المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية  ليوم 20 ذار/2018

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/newselias18/arabic.march20.8.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة
عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

لا يَقدِرُ أحدٌ أنْ يَخدُمَ سيِّدينِ فأنتُم لا تَقدِرونَ أنْ تَخدُموا اللهَ والمالَ

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/جماعة مداكشة الكراسي بالسيادة والكوارث الطروادية

الياس بجاني/بحثت عن سياسي لبناني واحد يمثل القيم ويخاف يوم الحساب الأخير فلم أجده

بالصوت والنص/الياس بجاني: تأملات إيمانية في عجيبة شفاء الأعمي

الياس بجاني/العمى عمى القلب وليس عمى البصر

 

عناوين الأخبار اللبنانية

بيان "تقدير موقف" رقم 165/يحاول الجانب الايراني اليوم مرة ثانية وبعد انتخاب عون إدخال هدفٍ جديد "عند صفّارة الحكم هي غالبية نيابية في لبنان والعراق

الزغبي: ساعات حاسمة أمام تحالف السياديين قبل انكشاف المخلّين ومغلّبي المقاعد على القواعد

أبو غيدا يوقف المقرصن «إيلي غبش

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الاثنين في 19/3/2018

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الاثنين في 19 آذار 2018

 

عناوين المتفرقات اللبنانية
بعلبك – الهرمل كما لم يعرفها نصرالله.. والغضب يتفاعل

هل ضعفت فرص خرق لائحة "حزب الله"؟

هذه لائحة "كلنا بيروت": السلاح للدولة فقط

معبد باخوس منبر لترشيحات حزب الله الانتخابية… فهل أصبح شفيع المقاومة؟!

ولاية فلوريدا تنتفض ضد حزب الله

ضربة أميركية في سوريا: رد حزب الله يطير الانتخابات

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

ممثلو الشعوب غير الفارسية: نظام طهران إرهابي وقمعي

نجاد لخامنئي: استياء الشعب بلغ ذروته ومن يريدون بيع كِلاهم بالطوابير/إيران: انتفاضة غضب و”النوروز” يتحول لموسم احتجاجات لإسقاط الملالي

زعيم “القاعدة” الجديد يعيش بحماية إيران

مقتل 11 شخصاً في انفجار بعفرين السورية

جونسون يقول إن إنكار روسيا ضلوعها بتسميم الجاسوس «منافٍ للعقل» والكرملين يدعو بريطانيا إلى تقديم أدلة أو الاعتذار

إدارة ترمب لم تلغِ «خيار الضربة»... وإجراءات واستنفار في دمشق وعناصر من الجيش الروسي ينتشرون في مواقع حساسة للنظام السوري

ولي العهد السعودي في الولايات المتحدة اليوم ويلتقي ترمب غداً و6 مدن أميركية ستشهد نقاش ملفات أمنية وسياسية واقتصادية

رئيس {العلاقات الخارجية} في الكونغرس يرجح انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي واستبعد إجماعاً أوروبياً على إطار عمل يحتوي سلوك إيران

الروس يمنحون تفويضاً واسعاً لبوتين بمشاركة غير مسبوقة وهدايا ووجبات طعام خلال الاقتراع... وانتهاكات غير مباشرة لا تؤثر على النتائج

ترمب يشكك في نزاهة التحقيق حول «الصلات الروسية»

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

انتخابات 2018: حزب الله يرهب جمهوره بحرب إسرائيلية افتراضية/علي الأمين/العرب

مَن فوجِئ بـ«نَفَس» بيان «روما 2» كان غائباً عن لبنان/جورج شاهين/جريدة الجمهورية

هل يتعرّض ميشال المر لمحاولة اغتيال سياسي/طارق ترشيشي/جريدة الجمهورية

ماذا قال عون عن مصير المصالحة مع «القوات»/ماد مرمل/جريدة الجمهورية

تحالفات ومفاجآت في «الشمال المسيحي»/ألان سركيس/جريدة الجمهورية

شيعة القُصير: الصوت التفضيلي لجميل السيِّد/ناصر شرارة/جريدة الجمهورية

اتفاقات "مالية" عقدوها في السر.. إليكم التفاصيل/ناصر زيدان/"الأنباء الكويتية

إئتوا بكاظم الخليل إلى انتخابات 2018/نقولا ناصيف/الأخبار

الإنتخابات تُلهِب البلد كن العين على سيدر واحد/الهام فريحة/الأنوار

عمامة سوداء للرئيس اللبناني/سلطان البازعي/الحياة

إلى "لبلدي" و"وطني": أوصيكم بالوحدة /عقل العويط/النهار

القوات» و«المستقبل» والاستحقاق/وسام سعادة/القدس العربي

التشيُّع والتشييع: سوريا مثالاً/سناء الجاك/"النهار

المحطة الثالثة في الجولة الأولى/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

جيمس بوند في سرير ستالين/غسان شربل/الشرق الأوسط

مبررات القنبلة النووية السعودية/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

عون هنأ بوتين باعادة انتخابه وشدد على مواصلة التعاون مع روسيا ووقع على علم سترفعه المتسلقة سلام على جبال هملايا

عون في يوم الفرنكوفونية: نتمنى للغة الفرنسية دوام الثبات والازدهار في لبنان والعالم

رئيس الجمهورية إطلع من المشنوق على نتائج مؤتمر روما 2 والتقى زوارا: قانون الانتخاب الجديد سينظم الحياة السياسية

الحريري عرض مع حمود التحضيرات لمؤتمر سيدر واستقبل طربيه وفتوح ورئيس جمعية تراخيص الامتياز

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية

لا يَقدِرُ أحدٌ أنْ يَخدُمَ سيِّدينِ فأنتُم لا تَقدِرونَ أنْ تَخدُموا اللهَ والمالَ

الزوادة الإيمانية/البشارة كما دوّنها لوقا16/من01حتى31/وقالَ أيضًا لِتلاميذِهِ: كانَ رَجُلٌ غَنيٌّ وكانَ لَه وكِيلٌ، فجاءَمَنْ أخبرَهُ بأنَّهُ يُبَدِّدُ أموالَهُ،فدَعاهُ وقالَ لَه: ما هذا الذي أسمَعُ عَنكَ؟ أعطِني حِسابَ وكالَتِكَ، فأنتَ لا تَصلُحُ بَعدَ اليومِ لأنْ تكونَ وكيلاً لي. فقالَ الوكيلُ في نَفسِهِ: سَيَستَرِدُّ سيِّدي الوكالَةَ مِنِّي، فماذاأعمَلُ؟ لا أقوى على الفِلاحَةِ، وأستَحِـي أنْ أستَعطِـي. ثُمَّ قالَ: عَرَفتُ ماذا أعمَلُ، حتّى إذا عزَلَني سيِّدي عَنِ الوِكالةِ،يَقبَلُني النّـاسُ في بُيوتِهِم. فدَعا جميعَ الّذينَ علَيهِم دَينٌ لسَيِّدِهِ، وقالَ لأحدِهِم: كَم علَيكَل سيِّدي؟ أجابَهُ: مئةُ كَيلٍ مِنَ الزَّيتِ. فقالَ لَه الوكيلُ: خُذْ صكوكَكَ واَجلِسْ في الحالِ واَكتُبْ خَمسينَ! وقالَ لآخرَ: وأنتَ، كَم علَيكَ لسَيِّدي؟ أجابَه: مِئةُ كَيلٍ مِنَ القَمحِ. فقالَ لَه الوكيلُ: خُذْ صكوكَكَ واَكتُبْ ثَمانينَ. فمَدَحَ السَّيِّدُ وكيلَهُ الخائِنَ على فِطْنَتِه، لأنَّ أبناءَ هذاالعالَمِ أكثَرُ فِطنَةً مِنْ أبناءِ النّـورِ في مُعامَلَةِ أمثالِهِم. وأنا أقولُ لكُم: إجعلوا لكُم أصدِقاءَ بالمالِ الباطِلِ، حتّى إذا نفَدَقَبِلوكُم في المَساكِنِ الأبدِيَّةِ. مَنْ كانَ أمينًا على القَليلِ، كانَ أمينًا على الكَثيرِ. ومَنْ أساءَالأمانَةَ في القَليلِ، أساءَ الأمانَةَ في الكَثيرِ. وإذا كُنتُم غَيرَ أُمناءَ في المالِ الباطِلِ، فمَنْ يأتَمِنُكُم فيالغِنى الحَقِّ؟ وإنْ كُنتُم غَيرَ أُمناءَ في ما هوَ لِغَيرِكُم، فمَنْ يُعطيكُم ما هوَلكُم؟ لا يَقدِرُ أحدٌ أنْ يَخدُمَ سيِّدينِ، لأنَّهُ إمَّا أنْ يُبغضَ أحدَهُما ويُحِبَّ الآخَرَ، وإمَّا أن يُوالي أحدَهُما ويَنبِذَ الآخَرَ. فأنتُم لا تَقدِرونَ أنْ تَخدُموا اللهَ والمالَ. وكانَ الفَرِّيسيُّونَ، وهُم مِمَّنْ يُحبُّونَ المالَ، يَسمَعونَ هذاكُلَّهُ ويَهزأُونَ بِهِ. فقالَ لهُم يَسوعُ: أنتُم تُبرِّرونَ أنفُسَكُم عِندَ النّـاسِ، لكِنَّاللهِ يَعرِفُ ما في قُلوبِكُم. ورَفيعُ القَدْرِ عِندَ النّـاسِ رَجِسٌعِندَ اللهِ. بَقِـيَتِ الشَّريعةُ وتَعاليمُ الأنبـياءِ إلى أنْ جاءَ يوحنَّا، ثُمَّبَدأَتِ البِشارَةُ بِمَلكوتِ اللهِ، فأخَذَ كُلُّ إنسانٍ يُجاهِد ُليَدْخُلَهُ قَسرًا. ولكِنَّ زَوالَ السَّماءِ والأرضِ أسهَلُ مِنْ أنْ تَسقُطَ نُقطَةٌ واحدةٌمِنَ الشَّريعةِ. مَنْ طَلَّقَ اَمرأتَهُ وتَزوَّجَ غَيرَها.

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته

جماعة مداكشة الكراسي بالسيادة والكوارث الطروادية

الياس بجاني/19 آذار/18

مبروك لحزب الله سيطرته على المجلس النيابي والفضل لإسخريوتية ال 14 آذاريين المرتدين التجار والفجار الذين داكشوا الكراسي بالسيادة

 

بالصوت/الياس بجاني/تأملات إيمانية ووجدانية في سيرة وفضائل مار يوسف البتول في ذكرى عيده السنوي

http://eliasbejjaninews.com/archives/63277

بالصوت فورمات/MP3/الياس بجاني/تأملات إيمانية ووجدانية في سيرة وفضائل مار يوسف البتول/19 آذار/18/اضغط هنا للإستماع للتأملات

http://www.eliasbejjaninews.com/newmp3.17/elias.saint youssef 19 march.mp3

بالصوت فورمات/WMA/الياس بجاني/تأملات إيمانية ووجدانية في سيرة وفضائل مار يوسف البتول/19 آذار/18/اضغط هنا للإستماع للتأملات

http://www.eliasbejjaninews.com/newwma17/elias.saint youssef.wma

 

تأملات في ذكرى عيد ما يوسف البتول

جمع وتنسيق/الياس بجاني

سيرة القديس يوسف البتول

وُلد مار يوسف البتول في بيت لحم حوالي 25 ق.م.، هو ابن عالي بن متثاث. إنتقل مع أهله ليعيش في الناصرة، بالقرب من رجل وإمرأة طاعنين في السنّ لم يرزقا ولداً. ولما بلغ الخامسة من عمره، حملت الجارة وأنجبت ابنة دعتها مريم تعلّق قلبه بها ولمّا بلغ الثامنة عشرة من عمره، إقترن بها. وقبل أن يسكنا تحت سقف واحدٍ، وُجدت حاملاً من الرّوح القدس. همّ بتخليتها سرّاً لكنّ الربّ تدخّل في الحلم وطلب منه أن يأخذ مريم إلى بيته. فأنجبت يسوع الإبن الإلهي في بيت لحم. هرب به من وجه هيرودس إلى مصر ثمّ عاد وسكن في الناصرة. ولمّا بلغ يسوع سنّ الرّشد فارق يوسف الحياة مائتاً بين يدي يسوع ومريم. هو حارس الفادي ومربّيه، والمدافع عن بتولية مريم والبارّ الصدّيق الذي امتاز بصمته وتتميمه إرادة الله في كلّ مراحل حياته.

إنجيل القدّيس متّى23/من01حتى23/إِنَّ العَذْرَاءَ تَحْمِلُ وتَلِدُ ٱبْنًا، ويُدْعَى ٱسْمُهُ عِمَّانُوئِيل

أَمَّا مِيلادُ يَسُوعَ المَسِيحِ فَكانَ هكَذَا: لَمَّا كانَتْ أُمُّهُ مَرْيَمُ مَخْطُوبَةً لِيُوسُف، وقَبْلَ أَنْ يَسْكُنَا مَعًا، وُجِدَتْ حَامِلاً مِنَ الرُّوحِ القُدُس. ولَمَّا كَانَ يُوسُفُ رَجُلُها بَارًّا، ولا يُرِيدُ أَنْ يُشَهِّرَ بِهَا، قَرَّرَ أَنْ يُطَلِّقَهَا سِرًّا. ومَا إِنْ فَكَّرَ في هذَا حَتَّى تَرَاءَى لَهُ مَلاكُ الرَّبِّ في الحُلْمِ قَائِلاً: «يَا يُوسُفُ بنَ دَاوُد، لا تَخَفْ أَنْ تَأْخُذَ مَرْيَمَ ٱمْرَأَتَكَ، فَٱلمَوْلُودُ فِيهَا إِنَّمَا هُوَ مِنَ الرُّوحِ القُدُس. وسَوْفَ تَلِدُ ٱبْنًا، فَسَمِّهِ يَسُوع، لأَنَّهُ هُوَ الَّذي يُخَلِّصُ شَعْبَهُ مِنْ خَطَايَاهُم». وحَدَثَ هذَا كُلُّهُ لِيَتِمَّ مَا قَالَهُ الرَّبُّ بِالنَّبِيّ: هَا إِنَّ العَذْرَاءَ تَحْمِلُ وتَلِدُ ٱبْنًا، ويُدْعَى ٱسْمُهُ عِمَّانُوئِيل، أَي ٱللهُ مَعَنَا. ولَمَّا قَامَ يُوسُفُ مِنَ النَّوْم، فَعَلَ كَمَا أَمَرَهُ مَلاكُ الرَّبِّ وأَخَذَ ٱمْرَأَتَهُ. ولَمْ يَعْرِفْهَا، فَوَلَدَتِ ٱبْنًا، وسَمَّاهُ يَسُوع.

عيد مار يوسف البتول

مار يوسف «ولمّا قام يوسف من النوم، عمل بما أَمَرَهُ ملاكُ الربّ» (متّى 1:15) هو أَعظم قدّيسٍ بعد مريم العذراء. إِعتُبر بحقٍّ أبا يسوع المسيح ومربّيه. إِتَّخذه اللّهُ أبًا لابنه الوحيد، وخطّيبًا لمريم العذراء ومحاميًا عنهما. فعل كما أمره الربّ طوال حياته. حافظ على بتوليّته. هرب إلى مصر لينقذ يسوع من يد هيرودس ثمّ عاد وعاش مع أُسرته الصغيرة في الناصرة. عمل في النجارة وعلّم الابن الإلهيّ هذه المهنة الشريفة فدُعي شفيع العمّال. وقف حياته لمريم وابنها الوحيد واعتنى بأمرهما، فاعتبر بحقٍّ شفيع العائلة المسيحيّة وشفيع الكنيسة الكاثوليكيّة. مات بين يدي يسوع ومريم بعد حياةٍ فاضلة، فصار شفيع الميتة الصالحة.

عيد مار يوسف البتول

الطوباويّ يوحنّا بولس الثاني (1920-2005)، بابا روما /الإرشاد الرّسولي “حارس الفادي (Redemptoris custos)”، العدد 22

أَلَيسَ هذا النَّجَّارَ ابنَ مَريَم؟” (مر 6: 3)

إنّ العمل كان أحد تعابير الحبّ اليوميّة ع ضمن نطاق عائلة النّاصرة المقدّسة… إن الّذي دُعي “ابنَ النَّجَّار” (مت 13: 55) قد تعلّم العمل من أبيه بالتّبنّي. فإن كانت عائلة النّاصرة – في سياق مُخطَّط الخلاص والقداسة – مثالاً للعائلات البشريّة، يمكننا بالتّشابه، القول نفس الشّيء عن عمل الرّب يسوع جنبًا إلى جنبٍ مع القدّيس يوسف النّجار… إنّ العمل البشريّ، وبخاصّةٍ العمل اليدويّ، يأخذ منحىً خاصًا في الإنجيل. لقد دخل في سرّ التّجسد في نفس الوقت مع إنسانيّة ابن الله كما أنّ خلاصه قد تمّ بطريقة خاصة. إنّ القدّيس يوسف، بفضل مَشْغَلِهِ حيث كان يمارس عمله مع الرّب يسوع، قد جعل العمل البشريّ قريبًا من سر الخلاص. في الوقت الّذي كان فيه الرّب “يسوع يَتسامى في الحِكمَةِ والقامَةِ والحُظْوَةِ عِندَ اللهِ والنَّاس” (لو 2: 52)، كانت إحدى الفضائل تأخذ حيّزًا مهمًّا: النّموّ العمليّ، حيث إنّ العمل هو خيرٌ بشريّ يحوِّل الطّبيعة ويجعل الإنسان، بمعنى ما، أكثر إنسانيّة. إنّ أهمّية العمل البشري في حياة الإنسان تتطلّب أن نتعرّف ونستوعب عناصره من أجل مساعدة كلّ النّاس على التّقدّم نحو الله الخالق والمُخَلِّص بفضل العمل، ومن أجل مشاركتهم في مُخَطّطِ خلاص الإنسان والعالم، ومن أجل تعميق صداقتهم مع الرّب يسوع المسيح في حياتهم من خلال مشاركتهم بطريقةٍ حيّة –من خلال الإيمان – بمهمّته الثلاثية ككاهن ونبيّ وملك. بصورة مطلقة، إن الأمر يتعلق بتقديس الحياة اليوميّة، وعلى كل واحدٍ أن يجهد لتحقيق هذا التّقديس من خلال حالته الخاصّة.

ما هي قصة الزنبقة البيضاء .. بيد القديس مار يوسف

تقول المدونات المسيحية ان مريم العذراء منذ تقديمها في الهيكل مكثت تعيش فيه مواظبة على الصمت والشغل والصلاة. ولما بلغت الخامسة عشر من عمرها افتكر اهلها في ان يزوجوها من رجل من عشرية حسب ناموس موسى فأعرب كثيرون من ذرية داود رغبتهم في خطبة هذه الفتاة المزينة بكل الفضائل الفردية .. وكان الى يوسف ايضا الحق على هذا الطلب عينه لكنه لبث صامتا محتشما. ولما اراد عظيم الكهنة ان يعرف نصيب تلك الغادة الفريدة في حسنها ومزاياها . جمع كل الشباب من ذرية داود واعطى كل واحد غصنا وأمرهم أن يكتب كل واحد اسمه على ذلك الغصن ووضع كل الاغصان على مذبح الرب وابتهل اليه تعالى أن يظهر إرادته فغصن يوسف وحده اورق وأزهر زهرة بيضاء ناصعة ذات رائحة عطرة .. ولهذا السبب يرى القديس يوسف في الصورة ماسكا بيد غصنا مزهرا دلالة على زهور فضائله وتذكارا لتلك الاعجوبة .. ولما ارى عظيم الكهنة وجميع الحاضرين ازهار غصن يوسف ، هتفوا له بأن هو المنتخب من الرب ليكون خطيب مريم، فبارك عظيم الكهنة قرانهما النقي..

 

بحثت عن سياسي لبناني واحد يمثل القيم ويخاف يوم الحساب الأخير فلم أجده

الياس بجاني/18 آذار/18

ترى هل في لبنان سياسي واحد جدير بالإحترام لصدقه وشفافيته ووطنيته وتفانية وعدم سعيه للمنافع الخاصة والسلطة ولخوفة من يوم الحساب الأخير..بحثت عنه فلم أجده حتى الآن ..عند الطاقم السياسي اللبناني والحزبي تحديداً أيام السنة ال 365 هي كلها كذبة أول نيسان.. أقدس أرض وانجس سياسيين وعاملين في الشأن العام

https://www.facebook.com/groups/128479277182033/

 

بالصوت والنص/الياس بجاني: تأملات إيمانية في عجيبة شفاء الأعمي/18 آذار/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/38018

 

العمى عمى القلب وليس عمى البصر

الياس بحاني/18آذار/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/63232

“جئت إلى هذا العالم للدينونة، حتى يبصر الذين لا يبصرون، ويعمى الذين يبصرون”. (يوحنا 09/39)

كم بيننا من أفراد وجماعات هم حقيقة عميان بصيرة، وقليلو إيمان، وخائبو رجاء، في حين أن عيونهم من الناحية الصحية سليمة مئة في المائة، غير إن علتهم تكمن في عمى البصيرة وليس عمى البصر، فهم وإن كانت عيونهم متعافية إلا أنها تحجب عن عقولهم ووجدانهم وقلوبهم المحبة فيعشون في ظلام دامس بعيدين عن الله.

الأعمى ابن طيما الشحاذ الذي هو موضوع مقالتنا نذكره اليوم في كنائسنا المارونية ونسمي الأحد السادس هذا من الصوم الكبير باسم عجيبة شفائه، (أحد شفاء الأعمى).

يعلمنا الكتاب المقدس أن ابن طيما ولد أعمى ولم يكن يعرف الفرق بين النور والظلام، إلا أنه كان متنوراً في قلبه وضميره وإيمانه، وقوى وعنيد وثابت في رجائه. هذه العجيبة وردت في إنجيل القديس يوحنا 09(/01-41)، وفي إنجيل القدّيس مرقس (10/46-52)، وفي إنجيل القديس متى (20/29-34)

العجيبة كما وردت في إنجيل القدّيس مرقس(10/46-52): ووَصَلُوا إِلى أَرِيحا. وبَيْنَمَا يَسُوعُ خَارِجٌ مِنْ أَرِيحا، هُوَ وتَلامِيذُهُ وجَمْعٌ غَفِير، كَانَ بَرْطِيمَا، أَي ٱبْنُ طِيمَا، وهُوَ شَحَّاذٌ أَعْمَى، جَالِسًا عَلَى جَانِبِ الطَّريق. فلَمَّا سَمِعَ أَنَّهُ يَسُوعُ النَّاصِرِيّ، بَدَأَ يَصْرُخُ ويَقُول: «يَا يَسُوعُ ٱبْنَ دَاوُدَ ٱرْحَمْنِي!».فَٱنْتَهَرَهُ أُنَاسٌ كَثِيرُونَ لِيَسْكُت، إِلاَّ أَنَّهُ كَانَ يَزْدَادُ صُرَاخًا: «يَا ٱبْنَ دَاوُدَ ٱرْحَمْنِي!».فوَقَفَ يَسُوعُ وقَال: «أُدْعُوه!». فَدَعَوا الأَعْمَى قَائِلِين لَهُ: «ثِقْ وٱنْهَضْ! إِنَّهُ يَدْعُوك». فطَرَحَ الأَعْمَى رِدَاءَهُ، ووَثَبَ وجَاءَ إِلى يَسُوع. فقَالَ لَهُ يَسُوع: «مَاذَا تُرِيدُ أَنْ أَصْنَعَ لَكَ؟». قالَ لَهُ الأَعْمَى: «رَابُّونِي، أَنْ أُبْصِر!». فقَالَ لَهُ يَسُوع: «إِذْهَبْ! إِيْمَانُكَ خَلَّصَكَ». ولِلْوَقْتِ عَادَ يُبْصِر. ورَاحَ يَتْبَعُ يَسُوعَ في الطَّرِيق”.

يعطينا انجيل القديس يوحنا (09/08-34) المزيد من التفاصيل التي تبين لنا الإضطهاد والإرهاب اللذين تعرض لهما الأعمى بعد شفائه من أجل أن ينكر ما حصل: “”فتساءل الجيران والذين عرفوه شحاذا من قبل: أما هو الذي كان يقعد ليستعطي؟ وقال غيرهم: هذا هو. وقال آخرون: لا، بل يشبهه. وكان الرجل نفسه يقول: أنا هو! فقالوا له: وكيف انفتحت عيناك؟ فأجاب: هذا الذي اسمه يسوع جبل طينا ووضعه على عيني وقال لي: إذهب واغتسل في بركة سلوام. فذهبت واغتسلت، فأبصرت. فقالوا له: أين هو؟ قال: لا أعرف. فأخذوا الرجل الذي كان أعمى إلى الفريسيين، وكان اليوم الذي جبل فيه يسوع الطين وفتح عيني الأعمى يوم سبت. فسأل الفريسيون الرجل كيف أبصر، فأجابهم: وضع ذاك الرجل طينا على عيني، فلما غسلتهما أبصرت. فقال بعض الفريسيين: ما هذا الرجل من الله، لأنه لا يراعي السبت. وقال آخرون: كيف يقدر رجل خاطئ أن يعمل مثل هذه الآيات؟ فوقع الخلاف بينهم. وقالوا أيضا للأعمى: أنت تقول إنه فتح عينيك، فما رأيك فيه؟ فأجاب: إنه نبي! فما صدق اليهود أن الرجل كان أعمى فأبصر، فاستدعوا والديه وسألوهما: أهذا هو ابنكما الذي ولد أعمى كما تقولان؟ فكيف يبصر الآن؟ فأجاب والداه: نحن نعرف أن هذا ابننا، وأنه ولد أعمى. أما كيف يبصر الآن، فلا نعلم، ولا نعرف من فتح عينيه. إسألوه وهو يجيبكم عن نفسه، لأنه بلغ سن الرشد. قال والداه هذا لخوفهما من اليهود، لأن هؤلاء اتفقوا على أن يطردوا من المجمع كل من يعترف بأن يسوع هو المسيح. فلذلك قال والداه: إسألوه لأنه بلغ سن الرشد.

وعاد الفريسيون فدعوا الرجل الذي كان أعمى وقالوا له: مجد الله! نحن نعرف أن هذا الرجل خاطئ. فأجاب: أنا لا أعرف إن كان خاطئا، ولكني أعرف أني كنت أعمى والآن أبصر. فقالوا له: ماذا عمل لك؟ وكيف فتح عينيك؟ أجابهم: قلت لكم وما سمعتم لي، فلماذا تريدون أن تسمعوا مرة ثانية؟ أتريدون أنتم أيضا أن تصيروا من تلاميذه؟ فشتموه وقالوا له: أنت تلميذه، أما نحن فتلاميذ موسى. نحن نعرف أن الله كلم موسى، أما هذا فلا نعرف من أين هو. فأجابهم الرجل: عجبا كيف يفتح عيني ولا تعرفون من أين هو! نحن نعلم أن الله لا يستجيب للخاطئين، بل لمن يخافه ويعمل بمشيئته. وما سمع أحد يوما أن إنسانا فتح عيني مولود أعمى. ولولا أن هذا الرجل من الله، لما قدر أن يعمل شيئا. فقالوا له: أتعلمنا وأنت كلك مولود في الخطيئة؟ وطردوه من المجمع”

رغم أن ٱبْنُ طِيمَا كان أعمى وحاسة النظر عنده تالفة ومعطلة، غير أنه ومن خلال إيمانه وثقته بالله أدرك بعقله وقلبه أنه في حال ذهب إلى المسيح وطلب منه الشفاء فبقدرته أن يشفيه ويعيد له نعمة النظر التي حرم منهما منذ ولادته.

عندما اقترب من المسيح تمرد ورفض التقيد بتعليمات وتحذيرات الذين حاولوا منعه من تحقيق غايته فلم يأبه ولم يرتد ورفع صوته عالياً ومدوياً معلناً أن المسيح هو المخلص وأنه قادر على إعادة نظره إن رغب بذلك، وطلب من المسيح أن يشفيه فكان له ما أراد.

لم ييأس ولم يُحبط ولم يقبل بوضعية العاجز غير القادر على رؤية طريق الخلاص والسير عليها. عرّف قدرة وألوهية المسيح ولجأ إليه طالباً الرحمة والنعمة فحصل عليهما ومن ثم تبعه وتتلمذ له. رفض الإذعان لهرطقات الكتبة والفريسيين وبعناد الأبطال لم يُبدل ولم يغير كلمة واحدة عما قاله عن الأعجوبة.

اتُهم بالخيانة والعمالة للغريب إلا أنه تمسك بالحقيقة وشهد لها غير مبالي بما سيوقعه عليه رجال الدين اليهود من تحريم ونبذ وعقاب ومضايقات. مشى الطريق لأنه كان في النور وهم ضلوا لأنهم عميان بصر وبصيرة وقليلي إيمان. ولو نظرنا اليوم حولنا في زمننا الحالي نجد أن الحال لم يتغير حيث أن جماعات المؤمنين يتعرضون للمضايقات والإضطهاد والذل والأذى الجسدي في معظم بلدان العالم إلا أنهم يقاومون بعناد متكلين على الله تماماً كما كان حال ابن طيما.

ما أحوجنا اليوم كلبنانيين مقيمين ومغتربين أن نقتدي بمثال هذا الأعمى المؤمن فنسير بقوة وعناد وإيمان وثبات على طريق الخلاص ونطلب من الله نعمة النور الإيماني لينير دروبنا وعقولنا وينجينا من شر عبادة مقتنيات الأرض الفانية وأن لا يدخلنا في فخاخ الشرور والتجارب الإبليسية.

من المحزن أن دفة سفينة وطننا الأم لبنان يمسك بها ويتحكم بحركتها رعاة وقادة وسياسيين ومسؤولين عميان بصر وبصير وقد أوقعوه بسبب قلة إيمانهم وخور رجائهم في آفات الفوضى والاضطرابات والحروب وزرعوا بين أبنائه بذور الفتنة وثقافة الموت .

يا رب نور عقولنا لندرك أنك محبة، وابعد عنا ظلمة الخطيئة ونجنا من التجارب.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

*عنوان الكاتب الألكتروني

phoenicia@hotmail.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

بيان "تقدير موقف" رقم 165/يحاول الجانب الايراني اليوم مرة ثانية وبعد انتخاب عون إدخال هدفٍ جديد "عند صفّارة الحكم هي غالبية نيابية في لبنان والعراق

19 آذار/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/63285

في السياسة

· عند انتخاب عون رئيساً كانت المنطقة "تغلي" بين تشريع الحشد الشعبي في العراق وسقوط حلب.

· وقبل انتخاب ترامب أدخل الجانب الايراني هدفاً في مرمى العرب والعالم: العماد عون في بعبدا!

· اليوم، أعاد الشعب الروسي “ديمقراطياً” بوتين إلى السلطة!

· يبدأ الأمير محمد بن سلمان زيارة رسمية إلى الولايات المتحدة!

· هناك تحضيرات أميركية لتبديل المشهد العسكري في سوريا!

· إمكانية إعادة النظر في الاتفاق النووي بعد تبديل وزير الخارجية الأميركي!

· نقل سفارة اميركا في فلسطين إلى القدس!

· .....وإنتخابات لبنان!

· يحاول الجانب الايراني اليوم مرة ثانية إدخال هدفٍ جديد "عند صفّارة الحكم": "غالبية نيابية" في لبنان والعراق!

تقديرنا

· سباق حول ترسيم معالم مستقبل المنطقة!

· تقع الانتخابات النيابية اللبنانية في صلب هذا السباق الخطير!

· إنما لا أحد من الاطراف السياسية اللبنانية يدرك مدى خطورة الأحداث إلا "حزب الله"!

· ليت قادة الأحزاب الذين يخوضون معارك "أحجام بلا مضمون" يدركون هذا الواقع!

· ليت هذه الملاحظات تصل إلى مرشحين يخلطون بين الوجاهة والجمال والثراء من جهة والسياسة من جهة ثانية!

· "الجمل بنيّة و الجمّال بنيّة"!

 

الزغبي: ساعات حاسمة أمام تحالف السياديين قبل انكشاف المخلّين ومغلّبي المقاعد على القواعد

/19 آذار/18قال عضو قيادة "قوى ١٤ آذار" الياس الزغبي في تصريح: "قد نتفهّم عدم تحالف المستقبل والقوات في دوائر كثيرة بفعل غرائب القانون إلّا في بعلبك الهرمل حيث للانتخابات رمزيتها السيادية الموصوفة، ولا نتفهّم عدم انسحاب تحالف القوات والكتائب في زحلة والأشرفية على المتن وكسروان والبترون مثلاً، رغم التطابق الاستراتيجي والسيادي والسياسي بينهما". وأضاف: "نحن في الساعات الأخيرة الحاسمة لإنقاذ التحالف الطبيعي بين القوى الثلاث، قبل أن يدلّ أنقياء ثورة الأرز بالأصابع على المخلّين بها، ويفضحوا اللاهثين وراء تغليب المقاعد على القواعد".

 

أبو غيدا يوقف المقرصن «إيلي غبش

جنوبية/19 مارس، 2018

أوقف قاضي التحقيق العسكري الاول في بيروت رياض ابو غيدا المقرصن ايلي غبش في قضية تلفيق تهمة العمالة الى اسحق دغيم ، بعدما اعترف غبش بكل ما نسب اليه.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الاثنين في 19 آذار 2018

الإثنين 19 آذار 2018

النهار

لوحظ أن مسؤولي أحزاب أيدوا إعطاء الأم اللبنانية الجنسية لأولادها في موسم الانتخابات فيما تغاضوا عن الملف ‏طوال الأعوام الماضية من نيابتهم.

تفاوتت الردود وفق استطلاعات ومواقف لمحازبين في الجبل حول نجاح أو فشل مقابلة اعلامية لنجل زعيم وسطي.

أفادت إحدى النقابات أن محاميها ابتعد عنها في موسم الانتخابات لعدم تعرضه للاحراج حيال مرشحيه أولاً، والناخبين ‏ثانياً.

لوحظ أنه وللمرة الأولى يتم وضع ملصقات ضخمة في بلدات الكحالة وعاريا وبسوس وغيرها من المناطق المسيحية، ‏تحمل صورة الزعيم كمال جنبلاط في ذكرى استشهاده.

البناء

خفايا

أكدت أوساط سياسية أنّ التحالف الانتخابي بين أحد الأحزاب وتيّار كبير في قوى 14 آذار لم يصل إلى خواتيم سعيدة ‏للطرفين، بالرغم من ترويج أوساط الطرفين أنّ اللقاءات بينهما إيجابية. وأوضحت الأوساط أنّ عدم حصول لقاء بين ‏رئيسَي الحزب والتيّار يؤكد أنّ العلاقة بينهما في غاية التدهور، بالرغم من دخول دولة كبرى على خط المصالحة بين ‏الجانبين.

كواليس

وصفت مصادر إعلامية روسية نتائج الفوز الساحق للرئيس الروسي في الانتخابات الرئاسية بزيادة أكثر من 50 من ‏الأصوات على أول منافسيه، وهي سابقة في المنافسات الانتخابية باعتبار معركة الغوطة وانتصاراتها في سورية ‏صوتاً ذهبياً في الانتخابات عطلت مفعول التهديدات الأميركية والحملات البريطانية وحوّلتها إلى أوراقاً ملغاة لا قيمة ‏لها في حاصل الانتخابات كما خطط لها أصحابها لتصوير الاقتراع لبوتين تهديداً لأمن روسيا

الجمهورية

أبدى دبلوماسي غربي تعجُّبه لارتباك تيار سياسي في إدارة تحالفاته الإنتخابية.

وصف مرجع سياسي هيئة مستحدثة بأنها "شاهد ما شافش حاجة" نظراً لعجزها عن رصد المخالفات والتدخّلات ‏الفاضحة في إستحقاق حسّاس.

عُلم أن أبناء إحدى الطوائف وهم أقلية في منطقة شمالية يعتزمون عدم الذهاب إلى أقلام الإقتراع لأن المقترعين منهم ‏حتى ولو وضعوا أوراقاً بيض سيرفعون الحاصل الذي لن يترجم هدفهم.

اللواء

تعددت أسباب تعثر التحالف بين تيار المستقبل والقوات اللبنانية ولم تفلح مفاوضات المعنيين من الطرفين في إحراز ‏أي تقدم على مستوى الدوائر المطروحة على بساط البحث!

كشفت مناسبة إنتخابية في دائرة كسروان عن حجم التباعد المتزايد بين قطبين ينتميان إلى جهة سياسية واحدة!

تبين أن التقارير الديبلوماسية الواردة إلى بيروت عن مؤتمر روما تختلف جذرياً عن الأجواء الإعلامية اللبنانية التي ‏أُطلقت حول نتائج المؤتمر!

المستقبل

قيل

يُقال أن أوساطاً مطلعة تشير إلى أن ثلاثة معطيات تواكب انعقاد المؤتمرات الدولية حول لبنان هي: ضرورة ‏الاستمرار بسياسة النأي بالنفس، وإيجاد حل لمشكلة السلاح غير الشرعي، والقيام بإصلاحات مالية واقتصادية.

 

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الاثنين في 19/3/2018

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون لبنان"

تغطي لبنان أجواء انتخابية بإعلان اللوائح، وبعقد اجتماعات التواصل من أجل التحالف، فيما يطلق الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله كلمة حول هذه الاجواء بعد غد الاربعاء.

وفي بيت الوسط، يستمر التواصل بين الرئيس سعد الحريري والوزير ملحم رياشي، حول إمكانات التحالف واماكنها بين تيار المستقبل وحزب القوات اللبنانية، والطرفان، يعمل كل منهما، على تحالفات أخرى.

وفيما تبدو التحضيرات للانتخابات جدية وتجري على مدار الساعة، ثمة من يقول إن تطورات إقليمية قد تؤثر على الانتخابات المحلية.

ويوضح دبلوماسي لبناني مخضرم أن هذه التطورات إن حصلت صيفا، فإن الانتخابات تكون قد مرت، أما إذا حصلت هذا الربيع، فإن هناك خطرا على موعد الانتخابات، رغم سرعة دوران الماكينات الانتخابية.

وفي واشنطن محادثات غدا بين الرئيس دونالد ترامب، وولي العهد السعودي والأمير محمد بن سلمان، الزيارة تستمر أسبوعين(2) يتنقل خلالها وليّ العهد في سبع مدن اميركية.

وفي الغوطة في سوريا يستمر الجيش في التوغل تحت غطاء الغارات الجويّة الكثيفة.

وفي عفرين حسم الجيش التركي والجيش السوري الحر الوضع، وقال الرئيس رجب طيب أردوغان إن الجيش سيستمر في الإنتشار في الجوار.

عودة الى الشأن المحلي، رئيس الجمهورية العماد ميشال عون إطلع من وزير الداخلية على الاستعداد للانتخابات.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "ام تي في"

مظلة الانشغال بالانتخابات تتوسع وتكاد تطغى على ما عداها من اهتمامات، والقوى السياسية التي تستشعر تطاير المهل الفاصلة عن الاستحقاق باتت في عجلة من امرها لحسم التحالفات حيث يمكن حسم الافتراقات حيث يتعذر التحالف.

وفي نظرة الى خريطة التموضعات الانتخابية خارج الثنائي الشيعي، تبدو القوى السياسية في بداية الطريق والقراءات على اختلافها تجمع اكثر من اي وقت مضى على ان التحالفات ستكون موضوعية وبالقطعة وعلى القطعة.

موضعياً، سُجل اليوم التقاء متجدد بين المستقبل والقوات في دائرة بعلبك الهرمل قد يتمدد الى عكار، فيما لوحظ التناغم العميق بين الاشتراكي والقوات في الشوف عاليه، وفي الاطار زار النائب اكرم شهيب معراب للبحث في تكتيك توزيع الاصوات التفضيلية بين الحزبين لرفع حظوظ مرشحيهما بالفوز.

في سياق انتخابي آخر سُجلت تكتكة لاذعة للرئيس نبيه بري في حق التيار الوطني الحر ممثلا برئيسه على خلفية ادارته ووزارئه شؤون الدولة من بوابة الكهرباء، فيما اطلق الرئيس عون كلاما في المبادئ حول فلسفة الانتخابات وواجبات المنتخب تجاه الناس الذين انتدبوه لتمثيلهم.

على خط الملفات الحياتية المطلبية سُمع صوت مرتفع للقضاة في العدلية حيث اجتمعوا مطالبين برفع الظلم الذي الحقته بهم السلسلة ودرجاتها، لكن الاعتكاف الكامل عن ممارسة مهامهم لم يحظ بالاجماع.

توازياً، صوت الاساتذة كان خافتا لكنهم تحركوا بجدية بمعية وزير التربية على خط المدارس الكاثوليكية والخاصة وبرعاية المجلس الاقتصادي والاجتماعي بحثا عن مخارج لازمتهم لا تبدو حتى الساعة متاحة.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

لمعت أبواق الثورة الانتخابية.. وحيالها شهرت السيوف على طول الدوائر وعرض أقضيتها تحت شعار متفق عليه وهو القتال ليوم واحد وفيما كان الأحياء يدبرون أسبابا موجبة للمعارك بعث الأموات طرفا مقررا إذ تكشف الجديد أسماء مدرجة في لوائح الشطب.. توفاها الله منذ عشرين عاما وأحيتها وزارة الداخلية موقتا لأداء دورها في انتخابات أيار وعلى الشكوى نفسها كشف المهندس رياض الأسعد عن تقدمه بطلب إلى وزارة الداخلية لحذف ألف اسم متوفى في قضاء الزهراني وأكثر من ثمانمئة في قضاء صور وإذا كان الضرب في الميت حرام فإن دعوته إلى الانتخاب ووفق القانون النسبي هو الحرام المكرر المعجل الذي يستدعي من الداخلية بدء التصحيح والمعالجة في المهلة الفاصلة عن الاستحقاق ومن الأتراح إلى الأفراح حيث ضجت كسروان بعرس أسود اتبعت فيه طقوس غريبة واستخدمت الجماجم المكسوة بسائل أحمر يجري بشكل متقطع, كنوع من الزينة المرعبة على قالب الحلوى هذا العرس الذي شهدته كنيسة مار غبريال للسريان الأرثوذكس في عجلتون أثار ريبة الكسروانيين وطغت أنباؤه على سير المعركة الانتخابية في المنطقة لكن الزفاف الأسود قد لا يبدو أنه أتى من فراغ.. فمثل عرس انتخابي كهذا في كسروان "لازملو هيك بدلة". وفي انتظار أن تبلور التحالفات إستراتيجتها الانتخابية بدءا من كسروان وصولا إلى بقية الدوائر فإن حديث الإستراتجية الدفاعية عاد إلى التداول من خلال بحثه في لقاء وزير الداخلية نهاد المشنوق مع رئيس الجمهورية ميشال عون أولا ومن ثم إعلان رئيس مجلس النواب نبيه بري اليوم أن أحدا لم يطرحْ مسألة إثارة الإستراتيجية في مجلس الوزراء وعن سبب غياب وزير المال عن الوفد اللبناني في إيطاليا قال بري "حتى لا عين تشوف ولا قلب يوجع". لكن الاستراتيجية هنا لا ترتبط بسيل التهويل الذي ضخته اميركا واسرائيل عن ضربة عسكرية لدمشق ولبنان إذ لم يفوتْ بنيامين نتنياهو اي مناسبة إلا ودأب فيها على تحريض إدارة ترامب على شن هجوم على سوريا وايران وايران وحزب الله وبعد عزل الرئيس ترامب وزير خارجيته وتعيين آخر أكثر تشددا يرتفع منسوب المخاوف من إقدام ساكن البيت الأبيض على ارتكاب حماقة تؤدي إلى جر المنطقة إلى دوامة جديدة من الحروب لكن على الرغم من الضبابية الكثيفة التي تسود الموقف الأميركي، فقد برزت بعض المؤشرات المضادة للتصعيد . وأهمها تصريح لأحد الضباط في "قاعدة التنف" ينفي فيه وجود أي مخطط للهجوم ضد مواقع الجيش السوري وكذلك ماصدر عن قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال جوزف فوتيل الذي يعبر عن راي البنتاغون ووزير الدفاع جيمس ماتيس من اراء مغايرة لتوجهات ترامب في ما يتعلق بسوريا وايران عدا أن التغييرات في رأس الإدارة الاميركية تستغرق وقتا لاقرارها في الكونغرس وتحتاج الى مناقشات قد تمتد أسابيع ما يجعل إدارة ترامب في حال عجز عن اتخاذ أي قرار فعلي ومن جهتها لم تصمت روسيا ازاء هذه التهديدات، اذ حذرت من أنها سترد بقوة على ضربة اميركية. واعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اعتماد القوات المسلحة أكثر من ثلاث مئة نموذج جديد" من الأسلحة، من ضمنها ثمانون صاروخا باليستيا جديدا تعجز منظومات الدفاع الجوي عن اعتراضها وفي حال توجيه ضربة أمريكية فإن القواعد الاميركية في سوريا والمنطقة يمكن أن تتحول إلى هدف مشروع وانطلاقا من ذلك فإن التهديدات الاميركية ليست الا للاستهلاك الاعلامي وتهويلا اسرائيليا لا يمكن صرفه لان فواتيره قد تكون غالية على الجميع.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "ال بي سي"

على الرغم من أن ستة أسابيع تفصلنا عن السادس من أيار ، فلا صوت يعلو فوق صوت الإنتخابات التي تحظى بالإهتمام في كل المقار والوزارات والإدارات ، مسببة مخالفات وخروقا للقانون المعمول به...

هستيريا صناديق الإقتراع والحاصل والصوت التفضيلي دفعت بالكثيرين ممن يفترض فيهم السهر على تطبيق القانون، الى أن يكونوا من اوائل من يخرقونه، وفلسفة المخالفات, أن أحدا لن يحاسب عليها ، ولو لم يكن الأمر كذلك, لما تجرأ أحد على تجاوز القوانين ، تحت طائلة الطعون .

فبعد 6 أيار سيتقبل الفائزون التهاني ، وعندئذٍ مَن سيلتفت الى أن هذه اللائحة خرقت القوانين او ان هذا المرشح تجاوز حدود السلطة...

ولكن قبل الوصول إلى السادس من أيار, فإن خلطة التحالفات واللوائح تتبدل كل يوم ، بدليل ما يجري بين تيار المستقبل والقوات اللبنانية.. فيوم حرب كلامية, ويوم حديث عن عودة التحالف في أكثر من دائرة ...

وما ينطبق على البورصة الانتخابية بين المستقبل والقوات، ينطبق على أكثر من دائرة, وتحديداً دائرة المتن الشمالي التي تشهد " كباش الأيام الأخيرة " في سحب المرشحين وتركيب اللوائح ... وما ينطبق على المتن الشمالي, ينطبق على منطقة جبيل, حيث عقدة مرشح حزب الله تتفاعل، والمسار الذي ستبلغه هذه القضية سيحدد أكثر من نقطة في تحالفات ما بعد الإنتخابات النيابية.

وفي سياق الإنتخابات ، سجل بعد ظهر اليوم لقاء في معراب بين الدكتور سمير جعجع والنائب أكرم شهيب لوضع آخر اللمسات التقنية على التحالف في دائرتي الشوف -عاليه وبعبدا.

بعيدا من ملف الإنتخابات، فإن أكثر من ملف يصعد ويهبِط بحسب المعطيات. البارز في هذا المجال ما ذكره رئيس مجلس النواب نبيه بري من المصيلح عن ملف الكهرباء, إذ قال عنه إنه يخضع للهدر ، وقد كرر العبارة ثلاث مرات ، ويُتوقع ان يكون لكلام الرئيس بري مضاعفات وردود فعل من جانب وزراء التيار الوطني الحر.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

على مرمى اسبوع تنتهي التخمينات الاعلامية وبعض السياسية، وتتضح الخريطة الانتخابية بتحالفاتها وتآلفاتها..

وان كان السجال السياسي مألوفا مع زحمة الاستحقاق، فان غير المألوف هو ضياع وجهة البعض او ارتباكها على طريق السادس من ايار..

وعلى طريق الامل والوفاء بقي حزب الله كما حركة امل اوفياء للحلفاء، وكل من شاركونا الموقف نفسه حتى حصول انتخاب رئيسِ الجمهورية العماد ميشال عون، لن ندير لهم ظهرنا كما أكد رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد..

ومن الوفاء الى المقاومة، الرادع الوحيد للاعتداءات الاسرائيلية فيما يتعلق بحقوقنا النفطية بحسب رئيس مجلس النواب نبيه بري، الذي أكد اصراره على بدء التنقيب النفطي من البلوكات الجنوبية ، كاشارة للعدو الاسرائيلي ان حقوق لبنان لا يمكن التنازلعنها.

الرئيس المعتلي منبر الجنوب اعتبر أن القانون الانتخابي الجديد غير عادل ويجب العمل على إصلاحه بعد الانتخابات، مؤكدا ان المرحلة الانتخابية مفصلية وعلى ضوئها يتبين الخيط الابيض من الاسود، لان هناك مشاريع واستعدادات في المنطقة، وعلى مستوى لبنان ليس كل الناس متفقون عليها..

في الاقليم اتفاق على ان الصورة بدات بالوضوح أكثر فأكثر، مع سلوك الرئيسِ السوري بشار الاسد طريق دمشق الغوطة متفقدا قواته التي الحقت هزيمة كبيرة بصفوف التكفيريين، فالحق الانجاز الميداني آخر سياسيا ردا على كل العنتريات والتهويلات الاميركية وتابعيتها الاقليمية، وأكد ان طريق تحريرِ الغوطة كلِ الغوطة الدمشقية بات مسألة وقت لا أكثر..

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "ان بي ان"

في المصيلح كان الرئيس نبيه بري هو المغرد الوحيد بسلسلة مواقف تسلط الضوء على مرحلة مفصلية سيتبين بعدها الخيط الأبيض من الخيط الأسود، من لبنان مرورا بالمنطقة ومشاريعها وصولا إلى كل العالم.

أكثر من ثلاثمئة إعلامي وناشط على مواقع التواصل الإجتماعي كانوا يعيدون تغريد ما سمعوه من رئيس المجلس. في الكلام الانتخابي تأكيد على أن التحالف بين حركة أمل وحزب الله هو أمل ووفاء وليس ثنائية شيعية أو طائفية كما يحاول أن يصور البعض، داعيا إلى اوسع مشاركة في الاقتراع في كل الدوائر جنوبا وبقاعا لأن في ذلك ضمان النجاح وليصوت الناخبون كما يريدون فالمهم هو كثافة الاقتراع.

أما كثافة التنوع الروحي في الصورة التي افتتاح بها نشاطه في المصيلح فأشار الرئيس بري إلى ان الهدف منها أن يعكس صورة لبنان الحقيقية ونكاية بالقانون الانتخابي.

وفي عصر النفط يبقى الواقع الوحيد لعدم إمكانية اعتداء إسرائيل على لبنان وثرواته من مياه وبترول هو المقاومة والموقف اللبناني الذي سيكون موجداً في مواجهة أي عدوان.

أما حول الاشتراط بضرورة انجاز الاستراتيجية الدفاعية وربطها بمؤتمر روما (2) فأكد الرئيس بري أن أول من تحدث عن هذه الاستراتيجية عام 2006 كنا نحن الذين لا نختبىء عندما ندافع عن شرف المقاومة ولبنان.

وتعليقا على غياب وزير المال علي حسن خليل عن مؤتمر الدعم قال رئيس المجلس: حتى لا عين تشوف ولا قلب يوجع.

أما في حديث الكهرباء الذي يكهرب الجو فألف باء الحل يكون عبر تطبيق القوانين.

وفي هذا الإطار كشف الرئيس بري أنه وضع بين يدي رئيس الجمهورية بحضور رئيس الحكومة 39 قانونا غير مطبقين ومن بينهم الكهرباء وقال: عندما نرى أن هناك هدرا وهدرا ولا أريد أن أقول كلاما أكبر سنعارض وإذا ما إتخذ القرار غصبا عنا فليتخذ.

على أي حال ملف الكهرباء سيحضر في جلسة مجلس الوزراء المؤجلة من الثلاثاء إلى الأربعاء من خارج جدول الأعمال فأي سيناريو منتظر؟

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "او تي في"

على مسافة أسبوع واحد من السادس والعشرين من آذار، الموعد النهائي لتسجيل اللوائح الانتخابية، حبس الأنفاس سيد الموقف.

حتى الآن، لا تطورات حاسمة، بل مشاورات مستمرة، علنا وفي الكواليس، بين أطراف كانوا حتى أمس القريب على طرفي نقيض.

بعض التحالفات صار ثابتا، والبعض الآخر، رهن التكريس. أما العين، فعلى انقلابات محتملة في اللحظة الأخيرة، يمكن أن تؤثر جذريا في أكثر من دائرة.

وفي موازاة الأخبار الانتخابية، أخبار أخرى شغلت اللبنانيين اليوم: اقتصاديا، التحضير لمؤتمر باريس. ماليا، درس الموازنة في ساحة النجمة. تربويا، إضراب المعلمين الخميس، وكهربائيا، جلسة مجلس الوزراء التي تعقد الأربعاء في قصر بعبدا.

ومن قلب كل تلك الهموم، برز خبر غريب من بلونة. زفاف بجماجم ودم. أو هكذا ورد الخبر. أما الحقيقة، فبعد ثوان قليلة.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"

أسبوع قبل أن يتبين خيط المرشحين الأبيض من خيوط اللوائح الملونة، وخيوط التحالفات الرمادية حتى الآن. فالإثنين المقبل تنتهي مهلة تسجيل اللوائح الانتخابية في وزارة الداخلية والبلديات. وحتى الآن لم تسجل إلا سبع لوائح، فيما انسحب سبعة مرشحين.

أعداد المنسحبين يرجح أن ترتفع إلى العشرات، وكذلك قد يصل عدد اللوائح إلى أكثر من ستين، في خمس عشرة دائرة انتخابية. وفيما يتواصل إعلان اللوائح وتتواصل مفاوضات التحالفات، أعلن وزير الداخلية نهاد المشنوق من القصر الجمهوري أن وزارته استطاعت في أقل من شهرين أن تقطع أكثر من 70 % من التحضيرات للانتخابات النيابية، وطمأن إلى أن التشنج السياسي الحاصل جزء من العملية الانتخابية ولا يفترض أن يستمر بعدها.

وعلى خط مواز يواصل رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري التحضيرات لمؤتمري “سيدر” و”بروكسل2" بعد “روما 2”. وفي هذا الاطار أكد أن حكومته لا تقدم إلى مؤتمر “سيدر” خطة الاستثمار الاقتصادي فحسب، بل تقدم أيضا رؤية شاملة للاستقرار، والنمو المستدام طويل الأجل، وتهدف إلى خلق المزيد من فرص العمل، كما أوضح أن هدف الحكومة في مؤتمر “بروكسل -2"، هو ضمان تمويل برنامج لبنان لمواجهة الازمات بشكل مناسب.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

بعلبك – الهرمل كما لم يعرفها نصرالله.. والغضب يتفاعل

"السياسة الكويتية" - 19 آذار 2018/تشخص الأنظار في الانتخابات النيابية، إلى دائرة البقاع الثالثة بعلبك - الهرمل، هذه الدائرة التي كادت أن تظهر نتائجها حتى قبل فتح صناديق الاقتراع، فيما يبدو أن فرص اختراق لائحة الثنائي الشيعي باتت متاحة أكثر من أي وقت مضى، نتيجة الاستياء والغضب المتزايد من "حزب الله"، الذي أقحم أبناء تلك المناطق الحدودية في آتون الحرب على السوريين، ولم يقدم نوابه طيلة السنوات الماضية أي خطط إنمائية للمنطقة. ودفع تصاعد الغضب الشعبي، بحسب "السياسة"، على نواب "حزب الله" في بعلبك - الهرمل بأمين عام الحزب حسن نصرالله إلى الطلب من الناخبين أن ينتخبوا مرشحي حزبه "تكريماً له، ليضيف في تصريح لاحق إنه سيدور في شوارع بعلبك والهرمل لطلب الدعم الانتخابي، متهماً المرشحين على لوائح أخرى بأنهم حلفاء لتنظيمي "داعش" و"جبهة النصرة".

 

هل ضعفت فرص خرق لائحة "حزب الله"؟

"الحياة" - 19 آذار 2018/تشهد دائرة بعلبك - الهرمل، وفق "الحياة"، محاولة تأليف لائحتين منافستين رئيسيتين للائحة "الثنائي الشيعي"، واحدة يتصدرها الحسيني الذي يتردد أنه سيتعاون مع المرشحين الماروني والكاثوليكي المدعومين من "التيار الوطني الحر" إضافة إلى مرشحين شيعة وسنة حلفاء، والثانية يسعى شمص إلى بلورتها مطلع الأسبوع بالتعاون مع مرشحي "المستقبل" السنيين بكر الحجيري وحسين صلح، إضافة إلى مرشحين شيعة بينهم غالب ياغي الذي سبق أن تصدر لائحة بلدية بعلبك في وجه لائحة الحزب. ويتم البحث في التحالف مع حزب "القوات اللبنانية" الذي لديه مرشحان، الكاثوليكي سليم كلاسي والماروني أنطوان حبشي، وسط خلافات بين "المستقبل" و"القوات" على أحد المقعدين، زادت من صعوبات تأليف اللائحة، ما يؤدي إلى تقليص فرص الاختراق الذي يعول المعارضون عليه بالنسبة إلى أحد المقعدين السنيين والمقعد الماروني وربما أحد المقاعد الشيعية الستة. كما أن أصوات المعارضين للائحة الحزب قد تتشتت مع سعي قوى أخرى لتأليف لائحة رابعة من المجتمع المدني وبعض المستقلين. وهذا ما يراهن عليه "حزب الله".

 

هذه لائحة "كلنا بيروت": السلاح للدولة فقط

وليد حسين/المدن/19 آذار/18

تصرّ مجموعة "كلنا بيروت" على تمايزها عن بقية المجموعات التي تستظل بـ"المجتمع المدني"، ليس في كونها مجموعة من الشخصيات المستقلة، التي قررت خوض الانتخابات بوجه جميع أركان السلطة، إنما في كونها أول مجموعة "مدنية" قررت خوض الانتخابات ببرنامج سياسي يتطرق إلى المسائل "الشائكة"، أي سلاح حزب الله. المنطلق الأساسي لـ"كلنا بيروت"، وفق أحد أبرز مؤسسيها إبراهيم منيمنة هو تطبيق الدستور الذي تجاهلته جميع القوى السياسية التي تعاقبت على الحكم منذ اتفاق الطائف. وتطبيق الدستور لا يعني "مواجهة الدولة البوليسية" التي كشفت عن أنيابها في قمع الحريات فحسب، كما حصل في السنوات الماضية، بل أيضاً "فرض سيادة الدولة على كامل أراضيها". فالدولة "يجب أن لا تكون منتقصة السيادة وعليها أن تنفرد بقرار السلم والحرب". ما يعني أن "حصرية امتلاك الدولة السلاح ركن أساسي في احترام الدستور"، كما يقول منينمة لـ"المدن".

الانتخابات بالنسبة إلى المجموعة هي معركة سياسية ويجب أن تُخاض بعناوين سياسية. لذا، ترفض "كلنا بيروت" أن توسم بوسم "المجتمع المدني" الذي يتخبط حالياً في مقاربة موضوع الانتخابات النيابية. وقد اختارت المجموعة عنوان معركتها الأساسي احترام تطبيق الدستور كمرجعية ارتضاها اللبنانيون. الدستور ليس وجهة نظر ويجب أن لا يكون تطبيقه اعتباطياً عبر الأخذ ببعض البنود وتجاهل بنود أخرى. فالحريات العامة وحرية المعتقد مكفولتان فيه، وسيادة الدولة وحصرية السلاح أيضاً. لذا، تعتقد المجموعة أن ثقة الناخب يجب أن تمنح على أساس وضوح الشعار السياسي.

لكن في الوقت نفسه لا تغيب عن برنامج المجموعة أفكار تتعلق بالشق الاقتصادي والاجتماعي، مثل "تأمين العيش الكريم للمواطنين". فوفق منيمنة يمكن تحقيق هذا الأمر من خلال تعديل النظام الضريبي في لبنان، وإعادة توزيع الضرائب بشكل عادل بين الطبقات الاجتماعية، واعادة تأهيل المدرسة الرسمية ووضع مخطط للنقل العام المشترك. وللناخبين في بيروت حصة من برنامج المجموعة التي ستعمل على فكرة تأسيس "صندوق بيروت" لمعالجة بعض الأمور المعيشية لأهل العاصمة مثل السكن وخلق فرص عمل من خلال تحفيز الاستثمار في قطاعات معينة. وعن كيفية تمويل هذا الصندوق، يشير منينمة إلى أن المسألة ليست سهلة لكنها ممكنة من خلال مؤسسات الدولة، ومن خلال القدرة الذاتية. أي بنوع من الشراكة بين القطاع العام والقطاع الخاص في العاصمة. فهذا الأخير سيكون مهتماً في تمويل الصندوق لكون تحسين مستوى العيش في العاصمة ينعكس عليه ايجاباً على المستوى الاقتصادي.

إذن، هي مجموعة جديدة تخرج من رحم تجربة "بيروت مدينتي" التي قررت عدم المشاركة في الانتخابات. هذا الرحم الذي بدا ولّاداً للتفرقة والانقسامات ولم يعطِ فرصة للأبناء للتوحّد في لائحة مشتركة. وإذا كان الطلاق أبغض الحلال في العرف الديني، فالطلاق الانتخابي، المشروع بكل الأحوال، قد يؤدي إلى ضياع الفرصة في امكانية الوصول إلى عتبة التأهيل للفوز بمقعد نيابي. فهل باتت الأبواب مقفلة أمام إمكانية جمع الأبناء إلى الطاولة الانتخابية؟ نواة اللائحة الجديدة غير المكتملة ستنضم إلى اللوائح التي ستتصارع في دائرة بيروت الثانية على مقاعدها الـ11، وتضم المرشحين: إبراهيم منيمنة، فيصل سنو، ندين عيتاني، مروان طيبي (سنّة)، نهاد يزبك (انجيلي) وزينة مجدلاني (أرثوذكس)، وناجي قديح (شيعي). لكن المجموعة تركت الباب مفتوحاً أمام المستقلين الذين يوافقون على البرنامج السياسي لكي ينضموا إليها. فالمفاوضات ما زالت مستمرة مع بعض المجموعات، كما يؤكّد منيمنة. تجدر الإشارة إلى أن هناك 4 مقاعد ما زالت شاغرة على هذه اللائحة، 2 سنّة ومقعد شيعي ومقعد درزي. فهل ينضمّ إبراهيم شمس الدين، نجل الراحل محمد مهدي شمس الدين على المقعد الشيعي وسعيد حلبي على المقعد الدرزي إلى اللائحة؟

 

معبد باخوس منبر لترشيحات حزب الله الانتخابية… فهل أصبح شفيع المقاومة؟!

سهى جفّال/جنوبية/19 مارس، 2018

أطلق "حزب الله" أمس لائحته "امل ووفاء" في دائرة بعلبك - الهرمل من قلعة بعلبك ضاربا بعرض الحائط القوانين المرعية الإجراء التي لا تجيز تحويل الأماكن العامة منابر إنتخابية.

بين أعمدة هيكل “جوبيتر” وعلى مدرج معبد باخوس في قلعة بعلبك، ولدت لائحة “حزب الله” وحلفائه رسميا في دائرة البقاع الثالثة (بعلبك – الهرمل)، في مخالفة واضحة وصريحة للمادة 71 من القانون الإنتخابي التي لا تجيز “استخدام المرافق العامة والدوائر الحكومية والمؤسسات العامة ..لأجل إقامة المهرجانات واللقاءات الانتخابية، أو القيام بإلصاق الصور وبالدعاية الانتخابية”. إستخدم “حزب الله” في حملته الإنتخابية والتسويق للائحته، قلعة بعلبك الأثرية التي لها مكانتها ورمزيتها لدى اللبنانيين جميعا وليس لدى أهالي المنطقة فقط.

إذا ليس عبثًا إختيار “حزب الله” لهذا المعلم التاريخي والأثري في حملته الإنتخابية لإعلان لائحته “الأمل والوفاء”، فلربما حماوة المعركة الإنتخابية في هذه الدائرة ومدى القلق الذي ينتاب “حزب الله” والذي ترجم بقيادة الأمين العام لـ “حزب الله” الحملة الإنتخابية عبر شد عصب أنصاره وتوزيع تهم العمالة بالجملة على المرشحين المستقلين والمعارضين، دفع بهم إستخدام القلعة التي هي ملك عام بهدف إظهار أنهم الأكثر تمثيلا لبعلبك ورمزيتها ، علّها ترفع تهمة الإهمال والحرمان عن نوابهم الذين لا يتذكرون المنطقة سوى في المواسم الإنتخابية.

فالمؤكد أن “حزب الله” شعر بمدى خطورة المرحلة فليس سهلا عليه أن تخرق لائحته في بعلبك – الهرمل خزان المقاومة والشهداء التي عانت الأمرين من الحرمان وإهمال نوابها. فحوّل معبد باخوس منبرا انتخابيا، عسى ان يشفع له اله الخمر واللذة عند جمهوره المقاوم.

لكن المفارقة أن التذاكي على مشاعر الناس وحرف الأنظار عن الإهمال والفقر، واستخدام رموز المنطقة بطلت “موضته”، وقد أثبت “حزب الله” أنّه بعيدا ليس فقط إنمائيا عن منطقة بعلبك – الهرمل إنما أيضا ثقافيا. حيث إختير لإعلان أسماء اللائحة معبد الإله الروماني باخوس، وهو الإله الشاب والوسيم، المعروف بأنه إله الخمر. وهذا الهيكل الصغير كان مخصصاً لإقامة بعض الشعائر، وكانت هذه الشعائر والعبادات تتمحور حول إله بعلبك الشاب “اله الخمر” الذي كان يُشرف على نمو النبات والقطعان لتبجيله. وكانت هذه الشعائر تتضمن في ما تتضمن تناول بعض المخدرات، كالخمرة والأفيون، لتمكين المؤمنين من بلوغ النشوة المقدسة.

الانتخابات النيابية

وفي هذا السياق، كان لـ “جنوبية” حديث مع المرشح المعارض عن دائرة بعلبك – الهرمل الدكتور علي زعيتر الذي رأى أن خرق القوانين في لبنان أمرا طبيعيا ولا شيء يدعو للإستغراب مشيرا إلى أن ملايين الدولارات تدفع لتمويل الحملات الإنتخابية والدولة غائبة”.

كما أكّد أن “هذا الأمر ثانوي وشكلي ولن يفيدهم ، نظرا لحجم النقمة العامة على “حزب الله” إذ أن الأكثرية من أهالي المنطقة يعبرون عن غضبهم وإستيئاهم من سياسة الثنائي في المنطقة. لافتا إلى أنه حتى كلام السيد نصرالله أصبح عرضة للنقد خصوصا عندما إتهم المرشحين المستقلين والمعارضين بأنهم مدعومين من النصرة وداعش وهناك القلة من الذين يدافعون عن كلام نصرالله وكذلك عن خطاب حزب الله الإنتخابية”.

هذا وشدّد زعيتر على أن أهالي بعلبك الهرمل أحرار ولهم تاريخهم، أما حزب الله فهو من الناس وليس العكس، والوفاء يجب أن يكون لناس ولأهل المقاومة “. متسائلا “هل يكون الوفاء للمقاومة عبر ترشيح نواب الأغلبية منهم أهملوا المنطقة وإستفادوا على حساب الناس بطريقة سيئة”.

وفيما يتعلّق بإعلان اللائحة المعارضة أشار إلى أنه في الأيام القليلة المقبلة سيتمّ إعلان لائحة رئيس مجلس النواب الأسبق حسين الحسيني”. مشيرا إلى أن هناك 3 لوائح وواحدة غير مكتملة.

وفي الختام، تمنى زعيتر على الدولة اللبنانية أن تشرف على تنفيذ قوانينها في المنطقة، مع العلم أن “حزب الله” يطالب الدولة بتنفيذ القوانين إلا أنه هومن لا يسمح لها بتطبيقها. مشددا على أنه ” نحن نريد دولة مدنية، نريد التخلّص من العشائرية الحزبية والطائفية. نريد أن تحكم الدولة اللبنانية الجميع وأن تساوي بين الجميع”.

 

ولاية فلوريدا تنتفض ضد حزب الله

سامي خليفة/المدن/الإثنين 19/03/2018

تشهد ولاية فلوريدا الأميركية شبه انتفاضة ضد حزب الله، حيث تنشط شخصيات بارزة من الولاية في حملة تتهم فيها الحزب بادخال المخدرات إلى الولاية والاتجار بالبشر وزعزعة الأمن. يقود هذه الحملة النائب عن الحزب الجمهوري مات غايتز، الذي يمثل شمال غرب ولاية فلوريدا. وقد أدلى، وفق مواقع أميركية محلية، بشهادته في جلسة استماع للكونغرس، مع عدد من المسؤولين المحليين في الولاية، متحدثاً عن تهديد ارهابي محتمل في أميركا اللاتينية سببه وجود حزب الله. وجاءت هذه الجلسة بعد أيام من توقيع غايتز على مشروع قانون يطلب من الرئيس دونالد ترامب تحديد إذا ما كان ينبغي اعتبار حزب الله "مهرباً أجنبياً مهماً للمخدرات أو منظمة إجرامية عالمية". وفي الجلسة، اعتبر غايتز أن الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما فشل في اتخاذ هذه الخطوة، خوفاً من تعريض الاتفاق النووي الإيراني للخطر. ويزعم خبراء من فلوريدا أن حزب الله ينظر إلى الولايات المتحدة على أنها "بقرة حلوب". فهي توفر له سوقاً جاهزة للمخدرات غير القانونية التي من شأنها أن تولد التمويل للأنشطة الارهابية. ويقدر تيم فالنتي، من منظمة ساحل الخليج الفيدرالية، التي تغطي أجزاء من لويزيانا وميسيسيبي وألاباما وفلوريدا، أن منظمته صادرت ما قيمته 759 مليون دولار من المخدرات و34 مليون دولار من أعمال غير قانونية أخرى في جهودها ضد الأعمال غير المشروعة في الولايات الأربع، التي شارك فيها الحزب، وفقه. ووفق الخبراء الذين جمعهم غايتز، والذين انضم إليهم الرقيب المتقاعد جوزيف ج. كالاهان، فإن حزب الله يساعد على فتح ممرات لتسهيل تدفق المخدرات من أميركا اللاتينية إلى الولايات المتحدة، وأن فنزويلا يجب أن تكون مصدر قلق خاص للولايات المتحدة في المستقبل القريب. ذلك أن نائب رئيس الدولة يمكن أن يصبح رئيساً مرتبطاً بحزب الله. كما أن إيران تمول أكثر من 100 "مركز ثقافي" في أميركا اللاتينية، يُعتقد أنها قد تكون أرضاً خصبة للارهابيين المحليين. وفي نهاية جلسة الاستماع في الكونغرس، قال غايتز إنه يدرس إمكانية إرسال مقاتلات من طراز F-16 إلى كولومبيا، وهي الحليف الأميركي الأكثر صرامة في مواجهة فنزويلا. كما أنه يود أن يرى المساعدات الخارجية لأميركا اللاتينية مشروطة بعمل تلك الدول على اجتثاث نفوذ حزب الله. وإنه يرغب في إنشاء "مركز دمج"، حيث يمكن لوكالات مختلفة جمع ومقارنة الملاحظات حول الأوضاع التي تتطور في أميركا اللاتينية في ما يتعلق باكتشاف الأدلة على أي تهديدات قد تطرحها عمليات حزب الله على الأراضي الأميركية. وأعرب عن رغبته في معرفة كيفية تداول "العملة المشفرة" (العملة الرقمية مثل بيتكوين)، التي يمكن أن تُبقي أنشطة حزب الله تحت الرادار. ويبدو أن الحملة في فلوريدا التي تتسع يوماً بعد يوم ضد الحزب ستكون عاملاً جديداً يُضاف إلى عوامل عدة، هدفها دفع إدارة ترامب إلى التسريع بفرض عقوبات جديدة على الحزب.

 

ضربة أميركية في سوريا: رد حزب الله يطير الانتخابات

منير الربيع/المدن/الإثنين 19/03/2018

يتنامى الحديث عن استعداد أميركي لتوجيه ضربات عسكرية ضد أهداف إيرانية ولحزب الله في سوريا. ومنذ أيام ينشغل الوسط الأميركي بالإعداد لهذه الضربات، التي ستكون بسبب الخلافات السياسية الكبرى مع روسيا. بدأ المسار بإقالة وزير الخارجية الأميركية ريكس تيلرسون، ويستمر في التصعيد السياسي الأميركي ضد إيران، والاستعداد للانسحاب من الاتفاق النووي. لدى واشنطن شروط واضحة بالنسبة إلى وجود الإيرانيين في سوريا والعراق. التهديد واضح، إما ينسحب الإيرانيون من مواقع ونقاط معينة، أو أن مواقعهم ستتعرض لضربات عسكرية أميركية مركزة.

دخل الروس على خطّ الحديث عن هذه التهويلات، فأشارت تقارير روسية متعددة إلى حشود أميركية في البحر الأبيض المتوسط، بحيث ستقوم هذه البوارج الحربية بتوجيه ضربات للجيش السوري والإيرانيين وحزب الله. ما دفع الإيرانيين إلى تغيير بعض المواقع، وإجراء إعادة تموضع وإنتشار في مناطق محددة. قد يكون التصعيد الكلامي يهدف إلى ذلك فحسب. بالتالي، قد يدخل الروس ويسحبون أي فتيل للتصعيد، على قاعدة إيجاد تسوية سياسية أو مخرج يتجنّب الضربات، تماماً كما حصل يوم تهديد الرئيس باراك أوباما بتوجيه ضربات للنظام السوري على خلفية استخدام السلاح الكيميائي. لأن أي خطأ في الحسابات أو التقديرات، قد يؤدي إلى إشعال المنطقة برمّتها. في المقابل، هناك من يعتبر أن حظوظ حصول الضربة أصبحت مرتفعة، خصوصاً بعد ما حصل في الغوطة، وعدم التزام النظام والإيرانيين والروس بوقف إطلاق النار. ووفق هؤلاء، فإن الضربات ستشمل مواقع تعتبر "بنك الأهداف الإيرانية" في سوريا وقد تمتد إلى لبنان. ووفق المصادر، فإن الأميركيين هم الذين سيوجهون الضربات وليس الإسرائيليين. أما في حال رد حزب الله على إسرائيل، فسيكون هناك كلام آخر، وستتوسع المواجهات. بالتالي، ستندلع حرب مفتوحة. ما يعني تطيير الانتخابات النيابية. أما في حال عدم الردّ فستحصل الانتخابات في موعدها، لكن سيكون هناك معطى سياسياً جديداً. تشير هذه القراءة إلى وجود 30 ألف جندي أميركي في سوريا. وهذا يعني أنهم يحجزون مساحتهم وحصتهم على الجغرافيا السورية. هذا الوجود سيتعارض مع وجود الإيرانيين، لاسيما على الحدود العراقية السورية. وتأتي التحركات العسكرية الأميركية المتأخرة، لما كانت تهدد به سابقاً، وهو قطع التواصل بين العراق وسوريا، عبر الخط الذي تحتفظ به طهران لنفسها. يرى الأميركيون أن الإيرانيين في وضع لا يحسدون عليه، فإما أن يجرون إنسحابات وتراجعات موضعية من مناطق أساسية، أو أنهم سيتعرضون لضربات. لغة التهديد الأميركية تصل إلى حدّ وصف المرحلة المقبلة بمرحلة أفول النفوذ الإيراني من المنطقة.

ليس لدى واشنطن أي مشروع في سوريا. ينهمك الأميركيون في حسابات أكثر أهمية. ما يمكن أن يحصل هو ضربات محدودة فحسب، بشكل لا يعكس تدخلاً كبير، بل ليثبت الأميركيون أنهم موجودون فحسب. ترى بعض الأجواء أن أساس اهتمام الأميركيين هو في السيطرة على الشرق السوري، لكنهم غير مستعجلين لتغيير موازين القوى، وينتظرون إذا ما كان لدى الروس حل سياسي. وأكثر من ذلك، ليس هناك أي استعداد أميركي للتدخل في سوريا، بل الأمر متروك للروس. والدول العربية تريد الانسحاب من سوريا وعدم التدخل، فكيف سيتدخل الأميركيون؟ ليس هناك ما يوحي بحصول ضربة عسكرية، ما يجري هو حرب إعلامية وبروباغندا فحسب، وفق ما ترى بعض المصادر.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

ممثلو الشعوب غير الفارسية: نظام طهران إرهابي وقمعي

السياسة/20 آذار/18/بحث ممثلون عن الشعوب غير الفارسية في ايران، سبل اسقاط النظام واستبداله بنظام ديمقراطي فيدرالي، وشددوا على ضرورة توحيد الحراك المعارض له، واكدوا رفضهم لعمليات القتل الممنهج التي تمارسها السلطات الايرانية في العراق وسورية واليمن ولبنان. وذكر موقع «إيلاف» الالكتروني، أنه في ندوة عقدها حزب «التضامن الديمقراطي الاهوازي» في لندن، تحت عنوان «الديمقراطية في ايران دون حقوق شعوبها»، ناقش ممثلو الشعوب غير الفارسية، سبل اسقاط النظام الحاكم في إيران، كما بحثوا آخر الأوضاع السياسية في بلادهم. واكد المشاركون، في بيان ختامي، أن النظام الإيراني رجعي وإرهابي وقمعي، استنزف ونهب موارد وثروات البلاد وجعل شعبها يعيش في فقر وحرمان قلّ نظيرهما، كما قتل خلال العقود الأربعة الماضية المئات من الايرانيين بأبشع الطرق والاساليب القذرة، وساهم بشكل فاعل بكل الاجرام والقتل الممنهج ضد الابرياء من ابناء المنطقة العربية، خاصة في سورية ولبنان والعراق واليمن، حيث كان النظام الإيراني أكثر عدوانية من كل اعداء هذه الشعوب واعداء دول المنطقة، كما هو عدو لدود لجميع الشعوب في إيران.

 

نجاد لخامنئي: استياء الشعب بلغ ذروته ومن يريدون بيع كِلاهم بالطوابير/إيران: انتفاضة غضب و”النوروز” يتحول لموسم احتجاجات لإسقاط الملالي

عواصم – وكالات/السياسة/20 آذار/18/ تواصلت التظاهرات الحاشدة في مختلف المدن الإيرانية خلال الأيام الماضية، وذلك مع اقتراب الاحتفال بعيد “النوروز”، الذي يثير قلق الحكومة الإيرانية، من تحوله من احتفال سنوي إلى فرصة لتصعيد الاحتجاجات ضد النظام، والمطالبة بإسقاطه. وكشف المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، تواصل التظاهرات في عموم إيران، بمشاركة عمال ومزارعين ومعلمين، حيث احتشد عمال صلب الأهواز أمام مبنى المحافظة، رافعين شعارات “نحن عمال ولسنا عبيدًا”،و”نريد رواتبنا”، و”لا وعود”، وغيرها. واحتج عمال ومقاولون وتجار مواد إنشائية في مدينة انزلي، على عدم دفع مستحقاتهم لعامين، كما احتشد نحو 300 معلم لمدارس غير حكومية في مدينة يزد، احتجاجا على عدم دفع رواتبهم المتأخرة لستة أشهر. وطالب عمال الخدمات في بلدية كرمان بتسديد الرواتب المتراكمة لأربعة أشهر، وتجمهر عدد كبير من مشتري وحدات تجارية في مدينة رشت مقابل منزل ممثل خامنئي، زين العابدين قرباني، الذي عرض الوحدات للبيع دون أن يتسلمها المواطنون، رغم مضي تسع سنوات على شرائها. وتجمع عمال الخدمات المدنية والمساحات الخضراء في بلدية نظر أباد بمدينة كرج، احتجاجًا على عدم دفع سبعة أشهر من رواتبهم، وهو ما قام به موظفو بلدية بروجرد أيضًا لتأخر الحكومة عن سداد رواتبهم منذ ثمانية أشهر.

واحتجاجًا على عدم دفع مستحقاتهم المتأخرة، تجمهر عمال مصنع كاشي حافظ أمام دائرة الصناعة والمعادن في شيراز، وكذلك فعل عمال شركة “تراورس” للسكك الحديدية، وعمال “متالوجي بودر إيران” بقزوين، للسبب ذاته. وأكد منظمو التظاهرات، أن الاحتجاجات لن تتوقف، وقال أحدهم “إننا موجة جارفة. لقد عدنا بشكل أقوى، والشعب يريد تغيير النظام، ولا مجال للعودة للوراء، وحان الوقت لتغيير نظام خامنئي”. من جانبها، كشفت الناشطة ميترا أن “إيران على فوهة بركان قابل للانفجار بأسرع بكثير مما يظن النظام”، مضيفة “قد نحقق في رأس السنة الإيرانية الجديدة نصرًا ساحقًا؛ فالنوروز يعني عامًا وبداية جديدة، وها نحن نقترب من المعنى الحقيقي لهذا العيد”. ومع حلو “النوروز”، اليوم، يستعد المتظاهرون والنظام لجولة جديدة من المواجهات، التي تبدو برأي ميترا، محسومة مسبقًا لصالح توجُّه التغيير.

على صعيد متصل، حذر الرئيس الإيراني الأسبق محمود أحمدي نجاد، في رسالة للمرشد علي خامنئي، من أن استياء الشعب من إدارة الدولة بلغ ذروته، مؤكدا أن “انزعاج الشعب هو أساسيات الثورة”، متهما السلطات بظلم الشعب، ومشيرا للمشاكل الاقتصادية والضغوط التي تمارس بدواعٍ أمنية، وأن إدارة البلاد لا تتمتع بالشفافية.وبيّن أن “الذين يريدون بيع كِلاهم بسبب الفقر يصطفون بالطوابير”، لافتاً إلى أن “العمال والمتقاعدين، والفلاحين في وضع اقتصادي منهار، فيما طبقة من السياسيين والأغنياء يستفيدون من إمكانات الدولة، مما قضى على الثقة بالعدالة الاجتماعية، ونشر الشعور بالتمييز”.

إلى ذلك، أكد وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لو دريان، أن على الاتحاد الاوروبي مناقشة دور ايران في سورية واليمن، اضافة لبرنامجها الصاروخي، في اطار السعي للحفاظ على الاتفاق النووي معها. وقال، أمس، إنه “يجب ألا نستبعد دور ايران في نشر الصواريخ الباليستية، ودورها المثير للتساؤل في الشرق الاوسط”.

من جانبه، اعتبر الرئيس الايراني حسن روحاني، ان توسيع الروابط بين ايران وسلطنة عمان يحظى باهمية فائقة في تطوير العلاقات ومجالات التعاون التجاري والاقتصادي بين البلدين، مشددا على عزم إيران على تنمية العلاقات ومجالات التعاون كافة مع السلطنة. واكد، خلال استقباله وزير الخارجية العماني يوسف بن علوي، الدور المهم الذي تلعبه كلتا الدولتين، داعياً لتبادل التجارب في مجال تعزيز السلام والاستقرار، مؤكدا ان التوتر يعود بالضرر على دول المنطقة، ومشيرا لأوضاع اليمن المتأزمة والمقلقة، داعيا المجتمع الدولي لتقديم مساعدات انسانية للشعب اليمني.

ميدانيا، ضرب زلزال بقوة خمس درجات على مقياس ريختر، منطقة بندرريك التابعة لمدينة كناوة في محافظة بوشهر، جنوب غرب إيران.

 

زعيم “القاعدة” الجديد يعيش بحماية إيران

السياسة/20 آذار/18/أكد الأمير محمد بن سلمان أن إيران تلعب دوراً تخريبياً ومؤذياً، مشيراً إلى أن النظام الإيراني مبني على “إيديولوجية” صرفة. وقال أن العديد من عناصر تنظيم “القاعدة” محميون في إيران، وترفض طهران تسليمهم، كما ترفض رفضاً قاطعاً ترحيلهم إلى الولايات المتحدة، بمن فيهم ابن أسامة بن لادن، زعيم التنظيم الجديد (في إشارة إلى حمزة بن لادن). وأوضح أن حمزة بن لادن يعيش محمياً في إيران، ومدعوماً من النظام الإيراني. وفيما يتعلق باليمن، أشار إلى أن الفكر الإيراني تسلل إلى أجزاء كبيرة من اليمن.

 

مقتل 11 شخصاً في انفجار بعفرين السورية

الشرق الأوسط/19 آذار/18/قالت وكالة الأناضول التركية للأنباء، اليوم (الاثنين)، إن انفجار قنبلة في مبنى مؤلف من أربعة طوابق في مدينة عفرين بشمال غربي سوريا أسفر عن مقتل سبعة مدنيين وأربعة من مقاتلي الجيش السوري الحر أثناء الليل. وأضافت أن القنبلة، التي أشارت إلى أن إرهابيين زرعوها، انفجرت أثناء عملية تفتيش يجريها مقاتلو المعارضة السورية في أعقاب دخول المدينة مع القوات التركية يوم الأحد معلنين السيطرة بالكامل عليها بعد حملة دامت ثمانية أسابيع لطرد مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية السورية

 

جونسون يقول إن إنكار روسيا ضلوعها بتسميم الجاسوس «منافٍ للعقل» والكرملين يدعو بريطانيا إلى تقديم أدلة أو الاعتذار

الشرق الأوسط/19 آذار/18/قال وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون، اليوم (الاثنين)، إن روسيا مخطئة بإنكار مسؤوليتها عن الهجوم بغاز للأعصاب (نوفيشوك) على عميل مزدوج روسي سابق على الأراضي البريطانية في الرابع من مارس (آذار) الجاري، واصفاً هذا الإنكار بأنه «أمر سخيف». وأضاف للصحافيين، قبيل اجتماع مع نظرائه في بروكسل لإطلاعهم على هذه الواقعة: «الإنكار الروسي منافٍ للعقل إلى حد بعيد». وقال جونسون: «يقولون تارة إنهم لم يصنعوا (نوفيشوك) أبداً، وتارة أخرى يقولون إنهم صنعوا (نوفيشوك)، ولكن تم تدمير جميع المخزون، ثم مجدداً يقولون إنهم صنعوا (نوفيشوك) وإنه تم تدمير جميع المخزون ولكن البعض منه تم تهريبه بصورة غامضة للسويد أو جمهورية التشيك أو سلوفاكيا أو الولايات المتحدة الأميركية... أو حتى المملكة المتحدة». وأكمل جونسون: «هذه استراتيجية روسية كلاسيكية... لن يخدعوا أحداً بعد الآن»، مضيفاً: «نادراً ما ستجد بلداً على هذه المائدة هنا في بروكسل لم يتأثر خلال الأعوام الماضية من نوع ما من السلوك الروسي المؤذي والمعرقل». وفي سياق متصل، أدان وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، اليوم، بشدة تسميم الجاسوس الروسي السابق في بريطانيا وقالوا إنهم يأخذون اتهامات لندن لموسكو بالوقوف وراء الهجوم «بجدية كبيرة».

وقال الوزراء الـ28، في بيان، في بروكسل إن «الاتحاد الأوروبي يأخذ بجدية كبيرة تخمينات حكومة المملكة المتحدة بأنه من المحتمل بدرجة كبيرة أن يكون الاتحاد الروسي مسؤولاً» عن ذلك. من جانبه، دعا الكرملين، اليوم (الاثنين)، بريطانيا إلى تقديم «أدلة» تثبت اتهاماتها لموسكو بالمسؤولية عن تسميم العميل الروسي المزدوج في إنجلترا أو «الاعتذار». وقال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف للصحافيين «عاجلاً أم آجلاً يجب الرد على هذه الاتهامات التي لا أساس لها: إما عبر دعمها بالأدلة المناسبة وإما بالاعتذار».

 

إدارة ترمب لم تلغِ «خيار الضربة»... وإجراءات واستنفار في دمشق وعناصر من الجيش الروسي ينتشرون في مواقع حساسة للنظام السوري

لندن: إبراهيم حميدي/الشرق الأوسط/19 آذار/18

لا يزال النقاش دائراً في واشنطن إزاء توجيه ضربات صاروخية لمواقع قوات الحكومة السورية، رغم أن اجتماعاً سابقاً ترأسه الرئيس دونالد ترمب لم يقر ضربات كهذه، في وقت تكثفت إجراءات عسكرية وأممية في دمشق، بينها نشر عناصر من الجيش الروسي في مواقع «حساسة» تحسباً لضربة أميركية.

كان الرئيس ترمب طلب آراء المؤسسات الأميركية إزاء احتمال توجيه ضربات مشابهة لتلك التي حصلت على قاعدة الشعيرات في أبريل (نيسان) الماضي. وكان لافتاً، أن وزير الدفاع جيمس ماتيس، تحفظ على توجيه هذه الضربات ما دام أن الهدف ليس «تغيير النظام». كما قال آخرون إنه «ليست هناك مصالح استراتيجية» لأميركا في غوطة دمشق، وإن هدفها فقط البقاء في منطقة شرق نهر الفرات والدفاع عن حلفائها هناك؛ الأمر الذي عبرت عنه بوضوح لدى قتل الجيش الأميركي 195 من «المرتزقة» الروس هاجموا موقعاً أميركياً شرق دير الزور. وتحدث مسؤولون أميركيون أيضاً عن «عدم وجود أدلة» على استخدام دمشق السارين منذ هجوم أبريل الماضي، و«بالتالي، فإن توجيه ضربات رداً على استخدام الكلور يؤدي إلى خفض مستوى الخط الأحمر، ويلزم واشنطن بالرد في مناسبات عدة، إضافة إلى أنه لن يؤدي إلى تغيير استراتيجي في التوازن العسكري، وقد تستخدم دمشق ذلك مبررا لشن مزيد من العمليات ضد المعارضة».

وبحسب المعطيات، استمر النقاش داخل الإدارة ولم يزل «خيار الضربات» من طاولة ترمب، إلى أن دخل عنصر جديد إلى النقاش مفاده بإمكانية أن «بعض الهجمات سجلت وجود خليط من الكلور والسارين»؛ الأمر الذي رد عليه متشككون بضرورة «توفير دليل قاطع على هذا الخليط».

وكانت إدارة ترمب رسمت «خطاً أحمر» هو غاز السارين. وكرر مسؤولون بريطانيون وفرنسيون الموقف ذاته، وسط حديث بعضهم بأن دمشق «لم تستخدم السارين منذ هجوم خان شيخون». لكن الجانب الفرنسي بدأ في الأيام الأخيرة بتليين موقفه من ضرورة «توفير دليل» قبل توجيه ضربات إلى إمكانية توجيه ضربة في حال «سقط قتلى مدنيون» وصولاً إلى حديث مسؤول عسكري فرنسي قبل يومين عن إمكانية توجيه «ضربات أحادية» ضد مواقع حكومية سورية.

في المقابل، صعّدت موسكو موقفها لـ«ردع النيات الغربية» عبر التلويح بالرد على أي هجوم يستهدف قوات الحكومة السورية، خصوصاً إذا استهدفت عناصر من الجيش الروسي. كما أنها شنت حملة دبلوماسية حول «تجهيز» واشنطن لـ«فبركة هجوم كيماوي لتبرير الهجوم الصاروخي على دمشق». كما أن خطاب «الاستعراض العسكري» للرئيس فلاديمير بوتين استهدف ردع تلك النيات، خصوصاً إذا حصلت ضربات قبل الانتخابات الرئاسية الروسية التي حصلت أمس. وكررت دمشق وموسكو نفي استخدام الكيماوي واتهام المعارضة بذلك، ثم حذرت من احتمال قصف مواقع للحكومة بـ«صواريخ مجنحة» من البحر المتوسط.

لكن تحضير الأرضية للضربة والضغط بقي مستمراً. في نيويورك، قالت المندوبة الأميركية، نيكي هيلي، المقربة من ترمب قبل أيام، إنه إذا لم يتحرك مجلس الأمن، فإن أميركا قد تتحرك منفردة؛ ما ذكّر بخطابها قبل توجيه ضربات أميركية على قاعدة الشعيرات. كما أن مجموعة القطع البحرية الأميركية وصلت إلى البحر المتوسط للمشاركة في مناورات مع الجيش الإسرائيلي، في وقت رست قطع عسكرية روسية قبالة قاعدتَي طرطوس واللاذقية. ودخل عنصر جديد في الأيام المقبلة، لدى اتهام لندن موسكو بالوقوف وراء الهجوم الكيماوي ضد جاسوس روسي، ثم اتهام وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون الرئيس بوتين شخصياً؛ الأمر الذي ردت عليه موسكو بقوة وتحذير.

وإزاء ذلك، اختلطت أجواء الموالين للحكومة في دمشق بين تأييد سيطرة قواتها على غوطة دمشق بعد اتباع سياسة «الأرض المحروقة» وشن غارات مكثفة قتل فيها مئات المدنيين في الغوطة المحاصرة، وبين القلق من احتمال حصول ضربة. وتداول دبلوماسيون غربيون يزورون العاصمة السورية، أمس، معلومات مفادها أن الرئيس بشار الأسد، الذي زار أمس الغوطة، ترأس السبت اجتماعاً للمجلس الوطني الذي يقوده اللواء علي مملوك بحضور قادة عسكريين وأمنيين، وتقرر اتباع سلسلة من الإجراءات الاحترازية تحسباً لضربة أميركا. وشملت الإجراءات توجيه رسالة إلى كل من موسكو وطهران لـ«توفير الحماية»، علماً بأن هاتين الدولتين توفران الدعم العسكري والاستخباراتي والاقتصادي للنظام، إضافة إلى التوافق على نشر عناصر وقوات من الجيش الروسي في مفاصل رئيسية للحكومة، سواء السلطة التنفيذية أو الجيش وإخلاء مواقع أخرى، واستنفار في بعض المؤسسات. ولم يتم تأكيد هذه المعطيات من مصادر مستقلة، لكن أفيد باتخاذ الأمم المتحدة في دمشق إجراءات لجهة انتشار موظفيها؛ الأمر الذي انسحب أيضاً على دبلوماسيين غربيين. وإزاء ذلك، قال مسؤول غربي أمس: «مع الإدارة الأميركية كل شيء ممكن واتخاذ قرار مفاجئ أمر ممكن»، لافتاً إلى أن «أزمة عميقة بين دول غربية وروسيا تذكّر بأزمة الصواريخ الكوبية في الستينات، في قمة الحرب الباردة» السوفياتية - الأميركية.

 

ولي العهد السعودي في الولايات المتحدة اليوم ويلتقي ترمب غداً و6 مدن أميركية ستشهد نقاش ملفات أمنية وسياسية واقتصادية

واشنطن: هبة القدسي ومعاذ العمري/الشرق الأوسط/19 آذار/18

يصل الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع السعودي، إلى العاصمة الأميركية واشنطن، مساء اليوم (الاثنين) 19 مارس (آذار)، في جولة جديدة تشمل 6 مدن أميركية، هي واشنطن، ونيويورك، وبوسطن، وهيوستن، ولوس أنجليس، وأخيراً سياتل.

ووفقاً لمصادر في البيت الأبيض، سيلتقي ولي العهد السعودي، الرئيس الأميركي دونالد ترمب، صباح غد (الثلاثاء)، ويشارك في اللقاء من الوفد السعودي عادل الجبير وزير الخارجية السعودي، والأمير خالد بن سلمان السفير السعودي في واشنطن، والدكتور مساعد العيبان وزير الدولة عضو مجلس الوزراء السعودي، وعدد من الوفد المرافق، فيما يشارك من الجانب الأميركي نائب الرئيس مايك بنس، ومستشار الأمن القومي الأميركي هيربرت ماكماستر، ثم ستعقب المحادثات مأدبة غداء على شرف الأمير في الغرفة العائلية بالبيت الأبيض.

وتهيمن القضايا الإقليمية السياسية على أجندة لقاء ولي العهد مع الرئيس ترمب وكبار مسؤولي الإدارة الأميركية، حيث يتصدر ملف مكافحة التصرفات الإيرانية وتدخلاتها في المنطقة على المحادثات وكيفية التعامل مع الطموحات النووية لإيران، ومناقشة تطورات الوضع في اليمن، والأزمة السورية التي أنهت عامها السابع، إضافة إلى القضية الفلسطينية والطرح الأميركي لدفع محادثات السلام الفلسطينية - الإسرائيلية، كما تحتل العلاقات الثنائية وقضايا التعاون الأمني والعسكري والاقتصادي بين واشنطن والرياض جانباً موسعاً من النقاشات. ومن المرتقب أن يجري الأمير محمد بن سلمان لقاء بقادة الكونغرس الأميركي من الحزبين (الجمهوري والديمقراطي) ومع مسؤولي البنتاغون والخارجية، ليذهب بعد ذلك إلى محطته الثانية نيويورك يوم الخميس المقبل، إذ يلتقي مع كبار المستثمرين في «وول ستريت» وغيرها من المنظمات الدولية والاقتصادية، كما تشمل الجولة الأميركية لولي العهد 4 مدن أميركية أخرى، ويعتقد أن تكون مدة الجولة 18 يوماً.

وتشير المصادر إلى أن لقاءات الأمير محمد بن سلمان الاقتصادية في تلك المدن ستركز على جذب الاستثمارات الأميركية في السعودية، ولقاءات مع مسؤولي شركات النفط والطاقة، وعقد نقاشات مع مسؤولي كبار الشركات التكنولوجية مثل «مايكروسوفت»، و«آبل»، و«غوغل»، و«فيسبوك»، إضافة إلى الشركات التي تعمل في السياحة والترفيه والسينما، وذلك في إطار الترويج لرؤية المملكة 2030 والإصلاحات التي تقوم بها السعودية لتنويع الاقتصاد. ويعتقد روبرت جوردون سفير الولايات المتحدة السابق لدى السعودية، أن اجتماع الأمير محمد مع الرئيس ترمب «سيركز بالأساس على البرنامج النووي الإيراني»، ويرى أن ولي العهد السعودي سيدفع الإدارة الأميركية لاتخاذ مواقف أكثر تشدداً تجاه التصرفات الإيرانية المزعزعة للاستقرار. بدوره، قال فهد ناظر المحلل السياسي السعودي في واشنطن، إن طول فترة إقامة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في الولايات المتحدة، دليل على أهمية العلاقات القوية بين البلدين، التي توليها القيادة السعودية اهتماماً كبيراً، ويرى أن استضافة الرئيس ترمب لولي العهد الأمير محمد في البيت الأبيض في خروج عن البروتوكول، تشير إلى أن الإدارة تقدّر الدور المركزي الذي يلعبه ولي العهد السعودي وأهمية بلاده في العالمين الإسلامي والعربي.

وأكد ناظر خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط» أنه لم يكن من قبيل المصادفة أن الولايات المتحدة كانت من أولى الدول التي زارها الملك سلمان عند توليه الحكم، إذ إنها بالطبع تعكس عمق العلاقة بين البلدين والشراكة الاستراتيجية التاريخية، كما أن اختيار الرئيس ترمب المملكة العربية السعودية كأولى زياراته الخارجية، يشير أيضاً إلى وجود تقدير عميق للعلاقات بين الجانبين. وأضاف أن «العلاقات السعودية - الأميركية طويلة الأمد، واستمرت في التوسع والتنوع العميق على كثير من الجبهات، وليس هناك شك في أن السعودية تعتبر علاقاتها مع الولايات المتحدة الأكثر أهمية من الناحية الاستراتيجية، وذلك بسبب تنوع التعاون بينهما، وأعتقد أن الولايات المتحدة تقدر دور الاستقرار الذي تلعبه المملكة العربية السعودية في أسواق الطاقة العالمية، وكذلك دورها القيادي الحيوي في العالم الإسلامي، كما تلعب المملكة العربية السعودية أيضاً دوراً مهماً في العالم العربي». من جهتها، اعتبرت إيمي لاهي الباحثة السياسة في جامعة جورج واشنطن، أن الملف النووي الإيراني يعد أهم المواضيع التي سيتناولها الطرفان من القيادتين السعودية والأميركية خلال المحادثات بين الرئيس ترمب والأمير محمد بن سلمان، إذ إن كلا الطرفين يتوافق في وجهة نظر واحدة ضد إيران وأنشطتها المستمرة في زعزعة استقرار المنطقة. وترى لاهي أن الطرفين ينويان إصلاح الاتفاق لا إسقاطه، لكي ينهي 40 عاماً من زرع الفوضى وتمويل التنظيمات المسلحة في المنطقة، مشيرة إلى أن تعديل الاتفاق ليس محصوراً في التحكم في نسبة التخصيب، بل يهدف إلى وقف مشروع إيران بنشر العنف والفوضى وإنهاء حالة الاحتراب في المنطقة.

 

رئيس {العلاقات الخارجية} في الكونغرس يرجح انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي واستبعد إجماعاً أوروبياً على إطار عمل يحتوي سلوك إيران

واشنطن: هبة القدسي/الشرق الأوسط/19 آذار/18

قال السيناتور الجمهوري بوب كوركر رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، أمس، إنه يتوقع أن يقوم الرئيس دونالد ترمب بإعلان انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني، حينما يحل موعد تجديد تفويض الاستمرار في الاتفاق في 12 مايو (أيار) المقبل..

وقال كوركر لتلفزيون «سي بي إس» إن الصفقة الإيرانية ستكون موضوعاً مثاراً في مايو ولا أعتقد أنه سيتم تمديد العمل بها، مضيفاً: «أعتقد أن من المرجح أن ينسحب الرئيس منه ما لم يتفق شركاؤنا الأوروبيون على إطار عمل. ولا يبدو لي أنهم سيفعلون». ووفقاً لوثيقة سرية نشرتها «رويترز»، اقترحت بريطانيا وفرنسا وألمانيا فرض عقوبات جديدة من جانب الاتحاد الأوروبي على إيران بسبب برنامجها للصواريخ الباليستية، ودورها في الحرب السورية في محاولة لإقناع واشنطن بالإبقاء على الاتفاق النووي الموقَّع عام 2015 مع طهران. ويأتي الاقتراح في إطار استراتيجية للاتحاد الأوروبي لإنقاذ الاتفاق، الذي وقعته قوى عالمية، والذي يقلص قدرات إيران على تطوير أسلحة نووية، عن طريق إقناع الرئيس الأميركي دونالد ترمب بأن هناك سبلاً أخرى لمواجهة النفوذ الإيراني في الخارج. وحدد ترمب في 12 يناير (كانون الثاني) مهلة للدول الأوروبية الموقعة على الاتفاق بضرورة «إصلاح العيوب المروعة في الاتفاق النووي الإيراني»، الذي تم الاتفاق عليه في عهد سلفه باراك أوباما، وإلا فإنه سيرفض تمديد رفع العقوبات الأميركية عن إيران. وسوف يُعاد فرض العقوبات الأميركية ما لم يصدر ترمب إعفاء جديداً يوم 12 مايو. وبسؤاله عما إذا كان يعتقد أن ترمب سينسحب من الاتفاق في 12 مايو، في نهاية مهلة لتمديد تعليق العقوبات على إيران بموجب الاتفاق، قال كوركر: «نعم»، وفق ما نقلت «رويترز». وسيشتعل الجدل في واشنطن من جديد خول القضية في ظل العقوبات الكثيرة التي لم تنجح في إقناع إيران بإبداء مرونة حول محاور توافق. وكانت كل من بريطانيا وفرنسا وألمانيا قد اقترحت عقوبات جديدة يفرضها الاتحاد الأوروبي على برنامج الصواريخ الباليستية، بسبب الدور الإيراني في الحرب السورية، في محاولة لإقناع واشنطن بالاستمرار في الاتفاق النووي مع طهران الذي أبرمته إدارة أوباما عام 2015، ويحد من قدرة طهران على تطوير أسلحة نووية. ويتخوَّف الخبراء من أن انهيار الاتفاق سيؤدي إلى اندلاع أزمة جديدة في منطقة الشرق الأوسط مع اتجاه إيران إلى إعادة رفع مستوى قدراتها النووية، وهو ما بدأت التلويح به منذ إعلان الإدارة الأميركية إمكانية انسحابها من الاتفاق.

 

الروس يمنحون تفويضاً واسعاً لبوتين بمشاركة غير مسبوقة وهدايا ووجبات طعام خلال الاقتراع... وانتهاكات غير مباشرة لا تؤثر على النتائج

موسكو: رائد جبر/الشرق الأوسط/19 آذار/18

منح الروس تفويضاً كبيراً للرئيس فلاديمير بوتين الذي خطا بثقة أمس، نحو ولاية رئاسية هي الثانية على التوالي والرابعة منذ توليه سدة الحكم في روسيا عام 2000، وفاقت معدلات الإقبال على صناديق الاقتراع كل التوقعات بعد حملة ترويج وتحفيز واسعة. وسيطر الهاجس الأمني على إدارة العملية الانتخابية، ونشرت السلطات أكثر من نصف مليون عنصر أمني في البلاد، لكن الاستحقاق الانتخابي مرّ من دون حوادث أمنية تعكر صفوه، رغم شكاوى مراقبين من انتهاكات واسعة لوحظت خلاله. وتمكن الكرملين، أمس، من تجاوز التحدي الأكبر الذي كان يواجهه، بعدما دلت استطلاعات رأي قبل أسابيع على مخاوف جدية من عزوف الناخبين عن المشاركة في استحقاق تبدو نتائجه معروفة سلفاً. لكن حملة واسعة أطلقها الكرملين، ووظف فيها كل مقدرات الدولة والأحزاب السياسية والنقابات ووسائل الإعلام الحكومية، أسفرت عن تحقيق اختراق جدي؛ إذ تجاوزت نسب الإقبال على الصناديق مع حلول عصر أمس نصف تعداد الناخبين المسجلين في روسيا الذي يبلغ نحو 111 مليون ناخب. ولم يسبق للروس أن وقفوا طوابير طويلة أمام مراكز الاقتراع في ساعات الصباح الباكر كما سجل المشهد الانتخابي في روسيا أمس.

ورغم أن هذه النتيجة ترافقت مع شكاوى من ضغوط مارستها السلطات، لكن لجنة الانتخابات المركزية أشارت إلى أنها لم تلحظ انتهاكات جدية للاستحقاق الانتخابي. وكان مركز المراقبة الذي أقامه المعارض البارز اليكسي نافالني، الذي حُرم من خوض السباق الرئاسي بقرار قضائي، لفت إلى أن السلطات الروسية أغلقت مئات الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي التي حثت الناخبين على مقاطعة الانتخابات، كما وجه مسؤولي الإدارات في عدد من المقاطعات تهديدات مباشرة بمعاقبة من يقاطع أو يدعو لمقاطعة الانتخابات.

حوافز وانتهاكات «غير مباشرة» وتجولت «الشرق الأوسط» في عدد من مراكز الاقتراع في العاصمة الروسية، وبدا المشهد مماثلاً في غالبيتها؛ إذ شمل الإقبال فئات مختلفة من الناخبين، بما في ذلك فئات الشباب التي لا تهتم عادة بالمشاركة في العملية الانتخابية.

وفسر مراقبون تصاعد درجة الاهتمام بالانتخابات بالإجراءات والحوافز التي أطلقتها السلطات، وبينها توزيع هدايا في موسكو وبعض المدن الكبرى على الناخبين بعد الإدلاء بأصواتهم؛ إذ حصل المشاركون من فئات الشباب في سن بين 18 و25 سنة على بطاقات لحضور حفلات موسيقية. وقدمت السلطات في عدد كبير من المراكز وجبات طعام. لكن مراقبين يمثلون الطاقم الانتخابي للرئيس الروسي لفتوا إلى أن درجات الإقبال الزائدة عن المعدلات المعهودة سببها «رد فعل طبيعي على الاتهامات والضغوط المتواصلة من جانب الغرب، وهي تحمل رسالة بأن الشعب الروسي قادر على التعبير عن وجهات نظره بإرادته».

في الوقت ذاته، اشتكى مراقبون من مشاهد تنظيم «اقتراع جماعي» لمجموعات نقلت في حافلات إلى مراكز الاقتراع، لكن متحدثاً باسم لجنة الانتخابات المركزية رد على سؤال بهذا الخصوص بأن بعض الإدارات والمصانع نظمت تحركاً جماعياً لموظفيها لضمان عدم تعطيل حركة العمل فيها.

لكن مراقبة مستقلة في مركز اقتراع يقع في وسط العاصمة الروسية قالت لـ«الشرق الأوسط» إنها تلقت مع ملايين الروس دعوات عبر رسائل نصية قصيرة «إس إم إس» للمشاركة في الاقتراع، وزادت أن مؤسسات فرضت على موظفيها المشاركة، وطلبت منهم تقديم إثبات على قيامهم بـ«الواجب الوطني». لافتة إلى أن «كثيرين من الذين شاهدناهم اليوم يلتقطون صوراً وهم يقومون بهذا الواجب، لا يفعلون ذلك للاحتفاظ بصور للذكرى، بل لأنهم سيقدمونها لإثبات مشاركتهم».

ولفت مراقبون إلى أن وسائل الإعلام الحكومية الروسية تعمدت طوال ساعات التصويت أمس، بث لقطات لنجوم الرياضة والفن والثقافة الموالين لبوتين وهم يدلون بأصواتهم. وقالت إذاعة «صدى موسكو» المعارضة: إن القنوات الروسية لم تهتم بأي شخصية عامة لديها مواقف اعتراضية، معتبرة ذلك جزءاً من حملة انتهاكات غير مباشرة؛ لأنها لا يمكن أن تقع تحت طائلة القانون.

وانتهاكات أخرى

في المقابل، سجلت لجنة الانتخابات المركزية انتهاكات كثيرة قالت: إنها ستخضع لفحص، وسيتم التعامل معها وفقاً للقوانين. ووقعت أسوأ حالات الانتهاكات في داغستان، حيث تم تسجيل أكثر من حادث عنف في مراكز الاقتراع عندما تدخل أشخاص لمنع مراقبين من تنفيذ مهماتهم أو المشاركة في ملء صناديق الاقتراع ببطاقات انتخابية. وتكرر المشهد نفسه في أحد مراكز الانتخاب في الشيشان، بينما وقعت انتهاكات من نوع آخر في مراكز قريبة من موسكو، بينها مركزان صورت فيهما كاميرات المراقبة عمليات حشو للصناديق؛ ما دفع إيلا بامفيلوفا، رئيسة لجنة الانتخابات المركزية، إلى إعلان نتائج التصويت فيهما باطلة، وإقالة القائمين عليهما. ومرّت حوادث مماثلة في عدد من المراكز، بينها حوادث نفاد بطاقات الاقتراع قبل تصويت نصف الناخبين المسجلين؛ ما آثار شكوكاً بأن «عمليات تصويت» مفبركة تمت، وأعلنت لجنة الرقابة المركزية أن نحو ألف شكوى تم تقديمها بحلول عصر أمس، لكنها رأت أن نحو نصف الشكاوى «لا أساس له» متعهدة بإجراء التحقيقات اللازمة في النصف الآخر. وتجري الانتخابات في ظروف تصاعد حدة المواجهة بين روسيا والغرب؛ ما انعكس على عمليات المراقبة الدولية على الانتخابات. ولوحظ أن عدد المراقبين الأجانب كان أقل بمرات عدة من عددهم في استحقاقات انتخابية سابقة، كما جرت عمليات سحب لبعض المراقبين. وقال نيكولاي ليفيتشيف عضو لجنة الانتخابات المركزية: إن مكتب المؤسسات الديمقراطية وحقوق الإنسان التابع لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا سحب 12 مراقباً مؤقتاً من روسيا. لكنه لفت إلى وجود 1513 مراقباً دولياً من 115 دولة يعملون في مناطق مختلفة في روسيا. وأشار ليفيتشيف، إلى أن المراقبين يمثلون 14 منظمة دولية. وقال: إن «معظم المراقبين من منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، أرسلتهم ألمانيا وعددهم 70 مراقباً، والولايات المتحدة بعثت 51 مراقباً». وكان لافتاً أنه في مقابل الحديث عن الانتهاكات، فإن لجنة الانتخابات المركزية أعلنت عن تعرض موقعها الإلكتروني لهجمات واسعة من خارج البلاد، في إشارة إلى أن تعمد «إحداث تخريب يشوه طبيعة الاستحقاق أو يؤثر على سمعة روسيا» وفقاً لمسؤول في اللجنة. وأعلنت اللجنة، أن محاولات انتهاك وتخريب تعرّض لها الموقع الرسمي انطلقت من 15 بلداً أجنبياً؛ ما يمنح الهجوم «صفة منظمة» من دون توجيه اتهامات إلى الجهات المحتمل أن تقف وراء الهجمات.

«رئيس قوي لروسيا القوية»

وكان ملاحظاً أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تعمد، أمس، خلافاً لعادته في الانتخابات السابقة الإدلاء بصوته في وقت مبكر جداً؛ في إشارة متعمدة لتشجيع الناخبين على الإقبال بكثافة. ووصل الرئيس بوتين إلى مركز الاقتراع رقم 2151 في أكاديمية العلوم الروسية في موسكو، وهو المكان الذي اعتاد أن يصوت فيه في كل الاستحقاقات السابقة. وأكد بوتين رداً عن سؤال حول نسبة الأصوات التي يحتاج إليها للفوز في الانتخابات، أنه «لن يهتم بنسبة الفوز» معرباً عن ترحيبه بـ«أي رقم يمنحني الحق في أن أشغل منصب الرئيس». ولوحظ أن بوتين غاب خلف الستارة العازلة في مركز التصويت أطول بكثير من الوقت اللازم لوضع إشارة إلى جانب اسم المرشح الذي اختاره؛ ما دفع إلى إطلاق نكتة انتشرت بسرعة على مواقع التواصل حول أنه «كان يفكر لمن سيمنح صوته». ورغم ذلك، أكد بوتين أنه «متأكد من صواب البرنامج الانتخابي الذي اقترحه على البلاد»، الذي نشرت مقتطفات منه على الموقع الإلكتروني لـ«المرشح المستقل فلاديمير بوتين» والذي حمل عنواناً تحول إلى شعار يرفع على عدد من اللافتات الانتخابية «رئيس قوي لروسيا القوية». وكانت استطلاعات منحت بوتين نحو ثلثي أصوات الناخبين، وقال متحدثون في غرفة إدارة الحملة الانتخابية لبوتين إن فوزه بنسبة كبيرة يشكل تفويضاً روسياً واسعاً للرئيس في ظل الضغوط الغربية الممارسة على روسيا حالياً، ويحمل رسالة واضحة إلى الغرب بأن «روسيا موحدة وموقفها ثابت». في المقابل، بدا التنافس واضحاً بين المرشحين الآخرين لشغل الموقع الثاني بفارق كبير عن بوتين. ورغم أن التقديرات التي سبقت الانتخابات كانت رشحت ممثل الحزب الشيوعي بافل غرودينين لشغل الموقع الثاني بأصوات نحو 7 في المائة من الناخبين، لكن رئيس الحزب القومي الليبرالي فلاديمير جيرينوفسكي بدا واثقاً من قدرته على التفوق على منافسة الشيوعي. في حين بدت فرص المرشحين الخمسة الآخرين ضئيلة في تسجيل اختراق يمكنهم من فرض أنفسهم لاعبين سياسيين جدداً في المشهد الروسي للمرحلة المقبلة؛ إذ لم تمنحهم التقديرات أكثر من واحد في المائة لكل منهم.

 

ترمب يشكك في نزاهة التحقيق حول «الصلات الروسية»

الشرق الأوسط/19 آذار/18/كثف الرئيس الأميركي دونالد ترمب أمس هجومه على التحقيق الذي يجريه المحقق الخاص روبرت مولر حول تدخل روسي محتمل في الانتخابات الأميركية، معتبراً أنه منحاز ضده، إلا أنه لم يستهدف المحقق الخاص الذي حذر أعضاء في مجلس الشيوخ من أن إقالته ستكون «تجاوزاً خطيراً للخط الأحمر». وفي سلسلة من التغريدات الصباحية، أكد ترمب أن معظم أعضاء فريق مولر من المحققين هم من الديمقراطيين «المتشددين» والمنحازين ضده. وقال ترمب: «هل هناك من يعتقد أن ذلك عادل؟ ومع ذلك، ليس هناك تواطؤ!».  وفي تغريدة ليلية سبقت ذلك قال: «كان يجب ألا يبدأ تحقيق مولر مطلقا». ويندرج انتقاد ترمب ضمن تصعيد للمواجهة مع مولر على خلفية تحقيقه في احتمال حصول تواطؤ بين الحملة الانتخابية لترمب وجهات روسية سعت إلى التأثير على مسار الانتخابات الرئاسية في 2016 لمصلحة المرشح الجمهوري. وهاجم الرئيس الأميركي أيضا كلا من المساعد السابق لمدير مكتب التحقيقات الفيدرالي اندرو ماكيب، الذي أقيل الجمعة قبل يومين من موعد تقاعده، والمدير السابق للمكتب جيمس كومي، الذي أقاله ترمب العام الماضي على خلفية التحقيق في احتمال حصول تدخل روسي. ولا يعرف بعد متى سينتهي مولر من التحقيق، ولكن مع اقتراب التحقيق من الرئيس، والمقربين منه ومصالحه التجارية، فإن هجماته تزداد شراسة. وفي يوليو (تموز) الماضي، حذر ترمب من أنه إذا وسع مولر تحقيقه ليشمل القضايا المالية لمنظمة ترمب، فإن ذلك سيعد «انتهاكا». إلا أن فريق مولر تقدم بطلب رسمي للحصول على وثائق تتعلق بروسيا من شركات الرئيس، بحسب ما أفادت صحيفة «نيويورك تايمز» الخميس. وكان ترمب تفادى حتى الآن مهاجمة مولر بشكل مباشر. ومولر مدير سابق لمكتب التحقيقات الفيدرالي تولى التحقيق في التدخل الروسي بعد إقالة كومي في 9 مايو (أيار) 2017. إلا أنه استهدف فريق المحامين الكبير الذي تم اختيارهم بناء على خبراتهم في الاحتيال المالي وغسل الأموال والفساد والرشاوى والجريمة المنظمة. وتساءل ترمب: «لماذا يضم فريق مولر 13 ديمقراطيا متشددا، بعض كبار مناصري هيلاري الفاسدة، ويخلو من أي جمهوري؟ ومؤخرا أضيف ديمقراطي آخر».

واستغل حلفاء الرئيس الجمهوريين حقيقة أن بعض أفراد طاقم مولر 7 من 17 محامياً بحسب صحيفة «واشنطن بوست»، تبرعوا بأموال سابقاً إلى مرشحين سياسيين ديمقراطيين. وقال موقع «ديلي كولر» المحافظ الشهر الماضي إن 13 من أعضاء الفريق مسجلون على أنهم ديمقراطيون. إلا أن المدافعين عن مولر يقولون إنه ومكتب التحقيقات الفيدرالي بشكل عام، لديهم ضوابط تجنب تلوث أي تحقيق بالسياسة. وكان الرئيس الأسبق الجمهوري جورج دبليو بوش عين مولر، الذي يحظى باحترام كبير في معسكري الحزبين الجمهوري والديمقراطي، مديرا لمكتب التحقيقات الفيدرالي، واستمر في منصبه في عهد الرئيس الديمقراطي السابق باراك أوباما. وحذر أعضاء في الكونغرس الأميركي أمس من أن أي محاولة من قبل الرئيس لإقالة مولر من منصبه كمحقق خاص في القضية ستشكل خرقا للخطوط الحمر وسيكون لها عواقب خطيرة. وصرح السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام أن مولر «يسير وراء الأدلة، وأعتقد أنه من المهم جدا السماح له بالقيام بعمله من دون تدخل... والعديد من الجمهوريين يشاركونني الرأي». وأضاف أن أي خطوة لإقالة مولر «ستكون بداية نهاية رئاسته (ترمب)، لأننا شعب يحكمه القانون». وحذر السيناتور الجمهوري المنتقد لترمب جيف فليك في تصريح لشبكة «سي إن إن» من أن إقالة مولر تعتبر «خطا أحمر كبيرا لا يمكن تجاوزه». أما النائب آدم شيف، الديمقراطي البارز في لجنة الاستخبارات في مجلس النواب، فصرح لشبكة «إيه بي سي» بأن إقالة مولر «ستؤدي بلا شك إلى أزمة دستورية». وفي تغريدات سابقة اتهم ترمب كومي بالإدلاء بإفادات كاذبة تحت القسم أمام لجنة مجلس الشيوخ، واصفا الملاحظات التي دونها كل من ماكيب وكومي خلال لقائهما معه بأنها «مذكرات كاذبة». وقد تشكل تلك المذكرات مادة دسمة للتحقيق الذي يجريه مولر في حال أراد التحقيق في احتمال عرقلة الرئيس لمسار العدالة. وأضاف ترمب: «أمضيت القليل من الوقت مع اندرو ماكيب، لكنه لم يدون أي ملاحظات عندما التقيته. لا أعتقد أنه كتب مذكرات إلا من أجل أجندته الخاصة، على الأرجح في وقت لاحق. الأمر نفسه ينطبق على الكاذب جيمس كومي». وبعد إقالته أعلن ماكيب أنه ضحية «حرب» تشنها إدارة ترمب ضد مكتب التحقيقات الفيدرالي والمحقق الخاص. بدوره أعرب كومي عن رفضه لما كتبه ترمب وقال في تغريدة: «سيدي الرئيس، سوف يسمع الشعب الأميركي قصتي قريبا جدا، وبإمكانهم أن يقرروا بأنفسهم من هو المستقيم ومن ليس كذلك».

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

انتخابات 2018: حزب الله يرهب جمهوره بحرب إسرائيلية افتراضية

علي الأمين/العرب/20 آذار/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/63292

ليس لدى حزب الله ما يعطيه لجمهوره سوى بضاعة الخوف والتخويف، لمواجهة أسئلة الحياة اليومية في العيش وفي العمل وفي الحقوق التي لا ينالها المواطن.

لغة التخويف عبر استحضار عنوان الحرب الإسرائيلية

في الحملة الانتخابية النيابية التي يروّج لها حزب الله في لبنان اليوم، يشكّل خطر قيام حرب إسرائيلية قريبة منه، أحد أبرز عناوين حملته الانتخابية.

حزب الله الذي كان له الدور الأبرز في إنجاز قانون انتخاب يتيح له اختراق التمثيل النيابي في الطوائف اللبنانية الأخرى، ويوفر له السيطرة على التمثيل الشيعي، بدأ قبل أكثر من شهر ونصف الشهر من موعد الانتخابات في السادس من مايو المقبل، أمام معضلة مع جمهوره.

وتتصل هذه المعضلة في البعدين الاقتصادي والإنمائي، وفي تنامي الانتقادات لأداء نوابه في السنوات التسع الماضية على هذا الصعيد، حيث تشهد منطقة بعلبك الهرمل، المنطقة التي حضنت تأسيس حزب الله في العام 1982، أسوأ ظروف الحياة الاقتصادية في لبنان، وعلى الرغم من تمثيل حزب الله لها في مجلس النواب منذ أكثر من ربع قرن، فإنها تشكّل المنطقة الأكثر إهمالا، وتعاني من أوضاع اجتماعية واقتصادية سيئة، وتشهد أكثر نسبة من الانفلات الأمني وانتشار العصابات الإجرامية ولمظاهر الخروج على القانون.

لم يجد حزب الله وسيلة لمواجهة حال التململ والاعتراض في بيئته، إلا لغة التخويف عبر استحضار عنوان الحرب الإسرائيلية، كخطر داهم، من دون أن ينسى في السياق نفسه ما يسميه خطر تنظيم داعش، متناسيا إعلان أمينه العام، حسن نصرالله، النصر على هذا التنظيم قبل أشهر.

فأمام عجزه عن تقديم إجابات موضوعية لجمهوره عن سبب تقصير ممثليه في البرلمان في تحسين أحوال منطقة البقاع وأهلها، وإزاء إصراره على ترشيح نفس النواب المتهمين بالتقصير والفساد مجددا إلى الندوة البرلمانية، في خطوة هي أقرب إلى تحدي جمهوره، كانت حالة الاعتراض والتململ تمتد وتعبر عن نفسها بوسائل مختلفة، وهذا ما دفع أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله، إلى إطلاق تحذير من خطر وصول نواب إلى البرلمان ممن يدعمهم تنظيم داعش أو مموليه، ولم يكتفِ بذلك بل قال “إذا اقتضى الأمر أن أزور هذه المنطقة قرية قرية من أجل دعم لائحة الحزب فسأقوم بذلك”، وهي إشارة واضحة إلى شعوره بأنّ أهالي البقاع لم يعودوا كما كانوا سابقا ملتزمين بتوجيهات حزب الله وأمينه العام، أي أن حالة التململ تهدد فعليا وصول كامل مرشحي حزب الله إلى الندوة البرلمانية في كل الدورات الانتخابية منذ العام 1992 حتى آخر انتخابات نيابية جرت في العام 2009.

سلاح التخويف والتهديد الوجودي رفعه حزب الله في مواجهة بيئته الشيعية، بالقول إن الحرب ستحصل قريبا، فانتبهوا من عودة ممكنة لتنظيم داعش، وما إلى ذلك من ضخ تقارير صحيحة وأخرى مفبركة عبر العشرات من المنابر الإعلامية وعبر شبكات التواصل الاجتماعي التي تشكّل القناة السرية التي يوجه حزب الله من خلالها جمهوره بشكل غير رسمي.

والملفت في الأيام الماضية بث هذه المنابر حجما هائلا من الأخبار والتقارير التي تتحدث عن حرب إسرائيلية وشيكة على حزب الله، لكن أي متابع ومدقق للمواقف الإسرائيلية، سيجد أن لا تغييرا حدث في المواقف الإسرائيلية يبرر هذا الحجم المتداول من التقارير والأخبار عن حرب وشيكة على لبنان تحرص وسائل حزب الله الإعلامية المباشرة وغير المباشرة على بثها.

إذاً ليس لدى حزب الله ما يعطيه لجمهوره سوى بضاعة الخوف والتخويف، لمواجهة أسئلة الحياة اليومية في العيش وفي العمل وفي الحقوق التي لا ينالها المواطن.

حزب الله لم يجد وسيلة لمواجهة حال التململ في بيئته، إلا استحضار عنوان الحرب الإسرائيلية كخطر داهم، من دون أن ينسى ما يسميه خطر تنظيم داعش، متناسيا إعلان أمينه العام النصر على هذا التنظيم قبل أشهر

وعلى الرغم من أن سمة الاستعلاء والاستقواء هي الأبرز في خطاب حزب الله تجاه مطالب اللبنانيين في تثبيت دور الدولة ومرجعيتها أمام تغوّل مشروع الدويلة، فإنّ نائب الأمين العام لحزب الله، نعيم قاسم، أعلن صراحة أنّ حزب الله المطمئن إلى فوز لوائحه لا سيما في المناطق الشيعية، يعمل على إيصال حلفائه إلى الندوة البرلمانية، أي أنّ حزب الله يريد أن يضمن لنفسه كتلة نيابية تستند إلى قاعدة شيعية صلبة، وتستكمل بنواب متنوعين من الطوائف المختلفة، بغاية أن تتحول هذه الكتلة إلى قوة نيابية يستخدمها الحزب في مواجهة أي مخاطر دستورية أو قانونية تتصل بدوره الاستراتيجي والعسكري.

على أن ذلك لا يعني أن حزب الله يولي اعتبارا أساسيا للعملية الدستورية، فهو الذي هُزم وحلفاؤه في الانتخابات النيابية عام 2009 نجح بسطوة سلاحه في إلغاء هذا الفوز، وحول الأكثرية النيابية إلى جانبه، بل نجح في إبعاد زعيم الأكثرية النيابية بعد الانتخابات، في ذلك التاريخ، سعد الحريري من رئاسة الحكومة، والإتيان بالرئيس نجيب ميقاتي بديلا منه، أي أنّ السلاح كفيل بأن يقلب المعادلات الدستورية لصالحه مهما كانت موازين مجلس النواب.

لكن ذلك لا يلغي اهتمام حزب الله بالانتخابات النيابية منذ إعداد قانونها وإقراره، وصولا إلى التحالفات ثم إجراء الانتخابات، بغاية إظهار أن وجوده لا يزال يحظى بشرعية شعبية، فالانتخابات اللبنانية رغم ما فيها من شوائب تخلّ بمصداقيتها، لا سيما في ظل استخدام سطوة السلاح والقدرة على تزوير النتائج في بعض الدوائر الخاضعة لسلطة حزب الله كما هو الحال في البقاع والجنوب، إلا أنّها تظهر إلى حد ما مؤشرات واتجاهات الرأي والتمثيل السياسي لدى الشعب اللبناني، ودلالات التغييرات الجزئية المتوقعة في هذه الانتخابات، ومنها ما هو داخل بيئة حزب الله.

من هنا فإن حزب الله يستخدم كل ما لديه من سطوة لترتيب النتائج الانتخابية في مناطق نفوذه ليس عبر تشكيل لائحته فحسب، بل هو متفرغ هذه الأيام لتشكيل لوائح خصومه، ويستخدم كل ما لديه من تأثير سياسي ومالي وأمني في تفتيت وتشتيت لوائح الخصم، والعمل على اختراقها سياسيا.

إذ أن حزب الله بحسب بعض المصادر المتابعة للانتخابات في بعلبك، نجح نسبيا في تعميق الشرخ بين القوات اللبنانية وتيار المستقبل في هذه المنطقة، بما أربك حلفاءهم المفترضين في البيئة الشيعية، وساهم هذا الشرخ في إنعاش آمال حزب الله بمنع حصول خروقات كبيرة في لائحته.

وقد ذهب أحد الناشطين في تشكيل لائحة معارضة لحزب الله تضم كل القوى المتضررة والمعارضة، إلى القول إنّ “حزب الله ليس موجودا في لائحته الانتخابية فقط، بل إنه يدير لائحة معارضته”، ملمحا إلى “صفقة غير مستبعدة بين جهات رسمية وحزب الله من أجل منع خرق تمثيله النيابي في البقاع الشمالي، مقابل ثمن سياسي يقدّمه الحزب لهذه الجهة لاحقاً”.

وأكد الناشط المعارض لحزب الله أن الحزب مستعد لأن يدفع الكثير لمنع إحراجه في الانتخابات النيابية القادمة، وهناك من هو قابل من الذين يشاركونه في الحكم لبيع الفوز بثمن بخس، أي بمحاولة تصديع مختلف القوى المعارضة لحزب الله أو تشتيتها في لوائح انتخابية متعددة خاصة في منطقة البقاع الشمالي، وهي الهدية التي يشتهيها حزب الله اليوم في الانتخابات.

 

مَن فوجِئ بـ«نَفَس» بيان «روما 2» كان غائباً عن لبنان!

جورج شاهين/جريدة الجمهورية/الثلاثاء 20 آذار2018

ليس مفترَضاً أن يُفاجَأ أيٌّ من المسؤولين اللبنانيين بمضمون البيان الختامي المشترك بين لبنان والمؤتمرين في روما، خصوصاً تأكيده مضمون القرارات الدولية ومنها القراران 1559 و1701 أيّاً كان موقف بعض اللبنانيين منهما. وعليه، فإن شكّل البيان مفاجأة لأحد فهذا يعني أنه كان غائباً عن بيروت منذ سنوات. فما الذي يؤكّد هذه النظرية؟ ملّ العالم ومعه ممثلو الأمم المتحدة والمؤسسات الدولية والموفدون الدوليون الى لبنان ومجموعة السفراء المعتمَدين في بيروت وهم يُذكّرون اللبنانيين بمضمون القرارات الدولية، ولا سيما منها تلك التي أعقبت تفاهم نيسان 1996 ومنها القرار 1559 الذي تحدّث عن تفكيك الميليشيات وسحب الجيش السوري، والقرار 1701 الذي حظّر اقتناء السلاح أو نقله من الاراضي اللبنانية واليها من غير القوى اللبنانية الشرعية.

ولا يغفل أحد أنّ مهمة القوات الدولية المعزّزة التي انتشرت في الجنوب بعد اسابيع قليلة على وقف العمليات العسكرية في 12 آب 2006 قد اكّدت مضمون هذه القرارات وشدّدت على تنفيذها.

فالجميع يتذكّر أنّ القرار 1701 لم يتحدث عن وقف جديد للنار بمقدار ما أكّد على مبدأ وقف الأعمال الحربية على طول الحدود الجنوبية مع فلسطين المحتلة وضبط الحدود والمعابر البرّية والبحرية والجوية. وهو الذي أضاف للمرة الأولى الى نواة القوات الدولية البرّية بعد رفع عديدها مرتين مجموعة القوة البحرية التي كُلّفت حماية المياه الإقليمية وتفتيش السفن ومنع نقل الأسلحة والممنوعات من موانئ لبنان واليها. وهو ما لم يتحقّق حتى اليوم على رغم مرور 12عاماً على القرار وصدور عشرات التقارير عن موفد الأمين العام للأمم المتحدة الى لبنان الذي يحصي المخالفات لمضمونه كل ستة أشهر، ويعيد التذكير بما التزمت به الحكومات اللبنانية المتعاقبة التي اكتفت الى اليوم بالتأكيد على هذه المبادئ في بياناتها الوزارية بنصّ يُنسخ من بيان الى آخر. والى هذه المبادئ، التي حرص عليها المجتمع الدولي، شدّد الموفودون الدوليون الذين زاروا لبنان في المرحلة الأخيرة على أهمّية التزام الحكومة سياسة «النأي بالنفس» ومنع القوى اللبنانية من استمرار تورّطها، ليس في الأزمة السورية فحسب، بل في مختلف الأزمات العربية من المحيط الى الخليج. وكل ذلك على اساس أنها من صلب متطلّبات الرعاية والغطاء الدوليين اللذين يحظى بهما لبنان منذ أن انفجرت الأزمة السورية قبل سبع سنوات، وخصوصاً في المرحلة التي اقتربت فيها المخاطر الجدّية وبدأت الإعتداءات على القرى اللبنانية المحاذية للأراضي السورية على طول الحدود الشمالية والشمالية ـ الشرقية مع سوريا قبل غزوة عرسال والتلال المحيطة بها.

وقبل فترة، وعند تجديد المجموعة الدولية من أجل لبنان دعوتها الى مؤتمر «روما 2» ومن بعده الى «سيدر واحد» و«بروكسل 2» لفت المجتمع الدولي الى أهمية تجاوز أزمة استقالة رئيس الحكومة سعد الحريري من الرياض بعد أن أبدى عدد من الدول تفهّمه للأسباب الداخلية التي قادت اليها والتي هدّدت وحدة الحكومة والحدّ الأدنى من تضامنها.

وأجمع المجتمع الدولي على أهمية تأكيد سياسة النأي بالنفس شرطاً أساسياً لتعزيز كل أشكال الرعاية الدولية ومنع انزلاق لبنان أو استخدام أرضه مطيّةً لأيّ قوة داخلية أو خارجية ترغب توتيرَ الوضع فيه. وبعدم السماح لأحد بنقل أيّ مظهر من مظاهر التفجير من سوريا مقابل أن يبقى المجتمع الدولي في موقف الداعم لتجاوز الأزمات الإقتصادية ومنع انهياره وضبط حدوده بأفضل الوسائل وأقلّها كلفة تحت رعاية الأمم المتحدة. وعلى هذه الأسس بُنيت المواعيد الخاصة بالمؤتمرات الثلاثة فجاءت انتصاراتُ «فجر الجرود» وما أثبته الجيش اللبناني فيها من قدرة عالية على ضبط الوضع الأمني الى جانب التدابير التي اتّخذها لإنهاء البؤر الأمنية من طرابلس الى شرق صيدا والبقاع الشمالي ـ الشرقي. ومعه إنجازات الأجهزة الأمنية الأخرى التي أتقنت العمل الأمني الإستباقي في تعطيل وإبطال العمليات التي كانت تحضَّر له في اكثر من منطقة لاستدراجه الى الفتنة، عدا عن الجرائم التي اكتشفتها في ساعات قليلة لتعزّز أسبقيّة مؤتمر «روما 2» على المؤتمرات الإقتصادية والنازحين وصولاً الى مساعدة لبنان على تجاوز تداعياتها. وإذا كان العالم ما زال ينتظر التزامَ لبنان سياسة «النأي بالنفس» شدّد البيان الختامي لمؤتمر روما على صيغة «بيان مشترك» بين الحكومة والدول المشارِكة في المؤتمر ليقول كلمة الفصل في ملفات سياسية أبرزها الإنسحاب من ازمات المنطقة والعودة الى الداخل وتفكيك الميليشيات، وإلّا لن يكون هناك دعم يتجاوز الحاجات اليومية للجيش والقوى الأمنية. علماً أنّ العالم يفهم أنّ لبنان ليس العراق ليفكّك ميليشياته بشخطة قلم شيعية. وعندما يصل الأمر الى المعونات الإقتصادية سيظهر أنّ الشروط المطلوبة هي هي ولن يكون هناك دعم غير مشروط ما لم تلتزم الحكومة هذه القواعد. وعليه لن يكون الحديث عن موازنة شفافة عابراً لعواطف الدول الغربية. فحكوماتها تفهم في اصول الموازنات ولا تنطلي عليها الخزعبلات السياسية والمالية وما لم يؤكّد لبنان صدقيّته في توفير ما التزم به مالياً وأمنياً لن يكون له سوى الحدّ بحدّه الأدنى عسكرياً ومالياً، وما لم يفهم هذه اللغة ويريد رفضها على طريقة «عنزة ولو طارت» فمن المؤكد أنه كان غائباً عن لبنان وهو يعيش في عالم آخر، والى أن يعود الى لبنان قد يُفاجَأ بما تغيّر!؟

 

هل يتعرّض ميشال المر لمحاولة اغتيال سياسي؟ 

طارق ترشيشي/جريدة الجمهورية/ الثلاثاء 20 آذار 2018

هو شاهدٌ حيّ على الحياة السياسية بعهودها المتعاقبة منذ عشرات السنين، ومِن الراسخين الكبار في عِلم السياسة اللبنانية منذ دخوله المعتركَ السياسي في الخمسينات من القرن الماضي. وهو شهيدٌ حيّ في خدمة لبنان منذ العام 1991، حيث نجا من محاولة اغتيال آثمة نجا منها بعناية إلهية، وهو والدُ شهيدٍ حي منذ العام 2005 حين تعرّضَ نجله رئيس مؤسسة الإنتربول الدولية حالياً ونائبُ رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والداخلية سابقاً الياس المر لمحاولةِ اغتيال نجا منها بعناية إلهيّة أيضاً. وهو إلى كلّ هذا، خادمٌ أمين وراعٍ لأبناء المتن وكلِّ لبنان منذ بدأ تعاطي الشأن العام وتنقّلَ في المواقع الحكومية والنيابية، ولم يبخل يوماً في مواعيد لكلّ من قصَده طالباً خدمةً على المستويَين الرسمي أو الشخصي. هذا الشاهدُ والشهيدُ الحي، والوالد لشهيد حيّ، و«صانع الرؤساء» الذي يكاد أن تكون له في كلّ رئاسة بصمةٌ، يتعرّض لمناسبةِ استحقاق الانتخابات النيابية لـ«حرب إلغاء»، بل لمحاولة اغتيالٍ سياسي بغية إزاحتِه عن خدمة المتنيّين الذين أحبَّهم دوماً وأحبّوه في كلّ الظروف، وكذلك إزاحته عن زعامةٍ لطالما كانت ولا تزال منقادةً إليه، سواء على مستوى طائفته أو على المستوى الوطني.

فالمر يَكظُم الغيظَ منذ انتخابات 2009 وحتى اليوم على رغم «حرب إلغاء» يتعرّض لها، ولكنّه رغم كلّ هذا دأبَ على إيثارِ التوافق على التصادم رغم كلِّ الطعناتِ التي تلقّاها، والجميعُ يعرف الظروفَ التي دفعته إلى الافتراق عن التحالف مع تكتّل «التغيير والإصلاح» محتفظاً بالعلاقة الطيّبة مع عون. حتى إنه في انتخابات 2009 ظلّ يُراهن حتى اللحظة الأخيرة على التوافق مع العونيّين، ولكنّهم رفضوا، فخاضَ الانتخابات وفاز خارقاً والنائب سامي الجميّل لائحتَهم المقفَلة. ولكنّه مع ذلك ظلّ محافظاًعلى العلاقة الودّية والعائلية مع عون. وتبادلُ الزيارات والتلاقي في المناسبات لم ينقطع بينهما.

ومنذ ما قبلَ صدورِ قانون الانتخابات الجديد، والمرّ يَنشُد تجنيبَ المتن معركةَ «كسر عظم» انتخابية، ساعياً إلى تحالفٍ انتخابيّ مع الآخرين وعلى رأسهم «التيار الوطني الحر» والأرمن (حزب الطاشناق وغيره)، في الوقت الذي كان البعض، وخصوصاً بعض اللصيقين، أو يدَّعون اللصاقة بعون، يصطادون في الماء العكِر ويحاولون نتيجة حقدٍ دفين أن يوغِروا صدرَ رئيسِ الجمهورية ضدّ «أبو الياس» نظراً لشعورهم بأنّ قوّته الشعبية والانتخابية كانت ولا تزال تُشكّل خطراً على وجودهم الطريّ العود على الساحة المتنية خصوصاً وعلى الساحة السياسية عموماً، وقد انكشَفت محاولاتُهم هذه أيامَ الانتخابات البلدية قبل أقلّ مِن سنتين كيف أنّهم حاولوا تأليبَ بعضِ القواعد الشعبية في عددٍ من بلدات المتن ضد «أبو الياس» ولكنّهم فشلوا في ذلك، وإذا بأنصاره ومؤيّديه يفوزون بالغالبية الساحقة من المجالس البلدية المتنية، وقد توَّجوا هذا الفوز بإعادة انتخاب السيّدة ميرنا ميشال المر رئيسةً لاتّحاد بلديات المتن، وهو المنصب الذي تشغله منذ أكثر من عشر سنوات. وقبل أقلّ مِن شهرين، وفي سياق رغبتِه الصادقة بضرورة تجنيبِ دائرة المتن الشمالي المعركة الانتخابية بادرَ «أبو الياس» إلى زيارة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، فكان لقاءٌ ودّي بينهما انتهى إلى توافقٍ على تحالفٍ انتخابي يَجمع كلَّ المكوّنات المتنية في لائحةٍ واحدة، علماً أنّ حزب «الطاشناق» برئاسة النائب آغوب بقرادونيان كان قد بادر منذ ما قبل إقرار قانون الانتخاب الجديد وبالاتفاق مع المر إلى خوض مفاوضاتٍ مع «التيار الوطني الحر» لخوض الانتخابات في دائرة المتن بلائحة ائتلافية.

بل أكثر من ذلك، بادرَ بقرادونيان إلى الإعلان في أكثر من مناسبة، وحتى الأمس القريب، بأن لا انفكاك في «التحالف التاريخي» القائم بين «أبو الياس» وحزب الطاشناق، وأنّ الطرفين ذاهبان إلى خوض الانتخابات معاً كالعادة في كلّ انتخابات، ولكن ما يحصل منذ أكثر من أسبوعين هو بروزُ ضبابيةٍ بدأت تلفُّ مواقفَ «التيار الوطني الحر» تكاد ترتقي إلى مستوى الابتعاد عن التحالف مع المر. لكن من كانوا يريدون التحالفَ مع المر لم يكتفوا بالابتعاد عن التحالف معه فقط، بل اندفعوا إلى استخدام أساليب الترغيب والترهيب ضدّ بعض مؤيّديه الذين لم يأبَهوا لذلك، إلى درجة أنّ هذين الترهيب والترغيب طاوَلا ويطاولان كلَّ مرشّح يفاوض أو قرَّر الانضمام إلى اللائحة الانتخابية التي يعمل أبو الياس على تشكيلها حاليّاً. ولكنّ هؤلاء عندما أدركوا أنّ ما قاموا به حتى الآن لم يغيّر في قوّةِ المر الشعبية، بادروا إلى عملية اجتياح إدارية لدائرة المتن بترغيب وترهيب فاعليات وقواعد مؤيّدة له، حيث مارَسوا صرفَ نفوذٍ وعزَلوا بعض الموظفين الكبار، وعيّنوا مؤيّدين لهم في مكانهم بغية ممارسة «رِشى» خدماتية إدارية لاستمالة الناخبين لينتخبوا لوائحَهم.

ولم يقف الأمر بخصوم المر الجُدد عند هذا الحد، بل تجاوزوه إلى تهديد بعضِ الموظفين الذين عزَلوهم بفتحِ ملفّات لهم إنْ فكّروا في البقاء على تأييدِهم وعائلاتهم له انتخابياً وسياسياً، وذلك في ما يُشبه «حرب إلغاء» يشنّها هؤلاء ضد «أبو الياس»، علماً أنّ مِثل هذه الحرب لا ينفكّون عن استحضارها وشنِّها منذ عشرات السنين، وما كلامهم عن «التسونامي» من حين إلى آخر إلّا دليلٌ على حلمهم بـ«تسونامي» جديدة لكنّها لن تحصل هذه المرّة لأنّ قانون الانتخاب الجديد الذي يعتمد النظام النسبي سيُعطي كلّ ذي حجمٍ حجمه، وكلَّ ذي حقّ حقَّه، رغم كلّ ما يعتريه من ثغرات، وأبو الياس واثقٌ من حقّه ومن حجمِه منذ الآن لأنّه يثقُ بالقاعدة الشعبية التي تكنُّ له المحبّة والوفاء، وهي ستخوض المعركة معه تحت عنوان «الوفاء لميشال المر»، والوفاء لمن وقفَ إلى جانب المتنيّين يوم تخلّى الجميع عنهم بذرائع واهية. سيخوض أبو الياس معركته الانتخابية على رأس لائحةٍ لن يَحولَ الخصوم دونَ ولادتِها وشيكاً، سيخوضهاً قوياً لأنّ المتنيين يعرفون مَن صَنع الإنماءَ في المتن، وإنجازاتُه في هذا المجال واضحة تحت الشمس وليست ادّعاءً. لا يمكن «أبو الياس» ولا أحداً مِن مؤيّديه أو مِن غير المؤيدين أن يعتقد أنّ رئيس الجمهورية يَقبل بـ«حرب الإلغاء» التي يتعرّض لها المر.. بل إنّ «أبو الياس» يُنزّه الرئيسَ عن كلّ ما يتعرّض له.

فأبو الياس، رغم ما يتعرّض له من طعنات في الظهر، يدرك جيّداً أنّ مَن يُطعَن في الظهر هو مَن يكون دوماً في المقدّمة، وقد قال أحدهم يوماً: «كلّما طُعِنتُ في الظهر أشكر الله على أنّني ما زلتُ في المقدّمة». لم يُخطئ أبو الياس يوماً في حقّ أحد، وتحديداً في حقّ مَن يحاولون إقصاءَه اليوم. فعندما تحالفَ معهم سابقاً إنّما حالفَهم بصدقٍ وشرف، وعندما خرج من التحالف، إنّما أُحرِج فأُخرِج، ومع ذلك لم يتّخذ منهم موقعَ الخصومة، ولا العداوة، بدليل أنه في استحقاق انتخابات رئاسة الجمهورية، انتخَب عون علناً وبلا تردُّد، رغم إدراكه المسبق أنّ بعض المحيطين بالرئيس «لن يغيّروا ما في ذات الصدور». ميشال المر هو أحد الكبار الكبار في البلاد، وسيبقى كبيراً ما عاش، ولكنّ القوم الذين لا يوقّرون كبارَهم سيبقون صغاراً، ولن يفيدهم ما حظوا به من ترفيعٍ سياسي آليّ سيكتشفون يوماً أنّه ليس سوى زَبدٍ سيذهب جُفاء، وإنّ ما ينفع الناس، والذي صَنعه أبو الياس وغيرُه من الكبار أمثاله، سيبقى الماكث في الأرض إلى أبد الآبدين.

 

ماذا قال عون عن مصير المصالحة مع «القوات»؟

ماد مرمل/جريدة الجمهورية/الثلاثاء 20 آذار 2018

غالب الظن، أنّ الكلام الانتخابي سيصبح من دون «جمرك»، كلما اقترب موعد الانتخابات النيابية، كون معظم القوى السياسية باتت تتصرّف على أساس أنّ كلّ شيء يهون من أجل الظفر بمقعد نيابي. وقد عكس التوتر المتسرّب الى المنابر ومنصّات «تويتر» الميل المتزايد لدى الأفرقاء الى تحرير قاموس التخاطب من الضوابط، كلما دعت الحاجة، على قاعدة أنّ الفوز في الانتخابات فوق كل اعتبار.ولعلّ السجالات الحادة التي سُجّلت خلال الايام الماضية بين القوات اللبنانية وتيار المستقبل، أو بين «القوات» والتيار الوطني الحر، وغيرها من الاحتكاكات الكلامية على جبهات أخرى، انما تدلّ على أنّ حمى الاستحقاق الانتخابي بدأت تفعل فعلها في أدبيات القوى الداخلية الساعية الى شدّ عصب ناخبيها حتى حدود التعصّب إذا لزم الامر. ويمكن القول إنّ افتراق «القوات» و«التيار» انتخابياً بات مؤكّداً في معظم الدوائر الانتخابية، الامر الذي يؤشر الى تصعيد إضافي متوقع في الخطاب السياسي والاعلامي المتبادل خلال الفترة الفاصلة عن 6 أيار، لا سيما أنّ الملفات الخلافية المتصلة بإدارة شؤون الدولة والناس آخذة في التراكم على خط الرابية- معراب.

وكانت المفاوضات بين «القوات» و«التيار» قد تدرّجت سقوفها نزولاً من احتمال التحالف في كل لبنان، الى احتمال التحالف على القطعة، وصولاً الى التسليم بخيار التنافس الانتخابي الذي بات محسوماً بعد سقوط فرص التفاهم الشامل او الجزئي، في معظم الدوائر، وفق ما يؤكّد مصدر قواتي بارز، قائلاً: لا تحالف مع التيار، لكنّ التواصل موجود..

وتحاول قيادتا الطرفين حماية المصالحة الاستراتيجية التي تمّت بينهما من شظايا القصف الانتخابي العشوائي، وهي مهمة لا تخلو من الصعوبة في ظلّ خلافهما الحاد حول مسائل حيوية تتعلق بالكهرباء وتلفزيون لبنان والتعيينات الادارية وغيرها من الامور.

وفي إطار السعي الى حصر الأضرار الجانبية للمعارك الانتخابية المتوقعة في المناطق المسيحية، أكّد الرئيس ميشال عون لوزير الاعلام ملحم رياشي خلال أحد لقاءتهما حرصه على حماية المصالحة بين «التيار» و«القوات»، مع ترك التنافس الانتخابي يأخذ مجراه، كما يحصل بين أيِّ طرفين سياسيَّين متنافسَين، وهو الامر الذي شدّد عليه ايضاً رئيس «القوات» سمير جعجع.

ويؤكّد المصدر القواتي البارز في هذا السياق أنّ إيقاظ الشياطين النائمة في الساحة المسيحية مرفوض وممنوع، وكل محاولة لإحياء الأحقاد القديمة لا تعكس ارادة قيادتي «التيار» و»القوات»، بل تبقى المسؤولية عنها فردية ومحصورة، من غير أن ينفي ذلك حقيقة أنّ هناك اختلافاً واسعاً حول كيفية مقاربة العديد من الملفات الداخلية، «وهو اختلاف نسعى الى إبقائه تحت السيطرة، في انتظار ظهور نتائج الانتخابات في 7 أيار، وحينها يُبنى على الشيء مقتضاه، فإما أن نتحالف أو نتخاصم، إنما على قاعدة عدم نسف أسس المصالحة».

لكن على ارض الواقع، يبدو واضحاً انّ اختلاف «القوات»- «التيار» في شأن الكهرباء تجاوز «قواعد الاشتباك» المتّفق عليها، واتّخذ منحىً تصاعدياً تحت وطأة الحملات المتبادلة التي بلغت حدّ «التعنيف اللفظي» والتشهير وتوجيه الاتّهامات بالفساد وإبرام الصفقات المشبوهة والادارة السيّئة، لدرجة أنّ وزير الصحة القواتي غسان حاصباني المعروف بدبلوماسيّته لم يتردّد قبل يومين في استخدام لهجة قاسية ضد «التيار الحر» في معرض تطرّقه الى ازمة الكهرباء.

وبينما لا يزال «التيار الحر» يحاول تعويم بواخر الكهرباء، عُلم أن احد كبار مسؤولي شركة «هيدروكيبك» الكندية عرض على أحد الوزراء القواتيين خطة لإنقاذ القطاع الكهربائي في لبنان، تلحظ إمكان إنتاج الطاقة في غضون ثلاثة اسابيع تقريىاً، من دون الحاجة الى الاستعانة بالبواخر، وذلك خلال المرحلة الانتقالية التي تفصل عن الانتهاء من تشييد المعامل الثابتة.

وسيعرض الوزير القواتي تلك الخطة على قيادته لدرسها والتدقيق فيها، قبل اتّخاذ أيّ قرار بصددها، سواءٌ لجهة اعتمادها أو صرف النظر عنها.

إنذار قواتي!

قضية خلافية أخرى قد تفضي الى مزيد من التأزّم في علاقة الرابية- معراب، ما لم يتم تداركها قريباً، وهي تلك المتعلقة بتعيين رئيس جديد لمجلس ادارة تلفزيون لبنان، مع إبقاء هذا البند قيد الحجز في «الحجر السياسي» ورفض ادراجه ضمن جدول اعمال مجلس الوزراء، على الرغم من إلحاح وزير الإعلام.

وعُلم في هذا الاطار، أنّ وزير الاعلام قرّر أن يعقد مؤتمراً صحافياً قبيل قرابة اسبوع من موعد اجراء الانتخابات النيابية من أجل بق «بحصته» وتسمية الاشياء بأسمائها، إذا لم يبادر رئيسا الجمهورية والحكومة الى التجاوب مع طلباته المتصلة بوزارته، وفي طليعتها تعيين رئيس مجلس ادارة التلفزيون، من دون ربط ذلك بإزاحة مديرة الوكالة الوطنية للإعلام لور سليمان التي يرفض الوزير المقايضة على مصيرها، مؤكّداً أنه لن يقبل بالاستغناء عنها نتيجة حسابات بترونية، مهما طالت ازمة تلفزيون لبنان، غامزاً من قناة «التيار الحر» ورئيسه جبران باسيل.

وتتّهم أوساط قواتية صراحة «التيار الحر» باعتماد نهج المحاصصة في الإدارة والتعيينات، مشيرة الى أنّ همّ معراب يتركّز على الحؤول دون أن تؤثر نزعة المحاصصة على مبدأ المصالحة.

 

تحالفات ومفاجآت في «الشمال المسيحي»

ألان سركيس/جريدة الجمهورية/الثلاثاء 20 آذار 2018

إذا لم تحصل مفاجأةٌ في ربع الساعة الأخير، ويتّفق حزبا «القوات اللبنانية» و»الكتائب اللبنانية» على المقعد الماروني في البترون، فإنّ الصورة الانتخابية تتّجه الى تأليف 4 لوائح أساسية في دائرة الشمال المسيحي التي تضمّ أقضية البترون- بشرّي- الكورة- زغرتا إضافة الى لوائح للمجتمع المدني.

تعيش الدائرة الثالثة في الشمال شدَّ حبال طبيعياً يسبق كل انتخابات، لكنّ اللافت أنّ العناوين الكبرى قدّ سقطت مع اقتراب موعد 6 أيار. وإذا كانت القوى والأحزابُ المسيحية تعتبر أنّ المعركة هي سياسيّة بامتياز، إلّا أنّ الناخبَ الشمالي يُسقط من ذهنه كل تلك الحسابات الكبرى.

لا يفكّر إبنُ البترون أو زغرتا أو بشري أو الكورة، بأنّ ما يجري في دائرته هو صراعٌ خفيّ على رئاسة الجمهورية بين رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع ورئيس «التيار الوطني الحر» الوزير جبران باسيل ورئيس تيار «المردة» النائب سليمان فرنجية، ولا يتوجّه الى صناديق الإقتراع وفي ذهنه أنّ صوته سيحدّد الزعيمَ المسيحيّ الأقوى الذي سيتزعّم مسيحيّي لبنان والشرق، كذلك فإنّ الناخب الشمالي لم يعد يكترث بالخلافات المسيحية الداخلية، «فالكل تَصالح مع الكل». ورغم أنّ الشمال المسيحي مُسيَّس الى أقصى درجة، وفيه 3 من قادة الموارنة، إلاّ أنّ العصبَ العائلي والمناطقي ما زال حاضراً بقوّة، ولم تستطع الأحزابُ والتياراتُ الكبرى تحويلَ المعركة سياسية فقط. وهنا تطلّ عائلاتٌ كبرى برأسِها مجدّداً على الساحة، مثال: الدويهي، معوض، فرنجية، مكاري، طوق، رحمة، كيروز، جعجع، غصن، سعادة، حرب، يونس، مراد، طربيه، وكوكبةٌ كبيرة من العائلات التي تبحث عن دورٍ وسط التزاحم على المقاعد النيابية.

والجدير ذكره، أنّ أحداً غيرُ مستعدّ للدخول في المعركة جدّياً قبل 26 آذار، الموعد النهائي والأخير لتسجيل اللوائح في وزارة الداخلية. وحتّى الساعة، فإنّ مشهدَ انتخابات 2009 لن يعود مجدّداً، حينها، كانت 8 و14 آذار تتواجهان في الأقضية الأربعة حيث اعتُمد قانون «الستين».

وتظهر اليوم أربع لوائح أساسية على الساحة، وربما تتألّف لائحة أو أكثر لما يُعرف بـ«المجتمع المدني»، واللوائحُ الأربع هي:

- لائحة «القوات اللبنانية» وتضمّ كلّاً من النائب ستريدا جعجع والمرشح جوزف اسحاق في بشري، النائب فادي كرم في الكورة، المرشحَين فادي سعد في البترون وماريوس البعيني في زغرتا.

- لائحة «التيار الوطني الحرّ» وحركة «الإستقلال» وتضمّ، الوزير جبران باسيل في البترون، المرشحَين جورج عطالله في الكورة وسعيد طوق في بشري، الوزير بيار رفول ورئيس حركة «الإستقلال» ميشال معوض في زغرتا، فيما لم يُحسم إنضمامُ النائب السابق جواد بولس من عدمه الى اللائحة.

- لائحة تحالف «المردة» و«الحزب السوري القومي الاجتماعي» والنائب بطرس حرب والتي تضمّ المرشح طوني فرنجية والنائبَين إسطفان الدويهي وسليم كرم في زغرتا، النائبَين السابقين سليم سعادة وفايز غصن في الكورة، حرب في البترون، والمرشح وليم طوق في بشري مع إمكان إنضمام روي عيسى الخوري إلى صفوفها.

- لائحة «الكتائب» وبعض قوى «14 آذار» وتضمّ النائب سامر سعادة والدكتور شفيق نعمة في البترون، النائب السابق قيصر معوّض في زغرتا، مرشح «اليسار الديموقراطي» جورج منصور في الكورة، والمرشح رياض طوق في بشري.

وهذه اللائحة غير مكتملة وغير نهائية، في انتظار إجراء بعض الإتصالات، ومن المتوقّع أن تخوض الإنتخابات بعشرة مرشحين، وتهدف الى تأمين الحاصل الإنتخابي كمرحلة أولى، والخرق بمقعد على الأقل. ويُتوقّع أن تحوز هذه اللائحة على دعم حزب «الوطنيين الأحرار» والوزير السابق أشرف ريفي، خصوصاً أنّ هناك عدداً لا يُستهان به من الأصوات السنّية تتوزّع بين أقضية البترون والكورة وزغرتا.

ويبقى الأساس هو مع مَن سيتحالف مرشّح تيار «المستقبل» النائب نقولا غصن في الكورة، حيث باتت الخياراتُ محصورةً بين «القوات اللبنانية» و«التيار الوطني الحرّ». ويرجّح البعض أن يتحالف غصن مع «التيار الوطني الحرّ» لأسباب عدّة أبرزها أنّ فرصَ الفوز مع «التيار» أكبر من «القوات»، خصوصاً أنّ النائب كرم يتفوّق على الجميع كورانياً. ومن جهة ثانية، فإنّ الحلفَ بين «المستقبل» و«القوات» إنهار في غالبية الأقضية، ومن المتوقع أن ينسحبَ هذا الأمر على دائرة الشمال المسيحي.

ويؤكّد غصن لـ«الجمهورية» أنّه «مرشحُ «المستقبل»، وأنّ مسألة إنسحابه من المعركة يقرّرها «المستقبل» والرئيس سعد الحريري. ويشدّد على أنّ «تحالفاته ستظهر في اليومين المقبلين، وعندها يكون لكلّ حادث حديث».

إذاً، تبقى التغيّرات في التحالفات رهينة الساعة الأخيرة، في حين أنّ المفاجآتِ الكبرى قد تحدث في 6 أيار، وربما تُظهِر الصناديق أحجاماً جديدة غير المعروفة حالياً.

 

شيعة القُصير: الصوت التفضيلي لجميل السيِّد

ناصر شرارة/جريدة الجمهورية/الثلاثاء 20 آذار2018

وحده المدير العام السابق للأمن العام اللواء جميل السيد، تعامل معه حزب الله «إستثناء»، وسمّاه خلال مفاوضاته الانتخابية مع حركة «أمل»، بصفته مرشّحاً غير معلن عنه في دائرة بعلبك ـ الهرمل. والواقع أنّ مصطلح «استثناء» يتمّ إدراجه هنا، نظراً لأنّ الحزب قرّر أن يخوض انتخابات 2018 بمرشّحين حزبيّين. وهو أصرّ على تنفيذ قراره هذا، على رغم معارضة قاعدته الاجتماعية ولا سيما في البقاع التي طالبته بتطعيم لائحته بشخصيات مستقلة لها حضورها الاجتماعي والعشائري، خصوصاً أنّ هذه الشخصيات تؤيّد استراتيجية المقاومة التي يعتبرها الحزب جوهر مشروعه السياسي.

في لقاءاته مع فعاليات دائرة الهرمل - بعلبك، شرح الحزب وجهة نظره في شأن اصراره على ترشيح حزبيّين، معتبراً أنّ هذا القرار يجيب على طبيعة التحديات الدولية والإقليمية الشرسة التي يتوقع أن تواجهه في مرحلة ما بعد الانتخابات، وبالتالي فإنّ «على جمهور الحزب أن يقترع لمشروع المواجهة، وليس لأشخاص».

لقد اضطر الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله، لأن يشارك شخصياً في ادارة انتخابات هذه الدائرة، ما يدلّ على أنّ حجم إعتراض إجتماعها على أداء الحزب بتشكيل لائحته فيها، بلغ حدّاً غير قليل. ولا شك في أنّ ترشيح اللواء السيد على لائحة الحزب في دائرة بعلبك ـ الهرمل، اضاف للمعترضين سبباً إضافياً طرحوه في جدالهم مع قيادة «حزب الله»، ومفاده أنه طالما هناك قرار بحصر ترشيحات الحزب بحزبيّين لأسبابٍ تتّصل بتحدّيات المرحلة المقبلة، فلماذا يتمّ خرقه حصراً بجميل السيد، ولا يتم إضافة استثناءات اخرى عليه، كترشيح شخصيات ملتزمة بمشروع الحزب، ولها وزنها داخل البيئة الإجتماعية لتلك المنطقة؟.

واستتباعاً يثير حصر الإستثناء باللواء السيد فقط، ملاحظات اخرى ضمن الاطار نفسه، ومنها أنّ اللواء السيد هو من منطقة زحلة، أي من خارج منطقة بعلبك ـ الهرمل، ما يدعو المعترضين الى طرح اسئلة من نوع: لماذا لم يتمّ ترشيحه عن الدائرة التي ينتمي اليها، في حين يرشّح بدلاً عنه في دائرته (زحلة) شخصية حزبية (انور جمعة). وواضح أنّ هذه الإنتقادات تطرح إعتبارات مناطقية ومحلّية، توصّلاً الى تظهير شكواهم من أنّ الترشيحات التي اعلنها الحزب عن دائرتهم يسودها غير خلل.

وثمّة ميل واسع داخل الكواليس الشيعية المتابعة لملف ازمة الاعتراض داخل القاعدة الاجتماعية على ترشيحات «حزب الله»، لإعتبار أنّ منشأ فكرة ترشيح اللواء السيد، تكمن في رغبة الحزب بالحفاظ على تمثيل «الحصة السورية» داخل المعادلة النيابية الشيعية في لبنان.

ويُقال في هذا الصدد انه خلال المفاوضات بين حركة «أمل» والحزب للتفاهم على تشكيل لوائحهما المشتركة في كل الدوائر المشاركين فيها، برز انتقاد من جانب «أمل» على تسمية اللواء السيد، وطالبت بأن تتمّ تسمية النائب عاصم قانصوه، او أيّ شخصية بعثية أخرى كمرشح عن الحصة السورية على لوائحهما المشتركة. ولكنّ الحزب ابلغ الى حركة «أمل» أنّ قرار تسمية اللواء السيد ليس من «عندياته» بل من دمشق. كان المطروح بداية ترشيح اللواء السيد في دائرة زحلة التي ينتمي اليها (من بلدة النبي أيلا)، ولكنّ «جوجلة» الحسابات الإنتخابية التي أجرتها ماكينة حزب الله، فضلت ترشيحه عن دائرة بعلبك ـ الهرمل.

وتمّ طرح اكثر من تعليل لهذا القرار، منها أنّ اللواء السيد بما يملكه من ميزات شخصية، يمكن له أن يقوم بدور نشط في لعبة تسهيل عملية اقناع المعترضين في البقاع على تشكيلة لائحة الحزب، خصوصاً أنه من خلال عمله الطويل على رأس الأمن العام، نسج علاقات تفاعل في تلك المنطقة التي طالما كانت تقصده للتظلّم من كثرة الوثائق الصادرة في حق أبنائها عن الأجهزة الأمنية.

أضف الى أنّ الحزب توقّع أنّ ترشيح اللواء السيد عن هذه الدائرة سيلبّي حاجة معنوية لديها، وسيطرحه بصفته شخصية «سياسية زعامية» قادرة لدى وصولها الى مجلس النواب على متابعة قضاياها داخل الدولة بقوة.

ولكن كل هذه التكهنات الإيجابية واجهت إعتراض فاعليات المنطقة التي نظرت الى معنى ترشيح السيد - وليس بالضرورة الى شخصه - من منظار أنّ هذا الترشيح هو دليل اضافي على أنّ الحزب لم يراع في ترشيحاته في منطقة بعلبك ـ الهرمل خصوصياتها الاجتماعية، وأنه ليس فقط رفض تسمية غير حزبيين لتمثيلها على لائحته، بل إنه حينما كسر قراره، وسمّى غيرَ حزبيّين، فإنه فرض عليها شخصية من خارج منطقتها. وبحسب مصادر فاعليات بقاعية، فإنّ نقل ترشيح السيد من زحلة الى بعلبك ـ الهرمل، تقف وارءه حساباتٌ ذات صلة «بترشيد ادارة الصوت الشيعي التفضيلي في الدوائر الانتخابية كافة»، ففي زحلة يملك الحزب حاصلاً تفضيليّاً شيعيّاً مضمون لمرشحه (نحو 17 الف مقترع)، أما في دائرة بعلبك ـ الهرمل التي فيها خمس نواب شيعة، فليس مضموناً ضمن اجواء الاعتراض الحالية، أن لا يتم خرق واحد من المرشحين الخمسة على لائحة الثنائي الشيعي.

وبما انّ معركة هذه الدائرة تحتّم إستخدام كل طاقة الماكينة الانتخابية والسياسية للحزب فيها، لمنع حصول اختراق المرشح الشيعي الخامس، فإنه تم اعتبار انّ ترشيح اللواء السيد في هذه الدائرة سيخفف عن ماكينة الحزب فيها عبء تأمين الاصوات التفضيلية له، اذ ستضطلع دمشق بهذه المهمة وذلك من خلال تأمين نحو سبعة آلاف صوت تفضيلي له من الشيعة اللبنانيين القاطنين في قرى منطقة القصير السورية الذين ينتخبون في دائرة بعلبك ـ الهرمل. وبهذا المعنى فإنّ الحزب ومعه حركة «امل»، سيركّزان جهدهما لحشد الاصوات لمصلحة اربعة مرشّحين شيعة بدلاً من خمسة.

عام 2009 تمّ الإستنجاد باصوات شيعة منطقة القصير، لتأمين فارق نجاح مرتفع للائحة «الثنائي الشيعي» في دائرة بعلبك ـ الهرمل. ولكنّ ظروف المعركة آنذاك لم تكن تحتاج لحشدهم على نحو استثنائي. ولكن في ظروف المعركة الحالية التي يواجه فيها الثنائي إحتمال خرق لائحته بمرشّح شيعي، يبدو انّ الحزب قرّر ترك مصير فوز المرشح الخامس على لائحته، أي اللواء السيد، على عاتق جهد مضمون تقوم به «ماكينة دمشق» في 6 أيار عبر نقل نحو 7 آلاف صوت تفضيلي من شيعة القصير الى صناديق إقتراع دائرة بعلبك ـ الهرمل ليضعوا علامة «صح» الى جانب صورة السيد.

 

اتفاقات "مالية" عقدوها في السر.. إليكم التفاصيل

ناصر زيدان/"الأنباء الكويتية/19 آذار 2018

رغم الأجواء الملبدة انتخابياً من جراء صعوبة تطبيق القانون، وعلى خلفية صعوبة ترتيب اللوائح الملزمة قبل 26 مارس الجاري، أضفى إقرار الموازنة العامة في مجلس الوزراء جوا من التفاؤل في الاوساط النقدية. وموازنة العام 2018 التي تضمنت تخفيضات على العجز العام من 9666 مليار ليرة كما كان مطروحا الى 7268 مليارا وفقا لما انتهت اليه، بلغت النفقات فيها 23854 مليارا + 2100 تغطية عجز الكهرباء. بينما بلغت تقديرات الواردات 18686 مليار ليرة، بزيادة 750 مليارا عن العام 2017، من دون لحظ اية زيادة ضرائبية جديدة. سبة النمو المقدرة للعام 2018 لا تتجاوز 2%، وهذا عامل سلبي جدا، لأن الاقتصاد اللبناني يحتاج الى 10% نمو ليستطيع ان يتكيف مع الاعباء الملقاة على عاتقه، ولكن مسحة من التفاؤل تبعثها المؤتمرات الدولية لمساعدة لبنان، والمنتظر أن تساعد الاقتصاد اللبناني على مواجهة التحديات الخطيرة الناتجة خصوصا عن اعباء الدين العام الذي بلغ 80 مليار دولار، وعن الضغط الذي يسببه وجود اكثر من مليوني نازح سوري وفلسطيني على ارضه. الخلافات العلنية بين القوى السياسية اللبنانية كبيرة جدا، ومنها ما بدأ يأخذ أبعادا طائفية او مذهبية، كالسجال بين رئيس التيار الوطني الحر وزير الخارجية جبران باسيل ووزير المالية (القيادي في حركة امل) علي حسن خليل. ومنها خلافات على الاولويات في إدارة شؤون الدولة، وبعض الخلافات له طابع دولي واقليمي، نظرا لارتباطات بعض القوى المحلية بتحالفات خارجية. رئيس الحكومة سعد الحريري اعلن من روما، ان كافة القوى السياسية اللبنانية ملتزمة بسياسة النأي بالنفس عن الملفات الخارجية الحساسة، لاسيما حول الموضوع السوري المختلف عليه. الحريري يحاول تدوير الزوايا بمهارة فائقة تعرّضه احيانا للانتقاد، لأنه يدرك خطورة الاوضاع الاقتصادية، وصعوبة معالجتها، فيما لو عادت المناكفات السياسية الى الواجهة. لذلك فهو يبتعد عن السجالات، ويتجاهل بعض الاستفزازات، ويتعاطى بمرونة فائقة لتمرير المرحلة بأقل خسائر ممكنة، لأنه يدرك أن اي خروج عن سياق التفاهمات، يؤدي الى انهيار محتم، من جراء مجموعة من العوامل الاقتصادية والامنية الضاغطة. برغم الخلافات العلنية الكبيرة، فإن التفاهمات السرية كانت واضحة، وحملت دلالات واسعة في هذه المرحلة بالذات، ولولا هذه التفاهمات الضمنية، لم يكن بالإمكان إقرار الموازنة بهذه السرعة الفائقة.حيث أقرتها اللجنة المختصة التي تجمع وزراء لا يتحدثون مع بعضهم البعض، من جراء القطيعة السياسية بينهم (تحديدا وزراء أمل ووزراء التيار الوطني الحر) ومن ثم اقرها مجلس الوزراء بجلسة خاطفة، وأحيلت في نفس اليوم الى القصر الجمهوري ووقع رئيس الجمهورية على مرسوم إحالتها الى مجلس النواب فورا، كما وقع على مرسوم فتح دورة استثنائية لمجلس النواب، لإقرارها بالسرعة المطلوبة. انقذت التفاهمات السرية بين القوى الرئيسية الممثلة بالحكومة ـ بما فيها حزب الله ـ المؤتمرات الدولية الثلاثة لدعم لبنان، لأن القوى الدولية الكبرى اشترطت على الحكومة اللبنانية تخفيض العجز وإقرار الموازنة، لمساعدة لبنان. وهكذا حصل. لكن التفاهمات السرية الممكنة على الملفات الاقتصادية والمالية، متعذرة بطبيعة الحال في ملف التحالفات الانتخابية.

 

إئتوا بكاظم الخليل إلى انتخابات 2018

نقولا ناصيف/الأخبار/الإثنين 19 آذار 2018

ذات يوم وصف غسان تويني الحلف الثلاثي بأنه "طليعة دولة النصارى». كان مع ذلك الى جانبه ضد فؤاد شهاب. عام 2005 قال وليد جنبلاط بعد ما سُمّي "تسونامي" ميشال عون في الانتخابات النيابية انه يعيد احياء موجة الحلف الثلاثي وإن منفرداً. لكنه اضاف ان الحلف الثلاثي صنع الحرب الاهلية

تواجه انتخابات 2018 في دوائر شتى اكثر من ازمة ثقة بين الحلفاء، وحلفاء الحلفاء. هي اقرب الى انتخابات تناتش مقاعد، منها الى استحقاق دستوري يتوخى تداولاً ديموقراطياً للسلطة ونشوء طبقة سياسية جديدة وفق برامج انتخابية لم تكن مرة، في تاريخ الانتخابات النيابية المتعاقبة، سوى قشرتها. ازمة ثقة بين تيار المستقبل والقوات اللبنانية، وبين هذه والتيار الوطني الحرّ، وبينه وتيار المستقبل، وبين القوات اللبنانية وحزب الكتائب، وبينهما وسواهما وتيارات سياسية وقوى وزعماء الاقضية ــ في الشارع السنّي كما في الشارع المسيحي ــ تبدأ من عكار شمالاً، مارة بدوائر الغالبية السنية، تمدّداً الى دوائر الغالبية المسيحية، شرقاً الى البقاع الشمالي، وصولاً الى زحلة والبقاع الغربي، هبوطاً غرباً الى بيروت، ثم الى صيدا: كيف يتنزع هذا الفريق من ذاك مقعداً يريده، ولا يتنازل عن آخر زائد.

ليس ما يجري في انتخابات 2018 سابقة. قبلها استحقاقات شتى خبرت التنافس الى حد التناحر. بيد انه الآن داء بلا دواء. خليط الخلافات والتزاحم ينتشر بين المذاهب، وبين الطوائف، كما لو ان احداً لم يعد ــ بفضل الصوت التفضيلي ــ حليف احد. ليس ثمة مرجعية تعثر على حل وفق معادلة حصة تميّز الحق في مقعد عن الطمع فيه. في انتخابات 2005 و2009 كان يكفي سعد الحريري ووليد جنبلاط ان يدلا حلفاءهما المسيحيين في قوى 14 آذار على المقاعد القليلة ــ بأصوات ناخبيهما ــ كي يسلّم هؤلاء بالحصة على مضض. اليوم بات كل منهم يحدّد بنفسه، ولنفسه، حصته وإن اقتضى منافسة حليفه. رغم الحدة هذه، يتصرّف الحلفاء السابقون كما لو انهم لا يزالون كذلك.

عندما وزّع كاظم الخليل حصص ثلاثة زعماء موارنة، فرضيوا بها

ما يحتاجون اليه، هم الباحثون عن لغز صنع ائتلافاتهم لانتخابات 2018، هو مَن يجعلهم جميعاً رابحين وليس بينهم خاسر، على غرار ظنّهم ان قانون الانتخاب الجديد، حينما اقروه معاً في حزيران 2017، سيقودهم الى هذا الحساب.

كاظم الخليل هو الرجل الذي يتطلّبه الافرقاء المتناحرون على المقاعد. قبلهم كانت ظاهرة الحلف الثلاثي اسطع دليل على ما يشبه هذه الايام، وإن اقتصرت حينذاك على نزاعات الزعماء الموارنة وتنافسهم.

قبل نصف قرن تماماً. في موعد قريب هو 8 نيسان من موعد انتخابات 2018 في 6 ايار، كان ثلاثة زعماء موارنة يتسابقون في آن على استحقاقين متلازمين: انتخابات نيابية عام 1968 وانتخابات رئاسية عام 1970. الثلاثة زعماء في طوائفهم ورؤساء الاحزاب المسيحية الاقوى، ناهيك بأنهم مرشّحون جدّيون لرئاسة الجمهورية. من دون مقارنة ظالمة، قريبة او بعيدة بين البارحة واليوم، بعض ما يجري الآن في مواصفاته ينطبق تماماً على 50 عاماً خلت.

كمنت تجربة كاظم الخليل ليس في تمكّنه من حمل كميل شمعون وبيار الجميّل وريمون اده على الفوز في ثلاث دوائر مسيحية احداها مسقط فؤاد شهاب فحسب، بل ــ في الاصل ــ مقدرته على اتمام ائتلاف مستحيل بين ثلاثة اضداد موارنة، قال لهم حينذاك انهم يتنافسون في آن على زعامة الطائفة والانتخابات النيابية ورئاسة الجمهورية.

كي ينجح الرجل في صنع امر صعب مواز لاهمية نشوء حلف ثلاثي في ما بينهم أخفق في ضم زعماء مسلمين اليه، كان يقتضي تحقيق اهدافه تباعاً، القريبة عام 1968 والبعيدة عام 1970، بدءاً بتحديد حصة كل منهم في لوائح الائتلاف الانتخابي، واقناعهم بالقبول بها، والرضوخ لها كي ينجح الحلف. تولى توزيع الترشيحات والحصص على اللوائح، كل بحسب تقديره هو لحجمه.

ما لا يزال يتعذّر على رجال انتخابات 2018، مرّره بسهولة كاظم الخليل على رؤساء احزاب الوطنيين الاحرار والكتائب والكتلة الوطنية.

في مذكرات غير منشورة (كتاب "كميل شمعون آخر العمالقة»، 1988)، اورد كاظم الخليل الآتي:

«عرضت على الزملاء (الاركان الثلاثة) لائحة بتوزيع المقاعد النيابية بين احزابهم. بعد مناقشات محدودة مختصرة أقرّيناها كما هي، وأقرينا ان تبقى سرّاً ولا تذاع، وان نضع منها نسخة واحدة أحتفظ بها، على ان لا أُطلع احداً عليها حتى قبيل موعد الانتخاب بقليل. فعلاً بقيت سرّاً ولم أُطلع احداً عليها حتى النواب انفسهم. وهذا نصها:

ــ في دائرة الشوف: للرئيس شمعون ان يرشّح فيها مَن يريد.

ــ في دائرة بيروت (منطقة الاشرفية): للشيخ بيار الجميّل ان يرشّح فيها مَن يريد.

ــ في دائرة جبيل: للعميد ريمون اده ان يرشّح فيها مَن يريد.

ــ في دائرة عاليه: يُكلف الرئيس شمعون الاتصال بالامير مجيد ارسلان للاتفاق على المقعد الماروني والمقعد الارثوذكسي.

ــ في دائرة المتن الجنوبي: مرشّح كتلة وطنية، مرشّح كتائبي، مرشّح وطنيين احرار، مرشّح درزي ومرشّح ماروني يتفق عليهما بين الاحزاب الثلاثة في ما بعد وقبيل الانتخابات.

ــ في دائرة المتن الشمالي: مرشّح كتلة وطنية، مرشّح كتائبي، مرشّح وطنيين احرار، مرشّح ارثوذكسي ومرشّح ارمني يتفق عليهما بين الاحزاب الثلاثة في ما بعد وقبيل الانتخابات.

ــ في دائرة كسروان: مرشّح كتلة وطنية، مرشّح كتائبي، مرشّح وطنيين احرار، مرشّح ماروني يتفق عليه بين الاحزاب الثلاثة في ما بعد وقبيل الانتخابات.

ــ في دائرة البترون: تترك حرّة ويُدرس وضعها في ما بعد.

ــ في دائرة الزهراني: مرشّح كتائبي.

ــ في دائرة زغرتا: مرشّح احرار، مع محاولة اجراء حلف معه لمصلحة احد مرشّحي الاحزاب الثلاثة.

ــ في دائرة بشري: درس اوضاعها بين الاحزاب والاتفاق في ما بعد على تأييد بعض المرشّحين الذين نرى ان المصلحة توجب تأييدهم.

ــ في دائرة جزين: مرشّح كتائبي».

في حصيلة هذا التوزيع الذي وافق عليه الزعماء الموارنة، تبنّوا الآتي:

«1 ــ تمّ الاتفاق بيننا نحن الاحزاب الثلاثة على توزيع المراكز الانتخابية في المناطق المذكورة آنفاَ.

2 ــ المراكز التي لم يُقرّر مصيرها نهائياً يُتفق عليها في ما بعد.

3 ــ لكل حزب حق مطلق في ترشيح مَن يشاء في المركز المخصص له، وليس لأحد حق الاعتراض عليه او طلب استبداله.

4 ــ على كل حزب ان يؤيد مرشّحي الحزب الآخر الذي ترك له حق تسمية مرشّحه بالاستقلال.

5 ــ يفرض على الاحزاب الثلاثة التعاون في ما بينهم بكل اخلاص وفي كل المناطق والمجالات الانتخابية، باعتبار ان كل المرشّحين هم للاحزاب الثلاثة.

6 ــ يبقى اتفاقنا هذا سرّاً بيننا، ولا يُعلن عنه الا قبيل الانتخابات وفي الوقت الذي نقرّره.

7 ــ يبقى هذا الاتفاق محفوظاً في حوزة احدنا كاظم الخليل.

هذا ما اتفقنا عليه وتعاهدنا عل تحقيقه بكل امكاناتنا.

تحريراً في ....».

وضع الاتفاق معايير ثلاثة سيكون من الصعوبة بمكان على حلفاء انتخابات 2018 اتخاذها قياساً، وإن في ظل قانونين مختلفين:

اولها، حق تسمية الحزب مرشّحه مطلق اياً يكن، وليس لأي حزب الاعتراض على مرشّح الحزب الآخر في دائرة ائتلافهما.

ثانيهما، التسليم بمرجعية طرف ثالث يُظنّ انه محايد، كان في ذلك الوقت نائب رئيس احد الاحزاب الثلاثة (حزب الوطنيين الاحرار)، والرضوخ لقواعد توزيع الحصص كما يقترحها، مع ان كلا من احزاب الزعماء الموارنة هؤلاء كان يعتبر نفسه الاول في الشارع المسيحي تبعاً لمواصفاته: مرة بعديد المنضوين والانضباط، ومرة بمواصفات النزاهة والاخلاق السياسية، ومرة بهيبة رئيسه.

ثالثها، اقران الوفاء في التعاون والاقتراع بالحفاظ على سرّية الاتفاق. كان بينهم من العداء والتحفظ والشكوك والاتهامات المضمرة والمعلنة اكثر بكثير مما هو اليوم بين زعماء انتخابات 2018، بين الطوائف كما بين المذاهب. التزم رؤساء الاحزاب الثلاثة السرّية، ففازوا مذ ان اقرّ كل منهم بالحصة الموكلة اليه.

كانت تلك المرة الاولى في تاريخ الاحزاب الثلاثة تتحالف بمثل هذا التماسك والانصياع، مذ اضحت معاً في فلك الانتخابات النيابية العامة عام 1960. بيد انها انخرطت فيها كأحزاب في مواعيد متفاوتة: خاضها حزب الكتائب للمرة الاولى عام 1945 (الياس ربابي في انتخاب فرعي خسر فيه)، حزب الكتلة الوطنية للمرة الاولى عام 1947، حزب الوطنيين الاحرار للمرة الاولى عام 1960. الا ان انتخابات 1960، الاولى في عهد فؤاد شهاب، سجّلت للمرة الاولى، كذلك، اول انضاج لتجربة تنافس الاحزاب السياسية المسيحية الثلاثة في هذا الاستحقاق في اكثر من دائرة، بالتفاهم حيناً والتنافس طوراً.

في 22 شباط 1968 اعلن الحلف الثلاثي لوائحه الانتخابية، مختاراً 15 مرشّحاً في اقضية بعبدا والمتن وكسروان، مع ترك دوائر زعمائه ــ الى دائرة البترون ــ حرّة. في 8 نيسان اجريت انتخابات ذلك الزمان.

في تقويمه هذا التحالف قال كاظم الخليل: "لا شك في ان للرئيس شمعون مركزه الاجتماعي والسياسي في الحلف. اقوى زعيم مسيحي في لبنان، ما عزّز قدرة الحلف وامكانات تحرّكه وسهّل التوصل الى ما وصلنا اليه. لكن، للتاريخ، لم يكن يعتقد ان في الامكان جمع الخصمين ريمون اده وبيار الجميّل لشدة ما بينهما من عداء متأصل منذ زمن بعيد. كان يقول لي دائماً: انت تضيّع وقتك. إعفني منهما. لا يمكن العمل معهما، ولا يثبتان. ريمون اده كان يقول ايضاً: هذه طبخة بحص لن تستوي. الاقل كفراً بين الثلاثة كان الشيخ بيار، لكنه مثلهما لم يكن مؤمناً بامكان استمرار الحلف معاً. لما ادركوا ان مصلحتهم الشخصية والمصلحة العامة في البلد قد تأمنت في الحلف، مشوا فيه ودعسوا. الدليل ان ريمون اده لم يستطع طوال عمره النيابي ان يأتي سوى بنائبين او ثلاثة. في الحلف اخذ 6 نواب. وهذا ما لم يفعله في حياته. بعد انفراط الحلف لم يستطع ان يأتي بأكثر من نائبين. كميل شمعون صار عنده 7 نواب، ولحزب الكتائب 9 نواب للمرة الاولى في تاريخه».

ما يضيفه: "في انتخابات كسروان لم يكن للحلف مرشحون اقوياء، وانما ضعفاء للغاية. كانت ثمة رغبة في ترك المنطقة لفؤاد شهاب، لكنني عارضت وهدفي في الاساس كسره. قلت لهم: لا اقبل بترك كسروان. قالوا: لن ننجح. قلت: بلى وانا اعلّمكم كيف تنجحون. فؤاد شهاب ماشي مع عبدالناصر، اركبوا انتم الثلاثة سيارة مكشوفة وإعملوا جولة في كسروان».

فعلوا ذلك. جال الثلاثة في يوم واحد، في سيارة مكشوفة، على بلدات كسروانية. إستُقبلوا بحفاوة ولافتات وشعارات وصورهم. الثلاثة في صورة واحدة في مشهد نادر غير مسبوق، لم يتكرّر من ثم. الى ان انقضى النهار افضل مما بدأ بالنسبة اليهم. في المساء انتهت الجولة. غادر ريمون اده الى جبيل للمشاركة في مهرجان انتخابي هناك. قصد بيار الجميّل بيت الكتائب في ساحة جونيه. سلك كميل شمعون طريق الرجوع الى بيروت. على مسافة قريبة من بيت فؤاد شهاب قطع انصار الشهابيين الطريق على الرئيس السابق في حمأة الحماسة والحماسة المضادة وباستفزاز مشهود، ما اضطره الى مغادرة السيارة والتوجّه الى منزل احد اصدقائه، القريب من المكان، هو الدكتور فارس سعادة ومكث فيه ساعتين. منه اجرى مكالمة هاتفية بوزير الداخلية سليمان فرنجيه الذي أمر للفور، في ساعة متأخرة من المساء، بارسال مصفحات وعناصر قوى الامن لفتح الطريق بالقوة. في لحظة التعرّض لموكبه صرخ كميل شمعون: فؤاد شهاب باع لبنان لعبدالناصر ويا عدرا خلّصي لبنان.

ليل ذلك اليوم اصبح الرأي العام الكسرواني الذي لم يخدمه رئيس كفؤاد شهاب في المقلب الآخر، واسقط المرشحين الشهابيين الاربعة.

لم يعد احد يتذكر من انتخابات 1968 سوى كسروان، كما من انتخابات 1964 سوى اسقاط كميل شمعون في الشوف وريمون اده في جبيل، ومن انتخابات 1951 سوى انتصار الجبهة الاشتراكية الوطنية في الشوف ــ عاليه.

يصدف ان كسروان مهمة في انتخابات 2018. ليست مسقط الرئيس كانتخابات الدورات الثلاث في الستينات، لكنها مقعده منذ انتخابات 2005.

يصدف اكثر، في انتخابات 2018، ان ليس في كسروان ــ كما في سواها من دوائر الاقضية الاخرى ــ مشروع يجبه مشروعاً، بل مرشحون فقط. بعضهم يريد افتراس البعض الآخر، وربما أكله.

 

الإنتخابات تُلهِب البلد كن العين على سيدر واحد

الهام فريحة/الأنوار/20 آذار/18

بعد غد الخميس لا يبقى في الميدان إلا مَن سيُكملون الشوط حتى السادس من أيار... بعد غد الخميس سينسحب مَن يريد أن ينسحب لواحدٍ من سببين:

إمَّا أنه لم يُدرَج في لائحة وإمَّا أنه لم ينجح في تأليف لائحة،. وبما أنَّ القانون الجديد لا يفتح مجالاً للوائح ناقصة أو مرشَّحين منفردين، فإنَّ المعركة الحقيقية ستكون اعتباراً من يوم الجمعة، حيث سيكون قد انسحب مَن يريد أن ينسحب وبقي مَن سيكون على اللوائح التي سيتمُّ تسجيلها كآخر مهلة الإثنين المقبل، وعندها يمكن القول: نطلقت المعركة.

فبين 27 آذار، تاريخ تبلور كل اللوائح، و6 أيار، تاريخ إسقاط اللوائح في صناديق الإقتراع، 39 يوماً هي المدة الفاصلة بين انطلاق الشوط الإنتخابي وخط النهاية.

إنَّها الحمى الإنتخابية التي لا مثيل لها، فارتفاع الحرارة الإنتخابية مردها إلى أنَّ القانون لا يتيح للمرشَّح الإنسحاب في اللحظة الأخيرة، بهذا المعنى لم يعد هناك مناورات كما كان يحصل في القانون السابق، حين كان بإمكان المرشَّح أن ينسحب قبل يوم من الإنتخابات. اليوم هذا الترف لم يعد موجوداً، لأنَّ المرشح "سينضبط" في لائحة إعتباراً من الإثنين المقبل، وفي حال قرر "تغيير رأيه" فإنه يطير من الإنتخابات، لأنَّ اللوائح تكون قد أقفلت ومهلة تسجيل اللوائح تكون قد قطعت.

هنا تبدأ المعركة داخل كل لائحة قبل أن تبدأ مع اللوائح الأخرى، وعنوان المعركة هو:

الصوت التفضيلي. وبعد تسجيل اللوائح سينصرف أعضاؤها إلى حثِّ الناخبين على إعطائهم أصواتهم التفضيلية، لأنه يصعب أن تفوز لائحة بكاملها، وهنا يلعب الصوت التفضيلي دوره في أن تكون المعركة لمصلحة هذا المرشَّح أو ذاك.

لكن الدنيا ليست كلها انتخابات، فهناك ملفات على قدر كبير من الأهمية قبل الإنتخابات وفي خلالها وبعدها.

الإستحقاق الأول، جلسة لمجلس الوزراء كانت مقررة اليوم الثلاثاء، لكنّها أُرجئت إلى غد الأربعاء، الجلسة قبل نقلها إلى موعد جديد كان على جدول أعمالها 35 بنداً معظمُها تقليديّ، ويبدو أنَّ نقلها إلى موعد جديد عائدٌ إلى احتمال ضمِّ بنود جديدة من خارج جدول الأعمال عليها، ولا يستبعد المعنيون أن يكون ملفُّ الكهرباء. لكن هل ينفجر الوضع في مجلس الوزراء إذا ما وصل السجال إلى طاولة المجلس بين القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر. وهو سجال انفجر بين نائب رئيس الحكومة غسان حاصباني ووزير الطاقة سيزار أبي خليل؟

وقد يأخذ هذا الملف طابع التحدي في حال أصبح هناك اصطفاف داخل مجلس الوزراء، خصوصاً أنَّ هناك وزراء يعارضون خطة البواخر كوزراء حركة أمل ووزراء حزب الله ووزراء الإشتراكي. في هذه الحالة كيف سيمرُّ ملف الكهرباء؟

وماذا سيكون عليه موقف رئيس الجمهورية في هذه الحالة إذا ما تكهرب جو الجلسة ؟سيحاول رئيس الحكومة قدر المستطاع أن يُبقي الوضع الحكومي متماسكاً، لأنَّ الإستحقاق الأكبر سيكون في السادس من الشهر المقبل أي مؤتمر سيدر واحد، إذ ليس من المنطقي أن يذهب لبنان إلى باريس طلباً لمليارات الدعم في ظل حكومة متصدعة

 

عمامة سوداء للرئيس اللبناني

سلطان البازعي/الحياة/20 آذار/18

المكان في بيروت، والزمان يسبق انطلاقة الثورة السورية بأشهر قليلة، كنت وأحد الأصدقاء مدعوين للعشاء في منزل رجل أعمال لبناني بارز، وسط حضور متنوع من السياسيين ورجال الأعمال والصحافيين والمثقفين من أطياف مختلفة، لا يمكن أن تجتمع في مكان واحد وعلى مائدة واحدة إلا في بيروت وفي ضيافة رجل من نوع مضيفنا الذي يسمو على الطائفية الضيقة، ويرفض أن يجعل من السياسة عنصر هدم للإبداع اللبناني في النشاط الاقتصادي والعلمي والثقافي. تكرّم علينا مضيفنا بالحفاوة حين أجلسنا في الركن الرئيس من صالونه الفسيح برفقة وجوه وأسماء دائمة الحضور في المشهد اللبناني، منهم وزراء ونواب حاليون وسابقون، وكانت أحداث الربيع العربي مسيطرة على مجرى الحديث كونها ما زالت شديدة السخونة، وللحقيقة فإنني أعترف أنني كنت أرعن حين طرحت سؤالاً لم أعرف كيف يمكن أن أرجعه إلى حبالي الصوتية، ولم أدرك فداحته إلا حين رأيت الحدقات تتسع والوجوم يسيطر على وجوه وملامح غضب على وجوه أخرى. كان سؤالي هو: هل ستكون سورية هي الساحة المقبلة؟ وببراعة أنقذ أحد الحضور الموقف بإدارة الحديث وجهة أخرى، بعد أن أكد أن سورية ستظل قوية وصامدة في عهد الرئيس القائد بشار الأسد «الله يطول بعمرو» كما قال.

أدركت في تلك الليلة أن بيروت لم تتغير وأن «الردع السوري» ما زال يجثم على صدرها، مثلما كانت الحال في ذلك اليوم من شهر كانون الثاني (يناير) 1994، حين وصلت إلى مطار بيروت وفوجئت عند دخولي إلى صالة الجمارك بصورة جدارية ضخمة تنعى باسل الأسد الشهيد الفارس العقيد... (وسطر طويل من الألقاب)، ووجدت القسم الغربي من بيروت الذي ما زال يلملم جراح الحرب الأهلية، في حال حداد قسرية، ولم يكن من الممكن للزائر أن يخرج من كآبتها وثقلها على النفس إلا بالانتقال إلى القسم الشرقي من العاصمة الذي حافظ على حاله الزاهية كأن لم تمسه الحرب.

هذه مقدمة طويلة كان لا بد منها لفهم تصريحات السيد حسن نصرالله الأخيرة، التي سارع حزبه لنفيها، ولمحاولة فهم هذا النفي السريع والقاطع.

أصبح معروفاً لدى اللبنانيين أن صيغة التعايش التي قام لبنان على أساسها، والتي تم تأكيدها في اتفاق الطائف 1989 الذي أنهى الحرب الأهلية برعاية الملك فهد بن عبدالعزيز، لم تعد قائمة منذ اغتيال رفيق الحريري 2005 واجتياح بيروت من ميليشيات حزب الله 2008 وتعطيل الاستحقاق الرئاسي لأكثر من عامين، وأن هذه الصيغة غير قابلة للعودة للحياة أو تطويرها ما دام «الشريك المخالف» يرفع سلاحه فوق سلطة الدولة. تصريحات نصرالله التي نفاها حزبه، نشرت في موقع «فردا نيوز» الإيراني المقرب من المرشد الأعلى خامنئي، وقال الموقع أنه أدلى بها في اجتماع خاص مع أفراد من الجالية الإيرانية في لبنان، وبعد أن نفى حزب الله هذه التصريحات ووصفها بأنها ملفقة من أساسها، اضطر الموقع لسحبها والاعتذار عن نشرها موجهاً اللوم للمراسل الذي نقلها عن «مصادر غير موثوقة».

أبرز ما جاء في هذه التصريحات المنسوبة لنصرالله هو قوله: «أن مكانة ولاية الفقيه فوق الدستور اللبناني، وتنفيذ أوامره واجب إجباري»، وهذا تصريح ليس جديداً منه فهو بنفسه سبق أن قال في تصريح متلفز وموثق أن مشروعه للبنان «ليس أن يكون جمهورية إسلامية، بل أن يكون جزءاً من الجمهورية الإسلامية التي يقودها صاحب الزمان ونائبه في الحق الولي الفقيه الإمام الخميني». وفي التصريحات «المنفية» جاء قوله إن «حزب الله ولد مع الثورة الإيرانية، وهو أهم تجربة لولاية الفقيه خارج إيران»، والجديد في هذه العبارة هو الربط المباشر بين نشأة حزب الله ومشروع ولاية الفقيه التوسعي في المنطقة، وإلا فإن نصرالله سبق وأن قال كلاماً مشابهاً في خطاب متلفز وموثق: «نقولها ونحن فوق السطح، إن معاشات حزب الله وأكله وشربه وسلاحه وصواريخه تأتي من الجمهورية الإسلامية الإيرانية».

إلا أن النقطة الأبرز في هذه التصريحات جاء في قوله عن سورية: «نحن لا نقاتل من أجل بشار الأسد، بل من أجل التشيع... ولولا حزب الله وإيران لسقطت سورية»، ويبدو أن هذا التصريح هو سبب سحب التصريحات ونفيها بهذه الحدة من حسن نصرالله والموقع الإخباري الإيراني، فعلى رغم أن نصرالله قال لمقاتليه وهو يدفع بهم إلى ساحات القتال إنهم ذاهبون للدفاع عن وحماية المراقد المقدسة في الشام التي تتعرض لهجمات «التكفيريين»، إلا أن إطلاق هذا التصريح في هذا التوقيت بالذات يسيء في شكل بالغ للتحالف الذي يدافع عن نظام بشار الأسد، لذا أتخيل أن الاتصالات لم تنقطع بين الضاحية الجنوبية ودمشق وموسكو وطهران حتى صدر النفي وتم سحب التصريحات من الموقع. و «السيد» حسن نصرالله، وهو سيد لأنه ينتمي لآل البيت كما يقول، ومن موقعه المقدس لم ينس في تصريحاته أن يروي تاريخ التشيع في لبنان من وجهة نظره، كما أنه سمح لنفسه بتوزيع بعض القداسة على حلفائه فهو يقول، كما نسب إليه، إن الرئيس اللبناني ميشال عون هو من سلالة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وبغض النظر عن كون هذا التصريح صدر عن نصرالله شخصياً أو أنه من تأليف آلة الإعلام «الخامنئية»، فإنني لست واثقاً بأن الرئيس عون سيرتدي عمامة سوداء في أي وقت قريب. لهفي على لبنان الحضارة والديموقراطية والحرية الذي لا يستطيع أن يوجه تهمة الخيانة العظمى والعمالة لدولة أجنبية وتحقير الدستور والخروج عليه لرجل يتحدث بلغة من خارج التاريخ.

 

إلى "لبلدي" و"وطني": أوصيكم بالوحدة

عقل العويط/النهار/19 آذار/18

في ما يأتي رسالتان، الأولى موجهة إلى مجموعة "لبلدي"، والثانية إلى تحالف "وطني".

تحية وبعد، إلى "لبلدي":

أجمل ما فيكم أنكم بعضٌ من بنات "بيروت مدينتي" وأبنائها. وأنكم لا تنتمون إلى قوى وزعامات سياسية تقليدية. وأنكم لستم مجموعة طائفية أو مذهبية. وأنكم لستم عشيرة عائلية.

وأنكم لستم "حزباً" توتاليتارياً، أحادياً، قطيعياً، استبدادياً، ينصاع أفراده وأعضاؤه ومحازبوه ومريدوه لإرادة عليا، واحدة ووحيدة. بل لعلّ أجمل ما فيكم أن تنوّعكم الداخلي (المتنافر أحياناً والمثير للغضب أحياناً أخرى)، هو مصدرُ خلقٍ وتنوّعٍ وتلاقح، وهو مدعاةٌ ديناميكيةٌ لاستيلاد الأفكار، وتقديم الاقتراحات، التي تتزاحم مراراً، والتي لفرط غناها، وللصدق الذي فيها، قد تصل إلى ملامسة حدود التناقض. هذا كلّه، عندي، مثيرٌ للإعجاب الإيجابي، وهو – على الرغم من كلّ شيء - من دلائل العافية من العمل السياسي.

لأنه نابعٌ خصوصاً من البراكين التي تعتمل في دواخلكم، وتحمل علامات المخاض والتململ والقلق والثورة والتغيير. ثقتي بنظافتكم ونزاهتكم هي سببٌ من أسباب وقوفي معكم.

ثقتي بالقيم والمعايير التي تؤمنون بها، وترفعون لواءها، هي سببٌ ثانٍ. ثقتي بانتباهكم الدستوري المتكامل (تطبيق الدستور كاملاً)، هي سببٌ ثالث.

ثقتي بأنكم مواطنون مدنيون ديموقراطيون (وحالمون) في دولة الحق والقانون، هو الأسباب كلّها. فتبصّروا. في سياق الدعوة إلى التبصر، قد أذهب إلى أبعد، إلى أبعد، فأقول إن بعضاً من خصوصية العديد منكم، يكمن في "الرومنطيقية السياسية" (ربما السلبية)، الناجمة عن تدفّق الحلم وصخبه من جهة، وعن صلابة معايير النزاهة والنظافة ونقاوة الوجدان والضمير من جهة ثانية. وهي "الرومنطيقية السياسية" التي قد تقع – الآن – أكرّر الآن - في غير موقعها، لعدم توافر التراكم في الظروف الموضوعية لترسيخ حضورها وبلورة خبراتها في المعترك السياسي العام.

فتبصّروا مرةً ثانية. وأدعوكم إلى الحكمة والهدوء وضبط النفس والروية. كما أدعوكم إلى الاختلاء الفوري بالعقل، لقراءة تجربة تاريخية شهدها لبنان في السنوات الثماني (أو التسع) التي سبقت اندلاع الحرب في العام 1975. أدعوكم على الفور إلى استقراء تجربة "حركة الوعي" التي اضطلعت بدور فريد من نوعه، لا طائفي، لا مذهبي، لا مناطقي، لا "إيديولوجي" (ولا حزبي، بالمعنى المغلق)، بل وطني، مدني، علماني، برؤية متكاملة، طليعية، تغييرية، ديموقراطية، للحياة السياسية والوطنية. ففي ذلك فائدة مباشرةٌ لكم، في ضوء ما يواجهكم من تحديات.

أعرف أنكم على وشك اتخاذ قرارات صعبة ومؤلمة، قد يفضي بعضها ربما إلى تعليق مشاركتكم في تحالف "وطني"، أو إلى الخروج منه. لا تسهّلوا أمام أحد – من دون أن تدروا - سبل الاستفراد بكم، أو الانقضاض (المتوحش) عليكم باعتباركم فريقاً "رومنطيقياً" يسهل تدميره وافتراسه.

إلى تحالف "وطني"

في ضوء الرسالة السابقة، وتتمة لها، إني أدعو أعضاء تحالف "وطني"، إلى احتضان "لبلدي"، وصون هذه المجموعة، وإزالة الأسباب التي قد تحملها على "الخروج" من التحالف، لاستحالة قدرتها على الاستمرار فيه، والانسجام مع متطلبات أفرقائه، في ضوء المعطيات والتعقيدات القائمة، التي لن أخوض في تفاصيلها، احتراماً للجميع. أكرر: لن أخوض في جملة الأسباب (المحقّة أو غير المحقة، الموضوعية أو غير الموضوعية) التي قد تحمل "لبلدي" على الانسحاب من التحالف. وإني لن أخوض في ذلك صوناً للتحالف، الذي لي عليه ألف تحفظ قديم – جديد، وألف اعتراض.

هذا ليس الوقت المناسب لتفقيس الاعتراضات والتحفظات، وتظهير التناقضات. أياً تكن.  وعليه، فإني أدعو تحالف "وطني"، بقوة، وعلى الفور، إلى موقف تاريخي فوري "يمنع" مجموعة "لبلدي" من الخروج، ويعمل على درء الأخطار المحيقة بها، وبوحدة التحالف، أياً تكن الاعتبارات الفئوية أو العامة الداهمة.

تحالف "وطني" مدعوّ إلى أن يبدي أقصى درجات التبصر والحكمة والتضامن والتكافل. تحالف "وطني" مدعوٌّ أعضاؤه – كلّ اعضائه – إلى أن يترفعوا عن الصغائر والحزازات والأنانيات والحسابات والمطامع والمطامح، فيقدّم كلٌّ منهم التنازلات والتضحيات، لأن الهدف الوحيد هو مواجهة لوائح السلطة بقوى اعتراضية، نظيفة، وموحدة. أكرر: الهدف الوحيد هو مواجهة لوائح السلطة، من خلال المحافظة على وجود "لبلدي"، وعلى الوحدة الداخلية لتحالف "وطني". أدعوكم إلى الوحدة. فتبصّروا.

 

«القوات» و«المستقبل» والاستحقاق

وسام سعادة/القدس العربي/19 آذار/18

على مسافة أيام قليلة من الموعد النهائي للتقدم باللوائح، المقفلة لأول مرة في التاريخ الإنتخابي اللبناني بعد اعتماد نظام التصويت النسبي على قاعدة الدوائر المتوسطة لأول مرة أيضا، تظهر أكثر فأكثر تداعيات التفاوت في أثر هذا القانون على الطوائف والقوى السياسية والعلاقات التي سادت بين هذه القوى في السنوات الماضية. ففي الوقت الذي انعكس فيها أثر القانون استعجالا لدى الثنائي الشيعي أمل ـ حزب الله لإعلان التحالف الانتخابي الشامل كتجسيد لاستمرار التفاهم بين الطرفين على كيفية ادارة المشاركة الشيعية في مؤسسات وأجهزة الدولة، وكعمل حثيث من الجانبين من أجل «صفر مفاجآت» على مستوى الحصة البرلمانية للطائفة الشيعية، فان تظهير مآل اللوائح الأخرى، خصوصاً تلك التي تعني أطراف اللفيف المجتمع سابقا في جبهة «14 آذار»، كما الاستفسار عن مآل «تفاهم معراب» بين تيار الرئيس ميشال عون وحزب «القوات»، مرهون إلى حد كبير بأجواء وحسابات الأيام الأخيرة قبل انتهاء مدة تسجيل اللوائح.

سمة القانون، بلوائحه المقفلة واتباعه مبدأ الصوت التفضيلي على مستوى القضاء، تضعّف امكانية انتهاج هذه القوى سياسة تحالفات مركزية شاملة، على غرار تحالف أمل وحزب الله، أو تحالف 14 آذار في الانتخابات السابقة، قبل تسع سنوات. وهكذا، وبعد التفاؤل بأن الاعلان عن تحالف انتخابي ثلاثي في الشوف بين «التقدمي الاشتراكي» (الحزب الاكبر في الطائفة الدرزية، الاساسية تاريخيا في التركيبة اللبنانية، والمنحسرة ديموغرافيا)، وبين «القوات» و«تيار المستقبل»من شأنه ان يستكمل بتحالفات في عدد من الدوائر بين القوات والمستقبل، الطرفين الرئيسيين، المسيحي والسني في جبهة 14 آذار المنفرط عقدها، عادت الأمور وتدهورت بين هذين الفريقين، هذا على الرغم من اشتراك كل من تيار الرئيس سعد الحريري والحزب الذي يقوده سمير جعجع في كل من التسويتين الرئاسية والحكومية، وفي الحكومة الحالية، وفي تحمل كل منهما قسطاً من ملامات الشخصيات والمجموعات الاكثر راديكالية في 14 آذار، الثابتة في رفضها وصول العماد ميشال عون إلى الرئاسة وفي معارضتها لعهده ولحكومة العهد الاولى.

ما هو مصير «اعلان النوايا» و«تفاهم معراب» وكل نغمة المحاكاة القواتية العونية لتجربة الثنائي الشيعي امل وحزب الله؟ هل كانت التسوية الرئاسية خطأ أو هبوطا اضطراريا في لحظتها، بالنسبة إلى «القوات» ولم يعد من الممكن التعامل معها هكذا اليوم؟ هل تختلف الحكومة العتيدة بعد الانتخابات عن تلك القائمة حاليا، من حيث المعايير المعتمدة لتشكيلها؟ كلها أسئلة لا تهتم «القوات» بالاجابة عنها، ويبدو الاندفاع للاحتكاك السلبي مع «المستقبل» ملاذا مفضلا لتفادي التطرق إلى هذه الاسئلة. «المستقبل» يدافع من جهته عن الحاجة إلى التسويتين الرئاسية والحكومية، والحاجة إلى صيانتهما لاكسابهما راهنية اليوم أيضا، ويواجه مناخات عديدة معترضة على هذا الخيار، كما يواجه واقعا يفيد بأن انعدام التوازن بين «حزب الله» وبين بقية المكونات تعمق في اثر هاتين التسويتين، وهذا لا يدارى بمقولات «ربط النزاع» و«النأي بالنفس» وبوازع «تفادي الحرب الأهلية»، فقط. يبقى ان «المستقبل» منسجم مع انخراطه الأساسي في عقد التسويتين الرئاسية والحكومية، وفي فكرة تقول بأن انضاج وجه مستقل نسبيا للشرعية اللبنانية، من شأنه الحد من انعدام التوازن المتزايد لصالح الحزب، وبأن العلاقات بين تيار الرئيس عون وبين «حزب الله» لم تعد علاقات جبهة متراصة كما كانت الحال سابقا.

أما «القوات»، التي عبرت حملتها الانتخابية عن مقدار عال من التنظيم لديها، والتي تتعامل مع القانون الانتخابي الحالي انه في صالحها كحزب، وان يكن في صالح خيارات الممانعة و«حزب الله» في الحصيلة الاجمالية، فان انضباطها الحزبي يترافق مع نقص متزايد في الانسجام السياسي الانتخابي. هل هي داخل التسويتين الرئاسية والحكومية ام خارجهما، او تعتبرها مرحلة سابقة وقد انتهت؟

هناك منطقة رمادية عبثا يمكن خوض السجال على تخومها وعدم نقله إلى داخلها. هناك «14 آذار» المقتنعة بربط نزاع مع «حزب الله»، و«14 آذار» المقتنعة بتأجيج النزاع معه، لكن أين «القوات»؟ ربط النزاع وتأجيجه في نفس الوقت؟ اعداد العدة لمرحلة تتجاوز ثنائية ربط النزاع وتأجيجه هذه؟ ما يحصل، ان «التنظيمي» يأكل من حصة «السياسي» هنا، مثلما يأكل «السياسي» من حصة «النظري».

يتجه «حزب الله» لتحقيق فوز واسع في الدوائر الشيعية. ويكاد التحدي الاعلى سقفاً بازائه هو خرقه بمقعد او مقعدين كحد اقصى. يتجه التيار الوطني الحر لتحقيق نتائج جيدة له في الدوائر المسيحية، ويريحه بالطبع انقسام مسيحيي 14 آذار، والخلاف بين الطرفين الابرز في 14 آذار السابقة، «المستقبل» و«القوات»، بحيث يستفيد من اصوات الطرف الاول، ويكرس الطرف الثاني حملته ضد حليفه الآذاري السابق وليس ضد تيار الرئيس عون. في المقابل، إلى اين يتجه «تيار المستقبل» و«القوات اللبنانية»؟ «المستقبل» استبق الموسم الانتخابي بتوقع خسارة معتبرة لعدد من مقاعده النيابية لكن اهم عامل في صالح هذا التيار هو وضوحه «بالاستمرار» في مسار التسويات، وان يكن على قاعدة تجميلها اكثر مما يحتمله الواقع. أما «القوات»، فانتقلت من انتظار تسونامي مشترك ثنائي قواتي عوني سرعان ما تبخّر، إلى التفاؤل بزيادة عدد اعضاء كتلة «القوات» النيابية. في نفس الوقت، الارجح ان يحتفظ «المستقبل» بالصدارة السنية، رغم تراجع حصته البرلمانية، في حين ان «القوات» التي تبدو ذاهبة للاحتكاك الكلامي اكثر فاكثر بحليفها الآذاري السابق، عوضا عن تحديد مآل علاقتها مع عون وتياره وعهده، تفعل هذا فيما هي تخوض الانتخابات في اغلب الدوائر ضد لوائح عون. لا تزال تعتقد بأنه يمكن خوض الانتخابات بنجاح من دون ايضاح الموقف والموقع، من التسويتين الرئاسية والحكومية. هذا الغموض ينفع تكتيكيا في كل شيء الا الانتخابات!

٭ كاتب لبناني

 

التشيُّع والتشييع: سوريا مثالاً

سناء الجاك/"النهار/19 آذار 2018  

في إحدى قرى ريف حماه ينزح الأهالي تاركين منازلهم وأرزاقهم وحقولهم إما الى لبنان او إلى تركيا. اما من تعييه الحيلة فيكتفي بالوصول الى إدلب، على اعتبار انها المحطة الأخيرة قبل النزوح الكبير النهائي، على ما يرددون.

الحال في قرى ريف حماه ليست سوى صورة مكررة عما يحصل في أماكن كثيرة في سوريا، حيث يتوضح المشروع وتزداد حدته وقاحة ووحشية وإجراماً. الهدف إخلاء هذه الأماكن من سكانها وتنظيفها تماماً للشروع بضمّها الى مخطط التشيُّع المتواصل لإستعادة أمجاد الأمبراطورية الفارسية، حيث يحارب الحزب ليس دفاعاً عن نظام الأسد ولكن استرداداً لحقوق "أهل البيت" التاريخية، على ما قال الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصر الله في لقاء كشف تفاصيله موقع "فردا نيوز" الإيراني.

لا يهم نفي ما ورد في التصريح او المسارعة الى إخفائه عن الموقع الإيراني، لأن ما ورد يحصل ويمكن رصده بالعين المجردة التي تتابع تفاصيل الحرب الوسخة على السوريين الذين في لحظة تخلٍّ او تجلٍّ، صرخوا: حرية حرية.

صحيح ان نصر الله لم يتحدث عن التكتيك والاستراتيجيا، لكن الوقائع اليومية للابادة الدائرة في سوريا، سواء على أيدي مجرمي محور الممانعة، او مجرمي التطرف في المقلب الآخر، او البلطجية والشبيحة ومنتهزي الفوضى، تتحدث بما لا يقبل الجدل عن تنظيف الأرض السورية من السوريين غير المؤمنين بالتشيُّع ومحوره الممانع. فقط أعمياء القلوب والضمير يبحثون عن أسباب هامشية تبرر المجازر المتواصلة بحجة او بأخرى.

فالسوريون يواجهون الموت او النزوح منذ عسكرة الثورة تمهيداً لاغتيالها. النزوح الجماعي لأهالي ريف حماه، بعد ثمانية أعوام من الحرب الدائرة على هذه الثورة إثر تلويثها وتفخيخها، سببه ان الأهالي يسمعون كثيرا هذه الأيام عن نية القوات الروسية إبادتهم بالطائرات. هكذا قال لي احدهم، مضيفاً ان همّه الان اخراج زوجته وابنائه الثلاثة من القرية التي تكاد تفرغ من كل سكانها.

وبعد ذلك؟ سألته.

بعد ذلك، رحمة الله وعوضه، فالمنزل الذي خصصت لبنائه كل ما حصّلته خلال 20 عاماً ولم أره يكتمل، لم يعد لي. القرية سيحتلها أتباع إيران بعد إخراج أهلها منها كما جرى في مناطق مجاورة.

آثرتُ الصمت لأن الأسئلة تنبش معاناة المسكين وخوفه ويأسه.

ولأن جواب ما بعد ذلك، لدى الأمين العام لـ"حزب الله"، الذي قال: "نحن لا نقاتل من أجل بشار الأسد، نحن نقاتل من أجل التشيع، ولولا حزب الله وإيران لسقطت سوريا، الشيعة اليوم في ذروة قوتهم بالمنطقة".

ذروة القوة التي يتفاخر بها نصر الله متجاهلاً جثث الأطفال وأمهاتهم وآبائهم الذين سقطوا إما بالبراميل المتفجرة او الغاز السام او القصف المتواصل، يعكسها ما يجري في الغوطة، وهو لا يختلف عما سيجري في ريف حلب وعما جرى في القصير وفي القلمون وفي حمص وفي السيدة زينب وفي شرق دمشق، حيث يتم التهجير الجماعي للسكان باستثناء من كانوا من المنضوين تحت جناح المشروع الإيراني، والنظام الاسدي من ضمن المنضوين، والا لكانت تمت تصفيته.

ذلك ان حملات التشيُّع تصبح أسهل بعد اعتماد سياسة الأرض المحروقة. وبعد ذلك يحصل التغيير الديموغرافي من دون وجع رأس او تعب قلب. لا لزوم لإقناع الناس بالانضمام الى محور مَن صادر بيت النبي محمد لصالح خطه السياسي واحتكر وراثة أهله. مصادرة الأرض تفي بالمطلوب ما دامت البراميل المتفجرة موجودة وما دام غاز السارين متوفراً وما دام الطيران الروسي قادراً على قلب المعادلة لأن لا أحد في المجتمع الدولي يريد ان يبلّ يده لنجدة الشعب السوري، الذي لن يحييه الشجب، والذي يقتله أكثر فأكثر كل فيتو في مجلس الامن. لن يتوقف الامر عند الأرض السورية او الأرض العراقية او الأرض اللبنانية او اليمنية او البحرينية. كيف لا، والاعلان واضح وجلّي: المتشيعون إيرانياً هم أسياد شعب الله المختار للقرن الحادي والعشرين، ونصر الله لم يترك أي شك في مقاصده، فقال: "ولدنا مع الثورة الإيرانية، لقد حصلنا على حياتنا ووجودنا من خلال الثورة، وأهم تجربة لولاية الفقيه في الخارج كانت في لبنان، وإذا كنا الآن أحياء ونعيش بعزة وكرامة، فذلك ليس بسبب السلاح والمال، بل بسبب اعتقادنا بولاية الفقيه".

لكن ذلك بسبب السلاح والمال، ولا عزة او كرامة فيه، بل استغباء للعقول واستثارة للغرائز واستقواء بالمال يدفع للمقاتلين والسلاح يبيد ويرعب. المعادلة بسيطة، حتى انها تقليدية. شهدنا مثلها عندما استورد المشروع الصهيوني يهود العالم بالعقيدة والمال والسلاح لإبادة الشعب الفلسطيني وتهويد الأرض بعد حرقها، بحيث أصبح هدف إقامة دولة يهودية فوق القوانين والدساتير وحقوق الانسان. وكما في الحال الفلسطينية، كذلك في الحال السورية، فقد المجتمع الدولي ضميره وتعامى وتكاذب وتواطأ.

فاعتبار مكانة ولاية الفقيه فوق الدساتير والقيم والحق والعدالة، وتنفيذ أوامر ولي الفقيه على انها واجب اجباري، لا يختلف في مساره عن مسار "شعب الله المختار وأرض الميعاد" وما الى ذلك من الأفيون العقائدي الذي يبرر كل الفظائع، كذلك لا يختلف في أسلوبه مع وسائل أشد إجراماً بأشواط.

لا أحد يعرف الى أين سيقود مشروع التشيُّع في سوريا والى أين سيقود مخطط تنظيف الأرض من ناسها. لكن المعروف ان التشيُّع المفروض بالدم لن يستمر الا بتشييع أكبر عدد من السوريين إما الى قبورهم وإما الى حيث يستطيعون سبيلاً.

 

المحطة الثالثة في الجولة الأولى

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/19 آذار/18

توضح خريطة الرحلة الأولى إلى العالم الخارجي الرسالة التي يريد أن يحملها الأمير محمد بن سلمان عن رؤيته إلى العلاقات الثابتة للمملكة: الركن العربي التقليدي في مصر، والركن الأوروبي التقليدي في بريطانيا، والركن العالمي التقليدي في الولايات المتحدة. في الوضع العالمي الحالي لا مجال للتضمينات والإشارات. لا وقت للغموض. المخاطر التي تحيط بالسعودية معلنة ومكشوفة وملحة، ولا بد أن تكون تحالفاتها الأساسية معلنة هي أيضاً. هناك صراع إقليمي لم تبدأه الرياض، لكنها أيضاً لن تتراجع أمامه. تجاوزت مصر وبريطانيا البرتوكولات العادية في استقبال محمد بن سلمان لكي تؤكد على نوعية العلاقة التي تأملها وتريدها. وفي واشنطن يلتقي الأمير إدارة جديدة خرجت عن كل المسافات الماضية في العلاقة الخاصة مع الرياض. وفيما يغرق الشرق الوسط في اضطراب دولي الذيول والمضاعفات والانعكاسات، يحرص هذا المحور الكبير على اعتبار المواجهة تحدياً وجودياً لا تهامل فيه. أقول محور، لأنه مجموعة دولية بعيدة في الجغرافيا، متلاصقة في الأمن والمصالح. محور لا جهة، فرضت قيامة المطامح الإقليمية والدولية التي حركت الأزمات والاعتداءات في كل مكان، من البحرين إلى سوريا.

يعيد دونالد ترمب تشكيل إدارته بعد عام من انتخابه، فيما يعبر العالم عاصفة سياسية في كل مكان. وربما لم يعتد الآخرون على هذا الأسلوب العاصف أيضاً في السياسة الخارجية، حتى بين أقرب المقربين إليه. لكن هل يترك الفريق الآخر مجالاً لخيار آخر؟ إن الشرق العربي مشتعل من باب المندب إلى سوريا. وكل ما يراه العرب هو المزيد من المؤتمرات البائسة ومن الحروب البائسة. وحتى مجلس الأمن الذي كان يكفي أن يلوح «بالبند السابع» لفرض الهدنات أصبح يلوح به لمجرد رفع العتب. المحطة الثالثة للأمير محمد بن سلمان هي، بطبيعة الأشياء، الأكثر أهمية. ليس فقط للسعودية، بل للمنطقة برمّتها: هل المستقبل لعالم عربي مستقل ومستقر وبعيد عن بحر الدماء، أم أنه سوف يبقى في مهب الريح والتدخلات والأحلام الإمبراطورية؟ تنظر السعودية باهتمام شديد إلى مكانة حلفائها التقليديين كما ينظرون تماماً إلى مكانتها. لذلك، خرجت مصر وبريطانيا عن التقاليد المعهودة في استقبال ولي العهد، وحولتاه إلى مهرجان سياسي غير مسبوق. وباصات لندن ذات الدورين، التي أصابها الخوف في الآونة الأخيرة، رفعت صور محمد بن سلمان علامة المودة والوفاء.

 

جيمس بوند في سرير ستالين

غسان شربل/الشرق الأوسط/19 آذار/18

لو قُيّض لضابط الاستخبارات البريطاني إيان فليمنغ أن يعيش إلى هذه الأيام لاكتشف أنه لم يبالغ كثيراً حين اخترع شخصية جيمس بوند. وكان سيبتهج بالتأكيد لو عرف أن القيصر الروسي الحالي معجب برواياته عن بوند التي باعت مائة مليون نسخة حول العالم. وأغلب الظن أنه كان سيتوّج مسيرته بكتاب مذهل بعنوان «جيمس بوند في سرير ستالين». كان فليمنغ جاسوساً وصحافياً وكاتباً. وبين الجاسوس والصحافي صلات قرابة. كلاهما يطارد الأسرار وإن اختلفت الوسائل والأساليب. الأول يكتب بالحبر السري ويرفع تقاريره إلى مشغله في الجهاز. والثاني يكتب بالحبر العلني ويرفع تقاريره إلى القارئ. وكلاهما يسعى إلى إثبات صدقية تقاريره أمام رؤسائه. والمهنتان كئيبتان. ينتهي الجاسوس مجهولاً وقصته تنام في أدراج الجهاز. وينتهي الصحافي خائباً بعد فوزه بوسام النسيان. ولهذا يسعى كل منهما، إذا أتيحت الفرصة، إلى تلميع قصته في كتاب. واللعبة أوهام بأوهام.

ضاعف «استيلاء» فلاديمير بوتين على الكرملين في بداية القرن الحالي شغفي بقصص رجال الاستخبارات، خصوصاً أن الـ«كي جي بي» الذي جاء بوتين منه كان أشبه بإمبراطورية جواسيس أنجبت أكثر من جيمس بوند. ويرتبط اسم تلك الإمبراطورية بمن قادها طويلاً، وهو يوري أندروبوف الذي تزعم الحزب والدولة لاحقاً، لكن صحته خانته سريعاً. ولا يمكن فهم سلوك بوتين من دون العودة إلى أندروبوف، فهو بالنسبة إليه المعلم والقائد والملهم. شاءت المهنة أن أقترب على مدى سنوات من هذا العالم الغامض والمثير. عرفت جواسيس ورجالاً أداروا جواسيس. وحدث أن ربطتني أحياناً علاقات مودة بهؤلاء الرجال الذين كنت أشعر أنهم خرجوا من بين سطور الروايات الشائكة. قبل سنوات زرت رجلاً من الحلقة الضيقة التي عملت مع القائد الفلسطيني الدكتور وديع حداد الذي ارتبط اسمه بخطف الطائرات وإطلاقه في عواصم العالم رجلاً شبيهاً بجيمس بوند، هو الإرهابي الفنزويلي الشهير كارلوس. اغتنمت طيب العلاقة مع الرجل وطلبت منه أن يقول لي سراً لم يرد ذكره في الصحافة يوماً ولا تعلم به الدول والأجهزة. تردد قليلاً ثم قال: «السر الكبير الذي أخفيناه عن الجميع هو أن يوري أندروبوف استقبل وديع حداد سراً في 1974 في قصر في غابة في ضواحي موسكو. طلب وديع خلال اللقاء أسلحة خاصة وذخائر خاصة وساعات توقيت. وبعد أسبوعين من الزيارة تسلمنا اللائحة كاملة في المياه على بعد ستة كيلومترات من عدن».

من هذا العالم المحاط بالأسرار والمكائد والألغاز والضربات الغامضة جاء فلاديمير بوتين إلى الكرملين حاملاً جرحاً عميقاً هو سقوط الاتحاد السوفياتي «أكبر كارثة جيوسياسية في القرن العشرين»، على حدّ قوله. وقبل أسابيع كشف أنه كان يتمنى لو كان في مقدوره منع ذلك السقوط.

حملت الأعوام الأخيرة مؤشرات إلى استمرار تحكم الروح السوفياتية بسلوك سيد الكرملين. تأديب جورجيا وضم القرم وزعزعة استقرار أوكرانيا. التعامل بمزيج من الترغيب والترهيب مع الدول التي سارعت إلى خلع ردائها السوفياتي. يكاد يعتبر الدول التي اختارت الطلاق وتهتم حالياً بالعلاقات مع الغرب دولاً خائنة. وكأنها جاسوس أرسل في مهمة ثم تكشف أنه عميل مزدوج. ليس من عادة أجهزة الاستخبارات أن تتسامح مع من يبيعون أسرارها من أجل المال أو الجنسية أو الملاذ الآمن. من يرتكب هذا الإثم يستحق في نظرها «الحل النهائي»، أي الإسكات مرة واحدة وإلى الأبد.

لم يفتح الغرب دفاتر بوتين بعد مقتل الجاسوس الروسي السابق ألكسندر ليتفينينكو في لندن في 2006 بمادة البولونيوم. ردّت بريطانيا على الحادث لكنها لم تذهب إلى حد إقحام بوتين شخصياً في الموضوع. حدث ضجيج كبير بفعل الحادث لكنه لم يعتبر منعطفاً أو مبرراً لمواجهة واسعة. كان الغرب لا يزال يراهن على ابتسامة الرجل الذي حمى روسيا من التفكك وحمى العالم من الكوارث المحتملة لهذا التفكك. حصلت أزمة ثم تدخل وسيط اسمه الوقت وعالج القضية بالنسيان وعادت المياه إلى مجاريها.

محاولة اغتيال العميل الروسي المزدوج السابق سيرغي سكريبال وابنته يوليا في بريطانيا قبل أسابيع جاءت في مناخ مختلف وبعدما تضخم ملف بوتين كثيراً. تدخله العسكري في سوريا ونجاحه في قلب مسار الأحداث لمصلحة النظام، وانقضاض طائراته بعنف على فصائل معارضة لا علاقة لها بـ«داعش» أو «النصرة». تراجع الرهان على أن «سوريا الروسية» ستؤدي بالضرورة إلى تقليص «سوريا الإيرانية». تحرش فصائل موالية للنظام السوري بصحبة عدد من المرتزقة الروس بالقوات الأميركية في سوريا، ما دفع الجانب الأميركي إلى تأديب المتهمين وقتل أكثر من مائة روسي. خطاب بوتين التصعيدي حيال الغرب الذي استعرض فيه آخر إنجازات الترسانة الصاروخية الروسية، مستخدماً تعابير من قاموس الحرب الباردة.

تساءل كثيرون عن السبب الذي دفع الأجهزة الروسية إلى ارتكاب محاولة تسميم سكريبال بغاز أعصاب مخصص للأغراض العسكرية قبل أسابيع من انتخابات رئاسية ستضمن أن يخلف بوتين سلفه بوتين في ولاية رئاسية رابعة. وفي سنة تستعد فيها روسيا لاستحقاق كبير هو كأس العالم لكرة القدم. لكن الأجهزة البريطانية جزمت بأن الغاز المستخدم سوفياتي، فردت رئيسة الوزراء تيريزا ماي بشدة على ما اعتبرته عملاً عسكرياً عدوانياً على الأراضي البريطانية. وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون اختار دفع اللعبة إلى الآخر ووضع الطابة في مرمى سيد الكرملين. قال إن «خلافنا مع الكرملين بقيادة بوتين وقراره. ونعتقد أنه من المرجح بشدة أنه كان قراره، بتوجيه استخدام غاز أعصاب في شوارع المملكة المتحدة، في شوارع أوروبا للمرة الأولى منذ الحرب العالمية الثانية». ورد الناطق باسم الكرملين قائلاً إن «أي إشارة إلى رئيسنا لا يمكن إلا أن تكون صدمة وأمراً لا يغتفر بموجب التقاليد الدبلوماسية».

تضامنت أميركا وألمانيا وفرنسا مع بريطانيا في اتهام روسيا. واتخذت واشنطن إجراءات ضد موسكو في ملف اتهامها بالتدخل في الانتخابات الرئاسية الأميركية. للمرة الأولى استيقظت أشباح الحرب الباردة وشعر الغرب أن المشكلة الحقيقية هي بوتين ونهجه الهجومي ورهانه المستمر على لغة القوة. المشكلة هي أن روسيا تعيش في ظل رئيس سوفياتي. قبل أسابيع، هاجم الصقيع الوافد من سيبيريا العواصم الغربية واحتلها. أطلق الإعلام على الموجة تسمية «الوحش الآتي من الشرق». بعد محاولة اغتيال سكريبال عاد الحديث عن «الخطر الوافد من الشرق».

نسي الغرب طويلاً أن بوتين خرج من عباءة أندروبوف. وأن أهم ما يتدرب عليه أبناء الـ«كي جي بي» هو التضليل وإخفاء النيات والأهداف. إنهم يواجهون بالفعل جيمس بوند الروسي. لو عاش إيان فليمنغ هذه الأيام لكتب رواية مذهلة بعنوان «جيمس بوند في سرير ستالين».

 

مبررات القنبلة النووية السعودية

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط/19 آذار/18

ألقى ولي العهد السعودي قنبلة كبيرة عندما أعلن أن امتلاك قنبلة نووية أمر لا شك فيه إن بنت إيران قنبلتها. قبل هذا الأسبوع كانت استراتيجية السعودية واحدة من اثنتين؛ ألا تحقق إيران مشروع سلاحها النووي من خلال الضغوط والمفاوضات الدولية، أو الاعتماد في ردعها على المجتمع الدولي الذي نعرف أنه لا يمكن أن يتكل عليه. الآن تغيرت السياسة السعودية، وقد اختار الأمير محمد بن سلمان التلفزيون الأميركي (سي بي إس) لإعلان سياسة المملكة الجديدة قبيل لقائه الرئيس الأميركي دونالد ترمب. وكان لتصريحه تداعيات لمسناها في واشنطن التي تنقسم عادة في مواقفها. ومهمة الأمير ستكون صعبة في إقناع المشرّعين من أعضاء الكونغرس والقوى السياسية المتعددة في واشنطن، حيث إن موافقة واشنطن على أن تبني السعودية سلاحها النووي أمر يكاد يكون من المستحيلات، خصوصا أن عدداً من الدول تعارض هذا الخط؛ ومن بينها إسرائيل. لكن الأمير ربطه بإطار سعي إيران لبناء سلاحها النووي... السيناريو الباكستاني نفسه مع الهند. السياسة السعودية الجديدة تقول للأوروبيين وللأميركيين كذلك، خصوصاً الذين يبدون مرونة تجاه إيران، إن عليهم أن يدركوا أن الرياض لن تكتفي بأي ضمانات في حال طورت طهران سلاحها النووي، وإنها ستفعل الشيء نفسه من قبيل توازن الردع.

3 مسائل تستحق النقاش في هذا الإطار. الأولى: هل السعودية قادرة على بناء قنبلتها النووية؟ لا أحد يستطيع أن يؤكد ذلك، لكنها تملك بعض الكفاءات العلمية، وهي سترسي هذا العام مشروعات من مفاعلات ومعامل وبنية تحتية، الهدف منها تطوير قدراتها النووية للأغراض السلمية. وتتميز السعودية عن إيران بأنها تملك اليورانيوم في صحرائها وليست في حاجة إلى شرائه، وقد اعتمدت خطة لاستخراجه ضمن مشروعها التنموي «رؤية 2030».

المسألة الثانية: كيف ستواجه المعارضين دولياً وما قد يعنيه ذلك من مخاطر سياسية؟

لا أتصور أن الرياض ستقدم على هذه الخطوة دون موافقة الدول الكبرى المعنية، التي لا تستطيع إنكار حقيقة استهداف إيران السعودية، التي وصلت إلى مرحلة متقدمة في جاهزية بناء سلاح نووي. وفي حال قررت طهران استئناف التخصيب والعودة لاستكمال مشروعها النووي لأغراض عسكرية؛ فهنا يصبح تصريح الأمير محمد بن سلمان مبرراً. الذين يعارضون الأمير ليسوا في إيران فقط؛ بل حتى داخل واشنطن نفسها. السيناتور إدوارد ميركي، عضو لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس، سارع للرد على تصريح الأمير محمد قائلاً: «ولي العهد السعودي أكد على ما كان كثيرون يشكون فيه؛ أن الطاقة النووية في السعودية أكثر من قوة كهربائية، هي قوة جيوسياسية... وأن على الولايات المتحدة ألا تتنازل عن متطلبات عدم التخصيب في أي من (اتفاقية 123) قد تتوصل إليها». والمعارضون يشيرون إلى أن السعودية ترفض توقيع اتفاقيات ما تسمى «المواصفات الذهبية» أو «اتفاق 123» الذي يضمن أنها لا تخصب اليورانيوم ولا تعيد إنتاج البلوتونيوم. في سلسلة نشاط مرتبط بهذا الموضوع كان من الملاحظ أن تعلن السعودية قبل أسبوع من سفر ولي العهد إلى واشنطن أنها أقرت سياستها الوطنية لبرنامج الطاقة النووية، مؤكدة على التزامها بالاتفاقات الدولية ومبدأ الشفافية، وأنها للاستخدامات المدنية. وجاء تصريح الأمير محمد ليهيئ الجميع في واشنطن ليلة سفره إلى هناك، بأن السكوت عن إيران والتهاون معها الذي قد يتسبب في إنتاجها سلاحاً نووياً، سيعني أن السعودية ستفعل الشيء نفسه؛ ستمتلك قنبلة نووية. ويمكن أن نقرأ التصريح من زاويتين؛ أنه لا ينوي تطوير سلاح نووي إن التزمت إيران بالامتناع، وأنه يحذر من التساهل مع إيران لأنه سيطور لبلاده سلاحها النووي دفاعاً وتحقيقاً لمبدأ توازن الرعب. والجميع يأخذ حديث الأمير محمد بن سلمان على محمل الجد. عدا إعلان السعودية سياستها في الاستخدامات النووية، فمنذ نحو نصف عام أجرت السعودية مباحثات في الصين للمعرفة حول بناء بنية تحتية للطاقة النووية لأغراض مدنية. ومن المتوقع أن تكون ضمن مباحثاته في واشنطن، التي لن تكون سهلة مع وجود مشككين في النوايا والأهداف السعودية. وهؤلاء أمامهم خياران؛ إما العمل بجد لمنع إيران من أن تبني سلاحها، وبالتالي تشعر السعودية والعالم بعدم وجود خطر نووي، وإما الإقرار بحق السعودية في الجاهزية لامتلاك سلاح نووي مواز لإيران التي نعرف أن على رأسها نظاماً دينياً فاشياً متطرفاً لا يستبعد أبداً أن يستخدم سلاحه النووي عندما يبنيه للقضاء على خصومه، وحتى لو لم يستخدمه مباشرة، فإنه سيبتز به دول المنطقة والعالم، مهدداً باستخدامه لتحقيق نشاطاته التوسعية التي نراه يرتكبها أمامنا اليوم.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

عون هنأ بوتين باعادة انتخابه وشدد على مواصلة التعاون مع روسيا ووقع على علم سترفعه المتسلقة سلام على جبال هملايا

الإثنين 19 آذار 2018 /وطنية - استقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، بعد ظهر اليوم في قصر بعبدا، في حضور رئيس الصليب الاحمر اللبناني الدكتور انطوان الزغبي، المسعفة في الصليب الاحمر- سبيرز زينب عبد الرؤوف سلام التي اطلعت الرئيس عون على عزمها تسلق جبال هملايا وقمة جبل "آيلاند بيك" Island peak البالغ ارتفاعها 6189 مترا. وطلبت المسعفة سلام توقيع رئيس الجمهورية على العلم الذي ستغرسه على القمة، معربة عن حماستها "لرفع العلم اللبناني على قمم الجبال".

واشاد الرئيس عون بالمسعفة سلام، مشيرا الى ان "تطوعها للمساهمة في انقاذ حياة الناس، دليل على الحس الانساني الكبير الذي تتمتع به، وان عزمها على رفع العلم اللبناني عاليا، دليل ايضا على حسها الوطني".

وشجع الرئيس عون المسعفة سلام على "تحقيق اهدافها"، داعيا من خلالها، المرأة اللبنانية الى "عدم التوقف عند حدود سقف معين، والى ان يكون طموحها هو حدودها لانها اثبتت في شتى الميادين انها تملك امكانات وطاقات عالية جدا". وبعد اللقاء، تحدثت المسعفة سلام واشارت الى سعادتها لمقابلة رئيس الجمهورية الذي وقع لها على العلم اللبناني الذي ستصحبه معها في مغامرتها، معتبرة انه "امر يرفع من معنوياتها ويعطيها الزخم اللازم لتخطي الصعوبات التي تنتظرها في تسلق الجبال".

أبي نصر

والتقى رئيس الجمهورية النائب نعمة الله ابي نصر، يرافقه نجله مالك وعرض معهما الاوضاع العامة في البلاد والتطورات الراهنة.

الخازن

وعرض الرئيس عون مع النائب فريد الياس الخازن الاوضاع في منطقة كسروان -جبيل، وشؤونا عامة.

تهنئة بوتين

الى ذلك، ابرق رئيس الجمهورية الى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مهنئا بإعادة انتخابه رئيسا لجمهورية روسيا الاتحادية. وجاء في التهنئة: "ان لبنان الذي تربطه علاقات صداقة وطيدة بروسيا، يتطلع الى مواصلة البناء على التاريخ الطويل من التعاون مع جمهورية روسيا الاتحادية في ظل قيادتكم الحكيمة وتطلعها الى تحقيق الحق والعدالة بين الشعوب".

وشدد على "التطلع الى الحلول العادلة للنزاعات الدولية، انطلاقا من مبادئ التضامن واحترام قوانين الشرعية الدولية وشرعة حقوق الانسان التي تجمعنا".

 

عون في يوم الفرنكوفونية: نتمنى للغة الفرنسية دوام الثبات والازدهار في لبنان والعالم

الإثنين 19 آذار 2018/وطنية - صدر عن المكتب الإعلامي لرئاسة الجمهورية البيان الآتي: "بمناسبة يوم الفرنكوفونية العالمي، الذي يقع في 20 آذار من كل سنة، يسر فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال عون أن يشارك الناطقين باللغة الفرنسية في لبنان والمائتين والأربعة والثمانين مليونا الناطقين بها في أربع وثمانين دولة، احتفالهم بهذا العيد، متمنيا للغة الفرنسية والقيم الإنسانية التي تحملها دوام الثبات والازدهار في لبنان والعالم".

 

رئيس الجمهورية إطلع من المشنوق على نتائج مؤتمر روما 2 والتقى زوارا: قانون الانتخاب الجديد سينظم الحياة السياسية

الإثنين 19 آذار 2018 /وطنية - اطلع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون من وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق، الذي استقبله قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، على "نتائج مؤتمر "روما-2" والمقررات التي صدرت عنه"، ولفت المشنوق إلى أن "طرح الرئيس عون حول الاستراتيجية الدفاعية لقي استحسان كل الدول التي شاركت في المؤتمر". وعرض الوزير المشنوق لرئيس الجمهورية، "التحضيرات التي تجريها الوزارة للانتخابات النيابية المقررة في 6 أيار المقبل، إضافة إلى الأوضاع الأمنية والتطورات الداخلية والمواقف السياسية من الاستحقاقات الراهنة".

المشنوق

بعد اللقاء، صرح الوزير المشنوق للصحافيين، فقال: "أطلعت فخامة الرئيس أولا على التحضيرات الجارية للانتخابات، وطمأنته إلى أنها جدية، وقد قطعنا شوطا بعيدا فيها، مع العلم أن الاعتمادات تحولت عمليا لنا في 23/1/2018، واستطعنا في خلال أقل من شهرين أن نقطع أكثر من 70% من هذه التحضيرات، وسنواصلها، سواء في الداخل أو الخارج، من خلال التعاون مع وزارة الخارجية. وفي الداخل يقوم فريق عمل وزارة الداخلية بواجباته بأسرع وقت ممكن وبكل الوسائل القانونية التي تسهل له عمله في هذا الوقت القصير وذلك للتحضير لقانون جديد وليس فقط للانتخابات".

أضاف: "ثانيا، أطلعت فخامة الرئيس، وهو كان على اطلاع، على مقررات "مؤتمر روما"، حيث أثبت المجتمع الدولي فعلا ضمانته وحمايته لاستقرار لبنان في عدة مقررات صدرت في البيان الختامي، أهمها اعتبار استقرار لبنان جزءا من الاستقرار الدولي، والجيش اللبناني وقوى الامن الداخلي شركاء في المعادلة الدولية في مواجهة الارهاب. أما الأمر الثالث والجدي، فيتمثل بالاستراتيجية الدفاعية وتبني المجتمع الدولي لطرح رئيس الجمهورية في الاسبوعين الماضيين، والذي لقي استحسان كل الدول الـ41 المشاركة، لأن الاستراتيجية الدفاعية هي التزام بالحوار بين اللبنانيين والتزام المجتمع الدولي بأهمية هذا الحوار، بدلا من اعتماد أو الاستمرار في اعتماد أسلوب المواجهة أو أسلوب العقوبات أو الحصار الاقتصادي الذي يتسبب بمشاكل كثيرة للبلد. وان شاء الله نجلس، وكما وعد فخامته، بعد الانتخابات حول طاولة ونجد إجابات على كل الاسئلة المتعلقة بالاستراتيجية الدفاعية".

سئل: المجريات التي تكلمتم عنها بالنسبة ل"مؤتمر روما" أو لمسار الحوار، هي دعائم للاستقرار، لكننا نشهد تشنجا وسجالات سياسية. هل يمكن أن يؤثر ذلك على الجو العام أو على جو الحوار المقبل أو حتى على تأليف حكومة جديدة؟

أجاب: "كل تشنج سياسي الآن هو جزء من العملية الانتخابية، فلا يجب الافتراض أن هذا التشنج سوف يستمر بعد الانتخابات. إن نتائج الانتخابات هي التي ستحدد أحجام جميع الناس المشاركين، وبالتالي سوف يظهر قدرة أو الحجم التمثيلي لكل شخص ويبنى على الشيء مقتضاه. لا يمكن اعتماد السجال السياسي الانتخابي كتصور للحوار لما بعد الانتخابات. فلننه الانتخابات ولكل حادث حديث".

وفد رومية

وموضوع الانتخابات النيابية تطرق إليه الرئيس عون خلال استقباله وفدا من بلدة رومية في المتن برئاسة رئيس البلدية عادل بو حبيب، الذي شكره على "فتح طريق الجديدة - سجن رومية التي كانت مقفلة، مما سهل انتقال المواطنين عموما والمقيمين في بلدة رومية خصوصا".

رئيس الجمهورية

وأكد الرئيس عون ان "لبنان تخطى المرحلة السابقة التي كانت تسودها المشاكل والازمات، وبدأنا العمل على تأمين الاستقرار واجواء الحرية للمواطنين، الذين آمل أن يحافظوا في الانتخابات النيابية المقبلة على هدوئهم، لأن ليس من ربح او خسارة في هذه الانتخابات، لا بل انها تؤدي الى اختيار الاكثرية التي عليها في المقابل ان تلتزم بمصلحة الناس، والا فانها ستدفع ثمن عدم التجديد لها في المستقبل". وقال: "ان القانون الانتخابي الجديد سينظم الحياة السياسية في البلاد. قد يكون هناك ارباك، لعدم معرفة الاطراف والافراد احجامهم الحقيقية، الا ان هؤلاء سينتظمون بعد فترة سياسيا لتصبح الخيارات تاليا سياسية لا عن طريق الافراد، ويكون الالتزام السياسي الاساس في اختيار المرشحين، على ان يتم وضع الصوت التفضيلي لمن يفضله المواطنون على المستوى الشخصي".

قرطباوي

وفي قصر بعبدا ايضا، الوزير السابق شكيب قرطباوي الذي عرض مع الرئيس عون الأوضاع العامة في البلاد.

معوض وبولس

واستقبل رئيس الجمهورية، رئيس "حركة الاستقلال" ميشال رينيه معوض والنائب السابق جواد بولس، وكانت جولة أفق في الوضع السياسي العام.

 

الحريري عرض مع حمود التحضيرات لمؤتمر سيدر واستقبل طربيه وفتوح ورئيس جمعية تراخيص الامتياز

الإثنين 19 آذار 2018 /وطنية - استقبل رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، قبل ظهر اليوم في مكتبه في السراي، رئيس جمعية المصارف جوزف طربيه والامين العام لاتحاد المصارف العربية وسام فتوح، وجرى عرض للاوضاع الاقتصادية والمصرفية. بعد اللقاء، قال طربيه: "عرضنا نتائج المؤتمرات الدولية المتعلقة بلبنان، كذلك الموضوع المالي والضريبي، ولا سيما مشروع قانون موازنة العام 2018 والخفض الذي حصل عليه، وبالرغم من ان التخفض كان رمزيا ولكن له تأثيره. وكانت مناسبة لدعوة اتحاد مصارف عربية الرئيس الحريري الى المشاركة في افتتاح المؤتمر الدولي - العربي الذي سيعقده الاتحاد في نهاية شهر حزيران المقبل في باريس برعاية الرئيس الفرنسي، ويتناول العلاقات المصرفية في منطقة البحر الابيض المتوسط. ونحن نعتبر ان هذه المنطقة هي منطقة سلام وتعاون للدول العربية، وما يصيبها يصيب جميع الدول الواقعة ضمنها، ونسعى الى ان تشكل هذه الدول مركز تعاون ماليا ومصرفيا لما يساعد على حل المشاكل الاقتصادية الناشئة عن الحرب وعن الاوضاع الاقتصادية". وقد وعد دولته بالنظر في المشاركة، مع العلم ان المؤتمر يستقطب مشاركات مهمة من بينها مشاركة حاكم مصرف لبنان، ونسعى الى ان يكون للبنان دور كبير فيه نظرا الى مكانته المصرفية في المنطقة".

رئيس لجنة الرقابة على المصارف

واستقبل الرئيس الحريري رئيس لجنة الرقابة على المصارف سمير حمود الذي قال بعد اللقاء: "عرضنا الوضع المالي، والتحضيرات الجارية لعقد موتمر "سيدر" واهمية نتائجه التي من شأنها اعطاء توازن في المالية ومصادر تمويل لاقتصاد منتج ولا بد من التركيز على ذلك".

واضاف: "ان الوضع النقدي حمى البلاد لفترة طويلة ولا يزال، ولا بد من زيادة حجم الاقتصاد وهذه الخطوة اساسية. هناك قطاعات انتاجية في حاجة الى تمويل، كذلك البنى التحتية التي تجعل من الاقتصاد اقتصادا حقيقيا، والرئيس الحريري على معرفة تامة بتفاصيل الامور".

سئل: هل هناك مطالب دولية من لجنة الرقابة على المصارف؟

اجاب: "هناك رضى من بيوت المال الدولية ووكالات التصنيف على ما يقوم به مصرف لبنان، والتقارير التي تصدر تحمل إشارات واضحة على عملنا بعد اصدارنا تعميم"Lcr"، ونحن في صدد إصدار تعاميم إضافية تعزز متانة القطاع المصرفي والتزامه كل المعايير الدولية، وخصوصا الرقابية منها، ونحن كلجنة رقابة مستمرون في عملنا من دون اي تهاون".

رئيس الجمعية اللبنانية لتراخيص الامتياز

واستقبل ايضا رئيس الجمعية اللبنانية لتراخيص الامتياز يحيى قصعه الذي قال بعد اللقاء: "عرضنا الاوضاع الاقتصادية ومطالب القطاع، وطلبنا من دولته رعايته لمؤتمر"بيفكس" الذي سيعقد في 18و19 نيسان المقبل في مركز "سي سايد".

الرابطة الارثوذكسية

والتقى الرئيس الحريري رئيس الرابطة اللبنانية للروم الأرثوذكس نقولا غلام على رأس وفد من الرابطة الذي قال بعد اللقاء: "زيارتنا اليوم هي بروتوكولية لمناسبة انتخاب الهيئة الإدارية الجديدة، هنأنا الرئيس الحريري على الانجازات التي حققها على المستويات كافة والتعاون القائم بين القيادات والرؤساء مما اشاع جوا ايجابيا أنقذ لبنان، وطلبنا منه رعاية وحضور العشاء السنوي الذي ستقيمه الرابطة في وقت لاحق في مناسبة عيدها الاربعين".