يموت سورة آل عمران، فيما قرأ الأب جان مطران، بالتزامن ايضا مقطعا من انجيل القديس لوقا عن بشارة العذراء، على وقع الاجراس والآذان.

ناجي الخوري

بعدها، القى أمين عام "اللقاء الإسلامي المسيحي حول سيدتنا مريم" ناجي الخوري الكلمة الآتية: "أمصادفة هي؟ أم تدبير إلهي؟ أم مكافأة من العذراء مريم، أن يطلع علينا هذا العيد الجامع في اللقاء الثاني عشر، في بيت الشعب؟ وبرعاية فخامة الرئيس الذي ما رأى هذا الوطن إلا واحدا موحدا بجميع طوائفه، ومذاهبه، وملله؟... الواقع أن المصادفات لا تدرك الغافلين، فالقصة عمرها من عمر لبنان. إن شعبنا، أيها الإخوة، كما ثبت علميا، وبما لا يقبل الشك، منبعه واحد وأصوله واحدة، وجيناته واحدة غير منفصلة. لذا، فإن ما يجمعنا أقوى مما يفرقنا، وأمنا أم الله، وأولى نساء العالمين، تضمنا وتجمع شتاتنا، فلا خوف على وحدتنا لأنها مقدسة. حاولنا اليوم في هذا الصرح الجامع، أن نضم قسما كبيرا من الجمعيات الملتزمة بالحوار الإسلامي المسيحي، إما مباشرة وإما من خلال الأنشطة التي يقومون بها في إطار نشر ثقافة التلاقي".

أضاف: "هذا اللقاء، هنا بالذات، في القصر الذي يظلل الجميع، يضفي على العيد معنى وطنيا. ففي هذه الأيام، قبل عيد البشارة وبعده، ثمة أنشطة تقام على كل الأراضي اللبنانية. ولا أبالغ إن قلت، إنها خرجت عن إطارها المحلي الضيق لتبلغ العالم أجمع من أدناه إلى أقصاه. إننا اليوم، نضع أيدينا بيد فخامة الرئيس، ونضع جهودنا بتصرفه من أجل نشر حضارة المحبة، انطلاقا من لبنان إلى العالم كله، وهو الذي خاطب المجتمع الدولي في أيلول الماضي، طارحا على مجلس الأمم المتحدة أن يكون لبنان، الذي يتميز بتركيبته وموقعه، مركزا دائما للحوار بين مختلف الحضارات والديانات والأعراق ومؤسسة تابعة للأمم المتحدة. ونحن، نأمل أن ننقل هذه الطاقة المشعة، وهذا التفاعل الفريد، إلى المعمورة بأسرها، من أجل تفعيل دور لبنان الرائد، وليؤدي دوره الطبيعي كمركز عالمي للحوار".

وتابع: "نحن، أيها الإخوة، نعمل فرادى، وكل مؤسسة أو جمعية لها قوتها وحضورها، غير أن علتنا تكمن في أننا لا نعمل معا. وها إننا جئنا اليوم لنعمل مجموعة واحدة، لا مجموعات متفرقة. إن عيد البشارة أنزل الحوار من برجه العاجي، ومن كونه مقتصرا على النخبة المحدودة الصغيرة، إلى الأرض. فقد كانت أمنا مريم في النصوص، وها هي اليوم في النفوس. انطلاقا من هنا، فقد عملنا، ولا نزال، على تطوير الثقافة المريمية الجامعة، وها إننا نحاول في عاداتنا المشتركة إلى تبادلها ونقلها بين بعضنا البعض. وسوف نعمل في المرحلة المقبلة، وبقلب واحد، وإرادة مجتمعة، على تحويل لبنان إلى قبلة العالم، فيعرف العالم وجه وطن الرسالة الحقيقي، ناشر حضارة المحبة والتلاقي وثقافة الحوار وقبول الآخر المختلف".

وأردف: "إليكم، أيها الساعون إلى بناء الإنسان - القيمة، أينما حل، وإليكم يا فخامة الرئيس الضامن للحرية والتحرر والكرامة الوطنية، أتوجه بأصدق الأمنيات بأن يكون هذا العيد الثاني عشر فاتحة سلام على العالم، انطلاقا من بلد السلام. تحية إكبار إلى كل من ساهم معنا وعمل بصمت، لكي يدوم لقاؤنا كل هذه السنوات. وإلى الملتقى في الأواتي من الأعياد الجامعة، عاش لبناننا واحدا موحدا".

يونس

وألقى الشاعر حبيب يونس القصيدة التالية: "أما السلام عليك يا أم السلام، فبشارة للكون من رب الانام: أمة تسامت نعمة، وتباركت بين النساء، بطهرها، أسمى مقام، حبلت ببدء القول، فعل تجسد عذراء من احشائها ولد الكلام. عينان مذ رنتا الى صوت الملاك تجلت الانوار وانهار الظلام، ويدان أسلمتا لسر مشيئة إما تعانقتا، ارتقى جوق الحمام صعدا الى آماد زرقتها، وقد حضنت يداها ذي السماء، لكي تنام، والحضن مذود كلمة، لا قبلها، لا بعدها... بدء، وقل مسك الختام، والوجه ما فاحت نداوة عطره الا لتلبسها الزنابق والخزام، والقلب قبلة جائع او ظامىء القى عليه جراحه، صلى...وقام. والركبتان... الجثو قال خشوعه ومشى البخور اليه مزهو القوام. عذراء... ما الآيات؟ صمتك آية ضجت أناجيل به عاما فعام. مذ ذاك- حتى آخر الدهر- التقت في قلبك التحنان، صلبان السقام. عذراء. ما السور؟ اصطفتك وحيدة إسما صراحا، مريماه، على الدوام. يا مريم، الحضن، البشارة، أمنا الملجا، الملاذ... وأن يشفينا الحطام نهفو اليك... تضرعا وتشفعا نتفيأ الثوب المطهر والحزام، ندعوك تأتينا بفيض محبة يدك الصمام، وقلبك السمح، الزمام، عذراء، ها لبنان معبد مريم سكران طهرا، يستقي طيب المدام، ويقينه ما كنت غير بشارة لخلاصه الموعود، يا فخر الانام وعليك قد ألقى السلام، وحسبه منك السلام، فمريميه بالسلام".

البستاني

وألقى الدكتور حارث فؤاد البستاني كلمة قال فيها: "إن تطور علم الجينات في مطلع هذا القرن جاء يثبت ما كان توصل إليه المؤرخون وعلماء الآثار بأن الشعب اللبناني هو هو منذ فجر التاريخ. وقد تأكد هذا عند دراسة الADN للشعب الذي عاش في لبنان منذ أكثر من خمسة آلاف سنة، فإن الجينات هي واحدة لجميع اللبنانيين، مهما كانت طائفتهم، وهو يتميز عن الشعوب الأخرى في منطقة الشرق الأدنى". أضاف: في الفترة الوثنية، كان الشعب يتعبد للمرأة المرضعة العطوف المتمثلة بعشترت في هيكلها بأفقا، والذي أصبح في القرن الخامس للميلاد كنيسة السيدة مريم. وجاء في القرآن الكريم من القرن السابع أن المرأة الأم هي مريم. وواصل الشعب اللبناني بفضل إيمانه هذا التعبد ليجعل من مريم، الأم الحنون للجميع، فعاش هذا الشعب بأمان منذ القرن السابع مع من منه اعتنق الإسلام. ومنذ القرن الحادي عشر مع من منه اعتنق الديانة التوحيدية الدرزية. وهذا بفضل لبنان وجغرافيته الذي جمع هذا الشعب المتعدد بمعتقداته".

وتابع: "الواقع هو أن لبنان بلد فريد وخاص حقا، بلد ينبغي أن نحبه وينبغي الحفاظ عليه بأي ثمن لتلك الأمور التي لا علاقة لها بالغنى والديماغوجية، لان هذا البلد ولد من حاجة للنفس. الحاجة إلى الفوز بوطن، ومن الفكرة الأسمى التي تصورها الإنسان يوما: فكرة الحرية، إنما ليس ذلك فقط، بل الحرية مقرونة بالمساواة. إنه بلد ينبغي اشتهاؤه أيضا، فعندما حدث ذلك لم تكن فكرة الحرية رائجة، وكذلك فكرة المساواة. إنه بلد خاص ومتميز لأن فكرة الحرية مقرونة بالمساواة فهمها فورا فلاحون أميون غالبا، أو على الأقل غير متعلمين حولوا، لقاء عملهم ودمهم، البلد القاحل إلى بستان جلالي مزهر. وحدهم بعض المفكرين كانوا يتحدثون عن هذه الأمور: كانوا القوم الذين يعرفون اليونانية والآرامية واللاتينية والعربية، الذين يقرأون الفلاسفة ويعلمون ما معنى الديمقراطية: إنهم هؤلاء القوم الذين كانوا يعلمون من أولبيانوس الصوري وإسكندر ساويروس عرقا والقديس أوغوسطينوس قرطاجة والإمام الأوزاعي والشيخ عبد الله التنوخي والعلامة السيد محمد حسين فضل الله والإمام محمد مهدي شمس الدين أن كل البشر يولدون متساوين". وتابع: "إن الخالق منحهم حقوقا غير قابلة للتصرف، وبين هذه الحقوق الحق بالحياة، بالحرية، بطلب السعادة. إن هذه الحقوق ينبغي أن تدون في كتاب يجب أن يصبح هذا النسغ الحيوي للأمة، من أجل أن يحول الرعية مواطنين، والعامة شعبا".

راي

ثم كانت فقرة نغمية لتخت الجامعة الانطونية للموسيقى الفصحى العربية بقيادة الدكتور نداء ابو مراد، تلاها عرض للاب كريستيان راي عن تجربته الوافرة التي خاضها على مدى 48 عاما مع الجزائريين من الدين الاسلامي، وهو المسيحي الوحيد بينهم.

وأعرب عن تأثره العميق ب"مدى الايمان الذي يتمتعون به والرغبة في اعادة اعمار بلدهم، وفي التحصيل العلمي، ما جعله يغير نظرته بحيث أدخلت التقاليد الدينية الاخرى وجها جديدا لله ساهم في اظهار روعته وجماله"، لافتا إلى أنه خلال هذا اللقاء، حين يرى المسيحيين والمسلمين في القصر الجمهوري ينظرون معا الى السيدة العذراء، فإنه "يغتبط ويفرح"، وقال: "قد تكون المرة الاولى في تاريخ البشرية التي تتطور فيها النظرة الجامعة الى العذراء مريم بهذا الشكل، وعلى أنه بفضل اللبنانيين، أصبح بالإمكان توقع رؤية رجال ونساء من ديانات مختلفة يقفون جنبا الى جنب بشكل رسمي وعلني، للصلاة في عالم لم تعد الاختلافات فيه عوامل انقسام، بل مناسبة للتفاعل المشترك، لتخطو الانسانية بالتالي خطوة الى الامام".

أبو المنى

من جهته، قال الشيخ سامي أبو المنى: "عيد البشارة أنغام وأوزان زفت نشيدا، تلاقت فيه اديان. يا فرحة العيد في الكوخ البسيط وفي قصر الفخامة، منك العيد يزدان. أنت المكرمة المعطاءة، تكرم من قد جاء يكرمها، والحب عنوان. لما اصطفاك سقاك الله نعمته روحا لها في وجود الخلق وجدان. فصرت أما، على الاكوان سيدة والطفل ينطق، والاكوان آذان. يا مريم الام قد وحدت امتنا لما التقى فيك انجيل وقرآن فللنصارى سلام المسلمين، وهم في قلبك السمح ابناء واخوان، والمسلمون لهم تقدير من حملوا حب المسيح ومن رقوا ومن لانوا ونحن في مسلك التوحيد حكمتنا تقولك إن دليل القلب ربان إن كان سرك باللاهوت متصلا فالسر في حضرة الناسوت انسان ملآنة نعمة الباري، مفضلة على النساء، ومنك الكل ملآن والروح تنهل ماء الحق، ليس لها آلاه ماء، وأحلى الماء ايمان لا فرق الا اختلاف الصوت يطلقه وقع الاذان، واجراس والحان ونغمة الذكر في "الخلوات" يصحبها توق وشوق وتسبيح وعرفان عل البشارة ذكراها توحدنا ويجمع الكل في التوحيد لبنان".

النقري

وبعد وقفة موسيقية لكورال جمعية المبرات - فرقة مبرة السيدة مريم - جويا بقيادة محمد مسلماني، حيث تم ترنيم انشودة مريمية، ألقى امين عام "اللقاء الاسلامي - المسيحي حول سيدتنا مريم" الشيخ الدكتور محمد النقري كلمة جاء فيها: "في البدء كانت الكلمة، فخلق الله بها الاكوان، وخلق الارض والكواكب فكان النور والظلام. في البدء كانت الكلمة فجعل الله في الارض حياة وانزل المطر فكانت انهار وبحار وسهول وجبال. في البدء كانت الرسل والانبياء، فاصطفى الله منهم آدم ونوحا وآل ابراهيم وآل عمران على كل الازمان. ومن بيت عمران جاءت مريم فكانت قاتنة عابدة راكعة ساجدة. تمشي ذات يوم باستحياء فتسمع صوتا من خلفها يناديها يا مريم ان الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى ابن مريم فالتفت، فاذا به ملاك السماء فينفخ فيها من روح الله فتلد بقوة الكلمة طفلا من ارقى واصفى مخلوقات الله". أضاف: "يكبر الطفل يافعا، يقيم دينا لله خالصا، يشفي مريضا، يعافي سقيما، يسامح مذنبا، ويحيي ميتا باذن الله، ثم تحبك المؤامرة فتغل يد الاعداء ويرفع الى السماء. في البدء كانت الكلمة، ومن الكلمة جاءت ارادة الله فكانت بشارة مريم لا لتكون من بقعة جغرافية حدثا تاريخيا مضى ورحل، وانما لتكون حدثا عالميا قد انتشر واكتمل. كلمة ترافعنا على قولها في احتفالياتنا السابقة، وقلنا فلتكن رمزية البشارة عيدا وطنيا اسلاميا مسيحيا مشتركا، وجاء الرد سريعا من السعد ليقول فليكن لكم ما تمنيتموه، ثم جاء العون من صاحب هذا القصر، وقال بل لنجعل من لبنان بلدا للحوار العالمي، ولتعل هامته فوق همم الدول والاوطان، فانطلقت من لبنان بلد الرسالة ثقافة بشارة مريم العذراء لتعم ارجاء العالم، ولتقول لهم: مسلمين مسيحيين ايدينا متشابكة، اجسادنا متعانقة، اكتافنا متعاضدة، صدورنا متلاقية، وجوهنا متقابلة، السنتنا متناغمة، انوفنا شامخة، رؤوسنا مرتفعة، قلوبنا متآلفة، اقدامنا في ارض الارز ضاربة، تجمعنا جميعا محبتنا لسيدتنا مريم العذراء البتول وتكريمنا لابنها المسيح الحصون". وتابع: "في اعماق تربيتنا تجدون احتراما وإجلالا لانجيل يرنم ولقرآن يجود، ترون في اعيننا صور آباء في كنائسهم قاتنون عابدون ومشايخ في مساجدهم راكعون ساجدون، في مدننا وأريافنا تسمعون أجراس الكنائس يتقارعون واصوات المؤذنين يتناوبون، فمن مثلنا يضاهينا في عيشنا المشترك الواحد. بوركت ايها الوطن، بوركت ارضك وسماؤك وشعبك، بوركت يا مريم يا سيدة نساء العالمين، بوركتم انتم مسيحيو ومسلمو لبنان والعالم وكل عام وانتم ونحن جميعا بألف خير".

رباب الصدر

وبعد انشودة مريمية لجوقة جامعة سيدة اللويزة بقيادة الاب خليل رحمة، كانت كلمة للسيدة رباب الصدر قالت فيها: "اشكر الله ان سهل لي صلاة في محراب السيدة مريم، وان يكون المحراب هو بيت الامة حيث تجتمع على الايمان المؤلف قلوبها والموحد اتجاهاتها، مؤكدا ان ليس هنالك قوة يمكن ان تفرق بين المجتمعين في الله، والمشاركين الواقفين على هذا المحراب لخدمة ابناء الله فخامة الرئيس العماد ميشال عون والمجتمعين على اختلاف تنوعنا اعلاء لفعل المحبة التي رفعتها مريم، وكانت مسار ابنها المسيح وأصل وجوده لينشره على العالم. هذه المحبة التي نقرأها في القرآن الكريم، وقد احست امرأة عمران -أم مريم - بالحمل، فنظرت الى ربها نظرة رجاء تدعوه: "رب إني نذرت ما في بطني محررا فتقبل مني انك انت السميع العليم" آل عمران/35[ إنه رجاء تسليم لله، فلا تكتفي ان تكون هي منقطعة الى الله، بل نذرت ان يكون ما في بطنها مسلما لله بوجوده وروحه فلا يكون عنده من حركة او تفكر الا وينحصر بالوجود الالهي. ولذا، كان الله أكثر اهتماما وكرما يرعى الجنين بخصوصية ما كانت لجنين سواه، فيورد القرآن هذا التكريم بالقول: ((فتقبلها ربها بقبول حسن))، وتأكيدا لهذا القول: "وأنبتها نباتا حسنا" آل عمران/37. أنبتها إنسانا لدنيا الناس، والعيش الخالص لصالح الناس. ولذا، تكون الجنين ليكون إنسانا لدنيا غير دنيا الناس عهدها".

أضافت: "وما كان الانبات الحسن فحسب، بل كان الاعلان: "وإذ قالت الملائكة يا مريم إن الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين" آل عمران/42[. وما لهذه "الواو" الفجائية اذ تدعونا إلى حدث ما، وقبل أن نتبين نقرأ الآية "إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل ابراهيم وآل عمران على العالمين" آل عمران/34[ حتى كانت "كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا قال يا مريم أنى لك هذا، قالت "هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب"، آل عمران/37[ فيشكل علينا معنى الاصطفاء المتكرر فهي مصطفاة قبل التطهير، فكان التركيز لكل صفات الاصطفاء بعد التطهير".

وتابعت: "من هنا، نلحظ أنه لم يكن لمريم شخصيا دور، غير الطاعة المطلقة، وحسبها ان ولادة عيسى ابن مريم عليه السلام قد أدخلت للحياة معنى جديدا ومفهوما جديدا، وقد اتصف الجديد بأنه هو المحبة التي كانت تمثل حياة المسيح، فهل كان ما ذكر في القرآن الكريم حول مريم هو صورة المحبة التي رافقت النذر والاعداد الذهني العام تسهيلا لدرب ابنها، وتخفيفا من الاغراق في الكراهية السائدة في عهد مريم، فكان تمايزها في حياتها المختلفة عن كل نساء العالم؟ ولذا كانت لهن السيدة حتى آخر الوجود وهي الوحيدة التي ذكرها القرآن صراحة، وسواها ذكر اشارة مثل امرأة فرعون، امرأة عمران، أم موسى. اذا، السيدة مريم سلام الله عليها، وجدت لتكون النموذج المثال لكل سيدة، على مر العصور، تنتج مستقبلا لامة. ولذا، على كل سيدة تقتدي بسيدتنا في أن تهذب نفسها لتبني اجيالا تعمل لتغيير صورة التاريخ. جعلنا الله جميعا من ذوي الحق والعدل والمحبة والسلام"؟

دعاء مشترك

ثم ادت كورين متني وتيدي نصر وقفة غنائية اوبرالية، بينما تولى محمد الشيخ اداء انشودة للسيدة مريم، قبل ان يصعد ممثلو المقامات الروحية العليا الى المنصة ويتلوا جميعا دعاء مشتركا في ما يلي نصه: "اللهم ربنا، ورب كل شيء، ايها الإله العظيم المنان، مرسل جبريل بالبشارة، إلى سيدة نساء الجنة والأكوان، مريم البتول، أمتك، المتواضعة على مر الدهور والأزمان، أنت الإله السميع، المجيب، الهادي، الرحيم، والرحمان. إلهنا، نسألك أن تحببنا إليك، وأن تحببنا إلى ملائكتك، وإلى جميع أنبيائك ورسلك. اللهم، حببنا بسيدتنا مريم البتول الطاهرة، واجعلها قدوة لنا في حياتنا ومعاشنا. أللهم، اجعل حبك أحب الأشياء إلينا، واجعل خشيتك أعظم الاشياء لدينا.. أللهم، إننا برحمتك نستغيث، فأغثنا وأصلح لنا شأننا كله، وشأن حكامنا والقائمين على أمورنا، وشأن وطننا، وكل من سكن أرضه، من مسلمين ومسيحيين. اللهم، رب السموات السبع ورب العرش العظيم، نسألك، كما اصطفيت العذراء مريم، وفضلتها على نساء العالمين، أن تصطفي لبنان، بمسيحييه ومسلميه، وتجعله رسالة إلى كل بلاد العالم، وأن تطهر قلوب اللبنانيين من الاحقاد، وتنصرهم على أنفسهم ومصالحهم الشخصية، حتى لا يروا، بعد ذلك، إلا مصلحة بلدهم الواحد بجميع أبنائه ومواطنيه. أللهم، إننا نسألك أن تعيد ايام هذا العيد المبارك على المسيحيين والمسلمين في لبنان وجميع أنحاء العالم، إنك، يا إلهنا، سميع مجيب. أللهم آمين".

تقديم الايقونة

وقبيل انتهاء الحفل، قدم امينا عام "اللقاء المسيحي - الاسلامي حول سيدتنا مريم" ناجي الخوري والشيخ محمد النقري، ايقونة البشارة الى الرئيس عون، وهي تمثل الملاك جبرائيل يبشر مريم العذراء بالحمل الالهي، وعلى جانبي الايقونة مقطع من انجيل يوحنا وآخر من سورة آل عمران.

ثم صافح الرئيس عون واللبنانية الاولى الحضور، واقيم حفل كوكتيل للمناسبة.

 

المفوض الأوروبي للسياسة الأوروبية للجوار ومفاوضات التوسع زار الحريري : جاهزون لتقديم دعم مالي وقدره 1,5 مليار يورو من أجل الاستثمارات

الإثنين 26 آذار 2018 /وطنية - استقبل رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري مساء اليوم في "بيت الوسط" المفوض الأوروبي للسياسة الأوروبية للجوار ومفاوضات التوسع يوهانس هان لبنان على رأس وفد، ترافقه رئيسة بعثة الاتحاد الأوروبي في لبنان السفيرة كريستينا لاسن، وجرى عرض التطورات العامة والعلاقات الثنائية بين لبنان والاتحاد الأوروبي.

هان

بعد اللقاء، قال هان:"إن لبنان يمر في وقت مهم، وكنت حريصا جدا على لقاء الرئيس الحريري والتحدث معه في نهاية يوم طويل كانت لي فيه فرصة اللقاء مع عدد من ممثلي الحكومة والمجتمع المدني أيضا. والهدف الأساسي لزيارتي هذه إلى لبنان هو أولا، أنها نوع من الروتين، بحيث لا بد من زيارة لبنان لمرة أو اثنتين في السنة، للتعبير عن دعمنا له انطلاقا من سياسة الجوار، وهذا سبب وجودي كمفوض لسياسة الجوار هنا في لبنان، لأننا ننظر إلى البلد من وجهة نظر كلية.

ونحن بالطبع نفهم أن لبنان متأثر للغاية بوجود هذا العدد الكبير من النازحين السوريين، حيث أن لديه أكبر عدد من النازحين بالمقارنة مع عدد السكان، ولا بد ليس فقط من تفهم هذا العبء، وإنما أن يُدعم ماديا. وهذا هو السبب الثاني لوجودي في بيروت، عشية الانتخابات النيابية، وذلك لتحضير ومتابعة المؤتمرين الدوليين المقبلين اللذين سيعقدان في كل من باريس وبروكسيل. فمؤتمر باريس مخصص للنظر في التنمية الاقتصادي للبنان، وأنا سعيد جدا بما سمعته هنا بشأن برنامج الإنفاق الاستثماري الذي أعدته الحكومة، والذي من شأنه أن يلعب دورا حاسما في تحديث وتطوير الاقتصاد".

وأضاف: "هناك اقتراحات مثيرة للاهتمام، ولا سيما عند الحديث عن حوالى 250 مشروعا محددا تتعلق بالبنى التحتية، وهذه البنى التحتية من شأنها أن تخدم الصناعة والشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم، التي هي المحرك الأساسي للاقتصاد، من هنا لا بد من دعم هذه الشركات وهذا يجب أن يتم ببنية تحتية تعمل بالشكل المناسب. ففي موضوع الكهرباء مثلا، ليس من المقبول أن تنقطع الكهرباء، كما أنه لا بد من تحديث الموانئ، وكل ذلك لا بد من أن يترافق مع الإصلاحات الأساسية من أجل جذب الاستثمارات الأجنبية.

لكي أكون أكثر تحديدا، فإننا جاهزون في السادس من نيسان، على الأقل من جانبنا كاتحاد أوروبي، للعب دورنا في المستقبل المتوقع للسنوات الثلاث المقبلة. نحن جاهزون لتقديم دعم مالي وقدره 1,5 مليار يورو من أجل الاستثمارات. وهنا نذكر بالإصلاحات الضرورية، وهي ليست فقط ما ننتظر رؤيته، بل ما يتطلع إليه المجتمع الدولي". وتابع: "أما بالنسبة إلى مؤتمر بروكسيل الذي يبحث في كيفية دعم لبنان والأردن لاستقبالهما هذا العدد من النازحين السوريين، فإنه يسرني أن أعلن اليوم أننا ننوي أن نقدم نفس المبلغ المالي للبلدين، كما فعلنا في العام الماضي في لندن، وهو 560 مليون يورو كهبات وليس كقروض، والذي نأمل أن يخفف من العبء الاقتصادي عن بلد كلبنان. ومرة جديدة نؤكد أنه من المهم أن نستثمر في التعليم والقطاع الصحي والحاجات الأساسية، وأيضا مساعدة ودعم المجتمعات المضيفة لتتعامل مع كل هذه التحديات، والاستثمار في البنى التحتية، إن لم يكن ذلك قد تم بعد، وتحديدا من قبل البلديات والكيانات المحلية للتعامل مع هذه التحديات. إذا نظرتم إلى كل ذلك، يمكنكم ملاحظة مدى التزام أوروبا تجاه لبنان وتفهمها لاحتياجاته والتحديات التي يواجهها. أعتقد أن هناك قوى أخرى في العالم، تعتبر قوى غير ناعمة، وهي خبيرة في عدم الإعمار. أما أوروبا فهي قوة ناعمة وخبيرة في إعادة الإعمار. هذا ما نفهمه وما نقوم به، وكل ذلك ضمن إطار مهمتي، فنحن في أوروبا نسعى إلى تصدير الاستقرار بدلا من استيراد عدم الاستقرار، وهذا ممكن فقط إن دعمنا التطور الاقتصادي للبلد، والذي يكون له أثر على النسيج الاجتماعي فيه".

وختم قائلا: "بالطبع نحن نقوم بما يجب القيام به، لكن على شركائنا أيضا أن يلعبوا دورهم، فلا شيء يأتي دون تعب، وعلى الجميع أن يشارك. وقد أكد لي الرئيس الحريري أنه يفهم بالكامل ما الذي يجب القيام به، وأنا واثق من أن هذه الحكومة والحكومة المقبلة ستلعبان دورهما، وهما تعيان ما يجب القيام به. وأنا أتطلع بكل احترام بل وبتفاؤل للمستقبل، وأعتقد أن المواطنين هنا في لبنان يستحقون ذلك، ومتأكدون من التزامنا الكامل تجاه بلدهم. فنحن جميعنا شركاء في حوض البحر المتوسط هذا ونتقاسم تاريخا مشتركا وثقافة مشتركة، لكن علينا أيضا أن نعمل على مستقبل مشترك".

 

باسيل عرض وهان التحضيرات لمؤتمري سيدر وبروكسل

الإثنين 26 آذار 2018/وطنية - استقبل وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل بعد ظهر اليوم في مكتبه في الوزارة، المفوض الأوروبي للسياسة الأوروبية للجوار يوهانس هان ترافقه سفيرة الإتحاد الأوروبي لدى لبنان كريستينا لاسن، وتناول البحث التحضيرات الجارية لمؤتمري "سيدر" لدعم الإقتصاد اللبناني وبروكسل حول دعم مستقبل سوريا والمنطقة.

 

جعجع: ما حدا بغبّر علينا و"كان فيني بكل سهولة كون قاعد بقصر بعبدا"

المركزية/26 آذار/18/أكد رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع خلال لقائه وفدا من كفور العربة - البترون، في معراب، في حضور مرشح "القوات" عن المقعد الماروني في البترون فادي سعد ومنسق منطقة البترون عصام خوري، "أننا جميعا مجندون من أجل العمل للإنتخابات النيابية، لسبب بسيط هو أنها الطريق للتغيير في لبنان، فنحن نشتكي في كل يوم مئات المرات من الوضع القائم في البلاد ومن الأمور التي تحتاج إلى إنجاز، وقد وصل الدرك بالمواطن اللبناني إلى درجة أصبح يشعر بالخجل من جواز سفره، وهو غير واثق من وجود دولة في لبنان لانها مترهلة وغير موجودة على النحو الذي يجب أن تكون عليه. ولكن إن تكلمنا عن كل هذه المواضيع ليل نهار فنحن لا يمكن أن نغير شيئا، لان مجرد الكلام لا يحل المشكلة، وإنما علينا أن نذهب باتجاه الحل الذي هو بين أيديكم اليوم، وعلى بعد 40 يوما تقريبا، وهو عبر التصويت بالشكل الصحيح لمن يجب أن نقترع لهم".

وقال: "صحيح أن لا دولة فعلية في لبنان، إلا أن التشكي لا يغير هذا الواقع، وإنما الإقتراع لصالح من يجب أن نصوت لهم، وهنا أعني "القوات اللبنانية"، وذلك لسبب بسيط وهو أنها أثبتت فاعليتها في كل المجالات"، لافتا إلى أن "القوات اتهمت بمئات الإتهامات التي فبركتها أهم ماكينة فبركة أكاذيب في العالم، ألا وهي المخابرات السورية ووكلاؤها في لبنان الذين اعتمدوا على جانبين من شخصية "القوات" من أجل البناء عليهما وفبركة أكاذيبهم: الأول فاعلية "القوات" التي في خضم الحرب المستعرة كانت تقوم بالمشاريع كالنقل المشترك والتضامن الإجتماعي، والثاني شفافيتها. وبالرغم من تزويرهم التحقيقات لم يستطيعوا إيجاد أي شبهة فساد في حزب "القوات" الذي يتضمن مجموعة من المؤسسات الضخمة كالصندوق الوطني وغيره". وشدد على أن "هاتين النقطتين لا تزالان نقطتي قوة "القوات"، لذلك يحاول عدد كبير من الناس عزلها".

وتابع: "حتى هذه اللحظة نخوض الإنتخابات النيابية بشكل منفرد في أغلبية المناطق، باستثناء الدوائر التي تمكنا من الإتفاق فيها مع حزب الكتائب الذي نتشارك معه المبادئ والقيم نفسها، ولو أن هناك اختلافا على المقاربات بيننا في بعض الأحيان، وبالتالي إن أردتم الدولة الفعلية فما عليكم سوى الاقتراع للقوات، وأنا أقولها بالفم الملآن ومن دون تردد، لأنني بادئ الأمر مؤمن بما أقول، فهذه هي الحقيقة، باعتبار أن الجميع يشهد كيف يترنح ويتردد الباقون ويحاولون المهادنة من أجل الحفاظ على مواقعهم الصغيرة على حساب أي شيء آخر، إلا أن الظروف والأحداث أثبتت أننا في حزب "القوات" لا نكترث للمناصب والمواقع، وجل ما يهمنا هو إنجاز ما نحن ساعون إلى القيام به بشكل ناجح وبأفضل الممكن". وذكر جعجع أنه "في عهد الوصاية عرضوا علينا الوزارات والمناصب النيابية وما نتمناه من مكاسب، وكان من السهل جدا أن تروني جالسا في قصر بعبدا، إلا أنني فضلت بدل الإقامة في القصر أن أكون في مكان ما، الى جانب هذا القصر، ألا وهو الاعتقال، شرط أن نبقى نعيش مبادئنا على الشكل الذي يجب أن نعيشها"، مؤكدا أنه "إذا ما أردنا الوصول إلى دولة فعلية فالقوات يمكن أن توصلنا إلى هذه الدولة لأنها جدية وتفي بوعودها، وعندما تضع هدفا نصب عينيها تصل إليه، وكل تاريخها شاهد عليها من هذه الناحية. إذا ما أردنا الوصول إلى دولة خالية من الفساد والهدر فما علينا سوى الاقتراع للقوات، وهذه ليست دعاية إنتخابية وإنما واقع ملموس. فبمجرد انتخاب الشيخ بشير الجميل رئيسا للجمهورية استقامت المؤسسات في الدولة بالرغم من أنه لم يستلم مقاليد السلطة، وتم اغتياله بعد 21 يوما من انتخابه، لماذا؟ لأنه معروف أن "القوات اللبنانية" لا تتكلم لمجرد الكلام وإنما تفعل ما تقوله". ولفت إلى "أننا في زمن الإنتخابات نسمع عددا كبيرا من الناس الذين يتكلمون بصوت عال وبنبرة عالية، إلا أنهم لا يطبقون شيئا مما يقولون. ومجرد الكلام لا يعطي أي نتيجة، والمهم أن تقترع لمن يطبق على الأرض ما يقوله، وهو من اختبرته ورأيته بأم العين يقوم بذلك، فهذا الأمر لم يعد موضوع سؤال لأن الجميع شهد ويشهد لمن ينجز ويعمل على الأرض ويحقق النتائج المرجوة، وهؤلاء بسبب إنجازهم لما ينجزون تم اغتيالهم في المرة الأولى، ومن ثم جربوا اغتيالهم مرة ثانية، إلا أنهم فشلوا فقاموا بحل حزبهم كليا، وسجنوهم على أمل اغتيالهم في السجن، إلا أن هذا الأمر لم ينجح أيضا، لذلك يحاولون اليوم محاصرتهم، ولكن في نهاية المطاف لن يصح إلا الصحيح، وستبقى "القوات" وهم من سيحاصرون".

وأشار إلى أن "للقوات لوائح انتخابية في جميع المناطق، فهي تحالفت في بعض المناطق مع حزب الكتائب والكتلة الوطنية، وفي جميع المناطق مع المستقلين، وعلينا الإقتراع لهذه اللوائح لانها هي التي تستطيع أن تقيم دولة فعلية في لبنان لا فساد فيها. فنحن موجودون في العمل السياسي منذ 40 عاما، ويقوم خصومنا بمهاجمتنا بقدر ما استطاعوا، ويسوقون مئات آلاف الاتهامات بحقنا، إلا أنه لم يحاول أي طرف اتهامنا بأي شبهة فساد، فيما الآخرون يتم اتهامهم بالعديد من الصفقات والشبهات، وهذا إن دل على شيء فعلى أن لا علاقة لنا بالفساد من قريب أو بعيد، وسنبقى كذلك إلى أبد الآبدين".

من جهة أخرى، تطرق جعجع إلى الوضع الإنتخابي في منطقة البترون، قائلا: "إن البعض يعتبر أن هذه معركة جبابرة، ويسألون ما دخل هذا الطبيب الجديد المسمى فادي سعد في هذه المعركة، وهو يترشح بين ديناصورات؟ ويتساءلون عن حظوظه، فيما أنا أؤكد أن هذا الكلام لا علاقة له بالواقع، فنحن لدينا الحظوظ الكاملة في منطقة البترون"، مشددا على أنه "في العمل السياسي مهما كان أي نائب منفرد جيدا على الصعيد الشخصي فهو لا يستطيع إنجاز أي أمر في مجلس النواب الذي يضم 128 نائبا باعتبار أن الصوت الواحد لا يمكنه أن يقوم بإقرار أي مشروع إنطلاقا من هنا يجب الإقتراع لصالح الأحزاب وعلينا إدخال هذا المفهوم في مجتمعنا". وأسف جعجع أنه "لا يزال البعض يتمسك بنظرية الأعيان التي تعود للقرن الثامن عشر فيما المطلوب اليوم هو أحزاب وتكتلات كبيرة لأن كل المشاريع بحاجة لتصويت في مجلس النواب. وعلى سبيل المثال إن كان لدينا مشروع صرف صحي لمنطقة البترون فهذا المشروع بحاجة لكتلة نيابية كبيرة من أجل التصويت له وإقراره في الحكومة ومجلس النواب ماذا وإلا ستقوم كتلة أخرى تعمل من أجل مشروع صرف صحي آخر في منطقة أخرى بالتصويت لصالح مشروعها، وعندها يضيع المشروع. وهنا أسأل ماذا يمكن لنائب واحد أن يفعل؟ فهو قادر في بعض الأوقات على الترجي من هنا أو التسول للحصول على أمر آخر من هناك أو التمكن من إقرار أمر ما بالترغيب إلا أن هذا الأمر لا يكفي ولا يقضي حاجات منطقة بأكملها وهذا ما هو حاصل في منطقة البترون".

ودعا جعجع إلى "التصويت لصالح الأحزاب وتحديدا حزب القوات اللبنانية، من أجل أن نتمكن من إنجاز ما نريد إنجازه وليس الإقتراع لصالح أفراد بالرغم من أنه من الممكن أن يكونوا على الصعيد الشخصي جيدين جدا ولديهم أحلام كبيرة وطروحات ممتازة إلا أنهم لا يستطيعون القيام بأي شيء منفردين فهذا النمط من العمل السياسي لم يعد قادرا على تأدية ما هو مطلوب اليوم، لذا أطلب منكم أن تختاروا الحزب الذي تريدونه والإقتراع لصالحه وفي منطقة البترون تحديدا من المفترض أن تختاروا اللائحة التي تضم حزبين وهما "القوات اللبنانية" والكتائب اللبنانية".

 

جنبلاط: الطوق على لبنان سيزداد ولا تراهنوا على الفريق الأميركي الجديد

المركزية/26 آذار/18/إعتبر رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط أن "الإنتخابات لن تحقق طموحات اللبنانيين الذين يريدون التغيير نحو نظام أفضل، لكن بحد ذاتها هناك إنتخابات ربما تأتي بوجوه جديدة تخلق حركية معينة في مجلس النواب تقودنا ربما إلى الافضل، وأنا لست مرشحا ولكن سنشاهد".

وأضاف جنبلاط في حديث لقناة "فرانس 24": "صحيح أنني غيّرت وفق التقليد بأن يكون هناك إستمرار لدور المختارة ويعود هذا الأمر طبعاً لإبني تيمور أن يثبت جدارته ولكن لن يكون تيمور جنبلاط كوليد جنبلاط ولم اكن أنا كمال جنبلاط وسنرى".

وتابع: "لست لاميز المختارة عن غيرها من البيوت السياسية ولكن هناك تقليد يعود إلى 300 عام ولكن مع تطوير، فكمال جنبلاط خرج عن الإطار الإقطاعي القديم وأسس الحزب التقدمي الإشتراكي وحلم بلبنان علماني ديمقراطي ثم الظروف الدولية والإقليمية قتلته، ولكن ربما نعود في يوم ما يخرج الحلم بلبنان لا طائفي". وأضاف جنبلاط: "ربما هذه النخبة الجديدة إذا ما أتت إلى المجلس النيابي تفكّر بهذا الأمر، ففي المراحل السابقة فشلنا وكانت الاقطاعات السياسية والدينية أقوى، وهذا هو الحل الوحيد للخروج من هذه الدوامة الطائفية وبأن نصبح سواسية في لبنان".

ورأى جنبلاط أن "النسبية المعتمدة فريدة من نوعها على الطريقة اللبنانية، نسبية طائفية ليست نسبية سياسية كالبلاد التي تحكمها أحزاب سياسية، وذلك لان النظام طائفي".

واستطرد: "حزبنا مثلا تراجع اليوم كثيراً، ففي الخمسينات والستينات كان الحزب يتخطى كل الحدود من عكار إلى الجنوب، وذلك نتيجة الظروف السياسية والحرب، وكل الأحزاب نفس الأمر، يبقى الحزب الوحيد الذي يغطي ساحة مذهبية بشكل كبير ونتيجة خدماته ونتيجة طروحاته هو حزب الله، أما الباقي فليس هناك أحزاب سياسية ومعظم الأحزاب في لبنان طائفية مع "ديكور" وطني في المستوى القيادي".

وأشار جنبلاط إلى أن "إيران موجودة بحكم الفراغ الذي نشأ في بعض من العالم العربي الذي نسي القضية المركزية التي هي فلسطين، في حين إيران ترفع شعار فلسطين عبر حزب الله، وأما لماذا موجودة إيران في لبنان بهذه القوة؟ فهذا يعود إلى احتلال العراق من قبل الأميركيين في العام 2003 الذي سمح لإيران بهذا بالتمدد ثم كانت المأساة السورية وكيف تخلّى الغرب عن المقاومة المدنية والوطنية والعلمانية السورية، وبشكل أو بآخر الغرب والدول العربية وتركيا التي أدخلت كل العناصر التي أجهضت الثورة السورية من فصائل ما يسمى الجهادية وغيرها".

ولفت جنبلاط إلى أن "النظام السوري إستطاع أن يوسّع نفوذه على دمشق الكبرى بفعل الدعم الروسي والإيراني والغريب كيف ان هذه الفصائل ترحّل بالآلاف اليوم إلى إدلب وكيف انهارت المقاومة، فيبدو أن هناك وساطات مع روسيا دخلت على الخط لاجلاء هؤلاء إلى إدلب حيث ستكون ضربة أقسى واوجع لاحقا، ولكن النظام اليوم حسّن من شروطه مع حلفائه في دمشق الكبرى وبالتالي لبنانيا سيزيد الطوق على لبنان، والصديق والعالم الكبير البروفسور أنطوان قربان الذي يعلّم في الجامعة اليسوعية يقول أننا أصبحنا جزءاً من محافظة اللاذقية، ولبنان الكبير الذي سنحتفل فيه في سنة 2020 ووفق هذه المعادلة الكبرى من حمص إلى الساحل بالإضافة إلى المعادلة الدولية بوجود روسيا وإيران أصبحنا جزءاً من سوريا الكبرى".

واعتبر أن "النظام السوري ربح في الوقت الحاضر للاسباب التي ذكرناها، والآتي أميركيا مخيف لأنه يبشّر بمواجهة والمواجهة لن تكون في إيران إنما في لبنان وأقلّه سياسيا وسندفع ثمن المواجهة، وأحذر اي فريق لبناني داخلي بأن يراهن على فريق العمل الجديد الأميركي المتصلّب والمتصهين"، مشيرا إلى أن التغييرات ربما تطال أيضا وزير الدفاع الاميركي، مستطردا "إني اتحدث في السياسة ففي العسكر تعودنا على سياسات اميركا ودعمها لإسرائيل، وأما إذا حدثت ضربة عسكرية ستدمر لبنان ولكن لن ينتصروا لانه هناك مقاومة شعبية وطنية إسلامية، سمّها ما شئت، أقوى".

ورداً على سؤال عما إذا يحبّذ ضربة عسكرية إلى النظام في سوريا قال: "أبدا رغم كل ما حدث ولكن كنت أحبذ دعم المقاومة الوطنية السورية والعلمانية في مواجهة النظام، اميركا أوباما فعلت العكس واشتركت معها لاحقا كل الدول العربية وتركيا في إجهاض هذا الأمر".

وأكد جنبلاط أن الإنتخابات ستجري، مضيفا "لكن أحذر من بداية الاصطفافات في لبنان مع فريق العمل الأميركي الجديد تحت شعار محاربة إيران أو محاربة نفوذ حزب الله فلا نتحمّل محاور في لبنان". وختم جنبلاط: "نعم لبحث الاستراتيجية الدفاعية وفق الظروف الإقليمية وحزب الله لن ينخرط في الدولة إلا بوجود ظروف إقليمية سياسية تجعله ينخرط في الدولة أو يجمع سلاحه مع سلاح الجيش اللبناني ولكن إلى أن نصل إلى هذا الأمر مع العلم أنه بعيد لماذا لا نركز على حل أزمة والخلاص من تلك البوارج التركية".

 

الموسوي: حملة مركزة لتشويه صورة حزب الله وأموال الفساد السياسي والانتخابي تستهدف محاصرته ونحن حاضرون لهذه المعركة

الإثنين 26 آذار 2018 /وطنية - رأى عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب نواف الموسوي، خلال رعايته حفل توقيع كتاب "أمير القلوب" للعلامة الشيخ كاظم ياسين في المنتدى الثقافي في بلدة العباسية، انه "كان يجب أن ننصرف جميعا كلبنانيين في مرحلة الانتخابات النيابية إلى التنافس الشريف والمحترم من أجل نيل ثقة الناخب اللبناني، فإذا بالخطاب الانتخابي ينحدر إلى مستوى يدين صاحبه من قبل أن يدين المستهدف من كلام من قال، وللأسف أردنا هذه الانتخابات أن تكون فرصة لتمثيل سياسي أفضل، ولكنهم قرروا أن يعملوا على تشويه صورة المقاومة وإضعاف وضرب المقاومة وحلفائها".

وقال: "إن استهداف "حزب الله" لم يتوقف منذ أن وقفت يوما وخاطبت رئيس المجلس النيابي، يومها كنت قد قرأت صباحا شهادة السفير الأميركي الأسبق في لبنان جيفري فيلتمان، والذي صارح الكونغرس الأميركي بأن إدارته دفعت خلال ثلاث سنوات 500 مليون دولار لتقليص جاذبية "حزب الله" لدى الشباب اللبناني، وعليه فإن المعركة التي بدأت من قبل ذلك التاريخ لم تتوقف، وما زالت مستمرة حتى الآن". اضاف: "هناك حملة مركزة، الهدف منها تشويه صورة "حزب الله" لتقليص جاذبية هذا الحزب للشباب اللبناني بصورة عامة، لا سيما وأن الاستهداف الآن يتجه نحو أماكن أكثر تحديدا منها الخزان الشعبي للمقاومة والخزان الشبابي ل"حزب الله" ألا وهو منطقة البقاع، التي يستخدم فيها ليس 500 مليون دولار فحسب، بل مئات ملايين الدولارات".

واعتبر "ان الأموال التي وضعت بتصرف بعض المرشحين للحصول على مقعد شيعي واحد في بعلبك الهرمل، تكفي لو صرفت في لبنان لحل جزء من أزمته الاقتصادية، ويمكن إذا كان هناك جانب إيجابي من الحملة التي تشن علينا في "حزب الله"، ان الإدارة الأميركية وحليفها الصهيوني والإقليمي اضطرا لأن يفتحا خزائنهما للانفاق في لبنان من أجل محاصرة "حزب الله"، وهذه إيجابية أنه بسبب العداء لنا هناك أموال تدخل إلى لبنان، ولكنها أموال الفساد السياسي والانتخابي الذي تستهدف إضعاف ومحاصرة "حزب الله". وقال: "نحن حاضرون لهذه المعركة كما في كل المرات، لكن ما ندعو إليه هو أن يتحلى الجميع بقدر من المسؤولية الوطنية لناحية الاستفادة من هذه الفرصة التي وفرناها نحن وحلفاؤنا حين اخترنا هذا القانون بالذات للانتخاب، وأن يستفيدوا من هذه المناسبة من أجل تمثيل أفضل للبنانيين، بحيث يكون المجلس النيابي المقبل، مجلس قادر على النهوض بالتحديات الهائلة التي يتعرض لها لبنان، ولا سيما العدوان الصهيوني، لأن لبنان كان يمكن أن يكون عرضة للعدوان الصهيوني لولا قدرات المقاومة التي تجعل العدوان على لبنان مكلفا في عمق الكيان الصهيوني، وعليه فإن هذا العدوان قائم ونتعامل معه، ولكن العدوان الأخطر هو الفساد الذي أوصلنا إلى سفح الهاوية المتجهة إلى القاع".

واكد "ان الوضع في لبنان شديد الحساسية على المستوى المالي والاقتصادي، لأن الفساد بات القاعدة، ولذلك أخذ الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله على عاتقه شخصيا، أن يكون قائد مقاومة الفساد في لبنان كما تولى ملف مقاومة الاحتلال الإسرائيلي، لأن الفساد بات غولا يهدد لبنان بالسقوط".

وقال: "إننا ملتزمون العمل من أجل مكافحة الفساد، ولذلك ندعو إلى تعزيز الأدوار الرقابية بدءا من المجلس النيابي وصولا إلى الهيئات الرقابية التي لا يمكن أن تنهض بدورها إذا تصرفت بطريقة تقليدية، وبالتالي يجب أن تتصرف بطريقة بطولية لكي تقف في وجه الفساد تقضي عليه".