المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية  ليوم 11 ذار/2018

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/newselias18/arabic.march11.8.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة
عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

لِيَكُنْ كَلامُكُمْ: نَعَمْ، إِنْ كَانَ نَعَمْ؛ أَوْ: لاَ، إِنْ كَانَ لاَ. وَمَا زَادَ عَلَى ذَلِكَ فَهُوَ مِنَ الشِّرِّيرِ

عجيبة شفاء المخلع/قُم، إِحْمِلْ فِرَاشَكَ، وٱذْهَبْ إِلى بَيْتِكَ

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/شفاء المخلع وواجب الصلاة من أجل الآخرين

الياس بجاني/شفاء المخلع وواجب الصلاة من أجل الآخرين

الياس بجاني/انتخابات نيابية ابطالها صنوج وأبواق وتجار..مبروك لحزب الله

الياس بجاني/من التراب جبلنا وإلى الترتب نعود

الياس بجاني/976 مرشح غالبيتهم تجار واتباع لشركات ووكلاء أحزاب ومتمولين

 

عناوين الأخبار اللبنانية

فيديو/مشوار الحرية مع الدكتور فارس سعيد/10 آذار/18/

ترى هل حكامنا كافة هم فوق القانون ويحق لهم ما لا يحق للمواطنين لجهة مخالفة القوانين

أسرار الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم السبت 10 آذار 2018

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 10/3/2018

 

عناوين المتفرقات اللبنانية
فيديو/مشوار الحرية مع الدكتور فارس سعيد/10 آذار/18/
ترى هل حكامنا كافة هم فوق القانون ويحق لهم ما لا يحق للمواطنين لجهة مخالفة القوانين
أسرار الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم السبت 10 آذار 2018
مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 10/3/2018

 

 عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

غابة للسلاح ومغارة للصوص/الدكتورة رندا ماروني/10

اعترافات كوليت/سامر فرنجيّة/الحياة

خلافات لبنانية تعصف بمؤتمر باريس/راجح الخوري/الشرق الأوسط

أيام ماراتونية الأسبوع المقبل/سباق الرئيس الحريري بين المؤتمرات والإنتخابات

الهام فريحة/الأنوار/خطر الأقلام

اعترافات كوليت/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

خلافات لبنانية تعصف بمؤتمر باريس!راجح الخوري

قد يتدهور الوضع مع إيران قبل أن يعتدل/الشرق الأوسط/محمد الرميحي/الشرق الأوسط

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

غابة للسلاح ومغارة للصوص/الدكتورة رندا ماروني/10

اعترافات كوليت/سامر فرنجيّة/الحياة

خلافات لبنانية تعصف بمؤتمر باريس/راجح الخوري/الشرق الأوسط

أيام ماراتونية الأسبوع المقبل/سباق الرئيس الحريري بين المؤتمرات والإنتخابات

الهام فريحة/الأنوار/خطر الأقلام

اعترافات كوليت/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

خلافات لبنانية تعصف بمؤتمر باريس!راجح الخوري

قد يتدهور الوضع مع إيران قبل أن يعتدل/الشرق الأوسط/محمد الرميحي/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

بيان صادر عن  المجلس الوطني لثورة الأرز "[ الجبهة اللبنانية ]

المجلس الشرعي: لإنهاء قضية الموقوفين الإسلاميين ونتعاطى مع الملف بروح الانفتاح والتسامح والحزم

قاسم: نحمي لبنان بالاستعداد والجهوزية لابقاء توازن التصدي لأي عدوان اسرائيلي

مؤتمر الطاقة الاغترابية واصل اعماله وحلقات نقاش حول استعادة الجنسية وفرص الاستثمار

ندوة حول كتاب سجعان قزي "وطن في العناية الدائمــــة"/حمادة: مرآة لمرحلة حساسة جداً ما زلنا في قلبها

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية

لِيَكُنْ كَلامُكُمْ: نَعَمْ، إِنْ كَانَ نَعَمْ؛ أَوْ: لاَ، إِنْ كَانَ لاَ. وَمَا زَادَ عَلَى ذَلِكَ فَهُوَ مِنَ الشِّرِّيرِ

عجيبة شفاء المخلع/قُم، إِحْمِلْ فِرَاشَكَ، وٱذْهَبْ إِلى بَيْتِكَ

إنجيل القدّيس مرقس02/من01حتى12/:"عَادَ يَسُوعُ إِلى كَفَرْنَاحُوم. وسَمِعَ النَّاسُ أَنَّهُ في البَيْت. فتَجَمَّعَ عَدَدٌ كَبيرٌ مِنْهُم حَتَّى غَصَّ بِهِمِ المَكَان، ولَمْ يَبْقَ مَوْضِعٌ لأَحَدٍ ولا عِنْدَ البَاب. وكانَ يُخَاطِبُهُم بِكَلِمَةِ الله. فأَتَوْهُ بِمُخَلَّعٍ يَحْمِلُهُ أَرْبَعَةُ رِجَال. وبِسَبَبِ الجَمْعِ لَمْ يَسْتَطِيعُوا الوُصُولَ بِهِ إِلى يَسُوع، فكَشَفُوا السَّقْفَ فَوْقَ يَسُوع، ونَبَشُوه، ودَلَّوا الفِرَاشَ الَّذي كانَ المُخَلَّعُ مَطْرُوحًا عَلَيْه. ورَأَى يَسُوعُ إِيْمَانَهُم، فقَالَ لِلْمُخَلَّع: «يَا ٱبْني، مَغْفُورَةٌ لَكَ خطَايَاك!». وكانَ بَعْضُ الكَتَبَةِ جَالِسِينَ هُنَاكَ يُفَكِّرُونَ في قُلُوبِهِم: لِمَاذَا يَتَكَلَّمُ هذَا الرَّجُلُ هكَذَا؟ إِنَّهُ يُجَدِّف! مَنْ يَقْدِرُ أَنْ يَغْفِرَ الخَطَايَا إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ؟. وفي الحَالِ عَرَفَ يَسُوعُ بِرُوحِهِ أَنَّهُم يُفَكِّرُونَ هكَذَا في أَنْفُسِهِم فَقَالَ لَهُم: «لِمَاذَا تُفَكِّرُونَ بِهذَا في قُلُوبِكُم؟ ما هُوَ الأَسْهَل؟ أَنْ يُقَالَ لِلْمُخَلَّع: مَغْفُورَةٌ لَكَ خطَايَاك؟ أَمْ أَنْ يُقَال: قُمْ وَٱحْمِلْ فِرَاشَكَ وَٱمْشِ؟ ولِكَي تَعْلَمُوا أَنَّ لٱبْنِ الإِنْسَانِ سُلْطَانًا أَنْ يَغْفِرَ الخَطَايَا عَلَى الأَرْض»، قالَ لِلْمُخَلَّع: لَكَ أَقُول: قُم، إِحْمِلْ فِرَاشَكَ، وٱذْهَبْ إِلى بَيْتِكَ!. فقَامَ في الحَالِ وحَمَلَ فِرَاشَهُ، وخَرَجَ أَمامَ الجَمِيع، حَتَّى دَهِشُوا كُلُّهُم ومَجَّدُوا اللهَ قَائِلين: «مَا رَأَيْنَا مِثْلَ هذَا البَتَّة!».

 

فَإِنْ كَانَ أَحدٌ يُعَلِّمُ تَعْلِيمًا مُخَالِفًا، ولا يَتَمَسَّكُ بكَلامِ المَسِيح فهُوَ إِنسَانٌ مُصَابٌ بَمَرَضِ المُجادلاتِ والمُمَاحَكَات، الَّتي يَنْشَأُ عَنْهَا الحَسَدُ والخِصَامُ والتَّجْدِيفُ وسُوءُ الظَّنّ، والمُشَاجَرَاتُ بينَ أُنَاسٍ فَاسِدِي العَقْل

رسالة القدّيس بولس الأولى إلى طيموتاوس05/من24حتى25//06/من01حتى05/:"يا إخوَتِي، مِنَ النَّاسِ مَنْ تَكُونُ خَطَايَاهُم وَاضِحَةً قَبْلَ الحُكمِ فِيهَا، ومِنهُم مَنْ لا تَكُونُ واضِحَةً إِلاَّ بَعْدَهُ. كذلِكَ فَإِنَّ الأَعْمَالَ الصَّالِحَةَ هِيَ أَيضًا وَاضِحَة، والَّتي هيَ غَيرُ واضِحَةٍ فَلا يُمْكِنُ أَنْ تَبْقَى خَفِيَّة.على جَمِيعِ الَّذِينَ تَحْتَ نِيرِ العُبُودِيَّةِ أَنْ يَحْسَبُوا أَسْيَادَهُم أَهْلاً لِكُلِّ كَرَامَة، لِئَلاَّ يُجَدَّفَ عَلى ٱسْمِ اللهِ وتَعْلِيمِهِ. أَمَّا الَّذِينَ لَهُم أَسْيَادٌ مُؤْمِنُونَ فلا يَسْتَهِينُوا بِهِم، لأَنَّهُم إِخْوَة، بَلْ بِالأَحْرَى فَلْيَخْدُمُوهُم، لأَنَّ المُسْتَفِيدِينَ مِن خَدْمَتِهِم الطَّيِّبَةِ هُم مُؤْمِنُونَ وأَحِبَّاء، ذلِكَ مَا يَجِبُ أَنْ تُعَلِّمَهُ وتَعِظَ بِهِ. فَإِنْ كَانَ أَحدٌ يُعَلِّمُ تَعْلِيمًا مُخَالِفًا، ولا يَتَمَسَّكُ بالكَلامِ الصَّحِيح، كَلامِ ربِّنَا يَسُوعَ المَسِيح، وبِالتَّعْلِيمِ المُوَافِقِ للتَّقْوى، فهُوَ إِنسَانٌ أَعْمَتْهُ الكِبْرِيَاء، لا يَفْهَمُ شَيْئًا، بَلْ مُصَابٌ بَمَرَضِ المُجادلاتِ والمُمَاحَكَات، الَّتي يَنْشَأُ عَنْهَا الحَسَدُ والخِصَامُ والتَّجْدِيفُ وسُوءُ الظَّنّ، والمُشَاجَرَاتُ بينَ أُنَاسٍ فَاسِدِي العَقْل، زَائِفِينَ عَنِ الحَقّ، يَظُنُّونَ أَنَّ التَّقْوى وَسيلَةٌ لِلرِّبْح."

 

بالصوت والنص/الياس بجاني: تأملات إيمانية في معاني وعّبر عجيبة شفاء المخلع

اضغط هنا او على الرابط في اسفل للإستماع للتأملات الإيمانية

http://eliasbejjaninews.com/archives/37703

 

شفاء المخلع وواجب الصلاة من أجل الآخرين

الياس بجاني/10 آذار/18

إن فرائض الصلاة من اجل الآخرين على مختلف أنواعها، خصوصاً من أجل الذين هم بحاجة إلى مساعدة وتعاضد ومعونة، أكانوا من الأهل والأقرباء، أم من البعيدين والغرباء، هي بالواقع طقوس دينية ووجدانية تحاكي حنان ورحمة ومحبة الخالق القادر على كل شيء. كما أنها تعبر بأسلوب عملاني وروحي عن قوة وصلابة وعمق إيمان ورجاء من يقوم بممارسة هذه الفرائض من أجل غيره لعلمه الأكيد أن الله أب للجميع وهو رحوم ومحب وغفور ويسمع ويستجيب لمن يلجأ إليه ويسعى إلى رحمته ويطلب معونته.

في الأحد الخامس من أحاد الصوم الكبير نقرأ في كنائسنا المارونية من إنجيل القدّيس مرقس (02/10-12) واقعة عجيبة شفاء المخلع:

(“ثم دخل كفرناحوم أيضا بعد أيام، فسمع أنه في بيت وللوقت اجتمع كثيرون حتى لم يعد يسع ولا ما حول الباب. فكان يخاطبهم بالكلمة وجاءوا إليه مقدمين مفلوجا يحمله أربعة وإذ لم يقدروا أن يقتربوا إليه من أجل الجمع، كشفوا السقف حيث كان. وبعد ما نقبوه دلوا السرير الذي كان المفلوج مضطجعا عليه فلما رأى يسوع إيمانهم، قال للمفلوج: يا بني، مغفورة لك خطاياك. وكان قوم من الكتبة هناك جالسين يفكرون في قلوبهم لماذا يتكلم هذا هكذا بتجاديف؟ من يقدر أن يغفر خطايا إلا الله وحده فللوقت شعر يسوع بروحه أنهم يفكرون هكذا في أنفسهم، فقال لهم: لماذا تفكرون بهذا في قلوبكم أيما أيسر، أن يقال للمفلوج: مغفورة لك خطاياك، أم أن يقال: قم واحمل سريرك وامش ولكن لكي تعلموا أن لابن الإنسان سلطانا على الأرض أن يغفر الخطايا. قال للمفلوج لك أقول: قم واحمل سريرك واذهب إلى بيتك فقام للوقت وحمل السرير وخرج قدام الكل، حتى بهت الجميع ومجدوا الله قائلين: ما رأينا مثل هذا قط ثم خرج أيضا إلى البحر. وأتى إليه كل الجمع فعلمهم”).

هذه العجيبة في جوهرها اللاهوتي تبين لنا بما لا يقبل الشك أن الشفاعة والصلاة والتضرعات من أجل الآخرين مقبولة عند الله ومستجابة لدية. فالمخلع كما جاء في إنجيل القديس مرقس لم يسعى للشفاء، ولا طلب المعونة والرحمة، ولا سأل المغفرة من خطاياه، مع أن المسيح كما يقول العديد من اللاهوتيين كان يأتي إلى بلدة كفرناحوم باستمرار حيث يعيش هذا الشخص المصاب بالشلل الذي يفتقر إلى الإيمان والرجاء وبعيداً عن الله.

وما هو لافت أيضاً في هذه العجيبة أن أهل وأقرباء وأصحاب المخلع هذا، أو ربما بعض من تلاميذ المسيح نفسه هم من أمنوا أن الرب قادر على شفاء هذا المُقعد منذ 38 سنة بمجرد أن يلمسه، فحملوه ودفعهم إيمانهم القوي إلى اختراق الجموع والصعود إلى سقف البيت وفتح كوة فيه وإنزاله مربوطاً إلى فراشه من خلالها إلى حيث كان يجلس المسيح وطلبوا منه شفائه. إيمان هؤلاء القوي وثقتهم المطلقة بقدرة الرب وبرحمته دفعتهم للقيام بما قاموا به من أجل شفاء المخلع، فحقق لهم المسيح طلبهم مقدراً فيهم قوة إيمانهم.

وبما أن الخطيئة هي عذاب وموت أبدي في نار جهنم، ولأن آثامها ومغرياتها وفخاخها هي التي تُقعِد الإنسان في قيمه وأخلاقه وإيمانه، وتقتل فيه أحاسيسه وتخدر ضميره ووجدانه وتشله وتبعده عن خالقه وعن تعاليمه وطرقه القويمة، فقد غفر السيد المسيح خطايا المخلع أولاً، ومن ثم شفاه من علة الشلل وقال له: “قم أحمل فراشك وأذهب”.

إن الله لا يرد خائباً من يطلب معونته بإيمان وثقة، وباهتمام كبير ومحبة أبوية خالصة يصغي لصلاتنا ولطلباتنا ويستجيب لها، وهو القائل: “اسألوا تعطوا. اطلبوا تجدوا. اقرعوا يفتح لكم، لأن كل من يسأل يأخذ، ومن يطلب يجد، ومن يقرع يفتح له” (متى 07/07-08).

من هنا فإن فرائض الصلاة من أجل الغير أحياء كانوا أم أموات، أحباء أم أعداء، قريبين أم بعيدين، هي فرائض مقبولة ومستجابة عند الله الذي هو محبة وأب حنون لا يرد سائلاً ولا يترك محتاجاً دون أن يسعفه.

جاء في إنجيل القديس متى (11/28): “وكل ما تطلبونه في الصلاة مؤمنين تنالونه”. وقال القديس يعقوب في رسالته (05/15): “وصلاة الإيمان تشفي المريض، والرب يقيمه، وإن كان قد فعل خطية تغفر له”.

في الخلاصة، إن الصلاة لمن هو بحاجة لها فرض وواجب على كل مؤمن وتقي ومحب وغيور، وخصوصاً الصلاة من أجل خلاص الواقعين في التجارب الإبليسية وأفخاخ الخطيئة، ومن أجل غير القادرين عقلياً على استيعاب الأمور وتقدير عواقب الخطيئة، من مثل المرضى النفسيين والعقليين، وفاقدي القدرة على الحركة والنطق.

إن عجيبة شفاء المخلع ليست الوحيدة في الإنجيل التي يجترعها المسيح وتلاميذه والقديسين استجابة لطلب غير المعنيين بالأمر، إنما هناك عجائب أخرى كثيرة مماثلة منها استجابة يسوع لطلب قائد المئة في بلدة كفارناحوم حيث شفى غلامه من مرض الفالج (متى08/ 05-13 )، ويسوع أيضاً أقام ليعازر من القبر وأعاده إلى الحياة بناء لطلب شقيقتيه مريم ومرتا (يوحنا 11/01-44). من هذا المفهوم الإيماني الراسخ يمكن فهم طلب المؤمنين في صلواتهم شفاعة السيدة العذراء وبركات كل القديسين.

لنصلي من أجل شفاء كل ضعيف وعاجز أكان هذا الضعف جسدياً أو إيمانياً أو أخلاقياً، والله الذي هو محبة لا يرد لمن يسأله بإيمان أي طلب.

لنصلي ونطلب من الرب يسوع أن يحررنا من مغريات الأرض الفانية، ومن أجل أن يساعدنا لنسعى إلى اكتساب القيم الروحية والإيمانية والثقافية والاجتماعية.

لنصلي ونطلب من يسوع أن ينقي ضمائرنا وقلوبنا، ويحررنا من شرور أطماعنا ونزوات غرائزنا، وأن يعطينا نعمة التواضع لنكون رسل محبة وحرية وعدالة، ودعاة سلام ووئام.

يا رب في هذا الأحد المقدس، أحد عجيبة شفاء المخلع، أعطنا القوة والصبر لنرتضي العار في هذه الدنيا الترابية الفانية، راجين منك ومستغفرين ألاّ يسود وجهنا الخجلُ في يوم الحساب الأخير.

إن الله يرانا ويسمعنا وموجود إلى جانبنا ومعنا دائماً، فلنتكل عليه ونخافه في كل أعمالنا وأقوالنا وأفكارنا.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

 

 تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

ترى هل حكامنا كافة هم فوق القانون ويحق لهم ما لا يحق للمواطنين لجهة مخالفة القوانين

الياس بجاني/10 آذار/18

غريب وعجيب أمر حكامنا والرسميين كافة ومعهم القضاء..أفليس من المفترض فتح تحقيق قضائي جدي ورسمي عندما يتهم وزراء بعضهم البعض بالسرقة والسمسرة؟

https://www.facebook.com/groups/128479277182033/

 

انتخابات نيابية ابطالها صنوج وأبواق وتجار..مبروك لحزب الله

الياس بجاني/09 آذار/18

إنه فعىلاً زمن بؤس ومّحل وركوع.. وبالتالي انتخابات نيابية دون عناوين سياسية وسيادية واستقلالية ودون ذكر للإحتلال ودويلته وسلاحه وحروبه ومشروعه الملالوي.. أما المرشحين فغالبيتهم أبواق وصنوج وتجار واسخريوتين كل شيء عندهم هو للبيع لمن يدفع أكثر.. مبروك لحزب الله نجاحه في تدجين غالبية الطبقة السياسية واظهارها على حقيقتها البشعة ودون اقنعة.

https://www.facebook.com/groups/128479277182033/

 

من التراب جبلنا وإلى الترتب نعود

الياس بجاني/08 آذار/18

ليت كل متجبر وظالم ومفتري وجاحد يعي الحقيقة الأزلية الوحيدة وهي أن كل ما على هذه الأرض الفانية باق عليها وأن الإنسان كائن من كان عندما يسترد منه الله وديعة الحياة لا يأخذ معه غير أعماله التي سيواجه وجه خالقه بها عند جردة يوم الحساب الأخير

 

976 مرشح غالبيتهم تجار واتباع لشركات ووكلاء أحزاب ومتمولين

الياس بجاني/07 آذار/18

لبنان في أزمة وجودية كون غالبية المرشحين للإنتخابات ال 976 هم متمولين وتجار ووصولين وبمية لون واتباع لشركات ووكلاء أحزاب. أما  السيادة والإستقلال والإحتلال والقرارات الدولية والدويلة فليسوا من أولوياتهم وآخر هم على قلوبهم. ربنا يصون وطن الأرز وينير عقول وضمائر مواطنيه السياديين ليختاروا من المرشحين نواباً وليس تجاراً.

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

فيديو/مشوار الحرية مع الدكتور فارس سعيد/10 آذار/18/

اضغط هنا أو على الرابط في اسفل لمشاهدة "المشوار"

https://www.facebook.com/souaidfares/videos/10155024818627581/

 

أسرار الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم السبت 10 آذار 2018

النهار

استاءت قواعد حزبيّة من اختيار رئيس الحزب مرشّحين غير معروفين بالنسبة إليهم وسألوا: "لماذا استيراد الوجوه والأسماء؟". تتبادل شركات استطلاع للآراء التهم غير المباشرة بعدم التزام المعايير العلميّة للدراسات التي تسبق الانتخابات بهدف قنص الزبائن.

قرّر قاضٍ مستقيل الادّعاء على نائب ساهم في إقصائه من موقعه عبر "وثائق مُفبركة".

أحد المرشّحين حجز ساحة لإقامة مهرجان انتخابي لكنّه انكفأ إلى قاعة صغيرة بعدما لمس عدم تجاوب الأهالي.

الجمهورية

تلقّى مسؤول حزبي كبير شكاوى من قيادات في الحزب عمّا سمّته " التعاطي السلبي" من بعض الحلفاء مع ترشيح شخصية حزبية في إحدى الدوائر المسيحية.

على رغم إعلان وزارة الصحة عن تخفيض سعر الأدوية تبيّن أن بعضها لم يزل على حاله والبعض الآخر زادت تسعيرته.

يشدّد مرجع روحي أمام زواره على ضرورة أن تضع بعض الأحزاب حدّاً لإستغلال السلطة في الإنتخابات لأنها تزوّر إرادة الناخب.

اللواء

لا يُخفي تيّار حاكم نقزة لديه من محاولات تحالف بين حليفين له أحدهما تحالف معلن!

رُصدت أموال، لم تكن بالحسبان، لمعركة انتخابية، تعتبر مصيرية بالنسبة لفريق سياسي وازن!

تتساءل مصادر معنية بموقف دولة كبرى من مناورات تهدّد بانفجار إقليمي واسع؟

المستقبل

إن مصادر ديبلوماسية تتحدث عن احتدام التباين الأميركي - الروسي إزاء الملف السوري متوقفة عند تزامن زيارتي كل من وزيري خارجيتي البلدين ريكس تيلرسون وسيرغي لافروف الى دولة إفريقية من دون عقد لقاء بينهما حول سوريا.

تابعوا أخبار الوكالة الوطنية للاعلام عبر أثير إذاعة لبنان على الموجات

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 10/3/2018

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

ترقب المحافل السياسية مهرجان البيال غدا، والذي سيعلن فيه الرئيس سعد الحريري أسماء مرشحي تيار "المستقبل" في كل المناطق.

وينتظر أن يلي هذه الخطوة، إجتماعات واتصالات ومشاورات للرئيس الحريري مع قيادات حليفة، للتوافق على اللوائح الممكنة في بيروت والمناطق.

وتحدثت أوساط سياسية عن لقاء قريب بين الرئيس الحريري والدكتور سمير جعجع، في ضوء التواصل القائم بين الوزير غطاس خوري وملحم رياشي.

وفي كلام الأوساط نفسها، أن الموفد السعودي نزار العلولا سيكون في بيروت مطلع الأسبوع المقبل، وسيحضر معه الوزير المفوض وليد البخاري.

وفي هذه الأوقات، تستمر التحضيرات لمؤتمرات روما وباريس وبروكسل. ومن المقرر أن يتوجه الرئيس الحريري إلى روما يوم الأربعاء، للمشاركة في اليوم التالي، في مؤتمر دعم الجيش والقوى الأمنية اللبنانية.

ووسط التحركات الإنتخابية للماكينات في كل حدب وصوب، أكد الوزير ميشال فرعون على أهمية أن تثبت الإنتخابات الديمقراطية، مشيرا الى أجواء الدائرة الأولى في بيروت.

وفي السياق الانتخابي، وفد كبير من عكار برئاسة المرشح عن المقعد السني وليد البعريني زار ضريح الرئيس رفيق الحريري، ثم انتقلوا إلى "بيت الوسط"، والتقوا الرئيس سعد الحريري الذي قال إن عكار دائما في القلب.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

الموازنة "ع الموعد" حكوميا و"ع الوعد" نيابيا.

قبل الإقرار المتوقع على طاولة مجلس الوزراء الإثنين المقبل، تخضع أرقام الموازنة لقراءة أخيرة في موعد حدد نهار غد الأحد، على أن تقر في مجلس النواب أواخر آذار أو مطلع نيسان المقبل، وفق ما نقل زوار عين التينة عن الرئيس نبيه بري، الذي كشف أنه تلقى وعدا بأن يتسلم المجلس الموازنة الإثنين أو الثلاثاء كأبعد تقدير، حيث ستتم إحالتها إلى لجنة المال فور ورودها، مؤكدا أن التوجه هو لعقد جلسات نهارية ومسائية للجنة بما يمكنها من إنجاز مهمتها خلال أسبوعين أو ثلاثة على الأكثر.

وعشية إنطلاق المؤتمرات الدولية، لفت الرئيس بري إلى أن التأخير في الموازنة يؤدي إلى مشكل كبير، ومن شأنه أن يؤثر على هذه المؤتمرات التي يعول عليها لبنان في تقديم الدعم له، مشددا على أنه يرفع الصوت في اتجاه التعجيل في إنجازها وبالتأكيد بنسبة عجز أقل من عجز السنة الماضية.

من لبنان إلى أستراليا، ظن الوزير جبران باسيل أن كلام التوتر الكهربائي ليس عليه جمرك، إلا أن وزير الوصاية على الجمارك علي حسن خليل وجه إليه شحنه تويترية دعا فيها من وصفه بأعجوبة البلد، إلى التخفيف من كهربته، وقال: إسمع جيدا... إنني أفتخر بتوقيف صفقاتك المفتوحة التي ستنهي مصداقية العهد.

باسيل انتقل من الكهرباء إلى القناصل، معتبرا بخجل أن هناك من يحرم المستحقين من التوقيع لتعيينهم، فرد عليه وزير الزراعة غازي زعيتر بدعوته إلى الخجل من نفسه ومن اللعب على الوتر الطائفي.

في الكلام الانتخابي، تتواصل عملية رسم اللوائح قبيل إنتهاء المدة المحددة، فيما بدأت الماكينات الأنتخابية العمل لحشد الحاصل الانتخابي.

وفي هذا الإطار، يحدد الرئيس سعد الحريري خارطة "المستقبل" غدا. فيما عقد لقاء لمندوبي كتلة "التنمية والتحرير" في دائرة الزهراني وقرى شرق صيدا. وكان النائب وليد جنبلاط يدعو لتكثيف التصويت بما يضمن نجاح لائحة الجبل.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"

إيقاع التحركات السياسية الداخلية متسارع، على وقع اتضاح صورة الترشيحات واللوائح الإنتخابية، ومواكبة لأجندة إنجاز موازنة العام 2018 المنتظر إنجازها غدا، من قبل اللجنة الوزارية التي يترأسها الرئيس سعد الحريري، تمهيدا لإقرارها في مجلس الوزراء، وإحالتها إلى مجلس النواب.

إنتخابيا، الأنظار مشدودة إلى بعد ظهر الغد، وتحديدا إلى مجمع "سي سايد" الذي يستضيف حفل إعلان مرشحي "تيار المستقبل"، ويلقي خلاله الرئيس الحريري كلمة تتضمن رؤية "تيار المستقبل" في الطريق نحو إستحقاق السادس من أيار.

واليوم، شهد "بيت الوسط" زيارتين لافتتين ومنفصلتين للمرشح عن المقعد السني في عكار وليد البعريني على رأس وفد شعبي حاشد، مؤكدا أنه يبدأ حياته السياسية من المكان الصحيح الذي يمثل بيئتيه وأهله. كما زار "بيت الوسط" المرشح عن المقعد السني في البقاع الغربي- راشيا محمد القرعاوي يرافقه الوزير جمال الجراح. القرعاوي أعلن ترشحه من "بيت الوسط" تحت سقف الخيارات الوطنية للرئيس الحريري.

وفي السياسة أيضا، سجال متكرر بين "التيار الوطني" و"أمل" عبر الوزيرين جبران باسيل وعلي حسن خليل، دخل على خطه الوزيران غازي زعيتر وسيزار أبي خليل.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

هل ستنشط حركة الباصات الخضر على خط الغوطة الشرقية- ادلب قريبا؟، فبعد الضوء الأخضر للجيش السوري بخوض المعركة حتى النهاية، تتهاوى الخطوط الحمر التي رسمها الارهابيون على مدى عمر الأزمة.

ضربات موجعة يوجهها الجيش للمسلحين، نجحت بعزل ارهابيي الغوطة الشرقية بالنار في ثلاث غوطات، والحصار يزداد على هؤلاء بين ضغط الجيش واصراره على انهاء الخطر التكفيري في خاصرة العاصمة، وبين صيحات الأهالي المطالبة لهؤلاء الارهابيين بالرحيل عنهم.

ومنعا لانهيارات سريعة في صفوف الارهابيين، هل يأتي الايعاز الخارجي بفبركات الكيماوي؟، رعاة هؤلاء ينشطون على غير صعيد، تحت غطاء انساني، في محاولة لمنع تكرار سيناريو السقوط المدوي في معركة حلب، متناسين أن من يتسبب بمعاناة المواطنين هو الجماعات الارهابية نفسها التي تقفل المعابر أمام الراغبين بالخروج إلى الحرية. ومتناسين أن هناك منطقتين اسمهما كفريا والفوعة تعانيان شتى أصناف القتل والتجويع والتنكيل من قبل الارهابيين، وموجودتين أيضا على الخارطة السورية.

في لبنان، خارطة التحالفات الانتخابية لا تثبت على حال، فرز وضم يفرضه حساب الربح والخسارة بين اللاعبيين الداخليين بتأثير من لاعبين خارجيين، فما بعد زيارة الرئيس سعد الحريري إلى السعودية ليس كما قبلها، على صعيد تحالفات التيار الأرزق مع البرتقالي و"القوات"، وإن كانت سمة المرحلة تحالفات ظرفية، يؤكد "حزب الله" ان ائتلافه مع حركة "أمل" ليس عابرا أو طارئا، وإنما هو تحالف حقيقي في انتماء إلى ثقافة وقضايا واحدة، وإلى مقاومة حققت الانجازات وحمت لبنان.

فمن يحمي لبنان من التصحر، في يوم المحميات الطبيعة، تؤكد الدراسات أن ثلاثة عشر بالمئة فقط من أراضيه مشجرة، والمساحة عرضة للتناقص، في وقت لا يدخر السياسيون وسيلة من مال ودهاء ومكائد، في سبيل الحفاظ على محمياتهم السياسية.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

... وفي اليوم السابع يفترض ان تزيح الحكومة عن صدرها كابوس موازنة العام 2018. فبعد اجتماع لجنة الموازنة غدا الاحد، سيعجل مجلس الوزراء بالالتئام للدرس والمصادقة على أرقامها. وهكذا سيفعل المجلس النيابي. عندها يتمكن الرئيس سعد الحريري من السفر إلى مؤتمر روما بثقة، وقد أثبت ان لبنان تلميذ منضبط، إذ بات يتماهى مع شروط الدول الداعمة.

وسيسعى الحريري، متسلحا بالوفاق المستعاد مع السعودية، إلى ان يحصل لبنان على دعم عيني نوعي من السلاح للجيش والقوى الأمنية. الانجاز إذا تحقق يسمح للدولة ان تخطو في اتجاه فرض نفسها كمدافع شرعي ووحيد عن أراضيها وسيادتها وبلا شريك. والحريري متفائل لأنه يعلم ان هذا الحلم لا يراود اللبنانيين وحدهم، بل هو عربي ودولي جامع.

في المقلب الثاني من الوطن انتخابات، فمع اقتراب استحقاق السادس من أيار، بدأت روائح ما يطبخ من تحالفات تخرج إلى العلن. غدا الاحد ستملأ أصوات المهرجانات الأجواء، "المستقبل" سيعلن مرشحيه، و"الكتائب" سيعلن برنامجه الانتخابي، وحزب "سبعة" سيعلن مرشحيه، و"المبادرة الوطنية" ستعقد مؤتمرها العام في البريستول بعدما امتنع عليها المونرو. والأربعاء يأتي دور "القوات" في البلاتيا.

في سياق انتخابي آخر، سجال بين "التيار الحر" و"أمل" عابر للمحيطات، ودائما على خلفية ملف الطاقة ومعمل دير عمار. الوزير باسيل انتقد الوزير علي حسن خليل من سيدني على مفاخرته بوقف المعمل المذكور، فانطلقت سريعا من بيروت راجمات من الردود "الأملية" على باسيل، استدرجدت ردودا "عونية" وردودا على الردود. والمعركة على ما يبدو ستتواصل حتى السادس من أيار وإلى ما بعد بعد السادس من أيار، فبعد الانتخابات، انتخاب رئيس المجلس النيابي.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

استمر هدير الماكينات الانتخابية في مختلف الأقضية والدوائر، وتواصلت معه الحركة السياسية المعلنة والبعيدة من الاعلام لصوغ التحالفات النهائية وتشكيل اللوائح.

وإذا كان الملف الانتخابي سيبقى الحاضر الدائم حتى السادس من أيار، فإن من المفترض ان يسلك ملف موازنة العام 2018 طريقه من الحكومة إلى المجلس النيابي الأسبوع المقبل.

فغدا، ينتظر ان يكون اجتماع اللجنة الوزارية المعنية بالموازنة هو الأخير، لينتقل الملف إلى طاولة مجلس الوزراء للنقاش السريع والاقرار، لتبدأ رحلة الموازنة في المجلس النيابي، حيث ستدقق لجنة المال في ما أحيل اليها ومدى مطابقته للرؤية الاصلاحية التي حددتها ورفعت التوصيات بشأنها، والتي هي حاجة محلية ومطلب دولي على أبواب مؤتمرات دولية، ستكون أولى محطاتها في روما التي سيزورها رئيس الحكومة الأسبوع المقبل مع وفد وزاري وأمني.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

... وكأن الإعتداء لا يحلو إلا على علو ثلاثين ألف قدم. والإعتداء هنا لا هو نادر ولا هو صعب، بل كما يقول المثل اللبناني "إيدو والضربة". ماذا جرى؟.

رحلة لطائرة الميدل إيست من بيروت إلى دبي، وعلى متنها رئيس "الجمعية اللبنانية للتجميل والترميم" الدكتور إيلي عبد الحق، يفاجأ بالدكتور نادر صعب يقترب منه وينهال عليه بالضرب واللكمات، ويوجه إليه السباب والشتائم.

الضحية، الدكتور عبد الحق، تحدث إلى الـLBCI، ولكن على الرغم من الإعتداء باللكمات، فإن حظه "بيفلق الصخر" لأنه خضع للكمات لا لجراحة تجميلية، ولهذا فإنه سيعود إلى لبنان لتقديم شكوى في حق صعب أمام الجهات القضائية المختصة وأمام نقابة الأطباء.

وإلى حين القيام بهاتين الخطوتين، يبقى منتظرا البيان الذي سيصدر عن طيران الشرق الأوسط بشأن حادث الإعتداء الذي قام به أحد الركاب في حق راكب آخر، وما كان يمكن ان يسببه الحادث من مخاطر على الرحلة. وبيان الميدل إيست سيأتي بعد إفادات عدد من الركاب الذين شاهدوا ما حدث بأم العين.

ولاحقا أوضح الدكتور صعب في اتصال مع الـLBCI وجهة نظره مما جرى، فنفى ان يكون قد اعتدى على الدكتور عبد الحق، وان عبد الحق عاجله بالشتائم على أرض مطار بيروت قبيل إنطلاق الرحلة.

من الإعتداء على علو عشرات الآف الأقدام، إلى الحرب الكلامية على مسافة عشرات آلاف الأميال بين لبنان وسيدني. سجال بدأ بين وزير الخارجية ووزير المال، وانضم إليه من الجبهتين الوزير سيزار ابي خليل والوزير غازي زعيتر، واستخدمت فيه أقذع التوصيفات التي لا تليق بأولاد الشارع، فكيف بالوزراء بين بعضهم البعض.

قد يكون لهذه الحرب الكلامية تأثير على مسار الإعداد للانتخابات في الدوائر التي تجمع هذين الطرفين، لكن التأثير الأكبر سيكون بعد الإنتخابات، وتحديدا عند تأليف الحكومة التي ستنبثق من نتائج الانتخابات النيابية.

إنتخابيا، تزداد الحماوة، وعلى الرغم من ان أول أيام العطلة لم يسجل أي تطور بارز، فإن التطورات المتسارعة تبدأ غدا مع إعلان الرئيس سعد الحريري مرشحي "المستقبل". ومن خلال الأسماء التي بدأت تتكشف، يبدو ان تيار "المستقبل" أجرى عملية خلط أوراق وتبديل في الأسماء، سواء في بيروت أو في البقاع أو في طرابلس أو في عكار.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

تحت سقف تفضيل سعودي لتحالف سعد الحريري- سمير جعجع، تدرس خيارات الدوائر والصالح منها للزواج الانتخابي. لكن المشاورات لا تزال في مرحلة التعارف وطلب اليد، من دون الاتفاق على الرباط المقدس. وغدا الأحد من المفترض أن تظهر العلامة من رد "القوات" على طروح "المستقبل"، وسط أجواء رسمت من معراب إلى "بيت الوسط" مرورا بالرياض، وتؤشر إلى اتفاق بالتراضي نصحت به المملكة ولن يخرج رئيس الحكومة عن طاعتها، والبقية تصبح تفصيلا في حفلة جنون انتخابية أدخلت البلاد في عصر نفقات واستقدام رؤوس المال المحلية، بعدما تعذر التمويل عن بعد.

وعشية الرابع عشر من آذار، تبدو القوى الخائرة سياسيا، في مرحلة تشرذم انتخابي منقطع التفضيل، فرأس الهرم المتبقي سمير جعجع الذي صاهر جبيل بمرشح قوي، لم يجد للعريس عروسا في كسروان. و"التيار الوطني" الذي كسح سياسيا ذات تسونامي فائضة قبل تسع سنوات، بات اليوم تيارا يستقطب المستثمرين الكبار لإطلاق تسونامي خضراء. فيما لا يزال فارس سعيد ينتظر قدوم "الجمال" المحملة.

وسط هذه الضابية، اهتزت لائحة كسروان القوية، مع توسعة "كوع" قد ينعطف بها منصور غانم البون، الذي وجد سفينة التيار محاطة بأثقال مذهبة قد تغرقه وحده وتبحر بالآخرين إلى بر الأمان. لا قائمة راكبة حتى الساعة، والعواصف ستبقى تلعب بالأوراق الانتخابية إلى قيام ساعة انتهاء المهل.

والعواصف هذه تسيطر على لبنان بجناحيه المقيم والمغترب، مع اشتداد رياح التيار من أستراليا في زيارة وزير الخارجية جبران باسيل، والردود عليها عبر وزير المال علي حسن خليل، يعاونه من بعلبك وزير الزراعة غازي زعيتر الذي توجه إلى باسيل بالقول: إخجل من نفسك ومن إطلاق مواقف معيبة من أجل كسب بعض أصوت المغتربين.

وكانت الحرب بين الطرفين قد اشتعلت، بعدما غمز وزير الخارجية من قناة الرئيس نبيه بري وزمن الوصاية على المغتربين، متهما بعض اللبنانيين بعرقلة مراسيم تعيين القناصل.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

المؤتمر العام "للمبادرة الوطنية" في البريستول غدا/السيد: هدفنا ليس انتخابيا ولا دعــوات سياسية

المركزية/10 آذار/18/بعد الجدل الذي أحدثه إلغاء المؤتمر العام للمبادرة الوطنية التي أطلقها النائب السابق فارس سعيد والدكتور رضوان السيد، والذي كان مقررا عقده في فندق "مونرو" في 24 شباط الماضي بمشاركة حوالي 1000 مدعو من كل المناطق، الامر الذي اعتبره "الثنائي المعارض" رسالة ضغط  من السلطة السياسية في محاولة لإسكات أي معارضة ترفع شعار السيادة، قررت المبادرة عقد مؤتمرها في الرابعة بعد ظهر غد في فندق "البريستول". وفي السياق، أشار السيد عبر "المركزية" الى أن "المؤتمر سيشكل منصة سياسية لاعلان تقييمنا للوضع الحالي في لبنان والاختلال الذي يتعرض له النظام، نتيجة شرعنة السلاح غير الشرعي، والفساد، فضلا عن إقرار قانون انتخابي غير عادل"، مضيفا أن "اللقاء سيشكل نواة معارضة للحكم والحكومة ودعوة الى الاصلاح والتغيير بواسطة العمل السياسي". ولفت الى أن "هدف المؤتمر ليس انتخابيا، وسيتم التطرق الى الاستحقاق الآذاري من باب النقد وليس إعلان ترشيحات"، مضيفا أن "الدعوات لم تشمل القوى السياسية، بل اقتصرت على شبان من 28 مجموعة تنموية على الارض، على أن تكون الحركة حلقة الوصل في ما بينها". وعن إمكانية الغاء المؤتمر كما حصل في "مونرو"، قال "لا نعرف، ونحن طلبنا من وزارة الداخلية إرسال قوى أمن لتأمين الحماية حرصاً على حرية الاجتماع التي يكفلها الدستور".

 

"مقعدان" يؤخران تفاهم المستقبل- القوات في البقاع الغربي و"التقدمي الاشتراكي" على الحياد.. فهل الحلف "الثلاثي" مهدد؟

المركزية/10 آذار/18/فيما كانت المعطيات تشير الى تحالف عريض بين القوات اللبنانية وتيار المستقبل والحزب التقدمي الإشتراكي، بدا لافتا حصرُ موفد "المستقبل" الى معراب وزير الثقافة غطاس خوري نتيجةَ التحالف الثلاثي المذكور، بدائرتي الشوف - عاليه وبعبدا، مستثنيا منه التفاهم حول دوائر زحلة والبقاع الغربي وغيرها من المناطق التي شملها التفاهم العريض. وهو امر فتح الباب امام الحديث عن عقبات جديدة تهدد هذا الحلف وتمنعه من التمدد الى دوائر أخرى حتى اليوم. وفي المعلومات التي في حوزة "المركزية" وتلاقت حولها مصادر القوات اللبنانية والإشتراكي قبل ثلاثة ايام، ان الحلف الثلاثي بينهما والمستقبل توسع الى ابعد من عالية – الشوف وبعبدا الى دوائر البقاع الغربي والمتن الشمالي وربما الى جزين ما بين القوات اللبنانية والمستقبل بدعم من الحزبيين الإشتراكيين في الدائرة. لكن ورغم توسيع التفاهم الى هذه الدرجة، قالت المصادر ان هناك اشكالية كبيرة بين القوات والمستقبل في دائرة البقاع الغربي حول المقعدين الماروني والأورثوذكسي. وفي التفاصيل ان المرشح الماروني على لائحتهما مضمون وان السباق اليه بينهما مشروع بنظر الإشتراكي ولم يتمكن من اتمام الوساطة بهذا الشأن. فكل الاستطلاعات قالت ان المقعد الأورثوذكسي حسم سلفا للتيار الوطني الحر وسيكون نائب رئيس المجلس سابقا ايلي الفرزلي متربعا عليه من دون نقاش، وكذلك الماروني ايا يكن من تيار المستقبل او القوات اللبنانية سيكون فائزا. ولذلك تصر القوات على مرشحها لهذا المقعد ايلي لحود والمستقبل يبادله الإصرار عينه على مرشحه هنري شديد. وعليه، بررت المصادر المطلعة ان حصر خوري باعلان التفاهم في عالية – الشوف وبعبدا يعني ان عقدة البقاع الغربي لم تسو بعد، وان التفاهم لم ينجز بعد. فالمستقبل لا يمكنه ان يتخلى عن المقعد الماروني بعدما بات واضحا انه سيخسر في البقاع الغربي مقعديه السني بحلول الوزير السابق عبد الرحيم مراد في مقعد كان له، وكذلك فقد مقعد النائب روبير غانم ايضا بانسحابه من السباق الإنتخابي وهو امر لا يمكن "بلعه" في بيت الوسط وان على معراب ان تتواضع في هذا الشان. ولذلك وبانتظار نتائج المشاورات في الأيام المقبلة ما بين الطرفين، سيظهر مدى تأثير هذا الخلاف إن استمر على باقي الدوائر ومنها في زحلة وجزين، حيث تجري الإتصالات لترتيب التفاهمات فيها بين الطرفين بفارق وحيد يتصل بالسعي الى التفاهم بينهما والتيار الوطني الحر في جزين رغم العوائق التي تحول دون ذلك.

 

"8 و"14 آذار" يعودان الى دائرة البقاع الغربي- راشيا ومفاوضات مستمرة والحريري يحسم مرشّحيه السنّة غداً

المركزية/10 آذار/18/اذا سارت رياح المفاوضات والمشاورات الانتخابية في دائرة البقاع الغربي- راشيا كما تشتهي سفن القوى السياسية الفاعلة فيها، فان معالم المنازلة الانتخابية ستتضح صورتها في الساعات القليلة المقبلة مع استعادة فصول معركة انتخابات 2009: ثلاثي قوى "14 آذار" "تيار المستقبل"، الحزب "التقدمي الاشتراكي" وحزب "القوات اللبنانية" مقابل الثنائي الشيعي في "8 آذار" "حزب الله" و"حركة امل"، "التيار الوطني الحر"، ورئيس حزب "الاتحاد" الوزير السابق عبد الرحيم مراد. ما بات شبه محسوم حتى الان ان لائحة "14 آذار" على قاب قوسين من اكتمالها مع اعلان الرئيس سعد الحريري غداً في احتفال "البيال" اسماء المرشّحين السنّة وهما، على ذمّة مصادر مواكبة لمسار المفاوضات: علي الجاروش ومحمد القرعاوي، اما النائب الحالي جمال الجراح فيبدو بحسب المصادر نفسها انه استُبعد من حلبة التنافس، اضافة الى زميله النائب زياد القادري.  اما المقاعد الاخرى المحسومة باتت موزّعة كالآتي: مرشح "القوات" عن المقعد الماروني إيلي لحود، مرشّح "الاشتراكي" وائل بو فاعور عن المقعد الدرزي ومرشّح "المستقبل" امين وهبي عن المقعد الشيعي، اما المقعد الارثوذكسي فيتأرجّح بين المرشحّين انطوان سعد (اشتراكي) وغسان سكاف ابن بلدة عيتا الفخّار (المستقبل) بانتظار ان تحسمه المشاورات الانتخابية على خط بيت الوسط- المختارة. اما على ضفّة تحالف "8 آذار"، فان اللائحة وبعد فكفكة بعض العقد ستكون بحسب مصادر مطّلعة برئاسة مراد (سنّي) وتضم رئيس الهيئة التنفيذية في "حركة امل" محمد نصرالله (ابو جعفر) عن المقعد الشيعي، رئيس "حركة النضال الوطني" النائب السابق فيصل الداود عن المقعد الدرزي، نائب رئيس المجلس النيابي السابق إيلي الفرزلي عن المقعد الارثوذكسي، شربل مارون من "التيار الوطني الحرّ" عن المقعد الماروني، ليبقى المقعدان السنّي والارثوذكسي رهن المشاورات والمفاوضات القائمة بين قوى "8 آذار".

الوزير السابق عبد الرحيم مراد الذي يُفضّل عدم الافصاح عن تركيبة اللائحة كي لا تُحرق "الطبخة" بنيران التسريبات، اكتفى بالتأكيد عبر "المركزية" "اننا سنعلن لائحتنا الثلثاء المقبل بعد عملية "روتوش" بسيطة"، لافتاً الى "ان المعركة الانتخابية في البقاع الغربي تُعيد الاصطفاف السياسي التقليدي بين فريقي "8 و14 آذار".  ويُبدي مراد ارتياحه للنتائج التي ستفرزها صناديق الاقتراع ما دامت اعماله الانمائية والمشاريع الخدماتية التي يُنفّذها في المنطقة ستأتي بثمارها في 6 ايار المقبل".  

من جهته، يُبدي مرشّح "القوات" ايلي لحود عبر "المركزية" ارتياحه لمسار الامور في الدائرة، وان شاء لله ستتمثّل "القوات" هذه المرّة في البقاع الغربي"، ويؤكد "اننا كـ"قوات" نتواصل مع الجميع، وسنُكمل المعركة حتى النهاية".   وتضم دائرة البقاع الغربي- راشيا 6 مقاعد: 2 سنّة، ماروني، ارثوذكسي، شيعي ودرزي، يتنافسون لنيل ثقة 140950 ناخباً موزّعين وفق الاتي: سنّة: 68047 ناخبة، شيعة: 20689 ناخب، دروز: 20534 ناخباً، موارنة: 10743 ناخب،  أرثوذكس: 9789 ناخبا، وكاثوليك: 9659 ناخبا.

 

سجال ملتهب بين زعيتر وأبي خليل!

المركزية/10 آذار/18/رد وزير الطاقة والمياه سيزار أبي خليل في تغريدة عبر حسابه على “تويتر” على كلام وزير الزراعة غازي زعيتر بشأن عرقلة تثبيت الناجحين في مباراة حراس الأحراج بالقول: “معقول انت وزير بالحكومة ولا تعرف انهم لا يجرون مباراة لتعيين قناصل فخريين بل التعيين يكون بمرسوم عادي؟ بئس هكذا وزراء، نفتخر بإنجازاتنا، بينما يفتخرون بعرقلاتهم”. وفي رد على الرد، قال زعيتر "لن أنزل إلى مستوى الأزلام الذين صنعتهم الأقدار بئس هذه الأيام". فأجابه ابي خليل مجددا "نحن صنعتنا نضالاتنا.... خبّرنا عنّك.."وكان  زعيتر اتهم خلال استقباله وفداً من الناجحين في مباراة حراس الأحراج وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل بعرقلة ملفهم في مجلس الوزراء، مشيراً إلى أن “وزير “التيار الوطني الحر” الذي يعتبر نفسه عابرا للطوائف بتياره وحزبه، اعترض وقال فلننتظر حتى صدور النتائج، وهذا نوع من العرقلة والكيدية السياسية”، مضيفا “هذا الذي جاء الى منطقة بعلبك الهرمل المفتوحة للجميع، ليقول نحن التيار الشيعي الثالث، وأن التيار الذي يرأسه هو لكل اللبنانيين بدون تمييز او تفرقة، تفاءلنا خيرا بذلك الكلام الوحدوي، لكن وقف ضده بالممارسات”.

 

تفاؤل خليجي باستقرار لبنان: مطالبة الجيش بالسيادة تعني دعمه

الحياة/10 آذار/18/قال مصدر ديبلوماسي خليجي لـ «الحياة» إن «الدول التي تدعو الجيش إلى أن يحفظ السيادة اللبنانية وأن يكون فعالاً، لا يمكنها أن تطلب منه ذلك من دون أن تدعمه. وعلى هذا الأساس فإن الدول الخليجية التي ستحضر اجتماع روما منتصف الشهر الجاري لدعم الجيش، ستكون إيجابية في تقديم الدعم له وللقوى الأمنية». وأوضح المصدر أن «هناك توجهاً واقعياً لدى قبل دول الخليج في شأن مبدأ تقوية الدولة اللبنانية والحفاظ على الاستقرار اللبناني». وأشار إلى أن «النظرة السياسية الواقعية إلى الوضع اللبناني تقتضي ألا يُطلب من لبنان أن يتحمل أكثر من طاقته وقدرته في ظل الأوضاع المعقدة التي تعيشها المنطقة، وفِي ظل التراجع الكبير لفرص الحل السياسي في سورية».واعتبر أنه «مع الموقف العدائي لـ «حزب الله» وإيران حيال دول الخليج وتدخلات طهران والحزب في شؤونها وتسببهما بالمشاكل في العديد من الدول، فإن سياسة الدول الخليجية لم تعد مبنية على رد الفعل حيال الأفعال التي ترتكبها إيران و «حزب الله»، بل باتت تقوم على استراتيجية مواجهة للتمدد الإيراني في المنطقة. ومن هنا، التوجه في لبنان هو دعم مؤسسات دولته، وهذا يعني أننا لا نبني سياستنا تجاه البلد على أساس ما يصدر من مواقف عدائية عن حزب الله أو غيره». وأشار إلى أن «هناك توافقاً خليجياً على هذه السياسة، سبق زيارة رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري للمملكة العربية السعودية والتي كانت ناجحة ومثمرة». وتوقع المصدر الديبلوماسي الخليجي أن «يمر لبنان بمرحلة استقرار سياسي وأمني تجعل المرء يتفاءل بمستقبل البلد، بعد إجراء الانتخابات النيابية في أيار(مايو) المقبل».

على صعيد آخر، توقعت مصادر رسمية أن يصل إلى بيروت اليوم الوزير المفوض وليد بخاري، الذي عُيّن رئيساً للبعثة الديبلوماسية السعودية في بيروت، بعد أن نقل السفير وليد اليعقوب إلى الرياض. وكان بخاري شغل منصب القائم بالأعمال في سفارة المملكة في العاصمة اللبنانية.

 

كفوا عن استغباء بسطاء العقول وعن استجداء الغرب

حارث سليمان/جنوبية/عن الفيسبوك//10 آذار/18   

كل القرارات في لبنان لا تمر دون موافقة حزب الله. وهو يدير نظام المحاصصة ويحدد ادوار واحجام شركائه في السلطة. أي ناخب في دوائر المقاعد الشيعية يرى أن الوضع جيد ومقبول ليمتنع عن النق والمطالبة باي أمر ولينتخب لوائح الحزب.

الوضع الاقتصادي وصل لتجاوز الخطوط الحمر باتجاه الهاوية المكابرة لا تنفع، النفاق لا ينفع، ادعاء ان معركة حزب الله في الانتخابات النيابية هي لمواجهة اميركا والسعودية كذبة مفضوحة تثير السخرية. وإذا كنت تعرف ان البلد خربان والناس تتجه الى الهجرة او الفقر فاستنتج ان الحزب الحاكم بامر الله وايران هو المسؤول الاول اضافة لشركائه. اذا كانت الانتخابات مناسبة لمواجهة السعودية واميركا كما ينافقون! لماذا يذهب الحريري الى السعودية يستعطفها برضى حزب الله ودعمه، ولماذ تذهبون الى مؤتمر سيدر cedre في باريس لكي تتسول سلطتكم اميركا ودول الخليج وعلى رأسها السعودية. لماذا سيدتكم ايران لا تعقد مؤتمرا لدعم لبنان ماليا، ولماذا تذهبون الى روما لاستجداء الغرب وأخذ دعمهم. كفوا عن خديعة بسطاء العقول واستغباء الناس!.

العمالة والتبعية والارتزاق صفات الممانعة الصافية والكذب والنفاق اخلاقها.

 

اتفاق ثلاثي بين القوات والتيارين يجمع الاضداد في عكار

 سهى جفّال/جنوبية/ 10 مارس، 2018

هل سوف نشهد تحالف ثلاثي في دائرة عكار بين تياري المستقبل والوطني الحرّ والقوات اللبنانية؟

فيما بدأت “التحالفات الانتخابية للأحزاب والقوى السياسية تتبلور وتُحسَم تدريجاً وتباعاً، وخلافا لما كان متوقعا من طلاق إنتخابي بين “القوات اللبنانية” و”تيار المستقبل”، سوف يتحالف الفريقين في دائرتي دائرتي بعبدا والشوف – عاليه مع الحزب الاشتراكي ، ويجري بحث التحالف في دوائر اخرى. وهو ما أعلنه أمس الوزير غطاس الخوري موفدا من الرئيس سعد الحريري إلى معراب حيث إلتقى رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع. وقال خوري بعد اللقاء أنه عرض على الدكتور جعجع الإمكانات المتوافرة للتحالف وننتظر جوابه عن هذا العرض الذي يتطلب مراجعة وتدقيقاً من الماكينات الإنتخابية”. وأكد إمكان التحالف في مناطق عدة كمناطق الشمال “. ووفق أجواء الوفاق والتحالف، تتطرح علامات إستفهام حول إمكانية التحالف بين المستقبل والقواتي في دائرة عكار التي يبلغ عدد الناخبين فيها 277 ألف ناخب. خصوصا أنّه حتى الآن السيناريو المطروح بقوّة  هو التحالف بيت بين التيارين الازرق والبرتقالي في هذه الدائرة حيث تم وضع اللمسات الاخيرة على مضامين هذا التحالف الانتخابي، مع الابقاء على خيوط التواصل القائمة ما بين المستقبل والوطني الحر والقوات اللبنانية حول امكان انضمام القوات الى هذا التحالف بشخص مرشحها في عكار العميد المتقاعد وهبي قاطيشا. وفي هذا السياق، كان لـ “جنوبية” حديث مع مرشح القوات اللبنانية في عكار  العميد المتقاعد وهبي قاطيشا الذي أكّد أن “التشاورات مع المستقبل بشأن التحالفات لا تزال قائمة وهي في الأشواط الأخير من الحوار والنقاش”. مؤكدا أنه في “حال تعثر التحالف مع المستقبل هناك الكثير من قوى 14 أذار ممكن التحالف معها”. وعن إمكانية إنضمام القوات إلى حلف المستقبل والتيار الوطني في هذه الدائرة قال قاطيشا إنه “حتى الساعة لا شيئ محسوم، مؤكدا أن القوى الثلاث تتحاور مع جميع الناس  وجميع الإحتمالات قيد البحث”. هذا ولفت قاطيشا أنه “سبق أن ترشحه عام 2009 في دائرة عكار إلا أنه سحب ترشيحه في آخر لحظة بعدما تعثر التحالف مع المستقبل آنذاك”.

وفيما يتعلّق بالبرنامج الإنتخابي وإنماء منطقة عكار المحرومة قال “أنا لست دولة حتى أوعد الناس في حال نجحت،  لكن أعد بما ان عكار فيها مجالات كثيرة للعمل ولأنها أكثر منطقة محرومة لذلك سأعمل مع كتلة القوات اللبنانية للنهوض بعكار والتخفيف من هذا الحرمان التي تعاني منه منذ سنوات”.

وقد تواصل موقع “جنوبية” مع “محمد شمس الدين” الباحث في الشركة “الدولية للمعلومات والخبير في الشأن الإنتخابي الذي أوضح أن “دائر “عكار” لا تزال دائرة واحدة كما في قانون انتخابات 2009 كما انها إحتفظت بنفس عدد المقاعد، إلا أن الذي تغيّر بالطبع هو آلية الإقتراع من الأكثري إلى النسبي “. ولفت إلى أنه “في 2009 إستطاعت قوى 14 أذار سيما تيار المستقبل بالفوز في المقاعد السبعة المخصصة في هذه الدائرة”. من حيث عدد الناخبين فهو 277 ألف قد يقترع منهم 170 -177 وبالتالي يكون الحاصل الإنتخابي 25 الف صوت”.وذكر شمس الدين أن الأكثرية تتمثل بالطائفة السنيّة في هذه الدائرة حيث تتوزع الأرقام على الشكل التالي: 187 ألف سنّي، 41 ألف روم أرثوذكس، 30 ألف ماروني، 14 ألف علوي، 2900 شيعي، 2000 روم كاثوليك و800 من طوائف مسيحية مختلفة. لتتوزع المقاعد السبعة في هذه الدائرة على الشكل التالي: 3سنّة، 2 روم أرثوذكس، 1 ماروني، 1 علوي.

وبالإضافة إلى المستقبل فالقوى الأساسية في هذه الدائرة بحسب شمس الدين هي على هذا الشكل الجماعة الإسلامية المتمثلة بالنائب خالد الضاهر والتيار الوطني الحر والقوات اللبنانية وحزب الكتائب فضلا عن الحزب العربي الديمقراطي”. وأكّد شمس الدين أن ” هذه الدائرة ستتغير عن ما كانت عليه في 2009، لأن قوى 8 اذار موجودة من قبل بعض الشخصيات الوازنة والفاعلة. و بالتالي يمكن أن يكون لديها فرصة لإحراز خرق في هذه اللائحة”. إلا أنه رأى أن “من المبكر حسم النتيجة بإنتظار التحالفات لجهة تحالف المستقبل مع القوات أو مع التيار الوطني، ولكن مهما تكن التحالفات لا تستطيع أي جهة أن تحصل على المقاعد جميعها”. وإنطلاقا ” من أن الفرق بين لائحتين في 2009 بلغ نحو 40 ألف فقط يمكن أن يترجم هذا الفرق بفرق مقاعد”. كما إستبعد أن يكون هناك لائحة تجمع الجميع، فمن الممكن أن تولد لائحة تجمع المستقبل والتيار والقوات مقابل لائحة تجمع سائر القوى والأحزاب”. ورأى أن المصلحة تقتضي أن تضم لائحة 3 قوى أساسية ضمن لائحة واحدة والمعارضين لهم في لائحة أخرى”. وخلص شمس الدين بالتأكيد أن التحالفات هي التي تحدد النتيجة.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

النظام السوري يعزل دوما عن باقي مدن الغوطة الشرقية

الحياة/10 آذار/18/عزل الجيش السوري اليوم (السبت)، مدينة دوما عن باقي الغوطة الشرقية قرب دمشق، إثر تقدم جديد ضيق من خلاله الخناق أكثر على الفصائل المعارضة والمدنيين المحاصرين في هذه المنطقة. وبعزله دوما، تمكن الجيش السوري من تقسيم الغوطة الشرقية إلى ثلاثة أجزاء: دوما ومحيطها شمالاً، حرستا غرباً، وباقي المدن والبلدات التي تمتد من الوسط إلى الجنوب، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان. وفي إطار عملية عسكرية برية بعد حملة قصف عنيف، سيطرت قوات النظام السوري أخيراً على أكثر من نصف مساحة الغوطة الشرقية. وكانت الفصائل المعارضة شنت خلال اليومين الماضيين، هجمات مضادة ضد قوات النظام تمكنت خلالها من عرقلة تقدمه بشكل محدود، قبل أن يستعيد زمام الأمور اليوم. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن «عزلت قوات النظام دوما، أبرز مدن الغوطة الشرقية، بعد سيطرتها على الطريق التي يربطها بحرستا غرباً، وعلى مدينة مسرابا إلى الجنوب منها».

وأفاد مراسل في دوما عن قصف جوي ومدفعي على المدينة التي يختبئ سكانها في الأقبية، وبدت شوارعها خالية من الحركة، بعدما استقبلت نازحين فروا من المعارك. وأشار المراسل إلى أن سيارات الاسعاف الذي تذهب لاجلاء الجرحى، تجد صعوبة في العودة إلى المستشفيات نتيجة القصف. وأورد المرصد أن «30 غارة جوية استهدفت دوما، وتنهال عليها عشرات القذائف الصاروخية منذ ساعتين». وأوضح عبد الرحمن أن «بعزل دوما، تمكنت قوات النظام من تقطيع أوصال الغوطة الشرقية».

وتدور اشتباكات عنيفة أيضاً بين قوات النظام وفصيل «فيلق الرحمن» في محيط بلدة مديرا (غرب)، وقرب بلدات حمورية وسقبا وافتيريس (جنوب). وأورد التلفزيون السوري الرسمي أن «الجيش يكثف عمليات، ويتقدم على ثلاث محاور رئيسة، وهي مديرا ومسرابا وسقبا». وتتزامن الاشتباكات مع هدنة انسانية أعلنتها روسيا، تنص على وقف الاعمال القتالية لخمس ساعات يوماً. ويتخللها فتح «ممر انساني» لخروج المدنيين. ولم يسجل منذ بدء تطبيق هذه الهدنة قبل عشرة أيام خروج أي من المدنيين وفق المرصد. وتحدث الاعلام الرسمي السوري عن استحداث معبرين جديدين منذ الخميس الماضي، الأول جنوب الغوطة الشرقية قرب بلدة جسرين، والثاني في مدينة حرستا التي تسيطر قوات النظام على أجزاء منها.ومع انتشال المزيد من الضحايا من تحت الأنقاض، قتل أكثر من ألف مدني خلال ثلاثة أسابيع من حملة القصف العنيف التي تشنها قوات النظام السوري على الغوطة الشرقية، وفق حصيلة جديدة للمرصد.

وقال المرصد اليوم انه وثق مقتل ثمانية مدنيين في حرستا وعربين، إضافة إلى انتشال17  آخرين من تحت الأنقاض في دوما، ما رفع الحصيلة منذ 18 شباط (فبراير) إلى 1002 ، بينهم 215 طفلاً. وتزامنت حملة القصف العنيف مع هجوم بري تمكن الجيش السوري خلاله من تجزئة مناطق سيطرة الفصائل.

وعلى هامش تقدم الجيش السوري، تجري مفاوضات محلية بين قوات النظام ووجهاء من الغوطة الشرقية للتوصل إلى حل «لوقف سفك الدماء، إما عبر إخراج المدنيين أو إخراج المقاتلين»، وفق عبد الرحمن. وإلى جانب المبادرة، خرج 13 مقاتلاً من «هيئة تحرير الشام» (جبهة النصرة سابقاً) كانوا معتقلين لدى «جيش الإسلام» من الغوطة، بعد مشاورات بين الفصيل والأمم المتحدة. وكانت الفصائل المعارضة في الغوطة أعلنت إلتزامها إجلاء مقاتلي «هيئة تحرير الشام»، بعد قرار لمجلس الأمن يطالب بوقف للاعمال الحربية «من دون تأخير» لمدة 30 يوماً، مستثنياً تنظيمي «الدولة الاسلامية» (داعش) و«القاعدة» و«جبهة النصرة»، في اشارة الى «هيئة تحرير الشام» وكل المجموعات والاشخاص المرتبطين بها. ودخلت أمس 13 شاحنة تحمل مواد غذائية الى دوما، بعدما تعذر افراغ حمولتها نتيجة القصف الاثنين الماضي، حين كانت في عداد أول قافلة مساعدات دخلت المنطقة منذ بدء التصعيد.

ولم تحمل قافلة المساعدات أي مستلزمات طبية. وكانت السلطات السورية منعت القافلة الاثنين الماضي من ادخال بعض المواد الطبية الضرورية. وتحدثت اللجنة الدولية للصليب الأحمر عن «مؤشرات ايجابية» لإرسال قافلة أكبر تتضمن مواد طبية الاسبوع المقبل. 

 

لودريان للقيادة الإيرانية: لن نقبل الانتشار الباليستي وتهديد «حزب الله»

الحياة/10 آذار/18

كشف مصدر فرنسي رفيع المستوى لـ «الحياة» أن زيارة وزير الخارجية جان إيف لودريان لطهران الأسبوع الماضي، هدفت إلى إيصال رسائل واضحة للقيادة الإيرانية تمنع حسابات خاطئة في شأن المواقف الفرنسية والأوروبية والأميركية والعربية والإسرائيلية، خصوصاً مع اقتراب موعد قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالنسبة إلى تمديد تعليق العقوبات على طهران بموجب الاتفاق النووي. وأضاف المصدر أن الوزير الفرنسي قال للقيادة الإيرانية إنه حريص على العلاقة الثنائية وعلى حماية الاتفاق النووي، على أن تستمر طهران في التزامه لتطمين واشنطن، كما تحدث عن القلق البالغ من السياسة الإيرانية الخاصة بالانتشار الباليستي وتكثيفه في المنطقة بما يشكل تهديداً لها. وتابع أن لودريان فصّل لكل من الرئيس حسن روحاني والأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي علي شمخاني، ووزير الخارجية جواد ظريف، البرنامج الإيراني الباليستي في المنطقة، قائلاً إنه «غير مقبول»، كما هو شأن تزويد القدرات والتقنيات الباليستية للحوثيين ولـ «حزب الله» وللنظام السوري. وأوضح المصدر أن وزير الخارجية دعا طهران إلى استخدام تأثيرها على الحوثيين لوقف قصف السعودية، والذهاب إلى طاولة المفاوضات، مضيفاً أن لإيران في سورية تأثيراً على الرئيس بشار الأسد، وحضوراً عسكرياً على الساحة السورية يتيح لهم وقف قصف الغوطة وإجبار الأسد على المفاوضات، كما أن لديها القدرة في لبنان على ضمان سياسة النأي بالنفس عبر تأثيرها على «حزب الله»، مشدداً على أن سلاح الحزب وسياسته في المنطقة غير مقبولة. وقال المصدر إن الرد الإيراني كان واضحاً ومتوقعاً، إذ شكك شمخاني وظريف بالتزام فرنسا الاتفاق النووي، وقالا إنه في حال لم تعد أوروبا والولايات المتحدة مهتمتين بالاتفاق، فإيران أيضاً لن تبالي به، إلا أن لودريان رد بعدم وجود داع لاستمرار النقاش إذا كان سيأخذ هذه المنحى، وأن العودة إلى فرنسا أفضل، فغيرا اللهجة وعاتباه لأن البنوك الفرنسية لا تموّل الأعمال والتجارة في إيران، فأقر الوزير بالعوائق، قائلاً إن هناك جهوداً لرفعها، وأن التجارة الفرنسية مع إيران زادت أربع مرات في غضون سنتين، خصوصاً صادراتها إلى فرنسا، موضحاً أن باريس وقعت مع طهران اتفاقات في قطاع الطاقة والنقل وغيرها بالبلايين، ما يظهر أن فرنسا التزمت الاتفاق النووي. وأشار المصدر إلى أن الرد الإيراني تضمن أيضاً أن «حزب الله» يلعب دور المساهم في الاستقرار، فيحمي لبنان ضد إسرائيل و «داعش»، كما يقاوم هذا التنظيم في سورية، وأن الوجود الإيراني على الأرض السورية جاء بطلب من الحكومة الشرعية، داعياً إلى إعادة استقرار الدولة، وعندئذ بالإمكان التحدث عن حكم جديد، ومشدداً على أن الأسد الآن هو الشرعية. ونقل عن لودريان تشديده على أهمية مفاوضات جنيف بين المعارضة السورية والنظام، وأشار إلى الوضع الإنساني في الغوطة حيث لا أحد يمكنه الادعاء أن كل المعارضين إرهابيون، لأن عدد الإرهابيين هناك محدود جداً، مؤكداً أن على إيران أن تضغط على الأسد لتنفيذ قرارات مجلس الأمن. وفي الشأن اليمني، قال المصدر إن الجانب الإيراني قال إنه يحاول إقناع الحوثيين بالتوجه إلى طاولة المفاوضات، فيما التزم الرئيس الإيراني موقف بلاده التقليدي من الملفات المختلفة، لكنه أصر على الحفاظ على الاتفاق النووي واستمرار الحوار مع فرنسا. ونقل عن لودريان قوله إن هناك جدولاً زمنياً مستعجلاً ينبغي العمل به للتقدم على الملفات، خصوصاً قبل أيار (مايو) المقبل عندما يأخذ ترامب قراره في شأن الاتفاق النووي الإيراني. واستبعد المصدر الفرنسي أن يقوم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بزيارة قريبة لإيران في الظروف الحالية، معتبراً أنه لن يقلب تحالفات فرنسا من أجل اصطفاف إلى جانب إيران وكوريا الشمالية وروسيا. ونقل عن الرئيس قوله إن الزيارة ليست مطروحة حالياً، ولا يُمكن أن تتم إلا في الظروف التي تسمح بذلك. وعما إذا كان انفتاح ترامب على كوريا الشمالية سيؤدي إلى إبقاء ترامب على الملف النووي الإيراني، قال المصدر إن باريس ترى أنه في حال أرادت الولايات المتحدة اتفاقاً ذا صدقية مع كوريا الشمالية حول النووي، فينبغي التزام الاتفاق مع إيران، لكن إن أُلغي هذا الاتفاق في وقت تكرر وكالة الطاقة الدولية أن إيران ملتزمة واجباتها، فعندئذ تكون الرسالة إلى بيونغيانغ أن الاتفاق حول النووي مع الولايات المتحدة ليست له قيمة.

 

مساعٍ أوروبية لتفادي دوامة العقوبات التجارية

الحياة/10 آذار/18/يسعى الاتحاد الأوروبي، من خلال مشاورات تجرى في بروكسيل مع ممثلي إدارة الرئيس دونالد ترامب، إلى وقف دوامة العقوبات والعقوبات المضادة، وتفادي تقديم الشكوى إلى منظمة التجارة العالمية. وطلبت المفوضية الأوروبية في اجتماع مع الجانب الأميركي أمس في بروكسيل استثناء صادرات الفولاذ والألمنيوم الأوروبية من الرسوم التي أعلنت واشنطن بدء تنفيذها قبل نهاية الشهر الجاري. وعقدت عضو المفوضية الأوروبية، مسؤولة التجارة سيسيليا مالستورم محادثات ثلاثية مع نظيرها الأميركي روبير ليغتهيزير ووزير الاقتصاد الياباني هيروشيغو سيكو. وذكَّرت مالستروم في نهاية الأسبوع أن «لا أحد يستفيد من دفع الوضع إلى التصعيد». واليابان أكبر حليف لأميركا في آسيا اقتصادياً وعسكرياً، وهي من ضمن الدول التي تسعى إلى الانضمام لقائمة الدول المعفاة من الرسوم. وفندت المفوضية الأوروبية أدلة الجانب الأميركي حول افتراض إغراق السوق الأميركية بمنتجات الفولاذ والصلب الأوروبية، مؤكدة أن أصل المشكلة يكمن في فوائض الإنتاج في السوق العالمية. وتوقّع نائب رئيس المفوضية، المفوض المسؤول عن شؤون التنمية والتشغيل جيركي كاتاينين أن تستمر المشاورات أياماً، وقال: «لا تتوقعوا حلّ كل شيء»، مضيفاً: «أننا بحاجة إلى توضيحات» وبدء «حوار» مع الولايات المتحدة لتجنب التصعيد نحو حرب تجارية عالمية. وكان صرح أول من أمس بأن جولة المشاورات الأوروبية- الأميركية أمس لن تكون الأخيرة. كما يُجري الاتحاد الأوروبي مشاورات مع كبار المنتجين في السوق العالمية، بينهم الصين وكوريا الجنوبية والبرازيل، تحسباً لاحتمال نقل مشكلة الرسوم الأميركية إلى منظمة التجارة العالمية.

وكان ترامب أعلن قرار فرض الرسوم بنسبة 25 في المئة على منتجات الفولاذ الموردة، و10 في المئة بالنسبة إلى منتجات الألمنيوم. واستثنى من العقوبات منتجات المكسيك وكندا، ما قد يساعد واشنطن في إعادة التفاوض على اتفاق أميركا الشمالية للتبادل الحر. وكان الرئيس الأميركي فرض، فور وصوله إلى البيت الأبيض، إعادة التفاوض على اتفاق أميركا الشمالية الذي يربط المكسيك وكندا والولايات المتحدة، كما أمر بوقف التفاوض حول مشروع الشراكة عبر المحيط الهادي.

بة إلى اقتصاد الجانبين». ورفض المدير العام لرابطة صناعات الفولاذ الأوروبية إكسيل يغيرت مبرر «الأمن القومي» الذي ساقه ترامب لفرض الرسوم الجمركية. وقال: «مبرر الأمن القومي الذي استخدمه الرئيس الأميركي، والربط الذي أقامه بين الرسوم الجمركية وموازنة حلف الناتو، عبثيان». وأضاف في بيان أن قرار الرئيس الأميركي «إدماج المنتجين الأوروبيين يفتقد أي أساس». وتوقع أن تتكبد الصناعات الأوروبية خسارة كبيرة لأنها ستفقد واحداً من أهم أسواقها، علاوة على إمكان تحوّل منتجات الدول الأخرى التي ستتضرر من الرسوم الأميركية، إلى السوق الأوروبية. ورحب مدير جمعية «يوروفير» بإعلان المفوضية عزمها الدفاع عن مصالح الصناعة الأوروبية. وتقدر قيمة صادرات الفولاذ الأوروبية إلى السوق الأميركية بنحو 5.3 بليون دولار، وصادرات الألمنيوم بنحو 1.3 بليون. وتُعد ألمانيا أهم مصدّري الفولاذ الأوروبيين إلى السوق الأميركية، وتُغطي نسبة 3.8 في المئة من واردات الولايات المتحدة. وتوفر الصين 2.2 في المئة من حاجتها. واستبقت المفوضية الأوروبية محاولة شق الصف الأوروبي وإمكان مسعى واشنطن إلى التعامل مع الدول الأوروبية على صعيد ثنائي، إذ أكد عضو المفوضية جيركي كايتاينين أن الاتحاد «يتوقع معاملته ككتلة». وكان وزير التجارة البريطاني ليام فوكس تحدث عن أن حكومة بلاده «ستسعى إلى الحصول على استثناء منتجاتها في ظروف محددة». في غضون ذلك، أبدى رئيس الوزراء الأسترالي مالكولم تورنبل أمس سروره لأن الرئيس الأميركي يعد اتفاقاً يضمن ألا تخضع بلاده للرسوم على الصلب والألمنيوم. يذكر أن أستراليا مصدر عالمي صغير للصلب على رغم كونها واحدة من أكبر موردي الحديد الخام في العالم. وتفيد بيانات حكومية بأن صادرات أستراليا من الصلب والألمنيوم إلى الولايات المتحدة بلغت قيمتها 400 مليون دولار أسترالي (314 مليون دولار أميركي) العام الماضي.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

غابة للسلاح ومغارة للصوص

الدكتورة رندا ماروني/10 آذار/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/63085

على شفير الهاوية المالية والاقتصادية نستقبل إنتخابات شكلية لنقول للعالم إننا ما زلنا نعيش في دولة ديمقراطية، مشروع سياسي واضح يقابله تحالف بالقطعة ومن دخل البازار باع وإشترى ومنى نفسه بمكسب من هنا ومقعد من هناك في واقع أقل ما يقال فيه أنه أضحى غابة للسلاح ومغارة للصوص تتقاذف تهم الفساد

فبعد أن إرتضينا بهانوي بدلا من هونغ كونغ بحجة التماشي مع الأمر الواقع هل ستستطيع إقرار الموازنة الجديدة في مجلس النواب إضافة إلى عقد المؤتمرات الدولية طلبا للمساعدة ولجذب الاستثمارات ورؤوس الأموال من الحد من الانزلاق الإقتصادي والمالي، في ظل تراشق تهم الفساد وفي ظل التخبط الأمني والقضائي العنوانين الأساسين للثقة والاندفاع للإستثمار في لبنان؟

لقد أتى تقرير صندوق النقد الدولي الأخير منذرا الدولة اللبنانية مشيرا إلى أن مسار الدين العام ليس مستداما ولا مفر من إجراء عملية كبيرة للضبط المالي تحافظ على إطار السياسة الحالي، وقد أتى هذا التقرير سابقا لمؤتمر سيدر الذي سيعقد في باريس في السادس من نيسان المقبل لدعم مشاريع الإستثمار في لبنان

وإذا كان لتقرير صندوق النقد الدولي وقعا محركا للسعي لخفض نفقات الحكومة اللبنانية بنسبة 20% ولإقرار الموازنة المتأخرة في مجلس النواب بعد الدخول في عقده العادي الأول يوم الثلاثاء المقبل في حال إحالة الحكومة لمشروع الموازنة، إلا أنه لم يوقف الاندفاع في التراشق بتهم الفساد مضافا إليها تخبطا أمنيا وقضائيا خاصة بعد قضية عيتاني- الحاج، مما قد ينعكس سلبا على إندفاعة الدول المانحة في تمويل مشاريع الإستثمار التي أعدتها الحكومة اللبنانية والتي تصل قيمتها إلى 16 مليار دولار.

فالتوصيات التي وضعتها مجموعة دعم لبنان في باريس في 7 كانون الأول العام الماضي والتي تضمنت طلبا واضحا موجها إلى المسؤولين اللبنانيين في تسريع برنامج الإصلاح الحكومي لتمكين كل المؤسسات اللبنانية والكيانات الاقتصادية والمواطنين من تحقيق الاستقرار السياسي والاقتصادي داخل دولة تضطلع بدورها كاملا في مناخ من الديمقراطية والشفافية لم يلقى تجاوبا جديا في تنفيذه، فبالإضافة إلى الغرق في سياسات المحاصصة والصفقات المشبوهة والفساد المالي لم تستطع الدولة اللبنانية من ان تلتزم بمشروع سياسي واضح محايد عن الصراعات الدائرة في المنطقة مما سيدفع بالعديد من الدول المانحة والتي التزمت سابقا في مساعدة لبنان إلى الإنسحاب حاليا في ظل المعطيات السياسية الراهنة .

فإذا كان الواقع السياسي للدولة مشبوه في ظل القبول بالمساكنة بين الشرعي وغير الشرعي من الطقم السياسي الحاكم مما يجبرنا على العيش في غابة من السلاح فلا بد للتراشق بتهم الفساد بين المسؤولين أنفسهم من أن يصورهم بمغارة من اللصوص.

غابة من السلاح

رتل من اللصوص

كل شي مباح

مزور في النصوص

مزيد من الأرباح

تكتسح في إكتساح

جيوبهم تغوص

كل له جناح

يعلنه بإفتتاح

بالفساد مرصوص

يتباهى بالصلاح

فاق الديك وصاح

ليشرح المنقوص

وليصوب الرماح

في مطلع الصباح

ويحدد الحصوص

غابة من السلاح

رتل من اللصوص

كل شي مباح

مزور في النصوص.

 

اعترافات كوليت

سامر فرنجيّة/الحياة/10 آذار/18

لم أكن «كوليت فيانفي» عندما اتصل بي «إ. غ.». كنت مجرد إشارات على شاشة كمبيوتر، لا علاقة لي بمواضيع معقدّة كالترويج لفكرة السلام أو حل الدولتين. وبالتأكيد لم أسمع عن التطبيع آنذاك وما زلت اليوم لا أفهم تماماً ما تعني هذه الكلمة، على رغم ما يردده منذ سنوات بيار أبي صعب (من دون أن يلقى آذاناً صاغية) من أن الثقافة «مجال صراع حيوي واستراتيجي يوازي في خطورته المواجهة العسكرية» (جريدة الأخبار، ٢٧/١١/٢٠١٧).

كنت مجرد إشارات تُركّب وتنفك حسب حاجات شبكات التواصل، إلى أن التقيت بـ «إ. غ.»، فبدأ يغازلني، ويعدني بحياة مثيرة، فيها سفر إلى إسطنبول وربّما إلى لبنان، إلى فندق يدعى «البستان». لم أكن متأكدة من أن السفرة الأخيرة ستحصل، ولكنّه كان مقنعاً. غاص بمكبوته الجنسي ليقدّم لي شكلاً أكثر جاذبية من بضعة أرقام وإشارات. فأصبحت شقراء الشعر، طويلة، بيضاء، سويدية. لم أفهم لماذا أصرّ على أن أكون سويدية، ولم يكن يجيبني كلما سألته عن الموضوع. كان فقط يبتسم ويؤكد لي أنّه ليس فقط «هاكر» بل هو يفهم رغبات جمهوره جيداً.

سويديةً أصبحت. أدعى كوليت. وذاهبة إلى «البستان» يوماً ما.

عندما قدّمني «إ. غ.» إلى المقدّم سوزان الحاج في جهاز أمن الدولة كضابط في الموساد، بدأت أشك بأنني لست مجرّد دعابة جنسية. أعلن وهو فخور بنفسه بأنني جاهزة لأكون على علاقة بشاب يدعى زياد عيتاني. لم أكن أعرف من هو زياد، وبدوا هم أيضاً ضائعين عن أي زياد يتكلمون. ولكن كانت المقدّم مستعجلة، واثقة من قدرتها على الفبركة، وتريد الانتقام لسبب ما زلت أجهله. رسا القرار على الشاب المسرحي، وقيل إنّه سيكون مثلاً لجوقة الكتاب والمثقفين والناشطين الذين يمرحون من دون مراقبة على شبكات التواصل الاجتماعي. بدأت أخاف، وأفهم أن لا سفر إلى لبنان إلا لكي اعتقل. ولكن المقدّم الحاج طمأنتني وقالت لي إن لها أصدقاء عديدين في الإعلام سيرددون كالأقلام المأجورة أن «ما قبل زياد عيتاني ليس كما بعده». كنت مدركة أن جملة «ما قبل ليس كما بعد» هي التهديد المفضل للممانعين في لبنان، ولكنني كنت أريد أن أزور إسطنبول وإن لمرة واحدة. ضابطاً في الموساد أصبحت.

لم ألتق زياد في إسطنبول. فهو لم يفارق زوجته طيلة الرحلة، وبقيت أنا منتظرة في الفندق مع الـ٥٠٠ دولار وبعض الثياب الجديدة التي طلب مني «إ. غ.» أن أرشو بها زياد. بقيت وحيدة في كمبيوتر زياد، في المكان الذي تركني فيه «إ. غ.» ولم أر شيئاً من إسطنبول. حتى زياد لم يرَني وبقي يجهل محادثاتنا المفترضة، ما أثار الغيرة عندي. فشلت في المهمة وبدأت أخاف بأن تعيدني المقدّم إلى ما كنت قبل زياد عيتاني، أي مجرّد إشارات على شاشة كمبيوتر. لكنني اكتشفت سريعاً أن فشلي لم يردع ضباط أمن الدولة من اعتقال زياد وتعذيبه. كانوا يرددون اسمي وهم يضربونه ولكنه لم يكن يعرفني. أنا كنت أعرفه كـ «إ. غ.» فحسب وهكذا تواصلت معه. لكن صمته جعلني أشكك بهذه العلاقة وبوجودي كضابط للموساد.

بدأ التوتر يظهر على وجوه ضباط أمن الدولة. لا أحد خارج السجن شكّك بروايتهم، حتى أصدقاء زياد. لكنّ الوقت بدأ يطول وليس هناك من اعترافات مقنعة، على رغم تسريباتهم الكثيرة. اقترح أحدهم أن نشوش الأمور بإدخال جنس إلى القضية. فعمالة لإسرائيل وجنس في عواصم العالم وجوقة إعلاميين مرتزقة كفيلة بفبركة أكبر ملف. أخذ مني «إ. غ.» الـ٥٠٠ دولار وطلب مني أن ابتز زياد من خلال فيديوات جنسية. رفضت هذا الأمر أولاً. فكنت أريد أن أزور فندق «البستان» ولكن ليس بأي ثمن. غضبت المقدّم وأقفلت شاشة الكمبيوتر بتوتر. وعندما أعيد فتحه بعد يوم، قرأت عنوان جريدة التسريبات «زياد عيتاني يعدّل إفادته: تعاملت مع العدو مجاناً!» (رضوان مرتضى، جريدة الأخبار، ٢٨/١١/٢٠١٧). أحست بعنجهية المنتصر وهو يضع علامة التعجب في آخر العنوان. قلت لنفسي أن لا شيء أقبح من غضب منتصر يدرك أنه خسر.

بعد هذه اللحظة لم أعد أقاوم. فهمت أن جهاز أمن الدولة ربح. الجميع باتوا مقتنعين بهذه الرواية السخيفة، فمن أنا لكي أقاوم. بدأت أطلب من زياد معلومات لا تهمني، وعلى الأرجح لا تهم الموساد. سألته عن رجل يدعى عبدالرحيم مراد. ردّد ببعض الإجابات السطحية. من هو أصلاً عبدالرحيم مراد، ما زلت لا أعرف. طلبت منه أن يتقرّب منه، ربّما يصبحان صديقين. الصداقة مهمة في الحياة. سكت زياد وساد صمت مربك. سألته، ربّما لكسر هذا الصمت الثقيل، عن التحوّلات الديموغرافية في بيروت، وأنا أعرف أنّه مهتم ببيروت وأحيائها. نظر إلي مستغرباً وسكت. كل ما كنت أريده هو تخفيف التوتر. لم يجب. غضب مني ضابط في الأمن العام، فوضعني جانباً وبدأ يردد أسماء كتاب وتهم بتشكيل نواة سلام. لم أفهم ما إذا كان السلام شيئاً جيداً أو سيئاً، إلى حين صرخ الضابط الكلمة السرية: «تطبيع». سكت الجميع، وفهم زياد أنّه انتهى.

بعد هذه اللحظة، لم يعد يسمح لي بالخروج من مكتب المقدّم الحاج. لم أعد أفهم ما يحصل. بدأ التوتر يزيد مع مرور الأسابيع. فهمت أن هناك القليلين من الصحافيين الذين ما زالوا يملكون شجاعة التشكيك بهذه الرواية. كان هناك غضب شديد على مدونة صغيرة رفضت الانصياع وراء تهديدات الأمن. ومع الوقت، بدأ التوتر يتحوّل إلى هلع. كانت هناك إهانات بحق محكمة عسكرية تشكّك، ومن ثم بدأ الغضب ينفجر على جهاز أمن يدعى «المعلومات». وفي ليلة ما، دخلت زوجة «إ. غ.» إلى مكتب الحاج وتشاجرتا. لم يهمني موضوع خلافاتهما. كنت مصدومة بأن «إ. غ.» متزوج، وأنا مجرّد دعابة عنده. وفي يوم ما، لم تأت المقدّم الحاج إلى مكتبها، وبدأ ضباط يحاولون محوي من ملفاتهم، ولكن الوحيد الذي كانت عنده هذه القدرة كان «إ. غ.»، وهو أيضاً اختفى. بقيت سجينة في سجن أمن الدولة، إلى جانب زياد الذي بات اليوم محجوزاً لعدم إحراج جوقة من المجرمين الهواة.

قد يخرج زياد لكونه «بيروتياً وعروبياً وأصيلاً»، كما صرّح من قدّم الغطاء الأولي لسجنه. أما أنا، فلست بيروتية وعروبية وأصيلة ولا أحد سيحررني من سجني، لا متطلبات انتخابية ولا صراع للأجهزة. لا شيء سيمنع كوليت أخرى من الظهور أو زياد عيتاني ثانياً من الدخول إلى السجن، وذلك إلى أن تتحقق مقولة: ما قبل زياد ليس كما بعده. وهذا لن يحصل إلا مع استقالة من هو مسؤول عن هذا الجهاز، اللواء توني صليبا، ومن هو مسؤول عن هذا المسؤول. إن حصل هذا بمعرفتهم، فهم مسؤولون. أما إن حصل ذلك من دون معرفتهم، فالآتي أعظم. أما أنا، فسأبقى مسجونة في غرف التعذيب في فرع أمن الدولة.

 

خلافات لبنانية تعصف بمؤتمر باريس!

راجح الخوري/الشرق الأوسط/10 آذار/18

كل الإشارات والرسائل المبطنة التي وجهت إلى بيروت عشية مؤتمر «باريس 4»، الذي سيعقد في السادس من أبريل (نيسان) المقبل لدعم مشروعات الاستثمار في لبنان، لم تجد من يتوقف عندها، ويعمل بما يشجع الدول المانحة والمستثمرين، على المساهمة في ورشة واسعة من مشروعات البنى التحتية، التي أعدتها الحكومة، والتي تصل قيمتها إلى 16 مليار دولار. قبل أربعة أسابيع من موعد هذا المؤتمر المهم، تبدو الصورة اللبنانية مقلقة وملتبسة وفوضوية، في ظل النقاشات التي رافقت السعي لإقرار الموازنة الجديدة لعام 2018 ولو متأخرة، وكذلك في ظل الانقسامات العميقة بين المسؤولين، والتراشق بينهم بتهم السرقة والفساد على أعلى المستويات الوزارية، ثم التضارب بين وزير الداخلية نهاد المشنوق ووزير العدل سليم جريصاتي، بسبب قضية توقيف الممثل المسرحي زياد عيتاني لدى جهاز أمن الدولة بتهمة التعامل مع إسرائيل، وإعلان المشنوق أن التهمة لفقتها المقدم في الأمن الداخلي سوزان الحاج التي تم توقيفها، وسط اشتباك بين الداخلية المحسوبة على رئيس الحكومة سعد الحريري، والعدلة المحسوبة على رئيس الجمهورية ميشال عون!

يأتي هذا عشية استحقاقين مهمين جداً يتطلبان كثيراً من الشفافية والوضوح، في عمل السلطتين الأمنية والقضائية، للإيحاء بالثقة وبعث الاطمئنان، والمساعدة على ترسيخ الاستقرار، سواء على مستوى الأمن الداخلي المتصل بالانتخابات النيابية، التي يفترض طبعاً أن تتم بحراسة أجهزة الأمن التي تضمن الحرية للمقترعين وحركتهم، وعلى مستوى الأجهزة القضائية التي يفترض أن تسهر على نزاهة العملية الانتخابية ونتائجها!

ولكن إذا كانت العلاقة التفاعلية بين سلطتي الأمن والقضاء تشكل ضرورة قصوى للعملية الانتخابية وللانتظام العام في البلاد، فإنهما تشكلان حاجة أساسية بالنسبة إلى المستثمرين، الذين يراهن لبنان على أن يساهموا في المشروعات التي أعدها ليعرضها في مؤتمر باريس، فالمستثمر يريد أن يركن إلى أن هناك أمناً يصون مصالحه، وقضاء يضمن حقوقه. صحيح أن الرئيسين عون والحريري سارعا إلى لفلفة شظايا الاشتباك بين وزيري الداخلية والعدل، بالدعوة إلى حصر موضوع الممثل عيتاني والمقدم الحاج بالقضاء؛ لكن ذلك لم يوقف اللغط حول الموضوع بسبب حدة اللغة بين الوزيرين، والإيحاءات التي ربطت القضية بالمسألة الانتخابية، فبعدما أشار المشنوق إلى «الحاقدين والأغبياء والطائفيين»، داعياً الشعب اللبناني إلى «الاعتذار من الممثل عيتاني البيروتي الأصيل والعروبي» رد جريصاتي بالقول: «إن الشعب اللبناني لا يعتذر من أحد، ولا يليق بأي مسؤول تقديم أوراق الاعتماد الانتخابية من طريق الاعتذار... ويلعن أبو الصوت التفضيلي»، وهو ما يجعل الموضوع مسألة ملاكمة أمنية قضائية في صلب المعركة الانتخابية.

ولعل هذا ما دفع النائب وليد جنبلاط إلى التغريد على «تويتر»: «اعتذروا أنتم يا أهل السلطة من هذه الفضيحة الأمنية والقضائية واستقيلوا... أنتم تعرضون الأمن الوطني بجهلكم للخطر»!

لكن المسألة لا تتوقف عند تداعياتها الداخلية المؤذية اتصالاً بالعملية الانتخابية فحسب؛ بل تأتي عشية مؤتمر باريس، وما زاد من تعقيد الصورة اندلاع اشتباك آخر بين وزير المال علي الخليل ووزير العدل جريصاتي، على خلفية أزمة الكهرباء، والتراشق بتهم الفساد والسرقة التي بلغت حداً لا يثير قنوط اللبنانيين ويأسهم فحسب؛ بل حذر الدول التي يريدها لبنان أن تشارك في مؤتمر الاستثمار الذي يراهن عليه.

والمثير أن هذه الاشتباكات حول الفساد بين المسؤولين، تأتي متوازية مع المساعي المعقدة والصعبة التي ترافق عملية ضبط موازنة الدولة، بحيث تستجيب نسبياً لشروط الدول المانحة، التي سبق لها أن طالبت لبنان بمروحة من الإصلاحات ولم ينفذها، ولهذا كانت الحكومة جاهدة في العمل لتخفيض نسبة عشرين في المائة من موازنة 2018. وكان التراشق بتهم السرقة والفساد، مضافاً طبعاً إلى الاتهامات بين جناحي الأمن والقضاء، يلقي جواً من الشكوك التي ترافق المساعي المبذولة لإنجاح مؤتمر باريس.

تأتي كل هذه الفوضى اللبنانية بعدما كانت «مجموعة دعم لبنان» التي اجتمعت في باريس في 7 ديسمبر (كانون الأول) من العام الماضي، قد أصدرت بياناً صريحاً وواضحاً، دعا المسؤولين اللبنانيين وجميع الأطراف إلى «تسريع برنامج الإصلاح الحكومي، لتمكين كل المؤسسات اللبنانية والكيانات الاقتصادية والمواطنين من تحقيق الاستقرار السياسي والاقتصادي، داخل دولة تضطلع بدورها كاملاً في مناخ من الديمقراطية والشفافية»!

ولكن أين هي الديمقراطية؟ وأين هي الشفافية وسط هذه الاشتباكات المحمومة بين المسؤولين على أعلى المستويات عشية استحقاقين: الانتخابات ومؤتمر باريس؟ وهل من المستغرب أن تجمع التقارير على أن المراجع الدبلوماسية المعتمدة في لبنان تتوقف ملياً وبكثير من الاستغراب، عند هشاشة الوضع السياسي وانعدام التنسيق والتعاون بين المسؤولين في الحكومة، ولهذا بدأ عدد من سفراء الدول المشاركة في مؤتمر باريس يتساءل عن الجدوى والفائدة من إعطاء المساعدات لدولة منهمكة في الاشتباكات بين مكوناتها ومسؤوليها؟

والمثير أكثر أن المسؤولين لم يتوقفوا مثلاً أمام خطورة التقرير الفاضح، الذي كانت مجلة «لوبسرفاتور» الفرنسية قد نشرته في الخامس من فبراير (شباط) الماضي، والذي جاء في ثماني صفحات، وقد أعده خمسة من المختصين، أمضوا أسبوعين في بيروت، وقابلوا سراً مسؤولين في الوزارات وفي المصارف، وفيه أن ديون لبنان ستبلغ في نهاية هذه السنة 86 مليار دولار!

وفي حين يتراشق الوزراء بتهم السرقة والفساد، يشير تقرير المجلة إلى كيفية سرقة وإهدار الأموال العامة وحصول عجز مقصود، وعدم قيام المسؤولين على مدى ثلاثين عاماً بمعالجة أزمة الدين العام حتى يومنا هذا، وإلى أن سياسيين وفاعليات سياسية وأحزاباً حققت المليارات، وألزمت لبنان بأن تبلغ ديونه هذا المستوى الفلكي! صندوق النقد الدولي بدوره، كان قد قرع جرس الإنذار في وجه الدولة اللبنانية في تقريره الأخير، عندما قال: «إن مسار الدين العام ليس مستداماً، ولا مفر من إجراء عملية كبيرة للضبط المالي تحافظ على إطار السياسة الاقتصادية الحالي»، وجاء تقريره أيضاً عشية مؤتمر باريس، ولهذا تحوّلت عملية السعي إلى تخفيض الموازنة بنسبة عشرين في المائة إلى معاناة حقيقية على خلفية خانقة تماماً؛ لأن معظم أرقامها غير قابل للخفض؛ لأنها تذهب إلى الرواتب وإلى خدمة الدين العام، وإلى دعم بالوعة الكهرباء، وهو ما يشكل الجزء الأكبر من قيمتها.

لكن السؤال الأساسي الذي يطرح الآن في بيروت وفي أوساط «مجموعة دعم لبنان»، إذا كانت الموازنة تواجه هذه المصاعب، أليس المطلوب من المسؤولين على كل المستويات قليلاً من الاتزان والحذر، بدلاً من المضي في الخلافات والاستمرار في الحفر؛ لأن من يكون في الحفرة عليه طبعاً أن يتوقف عن الحفر؟

 

أيام ماراتونية الأسبوع المقبل/سباق الرئيس الحريري بين المؤتمرات والإنتخابات

الهام فريحة/الأنوار/10 آذار/18

أسبوع طويل جداً للرئيس سعد الحريري يبدأ غداً الأحد ويمتدُّ حتى آخر الأسبوع المقبل.

غداً الأحد، الأنظار موجهة إلى مجمع "البيال" حيث سيتمُّ إعلان مرشَّحي تيار المستقبل من أقصى الجنوب، إلى أقصى الشمال، مروراً بالعاصمة بيروت، فالجبل، فالبقاع، وستكون للرئيس سعد الحريري كلمة يُترجم فيها البرنامج الإنتخابي لتيار المستقبل والقائم على مرجعية الدولة ووجوب تقويتها.

اللافت في لائحة الرئيس الحريري في بيروت أنَّها ستضمُّ وجهاً نسائياً هو رلى الطبش، كما أنَّها ستضمُّ إبن الشهيد وليد عيدو زاهر عيدو.

أصداء مدوية ستكون لإعلان مرشحي تيار المستقبل، خصوصاً أنَّ هذه المرة لن تكون هناك "ودائع نيابية أو جوائز ترضية"، ما يعني أنَّ الكتلة التي ستولد لاحقاً بعد الإنتخابات ستكون منسجمة إلى حدٍّ كبير.

مباشرة بعد إعلان المرشحين، يُتوقَّع أن يترأس الرئيس الحريري الإجتماع العاشر للجنة الوزارية المكلفة درس مشروع موازنة العام 2018، كاملاً، تمهيداً لإحالته إلى مجلس الوزراء.

بعد غد الإثنين، وعلى أبعد تقدير الثلاثاء، ينعقد مجلس الوزراء لدرس الموازنة، وقد جرى تقديم موعد الجلسة لأنَّ الرئيس الحريري سيغادر بيروت إلى إيطاليا مساء الثلاثاء، للمشاركة في مؤتمر روما المخصَّص لدعم الجيش اللبناني.

التحدي في الموازنة سيكون من خلال القدرة على خفض الإنفاق فيها، ما تم الوعد به وهو 20 في المئة، ولكن هل سيكون بالإمكان القيام بهذه الخطوة الجبارة؟

بعد إنجاز الموازنة يُتوقَّع أن يكون هناك مؤتمر صحافي للرئيس الحريري لشرح تفاصيلها، ولتقديم توضيحات عن "التقشف المتواضع" الذي ساد بعض أرقامها.

هكذا سيكون الأسبوع الطالع حافلاً بكل أنواع الإجتماعات واللقاءات، وفي منتصفه ستكون البلاد على موعد مع بدء الدورة العادية لمجلس النواب، وهي آخر دورة عادية لمجلس الـ2009 حيث في السادس من أيار يولد المجلس الجديد.

في الدورة العادية لمجلس النواب والتي ستبدأ بعد أسبوع، سيكون البند الرئيس على جدول أعمالها الموازنة العامة للعام 2018، ومن المحتمل جداً أن تناقش وتتم المصادقة عليها قبل "سيدر – 1" و "باريس – 4"، فيحملها معه الرئيس سعد الحريري في السادس من نيسان المقبل، ليقول للمشاركين في المؤتمر:

"ها إنَّ لبنان وفى بوعده وأقرَّ الموازنة التي كانت أحد شروط إنعقاد مؤتمر "سيدر – 1"، كما أنَّ الموازنة لحظت بعض الإصلاحات ولا سيَّما منها خفض بعض الإنفاق".

هكذا سيعود الرئيس الحريري من روما، فيما فريق عمله سيكون قد شارف على الإنتهاء من إنجاز ملفات "باريس – 4" المتضمنة طلب التمويل للبنى التحتية، وبعد ذلك يبدأ سباق الأمتار المئة الأخيرة للوصول إلى اليوم الكبير في السادس من أيار.

 

خطر الأقلام

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/10 آذار/18

يتردد دائماً أن الإمبراطورية العثمانية منعت دخول المطابع إلى أراضيها خوفاً من أثر الكتاب والكلمة المطبوعة. ولكن أوروبا سبقتها إلى ذلك. ومارست أميركا الرقابة كما مارسها الاتحاد السوفياتي، ولكن طبعاً ليس بالدرجة نفسها. وكانت أشهر قصص الرقابة في روسيا مع الشاعرة الكبيرة آنا أحمدوفا، التي أعدم ستالين زوجها، وأرسل ابنها إلى السجن. فصارت تكتب الشعر على ورقة، وتستظهر القصيدة غيباً، ثم تمزق الورقة لكي لا يبقى من الشعر أثر عندما تحضر الشرطة السرية للتفتيش. وعندما خشيت أن تضيق ذاكرتها، أصبحت تستعين بصديقاتها من المغنيات والممثلات المدربات على الحفظ. وعندما قام المفكر البريطاني أشعيا برلين بزيارتها في بطرسبرغ، وجد أنها تعيش في منزل واحد مع بضعة أفراد بينهم زوجها السابق. ودامت سهرته عندها حتى الصباح، ولم يكن لديها ما تقدمه له سوى رأس من البطاطا المسلوقة، وكان الفقر يغمر المكان.

ذلك المساء ألقت أمامه أشهر قصائدها «النشيد الجنائزي»، التي بقيت تدور في روسيا من بيت إلى بيت من دون أن تطبع إلى ما بعد وفاة ستالين بأكثر من عشرين عاماً. وكان المنشق الروسي الآخر ألكسندر سولجنتسين أكثر حظاً بادئ الأمر، إذ سمح بطبع كتبه التي لقيت على الفور انتشاراً مذهلاً. كان هدف الحكومة من السماح الحؤول دون أن يذهب إلى «النشر الخارجي» الذي غمر البلاد، وسوف يقال فيما بعد إنه كان أحد الأسباب الرئيسية في انهيار الاتحاد السوفياتي.

التقت أحمدوفا سولجنتسين عام 1962 بعد 17 عاماً على موت الرعب الأكبر. وروى لها كيف أمضى 8 سنوات في السجن لأنه أتى على ذكر ستالين بطريقة تحط من قدره، في رسالة كتبها إلى صديق له. ووصل الأمر بالكتّاب والمفكرين إلى أنهم أصبحوا يخشون من أن تدخل الشرطة السرية إلى أدمغتهم وأحلامهم.

أخيراً، انتقل شعر أحمدوفا من الذاكرة، كما في أيام الجاهلية وحمّاد الراوية، إلى الورق والحبر. وخارج روسيا دارت المطابع، وخصوصاً في ألمانيا، تحمل شعرها الحزين والجميل. لكن حتى مجيء غورباتشوف، ظل الكتاب غير المرضي عنه يعامل كالوباء أو المخدرات. وأهم ما أذكر من رحلتي إلى موسكو عام 1972 أن ضابط الجمرك الذي عليه علامات الفودكا، طلب مني أقلامي. ربما لكي يكتب الشعر.

 

خلافات لبنانية تعصف بمؤتمر باريس!

راجح الخوري/الشرق الأوسط/10 آذار/18

كل الإشارات والرسائل المبطنة التي وجهت إلى بيروت عشية مؤتمر «باريس 4»، الذي سيعقد في السادس من أبريل (نيسان) المقبل لدعم مشروعات الاستثمار في لبنان، لم تجد من يتوقف عندها، ويعمل بما يشجع الدول المانحة والمستثمرين، على المساهمة في ورشة واسعة من مشروعات البنى التحتية، التي أعدتها الحكومة، والتي تصل قيمتها إلى 16 مليار دولار. قبل أربعة أسابيع من موعد هذا المؤتمر المهم، تبدو الصورة اللبنانية مقلقة وملتبسة وفوضوية، في ظل النقاشات التي رافقت السعي لإقرار الموازنة الجديدة لعام 2018 ولو متأخرة، وكذلك في ظل الانقسامات العميقة بين المسؤولين، والتراشق بينهم بتهم السرقة والفساد على أعلى المستويات الوزارية، ثم التضارب بين وزير الداخلية نهاد المشنوق ووزير العدل سليم جريصاتي، بسبب قضية توقيف الممثل المسرحي زياد عيتاني لدى جهاز أمن الدولة بتهمة التعامل مع إسرائيل، وإعلان المشنوق أن التهمة لفقتها المقدم في الأمن الداخلي سوزان الحاج التي تم توقيفها، وسط اشتباك بين الداخلية المحسوبة على رئيس الحكومة سعد الحريري، والعدلة المحسوبة على رئيس الجمهورية ميشال عون!

يأتي هذا عشية استحقاقين مهمين جداً يتطلبان كثيراً من الشفافية والوضوح، في عمل السلطتين الأمنية والقضائية، للإيحاء بالثقة وبعث الاطمئنان، والمساعدة على ترسيخ الاستقرار، سواء على مستوى الأمن الداخلي المتصل بالانتخابات النيابية، التي يفترض طبعاً أن تتم بحراسة أجهزة الأمن التي تضمن الحرية للمقترعين وحركتهم، وعلى مستوى الأجهزة القضائية التي يفترض أن تسهر على نزاهة العملية الانتخابية ونتائجها!

ولكن إذا كانت العلاقة التفاعلية بين سلطتي الأمن والقضاء تشكل ضرورة قصوى للعملية الانتخابية وللانتظام العام في البلاد، فإنهما تشكلان حاجة أساسية بالنسبة إلى المستثمرين، الذين يراهن لبنان على أن يساهموا في المشروعات التي أعدها ليعرضها في مؤتمر باريس، فالمستثمر يريد أن يركن إلى أن هناك أمناً يصون مصالحه، وقضاء يضمن حقوقه. صحيح أن الرئيسين عون والحريري سارعا إلى لفلفة شظايا الاشتباك بين وزيري الداخلية والعدل، بالدعوة إلى حصر موضوع الممثل عيتاني والمقدم الحاج بالقضاء؛ لكن ذلك لم يوقف اللغط حول الموضوع بسبب حدة اللغة بين الوزيرين، والإيحاءات التي ربطت القضية بالمسألة الانتخابية، فبعدما أشار المشنوق إلى «الحاقدين والأغبياء والطائفيين»، داعياً الشعب اللبناني إلى «الاعتذار من الممثل عيتاني البيروتي الأصيل والعروبي» رد جريصاتي بالقول: «إن الشعب اللبناني لا يعتذر من أحد، ولا يليق بأي مسؤول تقديم أوراق الاعتماد الانتخابية من طريق الاعتذار... ويلعن أبو الصوت التفضيلي»، وهو ما يجعل الموضوع مسألة ملاكمة أمنية قضائية في صلب المعركة الانتخابية.

ولعل هذا ما دفع النائب وليد جنبلاط إلى التغريد على «تويتر»: «اعتذروا أنتم يا أهل السلطة من هذه الفضيحة الأمنية والقضائية واستقيلوا... أنتم تعرضون الأمن الوطني بجهلكم للخطر»!

لكن المسألة لا تتوقف عند تداعياتها الداخلية المؤذية اتصالاً بالعملية الانتخابية فحسب؛ بل تأتي عشية مؤتمر باريس، وما زاد من تعقيد الصورة اندلاع اشتباك آخر بين وزير المال علي الخليل ووزير العدل جريصاتي، على خلفية أزمة الكهرباء، والتراشق بتهم الفساد والسرقة التي بلغت حداً لا يثير قنوط اللبنانيين ويأسهم فحسب؛ بل حذر الدول التي يريدها لبنان أن تشارك في مؤتمر الاستثمار الذي يراهن عليه.

والمثير أن هذه الاشتباكات حول الفساد بين المسؤولين، تأتي متوازية مع المساعي المعقدة والصعبة التي ترافق عملية ضبط موازنة الدولة، بحيث تستجيب نسبياً لشروط الدول المانحة، التي سبق لها أن طالبت لبنان بمروحة من الإصلاحات ولم ينفذها، ولهذا كانت الحكومة جاهدة في العمل لتخفيض نسبة عشرين في المائة من موازنة 2018. وكان التراشق بتهم السرقة والفساد، مضافاً طبعاً إلى الاتهامات بين جناحي الأمن والقضاء، يلقي جواً من الشكوك التي ترافق المساعي المبذولة لإنجاح مؤتمر باريس.

تأتي كل هذه الفوضى اللبنانية بعدما كانت «مجموعة دعم لبنان» التي اجتمعت في باريس في 7 ديسمبر (كانون الأول) من العام الماضي، قد أصدرت بياناً صريحاً وواضحاً، دعا المسؤولين اللبنانيين وجميع الأطراف إلى «تسريع برنامج الإصلاح الحكومي، لتمكين كل المؤسسات اللبنانية والكيانات الاقتصادية والمواطنين من تحقيق الاستقرار السياسي والاقتصادي، داخل دولة تضطلع بدورها كاملاً في مناخ من الديمقراطية والشفافية»!

ولكن أين هي الديمقراطية؟ وأين هي الشفافية وسط هذه الاشتباكات المحمومة بين المسؤولين على أعلى المستويات عشية استحقاقين: الانتخابات ومؤتمر باريس؟ وهل من المستغرب أن تجمع التقارير على أن المراجع الدبلوماسية المعتمدة في لبنان تتوقف ملياً وبكثير من الاستغراب، عند هشاشة الوضع السياسي وانعدام التنسيق والتعاون بين المسؤولين في الحكومة، ولهذا بدأ عدد من سفراء الدول المشاركة في مؤتمر باريس يتساءل عن الجدوى والفائدة من إعطاء المساعدات لدولة منهمكة في الاشتباكات بين مكوناتها ومسؤوليها؟

والمثير أكثر أن المسؤولين لم يتوقفوا مثلاً أمام خطورة التقرير الفاضح، الذي كانت مجلة «لوبسرفاتور» الفرنسية قد نشرته في الخامس من فبراير (شباط) الماضي، والذي جاء في ثماني صفحات، وقد أعده خمسة من المختصين، أمضوا أسبوعين في بيروت، وقابلوا سراً مسؤولين في الوزارات وفي المصارف، وفيه أن ديون لبنان ستبلغ في نهاية هذه السنة 86 مليار دولار!

وفي حين يتراشق الوزراء بتهم السرقة والفساد، يشير تقرير المجلة إلى كيفية سرقة وإهدار الأموال العامة وحصول عجز مقصود، وعدم قيام المسؤولين على مدى ثلاثين عاماً بمعالجة أزمة الدين العام حتى يومنا هذا، وإلى أن سياسيين وفاعليات سياسية وأحزاباً حققت المليارات، وألزمت لبنان بأن تبلغ ديونه هذا المستوى الفلكي! صندوق النقد الدولي بدوره، كان قد قرع جرس الإنذار في وجه الدولة اللبنانية في تقريره الأخير، عندما قال: «إن مسار الدين العام ليس مستداماً، ولا مفر من إجراء عملية كبيرة للضبط المالي تحافظ على إطار السياسة الاقتصادية الحالي»، وجاء تقريره أيضاً عشية مؤتمر باريس، ولهذا تحوّلت عملية السعي إلى تخفيض الموازنة بنسبة عشرين في المائة إلى معاناة حقيقية على خلفية خانقة تماماً؛ لأن معظم أرقامها غير قابل للخفض؛ لأنها تذهب إلى الرواتب وإلى خدمة الدين العام، وإلى دعم بالوعة الكهرباء، وهو ما يشكل الجزء الأكبر من قيمتها.

لكن السؤال الأساسي الذي يطرح الآن في بيروت وفي أوساط «مجموعة دعم لبنان»، إذا كانت الموازنة تواجه هذه المصاعب، أليس المطلوب من المسؤولين على كل المستويات قليلاً من الاتزان والحذر، بدلاً من المضي في الخلافات والاستمرار في الحفر؛ لأن من يكون في الحفرة عليه طبعاً أن يتوقف عن الحفر؟

 

قد يتدهور الوضع مع إيران قبل أن يعتدل!

محمد الرميحي/الشرق الأوسط/10 آذار/18

قضيت ردحاً من الزمن أشاهد منظراً يستفز الإنسان السوي، حيث السفير اللبناني في الكويت يسير في ركاب السفير السوري، أينما ذهب الأخير أو حل، كان ذلك في معظم سنوات الربع الأخير من القرن العشرين، وكان الأول كثيراً ما يوافق علناً في ديوانيات الكويت على ما يقوله الثاني في الشؤون العامة، دون اختلاف ولو بسيط.. كان المنظر مؤلماً حقاً. وإذا أخذنا ذلك المثال وتصورنا تطبيقه في المستقبل، فليس من الغريب أن يصحب السفير الإيراني كُلاً من سفراء لبنان وسوريا والعراق خلفه في بعض عواصم العالم، ليؤمّنوا جميعهم على رأي السيد السفير المفوه، في كل شاردة وواردة، هذا إذا تحققت حيازة «حزب الله» اللبناني على مقاعد وازنة في الانتخابات القادمة، (فيلحق لبنان) بحكم الفقيه، ومن جهة أخرى إذا انتصر النظام السوري في حربه ضد شعبه (وهذا افتراض)، (فسوف يلتحق السفير السوري بركب الاثنين)، وإذا حصل انتصار للقوى الإيرانية في العراق (وهذا احتمال ممكن في الانتخابات القادمة) وحصل مؤيدوها على ثقل وازن، وقتها سوف يلحق السفير العراقي بالركب! كل ذلك السيناريو هو أحد الاحتمالات الممكنة، ولكنها بالتأكيد ليست المؤكدة ولا الدائمة، إلا أن مؤشراتها للتحوط لا بد أن تقرأ، فاليوم علناً يعلن «حزب الله» أنه تابع دون قيود إلى الولي الفقيه، كما أن الحشد الشعبي العراقي الموالي لطهران، يمول مباشرة (كما قررت الميزانية التي اعتمدت في بغداد مؤخراً) من الدولة العراقية الرسمية، ويأتمر بأوامر (مندوب الولي الفقيه)، أما الصورة التي نشرت للسيد حسن نصر الله (بالملابس الإفرنجية) مع قاسم سليماني في دمشق مؤخراً، فهي أعظم كثيراً من ألف مقالة تشير إلى ذلك التعاضد والتبعية! أما الخبر الذي جاء من تركيا بأن (ثلاثة من العراقيين) ربما كانوا تابعين لأجهزة طهران، حاولوا تفجير السفارة الأميركية في أنقرة! ذلك حجر آخر يضاف إلى كومة الأحجار التي تنبئ إلى أين وصلت طهران في تجنيد العرب، واللعب على كل الحبال، حتى حبل الوفاق التركي – الإيراني، الهش.

الافتراض الأساسي في طهران أنهم قادرون على تجنيد بعض العرب لتحقيق أجندة طهران في أوطانهم العربية وفي أماكن أخرى، ويجري التجنيد تحت كثير من الأوهام، منها (نصرة المستضعفين) وغيرها من الشعارات! هذا الافتراض على النخبة الإيرانية الممسكة بالقرار في طهران، أن تعيد النظر فيه ويتم تمحصيه؛ لأنه في الواقع المعيش هو (قراءة خاطئة للمشاعر الوطنية العامة) سواء اللبنانية والسورية والعراقية واليمنية، وأي مشاعر عربية، فهي - أي الأخيرة - في الغالب الأعم متمسكة بوطنيتها، كما تمسك اللبنانيون (في حالة المثال السابق) بلبنانيتهم، بعضهم سار في ركاب سوريا خوفاً أو استضعافاً، ولكن المشاعر الدفينة (الوطنية اللبنانية) سرعان ما ظهرت في شكل جحافل من الناس، تنادي بالتخلص من السيطرة السورية، وعلم العالم كيف أن سوريا (الأسد) أخرجت قواتها وقتها بليل من لبنان!

إذا استمرت طهران في القراءة الخاطئة للمشاعر الوطنية العربية، فهي كالنعامة لا تريد أن ترى الصياد! فتدفن رأسها في الرمال. الدولة الوطنية العربية وجدت لتبقى، وهذا المال الإيراني الذي يبعثر اليوم على منصات إعلامية ودبلوماسية وتعبوية، هو مال أحق به الشعوب الإيرانية؛ لأنه يبعثر فيما لا طائلة منه، المسيرات المؤجرة في لندن، والأبواق المعدة في بيروت، والحشود العسكرية في سوريا، وكثرة (الخبراء) في العراق، كل ذلك في المنظور التاريخي مؤقت، هو بالضرورة كذلك!

فهم طهران الخاطئ حتى في العلاقات الدولية واضح للعيان، فإفشال مهمة وزير الخارجية الفرنسي، الذي توجه لطهران بقرار شبه أوروبي ومباركة أميركية، بطلب واضح، أن تتوقف عن إنتاج السلاح الباليستي وتوزيعه في الجوار، كما تكف يدها عن العبث في الجوار العربي، ذاك الرفض يعزز تلك القراءات الخاطئة. ويذكرنا هذا الاجتماع بين وزير الخارجية الفرنسي، ووزير الخارجية الإيراني (مع اختلاف في الشكل) باجتماع عقد تقريباً قبل ثلاثة عقود، بين وزير خارجية صدام حسين طارق عزيز، ووزير خارجية الولايات المتحدة جيمس بيكر، في 9 يناير (كانون الثاني) 1991 في جنيف، عندما رفض الأول فهم الرسالة المقدمة إليه، ويعود التاريخ من جديد ليرتب مجموعة تداعيات على الفهم الخطأ والقراءة المبتسرة للموقف الغربي من قبل الإدارة الإيرانية.

قد يسوء الوضع قبل أن ينفرج في العلاقات الشائكة بين رغبة النظام الإيراني في التمدد والهيمنة، وبين الرغبة الطبيعية في التحرر لدى الشعوب العربية، الأخيرة لا يمكن إطفاؤها بالمال والشعارات، ولا يمكن حتى اعتبار الاستزلام من البعض، هو رأي غالبية المواطنين. التاريخ خير دليل على أن هناك جزءاً من الشعب قد يخضع إلى المهيمن الغازي، ولكن ليس كل الشعب، وليس كل الوقت. تعاون بعض الفرنسيين مع أدولف هتلر؛ بل وشكلوا حكومة موالية له، إلا أن جذوة المقاومة في فرنسا تنامت حتى طردت جحافل هتلر ومن ناصرهم من الفرنسيين من الأرض الفرنسية. وهكذا في التاريخ يخضع البعض لأسباب مختلفة لبعض الوقت، لهيمنة دولة أخرى، ولكن ليس الكل، وليس بشكل دائم، في النهاية من يتبع هوى وسياسة تلك الدولة يصبح (خائناً) في نظر أهله، ويلفظه التاريخ.

المشهد السياسي العربي ملتبس اليوم، ذاك ما يشجع النظام الإيراني على التوغل في المشهد العربي، إلا أن المشهد العالمي واضح، فليس من المقبول في القرن الحادي والعشرين إقامة حكومات (عقائدية - تبشيرية)، هذا الزمان لا يحتمل ذلك، إنه ضد التاريخ، ومفارقة للمصالح التي استقر عليها التقدم الإنساني، فتلك الحكومات العقائدية - التبشيرية، لا توفر المسكن والعمل ولا الحريات، وهي المطالب الإنسانية العامة في زماننا!

على مقلب آخر، فإن الافتراض الذي يجب التوقف عنده، هو التهديد العلني من قبل النظام الإيراني للعالم: «إن غيرتم صيغة الاتفاق (النووي) الذي توصلت إليه إيران مع الدول الخمس، فسوف نعود إلى إنتاج سلاح نووي!».. هذا التهديد المعلن أو المبطن لا يساوي ثمنه على أرض الواقع، حتى لو حصلت إيران على ذلك السلاح، فهي سوف تستخدمه ضد من؟ أرى أنه في وقت ما ليس ببعيد، سيقول الرأي العام الدولي لإيران: «سوف ننسحب من الاتفاق، ونفذوا تهديدكم!»، لنرى إلى أين سوف تصلون!

الورقة الأوروبية التي رُفضت من طهران، كما حدث في الأسبوع الماضي، تزيد من ضبابية القراءة الإيرانية للمشهدين الدولي والعربي. في نهاية المطاف تستطيع إيران أن تفرح بأزلامها اليوم، إلا أن هذا الفرح مؤقت، كما شهد التاريخ مراراً، هو كفرح أدولف هتلر باجتياح أوروبا لا أكثر. في المدى القصير، سوف تتدهور العلاقة مع طهران، في المدى المتوسط سوف تكتشف طهران أن مسارها معاكس للتاريخ ولمصالح الشعوب وفخرهم الوطني، وقتها لن تعرف من تحارب وفي أي مكان.

آخر الكلام: الدم العراقي والسوري واليمني المسفوك بقرار من طهران وحلفاء لها، هي دماء عربية عزيزة، وقد تعصف لعنة الدم تلك ببقاء هذا النظام، الذي يراه العالم - مهما تجمل - أنه نظام يساند الإرهاب بأشكاله المختلفة.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

بيان صادر عن  المجلس الوطني لثورة الأرز "[ الجبهة اللبنانية ]

10 آذار/18

عقد " المجلس الوطني لثورة الأرز "[ الجبهة اللبنانية ] ، إجتماعه الأسبوعي في مقرّه العام برئاسة أمينه العام ومشاركة أعضاء المكتب السياسي ، وإستعرضوا الشؤون السياسية والإجتماعية والأمنية والإقتصادية ... المدرجة على جدول الأعمال ، وفي ختام الإجتماع أصدروا البيان التالي :

1. يأسف المجتمعون لتلك الحالة السياسية المهترئة الممارسة من قبل السلطة الحاكمة والتي للأسف تخضع لسيطرة إقليمية خارجية، ويبقى قرارها مسخّرًا لمصلحة حزب الله ، ولقدرة هذا الحزب المتمادي في مخالفة القوانين اللبنانية ومنها تحديدًا قانون الأحزاب والجمعيات رقم 1909 ، والتعميم رقم 10 / إم / 2006، الصادر بتاريخ 19/5/2006 ، وقانون الدفاع الوطني ونص إتفاق الطائف لناحية حل الميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية ، ونصوص القرارات الدولية ذات الصلة بالقضية اللبنانية . ويعتبر المجتمعون أنّ لهذا الحزب القدرة القوّية على مخالفة قرارات الدولة . ويلحظ المجتمعون أنّ الوضع ما بعد الإنتخابات لن يختلف عمّا هو عليه حاليًا والأسباب عديدة نذكر منها القانون المعمول به حاليًا ، ومن عجائبه بدعة اللوائح المعلّبة والصوت التفضيلي ، وبالتالي ستكون النتائج لصالح حزب الله ، وليس للدولة التي يجب أن تقوم بعد الإنتخابات والتي من المفترض أن تتحمّل تبعة تصرفات حزب الله . إنّ المجتمعين يُطالبون القوى الحُرّة والمؤمنة بلبنان سيّد مستقل غير تابع لأي محور بتوحيد الجُهْد لقيام دولة قوية قادرة على بسط سلطتها وسيادتها على كل أراضيها ، بحيث لا تكون دولة سواها ولا قوانين غير قوانينها ولا سلاح غير سلاحها ، وإلاّ لبنان سيُصبح مهدَدًا بالسقوط أمام الرياح العاتية التي ستطاله ، ناهيك عن وضع إقتصادي يُشارف على الإفلاس معطوف على فساد مستشري في كل إدارات الدولة . ويتخوّف المجتمعون من خطورة أزمة سياسية مفتوحة على كل الإحتمالات أو بضربة إقتصادية ومالية ، ويأمل المجتمعون من سيّد صرح بكركي الذي أعطيَ له مجد لبنان التَنّبُه لخطورة المرحلة وعليه أن يتداركها مع كل قيادي شريف غيور لإنضاج تسوية تؤمن الحد الأدنى من الإستقرار وذلك من خلال التواصل المباشر مع القواعد الشعبية وتوعيتها على خطورة المرحلة الراهنة ومُطالبة الرأي العام الفاعل والواعي للتصويت ضمن الإمكانات المتاحة لإيصال مجموعة سياسية إلى المجلس النيابي تكون نوّاة للمعارضة لتصويب الوضع السياسي العام في البلاد ، علمًا أنّ هناك العديد من الأفرقاء اللبنانيين ومنهم أعضاء في المكتب السياسي في المجلس الوطني لثورة الأرز يستطيعون إبقاء مظلة دولية لتحمي الإدارات الرسمية في لبنان من جشع المسؤولين الحاليين ومن خطر ما يخططون له للإدارات الرسمية وفي طليعتها المجلس النيابي . وفي حال وافقت بكركي على هذه الخطة سيقوم في لبنان شبه دولة لها قرارها وحدها ومن يُخالفها يواجه بالطرق القانونية والدستورية لا أنّ يُخالف قراراتها ويظل شريكًا قويًا يرسم سياستها ويُخضعها لمواجهة قوى دولية . إنّ المجتمعين يوجهون النداء الأخير ومن خلال هذا البيان الأسبوعي لغبطة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي وسائر الأساقفة الموارنة وكافة رجال الدين للإستفادة من الإستحقاق الإنتخابي لإيصال عدد صغير من النوّاب إلى الندوة النيابية والعمل على إقامة دولة لا دولة سواها ولا سلاح غير سلاحها ، ولها وحدها حق إتخاذ القرارات ولا سيّما موضوعي الحرب والسلم ، وإلاّ لبنان سيخسر حضوره وسيواجه ازمات عاتية لا طاقة لها على تحمّلها .. إنّ المجتمعين يتمنّون من السادة الكرام التجاوب مه هذا النداء ويعتبرون أنفسهم في طليعة المدافعين عن الدولة ومؤسساتها ويتمنّون من البطريرك مواكبتهم قولاً وفعلاً ، لأنّ الأوضاع إنْ إستمرّت على ما هي عليه ستذهب إلى المجهول .

2. إطلع المجتمعون على تقرير أعدّه أحد أعضاء المكتب السياسي عن إستحقاقات خطيرة تحمل إحتمالات مختلفة من توتر ذي مستوى مرتفع جدًا . وهذه الإستحقاقات تتلخص بفترة السماح التي أعطاها الرئيس الأميركي لحلفائه وخصومه عندما مدد تجميد العقوبات على إيران من أجل توقيع ملحق ، وعلى ما يبدو الأمور معقدة ومتشابكة وستنعكس سلبًا على مختلف المناطق ومنها لبنان . والأمر الثاني نقل سفارة الولايات المتحدة إلى القدس ورمزية إختيار التاريخ أي ذكرى قيام دولة إسرائيل ستزيد الإحتقان ودرجات التوتر وستنعكس سلبًا أيضًا على الداخل اللبناني . وتبقى الأزمة السورية والمواجهة الإسرائيلية – الإيرانية حيث تصر إسرائيل على وضع خطوط حمر أمام بناء قواعد إيرانية وتعزيز مناطق نفوذها وهذه الأمور ستنعكس سلبًا وسيتضرر منها لبنان . وبالتالي يُطالب المجتمعون العقلاء من اللبنانيين سياسيين ورجال دين التنّبُه قبل فوات الآوان .

الأمين العام : المهندس طوني نيسي

لبنان في 10 آذار 2018

المجلس الوطني لثورة الأرز

 

المجلس الشرعي: لإنهاء قضية الموقوفين الإسلاميين ونتعاطى مع الملف بروح الانفتاح والتسامح والحزم

السبت 10 آذار 2018 / وطنية - نوه المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى، في بيان تلاه عضو المجلس المحامي همام زيادة بعد جلسة دورية برئاسة مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان في دار الفتوى، بزيارة رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري الى المملكة العربية السعودية "بلده الثاني واللقاء المثمر مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان، ومن المنتظر أن تبرز نتائج هذه الزيارة في الأيام المقبلة، خصوصا في المؤتمرات التي ستنعقد لدعم لبنان اقتصاديا وفي شتى المجالات". وطالب المجلس المرشحين للانتخابات النيابية ب "أن يكون التنافس في ما بينهم ضمن القيم الأخلاقية والأصول الديموقراطية بكل رقي وحضارة كما سائر البلدان في العالم"، متمنيا على اللبنانيين "المشاركة لإنجاز هذا الاستحقاق الانتخابي". واعلن دريان امام المجلس الشرعي ان "دار الفتوى على مسافة واحدة من جميع المرشحين". ودعا المجلس الشرعي الى "إنهاء قضية الموقوفين الإسلاميين وخصوصا ان بعضهم بدأ بالإضراب عن الطعام نتيجة الشعور بالمظلومية، مما يستدعي من الجهات المعنية معالجة الأمر بإصدار العفو العام الشامل، وهذا يشكل ارتياحا لدى أهاليهم ويخفف معاناتهم في ظل الأوضاع التي تشهدها الساحة اللبنانية"، مؤكدا "ان المجلس يتعاطى مع هذا الملف بروح المسؤولية الوطنية والقدرة على التواصل مع المسؤولين بروح الانفتاح والتسامح والحزم أيضا في الوقت نفسه". كما ناشد مجلس الأمن وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي "مساعدة الشعب السوري الشقيق وبخاصة ما تتعرض له الغوطة من تغيير ديمغرافي وتدمير للحجر والبشر لم يشهد له مثيل في الحروب العبثية التي حصلت وتحصل في دول العالم".

 

قاسم: نحمي لبنان بالاستعداد والجهوزية لابقاء توازن التصدي لأي عدوان اسرائيلي

السبت 10 آذار 2018 /وطنية - اعتبر نائب الامين العام ل"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم، "ان اميركا تحاول ان تخضع لبنان لسياستها الاسرائيلية ولكن حزب الله عقبة امام اسرائيل واميركا التي لا توفر جهدا للاعتداء علينا واتهامنا وفرض العقوبات بأشكال مختلفة وهي تعتدي علينا لاننا نقول لا لأسرلة لبنان، ولا لمشاريع التبعية ولاننا ثبتنا معادلة الجيش والشعب والمقاومة لقوة لبنان". كلام الشيخ قاسم جاء خلال الاحتفال الذي اقامته الهيئات النسائية في حزب الله - المنطقة الثانية لمناسبة ولادة السيدة الزهراء وتكريما للذين ارتدين العباءة الزينبية في قاعة الفردوس بمدارس المصطفى النبطية.

وأضاف: "نحن نتصدى للاحتلال ونتدخل في الانتخابات النيابية من اجل ان نمثل شعبنا ولكن اميركا تتدخل في هذه الانتخابات بهدف تقليص عدد نوابنا وتكتيل الكتل والقوى التي تختلف معنا سياسيا لنكون محاصرين في مواجهتها، لكن اميركا فشلت وتفشل ولم يعد بالأمكان العودة الى الوراء، فحزب الله دعامة لبنان الحديث ولا يمكن ان يكون لبنان قويا ومستقرا من دون هذه الدعامة التي اصبحت جزءا لا يتجزأ من بناء المؤسسات ورسم المستقبل وتكريس الاستقلال ومنع الاحتلال". وتابع قاسم: "نحن نحمي لبنان بالتهيئة والاستعداد والجهوزية لابقاء توازن الرعب والتصدي لأي عدوان اسرائيلي ولم نتوقف لحظة عن الاستعداد والجهوزية لانهما المجال المتاح والسليم لمنع اسرائيل من اي اعتداء فاذا اعتدت فأننا لها بالمرصاد، ونبني من خلال العمل السياسي والاجتماعي والاقتصادي ملتزمين بقوانين البلد". وفي الختام، دعا قاسم الناس الى "اوسع مشاركة بالانتخابات النيابية كأستفتاء على شعبيتنا وليس نجاح عدد من النواب بل نريد ان نقدم امام العالم اعدادا وأرقاما تحمل قوة الموقف وتؤكد على مشروع المقاومة في مواجهة التحديات". وتخلل الحفل عرض فيلم وكلمة المكرمات ألقتها ريان عباس فرحات، وفي الختام وزع الشيخ قاسم العباءات على المكرمات.

 

مؤتمر الطاقة الاغترابية واصل اعماله وحلقات نقاش حول استعادة الجنسية وفرص الاستثمار

السبت 10 آذار 2018 /وطنية - سيدني - واصل مؤتمر الطاقة الاغترابية - اوقيانيا 2018 اعماله لليوم الثاني على التوالي، برعاية وزير الخارجية والمغتربين رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل وبمشاركة وزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية بيار رفول، رئيس المجلس التشريعي جان عجاقة، عضو المجلس التشريعي شوكت مسلماني، راعي الأبرشية المارونية المطران أنطوان شربل طربيه، سفير لبنان في كانبيرا ميلاد رعد، قنصل لبنان في سيدني شربل معكرون، قنصل لبنان في ملبورن زياد عيتاني، سفير استراليا في لبنان غلين مايلز، اضافة الى حشد كبير من رؤساء المؤسسات اللبنانية ورجال الاعمال والمستثمرين المقيمين والمغتربين.وعقدت حلقات نقاش تناولت فرص الاستثمار ببن لبنان واوقيانيا والتبادل بين البلدين على مختلف الاصعدة.

وجاءت الندوة الاولى تحت عنوان "اللبنانية او ليبانيتي " بين الماضي والحاضر، تحدث خلالها عدد من الشباب من أصل لبناني الذين عبروا عن أفكارهم وإحتياجاتهم ومخاوفهم وتوقعاتهم، في محاولة لردم الهوة بينهم وبين لبنان ومد جسور تواصل معهم، وتعزيز اهتمامهم بأرض أسلافهم. وطرحوا مسألة العودة الى بلدهم الام، واعتبروا ان واقع غربتهم الطويلة الامد لا يعفي لبنان من الترحيب بعودتهم إليه، وتيسير هذه العودة أو تعزيز الروابط الوثيقة.

وسلطت حلقة النقاش الضوء على آلية تطبيق قانون إستعادة الجنسية اللبنانية وشرح أهمية مساعدة المنتشرين اللبنانيين في التعرف على أصولهم واستعادة جنسيتهم، والمحافظة على لغتهم الام واعتماد المنهاج التربوي اللبناني. اضافة الى أهمية التسجيل الذي يتيح لهم ممارسة حقوقهم السياسية والمدنية في لبنان.

اما حلقة النقاش الثانية، فركزت على فرص الاستثمار بين لبنان وأوقيانيا، انطلاقا من ان المجتمعات من أصول لبنانية في أوقيانيا تلعب دورا مهما في علاقات لبنان مع تلك المنطقة.

وابرز المشاركون اهمية ايلاء الاهتمام لقطاع الإستثمار من أجل جذب المزيد من الإستثمارات المباشرة بين الطرفين. وشكلت هذه الندوة منصة لرجال الأعمال والمستثمرين والمؤسسات الحكومية من كلا الجانبين لإستكشاف الفرص المتاحة للاستثمار مع بدء أعمال مرحلة التنقيب عن النفط والغاز في لبنان.

وجرى التأكيد على الجهود التي تبذلها الحكومة اللبنانية للحفاظ على الإستقرار السياسي، فضلا عن التطورات التي شهدها القطاع الخاص، والتي تثبت أن لبنان لا يزال بلدا جاذبا للاستثمار.

اما تعزيز العلاقات التجارية بين لبنان واستراليا، فجرى التركيز عليه في الندوة الثالثة، حيث التعويل على الجالية اللبنانية التي ترتبط بعلاقات قوية وناجحة مع أستراليا.

ويعتبر التبادل التجاري واحدا من أهم جوانب تلك العلاقات، لكنه يحتاج بحسب المشاركين، إلى زيادته وتعزيزه وجذب رجال الأعمال والتجار الأستراليين واللبنانيين للمشاركة في تطوير هذا القطاع من خلال السعي لإيجاد آليات ووسائل لتسهيل القضايا المتعلقة بالقوانين والأنظمة الجمركية، تحويل الأموال، النقل، التأمين، وعمليات التسليم والتسلم. وانعقدت الندوة الرابعة تحت عنوان: النموذج الأسترالي والتبادل التعليمي.

واكد المشاركون ان أستراليا "دولة رائدة في عالم البحوث التربوية وهي معروفة بإعتمادها تقنيات جديدة بمعدل أسرع من معظم البلدان الأخرى في العالم. لذا فإن نوعية البحوث العلمية وجودتها تعتبر من أهم عوامل الجذب الرئيسة للطلاب الدوليين المهتمين بالدراسة في أستراليا. لذلك، إتبع العديد من الطلاب والشباب اللبناني الطريق الذي سلكه أقرانهم اللبنانيون للبحث عن أفضل الفرص". وتم التأكيد على أهمية تعزيز التعاون الأكاديمي والشراكة وعملية تبادل الطلاب بين البلدين لمواكبة آخر التطورات في هذا المجال. وتمحورت الندوة الخامسة حول الرعاية الصحية - وعرضت لواقع عمل الطبيب اللبناني في أستراليا، حيث اكد المؤتمرون ان نجاح القطاع الطبي في لبنان يلاقيه نجاح الأطباء اللبنانيين في الخارج الذين إنتقلوا للدراسة في أرقى الجامعات في العالم، واستقروا في نهاية المطاف في الدول التي تابعوا فيها دراساتهم. وبحثوا في سبل التعاون في مجال الصحة والأطباء في البلدين، والاستفادة من الدور القيادي الذي يضطلع به لبنان في منطقة الشرق الأوسط في قطاع الرعاية الصحية وتبادل أحدث التقنيات الطبية والتطورات البيوتكنولوجية في هذا المجال. واختتمت الندوات بحلقة نقاش حملت عنوان: "لبنان وأوقيانيا- قصة تراث ثقافي وروابط اجتماعية بين جماعات المهاجرين من الشرق الأوسط"، ولفت المحاورون الى ان المنتشرين اللبنانيين سعوا دائما الى الإبقاء على التواصل مع جذورهم في لبنان. وإنطلاقا من الحاجة الى إعادة إحياء الإرث الثقافي الغني للبنان، تم تسليط الضوء على الأفكار والمبادرات التي تستهدف التبادل الثقافي والاجتماعي بين لبنان وأوقيانيا.

 

ندوة حول كتاب سجعان قزي "وطن في العناية الدائمــــة"

حمادة: مرآة لمرحلة حساسة جداً ما زلنا في قلبها

المركزية/10 آذار/18/أقامت جامعة AUST والمؤسسة العامة للدراسات والاستشارات ندوة حول كتاب الوزير سجعان قزي "وطن في العناية الدائمة" شارك فيها وزير التربية والتعليم العالي مروان حمادة، وزير الاعلام السابق رمزي جريج، وزير الشؤون الاجتماعية السابق رشيد درباس، ورئيسة الجامعة هيام صقر واختتمت بكلمة لقزي. وحضر الندوة الرئيس ميشال سليمان، الرئيس السابق للحكومة تمام سلام، نائب رئيس الحكومة السابق الوزير سمير مقبل، النواب: بطرس حرب، نديم الجميل، نبيل دي فريج، والوزراء السابقون: شارل رزق، خليل الهراوي، ادمون رزق، محمد المشنوق، روجيه ديب، ابراهيم شمس الدين، ناجي البستاني، جوزف الهاشم، كريم بقرادوني، روني عريجي، وشكيب قرطباوي، قائد الجيش السابق العماد جان قهوجي، عميد السلك القنصلي جوزيف حبيس، رئيس المجلس الاقتصادي – الاجتماعي السابق روجيه نسناس، وعدد من السفراء العرب والاجانب وشخصيات سياسية ونقابية واجتماعية واعلامية واكاديمية.

صقر: والقت صقر كلمة قالت فيها " أهلاً بكم في جامعتنا التي تفتح رحابها دائمًا للأنشطة الثقافية المتوالية إيمانا منها بأن الثقافة ضرورة أولى لترفد التحصيل الجامعي.

نستقبل ضيفنا اليوم كاتبًا مجلّيًا في مناسبة أدبية، بعدما استقبلناه وزيرًا في مناسبة جامعية، ونرى إليه في المناسبتين لبنانيًّا ناشطًا في العمل السياسي والوطني، عاملاً دَؤُوبًا على خدمة لبنان في أكثر من ميدان. وفي كل ما نعرفه فيه، يتميز بالشجاعة في القرار، والإقدام على حل المواقف والمواقع الصعبة، هو المرصود، منذ مطالع حياته الصحافية والحزبية والسياسية والوطنية، على مواجهة الأزمات بحكمة الشيوخ واندفاعة الشباب.

وفي كل ما قرأْنا له من مؤلفات، لمسنا لديه حرصه على إبراز دور لبنان في التاريخ، قديمه والوسيط، لإطلاع وطنه من رمادية المواقف إلى نصاعة الحضور، وطنًا لا يقاس بحجمه الجغرافي بل بإشعاعه الفكري على أرضه كما في محيطه والعالم.

وهوذا كتابه الجديد، يؤشّر على العلة ويقترح الحلول، لا من موقع الشافي بل من موقع المحلل الصائب الرأي، الذي يقرأ الأحداث بعين ثاقبة ترى ما خلف الأحداث، وبعقل تحليلي ناضج يستبق الحدث بالإشارة إلى مخاطره الداهمة.

وإذا هو وضع وطنه "في العناية الدائمة"، فهو يرمي بذلك لا إلى الحالة الـمَـرَضية مفصولةً عن الحالة العامة، بل إلى الحالة الخاصة التي - إذا تأمنت لها العناية - تُبقي على الوطن معافى دائمًا، سليمًا دائمًا، ومتطلعًا دائمًا إلى صحة مستقبله وصحة أبنائه في هذا المستقبل.

حمادة: بدوره قال الوزير حمادة "الناظر إلى هذا الكتاب الذي نجتمع حوله اليوم، وكأنه يشهد توثيقاً لمرحلة حية من تاريخنا الحالي، غنية بالمعلومات والخلفيات، ومدعمة بالربط مع سياسة المنطقة وأصحاب القرار فيها، والأهم من هذا كله فإن في كل مقالة انسكاباً من روح الكاتب وخبرته وتحليله واستنتاجه. إن الوطن هو فعلاً في العناية الدائمة وهذا الكتاب يشكل مرآة لمرحلة حساسة جداً ما زلنا في قلبها، نشهد تطوراتها في لبنان والمنطقة المحيطة بنا وفي العالم. وإنني في هذه المناسبة أود أن أتقدم بتحية الشكر والتقدير من الجامعة الأميركية للعلوم والتكنولوجيا A.U.S.T ومن رئيستها الشجاعة والمجددة السيدة هيام صقر ومن الهيئة الإدارية والأكاديمية فيها، وهي جامعة رسمت لنفسها خطاً تصاعدياً لجهة سلوك نهج الجودة واختيار الإختصاصات الجديدة ونجاح خريجيها في سوق العمل الداخلية والخارجية.

أيها الكرام، ربما أتينا، الصديق سجعان وأنا، من مواقع سياسية متواجهة في بعض الأحيان، ومترافقة في أحيان أخرى، لكننا حتماً إلتقينا على حرية لبنان وقراره الوطني غير الملتزم بأي روزنامة إقليمية أو إملاءات دولية، سوى التزام المصالح الوطنية المنزهة عن كل هدف آخر. وإنني إذ أقدر في الصديق سجعان قزي تاريخه في النضال من أجل لبنان، فإنني متوافق جداً معه على التقدير الكبير لدولة رئيس الحكومة السابق تمام بك سلام الصبور على عاتيات الظروف، والحكيم في أخطر المواقف، والذي قاد الحكومة وأوصل لبنان إلى عبور مرحلة في غاية الصعوبة والخطورة، فحافظ على الوطن وعلى تماسكه ووحدته واستقلاله. نحن في زمن الإنتخابات في ظل قانون جديد، نعرف معه كيف نذهب إلى صندوقة الإقتراع لكننا لا نعرف أو نتوقع بدقة كيف ستكون الحال بعد صدور النتائج.

وانطلاقاً من عدم اليقين بما سيأتي به الغد، تتفكك التحالفات، وتنشأ أخرى جديدة، وتنشط الحسابات ويحار المرشحون على أي وتر يلعبون لإستقطاب المواطنين، لكن حقيقة واحدة ساطعة وهي ارتباك المرشحين ويأس المواطنين وخشيتهم من أن لا تنجح الإنتخابات في إحداث التغيير الذي يتطلعون إليه فتغرق البلاد في الإحباط العام.

إن حلمنا وسعينا الدائم وتضحياتنا كانت ولا تزال تهدف إلى إخراج لبنان من حال العناية الدائمة إلى الحياة الطبيعية والتعافي السياسي والأمني والإقتصادي، وأن نتمكن من أن نقدم إلى المواطنين الخدمات العادية التي كانت لهم في سبعينات القرن الماضي، من كهرباء دائمة وطرق تتسع لحركتهم، واستقرار يجلب الإستثمارات والسياحة، وأن نوفق في إفراز شخصيات قيادية توحي بالثقة وتستحق الإحترام.

قد يظن البعض بأن هذا الأمر هو أقل ما يمكن من التطلعات، لكن المواطنين لا يحلمون بأكثر من ذلك، فقد باتت الحرية الحقيقية بعيدة، وبات التشكيك في مؤسسات الدولة الأمنية والقضائية مقلقاً، مما يستدعي تبصراً بما آلت إليه الحال، وإستنهاضاً للمؤسسات ووعياً للمسؤولية الملقاه على عاتق قيادات الوطن، لكي نستعيد الأمل بالمستقبل، والإندفاعة نحو تحقيق التغيير في منطقة تزداد تدهوراً في كل يوم.

في هذا الكتاب، أيها السيدات والسادة ، تجربة حاضرة بكل واقعية وهي تشكل درساً لمن يرغب بأن يتعلم من الأخطاء لكي لا يقع فيها مجدداً.

 وإنني أتطلع بشغف إلى مداخلات الأصدقاء الأساتذة رمزي جريج ورشيد درباس، وأكرر الشكر للجامعة الكريمة على تنظيم هذا اللقاء، وأحيي الصديق الأستاذ سجعان قزي على هذا النتاج الرائع، وأقدر الأديبة والإعلامية السيدة ماجده داغر على هذا التقديم الجميل.

جريج: وقال الوزير جريج بدوره "اكتشفتُ أن سجعان قزي يتمتعُ بثقافةٍ واسعة وأنه بالإضافة إلى بلاغتِهِ في التعبير عن رأيه، محللٌ سياسي بارع يَعرفُ كيفَ يربُطُ بين الأحداثِ ويستشرِفُ من خلالِها المستقبل، وإلى جانبِ ذلك، هو صديقٌ مخلص وفيٌ، ورجلٌ عاطفيٌ يُخْفي، تحت مَظْهرِ القساوةِ مشاعرَ رقيقة، ولعلّ إحساسَه المُفْرِط بكرامتهِ الشخصية، جعلَه في حَذَرٍ دائم من تعرضِ الآخرين لها.

بعد انتهاء الأحداث في لبنان، عادَ سجعان قزي إلى الوطن، وانكبَّ على التأليف، فأصدر أربعةَ كتب في التاريخ والفكر السياسي، هي: "فصول من تاريخ لبنان" في العام 2003، و"سياسة زائد تاريخ" في العام 2004، و"لبنان والشرق الأوسط" في العام 2008 و"تغيير الأنظمة والثورات" في العام 2013. ثم أخيراً هذا الكتابَ الخامس الجديدَ الذي جمعَ فيه منتخباتٍ من مقالاتٍ نشرَها في جريدتي النهار والجمهورية، وهي مقالاتٌ تخرُجُ عن المألوف في الكتابةِ السياسية، لأنها تتميزُ بأسلوبٍ أنيق طوّعَ فيه المؤلفُ اللغةَ وعرَفَ كيف يختارُ الألفاظَ المناسبة ويودعُها في جُمَل قصيرة، حتى لَـتَشْعر وأنت تقرأُها بأنكَ تستمعُ إلى خُطْبة على منبرٍ، من خطيبٍ مفوه.

وسواءً شاطَرْتَه رأيَه في المواضيع التي يعالجُها بعمقٍ وصراحة أم خالفتَه فيه، فلا يمكنُكَ إلا الوقوفُ عند المنطقِ الذي يعتمدُهُ في التحليل والاستنتاج، وعندَ الجَرأةِ والشجاعةِ في التعبير عن الموقف الثابت بأسلوب ساخرٍ يَلْسعُ ولا يؤذي، يهزأُ ولا يزدري، ينتقدُ ولا يَشْتُم.

على أن المؤلفَ لا يُخفي أن هدفَه من نشرِ هذا الكتاب إنقاذُ أجملِ تجربةٍ حضارية في الشرق، ألا وهي اختبارُ مدى قُدرةِ المسيحيين والمسلمين على الحياةِ الوطنية والثقافية في دولة واحدةٍ مستقلةٍ ومستقرة".

درباس: وتحدث الوزير درباس فقال "سجعان وأنا، نتساقى المقالات التي نكتبها، قبل نشرها، ونتناجى بعد ذلك بواسطة المسرَّة – والمسرة هي التلفون وفق مجمع اللغة - وآخر مكالمة مني كانت رجاءً بأن يرجئني إلى كتابه القادم ليتسنى لي التعليق على ما يتدفق بِه أسبوعياً، فقال: أسمح لك بأن تتناول في كلمتك ما أستجد من مقالات، وها أنذا أحاول في وقت قصير تدبيج مداخلة هي أشبه بالأسهم التي تُرسَمُ كإشارات للطريق، وذلك لتلافي مزاحمة الكتاب بطول الحديث عنه، فقراءته تغني عن التعليق، ومن يريد أن يذوق نكهة عسل سجعان، عليه أن يستمتع أولاً بوخز إبره.

أقل من ثلاث سنوات ، وصلني خلالها به الحضور اللطيف للأخت العزيزة  أليس شبطيني في مجلس الوزراء، وكان أثناء الجلسات يتكامل مع زميله في كتلة الكتائب، النقيب رمزي بالتعليقات المقتضبة التي تثير القهقهة، لكنها عميقة المغازي، وكلاهما من أهل اللغة والتلغيز بما كان يغمُّ على زميلهما الثالث الدكتور آلان حكيم، فتقوم أليس بالترجمة إلى الفرنسية.

ربما يعلم بعضكم أنني كنت أستعين على معاناة الوطن في مجلس الوزراء، وعلى المماحكة وهدر الوقت، بتأليف أشعار كاريكاتورية جمعتها في كتاب صغير أسميته "وزاريات"، وقدمته بعبارة واحدة "وشر الحكم ما يضحك"، ولكن سجعان ومعه رمزي خرجا من الحكومة بعد أن ملآ جعبتيهما مرارة وطرافة، ثم نثرا كنانيتهما وراحا يرجمان القراء بأشد الأعواد وأصلبها مكسراً".

قزي: اما قزي فألقى كلمة جاء فيها "لا أعرِف كيف كانت العَلاقاتُ بين رؤساءِ الجمهورية ورؤساء الحكومات، لكني أشهَد أني لم اشعُر بأيِّ توتّر في العَلاقة بين الرئيسين سليمان وسلام. كانا يَحكمان بمحبةٍ وتفهّمٍ وتفاهمٍ واحترام. ورغمَ أن المرحلةَ كانت صعبةَ الخِيارات، تَشاركا في القرارِ الوطني لا لأنهما يؤمنان بخط وطني واحد فقط، بل لأنهما يؤمنان بالقيم ذاتها أيضا. ولما افتعلوا الشغورَ الرئاسيَّ ومنعوا انتخابَ رئيسٍ جديدٍ للجمهوريّةِ يَخلِف مباشرةً الرئيسَ سليمان، آلت المسؤوليّةُ الوطنيةُ إلى دولةِ الرئيس تمام سلام، فبانَت قُدراتُ الرئيس إلى جانب قيمِ الرجل. حَكَم لكي لا يَـتحكّمَ أحدٌ بلبنان. حافظ على مجلس الوزراء اللبناني لكي لا يتغيّرَ نظامُ لبنان. حظُّ لبنانَ أنَّ تمام سلام كان رئيسًا للحكومةِ في تلك المرحلة. مَلأَ الشغورَ بشخصيّتِه وحسنِ إدارتِه وطولِ باعه. احترم الأديان ونأى عن الطائفية. سار في هَدي مثلّثِ الله والوطن والانسان.

لم نَشعُر أنه استغيَب رئيسَ الجمهورية ليوسِّعَ صلاحياته، لا بل حدَّ أحيانًا من صلاحيّاتِه من أجلِ الخير العام. برز رئيسَ دولةٍ وحمى لبنان. كان رئيسًا قدوةً بنمطِ حياتِه وبطريقةِ حكمِه: النُبلُ البسيط والحزمُ الهادئ. رَفض البطولاتِ وابتعدَ عن المزايدات. تسلّح بالصبرِ فصار مِثالا، واحتكمَ إلى الضمير فكان عادلاً وطبّق الدستورَ فكان ميثاقيًا. أكثرَ من مرة كان يُمكن أن يكونَ بطلاً على حسابِ المصلحةِ الوطنيةِ، لكنه اختار الحكمةَ لمصلحةِ لبنان. أكثرَ من مرّة تعرّضت الحكومةُ لخطرِ السقوط في إطارِ خططٍ مدبّرة أو بسببِ نزواتٍ شعبويّةٍ، لكنه انتشلها لتبقى الشرعيةُ اللبنانيةُ بانتظار انتخابِ رئيس. آه لو كان يَعلم.....

كان رئيسَ حكومةٍ في أصعبِ مرحلة. رئاسةُ الجمهوريةِ شاغرة، مجلسُ النواب شبهُ معطَّل، حكومةٌ تَضمُّ كلَّ التناقضات، صراعٌ داخليٌّ في ذروتِه، حربٌ سورية في أوجِها، نزاعٌ إقليميٌّ مستعِرٌ، ونازحون يتدفّقون على لبنان وسط مخاوفَ على المصير.

لم يَنتظر تمام سلام  الميثاقَ الوطنيَّ ليكون ميثاقيًّا، ولا الاستقلالَ ليكونَ مستقِلاً، ولا وثيقةَ الطائف ليعترِفَ بلبنانَ وطنًا نهائيًّا، ولا 14 آذار ليقولَ: "لبنانُ أولا"، ولا مقدَّمةَ الدستورِ ليرفضَ التوطين، هو ابنُ من قال: "لبنانُ واحدٌ لا لبنانان" و"لبنانُ لا يَطير إلا بجناحين". تمام سلام نَموذجُ رجلِ الدولةِ الحضاريّ".

وتلا ذلك حفل كوكتيل وتوزيع نسخ عن الكتاب على المدعوين.

المركزية- أقامت جامعة AUST والمؤسسة العامة للدراسات والاستشارات ندوة حول كتاب الوزير سجعان قزي "وطن في العناية الدائمة" شارك فيها وزير التربية والتعليم العالي مروان حمادة، وزير الاعلام السابق رمزي جريج، وزير الشؤون الاجتماعية السابق رشيد درباس، ورئيسة الجامعة هيام صقر واختتمت بكلمة لقزي.

وحضر الندوة الرئيس ميشال سليمان، الرئيس السابق للحكومة تمام سلام، نائب رئيس الحكومة السابق الوزير سمير مقبل، النواب: بطرس حرب، نديم الجميل، نبيل دي فريج، والوزراء السابقون: شارل رزق، خليل الهراوي، ادمون رزق، محمد المشنوق، روجيه ديب، ابراهيم شمس الدين، ناجي البستاني، جوزف الهاشم، كريم بقرادوني، روني عريجي، وشكيب قرطباوي، قائد الجيش السابق العماد جان قهوجي، عميد السلك القنصلي جوزيف حبيس، رئيس المجلس الاقتصادي – الاجتماعي السابق روجيه نسناس، وعدد من السفراء العرب والاجانب وشخصيات سياسية ونقابية واجتماعية واعلامية واكاديمية.

صقر: والقت صقر كلمة قالت فيها " أهلاً بكم في جامعتنا التي تفتح رحابها دائمًا للأنشطة الثقافية المتوالية إيمانا منها بأن الثقافة ضرورة أولى لترفد التحصيل الجامعي.

نستقبل ضيفنا اليوم كاتبًا مجلّيًا في مناسبة أدبية، بعدما استقبلناه وزيرًا في مناسبة جامعية، ونرى إليه في المناسبتين لبنانيًّا ناشطًا في العمل السياسي والوطني، عاملاً دَؤُوبًا على خدمة لبنان في أكثر من ميدان. وفي كل ما نعرفه فيه، يتميز بالشجاعة في القرار، والإقدام على حل المواقف والمواقع الصعبة، هو المرصود، منذ مطالع حياته الصحافية والحزبية والسياسية والوطنية، على مواجهة الأزمات بحكمة الشيوخ واندفاعة الشباب.

وفي كل ما قرأْنا له من مؤلفات، لمسنا لديه حرصه على إبراز دور لبنان في التاريخ، قديمه والوسيط، لإطلاع وطنه من رمادية المواقف إلى نصاعة الحضور، وطنًا لا يقاس بحجمه الجغرافي بل بإشعاعه الفكري على أرضه كما في محيطه والعالم.

وهوذا كتابه الجديد، يؤشّر على العلة ويقترح الحلول، لا من موقع الشافي بل من موقع المحلل الصائب الرأي، الذي يقرأ الأحداث بعين ثاقبة ترى ما خلف الأحداث، وبعقل تحليلي ناضج يستبق الحدث بالإشارة إلى مخاطره الداهمة.

وإذا هو وضع وطنه "في العناية الدائمة"، فهو يرمي بذلك لا إلى الحالة الـمَـرَضية مفصولةً عن الحالة العامة، بل إلى الحالة الخاصة التي - إذا تأمنت لها العناية - تُبقي على الوطن معافى دائمًا، سليمًا دائمًا، ومتطلعًا دائمًا إلى صحة مستقبله وصحة أبنائه في هذا المستقبل.

حمادة: بدوره قال الوزير حمادة "الناظر إلى هذا الكتاب الذي نجتمع حوله اليوم، وكأنه يشهد توثيقاً لمرحلة حية من تاريخنا الحالي، غنية بالمعلومات والخلفيات، ومدعمة بالربط مع سياسة المنطقة وأصحاب القرار فيها، والأهم من هذا كله فإن في كل مقالة انسكاباً من روح الكاتب وخبرته وتحليله واستنتاجه. إن الوطن هو فعلاً في العناية الدائمة وهذا الكتاب يشكل مرآة لمرحلة حساسة جداً ما زلنا في قلبها، نشهد تطوراتها في لبنان والمنطقة المحيطة بنا وفي العالم. وإنني في هذه المناسبة أود أن أتقدم بتحية الشكر والتقدير من الجامعة الأميركية للعلوم والتكنولوجيا A.U.S.T ومن رئيستها الشجاعة والمجددة السيدة هيام صقر ومن الهيئة الإدارية والأكاديمية فيها، وهي جامعة رسمت لنفسها خطاً تصاعدياً لجهة سلوك نهج الجودة واختيار الإختصاصات الجديدة ونجاح خريجيها في سوق العمل الداخلية والخارجية.

أيها الكرام، ربما أتينا، الصديق سجعان وأنا، من مواقع سياسية متواجهة في بعض الأحيان، ومترافقة في أحيان أخرى، لكننا حتماً إلتقينا على حرية لبنان وقراره الوطني غير الملتزم بأي روزنامة إقليمية أو إملاءات دولية، سوى التزام المصالح الوطنية المنزهة عن كل هدف آخر. وإنني إذ أقدر في الصديق سجعان قزي تاريخه في النضال من أجل لبنان، فإنني متوافق جداً معه على التقدير الكبير لدولة رئيس الحكومة السابق تمام بك سلام الصبور على عاتيات الظروف، والحكيم في أخطر المواقف، والذي قاد الحكومة وأوصل لبنان إلى عبور مرحلة في غاية الصعوبة والخطورة، فحافظ على الوطن وعلى تماسكه ووحدته واستقلاله. نحن في زمن الإنتخابات في ظل قانون جديد، نعرف معه كيف نذهب إلى صندوقة الإقتراع لكننا لا نعرف أو نتوقع بدقة كيف ستكون الحال بعد صدور النتائج.

وانطلاقاً من عدم اليقين بما سيأتي به الغد، تتفكك التحالفات، وتنشأ أخرى جديدة، وتنشط الحسابات ويحار المرشحون على أي وتر يلعبون لإستقطاب المواطنين، لكن حقيقة واحدة ساطعة وهي ارتباك المرشحين ويأس المواطنين وخشيتهم من أن لا تنجح الإنتخابات في إحداث التغيير الذي يتطلعون إليه فتغرق البلاد في الإحباط العام.

إن حلمنا وسعينا الدائم وتضحياتنا كانت ولا تزال تهدف إلى إخراج لبنان من حال العناية الدائمة إلى الحياة الطبيعية والتعافي السياسي والأمني والإقتصادي، وأن نتمكن من أن نقدم إلى المواطنين الخدمات العادية التي كانت لهم في سبعينات القرن الماضي، من كهرباء دائمة وطرق تتسع لحركتهم، واستقرار يجلب الإستثمارات والسياحة، وأن نوفق في إفراز شخصيات قيادية توحي بالثقة وتستحق الإحترام.

قد يظن البعض بأن هذا الأمر هو أقل ما يمكن من التطلعات، لكن المواطنين لا يحلمون بأكثر من ذلك، فقد باتت الحرية الحقيقية بعيدة، وبات التشكيك في مؤسسات الدولة الأمنية والقضائية مقلقاً، مما يستدعي تبصراً بما آلت إليه الحال، وإستنهاضاً للمؤسسات ووعياً للمسؤولية الملقاه على عاتق قيادات الوطن، لكي نستعيد الأمل بالمستقبل، والإندفاعة نحو تحقيق التغيير في منطقة تزداد تدهوراً في كل يوم.

في هذا الكتاب، أيها السيدات والسادة ، تجربة حاضرة بكل واقعية وهي تشكل درساً لمن يرغب بأن يتعلم من الأخطاء لكي لا يقع فيها مجدداً.

 وإنني أتطلع بشغف إلى مداخلات الأصدقاء الأساتذة رمزي جريج ورشيد درباس، وأكرر الشكر للجامعة الكريمة على تنظيم هذا اللقاء، وأحيي الصديق الأستاذ سجعان قزي على هذا النتاج الرائع، وأقدر الأديبة والإعلامية السيدة ماجده داغر على هذا التقديم الجميل.

جريج: وقال الوزير جريج بدوره "اكتشفتُ أن سجعان قزي يتمتعُ بثقافةٍ واسعة وأنه بالإضافة إلى بلاغتِهِ في التعبير عن رأيه، محللٌ سياسي بارع يَعرفُ كيفَ يربُطُ بين الأحداثِ ويستشرِفُ من خلالِها المستقبل، وإلى جانبِ ذلك، هو صديقٌ مخلص وفيٌ، ورجلٌ عاطفيٌ يُخْفي، تحت مَظْهرِ القساوةِ مشاعرَ رقيقة، ولعلّ إحساسَه المُفْرِط بكرامتهِ الشخصية، جعلَه في حَذَرٍ دائم من تعرضِ الآخرين لها.

بعد انتهاء الأحداث في لبنان، عادَ سجعان قزي إلى الوطن، وانكبَّ على التأليف، فأصدر أربعةَ كتب في التاريخ والفكر السياسي، هي: "فصول من تاريخ لبنان" في العام 2003، و"سياسة زائد تاريخ" في العام 2004، و"لبنان والشرق الأوسط" في العام 2008 و"تغيير الأنظمة والثورات" في العام 2013. ثم أخيراً هذا الكتابَ الخامس الجديدَ الذي جمعَ فيه منتخباتٍ من مقالاتٍ نشرَها في جريدتي النهار والجمهورية، وهي مقالاتٌ تخرُجُ عن المألوف في الكتابةِ السياسية، لأنها تتميزُ بأسلوبٍ أنيق طوّعَ فيه المؤلفُ اللغةَ وعرَفَ كيف يختارُ الألفاظَ المناسبة ويودعُها في جُمَل قصيرة، حتى لَـتَشْعر وأنت تقرأُها بأنكَ تستمعُ إلى خُطْبة على منبرٍ، من خطيبٍ مفوه.

وسواءً شاطَرْتَه رأيَه في المواضيع التي يعالجُها بعمقٍ وصراحة أم خالفتَه فيه، فلا يمكنُكَ إلا الوقوفُ عند المنطقِ الذي يعتمدُهُ في التحليل والاستنتاج، وعندَ الجَرأةِ والشجاعةِ في التعبير عن الموقف الثابت بأسلوب ساخرٍ يَلْسعُ ولا يؤذي، يهزأُ ولا يزدري، ينتقدُ ولا يَشْتُم.

على أن المؤلفَ لا يُخفي أن هدفَه من نشرِ هذا الكتاب إنقاذُ أجملِ تجربةٍ حضارية في الشرق، ألا وهي اختبارُ مدى قُدرةِ المسيحيين والمسلمين على الحياةِ الوطنية والثقافية في دولة واحدةٍ مستقلةٍ ومستقرة".

درباس: وتحدث الوزير درباس فقال "سجعان وأنا، نتساقى المقالات التي نكتبها، قبل نشرها، ونتناجى بعد ذلك بواسطة المسرَّة – والمسرة هي التلفون وفق مجمع اللغة - وآخر مكالمة مني كانت رجاءً بأن يرجئني إلى كتابه القادم ليتسنى لي التعليق على ما يتدفق بِه أسبوعياً، فقال: أسمح لك بأن تتناول في كلمتك ما أستجد من مقالات، وها أنذا أحاول في وقت قصير تدبيج مداخلة هي أشبه بالأسهم التي تُرسَمُ كإشارات للطريق، وذلك لتلافي مزاحمة الكتاب بطول الحديث عنه، فقراءته تغني عن التعليق، ومن يريد أن يذوق نكهة عسل سجعان، عليه أن يستمتع أولاً بوخز إبره.

أقل من ثلاث سنوات ، وصلني خلالها به الحضور اللطيف للأخت العزيزة  أليس شبطيني في مجلس الوزراء، وكان أثناء الجلسات يتكامل مع زميله في كتلة الكتائب، النقيب رمزي بالتعليقات المقتضبة التي تثير القهقهة، لكنها عميقة المغازي، وكلاهما من أهل اللغة والتلغيز بما كان يغمُّ على زميلهما الثالث الدكتور آلان حكيم، فتقوم أليس بالترجمة إلى الفرنسية.

ربما يعلم بعضكم أنني كنت أستعين على معاناة الوطن في مجلس الوزراء، وعلى المماحكة وهدر الوقت، بتأليف أشعار كاريكاتورية جمعتها في كتاب صغير أسميته "وزاريات"، وقدمته بعبارة واحدة "وشر الحكم ما يضحك"، ولكن سجعان ومعه رمزي خرجا من الحكومة بعد أن ملآ جعبتيهما مرارة وطرافة، ثم نثرا كنانيتهما وراحا يرجمان القراء بأشد الأعواد وأصلبها مكسراً".

قزي: اما قزي فألقى كلمة جاء فيها "لا أعرِف كيف كانت العَلاقاتُ بين رؤساءِ الجمهورية ورؤساء الحكومات، لكني أشهَد أني لم اشعُر بأيِّ توتّر في العَلاقة بين الرئيسين سليمان وسلام. كانا يَحكمان بمحبةٍ وتفهّمٍ وتفاهمٍ واحترام. ورغمَ أن المرحلةَ كانت صعبةَ الخِيارات، تَشاركا في القرارِ الوطني لا لأنهما يؤمنان بخط وطني واحد فقط، بل لأنهما يؤمنان بالقيم ذاتها أيضا. ولما افتعلوا الشغورَ الرئاسيَّ ومنعوا انتخابَ رئيسٍ جديدٍ للجمهوريّةِ يَخلِف مباشرةً الرئيسَ سليمان، آلت المسؤوليّةُ الوطنيةُ إلى دولةِ الرئيس تمام سلام، فبانَت قُدراتُ الرئيس إلى جانب قيمِ الرجل. حَكَم لكي لا يَـتحكّمَ أحدٌ بلبنان. حافظ على مجلس الوزراء اللبناني لكي لا يتغيّرَ نظامُ لبنان. حظُّ لبنانَ أنَّ تمام سلام كان رئيسًا للحكومةِ في تلك المرحلة. مَلأَ الشغورَ بشخصيّتِه وحسنِ إدارتِه وطولِ باعه. احترم الأديان ونأى عن الطائفية. سار في هَدي مثلّثِ الله والوطن والانسان.

لم نَشعُر أنه استغيَب رئيسَ الجمهورية ليوسِّعَ صلاحياته، لا بل حدَّ أحيانًا من صلاحيّاتِه من أجلِ الخير العام. برز رئيسَ دولةٍ وحمى لبنان. كان رئيسًا قدوةً بنمطِ حياتِه وبطريقةِ حكمِه: النُبلُ البسيط والحزمُ الهادئ. رَفض البطولاتِ وابتعدَ عن المزايدات. تسلّح بالصبرِ فصار مِثالا، واحتكمَ إلى الضمير فكان عادلاً وطبّق الدستورَ فكان ميثاقيًا. أكثرَ من مرة كان يُمكن أن يكونَ بطلاً على حسابِ المصلحةِ الوطنيةِ، لكنه اختار الحكمةَ لمصلحةِ لبنان. أكثرَ من مرّة تعرّضت الحكومةُ لخطرِ السقوط في إطارِ خططٍ مدبّرة أو بسببِ نزواتٍ شعبويّةٍ، لكنه انتشلها لتبقى الشرعيةُ اللبنانيةُ بانتظار انتخابِ رئيس. آه لو كان يَعلم.....

كان رئيسَ حكومةٍ في أصعبِ مرحلة. رئاسةُ الجمهوريةِ شاغرة، مجلسُ النواب شبهُ معطَّل، حكومةٌ تَضمُّ كلَّ التناقضات، صراعٌ داخليٌّ في ذروتِه، حربٌ سورية في أوجِها، نزاعٌ إقليميٌّ مستعِرٌ، ونازحون يتدفّقون على لبنان وسط مخاوفَ على المصير.

لم يَنتظر تمام سلام  الميثاقَ الوطنيَّ ليكون ميثاقيًّا، ولا الاستقلالَ ليكونَ مستقِلاً، ولا وثيقةَ الطائف ليعترِفَ بلبنانَ وطنًا نهائيًّا، ولا 14 آذار ليقولَ: "لبنانُ أولا"، ولا مقدَّمةَ الدستورِ ليرفضَ التوطين، هو ابنُ من قال: "لبنانُ واحدٌ لا لبنانان" و"لبنانُ لا يَطير إلا بجناحين". تمام سلام نَموذجُ رجلِ الدولةِ الحضاريّ".

وتلا ذلك حفل كوكتيل وتوزيع نسخ عن الكتاب على المدعوين.