المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 28 حزيران/2018

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/newselias18/arabic.june28.18.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة
عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

هكَذَا نَتَكَلَّم، لا إِرْضَاءً لِلنَّاسِ بَلْ للهِ الَّذي يَخْتَبِرُ قُلُوبَنَا

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/خطيئة "ورقة نوايا معراب"، وضرورة استقالة جعجع!!

الياس بجاني/اتفاق معراب والتسوية الخطيئة

الياس بجاني/السؤال: ع شو مختلفين باسيل وجعجع؟

الياس بجاني/تعتير ومّحل وكلون يعني كلون

 

عناوين الأخبار اللبنانية

مقدمات نشرات اللأخبار المسائية ليوم الأربعاء في 27/6/2018

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الأربعاء في 27 حزيران 2018

عن اتفاق معراب..اليوم/حنا صالح/فايسبوك/

مكتب رئيس الأركان العامة/واشنطن العاصمة/الإعلام الإخباري

قائد الجيش التقى رئيس هيئة الاركان المشتركة في الجيش الاميركي

الياس الزغبي: بحسب أرقامه الخاصة حصد "التيار العوني" ٥٥% من الأصوات المسيحية

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

نقلا عن " تقدير موقف" عدد 233

الخروج من تفاهم معراب شرفٌ جديد في سجل القوات اللبنانية

التشكيلة الحكومية مكانك راوح

الخطة الأمنية البقاعية في أول امتحان: اشكال في جرود العاقورة-اليمونة هيلدا المعدراني

بعد سقوط «إتفاق معراب».. التسوية الرئاسية تترنح

سجالات المحاصصة الحكومية: الاشتراكي يصر على الحق الدرزي والقوات تلتزم بالهدنة

قصة «المرسوم المهرب» الذي سخرّ أجهزة أوجيرو للشركات الخاصة -1

الدستور اللبناني يُفشل تهديد جميل السيّد للرئيس الحريري

ليلة سقوط التفاهمات: معراب انتهى والرئاسي على الطريق

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

السعودية والإمارات والكويت تعلن دعم الاصلاحات الاقتصادية بالبحرين

أحمد بن محمد آل خليفة: المواقف التاريخية للأشقاء أثبتت عمق الروابط الأخوية والتعاون البناء ووحدة المصير

مسؤول أميركي: ترمب قد يلتقي بوتين في هلسنكي

باريس تتضامن مع الرياض ضد صواريخ الحوثي وقالت إن إطلاقها «استهداف لأمن السعودية وللأمن الإقليمي»

رئيسة الوزراء البريطانية ترحب بالموافقة الملكية على مشروع قانون «بريكست»

الأوروبي» يوافق على بدء مفاوضات انضمام ألبانيا ومقدونيا

هولندا تحظر النقاب في الأماكن العامة وفرض الحظر على المخالفين غرامة قدرها 400 يورو

187 برلمانيا يطالبون روحاني بتغيير فريقه الاقتصادي

الولايات المتحدة تدعو الهند لتقليص اعتمادها على النفط الإيراني

مَن وراء انتفاضة الأسواق في إيران/أمير طاهري/الشرق الأوسط

معركة درعا:النظام يعلن بدء المرحلة الثانية..والمعارضة تشكك

الطيران الروسي يدمّر مستشفيات درعا

خامنئي في رابع أيام الاحتجاجات:عاقبوا المخلين بالأمن الاقتصادي

روحاني يربط الحوار مع أميركا بـ«حسن النوايا» ومصافٍ دولية تبحث عن بدائل لنفط إيران بعد ضغوط واشنطن

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

اوهام العرق الواحد وواقع التعددية/ادمون الشدياق

الحريري يسحب من عون مفتاح التأليف/هيام القصيفي/الأخبار

التأليف أسير إرادات تضغط لتغيير خيارات/طارق ترشيشي/جريدة الجمهورية

لا أنتَ عابرٌ ولا كلماتُك/سجعان القزي/جريدة الجمهورية

«حكومة القرن»... الأهمّ والأقوى منذ «الطائف»/كلير شكر/جريدة الجمهورية

تحذير مبطَّن للحريري: ميقاتي جاهز/طوني عيسى/جريدة الجمهورية

لبنان شريك مؤامرة تهجــير مسيحيّي الشرق/الان سركيس/جريدة الجمهورية

التأليف أسير إرادات تضغط لتغيير خيارات/طارق ترشيشي/جريدة الجمهورية

إحراج الحريري لإخراجه: لحزب الله رأي آخر/منير الربيع/المدن

العاقورة واليمونة خلاف يتجدد: عقارات واتهامات بزراعة الحشيشة/حنان حمدان/المدن

جبران باسيل يواجه الخصوم وأهل البيت..ويربح/منير الربيع/المدن

الأمانة وخبرة الحياة/الهام فريحة/الأنوار

تعثُّر تشكيل الحكومة يُسقِط اتفاقات ويضع الوضع المالي على شفير التساؤلات/الهام فريحة/الأنوار

بين سعيد عقل وصغر عمر/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

 كارثة إيران.. المتدحرجة/علي نون/المستقبل

لبنان مع من... نفسه أم إيران/مشاري الذايدي/الشرق الأوسط

إيران إمبراطورية الأمعاء الخاوية/مصطفى فحص/الشرق الأوسط

«زلزال صامت» يضرب إيران... والنظام لا يبالي/هدى الحسيني/الشرق الأوسط

مجلس الإفتاء الإماراتي: ضبط الفتوى المنفلتة/فهد سليمان الشقيران/الشرق الأوسط

ولادة سلطان تركي جديد/ناصر شرارة/الجمهورية

السر والسبق/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

حول إشكالية الثابت والمتغير/توفيق السيف/الشرق الأوسط

هذه هي ملفات بولتون «الثقيلة» الى موسكو/جورج شاهين/جريدة الجمهورية

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

عون استقبل سفير الارجنتين ووزير الاعلام والاباتي الهاشم وابرق الى اردوغان مهنئا الرياشي: اللقاء كان ايجابيا جدا

الحريري اتصل بعون ويزور القصر الجمهوري غدا لمتابعة التشاور بتأليف الحكومة

الحريري اتصل باردوغان مهنئا واستقبل وفد اميركان تاسك فورس وعرض مع الحوت اوضاع الميدل ايست

الحريري عرض الاوضاع مع سفيري الكويت والارجنتين والتقى الجوزو

ابراهيم: قمنا بواجبنا في ملف التجنيس واول دفعة من النازحين تنطلق غدا من عرسال الى سوريا

جعجع: لاتخاذ أقصى التدابير في حق المعتدين على شرطة العاقورة

نصرالله يتحدث الجمعة عن التطورات في لبنان والمنطقة

الفرد رياشي: عواقب التسويق للتوطين وخيمة

الأمن العام: تأمين العودة الطوعية للنازحين السوريين من عرسال إلى سوريا اعتبارا من صباح الغد

باسيل التقى وفد تاسك فورس فور ليبانون غبريال: علينا إيجاد السبل لدعم جهود لبنان من خلال القانون الدولي من أجل حل أزمة النازحين

قاووق: أبرز التعقيدات أمام تشكيل الحكومة ظاهرها وطني وباطنها إقليمي

عون افتتح الدورة الوزارية ال30 للاسكوا:ساعة الحساب مع الفساد حانت مشكلة النازحين تفوق قدرة لبنان ومصممون على إيجاد الحلول الضرورية لها

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية
هكَذَا نَتَكَلَّم، لا إِرْضَاءً لِلنَّاسِ بَلْ للهِ الَّذي يَخْتَبِرُ قُلُوبَنَا

رسالة القدّيس بولس الأولى إلى أهل تسالونيقي02/من01حتى12/"يا إخوَتِي، أَنْتُم أَنْفُسُكُم تَعْلَمُونَ، أَيُّهَا الإِخْوَة، أَنَّ دُخُولَنَا إِلَيْكُم لَمْ يَكُنْ باطِلاً. ولكِنْ، كَمَا تَعلَمُون، بَعْدَ أَنْ تَأَلَّمْنَا وشُتِمْنَا في فِيلِبِّي، تَجَرَّأْنَا بإِلهِنَا أَنْ نُكَلِّمَكُم بإِنْجِيلِ الله، في جِهَادٍ كَثِير. ولَمْ يَكُنْ وَعْظُنَا عَنْ ضَلال، ولا عَنْ نَجَاسَة، ولا بِمَكْر، بَلْ كَمَا ٱخْتَبَرَنَا اللهُ فَأَمَّنَنَا على الإِنْجِيل، هكَذَا نَتَكَلَّم، لا إِرْضَاءً لِلنَّاسِ بَلْ للهِ الَّذي يَخْتَبِرُ قُلُوبَنَا. فَإِنَّنا ولا مَرَّةً أَتَيْنَاكُم بِكَلِمَةِ تَمَلُّق، كَمَا تَعْلَمُون، ولا بِدَافِعِ طَمَع، واللهُ شَاهِد، ولا طَلَبْنَا مَجْدًا مِنْ بَشَر، لا مِنْكُم ولا مِنْ غَيرِكُم، معَ أَنَّنَا قادِرُونَ أَنْ نَكُونَ ذَوِي وَقَار، كَرُسُلٍ لِلمَسِيح، لكِنَّنَا صِرْنَا بَيْنَكُم ذَوِي لُطْف، كَمُرْضِعٍ تَحْتَضِنُ أَوْلادَهَا. وهكَذَا فَإِنَّنَا مِنْ شِدَّةِ الحَنِينِ إِلَيْكُم، نَرْتَضِي أَنْ نُعْطِيَكُم لا إِنْجِيلَ اللهِ وحَسْب، بَلْ أَنْفُسَنَا أَيْضًا، لأَنَّكُم صِرْتُم لَنَا أَحِبَّاء. وإِنَّكُم تَتَذكَّرُون، أَيُّهَا الإِخْوَة، تَعَبَنَا وكَدَّنَا: فَلَقَد بَشَّرْنَاكُم بِإِنْجيلِ الله، ونَحْنُ نَعْمَلُ لَيْلَ نَهَار، لِئَلاَّ نُثَقِّلَ عَلى أَحَدٍ مِنْكُم. أَنْتُم شُهُود، واللهُ شَاهِد، كَيْفَ كُنَّا مَعَكُم، أَنْتُمُ ٱلمُؤْمِنِين، في نَقَاوَةٍ وبِرٍّ وبِغَيرِ لَوم، نُعامِلُ كُلاًّ مِنْكُم، كَمَا تَعْلَمُون، مُعَامَلَةَ ٱلأَبِ لأَوْلادِهِ. وكُنَّا نُنَاشِدُكُم، ونُشَجِّعُكُم، ونَحُثُّكُم على أَنْ تَسْلُكُوا مَسْلَكًا يَلِيقُ بالله، الَّذي يَدْعُوكُم إِلى مَلَكُوتِهِ ومَجْدِهِ."

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

خطيئة "ورقة نوايا معراب"، وضرورة استقالة جعجع!!

الياس بجاني/27 حزيران/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/65614/65614/

نسأل ومعنا كثر من المواطنين الذين لا يثقون ولو بنسبة واحد بالمائة بخيارات وتحالفات ومفاهيم ووطنية وجدية وشفافية ولو سياسي لبناني مسيحي ماروني واحد،

نسأل هل كانت "ورقة تفاهم معراب" المسيحية - المسيحية حدثاً عادياً نرى من مثلها كل يوم في الحياة السياسية اللبنانية عموماً والمسيحية تحديداً؟

أم أنها كانت حدثاً مفصلياً ومهماً للغاية ومنعطفاً تاريخياً غير مسبوق؟

السؤال مبرر كون "الورقة الخطيئة" بنيت ووقّعت وسوّق لها على جثتي تجمع 14 آذار وثورة الأرز، وكانت انقلاباً تاريخياً على مبدأ مواجهة الاحتلال عن طريق رفضه وعدم التعايش معه ومقاومته.

الورقة ولدت ميتة وتم نعيها ودفها من قبل التيار الوطني الحر في اليوم التالي لاحتفال مشهدية توقيعها في معراب وذلك على لسان الوزير بيار رفول من خلال مقابلة له بثها تلفزيون ال او تي في.

حقيقة فإن التيار الوطني الحر لم يتنازل عن أي شيء مقابل توقيع الورقة، وكل التنازلات جاءت من د.سمير جعجع (صاحب شركة القوات اللبنانية).

ونعم صاحب شركة وليس حزباً وكباقي أصحاب كل شركات الأحزاب اللبنانية ودون استثناء واحد.

التيار الوطني الحر بقي متمسكاً بورقة "تفاهم مار مخايل" ولم يحد عنها لا علناً ولا سراً ولا خطاباً ولا تحالفات..ولا يزال.
في حين داكش المعرابي السيادة بالكراسي،

وفرط 14 آذار،

وقفز فوق دماء الشهداء،

وخوّن كل ال 14 آذاريين الأحرار والسياديين اللذن رفضوا مشاركته في "صفقة التسوية الخطيئة"، وراح مع فريقه النيابي والإعلامي وبوقاحة وقلة وفاء وحياء يسوّق لهرطقة ما سموه كذباً ونفاقاً "واقعية"..

الشاردون عن ثورة الأرز وعن قيم وثوابت وأخلاقيات تجمع 14 آذار وقعوا كلهم في شر أعمالهم وفي أفخاخ "واقيتهم" الدجل، وها هم يحصدون الخيبات.

ها هي "التسوية الخطيئة" برمتها تأكل أوهام وأحلام يقظة وأطماع وجشع كل الذين خانوا الأمانة الشعبية لثورة الأرز و14 آذار وأغرتهم الكراسي وشهوات النفوذ والسلطة...ووقعوا في شر "التجربة".. ولا يزالون في أحضانها.

أمس أعلنها بالفم الملآن الوزير جبران باسيل وقال بجرأة إن اتفاق معراب لم يعد موجوداً...

وعملياً وواقعاً فإن الباسيل وشركة حزبه لم يكونا أصلاً قد تنازلا عن أي شيء..بل أخذا كل شيء.

في القاطع الآخر بكاء وعويل وصراخ وكالعادة تشاطر وتذاكي ولعب على الكلام..

يبقى أنه عملا بالمعايير الديمقراطية التي تمارس السياسة على قواعدها (في الأحزاب وليس الشركات) فإن المطلوب أن يقدم "المعرابي" استقالته بعد كل رزم هذا الفشل الكبير والخطير في خيار انعطافة ال 180 درجة.

ولكنه على الأكيد الأكيد لن يستقل،

وعلى الأكيد الأكيد حتى أنه لن يعتذر،

بل سيجد المبررات اللفظية الفارغة من أي محتوى،

وسنجد فرق الصنوج والطبول والهوبرجية تعزف معزوفاتها الغنمية الإسقاطية والتبريرية كما دائماً (.Rationalizatio & projection

وهل بعد في ظل هكذا قيادات تجارية ونرسيسية من سؤال عن أسباب هجرة اللبنانيين، وضياع الاستقلال، ومصادرة السيادة، وانتهاك الدستور، وإفقار الناس، وتعهير القرارات الدولية (1559 و1701) ومداكشة الكراسي بالسيادة وتغليب المصالح الشخصية على كل ما هو وطن ومواطن وهوية وشهداء وتاريخ ودولة!!

نختم مع قول المخلص: " دَعُوهُم! إِنَّهُم عُمْيَانٌ قَادَةُ عُمْيَان. وإِنْ كَانَ أَعْمَى يَقُودُ أَعْمَى، فَكِلاهُمَا يَسْقُطَانِ في حُفْرَة». (انجيل القدّيس متّى/15-20)

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني

http://eliasbejjaninews.com/

 

اتفاق معراب والتسوية الخطيئة

الياس بجاني/27 حزيران/18

اتفاق معراب "الغراب" ولد ميتاً وانقلب السحر على المعرابي المتذاكي الذي فرط 14 آذار وداكش الكراسي بالسيادة وقفز فوق دماء الشهداء.

 

السؤال: ع شو مختلفين باسيل وجعجع؟

الياس بجاني/25 حزيران/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/65578/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d8%a4%d8%a7%d9%84-%d8%b9-%d8%b4%d9%88-%d9%85%d8%ae%d8%aa%d9%84%d9%81%d9%8a%d9%86-%d8%a8%d8%a7%d8%b3%d9%8a%d9%84-%d9%88/

السؤال: ع شو مختلفين باسيل وجعجع؟ مختلفين ع تقاسمنا حصص ومغانم وتناتش.. الجوز أضرب من بعضون وآخر هم ع قلبون المسيحيي وحقوقهم ووجودهم..أما الغنم والهوبرجية عند التنين فروح روح وتعا تعا..وظيفية بوقية طوعية تندرج تحت خانة الغنمية..كم كنا نتمنى لو انهما يتصارعان على ما هو سيادة واستقلال وقرارات دولية..نحن نعيش زمن بؤس ومحل ع الآخر

 

تعتير ومّحل وكلون يعني كلون

الياس بجاني/25 حزيران/18

حالنا في لبنان المّحل: راكعون وانتهازيون ومارقون وأوباش ولا فرق بين أي صاحب شركة حزب وآخر لأنهم جميعا ودون استثناء واحد قد دخلوا الصفقة الخطيئة وباعوا الوطن وأهله وكلون يعني كلون

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

مقدمات نشرات اللأخبار المسائية ليوم الأربعاء في 27/6/2018

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

نفت اوساط سياسية التحليلات الرائجة حول الثلث المعطل سببا رئيسا لتأخير ولادة الحكومة. وقالت إن هذا الثلث سيكون متوافرا لدى جميع مكونات الحكومة إذا كانت العودة الى فريقي الثامن والرابع عشر من آذار مفروضة. واضافت إن السبب في تأخير تشكيل الحكومة لبناني مئة في المئة ونابع من حسابات المحاصصة بدليل المطالبات المتنافرة والمتباعدة بين الأفرقاء وخصوصا كتلتي الجمهورية القوية ولبنان القوي.

ورأت الاوساط نفسها ان القوة تكون في التشكيل وليس في التأخير ان كان القصد تيسير الاوضاع لاسيما الاقتصادية منها.

وفي سياق مرحلة التشكيل إتصل رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري برئيس الجمهورية العماد ميشال عون وتداول معه في شؤون متصلة بتأليف الحكومة على ان يتم بينهما لقاء غدا.

وفي الإطار نفسه إلتقى الرئيس عون وزير الاعلام ملحم الرياشي موفدا من رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع وقد وصفها الرياشي بالممتازة وبحثت في تشكيل الحكومة كما ركزت على إعادة ترتيب الأمور انطلاقا من التمسك باتفاق معراب والمصالحة.

أما على خط مرسوم التجنيس فأكد المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم "ان عملنا في هذا الملف فاعل واعطى نتيجة، والمهمة المطلوبة منا أنجزت على اكمل وجه واعلن من جهة ثانية أن نحو 400 نازح سوري سيغادرون عرسال غدا الى سوريا.

البداية من قصر بعبدا.

* مقدمة نشرة أخبار "المنار"

هل تحول تشكيل الحكومة اللبنانية الى مجرد تفصيل في مشهد المنطقة المعقد؟ من المفروض أن لا يكون الامر كذلك، فمن حق اللبنانيين أن يكون لهم حكومة تبادر لحل أزماتهم المتفاقمة، لكن يبدو أن هناك من يضع أولويات اللبناني خلف ظهره. فالتعقيدات أمام التشكيل ظاهرها وطني، وباطنها إقليمي، وأبرز عقدة سعي السعودية لتضخيم حصة حلفائها بهدف تشكيل جبهة لبنانية لمواجهة حزب الله، ومحور في المنطقة لمواجهة إيران يؤكد عضو المجلس المركزي في حزب الله الشيخ نبيل قاووق.

وبين ظاهر التصريحات الايجابية وباطن النوايا السلبية يزور الرئيس سعد الحريري قصر بعبدا غدا بعد يوم من كلام واضح لرئيس الجمهورية بضرورة الاحتكام للدستور في التشكيل رافضا كل الاملاءات والضغوط.

بلغة الثقة كان الشيخ حسن روحاني يتحدث في طهران، لن نخضع ولن نستسلم للحظر والحرب التجارية الاميركية، وسنخرج مرفوعي الرأس، داعيا الشعب الى المزيد من الوحدة والتضامن ففيهما تتغلب ايران على المكائد والمؤمرات اللصيقة بجون بولتون صحاب الصيت السيء في معاداته لقضايا المنطقة.

مستشار ترامب التقى الرئيس الروسي استكمالا للحراك الاميركي حول العالم في محاصرة ايرن وتصفية القضية الفلسطينية، فيما كان الصهاينة يقرون بالعجز عن مواجهة معادلة الردع في قطاع غزة. معادلة القصف بالقصف والطائرات الورقية الحارقة تؤرق ليل المستوطنين الذين عبروا عن احباطهم وخيبتهم الكبيرة من تلكؤ القيادة السياسية والعسكرية في مواجهة تحدي الصواريخ الفلسطينية.

* مقدمة نشرة اخبار "المستقبل"

الاجواء ايجابية بموضوع تشكيل الحكومة، هذا ما عكسه اتصال الرئيس المكلف سعد الحريري هذا الصباح برئيس الجمهورية ميشال عون، والذي تم خلاله الاتفاق على زيارة يقوم بها الرئيس الحريري غدا الى القصر الجمهوري، لمتابعة التشاور بمستجدات تأليف الحكومة.

هذه الاجواء الايجابية ايضا انعكست خلال لقاء الرئيس عون بالوزير ملحم رياشي موفدا من قبل رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع. مصادر مطلعة وصفت اجواء الاجتماع بالممتازة، وقالت لتلفزيون المستقبل ان عون سيبحث مع الحريري غدا حصة القوات اللبنانية كما يجب، وان الجو ايجابي جدا.

واليوم وفي جولة للمستقبل في بعلبك، عبر اهالي مدينة الشمس عن ارتياحهم للاجراءات الامنية، التي بدأها الجيش اللبناني والقوى الامنية، وسنعرض تقريرا مفصلا عن روايات للاهالي عما كان يحل بهم، وكذلك عن عمليات التهريب على الحدود اللبنانية السورية.

كما سنكون مع شهادات ومشاهدات أكثر من بعلبك الليلة في تمام التاسعة والنصف مساء، خلال برنامج انترفيوز، الذي سيفتح ايضا ملف التهريب عند الحدود السورية اللبنانية، وستتخلله مداخلة للوزير غازي زعيتر تناول فيها واقع بعلبك ورد خلالها على كلام جميل السيد؟

اما المفاجأة المدوية فأتت من روسيا حيث فكفكت الارادة الكورية الماكينات الالمانية واخرجت بطل العالم لاربع مرات من الدور الاول للمرة الاولى منذ 88 عاما.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ال بي سي"

لا شيء يوحي بامكان اعادة اطلاق تأليف الحكومة سريعا، فحتى اللقاء المرتقب بين الرئيسين عون والحريري غدا، لن يشكل على الارجح نقطة تحول في مسار التأليف المفرمل بسقف المطالب العالي من معظم الافرقاء.

صحيح ان الحريري اتصل بعون، وصحيح انه سيلتقيه غدا، ولكن ماذا سيحمل معه؟ هل يحمل مسودة جديدة للحكومة في وقت لا يزال التفاوض محتجزا عند باب الأحجام ما يعني ان لا مسودة، ام يحمل افكارا جديدة توزع الحقائب بموجبها بعدما حدد الجميع مطالبه؟

احد ابرز هذه المطالب، ما تريده القوات اللبنانية، التي اوفد رئيسها، الوزير ملحم الرياشي للقاء الرئيس عون، فكان اللقاء ايجابيا على حد وصف الوزير تطرق الى المصالحة المسيحية المسيحية، والى موضوع الحكومة التي علمت الـLBCI انه شهد طروحات تتعلق بنوعية الحقائب التي ستعطى للقوات، لا سيما بعد اعلان الرئيس عون ان منصب نيابة رئاسة الحكومة من حصته، وان هذه الطروحات ستشكل مادة للقاء المرتقب بين الرئيسين عون والحريري غدا.

علما ان مصادر بعبدا اكدت على صعيد آخر، ان لا صحة لما تم تداوله عن ان الرئيس عون ابلغ الى الحريري ان البديل عنه جاهز في حال عدم الاسراع في التأليف.

وفيما اصبح الرئيس نبيه بري خارج الاراضي اللبنانية وخارج السمع لأسبوع على الاقل، سينتظر الجميع اطلالة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله عصر الجمعة، ليتحدث عن تطورات لبنان والمنطقة.

في هذا الوقت، فضائح مرسوم التجنيس تتوالى، فقد علمت الـLBCI من مصادر مطلعة على المرسوم، ان التقرير الذي رفعه المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم تضمن فعلا خمسة وثمانين اسما إقترح شطبها وخمسة عشر اسما تم التحفظ عليها، وان الاسماء التي طلب شطبها إما سبق ان سجنت في لبنان او خارجه، واما متورطة بملفات قضائية.

ملف التجنيس أودع اذا لدى شورى الدولة، فهل يطلب القضاة تسليمهم التقرير ليبنى على الشيء مقتضاه، او يسحب رئيس الجمهورية الجنسية من غير مستحقيها طالما ان صدور المرسوم لم يتعد بعد مهلة الشهرين؟

كل الاسئلة التي طرحت في ملف الحكومة، والتجنيس ستأتي الاجوبة عليها، لكن قبل ذلك معلومة لكل اللبنانيين الواقفين على ابواب رزقهم ينتظرون الفرج: كلفة النواب الذين انتخبناهم في السادس من آيار، والذين لم يبدأوا عملهم فعليا بعد، هي مليونا دولار لشهر واحد فقط .

* مقدمة نشرة اخبار ال "ام تي في"

سبحان الذي أخذ بالامس واتى باليوم تعبير مبرر اذ ان من رأى الانفعالات السياسية تتطاير من المقررات كالشرر على خلفية تأليف الحكومة وما تخللها من تقاذف بالدستور والاعراف. وبالتوازي السجال الناري بين التيار الحر والقوات والذي اوحى بسقوط تفاهم معراب من رأى المعركة ما كان يمكنه التصور أن الوزير رياشي سيعقد اجتماعا ممتازا مع الرئيس عون في بعبدا موفدا من الدكتور جعجع ويسمع من الرئيس انه سيتولى الملف مع القوات شخصيا ولا يتصور ان الرئيس الحريري سيلتقي الرئيس عون في بعبدا الخميس. هذا تطور مطمئن ومقلق في آن بما يؤكده من هشاشة الاوضاع المؤسساتية لا يعني ان اتفاق معراب استعاد حيويته وفعاليته ولا يعني ايضا اننا سنستفيق على حكومة غدا.

لكنه يعني طبعا تهيبا شاملا لمخاطر فرط التسويات التي قام عليها العهد اول المفاعيل زيارة الرياشي بعبدا ان نفى مصدر في التيار الوطني لموقع الmtv ان يكون الوزير باسيل اعلن سقوط تفاهم معراب بل كان يقصد الإتفاق السياسي الذي جمع التيار بالقوات في الحكومة السابقة بما تقدم يمكن التكهن ان عجلة التأليف ستنطلق من المربع الاول ولن تعود اليه لانها لم تغادره منذ التكليف. تعبير

المربع الاول ينطبق على مرسوم التجنيس اذ كان لافتا اعلان اللواء عباس ابراهيم ان التقرير الذي رفعه الى رئاسة الجمهورية لن يحول بالضرورة الى مجلس شورى الدولى وهذا مؤداه ان التحقيقات التي اجراها ابراهيم لن يؤخذ بها وبالتالي فان المرسوم ساري المفعول ولن يبطله مرسوم رئاسي معاكس. فيما تشير معطيات الى ان شورى قد يرد الطعن المقدم من القوات والاشتراكي. وبعد هل نصف الامر بالفضيحة ام نبحث عن تعبير أقوى؟

* مقدمة نشرة أخبار "الجديد"

للمرة الاولى منذ ثمانين عاما تنهزم ألمانيا قبل منتصف الطريق وتتجرع كأسا مرة بعدما كانت سيدة كأس العالم ..

دموع من الرأس الى أخمص القدم ودعت المانشفت الالماني امام منتخب كوريا الجنوبية بنتجة اثنين- صفر .. والمصفقون هم اهل العصائب الخضر .. مشجعو البرازيل الذين أزاحوا من الملاعب أقداما من الماكينات عالية الاحتراف.

وعلى أرض الملاعب الحكومية في لبنان فقد "شاط" المألفون الحكومة من الثلاثين إلى حكومة الأربعة والعشرين وزيرا .. تنزيلات وسحق أسعار وزارية والكمية محدودة تسهيلا للتأليف المحتبس بين العقد. وأحد الأسباب الموجبة التي ولدت هذا الطرح التهرب الضريبي الوزاري والتحرر من الوعود المقطوعة لناس من ورق.. والتحلل من صكوك الملكية النيابية.. لكن تاريخ إنجازات الحكومات عبر العهود يقول إنه حتى حكومة الأربعة والعشرين كثيرة على هذا البلد فهذه الصين وطن المليار والنصف يمثلها ثمانية عشر وزيرا.. أميركا تحكم العالم بأربعة عشر وزيرا .. اليابان حيث مشرق الشمس والوطن الإلكتروني يديرها أربعة عشر وزيرا.. بلاد الإمبراطورية الرومانية إيطاليا منبع عصر النهضة تتدبر أمورها باثني عشر رجلا.. روسيا النصف الثاني للعالم وأكبر الأوطان مساحة يسيرها اثنان وعشرون وزيرا .. ألمانيا تشتغل ماكيناتها بستة عشر محركا.. وفي لبنان "بيقولوا زغير بلدي.. بالوزارات مسور بلدي" وإذا ما اعتمدت الحكومة المصغرة فإنها لن تكون سابقة في تاريخها حيث اختبر لبنان مرحلة الحكومة الرباعية عام ثمانية وخمسين في عهد الرئيس فؤاد شهاب وكانت تضم: رشيد كرامي حسين العويني ريمون اده وبيار الجميل ودامت هذه الحكومة حتى عام ستين مع إنجازات تضمنت وزارة التخطيط. غير أن الإنجازات بحد ذاتها لا تنتظر مواهب الوزراء أنفسهم بل هي أحوج الى الإرادة غير المتوافرة لتاريخه .. وهذا رئيس مجلس وزراء ماليزيا مهاتير محمد.

ضرب على الفساد بيد أخرجت كنوزا وحليا وخواتم .. وهو لم يكن بعد قد ألف حكومته لا بل إنه في وضعية الرئيس المكلف مهاتير العائد الى الحكم أعلن حربه على الفساد بإعلان أكبر عملية مصادرة في تاريخ البلاد، في إطار التحقيق في سرقات بطلها رئيس مجلس الوزراء السابق نجيب عبد الرزاق. فصادر أمولا ومقتنيات ثمينة بلغت قيمتها مئتين وثلاثة وسبعين مليون دولار من بينها كمية كبيرة من الجواهر والحقائب الفاخرة العائدة الى السيدة حرمه.

لدينا من عبد الرزاق ومن النجباء والأرصدة والكنوز وبائعي الخواتم ورجال السوء مع سيداتهم ما يكفي لفتح معركة تشبه ماليزيا لكنْ ليس لدينا مهاتير محمد .. ومع مطلع كل نهار يردد المسؤولون العبارات نفسها من أنهم متجهون فعلا نحو محاربة الفساد وآخرها ما أعلنه رئيس الجمهورية اليوم بإطلاقه تحذيرا شديد اللهجة قائلا "ليكن معلوما أن ساعة الحساب مع الفساد قد حانت لكن دقات هذه الساعة لا تزال بطيئة في انتظار تأليف أولى حكومات العهد التي يجري استطلاع بوادرها في اجتماع عون الحريري غدا في بعبدا".

* مقدمة نشرة أخبار ال "ان بي ان"

اتصال هاتفي بين بيت الوسط وبعبدا اعاد الحرارة التي فقدت بفعل برودة البيانات خلال الساعات الماضية على خط تشكيل الحكومة وستتبعه زيارة للرئيس المكلف سعد الحريري الى القصر الجمهوري يوم غد الخميس. وقبل ان نقول هلا بالخميس لا بد من التوقف عند جملة من المعطيات والاسئلة. المعطى الاول هو زيارة رسول النوايا الحسنة الوزير ملحم رياشي موفدا من سمير جعجع الى رئيس الجمهورية ميشال عون غداة لقاء الحريري جعجع وما تبعه. رياشي اكتفى بالقول ان الاجواء ممتازة. وهنا يطرح السؤال هل نحن امام محاولة انتشال لتفاهم معراب بعدما نعاه الوزير جبران باسيل بالامس ام بتنا امام حلحلة لواحدة من العقد المتبقية للتوزير المتمثلة بمطالب القوات؟

على اي حال فان زيارة الحريري الى بعبدا غدا ستحدد مسار التشكيل وستكون مؤشرا اما على انفراج واما على مراوحة في الازمة القائمة. بالانتظار عاد ملف النزوح الى الواجهة فقد اعلن اللواء عباس ابراهيم مغادرة 400 لاجئ سوري من عرسال الى سوريا وبدا واضحا ان ملف التجنيس لم يبلغ خواتيمه بعد وهو مرجح للعودة الى دائرة الشبهات بعدما أكد اللواء ابراهيم ان الأمن العام قام بواجبه على اكمل وجه لكن القرار للسلطة السياسية.

وقبل الدخول في تفاصيل النشرة السياسية لا بد من التوقف عند خبر مغادرة بطل العالم المنتخب الالماني من الدوري الاول لمونديال روسيا ما شكل مفاجأة على الساحة الكروية.

* مقدمة نشرة أخبار ال "او تي في"

جديد الشأن الحكومي اليوم اعلان عن زيارة يقوم بها لبعبدا غدا رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، وزيارة قام بها للقصر الجمهوري اليوم الوزير ملحم رياشي موفدا من رئيس القوات.

أما الكلام حول صيغة من أربع وعشرين وزيرا، فلا يبدو حتى اللحظة أنه سيحمل جديدا، خصوصا أن معلومات الـ otv تؤكد ألا طرح جديا في هذا المجال بعد، وأن الطرح المذكور ليس حلا للإشكالية الحكومية، لأن قواعد التأليف لن تتبدل مهما تبدلت الأعداد، ولأن احترام نتائج الانتخابات الأخيرة، يبقى هو المعيار، تماما كما أكد بيان المكتب الإعلامي لقصر بعبدا أمس، إضافة إلى أن التيار الوطني الحر متمسك بمبدأ تمثيل الأقليات المسيحية والعلويين.

أما في ملف العلاقة بين التيار والقوات، فجديد قديم: محاولة واضحة للفصل بين رئاسة الجمهورية والتيار الوطني الحر، وتحديدا بين رأس الدولة، ورأس التيار. وعلى هذا الموضوع، علق أحد المتابعين بالقول: تفرجوا على صورة استقبال الرئيس عون للوزير رياشي في بعبدا اليوم، يأتيكم الجواب.

وعن المصالحة، والتسويق لمقولة أن الوزير جبران باسيل نعى تفاهم معراب، يشير مصدر مطلع عبر الـ otv إلى أن الأمر جزء من حملة دائمة. أما الحقيقة، فتمسك باسيل بالمصالحة المسيحية، لكن مع اشارته الصريحة الى أن التفاهم السياسي مترنح حاليا، بفعل خروج القوات اللبنانية على تفاهم معراب، وعدم التزامها العمل المشترك في الحكومة الماضية... وهذا ما يدفع بالتيار، لا إلى خوض قتال سياسي ضد القوات، بل إلى عدم القتال من أجلها، وهو ما فعله بكل صدق وإخلاص خلال تشكيل الحكومة السابقة.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الأربعاء في 27 حزيران 2018

النهار

علم أن نائباً ينتمي الى تيار سياسي وازن حصل على تعويض مرتفع في أحد مرافق الدولة بعدما رقي قبل مدة من ‏الانتخابات النيابية.

تمتنع سفارة المغرب في لبنان عن اعطاء اللبنانيين تأشيرات دخول كموقف على عدم تصويت لبنان للمملكة في ‏مونديال 2026‏.

يكرر البطريرك الماروني دعوته الى حكومة تكنوقراط ويعتبر أنها الحل الأمثل في المرحلة الحالية لادارة البلاد ‏بطريقة علمية بعيداً من الصراعات.

البناء

خفايا

توسّعت الخلافات حول الحصص والحقائب في الحكومة العتيدة على أكثر من جبهة داخلية، ارتباطاً بضغوط عربية ‏لعرقلة التأليف. الأمر الذي رأت فيه أوساط سياسية، محاولةً لزيادة اهتراء الوضع الاقتصادي اللبناني، الذي يؤكد ‏الجميع ضرورة الاستعجال في معالجته، لكن بعض الجهات والتي باتت معروفة بالاسم، غير مهتمّة جدياً بهذا الوضع ‏الخطير.

كواليس

توقعت مصادر أوروبية دبلوماسية وصول المباحثات التي تجريها أوروبا مع إيران حول الضمانات التجارية ‏والمصرفية إلى خواتيم سعيدة تحفظ التفاهم النووي من السقوط، وتضمن بقاء إيران تحت سقفه وعدم ذهابها إلى ‏التخصيب المرتفع لليورانيوم. وقالت المصادر إن التفاهم التجاري سيحدّد إطاراً للتبادل التجاري، وفقاً للحاجات ‏المتبادلة والمقدرة بـ 20 مليار يورو سنوياً من النفط الإيراني مقابل السلع الأوروبية المتعدّدة وأن البحث جارٍ بتكوين ‏آلية مالية مصرفية لا تطالها العقوبات الأميركية.

الجمهورية

يؤكد مرجع كبير أمام زواره أن التمثيل في الحكومة سيكون بحسب الأحجام وكل المناورات الإعلامية للأطراف ‏والقوى لن "تُصرف في عملية توزيع الحصص والأسماء.

كشف خبير إقتصادي من خلال دراسة ميدانية عدم دقة أرقام رئيس تيار بارز لدعم موقفه في التمثيل الحكومي.

عبّر حلفاء حزب كبير عن إستيائهم من عدم حماسة هذا الحزب لتوزيرهم في الحكومة الجديدة.

اللواء

بدأ حزب بارز جمع المعلومات حول مهمة حدّدها لنفسه، على ان يباشر الخطوات التنفيذية، بعد استكمالها، وتأليف ‏الحكومة ونيلها الثقة!

يمارس نواب سابقون، ما يشبه "النقاهة السياسية" بعيداً عن الانتماء الحزبي والهموم اليومية للجمهور المحسوب على ‏احزابهم.

تتحدث معلومات موثوق بها عن دفعة كبيرة من النازحين تستعد للعودة عبر تنسيق أمني- حزبي وسياسي.

المستقبل

يٌقال إنّ تسلّم الجيش اللبناني دفعات جديدة من طائرات "سوبر توكانو" استلزم التحضير لأعمال توسعة لمدرج قاعدة ‏حامات العسكرية.

 

عن اتفاق معراب..اليوم

حنا صالح/فايسبوك/27 حزيران/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/65612/%D8%AD%D9%86%D8%A7-%D8%B5%D8%A7%D9%84%D8%AD-%D8%B9%D9%86-%D8%A7%D8%AA%D9%81%D8%A7%D9%82-%D9%85%D8%B9%D8%B1%D8%A7%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%8A%D9%88%D9%85/

اتفاق معراب امر موجود وحقيقي وأدى قسطه بوصول الجنرال عون للرئاسة وهو جزء لا يتجزا من التسوية التي وفرت الغطاء لسلاح حزب الله، وساهم موقعو الاتفاق بشطب السياسة وتقديم موضوع محاصصة الحكم على ما عداها.

وبالتأكيد اكد الاتفاق على مناصفة نيابية وزارية وفي الادارة بين طرفي الاتفاق، بهذا المعنى لقد اريد من الاتفاق استنساخ الحالة الشيعية وتركيبها على الوسط المسيحي.

 فمن صاغ مثل هذا الاتفاق عندما أراد الغاء ما يميز البيئة المسيحية من تعددية تشكل قوة هذه البيئة لا يبدو انه غادر العقل الالغايي الذي ساد في الحرب الاهلية، واظن ان ليس من مبالغة في القول انه يواصل الحرب الاهلية بشكل اخر.

 فشل الاتفاق في مرحلة الانتخابات البلدية وحقق نجاحا ملموسا في الانتخابات النيابية ويبدو بضوء التطورات الحالية ان هذا النجاح موءقت ومحدود.

بعد الانتخابات تغيرت موازين القوى والفوز الذي حققته القوات مهم جدا لكنه مجرد عدد لا ترجمة له.

وما أعلنه قاسم سليماني ليس زلة لسان، وما قاله بالامس جميل السيد عن عريضة من ٦٥ نائبا لاسقاط تكليف الحريري معبر عن ميزان قوى جديد وعن مسعى مختلف لإعادة بناء السلطة، وتكوينها وكل ما يصدر عن بعبدا معبر وصولا للقول ان رييس الجمهورية يريد وزراء لمتابعة عمل الحكوم(..) كأنها مرحلة ما الطايف تتقدم حبة حبة.

اتفاق معراب حقيقة موجودةً لكن امر من الماضي حتى ولو رفض جعجع تصديق ذلك.

والتسوية موجودةً وعون في بعبدا رييسا والحريري في السراي لكن البلد ولج مرحلة اعادة النظر بهذه التسوية، ومن يملك السلاح وتابعه المعروف يتصرفان وكان الامر لهما وهما من يحدد المنحى وكم تستمر التسوية السابقة،وبالتالي كم سيستمر حتى الحريري.

هناك مرحلة جديدة فقد بدات وستطال التسوية، وكل ما قمتم به ساهم في تكريس منحى فرضه الاحتلال السوري وهو حكم البلد من خارج الدستور ومن خارج وثيقة الوفاق الوطني.

هذا هو الزمن الذي ساهمتم بأخذ البلد اليه والخروج الحقيقي منه لن يتأمن قبل استعادة جزء من اليائسين الى السياسة وهم اكثرية بين اللبنانيين.

 

مكتب رئيس الأركان العامة/واشنطن العاصمة/الإعلام الإخباري

للنشر الفوري/26 حزيران 2018

إجتماع لرئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال دنفورد مع قائد القوات المسلحة اللبنانية العماد جوزيف عون

قدم المتحدث بإسم هيئة الأركان العقيد باتريك رايدر القراءة التالية: تحدث رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال جوزيف دنفورد مع قائد الجيش اللبناني العماد جوزيف عون خلال اجتماع اليوم وناقش القائدان التحديات والشؤون الأمنية في المنطقة، بما في ذلك مكافحة الإرهاب. كما ناقشا استمرار التعاون العسكري بين الولايات المتحدة ولبنان. الشراكة بين الولايات المتحدة ولبنان هي عنصر أساسي للسلام والأمن في منطقة الشرق الأوسط.

 

قائد الجيش التقى رئيس هيئة الاركان المشتركة في الجيش الاميركي

الأربعاء 27 حزيران 2018/وطنية - التقى قائد الجيش العماد جوزاف عون، في اليوم الثاني لزيارته للولايات المتحدة الاميركية، رئيس هيئة الاركان المشتركة في الجيش الاميركي الجنرال جوزف دانفورد في مكتبه، وتناول البحث الاوضاع العامة في لبنان والمنطقة وسبل مكافحة الإرهاب، إضافة إلى استمرار التعاون العسكري بين الجيشين اللبناني والأميركي.

 

الياس الزغبي: بحسب أرقامه الخاصة حصد "التيار العوني" ٥٥% من الأصوات المسيحية

27 حزيران/18/بحسب أرقامه الخاصة حصد "التيار العوني" ٥٥% من الأصوات المسيحية،وتكرّم ب٣١% للقوات و١٣% للكتائب والمردة! وألغى أصوات جان عبيد ونقولا نحاس وبطرس حرب وميشال المر وبولا يعقوبيان وميريم سكاف ونقولا فتوش والأحرار والقومي والشيوعي ومسيحيي لوائح "المستقبل" و"أمل" و"حزب الله" وجنبلاط.. بدون أن نحسب أكثر من ٤٠ ألف صوت قدمها له ميشال معوض وفريد مكاري ونعمة افرام ومنصور البون وسركيس سركيس وفريد البستاني والطاشناق و .. و.. فلعلّه ضم كل هؤلاء إلى سلّة أرقامه! طبعاً، مكتب إحصاءاته جاهز غب الطلب والمال لتزويده بالنسبة التي يريد،

لكنّ الأرقام الحقيقية هي عكس ذلك تماماً، إسألوا صناديق الشمال وجبل لبنان (من جبيل وكسروان إلى المتن وبعبدا وعاليه والشوف) وزحلة وبعلبك الهرمل... خصوصاً الأصوات المارونية، تؤكّد لكم أنه لم يصل إلى ٣٠% منها، ولكن... لا حدود للدجل والتزوير وخداع الناس!

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

نقلا عن " تقدير موقف" عدد 233

27 حزيران/18

في السياسة

في لحظة شديدة التعقيد والتقلبات في المنطقة، حيث ننام على خبر ونستفيق على خبر آخر، وحيث موازين القوى لم تتحددّ بعد…

في هذه اللحظة بالذات، يطلّ علينا قسمٌ من اللبنانيين يضم أفرقاء متنوعين طائفياً، سبق أن رفضوا اتفاق الطائف عند ولادته، ويحاولون اليوم الإنقلاب عليه بحجج مختلفة!

فقد وصف "حزب الله" الاتفاق في العام 1989 بانه "تسليم للمارونية السياسية ولرغبات اسرائيل"!

كما رفضه العماد عون ما استدعى دخول القوات السورية الى قصر بعبدا!

اليوم، يطالب هذا الفريق بتعديلات مستخدماً أسلوب - "خذ و طالب"!

فيطالب بصلاحيات لموقع رئيس الجمهورية كما ورد اليوم في بيان المكتب الاعلامي لرئاسة الجمورية!

ويطالب آخر بالتوقيع الشيعي الرابع في كل شاردة وواردة من شؤون الدولة،

من مرسوم التجنيس مروراً بالقناصل وصولاً إلى تحديد مهلة من قبل مجلس النواب لرئيس الوزراء المكلف تشكيل الحكومة!

في مثل هذا الوضع الخطير ليس أمام المؤمنين بلبنان العيش المشترك إلا الصمود والدفاع عن "الطائف" والمطالبة بتنفيذه بأمانة تامّة،

أما الإستسلام للضغوط والابتزاز، من هنا وهناك، فلن يؤدي إلا إلى خسارة ما ليس بأيدينا سواه من ضمانة لعيشنا المشترك!

اللعب بالنار سيفتح "علبة باندورا" Pandora box وستنهار الدولة على رؤوسنا جميعاً !

تقديرنا

اتفاق الطائف لا يعني اللبنانيين فقط، بل يعني كل القوى العربية والدولية الحريصة على لبنان.

على هؤلاء أن لا يتدخّلوا ايجابياً، ولا يجوز أن يبقوا متفرّجين على هذه اللعبة الخطرة!

 

الخروج من تفاهم معراب شرفٌ جديد في سجل القوات اللبنانية

كاظم عكر/لبنان الجديد/27 حزيران 2018

التيار اليوم يحاول التملص من إتفاق معراب وتقليص حجم القوات اللبنانية في الحكومة والحدّ من نفوذها

 يصر رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل على اتباع نهج سياسة الإستفزاز والتحدي مع حليفه المفترض حزب القوات اللبنانية، وخرج باسيل بالأمس بعد اجتماع تكتل لبنان القوي ليؤكد استمراره في التصعيد تجاه القوات ملمحًا إلى الخروج من تفاهم معراب، خرجت بعد ذلك جوقة التيار من نواب و قياديين  للمطالبة بإعادة النظر بهذا التفاهم بل باعتبار التفاهم انتهى حسب تعبير أحد قياديي التيار الذي اعتبر أن الإتفاق مع القوات كان يقتضي أن نكون كتلة واحدة وفي الحكومة الماضية أثبت وزراء القوات أنهم يعارضون مشاريع التيار وحصل تباعد في المواقف. يلخص القيادي المذكور أسباب التملص من إتفاق معراب وهو أن القوات تعارض مشاريع التيار فأي مشاريع تعارضها القوات اللبنانية؟ لقد أثبتت تجربة القوات اللبنانية في الحكومة السابقة قدرتها على اختراق السائد القائم على المحاصصة والمحسوبيات، وسجلت مواقف اعتراضية عالية ضد الصفقات المشبوهة لمشاريع وتلزيمات لجأ إليها وزراء التيار وهي كانت بكل المقاييس اللبنانية صفقات مشبوهة مخالفة للقانون وقد جرت مواجهتها على مستوى إعلامي كبير. ولم توافق القوات على مشاريع قوانين ومناقصات سُجل خلالها أعلى درجات الفساد المالي والإداري في الدولة ووقفت وحدها إلى جانب قلة قليلة من الشرفاء لتسجل بتجربتها هذه أعلى درجات الشفافية وأولى المحاولات الجدية في محاربة التسيب المالي والإداري في لبنان. ولأن صفقات التيار في الحكومة السابقة والحكومة التي يجري تأليفها ولأن النوايا المضمرة هي بالمزيد من الفساد والمشاريع المشبوهة فإن التيار اليوم يحاول التملص من إتفاق معراب وتقليص حجم القوات اللبنانية في الحكومة والحدّ من نفوذها لاعتبارات تتصل بالإصرار على التعدي على الدولة خارج القوانين والمحاسبة. ولذلك فإن تصريحات الوزير باسيل بالأمس وتصريحات نواب وقياديين في التيار حول تفاهم معراب تمهيد حقيقي وجدي لإحراج القوات وإخراجها من المعادلة القائمة على مبدأ الفساد والمحاصصة وبالتالي إيصال القوات ضعيفة إلى حكومة "العهد القوي" لا حول لها ولا قوة. القوات بتجربتها الوزارية أثبتت قدرتها على الإعتراض الحقيقي ووقوفها في مواجهة السمسرات والصفقات وإن خروجها من تفاهم معراب شرف جديد يضاف إلى سجلها في العمل الوزاري وهي بالتأكيد لن تكون شاهد زور على استباحة القوانين والدولة.

 

التشكيلة الحكومية مكانك راوح

أحمد مطر/لبنان الجديد/27 حزيران 2018

 هل يمكن أن يذهب العهد لتشكيل حكومة أمر واقع، خصوصاً أنّ التأخير ليس من مصلحته بأيّ شكلٍ من الأشكال؟!

 ما تزال الأجواء السياسية المتصلة بتشكيل الحكومة غير واضجة المعالم مع التطورات الأخيرة، وبروز عقبات جديدة في الربع الساعة الأخير، حيث كان من المقرر إعلان الحكومة يوم الاثنين وقد بات واضحا أن حيثيات الخلافات على أكثر من جهة وجبهة خرجت من كواليس المشاورات إلى العلن.

وفي هذا السياق، نقلت مصادر ما اعتبرته "أجواء امتعاض لدى "حزب الله" لتفرد الوزير باسيل بعملية التأليف، من دون أن يقيم أي اعتبار للحزب، ولو من باب استمزاج الرأي".

وهذا ما عبرت عنه أيضا أوساط مقربة من "حزب الله" لجهة "انزعاجها من الطريقة المتبعة في تأليف الحكومة والأداء في هذا الشأن، حيث يبدو لها أنه يريد التفرد في كل القرارات.

وسط هذه الأجواء، من المتوقع أن تتضح معالم الصورة السياسية في الساعات القليلة المقبلة، لكن من المؤكد أن الخلاف على تقاسم المقاعد في الحكومة ما عاد مقتصرا على الخصوم السياسيين فحسب، لا بل طاول الحلفاء أيضا، في ما يبقى الانتظار الحاضر الأكبر، مع تأكيد الإصرار مرة جديدة في اتجاه تذليل العقبات وسط العديد من التساؤلات، المتوقع أن توجد لها إجابات واضحة في الأيام المقبلة . وفي مجال آخر متصل كشف ديبلوماسيون غربيون لمسؤولين لبنانيين عن تحضيرات اميركية ‏لسلة عقوبات جديدة، قطعت شوطاً كبيراً في الكونغرس، وتطال في جانب ‏أساسي منها "حزب الله"، ووُصفت بـ"غير المسبوقة". وقد تصدر بالتوازي ‏مع سلة عقوبات قاسية على إيران.

واضافت انّ أخطر العواصف تتهدّد الوضع المالي والاقتصادي في لبنان، والمراجع ‏المالية ترفع الصوت وتدقّ ناقوس الخطر وتنقل تحذيراتها الى المراجع ‏الرسمية والسياسية، من انّ البلد مقبل على كارثة اذا ما ظل، كما هو حالياً، ‏فاقداً لعناصر الصمود أمام العاصفة وفي اعتقاد هذه المصادر، ان افرقاء في لبنان يدركون هذا الواقع، لكنهم يفضلون المزايدة السياسية شعبوياً.

وبحسب المعطيات والاجواء السائدة والمتعلقة بالمفاوضات حول التشكيلة الحكومية فإنّ الحريري، الذي لن يشكّل الحكومة هذا الاسبوع، يجهد ويناور ويحاور للحصول على 6 وزراء له فيها، امّا اذا ترك تسمية وزير سنّي لرئيس الجمهورية فسيستبدله معه بتسمية وزير ماروني يكون من حصته "والأرجح انه سيكون مستشاره الوزير غطاس الخوري"، امّا بالنسبة الى مسألة تمثيل سُنّة المعارضة فيبدو انها ليست محسومة حتى الساعة، فالحريري ليس في وارد التخلّي عن مقعد وزاري سني آخر من حصته.

وفيما لم يتمكن الحريري حتى الآن من تأليف الحكومة لعوامل داخلية وخارجية، برزت مستجدات مسيحية تتمثّل بموقف لرئيس الجمهورية لا يلبّي تطلعات "القوات" التي عوّلت عليه لإنصافها من حيث حجمها في الحكومة، خصوصاً اذا صحّ ما نقل عن لسان عون بأنّه قيّم حجم التمثيل "القواتي" بـ 3 وزراء فقط، وبذلك لم يُلبّ طموح "القوات" التي راهنت على "دوره" عندما أكدت أنها "واثقة من احترامه للوثيقة الأخوية" وإنصافه لها. وهكذا تخيّم أجواء ضبابية على العلاقة بين "التيار الوطني الحر" و"القوات"، ويسجّل فيها الطرفان بعض المواقف الإعلامية التي تنفي القطيعة لضرورات شعبية، الّا أنّ الحقيقة تكشف الواقع مثلما يكشفه غياب الحوار المباشر حتى الساعة بين الجانبين. وتفيد معلومات بأنّ باسيل ما زال يتواصل فقط مع الحريري في شأن التشكيلة الوزارية المسيحية، ولم يحصل أي لقاء بينه وبين جعجع لإيجاد الحل، وعلى رغم ما حصل من تسريب قبل أسبوع عن لقاء من هذا النوع فإنه لم ينعقد حتى الساعة.

فخلال عطلة نهاية الأسبوع، شهدت مفاوضات تأليف الحكومة "انقلابَين" في المعطيات الإعلاميّة بالحدّ الأدنى. فجأة ومن دون سابق إنذار، قيل إن "انفراجاً" حلّ على الخط، وإنّ الحكومة ستؤلَّف في غضون ساعات، بل نسب البعض إلى رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري تحديده يوم الأحد موعداً شبه نهائي لولادة الحكومة. وفجأة أيضاً ومن دون سابق إنذار، عادت الأمور إلى المربّع الأول، ليتبيّن أنّ الأمر لم يكن أكثر من "بالونات إختبار"، بدا أن لا أساس لها، خصوصاً بعدما ظهر أنّ العقد لا تزال على حالها منذ اليوم الأول، من المسيحيّة إلى الدرزيّة فالسنيّة، ولم يطرأ أيّ تعديل ولو طفيف في مواقف المعنيين بها.

وإذا كان هذا الواقع يدفع إلى التساؤل عن مرتكزات التفاؤل غير المفهوم ولا المبرَّر الذي أوحى بقرب الفرج، ثمّة من يطرح أسئلة أكبر من ذلك، إذ هل يمكن أن يذهب "العهد" لتشكيل "حكومة أمر واقع"، خصوصاً أنّ التأخير ليس من مصلحته بأيّ شكلٍ من الأشكال؟!

لا شكّ أنّ تسمية "حكومة الأمر الواقع" ليست محبّذة في القاموس الشعبي اللبناني، ولطالما استُخدِمت فقط لدواعي "التهديد" من جانب رؤساء الحكومات الذين يتمّ تكليفهم عندما يصطدمون بالشروط والشروط المضادة، لدفع الأفرقاء لتقديم التنازلات، وحتى الهدايا، لتسهيل عملية التأليف، إلا أنّ أياً من حكومات ما يسمّى بـ"الوفاق الوطني" أو "الوحدة الوطنية" لم تُعلَن رسمياً إلا بعد مصادقة جميع مكوّناتها على الحصص المعطاة لها شكلاً ومضموناً، أي بمعنى آخر حجماً ونوعاً. لكن، ماذا لو بقيت الشروط المتبادلة قائمة؟ هناك من يستبعد قبول الحريري برؤية رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الحكوميّة، ما يوحي حينها إمّا بتمديد عمر التكليف الى زمن غير محدّد، وهذا يصيب العهد في الصميم، وينسف البلد في إقتصاده وحياته، وإما يصار الى اعتذار الحريري عن المتابعة، ليُصار الى تكليف رئيس حكومة جديد، كل الخيارات قائمة، في ظل إجهاض المبادرات، وعدم وجود تنازلات.وهكذا سيبقى موضوع التشكيلة الحكومية مكانك راوح أقله خلال الأسبوعين القادمين هذا إذا ما تمددت حتى إشعار آخر.

 

الخطة الأمنية البقاعية في أول امتحان: اشكال في جرود العاقورة-اليمونة هيلدا المعدراني

جنوبية/27 حزيران/18/مع تفعيل الخطة الامنية في منطقة بعلبك- الهرمل سُجل انتشار كثيف للجيش اللبناني مع تسيير دوريات مؤللة على نطاق واسع مع تدابير امنية مشددة، الا ان الخلافات العشائرية المزمنة التي تلبس لبوسا طائفيا عادت فجأة أمس من بوابة الخلاف التاريخي حول مشاعات مشتركة بين جرود بلدتي اليمونة (الشيعية) والعاقورة (المسيحية). وفي التفاصيل فقد حدث أمس اشكال أدى الى توتر بين اهالي بلدة اليمونة التي يقطنها آل شريف من جهة، وبلدة العاقورة المجاورة لها بسبب مشاعات مشتركة بين البلدتين حولها خلاف تاريخي منذ ثلاثينات القرن الفائت استدعى تدخّل السلطات الروحية والزمنية حينها على أرفع مستوياتها. وبحسب رئيس بلدية العاقورة في حديث لصحيفة الجمهورية “دخل مسلحون من آل شريف من بلدة اليمونة الى أراضي جرود العاقورة مزودين اسلحة رشاشة، واعتدوا على عنصرين من شرطة البلدية كانا في دورية على متن الية مدنية تابعة للبلدية فتم تعطيلها وسلبوا الشرطيين هواتفهما الخلوية”.

“جنوبية” تواصلت مع احد اهالي اليمونة من ال شريف على اطلاع بالاشكال الذي وقع، ووقفت على تفاصيل الخلاف التاريخي الذي لم تتمكن الدولة من ايجاد حل دائم له. المصدر المحلي من بلدة اليمونة اكد لـ”جنوبية” ان “جذور المشكلة تعود الى العام 1880، حيث ساد حينها قانون الولاية للفصل بين كل من قرى المغيرة وتنورين والعاقورة وبشري، وبعد نشوب عدة خلافات بين الاهالي حول احقية الاستفادة من المشاعات الحدودية الفاصلة بين تلك القرى، شكل ما يعرف بـ “طريق الوسط” نقطة خلاف حول أحقية الملكية بين طرفي النزاع، اذ صدرت عدة قرارات عبر مراحل تاريخية مختلفة وكل طرف احتكم الى مرجعيته دون الوصول الى حل”. واشار المصدر الى ان “ابناء العاقورة وتنورين استفادوا من الانتداب بعد هزيمة الدولة العثمانية وسارعوا الى الالتفاف على الكثير من القرارات والاحكام الصادرة حينها” مضيفا” قد صدر في العام 1936 عن اللجنة التحكيمية المشاعية برئاسة القاضي عبدو ابو خير حكما قضائيا مبرما، يقضي باحقية العاقورة بالاراضي المشاعية المختلف عليها، واعتبره اهالي اليمونة حينها مجحفا ومنحازا حتى العام 1952 حيث الغي القرار بموجب تسوية وفق شعار “لا غالب ولا مغلوب”.

صحافة

واكد المصدر ان “قرار الحكم المبرم او “القرار الفتنة” ادى الى سقوط قتلى وجرحى في الاعوام 1938 و1950 و1952 و1954 و1967، ذهب ضحيتها اكثر من 40 بريئا بين قتيل وجريح من الطرفين”. وقال المصدر “بقي ما عرف بـ”طريق الوسط” قمم الجبال اي مقلب الماء هو الحد الطبيعي بين البلدتين” وتابع “ان الحكم المبرم الذي تتمسك به بلدية العاقورة غير واقعي ومبني على تلاعب فاضح وخطأ فادح، اذ ليس عند اهالي العاقورة ما يثبت انهم اشتروا هذه البقعة من اي جهة بل اغتصبوها بفعل القوة”. واضاف “ظلت تحرشات بلدية العاقورة مستمرة وكأنها تريد الدفع بالوضع الى الإنفجار وتظهيره اعلامياً للإستفادة من العهد، فقامت بالامس بإيفاد دورية الى القطعة المختلف عليها والتي كان قد حرمها الجيش سابقاً على كلا الطرفين، فتصدى لهم ابناء اليمونة ومنعهوهم من اكمال مهمتهم وابلغوهم ان هذه الارض مجبولة بدماء اجدادنا ولن ندعكم تسلبونا اياها، وعلى اثرها عادت الدورية بعدما اصيبت سيارتهم ببعض الطلقات النارية”.

البيرق

رئيس بلدية العاقورة من جهته، عقد مؤتمرا صحافيا طالب خلاله “بوقف الاعتداءات الميليشياوية وبتسليم المسلحين المعتدين الى القضاء وعلى رأسهم “المحرض” رئيس بلدية اليمونة” وقال “نترك للقضاء ان يأخذ مجراه القانوني”. واذ اعتبر رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع ان اصل الخلاف ليس سياسيا او طائفيا بل عقاريا بحتا، دعا عضو تكتل “لبنان القوي” النائب شامل روكز، إلى “وضع حدّ للتعديات في منطقة جرود العاقورة، ابتداء من المؤسسة العسكرية ومرورًا بالمنحى القضائي” مشدّدًا على أنّ “ممنوع حدا ياخذ حقو بإيدو” والموضوع ليس طائفيًّا، بل هو تعدٍّ بكلّ ما للكلمة من معنى، ويجب وضع حدّ له إنطلاقاً من المؤسستين العسكرية والقضائية”. وعلمت “جنوبية” ان حالة من النقمة والغضب تسود بين اهالي بلدة اليمونة وتجري التحضيرات للرد على ما اعتبروه افتراءا وتزويرا للحقائق، فيما تعمل فعاليات البلدة على امتصاص المشكلة وتهدئة الاهالي منعا لأي اشتباكات يذهب ضحيتها ابرياء مجددا.

رئيس بلدية اليمونة طلال شريف خص موقعنا باول تصريح ورد حول الوضع والتطورات الحاصلة، وفي اتصال معه قال “سنعقد مؤتمرا صحافيا يوم الجمعة المقبل عند الساعة 11 في بلدية اليمونة نوضح فيه ملابسات المشكلة التي اثارها رئيس بلدية العاقورة، معتبرا ان “ما قاله لا يمت الى اصل المشكلة بصلة بل كانت غايته اثارة النعرات الطائفية والمذهبية من جهة واشعال الفتنة من خلال التشهير بشخصي وبأهالي بلدتي ووصفهم بالميليشيات وقد وصل به الغرور الى جعل رئاسة الجمهورية ومؤسسات الدولة مسخّرة لبلدية العاقورة” وقال شريف “اتوجه الى القضاء ونحن نريد اخذ حقنا تحت سقف القضاء والقانون والدولة”.

 

بعد سقوط «إتفاق معراب».. التسوية الرئاسية تترنح

إعداد جنوبية 27 يونيو، 2018 /ما مصير عملية التأليف الحكومي بعد ترنح التسوية الرئاسية وسقوط "إتفاق معراب"؟ بعدما نسفت “الطبخة” الحكومية الإتفاقات التي سبقت التسوية الرئاسية بين القوى السياسية  بفرط “تفاهم معراب” بين “التيار الوطني الحر” و”القوات اللبنانية” والتي قطفها ثمارها التيار الوطني بترئيس العماد ميشال عون، يبدو أن التسوية الرئاسية بين التيارين الأزرق والبرتقالي على كفّ عفريت، وعند أول مفترق ترنحت مع عدم سيرالحريري مع الارادة العونية – الباسيلية. وأشارت “النهار” إلى النزاع بين فريقي رئيس الجمهورية والحكومة حول الصلاحيات المتعلّقة بتأليف الحكومة ، امّا قصر بعبدا، فقد غمزَ في بيان صادر عنه، من قنوات عدّة، خصوصاً في ما يختصّ بصلاحياته في تأليف ‏الحكومة، ورَدّ “على من يدّعي الحرص على اتفاق “الطائف”، مؤكداً “حق رئيس الجمهورية في ان يختار نائب ‏رئيس الحكومة وعدداً من الوزراء، يتابع من خلالهم عمل مجلس الوزراء والأداء الحكومي”، ودعا “الذين ‏يَسعون في السر والعلن، الى مصادرة هذا الحق المكرّس لرئيس الجمهورية، ان يعيدوا حساباتهم ويصححوا ‏رهاناتهم”. وسرعان ما اتاه الرد من “كتلة المستقبل” النيابية التي “اكدت ان مهمة تأليف الحكومة من ‏المسؤوليات الدستورية المنوطة حصراً بالرئيس المكلف، بالتعاون والتنسيق الكاملين مع رئيس الجمهورية، ‏والمشاورات الجارية مع الكتل تقع ضمن هذه المسؤوليات التي يفترض ان تراعي موجبات التوصل الى حكومة ‏وفاق وطني”.

ومن هنا يبدو ان الإشكال تطور مألة احجام الكتل وكيفية توزيع الحصص الوزارية ، إنما وصلت إلى حدّ النزاع حول الصلاحيات والاستئثار بالسلطة ‏ ومحاولات الاقصاء  لـ “القوات اللبنانية” والحزب التقدمي ‏الاشتراكي، وصولاً الضغط على  “تيار المستقبل” عبر المطالبة  بتمثيل سنة آخرين من خارج كتلة المستقبل وهي الاوسع تمثيلاً بتحريك ‏نواب جدد على أكثر من جبهة، عدا عن إتهام الرئيس المكلف بعدم الجدية بالتعاطي مع ملف التأليف وإتهام بالتباطؤ والتعطيل، وصولا إلى التهديد بتكليف رئيس آخر في حال لم يتم تأليف الحكومة بسرعة يتحكم فيها صهر الرئيس. وهو ما يشبه ما حدث مع والده الرئيس الشهيد رفيق الحريري مطلع عهد الرئيس اميل لحود عندما أحرج ‏فأخرج، وولدت حكومة طيّعة برئاسة الرئيس سليم الحص. كما علمت “النهار” أن لقاء الرئيسين عون والحريري الجمعة الفائتة  لم يكن جيدا، وان الرئيس عون أسمع الحريري كلاماً لا يطمئن لجهة أنه الوقت لعملية التأليف ليس مفتوحاً أمامه. كما أن عون نصح الحريري ‏بعدم اللجوء الى  لعبة تعطيل التأليف لأن العهد لن يسكت عن هذا الأمر حتى أنه  غمز  بأنه في حال لم يكن هناك ولادة حكومية قريبة ، فان البديل جاهز عبر الوزيرين السابقين محمد الصفدي ‏أو عدنان القصار”. وهو الأمر الذي أشار إليه النائب جميل السيّد أمس في تغريدة له عن إمكانية إستبدال الحريري. وامام هذا الواقع، قالت “الجمهورية أنه من المفترض ان تبدأ مرحلة جديدة قد تشكّل اختباراً للعهد. فإمّا ان يهتز مع ‏سقوط التسويات، او تبدأ مرحلة جديدة تحكمها تسويات جديدة.

و قالت مصادر مواكبة لها لـ”الجمهورية”: “ما حصل ليس نهاية العالم ‏وارتفاع السقوف في التخاطب والبيانات ليس سوى وَضع للنقاط على الحروف قبل البدء فعلياً بالمخاض الأخير ‏لولادة الحكومة، فكل القوى السياسية أدركت خلال الساعات الماضية انه لم تعد هناك تفاهمات ولا اتفاقات تحكم ‏عملية التأليف وخصوصاً “تفاهم معراب”، الذي ولّى الى غير رجعة”.

وتوقعت المصادر “أن يعلن رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع أيضا سقوط ‏‏”تفاهم معراب”، لأنه ليس لديه خيارات أخرى وأنه ليس لديه نقاط قوة يواجه فيها فريثق العهد. لذا فلن يكون أمامه سوى  الموافقة على العرض المقَدّم له ليبقى موجوداً في ساحة الحكم”. وإعتبرت: “بعدما قال الجميع ما لديهم، سوف تدخل القوى السياسية في مرحلة ‏استراحة المحارب ولربما سفر رئيس مجلس النواب الى الخارج يمنح فرصة لالتقاط الانفاس، ويعاود كل طرف ترتيب أوراقه.  والولادة الحكومية قد تؤجل  لبضعة ايام”. ورأت مصادر سياسية لـ “اللواء”، انه في غياب أية دلالات تشير على احتمال ولادة حكومية قريية، فإن أكثر ما يمكن توقعه هو تبريد الساحة السياسية التي الهبها الجدال مؤخرا، لعودة الحوار بين الحريري وباقي الأطراف، بحثاً عن “خلطة سحرية” يمكن ان توفق بين السقوف المتباينة للفرقاء السياسيين”. كما أعتبرت ان “بيان بعبدا هو سقف الموقف الرئاسي من موضوع أحقية حصة رئيس الجمهورية في نيابة رئاسة الحكومة والوزراء، ولفتت إلى ان بعبدا خرجت أمس عن صمتها بعد التحليلات وقالت ما يجب أن يقال”. وأشارت “الشرق إلى تحدث الأوساط  عن كلام للرئيس الحريري قال فيه انه سوف الرئيس عون خلال اليومين المقبلين، موضحا “ان الرئيس بري لا يعني تعليق مشاورات ال‏تأليف الحكومة”.

 

سجالات المحاصصة الحكومية: الاشتراكي يصر على الحق الدرزي والقوات تلتزم بالهدنة

نورا الحمصي/جنوبية/27 يونيو، 2018 /سجالات محتدمة وعقد محلية تمنع رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري من تشكيل حكومته.

بين التفاؤل والتشاؤم، مازالت عملية تشكيل الحكومة اللبنانية تخضع لشروط محلية تجعل من عملية التشكيل مهمة صعبة، فبعد ان كان رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري يظهر تفاؤله خلال مشاوراته وتصريحاته الإعلامية، فان العقد ما لبثت ان فرضت نفسها لتتراجع الامال بولادة الحكومة في الفترة الحالية.

عضو تكتل “لبنان القوي” النائب ماريو عون أكد في حديث إعلامي له اليوم الاربعاء أن عقدة تأليف الحكومة ليست عند التيار الوطني الحرَ بل عند كل من القوات اللبنانية والدروز، مستبعداً ولادة الحكومة بشكل سريع مع بروزعقد يومًا بعد يوم. وفي هذا الإطار ولمعرفة رأي حزب التقدمي الإشتراكي حول العقدة الدرزية التي تمنع تشكيل الحكومة تحدثت “جنوبية” مع مصدر مقرب من الحزب الإشتراكي الذي أكد ” أن حزب الإشتراكي تمكن من حصد 6 مقاعد نيابية من أصل 7، لذا يحق للحزب الحصول على 3 مقاعد وزارية”، موضحاً أن “المقعد السابع كان مقعداً شاغراً لمصلحة النائب طلال ارسلان”. وأشار المصدر إلى أنه ” في حال تم الإصرار على توزير ارسلان سوف يتم القبول من طرفنا ولكن بشرط الحصول على حقيبة مسيحية”. وفي الختام أكد المصدر أنه ” لا يوجد عقدة درزية إنما يوجد حق، خصوصاً أن الحاصل الإنتخابي يؤكد حق حزب التقدمي الاشتراكي بالحصول على 3 حقائب وزارية”.

فيما رفضت “القوات اللبنانية” التعليق على تصريحات “التيار الوطني الحرَ” بإعتبار انه يوجد اليوم هدنة بين كل من التيار الوطني الحرَ والقوات اللبنانية. وبغية معرفة أكثر حول الهدنة الحاصلة بين القوات اللبنانية والتيار الوطني الحرَ تحدثت “جنوبية” مع رئيس جهاز الإعلام والتواصل في “القوات اللبنانية” شارل جبّور الذي أكد أن ” رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع اثناء لقائه رئيس الحكومة سعد الحررير أخذ مبادرة من طرف واحد بإعلان هدنة إعلامية سياسية، ونحن ملتزمين بهذه الهدنة”. وأشار جبور إلى أن ” اليوم الوزير ملحم الرياشي وبطلب من الرئيس جعجع سيلتقي رئيس الجمهورية ميشال عون من أجل متابعة هذا الموضوع، منعاً لحصول أي اشتباك سياسي”، موضحاً أن ” الإشتباك السياسي بإمكانه ان يجري في أي لحظة حول أي ملف، ويُعرَض الثوابت للخطر، وبالتالي يجب الفصل بين الملفات اليومية السياسية التي بإمكانه ان تخلق وجهات نظر مختلفة عند كل فريق وبين الامور المبدئية، فلا يمكن كل يوم إعادة النظر بالمصالحة المسيحية الدرزية أو بإتفاق الطائف، ومن هنا نحن نعتبر ان المصالحة مرتبطة بهذه النقطة”. وشدد جبور أن ” المصالحة هي شيء والإشتباكات السياسية أمر آخر بإعتبار أن الاخيرة يمكن ان تجري كل يوم، قبل تشكيل الحكومة، وبعدها يمكن ان تحصل داخل الحكومة”.

وفي الختام أكد رئيس جهاز الإعلام والتواصل في “القوات اللبنانية” شارل جبّور أنه ” يوجد تعقيدات وصعوبات في التأليف ولكن يمكن حلها بإعتبار ان العقد هي محلية محدودة، ويمكن العمل على معالجتها”.

 

قصة «المرسوم المهرب» الذي سخرّ أجهزة أوجيرو للشركات الخاصة -1

نسرين مرعب/جنوبية/27 يونيو، 2018 /من بعد مرسوم التجنيس وتهريبه، ها هو مرسوم جديد "مهرّب" يتم نشره في الجريدة الرسمية مع تفاجؤ بعض الوزراء!

مع تحوّل الجريدة الرسمية إلى “مدفوعة” برسم 550 ألف ليرة لبنانية سنوياً، بات تمرير القرارات دون أي ضجيج إعلامي أكثر مرونة بالنسبة للطبقة السياسية التي أثبتت في عهدها الجديد أنّ هناك توأمة بينها وبين المراسيم “المشكوك بها”!

وفيما القبعة السلطوية التي استلمت قيادة الحكم في لبنان، مليئة بأرانب المحاصصة، ها هو أرنب جديد، يطفو على الساحة، بمرسوم حمل الرقم 3260 ونشرته الجريدة الرسمية في عددها الصادر بتاريخ 14 حزيران 2018.

وينص المرسوم المعنون بـ “تحديد الإطار العام لتنظيم ادخال خدمات نقل المعلومات والانترنت الفائقة السرعة بواسطة القطاع الخاص، والأصول الواجب اتباعها للسماح للشركات المرخصة للبنى باستعمال البنى التحتية العائدة للوزارة من أجل تأمين هذه الخدمات” على:

1- إعطاء الشركات المرخصة لها قانوناً بموجب مراسيم تأمين خدمات نقل معلومات والحاصلة على قرارات بتجنيد تراخيصها وفقاً للأصول، حق الترابط والمرور على الشبكة المحلية التابعة للوزارة (..).

2- تحديد الشروط الفنية والإدارية المتعلقة بحق الترابط والمرور (..) الذي يشكل إطاراً عاماً للشروط الأساسية لتقديم الخدمات وآلية وكيفية استعمال البنى التحتية العائدة لوزارة الاتصالات.

وفي ملحق رقم 4، للمرسوم 3260، يتم تفصيل بند «تحديد الإطار العام لتنظيم إدخال خدمات نقل المعلومات والانترنت الفائقة السرعة بواسطة القطاع الخاص والأصول الواجب اتباعها للسماح للشركات المرخصة باستعمال البنى التحتية العائدة للوزارة من أجل تأمين هذه الخدمات».

 الجريدة الرسمية

هذا ويتعارض المرسوم الصادر مع قرار مجلس شورى الدولة الصادر بتاريخ 19 كانون الثاني 2018، والذي نصّ على وقف تنفيذ قرار وزير الاتصالات جمال الجراح الذي سمح لشركة جي دي آس تمديد شبكات الفايبر أوبتك في مسالك الدولة وبعد قراره المماثل لصالح شركة وايفز، حيث كان مجلس الشورى قد اعتبر أنّ شروط وقف التنفيذ متوافرة فمراجعة اوجيرو والاتحاد العمالي ضد القرار قد تضمنت أسباباً جدية لوقف التنفيذ كما بينت الضرر اللاحق جراء التنفيذ.

وقد بينت المراجعة الضرر اللاحق بالمال العام والهدف غير المسبوق لصالح منافع خاصة على حساب المنفعة العامة، إضافة إلى إلحاق الضرر بهيئة أوجيرو وموظفيها وعمالها.

إلا أنّ اللافت في هذا المرسوم المهرب والمناقض لقرار مجلس شورى الدولة هو توقيعه من قبل كل من رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس الحكومة سعد الحريري ووزير المالية علي حسن خليل في تاريخ 12 حزيران، أي في مرحلة تصريف الأعمال؟ فهل يحق لحكومة تصريف الأعمال أن تصدر هكذا مرسوم؟

في هذا الشأن يميز الخبير الدستوري والقانوني المحامي انطوان سعد بين مراسيم تسيير الأعمال العادية، والمراسيم المتعلقة بعمل تصرفي يفرض مسؤوليات على الحكومة والوزير.

فيوضح سعد لـ”جنوبية”، أنّ من حق الحكومة إصدار مراسم تسيير الأعمال العادية، لا المراسيم التصرفية!

ليتابع عند سؤاله عن المرسوم الذي نشرته الجريدة الرسمية في 16 حزيران ويحمل رقم 3260  “هذا المرسوم إذ كان ينشئ حقوقاً جديدة، فهو معرض للإبطال. ويجوز الطعن فيه”.

في المقابل كان الصحافي ايلي الفرزلي قد توقف عند هذا المرسوم في مقال نشره في جريدة “الأخبار اللبنانية”، ولفت الفرزلي في مقاله إلى أنّ هذا القرار لم يتم الإشارة إليه في البيان الرسمي الصادر عن مجلس الوزراء بعد الجلسة والذي تلاه الوزير بيار بو عاصي.

وتساءل الفرزلي إن كان القرار قد طرح من الأساس في تلك الجلسة، مستنداً في شكوكه هذه إلى تفاجؤ 4 وزراء عند سؤالهم عنه!

وفي مطالعة مفصلة حول هذا المرسوم والشكوك المثارة حوله، أكّدت مصادر مواكبة لملف الاتصالات والملابسات المحاطة بهذا القرار لـ”جنوبية” أنّ “أول ما يستوقف المراقب لملف الاتصالات في ضوء صدور المرسوم رقم 3260 تاريخ 12-6-2018 قبل الولوج إلى دراسة شرعية هذا المرسوم – هو الظروف التي واكبت صدوره والتي تطرح أكثر من تساؤل وترسم اكثر من علامة استفهام”.

وتابع المصادر: “يستفاد من بناءات المرسوم أنّ مجلس الوزراء أعطى موافقته عليه في الجلسة المنعقدة بتاريخ 26/4/2018 وذلك أمر وإن بدا للوهلة الأولى عادياً غير أنّ التدقيق في توقيت الجلسة من جهة أولى وفي آلية عرض الموضوع على مجلس الوزراء من جهة ثانية وفي مدى صحة حصول هذا العرض من جهة ثالثة يستوجب التوقف طويلاً بالفحص والدرس لاستخلاص عبر لا بد من أن تتوقف عندها حكومة العهد التي توضع حالياً اللمسات الأخيرة على تشكيلتها وذلك فور انعقاد اول جلسة لها”.

وأضافت المصادر “أما في ما خص توقيت الجلسة، فلا يمكن للمراقب إلا وأن يستوقفه أن تكون الجلسة التي تمّ فيها تحديد مصير قطاع الاتصالات برمته هي آخر جلسة قبل الانتخابات النيابية ولم يتم الإعلان عن ذلك الأمر بعد انتهاء هذه الجلسة في حينه على الرغم من أهمية هذا الامر. هل كان يخشى من ردة فعل شعبية أو إعلامية على هكذا قرار كان من الممكن أن تنعكس في صناديق الاقتراع؟ هل يشكل هذا المرسوم النسخة الثانية في الشكل لمرسوم التجنيس الذي تم التكتم عليه الى ما بعد الانتهاء من الانتخابات النيابية؟”.

وأوضحت المصادر أنّه “في ما يتعلق بآلية العرض على مجلس الوزراء، فإنه من المؤكد أن هذا المرسوم لم يكن مدرجاً على جدول أعمال جلسة مجلس الوزراء التي اتخذ فيها قرار الموافقة على المرسوم وذلك لتمكين الوزراء من دراسة مضمونه قبل إعطاء الموافقة. إن هكذا مرسوم وبالأهمية التي يتسم بها، وإن كان حصل على موافقة مجلس شورى الدولة، لا يمكن تصور أن يتم طرحه في جلسة مجلس الوزراء من خارج جدول أعماله إلاّ بغية تجنيبه الدراسة المستوفية لمضمونه من قبل وزراء قد يجدون في إقراره ضرراً يلحق باقتصاد الدولة والملك العام”.

وأشارت المصارد لموقعنا إلى أنّه “تبقى مسألة ما إذا تم فعلاً عرض هذا المرسوم خلال الجلسة وذلك أمر يقتضي التقصي حول مدى صحته خاصةً وان هنالك وزراء كوزراء حزب الله الذين لا بد وأن يكونوا على دراية كاملة بما يحصل في قطاع الاتصالات من خلال ما يحيطهم به من معلومات رئيس لجنة الاتصالات النيابية حسن فضل الله والذين لا يتصور أن يوافقوا على هكذا مرسوم يسمح لشركات خاصة بوضع يدها على قطاع سيتم تفريغه بالكامل وتسليمه لعدد قليل من رجال الأعمال. مع الإشارة إلى أن ما يعزز هكذا فرضية هو عدم اعتراض الوزير الأكثر اطلاعاً على قطاع الاتصالات غسان حاصباني والذي سبق (حين كان مستشاراً في شركة بوز الن للاستشارات) وأعد دراسة مستفيضة حول شركة ليبان تلكوم ويدرك بالتالي بشكل حتمي أنّ هكذا مرسوم سيقضي على هذه الشركة وبالتالي سيفرغ قانون الاتصالات ومعه القطاع بأكمله من مواطن قوته”.

وفي الختام وضعت المصادر هذه النقاط المتعلقة بظروف صدور المرسوم برسم فخامة رئيس البلاد ودولة رئيس مجلس الوزراء والوزراء والأمين العام لمجلس الوزراء وذلك لاعطاء الأجوبة للشعب اللبناني حول مسألة تمس في العمق الأمن القومي الاقتصادي للبلد.

 

الدستور اللبناني يُفشل تهديد جميل السيّد للرئيس الحريري

سهى جفّال/جنوبية/27 يونيو، 2018 /"الأغلبية معنا والبُدَلاء كثيرون" هذا ما قاله النائب جميل السيد الى الرئيس المكلف سعد الحريري في تهديد صريح له بالاستغناء عن تكليفه بتشكيل الحكومة ان لم ينزل عند رأي الفريق السياسي الذي يمثله النائب السيّد.

تجاوزت أزمة التأليف الحكومي الخلاف على الشكل وتوزيع الحصص الوزارية إلى خلاف حول الصلاحيات في التأليف بين رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس المكلّف سعد الحريري، وعلى الإثر نشب نزاع علني حول الصلاحيات إذ نشر المكتب الاعلامي لرئاسة الجمهورية بياناً توضيحياً قال فيه”ان ‏رئيس الجمهورية يتعامل مع ملف تشكيل الحكومة الجديدة استناداً الى صلاحياته المحددة في الدستور، داعيا “الذين ‏يَسعون في السر والعلن، الى مصادرة هذا الحق، ان يعيدوا حساباتهم ويصححوا ‏رهاناتهم”.

في حين اعتبرت كتلة “المستقبل” انّ “مهمة تأليف الحكومة من المسؤوليات الدستورية المُناطة حصراً بالرئيس ‏المكلّف، بالتعاون والتنسيق الكاملين مع فخامة رئيس الجمهورية”.

وأمام هذه المشهدية، يبدو واضحا أن التسوية الرئاسية تترنّح ما يطرح علامات إستفهام كبيرة حول عملية التأليف سيما أن شهر العسل بين الطرفين الأساسيين للتسوية تعكّر عند أول مفترق طرق، وفي هذا السياق رأت مصادر مطلعة لـ “جنوبية” أن تغريدة النائب جميل السيد ليست بمعزل عن هذا الخلاف سيّما مع إشارة السيد أن “الأغلبية معنا، ربما عريضة موقّعة من 65 نائباً عبر المجلس إلى ‏رئيس الجمهورية ليسقط تكليف الحريري كأنه لم يكُن! والبُدَلاء كثيرون”.

وفيما سارع الرئيس المكلف بالرد عليه بشكل ‏مختصر: “يروح يبلط البحر”. قالت المصادر “لعل تغريدة السيد هي رسالة تحذيرية موجهة للحريري من قبل المحور الإيراني للضغط عليه كي يسير في نهاية المطاف ضمن شروطهم لجهة تحجيم “القوات اللبنانية” و”حزب التقدمي الإشتراكي”. خصوصا بعد الحديث عن إنزعاج لدى “حزب الله” من التقارب بين بيت الوسط ومعراب والمختارة مؤخرا والخوف من عودة المحور السعودي في لبنان.

وهو ما يطرح تساؤل حول إمكانية وصول الأزمة بين الرئيسين عون والحريري إلى حدّ تسمية بديل عن الأخير لتشكيل الحكومة؟ وهل أصلا يحق لرئيس الجمهورية تسمية بديل في حال لم يعتذر الحريري عن التشكيل؟

وأكّد الخبير القانوني والدستوري الدكتور انطوان سعد لـ”جنوبية” أن “لا يمكن تسمية بديل آخر عن الحريري لتشكيل الحكومة في حال لم يعتذر الأخير عن هذه المهمة، وفي حال طالت مهلة التأليف يدعو رئيس الجمهورية الرئيس المكلّف ويستفسر منه عن الأمر ويطلب منه الإعتذار في حال لم يتمكن من التشكيل لكن الإعتذار هو بيد الحريري فقط والموضوع يقف عنده”.

وأضاف أنه “لا وجود لمهلة زمنية محدّدة للتأليف والمهلة مرتبطة فقط بوجدان وضمير الرئيس المكلف فلا الدستور ولا الطائف حدد فيه مهلة زمنية لذلك”.

إلى ذلك أشار سعد أن”مجلس النواب لا يعطي رئيس الجمهورية كتاب بل يجري الأخير إستشارات ملزمة والدستور واضح لجهة التكليف”. وفي الختام، رأى أن “كل ما يحكى عنه اليوم هو هرتقة، ويبدو ان جميل السيد يكرر نمط المخابرات السورية الذي كان سائدا في زمن الوصاية سواء بتعاطيه مع الجيش اللبناني أو بتعاطيه مع المؤسسات الدستورية”. وفي سؤالنا عضو “كتلة المستقبل” النيابية النائب رولا الطبش جارودي عن تغريدة اللواء جميل السيد إن كانت مدفوعة من المحور التابع له، أجابت “الرئيس الحريري رد بالأمس على جميل السيد، اما إذا كان نابعاً منه أو من المحور المنتمي إليه فهذا السؤال برسم هذا المحور وننتظر منه رداً على كلامه وتوضيح الأمور ووضعها في النصاب الصحيح”.

رولا الطبش

وعن الخلاف حول الصلاحيات أكّدت الطبش أن “الحريري هو الرئيس المكلف وعازم على التشكيل وفق الصلاحيات الدستورية وبعيداً عن أي أعراف جديدة، وبيان فخامة الرئيس بالأمس وضع النقاط على الحروف لناحية الصلاحيات الدستورية وهو معني بولادة الحكومة اكثر من أي طرف سياسي آخر واتفاق الرئيسين على اللقاء غداً لمتابعة تطورات التأليف خير دليل على جهود الحريري لتهدئة النفوس وتعبيد الطريق لتأليف حكومة ترضي جميع الأطراف وتعمل لمصلحة البلد”. وقد أكّدت الكاتبة والمحللة السياسية رلى موفق لـ “جنوبية” أن “ما يحدث هو محاولة ضغط وتطويق للحريري لدفعه نحو القبول بشروطهم بمنطق “المنتصر” القاضي بترجمة مفاعيل الإنتخابات النيابية في السياسية”، وأضافت “التأليف الحكومي يشكل اليوم مدخلا إما للدفع نحو تعديلات دستورية أو عبر خلق أعراف جديدة تناسبهم”. وقالت”فيما لا يمكن دستوريا تسمية بديل عن الحريري لتشكيل الحكومة لكن في حال تم إتخاذ قرار بخلق بدع جديدة وتسمية بديل عنه، عندها يكونوا قد وضعوا البلد على كف عفريت”. وأكدت “الجميع يدرك أن الحريري اليوم يملك أوراق قوّة بيده متمثلة بالقبول الدولي بما يشكله من إعتدال سياسي بمفهوم الإعتدال السني في المنطقة”. وإعتبرت انه “في ظلّ الضغوطات الأميركية على إيران وتراجع الإتحاد الأوروبي عن دعمها لها، وبالرغم من ذلك لا يغيّر بموازين القوة لكن إندفاعة طهران توقفت، إضافة إلى أن تصنيف “حزب الله” بالإرهابي بجناحيه العسكري والسياسي إلا أن الحريري اليوم يُعتبر وضعه أفضل بكثير من لحظة صدور نتائج الإنتخابات النيابية وخسارته ثلث كتلته”. ورأت أن الإتجاه السائد ” هو محاولة تجريد رئيس الحكومة من أوراق القوّة بيده والذهاب نحو رئيس حكومة شكلي”. وتساءلت “هل الحريري سوف يستفيد من أوراق قوته؟ أم سوف يذهب نحو تقديم المزيد من التنازلات تحت مسمى “إم الصبي” حفاظا على إستقرار لبنان السياسي والإقتصادي”. مضيفة “بعد كل ما قدمه الحريري في هذه السنوات جاء الوقت ليقول جميعنا “أم الصبي” وبالتالي التنازلات يجب أن تكون متبادلة. وتابعت “هل يستفيد الحريري من أوراقه” أجابت لا يمكن جزم ذلك سيما مع التجارب السابقة نظرا لظروفه وحساباته آنذاك”.

 

ليلة سقوط التفاهمات: معراب انتهى والرئاسي على الطريق

جواد صالح/لبنان الجديد/27 حزيران 2018

 بعد سقوط تفاهم معراب، قد يسقط التفاهم الرئاسي بين الحريري وعون

 للتذكير فإنّ "اتفاق معراب" كان هو "عرّاب" التسوية الرئاسية"، وسقوطه يعني، في مكان ما، سقوط أهمّ التفاهمات التي قامت عليها تسوية وصول ميشال عون إلى قصر بعبدا. وأن يقول جبران باسيل إنّ هناك "اتفاقاً سياسياً لم يعد قائماً"، فهذا يعني أن "اتفاق معراب" انتهى، نعاه جبران باسيل، أحد طرفيه، ولا شيء يمكن أن يعيده إلى الحياة. قبلها كان صدر عن رئاسة الجمهورية بيانٌ يقول إنّ "الانتخابات النيابية على أساس النسبية حدّدت أحجام القوى السياسية، وعليها احترام الأحجام حتى تكون عملية تشكيل الحكومة مسهّلة"، وهذه رسالة إلى الرئيس المكلّف سعد الحريري، بأنّ "حجم القوات" و"حجم وليد جنبلاط" أقلّ مما يطرح خلال زياراته إلى رئاسة الجمهورية. فإذا كان الرئيس الحريري مصرّاً على "حماية" القوات وحفظ حصّة جنبلاط، فإنّه بعد سقوط تفاهم معراب، قد يسقط "التفاهم الرئاسي" بين الحريري وعون، التفاهم على رئاستين متزامنتين طوال العهد. تفاهم تعرّض لضربات شديدة، لم يكن أوّلها إبعاد نادر الحريري، أحد عرّابيه، ونهاد المشنوق، أحد عرّابيه ومنظّريه. في هذه الأثناء يملأ جميل السيّد الفراغ السياسي بقصف مركّز وتهديد للحريري بأنّ تكليفه يمكن أن يتبخّر "كأنّه لم يكن"، من خلال "عريضة من 65 نائباً"، في تهديد واضح بمحاولة عزله عن التكليف إذا لم يسرّع في تأليف الحكومة، نزولاً عند رغبة طهران. إما تأليف سريع خلال ساعات وتشكيلة أمر واقع" يتركها الحريري في عهدة عون، أو سيصحّ المشهد، وسنتذكّر 26 حزيران 2018، على أنّها ليلة تأهّل الأرجنتين، وأيضاً "ليلة سقوط التفاهمات".

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

السعودية والإمارات والكويت تعلن دعم الاصلاحات الاقتصادية بالبحرين

أحمد بن محمد آل خليفة: المواقف التاريخية للأشقاء أثبتت عمق الروابط الأخوية والتعاون البناء ووحدة المصير

المنامة: «الشرق الأوسط أونلاين/27 حزيران/18/أعلن بيان مشترك أصدرته السعودية والكويت والإمارات، أن الدول الثلاث ستعلن قريبا عن برنامج متكامل لدعم الإصلاحات الاقتصادية في البحرين واستقرارها المالي.

وقالت الدول الثلاث في البيان، إنها تواصل محادثاتھا مع الأشقاء في البحرين لتعزيز استقرار الأوضاع المالية فيه، مؤكدة التزامھا بالنظر في كل الخيارات لتوفير الدعم اللازم وإنھاء العمل على تصميم برنامج متكامل لدعم الإصلاحات الاقتصادية واستقرار المالية العامة في البحرين.

من جانبه، نوّه الشيخ أحمد بن محمد آل خليفة وزير المالية البحريني بالمواقف التاريخية للأشقاء في السعودية والإمارات والكويت، معرباً عن شكره وتقديره لدعمهم البحرين في كافة المواقف التي أثبت عمق الروابط الأخوية والتعاون البناء ووحدة المصير المشترك.

 

مسؤول أميركي: ترمب قد يلتقي بوتين في هلسنكي

واشنطن: «الشرق الأوسط أونلاين/27 حزيران/18/قال مسؤول أميركي كبير إنه يجري التفكير في العاصمة الفنلندية هلسنكي كي تصبح مكان عقد اجتماع قمة بين الرئيسين الأميركي دونالد ترمب والروسي فلاديمير بوتين. وكان وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو قال في مطلع الأسبوع، إنه من المرجح أن يلتقي ترمب وبوتين "في المستقبل غير البعيد جدا" بعد زيارة جون بولتون مستشار الأمن القومي الأميركي لموسكو هذا الأسبوع. ونقلت وسائل إعلام روسية عن الكرملين قوله الأسبوع الماضي إنه لا توجد خطط لعقد اجتماع مع الرئيس الأميركي قبل اجتماع قمة يعقده حلف شمال الأطلسي في بروكسل يومي 11 و12 يوليو (تموز) من المتوقع أن يحضره ترمب.

 

باريس تتضامن مع الرياض ضد صواريخ الحوثي وقالت إن إطلاقها «استهداف لأمن السعودية وللأمن الإقليمي»

باريس: ميشال أبو نجم/الشرق الأوسط/27 حزيران/18/أعربت باريس عن تضامنها مع الرياض ضد الصواريخ التي يطلقها الحوثيون على الأراضي السعودية، معتبرة أنها «استهداف إضافي لأمن المملكة وتهديد للأمن الإقليمي».

وأكدت وزارة الخارجية الفرنسية خلال المؤتمر الصحافي الإلكتروني، أمس، أن الصواريخ الحوثية التي أُطلقت على السعودية «لا يمكن القبول بها، وهي تبين الخطورة التي تمثلها الصواريخ الباليستية على كامل المنطقة، وفق ما جاء في آخر تقرير لخبراء الأمم المتحدة حول اليمن».

وشددت على أهمية تنفيذ مضمون القرار الأممي رقم 2216 الصادر عام 2015 والذي يفرض حظراً على إيصال السلاح إلى اليمن، ووضع حد لإطلاق الصواريخ و«منع توفير أي مساعدة عسكرية للمتمردين الحوثيين»، في إشارة واضحة إلى إيران. وأضافت أن باريس «تعيد تأكيد دعمها وتضامنها مع المملكة السعودية، وهي مستمرة في العمل من أجل حل سياسي للأزمة اليمنية مع مراعاة تطلعات كل مكونات الشعب اليمني». وليست هذه المرة الأولى التي تندد فيها باريس بإطلاق الصواريخ الحوثية على الأراضي السعودية. لكن مصادر رسمية فرنسية، إضافة إلى ما جاء في البيان الرسمي، تنظر إلى ما قام به الحوثيون على أنه «محاولة لإجهاض الوساطة» التي يقوم بها المبعوث الدولي مارتن غريفيث من أجل إيجاد مخرج لموضوع الحديدة ومرفئها، وللحصول على الموافقة على خطته الداعية لتسليم الحوثيين المرفأ من أجل أن تديره الأمم المتحدة أو «هيئة خاصة» مستقلة. وأكدت المصادر لـ«الشرق الأوسط» أن المهمة الأخيرة التي قام بها المبعوث الدولي قبل أيام في صنعاء «لم تصل إلى نتيجة»، معتبرة أن السلوك الحوثي «يفضل الدمار والموت على التسليم». وفي حين حذّرت باريس من خطورة الوضع الإنساني في الحديدة، عمدت إلى تأجيل المؤتمر الوزاري حول الوضع الإنساني في اليمن الذي كانت تَعِد بالمشاركة مع المملكة لانعقاده غداً. وعزَت أوساط فرنسية السبب إلى اشتداد المعارك الدائرة في الحديدة. وبدلاً من المؤتمر، سيُعقد اجتماع على مستوى الخبراء الذين ستناط بهم مهمة «التحضير» للمؤتمر الموعود الذي «أُجِّل ولم يُلغَ». وشددت المصادر الفرنسية التي تحدثت إليها «الشرق الأوسط» على الفصل بين الملف السياسي الذي يتولاه المبعوث الدولي وبين الملف الإنساني الذي هو هدف المؤتمر. وكان من المفترض أن يضم المؤتمر الوزاري 19 دولة ومنظمات دولية وإقليمية، إضافة إلى المنظمات الإنسانية غير الحكومية العاملة في اليمن. على أن يختتم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أعماله. ومن الناحية العملية، كان من المنتظر أن يركز المؤتمر على المسائل العملية لإيصال المساعدات إلى المناطق اليمنية كافة واستخدام الأموال المتوافرة لذلك والبالغة نحو ملياري دولار. وبالنظر إلى المخاطر التي تشكّلها الألغام التي زرعها الحوثيون في منطقة الحديدة، فقد سبق لباريس أن عبّرت عن استعدادها لدراسة مساهمتها من أجل نزعها باعتبار أن ذلك يندرج في إطار العمل الإنساني. وأكدت المصادر الفرنسية أن الحوثيين زرعوا كميات كبيرة من الألغام في هذه المنطقة التي تشكل خطراً كبيراً على السكان ويمكن أن تَحول دون استخدام منشآت المرفأ في النشاطات الإنسانية. وذكرت هذه المصادر في التقرير الذي أعدته الخبيرة الدولية ليز غراندي، أن 70% من العوائق التي تَحول دون وصول المساعدات الإنسانية سببها الحوثيون. أما على المستوى السياسي، فإن الجانب الفرنسي لا يرى حتى اليوم مؤشرات تدل على إمكانية «إحراز تقدم ما»، وهو ينتظر المقترحات التي سيتقدم بها غريفيث الشهر المقبل. وما يزيد الوضع تعقيداً في نظر باريس، هو تداخل الوضع الداخلي اليمني مع النزاعات الإقليمية وتحول الملف اليمني إلى «ورقة ضغط» في صراع أوسع.

 

رئيسة الوزراء البريطانية ترحب بالموافقة الملكية على مشروع قانون «بريكست»

لندن/الشرق الأوسط/27 حزيران/18/حصل مشروع قانون رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي للانسحاب من الاتحاد الأوروبي على موافقة ملكية اليوم (الثلاثاء)، مما يمكن حكومتها من استيعاب قانون الاتحاد الأوروبي في القانون الإنجليزي بمجرد مغادرة بريطانيا للاتحاد في مارس (آذار) المقبل. وقالت ماي على "تويتر" عقب اجتماع لمجلس وزرائها في وقت سابق اليوم، إن "مشروع قانون الانسحاب من الاتحاد الأوروبي الذي حصل على الموافقة الملكية يعد لحظة تاريخية لبلدنا وخطوة مهمة نحو تحقيق إرادة الشعب البريطاني". والموافقة الملكية إجراء شكلي من جانب الملكة إليزابيث الثانية على جميع التشريعات قبل سنها. واحتفل مؤيدو الخروج من الاتحاد الأوروبي أيضا بالموافقة اليوم على مشروع القانون، الذي أقره البرلمان الأسبوع الماضي بعد شهور من النقاش والعديد من الحلول الوسط من جانب حكومة الأقلية، التي تقودها ماي لكسب تأييد النواب المؤيدين للاتحاد الأوروبي في حزب "المحافظين" الذي تنتمي إليه. ورحّب حزب الاستقلال المناوئ للاتحاد الأوروبي بالموافقة الملكية، قائلاً إنه يمثل "نهاية البداية" لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، في حين أن بعض المحافظين المؤيدين لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي أبدوا ترحيبهم عندما تم الإعلان عن الموافقة في البرلمان.

 

الأوروبي» يوافق على بدء مفاوضات انضمام ألبانيا ومقدونيا

لوكسمبورغ/الشرق الأوسط/27 حزيران/18/وافقت الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، من ناحية المبدأ، على بدء المفاوضات مع ألبانيا ومقدونيا بشأن انضمامهما للاتحاد. واشترط الاتحاد تحقيق دولتي البلقان خطوات إصلاحية قبل بدء أول محادثات الانضمام أواخر العام المقبل، حسبما أفاد دبلوماسيون أوروبيون عقب مفاوضات وزراء الشؤون الأوروبية في الاتحاد اليوم (الثلاثاء)، في لوكسمبورغ.

 

هولندا تحظر النقاب في الأماكن العامة وفرض الحظر على المخالفين غرامة قدرها 400 يورو

لاهاي: «الشرق الأوسط أونلاين/27 حزيران/18/أقر مجلس الشيوخ الهولندي اليوم (الثلاثاء)، مشروع قانون يحظر ارتداء النقاب في بعض الأماكن العامة كالمدارس والمكاتب الحكومية والمستشفيات. وقال المجلس في بيان: "يقترح مشروع القانون فرض حظر على ارتداء الملابس التي تغطي الوجه بشكل تام أو تظهر فقط العينين في المؤسسات التربوية، والنقل العام، والدوائر الرسمية، والمستشفيات". ونال مشروع القانون موافقة 44 عضوا في مجلس الشيوخ، فيما عارضه 31 عضوا في تصويت مهد الطريق أمام تحول هذا المشروع إلى قانون. وكان مجلس النواب صدق على القانون في عام 2016 بعد محاولات لفرض حظر أكثر شمولا على النقاب وغيره من أغطية الوجه كالخوذات المستخدمة أثناء قيادة الدراجات النارية والأقنعة. وسيتعين على وزيرة الداخلية الهولندية كايسا اولونغرن إعطاء التوجيهات للهيئات الحكومية حول كيفية تطبيق الحظر الذي يفرض على المخالفين غرامة قدرها 400 يورو.

وكانت بلدان أوروبية أخرى من بينها بلجيكا وفرنسا والدنمارك وإسبانيا اتخذت إجراءات ضد ارتداء النقاب.

 

187 برلمانيا يطالبون روحاني بتغيير فريقه الاقتصادي

الشرق الأوسط/27 حزيران/18/وجه 187 نائبا بالبرلمان الإيراني رسالة إلى الرئيس الإيراني حسن روحاني تطالبه بإجراء تعديلات في التشكيلة الحكومية وتغيير فريقه الاقتصادي، فيما كشف مدير مكتب الرئيس الإيراني محمود واعظي عن تغييرات مرتقبة في تشكلية الحكومة الإيرانية. ووقع النواب الرسالة بطلب من رئيس لجنة الاقتصاد محمد رضا بور إبراهيمي ورئيس لجنة التخطيط والميزانية غلام رضا تاجغردون. وتطالب الرسالة الرئيس الإيراني بتعزيز حكومته بوزارة «كفوءة وشابة ونشطة» لافتة إلى أن الفريق الاقتصادي في الحكومة الإيرانية يمر بأوضاع «سيئة» و«لا يملك الإمكانيات المطلوبة». ونقلت وكالة «فارس» التابعة لـ«الحرس الثوري» عن خطاب وجهه النائب بور إبراهيمي إلى الرئيس الإيراني أن «الأبحاث تظهر أن الوضع الاقتصادي المتدهور على صلة بالأداء السيئ». بدوره، أعلن مدير مكتب الرئيس الإيراني محمود واعظي عقب اجتماع الحكومة الإيرانية، أن تشكيلة الحكومة ستشهد تغييرا بخروج بعض الوزراء، رافضا الكشف عن أسماء الوزراء المرشحين للإقالة. وقال واعظي في تصريحات للصحافيين أن «روحاني صاحب القرار في هذا المجال»، مضيفا «ستكون لدينا تغييرات في التشكيلة الحكومية بهدف الحيوية؛ وذلك بيد الرئيس. لكني لا أعرف متى يحدث ذلك»، بحسب ما نقلت عنه وكالات أنباء إيرانية. وصرح المسؤول الإيراني أن روحاني طلب من وزرائه التحدث إلى الإيرانيين، لافتا إلى أن روحاني سيوجه اليوم كلمة إلى الإيرانيين في هذا الصدد. ومن المفترض أن يزور الرئيس الإيراني في الأيام القليلة المقبلة، سويسرا والنمسا لبحث تداعيات الانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي وموقف الدول الأوروبية من العقوبات الأميركية.

 

الولايات المتحدة تدعو الهند لتقليص اعتمادها على النفط الإيراني

الشرق الأوسط/27 حزيران/18/أبلغت نيكي هيلي السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، أن من المهم أن تقلص بلاده اعتمادها على النفط الإيراني. وقالت هيلي اليوم (الأربعاء)، إن الولايات المتحدة ستعمل من أجل السماح للهند باستخدام مرفأ نفطي إيراني كممر إلى أفغانستان. وطلبت الولايات المتحدة من حلفائها وقف كل وارداتهم من النفط الإيراني اعتبارا من نوفمبر (تشرين الثاني)، ومن غير المرجح أن تمنح أي استثناءات وفقا لما ذكره مسؤول كبير في وزارة الخارجية أمس (الثلاثاء).

 

مَن وراء انتفاضة الأسواق في إيران؟

لندن: أمير طاهري/الشرق الأوسط/27 حزيران/18

ظل البازار الكبير في طهران مغلقاً لليوم الثاني على التوالي، مع محاكاة الأمر في الأماكن التجارية الأخرى من البلاد مثل: مقصود - شاه، وقيسارية، وخيام، وسيد والي، وباشنار، من بين أماكن أخرى. وفي الوقت نفسه، نظمت الأسواق في عدة مدن أخرى، من أبرزها: أصفهان، ومشهد، وبندر عباس، وكرمان، وتبريز، اضطرابات رمزية مماثلة للإعراب عن التعاطف مع تجار العاصمة طهران. وإغلاق البازار الكبير ليس هيّناً، وهو أمر لم يحدث منذ الأيام العنيفة التي ميّزت الانتفاضة الشديدة ضد الشاه الراحل والتي كانت في أوج ذروتها في عامي 1978 و1979. ويتألف البازار الكبير في طهران من أكثر من 40 ممراً مترابطاً تغطي في مجموعها مساحة تبلغ 10.6 كيلومتر. وتنقسم الممرات إلى 20 قسماً كل قسم منها متخصص في تجارة بعينها، من متاجر الأغذية، وورش الذهب والمجوهرات، ومعارض السجاد، وكل ما يمكن أن تحتاج إليه المدينة الكبيرة التي يتجاوز عدد سكانها 15 مليون نسمة.

ومع ذلك، فإن البازار الكبير ليس مجرد مركز ضخم للتجارة والتسوق؛ بل إنه جوهر الطريقة الكاملة للحياة في العاصمة الإيرانية. ويحتوي البازار الكبير على 6 مساجد، و30 فندقاً، وأكثر من 20 مصرفاً، و6 مكتبات، و9 معاهد دينية، و13 مدرسة ابتدائية وثانوية، ومسرحين، و«بيت القوة» أو (الزورخانة باللغة الفارسية) حيث يدخل الرجال الأشداء الفعليون أو المفترضون في مباريات المصارعة التقليدية، وممارسة رياضة بناء الأجسام. ويوفر تجار البازار الكبير أيضاً جزءاً معتبراً من الدخل الذي يكسبونه لرجال الدين من علماء المذهب الشيعي في صورة «الخُمس» من الأرباح، و«سهم الإمام»، ومجموعة كاملة من التبرعات الطوعية الأخرى. ومن دون الأموال الصادرة عن البازار الكبير وغيره من المؤسسات التجارية الأخرى المنتشرة في طول البلاد وعرضها، لم يكن لرجال المذهب الشيعي أن يتمكنوا من المحافظة على مكانتهم عبر التاريخ الإيراني المفعم بالتقلبات العاصفة.

ومن الناحية التقليدية، لعب البازار الكبير دوراً رئيسياً في تعزيز التماسك الاجتماعي في البلاد، وأغلب ذلك من خلال الجمعيات التي تمثل الأشخاص من 31 محافظة إيرانية. وأكبر هذه الجمعيات هي «رابطة أذربيجان»، وبعدها «رابطة أصفهان» في العاصمة طهران. وتعتمد أكثر من 500 جمعية خيرية إيرانية على الدعم المقدم من البازار الكبير والذي يرتبط كذلك بعدد لا يُحصى من الأخويات الصوفية في البلاد. وتملك الحركة القائمية، التي تنظم يوم ميلاد الإمام الغائب في 15 شعبان على التقويم القمري، نحو 1.5 مليون عضو في طهران الكبرى وحدها. وتفرض نفس الحركة عضلاتها ونفوذها في كل عام حلال الأشهر الحزينة من شهر محرم حتى شهر صفر من خلال تنظيم أكثر من 500 موكب حداد في جميع أرجاء طهران، العاصمة مترامية الأطراف والتي تغطي مساحة تبلغ 662 كيلومتراً. وتحتفظ الجمعيات الإقليمية التابعة للحركة بشبكات موالية لها في أرجاء إيران كافة، وعند الحاجة، يمكنها جلب المزيد من النفوذ إلى العاصمة من خلال المئات من البلدات والآلاف من القرى القريبة والبعيدة التابعة لها.

والأهم من ذلك، ربما أن البازار الكبير هو مصدر العمالة المباشرة وغير المباشرة لأكثر من 600 ألف مواطن.

ويرجع التاريخ المبكر للبازار الكبير إلى نحو 400 عام في الحقبة الصفوية الإيرانية. غير أن الهياكل الرئيسية للشبكة الحالية قد أقيمت قبل قرنين من الزمان تحت سلطان الأسرة القاجارية. وفي ظل حكم رضا شاه الكبير، مؤسس أسرة بهلوي الحاكمة، تبنى البازار الكبير منهجاً نقدياً حيال النظام الحاكم الجديد نظراً إلى المشروع التحديثي الذي تضمن الحد من نفوذ رجال الدين والترويج للتجارة والشركات على النمط الأوروبي. وفي عهد الشاه الأخير، تحسنت العلاقات في البداية وإنما بصورة طفيفة، واعتباراً من عام 1978 وما تلاه تحول الأمر إلى عداء صريح ومفتوح ضد السلالة البهلوية. ويوافق أغلب الخبراء في الشأن الإيراني على أنه من دون الدعم المالي القوي والقوى البشرية الكبيرة من البازار الكبير لم يكن لآية الله روح الله الخميني وحلفاؤه من الشيوعيين أن يسيطروا على السلطة في البلاد من دون كثير قتال وسفك للدماء. ومنذ ذلك الحين، خفت الحماس الهادر في البازار الكبير لصالح النظام الخميني بدرجة ما من دون أن يتحول إلى عداء مفتوح. وبالتالي، فإن الأحداث الراهنة لا بد أن تعد إما أنها حالة استثنائية عابرة، وإما أنها إشارة قوية على أن النظام الخميني قد بدأ يفقد إحدى قواعد الدعم الشعبي الرئيسية في البلاد. وبطبيعة الحال، وبما أنه لا شيء يحدث في إيران على حقيقته الظاهرة أبداً، فإن الاحتجاجات الحالية قد تكون جزءاً من صراع السلطة داخل المؤسسة الخمينية الحاكمة. وإن كان هذا هو الحال فلا بد على المرء أن يفترض أن أحد الأطراف المتشددة، الذي يمثل بالطبع المرشد الإيراني علي خامنئي، هو الذي ساعد في تأجيج الاحتجاجات الراهنة وظهورها على أنها انقلاب واضح على حكومة الرئيس حسن روحاني المحتضرة. وتلمساً لليقين في ذلك، هناك مجموعة من الحقائق التي تؤكد هذه النظرية.

يتحدث الأعضاء المتشددون في المجلس الإسلامي، ومن بينهم أحمد أمير عبادي، وفاطمة ذو القدر، وآية الله مجتبى ذو النور، بصراحة عن استجواب حسن روحاني أو إجبار حكومته على الاستقالة. وفي واقع الأمر، وقّع 71 عضواً متشدداً من أعضاء المجلس الإسلامي، أمس، على اقتراح يمنح الرئيس روحاني مهلة 15 يوماً للتقدم بسياسة جديدة أو مواجهة الاستجواب البرلماني. وإنهم يعتقدون أنه من واقع الاتفاق النووي الذي صاغه الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما والذي يعد اتفاقاً ميتاً الآن، فقد الرئيس روحاني «درة التاج» في إدارته السياسية لحكومة البلاد. وحقيقة أن بعض الشخصيات العسكرية البارزة، ومن بينهم القائد الأسبق للحرس الثوري الإيراني الجنرال يحيى رحيم صفوي، والقائد الأسبق لقوات الباسيج (التعبئة) الجنرال غلام حسين غيب برور، قد وجهوا الانتقادات غير المباشرة ضد الرئيس روحاني، تمنح ثقلاً معتبراً لهذه النظرية. وهناك العديد من الأعضاء المتشددين من رجال الدين، ومن بينهم آية الله نور همداني، وآية الله مكارم شيرازي، قد خرجوا لدعم تجار البازار وأصدروا لأجل ذلك التحذيرات الشديدة ضد الرئيس روحاني وفريقه. غير أن محللين آخرين يعتقدون أن البازار يعكس مخاوف وشواغل أكبر من ذلك داخل المجتمع الإيراني في الوقت الذي تتزايد فيه الصعوبات الاقتصادية والقمع الاجتماعي. وكانت مخاوف مماثلة قد تسببت في اندلاع الاحتجاجات العارمة على مستوى البلاد في الشتاء الماضي تلك التي انتشرت في أكثر من 1250 مدينة في جميع أرجاء إيران. ويضفي العديد من الحقائق قدراً من المصداقية على هذا التحليل. بادئ ذي بدء، فإن وسائل الإعلام الرسمية لا تصف الاحتجاجات الحالية بأنها «مؤامرة صهيونية أميركية استخباراتية خبيثة» كما يحلو لها أن تفعل منذ عام 1979 وحتى اليوم. ويزعم بعض وسائل الإعلام أن الاحتجاجات قد ثارت بسبب «مثيري الشغب» أو «مخربي الاقتصاد»، ولكن ليست هناك محاولات لربطهم بالجماعات المنفية، أو القوميين التقليديين، أو المعارضين الإسلاميين الماركسيين ضد النظام الحاكم. وهناك أمر واحد أكيد: أن البازار الكبير يحظى بآليات راسخة ومجرّبة للتعبئة الشعبية وإظهار القوة في الشوارع. وإنْ أُثير غضب البازار الكبير، فيمكنه التعبير عن غضبه بكل وضوح. وعندما يفعل ذلك، فمن الحمق الشديد لأي شخص ألا ينتبه لذلك الغضب العارم.

 

معركة درعا:النظام يعلن بدء المرحلة الثانية..والمعارضة تشكك

المدن - عرب وعالم | الأربعاء 27/06/2018

اعترف المتحدث باسم غرفة العمليات المركزية في الجنوب السوري، في بيان له، ليل الثلاثاء، إن قوات النظام والمليشيات المساندة تقدمت على محاور متعددة في بلدتي بصرالحرير ومليحة العطش، بمساندة الطيران الروسي معتمدة على سياسة اﻷرض المحروقة. وأكد البيان استمرار فصائل الجنوب في مواجهة النظام ورفض المفاوضات التي تفضي إلى اﻹستسلام، بحسب مراسل "المدن" سمير السعدي. سياسياً، نفى نائب رئيس "الهيئة العليا للمفاوضات" خالد المحاميد، وجود مفاوضات مع الروس لتسليم المنطقة للنظام، معتبراً أن روسيا المسؤول المباشر عن خرق اتفاق "خفض التصعيد" بعد دخولها المعركة إلى جانب المليشيات الإيرانية. وكانت قاعدة حميميم الروسية قد قالت، الثلاثاء، إن اتفاق "خفض التصعيد" في جنوب غربي سوريا "قد انتهى"، لأن "الجماعات المتطرفة والمجموعات المسلحة غير الشرعية" خرقت الاتفاق. وكان نائب وزير الخارجية الروسية سيرغي فيرشينين، قد قال قبل يومين، إن "أكثر من 40 في المائة من مساحة منطقة خفض التصعيد جنوب غربي سوريا تحت سيطرة الإرهابيين". وأضاف خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي حول الوضع في الشرق الأوسط: "لا يمكن أن يكون هناك أي وقف لإطلاق النار مع الجماعات التي يعتبرها مجلس الأمن الدولي تنظيمات إرهابية". وأشار إلى أن "الولايات المتحدة منذ عام من إقامة منطقة خفض التصعيد هذه، وخلافا لالتزاماتها، لم تفعل شيئا لدعم محاربة الإرهابيين". ميدانياً، استهدف الطيران الروسي قرى وبلدات الكرك الشرقي والحراك والمسيفرة وصيدا والصورة في الريف الشرقي من درعا بعشرات الغارات الجوية ما أسفر عن مقتل  4مدنيين وإصابة آخرين بجروح متفاوتة. كما استهدف الطيران الروسي، الثلاثاء، مدينة نوى، أكبر تجمع سكاني في الجنوب، بالغارات الجوية ما أسفر عن مقتل 5 مدنيين وجرح أكثر من 10 إصابات بعضهم خطيرة. ويأتي اﻹستهداف المتعمد للمدنيين بهدف الضغط على الحاضنة الشعبية للخروج ضد المعارضة وإعادة سيناريو مدن وبلدات القطاع اﻷوسط في الغوطة الشرقية. وشهدت الأحياء المحررة في مدينة درعا قصفاً بأكثر من 20برميلاً متفجراً و12 لغماً بحرياً وعشرات صواريخ أرض-أرض من نوع "فيل". وكانت وسائل إعلام النظام قد أعلنت عن بداية المرحلة الثانية من العملية العسكرية في الجنوب، والتي تهدف للتقدم بإتجاه منطقة غرز والصوامع، وصولاً إلى جمرك نصيب، ومحاولة فصل ريف درعا الشرقي عن الغربي. قادة عسكريون اعتبروا أن اﻹعلان عن خطة المعركة يهدف لإضعاف الروح المعنوية لدى الحاضنة الشعبية، واستبعدوا بدء المليشيات بتنفيذ الخطة المعلنة في الوقت الراهن، خاصة أن المنطقة الشرقية من درعا ما زالت تشهد معارك كر وفر بين الطرفين، ولم يتمكن النظام حتى اللحظة من السيطرة على اللجاة وفتح طريق ازرع-السويداء.

 

الطيران الروسي يدمّر مستشفيات درعا

المدن - عرب وعالم | الأربعاء 27/06/2018

بدأ الطيران الروسي استهداف المرافق الصحية في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام في درعا، على غرار ما فعل في حلب وريف دمشق، ومناطق أخرى من سوريا، لزيادة الضغط على المقاتلين المعارضين والقضاء على أي عوامل صمود في تلك المناطق. وشهد فجر الأربعاء، غارات مكثفة استهدفت ريفي درعا الغربي والشرقي، ما تسبب بخروج ثلاثة مستشفيات عن الخدمة في ريف درعا الشرقي وحده. وشمل القصف مستشفى في بلدة الجيزة، ما أدى إلى خروجها عن الخدمة على الفور، كما استهدف الطيران مستشفى في بلدة المسيفرة، فضلاً عن مستشفى صيدا. ومع خروج 3 مستشفيات عن الخدمة في درعا، يصبح العدد الإجمالي للمستشفيات التي استهدفتها الغارات الروسية منذ بدء الهجوم على جنوب سوريا في 19 حزيران/يونيو، 5 مستشفيات. وأعلنت الأمم المتحدة أن التصعيد العسكري في الجنوب السوري أجبر نحو 45 ألف عائلة على النزوح من درعا إلى الحدود مع الأردن، لكن عمّان أعلنت أنها لن تفتح الحدود أمام النازحين ولا تريد وجودهم على حدودها. وقال المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية ينس لايركه، إن مدنيين بينهم أطفال قتلوا وأصيبوا نتيجة الغارات الجوية الروسية وإلقاء البراميل المتفجرة من قبل المروحيات السورية. من جهتها، حذّرت المتحدثة باسم برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة بتينا لوشر، من أن "يزيد عدد النازحين إلى قرابة الضعفين مع تصاعد العنف". من جهة ثانية، نقلت وسائل إعلام معارضة أنباء عن محاصرة فصائل الجيش الحر مجموعة من جنود الفرقة الرابعة، في قاعدة الدفاع الجوي جنوب غربي درعا. وأضافت أن الطيران الروسي تدخل وقصف المنطقة. المتحدث باسم غرفة "العمليات المركزية" في درعا رائد الراضي، قال إن "حوران بثوارها وغرفة عملياتها العسكرية وهيئاتها اتخذت قرارها، لن يكون منا إلا ثباتا وخيارنا الصمود، مستمرون في معركتنا والوفاء للثورة". وأضاف "إن خوف الدول التي لم تستطع حماية اتفاقاتها التي تنتهك على مرأى ومسمع العالم وقلقها على الجنوب لا يترجم بفرض خيارات التفاوض والذل والخضوع، الترجمة جاءت من الميدان وفاء لدماء الشهداء ومطالبة بحرية المعتقلين وعودة المهجرين".

 

خامنئي في رابع أيام الاحتجاجات:عاقبوا المخلين بالأمن الاقتصادي

المدن - عرب وعالم | الأربعاء 27/06/2018

دعا المرشد الإيراني علي خامنئي السلطة القضائية الأربعاء إلى معاقبة "المخلين بالأمن الاقتصادي" بعد احتجاجات هذا الأسبوع على انهيار الريال الإيراني واحتمال مواجهة مزيد من المصاعب بسبب العقوبات الأميركية ضد طهران.

وقال الموقع الرسمي لخامنئي إنه دعا خلال اجتماع مع مسؤولين قضائيين إلى "توفير أجواء آمنة لمعيشة الناس ونشاطاتهم المهنية". وأضاف خامنئي أن "على السلطة القضائية مواجهة المخلين بالأمن الاقتصادي".

بدوره، قال الرئيس الإيراني حسن روحاني، خلال كلمة أمام جمع من المدراء التنفيذيين في البلاد، إن إيران لن تستسلم أمام الولايات المتحدة، مؤكداً أن الحكومة لن تقدم استقالتها. وأكد أن "الحكومة الإيرانية ستبقى حتى آخر يوم من ولايتها ويجب أن نتحمل الضغوط أولاً.. يخطئ من يعتقد أن الحكومة ستستقيل".

ودعا الرئيس الإيراني، الحكومة في البلاد، إلى خفض النفقات، كما دعا أعضاءها إلى "التقشف في المصاريف"، مؤكداً ضرورة مضاعفة وزارة العمل من جهودها في خلق فرص العمل.

من جهته، قال مستشار خامنئي، العميد في الحرس الثوري يحيى رحيم صفوي إن كل الإيرانيين ملتزمون بمساعدة الحكومة على التعامل مع أي أزمة مالية. وأضاف أن "من واجبنا جميعا أن نعمل معا لمساعدة حكومتنا الموقرة وبقية الفروع الحكومية في حل المشكلات الاقتصادية. وتابع أنه "يجب أن نحبط خطط العدو للحرب الاقتصادية والعمليات النفسية". وتعليقاً على الاحتجاجات، قال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو إن النظام "الفاسد" في إيران يهدر موارد البلاد على نظام بشار الأسد وحزب الله وحركة "حماس" والحوثيين، في وقت يعاني فيه الشعب. وأضاف في تغريدة، أنه "يجب ألا يتفاجأ أحد إذا استمرت المظاهرات. الإيرانيون تعبوا من الفساد والظلم وعدم الكفاءة في قادتهم. العالم يسمع صوتهم". وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان خاطب الأربعاء، المحتجين الإيرانيين عبر رسالة وجهها لهم باللغة الفارسية، ونشرها على "تويتر". وقال: "حتى اليوم، على الرغم من الصعوبات الاقتصادية في الداخل، يواصل النظام الإيراني استثمار المليارات في سوريا، حزب الله، الجهاد الإسلامي في فلسطين، الحوثيين في اليمن والميليشيات الشيعية في العراق". وأضاف أن "إيران تعهدت بتزويد هذه المجموعات في عام 2018، بمبلغ 2.5 مليار دولار لكل منها، إضافة إلى مبلغ 14 مليار دولار استثمرت في سوريا على مر السنين". وتابع: "خلال الشهر الماضي، بينما كنتم تحاربون من أجل الخبز في شوارع إيران، كان قاسم سليماني يقوم بعدد من العمليات بما في ذلك اللوجستية موجهة إلى سوريا بتكلفة 70 مليون دولار". وقالت وكالة "رويترز" إن الحياة عادت إلى طبيعتها في بازار طهران الكبير الأربعاء بعد يومين من إضراب أغلقت خلاله معظم المتاجر أبوابها. لكن نشطاء إيرانيون قالوا إن الاحتجاجات مستمرة في طهران لليوم الرابع على التوالي وامتدت إلى خارج العاصمة. وأقدم تجار على إغلاق محالهم التجارية احتجاجاً، بالإضافة إلى مشاركتهم في تظاهرات انتشرت في مناطق أخرى بينها تبريز وجزيرة قشم. وانتشرت صور ومقاطع فيديو جديدة في مواقع التواصل الاجتماعي لهذه التظاهرات. وخسر الريال نحو نصف قيمته في ستة أشهر وأصبح سعر صرف الدولار الأميركي في السوق السوداء حوالي 90 ألف ريال. وبعد انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي، من المقرر إعادة فرض بعض العقوبات الأميركية في آب/أغسطس والبعض الآخر في تشرين الثاني/نوفمبر، وهو ما يتوقع أن يزيد من الضغوط الاقتصادية على الحكومة الإيرانية.

 

روحاني يربط الحوار مع أميركا بـ«حسن النوايا» ومصافٍ دولية تبحث عن بدائل لنفط إيران بعد ضغوط واشنطن

الشرق الأوسط/27 حزيران/18/أبدى الرئيس الإيراني حسن روحاني أمس استعداد بلاده لإجراء حوار مع الولايات المتحدة، إلا أنه ربط ذلك بـ«حسن نوايا» من الجانب الأميركي. وقال خلال مؤتمر لكبار المسؤولين التنفيذيين في طهران: «نحن مستعدون للحوار مع الذين ضغطوا علينا لسنوات في حال (وجود) حسن النوايا» من الجانب الأميركي. وجاء هذا التصريح غداة إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب أن بلاده ستضغط على حلفائها لوقف كامل مشترياتهم من نفط إيران قبل نهاية العام الحالي. وعقب الإعلان الأميركي، بدأت بعض المصافي الدولية في آسيا البحث عن بدائل للنفط الإيراني. ونقلت وكالة «بلومبيرغ» الإخبارية العالمية عن مصادر في شركتي «فيوجي» اليابانية و«فرموزا» للبتروكيماويات في تايوان، أنهما تفكران في إيقاف كامل استيرادهما من النفط الإيراني؛ إلا أنهما لم تتخذا أي قرار نهائي حول الموضوع. وفي دبي، تبحث شركة «إينوك» عن بدائل للنفط الإيراني، فيما أوقفت بعض المصافي الكورية وارداتها النفطية من إيران. ونقلت الوكالة عن متحدث باسم شركة «جي إكس تي جي»، وهي أكبر شركة تكرير يابانية، أن الشركة ستلتزم أي قرار يصدر من الحكومة اليابانية يتعلق بتعليق الواردات، وأنها ستبحث حينها عن الاستيراد من جهات أخرى من الشرق الأوسط والولايات المتحدة وغرب أفريقيا. ولم يتضح على الفور مدى خسائر إيران المرتقبة جراء الحظر على نفطها. ونقلت «بلومبيرغ» أمس عن اللورد جون براون، الرئيس السابق لشركة «بريتش بتروليم» قوله، إنه يتوقع أن تفقد إيران ما بين مليون إلى 1.5 مليون برميل يومياً من وارداتها النفطية.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

اوهام العرق الواحد وواقع التعددية.

ادمون الشدياق/27 حزيران/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/65607/%D8%A7%D8%AF%D9%85%D9%88%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%AF%D9%8A%D8%A7%D9%82-%D8%A7%D9%88%D9%87%D8%A7%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D9%82-%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%A7%D8%AD%D8%AF-%D9%88%D9%88%D8%A7%D9%82/

أن نظرية الشخصية الواحدة والحضارة العربية الواحدة الفارضة لعرق واحد ودين واحد على خلق الله هي إهانة للحرية التي اعطانا إياها الله.

وهي تناقض مبداء التعددية الحضارية والدينية الذي قامت على أساسه الدولة اللبنانية والذي تتبناه معظم البلدان الديمقراطية المتقدمة اليوم في العالم ونذكر على سبيل المثال سويسرا وكندا والولايات المتحدة واستراليا…الخ. والتعددية هذه تنادي بمجتمع متعدد الاتنيات والأديان وتنادي بعيش هذه الاتنيات والأديان في هذا المجتمع بمساواة بغض النظر عن التفوق العددي او الديني أو الحضاري لأي من هذه المجموعات.

هذا عدا أن الحضارة العربية بحد ذاتها ليس لديها المقومات الحضارية الكافية لصهر باقي الحضارات والحلول مكانها ولا يمكنها وبجرة قلم الغاء دزينة من الحضارات التي تتفوق عليها بأشواط من حيث القدم ومن حيث الرقي والأهمية التاريخية والحضارية.

ولذلك نريد في هذه المقالة وبقدر المستطاع ان نصحح بعض وجهات النظر النابعة من محيط يفلسف جاهليته ويفرضها على الآخرين، ويتباهى بها حضارة مزعومة لا دعامة لها الا الاساطير التي ابتدعتها، فنقول:

أولاً – أن20% من سكان الدول العربية لا يدينون بالإسلام وليس عندهم عقدة ( إعادة النسب إلى قريش ) وهم واعون لتاريخهم قبل الاحتلال العربي ويطالبون إخوانهم في المواطنية ان يكون هناك اعتراف بالتاريخ الزمني للشرق الأدنى وليس بالتاريخ الديني فقط الذي يلغي اكثر من خمسة آلاف من السنين من تاريخ المنطقة، وهو يكتب على ايدي متزمتين، الإسلام براء من نظرتهم الضيقة الى التاريخ.

ثانياً – أذا كان جميع العرب مسلمين فأنه من الخطأ القول ان جميع المسلمين عرب، فمن ينكر على المصري اصله الفرعوني وعلى العراقي اصوله السومرية والآشورية والكلدانية وعلى الايراني اصله الفارسي وعلى الليبي والجزائري والتونسي اصله البربري وحتى الفينيقي وعن اللبناني المسلم فينيقيته. واننا نذكر بأن العنصر المسمى بالعربي في الدول ( المسماة بالعربية ) لا يتعدى العشرة في المائة وان اعتراف باقي المستعربين بالعروبة نابع من دوافع العاطفة الدينية وليس من منطلق الحقائق التاريخية أو الأتنية. وهنا نستشهد بالمؤرخ الدكتور فيليب حتي في كتابه ، “تاريخ سورية ولبنان وفلسطين” . الجزء الثاني ، صفحة 88 ، 89، 96. لإثيات ما نقول فقد جاء في كتابه:

بلغ الجيش العربي الذي فتح سورية نحواً من 25 ألف جندياً. فقد كان عدد الجنود من المسلمين العرب ، في عهد مروان الأول (684-685) ، عشرين ألفاً، كما هو مدون في سجلات ديوان الجند في حمص وتوابعها . وكان عددهم في عهد الوليد الأول (705-715) خمسة وأربعين ألفاً، في دمشق وملحقاتها. وعلى هذا الأساس فأن عدد المسلمين في سورية ، في القرن الأول بعد الفتح ، لا يحتمل أن يكون قد زاد على مئتي ألف نفس، من أصل مجموع السكان الذين كانوا يقدّرون بثلاثة ملايين ونصف المليون.أي لم ينجاوزوا ال 6 % من عدد السكان. فليس من المعقول القول ان السكان الاصليين قد اصيبوا كلهم بالعقم وبذلك اصبح كل السكان من العرب. أما لبنان ، فقد بقي معظم سكانه من الآراميين الذين تحدروا من أصل فينيقي . وكانت في جميع الأمصار أقلية ضئيلة من البدو

ثالثاً – ان العرب وبشهادة القرآن الكريم هم من أحفاد إسماعيل الذي هو بدوره ابن لإبراهيم وإبراهيم آرامي بحسب الكتاب المقدس العهد القديم (تثنية 5:26) عاش في حران (شمال شرقي حلب وتقع اليوم ضمن تركيا) وأصله من أور الكلدانيين في العراق، فإسماعيل الذي هرب وأمه ” هاجر” الى الصحراء اذاً وباعتراف التوراة والقرآن الكريم آرامي من خارج الجزيرة العربية وتنطبق على ذريته الصفة عينها وبذلك فأن على اللذين يدّعون الأصل العربي بأن يراجعوا الكتب السماوية ويعترفوا بالآرامية كحضارة تمثلهم، والا كانوا يناقضون الكتب المقدسة التي حددت لهم نسبهم وبكل وضوح.

ينقسيم العرب من حيث النسب إلى قسمين: قحطانية، منازلهم الأولى في اليمن، وعدنانية، منازلهم الأولى في الحجاز. بالمقابل لم يُفرّق القرآن بين العرب في طبقاتهم، ويشير إلى أنهم ينحدرون من جد واحد هو إسماعيل بن إبراهيم: ﴿وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ﴾

رابعاً – ان الحضارة العربية بمفهوم الحضارة الأصيلة الفاعلة المبدعة غير موجودة فالحضارة العربية هي حضارة ناقلة لا اكثر ولا اقل تكونت من نواة آرامية وتقوقعة في صحراء قاحلة قضت على المقومات الحضارية عندها حتى مجيء الإسلام الذي بعثها دينياً وليس حضارياً اما الابداع الحضاري فقد تولته المجموعات الحضارية التي قهرها الإسلام وبها تطعم ( وكانت قادرة حضارياً على الإبداع ). وهنا نستشهد بالمؤرخ الكبير جواد بولس لأثبات هذه الحقيقة فهو يقول في كتابه ( التحولات الكبيرة في تاريخ الشرق الأدنى منذ الإسلام ) في التحول الثالث صفحة 158-160 : ” ليس هناك، بالمعنى الحصري، حضارة عربية محضة. إن الحضارة الإسلامية ، في القرن العباسي الأول تلك التي سمّاها البعض : حضارة عربية ، هي حضارة شرقية إسلامية ، باللغة العربية . فقد زينها كتّاب وأدباء وعلماء وأطباء وفلاسفة وفقهاء ولاهوتيون وفنانون ، معظمهم من أصل غير عربي.”

ونستشهد أيضاً بالمؤرخ الدكتور فيليب حتي، حيث جاء في كتابه ” العرب، تاريخ موجز” صفحة 76-77 : ” ولما افتتح العرب الهلال الخصيب وفارس ومصر، إمتلكوا أقدم مراكز الحضارة في العالم . فاقتبسوا عنها العلوم والفنون الجميلة، من مثل فن البناء، والفلسفة، والطب، والرياضيات، والآداب، وفن الحكم، إذ لم يكن عندهم شيء منها… وبمعونة إخوانهم من أبناء البلدان المفتوحة، إستطاعوا استثمار ذلك التراث الفكري والثقافي والتبحر فيه وتكييفه بما يلائم عقليتهم. ” ويتابع الدكتور حتي فيقول :

” فلم تكن “الحضارة العربية” إذن عربية في أصلها أو تركيبها الأساسي ، أو مزاياها القومية الرئيسة. إذ أن مساهمة العرب الأصليين الخالصة في هذه الحضارة ، لم تتعد علم اللغة وبعض النواحي الدينية. وإذن فالحضارة العربية الإسلامية في أساسها آرامية- يونانية وفارسية، إرتقت وتطورت تحت لواء الخلافة وعبُّرت عن نفسها باللسان العربي . ولقد جاءت، باعتبار آخر، تكملة منطقية للحضارة السامية القديمة العريقة ، التي أبدعها البابليون والآشوريون والفينيقيون والآراميون والعبرانيون.”

وبذلك نرى بأن هذه الحضارة لم تكن حضارة عربية الا بالتسمية بل كانت حضارة إسلامية التصق بها اسم العرب لأن اللغة العربية كانت لغة ألإسلام وما تزال. وحتى تقدم هذه الحضارة العربية في أوجها في القرنين التاسع والعاشر كان تقدم نسبي ومقارنة بالغرب الذي كان يرتع في عصوره المظلمة (العصور الوسطى).

 

الحريري يسحب من عون مفتاح التأليف

هيام القصيفي/الأخبار/27 حزيران 2018

http://eliasbejjaninews.com/archives/65610/%D9%87%D9%8A%D8%A7%D9%85-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B5%D9%8A%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B1%D9%8A%D8%B1%D9%8A-%D9%8A%D8%B3%D8%AD%D8%A8-%D9%85%D9%86-%D8%B9%D9%88%D9%86-%D9%85%D9%81%D8%AA%D8%A7%D8%AD/

من يُحرج من في تأخير تأليف الحكومة، ومن يملك مفتاح الحل: رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أم الرئيس المكلف سعد الحريري.

حتى الآن، لا يبدو أن في يد رئيس الجمهورية أوراقاً كثيرة، يتمكن من خلالها الضغط على الحريري للقبول بما لا يراد له أن يقبله.

لا يبشر التأخير في تأليف الحكومة بكثير من الخير، لا سيما بعد السجالات الكلامية وبيان رئاسة الجمهورية. فالمشكلة مرشحة لأن تتفاقم، فلا تعود مقتصرة على مجرد تأخير لأسابيع أو لأشهر، أسوة بما حصل أثناء تشكيل حكومات سابقة. المراوحة في التأليف، تضع التفاهم الرئاسي برمته على المحك، وتجعل من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أسير إرادة الرئيس المكلف لا العكس.

صحيح أن لرئيس الجمهورية حقاً دستورياً بإصدار مراسيم تشكيل الحكومة، وحقاً دستورياً في قبول أو عدم قبول أي تشكيلة حكومية يرفعها رئيس الحكومة المكلف إليه، لكن أداء الحريري في الأسابيع الأخيرة، يتعدى أي مادة دستورية. إذ إنه في السياسة بات يحرج رئيس الجمهورية بتأخير تشكيل الحكومة التي يعوّل كثيراً عليها، ويضع التفاهم الإقليمي والدولي برعاية التفاهم الرئاسي – الحكومي قيد الاختبار.

قبل أشهر قليلة، قدم الحريري استقالته كرئيس للحكومة، من السعودية. تردد حينها أن اتصالاً جرى بإحدى الشخصيات السنية كي تتولى التأليف بدلاً عنه، ليسحب لاحقاً هذا الموضوع من التداول، ويخوض رئيس الجمهورية، ومعه حزب الله، معركة «استرداد» الحريري.

في الأشهر اللاحقة، بدا التفاهم على أشده بين الرجلين، وبين تياريهما، ولم يظهر أن الحريري انقلب على التسوية الثانية التي عادت وكرسته مرة أخرى رئيساً للحكومة بعد طي الاستقالة السعودية.

أجريت الانتخابات النيابية في ظل تفاهم بين الطرفين وعاد الحريري رئيساً مكلفاً بتشكيل حكومة للمرة الثالثة.

ما تغير هو أن الحريري لا يبدو هو نفسه الذي استرجعه عون إلى لبنان واستقبله استقبالاً لافتاً، ولا هو ذلك الذي رفض تلبية شروط سعودية قبل أشهر، ليعود اليوم «راضخاً» لها.

ولا هو الذي جمعته مصيبة الاستقالة الأولى مع عون، لكنهما يكادان يفترقان مع مشاورات التأليف، ويعودان إلى مرحلة الخلاف المستحكم بينهما قبل سنوات، بحسب ما بدأت تعابير الطرفين توحي بذلك.

ويطرح الأداء الحريري في الملف الحكومي وتمسك رئيس الحكومة بصلاحياته، أسئلة عدة حول المغزى الإقليمي والمحلي من التأخير ومستقبله.

أولها، ماذا لو كرر الحريري تجربته مع الرئيس ميشال سليمان في أيلول عام 2009 فيقدم تشكيلة حكومية كأمر واقع إلى رئيس الجمهورية؟

الأكيد أن ثمة متغيرات كثيرة حصلت منذ ذلك التاريخ، لكن ثمة أوجه شبه أيضاً كثيرة، فالحريري حين قدم تشكيلة حكومية من ثلاثين وزيراً إلى سليمان بعد مضي 75 يوماً على تكليفه، كان يدرك سلفاً أن سليمان سيرفضها، بناء على رفض المعارضة حينها المتمثلة بحزب الله وعون وكان رئيساً لتكتل التغيير والإصلاح والرئيس نبيه بري لحقهم في اختيار وزرائهم، وأنه سيكلف مجدداً بتأليف الحكومة. لم تكن عناصر المغامرة كثيرة كي يغامر الحريري برصيده بعدم عودته رئيساً للحكومة، التي شكلها في تشرين الثاني من العام نفسه، واستمر رئيساً لها، حتى عام 2011 حين أطاحت به استقالة وزراء قوى 8 آذار حين كان في زيارة رسمية إلى واشنطن.

المفارقة أن الحريري يحمل مفاتيح الحكومة، مدركاً، والسعودية من خلفه، أن الظرف الإقليمي والمحلي دقيق، إلى الدرجة التي تمكنه من المغامرة، فيطرح شروطه وشروط القوات ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، فيطوي صفحة الخلافات الكثيرة التي فرقته عنهما قبل استقالة السعودية وبعدها. ولأن الكرة أصبحت في ملعب رئيس الجمهورية، يعرف الحريري أن أوراق عون ليست كثيرة، مهما كانت مواقفه وصلاحياته، ولا يمكن له وهو صاحب الحق في توقيع المراسيم، أن يعزل الرئيس المكلف مهما طالت مدة التكليف. ما يمكن عون القيام به، فقط إذا قرر الحريري وضع تشكيلة حكومية أسوة بما حصل عام 2009، أن يرفضها فيعتذر الحريري عن عدم التشكيل. وإلا سيبقى الحريري مكلفاً إلى أن يصدر قرار التأليف.

الظرف الإقليمي والدولي سيكون بالمرصاد لأي محاولة للإتيان بشخصية سنية معارضة بديلة للحريري.

تجدر الإشارة إلى أن خطوة من نوع اعتذار الحريري عن عدم قبول التكليف، بعد تشكيلة أمر واقع، سيضع عون وحزب الله أمام تحد كبير والتسوية الرئاسية على المحك، ما يعني أن هناك من قرر اخذ البلد إلى المواجهة المباشرة.

فبغض النظر عن احتساب النواب الذي سيعودون إلى تسمية الحريري أو تسمية غيره، فإن الظرف الإقليمي والدولي سيكون بالمرصاد لأي محاولة للإتيان بشخصية سنية معارضة بديلة للحريري.

فلا عون يقدر أن يتحمل وزرها ولا حزب الله، مهما أصر الطرفان حالياً على توزير المعارضة السنية. فتمثيلها في الحكومة أمر يختلف عن اختيارها لرئاسة الحكومة، لا سيما أن أمام عون وحزب الله استحقاقين أساسيين، الأول العقوبات التي تشتد تصاعدياً على حزب الله ولبنان في حال جنوحه نحو أي خطوات تصعيدية، تفترض واشنطن أنها تصب لمصلحة حزب الله، والمؤتمرات الدولية الأخيرة التي ارتبطت بمكان أساسي بصورة الحريري واسمه، والزيارات الدولية إلى بيروت صبت في اتجاه رئاسة الحكومة والحكومة أكثر مما صبت في اتجاه رئاسة الجمهورية.

من هنا لا يمكن الكلام عن سيناريوات كثيرة ومغايرة لما سبق، لأن التجارب اللبنانية والتدخلات الإقليمية والدولية هي نفسها، وأي خيار مطروح على بساط البحث، سبق أن اعتمد وجرب وأسفر عن نتائج معروفة.

وفي كل مرة، يكون الخيار الوحيد في لعبة عض الأصابع، العودة إلى حكومة اتحاد وطني، لا تزال هي المتقدمة كخيار.

أما تكرار نموذج حكومة الرئيس نجيب ميقاتي، فلا يزال مستبعداً. لأن ذلك سيأخذ لبنان إلى مكان آخر ويطيح بالتسوية والاستقرار فيه، وعون والتيار الوطني، لا يحتملان مواجهة كتلة معارضة من المستقبل والقوات وجنبلاط دفعة واحدة.

النقطة الأساسية هنا تكمن في موقف حزب الله الذي ساهم في استعادة الحريري من السعودية، وسط كلام عن أنه لا يزال ينصح بالتريث.

لكن ردود فعل رئيس الجمهورية وفريقه ورئيس التيار الوطني الحر، تجعل الشكوك تحوم حول الخيار الذي سيأخذه الحزب، فهل يتمكن من سحب عناصر التفجير الداخلي وسط تصاعد حدة السجالات أم يساهم في قلب الطاولة.

حتى الآن الرهان على أن يساهم في التهدئة مهما كانت رغبات البعض، ولو طار انتظار التأليف، وإلا فإننا نكون أمام مرحلة مفتوحة على ألف احتمال واحتمال، ربطاً بتطورات العراق وسوريا.

 

التأليف أسير إرادات تضغط لتغيير خيارات

طارق ترشيشي/جريدة الجمهورية/الخميس 28 حزيران 2018

تتنوّع التعقيدات التي تعوق تأليف الحكومة، وتتداخل معها عوامل داخلية وخارجية متعددة تثير مخاوف من دخول لبنان مرحلة تصريف اعمال حكومية طويلة لتعذر الاتفاق داخليا، وخارجيا ايضا، على تشكيلة وزارية هي ليست المشكلة شكلاً وإنما مضموناً من حيث دورها في هذه المرحلة الدقيقة والمراحل المشابهة التي ستليها لبنانيا واقليميا ودوليا. تتعدّد التفسيرات للمواقف السياسية ومطالب الاستيزار التي يقال إنّها هي معوِّق تأليف الحكومة، ليتبين انّ الخلفيات الاقليمية لبعض هذه المواقف والمطالب هي المعوق الاول.

«طائفياً» (نسبةً الى «إتفاق الطائف») يخرق المشتغلون في التأليف الحكومي بغالبيتهم هذا الاتفاق من رأس الهرم حتى قاعدته، فـ»الطائف» يقول بتأليف حكومات وحدة وطنية في كل زمان ومكان لأن هذا «الطائف» أناط السلطة التنفيذية بمجلس الوزراء مجتمعاً وضامّاً تمثيلاً لكلّ المكونات السياسية والطائفية بعدما كانت هذه السلطة قبله في يد رئيس الجمهورية حصراً. وهذا يعني انّ الحكومة يجب ان تكون من كل الالوان والاطياف السياسية والطائفية والمذهبية كلّ حسب حجمها التمثيلي على المستويين السياسي والطائفي.

بَيد أنّ المتتبعين للتأليف المتباطئ يرون أنّ ما يعوقه هو التوجسات والمخاوف المتبادلة التي بدأت تسود، خصوصا بين القوى الاساسية المعنية بالتأليف، حيث انّ كلّ منها يربط مواقف الآخرين بخلفيات منها الداخلي، ومنها الخارجي، ثم يُسقطها على ارض الواقع، فيخرج باستنتاج انّ هذه الجهة الخارجية او تلك تريد النَيل منه او تريد اخضاعَه وتريد كذا وكذا... الامر الذي بدأ يرسم مشهداً سياسياً يدل الى انّ الجميع مربَك أو محرَج، وأن لا ضيرَ من انتظار الى حين تغييرِ واقع الحال في الداخل والخارج، ويُفرج عن الحكومة الموعودة.

رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، يخشى جدّياً من أن يكون هناك من يفكر في تسديد ضربة معنوية لعهده، عبر تأخير الولادة الحكومية بضعة اشهر، او الى أمد طويل، والبعض يقلل من ضررِ التأخير لأنّ هناك حكومة تصرّف الاعمال يرأسها الرئيس سعد الحريري نفسه المكلف تأليف الحكومة الجديدة، وانه مهما تأخّر التأليف أو حصلت تطوّرات واحداث تعوقه فإن الحكومة الحالية تستطيع مواجهتها بالتعاون مع رئاسة الجمهورية والمجلس النيابي، إذ تحت عنوان «مصلحة الدولة» لا فراغ مطلقاً يحصل في أي سلطة.

ويقال انّ عون غير مرتاح الى حركة الحريري «البطيئة» في التأليف، وكذلك غير مرتاح الى مواقف رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط المطالِبة بالحصة الوزارية الدرزية كاملةً له، وغير مرتاح أيضاً الى موقف رئيس حزب «القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع الذي يريد خمسة وزراء وحقيبة سيادية معطوفة على منصب نائب رئيس مجلس الوزراء. ويذهب البعض في هذا الصدد الى الحديث عن «حلف ثلاثي» يضم الحريري وجعجع وجنبلاط يخوض معركة التأليف في وجه عون، من دون ضرورة لأن يرقى هذا الحلف الى مستوى إعادة إحياء فريق 14 آذار.

وثمّة من يقول انّ إرادة اقليمية ما تكمن خلف «تريّث» الحريري في التأليف و»التمسّك» الجنبلاطي و»القواتي» بالمطالب الوزارية المعلنة. ويتحدث مؤيّدو عون ايضاً عن أنّ هذا الارادة الاقليمية غايتها الضغط على رئيس الجمهورية لتغيير خياراته السياسية على المستويين الداخلي والخارجي، بما يجعله في منأى عن حلفائه وعلى رأسهم «حزب الله».

ولكن بعض المتتبعين لحركة التأليف والمؤلفين، وكذلك لـ«العازفين» على اوتار التوزير، و»مؤلفي» الحصص الوزارية، ان «الحراجة» الشديدة التي يواجهها رئيس الجمهورية، توازيها حراجة لا تقل شدة عنها يعيشها الحريري الذي يقول مواكبون لحركته أنه حريص على التأليف سريعاً لرغبته التأسيس من خلالها للبقاء في سدة الرئاسة الثالثة، وأنه مستعد للتوافق على كل شيء مع عون، ولكنه في الوقت نفسه لا يستطيع الذهاب بعيدا في هذا التوافق، خصوصا اذا بلغ به الامر حد تلبية كل مطالب عون وحلفائه الذين يبينهم وبين حلفائه الاقليمين «ما صنعه الحدّاد»، الى درجة ان حلفاء الحريري لا يرون ضيرا في تأليف حكومة تخلو من حلفاء رئيس الجمهورية وفي مقدمهم حزب الله.

وانطلاقا من ذلك، يؤكد المتابعون، انه مثلما لا يستطيع الحريري وحلفائه الخروج على ارادة حليفهم، أو حلفائهم الاقليميين، فإن عون وحلفائه ليس في استطاعتهم الخروج على ارادة حلفائهم الاقليمييمن.

ويتبين من كل هذا ان الحريري وحلفائه لا يمكنهم التسليم بكل ما يريده الفريق الآخر، ولكن ما فارق أن الحريري يدرك أنه لا يستطيع الخروج من السلطة، لان مثل هذا الخروج قد يرتب عليه خسائر سياسية قد يكون افدحها البقاء خارج السلطة طويلا لمصلحة آخرين يمكن ان يتم تكليفهم تأليف الحكومة وفي مقدمهم الرئيس نجيب ميقاتي، او أحد النواب السنة العشرة المحسوبين على فريق 8 آذار والذين يرفض تمثيلهم بوزير،على الاقل، في الحكومة حسبما يطالبون.

وبين المتابعين للتأليف من يقول ان جنبلاط يمكن في لحظة ما أن يدخل في تسوية يقبل بموجبها الحصول على وزيرين درزيين وثالث مسيحي تاركا للعهد الوزير الدرزي الثالث (من حصة الطائفة الدرزية) ليتم توزير النائب طلال ارسلان، وذلك على قاعدة ان جنبلاط، وفي لحظة سياسية ما، ربما يحتسبها لجهة ان لا مصلحة له في الدخول في اشتباك مع العهد وحلفائه لاعتبارات داخلية واقليمية معينة. ربما يكون جعجع الوحيد المستعد للسير في موقفه الى النهاية، حتى ولو اضطر الى عدم المشاركة في الحكومة اذا لزم الامر، تمشيا مع موقف حلفائه الاقليميين الذين يلتقي معهم في الخيارات اللبنانية والاقليمية الراهنة وربما المستقبلية. على ان بين السياسيين المتابعين من يقول ان هناك نزاعاً اقليمياً يتحكم بكل المواقف في لبنان والمنطقة، فالجمهورية الاسلامية الايرانية وحزب الله وحلفائهما الآخرين يرون ان المنطقة مقبلة على تطورات دراماتيكية، ولذا فإنهما يدفعان في إتجاه تأليف حكومة لبنانية صلبة تشكل شبكة حماية وأمان لهما في الخاصرة اللبنانية، ولذلك فأن ما يطلب به «الحزب» وحلفائه حكومياً يصب في هذا الاتجاه. وفي المقابل فإن المملكة العربية السعودية وحلفائها يقولون بعكس ذلك، وهو أنه اذا كانت هناك تطورات دراماتيكية مقبلة على المنطقة فلا ينبغي ان تؤلف حكومة تحمي حزب الله وإيران وانما تأليف حكومة تحملهما مسؤولية التدهور القائم في المنطقة...

 

لا أنتَ عابرٌ ولا كلماتُك

سجعان القزي/جريدة الجمهورية/الخميس 28 حزيران 2018

عنوانُ الكتابِ («كلماتٌ عابرةٌ) يخالِفُ مضمونَه (الثقافةُ الباقيةُ). أرادَ رمزي جريج، الإنسانُ والمحامي والوزير، أن يشارِكَ مُحبّيه تجربتَه في المجتمعِ والوطنِ والحياة. أدركَ أنَّ الثقافةَ هي الكلمةُ بصورتِها وأناقتِها وبهائِها وتأثيرِها، وتنبَّه إلى أن النِسيانَ حاسّةٌ قائمةٌ تُصفّي الذاكرةَ من زوائدِ اللحظةِ فتجعلَ الإنسانَ ممزّقًا بين ما اكتَنَز وما أَغفَل، فاستقرَّ على «كلماتٍ عابرة». ورغمَ أنَّ الكاتبَ تَقصَدَّ اختيارَ مشاهدَ حياتيّةٍ ومهنيّةٍ وسياسيّةٍ خَشيةَ أن يُصبحَ المؤلَّفُ موسوعةً، أَخفقَ في حجبِ مكنوناتِه. كلُّ فكرةٍ تَرشحُ أخلاقًا وقيمًا وتَفضحُ معاناتِه الوِجدانيّةِ (بول ڤيرلين) وقلقَه الوجوديَّ (شارل بودلير) وشموليّةَ معرفتِه (بول ڤاليري) وشَكِّه المعرِفيَّ (بلايز باسكال) ومَنطقَه الاستطراديَّ (رينه ديكارت) وحَيْرتَه السياسيّةَ... في فصولِ الكتابِ الحياتيّةِ والمهنيّة، بدا طليقًا، فيما اعتَصَم بالحذرِ ودقّةِ المقاربةِ في الصفحاتِ السياسيّةِ حِرصًا على الوفاءِ والصداقةِ والحيادِ لأنَّ أصدقاءَه ليسوا دائمًا متّفقين، ولأنَّ حياتَه الغنيَةَ لا تُختصَرُ بسنواتٍ ثلاثٍ تقريبًا في وزارةِ الإعلام. لكنَّ رمزي يغادرُ الحذرَ حين يتعلّقُ الأمرُ بالكرامةِ وبشخصِ والدِه خليل، القاضي المميّزِ والممتاز.

من خلالِ كتابِ رمزي جريج، يعيش القارئُ لبنانَ العلمِ والثقافةِ والرقيِّ والحضارة، ويحيا لبنانَ الكبيرَ بكلِّ معانيه. كتابُه دليلٌ حضاريٌّ لواقعِ المجتمعِ اللبنانيّ والعلاقاتِ العائليّة والأصولِ المهنيّة في المحاماةِ والقضاءِ في العقودِ السابقةِ حين كانت المدرسةُ تربيةً والجامعةُ ثقافةً والمحاماةُ مرافعةً والقضاءُ مُهابًا والدينُ تسامحًا. لذا، تُستحسنُ قراءةُ «كلماتٍ عابرة» من دون العبورِ إلى الحاضرِ لئلّا يجتاحَنا قرفٌ وإحباطٌ وقُنوط. نكادُ نكون شعبًا يُفضِّل ماضيه على مستقبلِه، علمًا أنَّ ماضينا ليس خاليًا من الشوائب. والحقيقةُ أنّنا نُفضّل رجالاتِ الماضي على أشخاصِ الحاضر، وأُلفةَ الماضي على عداواتِ الحاضر، وطوائفَ الماضي على مذاهبَ الحاضر، ونهضةَ الماضي على انحطاطِ الحاضِر، وقَصْرَ الماضي على قصورِ الحاضر، وشرفَ الماضي على عارِ الحاضر، بل فسادَ الماضي على فسادِ الحاضر. حين يَشعُر المواطنُ بالغربةِ في وطنِه يَسهُل اغترابُه. فنحن مغتربون وإنْ مقيمين...

من هذه الزاويةِ يُشكّلُ كتابُ رمزي جريج مَحضرَ إدانةٍ للبنانَ بعدَ الحربِ والوصايةِ والاحتلال. إدانةٌ للبنانَ الرسالةِ وللمِهنِ الرسالةِ: من المحاماةِ مرورًا بالقضاءِ وصولًا الى السياسة. كشفَ الوزيرُ جريج عِللَ المجتمعِ الحاليّ من خلالِ إضاءتِه على صِحّةِ المجتمعِ السابق. قالها بأساليبَ عدّة: الإيحاءُ والتوريةُ والخاطِرةُ والقرينةُ والمقارَنةُ والتوصيةُ وبالأمرِ أحيانًا.

في «صُحبةِ الأيّام»، وهو الجُزءُ الأوّل، حاول الكاتبُ المحامي أن يترافعَ عن ذاتِه من الولادةِ إلى هذه المرحلةِ، حيثُ تَوّجَ مسيرةَ حياتِه وزيرًا للإعلامِ بعدما كرّسَها نقيبًا للمحامين. وبين الإثنين عَرَضَ «الأسبابَ الموجِبةَ» لمسيرتِه في كنفِ أبوين زرعا فيه أرزةَ القيمِ والإيمان، وفي عَمادةِ عائلةٍ مع الرفيقةِ منى، فأنشأا عائلةً من خليل ولميا اللذَين اختارا حياتَهما الجميلةَ في مروجِ الفنِّ والثقافةِ بعيدًا عن همومِ المحاماةِ ولَجاجَةِ الزبائنِ وترّقبِ الأحكامِ القضائيّة.

وخِلافًا لما يوحي الرجلُ، ليست حياتُه حوضَ ماءٍ هادئًا، بل مجموعةَ محطّات نضاليّةٍ قادَها عزمٌ مثابرٌ في سبيلِ إثباتِ الذاتِ والنجاحِ وتخزينِ المعرفِة. إن النضالَ في سبيلِ المعرفةِ هو معيارُ حضارةِ الإنسانِ وليس النضالُ من أجلِ السيطرةِ العبثيّةِ العابرة.

في «وجوهٍ واسماء»، وهو الـجُـزءُ الثاني، حاول الكاتبُ المحامي أنْ «يرافعَ» عن الآخَرين، أصدقاءَ وزملاءَ وشخصيّاتٍ في مناسباتٍ مختلفةٍ تكريمًا أو توديعًا أو ترحيبًا. في بعضِ هذه الخُطَبِ التكريميّةِ تدفَّقت الكلماتُ من عَلٍ فانسابَت، وفي أخرى استُخرِجَت من الجوفِ فتثاءبت. ورغمَ أنَّ كلماتِ المناسباتِ تَتَّسِمُ لياقةً بالمديحِ، وُفِّقَ رمزي في تحاشي المغالاةِ والتزامِ الموضوعيّةِ، فبرأ الغالبيّةَ وأبقى آخَرينَ قيدَ التحقيق. فاستَحقَّ هو التكريم. وفي الفصول الأخرى: «الحرّيةُ والإعلام»، «في رحابِ المحاماة»، «دفاعًا عن استقلالِ القضاء» و» وأبحاثٌ قانونيّة»، كشفَ رمزي جريج عن جُعبتِه القانونيّةِ والدستوريّةِ وتجلّى بارعًا في الدفاعِ وتقديمِ الحُججِ والقرائنَ والاجتهاداتِ في سبيلِ إعلامٍ وطنيٍّ شُجاعٍ ومسؤول، ومحاماةٍ تعيدُ مجدَ بيروت، وقضاءٍ يُحيي مبادئَ العدلِ والنزاهةِ، ومؤسساتٍ تَحمي دولةَ القانون وسَطَ اعتلالِ النظامِ وسقوطِ المعاييرِ واختلاطِ الصلاحيّات. وإنِ اختَصرنا مضمونَ هذه الفصولِ لَقُلنا إنَّ أولوياتِ رمزي هي: الإنسانُ والحرّيةُ والديمقراطيّة.

كتاب رمزي جريج مفيدٌ وضروريٌ وجذّاب. يؤرّخُ من دونِ أن يكونَ كتابَ تاريخٍ، يَطرحُ القضايا الوطنيّةَ من دونِ أن يكونَ كتابًا سياسيًّا، يَفوحُ أدبًا وشِعرًا من دونِ أن يكونَ قِصّةً أو ديوانًا. هو مزيجٌ منسجمٌ نَظَمهُ رمزي جريج على قياسِ التجربةِ والمشاعر ليكونَ شاهدًا على حقبةٍ دقيقةٍ من تاريخِ لبنان. لذا، يا أخي رمزي، لا أنتَ عابرٌ ولا كلماتُك.

 

«حكومة القرن»... الأهمّ والأقوى منذ «الطائف»

كلير شكر/جريدة الجمهورية/الخميس 28 حزيران 2018

لا أهمّية قصوى لأعمال البحث والتحرّي عن هوية الجهة المعطلة لتأليف الحكومة. ولا فارق شاسعاً بين المسهّل والمعرقل، طالما إنّ الجميع مدرك، لا بل يتصرّف على أساس أنّها ستكون «حكومة القرن»، وأنّ الانضمام إليها ليس ترَفاً وإنّما «واجب» من باب المنفعة الفئوية، وحتميّ للبقاء ضِمن دائرة القرارات الكبرى، لكي لا تتّخذ على غفلة. ليس من قبيل المبالغة وصفُ الحكومة العتيدة أنّها الأهم بين نظيراتها منذ كان «اتفاق الطائف» وحتى اليوم، نظراً إلى المهمات التي ستُلقى على عاتقها والتي تكاد توزاي أهمّية، مهمّات حكومات العقدين الماضيين.

سلّة تحديات كبرى لا يمكن تركها أسيرة تجاذبات الشعارات حول هوية أصحاب صلاحية الربط والحلّ. وما الكباش الحاصل حول مقعد من هنا وحقيبة من هناك، إلّا لاقتناع القوى السياسية، على اختلاف أحجامها، أنّ توزان الحكومة المقبلة، هو الذي سيتحكّم بمسار المرحلة المقبلة، المثقَلة بالاستحقاقات الكبيرة.

إذ من المقدّر للطاولة التي سيترأسها رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، أن تكون آخر حكومات عهد الرئيس ميشال عون، ما يعني بلغة الأرقام، أنّ من المرجّح أن يُتاح لها أن تصمد نحو أربع سنوات إلى حين انتهاء ولاية عون. وأكثر!

بهذا المعنى يُفهم سجال البيانات المتطايرة بين المقار، من قصر بعبدا إلى «بيت الوسط» ومروراً بطبيعة الحال بـ»معراب»، رمياً لكرة التعطيل وتمسّكاً بعصا صلاحية التأليف، أو المشاركة في المهمة. لكلّ مقعد في الحكومة المقبلة أهمّيتُه، وكلّ رقم سيَحمله المشاركون والمعبّر عن عدد حقائبه، له رمزيته، في مسلسل النزاعات المرتقبة التي ستشهدها المرحلة المقبلة.

وبالتفصيل يتبيّن أنّ رزمة تحديات تنتظر حكومة الحريري الثانية في عهد عون، قد تدخلها في أتون الاشتباكات بين مكوّناتها، على خلفية قرارات كبيرة يفترض أن تقدم عليها أو مسؤوليات ضخمة قد تجيّر لها، وهي على الشكل الآتي:

- بما أنّ المؤشرات تدل الى أنّ ثمّة توافقاً ضمنياً على أن تكون هذه الحكومة، آخر حكومات العهد، فهذا يعني أنّها ستشرف على الانتخابات النيابية المقبلة المفترض إجراؤها سنة 2022 وأنّها قد تكون صاحبة مبادرة لتعديل قانون الانتخابات.

هذا، إذا ما أخذنا في الاعتبار أنّ الاستقرار السياسي، والاقتصادي- المالي صمد إلى ذلك الحين، وأنّ الأوضاع الاقليمية المقبلة على تطوّرات كبيرة، لم تهزّ عرش المظلة الدولية التي لا تزال تحمي الوضع اللبناني، وأنّ سمَّ التمديد لم يتسلل مجدّداً إلى عروق مجلس النواب.

- وإذا ما أخذنا بالفرضية السيئة وهي أنّ الحكومة ستُعمِّر حتى مغادرة عون قصر بعبدا بعد التمديد لمجلس النواب، فهذا يعني أنّ تحوّل التركيبة الثلاثينية «حكومة الثلاثين رئيساً»، هو أمر مرجّح إذا ما تسلل الشغور من جديد الى الرئاسة الأولى تكراراً لتجربة ما بعد الرئيس ميشال سليمان. وتُناط بالسلطة التنفيذية صلاحيات الرئاسة الأولى.

وربطاً بهذا الاعتبار، يصير لمعادلة تركيبة الحكومة اعتبارات أكثر حساسية، وفقاً للأحجام التي ستُظهرها أمام الرأي العام. يقول أحد المطّلعين إنّ هذا الاعتبار هو الذي يدفع رئيس «التيار الوطني الحر» الوزير جبران باسيل إلى التمسّك بممانعته منحَ «القوات» أربعة مقاعد مقابل ستّ مقاعد لـ«التيار الوطني الحر»، ليس فقط من باب محاصرة منابع النفوذ الخدماتية، وإنّما لمنع «القوات» من الاقتراب من حافة الندّية مع «التيار الوطني الحر» الذي يسعى إلى إظهار رئيسه على أنه المسيحي الأقوى بلا منازع.

ولهذا مثلاً رُمِّمت الجسور سريعاً مع الصيفي لإدخالها الى الجنّة الحكومية، ليس حبّاً بها ولا رأفةً بحالها، وإنّما لكي تكون شريكاً مضارباً لـ«القوات» في حصّتها الوزارية.

وللاعتبارات نفسِها يخوض باسيل حرباً شرسة لتوزير رئيس «الحزب الديموقراطي اللبناني» طلال ارسلان، اعتقاداً منه أنه قادر على رفدِ الزعامة الارسلانية بإبر مقوّيات تمنحها القوة لتعوّض الاعتراض الجنبلاطي على وصول باسيل إلى سدّة الرئاسة.

- وفقَ تأكيد أكثر من مسؤول محلّي ودولي، بلغت المالية العامة مراحلَ متقدمة من الخطورة، بسبب الأرقام الهائلة التي سجّلها الدين العام والتحديات الصعبة التي تواجهها الليرة اللبنانية، وهي لذلك صارت أمام مفترَق طريق:

إمّا تستجيب الدولة إلى توصيات الدول المانحة التي أبدت استعدادها خلال مؤتمر «سيدر» مدَّ لبنان بالقروض فتحاصر الأزمة من خلال سلّة إصلاحات إدارية ومالية، وتكون تالياً حكومة النهضة الإعمارية المدعومة بورشة ملايين الدولارات إن لم نقل أكثر... وإمّا ستشهد الحكومة بأمّ العين على انهيار اقتصادي ومالي.

وفي كلا الحالتين ستكون أمام استحقاقات قرارات كبيرة.

- بعدما وُضع ملف التنقيب عن الغاز على سكة التنفيذ نتيجة الموافقة على الخطة التي قدّمها «كونسورتيوم» الشركات، يفترض أن يجنيَ لبنان ثمار «ذهبِه الأسود» في السنوات القليلة المقبلة، وقد رأى وزير الطاقة والمياه سيزار أبي خليل أنّ لبنان يأمل أن يدشّن جولة ثانية للتنقيب البحري نهاية 2018 أو أوائل 2019، متوقّعاً حفر أوّلِ بئر في 2019. وفي النتيجة، ستكون الحكومة من أغنى حكومات لبنان، سواء من خلال الصندوق السيادي أو المالية العامة.

- بينما تضغط الولايات المتحدة لوضع «صفقة القرن» موضعَ التنفيذ، سيكون لبنان أمام استحقاق حجبِ حقّ عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى أرضهم، وهو بمعنى آخر تكريس التوطين ولو بنحوٍ غير مباشر، ما يَطرح السؤال؛ كيف ستواجه الحكومة هذا الاستحقاق في ضوء الانقسام العمودي بين مكوّناتها؟.

- تُظهر التطوّرات الميدانية في سوريا أنّ الحلّ السياسي لم يعد بعيداً، الأمر الذي يطرح على لبنان مسألتين: طريقة التعامل مع مرحلة ما بعد التسوية، وإعادة إعمار سوريا، والأخيرة ستكون أشبَه بثورة اقتصادية قد تساهم في تحسين الوضع اللبناني إذا ما جرى التعامل مع هذا الملف بدراية، وهذه مهمّة الحكومة المقبلة خصوصاً.

 

تحذير مبطَّن للحريري: ميقاتي جاهز!

طوني عيسى/جريدة الجمهورية/الخميس 28 حزيران 2018

في ذهن الرئيس سعد الحريري نموذج «الصدمة» التي واجهها في 4 تشرين الثاني 2017. لذلك، هو لن يقع في الفخّ الذي يؤدّي إلى تكرارها. والأضمن له أن يبقى في «المنطقة المفيدة» بين سقفين: لا يُعلِن «الاستسلام» لخيارات «حزب الله» وحلفائه.. ولا يفرط التسوية معهم. وضِمن هذا الهامش، يدير الحريري مأزقَ التأليف في انتظار الفرج ! في المعلومات المتوافرة عن مناخات التأليف أنّ الحريري وصَل إلى مرحلة شديدة الإحراج، نتيجة الضغوط الخارجية التي تمارَس عليه بهدف منعِ تفرّدِ «حزب الله» وحلفائه بالقرار في الحكومة العتيدة.

فأهمّية هذه الحكومة أنّها ستكون حكومة السنوات الأربع المتبقّية من عهد الرئيس ميشال عون، ولا استحقاقَ دستورياً سيتكفّل بتغييرها. لذلك، تريد القوى العربية والدولية المناهِضة لـ»حزب الله» إبقاءَ الحكومة خارج سيطرته الكاملة، خصوصاً بعدما فشلت هذه القوى في منعِ سيطرته على المجلس في الانتخابات الأخيرة.

وهذه الحكومة هي الأداة العملانية لعهد عون الذي سيشهد أحداثاً واستحقاقات داخلية وإقليمية تغيِّر الشرقَ الأوسط بكامله. ومن البديهي أن يحاول كلّ محور إقليمي الاحتفاظَ بأكبر مقدار من قرار السلطة في لبنان.

والحكومة العتيدة هي التي ستحضّر قانونَ الانتخابات المقبل، وتشرف على الانتخابات النيابية في ربيع 2022، أي قبل أشهر قليلة من انتهاء عهد عون. كما أنّها ستشرف على الانتخابات البلدية في الفترة إياها. وفي الخريف، ستشرف على انتخاب رئيس جديد للجمهورية.

وفي كلّ الحالات، هي ستتحمّل مسؤولياتٍ جسيمة في التعاطي مع ملفّات النازحين السوريين والفلسطينيين والتسوية مع إسرائيل -على الأرجح- والانفتاح على دمشق - الأسد، وتحديد دور لبنان الإقليمي سياسياً واقتصادياً.

لذلك، يريد «الحزب» وحلفاؤه أن تأتي الحكومة ترجمةً منطقية للتوازنات الجديدة في المجلس النيابي. وأمّا خصومه الإقليميون والدوليون فيريدون أن تكون الحكومة هي الكفّة التي ستقيم الحدَّ الأدنى من التوازن في مقابل المجلس.

إذاً، الخلاف عميق ويتعلّق بفلسفة تشكيل الحكومة، وليس تقنياً ويتمثّل بالحصص بين الأحزاب والقوى المحلية بالمعنى الضيّق للكلمة. أي، هل تكون الحكومة أداةً طيّعة في يد النافذين في المجلس أم تكون أداة «الفرملة» التي تكبح جماح قوى 8 آذار؟

في الترجمة، تريد واشنطن والقوى الغربية والسعوديون أن تكون لحلفائهم من قوى 14 آذار («المستقبل» و»القوات» والكتائب وآخرون) غالبية الثلث المعطّل في أيّ حال، بحيث يمكنهم إحباط القرارات الكبرى والخيارات الاستراتيجية التي يعمل لها «حزب الله» وحلفاؤه، على أن يكون الوسطيون (جنبلاط وآخرون) ضماناً في مرتبة ثانية. تبلّغَ الحريري هذا الأمر. ولذلك هو يطرح على رئيس الجمهورية صيَغاً حكومية تمنح 14 آذار وجنبلاط حجماً وازناً لا يَرضى به خصومهم، مع عِلمه أنّ هذه الصيَغ ستكون مرفوضة، وأنّ فريق 8 آذار الذي يمتلك الغالبية النيابية لا يمكن أن يَسمح بولادة الحكومة إن لم يكن مرتاحاً في السيطرة عليها. وهذا ما بدأ يُسخِّن علاقات الحريري بالرئيس و«التيار».

ويُراهن الحريري على أنّ الفرج يمكن أن يأتي على الطريقة اللبنانية، فتأخذ القوى الإقليمية والدولية على عاتقها مسؤولية تأليفِ الحكومة على أسس «واقعية»، بعد وصول الأزمة إلى حافة الانفجار الممنوع عربياً ودولياً.

وعندئذٍ، لن يُلامَ الحريري على تأليف الحكومة إذا كانت فيها غالبية القرار لـ»حزب الله» وحلفائه. فـ»ليس في الإمكان أفضلُ ممّا كان، وليتحمّل الذين أخذوا على عاتقهم مهمّة التأليف مسؤولياتهم».

ولكن، المعلومات الواردة عن مناخ التأليف تؤكّد أنّ «حزب الله» وحلفاءَه بدأوا بممارسة الضغوط لدفعِ الحريري إلى حسمِ خياراته. فالمهلة التي ارتضوها من أجل أن يساعدوه على الاحتفاظ برصيده السعودي والغربي بدأت تنقضي، ولا بدّ من ولادة الحكومة الجديدة فيما التحدّيات التي تستهدف «حزب الله» تتزايد.

لقد أوصَل فريق 8 آذار إلى الحريري إشارات مفادُها أنّ عليه أن يتجرّأ ويعلنَ اعتذارَه إذا لم يكن قادراً على تأليف حكومة تُترجم التوازن السياسي القائم في المجلس النيابي، وإذا كان سيستمرّ في المراوحة في وضعية التعثّر. وبعد ذلك، يتمّ تكليف شخصية أخرى لتأليف الحكومة.

وهنا يَجري الهمس في أوساط 8 آذار، قصداً، باسمِ الرئيس نجيب ميقاتي. ويسرّب البعض أنّ ميقاتي يترقّب ما يجري، وأنه جاهز للمهمّة إذا لم يتمكّن الحريري من إنجاز مهمّته.

طبعاً، يعرف فريق 8 آذار أنّ التداول بخيار الاعتذار يستفزّ الحريري، وأنّ انسحابه من عملية التأليف يمكن أن تكون له تداعيات مهمّة. والأرجح أنّها المرّة الأخيرة التي يُتاح فيها للحريري أن يترأس الحكومة في عهد عون.

وبعد انتهاء العهد، أياً يكن الآتي، قد يكون دخول الحريري إلى السراي أكثرَ صعوبةً، خصوصاً إذا أدّى انسحابه من السلطة اليوم إلى تراجعٍ نسبي في هوامش حركته السياسية. ولذلك، يتجنّب الحريري بلوغ قرار الاعتذار تحت أيّ ظرف.

ومِن حظّ الحريري أنّ وجوده في السراي يبقى مصلحةً لعون و»التيار الوطني الحر». فالتآلف قائم بين الجانبين على مختلف المستويات. ولذلك، يحاول عون مساعدةَ الحريري على التأليف وإزالة العُقدِ من أمامه، وهو يفضّل أن يبقى شريكه السنّي لبقيةِ العهد.

ومِن حظّ الحريري أيضاً أنّ القوى الشيعية نفسَها تفضّل وجودَه في السراي، خلال هذه المرحلة. فذلك يبقى الأفضل للحصول على مباركة السعودية للخيارات والقرارات المنتظرة. كما يشكّل وجود الحريري في السلطة ضماناً لاستيعاب غالبية الطائفة السنّية في التسوية. ففي ظلّ حكومة الحريري ووزارة الداخلية المحسوبة عليه، تمَّ إنجاز انتخابات نيابية أعطت «الحزب» وحلفاءَه غالبية واضحة. إذاً، التحذيرات الموجّهة إلى الحريري تتزايد، لكنّها لا تستهدف دفعَه إلى الاعتذار، بل إلى حسم الخيار. فـ»حزب الله» وحلفاؤه يعرفون أنّهم لا يضغطون على الحريري زعيماً سنّياً، بل إنّهم يتصدّون لمنظومة من القوى العربية والدولية التي ينازعها «الحزب»، ليس في لبنان فحسب، بل على مستوى الشرق الأوسط بكامله. ولذلك، فالمشكلة أكبر من مجرّد نزاع داخلي «تقني» على الحصص والحقائب.

 

لبنان شريك مؤامرة تهجــير مسيحيّي الشرق؟

الان سركيس/جريدة الجمهورية/الخميس 28 حزيران 2018

منذ عام 2003، تاريخ سقوط نظام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، كان الساحلُ اللبناني من بعبدا مروراً بالمتن وصولاً الى كسروان وجبيل والبترون يعجّ باللاجئين المسيحيين العراقيين وخصوصاً الكلدان والآشوريين والسريان. ولم يعد بعض الأحياء يسعهم وكان أمل بعضهم بالعودة كبيراً بعدما تنتهي أحداثُ بلاده الأليمة. هاجم تنظيم «القاعدة» بعض الكنائس والأحياء المسيحية العراقية وهجّرها، في حين أنّ العاملين الجغرافي والديموغرافي لم يسمحا للمسيحيين هناك بحمل السلاح والمقاومة. وما لبثت أن انتهت موجة التهجير المسيحية الأولى، حتى أتت الموجة الثانية الأعنف في تاريخ العراق مع بروز تنظيم «داعش»، ليكتمل المشهد باشتداد الأزمة السورية وتهجير بعض البلدات المسيحية. فشل لبنان في أن يكون ملجأً لمسيحيّي الشرق في وقت أصبح موطناً للنازحين السوريين واللاجئين الفلسطينيين، فيما أقصى الأمور المطلوبة كانت بالحفاظ عليهم من أجل عودتهم الى بلادهم عندما تهدأ الأمور، لا أن يوطّنوا في لبنان، لأنّ التوطين مرفوض لأيٍّ يكن. والدور الذي كان مطلوباً من لبنان القيام به، لا ينطلق من أساس طائفي أو مذهبي، بل من أجل مصلحة الشرق، ومصلحة المسلمين قبل المسيحيين، لأنّ إفراغ أرض المسيح من مسيحيّيها يُفقد الشرق هويّته، ويجعله صحراء قاحلة لا تنوّع فيها.

مَن يراقب عملَ الأديرة وكل مَن اهتمّ بالمهجرين المسيحيين يلاحظ غيابَ خطة عمل أو إستراتيجية موحّدة تجمعهم، واقتصر عملُ بعض الأديرة على تأمين بعض الحاجات الأساسيّة لحظة وصول المهجّرين، أما المتابعة المستدامة فكانت غائبة.

وتُظهر إحصاءاتٌ، أنه مرّ على لبنان في السنوات الخمسة عشر الماضية ما يزيد عن مئة ألفِ مسيحيٍّ مشرقيّ، فيما تخطّت أرقامُ النازحين السوريين المليون والنصف مليون نازح. واللافت حسب القيّمين على أحد الأديرة أنه عندما حصلت موجة الهجرة المسيحية الأولى من العراق بعد عام 2003، «لم نشهد تحرّكاً لأيٍّ من المنظمات الدولية أو هيئات الإغاثة لإعانة المهجّرين، بل إنّ معظم الذين ساعدوا، تحرّكوا بشكل فردي». اما الأمر المثير للريبة، فهو حجم التسهيلات التي أعطيت للعائلات المسيحية من أجل الهجرة نحو أوروبا التي كانت تحتاج الى مهاجرين ويد عاملة، خصوصاً أنّ حجم الولادات في «القارة العجوز» منخفضٌ جدّاً. ويرى بعض الروحيّين ممّن تابعوا مسألة تهجير المسيحيين أنّ جزءاً من المؤامرة كان يقضي بتهجير المسيحيين من العراق أولاً، ليأتوا الى لبنان حيث لا مقوّمات للصمود، من ثم يهاجرون الى أوروبا. أما لماذا اختيار المسيحيين تحديداً، «لأنّ المسيحي يندمج بالمجتمع الأوروبي بسرعة أكثر من المسلم وذلك نتيجة عوامل دينية وثقافية واجتماعية وتربوية، خصوصاً أنّ غالبية المدارس المسيحية تستوحي مناهجها التربويّة من المناهج التعليمية الأوروبية». وتشير بعض الأرقام إلى أنّ أكثر من 15 ألف عائلة مسيحية من العراق وسوريا هاجرت الى اوروبا وأوستراليا وأميركا وكندا منذ نحو 14 عاماً، والذين استقرّوا في لبنان، فإما لأنهم يعملون هنا، وهؤلاء يشكّلون نسبة قليلة، أو لأنهم يأملون بالعودة الى قراهم، في حين أنّ القسم الأكبر يستكمل أوراقه المطلوبة من أجل الهجرة وينتظر قرار السفارات الغربية.

وفي هذه الأثناء، لم تستطع الرهبانيات والبطريركيات مجتمعةً الحفاظ على الوجود المسيحي أو وضع تصوّر أو خطة عمل، فكان الكلداني أو الآشوري المهجّر مثلاً يأتي الى رعيّته لتتكفّل به، بينما يقتصر دور بقية الكنائس على المساعدة فقط إذا دعت الحاجة القصوى. لا شك أنّ أحداث الشرق فاجأت الجميع، والأكثريات الطائفية قبل الأقليات، لكنّ سفراء الدول المسيحية الكبرى لم يكن همُّهم يوماً الوجود المسيحي في الشرق حسبما تكشف المرجعيات الروحية المسيحية. والدليل على ذلك، أنّ الدول الكبرى مجتمعة لم تتحرّك لإعالة العائلات المسيحية النازحة، في حين أنها تتسابق منذ 7 سنوات على تقديم المساعدة والدعم للنازح السوري لكي يبقى في لبنان ولا يعود الى أرضه. وتعلو الصرخاتُ في الكنائس من مخطّط إفراغ الشرق من مسيحيّيه، خصوصاً أنّ أعداد المسيحيين انخفضت بشكل مخيف في العراق وسوريا والأراضي المقدّسة بفعل الحروب والأزمات وموجات التهجير المتتالية. في المقابل، سيذكر التاريخ يوماً بصفحاته السوداء أنّ لبنان كان محطة لهجرة مسيحيّي الشرق نحو الغرب بدل الحفاظ عليهم، فيما فشل مَن يدّعون أنهم قادة المسيحيين، السياسيين والدينيين، من لعب دورهم وتثبيتهم في أرضهم، وكان كل همّهم «التناتش على الحصص» واقتسام المغانم.

 

التأليف أسير إرادات تضغط لتغيير خيارات

طارق ترشيشي/جريدة الجمهورية/الخميس 28 حزيران 2018

تتنوّع التعقيدات التي تعوق تأليف الحكومة، وتتداخل معها عوامل داخلية وخارجية متعددة تثير مخاوف من دخول لبنان مرحلة تصريف اعمال حكومية طويلة لتعذر الاتفاق داخليا، وخارجيا ايضا، على تشكيلة وزارية هي ليست المشكلة شكلاً وإنما مضموناً من حيث دورها في هذه المرحلة الدقيقة والمراحل المشابهة التي ستليها لبنانيا واقليميا ودوليا. تتعدّد التفسيرات للمواقف السياسية ومطالب الاستيزار التي يقال إنّها هي معوِّق تأليف الحكومة، ليتبين انّ الخلفيات الاقليمية لبعض هذه المواقف والمطالب هي المعوق الاول.

«طائفياً» (نسبةً الى «إتفاق الطائف») يخرق المشتغلون في التأليف الحكومي بغالبيتهم هذا الاتفاق من رأس الهرم حتى قاعدته، فـ»الطائف» يقول بتأليف حكومات وحدة وطنية في كل زمان ومكان لأن هذا «الطائف» أناط السلطة التنفيذية بمجلس الوزراء مجتمعاً وضامّاً تمثيلاً لكلّ المكونات السياسية والطائفية بعدما كانت هذه السلطة قبله في يد رئيس الجمهورية حصراً. وهذا يعني انّ الحكومة يجب ان تكون من كل الالوان والاطياف السياسية والطائفية والمذهبية كلّ حسب حجمها التمثيلي على المستويين السياسي والطائفي.

بَيد أنّ المتتبعين للتأليف المتباطئ يرون أنّ ما يعوقه هو التوجسات والمخاوف المتبادلة التي بدأت تسود، خصوصا بين القوى الاساسية المعنية بالتأليف، حيث انّ كلّ منها يربط مواقف الآخرين بخلفيات منها الداخلي، ومنها الخارجي، ثم يُسقطها على ارض الواقع، فيخرج باستنتاج انّ هذه الجهة الخارجية او تلك تريد النَيل منه او تريد اخضاعَه وتريد كذا وكذا... الامر الذي بدأ يرسم مشهداً سياسياً يدل الى انّ الجميع مربَك أو محرَج، وأن لا ضيرَ من انتظار الى حين تغييرِ واقع الحال في الداخل والخارج، ويُفرج عن الحكومة الموعودة.

رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، يخشى جدّياً من أن يكون هناك من يفكر في تسديد ضربة معنوية لعهده، عبر تأخير الولادة الحكومية بضعة اشهر، او الى أمد طويل، والبعض يقلل من ضررِ التأخير لأنّ هناك حكومة تصرّف الاعمال يرأسها الرئيس سعد الحريري نفسه المكلف تأليف الحكومة الجديدة، وانه مهما تأخّر التأليف أو حصلت تطوّرات واحداث تعوقه فإن الحكومة الحالية تستطيع مواجهتها بالتعاون مع رئاسة الجمهورية والمجلس النيابي، إذ تحت عنوان «مصلحة الدولة» لا فراغ مطلقاً يحصل في أي سلطة.

ويقال انّ عون غير مرتاح الى حركة الحريري «البطيئة» في التأليف، وكذلك غير مرتاح الى مواقف رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط المطالِبة بالحصة الوزارية الدرزية كاملةً له، وغير مرتاح أيضاً الى موقف رئيس حزب «القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع الذي يريد خمسة وزراء وحقيبة سيادية معطوفة على منصب نائب رئيس مجلس الوزراء. ويذهب البعض في هذا الصدد الى الحديث عن «حلف ثلاثي» يضم الحريري وجعجع وجنبلاط يخوض معركة التأليف في وجه عون، من دون ضرورة لأن يرقى هذا الحلف الى مستوى إعادة إحياء فريق 14 آذار.

وثمّة من يقول انّ إرادة اقليمية ما تكمن خلف «تريّث» الحريري في التأليف و»التمسّك» الجنبلاطي و»القواتي» بالمطالب الوزارية المعلنة. ويتحدث مؤيّدو عون ايضاً عن أنّ هذا الارادة الاقليمية غايتها الضغط على رئيس الجمهورية لتغيير خياراته السياسية على المستويين الداخلي والخارجي، بما يجعله في منأى عن حلفائه وعلى رأسهم «حزب الله».

ولكن بعض المتتبعين لحركة التأليف والمؤلفين، وكذلك لـ«العازفين» على اوتار التوزير، و»مؤلفي» الحصص الوزارية، ان «الحراجة» الشديدة التي يواجهها رئيس الجمهورية، توازيها حراجة لا تقل شدة عنها يعيشها الحريري الذي يقول مواكبون لحركته أنه حريص على التأليف سريعاً لرغبته التأسيس من خلالها للبقاء في سدة الرئاسة الثالثة، وأنه مستعد للتوافق على كل شيء مع عون، ولكنه في الوقت نفسه لا يستطيع الذهاب بعيدا في هذا التوافق، خصوصا اذا بلغ به الامر حد تلبية كل مطالب عون وحلفائه الذين يبينهم وبين حلفائه الاقليمين «ما صنعه الحدّاد»، الى درجة ان حلفاء الحريري لا يرون ضيرا في تأليف حكومة تخلو من حلفاء رئيس الجمهورية وفي مقدمهم حزب الله. وانطلاقا من ذلك، يؤكد المتابعون، انه مثلما لا يستطيع الحريري وحلفائه الخروج على ارادة حليفهم، أو حلفائهم الاقليميين، فإن عون وحلفائه ليس في استطاعتهم الخروج على ارادة حلفائهم الاقليمييمن.

ويتبين من كل هذا ان الحريري وحلفائه لا يمكنهم التسليم بكل ما يريده الفريق الآخر، ولكن ما فارق أن الحريري يدرك أنه لا يستطيع الخروج من السلطة، لان مثل هذا الخروج قد يرتب عليه خسائر سياسية قد يكون افدحها البقاء خارج السلطة طويلا لمصلحة آخرين يمكن ان يتم تكليفهم تأليف الحكومة وفي مقدمهم الرئيس نجيب ميقاتي، او أحد النواب السنة العشرة المحسوبين على فريق 8 آذار والذين يرفض تمثيلهم بوزير،على الاقل، في الحكومة حسبما يطالبون.

وبين المتابعين للتأليف من يقول ان جنبلاط يمكن في لحظة ما أن يدخل في تسوية يقبل بموجبها الحصول على وزيرين درزيين وثالث مسيحي تاركا للعهد الوزير الدرزي الثالث (من حصة الطائفة الدرزية) ليتم توزير النائب طلال ارسلان، وذلك على قاعدة ان جنبلاط، وفي لحظة سياسية ما، ربما يحتسبها لجهة ان لا مصلحة له في الدخول في اشتباك مع العهد وحلفائه لاعتبارات داخلية واقليمية معينة. ربما يكون جعجع الوحيد المستعد للسير في موقفه الى النهاية، حتى ولو اضطر الى عدم المشاركة في الحكومة اذا لزم الامر، تمشيا مع موقف حلفائه الاقليميين الذين يلتقي معهم في الخيارات اللبنانية والاقليمية الراهنة وربما المستقبلية. على ان بين السياسيين المتابعين من يقول ان هناك نزاعاً اقليمياً يتحكم بكل المواقف في لبنان والمنطقة، فالجمهورية الاسلامية الايرانية وحزب الله وحلفائهما الآخرين يرون ان المنطقة مقبلة على تطورات دراماتيكية، ولذا فإنهما يدفعان في إتجاه تأليف حكومة لبنانية صلبة تشكل شبكة حماية وأمان لهما في الخاصرة اللبنانية، ولذلك فأن ما يطلب به «الحزب» وحلفائه حكومياً يصب في هذا الاتجاه. وفي المقابل فإن المملكة العربية السعودية وحلفائها يقولون بعكس ذلك، وهو أنه اذا كانت هناك تطورات دراماتيكية مقبلة على المنطقة فلا ينبغي ان تؤلف حكومة تحمي حزب الله وإيران وانما تأليف حكومة تحملهما مسؤولية التدهور القائم في المنطقة...

 

إحراج الحريري لإخراجه: لحزب الله رأي آخر

منير الربيع/المدن/الخميس 28/06/2018

حين تطرح سؤالاً على بعض المسؤولين إذا ما كانت مرحلة العهد الجديد منذ سنة ونصف إلى اليوم، تشير إلى خروج عملاني عن اتفاق الطائف، تصبح الاجابة عنه أبعد من ذلك بكثير، مع ما يجري في عملية تشكيل الحكومة. يتفق عدد من المسؤولين في إجاباتهم على أن الأخطر من الخروج على اتفاق الطائف، هو ما ينذر بمحاولات للضغط على الرئيس سعد الحريري، لإحراجه وإخراجه، أو إجباره على التطبيع والتوقيع على كل ما يريده الطرف الآخر. ثمّة من يشير إلى أن المرحلة أخطر من إحراج الحريري وتطويعه، بل هي تذكّر بمحاولة الانقلاب عليه. وللمفارقة، أن مرحلة الانقلاب على حكومة الحريري في العام 2011، افتتحها اللواء جميل السيد بملف شهود الزور. واليوم حقبة الانقلاب على تكليف الحريري يفتتحها السيد أيضاً بوضع شروط وسقوف زمنية على الرئيس المكلف تشكيل الحكومة، والذي إما عليه الالتزام بها، أو المغادرة من خلال اسقاط تكليف تأليف الحكومة. وفي سابقة من نوعها، خرج رئيس الجمهورية ميشال عون بموقف أعلن فيه أن "الرئيس وإن لم يتدخل في آلية التشكيل، إلا أنه ليس في وارد التغاضي عما منحه إياه الدستور من صلاحيات وما درجت عليه الأعراف المعتمدة منذ اتفاق الطائف، لاسيما لجهة حق رئيس الجمهورية في أن يختار نائب رئيس مجلس الوزراء وعدداً من الوزراء، يتابع من خلالهم عمل مجلس الوزراء والأداء الحكومي في شكل عام انطلاقاً من قسمه الدستوري بالحفاظ على القوانين".

كلام رئيس الجمهورية وكلام السيد يلتقيان، وفق مسؤولين سياسيين بارزين. ويعتبرون أن الكلام ينطوي على مخاطر عديدة، عبر فرض سقوف زمنية، وشروط أخرى. وهذا ما تجلّى في المعادلة التي فرضها السيد إذا لم يشكل الرئيس المكلف الحكومة، معتبراً أن هناك عريضة سيتم توقيعها من قبل 65 نائباً لإسقاط التكليف. وهذا يمثّل انقلاباً على الطائف والدستور. والأخطر أن الكلام أرفق بكلام صدر عن الدائرة الإعلامية في القصر الجمهوري. وهو في ظل تمسّكه بالدستور، أطاح بالدستور. ينص الدستور على التشارك مع الرئيس المكلف لإصدار مرسوم تشكيل الحكومة. لكنه أعطى لنفسه صلاحيات جديدة لأن الدستور لا ينص على أن نائب رئيس الحكومة من حصته، وثانياً لا ينص الدستور على حصة وزارية لرئيس الجمهورية لمساعدته، لأن من توكل إليه مهمة إدارة الحكومة وعمل الوزراء هو رئيس الحكومة. بالتالي، هذا خروج على الدستور، وإضافة صلاحيات جديدة للرئيس.

الكلام يقود إلى خروج عن الدستور، ودخول لبنان في مرحلة جديدة، هي عملية تعديل اتفاق الطائف والإطاحة به ليس عن طريق قانوني، بل بالممارسة السياسية وبفرض الأمر الواقع. النتيجة المباشرة لذلك، تعني أنهم يرسمون خطوطاً حمراء أمام الحريري، الذي إما أن يلتزم بما يرسمونه له ويفرضونه عليه، أو أن عليه الذهاب وتكليف شخص آخر بدلاً منه. لذلك، هناك من يقرأ في هذا الضغط بأنه محاولات إحراج للحريري لإخراجه، ربطاً ببعض التطورات المحلية والإقليمية، سواء أكان على صعيد التقارب بين تيار المستقبل وحزبي القوات والتقدمي الاشتراكي وتشكيل جبهة حماية للحريري، أو على صعيد التطورات الإقليمية وفرض توازنات جديدة في المنطقة، من اليمن إلى التسويات الحدودية المفترضة والمنتظرة. بينما تؤكد المصادر أن حزب الله غير مقتنع بهذه التوجهات، وليس هو من يقف وراء موقف السيد، بل ربما النظام السوري هو من يريد ذلك. إذ إن حزب الله يعمل على إيجاد مخارج للأزمة، ومن بينها الاتصالات الايجابية التي قادت إلى زيارة الحريري إلى القصر الجمهوري، لإعادة ترتيب الأوضاع.

ذلك كله لا ينفصل عن الهجوم الاستباقي الذي فرض على رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، الذي لا تزال محاولة تحجيمه مستمرّة. استهداف جنبلاط يأتي في أولوياته استهداف اتفاق الطائف، وما يمثّله جنبلاط من رمزية متمسكة بهذا الاتفاق. كذلك كان الخلاف مع الرئيس نبيه بري سابقاً، هو خلاف مع الطائف، لكن المسألة مع بري تبقى مضبوطة أكثر بفعل وجود حزب الله، والتقارب السياسي الذي يفرضه اللقاء على العناوين الاستراتيجية. لكن رسائل بري وتحذيراته من الثنائيات، كانت أكثر من جدّية، وكانت تمهيدية إلى ما ستصل إليه الأمور. هناك من يشبّه آلية تشكيل الحكومة الحالية من قبل بعض الأفرقاء، بأنها طريقة غازي كنعان في تشكيل الحكومات. لكن، مع مساع لإيجاد قواسم مشتركة، وتخفيف حدّة التوتر، بدأت عبر حزب الله الذي يحرص على الاستقرار. وهذا ما سيترجم في اللقاءات التي ستعقد في الساعات المقبلة، لإعادة إحياء المفاوضات لإنجاز التشكيلة. وهنا، ثمة معادلة ستطرح، هل أن الحريري سيصمد على شروطه وحلفائه أم أنه سيتنازل مجدداً تحت شعار الوضع المالي والاقتصادي الضاغط والمتدهور، وحاجة لبنان إلى الحكومة للحصول على المساعدات التي أقرت في المؤتمرات الدولية؟ ولا يمكن للمستقبل أن يبقى في المعارضة، كما حصل سابقاً. فخروجه من المعادلة، سيقود إلى انكسار التوازن لمصلحة حزب الله وحلفائه. وهذا ليس من مصلحة السعودية.

 

العاقورة واليمونة خلاف يتجدد: عقارات واتهامات بزراعة الحشيشة

حنان حمدان/المدن/الخميس 28/06/2018

روايتان مختلفتان للخلاف الناشب بين أهالي بلدتي العاقورة واليمونة (جبيل)، وموضوعه ترسيم الحدود بين البلدتين، الذي يعود إلى ثلاثينيات القرن الماضي. إلا أن تطورات الأشهر الماضية أججت هذا الخلاف، ووصل إلى ذروته، الأربعاء في 27 حزيران 2018، إذ اتهم رئيس بلدية العاقورة منصور وهبي أفراداً من اليمونة بالاعتداء على عنصرين من شرطة بلدية العاقورة أثناء قيامهما بدورية في جرد البلدة عند الساعة 12 ظهراً. فقد فوجئ العنصران بكمين مسلح أقدم عناصره على تكسير هاتفيهما وجرى إطلاق النار على سيارة الشرطة التابعة للبلدية، وذلك بتحريض من رئيس بلديتهم طلال الشريف، وفق وهبي. ما دفع الجيش إلى الانتشار على الحدود بين البلدتين. هذا الكلام نفاه نائب رئيس بلدية اليمونة حسين الشريف، في اتصال مع "المدن"، مؤكداً أن شرطة بلدية اليمونة كانت موجودة في المكان حين وصل العنصران، وأنه جرى نقاش بين الطرفين، و"إن كان قد حصل أي اطلاق للنار من قبل عناصرنا فنحن نستنكره، ولن نقبل بوقوع أي نقطة دم بين البلدتين". يقول وهبي في اتصال مع "المدن" إن هذا الاعتداء سبقه كلام للنائب جميل السيد وهو بمثابة تهديد لأهالي العاقورة، والتعدي شمل القانون والأحكام والأرض، والأمور باتت برسم الرؤساء الثلاثة، ومن أجل ذلك تقدم بشكوى أمام النيابة العامة ضد عنصر في بلدية اليمونة وطلال الشريف، مطالباً بتسليم المسلحين إلى القضاء، لأنه من غير المقبول إيقاظ الفتنة بين البلدتين مجدداً، وفق وهبي. رغم ذلك، يعتبر أن حجة الخطأ في ترسيم الحدود ليست سوى تمويه لحقيقة أنه في المساحة المتنازع عليها تزرع حشيشة الكيف.

هذا الحديث خلق استياءً لدى كثيرين من بلدة اليمونة، لاسيما بعدما وصف وهبي رئيس بلديتهم بأنه تاجر مخدرات، داعياً الجهات المعنية إلى القبض عليه وانتشار الجيش على كامل الحدود بين البلدتين. والحال أن أحداثاً كثيرة حدثت منذ الصيف الماضي بين البلدتين أدت إلى هذه الحادثة التي حصلت قبل يومين. إذ إن ترسيم الحدود حصل في العام 1936 وفقاً لخط مساحة كان قد وضعه القاضي عبدو بو خير. وفي العام 1967، تم ترسيم الحدود. فلماذا تأجج الخلاف في هذا الوقت بالذات؟

وفق الشريف، بدأت القصة حين أصبح وهبي رئيساً للبلدية، ووضع لافتات في المكان لمنع الصيد، فأزالتها شرطة بلدية اليمونة. ومن ثم بدأ بوضع حجارة في المكان، ليتخذ بعدها قراراً بمنع رعاية الأغنام على حدود البلدتين بحجة تنفيذ مشاريع بيئية. لم يلتزم الرعاة، فأرسل عناصره وتمت إزالة خيم الرعاة وجرى تهديدهم. ووصلت الأمور إلى حد إرسال مسلحين إلى محيط البيوت وإطلاق النار كمناورة. ما اعتبره الأهالي شكلاً من أشكال الاستفزاز، وفق الشريف.

أما بالنسبة إلى ما يصدر على لسان وهبي، فإنه بالنسبة إلى الشريف ليس من أجل الحدود، إنما تعود أسبابه إلى القرن الماضي، إذ توفي عمه على يد أحد أبناء اليمونة. ما جعلهم يشكون في أنه يريد أخذ الثأر منهم. يضيف الشريف أن ترسيم الحدود مختلف عليه منذ عقود، لكن أحداً من البلدتين لم يتابع الموضوع لأن لم يكن هناك أي مشكلة بين البلدتين، إذ يتنقل أهالي البلدة على الحدود من دون أي محظورات. ويشير إلى أنه حين تم تنظيم المساحات في القرن الماضي جرى الطعن في قرار القاضي بو خير وتم توكيل مهمة الترسيم إلى القاضي شريف الحسيني، الذي قال إن هناك أخطاء فاضحة لجهة المساحات. "ما يدل على عدم أحقية ما يقوله وهبي". علماً أن رئيسي البلديتين كانا قد التقيا في الصيف الماضي في وزارة الدفاع، وتم الحديث عن هذه المسألة. لكن الخلاف بدأ بعد ذلك. وتعقيباً على هذه التطورات، طالب رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، في بيان الأربعاء، باتخاذ أقصى التدابير بحق المعتدين على شرطة العاقورة كي يكونوا عبرة للجميع، مؤكداً أن الخلاف ليس طائفياً ولا سياسياً، إنما هو خلاف عقاري بحت. لذلك، وجب حله بالطرق القانونية لحل الإشكال العقاري بين البلدتين وليس بالعنف. يذكر أن أول خلاف نشب بين البلدتين يعود إلى العام 1934، بين شخص من بلدة عاقورة يسكن في اليمونة وأحد أبناء العاقورة، بشأن العلف، وذهب ضحيته نحو 20 شخصاً.

 

جبران باسيل يواجه الخصوم وأهل البيت..ويربح

منير الربيع/المدن/الأربعاء 27/06/2018

سهام كثيرة مصوّبة على وزير الخارجية جبران باسيل. قبل أسابيع خسر الرجل أحد أقرب السياسيين المقرّبين إليه، وقد شكّل معه توأمة في تيار المستقبل. لا بد لابتعاد نادر الحريري أن ينعكس سلباً على وضع باسيل وعلاقاته بالحلفاء والخصوم. الرجل أمام استحقاقات عدة، أبرزها كيفية الدمج بين النيابة والوزارة ورئاسة التيار، وسط اعتراضات من أقرب المقرّبين من مؤسس التيار رئيس الجمهورية ميشال عون. كثيرون يريد كف يد جبران عن التدخل في شؤون السياسة، تشكيلاً وتأليفاً، في الوزارات والإدارات، وفي الملفات والسياسات. كان الرجل صاحب اليد الطولى في إرساء تفاهمات وخروج على أخرى. وهو الأقوى في المعادلة. استند طوال السنتين الماضيتين على قوّة عمّه، وتحالفه مع حزب الله وتيار المستقبل. أراد مواجهة الجميع، وتحجيمهم. لكن، كان هناك من يسعى إلى تحجيمه هو، وهؤلاء من أبناء بيته. ليست محاولات تحجيم باسيل جديدة. تعود إلى سنوات فائتة. منذ قال عون ذات يوم: "عمرها ما تتشكل حكومة بلا جبران". كان الموقف داعماً للرّجل، لكنه وضعه في صيبة عين كثر، مناضلين وأصدقاء، حلفاء وأبناء. في حقبة تجيير رئاسة التيار إليه، تشكّلت جبهات متعددة لمواجهته، لكنه تخطّاها. اجتاز الامتحانات الصعبة، وكرّس نفسه ومفهومه. ومَن كانوا ضده رحل بعضهم، والبعض الآخر أجبر على التطبيع. كان باسيل ينظر إلى البعيد. وصلت إلى مسامعه أقاويل كثيرة، بأن دوره سينتهي ذات يوم لأنه لا يستمد دوره من بنيته وذاته، فعمل على إثبات العكس، حتى وصل الأمر اليوم إلى وصف البعض التيار بأنه ذات توجهات باسيلية. لم يعد من السهل الرهان على "إنهاء" الرجل في السياسة. أحكم قبضته على التيار، وأرسى مفاهيمه شعبياً.

لكنه سيبقى يتعرّض لمواجهات متعددة. ليس آخرها محاولات كف يده عن عملية تشكيل الحكومة. وصل الأمر برئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري وفريقه إلى التعبير عن مدى الانزعاج من تدخلات باسيل. ردود المستقبليين على تصرّفات الرجل وانتقادها تشير إلى انتهاء حقبة نادر الحريري. لم يعد سعد الحريري جاهزاً للتسليم له بكل ما يريد. وهذا تجلّى في العملية التفاوضية للتشكيلة الحكومية، قالها الحريري أكثر من مرّة مباشرة وتلميحاً، أنا من يقرر، بالتنسيق مع رئيس الجمهورية. برسالته هذه قصد باسيل. وهذا ما يتفق عليه الحريري مع رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، الذي يصرّ على فصل التعاطي مع رئيس الجمهورية عن التعاطي مع باسيل، وفصل التعاطي مع التيار عن التعاطي مع الرجل أيضاً. ويلتقي به أيضاً مع وليد جنبلاط مع الحريري. يتفق الحريري معهما على عدم تكرار تجربة السلطان سليم، شقيق الرئيس بشارة الخوري. والرئيس نبيه بري كان السباق إلى ذلك، بإعلان مبكر رفضه منطق الثنائيات. وموقف سليمان فرنجية لا يحتاج إلى كثير من الشرح. الكل يريد كف يد باسيل عن التدخل في عملية التشكيل، ومنعه من عرقلة مراسيم وقرارات وتوظيفات. لكنه سيحسن تصرّفاً في تحويل ذلك إلى ما سيصفه بأنه محاولة لإلغائه. قبل الانتخابات النيابية كان التيار الوطني الحر يتجه إلى الفصل بين النيابة والوزارة، لكن دائماً باسيل هو الإستثناء. لا تقتصر محاولات تطويقه على خصومه في السياسة. العالمون بخبايا الأمور يعرفون أن الرجل مغضوب عليه من محيطين كثر برئيس الجمهورية. ذات اجتماع عاصف بعد الانتخابات للبحث في تشكيل الحكومة، كان طموح ميراي عون هاشم تولي حقيبة الخارجية واضحاً، لكن باسيل تمسّك بالحقيبة، على قاعدة أنه هو من يقرر. تدخّل رئيس الجمهورية. وهناك من يعتبر أنه أراد وضع بعض الضوابط لباسيل، وتخييره بين رئاسة التيار أو الوزارة. مع تفضيل الرئيس أن يتولى باسيل رئاسة التيار، بدلاً من التلهي في الوزارة ومشاكلها.

إنه نزاع مستدام، يرّجح أن يكسب باسيل فيه المكاسرة مجدداً، خصوصاً أن ما بعد الانتخابات ليس كما قبلها، لا سيما لجهة العلاقة مع حزب الله، الذي أخطأ باسيل بحقه كثيراً في فترة التجييش الانتخابي، لكن العودة إلى الحضن ستعني كثيراً، وتدرّ الأكثر.

 

الأمانة وخبرة الحياة

الهام فريحة/الأنوار/28 حزيران/18

مهما غالى الإنسان في الإبتعاد عن الناس فإنّه لا يستطيع أنْ يعيشَ وحده، لكن المشكلة والمعضلة هي:

أيُ نوع من الناس يتعاطى معهم؟

وما معيار التعاطي؟

هل هو مادي أو معنوي؟

الجدال واسعٌ في هذا المجال ولا يستقر عند حد معين. أصحاب النزعة المعنوية يضعون سلسلة من المعايير والشروط، ومن أبرزها أنْ يكون الصديق أو الرفيق أو القريب متحلياً بصفة الأمانة، فماذا عن هذه الميزة؟

ركَّز العلماء والمفكرون على هذه الصفة لدى الإنسان، لِما لها من أهمية، وتوصلوا إلى القناعات التالية:

لا تودِع سرَّك عند مَن لا أمانة له.

علمٌ من دون أمانة كتلة من الجهل، وذكاء لا يصاحبه صدق وأمانة هو نكبة للعقل.

قلة الأمانة تؤدي إلى تسمم العقول.

أفضل أنواع الأمانات هو الوفاء بالعهود.

أحمق الحَمَق الفجور، وأصدق الصدق الأمانة وأكذب الكذب الخيانة.

في الأنظمة السياسية الديمقراطية ما زالوا يعتقدون بأنّ الغبي أكثر ميلاً للأمانة من الماهر. (وبعد الخبرة تبيَّن أنَّ هذا الإعتقاد في محله).

صاحب الأمانة يغيِّر أفكاره لتتناسب مع الحقيقة، والمخادع يغير الحقيقة لتتناسب مع أفكاره.

الأمانة أول فصلٍ في كتاب الحكمة.

أداء الأمانة مفتاح الرزق.

الأمين حذرٌ دائماً، وحكمته الفضلى هي: أفضل طريقة للإلتزام بالوعد هي ألا تعد بشيء.

 

تعثُّر تشكيل الحكومة يُسقِط اتفاقات ويضع الوضع المالي على شفير التساؤلات

الهام فريحة/الأنوار/28 حزيران/18

تأليف الحكومة يترنَّح إلى درجةٍ يمكن القول معه أنّه أصبح في خبر كان. الجميع جهرَ بسلاح الموقف، ولم يعد لأحدٍ ما يخفيه: رئيس الجمهورية قالها في بيان مكتوب إنَّ للرئيس حصة، غير حصة كتلته النيابية، وأنَّ نائب رئيس الحكومة من حصته.

أوساط الرئيس المكلّف ترد بأنّ لرئيس الحكومة حصة، غير حصة كتلته النيابية. طريق التأليف محفوفة بالألغام، وها هو لغمٌّ انفجر في "إتفاق معراب" فأسقطه، ونعاه رئيس تكتل لبنان القوي الوزير جبران باسيل، بعد اجتماع التكتل بقوله:

"الإتفاق لم يعد قائماً". إذاً، ليس في الأفق ما يشير إلى أنَّ ولادة الحكومة قريبة، بل على العكس من ذلك، فإنَّ العملية متعثرة، ولكن ماذا عن الإنعكاسات والمضاعفات؟

وهل يتحملها البلد؟ يبقى سؤالٌ برسم المعنيين: إذا كنتم تطمئنون إلى متانة الإستقرار السياسي، الذي يؤدي إلى مناعة الإستقرار النقدي، فكيف تفسرون الإتجاه إلى رفع الفائدة على الليرة اللبنانية لآجال طويلة إلى 15 في المئة بدل عشرة في المئة؟

هل فقط لجذب الرساميل أم لتحفيز الناس على الإحتفاظ بالليرة اللبنانية، بدل تحويل أموالهم إلى الدولار الأميركي أو إلى اليورو؟

إنّ ما يجري على صعيد رفع الفوائد على العملة الوطنية لا يريح كثيراً ويؤشر إلى متاعب ومصاعب نقدية ومالية، تؤدي بدورها إلى متاعب ومصاعب اقتصادية واجتماعية بدأت مؤشراتها ومعالمها تظهر على بعض القطاعات، ولا سيما التربوية منها.

هل بلغ المسؤولون، على سبيل المثال لا الحصر أنّ المدارس الخاصة، سواء كبرياتها أو المدارس الأصغر حجماً، بدأت بتسريح نسبة كبيرة من أساتذتها، وذلك قبل الرابع من تموز، الموعد النهائي بموجب القانون لتسريح أي أستاذٍ قبل السنة الدراسية المقبلة؟

هل يعرف المسؤولون أنَّ هذا التسريح سببه "الإرتباك التشريعي" الذي فرض على المدارس الخاصة دفع الزيادات للأساتذة، بموجب القانون الجديد لسلسلة الرتب والرواتب، من دون أنْ تكون متاحة لهذه المدارس زيادة الأقساط؟

تذرّعت إدارات المدارس بأنّها لا تستطيع رفع الأقساط، وأنّها مضطرة إلى دفع الزيادات، فبدأت بتسريح الأساتذة القدماء أصحاب الرواتب العالية، والإستعاضة عنهم بأساتذة جدد بعقود جديدة ورواتب أقل من رواتب القدماء.

هل بلغ المسؤولون أنَّ القطاع السياحي الذي يعولون عليه لإنعاش الإقتصاد "عالق في ازدحام السير"؟

ليس هناك من مبالغة في هذا الكلام للإعتبارات التالية: من غير المسموح أنْ يصل السائح إلى المطار في حزيران ولا يصل إلى الوجهة التي يقصدها إلا في تموز! كل الطرقات التي يمكن سلوكها تشهد اختناقات مرورية، سواء من المطار إلى قلب العاصمة بيروت، أو من المطار إلى جونيه، أو من بيروت إلى الجنوب. كيف يتم إنعاش السياحة التي يعوَّل عليها، وليس بالإمكان توفير انتقال من منطقة إلى منطقة بأقل إختناق مروري؟

هل بلغ المسؤولون اللبنانيون أنَّ الأسعار الفاحشة في المنتجعات البحرية تجعل من المرء أنْ "يعد للعشرة وأحياناً للمئة" قبل ارتياد هذه المنتجعات؟

إن كلفة يوم واحد لعائلة من أربعة أشخاص تساوي كلفة "سَفرَة" إلى أحد المنتجعات، سواء في بعض دول المنطقة أو دول حوض البحر المتوسط، ومَنْ لا يُصدِّق ليتابع العروض السياحية الترويجية على صفحات الإنترنت.

حضرات المسؤولين، حرامٌ أنْ تفعلوا بالبلد هكذا. إنَّ هذا البلد فيه من القدرات والطاقات والمقوِّمات ما يجعله يتقدم بسرعة، ولكن إنزعوا من أمامه "الأَغلال" التي تمنعه من التقدم، وهذه الأَغلال هي خلافاتكم والنزعة الإستئثارية لكل منكم.

 

بين سعيد عقل وصغر عمر

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/28 حزيران/18

احتدمت منذ الخمسينات حربٌ شعواء بين شعراء الفصحى، التقليديون منهم والحداثيون. وكما يحدث في كل جدلٍ ثقافي من هذا النوع، تتداخل التيارات وتتكاثر التهم. واعتبر يومها الدكتور سهيل إدريس، صاحب «الآداب» أن مؤامرة إمبريالية غربية تقف وراء شعراء النثر. ومع أن بيروت كانت ساحة المعركة بسبب موقعها وحرياتها، فإن كبار الشعراء المعنيين آنذاك كانوا غير لبنانيين: بدر شاكر السياب، ونزار قباني، وأدونيس، ومحمود درويش، وعبد الوهاب البياتي، وأمل دنقل، وصلاح عبد الصبور، ونذير العظمة، وسواهم. تزعّم، أو رعى الحركة الحديثة الشاعر يوسف الخال، الذي كان ذا ثقافة واسعة في الآداب الإنجليزية، وكان يتوقُ إلى إخراج الشعر اللبناني من جموده قائلاً بحدة إن شعرهم يمثل «الانحطاط أصدق تمثيل: كلامٌ موزونٌ مقفًى تسوده الركاكة والمحاكاة، وتنوء به البراعة اللفظية والتوشية البيانية». وكان يعطي أمثلة على ذلك قصائد الشيخين ناصيف وإبراهيم اليازجي، وبطرس كرامة، وإلياس إده وسواهم، ويأخذ عليهم أنهم يتبارون في نبش آثار القدامى «من جاهليين، وأمويين، وعباسيين، وأندلسيين، ومحاكاتهم في أساليب النظم وأغراضه. وهي آثار إذا كانت جيدة، فللعصور التي وضعت فيها. وهي أساليبُ وأغراضٌ، إذا وجدت ما يبررها في حينها، فلم يكن لها من مبرر في ذلك العصر».

وكان رئيس جمعية «أهل القلم» الشاعر صلاح لبكي يقول عن بعض أقرانه وسابقيه: «إنهم يبارون الأقدمين، فيجف ريقهم على اللفظة والمحسنات اللفظية وجودة الصياغة. بل راحوا يغزون الأقدمين غزوا في أساليبهم ومواضيعهم وصورهم وتشابيههم، غير حافلين بفواصل الزمن وتطور الحضارة، وغير آبهين بالإنسان. مدائحهم مُقفِرَة إلا من المبالغات، مراثيهم وحكاياتهم موحشة إلا من تكلف الحزن، وغزلهم فارغ إلا من الثرثرة على الشوق والحنين، والكلام عن عيون البقر، والتحرّق البارد على تفاحٍ ورمانٍ وعنابٍ وغصنٍ مياس». بقيت الرومانسية اللبنانية في رأي المحدثين أسيرة حدود القرن التاسع عشر. وظلَّ الشعراء اللبنانيون يقلّدون الرومانسيين في أوروبا، وخصوصاً في فرنسا. وروى صلاح لبكي في كتابه «لبنان الشاعر» أن الجامعة الأميركية دعت في الأربعينات إلى أمسية شعرية شارك فيها الأخطل الصغير فكان أن ألقى قصيدة بعنوان «عروة وعفراء» التي نظمها سنة 1917. واعترض زميله سعيد عقل على ذلك قائلاً إن ثمة قضايا تحتّم الخروج من فكر القرون الماضية. غير أن سعيد عقل نفسه هو الذي يعتبره يوسف الخال مثالاً للرجعية الشعرية. ومن دون أن يتهمه بالسرقة يورِدُ التشابه بين أشهر قصائده «رندلي»، وبين أشهر قصائد عمر بن أبي ربيعة «أتعرفن الفتى». إلى اللقاء...

 

 كارثة إيران.. المتدحرجة

علي نون/المستقبل/27 حزيران/18

قراءة محمد جواد ظريف وزير خارجية إيران لأحوال بلاده الراهنة واحتمالاتها المفتوحة على الأسوأ، مميّزة ومؤثّرة وذات صدقية أكيدة، لكنها ليست استثنائية ولا غريبة ولا طارئة ولا مفاجئة ولا صاعقة ماحقة!

قبله كثيرون من أهل النظام وعصبه «الثوري» رأوا ما يراه الوزير ظريف الآن. وتوقعوا مآلات سيئة لهذه الرؤية قبله بكثير.. وافترضوا عن حق ودراية وعلم وسعة إطلاع، أن المسار الذي تسلكه القيادة الإيرانية تحت إشراف وتوجيه ورعاية «المرشد الأعلى»، صاحب الشأن والقرار الأول والأخير، ستكون له تداعيات كارثية على الدولة والكيان، ومن حيث المبدأ وقبل التفاصيل والتتمات.. بمعنى أن «الثورة» الدائمة والقابلة للتصدير تعني ديمومة أسبابها ومحفّزاتها! وهذا يقرص المنطق من أذنه بعد أربعة عقود من استقرار نظام هذه «الثورة»! وبعد أن اضمحلّت واختفت «القوى المضادّة» لها! وبعد أن أُحكِمَ التمسّك بكل مقوّمات القرار السيادي والدستوري والوطني بكل أبعاده ونواحيه من دون أي استثناء.. وبعد أن أخذت التجارب مدَياتها التامة، رئيساً تلو رئيس وحكومة تلو حكومة وخطّة تلو أخرى!

والمعضلة العامة في الشأن الإيراني هذا، تكمن في اعتماد منطق متضاد أو متعاكس: أقصى «الأصولية» إيماناً وتبشيراً في الدين والسياسة.. وبراغماتية قصوى بدورها في توسّل الطرق والسبل المفضية افتراضاً إلى تحقيق الأهداف المبتغاة.. وهذه عنت وتعني ولا تزال تعني (وإن كانت في أطوارها الأخيرة) النزول على الأرض من الشرفات السماوية! والتعامل مع الباطل باعتباره مفضياً إلى الحق! وارتكاب المحرّمات باعتبارها سبيلاً إلى الحلال! وزركشة العنف الاستبدادي بأثواب طُهرانية مقدّسة باعتباره أداءً «إيمانياً» لا بدّ منه للوصول إلى الخلاص المهدوي المرتجى!

ومعضلة المقدّس في السعي «الثوري» هي أن صاحبه بشري يتلبّس دوراً رسولياً.. ويفترض أن يقينياته صالحة تماماً للتعميم الخارجي طالما أنها نجحت في التعميم الداخلي.. أو طالما أنها «مبدئياً»، وفي العُرف الإيماني ذاك، هي الوصفة الأسلم والأصحّ لمعالجة أمراض البشر وشؤونهم! وأحوال الدول وشروطها! ولا يهم العنوان في هذا الميدان، من تروتسكي الماركسي اللينيني في مطالع القرن العشرين، إلى الخامنئي الديني (المذهبي + القومي) في مطالع القرن الحادي والعشرين.. فالأمر سواء! والخلاصيون نخبة منتقاة! وأحوال الدنيا ذاتها وإن تغيّرت «ملامحها» وأشياؤها وآلياتها وأدواتها وأنظمتها! وأحمالهم هم الرساليون والخلاصيون ثابتة أبد الدهر. لا تتغيّر بتغيّر الزمان! ولا تتطوّر بتطوّر المكان! .. إيران اليوم حالة مستحيلة «ذاتياً» قبل «موضوعياً».. ثورتها العابرة تقوّض الدولة الدائمة، وتأخذ مكانها ودورها لكن من دون «القدرة» على الجهر والبوح والإعلان! ومن دون امتلاك ما يكفي من أسباب الاقتدار وشروطه.. والمنزلة بين المنزلتين هذه لا تنتج لحماً وحليباً وخبزاً بما يكفي للإشباع الداخلي، لكنها تسمح بتصدير فائض افتراضي سرعان ما يتبيّن أنه مُدّعى ومأخوذ من درب مستحقّيه (الإيرانيين) لتقديمه رشوة إلى الخارج توازي أثمان الادعاءات القطبية والمحورية المشتهاة! والإيراني العادي اليوم يجد نفسه أمام واقع مرير: لا «الثورة» أينعت وانتهت مفاعيلها على خير ورخاء واستقرار! ولا «الدولة» قامت واكتملت وأدّت ما عليها من وظائف لا يستقيم وضع أي كيان حديث من دونها! وهذا ما يستدعي الافتراض السعيد بأن على أصحاب الشأن في طهران التصالح مع الواقع والكفّ عن الأوهام والأحلام! والتصالح مع الداخل الوطني قبل انتظار التوافقات الصعبة والمُكلفة مع الخارج البعيد! ثم الإقرار الشجاع بالخطأ والتراجع عنه، وليس دوام المكابرة، والادعاءات الأكبر من القدرات والإمكانات والأحجام والأوزان!

الكارثة المتدحرجة في إيران كانت بدأتها إيران في خارج إيران! وانتبه إليها جميع «ضحاياها»، قبل الوزير الظريف بسنوات طويلة!

 

لبنان مع من... نفسه أم إيران؟

مشاري الذايدي/الشرق الأوسط/27 حزيران/18

كان من ضمن الوعود التي أطلقتها الحكومة والرئاسة اللبنانية العتيدة، ضمان «النأي بالنفس» اللبناني عن حروب المنطقة، ومنها طبعا حرب اليمن، لكن تلك الوعود مجرد سراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء. كلنا نعلم، أن مقاتلي «حزب الله» اللبناني هم جزء عضوي من قوات الحرس الثوري الإيراني، وحسن نصر الله هو جندي في ولاية الفقيه، وتابع لولي أمر المسلمين، كل المسلمين، آية الله خامنئي. في سوريا، نعلم، حتى هذه اللحظة، عن دور الشبان اللبنانيين من الجنوب وبعلبك الهرمل، المنخرطين في عالم «حزب الله» الأصفر، في حلب وريفها، وريف دمشق، وحي السيدة زينب، وجبال القلمون، ووادي بردى وقراه العامرة.

حتى في البحرين والكويت والسعودية، ستجد دوما دورا - ما شاء الله تبارك الله - لمدربي الحزب الخميني الأصفر، في كل عرس له قرص، ويسخر نصر الله دوما، ويغالط، مع ابتسامة صاحب العمامة السوداء الشهيرة «إنو موش ها القائد دورنا يا جماعة»! مؤخرا أعلن تحالف دعم الشرعية في اليمن، أنه قتل 8 من عناصر «حزب الله» اللبناني، بينهم قائد ميداني خلال عملية عسكرية استهدفت الميليشيات الحوثية في عقبة مرّان بمعقل الجماعة الحوثية في صعدة. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن المتحدث باسم التحالف العقيد تركي المالكي قوله: هذه «ليست المرة الأولى» التي يقتل فيها عناصر في «حزب الله» باليمن. وفي مؤتمر صحافي في الرياض، أوضح المتحدث باسم التحالف أن عناصر «حزب الله» كانوا ضمن مجموعة «متوجهة إلى قرب الحدود السعودية وتم رصدهم ضمن عملية مراقبة من خلال المنظومات الاستخباراتية». ما هو موقف الحكومة اللبنانية مع هذه الواقعة، التي هي مجرد مثال من أمثلة كثيرة على تورط «حزب الله» بالإرهاب والحرب على السعودية والإمارات... وغيرهما؟ وهي الحرب التي قال عنها نصر الله إنها أشرف حرب خاضها بحياته. لست أعلم سر البرودة أو قل التطنيش الذي تفعله الدولة اللبنانية تجاه هذه المنظمة الضالعة بالإرهاب الدولي المسماة: «حزب الله»؟

كيف تريد الدولة اللبنانية أن تكون دولة طبيعية عادية، نظامها المصرفي والمالي آمن، وفي أحشاء الدولة أعضاء من هذه المنظمة الإرهابية؟ الإدارة الأميركية بقيادة ترمب جادّة كل الجدّ في مواجهة نشاط إيران ومن يتبع إيران، عكس «اللطيف الظريف» الآفل باراك أوباما. القصة بغاية الجدّ، والأم الرؤوم، الجمهورية الخمينية نفسها «مقبلة على أيام عصيبة وخطيرة»، كما قال (علي خُرَم) مستشار وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف لصحيفة «آرمان أمروز» الإيرانية الأحد الماضي. على الدولة اللبنانية الاختيار بين مصلحة لبنان واللبنانيين، ومصلحة إيران وتابعها الأصفر بلبنان. لا يمكن الجمع بين الأمرين.

ثمة مثل يقول: لا يمكن أن تأكل الكعكة كلها، وبالوقت نفسه تظلّ كاملة!

 

إيران إمبراطورية الأمعاء الخاوية

مصطفى فحص/الشرق الأوسط/27 حزيران/18

يستطيع قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني وعطّار سياستها التوسعية الجنرال قاسم سليماني التغني بتسلط بلاده على مجلس النواب اللبناني، وقدرة حلفائه في بيروت على تشكيل حكومة مقاومة، كما يستطيع رفيق دربه وزميله في الحرس الثوري الجنرال حسين سلامي التباهي بأن بلاده تمكنت من إبعاد ساحات القتال مع العدو إلى مسافات بعيدة، حيث يعود الفضل في ذلك، حسب رأيه، إلى ما وصفه بالفن الذي تمارسه طهران، والذي مكنها من تحويل لبنان والعراق وسوريا واليمن إلى خطوط أمامية في حربها مع من وصفهم بالأعداء.

كما تستطيع أذرعها العاملة في الخارج إطلاق مزيد من الصواريخ الباليستية البدائية من اليمن باتجاه المدن السعودية، وتستطيع القيادة الإيرانية ممارسة أعلى درجات البراغماتية في سوريا، وأن تتعهد لتل أبيب عبر الوسيط الروسي بالابتعاد أكثر من 30 كلم عن الحدود السورية مع الأردن وفلسطين المحتلة، مقابل أن تعيد تل أبيب تكليف نظام الأسد مهمة حماية حدودها الدولية، كما تستطيع بهيمنتها على العراق أن تهدد العراقيين بحرب أهلية إذا حاولت بعض الأطراف الخروج عن إرادتها.

في المقابل لم يعد باستطاعة هذه القيادة التي رسمت بدم الشعوب الأخرى حدود إمبراطوريتها أن تقنع المواطن الإيراني بجدوى هذا التوسع والنفوذ، الذي تحول إلى عبء على كاهل الإيرانيين الذين يواجهون أصعب أزمة اقتصادية في تاريخ بلادهم الحديث، بعدما انخفض سعر صرف التومان أمام الدولار إلى مستويات قياسية، لم يعد في الإمكان معالجتها في ظل سياسة إنفاق عسكرية توسعية ضخمة أدت إلى استنزاف الموارد الوطنية وسيطرة الحرس على المفاصل الاقتصادية والتجارية والصناعية، ما وضع النظام في مواجهة طبقة التجار التاريخيين الذين يسيطرون على البازار، وهي المواجهة الأولى من نوعها بين طرفيين شكلا سابقاً ضمانة استراتيجية واقتصادية لنظام الملالي، عندما كان كل طرف يؤدي واجبه المطلوب منه، إلى أن قام الحرس منذ أكثر من 10 سنوات بوضع يده تدريجياً على الاقتصاد والصناعة خصوصاً في مجالي النفط والتجارة، ما أدى إلى خسارة الدولة كثيراً من مواردها، ودخول قيادة الحرس الثوري المنافسة مع كبار رجال البازار في السيطرة على الأسواق المحلية والتجارة الخارجية.

اللافت في الأزمة المالية الجديدة التي تضرب الاقتصاد الإيراني، أن المواجهة منذ أيام بدأت من داخل البازار الذي لعب سنة 1979 دوراً بارزاً في عملية إسقاط نظام الشاه، عندما أعلن كبار التجار فيه انحيازهم إلى ثورة الخميني، وقد أدى انخفاض سعر صرف العملة إلى وضع كبار التجار الذين يسيطرون على حركة البازار في مواجهة ورثة ثورة الخميني، بسبب قلقهم من خسارة السوق المالية للعملة الصعبة وشكوكهم بدور الحرس الثوري في الاستفادة منها للضغط على حكومة الرئيس روحاني وإظهاره بمظهر العاجز عن معالجة الأوضاع المعيشية، إضافة إلى فشله في إدارة السياسة الخارجية بعد خروج واشنطن من الاتفاق النووي، فالأزمة المالية والعقوبات بالنسبة لتجار البازار هي عدم القدرة على استيراد قرابة 1400 نوع من السلع والبضائع، ما سيؤدي إلى ارتفاع حاد بالأسعار يقابله عجز في القدرة الشرائية لدى الإيرانيين، ما يؤدي إلى حالة ركود اقتصادي. في إمبراطورية الأمعاء الخاوية، تعترف المؤسسات الرسمية نهاية سنة 2017 بوجود 40 مليون إيراني يحتاجون إلى إعانات مالية شهرية، من بينهم 20 مليوناً يعيشون تحت خط الفقر، فيما جمعيات الإغاثة لم تستطع إعانة أكثر من 10 ملايين شخص، في المقابل، كشفت مؤسسة «بورغن» غير الحكومية التي تُعنى بمكافحة الفقر في العالم عن مستويات قياسية في الفساد، وهيمنة شخصيات نافذة على الاقتصاد والثروات، وأوضحت «بروغن» في دراستها أن 5 في المائة فقط من سكان إيران يسيطرون على كل مواردها، فيما يعيش 95 في المائة من الشعب في نسب فقر وعوز متفاوتة.  وعليه، فإن ناقوس الخطر قرع هذه المرة من البازار الذي انطلقت منه المظاهرات، وشملت بازار طهران الكبير، وسوق قيصرية، وشار سوق، وسوق الأقمشة، حيث طالب المتظاهرون والمضربون دولتهم بترك سوريا ولبنان والاهتمام بشأنهم. يقول المثل الشعبي إن «الزيت عندما يحتاجه البيت يُحرم على الجامع»، إلا أن جنرالات طهران يصرون على حرمان مواطنيهم من زيت بلادهم وتوزيعه على سكان مستعمراتهم التي تحول أغلبها إلى حطام، ولم يعوا بعد أن الإمبراطوريات تهدمها أمعاء أهلها الخاوية، كأنهم لم يدركوا حتى الآن وهم في طريقهم إلى احتلال مدن جديدة بأن الجيوش تزحف على بطونها.

 

«زلزال صامت» يضرب إيران... والنظام لا يبالي

هدى الحسيني/الشرق الأوسط/28 حزيران/18

خلال اجتماع رفيع المستوى للدبلوماسيين الأوروبيين في «منتدى أوسلو» الأسبوع الماضي، هدد رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية علي أكبر صالحي الأوروبيين بأنه إذا لم يثبت الاتحاد الأوروبي ودول أخرى تدعم الاتفاق النووي الإيراني، معارضتهم سياسة الولايات المتحدة في الوقت المناسب، «فسوف تواجهون مستقبلاً (مروعاً) وانعدام أمن غير مسبوق في المنطقة والعالم إذا ما انهار الاتفاق». من ناحيته، حذر الرئيس الإيراني حسن روحاني واشنطن بأنها ستندم على التخلي عن الاتفاق «كما لم يحدث من قبل».

بعد هذه التهديدات تدهورت قيمة الريال الإيراني، وكان روحاني ربط التقلبات في أسعار السوق في إيران بـ«حرب نفسية يشنها الأعداء»، داعياً إلى اتخاذ إجراءات منسقة «لإحباط تلك المؤامرة». وقال أيضاً إن تذبذب أسواق الذهب والسيارات وأسعار العملات الأجنبية في إيران (اليورو مفقود) متجذر في الحرب النفسية، وليس في الواقع الاقتصادي الحقيقي... قال ذلك مع وصول الريال إلى 90 ألفاً مقابل الدولار، وانتشار المظاهرات، وإغلاق محلات البازار الكبير والشهير في طهران.

راهن روحاني على الصفقة النووية واستثمر كل رأسماله السياسي في ذلك. الآن تلفظ الصفقة أنفاسها الأخيرة، وقد يفقد روحاني كل شيء.

أظهرت الاحتجاجات المتواصلة، وعلى درجات، منذ شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي أن الغضب من الوضع الاقتصادي صار أوسع انتشاراً مما كان عليه في الماضي، لكن لا يزال المرشد علي خامنئي يحاول مساعدة روحاني لأن حماية «ازدهار» ووحدة البلاد من أهم أولوياته، خصوصاً في هذا الوضع الصعب.

لم تكن هناك أي أوهام بأن روحاني كان إصلاحياً راديكالياً، فهو فعال من أوائل أيام الثورة، لكن يشعر كثير من الإيرانيين بخيبة أمل بعدما سقطت كل وعوده بالإصلاح، غير مدركين أنه في النهاية رجل من النظام ويريد أن يبقى، وأن هويته مرتبطة بأنه جزء من النظام، فإذا نفى ذلك ينكر نفسه؟

يستمر الاقتصاد في انخفاضه مع هبوط رأس المال الرئيسي، ومن المرجح أن تسرّع العقوبات الأميركية الإضافية من «دوامة الموت الاقتصادي»، مما يؤدي إلى اضطرابات كبيرة.

على العموم يمكن وصف المزاج العام في إيران بأنه متفجر، وعلى النقيض من بعض التحليلات، لم يحتشد الإيرانيون حول العالم رداً على سياسات الرئيس الأميركي دونالد ترمب. إن حركة الإطاحة بالنظام آخذة في الازدياد، لا يوجد حزب أو مجموعة محددة تقودها، لكن يبدو أن الإيرانيين الأصغر سناً جزء كبير منها. وعدم وجود قيادة مركزية له حسنات وسيئات، لكنه يمنع النظام من سحق المعارضة بسهولة، ثم إن موقف النظام في الشرق الأوسط يتعرض لضغوط كثيرة؛ حيث تتم مواجهة قواعده في سوريا، وبدأ نفوذه في العراق يهتز، ومن المؤكد أن الاضطرابات الداخلية ستضع مزيداً من الضغط على موقف النظام الإقليمي.

لكن لنترك هذا الآن، ونركز على خطر جسيم آخر يهدد إيران؛ فمن المرجح أن تنفد المياه في كثير من المقاطعات والمدن هذا الصيف، وهناك عدد من المدن يعاني بالفعل من نقص المياه، وهذا من شأنه أن يؤدي إلى مزيد من الاضطرابات. الناس في خوزستان ليس لديهم مياه للشرب أو للاستحمام. لقد تم أخذ مواردهم الطبيعية أولاً، والآن نقلت طهران مياه خوزستان سراً إلى أصفهان والعراق. إحدى المتظاهرات قالت (بالصوت والصورة): «أنا نادمة على المشاركة في ثورة 1979. لقد دمرتنا». وهتف المتظاهرون في عبادان: «عدوّنا هنا، يكذبون عندما يقولون إنه أميركا». وهذا الشعار الشعبي سُمع في جميع أنحاء إيران.

يعتقد الخبراء أن إدارة المياه في إيران على حافة أزمة، والتي غالباً ما يشار إليها باسم «الزلزال الصامت». إن إحدى الأولويات الأساسية لجميع الحكومات، لا سيما في البلدان التي يوجد فيها جفاف ونقص في المياه، تكون حل هذه القضية، ليس فقط في الإدارة والصيانة؛ إنما أيضاً في تحسين الموارد المائية. وفي حين أن متوسط هطول الأمطار في العمق هو 850 ملم، إلا أنه في إيران 250 ملم فقط، ولهذا السبب يتم تصنيفها واحدةً من المناطق شبه الجافة في العالم. وبالنظر إلى هذا الواقع، يظن المرء أن إدارة المياه من أولويات الحكومة الإيرانية، لكن هذا ليس بموجود، لذلك يتوقع الخبراء أنه في السنوات المقبلة سيواجه كثير من أجزاء البلاد ندرة في المياه.

يقول المدير التنفيذي لشركة إدارة الموارد المائية في إيران، إنه نظراً لتجفيف السدود «لار» و«لاتيان»، فسيتم قطع الكهرباء في الضواحي الشرقية لطهران لأكثر من 7 ساعات يومياً. ويقول الخبراء إن الدول التي لديها ظروف مشابهة لتلك التي لدى إيران تميل إلى الاستثمار في المياه العذبة المتجددة، وهي صنف من المياه موجود بشكل كبير، لكن النظام لم يأخذ هذا في الاعتبار ولا يفكر بهذا البديل. وبسبب سوء الإدارة، فان جزءاً كبيراً من المياه العذبة في إيران يتم إهداره أيضاً، خصوصاً في الزراعة والاستخدام الحضري؛ الذي، مقارنة ببقية الدول، هو أعلى بكثير من المستوى الأمثل.

حسب الخبراء ووفقاً لوزارة الطاقة الإيرانية، فإنه من أصل 130 مليون متر مكعب من المياه المتاحة، يتم استهلاك 92 في المائة بالزراعة، و6 في المائة بالاستخدام الحضري والريفي، و2 في المائة بالوسائل الصناعية، في حين أن المتوسط العالمي هو 70 في المائة فقط بالزراعة، و8 في المائة بالاستهلاك، و32 في المائة بالصناعات. وكعادته يلوم النظام الناس. ويردد المسؤولون في الحكومة أن استخدام طهران للمياه أصبح الآن ضعفي متوسط استهلاك العالم. وحسب مصادر الخبراء، فإن النظام غالباً ما يستخدم هذا الادعاء الخادع ليبرر استمرار نهبه وزيادة الأسعار.

وتضيف المصادر: «حتى لو كان هذا التصريح صحيحاً، فهل يمكن أن يكون سكان طهران السبب وراء أزمة تؤثر على بلاد بأكملها»؟

خبراء البيئة يعتقدون غير ذلك، فهم يربطون بين ندرة المياه الملحوظة وبين التوزيع غير الملائم وإدارة الموارد، ويشيرون إلى أن المسؤولين الحكوميين غير الأكفاء هم السبب الرئيسي للمشكلة وليس الناس.

من وجهة نظر الخبراء، بمن فيهم المقيمون بمكتب الأمم المتحدة في طهران، هناك اعتقاد بأنه إضافة إلى بناء السدود المفرط من قبل «الحرس الثوري»، تسهم عوامل أخرى في أزمة المياه؛ أهمها: تبخر المياه خلف هذه السدود، وارتفاع استخدام المياه في الزراعة والاستهلاك الحضري. ويلفت خبير زراعي الانتباه إلى حقيقة أخرى، وهي أن تقنيات الري التقليدية في إيران قديمة جداً جداً، ويعتقد أن استخدام الأساليب القديمة أحد الأسباب الرئيسية وراء هذا الاستهلاك المرتفع في الزراعة.

ويقول أحد الخبراء الإيرانيين إن القول بأن المشكلات لا يمكن حلها، خاطئ، ويستخدمه النظام للتغطية على الفساد وسوء إدارة البلاد، ويضيف: «بوجود حكومة تريد أن تحمي نفسها أمام شعبها، فلا مفر من أن تُترك البلاد تكافح من أجل الغذاء والمياه، لأن الثروة الوطنية التي هي من حق الناس تنفق على مصالح النظام وخططه بدلاً من ذلك». ويشدد قائلاً إن «محاولة تقييم نقص المياه وقضايا أساسية أخرى، تأتي على حد سواء في هذا النظام السياسي الفاسد، الذي أقل ما يثير قلقه راحة ورفاهية الناس... إنها في نظره مضيعة للوقت».

ما سيحدث لاحقاً، من المستحيل التنبؤ به، لكن إيران تمر بفترة من أكثر الأوقات اضطراباً في تاريخها الحديث، وتوقع فوضى وعنف على نطاق واسع ممكن جداً.

إن الوضع في إيران مأساوي ومحبط، والإيرانيون يعانون من ضغوط كثيرة. لكن الشعب الإيراني أثبت أنه قادر على تخطي كثير من المصائب، وبالطبع سيبقى بعد سقوط الجمهورية الإسلامية. والمؤسف أن بعض رجال الدين الإيرانيين يرفضون إعطاء الفضل للشعب الإيراني؛ إذ قال أحد كبارهم (علم الهدى) إن «فوز إيران في كرة القدم، ليس مداناً به للناس، بل للإسلام والنظام». إن مثل هذه التصريحات جعلت النظام الإيراني الخشبي لا يحظى بشعبية بين الإيرانيين.

 

مجلس الإفتاء الإماراتي: ضبط الفتوى المنفلتة

فهد سليمان الشقيران/الشرق الأوسط/28 حزيران/18

يمكن للمتابع رصد الفوضى المرتبطة بإصدار الأحكام الفقهية خلال السنوات القليلة الماضية؛ المدّ الثوري، وتشكيلات الحركات الأصولية، والانتعاش المتصاعد لجماعات الإسلام السياسي، كل ذلك رافقه تهشّم هياكل دول عديدة واضطراب مؤسساتها وانهيار علاقاتها حتى باتت مساحات كبرى من المنطقة تدار من قبل ميليشيات، وبعض الدول. وبرغم تاريخها المضيء تفقد يومياً شرطاً من شروط تشكل الدولة لتفقد لاحقاً صفة «الدولة»، وتدخل في تاريخ مظلم، حيث ينصاع حتى المسؤولون في تلك البلاد إلى أمر الولي الفقيه. ولكن الأخطر من كل تجارب إصدار الفتاوى والأحكام لدى «داعش» و«القاعدة» ما قامت به جماعة الإخوان المسلمين من تأسيس مجاميع فقهية حركية تدعي نيابتها عن الأمة، محاولة كسر المؤسسات الدينية في كل دولة، بغية نشر الفتاوى الكارثية، واستصدار الأحكام الإرهابية.

والمبشّر بالخير في ظلّ كل تلك الفوضى التوجهات من دول معتدلة لتعزيز عمل المؤسسات الدينية المحلية وتجديد دمائها، بما يتجاوب وحركة الحياة وتجدد الأحداث، وقد أصدر مجلس الوزراء الإماراتي قراراً في 25 يونيو (حزيران) بتشكيل مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي برئاسة الشيخ عبد الله بن بيه.

هدف المجلس، كما نقلت وكالة الأنباء الإماراتية، «توحيد الجهود والرؤى والأهداف لتنظيم عمل الجهات الحكومية والمؤسسات والأفراد الخاصة بشؤون الفتوى الشرعية. ويختص المجلس بإصدار الفتاوى العامة الشرعية في الدولة، وذلك في المسائل والموضوعات المختلفة، أو بناءً على طلب من الجهات الحكومية الرسمية أو المؤسسات أو الأشخاص، والترخيص بممارسة الإفتاء الشرعي في الدولة، وتأهيل المفتين وتدريبهم، وتنمية مهاراتهم، إضافة إلى إصدار الدراسات والأبحاث الشرعية ذات الصلة بمختلف مجالات التنمية، والإشراف على مركز الفتوى في الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف، فيما يخص الفتاوى الشرعية الصادرة عنه». هذا التأسيس يحاصر الفتاوى الفوضوية الصادرة عن الجهلة والمتطرفين، ويعيد للفقه اسمه ويصحح رسمه، بعد أن دخل فيه الكثير من المعاتيه؛ فالتصدر للفتوى له شروطه، وليس كل من حفظ الشريعة أو بلع المتون واستظهر الأحاديث يمكنه إصدار الفتاوى، بل ثمة شروط شخصية تتعلق بملكة الفهم والإلمام بإشارات الشريعة ومقاصدها، والتمتع بالحكمة الشخصية. ويمكن التذكير بصفات وضعها الإمام الجويني في كتابه: «غياث الأمم في التياث الظلم». ويلخص مثله عن أئمة آخرين عبد المجيد الصغير في كتابه «الفكر الأصولي» قائلاً: «إن كتب الفقه والفتوى تشترط هي الأخرى في حملة الشريعة والمتصدرين للإفتاء صفات تجمع بين التبحر في علوم العربية، والإحاطة بآيات الأحكام، ناسخها ومنسوخها، ومعرفة السنن، والتبحر في معرفة الرجال وطرق الجرح والتعديل، إضافة إلى معرفة تامة بالخلاف بين العلماء في العصور الخوالي، فإحاطة بطرق القياس ومراتب الأدلة، علاوة على صفة الورع والتقوى والالتزام بهما في كل آن، وذلك معنى قول الجويني حاكياً عن القدماء: إن حملة الشريعة والمستقلين بها هم المفتون المستجمعون لشرائط الاجتهاد من العلوم الضامون إليها التقوى والسداد».

إن الكثير من الخراب الذي حلّ بواقع المسلمين اليوم مرده إلى التجديد الفقهي من خلال النظرة الحركية كما فعل البعض في أحكام كثيرة، ومنها شطحاتهم في الرأي حول الجهاد، وقد تبع هذا البعض جموعُ الغلاة والمنظرين الحركيين أمثال سيد قطب.

بآخر المطاف إذا أرادت الدول الإسلامية أخذ اتجاهات تنموية عليها بشكل أساسي ضبط الانفلات الخطابي بالمجال الديني من منصات إفتاء، ومنابر خطابة، وبرامج إعلامية تصف نفسها بأنها دينية شرعية وهي حركية أصولية خالصة، ومن دون هذا الضبط فإن التجارب المريرة ستتكرر، وتجربة الإمارات هذه جديرة بالإشادة والإفادة، والله غالب على أمره، ولكن أكثر الناس لا يعلمون.

 

ولادة سلطان تركي جديد

ناصر شرارة/الجمهورية/27 حزيران 2018

من بين كل الانتخابات التي جرت في المنطقة خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة (لبنان والعراق وتركيا) كانت الانتخابات التركية الأبرز لجهة الدلالات التي تركتها داخل تركيا وإقليمياً ودولياً.

الصحافيون ومراقبو هذه الانتخابات الذين احتشدوا بالآلاف في اسطنبول خصوصاً وفي ازمير وديار بكر وأنقرة لمتابعة هذا الحدث، خرجوا جميعاً باقتناع أنّ تركيا 25 حزيران 2018 هي غيرها ما قبله.

لقد تميّز مشهد وقائع يوم الانتخابات التركية أمس الأول بالحذر الشديد الذي ساده. فحتى ما قبل البدء بفرز العيّنات الأوسع من صناديق الاقتراع، لم تكن أيُّ جهة تركية تملك إجابة يقينية عن سؤال مَن سيفوز: أردوغان أم خصومه؟ الفكرة الأكثر رواجاً التي سادت حتى قبل ساعة من ظهور نتائج الانتخابات مساء الأحد الماضي، كانت تفيد عن إمكانية أن لا يحصل أردوغان على النصف زائداً واحداً من الناخبين التي تخوّله الفوز بمنصب رئاسة الجمهورية، ما يُفضي لذهابه الى جولة انتخابات رئاسية ثانية في مواجهة منافسه الشرس محرم أنجه.

في كل الانتخابات السابقة التي جرت في ظلّ سطوع نجم أردوغان وحزبه «العدالة والتنمية» منذ عام 2007، كان حتى خصومه لا يجادلون بحتميّة فوزه. ولكن في انتخابات هذه السنة كان مناصرو حزب «العدالة والتنمية» حتى غير واثقين من حتميّة إنتصاره.

لقد كتب مناصرو «العدالة والتنمية» خلال الحملة الانتخابية على صفحات التواصل الاجتماعي ما يشبه المناشدة للشعب التركي: «لا تتركوا السلطان عبد الحميد الثاني وحيداً». ومرّت الساعات الثلاث الأولى التي تلت إقفال صناديق الاقتراع مساء الأحد الماضي ثقيلة على مناصري أردوغان. فهؤلاء كانوا اعتادوا في الانتخابات الثلاثة الاخيرة الماضية، أن يخرجوا محتفلين بالنصر بمجرد صدور عيّنة الـ20 في المئة من فرز الأصوات. أما هذه المرة فإنهم لم يتجرّأوا على الخروج الى الاحتفال بالنصر إلّا بعد أن ظهرت نتائج عيّنة الـ60 في المئة من فرز مجمل الاصوات، والتي أكّدت تقدّم أردوغان وتحالفه.

ونظرياً نجح أردوغان في اجتياز كل الاحتمالات الصعبة التي شكلت تحدّيات له في هذه الانتخابات؛ من جهة نال أكثر من 50 في المئة زائداً واحداً من اصوات المقترعين لرئاسة الجمهورية (نال 53 في المئة) ما أهّله للفوز بالرئاسة من الجولة الاولى. ومن جهة ثانية نال «تحالف الشعب» الذي يضمّ حزبه وحزب «الحركة القومية» 343 مقعداً من أصل 600 مقعد في البرلمان، أي الغالبية. غير أنه في مقابل هذه القراءة لنتيجة الانتخابات النيابية تشيع قراءة مغايرة تفيد أنّ حزب أردوغان فقد الغالبية النيابية، كون عدد المقاعد التي حصدها هذا الحزب منفرداً، ومن دون «الحركة القومية» حليفه الانتخابي وليس العقائدي، هو 297 مقعداً، أي ما دون عتبة الغالبية، وبالتالي فإنّ رئاسة أردوغان مرشّحة لأن تواجه لعبة تجاذب وشدّ حبال مع البرلمان، تدخل تركيا في أزمة عدم تجانس بين مؤسسات الحكم.

وثمّة إخفاق آخر في الانتخابات البرلمانية اصاب نصر أردوغان الرئاسي الساحق، ومفاده نجاح «حزب الشعوب الديموقراطي» المؤيّد للأكراد، في تجاوز عتبة الفوز (10 في المئة)، ما أهّله لأن يصبح أحد أحزاب البرلمان ( نال 65 مقعداً).

وخلاصة الصورة التي أفضت اليها انتخابات الاحد الماضي، تقود الى إيراد مجموعة استنتاجات ترقى الى منزلة الحقائق، وكلها تُعتبر غاية في الأهمية، نظراً الى دلالاتها المهمة على مستوى مستقبل تركيا أو على مستوى «دور تركيا الإقليمي الجديد». غير أنّ أخطر حقيقة بينها تتمثل بالتداعيات التي ستنتج عن حقيقة أنّ تركيا دخلت مع بزوغ شمس 25 حزيران «حقبة دستور عام 2017» الذي اقترحه أردوغان؛ والذي بموجبه انتقل نظام الحكم في تركيا من النظام البرلماني الى النظام الرئاسي الذي ألغى منصبَ رئيس الحكومة وأحال كل السلطة التنفيذية الى رئاسة الجمهورية، وبموجبه أيضاً أصبح المصرفُ المركزي التركي الذي تمتع سابقاً بالاستقلالية، مجرّد صدى لطريقة تفكير الرئيس التركي. معارضو حزب «العدالة والتنمية» يصفون هذه الحقبة الجديدة بأنها إيذانٌ ببدء نظام حكم الديكتاتور، أو «الرئيس بصلاحيات سلطان»؛ أما أردوغان فأعتبرها في «خطاب الشرفة» ( شرفة المقرّ الرئيسي لحزب «العدالة والتنمية») الذي ألقاه لمناسبة إعلانه نصره في الانتخابات، أنها بداية عهد «الثورة الديموقراطية».

وتثير هذه الجزئية سؤالاً أساسياً في تركيا، وهو عن الطريقة التي سيدير بها أردوغان صلاحياته الواسعة وفق الدستور الجديد، وذلك ضمن الإنقسام الداخلي حوله: هل سيستخدم هذه الصلاحيات بنحو إقصائي للآخرين؟ إم أنه سيراعي في ممارسته لها التمرحل والبراغماتية، وبالتالي عدم تحدّي وجود طيف واسع من المعارضين للدستور الجديد؛ وهؤلاء على رغم أنهم لم يصلوا الى عتبة الغالبية في الانتخابات، إلّا أنهم يمثلون 30 في المئة من الشارع التركي ونحو 200 عضو من مجمل البرلمان الجديد.

وهنا يُتوقع سيناريوهان لا ثالث لهما، سيكون لأحدهما نصيب التطبيق خلال المرحلة الجديدة في تركيا:

يفترض السيناريو الأول أن يمارس أردوغان نهجاً استيعابياً للمعارضة، فيقدم لها بعض التنازلات من قبيل رفع حالة الطوارئ وإشراك البرلمان في القرارات الكبرى، الخ؛ والسيناريو الثاني يتمثل في أن يبدي أردوغان نهجاً متفرِّداً في الحكم، وذلك تحت عنواني: العمل بالدستور الجديد، وحاجة تركيا الى قرارات حاسمة تنقذ تعثر اقتصادها. وهذا النهج سيقود الى مواجهة داخلية بين «شارع المعارضة» العريض من جهة، وسلطات «صلاحيات الرئيس» من جهة ثانية.

وفي اطار هذا النزاع سيتحوّل البرلمان «معقلاً ونادياً للمعارضين» بعد أن حوّله دستور 2017 برلماناً ليست له صلاحية دور مساءلة السلطة التنفيذية التي أصبحت رئاسية. وبحسب نخب سياسية تركية، فإنّ جوهر الخشية هنا، تكمن في أنّ هذا الوضع سيجعل مجمل «التجربة الديموقراطية التركية» نفسها تدخل في «أزمة «، تضاف الى ازمات البلد الأخرى. وسيصبح امام أردوغان خيار واحد للخروج من هذه الازمة، وهو الدعوة مجدداً الى انتخابات نيابية مبكرة بغية حسم النزاع على الغالبية في داخله.

 

السر والسبق

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/27 حزيران/18

كانت إحدى العمليات الأكثر سرية في تاريخ أميركا. تردد باراك أوباما طويلاً قبل أن يصدر الأمر بتنفيذها: ماذا لو فشلت؟ سوف يفشل عهده كله. وسوف يحدث ما حدث لجيمي كارتر عندما أمر بتلك الحملة الفاشلة لإنقاذ الرهائن بالسفارة الأميركية في طهران. وإذا فشلت العملية، فكيف سيفسر ذلك للدولة الوحيدة المعنية؛ باكستان: اعتداء فاشل على سيادتها وأراضيها! لكن في المقابل، شعر باراك أوباما بأن القضية تستحق العناء والمغامرة. فإنما هو يطارد بطل «11 / 9»؛ التاريخ الذي نزل على الذاكرة الأميركية مثل هجوم بيرل هاربور، الذي أقحمها في الحرب العالمية الثانية. تقررت عملية بن لادن بعد بحث طويل، وفي سرية مطلقة. وبدا واضحاً على رئيس أميركا أنه غير قادر على إخفاء توتره، وراح يمضي معظم وقته في الطابق الثاني من البيت الأبيض حيث يلعب الورق. أحد القلائل الذين اطلعوا على السرّ كان بن رودس، كاتب خطابات أوباما منذ حملته الانتخابية، يوم كان لا يزال في التاسعة والعشرين من العمر. هو أيضاً بدأ يفقد أعصابه خلال تداول الاحتمالات، كما يروي في كتابه «العالم كما هو». لكنه لم يَدرِ أن امتحانه النفسي سوف يكون أشد وأقوى. ليلة العملية في أبوت آباد، جاءه شقيقه ديفيد من نيويورك لزيارته في واشنطن. أراد أن يكون أول من يعرف النبأ؛ صحيح أنه استقال من إدارة شركة «فوكس» التلفزيونية، لكنه اليوم بالذات، عُيِّن رئيساً لشركة «CBS» الأكثر عراقة واحتراماً في البلاد. ذهب الشقيقان يؤدّيان رياضة العدو على ضفة «البوتوماك» ويتبادلان الأحاديث. وعندما قال الشقيق الضيف: «بن؛ لا يمكن أن أخفي عليك شيئاً مهما كانت خطورته»، خيِّل إلى بن أن شقيقه على علم بشيء ما، ويريد استدراجه للاعتراف، لإعطائه أهم سبق صحافي يمكنه الحصول عليه في حياته. لكن لا. لن يخرب على رئيسه العملية التي يعدّها الأهم في حياته السياسية، هو الذي اتهمه خصومه بالليونة حيال الإسلاميين المتشددين. في اليوم التالي جرت عملية بن لادن. وعندما اعترف بن لشقيقه بأنه أخفى عنه الأمر، قال له: «لو أنك خنت قسمك، لما اعتبرتك شقيقي».

 

حول إشكالية الثابت والمتغير

توفيق السيف/الشرق الأوسط/27 حزيران/18

أشرت في مقال الأسبوع الماضي إلى اتفاق علماء الإسلام على تصنيف أحكام الشريعة إلى نوعين: ثابت ومتغير. ويقال عادةً إن هذا من آيات يُسْر الشريعة ومواكبتها لمتغيرات الحياة. لكنّ ثمة مسائل بقيت غامضة أو محل اختلاف. ومنها معايير التمييز بين الحكم الثابت والمتغير، والمعايير الناظمة لتغيير الحكم، وأخيراً المستوى القيمي للحكم البديل والمستبدل. بعض أهل العلم حدّد الثوابت بالعقائد والعبادات والأحكام المنصوصة. وقال غيرهم إن الثوابت هي ما ثبت الإجماع عليه. وميَّز باحث معاصر بين الذاتيّ والعرضيّ في الدين، فاعتبر الأول ثابتاً دون الثاني. وميّز آخر بين مقاصد الشريعة والوسائل الموصِّلة إلى الغايات. فحصر الثوابت في المقاصد والغايات لأنها ضرورية لحياة البشر. تعدُّد تعريفات الثابت والمتغير يكشف عن حقيقة أن أصل الموضوع اجتهادي، وأننا لا نملك بعد معياراً واحداً قطعياً لما نصنّفه في هذا الجانب أو ذاك. ولذا يسعنا القول: إن المسألة مفتوحة للنقاش، الآن وفي المستقبل. وقد لا نتوصل أبداً إلى معيار واحد ونهائي. لكننا ندرك الضرورة العقلية للتمييز بين ما هو ضروري لبقاء أصل الدين وجوهره وقوامه، وبين ما يتعلق بحياة البشر، التي قضى الله أن تكون شريعته وسيلة لنظمها وتيسيرها وارتقائها. هذا ليس تعريفاً للثابت والمتغير، لكنه توجُّه عام يسمح لنا بالنقاش واتقاء الجمود أو التنازع.

- هل لهذا الجدل أي أهمية؟

نعم بالتأكيد. بيان ذلك أن التحولات والحوادث التي شهدها العالم، خلال العقد الجاري على وجه الخصوص، كشفت عن هوّة واسعة تفصل بين «المشهور» من أحكام الشريعة، وبين عُرف العقلاء في هذا الزمان.

يهمني التشديد هنا على المشهور من الأحكام، التي ورثناها من أزمنة سابقة، أو وُضعت حديثاً بالرجوع إلى تصورات قديمة. كما يهمني التشديد على عُرف العقلاء في هذا العصر، لأن غالب المشتغلين بالفقه لا يعتبره معياراً صالحاً في وضع الأحكام، بل إن بعضهم ينكر كلياً أي علاقة له بالتشريع.

نعلم بالضرورة أن كلاً من العدل واليسر معيار أساسي لسلامة الحكم الشرعي وملاءمة التشريع لطبائع البشر.  وأن المعتبر في كليهما هو تعريف العقلاء لما يعدّ يسيراً وعادلاً، أو العكس. كان بعض أهل العلم قد قالوا إن المعتبر هو ما قرره الشارع من العدل واليسر، وليس ما يقرره الناس. لكنّ هذا الرأي لا يصمد في الامتحان، لأن تطبيقات اليسر والعدل متفاوتة ومتغيرة على نحو مفرط في الكثرة، فلا يمكن ضبط موارده كلها، ولا حتى أغلبها بنص سابق. كما أنها تختلف من مكان إلى مكان. والصحيح أنها متروكة لعُرف العقلاء ومستخلصات العلم في كل زمن. المنظومة المعاصرة لحقوق الإنسان، مثال بارز على التفارق بين الأحكام المشهورة وبين عُرف العقلاء. فهذه المنظومة معيار للعدالة في نظر أكثرية سكان الأرض، مسلمين وغير مسلمين، بحيث يمكن اعتبارها من أجْلَى تجسيدات «عُرف العقلاء». لكن بعض المسلمين بالخصوص يشعرون إزاءها بحرج شديد، سببه تعارض «بعض» أحكامها مع أحكام مشهورة، منصوصة أو اجتهادية قديمة. فما الحل السليم: هل ننكر هذا العُرف العام، ونتحمل استمرار الهوّة بين تفسيرات الشريعة وعصرها، وكيف يمكننا التعامل مع الحياة الجديدة؟ هذا هو جوهر المسألة، وهو الذي يثير مرة بعد مرة، الحاجة إلى إعادة النقاش في معنى الثابت والمتغير.

 

هذه هي ملفات بولتون «الثقيلة» الى موسكو

جورج شاهين/جريدة الجمهورية/الخميس 28 حزيران 2018

تترقب الأوساط الديبلوماسية نتائج زيارة مستشار الأمن القومي جون بولتون لموسكو وحصيلة لقاءاته التي ستشمل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزير الخارجية سيرغي لافروف نظراً لحجم الملفات الثقيلة التي يحملها تحضيراً للقمّة الأميركية ـ الروسية المتوقعة في النصف الثاني من تموز المقبل. وعليه ما هي التوقعات والسيناريوهات المنتظرة؟ لن تكون القمة الأولى بين الرئيسين الأميركي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين إذا التقيا في 18 تموز المقبل في النمسا. فهي ستكون القمّة الثالثة لهما بعد قمتين: الأولى في المانيا على هامش قمة دول «مجموعة العشرين» مطلع تموز 2017 بعد نحو خمسة أشهر من دخول ترامب البيت الأبيض. والثانية في فيتنام على هامش قمة «آسيان» في 11 أيلول من العام نفسه التي جمعت الولايات المتحدة الأميركية وروسيا مع مجموعة الدول العشر في جنوب شرق آسيا.

وبعيداً من نتائج القمتين السابقتين فإنّ القمة الثالثة تحتاج الى كثير من التحضيرات بسبب حجم الملفات المفتوحة بين الدولتين والمصاعب التي يواجهها السعي الى تفاهمٍ يعزّز الإستقرار الدولي في أكثر من منطقة في العالم، ويفكّك كثيراً من العقد المتحكّمة بعدد من الأزمات التي تقود فيها واشنطن وموسكو مواجهاتٍ قاسية مع حلفاء أشدّاء لديهم ما يكفي من القوة ليشكّل أيَّ صدام عسكري بينهما حرباً حقيقية واسعة النطاق تتجنّبان الوصول اليها على رغم خوضهما حروباً موضعيّة صغيرة، خصوصاً في الشرق الأوسط والبلقان وما يتهدّد الكوريّتين الجنوبية والشمالية.

ولذا تكتسب زيارة بولتون لموسكو أهمّية قصوى في اعتبارها إحدى المحطات الأساسية التي تؤسّس لجدول أعمال حافل بالقضايا الكبيرة بين الدولتين.

وفي معلومات من واشنطن أنّ بولتون مهّد لزيارته الروسية باللقاءات الرباعية التي عقدها في لندن أخيراً مع المسؤولين الألمان والفرنسيين والبريطانيين قبل أن تتحوّل سداسيّةً بانضمام مسؤولين إماراتيين وسعوديين وخُصِّصت للبحث في مجموعة الأزمات الدولية من أزمة ضمّ شبه جزيرة القرم والوضع في دول الإتّحاد السوفياتي السابق الى أزمة اغتيال الجاسوس الروسي في لندن بالإضافة الى الوضع في سوريا واليمن. وأفادت التقارير الديبلوماسية أنّ بولتون سيحمل الى موسكو، بالإضافة الى هذه الملفات الأربعة، الملف النووي الكوري الشمالي لما لموسكو من دور متشعّب يعود في تاريخه الى أصول هذه الملفات منذ نشأتها.

فليس خافياً على أحد وجود الأصابع الروسية في بدايات تأسيس المحطات النووية في إيران وكوريا الشمالية قبل أن يطوّرَ البلدان قدراتهما النووية باستقدام الخبراء الروس والإفادة من خبرتهم في بناء المفاعلات الإيرانية والكورية الشمالية. وليس غريباً أن يُبحث في الدور السوري بالعودة الى ملف المفاعل النووي السرّي الذي كان في طور البناء في دير الزور ودمّرته إسرائيل في غارة جوّية عام 2007. على هذه الخلفيات تحدّثت التقارير الديبلوماسية عن عناوين هذه الملفات التي سيتناولها بولتون مع القادة الروس فتشير الى استثناء ملفٍّ واحدٍ منها يتعلّق بما سُمّي التدخل الروسي في الإنتخابات الأميركية الأخيرة والذي طوي على ما يبدو أو أنه تحت رقابة القضاء الأميركي ولا يرغب أحد البحث فيه حالياً، ولذلك فقد انتهت التقارير الى تحديد الملفات الآتية:

- ثمّة مَن يعتقد أنّ تداعيات ملف محاولة اغتيال الكولونيل السابق في الاستخبارات العسكرية الروسية سيرغي سكريبال المتهم بالتجسّس لحساب بريطانيا في جنوب البلاد سيكون على جدول الأعمال. فالرئيس الأميركي سيزور النمسا من طريق لندن عقب الزيارة التي ستقوده اليها في 14 تموز في محاولة لترميم العلاقات بين روسيا والعالم الغربي والتي انتهت الى عقوبات دولية كبيرة فُرِضت على موسكو نتيجة تورّط عملائها بهذه «العملية الوسخة» كما يسمّيها الأميركيون. - ملف العلاقات الروسية - الأميركية المأزومة على خلفية ما يُسمى بالنزاعات السائدة في «الفضاء الروسي» الذي كان قائماً أيام الإتّحاد السوفياتي وهو يعني الأزمات الواقعة ليس في ضمّ روسيا لشبه جزيرة القرم فحسب، بل إنّ الأمور باتت معقّدة الى درجة كبيرة، نتيجة تمدّدها الى دول الإتّحاد السوفياتي سابقاً والتي يسعى بعضُها للإنضمام الى منظومة الحلف الأطلسي عدا عن الأزمات البينية في ما بينها.

- الملف النووي الإيراني ومتشعباته التي باتت بعد تعليق الإعتراف الأميركي به تطاول مجموعة الأزمات التي تتدخل إيران فيها من العراق الى سوريا واليمن وعلاقاتها مع دول الخليج العربي، وليس خافياً على أحدٍ ما للروس من كلمةٍ نافذة في مختلف هذه الملفات المفتوحة منذ سنوات بين واشنطن وموسكو، بفارق بسيط عكسته المتغيّرات التي طرأت منذ تسلّم ترامب مسؤولياته في المواقع القيادية الأميركية الحساسة الإستخبارية والديبلوماسية بين الأمن القومي ووزارة الخارجية في مواجهة استقرار الإدارة الروسية التي يتحكّم بها رجلان منذ بداية مسلسل الأزمات هذه والذي يتجلّى بوجود بوتين ووزير خارجيته سيرغي لافروف وهو ما انعكس تقلّبات في مجرى التفاهمات بين القوّتين.

الملفان السوري واليمني وهما تحوّلا من وريقات الملف النووي الإيراني بعدما انعكست المواقف الأميركية من الملفّ الأساسي على مجرى الأحداث في الدولتين ولم يطرأ بعد أيُّ تفاهم أميركي ـ روسي ثابت يحمي ما تحقّق فيهما من مناطق آمنة وفي المساعي الى حلول سياسية وديبلوماسية توقف المخططات العسكرية الجارية على الأرض. والى ذلك برزت المخاوفُ الأميركية من العملية العسكرية التي يعدّ لها النظام جنوب سوريا إذا ما استخدم فيها قوات ايرانية أو موالية لها وهو ما سيشدّد عليه بولتون خلال محادثاته مع القادة الروس مشترطاً أن يكون الجيش السوري النظامي وحده في المواجهة ليمسك بالحدود السورية - الأردنية ومع الجولان المحتل.وتتّجه الأنظار الى موسكو لمعرفة ما يمكن بولتون أن يحقّقه في زيارته التي سيُبنى عليها كثير من الرهانات على المساعي المبذولة لإنجاح القمّة الأميركية ـ الروسية المقبلة التي ستتناول مجموعة من الملفات المصنّفة شائكة، حلُّ بعضها لن يكون بـ»شحطة قلم»، وبعضها الآخر يمكن أن يوضع على الطريق الصحيح.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

عون استقبل سفير الارجنتين ووزير الاعلام والاباتي الهاشم وابرق الى اردوغان مهنئا الرياشي: اللقاء كان ايجابيا جدا

الأربعاء 27 حزيران 2018 /وطنية - استقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بعد ظهر اليوم في قصر بعبدا، وزير الإعلام ملحم الرياشي، وأجرى معه جولة افق تناولت التطورات السياسية الراهنة ومسار تشكيل الحكومة العتيدة.

بعد اللقاء، وصف الوزير الرياشي اللقاء مع الرئيس عون بانه كان "إيجابيا جدا".

سفير الارجنتين

وكان الرئيس عون استقبل سفير الارجنتين ريكاردو لارييرا لمناسبة مغادرته لبنان بعد انتهاء مهامه الدبلوماسية.

وتقديرا للدور الذي لعبه لارييرا في تطوير العلاقات اللبنانية - الارجنتينية، منحه رئيس الجمهورية وسام الارز الوطني من رتبة ضابط اكبر، متمنيا له "التوفيق في مهامه الدبلوماسية الجديدة".

الهاشم

وتسلم الرئيس عون من الرئيس العام للرهبانية اللبنانية المارونية الاباتي نعمة الله الهاشم، ورئيس دير مار مارون عنايا الاباتي طنوس نعمة، دعوة لحضور الاحتفال بعيد القديس شربل الذي سيقام الاحد في 15 تموز المقبل في دير مار مارون في عنايا.

تهنئة اردوغان

من جهة أخرى، ابرق الرئيس عون الى نظيره التركي رجب طيب اردوغان مهنئا ب"إعادة انتخابه رئيسا للجمهورية التركية"، مؤكدا "الرغبة في تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين ومواجهة التحديات المشتركة".

 

الحريري اتصل بعون ويزور القصر الجمهوري غدا لمتابعة التشاور بتأليف الحكومة

الأربعاء 27 حزيران 2018 /وطنية - افاد مندوب "الوكالة الوطنية للاعلام" دواد رمال، ان رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري أجرى اتصالا هذا الصباح برئيس الجمهورية العماد ميشال عون، تم خلاله الاتفاق على زيارة يقوم بها الرئيس المكلف غدا للقصر الجمهوري، لمتابعة التشاور بمستجدات تأليف الحكومة.

 

الحريري اتصل باردوغان مهنئا واستقبل وفد اميركان تاسك فورس وعرض مع الحوت اوضاع الميدل ايست

الأربعاء 27 حزيران 2018 /وطنية - أجرى رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري مساء اليوم اتصالا هاتفيا بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مهنئا بإعادة انتخابه رئيسا للجمهورية التركية. وتخلل الاتصال تبادل وجهات النظر حول مجمل الأوضاع في المنطقة والعلاقات الثنائية.

وفد اميركان تاسك فورس

وكان الرئيس الحريري قد استقبل عصرا في "بيت الوسط" وفدا من مجلس إدارة منظمة American task force for Lebanon برئاسة رئيس مجلس الإدارة ادوارد غبريال الذي قال على الأثر: "عقدنا اليوم لقاء بناء جدا مع الرئيس الحريري. والمنظمة تتكون من أميركيين من أصل لبناني، يحرصون على تمتين العلاقات الثنائية بين الولايات المتحدة ولبنان. وقد تناول لقاؤنا اليوم قضايا تتعلق بالتنمية الاقتصادية وكيف يمكن للمستثمرين الأميركيين المساهمة في مستقبل هذا البلد، وكيف يمكننا أن نعمل سويا من أجل زيادة الاستثمارات الأميركية في لبنان، عبر تخطي العقبات والحواجز للتنمية هنا".

أضاف: "كما ناقشنا مسائل تتعلق بالوضع الراهن، بما في ذلك تشكيل الحكومة الجديدة، عقب الانتخابات النيابية الأخيرة الجيدة التي جرت، بالإضافة إلى أهمية المؤسسات والجيش اللبناني، وأهمية الدعم الأميركي لهذا الجيش، وكذلك العمل الجيد الذي يقوم به المصرف المركزي لتقوية النظام المصرفي في البلد".

الحوت

كما التقى الرئيس الحريري رئيس مجلس إدارة طيران الشرق الأوسط محمد الحوت وعرض معه أوضاع الشركة.

 

الحريري عرض الاوضاع مع سفيري الكويت والارجنتين والتقى الجوزو

الأربعاء 27 حزيران 2018/وطنية - استقبل رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري ظهر اليوم في "بيت الوسط" السفير الكويتي في لبنان عبد العال القناعي وبحث معه المستجدات والعلاقات اللبنانية-الكويتية.

والتقى الرئيس الحريري سفير الارجنتين Ricardo S. Larriera وعرض معه الاوضاع العامة والعلاقات الثنائية.

كما استقبل الرئيس الحريري مفتي جبل لبنان الشيخ محمد علي الجوزو وعرض معه شؤوناعامة.

 

ابراهيم: قمنا بواجبنا في ملف التجنيس واول دفعة من النازحين تنطلق غدا من عرسال الى سوريا

الأربعاء 27 حزيران 2018 /وطنية - أعلن المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم، في دردشة مع الصحافيين، على هامش المؤتمر الذي تعقده المديرية العامة للأمن العام، بعنوان "التوعية من المخاطر الإسرائيلية عبر الفضاء السيبراني"، برعايته في مقر المديرية، "ان قرار التجنيس تتخذه السلطة السياسية، ونحن قمنا بواجبنا على أكمل وجه وضميرنا مرتاح". واكد ابراهيم "ان عملنا في ملف التجنيس فعال واعطى نتيجة، والمهمة المطلوبة منا أنجزت على اكمل وجه"، لافتا الى انه "رفع المآخذ عن كل اسم موضع شك"، مشيرا الى انه "لم يطلب منه دراسة سابقة للاسماء، بل دراسة لاحقة"، وأعلن تحفظه عن عدد الذين عليهم مآخذ. وعن ملف النازحين السوريين، اعلن اللواء ابراهيم، ان اول دفعة تضم حوالي 400 نازح تنطلق غدا من عرسال الى سوريا، وقال: "نحن ننسق مع مفوضية اللاجئين وقد وجهنا لهم رسالة ليتحملوا المسؤولية".

 

جعجع: لاتخاذ أقصى التدابير في حق المعتدين على شرطة العاقورة

الأربعاء 27 حزيران 2018 /وطنية - أكد رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، في بيان، تعقيبا على التطورات الحاصلة أخيرا ما بين بلدتي العاقورة واليمونة، أن "الخلاف ليس طائفيا ولا سياسيا، وانما هو خلاف عقاري بحت، وبالتالي يجب أن يحل بالطرق القانونية والعقارية، لا بالعنف على غرار الاعتداء الذي استهدف دورية تابعة لشرطة بلدية العاقورة في اليومين الماضيين". واعتبر أن "اللجوء الى السجلات العقارية والقوانين المرعية الاجراء هو الطريق الوحيد لحل الإشكال العقاري الواقع بين البلدتين وليس اي تصرف آخر". وختم: "نستنكر أشد الاستنكار استخدام العنف ونطالب المراجع القضائية والأمنية المعنية اتخاذ أقصى التدابير المنصوص عليها قانونا في حق الفاعلين لكي يكونوا عبرة للجميع في أن استخدام العنف بين بعضنا كلبنانيين ممنوع منعا باتا".

 

نصرالله يتحدث الجمعة عن التطورات في لبنان والمنطقة

الأربعاء 27 حزيران 2018 /وطنية - يطل الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصر الله، عند الخامسة والنصف من عصر بعد غد الجمعة عبر شاشة "المنار"، وسيتناول آخر التطورات في لبنان والمنطقة.

 

الفرد رياشي: عواقب التسويق للتوطين وخيمة

الأربعاء 27 حزيران 2018 /وطنية - اشار الامين العام ل"المؤتمر الدائم للفيديرالية" الدكتور الفرد رياشي في بيان الى ان "بعض الوسائل الاعلامية من هنا والتسريبات غير معلومة المصدر من هناك، تطالعنا ان التوطين اصبح على الابواب وان بعض النافذين يطرحونه في المحافل الدولية، لذلك، نعلن ونحذر من أن اي جهة او شخصية تحاول تسويق مسألة كهذه او امرارها، لن يتم السكوت عنها، وسيتم التعامل معها بالطرق المناسبة. ونؤكد أن عواقبها ستكون وخيمة على اي مشارك او مسوق مهما علا شأنه او شأنهم. واعتبارها خيانة عظمى في حق الوطن ومكوناته التعددية. يهمنا التأكيد أن على الحكومة العتيدة والدولة، بكل مؤسساتها، تدارك اي اجراءات يمكن ان يحدثها المجتمع الدولي تجاه الدولة، الأمر الذي قد يسبب ازمات خطيرة قد تصل الى حدوث انهيار اقتصادي نحن بغنى عنه".

 

الأمن العام: تأمين العودة الطوعية للنازحين السوريين من عرسال إلى سوريا اعتبارا من صباح الغد

الأربعاء 27 حزيران 2018 /وطنية - أعلنت المديرية العامة للأمن العام في بيان، أنها "تقوم يوم غد الخميس بتأمين العودة الطوعية لمئات النازحين السوريين وعبور الباصات والأليات الخاصة بهم من منطقة عرسال إلى سوريا عبر حاجز وادي حميد، اعتبارا من الثامنة صباحا".

وأشارت إلى أنه "تم تحديد نقطة تجمع الاعلاميين في محلة وادي حميد - عرسال، في المكان حيث يتجمع النازحون".

 

باسيل التقى وفد تاسك فورس فور ليبانون غبريال: علينا إيجاد السبل لدعم جهود لبنان من خلال القانون الدولي من أجل حل أزمة النازحين

الأربعاء 27 حزيران 2018 /وطنية - استقبل وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل وفد منظمة "تاسك فورس فور لبنان"، تحدث باسمه السفير ادوارد غبريال الذي اوضح ان "الفريق عبارة عن فريق من الاميركيين المتحدرين من اصل لبناني وبارزين في المجتمع الاميركي". وقال: "لقد اجتمعنا مع الوزير باسيل اليوم لمناقشة مسائل تمثل اهمية للولايات المتحدة في اطار العلاقات الثنائية مع لبنان. كما اطلعنا منه على مواضيع تتعلق بلبنان وسننقلها الى الولايات المتحدة، ونبدي رأينا فيها كأميركيين من اصل لبناني. وبحثنا خلال اللقاء في عدة مواضيع منها النازحون والانتخابات النيابية الأخيرة وما بعدها، ومسار تشكيل الحكومة، وجذب الاستثمارات من الولايات المتحدة الى لبنان والشروط اللازمة لذلك. وكان اجتماعنا مع الوزير باسيل ناجحا جدا، الى جانب اجتماعات هامة أخرى عقدناها خلال هذا الاسبوع".

أضاف: "لبنان هو ارض اجدادنا ونحن فخورون بالمجيء اليه وفتح قناة لمثل هكذا حوار، وان تكون العلاقة جيدة جدا بين البلدين، وقد تناولنا مع الوزير باسيل سبل الحفاظ على هذه العلاقة".

وردا على سؤال، أشار غبريال الى ان "مواضيع البحث شملت ايضا القطاع المصرفي والجيش اللبناني"، وقال: "اللبنانيون المنتشرون لا سيما في الولايات المتحدة هم من الشخصيات الأبرز والناجحة في العالم، ولديهم استثمارات تبلغ مليارات الدولارات، وما سنقوم به هو تشجيعهم على الاستثمار في لبنان وتوفير المناخ الآمن لذلك".

وفي معرض رده على أسئلة الصحافيين، لفت غبريال الى ان "الوفد بحث خلال لقاءاته مع المسؤولين اللبنانيين مسألة النازحين"، وقال: "اننا قلقون من الضغط الهائل على لبنان جراء استضافة النازحين وعلينا إيجاد السبل لدعم جهود لبنان من خلال القانون الدولي من اجل المساعدة انسانيا وامنيا لحل هذه الازمة. وقد أبلغنا الوزير باسيل اليوم انه لا يطلب اي امر مخالف للقانون بل هو يريد ان يبقى تحت القانون، ويطلب المحاسبة في إطار وكالات الأمم المتحدة وفريقنا يدعم هذه المحاسبة، وسنعمل ما بوسعنا لدعم مؤسسات الدولة في لبنان وجهوده في هذا المجال".

ديماسي

والتقى باسيل المدير والممثل الإقليمي لبرنامج الأمم المتحدة في مكتب غرب آسيا للبيئة سامي ديماسي، وعرض معه التعاون البيئي بين لبنان والامم المتحدة.

 

قاووق: أبرز التعقيدات أمام تشكيل الحكومة ظاهرها وطني وباطنها إقليمي

الأربعاء 27 حزيران 2018 /وطنية - أقامت "المؤسسة الإسلامية للتربية والتعليم - مدارس المهدي"، برعاية عضو المجلس المركزي في "حزب الله" الشيخ نبيل قاووق، الاحتفال القرآني السنوي في قاعة ثانوية المهدي- شاهد، في حضور أعضاء مجلس الإدارة، مديري مدارس المهدي، ممثل المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، ممثلة بلدية حارة حريك منى عربيد، وممثلين عن الهيئات والبلديات والفاعليات العلمائية والتربوية وعدد من الأساتذة والمرشدين الدينيين والتلامذة المكرمين.

استهل الحفل بفقرة تعظيم للقرآن قدمتها مجموعة من تلامذة ثانوية المهدي- صور، أعقبها تلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم للتلميذ محمد عبد الكريم، وتم بعدها عرض تقرير مصور من إنتاج مديرية العلاقات العامة والإعلام بعنوان "طريق الهدى" عرض فيه أبرز الإنجازات والأنشطة القرآنية في المؤسسة خلال 25 عاما.

تلا ذلك فقرة تفاعلية مع الحضور حيث اعتلى المسرح ثلاث تلميذات من مدارس المهدي حافظات للقرآن، خضعن لعدد من الأسئلة من الحاضرين لاختبار حفظهن للآيات ولمواقعها بحسب السورة والجزء.

شمس الدين

ثم كانت كلمة للمؤسسة ألقاها مشرف القرآن الشيخ فادي شمس الدين قدم فيها شرحا لأهم الإنجازات والمشاريع والأعمال التي يجري تنفيذها، وقال: "ينبغي أن يكون القرآن حاضرا في جميع المجالات الدينية والروحية والاجتماعية حتى نحصل على الكثير من البركات الإلهية، والمسؤولية الملقاة على عاتقنا كبيرة جدا، وبخاصة أننا وفقنا لأن نكون في موقع من مواقع الجهاد في سبيل الله". وأضاف: "نحن في المؤسسة الإسلامية للتربية والتعليم - مديرية الثقافة والتربية الدينية أخذنا على عاتقنا تحمل هذه المسؤولية في مختلف المجالات، ومنها الاهتمام بالقرآن الكريم، ما يفرض علينا سلوكا ومنهجية واضحة وأهدافا نستطيع من خلالها الوصول إلى تربية جيل قرآني ممهد لمولانا صاحب الزمان".

قاووق

بعدها كانت كلمة لراعي الاحتفال الشيخ قاووق، أكد فيها أن "إيلاء القرآن هذه الأهمية في أعمال المؤسسة هو من أسباب نجاحها وتقدمها"، وقال: "نبارك ونهنئ كل الذين وفقهم الله لخدمة القرآن وبالأخص لحفظة القرآن، هؤلاء كنز من البركة، وفيض من نور على المقاومة وعلى بيوتهم وقراهم وعلى الأمة".

أضاف: "يكبر القلب ويفرح بهذا المشهد النوراني القرآني، ولكن هناك غصة في القلب، أن هذا القرآن الذي أراده الله كتاب رحمة وهداية يساء له اليوم ويقدم ككتاب قتل وذبح ووحشية، وباسمه ترتكب المجازر وتحتل المدن وتسبى النساء".

ورأى أن "النظام السعودي بسلوكه يسيء كل يوم إلى تعاليم القرآن، ومن يدعي خدمة الحرمين الشريفين يتآمر على قضية القدس وفلسطين. فالسعودية تستنفذ كل قدراتها الديبلوماسية والسياسية والمالية لفرض صفقة القرن على الشعب الفلسطيني، وإسرائيل تصفق للسياسات السعودية في المنطقة، وتنظر إليها كفرصة استراتيجية ما كانت لتحلم بها". واعتبر أن "السعودية والإمارات والبحرين تشكل مثلث التآمر على القضية الفلسطينية". وفي الشأن اللبناني قال قاووق: "النظام السعودي تدخل في الانتخابات النيابية اللبنانية، واليوم يتدخل في تشكيل الحكومة. وأبرز التعقيدات التي تواجه تشكيل الحكومة ظاهرها وطني ولكن باطنها إقليمي، وأبرز عقدة أمام التشكيل سعي السعودية الى تضخيم حصة حلفائها في الحكومة، والهدف تشكيل جبهة سياسية لبنانية لمواجهة حزب الله ومحور سياسي في المنطقة لمواجهة إيران". وختاما، تم تقديم درع تقديرية لبلدية حارة حريك ممثلة بالسيدة منى عربيد، تقديرا لمساهمة البلدية المالية في هذا الحفل، وتم تكريم 45 تلميذا من تلامذة مدارس المهدي من حفظة كامل القرآن ونصفه، ولعدد من حفظة أجزاء القرآن، بالإضافة إلى تكريم التلامذة الذين انطلقوا بمشروع الحفظ لهذا العام وحققوا نتائج مميزة في عدد الأجزاء المحفوظة، فضلا عن تكريم التلامذة الذين شاركوا في المباراة القرآنية السنوية، كما تم تكريم المربين والمرشدين الدينيين الذين واكبوهم في هذه المشاريع.

وتنوعت الهدايا بين مادية وعينية شملت قرآنا إلكترونيا ناطقا، جزء عم ناطقا، دروعا تقديرية وشهادات تقدير.

 

عون افتتح الدورة الوزارية ال30 للاسكوا:ساعة الحساب مع الفساد حانت مشكلة النازحين تفوق قدرة لبنان ومصممون على إيجاد الحلول الضرورية لها

الأربعاء 27 حزيران 2018 /وطنية - اكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ان "التقاء ممثلين لدول اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا ("الاسكوا")، ونخبة من كبار المسؤولين والأكاديميين والمختصين في بيروت، من اجل تنمية مستدامة وشاملة للوطن العربي، تأتي في وقت تتضافر قوى الشر لكي تمزق بلداننا العربية، وتخير نسبة كبيرة من مواطنيها بين الموت أو حياة البؤس في مخيمات النزوح". وقال: "اننا في لبنان نعيش تحديات مشابهة تماما لتحديات التنمية المستدامة، من حيث ضرورة معالجة مشاكل الحاضر والاستعداد لمتطلبات المستقبل. فنحن مصممون على مجابهة الأزمات المتراكمة التي بدأت بالظهور قبل نصف قرن واستمرت سنوات وعقودا"، فانعكست في الهوة المزمنة بين إيرادات الدولة ونفقاتها وتنامي الدين العام بشكل ينوء تحته الاقتصاد الوطني"، معتبرا ان "لا شيء ينقص لبنان لكي يحقق أفضل النتائج الاقتصادية مقارنة باقتصادات المنطقة، وكذلك اقتصادات الدول الناشئة".

واكد "ان ساعة الحساب مع الفساد قد حانت، فلا تهاون مع تحقيق المكاسب غير المشروعة من طريق مخالفة القواعد الأخلاقية والقوانين والتعدي على حقوق الدولة". وشدد على الحرص على "إيجاد الحلول الضرورية لازمة النازحين، آملين من المجتمعين العربي والدولي مساعدتنا على تحقيق هذا الهدف، ومساعدة النازحين على العودة إلى ديارهم في أقرب وقت". مواقف الرئيس عون اتت خلال افتتاحه الدورة الوزارية الثلاثين للاسكوا التي انعقدت، قبل ظهر اليوم في مقر "الاسكوا" في بيروت، وتستمر أعمالها يومين بعنوان "التكنولوجيا من اجل التنمية المستدامة في المنطقة العربية واستحداث فرص العمل اللائق وتمكين الشباب في البلدان العربية"، في حضور وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الاعمال جبران باسيل، الامين العام لجامعة الدول العربية احمد ابو الغيط، وكيل الامين العام للامم المتحدة والامين التنفيذي للاسكوا الدكتور محمد علي الحكيم، وممثلي وفود الدول المنضوية في "الاسكوا" وسفراء دول عربية واجنبية.

أبو ضرغم

بعد وصول الرئيس عون إلى قاعة الاجتماعات في "الاسكوا"، بدأ الافتتاح بالنشيد الوطني ونشيد "الاسكوا" عزفتهما موسيقى قوى الامن الداخلي برئاسة المقدم انطوان طعمة، ثم رفع شبان وشابات من جمعية الكشاف اللبناني اعلام دول "الاسكوا".

ثم استهلت الجلسة الافتتاحية بكلمة للمسؤول الاعلامي في "الاسكوا" نبيل ابو ضرغم، قال فيها: "فخامة الرئيس، اليوم دخلتم مقر الاسكوا، للمرة الاولى، فاستقبلكم اهلها بشغف كبير تحية لنضالكم في سنوات صعاب تمسكتم خلالها بميثاق الامم المتحدة وبالاعلان العالمي لحقوق الانسان وبفكرة الامم المتحدة فغدوتم الملهم الاكبر لفكرة المواطن الاممي الذي يحلم بمستقبل يسوده السلام للانسانية جمعاء، وغدوتم الصوت الاعلى الذي يذكر اللبنانيين والعالم بدور لبنان التاريخي في وضع ميثاق الامم المتحدة والاعلان العالمي لحقوق الانسان".

وأضاف: "فخامة الرئيس، تزورون مقر "الاسكوا" اليوم وتتزامن مع زيارتكم عودة الدورة الوزارية بعدما تغربت عن دولة المقر لفترتين متتاليتين. قرار اتخذه معالي الدكتور محمد علي الحكيم، وكيل الامين العام للامم المتحدة والامين التنفيذي للاسكوا، باستعادة مؤتمراتها الى بيروت لان هذه المدينة، على حد تعبيره، هي الحاضنة الفكرية والثقافية المثلى التي تتفاعل فيها "الاسكوا" مع نفسها ومع العالم العربي والعالم. فأهلا وسهلا بكم، فخامة الرئيس، واهلا وسهلا بضيوفنا الكرام، لقد دخلتم هذا المكان فزادت في ظل وهجكم المكانة".

الحمادي

والقى كلمة دولة قطر التي ترأست الدورة التاسعة والعشرين الامين العام لوزارة خارجيتها الدكتور احمد بن حسن الحمادي قال فيها:

"يطيب لي ان اتوجه بالشكر الجزيل الى جمهورية لبنان الشقيقة على استضافتها لنا في اجتماعات الدورة الوزارية (30) للاسكوا ولجنة الامم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا ("الاسكوا") لقيامها بتنظيم هذا الملتقى المهم وترتيبه، وعلى الدعوة الكريمة الى الحضور والمشاركة فيه. يطيب لي ان اتقدم بالشكر والتقدير الى سعادة الدكتور محمد على الحكيم وكيل الامين العام للامم المتحدة، الامين التنفيذي للاسكوا على الجهود التي يبذلها لتطوير مجالات عمل "الاسكوا" للنهوض بالمنطقة". وأضاف: "ان عالمنا اليوم وخصوصا منطقتنا العربية تمر بمرحلة بالغة الخطورة والتعقيد، من حيث التحديات الكبرى والقضايا الملحة التي تتجسد في معاناة الشعوب، وتمثل هاجسا مستمرا للحكام والمسؤولين، وتتمثل هذه التحديات والقضايا في الحروب والنزاعات، والنزوح والهجرات والازمات المفتعلة والتقلبات الاقتصادية، وغيرها من مهددات الامن والسلم الدوليين، والتي تؤثر سلبا على الجهود الاقليمية والعالمية المبذولة من اجل تنفيذ الاهداف العالمية للتنمية المستدامة 2030. ومن اجل ذلك، فقد اصبح من اوجب واجباتنا مباشرة بذل المزيد من الجهود والموارد للتغلب على هذه التحديات الكبرى وتجاوزها. ولا ريب ان ذلك لن يتم على اكمل الصور الا بالعمل المشترك، والتعاون والمؤازرة والتعاضد الاقليمي والدولي، وخصوصا في منطقة الشرق الاوسط والمنطقة العربية وهو ما اكده اعلان الدوحة الصادر في ختام اعمال الدورة الوزارية الـ29 للاسكوا التي انعقدت في الدوحة كانون الاول 2016". ان من الدروس المستفادة من تاريخ العمل الانمائي ان تلبية متطلبات تنفيذ خطة التنمية المستدامة للعام 2030 لن يتم على اكمل وجه من دون الارتكاز على شراكات عالمية لايجاد البيئة الدولية والاقليمية المواتية للتنمية، مع مراعاة اختلاف قدرات البلدان ومستويات التنمية فيها، واحترام السياسات والاولويات والملكيات الوطنية. وتحقيقا لذلك، فقد ركزت استراتيجية التنمية الوطنية لدولة قطر للفترة 2018 -2022، على اهمية قطاع التعاون الدولي، في تعزيز دور قطر الاقليمي اقتصاديا وسياسيا وثقافيا للمساهمة في تحقيق الامن والسلم العالميين من خلال مبادرات سياسية ومعونات تنموية وانسانية. ولقد اسفدنا كثيرا من خبرات "الاسكوا" ومرئياتهم الفنية، في مرحلة الاعداد لهذه الاستراتيجية والتي أطلقت في شهر آذار المنصرم.

لذا فان تحقيق تنمية اقتصادية واجتماعية شاملة ومستدامة يتطلب حشد الوسائل اللازمة والعمل على تعزيز تعاون دولي فعال بخلق شراكات حقيقية، كما حددهاالهدف الانمائي السابع عشر تستند الى روح التضامن العالمي والاقليمي والى اشراك الحكومات الوطنية ومنظمات المجتمع المدني وافراد المجتمع مع ضرورة الاحترام الكامل لحقوق الانسان". وتابع: "في عصرنا الحاضر، الذي تحدد فيه التكنولوجيات القدرات التنافسية وتؤدي دورا مهما في التنمية المستدامة، يمكننا تسخير الامكانات الهائلة التي توفرها تقنية المعلومات من اجل تحقيق تنمية مستدامة اقتصادية واجتماعية وبيئية، ويكون ذلك بالتركيز على انشطة البحث والتطوير لتعزيز تكنولوجيا المواد الجديدة، وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات والتكنولوجيات الحيوية واعتماد الاليات التكنولوجية القابلة للاستدامة. ويمكن تحسين اداء المؤسسات الخاصة من خلال مدخلات معينة مستندة الى التكنولوجيات الحديثة، فضلا عن استحداث انماط مؤسسية جديدة تشمل مدنا وحاضنات للتكنولوجيا.

ايضا يمكننا استخدام التكنولوجيا في تعزيز بناء القدرات في العلوم والتكنولوجيا والابتكار، بهدف تحقيق اهداف التنمية المستدامة في الاقتصاد القائم على المعرفة ولا سيما ان بناء القدرات هو الوسيلة الوحيدة لتعزيز التنافسية وزيادة النمو الاقتصادي وتوليد فرص عمل جديدة وتقليص معدلات الفقر. ويمكن وضع الخطط والبرامج التي تهدف الى تحويل المجتمع الى مجتمع معلوماتي، بحيث يتم ادماج التكنولوجيات الجديدة في خطط واستراتيجيات التنمية الاجتماعية والاقتصادية واعداد سياسات وطنية للابتكار واستراتيجيات جديدة للتكنولوجيا مع التركيز على تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة، وذلك يتطلب تشجيع الابتكار وتبادل افضل الممارسات والحلول الانمائية الناجحة والمختبرة، وابتداع الآليات المناسبة للرصد والمتابعة والتقويم اثناء التنفيذ بما يقلل التكاليف ويضمن الوصول الى النتائج المرجوة".

وقال: "اننا في دولة قطر نولي اهتماما كبيرا للتنمية الوطنية والاستقرار الاقليمي والوئام العالمي بحيث يولي سمو الامير اهتماما خاصا بتحقيق مرتكزات رؤية قطر الوطنية 2030، من التنمية الاقتصادية التنمية الاجتماعية والتنمية البشرية والتنمية البيئية، والتي حرصنا ان تتماشى مع الاهداف العالمية المخططة. كما اننا نسهم، الى حد كبير، في التنمية الدولية وفي التخفيف من وطأة الحروب والنزاعات على المتأثرين بها، وذلك بالمساعدات الانسانية وبالمشاريع الانمائية في كثير من مناطق النزاعات والاحتلال.

ان دولة قطر تؤمن ايمانا عميقا بأن الحق في التنمية هو من الحقوق الاساسية للانسان وان تكافؤ الفرص في التنمية هو احد دعامات الحكم الرشيد وهو السبيل الامثل لبناء مجتمعات السليمة، المسالمة والمتكاملة التي تمثل الوسيلة لحماية الشباب من آفة التطرف والعنف والارهاب. فالمجتمع السليم والفرد السعيد هما الغاية من كل سعي في سبيل الانماء والازدهار المستدام".

وأضاف: "خلال فترة رئاستنا للدورة (29) للاسكوا، للعامين المنصرمين، انعقدت العديد من ورش العمل العمل والفعاليات الفنية المتخصصة في مجالات التنمية المستدامة والاقتصاد والتجارة، والطاقة والمياه، والمرأة وغيرها بحيث تم:

- التركيز على تنفيذ اجندة 2030 بداية من تبني الاعلان الوزاري في الدوحة والذي يضع خطوات عملية لطريقة مقاربة تنفيذ الاجندة على المستويين الوطني والاقليمي، وصولا الى انشاء وحدة لدعم الدول العربية في تنفذ الاجندة في الامانة التنفيذية.

- الاهتمام بقضايا الفقر متعدد الابعاد واصدار اول تقرير عربي يعتمد على هذا المفهوم الاوسع للفقر، اعتمده مجلس وزراء الشؤون الاجتماعية العرب .

- تبني خطة العمل الاقليمية الخاصة بدعم اجهزة الاحصاء العربية لتنفيذ اجندة 2030.

- ايلاء اهتمام خاص بقضايا تمويل التنمية باعتبارها المحك الاساسي لتنفيذ اجندة 2030، من خلال الدراسات الفنية وكذلك التدريب.

- التنويه بالدور المهم للجان الاقليمية للامم المتحدة في تنفيذ اجندة 2030، والى ان الاصلاحات المطروحة للامم المتحدة يجب ان تأخذ في الحسبان اهمية تعزيز هذا الدور".

الراجحي

ثم كانت كلمة للجمهورية التونسية الدولة التي تترأس الدورة الثلاثين القاها الوزير لدى رئيس الحكومة التونسية لمتابعة الاصلاحات توفيق الراجحي، واستهلها بالقول:

"أود أن أعرب عن شكري وامتناني لحكومة الجمهورية اللبنانية الشقيقة على استضافتها للدورة الثلاثين للجنة الامم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا "الإسكوا"، وعلى حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة.

ويسعدني أيضا أن أتقدم بعبارات الشكر الى دولة قطر الشقيقة على رئاستها للجنة خلال السنتين الماضيتين، وأن أنوه بالمجهودات التي بذلتها من أجل تعزيز عمل اللجنة.

ولا يفوتني أن أشكر كل الدول الأعضاء على اختيارهم بلادي لترؤس أشغال هذه الدورة، وأن أؤكد لكم حرصنا على إنجاح أعمالنا والمساهمة في مزيد تعزيز أنشطة اللجنة، معولين في ذلك على تعاونكم ومساندتكم للرئاسة التونسية طوال السنتين المقبلتين.

وأود ان انتهز هذه الفرصة لأجدد للدكتور محمد علي الحكيم تهانينا الحارة له في مناسبة تعيينه على رأس اللجنة وتمنياتنا له بالنجاح والتوفيق، وأن نعرب له عن تقديرنا لجهوده ومساعيه لتعزيز دور الإسكوا في دفع التعاون والاندماج في منطقتنا العربية. والشكر موصول لأعضاء الأمانة على الإعداد الجيد لهذه الدورة".

وأضاف: "تنعقد دورتنا هذه السنة تحت محور "التكنولوجيا من أجل التنمية المستدامة في المنطقة العربية". وهي تلتئم في ظروف صعبة جدا تمر بها منطقتنا العربية، بما يحتم علينا التركيز على القواسم المشتركة بين بلداننا وتحديد خطوات عملية تمكننا من رفع التحديات التنموية ومزيد التعاون والتآزر لمواجهة التحولات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية العميقة في منطقتنا العربية وفي العالم.

ولا شك أن الثورة التكنولوجية الحالية، أو ما يسمى بالثورة الصناعية الرابعة، يمكنها، إذا ما حسن استخدامها، أن توفر لنا الحلول للتحديات الكبيرة التي نواجهها والإستجابة لأولويات منطقتنا ولا سيما إتاحة فرص إنمائية غير مسبوقة وايجاد مواطن الشغل وتدعيم الحوكمة الرشيدة وتحسين إنتاجية الإقتصادات الوطنية والتصرف المستدام في الموارد الطبيعية، ومن ثمة تحويل الإقتصادات العربية الإستهلاكية إلى اقتصادات إنتاجية ذات دور فاعل في سلاسل القيمة العالمية.

ونحن على يقين أن قدرة البلدان العربية على تحقيق التنمية المستدامة مرتبطة إلى حد كبير بقدرتها على تطوير التكنولوجيات الواعدة ونقلها وتكييفها والتحكم فيها وإدارتها من أجل زيادة إنتاجية القطاعات المختلفة".

وأضاف: "إن تونس التي نجحت في الانتقال الديموقراطي وتكريس الدولة المدنية الحديثة، تسعى الى استجابة لتطلعات شعبها في التنمية الإجتماعية والإقتصادية العادلة والمستدامة. وهي تؤمن في ذلك بدور الإقتصاد الرقمي والتكنولوجيا في رفع التحديات الإقتصادية والإجتماعية وبناء مجتمع المعرفة.

لذلك تعمل الحكومة التونسية على إرساء مجتمع جديد قوامه تكنولوجيات الاتصال والاقتصاد الرقمي ويشمل كل الفئات والجهات ويضمن حق المواطن في التواصل عبر شبكات المعلومات وحقه في الخلق والإبداع من خلال تمكينه من التعلم والمعرفة الحديثة وحثه على الأنشطة ذات المحتوى المعرفي المرتفع في مختلف المجالات.

وترمي الخطة الإستراتيجية لتطوير قطاع تكنولوجيات الإتصال والإقتصاد الرقمي التي اعتمدناها في إطار المخطط الخماسي للتنمية الإقتصادية والإجتماعية 2016 -2020، إلى خلق حوالي 80 ألف فرصة عمل قبل نهاية 2020 وضمان تكافؤ الفرص عبر الإندماج الإجتماعي ومحو الفجوة الرقمية للحد من فوارق بين الفئات وضمان المساواة بين الجهات إضافة إلى ضمان تموقع تونس في الاقتصاد الدولي ومساهمتها في العالم الرقمي الجديد.

وتسعى الخطة الاستراتيجية إلى إستحثاث نسق التنمية في بلادنا من طريق ربط 100% من الأسر التونسية بشبكة الإنترنت بحلول سنة 2020 وضمان صادرات رقمية بقيمة 5 آلاف مليون دينار سنويا واستكمال إرساء الإدارة الرقمية وتعزيز تقديم الخدمات الإدارية عن بعد.

وتابع: "إعتمدت تونس في نيسان الماضي قانون "النهوض بالمؤسسة الناشئة" المعروف بإسم "Start up Act" الذي يهدف إلى وضع إطار محفز لبعث مؤسسات ناشئة تقوم على التجديد و إعتماد التكنولوجيات الحديثة وتحقق قيمة مضافة عالية و قدرة تنافسية على المستويين الوطني والدولي. ويعتبر هذا القانون "ثورة" في منظومة القوانين المشجعة على الإستثمار وموجها بالأساس إلى فئة الشباب لحضهم على الإستثمار وبناء مؤسساتهم الخاصة ذات القيمة التكنولوجية العالية.

ونحن نتطلع إلى أن يواصل شركاؤنا من الدول الشقيقة والصديقة والمنظمات الدولية والإقليمية معاضدة جهودنا التنموية في مجال الاقتصاد الرقمي كأحد روافد تنفيذ أجندة التنمية المستدامة. ونحن نتطلع خصوصا إلى مزيد دعم العمل الرائد الذي تقوم به "الإسكوا" في مجال إعداد الدراسات وتقديم الاستشارات والتدريب في مجالات عديدة متصلة بالتنمية. وإن تونس التي تقدر عاليا ما حققته سائر برامج التعاون والمعونة الفنية، تأمل في مزيد تعزيز هذا التعاون وتنويعه وإثراءه، وخصوصا في مجالات مراجعة أنظمة الحماية الاجتماعية وإدارة المؤسسات العمومية وإعداد المخططات التنموية وإدماج أهداف التنمية المستدامة فيها، وكذلك في مسائل التجارة البينية والاقتصادي التضامني والتشاركي والعدالة الاجتماعية والدعم المستهدف".

وقال: "أود أن أجدد الإعراب باسم الحكومة التونسية عن التضامن التام واللامشروط مع الشعب الفلسطيني الشقيق في وقت كثفت سلطات الاحتلال اعتداءاتها اليومية على الشعب الفلسطيني الأعزل في غزة وسائر الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة في تعد صارخ على القانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الدولي الانساني واستهتار تام بقرارات الشرعية الدولية. وهو ما يحرم هذا الشعب المناضل حقة في التنمية والإنخراط في جهود المجموعة الدولية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، بل ويفرض عليه "نكوص التنمية" وخسائر عابرة للأجيال ومتعددة المستويات، حسب ما ورد في تقرير الأمانة.

وإن تونس إذ تحيي جهود السلطة الفلسطينية من أجل استرداد حقوق الشعب الفلسطيني الشقيق ولا سيما عبر التوصل إلى اعتماد قرار للجمعية العمومية للأمم المتحدة يدين استخدام الكيان الصهيوني المفرط للقوة ضد الشعب الفلسطيني الأعزل، تدعو "الإسكوا" الى مزيد العمل على إبراز معاناة الشعب الفلسطيني داخل منظومة الأمم المتحدة وتوثيق الانتهاكات الإسرائيلية وفضحها للرأي العام الدولي".

وختم: "تجدد تونس، في هذه المناسبة، الإعراب عن دعمها التام لجهود استئناف مفاوضات السلام وفق جدول زمني محدد لإنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشريف، ولا سيما عبر استصدار قرار أممي يحمي الشعب الفلسطيني وينهي الاحتلال الإسرائيلي ويفضي إلى تسوية عادلة وشاملة ودائمة تعيد الى الشعب الفلسطيني حقوقه وتضمن أمن المنطقة واستقرارها".

ابو الغيط

وألقى ابو الغيط كلمة، قال: "يسعدني ان اشارك في افتتاح اعمال الدورة الثلاثين للجنة الوزارية للاسكوا. واسمحوا لي ان اتوجه بالشكر الى السيد السفير محمد علي الحكيم على دعوته الكريمة للمشاركة في اعمال هذا المؤتمر الوزاري المهم. واتقدم بالتحية الى "الاسكوا" على الجهود التي تقوم بها في المنطقة العربية بالمشاركة مع جامعة الدول العربية من اجل دعم جهود الدول العربية في تنفيذ اهداف التنمية المستدامة في العديد من المجالات العمل الهامة. ولا يفوتني ان اتوجه بالشكر الى دولة قطر على رئاستها للدورة (29)، واتقدم بخالص التهنئة الى دولة تونس على رئاستها للدورة الحالية".

واضاف: "تعود بدايات التعاون بين جامعة الدول العربية و"الاسكوا" الى حقبة السبعينات من القرن الماضي والتي شهدت اطلاق الاسكوا، حيث تم ابرام مذكرة تفاهم بينهما في عام 1983 تم تحديثها عام 2013 لتطوير التعاون بينهما وتعزيزه ليشمل اولويات مختلفة كالتنمية المستدامة، ومكافحة الفقر، وتعزيز التكامل التجاري والاقتصادي وتحقيق الامن الغذائي، وتعزيز تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والارتقاء بحقوق المرأة، وغيرها، وليكون العمل المشترك اكثر انسجاما مع الحاجات والتحديات المستجدة في المنطقة العربية، ولتوفير اطار للحوار والتعاون بين المنظمتين يعمق جهودهما للدفع قدما بالتكامل الاقليمي، ودورهما في وضع السياسات العامة في المنطقة، واخذا في الاعتبار توسع الاسكوا في نطاق انشطتها التي اصبحت تشمل غالبية الدول العربية".

وتابع: "اكدت خطة الامم المتحدة 2030 للتنمية المستدامة محورية مفهوم التكامل والترابط بين الاهداف. ومن هنا ارى ان التعاون والتنسيق القائم بين جامعة الدول العربية والاسكوا لا بد وان يتسم مع هذا المفهوم، اي ان يكون مترابطا ومتكاملا بشكل وثيق لتلافي الازدواجية في العمل وقيام التوازن المطلوب بما يعزز ويقوي اواصر التعاون والمشاركة بينهما.

واسمحوا لي ان اهنئ "الاسكوا" على نجاح فعاليات المنتدى العربي للتنمية المستدامة لهذا العام، وان اثني، في هذا الاطار، على الجهود التي تقوم بها "الاسكوا"، بالتعاون مع الجامعة العربية والشركاء الدوليين، لايصال رسائل واولويات المنطقة العربية في تنفيذ خطة 2030 الى المنتدى السياسي رفيع المستوى عاما بعد عام".

وقال: "استكمالا وتعزيزا لاوجه التعاون وتفعيل المشاركات تستضيف الامانة العامة الاجتماع الرابع والعشرين لالية التنسيق الاقليمي خلال شهر اكتوبر المقبل، وسيشهد هذا الاجتماع عقد اجتماعات بين المنظمات العربية المتخصصة ونظيراتها من منظمات ووكالات الامم المتحدو للوقوف على اهم القضايا التي تهم المنطقة ولتجديد الاولويات المشتركة، كما تقوم الامانة العامة حاليا بالاعداد والتحضير لعقد فعاليات الاسبوع العربي للتنمية المستدامة في نسخته الثانية خلال شهر نوفمبر المقبل تحت رعاية السيد عبد الفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية، وهي الفعالية التي تحرص على ان تكون الاسكوا شريكا رئيسيا فيها".

وأضاف: "مع الاعلان عن خطة الامم المتحدة للتنمية المستدامة 2030، بادر القادة العرب خلال القمة العربية السابعة والعشرين في نواكشوط في عام 2016، باتخاذ قرار يقضي بانشاء آلية عربية تتولى متابعة تنفيذ اهداف التنمية المستدامة 2030 في الدول العربية يكون ضمن مهامها تعزيز التعاون مع الامم المتحدة ووكالاتها المتخصصة، وقد تمخض عن هذا القرار انشاء اللجنة العربية لمتابعة تنفيذ اهداف التنمية المستدامة وتقديم الدعم للدول العربية في تنفيذ خططها الوطنية والتي ترفع توصياتها الى المجلس الاقتصادي والاجتماعي للجامعة العربية،ـ واود ان انوه هنا الى ان جامعة الدول العربية بصدد تطوير واصلاح المجلس الاقتصادي والاجتماعي، والذي تشارك الاسكوا في اجتماعاته بصفة دورية من اجل ضمان اتساق الجهود العربية مع المستجدات التي تشهدها الساحة الدولية".

وتابع: "في ظل الظروف والتحديات الكبيرة والمتلاحقة التي تشهدها المنطقة العربية خلال المرحلة الحالية والتطور التكنولوجي السريع والهائل الذي يشهده العالم، وخصوصا في مجالي تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، يمثل موضوع نقاش هذه الدورة الوزارية "التكنولوجيا من اجل التنمية المستدامة في المنطقة العربية" اهمية محورية وركيزة اساسية من ركائز العمل في مجال التنمية المستدامة، بحيث تساهم التكنولوجيا والبحث العلمي والابتكار في تحقيق التنمية المستدامة المنشودة، وخصوصا عندما تستخدم وسيلة لتنمية قدرات الانسان وعنصرا جوهريا لتغيير المجتمعات من طريق توفير الادوات والوسائل الضرورية لوضع الاطر الوطنية.

ويأتي هذا التوجه متماشيا مع الاهتمام الذي توليه الدول العربية للتوطين ونقل التكنولوجيا، في ضوء كونها عملية ضرورية لتأمين بيئة صحية للعمل ولتوفير فرص عمل للشباب للحد من البطالة، وايضا لتعزيز وتيرة التقدم نحو تحقيق خطة 2030 والاسراع فيها، وتلبية الحاجات الخاصة لمختلف الدولة، وخصوصا الدول الاقل نموا، مع الاخذ في الاعتبار ان الهدف السابع عشر من اهداف التنمية المستدامة 2030 يركز على تعزيز التكنولوجيا وتطويرها ونقلها ونشرها.

ويتطلب الامر العمل، في هذا الصدد، بجدية من اجل ايجاد طرق جديدة ومبتكرة للتمويل المستدام، مع تغيير فلسفة الفكر المالي والمصرفي، والتشبيك في هذا الخصوص بين المال والمجتمع والبيئة، وتعزيز المشاركة بين اصحاب المصلحة المتعددين لجمع المعارف والتكنولوجيا والموارد المالية وتقاسمها، وذلك بهدف تحقيق اهداف التنمية المستدامة في جميع الدول ولاسيما في الدول البنامية والدول الاقل نموا، وهذا ماتقوم الامانة العامة بدراسته في الوقت الحالي تمهيدا للخروج بمبادرة تطرح على القمة التنموية التي ستعقد هنا في بيروت اوائل العام القادم.

وقال: "في هذا الاطار، يسرني ان الفت الى ان جامعة الدول العربية بادرت ومن خلال اللجنة العربية للتنمية المستدامة، بتقديم مقترح لانشاء "الشبكة العربية للعلوم والتكنولوجيا من اجل التنمية المستدامة"، والتي تهدف الى المساهمة في تعزيز اليات التعاون في مجالات العلوم والمعرفة والتكنولوجيا من اجل تحقيق اهداف التنمية المستدامة، بالتعاون مع المنظمات الاقليمية والدولية المعنية".

وختم: "يسعدني ان اتوجه بالشكر والتقدير الى الجمهورية اللبنانية على احتضانها لهذا الاجتماع الوزاري المهم، مع التطلع الى استضافتها للقمة العربية التنموية المقبلة اوائل عام 2019، والتي نتمنى النجاح لاعمالها، وان تخرج بنتائج تلبي طموحات المواطن العربي. اتقدم بجزيل الشكر الى السيد السفير الدكتور محمد علي الحكيم وكيل الامين العام للامم المتحدة والى سكرتارية اللجنة على حسن التنظيم، متمنيا ان يكلل الاجتماع الوزاري لهذا العام بكل النجاح والتوفيق".

الحكيم

وألقى الحكيم كلمة قال فيها: "يسعدني باسم لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا "الإسكوا" أن أرحب بكم ضيوفا أعزاء في بيت الأمم المتحدة في بيروت في افتتاح الدورة الوزارية الثلاثين للإسكوا. ويشرفني أن أتقدم من فخامة الرئيس العماد ميشال عون بعظيم تقديري على رعايته وتشريفنا بحضوره شخصيا حفل الافتتاح. وأرحب بمعالي السيد أحمد أبو الغيط بحيث يجسد عمق الشراكة العربية والأممية، ونعمل مع الجامعة العربية الشريك الرئيسي للإسكوا لتنفيذ خططنا الحاضرة والمستقبلية.

وأرحب بمشاركة معالي السادة الوزراء ورؤساء الوفود العربية وممثلي المنظمات الدولية. وأحيي شركاءنا في التنمية، الحاضرين معنا اليوم، ممثلي مؤسسات الفكر والمجتمع المدني والقطاع الخاص لتلبيتهم الدعوة للمشاركة في هذه الدورة التي اختارت دولنا الأعضاء أن يكون موضوعُها الرئيسي "التكنولوجيا من أجل التنمية المستدامة".

وأضاف: "تحتضن بيروت اليوم نخبة عزيزة من 14 وزيرا عربيا في لقائنا التشاوري هذا وعلى أعلى المستويات. وتلبس بيروت، مدينة الفكر والثقافة والأدب والفن والإبداع، أحلى أزيائها لترحب بالوفود العربية من مشرق الوطن العربي إلى مغربه ومن شماله إلى جنوبه لتداول لغة واحدة وللتباحث عن هدف واحد ألا وهو خدمة الانسان العربي حاضرا ومستقبلا تحت شعار "التكنولوجيا من أجل التنمية المستدامة" نابعة من اقتناعاتنا بأن التكنولوجيا والابتكار هما عنصران أساسيان لتنفيذ خطة 2030 لتنمية المستدامة في وطننا العربي.

نجتمع اليوم للتباحث في طريقة وضع التكنولوجيا والابتكار في خدمة الإنسان والتنمية البشرية في منطقتنا العربية، وللنظر في سبل دمج هذين البعدين في الخطط التنموية الوطنية باعتبارهما حاجة ملحة وأولوية مطلقة في عالم اليوم، لدفع عجلة التنمية الشاملة والمستدامة مما يعزز رفاه المواطن العربي وازدهاره وتوسيع المكاسب لتشمل الجميع من دون استثناء. وتوفر الأمم المتحدة فرصة للوقوف عند الحاجات الملحة للبلدان العربية في ظل الأوضاع الراهنة التي تشهدها المنطقة العربية التي شهدت خلال السنوات الأخيرة تحوّلات على كافة الصعد السياسية والاقتصادية والاجتماعية والبيئية. نجتمع لتحفيز التعاون ولإيجاد الأطر المناسبة الوطنية والإقليمية التكاملية لتحقيق الرفاه لمجتمعاتنا، وسعيا منا إلى تحقيق المصلحة العامة لشعوبنا، وتأمين مستقبل أفضل للشباب وللأجيال العتيدة".

وتابع: "الواقع، أن موضوع التكنولوجيا يكمل المواضيع التي طرحتها الدورتان الوزاريتان السابقتان، من "العدالة الاجتماعية" و"تنفيذ خطة التنمية المستدامة لعام 2030". وكلنا يعلم ما تختزنه التكنولوجيا والابتكار من إمكانات لترسيخ العدالة الاجتماعية ومنع الانقسام والتهميش وسد الفجوة المستمرة بين الجنسين وضمان الدمج الكامل للأشخاص ذوي الإعاقة وصولا إلى أكثر الفئات تعرضا للأخطار من ناحية، وما يمكن أن تقدمه من حلول ناجعة للكثير من التحديات البيئية والاقتصادية والاجتماعية التي تواجه بلداننا العربية، وتمكين الشباب والنساء والفتيات وتوفير العمل اللائق للجميع ودعم التنمية المستدامة الشاملة في منطقتنا العربية".

وقال: "الشباب العربي اليوم هو شباب متألق ومتألم في آن واحد. متألق بأفكاره وطموحاته ومتألم في انتظاره لفرص العمل اللائق التي توفر له العيش الكريم. ولن يتأتى هذا إلا من خلال فتح المجال للقطاع الخاص. فالقطاع الحكومي في الدول العربية بات كبيرا بدرجة غير مسبوقة ومترهلا بصورة غير مقبولة. وبالتالي يجب إعطاء الشباب مساحة أكبر للعمل في القطاع الخاص، فيطوروا هذا القطاع ويتطورون معه. وهذه مسؤولية مشتركة تقع على عاتق الحكومات والقطاع والخاص معا. فالدولة مطالبة بإزالة القيود والتعقيدات والقوانين الصعبة التي تعيق تطوير القطاع الخاص وإتاحة المرونة اللازمة لإنشاء الأعمال الرائدة ودعمها. وعلى القطاع الخاص أن يبني روابط وثيقة مع الجامعات ومراكز البحوث لتشكل مخرجاتها نتائج عملية لخدمة التنمية".

واضاف: "لا يفوتني هنا أن أشير إلى أن النساء العربيات، يواجهن صعوبات تفرضها أنظمة تمييزية تحبط قدرتهن على المساهمة الفعلية في الاقتصاد. فلا يمكن تفعيل نهضة حقيقية في مجتمعاتنا العربية إلا بتمكين النساء من التخصص في المجالات كافة ودخولهن الممنهج في سوق العمل. وقطاع التكنولوجيا يمثل حالة صارخة للمشاركة المحدودة للنساء في الحياة الاقتصادية والتي ينبغي التعامل معها بدرجة كبيرة من الإلحاح".

وتابع: "إن الرسالة التي ترغب الأمم المتحدة في توجيهها اليوم إلى جميع المعنيين، هي دعوة صريحة إلى تبني التكنولوجيا والابتكار في خدمة التنمية البشرية، وليس الاستثمار في التكنولوجيا من أجل التكنولوجيا. هذا هو الهدف الأساسي من التكنولوجيا، أن تكون في خدمة الإنسان والتنمية البشرية والمستدامة في الدول العربية. وكل جهود التنمية يجب أن تصب في الإنسان وترتبط به.

وعلى هذا الأمل، أتمنى لمداولاتكم كل التوفيق في فتح آفاق جديدة لأجيالنا من الشبان والشابات. وآمل أن تفضي توصيات هذه الدورة، والإعلان الذي سيصدر عنها، إلى رسائل ومقترحات تحول أولويات وشواغل المنطقة العربية، إلى سياسات تنموية قادرة على نشر مخرجات التكنولوجيا وترويج الابتكار في مجتمعنا.

وختم: "أجدد شكري لفخامة رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال عون على مشاركته معنا، وهو خير دليل على اهتمام الحكومة اللبنانية من أعلى الهرم باحتضان مقر اللجنة الاقتصادية والاجتماعية (الإسكوا) في بيروت وما تقدمه الى لبنان والعالم العربي. أكرر تقديري لمعالي الامين العام للجامعة الدول العربية على المشاركة معنا اليوم والشراكة المثمرة بيننا، وأشكر ممثلي الجهات المشاركة جميعاً، متمنياً نتائجَ مثمرةً بمستوى التوقعات المنتظرة من هذا الحشد من الخبراء رفيعي المستوى بغزارة معارفهم وعظيم خبراتهم".

عون

وألقى الرئيس عون كلمة الختام، فقال: "أهلا وسهلا بكم في الربوع اللبنانية، ممثلين لدول اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغرب أسيا ونخبة من كبار المسؤولين والأكاديميين والمختصين، المعنيين بأهم القضايا الاقتصادية والإنمائية في المنطقة العربية. تلتقون في بيروت في إطار الدورة الوزارية الثلاثين للإسكوا، واضعين كل خبراتكم للبحث في السبل الممكنة كافة من أجل تنمية مستدامة وشاملة للوطن العربي".

اضاف: "إن اجتماعكم هو ظاهرة لافتة ومميزة في اللحظة الراهنة من تاريخ منطقتنا، تماما مثلما هو لافت ومميز نشاط "الإسكوا"، منذ تأسيسها وانطلاق عملها من بيروت قبل 44 سنة. فأنتم تجندون قواكم، وتسخرون إمكاناتكم، وتستخدمون عقولكم وأفكاركم لرفع مستوى الإنسان في المجتمعات العربية، من طريق مكافحة الجوع والفقر وتعميم التعليم والرعاية الصحية والمساواة بين النساء والرجال، مع حفظ حقوق الأجيال المقبلة وحصتها في التنمية الاقتصادية والبيئة السليمة والثروات الطبيعية، في الوقت الذي تتضافر قوى الشر لكي تمزق بلداننا العربية وتجعلها رهينة عدم الاستقرار والتطرف والتعصب، وأسيرة الحروب الهمجية، وتخير نسبة كبيرة من مواطنيها بين الموت أو حياة البؤس في مخيمات النزوح".

وتابع: "ايها الحضور الكريم، تنعقد دورتكم هذا العام ومحورها "التكنولوجيا من أجل التنمية المستدامة في المنطقة العربية". ولا شك في أن هذا الموضوع الذي اخترتموه محورا لأبحاث دورتكم هو موضوع حيوي وملح، فلا يمكن إهمال التكنولوجيا ودورها في مسيرة التنمية في منطقتنا العربية. ليست التكنولوجيا في عصرنا ترفا، أو نشاطا منفصلا عن التنمية والحياة الاقتصادية، بل هي لاعب رئيسي في التطور الاقتصادي والاجتماعي على مستوى العالم بأسره، في البلدان الغنية كما في البلدان الفقيرة أو الدول ذات الدخل المتوسط. ولبنان يدرك أهمية التكنولوجيا ودورها في البناء الاقتصادي، لذلك فهو يعول عليها كثيرا في البرامج التي ننوي صوغها وتنفيذها في المرحلة الزمنية المقبلة، في إطار التخطيط الاقتصادي والاجتماعي، الذي نعتبره ممرا إلزاميا للخروج من ظروفنا الاقتصادية الراهنة. وهذا التخطيط هو أيضا تمهيد لا غنى عنه لبناء مستقبل زاهر للأجيال المقبلة من اللبنانيين".

واعلن "ان التنمية المستدامة تهدف إلى إنقاذ المجتمعات من مشاكلها الراهنة، الفقر والجوع والأمية والمرض، وفي الوقت نفسه توفير حياة كريمة للأجيال المقبلة". وقال: "نحن في لبنان نعيش تحديات مشابهة تماما لتحديات التنمية المستدامة، من حيث ضرورة معالجة مشاكل الحاضر والاستعداد لمتطلبات المستقبل. فنحن مصممون على مجابهة الأزمات المتراكمة التي بدأت بالظهور قبل نصف قرن من الزمن واستمرت مدى سنوات وعقود، فانعكست في تراجع مستوى المعيشة والتفاوت غير المقبول بين الفئات الاجتماعية والمناطق، وانعكست خصوصا في الهوة المزمنة بين إيرادات الدولة ونفقاتها وتنامي الدين العام بشكل ينوء تحته الاقتصاد الوطني".

واضاف: "وفيما لبنان يواجه هذه الظروف الصعبة، والاستثنائية، فرض عليه أن يدفع قسطا كبيرا، يفوق إمكاناته الاقتصادية والمالية والاجتماعية، في المأساة الإنسانية التي نجمت عن الحرب السورية واضطراب محيطنا الإقليمي عموما. إننا نتفهم البعد الإنساني لمعاناة النازحين، ولكنها مشكلة تفوق قدرة لبنان على تحمل أعبائها، المالية والاقتصادية والأمنية، ونحن مصممون على إيجاد الحلول الضرورية لها، آملين من المجتمعين العربي والدولي مساعدتنا على تحقيق هذا الهدف، ومساعدة النازحين على العودة إلى ديارهم في أقرب وقت".

وتابع: "من جهة أخرى، وبمعزل عن المشاكل الآنية، نريد الاطمئنان إلى أننا قمنا بما يتوجب علينا لتأمين الحياة الكريمة للأجيال المقبلة من بعدنا، لذلك فقد عزمنا على مواجهة الواقع وصعابه، وقررنا اللجوء إلى التخطيط الفاعل، فوضعنا خارطة طريق تلحظ تجنيد طاقاتنا الوطنية والاستعانة بالخبرات الدولية المشهود لها، ونتوقع أن تبدأ نتائج هذا العمل بالظهور فور تشكيل الحكومة الجديدة وإنجاز بيانها الوزاري".

واكد "ان الغاية الرئيسية من وراء هذا الجهد هي تحويل الاقتصاد اللبناني من اقتصاد ريعي إلى اقتصاد منتج. وتبرز الحاجة ماسة إلى رفع مستوى المعيشة، وزيادة نسبة العمالة، واستنفار الطاقات الكامنة وغير المستعملة في الاقتصاد الوطني، لتوفير الوظائف وتحفيز النمو. ولأن طاقات الاقتصاد اللبناني ليست مستثمرة على الوجه الكامل، فإن الخطة تلحظ تحديد القطاعات المنتجة ودعمها واستغلالها".

وتابع: "تلحظ برامجنا أولوية تحقيق الإصلاح المالي من طريق تحصيل كل الإيرادات المشروعة للدولة ووقف الهدر في الإنفاق وزيادة المشاريع والاستثمارات العامة. وليكن معلوما أن ساعة الحساب مع الفساد قد حانت، فلا تهاون مع تحقيق المكاسب غير المشروعة عن طريق مخالفة القواعد الأخلاقية والقوانين والتعدي على حقوق الدولة".

وقال: "من البديهي أن الدولة اللبنانية لن تسمح للأزمة أن تتفاعل وتتفاقم، ولا للاقتصاد أن ينكمش عاما بعد عام. فلا شيء ينقص لبنان لكي يحقق أفضل النتائج الاقتصادية مقارنة باقتصادات المنطقة، وكذلك اقتصادات الدول الناشئة. فلبنان يمتلك موقعا مميزا، وانفتاحا ثقافيا وتجاريا على العالم منذ القدم، ولدى أبنائه، خصوصا الشباب، أكثر من دليل على تفوقهم ونجاحهم، في بلدهم كما في العالم الرحب. وعندنا مؤسسات تعليمية مشهود لها وقطاع مالي عريق وقوي وفاعل".

وختم: "إذ أتمنى لكم التوفيق في أعمال دورتكم، أرجو لمنطقتنا العربية أن تستعيد الاستقرار والسلام والوئام والنمو والازدهار، وللإسكوا دور كبير يعول عليه في تحقيق الجانب الاقتصادي والاجتماعي من هذه التمنيات".