المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية  ليوم 03 آذار/2018

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/newselias18/arabic.march03.18.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة
عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

الرَّبُّ أَعَدَّ حُوتاً عَظِيماً ابْتَلَعَ يُونَانَ. فَمَكَثَ يُونَانُ فِي جَوْفِ الْحُوتِ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ وَثَلاَثَ لَيَالٍ

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/الأمير مجيد أرسلان: بطل من أبطال الإستقلال

الياس بجاني/الحياة موقف

الياس بجاني/تحية إلى اللواء ريفي ال 14 آذاري الصادق بمواقفه والرافض للصفقة الخطيئة

الياس بجاني/الحليف وحليف الحليف والمتواطئ في الصفقة الخطيئة في خانة واحدة

الياس بجاني/دود الخل منو وفيه..وعندما يعرف السبب يزول العجب

الياس بجاني/أحزاب لبنان هي المشكل وليس الحل وعفنها يسهل نفوذ وهيمنة قوى الإحتلال

 

عناوين الأخبار اللبنانية

بيان "تقدير موقف" رقم 154/هل سيخرج اللبنانيون من الانتخابات اكثر تماسكاً ام اكثر انقساماً؟ ونعني تحديداً الانقسام الطائفي

أ ف ب": توقيف سوزان الحاج للاشتباه في تلفيقها تهمة التعامل مع إسرائيل لزياد عيتاني

المشنوق يعتذر من زياد عيتاني.. وأمن الدولة ترفض

نهاد المشنوق: اللبنانيون يعتذرون من زياد عيتاني والبراءة ليست كافية

قوى الامن توضح : لم نصدر بيانات عن توقيفات

الحلبي يكشف دور الحريري في ملف زياد عيتاني

ستراتيجية «حزب الله» ضد الطائفة السنية في لبنان/معن الضاوي/السياسة

دعوات لاهتمام السعودية بالمعتدلين الشيعة

شمعون استقبل نديم الجميل وسعيد وسابا: لوصول من لديهم الاستعداد للتضحية من اجل لبنان واستقلاله وشعبه في المعركة الانتخابية

سامي الجميل عرض مع سعيد المستجدات الانتخابية في كسروان جبيل

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم 02/03/2018

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الجمعة في 2 اذار 2018

اميركا وحزب الله إيران: المواجهة تقترب؟

بالفيديو: "المنار" تعرض مشاهد من مكان مقتل جنرال إسرائيلي في لبنان

إسرائيل تطوّر خطط الحرب على حدود لبنان، وهذا ما صرح به لواء إسرائيلي وخطر اندلاع الحرب ازداد هذه السنة، كما كان الوضع عشية اندلاع حرب لبنان الثانية عام 2006

فصل مناضلين عونيين... بسبب عشاء!

مصادر الحريري للـMTV:لا نملك تفاصيل عن لقاء الحريري بولي العهد السعودي

بري: أنا والسيد نصرالله الوحيدين الذين أتممنا تشكيل اللوائح بثلاث دقائق

مساعٍ مع السنيورة لنقل ترشيحه من صيدا إلى بيروت

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

الحريري يعود من الرياض بجرعة دعم سياسي/السعودية تتبنى سياسة واقعية في لبنان تتفادى أي صدام مباشر مع حزب الله.

رسالة الرياض: استمرار التعاون والتنسيق مع ميشال عون

أم معارك العونيين: كاثوليكي المتن لنا

تريث سياسي- انتخابي في انتظار عودة الحريري الغائب عن "الواجهـــة" خطة طويلة الامد للنهوض الاقتصادي... وخليل: نحن في ازمة مالية حقيقية ترامب- ماكرون لوقف النار في سوريا وبن سلمان الـــــى مصر قريبا

حزب الله من إتهامات التخوين والعمالة إلى التسريبات الإعلامية المفبركة عدّة الشغل الإنتخابي

إنتظروا "الكتائب" في 11 آذار

الزمن الشمعوني لا يزول وكميل يكمل مسيرة والده.. فماذا يكشف لموقعنا؟

الأختان غادة عيد وبولا يعقوبيان.. من أضواء الإعلام إلى السباق الانتخابي

هل يحصل الطلاق بين التيار العوني وحزب الله؟ 

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

مجلس حقوق الإنسان يرجئ التصويت حول الغوطة الشرقية

قوات النظام السوري تسيطر على قرى بمشارف الغوطة الشرقية وعملية عسكرية واسعة للنظام في الغوطة رغم الإعلان عن خطة هدنة روسية

واشنطن تدرس "أقسى العقوبات الاقتصادية" ضد إيران

مسؤول إيراني: سنستعيد كل دولار أنفقناه في سوريا والعراق

مسؤول إيراني: سنستعيد كل دولار أنفقناه في سوريا والعراق

ترامب يدعو أمير قطر لزيارة واشنطن في أبريل وتميم يرحب

لا خروج للمدنيين في ثالث أيام هدنة الغوطة ومطالبة أممية بتحديث الهدنة الدولية و20 قاعدة أميركية بمناطق الأكراد وخطة أممية للمساعدات في سورية

كلية إيرانية للمذاهب الإسلامية في دمشق

مرحلة جديدة في شمال سورية قريباً

فرنسا ترجِّح: جماعات إرهابية وراء هجوم بوركينا فاسو/أميركا: المجموعات الإرهابية لا تزال تدبر لهجمات في بوركينا فاسو

استجواب مطول لنتانياهو وزوجته في قضية فساد

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

الحريري والسعودية والمرحلة الجديدة/أسعد بشارة/جريدة الجمهورية

المؤتمرات والانتخابات في «ميزان» الرياض/جورج شاهين/جريدة الجمهورية

الإستحقاق النيابي "ثلاثة بواحد"/طارق ترشيشي/جريدة الجمهورية

إسرائيل تستعد لحرب صغيرة تمنع عنها الحرب الكبيرة/ سليم نصار/الحياة

تزوير .. «أبو ملحم»/أحمد الغز /اللواء

الحريري في الرياض/نديم قطيش/الشرق الأوسط

على رغم ضرورة الموازنة لا صوت يعلو فوق صوت الإنتخابات/الهام فريحة/الأنوار

دراما الحريري والسعودية/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط/02 آذار/18

مشهدية الصراع الدولي على المنطقة والمأزق العربي/رضوان السيد/الشرق الأوسط

زيارة البريطانية/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

ترمب صانع الصفقات... والشرق الأوسط/أمير طاهري/الشرق الأوسط

النواب والليرة المفقودة/خالد القشطيني/الشرق الأوسط

بوتين لأميركا: قوتنا فوقكم/مشاري الذايدي/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

عون أزاح الستار عن نصب مجيد ارسلان: للتركيز على ما يجمع ويقود الى بر الامان وزمن الكبار لا يندثر بل يحمله وجدان الوطن من جيل إلى جيل

الأحدب: سنتكاتف معا لنضع حدا لإجرام السياسيين في حق مناطقنا

قاسم: ليست معركتنا لمنافسة الآخرين على مقاعدهم ولا لحرمان أحد مقعده

أهالي جل الديب وانطلياس ناشدوا رئيس الجمهورية إنصافهم والتدخل لوقف تنفيذ أعمال الجسرين

سامي الجميل: نحن بصدد انهاء مشروعنا الانتخابي ولرعاية صحية شاملة لا تخضع لواسطة او مزاج

برتوكول تعاون بين الامن العـــام وجامعة الحكمة ابرهيم: لبنان القوي قادر على الانتصار وحماية نفسه

عمانوئيل غريب.. قس كويتي يعلّم الإنجيل بالغترة والدشداشة

المسيحيون في الكويت والبحرين يتمتعون بكل مقومات المواطنة والتسامح طبيعة متأصلة في المجتمع الخليجي.

القس عمانوئيل غريب يؤكد على هويته الخليجية

البطريرك الماروني الأول مار يوحنا مارون (685- 707)/جمع وتنسيق/الياس بجاني

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية

الرَّبُّ أَعَدَّ حُوتاً عَظِيماً ابْتَلَعَ يُونَانَ. فَمَكَثَ يُونَانُ فِي جَوْفِ الْحُوتِ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ وَثَلاَثَ لَيَالٍ

يونان/01/من01حتى17/وَأَمَرَ الرَّبُّ يُونَانَ بْنَ أَمِتَّايَ: «هَيَّا امْضِ إِلَى نِينَوَى الْمَدِينَةِ الْعَظِيمَةِ وَبَلِّغْ أَهْلَهَا قَضَائِي، لأَنَّ إِثْمَهُمْ قَدْ صَعِدَ إِلَيَّ». غَيْرَ أَنَّ يُونَانَ تَأَهَّبَ لِيَهْرُبَ مِنَ الرَّبِّ إِلَى تَرْشِيشَ، فَانْحَدَرَ إِلَى مَدِينَةِ يَافَا حَيْثُ عَثَرَ عَلَى سَفِينَةٍ مُبْحِرَةٍ إِلَى تَرْشِيشَ، فَدَفَعَ أُجْرَتَهَا وَصَعِدَ إِلَيْهَا لِيَتَوَجَّهَ مَعَ بَحَّارَتِهَا إِلَى تَرْشِيشَ هَرَباً مِنَ الرَّبِّ. فَأَرْسَلَ الرَّبُّ رِيحاً عَاتِيَةً عَلَى الْبَحْرِ أَثَارَتْ إِعْصَاراً بَحَرِيّاً، حَتَّى أَشْرَفَتِ السَّفِينَةُ عَلَى الانْكِسَارِ. فَفَزِعَ الْمَلاَّحُونَ وَاسْتَغَاثَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ بِإِلَهِهِ، وَطَرَحُوا مَا فِي السَّفِينَةِ مِنْ أَمْتِعَةٍ لِيُخَفِّفُوا مِنْ حُمُولَتِهَا. أَمَّا يُونَانُ فَلَجَأَ إِلَى جَوْفِ السَّفِينَةِ وَرَقَدَ مُسْتَغْرِقاً فِي نَوْمٍ عَمِيقٍ.فَاقْتَرَبَ مِنْهُ الرَّبَّانُ وَقَالَ لَهُ: «مَا بَالُكَ مُسْتَغْرِقاً فِي النَّوْمِ؟ قُمْ وَتَضَرَّعْ إِلَى إِلَهِكَ لَعَلَّ اللهَ يَذْكُرُنَا فَلاَ نَهْلِكُ». ثُمَّ قَالَ كُلُّ وَاحِدٍ لِرَفِيقِهِ: «هَيَّا نُلْقِ قُرْعَةً لَعَلَّنَا نَعْرِفُ مَنْ جَرَّ عَلَيْنَا هَذَا الْبَلاَءَ». فَأَلْقَوْا الْقُرْعَةَ، فَوَقَعَتْ عَلَى يُونَانَ. فَقَالُوا لَهُ: «أَخْبِرْنَا لِمَاذَا جَرَى عَلَيْنَا هَذَا الْبَلاَءُ؟ وَمَا هِيَ حِرْفَتُكَ؟ وَمِنْ أَيْنَ أَقْبَلْتَ؟ وَمَا هِيَ بِلاَدُكَ؟ وَمَنْ هُمْ قَوْمُكَ؟» فَأَجَابَهُمْ: «أَنَا عِبْرَانِيٌّ، وَأَنَا خَائِفٌ مِنَ الرَّبِّ إِلَهِ السَّمَاوَاتِ، صَانِعِ الْبَحْرِ وَالْبَرِّ». فَاعْتَرَى الْبَحَّارَةَ خَوْفٌ عَظِيمٌ وَقَالُوا لَهُ بَعْدَ أَنْ أَخْبَرَهُمْ أَنَّهُ هَارِبٌ مِنَ الرَّبِّ: «لِمَاذَا صَنَعْتَ هَذَا؟» ثُمَّ تَسَاءَلُوا: «مَاذَا نَفْعَلُ بِكَ حَتَّى يَسْكُنَ الْبَحْرُ عَنَّا؟»؛ لأَنَّ الْبَحْرَ كَانَ يَزْدَادُ هِيَاجاً. فَأَجَابَهُمْ: «خُذُونِي وَاطْرَحُونِي إِلَى الْبَحْرِ فَيَسْكُنَ، لأَنِّي مُوْقِنٌ أَنَّ هَذَا الإِعْصَارَ الْمُرِيعَ قَدْ هَاجَ عَلَيْكُمْ بِسَبَبِي». وَلَكِنَّ الْبَحَّارَةَ شَرَعُوا يُجَذِّفُونَ لِيَرْجِعُوا إِلَى الشَّاطِيءِ، فَأَخْفَقُوا لِتَفَاقُمِ هِيَاجِ الْبَحْرِ. فَصَرَخُوا إِلَى الرَّبِّ قَائِلِينَ: «أَيُّهَا الرَّبُّ لاَ تُهْلِكْنَا مِنْ أَجْلِ حَيَاةِ هَذَا الرَّجُلِ، وَلاَ تُحَمِّلْنَا دَماً بَرِيئاً لأَنَّكَ يَارَبُّ فَعَلْتَ كَمَا شِئْتَ». ثُمَّ أَخَذُوا يُونَانَ وَقَذَفُوا بِهِ إِلَى الْبَحْرِ، فَرَانَ عَلَيْهِ الْهُدُوءُ وَسَكَنَتْ أَمْوَاجُهُ. فَانْتَابَ الرِّجَالَ خَوْفٌ عَظِيمٌ مِنَ الرَّبِّ، وَقَرَّبُوا لَهُ ذَبِيحَةً وَنَذَرُوا نُذُوراً. وَأَمَّا الرَّبُّ فَأَعَدَّ حُوتاً عَظِيماً ابْتَلَعَ يُونَانَ. فَمَكَثَ يُونَانُ فِي جَوْفِ الْحُوتِ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ وَثَلاَثَ لَيَالٍ."

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

الأمير مجيد أرسلان: بطل من أبطال الإستقلال

الياس بجاني/02 آذار/18

رفع اليوم الستار عن تمثال للأمير مجيد أرسلان. نتذكر ونذكر بفخر هذا السياسي اللبناني السيادي والإستقلالي والكياني والتعايشي بامتياز.

 

الحياة موقف

الياس بجاني/01 آذار/18

الحياة موقف ومن لا موقف له يفقد إنسانيته والكرامة ومعها نعمتي الحرية والبصيرة ويتحول لمخلوق مهمش ومارق وغير جدير بالإحترام

 

تحية إلى اللواء ريفي ال 14 آذاري الصادق بمواقفه والرافض للصفقة الخطيئة

الياس بجاني/28 شباط/18

من بلاد الإغتراب نوجه تحية لصدق وشفافية وشجاعة ووفاء اللواء ريفي الذي نرى من خلال مواقفه السيادية والوطنية والثابتة صخرة 14 آذارية تعطي المغترب أمل بتحرير لبنان من الإحتلال وأذى رموزه الإسخريوتية.

 

الحليف وحليف الحليف والمتواطئ في الصفقة الخطيئة في خانة واحدة

الياس بجاني/27 شباط/18

كل سياسي لبناني وصاحب شركة حزب متحالف مع حزب الله علناً أو سراً أو شريكه في الصفقة الخطيئة هو شريك 100% أيضاً  في قتل أطفال الغوطة وفي مشروع إيران الإرهابي والتوسعي..شو فهمنا!!

 

دود الخل منو وفيه..وعندما يعرف السبب يزول العجب

الياس بجاني/27 شباط/18

كم هو صعب أن تجد سياسي أو صاحب شركة حزب في لبنان يكون فعلاً نظيف الكف، وجدير بالثقة، ويحترم نفسه، وضميره حي ويخاف الله!

ومن كثرة حب الطاقم السياسي للمواطنين حولهم إلى هياكل عظمية..و..وبعد هل نسأل بعد عن أسباب بؤسنا والتعاسة؟

 

أحزاب لبنان هي المشكل وليس الحل وعفنها يسهل نفوذ وهيمنة قوى الإحتلال

الياس بجاني/26 شباط/18

تمكن حزب الله ومن قبلة الإحتلال السوري من السيطرة على حكم لبنان بسهولة متناهية بسبب سرطانية وفساد وعقم ودكتاتورية وعفن ثقافة وانظمة احزابنا ..فهذه الأحزاب كافة ودون استثناء واحد تفتقد إلى الديموقراطية بداخلها، وهي إما ملك لأفراد وعائلات أو ادوات مأجورة ووكلاء للخارج.. ولهذا هي المشكل وليس الحل لأن فاقد الشيء لا يعطيه. أما من يؤلهون بغباء وغنمية أصحاب هذه الشركات الأحزاب والوكالات من أهلنا فهم يتحملون مسؤولية كبيرة في وصول لبنان إلى الوضع المحزن الذي وصل إليه حتى بات لا يشبه الوطن الذي ورثناه عن ابائنا وأجدادنا.

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

بيان "تقدير موقف" رقم 154/هل سيخرج اللبنانيون من الانتخابات اكثر تماسكاً ام اكثر انقساماً؟ ونعني تحديداً الانقسام الطائفي

02 آذار/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/62916

في السياسة

· يتوجّه مليون وسبع مائة ألف لبناني يوم 6 ايار لانتخاب مجلس نيابي وفقاً لقانون جديد أجمعوا انه من فئة "الممتاز"، لأنه جديد ويحمل على متنه "النسبية"!

· حوالي مليون ومئة ألف مسلم، وخمس مائة وخمسون ألف مسيحي!

· يتقاسمون بالتساوي 128 مقعداً وفقاً للمرحلة الحاضرة لاتفاق الطائف!

· ويتعامل اللبنانيون مع القانون بقلق لانه جديد ولم يجربه من قبل لا الناخب ولا المرشح ولا الادارة الانتخابية المتمثلة بالحكومة!

· ما يهم "تقدير موقف" هو شأن واحد!

· هل سيخرج اللبنانيون من الانتخابات اكثر تماسكاً ام اكثر انقساماً؟ ونعني تحديداً الانقسام الطائفي!

تقديرنا

· لغاية اليوم يغلب الطابع الطائفي للانقسام على ما سواه!

· مقابل وضع يد الثنائي الشيعي على كل مقاعد الشيعة نسمع من مسؤولين آخرين "حسرة" لانهم عاجزون عن محاكاة الشيعة!

· سيحدد كل فريق حجمه الديمغرافي والسياسي والطائفي!

· يخشى "تقدير موقف" أن يلي الانتخابات ترسيم لنظام يقوم على المثالثة بدلاً من المناصفة!

· وهذا واضح من خلال الاستراتيجيات الانتخابية للقوى الكبرى الثلاث: "حزب الله"- أمل / التيار الوطني الحر / المستقبل!

· فهذه القوى - أعلنت بطريقة أو بأخرى - أن أولوياتها الانتخابية هي المحافظة على الذات الطائفية وتكبير الذات الحزبية!

· ومثل هذه الأولويات تقود حتماً إلى الاختزال داخل الطوائف، مع بناء "جدران الفصل" فيما بين الطوائف!

· وبدلاً من تثبيت العيش المشترك والعبور في اتجاه دولة مدنية وفق الطائف، سنعود إلى المساكنة بين الطوائف أو أسوأ!

· وستبتلع السمكة الكبيرة السمكة الصغيرة وهكذا دواليك!

 

أ ف ب": توقيف سوزان الحاج للاشتباه في تلفيقها تهمة التعامل مع إسرائيل لزياد عيتاني

المصدر: (أ ف ب)  2 آذار 2018 /أفادت وكالة الصحافة الفرنسية أن "السلطات الأمنية اللبنانية أوقفت ضابطة كبيرة للاشتباه في تورّطها بتلفيق تهمة التعامل مع إسرائيل للممثل زياد عيتاني، الذي أثار توقيفه قبل أشهر صدمة كبيرة بين اللبنانيين". ووفق ما نقلت الوكالة عن مصدر مطلع على التحقيق والذي طلب عدم الكشف عن اسمه إن "المقدّم سوزان الحاج، التي كانت تشغل سابقا منصب مديرة مكتب مكافحة الجرائم المعلوماتية في قوى الأمن الداخلي أوقفت على ذمّة التحقيق بعد ظهر اليوم الجمعة بناء على إشارة قضائية للاشتباه في أنها استعانت بقرصان معلوماتية لتلفيق تهمة التواصل مع فتاة إسرائيلية للممثل زياد عيتاني الذي ما زال قيد التوقيف". وكتب وزير الداخلية نهاد المشنوق في تغريدة ليل الجمعة "كل اللبنانيين يعتذرون من زياد عيتاني..البراءة ليست كافية، الفخر به وبوطنيته هو الحقيقة الثابتة الوحيدة" واصفا عيتاني بانه "البيروتي الاصيل العربي الذي لم يتخل عن عروبته وبيروتيته يوما واحدا". وكان جهاز أمن الدولة أوقف في 23 تشرين الثاني الفائت الممثل المسرحي للاشتباه في أنه قام بـ"التخابر والتواصل والتعامل" مع إسرائيل

 

المشنوق يعتذر من زياد عيتاني.. وأمن الدولة ترفض

المدن – لبنان/03 آذار/18/أُحيل عيتاني على القضاء العسكري في 28 تشرين الثاني 2017

غرد وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق عبر تويتر: "‏كل اللبنانيين يعتذرون من زياد عيتاني. البراءة ليست كافية. الفخر به وبوطنيته هو الحقيقة الثابتة والوحيدة. والويل للحاقدين، الأغبياء، الطائفيين، الذين لم يجدوا غير هذا الهدف الشريف، البيروتي الأصيل، العروبي الذي لم يتخل عن عروبته وبيروتيته يوما واحدا".وكانت المديرية العامة لأمن الدولة قد رفضت، في بيان، "التشكيك بصدقية التحقيقات التي أجرتها مع الموقوف، قبل إحالته على القضاء العسكري في 28 تشرين الثاني 2017". واعتبرت المديرية أن التحقيقات التي أجريت مع المدعى عليه تمت بإشراف القضاء، وفي حضور مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية، الذي قام شخصياً بإستجوابه، قبل الإدعاء عليه، إستناداً إلى اعترافاته الموثقة بالصوت والصورة". أضاف بيان أمن الدولة: "نؤكد أن المدعى عليه لم يتعرض خلال التحقيق لأي نوع من التعذيب الجسدي أو النفسي، خلافاً لما يشاع على لسان محاميه، لأن المديرية لا تعتمد أساليب غير إنسانية للضغط على الموقوفين، وهي ملتزمة أخلاقياً وقانونياً البنود والأحكام التي تنص عليها الإتفاقات الدولية لحقوق الإنسان". واعلنت أمن الدولة أنها تحتفظ "بحقها القانوني بالإدعاء على كل من تسول له نفسه تلفيق أخبار مغلوطة وموجهة، أو نشرها في الوسائل الإعلامية ومواقع التواصل الاجتماعي، حول قضية المدعى عليه زياد عيتاني".

 

نهاد المشنوق: اللبنانيون يعتذرون من زياد عيتاني والبراءة ليست كافية

الجمعة 02 آذار 2018 /أشار وزير الداخلية نهاد المشنوق في تصريح على مواقغ التواصل الاجتماعي إلى ان "كل اللبنانيين يعتذرون من الممثل المسرحي زياد عيتاني"، معتبرا ان "البراءةُ ليست كافية". وقال: "الفخرُ به وبوطنيته هو الحقيقةُ الثابتة والوحيدة. والويلُ للحاقدين، الأغبياء، الطائفيين، الذين لم يجدوا غير هذا الهدف الشريف، البيروتي الأصيل، العروبي الذي لم يتخلّ عن عروبته وبيروتيته يوماً واحداً".

 

قوى الامن توضح : لم نصدر بيانات عن توقيفات

بيان لأمن الدولة حول أخبار مغلوطة عن الموقوف زياد عيتاني!!

صدر عن المديرية العامة لأمن الدولة - قسم الإعلام والتوجيه والعلاقات العامة، البيان الآتي:

"نشر بعض الوسائل والمواقع الإلكترونية، أخبارا مغلوطة عن توقيف المدعى عليه زياد عيتاني بتاريخ 23/11/2017، وحاولت الأقلام المأجورة التشكيك بصدقية التحقيقات التي أجرتها المديرية مع الموقوف، قبل إحالته الى القضاء العسكري بتاريخ 28/11/2017.

يهم المديرية العامة لأمن الدولة أن توضح في ما يلي:

أولا: يؤسفنا أن تبلغ السجالات الإعلامية حدا متدنيا من المناقبيات التي تخالف ميثاق الشرف الإعلامي، وأن تروج لتبرئة من ثبت عليهم جرم التواصل والتخابر مع العدو بهدف التطبيع، خصوصا أن القانون اللبناني يجرم العميل، ويحاسب من يتستر عنه.

ثانيا: نذكر بأن التحقيقات التي أجريت مع المدعى عليه تمت بإشراف القضاء، وفي حضور مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية، الذي قام شخصيا بإستجوابه، قبل الإدعاء عليه، إستنادا الى اعترافاته الموثقة بالصوت والصورة.

ثالثا: نؤكد أن المدعى عليه لم يتعرض خلال التحقيق لأي نوع من التعذيب الجسدي أو النفسي، خلافا لما يشاع على لسان محاميه، لأن المديرية لا تعتمد أساليب غير إنسانية للضغط على الموقوفين، وهي ملتزمة أخلاقيا وقانونيا بالبنود والأحكام التي تنص عليها الإتفاقات الدولية لحقوق الإنسان.

رابعا: لا يخفى على أحد أن إثارة قضية عيتاني من جديد، في هذا التوقيت المتزامن مع إقتراب الإستحقاقات النيابية، هي خدمة كبرى لإسرائيل يسديها لها أطراف وجهات مشكوك بإنتمائها الوطني وبثقتهم بالمديريات الأمنية.

خامسا: تحتفظ المديرية العامة لأمن الدولة بحقها القانوني في الإدعاء على كل من تسول له نفسه تلفيق أخبار مغلوطة وموجهة، أو نشرها في الوسائل الإعلامية ومواقع التواصل الإجتماعي، حول قضية المدعى عليه زياد عيتاني.

 

الحلبي يكشف دور الحريري في ملف زياد عيتاني

03 آذار/18/أشار المحامي نبيل الحلبي في تدوينة فيسبوكية إلى دور الذي لعبة رئيس الحكومة سعد الحريري في ملف الممثل زياد عيتاني، وجاء في التدوينة: “سعيّ الرئيس سعد الحريري بصمت لنقل الملف إلى شعبة المعلومات – المحترفة في كشف جريمة التواصل مع إسرائيل دون اللجوء الى العنف أثناء التحقيقات – كشَفَ براءة زياد عيتاني التي كنّا على يقين منها منذ اللحظة الأولى”.

 

ستراتيجية «حزب الله» ضد الطائفة السنية في لبنان

معن الضاوي/السياسة/03 آذار/18

يمتلك «حزب الله» سلاحا متعددا ومتطورا، وأموالا تتدفق من كل صوب، وميليشيا جاهزة للقيام بأي عمل عسكري ضد أي كان داخليا وخارجيا، ومجموعات ارهابية لتنفيذ أي عملية اغتيال وغطاء مسيحيا من التيار الوطني تحت عنوان «تحالف الأقليات» من دون ان يفكر هذا الجسم المسيحي بالمستقبل، بل أصبح اسير هذا التحالف لمصالح خاصة، بالاضافة الى تحييد مكون اساسي في لبنان وهو الطائفة الدرزية.وتتمثل ستراتيجية حزب الله ضد السنة في الامور التالية:

أولا: إظهار الطائفة السنية انها بيئة حاضنة للارهاب من اجل ذلك شن حملة إعلامية بواسطة ست وسائل اعلام تلفزيونية في لبنان.

– مراسلون على الارض يكذبون ويدعون ما هو غير موجود.

– خبراء ستراتيجيون لا يفقهون شيئا عسكريا او ستراتيجيا مثل هشام جابر، ناصر قنديل، وغيرهم، حتى وصل تحليل هؤلاء الخبراء الى ان «داعش» سوف تتمدد من السلسلة الشرقية في لبنان الى طرابلس وعكار على ساحل البحر ونسوا كم من ممرات وحواجز جغرافية وبيئية وعسكرية امامهم.

– تخوف بقية الطوائف في لبنان من ذلك فأصبح الشمال بنظر الكثيرين بؤرة مخيفة يجب تجنب الاستثمار فيها او حتى زيارتها.

– ساعد في ذلك وجود قيادات في الشمال ساذجة وجائعة، يهمها جمع المال على حساب الطائفة السنية فتحالف هؤلاء مع الشيطان، واخذت قطر تمد هؤلاء بالمال لتأجيج الصراع في مدينة طرابلس، وإيجاد محاور اشتبكات وهمية وللأسف فإن كبار رجال الدين المسؤولين في طرابلس شاركوا فقط لمصالحهم الخاصة.

ثانيا- شرذمة القيادات السنية:

– في الشمال امثال خالد الضاهر – اشرف ريفي – جهاد الصمد – كمال الخير – فيصل كرامي، هؤلاء ينفذون ستراتيجية «حزب الله» عن قصد او غير ذلك في البقاع امثال عبدالرحيم مراد وجميعهم يقبضون رواتب شهرية.

– يتنافسون امام وسائل الاعلام تحت شعارات فضفاضة من دون ان يكون لهم رؤية موضوعية تخدم الطائفة السنية حتى وصل بهم أو بعضهم سوء الاخلاق الى سرقة اموال الثورة السورية.

ان «حزب الله» يسعى لاضعاف أي تكتل سني يستطيع ان يرفض طموحاته في السيطرة على مجلس النواب ميثاقيا.

– لهذا فإن الطائفة السنية في لبنان بحاجة الى كتلة كبيرة تستطيع ان تدافع عن وجود وحقوق السنة أمام الهجمة الشرسة التي يقوم بها «حزب الله» ليسيطر على لبنان بغطاء مسيحي غير مدرك للاخطار المقبلة.

– اما هؤلاء العوائيون فنترك المجال للكشف قريبا عن ثرواتهم التي سرقوها من اموال الشعب دافع الضرائب.

*عميد متقاعد في الجيش اللبناني

 

دعوات لاهتمام السعودية بالمعتدلين الشيعة

بيروت – “السياسة/03 آذار/18/تعليقاً على زيارة الموفد السعودي نزار العلولا إلى لبنان، وما حملته من إيجابيات تكللت بالزيارة التي قام بها رئيس الحكومة سعد الحريري إلى السعودية على جناح السرعة، ولقائه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، منهياً بذلك ما كان يحكى عن وجود أزمة بين البلدين امتدت لثلاثة أشهر، استغرب مرجع قيادي شيعي، عدم شمول زيارات الموفد السعودي المعتدلين الشيعة الذين يشكلون نسبة كبيرة من أبناء الطائفة، قياساً إلى أبناء القوى الأخرى، الذين شملتهم لقاءات العلولا. وتوقف المرجع، في تصريح لـ “السياسة”، عند وصف الموفد السعودي، رئيس مجلس النواب نبيه بري بالقامة الوطنية المهمة، بعد لقائه في عين التينة، مستذكراً المثل القائل “ياسبحان البيغير وما بيتغير”، قائلا: أين كنا وكيف أصبحنا. وقال “نحمد لله على أن المعتدلين الشيعة لم ولن يتنكروا في يوم من الأيام للمبادرات العربية تجاه لبنان وخاصة السعودية منها، وفي كل المراحل الصعبة التي عصفت به، من بداية الحرب الأهلية في العام 1975 إلى حرب تموز 2006. كما تنكر لذلك أمل وحزب الله وتحولوا إلى شتامين للعرب وللسعودية. وكل ذلك إرضاء لخاطر الولي الفقيه الإيراني وحليفه النظام السوري المجرم”. وأضاف “إذا كان هدف السعودية فك الارتباط بين أمل وحزب الله، فهي حتماً مخطئة في تقدير الأمور. فلا حزب الله يستطيع التخلي عن حركة أمل، ولا الحركة بصدد التخلي عن حزب الله، لأن بينهما عهد ووعد، وإصرار على استمرار التحالف مهما حصل من اختلاف وتباين في الرأي، تجنباً لغضب النظام السوري الذي ما زال قادراً على ضبط إيقاع حلفائه ولو من بين الأنقاض. ولو كان هناك فعلاً خلاف بينهما كما يعتقد البعض، لما سمح الرئيس بري لحزب الله أن يتبنى ترشيح اللواء جميل السيد في دائرة البقاع الثالثة”. وسأل “ما الذي يمنع أن يلتقي الموفد السعودي السيد علي الأمين المتميز بالاعتدال والرصانة، والوزير السابق إبراهيم شمس الدين، والنائب السابق محمد عبد الحميد بيضون، والمحامي لقمان سليم، وراشد حمادة، وخليل الخليل، وغيرهم من الشخصيات والمرجعيات السياسية والدينية. اللهم إلا إذا كانت علاقة السعودية بلبنان مستقبلاً ستقتصر على الرئيسين بري والحريري وسمير جعجع. ورأى أن “كلام الإطراء الذي جمّل به العلولا لقاءه برئيس المجلس، لم يزعج حزب الله على الإطلاق”.

 

شمعون استقبل نديم الجميل وسعيد وسابا: لوصول من لديهم الاستعداد للتضحية من اجل لبنان واستقلاله وشعبه في المعركة الانتخابية

الجمعة 02 آذار 2018 /وطنية - استقبل رئيس حزب الوطنيين الاحرار النائب دوري شمعون، في البيت المركزي للحزب في السوديكو، النائب نديم الجميل. وقال شمعون: "مصلحة لبنان في هذه المرحلة "بالدق"، والخطر على لبنان يأتي من الداخل اكثر من الخارج"، مؤكدا ان "هناك معركة انتخابية نريد من خلالها ايصال اكبر عدد من الاشخاص الذين لديهم الاستعداد لأن يضحوا من اجل لبنان واستقلاله وشعبه". وأمل ان "تكون المعركة الانتخابية المقبلة لمصلحة لبنان وان نجمع جميع الفئات المعتادة على ان تدافع عن لبنان، ان كان حزب الكتائب او غيره من الاحزاب الصديقة، وان شاء الله "يطلع بايدنا"، واذا أراد الله سيتم ذلك".

سعيد

ثم التقى شمعون النائب السابق فارس سعيد، الذي قال بعد اللقاء: "نحن في بيت الوطنيين الاحرار لتذكير جميع اللبنانيين، انه عندما كان هناك وضع يد كاملة على البلد من قبل النظام السوري، وكانت هناك مصادرة للاحزاب الوطنية اللبنانية، جزء منها كان في المنفى وجزء آخر في السجن، وحزب كان مصادر بارادته السياسية، فقد كان هذا البيت بيتنا، بيت قرنة شهوان، بيت البطريرك صفير، هذا بيت الرئيس كميل شمعون، بيت دوري شمعون الذي هو بمساره السياسي لا يمكن الا ان يقال عنه انه أرزة من أرزات لبنان الذي لا يتغير، لا بالضغوط الامنية ولا بالضغوط الاغرائية، ثوابته من ثوابت لبنان".

اضاف: "نحن هنا من اجل ان نقول انه يربطنا به ماض وحاضر مشترك، وكذلك مستقبل مشترك في العملية الانتخابية المقبلة. لاننا واياه واعضاء حزبه وكل من يدور في فضاء الوطنيين الاحرار في خيار سياسي واحد، الذي هو خيار الشرعية اللبنانية والدستور، والشرعية العربية اي الجامعة العربية وما يصدر عنها، والشرعية الدولية اي كل قرارات الشرعية الدولية وعلى رأسها القرار 1559 والقرار 1701 والقرار 1757 اي المحكمة الدولية والقرار 1680 اي ترسيم الدور مع سوريا"، مؤكدا ان "هذه القرارات الشرعية الدولية، هي ايضا من المواد المساحات المشتركة بيننا وبين الاحرار".

وأمل سعيد "ان يكون التعاون الانتخابي نتيجة هذا التفاهم السياسي مع الاحرار"، وقال: "نحن من جمعيات اهلية مسيحية، منها سيدة الجبل وغيرها مع حزب الاحرار والكتائب واحزاب اخرى، نشكل نواة لمعارضة حقيقية للاعتراض على الكم والسلاح المتفلت والخروج من الدستور والشرعية ستعود هذه المعركة بتحالفات واسعة".

سابا

واستقبل شمعون محافظ بيروت السابق نقولا سابا الذي أعلن ترشحه عن المقعد الارثوذكسي في زحلة. وقال سابا بعد اللقاء: "لحزب الوطنيين الاحرار وبيت شمعون تاريخ واكب لبنان في كل مراحله وكان داعما لمسيرة استقلال لبنان وسيادته وحريته، أراد ان يرتقي بهذا الوطن الى الاعلى وبناء دولة عصرية بعيدة عن المحاصصة والسمسرات والصفقات". أضاف: "نصبو الى العودة الى زمن مثل ذلك الزمن الذي كان فيه اللبنانيون متكاملين موحدين من اجل مستقبل افضل للبنان"، معتبرا "ان هناك اليوم محاولة لخطف لبنان ووضعه في الفلك الايراني"، مؤكدا "اننا نرفض ذلك وسنواجه هذه المحاولات في الانتخابات المقبلة بالتحالف مع جميع السيادين والاستقلاليين".

 

سامي الجميل عرض مع سعيد المستجدات الانتخابية في كسروان جبيل

الجمعة 02 آذار 2018 / وطنية - استقبل رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل في البيت المركزي في الصيفي، اليوم الدكتور فارس سعيد ، وجرى في خلال اللقاء عرض لآخر المستجدات الانتخابية وتحديدا في دائرة كسروان - جبيل ، واتفقا على متابعة المشاورات الانتخابية والسياسية بينهما.

 

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم 02/03/2018

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

عقد رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري لقاءات مكثفة مع مسؤولين سعوديين في الرياض تتوج هذا المساء بلقاء عمل مع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز. ويعقد هذا اللقاء تحت العنوان نفسه الذي عبر عنه العاهل السعودي الملك سلمان في تأكيد الدعم للبنان في شتى المجالات. وقالت أوساط سعودية إن ولي العهد يؤكد على تلبية ما يطلبه رئيس حكومة لبنان من دعم سياسي وإقتصادي. وأضافت: إن الامير محمد بن سلمان له النظرة نفسها التي هي للعاهل السعودي في دعم الجيش والقوى الأمنية الشرعية في لبنان. وأشارت الأوساط نفسها الى أن نتائج - اللقاء بين ولي العهد السعودي والرئيس الحريري ستترجم في وقت قريب على صعيد تمتين العلاقات بين الرياض وبيروت.

في غضون ذلك تواصلت عمليات تقديم الترشيحات الى الإنتخابات النيابية وجديدها من الرئيس حسين الحسيني في دائرة بعلبك -الهرمل.

وفي رأي مصادر سياسية أن مهلة تقديم الترشيحات التي تنتهي يوم الثلاثاء المقبل لا تعني أن على زعماء اللوائح أن يعلنوا عن مرشحيهم أو لوائحهم قبل ذلك اليوم وإنما على الشخصيات الراغبة في خوض الإنتخابات أن تترشح وبعد ذلك وفي أي وقت تعلن اللوائح التي تدخل في إطار التحالفات في خوض غمار معركة الإنتخابات.

في هذا الوقت أكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الحاجة اليوم اكثر من اي وقت مضى الى التركيز على ما يجمع اللبنانيين ويقود سفينتهم الى بر الامان لافتا الى اتساع رقعة التفاؤل بامكان النهوض بالدولة الى حيث تلاقي امال اللبنانيين وتطلعاتهم بعد ما تم انجازه في الفترة الماضية.

كلام رئيس الجمهورية جاء خلال حفل ازاحة الستار عن نصب الامير مجيد ارسلان.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ال بي سي"

كل السياسة الداخلية مرتبطة بوجود الرئيس سعد الحريري في الرياض، بعد مرحلة الانفتاح التي دشنها الموفد الملكي نزار العلولا...

الرئيس الحريري قابل الملك سلمان أول من أمس الاربعاء، وكان في البرنامج ان يلتقي ولي العهد محمد بن سلمان أمس الخميس، وهذا ما لم يحصل، ما فتح باب التكهنات والتحليلات... وبعد مرور الخميس ونهار الجمعة، وردت معلومات من المملكة ان ولي العهد سيلتقي الرئيس الحريري هذه الليلة، خصوصا ان الامير محمد بن سلمان سيكون في القاهرة بعد غد الأحد، على ان يزور بريطانيا الاربعاء المقبل...

هذا يعني ان الليلة وغدا هما الحد الأقصى المتاح للقاء الرئيس الحريري وولي العهد السعودي، وبعد ذلك يبدأ العد العكسي في بيروت لأنجاز الترشيحات التي تنتهي مهلتها الثلاثاء المقبل... يعني ان ترشيحات تيار المستقبل، وغيره من الأحزاب والتيارات، لم يعد لديهم سوى يومين، وتبعا لهذه الترشيحات تظهر ملامح اللوائح...

في سياق محاولة إنجاز كل الترشيحات، ترددت معلومات أن الدكتور سمير جعجع عرض على الإعلامية جيسيكا عازار الترشح على لائحة القوات اللبنانية في المتن الشمالي عن المقعد الارثوذكسي.

وتضيف هذه المعلومات أن الإعلامية عازار لم تعط جوابها النهائي بعد، وأنها في طور دراسة العرض بدقة قبل أن تعطي جوابها الذي يجب ان يتحدد قبل الثلاثاء المقبل، تاريخ انتهاء مهلة الترشيحات.

قبل الدخول في تفاصيل النشرة، نشير إلى ان الموازنة العامة لعام 2018 تواجه حرب داحس والغبراء بين محاولات خفض الارقام ومحاولات الوزراء الإبقاء على الأرقام.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ام تي في"

لليوم الثالث على التوالي الرئيس سعد الحريري لا يزال في السعودية، وباستثناء لقائه في اليوم الاول العاهل السعودي والحفاوة التي استقبل بها فإن اي معلومات اخرى اساسية لم ترشح عن الزيارة علما ان الحريري سيعقد اجتماعا مطولا مع ولي العهد الامير محمد بن سلمان.

بعض المعلومات الصحفية ذكرت ان الاجتماع المرتقب سينعقد الليلة، فيما اشارت معلومات اخرى الى ان موعده غدا، لكن بمعزل عن التضارب الصحفي في تحديد الموعد فالثابت ان الوضع اللبناني يسير وفق ايقاع الحريري في المملكة العربية السعودية، فالتريث سيد الموقف في ما يتعلق بالتحالفات الانتخابية وخصوصا ان ملف الانتخابات النيابية من ابرز الملفالت التي يبحثها الحريري في السعودية.

انتخابيا ايضا عقد حزب الكتائب عصرا اجتماعا حاسما لتحديد الخيارات الانتخابية للحزب ولتقرير بعض الترشيحات التي لم تحسم حتى الساعة وابرزها في المتن وبعبدا وجبيل.

ماليا، لجنة الموازنة في اجازة حتى الاثنين المقبل في وقت بدأ الحديث يتزايد عن عدم امكان الانتهاء من مشروع الموازنة قبل 5 اذار كما كان طلب الرئيس بري، وفي هذا السياق لفت موقف وزير المال علي حسن خليل الذي اكد وجود ازمة اقتصادية ومالية حقيقية، لكنه اعتبر في المقابل ان الازمة غير مستعصية اذا وجدت الارادة وموازنة اصلاحية.

والسؤال يبقى هل الاصلاح ممكن في ظل هذه التركيبة السياسية؟

* مقدمة نشرة أخبار "الجديد"

لم يجر التماس هلال الرئيس سعد الحريري في المملكة العربية السعودية منذ ثمان وأربعين ساعة لكن المعلومات رجحت لقاءه هذه الليلة ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان حيث الانتظار سيد المواقف فمن دون أن يحدث أي صدمة جديدة للبنانيين انتظر الحريري يومين كاملين للاجتماع بمؤسس الصدمة الأولى وصاحب رؤيتها العصرية وفي الوقت الضائع لم تبرز أي أشارة توحي بمظاهر تعنيف سياسي أو إقامة جبرية لكن الانقطاع عن التواصل غالبا ما يشغل البال ويدفع اللبنانيين إلى ضرب أخماس في أسداس وتخوف اللدغ مرتين إلا أن البشائر المطمئنة الى وضع الحريري في لقائه هذا المساء ولي العهد تدفع الى تبديد القلق وأول المنتظرين نتائج اللقاء ليسوا الواقفين على الحلْبة الانتخابية في لبنان وحسْب بل هو الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الذي من المفترض أن يستقبل الحريري في باريس قادما من الرياض.. تماما كما الانتظار الأول بعد الخطف حيث اضْطر ماكرون الى العمل وفق ساعة محمد بن سلمان ومواقيته وتعمده تأخير استقبال الحريري حينذاك واليوم فإن التاريخ القريب يعيد نفسه حيث يد ماكرون على خده ترقبا لرحلة الوصول وفي المضمون فإن رئيس حكومة لبنان أشهر إفلاسه .. والسعودية لبت النداء إذ إن مواقف ولي العهد السعودي للواشنطن بوست قبيل زيارة الحريري للرياض عكست عزم المملكة على مساعدة الرئيس وتمتين وضعه كي يتمكن من أن يكون أفضل من حزب الله ولكي يحافظ على سباق الحواصل الانتخابية فهذا يتطلب تغذية من الخزينة السعودية وقد يكون سحب ترشيح النائب محمد الصفدي من ضمن حزمة الدعم السعودي لمصلحة الحريري لاسيما أن خيطا غير رفيع يربط الصفدي بالمملكة من خلال الإفراج المشروط عن شريك له كان من دفعة كبار محتجزي فندق الريتز وسويت أوضاعهم وعلى شرفة الانتظار الملكية تتجمد الحركة الانتخابية في لبنان لتبني على اللقاء مقتضاه وترشيحاته وتحالفاته فيما ملفات الناس أيضا تخضع لعوامل المد والجزر الانتخابيين وبينها قانون العفو العام الذي حرك الأهالي بقاعا وشمالا اليوم.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ان بي ان"

وفي اليوم الثالث من زيارة السعودية، هل سيلتقي رئيس الحكومة سعد الحريري ولي العهد محمد بن سلمان بحسب ما تردد من اخبار؟

في لبنان يرتاح نقاش الموازنة في عطلة نهاية الاسبوع بعد نصف دزينة من الجلسات تستكمل الاسبوع الطالع تمهيدا لاقرارها قبل حزم الحقائب والتوجه الى باريس وروما. كلمة سر المؤتمرات الدولية التي لا يمكن ان تنجح من دونها هي الاصلاحات، ومن هنا كان تأكيد وزير المال علي حسن خليل على ان هذه المؤتمرات لا يمكن ان تثمر ايجابيا الا عبر موكبتها باجراءات حقيقية وأولى عناوينها اقرار الموازنة وفق اسس اصلاحية، بتغريدة قطع وزير المال الطريق على كل ما يروج له من كلام عن الغاء براءة الذمة للمؤسسات المنتسبة الى صندوق الضمان في الموازنة مطمئنا الاتحاد العمالي العام وادارة الضمان على حد سواء الى ان هذه المادة غير مطروحة.

اما انتخابيا، فتتسارع وتيرة الترشيحات قبيل انتهاء المهلة المحددة لتبدأ عملية ولادة اللوائح وفق التحالفات التي منها ما هو واضح ومنها ما تلفها الضبابية حتى الساعة.

مطلبيا استحق متطوعو الدفاع المدني في عيدهم عيدية تمثلت باعلان وزير الداخلية نهاد المشنوق عن توقيع مرسوم نهائي سيفتح الباب لتثبيتهم.

* مقدمة نشرة أخبار ال "او تي في"

لا تزال الحركة السياسية... والانتخابية خصوصا، تراوح مكانها، باحثة عن ذرائع للتريث، في انتظار عودة رئيس الحكومة من زيارته السعودية... وما زاد في غموض الانتظار أن الحريري لم يلتق ولي العهد محمد بن سلمان أمس، كما كان متوقعا ...

غير أن معلومات خاصة بال أو تي في أكدت أن كل الانتظارات المطروحة، إن لموعد الأمس الموهوم، أو لنتائج متخيلة من الزيارة على مستوى الداخل اللبناني، هي مجرد تخمينات أو تمنيات أو هواجس لا غير... وأضافت المعلومات أن رئيس الحكومة سيلتقي الأمير محمد بن سلمان هذه الليلة... ليعود بعدها إلى بيروت، وهو على ثوابته التي أعلنها وكررها مرارا، وآخرها في خطابه في 14 شباط الماضي...

في هذه الأثناء تنتظر الأزمات أيضا: من الكهرباء والموازنة، إلى الاقتصاد والبيئة... على أمل أن تحلها مؤتمرات الخارج، أو برامج مرشحي الداخل ...

* مقدمة نشرة أخبار "المنار"

بلغت رسائل فلاديمير بوتين العابرة للقارات هدفها بعد اعلانه تطوير الجيش الروسي صواريخ لا تقهر، ولم تفلح الانتقادات الاميركية والاوروبية في اعتراض مسارها، وان اختلف الطرفان في قراءتها: الاميركيون والاوروبيون عبروا عن شديد القلق، متهمين موسكو باطلاق سباق جديد للتسلح، فيما الروس يؤكدون أن هدفها ردعي، وتسهم بارساء السلام لا الحرب، كما أنها رسالة دعم للحلفاء.

فهل أحسن الاميركيون قراءتها فوق سوريا؟ تهويل وتهديد للدولة السورية من بوابة دمشق الجنوبية بذريعة معاناة أهل الغوطة الشرقية، مع التغافل والتعامي عن المسبب الحقيقي للمعاناة. فالجماعات الارهابية تصر على احتجاز أهل الغوطة رهينة خدمة لاجندات أميركية وسعودية. أما في لبنان، فكل المؤشرات تدل على أن رئيس الحكومة منتظر غير محْتجز في الرياض، الحريري سيعود الى بيروت بعد لقائه ولي العهد محمد بن سلمان لترتسم على ضوئه التعليمات وخريطة التحالفات..

أما الخريطة للوصول الى بر الامان فتبدأ بالتركيز على ما يجمع اللبنانيين بحسب رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، الذي شدد خلال ازاحة الستار عن نصب الزعيم مجيد ارسلان على أن زمن الكبار لا يندثر.

أما في فلسطين المحتلة فتأكيد على ان زمن المقاومة لن يندثر. مواجهات في الضفة الغربية والقدس وعلى حدود غزة في جمعة غضب جديدة، ولعل أكثر ما يغضب من جهة، ويشعر بجبن جيش الاحتلال من جهة ثانية ما جرى في مدينة الخليل عندما احتجز جنود النخبة سيارة مدنية فلسطينية بداخلها أربعة اطفال واتخذوها درعا من رماة الحجارة.

* مقدمة نشرة أخبار "المستقبل"

دلالات الصورة التي جمعت خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ورئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، وما تضمنته من حفاوة، لا تزال تلقي بظلالها على الحراك السياسي الداخلي تحليلا وتأويلا؛ فيما يرتقب ان يستقبل ولي العهد الامير محمد بن سلمان الرئيس الحريري، للبحث معه في التطورات الداخلية والاقليمية.

اما التحضيرات للانتخابات النيابية فتتواصل مع استمرار تقديم الترشيحات الى وزارة الداخلية وسط ترقب لنتائج الاتصالات والمشاورات المتصلة بالتحالفات، والتي من المنتظر ان تتبلور اكثر الاسبوع المقبل.

اقتصاديا، السباق يستمر قويا بين انجاز مشروع موزانة العام 2018 والتي تعمل على مناقشته اللجنة الوزارية برئاسة الرئيس الحريري، وبين مؤتمرات الدعم الدولية التي ينتظرها لبنان ان في باريس او روما.

في هذا الوقت، اكد رئيس الجمهورية ميشال عون ان لبنان نجح في اخر معاركه على الارهاب عند الحدود اللبنانية، ونال تقديرا دوليا عاليا، لم يكن ليتحقق لولا الخيارات الكبرى التي اجمع عليها اللبنانيون ووحدة الشعب في مواجهة التطرف والبقاء على مسافة واحدة من جميع الدول العربية.

اقليميا، وفيما يواصل بشار الاسد سياسة الارض المحروقة في الغوطة الشرقية، برز كلام مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، الذي اشار الى ان الضربات الجوية على الغوطة، تشكل جرائم حرب ينبغي إحالتها للمحكمة الجنائية الدولية.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الجمعة في 2 اذار 2018

النهار

ملف بواخر الكهرباء مرشّح إلى مزيد من التصعيد في ظل تكرار مواقف "حزب الله" المعترضة عليه مضافة إلى اعتراض "قوّاتي" قوي.

لم يُعلن عازف عن الانتخابات ترشيح زوجته كما تردّد سابقاً.

زار وفد شعبي بقاعي أحد الرؤساء ناقلاً شكوى من الأسماء المرشّحة إلى النيابة داعياً إلى تغييرها.

تردّد أن الحزب الشيوعي اللبناني سيتحالف مع "تيّار المستقبل" في إحدى الدوائر.

يقول نائب "فرنكوفوني" إن مسؤولاً فرنسيّاً أخبره قبل نحو شهر أن الرئيس ماكرون قد يؤجّل زيارة لبنان.

الجمهورية

سُئل أحد الوزراء المنتمين الى حزب بارز عن رأيه في زيارتين لشخصيتين، واحدة خليجية والثانية لبنانية، فكان جوابه: "لا تعليق".

لاحظت أوساط قضائية أن معظم المتهمين بجرائم مختلفة "يشترون الوقت" حالياً آملين

في صدور عفو عام يشملهم قريباً.

تعتزم شخصيتان شماليّتان خوض الإستحقاق الإنتخابي معاً لكنهما لم تُعلنا ذلك بعد.

اللواء

لا يكترث مرجع كبير لما ينقل إليه من نشاط نواب، مرشحين في كتلته في "القرى الأمامية"!

يجري البحث في كيفية ترتيب تحالف مثلث الاضلاع في بيروت الأولى، يوفق بين تحالفات وحسابات.

قالت مصادر سياسية ان حركة "الاتصالات الانتخابية" دخلت في استراحة، مرجَّح ان تتحوّل إلى "هدنة أيام".

المستقبل

قيل انّ اجتماعاً "عاصفاً" عُقد خلال الساعات الأخيرة بين وزير سابق وعدد من أعضاء ماكينته الانتخابية تخلّلته اتهامات متبادلة حول أسباب تسرّب بعض "المفاتيح" لصالح ماكينات منافسة.

الاخبار

القوات تبحث عن عونيين لترشيحهم

يعاني حزب القوات اللبنانية من أزمة نقص مرشحين على لوائحه في المتن الشمالي وكسروان، في حال قرر خوض الانتخابات بلا حلفاء. وبعد لجوئه إلى خارجين من حزب الكتائب، كميشال مكتّف، عمدت القوات إلى الاتصال بمفصولين من التيار الوطني الحر، عارضة ترشيحهم على لوائحها.

ساترفيلد "مش راجع"؟

تردد أن الإدارة الأميركية تعتزم تغيير مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى ديفيد ساترفيلد، وأن خليفته سيتولى من بعده متابعة ملف الأزمة الحدودية بين لبنان والعدو الإسرائيلي.

العَلَولا يستدعي إعلاميين

التقى أحد أعضاء اللقاء الديمقراطي الموفد السعودي نزار العَلَوْلا في مقر إقامة السفير السعودي في اليرزة. كذلك استدعى العَلَوْلا أصحاب عدد من المؤسسات الإعلامية إلى المقر نفسه.

المشنوق يخذل باسيل

قرر وزير الداخلية نهاد المشنوق عدم إجراء تشكيلات عامة للضباط في المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي قبل الانتخابات النيابية، بسبب خطورة تبديل الضباط وتسليمهم مراكز جديدة، وحاجتهم إلى أكثر من ثلاثة أشهر للتعرّف تماماً على نطاق عملهم، ما قد يؤدي إلى حصول مشكلات في إدارة العملية الأمنية المواكبة للانتخابات. وكان الوزير جبران باسيل يطالب بإجراء تشكيلات قبل الاستحقاق النيابي، بسبب وجود ضباط "معادين للتيار" في عدد من المناطق.

فصل مناضلين عونيين… بسبب عشاء

قرر مجلس التحكيم في التيار الوطني الحر فصل 6 أعضاء في التيار، "لإقدامهم على أعمال ونشاطات من شأنها زعزعة العمل الحزبي والسياسي". وعُرِف من هؤلاء العميد انطوان ناصيف، حبيب حداد، جان البستاني، وسام بيضون، وإيلي بيطار المعروف بالمير، وهو من المناضلين التاريخيين في التيار، وتعرّض للتوقيف أكثر من 20 مرة قبل عام 2005، بينهما مرتان في البوريفاج. وتردّد أن السبب الحقيقي لفصل هؤلاء هو مشاركتهم في عشاء دعا إليه كوادر مفصولون سابقاً من التيار، من معارضي الوزير جبران باسيل.

شبلي بدل القادري؟

يبحث تيار المستقبل في إمكان ترشيح عضو مكتبه السياسي وسام شبلي عن أحد المقعدين السنيين في دائرة البقاع الغربي ــ راشيا، بدلاً من النائب الحالي زياد القادري الذي أظهرت استطلاعات الرأي أن نسبة تأييده منخفضة جداً. وبالنسبة إلى المقعد الماروني، من المحتمل أن ينضم إلى لائحة المستقبل المرشح هنري شديد، الذي كان مرشحاً على لائحة قوى 8 آذار عامي 2005 و2009. وكان شديد قد فاز في انتخابات 1996 في البقاع الغربي، لكنه سرعان ما فقد مقعده بقرار أصدره المجلس الدستوري، لمصلحة النائب روبير غانم، بضغط سوري.

عازار في كسروان ونقولا في المتن

تبلّغ المرشح الى الانتخابات النيابية في كسروان روجيه عازار رسمياً من قيادة التيار الوطني الحرّ تبنّي ترشيحه كحزبي على اللائحة التي يرأسها العميد المتقاعد شامل روكز في كسروان ــ جبيل. وفي المتن، تقدّم النائب نبيل نقولا رسمياً بطلب ترشّحه رسمياً إلى الانتخابات، رغم ما كان يُشاع سابقاً عن أن قيادته أبلغته أنه لن يكون على لائحة التيار للانتخابات المقبلة. وذكر نقولا على صفحته على "فايسبوك" أن خطوته أتت بناءً على تعليمات رئيس التيار الوزير جبران باسيل.

رزمة مرشحين لريفي في البقاع الغربي

يخوض المدير العام السابق لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي مفاوضات مع عدد من الشخصيات والفاعليات في منطقة البقاع الغربي سعياً لتشكيل لائحة تواجه لائحتي تيار المستقبل وقوى 8 آذار. وبحسب المعلومات، فإن ريفي يطمح إلى اختيار مرشحين عن المقعدين السنيين من بين رزمة مرشحين، أبرزهم: محمد ياسين، عمر حرب، العميد المتقاعد علي مراد والعميد المتقاعد علي الصميلي.

مقعد واحد للمخزومي

فيما لم يجد رئيس حزب الحوار الوطني فؤاد مخزومي مصلحة له في التحالف مع أي من الأحزاب والتيارات المشاركة في انتخابات دائرة بيروت الثانية، أكدت مصادر قريبة منه أنه سيعقد اجتماعات يومي الأحد والاثنين لحسم أسماء المرشحين الذين سيضمهم إلى لائحته. ومع أن الإحصاءات التي تصل الى مخزومي تتحدث عن فوز لائحته بثلاثة مقاعد، لمحت مصادر أخرى إلى أن مخزومي لا يضمن سوى الفوز بمقعد واحد له.

الشاعر بدلاً من بيضون

علمت "الأخبار" أن تيار المستقبل طلب حتى الآن من 55 مرشحاً تقديم أوراق ترشحهم الى الانتخابات النيابية، وأنه تم حجز قاعة البيال يوم السبت للإعلان عن الأسماء النهائية التي اختيرت لخوض الانتخابات. وفي الإطار، أشارت مصادر المستقبل الى أن العميد علي الشاعر ربما يحلّ مكان ماهر بيضون عن أحد المقعدين الشيعيين في دائرة بيروت الثانية.

البناء

أجرى تيار سياسي من بقايا "14 آذار" دراسة إحصائية عن حظوظ قطب بارز في التيّار بالانتخابات النيابية المقبلة في الدائرة التي يترشح فيها عادةً، لكن نتائج الدراسة جاءت سلبية لدرجة انعدام حظوظ القطب بالكامل ما اضطر التيّار إلى نقل ترشيحه إلى دائرة أخرى، فتبيّن أيضاً من خلال دراسة أخرى، أنّ احتمال نجاحه ليس مضموناً.

وصفت مصادر دبلوماسية في نيويورك على صلة بمناقشات مجلس الأمن حول الهدنة في سورية، الطلب الفرنسي لإعلان دمشق قبول الهدنة علناً كشرط لمصداقية الالتزام بها يستدعي إعلاناً موازياً من كلّ من أنقرة وواشنطن وتل أبيب، بينما أنقرة تعلن أنها لم تسمع من الرئيس الفرنسي ما صرّح به عن أنه أبلغها شمول عفرين بوقف النار، ما يجعل مصداقية فرنسا على المحكّ بينما التزام دمشق بالمفهوم الذي أعلنه ممثلها في نيويورك للهدنة بدأ في الميدان.

 

اميركا وحزب الله إيران: المواجهة تقترب؟

منير الربيع /المدن/03 آذار/18

تتصاعد لهجة واشنطن تجاه حزب الله. منذ تولي دونالد ترامب مقاليد الرئاسة الأميركية يرفع شعار مواجهة إيران وتحجيم نفوذها في المنطقة. لم تتخذ أميركا أي اجراءات عملانية لتحقيق هذا الهدف، فيما هناك آراء أميركية كثيرة في هذه المرحلة، تشير إلى أن العام الحالي سيكون عام مواجهة إيران. في القمة الإسلامية التي استضافتها الرياض قبل أقل من سنة، جرى التوافق السعودي الأميركي على مواجهة النفوذ الإيراني، لكن طوال هذه الأشهر لم يتحقق شيء على الأرض. واليوم، يستعد ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لزيارة واشنطن، لإعادة بلورة مسار العلاقات بين السعودية والولايات المتحدة، والبحث في النقاط العملانية لمواجهة تمدد النفوذ الإيراني في المنطقة. بالتزامن مع الزيارة، يتكثّف الحديث الأميركي عن مزيد من الاجراءات ضد إيران وحزب الله. ويتلاقى ذلك مع أجواء وتحليلات أميركية، تفيد بأن المواجهة مع إيران تقترب. كأن واشنطن تضغط على إيران إقتصادياً ومن خلال العقوبات والتلويح بالإطاحة بالإتفاق النووي، فيما بعض الآراء الأميركية تشير إلى أن الرؤية السعودية كانت تطالب بمواجهة عسكرية مع طهران.

ليس تفصيلاً نشر الإعلام الأميركي صوراً لإحدى القواعد الإيرانية في سوريا، والتي تقع بالقرب من دمشق، وتحوي ترسانة صاروخية ضخمة جداً بينها صواريخ كاسرة للتوازن. يضيء الإعلام الأميركي على ما يخيف الإسرائيليين، وتأتي هذه الحملات الإعلامية قبل شهر من زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيمين نتنياهو إلى الولايات المتحدة، للبحث في ملفات عدة، أبرزها مواجهة النفوذ الإيراني. وهذه لا تنفصل عن زيارة وفد من الكونغرس قبل أيام لإسرائيل. إذ شدد السيناتوران ليندسي غراهام وكريس كونز على ضرورة إعادة الإدارة الأميركية النظر في زيادة الدعم العسكري لإسرائيل في ظل التهديدات الإيرانية الجديدة. وقد عبر الرجلان عن قلقهما المتزايد من نشوب صراع، إذ اعتبر غراهام أن الحرب بين حزب الله وإسرائيل تقترب أكثر فأكثر. المفصل الأساسي لتحولات الصراع، كان إسقاط طائرة الأف 16 الإسرائيلية. تقود هذه الحادثة الإسرائيليين والأميركيين إلى تصعيد حملاتهم ضد إيران، وإشارتهم إلى احتمال تصعيد المواجهة العسكرية في المرحلة المقبلة، خصوصاً في ظل تنامي نفوذ إيران في كل من لبنان وسوريا، ودمج الجبهتين. وتتردد في الولايات المتحدة وجهة نظر تقوم على أن المواجهة بين إيران وحزب الله من جهة وإسرائيل من جهة أخرى، ستكون محتومة في لحظة ما.

وفي سياق التحليلات التهويلية المتناقلة، فإن الإسرائيليين ينوون الدخول في حرب مدمّرة ضد لبنان، وهذه المرة لن يكون هناك فصل ما بين المواطنين اللبنانيين وحزب الله، ولا بين مؤسسات الدولة والحزب، خصوصاً أن الوجهة الإسرائيلية تنظر إلى لبنان ككل بأنه يوفر الغطاء اللازم للحزب. لطالما حمل الإسرائيليون والأميركيون تهديدات من هذا النوع، لا سيما لجهة منع حزب الله وإيران من تعزيز مواقع نفوذهم في سوريا ولبنان، لكن كل هذه التهديدات كانت تقابل بمزيد من الإصرار الإيراني على إثبات العكس.

وفيما هدد قائد القوات البرية الإسرائيلية بأن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله سيكون هدفاً مباشراً للإسرائيليين في أي حرب مقبلة، فقد أشار إلى أن خطر نشوب حرب ازداد هذه السنة، رغم أن الأطراف كافة غير معنيين بذلك، كما كان الوضع عشية حرب لبنان الثانية عام 2006.

وفي مقابل هذه التهديدات، هناك من يستبعد إمكانية نشوب حرب في المدى المنظور لأسباب عدة، أبرزها إيلاء أهمية قصوى للاستقرار ولملف النفط الذي يحتاج إلى هذا الاستقرار. بالتالي، يعتبرون أن التصعيد الكلامي هو مجرّد تنفيس للاحتقان القائم، والذي يتجلى بتصنيف واشنطن حزب الله أكبر "شبكة للجريمة المنظمة" في العالم، والكلام عن الاستعداد الأميركي لمواجهة هذه العلاقة غير الشرعية بين حزب الله وعالم الجريمة المنظمة. كما يدرس الكونغرس الأميركي مشروع قانون يمنح الرئيس دونالد ترامب سلطةً بتصنيف حزب الله "منظمة أجنبية للاتجار بالمخدرات" أو "منظمة إجرامية عابرة للحدود.

لعل هذه المشاريع، بالإضافة إلى المطالبة بالتحقيق مع إدارة أوباما بشأن وقف عمليات إدارة مكافحة المخدرات ضد حزب الله، تندرج في سياق التنفيس لإبعاد شبح الحرب العسكرية المباشرة، خصوصاً أن هذه المساعي تتزامن مع المفاوضات التي ستتولاها الأمم المتحدة لترسيم الحدود بين لبنان والأراضي المحتلة، وخصوصاً أن الإسرائيليين يبدون رغبة في الوصول إلى حلّ سلمي لمسألة الحدود البرية والبحرية. وهنا، تقول مصادر متابعة إن الوصول إلى تسوية حدودية، برعاية الأمم المتحدة، قد يؤدي إلى سحب فتيل التوتر، لكن هذا أيضاً سيمنح إسرائيل ذريعة جديدة قد تستخدم مستقبلاً، لتوجيه أي ضربة للبنان أو لحزب الله، إذا ما جرى تجاوز هذا الترسيم أو خروج على اتفاق التقاسم النفطي.

 

بالفيديو: "المنار" تعرض مشاهد من مكان مقتل جنرال إسرائيلي في لبنان

02 آذار/18/عرضت قناة "المنار" فيديو حول مقتل قيادي عسكري إسرائيلي رفيع المستوى. وقالت القناة إن الفيديو الذي يُظهر تصفية غيرشتاين التُقِط في لبنان قبل تسعة عشر عاما. وتولى الجنرال إيرز غيرشتاين رئاسة "مكتب الجيش الإسرائيلي للاتصالات" (وحدة الارتباط) في لبنان. وذكرت تقارير إعلامية عربية صادرة بتاريخ 28/2/1999 أن المقاومة الإسلامية وجهت أكبر ضربة يتلقاها الاحتلال منذ العام 1982، وذلك باستهداف موكب قيادي عسكري إسرائيلي رفيع المستوى مؤلف من بضع آليات مصفحة لدى مروره على طريق مرجعيون — حاصبيا عند نقطة الهرماس، حيث فجرت المقاومة الإسلامية عبوة ناسفة كبيرة في الموكب، وأدى الانفجار إلى إصابته بشكل مباشر ووقوع أفراده بين قتيل وجريح… واعترف العدو بعد ساعات من التكتم بمقتل قائد قوات الاحتلال في لبنان الجنرال إيرز غيرشتاين (38 عاماً) وسائقه الرقيب أول عماد أبو الريش وضابط اتصال برتبة رقيب يدعى عومر أكلبيتس، فضلاً عن المراسل الصحافي في إذاعة العدو إيلان روعيه وجرح ثلاثة آخرين، وأوضح ناطق باسم جيش الاحتلال أن الأربعة قتلوا عندما انفجرت عبوة ناسفة موجهة عن بعد، بينما كانوا ضمن قافلة من أربع سيارات مدرعة من نوع مرسيدس.

 

إسرائيل تطوّر خطط الحرب على حدود لبنان، وهذا ما صرح به لواء إسرائيلي وخطر اندلاع الحرب ازداد هذه السنة، كما كان الوضع عشية اندلاع حرب لبنان الثانية عام 2006

 لبنان الجديد/02 آذار/18/في الوقت الذي أكد فيه قائد الجيش اللبناني العماد جوزيف عون، الجهوزية التامة لمواجهة أي عدوان عسكري إسرائيلي على حدود لبنان الجنوبية، وذلك خلال تفقده قيادة فوج التدخل الثالث؛ كشفت إسرائيل، أمس الخميس نقلاً عن صحيفة "الشرق الأوسط"، عن "خطة لنشر قوات كبيرة من «حرس الحدود» في الضفة الغربية لملء الفراغ الذي يمكن أن يحدثه تقليص عدد جنود الجيش في المنطقة جراء «انشغالهم» على الجبهة اللبنانية في حال اندلاع حرب تصاعد تلويح الإسرائيليين بها منذ فترة".

وفي التفاصيل، صرّح مصدر عسكري إسرائيلي بأن "مهمة قوات «حرس الحدود» ستكون ملء الفراغ الذي سيتركه الجيش وقت اندلاع الحرب، وربما تسيطر على كل الضفة الغربية وقت الطوارئ والحالات القصوى"، وقال إن "وحدتين من قوات الإحتياط في حرس الحدود، وهما «أشكول» و«بركان»، أنهتا تدريباتهما قبل أيام، ودخلتا أمس الخميس الخدمة في الضفة الغربية، مشيرًا إلى أن "هذه المرة الأولى التي تعمل فيها وحدات احتياط من حرس الحدود بشكل كامل في الضفة الغربية".

ولفتت الصحيفة، أن "قائد الذراع البرية في الجيش الإسرائيلي، اللواء كوبي باراك، قد صرح أول من أمس بأن خطر اندلاع حرب ازداد هذه السنة، كما كان الوضع عشية اندلاع حرب لبنان الثانية عام 2006".

وأضاف، في شرح لتطور خطط الحرب الإسرائيلية، أن "العملية البرية في الحرب المقبلة ستبدأ في مرحلة مبكرة، وستكون واسعة وسريعة ومدمرة أكثر من الماضي، وستنتهي باغتيال رئيس (حزب الله)، حسن نصر الله".

 

فصل مناضلين عونيين... بسبب عشاء!

ام تي في/02 آذار/18 /قرر مجلس التحكيم في التيار الوطني الحر فصل 6 أعضاء في التيار، "لإقدامهم على أعمال ونشاطات من شأنها زعزعة العمل الحزبي والسياسي". وعُرِف من هؤلاء العميد انطوان ناصيف، حبيب حداد، جان البستاني، وسام بيضون، وإيلي بيطار المعروف بالمير، وهو من المناضلين التاريخيين في التيار، وتعرّض للتوقيف أكثر من 20 مرة قبل عام 2005، بينهما مرتان في البوريفاج. وتردّد أن السبب الحقيقي لفصل هؤلاء هو مشاركتهم في عشاء دعا إليه كوادر مفصولون سابقاً من التيار، من معارضي الوزير جبران باسيل.

 

مصادر الحريري للـMTV:لا نملك تفاصيل عن لقاء الحريري بولي العهد السعودي

المركزية/02 آذار/18/أكدت مصادر رئيس الحكومة سعد الحريري لقناة الـ"MTV" أنها لا تملك تفاصيل عن لقاء الحريري بولي العهد السعودي سلمان بن عبد العزيز، مؤكدة أن التواصل مع الحريري مستمر ولكن حول تفاصيل انتخابية.

ولفتت المصادر الى أن مشهدية اللقاء الذي حصل يوم الأربعاء ممتازة، بانتظار عدوة الحريري الى بيروت.

 

بري: أنا والسيد نصرالله الوحيدين الذين أتممنا تشكيل اللوائح بثلاث دقائق

المركزية/02 آذار/18/لفت رئيس مجلس النواب نبيه بري إلأى "أنني والأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله الوحيدين الذين أتممنا تشكيل اللوائح في ثلاث دقائق".

 

مساعٍ مع السنيورة لنقل ترشيحه من صيدا إلى بيروت

المركزية/02 آذار/18/يجري الحديث بقوة عن ترشيح الرئيس فؤاد السنيورة عن هذه الدائرة بدلا من دائرة صيدا ـ جزين، رغم تحفظه على هذا التوجه وايثاره عدم خوض الانتخابات في هذه الدورة، ويبدو ان ثمة ضغوطا عربية لحمله على تقديم ترشيحه قبل ليل الثلاثاء المقبل ليبقى كصمام امان في كتلة المستقبل

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

الحريري يعود من الرياض بجرعة دعم سياسي/السعودية تتبنى سياسة واقعية في لبنان تتفادى أي صدام مباشر مع حزب الله.

رسالة الرياض: استمرار التعاون والتنسيق مع ميشال عون

العرب/03 آذار/18/بيروت - في غياب أي معلومات خلال الساعات الـ48 الماضية عن نشاطات رئيس مجلس الوزراء اللبناني سعد الحريري في السعودية، توقعت مصادر سياسية أن يعود الحريري قريبا إلى بيروت بجرعة دعم للسياسة التي اعتمدها في الأشهر القليلة الماضية.

وتقوم هذه السياسة على استمرار التعاون والتنسيق القائمين مع رئيس الجمهورية ميشال عون والتيار الوطني الحرّ الذي يمثله، على الرغم من وجود ما يسمّى “وثيقة تفاهم” بين التيّار وحزب الله.

ولم تستبعد المصادر ذاتها، على الرغم من التعتيم الإعلامي، أن يكون اللقاء الذي انعقد بين وليّ العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ورئيس مجلس الوزراء اللبناني طويلا وأن يكون التركيز فيه على مرحلة ما بعد الانتخابات اللبنانية والتوازنات الجديدة في لبنان والدور الذي ستلعبه الكتلة النيابية التي ستكون تابعة لرئيس الجمهورية. وسيترأس هذه الكتلة جبران باسيل صهر رئيس الجمهورية الذي يشغل حاليا موقع وزير الخارجية. وأفاد سياسي لبناني رفض ذكر اسمه بأن التغيير في الموقف السعودي من عون والحريري يعكس رغبة في اعتماد سياسة أكثر واقعية في لبنان.

وتأخذ هذه السياسة في الاعتبار أنّ الأحداث التي تشهدها المنطقة، والتي تبدو مقبلة عليها، تدعو إلى تفادي أي صدام مباشر مع حزب الله، أقلّه في المدى المنظور، نظرا إلى أن ذلك سيؤدي إلى ضرب الاستقرار النسبي الذي يتمتع به لبنان في الوقت الحاضر.

وأبدت هذه المصادر ارتياحها للاستقبال الذي خصت به القيادة السعودية الحريري لدى وصوله إلى الرياض يوم الأربعاء الماضي تلبية لدعوة رسمية نقلها إليه الموفد السعودي نزار العلولا. فقد استقبل العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز رئيس الوزراء بعيد وصوله إلى الرياض كما لو كان رئيس دولة وأحاطه بحفاوة تؤكد طي صفحة ما جرى في الزيارة التي قام بها سعد الحريري للمملكة في نوفمبر الماضي. وتخلل تلك الزيارة تقديم الحريري استقالته من موقعه الرسمي من دون تنسيق مع رئيس الجمهورية. وما لبث الحريري أن عاد عن تلك الاستقالة بعيد عودته إلى بيروت ولقاء عون.

وذكرت المصادر نفسها أنّ الجانب الأهمّ من زيارة رئيس مجلس الوزراء اللبناني للرياض هو اللقاء الذي عقده مع وليّ العهد السعودي الأمير محمّد بن سلمان الذي يبدو أنّه تفهّم الأسباب التي دعت الحريري إلى العودة عن استقالته في ظل الوضع اللبناني المعقّد إلى أبعد حدود. وأوضحت أن ما يدل على ذلك التفهّم الزيارة التي قام بها لبيروت الموفد السعودي الجديد نزار العلولا الذي خلف الوزير ثامر السبهان في تولّي الملف اللبناني. وذكرت أن زيارة العلولا للبنان اتسمت بكثير من الاستيعاب لموقف الحريري إذ بدأت بلقاء قصير ذي طابع بروتوكولي مع رئيس الجمهورية ميشال عون في قصر بعبدا تلاه كلام صدر عن الموفد السعودي يشيد بـ”حكمة” عون. ويعتبر هذا الكلام تطورا مهما يعكس تغييرا في الموقف السعودي من رئيس الجمهورية الذي كان موضع انتقادات شديدة بسبب دفاعه عن احتفاظ حزب الله بسلاحه.

ولاحظت المصادر ذاتها أن العلولا لم يناقش مسألة الانتخابات النيابية المقرر أن تجرى في السادس من مايو المقبل مع أيّ من الشخصيات التي التقاها. لكنّ زيارته لرئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في مقر إقامته في معراب وتناول العشاء إلى مائدته أوحت بأن هناك تعاطفا سعوديا مع هذا الحزب ورغبة في أن يستمر التحالف القائم بينه وبين تيار المستقبل الذي يتزعّمه الحريري. وتؤكد أوساط سعودية مطلعة أن الرياض تعيد التموضع في كافة ملفات المنطقة وفق معطيات جديدة تتعلق بالموقف الدولي من إيران، وأنه جرت إعادة قراءة للعلاقات مع لبنان من زاوية المقاربة السعودية الشاملة لسياساتها الخارجية، لا سيما مع الدول العربية والإقليمية. ورأت هذه الأوساط أن الرياض أرادت من خلال زيارة موفدها الملكي إلى لبنان ودعوة الحريري لزيارتها، إعادة ترتيب العلاقة السعودية اللبنانية على أسس جديدة يختلف أسلوبها وآلياتها عما كان معمولا به من قبل. ونصحت مراجع سعودية المراقبين بعدم تلخيص العلاقة السعودية اللبنانية بطبيعة العلاقة مع الحريري بل من خلال تأمل الانفتاح السعودي على أكبر شريحة من التيارات السياسية في لبنان. ونقل عن أحد العارفين ببواطن الشأن السعودي أنه لفهم طبيعة السياسة السعودية الجديدة في لبنان ينبغي تأمل اللقاءات والاتصالات التي أجراها الموفد السعودي في لبنان وإعادة قراءة تصريحاته ومواقفه في بيروت. ويرى هذا المرجع السعودي أن الرياض لم تبدل من مواقفها حيال الملفات المقلقة في لبنان، وأن جل ما طرأ هو تبديل في المقاربة على النحو الذي يجعل من السعودية حاضرة في الداخل اللبناني تحت عنوان الدفاع عن مصالح السعودية وخياراتها في لبنان والمنطقة. ولفت مراقبون لبنانيون إلى أن الحريري يبحث ملفات عديدة مع القيادة السعودية، وأنه بالإضافة إلى القضايا التي تتعلق بالشؤون السياسية المتعلقة بلبنان وعلاقته بالسعودية والعالم، فإن رئيس الحكومة اللبنانية يبحث سبل تطوير علاقة تيار المستقبل الذي يتزعمه بالسعودية على قاعدة حاجة الحريري وتياره للاستناد على قاعدة إقليمية صلبة ومتينة للوقوف تجاه حزب الله الذي يستند على علاقته المتجذرة مع إيران. وكشفت مصادر في بيروت أن مداولات السعودية ترتبط أيضا بالشؤون المالية للحريري وسط حديث عن احتمالات إعادة تعويم نشاط شركاته داخل المملكة وجعلها جزءا من خطط السعودية التنموية التي يقودها ولي العهد.

 

أم معارك العونيين: كاثوليكي المتن لنا

المدن/03 آذار/18/100 ألف متني هو الرقم المتوقع للمقترعين في الانتخابات النيابية المقبلة في قضاء المتن. 4 لوائح قيّد التشكيل اليوم، لشعل مقاعد المتن الـ8: لائحة التيار الوطني الحر، لائحة الكتائب، لائحة القوات، ولائحة يعمل الوزير السابق ميشال المرّ على تشكيلها.

لا تحالف بين المرّ والتيار، ولا تحالف بين المرّ والطاشناق. حُسم الأمر، وفق مصادر التيار. لن ينال المرّ منفرداً سوى 6000 صوت كحد أقصى وفق حساباته. بالتالي، لن تحصل لائحته على الحاصل. وفي حال تحالفه مع الحزب السوري القومي الاجتماعي ستنال اللائحة نحو 14000 صوت، وبالتالي ستفوز بمرشح واحد فقط. وفي السياق عينه، لم تسعَ القوات إلى التحالف مع المرّ، رغم صعوبة ضمّ مرشح أرثوذكسي للائحتها. فالقوات التي تسعى لتأمين حاصل انتخابي واحد من خلال تحالفها مع مستقلين كرازي الحاج وميشال مكتف، سيؤدي تحالفها مع المرّ إلى فوز اللائحة بمقعد واحد كحد أقصى، لكن مع إمكانية فوز المرّ بهذا المقعد لا مرشحها الأساسي إدي أبي اللمع. أمّا الكتائب الذي يتوقع أن يفوز بمقعدين، فسيرشح إضافة إلى رئيس الحزب سامي الجميل، الياس حنكش، ألبير كوستنيان، وسط معلومات عن إمكانية إنضمام رئيسة حزب الخضر ندى زعرور إلى اللائحة، مع المحامي بول مرقص، ومرشح عن حزب سبعة.

في المقابل، يتوقع التيار الفوز بـ3 مقاعد بشكلٍ أكيد مع إمكانية الفوز بالرابع، في حال عدم نيل لائحة القوات أو المرّ الحاصل الانتخابي. وتتشكل لائحته حتى الآن من مرشح الطاشناق، النائب غسان مخيبر، ومن 3 حزبيين: الياس بوصعب، إدي معلوف وإبراهيم كنعان. ووفق مصادر التيار، "أتُخِذ القرار بأنه من الأفضل أن يرشّح التيار 3 حزبيين فقط لضمان فوزه بالمقاعد الثلاثة، على أن يدور المرشحون الآخرون في فلك التيار كنصري لحود ومرشح القومي". لكن على أثر ذلك ترشح النائب نبيل نقولا، الخميس في 1 آذار 2018، وسط معلومات عن إمكانية إنسحابه في اللحظات الأخيرة، خصوصاً أن من يعرفه يُدرك جيداً أنه لن يتخلى عن التيار. خيار المرشحين الثلاثة، وفق المصادر، يعود إلى تصدّر كنعان ثم بوصعب الاحصاءات في المتن. أمّا معلوف، إضافة إلى تصدره كاثوليكياً في المتن، تولي قيادة التيار أهمية لترشيحه، فمن المتوقع أن يكون مرشح التيار الكاثوليكي الوحيد الفائز في لبنان، خصوصاً أن حظوظ الوزير السابق نقولا الصحناوي بالفوز شبه معدومة في بيروت الأولى. فما هي حظوظ فوز أدي معلوف الذّي قال رئيس الجمهورية عنه، وفق ما نقل أحد زواره "من الأفضل عدم المساومة على المقعد الكاثوليكي في المتن"؟

لا يرتكز معلوف، نجل الشهيد العميد الركن بولس معلوف، على نضاله الحزبي لاستقطاب المتنيين فحسب. لا شك أن نضاله في أنصار الجيش وتأسيس الهيئات الحزبية، والعمل النقابي، جعل العونيين يمنحونه الثقة في الانتخابات الداخلية، لكن ذلك غير كافٍ للفوز بمقعدٍ نيابي. ففي المتن نحو 3000 حزبي، يدور في فلكهم نحو 12000 مؤيد. معلوف الذي يعكس حيوية الشباب لا يبدو "طريَ العود". إذ رغم أفكاره العصرية، أيقن منذ 6 سنوات أنّ لا مفرّ من اللعب على حبال السياسة المتنية. فمن مناسبات الحزن والفرح، إلى التنسيق مع الفعاليات البلدية والاختيارية، فالحضور إنمائياً لجهة الطاقة والمياه والزفت والزراعة. ما جعل منه "نائباً" متنياً بلا لقب. في المقابل، لا مرشح كاثوليكياً بارزاً في لائحة الكتائب، فيما يترشح ميشال مكتف المعروف متنياً على لائحة القوات حاملاً مبادئ 14 آذار. لكن حظوظه شبه معدومة، إذ ستحوز لائحته على حاصل انتخابي لمرشح واحد: هو المرشح الأساسي للقوات إدي أبي اللمع. أمّا الوزير شربل نحاس الذّي قد يترشح في المتن، فإمكانية فوزه شبه مستحيلة، فلا يمكنه منفرداً أن يحظى بالحاصل الانتخابي 12500، خصوصاً أنه يرفض التحالف مع أي طرف سياسي تقليدي.

 

تريث سياسي- انتخابي في انتظار عودة الحريري الغائب عن "الواجهـــة" خطة طويلة الامد للنهوض الاقتصادي... وخليل: نحن في ازمة مالية حقيقية ترامب- ماكرون لوقف النار في سوريا وبن سلمان الـــــى مصر قريبا

المركزية/02 آذار/18/في غياب اي معلومة عن تفاصيل زيارة رئيس الحكومة سعد الحريري للمملكة العربية السعودية التي يمكث فيها لليوم الثالث على التوالي، من دون الاعلان عن مضمون لقاءاته واجتماعاته، باستثناء استقباله في القصر الملكي في اليوم الاول على وصوله وتخصيصه بحفاوة لافتة، وفي انتظار الافراج عما يتصل باجتماعه الحاسم المرتقب مع ولي العهد الامير محمد بن سلمان، بقي الدوران الداخلي في دوامة الفراغ السياسي على حاله، والاتصالات الانتخابية كذلك، نسبة للمعوّل على نتائج الزيارة من انعكاسات على مستوى التحالفات والترشيحات، لاسيما لدى التيار الازرق.

انتصرنا بوحدتنا: وسط هذه الاجواء، اكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون "أننا نجحنا في إزالة فتيل لغم الإرهاب، وقدنا مؤخراً آخر معارك الانتصار عليه على حدود وطننا، ونلنا تقديراً دولياً عالياً على هذا الانجاز. وهو انتصار لم يكن ليتحقق لولا الخيارات الكبرى التي اجمع عليها اللبنانيون، ووحدة الشعب اللبناني في مواجهة التطرف، وتحييد لبنان عن الملفات الخلافية، وبقاؤنا على مسافة واحدة من جميع الدول العربية ايماناً منا بأن روح الأخوَّة بينها لا بد ان تعود الى المسار السليم".

خطة اقتصادية: وقال خلال حضوره حفل ازاحة الستار عن نصب "بطل الاستقلال" الامير مجيد ارسلان الذي اقامه رئيس الحزب الديموقراطي اللبناني الوزير طلال ارسلان على اوتوستراد خلدة- الاوزاعي في مدينة الشويفات، ان "الحاجة اليوم اكثر من اي وقت مضى الى التركيز على ما يجمع اللبنانيين ويقود سفينتهم الى بر الامان، لافتا الى اتساع رقعة التفاؤل بامكان النهوض بالدولة الى حيث تلاقي امال اللبنانيين وتطلعاتهم بعد ما تم انجازه في الفترة الماضية". واذ لفت الى "الضغوط الكبيرة التي يتحملها لبنان، سياسياً او اقتصادياً او امنياً، والعمل على مواجهة هذه الضغوط وتعطيلها واحداً واحداً، فإنه اكد العمل على إطلاق خطة اقتصادية تحدد رؤية طويلة الأمد للنهوض الاقتصادي، مشددا على ان "أمامنا هدف كبير برمزيته لتحقيقه وهو العمل على اقفال ملف المهجرين نهائياً، ومعه طي صفحة من تاريخ لبنان طال انتظار خواتيمها السعيدة".

حسن خليل: وليس بعيدا، وفيما غاب اجتماع اللجنة الوزارية للبحث في مشروع موازنة العام 2018 ،على رغم ان الرئيس بري كما قال يريد المشروع جاهزا قبل 5 آذار الجاري اي في الحد الاقصى ليل الاثنين- الثلثاء المقبل، برز كلام لافت لوزير المال علي حسن خليل قال فيه "نحن في ازمة حقيقية اقتصادية ومالية لكنها غير مستعصية اذا وجدت الارادة وموازنة اصلاحية".

بين التيارين: انتخابيا، عقد اجتماع تنسيقي بين التيار الوطني الحر وتيار المستقبل، أفيد ان هدفه توطيد العلاقة اكثر بين التيارين وتعزيز التفاهمات كلها وتحصينها والتشديد على التعاون في مجالات مختلفة، اضافة الى كيفية نقلها من القيادة الى القاعدة على كل الصعد. ومن المتوقع ان تستكمل اللقاءات تباعاً بين مختلف المنسقين لتثبيت هذه العلاقة.

مرشحو "المستقبل": وعلى الخط الانتخابي، علمت "المركزية" ان "تيار المستقبل" سيُعلن قريباً اسماء مرشّحيه للانتخابات في احتفال في مجمّع "البيال" (10 آذار كحدّ اقصى)، غير ان النقاش حول شكل الاعلان ينتظر عودة الرئيس الحريري لحسمه لصالح خيار من اثنين: احتفال انتخابي صرف يقتصر اضافةً الى المرشّحين على الماكينة الانتخابية واعضاء المكتب السياسي، او حفل جماهيري كبير يضمّ الى هؤلاء، اعضاء الكتلة النيابية، الوزراء، الكوادر الحزبية، رؤساء المنسقيات وحشد من مناصري التيار من مختلف المناطق.

اما برنامج الحفل فيُقسم الى الى قسمين: الاول مُرتبط بالمرشّحين "بطاقة تعريفية" لكل واحد والثاني كلمة سياسية-انتخابية للرئيس الحريري يرسم فيها الطريق التي سيسير عليها التيار في السنوات الاربع المقبلة والتي تنطلق من ثوابت سيادية يتركز اليها في الحكم، التمسّك بالعيش المشترك، خيار الاعتدال، الالتزام باتّفاق الطائف، النأي بالنفس عن صراعات المنطقة والتشديد على التسوية التي تُظلل العهد منذ انطلاقته.

لمسات كتائبية اخيرة: اما في المقلب الكتائبي، فعلمت "المركزية" أن المكتب السياسي سيعقد اجتماعا "حاسما مساء اليوم في البيت المركزي برئاسة النائب سامي الجميل، لوضع اللمسات الأخيرة على بعض الترشيحات التي لم تحسم حتى الساعة، كما هي الحال في العرين الكتائبي المتني، وإن كان اسم رئيس الكتائب بديهيا، وفي بعبدا. وعلم أن المكتب السياسي سيحدد في الاجتماع المسائي "خياراته" في ما يخص قضاء جبيل ايضا.

بشرى المشنوق: على صعيد آخر، زف وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق الى متطوعي الدفاع المدني في احتفال اقيم في البيال بمناسبة اليوم العالمي للدفاع المدني بشرى سارة، اذ توجه اليهم قائلا ""وفيت بوعدي ووقعت على المرسوم النهائي الذي سيفتح الباب لتثبيت المتطوعين في الدفاع المدني، ورفعته إلى مجلس الوزراء لتوقيعه في أول جلسة"، مجددا التزامه "بالسعي الدائم والمتواصل لتأخدوا كامل حقوقكم وسأقف إلى جانبكم لحين الانتهاء من عملية تحديث هذا الجهاز". واعتبر في المناسبة ان "لا يستطيع أحد إلا أن يقول ان في عهد الرئيس ميشال عون، لبنان هو لبنان الآمن".

ترامب وماكرون: اقليميا، وفي وقت تواصل روسيا، منذ لحظة اقرار مجلس الامن الدولي قرار وقف اطلاق النار في سوريا السبت الماضي، توجيه التهم الى الفصائل المعارضة الموجودة في الغوطة الشرقية، بخرق الهدنة واستخدام المدنيين دروعا بشرية ومنعهم من الخروج من المدينة المحاصرة ، فإن "مزاعم" موسكو هذه، يبدو لا تقنع المجتمع الدولي بأسره، بحسب ما قالت مصادر دبلوماسية لـ"المركزية"... فأركانه يعتبرون ان على روسيا الضغط على دمشق للالتزام بوقف النار، كما عليها ايضا وضع حد لمشاركتها، هي، في عمليات قصف الغوطة. وفي هذا الاطار، سُجل اتصال هاتفي بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ونظيره الأميركي دونالد ترامب، اتفقا خلاله على العمل معا لتطبيق وقف إطلاق النار في سوريا وحثا روسيا على ممارسة نفوذها على دمشق. وناقش ماكرون وترامب الوضع في سوريا وضرورة تطبيق قرار الأمم المتحدة لوقف إطلاق النار لإنهاء الأعمال القتالية وإتاحة المجال لدخول المساعدات الإنسانية للغوطة الشرقية وإجلاء الجرحى. وشدد ماكرون أيضا على أن فرنسا سترد بقوة إذا تبين أن أسلحة كيميائية أدت إلى قتل مدنيين في سوريا.    

..وميركل: وفي السياق عينه، كان تفاهمٌ مماثل بين ترامب والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، اللذين أجمعا في اتصال هاتفي، على ضرورة تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي. وقال متحدث باسم ميركل "اتفق الاثنان على أن ضرورة التزام النظام السوري وحلفائه الروس والإيرانيين بالتطبيق الفوري والكامل لقرار مجلس الامن.

بن سلمان في مصر: في مجال آخر، اعلن مسؤول مصري إن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان سيزور مصر خلال الايام المقبلة في أول زيارة خارجية له منذ أصبح وليا للعهد العام الماضي. وتأتي الزيارة لمصر قبل جولته المرتقبة الى عدد من العواصم من بينها لندن وواشنطن.

 

حزب الله من إتهامات التخوين والعمالة إلى التسريبات الإعلامية المفبركة عدّة الشغل الإنتخابي

جهاد عبد الله/لبنان الجديد /02 آذار 2018

 خطاب الهروب إلى الأمام، والوسيلة الوحيدة التي يمكن أن يواجه بها حزب الله فشله الذريع في مقاربة هموم الناس المعيشية والمطلبي

من يقرأ الصحف الموالية لحزب الله خلال اليومين الماضيين وبالتحديد بعد زيارة الموفد السعودي إلى لبنان يظن بل يتأكد أن المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأميركية ومعهم الكيان الإسرائيلي قد أعدوا العدة للتدخل في تفاصيل الإنتخابات النيابية القادمة لمواجهة حزب الله، وأن الحزب أمام حرب كونية جديدة ليس آخرها الإنتخابات النيابية وبالتالي فإن على الحزب المواجهة بأي شكل من الأشكال من الإتهامات بالتخوين والعمالة إلى بثّ الشائعات والأكاذيب وصولًا إلى التسريبات الإعلامية وفق سياسة انتخابية واحدة وهي التحريض واستقطاب الصوت الإنتخابي لصالح الحزب.

قالت صحيفة الديار اللبنانية بعددها الصادر اليوم: كشفت اوساط ديبلوماسية في بيروت عن «خطة» سعودية مكتملة العناصر لإعادة تفعيل الحملة على حزب الله «وتهشيم» صورة السيد حسن نصرالله، لأسباب لا ترتبط بالانتخابات النيابة التي تعد تفصيلا صغيرا في مواجهة شاملة ترتبط بدور حزب الله الاقليمي، وهذه المرة تحقيقه «اختراقاً» مستجداً على الساحة الفلسطينية المرشحة لتكون في واجهة الاحداث، مع نضوج الاستعدادات لتمرير صفقة القرن. وأدرجت الصحيفة عناوين عدة في استعادة مقصودة لحقبة الفتنة في لبنان كتحريض للناخب وتخويفه مما سيتعرض له حزب الله من مؤامرة سعودية أميركية إسرائيلية فيما لو لم يصوّت لصالح الحزب. ثم تعتبر الصحيفة المذكورة أن الدعم السعودي قد بدأ لجميع مناوئي الحزب سياسيًا وبالتحديد لجميع المرشحين الشيعة سواء في الجنوب أو في البقاع أو بيروت وجبيل. خطاب الهروب إلى الأمام، والوسيلة الوحيدة التي يمكن أن يواجه بها حزب الله فشله الذريع في مقاربة هموم الناس المعيشية والمطلبية، وكذلك فإن بث هذه التسريبات والإتهامات ما هي إلا لاستيعاب صرخات الناس واعتراضاتهم وانتقاداتهم في ظل العجز عن تقديم الأجوبة الشافية لكل التساؤلات الشعبية حول الخدمات والحرمان والبطالة والماء والكرباء والصحة وغيرها. لم يستطع حزب الله تقديم الأجوبة كما لم يستطع من قبل تقديم الحلول يقف اليوم عاجزا أمام الصرخات الشعبية وأمام هذه الإحتجاجات، فيهرب إلى الأساليب الرخيصة المبتذلة كعدّة الشغل للعمل الإنتخابي والمواجهة بالإتهامات بالتخوين بالعمالة ومن خلال بثّ الشائعات ونشر التسريبات للتأثير على الصوت الشيعي جنوبًا وبقاعًا. أمام هذا الخطاب فإن الرهان على وعي القاعدة الشيعية التي تعبّر يوما بعد يوم عن قدرتها على المحاسبة والعقاب وأن السكوت لم يعد يجدي في مواجهة الحرمان والفقر والفساد، وأن أي خطاب هو هباء ما لم يكن في مصلحة الناس وهمومهم المعيشية والحياتية وما لم يقارب الوجع البقاعي والجنوبي والشيعي بشكل عام. وإن كل هذه التسريبات هي كذب انتخابي صريح لن يقدم ولن يؤخر في التأثير على إرادة الناخب الشيعي.

 

إنتظروا "الكتائب" في 11 آذار

"المركزية" - 02 آذار 2018/من تموضعه معارضا قاسيا للنهج السائد في البلد، يمضي رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل في اتصالات مع من يعتبرهم "أفرقاء يشبهونه، في مبادئه ، وخطه السياسي، تمهيدا لشبك اليد الانتخابية معهم استعدادا لمنازلات 6 أيار المقبل. وفي السياق، لا يخفي مراقبون مخاوفهم إزاء النتائج التي قد تسجلها الصيفي في الانتخابات النيابية، على وقع إصرارها على خيار "التغيير"، الذي تتطلع إليه انطلاقا ممن تسميها "القوى التغييرية"، إضافة إلى الدائرين في فلك المجتمع المدني. غير أن المقربين من رئيس الكتائب يصرون على التفاؤل، والمضي بخطى ثابتة نحو اليوم الانتخابي، بدليل أنهم يواصلون إعلان مرشحين كتائبيين في مختلف الدوائر، في موازاة استمرار الاتصالات مع عدد من الأفرقاء لبلورة مشهد التحالفات. وفي هذا الاطار، علمت "المركزية" أن المكتب السياسي الكتائبي سيعقد اجتماعا "حاسماً مساء اليوم في البيت المركزي برئاسة النائب سامي الجميل، لوضع اللمسات الأخيرة على بعض الترشيحات، كما هي الحال في العرين الكتائبي المتني، وإن كان اسم رئيس الكتائب بديهيا، وفي بعبدا.   وفي السياق نفسه، علم أن المكتب السياسي سيحدد في الاجتماع المسائي "خياراته" في ما يخص قضاء جبيل. ذلك أن التحالف بين الكتائب والنائب السابق فارس سعيد بات شبه محسوم، بما يفسر إكتفاء الحزب بخوض معركة جبيل- كسروان من خلال القيادي شاكر سلامة، بوصفه مرشحا عن أحد المقاعد المارونية الخمسة في كسروان. وفي الركون إلى هذه الاستراتيجية محاولة لرفع حظوظ سعيد في كسب أحد المقعدين المارونيين في جبيل، علما أن كلاما يتردد في الصالونات الجبيلية عن أن الكتائب (ذات الحضور المهم في جبيل) ستكون بيضة القبان، خصوصا أن تأييد القوات ترشيح رئيس بلدية جبيل السابق زياد الحواط سيحرمه الأصوات الكتائبية، في موقف سيترك أثرا في نتائج 6 أيار. وإذا كانت أوساط الصيفي تؤكد أن لا شيء محسوما حتى الساعة في ما يتعلق بالتحالفات الانتخابية، فإنها تشدد على أن عملا يجري اليوم في الكواليس السياسية والانتخابية لترجمة الالتقاء مع حزب الوطنيين الأحرار على عدد من المواقف السيادية تحالفا انتخابيا في صناديق الاقتراع. وهو خيار يكتسب أهمية كبرى في دائرة الشوف-عاليه حيث يلتقي الحزبان، حتى الآن على الأقل، على رفض مد اليد الانتخابية إلى القوات، وإن اختلفت الأسباب. وكما مع "الأحرار"، كذلك مع وزير العدل السابق أشرف ريفي الذي يستمر التواصل الانتخابي معه، وإن كان من المبكر الحديث عن أن التحالف بين الطرفين بات ناجزا. أما في المتن، فلا يستبعد الوزير السابق آلان حكيم عبر "المركزية" أن تشكل الكتائب "منفردة" لوائحها، منبها إلى أن كلمة "منفردة" تعني أن اللوائح قد تضم وجوها من القوى التغييرية والمجتمع المدني. وفي الموازاة، وبعدما أطلق ماكينته الانتخابية الشهر الفائت، يستعد حزب الكتائب لإطلاق برنامجه الانتخابي في احتفال يقيمه الأحد 11 آذار الجاري، على أن يحدد المكان في اجتماع المكتب السياسي مساء.

وفي هذا الاطار، يشير حكيم إلى أن "البرنامج قائم على ما يقارب 125 نقطة مهمة تتوزع بين تلك التي تعرف بـ "السيادية"، إضافة إلى التركيز على أمور تهم المواطن، وهو برنامج يتكون من نقاط مهمة تتعلق بنشاط حزب الكتائب داخل أروقة مؤسسات الدولة، وهو يتناول عددا من القضايا الحياتية، والمالية، كالمطالبة برفع السرية المصرفية عن أصحاب المناصب الرسمية، وقضية النفايات، وغيرها من الملفات ذات الطابع الحياتي. وحول الكلام عن أن تمسك رئيس الكتائب بموقعه المعارض لعدد من الأحزاب والقوى السياسية قد لا يتيح لغيره تحقيق النتائج التي يطمح إليها، يؤكد حكيم "أننا ملتزمون بمبادئنا وخطنا، ونرفض الهرطقة التي تقول بأن نتخلى عن مبادئنا لأهداف انتخابية حصرا، مشددا على "أننا حزب شاب يقوده نائب شاب، ونراهن على الوقت ووعي المواطن اللبناني وإرادته في التغيير".

 

الزمن الشمعوني لا يزول وكميل يكمل مسيرة والده.. فماذا يكشف لموقعنا؟

الكلمة اونلاين/بترا ابو حيدر 2018-03-02 إعلان نجل رئيس حزب الوطنيين الأحرار كميل دوري شمعون ترشّحه للإنتخابات النيابية المقبلة عن المقعد الماروني في الشوف، زاد من اليقين ان "الزمن الشمعوني" لم يزول، رغم تضييق الخناق عليه عبر رسم مسودة التحالفات الأولى في دائرة الشوف وفق القانون النسبي الجديد، الذي بشّر بتخلي النائب وليد جنبلاط عنه، ولا سيما مع مطالبة "الأحزاب المارونية" بإستعادة ما تراه "حقها النيابي". أمانة "النيابة" يحملها شمعون الابن منطلقاً من مبادىء وثوابت الحزب المتمدّد جغرافياً وفكرياً على متسّع الأراضي اللبنانية. يتمسّك بترشيحه الذي أصبح أمراً واقعاً في المنطقة بإنتظار بلورة وظهور كافة التحالفات، لإحاطة قدرته التمثيلية الكبيرة في المنطقة بكل الركائز الأساسية التي يتسلّح بها لسلوك طريق "النصر". مشروعه الأبرز يقول في حديث عبر الكلمة اونلاين يكمن في الشفافية ووقف الفساد والهدر ودور القضاء ودولة القانون وفي عدم الانصياع للعصابات التي خرّبت البلد، عدا عن الايمان بجيش واحد للجميع وله الحق بحمل السلاح. المعركة صعبة على الجميع والدليل عدم تسمية لوائح كاملة او وضع برنامج كامل، والتحالفات غير واضحة حتى الساعة يضيف شمعون اذ امامنا الكثير من الاحتمالات للتحالف مع القوى والاحزاب الاخرى ولكن مرشحو الحزب باتوا معروفين بحيث يطرح اسم العميد مازن شبّو في الشوف وشخص آخر سنعلن اسمه في الوقت المناسب، والاميرة حياة ارسلان عن المقعد الدرزي في عاليه اما التحالفات في هذه الدائرة فمع الكتائب والاسماء مسيحيا هم غسان مغبغب عن المقعد الكاثوليكي في الشوف، وراجي السعد في عاليه عن المقعد المماروني في كسروان حيث لا تزال التحالفات غير جدية، اما في المتن، فنسعى أيضا لتحالفات مع الأستاذ جوزيف كرم ومع الكتائب، وفيما لم نحدد بعد اسم المرشح على لائحة ميريام سكاف في زحلة، فانه لن يكون للحزب اي مرشح في صيدا وجزين لكن في بعبدا فسيكون له اثنان او ثلاثة وفق شمعون.

وربما نتفاجأ ببعض الأحداث يضيف شمعون مثل حالة الغضب التي ستحصل على كل "جماعة الأمر الواقع" الذين أوصلوا البلد بسبب سوء إدارتهم وفسادهم إلى الهاوية والفقر، داعيا الشعب لمشاركة كثيفة في الانتخابات النيابية ولتحكيم ضميرهم لا جيابهم لأن الضمير هو الوحيد الذي يوصل البلد إلى الانتعاش، بينما رشوة يوم الانتخاب لن توصلنا إلا إلى الوراء.

 

الأختان غادة عيد وبولا يعقوبيان.. من أضواء الإعلام إلى السباق الانتخابي

د. أحمد خواجة/لبنان الجديد/2 آذار 2018

نعم أيها المواطنون.. الذين أرهقتهم الضرائب والأقساط المصرفية والمدرسية وغلاء المعيشة، لم يترك لكم السياسيون سوى الفتات، وآن الأوان للسيدة يعقوبيان أن تنتزع لكم حقوقكم !

 السباق الانتخابي...

حزمت الأختان (يربط الإعلام وشائج قرابتهما) غادة عيد وبولا يعقوبيان أمرهما، ونزلتا إلى ميدان السباق الانتخابي، وما يجمع بين الأختين، عدا قرابتهما الإعلامية، إنتسابهما إلى حزب "سبعة" أو "٧" ، وما أدراك ما حزب سبعة.

أولاً: حزب سبعة...

نشأ هذا الحزب منذ فترة وجيزة غداة الحراك الاجتماعي الذي شهدته بيروت خلال السنوات الثلاثة الماضية، مع غموضٍ واضح في الإيديولوجيا والتركيبة الاجتماعية والطبقية، مع غيابٍ شبه كامل للأهداف والبرامج والرّؤى، فضلاً عن غياب القادة السياسيين ذوي الكفاءة والحضور لقيادة النشاط السياسي والحزبي في لبنان، هذا مع توجيه الإتهام بالإرهاب والعمالة لأمينه العام السيد جاد داغر وارتباطه المشبوه بنظام الرئيس بشار الأسد، وفي حين زعم البعض ارتباط هذا الحزب بحزب الله أو تيار المستقبل، ليتبيّن عدم صحة هذه الإدعاءات، خاصةً بعد سخرية الشيخ نعيم قاسم من الحزب وردّ السيدة غادة عيد عليه. إلاّ أنّ من أطرف ما قاله أحد رواد التواصل الإجتماعي أنّ زائراً لسوق أبو رخوصة قال: لو خُيّرتُ بين السلطة وحزب سبعة لاخترتُ السلطة، ولم ذلك؟ قال: لأنّنا نعرف من أين تأتي الأموال للسّلطة!

ثانياً: يعقوبيان.. على بركة الله...

بعد أن "غرفت" الإعلامية بولا يعقوبيان من أموال الرئيس الراحل رفيق الحريري ونجله سعد، عادت للميتولوجيا الدينية، حسب تعبيرها، فانضوت تحت لواء حزب سبعة، فالرقم سبعة رقم مقدّس من أيام الفيثاغوريّين حتى أيام الإسماعيليّين الشيعة، وصولاً إلى كل من رفع إشارة النصر، في الحلّ والترحال، والنّصر والهزيمة، لا يهُمّ، فقد طلعت علينا يعقوبيان ببرنامج هجومي ضدّ السلطة والمسؤولين، ضدّ الفساد والمحسوبيات والطائفية والمذهبية، والتوريث السياسي، وهي علّات النظام السياسي اللبناني الذي طالما نافحت عنه السيدة الفاضلة في برنامجها الأسبوعي على قناة المستقبل طوال السنوات العشر الماضية، أمّا اليوم، فهي ترى أنّ الفساد إلتهم كلّ شيء، ولم يُبق سوى الفُتات، والفُتات (أيها الناخبون الكرام) عند يعقوبيان أكثر من مليون دولار، وأقلّ بقليل عن مليونين، فقد أجابت في حوار تلفزيوني: هل تبلغ ثروتك مليون دولار؟، فتعجبت من صيغة السؤال! " وهل مليون دولار تعتبر ثروة؟ بالطبع أملك أكثر من مليون، "وهل بلغت ثروتك المليونين؟ فتجيب بعد تردّد بالنفي، إنّها أقل من مليونين. نعم أيها المواطنون..الذين أرهقتهم الضرائب والأقساط المصرفية والمدرسية وغلاء المعيشة، لم يترك لكم السياسيون سوى الفتات، وآن الأوان للسيدة يعقوبيان أن تنتزع لكم حقوقكم، فتدخل جنّة النواب والزعماء، حيث أنّه لم يبق في خزنة آل الحريري سوى الفتات أيضاً، لذا لجأت أولاً إلى حضن الملايين في حزب سبعة، لتنتقل بعدها إلى الندوة البرلمانية، عندها تكتمل "السبعة وذمتها".

 

هل يحصل الطلاق بين التيار العوني وحزب الله؟ 

الشفاف/02 آذار/18

ما جمعته ورقة “مار مخايل” تبدده الانتخابات

هل يحصل الطلاق بين التيار العوني وحزب الله؟ سؤال يتبادر الى اذهان المراقبين، بعد ان بدأت الخلافات الانتخابية تستعر بين الطرفين، في ظل الشروط الانتخابية، والشروط المضادة، للتحالف بينهما. وقد اسفرت الى اليوم عن رفض التيار العوني التحالف مع حزب الله في دائرتين إنتخابيتين على الاقل.

ومع اقتراب موعد اعلان اللوائح في 21 آذار مارس الجاري، تبدو الصورة الانتخابية بين التيار العوني وحزب الله في دائرتي كسروان –جبيل، وبعبدا، على الشكل التالي:

في كسروان-جبيل رفض رئيس التيار العوني الوزير جبران باسيل وجودَ مرشح الحزب عن المقعد الشيعي في جبيل، الشيخ حسين زعيتر، مسؤول المنطقة الخامسة في الحزب، من بلدة “القصر” البقاعية، على لائحة عديله العميد المتقاعد شامل روكز، نظرا لعدم تقبل ايناء المنطقة عموما، ومن الشيعة خصوصاً، ترشيح زعيتر، في ظل وجود اكثر من مرشح من المنطقة، ومعظمهم يوالون الحزب الإيراني، ولا يعارضونه، ومن قرى قدمت للحزب مقاتلين وسقط من شبابها العديد في ساحات القتال التي اخذهم اليها حزب إيران صاغرين.

باسيل اوفد قيادة التيار العوني في جبيل للاجتماع بالمسؤول في حزب الله وفيق صفا، مطالبين باستبدال زعيتر بأي شخصية جبيلية يرتأيها الحزب فيكون التعاون بينهما ناجزاً. الا ان صفا رفض رفضاً قاطعا سحبَ ترشيح زعيتر، وغمز للعونيين الذين التقوه بقيادة النائب سيمون ابي رميا بأن عدم قبول زعيتر على لائحة العميد روكز في جبيل سينعكس سلبا على التحالف بين الحزب والتيار في اكثر من دائرة، وان لا خوف على زعيتر فبإمكانه ان يشكل لائحته المستقلة عن التيار العوني!

وبناء على رد صفا، وإزاء إصرار الوزير باسيل على عدم قبول زعيتر، التقى العميد المتقاعد شامل روكز المرشح عن المقعد الشيعي في جبيل، ربيع عواد واتفق معه، الى الآن، على السير معا في الانتخابات المقبلة، في معزل عن رغبة الحزب الإيراني.

في بعبدا:  إيرانيين ضد عونيين!

وفي المقابل، لجأ الحزب الإيراني الى فك التحالف مع التيار العوني في دائرة بعبدا، حيث بدأ العمل على تشكيل لائحة في مواجهة لائحة التيار العوني، وتشير المعلومات الى ان الحزب سيتعاون انتخابيا في هذه الدائرة مع جو حبيقة، نجل الوزير والنائب الراحل ايلي حبيقة، والذي سمّاه الحزب الإيراني ذات يوم “ابو علي حبيقه”، إضافة الى ترشيح ماروني آخر من المنتمين للحزب السوري القومي الاجتماعي، كما ستضم لائحة الحزب المرشح عن الحزب التقدمي الاشتراكي هادي ابو الحسن.

الترشيحات المتواجهة للحزب والتيار في دائرتي جبيل وبعبدا، سوف تصّعب مهمة الطرفين في الدائرتين.

فالمرشح حسين زعيتر سيجد عوائق عدة في سبيل تشكيل لائحة مستقلة عن التيار العوني، وعلى الاغلب ستضم معارضين للتيار، من الطامحين للترشح ولم يجدوا لهم مكانا على اللوائح، سواء في كسروان او جبيل. وتاليا، ايضاً، ستفتقد لوائح التيار العوني الدعم الشيعي بالاصوات، ذلك الدعم الذي أمّن وصول نواب التيار العوني بسهولة الى البرلمان، في دورتي 2005، و2009، بعد ان فرض حزب الله على الشيعة في جبيل، ويقدر عدد ناخبيهم باكثر من 11 الف ناخب، التصويت لمرشحي التيار العوني سيمون ابي رميا ووليد خوري بالتكليف الشرعي، فخسر منافسو التيار علاقاتهم التاريخية بابناء المنطقة من الشيعة وجاء التصويت الشيعي بنسبة 99% لصالح التيار العوني.

غياب الدعم الشيعي عن لائحة التيار العوني في جبيل كسروان سيجعلها تخسر فائض اصوات في الحاصل الانتخابي وفق القانون الجديد، وقد تخسر مقعدا نيابيا على الاقل.

في المقابل، فإن لائحة المواجهة العونية مع الحزب الالهي في بعبدا، ستحرم اللائحة من اصوات الشيعة الداعمة بالتكليف الشرعي، وهي الاصوات التي امنت فوز نواب عون في بعبدا، وسيؤدي ذلك ايضا، الى تدني الحاصل الانتخابي للائحة العونيين وتاليا سيخسرون ايضا مقعدا نيابيا او اكثر.

وفي سياق متصل، لم تتضح بعد معالم التحالفات الانتخابية بين التيار العوني والحزب الالهي في دوائر اخرى، خصوصا جزين والبقاع الشمالي والشمال الاولى حيث جرت العادة ان يتحالف التيار والحزب ويكون التصويت الحزبي بالتكليف الشرعي ايضا لمرشحي التيار.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

مجلس حقوق الإنسان يرجئ التصويت حول الغوطة الشرقية

الجمعة 15 جمادي الثاني 1439هـ - 2 مارس 2018م/جنيف – وكالات/أرجأ مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، الجمعة، تصويتا على مشروع قرار قدمته بريطانيا حول الوضع الإنساني في #الغوطة_الشرقية المحاصرة قرب دمشق، وذلك بعد أن فشلت الدول الأعضاء في الاتفاق على صيغة نهائية.

وكانت بريطانيا قد تقدمت بمسودة القرار في جلسة طارئة للمجلس. وتطالب الوثيقة بالسماح بوصول المساعدات الإنسانية فوراً إلى المنطقة، حيث أعلنت روسيا من جانب واحد هدنة إنسانية لخمس ساعات يوميا لم تتح حتى الآن إيصال مساعدات أو إجلاء مدنيين أو مصابين. ويطالب مشروع القرار البريطاني مجلس حقوق الإنسان ولجنة التحقيق الدولية المستقلة حول سوريا "بفتح تحقيق شامل ومستقل بشكل عاجل حول الأحداث الأخيرة في الغوطة الشرقية". وتدين الوثيقة البريطانية استخدام #الأسلحة_الكيمياوية "من قبل السلطات ضد المدنيين" في سوريا، "ومنهم سكان الغوطة الشرقية". ولم يكن الاعتراض على مشروع القرار مستغربا. ومع أن روسيا غير ممثلة حالياً في المجلس الذي يضم 47 دولة بموجب ولاية من ثلاث سنوات، فإنها شاركت في النقاش بصفة مراقب، ودانت النص كما فعل النظام السوري. وافتتح مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، الأمير زيد بن رعد الحسين الجلسة وقال: "ما نراه في #الغوطة الشرقية وأماكن أخرى في سوريا، هو على الأرجح جرائم حرب، وقد ترقى إلى جرائم ضد الإنسانية. يتم قصف المدنيين إمام للخضوع أو الموت". وحذّر المسؤولين عنها من أنهم "لن يفلتوا" من العقاب، معتبراً أنه ينبغي على مرتكبي هذه الجرائم في سوريا أن يعلموا أنه يجري العمل على تحديد هوياتهم، وأن ملفات تعد بهدف محاكمتهم جنائيا في المستقبل. واعتبر أن "عجلة العدالة قد تكون بطيئة لكنها تسير" مجدداً مطالبته بإحالة النزاع السوري إلى المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي. وأضاف: "محاولة عرقلة سير العدالة وحماية المجرمين أمر مشين". وألقى ممثلون عن عشرات الدول وهيئات المجتمع المدني كلمات حول الأزمة في الغوطة الشرقية، حيث يُحاصر 400 ألف مدني. من جهته، قال السفير البريطاني جوليان بريثويت أن الغوطة الشرقية أصبحت "مركز" المعاناة في سوريا حيث تختبئ الأسر التي تعاني الجوع في أقبية الأبنية خوفا من "القصف العشوائي من قبل النظام". وقال تيودور أليجرا القائم بأعمال السفير الأميركي خلال نفس الاجتماع "نظام الأسد وداعموه الروس يواصلون شن ضربات جوية. تلك الضربات الجوية تسببت في مقتل المزيد من الرجال والنساء والأطفال الأبرياء، وأحدثت المزيد من الدمار في البنية التحتية المدنية ومنها مستشفى للولادة". وبعد اقتراح عدة تعديلات على النص البريطاني، اضطر الرئيس الدوري للمجلس الرئيس السلوفيني فيوسلاف سوتش إلى إرجاء التصويت إلى الإثنين.

 

قوات النظام السوري تسيطر على قرى بمشارف الغوطة الشرقية وعملية عسكرية واسعة للنظام في الغوطة رغم الإعلان عن خطة هدنة روسية

الجمعة 15 جمادي الثاني 1439هـ - 2 مارس 2018م/دبي - قناة العربية/أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن قوات النظام استعادت قرى واقعة على مشارف الغوطة الشرقية بعد هجوم بري، وذلك على الرغم من الهدنة التي أعلنتها روسيا. المرصد_السوري_لحقوق_الإنسان أكد أن قوات النظام استعادت قرى واقعة على مشارف الغوطة، من بينها قريتا حوش زريقة وحوش الضواهرة على المشارف الشرقية والجنوبية الشرقية للغوطة. العمليات العسكرية المتواصلة تأتي على الرغم من الخطة الروسية المعلنة لوقف إطلاق النار يوميا من الساعة التاسعة صباحا إلى الساعة الثانية بعد الظهر، بهدف السماح للمدنيين بمغادرة المناطق المحاصرة والسماح بدخول المساعدات. الولايات المتحدة من جانبها أكدت أن الناس يخشون استغلالالهدنة، فيما لا توجد مؤشرات على تسليم أي مساعدات إلى المنطقة. التصريحات الأميركية تدعمها شهادات سكان من الغوطة الشرقية تحدثت عن عدم توقف القصف، وأنه لا أثر للهدنة. القصف المتواصل علىالغوطة_الشرقية أوقع مئات القتلى والجرحى، ما جعله واحدا من أعنف المعارك التي شهدتها سوريا خلال سبعة أعوام هي عمر الأزمة.

 

واشنطن تدرس "أقسى العقوبات الاقتصادية" ضد إيران

الجمعة 15 جمادي الثاني 1439هـ - 2 مارس 2018م/العربية.نت - صالح حميد/طرح مشروع مشترك من قبل الحزبين الجمهوري والديمقراطي في الكونغرس الأميركي حول فرض أقسى العقوبات ضد الحرس الثوري الإيراني، كما يمهد الطريق لمنع إيران من الانضمام إلى منظمة التجارة العالمية.

وتقدم بمشروع القرار كل من النائب الجمهوري إد رويس، رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب والنائب الديمقراطي إليوت إنغل، من كبار أعضاء اللجنة نفسها، ويشمل السماح للإدارة الأميركية بفرض عقوبات على الكيانات والشركات التي يمتلك الحرس الثوري الإيراني فيها حصة حتى لو كانت أقل من 50%. وجاء في المشروع المقدم من 27 صفحة والمنشور عبر موقع لجنة العلاقات الخارجية بمجلس لنواب_الأميركي، الخميس، أن العقوبات تستهدف أيضاً كل الأفراد والكيانات التي ترتبط بالحرس الثوري. ويشمل القرار في حال التصديق عليه وتحويله إلى قانون فرض عقوبات على الحرس الثوري بسبب "تقديم الدعم لنظام (بشار) الأسد المجرم"، بحسب نص مسودة المشروع. كما يلزم الحكومة الأميركية تتبع تأثير الحرس الثوري الإيراني على الاقتصاد الإيراني وأنشطته من أجل "دعم الإرهاب" وتقديم تقارير مستمرة للكونغرس حول ذلك. وقال النائب الجمهوري إد رويس أن "الحرس الثوري يقوم بتمويل الإرهاب ودعم برنامج الصواريخ الباليستية في إيران"، ودعا إلى فرض عقوبات على "مئات الشركات التي توفر غطاء لأنشطة الحرس الثوري". وقال رويس إن مشروع القرار سيحقق هذا الهدف وسوف يتم قطع تمويل إيران للمجاميع الإرهابية التي سفكت دماء المئات من الأميركيين وعدد كبير من السوريين".أما النائب الديمقراطي إليوت إنغل فوصف الحرس الثوري بأنه "ذراع إيران الخطيرة في سوريا"، وقال: "يقف كل الحرس الثوري وبوتين إلى جانب نظام الأسد الذي أباد شعبه وقتل ما يقرب من نصف مليون شخص".

وأكد إنغل على أن هذا القرار سيقلل من تأثير المتطرفين في إيران دون المساس بالتزام الولايات المتحدة بالاتفاق النووي"، على حد تعبيره.

 

مسؤول إيراني: سنستعيد كل دولار أنفقناه في سوريا والعراق

الجمعة 15 جمادي الثاني 1439هـ - 2 مارس 2018م/محسن رضائي/العربية.نت - صالح حميد/بعدما ثبّتت إيران أقدامها في كل من العراق وسوريا من خلال التدخل العسكري والنفوذ السياسي الأمني والسياسي والثقافي الذي أنفقت عليه مليارات الدولارات، تتجه الآن نحو جني ثمار هذا التدخل على حساب شعوب دول المنطقة التي تتدخل فيها، حيث صرح أمين مجلس تشخيص مصلحة النظام الإيراني، محسن رضائي، أن بلاده "ستستعيد كل دولار أنفقته في سوريا والعراق وفي كل مكان". جاءت كلمة رضائي، وهو القائد السابق للحرس الثوري الإيراني، الثلاثاء، خلال ملتقى لتكريم قاسم سليماني، قائد فيلق_القدس، الجناح الخارجي للحرس الثوري الإيراني والمصنف على لائحة الإرهاب الأميركية. وقد هاجم رضائي من يطالبون بخروج قوات إيران وميليشياتها من العراق وسوريا، بحسب وكالة أنباء هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيراني "IRIB". وقال رضائي: "إننا نتبع تحقيق مصالحنا إلى جانب الدعم الذي نقدمه لسوريا والعراق، وهو دعم عسكري واستشاري، ويركز على نقل التجارب والخبرات العسكرية". وأضاف: "لو نعطي دولاراً واحداً لأحد، نقبض ثمنه ونثبت أقدامنا بذلك، وإن دعمنا إنساني وقومي، وأتأسف لأن مقاتلينا هناك، لكننا لا نمتلك صناعات ولا اقتصاد هناك في سوريا". وكشف أمين مجلس تشخيص مصلحة النظام الإيراني، أن إيران استخرجت مناجم الفوسفات بمقدار مساعداتها المالية لسوريا، وتحاول الاستثمار في الصناعة والزراعة في سواحل المتوسط لجني المليارات. وتأتي هذه التصريحات بينما تقود إيران المعارك فيسوريا منذ عام 2012، وأنفقت على تواجد الحرس_الثوري و الميليشيات التابعة التي تقدر بحوالي 70000 مقاتل.

كما نظّمت إيران ميليشيات موالية لقوات الأسد تمسك بزمام الأمور ميدانياً وقوامها 50 ألف عنصر، على غرار قوات الباسيج الإيراني، ويدفع الحرس الإيراني رواتبها. وكانت المندوبة الأميركية في الأمم المتحدة، نيكي هيلي، كشفت أن إيران أنفقت 6 مليارات دولار سنوياً على الأقل لدعم نظام_الأسد، وأكدت خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي في 5 يناير/كانون الثاني الماضي، عقد حول الاحتجاجات الشعبية في إيران، أن "أصوات الشعب الإيراني تطالب الحكومة في طهران بوقف دعم الإرهاب بالمليارات وتمويل الميليشيات في العراق واليمن، كما تنفق ستة مليارات سنوياً على الأقل لدعم الأسد". وتُغطّي هذه الميزانية تكاليف المعدّات العسكرية ونفقات ما تبقى من الجيش السوري أيضاً. كما ينفق النظام الإيراني حوالي مليار دولار سنوياً كرواتب للميليشيات الشيعية المنتشرين بسوريا.

 

ترامب يدعو أمير قطر لزيارة واشنطن في أبريل وتميم يرحب

عواصم – وكالات/03 آذار/18/دعا الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد، لزيارة الولايات المتحدة في شهر أبريل المقبل. وذكرت وكالة الأنباء القطرية، إن الشيخ تميم بن حمد، تلقى الدعوة خلال اتصال هاتفي، تلقاه من ترامب، مساء أول من أمس، حيث أعرب عن ترحيبه بها، موضحة أن الاتصال استعرض العلاقات الستراتيجية، وسبل توطيدها بما يخدم المصالح المشتركة للبلدين. وأكد الجانبان حرصهما على تعزيز التعاون، خاصة في مكافحة الإرهاب والقضاء على أسبابه ومصادر تمويله، في إطار الاتفاقيات ومذكرات التفاهم الموقعة بينهما. وتبادلا وجهات النظر، بشأن آخر المستجدات الإقليمية والدولية، وذلك في أعقاب محادثات هاتفية مماثلة، أجراها ترامب مع ولي عهد السعودية الأمير محمد بن سلمان، وولي عهد أبوظبي الأمير محمد بن زايد. وتأتي الزيارة المرتقبة لأمير قطر، في ظل تقارير عن زيارة لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، إلى أميركا في 19 مارس الجاري، حيث ترجح أوساط إعلامية، أن تكون الزيارات المنفصلة المرتقبة تمهيدية، لقمة خليجية أميركية في مايو، ولقاء موسع في كامب ديفيد لحل الأزمة الخليجية. على صعيد آخر، استقبل الشيخ تميم بن حمد، وزير الخارجية والتعاون الدولي الإيطالي أنجيلينو ألفانو، أمس، بمكتبه في قصر البحر بالدوحة. وذكرت وكالة الأنباء القطرية، إنه جرى خلال المقابلة، استعراض علاقات الصداقة والتعاون بين البلدين وسبل تعزيزها وتطويرها، كما تم مناقشة آخر المستجدات على الساحة الإقليمية والدولية. وجاء، عقب استقبال رئيس الوزراء ووزير الداخلية الشيخ عبد الله بن ناصر بن خليفة، ألفانو، حيث جرى استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تنميتها وتعزيزها في مختلف المجالات، وبحث آخر التطورات على الساحتين الاقليمية والدولية. إلى ذلك، نفت قطر مجددًا مزاعم رباعي المقاطعة لها بدعم الإرهاب، مؤكدة أن دول الرباعي فشلت في تقديم دليل حقيقي على تلك الاتهامات. وذكرت في بيان، قدمه الوفد الدائم لقطر لدى مكتب الأمم المتحدة بجنيف، ردًا على البيان الذي قدمه الرباعي، إن دول المقاطعة مصرة على مواصلة تسويق المزاعم ضد قطر، وتريد استخدام موضوع الإرهاب لتضليل المجتمع الدولي.

 

لا خروج للمدنيين في ثالث أيام هدنة الغوطة ومطالبة أممية بتحديث الهدنة الدولية و20 قاعدة أميركية بمناطق الأكراد وخطة أممية للمساعدات في سورية

عواصم – وكالات/03 آذار/18/أعلن مساعد سكرتير مجلس الأمن الروسي لشؤون الأمن الدولي ألكسندر فينيديكتوف، أن عودة الاستقرار والسلام إلى سورية يعيقها التدخل الخارجي في الأزمة السورية. ونقلت وكالة “سبوتنيك” الروسية عن فينيديكتوف قوله إن “عودة الاستقرار والسلام إلى سورية يعيقها التدخل الخارجي المستمر في الأزمة السورية، فمثلاً في منطقة سيطرة وحدات حماية الشعب الكردية بسورية هناك قرابة 20 قاعدة عسكرية أميركية”. وأضاف فينيديكتوف، إن “المسلحين يتنقلون بحرية أمام أعين العسكريين الأميركيين في منطقة التنف بسورية، علما أن المنطقة مغلقة أمام قافلات مساعدات الأمم المتحدة”، مشيراً إلى أن “الوضع محير أيضا عندما تحتل عمليا الولايات المتحدة، دون الاتفاق مع الحكومة السورية، منطقة على طول 55 كيلومترا حول التنف على الحدود السورية الأردنية، في هذه المنطقة يوجد مخيم الركبان للاجئين، حيث يتنقل المسلحون أمام أعين القوات المسلحة الأميركية”، متهماً أميركا باستفزاز تركيا للقيام بعملية عفرين شمال سورية من خلال تسليحها الأكراد بأحدث الأسلحة وتشجيع الإنفصالية في الوسط الكردي. في غضون ذلك، دخلت أمس، قافلة مساعدات إنسانية تابعة لللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى عفرين شمال سورية، هي الأولى منذ بدء القوات التركية هجوماً هناك، فيما تعرضت قافلة المساعدات لقصف من جيش تركيا التي أكدت أ قرار مجلس الأمن الخاص بوقف إطلاق النار في سورية لن يؤثر على عملية “غصن الزيتون”. من جهة أخرى، أتمت الهدنة الانسانية التي أعلنتها روسيا في الغوطة الشرقية المحاصرة قرب دمشق يومها الثالث أمس، من دون أن يسجل خلالها خروج مدنيين عبر المعبر المحدد لذلك شمال شرق دمشق. وأكد مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن عدم خروج مدنيين عبر معبر الوافدين الواقع شمال شرق مدينة دوما، الذي يفتح خلال الهدنة كممر إنساني، وذلك منذ بدء تطبيق الهدنة الروسية الثلاثاء الماضي، باستثناء مواطنين باكستانيين خرجا أول من أمس، بموجب مفاوضات منفصلة تولتها السفارة الباكستانية في دمشق. وذكر المرصد أنه قبل دخول الهدنة حيز التنفيذ عند التاسعة (07,00 ت غ) بتوقيت دمشق أمس، قتل ثمانية مدنيين جراء غارات شنتها قوات النظام واستهدفت مناطق عدة بينها دوما وكفربطنا. ولفت إلى أن قوات النظام بعد معارك مع فصيل “جيش الاسلام”، سيطرت على بلدة حوش الظواهرة وكتيبة للدفاع الجوي في منطقة المرج، في وقت تدور معارك عنيفة في محيط بلدة الشيفونية. في سياق متصل، أعلنت الامم المتحدة، أمس، أن خطة الهدنة الروسية تحتاج لتحديث للسماح بتوصيل المساعدات وتنفيذ عمليات الاجلاء الطبي والتي ينبغي ألا ترتبط بصفقات تبادل أسرى.

وأعربت عن الأمل في ايصال المساعدة الانسانية الى دوما الغوطة الشرقية، خلال أيام”، نعتبرة هدنة الساعات الخمس “ليست كافية”. وقال مبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا، عقب اجتماع المجموعة الدولية المعنية بالشان الانساني في سورية، بجنيف “لن نفقد الامل في المطالبة بتطبيق كامل لوقف اطلاق النار لمدة 30 يوما ورفض تكرار تجربة حلب، مضيفاً “هناك اتصالات جادة تجرى والأيام المقبلة ستحمل معها مبادرات وأفكار” ولفت إلى أن “الأولوية تظل مركزة على وقف معاناة مدنيي الغوطة”. وأول من أمس، قال المندوب الكويتي لدى الأمم المتحدة منصور العتيبي، خلال اجتماع مجلس الأمن الدولي الذي ترأس الكويت دورته الحالية، إن الهدنة لم تدخل حيز التنفيذ في سورية. إلى ذلك، أظهر تحليل صور أجرته وكالة أممية، دمارا جديدا واسع النطاق في منطقة مساحتها 62,5 كيلومتر مربع من الغوطة، حيث أن 29 في المئة من المنطقة لحق به دمار جديد اذ دمرت المباني بشكل كامل أو لحقت به أضرار جسيمة بينما لحقت أضرار محدودة بنحو 24 في المئة من المنطقة.

 

كلية إيرانية للمذاهب الإسلامية في دمشق

طهران – وكالات/03 آذار/18/أعلنت إيران عن تأسيس «كلية للمذاهب الإسلامية» في دمشق، وذلك بعد نحو شهر من إعلانها فتح فروع للجامعة الإسلامية الحرة الإيرانية «آزاد»، ما يظهر مرحلة جديدة من النفوذ الثقافي الإيراني الناعم، وتصدير الثورة الخمينية ونظام ولاية الفقيه.

وتم الإعلان عن «كلية المذاهب» خلال لقاء أول من أمس، بين رئيس المجلس الستراتيجي للعلاقات الخارجية الإيرانية كمال خرازي ووزير الأوقاف السوري محمد عبدالستار السيد. وشدد خرازي على ضرورة عقد منتديات للعلماء من «مختلف المذاهب الإسلامية». من جهته، ثمن السيد الدور والدعم الإيراني للنظام السوري، وأعلن عن تأسيس كلية المذاهب الإسلامية في دمشق بالتعاون مع المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية.

 

مرحلة جديدة في شمال سورية قريباً

دمشق – وكالات/03 آذار/18/يتحدث مراقبون عن مرحلة جديدة في شمال سورية تنطلق بعد إنهاء «جبهة تحرير سورية»، التي شكلت أخيراً عبر اندماج «حركة الزنكي» و»أحرار الشام»، ووجود «هيئة تحرير الشام» (النصرة) في ريف حلب الغربي. وقالت مصادر عليمة إن بيان حل حكومة الإنقاذ لنفسها في إدلب مزور، وأنها لن تحل نفسها، رغم رفض مبادرتها، التي طرحتها لوقف الاقتتال بين الفصائل، ورغم التهديد بإنهاء دورها. وأضافت إن الجديد هو توصل «جبهة تحرير سورية» و»هيئة تحرير الشام» إلى اتفاق يقضي بتحييد مدن خان شيخون ومورك وكفرزيتا وبلدات وقرى الشيخ مصطفى وكفرسجنة والركايا ومدايا والعامرية وموقة وحيش وتحتايا والتمانعة في ريفي إدلب الجنوبي، وحماه الشمالي، عن الاقتتال الحاصل بينهما.

 

فرنسا ترجِّح: جماعات إرهابية وراء هجوم بوركينا فاسو/أميركا: المجموعات الإرهابية لا تزال تدبر لهجمات في بوركينا فاسو

الجمعة 15 جمادي الثاني 1439هـ - 2 مارس 2018م/باريس – رويترز/أكد وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان أنه لم تعلن بعد أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم الذي وقع في بوركينا_فاسو الجمعة لكن "كل المؤشرات تدل على أن الهجوم من نفيذ جماعات إرهابية". وأضاف الوزير في تصريح لتلفزيون "إل. سي. إي" أن الهجوم الذي أدى إلى مقتل سبعة على الأقل من أفراد الأمن المحليين يستهدف بوركينا فاسو وفرنسا، مؤكداً أن باريس لن تتراجع عن المتطرفين في أرجاء المنطقة. وتابع: "فرنسا عازمة على قتال هذه الجماعات الإرهابية التي ترغب في زعزعة استقرار المنطقة (غرب أفريقيا) والتي تشكل تهديدا خطيرا لأمننا ومصالحنا". وقتل المهاجمون سبعة أشخاص على الأقل وأصابوا نحو 50 آخرين في هجوم منسق على مقر جيش بوركينا فاسو والسفارة الفرنسية في #واغادوغو، وصفه سفير فرنسي بأنه "عمل إرهابي". وهذا الهجوم هو الثالث من نوعه على عاصمة البلد الواقع بغرب أفريقيا خلال عامين تقريبا. ونفذ حلفاء لتنظيم القاعدة هجمات مشابهة انتقاما من مشاركة بوركينا فاسو في حملة إقليمية ضد المتطرفين. وقتل مسلحون يشتبه بأنهم متطرفون 18 شخصا على الأقل في هجوم على مطعم في واغادوغو في أغسطس،آب الماضي كما استهدف المتطرفون أفراد أمن من بوركينا فاسو على الحدود الشمالية مع مالي.

وكثّف المتطرفون هجماتهم في مدن رئيسية بمنطقة غرب_أفريقيا في السنوات الأخيرة ومنها هجمات مميتة في مالي وبوركينا فاسو وساحل العاج والنيجر. وقال المتحدث باسم حكومة بوركينا فاسو ريمي داندجينو في تصريح بثه التلفزيون الرسمي إن مهاجمين مجهولين قتلوا الجمعة خمسة أشخاص وأصابوا نحو 50 آخرين في هجوم على مقر الجيش في واغادوغو الجمعة. وأضاف المتحدث أن اثنين من أفراد شرطة الدرك قُتلا أيضا دفاعا عن السفارة الفرنسية. وذكر بيان للحكومة إنه تم "تحييد" أربعة مسلحين في حادث السفارة الفرنسية. من جهته، قال وزير الدفاع إن ثلاثة من المهاجمين قتلوا بمقر الجيش. كما أعلنت الشرطة أن قوات الأمن حاصرت أحد المهاجمين الذي حاول لفرار قرب السوق الرئيسية بالمدينة. وأكد مصدر دبلوماسي فرنسي إنه لم يسقط أي مواطن فرنسي في الهجومين. من جهتها، حثت وزارة الخارجية الأميركية رعاياها على إعادة النظر في السفر إلى بوركينا فاسو بسبب الإرهاب. وقالت الوزارة إن "المجموعات الإرهابية لا تزال تدبر لهجمات في بوركينا فاسو. الإرهابيون ربما ينفذون هجمات في أي مكان دون تحذير يذكر. قد تكون الأهداف فنادق ومطاعم ومراكز للشرطة ونقاط عسكرية ومدارس".

 

استجواب مطول لنتانياهو وزوجته في قضية فساد

الحياة/03 آذار/18/خضع رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو وزوجته سارة اليوم (الجمعة)، لتحقيق طويل من قبل الشرطة، في شأن إحدى قضايا الفساد التي تحوم شبهات حول تورطه بها، ما قد يطيح به من رئاسة الحكومة. وقبل ثلاثة أيام من زيارته إلى البيت الأبيض، كان على نتانياهو وزوجته، كل على حدة، الاجابة على اسئلة المحققين، في اطار تحقيقات قد تكون الاخطر على مستقبله السياسي، ذلك ان نتانياهو خضع حتى الان للاستجواب ثماني مرات في اطار قضايا فساد مفتوحة، لكنها المرة الاولى التي يخضع فيها للتحقيق في اطار هذه القضية بالذات. واكتفى ناطق باسم الشرطة بالقول انه تم الاستماع لنتانياهو وزوجته لبضع ساعات، من دون تحديد المواضيع التي تركز عليها الاستجواب. ونقلت بعض وسائل الاعلام ان التحقيق استمر خمس ساعات. وحسب مختلف وسائل الاعلام، فان الاسئلة تركزت على علاقتهما برجل الاعمال شاوول ايلوفيتش، مالك اكبر نسبة اسهم في مجموعة «بيزيك للاتصالات»، الاكبر في هذا المجال في اسرائيل. ووصل المحققون صباح اليوم في سيارتين الى مقر اقامة نتانياهو في حي رهافيا في القدس المحتلة، ودخلوه أمام عدسات وكاميرات أكثر من عشرة مصورين. وفي الوقت نفسه كانت سارة نتانياهو تخضع للتحقيق في اللد (وسط اسرائيل) في مكاتب «لاهف 433» وهي شرطة اسرائيلية تعنى بمكافحة الجريمة المنظمة والفساد، وتوازي «مكتب التحقيقات الفيديرالي» (اف بي اي) في الولايات المتحدة. وتريد الشرطة من هذين الاستجوابين معرفة ما اذا كان نتانياهو وزوجته سعيا للحصول على تغطية اعلامية محابية في موقع «واللا» الاخباري الذي يملكه رئيس مجموعة «بيزيك» ايلوفيتش في مقابل خدمات وتسهيلات حكومية عادت على مجموعته بمئات ملايين الدولارات. لكن الشرطة لم تصدر تاكيداً رسمياً بان الاستجواب يركز حالياً على هذا الملف المعروف بالملف 4000 المتعلق بمجموعة «بيزيك».وفتح هذا التحقيق العام 2017 لكنه تطور وبات يشكل تهديداً على رئيس الحكومة عندما اعتقل ايلوفيتش في 18 من شباط (فبراير) الماضي مع ستة أشخاص آخرين بينهم اثنان من المقربين من نتانياهو.

والتحقيق في هذه القضية هو واحد من ستة تحقيقات على الاقل تتعلق بشكل مباشر أو غير مباشر بنتانياهو الذي كان حتى العام 2017 وزيراً للاتصالات ايضاً الى جانب تسلمه رئاسة الحكومة. وتوالي هذه الضربات القضائية قد يهدد مستقبل نتانياهو الذي يتسلم رئاسة الحكومة من حوالىى 12 عاماً من دون منافسة جدية. ومع ان اي تهمة لم توجه لنتانياهو بعد في اي من هذه القضايا، فان الشرطة أوصت في 13 شباط (فبراير) الماضي بتوجيه الاتهام له في شأن قضيتين، وشددت الخناق على المقربين منه. وكشفت وسائل الاعلام ان بحوزة محققي الشرطة عناصر محرجة مثل تسجيلات لاحاديث بين ايلوفيتش ومدير موقع «واللا»، ورسائل نصية قصيرة عبر الهاتف وجهتها سارة نتانياهو الى زوجة ايلوفيتش. وشدد المقربون من نتانياهو عبر مواقع التواصل الاجتماعي ان كل ما يتم تداوله في شأن هذه القضية ليس سوى «اخبار كاذبة، ولم يحصل اي شيء مما يقال». الا ان نتانياهو قد يواجه شهادة أحد الاشخاص الذين اعتقلوا في 18 الشهر الماضي، وهو المدير العام السابق لوزارة الاتصالات شلومو فيلبر الذي توصل الى اتفاق مع المحققين يقضي بان يتعاون معهم مقابل ان يعتبر شاهداً مع ضمان عدم وضعه في السجن.ويشتبه بان فيلبر لعب دور الوسيط بين نتانياهو وزوجته من جهة وايلوفيتش من جهة ثانية، وهو يعتبر احد اقرب المقربين من نتانياهو ومن القلة الذين يتمتعون بثقته الكاملة. ولا يزال ايلوفيتش في السجن، والامر كذلك بالنسبة الى نير حيفيتز الذي كان المتحدث الشخصي باسم نتانياهو وزوجته. ونقلت الاذاعة الاسرائيلية العامة ان الشرطة حققت مرة جديدة اليوم مع الاثنين في اللد بموازاة التحقيق مع سارة نتانياهو. واشارت الاذاعة العسكرية الى اعتقال مسؤول سابق في وزارة الاتصالات من دون ان تكشف عن اسمه. ةونقلت وسائل الاعلام ان الشرطة تريد ان تستجوب نتانياهو ايضا في شأن قضية أخرى حول شكوك بحصول أعمال فساد في اطار شراء اسرائيل ثلاث غواصات المانية الصنع. ويؤكد نتانياهو براءته من كل ما يتم التداول به، ويعتبر انه يتعرض لحملات عشوائية تستهدفه من قبل وسائل الاعلام والمعارضة، ويؤكد تصميمه على البقاء في رئاسة الحكومة. ولا يزال رؤساء الاحزاب المشاركة في الائتلاف الحكومي يؤكدون تضامنهم مع نتانياهو وبانهم ينتظرون ما اذا كانت ستوجه اليه اية اتهامات. وستكون زيارة نتانياهو الى البيت الابيض الاسبوع المقبل مناسبة له لكي يتنفس ولكي يقدم نفسه على انه افضل ضامن لامن اسرائيل خصوصاً من خلال التعاون الوثيق مع الادارة الاميركية.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

الحريري والسعودية والمرحلة الجديدة

أسعد بشارة/جريدة الجمهورية/السبت 03 آذار 2018

ينتظر الجميع نتائجَ الزيارة ـ الحدث للرئيس سعد الحريري الى المملكة العربية السعودية التي هدفت من ترتيبها الى طيِّ صفحة الاستقالة ومرحلتها السيّئة التي استغلّها أكثر من طرف في الداخل والخارج لتصفية حسابات مع الرياض، وقد أوحى قرارُ الحريري بتلبية الزيارة سريعاً أنه ايضاً جاهزٌ لطيِّ صفحةٍ لم تكن متوقّعة في العلاقة بينه وبين السعودية التي كانت وتبقى الداعمَ الأوّل عربياً وإقليمياً للبنان، وخصوصاً للقوى السيادية التي وُلدت يوم 14 آذار 2005. لن تكون العودة الى بيروت إلّا بداية لمرحلة جديدة، فالحريري الذي ذهب من دون أن يرافقه أيٌّ من فريق عمله أو وزرائه، يناقش مع المسؤولين السعوديين ملفّات اساسية معظمها مرتبط بالخيار الذي سلكه قبل انتخابه الرئيس ميشال عون وبعده وتحالفه مع «التيار الوطني الحر». وإذا كانت «الأزمة السبهانية» كشفت رأسَ جبل الجليد للتراكم السلبي الذي تجمّع غيوماً منذ انتخاب عون، فإنّ المآخذ السعودية في حقيقتها لم تكن مرتبطة بموقف سلبي من الحريري نفسه، بل بالخيار الذي أدّى الى تراجعات تراها السعودية خطيرة، وتخشى من أن تصبّ لمصلحة المشروع الإيراني بحيث يسيطرعلى لبنان، بعد أن يتمكّن من تغيير التوازنات الداخلية، والفوز بالانتخابات وتشكيل حكومات مختلّة التوازن، والأهم إضعاف الدور السنّي وتأثيره في المعادلة اللبنانية بفعل قانون انتخاب قد يؤدّي الى اختراق «حزب الله» التمثيل السنّي بنسبة تقارب الثلث وهو الامر الذي قد يحصل للمرة الاولى منذ العام 2005. تنظر السعودية الى الحريري نظرة ثابتة الى موقعه ودوره، ولا تريد للعلاقة معه أن تعود الى مرحلة ما بعد الاستقالة، وهي بالفعل سلكت طريق طيّ الصفحة، لكن في المقابل هناك نقاط اساسية لا ترتاح اليها المملكة في كل ما حصل بعد التسوية الرئاسية. تقول أوساط مطّلعة إنه لم تكن مصادفة أن يستقبل الحريري الوفد السعودي برئاسة نزار العلولا من دون فريقه، كما لم تكن مصادفة أن يزور السعودية من دون هذا الفريق، فالأسئلة السعودية في هذا المجال عميقة وهي تتجاوز كل الغبار الذي أُثير حول «كتابة التقارير»، فالمملكة دولة لها قدرة على معرفة الحقائق من جذورها، وقد راقبت «غبار التقارير» بأسف، واعتبرت أنّ أيَّ اتّهام لها ببناء موقفها تبعاً لرأي سياسي لبناني من هنا أو هناك هو إساءة موصوفة، تجمّل نيّات غير سليمة.

وتشير المصادر الى أنّ القيادة السعودية تعرف تفاصيل التفاصيل في لبنان وهي حين تستمع الى رأي أو تحليل لأيِّ لبناني فهي لا تبني موقفاً انطلاقاً من ذلك، بل من العودة الى الأسباب والنتائج، وفي هذا السياق تعاملت مع تسوية الحريري منذ البداية بتحفّظ من دون رفض، لكنها حمّلت المسؤولية لمَن ساروا في التسوية، وتوقفت كثيراً عند اكثر من محطة منها أحداث عرسال وزيارة الوفود العراقية الى الحدود برعاية «حزب الله»، والحملة التي شنّها الحزب على المملكة، لكنّ الأكثرَ مدعاة للملاحظة كان قانون الانتخاب الذي أنتجته التسوية بموافقة الحريري، هذا القانون الذي يهدّد التمثيل السنّي وتمثيل 14 آذار ككل لمصلحة «حزب الله» وحلفائه، وقد كان الأحرى بمَن دفع ثمن الدخول في تسوية خطرة أن ينال قانونَ انتخاب لا يحقّق أهداف الحزب، ولا يضرب التمثيل السنّي بالعمق. تختم الاوساط بالتأكيد أنّ السعودية تنتظر الأفعال لا الأقوال، وستكون المرحلة الجديدة في العلاقة مع الحريري بداية إيجابية، لكن لن تكون على حساب الاطراف الآخرين المسلمين والمسيحيين، فكل ما يجب استثمارُه في مواجهة «حزب الله» سيُستثمر، وكل ما يجب تصحيحُه من خسارات نتجت عن التسوية سيُصحَّح.

 

المؤتمرات والانتخابات في «ميزان» الرياض!

جورج شاهين/جريدة الجمهورية/ السبت 03 آذار2018

ينتظر الجميع عودة رئيس الحكومة سعد الحريري من الرياض، ولكنّ الفارق لا يتشابه وانتظار عودته منها عبر باريس في 22 كانون الأول الماضي. على هذه العودة سيُبنى كثير ممّا ستشهده البلاد، سواء بالنسبة الى الإنتخابات النيابية وتحالفاتها، أو بالنسبة الى التحضيرات الجارية للمؤتمرات الدولية الخاصة بلبنان. فهل من المنطقي ربط كل هذه الإستحقاقات بهذه العودة؟ ما تسرّب من معلومات على ندرتها عن لقاء العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز مع الحريري الأربعاء الماضي، أوحى بأنه «كان لقاءً ناجحاً بكل المقاييس». إذ استقبل الحريري في قصر اليمامة كـ»رئيس دولة» ما رفع من عدد السيناريوهات المطروحة حيال زيارة رئيس الحكومة للرياض، وما يمكن أن يليها من محطات. وفي علم مراجع سياسية وديبلوماسية أنّ ما أُنجز لترتيب هذه الزيارة «كان كبيراً جداً وجاء نتيجة جهود مكثّفة بذلتها جهات إقليمية أو دولية نصحت القيادة السعودية بضرورة ترميم العلاقات مع الحريري.

وما هو ثابت حتى اليوم أنّ المملكة قدّمت للحريري شيئاً ممّا كان يحتاجه من معنويات لإنهاء ذيول ما رافق استقالته من الرياض وتلك التي أعقبتها، على رغم ما بقي غامضاً من وقائع تلك المرحلة. وقد استرسل كثيرون في نسج الروايات الهوليوودية من دون أن يحسم احد معنيّ بها في صدقيّتها، والتي واجهها الحريري تارة بالتلميح وأطواراً بالصمت مع التمنّي الدائم بأن تبقى وقائعُها ملكاً له وحده، ولا يشاركه أحد في تحمّل تبعاتها ونتائجها الى الأمس القريب.

على هذه الخلفيات تُنسج سيناريوهات، من قائل إنّ لبنان ينتظر «حريري جديداً» بعد ترميم العلاقة بينه وبين القيادة السعودية. ويسترسل اصحاب هذه السيناريوهات في بناء النتائج والتوقعات المترتّبة على الزيارة الحالية للرياض، خصوصاً في مجال الحديث عن تركيب اللوائح الانتخابية والتحالفات التي يمكن الحريري أن يخوضها، وهو الذي ما زال متردّداً الى الأمس القريب في الكشف عنها... الى أن بلغت المهل ربع الساعة الأخير من أولى المحطات الإنتخابية المحدّدة لتقديم الترشيحات، والتي تنتهي مطلع الأسبوع المقبل.

وفي الوقت الذي يعتقد كثيرون أنّ إقفال باب الترشيح ليس المهلة الأساسية لخوض غمار المعارك الإنتخابية، إلّا انه يشكّل اللحظة التي تؤذن بانتقال البلد الى «المهلة القاتلة» المحدّدة لتركيب اللوائح الانتخابية في الصيَغ التي يجب أن تكون نهائية وغير قابلة للتعديل، ليُجرى الإقتراع على أساسها قبل 40 يوماً من فتح صناديقه في 6 أيار المقبل. وفيما الإنتظار يلقي بثقله على أجواء التحالفات الإنتخابية، هناك انتظار من نوع آخر، إذ انّ لزيارة الحريري للرياض تردّدات فعليّة على مصير المؤتمرات الخاصة بدعم لبنان ومؤسساته العسكرية والأمنية وبناه التحتية وتقاسم كلفة النازحين معه، وهي مرتبطة الى حد بعيد بنتائجها، خصوصاً إذا صَحّت المعلومات عن الربط بين السياسات الإنتخابية للحريري ومصير هذه التقديمات التي لن تكون هذه المرة بمعظمها من باب المساعدات أو الهِبات بمقدار ما ستكون قروضاً مُيسّرة لآجال طويلة.

لكن ما يقلّل من أهمية هذا الربط بين نتائج هذه الزيارة وبين حجم ما هو مقرّر من دعم للبنان، إصرار اللبنانيين على إبقاء المؤتمرات في مواعيدها ما يعني أنّ رئيس الجمهورية ومعه الفريق الذي يتابع التحضيرات لها لم يَبنِ في تقديراته لنجاحها أو فشلها على زيارة الحريري السعودية ونتائجها.

وهو ما أبلغه رئيس الجمهورية الى السفير الفرنسي أمس الأول عندما تمنّى عليه عدم تأجيل أيّ من هذه المؤتمرات وعدم الربط بينها وبين مصير الإنتخابات النيابية، طالما أنّ العالم والدول المانحة تصرّ على هذه الإنتخابات وتعتبرها من عدة الشغل، لا بل من المواد الضرورية لتحفيز المجتمع الدولي على مساعدة لبنان، شرط أن تكون هذه الانتخابات معطوفةً على سلّة إصلاحات مالية واقتصادية يريدها المجتمع الدولي وهي لا تترجم فعلياً سوى عبر قانون موازنة 2018، على رغم المهل الضاغطة التي قد تتيح البتّ بها قبل الإنتخابات النيابية والمؤتمرات الدولية وسط انقسام واضح بين مَن يَرى استحالة ذلك في المدى المنظور، وبين مَن يصرّ على البتّ بها، أيّاً كان الثمن لملاقاة العقد التشريعي العادي الاول للمجلس النيابي الذي يبدأ في أول ثلثاء بعد 15 آذار الجاري. ويرى البعض انه يجب انتظار عودة الحريري من الرياض قبل مقاربة الإستحقاقات الإنتخابية والمالية والإقتصادية المتعدّدة، فإذا أبقى على تحالفاته السابقة كما رَسمها شيء، وإذا تبدّلت المواقف وحصلت الإنقلابات التي يتحدث عنها البعض شيء آخر. لكن ما هو مؤكّد أنّ البلاد ستدخل مرحلةً جديدة تتغيّر فيها كل مقاربات السلطة لهذه الإستحقاقات، فضلاً عن مرحلة الإنتخابات النيابية والمؤتمرات الخاصة بلبنان في ظلّ غموض لا يمكن أيُّ طرف رسم تطوّراته السلبية المتوقّعة.

 

الإستحقاق النيابي "ثلاثة بواحد"

طارق ترشيشي/جريدة الجمهورية/ السبت 03 آذار 2018

لا تقتصر أهمية الاستحقاق النيابي المقبل على ما سيُسفر عنه من أحجام تمثيلية للقوى السياسية التي ستخوض غماره في مجلس النواب المقبل، بل تتعداه الى استحقاقين آخرين سيبرزان في الواقع السياسي بعد الانتخابات. الاول يستحق فور تَولّي مجلس النواب الجديد المنتخب مهماته، ويتمثّل بالحكومة الجديدة رئيساً ووزراء ونِسَب التمثيل السياسي فيها. والثاني استحقاق انتخابات رئاسة الجمهورية في خريف 2022 الذي ستتبلور معالم المعركة التي سيشهدها عبر أحجام القوى المسيحية في المجلس النيابي. ولذلك يصف بعض السياسيين الاستحقاق النيابي الآن بأنه "ثلاثة استحقاقات في استحقاق واحد".

ويقول متابعون للاستحقاق النيابي انّ كل القوى السياسية ذاهبة الى خوض غماره، ساعية الى الفوز بأكبر عدد ممكن من المقاعد النيابية بغية استثمار حجمها التمثيلي في الاستحقاقين الدستوريين المقبلين: الحكومي أولاً، والرئاسي ثانياً.

فالطامحون، أشخاصاً وافرقاء سياسيين، الى تَولّي رئاسة الحكومة الجديدة مدعومين بما لهم من حلفاء سيكون هدفهم المركزي الفوز بعدد كبير، أو مقبول، من المقاعد النيابية لأنّ مثل هذا العدد يفتح لهم الطريق للفوز بالرئاسة الثالثة في هرم السلطة.

والطامحون، أشخاصاً وافرقاء سياسيين ايضاً، للوصول الى سدة رئاسة الجمهورية خريف 2022 خلفاً للرئيس العماد ميشال عون، سيكون همهم الاساسي في الانتخابات هو الفوز بعدد كبير من المقاعد النيابية عموماً والمسيحية بالدرجة الاولى، تُضاف اليها مقاعد حلفائهم من القوى السياسية والطوائف الاخرى، الأمر الذي يمكّنهم في هذه الحال من الفوز في السباق الرئاسي عندما يحين أوانه. لا يمكن لأحد التكهّن من الآن بمَن سيتولى رئاسة الحكومة الجديدة التي ستؤلف دستورياً بمجرد تولّي المجلس النيابي المنتخب مهماته، ولكن غالب الظن انّ هذا الموقع سيملأه أحد أعضاء نادي رؤساء الحكومة الحاليين والسابقين، الذي يضمّ الى رئيس الحكومة سعد الحريري الرؤساء نجيب ميقاتي وفؤاد السنيورة وتمام سلام وسليم الحص. البعض يتحدث من الآن عن أرجحية للحريري وميقاتي، إلّا أنه لا يمكن الجزم بأي شيء محدّد في هذا الاتجاه، الّا من خلال النتائج التي سيحصّلها كل من هؤلاء في الانتخابات النيابية، لأنه في ضوء الحجم التمثيلي لكل من هؤلاء تتحدّد أرجحية تسميته لرئاسة الحكومة من عدمها من خلال الاستشارات النيابية الملزمة بنتائجها التي يجريها رئيس الجمهورية لهذه الغاية.

وبنحو أو آخر فإنّ نتائج الاستحقاق الحكومي المقبل سترتبط حتماً بالاستحقاق الرئاسي لاحقاً، لأنّ من سيتولى رئاسة الحكومة لن يتردد في السعي الى بناء مصالح سياسية ترتبط عميقاً بالخيارات المتعلقة بانتخابات رئاسة الجمهورية عام 2022.

ولذلك سيكون ممكناً استشفاف هذا الامر من خلال التحالفات التي ستشهدها الانتخابات في 6 ايار المقبل، والتي يلوح منها في الأفق حتى الآن تحالفات عدة تتصل مباشرة او مداورة بخيارات ترشيح رئاسية يمكن استقراؤها من بعض الدوائر الانتخابية شمالاً وجبلاً، التي ينتمي اليها بعض المرشحين للرئاسة الاولى.

وفي هذا السياق يؤكد سياسيون متابعون انّ "تمريرات انتخابية" متبادلة تحصل الآن بين بعض القادة والاقطاب السياسيين في عدد من الدوائر الانتخابية، من شأنها أن تؤسّس لتعاون مستقبلي في ما بينهم حول الاستحقاق الرئاسي، خصوصاً أنه حصل بين هؤلاء اكثر من "ربط نزاع رئاسي" في هذا الصدد بين بعض الاقطاب والقوى السياسية البارزة وبين عدد من المرشحين الجديّين لرئاسة الجمهورية. ويضيف هؤلاء انّ "ربط النزاع الرئاسي" هذا، إذا جاز التعبير، يأخذ في الاعتبار طبيعة المرحلة الراهنة داخلياً وإقليمياً، ويبدو انه سيستمر بعد تبلور نتائج الانتخابات النيابية، ولن يكون بعيداً في مناخاته والخيارات، عمّا سيكون اليه مستقبل الاوضاع في لبنان والمنطقة بين المرحلة السائدة الآن والمرحلة التي ستكون خريف 2022. ولذلك، يقول هؤلاء السياسيون، انّ مجمل القوى التي ستخوض الاستحقاق النيابي المقبل عينها على الاستحقاقين الحكومي والرئاسي اللاحقين، ولكن ليس لدى أيّ منها ايّ وَهم في انها ستفوز بالاكثرية النيابية، لأنّ طبيعة القانون الانتخابي الذي يعتمد النظام النسبي وستُجرى الانتخابات على أساسه لا يُمكِّن اي فريق من الاستحواذ على هذه الاكثرية، وبالتالي التفرّد ببناء السلطة الجديدة، فأيّ اكثرية نيابية لا يمكن ان تتكوَّن الّا بعد تبلور نتائج الانتخابات، ويستحيل ان تكون هذه الاكثرية من لون واحد وإنما من مجموعة ألوان من الطيف السياسي والطائفي اللبناني، يفرضها التوافق حتى بين الاضداد، وهذا التوافق هو من طبيعة وثيقة الوفاق الوطني المعرفة بـ"إتفاق الطائف"، ما يعني انّ الحكومة المقبلة ستكون حكومة وفاق وتوافق وطني، والحال نفسها ستكون عند اختيار رئيس الجمهورية الجديد عام 2022، مثلما كانت الحال عند انتخاب الرئيس ميشال عون الذي بعدما كان مرفوضاً لدى فريق 14 آذار، أو على الاقل، لدى تيار "المستقبل" وحزب "القوات اللبنانية"، صار مقبولاً لديهما، والأمر نفسه كان سيحصل لو أنّ الرئيس سعد الحريري استمرّ في ترشيح زعيم تيار "المردة" النائب سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية قبل ان يتراجع عن هذا الترشيح لاحقاً لبعض الظروف والاعتبارات الداخلية والخارجية لمصلحة تَبنّي ترشيح عون. على انّ بعض التحالفات الانتخابية التي تُنسج حالياً في بعض الدوائر تأخذ في الاعتبار مصلحة هذا المرشّح الرئاسي او ذاك، وخصوصاً في الدوائر ذات الطابع المسيحي والتي يتنافس فيها جميع المرشحين الرئاسيين المعروفين، وكذلك المرشحين غير المعلنين. وإذ يقول ديبلوماسيون في هذا الصدد انّ بعض الترشيحات الرئاسية "قد سقطت أو أُسقِطَت أو استُبعِدت" بعد انتخاب عون رئيساً للجمهورية، يؤكد سياسيون في المقابل انّ هذه الترشيحات "عادت وانتعشَت" تحت جنح التنافس على التمثيل في المجلس النيابي المقبل، لأنّ المقعد النيابي يشكّل بالنسبة الى هذا المرشح الرئاسي او ذاك، جواز مروره الى الترشيح الرئاسي، إذ لا يمكنه ان يترشّح للرئاسة أصلاً في حال عدم فوزه بالمقعد النيابي على الأقل.

 

إسرائيل تستعد لحرب صغيرة تمنع عنها الحرب الكبيرة

 سليم نصار/الحياة/03 آذار/18

منذ سبع سنوات والعالم يتابع باهتمام أخبار الحرب الأهلية السورية التي تحولت تدريجاً إلى نسخة ثانية مطابقة للحرب الأهلية الإسبانية. وتستند حالات التطابق الصارخ إلى تورط عدة لاعبين خارجيين في النزاع القائم بين القوميين الذين كانوا يقاتلون تحت لواء الجنرال فرانسيسكو فرانكو، والجمهوريين المطالبين بإنشاء جمهورية إسبانية ثانية. لذلك اعتبر المؤرخون أن إسبانيا عام 1936 كانت تمثل ساحة مثالية للحرب بالوكالة. وقد جذبت نيران تلك الحرب شيوعيي ستالين ونازيي هتلر وفاشيي موسوليني، إضافة إلى يساريي فرنسا والمكسيك الذين ساندوا محاربي الجمهورية الثانية وتصدوا للبرتغاليين الذين أمنوا لقوات فرانكو المال والعتاد. وبعد مرور سنة على تلك الحرب، انضمت إلى مؤيدي القوميين جهات كثيرة بينها متطوعون من إرلندا بمباركة حاضرة الفاتيكان ومساندتها المعنوية. واللافت أن عدداً كبيراً من الأدباء والصحافيين جاء من بريطانيا والولايات المتحدة بدافع الفضول والتعاطف مع دعاة الجمهورية الثانية.

وأصدر هؤلاء سلسلة كتب تؤرخ أحداث تلك الحقبة، كانت أشهرها رواية أرنست همينغواي وعنوانها: «لمن تقرع الأجراس؟» وقد حولتها هوليوود إلى فيلم اختير لبطولته غاري كوبر وأنغريد برغمان. وكان همينغواي في حينه يعمل مراسلاً لصحيفة «ألاينس» (الاتحاد). وبخلاف الحرب السورية، فإن الفريقين المتحاربين في إسبانيا حرصا على تفادي قتل الإعلاميين، وعلى تحاشي هدم القصور والمنازل التاريخية الأثرية.

صحيح أن وسائل القتال في منتصف الثلاثينات لم تكن تضم الصواريخ والطائرات النفاثة، الأمر الذي ساعد في تقليل حجم الأضرار والأذى، ولكن الصحيح أيضاً أن الدمار الذي مورس في حلب وحمص وحماة وإدلب والغوطة الشرقية كان شبيهاً بالدمار الذي شهدته ألمانيا خلال الحرب العالمية الثانية.

منذ آذار (مارس) 2011- أي منذ انطلاق صيحات الاحتجاج والتذمر- سجل «مركز الدوحة للإعلام الحر» مقتل 153 عنصراً إعلامياً في سورية وفق تقرير آخر نشرته «جمعية الصحافيين السوريين». وقد شملت القائمة الطويلة أسماء صحافيات وصحافيين ومصورين ومندوبين مستقلين. كل هذا جرى خلال السنوات الأربع الأولى. ومن المؤكد أن هذه القائمة قد زادت من عدد الضحايا. في حين استمرت الحرب الإسبانية نحواً من أربع سنوات قبل أن يحسم الجنرال فرانكو المعركة الأخيرة لمصلحته. وفي هذا السياق، دخلت الحرب السورية سنتها الثامنة من دون أن تظهر في الأفق بوادر الحسم العسكري لمصلحة النظام أو خصومه.

ومن المؤكد أن التباطؤ في الحسم تم لأسباب خارجة عن إرادة اللاعبين الكبار. خصوصاً أن أعداء نظام البعث لم ينجحوا في إسقاط الرئيس بشار الأسد، أو استبداله برئيس آخر أقل ارتباطاً بإيران وأقل اعتماداً على روسيا.

وللذين تناسوا موجات الميليشيات التي تناوبت على محاربة نظام الأسد، نذكرهم ببعض العناوين الرمزية التي احتلت أخبار الصحف طوال السنوات الأربع الأولى من الحرب. وأهم تلك العناوين بشقّيها السياسي والعسكري، تحمل التسميات التالية: الجماعات المتمردة، أحرار الشام، الجبهة الجنوبية، جيش الإسلام، فيلق الرحمن، جيش إدلب الحر، لواء صقور الجبل، فيلق الشام، لواء شهداء الإسلام، جيش أحرار العشائر، لواء شهداء القلمون، جيش مغاوير الثورة، ألوية الفرقان، جيش النصر، جيش النخبة، جيش العزة، فرقة الصفوة، سرايا أهل الشام، لواء أحفاد صلاح الدين، الذئاب الرمادية. ويُستخلَص من تركيبة هذه الأسماء طبيعة تنظيمها الديني والعنصري، إضافة إلى الجهات التي تمولها وتحتضنها، أجنبية كانت أم عربية.

لهذه الأسباب وسواها، يمكن القول إن الحرب الأهلية السورية استقطبت أكثر من مئتي تنظيم تنتمي إلى بلدان مختلفة وطوائف متعددة وقوى مأجورة. ويرى المراقبون في دمشق أن النظام قام بتقليد المعارضة من طريق استقطاب عناصر أجنبية ساهمت في دعم الجيش، خصوصاً خلال السنوات الأربع الماضية. والسبب أن القوات النظامية تعرضت للإرهاق والوهن، الأمر الذي اضطر الأسد في مرحلة معينة إلى الاعتماد على جيش التحرير الفلسطيني من أجل حماية المواقع الاستراتيجية المهمة. عقب التراجع التكتيكي الذي فرض على طهران الانكفاء الداخلي سنة 2015، قام بشار الأسد بزيارة مفاجئة للكرملين طلب خلالها العون العاجل من فلاديمير بوتين. ووجد الرئيس الروسي في هذا الطلب فرصته التاريخية للوصول إلى المياه الدافئة. وهو هدف عجز عن تحقيقه كل الزعماء الذين سبقوه منذ القيصر بطرس الأكبر. قبل أن يبدأ بوتين عرضه العسكري، قام برصد حاجات المجتمع السوري التي تفاقمت متاعبه بحيث بلغت حداً لا يُحتَمَل. لذلك دشن مساعداته بتوزيع مساعدات غذائية في شهر رمضان المبارك. ولقد ساند الحملة الغذائية بإرسال عناصر من مناطق شمال القوقاز ذات الغالبية المسلمة. وكان بين عناصرها: رئيس الشيشان رمضان قاديروف والمفتي صلاح حاج مجياف، وقد نظم الاثنان حملة واسعة عبر جمعية الزكاة الخيرية التي حشدت جهودها في أيار (مايو) 2016 لتقديم المساعدات للاجئين السوريين في لبنان. وفي آب (أغسطس) من السنة الماضية، أعلنت السلطات الشيشانية أن مؤسسة أحمد قادريوف ستبني مستشفى خاصاً للاجئين في سورية يتسع لإيواء 38 ألف مريض.

إضافة إلى النشاط الإنساني والاجتماعي، فقد ساهم التدخل الروسي العسكري في إعانة النظام على السيطرة الكاملة على مدينة حلب وضواحيها. ويرى خبراء السلاح أن روسيا قامت باختبار مئتي نوع من الأسلحة في سورية. وكانت المقاتلات المطورة من طراز «سو-57» بين أنظمة الدفاع التي اختبرها الروس. وذكر الجنرال فلاديمير شامانوف أن بلاده أجرت مفاوضات مع عدد من دول الشرق الأوسط وجنوب شرقي آسيا حول إمكانية بيع هذه المنظومات.

وعلى رغم المساندة العسكرية التي قدمتها موسكو بواسطة سلاح الجو، إلا أن طهران ظلت تمثل علاقة متميزة مع دمشق منذ عهد الرئيس حافظ الأسد.

ولما تزاحمت الميليشيات المحلية والأجنبية على تشديد الحصار على قوات بشار الأسد، دفعت إيران بفرقة تابعة لـ «الحرس الثوري» بغرض حماية أهم حليف لها في المنطقة العربية. وشوهد في حينه قائد «فيلق القدس» قاسم سليماني يشرف على سير المعارك، كما شوهدت عناصر تابعة لـ «حزب الله»، الحليف الاستراتيجي لطهران ودمشق، وهي تقاتل من أجل إبقاء سيطرة النظام على المناطق المهمة.

هذا الوضع المقلق في سورية جدد شعار المرحوم الأستاذ غسّان تويني أثناء وصفه الحرب الأهلية اللبنانية بأنها «حرب الآخرين فوق أرضه». وربما ينطبق هذا الشعار على وضع بشار الأسد، الذي احتفظ برئاسته الباهتة عقب استدراجه قوى إقليمية ودولية جاءت للدفاع عنه وعن نظامه.

بل هذا ما يشعر به الروسي والإيراني والتركي، بأن الولايات المتحدة فقدت حضورها الطاغي في الشرق الأوسط، الأمر الذي شجع اللاعبين الجدد على ملء الفراغ الحاصل.

وبسبب الفراغ، يحاول رئيس حكومة إسرائيل بنيامين نتانياهو افتعال حرب ضد إيران شرط أن تكون إدارة دونالد ترامب مظلتها السياسية. ومن المنطقي الاستنتاج بأن «حزب الله» سيكون المستهدَف الأول في هذا النزاع. وتؤكد مصادر الأمم المتحدة بأن نتانياهو يخطط لإنقاذ نفسه من ورطة الفضائح، والسعي إلى إقناع إدارة ترامب بضرورة التصدي لإيران، ومنع مقاتليها من محاصرة هضبة الجولان.

وفي هذا السياق، بدأت ملامح الاعتراض الأميركي تظهر في الصحف، محذرة إسرائيل من سلاح «حزب الله»، ومن صعوبة تحقيق سلام يكون الهدف الأساسي من إعلان الحرب. ولقد قرأ نتانياهو في استعداد الرئيس حسن روحاني محاورة دول الخليج إشارات ضعف تنم عن تجنب التورط في حال تجاوز «حزب الله» الخط الأحمر في مرتفعات الجولان. كذلك حاولت إدارة ترامب إقناع إسرائيل بعدم الإقدام على هذه المغامرة الخطرة، خصوصاً أنها في صدد الإعلان عن «صفقة القرن» التي تحدثت عنها المندوبة الأميركية في الأمم المتحدة نيكي هايلي. قي السؤال الأهم: هل التهديد بشن حرب صغيرة توفر على إسرائيل الغرق في حرب كبيرة تشمل ثلاث جبهات هي سورية ولبنان وغزة، أم هو مجرد خدعة لتــحويل الاهتمام عن فضائح نتانياهو؟ جهاز الاستخبارات العسكرية في إسرائيل يرى أن الانتخابات النيابية المقبلة في لبنان ستحمل إلى المجلس الجديد غالبية تابعة لـ «حزب الله» وحلفائه تتعدى السبعين في المئة. وهذا التحوّل، في نظرها، يؤسس لإعلان جمهورية تابعة سياسياً وإدارياً لإيران. وهذا ما ترفضه الإدارة العسكرية الإسرائيلية التي استعجلت في بناء جدار الفصل مع لبنان!

 

تزوير .. «أبو ملحم»

أحمد الغز /اللواء/03 آذار/18

يفتقد اللبنانيون هذه الايام الى «أبو ملحم» الشخصية الوطنية المؤثرة في بناء السلم الاهلي والتقريب بين اللبنانيين. وكان الرئيس فؤاد شهاب بمثابة أبو ملحم الاول بعد النزاع الأهلي المسلح عام ٥٨ اذ عمل على تجديد الوحدة المجتمعية الوطنية وإعادة وصل ما انقطع مع فرنسا ديغول عبر بعثة ارفد و الاب لوبرية، ووضع استراتيجية لبناء الدولة الوطنية القوية واستعادة الثقة عبر البرامج الإنمائية، واستحداث مؤسسات تحقق العدالة والمساواة وتكافؤ الفرص بين اللبنانيين، ومنها مجلس الخدمة المدنية والجامعة اللبنانية. وبهذه الروحية الإيجابية ايضا شجع العزيز أبو ملحم الشهابي الشقيقة الكبرى مصر وعبد الناصر على إنشاء جامعة بيروت العربية التي ساهمت الى جانب الجامعة اللبنانية في استيعاب اسباب الفوضى وصناعة الاستقرار.توزعت شخصية العزيز أبو ملحم الاجتماعية الانسانية على العديد من الشخصيات الفنية والفلكلورية المناطقية والابداعية، عبر تلفزيون لبنان الذي تأسس ايضا بشراكة فرنسية لبنانيّة. وساهم التلفزيون بالتقريب بين اللبنانيين وشكّل رافعة حقيقة للوعي الاجتماعي والثقافي والسياسي، وعكس صورة ناجحة للتجربة اللبنانية، ومعه رواد الصحافة الوطنية الذين حدّثوا شخصية العزيز أبو ملحم ودوره في عملية النهوض والتقدّم والانتظام الاجتماعي في الدولة الواحدة.

كان أبو ملحم نموذجاً للارادة الجامعة والتي تجسّدت في كل التجارب والتجمعات والمبادرات في لبنان، من العمل الخيري الى الحركة الاجتماعية والتجربة المدنية والكشفية والرياضية وأحزاب الوحدة والوطن والعائلة والتقدم والسعادة وأحزاب أيديولوجية وقومية، وشارك أبو ملحم في صياغة شعاراتها وموضوعاتها، من عمال معمل غندور الى مزارعي التبغ الى الاستشفاء والتعليم وصولا الى الحرمان وبرامج الإصلاح الديموقراطي الى حماية لبنان من الأغراب والكرامة والكيان و١٠٤٥٢ كم2.

حافظ العزيز أبو ملحم على روحية السلم الأهلي ايام النزاع المسلح، وكان يمثل الأكثرية الصامتة، والمليشيات تمثل الأقلية المسلحة المستبدة. واستطاع أبو ملحم انقاذ الآلاف من مذابح الحقد المذهبي والطائفي في كل المناطق وبصمت وكبرياء، الى ان تجددت ظاهرة شهاب الثاني وأبو ملحم الكرم والمحبة والتعليم والعطاء، وإعادة وصل ما انقطع مع الدول الصديقة والشقيقة والدعوة الى مدينة الطائف السعودية وانجاز وثيقة الوفاق الوطني. وبادر أبو ملحم الجديد الى توحيد الصفوف واعادة الاعمار، وخلال سنوات قليلة كان أبو ملحم يتأصل ويتجدد في وجدان الأجيال ويستعيد الثقة بالانتظام الاجتماعي الإقتصادي عبر الدولة الوطنية والمؤسسات. خاف خصوم أبو ملحم من الروح المجتمعية الانسيابية المتجددة في لبنان، فكان الاغتيال تلو الاغتيال مع استخدام القوة لإعادة عقارب الزمن الى الوراء. وبعد كل اغتيال كان أبو ملحم يتجدد ويتكاثر حتى فاز بتمثيل الأكثرية في الانتخابات، فأدركوا عمق شخصية ابو ملحم في وجدان عموم الناس، وسارعوا الى صناعة أبو ملحم (مزوّر) يعمل على إحداث الفوضى والشقاق بين الناس وتدمير الإنجازات وتفكيك المجتمعات والتحالفات، وشيطنة المصالحات والتسويات وإبعاد الأصدقاء والاشقاء عن لبنان. وخلال أشهر قليلة شعر اللبنانيون باختفاء أبو ملحم الحقيقي عن كل تفاصيل الحياة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية والإعلامية والمدنية. وشعر الكثيرون بمرارة اليتم الوطني والعربي وبالفراغ والكراهية والضياع والخوف على الدولة الوطنية والانتظام المجتمعي الهش من وحوش العنف الأهلي المتعاظم في المنطقة وعمليات الإبادة الجماعية والفرز الديموغرافي في ظل صمت مريب من أبو ملحم العالمي المزوَّر في مجلس الامن .

 

الحريري في الرياض

نديم قطيش/الشرق الأوسط/02 آذار/18

صفحة جديدة في العلاقات اللبنانية السعودية افتتحتها زيارة رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري إلى الرياض، بلا أدنى شك.

ما بعد الرابع من نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، واستقالة الحريري من الرياض، ثم عودته إلى لبنان، وتراجعه عن الاستقالة، ساد الظن أن علاقة المملكة بلبنان تغيرت.

وبزيارة الحريري الآن، وبسبب ثراء اللحظة السياسية بالدلالات، وحفاوة استقبال رئيس الحكومة اللبنانية، يسود الاعتقاد بازدهار العلاقات السعودية - اللبنانية.

الحقيقة، هي في مكان بين المكانين؛ فالسعودية لا تسمح بأن يتحول لبنان بالكامل إلى قاعدة إيرانية، كما لا تسمح السعودية أو ترضى بشخصنة المصالح السعودية اللبنانية، دعك عن أننا بإزاء ميليشيا إيرانية - لبنانية اسمها «حزب الله» تعد المكون الأبرز في منظومة العدوان على المصالح العربية، كما أنه مكون من مكونات الواقع السياسي والمؤسساتي في لبنان.

الاختراق الذي مثلته زيارة الحريري إلى الرياض، إذن، ثم طبيعة اللقاءات التي أجراها، شكلاً ومضموناً... كل هذا يجري وسط التعقيدات المشار إليها أعلاه، ويحكم بالتالي قراءة اللحظة السعوية اللبنانية الراهنة. وبالتالي، ولئن كان سيمر وقت قبل أن تتضح نتائج هذه الزيارة، من المفيد أن ندقق فيما هي ليست عليه، أقله من زاوية عدم تقزيمها إلى حدود ربطها بالانتخابات النيابية وتحالفاتها أو افتراض أنها مخصصة لإعادة إحياء تحالف 14 آذار أو صيانة العلاقة وترميمها بين هذا المكون وذاك بين مكونات التحالف السيادي!

فلا الوقت المتبقي قبل موعد الانتخابات البرلمانية في 6 مايو (أيار) المقبل يسمح بإحياء تحالف 14 آذار المهزوز، ولا الوقائع السياسية اللبنانية منذ التسوية الرئاسية تسمح بإنعاش المبررات الموضوعية لهذا التحالف بعد عملية خلط الأوراق التي حصلت. كما أن استسهال الدفع نحو اشتباك داخلي مع «حزب الله»، ونسيان أن المعركة معه هي معركة متوسطة إلى طويلة الأمد، ولا يقتصر مسرحها على المسرح الداخلي اللبناني، أثبت أنه استسهال خطير على مصالح كل الأطراف المتفقة على خصومة «حزب الله».

إذ ذاك، لا أتوقع تغييرات كبرى على مستوى التحالفات الانتخابية بعد عودة الحريري من الرياض، وبالأخص لا أتوقع أي تغيير في الرهان العميق على التسوية الرئاسية، أي الرهان على الاصطفاف العاقل للرئيس ميشال عون في الملفات الاستراتيجية إلى جانب مصلحة الدولة.

ثمة ملفان حيويان بعد الانتخابات النيابية، سيحكمان السجال السياسي في لبنان، هما التحكيم الدولي بين لبنان وإسرائيل بشأن حقل الغاز البحري رقم 9 على الحدود بينهما، ومسألة الاستراتيجية الدفاعية، التي لا يمكن إن نجحت ألا أن تكون مسار ترويض جاد لسلاح «حزب الله»، وهو المسار اللبناني الواقعي الوحيد المفتوح أمام اللبنانيين. في الملفين المرفوضين من قبل «حزب الله»، أي التحكيم الدولي وهو مرفوض علناً لأنه سينتزع من الحزب إمكانية خلق «مزارع شبعا بحرية» وذريعة إضافية لسلاحه، والاستراتيجية الدفاعية وهي مرفوضة من «حزب الله» عبر المراوغة والمماطلة والتسويف، يقف الرئيس عون في صف الدولة ومصالحها بالتفاهم مع الرئيس الحريري. الإنصاف يقتضي القول إن تجربة الرئيس عون لم تكن دوماً مشجعة حيال العلاقة مع «حزب الله»، وإن عهده شهد اهتزازات عدة بدأ فيها الرجل مسايراً لمنطق الحزب أكثر من منطق الدولة، غير أن الخط التصاعدي لتموضع عون يشي بأن الرجل يتخفف رويداً رويداً من أحمال علاقته بـ«حزب الله». من هنا، فإن رهاب هيمنة «حزب الله» على البرلمان اللبناني، بنتيجة الانتخابات المقبلة، يبدو لي أنه لا يزال محكوماً بافتراض أن كتلة عون النيابية هي جزء دائم وثابت من كتلة «حزب الله» وحلفائه، وهذا ما لا أدلة عليه إلا بمحاكمة نيات عون أو بالنظر إلى تجربته السابقة حصراً.

لست ممن يراهنون على انفجار العلاقة بين عون و«حزب الله» بالشكل الدراماتيكي الذي يحكم النظر إلى الأمور وفق منطق الأبيض والأسود، لكنني مستعد للرهان على أن الرئيس عون ليس مكوناً ثابتاً ودائماً في جيب «حزب الله» وخياراته.

وبالتالي فإن مرحلة ما بعد الانتخابات النيابية هي مرحلة الاختبار الجاد لقدرة لبنان على الدفاع عن نفسه بوصفه دولة في مواجهة خيارات الميليشيا، وهذا يتطلب أن تكون الدولة ومؤسساتها موضع عناية واحتضان من كل من له مصلحة بعدم تسليم لبنان لـ«حزب الله» وعلى رأس هؤلاء المملكة العربية السعودية.

لا شيء مضموناً، لكنها اللعبة الوحيدة المتاحة الآن هنا.

 

على رغم ضرورة الموازنة لا صوت يعلو فوق صوت الإنتخابات

الهام فريحة/الأنوار/03 آذار/18

يومان ويُقفَل باب الترشيحات للإنتخابات النيابية، اليوم الأخير هو الثلاثاء المقبل، وبما أنَّ اليوم السبت وغداً الأحد، يوما عطلة، فلا يتبقى سوى الإثنين والثلاثاء.

وإن كانت الترشيحات قبل يومين من الإقفال بلغت نحو 400 مرشح، فيما يُتوقَّع في اليومين الأخيرين أن يصل عدد المرشَّحين إلى 600 مرشح.

الإستحقاق يركض وإن كانت اندفاعته لجهة التحالفات واللوائح قد تفرملت جزئياً إلى حين معرفة ما سيحمله معه رئيس الحكومة سعد الحريري من السعودية، في ظلِّ نقاشاته في المملكة وفي ظلِّ الخلاصات التي يكون قد توصل إليها، وإن كانت الأجواء من المملكة تشير إلى أنَّ المحادثات إيجابية.

موضوع التحالفات الإنتخابية معقّد للغاية لأنَّه يتمُّ وفق قانون جديد يتمُّ اختباره للمرة الأولى، لذا فإنَّ احتساب النتائج ليس بالأمر السهل، ولا يمكن توقعها قبل عملية الفرز، لهذا فإنَّ المعنيين بهذه التحالفات يُجهِّزون مع ماكيناتهم الإنتخابية أساتذة في الرياضيات لأنَّ العملية ليست سهلة على الإطلاق.

لكن ما هو شبه مؤكَّد أنَّ ما كان يحصل في السابق لجهة التفاهم بين الحلفاء على توزيع المقاعد، لم يعد كما كان، وهذا ما يُحتِّمه القانون النسبي، وستظهر قوة كل فريق بصرف النظر عن تحالفاته مع الآخرين.

على مستوى الموازنة العامة للعام 2018، فإنَّ اللجنة الوزارية المكلَّفة دراستها وإحداث التقشّف في أرقامها، تستعد لاجتماعها السابع بعد غد الإثنين.

الإجتماعات الستة التي عُقِدت حتى الآن تُركِّز على موضوع تخفيض الإنفاق من دون التطرق إلى موضوع الإصلاحات الجذرية البنيوية والخطط الواجب اتباعها في الإقتصاد وبنية الدولة وغيرها من أجل التوفير، رغم أنَّ المصادر ترى أهمية كبرى بالنسبة إلى تخفيض الإنفاق في الوزارات من خلال إتِّباع سياسة التقشّف.

هذا الأمر وحده لن يكون كافياً لأنَّ المسألة لا تتعلق بالخفض فقط، بل هي مرتبطة بعملية إصلاحية شاقة، بمعنى أنه مهما خفضت الوزارات موازنتها فإنَّ الأمر لا يكفي، مشدِّدةً على وجوب أن يتزامن ذلك مع القيام بإصلاحات أساسية، سبق أن وضعتها المؤسسات الدولية في ما خصَّ الوضعين المالي والإقتصادي في لبنان. المتابعون لإجتماعات لجنة الموازنة يرون أنَّ اللجنة الوزارية ما زالت بحاجة إلى ثلاثة إجتماعات كحدٍّ أدنى، لكي تُنهي عملها وترفع مشروع الموازنة إلى مجلس الوزراء لدراسته وإقراره، ومن ثم إحالته إلى المجلس النيابي، هذا يعني أنَّ جلسة مجلس الوزراء الأسبوع المقبل لن يكون على جدول أعمالها بند الموازنة، كما أنَّه يعني أنَّ الحكومة لن تتمكن من إنجاز الموازنة ضمن المهلة التي حددها الرئيس نبيه برّي وهي الخامس من آذار الحالي، أي بعد غد الإثنين. في هذه الحالة يكون لبنان غير قادر على أن يحمل معه إلى "سيدر – 1" قانون موازنة بل "مشروع قانون موازنة".

على رغم أنَّ الموازنة مهمة وحيوية، فإنَّ الناس لا يفكّرون في الوقت الراهن سوى بالإنتخابات التي لا صوت يعلو فوق صوتها

 

دراما الحريري والسعودية

The Hariri drama and Saudi Arabia

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط/02 آذار/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/62910

المفاجأة والدهشة علتا وجوه كثيرين، السعودية تدعو سعد الحريري، لزيارتها، وهو يرحّب!

على الأقل يجوز لنا أن نقول، إن أزمة سعد الحريري، رئيس الوزراء اللبناني، برهنت على أن السعودية لا تملك سلطة مطلقة على أي من حلفائها حتى الحريري ابن رفيق الحريري، صاحب العلاقة الوطيدة والتاريخ الطويل. وبرهنت، كذلك، على أن السعودية دولة وليست وكالة حصرية للحريري أو أي فريق أو حزب.

بخلاف السعودية، إيران في لبنان تتملك بشكل مطلق حلفاءها، تعاملهم بدرجة الأتباع والموظفين، مهما بلغت مراتبهم ومقاماتهم في بلدهم، دون اعتبار لمن يمثلونه من الشعب. هامش الحركة صفر عند السيد حسن نصر الله، لا يستطيع غداً أن يناور، أو يتقاطع مع فئات أو دول، مهما بلغت حاجته أو أتباعه، إلا إذا أضيئت له الإشارة خضراء في طهران. ولو عاندها لزف في كفن إلى مثواه الأخير. الخلافات بين الحلفاء الحقيقيين، وليس الخدم والأتباع، طبيعية، وسبق أن وقعت بين قيادات لبنانية مع السعودية، وإن كانت قليلة. أعرف سليم الحص، في رئاسته للوزراء، كان يختار جانب دمشق أحياناً، وكذلك نجيب ميقاتي، بما لا يرضي توقعات الرياض، مع هذا دامت العلاقة جيدة معهما. والمحاور هي لعبة الزعامات اللبنانية التي تتقنها، سواء للتعبير عن حاجات الفئات المحلية التي تمثلها أو القوى الخارجية التي تتحالف معها، لكنها لم تكن دائماً رقصات تانغو آمنة دائماً. الزعامة في لبنان وظيفة خطرة، فهو أكثر بلد عربي تعرض قادته السياسيون للقتل. وبعضهم حبيس بيته لا يغادره إلا نادراً. من المفارقة العجيبة، ومن سخرية القدر حقاً، أن حزب الله، الذي قتل الحريري الأب، هو من قاد مظاهرات ما وصفه بإنقاذ الحريري الابن من السعودية. ولا يمكن أن ينسى أهل لبنان أنه الذي اغتال أكثر من عشرين من زعامات البلاد مع رفيق الحريري! إنما السعودية، التي تتعاطى مع لبنان وشؤونه منذ الخمسينات، لم يُسجل عليها أنها «مدّت يدها» على زعيم طوال العقود السبعة، ربما باستثناء ما نقلته نيويورك تايمز بأن الحريري تعرض للمضايقة في الرياض، ودفع دفعاً بالمناكب!

حبّ حزب الله لإنقاذ سعد الحريري، في الحقيقة، ليس إلا رغبة في التخلص من سعد الحريري. يريد أن يرمي به من خارج دائرة الرياض ليقضي على مصدر قوته الأساسي، مع احترامي لدولته. أنظمة، مثل دمشق وطهران، تلغي الآخرين بالقتل والتخويف. قتلت بشير الجميل فألغت أقوى حزب معارض لها، الكتائب. قتلت كمال جنبلاط فألغت معارضته لوجودها في لبنان. قتلت رفيق الحريري فألغت التيار السني المعتدل. قتلت جورج حاوي وسمير قصير فأسكتت اليسار. قتلت جبران تويني وشوّهت جسدياً مي شدياق فأخافت المعارضة المسيحية. بالنسبة للرياض لها مصالح في لبنان، والإقليم كله، علاقاتها معه طويلة وراسخة. مصلحتها في علاقة جيدة مع كل الزعامات المستقلة، لخدمة مصالح مشتركة، من بينها تحرير لبنان والمنطقة من الهيمنة الإيرانية الموجهة ضد السعودية وغيرها. أما إيران فهي تقوم بالاستيلاء على الدولة اللبنانية لفرض أجندتها الإقليمية الممتدة في عمق سوريا والعراق، وفرض توازن مع إسرائيل يخدم مشروعها النووي والإقليمي الذي لا علاقة له بفلسطين سوى من كونها بضاعة في سوق المساومة. هذه باختصار المعادلة السعودية الإيرانية في لبنان. ودعوة السعودية للحريري خطوة إلى الأمام مفاجئة أفشلت الرهان على إضعافه ثم إلغائه، وإبعاد السعودية وتمكين إيران من لبنان، وبقية دول الإقليم.

 

مشهدية الصراع الدولي على المنطقة والمأزق العربي

رضوان السيد/الشرق الأوسط/02 آذار/18

ذكّر الفيتو الروسي على مشروع إدانة التدخل الإيراني في اليمن، بالحرب الباردة بالفعل. وهو الأمر نفسه، وإنْ بشكلٍ أكبر فظاعة، ما حصل في مجلس الأمن بشأن الغوطة. فمع أنّ قرار الهدنة العسكرية والإنسانية أُقِرَّ أخيراً، بعد عدة فيتوات روسية؛ فإنّ الاشتراطات الكثيرة، والحالات المتداخلة التي ظهرت كلها في القرار، تجعل من تطبيقه أمراً يشبه الاستحالة. وقد صار من المعروف أنّ هذه المناطق، وليس في الغوطة فقط؛ بل وفي شمالَ حمص وحلب، وقرى إدلب، تبقى معرَّضة للتهجير أو الإخضاع أو الأمرين معاً خلال عام 2018.

لقد كان ينبغي أن تشعر روسيا الاتحادية بالراحة بعد الجهود العسكرية الجبارة والدبلوماسية التي بذلتها طوال 3 سنوات. وبخاصة أنّ لديها حليفين إقليميين كبيرين هما إيران وتركيا. لكنها لا تبدو كذلك. وأول الأسباب هو استيلاء الولايات المتحدة على مناطق شمال شرقي سوريا ذات الثروات البترولية والغازية ومجاري المياه. وإذا كان الروس لهم في سوريا نحو 20 ألف عسكري، إضافة إلى الميليشيات الرسمية وغير الرسمية؛ فإنّ الولايات المتحدة لها ما يزيد على 5 آلاف عسكري أميركي في سوريا؛ إضافة إلى الميليشيات الكردية، والأخرى العربية في التنف وغيرها. وقد كان المعتقد أنه بعد القضاء على «داعش»؛ فإنّ معظم العسكر الأميركي سينسحب. ولذلك أعلن الأميركيون عن إنشاء قوات كردية تقدَّر بثلاثين ألفاً تخلُفُ الأميركيين في حفظ أمن مناطقهم، ومنع عودة «داعش». وما أوقف ذاك التطور أو عدّله هي المعارضة التركية والتدخل في عفرين؛ بل مؤتمر سوتشي بالذات، إذ اندفعت روسيا للتخلص من مسار جنيف، واجتراح حلّ سياسي لا يشاركها فيه غير الإيرانيين والأتراك على تردد. وقد حالت الولايات المتحدة دون حضور المعارضتين السوريتين المسلحة والسياسية في مؤتمر سوتشي فتصدع وفشل. والسبب الثالث للتوتر الروسي بعد تصدع حلّها السياسي، هو كثرة المطالب على بوتين ولافروف من جانب الحلفاء بالذات. والحلفاء ثلاثة الآن، وليسوا اثنين، وهم: إيران وتركيا... وإسرائيل. فلإيران وتركيا قوات على الأرض السورية وميليشيات، وهي تكاد تصطدم بسبب التنافس هنا وهناك في شمال سوريا. ثم إنّ إيران تتوق إلى الاقتراب من الحدود الإسرائيلية والأردنية مثلما فعلت في لبنان. وإسرائيل تهدد بالحرب، ويكون على روسيا منع الحرب بالضغط على الطرفين، لأنّ القتال إذا نشب لا تُعرفُ نهاياته وتداعياته، ومن المؤكَّد أن يؤثر على موقع روسيا في سوريا، إذ منذ الآن يجري الحديث عن الصراع الإيراني - الإسرائيلي في سوريا، وربما في لبنان.

والولايات المتحدة ليست مرتاحة، لأنها تخشى التورط في النزاع التركي - الكردي، والروس والإيرانيون والنظام السوري لهم مصلحة في إغراقها، كما يغرقون هم. لكنّ واشنطن أكثر راحة في سوريا من روسيا بكثير، فعندها رهينة من جهة وتقول إنها لن تفرج عنها إلا بعد ضمان الأمن لأكراد سوريا، وحصول الحل السياسي الذي يُخرجُ الميليشيات من البلاد. وفي كل وقت تُحرج روسيا في حكاية مجلس الأمن بسبب حصار المدنيين وقتلهم، وبسبب الكيماوي، وبسبب الانقفال الذي يُعاني منه المسار السياسي. وهكذا فإنّ المشهد انقلب لتصبح روسيا هي رمز الهيمنة، وممارِسة الإمبريالية، والمتعرضة كل الوقت للإدانات التي تواجهها بالفيتوات! والتي تجيبُ عنها بأنها تريد تقوية جيشها أربعة أضعاف، وتريد تجربة أسلحتها الجديدة الهائلة، رغم أنّ الذين تقاتلهم لا يملكون الطائرات، بل ولا يملكون المدفعية والدبابات والصواريخ بالغة الهول! الروس يعلمون أنّ المسألة ليست مسألة من يملك سلاحاً أكبر، بل للقوة وجوهها كثيرة التعدد، والولايات المتحدة قدراتها أكبر كثيراً، إنما إذا كانت مهتمة. هذا هو المشهد الجديد للصراع الحادّ (دبلوماسياً على الأقل) بين الروس والأميركيين، وهو يُلقي بظلاله على المشهد كلّه!

أين العرب؟ هم في مأزقٍ كبير. فالقتال بأكمله دائرٌ على أرضهم، والمقتولون والمهجَّرون منهم في سوريا واليمن وليبيا، ومن قبل في العراق. وهم لا يستطيعون التعزّي بأنّ الولايات المتحدة أقرب إليهم مما هي قريبة من إيران وتركيا بالطبع. لكنّ ترمب مع إسرائيل في شتى القضايا وفي الطليعة مسألة القدس، وعملية السلام. وإذا كانت روسيا تحت وطأة الفيتو في سوريا، فالولايات المتحدة تحت هذه الوطأة في مسألة فلسطين والقدس. ثم إنهم جميعاً، أي العرب، لا يملكون مواجهة أيٍّ من الطرفين الكبيرين إلى حدود الخصومة أو العداوة، كما أنهم، باستثناء فلسطين، لا يستطيعون الاتفاق على مقادير الحدّ الأدنى. وهم لا يستطيعون التوصل إلى حلولٍ حتى في الحالات التي لم تدخل حتى الآن في الصراع الأميركي- الروسي الحادّ مثل ليبيا. وإلى ذلك فإنّ علاقاتهم بالطرفين الإقليميين الإيراني والتركي، شديدة السوء أو متوسطة السوء، وفي كل الأحوال ليس هناك تنسيق ممكن حتى الآن مع الطرفين، حتى في حالة فلسطين. ويرجع ذلك في حالة إيران إلى المزايدة التي تميز سياساتها كل الوقت، وأنّ أطماعها في الأرض العراقية والسورية واللبنانية لا تقل هولاً عن أطماع إسرائيل الاستعمارية في فلسطين، أما تركيا التي تبدو متحمسة لفكّ الحصار عن غزة؛ فإنها لا ترى داعياً للتنسيق في المواقف مع العرب، وعلاقاتها بإسرائيل جيدة، وهي تريد مصارعة مصر، إنْ كان في السودان، أو كان في حقول الغاز البحرية بالحجة القبرصية! وهناك عزاء آخر في هذا النزاع المستشري بين أميركا وروسيا، هو أنّ الطرفين لا يرغبان في التصادُم بالفعل كما هو الشأن بين الدول ذات القدرات النووية. لكن من ناحية أُخرى ما عادت واحدة منهما الآن مستعدة للعمل بجدٍّ مع الأخرى - ولو عبر مجلس الأمن- لحلولٍ سياسية لمختلف المشكلات، وإنما داخلَ ذلك كلّه التصادم، حتى في اليمن الذي من المفروض أنه لا ناقة فيها لإحداهما ولا جَمل! لقد كان الغياب العربي عن العراق وليبيا ولبنان ثم عن سوريا فاجعاً. لكنه صار أكثر من ذلك الآن حين صارت تلك الدول معرضة للتصدع، ولاستعمار الميليشيات التابعة لهذه الدولة أو تلك، وآخِرهم المرتزقة الروس الذين قتل الأميركيون بعضهم في دير الزور.

 

الزيارة البريطانية

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/02 آذار/18

بُعيد انتهاء دورها الإمبراطوري، أصبح لبريطانيا في صورة طوعية دور قوة التوازن. ليس فقط بين الشرق والغرب، بل أيضاً بين الغرب والغرب. وبصرف النظر عن حجمها الأوروبي، ظلت لندن الحليف الأقرب إلى واشنطن، سواء من ضمن الحلف الأطلسي أو من دونه. برزت هذه المكانة الخاصة أكثر ما برزت عندما قرر ميخائيل غورباتشوف أن تكون بريطانيا أول مطل له إلى الخارج، بحيث يعلن من لندن برنامجه الإصلاحي على العالم. وأطلقت مارغريت ثاتشر يومها تصريحاً تاريخياً قالت فيه: هذا رجل يمكننا الثقة بقدراته. إلى حد كبير، تشبه زيارة الأمير محمد بن سلمان إلى المملكة المتحدة في أبعادها الكثيرة زيارة غورباتشوف التاريخية. فالرجل القادم من الرياض يدفع أمامه خريطة مستقبلية في هيكلية المنطقة. ولا تتناول رؤيته فقط عناصر الاقتصاد ومفاهيم الضمان والتطور الاقتصادي، بل تتعداها إلى الحفاظ على الإرث والتراث من خلال الجوهر والأسس والركائز، وليس بغيرها. وفي السابق كانت بريطانيا وغيرها من الدول الكبرى تتطلع إلى السعودية كشريك اقتصادي رئيسي باعتبارها إحدى أهم القوى النفطية في العالم. ولكن في هذه المتغيرات العالمية السائدة منذ أوائل هذا القرن، اتخذت الشراكة أبعاداً كثيرة أخرى، لعل أبرز صورها اتصال الرئيس الأميركي يوم الأربعاء بولي العهد في موضوع يتعلق بأمن أممي ما. في مقالته عشية الزيارة أعاد وزير الخارجية بوريس جونسون التذكير بالعلاقة التي بدأها الملك عبد العزيز وونستون تشرشل قبل 73 عاماً. وما كتبه تشرشل عن اللقاء لم يوحِ بأنه يتحدث عن علاقة ثنائية بين بلدين، وإنما عن علاقة مع الإسلام من خلال موحِّد الجزيرة. سبعة عقود مديدة مرت على تلك القمة وعلى سياسات العالم. ولم تعد السعودية دولة إقليمية طالعة في الشرق الأوسط، بل أصبحت أيضاً قوة رمزية فاعلة في سلام العالم. لذلك، لن تكون أهمية زيارة ولي العهد فيما يتم التوصل إليه من اتفاقات ثنائية فقط، بل في البعد السياسي للمحادثات بين دولتين أساسيَّتين في سلام العالم الحديث.

 

ترمب صانع الصفقات... والشرق الأوسط

أمير طاهري/الشرق الأوسط/02 آذار/18

يتعهد الرئيس الأميركي دونالد ترمب، باعتباره أفضل صديق يمكن لإسرائيل الحصول عليه، وربما يقول البعض إنه يهدد، بالكشف عن خطته الكبرى الرامية للتوصل إلى «اتفاق سلام» لإنهاء ما يعرف بمعضلة الشرق الأوسط. وكثيراً ما وصف ترمب نفسه بأنه صانع الصفقات البارع، حتى أنه ألف كتاباً حول هذا الموضوع. وليس من المستغرب، بعد كل شيء، أنه قد يرغب في استغلال مهاراته في مواجهة القضية التي تحدت خبرات ومهارات الكثير من صناع الصفقات عبر ستة عقود متتالية.

فما هي فرص النجاح المتاحة أمامه؟

الإجابة المختصرة هي: لا شيء ألبتة!

وهذا ليس إسقاطاً على موهبة السيد ترمب الفذة في إبرام الصفقات.

إن المشكلة الحقيقية في «معضلة الشرق الأوسط» تكمن في أن الأطراف التي حاولت حل المعضلة لم يتمكنوا بالأساس من تعريفها، ونتيجة لذلك، جاءت التضحية المريعة بالواقع الوجودي على الأرض لصالح التجرد لمواجهة المثاليات المراوغة. ولقد بدأت المرحلة الراهنة من الملحمة في عام 1945 مع نهاية الحرب العالمية الثانية. وكان صانع الصفقات الأول هو رئيس الوزراء البريطاني الأسبق كليمنت أتلي، الذي تحمل فيما بعد المسؤولية عن مصير الجانب الأكبر من سوريا الكبرى في العهد العثماني البائد، والمعروف باسم «فلسطين». وتحت تأثير وزارة الخارجية البريطانية والتي كانت قد خصصت بالفعل جزءاً من الغنيمة لصالح اتفاقية عبر الأردن، كان السيد أتلي مقتنعاً بصورة واضحة بأن الجزء المتبقي ينبغي أيضاً توزيعه بين الدول العربية، أو حلفاء بريطانيا العظمى المتجمعين تحت مظلة الجامعة العربية.

ومع ذلك، فإن الموقف البريطاني المتصاعد قد واجه معارضة صريحة من جانب الرئيس الأميركي الأسبق هاري ترومان الذي اعتبر نفسه أيضاً من أبرع صناع الصفقات. ولإذابة جدار الخلاف بين صناع الصفقات المتنافسين عملت كل من لندن وواشنطن على إنشاء لجنة التحقيق الأنغلو - أميركية.

وكان مبعوث السيد ترومان إلى اللجنة المذكورة هو القاضي الكاثوليكي بارتلي كروم من ولاية كاليفورنيا والذي أقر بأنه لا يعلم شيئاً ألبتة عن تلك القضية. وبرغم ذلك، وخلال الأشهر التي قضاها في المنطقة بين حضور مختلف جلسات الاستماع التي عقدتها اللجنة، والإنصات كذلك إلى مختلف مبعوثي الدول العربية وممثلي السكان الأصليين، والمسيحيين، واليهود، خلص السيد كروم إلى أن إنشاء وطن قومي لليهود، على نحو ما تعهدت به بريطانيا العظمى في وعد بلفور الشهير لعام 1917، لا بد أن يكون جزءاً من أي «صفقة» تُبرم في هذا الصدد.

وفي ذلك الوقت، مع ذلك، تحركت بريطانيا متجاوزة حدود وعد بلفور على أمل إنشاء كتلة عربية في مواجهة الخطر السوفياتي الذي بدأت إماراته في الظهور في أفق المنطقة.

ولقد أخفق كل من أتلي وترومان في فرض صفقاتهما المتباينة. وفي فبراير (شباط) من عام 1947 نقل وزير الخارجية البريطاني إرنست بيفن الكرة إلى ملعب الأمم المتحدة.

وفي نوفمبر (تشرين الثاني) لعام 1947، نصبت الجمعية العامة نفسها كصانع الصفقات الجديد من خلال تمرير قرار الجمعية العامة الجديد رقم 181 الذي يوصي بإنشاء دولتين متجاورتين؛ إحداهما لليهود والأخرى للعرب على أرض فلسطين.

وكانت بريطانيا واحدة من الدول العشر التي امتنعت عن التصويت على القرار المذكور، في حين صوتت 13 دولة أخرى ضد القرار، وهي: أفغانستان، وكوبا، ومصر، واليونان، والهند، وإيران، والعراق، ولبنان، وباكستان، والسعودية، وسوريا، وتركيا، واليمن.

ومع ذلك، سرعان ما أصبح واضحاً أن الأمم المتحدة قد أخفقت هي الأخرى في إبرام هذه الصفقة «المعضلة».

وكان قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة مطولاً، ومفصلاً للغاية، ومملوءاً بالكثير من المصطلحات التي لا يدرك فحواها إلا حفنة قليلة من المحامين المخضرمين ناهيكم عن قدرتهم على إعماله أو إنفاذه.

وبدلاً من الإقرار بالفشل، واصلت الأمم المتحدة لعبة صناعة الصفقات الموهومة. وعمد الأمناء العامون المتعاقبون على رئاسة الأمم المتحدة، من داغ هامرشولد ثم كورت فالدهايم وحتى يو ثانت، إلى تعيين المبعوثين الخواص لإبرام تلك «الصفقة».

وزعم بعض المبعوثين، ومن أبرزهم المبعوث السويدي غونار جارينغ، أنهم قاب قوسين أو أدنى من إبرام الصفقة. وفي كل مرة يعلنون الاقتراب من إبرام الصفقة من دون نتيجة حقيقية تذكر.

وكانت القضية، حتى سبعينات القرن الماضي، تسمى قضية «الصراع العربي الإسرائيلي»، وهو المصطلح الذي تبرره الحروب الأربع التي اندلعت في المنطقة. كما شهد ذلك العقد أيضاً بداية الاتجاه التضخمي في عملية صناعة الصفقات داخل الشرق الأوسط. وانطلق هنري كيسنجر، الموصوف باسم «الأمير مترنيش الحديث»، مطارداً نفس السراب مع دبلوماسية خلط الأوراق التي اشتهر بها وناله ما نال أسلافه من الفشل.

وتبعه على المسار نفسه الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر الذي نجح في عقد الهدنة بين مصر وإسرائيل، غير أنه دفع بعملية السلام إلى آفاق بعيدة.

وبحلول ثمانينات القرن الماضي نال الصراع الشرق أوسطي مسمى جديداً: «القضية الفلسطينية»، وظل الحلم القديم بإبرام الصفقة ماثلاً في أذهان الجميع.

ومنذ ذلك الحين، استمرت قائمة صناع الصفقات المحتملين في استضافة أسماء جديدة، لدرجة أن المقام لا يتسع لسرد تلك الأسماء جميعها في مقالة واحدة. ومن بين أولئك المدعين كان الرئيس الفرنسي الأسبق جاك شيراك، ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير، وفي سجل مختلف تماماً نجد الحكومة النرويجية قد أدلت بدلوها هي الأخرى. وفي عام 2005 حتى السيدة أنجيلا ميركل، وقد تولت لتوها منصب المستشارة الألمانية، قد لاحت لها فكرة اللعب بلعبة صناعة صفقات الشرق الأوسط، ولكن الحكمة المعروفة عنها سرعان ما انتقلت بها إلى الاهتمام بقضايا أخرى.

وهناك الكثير من الأسباب التي أسفرت عن فشل الكثير من صناع الصفقات في منطقة الشرق الأوسط.

أولاً، أن السلام لا تجري بشأنه المفاوضات على الإطلاق وإنما يُفرض فرضاً من جانب الطرف المنتصر في الحرب. وليس هناك مثال واحد في التاريخ، المعني في المقام الأول بسرد وقائع الحروب ونتائجها، يذكر أن أحد الأطراف الخارجية لصراع من الصراعات قد نجح في فرض السلام على الأطراف المتناحرة غير الراغبة في ذلك السلام.

والسبب الثاني هو أن صناع الصفقات الخارجيين لهم مصالحهم الخاصة وأجندات أعمالهم المهمة والتي تجعل من شبكة المصالح المتداخلة أكثر تعقيداً مما يبدو. على سبيل المثال، وفي حالة صناع الصفقات الأميركيين، كان السؤال المطروح يقول: كيف تنال أصوات اليهود في الولايات المتحدة من دون استعداء العرب الذين يبيعون لنا النفط ويبتاعون منا الأسلحة؟ والسبب الثالث أن الراغبين في صناعة الصفقات لا يقدرون تماماً أهمية الوضع الراهن والواقع الفعلي على الأرض.

وكلما كان الوضع الراهن مقبولاً على أدنى تقدير لدى الأطراف المتناحرة، فإن الرغبة في المخاطرة به على أمل التوصل إلى سلام غير محدد المعالم تتضاءل كثيراً. والكثير من الناس يعيشون في حالة من الوضع الراهن لا يعتبرونها مثالية بحال.

تتعايش روسيا واليابان وتتعاونان مع بعضهما البعض وتحافظان على العلاقات «الصحيحة» على الرغم من أن كلا البلدين في حالة حرب، من الناحية الفنية، مع احتلال روسيا لأجزاء من جزر كوريل المتنازع عليها.

كما تتعايش كل من الصين والهند برغم ضم الصين لأقاليم هندية كبيرة على طول الخط الحدودي بين البلدين. وهناك بوليفيا وشيلي، اللتان تعتبران في حالة مواجهة حربية من الناحية الفنية أيضاً بسبب ضم شيلي لمنفذ بوليفيا الوحيد على المحيط. وهناك ما لا يقل عن 89 دولة من أصل 198 دولة من الأعضاء في منظمة الأمم المتحدة ضالعة في نزاعات إقليمية وحدودية، أو هي مواطن لأقليات متمردة، أو ربما انفصالية في بعض الأحيان.

وإن أضفنا إلى ذلك الأحلام غير المحققة والمزاعم المتأصلة في الأساطير أو التاريخ، فإن أغلب أعضاء الأمم المتحدة هم في حالة صراع مفتوح مع جيرانهم. ولم ألتق مع مواطن مكسيكي واحد لا يعتقد أن ولايتي كاليفورنيا وتكساس من الأراضي المكسيكية الخالصة. كما أنك لن تجد أي مواطن صربي لديه القدرة على نسيان إقليم بريشتينا، «مدينتهم المقدسة»، والتي هي الآن تحت سيطرة الألبان المسلمين. وهناك عدد قليل من الإيرانيين الذين لا يشعرون بالحزن لأن بغداد، التي كانت محل عاصمة كتيسيفون القديمة، قد صارت الآن مدينة عربية.

وأخيراً، وبمزيد من الأهمية، لا يمكن إبرام أي صفقات أو التوصل لأي سلام من دون رغبة أطراف الصراع الحقيقيين في ذلك. وفي غياب مثل هذه الرغبة، فإن أفضل ما يمكن استهدافه هو حالة من الهدنة بين الطرفين، تسمح بدرجة من التعايش، والحياة، أو نصف الحياة، كما قال الشاعر الإنجليزي الأميركي إليوت ذات مرة. بيد أن هناك شيئاً واحداً يمكن للسيد ترمب، صانع الصفقات، أن يفعله. إذ يمكنه أن يطلب من الإسرائيليين والفلسطينيين العمل على إبرام صفقة كل من معسكره الخاص تتعلق بما يريده كل منهم على وجه الحقيقة وإبلاغه بذلك.

وأراهن في هذه اللحظة على أنه لن يتمكن أي من الجانبين من صياغة أي اتفاق داخل معسكره بشأن شكل الصفقة التي يمكن أن يقبلوها، الأمر الذي يعني، من الناحية الضمنية على الأقل، أن كلا الفريقين سعداء بحالة الوضع الراهن القائمة بدلاً من إطالة أمد «عملية السلام» والتي قد لا تسفر في نهاية المطاف إلى السلام الذي لم تعد هناك عملية حقيقية بشأنه الآن.عع

 

النواب والليرة المفقودة

خالد القشطيني/الشرق الأوسط/02 آذار/18

لست من المهووسين بالتفرج على الفضائيات التلفزيونية، ولكنني أسمع بين الحين والحين عن تقاريرها في تحريض الشعوب على العنف والتخريب. آوي للفراش وأنا أفكر في هذا الأسلوب الذي يؤدي للتشجيع على الإرهاب. أبقى أفكر في ذلك وأتقلب في فراشي وأقضي الليل هكذا. فلا من عدو للنوم كانشغال البال. وبينما كنت أعاني من ذلك تذكرت حكاية السيد النواب، جد الشاعر مظفر النواب، الذي اتهمه الناس بالجنون.  كان النواب من أسر الراجات الهندية الحاكمة. اتفق معها الانجليز على التخلي عن ملكهم والرحيل إلى منفى في بغداد لقاء رواتب شهرية منتظمة تدفع لهم بالليرات الذهب. أسكنوهم بيتاً مهيباً مطلاً على نهر دجلة. وكنت أرى وأنا طفل صغير، رئيس العائلة، النواب الكبير الذي اتهموه بالجنون، يقف بدشداشة بيضاء ولحية طويلة بيضاء وصلعة تحيطها جدائل بيضاء. وكان الناس يحذرونني ويقولون، لا تقرب منه! إنه مجنون.

بما تعهد الانجليز من رواتب، لم يكن للنواب أي شيء يفعله في الحياة، وفي هذا البلد الغريب عنه. اعتاد على قضاء ساعات الفراغ بالمشي ذهاباً وإياباً في فناء البيت من حائط إلى حائط، وفي يده ليرة ذهبية من الليرات التي دفعها له الانجليز. يرمي بها في الهواء ثم يلقفها بيده على نحو ما يفعل الأكروباتية في السيرك. بينما كان يزاول هذه الهواية البسيطة في أحد الأيام سقطت الليرة من يده وتدحرجت حتى وقعت في بالوعة البيت. لم يكن بوسعه مطلقاً استعادتها من صهريج البالوعة العميق المليء بالمياه القذرة. مضى وجاء بليرة جديدة أخرى واستأنف هوايته. ولكنه بعد بضعة أيام، استدعى أحد الخدم وحدثه عن الليرة المفقودة وكيف يمكن استخراجها من البالوعة. فأجابه: هذه عملية يقوم بها مختصون يعرفون بالنزاحين. ينزحون المياه القذرة والأوساخ من البالوعة ويفتشون عن هذه الليرة في الرواسب. جاء بنزاح محترف. سأله كم يتقاضى عن هذه العملية فقال خمس ليرات. قال ذلك مبتسماً وهو يتوقع من النواب أن يصرفه. ولكنه بدلاً من ذلك قال له: هيا باشر بالعمل. فجاء الرجل بمعداته وباشر بنزح البالوعة حتى عثر على الليرة فجاء بها ملطخة بالقاذورات وقدمها لسيد البيت. قال له: ضعها على الطاولة. وجاء بخمس ليرات نظيفة تلمع. أعطاها له شاكراً. استغرب النزاح من أمره فسأله: لماذا فعلت ذلك؟ ضحيت بخمس ليرات نظيفة من أجل ليرة واحدة وسخة؟ فأجابه قائلاً: «منذ أن أضعت هذه الليرة، انشغل دماغي بها. إذا نمت، إذا قمت، إذا مشيت ورأيت البالوعة، تذكرت الليرة التي فيها. رحت أفكر فيها وأتصورها في مكانها من البالوعة. وألوم نفسي وأسأل لماذا وكيف تركتها تسقط هناك. لم يهدأ لي بال ولا طاب لي النوم. والآن وقد استعدتها أستطيع أن أريح فكري وأنام صافي البال».  وكانت واقعة طريفة لها مدلولاتها، غير أن القوم راحوا يرددون بأن النواب رجل مخبول، يستبدل ليرة وسخة بخمس ليرات نظيفة تلمع!

 

بوتين لأميركا: قوتنا فوقكم!

مشاري الذايدي/الشرق الأوسط/02 آذار/18

«عرض قوة رهيب» هذا أقل ما يمكن أن يُوصَف به «الشو» الذي قدمه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، على مسرح منبسط، خلفه شاشة ضخمة، عرض فيها «جواهر» الأسلحة الروسية الحديثة، قائلاً: ها أنا ذا! بوتين في رسالته السنوية للجمعية الفيدرالية الروسية أشار إلى بدء اختبار منظومة «سارمات» الصاروخية، التي تحمل صواريخ باليستية ثقيلة عابرة للقارات، تحلِّق بلا حدود. وكشف النقاب عن غواصة روسية خارقة السرعة والتخفي والتسليح. الصاروخ والغواصة لم يُطلق عليهما لقب بعد، وطالب زعيم الروس شعبه باقتراح الاسم لهما، في إشراك متعمَّد للشعور الروسي الجمعي في أجواء الحرب الكبرى. لمن يوجه بوتين هذه التهديدات؟ وزير خارجيته «الثلجي» سيرغي لافروف كان قد أجاب عن ذلك، الأربعاء الماضي، أمام مؤتمر للأمم المتحدة لنزع السلاح في جنيف، فقال إن «وجود الأسلحة النووية التكتيكية الأميركية في أوروبا ليس فقط من مخلفات الحرب الباردة، بل إنه موقف عدائي لا ريب فيه». وأتاه الجواب من واشنطن عبر المتحدثة باسم «البنتاغون»، دانا وايت، التي قالت: «نحن لم نتفاجأ بهذه التصريحات، وعلى الشعب الأميركي أن يكون متأكداً من أننا جاهزون تماماً». وأضافت: «هذه الأسلحة (الروسية) جرى تصميمها منذ فترة بعيدة. وعقيدتنا تأخذها بعين الاعتبار».

هل نحن على أعتاب حرب عالمية ثالثة؟ أصلاً نحن بالفعل في «حالات» تواجه روسي - أميركي، الساحة السورية مثالاً. الحرب الباردة ليست حرباً عالمية ثالثة، وهي الحرب التي استهلكت زهاء نصف قرن منذ نهاية الحرب العالمية الثانية (1945)... لم تكن حرباً مباشرة واشتباكاً روسياً - أميركياً على المكشوف، بالسلاح... كل السلاح؟ هل أزفت الحرب الكبرى؟ لا ندري، لكن العالم، خصوصاً ديارنا في الشرق الأوسط، لا سيما سوريا، تغلي، وبها تتلاقى كل تيارات الهواء السياسي الساخن، وقد ينتج عن ذلك رعود وبروق وسيول، لكنها ليست من ماء فقط، فهي إضافة لكونها مياه تسونامي، سيكون معها دخان ونار ودماء ودموع. الأرجح أنه لا يوجد في واشنطن أو موسكو مَن «يعمل» على تدشين الحرب الكبرى بين قطبي العالم اليوم (لاحظ الحديث... كأننا بعالم الستينات)! لا يوجد، لأن الدب الروسي والنسر الأميركي على بيّنة من كارثية الاشتباك العسكري المباشر بينهما، وقد استقر بالذهن البشري المعاصر أن أي حرب مفتوحة مباشرة بينهما تعني فناء نوع الإنسان من الأرض... أو شبه ذلك. الجو محتقن بهواء مسموم سريع الاشتعال، وما سوريا والجانب الأوروبي الشرقي إلا مسارح قد ينطلق عليها، في أي لحظة، العرض المسرحي البشري الأخير.

ما كنا نخشى الحديث عنه صار عادياً اليوم سماعه من زعيمي العالم!

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

عون أزاح الستار عن نصب مجيد ارسلان: للتركيز على ما يجمع ويقود الى بر الامان وزمن الكبار لا يندثر بل يحمله وجدان الوطن من جيل إلى جيل

الجمعة 02 آذار /2018 /وطنية - اكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون "الحاجة اليوم اكثر من اي وقت مضى الى التركيز على ما يجمع اللبنانيين ويقود سفينتهم الى بر الامان"، واشار الى "اتساع رقعة التفاؤل بامكان النهوض بالدولة الى حيث تلاقي آمال اللبنانيين وتطلعاتهم بعد ما تم انجازه في الفترة الماضية". واذ لفت الى "الضغوط الكبيرة التي يتحملها لبنان، سياسيا او اقتصاديا او امنيا، والعمل على مواجهة هذه الضغوط وتعطيلها واحدا واحدا"، اكد "العمل على إطلاق خطة اقتصادية تحدد رؤية طويلة الأمد للنهوض الاقتصادي"، وشدد على ان "أمامنا هدف كبير برمزيته لتحقيقه وهو العمل على اقفال ملف المهجرين نهائيا، ومعه طي صفحة من تاريخ لبنان طال انتظار خواتيمها السعيدة". مواقف الرئيس عون جاءت خلال حضوره حفل ازاحة الستار عن نصب بطل الاستقلال الامير مجيد ارسلان الذي اقامه رئيس الحزب الديموقراطي اللبناني وزير المهجرين طلال ارسلان على اوتوستراد خلدة - الاوزاعي في مدينة الشويفات، وحضره إلى قرينته الأميرة زينة ووالدته الاميرة خولا جنبلاط، الشيخ نصر الدين الغريب، الوزير السابق مروان خير الدين، النائب السابق مروان ابو فاضل، محافظ الجنوب منصور ضو، رئيس المحكمة الاسئنافية الدرزية العليا القاضي الشيخ فيصل نصر الدين، وقاضي المذهب الدرزي الشيخ نزيه أبو ابراهيم، قائمقام عاليه بدر زيدان، رئيس بلدية الشويفات زياد حيدر وأعضاء مجلسها البلدي ومخاتيرها، واعضاء المجلس السياسي والهيئة التنفيذية ورؤساء الدوائر في الحزب الديموقراطي اللبناني وأفراد العائلة الارسلانية.

وكان من المقرر اقامة الاحتفال في 12 تشرين الثاني الماضي، الا انه ارجىء بسبب الظروف التي طرأت في اعقاب اعلان استقالة رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري من الرياض.

الوصول ووقائع الحفل

وكان رئيس الجمهورية وصل يرافقه وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل إلى مكان الاحتفال، في العاشرة قبل الظهر، حيث كان في استقباله عند المدخل الوزير أرسلان والشيخ الغريب والقاضي نصر الدين اللذين رافقا رئيس الجمهورية وارسلان الى مكان اقامة الاحتفال.

ارسلان

وبعد مصافحة الرئيس عون الحضور وعزف النشيد الوطني، القى الوزير ارسلان كلمة، فقال: "صاحب الفخامة الرئيس العماد ميشال عون، رئيس الجمهورية اللبنانية الموقر، سماحة شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نصر الدين الغريب المحترم، أهلي وإخواني الأعزاء جميعا، يا صاحب الفخامة. من هذه البقعة الأصيلة من أرض وطننا الحبيب لبنان، من مدينة الشويفات التي انطلق منها الأسلاف الصالحون المجاهدون حماة الثغور لإعمار هذا الجبل العزيز الذي تعود أن يكون عاصيا على الغزاة الطامعين، جبل الرجال الرجال الذين شهد لهم تاريخ الوطن بالشجاعة والإباء والتضحية والفداء. وبقلب مفعم بالإحترام والمحبة والتقدير، نقول لكم: حللتم أهلا... ووطئتم سهلا... يا صاحب الفخامة، وحدهم الرجال يكرمون الرجال، وحدهم الرجال يعرفون قيمة الرجال، فمن غير المستغرب أبدا أن تتزامن إزاحة الستار عن النصب التذكاري لبطل الإستقلال الزعيم الوطني الأمير مجيد أرسلان، عراب الجيش اللبناني الباسل. مع حلول عهدكم الكريم، أنتم المشهود لكم بالوطنية والتضحية والإقدام. من غير المستغرب أن يصدر عن شخصكم أنتم بالذات، هذا التصميم على تكريم الرجل الذي أمضى حياته في خدمة الوطن، الرجل الذي لم يركع في حياته، إلا لتقبيل علمنا اللبناني العزيز، يوم قيادته للتمرد الإستقلالي في بشامون في وجه الإستعمار، الرجل الذي لم يميز يوما بين لبناني وآخر، فأمضى عمره في خدمة وطنه وأهله في الجبل وفي كل لبنان، لبنان عائلته الكبرى".

اضاف: "يا صاحب الفخامة، كما تعلمون أن التحضيرات السابقة قبل أشهر لهذه المناسبة الوطنية كانت معدة لإقامة مهرجان جماهيري حاشد برعاية وحضور واهتمام فخامتكم، لكن الظروف الشديدة الدقة حتمت تأجيل هذا المهرجان والإكتفاء بهذا اللقاء الرمزي المختصر. وإذ أوضح ذلك، فلأنني أفكر بأهلنا الأحباء الأعزاء الأكارم في الجبل، وبالأخص مشايخنا الأجلاء، أوتاد الأرض وأطهارها، وإخواني الموحدين الأوفياء الذين كانوا قد أعدوا العدة للمناسبة الوطنية، وهم بلا شك يقدرون اليوم حراجة الظروف التي يجتازها وطننا الغالي داخليا وإقليميا. فبإسمهم أكرر تقديرنا الغالي لشخص فخامتكم على حضوركم وترؤسكم هذه المراسم. أنتم الذين تم في عهدكم أول تكريم فعلي من الدولة اللبنانية للأمير مجيد، الرجل الذي حمل السلم الأهلي في عقله وقلبه، ولم يفرط يوما فيه، ونحن في مدرسته الوطنية النظيفة على دربه سائرون".

وتابع: "نعم، بعهدكم أنتم يا فخامة الرئيس. أنتم ابن المؤسسة العسكرية الوطنية. مؤسسة الجيش اللبناني الباسل الذي له منا أعمق المحبة والثقة والمؤازرة. عشتم يا فخامة الرئيس، عاش لبنان".

ازاحة الستار

بعدها، ازاح الرئيس عون والوزير ارسلان الستار عن نصب الامير مجيد، وهو يمتطي صهوة جواده وحاملا العلم اللبناني. والنصب الذي صممه النحات اميل العياش مصنوع من البرونز، وضع على قاعدة رخامية كبيرة رفعت عليها لوحة كتب عليها "بطل الاستقلال الامير مجيد ارسلان 1908-1983".

رئيس الجمهورية

ثم القى الرئيس عون كلمة، فقال: "أيها الحضور الكريم، نلتقي في هذه المناسبة لإلقاء التحية على رمز نضالي ساهم في إضاءة شعلة الاستقلال، حين حل ظلام اعتقال رجالات الدولة، وساد في ذهن الانتداب أن غرف قلعة راشيا وقضبانها ستضعف إرادة الوطن والشعب. ننظر إلى الماضي ليس من باب الحسرة على الحاضر، بل من باب الأمل، ومن باب المراجعة للتضحيات التي بذلها اللبنانيون من أجل استقلال وطنهم وكرامة العيش والحفاظ على إرثهم وحضارتهم والتاريخ".

اضاف: "يقف اليوم امامنا الامير مجيد إرسلان شامخا، تمتد محطات من تاريخ وطننا، تعاضد فيها اللبنانيون أو تفرقوا، لكنهم في النهاية اختاروا لبنان وطنا نهائيا لهم، يدافعون عن ترابه وحدوده وحريته حتى الاستشهاد. وإذا كان هناك من رسالة واحدة وراء نضال الأمير مجيد ومسيرته السياسية، نائبا ووزيرا وزعيما وطنيا ورمزا، فهي ايمانه بدولة لبنانية قوية، متحررة من الوصايات والتبعية ومصانة بوحدة وطنية تعلو مصالح الأفراد والفئات والأحزاب والطوائف. لهذا صوب الأمير مجيد نظره صوب المقومات الكبرى لنشوء الوطن، محاولا زرعها في النفوس. فعرف عنه ترفعه عن الخلافات السياسية الضيقة، وحذره الدائم من وقوع لبنان ضحية المصالح الاقليمية والدولية، ومناهضته للتعصب المذهبي والطائفي الذي يضعف الروح الوطنية ويشتت قوة الدولة ومؤسساتها. وانسحبت روح الفروسية لديه على مواقفه وعزيمته الوطنية التي لا تلين. فحارب بالبندقية حين اقتضى الواجب وقوفه ضد دولة الانتداب، وبعدها ضد العدو الاسرائيلي. وقبل العلم اللبناني ركوعا، ليؤكد ان هامة الوطن أسمى من هامات الأفراد مهما علا شأنهم. وبدا في بداية الحرب اللبنانية نازفا من جروح كثيرة أدمت روحه بفعل تقاتل الإخوة، واشتعلت مرارته حين شاهد احتراق الأرض التي قاتل في سبيل استقلالها، وواكبه الألم عليها حتى رحيله عنها في العام 1983. ولكن إرث الأمير مجيد باق في جوهر وجود دولة لبنان الحديثة، ولا شيء يمكن أن يغير هذا الواقع. وقد حمل الشعلة بجدارة ووفاء، نجله الأمير الصديق طلال إرسلان الذي جمعنا اليوم للاحتفاء بقامة وطنية لا يسعنا إلا الانحناء تقديرا لبصماتها المضيئة في تاريخ وطننا".

وتابع: "أيها الحضور الكريم، نحتاج اليوم اكثر من اي وقت مضى الى التركيز على ما يجمع اللبنانيين ويقود سفينتهم الى بر الامان. لقد نجحنا معا في تحقيق الكثير في الفترة الماضية، واتسعت رقعة التفاؤل بامكان النهوض بالدولة الى حيث تلاقي آمال اللبنانيين وتطلعاتهم. ووسط العواصف والحروب المحيطة بنا، وصراع الدول الكبرى فوق رقعة شرقنا، واستشراسها لتحقيق مصالحها، نجح لبنان بالنأي عن نيران هذا الأتون المشتعل، محافظا على استقراره ودرجة عالية من الأمن والسلام رغم كل التحديات والمصاعب".

واردف: "لا ننسى أننا نجحنا في إزالة فتيل لغم الإرهاب، وقدنا مؤخرا آخر معارك الانتصار عليه على حدود وطننا، ونلنا تقديرا دوليا عاليا على هذا الانجاز. وهو انتصار لم يكن ليتحقق لولا الخيارات الكبرى التي اجمع عليها اللبنانيون، ووحدة الشعب اللبناني في مواجهةالتطرف، وتحييد لبنان عن الملفات الخلافية، وبقاؤنا على مسافة واحدة من جميع الدول العربية ايمانا منا بأن روح الأخوة بينها لا بد ان تعود الى المسار السليم. لكن الضغوط علينا كبيرة وندرك جميعا ذلك، إن كان سياسيا او اقتصاديا او امنيا، وخصوصا من جراء ملف النازحين السوريين الى لبنان، وما ينطوي عليه من اعباء ثقيلة ترهق كاهل البلاد على كل المستويات. ومنذ تسلمي مسؤولياتي، عملت مع الحكومة ومجلس النواب وكل الفاعليات والهيئات الرسمية والمدنية، على مواجهة هذه الضغوط وتعطيلها واحدا واحدا. وكما نجحنا في ملف مواجهة الارهاب، حققنا ايضا نجاحا في اطلاق مسيرة انتظام مالية الدولة. ونعمل كذلك على إطلاق خطة اقتصادية تحدد رؤية طويلة الأمد للنهوض الاقتصادي. وبما أننا اليوم على أبواب منطقة الجبل الغالية على قلوبنا، أمامنا هدف كبير برمزيته لتحقيقه، بعد المصالحة التاريخية التي حصلت في ربوعها، وهو العمل على اقفال ملف المهجرين نهائيا ومعه طي صفحة من تاريخ لبنان طال انتظار خواتيمها السعيدة".

واكد الرئيس عون ان "زمن الكبار لا تطويه الأيام ولا يندثر، بل يحمله وجدان الوطن من جيل إلى جيل. واليوم يقف على تقاطع يجمع بيروت بالجبل والجنوب، تمثال الأمير مجيد ارسلان لنستلهم منه شرارة النضال من اجل وطن شئناه مساحة تلاق ثقافي وانساني وديني وحضاري. وبهمة جميع اللبنانيين، ستظل هذه المساحة نقطة ضوء للعالم أجمع. وشكرا لكم".

لوحتان رخاميتان

ثم جال الرئيس عون والوزيران ارسلان وباسيل في ارجاء ساحة النصب، وتوقفوا امام لوحتين رخاميتين رفعتا فيها احداها عن معركة الاستقلال والاخرى عن معركة فلسطين 1948قبل ان يغادر الرئيس عون ويودعه الحضور حتى المدخل.

مرصد الدراسات الجيوسياسية في باريس

وفي وقت لاحق، استقبل الرئيس عون في قصر بعبدا، المدير العام لمرصد الدراسات الجيوسياسية في باريس الدكتور شارل سان برو، والاستاذ في جامعة باريس ديكارت - السوربون جان ايف دو كارا والدكتورة زينة الطيبي، الذين اطلعوا رئيس الجمهورية على "مداولات المؤتمر الذي نظمه المرصد الفرنسي بالتعاون مع مركز دراسات حقوق العالم العربي "cedroma" حول "مخاطر تفكك الدولة في العالم العربي".

وقدم الوفد للرئيس عون مجموعة من المنشورات الصادرة عن مرصد.

 

الأحدب: سنتكاتف معا لنضع حدا لإجرام السياسيين في حق مناطقنا

الجمعة 02 آذار 2018 /وطنية - رأى رئيس "لقاء الاعتدال المدني" مصباح الأحدب "ان تصريح الوزير محمد الصفدي أمس، حول حرمان الرئيس نجيب ميقاتي ووزرائه لمدينتهم اي مشروع انمائي، يجعلنا لا نستغرب لماذا لم يعترض الرئيس ميقاتي على تغييب طرابلس من موازنة حكومة الحريري، ولماذا لم يخصص أي شيء لانماء هذه المدينة، واليوم يكمل الرئيس سعد الحريري هذه اللعبة وكأنهم يمارسون سياسة تهميش ممنهج تستهدف مدينتنا". وقال خلال اللقاء الأسبوعي مع الكوادر الشبابية في لقاء الاعتدال المدني: "اليوم يعلم الجميع أن لوائح المجتمع المدني باتت معرضة للإختراق من الطبقة السياسية التي تقوم بدس شخصيات تابعة لها في محاولة خبيثة لضرب المجتمع المدني النظيف والمناهض لسياساتهم القذرة". وأضاف: "نستغرب كيف يقوم السياسيون أنفسهم في طرابلس، بكل وقاحة، بالترشح للإنتخابات، رغم أن المدينة وصلت في عهدهم وفي فترة التمديد لأنفسهم تسع سنوات، الى أقصى درجات الفقر في تاريخها، فباتت نسبة الفقر تتعدى الثمانين في المئة، وباتت تغزوها آفات البطالة والمشاكل البيئية والصحية، بل انهم باتوا يترشحون اليوم بشكل عشوائي دون أن يقدموا أي مشروع إصلاحي أو انمائي لمدينة هدموها وشردوا أهلها بأيديهم". وختم الأحدب: "اليوم أصبحت انجازات السياسيين في البلد تقتصر على تعليق صورهم في الأماكن العامة والخاصة، وأصبح مشروعهم يقتصر على توظيف الشباب في حماية صورهم، ما أحدث مشاحنات ونزاعات وصلت إلى حد الاقتتال من أجل صورة المرشح فلان والمرشح علان، فأصبح الوضع لا يحتمل، وعليه فإننا سنتكاتف معا بإذن الله لنضع حدا لهم ولإجرامهم بحق مناطقنا".

 

قاسم: ليست معركتنا لمنافسة الآخرين على مقاعدهم ولا لحرمان أحد مقعده

الجمعة 02 آذار 2018 /وطنية - ألقى نائب الأمين العام ل"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم كلمة في احتفال تكليف في مدارس المصطفى في قاعة الجنان، قال: "لبنان مقبل على معركة انتخابية لاختيار أعضاء المجلس النيابي الجدد، معركتنا الانتخابية كحزب الله هي في مواجهة المشروع الأميركي - السعودي، الذي يحاول أن يتدخل في الشؤون اللبنانية للإمساك بالمجلس النيابي من أجل قيادة قراره بعيدا ن مصلحة لبنان في المقاومة والاستقلال". أضاف: "ليست معركتنا لمنافسة الآخرين على مقاعدهم، ولا لحرمان أحد مقعده، لأن القانون الجديد يضع النواب في محلهم بسبب حيثيتهم الشعبية، يعني حيث يكون لنا حيثية شعبية تساوي نائبا لن نستطيع أن ننتخب أكثر من نائب واحد، وحيث حيثية الآخرين نائب لن يستطيعوا أن يحصلوا على نائبين، فإذا، كل واحد سيصل إلى المجلس النيابي بحيثيته الشعبية، وبالتالي المعركة ليست معركة أخذ مقاعد من الآخرين بشكل مأسوي أو كارثي أو تغيير لمعادلة المجلس النيابي بهذه الطريقة، المعركة في الحقيقة هي معركة إثارة أجواء خاطئة، ومحاولة تشويه السمعة، والعمل من أجل إخافة الناس كي لا يكونوا معنا، هي حرب ناعمة تتحرك من أجل الضغط على جمهورنا كي يتخلى عنا، ولكنهم لا يعرفون هذا الجمهور. جمهورنا لم يكن معنا لأننا أعطيناه، كان معنا لأنه آمن بمشروعنا كما آمنا، نحن وجمهورنا نعطي، نحن وجمهورنا نضحي، نحن وجمهورنا نسير في درب المقاومة والشهادة، نحن وجمهورنا نعمل لبناء الوطن بناء عزيزا مستقلا، فمن يحاول أن يفصل بيننا ويحاول أن يوجد حالة من التشويش والتشويه لن يصل إلى نتيجة إن شاء الله". وتابع: "هم يحاولون تضليل الناس وبث الشائعات لإبعادهم عنا، لكن فاتهم القطار، فالناس يحتضنون المقاومة ويؤمنون بمشروعها ويعملون معها لتوفير الحماية والبناء للدولة معا وبشكل مشترك". وختم: "سنبقى في الميدان، وسننجح، إن شاء الله، كما نجحنا في خطواتنا السابقة في علاقاتنا مع الناس، وسنكون ممثلين حقيقيين في المجلس النيابي غصبا عن أولئك الذين يشوشون ويحاولون ضرب هذا التمثيل بشكل أو بآخر".

 

أهالي جل الديب وانطلياس ناشدوا رئيس الجمهورية إنصافهم والتدخل لوقف تنفيذ أعمال الجسرين

الجمعة 02 آذار 2018 /وطنية - ناشد أهالي جل الديب وإنطلياس، في بيان، رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، التدخل سريعا، لما اعتبروه "مجزرة في حقهم جراء عدم احترام مجلس الانماء والاعمار قرار مجلس شورى الدولة بوقف تنفيذ أعمال جسري جل الديب وانطلياس".

نص البيان

وجاء في البيان:"ان أهالي منطقتي جل الديب وانطلياس، يتوجهون الى فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، أب جميع اللبنانيين والداعي دائما الى القول بأن المظلوم لا يضيع حقه في عهده عبر الاحتكام الى القضاء وتحديدا مجلس شورى الدولة، التدخل سريعا لوقف المجزرة في حقهم جراء عدم احترام مجلس الانماء والاعمار قرار مجلس الشورى - أعلى سلطة قضائية - بوقف تنفيذ أعمال بناء جسري جل الديب وانطلياس رغم عدم وجود المراسيم والدراسات البيئية القانونية اللازمة ومنها ستة عشر بندا في قانون الاثر البيئي في المرسوم رقم 8633 يجب الالتزام بهم على غرار ما تقدم لدى مجلس الشورى حيث ان مجلس الانماء قدم مستندا غير مكتمل وباطل ولا يمت للدراسات البيئية بصلة والتي تتطلب ملفا كاملا مفصلا وليس ورقة واحدة،إضافة الى عدم وجود دراسة "IMPACT TRAFFIC" (حركة السير).

ان اصرار مجلس الانماء والاعمار على متابعة الاعمال وتأخير صدور المطالعة النهائية لمجلس الشورى الذي لنا ملء الثقة به لايقاف الاعمال نهائيا، لأننا أصحاب حق ومطلبنا قانوني وشرعي سيرتب على الدولة اللبنانية هدرا وأعباء وغرامات جديدة وعطلا و ضررا لصالح المتعهد.

ويطالب الاهالي، فخامة الرئيس ويناشدوه وضع حد لهذه المجزرة وزحمة السير الخانقة التي ستترتب مع بناء هذين الجسرين اضافة الى اقفال المؤسسات التجارية وقطع الأرزاق عبر اختراع "ROAD SERVICE" (طريق الخدمة) التي لا يوجد مثيل لها في لبنان ولأن بناء التحفة الهندسية "الجسر المسخ"،أي جسر نهر الموت لا تزال أثاره السيئة وتبعاته في زحمة السير راسخة في ذاكرة أهالي المنطقة وجميع المواطنين اللبنانيين الذين يعبرون ويعانون بشكل يومي وفي كل الاتجاهات وأيضا في الطرق الداخلية.

ولذلك، ان الأهالي يرفضون بشكل قاطع تلاعب مجلس الانماء والاعمار بالقوانين واستمراره بأعمال البناء من دون الاستناد الى مراسيم ودراسات علمية، مع العلم انه رفض سابقا مخطط 2L وأقر مجلس الوزراء في حينه مشروع 2 U وصرفت الأموال اللازمة للتنفيذ بناء على دراسة قدمها مجلس الانماء والاعمار كاملة المواصفات أعدها مكتب دار الهندسة نزيه طالب. ويعتبر الاهالي ويؤكدون انه في حال عدم خضوع مجلس الانماء والاعمار للقرارات القضائية، يكون بذلك ضرب المؤسسات الدستورية والقضائية في عهد فخامته،وهم يطالبون بابقاء الحال على ما هو عليه. و يبقى "جسر مسخ واحد" أفضل من اثنين وبالتالي معاناتهم السابقة لا تتكرر مرة ثانية، و مبلغ المئة مليون دولار كلفة بناء الجسرين فلتقم الدولة بصرفها على مشاريع انمائية أخرى تفيد المواطنين وهكذا نكون قد تقدمنا بالتنازل عن 2U و 2L , وكما في كل دول العالم، ان الشعب يبني الدولة وليست الدولة التي تبني الشعب".

 

سامي الجميل: نحن بصدد انهاء مشروعنا الانتخابي ولرعاية صحية شاملة لا تخضع لواسطة او مزاج

الجمعة 02 آذار 2018 /وطنية - كرمت ندوة الأطباء في حزب الكتائب الأطباء المنتسبين منذ أكثر من 25 عاما إلى الحزب بحضور النائب سامي الجميل الذي قدم شهادات التقدير الى المكرمين. ولفت الجميل الى انها "فرصة سعيدة للقاء كوادر ضحوا كثيرا في الحزب واردنا ان نقوم بلفتة لاطباء لهم تاريخ ابيض في الكتائب ولهم عطاءات ودور كبير"، مشددا على ان "التكريم حافز اضافي لمزيد من العطاء والنضال". ولفت الى أن "الاطباء لعبوا دورا كبيرا في كل المراحل"، متمنيا على اطباء الحزب ان "يساعدونا من خلال تجربتهم". واكد ان "المواطن اللبناني بحاجة الى عناية على كل المستويات ونحن بصدد انهاء مشروعنا الانتخابي وطباعته وايام قليلة لاقفاله نهائيا"، وقال:"لقد عملنا مع جزء كبير من الاختصاصيين لتكوين فكرة واضحة لحاجات لبنان في القطاع الصحي والمواطن يجب ان يشعر بالطمأنينة والحماية وبأن هناك دولة تهتم به".

وأضاف: "في القرون الثامن عشر والتاسع عشر والعشرين كان المواطن يتكل على العائلة والمحيط، اما في القرن الواحد والعشرين فالدولة هي الحامية والراعية في كل بلدان العالم الا في لبنان". واعتبر ان "بيروت من اغلى مدن العالم ونحن ندفع ما علينا، وغلاء المعيشة كبير، ومقابل ذلك يجب ان نحصل على حقوق عادلة لا سيما ضمان الشيخوخة وهذا ليس حاصلا حتى الآن"، مشددا على ان "الرعاية الصحية يجب ألا تتوقف عندما تبدأ المشاكل الصحية كما يحصل في لبنان بحيث تتوقف الرعاية مع تقاعد المواطن". وقال الجميل: "لا نعرف لماذا لا يحصل المواطن على حقوقه في لبنان، ومن يقرر اذا كان على وزارة الصحة ان تهتم بالرعاية أم لا؟ وهنا نفتح باب البازار والتدخلات السياسية والواسطات"، مضيفا: "الرعاية الصحية إما ان تكون شاملة أو لا تكون، فلا يمكن ان تكون على القياس او مرتبطة "بواسطة" وزير ومزاجه أو بقوى سياسية". واكد ان "هناك حاجة لتنظيم الموضوع في اطار ضمان شيخوخة تنظمه الدولة بشكل كامل وبطاقة صحية للمواطنين جميعهم ليحصل المواطن على الخدمة الصحية بطريقة منظمة وتلقائية وقانونية اما البقاء بحالة غموض في كل شيء فهذا أمر غير طبيعي". وشدد على "وجوب ان يحصل الاطباء على حقوقهم ولا بد من توفير ظروف افضل لعملهم، ولا يجوز على الدولة ان تتأخر سنوات لتدفع للمستشفيات التي تتعثر"، سائلا:"هل من المعقول ألا يستطيع مواطنون يعانون من امراض مزمنة العلاج لغياب الواسطة؟". ورأى ان "الطبيب لا يحصل على حقه كما يجب والكثير من الاطباء يضطرون للهجرة الى الخارج حيث ينالون حقهم، وهذا الامر بحاجة الى عناية من الدولة"، كاشفا اننا "بعد الانتخابات، سنناضل معا لاقرار قوانين الحماية الصحية لجميع اللبنانيين دون تمييز وهذا من خلال دخولنا الى المجلس النيابي بكتلة وازنة". وسأل الجميل:"هل المطلوب ان يبقى المواطن "شحادا" عند السلطة وعند المسؤولين في الوقت الذي يجب ان يتحرر من اي وصاية ليحصل على حقوقه الاساسية؟"، مؤكدا اننا "سنضغط باتجاه اقرار القوانين اللازمة في مجلس النواب ومهما كبرت الكتلة سيسهل علينا الامر". ولاحظ ان "هناك ارتفاعا في تفشي السرطان وامراض جديدة وتأثير تلوث المياه على صحة المواطنين وتلوث الهواء"، وقال:" لا نعرف كيف سيتمكن المواطن من السباحة في البحر في الصيف فضلا عن تلوث مياه الري وهذه اسئلة كبيرة بحاجة الى اجوبة".

ثم القى مستشار النائب الجميل الدكتور فؤاد ابو ناضر كلمة استذكر فيها "دور الاطباء الكبير والمهم في الكتائب على مدى السنين الماضية".

 

برتوكول تعاون بين الامن العـــام وجامعة الحكمة ابرهيم: لبنان القوي قادر على الانتصار وحماية نفسه

المركزية/02 آذار/18/ رعى رئيس أساقفة  بيروت، وليّ الحكمة المطران بولس مطر، احتفالا في جامعة الحكمة لتوقيع بروتوكول التعاون بين المديريّة العامة للأمن العام بشخص المدير العام اللواء عبّاس إبراهيم وجامعة الحكمة بشخص رئيسها الخوري خليل شلفون، وبحضور كبار ضبّاط الأمن العام وأعضاء مجلس الجامعة.

شلفون: بعد النشيد الوطني ونشيد الجامعة ونشيد الأمن العام، ألقى الخوري شلفون كلمة ابرز ما جاء فيها: لقد عملت جامعتنا، بالإضافة الى دورها التقليدي في انتاج المعرفة ونقلها ونقدها، على ترسيخ قيم التضامن والحوار والانفتاح وتعليمها ونشرها، وتستمر بذلك وفاءً منها لأهدافها الاصيلة، وتحقيقًا للرسالة التي جاءت من اجلها... وهي في هذا السياق تمد اليكم اليدّ، يا سعادة اللواء، والى مؤسستكم الزاهرة، والمزدهرة وهي مؤسسة جامعة تتقاطع أهدافها واهداف الجامعة، فنحمل معًا همّ الوطن الآمن والشعب المطمئن والمجتمع المنتج والمواطن المسؤول والملتزم. بهذه الرّوحيّة تمت صياغة هذا البروتوكول، الذي يمثل رغبة الجامعة في إعطاء الحوافز التشجيعية لعناصر الامن العام كي يتابعوا دروسهم الجامعية، فيزدادون معرفة وعلمًا ويتأهلون للقيام بأعمالهم بالطريقة الفضلى، كما تمت مساعدتهم ايضًا من خلال المنح المعطاة للازواج وللأولاد، كي يتابعوا تحصيلهم في جامعة الحكمة وبكلفة مالية مخفّضة... وذلك تقديرًا منّا لرسالة الامن العام، مؤسسة وافرادًا، وتحية لجهود مديرها العام ومعاونيه وسائر العناصر الذين يتفانون ويعيشون شعارهم القائم على التضحية والخدمة. كما أكدنا أيضًا من خلال هذا البروتوكول استعدادنا للتعاون في اعداد الندوات التأهيلية والتثقيفية والتدريبية لكل العناصر، وإننا في ذلك نحقق دور الجامعة الوطني والعلمي ونساعد قوانا الأمنية على اعداد العناصر البشرية اعدادًا معرفيًّا ومعنويًّا لازمًا من أجل عمل أقرب الى الكمال... وكلما اقتربنا من الكمال اقتربنا من الله....إن وجهتنا واحدة هي الوطن الواحد الذي نريده جميعًا سيدًا حرًّا آمنًا ومستقلًا.

إبراهيم: وقبيل توقيعه بروتوكول التعاون مع رئيس الجامعة القى اللواء ابراهيم كلمة جاء فيها: لأنَّ في البدءِ كانت الكلمة، فإنَّ الكتابَ المقدّس يعلمّنا أنّ "الذينَ يزرعونَ بالتعبِ والدموعِ يحصدونَ غِلالَهُم بالفرحِ والإبتهاجِ". بهذهِ المحبّة، وهذا الفرح يُصبحُ الكلامُ في جامعةِ الحكمة وعنها مسؤوليةً أخلاقيّةً وأكاديميّة، نظراً الى دورِها الوطني وما قدّمتهُ من قيمٍ روحيّةٍ وإنسانيةٍ وثقافيةٍ في كلِ لبنان، وقد كانت على الدوام مساحةَ بحثٍ عن الحقيقة، ومساحةً لتثاقُفِ الافكارِ المختلفة، فكانت بحق ما أرادهُ لها مؤسِّسُوها بأن تكونَ لخيرِ لبنان وشعبهِ، الأمرُ الذي كانَ بالنسبةِ الى وليّ الجامعة ورئيسِها ونوابهِ والعمداءِ والمعلمين والإداريين هدفاً ونتيجةً اثمرا تثبيتاً  لعيشِ اللبنانيين الحُرّ وعلى قاعدةِ المواطنةِ التي يستحيلُ بناءُ دولةٍ من دونِها. إنَّ المديريةَ العامة للأمنِ العام وبِما تتشاطرُهُ مع جامعةِ الحكمة لجهةِ الإهتماماتِ الوطنية وشؤونِ الخدمةِ العامة تُبدي إعتزازَها بتوقيعِ بروتوكولِ التعاونِ هذا، وما يوفّرهُ لعسكريي الأمنِ العام من كلِّ الرتب، من رصيدٍ تربويٍّ وتسهيلاتٍ مالية. وإذا كانَ ذلكَ يشكلُ علامةً فارقة، يبقى أن نُثمّنَ مبادرة الجامعة خصوصاً مع أولادِ الشهداء إعراباً عن دعمِها لمن يتفانون في خدمةِ الامن العام أي في خدمةِ لبنان.

إنَّ البروتوكولَ موضوع إحتفالنا ينضمُّ إلى غيره مع أكثرِ من جامعة، لأنَّ قناعتَنَا وهدفَنا هو البقاء في الجانبِ المضيء من العالم وهذا لن يكونَ إلاّ بالعلمِ والعلماءِ والحكماء، وهم الاستثمارُ الاجدى ليبقى لبنان عقلاً مُنيراً في هذا الشرق، وضميراً حياً يدافعُ عن التنوّعِ والتفاعلِ الروحي والثقافي والمعرفي.

إنَّ احتفالنا هذا بمناسبةِ توقيعِ بروتوكولِ التعاونِ بين الامن العام وجامعةِ الحكمة، يشكّلُ نقطةً مضيئةً في ظلمةِ الشرقِ الذي طحنُهُ إرهابيّان اثنان: الأول صهيوني والآخر متأسلِم زوراً وبهتاناً. كِلاهُمَا قاما على أنقاضِ حضاراتٍ ودول، وقد إستحضرا الأشدّ سوداويةً وإجراماً وقباحةً لِيَنْتَهِكا المقدّساتِ والهويات. ولبنانُ القوي بوحدتهِ السياسية ونظامهِ البرلماني الديموقراطي، وبجهوزيةِ اجهزتهِ الامنيةِ الشرعية، قادرٌ على الانتصارِ وحمايةِ نفسهِ من الحريقِ المشتعلِ على المستويين الإقليمي والدولي. وكل ما تحقق كانَ بفضلِ تمسُّكِ اللّبنانيين جميعاً بعيشهم الديموقراطي وبسلمِهم الأهلي.

مطر:وبعد توقيع بروتوكول التعاون ألقى المطران مطر كلمة حيّا فيها اللواء ابراهيم والجهود التي يبذلها من أجل لبنان، وقال: الكلمة اليوم كلمة الجامعة وكلمة ضيفها الكبير العزيز، سعادة اللواء الذي نفخر به وبرسالته وبصحبه الكرام، ليس لي أن أقول سوى كلمة شكر لهذه الزيارة العزيزة علينا وكلمة شكر لهذه الثقة التي منحتم، يا سيادة اللواء، لجامعة الحكمة، ترسلون إليها عسكريي المديريّة العامة للأمن العام، وهم أبناؤنا وأهلنا جميعًا، ليحّصلوا العلوم التي تميّزهم على الدوام، كما تميّزوا لخدمة لها جهة عسكريّة وانضباتيّة، ولها، أيضًا، كما تريدون جهة إنسانيّة، سمحاء. الكبير سمح على الدوام. الله سبحانه وتعالى هو الرحمان والسموح، ولكن بالعدل. هذه الصورة هي صورتكم، يا حضرة اللواء، صورتكم ضابطاً كبيرًا متمسكًا بالقوانين وبهيبة القانون وببناء دولة القانون التي نحلم بها وتحلمون، وأنتم تحققون هذا الحلم الجميل، ولكم مسحة إنسانيّة ورسالة كريمة في خدمتكم، نعتزّ بها ونفخر ونُجّل، أنتم الذين تقومون برسالات يعجز عنها الكبار الكبار، متوّكلين في ذلك على الله، سبحانه وتعالى. وأنا متأكدّ أن مَن كان قريبًا من ربّه، كان قريبًا من جميع الناس. أنتم تقومون بهذا العمل الكبير. لبنان يشكركم عليه، أجيالنا الطالعة تشكركم عليه. ونحن نحيا هذه الساعة، لحظات تاريخيّة في حياة لبنان. عندما تأسّست الحكمة، كان لبنان يخرج من فتنة عام 1860، فقال مؤسّسها لبنان: يُبنى على الدوام على ركيزتين، العلم والأخلاق. ونحن اليوم نبني، معكم، يا حضرة اللواء ابراهيم، على العلم وعلى الأخلاق الوطنيّة والإنسانيّة الكريمة. لذلك هذه الثوابت، هي ثوابت البناء التي ستبقى. الهدم ليس  تاريخًا. الهدم هو عكس التاريخ. التاريخ هو بناء، بناء الأوطان، بناء الإنسانيّة، بناء الأخلاق بناء الكرامات، بناء العيش معًا، وأنتم تضعون لبنة فوق لبنة في بناء وطننا الجميل، تطّلون عليه بطاقات، الربّ أعطاكم إياها وأنتم تثمّنونها خير تثمين. بارك الله مقاصدكم وبارك رسالتكم وبارك صحبكم الكريم وهذا التعاون مع جامعة الحكمة. وفقنا جميعًا إلى ما هو خير لوطننا ومنطقتنا. وفي ختام الإحتفال كان تبادل للدروع التذكاريّة ومنشورات المديريّة العامة للأمن العام ومجلتها ومنشورات الجامعة ومجلتها.

 

عمانوئيل غريب.. قس كويتي يعلّم الإنجيل بالغترة والدشداشة

المسيحيون في الكويت والبحرين يتمتعون بكل مقومات المواطنة والتسامح طبيعة متأصلة في المجتمع الخليجي.

القس عمانوئيل غريب يؤكد على هويته الخليجية

العرب/03 آذار/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/62928

الكويت - يحرص القس الكويتي عمانوئيل غريب على إبراز هويته الخليجية أثناء أدائه الشعائر الدينية في الكنيسة الإنجيلية وسط عاصمة دولة الكويت التي تتميز بانفتاحها وتسامحها الديني في المنطقة.

يعتمر القس البالغ من العمر 68 عاما الغترة والعقال التقليديين مع الثوب الكهنوتي. وخارج الكنيسة، يحرص أيضا على ارتداء الدشداشة، وهي اللباس التقليدي الكويتي، شأنه في ذلك شأن غالبية المواطنين، لأنه لا فرق بينه وبين أي مواطن كويتي آخر، كلاهما له نفس الحقوق والواجبات.

ويؤكد عمانوئيل أنه لم يشعر “بتاتا بأي تمييز”، سواء في بلاده أو في دول الخليج الأخرى بسبب لباسه الكهنوتي. ويضيف، في مقابلة مع وكالة فرانس برس قبل أشهر من احتفاله بالذكرى العشرين لسيامته، “على العكس تماما، الجميع يرحبون بي أينما حللت”.

 عند الحديث عن المسيحيين، المواطنين في الدول العربية، يرتبط الحديث أساسا بمنطقة الشرق الأوسط، وبدول محددة كمصر ولبنان والأردن والعراق وسوريا. لكن، نادرا ما تذكر دول الخليج العربي في هذا السياق، وإن تم الحديث عنها فمن خلال الحديث عن الجالية المسيحية من الوافدين، رغم أن هناك مواطنين خليجيين يدينون بالمسيحية، ويوجدون أساسا في البحرين والكويت حيث لا فرق بين مواطن مسلم ومواطن مسيحي، وحيث حرية ممارسة الشعائر الدينية مكفولة قانونيا واجتماعيا، مثلما هي مكفولة للمسيحيين من الوافدين في بقية دول الخليج العربي. وشهدت عواصم الخليج في السنوات الأخيرة بناء عدة كنائس جديدة، عكست تجسيدا فعليا لحوار الأديان وحرية العبادات، وترجم على أرض الواقع لغة العيش المشترك وفكرة التسامح المتأصلة تاريخيا داخل مجتمعاتها

نقطة تحول

ولد القس الكويتي في منطقة القبلة في العاصمة الكويت لأب مسيحي يدعى بنيامين. تعود جذور عائلته إلى بلد آخر، وتحديدا إلى قرية كربوران في جنوب شرق تركيا حيث ولد ونشأ والده. أما أمه فتنتمي إلى طائفة السريان الأرثوذكس وتعود أصولها إلى مدينة الموصل في شمال العراق.

ويقول القس عمانوئيل إن والده قدم إلى الكويت للمرة الأولى في العام 1928، وذلك بعد هروبه من جنوب شرق تركيا أثناء الحملات ضد الأرمن. لكنه سرعان ما غادر إلى البحرين حيث استقر 12 عاما، ثم انتقل إلى الموصل.

وفي 1945 تزوج وعاد إلى الكويت ليستقر فيها وينجب سبعة أبناء، أكبرهم عمانوئيل. وحرص بنيامين وزوجته على حث أطفالهما على التعايش مع الجميع و”خصوصا جيراننا المسلمين”، حسب ما يستذكره القس.

لم يختر عمانوئيل في بداية حياته أن يصبح قسا رغم الجو الديني الذي نشأ فيه؛ إذ أنه تخرج من الجامعة مهندسا في الجيولوجيا عام 1971، ثم التحق بوزارة النفط. لكنه يقول إن حضوره مؤتمرا دينيا في سويسرا عام 1981 غيّر مجرى حياته بالكامل.

ويوضح “هناك غيّر الرب حياتي واقتربت منه أكثر أنا وزوجتي. وحين عدت إلى الكويت، تخليت عن عملي وارتبطت بالكنيسة بشكل أعمق. كان هذا المؤتمر نقطة تحول، وُلدت خلالها من جديد، وهكذا بدأت رحلة إيماني مع إلهي الرب يسوع المسيح”.

نال غريب شهادة البكالوريوس في العلوم اللاهوتية من كلية اللاهوت الإنجيلية في القاهرة عام 1989. ويقول إن هيئة التدريس في الكلية لم تُفاجأ بالتحاقه بالكلية بقدر ما شعرت “بفرحة كبيرة لأن كويتيا يرغب في دراسة علم اللاهوت”.

وتولى العديد من المسؤوليات في الكنيسة، فعمل مسؤولا ماليا وإداريا قبل أن يُرسّم قسا وراعيا للكنيسة من قبل لجنة من سنودس النيل الإنجيلي في سوريا ولبنان في الثامن من يناير 1999.

واحد منا

أحيت الكنيسة الإنجيلية قبل عام ذكرى مرور 85 سنة على بنائها. لكن تاريخ الوجود المسيحي في الكويت يعود إلى فترات سابقة، وفق القس عمانوئيل الذي يقول إن “المسيحية ظهرت في أوائل القرن الماضي في الكويت، حين جاء المرسلون من الكنيسة (…) الأميركية لتقديم الخدمة الطبية”.

وبعد “معركة الجهراء” التي تواجه فيها كويتيون وسعوديون عام 1920 “تغيّرت نظرة المجتمع الكويتي إلى مستشفى الإرسالية الأميركية بسبب مساهمته في علاج المصابين في هذه المعركة”.

القس عمانوئيل غريب حرص على إبراز هويته الخليجية أثناء أدائه الشعائر الدينية في الكنيسة الإنجيلية وسط عاصمة دولة الكويت

يبلغ عدد الكويتيين المسيحيين حاليا 264، ينتمون إلى ثماني عائلات قدمت معظمها إلى الكويت من العراق والهند وفلسطين وجنوب شرق تركيا، على فترات متفاوتة. وحين صدر قانون الجنسية في الكويت عام 1959، حصل المسيحيون جميعهم على الجنسية.

ويقول القس عمانوئيل إن المسيحيين في الكويت “يمارسون شعائرهم بكل حرية في ثماني كنائس موزعة على تراب دولة الكويت”، كما أن بلدية الكويت خصصت لهم مقبرة. ويشعر المسيحيون الكويتيون بالفخر لأن بينهم كاهنا يرعى شؤونهم وشؤون كنيستهم.

ويقول أبونادر -وهو كويتي مسيحي يبلغ من العمر 63 عاما- لوكالة فرانس برس “نحن نعتز بوجود قس كويتي يرعى شؤوننا”. ويتابع “في الواقع، لا يوجد فرق بين قس كويتي وأجنبي سواء كان مصريا أو لبنانيا في أداء الصلاة، ولكن للقس الكويتي خصوصية في تبليغ رسائل وتعاليم الكتاب المقدس باللهجة الكويتية”. ويقول الكويتي المسيحي عايد نعمان (54 عاما) “علاقتنا به قوية جدا وتعود إلى أكثر من 50 عاما، وزاد ارتباطنا به منذ أصبح قسا. إنه واحد منا”.

وتعد الكويت والبحرين الاستثناء من بين دول الخليج التي تضم مواطنين مسيحيين، إلى جانب الوافدين الأجانب معتنقي الديانة المسيحية. وإضافة إلى المسيحيين الكويتيين، يقيم في الكويت نحو 900 ألف مسيحي وافد من بلدان مختلفة، من لبنان إلى الفلبين.

ويذكر الأب أندرو تومبسون في كتابه “الكنيسة المسيحية في الكويت – الحريات الدينية في الخليج”، أن الحرية الدينية في الكويت مثال على الحرية الدينية في الخليج العربي، مشيرا إلى أن المسيحيين جزء لا يتجزأ من المجتمع، خصوصا بعد إنشاء السلطات الكويتية مجلس العلاقات المسيحية الإسلامية في الكويت عام 2009. وأكد في كتابه أن “الكويت أوجدت نموذج عمل مجتمع ديني مشترك”، مضيفا أن “كثيرين في بريطانيا يعتقدون أن الكويت لكونها دولة مسلمة فلا حرية دينية فيها”.

حرية المعتقد مكفولة

جاء في تقرير لمجلة صوت المسيحي الحر أن المسيحيين يتمتعون بحرية العبادة في دول الخليج العربي ولكل طائفة  كنائس خاصة بها، مشيرة إلى أن بعض الدول الخليجية شهدت في السنوات العشر الأخيرة بناء عدة كنائس جديدة، عكست تجسيدا فعليا لحوار الأديان وحرية العبادات، وترجم على أرض الواقع لغة العيش المشترك. ورغم أن المملكة العربية السعودية، ذات الخصوصية الدينية، تعد الدولة الخليجية الوحيدة التي تمنع بناء الكنائس، إلا أن الدولة تكفل للمسحيين حق ممارسة شعائرهم الدينية في منازلهم.

وفي سلطنة عمان، كما في قطر، يمارس المسيحيون شعائرهم الدينية في كنائس تنتشر في مختلف أنحاء البلاد. وللمسيحية وجود مبكر في سلطنة عمان. وتعترف وزارة الأوقاف والشؤون الدينية العمانية بالكنيسة البروتستانتية في عمان وبالأبرشية الكاثوليكية العمانية وبمركز الأمانة. كذلك تتواجد مدارس مسيحية في السلطنة. وفي البحرين يتمتع المواطنون المسيحيون بحقوقهم كاملة كما في الكويت. فمثلا، للبحريني المسيحي الحق في الدخول إلى مجلس الشورى شأنه شأن البحريني المسلم. والأمر ينطبق على مختلف مؤسسات الدولة. وتشير “صوت المسيحي” إلى أن الكنائس في البحرين، وكمعظم بلدان الخليج العربي، موزعة على البروتستانت والكاثوليك والأرثوذكس، وكل طائفة تمارس شعائرها الدينية بحرية كاملة.

الكنيسة الإنجيلية واحدة من بين 8 كنائس يمارس فيها المسيحيون في الكويت شعائرهم

وكانت الكنيسة الإصلاحية في الولايات المتحدة الأميركية منحت العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة جائزة صموئيل زويمر تقديرا لجهود البحرين في إرساء قيم التسامح الديني، حيث توجد في البلاد مجموعة كبيرة من الطوائف، ولكل منها كامل الحرية في الدين والمعتقد.

ويعتبر القس صموئيل زويمر من أشهر الشخصيات المسيحية التي أقامت في البحرين. ويذكر الباحث البحريني حمد إبراهيم عبدالله، في كتابه “صموئيل زويمر لقاء المسيحية والإسلام 1867 – 1952” أن “اسم صموئيل زويمر ارتبط بتاريخ البحرين، فقد خلف وراءه شواهد لم تزل قائمة إلى يومنا هذا وعلى رأسها مستشفى الإرسالية الذي كان يعرف حينها بمستشفى ميسون التذكاري، ومن منا عند حديثه عن المسيحية في الخليج العربي لا يمر حديثه دون ذكر صموئيل زويمر”.

وإلى جانب البحرين، حط صموئيل زويمر رحاله في الإمارات، التي زارها أكثر من مرة، والتقى بالراحل الشيخ زايد بن خليفة آل نهيان. وقال القس زويمر عن الإمارات “وجدنا العرب هناك يحبون الضيوف كثيرا وسارعوا فورا لاستقبالنا”.

الإمارات نموذج للتعايش

الكنيسة الإنجيلية في دبي واحدة من بين عدد كبير من الكنائس في دولة الإمارات العربية المتحدة

الكنيسة الإنجيلية في دبي واحدة من بين عدد كبير من الكنائس في دولة الإمارات العربية المتحدة

تأصلت ثقافة التسامح في الإمارات، وشيئا فشيئا تنامت أبعادها بالتزامن مع تطور المجتمع وارتفاع عدد الوافدين من الجاليات المسيحية العربية والغربية والذين وجدوا ما وجده القس صموئيل زومير منذ أوائل القرن الماضي. ولم تتأخر السلطات الإماراتية في تلبية احتياجاتهم الدينية، حتى أصبحت الإمارات توصف بأنها أكبر حاضنة للكنائس في الخليج العربي. وتقدم الدولة الأراضي التي تبنى عليها الكنائس كهبة.

وفي نهاية شهر يناير الماضي، افتتح الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح في دولة الإمارات العربية المتحدة في منطقة مصفح بأبوظبي المبنى الجديد لكاتدرائية النبي إلياس، بحضور يوحنا العاشر بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس والوفد الكنسي المرافق له وعدد من السفراء العرب والأجانب المعتمدين لدى الإمارات وعدد من الشخصيات البارزة ورجال الدين وأفراد الجالية الأرثوذكسية الرومانية المقيمة في الدولة.

وتقوم الكاتدرائية على قطعة أرض قدمت هدية من الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات لمطرانية الروم الأرثوذكس. وأكد الشيخ نهيان في كلمته خلال حفل الافتتاح أن في ذلك تذكرة بالغة بأن دولة الإمارات هي “دولة عزيزة وقوية بسلوكها الإسلامي الأصيل الذي يدعو إلى الاحترام المتبادل لجميع أصحاب الديانات والمعتقدات”. وكان الشيخ نهيان أكد في حوار سابق مع “العرب” على أن حرية العبادة يكفلها القانون، مضيفا أن “تحقيق التسامح الديني أمر مهم للغاية في مسيرة أي مجتمع يريد التقدم، ونقولها بقوة إن دولة الإمارات اليوم تُعد نموذجا عالميا ناجحا للتعايش السلمي بين أتباع الديانات والمعتقدات المختلفة”.

 

البطريرك الماروني الأول مار يوحنا مارون (685- 707)

Saint Youhana Maroun

جمع وتنسيق/الياس بجاني

http://eliasbejjaninews.com/archives/62913

القديس مار يوحنا مارون، أو بطاركة الموارنة

بقلم/الفيلسوف والمؤرخ فؤاد أفرام البستاني

من كتاب معاني الأيام

تخص الكنيسة المارونية اليوم الثاني من شهر آذار كل لأول بطاركتها القديس يوحنا مارون. وخلاصة الأبحاث في هذا القديس أنه ولد في قرية سروم في منطقة السويدية، قرب انطاكية، على العاصي، في النصف الأول من القرن السابع، ونشأ في أسرة مسيحية تقية. كان اسم أبيه اغاتون، وأمه أنوهامية.

تلقى دروسه في إنطاكية وهناك رواية تقول انه أُرسل على القسطنطينية وعاد منها على اثر وفاة والده ثم دخل دير مارون الشهير على العاصي، بقرب أفامية، بينها وبين حماة. فلبس الثوب الرهباني ورقي إلى درجة الكهنوت، وسمي يوحنا مارون.

ويقال أنه في هذه المدة وضع كتابه في عقيدة الكنيسة الصحيحة من “إن في المسيح طبيعتِّين، ومشيئتين، وفعلين كاملين في أُقنوم واحد،”. وفقاً لتعليم المجمع المسكوني الخلقدوني (451).

وكان ما كان من الفتوحات الإسلامية، وسقوط انطاكية سنة 638، وبالتالي انقطاع الكنيسة الأنطاكية عن القسطنطينية، وتعذُّر انتخاب بطاركة شرعيين في “مدينة الله” إنطاكية. حتى أن البطاركة الذين كانوا يُسَمّون على إنطاكية، وهم في القسطنطينة، أمثال جاورجيوس الأول (640/655)، ومكاريوس (656/681)، وتيوفانوس الأول (681/687)، ولم يستطيعوا الوصول إلى كرسيّهم في إنطاكية. وتعاقب بعد ذلك، ثلاثة بطاركة، سُمّوا على كرسي إنطاكية. ولكنهم عاشوا وماتوا في القسطنطينية. وكانت وفاة آخرهم جاورجيوس الثاني، أو الكسندروس سنة 702.

ولم تُكلّف بيزنطية نفسها إيجاد خلف له، فخلا الكرسي الإنطاكي. فكان طبيعيّاً، والحالة هذه، أن تفكّر الكنيسة المارونية، وقد انقطعت ماديّاً وروحيّاً عن الكرسي الإنطاكي، بانتخاب بطريرك من أساقفتها يتولى كرسي البطريركية، ويظلّ منتسباً إلى إنطاكية، رمز الوّلاء والشراكة في الإيمان. وهكذا كان.

فأجمعت، على اختيار الأسقف يوحنا مارون، وكان اسقفاً على البترون منذ سنة 676.

وكان انتخابُه بطريركاً سنة 687، في رأي بعض المؤرّخين، على اثر وفاة البطريرك تيوفانوس، الإنطاكي الاسم، والقسطنطيني الإقامة. وفي رأي غيرهم أن انتخاب البطريرك يوحنا مارون كان سنة 702، على اثر وفاة آخر بطريرك إنطاكي الاسم، وشغور المركز البطريركي المذكور، لإحجام القسطنطينية عن إيجاد خّلّفِ له. ولعلّه الأرجح.

ومهما يكن من أمر، فإن يوحنا مارون أولُ بطريرك على الموارنة، وقد اختار إقامته في دير مار مارون في كفَرحي قرب البترون، فسُمّي الدير ومن ثم دير مار يوحنا مارون. وساس الطائفة روحياً وزمنياً حتى وفاته سنة 707، ودفن في دير كفرحّي نفسه. فانتخُب خلفاً له ابن أخته قورش.

وجرى التقليد منذئذِ باستقلال الموارنة، بانتخاب بطريركهم، دون الاتصال بالسلطة الزمنية استشارةً أو استئذاناً أو طلباً للاعتراف به بعد الانتخاب ولا يزال هذا التقليد سارياً حتى اليوم. وهو من مظاهر استقلال لبنان المدني والديني. وقد تأيد حتى في عصر الدولة العثمانية، إذ كان السلطان يُرسل براءة الاعتراف، وفرمان ملء الصلاحية، لجميع بطاركة الطوائف الشرقيّة، بناءً على طلبهم، إلا البطريرك الماروني، الذي لم يشأ يوماً أن يطلب مثل هذه البراءة، إنما كان ينال ملء السلطة الروحيّة، وتمام الصلاحية، من براءة الحبر الأعظم، المعروفة “بدرع التثبيت”.

ولنا في كلام المؤرخ البطريرك ميخائيل السرياني، اليعقوبي، منقولاً عن المؤرّخ البطريرك ديونيسيوس التلمحري، ما يدلّ على استقلال الموارنة بانتخاب بطريركهم، وعلى استغنائهم عن إذن السلطة الزمنية، كما يُفيد أنهم كانوا السابقين في انتخابهم بطريركاً خاصاً بطائفتهم، بعد سقوط إنطاكية في يد المسلمين، وانقطاع الصلة بينها وبين القسطنطينية. قال، في الإشارة إلى أن الملكيين أرادوا أن يُجروا على غرار الموارنة في انتخاب بطريرك خاص بهم، فطلبوا الإذن بذلك من الخليفة: “في نحو السنة 746، سمح مروان ملك العرب (أراد به مروان الثاني آخر خلفاء بني أمية) للملكيّين، فانتخبوا توافيليوس ابن قِنّبرة بطريركاً عليهم فأخذ ابن قِنّبرة عسكراً من رجال الملك مروان لأجل إكراه الموارنة على الخضوع لسلطته وأتى به إلى دير مار مارون وأخذ يضايق الرهبان لكي يقبلوا به بطريركاً. وكان معه راهب متقدّم في السن شديدُ الحماسة والتعصُّب. فدخل إلى كنيسة الدير، وضرب بيده على المذبح قائلاً: “متى تتقدّس أيها المذبح النجس؟”، وفي الحال وقع ميتاً. فاستولى الخوف على ابن قِنّبرة، وترك الدير وعاد بجيش الخليفة خائباً.

وظلَّ الموارنة على ما هم عليه حتى اليوم (أي حتى زمن البطريرك التلمحري المؤرخ 818/845)، يُقيمون بطريركاً وأساقفة من ديرهم هذا”.

ومع هذا، فقد شكَّ بعضهم بوجود ما يوحنا مارون، فقام البحّاثة الفرنسي رينودو (1646/1720)، واستنتج من عدم ذكر يوحنا مارون في لوائح البطاركة المتداوّلّة في الكنائس غير المارونية، كاليعقوبية، والملكية، أنه لم يوجد. فرد عليه الكثيرون من علماء الموارنة، مشيرين إلى أن إغفال ذكرِ حدثِ تاريخي في مصدر من المصادر – ولاسيما إذا كان هذا المصدر لفئة مناوئة للفئة القائلة بصحة الحدث المذكور – لا يكون برهاناً قاطعاً، ولا حجّة مرجّحة، على نفيه.

بيد أن الخطب أيسرُ من هذا، ولولا النِزاعات الطائفية في الشرق، ومن يَلَذُّهم تغذيتُها من بَحَّاثة الغرب، لما كان هناك مشكلة في قضيّة مار يوحنا مارون. إذ أن المنطق البسيط، وبادي الرأي البديهي يقول إن هذه السلسلة الطويلة من بطاركة الموارنة التي بلغت 77 بطريركا (حتى البطريرك بشارة الراعي)، لا بد أن تكون قد بدأت ببطريرك أول، حمل الرقم الواحد. فهذا البطريرك البدء أو الأول، أو رقم واحد، نسميه يوحنا مارون. والسلام على من لاذ بالمنطق.

مصادر أخرى متفرقة

تاريخ الكنيسة المارونية: بكركي بين نهائية المقر ونهائية الكيان… مهد لبنان الكبير

الكاتب: شربل مخلوف

الموارنة في التعريف

إتّخذت الجماعة المارونية إسمها نسبة ً إلى القديس مارون التي تعتبره المؤسّس، الشفيع، وأب الطائفة.

الإنطلاقة كانت من إنطاكية إلى العالم أجمع مع مار مارون.

الموارنة عاشوا في الجبال الوعرة، وهم فلّاحون مؤمنون يزرعون الأرض بالعرق والدم، وقد زرعوها صلاة من جيل ٍ إلى جيل، حتى إستقروا أخيرا ًفي جبل لبنان حيث لجأوا للإحتماء من الإضطهاد.

القديس مارون من هو؟

راهب ٌ وناسك عاش في شمال سوريا خلال القرن الرابع، ويرتبط إسمه بالكنيسة السّريانية المارونية التي تتّخذ منه مؤسّسا ً وشفيعا ً كما ذكرنا في التعريف.

أما معنى إسم “مارون” بالسريانية، فهو تصغير عن لفظة ” مار” والتي تعني “السيد” وتصغير أيضاً عن لفظة “موران” ومعناها “سيد السادة” أو “السيد الأكبر” وهي تستعمل في اللغة السرّيانية “كإحدى ألقاب الله”.

القديس مارون هو: رئيس ٌ للرهبان والنسّاك في منطقة سوريا الشمالية، ونظرا ً لعدم وجود مراجع دقيقة عن حياته، تعتبر شهادة أسقف المنطقة التي عاش فيها مار مارون ناسكا ً المرجع الأساسي الوحيد.

ويقول عنه رئيس الأساقفة ثيودوريطش: “إن أكبر نسّاك منطقة قورش ساروا على دربه، ملتزمين سيرته”.

تاريخ ولادته غير معروف، أما المكان فشمال سوريا لناحية حلب أو إنطاكية، توفي في سنة 410 براد شمال مدينة حلب.

إنطاكية من الجغرافيا… إلى السماء

مع سقوط ساحل المتوسط عام 64 ق.م أصبحت إنطاكية ضمن الدولة الرومانية جغرافيا ً.

وقد إتّخذت معناها الدّيني للكنائس المشرقية جمعاء لأنها أول مدينة في العالم دعي فيها المسيحييون “مسيحيين” وفي مدينة إنطاكية أقام القديس بطرس أول خليفة له. من هنا يمكن لنا إن نفهم سبب إنتخاب البطاركة على كرسي إنطاكية وسائر المشرق، وبذلك يعتبر السيد البطريرك خليفة القديس بطرس صخرة الكنيسة في تدبيرشؤون الرعية.

من مار يوحنا مارون… 77 بطريركا ً على إنطاكية وسائر المشرق للكنيسة السرّيانية المارونية

يعتبر مار يوحنا مارون أول بطريرك للموارنة على إنطاكية عام (685 -707 ) والثالث والستون بعد القديس بطرس، في أوائل القرن الثامن. كان أسقفا ً على منطقة البترون سنة 676، ومن المعروف أنه ولد في سزّوم، قرية تقع قرب إنطاكية.

خلال الحرب بين الفرس والرومان التي تعرف بحرب إسترداد الصليب أتى فرد ٌ من عائلته من فرنسا للخدمة في سوريا أيام الإمبراطورية الرومانية الشرقية (البيزنطية) حيث تزوج وأنجب عدّة أولاد… يتحدّر منهم يوحنا مارون، وهو قد أكمل تعليمه في إنطاكية والقسطنطينية، ومن ثم عاد إلى ىسوريا للترهب مع مار مارون وبعدها سيم أسقفا ً.

وفي نهاية القرن السابع عرفت الكنيسة الإنطاكية فوضى وبسبب الحروب بين بيزنطيا والمسلمين خلا الكرسي البطريركي في مدينة إنطاكية، فإنتقل يوحنا مارون إلى دير مار مارون في العاصي ثم إلى قرب مدينة البترون اللبنانية حيث أقام في أحد الأديرة، وساس رعيته.

كان يوحنا مارون الأسقف والقائد الروحي والعسكري والمدني للطائفة المارونية جالسا ً على الكرسي الإنطاكي بطريركا ً، بعد إنضمام الرعية بالكامل إلى جبل لبنان الذي إتّخذت منه ملجأ ً وبقيت حتى يومنا.

وقد توفي في 9 شباط 707 ودفن في كفرحي- البترون

عام 1787 نقل عيده وتذكاره إلى 2 آذار وخصّص اليوم التاسع من شباط للقديس مارون أب الطائفة المارونية.

من كرسي كفرحي… إلى كرسي سيدة قنوبين… مرورا ً بكرسي الديمان و بكركي

كرسي سيدة قنوبين

بعد دير كفرحي حيث دفن البطريرك الأول للموارنة، وبعد أن وصلوا إلى جبل لبنان، إتّخذت الكنيسة السرّيانية المارونية من دير سيدة قنوبين في الوادي المقدس مقرا ً بطريركيا ًبين القرن الخامس عشر و القرن التاسع عشر.

يقع دير سيدة قنوبين بين بلوزا والديمان المقر البطريركي الصيفي حاليا ً، وكلمة “قنوبين ” باليونانية ” معناها:” التقوى والإيمان” ولهذا السبب أعطي إسم “قنوبين” إلى الوادي المقدس للدلالة على أهمّيته في تاريخ الكنيسة المارونية.

وعلى مسافة قريبة من الدير تقع كنيسة القديسة مارينا وفيها رفات 18 بطريركا ً مارونيا ً.

من سيدة قنوبين إلى سيدة بكركي… المسيرة مستمسرة

بكركي مركز البطريركية المارونية لإنطاكية وسائر المشرق، حيث يقيم البطريرك الماروني شتاءً وتعتبر المقر العاشر للبطريركية المارونية.

سنة 1703 بنى الشيخ خطار الخازن دير سيدة بكركي وكان يتألّف من كنيسة صغيرة وبيت للكاهن.

سنة 1730 تسلّمه الرهبان الأنطونيون، وبعدها تسلّمه سنة 1750 المطران جرمانوس صقر وأصبح مقرا ً لأخوية قلب يسوع التي ألغيت ببراءة رسولية في سنة 1779 وقضت بتحويل دير سيدة بكركي لخير الطائفة المارونية.

بكركي كرسي بطريركي ماروني منذ 1823

إعتبر المجمع الماروني دير سيدة بكركي تابعا ًلكرسي سيدة قنوبين وكان ذلك سنة 1823، ليصبح مقرا ً بطريركيا ً لفصل الشتاء.

سنة 1890 رمّمه البطريرك يوحنا الحاج وأضاف إليه قسما ً من الطابق السفلي والطابق العلوي بكامله.

وأعيد ترميمه في عهد البطريرك بولس المعوشي، ثم سنة 1982 في عهد البطريرك أنطونيوس خريش. سنة 1995 أضاف إليه البطريرك نصرالله صفير جناحا ً لحفظ الأرشيف، وأنشأ مدافن البطاركة وأعاد ترميم الكنيسة. وقد قدم إستقالته من السدّة البطريركية عام 2011 وتم إنتخاب بشارة الراعي بطريركا ً جديدا ً على إنطاكية وسائر المشرق.

وبذلك يكون قد تعاقب على الكرسي البطريركي في الديمان صيفا ً وبكركي شتاء ً عشرة بطاركة ٍ هم:

يوسف حبيش من ساحل علما (1823 – 1845 )

يوسف راجي الخازن من عجلتون (1845-1854 )

بولس مسعد من عشقوت (1854 – 1890 )

يوحنا الحاج من دلبتا (1890 – 1898 )

الياس الحويك من حلتا (1899 – 1931 )

أنطون عريضة من بشري (1932 – 1955 )

بولس المعوشي من جزين (1955 – 1975 )

أنطونيوس خريش من عين إبل (1975 – 1986 )

نصرالله بطرس صفير من ريفون (1986- 2011 )

بشارة الراعي من حملايا 2011

بكركي آخر كرسي البطريركية المارونية ومهد لبنان الكبير

ممّا لا شك فيه أن بكركي لعبت وتلعب دورا ً هاما ً على الصعيد الوطني ويمكن لنا إختصار دورها ببطريرك لبنان الكبير مثلث الرحمات الياس الحويك وبطريرك الإستقلال الثاني مار نصرالله بطرس صفير الكلي الطوبى. وفي السياق نفسه نذكر قول المفكر اللبناني الكبير ميشال شيحا عن إعلان دولة لبنان الكبير أنه أهم ماحصل في تاريخنا.

أما البطريرك السادس والسبعون، مار نصرالله بطرس صفير، آخر بطريرك ماروني ملتح وآخر أسقف لم يخلع الجبة الكهنوتية منذ ارتداها يوم دخوله الإكليريكية قبل نحو سبعين عاما ً، يعرف أن أربعة بطاركة فقط من أسلافه عرفوا لبنان هم: خريش، المعوشي، عريضة والحويك، فيما واحد وسبعون رأوا لبنان بعين الإيمان وحيّوه من بعيد كما رأى موسى أرض الموعد من على جبل” نبو” من دون أن يتمكن من دخولها.

حلم البطاركة الموارنة دوما ً بوطن يعيشون فيه أحرارا ً متساوين بالحقوق والواجبات مع الأقلّيات الموجودة في هذه البقعة من العالم. وقد ذكر هذا في كتاب “السادس والسبعون” الجزء الأوّل.

في الختام، مقارنة تاريخية لتأكيد نهائية الكيان اللبناني الذين سكنوا “جبل لبنان” وتوسّعوا داخله، منشئين دولة لبنان الكبير عبر ما يعرف “بشراكة الشلش” حيث كانوا يملكون نصف أراضي لبنان، منطلقين من جبل لبنان خلافا ً للطوائف الأخرى فقد سمي جبل الدروز نسبة ً لطائفة الموحدين الدروز وجبل صهيون نسبة ً لليهود وجبل عامل نسبة ً للطائفة الشيعية.

وكانت بكركي بين نهائيتين مقرا ً نهائيا ً للبطريركية المارونية شتاء ً ونهائية الكيان اللبناني مع إعلان دولة لبنان الكبير.

البطريرك الأول مار يوحنا مارون

البطريرك الأول مار يوحنا مارون (685- 707)

الأب جورج صغبيني/ راهب لبناني ماروني

هو البطريرك الأول على الكنيسة المارونيّة ( + أوائل القرن الثامن)[3]، وأسقف البتــرون عام 676 وأول بطريرك للموارنة عام 685. والثالث والستون بعد القديس بطرس. المراجع حوله قليلة ويختلف عليه المؤرخون كثيراً لذلك من الصعب معرفة سيرته بالضبط, اتهمه البعض بالهرطقة لكن التهمة لم تثبت فقد مات بسلام وشركة مع الكنيسة كلّها ويكفي من مآثره أنه رعى شعبه الماروني المشتت في زمن فلتت فيه كل الأمور من عقالها.

يقال أن القديس يوحنا مارون ولد في سرّوم, وهي قرية قرب أنطاكية، في الربع الأول من القرن السابع أثناء الحرب بين الرومان والفرس والتي عرفها التاريخ باسم حرب استرداد الصليب. ويتصل نسب عائلته بملوك فرنسا حيث جاء أحد أفرادها إلى سوريا لخدمة الأمبراطورية الرومانية الشرقية (البيزنطية) وتزوج في أنطاكية وأنجب عدة أولاد منهم يوحنا مارون, الذي نهل العلم منذ صغره في أنطاكية ثم في القسطنطينية وعاد إلى سوريا حيث صار راهباً من رهبان مار مارون ثم أسقفاً.

في نهاية القرن السابع كانت كنيسة أنطاكية في فوضى عارمة لم تشهد لها مثيلاً من قبل. وبعد الحروب بين بيزنطيا والمسلمين خلا الكرسي البطريركي في أنطاكية وأصبح شاغراً, وتشرد يوحنا مارون إلى دير مار مارون العاصي، ومنه إلى قرب مدينة البتــرون اللبنانية حيث أقام في أحد الأديرة وساس رعيته الخائفة المشتتة فكان لها أسقفاً راعيا، وقائداً روحيا وعسكرياً، ومدنياً وإدارياً عظيماً. وتوفي بالإيمان والقداسة، في أوائل القرن الثامن، بعد أن نظـّم الرعية في أعالي جبال لبنان حيث ظلت إلى يومنا هذا.

هاجر مار يوحنّا مارون ورعيته إلى لبنان بسبب الاضطهاد الذي ألحقته بهم الجيوش البيزنطية والإسلامية. فانتقل على إثر ذلك الكرسي البطريركي إلى كفرحي- البترون حيث شُيِّد دير “ريش موران” (أي رأس مارون أو رأس سيدنا أو رأس معلمنا) لتوضع فيه جمجمة مار مارون التي وحسب التقليد يقال أن الموارنة حملوها معهم من سوريا إلى لبنان.

توفي مار يوحنا مارون ودُفن في دير كفرحي، 9 شباط سنة 707. [4] فخلفه على كرسيّ البطريركية إبن أخته قورش

وعام 1787 نقل عيده وتذكاره إلى 2 آذار وتخصّص اليوم التاسع من شباط للقديس مارون أب الطائفة المارونية

يوحنا مارون[عدل]من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

مار يوحنا مارون (بالسريانية: ܝܘܚܢܢ ܡܪܘܢ) كان راهب وعلامة سرياني أصبح أول بطريرك للكنيسة المارونية في أنطاكيا.

ولد يوحنا مارون لعائلة كانت تحكم مدينة أنطاكيا وما حولها في القرن السابع الميلادي. دخل الحياة الرهبانية في دير مار مارون ومن ثم أرسل إلى القسطنطينية حيث تعلم اللاهوت واللغة اليونانية وعاد بعدها إلى سوريا وجبل لبنان حيث نشط في محاربة المونوفيزيقيين والمونوثيليقيين. في سنة 685 تم اختياره بطريركا لأنطاكيا كونه أحد أكثر الرهبان المتعلمين بها، وتزامن ذلك مع الهجوم الذي شنه الإمبراطور البيزنطي جستينيان الثاني على أنطاكيا بعد أن تعاظمت سيطرة المردة على تلك الأنحاء، وتمكن فعلا من هزيمة جيش المردة وتدمير عدة أديرة وكنائس من ديرة دير مار مارون الشهير. ففر يوحنا مارون إلى جبل لبنان وأسس ديرا في كفر حي سماه بريش موران (بالسريانية: ܪܝܫ ܡܪܢ) أي “رأس سيدنا” أصبح بعدئذ مقرا لبطاركة الموارنة.

توفي يوحنا مارون في جبل لبنان سنة 707.

تذكار أبينا القديس يوحنّا مارون

وُلد يوحنا في قرية سروم القريبة من أنطاكية. إسم أبيه اغاتون وأمّه انوهاميا وكلاهما من المؤمنين الأتقياء. فربّيا ولدهما يوحنّا تربية مسيحية وثقّفاه في مدارس أنطاكية، ثمّ في القسطنطينية.

ولمّا توفي والده، عاد إلى أنطاكية. ثمّ مضى إلى دير مار مارون على شاطئ العاصي، ولبس ثوب الرهبانية ورقّي إلى درجة الكهنوت وسمي مارون نسبة إلى الدير الذي ترهّب فيه. وشرع يتفانى غيرة على خلاص النفوس ويحميها من البدع. وقد جاء في تقليد طائفتنا إنّ هذا البطريرك ذهب إلى روما وأنّ البابا سرجيوس رحّب به ووشّحه بيده درع الرئاسة السامية. واتخذ الشعب الماروني هذا الإسم من ذلك الحين ودعوا موارنة نسبة إلى دير مار مارون وإلى يوحنا مارون الذي جعل كرسيه الأول في دير سيدة يانوح بين بلدتي قرطبا والعاقورة. وقد يكون، كما جاء في التقليد، أنّه هو الذي أقام في كفرحي فوق البترون، ديراً يعرف الآن بدير مار يوحنا مارون وإليه نقلت هامة القديس مارون أب الطائفة. وما زال هذا البطريرك القدّيس مجاهداً في سبيل شعبه يعنى بالمرضى والفقراء منهم ويبني لهم الكنائس والأديرة ويوصيهم بالثبات في إيمانهم الكاثوليكي، إلى أن نقله الله إلى الأخدار السماوية في 9 شباط سنة 707.

عام 1787 نقل عيده وتذكاره إلى 2 آذار وتخصّص اليوم التاسع من شباط للقديس مارون أب الطائفة المارونية.

يوحنا مارون، البطريرك الماروني الأول

Le premier Patriarche Maronite ,St Jean Maron est une figure historique et réelle , affirme le père Emile Eddée,membre de l’Ucip-Liban

شك بعض المؤرخين في أن يكون يوحنا مارون أول بطريرك ماروني. أول هؤلاء هو الكاتب الفرنسي رينودو (1646-1720) الذي استند في موقفه السلبي الرافض الى عدم وجود ذكر لهذا البطريرك في جداول البطاركة الانطاكيين لدى اللاتين والروم. لم يرد ذكر يوحنا مارون وفق ظنّه، إلاّ في مستهل القرن الرابع عشر. وعنه أخذ كثيرون في ما بعد. النهار -2-3-2007

تصعب على أي مؤرخ في أيامنا الإجابة عن اعتراض من هذا النوع. ذلك أن مصنّفات الكنيسة اللاتينيّة منذ البداية الى يومنا لم تتضمّن جدولاً كاملاً لبطاركة القسطنطينيّة ولا لبطاركة اليعاقبة والنساطرة. فهل يعني ذلك أن لا وجود لأولئك البطاركة؟

في مصنّفات علماء الكنيسة اليعقوبيّة كالتلمحري وابن العبري وميخائيل السرياني الملقب بالكبير، لسنا نجد أي جدول منظّم للبابوات الرومانيين ولا لبطاركة القسطنطينيّة. لقد اكتفوا بالحديث عن البطاركة اليعقوبيين، ونادراً ما أتوا على ذكر غير هؤلاء. فهل يجوز لهذا السبب إنكار وجود الباباوات الكاثوليكيين والبطاركة الذين لم يرد لهم ذكر لدى اليعاقبة؟

وغاب أيضاً عن مجاريات الكنيسة البيزنطيّة جدول كامل لرؤساء الكنائس غير البيزنطية. يستنتج من ذلك أن مؤرخي الكنائس الشرقية، كما الغربية، أعدّوا جداول بأسماء بطاركتهم وكبار رجال كنيستهم ونبذة تاريخيّة عن هؤلاء الرؤساء. وإذا ورد إسم بطريرك أو كردينال أو أسقف من غير كنيستهم فيكون ذلك عرضاً. هذا من جهة.

ومن جهة ثانية لم يكن معقولاً أن يندرج إسم يوحنا مارون ضمن الجدول الرسمي للبطاركة الإنطاكيين لسبب واقعي موضوعي يسهل فهمه، لأن انتخاب البطريرك الماروني تمّ خلافاً لإرادة الملك والقصر البيزنطي. لذا لم يعترف به “البازيلاوس” أي امبراطور بيزنطية، ولم يندرج إسمه في جدول البطاركة الرسمي لأن هذا لا يحتوي إلاّ أسماء الموالين للأمبراطور، الخاضعين لإرادته المطلقة.

وهذا كان الحاكم، الآمر، المسيطر بقوّة في العالم المسيحي شرقاً وغرباً، بحيث أن الحبر الأعظم نفسه كان يلتزم أن يلتمس منه براءة تثبيته، لكي تُنفّذ أوامره على الصعيد المدني. وكان يدفع ضريبة التثبيت، حتى أواخر القرن السابع.

بعد وفاة قسطنطين الرابع، العام 685 خلفه في الحكم يوستينيانوس الثاني إبن الـ16 عاماً الذي اشتهر بهوسه وتهوّره في أمور كثيرة وعداوته اللدودة للموارنة. فلو ورد إسم البطريرك يوحنا مارون في الجدول الرسمي لعهد يوستينيانوس، أي المرحلة التاريخية التي ارتقى خلالها يوحنا مارون الى كرسي البطريركية الانطاكية، لكنا اعتبرنا هذا الجدول مزوّراً لأن الكنيسة المارونية، كما ذكرنا، قامت على أساس الاستقلال عن الملك البيزنطي. فلا يُعقل إذاً أن يرد إسم بطريركها الأول في الجدول الرسمي مع المؤيدين للأمبراطور يوستنيانوس الثاني، عدو الموارنة اللدود.

2 – أقدم المستندات.

إن أقدم ما وصل إلينا من مستندات عن وجود يوحنا مارون، البطريرك الأول الماروني على كرسي إنطاكية هو نص مدرج في صلب قانون الإيمان لدى النصيريين. في “القداس الثالث” جاء إسمه ضمن لائحة اللعنات التي يقذفون بها كل من لا يعترف بألوهية الإمام علي بن أبي طالب.

لقد قيل في إحدى اللعنات: “إنك يا علي بن أبي طالب تفعل ما تشاء وتحكم بما تريد. وأسألك أن تنزل سخطك وعذابك على إسحق الأحمر… والعن أبا بكر وعمر وعثمان ومعاوية… واجعل اللعنة على يوحنا مارون البطرك الملعون وعلى كل من أكل خيرك وعبد غيرك”.

إن سليمان الأذني، أحد علماء المذهب العلوي النصيري، ينسب هذا “الدعاء” الى مؤسس المذهب، ابن نصير، الذي عاش في القرن التاسع الميلادي. يقول الأب هنري لامنس إن تلك اللعنات الموجودة في دستور إيمان النصيريين منذ أكثر من ألف سنة، ناجمة، عن كون فئة نصيرية كانت في الأصل ملكية، ثم اعتنقت المذهب النصيري واحتفظت بعبارة الحرم ضد البطريرك يوحنا مارون وغيره في نصوصها الدينية.

إن رأي الأب لامنس معقول جداً. ومنه يُستنتج أن اللعنات الواردة في الدستور المذكور كانت لدى الملكيين منذ أوائل القرن التاسع أو أواخر الثامن. ولعلّ الأهم في التأكيد على وجود القديس يوحنا مارون البطريرك الماروني الأول هو الاستناد الى ما قال عنه الأعداء في معرض التجريح والتقبيح واللعنات، إذ ما من أحد يلعن إنساناً غير موجود. وهذه الحقيقة من أول البديهيات. أما الانسان “الهامشي” فلا يُعرف له لا محبّذون ولا مناهضون، لا أصدقاء ولا أعداء! لا من يمدح ولا من يلعن!

المصدر أو المستند الثاني هو “مجموع” قانوني قديم معروف بإسم “كتاب الهدى”، اعتُبر دستور الموارنة وناموسهم في عصورهم الوسطى. كتب كثيرون عنه معلّقين، شارحين. وآخر دراسة ذات قيمة تحليليّة وتاريخيّة اطّلعنا عليها هي كتاب للمغفور له المطران أنطوان جبير صدر بالفرنسية عام 1974.

في القسم الأول من كتاب الهدى يذكر المؤلف تاريخاً محدّداً: رسالة الراهب يوسف الى المطران داوود، تحمل تاريخ سنة 1370 لليونان التي تراوح، إزاء التاريخ الميلادي، ما بين 1/10/1058 و 30/9/1059، أي أوائل النصف الثاني من القرن الحادي عشر.

في الفصل الثاني من القسم الأول، في معرض الكلام على قانون الايمان، نلاحظ أن “كتاب الكمال” يقسم المسيحيين الشرقيين خمس “فرق”: الاريوسيين، النساطرة، اليعاقبة، الملكيين والموارنة. ويقول حرفياً: “فأول فرقة ظهرت من الفرق المشهورة الفرقة المنسوبة الى أريوس. ثم النسطورية وهي المنسوبة الى نسطور. ثم اليعقوبية وهي المنسوبة الى يعقوب الذي كان من مدينة تدعى بردعا. ولذلك يقال له يعقوب البرادعي. ثم الملكية المنسوبة الى الملك قسطنطين بن قسطنس بن قسطنطين إبن هرقل. ثم المارونية وهي المنسوبة الى مارون يوحنا بطريرك إنطاكية العظمى”.

في هذا الكلام إشارة واضحة ودقيقة من حيث تاريخها (1058- 1059)، تغنينا عن كل شرح وتأويل. كل هذه المراجع تدحض رأي رينودو ومن تبعه من مؤرّخين.

3 – متى انتخب يوحنا مارون بطريركاً؟

يتّفق مؤرخون شرقيون وغربيون كثيرون على حقيقة الوجود الثابت والأكيد لمار يوحنا مارون، واستقامة إيمانه، وسعة اطّلاعه اللاهوتي، وقداسة سيرته، وانتخابه بطريركاً إنطاكياً مارونياً. ويتبع بعضهم التقليد المعروف وهو أن القديس يوحنا مارون نُصّب بطريركاً حوالى العام 685 ورقد بالرب في العام 707.

ويقول آخرون إن انتخاب البطريرك الماروني الأول، يوحنا مارون كان في أوائل القرن الثامن.

يعتبر أصحاب الرأي الأول أن “كتاب الكمال” يتيح لنا الوصول الى تاريخ تقريبي، في أقل تعديل، لارتقاء القديس يوحنا مارون الى بطريركية إنطاكية. وذلك استناداً الى الوثيقة المذكورة آنفاً عن قسمة المسيحيين الشرقيين الى خمس “فرق”، إذ إنها تدعم في أسلوب غير مباشر التقليد الماروني الذي يشير الى العام 685 كتاريخ انتخاب أول بطريرك ماروني، القديس يوحنا مارون. ويعيّن “كتاب الكمال” زمن الانفصال بين الملكيين المكيسميين والموارنة في عهد الملك قسطنطين الرابع (668- 685)، وبالتحديد في سنة وفاته.

لذا نميل الى قبول رأي المطران أنطوان جبير القائل: “وهكذا فسنة 685 يمكنها أن تكون تاريخاً مقبولاً لنشأة فرقة مميّزة تسمّى الموارنة، وبمعنى آخر، لوصول مار يوحنا مارون الى بطريركية إنطاكية العظمى، كما يستخلص من منظق صاحب “كتاب الكمال”.

http://www.10452lccc.com/special%20studies/youhana%20maroun2.3.14.htm

 

من هو يوحنا مارون

الدكتور متي موسى

AMERICAN FOUNDATION FOR SYRIAC STUDIES

اذا رجعنا الى تاريخ التلمحري نجده يقول بأن رهبان دير مارون كانوا منذ عام 745 وحتى الزمن الذي كان يكتب فيه تاريخه قد نصبوا بطاركة من أفراد ديرهم، إلا أنه لا يذكر شيئاً عمن رسم هؤلاء البطاركة أو عن شرعية رسامتهم بل لا يذكر في الحقيقة شيئاً عن هوية أول بطريرك تمت رسامته في ذلك الدير أو عن فعالياته تاركاً إيانا في ظلام دامس حول أول ” بطريرك ماروني ” . ولا جدوى من البحث عن هوية هذا البطريرك في التواريخ العلمانية أو الكنسية القديمة لخلوها من ذكره، مع أن بعض المصادر المارونية تذكر اسم شخص باسم يوحنا، على أنه أول بطريرك ماروني . يقول مؤلف الكتاب الماروني الهدى أن ” الطائفة المارونية تُنسبُ إلى يوحنا مارون، بطريرك أنطاكية العظمى ” . كذلك يكتب مؤلف كتاب شرح الإيمان : ” باسم الله وبقدرة الثالوث نبدأ هذا الفصل حول إيمان الكنيسة المقدسة الذي كتب في دير القديس المبارك يوحنا مارون بطريرك أنطاكية ؛ مدينة الله وسائر بلاد الشام وسورية ” لا يقدم هذان المصدران أي دليل على أن يوحنا مارون هذا كان أول بطريرك ماروني . كما أنهما لا يقدمان معلومات قيِّمة حول مارون أو الظروف التي صار فيها كما يُزعم أول بطريرك ماروني . فضلاً عن ذلك فإن المصدرين صامتان حول الكيفية التي أصبح فيها يوحنا مارون هذا “بطريركاً لأنطاكية ” ومتى تمّ ذلك في الوقت الذي كان فيه بطريركان فقط لأنطاكية وهما، البطريرك الخلقيدوني أو الملكي، والبطريرك اللاخلقيدوني أو “المونوفيزي” . وبينما يُـشير كتاب الهدى بشكل غير مباشر إلى يوحنا مارون ” كبطريرك لأنطاكية العظمى “، فإن كتاب شرح الإيمان يُـشير إليه بأنه ” بطريرك أنطاكية “، الذي سمي دير مارون باسمه . إن ما نستشفه من هذه الرواية هو أن يوحنا مارون كان مؤسس الدير الذي يحمل اسمه، وكان بطريرك مدينة أنطاكية، وكذلك سائر سورية . والحقيقة هي أن مترجم هذا المصدر قد حرّف الأصل السرياني، لكي يعطي الانطباع بأن شرح الإيمان “كتبه يوحنا مارون القديس بطريرك أنطاكية في دير مارون الذي يقع على نهر العاصي” . سنرى في الفصل الـ17 بأن يوحنا مارون لم يكن مؤلف كتاب شرح الإيمان

بالإضافة إلى هذه المصادر المارونية هناك إشارات أخرى إلى يوحنا مارون هذا . إحداها هي إشارة سعيد ابن بطريق والأخرى إشارة المؤرخ العربي أبي الحسن المسعودي . يذكر هذان الكاتبان يوحنا مارون فقط في نصاب العقيدة المونوثيلية . ويُـشيران إليه كراهب لا كبطريرك .غير أن روايتيهما تتفقان مع الهدى و شرح الإيمان حول نقطة أساسية وهي: أن الموارنة استقوا اسمهم من يوحنا هذا، المكنىّ بمارون، لا من ناسك القرن الخامس مارون . هذان المصدران واضحان حول هذه النقطة . أما أولئك الموارنة الذين يصرون على أن اسمهم مشتق من ناسك القرن الخامس مارون أو الدير المسمى زعماً نسبة إليه يناقضون المصادر التي يستـشهدون بها بالذات للبرهان على أصل كنيستهم وطائفتهم

بدأ الموارنة بالبحث عن إصالة يوحنا مارون وارتقائه منصب البطريركية بإسهاب في القرن الخامس عشر . وكان أول من فعل ذلك هو المطران الماروني جبرائيل القلاعي . يقول القلاعي أنه صار في عام 1495 جدل حاد بينه وبين كاهن ماروني، هو جرجس بن بشارة، الذي كان قد اصبح سريانياً أرثوذكسياً ( يعقوبياً )، حول الأصل الصحيح للموارنة واسمهم . نتيجة لهذا الجدل كتب القلاعي كتاباً في تفنيد عقيدة شرح فيه أصل الموارنة وتمسكهم الدائم بصيغة عقيدة مجمع خلقيدونية . كما يروي ايضاً قصة حياة يوحنا مارون الذي عاش في القرن السابع . يدَّعي القلاعي أنه استمد هذه القصة من مصدر قديم كتب بالكرشونية (العربية مكتوبة بخط سرياني) موجود في كنيسة السيدة في دمشق إلا أنه لا يعطي وصفاً لهذا المصدر أو أية معلومات عن مؤلفه او محتوياته وكيف عثر عليه

يقول القلاعي، ان يوحنا مارون كان ابناً لشخص يدعى أغاثون وقد تلقى العلم في صباه ثم أرسل إلى القسطنطينية لدراسة اليونانية . وعاد إلى أنطاكية حيث أفسد إيمانه تلامذة مكاريوس بطريرك أنطاكية المونوثيلي (656ـ681)، فاعتـنق العقيدة المونوثيلية ثم رسم مطراناً لأنطاكية إلا أنه لم يستطع اشغال هذا الكرسي لأن البابا هونوريوس كان قد حرمه كما حرم البطريرك مكاريوس لتمسكه بالعقيدة المونوثيلية . ويمضي القلاعي في قصته قائلاً بأن يوحنا بقي على ” هرطقته ” المونوثيلية وغادر انطاكية إلى مدينة طرابلس . وهناك التقي بمبعوث البابا هونوريوس الذي امتحن إيمانه فوجد أن يوحنا ” أرثوذكسي ” . ثم أخذ مبعوث البابا يوحنا إلى روما، حيث امتحن ايمانه مجمع كنسي ووجد بأنه ذو إيمان أرثوذكسي (خلقيدوني) . حينئذٍ رسم البابا يوحنا مارون بطريركاً على أنطاكية؛ ووضع تاج الأسقفية على رأسه، وعكازاً في يده وخاتماً في أصبعه . وعاد يوحنا إلى أنطاكية ونجح في إزالة هرطقة مكاريوس . فتبعه العديد من ” اليعاقبة ” واعترفوا بعقيدة الطبيعتين والمشيئتين في المسيح وبذلك صار يُـشار إليهم بعد ذلك بأنهم موارنة . ثم انتـقل يوحنا بعدئذٍ، من أنطاكية إلى لبنان حيث نصب صليباً بأمر البابا رمزاً لسلطة البابا . وفي لبنان قام بتنظيم الموارنة كطائفة منفصلة عن اليعاقبة والملكيين ورسم لهم مطارنة وأساقفة . يتابع القلاعي القول أن شهرة يوحنا مارون امتدت إلى بلاد قاصية حتى وصلت الإمبراطور البيزنطي، الذي كتب إليه يطلب منه إرسال ثلاثة أشخاص متبحرين في العلم لتعليمه وتعليم رعاياه الإيمان الأرثوذكسي ( هذه هي باختصار قصة القلاعي التي يرويها عن يوحنا مارون . وبعد أقل من قرنين، استفاض البطريرك الماروني اسطفان الدويهي في سرد هذه القصة

يقول الدويهي ان يوحنا مارون هو يوحنا السرميني (سرمين قرب أنطاكية)، الذي دُعي بعدئذ يوحنا مارون . وكان يوحنا هذا ابن أغاثون، حفيد اليبيديس، وابن أخ الإمير كارلو ماغنو (شارلمان)، الذي قَدِم من فرنسا وفتح أنطاكية وسائر سورية . كانت والدة يوحنا انوحاميا وهي، كزوجها، من أصل نبيل . وُلد يوحنا في أنطاكية، حيث عاش جده وأبوه بعد أن احتل شارلمان تلك المدينة . وتـثـقف في العلوم الدينية وكذلك في تـفسير الكتاب المقدس كما اتقن اللغة السريانية وعاش حياة النسك في دير مارون . وبعد مغادرته للدير ذهب إلى القسطنطينية لدراسة اللغة والعلوم اليونانية وكتابات آباء الكنيسة . يتابع الدويهي قائلاً أنه حوالي هذا الوقت (أواسط القرن السابع) حصل جدل حاد بين المدافعين عن عقيدة المونوثيلية والمناوئين لهم . دافع تلامذة سرجيوس، بطريرك القسطنطينية، وخليفته، مكاريوس، عن عقيدة المشيئة الواحدة في المسيح (المونوثيلية) يؤيدهم في ذلك كبار كهنة القسطنطينية بينما دافع يوحنا مارون، من الناحية الأخرى، عن عقيدة المشيئتين في المسيح طبقاً لإيمان كنيسة روما . ولما احتدم الجدل حول المشيئة أو المشيئتين في المسيح أرسل البابا كاردينالاً إلى أنطاكية ليدعوا الى عقيدة الطبيعتين والمشيئتين في المسيح ـ وهو إيمان كنيسة روما . وكان مكاريوس بطريرك أنطاكية المونوثيلي آنذاك مقيماً في القسطنطينية ولم يعد أبداً إلى أنطاكية . وفي الوقت نفسه التقى الأمير الافرنجي أوجين بالفرنجة المقيمين في أنطاكية ووافق على تـنصيب مطران موال لكنيسة روما لتعليم عقيدة المشيئتين في المسيح . وكان هذا المطران هو يوحنا مارون، كما يشهد ” اليعاقبة ” في كتابهم المسمى معتقد اليعاقبة . وهنا يورد الدويهي الاستـشهاد التالي ليؤيد رأيه فيقول : انبرى مارون واتـفق مع ملك الفرنجة قائلاً ” أيها الملك، نخشى من احتمال أن يقوم الملكيون باجتذاب لبنان إلى إيمانهم (بالمشيئة الواحدة في المسيح) . اذهب إلى الكاردينال الذي يقيم معك وارغمه ليرسمني مطراناً لكي ابقي بعض الناس على إيمانهم الافرنجي (إيمان المشيئتين في المسيح) اما أنا فسوف لن أعظ بعد اليوم بعقيدة يعقوب (البرادعي) .

سوف تتم مناقشة معتقد اليعاقبة بعدئذ . ولكن أقل ما يمكن قوله حول هذه القصة هو أنها ضروب المحال ولا أساس لها من الصحة تاريخياً . ومع ذلك يبدو أن الدويهي يؤمن بصحتها . فهو يقول أنه عندما قام الكاردينال برسامة يوحنا مطراناً للبترون في مقاطعة جبيل في لبنان عام 676 وهي السنة الثامنة من عهد الإمبراطور البيزنطي قسطنطين الرابع بوغوناتس اخذ يوحنا يطوف من مكان إلى آخر مبشراً بالإيمان الصحيح في المشيئتين للمسيح، ويحث الناس على العيش حياة بارة . ومما سرّه كثيراً أن العديد ممن تمسكوا بعقيدة المشيئة الواحدة في المسيح اهتدوا إلى الإيمان الصحيح . وفي غضون وقت قصير، صار ليوحنا مارون أتباع كثيرون انتـشروا من لبنان إلى أورشليم وحتى أرمينية . ويختتم الدويهي هذه الحكاية قائلاً أن مكاريوس، الذي استمر على إيمانه بالمشيئة الواحدة في المسيح عزل من منصبه في المجمع السادس، وأقيم ثيوفانيس بطريركاً بدلاً عنه . وعندما توفي ثيوفانس عام 686 اختير مارون بطريركاً لأنطاكية خلفاً له

ويستمر الدويهي قائلاً أن الكاتب النسطوري عبديشوع في كتابه المنظوم عن الكتّاب السريان والمتبحرين في العلم، يسمي يوحنا هذا “يوحنا بن فرنجوي” ( أي يوحنا، ابن الفرنجة ) مما يدل على أن يوحنا كان افرنجي الأصل، وأنه كان على ارتباط حميم مع الفرنجة، وبأنه ارتقى بجهودهم أعلى المناصب الكنسية . يتابع الدويهي مدرجاً الكتب التي كتبها يوحنا مارون، متبعاً فهرس عبديشوع . وهذه الكتب هي: في تـنشئة الأطفال، في بعض الأسئلة والإجابات عليها، في أعين الرب السبع، في الحياة الرهبانية، في شرح القداس الذي ذكره ابراهيم الحاقلاّني، ترجمات التعابير الكتابية التي ذكرها ابن العبري في كتابه مخزن الأسرار، دحض نسطور وبطرس القصّار بشأن التقديسات الثلاث ومقالتان للبرهان على عقيدة الطبيعتين والمشيئتين في المسيح . ويعزو الدويهي ايضاً في كتابه تاريخ الطائفة المارونية (على شكل مخطوطة في دير لويزا الماروني في حلب) قائمة مختلفة من الكتب إلى يوحنا مارون . منها مقالة حول الإيمان مرسلة من دير مارون على نهر العاصي إلى أهالي لبنان، ومقالة أخرى تضم دحضاً للهرطقات . ويعترف الدويهي بأنه لم يرَ المقالة لكنه خمَّن وجودها بناءً على عدد من شهادات مارون التي تبرهن بأن في المسيح طبيعتين ومشيئتين خلافاً للعقيدة التي يتمسك بها البيزنطيون في زمانه . وهو يؤكد بأن هذه المقالة هي التي كان توما أسقف كفرطاب، قد استخدمها لنشر ” زؤان المونوثيلية في لبنان، وهي عقيدة تبناها عن سعيد ابن بطريق الذي ابتدعها

يضيف الدويهي بأنه وجد ثلاث مقالات كتبها يوحنا مارون: أحداها ضد أوطاخي وديوسقوروس حول عقيدة الطبيعة الواحدة في المسيح؛ والثانية ضد نسطور، الذي فصم شخص اللوغوس (الكلمة)عن شخص المسيح؛ والثالثة ضد عبارة، يا من صُلبت لأجلنا، المضافة إلى التقديسات الثلاث . يدَّعي الدويهي أيضاً بأنه كان لابراهيم الحاقلاني، كما قيل عنه، تعليقٌ على بيان الإيمان الذي يتلوه الكاهن عند رسامته وان له تعليق آخر على ليتورجية القديس يعقوب . وأخيراً يقول الدويهي بأن عبدالله بن الطيـب النسـطوري ( ت 1043)، وهو من يدعوه خطأ بالماروني، يروي فيما يتعلق بأولئك الآباء الذين يعترفون بإيمان نيقية، بأن يوحنا انتمى الى دير مارون في مقاطعة حمص ولهذا السبب دُعي مارون . ويضيف بأن ابن الطيب يُعلن أيضاً بأن اسم مارون كان يوحنا وبأن أباه كان يُدعى أغاثون، ابن عبدون ( ويختم الدويهي روايته المطولة عن يوحنا مارون بالقول أن العديد من الكتّاب، ممن لا يجد حاجة لتكرار شهاداتهم، يعتقدون أن بيوحنا دُعي يوحنا مارون نسبة الى دير مارون حيث عاش كراهب

هذان الحدثان اللذان يرويهما القلاعي والدويهي، فيما يتعلق بحياة يوحنا مارون ومؤلفاته، ليس لهما أساس تاريخي . فان المصادر المتوفرة لا تذكر شيئاً عن شخص اسمه يوحنا مارون، ابوه شخص افرنجي يُدعى أغاثون، رسمه البابا هونوريوس بطريركاً على أنطاكية . وهنا يجب السؤال من أين حصل القلاعي على حكايته هذه عن يوحنا مارون، عن رحلته إلى روما، ورسامته بطريركاً من قِـبَـل البابا هونوريوس، الذي أنعم عليه بتاج الأسقفية والعكاز والخاتم . يظهر من قول العلامة يوسف السمعاني أن القلاعي قد خلط بين يوحنا مارون والبطريرك الماروني ارميا العمشيني الذي ذهب إلى روما في 1215ـ1216 لحضور مجمع لاتران الرابع والاعتراف بإيمانه “الكاثوليكي” . وعندما عاد إلى لبنان عام 1216، خوّله البـابا انوسنت الثالث باعتمار تاج الأسقفية ولبس الخاتم مشيراً بذلك إلى أنه أصبح أميراً في كنيسة روما . هذا ما يُـشير إلى أن علاقةً ما قد نشأت منذ ذلك التاريخ بين كنيسة روما وموارنة لبنان . لا بل صارت قصة القلاعي أكثر بعداً عن التصديق لما تحتويه من مفارقات تاريخيه . فتراه يستعمل مصطلح ” أمير ” إشارة إلى الأمير أوجين، وهو لقب لم يكن معروفاً في الشرق حتى زمن الصليبين . ومصطلح ” الفرنجة “؛ في الوقت لم يكن فيه فرنجة في سورية أو لبنان في القرن السابع عندما كان يوحنا مارون يقيم هناك كما يزعم . فضلاً عن ذلك، لم يكن للباباوات مبعوثون في سورية في ذلك الحين، ولم يكن منصب الكرادلة قد أنشيء بعد، ولم يكن ارتداء تيجان الأسقفية من قِبَل شخصيات كنيسة روما إحدى عادات الكنيسة قبل القرن التاسع . واذا رجعنا الى السمعاني نجده يقول بأنه لم يعتمر الأساقفة الموارنة أبداً تاج الأسقفية أو يضعوا الخاتم قبل بداية القرن الثالث عشر . ويقلمطران أقليميس يوسف داؤد في هذا الصدد انه من الصعوبة تصديق أن يسافر رجلٌ بمثل هذا القدر من العظمة والشأن، كما يدَّعي الموارنة، من أنطاكية إلى روما ليمر بامتحان عسير يقوم به مجمع كنسي، وأن تتم رسامته من قِـبَـل البابا بعد أن تبين لهم بأنه أرثوذكسي . يتساءل داود كيف يمكن ان تجري هذه الأحداث دون أن يذكرها أحد من مؤرخي الكنيسة أو على الأقل ان يتم ادراجها في السجلات التاريخية لكنيسة روما، وينتهي المطران داؤد إلى القول بأن قصة يوحنا مارون برمتها هي محض اختلاق

يقول البطريرك الدويهي ان يوحنا مارون كان من أهالي سرمين، وهي قرية في السويدية قرب أنطاكية، واتخذ اسم مارون عندما دخل الدير المسمى بهذا الاسم . ويستطرد قائلاً بأن يوحنا السرميني دافع عن عقيدة الطبيعتين والمشيئتين في المسيح كما “يعترف اليعاقبة أنفسهم في قصة حياة معلمهم يعقوب البرادعي” . ولكي يؤيد ادعاءه استشهد الدويهي بهذا الكتاب ” اليعقوبي ” المكتوب بالسريانية مقتطفاً منه ما يلي : ثم انبرى (يعقوب البرادعي) وحفظ إيمان الرسل الذي سلمه يعقوب أول أسقف لأورشليم وملأ الكنيسة بأسرها بمحاسنه . وكانت النتيجة انه عندما التقى أعضاء الطرفين، الأرثودكس والهراطقة المعارضون لهم كان هؤلاء يسألون الأرثودكس “من أنتم” فيجيب الأرثودكس” نحن على إيمان يعقوب أول الرسل وأخو الرب والذي يعترف به يعقوب الطاهر هذا (يعقوب البرادعي) ” بينما يجيب المعارضون لهم بأنهم كانوا على إيمان أفرام الآمدي أو البطريرك يوحنا عدو الله

يقول الدويهي ان هذه الفقرة تعني بأن أولئك الذين آمنوا بطبيعة واحدة ومشيئة واحدة في المسيح كانوا أنصاراً ليعقوب البرادعي الذي اعترف بهذا الإيمان، بينما كان أولئك الذين اعترفوا بطبيعتين ومشيئتين في المسيح أنصاراً لأفرام الآمدي ويوحنا السرميني . ويزعم الدويهي ان يوحنا السرميني كان راهباً في دير مارون، حيث استقى منه اسم مارون . وانه كان معارضاً عنيداً لعقيدة الطبيعة الواحدة والمشيئة الواحدة في المسيح والتي اعترف بها يعقوب البرادعي، وأخيراً صار ” رئيس الأمة المارونية ” . إن ما يريد الدويهي ان يقوله هنا هو أن الموارنة كانوا منذ القرن السادس، عندما أحيا يعقوب البرادعي عقيدة الطبيعة الواحدة للمسيح، فرقة دينية عارضت هذه العقيدة واشـادت بعقيدة الطبيعتين والمشيئتين المنفصلتين في المسيح

يعتبر الدويهي يوحنا السرميني خليفة لأفرام الآمدي، بطريرك أنطاكية الخلقيدوني منذ عام 527 وحتى 545، بينما كان يوحنا السرميني في الحقيقة بطريركاً للقسطنطينية، لا لأنطاكية، منذ عام 566 وحتى عام 597 . ومما يصعب تصديقه هو ادعاء الدويهي بأن يوحنا مارون كان يوحنا السرميني نفسه الذي اشتهر باضطهاد اصحاب الطبيعة الواحدة المناوئين لمجمع خلقيدونية . والمسألة هي كيف توصل الدويهي إلى أن يوحنا مارون ويوحنا السرميني كانا نفس الشخص . فالنص الذي يستـشهد به الدويهي عن حياة يعقوب، أو يعقوب البرادعي، لا يذكر شيئاً عن يوحنا مارون، ولا بد لنا أن نبحث عن حل هذا اللغز الذي حدا بالدويهي الى اعتبار يوحنا مارون هو يوحنا السرميني . واذا تأملنا مليّاً بدراسة النص السرياني عن حياة يعقوب البرادعي الذي نشره أي و . بروكس مع الترجمة الإنكليزية نجده نفس النص الذي استعمله الدويهي بهذا الخصوص . يدَّعي بروكس أن هذه القصة هي “حياة يعقوب المنحولة” والتي كتبها المؤرخ السرياني الذائع الصيت يوحنا الأفسسي . ومما يدل على أن الدويهي كان قد استعمل النص السرياني الأصلي الذي كان بروكس قد ترجمه إلى الإنكليزية هو الملاحظة الهامشية التي تظهر في نفس النسخة التي استعملها الدويهي والتي يشير بروكس اليها بحرف N باسم يوحنا السرميني، يقول بروكس في الهامش أن N وهو هامش مخطئ بقوله ” هذا هو يوحنا مارون القديس ” . نحن لا نعرف من أضاف هذه الهامش وهو لا بد أن يكون مارونياً حاول أن يخلط بين يوحنا السرميني ويوحنا مارون للإظهار بأن يوحنا مارون كان مدافعاً عن إيمان خلقيدونية ولتبرأته من هرطقة الموثوثيلية . هنا إذاً هو مصدر الدويهي الذي بناء عليه خلط بين يوحنا مارون وبطريرك القسطنطينية الذي يحمل نفس الاسم

إن وصف الدويهي ليوحنا مارون بأنه ” رأس الأمة المارونية ” هو مسألة لا يمكن الدفاع عنها . فإذا كان يوحنا مارون قد عاش في الهزيع الأخير من القرن السابع، فالحقيقة التاريخية تدل بأن الموارنة كانوا في تلك الفترة من الزمن جماعة دينية صغيرة ولم يكونوا ” أمة ” . والذي يثير الانتباه هو ان العلامة السمعاني يكرر في كتاباته التي تلت الدويهي بعد خمسين عاماً نفس كلام الدويهي الذي استشهد به من ” حياة يعقوب ” (يعقوب البرادعي) المكتوب بالسريانية . إن ما يبعث على الدهشة هو ان السمعاني يحاول تبرير رأي الدويهي ولكن بالوصول إلى نتيجة مختلفة . فهو يقول أن مؤلف حياة يعقوب البرادعي كان يعني أن يوحنا السرميني هو يوحنا مارون ذاته لا يوحنا السرميني، بطريرك القسطنطينية . ويجادل السمعاني قائلاً بأنه لم يذكر مطلقاً ان يوحنا السرميني دخل في جدل يوماً مع أهالي سورية ولبنان حول مسائل في الإيمان ولا كان اسمه معروفاً لديهم . يدَّعي السمعاني أيضاً أن إطلاق اسم أول الرسل على يعقوب مخالف لتقليد الكنيسة ” اليعقوبية ” التي تتمسك بأن بطرس، لا يعقوب، هو هامة الرسل . هذا، كما يؤكد السمعاني، واضح من كتب الصلاة والطقوس عند اليعاقبة . فضلاً عن ذلك، يتابع القول بأن اليعاقبة لم يعتبروا كنيسة أورشليم أول بطريركية للرسول يعقوب بل يسمونها أم الكنائس قاطبة، كما يبدو من استعمالهم للوترجية القديس يعقوب . ومما يدعو الى المزيد من الدهشة ان تعليق السمعاني هذا لا يمكن عزوه إلى إساءته فهم النص السرياني عن حياة يعقوب البـرادعي . فالنـص يذكر بوضوح يوحنا السرميني مع ملاحظة هامشـية أقحمها كاتب ماروني، يشرح فيها بأن يوحنا السرميني كان نفس مارون . من المؤكد أن المؤلف عندما بحث يوحنا السرميني لم يعن أبداً يوحنا مارون، ومع ذلك، ما زال الموارنة يصرون حتى الآن بأن يوحـنا مارون ويوحنا السرميني كانا نفس الشخص . على هذا الأساس فإن محاولة الأب بطرس الماروني ضو وصف سـرمين على أنها موطن يوحـنا مارون تفتقر إلى البينة التاريخية . فهي تتضارب مع ادعاء الدويهي بأن يوحنا مارون وُلد في أنطاكية وبأنه كان من أصل افرنجي

نجد، عند البحث في نسب يوحنا مارون، بأن الدويهي يجعله ابن أخ للإمبراطور شارلمان (742ـ814)، بينما يقول ايضاً أن مارون أصبح ” بطريركاً لأنطاكية ” عام 686، أي قبل ولادة شارلمان بست وخمسين عاماً

اعتمد الدويهي، في محاولته البرهان على أصل يوحنا مارون، وإيمانه، وارتقائه إلى منصب مطران (بواسطة كاردينال كان يقطن في سورية على ما يزعم)، على مصدر من القرن الخامس عشر تمَّ جمعه بالعربية دفاعاً عن عقيدة الطبيعة المتجسدة الواحدة للوغوس الإلهي، المونوفيزية، والذي يدعوه الدويهي ” كتاب معتقد اليعاقبة ” . يقول جامع هذا الكتاب، موسى بن عطشة، وهو سرياني أرثودكسي، بأن مارون سأل الملك الافرنجي الذي كان في أنطاكية، أن يطلب من الكاردينال الذي كان في زيارة المدينة أن يرسمه مطراناً كي ينقذ أهالي لبنان من أن يصبحوا ملكيين، اذ كانوا آنذاك يعتنقون عقيدة المشيئة الواحدة في المسيح . إن ما يحاول ابن عطشة قوله هو أن يوحنا مارون كان من المؤمنين بمشيئتين في المسيح، وأن التماسه الملك الافرنجي لكي يقنع الكاردينال برسامته مطراناً كانت لإنقاذ شعب لبنان من الانتقال إلى عقيدة المشيئة الواحدة في المسيح، أي لكيلا يصبحوا ” هراطقة ” . إلا أننا نستشف من التماس يوحنا مارون هذا أنه كان أحد أتباع يعقوب البرادعي وكان متـشبثاً بعقيدة الطبيعة الواحدة والمشيئة الواحدة في المسيح . هاكم ما قاله ابن عطشة بالضبط : عندما أوقع ملك الروم (الإمبراطور البيزنطي) بالسريان المصائب وقتلهم، انبرى مارون وانضم إلى ملك الفرنجة الذي كان اسمه الأمير أوجين . قائلاً ” أيها الملك، نخشى أن تجتذب الأمة الملكية أهالي لبنان إلى إيمان الملكيين . لذا أخبر الكاردينال الذي يرافقك وأرغمه على رسامتي مطراناً لكي يحفظ بعض الناس للبقاء على إيمان الفرنجة . أما بالنسبة لإيمان (عقيدة) يعقوب البرادعي فسوف لن أعظ بها بعد” . ومن ثم رسمه (الكاردينال) مطراناً على البترون .

إن اتفاق يوحنا مارون مع الكاردينال واضح جداً . فقد وافق الكاردينال على رسامته مطراناً، على شرط ألا يبشر بعدُ بعقيدة يعقوب البرادعي أو يذكرها، أي عقيدة الطبيعة المتجسدة الواحدة للوغوس الإلهي . بالإضافة إلى ذلك، فإن مارون، بعد رسامته سيُدين ” بالإيمان الفرنجي ” في الطبيعتين والمشيئتين في المسيح لكي يمنع أهالي لبنان من الانتقال إلى إيمان الملكيين، الذين كانوا قبل المجمع السادس مونوثيليين . لا بد من الملاحظة في هذا الشأن أن جامع هذا الكتاب موسى بن عطشة لا يقول متى رسم الكاردينال المزعوم يوحنا مارون مطراناً؛ لكن الدويهي يؤكد أنه رُسم مطراناً في عام 676 (35) . وبينما لا يحدد الدويهي هوية الكاردينال الذي رسم يوحنا مارون مطراناً، فإن السمعاني يشرح بأن من رسمه هو يوحنا مطران فيلادلفيا (عمان حالياً في الأردن) امتثالاً لطلب أهالي أنطاكية ولبنان ” الكاثوليك

في أعقاب المناظرة حول المونوثيلية والتئام مجمع لاتران عام 649 أرسل البابا مارتن الأول، الذي اصبح بابا في 5 تموز من ذلك العام، رسائل إلى كنائس أفريقيا وأنطاكية وأورشليم الخلقيدونية مبلّغاً إياها بقرارات مجمع لاتران وبإدانة المونوثيلية ومرسوم الإمبراطور هرقل Ecthesis ومرسوم كونستانس الثاني Typu . كما حثّ البابا الكنائس على التـشبث “بالإيمان الأرثوذكسي” وانه عين يوحنا، مطران فيلادلفيا، بناء على توصية من اسطفان الدوري والرهبان الشرقيين الخلقيدونيين، نائباً له في الشرق . وقد منح البابا المطران يوحنا السلطة لإرساء النظام في كنائس الشرق الخلقيدونية وتعيين الأساقفة والكهنة والشمامسة في ابرشيات بطريركيتي أنطاكية وأورشليم . ولأجل ان يمكنه من نشر “الإيمان الصحيح” زود البابا يوحنا مطران فيلادلفيا بقرارات المجمع وبمنشور بابوي . كما كتب أيضاً إلى عدد من الأساقفة (ومنهم ثيودور الأسبسي، وهو أسقف أبرشية تابعة لإقليم الجزيرة العربية) طالباً منهم إطاعة المطران يوحنا ومساعدته لكي ينجز مهمته

ان محرري الـ Sacrosancta Concilia (مجموعة المجامع المقدسة) فيليب لابي وجبرائيل كوسارتي الذين دونا الوثائق المتعلقة بمهمة المطران يوحنا لم يذكرا أن يوحنا، مطران فيلادلفيا، قد رسم مطراناً اسمه يوحنا مارون لأسقفية البترون في مقاطعة جبيل في لبنان . ولهذا تكون هذه الرسامة بعيدة الاحتمال، خاصة اذا اخذنا بنظر الاعتبار الزمن الذي كان قد انقضى بين انتهاء مهمة المطران يوحنا في الشرق ورسامته المزعومة ليوحنا مارون مطراناً . هذا ما يتعارض بالتأكيد مع ادعاءات الدويهي والسمعاني بأن يوحنا مارون قد رسم مطراناً في عام 676 . بل يتعارض هذا التاريخ الذي وضعه الدويهي وقبل به السمعاني أيضاً مع ادعاء المطران الماروني جبرائيل القلاعي في القرن الخامس عشر، الذي يؤكد بأن يوحنا مارون قد رسم مطراناً لأنطاكية دون أسقفية، وان البابا هونوريوس رسمه بعدئذ بطريركاً لأنطاكية . لكن هونوريوس توفي عام 638، مما يدل على أن يوحنا مارون كان مطراناً قبل هذا التاريخ . وهنا يلحظ الدويهي المفارقة في هذا التاريخ ويلقي اللوم في ذلك على الناسخ، الذي يدّعي بأنه كتب اسم سرجيوس بدلاً من هونوريوس ويقصد الدويهي به البابا سرجيوس الأول (687ـ701)، الذي اصطحب نائبه في الشرق يوحنا مارون إلى روما كما يزعم . وان البابا رحّب بيوحنا مارون لأنه كان أيضاً من أهالي أنطاكية . ويؤكّد الدويهي أن سرجيوس الأول هو الذي رسم يوحنا مارون بطريركاً على أنطاكية دون ان يقدم بينة تاريخية . واذا تأملنا احداث عام 676 عندما جرت رسامة يوحنا مارون، على ما يفترض، ان البابا يومئذ كان إمّا ادييودات ( 672ـ 676) أو خلفه دونس (676 ـ 678) وليس هناك من دليل عن وجود نائب أو ممثل يمثل أياً من هذين الباباوين في الشرق . إن البابا الوحيد الذي كان له موفد في الشرق هو البابا مارتن الأول (ت 655)؛ وكان موفده يوحنا، مطران فيلادلفيا الذي وصل إلى الشرق عام 649 كما تمَّ ذكره أعلاه

لا يوجد دليل تاريخي يؤيد ان المطران يوحنا قد بقي في الشرق مدة سبع وعشرين عاماً، وهو ما يكفي من الوقت لرسامة يوحنا مارون مطراناً . فضلاً عن ذلك، فإن سجلات كنيسة روما لا تذكر شيئاً عن مهمة يوحنا مطران فيلادلفيا بعد موت البابا مارتن الأول، الذي أرسله إلى الشرق . فقد خلف مارتن الأول أربعة باباوات على الأقل ولا بد أن واحداً منهم على الأقل قد اتصل بالموفد البابوي في الشرق . ومما لا يقبل التصديق اكثر من ذلك هو الادعاء بأن يوحنا، مطران فيلادلفيا قد رسم يوحنا مارون مطراناً . لأن غاية يوحنا، مطران فيلادلفيا القصوى كانت إنهاء الجدل المونوثيلي الذي كان يمزق كرسيي أنطاكية وأورشليم الخلقيدونيين، وتـنصيب كهنة يدينون بعقيدة المشيئتين في المسيح بمناصب عليا . إن كل الدلائل المتوفـرة عن يوحنا مارون خلال هذه الفترة تُـشير إليه كمونوثيلي لا كمؤمن بمشيئتين في المسيح، أو “ككاثوليكي ” . بل إن مونوثيلية يوحنا مارون يؤكدها كتاب عقيدة اليعاقبة، وهو المصدر الذي يستشهد به الموارنة بالذات لتثبيت هوية يوحنا مارون ” الحقيقية

يدعي الدويهي أيضاً بأن عبد يشوع يُـشير إلى يوحنا مارون في أحد ميامره (قصائده) بأنه ” يوحنا بن فرنجوي ” (يوحنا بن الفرنجة) . وعبد يشوع هذا الذي يستـشهد الدويهي بفهرس الكتب الذي جمعها هو الكاتب النسطوري عبديشوع بن بريخا، والأكثر شهرة بالصوباوي (ت 1318) . وقد تمَّ نشر هذا الفهرس في عام 1653 في روما وقام بتحريره ابراهيم الحاقلاني، وهو ماروني . يرتأي السمعاني بأن الدويهي أخطأ في اعتبار يوحنا بن الفرنجة هو يوحنا مارون، لأن يوحنا الذي كتب عنه عبديشوع لم يكن يوحنا بن الفرنجة بل يوحنا فنخوبي اي (ابن الفخارين) لا يوحنا مارون . فالظاهر كما يقول السمعاني أن الدويهي قد انخدع بالحاقلاني، الذي، لكي يثبت هوية يوحنا مارون، عمد الى تحريف الاسم الذي أشار إليه الكاتب النسطوري وهو، يوحنا فنخوبي اي ابن الفخارين، فبدله باسـم يوحنـا بن الفرنجة لتشابه الكلمتين باللغة السريانية . ولما اكتشف الدويهي هوية يوحنا التي حرّفها الحاقلاني دفعته الجرأة الى القول أن يوحنا مارون كان من أصل افرنجي، وكانت له ارتباطات قوية مع الفرنجة في سورية، وارتقى بمساعيهم إلى أعلى المناصب الكنسية ( وبنفس الثقة يستـشهد الدويهي بالكتب المدرجة في فهرس عبديشوع على أنها من مؤلفات يوحنا بن الفخارين، فيعتبرها مؤلفات يوحنا مارون

يدّعي الدويهي أيضاً أن المفريان ابن العبري، في مؤلفه : مخزن الأسرار ذكر شخصاً اسمه ” يوحنا مارون ” أي (يوحنا مارون أو على الأصح، يوحنا الذي كان يمت إلى دير مارون) وبأن يوحنا هذا هو يوحنا مارون الذي ينتسب اليه الموارنة . وللمرة الثانية يشير السمعاني بأن الدويهي قد أخطأ لأن يوحنا مارون الذي كتب عنه ابن العبري هو كاتب سرياني من القرن العاشر . وبالرغم من تصحيح السمعاني للدويهي، نجد كاتباً مارونياً آخر هو اسطفان عواد (ايفوديوس) السمعاني (1711ـ1782) يصرّ على تكرار خطأ الدويهي في اعتباره يوحنا مارون الذي كتب عنه ابن العبري هو نفس يوحنا مارون الذي يدّعي الموارنة بأنه أول بطريرك لهم

ويمضي الدويهي الذي يجاريه يوسف السمعاني في رواية المزيد من فعّاليات يوحنا مارون بعد رسامته المزعومة كمطران وكبطريرك وتتبع كل خطوة من خطواته . يدّعي الدويهي والسمعاني معاً أن يوحنا مارون غادر دير مارون بعد رسامته وذهب إلى فينيقيا، أبرشيته الجديدة . واشتغل في كرم الرب وهدى العديد من الناس الذين كانوا يؤمنون بعقيدة المشيئة الواحدة في المسيح (المونوثيلية) إلى الإيمان الصحيح ” بالمشيئتين في المسيح” . وبمرور الزمن، ازداد أتباعه وانتشروا حتى وصلوا أرمينيا وأورشليم . وقد رسم يوحنا أساقفةً وكهنةً لرعاية العدد الكبير من الناس الذين اعتنقوا تعليمه، وعين قادة للجيش، كان من بينهم ابن أخيه ابراهيم ” . اذا فهمنا الدويهي والسمعاني بشكل صحيح، تكوّن لدينا انطباع بأن أتباع يوحنا مارون أصبحوا من الكثرة بحيث شكلوا “أمة” لها منظماتها الدينية والعسكرية، وهي ” الأمة المارونية ” . قد يشعر المرء بشيء من الرجة عندما يعلم بأن الموارنة أصبحوا ” أمة ” في أواخر القرن السابع أو الثامن، خاصة لأن الموارنة يدّعون بأن يوحنا مارون توفي عام 707 اي في اوائل القرن الثامن . على أي حال لا يوجود دليل تاريخي يؤيد ادعاءهم . ومما يخفف من وقع هذه الرجة عندما يدرك المرء بأن الدويهي والسمعاني، والموارنة اجمعين، يخلطون حتى اليوم، بين الموارنة والمردة وهم قوم مقاتلون من أصل مجهول ظهروا في بادئ الأمر في الشرق الأوسط في القرن السابع . وسوف نرى بعدئذ أن الموارنة يستشهدون بروايات ثيوفانس وغيره من المؤرخين تأييداً للنظرية القائلة بأن المردة والموارنة هم شعب واحد أو كما يدّعون ” أمة واحدة

http://www.syriacstudies.com/AFSS/drasat_sryanyt_-_3/Entries/2007/10/9_mn_hw_ywhna_marwn_%3Faldktwr_mty_mwsy.html