المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 30 حزيران/2018

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/newselias18/arabic.june30.18.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة
عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

إِعْمَلُوا، لا لِلطَّعَامِ الفَانِي، بَلْ لِلطَّعَامِ البَاقِي لِحَيَاةٍ أَبَدِيَّة، ذَاكَ الَّذي يُعْطِيكُم إِيَّاهُ ٱبْنُ الإِنْسَان

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/الصحافي فداء عيتاني والحكم بسجن وتغريم حرية الرأي

الياس بجاني/رضا لاهي ع شركة قوات جعجع بدو خرزي زرقاء

الياس بجاني/ورقة نوايا معراب المليون خطيئة هي اتفاق على تقاسم حصص المسيحيين في الدولة

الياس بجاني/خطيئة "ورقة نوايا معراب"، وضرورة استقالة جعجع!!

 

عناوين الأخبار اللبنانية

فيديو مقابلة من محطة العربية للعميد المتقاعد خليل حلو

نصرالله ينصّب نفسه "مرجعية" في لبنان

الوعود والبرامج التي سمعناها من رؤساء الأحزاب/خليل حلو/فايسبوك

القاء القبض على اللبناني علي بركات في الباراغواي بتهمة غسل اموال لتجارة المخدّرات لصالح حزب الله

هذه إيران/الشيخ حسن مشيمش/لبنان الجديد

دلالات ما حصل مع اللواء السيد لجهة استدراكه بشأن ما قاله عن عريضة ال٦٥ نائب/ايلي قصيفي/فايسبوك

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الجمعة في 29/6/2018

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الجمعة في 29 حزيران 2018

علوش: “حزب الله” فرمل اندفاعته بعد الإعلان الكندي,, و”حلحلة” الأسبوع المقبل

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

نقلاً عن تقدير موقف رقم 235

الفرد رياشي: المزاعم عن الضغوطات الأميركية لتوطين الفلسطنيين هرطقة إعلامية

بؤس المعارضة الشيعية ونعيم الثنائية الشيعية/أحمد خواجة/نقلاً عن موقع مدى الصوت

ريفي المتضامن مع فداء عيتاني يدّعي على جوني منير: فما هي المبررات؟!

وفد من حركة الارض زار بلدية العاقورة متضامنا

د.فؤاد أبو ناضر زار العاقورة: لانتشار الجيش في الجرد لمنع أي احتكاك وحل النزاع العقاري التاريخي نهائيا

تدخلات باسيل في التشكيل الحكومي تستفز الحريري

بيرت أنهى زيارته للبنان وأعلن البدء ببناء مركز تدريب جديد للجيش

الوطني الحر: الحكم على فداء عيتاني بالحبس 4 اشهر وتغريمه 10 ملايين ليرة لتعرضه لباسيل

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

الأمم المتحدة تنتقد الصواريخ الإيرانية: الاتفاق النووي على مفترق طرق وواشنطن تتعهد وقف النشاطات المدمرة وتطالب شركاءها بالرد على «السلوك الخبيث»

روحاني يدعو مواطنيه إلى الاستعداد لمواجهة العقوبات ومنظمة الطاقة الذرية الإيرانية تبدأ خطوات إنتاج غاز اليورانيوم

تفاهمات سورية» بين ترمب وبوتين: النظام إلى الجنوب مقابل إخراج إيران ودول أوروبية ترفض إعطاء شرعية للأسد والمساهمة في الإعمار

ترمب يسعى لترجيح كفة اليمين في المحكمة العليا وعقب إعلان القاضي كينيدي تقاعده الشهر المقبل

قمة روسية ـ أميركية في هلسنكي الشهر المقبل واتفاق على مناقشة «رزمة ملفات معقدة»... وموسكو تتوقع «خريطة طريق» للتطبيع

مسؤول أممي يحذر من كارثة درعا وسط القتال

 ترجمة وفاء العريضي/ بقلم فاتح ايرل نقلًا عن وكالة الاناضول

الشعب الإيراني يزداد فقرًا/ ترجمة وفاء العريضي/لبنان الجديد/بقلم كريسنادييف

ترمب: سأبحث مع بوتين الصراعات في سوريا وأوكرانيا

احتجاجات غاضبة في إيران: "باسم الدين سرقونا الحرامية"

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

العقدة المسيحية أعقد من محاولات الحل/أسعد بشارة/جريدة الجمهورية

عون يصارح «القوات» بما يخفيه وباسيل يهزأ من محاولة «الفصل»/عماد مرمل/جريدة الجمهورية

الرياض لا تتدخل... بل تستعجل التأليف/طارق ترشيشي/جريدة الجمهورية

النازحون... يُــشعلون «قنبلة» العلاقة مع سوريا/كلير شكر/جريدة الجمهورية

إنسحاب أميركا من الإتفاق النووي الإيراني وتبعاته/رياض طبارة/جريدة الجمهورية

حُكّام لبنان (3): باسيل وجعجع وجنبلاط وفرنجية والجميّل ..التحالفات تغيّرت في الطريق إلى سبق الرئاسة/إيلي الحاج/نقلاً عن موقع مدى الصوت

أين المعارضة/عقل العويط/النهار

الحكومة العتيدة... حتى ولو وُلِدَت بسرعة فستكون "مسبوقة" بكثير من الإستحقاقات/الهام فريحة/الأنوار

لا بديل من الحريري غير السيناريو الإيراني/أحمد عدنان/موقع مدى الصوت

التفاصيل: هذا ما سمعه قائد الجيش في أميركا/علي الحسيني/المستقبل

«المختبر» السوري وتناقض الالتزامات/وليد شقير/الحياة

رجوع الأسد إلى جلباب أبيه/نديم قطيش/الشرق الأوسط

ترمب وبوتين... «السلام الساخن»/ليونيد بيرشيدسكي/الشرق الأوسط

هل حلّ الطلاق بين روسيا وإيران/مشاري الذايدي/الشرق الأوسط

لماذا لن تصبح تركيا إيران جديدة/أمير طاهري/الشرق الأوسط

إيران: شرارة البازار وكماشة ترامب/د. خطار أبودياب/العرب

يومٌ طويلٌ في حياة قصيرة/رضوان السيد/الشرق الأوسط

ماتت» سوريا.. عاش الأسد/أسعد حيدر/المستقبل

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

عون: سأعمل لتحسين الاقتصاد واستكمال الاصلاحات ولا صحة لضغوط على النازحين ولبنان ملزم بالدفاع عن أراضيه

الحريري عرض الاوضاع مع الصراف وكيدانيان المخزومي: هناك انطباع بانه اذا لم تشكل الحكومة فأن الوضع الاقتصادي سيكون سيئا

جعجع سلم بطاقات انتساب لقواتيين جدد: لا نسعى لإلغاء أحد وليحترم الغير حضورنا ولن نقبل بمقايضة وجودنا في الحكومة بسكوتنا عن الهدر

مؤتمر صحافي للمجتمع المدني عن حقوق اللاجئين: عودتهم يحكمها القانون الدولي والتزام لبنان به وبمنظومة حقوق الانسان هو في مصلحته اولا واخيرا

نص كلمة السيد حسن نصرالله ليوم الجمعة 29 حزيران/18/نصرالله : ندعو الى الاستعجال في تشكيل حكومة وطنية وشكلنا ملفا للعناية بمساعدة النازحين السوريين على العودة

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية
إِعْمَلُوا، لا لِلطَّعَامِ الفَانِي، بَلْ لِلطَّعَامِ البَاقِي لِحَيَاةٍ أَبَدِيَّة، ذَاكَ الَّذي يُعْطِيكُم إِيَّاهُ ٱبْنُ الإِنْسَان

إنجيل القدّيس يوحنّا06/من22حتى27/في الغَدِ، رَأَى الجَمْعُ الَّذي بَقِيَ عَلى الضَّفَّةِ الأُخْرَى مِنَ البَحْر، أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ هُنَاكَ سِوَى سَفِينَةٍ وَاحِدَة، وأَنَّ يَسُوعَ لَمْ يَدْخُلِ السَّفِينَةَ مَعَ تَلامِيذِهِ، بَلْ مَضَى التَّلامِيذُ وَحْدَهُم. وجَاءَتْ سُفُنٌ أُخْرَى مِنْ طَبَرَيَّة، إِلى قُرْبِ المَوْضِعِ الَّذي أَكَلُوا فِيهِ الخُبْزَ، بَعْدَ أَنْ شَكَرَ الرَّبّ. فَلَمَّا رَأَى الجَمْعُ أَنَّ يَسُوعَ لَيْسَ هُنَاك، ولا تَلامِيذُهُ، رَكِبُوا السُّفُن، وجَاؤُوا إِلى كَفَرْنَاحُومَ يَطْلُبُونَ يَسُوع. ولَمَّا وَجَدُوهُ عَلى الضَّفَّةِ المُقَابِلَة، قَالُوا لَهُ: «رَابِّي، مَتَى وَصَلْتَ إِلى هُنَا؟». أَجَابَهُم يَسُوعُ وقَال: «أَلحَقَّ ٱلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: أَنْتُم تَطْلُبُونِي، لا لأَنَّكُم رَأَيْتُمُ الآيَات، بَلْ لأَنَّكُم أَكَلْتُم مِنَ الخُبْزِ وشَبِعْتُم. إِعْمَلُوا، لا لِلطَّعَامِ الفَانِي، بَلْ لِلطَّعَامِ البَاقِي لِحَيَاةٍ أَبَدِيَّة، ذَاكَ الَّذي يُعْطِيكُم إِيَّاهُ ٱبْنُ الإِنْسَان، لأَنَّ ٱبْنَ الإِنْسَانِ هُوَ الَّذي خَتَمَهُ اللهُ الآب».

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

الصحافي فداء عيتاني والحكم بسجن وتغريم حرية الرأي

الياس بجاني/29 حزيران/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/65657/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%b5%d8%ad%d8%a7%d9%81%d9%8a-%d9%81%d8%af%d8%a7%d8%a1-%d8%b9%d9%8a%d8%aa%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%ad%d9%83/

منذ 33 سنة قضيتها في كندا والتي أصبحت وطني الثاني، لم اسمع ولو مرة واحدة بأن القضاء الكندي قد حكم بسجن أو بتغريم ولو صحافي واحد على خلفية رأي أو انتقاد، أو أن المحاكم الكندية قد قاضت مواطناً واحداً على خلفية رأياً معارضاً أو منتقداً لسياسي أو لمسؤول.. في حين أن القضاء في وطني الأول والحبيب، لبنان، مستمر وبشكل تصاعدي وضاغط وانتقائي في إصدار الأحكام “المستغربة” “والمستنكرة” التي تطاول صحافيين وناشطين وحتى مواطنين عاديين بسبب أراء وبوستات وتعليقات ومقالات وتقارير لهم لا تعجب صاحب شركة حزب أو مسؤول أو رسمي أو متمول أو نافذ أو رجل دين.

إن لبنان هو بلد الأبجدية والحضارة والقداسة والقديسين، ولبنان هو البلد الملاذ لكل المضطهدين في الشرق على ممر الأزمنة والعصور..محزن أن هذا ال لبنان لم يعد يشبه لبنان الحالي الذي أمسى عملياً في غربة كاملة عن ذاك ال لبنان بعد أن أصبحت فيه الكلمة التي هي الله كما يقول كتابنا المقدس

(إنجيل يوحنا 01: 01: فِي الْبَدْءِ كَانَ الْكَلِمَةُ، وَالْكَلِمَةُ كَانَ عِنْدَ اللهِ، وَكَانَ الْكَلِمَةُ اللهَ.) غير محترمة وغير مصانة ومضطهدة.

إن الأمر الدركي هذا محزن للغاية، لا بل هو مخيف ونذير شؤم ..

وكيف لا ونحن نرى أن وطن جبران والأبجدية قد وصل إلى هذا الدرك من تحقير الكلمة واضطهاد أصحاب الرأي.

في هذا السياق قرأنا اليوم خبر (الخبر موجود في أسفل الصفحة) الحكم بسجن وتغريم الصحافي فداء عيتاني بسبب تعليق له تناول الوزير جبران باسيل…علماً أن عيتاني هو مقيم خارج لبنان ومحروم رغماً عن إرادته من حقه الشرعي والقانوني العيش فيه.

فداء عيتاني صحافي، وإن كان تعليقه، محقاً أو غير محق فإنه لا يجب دستورياً أن يعامل هكذا في بلده، بلد الحرف.

من المؤسف أن هكذا معاملة بالتأكيد سوف تعمق من غربته وتبعده أكثر وأكثر عن وطنه وأهله.

 

حكم بالسجن على الصحافي فداء عيتاني بسبب تعليق!

مهارات/29 حزيران/18

أصدرت القاضية المنفردة الجزائية في بعبدا نادين نجم حكماً قضى بحبس الصحافي فداء عيتاني أربعة أشهر وإلزامه بدفع مبلغ عشرة ملايين ليرة كعطل وضرر على خلفية منشور على فيسبوك تعرّض فيه بعبارات مسيئة للوزير جبران باسيل، وذلك بناء لشكوى تقدّم بها الاخير في منتصف العام 2017.

وكان عيتاني قد مثل امام مكتب مكافحة الجرائم المعلوماتية للتحقيق معه بهذا الخصوص، وترك بسند اقامة بعد رفضه التوقيع على تعهّد بعدم التعرّض مرة أخرى لباسيل، كما رفض نشر رسالة اعتذار إليه. أكد عيتاني في حديث لـ "مهارات" انه الى الان لم يتبلغ بالحكم من قبل محاميته، بل سمع بالحكم من خلال الاعلام. ولفت عيتاني الذي يعيش في بريطانيا حاليا بعد حصوله على اللجوء السياسي الى انه "هناك تسعة دعاوى مقدمة ضدي من قبل الوزير باسيل، بالرغم من اني صحافي، والمنشور موضوع الدعوى كان ينتقد ممارسات الجيش تجاه اللاجئين، ولا يستهدف الوزير باسيل شخصيا". واشار عيتاني الى "انتهاء العهد الذي كان يتضمن هامش من حرية التعبير في لبنان، واصبح الاعلام متحدثا رسميا بإسم السياسيين، الذين يستخدمون القانون لحماية مصالحهم". تدعو "مهارات" السلطة القضائية المؤتمنة على صون الحريات العامة على ضرورة مراعاة حق نقد الشخص العام في اطاره الواسع ، وبالسياق الذي ورد فيه، تعزيزا لحرية النقاش العام بأشكاله المختلفة. كما تشجب "مهارات" توقيع احكام السجن بحق الصحافيين، وكل من يعبر عن رأيه على مواقع التواصل الاجتماعي، التي تكررت بوتيرة متسارعة في الاونة الاخيرة.  وتدعو "مهارات" السياسيين الى التعامل بصدر رحب مع التعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي بموازاة المسؤوليات العامة الملقاة على عاتقهم. كذلك، تطالب "مهارات" المجلس النيابي الجديد بالتسريع لإقرار الاصلاحات التي تقدمت به مهارات مع النائب غسان مخيبر وأبرزها الغاء عقوبة الحبس ومنع التوقيف الاحتياطي عن كل من يعبر عن رأيه بأي وسيلة ضمنها الانترنت وتوسيع مفهوم نقد الشخص العام.

http://www.maharatfoundation.org/fidaaitani

 

جورج عدوان وأوراق التوت والتعرية

الياس بجاني/29 حزيران/18

مقابلة جورج عدوان عرت شركة قوات جعجع من كل مصداقية وطنية وألحقتها 100% وعلناً ودون حياء بكل النرسيسيين والفريسيين وتجار الهيكل..وكلون يعني كلون..!!

 

رضا لاهي ع شركة قوات جعجع بدو خرزي زرقاء

الياس بجاني/28 حزيران/18

من درر مقابلة جورج عدوان أمس اعلانه بفخر أن حزب الله وأمل لا يمانعان اعطاء شركة قوات جعجع حقيبة سيادية. رضا لاهي بدو خرزي زرقاء!!

 

ورقة نوايا معراب المليون خطيئة هي اتفاق على تقاسم حصص المسيحيين في الدولة

الياس بجاني/27 حزيران/18

جورج عدوان لوليد عبود اليوم:اتفقنا بورقة نوايا معراب على اعطاء 3 وزراء لرئيس الجمهورية والباقي، اي كل الوزراء المسيحيين منتقاسمون نحنا اي القوات مع التيار واذا حدا منا بيحب يتكرم بوزارة على أي مسيحي بيعطيه ياها من حصتو..

 

خطيئة "ورقة نوايا معراب"، وضرورة استقالة جعجع!!

الياس بجاني/27 حزيران/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/65614/65614/

نسأل ومعنا كثر من المواطنين الذين لا يثقون ولو بنسبة واحد بالمائة بخيارات وتحالفات ومفاهيم ووطنية وجدية وشفافية ولو سياسي لبناني مسيحي ماروني واحد،

نسأل هل كانت "ورقة تفاهم معراب" المسيحية - المسيحية حدثاً عادياً نرى من مثلها كل يوم في الحياة السياسية اللبنانية عموماً والمسيحية تحديداً؟

أم أنها كانت حدثاً مفصلياً ومهماً للغاية ومنعطفاً تاريخياً غير مسبوق؟

السؤال مبرر كون "الورقة الخطيئة" بنيت ووقّعت وسوّق لها على جثتي تجمع 14 آذار وثورة الأرز، وكانت انقلاباً تاريخياً على مبدأ مواجهة الاحتلال عن طريق رفضه وعدم التعايش معه ومقاومته.

الورقة ولدت ميتة وتم نعيها ودفها من قبل التيار الوطني الحر في اليوم التالي لاحتفال مشهدية توقيعها في معراب وذلك على لسان الوزير بيار رفول من خلال مقابلة له بثها تلفزيون ال او تي في.

حقيقة فإن التيار الوطني الحر لم يتنازل عن أي شيء مقابل توقيع الورقة، وكل التنازلات جاءت من د.سمير جعجع (صاحب شركة القوات اللبنانية).

ونعم صاحب شركة وليس حزباً وكباقي أصحاب كل شركات الأحزاب اللبنانية ودون استثناء واحد.

التيار الوطني الحر بقي متمسكاً بورقة "تفاهم مار مخايل" ولم يحد عنها لا علناً ولا سراً ولا خطاباً ولا تحالفات..ولا يزال.
في حين داكش المعرابي السيادة بالكراسي،

وفرط 14 آذار،

وقفز فوق دماء الشهداء،

وخوّن كل ال 14 آذاريين الأحرار والسياديين اللذن رفضوا مشاركته في "صفقة التسوية الخطيئة"، وراح مع فريقه النيابي والإعلامي وبوقاحة وقلة وفاء وحياء يسوّق لهرطقة ما سموه كذباً ونفاقاً "واقعية"..

الشاردون عن ثورة الأرز وعن قيم وثوابت وأخلاقيات تجمع 14 آذار وقعوا كلهم في شر أعمالهم وفي أفخاخ "واقيتهم" الدجل، وها هم يحصدون الخيبات.

ها هي "التسوية الخطيئة" برمتها تأكل أوهام وأحلام يقظة وأطماع وجشع كل الذين خانوا الأمانة الشعبية لثورة الأرز و14 آذار وأغرتهم الكراسي وشهوات النفوذ والسلطة...ووقعوا في شر "التجربة".. ولا يزالون في أحضانها.

أمس أعلنها بالفم الملآن الوزير جبران باسيل وقال بجرأة إن اتفاق معراب لم يعد موجوداً...

وعملياً وواقعاً فإن الباسيل وشركة حزبه لم يكونا أصلاً قد تنازلا عن أي شيء..بل أخذا كل شيء.

في القاطع الآخر بكاء وعويل وصراخ وكالعادة تشاطر وتذاكي ولعب على الكلام..

يبقى أنه عملا بالمعايير الديمقراطية التي تمارس السياسة على قواعدها (في الأحزاب وليس الشركات) فإن المطلوب أن يقدم "المعرابي" استقالته بعد كل رزم هذا الفشل الكبير والخطير في خيار انعطافة ال 180 درجة.

ولكنه على الأكيد الأكيد لن يستقل،

وعلى الأكيد الأكيد حتى أنه لن يعتذر،

بل سيجد المبررات اللفظية الفارغة من أي محتوى،

وسنجد فرق الصنوج والطبول والهوبرجية تعزف معزوفاتها الغنمية الإسقاطية والتبريرية كما دائماً (.Rationalizatio & projection

وهل بعد في ظل هكذا قيادات تجارية ونرسيسية من سؤال عن أسباب هجرة اللبنانيين، وضياع الاستقلال، ومصادرة السيادة، وانتهاك الدستور، وإفقار الناس، وتعهير القرارات الدولية (1559 و1701) ومداكشة الكراسي بالسيادة وتغليب المصالح الشخصية على كل ما هو وطن ومواطن وهوية وشهداء وتاريخ ودولة!!

نختم مع قول المخلص: " دَعُوهُم! إِنَّهُم عُمْيَانٌ قَادَةُ عُمْيَان. وإِنْ كَانَ أَعْمَى يَقُودُ أَعْمَى، فَكِلاهُمَا يَسْقُطَانِ في حُفْرَة». (انجيل القدّيس متّى/15-20)

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني

http://eliasbejjaninews.com/

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

فيديو مقابلة من محطة العربية للعميد المتقاعد خليل حلو/29 حزيران/18/اضغط هنا أو على الرابط لإي أسفل لمشاهدة المداخلة

https://www.youtube.com/watch?v=NZIAgZMUcAQ&feature=share

 

نصرالله ينصّب نفسه "مرجعية" في لبنان

العرب/30 حزيران/18/بيروت – وضع حسن نصرالله الأمين العام لحزب الله في لبنان نفسه في موقع “المرجعية العليا” في البلد. وجعل ذلك أحد السياسيين اللبنانيين يصفه بـ”المرشد الأعلى” على غرار ما هو عليه علي خامنئي في إيران. ففيما يجهد رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري نفسه لتشكيل حكومة جديدة باحثا عن تسويات تضمن إيجاد مخارج للخلافات المسيحية – المسيحية خصوصا، حدد نصرالله “معايير” تشكيل الحكومة اللبنانية قائلا إنّها يجب أن تكون حكومة موسّعة. وأكد في هذا المجال أن حجم الثنائي الشيعي في الحكومة يجب أن يزيد على ستة وزراء. وفسّرت مصادر سياسية هذا الكلام بأنّ “حزب الله” يريد أن يكون له رأي في توزير غير الشيعة أيضا. وأوضحت أن كلامه عن حجم حزب الله في مجلس النواب وضرورة أخذ نتائج الانتخابات الأخيرة في الاعتبار يستهدف سعد الحريري أوّلا. ولخصت مطالب الأمين العام لحزب الله بالرغبة في توزير سنّة معارضين لـ”تيار المستقبل” من الذين دعمهم في الانتخابات. ومن بين هؤلاء عبدالرحيم مراد وأسامة سعد وفيصل كرامي. وذكرت هذه المصادر أن نصرالله لم يكتف بتحديد “المعايير” التي يجب أن تتشكل على أساسها الحكومة، بل ذهب إلى أبعد من ذلك داعيا إلى تمثيل العلويين والسريان وذلك في إشارة واضحة إلى معارضته طرح سعد الحريري لحكومة من 24 وزيرا أو 30 في أسوأ الأحوال. ودخل نصرالله أيضا على خط اللاجئين السوريين منتقدا المنظمات الدولية التي “تخيف” هؤلاء من العودة إلى سوريا. وقال إن حزب الله قرر “التواصل مع النازحين مباشرة وتحديد آلية لاستقبال طلبات هؤلاء”. وأضاف “سنشكل لوائح ونعرضها على الجهات المعنية في الدولة السورية بالتعاون مع الأمن العام اللبناني وذلك لإعادة أكبر عدد من السوريين”. ولوحظ أيضا أن الأمين العام لحزب الله تبرأ من تعديات يقوم بها مسلحون شيعة يتمتعون بغطاء الحزب على قرى مسيحية في منطقة اليمونة الجبلية. وجاءت هذه التعديات في سياق الاستيلاء على أراض للمسيحيين في مناطق معينة يقيم فيها حزب الله تحصينات وقواعد عسكرية. وسعى نصرالله إلى طمأنة أبناء القرى المسيحية مؤكدا أن الدولة اللبنانية “ليست في وارد التخلي عن مسؤولياتها”. لكن أوساطا مسيحية أكدت أن كلّ هذا الكلام لا معنى له في ظل المحاولات التي يقوم بها مسلحون في مناطق معيّنة، خصوصا في اليمونة لفرض أمر واقع على الأرض، في حين تكتفي أجهزة الدولة اللبنانية بالتفرج على ما يدور في تلك المنطقة منذ سنوات عدّة.

 

الوعود والبرامج التي سمعناها من رؤساء الأحزاب

خليل حلو/فايسبوك/29 حزيران/18

أريد أن أذكـّـر الناخبين الكرام بالوعود والبرامج التي سمعناها من رؤساء الأحزاب جميعهم ولا سيما محاربة الفساد وتأليف سريع للحكومة وغيره من الوعود التي أراد الكثيرون تصديقها، إضافة إلى كلامهم عن الدفاع عن حقوق المسيحيين وحقوق السنة وحقوق الشيعة وحقوق السريان وغيرها من الحقوق الوهمية، إذ هناك حقوق مواطن وفقط حقوق مواطن وهو مغيب.تماماً لا بل يتحمل شخصياً جزء كبير من مسؤولية تغييب نفسه. بعد هذا التذكير أود الإضاءة على ما يلي: لبنان الرسمي يستعطي المساعدات لكي لا ينهار إقتصاده، ليس من إيران وروسيا وسوريا بل من فرنسا وألمانيا والولايات المتحدة والسعودية والإمارات ودول الخليج ويربـّـحهم جميلة أنه يستعطي منهم وقد حطـّـم وزير خارجيتنا الأرقام القياسية في إنجاز تاريخي لسوء العلاقات مع العالمين الغربي والعربي، ولا يمرر حضرته مناسبة إلا ويهاجمهم فيها ناسياً أن لبنان ليس قوة عظمى ولا قوة إقليمية. وقد برزت مؤخراً باقة من الشائعات على وسائل التواصل الإجتماعي، من الواضح أنها من مصدر واحد تقول أن الغرب يعرض المليارات على لبنان مقابل توطين الفلسطينيين فيه. هذه الشائعات تهدف إلى شد العصب وتجييش رأي عام حول مسؤولين باتوا غير مقنعين، وإلهاء الناس عن الإفلاس الذي نسير نحوه بثبات كما يقول الخبراء الإقتصاديون والماليون. أفكار التوطين وردت لدى بعض الأوساط الغربية في مراحل سابقة ولكن ثبت أنه من المستحيل تحقيقه دستورياً وقانونياً عدا عن وقوف الأكثرية الساحقة من اللبنانيين ضده. أما الأخطر من ذلك فهو المرسوم رقم 10 الذي وقعه بشار الأسد في سوريا والذي يقضي بمصادرة أراضي النازحين الذين لا يتقدمون للمطالبة بها في مهلة قصيرة. المسؤولون عندنا صامتين حيال هذا المرسوم، وبدلاً من الإضاءة عليه يلوحون بخطر توطين الفلسطينيين مقابل المليارات ... لذلك إقتضى التوضيح بعيداً عن الديماغوجيا وإثارة المشاعر.

 

القاء القبض على اللبناني علي بركات في الباراغواي بتهمة غسل اموال لتجارة المخدّرات لصالح حزب الله

مرصد نيوز/29 حزيران/18/تستمرّ الاجهزة الامنية في الباراغواي بتفكيك شبكات تبييض الاموال وتجارة المخدّرات التي توصف بانها مقربة من حزب الله والتي تعمل بقوّة على حدود الدول الاميركية الجنوبية الثلاث (باراغواي، البرازيل، والأرجنتين). وباشارة من المدعي العام في البراغواي، قامت الاجهزة الامنية وبالتنسيق مع الانتربول بالقاء القبض على اللبناني علي بركات بتهمة غسل اموال لتجارة المخدّرات. ولبركات علاقة وثيقة مع حزب الله وقد صدر مذكّرة توقيف بحقّه أيضاً من القضاء الأميركي مما سيجعل واشنطن تطالب باستلام المتّهم لمحاكمته. وقد تزيد هذه الامور من احراج القنصل اللبناني في الباراغواي حسن حجازي الذي قام سابقاً بالتدخّل لدى السلطات الباراغوانية لعدم تسليم المتّهم بتبييض الاموال نادر محمّد فرحات الى الولايات المتّحدة. وتشير مصادر مراقبة عن صعوبة موقف القنصل اللبناني بين الحفاظ على صورة لبنان النظيفة في الخارج وبين قربه سياسياً من حزب الله وبعض مسؤوليه في اميركا الجنوبيّة.

 

هذه إيران !

الشيخ حسن مشيمش/لبنان الجديد/29 حزيران 2018

بيوت القرى بين طهران ومشهد وملابس الناس فيها توحي للناظر بأنهم بشر من العصر الحجري

ملايين من الإيرانيين تحت خط الفقر يعيشون ببيوت من الطين بشهادة السيد ابراهيم رئيسي مرشح خامنئي لرئاسة الجمهورية وعلى تلفزيون إيران فلينصرف نظامكم عن بلدنا وبلدان العرب والعالم لِيُطْعِمَ جياع شعبه وكفى نفاقاً وإجراماً وحروباً وفتناً وكذباً بأنه يريد إزالة اسرائيل من الوجود!

آلاف من الشيعة اللبنانيين صُعِقوا حينما زاروا ضريح الإمام علي الرضا (ع) وأصابت رؤوسهم صاعقة من كثرة القرى الفقيرة وكثرة الفقراء الذين يعيشون في بيوت مبنية من الطين والتبن!  وحسب شهادتهم إن الفقر المنتشر على طول الخط بين مدينة طهران ومدينة مشهد بمسافة 1000  كيلو متر  ألف كيلو.

بيوت القرى هناك وملابس الناس فيها توحي للناظر بأنهم بشر من العصر الحجري.  حسب شهادتهم إن الدولة فاسدة لكثرة الرشوى السائدة في كافة مؤسساتها فأعظم ضابط تشتري ضميره ب 20 دولار $ ! قالوا لي التقينا بالصحن الشريف في مقام الإمام الرضا عليه السلام برجل طيب يبدو عليه أنه من الصادقين قال لنا لقد اعتقلوني الإستخبارات هنا في زنزانة انفرادية مدة سنة من دون تحقيق ولا محاكمة وحينما أخرجوني سألت مسؤول الأمن في المعتقل وما سبب اعتقالي؟ قال لي: بسبب لسانك الطويل على القائد في مجالسك الخاصة! هذا هو واقع إيران وشعبها اليوم .

 

دلالات ما حصل مع اللواء السيد لجهة استدراكه بشأن ما قاله عن عريضة ال٦٥ نائب

ايلي قصيفي/فايسبوك/29 حزيران/18

ما هي دلالات ما حصل مع اللواء السيد لجهة استدراكه بشأن ما قاله عن عريضة ال٦٥ نائبا ل"اسقاط" تكليف الرئيس الحريري، في تصريحه لجريدة الاخبار اليوم والتشديد على انه قال "ربما" تسقط عريضة كهذه التكليف، وقوله انه "يهمنا بقاء الحريري لأنه الاقوى" ثم بعد ذلك تأكيده "استقلاليته" بما يوحي بان مواقفه عن العريضة وغيرها لا تنسجم مع توجهات فريقه الذي يقوده حزب الله بطبيعة الحال..  ما حصل مع اللواء السيد ورغم انه تفصيل صغير في المشهد السياسي الاوسع الا انه يدل الى اي مدى يحرص حزب الله على عدم خربطة قراعد اللعبة السياسية في لبنان والتي يملك مفتاحها الاساسي، وهي لعبته اولا واخيرا، لكنه مع ذلك يحرص على عدم تخطي الشغب السياسي حدودا معينة قد تجعله مضطرا للتدخل لاعادة ترتيب قواعد اللعبة. لذلك تشكيل حكومة يرأسها سعد الحريري اولوية مطلقة بالنسبة لحزب الله حاليا طالما هذه الحكومة لن تشكل خارج تصوره لحدود اللعبة السياسية، وبالتالي ضمانتها ستكون منها وفيها. وهو بطبيعة الحال قد يتسامح مع بعض التعديلات "العرضية" في التشكيلة الحكومية كحصة القوات مثلا طالما هي لن تمس توازناتها الرئيسية التي تجعله قادرا على التحكم باتجاهات الحكومة. وهذا ما سيقوله السيد نصرالله الجمعة، أن الحزب حريص على الاستقرار وان الحكومة اولوية وما عاد يمكن التأخير في تشكيلها بالنظر الى التحديات الاقتصادية والمالية، وهو لن يصعّد بوجه الحريري من باب اتهامه بالمماطلة لكنه سيحثه على الاسراع بالتشكيل، الا انه قد يصعد بوجه السعودية وقد مهد الشيخ نبيل قاووق لهذا التصعيد اليوم، اي انه لن يحمل الحريري مسؤولية ما يعتبره تشددا سعوديا تجاه تشكيل الحكومة.. في المحصلة لم تتجاوز المشاورات لتأليف الحكومة فترة السماح بالنسبة للحزب حتى الآن ولذلك هو لم يقبل بالتصعيد ضد الحريري حتى الآن، حصوصا انه في موقع دفاعي امتصاصي الآن في لبنان لا هجومي على الرغم من موازين القوى الطابشة لمصلحته..

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الجمعة في 29/6/2018

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

بدأت في درعا فهل تنتهي فيها؟

الأردن تحدث عن هدنة جديدة في درعا وقال إنها قد تقود الى مصالحة بين النظام وفصائل المعارضة.

بهذا الكلام والفعل هل يمكن القول إن الحرب السورية التي بدأت قبل سبع سنوات في درعا قد تفتح الباب امام تسوية تبت بها قمة هلسنكي الاميركية - الروسية في السادس عشر من الشهر الطالع.

محليا هناك سعي حثيث الى تشكيل الحكومة والرئيس المكلف سعد الحريري على تفاؤله والمواقف التي أطلقها الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله قد تؤثر إيجابا على عكس تفسيرات البعض لهذه المواقف.

فالسيد نصرالله قال إن نواب حزب الله وحركة أمل ثلاثون نائبا ويمكن المطالبة بأكثر من ستة وزراء لكنه دعا الى اعتماد معيار صحيح لنتائج الانتخابات النيابية.

* مقدمة نشرة أخبارر "المستقبل"

من جديد يعود قلب بيروت لينبض حبا للحياة هذا المساء باستضافة مهرجان (بياف) في ساحة النجمة حيث يقام الاحتفال الكبير برعاية وحضور الرئيس سعد الحريري ومشاركة شخصيات وفنانين من لبنان والعالم وسينقل تلفزيون المستقبل وقائع الاحتفال بعد هذه النشرة مباشرة على الهواء.

اما موضوع تشكيل الحكومة فهو موضع متابعة من قبل الرئيس المكلف وكذلك محور مواقف سياسية منها دعوة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الى الاسراع في تشكيل الحكومة لمواجهة الاوضاع الاقتصادية والمعيشية كذلك اعتبار رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع ان العملية الدستورية التي تشكل الحكومة بموجبها، يجب أن تتلاقى وتتكامل مع الإرادة الشعبية التي تجسدت في صناديق الاقتراع، لا أن تكون وسيلة للقوطبة عليها او شلها او تقييدها.

واليوم لفت الانتباه الحركة المسرحية للنائب اسامة سعد والتي اسفرت عن اقفال معمل النفايات في المدينة بعد اعتدائه مع مناصريه على موظفي المعمل مما يؤدي الى تراكم النفايات في شوارع صيدا ليبدو الانجاز الاول لاسامة سعد كنائب.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ال بي سي"

يبدو ان تشكيل الحكومة في لبنان تابع لتوقيت المونديال اليوم استراح المونديال فاستراح التشكيل لكن ليس بالضرورة حين يستأنف المونديال ان يستأنف تحريك محركات التشكيل فالرئيس المكلف سعد الحريري يستعد لبدء اجازة عائلية قصيرة والرئيس بري في منتصف اجازته. تأسيسا على ذلك فان التشكيل في اجازة من دون ان يعني ذلك انه موضوع على الرف فالرئيس المكلف كان اضاء على الملف امس بعد لقاءه رئيس الجمهورية فحدد السقوف والخطوط العريضة وما يقبل به وما لا يقبل به. اليوم الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بدء كلمته بالملف الحكومي كدلالة على اعطاء الحزب الاولية لهذا الملف فاعتبر ان الحكومة التي يعمل عليها ليست حكومة وحدة وطنية بل حكومة ذات تمثيل نيابي واسع سائلا عن معايير التوزير واعتبر ان ما يؤخر تشكيل الحكومة هو غياب المعايير والمعيار هو ما انتجته وافرزته الانتخابات النيابية ملوحا الى انه اذا لم يتم توحيد المعايير فان الثنائي الشيعي سيعمد الى المطالبة باكثر من ما هو محدد له. دائما في الملف الحكومي رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع اعلن عصر اليوم اننا لن نقبل بان نقايض وجودنا في الحكومة بسقوطنا عن الهدر وقلة الانتاجية والفساد لان وجودنا هو اصلا لمكافحة الفساد وليس لحصد المواقع. وفي الانتظار بين الوقت الضائع في مرحلة التشكيل وانضاج التشكيلة تسير الملفات من دون عدادات من الملفات الاقتصادية والمعيشية الى ملفات الهدر والفساد والنفايات كم حصل اليوم في صيدا وصولا الى ملفات قضائية كانت عالقة لكنها تحركت وتطال الدولة اللبنانية.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ان بي ان"

مشهد التفاؤل المتجدد الذي عكسه من بعبدا الرئيس المكلف سعد الحريري لم يظهر منه شيء اليوم على مستوى الجولة المرتقبة والجديدة من المشاورات والاتصالات انطلاقا من التوزيعة الثلاثينية للحكومة وقبيل ان تعمل محركات التشكيل مجددا وجه الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله دعوة للالتزام الدقيق بنتائج الانتخابات وفق معيار واحد يسري على جميع القوى السياسية من دون استثناء لافتا الى ان المشكلة حالية هي في ضياع المعايير حيث ان كتلة من عشرين نائبا تأخذ ستة وزراء فيما كتلتا التنمية والتحرير والوفاء للمقاومة تأخذ ستة وزراء ايضا ورأى السيد نصرالله ان ما يتم التداول به من صيغ لا يصح تسميته بحكومة وحدة وطنية بل حكومة ذات تمثيل سياسي وشعبي واسع متسائلا لماذا الاصرار على عدم تمثيل العلويين والسريان.

وفي ملف النزوح السوري كشف الامين العام لحزب الله عن تشكيل ملف لمساعدة النازحين على العودة الى بلادهم داعيا في مجال اخر اهالي بعلبك الهرمل الى التعاون الكامل مع الاجهزة الامنية والتجاوب مع كل الاجراءات من جهة وعدم ترك حزب الله ولا حركة أمل هذه المنطقة للمجهول مذكرا بالمواقف الحازمة في هذا المجال للرئيس بري. وكشف السيد نصرالله عن عدم علم حزب الله بمرسوم التجنيس لا من قريب ولا من بعيد.

* مقدمة نشرة أخبار ال "او تي في"

منذ اليوم الأول للتكليف، وحتى اللحظة التي تسبق التوقيع على مرسوم التأليف، احترام قواعد التشكيل على أساس وحدة المعايير محور وحيد للاتصالات والمشاورات المستمرة على أكثر من صعيد.

فسواء زار سمير جعجع بعبدا قريبا أم لا، وبغض النظر عما أعاده إلى الأذهان من ذكريات سود، تذكيره اليوم بمقولة "أكلت يوم أكل الثور الأبيض"، يبقى أن بلوغ مشوار التأليف نهايته السعيدة، يتوقف على احترام ما أفرزته الانتخابات النيابية الأخيرة من أحجام، وهو ما أكده رئيس القوات نفسه اليوم.

وهذا المبدأ، أي احترام الأحجام ووحدة المعيار، أعاد السيد حسن نصرالله اليوم تسليط الضوء عليه، في رسالة واضحة إلى العابثين الحكوميين، من باب الحث لا التعطيل، مشددا على أن العكس قد يدفع بحزب الله وحركة أمل إلى إعادة البحث بحصتهما التي تتضمن ستة وزراء في حكومة من ثلاثين.

غير أن أهم ما ورد في كلام نصرالله اليوم، إعلانه الدخول المباشر على خط أزمة النزوح، من خلال تشكيل فريق عمل متكامل لمساعدة الأمن العام على إعادة أكبر عدد ممكن في أقرب وقت متاح.

* مقدمة نشرة أخبار "المنار"

بين استعجال التشكيل ووحدة المعايير رسم الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الطريق الى نهاية النفق الحكومي..

ومن على منصة التطورات التي قاربها باطلالة عبر المنار دعا السيد حسن نصر الله الى تشكيل حكومة موسعة، فالحكومة في لبنان هي اشبه بمجلس قيادة البلاد، وما يتم تداوله من صيغ لا يصلح بان يسمى حكومة وحدة وطنية.. ومن وحدة المعايير دعا السيد نصر الله الى الالتزام الدقيق بما افرزته الانتخابات، مضيفا انه اذا اختل المعيار فسنطالب بالتعاون مع الرئيس بري لزيادة حجم وزرائنا وفق حجم تمثيلنا الذي يفوق ستة وزراء. طرح قدمه الامين العام لحزب الله لتسريع التشكيل لا للعرقلة والتعقيد، اما للمعرقلين المراهنين على المتغيرات الاقليمية فليكفوا عن ذلك، لان المتغيرات لصالحنا من سوريا الى اليمن أكد السيد..

أمن البقاع لم يغب عن اطلالة الامين العام لحزب الله الذي طالب الجيش والقوى الامنية بعدم تغطية أحد من المخلين او المرتكبين، داعيا اهالي المنطقة الى الاطمئنان والتجاوب مع الاجراءات، فلا الدولة بوارد التخلي عن مسؤولياتها، ولا حزب الله فاقد للوسيلة او الطريقة لحفظ امن المنطقة وفق الاولويات والاصول..

اولوية ملف النازحين الحاضر سجال بين اللبنانيين قاربه السيد نصر الله من خلال الاعلان عن تشكيل ملف خاص في حزب الله، سيعمل من خلاله على تأمين العودة الطوعية للراغبين من النازحين بالتنسيق مع الحكومة السورية، فهناك جهات دولية ومحلية تخوف النازحين من العودة الى بلدهم قال السيد نصر الله..

بلدهم الذي يسجل انتصارات متسارعة على جبهته الجنوبية وفق ما تؤكد المعطيات، مع انهيارات في صفوف المسلحين الذين لا افق لقتالهم كما أكد الامين العام لحزب الله.. اما قتال اليمنيين بوجه اهل العدوان وداعميه فدرس لكل مقاومة قال السيد نصر الله وفضيحة ميدانية واعلامية لاهل العدوان.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ام تي في"

الوضع الحكومي في مرحلة انتقالية فبعد التصعيد الكلامي الذي ميز النصف الاول من الاسبوع هدأت الامور نسبيا وعادت العقلانية لتسيطر على مختلف الافرقاء، وينتظر ان يتعزز الهدوء في الاسبوع المقبل وخصوصا ان حركة التشكيل ستشهد بعض التباطؤ في ضوء سفر الرئيس الحريري الى الخارج في اجازة عائلية.

لنسبة الى الجهود لحل عقدة التمثيل المسيحي بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية، وقد تأكد ان رئيس الجمهورية اتفق مع الرئيس الحريري في اجتماع الامس على ان يتولى هو شخصيا حل الملف.

من هنا اصبح من غير المستبعد ان تكون للدكتور سمير جعجع زيارة الى قصر بعبدا ليبحث مع الرئيس عون المخارج الممكنة للتمثيل المسيحي في الحكومة العتيدة.

حكوميا دخل حزب الله على خط السجال الحكومي عبر الكلمة المتلفزة التي القاها السيد حسن نصر الله، واللافت ان نصر الله ايد بشكل او باخر معظم الطروحات التي طرحها التيار الوطني الحر مطالبا بوحدة معايير في ما يتعلق بالحصص الوزارية، لكنه في المقابل وجه انتقادا الى الحكم والحكومة في ملف التجنيس.

على ان الخطر في كلام نصر الله تمثل في كلامه على ملف النازحين اذ كشف ان الحزب شكل لجنة خاصة لمساعدة النازحين السوريين الراغبين في العودة الى سوريا مؤكدا انه مستعد لتاليف لجان شعبية تتولى المساعدة على الارض، وهذا يعني ان الحزب لم يعد يريد الاكتفاء بدور الجيش الرديف بل صار يريد ان يلعب دور الدولة الرديفة على مختلف الصعد والمستويات.

* مقدمة نشرة أخبار "الجديد"

بهدوء العارف وفي خطاب معلوماتي ميداني وضع الأمين العام لحزب الله نقاطا على حروف وحروب وعلى "المسطرة" وكمن يشرح على الخريطة رسم السيد حسن نصرالله نهايات الجنوب السوري وعاين دنو صفقة القرن في فلسطين وكشف عن تزوير في أوراق صحافية وأبرز مستنداته الشخصية حيال وقائع اليمن معلنا أن لا صحة للمعلومات عن وجود شهداء لحزب الله ولو افترضنا أنها حقيقة فإن الحزب لا يخفي ولا يخجل بل يعتز بشهدائه والهدوء النسبي بدأ لبنانيا بتفصيل الرقعة الحكومية على قياس الثوب النيابي وفقا لمعايير محددة يحددها ما أفرزته الانتخابات ولا ترتبط بالمخاوف من الوضع الإقليمي وهذا الوضع قرأه نصرالله على أنه يميل الى مصلحة الحزب لا الى صالح الآخرين الذين يراهنون على تغيير إقليمي وقال: فليتمثل في الحكومة كل من يحق له أن يتمثل ولنلتزم المعايير وإلا فإن حزب الله سيطالب بزيادة حجم وزرائه مع الرئيس بري لأن حجمنا في مجلس النواب سيكون أكثر من ستة وزراء ودعا نصرالله الى الإسراع في التأليف والتواضع والتسهيل والى حكومة يشارك فيها العلوي والسرياني لأن ما نشهده اليوم لا تنطبق عليه تسمية حكومة الوحدة الوطنية وأبدى نصرالله الاستعداد لتسريع عودة النازحين مؤكدا مضبطة التخويف من قبل جهات دولية وكلف الامين العام لحزب الله مفرزة نوار الساحلي السباقة تلقي طلبات العودة معززا بشبكة تواصل ميدانية وهو نأى بنفس حزب الله عن مرسوم التجنيس لكنه أبقى على ملاحظاته سرية صونا للرئاسة الأولى ولعل الهدوء الأبلغ دويا كان في ملف مستجد يأخذ طابعا طائفيا بين العاقورة واليمونة وقد وضع نصرالله علامة عقارية على النزاع ورده الى اصله مطالبا النواب والقوى السياسية بإبعاد هذا الملف عن الطائفية والمزايدات إذ إن نفوس الناس في كلتا المنطقتين يجب أن تهدأ من خلال الحوار والتعقل وعدم دفع الأمور باتجاه استخدام السلاح والتحريض الإعلامي الذي يرقى الى مصاف الخيانة الوطنية والنزاع العقاري خارج الحدود كان اشمل واكثر حسما عندما تحدث نصرالله عن انهيارات كبيرة لدى المسلحين في سوريا وعن تخلي البيئة الحاضنة جازما بانتصار كبير جدا في جنوبي سوريا قريبا.. والجزم كان يمنيا بكشف نصرالله عن فضائح للتحالف من الحديدة الى صضعدة وصولا الى نفيه خبر الاعتقال أو الاستشهاد لأي من عناصر الحزب هناك وبموجبه.. فإن الاطراف النقيضة "لا طالت بلح الشام ولا عنب اليمن".

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الجمعة في 29 حزيران 2018

النهار

تخشى أوساط اقتصادية أن تصبح المساعدات المالية المقررة للبنان في مؤتمر سيدر مرتبطة بشكل تأليف الحكومة.

تصاعد الاهتمام مجدداً بمجريات سير المحاكمة للمتهمين باغتيال الرئيس رفيق الحريري في المحكمة الدولية.

خبراء ديبلوماسيون يتحدثون عن تطورات كبيرة في المنطقة في ظل ما يجري في إيران.

حذّر أحد المراجع من أن ثمة جانباً في تكبير المخاوف على الوضع المالي يتصل بأهداف متعمدة ويجري العمل على كشف جهات تقف خلفها.

الجمهورية

يصف أحد المطلعين علاقة مرجع بارز بزعيم وسطي بأنها أكثر من ممتازة.

أجرت مرجعية كبيرة إتصالات واسعة لإعادة شخصيات إلى تيار كانت قد انشقّت عنه.

على رغم أجواء التهدئة بين فريقين سياسيين، يُقال كلام كبير داخل أحد الأحزاب عن وزير في الفريق الآخر.

اللواء

يحرص مسؤول رفيع أن يحتفظ بحقيبة لوزير حالي في حكومة تصريف الأعمال، في التشكيلة الجديدة، نظراً لدوره الوسيط..

لا يتوانى نائب في "كتلة لبنان القوي" من اتهام غير مباشر بين الفينة والفينة لحزب حليف؟

يخشى مرجع كبير من دفع التجاذب الداخلي، الذي وصفه "بالخطير" إلى 6 شباط جديدة!

المستقبل

يقال إن سفيراً سابقاً لدى دولة اقليمية غير عربية يلفت إلى أن هذه الدولة لا تعامل لبنان بالمثل في ما يخص ختم الدخول والخروج الجانبي للّبنانيين، ومبدأ المساواة ليس وارداً لديهم.

البناء

تراجعت حدة الحملات بين تكتل نيابي وحزب سياسي، لكن لم تجر أيّ لقاءات بين الفريقين لمعالجة ذيول الاشتباك السياسي السابق بينهما. الأمر الذي اعتبرته أوساط سياسية أنه بمثابة إخفاء للنار تحت الرماد، وأنّ العلاقة بين الجانبين لا تزال باردة، بانتظار ما سيؤول إليه الموضوع الحكومي وعدد المقاعد التي سينالها الحزب المُشار إليه.

تتصرّف قوى عراقية فاعلة كأنّ نتائج الانتخابات لن تتغيّر مع القرارات القضائية التي قضت بالعدّ اليدوي للأصوات، وقالت قيادات في هذه القوى إنّ التغييرات ستكون نسبية في حدود لا تمثل تأثيراً على الأوزان الرئيسية المحدّدة للتحالفات، وإنّ فوز بعض الأشخاص الراسبين أو العكس ليس له قيمة سياسية يمكن البناء عليها، ولذلك فالسير نحو تشكيل التحالف الذي سيسمّي رئيس الحكومة ماضٍ ولو تأخر إعلانه بانتظار تصديق المحكمة العليا على نتائج الانتخابات لاعتبارات دستورية شكلية.

 

علوش: “حزب الله” فرمل اندفاعته بعد الإعلان الكندي,, و”حلحلة” الأسبوع المقبل

القبس الكويتية/السبت 30 حزيران 2018/كشف النائب السابق والقيادي في تيار “المستقبل” مصطفى علوش ، ان اعلان رئيس الحكومة المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري اقترابه من الحلحلة، يعني ان الحوار لا يزال قائماً ولم ينقطع، لكن “عملياً العقد الثلاثة الأساسية لا تزال قائمة”. ولفت علوش في اتصال مع صحيفة “القبس” الكويتية، الى ان الرئيس الحريري يجري اتصالاته مع كل القوى ليتوصل الى خيار يوافق عليه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ، مؤكدا ان الحريري متفائل بإمكان تجاوز العقبات. ولدى سؤاله عن تمحور الاتصالات الحكومية بين عون و”التيار الوطني الحر” من جهة، والحريري ومعه الحزب “التقدمي الإشتراكي” و”القوات اللبنانية” من جهة أخرى، فيما نلحظ غياب المواقف المعلنة من مسار التأليف على ضفة “الثنائي الشيعي”، يقول علوش ان الثنائي الأخير سيحصل على الوزارات الست للطائفة الشيعية، كاشفاً ان “حزب الله” سعى خلال مشاورات التركيبة الوزارية للحصول على وزارات خدماتية، الا أنه فرمل اندفاعته بعد اعلان الكنديين عن عدم تعاونهم مع أي وزارة يتولاها “حزب الله”. ويكشف علوش ان “حزب الله” يدفع عمليا نحو نيل وزير سني من خارج تيار “المستقبل”، الا ان الأخير يعارض هذا الموضوع بشدة. ويختم القيادي في “المستقبل” بالقول، انه رغم التعثر القائم على اكثر من اتجاه، الا ان الأسبوع المقبل قد يحمل حلحلة في ملف التشكيل.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

نقلاً عن تقدير موقف رقم 235

29 حزيران/18

في السياسة

* أضرب بازار طهران الكبير الإثنين والثلاثاء الماضيين إحتجاجاً على تدهور صرف الريال الايراني وصعوبة الوضع الإقتصادي بسبب محاصرة ايران بالعقوبات الإقتصادية!

* ليس خبراً عادياً!

* للبازار في ايران دورٌ كبير. فهو المؤشر الأقرب إلى غضب الناس من سياسة حكامهم، وهو الذي تحرّك باكراً دعماً للثورة التي أطاحت بالشاه العام 1979!

* الإمبراطوريات غالباً ما تموت من "عسر الهضم"! أي تنفق هذه الدول أموالاً طائلة خارج حدودها لدعم سياسات تظن بأنها تساعدها على الوصول إلى مكانة دولية مميّزة على حساب مطالب الناس في الداخل!

* وبسبب ذلك يشعر اهل البلد انهم يدفعون ثمن سياسات لا تؤدي إلا إلى الفقر وتجرّ عليهم الويلات ……ثم ينتفضون!

* إنظروا ماذا حصل للاتحاد السوفياتي بعد حرب أفغانستان، وقدّروا ماذا قد يحصل للنظام الايراني بعد حرب سوريا!

* أما في لبنان، وبسبب تعقيد الأمور وصعوبة تقدير كيف ستسير الأمور...

* قرّر أهل "الحكم" تهدئة الأوضاع وإعادة إنعاش التسوية !

* أي "تسوية الـ2016" التي أتت بعون إلى بعبدا وبالحريري الى السرايا!

* مقرر التهدئة هو "حزب الله" الذي من خلال بيان كتلته البارحة أعطى الضوء الأخضر لتأليف حكومة سريعاً!

* لا مانع...

ملاحظتنا الوحيدة

* إذا ابتليتم بالمعاصي فاستتروا!

* إذا كانت ظروف المنطقة تفرض عليكم الجلوس والسكوت والصمت...

* فتجنبوا الأدوار البطولية، من مكافحة الفساد وصولاً الى تعديل الدستور، واكتفوا بدورٍ واحد!

* "شاهد ما شافش حاجة"!

 

الفرد رياشي: المزاعم عن الضغوطات الأميركية لتوطين الفلسطنيين هرطقة إعلامية

الكلمة اونلاين/29 حزيران/18/تعقيباً على بيانه السابق عن التسريبات المتعلقة بمسألة التوطين، رأى الامين العام للمؤتمر الدائم للفدرالية الدكتور الفرد رياشي أن ما يتم تداوله عن مقترح أميركي لتوطين الفلسطينيين ما هو الا هرطقة اعلامية، خصوصا وأنه لا تعود لصهر الرئيس الاميركي جاريد كوشنير صلاحيات منح الهدايا والهبات لا للتوطين ولا لغيره، فهكذا مسالة يجب ان تمر عبر الكونغرس. وذكّر رياشي بأن معظم ديوننا داخلية وبأن الولايات المتحدة الاميركية تعتبر اقل دولة دائنة للبنان من بين الدول الاقتصادية الكبرى. وقال رياشي: لنفترض أن قصة الخيال العلمي هذه صحيحة، فما الذي سيضمن أن كوشنير "العظيم" سيدفع الماية مليار دولار في حال تم توطين الفلسطينيين؟! ودعا الامين العام للمؤتمر الدائم للفدرالية الوسائل الاعلامية جميعا فضلا عن البعض من ذوي النفوذ المحلي إلى عدم الايعاز بنشر وتسويق اكاذيب كهذه من دون وجود أدلة حسية عليها، مجددا الدعوة إلى أن يعاقب اي مسوق لمسالة التوطين على أنه ارتكب خيانة عظمى تصل عقوبتها الى الإعدام... وأشار إلى أنه وفي حال إثبات تورط اي دولة اجنبية بهكذا طرح، يجب طرد سفيرها ومسؤوليها مهما علا شأن هذه الدولة... وجدد مناشدته الحكومة العتيدة الحذر وتدارك اي ردات فعل يمكن ان تحصل تجاه لبنان والبعض من رموزه السياسية..

 

بؤس المعارضة الشيعية ونعيم الثنائية الشيعية

أحمد خواجة/نقلاً عن موقع مدى الصوت/29 حزيران/18

https://alsawt.org/%D8%A8%D8%A4%D8%B3-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B9%D8%A7%D8%B1%D8%B6%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%8A%D8%B9%D9%8A%D8%A9-%D9%88%D9%86%D8%B9%D9%8A%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%AB%D9%86%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D8%A9-%D8%A7/

أولاً: انتخابات الدائرة الجنوبية الثالثة… أعادت دعوى الصحافي عماد قميحة بحقّ الصحافي علي محمد حسن الأمين، بتُهم إساءة الائتمان والاحتيال والسرقة، نكء الجراح التي رافقت إنتخابات دائرة الجنوب الثالثة (حاصبيا-مرجعيون، النبطية، بنت جبيل) . تلك الإنتخابات التي أفضت إلى فوز لائحة الثنائي الشيعي (حزب الله-حركة أمل) بالمقاعد النيابية كافة، مع ما لحق من خزيٍ وعار بكل لوائح المعارضة الخمس لهذه الثنائية. فالمرشّح أحمد الأسعد نال مع لائحته "العرجاء" أصواتاً يندى لها الجبين (لا تتجاوز بضع مئات)، قاضياً بذلك على ما تبقّى من أمجاد عائلته التي سادت الجنوب منذ قيام دولة لبنان الكبير حتى نهاية القرن العشرين.

أمّا الثنائية الشيوعية (الحزب والمنظمة، على غرار الحزب والحركة) فظلّت تتخبّط في منعرجات تركيبة اللائحة وانطلاقتها حتى باتت مهيضة الجناح بلا حولٍ ولا طول. وإذ راهن البعض، على برائتهم وسذاجتهم، (ونحن منهم والحقّ يُقال) على أهلية ومصداقية لائحة "شبعنا حكي" بسبب وجود مرشّح لحزب القوات اللبنانية فيها، ومعارضين إعلاميّين لطالما صدحوا بآرائهم المعارضة الصريحة والجريئة، إذ بأعضاء اللائحة (باستثناء مرشح القوات طبعاً) الذين "شبعوا حكي"، لم يشبعوا من الدريهمات التي صرفتها القوات على تلك اللائحة، لينتهي بهم الحال غداة الإنتخابات، يجُرّون بعضهم البعض أمام القضاء لتصفية حسابات صفيقة طابعها مالي، وجوهرها ضياع ما تبقّى من مصداقية معارضة وشفافية مُعارضين ونزاهتهم وترفُّعهم عن الصغائر، ناهيك بالكبائر كالسرقة وإساءة الأمانة والضحك على ذقن كل من ما زال يتوهّم وجود معارضة ومعارضين.

ثانياً: بؤس المعارضة الشيعية ونعيم ثُنائيّتها… عندما قُرعت طبول المعركة الانتخابية لشهورٍ خلت، اجتمعت شخصيات شيعية في لقاءٍ فريدٍ من نوعه في فندق "مونرو" في بيروت، تحت شعار "لقاء الدولة والمُواطنة"، وأصدرت بياناً عبّر عن وحدتها، وبدا أعضاء اللقاء متوافقين مُوحّدين، ليظهر في ما بعد أنّك تحسبهم جميعاً وقلوبهم شتّى، ذلك أنّ المعارضة لم تنبُت في أرضنا نباتاً حسناً، ويبدو أنّها لم تشُبّ عن طوق من تطمح لمعارضتهم، شابت ولم تشُبّ، كما يشيبُ الوُلدان.

ويبدو أنّنا لسنا هكذا وحدنا في العالم العربي والإسلامي، فعندما تخرج معارضة ما فإنّها تفعل كما يفعل من يُعاكس أباه في كنفه، تظلّ في حندوقة عينها مقولات وأساليب الحاكم والطاغية، لذا بات علينا أن نشكر المولى عزّ وجلّ على فضل ما وهبنا إياه وأسبغه علينا من نعمه بوجود الثنائية الشيعية (الحزب والحركة) التي أخرجت لوائحها بكلّ سلاسة وثقة ووئام، وخاضت معاركها في كل الدوائر بصلابة وكفاءة، فنالت ما نالت من العزّ والفخار، ولم تترك لـ"المعارضات" سوى الخزي والعار، مُلحقَين باللجوء إلى القضاء لتحصيل الحقوق الشخصية، لتذهب بعدها الحقوق العامّة إلى ذمّة الله.

أحمد خواجة/أستاذ جامعي وكاتب

 

ريفي المتضامن مع فداء عيتاني يدّعي على جوني منير: فما هي المبررات؟!

جنوبية/29 يونيو، 2018 /الصحافي أسعد بشارة يتحدث عن الدعوى التي تقدم بها اللواء ريفي ضد الكاتب السياسي جوني منير!

أثارت الدعوى المقدمة من قبل اللواء أشرف ضد المحلل والكاتب السياسي جوني منير جدلاً، لكونها تزامنت مع تضامن ريفي المعلن والصريح مع الزميل فداء عيتاني الذي أصدر القضاء الجزائي بحقه حكماً بالسجن 4 أشهر وبغرامة مالية وقدرها 10 ملايين ليرة، على خلفية دعوى مقدمة من وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل. في هذا السياق أكّد مستشار اللواء ريفي الصحافي أسعد بشارة أنّ “اللواء من مدرسة تقول بعدم الادعاء على اي صحافي أو ناشط، وقد طبق هذا على نفسه طوال توليه وزارة العدل وما بعد الاستقالة، وخرق هذا الالتزام مرتين مكرهاً. الأولى عندما لفق خبر يمس عائلته، وقد الحيت عليه شخصياً كي يتقدم بها ولم يفعل الا بعد ان تمادت الاشاعات الكاذبة بشكل خطير، ولم يكن هدفه الاقتصاص من الكذبة، بل عدم تمكينهم من تحويل كذبهم الى حقيقة في اذهان الرأي العام”. وأضاف: “أما الدعوى بحق منير فهي لا تختلف الا بخطورتها حيث تجاوز الرأي والتحليل الى زعم معلومات ملفقة عن زيارة حاول اللواء ريفي القيام بها لمخيم عين الحلوة واورد رواية تقول ان حاجز الجيش اتصل بقيادته على مدخل المخيم، واعطت القيادة الامر للحاجز بمنع ريفي من الدخول”. وفيما أشار بشارة إلى أنّ “الرد على رواية ملفقة كهذه لا يكون الرد عليها بمجرد التكذيب بل بملاحقة من لفق الرواية الى القضاء، فإذا تبين انه صادق يدان ريفي، اما اذا تبين الكذب فيأخذ ريفي حقه امام الرأي العام الذي زرعت الرواية في ذهنه ان ريفي يريد اشعال حرب أهلية”. أوضح بالتالي أنّ “هذا يختلف تماماً عن الحكم على عيتاني بسبب تهكمه على باسيل. اللواء ريفي ايضاً يتعرض على صفحات التواصل الخاصة به لآلاف الشتائم، فهل فكر يوماً بالادعاء على احد؟ قطعاً لا”. وشدد الصحافي أسعد بشارة أنّ “الخطورة بما اورده منير انه اشرك قيادة الجيش في روايته، وفي بيان الرد عليه طلب اللواء ريفي من مديرية التوجيه أن تكذب ما قاله، لكن لم يصدر التكذيب، وبالتالي على القضاء ان يحكم بالامر وأن تقول قيادة الجيش ما لديها نفياً او تأكيداً”. مبيناً في الختام أنّه “ولو لم يتقدم ريفي بالدعوى لكان اكد على نفسه انه فعلاً حاول دخول المخيم لإشعال حرب اهلية”.

 

وفد من حركة الارض زار بلدية العاقورة متضامنا

الجمعة 29 حزيران 2018/وطنية - زار وفد من "حركة الأرض" اللبنانية برئاسة طلال الدويهي بلدية العاقورة، معلنا تضامنه، بحسب بيان للحركة، "مع ما تشكو منه البلدية وأبناء البلدة من تعد على الأراضي". واستمع الوفد الى شرح من رئيس البلدية وهبي منصور عن "التعدي الذي حصل على دورية روتينية للشرطة البلدية من قبل بعض أبناء اليمونة، مع العلم أن الدورية كانت تقوم بجولة تفقدية للعقارات الواقعة ضمن العاقورة وليس خارجها". ودعا الدويهي "الدولة بكافة أجهزتها الى حفظ الأمن في المنطقة"، مشددا على "أهمية تواجد وحدات من الجيش فيها". مطالبا "بتحرير وتحديد الأراضي وفرزها بما يزيل أية شكوك تتضارب حول ملكية الأراضي، وبالتالي فليأخذ كل صاحب حق حقه". وأوضح أن "الجميع تحت سقف القانون"، داعيا "الأجهزة الأمنية الى أن تكون حريصة على السلم الأهلي".

 

د.فؤاد أبو ناضر زار العاقورة: لانتشار الجيش في الجرد لمنع أي احتكاك وحل النزاع العقاري التاريخي نهائيا

الجمعة 29 حزيران 2018 /وطنية - جبيل - زار وفد من حزب الكتائب اللبنانية ترأسه المستشار العام لرئيس الحزب الدكتور فؤاد أبو ناضر بلدة العاقورة، حيث زار بلديتها، "تضامنا مع أهلها بعد الاعتداء الذي حصل على عناصر شرطة البلدية".

وكان في استقبال الوفد رئيس البلدية الدكتور منصور وهبي ونائبه العميد أسد الهاشم والأعضاء. وعقد لقاء حضره إلى أبو ناضر ووهبي والهاشم والأعضاء، رئيس اقليم جبيل الكتائبي رئيس بلدية بجه رستم صعيبي ورئيس بلدية نهر ابراهيم طوني مطر.

وهبي

وألقى وهبي كلمة رحب فيها بالوفد، وقال: "إن الدكتور أبو ناضر كان من أوائل المناضلين، الذين وصلوا إلى جرود العاقورة في فترة الحرب الأهلية الأليمة التي ولت من دون رجعة، وكان الهدف وقتها وقف الهجوم الذي قام به الجيش السوري، حيث تم التصدي له وتراجع في ما بعد. وعندما انتهت الحرب، حل الجيش اللبناني في هذه المنطقة الخطرة، نظرا لوجود المتفجرات فيها. واليوم، عندما انتهت المهمة، تسارعت الأمور، خصوصا منذ سنتين عندما ظلت بلدية اليمونة ترسل أشخاصا ترعى في جرود العاقورة، وهذه السنة قررنا وقف هذا الأمر، وهم نسيوا الأحكام القضائية التي صدرت في هذا الإطار".

وتمنى على رئيس بلدية اليمونة طلال شريف "ألا ينسى القانون، الذي وجد بطلبهم عبر انشاء محمية في جرودهم"، لافتا إلى أن "ال4 ملايين متر التي وضعها القاضي أبو خير في جرودهم في أرض العاقورة أنشأوا فيها المحمية، وحدودها واضحة، حيث تقع في الغرب مشاعات العاقورة، وفي شمالها وجنوبها النقاط الصحيحة، وفي الشرق هناك أملاك اليمونة، أي أعطاهم القاضي ابو خير وفق الخرائط والأحكام هذه المحمية". أضاف: "إضافة إلى ذلك، يقول القاضي إن هذه الحدود تعني، كما أشير اليها، كل مشاعات بلدة اليمونة التي تقع الى الغرب. وبما أن المحمية تقع في مشاعات العاقورة، أخذوا يقولون إنهم يريدون مشاعاتهم، وهذا ما يسمى بالطمع. ولذا، يجب ألا نخفي الحقائق، ونحن تحت سقف القانون رغم تصعيدهم".

أبو ناضر

وشكر أبو ناضر لوهبي استقباله الوفد، وقال: "لقد تأخرنا في زيارتكم افساحا في المجال للرسميين اولا لمعالجة ذيول ما حصل، وجئنا لنتحدث في أمور عملية من واجبنا ان ننفذها على واقع الأرض. وإذا سلمنا جدلا أن هناك نزاعا عقاريا على الحدود بين البلدتين، إلا أن هذا لا يخول مسلحين الحضور الى الجرد بكامل العتاد العسكري واستفراد دورية لشرطي بلدي واهانة الناس وضربهم واهانة رئيس البلاد". وقال: "اذا لم يقم شباب العاقورة بالرد، فهذا لا يعني انهم لا يعرفون ان يردوا او ان يردعوهم كما يجب، ولكن لن نفعلها، لأننا تحت سقف القانون، وخرجنا من منطق الحرب الى منطق الدولة والسلم، وهذا ما يجهلونه، ولكن لا يعني انه يمكنهم الاستخفاف بهذا الموضوع". أضاف: "ليس في كل مرة تسلم الجرة، فالامر قد يبدأ على خلفية نزاع عقاري ليتحول الى حرب أهلية لا نعرف كيف تنتهي، نقول لمن هو أكبر من رئيس بلدية اليمونة انتم ضعوه عند حده حيث يجب". وتابع: "في كل مرحلة الحرب، عشنا مع الطوائف السنية والشيعية من دون ضربة كف، فهل لأن باتت هناك اليوم دولة تصبح الاوضاع سائبة مع رصاص واطلاق نار وجرحى؟ فهذا امر معيب لن نقبل به". وشدد أبو ناضر على "أولويات ثلاث للمعالجة"، مشيرا إلى "وجوب اتخاذ قرارات حاسمة وسريعة لكي لا يتكرر ما حصل: انتشار الجيش في الجرد ليمنع اي احتكاك على الأرض، حل النزاع العقاري التاريخي نهائيا، ورئيس البلدية لديه كل الاثباتات في ما خص هذا الموضوع، عقد اجتماعات بين رئيسي البلديتين ولقاءات مباشرة، ونشد على يد قيادة الجيش لرعاية هكذا اجتماعات، ونحن مستعدون للمشاركة بأي عملية لتقريب وجهات النظر". وتوجه إلى أبناء العاقورة، بالقول: "أنتم اليوم تقفون بجرد مقدس وتاريخي، وكلنا عاقورة، ومعنيون بما يحصل فيها، ولو منذ الأساس ترسمت الحدود أو اتعظنا مما حصل في لاسا لما وصلنا الى ما حصل اليوم". واستبقى وهبة الوفد الكتائبي الى مائدة الغداء، قبل ان يقوم ابو ناضر والوفد بجولة في المنطقة، تخللتها زيارة كنيسة سيدة القرن التي يعاد تأهيلها.

بيان بلدية العاقورة

وكانت بلدية العاقورة أصدرت بيانا جاء فيه: "لأن قلب الحقائق والوقائع هو من اجل وصف الوقائع، ولكن من جانب أهل العاقورة المعتدى على حقهم وأرضهم وشرطة بلديتهم، فإن هذا البيان يؤكد حقهم بشهادة بلدية اليمونة، عندما تتحدث عن احكام قانونية وضعية صادرة عن أعلى لجان تحكيمية عبر الاعوام الممتدة من عام 1936 مرورا بتثبيت واقفال مساحة اليمونة من قبل القاضي العقاري في زحلة عام 1967 وانشاء محمية اليمونة الطبيعية والموقع من قبل الرئيس اميل لحود والرئيس سليم الحص، وهذا القانون حدد وانهى السجال العقاري من خلال تحديد مشاعات بلدة اليمونة نهائيا وصولا الى يومنا هذا، وهذا التحديد يحترم حكم اللجنة التحكيمية برئاسة القاضي عبدو ابو خير عام 1936 ومساحة اليمونة 1967.  فيا اهلنا في اليمونة، رعاة الماعز ليسوا بملتزمين، كما اسميتموهم، هم معتدون على ارضنا، ولن نغض الطرف بعد اليوم. وما جاء في بيان بلدية اليمونة من اتهامات لنا ولرئيس بلديتنا هو وسام على صدرنا، اذا كنا من خلاله نحافظ وندافع عن ارضنا وحقوقنا، ونحن كنا ولا نزال وسنبقى تحت سقف القانون الذي يرعى الجميع في وطننا الحبيب لبنان".

 

تدخلات باسيل في التشكيل الحكومي تستفز الحريري

العرب/30 حزيران/18/بيروت - أدّت سياسات رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل وتدخلاته المستفزة على خط التشكيل الحكومي إلى تباعد بينه وبين رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري، الذي لم يعد يخفي امتعاضه من أسلوب باسيل الذي يتولّى أيضا منصب وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال.

وقال عضو المكتب السياسي لتيار المستقبل مصطفى علوش في تصريحات الجمعة “الوزير جبران باسيل هو جزء من مشروع تركيب الحكومة لكونه رئيس حزب فاعل، لكن ما يثير الإزعاج كونه يتصرّف كوصيّ على كل شاردة وواردة بما يتعدّى بأشواط موقعه. لكن المشكلة هنا هي في قبول رئيس الجمهورية هذا الوضع”. ويتعاطى باسيل من منطلق الطرف الأقوى في المعادلة السياسية اللبنانية، بناء على نتائج الانتخابات النيابية التي حققها حزبه، فضلا عن كون رئاسة الجمهورية بيد صهره ميشال عون، وبات مدعاة استفزاز للعديد من القوى لجهة محاولته تحجيم هذا الطرف وإلغاء ذلك الطرف لضرب التوازنات القائمة.

ويترجم هذا التمشي لرئيس التيار الوطنين الذي يتهمه كثيرون بمحاولة اختطاف صلاحيات رئيس الحكومة المكلّف، في وضعه فيتو على حصول الحزب التقدمي الاشتراكي على ثلاث حقائب وزارية ويصر على توزير النائب طلال أرسلان رغم أن النتيجة الانتخابية التي حققها التقدمي تخوّل له التفرد بنصيب الطائفة الدرزية من الحقائب الوزارية. ويقول مراقبون إن الأخطر هو سعي جبران باسيل إلى تحجيم حزب القوات اللبنانية، عبر الإصرار على الحصول على خمس حقائب، والتمسك بثلاث حقائب وزارية أيضا لصالح رئيس الجمهورية ميشال عون، كما يرفض باسيل أن يحصل حزب القوات على أي من الوزارتين السياديتين التي هي مكفولة عرفيا للمسيحيين (الدفاع والخارجية)، فضلا عن حرمانه من الحصول على منصب نائب رئيس الحكومة.ويلقى باسيل دعما واضحا من حزب الله الذي لا يبدو أنه هو الآخر في وارد تمكين حزب القوات من تحسين موقعه الحكومي، ضاربين بعرض الحائط النتائج التي حققها في الانتخابات النيابية الأخيرة والتي ضاعف من خلالها عدد نوابه. ويرى مراقبون أن سياسات باسيل بالتأكيد ستؤثر على العهد، كما ستؤثر على العلاقات بين التيار الوطني الحر والمستقبل التي شهدت تحسنا لافتا مع انطلاقة التسوية الرئاسية في نهاية العام 2017 وتعزّزت مع أزمة استقالة الحريري. وكان الحريري وجّه انتقادات ضمنية لباسيل في معرض تصريحاته حول آخر المستجدات بشأن التشكيل الحكومي عقب لقائه الخميس مع عون حين قال “إن الدستور واضح جدا لجهة دور رئيس الجهورية ودوري أنا شخصيا في عملية التشكيل، وكل ما يقال من البعض من تكهنات وتوقّعات لا دخل له بالصلاحيات”.

 

بيرت أنهى زيارته للبنان وأعلن البدء ببناء مركز تدريب جديد للجيش

الجمعة 29 حزيران 2018 /وطنية - أنهى وزير الدولة لشؤون الشرق الأوسط اليستر بيرت زيارة لبيرون استمرت يومين، أكد فيها مجددا دعم بريطانيا الدائم للبنان. والتقى بيرت المسؤولين اللبنانيين وزار مشاريع أمنية وإنسانية وتربوية ممولة من المملكة المتحدة. وأفاد بيان للسفارة البريطانية، أنه في اجتماعاته مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس الحكومة المكلف سعد الحريري ووزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل، شجع بيرت على التشكيل السريع للحكومة من أجل تطبيق السياسات الاقتصادية التي ستزيد استقرار لبنان. وكرر دعم المملكة المتحدة المستمر للبنان والمجتمعات المضيفة له لتخفيف عبء اللاجئين، مناقشا أثر استضافة مثل هذه الأعداد الكبيرة من اللاجئين على لبنان. وخلال زيارته لبلدة رياق، قام بيرت بوضع حجر الأساس لمركز التدريب الحدودي الجديد للجيش اللبناني، الذي كان قد أعلن عن تمويله في مؤتمر روما الثاني في نيسان الماضي، كما جال في الموقع واطلع على مرافق التدريب التي يتم انشاؤها. وفي مخيم للاجئين في البقاع، أتيحت لبيرت فرصة لقاء عائلة مستفيدة من البرنامج النقدي الممول من المملكة المتحدة بالشراكة مع برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة مشكلا شريان حياة يصل إلى 10000 عائلة من الأكثر ضعفا في لبنان، ويساعدها على شراء المواد الأساسية مثل الغذاء واللوازم المنزلية والطبية التي تحتاج اليها. كذلك شارك في لعبة كرة قدم مصغرة مع أطفال من داخل المخيم. وكانت محطة بيرت الأخيرة زيارة مدرسة رسمية في الشوف، حيث سره إطلاق لبنان سياسة حماية الطفل واتخاذ الخطوات نحو نظم تعليمية أكثر شمولا. واطلع على النتائج المباشرة للتعاون بين المنظمات غير الحكومية المحلية، كجمعية الشباب للمكفوفين، مع وزارة التربية والتعليم العالي لتعزيز التعليم الشامل في الفصول الدراسية. كما قابل ثلاثة طلاب لبنانيين يعانون إعاقة بصرية ويناضلون من أجل النجاح في المدرسة. والتقى الحائزة أول منحة شيفنينغ باسم الراحلة ريبيكا دايكس، جويل بدران التي ستغادر هذا الصيف لمتابعة الماجستير في مجال الأطفال والشباب والتنمية الدولية في جامعة بيركبيك في لندن. وتم إنشاء المنحة الدراسية باسم ريبيكا لمواصلة عملها من أجل دعم المجتمعات الضعيفة. وفي نهاية زيارته قال بيرت: "يسرني أن أعود وأرى كيف أن المملكة المتحدة - وهي داعم قوي للبنان - تؤكد التزامها الوقوف جنبا إلى جنب معه الآن وفي المستقبل، مقدمة الدعم والشراكة المتميزة. عقدت لقاءات بناءة مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس الوزراء المكلف سعد الحريري ووزير الخارجية في حكومة تصريف الاعمال جبران باسيل، وهنأتهم على الانتخابات الأخيرة. وأعربت عن تطلعي الى تشكيل سريع لحكومة تقوم بالإصلاحات التي تحتاج إليها البلاد، بخاصة في مجال الاقتصاد. وأبلغتهم أيضا أن المملكة المتحدة تدرك ضخامة التحديات التي يواجهها لبنان، من خلال توفيره، بكلفة كبيرة، المأوى والتعليم وفرص العمل للكثيرين ممن هربوا من العنف المروع والخوف والدمار في سوريا. سنواصل ضمان حصول لبنان على الدعم الدولي الذي يستحقه، كما نريد أن نرى عودة اللاجئين السوريين إلى سوريا عندما يصبح الوضع آمنا". وأضاف: "لقد سررت أيضا عندما سمعت أن لبنان قد أطلق سياسته لحماية الأطفال واتخذ خطوات نحو أنظمة تعليم أكثر شمولا في لبنان". وختم: "كانت فرصة للإعلان عن بدء بناء مركز تدريب للجيش اللبناني بتمويل من المملكة المتحدة في البقاع، وسرني رؤية التقدم اللافت في بناء هذا المرفق التدريبي الهام. سيتيح المركز، وهو مثال آخر لشراكة المملكة المتحدة والتزامها تجاه لبنان، إنشاء مرفق جديد ومتخصص لتدريب أفواج الحدود البرية، والمساهمة في التزام المملكة المتحدة العام تدريب 11000 عنصر في الجيش اللبناني بحلول عام 2019، و14000 بحلول عام 2021".

 

الوطني الحر: الحكم على فداء عيتاني بالحبس 4 اشهر وتغريمه 10 ملايين ليرة لتعرضه لباسيل

الجمعة 29 حزيران 2018 /وطنية - صدر عن اللجنة المركزية للاعلام في "التيار الوطني الحر" البيان الآتي: "أصدر القاضي المنفرد الجزائي في بعبدا ندين نجم حكما قضى بحبس فداء عيتاني أربعة أشهر وإلزامه بدفع مبلغ عشرة ملايين ليرة كعطل وضرر على خلفية تعرضه للوزير جبران باسيل بالقدح والذم والتحقير على وسائل التواصل الاجتماعي، وذلك بناء لشكوى تقدم بها المحامي ماجد بويز بوكالته عن الوزير باسيل".

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

الأمم المتحدة تنتقد الصواريخ الإيرانية: الاتفاق النووي على مفترق طرق وواشنطن تتعهد وقف النشاطات المدمرة وتطالب شركاءها بالرد على «السلوك الخبيث»

نيويورك: علي بردى/الشرق الأوسط/29 حزيران/18/بعد نحو ثلاث سنوات من القرار 2231، نبهت وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية روزماري ديكارلو أعضاء مجلس الأمن، إلى أن خطة العمل الشاملة المشتركة حول البرنامج النووي لدى إيران باتت «على مفترق طرق»، في ضوء انسحاب الولايات المتحدة مما يعرف أيضاً باسم الاتفاق النووي. بينما طالبت واشنطن شركاءها الدوليين بفرض عقوبات على طهران رداً على «سلوكها الخبيث» في الشرق الأوسط.

وهذا الاجتماع هو الأول لمجلس الأمن منذ إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب في 8 مايو (أيار) انسحاب بلاده من الاتفاق الذي وقعته «مجموعة 5 + 1» للدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن (الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا، بالإضافة إلى ألمانيا) مع إيران حول برنامجها النووي.

وقبيل اجتماع مجلس الأمن، أفادت المندوبة الأميركية نيكي هيلي في بيان، بأن هذا التقرير «يتضمن دليلاً مثيراً للقلق، ولكن ليس مفاجئاً، على أن إيران لا تزال تنتهك قرارات مجلس الأمن». وقالت إن «هذا التقرير يقدم الدليل الأقوى حتى الآن على استمرار النظام الإيراني في إرسال الأسلحة عبر مناطق الشرق الأوسط، وانتهاك قرارات مجلس الأمن بشكل صارخ»، مضيفة أن «النظام الإيراني، ومن الحوثيين إلى (حزب الله)، وكذلك (حماس) ونظام الأسد، اعتاد على تكريس موارد كبيرة من حاجاته المحلية، لدعم الإرهاب وزعزعة استقرار المنطقة». وأكدت أن «الولايات المتحدة لن تسمح بانتهاكات إيران وأعمالها المدمرة»، لافتة إلى أنها «ستحض أعضاء مجلس الأمن على القيام بالشيء نفسه؛ حيث إن الأدلة الواردة في هذا التقرير الأخير تبين لنا بوضوح تام عواقب عدم التحرك في وجه التحدي الإيراني».

وخلال الاجتماع، قدمت ديكارلو إفادتها حول التقرير الخامس للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش حول تنفيذ القرار 2231، قائلة إنه منذ بدء سريان الاتفاق بتاريخ 16 يناير (كانون الثاني) 2016، أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في تقاريرها أن إيران التزمت ببنود خطة العمل المشتركة، غير أنها أضافت أن «الاتفاق صار الآن على مفترق طرق»، مكررة أسف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش لانسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق، ومطالبته طهران بأن «تدرس بعناية هواجس الدول الأعضاء حول نشاطات يفاد بأنها تتعارض مع البنود التقييدية الواردة في الملحق باء في القرار 2231». وقالت إن الأمانة العامة للأمم المتحدة «تلقت معلومات من دولتين (لم تحددهما) عن توريد أو بيع أو نقل أو تصدير مواد مزدوجة الاستخدام إلى إيران، ربما على نحو يتعارض مع القرار 2231».

وأضافت المسؤولة الأممية أن التقرير يعكس معلومات من السعودية في شأن إطلاق صاروخين إيرانيين في يناير 2018، موضحة أن «الاستنتاجات تتفق مع استخلاصات المنظمة الدولية في شأن الصواريخ الباليستية التي أطلقها الحوثيون في اليمن، باتجاه أراضي المملكة العربية السعودية».

وأفادت بأن تقييمات الأمم المتحدة تفيد بأن شظايا خمسة من الصواريخ التي أطلقت على ينبع والرياض في المملكة العربية السعودية منذ يوليو (تموز) 2017 تتشارك في سمات رئيسية مع الصاروخ الإيراني الصنع، من طراز «قيام 1»، كما أن التقييم الأممي يفيد بأن بعض مكونات أجزاء شظايا تلك الصواريخ صنع في إيران. وتحدثت أيضاً عن اختبار الأمم المتحدة لأسلحة صودرت في البحرين بعد 16 من يناير 2016، وحصولها على معلومات إضافية عن زورق كان محملاً بالمتفجرات، اعترضته دولة الإمارات العربية المتحدة. وأكدت أن الأمانة العامة للأمم المتحدة واثقة من أن بعض الأسلحة والمواد التي أجريت الاختبارات عليها صنعت في إيران. ولكنها أضافت أن «الأمم المتحدة غير قادرة على التحقق مما إذا كانت تلك المواد قد نقلت من إيران بعد 16 يناير 2016».

وأضافت ديكارلو أن «هناك معلومات من إسرائيل عن طائرة إيرانية من دون طيار انطلقت من سوريا، وأسقطت بعد دخول المجال الجوي الإسرائيلي في 10 فبراير (شباط) 2018».

في المقابل، قال ممثل الاتحاد الأوروبي لدى الأمم المتحدة جواو فال دي ألميدا: «حتماً إن تفكيك اتفاق نووي فعّال لا يضعنا في موقف أفضل لمناقشة قضايا أخرى»، داعياً إلى الإبقاء على الاتفاق النووي، وإلى مناقشة ما يتوجب على إيران لجهة الصواريخ الباليستية ونفوذها في الشرق الأوسط. وأضاف أن «التطبيق الكامل (للاتفاق) يمنع سباقاً للتسلح النووي في المنطقة».

أما نائب المندوبة الأميركية الدائمة في الأمم المتحدة جوناثان كوهين، فقال إن «إيران تواصل زعزعة استقرار الشرق الأوسط، من خلال دعمها للجماعات الإرهابية والقوات التابعة لها»، موضحاً أن «تقرير الأمين العام رسم صورة مقلقة للغاية». وطالب المجلس بـ«تسليط الضوء على سلوك إيران وإعلان عواقب على هذه التصرفات». وشدد على أن «الوقوف في وجه إيران مهمة يجب أن يشارك فيها جميع أعضاء المجلس». وأكد أنه «في مواجهة بلد ينتهك باستمرار قرارات هذا المجلس، يتحتم علينا اتخاذ قرار بشأن العواقب». وأضاف: «لهذا السبب نحض أعضاء هذا المجلس على الانضمام إلينا في فرض عقوبات تستهدف سلوك إيران الخبيث» في الشرق الأوسط. واتهم إيران بأنها تزوّد جماعة الحوثي في اليمن بالصواريخ الباليستية، في انتهاك لحظر دولي على تصدير الأسلحة إلى اليمن.

ورأى المندوب الفرنسي فرنسوا دولاتر، أن «انهيار هذا الإنجاز الرئيسي سيشكل خطوة خطيرة إلى الوراء بالنسبة إلى المنطقة، وإلى منظومة حظر الانتشار، وكذلك بالنسبة إلى أمننا جميعاً، وهو أمر قد تكون عواقبه وخيمة».

وانتقد المندوب الروسي فاسيلي نيبينزيا ما سماه «عناصر في تقرير الأمين العام»، معتبراً أنه «يفتقر إلى التوازن، ويعكس اتهامات لا أساس لها ضد إيران». ورفض أن تقوم الأمانة العامة بالتحقيق في انتهاكات القرار 2231 من دون تفويض من مجلس الأمن. ورأى أن «فرض واشنطن عقوبات أحادية الجانب على إيران انتهاك للقرار 2231». وأكد المندوب الكويتي منصور العتيبي أن خطة العمل لم تعالج كل مشاغل الشرق الأوسط. وعبر عن قلقه حيال تقييم الأمين العام؛ لأن الصواريخ الباليستية التي أطلقت من اليمن في اتجاه المملكة العربية السعودية، جاءت من إيران.

وأشارت المندوبة البريطانية كارين بيرس إلى أن تقرير الأمين العام «يتضمن معلومات عن شحنات إلى إيران تتضمن مواد مزدوجة الاستخدام، من دون موافقة مسبقة من المجلس»، داعية الأمم المتحدة إلى «التحقيق في تلك التحويلات المزعومة والإبلاغ عن نتائجها». وبعدما لفتت أيضاً إلى تقييم الأمين العام بأن تكنولوجيا الصواريخ الباليستية التي استخدمها الحوثيون في اليمن جاءت من إيران، قالت إنها «تجاهر» بتقييم حكومة بلدها حول الانتهاكات التي تتعارض مع القرارين 2231 و2216. وقال المندوب الألماني كريستوف هوسجين، إن الوضع في المنطقة والأمن الأوروبي اتخذا منعطفاً نحو الأسوأ، عقب انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق، معتبراً أن «الخروج من خطة العمل من شأنه أن يقوض التعددية الفعالة والنظام المتعدد الأطراف القائم على قواعد». وبعد الاجتماع، أصدرت البعثة الإيرانية بياناً نشرته عبر «تويتر» ملوحة بالانسحاب من خطة العمل الشاملة المشتركة. وأكدت أنه «لا شك في أنه إذا (…) لم يجر ضمان كامل الحقوق والفوائد للشعب الإيراني، فإنه من حق إيران (…) القيام بالأعمال المناسبة» وأن تتعامل مع فرض الولايات المتحدة للعقوبات باعتباره «أساساً لوقف التزامات (إيران) بموجب خطة العمل الشاملة المشتركة بشكل كلي أو جزئي».

 

روحاني يدعو مواطنيه إلى الاستعداد لمواجهة العقوبات ومنظمة الطاقة الذرية الإيرانية تبدأ خطوات إنتاج غاز اليورانيوم

لندن/الشرق الأوسط/29 حزيران/18/بينما توقع الرئيس الإيراني حسن روحاني، أمس، أن تحمل العقوبات ضغوطاً وصعوبات قاسية على الإيرانيين، أعلنت منظمة الطاقة الإيرانية إعادة افتتاح مصنع إنتاج غاز السداسي للفوريد اليورانيوم (يو إف6) عبر إفراغ الكعكة الصفراء بحاويات منشأة نطنر النووية قرب أصفهان.

ودعا روحاني لليوم الثاني على التوالي إلى نبذ الخلافات الداخلية وتحويل العقوبات الأميركية التي من المفترض أن تبدأ على الصعيد النفطي في مطلع نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، إلى فرصة للإنتاج والإبداع الداخلي لمواجهة العقوبات. وكان روحاني يلقي خطاباً على هامش افتتاح مصفاة في جنوب البلاد، غداة خطاب أعلن فيه أنه لا ينوي تقديم استقالته أو إعلان تنحي الحكومة، وذلك في يوم وقّع 187 برلمانياً على رسالة تطالبه بتغيير الفريق الاقتصادي في حكومته في وقت تحدث فيه برلمانيون عن حراك متزامن للتوقيع على مشروع يهدف إلى طرح الثقة بالرئيس الإيراني.

وردت الصحف المحافظة أمس على ثلاثة سيناريوهات حددها روحاني للأطراف الداخلية من أجل التوصل إلى اتفاق داخلي حول التعامل من سياسات الإدارة الأميركية، ولا سيما عودة العقوبات النووية والخروج من الاتفاق النووي. وقال روحاني، إن أمام إيران ثلاثة سيناريوهات؛ أولاً «الاستسلام»، وثانياً «تتجه إلى المواجهة مع أميركا في ظل الخلافات الداخلية وهو ما يفاقم المشكلات الإيرانية»، والسيناريو الثالث أن «تتجه للمواجهة في ظل التعاون بين جميع الأطراف؛ وهو ما يؤدي إلى هزيمة الولايات المتحدة» بحسب روحاني. ورحبت صحيفة «جوان» الناطقة باسم «الحرس الثوري» في موقف مشابه للصحف المحافظة بـ«الخيار الثالث» من دون أن تعلق تلك الصحف على رفض الرئيس الإيراني دعوات استقالته أو تغيير فريقه الحكومي. وقال قائد مجموعة «خاتم الأنبياء» الذراع الاقتصادية لـ«الحرس الثوري» عباد الله عبد اللهي، إن «إيران بإمكانها تخطي الأوضاع الحالية بالوفاق والتآزر»، معرباً عن استعداد قواته للتعاون مع الحكومة الإيرانية في المجال الاقتصادي. في غضون ذلك، قالت المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية أمس، إنها استأنفت إفراغ الكعكة الصفراء في منشأة نطنر لتخصيب اليورانيوم «الكبرى»، رغم أنها لا تزال تتعهد بمراعاة شروط الاتفاق النووي على الرغم من انسحاب الرئيس الأميركي دونالد ترمب في الثامن من مايو (أيار) الماضي.

وتقع منشأة نطنر على بعد 410 كيلومترات (255 ميلاً) جنوب طهران.

في خطوة من شأنها أن تزيد الضغوط الإيرانية على الدول الأوروبية والدول المشاركة في الاتفاق النووي للتوصل إلى طريقة للالتفاف على العقوبات الأميركية وفق ما ذكر تقرير وكالة «أسوشييتد برس». وقالت منظمة الطاقة الذرية الإيرانية في بيان في وقت متأخر من الأربعاء عبر موقعها الإلكتروني، إنها أعادت فتح مصنع يحول الكعكة الصفراء؛ تمهيداً لإنتاج غاز سادس فلوريد اليورانيوم. ويستخدم هذا الغاز داخل أجهزة الطرد المركزي لصنع اليورانيوم المخصب الذي يمكن استخدامه في محطات الطاقة النووية أو في القنابل الذرية. وتقول إيران منذ فترة طويلة، إن برنامجها سلمي، رغم أن الغرب والأمم المتحدة يشيران إلى العمل الذي قامت به إيران قبل سنوات والذي يمكن استخدامه لتسليح برنامجها. وقالت المنظمة في بيان «مصنع الإنتاج في مجمع أصفهان (يو إف6) كان غير نشط عملياً منذ 2009 بسبب نقص الكعك الأصفر في البلاد». ويشير هذا إلى اعتراف إيراني بشيء أنكرته في عام 2009، وهو أنها استنفدت إمداداتها الوحيدة من الكعكة الصفراء، التي جاءت في إطار صفقة أبرمها شاه محمد رضا بهلوي مع جنوب أفريقيا في السبعينات. واشترت إيران الكعكة الصفراء من كازاخستان وروسيا بعد التوصل للاتفاق النووي في يوليو (تموز) 2015، ويسمح الاتفاق لإيران بالتخصيب، لكنه يحد من تخصيب إيران لليورانيوم إلى 3.67 في المائة، وهو ما يكفي لاستخدامه في محطة للطاقة النووية. وتتطلب صناعة القنبلة النووية نسبة الـ90 في المائة من مستوى التخصيب.

ومنذ قرار ترمب بالخروج من الاتفاق النووي، سعت إيران إلى الضغط على الدول الأخرى للتشبث بالاتفاق النووي. وأصدر المرشد الإيراني علي خامنئي الشهر الماضي أوامر بتعزيز قدرة البلاد على تخصيب اليورانيوم. وقال رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، علي أكبر صالحي، إن تلك الخطوات «لن تنتهك الاتفاق»، لكنها ستسمح لإيران بتكثيف التخصيب بسرعة إذا ما انفصلت الاتفاقية. وبث التلفزيون الإيراني خلال مقابلة تلفزيونية صوراً من منشأة أصفهان، وأظهرت أجهزة الطرد المركزي من طراز IR - 2M وIR - 4 وIR - 6 المتطورة التي تحمل اسم الإنجليزي في الخلفية. ويعتقد أن هذه النماذج تنتج ما يزيد على ثلاثة إلى خمسة أضعاف من اليورانيوم المخصب في عام واحد مقارنة بالـIR - 1s التي يسمح لإيران باستخدامها بموجب الاتفاق النووي، وفقاً لخبراء مكافحة الانتشار الغربيين. وأصدرت منظمة الطاقة الذرية الإيرانية أيضاً فيديو أمس يظهر حاوية من الكعكة الصفراء في المنشأة التي أعيد فتحها. وقالت المنظمة الإيرانية، إن الخطوة تأتي بناءً على أوامر المرشد الإيراني بشأن زيادة قدرة التخصيب. تأتي الخطوة الإيرانية بعد أيام من دعوة الولايات المتحدة لحلفائها بالتوقف من شراء النفط الخام الإيرانية. قال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو يوم الأربعاء، إن «طموحات إيران لتوسيع برنامجها النووي بشكل فاضح... تضيف فقط على معاناة شعب إيران».

 

تفاهمات سورية» بين ترمب وبوتين: النظام إلى الجنوب مقابل إخراج إيران ودول أوروبية ترفض إعطاء شرعية للأسد والمساهمة في الإعمار

لندن: إبراهيم حميدي/الشرق الأوسط/29 حزيران/18/أكدت مصادر دبلوماسية غربية لـ«الشرق الأوسط» أمس، أن هجوم قوات الحكومة السورية بغطاء روسي على ريف درعا والمدينة جنوب البلاد، جاء ضمن تفاهمات بين واشنطن وموسكو تتضمن عودة الجيش السوري إلى الجنوب مقابل إخراج مقاتلي المعارضة ورافضي ذلك إلى إدلب، على أن يتعهد الجانب الروسي بـ«إضعاف ثم إنهاء» الدور الإيراني في سوريا. وأشارت إلى فوز تيار في الإدارة الأميركية يميل إلى التفاهم مع موسكو ما يعني قرب تعيين مسؤول الشرق الأوسط في مجلس الأمن القومي جويل روبرن مبعوثا إلى سوريا تابع لوزارة الخارجية.

وستكون تفاهمات الجنوب السوري، على جدول أول قمة بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأميركي دونالد ترمب في هلسنكي في 16 الشهر الجاري التي ستعطي دفعة إضافية لاتفاقهما في فيتنام في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي. وكان مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون زار لندن قبل توجهه إلى موسكو للقاء الرئيس بوتين ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف للتمهيد للقمة الروسية - الأميركية التي ستعقد بعد قمة «حلف شمال الأطلسي» (ناتو) في بروكسل يومي 11 و12 الشهر المقبل وزيارة ترمب إلى لندن بدءا من 13 من الشهر ذاته.

ويتوقع أن تبارك القمة إعطاء أولوية لتشكيل لجنة من الحكومة والمعارضة والمجتمع المدني وإجراء إصلاحات دستوري في سوريا لإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية في العام 2021 ودعم جهود المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا في جنيف للجسر بين «ضامني» عملية آستانة و«النواة الصلبة» التي تضم أميركا وبريطانيا وفرنسا والسعودية والأردن وألمانيا لتشكيل اللجنة وصوغ الإصلاح الدستوري والتمهيد للانتخابات.

ويعني توافق روسيا وأميركا عملياً «قبول الرئيس بشار الأسد حالياً كأمر واقع مع استمرار رفض إعطائه الشرعية بل استمرار التصريحات الرافضة لذلك»، كما حصل أول من أمس لدى قول وزير الخارجية مايك بومبيو أن لا سلام مع الأسد ووجود إيران في سوريا، بحسب المصادر الغربية. وأشارت إلى أن «الاتحاد الأوروبي ومعظم الدول الأوروبية غير مرتاحين لهذه التفاهمات وأن معظم الدول لن يقبل ذلك وسيبقى متمسكا برفض الشرعية للأمر الواقع وسيبقى رافضا المساهمة في إعمار سوريا ما لم يحصل انتقال سياسي فيها». كما أن دولا «تشكك عمليا في قدرة روسيا أو رغبتها في إضعاف إيران».

وحرص الرئيس ترمب على إيفاد بولتون إلى أوروبا لإطلاع حلفاء واشنطن على توجهات الإدارة الأميركية المقبلة التي جاءت بعد سلسلة من المشاورات الداخلية والمحادثات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي لعب دورا رئيسيا في إقناع بوتين في بعض التفاهمات وجوهرها «عودة الجيش السوري إلى الجنوب مقابل إضعاف ثم إنهاء الدور الإيراني».

وكان نتنياهو زار موسكو بداية الشهر، وكان لافتا أن الجيش الإسرائيلي شن غارات شاملة على مواقع يعتقد أنها تابعة لإيران في سوريا، ما يعني أن ذلك حصل بموجب قبول سياسي من الكرملين وتنسيق عسكري بين قاعدة حميميم الروسية وتل أبيب. وتم الاتفاق وقتذاك على تأسيس خط أحمر بين بوتين ونتنياهو أضيف إلى الخط الآخر بين حميميم وتل أبيب. وتزامن ذلك مع قول وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان بأنه على الرئيس الأسد إخراج إيران من سوريا. بعدها، جرت اتصالات بين واشنطن وتل أبيب أسفرت عن مباركة تفاهمات نتنياهو - بوتين، حيث جرى تنفيذها خطوة بعد خطوة. بداية جرى الاتفاق على بدء تنفيذ الهجوم العسكري على ريف درعا الشرقي والمدينة وصولا إلى معبر نصيب على حدود الأردن وتأجيل الهجمات على القنيطرة والقسم الغربي من اتفاق خفض التصعيد. كما أبلغت واشنطن رفع الغطاء العسكري على فصائل «الجبهة الجنوبية» في «الجيش الحر» عبر إبلاغها خطيا بعدم توقع «أي تدخل عسكري أميركي»، إضافة إلى عدم قبول لاجئين سوريين في الأردن. وحسمت تلك الرسالة بين خطين كانا في الإدارة الأميركية: الأول، يدعو للضغط على موسكو لالتزام اتفاق «خفض التصعيد» الموقع بين روسيا وأميركا والأردن في يوليو (تموز) الماضي ثم جرى التأكيد عليه بين ترمب وبوتين في نوفمبر والتلويح بـ«إجراءات حاسمة» ضد دمشق. الثاني، التخلي عن المعارضة والتزام ترتيبات ثلاثية روسية - أميركية - أردنية أو رباعية تضم إسرائيل لعودة قوات الحكومة السورية وإبعاد المعارضة مقابل «إبعاد إيران عن حدود الأردن وخط فك الاشتباك في الجولان المحتل تمهيدا لإنهاء دورها في سوريا».

في المقابل، أعلنت موسكو ضمن التفاهمات عن خفض قواتها في قاعدة حميميم كما فعلت مرات سابقة في السنتين الماضيتين. كما جال ضباط روس في ريف درعا عارضين «التسوية والمصالحة أو التهجير والضغط العسكري» مع فتح أربعة معابر لخروج مدنيين، كما حصل في غوطة دمشق وشرق حلب. كما جرت مفاوضات في عمان بين شخصيات محسوبة على المعارضة في درعا وضباط روس للوصول إلى وقف للنار وإخراج مقاتلين معارضين وتسيير دوريات للشرطة الروسية.

وهذه التفاهمات الروسية - الأميركية حول الجنوب تأتي ضمن تصور أوسع لسياسة الإدارة الأميركية في سوريا. وأكدت المصادر الغربية أن ترمب لا يزال متمسكا بالانسحاب من شمال شرقي سوريا «مجرد القضاء على «داعش» الذي لا يزال يسيطر على 2 في المائة من الأراضي السورية» (كان يسيطر على أكثر من 40 في المائة). وأشارت إلى أن دولا غربية وعربية قدمت نحو مائة مليون دولار أميركي لدعم الاستقرار في المناطق المحررة من «داعش» بناء على طلب ترمب من جميع الحلفاء المشاركة في حمل العبء استعدادا لإعلان الانسحاب بعد إنهاء «داعش» بالتزامن مع موعد الانتخابات النصفية للكونغرس بداية نوفمبر المقبل. عليه، أشارت مصادر إلى أن التفاهمات التي ستكون موضوع بحث بين ترمب وبوتين، ستتناول أيضا شمال شرقي سوريا بحيث يتم البحث في ترتيبات تتجاوز اتفاق منع الاحتكاك القائم بين الجيشين الروسي والأميركي خلال قتال «داعش» قد تنضم إليها أنقرة بعد استعادة الثقة مع واشنطن في ضوء اتفاق منبج لتصبح ترتيبات روسية - أميركية - تركية لشرق نهر الفرات تتضمن مجالس محلية ودورا أكبر لـ«قوات سوريا الديمقراطية» والأكراد مقابل بقاء علاقة مع الدولة المركزية في دمشق. (قد يشمل هذا تشجيع عملية سياسية بين أنقرة وحزب العمال الكردستاني في تركيا مقابل تركيز الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري على وضعه المحلي في سوريا). لكن المصادر أعربت عن الاعتقاد أن «اللغز» لا يزال في إدلب ومصير الوجود التركي فيها، خصوصاً بعد تجمع آلاف المقاتلين المعارضين ووجود «هيئة تحرير الشام» التي تضم «فتح الشام» (النصرة سابقا) ونحو 2.5 مليون شخص. وأشارت إلى أن «أنقرة تريد بقاء نفوذها في إدلب وشمال سوريا على المدى الطويل».

 

ترمب يسعى لترجيح كفة اليمين في المحكمة العليا وعقب إعلان القاضي كينيدي تقاعده الشهر المقبل

واشنطن/الشرق الأوسط/29 حزيران/18/أعلن القاضي في المحكمة الأميركية العليا، أنتوني كينيدي، أمس أنه سيتقاعد في نهاية يوليو (تموز) المقبل، ما يفسح المجال أمام الرئيس دونالد ترمب لترجيح كفة القضاة المحافظين في هذه المؤسسة التي تؤثر قراراتها على مجريات الأحداث وحياة الناس.

وغالبا ما عُد دور كينيدي (81 عاما) محورياً في المحكمة المكلفة صيانة الدستور الأميركي، فهو محافظ حول قضايا مثل الأسلحة النارية أو تمويل الحملات الانتخابية، لكنه يمكن أن يتخذ مواقف تقدمية حول قضايا مثل الإجهاض أو التمييز الإيجابي، كما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية.

وأعلن القاضي تقاعده في رسالة موجهة إلى ترمب عبّر فيها عن «امتنانه» و«الشرف» الذي حظي به لممارسته مهامه طيلة ثلاثين عاما في المحكمة العليا. وصرح ترمب بعدها أن تعيين بديل له بدأ «على الفور»، بعد أن أتيحت له فرصة تعيين قاض ثان في أعلى هيئة قضائية بعد القاضي المحافظ نيل غورستش الذي عينه بعد وصوله إلى البيت الأبيض. وتابع ترمب: «لدينا قائمة بـ25 شخصا عرضتها خلال حملتي الانتخابية. كانوا 20 وأضفت إليهم 5». وأشاد ترمب خلال لقاء انتخابي في المساء بقرار القاضي التقاعد، وقال «كان يثق بقيامي بالخيار الصواب حفاظاً على إرثه».

وكان الديمقراطيون وكل المنظمات التقدمية في البلاد تخشى تقاعد كينيدي، فهي تعلم أن ترمب سيرغب في تعيين شخص يميل أكثر إلى اليمين خلفاً له. ويمكن بالتالي توقع معركة سياسية تاريخية حول خليفة كينيدي، الذي قضى أطول مدة في المحكمة إذ عينه الرئيس الجمهوري رونالد ريغان في 1987.

ويعيّن قضاة المحكمة العليا مدى الحياة من قبل الرئيس الأميركي، ولا بد أن يخضعوا لتصويت إيجابي في مجلس الشيوخ حيث لا يتمتع الجمهوريون سوى بغالبية محدودة. وحذّر زعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ، تشاك شومر، أن شغور المنصب في المحكمة العليا «هو الأهم منذ جيل على الأقل»، وأضاف: «مصير نظامنا الصحي وحقوق النساء على صعيد الإنجاب والكثير من التشريعات التي تحمي الأميركيين العاديين على المحك». وغالبا ما كان للقاضي كينيدي الكلمة الفصل بين القضاة الأربعة التقدميين والأربعة الآخرين المحافظين. وهو لعب دورا حاسما لا سيما في مجال حقوق المثليين، فقد أتاح صوته تشريع زواج المثليين في كل أنحاء الولايات المتحدة. وكان هذا القاضي، وهو من أصول آيرلندية، من أعد القرار التاريخي. وأمضى كينيدي الكاثوليكي الملتزم وخريج كلية الحقوق في جامعة هارفارد العريقة شبابه في كاليفورنيا.

وتلعب المحكمة العليا، ومهمتها الأساسية السهر على دستورية القوانين، دورا حاسما في حسم نقاشات مهمة حول قضايا تهم المجتمع الأميركي، وهو دور يقوم به البرلمانيون بشكل أكبر في دول أخرى. ويسلط ذلك الضوء على أهمية خليفة كينيدي الذي يمكن أن يرجح الطابع المحافظ لهذه المؤسسة.

ويعتزم ميتش ماكونيل زعيم الغالبية الجمهورية في مجلس الشيوخ، إتمام عملية تثبيت القاضي الجديد في الخريف. ومن المتوقع أن يبدي الديمقراطيون مقاومة قوية، وربما سيحاولون المماطلة على غرار ما فعل أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريون عندما رفضوا حتى الاستماع في العام 2016 إلى القاضي ميريك غارلاند الذي عينه الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما في المحكمة العليا، مبررين ذلك بدنو موعد الانتخابات الرئاسية. وفي النهاية، لم يثبت ترمب غارلاند واختار نيل غورسيتش. وصرح شومر: «على زملائنا الجمهوريين اتباع القاعدة نفسها التي اعتمدوها في 2016. وأن يرفضوا النظر في ترشيح قاض إلى المحكمة العليا خلال عام يشهد انتخابات»، في إشارة إلى انتخابات منتصف الولاية المقررة في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.

 

قمة روسية ـ أميركية في هلسنكي الشهر المقبل واتفاق على مناقشة «رزمة ملفات معقدة»... وموسكو تتوقع «خريطة طريق» للتطبيع

موسكو: رائد جبر/الشرق الأوسط/29 حزيران/18/فتح الإعلان المتزامن في موسكو وواشنطن عن بدء التحضيرات لعقد قمة تجمع الرئيسين فلاديمير بوتين ودونالد ترمب في هلسنكي، الشهر المقبل، على طيف واسع من التكهنات بشأن آليات مواجهة الملفات الخلافية، وتداعيات التقارب الروسي - الأميركي المحتمل على الملفات الإقليمية والدولية. وتأتي هذه القمة وسط مخاوف أوروبية من احتمال تراجع واشنطن عن خطط مشتركة مع حلف الأطلسي، وتوقعات روسية بأن تسفر عن وضع خريطة طريق لاستئناف الحوار على المستويات المختلفة، وإطلاق عملية تطبيع العلاقات تدريجيّاً.

وفي خطوة كانت متوقَّعة بعد المحادثات التي أجراها في موسكو أول من أمس، مستشار الرئيس الأميركي لشؤون الأمن القومي جون بولتون، أعلن الكرملين أن الرئيسين الروسي والأميركي اتفقا على عقد أول قمة شاملة تجمعهما في 16 يوليو (تموز) المقبل في العاصمة الفنلندية هلسنكي. علماً بأن الرئيسين التقيا مرتين في السابق على هامش اجتماعات دولية، ولم تُكلَّل بالنجاح مساعي الطرفين لتحديد موعد لقمة خاصة تجمعهما، لمناقشة عدد واسع من الملفات الخلافية التي تراكمت.

وأفاد الديوان الرئاسي الروسي في بيان، أمس، بأن الزعيمين سيبحثان خلال الاجتماع واقع العلاقات بين موسكو وواشنطن وآفاق تطويرها، بالإضافة إلى طيف واسع من المسائل الملحة المطروحة على الأجندة الدولية. وتزامن البيان الروسي مع بيان مماثل أصدره البيت الأبيض أكد فيه مكان وموعد الاجتماع، وقال إنه سيتناول ملفات العلاقات الثنائية بين البلدين، وطيفاً من المسائل الملحَّة للأمن القومي. ويُعد الإعلان عن القمة المرتقبة التي طال انتظارها أبرز نتائج محادثات بولتون مع بوتين، أول من أمس، التي وجه الطرفان خلالها رسائل وُصِفت بأنها إيجابية، رغم الإقرار بصعوبة الملفات الخلافية المطروحة. وأعرب الرئيس الروسي خلال المحادثات عن أسفه لأن العلاقات بين موسكو وواشنطن ليست في أفضل أحوالها، محمِّلاً «الأوضاع السياسية الداخلية» في واشنطن المسؤولية عن تدهورها. فيما قال بولتون إن الرئيس ترمب ملتزم في سياسته بالمحافظة على الاستقرار الدولي ومنفتح على الحوار. وسعى المستشار الأميركي الذي كان معروفاً بأنه من «الصقور» في التعامل مع روسيا، ووجه انتقادات حادة في السابق إلى بوتين، إلى تخفيف هذا الانطباع عن توجهاته، وتوجيه رسالة تطمين إلى الروس بأنه «ملتزم بالخط السياسي لترمب الذي يسعى إلى الانفتاح والحوار».

ورغم أن الإعلان عن الشروع في ترتيبات القمة أثار موجة ارتياح لدى الأوساط الدبلوماسية الروسية التي أعلنت أكثر من مرة في السابق أنها تتطلع إلى وفاء ترمب بتعهداته خلال الحملة الانتخابية بأنه يسعى إلى تطبيع العلاقات مع روسيا، لكن تراكم الملفات الخلافية وغياب الثقة في قدرة ترمب على تجاوز التعقيدات الداخلية التي تواجه محاولاته لتطبيع العلاقات مع روسيا برزت في تصريحات مسؤولين روس أمس، رجحوا ألا تخرج القمة بـ«اختراق» كبير، لأن «البلدين بحاجة إلى خريطة طريق لإطلاق حوار موسع وشامل ومتعدد المستويات، وهذا الهدف الأساسي الذي يضعه الكرملين أمامه وهو يحضر لهذه القمة»، وفقاً لدبلوماسي روسي تحدثت إليه «الشرق الأوسط». وفي إشارة إلى حجم الملفات الخلافية المطروحة على طاولة البحث في القمة المرتقبة، كان بولتون أكد في ختام زيارته لموسكو أن ملف «التدخل الروسي» في الانتخابات الرئاسية الأميركية سيكون أحد محاور البحث، بالإضافة إلى العقوبات المفروضة على روسيا وحرمانها من حضور اجتماعات «مجموعة الدول الصناعية الكبرى» المعروفة بتسمية «مجموعة السبع». وزاد أن موضوع معاهدة الصواريخ القصيرة والمتوسطة المدى والرقابة على التسلح، التي ناقشها مع بوتين ستكون بين محاور البحث خلال القمة، وهو ملف خلافي معقد، لأنه لا يقتصر على العلاقة الثنائية بين واشنطن وموسكو، بل يتعداها إلى العلاقة مع الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي.

وأضاف بولتون أن موقف الولايات المتحدة بشأن العقوبات ضد روسيا لم يتغير، كما اعتبر أن مصادرة الممتلكات الدبلوماسية الروسية في الولايات المتحدة لا يعتبر أمراً غير قانوني. وردّاً على سؤال حول ما إذا كان ترمب سيعترف بانضمام القرم إلى روسيا، قال بولتون: «هذا ليس موقفنا». لكنه لم يستبعد أن تكون الأزمة الأوكرانية وقرار ضم القرم وكارثة إسقاط الطائرة الماليزية في 2014 في شرق أوكرانيا بين الملفات المطروحة للبحث، وهي كلها ملفات خلافية صعبة. وقال بولتون إنه لا يتوقع «نتائج محددة، لأنه لم تنظم قمة رسمية بين رئيسي دولتينا منذ فترة طويلة»، لكنه لم يستبعد التوصل إلى «اتفاقات محددة» في توافق مع وجهة النظر الروسية حول احتمال الخروج بخريطة طريق لتطبيع العلاقات. وفي وقت أطلق الإعلان المشترك، تكهنات كثيرة حول احتمالات أن تضع القمة «نهاية للتدهور» في العلاقات وتطلق مساراً عكسياً وفقاً لتعليق روسي أمس، ركزت وسائل إعلام حكومية روسية أمس على انعكاسات القمة المرتقبة على أوروبا وحلف شمال الأطلسي. ونقلت عن وسائل إعلام غربية أن التقارب الروسي - الأميركي إذا حصل سيكون «كارثيّاً» بالنسبة إلى بلدان الاتحاد الأوروبي والحلف الغربي.

وجاء ذلك في إشارة إلى أن الاجتماع بين فلاديمير بوتين ودونالد ترمب قد يفضي إلى موافقة واشنطن على وقف المشاركة في المناورات العسكرية لحلف شمال الأطلسي على حدود الحلف الشرقية، وبالمقابل تتخلى موسكو عن إجراء مناورات في غرب روسيا. ورأت مصادر غربية أن قدرات روسيا الهجومية في هذه الحال لن تتغير، فيما ستكون بولندا ودول البلطيق، التي تتحدث باستمرار عن «التهديد الروسي»، غير راضية عن التطور. بالإضافة إلى ذلك، فإن المفاوضات بين الزعيمين إذا أفضت إلى تخفيف العقوبات على روسيا، ستكون أوروبا مضطرة إلى رفع قيودها الاقتصادية من دون التوصل إلى حل مرضٍ للأطراف على صعيد الأزمة الأوكرانية التي أطلقت التدهور بين روسيا والغرب. وفي الجانب الروسي، أبرزت تصريحات نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف، جوانب من التعقيدات التي ستحيط بالملفات الخلافية خلال القمة، خصوصاً في إشارته إلى قلق موسكو المتنامي من أن بدء واشنطن التحضير لإنتاج منظومات صاروخية جديدة قد يتحول لاحقاً إلى انتهاك لمعاهدة إزالة الصواريخ متوسطة وقصيرة المدى. وقال ريابكوف أمس أمام البرلمان، إن الولايات المتحدة تبدأ تنفيذ برامج عسكرية جوابية تحت ذريعة «الانتهاكات الروسية المفتعلة»، بما فيها برامج استفزازية للغاية تنطوي على انتهاك معاهدة إزالة الصواريخ متوسطة وقصيرة المدى. وأضاف أن واشنطن خصصت أموالاً لإطلاق برنامج حول إنتاج أسلحة صاروخية يتجاوز مدى تحليقها ما هو مسموح به بموجب هذه المعاهدة. كما اتهم الدبلوماسي الروسي واشنطن ببدء إعادة إعمار البنية التحتية تحضيراً لنشر هذه المنظومات الصاروخية في أوروبا.

وأشار أيضاً إلى أن نشر المنظومات الصاروخية الأميركية في اليابان سيكون انتهاكاً لمعاهدة إزالة الصواريخ متوسطة وقصيرة المدى في منطقة آسيا والمحيط الهادي. وزاد أن ثمة قضيةً خلافيةً أخرى تتعلق ببرامج الطائرات المسيرة الضاربة الأميركية، التي وصفها بأنها «لا تزال قضية لم تتم تسويتها حتى اليوم».

واللافت أن المخاوف الروسية من انعكاسات القضايا المعقدة على احتمالات إطلاق عملية تطبيع العلاقات لم تبرز فيها الملفات الإقليمية الأكثر سخونة حالياً، إذ لم يتطرق مسؤولون روس إلى الخلافات حول سوريا، وذهبت مصادر إعلامية روسية إلى التكهن بأن الأزمة السورية واحدة من العناصر «الأسهل» لإيجاد وجهات نظر مشتركة. بينما يظلّ ملف آليات التعامل مع السياسات الإقليمية لإيران، إحدى القضايا المعقدة التي تواجه القمة المرتقبة.

 

مسؤول أممي يحذر من كارثة درعا وسط القتال

 ترجمة وفاء العريضي/ بقلم فاتح ايرل نقلًا عن وكالة الاناضول/لبنان الجديد/29 حزيران 2018

لا يزال آلاف المدنيين عالقين في الصحراء بعد فرارهم من منازلهم في درعا السورية، حسب مسؤول الأمم المتحدة لحقوق الإنسان

دعا المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان زيد رعد الحسين يوم الجمعة جميع أطراف النزاع في سوريا إلى إنهاء العنف المتصاعد في محافظة درعا حيث لا يزال الآلاف من المدنيين عالقين في الصحراء.  أفادت الأنباء أن آلاف المدنيين قد فروا من ديارهم نحو مناطق في درعا الغربية إلى الحدود الأردنية، ولا يزال العديد منهم عالقين في المنطقة الصحراوية دون التمكن من الحصول على الحاجيات الأساسية من الغذاء والماء.  تقع درعا عند تقاطع الأردن، منطقة الجولان المحتلة ولبنان حيث أُعلنت منطقة تهدئة في يوليو 2017، عندما تمّ التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار ثلاثي، مع الولايات المتحدة وروسيا والأردن كضامنين , في حين اعلنت الأردن في 26 يونيو أن حدودها مع سوريا ستبقى مغلقة.  ودعا المفوض السامي جميع الأطراف إلى تجنب تكرار إراقة الدماء والمعاناة التي شهدناها في وقت سابق من هذا العام في الغوطة الشرقية.  مشيراً إلى أن الآلاف قد فروا من منازلهم، مؤكدًا انّ "الخطر الجسيم" كون القتال المكثف سيشهد العديد من المدنيين المحاصرين بين قوات النظام السوري وحلفائهم من جهة وجماعات المعارضة المسلحة وداعش من جهة أخرى.  واضاف، "في الأيام القليلة الماضية، تمّ السماح للمدنيين عند نقاط التفتيش الحكومية في الأجزاء الجنوبية الشرقية والغربية من درعا بالدخول إلى المناطق التي تسيطر عليها الحكومة في مدينة درعا ومحافظة السويداء مقابل رسوم".  وحذر من أن مقاتلي داعش الذين يسيطرون على منطقة حوض اليرموك في الجزء الغربي من محافظة درعا لم يسمحوا للمدنيين بمغادرة المناطق الخاضعة لسيطرتهم.  وقد وثّق مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان حالات ما لا يقل عن 46 مدنياً في عدة بلدات منذ 19 حزيران، عندما تصاعد القصف والغارات الجوية في درعا. واكدّ المفوض السامي،" انّ المفارقة قاسية في الغوطة الشرقية كونها منطقة تهدئة، وكيف كان سلوك هذه الحرب مخجلًا تمامًا منذ البداية ووصمة عار علينا جميعًا. والآن هناك منطقة أخرى مفترضة" لإزالة التصعيد" تشكل مسرحًا لوقوع ضحايا مدنيين على نطاق واسع. يجب أن ينتهي هذا الجنون ".

 

الشعب الإيراني يزداد فقرًا

 ترجمة وفاء العريضي/لبنان الجديد/بقلم كريسنادييف نقلًا عن كالامور/29 حزيران/18

عاصفة كاملة من السقوط الحر العملات، وارتفاع الأسعار، وسوء الإدارة الاقتصادية والفساد، والعقوبات الأمريكية الوشيكة قد أرسلت أصحاب المتاجر في طهران إلى الشوارع ربما في أكبر مظاهرات مناهضة للحكومة في العاصمة الإيرانية في السنوات الأخيرة. 

أغلقت الشركات في البازار الكبير بطهران أبوابها يومي الاثنين والثلاثاء، حيث احتجّ التجار خارج البرلمان ضد انخفاض الريال الايراني، الذي فقد حوالي نصف قيمته في الأشهر الأخيرة مقابل الدولار الأمريكي. يتم تداوله في السوق السوداء بنحو 85،000 ريال للدولار. في أواخر عام 2017 ، كان سعر $ 1 حوالي 43،000 ريال. حثّ البرلمان الإيراني يوم الثلاثاء الرئيس حسن روحاني على تغيير فريقه الاقتصادي من أجل تقليل التأثير على الجمهور الإيراني. ويوم الأربعاء، حث الزعيم الإيراني الأعلى، آية الله علي خامنئي، "القضاء على و مواجهة أولئك الذين يعطلون الأمن الاقتصادي". وتأتي الاحتجاجات في طهران في أعقاب مظاهرات حاشدة في عدة مدن إيرانية أخرى في أواخر العام الماضي. ردت الحكومة على تلك الاحتجاجات بقتل حوالي 24 متظاهراً. لكن في الأشهر التي تلت ذلك، استمرت الاحتجاجات ضد ارتفاع الأسعار، وارتداء الحجاب، والانتشار الواسع للفساد. وأظهرت مقاطع الفيديو على تويتر أشخاصاً في تلك المظاهرات، وكذلك أولئك الذين كانوا يحتجون في طهران هذا الأسبوع، وهم يهتفون "الموت للدكتاتور" و "الموت لخامنئي وروحاني". كما رددوا هذا الأسبوع ضد تورط إيران في الحروب في سوريا وفي أماكن أخرى.  

"يشعر الناس أن النظام السياسي يفشل، وخاصة سياسته الخارجية. قال لي سعيد غاسمينيجاد، وهو زميل باحث في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات التي تركز على إيران، إن الناس تعبوا فعلاً من ذلك ويشعرون أنه ينبغي إنفاق الموارد عليهم.

كان لإنخفاض الريال تأثير متعاقب على الاقتصاد الإيراني، حيث وجد الإيرانيون فجأة أن رواتبهم كانت أقل مما كانت عليه قبل أسبوع. وقال غاسمي نجاد "الناس يزدادون فقراً وأشد فقراً ، ولا سيما الأشخاص الذين يتقاضون أجوراً ثابتة". عندما تنخفض قيمة العملة، فإنها تجعل السلع المستوردة أكثر تكلفة بكثير. ارتفعت أسعار المواد الغذائية والسيارات والإلكترونيات في إيران في الأشهر الأخيرة، مما أدى إلى ارتفاع التضخم. يمكن أن يؤدي هذا - وفي حالة إيران ، بالتأكيد تقريباً - إلى انكماش اقتصادي كبير لأن المستهلكين سيشترون بضائع أقل، ونتيجة لذلك، لن يقوم التجار بتخزين منتجاتهم للبيع. 

وبالفعل، فقد تباطأت المعاملات في الأسواق الإيرانية تراجعاً حاداً بسبب المخاوف من أن الخسائر النقدية المتبادلة أثناء المعاملات التجارية قد تفقد قيمتها قبل إيداعها في حساب مصرفي.  

وقد لا يساعد قرار البنك المركزي الإيراني الأخير بتخفيض أسعار الفائدة على الاحتفاظ بالمال في الحسابات أيضًا. وأفادت وكالة رويترز بأن الإيرانيين كانوا يبتعدون عن الأموال النقدية ويضعون أموالهم في أصول مثل الذهب والعقارات وسوق الأوراق المالية، وكلها ارتفعت قيمتها في الأسابيع الأخيرة. حاولت الحكومة الإيرانية التدخل في أبريل لمنع تراجع الريال من خلال تحديد سعر رسمي قدره 42 ألف ريال للدولار، ومنع التداول بأي سعر آخر. لكن هذه الخطوة لم تفعل الكثير لكبح المضاربة على العملات في السوق السوداء ، وبدلاً من ذلك نتج عنها استمرار انخفاض العملة الإيرانية. وقال محمود عيازي، المتحدث باسم الرئيس الإيراني حسن روحاني، مؤخراً إن المتداولين قاموا بشراء السلع المستوردة بسعر الصرف المحدد من قبل الحكومة، لكنهم باعوهم في السوق بسعر السوق السوداء. 

كما اتخذت الحكومة خطوات لحظر استيراد أكثر من 1300 مادة يمكن تصنيعها محليًا، بما في ذلك المنسوجات والأحذية. ويُعتقد أن هذه الخطوة، التي من المتوقع أن توفر 10 مليار دولار من العملات الأجنبية، هي إعداد لما يسميه خامنئي "اقتصاد المقاومة"، والذي من بين أمور أخرى، يعطي الأولوية للصناعات المحلية ويحفظ الاحتياطيات الأجنبية. كما استهدفت الرحلات الخارجية من أجل الحفاظ على الاحتياطيات الأجنبية. مثل هذه التحركات ، كما قال غاسميني نجاد ، يمكن أن تكون لها عواقب واسعة على الحكومة الإيرانية. 

"أي نوع من الناس يستخدم السلع الكمالية؟ الطبقة العليا. النظام لديه اتفاق مع هذه الطبقة المتوسطة العليا . النظام يبيع النفط، وجزء من دولارات النفط يذهب إلى الطبقة الوسطى العليا التجار ، الأطباء ، المهندسين ، أساتذة الجامعات ، والفنانينم... لكنّ النظام لا يمكنه الوفاء بالوعود التي قطعها. فإنها تهاجم نمط حياة هؤلاء الناس. إذا كان لديك عقوبات اقتصادية من شأنها أن تقلل تدفق الأموال ... فإن ذلك من شأنه أن يضغط على الطبقة المتوسطة العليا أيضاً."وأضاف: "إذا انضممت الطبقة المتوسطة العليا إلى فئة ذوي الدخل المنخفض ... أعتقد أن هذا أمر خطير للغاية بالنسبة للنظام". الحكومة الإيرانية تتلمس خطوات تأثير العقوبات الأمريكية التي ستدخل حيز التنفيذ نتيجة انسحاب الرئيس ترامب الشهر الماضي من الصفقة النووية مع إيران. يوم الثلاثاء، قالت إدارة ترامب إنها تتوقع من جميع الدول التي تشتري النفط من إيران، والتي لديها بعض من أكبر احتياطي للنفط في العالم، أن تكبح مشترياتها إلى الصفر بحلول الرابع من  تشرين الثاني أو ستواجه عقوبات أمريكية. إذا تابعت إدارات ترامب ذلك، فإنها ستلحق المزيد من الضرر باقتصاد إيران، الذي يعتمد بشدة على تجارة النفط. واضاف نجاد، "وكما قلت من قبل، يجب أن لا يفاجئ أحد بأن الاحتجاجات مستمرة في إيران". وفي هذا السياق قال مايك بومبيو ، وزيرالخارجية الأمريكية في بيان إنّ الشعب الإيراني يطالب قادتهم بمشاركة ثروة البلاد والاستجابة لاحتياجاتهم المشروعة." ومن جانبها اعتبرت باربرا سلافين، مديرة مبادرة مستقبل إيران في المجلس الأطلسي، أن الولايات المتحدة أعلنت "حرباً اقتصادية غير مبررة بالكامل" على إيران . وقالت إن الولايات المتحدة تريد "ببساطة ... إضعاف إيران، وزعزعة استقراره، وجعلها أقل قوة في المنطقة، بانهيار الاقتصاد". "إذا كان ذلك يؤدي إلى العنف، وعدم الاستقرار، والحرب الأهلية، فهذه فائدة إضافية وقالت: "فيما يتعلق بهذه الإدارة، هناك أسباب أخرى للاحتجاجات".  

لم تتحقق الفوائد الاقتصادية الموعودة من الصفقة النووية بالوتيرة التي كان يأمل فيها الإيرانيون. وفي الوقت نفسه، تحركت الحكومة لإزالة الإعانات، ولفافات الرعاية الاجتماعية، وقضت المليارات على الحرب في سوريا. لقد واجهت محاولات روحاني لمعالجة المشاكل البنيوية بالاقتصاد الإيراني عقبات في الطرق - كان أهمها قرار الولايات المتحدة بالانسحاب من خطة العمل المشتركة. تقول الولايات المتحدة إنها تريد أن تكون إيران دولة "طبيعية"، والتي تشمل، من وجهة نظر الإدارة، وقف دعم إيران للجماعات المتشددة عبر المنطقة ، وأنشطتها في سوريا واليمن ، ومعارضتها المستمرة لإسرائيل. وقال غاسيميجاد إن القلق الاقتصادي والضغط الخارجي من الولايات المتحدة يغيران "الحساب الكلي للطبقات المختلفة في إيران". "لذا فإن مجموعة من الناس يشعرون بخيبة أمل عميقة في ما يستطيع النظام تحقيقه والضغط من الخارج - أعتقد أن هذا هو ما نراه". ومع ذلك، سيكون الاقتصاد الإيراني الكلي قادراً، على الأقل على المدى القصير، على حماية نفسها ضد أسوأ عواقب العقوبات الأمريكية. احتياطاتها من النقد الأجنبي قوية وهناك مؤشرات على أن بعض الدول - وخاصة أكبر عملائها من أجل إمدادات الطاقة - سوف تستمر في شراء النفط الإيراني ودفعه بعملة أخرى غير الدولار الأمريكي. في أعقاب الاحتجاجات، ستقوم الحكومة بلا شك بخطوات تهدف إلى تعزيز الاقتصاد في الوقت الذي تستعد فيه لأوقات عصيبة.  

ومن المسائل الأخرى ما إذا كان أي من ذلك سيوقف - أو يبطئ - شعور الاستياء من المواطنين الإيرانيين الذين سئموا من ارتفاع الأسعار وسوء الإدارة وما يبدو الآن من شبه المؤكد أن تكون فترة أخرى من التقشف الاقتصادي. أسوأ من ذلك، لكن النظام سوف يكون قادراً على "إطعام شعوبهم والحفاظ على الأضواء". لكنها أضافت: "سوف يضعف روحاني، بوضوح، ويقوي الفصيل المتشدد.

 

ترمب: سأبحث مع بوتين الصراعات في سوريا وأوكرانيا

رويترز/السبت 30 حزيران 2018/قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب الجمعة إنه سيبحث الصراعات في أوكرانيا وسوريا في اجتماعه المزمع مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في هلسنكي الشهر القادم. وأضاف ترامب في حديثه للصحفيين على متن طائرة الرئاسة في الطريق إلى نيوجيرسي أنه سيطرح في الاجتماع أيضا قضية التدخل الروسي المزعوم في الانتخابات الأميركية. وكان مستشار الكرملين يوري أوشاكوف أعلن، مساء الأربعاء، أنه تم التوصل إلى عقد قمة قريباً، بين الرئيسين الروسي والأميركي "في بلد ثالث"، بعد المحادثات التي أجراها مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون في موسكو مع بوتين. والخميس، قال الكرملين إن القمة ستكون في 16 يوليو المقبل في هلسنكي عاصمة فنلندا وأكبر مدنها. وكان ترمب كلف مستشاره للأمن القومي بالسفر إلى موسكو لطرح إطار هذه القمة المنتظرة بهدف تحسين العلاقات بين البلدين، والتي لم تصل إلى هذا المستوى المتدني منذ الحرب الباردة، على خلفية النزاع السوري والأزمة الأوكرانية، واتهام موسكو بالتدخل في حملة الانتخابات الرئاسية الأميركية عام 2016.

 

احتجاجات غاضبة في إيران: "باسم الدين سرقونا الحرامية"

 لندن - العربية.نت/السبت 30 حزيران 2018/خرج حشد كبير من مواطني مدينة المحمرة جنوب غربي إيران هاتفين بشعارات ضد السلطات في بلادهم، احتجاجاً على شحِّ المياه وتلوثها، بعد أن أصبحت غير صالحة لا للشرب ولا حتى للغسل، بسبب كثافة التربة فيها حسب مقاطع فيديو نشرها ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي. ومن بين أبرز الشعارات التي رددها المحتجون الاثنين قرب مسجد "الجامع" أمام بعض المسؤولين المحللين: "باسم الدين سرقونا الحرامية". وحاول ولي الله حياتي، قائم مقام مدينة المحمرة، تهدئة الأوضاع حيث حضر بين المحتجين، لكنه واجه وابلاً من الشعارات التي دعته إلى الاستقالة من منصبه. كما نشر ناشطون مقاطع فيديو تشير إلى استمرار المظاهرات في وسط المحمرة رفع المحتجون شعارات تطالب بتحسين ظروف المدينة. وسبق ذلك بيوم واحد، خروج مظاهرات مشابهة في مدينة عبادان التي لا تبعد سوى أميال قليلة عن المحمرة احتجاجاً على تلوث المياه وكثر ملوحتها. ويتهم العرب الأهوازيون في جنوب غربي إيران، حكومة طهران بتنفيذ سياسات تمييزية منظمة، منها حرف مياه الأنهر مثل كارون والكرخة وتجفيف الأهوار وتصحير الأراضي الزراعية في المنطقة. هذا وتستمر الاحتجاجات شبه اليومية في مناطق مختلفة في إيران، بعد أن تعددت الأسباب حيث اندلعت مظاهرات عارمة في العاصمة طهران بعد أن أقدم بازار طهران على إضراب، احتجاجا على ارتفاع سعر الدولار أمام العملة الوطنية.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

العقدة المسيحية أعقد من محاولات الحل

أسعد بشارة/جريدة الجمهورية/السبت 30 حزيران 2018

سيحاول الرئيس سعد الحريري مع النائب وليد جنبلاط حلّ عقدة التوزير الدرزي، أما على الخط المسيحي فلا يبدو أنّ الآلية التي اتفق عليها في اجتماع بعبدا ستَفي بالغرض. لم تعد العقدة المسيحية مجرد أزمة حصص، بل أصبحت تتصل بالعلاقة المتوترة بين «القوات اللبنانية» و«التيار الوطني الحر»، والتي ليست بنت الأمس. وفق مصادر مقرّبة من «التيار»، انّ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون طالبَ الرئيس الحريري في لقائهما في بعبدا بالمعاملة بالمِثل، على قاعدة انّ من يطلب الشيء عليه ان يبادل بالمِثل. والمقصود هنا انّ عون الذي يراعي الحريري في حجب تمثيل المعارضة السنية، يريد الأمر نفسه بما يتعلّق بـ«القوات اللبنانية»، التي على ما يبدو أصبح «التيار الحر» ينظر اليها على أنها حالة مسيحية شبيهة بالمعارضة السنية. وبالتالي، وحسب هذا المنطق، اذا تصلّب الحريري في رفض توزير المعارضة السنية، فمن حق «التيار» تحديد حجم «المعارضة» المسيحية، أي «القوات».

وترى المصادر أنّ تعامل «القوات» مع «التيار» لم يكن منسجماً مع وثيقة معراب، وانّ الرئيس عون يشعر انّ «القوات اللبنانية» تنتهز أدنى فرصة لشنّ حملات إعلامية ضد العهد، كما في موضوع البواخر وادارة الحكم داخل الحكومة. وقد انتهجت «القوات» منذ اليوم الأول لدخولها الحكومة هذا الاسلوب، كما هي تنتهجه اليوم في موضوع تشكيل الحكومة، الذي يفترض ان يطبخ بعيداً عن الإعلام والحملات. وتشير المصادر الى أنّ موقف الرئيس عون من «القوات» هو نفسه موقف وزير الخارجية ورئيس «التيار» جبران باسيل، وانّ الأزمة التي تتحكّم بعلاقتهما مع «القوات اللبنانية»، عائدة في جزء كبير منها الى الوزير باسيل، على رغم انه كان قد أعدّ ورقة اتفاق معراب التفصيلية، التي لم تُنشَر، والتي تحوّلت الى ما يشبه المعاهدة السرية. وفي المعلومات أنّ الورقة التفصيلية لم تتطرق الى موضوع نيابة رئاسة مجلس الوزراء لا من قريب ولا من بعيد، هذا الموضوع الذي يتمسّك به رئيس الجمهورية كعرف.

وتضيف انّ الورقة حدّدت بوضوح الاتفاق على تقاسم حقيبتين سياديتين بين «القوات» و«التيار» في كل حكومات العهد، كما أنّ هذه الورقة تركت لرئيس الجمهورية حرية الاختيار والمفاوضة في حصته من الوزراء المسلمين. كذلك تركت للطرفين، بعد تحديد حصتيهما المسيحية، حرية التبادل مع قوى أخرى بمقاعد وزارية شيعية او سنية. وجزمت بأنّ الورقة تنصّ حرفياً على انّ حصة رئيس الجمهورية في اي حكومة ثلاثينية هي 3 وزراء، فيما حصته في اي حكومة من 24 وزيراً هي 2.

لا تبدو العقدة المسيحية مُتاحة الحل، الّا اذا وافق الوزير باسيل على إعطاء حقيبة سيادية لـ»القوات اللبنانية»، وهذا ما لا يبدو واضحاً الى الآن، إذ انّ باسيل متمسّك بالخارجية، امّا وزارة الدفاع فيعترض «حزب الله» على ان تتولّاها «القوات».

امّا بالنسبة الى نيابة رئاسة الحكومة، فتقول المعلومات انّ الرئيس عون متمسّك بها، وهذا يعني انّ «القوات» إمّا ان تقبل بـ4 حقائب خالية من السيادية، او تستمر العقدة المسيحية في تعطيل تشكيل الحكومة، وسط جنوح الى تعميق الشرخ بين «القوات» و»التيار»، بفِعل تَماهي موقف كل من الرئيس عون والوزير باسيل بضرورة تحديد حجم «القوات»، وعدم إبداء المرونة حتى من حيث الشكل في التعامل مع ما تبقّى من اتفاق معراب.

 

عون يصارح «القوات» بما يخفيه وباسيل يهزأ من محاولة «الفصل»

عماد مرمل/جريدة الجمهورية/السبت 30 حزيران 2018

لم يعد خافياً أنّ اتفاق معراب بات وعاءً خاوياً، يفتقر الى مضمونٍ سياسي حقيقي، بعدما تحقّقت الغاية المضمرة منه بالنسبة الى «التيار الوطني الحر» (انتخاب ميشال عون رئيسا) و»القوات اللبنانية» (تظهير صورة جديدة لسمير جعجع). وعليه، فقد انتفت حاجتهما إليه، وفق صيغته السابقة، لكن المفارقة أنّ الطرفين يحاولان التمييز بين المصالحة وتداعي بنيان التفاهم.. فما القصّة؟ هناك في «التيار» و«القوات» من يفترض أنّ دينامية المصالحة المسيحية التي اطلقها اتفاق معراب ينبغي ان تبقى مستمرة، بمعزل عن الخلافات السياسية المستجدة. ويعتقد اصحاب هذا الرأي في الفريقين انّه يمكن فصل فلسفة المصالحة عن افتراق المصالح، على قاعدة تنظيم الخلاف مهما اشتدّ، وعدم نبشِ قبور الماضي مجدداً. تبدو هذه المقاربة صعبة وربّما مستحيلة بسبب عدم واقعيتها، لكن بعض الرومانسيين على الضفتين يعتبرون انّها تستحق المحاولة. يبدو واضحاً، انّ الجانبين يتهيّبان عموماً العودة رسمياً الى خطوط ما قبل 18 كانون الثاني 2016، تاريخ زيارة عون الى جعجع في معراب، حيث وقّعا الاتفاق الشهير، خصوصا انّ الساحة المسيحية التي انهكتها المعارك العسكرية والسياسية بين الأخوة، باتت متحسّسة اجمالاً حيال ايّ احتمال لتجدّد صراعهما وانفلاتِه من الضوابط.

وعليه، يحاول كلّ طرف ان يتبرّأ من دم الاتفاق المسفوك، وأن يحمّلَ الآخر مسؤولية ما آلَ إليه مصيره، مراعاةً للمزاج العام. إلا انّهما يدركان في الوقت ذاته انّ السلطة لا تتّسع لطموحاتهما المنفلشة، وأن المساحة المشتركة آخذة في التقلّص الى حد انّه قد لا يبقى مكان لتفاهم معراب، ولو وقفا على رؤوس الاصابع.

وسعياً الى إنقاذِ ما يمكن انقاذه، نشَطت خلال الايام الماضية محاولات حصر النيران التي اصبحت تهدّد بالتهام الاخضر واليابس في المسافة الممتدة بين الرابية ومعراب. وفي هذا الاطار، أبلغ جعجع الى عون، عبر اقنية التواصل المعتمدة، انّه ملتزم باتفاق معراب وفق تفسيره لنصّ الاتفاق المكتوب والمكوّن من اربع صفحات، تحمل كلّ منها توقيعَ جعجع ورئيس «التيار» الوزير جبران باسيل، الى جانب «الشاهدين» ابراهيم كنعان وملحم رياشي، اي طبقاً للآلية المتّبعة من قبل كاتب العدل، كما يقول مصدر قواتي.

وإذا كان نصّ ورقة التفاهم مع جعجع لا يحمل أصلاً توقيع عون، لكن قيل له خلال التواصل القواتي الاخير معه بأنه صاحب مقولة شهيرة وهي انّ كلمته اقوى من توقيعه، فأكّد انه ملتزم بكلمته، إلّا انّ ذلك لم يمنعه من تعداد لائحة طويلة بمآخذه على سلوك «القوات» في المرحلة الماضية، كاشفاً في هذا السياق عن انّ لديه معلومات تفيد بأنّ احد مسؤولي «القوات» هو الذي تولّى تسريبَ خبر توقيع مرسوم التجنيس الاخير الى احدى وسائل الاعلام، بغية استغلالِه ضد رئيس الجمهورية في إطار الحملة التي تستهدفه، لكنّ «القوات» نفَت ذلك، ونصَحت بعدم الاتكال على تقارير المخابرات، لافتةً الى انّه لو وصَلها مرسوم التجنيس، قبل ان تحدثَ الضجة حوله، لكانت قد ناقشَته بشجاعة مع عون وطلبَت منه ايضاحات مباشرة، من دون الحاجة الى استخدام وسيلة التسريب.

وعُلم انّ الرسالة القواتية الى عون تضمّنت عتباً، فحواه الآتي: «ماذا فعلَ لك سمير جعجع يا فخامة الرئيس حتى تُشَنّ عليه هذه الحملة؟ لقد اختلف مع السعوديين والاماراتيين والاميركيين والفرنسيين من اجلِ انتخابك رئيساً للجمهورية، وهو خاضَ معركة وصولك الى الرئاسة ودَعَم ترشيحك، فهل هكذا يُكافأ على ما فعله؟» وبينما تُرجّح بعض الاوساط المطلعة حصولَ تطوّرِِ ايجابي قريباً في مسار العلاقة بين بعبدا ومعراب، من شأنه ان ينعكس ايجاباً على مساعي تشكيل الحكومة وتسهيل مهمّة الحريري في الشقّ المتعلق بتذليل العقدة المسيحية، كان لافتاً انّ جعجع يحاول ترميم الجسور مع عون تحديداً، في حين لا تزال الخطوط مقطوعة مع باسيل، وفق تأكيد المصدر القواتي. لكنّ باسيل يهزأ من المحاولات المستمرة للفصل بينه وبين عون و»التيار»، مشدداً على انّ من يتوهم انّه يستطيع ذلك لا يعرف نبضَ رئيس الجمهورية و«التيار الحر» «اللذين يذهبان احياناً أبعد من طروحاتي حيال «القوات اللبنانية»، وبالتالي فإنّ اصحاب هذه المخيّلة يَهدرون وقتهم ليس إلّا..»

 

الرياض لا تتدخل... بل تستعجل التأليف

طارق ترشيشي/جريدة الجمهورية/السبت 30 حزيران 2018

يؤكد سياسيون لصيقون بالمملكة العربية السعودية انّ المكلّف بالملف اللبناني في الادارة السعودية الدكتور نزار العلولا، سيزور لبنان قريباً في سياق زياراته اللبنانية المتكررة في إطار متابعة شؤون العلاقة اللبنانية - السعودية التي دخلت مرحلة جديدة منذ تولّى الامير محمد بن سلمان، ولاية العهد.

لكنّ العلولا يستأخر زيارته لبيروت الى ما بعد تأليف الحكومة اللبنانية الجديدة برئاسة الرئيس المكلّف سعد الحريري، الذي أمضى اكثر من شهر على تكليفه هذه المهمة الدستورية وهو يصول ويجول داخلياً وخارجياً منذ تكليفه، لعلّه يتوصّل الى تشكيلة وزارية من ثلاثين وزيراً تحظى بقبول الجميع.

وفي غضون ذلك، ثمة كلام كثير في الاوساط السياسية اللبنانية حول العقبات والعراقيل التي تعوق تأليف الحكومة، وتتبادل الاطراف الاقليمية وحلفائها اللبنانيين الاتهام بتأخير ولادة الحكومة، ويزيد العقبات تعقيداً الخلاف بين الافرقاء الداخليين على الحصص الوزارية ونوعية الحقائب الوزارية السيادية والأساسية التي يريدها كل فريق لنفسه، بعدما تقرّر مبدئياً ان تكون الحكومة مكوّنة من ثلاثين وزيراً. محور المقاومة والممانعة يكيل الاتهام للمملكة العربية السعودية وحلفائها اللبنانيين وفي الخارج، بأنهم يدفعون الحريري وحلفاءه الى التأخّر في تأليف الحكومة الآن وانتظار تطورات ومتغيّرات ستحصل من الاقليم، من شأنها ان تغيّر معطيات التأليف الحكومي الراهنة في اتجاه يُتيح للحريري تأليف حكومة بشروط افضل له لاحقاً. ويقول بعض المنتمين الى هذا المحور، انّ الرياض بادرت إثر انتهاء الانتخابات إشاعة انّ نتائج هذه الانتخابات جاءت لمصلحة «حزب الله» وحلفائه. وبالتالي، فإنّ ايّ حكومة ستؤلّف ستكون حكومته او دائرة في فلكه وفلك المحور الذي ينتمي اليه الحزب.

ويعتقد هؤلاء انّ هذا «الحكم» المسبق على نتائج الانتخابات، وتالياً على الحكومة العتيدة في انها ستكون لمصلحة «حزب الله» وحلفائه، أربك الحريري وحلفاءه، بدليل انّ الجميع، من رئيس الجمهورية الى رئيس مجلس النواب نبيه بري الى الحريري نفسه، نادوا ولا يزالون بالاسراع في تأليف الحكومة نسبة الى الوضع الاقتصادي والمالي الذي يمر في مرحلة خطيرة، فضلاً عن الخطورة التي يتّصِف بها الوضع في الاقليم ويخشى من ان تكون لها تداعياتها الخطيرة ايضاً على لبنان.

وأكثر من ذلك، وفي ضوء زيارات الحريري الاخيرة للمملكة ولقاءاته فيها، وكذلك في موسكو مع مسؤولين سعوديين، فضلاً عن زيارة النائب وليد جنبلاط لها، قبَيل عيد الفطر، معطوفة على التواصل الحقيقي بين القيادة السعودية ورئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، فإنّ أوساط فريق 8 آذار، ومعها مطّلعون على اجواء «التيار الوطني الحر» يتحدثون عن حلف ثلاثي يعمل على تقويض عهد الرئيس ميشال عون مع سبق الاصرار والترصّد، لأنّ عون لم يغيّر او يبّدل في العلاقة التحالفية القائمة بينه وبين «حزب الله» وحلفائه الـ8 آذاريين، وذلك خلافاً لتوقعات البعض في انه بعد تَولّيه رئاسة الجمهورية في 31 تشرين الاول 2016 سيكون غير ما كان عليه قبلها. لكنّ مصادر مطّلعة على الموقف السعودي، وبعضها لصيق به، تنفي هذا الامر، وتؤكد انّ الرياض تعتبر تأليف الحكومة شأناً داخلياً، وانّها تحبّذ ان تولد هذه الحكومة اليوم قبل الغد لِما لذلك من تأثيرات ايجابية على مستقبل العلاقات اللبنانية والسعودية.

وتقول هذه المصادر انّ هناك عقداً درزية ومسيحية الى جانب عقدة تمثيل سنّة فريق 8 آذار هي التي تعوق تأليف الحكومة، ولا علاقة للملكة العربية السعودية بها. والمملكة التي ترفض تدخّل الآخرين في شؤونها كيف لها ان تسمح لنفسها ان تتدخّل في شؤون الغير، ولماذا يُلقى الاتهام على المملكة بتعطيل تأليف الحكومة ولا يُلقى على ايران التي تبالغ في المطالبة بحقائب وزارية سيادية لحلفائها في لبنان؟ ويضيف هؤلاء اللصيقون بالموقف السعودي انّ المملكة حريصة على أمن لبنان واستقراره وتحديد الاستعجال في تأليف الحكومة. ويُمكن الاستدلال على مصدر الموقف من خلال ما يُعلنه القائم بأعمال السفارة السعودية في لبنان الوزير المفوّض وليد البخاري في مختلف المناسبات، خصوصاً انّ العلاقة اللبنانية - السعودية مُقبلة على مرحلة متطورة بعد تأليف الحكومة من خلال انعقاد اجتماعات اللجنة العليا اللبنانية - السعودية المشتركة، التي سيتمّ خلالها توقيع أكثر من 30 مذكرة تفاهم واتفاقات تخدم مصالح البلدين في مختلف المجالات، ولذلك فإنّ ما يُعطّل انعقاد هذه اللجنة أو يؤخّره هو العرقلة والتأخير في تأليف الحكومة.

على انّ رغبة المملكة المُلحّة في انعقاد اللجنة العليا اللبنانية - السعودية في أقرب فرصة ممكنة، يمكن القول انّ الرياض حريصة جداً على ان تؤلّف الحكومة اللبنانية في أسرع وقت.

وفي هذا السياق، يقول السياسيون اللصيقون بالمملكة ان ليس هناك أي دعم سعودي لأيّ طرف لبناني في مواجهة أطراف آخرين، وانها لن تدعم ايّ محور او فريق ضد آخرين وسياستها، خصوصاً بعد تولّي الأمير محمد بن سلمان منصب ولي العهد، سياسة واضحة وهي الانفتاح على جميع مكوّنات المجتمع اللبناني، ودعم أمن لبنان واستقراره بالتنسيق والتعاون مع المجتمع الدولي. ويمكن قراءة هذا الموقف السعودي أو الاستدلال إليه من خلال مشاركة المملكة في كل المؤتمرات الدولية التي تُعقد لدعم لبنان، وآخرها كانت مؤتمرات «سيدر-1» وروما وبروكسل التي انعقدت في الربيع الماضي.

 

النازحون... يُــشعلون «قنبلة» العلاقة مع سوريا!

كلير شكر/جريدة الجمهورية/السبت 30 حزيران 2018

يعرف رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل جيّداً مدى الأثر الإيجابي الذي تتركه إثارة ملف النازحين على وجدان الرأي العام المسيحي، ويدرك أنّ إمساكه القضية، ولَو بعنوان إنساني - إجتماعي، سواء على المنبر المحلي أو على المنابر الدولية، يزيد من رصيده عند جمهوره. وهذا ما يرفع من منسوب حماسته وإصراره على تغليب الملف على غيره من القضايا التي يُشاكس «التيار» في سبيلها. والأخيرة لم تعد بالكثيرة. لعلّ هذا الاعتبار هو الذي يُحرج القوى المسيحية الأخرى، ولو أنّها غير مقتنعة بحيثيات الملف، ولا بأساساته البنيوية، ويحملها الى خندق المزايدة على باسيل، خلافاً لمسارها السياسي خصوصاً في ما يخصّ مسألة العلاقة مع سوريا وموقفها من الحرب الدائرة خلف الحدود اللبنانية، فقط لأنّ الأصداء في الشارع المسيحي ستكون حكماً لمصلحة من يُنادي بالعودة السريعة للسوريين الى بلادهم بعد أكثر من 7 سنوات على بدء الحرب. لا بل أكثر من ذلك، يقول أحد المعنيين إنّ وزير الخارجية، كما غيره من القوى السياسية، على اقتناع تام بأنّ التطورات الميدانية السورية ستفرض وقائع سياسية جديدة تُرخي بثقلها على الجار اللبناني بكل تلاوينه الطائفية واصطفافاته، وبالتالي ما كان سارياً قبل سنوات، لن يكون له مكانة بعد أشهر قليلة على أجندة القوى السياسية. وها هو الأمين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصر الله يلاقي حليفه «البرتقالي» في هذا الشأن، من خلال فتح كوّة في باب، ينتظر أن يشرّع مع الوقت، من خلال طرح مبادرة تقوم على أساس «التواصل مع النازحين السوريين، وتسجيل أسماء من يريد العودة، وعرض الأسماء على الدولة السورية، والتعاون مع الأمن العام اللبناني لإعادة أكبر عدد ممكن من النازحين الذي يرغبون بالعودة الطوعية». عملياً، لا تُفهم هذه المبادرة، وفق أحد المعنيين، الّا من باب التطورات السياسية التي قد تفرض نفسها على الحكومة العتيدة خلال المرحلة المقبلة. فالحوار بين «حزب الله» وسوريا لا يحتاج إلى إعلان ولا سبب إنساني - إجتماعي لكي يُضفي عليه شرعية. ولا حاجة لاستعادة شريط الزيارات التي سبق وقام بها وزراء لبنانيون الى دمشق «بصفتهم الشخصية»، كما برّر مجلس الوزراء الخطوة، واضعاً رأسه في الرمال كي لا ينسف جدار «النأي بالنفس» المفترض أنه ملتزم به. واللافت أنّ الخطوة أتت بعد أسبوعين على تعيين السفير سعد زخيا على رأس بعثتها الدبلوماسية في دمشق. وهو قدّم، بصفته سفير الجمهورية اللبنانية، أوراق اعتماده إلى الرئيس السوري بشار الأسد... وبعد أيام على توقيع وزير المال علي حسن خليل قرار صرف اعتمادات ثمناً للكهرباء التي يشتريها لبنان من سوريا.

إذاً، الخرق حاصل. وثمّة معلومات تتحدث عن خطوات مماثلة قد يقوم بها وزراء لبنانيون في وقت قريب، فيما الحوار «الموضعي» الذي يقوده المدير العام للأمن العام عباس ابراهيم حول قضايا تقنية محددة، كَسرَ منذ زمن جبل الجليد القائم على الحدود منذ اندلاع الحرب السورية.

ولكن ماذا لو أخذت الأمور مَنحى أكثر عمقاً؟ يقول أحد المطّلعين إنّ رئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري، كما غيره، يعرف تماماً أنّ كأساً مرّة تنتظره على طاولة الحكومة العتيدة، سواء تَطلّب الأمر أسبوعاً أو أشهراً لكي يفرض نفسه على الطاولة المستطيلة. لكنّ الاشكالية ستكون حتماً له بالمرصاد.

وفق هؤلاء، فإنّ ملف العلاقات مع سوريا، على المستوى الحكومي، سيعود الى واجهة اهتمامات الحكومة المقبلة، إن من خلال طلب الحكومة السورية التعامل معها بِنديّة لمعالجة القضايا المشتركة العالقة، وأهمها تلك المتّصِلة بالنازحين، أو من خلال حلفائها اللبنانيين الذين قد يبادرون الى إثارة هذه المسألة بالتزامن مع الضغط الذي يمارسونه لتسريع عودة النازحين الى المناطق الآمنة.

 

إنسحاب أميركا من الإتفاق النووي الإيراني وتبعاته

رياض طبارة/جريدة الجمهورية/السبت 30 حزيران 2018

قرّر الرئيس الاميركي دونالد ترامب، في أيار الماضي، الانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني، رغم ضغوطات شركائه الستة الموقّعين على الاتفاق (إنكلترا، فرنسا، ألمانيا ، روسيا والصين، والاتحاد الأوروبي)، بخاصة فرنسا وألمانيا، ورغم شهادة الوكالة الدولية للطاقة الذرّية، المنظمة الدولية المعنية بمراقبة تطبيق بنود الاتفاق من قبل إيران، بأنّ طهران لم تخالف أيّاً مِن بنوده.

إعتراض إدارة ترامب على الاتفاق، إضافة إلى أنّه وُقّع من الرئيس باراك أوباما، الذي يريد ترامب إلغاء كلّ إنجازاته، يتلخّص بنقاط ثلاث:

1- الاتفاق ينتهي سنة 2030، تكون إيران بعدها في حلٍّ من تعهداتها بألّا تسعى لامتلاك سلاح نووي، بينما يريد ترامب ألّا يكون للاتفاق نهاية، بمعنى أنّ إيران لن تتمكّن، حتى في المستقبل البعيد، من الحصول على هذا السلاح.

2- الاتفاق لا يشمل البرنامج الصاروخي البالستي الإيراني الذي يهدّد دول جوار إيران، والبترول العربي، وبالأخص إسرائيل، حليف أميركا المدلل، وقد يهدّد مستقبلاً أميركا ذاتَها.

3- الاتفاق لا يلحظ أيّ بندٍ يتعلق بوقفِ تدخّل إيران في شؤون جيرانها، إمّا مباشرة أو من خلال الميليشيات المتحالفة معها، بخاصة «الحوثيين» في اليمن، و«الحشد الشعبي» في العراق وطبعاً «حزب الله».

النقطة الأخيرة مهمّة جداً لأنها تتضمّن تغيّراً جذرياً وكاملاً في سياسة أوباما الشرق أوسطية. كانت عقيدة أوباما تقول بأنّ العرب، بخاصة بلاد الخليج، حلفاء أميركا التقليديين في المنطقة، لا يمكن الاعتماد عليهم. لذا فمِن الضروري، لتأمين الاستقرار في المنطقة، العودة إلى أيام الشاه والتحالف الأميركي ـ الإيراني. أحد الأهداف الرئيسية للاتفاق النووي، بالنسبة لأوباما، كان ترجيح كفّة المعتدلين في إيران وهي على أبواب انتخابات رئاسية، للوصول إلى انفتاح إيراني على الغرب، وبالتالي إلى عودة التحالف الأميركي ـ الإيراني كما كان في أيام الشاه. نجح المعتدلون في الانتخابات، وأوصَلوا الرئيس روحاني إلى الحكم، كما تنبّأ أوباما، ولكنّ أميركا ظلّت الشيطان الأكبر بالنسبة لنظام إيران، ولم يحصل الانفتاح المنتظر عليها.

إدارة ترامب بالمقابل تعتقد أنّ إيران لا تستطيع أن تكون قسماً من الحلّ لمشاكل الشرق الأوسط، وتعتبر أنّ شرق أوسط، ذات غالبية سنّية، تهيمن عليه إيران، لن يكون مستقراً، بل سيكون ساحةً للصراع الشيعي ـ السنّي. لذلك تسعى هذه الإدارة الى تأسيس تحالفٍ سنّي بقيادة السعودية، بالتعاون مع دول الخليج، وبمساندة مِصر، ولربّما مستقبلا تركيا أيضاً، يكون البديل عن نفوذ إيران السياسي والعسكري في المنطقة.

ولذا عادت أميركا بقيادة ترامب إلى تحالفاتها مع الدول العربية وبدأت تسعى فعلاً إلى تحييد إيران. كثَّفت في اليمن مساعدتها اللوجستية للتحالف السعودي ـ الإماراتي ضد «الحوثيين» حلفاء إيران هناك. وفي سوريا تركت المجال للإسرائيليين، بحماية أميركية، لضرب مواقع إيران والمواقع التابعة لـ«حزب الله».

ما سهّلَ المهمة الإسرائيلية ـ الأميركية في سوريا هو الخلاف المستجد بين روسيا وإيران حول مستقبل البلاد. فإيران تريد أن تحافظ على الوجود الرادع لحليفها «حزب الله» في جنوب لبنان والإبقاء على خطوط الإمداد له التي تمرّ حتماً في سوريا. روسيا بالمقابل هي، على أقلّ تقدير، متعاطفة مع إسرائيل، خاصة وأنّ ما يقارب ربعَ الإسرائيليين هم من أصول روسيّة، كما أنّ لروسيا مصالح مشتركة اقتصادية وعسكرية. الأهم هو أنّ روسيا دخلت الحرب السورية بهدف واحد وهو أن يكون لها وجود على ضفاف مياه البحر الأبيض المتوسط الدافئة.

في أيام الاتحاد السوفياتي، كان للاتحاد حلفاء ومواطئ قدَم في عدة بلدان حول المتوسط (الجزائر، ليبيا، مصر وسوريا) ولكن عندما وصل بوتين إلى الحكم سنة 1999 أي بعد نحو ثماني سنوات من انهيار الاتحاد، ودخول روسيا في أزمة اقتصادية خانقة، وخسارة مكانتِها كدولة عظمى، لم يكن لروسيا يومها سوى رصيفٍ بحري في طرطوس مهمتُه الأساسية إصلاح البواخر الحربية الروسية.

إعتبَر بوتين، الذي أراد إعادةَ عظمةِ روسيا، أنّ موطئ القدمِ في سوريا هو ذات أهمية كبيرة، ولكنّه أرادها حرباً قصيرة لأنّ اقتصاد بلاده لا يسمح بحرب استنزاف طويلة. ما زال يتذكّر ما حصل للجيش السوفياتي في أفغانستان أواخر الثمانينات، عندما كان الاقتصاد الروسي يومها في ركود مشابه لِما هو عليه الآن، وبدأت أميركا باستنزافه بإعطاء المتمرّدين أسلحة نوعية. انسحبَت يومها القوات السوفياتية مهزومة، ما ساهمَ في إنهاء النظام الشيوعي في روسيا وتفكيك الإمبراطورية السوفياتية بعد نحو سنتين من هذا الانسحاب.

روسيا نالت اليوم ما تبتغيه في سوريا، بعدما أسّست فيها أكبرَ قواعد عسكرية لها خارج حدودها، وأنجَزت اتفاقاً مع الحكومة السورية يُمكّنها فعلياً من البقاء في سوريا لمدة غير محدودة. موطئ القدم هذا يَسمح لها بالعودة تدريجياً الى نفوذها القديم في المنطقة، وبدأت بالفعل تلعب دوراً في الصراع الليبي. روسيا تريد اليوم تهدئة الأمور في سوريا والوصول إلى حلّ يَسمح لها بتثبيت إنجازاتها.

هذا التثبيت يتطلّب في النهاية موافقةً أميركية، البلد الوحيد الذي يستطيع أن يعطي روسيا وعداً فعّالاً في هذا الشأن. أحد شروط أميركا هو تحييد إيران من المعادلة، ولذا نجد روسيا تغضّ النظر عن تعدّيات إسرائيل في سوريا على مواقع إيران و»حزب الله».

سوريا اليوم مقسّمة. القسم الأكبر ممّا يسمّونه «سوريا المفيدة»– أي غرب سوريا ــ تسيطر عليه روسيا وإيران والنظام، وهناك خلافات بينها. شمال هذه المنطقة تسيطر عليه تركيا، بمساندة «الجيش الحر» المعارض، مع بعض الثغرات الأميركية فيه التي يتمّ التوافق عليها بين الدولتين كما يحصل في منبج.

في الجنوب اقتطع «الجيش الحر» منطقة له بمساندة أردنية أميركية، هي اليوم ساحة صراع مسلّح. شرق الفرات وآبار البترول فيه، منطقة تسيطر عليها أميركا بالتعاون مع الأكراد. أضِف إلى كلّ ذلك جزراً هنا وهناك ما زالت «داعش» موجودة فيها وتتوسّع منها أحياناً. في هذه الأثناء، أميركا وإسرائيل تعملان على تحييد إيران كلياً من سوريا، وعلى أميركا إعطاء تعهّدات لروسيا لتثبيت وجودها مقابل تعهّدات مماثلة من الجهة الأخرى، ما يتطلّب مفاوضات شاقة لم تبدأ بعد بشكل فعّال. في هذه الحالة المعقّدة هل مَن يستطيع أن يقول متى وكيف سيكون الحلّ النهائي في الأمد الطويل؟

في الأمد القصير، مِن الواضح أنّ التوتر في المنطقة سيبقى على حاله في المستقبل المنظور، ولكن ما سيميّز المرحلة القادمة سيكون الضغط الأميركي المتزايد على إيران والميليشيات التابعة لها، في إطار الحملة الأميركية لتحجيم دور إيران في المنطقة. هذا الضغط سيُترجَم من خلال رفعٍ متزايد للعقوبات إلى حدّ غير مسبوق، ولربّما أيضاً من خلال أعمال عسكرية محدودة كهجمات إسرائيلية هنا وهناك في سوريا لا ترقى إلى حرب إقليمية.

إيران وأوروبا تحاولان إنقاذ الاتفاق النووي ولكن هذا ليس بالسهل بغياب أميركا عنه، بخاصة إذا كثّفت عقوباتها على المنظومة الإيرانية.

وماذا عن لبنان؟

لبنان يعيش منذ مدة تحت غطاء أمني وسياسي يرعاه المجتمع الدولي، أميركا والسعودية من جهة وإيران من جهة أخرى. كلّ جهةٍ لها أسبابُها في عدم الرغبة بأنّ يفقد استقراره. وليس في الأفق ما يدلّ على أنّ هذه الحالة ستتغيّر قريباً.

فأميركا تحاول جاهدةً فرض عقوباتٍ على «حزب الله» دون أن تؤثر بنحو كبير على اقتصاد لبنان أو على نظامه المصرفي، وذلك من خلال استهداف أشخاص ومؤسسات خارج لبنان يَعتقد الأميركيون أنّها تموّل الحزب. لهذا فمِن المنتظر أن تأتي العقوبات القادمة، رغم شدّتِها، في الإطار نفسِه.

إيران من جهتها بدأت تشعر بضيقة اقتصادية تتمثّل بالتآكل السريع لعملتها، وبتحويل رؤوس أموال منها إلى الخارج، وبانسحاب تدريجي لشركات أوروبية كبيرة منها، رافقَتها أخيراً تظاهرات في أنحاء مختلفة من البلاد أقلقت قيادات إيران. وأميركا أعلنَت أنّها ستفرض عقوباتٍ الخريفَ القادم على الدول والمؤسسات التي تشتري بترول إيران. لذلك فليس من المنتظر أن يكون ردّ إيران على العقوبات حرباً مفتوحة، تجرّ لبنان إليها، رغم التصريحات النارية لبعض قياداتها. يبقى إسرائيل التي ترغب دوماً بخراب لبنان. لكنّ دخولها في حرب إقليمية تشمل لبنان، ليس فقط مكلِف جداً لها، كما للبنان، بل يتطلّب غطاءً أميركياً مسبَقاً، وهذا غير متوفّر حالياً. وعلى كلّ حال، من الواضح أنّ القوى الكبرى في المنطقة، أي أميركا وروسيا، لن تسمح بحربٍ إقليمية مفتوحة قد تتطوّر إلى مواجهة بينهما لا يريدها أيّ مِن الطرفين.

 

حُكّام لبنان (3): باسيل وجعجع وجنبلاط وفرنجية والجميّل ..التحالفات تغيّرت في الطريق إلى سبق الرئاسة

 إيلي الحاج/نقلاً عن موقع مدى الصوت/29 حزيران/18

https://alsawt.org/%D8%AD%D9%8F%D9%83%D9%91%D8%A7%D9%85-%D9%84%D8%A8%D9%86%D8%A7%D9%86-3-%D8%A8%D8%A7%D8%B3%D9%8A%D9%84-%D9%88%D8%AC%D8%B9%D8%AC%D8%B9-%D9%88%D8%AC%D9%86%D8%A8%D9%84%D8%A7%D8%B7-%D9%88%D9%81%D8%B1/

يجسّد وزير الخارجية والمغتربين ورئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل  مستقبل مشروع "الحركة العونية" في البيئة المسيحية في لبنان، ومختصرها أن الأوضاع تصطلح في لبنان بمجرد وصول شخص يتمتع بالنزاهة ونظافة الكف والوطنية والأخلاق ومزايا البطولة  والقداسة، على غرار الجنرال ميشال عون، إلى سدة رئاسة الجمهورية. في سبيل ذلك تهون التضحيات ولا تهم الوسيلة وسيلة الوصول إلى الغاية المطلوبة. فالثقة عمياء بشخص حامل المشروع كما أظهر مراراً في الانتخابات السابقة وسواها، أنصار "التيار الوطني الحر". 

الواقع أن هذا المشروع تحقق بانتخاب العماد ميشال عون، لكن في وقت متأخر بالنسبة إلى الجنرال عون الذي تجاوز مرحلة الشيخوخة، بعدما رفع شعار حقه في الرئاسة في الـ53 من عمره، عند تعيينه رئيساً لحكومة العسكرية الانتقالية سنة 1988.

وبعد مرور نحو سنة ونصف من العهد الرئاسي العوني، لمس رئيس الجمهورية وأعوانه أن إصلاح أحوال الجمهورية وتغييرها، وتحقيق بقية الشعارات التي استخدموها للوصول إلى رأس السلطة، هي أبعد ما يكون عن التحقق ، خصوصواً أنهم سبق قبل انتخاب عون رئيساً أن انغمسوا في نعيم السلطة ومميزاتها ومكاسبها من خلال مشاركة "التيار" والتكتل النيابي الأوسع ("تكتل الإصلاح والتغيير") الذي ترأسه عون، في الحكومات التي أعقبت اتفاق الدوحة، بعد إسقاط حكومة الرئيس فؤاد السنيورة بقوة سلاح "حزب الله" وحلفائه في حملة 7 أيار 2008 العسكرية الشهيرة ضد "قوى 14 آذار" سابقاً.

والحال أن موقع جبران باسيل يقع في قمة الهرم بعد الجنرال ميشال عون بين المواقع والمهمات التي وزعها رئيس الجمهورية على أفراد عائلته، الأقربين والأبعد.

ليس وزيراً فوق العادة بل أكبر الوزراء و"رئيس الظل" فحسب، بل هو أيضاً رئيس "التيار" المطلق الصلاحية فيه عملياً، يحدد السياسات والتحالفات، يعقد الصفقات السياسية وغير السياسية، ويحمل "الشعلة" عن عون. وستكون أمامه 4 سنوات ونصف تقريباً، في حال انتهت الولاية الرئاسية في شكل طبيعي، كي يبقي القصر الجمهوري في بعبدا، مساحة عونية. بمعنى أن يخلف والد زوجته في رئاسة الجمهورية.

أما المشروع السياسي لجبران باسيل فهو الذي أعلنه في لقاء شعبي تسرب شريط فيديو عنه في محمرش، إحدى قرى منطقته الانتخابية البترون قبيل الإنتخابات، ومختصره – إذا وضعنا جانباً هجومه على حركة "أمل" ورئيسها نبيه بري- أن قوى إسلامية استولت على حقوق المسيحيين في لبنان في الوظائف والمشاريع والمكتسبات، مستغلة تحالفها مع النظام السوري في زمن الوصاية، وأن للمسيحيين الحق في نصف الدولة بموجب اتفاق الطائف، لكن هذا الحق انتُزع منهم، و"التيار الوطني الحر" سوف يستعيد هذا الحق، وأن رئاسة الجمهورية يجب أن تكون للأكثر تمثيلاً بين المسيحيين، و"التيار " الذي يترأسه هو الأكثر تمثيلاً وفقاً لما تظهر الانتخابات النيابية من أحجام لكل الأحزاب والشخصيات.

الرئيس ومشروع الرئيس.

وكان باسيل تمكن بدعم من "حزب الله" و"تيار المستقبل" من إدخال تعديلات على مشروع القانون الانتخابي ضَمَنَت فوزه في الانتخابات النيابية عن منطقته البترون، حيث خسر مرتين سابقاً في انتخابات 2005 و2009، وذلك من خلال بندي "الصوت التفضيلي الواحد"، وحصره في مرشحي قضاء المقترع في الدائرة الأوسع. تحالف حزبا القوات اللبنانية والكتائب اللبنانية في البترون وأقصى ما استطاعا تحقيقه هو إسقاط المرشح السابق لرئاسة الجمهورية النائب السابق بطرس حرب، وكان ترشح للانتخابات عن المقعد الثاني في البترون، مضطراً بعدما ضاقت به الخيارات، على لائحة "تيار المردة" (الذي يترأسه النائب والوزير السابق المرشح للرئاسة أيضاً سليمان فرنجية).

وكان جبران باسيل المشروع المستقبلي للرئيس سعد الحريري وتياره، لو صمدت التحالفات على ما كانت قبل أن يعود الحريري إلى التحالف مع رئيس حزب "القوات" سمير جعجع. لكن موقف "حزب الله" من باسيل قد يخضع هو أيضاً لإعادة نظر متى تعلق الأمر بموقع رئاسة الجمهورية من جديد. فالتزام الحزب المذكور في هذا  الصدد كان مع عمه والد زوجته ميشال عون ولا ينسحب بالضرورة عليه، خصوصاً أن جبران باسيل أرسل مراراً إشارات لم يستسغها "حزب الله" في اتجاه دول مجلس التعاون الخليجي والولايات المتحدة الأميركية والغرب عموماً والمجتمع الدولي، للتمييز بينه وبين حليفه "حزب الله". كما أن خلافاته الشديدة والتي بلغت حد استخدام عبارات مستفزّة في حق الرئيس نبيه بري ("بلطجي") لا تساعد الحزب في تمرير تأييده لباسيل، إذا أيد ترشيحه للرئاسة، في بيئة الحزب الشيعية.

أما علاقته بحليفه السابق بموجب "اتفاق معراب" فصارت من الماضي بعدما تطوّع لإعلان دفن ذاك الإتفاق بنفسه لقطع الطريق على محاولة "القوات" ترجمة نجاحها الإنتخابي في تشكيلة الحكومة.

كذلك لم يستطع باسيل كبح نفسه، هو وتياره، عن استخدام تعابير تنم عن نوع من عنصرية في مقارباته حيال النازحين السوريين والفلسطينيين. والتصق اسمه في أذهان فئات واسعة من اللبنانيين بالصفقات مع الرئيس سعد الحريري ومدير مكتبه السابق نادر الحريري وسواهما، ولا سيما في موضوع صفقة البواخر المستأجرة لتأمين التيار الكهربائي، وإنشاء السدود وسواها، كما في تعيينات الأنصار والمحاسيب في مواقع- مفاتيح في الدولة على حساب أصحاب الكفاءات، وتغليب الطائفية في التوظيفات على حساب الاعتبارات الأخرى.

كل ذلك يمكن أن يدفع "حزب الله" إلى الاتجاه نحو حليفه وحليف رئيس النظام السوري الدائم سليمان فرنجية، وتفضيله على باسيل متى حان موعد البحث في الانتخابات الرئاسية المقبلة. من دون أن يعني ذلك قطع صلاته الوثيقة حالياً  بباسيل،والخطوات التنسيقية في ما يتعلق بالداخل اللبناني وعمل وزارة الخارجية  والمغتربين في سبيل حماية "حزب الله" وسلاحه وسياساته.

والمختصر : جبران باسيل ركن أساسي من أركان الحكم في لبنان، ومرشح لدور أكبر في المستقبل.

فاعلون ومؤثرون في الحياة السياسية اللبنانية

 رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع

يطمح إلى قيادة معارضة مسيحية لـ"حزب الله" وحليفه في الحكم رئيس الجمهورية وصهره الوزير جبران باسيل ويعدّ لتجميع أوراقه من أجل المنازلة المقبلة للوصول إلى رئاسة الجمهورية، لكنه فقد الكثير من صورته كرجل مبدأ، ومن عناصر القوة التي كانت له أيام كان مرشح "قوى 14 آذار" سابقاً لرئاسة الجمهورية، وذلك بعد خوضه تحالفاً لأسباب مصلحية مع "التيار الوطني الحر" أو "العوني" على قاعدة أنه سوف يرث مؤيديه وأنصاره بعد الرئيس عون. المفاجأة التي كانت تنتظره أن عون وباسيل لم يلتزما ما وعداه به من "مناصفة" في تقاسم حصة المسيحيين في الدولة معه، رغم أنهما أعطياه 4 وزراء في الحكومة، ولكن في حقائب غير أساسية. والمفاجأة الأكبر له أن "التيار" يعد لرئاسة الجمهورية الوزير باسيل خلفاً لعون تحت عنوان أن الرئاسة للأكثر تمثيلاً في الطائفة.

رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط

 يبقى الزعيم الأقوى وصاحب الكلمة الفصل في طائفة الموحدين الدروز، رغم توريثه مقعده النيابي لنجله تيمور، وسلوكه طريق مسايرة "حزب الله" وتمرير المرحلة بالتي هي أحسن، طريق يبررها بضرورة حماية الطائفة الصغيرة والتي تفتقد البُعد الإقليمي، كما إلى التحالف مع أفرقاء أقوياء يمكنه الإتكال عليهم في الداخل.

بين حين وآخر يصدر جنبلاط إشارات إلى عدم رضاه عن سير أمور الدولة وسلوك تحالف "حزب الله" – "التيار الوطني الحر"، لكنه يحرص على حماية نفسه والطائفة الدرزية بتحالفات وتفاهمات سياسية وشخصية، لا سيما مع الرئيسين نبيه بري وسعد الحريري.

رئيس حزب الكتائب اللبنانية سامي الجميّل

هو قائد المعارضة في البرلمان، ونجح دستوريا في التصدي لعدد من قرارات الحكومة غير الصحيحة قانونياً، كما اكتسب ثقة ما يسمى في لبنان "المجتمع المدني" في عملية التحول التي يقودها للحزب التاريخي الذي أسسه جدّه بيار الجميّل عام 1936 ليصير حزباً معاصراً يطرح المواضيع التي تهم الأحزاب في الغرب: البيئة، خدمة الإنترنت، الشفافية، المحاسبة، مكافحة الفساد… وأكثر فأكثر ينهج نهجاً لا طائفياً، أو بالأحرى غير متعصب طائفياً. سامي الجميّل ثابت لم يتخلّ في سلوكه السياسي عن مبادئ "انتفاضة الاستقلال- 2005"، لكن مشكلته أن حزبه قديم ومترهل. كان في ما مضى حزباً ضخماً وقوياً قياساً على الواقع اللبناني، أوصل رئيسين للجمهورية إلى قصر بعبدا، واكتسب عداوات جمة خلال سنوات الحرب الطويلة (1975 – 1990)، مما يفرض عليه تغييراً من الأساس في الشكل والمضمون كي يحقق مبتغاه بالمنافسة على الموقع الأول في الدولة. يساعده في ذلك سنه (مواليد 1980).

رئيس "تيار المردة" سليمان فرنجية

ورث زعامة في منطقة شمال لبنان ذات الغالبية المسيحية عن جده رئيس الجمهورية السابق سليمان فرنجية وتخلى عن المقعد النيابي في الانتخابات الأخيرة لنجله طوني. مشروعه السياسي يختصر بالتصدي لمحاولة الوزير جبران باسيل وراثة عمه الرئيس في القصر الجمهوري ومشاريعه. وهو وثيق الصلة برئيس النظام السوري بشار الأسد وبـ"حزب الله" ويعلن أنه لا يخرج على إرادة أمينه العام حسن نصرالله.

بعد الخلافات بين جبران باسيل والرئيس نبيه بري، والمواقف الاستفزازية لكثير من اللبنانيين وغير اللبنانيين التي تصدر عن باسيل، وعلامات الاستفهام على الخطوات التي يمكن أن يُقدم عليها للوصول إلى الرئاسة حيال أي قوة أو دولة مؤثرة على هذا الصعيد، لا يستبعد كثيرون أن يختار "حزب الله" في المرة المقبلة دعم ترشيح سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية، بعدما أرغمه على إخلاء الساحة في المرة الماضية لميشال عون.

إيلي الحاج/كاتب صحافي وناشر "الصوت"

 

أين المعارضة؟

عقل العويط/النهار/29 حزيران 2018

أبحث عن المعارضة، فلا أعثر لها على أثر.

أبحث عن المعارضة من داخل الطبقة السياسية الحاكمة، فـ"أكتشف" – ولا لزوم للاكتشاف إلاّ عند ذوي العقول الحالمة، أو البسيطة والساذجة والطيّبة – أن هذه "المعارضة" لاهثة للانضمام إلى جنّة الحكم، وأن كلّ شيء قابل عند هذه الجماعة الأبية، للتفاهم وتدوير الزوايا.

وذلك كلّه من أجل الجمهورية طبعاً. وحصراً. ثمّ، أبحث عن المعارضة خارج الطبقة السياسية الحاكمة، أي عند الذين يُفترَض بهم أن ينتظموا في صفوفٍ اعتراضية جذرية، طويلة وطويلة جداً، فلا أرى – تقريباً - إلاّ أطيافاً وهمية وشظايا افتراضية هائمة في فضاءٍ مفرغ من الجاذبية.

تعجبني المعارضة تلك، والمعارضة هذه، وكلٌّ منها تعجبني لسبب. أو لأسباب. وما أكثر الأسباب، وما أعجبها، هنا وهناك!

هذا يعني، على كلّ حال، وباختصارٍ مفيد، وبلا طول شروح، وتحليلات، وثرثرات، وتكهنات، وتبريرات، وذرائع، أن الأمور ماشية، ومستتبّة، على رغم العراقيل والمشقات والصعوبات والفخاخ الظاهرة والخفية، وأن العباد بانشراحٍ عظيم، وأن البلاد بألف خير، سيادياً، وكيانياً، ومصيرياً، وأمنياً، واجتماعياً، واقتصادياً، وعقارياً، ومالياً، ومديونياً، ومصرفياً، وصحياً، وبيئياً (برّاً وبحراً وجوّاً)، وكهربائياً، ومائياً، واستشفائياً، وغازياً، وبترولياً، ونفاياتياً، ومدرسياً، وثقافياً، وفكرياً، و... فوتبولياً.

بلا حسيدة. يخزي العين!

هذا يعني، استطراداً، أن السلطة الحاكمة، عهداً، وحكومة تصريف أعمال، وحكومةً مأمولةً وموعودةً، ومجلساً نيابياً كريماً؛ أن هذه السلطة الحاكمة، بمَن فيها، وبمَن يريد الانضمام إليها، والالتحاق بها، تُغني عن كلّ اعتراضٍ واعتراضيين.

ذلك أن لبنان، كلّ لبنان، بـ10452 كيلومتراً مربعاً، ببقاعه، بجنوبه، بجبله، بشماله، وببيروته، بجبله الأشمّ وببحره النقيّ، بمرامله وبكسّاراته وبمكبّاته، ينعم بالبحبوحة والأمان والخير والصحة والسلام وراحة البال، وليس على قلبه شرٌّ أو ضنى.

أين المعارضة؟

يسأل السائل الثقيل الدم، فيجيبه خيال ظلّه: لماذا المعارضة، في حين أن الرئيس المكلّف – بمَن يمثّل وبما يمثّل علناً وموضوعياً – متكافلٌ ومتضامنٌ مع رئيس الجمهورية – بمَن يمثّل وبما يمثّل علناً وموضوعياً– حتى أنه خرج من اجتماعه الأخير مع رئيس الجمهورية قائلاً "ما حدا يلعب فيه" لأن الدستور واضح، ومسألة الصلاحيات واضحة، ولا صحّة للخلاف أو للبرودة بينه وبين صاحب الفخامة، كما لا صحّة لما يُشاع عن تكتلٍ يقام هنا، وفخٍّ يُنصَب هناك.

ثمّ، وهنا جوهر الموضوع، لا فرق، ولا أثر سلبياً للتأخير والتعجيل في التأليف، أتألفت الحكومة اليوم، أم غداً، أم بعد ستة أشهر، أم بعد سنة. فلا بديل (ظاهراً!) من الرئيس المكلّف ضمن المعادلات المحلية والإقليمية القائمة، لأنه، هو يعرف، والكلّ يعرف، أن التسويات القائمة على توزيع الحصص والعقود، ومضاعفة الأرباح، وتجنّب الخسائر والهزائم من هذا الصوب أو من ذاك، هي المعايير الوحيدة المعمول بها لحكم هذه البلاد.

أين المعارضة؟ "يوك" معارضة، من داخل الطبقة الحاكمة، و"يوك" معارضة تقريباً من خارج هذه الطبقة. "عجبكن عجبكن، وما عجبكن لعمركن ما يعجبكن. روحوا بلِّطوا البحر، بصخور الجبال العاتيات العنيدات التي تطحنها الكسّارات بذلٍّ ما بعده ذلّ، وتمرّغها في التراب والغبار. والسلام!

 

الحكومة العتيدة... حتى ولو وُلِدَت بسرعة فستكون "مسبوقة" بكثير من الإستحقاقات

الهام فريحة/الأنوار/30 حزيران/18

رئيس الحكومة المكلَّف سعد الحريري سيكون في إجازة عائلية خارج لبنان نهاية هذا الأسبوع. رئيس مجلس النواب نبيه بري في إجازة خارج لبنان اعتباراً من مطلع هذا الأسبوع. وبناءً عليه يكون ملف التأليف الحكومي في إجازة، ولأنَّ الوضع هكذا فإنَّ زيارة الرئيس الحريري لقصر بعبدا لم يكن الغاية منها حمل تشكيلة جديدة منقحة بمقدار ما كانت تثبيت "هدنة التأليف" إلى حين انتهاء الإجازات. إلى ماذا توصلت "هدنة التأليف"؟ جرى توضيح مسألة الصلاحيات ولا سيما تلك المتعلقة بصلاحية تأليف الحكومة، وهذا ما عبَّر عنه الرئيس المكلَّف بعد الإجتماع.

جرى التأكيد على أنَّ الحكومة العتيدة ستكون حكومة ثلاثينية وأنَّ حكومة الـ24 وزيراً "لا تمشي". وجرى التأكيد أيضاً على أنَّ كل يوم في تأخير الحكومة ينعكس سلباً على الوضع الإقتصادي الذي يُحذِّر أكثر من خبير في شأنه، أنَّ المهل لتحسينه بدأت تضيق وأنَّ المعنيين يجب أن يدركوا أنَّ مهلة الستة أشهر هي الحد الأقصى المتاح، تحت طائلة وصول الوضع الى نقطة اللاعودة، وعندها لا يعود ينفع "البكاء وصرير الأسنان". ما يجدر التوقف عنده في سياق الوضع المالي والإقتصادي، وما فات المسؤولين تذكره، هو أنَّ الإعداد لموازنة العام 2019 يبدأ بعد شهر، حيث يُفترض بالوزارات أن ترفع إلى وزارة المالية موازناتها، فتتولى وزارة المالية جمعها لتعد من خلالها مشروع الموازنة، الذي ترفعه إلى مجلس الوزراء ليناقشه ويقره ويحيله إلى مجلس النواب، فتبدأ لجنة المال والموازنة النيابية درس أرقام الموازنة من ثمّ ترفعها إلى الهيئة العامة، فتكون الدورة العادية الأولى لمجلس النواب والتي تبدأ في تشرين الأول مخصصة لدرس الموازنة ليُصار إلى إصدارها في قانون قبل آخر سنة 2018. أين نحن من كل هذا؟ كيف سيتمُّ البدء بإعداد موازنات الوزارات فيما الحكومة لم تشكَّل بعد؟ حتى لو تشكلت قريباً، وهذا مستبعد، فماذا عن البيان الوزاري؟ وكم سيستغرق من الوقت لإعداده ومناقشته والتصويت عليه لتنال الحكومة الثقة على أساسه.

ما يمكن استنتاجه من خلال كل ما تقدَّم أنَّ الحكومة العتيدة ستكون مسبوقة في كل الإستحقاقات الداهمة، وبهذا المعنى من الصعب أن تحقق النقاط التي يجب أن تحققها "على الوقت" وفي الوقت المناسب، لأنَّ كلَّ النقاط متأخرة ولا يمكن استلحاقها بسرعة. صحيح أنَّ هذا الكلام لا يطمئن لكن ما يجدر التوقف عنده أنَّ جرعة التفاؤل التي تعطى يمكن اعتبارها أنها جدية هذه المرة، خصوصاً أن اللقاء الذي جرى بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلَّف، الخميس، هو الرابع منذ التكليف، ما يعني أنَّ اللقاء الخامس سيكون اللقاء الثابت في اتجاه عملية التشكيل.

 

لا بديل من الحريري غير السيناريو الإيراني

أحمد عدنان/موقع مدى الصوت/29 حزيران/18

هنا بالتحديد لن تنفع "حزب الله" العرائض ولا العراضات

https://alsawt.org/%D9%84%D8%A7-%D8%A8%D8%AF%D9%8A%D9%84-%D9%85%D9%86-%D8%B3%D8%B9%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B1%D9%8A%D8%B1%D9%8A-%D8%BA%D9%8A%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%8A%D9%86%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D9%88-%D8%A7%D9%84/

يدور الجدل حول تشكيل الحكومة في ظروف دقيقة، تجريف الوجود الإيراني في اليمن بإرادة عربية، وتجريف الوجود الإيراني في سوريا بإرادة دولية، وفي العراق لم تعد إيران محل إجماع، أو أن نفوذها في حال تذبذب على الأقل، وكل ذلك ليس صدفة بعد إلغاء الاتفاق النووي من طرف الولايات المتحدة.

هذا التراجع الإيراني في المنطقة يقابله في لبنان مشهدان نقيضان ظاهران، في المشهد الأول، تصعيد دولي مرتقب ضد الميليشيا المسماة بـ"حزب الله" بتصنيفها منظمة إجرامية عابرة للحدود، وما يشمل ذلك من تجفيف لموارده، وتضييق على عناصره وكوادره وأفراده، ويقابله مشهد آخر يقوده محور الحزب الإلهي بالتذاكي على الدستور لقضم المستطاع من السلطة والنظام. هذا الاستقواء ليس جديدا، لأن الحزب الإلهي ومن لف لفه دأبوا منذ سنوات على تفريغ الدستور من مضمونه وتأويل معانيه، فكان الالتفاف على نتائج الانتخابات بعدما ربحت "قوى ١٤ آذار" الإنتخابات النيابية مرتين في ٢٠٠٥ وفي ٢٠٠٩ بحيلة "الحوار الوطني" وبدعة "الثلث المعطل"، والإصرار على حصر وزارة المال في الطائفة الشيعية لتأمين مثالثة مقنعة بدل المناصفة، ثم إقرار القانون النسبي الذي على أساسه جرت انتخابات ٢٠١٨ ، وهو يشرعن وجود عملاء "حزب الله" خارج الطائفة الشيعية، ويحول الرابح خاسراً، كما جرى مع النائب "القواتي" فادي كرم، ويحول الخاسر رابحاً، كالنائب فيصل كرامي في طرابلس. وهذا الاستقواء ليس نقيضا للتقهقر الإيراني في المنطقة، فاحتياط إيران هو استرهان لبنان، وهي من الأساس تنظر إلى لبنان على أنه مجرد مقر لأهم ميليشياتها وأخطرها، وقد استثمرت في هذه الميليشيا عقودا، وانكسارها في لبنان يساوي انكسار النظام في طهران، كما أن انكسار النظام الإيراني يساوي انكسار "حزب الله" في لبنان، وقد حرصت إيران على دعم أوراقها التفاوضية مع الغرب بالتماس مع إسرائيل جغرافيا وعسكريا، وإن تم تدمير هذا التماس من جهة سوريا، فإنه من جهة لبنان ما زال قائما وفاعلا.

لكل ما سبق انعكاساته الفورية على تشكيل الحكومة الراهنة، فإيران تفكر في "لبنان الرهينة" وفي "لبنان الغنيمة"، وفرنسا ماكرون تريد التشويش على الولايات المتحدة بسبب إلغاء الاتفاق النووي الذي كان سيؤمن أرباحا شهية للشركات الفرنسية، والولايات المتحدة تريد استكمال حربها على إيران وعلى الإرهاب بمحاصرة ميليشيا "حزب الله".

والوضع في لبنان هذه الأيام يبدو هو الآخر في غاية الإثارة، يريد "التيار العوني" حصة درزية على حساب الزعامة الجنبلاطية، وهذا أمر صعب وغير مشروع لأسباب درزية صرفة، فوليد جنبلاط مهموم بتأمين زعامة آمنة لنجله تيمور، وطلال أرسلان، الذي بدأ أميراً وانتهى نائباً عونياً، ارتكب أحد أنصاره جريمة في منطقة الشويفات، وسيبدو توزير أرسلان استفزازا لأهالي القتيل الدروز هم أيضا، والأهم من كل ذلك، أن نتيجة الانتخابات أكدت الأحجام داخل المشهد الدرزي: لولا أن جنبلاط ترك مقعدا لأرسلان لما أصبح الأخير نائبا.

"تفاهم معراب": إلتزام من طرف واحد. ولا تتوقف الإثارة مع "التيار العوني"، إذ أعلن رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل سقوط "تفاهم معراب" الذي أوصل الرئيس ميشال عون إلى رئاسة الجمهورية، وكان باسيل قد شن هجوما ضاريا على شركاء المصالحة المسيحية، حزب "القوات اللبنانية"، وهو يحاول بكل جهد أن يحول دون تمددهم في الحكومة وفي مؤسسات الدولة رغم انتصارهم الصريح في الانتخابات، وقد حاول زعيم "القوات" د. سمير جعجع التمسك بالمصالحة، لكن حرصه كان من طرف واحد، كما كان الالتزام بتفاهم معراب من طرف "القوات" وحدها.

ورئيس الجمهورية كان له رأيه في الحكومة أيضا، إذ يتمسك

بأن يكون "نائب رئيس الوزراء" من حصته، ويتمسك بأن تكون له حصة في الحكومة تختلف عن حصة حزبه السياسي، مع أن رأي الدستور صريح وواضح، وهو رأي عون نفسه قبل توليه الرئاسة، واللافت حقا أن الرئيس مصمم على أن يكون له وزير سني ووزير درزي من دون اقتراب من حصة حلفائه الشيعة، مع العلم بأن "حزب الله" وحركة "أمل "رحبا بأن يوزر الرئيس السابق ميشال سليمان شيعياً في حكومة سعد الحريري الأولى وفي حكومة الرئيس تمام سلام. في خضم هذه التعقيدات، أطل جميل السيّد النائب عن "حزب الله"، وزياد أسود النائب عن "التيار العوني"، يطالبان بعريضة تنهي تكليف الرئيس سعد الحريري بتشكيل الحكومة وإسنادها إلى غيره، وألمح رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى امتعاضه من المهلة المفتوحة المتاحة للرئيس المكلف في تشكيل حكومته، وتسرب عن أوساط عونية مضموناً مشابهاً.

حتى لو اعتذر الحريري لن يسهل هذه المرة أمر إخراجه أو إلغائه

من دواعي العجب أن يتحدث ساسة ونواب من دون إلمام بدستور بلادهم، فلا يحق لأحد تحديد مهلة لرئيس الوزراء من أجل تشكيل حكومته، ولا يحق لأحد أن ينهي تكليفه ما لم يعتذر هو، اي رئيس الوزراء، عن هذا التكليف. الرئيس نجيب ميقاتي شكل حكومته الثانية التي كانت من لون سياسي واحد في ٥ شهور، كما أن الرئيس تمام سلام تمكن من تشكيل حكومته بعد عام كامل. والرئيس الحريري يتصرف منذ تكليفه بمسؤولية عالية، فتمسكه بحصة وليد جنبلاط يمنع فتنة درزية، وتمسكه بحصة "القوات اللبنانية" يمنع مظلمة مسيحية ويقوي حكومته، والمثير للشفقة أن حلفاء إيران يحاولون رمي المسؤولية عن التأخر في تشكيل الحكومة، وهي لم تتأخر، على المملكة العربية السعودية، مع أن الصورة واضحة لكل لبيب. السعودية تريد استقرار لبنان، والإيرانيون يستخدمون لبنان ورقة تفاوضية مع إسرائيل والولايات المتحدة، وسوابق إيران وميليشياتها في التعطيل وفي الاغتيال وفي الاحتيال على الدستور معلومة ومكشوفة.

الرد الأنجع على النائبين السيّد وأسود من باب السياسة، فمهما تم تعطيل الحكومة، وحتى لو اعتذر الحريري عن التكليف والتأليف، لن يسهل هذه المرة أمر إخراجه او إلغائه.

الرئيس سعد الحريري يمثل غطاء خليجيا وعربيا ودوليا للبنان، وإخراجه من الحكومة يعني انسحاب اللبنانيين من هذا الغطاء وانعزال الدولة اللبنانية عن المجتمع الدولي. هذا يعني ببساطة نهاية "مؤتمر سيدر"، فلا مشاريع ولا قروض ولا منح. والدولة اللبنانية وفق أوساط اقتصادية ومالية في أمس الحاجة إلى حصد ثمار هذا المؤتمر الدولي من أجل ضخ الحيوية في شرايين الاقتصاد المسدودة. يمكننا عند ذلك تخيل سيناريو لبنانياً مشابهاً للسيناريو الإيراني من حيث تراجع العملة أمام الدولار. والجدير بالذكر، أنه لن تكون هناك شراكة دولية للأطراف اللبنانيين الذين يريدون إسقاط الحريري او استبداله، وهذا يشمل فرنسا رغم تعاطفها مع إيران بعد إلغاء الاتفاق النووي. وعلى الصعيد السني الداخلي، لن يمر ترشيح شخصية سنية مدعومة من إيران مرور الكرام، بل على العكس، سيتضاعف التعاطف مع الرئيس الحريري، وقد بدأ هذا التعاطف بالفعل منذ أن راجت  الهرطقات الدستورية، كإسقاط التكليف بعريضة نيابية أو تحديد مهلة للتأليف، وحتى الوزير السابق أشرف ريفي كتب علناً تأييداً للحريري، وبينهما ما بينهما. ويعزز موقف الحريري داخليا وخارجيا أداؤه الصلب والحكيم. الاستنتاج الأكيد من كل ما تقدم محزن لجماعة "حزب الله" وحلفائه ومحوره: هنا بالتحديد لن تنفع العرائض ولا العراضات ولا الأسلحة. أشهروا المرجلة، ولكن لا تتفاجأوا بأن لا بديل من سعد الحريري إلا سعد الحريري.

أحمد عدنان/كاتب صحافي سعودي مقيم في لبنان

 

التفاصيل: هذا ما سمعه قائد الجيش في أميركا

علي الحسيني/المستقبل/الجمعة 29 حزيران 2018  

منذ انتصاره على الإرهاب ودحره إلى خارج حدود الوطن، يشهد الجيش تطوراً متسارعاً سواء في أدائه الذي تعكسه العمليات الأمنية التي يقوم بها، أو في عمليات التسليح المتلاحقة التي يحصل عليها من مجموعة دول، وتحديداً من الولايات المتحدة الأميركية المساهم الأبرز لجهة الدعم العسكري واللوجستي الذي يحصل عليه سنوياً. ويُضاف إلى هذه المساعدات، دعم مادي تقدمه وزارة الخارجية الاميركية. وتأتي كل هذه المساعدات لتؤكد المكانة المميزة والمرموقة التي أصبح يحتلها لبنان لدى دول المنطقة وثقتها بمؤسسة الجيش والدور الذي تقوم به. وهذا كله يعود إلى الإنتصار الكبير الذي حققته معركة "فجر الجرود".

قبل أيام تسلّم اللواء اللوجستي في الجيش، كمية من الصواريخ المضادة للدروع، مقدّمة من السلطات الفرنسية، بالإضافة إلى كمية من الأعتدة والأسلحة والذخائر، مقدّمة من السلطات القبرصية. وكان قبلها بفترة وجيزة، قد تسلّم 4 طائرات هجومية من نوع "سوبر توكانو" مقدمة كهبة من الولايات المتحدة، وهي الدفعة الثانية التي يتسلمها لبنان من هذا الطراز، كهبة أيضاً. وللتذكير فقد كان الجيش تسلّم أواخر العام الماضي، طائرتين هجوميتين من الطراز نفسه. وفي سياق الدعم العسكري نفسه، تسلّم الجيش على دفعات ثلاث، آليات مدرعة من نوع "برادلي" والتي يصل مجموعها إلى 32 آلية. وتمثل هذه الأليات استثماراً بقيمة أكثر من 100 مليون دولار من شأنه أن يوفر للجيش، القدرة على حماية لبنان وحماية حدوده بالدرجة الأولى من أي محاولة اعتداء بالإضافة إلى مكافحة الجماعات الإرهابية سواء عند الحدود او في الداخل.

من جملة عمليات التسليح التي حصل عليه الجيش، كانت طائرات "سوبر توكانو" والتي تُستخدم غالباً في عمليات مكافحة التمرد والإرهاب، إضافة إلى تدريب الطيارين. وبما أن قضية الإرهاب والتطرّف اليوم تُعتبر إحدى أبرز المعضلات التي تواجه الدول على اختلافها، ذلك أنّ الإرهاب لم يعد ظاهرة مجرّدة ومنعزلة، بل أضحى مشكلة تستهدف أمن المجتمعات كلّها ولبنان هو احد هذه الدول التي تعرضت للإرهاب على مدى سنوات، فقد تركّز الإهتمام الدولي على دعم لبنان في كافة المجالات كتعويض له عن الأذى الذي لحق به من جرّاء الإرهاب الذي استوطن جروده واستباح أرضه وضربه أكثر من مرّة في أكثر من مكان.

وعلى خط الدعم والإهتمام نفسه، تأتي زيارات قائد الجيش العماد جوزيف عون إلى الخارج والتي تتكلّل في كل مرة بنجاحات تؤكدها وتُثبّتها الخطوات العملانية التي تُتخذ على صعيدي التسليح العسكري والدعم اللوجستي. في هذا السياق تؤكد مصادر عسكرية لـ "المستقبل" أن "زيارة قائد الجيش إلى الولايات المتحدة منذ أيّام، تأتي ضمن توجه روتيني يعتمده الجيش الأميركي كل عام كمراجعة للمساعدات التي يُقدمها لبعض الدول. وهدف الزيارة كان اللقاء بين قائد الجيش والوفد المرافق من الضباط مع وفد من الجيش الاميركي لمراجعة هذه المساعدات وتقييمها بالإضافة إلى وضع خطة مستقبلية لمزيد من المساعدات، وعلى أساسها تقوم الجهة الأميركية بتقييم الوضع والإمكانيات التي تسمح لها بمد الجيش اللبناني بمزيد من الدعم العسكري واللوجستي". وأكدت المصادر أن لقاءات هامة جداً جرت بين قائد الجيش وشخصيّات أميركية بحضور السفيرة الأميركية في لبنان إليزابيت ريتشارد التي واكبت الزيارة منذ بدايتها، وقد تخللتها تأكيدات على استمرار دعم الجيش اللبناني كشريك استراتيجي في المنطقة وخط الدفاع الاول في وجه الإرهاب"، مشددة على أن "عملية فجر الجرود كان لها دور أساسي في هذه اللقاءات لما لها من اهمية بارزة في عملية دحر الإرهاب، خصوصاً وأن لبنان هو الوحيد بين الدول العربية الذي تمكّن من الإنتصار بشكل كامل على الإرهاب بفترة قصيرة، حيث كان للمساعدات الأميركية دور بارز ودقيق في هذه العملية. ومن هنا جاء التقييم ليؤكد على مكانة الجيش والدور الكبير الذي لعبه في مواجهته الجماعات الإرهابية في المنطقة".

وتكشف المصادر أن "ما سمعه الوفد العسكري اللبناني بقيادة قائد الجيش العماد جوزف عون، من استمرار عمليات الدعم للجيش اللبناني والتنويه بمناقبيته وبالدور الذي يقوم به وحتى اعتماده شريكاً أساسياً في مواجهة الإرهاب، وصولاً إلى عملية تثبيت الأمن والاستقرار التي نجح بها في لبنان، يدحض كل الكلام الذي يدّعي تراجع المساعدات من الجانب الأميركي للبنان". وعلى خط تقدير الخطوات التي يقوم بها الجيش، فإن انتصاره في معركة "فجر الجرود"، لا يعني على الاطلاق أن البلد أصبح في منأى عن الإرهاب، ولذلك تؤكد المصادر أن "بؤر الإرهاب ما زالت ضمن أولويات واهتمامات المؤسسات الامنية في لبنان، ولا سيّما مؤسسة الجيش ومديرية المخابرات، والتي ما زالت حتى اليوم تقوم بعمليات متعددة ومتنوعة تُسفر عن القاء القبض على مطلوبين بتهمة الإرهاب أو التنسيق مع الجماعات الإرهابية، او ممن كانوا قد شاركوا بعمليات على الأراضي اللبنانية".

ومن جملة ما كشفت عنه المصادر أن "الوفد العسكري اللبناني سمع من أكثر من جهة أميركية كلاماً مفاده أن الجيش اللبناني هو من أفضل الجيوش في العالم، وأن الولايات المتحدة الأميركية أشرفت على تدريب ما يُقارب الثلاثين جيشاً لكن الجيش اللبناني هو الأفضل على الإطلاق. وأكثر ما سمعه الوفد اللبناني من مسؤولين في وزارة الدفاع الأميركية هو عبارة: نحن فخورون بأن نكون شُركاءكم. كما وعد المسؤولون الأميركيون بالعمل على خط الكونغرس لكي لا يكون هناك أي قطع للمساعدات الاميركية للجيش اللبناني".

وفي إطار التعويل على قوة الجيش من الجانب الأميركي، وقدرته في صد أي اعتداء إرهابي، نشر السفير اللبناني في أميركا غابريال عيسى عبر صفحته على موقع "فايس بوك"، كلاماً جاء فيه: "بعد يومين من الاجتماعات العسكرية المشتركة بين القوات المسلحة الأميركية واللبنانية في وزارة الدفاع الأميركية، صدر الحكم الأميركي: في القتال، الجيش اللبناني المدرّب من قبل الولايات المتحدة هو الأفضل في العالم". وكان السفير عيسى أقام حفل استقبال وتكريم لقائد الجيش والوفد المرافق، بحضور السفيرة ريتشارد.

المعلوم أن ما حققته المؤسسة العسكرية في مواجهة الإرهاب حتى اليوم، هو إنتصار لافت ومستحق على الرغم من التكلفة الباهظة التي دفعها لبنان نتيجة سقوط العديد من الضباط والعناصر في معارك الشرف. أمّا المؤكد، فإن لبنان انتزع عن جدارة، مكانة هامة بين الدول المتقدمة في مكافحة الإرهاب وحجزت له مكاناً مميّزاً على طاولات المباحثات الدولية في شأن تعزيز الأمن المُشترك ومكافحة الإرهاب في العالم.

 

«المختبر» السوري وتناقض الالتزامات

وليد شقير/الحياة/29 حزيران/18

تخضع سورية مجدداً لتجربة «المختبر» للصراع أو الاتفاق الأميركي- الروسي. هذا ما يحصل في المعارك الدائرة بين قوات المعارضة التي تتألف من فصائل «الجيش السوري الحر» ومن مقاتلين سوادهم الأعظم من أبناء محافظة درعا وعشائرها والجيش النظامي وحلفائه في الجنوب. الثابت الوحيد في تلك الاختبارات التي على مدى السنوات السبع وبضعة أشهر أن وقودها هو المواطن السوري قتلاً وتهجيراً وتدميراً لممتلكاته ولمستشفياته ومدارسه بدم بارد روسي وعقل إجرامي يتصف به النظام وميليشيات إيران. وإذا كانت الاتفاقات الروسية- الأميركية الضمنية أدت سابقاً إلى إسقاط حلب، وأنتجت الحرب بالواسطة بين الدولتين الكبريين سقوط الغوطة الشرقية... فإن معارك الجنوب شكلت «المختبر» لتأرجحهما بين التفاهم وبين الصراع عبر القوى العسكرية على الأرض. قبل أسابيع سلّحت واشنطن فصائل الجيش الحر بمدرعات وصواريخ «تاو» المتطورة ليدافعوا بها ضد جيش النظام الذي كان يهيئ مع موسكو لاستعادة السيطرة على درعا وصولاً إلى معبر نصيب مع الأردن. لكن واشنطن بعد أن هددت بالويل والثبور من ضرب إسقاط منطقة خفض التصعيد في الجنوب، عادت وأبلغت قوات المعارضة أنها لن تستطيع فعل شيء لها وأن قرار مقاتلة النظام حيال الهجوم الذي يهيئ له هو قرارها. بالموازاة، واكبت قاعدة حميميم الروسية حملة النظام الإعلامية بالتناغم مع التسخين العسكري اليومي لتلك الجبهة، متوعدة بأن الجيش النظامي سيستعيد المنطقة الجنوبية لا محالة، لإخراج «جبهة النصرة» منها، فيما تدرك موسكو أن لا «نصرة» في الجنوب، مكررة الحجة نفسها لتبرير إسقاط الاتفاقات على مناطق خفض التصعيد، على رغم أن في الجنوب كانت أميركا طرفاً في خفض التصعيد مع موسكو والأردن السنة الماضية. تعلن حميميم أن خفض التصعيد في الجنوب انتهى وقته. وبعد 24 ساعة، مع وصول مستشار الرئيس الأميركي جون بولتون إلى موسكو حيث التقى فلاديمير بوتين للتحضير للقائه مع دونالد ترامب في 16 تموز (يوليو) المقبل، والذي سيشمل البحث خلاله سورية... تعلن وزارة الدفاع الروسية أن خفض التصعيد في الجنوب السوري باقٍ.

بين الموقفين المتناقضين تهجرت الدفعة الأولى من السوريين جراء بدء حرب الجنوب، (45 ألف نازح حتى الآن) زادوا من قلق الأردن، وخرجت مستشفيات من الخدمة وشاركت الطائرات الروسية في القصف على المنطقة، وحصلت مجازر ضد الأطفال والآمنين آخرها أمس. كمية القصف الهائل الذي حصل من الجو وبالمدفعية لم يمس بقذيفة واحدة المنطقة التي يتمركز فيها مقاتلو «داعش» تحت مسمى «لواء خالد بن الوليد»، القريبة من الحدود مع الجولان السوري المحتل. «المختبر» السوري كان يفترض أن يعمل هذه المرة على هدي اتفاق أميركي- روسي- إسرائيلي جرى ترتيبه تحت عنوان امتحان قدرة موسكو على إخراج إيران وميليشياتها من المنطقة الجنوبية، وقضى بأن يستعيدها الجيش السوري حتى الحدود الأردنية، على أن تنتشر الشرطة الروسية في المنطقة لضمان الأمن فيها وعدم توسع الميليشيات الإيرانية، ونقل مقاتلي المعارضة إلى إدلب. فجأة ظهر قادة ومقاتلو «لواء ذو الفقار» الذي أنشأته طهران قبل 4 سنوات في بلدة بصر الحرير على الطريق نحو درعا، معلنين احتلالها. ابتدع الإعلام الأميركي والإسرائيلي إزاء هذا المشهد الحجة القائلة إن ميليشيات إيران، التي كانت واشنطن وتل أبيب اشترطتا إبعادها عن الحدود مع الجولان المحتل 80 كيلومتراً، بقيت بعيدة من تلك الحدود أكثر من المسافة المطلوبة. وطالما الأمر كذلك فإنه لا يمس بأمن إسرائيل، فيما الحقيقة أن المسافة التي كانت فيها تلك الميليشيات موجودة لا تتجاوز الـ30 كيلومتراً. أما القصف الإسرائيلي لقواعد إيران و «حزب الله» في العمق السوري وآخرها مطار دمشق الثلثاء حيث دمرت أسلحة نقلتها طائرة إيرانية، فهو لا يخضع للاتفاقات الضمنية المثلثة.

من التفسيرات للتناقضات في السلوكين الروسي والأميركي أن زيارة بولتون موسكو كانت مناسبة لمراجعة التفاهم على مصير المنطقة الجنوبية في ضوء التفاهمات الأوسع المنتظرة بين الجانبين، وأن وعد موسكو إخراج الميليشيات الإيرانية من الجنوب تحدته طهران بظهور «لواء ذو الفقار». فإما أن طهران تعاكس إرادة الحليف الروسي عندما يتفاهم مع واشنطن وتل أبيب على حسابها، بعد أن اشترطت انسحاباً أميركياً من قاعدة التنف على المثلث السوري- العراقي- الأردني من دون الاستجابة لمطلبها، أو أن موسكو تتحايل على التزامها في انتظار الثمن الذي تأمله، أو أنها عاجزة عن الوفاء به...«المختبر» السوري إضافة إلى تجارب الأسلحة المختلفة فيه، الذكية والغبية، عبر الأذرع والأدوات المتعددة بات وعاءً لكل أنواع الفوضى والقتل والتدمير الأعمى، لخدمة مناورات الكبار.

 

رجوع الأسد إلى جلباب أبيه

نديم قطيش/الشرق الأوسط/29 حزيران/18

جبال من الكذب بات يحتاج إليها ما يسمى محور المقاومة، لتغطية فضيحته في سوريا. فوضع الحرب السورية موضع مقاتلة إسرائيل ما عاد ينطلي حتى على أبسط السذج. سقطت هذه الكذبة مراراً خلال تعرجات الحرب السورية البادئة قبل سبع سنوات؛ لكن سقوطها الأكثر دوياً حصل في درعا.

ففي درعا، وإن لم تتضح تماماً ملامح التفاهمات الكبرى بين أطراف النزاع والمؤثرين فيه والمتأثرين به، فإن اتجاهها العام قليل الالتباس، وفحواه تفاهم أميركي روسي إسرائيلي أردني (وعربي) على إحلال جيش الأسد مكان الميليشيات الإيرانية.

منذ أن سقط الأسبوع الفائت، اتفاق خفض النزاع في جنوب سوريا الذي تم التوصل إليه في أول لقاء مباشر بين الرئيسين الأميركي دونالد ترمب والروسي فلاديمير بوتين قبل عام، على هامش اجتماعات قمة العشرين في هامبورغ، بدا أن هذا التفاهم حل مكانه.

فالتطورات الميدانية في درعا لم تمنع الأميركيين والروس من المضي قدماً في التحضير لقمة بوتين - ترمب، ما يعني أن سقوط اتفاق خفض التوتر في درعا، مأذون أميركياً. زد على ذلك ما تسرب من أن الإدارة الأميركية وعبر سفارتها في الأردن أبلغت المجموعات المسلحة في درعا، عبر رسائل نصية على تطبيق «واتساب» أن تبني خياراتها وفق مصالحها ومصالح عائلاتها، لا وفق افتراض أن القوات الأميركية ستتدخل لنصرتهم؛ لأن ذلك لن يحدث!

إسرائيل من جهتها، وهي الأكثر تشكيكاً في الاتفاق واستعداداً لامتحانه، تصر على منطقة خالية من إيران وميليشياتها تمتد بعمق 40 كيلومتراً من خط وقف إطلاق النار الإسرائيلي السوري المنصوص عليه في اتفاقية فك الاشتباك بين البلدين، الموقعة في 31 مايو (أيار) 1974، كما تصر على حرية الحركة في الأجواء السورية، وحرية شن هجمات على أهداف إيرانية، وهو ما قامت به فعلاً قبل أيام باستهداف قواعد ومخازن في محيط مطار دمشق، من دون أي اعتراض روسي يذكر أو رد فعل سوري أو إيراني.

لا يفعل هذا السياق الحدثي إلا تعرية كذبة المقاومة ومقاتلة إسرائيل، لا سيما متى تعلق الأمر بوظيفة سوريا الأسد، التي قالت إيران منذ اليوم الأول لتدخلها فيها إنها ما تفعل ذلك إلا حماية لظهر المقاومة وواسطة عقدها! فلماذا تقبل إسرائيل حلول جيش الأسد على مقربة منها، وترفض الإيرانيين وميليشياتهم اللبنانية والعراقية والأفغانية والباكستانية وغيرها؟ ولماذا هذا الاطمئنان للأسد المرعي روسياً بالكامل، في مقابل الاستنفار في مواجهة إيران وأدواتها؟ الحقيقة الناصعة التي نحن بإزائها هنا أن عملية تأهيل جدية جارية لنظام الأسد، تعود بموجبها سوريا إلى وظيفتها الأصلية، وهي النظام الحارس لحدود إسرائيل، والضامن لأمنها، مع احتفاظها وقتها بهامش من المناورة والمناوشة ملأته مقاومة «حزب الله»، قبل أن يتحول الحزب إلى واحد من أعقد التنظيمات غير الدولتية على مستوى المنطقة.

منذ الأسابيع الأولى للأزمة السورية، أفصح رامي مخلوف، الركن الاقتصادي السابق لنظام سوريا الأسد، عن هذه الوظيفة، مشدداً في حديث لصحيفة «نيويورك تايمز» على أنه «ما لم يكن هناك استقرار في سوريا فلن يكون استقرار في إسرائيل»، ما يعني أن الترجمة العملية لاستقرار سوريا هو استقرار إسرائيل، وهو ما يشهد له أي مراقب بسيط، إذا ما راجع أحوال الحدود بين البلدين منذ عام 1974، حتى انفجار نظام الأسد عام 2011.

وقد حفلت الصحافة الإسرائيلية في السنتين الأوليين للثورة بمقالات وتحليلات لأرفع المراقبين الإسرائيليين، تعتبر أن سقوط الأسد أو غرق سوريا في الفوضى كارثة استراتيجية لإسرائيل. قبل ذلك، كانت إسرائيل هي من فتح للأسد أبواب الخروج من عزلته التي دخلها بعد اغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري عام 2005، بشهادة موثقة من نائب مساعد وزير الخارجية الأميركي الأسبق جيفري فيلتمان، في إحدى الندوات في واشنطن. فقد ساهمت الاجتماعات التي عقدها سفير الأسد في العاصمة الأميركية عماد مصطفى مع اللوبيات اليهودية منذ عام 2006، في فتح قنوات مباحثات سلام مع إسرائيل برعاية تركية، كشف عنها لاحقاً عام 2008، وهو ما كان سهل دعوة الأسد إلى مؤتمر أنابوليس للسلام قبل ذلك بعام! لم يتغير الموقف الإسرائيلي من الوظيفة التاريخية لآل الأسد بخصوص أمن إسرائيل، إلا بعد أن بدا أن الأسد نفسه تغير، وصار دمية بيد إيران، وباتت إسرائيل تتعامل مع سوريا باعتبارها قاعدة إيرانية خالية من الأسد ودوره.

ثم ما لبثت أن عادت تل أبيب إلى خيار الأسد بعيد الدخول الروسي إلى الأزمة السورية، وانتزاع الأسد النسبي من يد طهران، ما جعل من بنيامين نتنياهو السياسي الأكثر اتصالاً بفلاديمير بوتين، وإسرائيل الدولة الأكثر تنسيقاً مع موسكو في سوريا. في درعا، تكتمل الدائرة، ويعود الزمن رويداً إلى الوراء. يُعاد تأهيل الأسد في ذروة الهجوم الأميركي على إيران في إيران، والهجوم الإسرائيلي على إيران في سوريا، وشيئاً فشيئاً يرجع الأسد إلى جلباب أبيه؛ لكن هذه المرة منزوع الأدوار الإقليمية المتوهمة، ومنزوع المكانة المنتفخة، مجرد حارسٍ على أبواب إسرائيل وأنقاض سوريا.

 

ترمب وبوتين... «السلام الساخن»

ليونيد بيرشيدسكي/الشرق الأوسط/29 حزيران/18

من شأن القمة المرتقبة بين الرئيس الأميركي دونالد ترمب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي أكد حدوثها مستشار ترمب للأمن الوطني، جون بولتون، خدمة هدفين: أن الرئيس الأميركي يحب لعب دور رجل الدولة العالمي، وبوتين يحب أن يبدو للعالم منطقياً وبناءً. وستتاح للرجلين فرصة استعراض هذين الدورين. إلا أن الحقيقة تبقى أنه ليس هناك أجندة لتناولها، ولا هدف واضح من وراء هذه المحادثات، بل وحتى إذا ما اتفق الزعيمان على أمر ما، من المحتمل أن يتعرض للتقويض من قبل مستشاري ترمب والكونغرس.

من الممكن أن يناقش القائدان اقتراح ترمب بضرورة انضمام روسيا من جديد إلى دول مجموعة الثماني.  ومن الممكن أن تتناول أجندة اللقاء كذلك موقف الرئيس الأميركي حيال القرم، والتي قال إنها تنتمي إلى روسيا، لأن سكانها يتحدثون اللغة الروسية (وليس لأن بوتين ضم شبه الجزيرة إلى بلاده عام 2014). إلا أن ترمب لا يملك سلطة توجيه الدعوة إلى روسيا للانضمام نيابة عن الأعضاء الآخرين في مجموعة الدول الصناعية الثماني الكبرى، والتي أظهرت بوضوح أنها لا ترغب في وجود روسيا بينها. إضافة لذلك، لا يبدو بوتين حريصاً على معاودة الانضمام إلى المجموعة، وإنما يبدو سعيداً بكونه جزءاً من مجموعة الـ20 إلى جانب قيادات أخرى غير غربية مثل الرئيس الصيني شي جين بينغ، ورئيس وزراء الهند ناريندرا مودي، والرئيس التركي رجب طيب إردوغان.

كما أنه لا يحق لترمب الاعتراف بضم شبه جزيرة القرم إلى روسيا، حتى ولو رغب في ذلك. في الحقيقة هذا الأمر يعود إلى الكونغرس والذي بمقدوره أيضاً رفع العقوبات المفروضة على روسيا فيما يتعلق بالقرم، وليس هناك أدنى احتمال لحدوث أي من الأمرين.

جدير بالذكر أنه أثناء مؤتمر صحافي عقد في موسكو في أعقاب لقائه ببوتين، قال بولتون إن الولايات المتحدة لا تنظر إلى القرم باعتبارها جزءاً من روسيا. كما لم يستبعد بولتون إمكانية رفع أية عقوبات قبل تسوية الصراع الروسي ـ الأوكراني.

ومع هذا، ثمة أمور أخرى ربما يرغب بوتين في الحصول عليها من ترمب، بما في ذلك سحب قوات حلف الناتو من الحدود الروسية، وإعلان الولايات المتحدة التزامها بمعاهدة حظر الصواريخ الباليستية الموقعة عام 1972، والانسحاب من روسيا والعودة إلى الاتفاق النووي الإيراني، وإنهاء الدعم الأميركي لأوكرانيا. إلا أنَّ أياً من هذه التنازلات غير مطروح على الطاولة. أما السبب في أن الولايات المتحدة ليس بمقدورها تقديم أية تنازلات لبوتين فليس له علاقة بالمبادئ أو القيم، أو التحقيق الذي يجريه المستشار الخاص لوزارة العدل روبرت مولر حول الصلات بين الكرملين وحملة ترمب الانتخابية عام 2016. بدلاً عن ذلك، ليس من الممكن إجراء عمليات أخذ وعطاء، لأن بوتين ببساطة ليس لديه ما يقدمه إلى الولايات المتحدة، نظراً لأنه ليس في أجندة ترمب ما يمكن لروسيا المعاونة في تعزيزه. لم يكن المقصود من اللقاء التوصل إلى نتيجة محددة، لكن فقط إذابة جليد الحرب الباردة (وإن لم يمنع ذلك بعض الصدامات العنيفة التي جرت خلال الثلاثين عاماً اللاحقة). ربما يستطيع ترمب وبوتين امتصاص بعض الحرارة التي وصفها السفير الأميركي السابق لدى روسيا مايكل ماكفول بـ«السلام الساخن».

- بالاتفاق مع «بلومبيرغ»

 

هل حلّ الطلاق بين روسيا وإيران؟

مشاري الذايدي/الشرق الأوسط/29 حزيران/18

هل وصل الرئيس الأميركي الخبير بمنطق البيزنس، دونالد ترمب، مع الرئيس الروسي «البراغماتي»، فلاديمير بوتين، إلى نقطة لقاء في المعضلة السورية، على حساب الدور الإيراني المدمر؟ دخان الأخبار ومقدمات الأمور تشي بشيء من ذلك فيما يظهر، وقد نقلت صحيفة «الحياة» عن مصدر دبلوماسي غربي أن الإدارة الأميركية ستفاوض موسكو على انسحاب إيراني كامل من سوريا. وقالت الصحيفة إن هذا الموضوع سيكون من أولويات القمة التي تُعقد منتصف الشهر المقبل بين ترمب وبوتين. كان الأمر من البداية، من بداية ما ظهر أنه «تحالف» روسي إيراني، ضد مصالح العرب - أو أغلبية العرب! - يوحي بوصول الأمور يوماً ما لمفترق الطرق هذا. بالنسبة لروسيا البوتينية، ليس ثمة أوهام عقائدية دينية صرفة في التدخل بسوريا، وهو بكل حال كما وصف سابقاً، تدخل صريح، لكنه ليس برداء ديني انتقامي ثأري توسعي، كما هو الشأن مع أمخاخ القائمين على النظام الخميني العجيب.

ربما عبّر عن ذلك تعليق النائب الإيراني بهروز بنيادي مندوب مدينة كاشمر في البرلمان الإيراني الذي حذّر بشدة من مغبة التقارب السوري الروسي على حساب إيران، مؤكداً أن البلدين يضحيان بإيران، على حد تعبيره. وقال بهروز بنيادي في الجلسة العلنية لمجلس الشورى الإيراني: «اليوم نرى الأسد يزيد من تناغمه مع بوتين بكل وقاحة، ولا يقلل فقط من أهمية وجود شهداء المراقد في سوريا فحسب، بل ينكر ذلك في بعض الأحيان». وصف «شهداء المراقد» الذي استخدمه هذا النائب الإيراني يلخص طبيعة وتصور الغزو الخميني لسوريا أو العراق أو اليمن. التاريخ القديم والحديث، يخبرنا عن سجل حافل من العداوات بين إيران وروسيا، بمرحلة روسيا القيصرية أو السوفياتية، وثمة أراض في الشمال ما زال العقل الإيراني السياسي الباطن يعتقد أنها مسلوبة مع الأرض الإيرانية. سبق أن كتب الأستاذ أمير طاهري، وهو من خلاصة الخبراء بالشأن والتاريخ الإيراني، بهذه الصحيفة، عدة مطالعات ثمينة عن طبيعة العلاقة التاريخية بين روسيا وإيران، يحسن الإلمام بها. بالعودة للنائب الإيراني الغاضب، بهروز بنيادي، فقد رسم صورة كئيبة عن المشهد الإيراني الحالي، فتحدث عن: «الفساد والدعارة والرياء والكذب والتحرش بالأطفال وضرب الزوجات والاغتصاب في المدارس وفي صفوف القرآن، وبيع الكلى وعشرات الأمور الأخرى المثيرة للخجل». السؤال، متى تحلّ لحظة الطلاق الكبرى بين إيران وسوريا، على الحلبة السورية، وما أخبار «أشرف الناس... وأطهر الناس» من أتباع حسن نصر الله، حينما يلوّح لهم بشار بتحية الوداع على الطريقة الروسية؟

 

أمير طاهري: لماذا لن تصبح تركيا إيران جديدة؟/Amir Taheri: Why Turkey Will Not Be Another Iran

http://eliasbejjaninews.com/archives/65655/%D8%A3%D9%85%D9%8A%D8%B1-%D8%B7%D8%A7%D9%87%D8%B1%D9%8A-%D9%84%D9%85%D8%A7%D8%B0%D8%A7-%D9%84%D9%86-%D8%AA%D8%B5%D8%A8%D8%AD-%D8%AA%D8%B1%D9%83%D9%8A%D8%A7-%D8%A5%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86-%D8%AC%D8%AF/

 

لماذا لن تصبح تركيا إيران جديدة؟

أمير طاهري/الشرق الأوسط/29 حزيران/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/65655/%D8%A3%D9%85%D9%8A%D8%B1-%D8%B7%D8%A7%D9%87%D8%B1%D9%8A-%D9%84%D9%85%D8%A7%D8%B0%D8%A7-%D9%84%D9%86-%D8%AA%D8%B5%D8%A8%D8%AD-%D8%AA%D8%B1%D9%83%D9%8A%D8%A7-%D8%A5%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86-%D8%AC%D8%AF/

هل ستصبح تركيا إيران جديدة؟ مع فوز الرئيس رجب طيب إردوغان في الانتخابات الأخيرة، أثير هذا السؤال عبر الدوائر السياسية الغربية. ورغم حقيقة أن فوز إردوغان في الانتخابات التي جرت الأحد يعطيه سلطات جديدة كاسحة، فإن إجابتي المختصرة على هذا السؤال: لا!

عند تحليل طبيعة السلطة السياسية في أي صورة لها، يجب أن يتعلق أول سؤال بمنشأ هذه السلطة؛ لأن منبع السلطة هو ما يحدد إلى أين قد تذهب. في إيران عام 1979، كانت السلطة شبيهة بصندوق مجوهرات ألقي به في الشارع ليتلقفه أي شخص. كان الشاه قد غادر البلاد، وكان معظم أعضاء مجلس النظام الملكي الذي عينه في الريفيرا الفرنسية، بينما أعلنت قيادات الجيش الكبرى «وقوفها على الحياد»؛ الأمر الذي كان يعني أن القوات العسكرية لن تتدخل لمنع أي شخص من التقاط صندوق المجوهرات الملقى في الشارع.

بفضل ضربة حظ ومزيج غريب من الظروف، كان آية الله الخميني هو من أبدى الشجاعة اللازمة لالتقاط الصندوق، بعدما اختفى آخر رئيس وزراء في عهد الشاه، شابور بختيار، في انتظار تهريبه من طهران إلى باريس.

لكن إردوغان، على خلاف الخميني، وضع يده على صندوق مجوهرات خاص به في صورة 52 في المائة من الأصوات، في واحدة من أكبر الانتخابات في تاريخ تركيا من حيث نسبة المشاركة. وحتى مع الأخذ في الاعتبار حالات الامتناع عن التصويت والانحرافات الحقيقية أو المزعومة في العملية الانتخابية، لا يمكن لأحد نفي مسألة تمتع إردوغان بقاعدة دعم صلبة، تمثل على الأقل 32 في المائة من الناخبين الأتراك.

على النقيض، وعلى خلاف إردوغان الذي شارك في المشهد السياسي التركي طوال ثلاثة عقود تقريباً، بينها 15 عاماً على رأس السلطة الحاكمة، كان الخميني الذي استحوذ على السلطة في إيران شخصية مجهولة في أوساط غالبية الإيرانيين. وأشارت أفضل استطلاعات الرأي التي أجريت في تلك الفترة، إلى أن الملا المنفي لن يحصل على أكثر مما يتراوح بين 5 في المائة و10 في المائة من الأصوات، في أي انتخابات حرة ونزيهة. وجاء التأييد الذي حظي به الخميني من طهران، وعدد قليل من المدن الكبيرة الأخرى، خاصة أصفهان، بينما ترتكز قاعدة تأييد إردوغان في مناطق ريفية ومدن صغيرة ومتوسطة. كانت الانتفاضة التي جاءت بالخميني إلى السلطة في الجزء الأغلب منها من صنع الطبقة المتوسطة الحضرية، في الوقت الذي يعتمد فيه إردوغان على دعم سكان المناطق الريفية والطبقات العاملة، وما يطلق عليها البرجوازية الصغيرة.

حصل الخميني على دعم قوي من جميع أطياف الأحزاب والآيديولوجيات اليسارية من الديمقراطيين الاشتراكيين، حتى الماويين، وصولاً إلى الماركسيين الإسلاميين. على الجانب الآخر يعتبر إردوغان الحصان الأسود لليسار التركي. وفي الوقت الذي استخدم فيه الخميني وحاشيته كثيراً من مصطلحات اليسار، بما في ذلك الكليشيهات المكررة، مثل «المستضعفين» و«الاستكبار»، فإن المصطلحات السياسية التي يستخدمها إردوغان ترتبط أكثر بالشعبوية عن الماركسية. كما تضمنت الحاشية المقربة من الخميني كثيراً من علماء الدين، بجانب أعضاء مجموعة متنوعة من الجماعات الإسلامية العنيفة، بما في ذلك «فدائيو الإسلام» و«حزب الله» (الذي تأسس 1975)، و«الائتلاف الإسلامي»، و«الجمعية الحجتية». على النقيض، نجد أنه لا يكاد يوجد أي رجال دين في الحاشية المحيطة بإردوغان. ورغم ميله من حين لآخر لاستخدام شعارات إسلامية، يواجه إردوغان معارضة قوية من مجموعة واسعة من الجماعات الإسلامية، بدءاً من حركة الخدمة التي يقودها الداعية المنفي فتح الله غولن، ناهيك عن نحو 100 جماعة صوفية، والشيعة العلويين. في الحقيقة، تخشى الشبكات الإسلامية داخل تركيا سيطرة الدولة على منظماتها وشركاتها، في الوقت الذي يتعمد إردوغان الظهور بمظهر ورع، وإثارة جلبة من وقت لآخر ضد العلمانية الكمالية.

بالنسبة لمعظم الإيرانيين، كان الخميني شخصاً غير معروف، وكان استحواذه على السلطة أقرب إلى ضربة حظ وليس نتيجة اختيار واعٍ.

أما إردوغان، فمعروف جيداً لدى الأتراك الذين حظوا بفرصة كافية لمتابعته كزعيم لحزبه، وعمدة لإسطنبول، ورئيس للوزراء، ثم رئيس للبلاد. أظهر الخميني ازدراءً تجاه القضايا الاقتصادية، وأعلن ذات مرة أن «الاهتمام بالاقتصاد من سمات الحمير»، وتباهى بأن ثورته لم يكن الهدف منها تحقيق الرخاء، وإنما كانت فرصة لنيل الشهادة. في المقابل، نجد أن إردوغان لعب ببطاقة التنمية الاقتصادية من البداية، عندما حول إسطنبول من منطقة حضرية رثة وشبه مفلسة، إلى مدينة ضخمة تعج بالحركة وذات طموحات عالمية. في ظل النظام الخميني أصبحت إيران أشد فقراً بنسبة 40 في المائة على الأقل، من حيث القيمة الحقيقية عما كان عليه حالها في ظل حكم الشاه. على الجانب الآخر نجد أنه تحت قيادة إردوغان نجحت تركيا في مضاعفة إجمالي الناتج الداخلي السنوي لديها، وهو أداء يفوق ما يطلق عليها «المعجزة الصينية».

منذ اللحظة الأولى، قوبلت رسالة الخميني بكراهية من جانب الأقليات العرقية الإيرانية. ولسنوات بعد سيطرتهم على السلطة، اضطر الخميني وعشيرته إلى استخدام أقصى صور العنف لسحق الأقليات، من خلال عمليات الإعدام الجماعي، وتنفيذ عمليات اعتقال واسعة النطاق؛ بل وعمليات عسكرية كاملة ضد الإيرانيين من أصول عربية في خوزستان، والإيرانيين الأكراد، داخل ثلاث محافظات، والإيرانيين التركمان في محافظة غلستان، والإيرانيين البلوش في سيستان وبلوشستان. في المقابل، يدين إردوغان بنجاحه في الوصول إلى السلطة للمرة الأولى، إلى الدعم الواسع الذي حظي به في أوساط الأقلية الكردية داخل تركيا. ولا تنفي الحروب التي شنها في وقت لاحق ضد جماعات كردية مسلحة ترتبط معظمها بحزب العمال الكردستاني، حقيقة أنه حتى خلال الانتخابات الأخيرة حقق حزب العدالة والتنمية الذي يقوده إردوغان نتائج جيدة، في المناطق التي تقطنها أغلبية كردية من إقليم الأناضول.

تحت قيادة الخميني ومن خلفوه، لقي ما يزيد على مليون إيراني حتفهم في حروب أجنبية، وحروب ضد خصوم محليين، وأقليات عربية، وعمليات إعدام جماعي. إلا أن ضحايا الانحرافات المشابهة التي تورط فيها نظام إردوغان يعدون بالآلاف، ومع أن هذه الأعداد كبيرة للغاية لكن لا يمكن مقارنتها بسجل ملالي إيران. وبينما جرى إعدام 40 ألف شخص على الأقل في ظل حكم الخميني ومن خلفوه، يرفض إردوغان إعادة عقوبة الإعدام إلى تركيا. وطبقاً لما أعلنه رئيس السلطة القضائية آية الله آملي لاريجاني، فإنه في اللحظة الراهنة هناك 15 ألف إيراني في السجون، صدرت ضدهم عقوبات بالإعدام، وفي انتظار تنفيذها.

وحظر الخميني جميع الأحزاب السياسية، بينما أظهر إردوغان على الأقل حتى الآن استعداده لخوض انتخابات ينافس بها أكثر من حزب، في إطار نظام تعددي.

وشكل الفساد سمة مشتركة بين نظامي الخميني وإردوغان. ومع هذا هناك اختلافات على هذا الصعيد أيضاً. كان الخميني قد استولى على أكثر من 165 ألف شركة خاصة، ووزعها على أفراد حاشيته وأنصاره وأقاربه. كما أشرف على خصخصة كثير من الشركات العامة، التي نقل ملكيتها إلى تابعين له بأسعار زهيدة. إلا أنه في تركيا اتخذ الفساد شكلاً أكثر كلاسيكية، في صورة رشاوى، وعقود مريبة، وممارسات تجارية مثيرة للريبة. داخل الجمهورية الإسلامية تحت قيادة الخميني، أصبح الفساد هيكلياً، وأثر على جميع مفاصل الدولة. في ظل حكم إردوغان، أصبح الفساد أشبه بنبات لبلاب يمتص العصارة من شجرة وارفة.

كان الخميني شخصية متعصبة عتيقة الطراز، واستثنائية من نوعها على مستوى التاريخ السياسي المعاصر، أما إردوغان فسياسي شعبوي عادي، ينتمي لنمط منتشر في كثير من الدول. ومع أن النمطين قادران على التسبب بأضرار، وغالباً ما يفعلان ذلك؛ فإن النمط الذي ينتمي إليه إردوغان يبقى أهون؛ بحيث يمكن التساهل إزاءه أو مواجهته ومعارضته، في إطار بعض الحدود المنطقية. أما النمط الذي ينتمي إليه الخميني، فينتمي إلى نطاق سريالي يخدم العنف والفساد والجشع. تشير معظم التقديرات إلى أن تركيا تضم 1.5 مليون من طالبي اللجوء السياسي الإيرانيين؛ لكن أحداً من الأتراك لم يسعَ لطلب اللجوء السياسي داخل الجمهورية الإسلامية الإيرانية.

 

إيران: شرارة البازار وكماشة ترامب

د. خطار أبودياب/العرب/30 حزيران/18

أغلق البازار الكبير في طهران أبوابه في بدايات هذا الأسبوع للمرة الأولى منذ الاحتجاجات التي مهدت لثورة 1978-1979، وإذا كان الغضب يتصل بتهاوي العملة الإيرانية بالقياس للدولار، إلا أنه يأتي في سياق حراك شعبي عميق بدأ في أواخر العام الماضي ولم يهدأ رفضا لسياسات الحكم الخارجية وللأوضاع الاجتماعية والاقتصادية المتردية. وليست مصادفة أن يترافق ذلك مع سلسلة الضغوط الأميركية منذ قرار الرئيس دونالد ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي، ووضع إستراتيجية مزدوجة من أجل احتواء النشاط الإقليمي للنظام الإيراني والسعي لتغيير سلوكه. هكذا تؤشر مسارات “الجمهورية الإسلامية” في الداخل والخارج إلى منحى انحداري، وتلوح في الأفق نهاية “الحقبة الإيرانية” أو “العصر الإيراني” في الشرق الأوسط الذي بدأ فعلا لناحية التمدد الإقليمي مع الدخول الأميركي إلى بغداد في العام 2003، وبلغ أوجه إبان إدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما.

يتنبه كل مراقب للشأن الإيراني إلى أهمية وتداعيات غضب روابط ورجال البازار، حيث أن تضافرهم إلى جانب رجال الدين وعمال النفط كان من العوامل الحاسمة في سقوط الشاه.

ولذا يحاول القائمون على الحكم تقديم رواية مختلفة عن أحداث بازار طهران في الأيام القليلة الماضية، حيث أعلن المدعي العام، عباس جعفري دولت أبادي، أن “مثيري الاضطرابات ليسوا من أهل السوق”، لكن الشهود والمصادر المستقلة أكدوا عكس ذلك لأن تحركات هذا القطاع كانت عفوية ردا على وصول سعر الدولار إلى تسعة آلاف تومان (أي ضعف سعره مقارنة بنهاية العام الماضي) واختفاء اليورو وصعوبات شراء السلع وتحريك الدورة الاقتصادية.

واللافت للنظر احتدام التضخم وانهيار سعر العملة الوطنية قبل البدء بتطبيق العقوبات الاقتصادية الأميركية في أغسطس القادم، وقبل طلب واشنطن من الدول الأخرى الامتناع عن استيراد النفط الإيراني ابتداء من نوفمبر القادم. ويعزو الكثير من الخبراء هذا التدهور إلى استمرار الإنفاق الإيراني على العمليات الخارجية من سوريا إلى اليمن، وكذلك بسبب الفساد وعدم الشفافية وسيطرة الحرس الثوري الإيراني على مرافق الاقتصاد، مما زاد أيضا من نقمة أهل البازار. والأدهى يتمثل في الحجم الكبير للأموال المهربة إلى الخارج.

يطال التردي الاقتصادي أكثر من 43 بالمئة من الإيرانيين الذين يعيشون تحت خط الفقر.

ويشار إلى أن المظاهرات بدأت في مشهد نتيجة انفجار الفقاعة العقارية، حيث انهارت مؤسسات الإقراض التي كانت تتعامل مع الألوف من صغار المستثمرين؛ مما أدى إلى تزايد المظاهرات والتي تميزت بأن من يتقدم صفوفها هم الطبقة الوسطى عكس المألوف.

 وزاد حجم الاحتجاجات بسبب آثار الجفاف في بعض الأمكنة وسوء إدارة الثروة المائية أو مطالب القوميات أًو إهمال الإعمار في مناطق أصابتها الزلازل، وكان من الواضح أن جيل الشباب ومدن الإطراف تتحرك وأن التضامن في إضراب سائقي الشاحنات، كما إبان احتجاج الدراويش، يدل على حركة شعبية تبدو وكأنها من دون قيادة مما يجعل من الصعب قمعها، لكن درجات التنسيق العالية في أكثر من مناسبة تدفع بالسلطات للشك بتحريك من معارضة منظمة تعتبرها مدعومة من واشنطن أو خصوم إيران الإقليميين.

ومما لا شك فيه أن غضب البازار يقلق الممسكين بالسلطة لعلمهم بمدى قوته في عمق السياسة الإيـرانية، وتاريخيا دفع رئيس الوزراء الإيراني الأسبق في الخمسينات محمد مصدق ثمن ابتعـاد البازار عنه وتوقف دعم الطبقة الوسطى لحكومته مما سهل محاربته من الخارج وإقالته، ولعب البازار دورا لا ينكر في صعود الخميني. ويكتسب هذا المنعطف الداخلي أهميته على ضوء قرارات ترامب ورهانات الإدارة الحالية على زعزعة النظام، ويقود هذا التوجه مستشار الأمن القومي جون بولتون الذي تأخذ سلطات طهران عليه علاقته مع منظمة مريم رجوي (المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية).

وخلال مؤتمر للمعارضة الإيرانية ينعقدُ في ضاحية باريس أواخر هذا الأسبوع ينتظرُ أن يكون على رأس المشاركين عمدة نيويورك السابق رودولف جولياني المقرب من الرئيس الأميركي والمسؤول في فريقه القـانوني وهـذا أمر له دلالتـه الرمزية البالغة.

زيادة على ذلك، تسعى إدارة الرئيس ترامب إلى وضع الحكم الإيراني بين فكي كماشة الضغوط الخارجية والاهتزاز الداخلي، ويبدو أن هذه الإستراتيجية المنسقة تتصاعد فصولا، وأن الدعم الأوروبي للاتفاق النووي لم يمنع أهم الشركات الأوروبية من مغادرة إيران خشية من العقوبات الاقتصادية الأميركية.

وإزاء ترنح الاتفاق النووي تكتفي السلطات بالتهويل ولا تذهب بعيدا كي تتجنب تصعيد واشنطن، لكن هناك خطوات تكشف عن موازين القوى داخل سرايا الحكم مثل ‏قرار الرئيس حسن روحاني بسحب مشروع قرار للانضمام إلى اتفاقية عالمية ضد تمويل الإرهاب (FATA)، كما تم إعطاء الوعد من قبل إلى إدارة أوباما وهذا نصر يحسب للحرس الثوري ومحيط المرشد في صراع القوى داخل طهران. ومن الخطوات الأخرى إعادة إنتاج ما يسمى الكعكة الصفراء بعد تخصيب اليورانيوم من جديد إثر فتح منشأة نووية جرى إغلاقها بعد توقيع اتفاق يوليو عام 2015.

إزاء التحدي الترامبي والزلزال الداخلي الكامن يطرح البعض من النافذين تحميل الرئيس حسن روحاني المسؤولية، ويقال إن الحرس الثوري أخذ يطرح أسماء بديلة له. ومن الواضح أن هذا المسعى لن يكفي لوقف موجة الاحتجاج الواسعة، بل يستهدف عدم التركيز على خلافة المرشد علي خامنئي وإيجاد مخرج من هذا النوع، أو الاكتفاء بتعديل حكومي لامتصاص الغضب من البازار وسط طهران إلى العمق الشاسع للبلاد.

والجدير بالذكر أن موجة الحراك الشعبي الحالية شبيهة بالذي جرى عشية 1978-1979، ومنذ 1905- 1906 (الثورة الدستورية الأولى) إلى مرحلة مصدق في الخمسينات، وهناك على ما يبدو انتظام زمني لجهة الفاصل بين أدوار التغيير.

ستكون لإيران وملفها بشكل عام، ودورها في سوريا بشكل خاص، حصة هامة على جدول أعمال قمة الرئيسين دونالد ترامب وفلاديمير بوتين في هلسنكي في 16 يوليو القادم، لكن مصير اختبار القوة داخل إيران وخارجها سيقرره الشعب الإيراني في المقام الأول.

*د. خطار أبودياب/أستاذ العلوم السياسية، المركز الدولي للجيوبوليتيك - باريس

 

يومٌ طويلٌ في حياة قصيرة!

رضوان السيد/الشرق الأوسط/29 حزيران/18

هذا العنوان ليس لي بالطبع، وقد تكرر في عناوين كتب سِيَرٍ ذاتية عربية وغير عربية. لكنّ مناسبة ذكره هنا ورود ما يشبهه على لسان امرأة سورية قابلها مراسل لإحدى الفضائيات في محنة هربها بأولادها الثلاثة الصغار باتجاه الحدود الأردنية، من القصف والبراميل المتفجرة وغارات الطائرات الروسية على أرياف مدينة درعا. قالت المرأة للمراسل: «يومنا طويل يا ابني، ولو كان العمر عمري لبقيت في القرية، فالحياة قصيرة ولا تستحق هذا التعب، لكنْ ماذا أقول للأولاد؟». وقال المراسل: «أين زوجك أبو الأولاد؟». فأجابت مترددة: «تخلّى عنّا، وقال إنه لا يريد أن يهرب للمرة الرابعة، بقي مع المقاتلين!».

قرأتُ للمرة الأولى هذا العنوان على كتابٍ من تأليف الكاتب الراحل غالي شكري قبل ثلاثين عاماً، وعندما قابلتُهُ تفلسفْتُ عليه وقلت: حيوات الأفراد قصيرة بالفعل، لكن ليس هكذا حياة الأُمم والدول! فقال غير متردد: وهل الأُمم إلاّ مجموعات من الأفراد؟ وحتى لدى الأُمم يمكن أن تفقد الحياة معناها فتفضّل الهلاك! وقلت: لكنّ الموت لا يمكن أن يكون قراراً جماعياً عند بني البشر! فأجاب مصراً: بل يمكن في حالات الهزائم الكبرى، وعندما لا تكون هناك قيادة صالحة!

إنّ كلَّ حديثٍ بالأمس واليوم وغداً عند العرب بالذات يبدأُ بالدولة، وإن لم ينته بها دائماً. وهذا هو الأمر الخطير الذي تفتقر إليه بلدان الاضطرب العربي على وجه الخصوص. وقد كان كل من الماوردي وتوماس هوبز متواضعين، وهناك من يقول: بل واقعيين، عندما اعتبرا أنّ السلطة ضرورية لكفّ عادية البشر بعضهم على بعض، وقد ذكرتُ في مناسبةٍ هذا التقديرَ للرئيس رفيق الحريري (رحمه الله) فسكت قليلاً ثم قال: هؤلاء يتحدثون عن السلطة، وليس عن الدولة، أما الدول والأنظمة فينشئها بنو البشر لتحسين شروط حياتهم وظروفها، ولإعطاء أملٍ للشباب بالمستقبل.

مبعثُ هذا الكلام الحزين بالطبع هي الحالة السورية أو حالة الشعب السوري، والشعب الفلسطيني بالتحديد. فقد ازدادت ظروف حياة السوريين سوءاً، وكذلك حياة الفلسطينيين، والأمل بالمستقبل ضعيفٌ ويتّجه إلى التلاشي، وربما في سوريا أكثر من فلسطين! وقد سمعتُ من زميلين مقارنةً بين حالات الاضطراب العربية فكان عندهما التقدير نفسه. قالا إنّ الحالة الليبية أفضل، وكذلك اليمنية رغم التردي الحاضر. ففي ليبيا فريقان رئيسيان متنافسان، لكنهما يتشاركان في القول بوحدة البلاد، وبضرورة تحقيق الاستقرار فيها. الأطراف العربية من حول ليبيا لديها إجماعٌ على الأمرين، والأمر نفسه يمكن قوله بالنسبة إلى الأطراف الأوروبية، التي تخشى أشدّ الخشية أن تظل ليبيا ممراً للهجرة إليها. ولذلك ورغم كثرة التنظيمات المسلحة العقدية والجهوية؛ فإنّ الأمل باقٍ في أن ينجح الليبيون والعرب والأوروبيون في استعادة ليبيا إلى التماسك والاستقرار، رغم الاستعصاء البادي من سنوات. وفي اليمن حكومة شرعية تقوى يوماً بعد يوم، وهناك مشروعٌ وطني للحلّ، مدعوم بتحالفٍ عربي يقاتل مع اليمنيين لضرب الانقلاب الطائفي والسُّلالي، واستعادة الوعي والزمام. لقد كان اليمن الأحسن حظاً من بين سائر بلدان الاضطراب، لأنّ العرب استطاعوا مساعدته بالفعل، لإنقاذ الناس، وللإمساك بالحدود البحرية الاستراتيجية للعالم العربي، ولحماية دول الخليج من التدخلات الإيرانية عبر اليمن. في فلسطين لا يتوافر القليل مما توافر لليبيا واليمن. صحيح أنّ هناك سلطة، وتنظيمات مسلَّحة تقول بمقاتلة إسرائيل لحين زوال الاحتلال، وإقامة الدولة، لكنّ الأرض تتآكل تحت وطأة المستوطنات. والصهاينة لا يريدون السلام، والولايات المتحدة منحازة للكيان الإسرائيلي، وكانت كذلك دائماً. وكما تعب الفلسطينيون من نضالٍ استمر لسبعة عقود ونيف، كذلك ما عاد العرب قادرين على فرض حلٍ أو سلامٍ عادلٍ، لأنّ قضية فلسطين مدوَّلة، ولا ضمانات إلاّ ضمانات المحتل الإسرائيلي! ولا يُرجَّح قيام دولة فلسطين المستقلة في المدى المنظور. إنما لو قامت فلن تنتهي المحنة بوجود الكيان الصهيوني وأطماعه التوسعية بغضّ النظر عن ملايين الشعب الفلسطيني، والذين ما عادوا يملكون حتى بلداناً للهجرة واللجوء!

والأمر في سوريا على الدرجة نفسها من التردي، بل أسوأ. فالنظام نفسه ومساعدوه الإيرانيون والروس هم الذين هجّروا أكثر من ثُلث الشعب، وخرّبوا أربعين في المائة من العمران، وقتلوا أكثر من نصف مليون. والأمل بالمستقبل ضعيف لا لأنه ليس عند النظام أو المعارضة مشروع وطني يمكن إنفاذه، بل لأنّ النظام لا يعد بشيء في حالة المصالحة، بل يستمر في الإخضاع والتنكيل والتأبيد للرئيس وأعوانه. ثم كيف ستنتهي أزمات التهجير واللجوء، وكيف سيقبل النظام عودة الذين هربوا منه ومن حكمه. ويضاف إلى ذلك أنّ الإيرانيين عشّشوا في سوريا عبر «حزب الله» وبشكلٍ مباشر. وبعض الأطراف العربية التي بقيت مع النظام السوري من أجل استمرار الدولة السورية ووحدة أراضيها، لا تستطيع المَونة على النظام في مجال تعامُله مع شعبه. فالحاكمون أيضاً فِرقة طائفية، تستعين بطائفيين من الخارج، ولا تفكر في غير البقاء.

اعتبر مفكرو النهضة والأنوار، الدولة إحدى ذُرى نضوج العقل البشري. وأراد الفيلسوف الألماني كانط إضافة البُعد الأخلاقي، أو أخلاق الواجب على رؤيتها وعملها. وجون راولز - الكانطي الجديد - في كتابه: نظرية العدالة (1971) اعتبر رغم ذلك أنّ الدولة تتقصد في عملها إقامة نظامٍ للعدالة، وليس للخير شأن الأديان. فأين العدل (فضلاً عن الخير!) في أن يُقتل الناس، ويُنفوا من أرضهم وحياتهم، لأنهم طمحوا لتغيير حاكمهم؟!

وما كانت الأنظمة في ليبيا والعراق وسوريا قبل الاضطراب أنظمة صالحة أو ساعية للعدالة. لكنّ هذا لا يعني أنّ الدولة الوطنية العربية، والتي خالطت تجربتها اختلالاتٌ كبيرة، ما عرضت غير نماذج فاشلة. فهاهم السعوديون يسعون للتغيير الجذري حمايةً للحاضر والمستقبل. وها هي دولة الإمارات العربية تعيِّنُ وزراء للتسامح والسعادة، بحيث يدنو عملها إلى أن تكونَ دولة للخير، وليس للعدالة فقط. فالرقيّ من السلطة إلى الدولة تمَّ في عددٍ من الدول العربية بعد الاستقلال، وإن لم تكن كثيرة. لكن حتى فشل تجربة الدولة الوطنية في بعض الدول، لا يعني بالضرورة تحولها إلى غولٍ يفترس شعبه وعمرانه كما في بعض الحالات التي ذكرناها. عند ماكس فيبر (وهو كانطي أيضاً!) فإنّ السلطة الشرعية تمتلك حق استخدام العنف عند الضرورة، باعتبارها تمتلك «قوة العقل»، وليس «عقل القوة». أو كما قال رسول الله صلواتُ الله وسلامُهُ عليه: الغُرم بالغُنْم. فالمواطنُ الذي يتحمل عبء القوة (غير الغاشمة طبعاً) ينتظر من وراء ذلك استقراراً وكفاية وحريات إنسانية إن لم تكن سياسية. اليوم في اللغة العربية يملك معناه العادي، ولكن عندما يُجمعُ على «أيام» فإنه يعني الملاحم والاختبارات الكبرى في نهاية الزمان مثل تعبير «أيام الله» في القرآن. أما «أيام العرب» فهي معاركهم. وقد شهدت خمس أو ست دول عربية شيئاً من ذلك منذ عام 2010. وقد آن الأوان لعودة الدولة الوطنية العربية بقوة العقل، فتغادر زمن عقل القوة والبطش. وهو الأمر المتعارَف عليه في معظم أنحاء العالم. كانوا يقولون عنا نحن العرب إننا استثناء، بسبب قلة الديمقراطيات، ولا نزال استثناءً باعتبارنا -إلى جانب دول قليلة العدد في العالم - نتميز بالإفراط في استخدام العنف بين الأنظمة وشعوبها.

إنّ هذا كله، ومنه نموذج المرأة ذات الأطفال، والهاربة باتجاه الحدود الأردنية بعد سبع سنواتٍ على اندلاع الأزمة السورية، يدفع باتجاه استنقاذ الدولة الوطنية العربية ذات الحكم الصالح. وقد اعتدتُ على زيادة أولويتين أُخريين: استعادة السكينة في الدين، وتصحيح العلاقة مع العالم. فلنعمل لذلك جميعاً حتى لا يظلَّ الأمر أياماً طوالاً في حياة قصيرة!

 

ماتت» سوريا.. عاش الأسد!

أسعد حيدر/المستقبل/29 حزيران/18

ذُبحت سوريا ومُزّقت على أيدي الجميع، من سوريين وعرب ودواعش وإيرانيين وروس وأميركيين.. لا أحد بريء من الجريمة غير المسبوقة في الشرق. قد يُقال حصل أكثر وأفظع ونسي العالم. تذكروا يوغسلافيا ومذابحها وكيف مُزّقت وقُسّمت الى دول عرقية وطائفية ومضى كلّ في طريق. العالم كله يتعامل مع الدول التي نشأت. يكفي أن تتابع المونديال لترى كيف يلعب فريق كرواتيا وآخر لصربيا والجميع يصفّق للعب هذا الفريق أو ذاك، وكأنه لم تحصل مذابح بين القوميّين منهما. من درعا كانت البداية، وفي درعا قد تكون النهاية. بدأ ما حصل في مظاهرة للأطفال، وكيف عوقبوا، وكيف تعامل حاكم المدينة قريب الرئيس الأسد، حادثة سينساها أهلها كما حصل مرات قبلها، لكن تبيّن أن «كرة النار» بدأت تتدحرج.. كان يمكن أن تحرق «الكرة» النظام ليزهر «الربيع العربي» من حيث يجب. ما حصل أن كل القوى بما فيها التي لا تمثّل شيئاً بالنسبة إلى سوريا وإلى الشعب السوري، طَمَحَت لأن تلعب دوراً يُكسبها حضوراً لا تستحقه. ببساطة، ارتكبت الجريمة الأولى وهي «عسكرة» الثورة الشعبية ومن ثم مذهبتها باسم الإسلام والحل الإسلامي، ومن ثم قفزت إيران بكل ما تملكه أيمانها لإنقاذ النظام الأسدي من شعارات وحجج تعود لأربعة عشر قرناً إلى الوراء، وردّ دين قديم للأسد الأب عندما وقف وحده مع إيران ضد الآخرين في «الحرب الظالمة»، علماً أنه بدهاء تميز به تحول بعلاقاته مع إيران والدول العربية إلى «منشار» يكسب بالذهاب والاياب. ودخلت «القاعدة» و«داعش» فأجازا ما لا يُجاز للغرب وغيره لكثرة وغرابة الجرائم المرتكبة، وعرف النظام كيف يستثمر هذا الخوف الدولي لمصلحته لتسريع كل شيء بما فيه استخدام السلاح الكيماوي بعد البراميل المتفجرة..

لكن لا شك أن مسار الحرب تغيّر بعد أن أدركت إيران أن القتال بدون السلاح الجوي خاسر، فكان أن دعت الرئيس فلاديمير بوتين إلى سدّ الثغرة. لبّى «القيصر» بوتين الدعوة بعد أن حسبها بدقة وضمن استراتيجية تتجاوز سوريا وإيران، ونجح في كل حساباته. استخدم بوتين الطيران في سوريا وكأنها الشيشان، أي جعل سوريا مناطق من الأرض المحروقة. باختصار، تمّت «شيشنة» سوريا.

دخلت الولايات المتحدة الأميركية لفرملة روسيا. لم يتمكن أحد من تحديد ما تريده واشنطن «الأوبامية» ولا «الترامبية». إسرائيل أصبحت الرابح الأكبر. تقضم طلباتها. تطلب فتُطاع. منذ اليوم الأول، إسرائيل رفضت علناً إسقاط الأسد لأن الابن أكمل ما بدأه الأب، أي فرض السكون على الجولان حتى ولو كان الثمن حرباً دائمة في لبنان. وهي ربحت في دمار سوريا وخروجها من حسابات المواجهة بعد العراق والأردن ومصر، لسنوات وربما لعقود طويلة. قبل أن تبدأ معركة درعا زار رئيس الأركان الروسي إسرائيل واتفق معها مع ترحيب واشنطن الواسع بذلك على: مجال جوي سوري مفتوح يسمح لها بضرب الإيرانيين ومن ينتمي إليهم، خصوصاً «حزب الله»، حتى انسحابهم بعيداً عن الحدود، إضافة إلى خروج إيران من سوريا. القرار الروسي الآن هو الحسم العسكري وبسرعة، لأن «القيصر» لديه هموم أكبر بكثير من هذه الحرب الصغيرة مهما كانت كلفتها البشرية والمالية ضخمة. في أيلول سيلتقي الرئيس ترامب والملفات بينهما تتعدّى سوريا. التنازلات في سوريا مُتبادلة لمصلحة بوتين على الأرض وسياسياً لمصلحة ترامب. بذلك يحصل ترامب على ليّ يد إيران. أما بوتين فيتخفّف من الحمل الإيراني الثقيل فلا تُكسر يد إيران ولا تكون طليقة. بوتين يأخذ في الاعتبار أن المصالح المشتركة بينه وبين إيران تتجاوز سوريا وتصل إلى الأمن المُشترك، خصوصاً في كل ما يتعلق بأمن الجمهوريات الإسلامية السّوفياتية السابقة. سوريا ستتحوّل إلى «قالب الحلوى» في مرحلة إعادة الإعمار إذا توافرت الأموال، والقسمة السعيدة. السؤال كيف سيعود الملايين العشرة من النازحين السوريين، وعلى أي قاعدة، ومن يضمن سلامتهم؟

في هذه الأثناء، سيبقى الأسد حتى إجراء انتخابات رئاسية جديدة خاضعة لمتغيّرات كثيرة وشروط لا يمكن تحديدها الآن..

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

عون: سأعمل لتحسين الاقتصاد واستكمال الاصلاحات ولا صحة لضغوط على النازحين ولبنان ملزم بالدفاع عن أراضيه

الجمعة 29 حزيران 2018 /وطنية - ابلغ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، وزير الدولة لشؤون الشرق الاوسط في وزارة الخارجية البريطانية والكومنولث اليستير برت، انه سيعمل "مع الحكومة الجديدة على تنفيذ التعهدات بتحسين الاقتصاد الوطني واستكمال الاصلاحات الادارية ومحاربة الفساد، ما يضع لبنان على سكة النهوض والنمو ويمكنه من الاستفادة القصوى من نتائج مؤتمر "سيدر" الذي عقد في باريس". واكد الرئيس عون "العمل على تعزيز العلاقات اللبنانية - البريطانية والسهر على تطويرها في المجالات كافة، والانطلاق لبناء اسس لتعاون اقتصادي اعمق وابعد من الازمات الحالية، خصوصا لجهة تفعيل الاستثمارات وتقوية التبادل التجاري بين البلدين". وإذ شكر الرئيس عون الوزير برت على "الدعم الذي تقدمه بلاده للجيش اللبناني، لا سيما لجهة بناء ابراج المراقبة لتأمين الحدود اللبنانية - السورية"، طلب "مساعدة المملكة المتحدة كي توقف اسرائيل انتهاكها للسيادة اللبنانية في البر والجو. علما ان لبنان يلتزم الهدنة ويطبق قرار مجلس الامن الرقم 1701، لكنه سيكون ملزما بالدفاع عن سيادته وسلامة اراضيه اذا بادرت اسرائيل بالاعتداء علينا". وتحدث الرئيس عون عن "التحضيرات الجارية لاطلاق الخطة الاقتصادية التي ستحدد اولويات لبنان في المشاريع الانمائية المنوي تنفيذها والتي عرضت على الدول المانحة خلال مؤتمر "سيدر".

كما تطرق إلى "التداعيات التي نتجت عن النزوح السوري الى لبنان على مختلف الاصعدة، والتي تتزايد يوما بعد يوم"، ولفت الى ان "لبنان مستمر في تقديم الرعاية للنازحين على الرغم من الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها، وهو مستمر في دعوة المجتمع الدولي الى تسهيل عودتهم تدريجا الى الاماكن الامنة في سوريا"، واعتبر ان "العودة الطوعية للسوريين التي تتم من حين الى آخر ولو بأعداد قليلة، تؤكد وجود رغبة لدى غالبية النازحين بالعودة الى بلادهم، بعد التأكد من توافر الضمانات اللازمة لأمنهم وسلامتهم"، نافيا "ما يشاع عن ممارسة ضغط عليهم للعودة التي تتم بملء ارادتهم".

برت

وكان الوزير البريطاني هنأ الرئيس عون على "انجاز الانتخابات النيابية في موعدها"، وشدد على رغبة بلاده "باستمرار تطوير العلاقات بين البلدين وتحديدا دعم الجيش"، وتمنى ان "تشكل الحكومة الجديدة، لا سيما وانها ستتولى خصوصا معالجة الوضع الاقتصادي الذي ستعطيه الاولوية".

واكد ان بلاده "دعمت مؤتمر "سيدر" وهي تتطلع الى المساهمة في المشاريع الانمائية التي وردت في ورقة العمل اللبنانية"، واعرب عن امتنان بريطانيا والمجتمع الدولي "للرعاية التي يقدمها لبنان للنازحين السوريين والاعباء الكبيرة التي يتحملها في هذا المجال".

الخطيب

الى ذلك، تابع الرئيس عون اوضاع وزارة البيئة مع الوزير طارق الخطيب، الذي اطلعه على عمل الوزارة والاجراءات المتخذة في مجالات بيئية. وكانت جولة افق في الاوضاع العامة في البلاد.

جمعية مطوري العقار

واستقبل الرئيس عون، وفدا من جمعية مطوري العقار في لبنان "REDAL" برئاسة نمير قرطاس، الذي القى كلمة في مستهل اللقاء، وضع فيها "جهود الجمعية بتصرف رئيس الجمهورية في دعم الاقتصاد والمساهمة في ايجاد الحلول للمشاكل المزمنة، وعلى رأسها ازمة الاسكان".

وقال: "ان القطاع العقاري عموما فخامة الرئيس، والمطورون العقاريون على وجه الخصوص، يضعون جانبا العقبات والتحديات التي تعيق نمو اعمالهم واستمرارهم، ويعلنون اليوم ثقتهم بالنهوض الاقتصادي الذي قررتم المباشرة به، وهم يتطلعون الى لعب دور فاعل في الهيئات الاقتصادية ما زال ينتظر حضورهم ومشاركتهم في ورشة الانقاذ".

وابلغ الوفد الرئيس عون عن "اقامة المؤتمر الوطني الاول حول الاسكان في لبنان، تحت عنوان "ملكية السكن ركيزة للبنان واللبنانيين"، آملين رعايته".

رئيس الجمهورية

ورد الرئيس عون مرحبا بالوفد، ورأى أن "مشاريع البناء في الاوطان، دليل على حسن الامور الاقتصادية فيها"، وقال: "ان الازمة التي يعاني منها قطاع الاسكان اليوم، تأتي في ظل الوضع المالي والاقتصادي الصعب الذي يعاني منه لبنان عموما، وفي وقت نعمل فيه على حصر التكاليف للمحافظة على وضع الليرة اللبنانية واستقرارها. واننا، وانطلاقا من وعينا لاهمية قطاع الاسكان بما يؤمنه من تنشيط لحركة سائر القطاعات المرتبطة به، سعينا لايجاد حل للمشكلة التي نشأت اخيرا من خلال استكمال دفع الاموال للمقترضين وان شاء الله تبدأ نتائجه بالظهور تدريجيا".

واذ اشار رئيس الجمهورية الى ان "لبنان سيصدر خلال ايام خطته الاقتصادية التي تحدد الاولويات العامة وتؤسس للنهوض بالاقتصاد الوطني بما يمكنه من استعادة مكانته المتقدمة بين اقتصادات الدول الاخرى"، قال: "سنبدأ بتنفيذ المشاريع الملحة من القروض الاوروبية، لا سيما المياه والطاقة ودعم المشاريع المنتجة، كما سنقوم بتحديد اولويات سائر المؤسسات لتقديم المساعدة لها". ولفت الرئيس عون الى ان "بعض الصعوبات التي يعاني منها لبنان في ظل سعيه لمواجهة التحديات الاقتصادية الراهنة، يتمثل في عدم تقبل مواطنيه لحالة التقشف التي تلجأ الى تطبيقها البلدان التي تعاني حالات الركود الاقتصادي، كالتي نمر بها راهنا"، واعتبر في المقابل، ان "التنقيب عن النفط والغاز سيكون واعدا للمستقبل".

عائلة المطران اسكندر

وفي قصر بعبدا، استقبل الرئيس عون في حضور النائب سليم عون، راعي ابرشية زحلة المارونية المطران جوزف معوض مع عدد من الكهنة وافراد عائلة المطران الراحل جورج اسكندر، الذين شكروا الرئيس عون على مواساتهم بفقيدهم، وعلى منحه وسام الارز الوطني من رتبة كومندور.

 

الحريري عرض الاوضاع مع الصراف وكيدانيان المخزومي: هناك انطباع بانه اذا لم تشكل الحكومة فأن الوضع الاقتصادي سيكون سيئا

الجمعة 29 حزيران 2018 /وطنية -استقبل رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري مساء اليوم في " بيت الوسط" وزير الدفاع في حكومة تصريف الأعمال يعقوب الصراف وعرض معه الأوضاع العامة وبعض الشؤون العائدة لوزارة الدفاع.

وكان الرئيس الحريري قد استقبل وزير السياحة في حكومة تصريف الأعمال أفيديس كيدانيان وبحث معه الوضع السياحي في البلاد. كما التقى النائب فؤاد المخزومي الذي قال على الأثر: "تباحثت اليوم مع الرئيس الحريري في التطورات بالداخل والخارج. ولا شك أن مؤتمر القمة الذي سيعقد في هلسينكي في 16 الشهر المقبل، سيكون له انعكاس على الوضع في سوريا، وبالتالي سيكون له مردود مباشر علينا. هذا الأمر يتطلب من كل القوى السياسية أن تعمل مع الرئيس الحريري لكي نعجل في عملية تشكيل الحكومة". وأضاف: "المسألة ليست سياسية فقط، بل هناك انطباع لدى دول الجوار ولدى السياح الذين يزورون لبنان، بأنه إن لم يتم تشكيل الحكومة، فإن الوضع الاقتصادي في لبنان سيكون سيئا. من هنا نقول أن الإسراع في تشكيل الحكومة ليس في حد ذاته المهم، فنحن نستطيع أن نأخذ بعض الوقت بهذه المسألة، لكن الصورة التي يتم ترويجها بأنه إن لم يتم تشكيل الحكومة فإن الوضع الاقتصادي سيكون سيئا هي المسألة الأساسية. من هنا دور الإعلام مهم في المساعدة على تبديد هذه الصورة، وبالنتيجة، على الحكومة أن تهتم بالموضوع الأساسي والأول والأخير، وهو الوضع الاقتصادي والاجتماعي وموضوع اللاجئين ومؤتمر "سيدر"، ونحن نشعر أن هناك نية حقيقية لدى الرئيس الحريري في تطبيق متطلبات "سيدر"، ولكن لكي نقوم بذلك لا بد لنا من حكومة ومجلس يدعمان هذه المواضيع، ويكون التطبيق بالشفافية المطلوبة وبمكافحة الفساد وإعادة هيكلية الدولة". وتابع: "كل الكلام الذي يصدر بشأن النواب المستقلين أرد عليه بأني خضت المعركة لأنني نائب مستقل. وبالنسبة إلي، علينا أن نعمل جميعا مع بعضنا البعض، من ضمن البرامج التي وضعناها، وكنت قد أطلقت العهد بيني وبين أهل بيروت خلال الحملة الانتخابية. وفي حديثي مع الرئيس الحريري، أؤكد له دائما أننا نمد يدنا لأي تعاون من أجل تحقيق ما نستطيع أن نحققه لأهل بيروت. أما بالنسبة إلى موضوع التحالفات والتعاون، فإننا منفتحون على كل إمكانية للعمل لمصلحة بيروت ولبنان، وبالنتيجة الوضع الاقتصادي والاجتماعي لا يطال فقط أهل بيروت بل كل لبنان". وختم المخزومي قائلا: "من هنا نأمل من الحكومة أن تعمل بسرعة، ونحن مستعدون لأن نمد يدنا لها، بحسب المشاريع والبيان الذي سيصدر عنها، لأن ذلك لمصلحتنا ومصلحة أهلنا جميعا".

 

جعجع سلم بطاقات انتساب لقواتيين جدد: لا نسعى لإلغاء أحد وليحترم الغير حضورنا ولن نقبل بمقايضة وجودنا في الحكومة بسكوتنا عن الهدر

الجمعة 29 حزيران 2018 /وطنية - أكد رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع أن "زمن التحجيم ولى وجاء زمن صحة التمثيل، ولى زمن الظلمة وجاء زمن النور، فمن يستطيع أن يحجب نور الشمس عن الحقيقة بعد اليوم؟". وقال: "حجم تمثيلنا الحالي ليس صدفة، ولا استثناء، إنما هو الواقع الذي حرمتنا يد الوصاية وقوانينها الانتخابية المنحازة من تظهيره، وتكريسه وتثبيته منذ زمن". أضاف: "إن القوات اللبنانية تحترم جميع الأحزاب والتيارات والتلاوين السياسية التي تحفل بها الساحة اليوم، ولا تسعى لإقصاء أحد أو لإلغاء دور أحد، وكل ما تطالب به هو أن يحترم الغير حضورها ويكف عن محاولات عزلها وتطويقها، هذه المحاولات التي أثبتت فشلها في الماضي وستثبت فشلها اليوم وفي كل يوم من جديد". وتابع: "إن العملية الدستورية التي تشكل الحكومة بموجبها، يجب ان تتلاقى وتتكامل مع الإرادة الشعبية التي تجسدت في صناديق الاقتراع، لا ان تكون وسيلة للقوطبة عليها او شلها او تقييدها. وان وجود القوات في الحكومة ليس من أجل أن تتنعم بالمناصب وإنما من أجل تحقيق ما ينتظره الرأي العام منها، لذا لن نقبل بأن نقايض وجودنا في الحكومة بسكوتنا عن الهدر وقلة الإنتاجية والفساد، لأن وجودنا هو أصلا لمكافحة الفساد وليس لحصد المواقع".

وأردف: "اذا كنا نتمسك بتفاهم معراب فليس من اجل تشكيل ثنائيات او ثلاثيات او رباعيات في الساحة المسيحية، إنما من اجل إشاعة جو من الاستقرار والتفاهم داخل المجتمع على ان يتم تعميمه على مستوى الوطن. نحن مع "اوعا خيك" للآخر ولكننا أيضا مع "اوعا سيادة الدولة"، و"اوعا مصالح الناس"، و"اوعا الهدر" و"اوعا الفساد" و"أوعا لقمة عيش الفقراء". إن معارضتنا للهدر والفساد والصفقات المشبوهة، لم تكن موجهة ضد وزير بعينه أو فئة سياسية بحد ذاتها، وإنما ضد هذه المنظومة القائمة في لبنان منذ الاستقلال".

كلام جعجع جاء خلال احتفال تسليم بطاقات الإنتساب لـ2650 منتسبا جديدا، في باحة المقر العام لحزب "القوات اللبنانية" في معراب، بحضور نائب رئيس الحزب النائب جورج عدوان، النواب: شوقي الدكاش، عماد واكيم، ماجد إيدي أبي اللمع، الوزيرين السابقين جو سركيس وطوني كرم، النائبين السابقين طوني أبو خاطر وشانت جنجنيان، الأمينة العامة للحزب شانتال سركيس، الأمين المساعد لشؤون المناطق جوزيف أبو جودة، الأمين المساعد لشؤون المصالح غسان يارد، الأمين المساعد لشؤون الإغتراب مارون سويدي، الأمين المساعد لشؤون الإدارة جورج نصر، مستشار رئيس الحزب للشؤون القانونية المحامي فادي ظريفة، أعضاء المجلس المركزي، عدد من رؤساء البلديات والمخاتير وحشد من اهالي المنتسبين الجدد.

وكان جعجع استهل كلمته بالقول: "صار بدا، وبالحقيقة بس صار بدا كنتوا قدا! هلق صار بدا انتسابات، ومتل ماكنتوا قدا بالإنتخابات، كمان هلق بالإنتسابات! ما أجمل اللقاء معكم بعد عناء تعب وكد وسهر تكلل بالنجاحات والإنجازات، فبهجة اللقاء في هذه الحالة أضعاف مضاعفة. لقد تعبنا فلقينا، وتلاقينا فنسينا تعبنا. وفي غمرة هذا الجو المفعم بالنجاح والتقدم والازدهار تتسلمون اليوم بطاقة انتسابكم للقوات، وكم من شهيد ومناضل اشتهوا أن يروا ما أنتم ترون، وأن يعيشوا اللحظة التي تعيشون، ولكنهم لم يتمكنوا، فهنيئا لكم هذه اللحظة".

أضاف: "من طلب العلى سهر الليالي، ومن طلب النجاح في الميادين العامة سهر الليالي على مصالح الناس، ومن طلب النجاح في الانتخابات، ناضل، واجتهد، وثابر، واستعد. القوات طلبت العلى فسهرت الليالي، وعندما حان موعد الامتحان في 6 ايار اكرمت على امتداد لبنان. من طلب العلى عمل كالنملة لا كالزيز الذي تلهى في غناء القصائد والمزايدة والانتقال من غصن الى آخر. القوات كانت كالنملة في اجتهادها وكالنمر في حصادها الشعبي والسياسي والوطني الوفير، فهنيئا لنا جميعا بذلك".

وتابع: "القوات اللبنانية زرعت شهداء على امتداد الوطن فحصدت حصادا وفيرا على امتداد الوطن أيضا: لقد زرعت شهداء في كسروان فأنبت زرعها شوقي الدكاش نائبا من ارض كسروان. وزرعت في جبيل، فأنبت زرعها زياد الحواط نائبا عن جبيل. وزرعت في تراب البقاع الشمالي والشرقي شهداء فزهروا طوني حبشي نائبا عن بعلبك الهرمل. وزرعت في عكار فأثمروا وهبي قاطيشا نائبا عن عكار. وزرعت القوات في بشري فأنبتوا ستريدا جعجع وجوزيف اسحق نائبين عن منطقة بشري. وزرعت في الكورة فأنبتوا فادي كرم الأول في هذا القضاء".

وأردف: "وزرعت في البترون فأثمروا فادي سعد نائبا عن البترون. كذلك في تراب المتن فأثمرت أرضها إدي ابي اللمع نائبا عن المتن. زرعت في بيروت فأنبت زرعها عماد واكيم وجان طالوزيان نائبين عن بيروت. كما زرعت في بعبدا شهداء فزهروا بيار بو عاصي نائبا عن بعبدا. زرعت في عاليه فأثمروا أنيس نصار نائبا عن عاليه. كما زرعت في الشوف فأثمروا جورج عدوان نائبا عن الشوف. أما أرض زحلة فغمرت بشهداء القوات اللبنانية فأنبت زرعها جورج عقيص وسيزار معلوف نائبين عن زحلة. وزرعت القوات بشير الجميل شهيدا للجمهورية القوية، فأنبت زرعها تكتل الجمهورية القوية. لقد زرعت القوات اللبنانية آلاف الشهداء على امتداد الوطن فأنبت زرعها عشرات آلاف المنتسبين، ومئات آلاف المقترعين من لبنان الى بلاد الانتشار، فلا خوف عليك يا لبنان".

وقال جعجع: "أنتم تأتون الى معراب اليوم، لا لتتسلموا بطاقة انتسابكم للقوات فحسب، وإنما لتتسلموا معها أمانة المناضلين والشهداء، معطوف عليها توكيل الرأي العام وثقته بالحزب الذي تنتسبون إليه. فلكم المجد من كل أطرافه. صحيح أن القوات هي حزب سياسي تتسلمون بطاقاته اليوم، لكن القوات، وقبل كل شيء، منظومة قيمية نضالية لها مبادئها وقضيتها وأهدافها وهذا الأهم الأهم، ومن بعيد. تتسلمون بطاقة الانتساب وهي الوزنة وانتم المحازبون الأمناء، وهذا ما يوجب عليكم مضاعفة وزناتكم، فيكون باب انتساب كل واحد منكم إلى القوات حافزا له لإنجاح الحزب أكثر فأكثر ولتنسيب غيره، لا أن يكون بابا يفتحه لنفسه ويقفله من بعده". أضاف: "إن حامل هذه البطاقة قد يكون مشروع شخصية عامة معروفة يخدم القضية فوق مسرح الأحداث، تماما مثلما قد يكون مشروع جندي مجهول يخدم القضية ذاتها، وإنما خلف كواليس هذا المسرح، وقد يكون شخصية معروفة ويتحول بعدها الى مناضل مجهول، والعكس صحيح ايضا، فكلنا في نهاية المطاف مناضلون بأوجه متعددة وأسماء مختلفة ومواقع حزبية او رسمية متفرقة، نعمل لتحقيق غاية وطنية نبيلة، وجدت قبلنا وتستمر من بعدنا. صحيح أن القوات تسلمكم بطاقة تحمل تاريخ اليوم فقط، لكن القضية التي تجسدها هذه البطاقة تحمل أمجاد القرون الماضية، وتحديات الواقع الحالي، وتطلعات المستقبل الآتي". وتابع: "القوات هي جسد وروح إذا عطل جسدها التنظيمي، كما حصل أيام الوصاية، انتقلت روحها للنضال في أبعاد لا يحدها افق، لتعود منها بعد المحنة وتستعيد جسدها التنظيمي بشكل أقوى وأصلب وأفعل كما نحن عليه اليوم. مثلما شبكنا الأيدي خلف المحراث عندما دقت ساعة الاستحقاق النيابي، ها نحن اليوم نلتقي عند موسم الحصاد وهو وفير هذه السنة. شعبنا كان كريما، والقوات بتستاهل". واستطرد: "اليوم تستطيعون أن تطمئنوا إلى أن مجتمعنا هو مجتمع ناضج واع وحكيم يمتلك قدرة التمييز بين الحق والباطل، بين الفاسد والنزيه، بين الأصيل والزائف. اليوم بالذات تستطيعون أن ترتاحوا قليلا بعد طول نضال ومشقة وعناء، فالمهمة انجزت والجولة ربحت، ولكن تذكروا أنها مجرد استراحة محارب بعد جولة من الجولات، ليعود بعدها فيتابع مسيرته بكل عزم وإرادة وتصميم استعدادا لجولات واستحقاقات وتحديات أخرى، نحن لها بالتأكيد".

وقال: "إن حجم تمثيلنا الحالي ليس صدفة، ولا استثناء، إنما هو الواقع الذي حرمتنا يد الوصاية وقوانينها الانتخابية المنحازة من تظهيره، وتكريسه وتثبيته منذ زمن. ولى زمن التحجيم وجاء زمن صحة التمثيل، ولى زمن الظلمة وجاء زمن النور، فمن يستطيع أن يحجب نور الشمس عن الحقيقة بعد اليوم؟ لا وجود جغرافيا ثابتا ومتجذرا إن لم يقترن بانتماء سياسي والتزام قيمي يعطي هذا الوجود أبعاده التاريخية والإنسانية والوجدانية فيرسخه أكثر فأكثر، ويجعل الدفاع عنه ليس مجرد دفاع عن بقعة جغرافية أو ملكية خاصة فقط، وإنما عن حرية معتقد، وإرث ثقافي، وقيم مقدسة، وهي قيم تبلغ بالإنسان الحر درجة الالتحام بها إلى حد الاستشهاد. إن الحياة الديموقراطية لا تستقيم من دون احزاب، هكذا هو الحال في العالم كله، وهذا ما يجب أن يكون عليه في لبنان أيضا". أضاف: "إن العملية الدستورية التي تشكل الحكومة بموجبها، يجب ان تتلاقى وتتكامل مع الإرادة الشعبية التي تجسدت في صناديق الاقتراع، لا ان تكون وسيلة للقوطبة عليها او شلها او تقييدها"، مشيرا إلى أننا "اذا كنا نتمسك بتفاهم معراب فليس من اجل تشكيل ثنائيات او ثلاثيات او رباعيات في الساحة المسيحية، إنما من اجل إشاعة جو من الاستقرار والتفاهم داخل المجتمع على ان يتم تعميمه على مستوى الوطن. نحن مع "اوعا خيك" وللآخر ولكننا أيضا مع "اوعا سيادة الدولة"، و"اوعا مصالح الناس"، و"اوعا الهدر" و"اوعا الفساد" و"أوعا لقمة عيش الفقراء". إن معارضتنا للهدر والفساد والصفقات المشبوهة، لم تكن موجهة ضد وزير بعينه أو فئة سياسية بحد ذاتها، وإنما ضد هذه المنظومة القائمة في لبنان منذ الاستقلال".

وتابع: "لقد ضاعفت القوات وزناتها النيابية بفضل ممارستها النيابية والوزارية وطريقة تعاطيها بالشأن العام كما بفضل ثقة اللبنانيين بها، وهي ثقة نشكر اللبنانيين عليها، ونعدهم بأن نكون على قدر. إن وجود القوات في الحكومة ليس من أجل أن تتنعم بالمناصب وإنما من أجل تحقيق ما ينتظره الرأي العام منها. لن نقبل بأن نقايض وجودنا في الحكومة بسكوتنا عن الهدر وقلة الإنتاجية والفساد، لأن وجودنا هو أصلا لمكافحة الفساد وليس لحصد المواقع".

وأردف: "القوات اللبنانية تحترم كل الأحزاب والتيارات والتلاوين السياسية التي تحفل بها الساحة اليوم، ولا تسعى لإقصاء أحد أو لإلغاء دور أحد، وكل ما تطالب به هو أن يحترم الغير حضورها ويكف عن محاولات عزلها وتطويقها، هذه المحاولات التي أثبتت فشلها في الماضي وستثبت فشلها اليوم وفي كل يوم من جديد. إن من يعتقد أن إقصاء القوات وعزلها وإضعافها داخل السلطة يعزز من قوته ووجوده على حسابها، عليه أن يتذكر جيدا المقولة الشهيرة: اكلت يوم اكل الثور الأبيض". وقال: "إن فرحة فوزنا بالانتخابات ليست حكرا على القوات فقط، فبانتصارنا فرح جيل الشباب الذي أعدنا له الأمل بهذا الوطن، وفرح العامل والمزارع والمعلم والموظف الذي يريد أن يعيش بكرامته، وفرح العسكري إلى أي مؤسسة أو جهاز أمني انتمى، بعد أن استعاد الثقة بعيش سيادة حقيقية على أرضه وأمن ناجز في المناطق كافة. وفرح الصناعي والاقتصادي الذي يتوق لرؤية الإدارة خالية من الفساد، وفرح المكلف اللبناني الذي يريد أن يعرف أين تذهب الضرائب التي يدفعها، وفرح المهاجر والمغترب الذي انتعش أمل العودة لديه من جديد، وابتهج المريض والمعوق الذي سيلقى حقه في عناية كريمة، وفرح الأب والأم اللذان اطمأنا لمستقبل أولادهما وأحفادهما، واستعاد العجز الأمل بشيخوخة كريمة، فهؤلاء جميعهم شركاء في النصر وشركاء في الفرحة".

أضاف: "إن ما تعيشه القوات اللبنانية اليوم هو مرحلة تحول حيث استطاعت، من خلال ممارساتها، أن تحدث تغييرا في مجتمعنا لناحية المفاهيم والذهنيات: فأكدت أن التغيير ليس مستحيلا في حال وجدت الإرادة والجد، وأكدت أن الأحزاب حاجة ولها دورها الحاسم في الحياة السياسية والوطنية، وأكدت أن قرب "القوات اللبنانية" من أي حزب أو بعدها عنه هو رهن بمدى قرب ذاك الحزب من مفهوم الدولة الفعلية". وختم: "إن ما حققته القوات اللبنانية في الانتخابات النيابية الأخيرة ليس إلا البداية، ويبقى المستقبل وعدا علينا بأن نقدم المزيد والمزيد من الشفافية، والصدق، والأمانة، والسهر والعمل من أجل تحقيق حلمنا في لبنان الدولة بعد أن بذلنا الكثير من أجل لبنان الوطن. على هذا الأمل تتسلمون أمانتكم اليوم لترفدوا بجهودكم نهر النضال المتدفق من مئات السنين سعيا وراء وطن لطالما حلم أجدادنا وآباؤنا به، من دون أن يتمكنوا من تحقيقه، تاركين للأجيال اللاحقة شرف تحقيقه، وكلنا أمل أن يكون جيلنا هو الجيل المنتظر".

وكان الإحتفال قد استهل بالنشيد الوطني ونشيد "القوات"، ثم عزفت فرقة موسيقية بقيادة نسرين الحصني ديب أناشيد قواتية، تلا بعدها المنتسبون عهد الإنتساب على وقع نشيد الحزب. وبعد انتهاء جعجع من كلمته سلم كل فرد من المنتسبين الجدد بطاقة انتسابه والـ"Pins" الرسمي للحزب.

 

مؤتمر صحافي للمجتمع المدني عن حقوق اللاجئين: عودتهم يحكمها القانون الدولي والتزام لبنان به وبمنظومة حقوق الانسان هو في مصلحته اولا واخيرا

الجمعة 29 حزيران 2018 /وطنية - عقدت هيئات من المجتمع المدني وشبكات تعمل في مجال حقوق الإنسان، مؤتمرا صحافيا ظهر اليوم، في نادي الصحافة، حول حقوق اللاجئين وذلك "كردة فعل منظمات المجتمع المدني على الخطاب التحريضي ضد اللاجئين السوريين، والذي صدر عن عدد من المسؤولين السياسيين في لبنان، والذي يمكن أن يقود إلى انتهاكات عديدة يكون اللاجئون والبلد المضيف ضحيتها، داعياً الدولة اللبنانية والمجتمع المدولي لتحمل مسؤولياتهما في هذا المجال. وتلا بيان الهيئات ناصر ياسين وجاء فيه: "ان مؤسسات المجتمع المدني اللبناني قلقة بشأن الخطاب الشعبوي السلبي المتعلق بأزمة اللاجئين وما يمكن ان ينتج عنه من انتهاكات يكون اللاجئون والمجتمع المضيف ضحيتها، وتدعو الدولة اللبنانية الى تحمل مسؤوليتها في هذا الملف من خلال تحديد موقف حكومي واحد وواضح، وتضمين البيان الوزاري للحكومة المستقبلية موقفا وخطة واضحة للاستجابة لأزمة اللاجئين تراعي معايير حقوق الانسان والتزامات لبنان الدولية". اضاف: "خلال الأسابيع الأخيرة ازدادت وتيرة المواقف المعلنة لعدد من السياسيين اللبنانيين عن ازمة اللاجئين ودعوتهم الى العودة الفورية واتهام المجتمع الدولي بالتشجيع على توطينهم وإبقائهم في لبنان. ان هذه المواقف التصعيدية الاخيرة تأتي في سياق سابق من مواقف عدائية ازاء اللاجئين السوريين (واللاجئين عموما) في لبنان، وفي سياق خطاب احادي الجانب وشعبوي يحمل اللاجئين السوريين مسؤولية كل مشاكل لبنان. إن هذا الخطاب الاحادي يجافي الحقيقة ويمزج بين الاثار الكارثية للأزمة السورية على لبنان، وبين آثار وجود اللاجئين فيه، ويحرف الانتباه عن ضرورة معالجة المشكلات الحقيقية للاجئين وآثارها على المجتمع اللبناني، وعن معالجة الاسباب الحقيقية لمعظم مشكلاتنا سواء كانت اسبابا هيكلية ومزمنة تطال المواطنين اللبنانيين كما اللاجئين، او انها طارئة وناجمة عن الاداء المباشر للحكومة والمسؤولين السياسيين".

وتابع: "ان المشاكل التي نواجهها بسبب الازمة السورية اساسا، ومن ضمنها وجود ما يزيد عن المليون لاجئ سوري في لبنان، لها انعكاسات سلبية ويمكن ان نستولد منها ايجابيات، يتوقف حجمها على توفر السياسات الوطنية الملائمة. وهذه السياسات الوطنية غائبة حتى الساعة اذ لم تلجأ اي من الحكومات المتعاقبة منذ بدء الازمة الى عقد اجتماع لمجلس الوزارة لمناقشتها، ولا دعت الى مؤتمر وطني بمشاركة القطاع الخاص وممثلي المجتمع المدني اللبناني بمختلف فئاته الاجتماعية والنقابية والجمعيات المعنية؛ بل ان ما ميز السياسة الحكومية هو الاكتفاء بالمطالبة بالدعم المالي الخارجي (مع وجود علامات استفهام كبيرة جدا على وجهة إنفاقه وحجم الهدر والفساد في ذلك)، وعلى محاولة القفز فوق الالتزامات الدولية (كأن نسمي اللاجئين نازحين مثلا، او الخلاف على الكلمات مثل عودة آمنة وغض النظر عن الطوعية وما الى ذلك). في هذا السياق نود التذكير بأن علاقة اي بلد مع اللاجئين الوافدين اليه يحكمها القانون الدولي والاتفاقيات الدولية الخاصة بهذا المجال، ولا سيما اتفاقية 1951 الخاصة باللاجئين، وهي التي تحدد ايضا مسؤولية الاطراف الدولية المعنية لا سيما المفوضية السامية لشؤون اللاجئين. ان هذه القوانين الدولية وضعت لحماية اللاجئين والدول المضيفة، ومنها الدول الصغيرة مثل لبنان، وهي الضمانة لعدم انتهاك حقوق اللاجئين الانسانية وعدم تعريضهم لمخاطر كانت هي السبب في هجرتهم القسرية لبلدهم. ان عدم مصادقة لبنان على هذه الاتفاقية تحديدا لا يعني عدم التزامه العملي بأهم مندرجاتها لا سيما الالتزام بتوفير الحماية والحد الادنى من متطلبات الحياة للاجئين اليه (بمساعدة دولية طبعا)، وكذلك التزامه بعدم اعادة اي لاجئ قسرا الى بلده، وذلك في اطار التزامه العام بمنظومة حقوق الانسان والقانون الدولي".

واردف: "إن عودة اللاجئين الى بلدانهم والى اماكن سكنهم الاصلية التي هجروا منها، هو حق اساسي من حقوقهم الانسانية، وهو يعني ان هذه العودة مشروطة بعدة معايير أبرزها ان تكون ارادية وآمنة وتتمتع بالحماية (تحت رعاية الأمم المتحدة)، كما ان العمل في هذا الاتجاه لا يلغي التزام الحكومة اللبنانية بحماية اللاجئين حتى ساعة عودتهم. وقد سبق للحكومة اللبنانية ان اكدت قولا وفعلا التزامها بذلك في ممارستها وفي مواقف مسؤوليها في لبنان وفي مواقفهم في المؤتمرات الدولية. كما ان النصوص التي التزم بها لبنان كالمادة الثالثة من اتفاقية مناهضة التعذيب التي تنص على ضرورة احترام مبادئ عدم العودة القسرية".  وقال البيان: "بما ان ازمة اللاجئين هي ازمة دولية تتشارك الدولة اللبنانية مسؤولية حمايتهم مع المجتمع الدولي بشكل أو بآخر. كما نلفت النظر الى أن خطابات بعض المسؤولين في لبنان تأتي منسجمة مع جو دولي من الكراهية ضد اللاجئين يطل برأسه في جميع انحاء العالم من الولايات المتحدة الى أستراليا مرورا بأوروبا، إضافة الى ذلك تشكل الخطابات الشعبوية مناخا يشجع على الإفلات من العقاب ويمكن ان يفتح المجال لانتهاكات تهدد اللاجئين والمجتمع المضيف بما لا يشتهيه أو يريده أصحاب هذه الخطابات. ندعو الحكومة اللبنانية الى استجابة للأزمة تحمي اللاجئين ومبنية على مبادئ حقوق الإنسان التي يجب أن ينطلق منها لبنان لمعالجة مشاكله كي لا يعرض نفسه للمساءلة والإنتقاد، وأن لا يتصرف عكس التزاماته الدولية المنصوص عليها في مقدمة الدستور اللبناني. ندعو أيضا المجتمع الدولي الى اخذ خطوات اكثر صلابة ودعما للاجئين والمجتمعات المضيفة. ان الدعم المالي وحده لا يكفي، وثمة حاجة لوضع خطط واضحة لأيجاد حل سياسي للأزمة السورية يرسي اسس الاستقرار الدائم وحماية حقوق المواطنين وعدم تعرضهم للخطر، وبالاضافة الى حزمة من الحلول الفورية الاخرى مثل إعادة التوطين في دول ثالثة".

اضاف: "ان مصلحة لبنان تقضي الانضواء ضمن مظلة القانون الدولي والاتفاقيات الدولية، واعتماد سياسة متسقة في التعامل مع المنظمات الدولية ومع قضايا اللاجئين انطلاقا من التزام لبنان الثابت بمنظومة حقوق الانسان، وهو الدولة التي طالما فاخرت بمساهمتها في صياغة منظومة حقوق الانسان في مراحلها التأسيسية وكذلك في انتسابها الفعال والمبكر الى منظمة الامم المتحدة". وتابع: "في ظل هذا الجو العام غير المنتج لسياسات فعالة لوضع حلول لازمة اللاجئين في لبنان تعتبر المنظمات الموقعة ادناه ان على الحكومة ان تتخذ خطوات جدية للتعبير الصريح وغير الملتبس عن موقف لبنان، وتحديد أعمدة الخطة التي ستعتمدها الحكومة الاتية في الاستجابة لازمة اللاجئين، وندعو دولة الرئيس سعد الحريري الى القيام بسلسة استشارات مع المجتمع المدني ومع القطاع الخاص الذي يستفيد كثيرا من اليد العاملة الرخيصة من اللاجئين السوريين كما اللاجئين الفلسطينيين أيضا لا سيما بعد نتائج التعداد الاخيرة ووثيقة لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني، يساهم الجميع من خلالها بتنفيذ خطة استجابة للازمة وان تكون متضمنة بشكل واضح في البيان الوزاري". وختم: "ان عودة اللاجئين لا بد ان يحكمها القانون الدولي، والتزام لبنان بالقانون الدولي وبمنظومة حقوق الانسان هو في مصلحته اولا واخيرا، كما هو في مصلحة اللاجئين الذين يتحمل تجاههم مسؤولية قانونية واخلاقية لا يمكن التخلي عنها، ليس اقلها وضع حد للأنتهاكات التي يتعرضون لها وتحسين شروط عيشهم المزرية والعمل المخلص من اجل ايجاد حل سياسي للأزمة في سوريا يضمن حقوقهم وسلامتهم وعودتهم الامنة والكريمة الى مدنهم وبلداتهم وقراهم كما الشعب السوري بأسره. ان خطاب الكراهية والتعصب الذي يتحول للأسف الى خطاب معمم لا يقتصر على قضايا اللاجئين وحدهم، يهدد السلم المجتمعي وحقوق الانسان في لبنان :إن سكوتنا عن ذلك لم يعد جائزا".

 

نص كلمة السيد حسن نصرالله ليوم الجمعة 29 حزيران/18

نصرالله : ندعو الى الاستعجال في تشكيل حكومة وطنية وشكلنا ملفا للعناية بمساعدة النازحين السوريين على العودة

الجمعة 29 حزيران 2018

وطنية - القى الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله كلمة عبر الشاشة حول آخر التطورات في لبنان والمنطقة وقال فيها:"لدي مجموعة من النقاط سواء في الشأن المحلي الداخلي اللبناني أو ما يجري حولنا في المنطقة، ويرتبط بنا بشكل أو بآخر.

أولا في الوضع المحلي: موضوع تشكيل الحكومة. نحن كنا دائما في فترة ما بعد الانتخابات ندعو الى تشكيل حكومة وما زلنا ندعو الى ذلك. أود أن ألفت النظر إلى أن دعوتنا لا ترتبط كما يقول بعض السياسيين وبعض المحللين أو الكتاب بمخاوفنا حول الاوضاع الاقليمية، على العكس، أنتم تشاهدون أنه اذا كان هناك أحد ما، في مكان ما، يراهن على تغييرات معينة في الوضع الاقليمي قد تنعكس على معطيات تشكيل الحكومة نحن لا نفعل ذلك، ولكن إذا كان هناك أحد ما في مكان ما، وأنا لا أتهم الرئيس المكلف وإنما آخرين يراهنون على تغييرات إقليمية، فعليهم ان يكفوا عن هذه الرهانات. على العكس المتغيرات الاقليمية هي لهذا الخط أو لهذا المحور. فمثلا إذا نظرنا الى ما يجري في جنوب سوريا وهذا ما سأعود اليه قليلا في الوضع الاقليمي أو التطورات التي حصلت في اليمن في الساحل الغربي وفشل العدوان على الحديدة ومينائها ومدينتها وقراها، في كل الأحوال نحن عندما ندعو الى الاستعجال في تشكيل الحكومة إنما ننطلق من حسابات وطنية ومصالح وطنية وحاجات وطنية ترتبط بعدم السماح بالفراغ في السلطة وعدم تضييع الوقت أمام الملفات الملحة، الوضع الاقتصادي والوضع المعيشي والبلد سيواجه في المستقبل أزمة النفايات، موضوع الكهرباء.

ثانيا، المشكلة الحقيقية حتى الآن التي حالت دون تشكيل الحكومة هي ضياع المعايير، ما هو المعيار؟ يجب أن يكون هناك معيار واحد وواضح وعلى أساسه يتم تشكيل الحكومة، وعلى الجميع أن يلتزم بهذا المعيار الذي يجري على الجميع، ويسري على الجميع الذي يسبق تشكيل الحكومة، ما هو المعيار الذي من الممكن أن يعتمد أو يلجأ إليه؟

الآن يقال في البلد عندما تطالب بعض الكتل والقوى السياسية أو الكتل النيابية بعدد من الوزراء، الكل يتحدث عن ما أنتجته الانتخابات النيابية، وهذا الامر جيد فلنتفق عليه، ولنعتمد معيار موحد، كل 3 نواب وزير، كل 4 نواب وزير، كل 5 نواب وزير.

ما هو المعيار، في هذا السياق ما يجري الآن لا يعتمد معايير واحدة وأنا لا أعلق أو أعترض وإنما أوصف، فعندما مثلا نأخذ كتلتي التنمية والوفاء 30 نائبا ونحن "متباينين" على 6 وزراء. 20 نائب 7 وزراء، 15 نائب 6 وزراء، اذا ما هو المعيار ...؟ 8 نواب يريدون 3 وزراء، وفي مكان آخر 8 نواب ممنوع أن يحصلوا على وزير، 7 نواب يحصلون على وزير كيف هذا الموضوع وما هو المعيار؟

اولا اذا كان المعيار هو ما أفرزته الانتخابات النيابية، جيد، فليقال كل عدد نواب معين يحصل على عدد من الوزراء، وهذا الامر معيار. من الممكن ان يكون المعيار هو القوى السياسية والتمثيل الشعبي العام لأن القانون الانتخابي ما زال هناك نقاش حوله ما إذا كان يؤدي الى تمثيل عادل وصحيح. جيد. فإذا هذا هو المعيار فلنتناقش على أساسه ونأخذ التمثيل الشعبي والقوى السياسية بالاعتبار عندما نريد أن نحدد الأحجام.

وإذا كان المعيار هو الاستنساب وان الموضوع ليس قصة نواب وما أفرزته الانتخابات النيابية ولا القوى السياسية والاحجام الشعبية والحقيقية وإنما موضوع استنسابي، وقتها نعلم كيف نناقش الموضوع.

اذا كان الموضوع استنسابيا أو مغالبة أو من يرفع صوته أكثر أو يعقد أكثر، لنفهم مسار الحكومة كيف يريد ان يسير.

النقطة الثالثة في الملف الحكومي، ما يجري تداوله حتى الان من صيغ ومقترحات وأفكار لا يصح تسميته حكومة وحدة وطنية, ويبدو أنه يجب إعادة النظر حتى في التسميات القديمة لحكومات قلنا انها حكومة وحدة وطنية فعندما يتم تجاوز كتل نيابية ولا تلحظ اساسا حتى في مسودات التشكيل او طوائف ولو كانت طوائف صغيرة طلما نظامنا ما زال نظاما طائفيا. لماذا الاصرار على استبعاد العلوي والسرياني ؟

عندما نتحدث عن حكومة وحدة وطنية يجب ان تدخل كل هؤلاء ليكونوا شركاء في القرار، ولذلك لا يصح ان نقول حكومات وحدة وطنية وانما حكومات ذات تمثيل نيابي واسع ولكن لا يصح ان نطلق عليها اسم حكومة وحدة وطنية. واذا كنا نريد حقا حكومة وحدة وطنية فليتمثل كل من له حق ان يتمثل، ونحن ندعو الى حكومة وحدة وطنية.

في موضوع المعايير فنحن ندعو الى الالتزام بما افرزته الانتخابات النيابية ومعيار واحد يسري على الجميع، علينا وعلى غيرنا، واذا لا يتم اعتماد معيار موحد فإننا من الاشخاص الذين سيدعون بالتفاهم مع دولة الرئيس نبيه بري، نحن 30 نائبا فنريد حجمنا الطبيعي وليس حجمنا 6 وزراء فقط وانا لا اقول هذا من باب التعقيد وانما لدعوة الآخرين التسهيل والتسريع والتواصل والتواضع والى دفع الامور باتجاه الايجابية المطلوبة.

هناك نقطة تطرح في موضوع تشكيل الحكومات وكما رأيت في بعض وسائل الاعلام وبعض المقالات انه في البلد الفلاني هناك الحكومة من 12 وزيرا والبلد الآخر 15 وهذا قياس مع الفارق، لانه هناك نظام رئاسي او يوجد تركيبة معينة ضمن الصلاحيات وميزة لبنان ان الحكومة اللبنانية بمعزل عن العدد الحقائب فيها، هي أشبه بمجلس قيادة للبلد ان صح التعبير وبالتالي مشاركة الآخرين ولو بوزراء دولة فهو يشارك بالقرار السياسي ويشعر بأنه معني وحاضر وشريك وهذا ما نحتاج الى الطمأنة فيه ( تنوع البلد وتركيب البلد) هي التي تفرض دائما الذهاب الى حكومات موسعة لإتاحة الفرصة أمام أوسع تمثيل ممكن.

اضاف نصرالله:"نطالب بعدم الاستعجال انطلاقا من المصالح الوطنية، وندعو الى حكومة وحدة وطنية موسعة يشارك فيها العلوي والسرياني وكل المجموعات السياسية، وندعو الى اعتماد المعاير الواضحة والمحددة في ضوء ما افرزته الانتخابات النيابية.

الملف الثاني: ملف النازحين السوريين.

اولا منذ ما قبل العيد الى الآن حصل سجال في البلد وأحيانا أخذ بعدا حادا وكاد أن يأخذ بعدا طائفيا في البلد كما هو الحال في الكثير من القضايا السياسية التي تطرح في لبنان.

اولا نحن نقول لا داعي للتأزيم والحدة في هذا الملف، لأنه لم يطرح أحد من القوى السياسية ولا من المسؤولين اللبنانيين فكرة الاعادة الاجبارية للنازحين.

الكل يتحدث عن العودة الطوعية الآمنة فما هو الاشكال عليه؟ ولماذا نريد ان نضع تعقيدات اضافية؟ اذا كان هناك نازحون جاهزون ويريدون ان يعودوا الى سوريا، لماذا نريد ان نضع تعقيدات أمم متحدة الخ...

النازحون الذين يريدون العودة بملء طوعهم وارادتهم وعودتهم ستكون آمنة وطوعية فليعودوا وليقدم لهم كل تسهيلات العودة ونحن لا نجد اي منطق واي معنى لتعقيد هذه الحركة على الاطلاق.

ثانيا نحن من خلال معلوماتنا الميدانية في الواقع هناك جهات دولية ومنظمات دولية وايضا جهات محلية تخوف النازحين السوريين من العودة الى ديارهم وتثير لديهم القلق وتقدم لهم معلومات غير صحيحة، وانا اؤكد هذا، وهذا الامر يجب ان يعالج وان يكفوا عنه لان الحيلولة دون عودة من يريد من النازحين السوريين الى بلدهم هو في الحقيقة يلحق الاذى بالنازحين السوريين والشعب السوري ومن يريد أن يخدم مصالح سياسية دولية او اقيليمية لا أكثر ولا أقل، على حساب معاناة الناس. هناك فرق كبير بين أن يعيش الشخص في خيمة وبين أن يعود إلى بيته وإلى حقله وإلى مدرسته وإلى ضيعته وإلى أناسه، يجب أن نساعد هؤلاء لتتحقق لهم هذه العودة الكريمة.

ثالثا، أريد اليوم من خلال هذا الحديث أن أقول ما يلي، نحن في حزب الله وأمام بطء أو مجموعة التعقيدات الموجودة في معالجة هذا الملف ولا أريد أن أدخل إليها الآن، وانطلاقا من طبيعة علاقتنا الجيدة والمتينة مع الدولة السورية، وكوننا أيضا جزء من الوضع الموجود في لبنان، نحن نريد أن نستفيد من هذه الحيثية للمساعدة، لمد يد المساعدة، ليس أن نظل نتكلم. الآن، سابقا نحن دخلنا في مساعدة، في إطار معالجة قضية مسلحين خرج معهم نازحون، كما حصل في جرود عرسال وما شاكل، لكن الان لا، نحن نريد أن ندخل على هذا الملف، نريد أن نقدم المساعدة الممكنة إنطلاقا من هذه الحيثية، سنتواصل مع النازحين السوريين مباشرة، ونحدد آلية لإستقبال النازحين السوريين. سنشكل لوائح ونعرض هذه اللوائح على الجهات المعنية في الدولة السورية، وبالتعاون هنا مع الامن العام اللبناني الذي هو في الحقيقة الجهة المعنية التي باشرت وتباشر وما زالت تحتضن هذه المسؤولية، نتعاون سويا لإعادة أكبر عدد ممكن من النازحين السورين الذين يرغبون بالعودة الأمنة الطوعية، ونحن سنباشر بهذا الجهد وسنعمل، لأن فترة الصيف، هي فترة مناسبة قبل بداية العام الدراسي، ويوجد الكثير من الناس يفكرون بالعودة. فالآن لا يوجد وقت لتضيعه، يمكن يوجد الكثير من الناس يقولون لك بداية العام الدراسي إذا برجع الى ضيعتي ومدينتي والى منطقتي في سورية أستطيع أن أضع اولادي في المدارس في سورية وأرتب أموري.

نحن جاهزون لهذه المساعدة إن شاء الله وسنستمر في هذه المساعدة إلى أن يتم حسم هذا الأمر سياسيا ورسميا بين الحكومتين اللبنانية والسورية لأنه نتيجة تعقيدات معينة ما زال هذا الملف عالقا. بناء عليه للاستفادة من الوقت ومن الصيف ومن مرحلة ما قبل العام الدراسي ومن الظروف المتاحة في سورية والحيثية التي لدينا سواء عند الدولة السورية أو عند المسؤولين اللبنانيين، نحن في داخل تشكيلات حزب الله شكلنا ملفا للعناية بالتسهيلات ومساعدة النازحين السوريين للعودة، وكلفنا الأخ النائب السابق المحامي نوار الساحلي ومعه فريق، وحددنا مراكز، وهم سيعلنون عن مراكز وعن أرقام تلفونات وعن مواقع شبكات تواصل إجتماعي ليتصل النازحون بهذه المراكز وبهذه الارقام. نحن أيضا سنشكل لجان شعبية في مختلف المناطق للتواصل مع النازحين لمن يرغب. نحن لا نريد أن نلزم أحدا، نحن نريد أن نقدم هذه المساعدة الإنسانية الوطنية التي تخدم الشعبين اللبناني والسوري، وتخدم مصلحة البلدين في الحقيقة لبنان وسورية. هذا الملف الثاني.

الملف الثالث، أمن بعلبك الهرمل والبقاع، بهذا الملف، أنا كل ملف أقول اولا ثانيا ثالثا، بهذا الملف أولا، في الحقيقة بعد إنتهاء الانتخابات النيابية الحالية الماضية وإعلان النتائج يوجد شيء يحصل في بعلبك الهرمل غير مفهوم، يعني هذا المستوى من الخلل الأمني، من الاعتداءات على الناس، من التوتر، أيضا من الضجيج الإعلامي، من الحرب النفسية، بحيث صورة المنطقة أنها أصبحت منطقة "فلتانة"، وفي حالة إنهيار نفسي، والناس يجب أن تحزم حقائبها وتتركها، يعني الى هذا الحد، يعني يوجد مبالغات كبيرة حصلت، يعني يوجد خلل أمني ويوجد مبالغات إعلامية كبيرة جدا حول الفلتان الأمني.

في كل الأحوال هذا الذي جرى يجب التوقف عنده، يعني أنا لا أريد أن أقدم تحليلا، نحن نجمع المعطيات بدقة، لكي نقرأها بدقة، لكن يمكنني أن أقول: غير مفهوم، غير طبيعي، حسنا، اذا نريد أن نقول الحرمان أو الإنماء، هذا عمره 30 40 سنة، هذا الذي صار بعد الإنتخابات ما صار سابقا، اذا والله الدولة موجودة أو ليست موجودة، حسنا هذا ماذا يفرق عن ما قبل الإنتخابات سنة وإثنتان وثلاث وأربع وخمس؟ حتى عندما كان المسلحون في الجرود فوق، كان الوضع الامني أحسن من ما يحصل بعد الانتخابات. هنا يوجد شيء أكتفي بالقول أنه غير مفهوم، ويحتاج الى تدقيق منا ومن أهل المنطقة ومن الدولة اللبنانية ومن أجهزة الدولة اللبنانية، ممكن أن لا نصل الى نتيجة، ممكن أن يكون الامر صدفة حصل بعد الانتخابات، لأنه العالم قبل الانتخابات كانت مضبوطة وممسوكة ومنتبهة الى حالها، بعد الإنتخابات صادف حادثة هنا وحادثة هنا وحادثة هنا وفاعت الدنيا، ممكن، لكن هذا أحد التأويلات والتفسيرات، لكن إذا كان يريد الشخص أن يقول لا، ويتوقف عند ما يحصل ليقول أن الأمر مشبوه، وهذا يجب أن يدرس ويجب أن يتابع، هذا له محل، هذا الموضوع له محل.

ثانيا، بعد تحرك نواب المنطقة كلهم، ووزراء المنطقة وفاعليات المنطقة ورؤساء البلديات بإتجاه الرؤساء، رئيس الجمهورية ورئيس المجلس ورئيس الحكومة، المسؤولين في الدولة، قائد الجيش، الأجهزة الأمنية، على كل، وإجتماعات المجلس الأعلى للدفاع، وهنا يجب أن نسجل العناية الخاصة لفخامة الرئيس في هذا الموضوع في مجلس الدفاع الأعلى، وتوجيهه وحزمه، أن هذا الموضوع يجب أن يعالج في منطقة بعلبك الهرمل، والتحرك الأخير في الأيام الماضية الذي سيتوسع ويمتد للجيش اللبناني وللمؤسسات الأمنية المختلفة، هذا طبعا أمر جيد ونحن يجب جميعا أن ندعمه وأن ندعو الى تواصله، وفي هذا السياق أنا أدعو الى ما يلي:

أ - أدعو الجيش والأجهزة الأمنية الى العمل الجاد والمتواصل والمستمر في الليل وفي النهار وعدم القبول من أحد تغطية أحد، كائنا من كان. طبعا لا يوجد غطاء على أحد، حزب الله، حركة أمل، القوى السياسية، الكل، نحن بلغنا منذ زمن، وليس جديدا، لا غطاء على أي مخل بالامن في هذه المنطقة وفي غيرها من المناطق.

في كل الأحول، العمل الدؤوب والمستمر والحاضر والذي يجب أن يتواصل، يعني ليس أسبوعا وأسبوعين وثلاثة ونعود الى ما كنا عليه، هذه مسؤولية دائمة، لأن أسباب الخلل ووجود المخلين هو قائم ودائم.

ب. دعوة أهل المنطقة إلى التعاون الكامل، حتى الذين معهم رخص حمل سلاح في هذه المرحلة، ما هو الداعي لحمل السلاح؟ التجاوب مع كل الدعوات، مع كل الإجرءات التي يتخذها الجيش والقوى الأمينة في المنطقة، لأن هذه مصلحة المنطقة ككل.

ج. أريد أن أدعو أهل المنطقة الى الإطمئنان، الى الثقة، لأن ما حصل في الأسابيع القليلة الماضية بالحقيقة وصل إلى حد أن يشك الناس، يعني هل هم قادرون أن يستمروا في هذه المنطقة؟؟ يوجد مبالغة كبيرة في هذا الأمر. في كل الأحوال، لا الدولة اللبنانية هي في وارد التخلي عن مسؤولياتها، رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري كان له مواقف حازمة وقوية في هذا الإتجاه، بالنسبة لحزب الله نقول لكم الآن وبعد الآن، نحن لن نفقد الوسيلة والطريقة لنحفظ أمن هذه المنطقة ضمن الأولويات، وضمن الأصول، وضمن المصالح الكبرى، لكن مهما ساءت الامور نحن لم نعدم من الوسيلة، وكل الخيارات في نهاية المطاف ستكون خيارات مفتوحة، ليس حزب الله ولا حركة أمل ولا أي أحد في وارد التخلي عن هذه المنطقة وترك أمنها وسلامتها للمجهول، ونحن الذين قدمنا أغلى الدماء من أبنائنا وإخواننا في البقاع ومن غير البقاع في لبنان من أجل أن تأمن حدودها، فكيف يمكن أن نغفل أو نتخلى أو نهمل عندما ينتقل الخلل الأمني الى داخلها، مع أخذ كل المصالح بالإعتبار، وأنا أؤكد لأهلنا في منطقة بعلبك الهرمل، هذا الملف لن يهمل، لن يترك، لا يمكن أن يترك، وليس أمرا صعبا، فضلا عن أنه ليس أمرا مستحيلا. المطلوب أن يتعاون الجميع، وأن يتكاتف الجميع، وأعتقد أنه يمكن العبور من هذه المرحلة والخلل الذي حصل بسهولة، وإن شاء الله سيكون هناك تعاون وثيق بين الجميع في المنطقة لإنجاز أفضل وضع أمني يمكن أن نحققه، أن ننجزه.

يوجد موضوع ملحق بملف أمن بعلبك الهرمل، موضوع اليمونة - العاقورة الذي حصل في الأيام القليلة الماضية، هذه مشكلة عقارية، أنا أرجو من السادة النواب، من القادة السياسيين، ألا يحولوا هذا الملف الى ملف طائفي، والى مشكلة طائفية، وأن يبعدوا هذا الملف عن المزايدات. يعني أن لا يزايد أحد على أحد، يعني أن لا يزايد أحد على أحد لكي يأخذ شعبية أكثر، مفهوم عن ماذا أتكلم، المسألة هي في عهدة الجيش اللبناني، مخابرات الجيش، قيادة الجيش. المطلوب من الجيش تنفيذ المزيد من الإجراءات هناك والبدء بالإجراءات. الناس في اليمونة وفي العاقورة بدأت تهدأ، وهذا الأمر يجب أن يعالج في إطار حوار محلي أو حوار مركزي، بالتواصل، بالحوار، بالهدوء، بالتعقل، يمكن أن نصل الى معالجة هذا الأمر الذي هو أمام أزمات البلد يمكن معالجته ببساطة، لكن دفع الأمور بإتجاه إستخدام السلاح أو حتى بالتحريض الإعلامي والتحريض الطائفي هو أمر طبعا، أنا أقول على حد الخيانة الوطنية، وفتح هذ االملف في هذا التوقيت وبعد الإنتخابات النيابية وفي أجواء ما يجري في بعلبك الهرمل أيضا هو فتح مشبوه. أدعو الأجهزة الأمنية أن تذهب لتفتح تحقيقا في خلفيات هذا الملف، لماذا الان؟ لماذا يفتح هذا الملف الان وتبدأ الناس تخطب فيه وتتكلم فيه وتصدر بيانات فيه وتزايد فيه؟ أنا بالموضوع لا أريد أن أجامل، لأن الموضوع خطر، يوجد من يريد أن يضع منطقتين وطائفتين على فوهة بركان، نتيجة حسابات ضيعوية أو محلية أو حزبية أو إستثمار شخصي، هذا أمر على درجة عالية من الحساسية والخطورة، وأدعو وأنا أعرف الآن أن قيادة الجيش تدخلت وبإنتظار عودة قائد الجيش حيث يراهن على موقفه بشكل كبير، لكن أنا أرى الموضوع إلى حد أدعو فيه فخامة رئيس الجمهورية الذي هو حريص على كل المناطق اللبنانية وكل أبنائه أن يعطي هذا الملف عناية خاصة، لأن ما رأيناه في الأيام الماضية خصوصا على المستوى الإعلامي، بصراحة يدعو إلى القلق.

الملف الذي يليه، النقطة الأخيرة بالوضع الداخلي، ملف التجنيس، صدر قبل أيام مرسوم التجنيس لعدد من الأشخاص ووقعت بلبلة في البلد. الناس اعترضت، قوى سياسية اعترضت، مجموعة طعنت، مجموعة استنكرت، قيل الكثير، يمكن أول مرة نحن نتكلم في هذا الموضوع، أنا أريد أن أعقب، أولا، أود أن أقول أننا نحن في حزب الله بالحد الادنى، لم نكن على علم على الإطلاق بهذا المرسوم، لأنه للأسف الشديد هناك بعض الناس في لبنان كتبوا، يمكن يوجد إيراني واحد بكل المرسوم ويوجد سوريون، وتبين أنه يوجد أسماء صحيحة وأسماء غير صحيحة، فخرجوا ليقولوا أنه يوجد ايرانيون وسوريون، إذا حزب الله مع العهد هو رتب هذا الأمر. نحن بكل شفافية، تعرفون أنني صريح جدا، لا علم لنا بهذا المرسوم لا من قريب ولا من بعيد، لم نكن نعلم أصلا، الآن هذه نقطة ضعف "اسطفلوا"، ولكن هذه هي الحقيقة، يعني دائما بين هلالين، تصوير أن حزب الله يحكم لبنان ويسيطر على لبنان وكل ما يجري في لبنان، وما يقوم به الرؤساء أو الحكومة غير صحيح على الإطلاق وهذا شاهد، نحن أصلا لم نكن نعلم أنه يوجد مرسوم يعد، إلى هذا الحد، ولم نكن نعلم أن مرسوما صدر، إلى أن صدر في وسائل الإعلام. بكل صدق أقول، نحن عرفنا مثل بقية اللبنانيين، الأن هذا صح أو خطأ بحث أخر، لكن هذا توصيف للواقع.

اثنان، نحن لا نعرف الكثير من هذه الأسماء، لسنا جهة معنية لكي تدقق بالملفات، على كل حال كلف الأمن العام أن يدقق فيها ويعطي نتيجة، وأعطى النتيجة، نحن تكون لدينا مجموعة من الملاحظات حول هذا المرسوم، لكن نحن لا نريد أن نعرض ملاحظاتنا في وسائل الإعلام لأنه طبيعة العلاقة والصداقة القائمة مع فخامة رئيس الجمهورية وإيماننا به ورهاننا عليه تفترض الإحترام، يفترض أنه أحد إخواننا ونوابنا ووزرائنا يطلع إلى عند فخامة الرئيس ويقول له يا فخامة الرئيس نحن لدينا الملاحظة الأولى والثانية والثالثة... هذا ما سوف نقوم به حول المرسوم الذي مضى.

ثالثا: نحن نريد أن نقول رأينا في موضوع التجنيس، نحن ندعو ليس فقط إلى إصدار مرسوم تجنيس جديد، بمعزل عن المرسوم السابق والملاحظات عليه، نحن ندعو إلى إصدار مراسيم تجنيس، ليس أن العهد لا يصدر أي مرسوم أو أنه ينتظر آخر العهد ويصدر، هذا حقه الطبيعي وحقه الدستوري، وهناك حاجات إنسانية وحاجات وطنية وأشخاص يستحقون الحصول على الجنسية اللبنانية، فليكن هناك أشخاص تقدم لهم أو يتاح لهم الحصول على الجنسية اللبنانية، ما هي المشكلة في هذا الموضوع؟ لماذا هذا الموضوع نريد أن نضيقه بطريقة أو نعدمه في الوقت الذي هو متاح دستوريا وقانونيا وقد يحقق مصالح إنسانية ووطنية معينة، هذا من حيث المبدأ، لذلك نحن ندعو إلى إصدار مراسيم جديدة وليس مرسوم تجنيس واحد، ويفتح هذا الملف، مثلا توجد لدينا شرائح من الناس، أكثر من سبعين أو ثمانين سنة ينتظرون مثل أهل القرى السبع الذين لم يتم تجنيسهم في المراسيم السابقة، بقية أهل وادي خالد، خلال أعمال التجنيس يوجد أناس تجنسوا وأقاربهم لم يجنسوا بالرغم من أنه نفس الملف ونفس الحيثيات ونفس المعطيات، الآن بسبب أخطاء إدارية أو حسابات سياسية.

محاولة إنصاف خصوصا أؤلئك الذين يعيشون فعلا في لبنان، وبالتالي كل ما ينسجم مع الأصول الدستورية ومع المعايير القانونية ومع المصالح الوطنية ومع الإعتبارات الإنسانية، توضع كل الضوابط التي تؤخذ بالإعتبار ويتم الدخول إلى هذا الملف، وبالتالي ليس صحيحا أن يأتي يوم يشعر فيه أن الجنسية اللبنانية يحصل عليها فقط الذي لديه المال أو الذي يمكن أن يستثمر المال في البلد، في الوقت الذي هو لبناني أبا عن جد وأصوله لبنانية ويعيش في هذا البلد منذ مئات السنين نتيجة ظروف معينة لم يحصل على الجنسية، لا يقدر أن يحصل على الجنسية لأنه فقير وليس لديه فلوس، هذا غير صحيح وغير وارد على الإطلاق، حتى في موضوع أولاد الزوجات اللبنانيات المتزوجات من غير لبناني، أنا أعرف أن هذا الملف إشكالي، نحن ندعو إلى دراسة هادئة ومتأنية وعاقلة، ومعالجة هذا الملف بما يأخذ بعض الجوانب في الإعتبار، يعني أن نجعله مقفلا على الآخر، يمكن لا توجد مصلحة في هذا الموضوع، وفتحه على الآخر يمكن أن يثير بعض المخاوف الموجودة في البلد، في الحد الأدنى فلتكن هناك فرصة حوار ونقاش جاد داخلي على المستوى الوطني لمعالجة هذا الملف الإنساني.

أنا أكتفي بالوضع الداخلي بهذه الملفات: تشكيل الحكومة وملف المساعدة في إعادة أو عودة النازحين السوريين العودة الطوعية والآمنة، ملف أمن بعلبك الهرمل وملف التجنيس.

في وضع المنطقة أيضا لدي نقاط عدة أتناولها بنفس الإختصار والسرعة.

النقطة الأولى: في الشأن الفلسطيني، من الواضح أن محركات كما يقال في الأدبيات السياسية اللبنانية محركات صفقة القرن بدأت تشتغل بقوة، كوشنير في المنطقة منذ مدة، لا أعرف إذا كان لا يزال في المنطقة، والمبعوث الخاص للرئيس ترامب حول ما يسمى بعملية السلام، من الواضح أننا دخلنا في مرحلة العمل الأمريكي والإسرائيلي الجدي لإنجاز صفقة القرن، هذا لم يعد مجرد كلاما في العلن أو توقعات صحفية أو ما شاكل... وقد نكون على مقربة من إعلان رسمي أميركي حول هذه الصفقة وحول هذه الخطة المشينة في الحقيقة، لذلك في هذه المرحلة، القيادات السياسية كلها وكل المعنيين بالقضية الفلسطينية طبعا يجب أن يواكبوا هذه التحركات وهذه التطورات، ثم الواحد يريد أن يعرف ما الذي يجب فعله، وأعتقد أنه على أكثر من خط، بمعنى أن ما يجري اليوم في داخل فلسطين يجب أن ننظر إليه من هذه الزاوية، ما يجري في المنطقة، ما جرى وما يجري في الأردن، أيضا في ما يعني لبنان النقاش حول الحدود والكلام عن مزارع شبعا والكلام عن الحدود البرية والكلام عن الحدود البحرية، مرة يكون بمعزل عن صفقة القرن ومرة يكون في إطار ما يسمى بصفقة القرن، تصبح المقاربة بحاجة إلى دراسة وحذر أكثر، طبعا مع حرص اللبنانيين جميعا على إستعادة كامل ترابهم الوطني، والحصول على حقوقهم في المياه البحرية.

أيضا ما يجري في سوريا، يجب عندما نقاربه في المرحلة المقبلة أيضا يجب أن نضع مكانا ما لهذا الملف وصولا إلى الإنسحاب الأميركي من الإتفاق النووي، وهذا الضغط المتواصل على إيران، سواء الضغط السياسي أو الحرب النفسية أو الضغط الإقتصادي أو التهديد بعقوبات أو ملاحقة إيران والنفط الإيراني في كل أنحاء العالم، كله يجب أن نقرأه ضمن سياق واحد أسمه المشروع المركزي الأميركي الآن في منطقتنا الذي سوف تعطى له الأولوية هو صفقة القرن، التي تعني تصفية القضية الفلسطينية، فهذا الموضوع بحاجة إلى متابعة وحذر، وبالتالي الناس معنية أن ترى ما الذي سوف تفعله وكيف يجب أن تصمد وكيف يجب أن تواجه وكيف يجب أن تقاوم، هذا الموضوع تكلمنا عنه سابقا كثيرا.

في الملف الفلسطيني، يجب توجيه التحية وخصوصا الآن خلال هذه الساعات إلى كل الرجال والنساء والصغار والكبار الذين يتوجهون في عصر يوم الجمعة إلى الشريط الشائك الذي يفصل غزة عن بقية فلسطين المحتلة في ال48، هذه المسيرات، مسيرات العودة هي تعبير عن العزم الفلسطيني والإصرار الفلسطيني وتواصل هذا العزم وهذه الحركة لأنه خلال كل هذه الأسابيع الماضية، من أجل أن يعرف المتابعون، الإسرائيلي كل جهوده في الحرب النفسية وفي الضغط الأمنى حتى في توتير الجو الأمني والعسكري باتجاه قطاع غزة، واستهداف حتى الشبان الذين يطلقون الطائرات الورقية، إضافة إلى ضغوط إقليمية وضغوط متنوعة على الفلسطينيين من أجل تيئيسهم ومن أجل منعهم من مواصلة مسيرات العودة، مسيرات العودة تمثل هذا التحدي الكبير الذي يشكل أحد الخيارات القليلة التي باتت متاحة بين يدي الشعب الفلسطيني.

والنقطة الثالثة، لا بد من التوقف بإجلال أمام شجاعة وجرأة قيادة المقاومة في غزة، قيادة الفصائل المقاومة، وجرأة وشجاعة المقاومين الذين ثبتوا خلال الأيام القليلة الماضية والأسابيع القليلة الماضية معادلة الرد على أي عدوان، يعني الإسرائيلي الذي يفترض أنه يقصف ويقتل، وبالمقابل لم يلق أي رد ولو رد معين أو متناسب أو ما شاكل.. المقاومة الفلسطينية خلال الأيام القليلة الماضية تجاوزت تلك المرحلة وثبتت هذه المعادلة، يمكن القول بحق أنها ثبتت وهذا كان نتاج الجرأة والشجاعة والتقدير الحكيم والصحيح.

في كل الأحوال، في تثبيت هذه المعادلة وفي دعم الشعب الفلسطيني خصوصا في غزة لمواصلة مسيرات العودة، وفي الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني في مواجهة الخطوات الإجرائية التنفيذية لصفقة القرن على الكل أن يتحمل مسؤولياته في كل مكان يقال خلال الأسابيع والأشهر القليلة المقبلة.

ثانيا: في الوضع الإقليمي، في سوريا، نقطتان، النقطة الأولى: تطورات في جنوب سوريا خلال الأيام القليلة الماضية واليوم، قبل قليل أنا كنت على تواصل مع الأخوة هناك، كل المعطيات طبعا الذي تسمعوه في الإعلام كله صحيح، وما تحت الإعلام أهم، وكل المعطيات تشير إلى إنهيارات كبيرة لدى الجماعات المسلحة، تشير إلى تخلي البيئة الحاضنة، إذا افترضنا أنه كان هناك حقيقة بيئة حاضنة، وإلى إندفاعة شعبية كبيرة للعودة إلى الدولة وإلى حضن الدولة، وهذا عبرت عنه مجموعة من البلدات ومجموعة من المدن، ولعل المعطيالت تؤكد إلى أنه ليس فقط الجزء الغربي من منطقة درعا، الذي هو مفترض اليوم أو غدا ينتهي، بل لعله كل المنطقة في الجنوب سواء في درعا وفي القنيطرة، وكل الجماعات المسلحة هي في حالة الإنهيار وفي حالة الهزيمة، ولا أفق لقتالها، وعلى كل حال أيضا المعطيات تقول أن الكثير من هذه الجماعات بدأت تعيد حساباتها وتتجه باتجاه طلب التسوية والدخول في المصالحات، ولن يبق في تلك المنطقة سوى الجزء الكالح السواد الذي تسيطر عليه داعش، والتي طبعا سوف يكون مصيرها واضحا ومحسوما خلال الفترة المقبلة، يعني نحن في الخلاصة أمام تحول كبير في جنوب سوريا وإنتصار كبير جدا في جنوب سوريا على كل الجماعات المسلحة التي تم رعايتها أميركيا ودعمها واحتضانها ومساندتها إسرائيليا وتم تقديم كل أشكال العون لها من قبل بعض القوى واالدول الإقليمية، وما يجري في جنوب سوريا وما جرى خلال الأسابيع الماضية ويجرى في منبج والموضوع الكردي والتركي والأميركي، على كل حال هذا فيه الكثير من الدلالات المهمة والبالغة التي يجب أن نتحدث عنها لاحقا، الآن الوقت لا يتسع، وأعتقد أن المصلحة أن تنتهي المعركة في جنوب سوريا ثم نتحدث عن هذه الدلالات والعبر التي يجب أن يستفيد منها الجميع على ضوء هذه المعركة المصيرية والكبرى التي تخاض في سوريا منذ أكثر من سبع سنوات.

النقطة الثانية: في سوريا أيضا، عند الحدود السورية العراقية، قبل أيام، قامت طائرات معادية بقصف بعض مواقع فصائل المقاومة العراقية المرابطة هناك، والفصيل الذي استهدف هو كتائب حزب الله في العراق، مما أدى إلى سقوط عدد كبير من الشهداء والجرحى، طبعا هذا الحادث كبير وخطير ويمكن البعض يعتبرأن هذا انتهى قد مضى والأمور قد قطعت، أنا أولا أود أن أتوجه إلى عوائل هؤلاء الشهداء الكرام الأعزاء بالتبريك بشهادتهم، وبالتعزية بفقدان هؤلاء الأحباء والأعزاء، أيضا أتوجه بالتبريك والتعزية إلى إخواني وأعزائي وأحبائي في قيادة كتائب حزب الله في العراق، وإلى كل مجاهديها، وأيضا يجب أن نتوجه إلى كل فصائل المقاومة في العراق نعزيهم بشهدائهم لأن شهداء أي فصيل هم شهداء الجميع، وأود أيضا من هنا وبهذه المناسبة أن أتوجه إليهم بالشكر على كل المساعدة والمساندة التي قدموها في سوريا، في العراق لا شك أن هذه الفصائل في إطار الحشد الشعبي كان لها مساهمة كبرى وحقيقية في إلحاق الهزيمة بداعش وسواد داعش وظلامية داعش ووحشية داعش، ومن يقف خلف داعش دوليا وإقليميا، لكن في نهاية المطاف في العراق كانوا يدافعون عن أنفسهم وعن مقدساتهم وعن شعبهم وعن وطنهم، من الواجب أن نذكر جهاد هؤلاء الإخوة العراقيين وتضحياتهم وشهدائهم وجرحاهم وصمودهم وثباتهم وحضورهم الذي ما زال مستمرا في سوريا، وبالخصوص أولائك المتواجدين عند الحدود السورية العراقية لقطع آخر شرايين الحياة في هذا الجسد المتوحش الذي صنعته أميركا وإسرائيل في المنطقة والذي اسمه داعش، ونحن نشكرهم على كل الدعم وعلى كل المساندة وعلى كل الحضور، لأنه كما كنا نردد خلال كل السنوات السبع معركة سوريا هي ليست معركة سوريا فقط، هي معركة لبنان والعراق وفلسطين وسوريا والمنطقة ومستقبل هذه المنطقة.

أيضا في هذا السياق، الإخوة في كتائب حزب الله وأيضا بقية الفصائل، فصائل المقاومة العراقية، أعلنوا أنهم يدققون ويحققون لمعرفة الجهة التي قامت باستهداف هذه المواقع وأدت إلى سقوط هذا العدد الكبير من الشهداء والجرحى، وأنه عندما تهدد هذه الجهة بشكل قاطع سيعاقب هؤلاء المعتدون. هذا موقف حكيم وطبيعي ونحن نعبر عن مساندتنا لأي قرار تأخذه هذه الفصائل المقاومة المجاهدة، نعم أيها الإخوة الكرام والأعزاء ونعم أقول لكل شعوب المنطقة، للاخوة في فلسطين، في سوريا، في العراق، في لبنان، في اليمن، في كل المنطقة، في كل مكان يعتدى فيه على المقاومين وتسفك دماء هؤلاء المقاومين ظلما وعدوانا لا يجوز أن يبقى هذا العدوان بلا جواب وبلا رد وبلا عقاب، لأن أعداءنا لا يفهمون إلا هذا المنطق، هذه التجربة، لا يمكن الرهان لا على قانون دولي ولا على أي معايير أخلاقية، في اليمن وفي فلسطين وفي كل ما يجري في المنطقة، حتى في أميركا، أليس صورة فصل الأطفال المهاجرين عن آبائهم وأمهاتهم وإيداعهم في أماكن معزولة يعبر بشكل واضح عن الحقيقة الوحشية للرئيس ترامب ولإدارة ترامب، لاحقا تراجعوا نتجية الضغوط وإلا هذا لا يغير في حقيقة صورته، يعني لو قدر للناس أن يشاهدوا الصورة الحقيقية - في المصطلحات يقولون الصورة الملكوتية - الصورة الملكوتية الحقيقية لترامب لبدا لهم وحشا مفترسا، من الذي يقدم على عمل من هذا النوع. على كل، نحن في منطقة وفي عالم إن لم ندافع عن شعوبنا، إن لم نثأر لشهدائنا، إن لم نعاقب أعداءنا لا يمكن لهذا العدوان أن يتوقف وإذا تسامحنا هذا العدوان سيستمر وعلينا أن نواجه الكثير من العدوان والكثير من تقديم الشهداء والجرحى.

آمل إن شاء الله أن يوفق الأخوة في كتائب حزب الله وفي فصائل المقاومة العراقية إلى تحديد هوية الجهة المعتدية في الوقت القريب واتخاذ الإجراء الذي يرونه هم مناسبا. هذا قرارهم الذاتي الذي لا يملي عليهم أحد شيئا على الإطلاق.

النقطة الأخيرة في الوضع الإقليمي وأدخل إليها من بوابة الإعلام خلال الأيام القليلة الماضية، قبل أيام ما يسمى بالتحالف، كانوا يقولون التحالف العربي، الآن البعض أصبح يسميه التحالف السعودي الإماراتي، نحن نسميه العدوان الأميركي السعودي على اليمن، قوى العدوان الأميركي السعودي على اليمن، هذه القوى أعلنت ولاحقا قناة العربية وبعض الفضائيات العربية وبعض وسائل الإعلام اللبنانية تجاوبت واعتبرت أن هذا الخبر له مصداقية عالية، عندما تحدثوا عن خبرين، الأول أنه نتجية القصف الجوي في منطقة معينة في صعدة سقط ثمانية شهداء لحزب الله اللبناني بتعبيرهم وبينهم أحد القادة من حزب الله، وفي ذات الوقت قالوا خبرا آخر، أنه تم أسر ثمانية من حزب الله، يعني الكاذب الذي يوزع الخبر مرة يقول قتلوا ثمانية ومرة يقول أسروا ثمانية. على كل، بعد عدة ساعات تراجع خبر الأسر لمصلحة خبر القتل، لأنه لو هناك أسرى كان يجب أن يعرضوهم على التلفزيون، وبالتأكيد لو هناك أسير الآن أو سابقا - أنتم تعرفون في السنوات الماضية، في الأشهر القليلة الماضية لطالما قالوا أنهم أسروا شاب من حزب الله أو أسروا شاب إيراني أو ما شاكل، جيد، في يوم من الأيام أقاموا الدنيا واعتبروا أن هناك كنزا عظيما جدا أنهم أسروا شخص إيراني في منطقة معينة في اليمن تبين أنه عامل باكستاني معتر بسيط جاء يعمل طلبا للرزق، لم يعرفوا أن يميزوا بين الأردني وبين الفارسي. على كل، فخبر الأسرى انتفى لوحده هم لم يعاودوا الكلام به، لكن بقيوا على 48 ساعة يتكلموا عن استشهاد ثمانية بينهم أحد القادة من حزب الله. أنا أريد أن أعلق على هذا الخبر من أجل ما مضى ومن أجل الحاضر ومنه قليلا أتحدث كلمتين حول موضوع اليمن.

أولا، خلال كل الفترة الماضية والآن ذات الشيء نحن لأسباب ولمصالح معينة لم نقل حتى الآن أنه لنا وجود في اليمن أو ليس لنا وجود في اليمن، هذا الموضوع لم نقاربه. نعم في يوم من الأيام أنا قلت بوضوح نحن لم نرسل مقاتلين في اليمن لأن الأخوة في اليمن لا يحتاجون إلى مقاتلين، هل هناك شيء آخر نحن لا ننفي ولا نثبت نتيجة مجموعة من المصالح. هذا أولا.

ثانيا، سواء كنا موجودين أو لم نكن موجودين بشكل قاطع أنا أنفي هذا الخبر أن هناك شهداء من حزب الله في اليمن لا في الأيام القليلة الماضية ولا خلال السنوات الماضية.

ثالثا، ليس هي المرة الأولى الذي يتحدث فيه الإعلام السعودي عن شهداء لحزب الله في اليمن أو أسرى لحزب الله في اليمن.

رابعا، لو افترضنا في يوم من الأيام كان لهذا الأمر حقيقة وكان هناك شهداء لحزب الله في اليمن أنا أقول لكم بكل صراحة نحن لن نخفي ذلك، لا نخجل من ذلك بل نفخر بذلك ونعتز بذلك ونرفع رؤوسنا بهؤلاء الشهداء إن كانت هذه الفرضية في يوم من الأيام كانت حقيقية ونعتبر أنه بالعكس نحن لا نخجل إن سقط لنا شهداء في اليمن، نحن يجب أن نخجل في أننا لا نقدم المساعدة المطلوبة أو ما نطمح أو ما نحلم أن نقدمه للمجاهدين المظلومين وللشعب اليمني المظلوم، وبالتالي لا أحد يتصور أنه نحن في اليمن أو في غير اليمن، يسقط شهيد في العراق نقول هذا شهيد في العراق، يسقط في سوريا نقول في سوريا، يأسر لنا أخ في أي مكان، في مصر وفي غير مصر كما حصل سابقا نحن لا نخجل في ما نقوم به ولا نتخلى لا عن شهدائنا ولا عن أسرانا ونعتز بهم ونفتخر بما يقومون به ونعلن ذلك دائما، هذا من أجل أن نؤسس للمستقبل. وبالتالي الأمر لا يحتاج كلما نشر خبر أن هناك شهداء وهناك أسرى أن تتصل فينا وسائل الإعلام من أجل أن ننفي، طالما نحن لم نتبن ولم نتكلم عن شهدائنا ولم نفتخر بشهدائنا معنى ذلك أنه لا يوجد شيء، يكون أي كلام من هذا النوع منتف أصلا ولا يحتاج إلى نفي، هذه قاعدة يجب أن نثبتها دائما.

رابعا أو خامسا بالموضوع اليمني، على كل حال يمكن كانوا هم محتاجين لهذا النوع من الأخبار الذي يمكن أن يضم إلى كل الأداء الإعلامي للاعلام السعودي ومن معه من إعلام أميركي وخليجي وغيره خلال الأسابيع القليلة الماضية لأن ما شهدناه في معركة الحديدة في المطار وحول المدينة والبلدات المحيطة بها وفي الساحل الغربي في اليمن هو فضيحتان، شهدنا فضيحتين، فضيحة عسكرية ميدانية وفضيحة إعلامية تابعة للفضيحة العسكرية الميدانية.

في الفضيحة العسكرية الميدانية منذ أشهر الأميركان ويبدو بعض الدول الأوروبية للأسف شريكة في هذا الأمر، هناك معلومات عن مشاركة بريطانية ومشاركة فرنسية وغربيين آخرين وقوى تحالف ودول تحالف والسعودية والإمارات وجماعة عبد ربه منصور ومرتزقة من كل أنحاء العالم وسلاح جو وعدد هائل من الآليات والدبابات والملالات ويبدو أن الآليات العسكرية أكثر من العسكر- يعني ما نشاهده على التلفاز - وتم التحضير منذ أشهر وحرب نفسيه هائلة وضغوطات ورشاوى وترهيب وترغيب ثم عندما نزلوا إلى الميدان كانت الهزيمة النكراء، هزيمة بكل ما للكلمة من معنى، وما جرى في الساحل الغربي من اليمن خلال الأسابيع الماضية حتى الآن هو في الحقيقة حتى بالمعايير العسكرية هو أشبه بالمعجزة، لأن القتال هناك يجري بين أقوى أسلحة الجو وبين أجهزة استعلام قوية جدا وتجهيزات فنية وتكنولوجية عالية وقيادات ذات خبرة ومرتزقة وجيوش وقوات وفي المقابل شعب مجاهد يملك إمكانيات متواضعة ولكنه يملك إيمانا عظيما وتوكلا هائلا وثقة كبيرة بالله سبحانه وتعالى، هؤلاء حقيقة نحن من خلال مشاهداتنا لهذه الجبهة حققوا "تد في الأرض قدمك أعر الله جمجمتك تزول الجبال ولا تزل" هذا نموذج، ولذلك الإنسان - الآن أنا واحد من الناس عندما أتحدث عن هذا الموضوع لأنه عندي تجربة أنا وإخواني ونعرف ما تعني الحرب ونعرف ماذا يعني أن تقاتل في ظل سلاح جو عنيف وقاس ولا حدود لإمكانياته المباشرة، وماذا يعني أن تثبت وماذا يعني أن تصمد، ولذلك أمام كل الحرب في اليمن ولكن بالخصوص أمام هذه التجربة الأخيرة في الساحل الغربي وفي مطار الحديدة وكل ما يعني هذه المنطقة أنا وكل إخواني وكل مقاوم في العالم وكل من يعرف المعادلات العسكرية ولديه تجارب عسكرية يجب أن ينحني إجلالا لهؤلاء المقاتلين، لهؤلاء المقاومين، لهؤلاء الأبطال، لقياداتهم الحكيمة والشجاعة والثابتة والراسخة، هذه حقيقة وليست مجاملة، أنا لا أعطي معنويات، بالعكس، وأنا أقول لهم لهؤلاء المقاتلين، أنا واحد من الناس، أنا خجول أنني لست بينكم ومعكم، أنا بيني وبين نفسي أردد عندما أشاهد الأفلام على شاشات التلفزيون وهذه البطولات وهذا الصمود الأسطوري، أقول يا ليتني كنت معكم، وأنا أعرف كل أخ من إخواني يقولون هذه المقولة، وكل شريف على وجه الأرض يقول يا ليتنا كنا معكم، يا ليتنا نستطيع أن نكون معكم، يا ليتني أستطيع أن أكون مقاتلا من مقاتليكم تحت راية قائدكم العزيز والشجاع، هذه هي الحقيقة، هذا الإيمان، هذه الصلابة هي التي ألحقت هذه الهزيمة وهذا درس عظيم يضاف إلى دروس المقاومة في لبنان وفي فلسطين وفي سوريا وفي العراق، هذا درس لكل الشعوب العربية والإسلامية أنه بالإيمان وبالثبات وبالرسوخ وبالرهان على الشعوب وعلى الشباب الشجاع والمؤمن والأبي يمكن مواجهة أقوى طواغيت هذا العالم وأقوى جيوش هذا العالم وأقوى غطرسات هذا العالم العسكرية والأمنية.

وأيضا الفضيحة الإعلامية، كم مرة أسقطوه واحتلوه لمطار الحديدة، صورة لم يقدموا، بالمقابل كان يقدم يوميا صور لوجود قيادات من أنصار الله في المطار. كم تحدثوا أنهم أصبحوا داخل المدينة وأصبحوا داخل المينة ثم تبين أنهم لم يصبحوا داخل أي شيء. أسابيع من الكذب على شعوب المنطقة، على الشعب في السعودية وعلى الشعوب في دول الخليج وعلى شعوب العالم ثم تبين أن كل هذه انتصارات على تلفزيون قناة العربية ليس أكثر ولا أقل. وعلى هذا فقس لتعرفوا مصداقية هذا الإعلام الذي ليس له أي صلة بالواقع على الإطلاق، لا في ما يتعلق باليمن ولا في ما يتعلق بغير اليمن.

هنا في هذا السياق أيضا يجب أن نضم صوتنا ونتوجه بالشكر إلى الحكومة الجديدة في ماليزيا، إلى رئيس حكومة ماليزيا الجديد مهاتير محمد أو محمد مهاتير وإلى الحكومة وإلى وزير الدفاع الماليزي الذي أعلن بالأمس إنسحاب ماليزيا من هذا التحالف المشؤوم ونتمنى أن تحذو بقية الدول الإسلامية والعربية بالحد الأدنى حذو هذه الدول وأنا أناشد بشكل خاص الرئيس السوداني وحكومة السودان وبرلمان السودان وشعب السودان، للأسف الشديد أن تكون هناك قوات من الجيش السوداني تقاتل إلى جانب هؤلاء الطواغيت، من الأسف الشديد أن تكون قوات من الجيش السوداني تقاتل في معركة فيها الأميركي والغربي والتكفيري والإسرائيلي إلى جانب السعودي وغيره، هذا مؤسف، السودان الذي كان لها حضور كبير ووجداني في قضايا المنطقة، في قضية فلسطين، في كثير من قضايا الأمة. أنا أركز على السودان أيضا لأنه مشاهد الشباب السودانيين الذين يتركون في الصحاري في اليمن وفي الجبال والتلال بلا حماية وبلا رادع وبلا دعم وبلا مساندة، لأي شيء يقتل هؤلاء. على كل حال نحن ندعو إلى ذلك ونأمل من الجميع أن يعيدوا النظر ونأمل أن تكون تجربة المعركة الأخيرة في الساحل الغربي وكل هذه الجبهات المفتوحة أن تأخذ المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات ومن يقف معهما العبرة وأن يعرفوا أنهم أمام شعب لن يستسلم ولديه قدرة عالية على الصمود وعلى صنع الانتصارات وأن معركتكم مسدودة الأفق وعليكم أن تستجيبوا لكل الدعوات اليمنية والعربية والإسلامية والعالمية لوقف الحرب، وقف العدوان وقف إطلاق النار والذهاب إلى الحوار وإلى المصالحة الوطنية وإنقاذ اليمن وشعب اليمن كل شعب اليمن وكل قبائل اليمن وكل القوى السياسية في اليمن من نتائج هذه الحرب الكارثية والمدمرة.

سأكتفي بهذا المقدار، إن شاء الله بقية الأمور إذا كان هناك حاجة نتحدث في أوقات قريبة، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.