المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية  ليوم 19 ذار/2018

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/newselias18/arabic.march19.8.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة
عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

عظة عن القدّيس يوسف في ذكرى عيد مار يوسف

يَا لَعُمْقِ غِنَى اللهِ وَحِكْمَتِهِ وَعِلْمِهِ! مَا أَبْعَدَ أَحْكَامَهُ عَنِ الْفَحْصِ وَطُرُقَهُ عَنِ الاسْتِقْصَاءِ!

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/بحثت عن سياسي لبناني واحد يمثل القيم ويخاف يوم الحساب الأخير فلم أجده

بالصوت والنص/الياس بجاني: تأملات إيمانية في عجيبة شفاء الأعمي

الياس بجاني/العمى عمى القلب وليس عمى البصر

 

عناوين الأخبار اللبنانية

فيديو مداخلة من قناة الحدث مع الباحث السياسي الدكتور مكرم رباح ضيف قناة تتناول خلفيات ما يسمى الإستراتجية الدفاعية ..حقائق وأباطيل

فيديو مداخلة من قناة الحدث مع الكاتب السياسي طوني أبي نجم تتناول خلفيات ما يسمى الإستراتجية الدفاعية ..حقائق وأباطيل

تحية إلى عفرين الجريحة/أبو أرز/

الحرب الإسرائيليّة المدمّرة خلال أشهر

ريفي: سنواجه سلاح حزب الله ولوائحه وعملائه بصناديق الاقتراع ونقول لحزب الله: لا تهدّدني بسلاحك.. فلن تستطيع قتل كل الناس  

ياغي لـ«جنوبية»: من المعيب أن يصدر هذا الكلام عن السيد حسن نصرالله

نوفل ضو: لم تفعلوا شيئاً منذ 26 سنة.. مَن يضمن أن تصدقوا بوعودكم تجاه كسروان؟

هل تحوّلت البلاد إلى "سوق" لشراء الأصوات التفضيلية؟

مقتل مسؤول في “حزب الله” ببعلبك برصاص سوري

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 18/3/2018

 

عناوين المتفرقات اللبنانية
د.فارس سعيد انتقد ترشيح حزب الله لشخص من خارج جبيل للانتخابات: اذا استيقظنا في 7 ايار على واقع سياسي جديد كيف سنبني سويا شبكة الامان؟

الاستراتيجية الدفاعية: هل يعلم حزب الله لماذا طرحها عون؟

حرب تهدد لائحة روكز: الكتائب "يستخدم" سلاح حزب الله

زحلة: لماذا تصر المرشحة الأرمنية لينا على اسمها الثلاثي؟

ماذا يقول آل الحريري عن انتخابات صيدا- جزين؟

الحياة: لبنان قد يكون تلقى نصائح دولية بابداء استعداده للبحث بالاستراتيجية الدفاعية

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

قرقاش: قطر مولت حزب الله والحشد والنصرة بمليار دولار

سيناتور جمهوري: ترمب سينسحب من الاتفاق النووي

ترمب: كذب وفساد في العدل والخارجية ومكتب التحقيقات

موسكو تكشف «خططاً أميركية» لقصف دمشق بصواريخ من البحر

بعد سقوط عفرين..الأكراد يهددون بهجمات ضد تركيا

تركيا تسيطر على عفرين … والمعارضة تستعيد حمورية من الأسد وخروج 68 ألف شخص من الغوطة ... وإدانات روسية للوجود الأجنبي بسورية

القوات التركية توغلت في الشمال وأقامت 12 ثكنة عسكرية واتهامات عراقية لإيران بمحاولة ضم ثلاث محافظات

مصر والإمارات: الرباعية متمسكة بالمطالب الـ13 حول قطر

بوتين رئيساً لولاية رابعة.. في انتخابات "محسومة"

حماس تغلق شركة قطرية «لم تتعاون» في تحقيقات «محاولة الاغتيال» والحركة تبحث عن أسماء وتسجيلات لشرائح متصلة بالعبوة التي لم تنفجر

بن علوي في طهران... ولا وساطة مع أميركا/شمخاني يحذِّر الأوروبيين من عقوبات {صاروخية} ويرفض تغيير الاتفاق النووي

بوتين يستعد لولاية رابعة... وتفويض واسع لمواجهة الغرب/111 مليون ناخب يختارون اليوم رئيساً لبلادهم وسط تدابير أمنية مشددة

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

هؤلاء هم بحرُ التغيير وبرُّهُ/عقل العويط/النهار

ربيعُ الديبلوماسيّةِ أم ربيعُ الجيوش/سجعان القزي/جريدة الجمهورية

معركة «التيارَين» في صيدا - جزين: مَن يقلِّص الخسارة/طوني عيسى/جريدة الجمهورية

ثغرتان في بيان ناصع/شارل جبور/جريدة الجمهورية

يقرعون طبول الحرب/نبيل هيثم/جريدة الجمهورية

الرياض وواشنطن ومواجهة إيران/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

البديل لـ«تمزيق» الاتفاق النووي/سلمان الدوسري/الشرق الأوسط

تجديد لـ«قيصر»... وتشديد لقبضة/إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط

هل سيدق بومبيو طبول الحرب على إيران/سوسن الشاعر/الشرق الأوسط

«ستون دقيقة»... ومحمد بن سلمان/عبدالله بن بجاد العتيبي/الشرق الأوسط

بريطانيا: الجاسوسية تلهب الصراع بين الحزبين الرئيسيين/عادل درويش/الشرق الأوسط

مطالب ترمب الخمسة لطهران تهز الملالي/أمير طاهري/الشرق الأوسط

سورية غير السورية/ حازم الامين/الحياة

تركيا ومذابح الأرمن: ذاكرة الألم/عزيزة عبدالعزيز منير/الحياة

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

بري التقى وفدا من الناجحين لوظيفة استاذ ثانوي

الراعي التقى باسيل وعددا من المرشحين إلى الانتخابات

الحريري في تخريج دورة اطفائيين متمرنين: نحن حراس الدولة واتفاق الطائف والعروبة والاعتدال

فياض: حزب الله لا يخاف النقد إنما تتعرض المقاومة لافتراءات هي جزء من حملة أميركية صهيونية تريد تشويهها

باسيل: كل مرشحينا سيكونون معنا في التكتل وسيمثلوننا ويتحدثون باسمنا ويلتزمون بقرارنا السياسي

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية

عظة عن القدّيس يوسف

القدّيس يوسف، الحارس الأمين لأسرار الخلاص فعندما تختار العناية الإلهيّة شخصًا ما لتمنحه نعمة خاصّة، فإنّها تعطيه كلّ المواهب الضروريّة، ممّا يزيد بوفرة جماله الروحي. إنّ كلّ هذا قد تحقّق لدى القدّيس يوسف، والد الربّ يسوع المسيح الشرعي، والزوج الحقيقيّ لملكة الكون وسيّدة الملائكة. لقد اختاره الآب الأزلي ليكون المربّي والحارس الأمين لكنوزه الأساسيّة، أي لابنه وعروسه؛ وقد قام بهذه المهمّة بأمانة. لهذا قال الربّ له: "أَحسَنتَ أَيُّها الخادِمُ الصَّالِحُ الأَمين!... أُدخُلْ نَعيمَ سَيِّدِكَ" (متى25: 21). إذا قارنت القدّيس يوسف بباقي أعضاء كنيسة المسيح، ألا ترى أنّه الرجل الذي اختير خاصّة، ليدخل المسيح إلى العالم من خلاله بطريقة مشرّفة وطبيعيّة؟ فإذا كانت الكنيسة المقدّسة بأسرها مدينة للعذراء مريم بكونها هي مَن أعطت العالم أن يستقبل المسيح بالجسد، فإنّ الكنيسة عليها أن تكون مدينةٌ، بعد العذراء، للقدّيس يوسف وأن تؤدّي له احترامًا مماثلاً. إن القدّيس يوسف هو، بالفعل، ختام العهد القديم: فَبِهِ قد نال الأباء والأنبياء الثمرة الموعودة. هو وحده قد امتلك بالحقيقة ما كانت الطيبة الإلهيّة قد وعَدَت به. يجب ألاّ يكون لدينا أيّ شكِّ في أنّ الربّ يسوع بعد صعوده إلى السماء، لم ينكر الحميميّة والإحترام اللذان كان يكنّهما للقدّيس يوسف خلال حياته الأرضيّة كمثل أي ولدٍ لأبيه، بل على العكس فإنّه قد أغنى تلك الطاعة والإحترام وأكملهما. وها إنّي به يقول: "أُدخُلْ نَعيمَ سَيِّدِكَ". اذكُرنا أيّها القدّيس يوسف واشفع بنا، بمعونة صلاتك، لدى ابنك بالتبنّي؛ واجعل العذراء، خطّيبتك، شفيعة لنا أيضًا لأنّها والدة الذي يحيا ويملك مع الآب والروح القدس إلى أبد الآبدين... آمين.

القّديس بيرناردان السيانيّ (1380 - 1444)، راهب

 

يَا لَعُمْقِ غِنَى اللهِ وَحِكْمَتِهِ وَعِلْمِهِ! مَا أَبْعَدَ أَحْكَامَهُ عَنِ الْفَحْصِ وَطُرُقَهُ عَنِ الاسْتِقْصَاءِ!

من رسالة القدس بولس الرسول لأهل رومة/11/من25حتى32/"وَهُمْ إِنْ لَمْ يَثْبُتُوا فِي عَدَمِ الإِيمَانِ سَيُطَعَّمُونَ. لأَنَّ اللهَ قَادِرٌ أَنْ يُطَعِّمَهُمْ أَيْضاً. لأَنَّهُ إِنْ كُنْتَ أَنْتَ قَدْ قُطِعْتَ مِنَ الزَّيْتُونَةِ الْبَرِّيَّةِ حَسَبَ الطَّبِيعَةِ وَطُعِّمْتَ بِخِلاَفِ الطَّبِيعَةِ فِي زَيْتُونَةٍ جَيِّدَةٍ فَكَمْ بِالْحَرِيِّ يُطَعَّمُ هَؤُلاَءِ الَّذِينَ هُمْ حَسَبَ الطَّبِيعَةِ فِي زَيْتُونَتِهِمِ الْخَاصَّةِ؟ فَإِنِّي لَسْتُ أُرِيدُ أَيُّهَا الإِخْوَةُ أَنْ تَجْهَلُوا هَذَا السِّرَّ لِئَلاَّ تَكُونُوا عِنْدَ أَنْفُسِكُمْ حُكَمَاءَ. أَنَّ الْقَسَاوَةَ قَدْ حَصَلَتْ جُزْئِيّاً لإِسْرَائِيلَ إِلَى أَنْ يَدْخُلَ مِلْؤُ الأُمَمِ وَهَكَذَا سَيَخْلُصُ جَمِيعُ إِسْرَائِيلَ. كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: سَيَخْرُجُ مِنْ صِهْيَوْنَ الْمُنْقِذُ وَيَرُدُّ الْفُجُورَ عَنْ يَعْقُوبَ. وَهَذَا هُوَ الْعَهْدُ مِنْ قِبَلِي لَهُمْ مَتَى نَزَعْتُ خَطَايَاهُمْ. مِنْ جِهَةِ الإِنْجِيلِ هُمْ أَعْدَاءٌ مِنْ أَجْلِكُمْ وَأَمَّا مِنْ جِهَةِ الِاخْتِيَارِ فَهُمْ أَحِبَّاءُ مِنْ أَجْلِ الآبَاءِ لأَنَّ هِبَاتِ اللهِ وَدَعْوَتَهُ هِيَ بِلاَ نَدَامَةٍ."فَإِنَّهُ كَمَا كُنْتُمْ أَنْتُمْ مَرَّةً لاَ تُطِيعُونَ اللهَ وَلَكِنِ الآنَ رُحِمْتُمْ بِعِصْيَانِ هَؤُلاَءِ هَكَذَا هَؤُلاَءِ أَيْضاً الآنَ لَمْ يُطِيعُوا لِكَيْ يُرْحَمُوا هُمْ أَيْضاً بِرَحْمَتِكُمْ.لأَنَّ اللهَ أَغْلَقَ عَلَى الْجَمِيعِ مَعاً فِي الْعِصْيَانِ لِكَيْ يَرْحَمَ الْجَمِيعَ. يَا لَعُمْقِ غِنَى اللهِ وَحِكْمَتِهِ وَعِلْمِهِ! مَا أَبْعَدَ أَحْكَامَهُ عَنِ الْفَحْصِ وَطُرُقَهُ عَنِ الاسْتِقْصَاءِ! لأَنْ مَنْ عَرَفَ فِكْرَ الرَّبِّ أَوْ مَنْ صَارَ لَهُ مُشِيراً؟ أَوْ مَنْ سَبَقَ فَأَعْطَاهُ فَيُكَافَأَ؟ لأَنَّ مِنْهُ وَبِهِ وَلَهُ كُلَّ الأَشْيَاءِ. لَهُ الْمَجْدُ إِلَى الأَبَدِ. آمِينَ."

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته

بحثت عن سياسي لبناني واحد يمثل القيم ويخاف يوم الحساب الأخير فلم أجده

الياس بجاني/18 آذار/18

ترى هل في لبنان سياسي واحد جدير بالإحترام لصدقه وشفافيته ووطنيته وتفانية وعدم سعيه للمنافع الخاصة والسلطة ولخوفة من يوم الحساب الأخير..بحثت عنه فلم أجده حتى الآن ..عند الطاقم السياسي اللبناني والحزبي تحديداً أيام السنة ال 365 هي كلها كذبة أول نيسان.. أقدس أرض وانجس سياسيين وعاملين في الشأن العام

https://www.facebook.com/groups/128479277182033/

 

بالصوت والنص/الياس بجاني: تأملات إيمانية في عجيبة شفاء الأعمي/18 آذار/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/38018

 

العمى عمى القلب وليس عمى البصر

الياس بحاني/18آذار/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/63232

“جئت إلى هذا العالم للدينونة، حتى يبصر الذين لا يبصرون، ويعمى الذين يبصرون”. (يوحنا 09/39)

كم بيننا من أفراد وجماعات هم حقيقة عميان بصيرة، وقليلو إيمان، وخائبو رجاء، في حين أن عيونهم من الناحية الصحية سليمة مئة في المائة، غير إن علتهم تكمن في عمى البصيرة وليس عمى البصر، فهم وإن كانت عيونهم متعافية إلا أنها تحجب عن عقولهم ووجدانهم وقلوبهم المحبة فيعشون في ظلام دامس بعيدين عن الله.

الأعمى ابن طيما الشحاذ الذي هو موضوع مقالتنا نذكره اليوم في كنائسنا المارونية ونسمي الأحد السادس هذا من الصوم الكبير باسم عجيبة شفائه، (أحد شفاء الأعمى).

يعلمنا الكتاب المقدس أن ابن طيما ولد أعمى ولم يكن يعرف الفرق بين النور والظلام، إلا أنه كان متنوراً في قلبه وضميره وإيمانه، وقوى وعنيد وثابت في رجائه. هذه العجيبة وردت في إنجيل القديس يوحنا 09(/01-41)، وفي إنجيل القدّيس مرقس (10/46-52)، وفي إنجيل القديس متى (20/29-34)

العجيبة كما وردت في إنجيل القدّيس مرقس(10/46-52): ووَصَلُوا إِلى أَرِيحا. وبَيْنَمَا يَسُوعُ خَارِجٌ مِنْ أَرِيحا، هُوَ وتَلامِيذُهُ وجَمْعٌ غَفِير، كَانَ بَرْطِيمَا، أَي ٱبْنُ طِيمَا، وهُوَ شَحَّاذٌ أَعْمَى، جَالِسًا عَلَى جَانِبِ الطَّريق. فلَمَّا سَمِعَ أَنَّهُ يَسُوعُ النَّاصِرِيّ، بَدَأَ يَصْرُخُ ويَقُول: «يَا يَسُوعُ ٱبْنَ دَاوُدَ ٱرْحَمْنِي!».فَٱنْتَهَرَهُ أُنَاسٌ كَثِيرُونَ لِيَسْكُت، إِلاَّ أَنَّهُ كَانَ يَزْدَادُ صُرَاخًا: «يَا ٱبْنَ دَاوُدَ ٱرْحَمْنِي!».فوَقَفَ يَسُوعُ وقَال: «أُدْعُوه!». فَدَعَوا الأَعْمَى قَائِلِين لَهُ: «ثِقْ وٱنْهَضْ! إِنَّهُ يَدْعُوك». فطَرَحَ الأَعْمَى رِدَاءَهُ، ووَثَبَ وجَاءَ إِلى يَسُوع. فقَالَ لَهُ يَسُوع: «مَاذَا تُرِيدُ أَنْ أَصْنَعَ لَكَ؟». قالَ لَهُ الأَعْمَى: «رَابُّونِي، أَنْ أُبْصِر!». فقَالَ لَهُ يَسُوع: «إِذْهَبْ! إِيْمَانُكَ خَلَّصَكَ». ولِلْوَقْتِ عَادَ يُبْصِر. ورَاحَ يَتْبَعُ يَسُوعَ في الطَّرِيق”.

يعطينا انجيل القديس يوحنا (09/08-34) المزيد من التفاصيل التي تبين لنا الإضطهاد والإرهاب اللذين تعرض لهما الأعمى بعد شفائه من أجل أن ينكر ما حصل: “”فتساءل الجيران والذين عرفوه شحاذا من قبل: أما هو الذي كان يقعد ليستعطي؟ وقال غيرهم: هذا هو. وقال آخرون: لا، بل يشبهه. وكان الرجل نفسه يقول: أنا هو! فقالوا له: وكيف انفتحت عيناك؟ فأجاب: هذا الذي اسمه يسوع جبل طينا ووضعه على عيني وقال لي: إذهب واغتسل في بركة سلوام. فذهبت واغتسلت، فأبصرت. فقالوا له: أين هو؟ قال: لا أعرف. فأخذوا الرجل الذي كان أعمى إلى الفريسيين، وكان اليوم الذي جبل فيه يسوع الطين وفتح عيني الأعمى يوم سبت. فسأل الفريسيون الرجل كيف أبصر، فأجابهم: وضع ذاك الرجل طينا على عيني، فلما غسلتهما أبصرت. فقال بعض الفريسيين: ما هذا الرجل من الله، لأنه لا يراعي السبت. وقال آخرون: كيف يقدر رجل خاطئ أن يعمل مثل هذه الآيات؟ فوقع الخلاف بينهم. وقالوا أيضا للأعمى: أنت تقول إنه فتح عينيك، فما رأيك فيه؟ فأجاب: إنه نبي! فما صدق اليهود أن الرجل كان أعمى فأبصر، فاستدعوا والديه وسألوهما: أهذا هو ابنكما الذي ولد أعمى كما تقولان؟ فكيف يبصر الآن؟ فأجاب والداه: نحن نعرف أن هذا ابننا، وأنه ولد أعمى. أما كيف يبصر الآن، فلا نعلم، ولا نعرف من فتح عينيه. إسألوه وهو يجيبكم عن نفسه، لأنه بلغ سن الرشد. قال والداه هذا لخوفهما من اليهود، لأن هؤلاء اتفقوا على أن يطردوا من المجمع كل من يعترف بأن يسوع هو المسيح. فلذلك قال والداه: إسألوه لأنه بلغ سن الرشد.

وعاد الفريسيون فدعوا الرجل الذي كان أعمى وقالوا له: مجد الله! نحن نعرف أن هذا الرجل خاطئ. فأجاب: أنا لا أعرف إن كان خاطئا، ولكني أعرف أني كنت أعمى والآن أبصر. فقالوا له: ماذا عمل لك؟ وكيف فتح عينيك؟ أجابهم: قلت لكم وما سمعتم لي، فلماذا تريدون أن تسمعوا مرة ثانية؟ أتريدون أنتم أيضا أن تصيروا من تلاميذه؟ فشتموه وقالوا له: أنت تلميذه، أما نحن فتلاميذ موسى. نحن نعرف أن الله كلم موسى، أما هذا فلا نعرف من أين هو. فأجابهم الرجل: عجبا كيف يفتح عيني ولا تعرفون من أين هو! نحن نعلم أن الله لا يستجيب للخاطئين، بل لمن يخافه ويعمل بمشيئته. وما سمع أحد يوما أن إنسانا فتح عيني مولود أعمى. ولولا أن هذا الرجل من الله، لما قدر أن يعمل شيئا. فقالوا له: أتعلمنا وأنت كلك مولود في الخطيئة؟ وطردوه من المجمع”

رغم أن ٱبْنُ طِيمَا كان أعمى وحاسة النظر عنده تالفة ومعطلة، غير أنه ومن خلال إيمانه وثقته بالله أدرك بعقله وقلبه أنه في حال ذهب إلى المسيح وطلب منه الشفاء فبقدرته أن يشفيه ويعيد له نعمة النظر التي حرم منهما منذ ولادته.

عندما اقترب من المسيح تمرد ورفض التقيد بتعليمات وتحذيرات الذين حاولوا منعه من تحقيق غايته فلم يأبه ولم يرتد ورفع صوته عالياً ومدوياً معلناً أن المسيح هو المخلص وأنه قادر على إعادة نظره إن رغب بذلك، وطلب من المسيح أن يشفيه فكان له ما أراد.

لم ييأس ولم يُحبط ولم يقبل بوضعية العاجز غير القادر على رؤية طريق الخلاص والسير عليها. عرّف قدرة وألوهية المسيح ولجأ إليه طالباً الرحمة والنعمة فحصل عليهما ومن ثم تبعه وتتلمذ له. رفض الإذعان لهرطقات الكتبة والفريسيين وبعناد الأبطال لم يُبدل ولم يغير كلمة واحدة عما قاله عن الأعجوبة.

اتُهم بالخيانة والعمالة للغريب إلا أنه تمسك بالحقيقة وشهد لها غير مبالي بما سيوقعه عليه رجال الدين اليهود من تحريم ونبذ وعقاب ومضايقات. مشى الطريق لأنه كان في النور وهم ضلوا لأنهم عميان بصر وبصيرة وقليلي إيمان. ولو نظرنا اليوم حولنا في زمننا الحالي نجد أن الحال لم يتغير حيث أن جماعات المؤمنين يتعرضون للمضايقات والإضطهاد والذل والأذى الجسدي في معظم بلدان العالم إلا أنهم يقاومون بعناد متكلين على الله تماماً كما كان حال ابن طيما.

ما أحوجنا اليوم كلبنانيين مقيمين ومغتربين أن نقتدي بمثال هذا الأعمى المؤمن فنسير بقوة وعناد وإيمان وثبات على طريق الخلاص ونطلب من الله نعمة النور الإيماني لينير دروبنا وعقولنا وينجينا من شر عبادة مقتنيات الأرض الفانية وأن لا يدخلنا في فخاخ الشرور والتجارب الإبليسية.

من المحزن أن دفة سفينة وطننا الأم لبنان يمسك بها ويتحكم بحركتها رعاة وقادة وسياسيين ومسؤولين عميان بصر وبصير وقد أوقعوه بسبب قلة إيمانهم وخور رجائهم في آفات الفوضى والاضطرابات والحروب وزرعوا بين أبنائه بذور الفتنة وثقافة الموت .

يا رب نور عقولنا لندرك أنك محبة، وابعد عنا ظلمة الخطيئة ونجنا من التجارب.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

*عنوان الكاتب الألكتروني

phoenicia@hotmail.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

فيديو مداخلة من قناة الحدث مع الباحث السياسي الدكتور مكرم رباح ضيف قناة تتناول خلفيات ما يسمى الإستراتجية الدفاعية ..حقائق وأباطيل/18 آذار/18/اضغط على الرابط في أسفل

https://www.youtube.com/watch?v=wXY9vpzwgXo

 

فيديو مداخلة من قناة الحدث مع الكاتب السياسي طوني أبي نجم تتناول خلفيات ما يسمى الإستراتجية الدفاعية ..حقائق وأباطيل/18 آذار/18/اضغط على الرابط في أسفل

https://www.youtube.com/watch?v=gNHObEZLxvM

 

تحية إلى عفرين الجريحة.

أبو أرز/18 آذار/18

ان تسمي خصمك إرهابيا لتبرير حربك عليه ، فهذا دجل. وقمة الدجل، أن تسمي هذه الحرب " غصن الزيتون" . تحية إلى عفرين الجريحة. لبيك لبنان

 

الحرب الإسرائيليّة المدمّرة خلال أشهر

جيروزاليم بوست – المدن//18 آذار/18/تعمل إسرائيل حالياً على تقييم حربها المقبلة مع "حزب الله"، فوجود الصواريخ الدقيقة وآلاف المقاتلين على جبهات عدة قد يعني الخسارة المحتمة. لكن، ماذا لو دخل الجيش الأميركي معها في الحرب المقبلة؟ تراهن إسرائيل على مشاركة الجيش الأميركي معها في الحرب المقبلة. ما قد يعني تغيير المعادلات العسكرية. وقد ذكرت صحيفة "جيروزاليم بوست" أن تدريبات "جونيبر كوبرا"، التي انتهت في 15 آذار 2018، لم تكن أكبر عملية مشتركة للدفاع الجوي بين الولايات المتحدة وإسرائيل فحسب، بل إنها كانت تحاكي معركة "على ثلاث جبهات" أيضاً. ما يعني أن هناك إعداداً آخر لنزاع إقليمي ضخم، يمكن أن يكون على بعد بضعة أشهر فقط. هذا الأمر يترابط مع ما ذكرته منظمة MintPress الصحافية المستقلة عن طلب المسؤولين الإسرائيليين من أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي كميات ضخمة من الذخيرة لضرب لبنان. ووفق المنظمة، تستند مساعي إسرائيل الحالية لغزو سوريا إلى أدلة واهية توحي بأن إيران تقوم بإنشاء قواعد في سوريا لاستهداف إسرائيل. وتنقل تقارير عن مسؤولين في حماس توقعهم فرص حرب جديدة مع إسرائيل في العام 2018 بـ"نسبة 95%"، وأن المناورات الحربية، مثل جونيبر كوبرا، من المرجح أن تستخدم للتخطيط أو حتى الشروع في مثل هذا النزاع. وإلى جانب حقيقة أن إسرائيل تستعد لخوض الحرب مع العديد من الدول في وقت واحد، كان لافتاً ما قاله، وفق المنظمة، قائد القوات الجوية الأميركية الثالثة الجنرال ريتشارد كلارك، بأن القوات البرية الأميركية "مستعدة الآن للموت من أجل الدولة اليهودية". وأضاف: "نحن مستعدون للالتزام بالدفاع عن إسرائيل، وفي أي وقت قد نشارك فيه في القتال الفعلي، هناك دائماً خطر وقوع خسائر. لكننا نقبل ذلك، ومستعدون لهذا الاحتمال". والأمر الأكثر ازعاجاً من حقيقة أن القوات الأميركية تقف على أهبة الاستعداد للموت بناءً على طلب إسرائيل، كان تأكيد كلارك أن الجنرال الإسرائيلي في سلاح الجو زفيكا هايموفيتش "ربما" يكون له الكلمة الأخيرة حول إذا ما كانت القوات الأميركية ستنضم إلى الجيش الإسرائيلي خلال الحرب. وقد قام هايموفيتش بتعزيز كلمات كلارك، قائلاً: "أنا متأكد من أنه بمجرد وصول الأمر للحرب سنجد هنا قوات أميركية على الأرض لتكون جزءاً من قواتنا وفريقنا للدفاع عن إسرائيل". وبناءً على ما تقدم ترى المنظمة أن "جونيبر كوبرا" هي نذير لحرب مدمرة محتملة تستعد لها إسرائيل بنشاط. وهي حرب من المرجح أن تندلع في غضون الأشهر المقبلة. وفي حين أن المشاركة المحتملة للقوات الأميركية في مثل هذه الحرب يتم وضعها في إطار محدود، إلا أنه لا يوجد ما يدل على أن مثل هذه المشاركة ستكون محدودة. ففي الواقع، تحتل الولايات المتحدة حالياً 25% من سوريا، وقد دأبت إدارة دونالد ترامب على مهاجمة الفلسطينيين الذين يعيشون في غزة من الناحية الاقتصادية عن طريق سحب المساعدات الحيوية، وكذلك حزب الله من خلال فرض عقوبات جديدة ضده. وعلاوة على ذلك، فإن حقيقة أن إيران وحتى روسيا يمكن أن تتورطا في مثل هذا الصراع يعني أنه يمكن أن يخرج بسرعة عن السيطرة.

 

ريفي: سنواجه سلاح حزب الله ولوائحه وعملائه بصناديق الاقتراع ونقول لحزب الله: لا تهدّدني بسلاحك.. فلن تستطيع قتل كل الناس  

الأحد 18 آذار 2018/وطنية - اعتبر وزير العدل الاسبق اللواء اشرف ريفي أن "نقل فرع الكلية البحرية الى البترون بدل عكار غير مقبول"، داعيا الى "افتتاح مطار القليعات وتنمية اقتصاد عكار". كلام ريفي جاء خلال كلمة القاها امام مناصريه بقاعة قلعة لبنان في بلدة ببنين العبدة، خلال رعايته حفل توقيع كتاب "لواء الشرف" للكاتبة ياسمين العلي، بحضور حشد كبير من المرشحين للانتخابات النيابية وفعاليات ومناصرين. وجدد ريفي في كلمته دعوته الى "حصرية السلاح بيد الجيش اللبناني والقوى الأمنية"، متطرقا الى "سلسلة الاغتيالات التي طالت شهداءنا من الشهيد رفيق الحريري الى وسام الحسن وغيرهم من الشهداء". اضاف: "نقول لحزب الله لا تهددني بسلاحك، فلن تستطيع قتل كل الناس، وانا اطالب بالعدالة والاستقرار، وسنواجه سلاح "حزب الله" ولوائحه وعملائه بصناديق الاقتراع وبالممارسات الديموقراطية التي كفلها الدستور". وتوجه الى السلطة الحالية، داعيا اياها الى "عدم استخدام نفوذها الأمني في معركتها الإنتخابية".وكان ريفي قد شارك في فطور بدارة ممثله في عكار حسن شندب في بلدة قبة شمرا، ثم رعى افتتاح مكتب له في بلدة حلبا.

 

ياغي لـ«جنوبية»: من المعيب أن يصدر هذا الكلام عن السيد حسن نصرالله

خاص جنوبية 18 مارس، 2018/كيف يعلق رئيس بلدية السابق المحامي غالب ياغي على كلام أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله! في تعليق له على ما جاء بخطاب أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله بأنّه لن يسمح بأن يمثل حلفاء النصرة وداعش أهالي بعلبك – الهرمل كما لن يسمح على حد تعبيره لمن سلّح التنظيمات الإرهابية بأن يمثلوها، أكّد المحامي غالب ياغي لـ”جنوبية” أنّ “ما أدلى به أمين عام حزب الله يوم أمس إن دل على شيء فيدل على ضعف الحجة وعدم القدرة على الدفاع عن نوابه المتهمين من قبل جمهور الحزب قبل غيره، بالفشل والفساد في السنوات الماضية”. متسائلاً “ماذا قدم هؤلاء النواب خلال 25 عاماً؟”. ومؤكداً أنّ “التحرك اليوم القائم في محافظة بعلبك – الهرمل، هو بمثابة الرد على تلك المرحلة التي لم يتم فيها تقدمة أي شيء”. يعلق ياغي على الاتهام الذي أطلقه نصرالله ضد الجماعات المعارضة بالقول “ليس لدينا لا داعش ولا نصرة ومن المعيب أن يصدر هذا الكلام عن سماحة أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله”. مضيفاً، عند سؤاله عن قول نصرالله أنّه من المعيب السؤال ماذا قدم حزب الله والأهالي يرتدون الأسود، أوضح ياغي “عوائلنا هي التي ترتدي الأسود وليس عوائله، الذين ماتوا هم أولادنا وإخوتنا هم أولاد هذه المنطقة”. هذا ويرى ياغي أنّ حزب الله بات يشعر بالنقمة وبارتفاع الصوت المعترض، وهذا ما يدفع أمين عام حزب الله لتكثيف إطلالاته، متوقفاً عند ما تعانيه هذه المنطقة من حرمان وفقر وجوع وبطالة.

 

نوفل ضو: لم تفعلوا شيئاً منذ 26 سنة.. مَن يضمن أن تصدقوا بوعودكم تجاه كسروان؟

18 آذار 2018/غرد المرشح عن المقعد الماروني في دائرة كسروان الفتوح - جبيل نوفل ضو، عبر حسابه على "تويتر"، وقال: "كل الذين يزعمون انهم سيعملون على انماء كسروان كانوا نوابا ووزراء ورؤساء بلديات منذ العام ١٩٩٢. لماذا لم يتذكروا الانماء عندما كانوا في مواقع المسؤولية؟ ومن يضمن ان يصدقوا في وعودهم في السنوات الاربع المقبلة وهم الذين لم يفعلوا شيئا منذ ٢٦ سنة؟".

 

هل تحوّلت البلاد إلى "سوق" لشراء الأصوات التفضيلية؟

"الأنباء الكويتية" - 18 آذار 2018/إذا كانت التحالفات واللوائح هي الوجه الطاغي على الجو الانتخابي، فإن ثمة وجها آخر اكثر فعالية واستقطابا يتمثل في سوق بيع "الصوت التفضيلي" الذي افتتحه بعض كبار المتمولين. فيما يستعد آخرون للنزول إلى "البورصة" اعتبارا من اول ابريل، بعد ان تكون تبلورت الاسعار واللوائح والتحالفات!!

 

مقتل مسؤول في “حزب الله” ببعلبك برصاص سوري

بيروت – “السياسة/18 آذار 2018/أقدم مسلح على إطلاق النار على سيارة المسؤول في “حزب الله” ربيع ياسين، في تل الأبيض عند مدخل مدينة بعلبك الشمالي، ما أدى إلى مقتله على الفور وإصابة زوجته إصابات خطيرة. وفور وقوع الجريمة حضرت قوة من الجيش إلى المكان. وبحسب المعلومات، فإن إطلاق النار حصل من قبل مستأجر عند ياسين قيل انه سوري، ما زال مجهول الهوية، في وقت تعمل الأجهزة الأمنية على تعقبه لاعتقاله. إلى ذلك، عثر منتصف ليل أول من أمس، في بلدة شوكين بقضاء النبطية على النازحة السورية ن.ش جثة في منزلها وهي مذبوحة، وإلى جانبها طفلها الرضيع وتبدو على عنقه طعنات سكين. وتم نقل الطفل الى مستشفى نبيه بري الجامعي الحكومي في النبطية وهو في حال حرجة. وظهرت حال من الفوضى داخل المنزل ما قد يشير الى حصول عراك قبل عملية القتل. وحضرت إلى المكان دورية من الأدلة الجنائية ومختلف الأجهزة الامنية والطبيب الشرعي، وتم توقيف زوج الضحية السوري م. ك من قبل شعبة المعلومات على ذمة التحقيق.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 18/3/2018

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

في لبنان لا صوت يعلو فوق صوت المعركة. وأي معركة؟، أي معركة تلك التي لا ثوابت فيها سوى موعدها، وهو السادس من أيار؟. فلا يمين ضد يسار، ولا 8 ضد 14 آذار، ولا عمال مقابل محافظين! بل ربما تصح تسميتها معركة الجميع ضد الجميع. فمن دخل الاستحقاق حليفا هنا، إنما يدخله خصما هناك. ومن كانوا شركاء النضال بالأمس، تمترسوا اليوم على ضفتي التراشق الإنتخابي، ويا غيرة الوطن ومصالح الناس ورفاههم وحياتهم الكريمة.

فبعد طول احتباس وانتظار، وعلى بعد تسعة وأربعين يوما من السادس من أيار، وبعد تسجيل عدة لوائح في وزارة الداخلية، أمطرت سماء لبنان اليوم لوائح انتخابية، بما يعني ذلك من إنجاز تحالفات تطلبت خلط أوراق كثيرة، بلغ بعضها حد إعادة التموضع خلافا للاصطفافات التي خيمت على المشهد السياسي اللبناني طوال العقدين الماضيين. وما السجال "القواتي"- "المستقبلي" اليوم إلا نموذجا لما أفرزه قانون الانتخابات النسبي حتى الآن.

فمن زحلة، أطل حزبا "القوات" و"الكتائب" اليوم في لائحة واحدة، لكنهما تفرقا في المتن، حيث أعلنت لائحة "القوات" والمستقلين. ومن بعلبك أعلنت لائحة "أمل"- "حزب الله". ومن طرابلس أم المعارك الشمالية، أعلن الرئيس ميقاتي لائحة "العزم" بوجه باقي القوى. ويرتقب في الأيام المقبلة إعلان لوائح دائرتي الشوف- عاليه وبعبدا بين ا"لإشتراكي" و"المستقبل" و"القوات". والسبحة تطول على امتداد الأيام المتبقية لتسجيل اللوائح.

وغبار المعارك الانتخابية لم يقتصر على لبنان، وإنما في روسيا أيضا حيث لا صوت يعلو فوق صوت القيصر بوتين، الذي يكاد يكون مرشحا أوحد في ظل غياب منافسة جدية له، وهو يتحضر لولاية رابعة في الكرملين، في ظل احتدام الصراع بين موسكو والغرب ممثلا بواشنطن ولندن، بما يعيد إلى الذاكرة حقبة الحرب الباردة بين الاتحاد السوفياتي والولايات المتحدة، وفي ظل استمرار الحرب السورية التي تكاد تحيي تجربة فييتنام أمام مختلف القوى المتصارعة هناك.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

بخطى سريعة في بعض المسارات، وبخطى متعثرة في مسارات أخرى، يسير القطار الانتخابي على إيقاع المهل المتآكلة في أسبوع حام ينتظره اللبنانيون. ذلك أن المرشحين الذين يريدون الانسحاب من السباق الانتخابي في السادس من أيار، لم يبق أمامهم سوى ثلاثة أيام. أما مهلة تسجيل اللوائح في وزارة الداخلية، فلم يبق منها سوى ثمانية أيام.

في الأسبوع الطالع، سيتكرس من التحالفات بعضها الذي حسم، وبعضها الثاني قد يتبلور، وبعضها الثالث سيظل على تعثره.

رئيس مجلس النواب نبيه بري يواصل مزاولة نشاطه في المصيلح، والأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله يعلن مساء الأربعاء المقبل البرنامج الانتخابي للحزب.

أما اليوم فقد أعلنت لائحة "الأمل والوفاء" في دائرة بعلبك- الهرمل، كذلك أعلنت لائحة "القوات اللبنانية" و"الكتائب" في زحلة ولائحة "العزم" في طرابلس. في حين ظهر خلط أوراق في كسروان- جبيل، حيث رد الوزير السابق فريد هيكل الخازن على رئيس "التيار الوطني الحر" الوزير جبران باسيل الذي يجول في المنطقة لليوم الثاني، قائلا له: أنتم ظلمتم وأهملتم كسروان... أعطتكم كل شيء ولم تعطوها شيئا وأتى يوم الحساب.

وعلى خط "التيار"- "القوات" اشتعلت الاتهامات بين الوزيرين حاصباني وأبي خليل حول الكهرباء والصفقات.

وإذا كانت الانتخابات هي سيد الموقف في لبنان بشقها النيابي، فهي كذلك في روسيا اليوم بشقها الرئاسي. الروس يتقاطرون منذ ساعات على مراكز الاقتراع، في عملية ينتظر أن تعيد تتويج فلاديمير بوتين على عرش الرئاسة مرة رابعة.

الروس، عين على انتخاباتهم وعين على المشهد السوري. هذا المشهد شهد في الساعات الأخيرة تطورات عدة، من ضمنها إعلان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان رفع علم بلاده في مركز مدينة عفرين. وتأكيد الرئيس السوري بشار الأسد خلال جولة له في الغوطة الشرقية، أن كل رصاصة أطلقها الجيش السوري غيرت ميزان العالم، وكل تقدم للدبابات إلى الأمام كانت تغير الخريطة السياسية للعالم.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"

أحد إنتخابي بامتياز. إعلان لوائح وإنفراط تحالفات، وإنعقاد تحالفات أخرى. لكن اللافت كان الإنتقاد الذي وجهه نائب رئيس الحكومة وزير الصحة غسان حاصباني لتيار "المستقبل" وشعاراته، قبل أن يرد عليه مرشح "المستقبل" عن المقعد الماروني في طرابلس جورج بكاسيني قائلا: شكراً دولة الرئيس معالي وزير الصحة، أكدت المؤكد. وأكيد "صار بدا" خرزة زرقا لصد.. شو قولك؟ فهمك كفاية أو بدك توضيح؟.

ومن قلب طريق الجديدة، وخلال رعايته حفل تخريج دورة الإطفائيين المتمرنين في الملعب البلدي، قال الرئيس سعد الحريري إن الرئيس الشهيد رفيق الحريري علمنا كيف نكون حراس البلد، كيف نطفئ الحرائق ولا نشعلها، علمنا أننا حراس القانون والنظام، ونحن حراس الدولة والشرعية والمؤسسات، حراس إتفاق الطائف، حراس العروبة والاعتدال. هذا دورنا، وهذا دور بيروت.

أما "حزب الله" الذي بدأ يتهم خصومه بالعمالة لدى "داعش" و"النصرة"، فقد بدأت بيئته الحاضنة، خصوصا في بعلبك- الهرمل، ترفض التخوين وتركز الإعتراض على مرشحيه وعلى هزالة إنجازات النواب، في حين تحاول قيادة الحزب تصوير الخلاف على أنه حول الخيارات الكبرى.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

لقطات سلفي على خط النار في عمق الغوطة الشرقية، يلتقطها الأسد مع ضباط وجنود الجيش السوري، في رسالة واضحة إلى من يعنيهم الأمر بأن المعركة تجري على قدم وساق، وأن التهديدات لن تفرمل التقدم السريع والمباغت للجيش. انهيارات في صفوف الارهابيين لن يجد معها هؤلاء إلا القتل أو الباصات الخضر لنقل من كانوا وقودا لأزمة زادت عن السبع سنوات.

أزمة أريد لها أن تدخل في صناديق الاقتراع الروسية، وتكون ناخبا في وجه سيد الكرملين، إلا انه وبحسب استطلاعات الرأي، فإن الحملة ضد فلاديمر بوتين لن تكون أكثر من ورقة ملغاة عند فرز الأصوات. اقبال على التصويت لمصلحة من يصفه الروس بالرجل القوي الذي أعاد لموسكو هيبتها وكلمتها على المسرح الدولي.

ومن على مسرح قلعة بعلبك، مدينة الشمس، بزغ اليوم نور لائحة "الأمل والوفاء" بالتأكيد على أن محاولات تضليل محتضني المقاومة ستخيب. فبعلبك- الهرمل بكل مدنها وقراها وسهولها وجبالها وبمسيحييها ومسلميها ستبقى وفية لمبادئها، لا تبدل ما عاهدت عليه تبديلا، لا تغيرها الأحوال وظروف الزمان.

لسان حال مقدسي في البلدة القديمة في فلسطين المحتلة، فبعد الدهس، فلسطيني يطعن جنديا صهيونيا في القدس المحتلة، لتزداد مخاوف قادة الاحتلال بأن الفلسطينيين سيواجهون بالنار صفقة القرن وقرار ترامب باعتبار القدس عاصمة للكيان الصهيوني.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

انه يوم انتخابي طويل تمحور حول أمرين: اعلان اللوائح في بعض المناطق، والجولات الانتخابية المميزة بالمواقف الحادة. ففي طرابلس أعلن الرئيس نجيب ميقاتي لائحة "العزم". في المتن، أعلنت "القوات اللبنانية" لائحتها مع المستقلين، فيما تشاركت و"الكتائب" في اعلان لائحة زحلة. وفي البقاع أعلن "حزب الله" لائحة بعلبك- الهرمل. أما في كسروان فاستكمل الوزير جبران باسيل جولته الانتخابية، على وقع سجال بينه وبين النائب السابق فريد هيكل الخازن.

لكن النشاط الانتخابي على كثافته، لا يعني ان الصورة الانتخابية توضحت، لاسيما في مناطق أساسية تبدو حافلة بالتوترات والانقلابات وتخلي حلفاء الأمس عن بعضهم بعضا.

في هذا الاطار، يبدو الجميع منشغلا بما يمكن ان يتحقق بعد على صعيد التحالف الانتخابي بين تيار "المستقبل" و"القوات اللبنانية". ووفق المعلومات فإن الوزير ملحم رياشي سيزور "بيت الوسط" إما الليلة أو غدا، وذلك في محاولة أخيرة لارساء تحالفات بين "التيار" و"القوات" في بعض المناطق، لكن التوصل إلى هذا الأمر لا يبدو سهلا لأسباب كثيرة، وإن كانت الساعات الأخيرة قد تحمل مفاجآت.

توازيا، دائرة المتن الشمالي قد تشهد تطورا لافتا، مع امكان تخلي سركيس سركيس عن الانضمام إلى لائحة النائب ميشال المر.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

49 يوما على الانتخابات النيابية، وثمانية أيام تفصلنا عن الموعد النهائي لاعلان اللوائح، ليكون الأسبوع الطالع، الذي من المنتظر ان يشهد أكثر من اتصال ولقاء وتشاور، حاسما على صعيد الترشيحات النهائية والتحالفات السياسية واللوائح الانتخابية.

وإذا كانت القوى والأحزاب باتت في الأمتار الأخيرة لحسم خياراتها، فالثابت في ضوء ما يقتضيه النظام النسبي، ان لا تحالف لأي حزب أو تيار مع أي طرف آخر على كامل مساحة الوطن، بل سيكون المشهد كناية عن التقاء انتخابي في دائرة وتنافس في أخرى.

اليوم، أعلن رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي لائحته في طرابلس المنية الضنية، و"القوات اللبنانية" في زحلة والمتن الشمالي. فيما سجلت سلسلة مواقف لرئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل، من بوابة كسروان الفتوح التي جالها ساحلا ووسطا وجردا، مرورا بالصرح البطريركي في بكركي الذي شهد خلوة بينه وبين البطريرك الماروني.

وإلى جانب الانتخابات، سيكون الأسبوع المقبل أسبوع الغوص باعتمادات الموازنة واداراتها ووزاراتها في جلسات يومية، صباحا ومساء، للجنة المال والموازنة التي ترفع شعار السرعة بلا تسرع في عملها التدقيقي الاصلاحي والرقابي.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

لحظ قانون الإنتخابات "الإعلام الإنتخابي" و"الإعلان الإنتخابي"، لكنه لم يلحظ "الشتائم الإنتخابية". ولأنها غابت عن ذهن المشترع، فإن القوى جادت اليوم بما تملك من تبادل الشتائم في حق بعضها البعض، من دون ان تحسب حسابا لقانون يقاضيها.

الشتائم المتاحة أفضت اليوم إلى ما يلي: في كسروان يسأل الوزير جبران باسيل: "إسألوهم ماذا فعلوا لكسروان قبل تمثيلنا لكسروان، واسألوهم عما يحملونه من مشاريع للمستقبل، هم يريدون ردنا إلى الخلف ونحن نريد ان نتقدم". يرد عليه الوزير السابق فريد الخازن: "لم نعطل مجلس نواب أو حكومة من أجل موقع في السلطة، ولم نتهم بصفقات مشبوهة، وعندما نسألك عن البترون اسألنا عن كسروان".

في زحلة، يقول الوزير غسان حاصباني : "يقولون لنا ما رح يكون في كهرباء أو بتمشوا ع زوقنا"، نقول لهم: "إما امشوا بالقانون أو امشو من هون". يرد عليه الوزير سيزار ابي خليل: "لم يعد البلد واقتصاده يحتملان مراهقتكم،…روحوا تعلموا القانون والعمل الوزاري واعملوا شي انجاز في وزاراتكم". يرد عليه رئيس جهاز التواصل في "القوات اللبنانية"، بالقول: "انت المراهق، وانت الجاهل بالقانون، وانت الفاشل في وزارتك، وانت التاجر".

هذه عينة عن حرب الشتائم، أو على الأقل حرب كلام السقوف العالية التي وصلت إلى طرابلس. فالرئيس نجيب ميقاتي الذي أعلن لائحته بعد ظهر اليوم، غمز من قناة رفض إعطائه ترخيص بتوسعة المكان لاعلان اللائحة، وقال: "نلتزم بالقانون لأن الأماكن العامة لا تستخدم لغايات إنتخابية، لكننا نرى في ذلك خرقا للقوانين، في وقت أركان السلطة يستخدمون الأماكن العامة".

إشارة إلى ان لائحة الثنائي الشيعي أعلنت اليوم من قلعة بعلبك، التي هي بالتأكيد مكان عام.

حدثت هذه التطورات، في وقت كان فيه الرئيس سعد الحريري يحضر تخريج دورة من فوج الإطفاء، واللافت ان هذا التخريج يأتي قبل اقل من خمسين يوما على الإنتخابات النيابية. وقبل تخريج فوج الإطفاء بأكثر من أسبوع، كان وزير الداخلية يعلن تثبيت متطوعي الدفاع المدني.

في المحصلة فإن الانتخابات النيابية خرجت على ضوابطها السياسية- الإعلامية، وما هو متوافر للسلطة واضح للعيان. المهم ان الانتخابات أقلعت، واليوم الكبير سيكون الإثنين بعد ثمانية أيام، تاريخ آخر مهلة لتسجيل اللوائح التي أعلن منها اليوم أربع.

في تطور آخر، وفي ملف المقدم الحاج والمقرصن غبش، علمت "ال بي سي آي" ان اجتماعا عقد في منزل الحاج، وجمعها بغبش في حضور زوجها المحامي زياد حبيش، كما أن مبلغا من المال عرضه حبيش على زوجة غبش لقاء ان يغير إفادته في التحقيق، وفي اتصال بحبيش نفى هذه الواقعة وما نسب إليه.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

بمعادلة "ما تعتلو هم" لمغوار التيار، وبإعلان نعمة اللائحة أنه يضع الخلافات وراءه، وبجولة دفع لجبران باسيل، أعادت لائحة كسروان جبيل تشغيل محركاتها وأقلعت من جديد، حيث لاقاها عند منتصف الطريق منصور البون الذي كانت آخر ظهوراته في سوق الذوق العتيق، مستقبلا وزير الخارجية قبل أن يتلاشى ويختفي من بين الحضور. لكن الاستقبال وحده كان كفيلا بإعطاء صورة عن عودة الابن الضال والذي حلق ولم يطر، وظل بين أجنحة التيار المتكسرة.

وفي المشهد الكسرواني، أبدى الجميع خصال التعالي عن الخلافات، وفي مقدمهم المرشح نعمة فرام الذي قال ل"الجديد" إن الموقف متراص الصفوف منذ البداية، وما يجمعنا أننا في قائمة عهد، وكل من سيصل سيكون قريبا من هذا العهد، هكذا كانت "التقليعة"، ولأن هناك مواضيع أهم في انتظارنا فقد تعاليت عن كل شيء آخر. وأضاف فرام: "كان في مشكل مع منصور أنا ما إلي علاقة فيه نهائيا، لقد كنت أتفرج على الحدث وما فهمته من الوزير باسيل أنه لم يعد هناك من مشكل فالأمر مستتب اليوم، منصور معنا والخلافات وراءنا".

وفيما نجح باسيل في وقف إطلاق النار في غوطة كسروان داخليا، فإن النيران جاءته من عفريتها فريد هيكل، الذي رد على رئيس التيار في أرضه، وقال متوجها إليه: ما فعلناه لكسروان ولبنان قبلكم أننا لم نعطل مجلس نواب أو حكومة من أجل موقع في السلطة، ولم نتهم بصفقات مشبوهة وعندما نسألك عن البترون إسألنا عن كسروان. وفي كلمة له من ذوق مكايل قال باسيل: نحن نتكلم بالسيادة والازدهار والانتشار، وهم لا يملكون إلا الشتيمة، معتبرا أن من كان ماضيه ثقيلا بالمعصيات لا يمكن أن يعدكم بشيء جيد.

وصعودا نحو طرابلس، كان أهل "العزم" يعلنون التحدي بمرشحين يمزجون بين الخبرة النيابية والفنون الديبلوماسية ورجال الطب، مع نكهة أنثوية، يتقدمهم رئيس حكومة سابق سيقارع رئيس حكومة حالي من دون التزام معادلة النأي بالنفس، هذه المرة، نجيب ميقاتي and co، قدموا خطابا فيه كل العزم على تبديل الواقع وعودة طرابلس عاصمة ثانية للبنان، بعدما استعملت المدينة في البازارات السياسية وجرى تحويلها إلى ساحات غضب مشؤومة بوجه فتنوي تحريضي، ما تسبب بإدخال كثير من أبنائها إلى السجون.

وعلى توقيت إعلان ميقاتي خوضه معركة الهجوم في طرابلس، كان الرئيس سعد الحريري يتقدم بدور الإطفائي في طريق الجديدة في بيروت، قائلا إن أهم دور نقوم به هو إخماد الحرائق السياسية، ومنع الحرائق في المنطقة من المجيء إلى لبنان.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

د.فارس سعيد انتقد ترشيح حزب الله لشخص من خارج جبيل للانتخابات: اذا استيقظنا في 7 ايار على واقع سياسي جديد كيف سنبني سويا شبكة الامان؟

الأحد 18 آذار 2018

http://eliasbejjaninews.com/archives/63261

وطنية - نظم لقاء سيدة الجبل ندوة في مجمع اده ساندس السياحي في جبيل تحت عنوان "العيش المشترك في جبيل وكسروان آفاق المستقبل مسؤولية مشتركة"، تحدث فيها النائب السابق فارس سعيد، في حضور المهندس ظافر سليمان ممثلا الرئيس ميشال سليمان، الشيخ احمد اللقيس ممثلا الشيخ غسان اللقيس، الشيخ محمود خضر، رئيس حزب السلام اللبناني المحامي روجيه اده، رئيس اقليم جبيل الكتائبي جورج حداد، نائب رئيس اتحاد بلديات قضاء جبيل خالد صدقة، رئيس رابطة المختارين ميشال جبران، المرشحين للانتخابات النيابية في دائرة كسروان الفتوح وجبيل: جان الحواط، نوفل ضو، كريم ناظم الخوري وحشد من رؤساء البلديات والمخاتير، ابناء قضاء جبيل وفاعليات سياسية حزبية، نقابية، روحية، اجتماعية، رؤساء اندية وجمعيات.

سلوم

بداية النشيد الوطني ثم كلمة ترحيبية للدكتورة اودين سلوم قالت فيها: "قدرنا في هذه المنطقة هو العيش المشترك ورسالتنا تكمن في الحفاظ على هذا العيش في اطار من الاحترام المتبادل لخصوصية كل طائفة وما يزال وسيبقى هاجسنا في منطقة نعيش فيها ونصبو الى بناء مستقبل كريم لابنائنا فيها ايضا".

واشارت الى "ان ثقافة العيش المشترك هي نبض حضور المجتمع لانها من نتاج الانسان الذي يبني علاقات تبرز قيمة التواصل"، معتبرة "ان قبول ثقافة الاخر لا يعني الاقتناع بها انما هو الاعتراف بوجود الاختلاف والاقرار بأن التعايش لا يبنى على حساب حقوق فئة او وجودها".

سعيد

بعد ذلك، القى سعيد كلمة قال فيها: "تغير المشهد الاجتماعي - السياسي للطائفة الشيعية في قضاء جبيل حتى حدود الانقلاب الكامل، نتيجة الأحداث الإقليمية والداخلية بخاصة في العقود الأخيرة بعد دخول حزب الله إلى المسرح السياسي في لبنان والمنطقة. كيف؟ إن الطائفة الشيعية هي مكون أساسي من مكونات بلاد جبيل التاريخية. وتتوزع عائلاتها على قرى الجرد الجنوبي أو ما يسمى جبة المنيطرة، التي كانت حتى نهاية القرن التاسع عشر تحت نفوذ مشايخ آل حمادة، وقرى الوسط الجنوبي أي القرى المحيطة بوادي نهر ابراهيم الذي يفصل قضاء جبيل عن فتوح كسروان. وتتميز عائلات جبيل الشيعية إنها مصدر عائلات بعلبك الشيعية، إذ نزحت غالبية هذه الأخيرة من جبل لبنان، وخاصة جرد جبيل، إلى سهل البقاع على مراحل ومنذ أواسط العصر المملوكي. (وفقا لكتاب كمال الصليبي) ولو دققنا في تاريخ النسيج الاجتماعي البقاعي لوجدنا أن مسلمي البقاع هم اساسا سنة في غالبيتهم وأتى الشيعة من الجبل إلى البقاع، وسرعان ما يتبين أن العائلات بين الجبل والبقاع هي نفسها، ومنها: زعيتر- شمص- مقداد- برو- حيدر- أحمد - الحسيني..."

وتابع: "في جبيل قرى مختلطة مارونية - شيعية عديدة، أذكر منها: لاسا- المغيري- يانوح- مزرعة السياد- مشان- أدونيس- سنور- الحصون- طورزيا... عاشت هذه القرى بسلام دائم حتى خلال الحرب الأهلية ولم يسجل ولا مرة أي حادث أدى إلى عنف أو إلى تفرقة.

في جبيل أيضا قرى مسيحية (مارونية) تحتفظ داخلها بجبانة قديمة للتأكيد على الوجود الشيعي سابقا. أذكر منها: قهمز- مجدل العاقورة- فتري- زبدين- بشللي- ميفوق.

شارك الشيعة الموارنة في القطاع الزراعي، ما جعل أسلوب العيش والعادات الأهلية متطابقين بشكل واضح حتى في نمط الغذاء والملبس إلى العتابا والميجانا".

واردف: "دخل الشيعة منذ الانتداب الفرنسي المسرح السياسي والانتخابي الجبيلي مع السيد أحمد الحسيني الذي أدى دورا محوريا في العلاقات المسيحية - الاسلامية في المنطقة. يتوزع آل الحسيني بين مزرعة السياد الملاصقة لقرطبا في الجبل وشمسطار في البقاع،التي وبرغم وجودها هناك كانت تابعة إداريا لجبل لبنان في زمن المتصرفية.

أدى السيد أحمد دورا سياسيا بارزا وتقرب من سلطات الانتداب ومن الكنيسة المارونية.

نظر شيعة جبل لبنان إلى الانتداب الفرنسي، على غرار الموارنة والدروز، باعتباره بارقة أمل في غد أفضل بعد معاناة من السلطنة العثمانية ومجاعة 1914. وكان موقفهم على تقاطع بين الكنيسة المارونية والانتداب. وإذا زرنا اليوم منزل السيد احمد في مزرعة السياد، نرى أن صورتي البطريرك الحويك والبطريرك العريضة وحتى المفوض السامي الفرنسي لا تزال معلقة على جدران البيت العريق. شغل السيد أحمد الحسيني في أيام الانتداب مقعد وزير عدل مرات عدة. كما حقق إنجازات إنمائية عديدة في ذلك العهد نذكر منها طريق جبيل - بشللي - علمات، قرطبا- الشربيني- اللقلوق وقرطبا - العاقورة في العام 1932. وأنشأ في قرطبا محكمة ودائرة كاتب عدل جرد جبيل، وتعامل معه أهل المنطقة - مسيحيين ومسلمين - بوصفه نائبهم، يقصدونه لترتيب أوضاعهم الخاصة والعامة. ووصلت ثقة أهل العاقورة به إلى حدود أنه شهد في المحكمة لصالح أهل العاقورة في مواجهة أهل اليمونة (الشيعة). بعد الاستقلال استمر دور السيد أحمد في المنطقة وانتخب نائبا للأعوام 1943 و1947 و1952 ثم 1953، وخسر الانتخابات في العام 1960 في وجه النائب أحمد أسبر، مرشح الكتلة الوطنية. في العام 1968 شكلت الكتلة الشيعية الناخبة الرافعة للائحة النهج ضد الحلف وأمنت خرق النائب نجيب الخوري منفردا. تقرب شيعة المنطقة من مناخ فؤاد شهاب والشعبة الثانية الذي أمن لهم بيئة حاضنة مناسبة، وأنشأ نظام مصلحة مع شيعة جبيل قائما على الخدمات وإدخال بعض النخب إلى المدرسة الحربية والسلك القضائي وبعض وظائف الدولة. وكان منهم القاضي أديب علام والضابط حسين عواد الذي لمع اسمه خلال الحرب الأهلية والضابط فهد المقداد...

بدأ نزوح شيعة المنطقة من جبيل في بداية السبعينيات في اتجاه رمول المطار، والتي أصبحت في ما بعد جزءا من الضاحية الجنوبية لبيروت. يعرف الجميع أن أحياء آل مقداد وآل عواد وغيرهم هي من أعتق أحياء الضاحية الجنوبية، ومع نزوحهم تقربت بعض النخب وبخاصة الشباب من كوادر فتح والحركة الوطنية وانتقل بعضهم من رعاية الشعبة الثانية إلى صداقة فتح واليسار اللذين فتحا لهم باب المنح الجامعية إلى الاتحاد السوفياتي وكان منهم أطباء ومهندسون توزعوا على بلدات المنطقة وقراها وعائلاتها".

واضاف: "بعد العام 1982 تقرب شبابهم من أمل وحزب الله وبقي من استمر في القرى يمارس حياته الريفية، وعلاقات العيش المشترك، بل العيش الواحد، على أكمل وجه.

إذن، ومنذ ما قبل الاستقلال حتى نهاية الحرب الأهلية، تميز العيش المشترك بين الشيعة والمسيحيين في بلاد جبيل بالخصائص الاتية:

- وحدة حال على الصعيد الاجتماعي، يقويها قطاع زراعي مشترك.

- تقارب في وتائر الترقي الاجتماعي، في مجالات التعليم والوظائف الحكومية والأعمال التجارية.

- لم يكن للتنافس السياسي التقليدي بين الأحزاب أي طابع طائفي من شأنه أن ينعكس على العيش المشترك.

- هذا مع تمسك الجانبين بعقيدتهم الدينية، على قاعدة فهم مشترك لغاية الأديان، وهو أنها تعلم الناس كيف يعيشون معا بسلام.

- إلى ذلك جسد عيشهم الواحد فهمهم الواحد لمعنى الوطنية اللبنانية، بخصوصيتها الكيانية والتزامها شروط الدولة الوطنية وانفتاحها على محيطها العربي.

- كذلك قدم شيعة بلاد جبيل صورة مشرفة عن الاعتدال الإسلامي الشيعي، على نهج الإمامين موسى الصدر ومحمد مهدي شمس الدين. ما بعد الحرب، وخصوصا ما بعد العام 2005 الذي شهد انتفاضة الاستقلال، سرعان ما شهد لبنان انقساما طائفيا ومذهبيا حادا على قاعدة الصراع بين خطين، خط السيادة والاستقلال والعبور إلى الدولة، وخط التبعية للمحور السوري -الايراني الذي أصر على استمرار تغييب الدولة - اقول: بعد ذلك، واستمرارا حتى اليوم، لم تسلم بلاد جبيل من ذاك الاستقطاب الذي عرض العيش المشترك فيها لخطر شديد".

وقال: "يتمثل الخطر في الواقعة الأساسية التالية: تراكب التنافس السياسي التقليدي على التجاذب الطائفي، وارتباط هذا الأخير بمرجعيات غير لبنانية، لا سيما المرجعية الإيرانية بواسطة حزب الله الذي يعمل على قاعدة: أنا الشيعة والشيعة أنا في كل لبنان!. بطبيعة الحال لا ينفرد حزب الله بهذه السياسة، بل تشاركه فيها كل الأحزاب السياسية الطائفية التي تدعي احتكار تمثيل طوائفها. كيف ينعكس هذا الأمر خطرا على العيش المشترك؟ ببساطة، لأن العيش المشترك هو عيش بين مواطنين ينتمون إلى طوائف مختلفة، وبشروط الدولة الجامعة، وليس بين كتل طائفية ومذهبية مغلقة تتزاحم على الدولة، بحسب عبارة فقيد لبنان الغالي سمير فرنجية، فكيف إذا ارتبط هذا التزاحم بمشاريع خارجية؟! لا اريد أن أستذكر الوقائع المؤلمة، من مشكلة لاسا الشهيرة وما قبلها، وصولا إلى إصرار حزب الله على ترشيح مسؤول أمني لديه للمقعد الشيعي في الانتخابات النيابية المقبلة.. إذ لم يعد لديه مكان لغير الحزبيين النظاميين!..

أريد فقط أن أحدد موقفي ومنهجي حيال هذه المسألة بالنقاط الاتية:

- إن الأولوية عندي هي لصون العيش المشترك، بل العيش الواحد، في بلاد جبيل.

- هذه الأولوية وهذا النهج يشهد عليهما انتمائي الواقعي والتاريخي إلى مدرستين معروفتين: مدرسة أنطون ونهاد سعيد في بلاد جبيل، ومدرسة سمير فرنجية على مستوى لبنان.

- إن إخوتنا الشيعة في بلاد جبيل مكون أصيل من مكونات هذه المنطقة، وجزء لا يتجزأ من هويتها الاجتماعية والثقافية والوطنية. وعليه، نرفض اعتماد سياستين في التعامل معهم والنظر إليهم:

- سياسة اعتبارهم أهل ذمة لأنهم أقلية عددية، كما يحاول تصويرهم التيار الوطني الحر.

- وسياسة اعتبارهم وديعة وجالية لجهة حزبية أو لجهة خارجية، كما يحاول تصويرهم حزب الله".

وتابع: "على ما تقدم، أدعو أهلي الشيعة والمسيحيين في بلاد جبيل إلى التفكر والتدبر، لنعود معا وجميعا إلى أصالتنا، بوصفنا شاهدا ملكا على العيش المشترك في لبنان".

وذكر سعيد بوثيقتي عنايا العام 1975 ووثيقة قرطبا العام 1976 اللتين وقعا عليهما وجهاء بلاد جبيل من اجل الحفاظ على العيش المشترك في هذه المنطقة رغم الاحداث التي عصفت بالوطن".

وتطرق الى موضوع الانتخابات النيابية لاسيما ترشيح حزب الله لمرشح من خارج المنطقة وقال: "ان القانون سيعطي هذا المرشح القدرة أن تصب الأصوات الشيعية بغالبيتها عنده، وسيؤمن الحاصل الانتخابي، محررا من قيود المنطقة محليا وله مرجعية خارج جبيل، وهذا حقه فمن وافق على هذا القانون الانتخابي وشارك في صياغته هو الذي اوصلنا الى ما وصلنا اليه، فأمام أي مشكلة سواء أكانت عقارية أو اجتماعية أو أمنية أو سياسية سنكون أمام واقع جديد".

وأضاف: "أريد أن أوجه سؤالا بكل حرية ضمير، هل ما زال عندنا وعند اخواننا الشيعية بوعي وبقدرة القيادات السياسية القديمة أن تعمل كما حصل في الماضي مع تبدل موازين القوى والأرجحيات التي انتقلت من يد الى أخرى؟ وهل ما زال لدينا جميعا ولدى كل النسيج الجبيلي الداخلي من المرجعيات والقيادات الروحية الاسلامية والمسيحية والامنية والسياسية والبلدية والاختيارية، امام كل هذه المشاكل النائمة واقع جديد وقدرة وعي كاف؟ أم ان البلد كله في عصفورية سياسية وسندخل لا سمح الله في العصفورية السياسية نفسها، ولن نعرف ايجاد الحلول لمشاكلنا العالقة؟ وهل غدا امام اي قضية قد تحصل في منطقتنا، ستأخذ هذه المواضيع أبعادا واستقطابا طائفيا ومذهبيا وشد الحبال بيننا وبين الاخرين؟".

ووجه دعوة للمرجعيات الروحية الجبيلية المسيحية والشيعية والسنية وعلى رأسها راعي أبرشية جبيل المارونية المطران ميشال عون، ل"خلق اطار منذ اليوم للمشاكل التي حذرت منها، وذلك بعيدا من الانتخابات حيث لا اعتقد أن هناك وعيا انتخابيا كافيا لمواجهة كل هذه المواضيع، واتمنى على هذه المرجعيات اللقاء وفي اسرع وقت ممكن من اجل طرح كل هذه المواضيع القائمة في ظل الواقع الجديد الذي سندخل اليه، لذا علينا ان نتحضر منذ اليوم والا نصل الى هذا الواقع المنتظر ونتفق على ما يجب القيام به".

وقال: "ادعو المرجعيات السياسية، التيار الوطني الحر والكتائب والقوات اللبنانية وكل المرجعيات المستقلة الحزبية وغير الحزبية، حيث هذه المنطقة تضم رئيسا سابقا للجمهورية نحترمه ونقدره، وقيادات امنية نفتخر بانجازاتها، ندعوهم جميعا لكي يطرحوا على انفسهم السؤال التالي: اذا استيقظنا في 7 ايار المقبل على واقع سياسي جديد، كيف يمكن ان نبني سويا شبكة امان التي عرفها اسلافنا واباؤنا لكي نبعد الاصطدام الذي اراه لا سمح الله ات".

ودعا سعيد مرشح "حزب الله" الشيخ حسين زعيتر الى "مناظرة تلفزيونية بينهما اينما يريد وفي اي محطة تلفزيونية يريدها، هدفها ليس وباي شكل من الاشكال الاصطدام ، بل فقط من اجل ان ننتزع من بعضنا البعض جملا تطمينية لمستقبل هذه المنطقة".

وتوجه الى الحاضرين بالقول: "صوتوا في الانتخابات النيابية لمن تشاؤون واينما تريدون شرط عدم المس بالعيش المشترك في قضاء جبيل، ممنوع المس بالنسيج الداخلي لهذه المنطقة، او ان يؤخذ هذا الكلام من اجل الاثارة الانتخابية او رغبة بالاصطدام مع احد، لا بل بالعكس، لهذه المنطقة رجالها، فكما يوجد حزب قوي على مساحة لبنان، هناك مجتمع في هذه المنطقة ممنوع ان يفكر احد أن حيطه واطي".

وقال: "ما زال امامنا لموعد الانتخابات النيابية 40 يوما وسنصل في 7 ايار الى واقع جديد، وقد وضعت امامكم كل ما لدي في موضوع العيش المشترك وكل ما املك من صدق وحيوية للحفاظ عليه، وكل ما املك من احترام لاسلافي واهلي والعميد ريمون اده وحزب الكتائب اللبنانية والمرجعيات الشيعية المحلية والتي كان لديها الواعي الكامل، كما اوجه التحية للمرجعيات السنية في هذه المدينة التي لم تغادرها خلال الحرب الاهلية، لا بل شاركت اخوانها المسيحيين باحزانهم وافراحهم وفي الاحتفالات والمهرجانات السياسية".

وختم سعيد داعيا الجميع الى "التنبه لاننا دخلنا في مرحلة جديدة في لبنان وجبيل وفي 7 ايار سندخل الى واقع جديد جدا وعلينا ان نكون متيقظين".

 

الاستراتيجية الدفاعية: هل يعلم حزب الله لماذا طرحها عون؟

منير الربيع/المدن/الأحد 18/03/2018

في بعض الكواليس الدبلوماسية كلام كثير عن التصعيد المرتقب في المنطقة. منذ إقالة وزير الخارجية الأميركية ريكس تيلرسون، وتعيين متشدد مكانه، بدأت التحليلات تكثر حول احتمال ذهاب المنطقة نحو تحولات دراماتيكية، قد تؤدي إلى تصعيد عسكري ضد إيران، خصوصاً أن بعض التحليلات تشير إلى أن الخلاف بين تيلرسون والرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن العلاقة مع إيران والاتفاق النووي، أسهما في اتخاذ ترامب قراراه بتعيين مايكل بومبيو وزيراً للخارجية. ومن بين التحليلات، يبرز تحليل يشمل الوضع اللبناني، وفشل الوساطة الأميركية التي قادها ديفيد ساترفيلد، لتسوية النزاع الحدودي والنفطي بين لبنان وإسرائيل، من بين الأسباب التي فاقمت الخلاف بين تيلرسون وترامب، وعدم استطاعة تيلرسون خلال جولته في المنطقة، من تحقيق أي خرق أو تقدّم على هذا الصعيد، وبأنه لم يتمكن من إقناع المسؤولين اللبنايين بتقديم التنازل المطلوب أميركياً لحلّ هذا الملف. إذا ما صح هذا الكلام، فيعني أن الوضع ينطوي على تصعيد أميركي مرتقب. يترافق هذا الكلام مع ما تتحدث به أوساط دبلوماسية بشكل خفي أو خجول، بشأن احتمال لجوء الأميركيين إلى تنفيذ ضربة عسكرية في سوريا ضد مواقع إيران وحلفائها على خطّ تحجيم نفوذها هناك. لكن أي نوع من هذه الضربات قد يفتح الباب أمام تأويلات كثيرة، وأمام توسع رقعة المعارك التي تشمل لبنان. وربطاً في هذا السياق، برزت تغريدة النائب وليد جنبلاط الذي أبدى تخوفاً من حصول الأسوأ بعد إقالة تيلرسون. وقد انشغلت الكواليس اللبنانية قبل أيام بمداولات دبلوماسية بشأن احتمال حصول تصعيد في المنطقة، مع طرح سؤال عن إجراء الانتخابات النيابية في موعدها. وكأن المقصود من إثارة هذا السؤال هو الإشارة إلى ما يمكن أن يحصل من تصعيد قريباً. لم يتوقف اللبنانيون كثيراً أمام هذا الكلام، وجميعهم مقتنع بأن التصعيد مستبعد، بما في ذلك حزب الله الذي يستعد لخوض المعركة الانتخابية، ويعتبر أن الظروف والمعطيات لا توحي بامكانية اندلاع حرب، خصوصاً أن هناك حرصاً دولياً على التوازنات القائمة حالياً، وليس هناك استعداد أميركي للدخول في مواجهة عسكرياً، كما أن الإسرائيليين غير جاهزين لذلك، وهم كانوا يفضلون أن تكون واشنطن في المقدّمة. لذلك، فإن الاهتمام ينصب على المعركة الانتخابية وليس على أي معركة أخرى. أما الملفات المتبقية، فكلّها محالة إلى ما بعد الانتخابات النيابية. ومن بينها ما أثاره رئيس الجمهورية ميشال عون قبل أيام بشأن الاستراتيجية الدفاعية. لا شك أن الموقف حتّم التساؤل عن سبب طرح هذا الملف في هذا التوقيت، إلا أن مصادر متابعة تعتبر أن الموقف جاء رداً على سؤال من الاتحاد الأوروبي عما سيفعله لبنان لمواكبة المؤتمرات الدولية، فأجاب عون بأنه سيسعى لعقد مؤتمر يبحث ملف الاستراتيجية الدفاعية. لذلك، لا يبدو حزب الله منزعجاً من هذا الأمر، لثقته برئيس الجمهورية وبموقفه من مسألة السلاح، وبأن طرحه هذا الملف لا ينطوي على رغبة في نزع السلاح، بل من باب التكامل ما بين الحزب والدولة لحماية لبنان وتحصين مناعته. وهذا ما قاله عون في خطاب القسم. فحزب الله يضع ملف الاستراتيجة الدفاعية، في خانة الحاجة لها، والتي تهدف إلى إنجاح مؤتمر روما. بالتالي، لا حاجة الآن إلى النقاش في مسألة طرحها، وحين يأتي وقتها، سيتم بحثها ونقاشها، مع العلم أن الحزب يعتبر أن ليس هناك أي متغيرات تفرض إعادة طرح الموضوع على طاولة البحث، والتوازنات المحلية والاقليمة والدولية لا تسمح بذلك.

 

حرب تهدد لائحة روكز: الكتائب "يستخدم" سلاح حزب الله

باسكال بطرس/المدن/18 آذار/18

في كلّ مرة تبدو اللائحة المدعومة من التيار الوطني الحر في دائرة كسروان- جبيل، جاهزة وقد اكتملت وجاهزة للتسجيل في وزارة الداخلية، حتى تعود لتتشتّت بعد خروج الحروبُ الصامتةُ بين بعض مكوّناتها إلى العلن، وآخرها إعلان المرشح المحتمل على اللائحة نعمة افرام أنه لا يحب التعامل مع زميله على اللائحة نفسها منصور غانم البون، الذي أكد مبادلته هذا الشعور. لا يخفى على أحد أن العلاقة بين المرشحين المحتملين على اللائحة المدعومة من التيار، رئيس المؤسسة المارونية للانتشار نعمة افرام ومنصور غانم البون ليست على ما يرام، خصوصاً أن افرام كان قد أعلن في أكثر من مناسبة استحالة وجوده في لائحة تضم البون، ليعود ويقبل مرغماً نزولاً عند رغبة رئيس الجمهورية ميشال عون. في المقابل، يعاني البون الذي كان يطرح نفسه مرشحاً شعبياً بامتياز، من تدخلات افرام المالية، فضلاً عن خشيته من عدم اكتساب "الصوت التفضيلي" من ناخبي التيار الوطني الحر، الذين ستوزّع أصواتهم التفضيلية بين العميد شامل روكز والمرشح الحزبي رجل الأعمال روجيه عازار الذي عرف بخدماته أيضاً على مستوى المنطقة. ما يشكّل خطراً على البون ويضعه في المرتبة الرابعة أو الخامسة. يلتزم البون الصمت تجاه ما يتردّد من معلومات عن إمكان انسحابه من اللائحة التي يترأسها روكز، وعن لقائه مع رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع لهذه الغاية. فيما تؤكد مصادر القوات لـ"المدن"، أنّ "الهدف من اللقاء هو توسيع مروحة خيارات البون، الذي التقى مرشح القوات في كسروان شوقي الدكاش، إلا أنه لم يتم التوصل إلى أي أمر جدي يتعلق بالتعاون الانتخابي". وتفيد مصادر التيار أن "على البون أن يحسم أمره قبل 24 آذار الجاري، موعد اعلان اللائحة، لافتة إلى أنّ "قيادة التيار سبق أن اتخذت احتياطاتها في حال قرّر أحد المُرشحين الانسحاب، من خلال ترشيح الحزبي شرف أبو شرف". غير أنّ روكز الذي يصارع للحفاظ على عناصر لائحته، التقى البون بحضور رئيس اتحاد بلديات كسروان- الفتوح جوان حبيش، وجرى التداول في جميع هواجس البون التي سيحرص على نقلها إلى الرئيس عون. وكشفت المصادر أن "روكز أكد خلال اللقاء العمل على تهدئة الأجواء بين البون وافرام، وأنه سيحرص على وضع حد للحرب الكلامية بين البون وافرام، مجدداً التأكيد أنّ الفوز سيكون حليف اللائحة. إلى ذلك، سجلت حلحلة جزئية على خط اللائحة التي يشكلها الثلاثي فريد هيكل الخازن والدكتور فارس سعيد وحزب الكتائب. ورأت مصادر كسروانية متابعة أن "الكتائب وافق على انضمام النائب يوسف الخليل إلى اللائحة، بشرط أن يتخذ موقفاً سلبياً من سلاح حزب الله، في وقت لا يزال الحزب يعترض على وجود النائب جيلبرت زوين مرشحة على اللائحة، مقترحاً أن تتبنى زوين أحد المرشحين وتعلن أنه يمثلها. وكشفت المصادر أنه يجري التداول بأسماء المرشحَين يولاند خوري وكارلوس ابو ناضر، ليكون أحدهما مرشحاً عن المقعد الماروني الخامس في كسروان.

 

زحلة: لماذا تصر المرشحة الأرمنية لينا على اسمها الثلاثي؟

لوسي بارسخيان/المدن/الأحد 18/03/2018

أن يكون المرشح أرمنياً في دائرة قضاء زحلة، يعني أنه حكماً الحلقة الاضعف في ظل قانون انتخابي يحكمه السباق إلى الصوت التفضيلي بين المرشحين، ليضع المال في منافسة الانتماءات الحزبية والمذهبية، ويعزز مواقع لوائح السلطة في اختيار المرشحين، خانقاً بالتالي الأصوات التغييرية. إلا أن المرشحة الأرمنية المستقلة لينا كوكجيان الحايك تصر على الاستمرار بترشحها حتى اللحظة الأخيرة، إلى أن تجد بين اللوائح التي تتناسب مع قناعاتها السياسية، من يصعدها إلى "حافلته". وإلا تتوجه إلى نضال جديد من نضالاتها. تصر لينا على خوض الانتخابات باسمها الثلاثي. حتى لو شكل ذلك "نقطة ضعف" قد يؤخذ على ترشحها عن المقعد الأرمني. فالحايك عائلة سنية من بلدة برالياس، صارت منذ العام 2000 كنيتها وعائلتها المؤلفة من زوج وثلاثة أولاد. ولكن ما يعتبره البعض نقطة ضعف، تجد فيه لينا عامل نجاح، يعزز موقعها بين بقية المرشحين الأرمن، من خلال قدرتها على استقطاب أصوات عائلتيها، وأصدقائها وزوجها، وأبناء بلدتها برالياس، ومدينتها زحلة، إلى جانب معارفها الأرمن، وتجييرها إلى أي لائحة تنضم إليها، منطلقة كما تقول من روابط الثقة والاحترام التي نجحت ببنائها مع مجتمعها، من دون أن تكون ملزمة على تغيير مذهبها. ابنة زحلة، كنة برالياس، وجارة عنجر، هي أيضاً أول محامية أرمنية مزاولة للمهنة في زحلة. لم يطلب منها أحد الترشح، كما تؤكد، بل قررت ذلك بناء لخطة مسبقة وضعتها لمسيرة حياتها المهنية، منذ اختارت الحقوق مادة لتخصصها في الجامعة اللبنانية. تقول: "لم يكن الاختصاص سهلاً علي، خصوصاً أن تربيتي أرمنية. ما جعلني أواجه صعوبة في اللغة العربية، ولكني جاهدت وتخرجت بعد أربع سنوات بتفوق".

عندما كانت تسأل ماذا ستفعل بشهادة تعاني التخمة بالمتخرجين، بقي جوابها ثابتاً: "إما سأكمل بمزاولة المحاماة، أو أدرس في معهد القضاة أو أترشح للانتخابات". في بعض المراحل كان هدفها أوضح، إلا أن مشاغل الحياة بقيت تلهيها عن طموحها، حتى تبلورت لديها الرغبة مع الوعي والنضج اللذين اكتسبتهما، كما تقول، لتكون واحدة من النساء الواثقات بدور المرأة في مواجهة "الاخطاء" المتحكمة بحياة اللبنانيين، سواء أكان بسبب الفساد المستشري في الادارات العامة والمؤسسات، أو بسبب المحسوبيات والوساطات التي لا تسهم بوصول الشخص المناسب إلى المكان المناسب.

كبرت لينا يتيمة الأم مع شقيقتيها، وهو ما جعل الوالد يبالغ في حمايتهن. إلا أنها عرفت مع ذلك كيف تختار طريقها منفردة، و"حفرته بأظافري" كما تقول، "حتى التقيت بزوجي عندما كنت بعمر 26 سنة. لم تكن رغبتي بالزواج من غير طائفتي، وإنما هذا كان قدري، وأنا سعيدة بحياتي الشخصية ولست نادمة على شيء". بعد زواجها انتقلت لينا إلى بيت مفتوح، يتألف من تسعة أشقاء، وعائلة كبيرة احتضنتها كابنة. ومع أنها تكرر أنها كانت تفضل لو أن قدرها وضعها في منزل أرمني، شعرت لينا في وسط هذه العائلة "المنفتحة" أنها قادرة على الاحتفاظ بـ"حقيقتها". لم يطلب منها زوجها تغيير مذهبها، ولم يكن الامر قابلاً للنقاش معها في الأساس. وتقول: "أنا ولدت أرمنية وسأموت أرمنية. وهذا ليس انتماء طائفياً، إنما قومي، لا يمكن أن يعرف معناه إلا الأرمني نفسه". لم تزر لينا أرمينيا إلا بعدما تزوجت. ومن هناك أحضرت معها تذكارات "أرمنية" زينت بها مكتبها الذي يشغل غرفة في منزلها ببرالياس. يحمل المكتب شخصية سيدة "مجتمع" انخرطت إلى جانب عملها الدفاعي بنشاطات حقوقية، وتميزت بالدفاع عن حالات معقدة. ما عزز رغبتها بالانخراط في العمل العام. تريد لينا من خلال ترشحها أن تسهم ولو في تغيير بسيط من الواقع الذي نعيشه. تقول: "سأكون نائباً عن الأرمن أولاً، ولكن ليس أخيراً، لأن هدفي السعي لتطوير بعض الأنظمة والقوانين البالية من أجل تحسين حياة اللبنانيين عموماً، إلى جانب اهتمامي بشؤون الأرمن والسعي لادخالهم في الوظائف العامة"، مستنكرة أن لا نجد في كل دوائر زحلة الرسمية موظفاً أرمنياً واحداً، وأن يقتصر حضورهم في قصر العدل على قاضية واحدة. وتطمح إلى تقوية الأواصر الأرمنية "حتى لا تضيع القضية"، وتعزز الروابط الاقتصادية لحمل الشباب الأرمني على الصمود في هذا البلد بدلاً من التفكير بمغادرته.

 

ماذا يقول آل الحريري عن انتخابات صيدا- جزين؟

خالد الغربي/المدن/الأحد 18/03/2018

لم يحسم بعد تحالف التيار الوطني الحر وتيار المستقبل في دائرة صيدا- جزين، وقد عادت الأمور خطوات إلى الوراء، مع تمسك التيار بترشيحه المسيحيين الثلاثة عن الدائرة (مارونيان وكاثوليكي)، خصوصاً تمسكه بالمرشح الكاثوليك سليم الخوري، الذي يحظى بدعم من أوساط في مطرانية الروم الكاثوليك.

تركن حسابات التيار إلى ضمان فوزه بمقعدين (ماروني وكاثوليكي). فالسائد هو أن المرشح الجزيني الماروني إبراهيم عازار، المتحالف صيداوياً مع النائب السابق أسامة سعد والمدعوم من الثنائي الشيعي، حظوظه بالفوز مرتفعة. أما حسابات المستقبل، فهي أن التعويض عن خسارة مقعد سني في صيدا إنما يكون بالفوز بالمقعد الكاثوليكي. يؤمن المستقبل بقدرته على تأمين حاصل انتخابي يتيح له الفوز بمقعدين سني في صيدا وآخر كاثوليكي، من دون أي تحالف انتخابي. فـ"لماذا نتنازل عن فوز محقق؟"، تسأل أوساط المستقبل، رغم أنه في الترشيحات التي أعلنها الرئيس سعد الحريري الأسبوع الماضي، لم يذكر اسم المرشح الكاثوليكي وليد مزهر الذي تحتفظ بهية الحريري بترشيحه. وما زاد من الارباك أن العونيين والنائب بهية الحريري كلاهما على حدة راح يمنن النفس بسحب القوات اللبنانية (مزق صيداويون شعاراتها الانتخابية المرفوعة على لوحات إعلانية)، لمرشحها عن المقعد الكاثوليكي في جزين عجاج حداد. فتبين أنها ماضية في معركته حتى النهاية، رغم أن الحديث يسري عن أن القوات ستسحبه لعدم قدرتها على تأمين حاصل انتخابي. لا شيء نهائياً لجهة التحالف أو الافتراق الانتخابي بين التيارين، في انتظار عودة جبران باسيل الذي يميل إلى التحالف مع آل الحريري في صيدا، والحديث عن اجتماعات يعقدها إذا ما تطلب الأمر مع نجلها نادر، الذي هندس معها كثيراً من المسائل. كل الاحتمالات واردة. الثابت الوحيد أن الانتخابات في هذه الدائرة كيفما كانت التحالفات ستشهد معركة حامية. في كواليس انتخابات صيدا سرت معلومات، لم تؤكد، أفادت عن لقاءات عقدت في بيروت بين الرئيس الأسبق لبلدية صيدا عبدالرحمن البزري ونادر الحريري، علماً أن البزري ينفي باستمرار إمكانية عقد أي تحالف مع المستقبل في صيدا. وأوساطه تشيع أن احتمالات التحالف مع التيار الوطني الحر واردة. كما أن النائب بهية الحريري على عكس الكلام الإيجابي التي باحت به لأعضاء في ماكينتها الانتخابية عن "الخصم الشريف"، (أسامة سعد) كان كلامها عن البزري غير إيجابي.

هي المرة الأولى التي يصل فيها عدد المرشحين في صيدا إلى عشرة، 2 للمستقبل، 2 للشعبي الناصري، 1 للجماعة الإسلامية، عبدالرحمن البزري، إلى هؤلاء دخل التيار الوطني الحر بمرشح صيداوي هو عبدالله البعاصيري، وهناك مرشحون مستقلون.

 

الحياة: لبنان قد يكون تلقى نصائح دولية بابداء استعداده للبحث بالاستراتيجية الدفاعية

الحياة /18 آذار 2018/لفت مصدر في الوفد اللبناني إلى مؤتمر روما -2 لدعم الجيش اللبناني والأجهزة الأمنية في حضور 41 دولة وحلف الناتو والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، أنه "ليس من قبيل الصدفة أن يكون سبقه بيومين إعلان رئيس الجمهورية ميشال عون أن لبنان سيبحث الإستراتيجيا الدفاعية بعد الانتخابات النيابية في 6 أيار المقبل". ورجح المصدر عبر "الحياة" أن "يكون لبنان تلقى نصائح وتمنيات من جهات عدة في المجتمع الدولي بأن يبدي استعداده للبحث في الإسترتيجيا الدفاعية التي من المسلم به أن المعني بها هو إيجاد حل لمسألة سلاح "حزب الله" الذي تعتبره المحافل الدولية كافة خارجاً عن الشرعية وفقاً لقرارات مجلس الأمن". وأوضح المصدر في معرض تعليقه على ما تردد عن وجود شروط على لبنان كي يتلقى الدعم المطلوب لقواته المسلحة في روما -2 أن "الجانب اللبناني دخل المؤتمر، وقد أكد موضوع إسترتيجيا الدفاع، إضافة إلى تشديده على التزام كل مكونات الحكومة سياسة النأي بالنفس عن أزمات المنطقة وحروبها، بحيث أنه استبق أي مطالبة له بهذه المواقف، كما جاء في كلمة رئيس الحكومة سعد الحريري في الافتتاح"، مضيفا: "هذا ما جعل البيان الختامي للمؤتمر يرحب بما أعلنه الحريري خصوصا في شأن النأي بالنفس".

واشار المصدر إلى أن "البيان الختامي ليس بياناً مشتركاً بين لبنان وبين الدول الـ41 المشاركة في المؤتمر، بل هو بيان صدر عن هذه الدول، بما فيها روسيا، أخذ في الاعتبار ما سمعته من السلطات اللبنانية، رداً على سؤال عن أن هذا البيان تطرق إلى القرار 1559 (تتناول نزع سلاح الميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية) الذي تتجنب الحكومة اللبنانية إيراده في مواقفها وبياناتها"، لافتا الى إن "بيان مجموعة الدعم الدولية التي عقدت في باريس في كانون الثاني الماضي نص على القرار المذكور أيضاً لكنه لم يكن بياناً مشتركاً مع الحكومة".

وعن خروق سياسة النأي بالنفس، لاسيما منها إعلان نائب الأمين العام لـ "حزب الله" الشيخ نعيم قاسم غداة المؤتمر أن الحزب باق في سوريا ولن ينسحب، أجاب المصدر: "صحيح هناك خروق لكن لبنان الرسمي يعلن باستمرار أنه يعمل على تحسين مبدأ النأي بالنفس، ولذلك تضمن البيان الختامي عبارة: "حث المشاركون القادة اللبنانيين على التطبيق الفوري والمزيد في التوسع في التطبيق الملموس لسياسة النأي بالنفس كأولوية كما جاء في تصريحات سابقة وبخاصة في إعلان بعبدأ عام 2012".

وتابع المصدر: "إلا أن مسألة تدخل الحزب في سورية تخضع لوجهة نظر بين المجموعة الدولية هي ما تعتبره روسيا أنه ليس تدخلاً بل وجود بناء لطلب الحكومة السورية"، مشيرا إلى أنه "على رغم المطالبة الأميركية والغربية بانسحاب إيران من سوريا ومعها حزب الله، فإن الموقف العربي خصوصاً يركز على اعتبار تدخله في اليمن المشكلة المركزية، وأن أياً من الدول المشاركة لم يأت على ذكر خروق النأي بالنفس". وأكد المصدر أنه "لم تكن هناك شروط على لبنان فالمداخلات داخل المؤتمر بلا استثناء أشادت بما تقوم به الحكومة وبقرار كل مكوناتها التزام النأي بالنفس واستئناف مناقشة الإسترتيجيا الدفاعية، وبمقاربة رئيس الحكومة سعد الحريري عن أن بناء الدولة يتم بتدعيم مؤسساتها بدءاً بالقوات المسلحة"، مضيفا: "كل المداخلات التزمت تقديم المساعدة للجيش والأجهزة الأمنية بعد الإشادة بإنجازاتها فالمؤتمر كان سياسياً، لا لإعلان أرقام أو مساعدات عينية ولاحقاً ستنظر كل دولة في الخطة التفصيلية التي تقدمت بها القيادات العسكرية عن حاجاتها على مدى 5 سنوات، لتقرر في شكل ثنائي الجانب الذي هي مستعدة لتقديمه وفق إمكاناتها، سواء بمعدات أم بتمويل عبر قروض ميسرة أو خط ائتمان (كما فعلت فرنسا بـ400 مليون يورو) أم في شكل يجمع بين الأساليب المختلفة، فيما ينوي بعض الدول الاكتفاء بتقديم خبرة التدريب"، ورداً على سؤال قال إن "الدول العربية كافة بما فيها الخليجية أعلنت التزامها المساعدة وأشارت إلى أنها ستبحث في شكل ثنائي مع لبنان بذلك".

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

قرقاش: قطر مولت حزب الله والحشد والنصرة بمليار دولار

الأحد 2 رجب 1439هـ - 18 مارس 2018م/دبي - العربية.نت/قال أنور_قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي، الأحد، إنه لا يمكن للدوحة أن تنفي دعمها للإرهاب في ظل تراكم الأدلة والقرائن، مشيراً إلى أن دعم التطرف محور الأزمة. وأكد في تغريدة على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر" أن قطر دفعت ما يتراوح بين 700 مليون دولار إلى مليار دولار إلى مجموعة معقدة من الجماعات الإرهابية تشمل ميليشيا حزب_الله وميليشيا الحشد_الشعبي وجبهة النصرة. وذكر في تغريدته "من 700 مليون دولار إلى مليار دولار دفعتها الحكومة القطرية إلى مجموعة معقدة من الجماعات الإرهابية تشمل حزب الله والحشد الشعبي والنصرة، لا يمكن للدوحة أن تنفي ذلك على ضوء تراكم الأدلة والقرائن. دعم التطرّف والإرهاب محور الأزمة".

 

سيناتور جمهوري: ترمب سينسحب من الاتفاق النووي

الأحد 2 رجب 1439هـ - 18 مارس 2018م/واشنطن – رويترز/قال السيناتور الجمهوري، بوب كوركر، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأميركي، اليوم الأحد، إنه يتوقع انسحاب الرئيس دونالد ترمب من الاتفاق_النووي الإيراني في مايو/أيار. وقال كوركر لتلفزيون (سي.بي.إس) "الاتفاق الإيراني سيكون مسألة أخرى تثار في مايو وفي الوقت الحالي لا يبدو أنه سيُمدد". وبسؤاله عما إذا كان يعتقد أن ترمب سينسحب من الاتفاق في 12 مايو/أيار في نهاية مهلة لتمديد تعليق العقوبات على إيران بموجب الاتفاق، قال كوركر "نعم". وكانت طهران رأت في إقالة وزير الخارجية الأميركي، ريكس تيلرسون، وتعيين مايك بومبيو المعروف بمواقفه المتشددة مكانه، إشارة إلى تصميم الولايات_المتحدة على الانسحاب من الاتفاق الدولي حول الملف النووي الإيراني. وقال نائب وزير الخارجية الإيراني، عباس عرقجي، بحسب ما نقلت عنه وكالة أنباء "إيسنا"، "الولايات المتحدة مصممة على الانسحاب من الاتفاق النووي، والتغييرات داخل وزارة الخارجية أجريت لهذه الغاية، أو على الأقل هذا أحد أسبابها". وذكر الرئيس الأميركي دونالد #ترمب الملف النووي الإيراني بين الأسباب التي دفعته إلى إقالة تيلرسون. وقال "بالنسبة إلى الاتفاق الإيراني، كنت أقول إنه رهيب، بينما كان هو يعتبره مقبولا". ويهدد ترمب بالانسحاب من الاتفاق الدولي حول الملف النووي الذي تم التوصل إليه في 2015، في أيار/مايو. وكان تيلرسون يدعو إلى البقاء ضمن الاتفاق. ووجه الرئيس الأميركي في كانون الثاني/يناير إنذارا إلى الأوروبيين بضرورة الاتفاق مع إيران حول سبل "معالجة الثغرات الرهيبة" في نص الاتفاق تحت طائلة الانسحاب منه. ويقدم الأوروبيون الاتفاق على أنه انتصار للدبلوماسية في مجال الحد من الانتشار النووي.

 

ترمب: كذب وفساد في العدل والخارجية ومكتب التحقيقات

الأحد 2 رجب 1439هـ - 18 مارس 2018م/الأناضول/أكد الرئيس الأميركي، دونالد_ترمب، أن هناك قدراً كبيراً من الكذب والفساد والتسريب في وزارتي العدل والخارجية ومكتب التحقيقات الاتحادي (FBI). وجاء ذلك في تغريدة، السبت، عبر موقع "تويتر"، رداً على أخرى للمدير العام السابق للمكتب جيمس_كومي، على خلفية إقالة نائب مدير FBI ندرو_ماكابي. وتوجّه كومي لترمب بالقول: "سيعلم الشعب الأميركي قريبا من هو الشريف، وسيستمع لروايتي قريبا جدا". كما وجه المدير السابق لوكالة المخابرات المركزية الأميركية، #جون_برنان، لترمب انتقادا لاذعاً عبر تويتر قائلاً: "عندما يكتمل فسادك السياسي وانحرافك الأخلاقي، ستأخذ مكانك كشخص مذموم في مزبلة التاريخ". وفي وقت سابق السبت، أعلن وزير العدل الأميركي، جيف_سيشنز، إقالة ماكابي، وذلك قبل يومين من حلول توقيت تقاعده. وبعد وقت قصير من طرد ماكابي، غرد الرئيس الأميركي على حسابه عبر "تويتر": "أندرو ماكابي طُرد، إنه يوم عظيم للعاملين والعاملات المجتهدين في مكتب التحقيقات الفيدرالي يوم عظيم للديمقراطية".

 

موسكو تكشف «خططاً أميركية» لقصف دمشق بصواريخ من البحر

الحياة /18 آذار 2018/تجددت الاتهامات الروسية للولايات المتحدة بالتحضير لشنّ عملية عسكرية ضد أهداف تابعة للنظام السوري، في ظل استمرار التباعد بين موسكو وواشنطن في ملفَي وقف النار والتحقيق باستخدام الكيماوي. وكشف الجيش الروسي أمس معلومات عن خطط أميركية لضرب دمشق بصواريخ مجنّحة من البحر، متهماً واشنطن بتدريب مسلّحين للقيام بهجمات كيماوية بهدف اتهام النظام بها. أتى ذلك على وقع استمرار نزوح آلاف المدنيين في سورية حيث توسّع قوات النظام سيطرتها على الغوطة الشرقية وسط قصف عنيف، فيما تُصعّد تركيا هجومها على منطقة عفرين الحدودية، وتوشك على اقتحام مركزها. وأعلن رئيس غرفة العمليات في هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية سيرغي رودسكوي خلال مؤتمر صحافي نظمته وزارة الدفاع أمس، أن ثمة إشارات إلى أن واشنطن تحضر لضربات محتملة بصواريخ مجنّحة انطلاقاً من أساطيلها البحرية، وتحديداً من الجزء الشرقي من البحر الأبيض المتوسط والخليج العربي والبحر الأحمر. واتهم واشنطن بتدريب مسلحين في معسكر قرب مدينة التنف لتنفيذ «استفزازات» باستخدام أسلحة كيماوية، و «إلصاقها بالحكومة السورية وخلق ذريعة للضربات الأميركية»، مشيراً إلى أن هؤلاء المسلحين حصلوا على مواد كيماوية لتصنيع السلاح تحت غطاء المساعدات الإنسانية جنوب سورية. وأضاف أن «20 حاوية من غاز الكلور سُلمت إلى المناطق السكنية في شمال غربي إدلب حيث يُعدّ إرهابيو جبهة النصرة لهجوم هناك». ميدانياً، وسّعت قوات النظام سيطرتها على الغوطة الشرقية حيث استعادت بلدتي سقبا وكفربطنا إثر معارك ضارية مع فصيل «فيلق الرحمن» الذي بات وجوده يقتصر على بلدات عدة جنوب المنطقة، وفق «المرصد السوري لحقوق الإنسان». وفي ظل المعارك، تواصلت حركة النزوح الواسعة من المنطقة، وخرج أمس أكثر من 20 ألف مدني في اتجاه مناطق باتت تسيطر عليها قوات النظام، فيما قتل 36 مدنياً بغارات على الغوطة، من بينهم 30 بقصف على زملكا أثناء محاولتهم الخروج من المدينة.

وفي عفرين، بلغ عدد الفارين منذ الأربعاء أكثر من 200 ألف مدني، بينهم 50 ألفاً أمس، تحسباً لهجوم تركي وشيك على مركز المدينة، فيما قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن الدخول إليها بات «قاب قوسين أو أدنى».

 

بعد سقوط عفرين..الأكراد يهددون بهجمات ضد تركيا

الأحد 2 رجب 1439هـ - 18 مارس 2018م/رويترز/تعهدت الإدارة الكردية المحلية في مدينة عفرين السورية، عقب استيلاء الجيش_التركي عليها، الأحد، بأن "تهاجم القوات الموجودة في كل أنحاء عفرين مواقع تركيا وحلفائها كلما أتيحت لها الفرصة". وقالت الإدارة المحلية في عفرين إن "قواتنا ستكون كابوسا دائما لتركيا".وأشارت إلى أن القوات الكردية "ستبتعد عن أي مواجهة مباشرة مع الجيش التركي". وسيطرت القوات التركية والفصائل السورية الموالية لها الأحد على كامل مدينة عفرين في شمال سوريا، في إطار حملة عسكرية مستمرة منذ نحو شهرين ضد المقاتلين الأكراد. وشوهد في عفرين، صباح الأحد، مقاتلون من الفصائل الموالية لأنقرة وجنوداً من الجيش التركي ينتشرون في أحياء المدينة، ويجرون عمليات تمشيط. ووقفت دبابتان للقوات التركية أمام مبنى رسمي، فيما أطلق مقاتلون النار في الهواء ابتهاجاً. فيما أفاد مركز عفرين الإعلامي بأن قوات تدعمها تركيا قد دمرت تمثالا وسط عفرين "في انتهاك للتاريخ والثقافية الكردية"، بحسب تعبيره. وكان الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، قد أعلن أن قواته سيطرت على مدينة #عفرين ورفعت العلم التركي. وقال أردوغان إن وسط مدينة عفرين بات "تحت السيطرة تماما"، وإن الأعلام التركية رفعت في المدينة الواقعة في شمال سوريا.

 

تركيا تسيطر على عفرين … والمعارضة تستعيد حمورية من الأسد وخروج 68 ألف شخص من الغوطة ... وإدانات روسية للوجود الأجنبي بسورية

عواصم وكالات/18 آذار 2018/: سيطرت القوات التركية والفصائل السورية الموالية لها، أمس، على مدينة عفرين، شمال سورية، إثر عملية عسكرية استمرت نحو شهرين، وأسفرت عن مقتل نحو 1500 مقاتل كردي. وحققت القوات تقدماً سريعاً داخل المدينة، التي تعرضت لقصف عنيف خلال الأيام الماضية دفع بنحو 250 ألف مدني للفرار منها، وانتشر صباح أمس، مقاتلون من الفصائل الموالية لأنقرة وجنوداً أتراكا في أحياء المدينة، ووقفت دبابتان للقوات التركية أمام مبنى رسمي، فيما اطلق مقاتلون النار في الهواء احتفالاً، ورفع جندي تركي العلم التركي فوق شرفة إحدى المباني الرسمية التابعة للادارة الذاتية الكردية. وعمد بعض المقاتلين، لإحراق أحد متاجر المشروبات الكحولية، ودمروا تمثال كاوا الحداد، الذي يُعد رمزاً للشعب الكردي، فيما قال أحد السكان انه شاهد مقاتلين يفتحون محالا تجارية ويأخذون محتوياتها. وأظهرت لقطات صورها الجيش السوري الحر، دخول مقاتليه الى عفرين، وسيطرتهم على أحد أحيائها، وقال المتحدث باسمه، محمد الحمدين، إن المقاتلين لم يواجهوا أي مقاومة، بعد انسحاب مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية السورية. وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن بلاده لقنت درسا للذين يحاولون تأسيس دولة إرهابية على حدودها، معلنا سيطرة القوات بشكل كامل، على مركز عفرين. وأضاف أن “الأميركيين أرسلوا للإرهابيين خمسة آلاف شاحنة، وألفي طائرة محملة بالأسلحة، عثرنا عليها جميعًا، ونقوم بجمعها بعد هروب الإرهابيين”. من جانبه، قال المتحدث باسم الحكومة التركية بكر بوزداغ، على “تويتر”، “عملنا لم ينته، لكن الارهاب والإرهابيين انتهوا من عفرين”.

بدوره، أعلن الجيش التركي، في بيان، أن القوات تمشط الشوارع لتطهيرها من الالغام والعبوات الناسفة، ونشر مقطع فيديو، يظهر دبابة متمركزة تحت شرفة رفع فوقها العلم التركي، وخلفه راية الجيش السوري الحر.

من جهته، وصف المستشار الإعلامي لوحدات حماية الشعب الكردية بعفرين ،ريزان حدو، الوضع، بـ”المأساة”، مرجعا ضعف الإدارة الذاتية في التعامل مع الأزمة، لقلة الإمكانات أو كونها لا تملك الخبرة الكافية، بينما أعلنت السلطات الكردية بعفرين، مغادرة نحو 150 ألفا المدينة في الأيام القليلة الماضية.

من ناحيته، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن القوات التركية سيطرت، أمس أيضا، على بلدة معبطلي ذات الغالبية العلوية غرب عفرين، موضحا أن الهجوم التركي أسفر عن مقتل نحو 1500 مقاتل كردي، ونحو 400 من الفصائل السورية الموالية لأنقرة، فيما أعلن الجيش التركي عن مقتل 46 من جنوده.

وأضاف المرصد، أن الهجوم التركي أسفر أيضاً، عن مقتل 289 مدنياً بينهم 43 طفلاً، موضحا أن اقتراب المعركة من مدينة عفرين دفع بـ250 ألف شخص للفرار منها منذ الأربعاء، وتوجه معظمهم إلى مناطق تسيطر عليها قوات النظام السوري في شمال حلب.

إلى ذلك، وفيما أفاد ناشطون سوريون، باستعادة فصائل المعارضة السيطرة على بلدة حمورية، وأجزاء من بلدة سقبا وكفر بطنا بالغوطة الشرقية، أكد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبدالرحمن، إن الغوطة شهدت أمس هدوءا، موضحا أنه “ليس هناك غارات سوى قذائف قليلة سقطت على بلدة عين ترما”، ومرجعا الهدوء إلى مفاوضات بين فصيل “فيلق الرحمن” وروسيا، بشأن إجلاء المقاتلين المعارضين لشمال سورية. من جانبه، قال المتحدث باسم “فيلق الرحمن” وائل علوان، “هناك محادثات تجريها قيادة فيلق الرحمن مع وفد من الامم المتحدة”، مضيفاً “كما نقوم بترتيب مفاوضات جادة لضمان سلامة المدنيين وحمايتهم”، وموضحا أن موضوع الخروج من الغوطة غير مطروح على الطاولة. بدوره، ذكر التلفزيون السوري، أن الجيش السوري أمهل مقاتلي المعارضة في حرستا، حتى الثالثة عصر أمس للانسحاب. من جهته، أكد المتحدث باسم المركز الروسي للمصالحة، فلاديمير زولوتوخين، خروج نحو 68 ألف مدني من الغوطة الشرقية عبر الممرات الإنسانية، موضحا أن نحو 20 ألفا غادروا، عبر مدينة حمورية، أمس، ومعلنا توزيع 30 طنا من المساعدات على النازحين، وكاشفا خروقات للهدنة الإنسانية المعلنة بمحافظات حلب واللاذقية ودمشق. على صعيد آخر، أدان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، “التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة غير الشرعي، من وجهة نظر القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة”. وقال “مع ذلك، نحن واقعيون وندرك أن محاربتهم أمر غير مطروح، لذلك ننسق تحركاتنا، ويبقى عسكريونا على اتصال مع القادة الأميركيين”، لافتا لوجود قوات عمليات خاصة لأميركا وبريطانيا وفرنسا بسورية، معتبرا أن هذه “ليست حربا بالوكالة، وإنما مشاركة مباشرة فيها”.

 

القوات التركية توغلت في الشمال وأقامت 12 ثكنة عسكرية واتهامات عراقية لإيران بمحاولة ضم ثلاث محافظات

بغداد – وكالات: اتهمت قوى وشخصيات عراقية، إيران، بمحاولة ضم ثلاث محافظات، هي ديالى وواسط والبصرة، وذلك بعد تعزيز طهران نفوذها في هذه المحافظات بشكل كبير، معتمدة على ميليشياتها في العراق. ووصفت شخصيات عراقية التغلغل الإيراني في المحافظات الحدودية بالاحتلال الهادئ، متهمين طهران بالسعي لضم المحافظات الثلاث لحدود الدولة الفارسية، محذرة من توقيع أي حكومة مقبلة على تفاهم أو القيام بتنازل خفي عن المحافظات الثلاث. على صعيد آخر، أعلن مدير ناحية سيدكان إحسان جلبي، أمس، وقوع مواجهات بين القوات التركية ومسلحي “حزب العمال الكردستاني” في المثلث الحدودي العراقي – التركي – الإيراني، مشيراً إلى أن القوات التركية توغلت 15 كيلومتراً داخل الأراضي العراقية وأقامت 12 ثكنة عسكرية. إلى ذلك، بحث وزير الدفاع العراقي عرفان محمود الحيالي في بغداد، مع نظيره الكندي هارجيت ساجان والوفد المرافق له، في العلاقات العسكرية بين البلدين.

وأكد الحيالي أن نصر العراق هو نصر جميع العالم لأن أذى “داعش” لا يعرف الحدود. ميدانياً، نظم المئات من أهالي بغداد، اعتصاماً مفتوحاً، وأغلقوا الطريق الرابط مع ديالى، احتجاجاً على تردي واقع الخدمات في المناطق الشرقية للعاصمة، حيث نصب المئات من اهالي حي المعامل، ذو الغالبية الشيعية، خيام الاعتصام على الطريق الرابط بين بغداد وديالى، ما تسبب بتوقف حركة المرور، ورفعوا لافتات تطالب رئيس الوزراء حيدر العبادي بالتدخل لتحسين واقع الخدمات في المنطقة. وعثرت القوات العراقية أمس، على 24 عبوة ناسفة و25 صاروخاً شمال شرق قضاء المقدادية بمحافظة ديالى، فيما أطلقت السلطات العراقية في بعقوبة أمس، عملية عسكرية موسعة لتعقب خلايا “داعش”، وسط غطاء جوي. وفي كركوك، عثرت القوات الأمنية على معمل لتصنيع الصواريخ في قضاء الحويجة جنوب غرب المحافظة. وفي الموصل، صدت القوات الأمنية أمس، هجوما لتنظيم “داعش”، وقتلت أربعة منهم شمال غرب المحافظة.

وفي نينوى، أعلنت مديرية الاستخبارات العسكرية أمس، اعتقال مدير شرطة ولاية نينوى في “داعش” في عملية نوعية.

 

مصر والإمارات: الرباعية متمسكة بالمطالب الـ13 حول قطر

الأحد 2 رجب 1439هـ - 18 مارس 2018م/العربية نت/القاهرة - أشرف عبدالحميد/طالب وزير الخارجية المصري سامح شكري، الأحد، قطر باتباع نهج جاد للشواغل التي أضرت علاقتها بدول المقاطعة العربية الأربع "السعودية ومصر والإمارات والبحرين" ودول أخرى عديدة تتخذ نفس الموقف تجاه الدوحة. وأكد شكري خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد، اليوم الأحد، في القاهرة، أن موضوع قطر لا يأخذ حيزًا كبيرًا في المباحثات التي تتم بين الدول العربية. وبشأن وجود اجتماع مرتقب بشأن الأزمة القطرية قال شكري: "لا أعلم شيئًا عن هذا الأمر".

فيما شدد وزيـر الخارجية الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد، على أن العلاقة بين مصر والإمارات والسعودية تزداد قوة، وقال الوزير الإماراتي، إن مصر تعافت من أزمات كانت صعبة على كل محب لها وعلى رأسهم دولة الإمارات. وأكد الوزيران على تمسك الدول_الأربع بموقفها الثابت بضرورة تنفيذ المطالب الثلاثة عشر من جانب قطر. وصرح المستشار أحمد أبوزيد، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، بأن انعقاد الآلية في هذا التوقيت يأتي للتأكيد على قوة ومتانة العلاقات بين البلدين وخصوصيتها، والرغبة المتبادلة في تعزيز التعاون، فضلاً عن الاهتمام بالتشاور حول مختلف القضايا والملفات الإقليمية والدولية، وبما يعكس العلاقات الخاصة والمتميزة التي تجمع بين البلدين. وأشار أبو زيد إلى أن الوزير سامح_شكري استهل المشاورات بتهنئة الإمارات بمناسبة إعلان عام 2018 عام_زايد احتفالاً بمرور مائة عام على ميلاد الشيخ زايد مؤسس الدولة، مرحباً بعقد منتدى الأعمال المصري الإماراتي على هامش اجتماعات اللجنة الاقتصادية المشتركة التي عقدت بالأمس في القاهرة. وأعرب شكري عن سعادته بالشراكة الجديدة بين موانئ دبي العالمية والهيئة الاقتصادية العامة لمنطقة قناة السويس والتي من شأنها أن تفتح آفاقاً جديدة للتعاون بين البلدين. وأضاف أبو زيد بأن الوزيرين بحثا خلال المشاورات آخر التطورات الخاصة بالعلاقات الثنائية وسبل تكثيف التعاون بين البلدين في مختلف المجالات، خاصة الاقتصادية والتجارية، فضلاً عن تعزيز الاستثمارات المتبادلة، حيث شددا على حرص القيادتين في مصر والإمارات على تدشين مسارات جديدة للتعاون الاقتصادي ليتناسب مع حجم الزخم القوي الذي يشهده المسار السياسي والتنسيق والتفاهم الكبير بين الدولتين بشأن الملفات الإقليمية المختلفة. وأعرب شكري في هذا الصدد عن تطلعه لعقد الدورة الأولى للجنة العليا المشتركة بين الجانبين على مستوى رئيسي الوزراء. وأردف أبو زيد أن الوزيرين استعرضا الأوضاع والتطورات الإقليمية بشكل مستفيض، إذ تبادلا التقييم حول تطورات الوضع الميداني في كل من سوريا وليبيا واليمن، مؤكدين على أهمية العمل سوياً لتشجيع الأطراف الدولية والإقليمية الفاعلة على تفادي المزيد من التصعيد، وعلى ضرورة التنسيق والتشاور لمواجهة التدخلات المتزايدة من خارج الإقليم العربي في الشؤون الداخلية للدول العربية وتهديدها لأمن واستقرار المنطقة. وأضاف أبو زيد، أن الجانبين المصري والإماراتي تشاورا حول كيفية تطوير التعاون وتضافر الجهود من أجل مكافحة الإرهاب، خاصة مع هزيمة تنظيم داعش في العراق وتحرير عدد كبير من المناطق في سوريا، وهو ما يتزايد معه خطر تسلل إرهابيي التنظيم إلى دول عربية أخرى، وأطلع شكري نظيره الإماراتي على تطورات العملية الشاملة "سيناء 2018"، والتي تأتي في إطار الجهود المصرية المستمرة في مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف.

 

بوتين رئيساً لولاية رابعة.. في انتخابات "محسومة"

الأحد 2 رجب 1439هـ - 18 مارس 2018م/العربية.نت – وكالات/أعيد انتخاب الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الأحد، لولاية رابعة بـ73,9 في المئة من الأصوات، وفق استطلاعات لدى الخروج من مراكز الاقتراع أجراها معهد "فيتيسيوم" بعد إغلاق آخر هذه المراكز. وحل مرشح الحزب الشيوعي، بافيل غرودينين، ثانيا بحصوله على 11,2 في المئة من الأصوات، متقدما على القومي المتشدد فلاديمير جيرينوفسكي (6,7 في المئة) والصحافية القريبة من المعارضة الليبرالية، كزينيا سوبتشاك، (2,5 في المئة). وبذلك، سيبقى بوتين رئيسا حتى العام 2024.  وكان الناخبون الروس توجهوا إلى مراكز الاقتراع، صباح الأحد، للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية التي كان من المؤكد أن بوتين سيحسمها  ويفوز بولاية رابعة. وفتحت مراكز الاقتراع أبوابها في تمام الثامنة صباح الأحد بالتوقيت المحلي في منطقتي تشوكوتكا وكامشاتكا بالشرق الأقصى الروسي. وانتهى التصويت في تمام الثامنة مساء بالتوقيت المحلي (السادسة بتوقيت غرينتش) في كالينينغراد، المدينة الواقعة ببحر البلطيق أقصى غرب روسيا. وقد بذلت الحكومة الروسية جهودا ضخمة لحث المواطنين على التصويت، حيث تؤدي المشاركة المرتفعة في تشجيع الزعيم الروسي على الصعيدين المحلي والدولي، إلا أن عدة تقارير أفادت بحصول عمليات تزوير موثقة. وقال يفغيني رويزمان، عمدة مدينة يكاترينبورغ - رابع أكبر مدينة في روسيا - في وقت سابق الأحد إن المسؤولين المحليين وموظفي الدولة تلقوا أوامر من جهات عليا بالتأكد من زيادة نسبة المشاركة في الانتخابات الرئاسية على 60 بالمئة.

 

حماس تغلق شركة قطرية «لم تتعاون» في تحقيقات «محاولة الاغتيال» والحركة تبحث عن أسماء وتسجيلات لشرائح متصلة بالعبوة التي لم تنفجر

رام الله: كفاح زبون/الشرق الأوسط/18 آذار/18/أغلقت الأجهزة الأمنية التابعة لحماس في قطاع غزة المقر الرئيسي لشركة «الوطنية موبايل» القطرية، على خلفية التحقيقات في تفجير موكب رئيس الوزراء رامي الحمد الله. وقال مدير عام قوى الأمن الداخلي في قطاع غزة، اللواء توفيق أبو نعيم، إن الشركة أغلقت بقرار من النيابة العامة لعدم تعاونها في مجريات التحقيق في محاولة اغتيال الحمد الله. ولم تستجب الشركة لكتاب من النائب العام في غزة لكشف سجلات مكالمات وتسجيلات وأسماء مشتبهين في قضية محاولة الاغتيال، وطلبت الشركة كتابا رسميا من النائب العام في رام الله. ولا تعترف السلطة بالنائب العام الموجود في غزة باعتباره تابعا لحماس، وتم تعيينه من نظام غير معترف به، وتتبع المؤسسات والشركات التي تحصل على ترخيص من السلطة قرارها في هذا الشأن. «الوطنية موبايل» تابعة لشركة «أوريدو» القطرية، وكانت باشرت عملها في القطاع نهاية أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. وافتتح الرئيس التنفيذي للمجموعة الشيخ سعود بن ناصر آل ثاني أكبر معارض الشركة معلنا بدء خدماتها، لتصبح المشغل الثاني لخدمات الهاتف الجوال في قطاع غزة بعد شركة «جوال». وتقدم الشركة خدماتها منذ عام 2009 في الضفة الغربية. وتملك «أوريدو» القطرية نحو 48.45 في المائة من أسهم «الوطنية موبايل»، ويملك صندوق الاستثمار الفلسطيني ما يعادل 34.03 في المائة و17.52 في المائة تعود ملكيتها للعموم.

وكان الحمد الله تعرض لمحاولة اغتيال الأسبوع الماضي في غزة عندما وصلها لافتتاح محطة لتحلية المياه. وانفجرت عبوة كبيرة في الموكب مخلفة إصابات، فيما تعطلت أخرى. وتسلم الحمد الله لاحقا بلاغا رسميا من مسؤول قوى الأمن الداخلي في غزة اللواء توفيق أبو نعيم حول ملابسات محاولة الاغتيال، واتضح أن المنفذين زرعوا على طريق الموكب عبوتين ناسفتين زنة كل منهما نحو 15 كيلوغراما، وهما محليتا الصنع ومعدتان للتفجير عن بُعد. وبحسب البلاغ المقدم من غزة، فقد تم تفجير العبوة الأولى، بينما أدى خلل فني لعدم انفجار العبوة الثانية التي زرعت على بعد 37 مترا عن الأولى. وكانت «الشرق الأوسط» نشرت أن الأجهزة الأمنية توصلت إلى أرقام شرائح كان يفترض أن يتم تنفيذ عملية التفجير من خلالها، وذلك عبر العبوة التي لم تنفجر. والأرقام لم تكن مسجلة باسم أي شخص، ولذلك بدأ البحث في دائرة تجار وبائعي أرقام غير مسجلة وتم اعتقال بعضهم واستجوابهم حول الأرقام وعلاقتهم بها ولمن بيعت.

ويبدو أن الأجهزة الأمنية لم تصل لنتيجة فطلبت من «الوطنية موبايل» تفاصيل حول الشرائح. وكانت الأجهزة الأمنية اقتحمت بيوتا لعناصر أمن سابقين، من دون أن يتضح إذا ما كانت لهم علاقة بالعملية أو بسبب امتلاكهم معلومات. وفي حين تلمح حركة فتح إلى أن منفذي العملية على الأغلب ينتمون إلى جماعات تحظى بتغطية من حماس، تتجه حماس كما يبدو لاتهام أحد على علاقة بجهات في السلطة. وقال القيادي في حركة حماس موسى أبو مرزوق، إن «التحقيقات في تفجير عبوة ناسفة في موكب رئيس الوزراء رامي الحمد الله أثناء زيارته إلى قطاع غزة وصلت إلى نتائج ملموسة». وعد القيادي في حماس أن حادث تفجير الموكب جاء في «ظروف غريبة»، متسائلا في حديث تلفزيوني: «ما علاقة رئيس جهاز مخابرات والمسؤول الأمني الأول في السلطة بأن يذهب ليفتتح محطة لتنقية المياه العادمة في غزة». وأكمل قائلاً: «مع العلم أن المستفيد الأول من الحادثة هو الاحتلال الإسرائيلي، لكن كانت هناك مشاريع أولى ألف مرة لتقوم السلطة عليها». ولفت أبو مرزوق إلى أن الحادثة جاءت في وقت اجتماع معظم الدول ذات العلاقة بالموضوع الفلسطيني باستثناء السلطة الفلسطينية في واشنطن، وأيضا في ظروف استثنائية. كما نبه إلى أن الرئيس محمود عباس أعلن فور حدوث التفجير عن قطع زيارته إلى العاصمة الأردنية عمان رغم أنها كانت منتهية. ونشر «صوت الأقصى» التابع لحماس اتهامات لجهات في رام الله بالعمل على تشويش مجريات التحقيق في حادثة تفجير موكب الحمد الله. وكانت الرئاسة الفلسطينية وحركة فتح حملتا حماس المسؤولية الكاملة عن حادثة التفجير باعتبارها مسؤولة عن الأمن في قطاع غزة.

ووصف عباس محاولة الاغتيال «بجريمة منسجمة مع كل المحاولات للتهرب من تمكين الحكومة الفلسطينية من ممارسة عملها في قطاع غزة، وإفشال المصالحة، وملتقية كذلك مع الأهداف المشبوهة لتدمير المشروع الوطني وإقامة دولة مشبوهة في القطاع». وطالب مسؤولون فلسطينيون، حركة حماس بتسليم كل نتائج التحقيقات بشكل كامل إلى القيادة الفلسطينية. وينتظر الفلسطينيون إعلان نتائج التحقيق وسط نقاش حول الجهة المستفيدة. ويعتقد كثيرون أن إسرائيل مستفيدة بطريقة مباشرة، وأن عملاء تابعين لها ربما يقفون خلف الأمر، لخلط الأوراق من جديد وإدامة أمد الانقسام، ويذهب البعض إلى اتهام جماعات متشددة في القطاع قد يكون هدفها إحراج حماس وضرب علاقتها أكثر بالسلطة، ويؤيد آخرون أن يكون معارضون داخل الحركة التي يتزعمها عباس ربما أرادوا إرسال رسائل له، فيما يذهب البعض إلى القول إنها مسرحية.

 

بن علوي في طهران... ولا وساطة مع أميركا/شمخاني يحذِّر الأوروبيين من عقوبات {صاروخية} ويرفض تغيير الاتفاق النووي

لندن: عادل السالمي/الشرق الأوسط/18 آذار/18/رفض المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، بهرام قاسمي، «التكهنات» حول وجود وساطة عمانية بين طهران وواشنطن، في أول تعليق رسمي على زيارة مفاجئة لوزير الخارجية العماني يوسف بن علوي، لطهران، وبعد نهاية زيارة جيمس ماتيس وزير الدفاع الأميركي لعمان، مشدداً على أن «الزيارة جاءت وفق جدولة مسبقة وفي سياق تنمية العلاقات بين الجانبين». وقال أمين عام مجلس الأمن القومي، علي شمخاني، رداً على تحرك أوروبي لفرض عقوبات على البرنامج الصاورخي الإيراني، إن بلاده ترفض أي تعديل أو إضافة على نص الاتفاق النووي، مشدداً على تمسك طهران بتطوير الصواريخ الباليستية، بينما قال مساعد وزير الخارجية في الشؤون السياسية عباس عراقجي: «إن أي عقوبات أوروبية جديدة على بلاده سيكون لها تأثير مباشر على الاتفاق».

ونفى المتحدث باسم الخارجية بهرام قاسمي، في إفادة صحافية، أمس، رداً على تقارير في الصحف الإيرانية، أن تكون زيارة بن علوي تهدف إلى الوساطة حول الاتفاق النووي بين الإدارة الأميركية والحكومة الإيرانية أو أن بن علوي حمل رسائل من وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس إلى طهران.

ودافع قاسمي عن مشاورات البلدين في السنوات السابقة، وقال إنها بذلت مساعي لترقية العلاقات فيما بينها. مشيراً إلى «نطاق واسع» من التعاون بين بلاده وطهران حول مختلف القضايا بما فيها مساعٍ من الطرفين لتوظيف الطاقات الحالية لتعميق التعاون الاقتصادي والتجاري البنكي والمالي.

ورغم نفي الخارجية فإن مباحثات جرت بين بن علوي وأمين عام مجلس الأمن القومي وممثل المرشد الإيراني، علي شمخاني، عززت تلك التكهنات. وأوضحت التقارير الرسمية الإيرانية أن مشاورات المسؤولين شملت موقف إيران من إصرار الإدارة الأميركية على إعادة التفاوض حول الاتفاق النووي مع إيران إضافة إلى دور إيران الإقليمي. في ديسمبر (كانون الأول) 2013، كشفت صحيفة «ليبراسيون» الفرنسية نقلاً عن مصادر مطلعة، أن المفاوضات النووية سبقت مصادقة خامنئي على رئاسة حسن روحاني في أغسطس (آب) 2013، بعد فوزه في السباق الرئاسي. وحسب الصحيفة حينذاك، بدأت المفاوضات السرية بوساطة عمانية في صيف 2012 ومارس (آذار) 2013، ومثّل الجانب الإيراني مستشار خامنئي في الشؤون الدولية علي أكبر ولايتي، ورئيس الوكالة الإيرانية للطاقة الذرية علي أكبر صالحي (وزير الخارجية حينذاك)، ومثّل الجانب الأميركي ويليام برنز، ورافقته وندي شرمن وبونيت تالوار، مستشار الرئيس الأميركي السابق في شؤون الشرق الأوسط. وفی سبتمبر (أيلول) 2015، قال علي أكبر صالحي إنه قدم مقترح الوساطة العمانية بين طهران وواشنطن إلى خامنئي عندما كان وزيراً للخارجية، حينها كان أمين عام مجلس الأمن القومي السابق سعيد جليلي يفاوض الدول «5+1» في جنيف وعدداً من الدول.

وحسب صالحي، فإنه حصل على وعود عمانية عبر رسالة موجّهة من سلطان عمان، السلطان قابوس، بشأن حصول على اعتراف أميركي بحق إيران في تخصيب اليورانيوم ورفع العقوبات. الوساطة العمانية سبقت ذلك في تبادل محتجزين بين إيران وأميركا، كان أبرزهم السفير الإيراني في الأردن نصر الله تاجيك.

منتصف أكتوبر (تشرين الأول) 2016، أعلنت الخارجية الأميركية عن وصول مواطنين أميركيين محتجزين لدى الحوثيين في اليمن، إلى سلطنة عمان، وذلك بعد وساطة قادتها مسقط. وتوعد شمخاني بـ«رد لائق في توقيت مناسب» على «الخروق» الأميركية في الاتفاق النووي، مشدداً على أن بلاده «لن تقبل بأي تغيير أو تأويل وخطوة جديدة تقيّد الاتفاق النووي». كما رد ضمناً على وثيقة نشرتها وكالة «رويترز»، أول من أمس، حول توجه فرنسي، ألماني، بريطاني لفرض عقوبات على إيران في ما يتعلق ببرنامج الصواريخ الباليستية، ضمن جهود تسعى لإقناع ترمب بالبقاء على الاتفاق النووي.

وذكرت «رويترز»، أول من أمس، أن بريطانيا وفرنسا وألمانيا اقترحت أن يفرض الاتحاد الأوروبي عقوبات جديدة على إيران بسبب برنامجها للصواريخ الباليستية ودورها في الحرب في سوريا، وذلك في محاولة لإقناع واشنطن بالاستمرار في الاتفاق النووي مع طهران.

يأتي الاقتراح في إطار استراتيجية من الاتحاد الأوروبي لإنقاذ الاتفاق الذي وقّعته قوى عالمية لكبح قدرات طهران على تطوير أسلحة نووية. وتركز الاستراتيجية على أن تُظهر للرئيس الأميركي دونالد ترمب أن هناك سبلاً أخرى يمكن من خلالها مواجهة نفوذ إيران في الخارج. وكان ترمب قد حدد في 12 يناير (كانون الثاني) مهلة للدول الأوروبية الموقعة على الاتفاق النووي للموافقة على «إصلاح عيوب مروعة في الاتفاق النووي الإيراني» الذي أُبرم في عهد سلفه باراك أوباما وإلا سيرفض تمديد تعليق العقوبات الأميركية. وحذّر شمخاني، الدول الأوروبية من «اللعب في ملعب أميركا». وقال في هذا الصدد إن «السلوك غير القانوني للولايات المتحدة وانفعال أوروبا أمام واشنطن نموذج بارز لضرورة تركيز دول المنطقة على اتخاذ حلول إقليمية لحل المشكلات والأزمات». وتعليقاً على التحرك الأوروبي للحيلولة دون خروج أميركا من الاتفاق النووي، قال إنها «تتجاوب مع الابتزاز الأميركي والإسرائيلي تحت ذريعة حفظ الاتفاق النووي». وتابع أنها «ستواصل بجدية القدرات الدفاعية بما فيها برنامج الصواريخ الرادع وفق إلزامات الأمن القومي»، مضيفاً: «افتعال الأجواء السياسية والإعلامية لن يؤثر على استمراره». ولم تقتصر مباحثات بن علوي وشمخاني على الاتفاق النووي وبرنامج الصواريخ، بل تناولت الملف الثالث الذي تطالب الإدارة الأميركية باحتوائه وهو دور طهران الإقليمي. ودافع المسؤول الإيراني عن سياسات بلاده الإقليمية، وأوضح أن «سياستها الثابتة تعزيز التعاون وضبط النفس والتفاهم مع الجيران». في شأن متصل، نقلت وسائل إعلام إيرانية رسمية عن مساعد وزير الخارجية في الشؤون السياسية عباس عراقجي قوله إن أي عقوبات أوروبية جديدة على بلاده سيكون لها تأثير مباشر على الاتفاق النووي المبرم بين قوى عالمية وطهران. ووجه عراقجي اتهامات إلى الدول الأوروبية مشابهة لاتهامات شمخاني، متهماً إياها بمحاولة إرضاء واشنطن، وقال: «إذا اتخذت دول أوروبية خطوات لفرض عقوبات غير نووية على إيران لإرضاء الرئيس الأميركي فسترتكب بذلك خطأً فادحاً سترى نتيجته المباشرة على الاتفاق النووي». وتابع: «من الأفضل أن تواصل الدول الأوروبية نهجها الحالي لإقناع أميركا بالوفاء بتعهداتها بموجب الاتفاق النووي ولتنفيذ هذه الدولة بفاعلية الاتفاق بكل بنوده بنية طيبة وفي مناخ منتج».

 

بوتين يستعد لولاية رابعة... وتفويض واسع لمواجهة الغرب/111 مليون ناخب يختارون اليوم رئيساً لبلادهم وسط تدابير أمنية مشددة

موسكو: رائد جبر/الشرق الأوسط/18 آذار/18/تفتح مراكز الاقتراع في روسيا أبوابها اليوم في وجه نحو 111 مليون ناخب يحق لهم الاقتراع، وذلك لاختيار رئيس للبلاد لست سنوات مقبلة. في وقت فرضت فيه السلطات الأمنية تدابير أمنية مشددة، خصوصا حول محطات مترو الأنفاق والسكك الحديدية والمطارات، تحسبا لوقوع هجمات إرهابية خلال الاستحقاق الانتخابي. ويتنافس ثمانية مرشحين للفوز بمقعد الرئاسة، يمثل اثنان منهم حزبين ممثلين في مجلس الدوما، هما الحزب الشيوعي الروسي الذي منحت الاستطلاعات مرشحه بافل غرودينين نحو 7 في المائة من الأصوات، والحزب الليبرالي الديمقراطي القومي، الذي حصل زعيمه، بحسب توقعات الاستطلاعات، على 5 في المائة. بينما يخوض المرشحون الخمسة الآخرون المعركة بإمكانات محدودة، وتبدو فرصهم محدودة جدا في تجاوز واحد في المائة. وفي المقابل يخوض بوتين المعركة واثقا بتحقيق فوز كبير، يتوقع أن يحصد فيه نحو ثلثي أصوات المقترعين.

وتخللت الحملات الانتخابية الرئاسية جهودا كبرى لحث الناخبين على المشاركة بكثافة في التصويت، بعدما أظهرت استطلاعات الرأي في بدايتها قبل ثلاثة أشهر توقعات متشائمة بشأن نسب الإقبال. وقد رأى خبراء في حينها أن سبب عزوف الناخبين راجع إلى أن النتائج تكاد تكون معروفة سلفا، بالإضافة إلى تزايد الهموم المعيشية للمواطنين تحت ثقل الأوضاع الاقتصادية المتردية. وهذا الوضع شكل هاجسا مقلقا لدى الكرملين، الذي أطلق نشاطا موسعا، شاركت فيه أحزاب سياسية ونقابات ولجان مبادرات ومؤسسات حكومية، كما لعب الإعلام الحكومي فيه دورا رئيسيا. وركزت حملات تشجيع الناخبين على الإقبال بكثافة في يوم الانتخابات، على المواجهة القائمة حاليا مع الغرب، وضرورة «توحيد الأمة، ومشاركتها في صناعة القرارات المصيرية». وفي هذا السياق دلت نتائج استطلاعات حديثة على تطور مريح بالنسبة إلى الكرملين، حيث أظهرت أن نسب الإقبال المتوقعة لن تقل عن 65 في المائة، وهي النسبة ذاتها تقريبا التي شهدتها انتخابات الرئاسة الأخيرة في 2012. وأعلنت لجنة الانتخابات أن عدد الناخبين المسجلين لديها يقترب من 111 مليون ناخب، وهو رقم يقل عن عدد الناخبين، الذين سجلوا في روسيا عام 2016 بنحو 700 ألف نسمة، ما لفت الأنظار خصوصا إلى أن هذه أول انتخابات يشارك فيها مواطنو شبه جزيرة القرم بعد ضمها إلى روسيا عام 2014 الذين يصل تعدادهم إلى نحو مليوني نسمة. ومع افتتاح مراكز الاقتراع تركزت الأنظار على منع وقوع تطورات من شأنها أن ترمي بظلالها على الاستحقاق، إذ أعلنت لجنة الانتخابات المركزية أنها ستراقب بدقة أي انتهاكات، وتخضعها للمحاسبة، في وقت استبق فيه مراقبون للانتخابات الحدث بالإشارة إلى وقوع انتهاكات في بعض المدن، بينها خروقات في تسجيل لجان المراقبة. وكان لافتا أن بعض الانتهاكات أعلنت في القرم، حيث استبق مسؤولو شبه الجزيرة الاستحقاق بالإعلان بأن «كل من يحرض على مقاطعة الانتخابات من موظفي القطاع العام سوف يطرد من عمله»، ما اعتبر ضغطا مباشرا على حرية التعبير لدى المواطنين، علما بأن تتار القرم، الذين يشكلون نحو ربع سكان الإقليم، لا يعترفون بضم القرم إلى روسيا، وقد سعوا خلال الفترة الماضية إلى الإعلان عن اعتراضات على تنظيم الانتخابات في شبه الجزيرة.

لكن يبقى الوضع الأمني هو ما يشكل الهاجس الأكبر في يوم الانتخابات، خصوصا أن الشهرين الماضيين شهدا إحباط عدة هجمات إرهابية، واعتقال نحو ألف شخص، قالت الأجهزة الأمنية إنهم نشطاء ضمن مجموعات متشددة، وإن بعضهم كان يجهز لاعتداءات يوم الانتخابات.

ونشرت وزارة الداخلية آلافا من رجال الشرطة والأمن في أماكن التجمعات الكبيرة، خصوصا وسائط النقل العام ومحطات المترو والسكك الحديدية، خصوصا أن بوتين أمر الأجهزة الأمنية بالضرب بقوة في حال شعرت بتهديد أمني. وأكد في لقاء مع قادة الأجهزة الأمنية قبل أسابيع أنه «لا يجب انتظار أن يتصرف الإرهابيون إذا حاول أحد مهاجمتنا... وعلينا أن نحيدهم قبل ذلك». ورغم أن هذه الانتخابات خلت من المفاجآت، وأصبحت نتائجها معروفة منذ وقت طويل، لكن ما يميزها عن استحقاقات انتخابية سابقة أنها ستكون الولاية الأخيرة لبوتين، الذي أعلن أنه لا ينوي إدخال أي تعديلات دستورية تتيح له البقاء لفترة رئاسية أخرى، مما يعني أن الرئيس الذي يستعد للتربع على عرش الكرملين لست سنوات مقبلة، سيكون عليه أن يبدأ فورا في إعادة ترتيب طاقمه، وإجراء تغييرات وتنقلات واسعة، من أجل إعداد الأجواء لاختيار خليفة له في المرحلة المقبلة، وهذا يتطلب، وفقا لخبراء روس، ضبط توازنات دقيقة بين مراكز القوى السياسية والمالية والعسكرية والأمنية في البلاد. وحسب مراقبين فإن هذا الاستحقاق يشكل واحدا من أصعب المهام المطروحة أمام بوتين، خصوصا في ظروف الضغوط الغربية المتزايدة، ومحاولة فرض نوع من العزلة والحصار على روسيا. وقد لفتت أوساط روسية إلى أن حصول بوتين على تفويض واسع في حال زادت نسب الأصوات التي يحصل عليها عن التوقعات المعلنة حتى الآن، فإن ذلك سيوفر له مجالات أكبر لمواجهة الضغوط الغربية، ويفتح على مرحلة جديدة في ظروف بالغة التعقيد حول روسيا دوليا.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

هؤلاء هم بحرُ التغيير وبرُّهُ

عقل العويط/النهار/12 آذار 2018 

إلى الذين يقولون لا للطبقة السياسية المتسلطة؛ إلى الذين يرفضون الاستسلام للفاسدين والسارقين، ولمصادري الحريات والسيادات، ولممرِّغي الكرامات الوطنية والشخصية؛ إلى الذين يقاومون الغوايات والإغراءات والإحباطات والتوهمات والتخرصات والمغامرات؛ إلى الذين يواجهون التيئيس والإحباط في صفوف المكوّنات المستقلة الرافضة الاعتراضية والمدنية؛ إلى الذين يمشون في المتاهة، في التيه، في الرمال المتحركة، غير هيّابين، غير آبهين، وغير مكترثين؛ إلى الذين يريدون ممارسة الضغوط على الحسيري البصر والبصيرة من أجل أن يروا جيّداً ويقرروا جيداً؛ إلى هؤلاء تحية احترام وتبجيل واعتزاز.

هؤلاء يليق بهم أن يُعرَفوا بأسمائهم، فرداً فرداً، ليكون العبرة والمثل والمثال. إنهم جنود مجهولون يعملون بشجاعة وبصمت في داخل قوى الاعتراض، وفي خارجها على السواء. وهم منتشرون بأفكارهم ومواقفهم وآرائهم وخياراتهم في الوجدان الجمعي العام، في الضمائر، في القلوب، في البيوت، في المكاتب، في المعامل، في الشركات، في المصانع، وراء مقود السيارات، في الشوارع، في الدكاكين، في الأرض...، يكدّون ويجاهدون من أجل لقمة العيش الكريمة، وينتظرون يوم السادس من أيار ليدلوا بأصواتهم في صناديق الاقتراع، تعبيراً عن رفضهم الأمر الواقع، ومن أجل الحرية والتغيير في الحياة السياسية والوطنية.

لا تستخفّوا بهؤلاء. لن يستطيع أحد أن يصادر حرياتهم، وأن يؤثّر في خياراتهم، لا قوى السلطة، ولا القوى الانتهازية والغامضة التي توهمنا بأنها بديلة. هؤلاء يشبهون الجبال العالية، والشجر الحرّ، والهواء الطلق، والمطر النبيل، والحلم غير القابل للانكسار.

 

ربيعُ الديبلوماسيّةِ أم ربيعُ الجيوش؟

سجعان القزي/جريدة الجمهورية/الاثنين 19 آذار 2018

لم يَسبِقْ أن ارتفَعت حِدَّةُ المواجَهةِ بين روسيا مِن جِهةٍ، وأميركا وأوروبا من جهةٍ أخرى، إلى هذا المستوى منذ انتهاءِ الحربِ الباردةِ بدايةَ التِسعينات.

لم يَسبِقْ أن أرسَلَت روسيا جيشَها البَـرّيَ والبحريَّ والجوّيَ إلى دولةٍ عربيّةٍ هي سوريا ليقاتلَ، وقَلَبت موازينَ القِوى في الشرقِ الأوسط، وتَصرَّفت إحاديًّــا عسكريًّا وديبلوماسيًّا (مؤتمرا أَستانا وسوتشي).

لم يَسبِقْ أن تَـدخَّلت الولاياتُ المتَّحدةُ الأميركيّةُ عسكريًّا في سوريا، وأَنشأت ثمانيَ قواعدَ عسكريّـةٍ من دون تكليفٍ أُمميٍّ أو طلبٍ حكوميٍّ سوريّ.

لم يَسبِقْ أن عَرفَت الولاياتُ المتّحدةُ الأميركـيّـةُ، الدولةُ المؤثِّرةُ في أحداثِ العالم، رئيسًا كــ»دونالد ترامب» يَزهو بتغييرِ نُظمِ العَلاقاتِ الدوليّةِ ومواثيقِها، ومُستعِدٌّ لاتخاذِ قراراتٍ وخِياراتٍ عسكريّةٍ أو سلميّةٍ لا يَتوقَّـعُها حتى المقرَّبون منه.

لم يَسبِقْ أن حازَت إيرانُ على الطاقةِ النوويّـةِ، وبَلغَت شواطئَ البحرِ الأبيضِ المتوسِّط وحدودَ إسرائيل، وسيطرَت على أربعِ دولٍ عربيّةٍ (العراق، سوريا، لبنان واليمن).

لم يَسبِقْ أن أصبحَ حزبٌ مَذهبيٌّ (حزبُ الله) أقوى من دولةٍ فيها تِسعَ عشْرةَ طائفةً وجيشٌ وأجهزةٌ أمنيّةٌ، ويُشارِك في حروبٍ خارجيّةٍ كأنّه دولةٌ قائمةٌ بذاتِـها، ويُهدِّد دولاً وأنظِمة.

لم يَسبِقْ أن شَعَرت إسرائيلُ بخطرٍ حقيقيٍّ على أمنِها مثلما تَشعُر اليوم بسببِ القوّةِ الصاروخـيّـةِ لحزبِ الله والمشروعِ العسكريِّ الإيرانـيِّ ضِدَّها.

لم يَسبِقْ أن احتلَّ الجيشُ التركيُّ أرضًا عربيّةً منذ سقوطِ السلطنةِ العُــثمانـيّـةِ نحو سنةِ 1918 مثلما فَعَل في شمالِ العراق (2015/2017) وفي شمالِ غربِ سوريا سنةَ 2018

لم يَسبِقْ أن تَعرَّضَ الشرقُ الأوسط لتغييرٍ ديمغرافـيٍّ ذي بُعدٍ دينيٍّ ومذهبيٍّ وإتنيٍّ، وأنْ بَلغَت كياناتُه واقعَ التفتيتِ والتآكُلِ والبَلقَنةِ كما هي حالُه منذ بِدءِ «ربيعِ الدَّمِ العربيّ» سنةَ 2011، بل منذ احتلالِ أميركا العراقَ سنةَ 2003.

لم يَسبِقْ، منذ غزوات الـمُغول في القرنِ الثالثَ عشَر، أنْ تَـحَوَّلَ الشرقُ حقلَ دَمارٍ وخَرابٍ وموتٍ ومجازِر. أَمسَت أرضُه حَلبةَ ثيرانٍ بشريّـةٍ يمارسون إباحيّـةَ القتلِ الفرديِّ والجَماعيّ. قتلى على مدِّ النظَر: سُنّةٌ، شيعةٌ، مسيحيّون، أكرادٌ، سَنجار، إيزيديّون، دروز، علويّون ومختلَف... صار الدمارُ هو الكِيانَ الباقي.

هذه السابِقاتُ التاريخيّةُ خطيرةٌ، ويَستحيلُ أنْ تدومَ طويلاً من دونِ انفجارٍ مُرتَجى ـــ نعم مُرتَجى ـــ يُعيدُ النظرَ بـــ«فوضى الأحجام» وباستباحةِ الشعوبِ وبسَبي الثروات. لكنَّ ما نراه اليومَ، هو أنَّ الأعداءَ يَتعايشون ـــ بل يَـتواطَــأُون ـــ على أرضٍ واحدةٍ وأحيانًا في قريةٍ واحدةٍ ويَتبادلون الإحداثـيّات.

كلُّ هذه القِوى الجبّارةِ استقرّت ورسَمت خطوطًا حمراءَ مؤقّتةً تَتحرّك داخِلَها غيرَ عابئةٍ بمآسي الإنسان، وانتهَجَت سياسةَ حُسنِ جوارٍ عسكريٍّ في ما بينَها بانتظارِ انتهاءِ حساباتِ الربحِ والخَسارة، وحَـوَّلت دولَ الشرقِ وشعوبَه أسهُـمًا تتوزّعُها وتَنقُلُ مِلكــيّتَها من دونِ وَكالةٍ أو كَفالة.

حينَ نسمعُ تصاريحَ قادةِ هذه القوى نَخالُ الحربَ واقعةً غدًا، ولمّا نرى سلوكَها المَيدانيَّ نَكتشِف أنّـها تَتشاركُ في صناعةِ استعمارٍ جديد. اكتفَت بإقصاءِ القِوى الديمقراطيّة وبالقضاءِ على تنظيمِ «داعش» (أو بإعادةِ توطينِه). سَقطت دولُ الشرقِ بكياناتِها وارتفعَت المدائنُ بخَرابِها. لن يكونَ الشرقُ الآتي قوميًّا وعروبيًّا وفارسيًّا ومدنيًّا وديمقراطيًّا، بل خليطَ أحلامٍ صغيرةٍ مذهبيّةٍ وطائفيّةٍ تعيش على استيلادِ الصِراعات.

رُغم ذلك، نحن في المؤقَّت؛ إذ لا بدَّ للواقعِ غيرِ المسبوقِ مِن أنْ يتحوَّلَ في لحظةٍ ما حدثًا عظيمًا يكون له التأثيرُ الفاصلُ على كِياناتِ المِنطقةِ وأنظمتِها وشعوبِـها ليولدَ واقعٌ جديدٌ نأمَلُ أنْ يَختُمَ دربَ الجُلجُلةِ الدّمويَّ الذي سار فيه الشرقُ من محطّةِ 1990 مرورًا بمحطات 1991 و2001 و2003 و2006 و 2011 إلى هذه اللحظاتِ المأسَويّة.

في ما مضى، عرَف الشرقُ الأوسط حالاتِ «اللاسلم واللاحرب» في ظِلِّ توازنِ قِوى دوليٍّ (واشنطن وموسكو)، واختلالٍ في ميزانِ القِوى الإقليميِّ (العرب وإسرائيل ثمّ إسرائيل وإيران). اليومَ، يَشَهد الشرقُ واقعًا جديدًا يتمثَّلُ بتوازنٍ بين القِوى الدوليّة من جِهةٍ، وبتوازنٍ بين القوى الإقليميَّة أيضًا مِن جهةٍ أُخرى.

وإذا كانت الدولتان الكُبرَيان تعايشَتا في ظِلِّ الحربِ الباردةِ طويلاً طالما كانتا تُقامِران بأطرافٍ ثالثةٍ، فالدولتان الإقليميَّتان، إيران وإسرائيل، ستحاولان التمرّدَ على توازنِ القِوى بينهما، لأنّهما، خِلافًا لأميركا وروسيا، تعتبران أمنَـهُما المباشَر هو المهدَّدُ، وبخاصّةٍ إسرائيلُ التي تَـتحيّنُ الفُرصةَ لكسرِ المنظومةِ الإيرانيّةِ في لبنانَ وسوريا واستعادةِ تفوُّقِها الاستراتيجيّ. في أربعةِ أشهرٍ، أجْرت إسرائيلُ أربعَ مناوراتٍ عسكريّـةٍ ضخمةٍ (منها اثنتان مع الجيشِ الأميركي) تُحاكي الحربَ على جَبهتَي لبنانَ وسوريا. أهِيَ مناوراتُ تَـرَف؟

ويزدادُ القلقُ حين نَكتشفُ أمرين: الأوّلُ أنَّ غالِبيّةَ قادةِ هذه الدولِ المعنيّةِ بالشرقِ الأوسَط تَمرّ في مراحلَ انتقاليّة: من الحكومةِ الإسرائيليّةِ، إلى مُرشديّةِ الثورةِ الإيرانيّة، إلى النظامِ السوريّ، إلى النظامِ السعوديّ، فإلى إدارةِ دونالد ترامب. وتُرافِقُ المراحلَ الانتقاليّةَ هشاشةُ الوِحدةِ الوطنيّةِ في لبنانَ والعِراق ودِقّــةُ الأوضاعِ في بعضِ دولِ الخليج. والثاني: أنَّ الولاياتِ المتّحدةَ الأميركيّةَ تُعلِّلُ النفسَ بإنجازِ صلحٍ فِلسطينيٍّ / إسرائيليّ نهائيّ سَمَّتهُ «صَفقةَ العَصر»، ما يُوجِبُ تَحجيمَ إيران و»حزبِ الله» مُسبقًا لتمريرِ هذه الصفقة المشبوهة.

وما كان يَنقُصُ اللوحةَ أنْ يُحَوِّلَ الرئيسُ الأميركيُّ إدارتَه السياسيّةَ أركانًا عسكريّةً من خلالِ اختيارِ الصقورِ لـمَلءِ كلِّ مراكزِ القرارِ: من البيتِ الأبيض إلى الخارجيّةِ ومن الدفاعِ إلى الاستخبارات. غيرَ أنَّ الصقورَ قادرون على صناعةِ السلامِ لا الحربِ فقط، وعلى الانتصارِ من دونِ حربٍ إذا أَجادوا استعمالَ العقلِ والتلويحَ الجِدّيَ بالقوّة. مَن يَتذكّر أزْمةَ الصواريخِ في كوبا بين كينيدي وخروتشوف؟

لذا، إنَّ تفادي الحربِ بين إسرائيل وإيران ـــ في لبنانَ وسوريا على الأقلّ ـــ هو رَهنُ تحرّكِ الديبلوماسيّةِ الأميركيّة. فهذه الآلةُ، التي توازي جيشًا، شِبهُ مُعطَّلةٍ منذ انتهاءِ ولايةِ أوباما / كيري. والأنظارُ تنصَبُّ على قوّةِ الوزيرِ الجديد «مايك بومبيو» وديناميَّتِه عَلّه ينتَزعُ من روسيا وإيران سِلمًا ما تَتمنّى إسرائيلُ أن تأخُذَه من إيران و»حزبِ الله» بالقوّة. إنَّ مصلحةَ رئيسِ «أركانِ» الديبلوماسيّةِ الأميركيّةِ أنْ يُحقِّقَ هو هذه الإنجازاتِ عِوضَ البنتاغون، فيعودَ له الفضلُ في توفيرِ حربٍ على أميركا وعلى الشرقِ الأوسط، ويفتحُ طريقَه إلى البيتِ الأبيض بعد ثلاثِ سنواتٍ.

 

معركة «التيارَين» في صيدا - جزين: مَن يقلِّص الخسارة؟

طوني عيسى/جريدة الجمهورية/الاثنين 19 آذار2018 

الحريري يترشّح في بيروت، لكن صيدا هي بيته وميراثه... من والده إلى عمّته. لذلك، صيدا تعني له كثيراً رمزيّاً. في المقابل، لا يدرك البعض أنّ الرئيس ميشال عون، الذي نشأ في دائرة بعبدا ودخل المجلس النيابي عن دائرة كسروان، له حنين خاص إلى جزين. فأجداده كانوا في إحدى قراها، خِرْخَيّا، (هي اليوم مهجورة)، وذووه نزحوا منها إلى برج البراجنة. وما زال أنسباؤه لهم مواقعهم في جزين وبلداتها. إنطلاقاً من خصوصية نظرة عون إلى جزين، يمكن إدراك أهمية هذه الدائرة لـ»التيار الوطني الحرّ»، وخلفيّات قول الوزير جبران باسيل الشهير «إننا سنحرّر جزين» من يدِ الرئيس نبيه بري.

فهذا القضاء، ذو الغالبية المسيحية، هو أوّل أقضية لبنان الجنوبي من جهة الجبل، لكنه أيضاً آخر أقضية الجبل التاريخية من جهة الجنوب. وهذه الجدلية بين «جنوبيّة جزين» و»جَبَليّة جزين» تكمن وراء كل أزمة التجاذب بين «التيار» وبري.

لبرّي، ومعه «حزب الله»، منطق آخر في هذا الملف: هناك حضور شيعي فاعل وتاريخي في القضاء وفي بلدة جزين نفسها. ولا يمكن الفصل بين جزين وتاريخها، بمعزل عن التركيبة الديموغرافية الحالية للقضاء.

في العمق، هذه خلفية النزاع حول جزّين، وتجري ترجمته بالتجاذبات السياسية التي تبدو سطحية بين بري وباسيل، إنما هي تغوص في العمق وتحمل أبعاداً لا يمكن حلّها بلعبة تحالفٍ انتخابي.

حقّق باسيل «وعدَه» في انتخابات النظام «المرذول» الأكثري، وحاز نواب جزين الثلاثة، وهما مارونيان وكاثوليكي. لكنّ المفارقة أنه في النظام «المرغوب فيه» النسبي - التفضيلي، سيفقد مارونياً بالتأكيد، وقد يخسر الكاثوليكي أيضاً.

جَدّد بري دعم آل عازار، وهم زعامة جزينية قديمة. وبعد رحيل النائب سمير عازار، أعلن بري ترشيح نجله ابراهيم. ولمجرد الترشيح، أصبح وصول عازار إلى المجلس مضموناً لأنّ الناخبين الشيعة في القضاء نحو 12.4 ألفاً، وينتظر أن يقترع منهم ما بين 7 آلاف و8 آلاف. والناخبون في الدائرة يقاربون الـ122 ألفاً ( 62.6 ألفاً في صيدا و59.7 ألفاً في جزين). كما أنّ للائحة المدعومة من بري و»حزب الله» مؤيّدين بين المسيحيين في القضاء، ما يسمح للائحة بتأمين حاصلَين إنتخابيين وفق بعض المتابعين، ما يتيح فوز عازار في جزين والنائب السابق أسامة سعد في صيدا.

تطلّع «التيار البرتقالي» في جزين إلى تحالفٍ مع «التيار الأزرق» في صيدا يسمح بمواجهة «الثنائي الشيعي». فالطرفان، الحريري و«التيار»، مقبلان على خسارة مقعد لمصلحة اللائحة المدعومة شيعياً: عازار في جزين والرئيس فؤاد السنيورة في صيدا (إنسحب لإدراكه النتائج مسبقاً).

وافق الحريري على مبدأ التحالف مع باسيل، لكنهما اختلفا على «الحِسْبة». فالحريري يعتقد أنه بهذا التحالف يقدّم عوناً للبرتقالي في جزين، فيتيح له الحفاظ على الكاثوليكي، ويحدّ من خسائره في وجه «الثنائي الشيعي».لكن «المستقبل» لا يستفيد من هذا التحالف عملياً لأنه سيفوز بمقعد النائبة بهية الحريري فقط.

في حسابات الحريري أنّ «المستقبل» يستحق أن يحوز أيضاً على مقعد الكاثوليكي لأنّ الدعم الذي سيوفّره للائحة يفوق ما سيقدِّمه «التيار الوطني الحرّ». وطبعاً، رفض باسيل هذا الطرح فتعطّلت مسيرة التحالف بين التيارين.

في العمق، يقول المطّلعون، يريد رئيس الحكومة والنائب الحريري أن يكون هناك يدٌ للحريرية في جزين، كما ستكون هناك يدٌ لبري و»حزب الله» من خلال عازار. ويقف باسيل مُربكاً في خياراته، فيما القوى المسيحية الأخرى تبحث عن مخارج لمآزقها، لأنّ معركة كل منها صعبة في هذه الدائرة.

«القوات» تعاني مأزق عدم التعاون صيداويّاً، والكتائب تجهد لتأمين حاصل انتخابي، والتحالف بين «القوات» والكتائب قد يؤدي دوره جزينياً، لكنه قد لا يكون مفيداً صيداويّاً.

«التيار الأزرق» يضمن مقعداً واحداً هو أحد المقعدين السنّيين في صيدا، للنائب الحريري. ولا مقعد سواه. وأما «التيار البرتقالي» فيضمن مقعداً واحداً هو أحد المقعدين المارونيين في جزين. ولا مقعد سواه. ويتهافت كل من التيارين على المقعد الكاثوليكي لتعويض بعض من الخسارة التي ستلحق به في 6 أيار.

وفي الواقع، معركة جزين باتت تختصر بالمعركة على المقعد الكاثوليكي. ولذلك، كانت ترشيحات «التيار الوطني الحرّ» واضحة في كل الدوائر إلّا في جزين، وفي المقعد الكاثوليكي، حيث جَرت تسمية مرشحين اثنين لمقعد واحد، هما سليم خوري وجاد صوايا.

إذاً، نواب صيدا - جزين الخمسة، وفق المتوقّع سيكونون: بهية الحريري وأسامة سعد (سنّيان عن صيدا) وابراهيم عازار وأحد اثنين أمل أبو زيد أو زياد أسوَد (مارونيان عن جزين). ويبقى الكاثوليكي موضع تجاذب.

إذا توافق «التيار الوطني الحرّ» و«المستقبل» ربما يستطيعان الفوز بالمقعد الكاثوليكي، إلا أنّ هذا التحالف يصطدم بالعناد والطموحات المتبادلة. لكن تحالف القوى الأخرى، المسيحية («القوات» والكتائب والنائب السابق إدمون رزق من خلال نجله أمين، العميد المتقاعد صلاح جبران)، والسنّية («الجماعة الإسلامية» وعبد الرحمن البزري وآخرون) قد يبدّل المعادلة. لكنّ جَمع هذه القوى يبدو أمراً عسيراً جداً.

وتبقى معركة صيدا - جزين، في عمقها، ترجمة لوجهين من النزاع:

1- النزاع حول تمثيل جزين السياسي، بين القوى السياسية والطائفية النافذة في السلطة: عون - بري - الحريري.

2- النزاع حول تمثيل السُنَّة عموماً، وفي صيدا خصوصاً. بل هو استفتاء حول الحريرية في عقر دارها وساحتها الرمزية. فصيدا هي أيضاً بوابة الجنوب، ذي الغالبية الشيعية، وعاصمته.

ووفقاً لِما توحي به النتائج، قبل الانتخابات، هناك فسيفساء تمثيلية ستَرتسِم على مستوى الدائرة كلها، في صيدا كما في جزين. لكنّ النتيجة واضحة، وهي أنّ تحالف بري - «حزب الله» سيتمكن من خرق صيدا وجزين، من دون أن يكون هناك مقعد شيعي في أيّ من الدائرتين الصغريين.

 

ثغرتان في بيان ناصع

شارل جبور/جريدة الجمهورية/الاثنين 19 آذار 2018

شكّل البيان الختامي لمؤتمر «روما -٢» تتمة طبيعية لكل المؤتمرات والقرارات الدولية التي تعنى بلبنان وتشدّد على سيادته واستقلاله وحصرية السلاح فيه، ولكن على رغم نَصاعة البيان بفقراته السيادية إلّا انه لا بدّ من الإشارة إلى ثغرتين لا بدّ من تلافيهما مستقبلاً.

أكد البيان الختامي لمؤتمر «روما ـ 2» المخصّص لدعم القوى العسكرية والأمنية اللبنانية على «الأحكام ذات الصلة من «اتفاق الطائف» وقرارات مجلس الامن 1559 و 1680 و1701، بما في ذلك الاحكام التي تنصّ على عدم وجود أسلحة او سلطة في لبنان بخلاف الدولة اللبنانية ولا قوات أجنبية من دون موافقة حكومته، ولا بيع او توريد لأسلحة ذات الصلة بالاسلحة الى لبنان باستثناء ما تأذن به حكومته»، وأيّد «رؤية الحكومة اللبنانية حيال الجيش اللبناني كمدافع وحيد عن الاراضي اللبنانية والحامي لحدودها، ودور قوى الأمن الداخلي كمفتاح في حصرية استخدام الدولة اللبنانية القوّة»، وناشَد «جميع الاحزاب اللبنانية استئناف النقاش حول استراتيجية الدفاع الوطني مرحّباً بالبيان الصادر في 12 آذار عن رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون في هذا الاطار».

فلا غبار على بيان أعاد تأكيد حصرية السلاح بيد الدولة وحصرية الدفاع عن الحدود بيد الجيش، ولا غبار على بيان أعاد التذكير بالقرار ١٥٥٩ الذي يشكّل «حالة رعب» للفريق الآخر الذي خَوّن كل من وافق وغطّى إمراره في البيان الختامي، علماً انه لا يمكن شطبه ولا القفز فوقه، ومن الطبيعي تضمينه أيّ بيان ختامي في اعتباره من القرارات ذات الصلة بالقضية اللبنانية، ولكنه، وهذا أمر جيد، تحوّل كابوساً بالنسبة إلى فريق 8 آذار.

وقد أظهرت الفترة الممتدة منذ عودة الرئيس سعد الحريري عن استقالته إلى اليوم مدى حجم الالتفاف الدولي حول لبنان والحرص على استقراره والتشديد على حصرية القرار السيادي داخل مؤسسات الدولة، وهذا إن دلّ الى شيء، فإلى انّ المجتمع الدولي لا يريد بتاتاً منح لبنان هدية للمحور الإيراني، كما انه ليس في وارد التغاضي عن وصاية جديدة، ولكنه في الوقت نفسه يتغاضى عن المشكلة الأساسية التي تحول دون قيام دولة فعلية في لبنان والمتمثّلة بسلاح «حزب الله» ودوره الإقليمي ومرجعيته طهران.

فأولوية الاستقرار في لبنان لدى المجتمع الدولي لا تخدم المصلحة اللبنانية العليا في حال لم تتمّ مواكبتها بسَعي جدي الى إلغاء مفاعيل الثورة الإيرانية، وبالتالي وضع حد للدور الميليشيوي الإيراني الذي بدأ في لبنان مع «حزب الله»، لأنّ كل ما يُبنى على رمل معرّض للسقوط في اي لحظة. فالاستقرار القائم مهم جداً، ومن المهم أيضاً تطويره وتحصينه، ولكنه معرّض للسقوط في اللحظة التي تقرّر فيها طهران نقل لبنان من الاستقرار إلى اللاإستقرار ربطاً بأهدافها ومصالحها وأولوياتها.

والحرص الدولي على الاستقرار في لبنان يعني الحرص على المساكنة مع «حزب الله»، ولكن هذا الحرص لا يجب تحويله في أي لحظة وضعاً ثابتاً ونهائياً، بمعنى تحويل المساكنة القائمة حالة طبيعية، فيما هي غير طبيعية إطلاقاً ومؤقتة في انتظار ان يسلِّم الحزب سلاحه، ولذلك على المجتمع الدولي الابتعاد عن التناقض الذي وقع فيه ضمن البيان الختامي لمؤتمر «روما -٢» في نقطتين أساسيتين:

• النقطة الأولى، تحميل الحكومة ما لا قدرة لها على تحمّله لجهة «عدم وجود أسلحة أو سلطة في لبنان بخلاف الدولة من دون موافقة حكومته، ولا بيع او توريد لأسلحة ذات الصلة بالأسلحة الى لبنان باستثناء ما تأذن به حكومته»، حيث انّ سلطة «حزب الله» أقوى من سلطة الحكومة، وإدخال السلاح الى الحزب يتمّ على «عينك يا تاجر»، والحكومة القائمة ليست وحدها المعنية بهذا الكلام، إنما كل الحكومات المتعاقبة منذ العام 2005، وفي اللحظة التي قرّرت فيها الحكومة في العام 2008 وضع حدّ لشبكة «حزب الله» الخاصة بالاتصالات رَفعَ السيّد حسن نصرالله شعاره الشهير «إستخدام السلاح دفاعاً عن السلاح». وبالتالي، هناك سلطة محلية أقوى من سلطة الدولة، وهذه السلطة تتلقى السلاح وكأنها الدولة الفعلية، وفي حال قررت الحكومة التصدي لهذا الواقع يعني انزلاق لبنان الى حرب أهلية.

فالمشكلة تكمن في عدم اعتراف المجتمع الدولي بهذا الواقع، والسبب في عدم الاعتراف تجنّب او رفض الذهاب إلى المعالجات الجدية التي تستدعي اتخاذ القرارات التي تمنع على أيّ حزب احتكار قرار الدولة.

• النقطة الثانية مناشدة «جميع الاحزاب اللبنانية استئناف النقاش حول استراتيجية الدفاع الوطني»، وهذه الدعوة مفخّخة وتحمل في طيّاتها تظليل «حزب الله» بحوار عقيم وتشكّل محاولة هروب للمجتمع الدولي الى الأمام من خلال التعامل مع «حزب الله» وكأنه مشكلة داخلية يمكن حلّها بحوار داخلي بين الأحزاب اللبنانية، فيما هو مشكلة دولية وإقليمية ويجب على المجتمعَين الغربي والعربي تحمّل مسؤولياتهما من أجل معالجتها وحلّها. ولا شك في انّ بيانات من هذا النوع جيدة ومفيدة وتؤكد عمق الاهتمام الدولي بلبنان، ولكن المطلوب من هذا الاهتمام أن ينقل لبنان من حالة اللاحرب واللاسلم إلى حالة السلام الدائم من طريق، إمّا تدويل لبنان واستطراداً تدويل حدوده البرية والبحرية والجوية، وإمّا إنهاء الدور الميليشيوي الإيراني من طريق الحوار مع طهران او القوة، وكل ما عدا ذلك يعني استمرار لبنان والمنطقة في حالة نزاع وشلل وفوضى.

 

يقرعون طبول الحرب

نبيل هيثم/جريدة الجمهورية/2018 الاثنين 19 آذار

هي المرّة الأولى منذ اندلاع الحرب السورية التي يرتفع فيها مستوى التوتّر في المنطقة إلى حدٍّ غير مسبوق، تُقرَع فيه طبول المواجهة والحرب بما يُنذر بالاشتعال على مساحة المنطقة كلّها.

قرقعة السلاح توحي وكأنّ المنطقة على برميل بارود يوشك على الانفجار، والسِمة العامة حبسُ أنفاس، خصوصاً من قبَل الدول الاطراف المعنية بالأزمة السورية والدول المتدخّلة فيها والمتحاربة على أرضها من الاميركيين الى الروس والايرانيين والاسرائيليين والفرنسيين وغيرهم من دول العربية التي تشنّ حرباً ضروساً على النظام.

ما السبب؟

تجيب على هذا السؤال قراءة ديبلوماسية للصورة السورية، وفيها أنّ الميدان السوري شهدَ في الاشهر الاخيرة تقلّبات وتحوّلات نوعية وتقدّماً ميدانياً للنظام السوري وحلفائه في العديد من الجبهات العسكرية في سوريا. بما يوحي وكأنّ محور النظام وحلفائه يتقدّم على المحور الآخر. وبالتزامن معها احتدمت الحرب الاميركية الروسية غير المباشرة على الارض السورية، وبدأت تنحى في اتّجاه المواجهة العسكرية المباشرة بينهما.

حتى الآن، كما تستنتج القراءة الديبلوماسية، لا يمكن الجزم في ما إذا كانت هذه المواجهة ستحصل أم لا، إلّا أنّ الصواعق المتراكمة وتلك الآخذة بالتراكم بين الطرفين تبدو من النوع المشتعل فتيلُها وصارَت معدّةً للتفجير اكثر من ايّ وقتٍ مضى.

مع الاشارة إلى أنّ ثمّة وقائع خطيرة بين واشنطن وموسكو تمّ احتواؤها في حينها إنّما مازالت في دائرة التفاعل، وابرزُها الحدث الاكثر دموية بين الدولتين العظميين، الذي وقعَ في البوكمال ودير الزور في شباط الماضي، حينما وجّهت الولايات المتحدة ضربةً عنيفة للروس وقتَلت مئات من المسلّحين الموالين لموسكو ومِن بينهم روس.

كما أنّ هناك وقائعَ شديدة الخطورة مشتعلة حالياً وتنذِر بحريق اكبر منها، تؤشّر اليه معركة الغوطة الشرقية التي يوشك النظام السوري، وبدعمٍ جوّي روسي عنيف، على أن يَحسم السيطرة عليها، على انّ الخطورة تكمن في ما يرافق هذه المعركة من تهديدات مباشرة بنبرةٍ حربية غير مسبوقة، وتطوّرات نوعية واستعدادات عسكرية وتوتّرٍ شديد على الجبهات السياسية وفشلِ أو إفشالِ جهود التسوية السياسية، كلّ ذلك ينذِر بانزلاق الطرفين الى مواجهة حقيقية وعنيفة.

ولكن ما هو شكل هذه المواجهة، هل ستكون مباشرةً يَنزل فيها الطرفان علناً الى الميدان العسكري، ام غيرَ مباشرةٍ تدور عبر الوكلاء، وأين هو مسرح هذه المواجهة إنْ صارت حتميّة؟ وهل سيكون التهديد الاميركي شبيهاً بالتهديد الذي اعقبَ ما قيل إنه اعتداء بالكيميائي على خان شيخون، واكتُفيَ آنذاك بغارةٍ بعشرات من صواريخ «توماهوك» الاميركية على مطار الشعيرات بريف حمص الشمالي؟

ومعلوم آنذاك انّ الاميركيين ابلغوا الروس قبل الضربة، والروس ابلغوا النظامَ الذي أخلى بدوره المطارَ، فجاءت ضربة «لم تردّ رِسمالها» تلاحظ القراءة الديبلوماسية التزامنَ بين الحسمِ السوري والروسي لمعركة الغوطة وإخراج المسلحين المناوئين للنظام منها والذين كانوا يشكّلون خطراً كبيرا ودائماً على العاصمة وبالتالي على النظام، وبين مسارعة واشنطن الى إعادة استحضار ملفّ السلاح الكيميائي السوري والتهديد بقصفِ دمشق.

الواضح في موازاة هذا التهديد انّ الروس لم يهملوه أو يتعاملوا معه كفقّاعة صابون، بل قرأوا فيه جدّيةً وخطورة. والأركان الروسية أذاعت خبراً رسمياً بأنّ هناك معلومات عن طائرات وسفن اميركية تتحضّر لقصف العاصمة السورية.

موسكو التي تشبِّه الحديث الاميركي والغربي عن الكيميائي السوري، بأنه يتمّ على طريقة «أنبوب» كولن باول بشأن اسلحة الدمار الشامل في العراق لتبرير توجيه ضربة عسكرية لسوريا.

سارَعت، أي موسكو، على لسان وزير خارجيتها سيرغي لافروف الى رفضِ التهديد واعتبَرته غيرَ مقبول. هنا يقول صاحب القراءة الديبلوماسية: الروس يتصرّفون وكأنّ «أمراً ما» أميركياً محضّراً لسوريا أو لإيران. ربّما يكون ذلك نتيجةً لمعلومات استخبارية روسيّة.

ولا أستطيع أن أفصلَ هذا الأمر عن تقصّدِ الروس تقديمَ عرضِ عضلاتٍ عسكرية قبل فترةٍ وجيزة، رفعَ فيه الرئيسُ الروسي فلاديمير بوتين سقفَ التحدّي بوجه خصومه، خصوصاً الأميركيين، شاهراً السلاحَ النووي، ومهدّداً برَدٍّ فوريّ على أيّ هجوم نووي على حلفاء موسكو.

هذا التطوّر، كما تلفتُ القراءة الديبلوماسية، أدخلَ سوريا، والعاصمة دمشق تحديداً، في جوٍّ مِن الترقّب والحذر، الروس يبدو أنّهم وضَعوا النظامَ في أجواء تحضيرات أميركية لعملٍ ما، وثمّة معلومات أكيدة عن إجراءات اتّخَذها النظام وإخلاءات للكثير من المراكز الأمنية الحسّاسة، ومراكز استخبارية رئيسية ومراكز حكومية أخرى، إضافةً إلى احتياطات خاصة وبالغة الشدة اتّخِذت ومرتبطة بالقيادة السورية.

والمعلومات نفسُها تؤكّد مبادرةَ «حزب الله» الى اتّخاذ احتياطات مماثلة، وإخلاءات مهمّة لمقاتليه أجراها في العديد من مراكزه ونقاطِ تواجدِه في العاصمة دمشق ومحيطِها.

هذه المعلومات، تكملها معلومات «حزبية» تفيد بأنّه حتى ما قبل أيام معدودة، لم نكن نرى ملامح أيّ مواجهة وشيكة، وتقديرُنا للموقف كان يصل في نهايته الى استبعاد فرَضيةِ المواجهة التي تعني الحرب، هذا لا يعني انه لم تكن هناك مؤشّرات:

• إستبعدنا الحرب الاسرائيلية، لكنّنا لم نهمل التهديدات الاخيرة لوزير الدفاع الاسرائيلي افيغدور ليبرمان بالاجتياح والتدمير، وقد أكّدت المقاومة جهوزيتها.

- لم نهمِل المناورات العسكرية الاسرائيلية المتتالية وآخرُها المناورة الضخمة التي كانت أميركية أكثر منها إسرائيلية، بحيث شارَك فيها 2500 جندي أميركي، فيما شاركت اسرائيل بـ 2000 جندي.

• الانفعال الاميركي والغربي والعربي من النصر الذي يحقّقه النظام على المسلحين وخصوصاً في الغوطة التي تشكّل بالنسبة إليهم آخِر معقل يمكن ان يقاتلوا فيه النظام عن قرب ويوجعوه. وبالتالي لا بدّ من عملٍ ما للتعويض أو لمنعِ إسقاط الغوطة وإعادة قلبِ الواقع في سوريا لصالح واشنطن وحلفائها. ومن هنا يأتي ما قيلَ عن سيناريو حربي ضدّ سوريا قد أعِدّ بين واشنطن وتل أبيب.

• الكلام التصعيدي المتواصل من قبَل الاميركيين والإسرائيليين وبعض الدول العربية.

• المسار الذي تسلكه إدارة دونالد ترامب، إنْ حول الملف النووي الذي تتّجه الى الغائه، أو حول سوريا، حيث ينذِر بإدخال المنطقة بمنزلقات خطيرة، وليس بعيداً عن هذا المنحى إخراجُ وزير الخارجية ريكس تيليرسون بالإقالة المهينة، الذي يبدو أنه كان يشكّل عائقاً أمام تهوّرِ ترامب. تبعاً لذلك فرضية المواجهة قائمة، والأيام القليلة المقبلة أو الساعات ربّما الـ 72 ساعة المقبلة خطيرة وحاسمة على هذا الصعيد. القراءة الحزبية للتهديدات الأميركية بقصفِ دمشق قد يكون هدفُها توجيه ضربات عنيفة لأهداف محدّدة في دمشق وتدمير البنية التحتية للنظام، وليبعثوا الروح والمعنويات في مسلّحي الغوطة، ويدفعوهم الى التقدم مجدّداً نحو دمشق للسيطرة عليها، ولكنْ حتى الآن، احتمالُ وقوع المواجهة، واحتمال عدمِ وقوعها متساويان، ولكن أياً كان الشكل الذي يمكن ان تترجَمَ فيه هذه التهديدات، فهذا معناه الاشتعال. وربّما الانتقال الى الحرب الشاملة، والحرب الشاملة، بحسب هذه القراءة معناها أنّ الجبهة أصبحت مفتوحة من سوريا إلى لبنان، وهذا معناه أنّ الأمور انزلقت في كلّ الشرق الأوسط الى ما لا تُحمد عقباه، ونتيجةً لذلك الوضعُ اللبناني سينقلب من دون شكّ. وإنْ حصل ذلك قبل أيار المقبل فمعناه أنّ الانتخابات النيابية في لبنان قد طارت.

 

الرياض وواشنطن ومواجهة إيران

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط/18 آذار/18

قبل أن يلتقي ولي العهد السعودي مع الرئيس الأميركي بعد غد، تتسارع الخطى داخل أوروبا للتوصل إلى صيغة ظاهرها تقييد إيران وباطنها وقف محاولة أميركا إجهاض الاتفاق النووي مع إيران. وصول الأمير محمد بن سلمان إلى واشنطن، وسبقه بأسبوع خروج ريكس تيلرسون من وزارة الخارجية الأميركية، يعزز مخاوف الأوروبيين من عزم واشنطن على فرض عقوبات على إيران قد تؤدي في الأخير إلى أن يسقط الاتفاق.

واتفاق «JCPOA» الذي وُقِّع عام 2015، ويُعرف بمجموعة خمسة زائد واحد، الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن إضافة إلى ألمانيا، مع نظام إيران، هو السبب في الفوضى التي نراها اليوم. إيران مقابل تجميد نسبة من التخصيب النووي حصلت على رفع العقوبات عنها، ونتيجة لذلك زادت نشاطاتها العسكرية في المنطقة، واستفادت أيضاً بالعمل على تطوير منظومة صواريخها الباليستية المؤهلة لحمل وإطلاق سلاح نووي. ومنذ ذلك اليوم والجميع يشهد أن الاتفاق تسبب في المزيد من الفوضى والحروب، وزاد من جرأة النظام وتسلطه داخل إيران وخارجها، بخلاف تصور الغرب الذي قال إن طهران ستتخلى عن سياساتها العدوانية وستتحول نحو التنمية والسلام. بوصول دونالد ترمب إلى البيت الأبيض وبروز الأمير محمد بن سلمان وإعلان الاثنين أنهما سيقفان ضد إيران إقليمياً، لم يعد للاتفاق تلك القدسية. بإمكان كل أوروبا أن تنحني للمرشد الأعلى في طهران وتكمل العمل معه، لكن واشنطن هي صاحبة القول الفيصل.

المشكلة ليست في الاتفاق بل في النظام الإيراني. وهذه هي الولايات المتحدة تصارع في العراق وسوريا بسبب التوغل الإيراني، والسعودية تحارب في اليمن دفاعاً عن نفسها وإنقاذاً لليمن من الانقلاب المدعوم إيرانياً.

وأوروبا، التي لا تريد المواجهات مهما كانت المخاطر، أخيراً اكتشفت أن ترمب وحلفاءه في المنطقة عازمون على ضرب الاتفاق، لذلك تحاول إرضاء الطرفين بتقديم مشروع جديد يقيّد تطوير إيران لصواريخها الباليستية ويضع حداً لنشاطها في العراق وسوريا واليمن.

مشروعها، الذي سُرِّب إلى وكالة «رويترز» الإخبارية، يتوعد بوضع عقوبات على الأسماء من المتورطين. يبدو هزيلاً ومسرحياً. كل المتورطين من قيادات الحرس الثوري والجيش والاستخبارات الإيرانية أصلاً لا يعيشون في الغرب ولا تؤثر عليهم العقوبات.

المطالب التي ترفضها أوروبا هي معاقبة النظام الإيراني و«حزب الله» اقتصادياً، ودعم القوى التي تواجههما على الأرض حتى تصبح كلفة التدخل والاحتلال باهظة الثمن. من دون خطوات جادة لمحاصرة النظام لن يتراجع. ولنتذكر أن السبب الذي جعله يقبل بالتفاوض والاتفاق في المرة السابقة أن العقوبات الاقتصادية حاصرته حتى واجه خطر الانهيار، واضطر إلى طلب التفاوض وعرض فكرة وقف مشروعه النووي بعد أن كان يقول إن الحديث عنه والتفاوض عليه مساس بسيادته. وفي الأخير قَبِل وجلس وفاوض ووقّع، لكن المفاوضين الغربيين توصلوا إلى مشروع مستعجل، وُلد مشوهاً. ترمب والأمير محمد بن سلمان يتوخيان إصلاح الاتفاق لا إسقاطه، لكي ينهي أربعين عاماً من زرع الفوضى وتمويل التنظيمات المسلحة في المنطقة، فيكون الاتفاق ليس محصوراً في التحكم في نسبة التخصيب بل وقف مشروعها بنشر العنف والفوضى وإنهاء حالة الاحتراب في المنطقة.

 

البديل لـ«تمزيق» الاتفاق النووي

سلمان الدوسري/الشرق الأوسط/18 آذار/18

بعد أن أزاح دونالد ترمب عثرة ريكس تيلرسون عن طريقه، واختار الصقر الأميركي في الملف الإيراني مدير وكالة المخابرات المركزية مايك بومبيو وزيراً للخارجية، أضحى المسار سالكاً لأن تمضي واشنطن في تنفيذ استراتيجيتها لتعديل الاتفاق النووي الإيراني. المعادلة واضحة، إما اتفاق تكميلي مع الموقعين الأوروبيين يشمل برنامج الصواريخ الباليستية الإيرانية، وأنشطة طهران الإقليمية، وانتهاء صلاحية بعض بنود الاتفاق النووي في منتصف سنوات الـ2020، وتفتيش أكثر صرامة من الأمم المتحدة، أو تمزيق الاتفاق كما وعد ترمب. الكرة في الملعب الأوروبي، خصوصاً أن البيت الأبيض لا يلقي بالاً لتهديدات طهران بالانسحاب من الاتفاق، فهي لا تعدو أكثر من كونها جزءاً من عملية التفاوض الإيرانية، ومحاولتها الضغط لعدم المساس به، لكن إيران تعلم، والموقعون الأوروبيون (لندن وباريس وبرلين) يعلمون، والعالم بأسره أيضاً يعلم، أن شهر العسل الأوبامي انقضى دون عودة، وآن الأوان لتصحيح أخطاء كارثية تسبب بها الاتفاق، ومنح إيران ضوءاً أخضر لمواصلة عبث إقليمي لم تحلم به. أخيراً دقت الساعة لرفع الإشارة الحمراء، فعلاً لا قولاً، ضد الخطر الإيراني.

ظلت العواصم الأوروبية تصر على عدم المساس بالاتفاق النووي، وكأنه كتاب مقدس، غير أنها رضخت مؤخراً لضغط واشنطن، وبدأت في الدخول على نفس الخط الأميركي بضرورة تعديله، وهو ما أظهرته وثيقة سرية نشرتها «رويترز» أن بريطانيا وفرنسا وألمانيا اقترحت فرض عقوبات جديدة من الاتحاد الأوروبي على إيران بسبب برنامجها للصواريخ الباليستية، ودورها في الحرب السورية لضمان استمرار الولايات المتحدة ضمن الاتفاق النووي، وهو ما يعد تطوراً جديداً وتغييراً لافتاً هو الأول من نوعه للموقف الأوروبي، ليكون أكثر صرامة في مواجهة الألاعيب الإيرانية، وفي الوقت نفسه لإقناع ترمب بعدم تنفيذ تهديده بـ«الانسحاب» من الاتفاق الموقع بين إيران والدول الست الكبرى، الذي فرض قيوداً على البرنامج النووي لإيران مقابل رفع عقوبات، ما لم يتم «تحسينه»، حيث يطالب الرئيس الأميركي بإزالة ما يعتبره ثغرات في اتفاق عام 2015 قبل 12 مايو (أيار) المقبل، كما أن ترمب بتعيينه بومبيو بدلاً من تيلرسون بعث برسالة واضحة تفيد بأن بلاده تميل إلى تشديد موقفها مع اقتراب الموعد النهائي لاحتمال إعادة فرض العقوبات الأميركية. إذن واشنطن حزمت أمرها، ولن تبقي على تخفيف العقوبات من دون إدخال تحسينات ملموسة على الاتفاقية.

بالطبع لم يكن تيلرسون وحده من أعاق تعديل الاتفاق النووي الأعرج، فالعواصم الأوروبية اعتقدت أنها تستطيع أن تلين من موقف ترمب وإبقاء الاتفاق كما هو على علاته، إثر تمسكها سابقاً بالمطلق به، ودعمها الرؤية التي تفصل بين الملفات، غير أنها استسلمت بعد أربعة عشر شهراً، واقتنعت بأن السبيل الوحيد للإبقاء على الاتفاق هو تحسينه، ولا أظن أن أحداً من الأوروبيين المتحمسين للاتفاق الحالي يستطيع تبرير، مثلاً، امتلاك إيران لصواريخ يبلغ مداها 5000 كلم، وهو ما يعني تطوير طهران لبرنامجها الباليستي بما لا يتوافق مع حاجاتها الدفاعية، في حين أن القرار 2231 يمنع إيران من تطوير صواريخ يمكن أن تركب عليها قدرات نووية. إذا كان عام 2017 هو عام التشدد في المواقف السياسية ضد إيران، وخلاله استطاعت واشنطن أن تفرض واقعاً سياسياً جديداً لمواجهة الخطر القادم من طهران، فإن العام الحالي 2018 هو عام تحويل المواقف إلى أفعال عبر تضييق الخناق على النظام الإيراني، ولن يتم ذلك إلا بسد ثغرات مهولة يتضمنها الاتفاق النووي الذي كافأها على عبثها بالمنطقة، وإذا لم يتم فعلاً الوصول إلى اتفاق تكميلي جديد، فلا أظن أن هناك من يشك أن ترمب سيفعلها وسيمزقه.

 

تجديد لـ«قيصر»... وتشديد لقبضة

إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط/18 آذار/18

ما لم يغيّر نهر الفولغا مجراه نحو المحيط المتجمد الشمالي بدلاً من بحر قزوين، وما لم تتغيّر عمارة كاتدرائية القديس باسيليوس في الساحة الحمراء فجأة، لتغدو نسخة عن قصر الحمراء في غرناطة، سيفوز الرئيس فلاديمير بوتين مجدّداً برئاسة روسيا. المعركة «الانتخابية» محسومة لـ«قيصر الكرملين»، ولئن كان السبب البديهي هو غياب المعارضة المنظمة لسلطته، فإن ثمة أسباباً لا تقل وجاهة عن هذا الغياب. بعيداً عن أي تحامل على تاريخ روسيا السياسي وتراثها العظيم، وهي القوة التي اقتربت من قيادة العالم، والتي ما زال بمقدورها - بمفردها - إفناء البشرية وتدمير كوكبنا عشرات بل مئات المرات، فإن الديمقراطية حالة طارئة عليها. روسيا، باختصار، لم تعرف الديمقراطية ولم تمارسها إطلاقاً... وهذا، على الأقل، ينطبق على المفهوم الغربي للديمقراطية. لقد انتقلت روسيا من الصورة البدائية التي نقلها عام 921م أحمد بن فضلان، في عهد الخليفة العباسي المقتدر بالله (حكم بين 908 و932م)، عن روس حوض نهر الفولغا، إلى العهد القيصري. وفي هذا العهد جعلها ثلاثة قياصرة هم إيفان «الرهيب» ثم بطرس الأكبر فكاثرين الثانية... قوة أوروبية وعالمية. غير أن الحكم القيصري انتهى عام 1917 على يد الثورة البلشفية. ومن ثم، تولى القادة الشيوعيون البلاشفة السلطة المطلقة باسم الشعب، وبالذات، طبقته العاملة. وبين 1917 وانهيار الاتحاد السوفياتي في عام 1991... تغيّرت الوجوه والشعارات والمبادئ، لكن من دون تغيير يذكر، لا في الطموحات الإمبريالية ولا في الممارسات السلطوية. القيصر ظل قيصراً وظلت سلطته المطلقة مطلقة. ولئن كان مُسمى «الرفيق» قد حل لفظياً محل القيصر، قائد الأمة وراعي الكنيسة الأرثوذكسية، فإن الروح «الرفاقية» قلما ظهرت عند تداول السلطة بين أركان النظام الجديد ومناضليه ومنظّريه وأبطاله. التصفية والعزل كانا الوسيلة المعتمدة لتداول السلطة... سواءً في منافي المكسيك حيث قضي على ليو تروتسكي، أو فيافي سيبيريا حيث انتهى عدد من كبار «الرفاق» في المزارع التعاونية أو محطات الطاقة وغيرها.

بعد ذلك، مع إخفاق الكيان العملاق الأكبر مساحة في العالم (أكثر من 22 مليون كلم مربع)، في تجديد دمائه وإيجاد حلول ناجعة لاقتصاده وصيغة مثلى لتطوير نظرته إلى إنسانه... انهار الاتحاد السوفياتي.

سقط الكيان العملاق، الذي سبق الجميع إلى غزو الفضاء... وسيطر على نصف كوكب الأرض، عندما تبين أن قادته الشيوعيين من أمثال ميخائيل غورباتشوف وبوريس يلتسين - وأيضاً رجل الاستخبارات فلاديمير بوتين - لا علاقة لهم بالاشتراكية، أو «التآخي بين الشعوب»، أو أسلوب حياة «الشغيلة».

انتهى الاتحاد السوفياتي عندما انقلب «قياصرته الحمر» على شعاراته ومثالياته وطروحاته المُعمّمة على الملايين الذين صدّقوها، وضحّوا بأرواحهم إيماناً بها وإصرارها على تحقيقها.

لقد سقطت الشيوعية في موسكو... وصمدت في هافانا عاصمة كوبا! ومع السقوط الكبير، على أيدي الشيوعيين القدامى، أطل النظام البديل. كان نظاماً هجيناً جمع ورثة النظام السابق من «الأباراتشيك» المدينين بمواقعهم إلى المحسوبية والولاءات، إلى «المافيات» من كل شكل ولون، إلى «واجهات» رأس المال الغربي الزاحف عبر «الخصخصة» المستعجلة لاحتلال روسيا، «قلب» الكيان المتداعي وكبرى مكوّناته وأغناها.

انهيار الاتحاد السوفياتي بدأ مع تنازلات غورباتشوف المتسارعة للقيادات الغربية الأكثر تشدداً في عدائها لموسكو. وأمام الإعجاب المفتعل «برؤيته» و«شجاعته» في الغرب تحمّس غورباتشوف أكثر، وسار أبعد في مسار «انفتاح» متعجل وساذج، ومن ثم، كان من الطبيعي أن يثير قلق «الحرس القديم» على تفريطه في الإرث الاشتراكي ومنعة الكيان السوفياتي. وبالتوازي، مع ذلك، ظهر يلتسين. الزعيم السابق لتنظيم الحزب الشيوعي في العاصمة موسكو فاجأ كثيرين بإطرائه على مارغريت ثاتشر، ألد أعداء الاشتراكية ونقابات العمال في أوروبا الغربية، عندما زار بريطانيا في أبريل (نيسان) 1990!

محاولة الانقلاب اليائسة التي نفّذها «الحرس القديم» في صيف 1991 بأمل وقف انهيار الاتحاد السوفياتي، عجّلت بالانهيار، ولا سيما، عندما ركب يلتسين موجة التصدي. وأظهرت المحاولة هشاشة البنية السياسية والفكرية والاقتصادية لنظام انتهى عمره الافتراضي.

مع يلتسين ... وحل الكيان السوفياتي، بدأت روسيا عهداً جديداً في كل شيء إلا في بُعده عن الديمقراطية.

النظام الهجين، الذي سبقت الإشارة إليه، ورث كل مثالب النظام الشيوعي باستثناء الترويج للاشتراكية و«التآخي بين الشعوب». غير أن الغرب المنتصر في الحرب الضروس مع الاتحاد السوفياتي ما كانت له أي مصلحة في فضح حقيقة الحكم الجديد. بل بالعكس، كان حريصاً على غض الطرف عن الفساد وتنامي «المافيات» وتزييف الديمقراطية، لأنه كان يعتبر يلتسين «وكيل تفليسة» لا أكثر ولا أقل. كان ضرورياً بالنسبة للعواصم الغربية مساعدة يلتسين على إنجاز مهمة القضاء على قوة هدّدت مصالح الغرب طويلاً. غير أن روسيا تظل أكبر من الأشخاص، وبمرور الوقت، أتيحت الفرصة للمتمرسين بأصول اللعبة والملمين بمفاتيح الولاء، لأن يلتقطوا أنفاسهم. من هؤلاء كان فلاديمير بوتين، ضابط الاستخبارات الفولاذي الطموح، الذي شقّ طريقه بصمت إلى بطانة يلتسين. القمع الدامي لثورة الشيشان (1999 - 2000) كان «معمودية الدم» للزعامة الجديدة البازغة من أقبية الاستخبارات. ابن بطرسبرغ (لينينغراد)، العاصمة القيصرية، التي شيّدها بطرس الأكبر، أعظم قياصرة روسيا وجعلها آية معمارية ونافذة على أوروبا، والمدينة التي تفجرت منها شرارة الثورة البلشفية، رجل قوي الذاكرة وقوي الإرادة. في شخص بوتين اجتمعت كل عناصر الهوية الروسية، وكبريائها القومية والدينية. في شخصه تأججت نزعات أطماعها الإمبراطورية وآلام هزائمها وحصارها على مرّ العصور. ولذا، بعد تتويجه مجدداً غدا، لا يتوقع منه أحد غير ما أبداه في تدميره الممنهج لسوريا باسم التصدّي لـ«التكفيريين» المسلمين. أكثر من هذا. في ظل ارتباك أميركا وتشتت أوروبا، من المفيد تذكّر إحدى مقولات بوتين: «ليس لأحد أن يوهم نفسه بإمكانية أن تكون له الغلبة العسكرية على روسيا. لن نسمح بذلك مطلقاً». نحن اليوم أمام تأكيد سلطة «قيصر» آخر... ولكن بمساهمة من صناديق الاقتراع.

 

هل سيدق بومبيو طبول الحرب على إيران؟

سوسن الشاعر/الشرق الأوسط/18 آذار/18

نحن في سباق ماراثوني بين تصعيد خطابي أميركي من جهة، وزحف إيراني على أرض الواقع في سوريا للسيطرة على مساحات أكبر من جهة أخرى، والمهلة 60 يوماً. عيّن الرئيس ترمب مايك بومبيو وزيراً للخارجية خلفاً لتيلرسون، وباقٍ على المهلة التي منحها ترمب للكونغرس والحلفاء الأوروبيين لتعديل الاتفاق النووي 60 يوماً، إذ ستنتهي المهلة في منتصف شهر مايو (أيار)، حيث أعلن ترمب في الثالث عشر من أكتوبر (تشرين الأول)، العام الماضي، استراتيجيته تجاه إيران، التي طالَب فيها بإجراء تعديلات على الاتفاق النووي الذي وصفه بأسوأ اتفاق، وطلب وقف برنامج إيران الصاروخي، ووقف تدخلها وتمددها في الدول العربية وتهديدها للأمن الإقليمي، والباقي من زمن المهلة التي منحها ترمب 60 يوماً. منذ ذلك التاريخ وإيران في سباق مع الزمن لزيادة رقعة تمدد نفوذها في العراق وسوريا واليمن ولبنان، كي تأخذ أكثر مما تحتاج إليه من أجل أن تفاوض بعد الستين يوماً، للإبقاء على ما تحتاج إليه في منطقة الشرق الأوسط الجديد، حيث زادت إيران من أنشطتها الشيطانية والتخريبية، كما يصفها طاقم الإدارة الأميركية في المنطقة، وتعتمد في ذلك على علاقاتها مع نظام الأسد وحلفائها في الحكومة العراقية، فطلبت من قاسم سليماني فتح معبر بري ثالث عبر الأراضي العراقية يربط بين إيران والبحر الأبيض المتوسط يمر هذه المرة عبر محافظة الأنبار، لمساعدة حلفائها في سوريا ولبنان، فجمع سليماني قادة من الحشد الشعبي ومن «حزب الله» للتنسيق لفتح هذه المعابر، وتجري إيران الآن عملية تهجير قسرية للمدن السورية والعراقية التي يُراد أن تكون طريقاً يصل بإيران للبحر الأبيض المتوسط، ومن تلك المدن الغوطة الشرقية... تعمل إيران الآن بالتعاون مع نظام الأسد وبغطاء روسي على إخلاء هذه المدينة من سكانها وإحلال الميليشيات الشيعية المرتزقة مكانها. في الوقت ذاته، تعمل إيران على تعزيز خمسة قطاعات عسكرية بقوات يصل عددها إلى 75 ألف مقاتل لبناني وعراقي وأفغاني بالتعاون مع 10 آلاف جندي، وضابط من الحرس الثوري الإيراني. لم تكتفِ إيران بالتمدد في القطاع الشمالي، إنما تمددها لمحاذاة الحدود الإسرائيلية السورية يتحدى التهديدات الإسرائيلية بتزويد قواتها بصواريخ باليستية، وأسلحة ثقيلة مضادة للطائرات، حتى ليبدو أن المواجهة، التي جرت قبل شهر، لن تكون الأخيرة، وإسرائيل تصرح بأنها لن تسكت أكثر من ذلك على اقتراب إيران من حدودها (المصدر «المرصد الاستراتيجي»).

زيارة وزير الخارجية الفرنسي لإيران حملت رسالة للملالي هناك، مفادها أن صبر أوروبا قد نفد، وموقفها أصبح محرجاً أمام الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة، وأنها قد تنضم للموقف الأميركي تجاه الصواريخ والتمدد الإيراني، مما حدا بخامنئي إلى الإيعاز لخطيب الجمعة في طهران بأن ينقل الرد على لسانه فقال إن «وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان الذي زار طهران يوم الخامس من مارس (آذار) الحالي تلقّى الرد المناسب بشأن البرنامج الصاروخي».

وأضاف أنه «من الخطأ أن يقول وزير الخارجية الفرنسي إنه يجب أن تأخذوا الإذن منّا في القضايا الإقليمية. إن قائد الثورة أكد أن منطقتنا لا علاقة لها بهم، وفي هذا الإطار لم نسمح لأحد إلى الآن بالتدخل، ومن الآن فصاعداً لن نسمح بإثارة الفتن، ووجود أميركا في المنطقة هو من أجل إثارة الفتن»، وذلك بحسب ما أفادت به وكالة «تسنيم» الدولية للأنباء، الذراع الإعلامية لـ«فيلق القدس» في «الحرس الثوري». على الجانب الآخر، لا يبدو أن التحركات الأميركية على الأرض؛ سواء في سوريا أو اليمن، تتناسب مع وتيرة التحركات الإيرانية، ولا تتناسب حتى مع زيادة جرعة تصريحات المسؤولين الأميركيين، وآخرهم هربرت ماكماستر مستشار الأمن القومي الأميركي، الذي وصف ما يقوم به الأسد من مساعدة إيران بـ«جرائم حرب»، وأن إيران ساعدت وكلاءها بـ16 مليار دولار، فما السرّ وراء تباطؤ الولايات المتحدة للرد على إيران؟ وكيف سيكون الردّ؟ وهل سيكتفي بالعقوبات البطيئة؟ وهل تأخرت الولايات المتحدة لأنها تعمل على تأهيل المنطقة قبل حدوث الصدام الذي تشير أغلب التكهنات إلى أنه سيكون إسرائيلياً إيرانياً على الأراضي السورية؟ هل حمل وزير الخارجية الفرنسي الإنذار الأخير لإيران؟ هل إزاحة تيلرسون المتهاون إيرانياً، الذي يرى في الاتفاق النووي اتفاقاً «معقولاً»، قبل انتهاء المهلة لها دلالاتها؟ وتعيين بومبيو الذي يرى هو ووزير الدفاع جيمس ماتيس بأن الأمن الدولي لا الإقليمي مهدَّد بسبب أنشطة إيران له دلالاته؟ جميع هذه الأسئلة ستتحدد أجوبتها في الشهرين المقبلين.

 

«ستون دقيقة»... ومحمد بن سلمان

عبدالله بن بجاد العتيبي/الشرق الأوسط/18 آذار/18

«إن امتلكت إيران القنبلة النووية فسنفعل الشيء ذاته»، و«خامنئي هو هتلر الجديد»، و«إيران ليست منافسة للسعودية، وبعيدة عن أن تكون مساوية لها»، و«جيشها ليس من بين الجيوش الخمسة الأوائل في العالم الإسلامي، كما أن الاقتصاد السعودي أكبر من الاقتصاد الإيراني».. هذه تصريحاتٌ مباشرة أطلقها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في لقاء مع شبكة «سي بي إس» الإعلامية الأميركية في برنامجها الأشهر «ستون دقيقة» الذي سيبث قبل يومين من زيارته التاريخية المرتقبة للولايات المتحدة ولقائه الرئيس الأميركي دونالد ترمب. هذا الأمير الشاب والقائد الملهم أصبح حديث العالم ومركز تفكير قادته الذين التقاهم أو تعامل معهم، والذين باتوا يعرفون جيداً أنه دائماً ما يقرن القول بالفعل، فتصريحاته قراراتٌ، ورؤيته مشروعات، ولئن وصفه موقع «سي بي إس» بأنه «أحد أقوى الزعماء في الشرق الأوسط» فإن ما لا يعرفه كثير من المراقبين أن ذلك قد حدث وهو لم يكد يبدأ بعد في تنفيذ خططه الطموحة في جميع الملفات السياسية والاقتصادية وغيرها. يصل ولي العهد إلى واشنطن ممثلاً للسعودية بكل ثقلها السياسي والاقتصادي والعربي والإسلامي، وممثلاً لغالب دول الخليج والدول العربية والإسلامية، وهو يقود بنفسه تحالفين عسكريين فاعلين؛ تحالف دعم الشرعية في اليمن، والتحالف الإسلامي، وقواته العسكرية بوصفه وزير الدفاع في أقوى حليف مع أميركا في التحالف الدولي الذي قضى على وجود تنظيم داعش في سوريا والعراق.

كما يصل إلى واشنطن وهو يقود إصلاحات ضخمة في بلاده، في جميع الملفات، من محاربة التطرف والإرهاب، إلى القضاء المبرم على الفساد، إلى تمكين المرأة، إلى صناعة المستقبل وحياكة الغد المتقنة، ورجاله ووزراؤه ومسؤولوه يحرثون البلاد طولاً وعرضاً ويجوبون الديار شرقاً وغرباً، ولا يحد طموحهم إلا السماء كما صرح بنفسه ذات مرة، ويعلم الجميع حول العالم اليوم ما هو قادرٌ على فعله. ليس في هذا الحديث أي نوع من أنواع المديح المبالغ فيه أو التزلف المصطنع، إنها فقط حقائق يعرفها الباحث المجدّ والمتابع المختص، وهو ما قد يأخذ من بعض المؤسسات الإعلامية والبحثية وبخاصة في الغرب وأميركا فترة طويلة لاستيعابه بحكم سرعة ولي العهد الفائقة في الإنجاز المتزامن على جميع المستويات، داخلياً وإقليمياً ودولياً. لا مكان للصدفة أو الارتجال، زار ولي العهد مصر أكبر حليف عربي سياسياً واقتصادياً، مع خطة كاملة لما يخدم مصالح بلاده وينقلها لمستقبل أفضل، وزار بريطانيا أكبر حليف أوروبي، وتم في الزيارتين توقيع كثير من الاتفاقيات الكبرى، وهو ما سيحدث في زيارته لأميركا، وهو يزور أميركا بعدما بنى علاقات وطيدة مع الرئيس الأميركي ترمب وكان أول مسؤول عربي أو مسلم يلتقيه بعد انتخابه، وأقنعه آنذاك بأن تكون أول زيارة تاريخية خارجية لرئيس أميركي بعد انتخابه إلى الرياض، في سابقة تاريخية لن تنسى، كما أنه يصل إلى هناك والبيت الأبيض يعيش توافقاً كبيراً مع وزارة الخارجية بعد تعيين مايك بومبيو رئيس وكالة السي آي إيه وزيراً للخارجية وإقالة ريكس تيلرسون.

تبنى ولي العهد فكرة كبيرة خارج الصندوق في رؤيته لتحويل اقتصاد بلاده من اقتصاد ريعي يعتمد على النفط إلى اقتصاد منتج يستقطب الاستثمارات الدولية ويكون محط أنظار العالم بإعلانه عن تخصيص جزء من درة التاج الاستثماري السعودي «شركة أرامكو» وهو ما جعل كثيراً من قادة الدول الكبرى في العالم يخطبون وده ويسعون لتطوير علاقاتهم معه ومع مصالح بلاده، وقد عبر الرئيس ترمب وغيره علناً عن رغبتهم في طرح ذلك الجزء عبر أسواق الأسهم لديهم.

الأزمة الأكبر في الشرق الأوسط هي المشروع الإيراني الكبير، وكما تحدث الأمير أعلاه، فإنه من قبل سعى بخطة محكمة لتقليص النفوذ الإيراني التوسعي، وحاصر إيران في كثير من مواقع نفوذها حول العالم، لا في الدول العربية التي تدخلت فيها بشكل مباشر فحسب بل في جميع مواقع النفوذ؛ في أفريقيا وفي آسيا الوسطى وفي غيرها من دول العالم، وقد سبق له التصريح بأن على إيران أن تتخلى عن طموحاتها التوسعية أو أنها ستجبر على العودة للاهتمام بشؤونها الداخلية وحقوق شعبها. بمجرد بحث سريع يمكن لأي أميركي مهتم بالمنطقة أن يكتشف أن إيران ليست بأي حال من الأحوال نداً أو منافساً للسعودية، وما أكبر الفرق بين سعودية جامحة للمستقبل والتعاون الدولي ونظام إيراني يعيش صراعات طاحنة بين مراكز القوى فيه، من مؤسسة مرشد هرم مريض ينتمي للماضي ولأوهام التوسع والنفوذ إلى حرس ثوري مغامر فاسد إلى مؤسسة رئاسة تدعي الانتماء للإصلاح وليس بيدها شيءٌ سوى الدفاع عن أخطاء المؤسستين الأقوى منها، في وقت تشهد فيه إيران انتفاضات واحتجاجات شعبية يراقبها العالم بأسره، تتصاعد وتقوى. يزور ولي العهد السعودي أميركا وكل مشروعات خصومه تفشل، لا قضاءً وقدراً، بل برؤيته وتخطيطه؛ المشروع الإيراني يفشل، والمشروع الأصولي التركي يفشل، والمشروع القطري الأصغر يفشل، والسعودية تدخل التاريخ كحصان رابح لتصنع المستقبل، وبلاده التي كانت تتهم بالإرهاب والتطرف تقود حملة دولية لمحاربة الإرهاب ونشر التسامح والتعايش والسلام. لا تريد السعودية سلاحاً نووياً، ولكنها ستمتلكه إن امتلكته إيران، ولم تسع السعودية لحرب في اليمن، ولكنها دخلتها اضطراراً وتديرها باقتدار وتتجه بها بشكل واضح لنصر محقق، وهي تبني علاقات جديدة وفاعلة مع الدولة العراقية، ومع دولة لبنان، وهي أكبر داعم للقضية الفلسطينية وللشعب السوري ولاستقرار الدولة في الشرق الأوسط بأسره، في آسيا وأفريقيا، هذه هي سياسة ولي العهد بدعم كامل من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان. بن عبد العزيز

ولي العهد السعودي، يدير رؤيته ومستقبل بلاده وفق أعلى المعايير الدولية في جميع المجالات، السياسية والاقتصادية والعسكرية والمالية وغيرها، ويسبق وصوله لواشنطن بيان رئاسي لمجلس الأمن تجاه الملف اليمني يشيد بدور السعودية، والبنك الدولي وصندوق النقد الدولي يؤيدان خططه الإصلاحية، والمؤسسات الإعلامية والإنسانية تشيد بقراراته ورؤيته. لا ترغب السعودية في أي حرب باردة جديدة، لا في المنطقة ولا في العالم، ولكنها إن فرضت عليها فهي في كامل الاستعداد لحماية مصالحها وانتقاء حلفائها وصناعة مستقبلها بيدها. أخيراً، يصل الأمير محمد لواشنطن وصول المنتصرين، ويدخل أميركا دخول الطامحين، منتصرٌ في الواقع حالمٌ بمستقبل كبير، وستبدأ من هنا مرحلة جديدة من تاريخ المنطقة والعالم.

 

بريطانيا: الجاسوسية تلهب الصراع بين الحزبين الرئيسيين

عادل درويش/الشرق الأوسط/18 آذار/18

رغم تباين النظم السياسة، وتعامل المجتمع مع الساسة وتعاملهم بعضهم مع بعض، تظل المشاعر الوطنية متشابهة تتطابق في كل المجتمعات، وإن اختلفت أساليب التعبير عنها. السياسي الداهية الراحل السير ونستون تشرشيل نصح بعدم فهم أولويات التعامل مع خصوم خارجيين بقوله «الناس في أي مكان، يحبون وطنهم، ببساطة، لأنه الوطن والأرض التي يعيشون عليها» أي أنها بديهية لا تحتاج إلى براهين أو تحليل فلسفي للعلوم السياسية. بديهية يبدو أنها فاتت زعيم المعارضة البريطانية قبل أن يفتح على نفسه باب تسونامي من الاتهامات. مضمون بعض ما طرحه جيرمي كوربين، زعيم حزب العمال في رده على رئيسة الحكومة في مجلس العموم، الأربعاء، وكرره بتفاصيل أوسع في «الغارديان» (منبر نخبة اليسار البريطاني)، وجيه ويستحق أخذه في الاعتبار. وجّه كوربين نصائح بشأن اتهام الحكومة الروس بتدبير محاولة اغتيال الجاسوس السابق سيرجي سكريبال وابنته في مدينة ساليزبري بجنوب إنجلترا.

سكريبال، الكولونيل السابق في المخابرات العسكرية الروسية، حكم عليه بالسجن في محكمة روسية بصفته جاسوسا للمخابرات البريطانية، وبعد عدة سنوات أفرج عنه في تبادل للجواسيس المسجونين بين الغرب والشرق. نصح الزعيم العمالي بالتريث والتصرف بعقل وأعصاب باردين، وأيضا الإسراع بتقديم عينة من سم غاز الأعصاب إلى جهات محايدة مثل الوكالة الدولية للتخلص من الأسلحة الكيماوية لمعرفة نوع سم الأعصاب ومصدره، وبالطبع أدلة لمعرفة الفاعل الحقيقي وشبكة اتصالاته وعلاقاته. «الأدلة» التي قدمتها الحكومة للبرلمان، وفي متناول الباحثين علنا، حتى ساعة كتابة هذه السطور، أدلة ظرفية ومعظمها يرتكز على سوء سمعة «المتهم». في تقاليد العدالة هنا، نوع الأدلة هذه لا يقنع قضاة المحاكم الإنجليزية، وأغلب الظن أن مكتب ادعاء التاج (المقابل للنائب العام أو المدعي العام في البلدان العربية) لن يغامر بالاعتماد عليه لتوجيه الاتهام، ويكلف المحامون أنفسهم إعداد الترافع في قضية خاسرة.

باستثناء بقايا غاز الأعصاب السام، لا وجود (علنيا) لأدلة مادية كبصمات مشتبه به أو حامضه النووي أو صوره على كاميرات المراقبة المنتشرة في الشوارع أو شهود عيان للتعرف عليه؛ الأدلة التي تأخذ بها المحاكم الإنجليزية، وبغيرها تضعف قضية الادعاء، حتى ولو قدم اعترافا بخط يد المتهم. الدافع واستفادة المتهم جزء مهم من ملف الادعاء، وهي مسألة محيرة. الروس، وبالتحديد زعيمهم فلاديمير بوتين في قفص اتهام الرأي العام البريطاني والدبلوماسية العالمية، فما الفائدة التي تعود عليه من محاولة الاغتيال؟

كان يمكن أن ينتظر لما بعد مباريات كأس العالم، بدلا من المقامرة بمقاطعة العالم لها. في مسرح الاستراتيجة السياسة الدولية نجحت مناورة بوتين، في إحراج الغرب في سوريا، وجذب لفلكه عضو حلف الناتو تركيا، ولا منافس له في انتخابات الرئاسة الروسية، أي أنه متفوق في الرأي العام قوميا وعالميا، ولذا يصعب على محقق إيجاد دافع التهمة وفائدة تعود على المتهم. ما دفع المراقبين والرأي العام إلى تصديق رواية الحكومة هو سوابق المخابرات الروسية، المدرسة التي تعلم فيها بوتين لعبة السياسة، التي جعلت منه مشتبها به في كل جريمة أو اعتداء يتعرض له منشق روسي أو جاسوس سابق. هناك تاريخ من اغتيالات خصوم موسكو وأعداء الرئيس بوتين، لعل أشهرها في العقل الجماعي البريطاني اغتيال العميل السابق ألكسندر ليفنينكو في لندن بمادة البولونيوم المشعة قبل عشر سنوات، فعلقت حجر الاشتباه المسبق حول رقبة الكرملين في جرائم مستقبلية.

لكن ملف مخابرات توني بلير حول أسلحة الدمار الشامل كمبرر لغزو العراق بدوره حجر ذنب أكثر ثقلا معلقا في رقبة أي حكومة ويعرقلها عن العمل الحاسم دوليا. هناك ميثاق «شرف» بين أجهزة المخابرات. العملاء المفرج عنهم في تبادل الجواسيس بين الشرق والغرب يبقون في أرض الحياد، لا يستهدفون بالاغتيال، أي عفو عنهم. أما استهداف أفراد أسرة العميل فمن المحرمات المقدسة. زعيم المعارضة يعي هذه التفاصيل، التي تتجاهلها الـ«بي بي سي» وصناع الرأي العام في حالة مزاج هستيري معاد لروسيا. لكن فات زعيم المعارضة وضع حالة الهستيريا العاطفية (الغريبة شيئا ما على الشخصية البريطانية) في اعتباره في صياغته لمداخلاته في مجلس العموم. التقليد البرلماني في الأمور الطارئة أن تقدم الحكومة بيانا وزاريا لمجلس العموم أو اتخاذ قرار لم يدرسه مجلس العموم مسبقا، ويرد على مقدم البيان نظيره في حكومة الظل، ويناقش الأمر في فترة «البيان الوزاري» للجلسة. وهناك اتفاق جرى عليه العرف، وهو أنه في الأزمات القومية مع أي خصم خارجي، تتحد صفوف المعارضة مع الحكومة، ولا تحاول إحراز نقاط حزبية أو التشكيك في موقف الحكومة.

ورغم ضرورة الأسئلة التي طرحها زعيم المعارضة، فقد خانه التوفيق في الصياغة وفي التوقيت. حاول إحراز نقاط حزبية، مما جعله يبدو متراخيا في دعمه لبلاده ومدافعا عن روسيا في وقت اهتز فيه الرأي العام لجريمة في شوارع بريطانيا، والناس قلقون من وجود مواد مميتة في المدينة المحيطة بالحادث.

أثار المستر كوربين إنقاص الحكومة ميزانية وزارة الخارجية، ونقص الكفاءات الدبلوماسية بدلا من تذكير النواب بأن القدرات الدفاعية للمملكة تحت حكم المحافظين بلغت أدنى مستوى لها في ثلاثين عاما. الأمر طرحه نائب من مقاعد الحكومة، رغم أن الحكومة العمالية السابقة (1997 - 2010) تفتخر بتاريخها القوي في مجال الدفاع، ودعم الجيش. تنافس نواب العمال من التيار البليري في توجيه الطعنات لظهر زعيمهم جيرمي كوربين وانحازوا للحكومة في مجلس العموم. والسؤال المتردد في أروقة قصر وستمنستر، هل يستغل نواب التيار البليري هجوم الصحافة على كوربين والتشكيك في وطنيته في محاولة ثالثة لانقلاب حزبي برلماني للتخلص من زعيمهم؟ حاول البليريون مرتين الإطاحة بجيرمي كوربين وفشلوا. آخرها سحب الثقة منه قبل 14 شهرا، عندما لم يصوت لصالحه سوى 40 نائبا عماليا و174 نائبا ضده، وانتهت المحاولة إلى لا شيء وأعيد انتخابه بأغلبية أكبر. كما يصعب عليهم إيجاد مرشح منافس أقوى منه. فقدرة نواب مجلس العموم ونواب البرلمان الأوروبي العماليين على ترشيح نائب لزعامة الحزب تناقصت من 20 في المائة إلى 10 في المائة فقط و90 في المائة مقسمة بين المجلس التنفيذي القومي، والاتحادات النقابية، وقواعد الحزب، وأكثر من ثلثي الكتلتين مؤيدون لزعامته. وعمليا، لا توجد فرصة للتيار البليري لترتيب انقلاب ناجح لاستبدال زعامة كوربين في المستقبل القريب. ربما عندما تتضح الصفقة النهائية مع الاتحاد الأوروبي بعد عام، ويتخذ كوربين موقفا مخالفا لمصالح القواعد الشعبية للحزب.

 

مطالب ترمب الخمسة لطهران تهز الملالي

أمير طاهري/الشرق الأوسط/18 آذار/18

قوبل قرار الرئيس دونالد ترمب لإقالة وزير خارجيته ريكس تيلرسون في دوائر الحكم في طهران، باعتباره النهاية المحتملة لسياسة «التكيف مع إيران» التي رسمها وطبقها الرئيس السابق باراك أوباما. فعلى الرغم من تعليقات ترمب العدائية المكررة عن الجمهورية الإسلامية، فقد استمرت الدائرة المحيطة بالرئيس حسن روحاني في الاعتقاد بأن الإدارة الأميركية الجديدة قد تستمر في السير في الاتجاه ذاته بـ«التكيف مع إيران». وقد لعب الكثيرون في إدارة أوباما دوراً مهماً في ترسيخ ذلك المعتقد لدى دوائر التحليل الرسمي في إيران. فبحسب وزير الخارجية، محمد جواد ظريف، كان وزير الخارجية الأميركي السابق جون كيري أول من تحدث إليه بشأن ذلك المعتقد، وكان ذلك الشهر الماضي على هامش اجتماعات المؤتمر الأمني الذي عقد في ميونيخ. وسار على المنحى نفسه فاليري جاريت، أحد كبار مستشاري أوباما والمؤيد القوي لسياسة «التكيف مع إيران». فاستمرار أكثر من 10 مسؤولين من عهد أوباما في وزارة الخارجية و«مجلس الأمن القومي» عزز من مصداقية هذا التحليل. فظريف ومجموعة عمله، المعروفون باسم «أبناء نيويورك» أيضاً يعتقدون أن تيلرسون، وخلفيته كرجل نفط كبير، قد تجعله ينظر إلى إيران وإلى احتياطاتها النفطية الضخمة نظرة اعتبار.

وترى طهران أن حقيقة تبني تيلرسون نغمة أقل عدوانية تجاه روسيا، التي باتت الحامي الأجنبي الرئيسي للنظام الإيراني، مؤشر على احتمال نجاحه في تقييد ترمب ومنعه من مواصلة تهديداته باتخاذ إجراءات قاسية ضد الجمهورية الإسلامية. ولو أننا نحينا جانباً كل تلك التخمينات، هل من الممكن أن يساعد رحيل تيلرسون في تغيير قواعد اللعبة فيما يخص السياسة الأميركية تجاه إيران؟ من الوهلة الأولى، قد تأتي الإجابة بنعم. فتاريخ تيلرسون يخلو من أي عداء تجاه الملالي الذين يحكمون إيران، لكن خليفته مدير وكالة الاستخبارات الأميركية (سي آي إيه) والنجم الصاعد من «حزب الشاي» والمثقف من العيار الثقيل من تيار «اليمين الجديد» الأميركي يتمتع بتاريخ يمتد 20 عاماً من الحشد ضد النظام الخميني. في الحقيقة، لقد بنى بومبيو جزءاً من سمعته كاستراتيجي جديد برسم صورة لنفسه بوصفه مناهضاً لإيران وكل الأنظمة المارقة. لكن يجب هنا أن نلاحظ في البداية أن صناعة السياسة في إدارة أوباما لا تسير على النهج الكلاسيكي ذاته فيما يخص وزارة الخارجية ومجلس الأمن القومي والبنتاغون ووزارة الخزانة وتطويرها للأفكار والرجوع إلى مراكز الأبحاث الفكرية وكثير من جماعات الضغط قبل الاتفاق على موقف موحد لتقديمه للرئيس خياراً سياسياً. لقد عطل أوباما ذلك النمط الكلاسيكي في أكثر من مناسبة، وقام بالتبرؤ من وزير خارجيته بأن أمره بمنح إيران مزيداً من التنازلات. ويستخدم ترمب الأولوية التي استخدمها سلفه أوباما بأن جعل من اتخاذ القرار السياسي ميزة شخصية يتمتع بها الرئيس. وسواء كان تيلرسون أم بومبيو، فما يهم هو ما سيقرره ترمب نفسه في النهاية.

فعزل مسؤول وتعيين آخر لا يعطي سوى مؤشر إلى الطريق التي يسير فيها عقل ترمب بخصوص إيران.

وسيتضح قريباً ما إذا كانت الطريق ستتغير أم لا. وسيأتي الاختبار الأول على الأرجح خلال أسابيع تحت اسم «مجموعة 5+1»، أو بالأحرى الدول الخمس صاحبة حق الفيتو في مجلس الأمن الدولي بالإضافة إلى ألمانيا، المقرر أن تجتمع مع إيران لمراجعة ما تم إنجازه في «الخطة الشاملة المشتركة».

وقد أشار ترمب في كثير من المناسبات إلى أنه لا يهتم بمثل هذه الاجتماعات التي لا تهدف سوى إلى الإبقاء على «الخطة الشاملة المشتركة» على قيد الحياة، على الأقل كسبيل لتنفيذ رغبة إيران قبل أي شيء آخر. والإبقاء على هذه «السبيل»، ولو اسمياً فقط، سيعني أنه لا مجموعة «5+1» ولا إيران ستفعل ما من شأنه إفساد العلاقات. وفيما يخص إيران، فستعمل تلك «السبيل» على تثبيت موقف الولايات المتحدة في وضع اللاحركة خلال الفترة المتبقية من فترة حكم ترمب إلى أن يقوم حلفاء طهران داخل الولايات المتحدة، مثل الحزب الديمقراطي، باستعادة السيطرة على مجلس الشيوخ في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل والدخول في حالة الاستقطاب للفوز بالبيت الأبيض عام 2020.

وعلى الرغم من ضغوط الاتحاد الأوروبي، لم يتخذ ترمب موقفاً واضحاً بشأن الجلسة المفترضة بين مجموعة «5+1» وإيران. وبدلاً من ذلك، فقد أوحى ترمب بتوسيع نطاق الحوار داخل إيران ليشمل «كل القضايا المهمة» التي لم يجر توضيحها بعد. غير أن القضايا التي أشار إليها ترمب يمكن أن تقسم إلى 5 أقسام.

القسم الأول إنساني ويتعلق باستمرار احتجاز إيران 8 مواطنين أميركيين وجثمان رئيس سابق لمكتب «سي آي إيه» في بيروت ولعميل سابق لمكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) كان قد اختطف في جزيرة إيرانية. القسم الثاني يتعلق بسجل إيران الإنساني الشامل، خصوصاً احتجازه المئات من «معتقلي الرأي»، منهم رقم غير محدد لأشخاص اعتنقوا المسيحية وتتبنى قضيتهم حركات إنجيلية أميركية قريبة من الحزب الجمهوري الأميركي. في عام 2017، احتلت إيران المرتبة الثانية عالمياً من حيث عدد المسجونين وحالات الإعدام. ونضيف إلى ذلك ما أطلق عليه ترمب «كبت الحريات»، حسبما بينت الاحتجاجات السلمية التي خرجت في ديسمبر (كانون الأول) في أكثر من 120 مدينة إيرانية. القسم الثالث يتعلق بطموحات السيطرة الإيرانية على الشرق الأوسط، أبرزها اليمن والبحرين والعراق وسوريا ولبنان، ناهيك بالعمليات الصغيرة التي تمولها إيران ضد مصر وتونس والكويت. وتتطلع الولايات المتحدة إلى أن تتوقف إيران عن تمويل وتسليح الفروع الكثيرة لحزب الله التي تتضمن فروعاً في أميركا اللاتينية، لكن أهمها فرع لبنان، وكذلك التوقف عن إصدار الشيكات المصرفية للجماعات الفلسطينية المسلحة مثل «حماس» و«الجهاد الإسلامي لتحرير فلسطين». وسيعني كل ذلك تفكيك ما أطلق عليه «المرشد» علي خامنئي «جبهة المقاومة».

يتعلق القسم الرابع من مطالب ترمب المفترضة بطموحات إيران الخاصة بتطوير مشروع الصواريخ، فالجنرال محمد علي عزيز جعفري، قائد الحرس الثوري، غالباً ما يتباهى بأن إيران هي «القوى الصاروخية العظمى» في الشرق الأوسط. وخلال اجتماع جرى العام الماضي، أمر الخميني قادته العسكريين «بالاستمرار بل وتسريع» وتيرة مشروع الصواريخ، بأن قال بالنص: «طوروا أكبر عدد ممكن من الصواريخ وبأقصى سرعة ممكنة». ويعتقد المحللون الغربيون أنه على الرغم من أن صواريخ إيران قصيرة ومتوسطة المدى قد يكون لها معنى من الناحية العسكرية، فإن الصواريخ طويلة المدى التي يجرى تطويرها لن يكون لها معنى إلا إذا صممت لحمل رؤوس نووية. فإنفاق مليارات الدولارات في تصنيع الصواريخ التي تستطيع حمل وزن 100 كيلوغرام لمسافة 3000 كيلومتر لن تشكل خطراً حال كانت الرؤوس النووية متفجرات عادية. فمثل تلك الصواريخ سيكون لها معنى لو أنها حملت مواد نووية ذات قدرة تدميرية عالية. وهذا ينسحب بنا إلى القسم الخامس الذي يتعلق بمطلب توقف إيران التام عن تخصيب اليورانيوم، حسبما اتفق مع إدارة الرئيس السابق محمد خاتمي عام 2003. ففي ظل وجود أو عدم وجود تيلرسون، فإدارة الرئيس ترمب مقبلة على مواجهة مع طهران، ورحيل تيلرسون قد يسهم في تسريع تلك المواجهة. ونجاح ترمب الواضح في إجبار زعيم كوريا الشمالية، كيم جونغ أون على التراجع، على الأقل تكتيكياً، قد يعطي حلفاء بيونغ يانغ في طهران بعض الحافز للتفكير.

 

سورية غير السورية

 حازم الامين/الحياة/19 آذار/18

يصلح تحقيق «نيويورك تايمز» عن قصة اختطاف أفراد من العائلة القطرية الحاكمة في العراق ومفاوضات الإفراج عنهم، مادة تفكير بأحوال سورية بعد سبع سنوات على بدء الانتفاضة فيها على النظام الحاكم، وما أعقب هذه الانتفاضة من حروب في ذلك البلد. فالاختطاف الذي جرى على بعد أكثر من ألف كيلومتر عن سورية جرى تصريفه في الحرب السورية على نحو فظيع. فتولت الدوحة دفع فدية وصلت إلى أكثر من 400 مليون دولار كانت بمثابة تمويل لميليشيات غير سورية تقاتل في سورية. كما رعت بموجبها كل من الدوحة وطهران عملية مبادلة سكانية كانت في الحقيقة أقرب إلى ترانسفير طائفي ومذهبي. وبيروت بدورها لم تكن بعيدة عن الصفقة، فوفق «نيويورك تايمز» فقد وصلت إلى مطار بيروت الدفعة الثانية من حقائب المال القطري، وتسلّمها في مطار العاصمة اللبنانية مسؤولون من «حزب الله»، ناهيك عن حصة الفصائل المقاتلة السنّية من هذا المال.

نحن اليوم في سورية حيال مجزرة مفتوحة، في حين تكشف الوقائع أن حالاً مافياوية تتم إدارتها من أطراف النزاع الفعليين، وهم في معظمهم من غير السوريين. فالوقائع التي ينوء تحتها السوريون في لحظة انقضاء السنة السابعة على انتفاضتهم على نظامهم كاشفة لمشهد يتصدره الأشرار من كل اتجاه. روس وإيرانيون وأتراك وعراقيون وقطريون وإسرائيليون ولبنانيون، ووحدهم السوريون يموتون. أفراد العائلة الحاكمة القطرية اختُطفوا في العراق وأفرج عنهم بصفقة «سورية». حقول الغاز اللبنانية العتيدة يجري تلزيمها بموجب حسابات الحرب السورية فتفوز بها شركات روسية قريبة من فلاديمير بوتين. مخاوف أنقرة من طموحات الأكراد في تركيا يتم تصريفها في الحرب السورية. تل أبيب تتصدى لطموحات طهران في نفوذ على حدودها عبر غارات تستهدف سورية.

المشهد فعلاً قاتم بعد كل هذه السنوات، وما يعني السوريين منه يقتصر فقط على تلك المجزرة المفتوحة على أرقام هائلة من الضحايا وعلى بعض أمراء الحرب عديمي الإرادة والتأثير. واليوم أجادت علينا الأرقام بمزيد من المآسي، واللاعب الإقليمي والدولي يمعن في الاتجار بدم الناس في ذلك البلد. الغوطة في مقابل عفرين. هذه معادلة أخرى وجد السوريون أنفسهم أمامها. فالنظام وحلفاؤه الروس والإيرانيون التقطوا الحاجة التركية للقضاء على النفوذ الكردي في عفرين وقرروا أنها اللحظة المناسبة للانقضاض على الغوطة. مدنيون هنا ومدنيون هناك. وعشرات آلاف النازحين على طرفي المأساتين، والعالم صامت وقابل في معادلة الدماء في مقابل الدماء. مأساة حلب تتكرر، وأنقرة فعلتها مجدداً. لا شيء عدمياً أكثر من مشهد السوريين على بعد سبع سنوات على انتفاضتهم وعلى اشتعال حروب العالم كله في بلدهم. وفي مقابل ذلك لا شيء أدعى إلى التفكير بهذه الحال. والتفكير هنا يجب أن يشمل كل شيء، العالم الشرير والجيران المتآمرين، ولكن أيضاً الخاصرة الرخوة التي شكّلتها سورية لكل هذا الشر. فالسكان الذين تمّت مبادلتهم بموجب الصفقة القطرية- الإيرانية هم سوريون، والغوطة وعفرين مدينتان سوريتان، والقول إنها حرب الآخرين غير دقيق على نحو ما لم يكن دقيقاً القول إن الحرب اللبنانية كانت «حرب الآخرين على أرضنا».

المراجعة يجب أن تشمل كل شيء بما فيها الكيان نفسه، وبما فيها المصالح الحقيقية في العلاقة مع كل الدول المرتكبة. العلاقة مع العراق ومع لبنان بصفتهما من أصحاب الأيادي غير البيض، ويجب أن تشمل افتراق المصالح والتقاءها مع كل من أنقرة وتل أبيب وموسكو. ثم أن حضور كل هؤلاء في سورية وغياب الإرادة السورية مؤشر أيضاً إلى معانٍ يجب إعادة التفكير فيها. فالبعث، وهو التجربة شبه الوحيدة بعد الاستقلال، لم يُبقِ على شيء ولم يُنتج حصانات ولم يؤسس لغير الحروب.

 

تركيا ومذابح الأرمن: ذاكرة الألم

عزيزة عبدالعزيز منير/الحياة/19 آذار/18

في إطار الاستعداد لإحياء الذكرى 103 لمذابح الأرمن، يلاحظ أن هذا الحدث لا يزال نقطة إشكالية في تاريخ الدولة التركية نظراً إلى صعوبة فهم دوافعه. فبينما اعترف جزء كبير من المجتمع الدولي (29 دولة إضافة إلى الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة) بأن ما حصل بحق الأرمن هو «تطهير عرقي وإبادة جماعية» بحق ما يزيد على مليون أرمني، يرفض الأتراك وصف ما حدث بأنه إبادة جماعية، بل يقدمونه كحرب أهلية رافقتها مجاعة أوقعت ضحايا في حدود 300 ألف نسمة من الجانبين. وعلى رغم غياب عملية تحكيم دولية للأحداث، إلا أن مراجعة اتفاقية عام 1948 لمنع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها (والتي تشترط توافر عاملين رئيسين لوصف جريمة ما بأنها «إبادة جماعية» وهما: أن ترتكب الجريمة ضد جماعة قومية أو إثنية أو دينية، بهدف التدمير الكلي أو الجزئي لهذه الجماعة وأن تنطوي على أحد الأفعال التي تتضمن قتل أعضاء من جماعة ما، إلحاق أذى جسدي أو روحي خطير، إخضاع الجماعة عمداً لظروف معيشية يراد بها التدمير الكلي أو الجزئي) قد تُرَجح وسم مذابح الأرمن على أنها «إبادة جماعية». فوفقاً لكثير من المؤرخين، فالحكومة العثمانية التي كانت خاضعة لجمعية للاتحاد والترقي سعت إلى ترسيخ الهيمنة التركية المسلمة في منطقة الأناضول الشرقية من خلال القضاء على الأرمن كجماعة عرقية مميزة طالما طمحت إلى الحكم الذاتي والاستقلال عن الدولة العثمانية. ومع اندلاع الحرب العالمية الأولى وتصاعد الشكوك في ولاء الأرمن للدولة العثمانية التي اتهمتهم بالانحياز لقوات الحلفاء وبالتحديد روسيا- قتل الأتراك عدداً كبيراً من الأرمن في عمليات إطلاق نار جماعية، كما أصدرت الحكومة العثمانية المركزية في القسطنطينية قراراً قضى بتهجير الرعايا الأرمن في الأناضول نحو الصحراء السورية، وتم تطبيق القرار بين أيار (مايو) 1915 وشباط (فبراير) 1916.

ويقدّر المؤرخون أن 75 في المئة من الأرمن المجبرين على السير في هذه المسيرات ماتوا قبل أن يصلوا إلى بادية الشام. وأورد هنري مورغنتاو، السفير الأميركي إلى السلطنة في 1913-1916، في مذكراته «قتل أمة»، شهادته عن القتل والتجويع والإذلال وانتهاك الأعراض الذي تعرضت له قوافل الأرمن تحت سمع وبصر الحكام العثمانيين، على طول الطريق حتى آخر مرحلة له في دير الزور في سورية. وبالإضافة إلى توافر عاملي القتل الجماعي للأرمن وتعريضهم لظروف غير إنسانية أثناء هجرتهم قسرياً، ما يؤكد أن مذابح الأرمن كانت تطهيراً عرقياً، يشير كثير من المؤرخين إلى أن هذه المذابح تمت بطريقة متعمدة ومنهجية على يد الدولة العثمانية خلال وبعد الحرب العالمية الأولى. ومن أبرز الدراسات التاريخية التي تؤكد ذلك ما جاء في كتاب للمؤرخ التركي تانر أكتشم، نشره في مطلع 2018 تحت عنوان «أوامر القتل: برقيات طلعت باشا والإبادة الجماعية للأرمن». يوُثق الكتاب النسخة الأصلية لأوامر القتل التي وقّعها وزير الداخلية العثماني آنذاك طلعت باشا وكذلك برقية أصلية، ولكنها مشفرة، أرسلت في 1915 من مدينة أرزورم التركية، حيث أرسلها مسؤول رفيع المستوى فى الحكومة العثمانية، بيهادين شاكر، إلى زميل له في ميدان الحرب، يطلب فيها تفاصيل عن عمليات تهجير وقتل الأرمن في منطقة شرق الأناضول. وبهذه الطريقة يمثل الكتاب دليلاً آخر على تورط تركيا في القتل الممنهج للأرمن في أول عملية إبادة جماعية في القرن العشرين والتي طالما حاولت الحكومات التركية على مدى القرن الماضى انكارها. وبالنسبة إلى الموقف التركي الرسمي حديثاً، فقد عبَر عنه رئيس الوزراء أحمد دواود أوغلو في 2013 واصفاً حوادث التهجير القسري بأنها «عمل غير إنساني»، لافتاً إلى مسؤولية حركة «الاتحاد والترقي» عن تنفيذها، ولكنه أشار أيضاً إلى «المعاناة» التي عاشها «الأتراك المسلمون»، معرباً عن استعداده لمشاطرة الآلام من دون التطرق إلى وصف ما حدث للأرمن بأنه إبادة. وعلى الجانب الآخر، يستمر تصاعد الضغط الدولي على تركيا والذي كان آخره تصريح البابا فرانسيس، بابا الفاتيكان، في 2015 بأن مذابح الأرمن هي إبادة جماعية، وانضمام هولندا في 2018 إلى قائمة الدول الأوروبية التي اعترفت بالإبادة، وتصريح الرئيس الأميركي دونالد ترامب في 2017 بأن مذابح الأرمن هي واحدة من أفظع الجرائم الإنساسية في القرن العشرين. فهل مع حلول الذكرى الـ103 للمذابح الأرمنية يعترف الأتراك بأن أجدادهم أبادوا عن سابق إصرار مئات الآلاف وربما الملايين من الأرمن في سبيل تتريك الأناضول وحماية أركان الإمبراطورية المتداعية آنذاك؟

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

بري التقى وفدا من الناجحين لوظيفة استاذ ثانوي

الأحد 18 آذار 2018 /وطنية - استقبل رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري في دارته في المصيلح وفد لجنة الناجحين في مجلس الخدمة المدنية لوظيفة استاذ ثانوي عن فائض 2008 _ 2016، حيث استمع من أعضاء اللجنة التي تمثل الفي استاذ لمطالبهم، لا سيما متابعة اقرار القانون المتعلق بهم في المجلس النيابي. كما عرض شؤونا انتخابية وانمائية وخدماتية، واستقبل لهذه الغاية وفودا شعبية من عدد من القرى والبلدات الجنوبية.

 

الراعي التقى باسيل وعددا من المرشحين إلى الانتخابات

الأحد 18 آذار 2018/وطنية - استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، مساء اليوم في الصرح البطريركي في بكركي، وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، وعرض معه الاوضاع الراهنة. ثم التقى الراعي في حضور باسيل، المرشحين الى الانتخابات النيابية: العميد شامل روكز، روجيه عازار والنقيب شرف بو شرف، يرافقهم عدد من المعاونين والمسؤولين في "التيار الوطني الحر".

 

الحريري في تخريج دورة اطفائيين متمرنين: نحن حراس الدولة واتفاق الطائف والعروبة والاعتدال

الأحد 18 آذار 2018 /وطنية - رعى رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، حفل تخريج دورة الاطفائيين المتمرنين، في احتفال اقيم بعد ظهر اليوم في الملعب البلدي في الطريق الجديدة، وحضره إلى جانب الحريري وزير الداخلبة والبلديات نهاد المشنوق، وزير الدولة لشوؤن مكافحة الفساد نفولا تويني، النائب باسم الشاب، ممثل قائد الجيش العماد جوزاف عون اللواء الركن سعدالله الحمد، ممثل المدير العام لأمن الدولة اللواء طوني صليبا العقيد ايمن سنو، ممثل المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم العقيد عماد دمشقية، ممثل المدير العام لقوى الأمن الداخلي عماد عثمان العميد محمد الأيوبي، محافظ مدينة بيروت القاضي زياد شبيب، رئيس فوج اطفاء بيروت العقيد محمد الحلبي، رئيس المجلس البلدي لمدينة بيروت المهندس جمال عيتاني وأعضاء المجلس البلدي، مرشحو تيار "المستقبل" للانتخابات النيابية، فاعليات سياسية وبلدية ومخاتير بيروت ووفود شعبية وأهالي الخريجين، إضافة إلى عناصر فوج الاطفاء وخريجي الدورة.

بدأ الحفل بالنشيد الوطني، ثم طلب عريف الحفل من الخريجين الاعلان عن اسم الدورة وهي" دورة الوفاء لبيروت"، وبعد ذلك تقدم عدد من الخريجين حيث قلدهم الحريري شعار الاطفاء.

كما قدم الحريري والمشنوق والحلبي دروعا تقديرية لعائلات شهداء فوج اطفاء بيروت وهم: عائلة الرقيب عادل سعادة، عائلة الرقيب محمد المولى، عائلة العريف نديم الحاج حسن، وعائلة العريف وسام شعبان.

المشنوق

وبعد الوقوف دقيقة صمت على أرواح شهداء فوج اطفاء بيروت، ألقى المشنوق كلمة قال فيها: "الحاضرون والحاضرات ودولة الرئيس، قبل ذلك طبعا الحاضرات لان هذع هي الدورة الوحيدة والاولى التي تضم صبايا وسيدات في صفوفها، فتحية إلى فوج الاطفاء بصباياه ورجاله، انتم تدخلون عهدا جديدا ليس في تخريج الدورة فقط، وهي دورة الوفاء لبيروت، ولكن الأهم انكم تدخلون عهدا جديدا، وهذا العام ان شاء الله ستتزودون بكل ما تحتاجونه من معدات ورجال وعتاد، وكل الاشياء التي حرصنا طوال الوقت ان ندرسها مع قيادة الفوج ومع المحافظ ومع رئيس البلدية، انما هذه السنة ستكون سنة الوعد من الرئيس سعد الدين الحريري وليس منا، الآن والأهم ان الاطفائي الاول للحرائق السياسية في لبنان والوريث المنتخب للمعمر والباني للرجل والحجر في لبنان دولة الرئيس سعد الدين الحريري".

الحريري

ثم ألقى راعي الحفل كلمة قال فيها: "الرئيس الشهيد رفيق الحريري علمنا كيف نكون حراس البلد، كيف نطفئ الحرائق ولا نشعلها. علمنا أن نكون حراس القانون والنظام"، مردفا "نحن حراس الدولة والشرعية والمؤسسات، حراس اتفاق الطائف، حراس العروبة والاعتدال. هذا دورنا، وهذا دور بيروت ودور كل شخص بينكم". أضاف: "لكي تكون إطفائيا في بيروت، يجب أن تكون وفيا لبيروت وتحب أهلها وساحاتها وبيوتها وأسواقها وشوارعها. لكي تكون إطفائيا في بيروت يجب أن تخاف عليها وعلى سلامتها، ويجب ألا تخاف أبدا، من أي شخص يفكر أن يعتدي على كرامتها ليشعل الحرائق فيها".

وتابع: "حين تكونون رجال إطفاء في بيروت ونساء، تصبحون رجال إطفاء لكل لبنان، لأن كل لبنان موجود في بيروت. أنتم موجودون لخدمة الناس وتلبية نداء كل مواطن ومواطنة في بيروت. كل واحد وواحدة بينكم فدائي، يضع روحه على كفه ليحمي بيروت من أي حريق"، مردفا: "ليس هناك أجمل من أن يكون المرء إطفائيا في هذا البلد، وأنتم ترون أننا نعمل كإطفائيين أيضا. وأهم دور نقوم به أن نطفئ الحرائق السياسية، ونمنع أي حريق في المنطقة أن يمتد إلى لبنان". وأردف: "هذه ثقافتنا وهذه تربية أهل بيروت، وهذه وظيفة كل من يريد أن يحمي البلد. هناك أشخاص عملهم أن يشعلوا الحرائق، أما نحن فعملنا أن نطفئ الحرائق وأن نمنع الضرر عن الناس، ونحن عملنا أن نستخدم المياه وليس الكبريت والبنزين". وخاطب أصحاب المناسبة: "حين تأخذون صفة إطفائي، تصبح مسؤوليتكم كبيرة اتجاه أهلكم واتجاه العاصمة. وتاريخ إطفائية بيروت تاريخ مشرف، قدمتم الكثير طوال عشرات السنين وسقط منكم شهداء، وصرتم عنوانا للتضحية والبطولة". وختم "مبروك لكم جميعا، ومبروك لعائلاتكم ولقيادة إطفائية بيروت ولكل من شارك في هذا اليوم، ومبروك لبيروت على هذا الإنجاز، الذي يجب أن يبقى عنوانا لحماية أحلى العواصم".

وكان الحريري قد استقبل بالتصفيق واطلاق المفرقعات ورفع الرايات والصور.

 

فياض: حزب الله لا يخاف النقد إنما تتعرض المقاومة لافتراءات هي جزء من حملة أميركية صهيونية تريد تشويهها

الأحد 18 آذار 2018 /وطنية - مرجعيون - إحتفل اتحاد بلديات جبل عامل، بتخريج دورات تدريب مهني وحرفي وثقافي، في حسينية بلدة مركبا، برعاية النائب علي فياض، وحضور ممثل وزير المالية علي حسن خليل يحيى جابر، رئيس اتحاد بلديات جبل عامل علي الزين، مسؤول العمل البلدي في "حزب الله" الشيخ فؤاد حنجول، فاعليات بلدية وكشفية وحزبية، ممثلي عدد من الجمعيات وحشد من المعنيين والمهتمين. بعد آيات من القرآن الكريم، والنشيد الوطني، ألقى الزين كلمة شدد فيها على "بناء مجتمع قادر على التطور والنمو"، معتبرا أن "التنمية بحاجة إلى ثقافة تنموية راسخة وترسيخ الخدمة المجتمعية".

فياض

وبعد أن ألقت جنان سويدان كلمة الخريجين، تحدث راعي الحفل في كلمته عن "رؤيا واحدة في الواقع السياسي والانتخابي تجمع حركة أمل وحزب الله". وقال: "علينا أن نقارب صورة مناطقنا، ما بين ما كانت عليه قبل، وما هي عليه الآن"، مشيدا بالجهود الجبارة، التي بذلت على صعيد تنمية المناطق، بالإضافة إلى التشريع في المجلس النيابي". وحول ما "تتعرض له المقاومة من افتراءات"، لفت إلى أن ذلك "جزء من حملة أميركية صهيونية، تريد أن تزيل علاقة مجتمع المقاومة بالمقاومة"، مؤكدا أن "حزب الله لا يخاف النقد، إنما يخجل من الافتراء الذي يحاول تشويه الصورة". وفي ما يتعلق بالقانون الانتخابي، رأى أن "النظام الانتخابي النسبي يعطي الجميع حقه، وحزب الله مع حركة أمل من أكثر القوى راحة، وحريصين على أن نحمي حلفاءنا ونحن نحتاج إلى كل صوت وجهد دون تلكؤ أو تراجع". وختم "نحن على موعد في 6 أيار، ونحن واثقون بأن شعبنا سيقول نعم للمقاومة، نعم لتحالف أمل وحزب الله وحلفائهم".

وفي الختام تم توزيع الشهادات على الخريجين.

 

باسيل: كل مرشحينا سيكونون معنا في التكتل وسيمثلوننا ويتحدثون باسمنا ويلتزمون بقرارنا السياسي

الأحد 18 آذار 2018 /وطنية - زار رئيس التيار "الوطني الحر" الوزير جبران باسيل في إطار جولته في منطقة كسروان، بلدة ذوق مكايل، يرافقه عدد من المرشحين على لائحة التيار: العميد شامل روكز، منصور البون، شرف أبو شرف، الوزير السابق زياد بارود وروجيه عازار.

وأقيم له استقبال شعبي حاشد، تقدمه رئيس بلدية ذوق مكايل الفخري نهاد نوفل، الرئيس الحالي إيلي بعينو وأعضاء المجلس البلدي، وجال باسيل في منطقة السوق العتيق، متفقدا أعمال الصيانة. ورحبت منسقة التيار في منطقة كسروان ميراي أبي عساف باسم أهالي البلدة بباسيل والوفد المرافق، وقالت: "نستقبل اليوم من هندس مساحة الوطن على طموحات الشعب وآماله، وبين الجسور التواصل بين لبنان المقيم ولبنان المغترب. تحية إكبار وتقدير لمثابر حول الهزيمة، التي مني بها في 2009 إلى نجاح، والخسارة إلى انتصار، وفي كل مرة أثبت أنه رجل كل الوزارات داخليا وخارجيا، وشعاره دائما وأبدا مصلحة الوطن فوق كل اعتبار". وختمت "هو الرقم الصعب في المعادلة الوطنية، مخك بارع في صياغة الكلمة ورجل المواقف الوجودية الصعبة. أحببته أم كرهته...يبقى اسم جبران باسيل على مساحة الوطن". بدوره، رحب بعينو بالحضور بكلمة مختصرة، موضحا أنه "لا يمكن أن أضيف كلمة على خطاب المنسقة، إلا كلمة التأهيل، وهي: أهلا وسهلا".

باسيل

وألقى باسيل كلمة، فقال: "إننا نلتقي اليوم في سوق المدينة، السوق العتيق في منطقة ذوق مكايل، الذي يجسد تاريخ لبنان العتيق والحاضر، نتمنى أن يكون لبنان بأجمله يشبه منطقة ذوق مكايل، التي حافظت على تاريخها، والفضل يعود إلى أهلها. تهانينا للرئيس السابق نهاد نوفل، وفريق العمل تباعا، الذي يعمل بكل جدية وتعاون. إياكم أن تنتقل عدوى أساليب تخريبية إلى التيار الوطني الحر، شاءت أن تجمع المنطقة التناقض بين التراس والتاريخ ودواخين شركة الكهرباء". أضاف: "جريمتنا أننا وضعنا مشروعا كاملا لمعمل الذوق، كامل الواصفات، تعذبنا وتألمنا أربع سنوات، توقفت الخطة وتوقف العمل بها، من المفروض أن تكون قد تأمنت الكهرباء لكل المواطنين في نهاية سنة 2015. صحيح أن الخطة كانت تحتاج إلى وقت طويل، لكن لو لم نلق اعتراضا، لكانت الخطة قد نفذت وانتهينا من أزمة الدواخين. إنهم لا يعرفوا تاريخنا، إنهم يوجهون إلينا كل الكلام كالفساد، مقابل العمل الذي نقوم به من أجل لبنان، نتكلم بالسيادة والازدهار والانتشار، وهم لا يملكون إلا الشتيمة، من حقنا ومن حقكم أن نعمل من أجل هذا الوطن".

درعون حريصا

وكان لباسيل محطة في درعون حريصا، حيث أقيم حفل استقبال على شرفه في "بيت عنيا"، تحدث خلاله عن زيارته الأخيرة إلى روما، ومشاركته في مؤتمر دعم الجيش والقوى الأمنية. وقال:"ذهبنا كي نؤمن الدعم لمؤسسة الجيش، التي خرج التيار الوطني الحر من كنفها، وكانت دائما ملجأنا ومثلت الشرعية اللبنانية عندما ضاعت وتشردت في زواريب الحرب والمليشيات، وتصدت في كل مرة تعرضت سيادتنا للخطر. والتيار يقدم اليوم بطلا من أبطال الجيش كي يترشح عن دائرة كسروان جبيل". وعن مشاركته في اجتماع الأونروا في شأن اللجوء، أوضح أن "لبنان كان متعاطفا وقام بواجبه الأخلاقي والإنساني اتجاه النازح الفلسطيني والسوري، وكل طالب حرية أتى إلى بلدنا طالبا الملجأ. قلنا للمجتمع الدولي إنك تخلق المشاكل في العالم ولا تحلها، إنما أيضا تحمل حلها لدول صغيرة ليست مسؤولة عنها، وتهدد بزوالها وتهدد التنوع في لبنان والمنطقة. يتسببون عن قصد بالنزوح المبرمج ومن ثم يعملون لتكرسيه ودمجه وتوطينه". وإذ أكد أنه "إذا زال الشعب اللبناني زال لبنان، وإذا بقيت الأرض من دون شعبها أيضا سيزول لبنان"، قال: "لذلك توجهنا باسم الشعب اللبناني إلى المجتمع الدولي وحملناه المسؤولية ورفضنا هذا الأمر. إنما يبقى علينا مسؤولية المواجهة هنا، والمبادرة وتحرك حكومتنا باتجاه ما يلزم، لأن لبنان مهدد وهذا الأمر نبهنا إليه منذ اليوم الأول". أضاف: "ما زلنا حتى اليوم لا نملك الأكثرية اللازمة في الحكومة من أجل اتخاذ القرارات التي نريدها. قدمنا مرات عدة دراسات ومشاريع وقرارات لم يتم التصويت عليها لأننا لا نملك الأكثرية. إن موضوع النزوح موضوع يهدد وجودنا، وحين نقول ذلك نحن لا نمس بحياة أو حرمة أو كرامة أي أحد. نحن أكثر الأشخاص الذين يريدون مصلحة سوريا، ودفعنا ثمن هذا، ومستعدون للمزيد من أجل أن يحافظ بلد جار لنا على وحدته وسلامته ودولته. لأننا نكون بخطر عندما تكون سوريا في خطر، إنما نحن نرى اليوم أن الشعب السوري بإمكانه العودة بقسم كبير منه إلى بلاده وبكرامته وبأمان كامل. اتجاه رفض المجتمع الدولي هذه العودة علينا القيام بما يلزم إن على صعيد القوانين الدولية أم على صعيد البلاد كي نحقق هذا الأمر". وتابع: "لا يمكننا الاستمرار هكذا، وبلدنا لم يعد يحتمل وسوف "يفلس" بسبب النزوح، وطبعا إن الأزمة الاقتصادية ستتفاقم عندما يكون نصف شعبنا من النازحين، وعلينا تأمين الكهرباء والهاتف والطريق وغيره لهم، في حين نحن لا نستطيع أن نقدم ذلك إلى شعبنا". وقال: "في هذه المحطة الانتخابية علينا أخذ تجديد الثقة منكم لحل هذا الموضوع، ونواجه العالم كي نؤمن العودة الآمنة للسوريين إلى بلدهم، كي نعيش نحن وإياهم بسلام، هم في بلدهم ونحن في بلدنا، ونكون إخوة وأشقاء كما يجب أن نكون".

ولفت إلى أن "بعض الدول المجاورة تريد الأحادية ونحن في لبنان نقيض كل هؤلاء، نحن فكرنا المشرقي واللبناني يقول إننا نريد أن نكون موجودين في ظل طائفة ومنطقة، ونتشارك معهم بفكرنا، لأن فكرنا أوسع من المنطقة والطائفة. نحن هنا لنؤكد هذا الفكر ونقول هذا برنامجنا الوطني والانتخابي، وأننا مهما كان هناك من تعصب فنحن لن نكون متعصبين. نحن ندافع عن حقوق، وهذا ليس تعصبا، إنما دفاع عن حق، التطرف بالحق هو ثبات فيه وقناعة بالحقوق وليس تعصبا غرائزيا عند الانسان. نحن سنبقى عنيدين في حقنا ومنفتحين في فكرنا".

حارة صخر

ومن حريصا انتقل باسيل والوفد المرافق إلى حارة صخر، حيث افتتح المركز الانتخابي للمرشح روجيه عازار، وكانت له كلمة دعا فيها كل المنتسبين إلى التيار "الوطني الحر" أن يكونوا على "مستوى المرحلة والتحدي". وقال: "في انتخابات 2005 و2009 كان الجنرال عون يقود المعركة الانتخابية، واليوم هو يقود البلاد، ونحن نقود معركة كسروان. إن المعركة اليوم أكبر والحصار أقوى، وكل ما يحصل اليوم هو لهدف واحد وهو إضعافنا في الوقت، الذي نحن نريد بلدا قويا وعهدا قويا. لقد عذبونا منذ 1990 حتى 2005، وتابعوا من 2009 حتى 2018. لقد عذبونا بسبب رغبتنا في إجراء الانتخابات والقانون الانتخابي والنفط والكهرباء، وأيضا لأننا أردنا تسهيل عملية الانتخاب من خلال خلق مراكز اقتراع والبطاقة الممغنطة. لقد آن الأوان لنا كي نعذبهم لأننا نريد أن يخسروا في الانتخابات". وأكد أن "التيار الوطني الحر هم أشخاص لديهم الأخلاق ويستوعبون الجميع، نحن تيار يعطي ولدينا كتلة نيابية، وكل المرشحين معنا سيكونون معنا في التكتل ويلتزمون بقرارنا السياسي، وكما صمدنا كتلة واحدة في المجلس النيابي والحكومة على الرغم من كل الضغوطات المالية في الانتخابات الرئاسية والتهويل في حرب تموز، لأن موقفنا السياسي قوي، هكذا علينا أن نهيئ لكل من ينتخبون أن يكونوا معنا في التكتل ويمثلونا ويتحدثوا باسمنا".