المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 29 حزيران/2018

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/newselias18/arabic.june29.18.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة
عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

عجيبة الخمسة أرغفة والسمكتان

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/رضا لاهي ع شركة قوات جعجع بدو خرزي زرقاء

الياس بجاني/ورقة نوايا معراب المليون خطيئة هي اتفاق على تقاسم حصص المسيحيين في الدولة

الياس بجاني/خطيئة "ورقة نوايا معراب"، وضرورة استقالة جعجع!!

الياس بجاني/اتفاق معراب والتسوية الخطيئة

الياس بجاني/السؤال: ع شو مختلفين باسيل وجعجع؟

الياس بجاني/تعتير ومّحل وكلون يعني كلون

 

عناوين الأخبار اللبنانية

اتفاق معراب "غلطة بألف" ومن كيس الشعب/ خالد ممتاز/موقع مدى الصوت

تقريرٌ سري يفضح استعداد الجيش الإسرائيلي لحربٍ مع "حزب الله".. والمصيبة بـ"واتسآب"!

عودة 370 لاجئاً إلى سورية

نصائح للوزير السابق اللواء أشرف ريفي المُعارض لحزب الله بمغادرة لبنان/جواد الصايغ/ايلاف

الياس الزغبي: العهد وتياره يضعان ٣ معادلات خاطئة تعرقل تشكيل الحكومة

نوفل ضو: مشكلة جرود العاقورة ليست عقارية وانما استكمال للسيطرة الإيرانية على لبنان

الياس الزغبي لموقع "جنوبية": مرسوم التجنيس فضيحة في الذهاب والإياب وأسوأ وصمة للسلطة بكل مراتبها

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الخميس في 28 حزيران 2018

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الخميس في 28/6/2018

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

نقلاً عن تقدير موقف رقم 234

حرب: أحمل الحكومة مسؤولية رفع الغطاء الأمني عني وسحب العناصر المولجة حمايتي

الاخبار: تقرير المدير العام للأمن العام تضمّن ملاحظات بحق 85 مجنَّساً

مصادر ريفي لـ«جنوبية»: طرابلس فوق الجميع ومصالح طرابلس فوق مصالحنا الشخصية

مصادر ريفي لـ«جنوبية»: طرابلس فوق الجميع ومصالح طرابلس فوق مصالحنا الشخصية

 مليون دولار من البنك الدولي لخلق فرص عمل

سلاح حزب الله ودوره حاجة دولية.. ولكن!

الحريري يلتقي مع حزب الله.. ويُفاجأ بعون

الصلاحيات "الأبوية" للرئيس تفجّر نظام الطائف

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

قتلى بإطلاق نار بصحيفة أميركية.. وأنباء عن اعتقال المهاجم

الخداع الروسي/د.فادي شامية/جنوبية

ضغط دولي لـ «وقف التصعيد» في الجنوب تتحداه دمشق وموسكو بيوم دموي في درعا

روسيا تعلن سحب 1140 عسكرياً و13 طائرة من سوريا

غارات كثيفة على درعا... وخروج مستشفيات من الخدمة/«يونيسيف» : الرعب لا يعرف حدوداً في سوريا

نيوزويك: من هنا ستبدأ الحروب القادمة في الشرق الأوسط

روحاني يبدي استعداده للتفاوض المباشر مع واشنطن/رفض تقديم استقالته أو تنحي حكومته... وثلث البرلمان يطالب بتغيير الفريق الاقتصادي... وبومبيو يتهم طهران بتبديد موارد الشعب على حروب إقليمية

المرشد الإيراني يدعو القضاء إلى ملاحقة «المخلين بالأمن الاقتصادي»

ميركل ترى أن قضية الهجرة مصيرية للاتحاد الأوروبي

واشنطن تطمئن سيول وتؤكد التزامها «الصلب» بأمنها وماتيس أعلن الإبقاء على حجم القوات الأميركية في كوريا الجنوبية

مادورو: نائب الرئيس الأميركي أفعى سامة

إلقاء القبض على مجموعة يمينية متطرفة كانت تخطط لاستهداف مسلمين في فرنسا

عباس كامل رئيساً للاستخبارات العامة المصرية

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

«زاح» باسيل وحَضَر عون: حصّة «القوّات» عليّ/ملاك عقيل/جريدة الجمهورية

تسوية 2016 بـ7 أرواح/طوني عيسى/جريدة الجمهورية

إعدام... مع وقف التنفيذ/نبيل هيثم/جريدة الجمهورية

السائقات السعوديّات والسائقون الحكوميون/جوزف الهاشم/جريدة الجمهورية

عودة خجولة انطلقت... وعرسال تنتظر تخفيف عبء النازحين/عيسى يحيى/جريدة الجمهورية

أيها اللبنانيّون هؤلاء هُم حُكّامُكم الفِعليّون! (1 من 3)/قرار "الدولة العميقة" في مكان غير ما تعتقدون/ إيلي الحاج/موقع مدى الصوت

حُكّام لبنان (2): المال ورجال الدين وعون وبري والحريري/القرار لـ"حزب الله" بعد جلاء جيش النظام السوري رسمياً/إيلي الحاج/موقع مدى الصوت

ميركل في لبنان/خيرالله خيرالله/العرب

لبنان: تأليف ائتلاف المحاصصة المذهبية/أحمد جابر/الحياة

ساحة تبحث عن دور/حسام عيتاني/الحياة

بين "القنابل الدخانية" وانقشاع الرؤية الحكومة ستتشكَّل وإنْ تأخرت/الهام فريحة/الأنوار

ملف الأوقاف الدرزية...هيمنة جنبلاط على ثروات الدروز/ ملف رقم ٣/علاء ربيع الأعور

هل ايران على شفير الانهيار فعلا ... أم روحاني/سامي كليب

مؤتمر اقليمي في بيروت : هل من مستقبل للتفاهم بين الاديان والثقافات/قاسم قصير/موقع عربي 21

درعا ورمزية الثورة السورية/حنا صالح/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

عون بحث مع الرئيس المكلف مسار تشكيل الحكومة الحريري: انا على تفاهم تام مع رئيس الجمهورية والامور بحاجة الى بعض الوقت والجهد

عون بحث مع الرئيس المكلف مسار تشكيل الحكومة الحريري: انا على تفاهم تام مع رئيس الجمهورية والامور بحاجة الى بعض الوقت والجهد

الحريري عرض للاوضاع مع وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا

قائد الجيش واصل زيارته للولايات المتحدة: واثقون من حتمية النصر النهائي على الإرهاب بفضل عزيمة الجيش وتضحياته

الأحرار: نهيب بالجميع وضع حد للسجالات المنعكسة سلبا على جهود تأليف الحكومة

الوفاء للمقاومة: لمراعاة الشراكة الوطنية والتصدي للمشاكل والازمات

ابراهيم عرض مع وفد تاسك فورس اوضاع الجالية في اميركا

عون خلال نشاط توعوي في اليوم العالمي لمكافحة المخدرات: نسعى إلى أن تكون معركتنا ضدها حربا وطنية شاملة ومن يثبت تورطه فيها سيحاسب

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية
عجيبة الخمسة أرغفة والسمكتان

إنجيل القدّيس يوحنّا06/من01حتى15/بَعْدَ ذلِك، عَبَرَ يَسُوعُ بَحْرَ الجَليل، أَي بُحَيْرَةَ طَبَرَيَّة.وكَانَ يَتْبَعُهُ جَمْعٌ كَثِير، لأَنَّهُم شَاهَدُوا الآيَاتِ الَّتِي كَانَ يَصْنَعُهَا لِلمَرْضَى.وصَعِدَ يَسُوعُ إِلى الجَبَل، وجَلَسَ هُنَاكَ مَعَ تَلامِيذِهِ. وكَانَ الفِصْحُ، عِيدُ اليَهُودِ، قَريبًا. ورَفَعَ يَسُوعُ عَيْنَيْه، ورَأَى جَمْعًا كَثِيراً مُقْبِلاً إِلَيْه، فَقَالَ لِفِيلِبُّس: «مِنْ أَيْنَ نَشْتَرِي خُبْزًا لِيَأْكُلَ هؤُلاء؟». قَالَ يَسُوعُ هذَا لِيَمْتَحِنَ فِيلِبُّسَ، لأَنَّهُ كَانَ يَعْلَمُ مَا سَوْفَ يَصْنَع. أَجَابَهُ فِيلِبُّس: «لا يَكْفِيهِم خُبْزٌ بِمِئَتَي دِينَار، لِيَحْصَلَ كُلٌّ مِنْهُم عَلى شَيءٍ قَلِيل». قَالَ لَهُ وَاحِدٌ مِنْ تَلامِيذِهِ، وهُوَ أَنْدرَاوُس، أَخُو سِمْعَانَ بُطْرُس: «هُنَا صَبِيٌّ مَعَهُ خَمْسَةُ أَرْغِفَةٍ مِنْ شَعِيرٍ وسَمَكَتَان، ولكِنْ مَا هذَا لِكُلِّ هؤُلاء؟». قَالَ يَسُوع: «أَجْلِسُوا النَّاس». وكَانَ في المَوضِعِ عُشْبٌ كَثِير. فَجَلَسَ الرِّجَال، وعَدَدُهُم نَحْوُ خَمْسَةِ آلاف. فَأَخَذَ يَسُوعُ الأَرْغِفَةَ وشَكَر، ثُمَّ وزَّعَهَا عَلى الجَالِسِينَ بِقَدْرِ مَا شَاؤُوا. وكَذلِكَ فَعَلَ بِٱلسَّمَكَتَين. ولَمَّا شَبِعُوا، قَالَ يَسُوعُ لِتَلامِيذِهِ: «إِجْمَعُوا مَا فَضَلَ مِنْ كِسَرٍ، لِئَلاَّ يَضِيعَ شَيء». فَجَمَعُوا مَا فَضَلَ عَنِ الآكِلينَ مِنْ كِسَرِ أَرْغِفَةِ الشَّعِيرِ الخَمْسَة، ومَلأُوا ٱثْنَتَي عَشْرَة قُفَّة. فَلَمَّا رَأَى النَّاسُ الآيَةَ الَّتِي صَنَعَهَا يَسُوع، أَخَذُوا يَقُولُون: «حَقًّا، هذَا هُوَ النَّبِيُّ الآتِي إِلى العَالَم». وعَرَفَ يَسُوعُ أَنَّهُم يَهُمُّونَ أَنْ يَأْتُوا ويَخْطَفُوه، لِيَجْعَلُوهُ مَلِكًا، فَعَادَ وٱعْتَزَلَ فِي الجَبَلِ وَحْدَهُ.

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

رضا لاهي ع شركة قوات جعجع بدو خرزي زرقاء

الياس بجاني/28 حزيران/18

من درر مقابلة جورج عدوان أمس اعلانه بفخر أن حزب الله وأمل لا يمانعان اعطاء شركة قوات جعجع حقيبة سيادية. رضا لاهي بدو خرزي زرقاء!!

 

ورقة نوايا معراب المليون خطيئة هي اتفاق على تقاسم حصص المسيحيين في الدولة

الياس بجاني/27 حزيران/18

جورج عدوان لوليد عبود اليوم:اتفقنا بورقة نوايا معراب على اعطاء 3 وزراء لرئيس الجمهورية والباقي، اي كل الوزراء المسيحيين منتقاسمون نحنا اي القوات مع التيار واذا حدا منا بيحب يتكرم بوزارة على أي مسيحي بيعطيه ياها من حصتو..

 

خطيئة "ورقة نوايا معراب"، وضرورة استقالة جعجع!!

الياس بجاني/27 حزيران/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/65614/65614/

نسأل ومعنا كثر من المواطنين الذين لا يثقون ولو بنسبة واحد بالمائة بخيارات وتحالفات ومفاهيم ووطنية وجدية وشفافية ولو سياسي لبناني مسيحي ماروني واحد،

نسأل هل كانت "ورقة تفاهم معراب" المسيحية - المسيحية حدثاً عادياً نرى من مثلها كل يوم في الحياة السياسية اللبنانية عموماً والمسيحية تحديداً؟

أم أنها كانت حدثاً مفصلياً ومهماً للغاية ومنعطفاً تاريخياً غير مسبوق؟

السؤال مبرر كون "الورقة الخطيئة" بنيت ووقّعت وسوّق لها على جثتي تجمع 14 آذار وثورة الأرز، وكانت انقلاباً تاريخياً على مبدأ مواجهة الاحتلال عن طريق رفضه وعدم التعايش معه ومقاومته.

الورقة ولدت ميتة وتم نعيها ودفها من قبل التيار الوطني الحر في اليوم التالي لاحتفال مشهدية توقيعها في معراب وذلك على لسان الوزير بيار رفول من خلال مقابلة له بثها تلفزيون ال او تي في.

حقيقة فإن التيار الوطني الحر لم يتنازل عن أي شيء مقابل توقيع الورقة، وكل التنازلات جاءت من د.سمير جعجع (صاحب شركة القوات اللبنانية).

ونعم صاحب شركة وليس حزباً وكباقي أصحاب كل شركات الأحزاب اللبنانية ودون استثناء واحد.

التيار الوطني الحر بقي متمسكاً بورقة "تفاهم مار مخايل" ولم يحد عنها لا علناً ولا سراً ولا خطاباً ولا تحالفات..ولا يزال.
في حين داكش المعرابي السيادة بالكراسي،

وفرط 14 آذار،

وقفز فوق دماء الشهداء،

وخوّن كل ال 14 آذاريين الأحرار والسياديين اللذن رفضوا مشاركته في "صفقة التسوية الخطيئة"، وراح مع فريقه النيابي والإعلامي وبوقاحة وقلة وفاء وحياء يسوّق لهرطقة ما سموه كذباً ونفاقاً "واقعية"..

الشاردون عن ثورة الأرز وعن قيم وثوابت وأخلاقيات تجمع 14 آذار وقعوا كلهم في شر أعمالهم وفي أفخاخ "واقيتهم" الدجل، وها هم يحصدون الخيبات.

ها هي "التسوية الخطيئة" برمتها تأكل أوهام وأحلام يقظة وأطماع وجشع كل الذين خانوا الأمانة الشعبية لثورة الأرز و14 آذار وأغرتهم الكراسي وشهوات النفوذ والسلطة...ووقعوا في شر "التجربة".. ولا يزالون في أحضانها.

أمس أعلنها بالفم الملآن الوزير جبران باسيل وقال بجرأة إن اتفاق معراب لم يعد موجوداً...

وعملياً وواقعاً فإن الباسيل وشركة حزبه لم يكونا أصلاً قد تنازلا عن أي شيء..بل أخذا كل شيء.

في القاطع الآخر بكاء وعويل وصراخ وكالعادة تشاطر وتذاكي ولعب على الكلام..

يبقى أنه عملا بالمعايير الديمقراطية التي تمارس السياسة على قواعدها (في الأحزاب وليس الشركات) فإن المطلوب أن يقدم "المعرابي" استقالته بعد كل رزم هذا الفشل الكبير والخطير في خيار انعطافة ال 180 درجة.

ولكنه على الأكيد الأكيد لن يستقل،

وعلى الأكيد الأكيد حتى أنه لن يعتذر،

بل سيجد المبررات اللفظية الفارغة من أي محتوى،

وسنجد فرق الصنوج والطبول والهوبرجية تعزف معزوفاتها الغنمية الإسقاطية والتبريرية كما دائماً (.Rationalizatio & projection

وهل بعد في ظل هكذا قيادات تجارية ونرسيسية من سؤال عن أسباب هجرة اللبنانيين، وضياع الاستقلال، ومصادرة السيادة، وانتهاك الدستور، وإفقار الناس، وتعهير القرارات الدولية (1559 و1701) ومداكشة الكراسي بالسيادة وتغليب المصالح الشخصية على كل ما هو وطن ومواطن وهوية وشهداء وتاريخ ودولة!!

نختم مع قول المخلص: " دَعُوهُم! إِنَّهُم عُمْيَانٌ قَادَةُ عُمْيَان. وإِنْ كَانَ أَعْمَى يَقُودُ أَعْمَى، فَكِلاهُمَا يَسْقُطَانِ في حُفْرَة». (انجيل القدّيس متّى/15-20)

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني

http://eliasbejjaninews.com/

 

اتفاق معراب والتسوية الخطيئة

الياس بجاني/27 حزيران/18

اتفاق معراب "الغراب" ولد ميتاً وانقلب السحر على المعرابي المتذاكي الذي فرط 14 آذار وداكش الكراسي بالسيادة وقفز فوق دماء الشهداء.

 

السؤال: ع شو مختلفين باسيل وجعجع؟

الياس بجاني/25 حزيران/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/65578/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d8%a4%d8%a7%d9%84-%d8%b9-%d8%b4%d9%88-%d9%85%d8%ae%d8%aa%d9%84%d9%81%d9%8a%d9%86-%d8%a8%d8%a7%d8%b3%d9%8a%d9%84-%d9%88/

السؤال: ع شو مختلفين باسيل وجعجع؟ مختلفين ع تقاسمنا حصص ومغانم وتناتش.. الجوز أضرب من بعضون وآخر هم ع قلبون المسيحيي وحقوقهم ووجودهم..أما الغنم والهوبرجية عند التنين فروح روح وتعا تعا..وظيفية بوقية طوعية تندرج تحت خانة الغنمية..كم كنا نتمنى لو انهما يتصارعان على ما هو سيادة واستقلال وقرارات دولية..نحن نعيش زمن بؤس ومحل ع الآخر

 

تعتير ومّحل وكلون يعني كلون

الياس بجاني/25 حزيران/18

حالنا في لبنان المّحل: راكعون وانتهازيون ومارقون وأوباش ولا فرق بين أي صاحب شركة حزب وآخر لأنهم جميعا ودون استثناء واحد قد دخلوا الصفقة الخطيئة وباعوا الوطن وأهله وكلون يعني كلون

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

اتفاق معراب "غلطة بألف" ومن كيس الشعب

 خالد ممتاز/موقع مدى الصوت/27 حزيران/18

"اتفاق معراب لم يعد موجودا" بهذه الكلمات أنهى صهر الرئيس الناتج من الإتفاق كل جدل حول ما وعد به أو تعهد به لأنه أولا قام ببيع شيء لا يمتلكه ومن اشترى منه اشترى "سمك في البحر على عمياني" . هذا في السياسة ولا يهم غداً إتفاق آخر للمحاصصة يحصل بين "الإخوة"، لا مشكلة فكلاهما يتاجر. أما في النتائج و الكلفة على الشعب و البلد فهنا البكاء و هنا الندم و "تستاهل" يا شعب لبنان. تستاهل و أنا بك من الشامتين. وقفنا قلة ضئيلة عارضنا إتفاق معراب و قلنا إنه إستسلام و مغامرة غير محسوبة و تدمير لـفكرة 14 آذار، فصرنا نحن المنبوذين. وقفنا نصرخ بأعلى أصواتنا أوقفوا القافلة، فهي تتجه نحو الهاوية فردّ "أغبياء الزعيم" بأن القافلة تسير و الكلاب تنبح . وأخذ عباقرة تبرير خطوات "المعلم" لضمان مقعد في الملعب يختلقون تبريرات ويسطرون إنجازات وهمية خلقت من رحم هذا الإتفاق، مثل قانون إنتخابات على سبيل المثل لا الحصر، قالوا إنه يعيد التمثيل المسيحي، وهو في الحقيقة قانون سلم البلاد إلى "حزب الله" وحليفه "التيار الوطني الحر ". واستمرت أوهام العباقرة إلى أن أنكر الإمبراطور باسيليوس الأول جميل أخيه غير المتوج وأخرج نيته المبيتة التي كنا نحذر منها إلى العلن. والآن ماذا؟ عاتبنا، ولكن لأننا وطنيون و الوطن أهم من الأشخاص نقول للتاريخ أخطأتم و نسامحكم، ولزمن المستقبل نقول تعالوا نُعِد بناء 14 آذار، مسلمين و مسيحين، أحزاباً و وغير أحزاب.

 

تقريرٌ سري يفضح استعداد الجيش الإسرائيلي لحربٍ مع "حزب الله".. والمصيبة بـ"واتسآب"!

يديعوت احرنوت/موقع القناة الثالة والعشرون/28 حزيران/18

كشف موقع "ديبكا فايلز" الإستخباراتي أنّ الجيش الإسرائيلي ليس مستعدًا للحرب القادمة لا مع "حركة حماس" ولا مع "حزب الله"، وذلك نقلاً عن تقرير سرّي أعدّه مفوض شكاوى الجنود في الجيش اسحاق بريك في العام 2017.

وبحسب التقرير، الذي كُشفت بعض تفاصيله مؤخرًا، فإنّ التدريبات لوحدات الإحتياط لا تركّز على مهام الحرب المقبلة، كما أنّ المخازن التي تحتوي على معدّات الحرب غير مجهزة بشكل جيّد، وهناك الكثير من المعدّات غير قابلة للإستخدام في العمليات. والأهم في التقرير هو أنّ الجيش الإسرائيلي غير قادر على السيطرة ومنع استخدام الهواتف النقالة من قبل الضباط وباقي الجنود، فإستخدام تطبيق "واتسآب" يكشف عن مواقعهم، كما أنّ نظام الأمن الإستخباراتي يعمل بشكل جزئي فقط. وأشار الموقع الى أنّ الجيش الإسرائيلي أعلن منذ 7 أشهر عن مكافحة وحدات من الهواتف المحمولة المشفّرة، علمًا أنّ هذا الأمر يكلّف 100 مليون دولار. وتساءل الموقع: "ماذا حصل لهذه الهواتف؟" إضافةً إلى ما تقدّم، فإنّ الخدمات الطبية العسكريّة للجنود غير كافية، فهناك قصور بعدد الطاقم الطبي من أطباء وممرّضين. وتساءل الموقع عن المسؤول عن هذا الفشل لدى الجيش الإسرائيلي، إن كان وزير الدفاع السابق موشيه يعلون، أم الحالي أفيغدور ليبرمان أو أحد قادة أركان الجيش. وتعليقًا على التسريبات حول تقرير عدم إستعداد الجيش الإسرائيلي للحرب، نقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية ردًا لرئيس الأركان غادي أيزنكوت قال فيه إنّ جنوده مستعدّون للحرب. وأضاف أيزنكوت: "لقد زرت معسكرات التدريب واطلعتُ على النشاط العملي الذي يؤكّد أنّ الجيش لديه قدرات عالية وجهوزية للحرب"، معربًا عن "فخره بالقيادة العسكريّة التي حققت أهدافًا". وتابع: "عملاً بخطّة جدعون التي بدأت في العام 2015 وتمتدّ 5 سنوات، فقد أنجزنا خطوة جيدة في ضمان جهوزية الجيش الإسرائيلي للحرب وبنينا نموذجًا متقدّمًا". وأكّد وجود تحديات من الجهتين الشماليّة والجنوبيّة، مشيرًا إلى أنّ قوّة جيشه تعتمد على المستوطنين وروح القتال والمعدّات والمهارات، وقال: "سنستمرّ بتعزيز هذه الأمور". وبخلاف التقرير السرّي، فقد أوضح أيزنكوت أنّ تدريبات قوات الإحتياط زادت في العام 2017، قائلاً: "وهذا العام ضاعفنا عدد هذه القوات المشاركة في العمليات".

 

عودة 370 لاجئاً إلى سورية

بيروت – “السياسة/28 حزيران/18/شهد أمس، عودة 370 لاجئاً سورياً، من المخيمات في بلدة عرسال، إلى الأراضي السورية، ضمن اتفاق أشرف عليه ونفذه الأمن العام اللبناني، الذي واكب عملية العودة مع أجهزة أمنية أخرى تم انتقالهم إلى معبر الزمراني، تمهيداً لاستقبالهم من قبل الدولة السورية.

وغادر اللاجئون العائدون طوعاً إلى قراهم في القلمون الغربي والقصير، مع آلياتهم وممتلكاتهم عبر وادي حميد. وكانت سلطات النظام السوري وافقت على نحو 450 اسماً من أصل ثلاثة آلاف تقدموا بطلبات للعودة إلى سورية. يشار إلى أن اعتصاماً سيتم اليوم، في بلدة عرسال، للمطالبة بتسهيلات أكبر من الدولة السورية واللبنانية، لتسهيل عودة اللاجئين السوريين إلى بلدهم، وللتأكيد على رفض التوطين والإصرار على حق العودة إلى سورية. وأشار الصليب الأحمر اللبناني في بيان، إلى أنه “مواكبة لعملية مغادرة العائدين إلى سورية التي جرت صباح اليوم (أمس)، بإشراف الأمن العام اللبناني وبناء لطلب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وضع الصليب الأحمر اللبناني في نقطة التجمع في وادي حميد في عرسال سيارتي إسعاف وسيارة دفع رباعي مع 14 مسعفاً وإدارياً وعيادة نقالة مع طاقم من ستة أشخاص، ومنذ بدء العملية حتى انتهائها نقلت فرق الإسعاف إلى العيادة النقالة نحو 40 حالة صحية تنوعت بين أطفال ومسنين ونساء حوامل، حيث قدمت لهم العناية الصحية اللازمة وأعادتهم إلى نقطة التجمع، كما كانت مراكز الصليب الأحمر اللبناني في المناطق المجاورة على جهوزية تامة من أجل تلبية أي طارئ”.

 

نصائح للوزير السابق اللواء أشرف ريفي المُعارض لحزب الله بمغادرة لبنان

جواد الصايغ/ايلاف/28 حزيران/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/65625/%D8%AC%D9%88%D8%A7%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%A7%D9%8A%D8%BA-%D8%A7%D9%8A%D9%84%D8%A7%D9%81-%D9%86%D8%B5%D8%A7%D8%A6%D8%AD-%D9%84%D9%84%D9%88%D8%B2%D9%8A%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%A7%D8%A8%D9%82/

ريفي في البيت الأبيض: لقاء الخمسين دقيقة امتد لساعتين

إيلاف من بيروت: في غضون أقل من شهر واحد، فقد وزير العدل اللبناني السابق، أشرف ريفي، معظم رجال الأمن الذين كانوا يتولون مهمة حمايته وعائلته، كما أُوقفت الخطوط الهاتفية الثابتة، و"الرباعية" الخاصة بمرافقيه.

ووفق معلومات خاصة بـ "إيلاف"، فإن ريفي الذي يعد واحدًا من أبرز معارضي حزب الله، تلقى في الساعات الأخيرة نصائح تفيد بضرورة خروجه من لبنان لفترة وجيزة، ريثما تنجلي الأمور أكثر في بلاد الأرز.

وجاءت هذه النصائح بسبب الخطوات الأخيرة التي أدت الى تخفيض عدد مرافقيه، وسحب البنادق الأميرية (خاصة بالدولة) من العناصر التي مازالت معه، واستُكملت مع توقيف الخطوط الثابتة عن منزله، والرباعية الآمنة التي يحملها عادة ضباط وعناصر في الأجهزة الأمنية.

محاولات لكشفه أمنيًا

ويعتقد المقربون من ريفي، أن هناك محاولات جدية تُبذل لكشف وزير العدل السابق أمنيًا، وتعريضه للخطر، وكان ريفي نفسه قد اعتبر، في وقت سابق أن قرار خفض العناصر المولجين بحمايته هو رفع للغطاء الأمني الرسمي عنه"، وتساءل "هل يدرك من اتخذ القرار أبعاده؟".

وأضاف إنّه "يتم تعريضي للإنكشاف الأمني والجميع يعرف دقة الملفات التي كان لي شرف توليها، ومنها المحكمة الدولية باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، فتح الإسلام، تفكيك الشبكات الإسرائيلية وتوقيف ميشال سماحة، وهي تبعات لا تتوقف خطورتها بعد الإنتهاء من الخدمة العسكرية".

حماية الأشخاص من إختصاص جهاز آخر

لكن اللواء عماد عثمان مدير عام قوى الأمن الداخلي برر قرار تخفيض العناصر بالقول "انتهينا من استخدام العناصر لغير الغاية المخصصة لهم، وهي خدمة المواطنين والعمل بجدية لكشف الجرائم. أما حماية الأشخاص بشكل مباشر فهي من اختصاص جهازٍ آخر".

يُعارض حزب الله والحريري

وإلى جانب معارضته لحزب الله، رفض ريفي التسوية التي اطلقها رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري نهاية عام 2015 والتي دعت أولاً الى انتخاب سليمان فرنجية رئيسا للجمهورية قبل ان تتحول لصالح العماد ميشال عون الذي انتُخب رئيسًا للبلاد في أواخر أكتوبر عام 2016، وكان وزير العدل السابق يدعو على الدوام الى انتخاب شخصية من قوى 14 آذار لتولي منصب رئاسة الجمهورية.

واستقال ريفي من حكومة تمام سلام في شهر فبراير من العام 2016 على وقع التباينات مع الحريري، وساءت الأمور اكثر بين الرجلين وصولا الى شهر مايو حيث نجح وزير العدل في الفوز بانتخابات مدينة طرابلس على تحالف ضم كافة الشخصيات والتيارات السياسية وعلى رأسهم، تيار المستقبل، ورئيس الحكومة السابق، نجيب ميقاتي.

وفي الانتخابات النيابية الأخيرة، فشل ريفي في حجز مقعد له بالبرلمان اللبناني بعدما عجزت لائحته عن تأمين الحاصل المطلوب بحسب النتائج، ولكنه إتهم وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق بـ"التلاعب في نتيجة الإنتخابات النيابية"، متحدثًا عن عمليات تزوير كبيرة حدثت، وقدم طعنًا في النتائج امام المجلس الدستوري.رابط التقرير على موقع ايلاف http://elaphjournal.com/Web/News/2018/6/1209488.html

 

الياس الزغبي: العهد وتياره يضعان ٣ معادلات خاطئة تعرقل تشكيل الحكومة

وطنية/28 حزيران/18/لفت عضو قيادة "قوى 14 آذار" الياس الزغبي في تصريح إلى " خلل سياسي كامن في 3 معادلات غير صحية يضغط على تشكيل الحكومة ويؤخر ولادتها السليمة". وقال :"الواضح أن العهد وتياره ينتقصان من مسؤولية رئيس الحكومة المكلف ويحاولان أن يفرضا عليه ثلثا معطلا بحجة الصلاحيات والأعراف والحصص، كما يريدان تسليم القوات اللبنانية الكامل بكل قراراتهما وتعييناتهما والصفقات مهما كانت خاطئة أو مريبة تحت التهديد بنسف تفاهم معراب، ويتدخلان في تمثيل الدروز خلافا لقاعدة الميثاقية". أضاف: "إن هذا النهج يضرب واقعيا كل التفاهمات والتسويات التي عقداها، في حين أنهما يلتزمان بلا شروط تفاهمهما مع "حزب الله" فقط، حتى لو مارس هذا الأخير كل أنواع الخروق والتجاوزات والهيمنة كما يفعل راهنا في الاعتداء على العاقورة".

 

نوفل ضو: مشكلة جرود العاقورة ليست عقارية وانما استكمال للسيطرة الإيرانية على لبنان

الخميس 28 حزيران 2018/وطنية - رأى عضو الأمانة العامة لقوى 14 آذار نوفل ضو في تصريح، أن "ما تشهده جرود العاقورة مشكلة سياسية - أمنية - عسكرية - استراتيجية يتحمل مسؤوليتها حزب الله الذي يعمل على قضم المنطقة ولبنان جغرافيا وديموغرافيا في موازاة قضم المؤسسات الدستورية سياسيا"، معتبرا أن "من تجاوز الدستور اللبناني لصالح المشروع الإيراني، لن يتورع عن تجاوز القانون العقاري بقوة السلاح لتنفيذ هذا المشروع".  وقال: "إن غاية ما حدث في العاقورة هو قضم الجغرافيا اللبنانية تنفيذا لاستراتيجية عسكرية واضحة. فبعدما سيطر حزب الله على سلسلة جبال لبنان الشرقية على الحدود مع سوريا بحجة الحرب على الإرهاب، يعمل الآن لاستكمال سيطرته على سلسلة جبال لبنان الغربية، ليسيطر عبرها على شاطئ البحر المتوسط". وأوضح أن "من يسيطر على سلسلة جبال لبنان الغربية، يصبح قادرا على السيطرة بالإستطلاع والنار على البحر المتوسط"، لافتا الى "أن كل هم إيران اليوم هو الوصول الى منفذ على البحر المتوسط". وشدد على أن "المنطقة التي يحاول حزب الله وضع اليد عليها ليست منطقة نزاع عقاري، لأن ملكيتها محسومة بأحكام قضائية مبرمة لبلدة العاقورة منذ العام 1936، وما يجري اليوم هو محاولة للانقلاب بقوة السلاح والامر الواقع على النظام العقاري في لبنان تماما كمحاولات الإنقلاب على الدستور واتفاق الطائف". ولفت ضو الى أن "ما تشهده جرود العاقورة منذ أيام، سبقته عملية وضع اليد بالقوة على أملاك الكنيسة المارونية في لاسا، وهو يتزامن مع القانون رقم 10 في سوريا الذي ينزع أملاك السوريين الذين هجرهم النظام من أراضيهم في عملية تطهير عرقي وفرز ديموغرافي لمصلحة المشروع الإيراني الهادف الى السيطرة على كل من العراق وسوريا ولبنان وربط هذه الدول بريا بإيران".

 

الياس الزغبي لموقع "جنوبية": مرسوم التجنيس فضيحة في الذهاب والإياب وأسوأ وصمة للسلطة بكل مراتبها

جنوبية/28 حزيران/18/أكد الاعلامي والمحلل السياسي الياس الزغبي في حديث لـ “جنوبية” أن ” مرسوم التجنيس بكل ما أحاط به من إشكالات وتعتيم وتمرير، يُشكل أسوأ ما أصاب هذا العهد منذ عشرين شهراً حتى الآن، فكل المراسيم والقرارات والتعيينات والالتزامات والتمريرات داخل الحكومة وخارجها كانت تجد تبريرا ما، أو ربما كان يمكن تمريرها بالحد الادنى من الخسائر.” وأضاف: ”أمّا مرسوم التجنيس فيدل على أن هذه السلطة وهذا العهد قد ارتكبا خطأ جسيماً، بل وصمة قبيحة، لا يستطيعان من جهة تصحيحه ولا يبادران إلى العودة عن الخطأ كفضيلة، لذلك هناك إمعان في تجهيل هذا المرسوم وتمريره بحجج شتى وتحويله أو تجييره إلى الأمن العام وكأنها خطوة مسرحية يراد منها تمرير هذا المرسوم تحت غطاء شرعي مع ان المسألة تشكل فضيحة ذهاباً وإياباً، أي في إتخاذ المرسوم بحد ذاته ثم إعادة تمريره بهذه الطريقة الملتوية”. وأشار الزغبي إلى أنه “إذا كان المطلوب هو انتظار قرار مجلس شورى الدولة، فلماذا من الأساس تم تكليف الأمن العام بتصحيحه، وجميع الاطراف المعنية بهذا المرسوم اعترفت بأن هناك خللاً كبيراً في عشرات الأسماء المشبوهة قضائياً وأمنياً، ورغم ذلك تحاول السلطة بكل فروعها خداع الرأى العام وتمرير المرسوم. وكان من الاجدى، منذ ان افتضح أمره، أن يتمتع العهد والسلطة بالشجاعة الأدبية الكافية لطمس هذا المرسوم وابطاله مع أثاره السلبية وارتداداته الخطيرة على الحكم بأجمعه”.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الخميس في 28 حزيران 2018

النهار

تسري شائعات عن تراجع أحد الاحزاب عن طعنه في مرسوم التجنيس الاخير ونيّة سحب الطلب.

تردّد ان نائبا بدأ يعد عريضة قانونية مطلبية كوسيلة ضغط رغم عدم موافقة حزب فاعل علنا على المسار الذي يسلكه.

اتهم نائب حالي ضابطا متقاعدا في القصر بأنه متعصب وجاهل وأنه يمارس ضغوطا على الجيش.

تبين ان طبيبا يطلب صورا شعاعية لمرضاه تكرارا، يملك مركزا للتصوير الشعاعي مع شركاء، وقد افتضح أمره لدى دائرة الصحة في البقاع.

الجمهورية

أبدت أوساط قضائية إنزعاجها من التأخير والمماطلة في بعض الملفات بسبب إستمرار تعلّق آمال أصحابها على العفو العام.

لفتت أوساط سياسية إلى أن الهدنة الإعلامية التي أعلنها أحد الأحزاب هي من طرف واحد وهو غير معني سواء التزم الطرف الآخر أم لم يلتزم.

تبيّن أن الإجتماع الإستثنائي لأحد الأحزاب كان بهدف تكريم النواب الحزبيّين الذين لم يحالفهم الحظ في الإنتخابات.

اللواء

تتباين المعلومات حول حقيقة موقف حزب بارز من "ثنائية القرار" داخل مؤسسة رسمية وسياسية متماهية!

عادت الحسابات السياسية تتحكم بترشيحات أكاديمية، لدرجة تكاد تعلن المجلس الجديد قبل تشكيل الحكومة؟

لا يُخفي زعيم سياسي، له كتلة وسطية نافذة ان العلاقة مع القصر انقطعت، والموقف كان لا بدَّ منه.

المستقبل

يقال إن متابعين للملف الحكومي لا يستبعدون ظهور خروقات جدّية في المدى القريب تسهّل ولادة الحكومة العتيدة بخلاف الأجواء السائدة منذ بضعة أيام.

البناء

لفت مصدر سياسي متابع إلى أنّ طرح تشكيلة حكومية من 24 وزيراً بدلاً من 30 لا يحلّ المشكلة الناتجة أساساً عن خلل في المقاربة وليس عن عدد الوزراء. فعدد نواب 8 آذار 45 نائباً مساو تماماً لعدد نواب "المستقبل" و"القوات" و"الاشتراكي"، وقد أعطى الرئيس المكلف الثلاثي المذكور 13 وزيراً في مسودّة الـ 30، فيما أعطى فريق 8 آذار 7 وزراء. وفي تشكيلة الـ 24 كما هي مطروحة تكون حصة الثلاثي 10 وزراء وحصة 8 آذار 6 وزراء…!؟

قالت مصادر فلسطينية إنها تبلغت بصورة شبه رسمية أنّ دولاً عربية أبلغت الإدارة الأميركية موافقتها على صفقة القرن لكنها طلبت من واشنطن بظلّ غياب شريك فلسطيني جاهز للمشاركة بالإعلان عن وضع التصوّرين الأميركي والعربي كإطار لمفاوضات فلسطينية إسرائيلية على أن يتعهّد الجانب العربي المشارك ببقاء الإعلان شكلياً ووضع الضغوط على المفاوض الفلسطيني لاعتماد العرض الأميركي الذي يقوم على تجاهل القدس واللاجئين كأساس للمفاوضات.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الخميس في 28/6/2018

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون لبنان"

الخبر اليوم من البيت الأبيض الذي أعلن أن الرئيسين الأميركي والروسي سيعقدان لقاء القمة بينهما في هلسنكي في العاصمة الفنلندية في السادس عشر من الشهر المقبل.

وحكما فإن لهذه القمة أهمية كبرى في مسار الأوضاع في العالم عموما والشرق الأوسط خصوصا. وهناك من يقول إن صفقة العصر كما سمتها الإدارة الأميركية ستكون في مقدم أبحاث القمة الى جانب الحل السياسي في سوريا. كما أن مجمل التطورات في المنطقة تبدو أكثر من أي وقت مضى ضاغطة في كل اتجاهات المنطقة فيما لبنان يجهد لرفع منسوب احتياطاته ونجاحاته لمواجهة أي تحديات محتملة في اتجاهه.

في أي حال محليا إجتماع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس الحكومة المكلف سعد الحريري دخل في عمق التشاور في توزيع الحقائب في الحكومة الجديدة التي لم تعد ولادتها بعيدة على ما صرح الرئيس الحريري من قصر بعبدا حيث أعلن أن ثمة أمورا تستلزم الحل وعلى نار هادئة ومن دون تشنجات إنما نحن قريبون من الحل والجميع يتعاون من أجل بلوغ هدف التأليف... أوساط سياسية مطلعة أكدت لتلفزيون لبنان أن الأجواء السائدة بين الرئيس عون والرئيس الحريري إيجابية جدا ليس في موضوع التأليف الحكومي فحسب وإنما كذلك في أمور سياسية عدة أخرى، وأن الوصول الى تأليفة حكومية بات قريبا.

وفي شأن آخر دفعة أولى من النازحين السوريين غادرت لبنان الى الأراضي السورية وتحديدا الى القلمون من طريق "معبر الحميد" في عرسال.

ووسط مواكبة الجماهير اللبنانية لمباريات المونديال حصل حادث مؤسف قتل فيه ابن السابعة عشرة او الثامنة عشرة ابن العشرين بسبب الخلاف حول تشجيع ألمانيا وقد تم توقيف الجاني.

نبدأ أولا من القصر الجمهوري والتشاور بين الرئيس عون ورئيس الحكومة.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ام تي في"

الرئيس الحريري في بعبدا بعد تلقي بيت الوسط رشقات تحذيرية من اوساط محسوبة على خط الممانعة تناولت مدة التكليف غير المفتوحة زمنيا، ولوحت ان البدلاء وليس البديل جاهزون، يضاف اليها البيان الصادر عن رئاسة الجمهورية والذي صب في هذا التوجه.

الهجمة دفعت الحريري الى المبادرة نحو بعبدا لا الحرد، ومن القصر أعاد الرئيس المكلف تصويب الامور، ومن هناك طير جملة رسائل الاولى الى الخصوم بان سعيهم الى نسف التسوية مع الرئيس عون لن تنجح، الثانية الى الشركاء الالداء انه مستمر في عملية التأليف بعد التوافق مع الرئيس على تفسير واحد للطائف في شأن دور الرئيس المكلف. الثالثة ان الحكومة ثلاثينية وعلى الراغبين في دخولها تخفيف اوزانهم واحجامهم. والرابعة الى المصطادين في الحديقة السنية بان لا معارضة في هذه الطائفة وهو المحاور باسمها وممثلها هكذا قالت الانتخابات.

في الاثناء وبعد التهدئة القصرية على جبهة ملف التجنيس تم تحريك ملف النازحين السوريين من خلال اعادة الامن العام الدفعة الثانية منهم، الاولى من نازحي عرسال.

صحيح ان عدد العائدين 294 قليل قياسا الى اكثر من مليون نازح في لبنان، الا ان ملامح ارساء قاعدة تفاهم مع المفوضية العليا للاجئين حول الملف بدات بالظهور لكن حدث الحوادث الذي ضاهى باهميته كأس العالم هو انه بغفلة من منظمي هذه التظاهرة الرياضية صار لهذه الكأس شهيدها وهو لبناني حيث بلغ الطيش وسقوط القيم حد سقوط شاب لبناني من مؤيدي فريق البرازيل طعنا على ايدي مؤيدين معصبين لفريق المانيا الخاسر.

الجريمة ليست في رقبة البرازيل ولا المانيا ولا حتى الاتحاد الدولي انها في رقبة هذا المجتمع وهذه الدولة الذين داسا كل المفاهيم القانونية والانسانية وفي مقدمهم مفهوم لكل جريمة عقاب وذلك في شتى انواع الجرائم الموصوفة الاخلاقية والدستورية والسياسية قبل الجنائية.

* مقدمة نشرة اخبار "الجديد"

تمديد الوقت بدل الضائع للتأليف على أن تستمر الحكومة الحالية في مقاعد الاحتياط تصريفا لأعمال قد يطول أمدها وبروح رياضية تواكب طلوع الأرواح السياسية تحدث الرئيس المكلف سعد الحريري بعد لقائه رئيس الجمهورية حيث بدا وكأنه يؤلف تشكيلة منتخب ويتطلع إلى ضربات ترجيح سياسية فهو بين عبارة وسؤال كان يجيب بصيغة المونديال ويبدي حماسة لنتائج الملاعب ويراقص منتخبات السامبا السياسية لكن نهاية اللعب: صفر تأليف وإذ أكد الحريري أن التسوية مع عون قائمة ودعا الى عدم اللعب على وتر هذه العلاقة والابتعاد عن الخلافات الإعلامية أعلن أن الأمور تحتاج إلى عمل على نار هادئة ونحن قريبون من الحل هذ التفاؤل لا يتطابق وقراءة واقعية لمصادر مشرفة على التأليف رأت أن رئيس الحكومة لم يتأهل بعد لمرحلة نصف النهائي وهو يركل الطابة الحكومية الى غير ملعب. وفي معلومات الجديد فإن الحريري يستعد لإجازة خاصة جديدة ستبعده عن ملاعب التأليف أياما عدة وكأن لا استحقاق في البلد ولا أزمات اقتصادية ضاغطة يعترف بها المسؤولون أنفسهم وتؤكد المعلومات أن اجتماع بعبدا بين عون والحريري لم يتقدم في التأليف خطوة واحدة وأبقى العقد على حالها سواء في مطالب القوات أو الاشتراكي او في عقدة نائب الرئيس والتمثيل السني المعارض وفي لقاء بعبدا علم أيضا أن رئيس الحكومة طلب العلاقة المباشرة مع رئيس الجمهورية من دون وسطاء وأكدت المصادر المطلعة على اللقاء أن حكومة الأربعة والعشرين وزيرا سقطت بالضربة القاضية بعدما رفضها صانعو فكرتها وانضم لاحقا حزب الله الى جبهة الرفض بإعلان كتلته النيابية أن حكومة تضمن أوسع مشاركة للقوى التي أفرزتها وكشفت أحجامها نتائج الانتخابات النيابية الأخيرة هي الحكومة الأقدر على التصدي لاستحقاقات المرحلة الراهنة. وعليه فإن الباصات الحكومية لم تنطلق وهي محتجزة حاليا في منطقة حدودية ثلاثينية العدد وعلى متنها نازحون سياسيون ينتظرون اشارة الأمن العام السياسي في وقت كانت فيه مديرية الأمن العام اللبناني أكثر إنجازا من الحكومة المنصرفة ومن الدولة النائية بنفسها عن نفسها وعند طلوع فجر عرسال أعطى اللواء عباس إبراهيم إذن العودة الى الداخل السوري في ملف امسك بخيوطه ونجح حيث "ترددت الدولة" وخجلت من فتح قنوات مع جارتها سوريا التي تتشارك معها في الارض والناس.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ان بي ان"

بخ الرئيس المكلف سعد الحريري من بعبدا جرعة جديدة من التفاؤل بالوصول الى ولاية حكومية قريبة حل بالتوازن مع اعلانه ان هناك بعض الامور التي تحتاج الى عمل على نار هادئة على مستوى التشكيل الحكومي وبعض ما شهدته الايام الماضية من سجالات وبيانات.

حول الصلاحيات اوضح الحريري ان الدستور واضح جدا لناحية تشكيل الحكومة مؤكدا ان اول حام للدستور هو رئيس الجمهورية وصلاحيات رئيس الحكومة معروفة وان التسوية مع الرئيس عون قائمة ومن يحاول التلاعب بها سيكون بمواجهة رئيسي الجمهورية والحكومة.

عمليا لقاء بعبدا اليوم حضر الارضية مجددا وهيأ أجواء التهدئة لانطلاق محركات العمل مجددا على التشكيل بعدما وضع نقطة عند آخر سطر الاشكاليات على ان يبدأ البحث من آخر صيغة قدمها الحريري لرئيس الجمهورية اي صيغة الثلاثين مع متابعة توزيع الحصص. لان للبنان قرص بكل عرس فهو ابى الا ان يدخل في اخبار العرس المونديالي عبر خروجه من الدوري الاول المؤهل الى التشجيع النظيف بعد جريمة الطعن التي وقعت ليلة أمس في حي السلم وراح ضحيتها شاب من بلدة حاريص الجنوبية.

جبهة النزوح السوري شهدت اليوم تطورا تمثل بمغادرة ثلاثمئة وسبعين نازحا من بلدة عرسال طوعا عائدين الى بلداتهم في عملية جرت بالتنسيق مع السلطات السورية والمفوضية العليا للاجئين.

* مقدمة نشرة أخبار "المستقبل"

الصورة الضبابية للوضع السياسي الداخلي المترافقة مع التوتر في بعض المواقف السياسية بددتها تصريحات الرئيس المكلف سعد الحريري من بعبدا، التي أكد فيها ان الدستور واضح في قضية تشكيل الحكومة، مشيرا الى ان صلاحيات رئيس الحكومة معروفة وان رئيس الجمهورية هو اول حام للدستور.

الرئيس الحريري قال إن هناك بعض الامور التي تحتاج الى عمل على نار هادئة من اجل تشكيل الحكومة. اضاف: بتنا قريبين من الحل في قضية التشكيل معلنا تمسكه بالتسوية التي تم التوصل اليها مع الرئيس عون وهي قائمة من اجل مصلحة البلد مجددا التاكيد ان الحكومة ستكون من ثلاثين وزيرا.

مصادر بعبدا اكدت من ناحيتها ايجابية الاجواء وقالت ان تشكيل الحكومة وضع على المسار الذي يجب ان توضع عليه وان عملية الاختراق والاعلان عن التشكيلة قد تحصل في اي لحظة. ونقلت مصادر بعبدا عن الرئيس عون ان الامور ستأخذ منحى افضل مما كانت عليه وستتكثف الاتصالات لبلورة تصور يتجاوب مع ما إتفق عليه الرئيسان عون والحريري.

وبانتظار بلورة نتائج لقاء بعبدا فان بلدة عرسال شهدت اليوم عودة الدفعة الاولى من النازحين السوريين الى بلادهم والتي ضمت مئتين واربعة وتسعين عادوا إلى قراهم وبلداتهم في فليطة والقلمون الغربي.

في المقابل فان المونديال الذي يشغل العالم ويدفع مشجعي كرة القدم الى الانخراط في اصطفافات تسودها المنافسة والروح الرياضية، ترك انعكاسات مغايرة الليلة الماضية في الضاحية الجنوبية. وفي النتائج جريمة شهدها حي السلم ونتج عنها مقتل شاب يشجع البرازيل بسكين جاره الذي يشجع المانيا.

* مقدمة نشرة اخبار ال "ال بي سي"

اواخر الاسبوع الفائت زار الرئيس المكلف القصر الجمهوري واوضع رئيس الجمهورية مسودة التشكيلة الحكومية الا انها لم تحظى برضى الرئيس. مضى اسبوع تخلله تصعيد سياسي وحرب بيانات عن الصلاحيات والاعراف والسوابق وبدا للجميع ان هذا التصعيد يكاد ان يطيح كل المساعي وكدليل على مسار التهدئة زار الرئيس المكلف قصر بعبدا عصر اليوم وخرج ليعلن الخلاصات التالية، هناك بعض الامور ماعم نقدر نحلا هناك وضع اقتصادي صعب للبلد نحن والرئيس انجزنا تسوية وهذه التسوية قائمة ولا زالت قائمة الحكومة من ثلاثين وزيرا، وفي موضوع المعارضة السنية من النواب الجدد سأل هل الرئيس ميقاتي واسامة سعد وفؤاد المخزومي وبلال عبدالله من المعارضة السنية؟

في الاستنتاج ان لقاء بعبدا اليوم يمكن وصفه بانه لقاء تهدئة اكثر مما هو لقاء انضاج التشكيلة الحكومية. فالاجواء التفاؤلية التي يجري تعميمها سبق وان تعممت في الاسبوع الفائت ليتبين لاحقا انها لم تكن مستندة الى معطيات صلبة وربما يجدر انتظار مواقف الاطراف المعنيين من التفاؤل المستجد ليبنى على الشيء مقتضاه انطلاقا من سوابق تفاؤلية لم تعمر طويلا.

* مقدمة نشرة أخبار "المنار"

كان “الحق على الطليان”، فصار “الحق على الاعلام”.. هذا ما خلص اليه رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري من قصر بعبدا.. الامور تقترب من الحل، لكنها تحتاج الى جهد اكسترا قال الرئيس الحريري، وهناك اتفاق مع الرئيس عون على آليات العمل لتذليل العقبات والوصول الى حكومة في اسرع وقت..

اسقط الرئيس المكلف حكومة الاربعة والعشرين وزيرا وثبت الثلاثين، واكتفى بالاشارة الى ان وقف التشنجات يساهم بحل العقبات.. وعلى آمال الحل، فان التفاصيل العالقة لم توضع بعد على سكة التذليل، على ان تكون خطوة اليوم نحو بعبدا في المسار الايجابي..

على مسار العودة مشت اليوم دفعة جديدة من النازحين السوريين، ما يقارب ثلاثمئة شخص مشوا طريقا طوعية من عرسال الى سوريا برعاية الامن العام اللبناني، وبالتنسيق مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين وحضورها، كما أكد الامن العام ..

في الاقليم لقاء سعودي اسرائيلي جديد، يؤكد مسار التطبيع بين الطرفين، فبعد لقاء محمد بن سلمان – نتنياهو في عمان، لقاء جمع رئيس الموساد الصهيوني مع نظيره السعودي على الاراضي الاردنية بحضور اردني فلسطيني كما كشف الاعلام العبري..

أما الحدث الذي كشف عنه الكرملن اليوم، فهو اللقاء الذي سيجمع الرئيسين الروسي والاميركي في قمة منتظرة في السادس عشر من الشهر المقبل في هلسنكي الفنلندية.. لقاء على وقع اشتباك عالمي، تصب عليه الولايات المتحدة اليوم النفط الايراني، مع دعوتها الدول المستوردة للنفط من ايران الى الاستعاضة عنه بالنفط السعودي.

* مقدمة نشرة أخبار ال "او تي في"

أيها الموت المجاني، متى تشبع؟

أيها الموت الرخيص... الموت بلا سبب... متى تتركنا بسلام؟

موت، من أجل كوب من القهوة.

موت، على خلفية أفضلية مرور.

موت، برصاص طائش، فرحا بنجاح في امتحان، أو بهجة بإطلالة زعيم.

موت، بحوادث سير جراء الإهمال: إهمال سائق، أو إهمال جهات رسمية معنية بصيانة الطرق.

موت، بخطأ طبي. ولا من يسأل أو يجيب.

أشكال وأنواع من الموت السخيف، اعتدنا على أكثرها، ونتقبله على مضض، ولو بعد حين...

أما أن يموت شاب في مقتبل العمر، بسبب المونديال، فحدث يبدو للوهلة الأولى، كأنه وافد إلينا من عالم آخر.

كأننا لسنا في بلد. كأننا لا نعيش بين بشر. كأننا لم نعد نعرف الفرح، كأننا أموات في الروح، قبل أن نموت في الجسد.

فهل بلغت اللاإنسانية فينا، هذا الحد؟ هل باتت الأخلاق في أوساطنا، عملة نادرة، أو بضاعة مفقودة من الأسواق؟

جميعنا ندرك أن الموت حق... وأن الحياة فانية على هذه الأرض.

لكننا جميعا، نفضل أن نموت لسبب. فإما موت طبيعي، أو موت خلال مقاومة مرض، أو قتال غاصب أو محتل.

أما أن يصبح حتى للمونديال شهيد في لبنان، فأمر لن يصدق، ولن يتقبله عقل ولا منطق مهما طال الزمن...

هذه المرة، الحق ليس على الدولة. فماذا بإمكان الدولة أن تفعل في مثل هذه الحالة، باستثناء القبض السريع على الجاني، وهو ما تم؟

سؤال من أسئلة كثيرة تبقى عادة بلا جواب...

فيا أيها الموت الرخيص، أتركنا نعيش بسلام. فنحن قوم نحب الحياة.

نحب الحياة في وطن مستقر آمن، وطن مزدهر، تماما كما قال رئيس الحكومة المكلف اليوم. وطن، حقوق الجماعات فيه مصانة، تماما كحقوق الأفراد.

وطن، الديمقراطية فيه ممارسة وليست شعارا. نتائجها الواضحة منطلق وحيد، ومعيار أوحد، لتشكيل سلطة تنفيذية ينتظر منها الناس الكثير.

لهذا النوع من الحياة نطمح. وبهذا الوطن نحلم. أما الموت الحقير اللعين المقرف، فليته يطرد من بيننا إلى الأبد.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

نقلاً عن تقدير موقف رقم 234

28 حزيران/18

في السياسة

* أمّا وقد حددنا من هي القوى التي تريد الإطاحة باتفاق الطائف وحددنا أسبابها!

* هل بقي في لبنان قوى سياسية تريد حمل الأمانة والدفاع عن الطائف، اي الدفاع عن العيش المشترك في لبنان؟

* لقد شكلت نتائج الانتخابات الأخيرة طعنة لمبدأ العيش المشترك، حيث انتخبت كل طائفة إدارة سياسية مستقلة لها على قاعدة أحاديات وثنائيات وثلاثيات إختزالية!

* وبدّلنا من خلال الانتخابات مفهوم لبنان!!

* إذ انتقلنا من العيش المشترك الى المساكنة بين الطوائف، حيث "الآخر" أصبح العدو ويستوجب وحدة الطائفة لمواجهته ومحاصرة أضراره!

* هذه النتائج سمحت لمن يريد الإطاحة بالطائف، وبالتحديد "حزب الله" و"التيار العوني" وغيرهما (مستورين) بالعمل براحة تامة!

* لأن في لعبة الطوائف هناك طائفة مميزة وحزب حاكم والباقي يتكيّف ليحصل على ما تبقى!

* من هنا يسأل “تقدير موقف”:

1) تيار المستقبل- هل لا يزال العيش المشترك همُّكم الأساسي؟ أو تحولتم الى طائفة مثل الآخرين؟

2) القوات اللبنانية - هل ارتقى لديكم اتفاق الطائف من "إتفاق الضرورة" في العام 1989 الى "إتفاق الخيار" في العام 2018؟

3) حركة أمل- هل لديكم القدرة على الدفاع عن فكرة الطائف من دون العمل على إنتاج طائفة مميزة بسبب حرمانها القديم، وحزب حاكم بسبب سلاحه؟

4) الحزب الاشتراكي- هل ما زلتم تنظرون إلى انفسكم ك"هنود حمر" أو أتى وقت المبادرات الشجاعة للد فاع عن فكرة لبنان التي هي أساساً من اختصاصكم؟

خيارنا

* سنظل متمسّكين بلبنان العيش المشترك!

* لأنه معنى لبنان وسبب وجوده!

* الباقي عابر...

 

حرب: أحمل الحكومة مسؤولية رفع الغطاء الأمني عني وسحب العناصر المولجة حمايتي

الخميس 28 حزيران 2018 /وطنية - صدر عن النائب السابق بطرس حرب البيان الآتي: " نتيجة ممارستي مسؤولياتي السياسية والتزامي المبادئ التي لطالما آمنت بها لمصلحة بلدي، تعرضت بتاريخ 5/7/2012 لمحاولة اغتيال نجوت منها بعناية الله. إثر ذلك، اتخذت تدابير أمنية استثنائية لحمايتي من أي اعتداء ثان، واستمرت هذه التدابير طيلة الفترة الممتدة من تاريخ محاولة اغتيالي حتى صدور نتائج الانتخابات النيابية الأخيرة، التي فقدت فيها مقعدي النيابي. وعلى الرغم من أن التحقيقات لم تكشف هوية المعتدين ومحرضيهم، وأنهم لا يزالون أحرارا طليقين، وبالتالي قادرين على تكرار المحاولة، فوجئت بقرار الحكومة والأجهزة الأمنية التابعة لها، من مديرية عامة لأمن الدولة إلى المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي، القاضي بسحب كل عناصر الحماية المولجين تأمين الحد الأدنى من الحماية لي من أي اعتداء محتمل، وهو ما يرفع عني، وعن عائلتي، وعن البناء الذي أسكنه وعن سكان هذا البناء، أي غطاء أمني معقول. هذا في الوقت الذي أبقي على تدابير حماية أمنية لبعض النواب السابقين، وأن عناصر أمنية فصلت لهذه الغاية، علما أن معظمهم في وضع سياسي وأمني لا يستدعي وجود أي تدبير أمني استثنائي لهم. نتيجة هذه التدابير العشوائية التي لا تستند إلى أي اعتبار أمني أو قانوني، وبالنظر الى المخاطر التي يمكن أن أتعرض لها، توجهت بتاريخ 21/5/2018، بكتاب إلى معالي وزير الداخلية والبلديات، ألفت نظره إلى هذه المخاطر، وأطلب استثنائي من تدابير سحب عناصر الحماية، التي كان قررها مجلس الأمن المركزي إثر تعرضي لمحاولة الاغتيال عام 2012، لاستشعاري باستمرار الخطر الأمني علي وعلى عائلتي، مذكرا بأن من حاول اغتيالي لا يزال حرا طليقا ولم تكشف التحقيقات هوية الجهة وأسباب ذاك القرار، وطلبت إليه الإبقاء على الحد الأدنى من تدابير الحماية، وعرض الأمر بالسرعة الممكنة على مجلس الأمن المركزي إذا استدعى الأمر ذلك، بالنظر الى وجود بعض عناصر أمن الدولة بينهم. انتظرت أكثر من شهر ونصف شهر بعد سحب كل عناصر الحماية وإبقائي مكشوفا أمنيا، وذلك دون أن ألقى أي اهتمام أو جواب ودون اتخاذ أي تدبير يصحح الخطأ الأمني المرتكب. ولما كنت أخشى أن يكون قرار رفع الحماية الأمنية عني ذا أبعاد وخلفيات سياسية وكيدية، بدليل إبقاء بعض العناصر الأمنية لدى بعض الوزراء والنواب السابقين ممن لم يتعرضوا لأي محاولة اغتيال ولا يتعرضون لأي خطر أمني، ولما كنت لا أزال أؤمن بوجوب تحمل الدولة بمسؤولية أمن مواطنيها ووجوب تفادي لجوئي إلى توفير الحماية الذاتية، لذلك، أعلن للرأي العام اللبناني تحميل الحكومة والدولة مسؤولية رفع الغطاء الأمني عني، ومسؤولية كل اعتداء أو حادث قد أتعرض له، أو يتعرض له أحد أفراد عائلتي، وأعتبر أن قرار سحب العناصر الأمنية المولجة توفير الحماية لي، سيؤدي إلى كشفي أمنيا، كما سيؤدي إلى العودة إلى عصر الميليشيات المسلحة خارج إطار الأجهزة الأمنية الشرعية للدولة".

 

الاخبار: تقرير المدير العام للأمن العام تضمّن ملاحظات بحق 85 مجنَّساً

الأربعاء 27 حزيران 2018/ذكرت "الاخبار" انه بدا لافتاً ما أعلنه وزير الداخلية نهاد المشنوق بعد لقائه الرئيس ميشال عون في بعبدا أمس، حيث قال إن البت بمصير مرسوم التجنيس مرتبط بقرار مجلس شورى الدولة بشأن الطعون المقدّمة فيه. وفُهِم من كلام المشنوق تمسّكه ورئيسَي الجمهورية والحكومة بالمرسوم، بصرف النظر عن لائحة الملاحظات التي قدّمتها المديرية العامة للأمن العام بشأن المشمولين بالمرسوم.وعلمت "الأخبار" أن تقرير المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، تضمّن ملاحظات بحق 85 اسماً وارداً في المرسوم. وتراوح هذه الملاحظات بين وجود ملاحقات قضائية أو أمنية في لبنان أو سائر دول العالم، أو وجود أحكام قضائية أو تعرّض أحد المجنسين للتوقيف في لبنان أو في وطنه الأصلي.

 

مصادر ريفي لـ«جنوبية»: طرابلس فوق الجميع ومصالح طرابلس فوق مصالحنا الشخصية

نسرين مرعب/جنوبية/28 يونيو، 2018 /في خطوة لافتة رفع اللواء أشرف ريفي الغطاء عن بلدية طرابلس، وذلك بعدما تحمّل الكثير من تداعيات أعباء الفشل البلدي. “أعتذر من أبناء طرابلس عن إخفاق البلدية ولم أعد معنياً لا معنوياً ولا سياسياً بعمل المجلس البلدي و أدعوه للمرة الأخيرة ليشكل فريق عمل متجانس خدمة للمدينة وإنقاذاً لسمعتهم”. بهذه العبارة خرق اللواء أشرف ريفي الصمت في مدينة طرابلس، هذا الصمت الذي يترافق وبلدية باتت تتلقى ما يفيض من الانتقادات بعدما فقد المواطنون الثقة بها جراء الأداء الذي لم يتسم طيلة أكثر من عامين بأي جدية، ولم يقدم أيّ بادرة إيجابية لهذه المدينة المنكوبة، بل على العكس ساهم تقاعسها إلى جانب المناوشات العلنية بين أعضائها في مضاعفة الوضع المتردي من الناحية الإنمائية. هذا الموقف الذي صارح به اللواء اليوم أبناء طرابلس، لم يأتِ جلداً للبلدية، وإنّما محاسبة لها وقطعاً للطريق على أيّ ضغوطات كانت تتعرض لها بسبب ارتباطها بـ”ريفي”، لتؤكد مصادر اللواء لـ”جنوبية” أنّ

“هذه البلدية محاصرة لأنها محسوبة على ريفي”. وأضافت المصادر “اليوم اللواء أشرف ريفي يفك أسر البلدية، فإن كان حصارها بسببه فليرفعوا هذا الحصار عنها، وهي اليوم (أي البلدية) أمام فرصة ذهبية لإنقاذ نفسها من خلال تشكيل فريق عمل متجانس متضامن يعمل لمصلحة المدينة”. ودعت المصادر البعض من أصحاب الطموحات إلى “التعالي عن مصالحهم الشخصية، لان طرابلس أكبر من الجميع، ويجب أن يكون العمل لأجلها هو الهدف، لا العمل لأجل المصالح الشخصية والسياسية”، كما شددت على أنّ “ريفي ابن مؤسسات ولم يكن ليسمح لنفسه بأنّ يتدخل في البلدية، فصحيح أنّه ساهم في وصول أعضائها، إلا أنّ طرابلس هي التي منحتهم فرصة ذهبية واستثنائية لا تكافأ إلا بانجازات استثنائية”!

بلدية طرابلس التي هي اليوم أمام اختبار نهائي، كانت قد كسرت في انتخابات المجلس البلدي التي جرت في العام 2016 التحالفات السياسية الهجينة، فقد حسب للمدينة آنذاك، انتصار الصوت التغييري على الصوت السياسي الذي حاول أن يكسر إرادة الطرابلسيين.

ومع انتصار البلدية بوجهها المدني المدعوم من اللواء ريفي والذي سجّل انتصاراً سياسياً وإعلامياً له على التحالف الذي جمع في تلك الانتخابات بين حيتان المال وحيتان السياسة، عقد اللواء على الفور مؤتمراً صحافياً، قال فية للأعضاء الفائزين وبشكل واضح وصريح “أنتم مجلس بلدي لكل مدينة طرابلس وأي إنجاز سأدعمكم به، في المقابل فإنني أمام أي تقصير منكم لن أتردد في رفع الغطاء والمحاسبة علناً”. واوضحت مصادر اللواء لموقعنا في هذا السياق أنّه “منذ انطلاقة المجلس البلدي قد تبين أنّ هذا المجلس لم يستطع أن يشكل فريق عمل منسجم، وكان هناك تخبطاً في قراراته، وهذا ما يتحمل مسؤوليته الرئيس والأعضاء”.

ولفتت المصادر كذلك إلى أنّ هذا المجلس قد حوصر من قبل أجهزة الدولة على اختلافها (الوزارات، الإدارات، المحافظة) وذلك بسبب وجود اللواء ريفي في صفوف معارضة السلطة.

وأوضحت المصادر أنّ اللواء ريفي قد حاول أن يساعد المجلس البلدي في تشكيل فريق عمل متجانس ولكنه فشل، وقد عقدت العديد من الاجتماعات ولكن دون أي جدوى، مشيرة إلى أنّ “اللواء ريفي قدم العديد من المشاريع فيما يتعلق بالكهرباء، وبأزمة النفايات داخل المدينة، وبجبل النفايات، والصرف الصحي، وبتنظيم وضع السير في المدينة وبإصلاح العمل الإداري داخل البلدية، ولكن كل شيء بقي على حاله”. ولا تنفي مصادر اللواء أنّ عمل هذا المجلس تمّ تحميل مسؤوليته في مكان ما لريفي، لافتة إلى أنّ اللواء لا يتهرب من هذ المسؤولية، فصحيح أنّه لم يختر أعضاء لائحته البلدية كي يكونوا محسوبين عليه بالمعنى التبعي، إلا انّه في النهاية يتحمل جزء من مسؤولية عملها، وهو يعترف بذلك ولهذا السبب يعتذر الآن من أبناء طرابلس. وأكدت المصادر أنّ ريفي قد قام بالمستحيل كي يؤدي المجلس البلدي عمله المتوجب عليه ولكن هذا الشيء لم يحصل، لذا وجد نفسه اليوم أمام مسؤولية القول بأنّه لم يعد معنياً بعمل المجلس البلدي لا سياسياً ولا معنوياً، وبأن يضع هذا المجلس أمام مسؤولياته، خصوصاً وأنّ هناك اليوم نواب في المدينة انتخبوا في الانتخابات النيابية وهم ما زالوا يشاركون في السلطة التنفيذية أي في الحكومة اللبنانية، وبالتالي – بحسب المصادر نفسها – إن كان هناك كلاماً عن حصار لهذا المجلس البلدي بسبب انتمائه للواء أشرف ريفي فإنّ اللواء أشرف اليوم يزيل هذا السبب ويقول أنه ليس معنياً بهذا المجلس الذي يتذرع بهذا الموضوع سواء في جلساته الداخلية أو من خلال تعرضه لانتقادات من قبل الذين يدينون فشله في الخارج من المشاركين في السلطة. وفي الختام قالت مصادر ريفي لموقعنا “ها هو المجلس البلدي قد حرر من أيّ انتماء للواء أشرف ريفي، والموقف الصادر من اللواء يهدف في جزء منه لكسر الحصار عن المجلس وسحب كل الأعذار، بلدية طرابلس اليوم تتخذ قراراتها بنفسها، وفي أجهزة الدولة والحكومة هناك طرف واضح محدد عليه مسؤولية إنمائية تجاه المدينة، وليتفضل هذا الطرف وليعمل، فالمجلس البلدي اصبح بلا انتماء”.

 

تشييع «شهيد» المونديال... ووالدته: لإعدام القاتل

جريدة الجمهورية الجمعة 29 حزيران 2018/لم تكن ليلة أمس الأول كسواها من الليالي في منطقة حي السلم في الضاحية الجنوبية، إذ حصل إشكال نتيجة تشجيع فرق رياضية في بطولة كأس العالم، إنتهى بطعن المدعو حسين خضر بريطع جاره المواطن محمد زهر في قلبه، ما أدى الى مقتله على الفور. حالة من الغضب سادت المنطقة، خصوصاً أنّ أحداً لم يتوقع أن تصل الأوضاع الى القتل نتيجة الحماس على لعبة رياضية، لا تعني لبنان حتّى. أمّا القاتل الذي هرب بُعَيد تنفيذ جريمته، فأوقفته مخابرات الجيش اللبناني، وباشرت التحقيق معه بإشراف القضاء المختص. الى ذلك، شيّع أهالي بلدة حاريص وذوي الضحية محمد علي زهر بمأتم حاشد الى مثواه الاخير في جبّانة بلدته حاريص في قضاء بنت جبيل. وانطلق موكب التشييع من امام منزله وجابَ شوارع البلدة، وبعد الصلاة على جثمانه ووري في الثرى في جبانة البلدة، وتقبّلت العائلة التعازي. وقالت والدته: «أريد حق ابني وإعدام القاتل»، متوجّهة الى الرؤساء ان «يعدلوا ويأخذوا بحق ابنها المظلوم كي لا يكون هناك محمد ثاني وثالث وعاشر يقتلون جرّاء الفلتان الامني». وأضافت: «على الدولة ان تعطيها حق ابنها، وان تكون العدالة صارمة بعد هذا الفلتان الذي نشاهده في كل المناطق»، سائلة: «الى متى يبقى المواطن أسير هذا الفلتان الأمني؟ لا نريد فدية نريد إعدام من قتل ابني. فإبني عاد من الاغتراب ليعمل ويستقرّ هنا في لبنان، ونتيجة للفلتان الامني قتل ابني بدم بارد. ودعَت القضاء الى ملاحقة الفاعلين وسَوقهم للعدالة». من جهة أخرى، دهمت قوة من الجيش منزل ق. ح. في بلدة بريتال، للاشتباه في تورّطه بعمليات خطف وسلب وإتجار بالمخدرات.

 

400 مليون دولار من البنك الدولي لخلق فرص عمل

جريدة الجمهورية الجمعة 29 حزيران2018 /كشف البنك الدولي امس عن ضخ اموال جديدة في الاقتصاد اللبناني بهدف توفير فرص عمل اضافية يستفيد منها اللبنانيون والنازحون السوريون على السواء. وافقت مجموعة البنك الدولي امس على مشروع جديد بقيمة 400 مليون دولار لدعم مسعى لبنان لزيادة فرص العمل في مختلف أنحاء البلاد، والتي تأثرت بشدة بسبب تدفق اللاجئين السوريين واتجاه النمو الاقتصادي نحو الانخفاض مؤخرا. من المتوقع أن تخلق الحزمة المالية 52 ألف وظيفة دائمة وما يصل إلى 12 ألف فرصة عمل قصيرة الأجل. وقد أقّر مجلس المديرين التنفيذيين للبنك الدولي المشروع الجديد «خلق فرص اقتصادية لدعم البرنامج الوطني للتوظيف في لبنان»، الذي سوف يعزّز الفرص الاقتصادية للفئات الهشّة، خاصة الشباب والنساء. ﺗشمل اﻟﺤﻣﺔ ﻣﻨﺤﺔ ﺑﻘﻴﻤﺔ 70 ﻣﻠﻴن دوﻻر ﻣ اﻟبرنامج العالمي للتمويل اﻟﻤﻴﺴّ، وﻗضا بشروط ميسرة ﺑﻘﻴﻤﺔ 330 ﻣﻠﻴن دوﻻر، وبفائدة 1.71% ويُسدد على مدى 22 عاما، مع فترة سماح ست سنوات. ويرتبط صرف الأموال ارتباطًا مباشرًا بتحقيق مجموعة من النتائج المستهدفة التي تحدّدت بالتشاور مع الحكومة، لتعزيز فعالية المشروع وقيمته مقابل المال. وفي معرض التعقيب على المشروع، قال ساروج كومار جاه، المدير الإقليمي لدائرة المشرق في البنك الدولي «إن لبنان يسعى جاهداً لمواكبة التأثير الاقتصادي والاجتماعي للأزمة السورية وتحفيز النمو الشامل الذي يفيد الجميع. ولا يمكن تحقيق ذلك إلا من خلال خلق بيئة أعمال مؤاتية للقطاع الخاص كي ينمو ويخلق فرص عمل ويستثمر في رأس المال البشري الغني في لبنان. هذا هو بالضبط ما يهدف هذا المشروع إلى القيام به». سيوسّع المشروع الفرص الاقتصادية، خصوصا في المناطق المحرومة في جميع أنحاء البلاد، وسيوفر الوظائف للمواطنين اللبنانيين والعمل المؤقت للاجئين السوريين وفقاً للقوانين السارية التي تنظم وجودهم في لبنان. وقال مدير البرامج في دائرة المشرق في البنك الدولي الذي يترأس فريق عمل المشروع بيتر موسلي: «سوف يدعم البرنامج حملة الإصلاح الحكومية الخاصة لتحفيز مناخ الأعمال التنافسي. وهذا يشمل دعم تطوير الشراكة بين القطاعين العام والخاص في قطاعات البنية التحتية الرئيسية، حيث يُعدّ تمويل القطاع الخاص وخبرته أساساً لتقديم خدمات عامة أفضل جودة وأكثر تمويلاً على نحو مستدام». تابع:»هناك أولوية أخرى للمشروع تتمثّل في دعم المبادرات الحكومية الرامية إلى تعزيز القدرة التنافسية للمشروعات الصغيرة والمتوسطة من خلال تحديث الخدمات ذات الصلة مثل الجمارك والتي ستساعد المصدّرين، وتنمية القطاع المالي، والمنتجات الجديدة التي ستزيد من فرص حصول المشروعات الصغيرة والمتوسطة على التمويل ورواد الأعمال في بداية المشروع. وتشمل المبادرات الأخرى تنمية المنطقة الاقتصادية الخاصة في طرابلس وتوسيع خدمات الإنترنت ذات النطاق العريض لتغطي المناطق الريفية. وسيتيح كل هذا فرصا تسويقية جديدة للشركات في تلك المناطق». ويتماشى المشروع مع وثيقة الرؤية للإصلاح والتطوير التي عرضتها الحكومة أمام المستثمرين في «المؤتمر الاقتصادي للتنمية عبر الإصلاحات مع الشركات» الذي استضافته باريس في 6 نيسان 2018. وحددت الوثيقة هدفها الرئيسي في النمو الاقتصادي من خلال خلق فرص العمل. وفي معرض الحديث عن فرص العمل التي يتوقع أن يولدها المشروع، توقعت مديرة برامج البنك الدولي للتنمية البشرية والرئيس المشارك لفريق العمل حنين سيد، «أن يساعد هذا البرنامج، الذي يتضمّن أيضًا تنمية المهارات ودعم دخول السوق للباحثين عن العمل من اللبنانيين، على مضاعفة عدد الوظائف الدائمة التي يجري إنشاؤها سنوياً للشباب والنساء اللبنانيين مقارنة بعدد الوظائف التي كان يجري إنشاؤها سنويًا قبل نشوب الصراع السوري». ويرفع المشروع الجديد ارتباطات البنك الدولي تجاه لبنان إلى 2.3 مليار دولار في مزيج من المنح والتمويل الميسر والقروض.

 

سلاح حزب الله ودوره حاجة دولية.. ولكن!

منير الربيع/المدن/الجمعة 29/06/2018 /بمعزل عن الكلام المتداول في لبنان عن توقف المفاوضات أو رفض الجانب الإسرائيلي الدخول في مفاوضات جدية لترسيم الحدود البرّية والبحرية، تؤكد معلومات متابعة أن المفاوضات جارية ولبنان جزء أساسي من التفاوض لترتيب الأوضاع الحدودية. حتى الآن يأخذ الأمر بطريقة الفصل بين حدود لبنان الجنوبية والجنوب السوري، لكن في النهاية فإن التسوية ستكون متلازمة ما بين المنطقتين. معادلات كثيرة يُستشهد بها في محاولة استشراف التسويات التي قد يتم إبرامها أو التوصل إليها مهما طالت المدة. النفط مقابل الغذاء، الأرض مقابل السلام، واليوم ترسيم الحدود وأمن إسرائيل مقابل التنقيب. مقابل معادلة أخرى يطرحها الطرف اللبناني وهي السلاح والدستور لحماية الحدود والنفط من أي خروج على الاتفاق. المفاوضات جدّية وتجري في الكواليس وليس أمام الإعلام. وهذا ما يؤكده وزير الطاقة الإسرائيلي يوفال شتاينتس، الذي أعلن أنه بحث مع مسؤولين أميركيين كبار في البيت الأبيض، النزاع النفطي مع لبنان، وملف الطاقة في قطاع غزة. وأشار شتاينتس إلى أن الاجتماع الذي عقد في البيت الأبيض شارك فيه كبير مستشاري الرئيس الأميركي جاريد كوشنر، والمبعوث الخاص للمفاوضات الدولية جيسون غرينبلات، والسفيرة الأميركية في لبنان اليزابيث ريتشارد، وانضم إليهم السفير الإسرائيلي في الولايات المتحدة رون ديرمر. وكتب شتاينتس في تغريدة عبر حسابه في تويتر: "تمت خلال الاجتماع مناقشة موضوع النزاع البحري بين إسرائيل ولبنان". أضاف: "وتم بحث شروط تطوير حقل غاز مارين قبالة سواحل غزة، وحلول لتخفيف الأزمة الإنسانية في غزة، بما في ذلك إمدادات الكهرباء والمياه".

حماية الحدود البرية والبحرية والنفط، هو عنوان استراتيجي يرفعه حزب الله للمرحلة المقبلة. وسيكون بوابة احتفاظ الحزب بسلاحه، وفرضه معادلات السلم والحرب. صحيح أن هناك نصوصاً قانونية دولية تنص على عدم وجود سلاح جنوب نهر الليطاني، ولكن هذا يتناقض مع الواقع. ويرتكز حزب الله على العديد من نقاط القوة، لتثبيت معادلاته. يتلازم ما يجري في جنوب لبنان مع ما يجري في جنوب سوريا. ينسحب القرار 1701 على الجولان سياسياً وأمنياً. فيما قد ينفّذ بشكل جدّي أكثر هناك، إذ إن حزب الله وحلفاء إيران سيبتعدون نحو 40 كيلومتراً عن الحدود.

هناك استراتيجية أساسية تنطلق من خلق وقائع عسكرية وأمنية على الحدود مع فلسطين المحتلة. سابقاً، قيل بوجوب انتشار قوات تابعة للأمم التحدة، واليوم أصبح النقاش في انتشار الجيش السوري وإعادة تفعيل اتفاقية العام 1974، ولو دخل الإيرانيون وحلفاؤهم تحت جناح الجيش السوري، لا أحد سيخرج عن هذا العنوان الأساسي، وهو حماية أمن إسرائيلي. ما يحصل في الجنوب السوري ينطلق من ثوابت إسرائيلية، بغطاء دولي، وهو يناسب مصالح تل أبيب، بدون ظهور أي طرف معترض، بمعزل عن المزايدات المحلية، التي يذهب فيها خطاب الممانعة إلى إعلان انتصار. لا شك أن إسرائيل تطمح لاستعادة الاستقرار الذي كان قائماً قبل الأزمة السورية، فهي بالتأكيد تفضّل وجود الجيش السوري الملتزم بحماية أمنها، برعاية روسية أميركية، على وجود أطراف خارجة عن السيطرة. ولديها تجربة ناجحة مع النظام السوري منذ العام 1973. وهناك من يسعى لتثبيت المنطلق الإسرائيلي في جنوب سوريا، في جنوب لبنان في المرحلة المقبلة. قد لا يكون لبنان على لائحة العجالة في التنفيذ، بسبب عدم توافر المعطيات كاملة، وعدم اتضاح إطار الحلّ في سوريا. ترتيب الوضع في سوريا هو الذي سيطرح مقدّمة للشروع في ترتيب الوضع الحدودي بين لبنان وإسرائيل. وهذا سيكون له حسابات بالموضوع الإيراني، والاتفاقات التي ستعقد بين إيران والمجتمع الدولي، وسط تعزيز حزب الله أوراق قوته وفرضه معادلات التنقيب وحمايته. وهذا قد ينطلق من حسابات تجربة القرار 1701 الذي سمح بوجود حزب الله بسلاحه جنوب الليطاني، لكنه أثمر تهدئة حدودية تهم إسرائيل إلى أقصى حدّ. مشاركة حزب الله في معارك جنوب سوريا رسالة ومؤشر، بمعنى أن هذا قد يكون مسموحاً طالما المعادلة العسكرية لن تؤثر سلباً على أمن إسرائيل. وهذا قابل للتكرار في جنوب لبنان، ويمكن قراءة موقف أفيغدور ليبرمان بعدم وجود قواعد إيرانية في جنوب سوريا، بأنه نوع من التطبيع. وهذا قابل للتحقق في لبنان أيضاً مهما علت الصرخات، لأن ما تريده إسرائيل هو أمنها وعدم وجود سلاح كاسر للتوازن وصواريخ متطورة. أما السلاح من نوع آخر، فلا مشكة فيه.

 

الحريري يلتقي مع حزب الله.. ويُفاجأ بعون

منير الربيع/المدن/الجمعة 29/06/2018 /لا يحسد الرئيس سعد الحريري على الضغط الذي يتعرّض له. هو لا يريد التصعيد، لكن لا يريد مزيداً من التنازلات. يريد تشكيل الحكومة، لكن أن لا تكون على حساب التوازنات أو ترجيح كفّة طرف على الآخر. يصطدم بعراقيل كثيرة، آخرها حرب الصلاحيات التي فتحت، ومحاولات القفز فوق اتفاق الطائف. فوجئ رئيس الحكومة المكلّف ببيان صادر عن القصر الجمهوري، يشير إلى أن رئيس الجمهورية يتمسك بصلاحياته بموجب الدستور وما درجت عليه الأعراف المعتمدة منذ إتفاق الطائف، لا سيما لجهة حق رئيس الجمهورية في أن يختار نائب رئيس الحكومة وعدداً من الوزراء.

قرأ الحريري تصعيداً في الموقف. لكنه يفضّل عدم الذهاب إلى مثله. ما يريده هو الإطالة بتشكيل الحكومة لتحسين شروطه وظروفه والالتفاف على نتائج الانتخابات النيابية، بحيث لا تتكرس أكثرية غير موالية له داخل مجلسه. قد يراهن على متغيرات إقليمية أو إشارات معينة، أو أنه يراهن على قطع أنفاس الطرف الآخر فيضطر إلى تقديم تنازلات. السجال السياسي في الأيام الماضية أوحى بالخروج عن التسوية الرئاسية والتفاهمات الثنائية، لا سيما تفاهم معراب. وهذا ما أنذر باحتمال مزيد من التصعيد. وهو ما لا يريده رئيس الحكومة المكلّف. وفيما توقّع البعض أن يذهب الحريري إلى التصعيد ردّاً على التصعيد، جاءت الحسابات مختلفة، بردّ مصادر قريبة منه بأنه يؤيد طروحات رئيس الجمهورية، وهو لا يمانع أي مطلب يريده الرئيس. قد يكون الرجل لجأ إلى موقف كهذا عن حسن نية، أو في إطار سحب فتيل التصعيد، لكنه أيضاً في أبعاده ينطوي على معان سياسية كثيرة، ربما لا يكترث لها الرجل، لأن ما يعنيه فقط هو إعادة تكوين أو تشكيل السلطة. لا يريد الحريري فتح أي إشكال مع أي طرف. قد يكون مراهناً على تأخير تشكيل الحكومة، ولكن بدون إفتعال أي إشكال مع أي طرف، خصوصاً رئيس الجمهورية. فإذا دخل في مواجهة مباشرة معه لن يكون لديه مَن يستند إليه في لعبة السلطة. صحيح أنه يحمي نفسه من خلال الحرص على مواقف الحزب التقدمي الاشتراكي والقوات اللبنانية لتحسين شروطه، لكنه أيضاً لا يريد الاصطدام ببعبدا، ولا الإطاحة ببنود التسوية الرئاسية، ولا حتى بربط النزاع مع حزب الله. القوات والاشتراكي يوفران له فرصة تعزيز شروطه التفاوضية. ورئيس الجمهورية وحزب الله يوفران له السلطة. فإذا أصدر موقفاً للرد على موقف رئيس الجمهورية، سيدخل في إشكال يريد تفاديه. وتلقى الحريري رسائل مسبقة لتقليص هامش مناوراته السياسية. إذ إن الرسالة التي وصلته هي أن الأكثرية ليست بصفّه وأي تصعيد قد تذهب الأمور إلى تصعيد سياسي لإسقاط تكليفه، وإن لم يكن الدستور ينص على ذلك، بل عبر فرض أمر واقع. ينسجم الحريري في تصرّفاته مع تصرّفات حزب الله، الحريص على التهدئة وتخفيف التوتر، وعدم اعطاء أي ذريعة لقلب الطاولة وإعادة إحياء الانقسامات العمودية، التي قد تدفع إلى فتح كثير من الملفات في وجهه، إلى جانب الضغوط التي يتعرّض لها خارجياً.

 

الصلاحيات "الأبوية" للرئيس تفجّر نظام الطائف

وليد حسين/المدن/الجمعة 29/06/2018 /لم يفكّر القادة اللبنانيون جدّياً لوضع حلول "توافقية" لتأمين استقرار ديمقراطية لبنان الهشّة، بعد خروج الراعي السوري في العام 2005. وجرياً على عادة فرض المساومات على حافة الهاوية، قد تتوصّل "القيادات" إلى تخطي أزمة "الصلاحيات" الحالية التي تعصف بين الرئاستين الأولى والثالثة. لكن المخاطر الكثيرة التي مرّ ويمرّ بها لبنان منذ تأسيسه، تحتاج إلى وضع حلول للمعضلة اللبنانية التي واكبت نظامه السياسي القائم على "تقاسم السلطة بين الجماعات".

قد يظن البعض أن الأزمة الحالية محصورة بتقاسم الحصص والمقاعد الوزارية. لكن النظرة "الاسترجاعية" للنظام اللبناني تشي بعكس ذلك. أزمة الحصص قائمة وأساسية في "نظام التقاسم"، لكن ما هو حاصل منذ نحو سنتين، أي في ظل الرئيس "القوي" ولبنان القوي، واستطراداً كل ما يمتّ "للقوة" بصلة، يشي بأن الأسس التي قامت بعد اتفاق الطائف لم تعد تستطيع تلبية المتطلبات اللبنانية، التي بدأت تتصاعد بشأن "الالتزام بالطائف" وبـ"النظام البرلماني". لقد قام الميثاق الوطني للعام 1943 على توازنات دقيقة لممارسة الحكم بين الطوائف، لكن لبنان ولكونه قائماً على أسس عرفية فقد كان أسير شخصية رئيس الجمهورية. فقد قضى العرف بأن لا يمارس الرئيس صلاحيّته بحسب المادة 53 من الدستور بحل مجلس الوزراء وبأن يقوم "باستشارات نيابية" لتعيين رئيس الحكومة. وعندما تختلف شخصية الرئيس تتجدّد الأزمات، وهذا ما حدث في العام 1958 مع الرئيس كميل شمعون الذي أصرّ على ممارسة صلاحياته بمقتضى الدستور.

بعد حرب أهلية مديدة تمّ توقيع اتفاق الطائف في العام 1989، وتمّ وضع حدّ للاقتتال اللبناني. وضع "الطائف" معادلات جديدة على مستوى الحكم ونقل لبنان على المستوى الدستوري من نظام "شبه رئاسي" إلى نظام برلماني، إذ انتزعت بعض صلاحيات رئيس الجمهورية لمصلحة مجلس الوزراء الذي بات يمتلك السلطة التنفيذية، ورفع حصة الطائفة السنية في السلطة السياسية، وكذلك الأمر بالنسبة إلى الطائفة الشيعية، وبات لرئيس مجلس النواب سلطة "مفتاحية" في الإشراف على نشاط الحكومة وتشكيل مجلس الوزراء. رفض الجنرال ميشال عون، آنذاك، هذا الاتفاق وتمّ ابعاده عن الحكم. واللافت أنه بعد عودته إلى لبنان بدأ مع التيار الوطني الحر بالمطالبة بتطبيق "الطائف" لناحية "المناصفة" بين المسيحيين والمسلمين. وتكرّس الأمر بعد تسلمه الرئاسة الأولى. أما اليوم، وبحسب مقتضيات "القوة"، فتجري محاولات لإعادة تكريس معادلات تعود إلى زمن ما قبل الطائف، وبطريقة معكوسة، أي انتزاع صلاحيات من الرئاسة الثالثة لمصلحة الرئاسة الأولى. لم يدرك الرئيس سعد الحريري أن وصول رئيس "قوي" إلى رأس الحكم، يملك تمثيلاً مسيحياً واسعاً، سيغيّر معادلات الحكم التي رست بعد الطائف. على العكس منه، أدرك الرئيس نبيه بري أن سلطته التي تكرّست بعد الطائف بدأت بالتآكل، لا سيما في ظل رئيس يريد حتى ممارسة صلاحياته "أكسترا" دستورية لتحقيق المناصفة المرتجاة. تصاعد التوجس في الساحة الشيعية بعد أزمة مرسوم ترقية الضباط، وبدأت المطالبة بضرورة مجاورة توقيع وزير المال تواقيع الرئاستين الأولى والثالثة تأخذ حيّزاً في الصراع على الصلاحيات. ثم انتقل التوجّس إلى الساحة الدرزية وتجلّى في التصعيد الكلامي لرئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، محذّراً الحريري من التخلي عن صلاحيات الطائف، في فترة الانتخابات. والأمر ذاته يحصل حالياً في الساحة السنّية. فبعد البيان الذي صدر عن المكتب الإعلامي لرئاسة الجمهورية، الذي شدّد على أن الرئيس "ليس في وارد التغاضي عما منحه إياه الدستور من صلاحيات وما درجت عليه الاعراف المعتمدة منذ اتفاق الطائف"، أتى بيان كتلة تيار المستقبل ليؤكد أن "مهمة تأليف الحكومة من المسؤوليات الدستورية المناطة حصراً بالرئيس المكلف". الأزمة الحالية، التي ظهرت كما لو أنها أزمة تشكيل حكومة، بدأت ملامحها في الظهور مع الرئيس القوي. فـ"هالة القوة" والصلاحيات "الأبوية" التي لفّها الرئيس حوله، ترجمت شيعياً، العام الفائت، ودرزياً خلال فترة الانتخابات وبعدها، وسنّياً حالياً، كنوع من تعديل الطائف. عليه، قد تنتهي أزمة تشكيل الحكومة عبر عقد صفقات معينة، من دون "خاسر ورابح"، لكن أزمة الصلاحيات بين الرئاسات الثلاث ستستمر مستقبلاً. فقطار تعديل "الصيغة اللبنانية" بات على سكّة الزمن. فهل يتجنّب النظام اللبناني مقولة أنه لا يجدد نفسه إلا بعد حروب مدمرة؟

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

قتلى بإطلاق نار بصحيفة أميركية.. وأنباء عن اعتقال المهاجم

وكالات/28 حزيران/18/أطلق مسلح النار داخل مقر صحيفة في مدينة أنابوليس، عاصمة ولاية ماريلاند القريبة من واشنطن، الخميس، مما أسفر عن سقوط عدد كبير من القتلى والمصابين. وأكد مسؤول في الشرطة المحلية اعتقال المشتبه به، دون إعلان هويته، فيما لم تعلن على الفور أي دوافع للحادث، أو تتأكد أرقام الضحايا. ولاحقا أعلنت الشرطة أن  حادث إطلاق النار أمام مبنى صحيفة بمدينة أنابوليس خلّف 5 قتلى وعددا من الجرحى. وكانت السلطات الأمنية قالت في وقت سابق إنها “تتعامل مع إطلاق نار في صحيفة (ذي كابيتال غازيت) في أنابوليس”، فيما تضاربت الأنباء بشأن الموقع المحدد للهجوم إذ ذكرت وسائل إعلام أن الحادث وقع داخل قاعة التحرير في الصحيفة، فيما قال قائد الشرطة رون باتمان إن الحادق وقع خارج المقر.

 

الخداع الروسي

د.فادي شامية/جنوبية/28 يونيو، 2018

كما في كل مراحل احتلالها سوريا؛ اعتمدت روسيا الخداع إلى جانب التدمير الدموي؛ إستراتيجية لدعم النظام السوري. فاوضت فصائل الغوطة ووقعت معها اتفاق خفض التصعيد، وعندما حان الوقت؛ أعلنت فصائلها إرهابية، ودمرت الغوطة، وهجّرت أهلها، وتجاهلت الضمانات التي منحتها لمن قبِلَ بالمصالحة؛ (أعلن النظام السوري رسميا في 1/6/2018 عن تجنيد 9200 ممن بقي بالغوطة، أو انتقل إلى مراكز الإيواء، خلافا لاتفاق “جيش الإسلام” مع الروس، والقاضي بوقف التجنيد القسري من 6 إلى 10 أشهر ليتمكن خلالها الراغبون بالمغادرة من ذلك). في درعا؛ السيناريو نفسه. أقنع الروس، في الصيف الماضي، فصائل الجنوب بالدخول ضمن مناطق خفض التصعيد، في إطار تفاهم مع الولايات المتحدة وبوساطة أردنية، “لتسريع وتيرة المساعي للتوصل إلى حل سياسي في سوريا”، وعندما جاء دور درعا، أعلنت قاعدة حميميم “انتهاء فترة خفض التصعيد في جنوب سوريا”، كما خالفوا إعلان وزير خارجيتهم “ضرورة تواجد القوات السورية وحدها عند حدود البلاد الجنوبية” (28/5/2018)، بعد الإعلان عن المشاركة القتالية لميليشيات عراقية ولبنانية أو مجموعات تتبع إيران، ضمن تشكيلات جيش النظام السوري. المخادع لا يكون ضامناً، ولا وسيطاً، ولا تردعه سوى القوة. نفض اليد الأميركي من تفاهم الجنوب -غير معلوم الأسباب والنتائج بعد- هو الذي جرّأ الروس والنظام السوري، بينما قوة التواجد التركي في الشمال هو الذي يمنع الروس والنظام.. وتكالب الدول على الثورة السورية يذكر بالنداء الأول: “يا الله مالنا غيرك يا الله” شعاراً لفرجٍ.. طال انتظاره.

 

ضغط دولي لـ «وقف التصعيد» في الجنوب تتحداه دمشق وموسكو بيوم دموي في درعا

بيروت، لندن، موسكو، باريس، جنيف - ناجية الحصري، «الحياة»، أ ف ب | منذ ساعة في 29 يونيو 2018 /تحدّت دمشق وحليفتها موسكو أمس، النداءات الدولية الداعية إلى التزام اتفاق «خفض التصعيد» في الجنوب السوري، وكثّفتا الغارات على شرق درعا، ما تسبب في مجزرتين مروعتين راح ضحيتهما عشرات القتلى والجرحى، بالإضافة على تمديد العمليات العسكرية لتصل إلى ريف المدينة الغربي. جاء هذا التصعيد في وقت أُعلن عن زيارة يقوم بها وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي لموسكو الأربعاء المقبل، ستكون منطقة خفض التصعيد في صلبها (راجع ص 3 و5).

ورجح مصدر روسي مطلع أن تُحقق القمة المنتظرة بين الرئيسيْن الروسي فلاديمير بوتين والأميركي دونالد ترامب «اختراقاً في الملف السوري». وأوضح لـ «الحياة» أن «الجانبين متفقان على معظم تفاصيل الحل بالنسبة إلى مستقبل سورية... واشنطن ما زالت على موقفها في شأن تفويض موسكو تسوية للملف السوري شرط حل عقدة الوجود الإيراني»، وتراهن على «قدرة موسكو على إخراج الجانب الإيراني من سورية وضمان أمن إسرائيل، في مقابل عدم الحديث عن مصير رئيس النظام بشار الأسد».

وسُجل أمس استنفار دولي للضغط باتجاه لجم العنف والتزام «وقف التصعيد». واعتبرت مفوضة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني أن التصعيد في الجنوب «يشكل تهديداً لأمن دول الجوار، ومخاطرة تهدد المفاوضات السياسية تحت الرعاية الأممية». وقالت في بيان عقب محادثات مع المبعوث الأممي الخاص إلى سورية ستيفان دي ميستورا: «ناقشنا التصعيد المقلق للعنف في جنوب غربي سورية، الأمر الذي يؤدي إلى نزوح عشرات الآلاف، ويُشكل تهديداً لأمن الدول المجاورة، ومخاطرة من شأنها وضع عقبات إضافية في طريق المفاوضات السياسية».

وأوضح البيان أن دي ميستورا أطلع موغيريني على نتائج اجتماعاته الأخيرة مع ممثلي الدول الضامنة لمحادثات «آستانة» (روسيا وإيران وتركيا)، والعمل على تشكيل لجنة دستورية لاستئناف المفاوضات في جنيف. وأعربت موغيريني عن دعم الاتحاد الأوروبي القوي لهذه الجهود، وأملها في أن تتمكن الأطراف السورية من بدء مفاوضات سلام بمشاركة ممثلي المجتمع المدني.

ونبهت باريس إلى أن الهجوم على جنوب غرب سورية «يخاطر بزعزعة الاستقرار في المنطقة»، وحضت موسكو على «تنفيذ التعهدات التي قطعتها العام الماضي في ما يتعلق باتفاق خفض التصعيد».

في المقابل، ألقت روسيا على واشنطن مسؤولية «الفشل في ضمان وقف النار في الجنوب، وتنفيذ تعهداتها في إطار الاتفاق». وقالت الناطقة باسم خارجيتها ماريا زاخاروفا في مؤتمر صحافي: «على رغم الالتزامات، إلا أن شركاءنا فشلوا في ضمان عمل نظام وقف الأعمال القتالية من المعارضة المسلحة، وكذلك مواصلة محاربة الجماعات المتطرفة». وأوضحت أن «إرهابيي النصرة وداعش الذين لم يتم القضاء عليهم، يستفيدون من انعدام السلطة في الأراضي غير الخاضعة لسيطرة الحكومة، كما يقومون بتعزيز قدراتهم القتالية ويلجأون إلى الاستفزاز».

ميدانياً، عاشت محافظة درعا يوماً دموياً مع تكثيف النظام وحليفه الروسي، الغارات على المناطق الشرقية. ووسع النظام دائرة الأهداف لتشمل الريف الغربي، كما تمكن من السيطرة على مدينة ناحتة بعد نحو 10 أيام من القتال، ليوسع مناطق سيطرته في منطقة اللجاة.

ورصدت منظمة الدفاع المدني 871 غارة جوية روسية وسورية. وقالت منظمة «الخوذ البيض» إن إجمالي عدد القتلى منذ بداية الحملة «وصل إلى 109، منهم 21 طفلاً، و20 امرأة، و3 من طواقم الإسعاف».

الى ذلك، بدأ نازحون سوريون في لبنان بالعودة الى بلادهم أمس. ومن أصل 3000 نازح سوري في بلدة عرسال اللبنانية السورية سجلوا أسماءهم قبل أكثر من شهرين لدى الأمن العام اللبناني، عاد 294 منهم إلى القلمون الغربي بعد نيلهم الموافقة السورية على عودتهم في إطار برنامج المصالحة.

ولم تشمل الموافقة السورية أسماء كل أفراد عائلات نازحين، فتراجع هؤلاء عن العودة في انتظار الموافقة السورية على بقية أفراد العائلة. وقال رئيس بلدية عرسال باسل الحجيري لـ «الحياة» إن السلطات السورية أبلغت الجانب اللبناني «أنها تفضل عودة النازحين على دفعات».

 

روسيا تعلن سحب 1140 عسكرياً و13 طائرة من سوريا

موسكو/الشرق الأوسط/28 حزيران/18/قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم (الخميس)، إن موسكو سحبت 1140 عسكرياً و13 طائرة حربية من سوريا في الأيام القليلة الماضية. وأضاف خلال حفل أقيم لخريجي الكلية العسكرية في الكرملين: «كما تعلمون؛ بدأنا سحب قواتنا خلال زيارتي لقاعدة حميميم. الانسحاب مستمر الآن». وتابع: «في الأيام القليلة الماضية جرى سحب 13 طائرة حربية، و14 طائرة هليكوبتر، و1140 عسكرياً».

 

غارات كثيفة على درعا... وخروج مستشفيات من الخدمة/«يونيسيف» : الرعب لا يعرف حدوداً في سوريا

درعا - بيروت - لندن: «الشرق الأوسط»/28 حزيران/18/خرجت 3 مستشفيات من الخدمة منذ منتصف ليل الثلاثاء - الأربعاء جراء القصف الجوي العنيف لقوات النظام على محافظة درعا في جنوب البلاد في إطار حملة عسكرية مستمرة منذ أكثر من أسبوع ضد الفصائل المعارضة في المنطقة. وبدأت قوات النظام في 19 يونيو (حزيران) عملياتها العسكرية في محافظة درعا، انطلاقاً من ريفها الشرقي حيث حققت تقدماً ميدانياً تمكنت بموجبه من فصل مناطق سيطرة الفصائل في الريف الشرقي إلى جزأين، قبل أن توسّع نطاق عملياتها أول من أمس (الثلاثاء)، لتشمل مدينة درعا وريفها الغربي.

واستهدفت الطائرات الحربية السورية والروسية، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، مدينة درعا وريفيها الشرقي والغربي طوال الليل واستمر القصف حتى أمس (الأربعاء)، بالبراميل المتفجرة والصواريخ. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن، لوكالة الصحافة الفرنسية: «تسبب القصف الجوي منذ منتصف الليل في خروج 3 مستشفيات من الخدمة في ريف درعا الشرقي». واستهدفت غارات روسية محيط مستشفيى بلدة الجيزة صباحاً وبلدة المسيفرة بعد منتصف الليل، ما أدى إلى إصابتهما بأضرار أخرجهما من الخدمة، وفق عبد الرحمن، الذي أوضح أن طائرات مجهولة قصفت مستشفى بلدة صيدا ليلاً ليتوقف أيضاً عن العمل. وارتفع بذلك عدد المستشفيات التي خرجت من الخدمة في درعا منذ بدء التصعيد العسكري إلى خمسة، أحدها في بلدة بصرى الحرير التي سيطرت عليها قوات النظام ليل الاثنين، وفق المرصد. وتُشكل سوريا «المكان الأسوأ في التاريخ الحديث في ما يتعلق بالاعتداءات على القطاع الصحي» وفق ما قالت الأمم المتحدة في مايو (أيار) الماضي، مشيرةً إلى أن المنشآت الطبية المستهدفة في الأشهر الأربعة الأولى فقط من عام 2018 أكثر مما شهده عام 2017 بالكامل. وأدى القصف إلى المزيد من الضحايا، إذ وثّق المرصد مقتل «8 مدنيين بينهم 3 أطفال رضّع» جراء الغارات على ريف درعا الشرقي. وارتفعت بذلك حصيلة القتلى منذ التصعيد العسكري إلى 54 مدنياً. وتكتسب المنطقة الجنوبية من سوريا التي تضم إلى درعا محافظتي القنيطرة والسويداء خصوصيتها من أهمية موقعها الجغرافي الحدودي مع إسرائيل والأردن، عدا عن قربها من دمشق. وتسيطر الفصائل على 70% من درعا والقنيطرة، فيما تسيطر قوات النظام على محافظة السويداء المجاورة بشكل شبه كامل. وبدأت قوات النظام أول من أمس (الثلاثاء)، هجوماً على الأحياء الخاضعة لسيطرة الفصائل في مدينة درعا القريبة من الحدود الأردنية. وتدور اشتباكات عنيفة قرب قاعدة جوية في جنوب المدينة، تسعى قوات النظام للسيطرة عليها بهدف قطع الطريق بين مدينة درعا والحدود الأردنية، وبالتالي فصل مناطق سيطرة المعارضة في ريف درعا الغربي عن تلك الموجودة في ريفها الشرقي. وفي الريف الشرقي، تتواصل الاشتباكات العنيفة أيضاً بعدما حققت قوات النظام تقدماً خلال الأيام الماضية تمكنت بموجبه من فصل مناطق سيطرة الفصائل إلى قسمين شمالي وجنوبي.

وأفاد مراسل وكالة الصحافة الفرنسية عند أطراف مدينة درعا أمس (الأربعاء)، بسماع دويّ انفجارات طوال الليل من أحياء مدينة درعا وأخرى أقل وضوحاً ناتجة عن القصف في الريف الشرقي.

وقال أحمد أبازيد، ناشط إعلامي من بلدة الحراك لوكالة الصحافة الفرنسية: «لم يغادر الطيران السوري والروسي والبراميل المتفجرة الأجواء منذ أكثر من 72 ساعة».

وأضاف الشاب الذي نزح إلى منطقة زراعية قريبة من بلدته: «توجه الناس إلى الخطوط الخلفية للقرى الجنوبية من محافظة درعا مثل الجيزة وصيدا، لكن النظام عاد واستهدف هذه المناطق أيضاً». وتابع: «الناس لا يعرفون إلى أين عليهم الذهاب، الطيران يلاحقهم أينما كانوا».

وتسبب التصعيد الأخير في حركة نزوح واسعة في درعا، وفق الأمم المتحدة التي أفادت بفرار 45 ألف شخص خلال أسبوع. ويتوجه غالبية النازحين وفق الأمم المتحدة إلى المنطقة الحدودية مع الأردن، الذي أعلن عدم قدرته على استيعاب موجة لجوء جديدة. وأكد وزير خارجيته أيمن الصفدي، أول من أمس (الثلاثاء)، أن «حدودنا ستظل مغلقة ويمكن للأمم المتحدة تأمين السكان في بلدهم». ويستقبل الأردن نحو 650 ألف لاجئ سوري مسجلين لدى الأمم المتحدة، فيما تقدّر عمّان عددهم بنحو 1,3 مليون. وشددت منظمة العفو الدولية، الاثنين، على أنه «من واجب الأردن توفير الحماية للاجئين السوريين الفارين من الصراع والاضطهاد، والسماح لهم بدخول البلاد». ودعا المجلس النرويجي للاجئين في بيان أول من أمس (الثلاثاء)، الأردن «لضمان أن يجد النازحون ملجأ عبر الحدود». وقال المدير الإقليمي للمنظمة بالوكالة يوري سعد الله، إن «القتال يدفع بالناس أكثر وأكثر نحو الجنوب. وفي النهاية لن يكون لديهم مكان آخر يذهبون إليه». ويواجه النازحون وفق المنظمة نقصاً حاداً في الخبز والوقود في المناطق التي يلجأون إليها. كما «أن المباني العامة باتت مكتظة بالناس، ما يجبر البعض على النوم في العراء». من جهتها، قالت منظّمة الأمم المتحّدة للطفولة (يونيسيف) في بيان، أمس (الأربعاء): «لا يعرف الرعب حداً في سوريا، حيث علَق الأطفال مرة أخرى». وأضافت: «يحتاج الأطفال والعائلات إلى الغذاء والنظافة والعلاج والحماية. وينبغي السماح لأولئك الذين يرغبون في الفرار بالوصول إلى الملاذ الآمن».

 

نيوزويك: من هنا ستبدأ الحروب القادمة في الشرق الأوسط

ليبانون فايلز/الخميس 28 حزيران 2018 /نشرت مجلة "نيوزويك" تقريرا، تعلق فيه على تحذير تقرير لمجموعة الأزمات الدولية في بروكسل من اندلاع توتر في منطقتين في الشرق بالأوسط، كفيل بتوريط الدول الإقليمية والدولية فيهما. ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن تقرير المنظمة قدم قائمة من الشرارات التي قد تشعل المواجهة الأمريكية الإيرانية، التي قد تقود إلى مواجهة مباشرة أو غير مباشرة، أو إلى تصعيد إقليمي خطير، لافتا إلى أن هذه القائمة تضم تسع نقاط أخطرها في الشرق الأوسط وهوامشه. وقالت المجموعة في بيان أرسلته إلى "نيوزويك"، إنها ومنذ إعلانها عن المشروع عام 2017، فإن مخاطر المواجهة تشكل نقطتين وصلتا منعطفا حرجا، "في اليمن، حيث وصلت المعركة على ميناء الحديدة نقطة اللاعودة، فيما تتزايد غارات الحوثيين الباليستية على السعودية"، أما النقطة الثانية "فهي مرتفعات الجولان، التي تتواصل فيها العمليات والعمليات الانتقامية بين إسرائيل وإيران".

وتفيد المجلة بأن تقرير مجموعة الأزمات الدولية يشير إلى حروب الوكالة بين إيران والسعودية حليفة المنطقة، التي تشمل ساحات مثل لبنان، الذي دعمت فيه السعودية القوى السنية، مثل رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري، الذي اغتيل عام 2005، فيما أنشأ الحرس الثوري الإيراني حزب الله عام 1982.

ويلفت التقرير إلى أن السعودية تدعم في اليمن القوات الموالية للرئيس المنفي عبد ربه منصور هادي ضد الحوثيين، الذين تدعمهم إيران، مشيرا إلى أن السعودية والولايات المتحدة دعمت في سوريا القوات المعادية لنظام بشار الأسد، فيما قدمت إيران وروسيا الدعم للأخير. وتبين المجلة أن السعودية تحاول في العراق التأثير على الحكومة العراقية الجديدة، وتوسيع استثماراتها التي وعدت بها، في وقت تملك فيه إيران تأثيرا من خلال الأحزاب الموالية لها، والمليشيات التي مولتها ودربتها، بالإضافة إلى المصالح الثقافية والتجارية والدينية.

ويكشف التقرير عن أن المجموعة تضم قطر، التي تحاصرها السعودية والإمارات والبحرين ومصر؛ بزعم علاقتها مع إيران، فيما تقيم الدوحة معها علاقات بسبب تشاركهما في أكبر حقل للغاز الطبيعي في العالم. وتذكر المجلة أن السعودية دعمت في البحرين النظام الحاكم، وأرسلت قوات عسكرية لقمع انتفاضة عام 2011، فيما تنفي إيران اتهامات الحكومة بأنها تقف وراء الهجمات التي تنفذ ضد قوات الأمن. وينوه التقرير إلى أن الحرب في اليمن تسببت بأكبر كارثة إنسانية يشهدها العالم منذ الحرب العالمية الثانية، بحسب الأمم المتحدة، وكانت الحرب قد اندلعت في عام 2015، بعد سيطرة الحوثيين على العاصمة صنعاء، وإجبارهم الرئيس هادي على الفرار منها إلى السعودية، حيث ترى الرياض في الحوثيين جماعة وكيلة عن إيران. وتقول المجلة إنه في الوقت الذي يتحالف فيه الحوثيون سياسيا مع إيران، وينفون تلقيهم أسلحة من طهران، إلا أن الولايات المتحدة وإسرائيل دعمتا السعودية في اتهامها لطهران بتزويد الحوثيين بالصواريخ الباليستية التي تطلق باتجاه الأراضي السعودية. ويذهب التقرير إلى أن القصف الجوي السعودي المدمر لم يستطع كسر الجمود في المعركة وطرد الحوثيين من العاصمة، مشيرا إلى أن هذا الأمر قد يتغير بعد سيطرة التحالف الذي تقوده السعودية على مطار الحديدة. وتشير المجلة إلى أن مجموعة الأزمات الدولية تحذر من أن تقود المعركة على الميناء إلى إجراءات متشددة، منها التصعيد في صعدة، التي يزعم التحالف أنه أسر وقتل أعضاء من حزب الله اللبناني فيها، وفي باب المندب، حيث هدد الحوثيون باستهداف القوارب السعودية. وبحسب التقرير، فإن المجموعة ذكرت في تقريرها منطقة التنف في الجنوب السوري وقرب الحدود العراقية والأردنية، وكذلك المنطقة الواقعة شرقي نهر الفرات، على أنهما تشكلان خطرا، وإن كان خطرا معتدلا. وتختم "نيوزويك" تقريرها بالإشارة إلى أن القوات الأمريكية أقامت قاعدة عسكرية لتدريب حلفاء أمريكا السوريين، متحدية المطالب السورية والروسية بالخروج منها، وأقامت حولها منطقة عازلة، مساحتها 35 ميلا، ضد توغل القوات التابعة للنظام والمليشيات الموالية لإيران.

 

روحاني يبدي استعداده للتفاوض المباشر مع واشنطن/رفض تقديم استقالته أو تنحي حكومته... وثلث البرلمان يطالب بتغيير الفريق الاقتصادي... وبومبيو يتهم طهران بتبديد موارد الشعب على حروب إقليمية

لندن: عادل السالمي/الشرق الأوسط/28 حزيران/18/أبدى الرئيس الإيراني حسن روحاني، أمس، استعداداً إيرانياً لإجراء مفاوضات مع الولايات المتحدة «شرط حسن النوايا»، معلناً في الوقت نفسه رفض الضغوط الداخلية لتقديم استقالته أو تنحي حكومته. ووجه أكثر من ثلث نواب البرلمان رسالة إلى روحاني تطالبه بإجراء تعديلات في التشكيلة الحكومية وتغيير فريقه الاقتصادي نظراً إلى «سوء الأوضاع الاقتصادية»، فيما كشف مدير مكتب الرئيس الإيراني، محمود واعظي، عن تغييرات مرتقبة في تشكيلة الحكومة الإيرانية. وقال روحاني خلال مؤتمر لكبار المسؤولين التنفيذيين في طهران، إن جميع أعضاء حكومته سيواصلون العمل حتى آخر اللحظات، مطالباً الإيرانيين بتحمل المصاعب، وذلك غداة دعوة الحكومة الأميركية إلى وقف شراء النفط الإيراني. وصرح روحاني: «على خطأ مَن يعتقد أن الحكومة ستعلن الاستقالة أو تنسحب»، منتقداً الهجوم الذي تعرضت له حكومته من قبل خصومها الداخليين.

وتحدث روحاني عن 3 سيناريوهات أمام إيران بعد الانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي في الثامن من مايو (أيار) الماضي، وزعم أن سلوك إيران منذ إعلان ترمب خروج بلاده من الاتفاق مع إيران «أثار دهشة العالم»، مضيفاً أن طهران بمساعدة الدول الأوروبية وروسيا والصين «أحبطت السياسة الأميركية إزاء إيران». وقبل شرح السيناريوهات الإيرانية، قال روحاني إن طهران «لن تخضع للولايات المتحدة، وستحافظ على كرامتها الوطنية والتاريخية»، وفي الوقت ذاته أعرب عن استعدادٍ إيراني للحوار مع الولايات المتحدة الأميركية قائلاً: «مستعدون للحوار مع الذين ضغطوا علينا لسنوات»، إلا أنه رهن ذلك بـ«حسن نوايا» الجانب الأميركي. وعن أول سيناريو قال إنه «الاستسلام» و«هو ما يرفضه أي عاقل ووطني»، حسب الرئيس الإيراني. أما السيناريو الثاني فهو أن تقف إيران في وجه الولايات المتحدة الأميركية «على الرغم من وجود الخلافات الداخلية» التي تَجنَّب التوقف عندها، وهو السيناريو الذي حذّر من تبعاته على الاقتصاد والوحدة والثقافة الإيرانية، ورأى أنه «يجلب الفُرقة والشرخ بين الإيرانيين». وعن السيناريو الثالث قال: «ألا تستسلم إيران وتحافظ على كرامتها الوطنية والتاريخية وأن نُخضع أميركا في حرب العزائم»، وربط ذلك بأن «تقل التوقعات وأخذ الواقع بعين الاعتبار وأن يتعاون الجميع».

وكان وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، قال في بيان قبل خطاب روحاني بساعات إن «الحكومة الإيرانية تبدد موارد مواطنيها، سواء من خلال مغامراتها في سوريا أو دعمها لـ(حزب الله) وحركة حماس والحوثيين، أو طموحاتها في توسيع برنامجها النووي. ولن يحقق ذلك سوى المزيد من معاناة الشعب الإيراني. وكما قلت من قبل، إن استمرار الاحتجاجات في إيران لا ينبغي أن يفاجئ أحداً، فالشعب الإيراني يطالب قادته بمشاركته في ثروات البلاد والاستجابة لاحتياجاته المشروعة. ونحن نُدين أساليب الحكومة العقيمة المعتادة والمتمثلة في القمع وسجن المتظاهرين وعدم الاستجابة للإحباط الذي يشعر به الإيرانيون. لقد ملّ الشعب الإيراني من الفساد والظلم وعدم كفاءة قادته. والعالم يستمع إلى صوته».

وعلى صعيد الأزمة الاقتصادية قال روحاني في إشارة إلى احتجاجات السوق إن «الحكومة تقف إلى جانب السوق»، ووعد بأن تصارح حكومته الإيرانيين بالخطوات التي تتخذها على الصعيد الاقتصادي. وتابع: «إذا كنتم تعتقدون أن بإمكاننا أن ندير الأمور بالأساليب السابقة فأنتم على خطأ». ومن بين الإجراءات أعلن عن زيادة ساعة إلى عدد ساعات موظفي الحكومة. وأفادت وكالة الصحافة الفرنسية نقلاً عن مواقع إيرانية أن 187 نائباً من أصل 290 وجهوا الرسالة التي أعدها رئيس لجنة الاقتصاد محمد رضا بور إبراهيمي، ورئيس لجنة التخطيط والميزانية غلام رضا تاجغردون. ويمنح الدستور، مجلس الشورى سلطة إقالة الوزراء أو الإعلان بأغلبية ثلثي الأصوات عن «عجز» رئيس الجمهورية، الأمر الذي يفتح الطريق أمام عزله من قبل المرشد الإيراني.

ويتعرض روحاني لانتقادات شديدة اللهجة منذ أسابيع من قبل المحافظين الذين يُدينون سياسته في الانفتاح على الغرب ويتهمونه بجر الاقتصاد إلى الهاوية. ونقل موقع «رجا نيوز» الإخباري القريب من الرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد، الاثنين، عن النائب نصر الله بيجمان فر قوله إنه «سيكون من مصلحة البلاد عزل الرئيس» إذا قررت الحكومة مواصلة النهج الاقتصادي نفسه. ولوح النائب المحافظ المتشدد أمير خجسته، بالتهديد نفسه في ذلك اليوم، وفقاً لوكالة «فارس» التابعة لـ«الحرس الثوري».

وقال النائب المحافظ حسين علي حاجي دليغاني، في تصريح لصحيفة «اعتماد أونلاين»، إن «هناك تحركاً من أجل طرح الثقة بالرئيس الإيراني»، مضيفاً أن النواب سيتوجهون الأسبوع المقبل للتوقيع على طلب لطرح الثقة بأهلية الرئيس الإيراني.

ودعا هؤلاء روحاني إلى التحرك «بشكل عاجل من أجل إحداث تغيير في قيادة الفريق الاقتصادي» بهدف جعله يتحلى «بالديناميكية» و«يفهم» الوضع الاقتصادي قبل أن يتخذ مجلس الشورى قراراً بهذا الشأن. وقال النواب إن الفريق الاقتصادي في الحكومة الإيرانية يمر بأوضاع «سيئة» و«لا يملك الإمكانات المطلوبة». بدوره، أعلن مدير مكتب الرئيس الإيراني، محمود واعظي، عقب اجتماع الحكومة الإيرانية، أن تشكيلة الحكومة ستشهد تغييراً بخروج بعض الوزراء، رافضاً الكشف عن أسماء الوزراء المرشحين للإقالة.

وقال واعظي في تصريحات للصحافيين، إن «روحاني صاحب القرار في هذا المجال». وأضاف: «ستكون لدينا تغييرات في التشكيلة الحكومة بهدف الحيوية، وذلك في يد الرئيس، لكني لا أعرف متى يحدث ذلك»، حسب ما نقلت عنه وكالات أنباء إيرانية.

وصرح المسؤول الإيراني بأن روحاني طلب من وزرائه التحدث إلى الإيرانيين، لافتاً إلى أن روحاني سيوجه، اليوم، كلمة إلى الإيرانيين في هذا الصدد.

ومن المفترض أن يزور الرئيس الإيراني في الأيام القليلة المقبلة، سويسرا والنمسا، لبحث تداعيات الانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي وموقف الدول الأوروبية من العقوبات الأميركية.

وتواجه الحكومة استياءً متزايداً جراء الاضطرابات الاقتصادية التي تشهدها البلاد، إذ يسجل الريال الإيراني منذ أشهر تراجعاً في السوق الموازية منذ أن انسحب الرئيس الأميركي دونالد ترمب في مايو الماضي من الاتفاق الدولي حول البرنامج النووي الإيراني والموقّع في عام 2015، وأعلن تشديد العقوبات الاقتصادية على إيران. في غضون ذلك، اتهم النائب عن كتلة الأمل الإصلاحية عبد الرضا هاشم زايي، روسيا والصين بـ«الترحيب بالعقوبات الأميركية المفروضة على إيران» وفقاً لوكالة «إيلنا».

وفي شأن متصل، حذّر النائب بهروز بنيادي خلال خطاب في البرلمان، أمس، من مخاطر «سقوط» إيران، منتقداً تقارب إيران من سوريا وروسيا قائلاً: «اليوم نشاهد أن بشار الأسد يعزف على وتر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أكثر من أي وقت مضى»، متهماً الأسد بـ«التنكر» لوجود القوات الإيرانية وقتلى إيران في سوريا، وقال: «ليس من المستبعد أن يقوم هذان السياسيان بالتضحية بنا من أجل المصالح مع بنيامين نتنياهو ودونالد ترمب». ونقلت عنه وكالة الأنباء الرسمية «إيرنا» قوله: «استيراد أغلب السلع، وخروج العملة من حصار قوى مثل روسيا والصين، وحصيلة الربح مقابل الخسارة، وزيادة الفقر والمأساة، وتراجع الثقة لدى الرأي العالم... كل ذلك يتطلب أن يتغير التفكير في البلد من العسكري إلى الاقتصادي السياسي حتى يتحقق لنا في السياسة الخارجية معنى الربح مقابل الربح».

 

المرشد الإيراني يدعو القضاء إلى ملاحقة «المخلين بالأمن الاقتصادي»

لندن/الشرق الأوسط/28 حزيران/18/أنهى المرشد الإيراني علي خامنئي، أمس، صمته إزاء الاحتجاجات بعد 4 أيام على انطلاقها في أسواق طهران ضد تراجع العملة الإيرانية وموجة الغلاء، ودعا القضاء إلى معاقبة «المخلين بالأمن الاقتصادي» فيما ازدادت الضغوط، مشيرا إلى وجود فساد في أجهزة السلطة الإيرانية.

وقال خامنئي لدى استقباله كبار المسؤولين في القضاء الإيراني، أمس، إن «مكافحة الفساد» من واجبات الجهاز القضائي الإيراني لضمان أمن المجال الاقتصادي. وفي الاتجاه نفسه طالب القضاء بالتعاون مع الحكومة لحل المشكلات الاقتصادية. جاء ذلك غداة تهديدات وردت على لسان رئيس القضاء صادق لاريجاني بإصدار أحكام قاسية ضد «المخلين بالوضع الاقتصادي»، وتشمل الإعدام وأحكاما بالسجن 20 عاما. وكانت صحيفة «جوان» التابعة لـ«الحرس الثوري» اقتبست عنوانها الرئيسي أمس من تأكيد رئيس القضاء على أحكام الإعدام، وكانت صحيفة «كيهان» الرسمية طالبت في عددها الصادر يوم الاثنين الماضي بالإعدام ضد من وصفتهم بـ«الإرهابيين الاقتصاديين». وأشار خامنئي على ضرورة دخول القضاء على خط «مكافحة الفساد» بوضوح وتأثير ونشاط. وفي حين نفى أن يكون الفساد «عامّاً» في إيران، أشار إلى وجود الفساد في بعض أجهزة السلطة.

ووجه خامنئي تحذيرات إلى القضاء الإيراني من عدم أداء واجباته التي وصفها بأنها «حساسة للغاية»، وقال في هذا الصدد: «لن تنال السلطة رضا الشعب إذا لم يقم الجهاز القضائي بواجبه جيدا وإنهاء الخلافات والنزاعات ومعاقبة الخارجين عن القانون، وإذا أدى مهامه بنقص وبسوء فسيكون سبباً في استياء الشعب من السلطة». وقال خامنئي: «يجب أن يكون القضاء نموذج العدالة وملجأ الشعب، وأن يطمئن الناس بأن أي ظلم وتجاوز قانوني، سيكون التعويض عنه عند القضاء». وخلال الشهور الماضية شهدت إيران خلافات كبيرة بين القضاء وعدة أطراف؛ من بينها إدارة روحاني وتيار الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد الذي وجه عدة رسائل مفتوحة إلى المرشد الإيراني، وقال فيها إن القضاء «أصبح رمزا للظلم في إيران». وشدد خامنئي على ضرورة تغيير الجهاز القضائي في إيران عبر تحديد معايير دقيقة، مؤكدا أن «التحول التدريجي غير ممكن ويجب أن يكون سريعا». وعزا مطالبته بالتسريع في تغيير القضاء إلى الحفاظ على ثقة الرأي العام. كما أشار إلى أهمية القيام بخطوات «عملية ودعائية» في بناء الثقة مع الرأي العام، والتي عدها خامنئي من الواجبات الأساسية للقضاء الإيراني، قبل أن يتهم من وصفهم بالأعداء الخارجيين والمغفلين في الداخل بشن ضغوط دعائية وإعلامية ضد القضاء الإيراني.

وقال خامنئي إن «إقناع الرأي العام يأتي عبر تعامل الجهاز القضائي مع رموز الفساد»، وأضاف: «عندما يحاكم المفسد ويعاقب، يجب إعلان ذلك بطريقة فنية للناس حتى يشعروا بصحة أدائكم وتتحول التهديدات إلى فرص». في الاتجاه نفسه، أوصى القضاء بتكوين فريق إعلامي لمواجهة و«تنفيذ أعمال إعلامية تنال إعجاب المخاطبين». يأتي ذلك في حين ينشط الجهاز القضائي عبر وكالة «ميزان» التي تقترب في سياستها الإعلامية من وسائل إعلام «الحرس الثوري» والتيار المحافظ والمواقع المقربة من مكتب خامنئي.

واندلعت احتجاجات في طهران ومدن أصغر يومي الاثنين والثلاثاء الماضيين؛ حيث اشتكى التجار من الانخفاض الحاد في قيمة العملة. وأظهرت مقاطع مصورة على مواقع التواصل الاجتماعي الشرطة وهي تطلق الغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجين في طهران. في سياق متصل، تراجع مستشار المرشد الإيراني للشؤون العسكرية والقيادي في «الحرس الثوري» اللواء رحيم صفوي عن تصريحات سابقة حول الحكومة الإيرانية، متهما وسائل الإعلام بنقل «ناقص ومقلوب» لتصريحاته. ونقلت «رويترز» عن وكالة أنباء «فارس» التابعة لـ«الحرس الثوري» أن صفوي دعا الإيرانيين إلى مساعدة الحكومة في التغلب على المشكلات الاقتصادية. وقال صفوي الأحد الماضي في خطاب دافع فيه عن دور «الحرس الثوري» إنه في «بعض المرات إذا لم توجد حكومة، فستكون إدارة البلد أفضل». وكان مسؤول كبير بوزارة الخارجية الأميركية قال أول من أمس إن واشنطن أبلغت حلفاءها بوقف واردات النفط الإيراني. وذكرت الوكالة نقلا عن صفوي أنه «من واجبنا جميعا أن نعمل معا لمساعدة حكومتنا الموقرة وبقية الفروع الحكومية في حل المشكلات الاقتصادية»، مضيفا أنه «يجب أن نحبط خطط العدو للحرب الاقتصادية والعمليات النفسية». وجاء موقف صفوي في وقت دعت فيه أطراف سياسية إيرانية الرئيس حسن روحاني إلى تقديم استقالته من منصبه. وقال المتحدث باسم الحكومة محمد رضا نوبخت ردا على تصريحات صفوي المثيرة للجدل إنه «عبّر عن رأيه الشخصي»، مضيفا أنه «لم يعبّر عن رأي رسمي يمثل الجهاز الرسمي، وهو ما يظهر حرية التعبير في البلاد».

 

ميركل ترى أن قضية الهجرة مصيرية للاتحاد الأوروبي

برلين/الشرق الأوسط/28 حزيران/18/أقرت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بأن الخلاف داخل الاتحاد الأوروبي بشأن السياسة الواجب تبنيها حيال أزمة اللاجئين يمكن أن يباعد بين الدول الأعضاء بالاتحاد قائلة في بيانها الحكومي أمام أعضاء البرلمان اليوم الخميس: «تواجه أوروبا الكثير من التحديات ولكن تحدي الهجرة ربما أصبح قضية مصيرية بالنسبة للاتحاد الأوروبي». ومن المقرر أن تسافر ميركل عقب بيانها الحكومي إلى بروكسل لحضور القمة الأوروبية التي تستمر يومين اعتبارا من اليوم الخميس. ولم يحضر وزير الداخلية الألماني هورست زيهوفر، رئيس الحزب المسيحي الاجتماعي في ولاية بافاريا، الذي يتبنى رأيا مخالفا لميركل فيما يتعلق بكيفية التعامل مع اللاجئين القادمين من دول أوروبية أخرى إلى ألمانيا حيث يصر زيهوفر على إعادة هؤلاء إلى الدول التي سجلوا أنفسهم فيها أول مرة في حين ترى ميركل ضرورة أن يكون ذلك بالتنسيق مع هذه الدول. وأعلن الحزب البافاري استعداده للتخلي عن هذا الإجراء الذي يهدف للحد من تدفق اللاجئين لألمانيا شريطة أن تتوصل ميركل لاتفاق أوروبي بشأن سياسة اللاجئين يصب في النهاية في الهدف نفسه، إعادة اللاجئين إلى الدول الأوروبي التي جاءوا منها. وفي الوقت ذاته خفضت ميركل سقف التوقعات المعلقة على لقاء القمة، قائلة إن دول الاتحاد الأوروبي ليست مستعدة حتى الآن للاتفاق على نظام أوروبي مشترك للاجئين مما جعلها تسعى حاليا لتشكيل «حلف الراغبين». وفي سياق ذي صلة اتهم كريستيان ليندنر، رئيس الحزب الديمقراطي الحر في ألمانيا، رئيس حكومة بافاريا بأنه «يحتجز بلدا بأكملها، قارة بأكملها، كرهينة» من أجل معركته الانتخابية في ولاية بافاريا. وقال ليندنر في تصريح لمجلة شترن نشرته المجلة اليوم الخميس إن ماركوس زودر يقدم نفسه «وكأنه مراهق شقي في مدرسة». كما اتهم رئيس ليبرالي ألمانيا الحزب المسيحي الاجتماعي في بافاريا بأنه يخالف اتفاقية اللاجئين التي اعتمدها التحالف المسيحي الديمقراطي والحزب الاشتراكي الديمقراطي ويجعل «المستشارة أنجيلا ميركل وبلدنا قابلة للابتزاز في أوروبا». يشار إلى أن هناك انتخابات محلية في ولاية بافاريا في أكتوبر (تشرين الأول) المقبل وأن الحزب المسيحي الاجتماعي في هذه الولاية مهدد بفقدان أغلبيته المطلقة التي احتفظ بها هناك على مدى عقود.

 

واشنطن تطمئن سيول وتؤكد التزامها «الصلب» بأمنها وماتيس أعلن الإبقاء على حجم القوات الأميركية في كوريا الجنوبية

سيول/الشرق الأوسط/28 حزيران/18/أكد وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس لكوريا الجنوبية اليوم (الخميس)، التزام بلاده «الصلب» بأمنها بما في ذلك الحفاظ على حجم القوات الأميركية الحالي، حتى مع سعي الدبلوماسيين إلى التوصل لاتفاق مع كوريا الشمالية بشأن نزع سلاحها النووي. ودافع ماتيس أيضا، خلال زيارة قصيرة إلى سيول، عن قرار الرئيس دونالد ترمب هذا الشهر بوقف التدريبات الحربية مع كوريا الجنوبية، والذي أدى إلى تعليق تدريبات (فريدام غارديان) المقبلة. وقال ماتيس الذي كان واقفا إلى جوار نظيره الكوري الجنوبي سونغ يونغ - مو: «القرار الأخير بوقف تدريبات فريدام غارديان يزيد الفرصة أمام دبلوماسيينا للتفاوض كما يزيد احتمالات التوصل لتسوية سلمية للوضع في شبه الجزيرة الكورية».

 

مادورو: نائب الرئيس الأميركي أفعى سامة

كراكاس/الشرق الأوسط/28 حزيران/18/وصف الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، مايك بنس نائب الرئيس الأميركي بأنه "أفعى سامة"، وتعهد بدحر محاولات واشنطن للإطاحة به من السلطة. ويسعى بنس الذي وصل إلى الإكوادور يوم أمس (الأربعاء) في إطار جولة في أميركا الجنوبية لزيادة الضغط الإقليمي على فنزويلا في أعقاب إعادة انتخاب مادورو في مايو (أيار) في انتخابات قالت الولايات المتحدة إنها زورت. وقال الزعيم الاشتراكي في خطاب تلفزيوني: "في كل مرة يفتح فيها الأفعى السامة مايك بنس فمه أشعر بأنني أقوى.. لقد هزمناك وسنهزمك أينما تكون". ويصر مادورو على أن الولايات المتحدة تسعى للإطاحة بحكومته من أجل السيطرة على ثروات البلاد النفطية والمعدنية ويتهم واشنطن بقيادة "حرب اقتصادية" ضد بلاده.

 

إلقاء القبض على مجموعة يمينية متطرفة كانت تخطط لاستهداف مسلمين في فرنسا

باريس: ميشال أبو نجم/الشرق الأوسط/28 حزيران/18/في السنوات الثلاث الأخيرة، درجت المديرية العامة للأمن الوطني (الاستخبارات الداخلية) الفرنسية، على الاهتمام حصرياً بالإرهاب المرتبط بالاتجاهات الراديكالية الإسلامية، ربطاً بالعمليات التي شهدتها فرنسا منذ بداية عام 2018؛ لكن نهاية الأسبوع المنصرم، تغيرت الأمور، وبيّنت عملية القبض على تسعة رجال وامرأة في أربع مناطق فرنسية مختلفة، أن هناك إرهاباً فرنسياً، وأن المستهدفين هم من المسلمين، الأمر الذي دفع المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية إلى توجيه رسالة تحذيرية لوزير الداخلية، يعبر فيها عن خشيته من استهداف المساجد وأماكن الصلاة في فرنسا، البالغ عددها نحو 2500 موقع، أو الاعتداء على المصالح الإسلامية بشكل عام. المعتقلون الذين يحق للقضاء الفرنسي احتجازهم لـ96 ساعة متواصلة قبل أن يقدموا إلى قاضي تحقيق أو إخلاء سبيلهم، أوقفوا ليل السبت - الأحد في المنطقة الباريسية، وفي جزيرة كورسيكا، وفي غرب فرنسا، وتتراوح أعمارهم ما بين 32 و69 عاماً.ورغم أنها ليست المرة الأولى التي تستهدف فيها أماكن عبادة أو مصالح تابعة لمسلمين، فإن الجديد هذه المرة وجود مجموعة منظمة لها رأس مدبر ونشاطات وتحضيرات لأعمال إرهابية. كذلك، فإن لها موقعاً إلكترونياً تبث عبره دعايتها السياسية.

وعثرت المخابرات في حوزة المعتقلين العشرة على كثير من الأسلحة (بنادق ومسدسات) وقنابل بدائية وسكاكين وخناجر. كذلك، فإن أفراد الخلية كانوا يتدربون على الرماية في نوادٍ متخصصة، وعمدوا إلى تحضير مخابئ للسلاح والمواد الغذائية تحسباً لمعركة قادمة.

هؤلاء الأفراد الذين يسمون أنسفهم «مجموعة عمل القوات الميدانية» كانوا يعتبرون أن فرنسا في حالة حرب. ولعل أفضل دليل على ذلك ما ورد على موقعهم على شبكة الإنترنت، بتوقيع زعيمهم المدعو «غي أس» والذي يسمي نفسه «الكابتن» (وهو عسكري سابق خدم كما يقول 15 عاماً في صفوف الجيش الفرنسي). وقال في مقطع معبر: «نحن في حالة حرب ضد عدو منغرس على أرضنا، ولقد تركناه بسذاجة يأتي إلينا ليأخذ منحى راديكالياً ويتلقى دعماً دينياً ومالياً كثيفاً». وهذا الرجل كان ينتمي إلى جهاز الشرطة وكان - وفق ما جاء في صحيفة «لو فيغارو» أول من أمس - مقرباً من «الجبهة الوطنية» (اليمين المتطرف) التي تحول اسمها مؤخراً إلى «التجمع الوطني». ويبدو بيّناً أن هذا الرجل كان «محرك» المجموعة التي انضم إليها متقاعدون من موظفين سابقين، وبينهم عسكري سابق وامرأة. وما يجمع بينهم، رغم تفرقهم الجغرافي على الأراضي الفرنسية، آيديولوجية يمينية عنصرية معادية للإسلام، الذي يعتبرونه «استعمر» فرنسا. ولذا، فإن المجموعة قسمتها إلى مناطق بألوان مختلفة: المنطقة الحمراء التي أصبحت تحت سيطرة «العدو» وهو يحاول أن يطبق فيها الشريعة الإسلامية، والمنطقة البرتقالية التي تحاذي الأولى ويتعين الدفاع عنها في إطار «حرب فرنسا» وفيها توجد مقار الشرطة والدرك والمستشفيات والمواقع الحساسة الأخرى. وأخيراً هناك المنطقة الزرقاء التي ما زالت في أيدي «الأوفياء» بعيدة عن النفوذ الإسلامي. ولاكتمال الصورة، فإن الموقع ينشر صوراً تذكر بـ«نهاية العالم»، وإحداها صورة لبرج إيفل الشهير في باريس، وتظهر فيها ما يشبه المعارك مع أفق أسود ودخان يتصاعد ومقاتلون.

ولا تكتفي المجموعة بما سبق؛ بل إنها تدعو إلى تشكيل «مجموعات دفاعية» تضم «مواطنين - جنوداً متأهبين لخوض المعارك» وتحض على جمع كل ما يمكن أن يستخدم كسلاح إلى جانب البنادق الحربية والمسدسات، مثل بنادق الصيد والسكاكين والمطارق والرفوش والعصي. وإلى جانب التخابر عبر شبكات التواصل الاجتماعي وأحياناً المفتوحة، كان يحصل أن يجتمع أفراد المجموعة للنظر في تقدم مشروعاتهم. إلا أن الأجهزة الأمنية رغم تأكيدها أنها كانت تعد لاعتداءات، فإنها لم تصل إلى حد تعيين تواريخ محددة وأهداف بعينها.

ورأى بعض المراقبين أن هذه المجموعة تذكّر بـ«منظمة العمل السري» الإرهابية التي نشطت في الجزائر إبان حرب التحرير، من خلال الاغتيالات والتفجيرات التي قامت بها، ومنها محاولة اغتيال الرئيس الفرنسي الجنرال ديغول، لمنع الجزائر من الحصول على استقلالها. لم يكن أعضاء المجموعة معروفين لدى الأجهزة الأمنية، باستثناء اثنين منهما أوقفا سابقاً لأسباب لا علاقة لها بنشاطات إرهابية (مثل قيادة السيارة في حال من السكر وإطلاق تهديدات). وما سهل على الأجهزة المذكورة وضع اليد عليها هو اللجوء إلى الرقابة الإلكترونية على مواقع التواصل الاجتماعي. وفهم من تسريبات هذه الأجهزة أن مشروعات المجموعة الإرهابية كانت تتناول مهاجمة «إسلاميين راديكاليين وأئمة أو نساء مسلمات». إزاء هذا التهديدات الجدية، عمد المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية إلى توجيه رسالة إلى وزير الداخلية الذي هو في الوقت ذاته وزير شؤون العبادة، للفت النظر للتهديدات التي تمثلها هذه المجموعة وكل المجموعات الراديكالية اليمينية المتطرفة، التي تنمو على آيديولوجية كره الأجانب والإسلام والعرب.

 

عباس كامل رئيساً للاستخبارات العامة المصرية

القاهرة – «الحياة» | منذ ساعة في 29 يونيو 2018 /عين الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي اللواء عباس كامل رئيساً لجهاز الاستخبارات العامة. وأدى كامل اليمين الدستورية أمام السيسي رئيساً للاستخبارات، ووكيل الجهاز ناصر فهمي نائباً لرئيس الاستخبارات. واللواء كامل أحد المقربين من السيسي، إذ تولى إدارة مكتبه منذ كان مديراً للاستخبارات الحربية ثم وزيراً للدفاع فرئيساً للجمهورية. وكُلف كامل بتسيير أعمال الجهاز منذ كانون الثاني (يناير) الماضي، خلفاً للواء خالد فوزي رئيس الاستخبارات السابق. وشارك كامل خلال توليه الرئاسة الموقتة للجهاز في إدارة ملفات حيوية أهمها ملف «سد النهضة» الإثيوبي، إذ حضر المحادثات التساعية لرؤساء جهاز الاستخبارات ووزراء الخارجية والري في مصر والسودان وإثيوبيا. كما لعب دوراً بارزاً في تقديم تسهيلات لقطاع غزة منها فتح معبر رفح الحدودي لمدة شهر للمرة الأولى منذ سنوات. وجهاز الاستخبارات العامة واحد من أهم الأجهزة السيادية في مصر، ويتبع مباشرة لرئاسة الجمهورية، ويعد كامل الرئيس الثامن عشر للجهاز منذ تأسيسه عام 1954. وقال الناطق باسم الرئاسة السفير بسام راضي: «إن السيسي وجه اللواء عباس كامل ونائبه اللواء ناصر فهمي بمواصلة العمل باجتهاد وتفانٍ لحماية مصر وأمنها القومي من الأخطار التي تحيق بها، مشيداً في اجتماع معهما عقب حلف اليمين الدستورية بالجهود الدؤوبة التي يبذلها رجال الاستخبارات العامة، في ضوء التحديات التي تواجه مصر في المرحلة الحالية والتطورات المختلفة التي تشهدها المنطقة وانعكاساتها على الأمن القومي المصري. وشهد السيسي أداء اليمين الدستورية للمستشارة أماني محمد الرافعي رئيساً لهيئة النيابة الإدارية. وأعرب في اجتماع مع الرافعي عقب حلف اليمين عن تقديره «للدور المحوري الذي تقوم به المرأة المصرية في مختلف المجالات للنهوض بالدولة». وكان السيسي منح الرئيسة السابقة لهيئة النيابة الإدارية المستشارة فريال حميدة وسام الجمهورية من الطبقة الأولى.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

«زاح» باسيل وحَضَر عون: حصّة «القوّات» عليّ!

ملاك عقيل/جريدة الجمهورية/الجمعة 29 حزيران 2018

رغم محاولات «إنعاش» «تفاهم معراب» فإنّ كؤوس الشمبانيا التي رُفعت في 18 كانون الثاني 2016 تحوّلت تدريجاً فناجينَ قهوة في «التعازي» المفتوحة بتفاهمٍ شهد أولى نكساتِه في «توزيعة» الأحجام في حكومة العهد الأولى، مروراً بمطبّ استقالة الحريري و»ألغام» التعيينات وقانون الانتخاب وتحالفاته، وصولاً الى مشروع ولادة حكومة العهد الثانية! «شهودٌ» كثر في معراب، في ليلة «التفاهم» العاصفة، يشهدون على الاتّصالات الهاتفية المتكرِّرة التي أجراها رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» آنذاك ميشال عون بـ»عرّابَي» المصالحة المسيحية ملحم الرياشي وابراهيم كنعان سائلاً: «مِضي جبران»؟ (هل وقّع الاتّفاق؟). يومها وقبل أن يستقبل رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع «الجنرال» للمرة الأولى في معراب، كان الوزير جبران باسيل قد سبقه الى قلعة «الحكيم» ووقّع «ورقة التفاهم»، بشقّها المعلن، والآخر غير المعلن الذي يتضمّن «توزيعة» المغانم في حكومات العهد.

بالتأكيد، في اللحظة التي وقّع فيها باسيل الاتّفاق، كان عون المنتظر رئاسة تأخّرت عقوداً قد وضع رجله الأولى في بعبدا. لاحقاّ أدّى تخلّي الرئيس سعد الحريري عن خيار سليمان فرنجية لمصلحة «الجنرال»، وسط إمتعاضٍ سعوديّ وغضِّ نظرٍ أميركي، الى تكريس «الفتح» العوني لقصر بعبدا. ومع سير عون على السجادة الحمراء في 31 تشرين الأول من العام نفسه في اتّجاه مدخل القصر الرئاسي كان «تفاهم معراب» قد بدأ لتوّه لحظاتِ احتضاره الأولى.

يكابر الطرفان على واقع أنّ «التفاهم» صار ذكرى. «نعي» باسيل الاتّفاق، بشقه السياسي كما أوضح، وجد صداه بقوة في لقاء الخمسين دقيقة بين عون وموفد جعجع الوزير ملحم الرياشي.

ركّز كثيرون على تفصيل «تافه» حتى لو تضمّن رسالة رئاسية أضاء عليها إعلامُ القصر والإعلامُ البرتقالي من زاوية أنّ جلوسَ الرئيس خلف مكتبه عند استقباله الرياشي هو ردّ على المحاولة القواتية للفصل بين رئاسة الجمهورية ورئاسة «التيار الوطني الحر»، بين رأس الدولة ورأس «التيار» بهدف التطويق! أراد الإعلام الرسمي العوني القول إن «لا مجال للفصل». في ذلك، إعترافٌ هو الأوضح منذ جلوس عون على كرسي بعبدا بأنّ الرئاستين واحدة!

مع ذلك، فالتفصيل لم يحجب الأساس. سَرَد عون خلال اللقاء جميع مآخذ الرئاسة الأولى على «القوات»، وتقصّد سردَ الوقائع بالتفاصيل وصولاً الى أداء وزراء «القوات» واعتراضاتهم وموقف معراب من مناقصة البواخر والملفات المطروحة في مجلس الوزراء وأسلوب إدارة تعيين رئيس مجلس إدارة «تلفزيون لبنان»، ولم يوفّر الموقف القواتي من استقالة الحريري بما فُسِّر أنّ موقفهم مضاد للعهد أيضاً، وصولاً الى الطعن بمرسوم التجنيس، وقبل ذلك الموقف القواتي من قانون الموازنة والمادة 49 منه...

ضيف «الرئيس» ردّ على المآخذ ووصل الى حدّ المجاهرة بأنّ باسيل تعاطى مع «القوات» وكأنها ليست موجودة على خريطة «المصالحة المسيحية» وكأن لا اتّفاقاً سياسياً حصل بين الطرفين، مؤكّداً «أنّ سمير جعجع هو الداعم الأول للعهد وسيبقى كذلك وهو متمسّك بكل بنود الاتّفاق، مع العلم أنّ قبوله السير في ترشيحك للرئاسة أغضب الخارج ممّن كان يراهن على استحالة تبنّي معراب هذا الخيار».

وما لم تقله «القوات» حتى الآن لعون، قد يجد جعجع حرَجاً ديبلوماسيّاً في قوله أمام الرئيس عند اجتماعه به قريباً، خصوصاً في جوّ التهدئة الإعلامية، هو أنّ «جبران باسيل يواجه، قبل أيّ مكان آخر، معارضة من داخل بيته، ضمن الشارع العوني نفسه وداخل الحزب وداخل «القصر»، وهذا عامل ستكون له إرتدادات سلبيّة عليه في المستقبل، وأنّ باسيل، بأدائه، هو الراعي الرسمي لدفن «تفاهم معراب»، وربما على المدى الأبعد دفن «المصالحة المسيحية» في مهدها، وأنّ أيَّ ضربة قد توجَّه للعهد لن تكون إلّا نتاجَ عقليّة باسيل في السلطة عبر نسف التراكمات الإيجابية في العلاقة بين «التيار» و»القوات» وبين «التيار» وعدد من القوى السياسية الأخرى وعلى رأسها الرئيس نبيه بري والنائب السابق وليد جنبلاط، وصولاً الى تخريب مفاوضات التأليف الحكومي!

مناسبة هذا الكلام، إرتفاع المتاريس بين باسيل و»القوات» الى الحدّ الذي صار فيه التلاقي صعباً. باتت العلاقة من الند للند مع عون، على أن يكون الحريري الممرَّ الإلزامي للنقاش في المسودّة الحكومية، مع محاولة لتكريس تهدئة إعلامية الأرجح لن تدوم طويلاً.

صحيح أنّ جعجع يسلّم، بحكم الامر الواقع، بصعوبة الفصل بين رئيس الجمهورية ورئيس «التيار»، لكنه يتعاطى مرغماً مع واقعٍ يحاول كسرَه من خلال التركيز على مساوئه، في وقت تؤكّد «القوات»: «وقّعنا «تفاهم معراب» بالأصالة مع ميشال عون، وما يعنيه ميشال عون، وليس مع رئيس حزب «التيار» الطامح لرئاسة الجمهورية!». آخر الكلام «القواتي» في الموضوع الحكومي: «ليس هناك مِن عُرف في ما يتعلّق بنائب رئيس مجلس الوزراء وإلّا لما كان غسان حاصباني اليوم يشغل هذا الموقع. وإذا كان عون يعتبر أنّ هذا التعيين كان «لمرة واحدة»، فإنّ إتّفاق معراب نصّ على أنّ في حكومة من 30 وزيراً يتمثل رئيس الجمهور ية بثلاثة، لكنّ حصته في الحكومة الحالية إرتفعت الى خمسة، وبالتالي يجب العودة الى النص، والتنصّل من الاتّفاقات غير مقبول، مع العلم أنّ نتائج الانتخابات النيابية قد أنصفت حجمنا أصلاً». وأكثر من ذلك، تقول «القوات» إنّ «عدم وجود «فيتو» لدى قوى 8 آذار يسمح بمطالبتنا بحقيبة سيادية وأربع حقائب أخرى، وهو أمر يتفهّمه جيداً الرئيس الحريري». لكنّ مطّلعين يؤكدون أنّ «القوات» تسعى الى تكريس حضورها، إما بخمسة وزراء حتى لو طارت الوزارة السيادية من يدها، أو يمكن أن تقبل بثلاثة وزراء لكن مع حقائب سوبر دسمة، أو أربع وزارات... «هي مسألة عرض وطلب، تقول مصادر قواتية، والآن بدأ الكلام الجدّي مع تعويلنا على وعد الرئيس بـ «حرصه على تمثلينا بشكل منصف»!

 

تسوية 2016 بـ7 أرواح!

طوني عيسى/جريدة الجمهورية/الجمعة 29 حزيران 2018

هل صحيح أنّ الرئيس سعد الحريري «إنقلب» على التسوية كما يصرّ فريق 8 آذار على تصويره في الأيام الأخيرة؟ وهل سيكون الردُّ عليه بتصعيد موقف رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بحيث يرفض «في إطار صلاحيّاته الدستورية»، وإلى ما لا نهاية، كلَّ الصيَغ الحكومية التي يقدّمها إليه الرئيس المكلَّف بهدف إحراجه و... إخراجه؟ هناك مَن بدأ يتحدّث عن احتمال سقوط تسوية 2016، ويسأل: ماذا بقي منها أساساً ما دام بعض اللاعبين يعود إلى القواعد التي انطلق منها قبل التسوية:

الحريري يتقارب مجدّداً مع جعجع ويبتعد نسبياً عن عون و»التيار الوطني الحرّ»، وجعجع و»التيار» يتباعدان مجدّداً، وفريق 8 آذار يشنّ الحملات على الحريري وحلفائه متّهماً إيّاهم بالانخراط في «حملة سعودية - أميركية ضد المقاومة».

يقول البعض إنّ تسوية 2016 التي جاءت بعون إلى بعبدا والحريري إلى السراي الحكومي قامت على تسويتين فرعيّتين:

 1- إتّفاق الحريري مع «حزب الله» (بالواسطة) على تسليم حلفائه رئاسة الجمهورية والتعاون معهم في الحكومة، من دون فتح الملفات الساخنة كالسلاح والمشارَكة في القتال في سوريا وقرار الحرب والسلم.

2- «إتّفاق معراب» الذي رضخ فيه جعجع لخيار تسليم عون رئاسة الجمهورية، في مقابل «تعويض» في الحصص والحقائب الوزارية.

واليوم، هناك تدهورٌ في وضعيّة كل من الاتّفاقين. ولذلك، ليس مستغرَباً أن يتطوَّر المنحى السلبي تصاعدياً حتى تسقط التسوية تماماً، وتنشأ قواعد تسوية جديدة قوامها أركان جدُد للسلطة، ويتمّ خلالها إضعافُ الثنائي الحريري - جعجع (14 آذار) وتجري الاستعانة ببديل لرئاسة الحكومة.

القريبون من الرئيس المكلّف يقولون إنّ هناك إمعاناً مقصوداً من جانب قوى 8 آذار في تصوير الجوانب السلبية بهدف ممارسة الضغوط، فيما حقيقة الأمور ليست بهذا السوء. فالتكليفُ لا يزال في شهره الثاني، وهذا طبيعي في بلدٍ كلبنان. وفي العادة، يستغرق التأليفُ أشهراً، ولم يكن أحد يتحدث عن مأزق، في الشهر الثاني، مثلما يتحدثون اليوم!

ويضيف القريبون من الحريري: لماذا يستعجلون التأليف إلى هذا الحدّ ويُظهِرون الحرص على ولادة الحكومة باكراً، فيما هم لا يتواضعون ولا يقدّمون الحدّ الأدنى من التنازلات في سبيل ذلك؟ وأساساً هم استمرّوا في تكريس فراغ رئاسي على مدى نحو عامين ونصف عام من دون أن يرفّ لهم جفن. ويبدو اليوم أنّ وراء الأكمة ما وراءها...

ويعتقد المتابعون لمجريات التأليف أنّ هناك تصعيداً مقصوداً من الجانبين: الحريري يرفع السقفَ لإفهام القوى العربية والدولية أنه لم يهمل حلفاءَه الآذاريين ولم يتهاون مع «حزب الله». كما أنّ «الحزب»، من خلال عون و»التيار»، يريد أن يرسمَ له الضوابط. لكنّ هؤلاء المتابعين يُبدون تفاؤلاً في نهاية سعيدة للأزمة. ويقول أحد المعنيّين بالاتّصالات الجارية: «التسوية التي أُبرِمت في نهايات 2016 ليست عرضةً للموت حالياً. إنها بـ7 أرواح»، ويعدّد «الأرواح» ممازِحاً:

1 - روح التسوية عند الحريري الذي إذا خرج اليوم من الحُكم خسر كل ما حقّقه منذ عودته إلى لبنان، حتى على مستوى الزعامة السنّية وقيادة تيار»المستقبل».

2 - روح التسوية لدى عون والوزير جبران باسيل اللذين لن يجدا سنّياً أكثرَ ليونة في التعاطي معهما من الحريري، حتى في صفوف 8 آذار.

3 - روح التسوية عند الثنائي الشيعي الذي يريد من خلال الحريري استيعابَ الخصوم و»تذويبهم» في المسار المطلوب.

4 - روح التسوية عند الدكتور سمير جعجع الذي يحقّق أوسعَ تمثيل في الحكومة والمجلس النيابي.

5 - روح الاحتماء بالتسوية لدى وليد جنبلاط.

6 - روح التسوية لدى المملكة العربية السعودية التي لا ترى بديلاً منها لربط النزاع بينها وبين إيران على الساحة اللبنانية.

7 - روح التسوية لدى إيران بهدف إمرار التحدّيات التي ستكون أكثرَ شراسةً ضدها في لبنان وسائر الشرق الأوسط، خلال المرحلة المقبلة.

وهكذا، تتمتع التسوية بحظّ العيش حتى انتهاء ولاية عون… إلّا إذا وقعت مفاجآتٌ انقلابية على المستوى الإقليمي من شأنها ضرب أحد القطبين الإقليميَّين، إيران والسعودية، وهذا أمرٌ مستبعَدٌ جداً. والأرجح أنّ الخيارات الإقليمية التي يسعى الأميركيون والإسرائيليون إلى تنفيذها تأخذ في الاعتبار مكاناً مميَّزاً للمملكة في صوغ مستقبل المنطقة سياسياً واقتصادياً. كما أنّ أحداً لن يكون قادراً على «مسح» الدور الإيراني نهائياً في الشرق الأوسط. والتحدّيات بين طهران وواشنطن قد تنتهي بتقليم أظافر الجمهورية الإسلامية في سوريا والعراق ولبنان وفلسطين.

وكذلك ستؤدّي المساومة بين إيران وروسيا إلى رسم حدود للإيرانيين في سوريا، ما يؤدّي إلى زوال «فائض النفوذ». لكنّ حضور طهران الإقليمي محفوظٌ بالحدّ الأدنى من خلال حلفائها الأقوياء من بغداد الى دمشق فبيروت.

ولذلك، يجزم العالمون بأن لا خوفَ على التسوية التي تمّت في نهايات 2016، ولا على التزام المعنيّين بها. وتالياً، إنّ موجة التنافر التي تضرب اليوم ملفّ التأليف الحكومة ستنحسر. وقد تستمرّ المماطلة لبعض الوقت، ريثما تنضج بعض المعطيات السياسية المنتظرة، لكنّ الجميعَ مدركٌ طريقه وواثقٌ من نفسه… ومن خصومه أيضاً!

 

إعدام... مع وقف التنفيذ

نبيل هيثم/جريدة الجمهورية/الجمعة 29 حزيران 2018

هل ثمة إمكانية لإعادة إنعاش «تفاهم معراب»؟ سؤال تفرضه الوقائع التي أحاطت بهذا التفاهم منذ ولادته، وتفاعلت في الفترة الاخيرة الى حد أصابت هذا التفاهم بما يشبه هزّة سياسية عنيفة دفعت به الى منصّة الإعدام، بحيث اصبح ميتاً، ولكن مع وقف التنفيذ في انتظار إعلان النعي الرسمي!

الجواب البديهي انّ هذه الإمكانية صعبة وانّ ماكينة «اللّحم» لم تعد متوافرة بعدما انكسرت ما سمّيت «قاعدة الثقة» التي قام عليها، وتبيّن سريعاً انها لا تقوم على أسس صلبة.

وصعوبة إعادة الانعاش، هي قناعة راسخة ليس فقط لدى المراقبين الذين واكبوا العلاقة الخريفية التي حكمت الطرفين ما بعد انطلاقة عهد الرئيس ميشال عون وتشكيل حكومة العهد الاولى، وأدّت الى تساقط الاوراق الواحدة تلو الاخرى عن شجرة التفاهم، التي يبدو انها عانت الجفاف ولم تُروَ جيداً. بل هي قناعة راسخة اكثر لدى طرفي التفاهم قبل كل الآخرين، وهما على يقين بأنّ المفردات التجميلية والتصريحات الاعلامية عن حرصهما على بقاء «تفاهم معراب» على قيد الحياة، ما هي سوى محاولة إنعاش مؤقت لمريض يعيش حالياً بالتنفس الاصطناعي.

من المسؤول؟ بالتأكيد انّ هذا التفاهم كان أحد الجسور الاساسية التي عبر منها رئيس التيار ميشال عون الى رئاسة الجمهورية، وفي الوقت ذاته كان جسراً لعبور «القوات» الى الحكومة بحصّة وزارية وازنة. هنا تنتهي إنجازات التفاهم، إذ بعد عبور هذه الجسور، وبدل ان يدخل التفاهم مرحلة التطبيق المعجّل كما هو متّفق عليه، أُدخل مرحلة التطبيق المؤجّل، ثم ما لبث ان صار بحكم المعطّل، وبدأت أوراقه تتساقط على حلبة التعيينات، والصفقات، والهروب من التنسيق والتفرّد في القرارات.

المراقبون المُحايدون، يضعون الطرفين في خانة واحدة، بحيث انهما من البداية وصلا الى تفاهم ينطبق عليه المثل القائل «الجَمَل بـ»نيّة»، والجمّال بـ»نيّة»، والحِمْل بـ»نيّة». ما يعني انه كان تفاهماً ذا وظيفة مؤقتة حدودها الانتخابات الرئاسية، ولا صلاحية مستقبلية له، وأراده الطرفان كلّ لغايته ومصلحته. ولأنه يفتقد الى الصلابة، لم يتمكن «التيار» و»القوات» من استنساخ التفاهم الصلب بين الثنائي الشيعي، بالنظر الى اختلاف الرؤى وافتراق النظرة بينهما حول العديد من القضايا والاولويات، كما لم يتمكّنا من فَرش غطاء التفاهم على كل الساحة المسيحية، بل على العكس انتفضَت شريحة واسعة من المسيحيين ونجحت في منع محاولة إلغائها وتهميشها، والانتخابات النيابية مثال حَي. والاكثر وضوحاً في هذا السياق، انّ الطرفين يُلقيان على بعضهما البعض مسؤولية السقوط. وكلاهما يتبرأان منها. وفي اوساط الطرفين كلام واضح وصريح.

المتفهمون لوجهة نظر التيار يضعون القوات في قفص الاتهام، وانها بالغت في الرهان على التفاهم كفرصة لتحقيق ارباح ومكاسب سياسية، وبالغت في تقدير نفسها الى حد ارتكاب الخطأ الكبير في تقدير الاوزان والاحجام. من البداية كان التيار وفيّاً للتفاهم، ورئيسه جبران باسيل سبق له ان اكد انّ تفاهم معراب يهتزّ عندما يُدخَل في المصالح الصغيرة. وهذا ما حصل، وطبعاً ليس من قبل التيار.

وامّا المتفهمون لموقف «القوات»، فيسردون ما يشبه الإضبارة الاتهامية في اتجاه رئيس التيار. في رأي هؤلاء انّ باسيل لم يكن مخطئاً عندما قال انّ «التفاهم لم يعد قائماً»، لأنه منذ لحظة تنفيذ «القوات» الشق المتعلّق بها من الاتفاق، والمتمثّل بانتخاب عون رئيساً للجمهورية، بدأ باسيل يعدّ العدة لوقف مفاعيل هذا الاتفاق، فلم يتمكن من ذلك مع تأليف الحكومة الأولى بطبيعة الحال، ولكنه فور تشكيلها تراجع عن مبدأ التنسيق المشترك عشيّة كل جلسة حكومية. وعن مبدأ التشاور السياسي في الملفات الوطنية، وعن مبدأ المناصفة والشراكة في التعيينات على مستوى جسم الدولة اللبنانية.

وتلحظ «الإضبارة الاتهامية» انه لولا ترشيح «القوات» للعماد عون لَما انتخب رئيساً، ولكان الفراغ استمر، وبدلاً من ان يُبادل باسيل «القوات» بتنفيذ الشق المطلوب منه راح يتهرّب تدريجاً، وصولاً إلى إعلانه الأخير انّ «التفاهم السياسي لم يعد قائماً».

على انّ هذا التفاهم، بحسب الاضبارة الاتهامية، لم يكن وليد لحظة سياسية، إنما نتيجة معاناة وتجربة أظهرت أنّ تحقيق رؤية الطرفين الميثاقية لا تتحقق الّا بتفاهمهما وتقاطعهما، وهذا ما حصل في الانتخابات الرئاسية وقانون الانتخاب.

وتورد الإضبارة الاتهامية في خلاصتها «انّ أجندة باسيل الرئاسية اصطدمت بتفاهم معراب، وكأنه يريد إضافة ملحق على الاتفاق ينص على انتخابه رئيساً خلفاً للرئيس عون وإلّا يصبح التفاهم بحكم المُلغى، الأمر الذي لا يمكن ان يتحقق. وبالتالي، كان هناك فرصة حقيقية لهذا التفاهم بَدّدها باسيل، وهي الفرصة نفسها التي كانت امام العهد الذي كان عليه التحالف مع الأقوياء ربطاً بنظرية الرئيس القوي من اجل ان يكون عهده نموذجياً، ويتمكن خلاله من تحقيق ما عجز أسلافه عن تحقيقه بالإصلاح ومكافحة الفساد، ولكنّ أجندة باسيل قضَت بمواجهة كل الأقوياء الذين لا يسلمون برئاسته للجمهورية، فأدخل العهد بمواجهات مع كل القوى الأساسية من دون استثناء». وتنتهي الى فرضية انّ تصحيح المسار ممكن وترميم التفاهم ممكن، وشرطه «العودة الى الالتزام الكامل والصادق بالتفاهم، وبالتالي إلغاء الأجندات الرئاسية»... الّا انّ هذه الفرضية تنسفها المشاعر المتبادلة والقلوب المليانة، التي يبدو أنها أصبحت أكبر من تفاهم معراب بكثير.

 

السائقات السعوديّات والسائقون الحكوميون

جوزف الهاشم/جريدة الجمهورية/الجمعة 29 حزيران 2018

لفَتتْنا القبضة النسائية الناعمة على مِقْود السيارة في السعودية، في مقابل القبضة الذكورية المرتخية على مقود تأليف الحكومة في لبنان، وكأنما مقود الحكومة يحتاج الى بعض من اللمسات الناعمة.

عـرَبة تأليف الحكومة عندنا، تصطدم بالأحجام المنفوخة، كلٌّ يضخِّم حجمه وليس من سبيل إلاّ إجراء استشارات نيابية جديدة على أساس «القبّان»، وعلى قدر ما تـزِنُ الكتلُ النيابية من كيلوات اللحم يكون عدد المقاعد.

ولكن، هل يسألون كيف تكون أحجامهم لو تعدَّلت معادلة «القبّان»، وتـمَّ إجراء الأوزان من الأعناق وما فوق...؟

عودةً الى الشقيقة السعودية، وقبل مقاربة الأمر عندها.. فلا ننكرنّ لها فضلاً منذ أن أعلن الملك عبد العزيز بن سعود دعم الحركة الإستقلالية الأولى في لبنان، مروراً بمواكبة حالة الحرب فيه بالقمم العربية والحوارات اللبنانية وصولاً الى اتفاق الطائف الذي أوقف طوفان الحرب.

أما بعد، فلا بدّ من التوقف عند الخطوة التاريخية الحتمية التي انتهجها خادم الحرمين الشريفين وولي العهد، إنفتاحاً للحجاب على دور المرأة الإنساني والإجتماعي، فكان السماح بفتح أبواب المسارح والمعارض ودور السينما، وثمة طلب رسمي بتعيين النساء السعوديات في سلْكِ القضاء.

ولعلّ أبرز ما استجدّ هي تلك الفتوى التي أصدرها عضو مجلس علماء الدين السعوديين التي تجيز صلاة المسلم في معابد الديانات الأخرى.

في مقابلة أجراها ولي العهد محمد بن سلمان مع صحيفة «نيويورك تايمز» يقول: «إن عهد النبي محمد شهد اختلاطاً بين الرجال والنساء وكانت هناك مسارح موسيقية، وكان احترام للمسيحيين واليهود في شبه الجزيرة العربية..»

لا نريد أن نسترسل هنا في ذكر الكثير من المواقف النبوية والوثائق السياسية للعهد النبوي التي تؤكد اعتبار الدولة الإسلامية وحدة إنسانية بغض النظر عن الطائفة والجنس، وقد جعل النبي من المدينة المنورة أنموذجاً للدولة الوطنية والتعدد الديني فشكَّل فيها المسلمون والمؤمنون «اليهود والنصارى» أمة واحدة، والنبي في الغزوات جمع بين الرجال والنساء وساوى بينهم في غنائم الحرب، حتى إنه قلّد «كعيبة بنت سعد» بعد غزوة خيبر قلادةً هي أشبه بالوسام الحربي.

لعلّ ما يعنينا هنا، هي خطوة التحديث انطلاقاً من القرآن وهو الكتاب الديني الوحيد الذي يتضمن بوضوح عبارة الدولة المدنية... «لا إكراه في الدين». وهو الوحيد الذي يؤكد حرية المعتقد بأقصى توجُّهاته «وقلِ الحقَّ من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر» (الكهف: 29).

يقول رائد الإسلام الإصلاحي الشيخ محمد عبده» بتوافق الشورى الإسلامية مع الديمقراطية الغربية ضمن إطار ثقافي إسلامي». ويقول شيخ الأزهر مصطفى عبد الرازق، «هناك عدد من الآيات المرِنة في القرآن تترك مجالاً للتأويل التقدمي في العصور المقبلة وللتطبيقات المتبدلة مع تبدُّل التاريخ».

ولم يستطع أتاتورك النهوض بتركيا الى مستوى التطور الأوروبي إلا برفع بعض القيود الدينية والإجتماعية حتى تلك المتعلقة بشكل السراويل المنتفخة، وبرفع بعض القيود حقَّقت إمارة «دبي» نهضة إستثنائية متحفِّزة، نافست بها أعظم العواصم العالمية تطوراً وتقدماً، فيما كشف وزير الدفاع الكويتي ناصر الصباح عن دراسات جدية لمشاركة العنصر النسائي جنباً الى جنب مع أشقائهن في الخدمة العسكرية.

لـمَ لا...؟ ولتكن المشاركة في كل مرافق الدولة، ألا يقول القرآن: «المؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض» (التوبة: 71).

نتمنى للشقيقة السعودية مزيداً من الإنطلاق في مدارج التطور والإرتقاء. ونتمنى لأنفسنا وللحكومة في لبنان مزيداً من الصبر والسلوان.

 

عودة خجولة انطلقت... وعرسال تنتظر تخفيف عبء النازحين

عيسى يحيى/جريدة الجمهورية/الجمعة 29 حزيران 2018

أكثر من مليون ونصف مليون نازح سوري في لبنان تتصدّر عرسال قائمة المشهد بهم، بعد أن غصّت بالآلآف منهم منذ بداية الأزمة، وهي تنتظر اليوم عودةً آمنة لهم لتستعيدَ عافيتها بعد أن أنهكها عبءُ النزوح وفتح لها الأبواب على مختلف المشكلات الإجتماعية والبيئية التي تحتاج جهداً إضافياً لحلّها.

دخلت عودة النازحين السوريين التدريجية إلى بلدهم ولو بأعداد صغيرة في عرسال مرحلة التنفيذ على أن تُستكمل بالوتيرة نفسها خلال الأيام المقبلة وعلى مراحل لحين تأمين عودة جميع المسجّلين الراغبين بالعودة، وتأتي تلك العودة بعد الجدل الأخير حول العودة الآمنة للنازحين السوريين وما رافقها من إعتراضات على عمل المفوّضية العليا للاجئين التي شجّعت النازحين على عدم العودة لحين تأمين الأمن والإستقرار في سوريا بحسب الخارجية اللبنانية.

مسارُ العودة

وأتت عمليةُ العودة التي تمّت أمس، بعد عامٍ تقريباً على العودة الأولى التي شملت أكثر من مئة وخمسين شخصاً إلى منطقة القلمون الشرقي، وكانت عملية الأمس بدأت بتسجيل لائحة ضمّت 3200 إسم منذ أربعة اشهر في بلدية عرسال بحسب رئيس لجنة القلمون للعودة خالد أحمد عبد العزيز الذي قال لـ «الجمهورية» إنّ «اللجنة تشكّلت منذ أكثر من سنة وهي تقوم بالتنسيق مع الدولة اللبنانية والأمن العام، وقد أتت الموافقة من الدولة السورية على 369 إسماً على أن تُستكمل عملية عودة الباقين من المسجّلين بعد أيام».

ومنذ الصباح إستحدث الأمن العام اللبناني نقطة في محلّة وادي حميد عند حاجز الجيش اللبناني للتدقيق في أسماء العائدين والتي وافق عليها الجانب السوري، وسط حضور كثيف للجيش اللبناني ودوريات مؤلّلة جابت شوارع عرسال وحواجز ثابتة، إضافة إلى حضور للصليب الأحمر اللبناني. عشرات السيارات والجرّارات الزراعية والشاحنات المحمَّلة بالأمتعة وبعض المواشي تجمّعت في النقطة المحدّدة لها في وادي حميد، حيث بدأت بالعبور عبر نقطة الأمن العام واحدة تلوَ الأخرى بعد الإنتهاء من التدقيق بأسماء المغادرين، من ثمّ انتقلت إلى المقلب الآخر في محلة حميد وانتظرت حتى الإنتهاء من التدقيق في كلّ الأسماء، ومنه إلى معبر الزمراني الواقع على حدود فليطا السورية حيث أقام الأمن السوري نقطة للتدقيق في الأسماء ومِن هناك انتقل العائدون إلى داخل الأراضي السورية لبلداتهم في جراجير، فليطا، السحل، قارة، وأصبحوا في عهدة الدولة السورية.

وعليه سارت الأمور وفق ما رُسم لها، ما خلا بعض الاعتراضات من النازحين السوريين الذين أتوا إلى نقطة التجمّع ظنّاً منهم أنّ أسماءَهم ضمن التي تمّ الموافقة عليها من الجانب السوري. كذلك عمل الأمن العام اللبناني على تسهيل العودة عبر إدراج أسماء أطفال دون الـ 15 سنة وكبار السن حيث امتنع العديد من العائدين عن إكمال مسيرتهم دون أولادهم أو والديهم ما دفع الأمن العام لإدراج الأسماء تسهيلاً لعملية العودة.

حكاياتُ عائدين

عادت جوليا أسعد كلكوش مع ولديها (12و14 عاماً) إلى بلدة جراجير فيما بقي ثلاثة من أولادها في عرسال في انتظار تسوية أوضاعهم في سوريا لجهة الخدمة في الجيش السوري، وتطالب جوليا بعد خمس سنوات على مكوثها في عرسال السماح لها بالعودة إلى عرسال بطريقة نظامية لزيارة أولادها، كي لا تضطر للدخول مجدّداً إلى لبنان بطريقة غير شرعيّة لزيارتهم.

بدوره، غادر علي عبدالله (34 عاماً) وترافقه زوجته وولداه اللذان لم يتجاوز عمرهما عمر الأزمة السورية إلى منطقة السحل في القلمون، وروى عبدالله لـ «الجمهورية» المرحلة التي مرّ بها تسجيلُ أسماء الراغبين بالعودة، وقال إنّ البداية كانت عبر التسجيل في بلدية عرسال ثمّ جاء التسجيل الثاني لدى منظمة اللاجئين التي أدرجت الأسماء من جديد لكلّ مَن يريد العودة بسيارته ومتاعه، وعليه كان لكل منطقة في القلمون ولنازحيها مسؤولٌ يتمّ تسليمُه الأسماء وأرقام السيارات التي سيعودون بها، بدورهم يسلّم المسؤولون عن القرى القلمونية الأسماء إلى بلدية عرسال. ويشير عبدالله إلى أنّ والده وهو كبير السن لا يزال في سوريا ومنزلهم غير متضرّر وبالتالي فالعودة وفق قوله أصبحت واجبة، وإلى جانبه يعتري وجهُ زوجته البسمة الواضحة فرَحاً بالعودة وتقول: «بيكفي لح تنشال عنا صفة نازح».

إعتصام

وفي مشهد مناقض للرغبة بالعودة لم تنفكّ الحاجة أم محمد عن البكاء أثناء وداع شقيقتها رفضاً للعودة إلى سوريا وهي لم تقم بتسجيل اسمَها وأسماءَ أولادها بغية الرجوع إلى سوريا، وقالت لـ «الجمهورية»: «مَن منّا لا يحب أن يعود لكن لا أمانَ بعد، وهذه العودة هي عودة عشوائية فلا نعرف ماذا ينتظرنا هناك مِن خدمة جيش لأولادنا ومعاقبتهم على معارضة النظام، ونفضّل البقاءَ في الخيمة على العودة إلى الموت»، وتشير إلى أنّ «لها ولداً موقوفاً منذ سنة بتهمة الإرهاب والقتال في معركة عرسال»، وقالت: «لو كان لنا علاقة بالإرهاب لغادرنا عرسال بالباصات مع الذين غادروا مكرَّمين».

وفي وقت إنتهى مشهد عودة ما يقارب 400 نازح سوري على خير، يتحضّر عددٌ من أهالي بلدة القصير وعدد من قرى القلمون لتنفيذ اعتصام اليوم في عرسال، عند الساعة الثانية بعد الظهر، للمطالبة بتأمين عودةٍ سالمة للنازحين وتأكيد رفضهم التوطين. وفي هذا الإطار، قال عضو لجنة التنسيق والمتابعة الخاصة بأهل القصير مع أهل القلمون زياد الواو لـ «الجمهورية»، «إننا نضع بهذا الإعتصام رأينا أمام الدولتين اللبنانية والسورية والمجتمع الدولي رغبةً بالعودة إلى سوريا، ونُظهر وضع القصير التي لم يُفتح ملفُّها حتى الآن، وحتى النازح القصَيري الموجود في سوريا لم يستطع العودة إليها، فـ 80 بالمئة منها مدمّرة وهي تحتاج الى جهد محلّي ودولي والى مساعدة الجمعيات لإعادة إعمارها وعودة أهلها سالمين».

إلى ذلك، أعلنت المديرية العامة للأمن العام في بيان أمس أنها «قامت اعتباراً من صباح اليوم (أمس) بتأمين العودة الطوعية لـ294 نازحاً سورياً من مخيمات عرسال إلى بلداتهم في سوريا».

وأفادت المديرية أنّ «النازحين انطلقوا بسياراتهم وآلياتهم الخاصة من نقطة التجمّع في وادي حميد -عرسال- بمواكبة دوريات من المديرية العامة للأمن العام حتى معبر الزمراني الحدودي. وتمّت عودة النازحين بالتنسيق مع المفوّضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين UNHCR وحضورها، بعدما كانت قد تواصلت مباشرة مع الراغبين بالعودة».

 

أيها اللبنانيّون هؤلاء هُم حُكّامُكم الفِعليّون! (1 من 3)/قرار "الدولة العميقة" في مكان غير ما تعتقدون 

 إيلي الحاج/موقع مدى الصوت/25 حزيران/18

https://alsawt.org/%D8%A3%D9%8A%D9%87%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D9%84%D8%A8%D9%86%D8%A7%D9%86%D9%8A%D9%91%D9%88%D9%86-%D9%87%D8%A4%D9%84%D8%A7%D8%A1-%D9%87%D9%8F%D9%85-%D8%AD%D9%8F%D9%83%D9%91%D8%A7%D9%85%D9%8F%D9%83%D9%85/

 نشأت دولة لبنان جمهوريةً برلمانية وفق النموذج الفرنسي في ظل نظام الانتداب الذي استمر بعد الحرب العالمية الأولى من 1918 حتى 1943 ، ولكنه لم يتطور على غرار جمهوريات دول الغرب وأنظمتها المتعددة، بل بقي أشبه بإمارات طائفية متحدة في مراحل، ومتنازعة في مراحل أخرى، تتقاسم الدولة ومؤسساتها،بلداً يحكمه مزيج من كل شيء ويقع في أزمة عند كل منعطف، أكان انتخاباً لرئيس أو تأليفاً لحكومة، كما هي الحال اليوم، أو حتى عند إصدار قوانين ومراسيم.

هنا جزء أول من ثلاثة أجزاء: 

1       -تحكم لبنان عائلات سياسية وراثية في داخل كل طائفة، من طوائف المسلمين والمسيحيين، كل منها تشارك في تمثيل طائفتها في الدولة وتتنافس مع عائلات أخرى على الحصة الأكبر من عوائد هذا التمثيل وفوائده عليها.

وحتى المنتفضون والرافضون لهذا التوارث السياسي العائلي، سرعان ما يشكلون بدورهم عائلات سياسية جديدة باسمهم، لهم ولأولادهم وأحفادهم وأنسبائهم، ما أن يصلوا إلى السلطة.

في الطائفة الإسلامية الشيعية طرأ جديد في زمن الحربمع بروز حركة "أمل" بقيادة الإمام موسى الصدر، على أنقاض العائلات السياسية التي توارثت زعامة الطائفة، مثل آل الأسعد وآل حمادة وآل عسيران والخليل،، ثم ظهر "حزب الله" بدعم إيران في لبنان بدءاً من عام 1982، وتقاسم النفوذ مع "أمل" بعد صراع عسكري معها، وانتهى الأمر إلى سيطرته على الطائفة وامتثال حركة "أمل" له حتى الامحاء تحت شعار "المقاومة الإسلامية في لبنان".

ألغى صعود "الثنائي الشيعي" التوارث السياسي العائلي في الطائفة الشيعية، لكنه أحل مكانها مرجعية حزبية توالي الخارج، أي إيران ولاية الفقيه. صارت هذه المرجعية المرتبطة بالخارج هي التي تحدد من يمثل الطائفة، سواء في البرلمان أو الحكومة أو في الإدارة والوظائف العليا والوسطى في وزارات الدولة ومصالحها ومؤسساتها، وحتى في الوظائف الأقل تأثيراً. من يحمل مطلباً للتوظيف في الدولة أو خدمة ما يلجأ إلى هذه المرجعية التي صارت أشبه ما يكون بدويلة غير مرئية ضمن الدولة، في خدمة مشروع يخرج طائفة من لبنان وإن بقيت فيه، لتتبع النموذج الإيراني.

إلا أن القرار الأعلى في الطائفة الشيعية يعود إلى الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصرالله، وهو الذي يقرر أن يساير رئيس حركة "أمل " نبيه بري في القرار أم لا.

"الثنائي الشيعي" غيّر تمثيل الطائفة وأحكم القبضة.

  أما في الطائفة الإسلامية السنيةفقد نجحت "الحريرية السياسية" إلى حد بعيد، على يد الرئيس الشهيد رفيق الحريري، في الدخول بقوة على نادي العائلات السياسية والتغيير فيها، ومدها بكفاءات وشخصيات جديدة ما كان ممكناً أن تصل إلى مواقع في البرلمان والدولة لولا الدفع القوي الذي شكله الرئيس الشهيد. أول من يخطر في الذهن من هذه الكفاءات الرئيس السابق للحكومة فؤاد السنيورة.

ولكن خلافاً لما حصل في البيئة الشيعية اللبنانية احتفظت الطائفة السُنّية بأدوار لأبناء عائلاتها السياسية التاريخية، مثل آل سلام وآل كرامي، وإن كانت أدواراً أقل تأثيراً بل هامشية نسبة إلى السابق.

كما أن ثمة شخصيات سياسية جديدة شقت طريقها في عالم السياسة بفضل علاقات نسجتها مع الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد، وبعده نجله بشار الأسد، والحاشية المحيطة بكل منهما خلال سنوات وصاية النظام السوري على لبنان. أبرز هؤلاء الرئيس نجيب ميقاتي الذي يبقى باعتداله وتكيفه مع الظروف "رئيس حكومة الظل" في الأذهان ما دام الرئيس سعد الحريري أو سواه رئيساً للحكومة.

عند المسيحيين أدت الحرب الأهلية الطويلة بين 1975 – 1990 إلى سيطرة من قادوا الحرب العسكرية وتحولوا سياسيين بعدها .

لذلك نرى التأثير الأكبر في هذه الطائفة للجنرال ميشال عون الذي قاد وحدات الجيش التي كانت في "المنطقة الشرقية" بلغة الحرب أيام كان قائداً للجيش ورئيساً لحكومة العسكريين الإنتقالية. وأيضاً للدكتور سمير جعجع الذي قاد ميليشيا " القوات اللبنانية" في الحرب وحوّلها حزباً سياسياً بعد خروجه إثر "انتفاضة 2005 " من السجن الذي مكث فيه 11 سنة و5 أشهر في وزارة الدفاع.

وبقي نفوذ وحضور لحزب الكتائب اللبنانية الذي انشقت عنه "القوات" في الثمانينيات، وأيضاً لـ"تيار المردة" بقيادة آل فرنجية التاريخية والمتوارثة. في حين ضعف جداً حزب الوطنيين الأحرار، حزب الرئيس الراحل كميل شمعون الذي يترأسه نجله دوري. وغاب عن الساحة حزب الكتلة الوطنية التاريخي أيضاً، حزب الرئيس إميل لحود والعميد الراحل ريمون إده بقرار من رئيس الحزب الحالي كارلوس إده.

-أما الدروز فحافظوا تماماً على "العائلات الحاكمة" وبالأحرى على العائلة الجنبلاطيةالتي تستمر في تمثيلهم وقيادتهم منذ القرن السادس عشر، بالمشاركة طبعاً مع عائلات أخرى أبرزها آل إرسلان، ويمثلها حالياً الأمير طلال إرسلان، لكن القرار الرئيسي للطائفة يبقى بيد رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، رغم أنه لم يترشح للانتخابات وسلّم الدور البرلماني إلى نجله النائب تيمور.

2     -تشارك في حكم لبنان مراكز قوى عسكرية وأمنية وقضائية، مَن يسيطر عليها يسيطر على ما يمكن تسميته "الدولة العميقة".

تُختصر هذه القوى في مؤسسات الجيش، ولا سيما قيادته، والمخابرات التابعة له، والإعلام العسكري (مديرية التوجيه). كما في الأجهزة الأمنية: قوى الأمن الداخلي ومن ضمنها شعبة المعلومات وأجهزة الاستقصاء والمباحث، والأمن العام، وأمن الدولة. وأيضاً القضاء ولا سيما المحكمة العسكرية المختصة بالقضايا التي تختص بالإرهاب والتفجيرات والأمن عموماً، والنيابات العامة في بيروت والمحافظات.

هذه "الدولة العميقة" على صلة وثيقة بـ"حزب الله"، إلى درجة أن صورة وُزعت من طريق الخطأ لاجتماع رؤساء الأجهزة الأمنية برئاسة وزير الداخلية نهاد المشنوق، أظهرت مشاركة وفيق صفا، المسؤول عما يسمى "لجنة الارتباط والتنسيق المركزي" في "حزب الله"، في الاجتماع، مما أثار ضجة كبيرة. والواقع أن كلمة وفيق صفا كما يعرف متعاطو الشأن العام، لا تُرد في لبنان، أياً يكن الموضوع الذي يتدخل فيه باسم قيادة الحزب، سواء أكان سياسياً أم أمنيا، أم غير ذلك.

من أقوى وأبرز الفاعلين في المجالين السياسي والأمني، الداخلي والخارجي، من هذه الفئة في الدولة اللبنانية، هو المدير العالم للأمن العام اللواء عباس ابرهيم.

اللواء عباس ابرهيم.

يستمد اللواء ابرهيم قوة موقعه من واقع أنه رئيس جهاز الأمن الذي صار من حصة الطائفة الشيعية، وبالتالي الطرف الأقوى فيها، أي "حزب الله" ويحظى بثقة قيادته الكاملة. كان يترأس الأمن العام – هذا الجهاز الأمني الحساس – منذ نشوء الدولة اللبنانية ضابط أو مدني مسيحي يختاره رئيس الجمهورية ويكون قريباً منه، ولكن رئيس الجمهورية الأسبق إميل لحود عيّن لهذا المنصب في بداية عهده  نائب مدير المخابرات العسكرية في الجيش آنذاك، جميل السيّد ورفعه إلى رتبة لواء، وهو المعروف بالتصاقه وقربه الشديدين من النظام السوري و"حزب الله".

منذ ذلك الحين وعلى جاري العادة في لبنان، أصبح الموقع واقعاً في حصة الشيعة، وأصبح شاغله من أقوى رجالات "الدولة العميقة" ، والأكثر فاعلية في السياسة والأمن على السواء بفعل الثقل الذي يشكله دعم "حزب الله" له.

على غرار اللواء جميل السيّد، الذي كبر دوره بانتخابه نائباً على لائحة "الثنائي الشيعي" في بعلبك- الهرمل، يتمتع اللواء عباس ابرهيم بعقل سياسي- أمني، وعلى غراره انتقل إلى منصب المديرالعام للأمن العام من موقعه السابق نائباً لمدير المخابرات العسكرية، إلا أنه ليس استفزازياً في مواقفه خلافاً للواء السيّد، وأحسن نسج علاقات مع دول العرب والغرب انطلاقاً من مسؤولياته الدقيقة، فهو كان في الجيش مكلفاً بالتنسيق مع الجيش السوري، كما مع القوات الدولية في الجنوب (اليونيفيل)، ومشرفاً على أمن المخيمات الفلسطينية والعلاقات بالتنظيمات والفصائل فيها. وعرف أن يرتبط بعلاقات جيدة مع زعماء الطوائف والرؤساء والشخصيات المؤثرة في البلاد على أنواعها، كما مع الصحافيين والإعلاميين.

ويعنى الأمن العام عادة بجمع كل أنواع المعلومات السياسية والأمنية والاقتصادية، ومسائل ضبط الحدود والدخول إلى لبنان والخروج منه والإقامات، وجوازات السفر، وشؤون اللاجئين الفلسطينيين والسوريين وسواهم، والتعاطي والبعثات الأجنبية في كل ما يتعلق بالتسهيلات والتنسيق الأمني، ومكافحة الأحزاب والتنظيمات الممنوعة، إلى جانب مراقبة وسائل الإعلام والصحف والأفلام السينمائية. وقبل أشهر أثيرت ضجة في لبنان وخارجه حول اكتشاف مركز تنصت وقرصنة على الإنترنت ووسائل التواصل، الواتس أب وغيره، شملت نشاطاته 22 دولة، وقيل إنه يعمل من مكان تابع وملاصق للمقر الأمن العام في منطقة المتحف. لكن الأمن العام أصدر نفياً لذلك.

وكان دور جهاز الأمن العام تضخم مع اللواء عباس ابرهيم إلى مستوى تأمين التنسيق بين قيادتي "حزب الله" وقيادة الدولة اللبنانية على مستوى اتخاذ القرارات، كما ظهر في معركة "فجر الجرود" التي شنها الجيش اللبناني من جهة الحدود اللبنانية، وميليشيات "حزب الله" مع جيش النظام السوري من جهة الحدود السورية ضد مسلحي تنظيمي "داعش" و"جبهة النصرة". فقد أبلغ ابرهيم رئيس الجمهورية ميشال عون بتوصل "حزب الله" إلى اتفاق لوقف المعركة مع المسلحين وتأمين نقلهم في باصات مكيفة إلى منطقة دير الزور في سوريا، فامتثل الجانب اللبناني مما أثار امتعاض الخبراء العسكريين والديبلوماسيين الأميركيين الذين كانوا يواكبون المعركة وساهموا مساهمة كبيرة في الإعداد لها وتوفير مقومات نجاح الجيش اللبناني فيها من دون أخطاء.وعندما علت الاحتجاجات على مرسوم التجنيس الرئاسي الأخير كان اللواء ابرهيم ملجأ الإنقاذ بتفوضه التدقيق في أسماء المشبوهين. وهو الذي تكفّل تغطية القرار بعدم ختم جوازات سفر الإيرانيين عند دخولهم لبنان وخروجهم منه.

وكان اللواء عباس ابرهيم كُلّف مراراً بمهمات في سوريا مع النظام، وفي تركيا وقطر وسواهما لإطلاق  معتقلين مؤيدين لـ"حزب الله" أو من بيئته ( قضية أسرى أعزاز، على سبيل المثال).

وجدير بالذكر أن الأجهزة الأمنية، المختلطة في تركيبتها إجمالاً، يبقى كل منها ممهوراً بولاء غير معلن أو تبعية لطائفة، بمعنى أنها انعكاس لتقاسم المواقع والحصص في مجلس الوزراء ومجلس النواب والإدارات. فالأمن العام كما جاء ذكره محسوب للشيعة، وقيادة قوى الأمن الداخلي، ولا سيما شعبة المعلومات للسُنّة، وأمن الدولة للمسيحيين، ومديرية المخابرات مختلطة شيعية – مسيحية- سنية،  الشرطة القضائية للدروز. ويفترض تالياَ  أخذ موافقات زعماء كل طائفة عند تعيين مسؤول عن الجهاز الذي يتبع لها. إلا أن لـ"حزب الله" فوق حصة الشيعة، بفعل الأمر الواقع وتأثيره في قرارات الدولة، ميزة وضع "فيتو" على من لا تروق سيرته أو سياسته وخلفياته للحزب حتى لو كان من غير الطائفة الشيعية.

وتكمن قوة "التفاعل الموجَّه سياسياً" بين الأجهزة الأمنية والقضاء في القدرة على التوقيف والسجن وإطلاق السراح وتخلية السبيل أو طي ملفات الملاحقة بناءً على طلبات الفاعلين المؤثرين في السلطة. ويحصل أحياناً أن يكون تدخل وزير مسؤول عن جهاز في الداخلية أو عن المؤسسات القضائية أضعف من تأثير "الدولة العميقة"، والتي تتجلى توجهاتها في مجال القضاء تحت عنوان "المصلحة العليا للدولة".

وباستثناء عدد من القضاة النزهاء والذين يغلبون ضميرهم ، وهم لا يجدون طريقاً إلى الترقية والمواقع الرئيسية عادة لافتقادهم الدعم السياسي. يمكن القول ببساطة إن لا استقلالية حالياً للقضاء في لبنان.

الجزء الثاني: دور مراكز القوى المالية والمؤسسات الدينية في حكم الدولة.

إيلي الحاج/كاتب صحافي وناشر "الصوت"

 

حُكّام لبنان (2): المال ورجال الدين وعون وبري والحريري/القرار لـ"حزب الله" بعد جلاء جيش النظام السوري رسمياً

إيلي الحاج/موقع مدى الصوت/27 حزيران/18

https://alsawt.org/%D8%AD%D9%8F%D9%83%D9%91%D8%A7%D9%85-%D9%84%D8%A8%D9%86%D8%A7%D9%86-2-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%A7%D9%84-%D9%88%D8%B1%D8%AC%D8%A7%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%8A%D9%86-%D9%88%D8%B9%D9%88%D9%86-%D9%88/

تساهمفي حكم "الدولة العميقة"  في لبنان مراكز قوى مالية واقتصادية، تملك المصارف والثروات وتسيطر على قطاع الأعمال، وتؤثر إلى حد بعيد في قرارات مجلس الوزراء ومجلس النواب كما في قرارات رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب ورئيس الحكومة.

يمثل مصالح هؤلاء في الدولة حاكم المصرف المركزي رياض سلامة في شكل خاص. يقدر هذا الرجل وحده، وبقرارات شخصية على وضع هندسات مالية تكلف المال العام مليارات الدولار من دون رقابة أي جهة، وذلك تحت شعار الحفاظ على قيمة الليرة اللبنانية ودعم القطاع المصرفي ومنعه من الانهيار. عندما تقرر تجديد ولاية رياض سلامة في حاكمية مصرف لبنان ليصير أقدم حاكم مصرف مركزي في موقعه على مستوى العالم، لمدة 30 عاماً، لم يظهر اعتراض من أي حزب أو فئة من لبنان، سواء من المشاركين في الحكومة والبرلمان أو من خارجهما. إجماع قل نظيره يعود إلى أن القطاع المصرفي والمالي في لبنان يجمع كل الأطراف السياسيين، كما يدل على قدرة رياض سلامة العجيبة على "إرضاء" جميع السياسيين والأحزاب ووسائل الإعلام والصحافيين. يشارك جميع هؤلاء في التغطية على قراراته التي تتجاوز الحكومة والإدارات العليا للدولة.

وهناك دور تمثيلي في الحكم لرجال الدين،خصوصاً في الطوائف المسيحية، إذ يحق للبطريرك أن يعترض ويعلي الصوت ويطالب بحكم الأعراف والتقاليد. وقد أفادت المواقع الدينية الإسلامية بحكم التنافس والتماثل، من الأدوار الكبيرة التي يؤديها أحياناً البطريرك الماروني في شكل خاص، ولا سيما في زمن البطريرك السابق نصرالله صفير. ويعود هذا الدور أساساً إلى أن نشوء لبنان الحديث، أي دولة لبنان كان بمسعى من الكنيسة المارونية  بعد الحرب العالمية الأولى، والتي استندت إلى المجاعة الكبرى التي ضربت جبل لبنان ومحيطه وقضت على ثلث السكان وفرضت الهجرة على ثلث آخر، من أجل المطالبة بتوسيع حدود لبنان وضم مناطق تحوي سهولاً ومرافئ إليه والعودة تالياً إلى حدود رسمتها بعثة فرنسية عام 1860 . وبفعل تمتع البطريرك الماروني بموقع خاص منذ زمن الانتداب الفرنسي، صار لبقية رؤساء الطوائف الدينيين مواقع خاصة أيضاً.

حُكّام لبنان المُعلنون

بعد هذا العرض التوضيحي لشكل الحكم اللبناني، الاتحادي غير المعلن بين الطوائف، والمركزي البرلماني في الظاهر، ننتقل إلى السؤال : مَن هم حكام لبنان؟

بطبيعة الحال، يسهل القول إن الحاكم الفعلي للبنان بعد جلاء جيش النظام السوري واستخباراته رسمياً على الأقل، بفعل "انتفاضة الإستقلال – 2005"، هو "حزب الله".

فهذا الحزب هو المخوّل عملياَ بقوة سلاحه وثقله شن الحروب ووقفها انطلاقاً من لبنان، وهو الذي يحدد أسماء الرؤساء والوزراء، أو على الأقل لا يستطيع أي منهم الوصول إلى موقعه من دون موافقة الحزب عليه، أي أن له حق "الفيتو" في كل ما يتعلق بقرارات الدولة اللبنانية، فضلاً عن فرض توجهاتها العامة، كما حصل عندما أطل الأمين العام لهذا الحزب حسن نصرالله عبر شاشة تلفزيونية ودعا جميع الأفرقاء للتوجه إلى قانون للانتخابات النيابية على أساس النسبية والدوائر المتوسطة، فامتثل الجميع.

"حزب الله" هو الحاكم الأعلى وغير المنظور في الواجهة، في لبنان. والخطاب الأخير لنصرالله الذي عرض فيه البرنامج الانتخابي لمرشحي حزبه كشف عن توجه إلى الانخراط في شؤون تسيير أمور الدولة، لا سيما الاقتصادية والخدماتية والإدارية بعدما درج على أخذ مسافة عنها باعتباره منصرفاً إلى "المقاومة وشؤون "الأمّة الإسلامية"،، والمقصود التدخل في الدول العربية والغربية لخدمة أهداف إيران، بصفته ذراعها العسكرية والأمنية في المنطقة العربية، والاستعداد الدائم للحروب إن كان في سوريا أو على الحدود اللبنانية مع إسرائيل.

رئيس الجمهورية العماد ميشال عون

حقق جميع أهدافه السياسية ، أو هكذا يبدو، عند انتخابه رئيساً في 31 تشرين الأول 2016، وبقي أمامه أن يؤمن خلافته في المنصب لصهره زوج ابنته وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل بعدما أوصله إلى رئاسة "التيار الوطني الحر" الذي أسسه عون مستنداً إلى قاعدة شعبية هي الأكبر عند المسيحيين اللبنانيين، لكن هذه القاعدة تظهر آيلة إلى الضمور نتيجة استنزاف السلطة لمن يتولاها في لبنان، خصوصاً أن عون وتياره أطلقا الكثير من الوعود بالإصلاح والتغيير ولم يلمس اللبنانيون شيئاً عملياً من ذلك في ظل رئاسته، بل ظلت الأمور على حالها في كل الميادين والقطاعات، ولعل الإنجاز الوحيد هو التعيينات في المواقع الإدارية والعسكرية والقضائية، لكنها هي أيضاً لم تحصل من دون شكاوى واتهامات بالمحسوبية .

وتكمن نقطة ضعف عهد عون في عائليته المفرطة، إذ سلم بناته الثلاث وأزواجهن مسؤوليات في القصر الجمهوري والدولة ومؤسسات أخرى تابعة لتياره السياسي، وبدا عند مفاصل عدة أن كلاً من البنات والأصهار نسج شبكة علاقات تدور حوله وتتناولها الشائعات.

كما أن تياره أظهر خللاً على أبواب الانتخابات النيابية، لعل أكبر دليل عليه سجال على الشاشات التلفزيونية اندلع بين مستشارين لرئيس الجمهورية هما جان عزيز الذي فقد على الأثر موقعه في القصر والتلفزيون البرتقالي، تلفزيون تيار الرئيس، وبين النائب الوزير السابق الياس بو صعب، الثري القريب من الحزب السوري القومي الاجتماعي، الحليف بدوره لـ"حزب الله".

ولا يتصرف الرئيس عون في الرئاسة من منطلق ثوابت لديه، بل يتعاطى إلى حد كبير ببراغماتية وبناء على حسابات مصلحية، وأكبر دليل الطريقة التي وصل بها إلى رئاسة الجمهورية، بفرض وإكراه من "حزب الله" الذي حجب النصاب مع حلفائه عن جلسات الانتخاب، إلا إذا كانت مخصصة لانتخاب مرشحه عون في شكل مضمون مئة في المئة.

ويجيّر الرئيس عون الكثير من المواضيع لبحثها إلى مساعديه نظراً إلى تقدمه في السن ( 85 سنة استناداً إلى السير الذاتية الرسمية لقادة الجيش اللبناني) علماً أنه صغر عمره لسبب مجهول لاحقاً سنتين، وربما لتمديد خدمته العسكرية. وتسري شائعات كل مدة عن وضعه الصحي رغم أنه يظهر بصحة جيدة على التلفزيونات إجمالاً.

رئيس مجلس النواب وحركة "أمل" نبيه بري

هو أيضاً تقدم في السن، 80 عاماً، ولا يزال بصحة جيدة ويشغل المنصب نفسه في رئاسة مجلس النواب منذ 26 عاماً على التوالي. بعد ممانعة لتمدد "حزب الله" في البيئة الشيعية على حساب حركة "أمل" في الثمانينيات والتسعينيات أذعن للأمر الواقع وتحوّل تالياً إلى منفذ لسياسات الحزب وتوجهاته في داخل الدولة اللبنانية والبيئة الشيعية على السواء، مع احتفاظه بهامش ضئيل في ما لا يمس بالخطوط العامة التي يرسمها الحزب، كأن يختلف مع الحليف الآخر، المسيحي، لـ"حزب الله"، أي "التيار العوني" بين حين وآخر.

غني عن القول إن وجود الرئيس بري على رأس السلطة التشريعية ونائب واحد ووزير واحد أيضاً لإطلاع "حزب الله" على ما يجري في البرلمان والحكومة، يكفي الحزب كي يواصل هيمنته على مؤسسات الدولة الشرعية من خارجها. وفي الانتخابات النيابية الحالية ارتضى الحزب أن يقسم حصة الطائفة الشيعية، أي 27 نائباً من أصل 128، بالتساوي بينه وبين حركة "أمل".

وأما المقعد السابع والعشرون فأسنده إلى اللواء المتقاعد جميل السيّد، المدير العام السابق لمديرية الأمن العام، اللصيق الصلة بالحزب والنظام السوري، والذي سُجن 4 سنوات على ذمة التحقيق في قضية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري. وبعد فوزه في  انتخابات 6 أيار، يبدو جميل السيّد رأس حربة لتحالف جماعة النظام السوري- إيران على أبواب مرحلة سياسية جديدة للبنان، ويتردد أنه قد يكون الرئيس المقبل لمجلس النواب إلا إذا قرر الرئيس بري البقاء في منصبه وكان لا يزال على توافق مع "حزب الله"، بافتراض أن تكون الأوضاع والتوازنات في لبنان لا تزال كما هي اليوم.

جميل السيّد سيكون في أي حال خلال المرحلة الآتية، الحصان القوي والمستعد لحرق المراكب في كل الإتجاهات في مواجهات "حزب الله" مع خصومه المحليين في البرلمان والحكومة وخارجهما، ولا سيما في موضوع المحكمة الدولية وسواها.

رئيس الحكومة و"تيار المستقبل" سعد الحريري

رغم العنعنات والمناكفات المتعلقة بتأليف الحكومة، يبدو حتى هذه الساعة متقيّداً تماماً بتحالفه مع رئيس الجمهورية ميشال عون و"تياره" برئاسة وزير الخارجية جبران باسيل، "الرجل القوي" للعهد بحكم كونه زوج ابنة الرئيس عون ومحط ثقته وحامل استمرارية مشروعه السياسي القائم على القبض على رئاسة الجمهورية. يصح القول إلى حد بعيد إن لقاء مصالح جمع بين الحريري وباسيل، ويقوم على تحاشي إثارة موضوع سلاح "حزب الله" باعتبار أنه موضوع إقليمي ودولي أكبر من الأفرقاء المحليين وتأثيرهم، والأفضل تالياً هو اعتماد سياسة تمرير المرحلة بما أمكن في انتظار أوضاع أفضل.

في المقابل سهّل عون وباسيل للحريري عودته إلى رئاسة الحكومة والمصالح التي يتوخاها، على أن يسهل الحريري بدوره للعهد الحكم والمصالح التي يتوخاها في وجه العقبات والمعترضين. أكانت هذه المصالح تتعلق بمشاريع تستوجب موافقة الحكومة عليها، أم تعيينات ووظائف في الدولة من ضمن حصة الطائفتين السنية والمسيحية خصوصاً. أما حصص الشيعة فتستوجب العودة في شأنها إلى قيادة "الثنائي الشيعي".

تتبع حلقة ثالثة عن جبران باسيل وسمير جعجع وآخرين.

إيلي الحاج/كاتب صحافي وناشر "الصوت"

 

ميركل في لبنان

خيرالله خيرالله/العرب/29 حزيران/18

لبنان ليس فقط محاولات بائسة لعرقلة تشكيل الحكومة يقوم بها ويقف وراءها يتامى النظام الأمني السوري – اللبناني الذين لفظهم الشعب بعد اغتيال رفيق الحريري ورفاقه في الرابع عشر من شباط – فبراير 2005. لبنان ليس هؤلاء الذين خرجوا من الباب الذي خرج منه النظام السوري من أرض لبنان، بعد تغطيته للجريمة، ليعودوا من نافذة الوصاية الإيرانية التي تمارس بواسطة ميليشيا مذهبية اسمها “حزب الله”. ليست هذه الميليشيا سوى لواء في “الحرس الثوري” الإيراني الذي يسعى بكل ما يستطيع تأكيد أنّه يتحكّم بلبنان.  لا يوجد تصريح أكثر وقاحة في هذا المجال عن ذلك الذي صدر عن الجنرال قاسم سليماني قائد “فيلق القدس” في “الحرس الثوري”. تحدّث سليماني في تصريحه عن سيطرة إيران على أكثرية مكوّنة من 74 عضوا من أصل 128 في مجلس النواب اللبناني الجديد. عندما يتحدث أحدهم عن وجود أكثرية من 65 نائبا ستوجه رسالة إلى رئيس الجمهورية من أجل اعتبار تكليف الأكثرية النيابية سعد الحريري تشكيل الحكومة “كأنّه لم يكن”، فهذا الشخص يسعى، بكل بساطة، إلى تقليد سليماني واسترضائه وتنفيذ رغباته. تتلخص رغبات قائد “فيلق القدس، الذي يقاتل في كل العالم باستثناء القدس، بأمر واحد. هذا الأمر هو أن إيران تتحكّم بمجلس النواب الجديد وأنّها صاحبة الأكثرية فيه.

معنى ذلك انّه إمّا أن يشكل سعد الحريري حكومة ترضيها وإمّا يُسحب التكليف منه. هذا جهل بلبنان وما ينص عليه الدستور، اللهم إلا إذا كان المطلوب تنفيذ انقلاب يقود إلى وضع جديد لا يعود فيه وجود للدستور وللوسيلة المعتمدة، في الأحوال الطبيعية طبعا، في تشكيل الحكومات اللبنانية.

يمكن أن يكون لبنان على شاكلة هذه المحاولات البائسة، لكنّه يمكن أن يكون شيئا آخر مختلفا تماما في حال السماح له بالتقاط أنفاسه والاستفادة من الفرص المطروحة أمامه من جهة، والغطاء الدولي الذي يسعى إلى المحافظة عليه من جهة أخرى. كان أفضل تعبير عن وجود هذا الغطاء الدولي الزيارة التي قامت بها لبيروت قبل أيّام المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل.

ارتدت الزيارة أهمّية خاصة لأسباب عدّة. من بين الأسباب هذه أن ميركل اختارت الذهاب إلى الأردن ثمّ إلى لبنان، حيث أمضت ليلتها، في وقت تعاني فيه مشاكل كبيرة ذات طابع داخلي. فيما كانت ميركل في الأردن ولبنان كان وزير الداخلية في حكومتها يعترض بشدّة على سياساتها المتعلّقة باستقبال اللاجئين في ألمانيا. ليس ذلك حدثا عابرا بمقدار ما أنّه تعبير عن صعود اليمين في كلّ أنحاء أوروبا، بما في ذلك ألمانيا حيث وجدت المستشارة نفسها مجبرة على التحالف مع معترضين على سياساتها المتعلقة باستقبال لاجئين من مختلف أنحاء العالم، كي تتمكن من تشكيل حكومة.

لم تأت ميركل إلى لبنان وحدها. كان معها وفد من كبار رجال الأعمال وممثلي الشركات الألمانية. على سبيل المثال وليس الحصر كان في عدد رجال الأعمال الذين رافقوا المستشارة الألمانية رئيس مجلس الإدارة في شركة “سيمنز”. تبقى “سيمنز”، إلى إشعار آخر، من أكبر الشركات في العالم وأحد رموز النجاح الألماني في ميادين مختلفة، بما فيها إنتاج الطاقة. ركزت ميركل والوفد المرافق لها على أهمّية لبنان والمحافظة على الاستقرار فيه. بدا واضحا من اجتماعات العمل التي انعقدت بينها وبين رئيس الوزراء سعد الحريري وفريقه الاقتصادي، أن ألمانيا مصممة على أن يكون لبنان مركزا للشركات الألمانية التي ستعمل على إعادة بناء سوريا والعراق في يوم من الأيّام. كانت الرسالة التي بعثت بها واضحة. فحوى الرسالة أن أوروبا غير مستعدة لتقديم أي مساهمة في عملية إعادة بناء سوريا في غياب الحل السياسي “المستدام”، علما أن ذلك لا يعني التخلي عن لبنان ودعمه في تحمل عبء اللاجئين السوريين المفترض أن يعودوا إلى سوريا عندما تتوفر الظروف المناسبة لذلك. هناك فوق ذلك اهتمام بلبنان نفسه. هذا الاهتمام أوروبي وعربي وألماني تحديدا. هناك استعداد ألماني للمساعدة في تطوير مشاريع كهربائية من أجل لبنان، وذلك بدءا بإجراء مسح شامل للوضع في الأراضي اللبنانية. لا يمكن بالطبع الردّ على هذا الكلام الايجابي بالقول إن عملية المسح أجريت، وإن لبنان ليس في حاجة إليها. هذا دليل على جهل ليس بعده جهل، وتعبير عن وجود نفسيات مريضة في داخل الحكومة اللبنانية لا تعرف شيئا لا عن ألمانيا وشركة مثل “سيمنز”، ولا عن المنطقة ولا عن العالم.

هناك اهتمام ألماني في كلّ ما من شأنه مساعدة لبنان على النهوض. تعرف ألمانيا تماما ما الذي يعاني منه لبنان، وهو بلد من دون كهرباء ولا يمتلك قدرة على معالجة مشكلة النفايات. لدى ألمانيا حلول لمشكلة النفايات الصلبة وقد عبّر مرافقو ميركل عن ذلك بكل صراحة.

باختصار شديد، هناك معرفة ألمانية في العمق بما يعاني منه لبنان وبكيفية المحافظة عليه في هذه المرحلة الحساسة التي تمرّ فيها المنطقة. لا مكان لدى الألمان لإضاعة الوقت. إنّهم أشخاص عمليون. لذلك حصروا الزيارة بمحادثات مع رئيس الوزراء وفريق عمله وبعض الوزراء المختصين، وقامت ميركل بزيارتين طابعهما بروتوكولي لرئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس مجلس النوّاب نبيه برّي. هل سيعرف لبنان كيف الاستفادة من زيارة ميركل التي تعكس اهتماما أوروبيا به ورغبة في حمايته وتقديم مساعدات له متى توافرت شروط معيّنة؟ هذا هو السؤال الكبير. جاءت زيارة المستشارة الألمانية استكمالا لمؤتمر “سيدر” الذي انعقد في باريس في نيسان – أبريل الماضي. كان هناك اهتمام ألماني خاص بكيفية إيجاد شراكة بين القطاعين الخاص والعام في لبنان بغية تنفيذ مشاريع معيّنة يستفيد منها البلد وتساعد في صموده. في الوقت الذي كانت فيه ميركل في بيروت، كان هناك من يبحث عن وسائل لتعطيل تشكيل حكومة جديدة والدخول في مماحكات مع رئيس الوزراء المكلف. لا هدف لهذه المماحكات سوى تحويل لبنان “ساحة” يلعب فيها الآخرون، على رأسهم إيران. لعلّ المشكلة الكبرى ليتامى النظام الأمني السوري – اللبناني، الذين اطلوا برأسهم مجددا، أنّهم لا يستوعبون أنّهم سيكتشفون قريبا أن على إيران الاهتمام بإيران. أمّا رهانهم على إعادة تأهيل النظام السوري، فهو رهان خاسر سلفا، لا لشيء سوى لأنّ النظام السوري صار من الماضي. يستطيع هذا النظام الإتيان بنائب يفرضه “حزب الله” على اللبنانيين. مجرّد وجود هذا النائب، وآخرين غيره في البرلمان الجديد، هو دليل ولا أوضح على مدى إفلاس النظام السوري. يكفي للتأكد من إفلاس النظام السوري أنّه صار عليه أن يكون تحت رحمة نظام مثل النظام الإيراني في حاجة دائمة إلى الهرب إلى الخارج، متجاهلا أن نصف الإيرانيين يعيشون تحت خط الفقر. هذا ما تدركه جيدا ألمانيا. لو لم يكن الأمر كذلك، لما كانت جاءت أنجيلا ميركل إلى لبنان مع الوفد المرافق لها في هذه الظروف بالذات.

 

لبنان: تأليف ائتلاف المحاصصة المذهبية

أحمد جابر/الحياة/29 حزيران/18

من بواكير جنى قانون الانتخابات الذي اعتمد النسبية، هذا الدوران بين ملفّات المطالب والشروط التي تعرقل سير عجلة المركبة الحكومية. نظرة أولى على ما كان عليه الوضع التمثيلي الطائفي والمذهبي قبيل اعتماد قانون النسبية، وبين صورة الوضع ذاته حالياً، بعيد صدور نتائج الانتخابات، تكشف عن هشاشة متزايدة أصابت عملية صنع التوازنات الداخلية. لقد كان الأمر منوطاً برؤوس سياسية أقل عدداً، وبات الآن رهناً بتبريد رؤوس متناسلة، ضمن المذهب الواحد، وبين كل طائفة وسواها من الطوائف. هذه اللوحة لا تدلي ببيان ديموقراطية أكثر، أو توحي بتحقيق «تمثيلية» أعمق، بل إن اللوحة تعيد رسم قسمات الانقسام اللبناني بريشة حادة وتلونها بألوان نافرة، بعد أن تكفلت ريشة القسمة العريضة الماضية بتغطية بشاعة عدد من هذه القسمات. ما تقدم ليس مرافعة في مصلحة النظام الانتخابي الأكثري الذي قيل أنه إقصائي، بل هو إشارة إلى واقع الحال الفعلي الإقصائي الأكثر وضوحاً، الذي انطوى عليه ما قيل أنه نظام انتخابي عادل. وفي مقام الإقصاء، لنقل أن هندسة نظام الانتخابات قامت على خطوط فصل إقصائية مسبقاً، وعلى خطوط استبعاد «تفضيلية» سلفاً، ولم يغب عن ذهن التكتلات الكبرى تكتيك اعتماد كل السياسات الاستنسابية والاعتباطية التي تضمن نجاح هذه السياسات. على ذلك لم يكن مقدراً للنتائج أن تكون هادئة بين أهل البيت الطائفي الواحد، واستطراداً، كان من الطبيعي أن تكون على استنفار حيال أهالي البيوت الطائفية الأخرى.

في سياق قول «يبنى على الشيء مقتضاه»، يدور تأليف الحكومة بين كواليس الإقصاء الطائفي المتبادل، وخلف أبواب النبذ الداخلي ضمن سور كل طائفة على حدة، ولا يستطيع الرئيس المكلف، سعد الحريري أن يبخس رأساً من الرؤوس الوافدة حقه، وعليه أن يحسن تقديم جوائز الترضية، أو الحصة الأكبر من الغنيمة الداخلية، إلى «المقدمين الأوائل»، في كل طائفة، وأن يدرك تماماً، وهو مدرك، أن شراء صمت المقدّمين خارج أسواره، يعينه على شراء الصمت من أولئك الباعة ضمن داره. في الأثناء تدور رحى حرب البيانات بين قيادات التوليفة الأصليين حول الأخطار الداهمة التي تقتضي الإسراع في تشكيل الحكومة الجديدة، وتعلو أصوات التمسك بالسياسات التي تحفظ المصالح الوطنية العامة... وفي الأثناء ذاتها لا يخفى على من لديه نظرة عادية إلى ما يدور خارج حفلات الكلام، أن ذات المتكلمين هم ذات المفرّطين بكل المصالح الوطنية، وهم ذات غير المؤتمنين على بناء استقامة حياة اللبنانيين في مصالحها المختلفة، اجتماعياً واقتصادياً واندماجاً ولحمة بينية. في امتداد ما يقدمه اللاعبون الطائفيون الأوائل من مداخلات تطاول كل الشؤون المصيرية اللبنانية، لا يجدي الوقوف موقف المتفرج من هذا الأداء، ولا يفضي إلى نتيجة الركون إلى التعليق السلبي على سلوكات من سُلِّمت إليهم مقاليد سياسة البلد، بل إن الموقف البديهي المطلوب هو موقف السجال النقدي الذي يكشف سوء الإدارة السياسية لمجمل النظام الطائفي ولأقطابه، والذي يزيح أستار التعمية والتمويه والزيف عن حقيقة السياسات التي يعتمدونها في مواجهة ما يقولون إنه الفساد والعجز الاقتصادي ولبنان القوي والجمهورية القوية والإنماء والتحرير... وكل ما تنطوي عليه حكاية السيادة اللبنانية. في هذه المجالات يجب تكرار المكرر الذي يعيد إنتاج سردية المعاناة التي يتداولها اللبنانيون في مجالسهم الخاصة، ولا ينزلون تحت لواء مطالبها إلى الشارع، تبنى أحجام المعارضة الحقيقية، وحيث يبنى تباعاً مسار التغيير. كتأكيد للمؤكد، حيث يبدأ الفساد من رأس هرم النظام السياسي اللبناني، ولا نبالغ إذ قلنا أن النظام يعوم على ملفات فساد في السياسة وفي الاجتماع وفي مضمار الأمانة على مقدرات اللبنانيين، وعلى سبيل الملاحظة، لقد بنى النظام الفاسد شبكة فساد امتدت من أعلى إلى أسفل، مما شكل عامل أمان يحافظ عليه ويدافع عنه، جمع من المنتفعين الذين تغذيهم سياسة الزبائنية السياسية. استطراداً، ليس للفساد أن يبني اقتصاداً، وحصيلة عقود من سياسات ما بعد الاستقلال اللبناني تؤكد ذلك، أما حصيلة عقود ما بعد اتفاق الطائف، فإنها تدل بالأصابع على رعاة سياسة الانهيار الاقتصادي المتمادي، هؤلاء الذين لا يجدون غضاضة في رهن البلد سياسياً للخارج بدعاوى السيادة أو بدعاوى مشاريع الممانعة والمقاومة، ولا يتورعون عن جعل لبنان مجدداً ساحة لتصفية الحسابات ولتعديل التوازنات الخارجية على حساب الداخل اللبناني، ولنقل في هذا المقام، إن الفساد السياسي هو أصل كل فساد.

الفاسد السياسي محميُّ ومرعيّ، وهذا ما يـــوفر له أسباب الديمومة والاستمرار والإثـــراء غير المشروع... طالما أنه يقفز من فوق رأس الداخل محمولاً على أجنحة الديماغوجيا المافوق وطنية، أو المافوق قوميــــة. وكي لا تضيع المسؤولية عن النقد، وعـــن تحديد مواضيعه وعن المبادرة إليه: الديموقراطيون واليساريون والعلمانيون وسائر المتضررين من الواقع الراهن، هم المطالبون بجرّ النقاش السياسي الفعلي إلى ميادينه الحقيقية. مع حكومة، ومع بيان حكومي، ومع أداء وزاري... ما زالت خيوط اللعبة في أيدي المسؤولين عن التــلاعب بكل المقدرات الوطنية. على ذلك يكون التصويب ورمي أفكار السجال.

* كاتب لبناني

 

ساحة تبحث عن دور

حسام عيتاني/الحياة/29 حزيران/18

لم تحمل لنا أخبار هذه الدورة من كأس العالم لكرة القدم أنباء عن سقوط قتلى في مواجهات بين مشجعين، باستثناء الشاب الذي لقي مصرعه في ضاحية بيروت الجنوبية في مناوشة بين مشجعي فرق أجنبية مختلفة. ضحايا الكرة من أنصار الفرق المتنافسة كثر وارتبطت باللعبة ظاهرة «الهوليغان»، إضافة إلى ارتباط عميق بين كرة القدم والرياضة عموماً، وبين السياسة، يظهر بأشكال متنوعة. جماهير الكرة العربية لها نوادي مشجعيها و «ألتراس» يهتف باسمها «في الشمس والظل» (بحسب عنوان كتاب لإدواردو غاليانو عن كرة القدم) وينزل إلى الشوارع لخوض معاركها ويتعرض للقتل في حوادث مشبوهة على ما حصل في استاد بورسعيد في 2012. لكنها من المرات النادرة التي يموت فيها شاب طعناً بسكين ضحية تأييده منتخب بلد آخر غير بلده على أيدي مشجع بلد ثالث. وفاة هذا الشاب يجب أن تدهشنا وأن تطرح الأسئلة القلقة عن مجتمعاتنا وانتماءاتنا وعصبياتنا وحروبنا وثقافتنا أيضاً. الحادث ليس طيش شباب ومعزولاً عن البيئة التي وقع فيها إلا بقدر ما ينعزل كل حادث عن الظاهرة العامة التي تنتجه والتي استكملت بمسيرات ابتهاج بالسيارات وعلى الدراجات النارية بفوز منتخب الشاب المغدور بعد ساعات على مقتله.

لا يمكن وضع كل سلوك في إطار العادية والتذرع بالتسلية والعفوية عندما يكون الثمن دماء تسفك في شوارع المدن والقرى اللبنانية التي تشهد جرائم قتل بسبب أفضلية المرور ومكان ركن السيارة وما يشبه ذلك من أسباب تعيد إحياء مناخات الحرب الأهلية حيث السيادة لحامل السلاح والمستند إلى العصبية الميليشياوية الأقوى. ناهيك عن صدامات مسلحة بين أهالي قرى وعائلات وعشائر تتنازع الملكيات العقارية وممرات التهريب أي «الموارد» بصيغتها البدائية الواقعة خارج منظومة الاقتصاد الوطني ودورته.

والحال أن لبنان اليوم ساحة تغص بتناقضات شديدة بين فوائض ونواقص. فوائض العصبيات التي لا تجد تصريفاً سلمياً لها على رغم الانتخابات (التي فاقمت العصبيات وأكدت على الولاءات ما دون الوطنية بدل أن تستوعبها على ما يفترض في بلد يزعم لنفسه حياة ديموقراطية، وفائض القوة الكامنة المنتظرة ساعة الانفجار التي يخرج بين فينة وأخرى مَن يجدد التعهد بوقوعها، فيما تعبر جماعات أخرى عن إحباطها العميق من سلسلة التراجعات التي تشهدها في السياسة وفي الموقع الاجتماعي- الاقتصادي، وفائض المال وتمركزه في قطاعات غير منتجة وفاسدة في مقابل فقر مدقع يضرب فئات ومناطق على غرار منطقة حي السلم التي قتل فيها الشاب بسبب مباراة كرة القدم. ليس من المحال استمرار هذه الحال. وليس بالضرورة أن ينبلج الفجر بعد كل ليل، على ما علمتنا هزائم الثورات العربية. بل الأقرب إلى المنطق هو تصاعد حالات التفكك والتهرؤ إلى أن يصبح الانهيار العام هو السمة الوحيدة التي تلف الجماعات اللبنانية المؤتلفة في دولة تعجز عن الولادة. وفي يد السلطة الحاكمة أدوات أمنية لا تزال فاعلة وتحول دون نشوب حرب الجميع ضد الجميع. لكن السلطة تفتقر إلى أبسط الأفكار عما سيكون عليه وضع بلدنا يوم غد صباحاً، باستثناء التفكير في تقاسم المواقع والمنافع والمال العام. لبنان ساحة تبحث عن دور.

 

بين "القنابل الدخانية" وانقشاع الرؤية الحكومة ستتشكَّل وإنْ تأخرت

الهام فريحة/الأنوار/29 حزيران/18

من الأقوال "الخالدة" في السياسة أنَّ "لا دخان من دون نار"، لكن التكنولوجيا دخلت أيضاً إلى السياسة، وكانت النتيجة أن ولَّدت دخاناً من دون نار، بهذا المعنى أليست "القنابل الدخانية" دخاناً من دون نار؟ هذا إسمه في السياسة "مناورات" يقوم بها طرف لجعل الطرف الآخر يقبل بطرحٍ معين.

في هذا الأسبوع الذي هو الأول من الشهر الثاني على التكليف، طُرِحَت مناورات عديدة في ملف الحكومة، وألقيت قنابل دخانية جعلت الرؤية غير واضحة، ومن المناورات التي طُرِحت والقنابل الدخانية التي أُلقيت: الإتجاه إلى حكومة من 24 وزيراً، هكذا تُحلُّ العقدة الدرزية، فيدخل الحكومة وزيران درزيان يكونان لزعيم المختارة وليد جنبلاط، ولا يكون هناك وزير درزي ثالث، فتكون مسألة توزير أحد من قبل النائب طلال ارسلان غير مطروحة. تُحلُّ عقدة القوات اللبنانية فيكون منها ثلاثة وزراء بدلاً من أربعة. تُحلُّ العقدة السنية فيكون هناك خمسة وزراء من تيار المستقبل ولا يطرح توزير أي سنّي من خارج عباءة تيار المستقبل.

لكن هذا الطرح "لا أب له"، فلا هو صدر من قصر بعبدا، ولا هو صدر من بيت الوسط، طُرِح في التداول على غرار القنابل الدخانية التي تُعمي الرؤية، لكن عند التدقيق تبيَّن أنه للإختبار الذي لا يروي غليل مَن يفضّلون سعة التمثيل. ومن القنابل الدخانية التي طُرِحت أنَّ المهلة أمام الرئيس المكلف لتشكيل الحكومة غير مفتوحة، ليتبيّن أنَّ هذا الكلام لا أساس دستورياً له، السوابق أصدق برهان على ذلك، فالرئيس تمام سلام استغرق تشكيل حكومته أحد عشر شهراً، ولم يجرِ الحديث وقتها عن مهل، فكيف يجوز الحديث عن مهل اليوم؟

هل الحديث هو لوضع الرئيس المكلف في جو من الضغط؟ ومن القنابل الدخانية التي أُلقيت أنَّ هناك أسماء أخرى غير إسم الرئيس الحريري مطروحة للتكليف في حال اعتذر عن التأليف. أكثر من أربع أو خمس قنابل أُلقيت في أسبوع واحد في ذروة إخراج التشكيلة من عنق الزجاجة، لكن بعد انقشاع الدخان وعودة الرؤية الواضحة، يتبين ما يلي: كل طروحات العدد غير صحيحة، أو على الأقل لم يتبناها أحد، والثابت الوحيد إلى الآن هو الحكومة الثلاثينية، وكل المفاوضات تدور حولها، فتبدأ بالحصص ثم يتم إسقاط الأسماء عليها. لا صحة مطلقاً لِما يجري الحديث عنه أنَّ هناك مهلاً للرئيس المكلف، فبدعة المهل غير موجودة لا في الدستور ولا في الممارسة. واستطراداً لا صحة إطلاقاً لتحضير بدائل من الرئيس المكلف ليتم اختبار واحد منها لتشكيل الحكومة! بالمناسبة، هل نسي طارحو هذه الهرطقة مقولة "القوي في طائفته"؟ رجاء خففوا من الهرطقات والقنابل الدخانية، البلد يحتاج إلى انقشاع رؤية.

 

ملف الأوقاف الدرزية...هيمنة جنبلاط على ثروات الدروز/ ملف رقم ٣

علاء ربيع الأعور/28/6/2018

تعد الأوقاف الدرزية من أغنى الأوقاف في لبنان،وهي جزء لا يتجزأ من تاريخ الموحدين الدروز في لبنان. عندما تدخلت السياسية في الأوقاف بدأت عملية الأحتكار،ودخلت مرحلة النهب على أوجه عديدة، من حيث الأداء الغير مسبوق عبر التاريخ.

أقرت إدارة الأوقاف الدرزية المتمثلة بالمجلس المذهبي الدرزي بأن موجوداتها المالية في المصارف اللبنانية تفوق ٤ ملايين دولار أميريكي عام ٢٠٠٨-٢٠٠٩ بحسب آخر تصريح عن الحسابات منذ تسعة أعوام. يبلغ عدد العقارات التي تعود إلى الأوقاف الدرزية ١٤٣٢ عقار تقريباً. ليس هناك عملية إحصاء دقيقة للأملاك التابعة للطائفة الدرزية حتى الآن. أو أي تصريح دقيق عن المبالغ المالية المودوعة باسم الأوقاف الدرزية في المصارف، كذلك لا يوجد تدقيق في مصير أموال المقامات التي يتعدّى عددها الخمسين مقاماً، لكن لا يعرف أحد أين تودع وأين تذهب، تُضاف إلى ذلك المساعدات المالية التي تأتي من أبناء الطائفة المتواجدين في المغتربات والتي تصل إلى أرقام عالية جداً. هناك عقارات مؤجرة لشخصيات سياسية معروفة بمبالغ زهيدة جداً وفقاً لقانون الإيجار القديم، ولم يطرأ أيّ تعديل عليها منذ عشرات السنين وحتى يومنا هذا. قام المجلس المذهبي الحالي بالتوقيع على عقود إيجار لعدد من العقارات في بلدة البنيه في قضاء عالية بأسعار شبه مجانية، فعلى سبيل المثال، تمّ تأجير ثلاث قطع أرض مساحتها بحدود الثلاثين ألف متر بمبلغ ٥٠٠ دولار أميركي سنوياً. كما أنّ هناك عقارات تمّ بيعها بغطاء سياسي، وهو ما يُعتبر انتهاكاً لحرمة الأوقاف التي لا يمكن أن تباع. هناك أراضٍ مؤجرة في الدوائر العقارية لمدة ٩٩ سنة ولا أحد يعلم كيف يتم تأجير الأراضي.في الشحار الغربي مثلاً هنال آلاف الأمتار لا يتعد إجارها المليون ليرة سنوياً .  في الثمانينات, من البريستول الى ڤيردان كان هناك ٣٤ عقاراً للأوقاف الدرزية مسجلة في الدوائر العقارية ، اليوم أصبح عددها ٦ عقارات فقط. دون أي تبرير أو تدقيق كيف تم بيعها وإلى من بيعت أراضي الوقف الممنوع بيعها أصلاً. قام شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز السابق الشيخ بهجت غيث بعمل احصاء لما يملكه الوقف الدرزي من عقارات وأبنية.بعدها قدم طعن بقانون المجلس المذهبي الذي يريد وليد جنبلاط تطبيقه ووقف امام محاولة جنبلاط للأستيلاء على الوقف الدرزي. أهمّ الأسباب التي أوصلت جنبلاط لإزاحة شيخ العقل السابق بهجت غيث من منصبه هو ملف الأوقاف، حيث حاول غيث أن يعيد تنظيمها بهدف جعل أبناء الطائفة يستفيدون منها، لكن تمّت تنحيته، وبالتالي لم يتمكن من تحقيق هذه الخطوة.

بعد نهب الأوقاف وبيعها المخالف للقانون، وتأجيرها بطرق ملبوسة وملتوية، وعدم أصدار أي تقرير رسمي عن كيفية صرف عائدات الفوائد المصرفية. من يحاسب؟ من يقاضي؟

 

هل ايران على شفير الانهيار فعلا ... أم روحاني؟

سامي كليب/27/6/2018/كتب زميلي الصحافي العريق وصديقي أسعد حيدر مقالا حول التظاهرات في إيران بعنوان:" اتركوا سوريا" مستندا في عنوانه الى شعارات قيل انها خرجت من حناجر المتظاهرين الايرانيين في اليومين الماضيين احتجاجا على الأوضاع الاقتصادية.

أسعد حيدر الذي يُعتبر خبيرا في الملف الايراني وكان من بين أوائل الصحافيين العرب الذي رافقوا عودة الامام الخميني الى طهران وسافر مع وفود عربية وأجنبية مهمة للقائه قبل أن يصبح مناهضا للسياسة الايرانية ولدور حزب الله في سوريا ، يختم مقاله بالقول: " ان النظام ينزلق بسرعة قياسية نحو النهاية مثل النظام السوفياتي، وما لم يتم وقف الانهيار الاقتصادي والمالي فان مظاهرة البازار ستتحول الى إعصار يطيح بكل شيء تماما كما حصل في الاتحاد السوفياتي" ...

الواقع أنه منذ انسحب الرئيس الاميركي دونالد ترامب أحاديا من الاتفاق النووي وفرض عقوبات جديدة على ايران وهدد الشركات الغربية بالعقاب لو استمرت بالتعامل مع السلطات الايرانية، ينحو بعض المحللين الى القول بأننا نشهد الآن مرحلة نهاية الثورة الإسلامية الايرانية، ذلك أن الشعب ضاق ذرعا بقيادته ويريدها أن توقف صرفها الأموال الهائلة في الخارج.

دعونا إذا في نقاش عميق وهادئ نطرح الأسئلة التالية:

• هل ثمة قلق فعلي في إيران من انفجار داخلي بسبب الاقتصاد، أم أن ما يحصل حاليا يفسح في المجال واسعا أمام مرشد الثورة السيد علي خامنئي لتعزيز قبضته، ويفتح اوتوسترادات واسعة لتولي الحرس الثوري مباشرة السلطة لأن المرحلة الحالية تقتضي ذلك ولان ترتيب البيت الداخلي في خلال وجود خامنئي ضروري ؟ في هذه الحالة الثانية سيكون الرئيس حسن روحاني كبش الفداء الأول، ذلك أن المتشددين يتهمونه بالمغالاة في الانفتاح على الخارج وبأن وعوده بتحسين الاقتصادي بعد الاتفاق النووي سقطت جميعا. لكن هذا ليس سهلا وسط تزايد عدد الفريق السياسي المعترض على السلطة رغم ان بعضهم كان حتى الامس القريب من هذه السلطة.

• في حال اطيح بروحاني لصالح المتشددين والذين نسمع هذه الأيام نوابهم يطالبون رئيس الجمهورية الاسلامية بتغيير فريقه الاقتصادي، ويصل بعضهم الى حد مطالبته بالاستقالة. هل يستطيع السيد خامنئي والحرس الثوري الإمساك بالسلطة فعلا، أم أن ما كان ممكنا قبل سنوات صار صعبا اليوم بسبب تململ داخلي حيال السياسة الخارجية؟

• اذا كانت أميركا هي السبب، وإسرائيل هي المحرك لكل هذه الضغوط، وانها هي التي لن تقبل ببقاء ايران وحزب الله في سوريا، واذا كانت دول الخليج باتت تعتبر ايران هي العدو أكثر من إسرائيل، فهل هذا يساهم في تسريع خطوات الانفجار الايراني الداخلي فعلا ، أم بالعكس تماما يعزز الشعور القومي حول المرشد والحرس الثوري؟ فليس كل ما تريده أميركا وإسرائيل يتحقق والدليل على ذلك أن الرئيس السوري بشار الأسد لم يسقط، وان حزب الله كسر شوكة إسرائيل في لبنان، وبدلا من اضعاف إيران وحلفائها في المنطقة ها اننا نشهد قيام محور كامل يمتد من ايران الى العراق فسوريا واليمن وصولا الى فلسطين؟

• هل ان ما يحصل في ايران اليوم مرتبط عضويا بسوريا ولكن أيضا بانتفاضة العودة في الداخل الفلسطيني، والتي تُحمّل إسرائيل القيادة الايرانية الجزء الأكبر من المسؤولية في تحريكها؟ ان شخصيا لا افصل كل هذه الملفات عن بعضها، فالمطلوب هو اضعاف محور المقاومة وتمرير صفقات في فلسطين.. هذا كان وسيبقى هدفا أساسيا.

• ثم ما هي الخيارات المتاحة أمام القيادة الايرانية في حال استمرت الاوضاع على ما هي عليه وسط تضييق الخناق الاقتصادي؟ هل تتحرك بشكل أوسع في الجبهات الخارجية لتفرض معادلة جديدة؟ هل ترفع مستوى المواجهة مع إسرائيل دون الوصول الى الحرب؟ أعتقد ان سوريا وفلسطين ساحتان جديرتان بمراقبة تطوراتهما السياسية والعسكرية في الأسابيع المقبلة... لنراقب الجنوب السوري جيدا.

أنا شخصيا اعتقد أن الوضع الايراني ليس سهلا بالطبع، لكن ايران لا تزال تملك أوراقا كثيرة، وأرى ان الفترة المقبلة ستشهد تقليما لاظافر الفريق الايراني الذي يراهن على استمرار التعاون مع الغرب، ونزوعا أكثر لاظهار أنياب إيران في الداخل والخارج . لكن هذا يفترض مزيدا من التعاون الاستراتيجي مع روسيا وتركيا والصين والاعلان عن خطة متوسطة وطويلة الأمد لتقديم خيارات اقتصادية حقيقية للشعب. اعتقد ان الرئيس فلاديمير بوتين بحاجة لإيران قوية لان اضعافها يضعفه وسط الضبابية الاميركية على الساحة الدولية والعداء المستحكم حيال موسكو.

لنكن صريحين مع أنفسنا، ان الشعب الايراني ليس كله مؤيدا لفلسطين وحزب الله وسوريا والجبهات الخارجية، وان الشعب الايراني ليس كله حرسا ثوريا ومؤمنا بالتشدد وسط ثورة التواصل الاجتماعي الهائلة، فهو يريد مزيدا من الحرية الاجتماعية ( رغم ان هذه الحرية ليست مقموعة كما يعتقد من لم يزر ايران، فالمرأة قد تجالس الرجل وتلبس على راسها غطاء بسيطا وتسير في الشارع وتقود السياسة وتصل الى مناصب عالية في الدولة، ولها كل أسبوع من زوجها او حبيبها باقة ورد وفق العادات الايرانية العريقة ) . والمفارقة هذه المرة أن الجارة السعودية التي كانت تُعتبر بنظر إيران ودول كثيرة في العالم بأنها الأكثر تشددا، باشرت بتغيير جذري لقواعد اللعبة الداخلية حيال المرأة والفن والموسيقى والمسرح والسينما تجنبا لانفجار داخلي بسبب الكبت الاجتماعي. فما كان مقبولا في المنطقة قبل سنوات ما عاد ممكنا اليوم مع الفايسبوك وتويتر وانستاغرام وسنابشات وغيرها .

بناء على كل ما تقدم اعتقد أن القول بأن النظام الايراني على شفير الانهيار فيه مغالاة كبيرة حيال دولة طورت كل ما فيها في سنوات الحصار ولا تزال تملك أوراقا كثيرة، والقول بأن المرشد والحرس قادران على الاستمرار بسياسة التشدد دون إصلاحات جذرية فيه ايضا مغالاة لان الناس لا يرحمون حين تضيق سبل عيشهم وتكون ثمة آلة دعائية خارجية تقنعهم بأن السبب هو دور ايران في الخارج ....

لا شك أن ايران على مفترق طرق جدير بالاهتمام، لكن لا شك ايضا أن خصومها ليسوا بحالة مريحة أكثر منها، وبعضهم يعتقد بأن ما حصل مع كوريا الشمالية يمكن ان يحصل مع ايران عاجلا أم آجلا....لنراقب ونر....

هذه أفكار أطرحها للنقاش الهادئ والمفيد، ولذلك أرجو ممن لديه فكرة او معلومة يطور عبرها هذا النقاش أن يكتبها هنا كي نفيد منه.

 

مؤتمر اقليمي في بيروت : هل من مستقبل للتفاهم بين الاديان والثقافات؟

قاسم قصير/موقع عربي 21/28 حزيران/18

" تدعيم اسس التفاهم بين اهل الاديان والثقافات في العالم العربي" كان عنوان المؤتمر الاقليمي الذي عقد الاسبوع الماضي في بيروت بدعوة من منتدى التنمية والثقافة والحوار وبالشراكة مع جمعية الامل العراقية ومنظمة الدانميشين الدانيماركية وبدعم من الاتحاد الاوروبي ، وشارك في هذا المؤتمر وفود وشخصيات لبنانية وعراقية واردنية وسودانية وسورية ومصرية وسعودية.

ويأتي انعقاد هذا المؤتمر كتتويج لجهود مستمرة يقوم بها منتدى التنمية والثقافة والحوار والذي يشرف عليه القس الدكتور رياض جرجور للقيام بسلسلة مبادرات عملية في عدد من الدول العربية لمواجهة التطرف والعنف وتدعيم الحوار والسلام ونشر ثقافة التسامح وقبول الاخر.

بعد جلسة الافتتاح الذي القيت فيه كلمات لشخصيات رسمية ودينية ركزت على اهمية الحوار وقيام الدولة من اجل مواجهة التطرف ، تضمن برنامج المؤتمر عدة جلسات حول مستقبل العلاقة بين الاديان والثقافات ، في الجلسة الاولى تحدث القاضي الشيخ عباس الحلبي حول التحديات التي تواجه العيش المشترك والسلم الاهلي وقد قدّم لها وادارها الشيخ سامي ابي المنى، والجلسة الثانية خصصت للحديث عن دور المرأة في مواجهة التحديات وبناء السلم الاهلي وتحدثت فيها رئيسة منظمة المرأة العربية الدكتورة فاديا كيوان وقدمت لها السيدة ميراي الحاموش، ، والجلسة الثالثة ترأسها الاستاذ علي الاحمد وخصصت للحديث عن الحالة الدينية في العالم العربي وتحدث فيها الاستاذ جعفر الشايب والسيد زيد بحر العلوم والدكتور انطوان مسرة ، واختتم اليوم الاول بعرض بعض الشهادات والخبرات محلية حول العيش المشترك من لبنان ومصر والاردن وسوريا والعراق.

وفي اليوم الثاني خصصت الجلسة الاولى للحديث عن التنوع الديني ومخاطر التطرف العنيف وترأسها المطران بطرس مراياتي وتحدث فيها السيدة ميس كريدي والدكتور عامر الحافي والدكتور وجيه قانصو ، واما الجلسة الثانية فترأسها القس الدكتور عيسى دياب وقدّم فيها الاستاذ محمد السماك قراءة نقدية قاسية لتجربة الحوار الاسلامي – المسيحي وتحديات العيش المشترك ، ومن ثم قدمت مجموعات العمل التي شكلت نتائج اعمالها حول كيفية تعزيز اسس التفاهم بين الاديان والثقافات ، كما اقيمت جلسة برئاسة القس الدكتور رياض جرجور لتقييم عمل المؤتمر والخطوات المطلوبة لتطوير هذا المشروع وكانت الجلسة الختامية للسفير السوداني السابق في الاردن الدكتور صادق الفقية بعنوان : ما العمل من اجل حوار عملي وفعلي في عالم مضطرب. وقد تميزت اعمال المؤتمر بالمقاربات الجريئة التي قدمت من قبل المشاركين من شخصيات رسمية او باحثين او مشاركين لازمة العيش المشترك وانتشار التطرف والعنف ، وكان هناك اتفاق بين معظم المتحدثين على ان غياب الدولة والقانون وانتشار الجهل والفقروسوء فهم الدين هي من الاسباب الجوهرية وراء انتشار العنف والتطرف ، وان هناك حاجة ماسة اليوم في كل الدول العربية لاقامة عقد اجتماعي جديد من اجل بناء دولة المواطنة والمساواة وتأمين الحريات الاساسية للمواطنين .

ومن الملاحظات المهمة في هذا المؤتمر الاقليمي مشاركة هيئات وشخصيات فاعلة من المجتمعات المحلية في عدد من الدول العربية وتقديم هذه الشخصيات تجاربها العملية وشهادات واقعية عن المعاناة التي يواجهونها في دولهم ، وكيفية العمل لتعزيز التواصل والحوار بين اهل الاديان والثقافات.

وفي خلاصة اعمال هذا المؤتمر والذي سيتابع جهوده طيلة السنوات المقبلة يمكن الاستنتاج : ان ما عاناه العالم العربي والاسلامي طيلة السنوات الاخيرة من انتشار التطرف والعنف لا تزال اثاره جاثمة على كل مجتمعات المنطقة، وان التخلص من تنظيم داعش وامثاله من خلال الحروب الامنية والعسكرية لا ينهي الازمات القائمة في هذه المجتمعات والتي تعاني من تشوهات فكرية وانسانية واجتماعية، وكل ذلك يتطلب خطة متكاملة من كل الهيئات والمؤسسات الدينية والرسمية ومؤسسات المجتمع المدني ، وان كان الطريق الاقصر لمواجهة كل هذه التحديات : قيام الدولة العادلة ،دولة المؤسسات والمواطنة والقانون واحترام الحريات والتنمية الشاملة وتجديد الفكر الديني من اجل فهم جديد للدين والعالم، فهل من يتصدى لهذه المهمات الكبيرة في عالم اليوم؟

 

درعا ورمزية الثورة السورية

حنا صالح/الشرق الأوسط/28 حزيران/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/65623/%d8%ad%d9%86%d8%a7-%d8%b5%d8%a7%d9%84%d8%ad-%d8%af%d8%b1%d8%b9%d8%a7-%d9%88%d8%b1%d9%85%d8%b2%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%ab%d9%88%d8%b1%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d9%88%d8%b1%d9%8a%d8%a9/

انتهى بإعلان رسمي من «حميميم» اتفاقُ «خفض التصعيد» في الجبهة الجنوبية لسوريا، بعدما كان الاتفاق الوحيد الذي حمل طابعاً دولياً من خلال مشاركة الولايات المتحدة في وضعه إلى جانب روسيا والأردن. ولعله من الصعب القول اليوم إن تلك الجهات كانت قد اتفقت على إطار دائم لهذه الجبهة منفصل عن وضع سوريا ككل، وعن وضع المنطقة عموماً، سيما أن النظر إلى الوضع في جنوب سوريا لا تمكن رؤيته إلاّ من خلال نظرة أوسع لها خصوصيتها الجيوسياسية. هذا العنوان شكّل محوراً أساسياً من المحاور التي نوقشت تكراراً في القمم الثماني التي جمعت الرئيس الروسي بوتين مع رئيس وزراء إسرائيل نتنياهو، إلى تبادل زيارات مسؤولين آخرين روس وإسرائيليين كانت آخرها زيارة قائد الشرطة الروسية لتل أبيب، وكل ذلك كان يتمُّ بالتوازي مع مباحثات مع الأردن من ناحية، ومن الأخرى بين موسكو وواشنطن وبين تل أبيب وواشنطن، وتوجت بمباحثات موسكو بين لافروف - بولتن وانضم إليها الأردن، لتبرز صيغة أخرى كبديل عن منطقة «خفض التصعيد». والنقاش الفعلي لهذه الصيغة كان قد تقدّم كثيراً بعد الانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي، وما تلاه من تصعيد في مضمون المواقف الأميركية التي حمّلت طهران المسؤولية عن زعزعة الاستقرار في المنطقة.

في هذا السياق وتزامناً مع إعلان النظام اعتزامه استعادة المنطقة الجنوبية، كانت لافتةً المواقفُ الروسية المتتالية، فقد حذّرت موسكو من أنها لن تشارك بتوفير غطاء جوي لعملية واسعة في الجنوب تشترك فيها ميليشيات الحرس الثوري ومن ضمنها «حزب الله»... وسبق ذلك قيام الرئيس بوتين بحثِّ الأسد على ضرورة مغادرة كل الميليشيات الأجنبية لسوريا، فيما كانت تل أبيب تتحدث بعد زيارتي نتنياهو وليبرمان إلى موسكو عن تفهم روسي لحاجاتها الأمنية (...)، وتكشف عن توافق مع الروس على انسحاب هذه الميليشيات نحو 60 كلم باتجاه الشمال ولو على مراحل. وعاشت المنطقة على وقع تسريبات أن ميليشيا «حزب الله» وبقية ميليشيات الحرس الثوري غادرت مواقعها في المنطقة، ليخرج الإعلام الروسي ليقول: إن هذه الميليشيات عادت بلباس الحرس الجمهوري السوري والفرقة الرابعة التي يقودها ماهر الأسد، فيما كانت وحدات سورية، قيل إنها من الفيلق الخامس، برفقة الشرطة الروسية تمسك بالحدود في منطقة القصير وتقفل المعابر المعروفة التي تربط بين الداخل السوري ومنطقة الهرمل.

على الأرض كانت تتبلور ترتيبات تقسيم مؤقت للنفوذ في المنطقة الجنوبية بين غرب وشرق؛ غرب ملاصق لمنطقة الجولان المحتل وبعض الحدود مع الأردن، يستمر فيه وجود «الجيش الحر» ولا يقلُّ عمق المنطقة عن ثلاثين إلى أربعين كلم، وشرق عبر وصل ريفَي السويداء ودرعا باعتماد طريق كالقوس عبر «أذرع» و«اللجاه» و«بصرى الحرير» باتجاه الحدود مع الأردن لوضع الحدود بعهدة الجيش السوري ولإعادة فتح معبر بين البلدين بديل عن معبر «نصيب» الذي يقع في المنطقة الغربية. وتنفيذاً لهذه الخطة تمّ استقدام وحدات سهيل النمر العسكرية التي أطلقت حملة عسكرية واسعة منسقة مع الروس والشرطة الروسية لتقطيع المناطق الخارجة عن سيطرة النظام السوري، بعدما جرى سحب «الفرقة الرابعة». وقضت الترتيبات الجديدة بأن يتسلم الجيش السوري كل المراكز الرسمية، بينما ستنتشر الشرطة الروسية في درعا مع تسريب معطيات غير مؤكدة عن القبول ببقاء عناصر «الجيش الحر» في المدينة لأنهم من أهلها وأبنائها. وحده الأردن الذي يعاني أزمة اقتصادية خانقة ويدرُّ عليه المعبر الحدودي سنوياً مئات ملايين الدولارات، حذَّر من مخاطر التصعيد العسكري وما سينجم عنه من قتل ودمار وتهجير جديد، مؤكداً أن الحدود الأردنية ستكون مقفلة ويجب إيجاد أمكنة إيواء للنازحين داخل الحدود السورية، كما حذّر من الخطر الكامن إذا استمر وجود ميليشيات متطرفة أو جماعات إرهابية على مقربة من حدوده.

في هذا التوقيت تلقت قيادة الجبهة الجنوبية رسالة أميركية مفادها أن واشنطن تريد أن توضح «ضرورة ألاّ تبنوا قراراتكم على افتراض أو توقع قيام أميركا بتدخل عسكري».. وأن «الأمر يعود إليكم فقط في اتخاذ القرار السليم في شأن كيفية مواجهة الحملة العسكرية للنظام السوري». الموقف الأميركي لم يفاجئ أحداً، واللافت أن الكشف عنه تزامن مع الكشف عن القمة المرتقبة بين الرئيسين ترمب وبوتين التي ستنعقد قبل منتصف يوليو (تموز) في النمسا، وبالتأكيد ما كانت موسكو لتجازف بالسماح بهذه العملية لولا التوافق مع واشنطن التي وضعت على الطاولة موضوع سحب القوات الإيرانية والتابعة لها من المنطقة. هنا نفتح مزدوجين للإشارة إلى أن تثبيت الوضع الجديد للجبهة الجنوبية لم يبلور بعد صيغة كاملة للتعاطي مع النفوذ الإيراني، ومع أدوار مختلفة تقوم بها ميليشيا «فيلق القدس»، ومنها تسريع عمليات التوطين لأعداد كبيرة من عناصر الميليشيات التي تم منح أفرادها الجنسية السورية، أعداد تستفيد - كما يُشاع - من القانون رقم 10 المتعلق بأملاك الغائب لوضع يدها على بيوت وأملاك السوريين لمنعهم من العودة... في المقابل الأحاديث عن أن الحكم السوري يقترب أكثر من الروس وأن الوجود الإيراني لم يعد مريحاً له، ليست مثبتة ولا نهائية.

على نار هادئة تمت حياكة الترتيب الجديد للجبهة الجنوبية؛ ترتيب ميداني وترتيب سياسي، ما يعني من جملة ما يعنيه القبول الإسرائيلي والغربي باستمرار الأسد على رأس النظام السوري، وعلى الدوام كان هذا هو الموقف الإسرائيلي، وتجربة حراسة النظام السوري لحدود الاحتلال في الجولان أكبر دليل. لكن التنفيذ أشعل مواجهات دموية وبسالة كبيرة من جانب المقاومين كانت موسكو توحي عبر المناورات والضغوط بأنها تسعى لتجنبها، بينما هي تشارك فعلياً في أكبر عمليات قصف جوي لانتزاع نصر عسكري شخصي يسعى إليه رأس النظام السوري، باعتبار أن الجبهة الجنوبية ترتدي أهمية استثنائية بعد الغوطتين بالنسبة إلى أمن النظام، الذي يريد القول: إنه طوى كل تهديد عسكري مستقبلي له، مع أنه منذ زمن لم يعد التهديد العسكري وارداً، وفات الكثير من الجهات في الفصائل كما في المعارضة السياسية رؤية أبعاد التحول الكبير الذي غيّر المشهد السوري. رغم ذلك لدرعا رمزية ثورية كبيرة؛ ففي الذاكرة الطرية للسوريين، شكّلت درعا مهد الثورة السورية، ويريد رأس النظام السوري الآن الثأر منها عبر إعادة السيطرة عليها، لكن الصورة راسخة في الداخل والمنافي وبين السوريين وكل الرأي العام الخارجي، إنها صورة الطفل حمزة الخطيب الذي تم التنكيل به والتمثيل بجثته... وراسخة في الذهن كذلك، أنه في درعا وكل الجنوب السوري وحوران التي خرجت سلماً من تحت الديكتاتورية، لم يسجل يوماً على فصائل الجبهة الجنوبية أيّ تطرف أو نزوع إلى التحكم والاستبداد، ولم تحدث فيها تجاوزات على الناس بل استمدت هذه الجبهة كل قوتها من محيطها.

مع محطة درعا، وهي محورية، سيبقى في الذهن أن الثورة السورية بدأت كانتفاضة شعبية يوحِّدها هتاف شهير: واحد واحد واحد الشعب السوري واحد... وطي صفحة العسكرة التي جرى فرضها على السوريين من النظام وحلفائه لتشويه الانتفاضة ووسمها بالإرهاب، لن يُطوى جوع السوريين للخبز والكرامة والحرية.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

عون بحث مع الرئيس المكلف مسار تشكيل الحكومة الحريري: انا على تفاهم تام مع رئيس الجمهورية والامور بحاجة الى بعض الوقت والجهد

الخميس 28 حزيران 2018 /وطنية - استقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون عند الرابعة والنصف بعد ظهر اليوم في قصر بعبدا، رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري الذي نقل اليه حصيلة المشاورات والاتصالات التي يقوم بها من اجل تشكيل الحكومة العتيدة، وجرى البحث في بعض الامور التي لا تزال تؤخر التوصل الى الاعلان عن الحكومة في وقت قريب. وكان الرأي متفقا على وجوب الاسراع في تذليل كل هذه العقبات، كي تبدأ الحكومة الجديدة عملها ومواجهة التحديات التي تنتظر لبنان على الصعد كافة.

الحريري

بعد اللقاء، تحدث الحريري الى الصحافيين فقال: "عقدت اجتماعا مع فخامة الرئيس من اجل استكمال مشاورات تشكيل الحكومة. ان الدستور واضح جدا لجهة دور فخامة الرئيس ودوري انا شخصيا في عملية التشكيل، فكل ما يقال بالتالي من البعض من تكهنات وتوقعات لا دخل له بالصلاحيات وبدور فخامة الرئيس الذي هو الحامي الاول للدستور. ان صلاحيات رئيس الحكومة في هذا الموضوع معروفة ايضا، وآمل الا يثار اي لغط حول هذه المسألة لان التفاهم بيني وبين فخامة الرئيس قائم حول كل التفاصيل في هذا السياق. كنت قد اشرت سابقا الى وجود بعض الامور التي تحتاج الى العمل بهدوء من اجل التوصل الى حل بشأنها، وهذا تماما ما يحصل رغم محاولة البعض تضخيمه اكثر مما يستحق او افتعال مشاكل في البلد لجهة التخويف من عدم الوصول الى حل. انني اطمئن الى اننا سنصل الى حل، وانا لا زلت على تفاؤلي في هذا الموضوع، وبعد الانتهاء من الانتخابات النيابية، فإن كل الاطراف السياسية متفقة على الاسراع في تشكيل الحكومة، وبالتالي بتنا قريبين من الحلحلة ومن ان يحصل كل فريق على حصته كما يجب، والجميع يظهر تعاونا في هذا السياق، ولا نفع من اي تصعيد او مواجهة في الاعلام".

اضاف: "ان كل فريق، ايا كانت حصته، من المفترض ان يتمثل في الحكومة لخدمة الشعب اللبناني وليس لخدمة تياره او حزبه، واذا اعتمدنا هذه المقاربة، يمكن عندها الوصول الى حيث نريد جميعا. لقد ناقشت مع فخامة الرئيس زيارة المستشارة الالمانية وموضوع النازحين، واتفقنا على البقاء على تواصل لمواجهة هذه التحديات معا، كما ان الوضع الاقتصادي صعب والنمو ليس كما نرغب فيه، فنسبته تصل الى 1,5 او 2% وهو عرضة للتراجع اذا لم نسرع في تشكيل الحكومة، انما لا ارى اننا نسير في هذا الطريق، بل آمل ان نشهد زيادة في النمو الاقتصادي، خصوصا اذا اسرعنا في تأليف الحكومة والاستفادة من مقررات مؤتمر "سيدر" والدراسات التي اجرتها شركة "ماكنزي". وهناك ايضا المسألة الامنية، ورغم ان لبنان يشهد وضعا امنيا جيدا، الا انه يجب الحفاظ عليه، وكلما ساد الوفاق في البلد انعكس الامر ايجابا على الاوضاع فيه".

وتابع: "ان التسوية التي اجريناها سابقا مع فخامة الرئيس لا زالت قائمة، وقد قلت قبل الانتخابات وبعدها، ولا زلت على موقفي، بوجوب حماية التسوية مهما كان الثمن لانها لمصلحة البلد. صحيح كانت هناك فترة سابقة شهدت بعض الاختلاف في الرأي داخل الحكومة، ولكن الجميع متفق على الاستقرار الاقتصادي والامني وهو الذي اسس لما نشهده اليوم من استقرار. لذلك، لا يحاول احد اللعب على وتر التسوية مع فخامة الرئيس لانه سيواجهنا معا، والاتفاق مع فخامة الرئيس تام على كل الامور".

سئل: هل الزيارة هي للتشديد على ان التسوية مع فخامة الرئيس قائمة، دون تناول مسألة الحكومة؟

اجاب: "كلا، لقد تحدثت معكم عن كل الامور وليس فقط عن التسوية رغم اهميتها، ولكن الجميع يريد المحافظة على ما لدينا من اجل الابقاء على الاستقرار في البلد، ونحن اقررنا موازنات وقانون انتخاب، وشهدنا اقامة مؤتمرات دعم دولية للبنان، ولا احد يمكن ان ينكر اهمية التسوية في هذا السياق، وكل من يعمل ضد هذه الاجواء انما يعمل ضد البلد".

سئل: هل تطرقتم الى كيفية حل العقبات التي تعرقل الاعلان عن الحكومة؟

اجاب: "لقد تحدثت مع فخامة الرئيس حول بعض الامور العالقة، واتفقت معه على طريقة عمل ستظهر خلال الايام المقبلة".

سئل: ما هي هذه الامور العالقة؟

اجاب: "لا يمكن ان اكشفها مخافة ان يتم تضخيمها، بينما هي بسيطة. انما يمكن القول اننا قريبون ونحتاج الى بعض العمل والجهد الاضافيين".

سئل: هل حددتم مهلة؟

اجاب: "كلا".

سئل: هل ما زلت مصرا على موقفك من المعارضة السنية؟

اجاب: "اتمنى على الاعلام تحديد الامور كما هي. لا يمكن اعتبار بلال عبد الله او فؤاد مخزومي او الرئيس نجيب ميقاتي او اسامة سعد من المعارضة السنية. هناك نقاش يجري وسيصل الى مكان محدد، وعند تشكيل الحكومة، سأدرس القرار الذي يجب علي اتخاذه".

سئل: ما صحة الكلام عن ان الحكومة ستكون من 24 وزيرا؟

اجاب: "لم اسمع بهذا الطرح، ولا زلنا نعمل على تشكيل حكومة من 30 وزيرا".

سئل: صدر بيان من رئاسة الجمهورية حول صلاحيات الرئيس، ما هو موقفكم؟

اجاب: "انا لا زلت على كلامي. كانت تحصل امور في السابق بهدف التفاوض كما حصل في الحكومة السابقة، وكل الامور قابلة للكلام بروية. ونحن قادرون على الوصول الى حلول مع الافرقاء، وضمن اطار الاجواء الهادئة، كالقرار الذي اتخذته القوات اللبنانية بعدم التصعيد او الحديث الاعلامي. انما في جو متشنج، لا يمكن لاحد ان يتراجع عن مطالبه، على عكس ما يمكن ان يحصل اذا كانت الاجواء مغايرة وملائمة للحوار. ان ما اطلبه هو التهدئة لحلحلة الامور".

سئل: حدد بيان الرئاسة سقف النقاش في المفاوضات الحكومة بالاحجام التي افرزتها الانتخابات. هل ستلتزم بذلك، وهل انت مقتنع بأحجام بعض الاطراف وتحديدا الحزب الاشتراكي وحزب القوات اللبنانية؟

اجاب: "افرزت الانتخابات مجلسا نيابيا سيدرس اعطاء الثقة للحكومة، وانا لا احبذ الكلام عن الاحجام لانه بذلك نكون قد وضعنا اطارا لا يمكننا الخروج منه. ان العمل الذي اقوم به محصور بتشكيل حكومة يرتاح فيها الجميع لجهة تمثيله، وكي نصل الى هذه النقطة علينا ان نوقف التشنجات والتصعيد وعندها، يمكن ان نشهد بعض التنازلات من كل الاطراف. في مرات سابقة، شهدنا حكومة تضم وزراء سنة اكثر من الشيعة، وهذا مرده الى التفاهم الذي حصل. فعلينا بالهدوء والروية وسنصل الى حل".

 

عون أمام زواره: السنة الحالية افضل السنوات سياحيا والنهوض الاقتصادي يتطلب شعبا غير يائس

الخميس 28 حزيران 2018 /وطنية - يشارك رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في الثالثة بعد ظهر اليوم في الحفل الذي يقام في قصر بعبدا لمناسبة اليوم الدولي لمكافحة اساءة استعمال المخدرات والاتجار غير المشروع بها، برعاية اللبنانية الاولى السيدة ناديا الشامي عون وفي حضورها. وسيلقي الرئيس عون كلمة في المناسبة بعد سماع شهادات حياة من مدمنين ومحطات تثقيفية بمشاركة جمعيات اهلية تعنى بمكافحة المخدرات.

علاوي

وكان قصر بعبدا شهد سلسلة لقاءات تناولت مواضيع سياسية وانمائية اضافة الى متابعة مسار تشكيل الحكومة الجديدة.

وفي هذا الاطار استقبل عون نائب رئيس الجمهورية العراقية سابقا الدكتور اياد علاوي وعرض معه تطور العلاقات اللبنانية العراقية بعد الزيارة الرسمية التي قام بها رئيس الجمهورية الى بغداد. كما تطرق البحث الى التطورات الاخيرة في العراق والاوضاع الاقليمية عموما.

وضم الوفد الذي رافق علاوي، الوزير السابق محمد علاوي والدكتور صلاح علاوي والسيدة سارة علاوي ورئيس مجلس الاعمال اللبناني- العراقي السيد عبد الودود النصولي.

النائب ادغار معلوف

واستقبل عون النائب ادغار معلوف الذي عرض معه الحاجات الانمائية لمنطقة المتن الشمالي والمشاريع التي من شأنها تنميتها، وتفعيل شبكة الطرق فيها.

رئيس جمعية تجار بيروت

وعرض مع رئيس جمعية تجار بيروت نقولا شماس الاوضاع الاقتصادية والتجارية في البلاد، لاسيما في ضوء المؤشرات الاخيرة.

وأوضح شماس انه ركز على "ضرورة الاسراع في تشكيل الحكومة الجديدة واعطاء الملف الاقتصادي الاولوية المطلقة في ظل التراجع الحاد الذي سجل في مختلف المجالات ولاسيما المجال التجاري".

واضاف: "نتوسم خيرا في ادارة الرئيس عون الصلبة لانقاذ الاقتصاد، كما انقذ الوضع الامني، وكما يعمل لمعالجة ملف النازحين السوريين والتداعيات التي سببها النزوح على الاوضاع الاقتصادية من جوانبها كافة".

المطران عون

واستقبل عون راعي ابرشية جبيل المارونية المطران ميشال عون وعرض معه اوضاع الابرشية لاسيما التطورات التي استجدت على صعيد منطقتي العاقورة واليمونة.

مجلس ادارة شركة نادي "لامارينا".

وفي قصر بعبدا، وفد من مجلس ادارة شركة نادي "لامارينا" في ضبيه برئاسة البروفسور جوزف حبيش الذي القى كلمة اشاد فيها بمواقف رئيس الجمهورية، وقال: "نحن نعول الكثير عليكم وعلى هذا العهد لبلوغ ما نحلم به جميعا، كما اننا نحاول اقله من جهتنا كمؤسسة سياحية رياضية ان تكون مثالا يظهر وجه لبنان الحضاري واجهة الشرق الاوسط ورائدا في محيطه في دور طليعي يقوم على طموح ابنائه وتطلعاتهم. نحن معكم في دعمنا لعهدكم ومسيرتكم وفي استعداد دائم لتلبية ما تطلبون.. نشد السواعد معا بكثير من الايمان والرجاء للقيام بلبنان الى حيث نصبو جميعا".

ورد عون مرحبا بالوفد، ومشددا على ضرورة بناء لبنان الجديد والنهوض باقتصاده، بعدما تحقق الاستقرار الامني في البلاد. وقال: "اننا نعمل كي نخرج من الوضع الاقتصادي الراهن، الذي وإن يكثر الحديث عنه في الاعلام اليوم الا انني لطالما حذرت منه منذ كنت في باريس حين كنت اقول ان لبنان ليس مكسورا بل مسروق، وان كل المؤتمرات لن تساعد في تحقيق النمو فيه اذا ما استمرت الامور على ما كانت عليه".

واضاف رئيس الجمهورية: "لكن، وبفضل الامن والاستقرار اللذين يشهدهما لبنان، قد تكون السنة الحالية من افضل السنوات على المستوى السياحي، اما بالنسبة الى معالجة العجز في القطاعات الاخرى، فإن الامر لا يتم بين ليلة وضحاها، بل يتطلب بعض الوقت".

ولفت الى ان لبنان على وشك اصدار الخطة الاقتصادية وتحديد القطاعات المنتجة التي يمكن للبنانيين الاستثمار فيها، "كي لا يقعوا بما وقع فيه بعض القطاعات كالقطاع العقاري على سبيل المثال. واذا ما انطلقت خطط وبرامج مؤتمر "سيدر" 1 قد يكون بامكاننا النهوض من جديد، الا ان الامر يتطلب شعبا غير يائس يبذل الجهود كي ننهض من جديد".

ودعا عون المجلس النيابي الى أن يقوم بدوره التشريعي، واعدا بتحقيق المزيد من الانجازات.

وقدم الوفد الى عون درعا تذكارية.

 

الحريري عرض للاوضاع مع وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا

الخميس 28 حزيران 2018 / وطنية - استقبل رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، مساء اليوم، في "بيت الوسط" وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا أليستر بيرت، يرافقه السفير البريطاني في لبنان هيوغو شورتر، في حضور الوزير غطاس خوري ومستشار الرئيس الحريري لشؤون النازحين الدكتور نديم المنلا، وجرى عرض للأوضاع العامة محليا وإقليميا والعلاقات الثنائية بين لبنان وبريطانيا. وخلال اللقاء، أهدى الوزير بيرت الرئيس الحريري قميص المنتخب البريطاني لكرة القدم، والذي يحمل الرقم "10" واسم الرئيس الحريري، كما اتفقا على أن يتابعا معا المباراة التي تجمع المنتخبين البريطاني والبلجيكي هذا المساء، خلال عشاء العمل الذي يقيمه الرئيس الحريري على شرف ضيفه.

 

قائد الجيش واصل زيارته للولايات المتحدة: واثقون من حتمية النصر النهائي على الإرهاب بفضل عزيمة الجيش وتضحياته

الخميس 28 حزيران 2018 /وطنية - واصل قائد الجيش العماد جوزاف عون زيارته إلى الولايات المتحدة الأميركية على رأس وفد من الضباط، حيث التقى عددا من المسؤولين في الجيش الأميركي خلال اجتماع موسع عقد في مبنى البنتاغون، ضم الضباط اللبنانيين وضباط أميركيين لبحث العلاقات بين الجيشين وتقييم المساعدات العسكرية الأميركية، ووضع تصور جديد للحاجات المستقبلية للجيش. ثم زار العماد عون مدافن أرلينغتون الوطنية، ووضع إكليلا على ضريح الجندي المجهول. واقام السفير اللبناني في الولايات المتحدة الأميركية غبريال عيسى عشاء رسميا على شرف العماد عون والوفد المرافق، شاركت فيه السفيرة الأميركية في لبنان اليزابيت ريتشارد ووزير الصحة اليكس عازار ومساعد وزير الخزانة طوني الصايغ،إلى جانب عدد من الشخصيات اللبنانية والأميركية. وألقى العماد عون كلمة قال فيها:"أود بداية أن أعبر عن اعتزازي العميق بتجدد اللقاء في ما بيننا، ليضاف إلى سلسلة طويلة من محطات التعاون والتنسيق بين الجيشين اللبناني والأميركي. لقد أثبتت الولايات المتحدة الأميركية حرصها الدائم على دعم أمن لبنان واستقراره، من خلال تطوير قدرات الجيش بالأسلحة والمعدات والبرامج التدريبية المتقدمة. إنها ثقة غالية نفتخر بها، وبالمستوى المرموق الذي بلغته شراكتنا في مواجهة الأخطار التي تهددنا، وبخاصة خطر الإرهاب ومخططاته الإجرامية لاستهداف أمن الشعوب الحرة وقيمها". وأضاف: "لقد حقق الجيش اللبناني إنجازات كبرى على صعيد مكافحة الإرهاب، سواء عبر اقتلاع التنظيمات الإرهابية من حدودنا الشرقية بعد عملية فجر الجرود، أو عبر ملاحقة خلاياها في الداخل والقضاء عليها. ومما لا شك فيه أن وقوف الولايات المتحدة الأميركية إلى جانبنا كشريك فاعل، ساهم بشكل حاسم في هذه الإنتصارات. لكن ما تحقق، رغم أهميته، هو مرحلة ضمن حرب طويلة على الإرهاب، تستوجب توثيق تعاوننا، واستمرار التنسيق الكامل فيما بيننا. ونحن على ثقة تامة بحتمية النصر النهائي على الإرهاب، بفضل عزيمة الجيش وتضحياته، وكذلك بفضل الدعم المتواصل من حلفائنا، وفي مقدمهم الولايات المتحدة الأميركية".  وتابع: "في هذا السياق أتوجه بالتقدير والامتنان إلى السفيرة الأميركية في لبنان السيدةاليزابيت ريتشارد وطاقم السفارة الخاص بها. لقد بذلوا جميعا جهودا حثيثة لتعزيز التواصل وترسيخ الروابط بين بلدينا خلال هذه المرحلة الحساسة. كما أثمن دور السفارة اللبنانية في الولايات المتحدة الأميركية عبر سفيرها وفريقها الديبلوماسي، في سبيل تعزيز الروابط بين البلدين، ودور الجالية اللبنانية التي وجدناها خير ممثل لوطننا ورسالته في الانفتاح على الشعوب". وختم: "أشكر حسن استقبالكم، كما أشكر السيناتور روبرت كرم مساعد وزير الدفاع للشؤون الأمنية الدولية، على ما أبداه من اهتمام لمساندة لبنان وجيشه، وأعرب عن أملي بأن تسهم هذه الزيارة في تعميق العلاقات بين بلدينا وجيشينا لما يخدم تطلعاتنا ومصالحنا المشتركة". وكانت كلمة للسفيرة ريتشارد، شددت فيها على دور الجيش، منوهة "بإرادته القتالية مهما كان نوع السلاح الذي يستخدمه"، ومؤكدة "استمرار الدعم للجيش اللبناني". كما شكر السفير غبريال عيسى السفيرة الأميركية على "دعمها المتواصل للجيش"، مشيرا إلى أن "السفارة اللبنانية في الولايات المتحدة الأميركية ستواصل جهودها مع السلطات الأميركية لمواصلة دعم الجيش".

 

الأحرار: نهيب بالجميع وضع حد للسجالات المنعكسة سلبا على جهود تأليف الحكومة

الخميس 28 حزيران 2018 /وطنية - عقد المجلس السياسي لحزب الوطنيين الأحرار اجتماعه الأسبوعي برئاسة رئيسه دوري شمعون، وجدد المجتمعون ةفي بيان، "المطالبة بالإسراع في تشكيل الحكومة العتيدة كي تتفرغ لمواجهة التحديات والاخطار، وبخاصة على الصعيد الاقتصادي".

وأهاب الحزب "بالجميع وضع حد للسجالات والاتهامات المتبادلة التي تنعكس سلبا على الأجواء المحيطة بجهود التأليف. ناهيك بضرورة التزام معايير موحدة للتمثيل في الحكومة والتي تضفي شعورا من العدالة والشفافية. وفي السياق نفسه يقتضي الإحجام عن إطلاق التحديات وعن السعي الى الاستئثار بحصص كبيرة على حساب باقي الأطراف وهذا ما يعيق التوصل الى حل يكون مقبولا من الجميع". وسأل عن "مصير مرسوم التجنيس بعد ان انهى الأمن العام النظر فيه ورفع النتيجة التي توصل اليها الى رئيس الجمهورية، وننتظر ان يكون ثمة قرار رئاسي بالتصدي الى الشوائب التي دفعت برئيس الجمهورية الى تحويله الى المديرية العامة للأمن العام. علما انه ليس مطروحا حق الرئيس إصدار المرسوم ولا حتى توقيته مع ان التقليد يقضي انتظار نهاية الولاية الرئاسية لمنح الجنسية اللبنانية الى مستحقيها. ونذكر تكرارا في هذا المجال بأن معاملات استرداد الجنسية من المغتربين تتكدس في وزارتي الداخلية والخارجية وليس ثمة من ينظر فيها. كما ونعيد التذكير بمرسوم التجنيس لعام 1994 المطعون فيه امام مجلس الشورى والذي بقي تطبيقه حبرا على ورق". ودعا الى "موقف موحد من مسألة النازحين السوريين ينطلق من المصلحة الوطنية العليا ومن حق النازحين بالعودة الى بلادهم. مع التذكير بأمرين على اعتبار انهما من الثوابت المعروفة: عدم قدرة لبنان على الاستمرار بتحمل الأعباء التي تنشأ عن استضافة مليون ونصف لإجئ على الصعد المالية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية من جهة، ووجود مناطق آمنة في سوريا يمكنها استقبال العائدين وعدم انتظار الحل السياسي المتعثر من جهة أخرى. لذا نهيب بالمسؤولين تنسيق مواقفهم وتوحيدها في مخاطبة المجتمع الدولي والسعي الى اقناعه بالموقف اللبناني، ونخص بالذكر الدول العربية الشقيقة المدعوة الى دعمه والى تكريس حق عودة النازحين الى منازلهم والمساعدة في ترميمها أو إعادة بنائها". ولفت الحزب إلى "إمكان تجدد أزمة النفايات في ظل غياب الحلول المستدامة وتخطي المكبات المعتمدة طاقتها الاستيعابية، واننا نتكلم عن ازمة داهمة قد تنفجر في موسم الصيف وتلحق بالغ الأذى بالحركة السياحية. وهذا ما يدعو الى اتخاذ الاجراءات في شكل سريع ويحض على الاسراع في قيام حكومة جديدة تضع هذا الموضوع في رأس اولوياتها. مع تأكيد حتمية بناء مصانع متخصصة بمعالجة النفايات على قاعدة لامركزية انطلاقا من اتحاد البلديات بدعم وتشجيع من السلطات المركزية".

 

الوفاء للمقاومة: لمراعاة الشراكة الوطنية والتصدي للمشاكل والازمات

الخميس 28 حزيران 2018/وطنية - عقدت كتلة "الوفاء للمقاومة" إجتماعها الدوري في مقرها في حارة حريك برئاسة النائب محمد رعد ومشاركة ألاعضاء، وناقشت الأوضاع الأمنية والاقتصادية في البلاد، وما آلت اليه الاتصالات والمشاورات لتشكيل الحكومة الجديدة، وتداولت المعطيات الواردة اليها حول هذه الامور، وتوقفت عند ما يجول بين اللبنانيين من هواجس وتطلعات. واكدت الكتلة في بيان، حرصها على "الاسهام الجدي مع بقية الفرقاء والقوى السياسية اللبنانية لتحقيق المتطلبات المشروعة لهم، حفظا لحقوقهم وحماية لمصالحهم ولسيادة بلدهم واستقلاله، في اطار دولة يحكمها القانون وتديرها المؤسسات ويأمن فيها المواطنون على أنفسهم وحريتهم وممتلكاتهم". ودعت الكتلة في ختام جلستها الى "وجوب مراعاة الشراكة الوطنية، خصوصا في هذه المرحلة التي تواجهها البلاد، والتي تتطلب الكثير من التعاون والتضامن بين مختلف المكونات والقوى التمثيلية، بهدف التصدي للمشاكل والازمات التي تضغط على المواطنين في اكثر من اتجاه أمني واقتصادي كما تضغط على البلاد عبر اكثر من تهديد سيادي". واعتبرت ان "تفاهم اللبنانيين على رؤية موحدة أو متقاربة داخل الحكومة وبين كل المؤسسات الدستورية، ضرورة وطنية لمعالجة الملفات الداخلية ومواجهة التحديات الخارجية وضبط ايقاع السياسات والمواقف، بما يحقق الاستقرار الاجتماعي ويصون السيادة الوطنية". ورأت أن "الحكومة التي تضمن اوسع مشاركة للقوى التي أفرزتها وكشفت احجامها نتائج الانتخابات النيابية الاخيرة، هي الحكومة الاقدر على التصدي لاستحقاقات المرحلة الراهنة".

اضافت: "في الوقت الذي تتابع فيه الكتلة سير الاجراءات التي باشرها الجيش اللبناني مؤخرا في سياق الخطة الامنية لمنطقة بعلبك - الهرمل بهدف تعزيز الاستقرار وملاحقة المخلين والمسيئين الى المنطقة وأهلها والوافدين اليها"، آملة "أن تحقق هذه الاجراءات أهدافها وتستجيب لتطلعات المواطنين في توفير الطمأنينة والهدوء ومنع الارتكابات والتعديات". وإذ تشد الكتلة على أيدي "ضباط وجنود الجيش اللبناني للنجاح في انجاز مهمتهم"، أكدت "وجوب حماية المواطنين والتدخل السريع لمعالجة اي حادث يتهدد امنهم، والتركيز على ملاحقة الجناة ورموزهم المعروفة وسوقهم الى القضاء المختص"، كما اكدت "ضرورة اعتماد مقاربة انمائية واجتماعية متكاملة لمحافظة بعلبك الهرمل الى جانب المقاربة الامنية الضرورية". وشددت على ان "الوضع الاقتصادي المتردي في البلاد، بات يحتاج لمقاربة جديدة تنطلق من رؤية اقتصادية شاملة، تلحظ الوقائع والتطورات المحلية والدولية، وتحدد الامكانات المتاحة وترسم الاهداف المتوخاة وتضع خطة منهجية لبلوغها ولو على مراحل"، ونبهت من ان "الوضع الراهن ينذر بتداعيات خطيرة ما لم تتحرك الدولة بمؤسساتها كافة لتضع حدا لوقف التدهور وفق خطة شاملة واقعية ومدروسة. وان تفاقم الدين العام وقلة الانتاجية في القطاعات المختلفة وتفشي الفساد ومواصلة الهدر في الانفاق واعتماد الاستنسابية في تطبيق القوانين والقصور في عمل اجهزة الرقابة وملاحقة المشاكل دون معالجة الاسباب، كلها مؤشرات خطيرة لا يجوز التغافل عنها". واوضحت ان "هذا العهد الذي قد عبر رئيسه العماد ميشال عون مرارا عن التزامه نهج الاصلاح، لا بد فيه للحكومة ان تباشر بمعالجة القضايا الاساسية، كقضية اعادة النازحين والوضع الاقتصادي ومكافحة الفساد"، معتبرة أن "معيار نجاح الحكومة الجديدة هو في التصدي الجريء والحازم لهذه القضايا الآنفة الذكر". اضافت: "انطلاقا من القيم والثوابت الانسانية وبعيدا عن اي حسابات سياسية رخيصة، نجدد دعوتنا لوقف العدوان الاميركي - السعودي المكابر على اليمن وشعبه الشجاع والمظلوم، ونرى في استمرار هذا العدوان وصمة عار تاريخية تضاف الى سجل الادارة الاميركية وحلفائها وادواتها في العالم، ونؤكد أن التواطؤ الاميركي - السعودي لتصفية القضية الفلسطينية، عبر ما سمي بصفقة القرن المشؤومة والمدانة، لن يلغي حق الشعب الفلسطيني في ارضه ومقدساته ولن يشرِّع الاحتلال الصهيوني لفلسطين ولن يحقق أمنا وسلاما في المنطقة".

 

ابراهيم عرض مع وفد تاسك فورس اوضاع الجالية في اميركا

الخميس 28 حزيران 2018 /وطنية - استقبل المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، في مكتبه ظهر اليوم، وفدا من "تاسك فورس فور ليبانون" وبحث معه في الاوضاع العامة في لبنان واوضاع الجالية في الولايات المتحدة الاميركية، اضافة الى سبل التعاون بين الطرفين في المستقبل. وأثنى اللواء ابراهيم على "دور المؤسسة في بلاد الاغتراب وحرصها على لبنان من خلال الاعمال والمبادرات التي تقوم بها على مختلف الاصعدة".

 

عون خلال نشاط توعوي في اليوم العالمي لمكافحة المخدرات: نسعى إلى أن تكون معركتنا ضدها حربا وطنية شاملة ومن يثبت تورطه فيها سيحاسب

الخميس 28 حزيران 2018 /وطنية - احتضن القصر الجمهوري، تحت شعار "#ما_بتساعد_بتدمر"، ولمناسبة اليوم العالمي لمكافحة إساءة استعمال المخدرات والاتجار غير المشروع بها، نشاطات توعوية برعاية اللبنانية الاولى ناديا الشامي عون وحضورها، ومشاركة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، الذي أكد أن "لبنان يسعى إلى أن تكون المعركة ضد المخدرات حربا وطنية شاملة"، معتبرا "ان التضامن المجتمعي مطلوب، لا بل ضرورة ملحة للانتصار في هذه المعركة"، وقال: "لنعمل كلنا معا، أجهزة أمنية، مؤسسات رسمية مختصة، مؤسسات اجتماعية، جمعيات أهلية، مؤسسات تربوية، أحزابا ومواطنين، وليكن هدفنا مجتمعا نظيفا، خاليا من المخدرات، وشبابا صلبا واعدا يعتمد عليه في تسلم أمانة الوطن". أضاف الرئيس عون: "لا حصانة ولا حماية ولا غطاء لاحد، وكل من يثبت تورطه في المخدرات سيحاسب، ليس المروج والمهرب وحدهما المجرمين، فهناك المصنع والمنتج والموضب والناقل والمتواطىء والحامي، كلهم مجرمون وبالدرجة نفسها". استضاف النشاط التوعوي القصر الجمهوري، بعد ظهر اليوم، في حديقته الخارجية، وتخللته شهادات حياة من مدمنين تابعوا علاجا من آفة المخدرات، إضافة الى محطات تثقيفية ورياضية وفنية ترفيهية ركزت على سبل الوقاية من المخدرات والادمان، وذلك بحضور المدير العام لرئاسة الجمهورية الدكتور انطوان شقير ومشاركة 800 شخص من طلاب جامعات ومنتسبين الى فرق كشفية وجمعيات اهلية ومهتمين بمكافحة المخدرات، إضافة الى ممثلين عن وزارات: العدل، المالية (مديرية الجمارك)،الداخلية والبلديات (مكتب مكافحة المخدرات)، الصحة ووزارة الشؤون الاجتماعية، وعدد من الشخصيات العسكرية والاجتماعية والثقافية والتربوية والاعلامية والرياضية والفنية، منها الفنان ملحم زين والملحن سليم صفير، والفنانتان سينتيا كرم وغريس ديب وسيلفيو شيحا والاعلامية منى ابو حمزة.

وقائع النشاط استهل النشاط بالنشيد الوطني، عرض بعده فيلم عن اليوم العالمي لمكافحة المخدرات، ثم كانت شهادة حياة من قبل سامر من جمعيةCenacle de la lumiere تحدث فيها عن تجربته في تعاطي المخدرات وتأثيرها على حياته وسلوكه، ثم انتسابه إلى مركز التأهيل، وصولا إلى شفائه من هذه الآفة وتمكنه من الاندماج في المجتمع، داعيا الى "ضرورة مساعدة المدمنين، وليس رفضهم أو عزلهم". وقد هنأه الرئيس عون على "شجاعته وجرأته على الكشف عن تجربته في هذا المجال والتكلم عنها"، داعيا الى "أن يكون سامر مثالا يحتذى، ومن دخل في هذه التجربة المرة إل أن يتغلب على الخوف، ويتكلم عنها بهدف منع غيره من الوقوع في التجربة ذاتها".

الرئيس عون

وألقى رئيس الجمهورية، الذي حرص على المشاركة في هذا النشاط، انطلاقا من ايمانه بأن مكافحة المخدرات هي مسؤولية الجميع، كلمة في المناسبة قال فيها: "أيها الحضور الكريم، أعزائي الشباب والطلاب، "ما بتساعد بتدمر"، تحت هذا الشعار فتحت أبواب القصر الجمهوري اليوم في هذا النشاط الهادف الى التوعية على خطورة المخدرات، فأهلا بكم مؤسسات وجمعيات ورسميين، وأهلا بكم بشكل خاص طلابنا الأعزاء، غد لبنان الذي نأمل ونعمل ليكون مشرقا. أما الترحيب الأكبر، فهو بشباب انتصرت إرادتهم فكسروا أبواب الجحيم، أهلا بكم بيننا تروون خبراتكم، تفضحون الحقيقة، فتساعدون غيركم على عدم الانزلاق في الهوة القاتلة".  أضاف: "أول ما تعلمه هذه الخبرات أن المخدرات "ما بتساعد، بتدمر". نعم، "بتدمر"، فليس في تلك السموم أي حل لمشكلة، ولا أي خلاص من معاناة، بل هي كل المشكلة وكل المعاناة، هي الجحيم بعينه، وهذا الجحيم تختبره لا شك كل عائلة سقط أحد أبنائها في فخ المخدرات، وأي مدمن سابق استطاع أن ينجو يمكنه أن يروي لنا الكثير عنه، وقد سمعنا الآن نموذجا موجعا عن المأساة". واعتبر أن "المدمن ليس مجرما، بل ضحية، ويحتاج من مجتمعه وعائلته ومحيطه كل الدعم الممكن والمساعدة لينتصر في معركته، وأي تخل عنه يدفعه الى الاستسلام. وكل المؤسسات المجتمعة هنا، هدفها الأساس هو تقديم ذلك الدعم وتلك المساعدة"، وقال: "لن أغوص كثيرا في الضرر الذي تلحقه المخدرات على مستوى الفرد والعائلة والمجتمع والوطن. كما لن أغوص في سبل المعالجة، فكلها قد نالت قسطا وفيرا من البحث والخطب، سواء هنا أو على منابر أخرى متخصصة. ما يهمني هو الوقاية المسبقة، هو حماية مجتمعنا وأولادنا، ومنعهم من أن يتحولوا الى مشروع ضحايا محتملين في كل لحظة. إن المخدرات تتسلل بكل خبث الى منازلنا ومؤسساتنا التعليمية، فلا ننتبه إلا بعد أن تكون قد ضربت ضربتها، وأوقعت أبناءنا في براثنها. التوعية ضرورية نعم، ولكن الأهم منها، المكافحة الجدية والحازمة لهذا النوع من الجريمة، التي هي من أبشع الجرائم لأنها تدمر الشباب، أي تدمر مستقبل الوطن وتقتل أحلامه، ليس المروج والمهرب وحدهما المجرمين، فهناك المصنع والمنتج والموضب والناقل والمتواطئ والحامي، كلهم مجرمون وبالدرجة نفسها، وهؤلاء جميعا يجب استعلامهم ومحاسبتهم".

أضاف: "لا حصانة لأحد، وأقولها وأكررها، لا حصانة ولا حماية ولا غطاء لأحد، وكل من يثبت تورطه في المخدرات سيحاسب. إن الحرب ضد المخدرات يجب أن تكون حربا عالمية، فكل الدول تدفع الأثمان الباهظة من نخبة شبابها. ولكن للأسف، فإن نفوذ المستفيدين من ثرواتها ومالها الأسود، جعل كل التطور التكنولوجي العالمي في علوم الجريمة، يقف عاجزا عن اكتشاف نقاط التصنيع والتصدير في العالم والقضاء عليها. أما في لبنان فنسعى إلى أن تكون المعركة ضد المخدرات حربا وطنية شاملة، يشارك فيها كل مواطن، فكل فرد في المجتمع هو مشروع ضحية، سواء بذاته أو بتحمله عبء النتائج. لذلك، هو معني بالمواجهة، من الموقع الذي هو فيه". وأشار إلى أن "حجب المعلومات وعدم الإبلاغ عن مروج والتغاضي عن مدمن، كلها في خانة الجريمة، لأنها تصب في مصلحة المخدرات وضد مصلحة المجتمع والوطن"، وقال: "إن دور المدمن محوري في هذه الحرب، فهو قد خبر جحيم المخدرات، وعلى عاتقه تقع مسؤولية كبيرة في إنقاذ الآخرين ومنعهم من سلوك الطريق إياه. ودوره لا يقتصر على التوعية فقط، وإن كانت جدا مهمة، ولكن دوره الأساس هو في فضح المجرمين، فهو قد سبق ودخل الى هذا العالم الأسود ويعرف بعض سراديبه. لذلك، عليه أن يتغلب على الخوف ويتكلم. ويبقى إطلاق الاتهامات في الاعلام، فموضوع المخدرات يجب سحبه من التراشق السياسي وعدم استغلاله في المعارك السياسية، هو مصلحة عامة لا تخص فريقا من دون آخر، فأولاد كل اللبنانيين من دون استثناء في دائرة الخطر، ومن يملك معلومات فليقدمها الى المراجع المختصة لأن نشرها في الإعلام، إن كانت صحيحة، يضر بسير التحقيق، وإن كانت شائعة تسيء الى سمعة بريء". أضاف: "أيها الحضور الكريم، من خلالكم أتوجه الى جميع اللبنانيين، إن التضامن المجتمعي مطلوب، لا بل ضرورة ملحة للانتصار في هذه المعركة، فلنعمل كلنا معا، أجهزة أمنية، مؤسسات رسمية مختصة، مؤسسات اجتماعية، جمعيات أهلية، مؤسسات تربوية، أحزابا ومواطنين، وليكن هدفنا مجتمعا نظيفا، خاليا من المخدرات، وشبابا صلبا واعدا يعتمد عليه في تسلم أمانة الوطن".وتابع: "أيها الشباب، بالضمير النقي، بالقيم التي نشأتم عليها، بالإرادة الصلبة، بالمثابرة والجهد، بالتشبث بأحلامكم، تجدون الطريق، وما خلا ذلك، وهم وسراب. عشتم، وعاش لبنان".

جولة على محطات النشاط

وبعد انتهاء الرئيس عون من القاء كلمته، تم التقاط الصور التذكارية، ثم جال الرئيس عون واللبنانية الاولى على المحطات التثقيفية والترفيهية التي نظمتها الجمعيات والوزارات المشاركة، حيث استمعا الى شروحات عن البرامج التي يعتمدونها لمكافحة المخدرات ونشر التوعية، ثم اطلعا على اللوحات الفنية والاشغال اليدوية والحرفية التي نفذها عدد من المدمنين الذين يتلقون العلاج، والتي من خلالها يعبرون عن حالاتهم وآمالهم. وشدد الرئيس عون على "اهمية هذه النشطات كسبيل للوقاية من المخدرات ومكافحتها، كما محاربة مختلف اشكال الادمان، لا سيما التدخين، والادمان على الكحول والادمان الالكتروني".

وشكر المشاركون رئيس الجمهورية واللبنانية الاولى على "مبادرتهما هذه وحرصهما الدائم على فتح ابواب القصر الجمهوري للجميع، وتنظيم نشاطات توعوية في سبيل دعم القضايا الانسانية".

وفي نهاية البرنامج، الذي يشكل إحدى الحلقات المتتابعة التي يفتح فيها القصر الجمهوري ابوابه امام اللبنانيين لأهداف تعليمية وتثقيفية في مناسبات مختلفة، حضر الجميع مسرحية "قصتي" لشادي الهبر من اخراج وكتابة وتمثيل رودي قليعاتي والممثلة ليال غانم، اضافة الى فقرة غنائية للفنانة غريس ديب، ثم جال الطلاب على مختلف المحطات وشاركوا في النشاطات. يشار الى ان المشاركين في النشاط اليوم من جمعيات وكشافة ومراكز تأهيل وجامعات، هم: تجمع "أم النور" - زوق مكايل، جمعية "سكون" - أشرفية، "علية النور" - عنايا جبيل، "شبيبة لمكافحة المخدرات" JCD جونيه - "المجلس الاهلي لمكافحة الادمان في صيدا والجوار"، "جمعية العناية الصحية" SIDC سن الفيل - "جاد - شبيبة ضد المخدرات" - جبيل، "الهيئة الوطنية لمكافحة المخدرات"، "مينتور العربية"، "دلتا"، "الجمعية اللبنانية الخيرية للاصلاح والتأهيل"، "نوسروتو البقاع"، "الهيئة الصحية الاسلامية"، الصليب الاحمر - القسم التدريبي لمكافحة المخدرات، "لمسة"، "لبيك لبنان"، مفوضية تنمية المجتمع (كشافة المهدي)، "الارشاد والاصلاح"، LIFE LINE، "ساعد الاجتماعية"، MENARA، "الجهد المشترك"، "اللجنة الوطنية الفلسطينية لمكافحة الادمان"، "الجمعية العربية لمكافحة المخدرات - البقاع، الامم المتحدة - UNODC، NO FOR DRUGS، "إلتزام"، BOHNEUR du CIEL، LEBANESE ASSOCIATION FOR REHABILIATION & AWARNESS - LARAA، جمعية المبرات، النجم ADMANET، مساواة MOUSAWAT ، مركز الرعاية الصحية PHCC HARA، الجامعة اليسوعية USJ، اللبنانية - الاميركية LAU، NOTRE DAME - اللويزة، جامعة الكسليك USEK، الجامعة الانطونية AU، الجامعة اللبنانية، الجامعة العربية المفتوحة، الجامعة الاميركية للتكنولوجيا، الجامعة اللبنانية - الكندية، اضافة الى ROTERACT ودليلات لبنان GUIDE DE LIBAN".