المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 27 حزيران/2018

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/newselias18/arabic.june27.18.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة
عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

يَسْتَمِدُّ الجَسَدُ كُلُّهُ تَمَاسُكَهُ من المسيح، ويَلْتَئِمُ بِالأَوْصَالِ الَّتي تُعْطِيهِ مَا يَحْتَاج، بِحَسَبِ العَمَلِ المُنَاسِبِ لِكُلِّ عُضْوٍ، فَيَصْنَعُ الجَسَدُ نُمُوَّهُ بَانِيًا ذَاتَهُ بِالمَحبة

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/السؤال: ع شو مختلفين باسيل وجعجع؟

الياس بجاني/تعتير ومّحل وكلون يعني كلون

الياس بجاني/13 مخيم فلسطيني في لبنان خارج سلطة الدولة

الياس بجاني/سجال نرسيسي على تناتش الحصص والمغانم

الياس بجاني/اوهام ملالوية بانتصارات هي بالحقيقة هزائم مدوية

الياس بجاني/اضبضبوا وبلا بطولات وعنتريات

 

عناوين الأخبار اللبنانية

رئيس جمعية المعتقلين اللبنانيين في السجون السورية علي أبو دهن: المعتقلون في السجون السورية هم ثروة إنسانية ضائعة/معرض يحاكي المعتقلين المنسيّين في سوريا/صونيا رزق/موقع الكتائب

صواريخ إسرائيلية تستهدف مخازن أسلحة لحزب الله بدمشق

حزب الله" لن يدافع عن جبران

مسلّحون من اليمونة يدخلون الى جرد العاقورة ويعتدون على الشرطة

بالتفاصيل...هذا هو الاتفاق بين لبنان وايران للافراج عن نزار زكا

تقرير استخباراتي: أموال من المانيا إلى حزب الله

إخبار ضد العريضي

حزب الله يهدد الحريري بسحب تكليف تشكيل الحكومة

مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية:من حق الرئيس اختيار نائب رئيس الحكومة ووزراء يتابع من خلالهم عمل مجلس الوزراء والاداء الحكومي احتراما لقسمه الدستوري

اسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الثلاثاء في 26 حزيران 2018

نشرات الاخبار المسائية ليوم الثلاثاء في 26/6/2018

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

نقلا عن " تقدير موقف" عدد 232

بيان "لقاء سيدة الجبل

الياس الزغبي: العالم يرفض تجيير لبنان لمحور الممانعة

قائد الجيش اللبناني في أميركا للمرة الثالثة منذ تعيينه ومصادر مواكبة للزيارة تعتبرها {إشارة دعم}

عون: الإجراءات الأمنية في بعلبك ـ الهرمل سيواكبها عمل إنمائي

الحريري يتعهد تنفيذ 280 مشروعاً في البنى التحتية

وردة إلى قاضية لبنانية ردّت طلباً بمنع نشر دفعة من وثائق بنما

وفاة لبناني أسس ثالث أكبر شركة للنقل البحري في العالم

الجيش نفي ما أوردته بعض وسائل الاعلام عن إحباط الجيش عمليات إرهابية خلال الانتخابات النيابية

قائد الجيش من اميركا نوه بالجالية: شكلنا شبكة أمان عبر الجهود المتواصلة في حفظ الأمن والاستقرار

رئيس الكتائب عرض ورئيس الاتحاد السرياني سبل التعاون

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

33 سياسيا أميركيا شهيرا يدعمون مؤتمر معارضة إيران

المحكمة العليا الأميركية تؤيد قرار ترمب بشأن حظر السفر

واشنطن تحث حلفاءها على وقف استيراد النفط الإيراني وقالت إنها ستشجع المنتجين الخليجيين على سد الاحتياج العالمي

ترمب وإردوغان يتفقان على تحسين العلاقات

اتساع المظاهرات من سوق طهران إلى محيط البرلمان والمحتجون هتفوا ضد تدهور الوضع الاقتصادي وسياسات النظام الإقليمية... والشرطة استخدمت الغاز المسيل للدموع لتفريقهم

بريطانيا تطوي صفحة الجدل حول «بريكست» بتوقيع الملكة

شاحنة صغيرة تقتحم مكاتب صحيفة بارزة في أمستردام

ماتيس يرى مؤشرات مشجعة لمحادثات بين كابل و«طالبان» رغم استئناف الحركة هجماتها في أنحاء أفغانستان

إردوغان يعد بتسريع النظام الرئاسي... وخصمه يدعوه لأن يكون «رئيساً للجميع» وفاز بفترة رئاسية جديدة بـ52 % وتحالفه حصد 53 % من مقاعد البرلمان ومشاركة قياسية بـ88 %

بولتون ولافروف يبحثان «المنطقة الجنوبية» والوجود الإيراني

غارات للنظام السوري والطيران الروسي على درعا... وفرار مدنيين إلى الريف و«براميل» على المدينة لأول مرة منذ سنة

أميركا تزوّد إسرائيل ببندقية خاصة ضد الطائرات الورقية و3 طائرات «إف 35»

دي ميستورا يجتمع في جنيف مع «مجموعة الست»

إردوغان يتعهد بمزيد من العمليات العسكرية في شمال سوريا وفصائل معارضة تهنِّئ الرئيس التركي

اقتراح لمنظمة «حظر الكيماوي» بتحديد مسؤولية الهجمات

تحذيرات من تضييقٍ على الدعاة المعتدلين يفتح الباب لفتاوى المتشددين في مصر

دمشق تبدأ هجوماً برياً في درعا وموسكو تنعى «خفض التصعيد»

"القاعدة": إيران رحبت بنا ومخابراتها أحبتنا واحترمتنا

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

مقالع وسدود: فلتان وهدر/حبيب معلوف/الأخبار

أيها اللبنانيّون هؤلاء هُم حُكّامُكم الفِعليّون! (1 من 3)/إيلي الحاج/موقع الصوت

حزب الله» «راعي» حكومة الحريري 3/ملاك عقيل/جريدة الجمهورية

قراءة عونية للأزمة الحكومية وللعلاقة مع برّي/أسعد بشارة/جريدة الجمهورية

عطّلوا التأليف.. فماذا يطبخون/نبيل هيثم/جريدة الجمهورية

حزيران 2018: ولادة سلطان تركي جديد/ناصر شرارة/جريدة الجمهورية

مضمون لقاء الحريري جعجع وإعادة ملف التأليف إلى عون والحريري/الهام فريحة/الأنوار

"اتركوا سوريا"/أسعد حيدر/المستقبل

خروج إيران من سورية رهان مستبعد/رندة تقي الدين/الحياة

رهان أميركي على روسيا… في سوريا/خيرالله خيرالله/العرب

بلد المليون سائق/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

يران وفقاعة التهديد الأجوف/حمد الماجد/الشرق الأوسط

تسخين الجنوب السوري مقدمة الحرب/فايز سارة/الشرق الأوسط

هكذا كان... هكذا أصبح/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

خروشوف المهرج/خالد القشطيني/الشرق الأوسط

إرهاب المصادر المفتوحة/يوسف الديني/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

عون تسلم اوراق اعتماد السفيرين البابوي والبولوني واستقبل وفد اميركان تاسك فورس ودعا اميركا للمساعدة على تأمين عودة النازحين

عون استقبل وزيري الداخلية والاقتصاد المشنوق: الخطة الامنية لبعلبك الهرمل ناجحة ومستمرة خوري: إجراءاتنا لحماية الصناعة الوطنية

بري استقبل السفير البابوي ومجموعة العمل الاميركية من اجل لبنان

باسيل بعد اجتماعي لجنة النازحين في الوطني الحر وتكتل لبنان القوي: تفاهم الشراكة سيستمر ولن يتنازل رئيس الجمهورية عن صلاحياته

جعجع: تأليف الحكومة سيتأخر لأسابيع قليلة لا أكثر ولبنان لا يزال في دائرة اهتمامات الدول العربية

الحريري في افتتاح معرض بروجكت ليبانون: مقبلون على مرحلة فيها اعمار وبناء ولا تأخير في التأليف

التيار المستقل رحب بزيارة ميركل: على الخارجية التصرف بحكمة وليونة بموضوع النزوح لأن الحل يبدأ بالتفاوض مع الامم المتحدة

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية
يَسْتَمِدُّ الجَسَدُ كُلُّهُ تَمَاسُكَهُ من المسيح، ويَلْتَئِمُ بِالأَوْصَالِ الَّتي تُعْطِيهِ مَا يَحْتَاج، بِحَسَبِ العَمَلِ المُنَاسِبِ لِكُلِّ عُضْوٍ، فَيَصْنَعُ الجَسَدُ نُمُوَّهُ بَانِيًا ذَاتَهُ بِالمَحبة

رسالة القدّيس بولس إلى أهل أفسس04/من10حتى16/ "يا إخوَتِي، إِنَّ الَّذي نَزَلَ هُوَ نَفْسُهُ الَّذي صَعِدَ إِلى أَعْلى جَمِيعِ السَّمَاوَات، لِيَمْلأَ كُلَّ شَيء. وهُوَ الَّذي أَعْطى بَعْضًا أَنْ يَكُونُوا رُسُلاً، وبَعضًا أَنْبِيَاء، وبَعضًا مُبَشِّرِين، وبَعضًا رُعاةً ومُعلِّمين، لِكَمَالِ القدِّيسِين، وَلِعَمَلِ الخِدْمَة، وَلِبُنْيَانِ جَسَدِ المَسِيح، حتَّى نَصِلَ جَميعُنَا إِلى وَحْدَةِ الإِيْمَانِ ومَعْرِفَةِ ٱبنِ الله، إِلى الإِنْسَانِ المُكْتَمِل، إِلى مِقْدَارِ قَامَةِ مِلْءِ المَسِيح، فلا نَكُونَ في مَا بَعْدُ أَطْفَالاً، تتَقَاذَفُهُمُ الأَمْوَاج، ويَعْبَثُ بِهِم كُلُّ رِيحِ تَعْلِيم، على هَوَى البَشَر، يَجُرُّهُم بِمَكْرٍ إِلى مَكِيدَةِ الضَّلال؛ بَلْ نَنْمُو في كُلِّ شَيء، صَادِقِينَ بَالمَحَبَّة، نَحْوَ الَّذي هُوَ الرَّأْس، أَي المَسِيح، أَلَّذي مِنْهُ يَسْتَمِدُّ الجَسَدُ كُلُّهُ تَمَاسُكَهُ، ويَلْتَئِمُ بِالأَوْصَالِ الَّتي تُعْطِيهِ مَا يَحْتَاج، بِحَسَبِ العَمَلِ المُنَاسِبِ لِكُلِّ عُضْوٍ، فَيَصْنَعُ الجَسَدُ نُمُوَّهُ بَانِيًا ذَاتَهُ بِالمَحَبَّة".

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

السؤال: ع شو مختلفين باسيل وجعجع؟

الياس بجاني/25 حزيران/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/65578/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d8%a4%d8%a7%d9%84-%d8%b9-%d8%b4%d9%88-%d9%85%d8%ae%d8%aa%d9%84%d9%81%d9%8a%d9%86-%d8%a8%d8%a7%d8%b3%d9%8a%d9%84-%d9%88/

السؤال: ع شو مختلفين باسيل وجعجع؟ مختلفين ع تقاسمنا حصص ومغانم وتناتش.. الجوز أضرب من بعضون وآخر هم ع قلبون المسيحيي وحقوقهم ووجودهم..أما الغنم والهوبرجية عند التنين فروح روح وتعا تعا..وظيفية بوقية طوعية تندرج تحت خانة الغنمية..كم كنا نتمنى لو انهما يتصارعان على ما هو سيادة واستقلال وقرارات دولية..نحن نعيش زمن بؤس ومحل ع الآخر

 

تعتير ومّحل وكلون يعني كلون

الياس بجاني/25 حزيران/18

حالنا في لبنان المّحل: راكعون وانتهازيون ومارقون وأوباش ولا فرق بين أي صاحب شركة حزب وآخر لأنهم جميعا ودون استثناء واحد قد دخلوا الصفقة الخطيئة وباعوا الوطن وأهله وكلون يعني كلون

 

13 مخيم فلسطيني في لبنان خارج سلطة الدولة

الياس بجاني/25 حزيران/18

سؤال سيادي بامتياز:  لماذا تبقى المخيمات الفلسطينية خارج سلطة الدولة؟ علماً أن اهم بنود طاولة الحوار الأولى كان وبالتوافق انهاء هذا الوضع الشاذ؟

 

سجال نرسيسي على تناتش الحصص والمغانم

الياس بجاني/24 حزيران/18

حبذا لو أن السجال بين أصحاب واتباع شركتي القوات والتيار هو على احتلال حزب الله وتنفيذ القرارين 1559 و1701 وليس على الحصص والمغانم.

 

اوهام ملالوية بانتصارات هي بالحقيقة هزائم مدوية

الياس بجاني،21 حزيران/18

بالتوقف عند  منطق الانتصارات والفتوحات الوهمية الإيرانية يا ألف رضا ورحمة ع خزعبلات واحلام احمد سعيد الناصري والصحاف الصدامي. شي تعتير وبهدلة ع الآخر

 

اضبضبوا وبلا بطولات وعنتريات

الياس بجاني/20 حزيران/18

من يحكم أو يشارك في الحكم أو يمارس السياسة في ظل الإحتلال ويداهنه ويتغاضى عن احتلاله هو يفعل ذلك تحت مظلة المحتل وغب فرماناته.

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

رئيس جمعية المعتقلين اللبنانيين في السجون السورية علي أبو دهن: المعتقلون في السجون السورية هم ثروة إنسانية ضائعة/معرض يحاكي المعتقلين المنسيّين في سوريا

صونيا رزق/موقع الكتائب/الثلاثاء 26 حزيران 2018

http://eliasbejjaninews.com/archives/65599/%D8%B1%D8%A6%D9%8A%D8%B3-%D8%AC%D9%85%D8%B9%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B9%D8%AA%D9%82%D9%84%D9%8A%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%84%D8%A8%D9%86%D8%A7%D9%86%D9%8A%D9%8A%D9%86-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84/

سنوات وسنوات مرّت وملف المعتقلين اللبنانيين في السجون السورية قيد الكتمان والنسيان ومصيره مؤجل الى اجل غير مسمى، لكن الى متى…؟ هو السؤال البديهي الذي يطرحه الاهالي والانتظار يبقى سائداً… لان آمل الامهات باق والحق لا بدّ ان ينتصر في النهاية كما يرددن دائماً.

فبعد مضّي عقود على المطالبة بحلول لهذا الملف الانساني من دون اي نتيجة، بات الاهالي يشعرون بأن ابناءهم اصبحوا مسجونين في ذاكرة النسيان من قبل دولتهم التي لا تبحث في ملفهم وكأنهم لا ينتمون الى ارضها.

لكن البعض لا يزال يتابع هذا الملف ويبحث عما يعيده الى الواجهة بحيث يُفتتح معرض عند السادسة من مساء هذا الخميس 28 الجاري ويستمر حتى السبت 30 منه من الساعة الثالثة بعد الظهر حتى الثامنة مساءً( الجمعة والسبت) ضمن هذا الدوام ، لمحاكاة قضية المعتقلين اللبنانيين في سوريا ولكل مَن له أب أو أخ أو ابن او قريب معتقل هناك بدعوة من جمعية المعتقلين اللبنانيين في السجون السورية وجمعية أمم للتوثيق وجمعيةHenrich boll stiftung الألمانية التي تملك مركزاً لها ضمن منطقة الحمراء.

وللاطلاع اكثر على تفاصيل هذا المعرض اجرى موقعنا اتصالاً برئيس جمعية المعتقلين اللبنانيين في السجون السورية علي أبو دهن الذي وجّه دعوة عامة الى كل اللبنانيين لحضور هذا المعرض الذي سيقام في الأشرفية – شارع مونو – قاعة crypte كنيسة السان جوزيف إعتباراً من الخميس، وسيتناول شؤون وشجون المعتقلين بحيث ستعرض صورهم واسماؤهم كما سيتم البحث في ملف المخفيين قسراً في المعتقلات السورية.

وقال:” هي لفتة منا لإعادة وضع قضيتنا الإنسانية المحقة على السكة من جديد، اذ مرّت سنوات والملف منسيّ خصوصاً في السنوات الأخيرة، وهدفنا عدم موت هذا الملف لانه سيبقى في ضمائرنا مهما جرى”. لافتاً الى ان صور 600 معتقل ستكون حاضرة مع أسمائهم ، على ان يتضمّن المعرض مشاهد لخمس دقائق من فيلم “تدمر”. ونعني بذلك سجن تدمر الذي سُجن فيه بعض المعتقلين، وهو فيلم شارك فيه ثلاثة وعشرون معتقلاً سابقاً تحدثوا عن معاناتهم الصعبة جداً هناك، لكن الامن العام اللبناني لم يسمح لنا إلا بعرض خمس دقائق فقط من الفيلم مع ان مدته تقارب الساعة والأربعين دقيقة، وهو سبق ان عُرض في مهرجان للأفلام في “سنتر صوفيل ” لكن ضمن فترة صباحية باكرة لا حشود فيها، كما عُرض في المركز الثقافي الفرنسي في بيروت وفي 23 دولة ، ونلنا خمس جوائز عالمية جرّاء نجاحه الباهر، لكن في لبنان ممنوع ان يشاهده اللبنانيون…”!

وعن إمكانية ان يحقق هذا المعرض شيئاً لهذه القضية الإنسانية، آسف أبو دهن لعدم مطالبة احد بها فلا رئيس الجمهورية ولا سواه ، وهدفنا الإضاءة من جديد لعّل هذه اللفتة تحقق شيئاً. وتابع:” سنبقى نطالب بحل نهائي لهذا الملف ولن نتوقف لأننا نحمل بعض الامل طالما لم نرَ جثث هؤلاء الشهداء، مع التمنيّ بأن يكونوا على قيد الحياة ومن ضمنهم رفيقكم بطرس خوند ، فالامل موجود دائماً وإلا فليُرسلوا لنا جثث الشهداء لندفنهم بكرامة.

وفي هذا الاطار أشار الى ان ابنة احد المعتقلين بعثت له رسالة مؤثرة تحدثت خلالها عن والدها المعتقل في سوريا منذ العام 1987، وتابع:” حوت الرسالة كلمات محزنة جداً بحيث اعتبرتني والدها وقالت :” انت أصبحت بالنسبة اليّ والدي وبيّ الكل لانك تنادي بقضيتنا”.

ورداً على سؤال حول الدعوات التي وُجهت لحضور المعرض، لفت الى ان الدعوة عامة للجميع، لكني علمت بأن عدداً من السفراء سيشارك في الحضور إضافة الى أهالي المعتقلين وكل من تهمه هذه القضية ونأمل مشاركة الجميع. مشيراً الى ان بعض رفاقنا من المعتقلين السابقين سيشرحون معاناتهم وسيرّدون على كل أسئلة الحضور خلال المعرض.

وعن العدد الرسمي للمعتقلين، قال: أبو دهن” العدد شبه الرسمي هو 627 معتقلاً وانا سلمت الأسماء الى رئيس الحكومة سعد الحريري في العام 2009 قبل سفره الى الشام حينها، وهذا الرقم موثق إشتغلت عليه كملف مع الراحليّن غازي عاد وكمال البطل، مشدّداً على ضرورة إنهاء هذا الملف لانه ثروة إنسانية ضائعة. وجول مصير خيمة المعتقلين في وسط العاصمة، ختم:” لا تزال موجودة مع عدد قليل جداً من الأهالي، لكن العلم اللبناني مرفرف عليها مع صور المعتقلين وهذا هو المهم بالنسبة لنا”.

 

صواريخ إسرائيلية تستهدف مخازن أسلحة لحزب الله بدمشق

26 حزيران/18/أفادت الوكالة العربيّة السوريّة للأنباء (سانا) فجر الثلاثاء أن صاروخين إسرائيليين سقطا قرب مطار دمشق الدولي، من دون إضافة أي تفاصيل. وأوردت سانا في خبر عاجل "سقوط صاروخين إسرائيليين في محيط مطار دمشق الدولي" في جنوب شرق العاصمة، من دون أن توضح طبيعة الموقع المستهدف ولا ما إذا كان القصف قد تسبب بأي خسائر بشرية أو مادية. فيما قال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن، إن "الصاروخين الإسرائيليين استهدفا مستودعات أسلحة لحزب الله قرب المطار"، مشيراً إلى أن "القصف لم يسفر عن انفجارات ضخمة".

 

"حزب الله" لن يدافع عن جبران

لبنان 24/26 حزيران/18/يبدو أن الحملة على وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل ستتصاعد. فبعد العلاقة غير السوية والقديمة والمزمنة مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، شنت أوساط "القوات اللبنانية" هجومًا كاسحًا على باسيل متهمة إياه بأنه يريد ضرب إتفاق معراب وعقد صفقة معه شخصيًا على حساب العهد و"التيار الوطني الحر"، كذلك أنطلقت آلة "المستقبل" الإعلامية بهجوم مبطّن عليه، حيث جاء في "منشات" صحيفة "المستقبل": "عشاء بيت الوسط: كفّ يد باسيل عن التأليف"، يضاف إلى كل ذلك ما أوردته مقدمة نشرة تلفزيون "المستقبل" من هجوم مبطّن أيضًا طاول رئيس الجمهورية من دون أن تسميه. ويبدو أن التوافق بين تيار "المستقبل" و"القوات اللبنانية" ووليد جنبلاط، وبشكل غير مباشر الرئيس بري، يهدف إلى وضع حدّ لـ"نفوذ" باسيل، حتى أن أحد السياسيين المخضرمين تساءل: هل يلحق جبران بنادر إلى خارج المعادلة؟ وفي هذا الوقت يظهر "حزب الله" بمظهر غير المعني بهذه الصراعات، إذ يعتبر أن الثابتة الوحيدة في علاقته بـ"التيار الوطني الحر" هي مع رئيس الجمهورية. ويتردّد في أوساط قريبة من "حزب الله" أن وفدًا من الحزب قد يزور القصر الجمهوري من أجل الحثّ على تسريع تأليف الحكومة وفكفكة العقد، مع الإشارة إلى أن الحزب لا يبدو متحمسًا هذه المرّة للدفاع عن باسيل، وهو الذي كانت له معه أكثر من تجربة مرّة.

 

مسلّحون من اليمونة يدخلون الى جرد العاقورة ويعتدون على الشرطة

ليبانون ديبايت/26 حزيران/18/أصدر رئيس بلدية العاقورة منصور وهبي بياناً اشار فيه الى ان "مجموعة من المسلحين من آل شريف من بلدة اليمونة، مزودين بأسلحة رشاشة، دخلوا مناطق واسعة في جرد العاقورة واعتدوا على عنصرين من شرطة البلدية كانا في دورية على متن آلية مدنية تابعة للبلدية، فتم تعطيلها، وسلبوا الشرطيين هواتفهما الخليوية". وتوجهت دورية من مغاوير الجيش الى منطقة جرد العاقورة بعد دخول المسلحين اليها. من جهته، طالب عضو كتلة " الجمهورية القوية " النائب زياد الحواط "الأجهزة المعنية بالتدخل ووضع حد للمارسات الجارية في جرد العاقورة ، بعد اعتداء مسلحين من اليمونة على رجال شرطة البلدية اثناء قيامهم بدورية في المنطقة واطلاقهم النار على السيارة التي كانوا يستقلونها" . ودعا "المعنين الى تحمل مسؤولياتهم ، وتوقيف المعتدين واتخاذ الاجراءات اللازمة بحقهم ، بما يؤكد مرجعية الدولة وحكم القانون بعيدا عن سياسة ابناء الست وابناء الجارية ، وبوقف الممارسات والاعتداءات الجارية منذ مدة". كما جدد الحواط "المطالبة بمعالجة موضوع الاعتداء العقاري من بعض ابناء اليمونة على مشاعات العاقورة "، مذكرا " بأن ملكية ابناء العاقورة لهذه المشاعات مثبتة بموجب أحكام قضائية ناجزة ومبرمة منذ العام 1936"، وأكد ان "زمن مصادرة حقوق الناس انتهى ، ولن نقبل بأقل من تطبيق الأحكام القضائية". وعقد لاحقا رئيس بلدية اليمونة طلال شريف لقاء مع الاعلاميين على خلفية الاشكال الذي حصل بين عناصر من شرطة بلدية اليمونة واخرين من شرطة بلدية العاقورة وطالب باعادة احياء الاتفاق الذي حصل بينه وبين رئيس بلدية العاقورة منير صعب عام 2000 بمبنى قيادة الجيش بالتواجد على طريق الوسط والقاضي بتطبيق وتنفيذ المجال الحيوي الذي اتفق عليه بمسافة 4 كلم كمجال حيوي . وأكد أننا لا نسعى لجرح جديد نحن دعاة سلام ومحبة وتلاقي ولا نقبل بالتصرفات الاستفزازية او بالعلاج النكدي الذي تقوم بها بعض العناصر ، داعيا رئيس البلدية العاقورة للابتعاد عن الخصام.

 

بالتفاصيل...هذا هو الاتفاق بين لبنان وايران للافراج عن نزار زكا

ال بي سي/26 حزيران/18/بعدما كشفته مصادر مطلعة على ملف نزار زكا أمس عن تعقيدات في الافراج عن زكا بعد بوادر حلحلة، أعلنت مصادر  واسعة الإطلاع أن اتفاقا رسميا حصل بداية حزيران بين لبنان وإيران قوامه ثلاثة بنود تم تنفيذها لبنانيا بالكامل، وتنص على:

١-وقف التداول الإعلامي بقضية نزار، وهو ما حصل.

 ٢-تعليقه الإضراب المفتوح عن الطعام، وهو ما حصل كذلك.

٣-إرسال وزير  الخارجية جبران باسيل كتابا الى نظيره الايراني محمد جواد ظريف يطلب فيه الافراج عن نزار، الامر الذي قام به باسيل بالسرعة القصوى وبلا أي تباطؤ، وبالتنسيق الكامل مع كل الجهات المعنية داخليا وايرانيا.

واشارت المصادر الى أن هذا الاتفاق موثق خطيا من خلال السفارة اللبنانية في طهران، تم تطبيقه لبنانيا بحذافيره، وقضى بإطلاق نزار من سجنه في إيفين وعودته الى لبنان في عيد الفطر، الا انه لم يتم اطلاق نزار بعد وفق بنود هذا الاتفاق.

وسألت المصادر: "هل ستحترم ايران الاتفاق الذي عرضته هي ونفذه لبنان بالكامل، فيما لا يزال سبب التأخير مبهما للمسؤولين اللبنانيين، ولم تدل ايران بتفسير لهذا التأخير؟".

 

تقرير استخباراتي: أموال من المانيا إلى حزب الله

سامي خليفة/المدن/26 حزيران/18/تفردت صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية بنشر تقرير استخباراتي ألماني يتهم مركز المصطفى الإسلامي في مدينة بريمن في شمال ألمانيا بجمع الأموال لحزب الله وارسالها إلى لبنان. وقد أفاد تقرير وكالة استخبارات بريمن، الذي صدر في حزيران 2018، أن مركز المصطفى يدعم حزب الله في لبنان، خصوصاً من خلال جمع التبرعات، وأن هناك نحو 60 مؤيداً لحزب الله في المركز، يعملون كنقطة اتصال للمسلمين الشيعة في بريمن، خصوصاً من لبنان. وتزعم صحيفة جيروزاليم بوست أن هذا المركز يملك حساباً مصرفياً في بنك Sparkasse، الذي يتخذ من بريمن مقراً له. ولم تذكر وثيقة الاستخبارات كمية الأموال المحولة من مؤيدي حزب الله في بريمن إلى حزب الله في لبنان. ومن غير الواضح، وفق الصحيفة، إذا ما كانت ألمانيا تعمل حالياً في مكافحة تمويل الإرهاب. ووصف مسؤولو الاستخبارات في تقريرهم الجديد الهيكل التنظيمي للمركز وأعداد المشاركين التي تتفاوت بحسب الأحداث. لكن، يمكن أن يبلغ عددهم 800 شخص. وأشار التقرير إلى أن دعم مركز المصطفى حزب الله له معنى مهماً من خلال جمع التبرعات المتعلقة بمشروع الأطفال اليتامى في لبنان، الذي طلب النظام القضائي الألماني من الحكومة إغلاقه رسمياً في العام 2015 بسبب "تمويله عائلات مقاتلي حزب الله الذين قضوا في المعارك". كما أن وزير الداخلية الألماني كان قد حظر، وفق الصحيفة، هذا المشروع في العام 2014. يقوم نحو 950 عنصراً من حزب الله بجمع الأموال في ألمانيا لمصلحته وتجنيد أعضاء جدد، وفقاً لتقارير الاستخباارات الألمانية في العام 2017. وذكر تقرير استخبارات بريمن الجديد أن الأنشطة الإضافية لمركز المصطفى تشمل المشاركة في الأحداث والتظاهرات، وقد شارك المتعاطفون مع حزب الله ومؤيدوه كل سنة عبر ألمانيا بشكل علني في التظاهرة المعادية لإسرائيل في يوم القدس العالمي. تمول إيران، وفق الصحيفة، الحزب بمبلغ 700 مليون دولار سنوياً. وقد قالت المستشارة الالمانية انجيلا ميركل بعد اجتماع مع الملك الاردني عبدالله الثاني في عمان، الخميس في 21 حزيران، "يجب عدم مناقشة توجهات إيران العدوانية فحسب، بل نحتاج إلى حلول على وجه السرعة". ورفضت أن تقول إذا ما كانت ستتخذ اجراء ضد حزب الله في المانيا، رغم حث الولايات المتحدة مراراً وتكراراً حكومة ميركل على حظر حزب الله ككل في ألمانيا.  وتستغرب جيروزاليم بوست عدم تحرك السلطات الألمانية لإيقاف نشاطات المركز حتى الآن، خصوصاً أنه لا يخفي طبيعة نشاطه، إذ تُظهر إحدى الصور المنشورة على موقع المصطفى الإلكتروني على الأقل 10 أطفال صغار يرتدون زي مقاتلي حزب الله باللونين الأخضر والأصفر مع علم الحزب.

 

إخبار ضد العريضي

ليبانون ديبايت/26 حزيران/18/تقدم المحامي هاني الاحمدية بإخبار سجل لدى النيابة العامة المالية برقم 3555/2018 تاريخ 26/6/2018 ضد النائب والوزير السّابق غازي العريضي وكل من يظهره التحقيق، بجرائم صرف النفوذ ومخالفة قانون الاثراء غير المشروع والاستيلاء على الاموال العامة وهدرها.

 

حزب الله يهدد الحريري بسحب تكليف تشكيل الحكومة

العرب/27 حزيران/18/بيروت - كشفت تغريدة للواء جميل السيّد وهو نائب لبناني جديد كان مديرا عاما للأمن العام لدى اغتيال الرئيس رفيق الحريري في العام 2005 تكتيكا جديدا يتبعه حزب الله في التعاطي مع تشكيل الحكومة اللبنانية. وهدّد السيّد، الذي انتخب نائبا على لائحة حزب الله في منطقة بعلبك الهرمل، بناء على طلب مباشر من الرئيس السوري بشّار الأسد، بإعادة النظر في تكليف سعد الحريري تشكيل الحكومة الجديدة. وقال في خروج عن كلّ أحكام الدستور اللبناني الذي لم يحدد أي مهلة لتشكيل الحكومة “ربّما عريضة موقعة من 65 نائبا عبر المجلس إلى رئيس الجمهورية ليسقط تكليف الحريري كأنّه لم يكن. والبدلاء كثيرون”. ومعروف أن ليس في الدستور اللبناني أي مادة تسمح بسحب تكليف تشكيل الحكومة من الشخص الذي يحصل على الأكثرية في استشارات “ملزمة” يجريها رئيس الجمهورية. لكنّ كلام المدير العام السابق للأمن العام الذي أمضى أربع سنوات في السجن بعد اغتيال رفيق الحريري بسبب شبهات دارت في شأن دور الجهاز الأمني السوري – اللبناني في تغطية عملية الاغتيال، أعطى فكرة عمّا يخطط له حزب الله الساعي إلى فرض حكومة ذات تشكيلة معيّنة على الحريري. وقالت مصادر سياسية لبنانية إن تضامن سعد الحريري مع مطالب القوات اللبنانية والزعيم الدرزي وليد جنبلاط كان وراء التهديدات التي وجهت إلى رئيس الوزراء المكلف عبر جميل السيّد. ويذكر أن سعد الحريري استقبل مساء الاثنين سمير جعجع رئيس القوات اللبنانية وبحث معه في تشكيل الحكومة. وأوضحت المصادر السياسية في تصريح لـ”العرب” أن حزب الله المستعجل على تشكيل حكومة، يشارك فيها بثلاثة وزراء يتولّى أحدهم حقيبة الصحّة، مصرّ على أمرين. أولهما أن يكون وجود القوات اللبنانية محدودا والآخر عدم حصر التمثيل الدرزي بثلاثة وزراء يسميهم وليد جنبلاط.

ويريد الحزب أن يسمّي جنبلاط وزيرين على أن يكون الوزير الدرزي الثالث من حصة خصمه طلال أرسلان. واستبعدت المصادر نفسها أن يرضخ الحريري لتهديدات حزب الله الذي يستخدم جميل السيّد في الترويج لمطالبه. وقالت إن رئيس الوزراء المكلف لا يستطيع تشكيل حكومة تهمّش القوات اللبنانية كما لا يستطيع تجاهل الحجم الدرزي لوليد جنبلاط وذلك حرصا منه على توازن داخل الحكومة الجديدة. وأشارت إلى أن غياب مثل هذا التوازن سيجعل من الحريري رئيسا لحكومة يشكلها عمليا حزب الله الذي سيفرض عليه في هذه الحالة أجندة خاصة به تقوم أوّل ما تقوم على تطبيع العلاقات مع النظام في سوريا والانفتاح أكثر على إيران وزيادة العزلة العربية والدولية للبنان. ويقول خبراء في الشؤون اللبنانية إن الحزب يود نقل مشكلة تشكيل الحكومة من بعدها الداخلي الصرف، وفق ما أكد الحريري ورئيس مجلس النواب نبيه بري، إلى ميادين خارجية تحيل الأمر “مؤامرة” يحيكها الخارج ضد لبنان.

واعتبر محللون أن تغريدة السيد تأتي من خارج السياق المعروف لتشكيل الحكومات في لبنان. ويرى هؤلاء أن احتمال ابتعاد الحريري عن تشكيل الحكومة ما زال غير وارد وأن الوقت الذي استغرقه حتى الآن ما زال ضمن المهل المعقولة. ويذكر هؤلاء أن تشكيل حكومة الرئيس تمام سلام استغرق 11 شهرا، وبالتالي الحكومة الحالية لم تتخط الخط الأحمر أو نقطة اللاعودة. وعلى الرغم من أن تغريدة السيد لا يبنى عليها ولا تشكل مفترقا جذريا في يوميات تشكيل الحكومة، إلا أن بعض البرلمانيين الحاليين يعتبرون أن هذه “الثرثرة” هدفها التشويش على الجهود التي تبذل لإخراج التشكيلة الحكومية خصوصا وأن بري كان قد كشف أن الحكومة كانت على وشك التشكل، الجمعة الماضي، بيد أن عراقيل أجلت الأمر في اللحظة الأخيرة. وعلق نوفل ضو عضو الأمانة العامة لقوى 14 آذار على تغريدة السيد بالقول “على جميل السيد أن يفهم بأن لا السعودية ولا سمير جعجع ولا وليد جنبلاط احتجزوا ويحتجزون سعد الحريري (…) بل إن حزب الله الذي أوصل جميل السيد إلى النيابة هو من يحتجز لبنان رهينة، والآخرون يسعون لتحريره سياسيا وعسكريا من النظام الأمني اللبناني – السوري – الإيراني الجديد”.  على جميل السيد أن يفهم بأن لا السعودية ولا سمير جعجع ولا وليد جنبلاط احتجزوا ويحتجزون سعد الحريري... بل ان حزب الله الذي اوصل جميل السيد الى النيابة هو من يحتجز لبنان رهينة والآخرون يسعون لتحريره سياسيا وعسكريا من النظام الأمني اللبناني - السوري - الإيراني الجديد!

من جهته، اعتبر الوزير السابق اللواء أشرف ريفي أن “دعوة جميل السيد لتوقيع عريضة نيابية لإسقاط تكليف الرئيس الحريري تُخالف الطائف وتُضاف إلى دعوات مماثلة لتحديد مهلة الرئيس المكلّف بتشكيل الحكومة وهذا لعب بالدستور ومسّ جوهري به وبصلاحيات رئيس الحكومة”، متوجها إلى السيد بالقول “حذارِ من اللعب بالنار”. ونقلت وسائل إعلام لبنانية أن الحريري رد على تغريدة السيد بالقول “يروح يبلط البحر”. وتؤكد مصادر متابعة لمفاوضات تشكيل الحكومة أن المعضلة ليست خارجية بل تتركز في جانب منها حول السجال المسيحي-المسيحي المتعلق بتقاسم الحصص الوزارية بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية. وتضيف المصادر أن العقد المتعلقة بالتمثيل الدرزي والسني تمثل جوانب أخرى مهمة لكن التواصل مستمر للاهتداء إلى المخارج المناسبة. ومعروف أن الحريري يرفض أن يأتي أي تمثيل سني من خارج حصة المستقبل كما أن جنبلاط مصر على أن احتكار التمثيل الدرزي من خلال ثلاثة وزراء.

ورصد المراقبون تصريحات لنائب أمين عام حزب الله الشيخ نعيم قاسم يطالب فيها بحكومة وحدة وطنية يتمثل فيها الجميع واعتبروه موقفا يراد منه تمثيل السنة من خارج “العباءة الحريرية”. وأضاف هؤلاء أن الحزب يسعى إلى تجميع حلفائه داخل الحكومة لتشكيل “الثلث الضامن” الذي كان مصرا على الحصول عليه في الحكومات السابقة. ولا تنفي مصادر مقربة من الحزب الأمر وتنقل وسائل الإعلام اللبنانية عنها أن الحزب يرفض تسميته بالثلث الضامن لا المعطل لضمان موقفه السياسي. ويرى مراقبون أن حزب الله الذي تفاخر بانتصاره في الانتخابات التشريعية الأخيرة فيما ذهب الجنرال قاسم سليماني قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري إلى الحديث عن امتلاك الحزب 74 نائبا من أصل 120 نائبا في البرلمان الجديد، مدرك للاستحقاقات المقبلة وهو يسعى لمحاصرتها وتحصين نفسه داخل حكومة الحريري المقبلة.

 

مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية:من حق الرئيس اختيار نائب رئيس الحكومة ووزراء يتابع من خلالهم عمل مجلس الوزراء والاداء الحكومي احتراما لقسمه الدستوري

الثلاثاء 26 حزيران 2018 /وطنية - صدر عن مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية البيان التالي: " تتناقل وسائل الاعلام تعليقات لسياسيين واعلاميين ومحللين تتناول مواقف فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون من موضوع تشكيل الحكومة الجديدة، ويذهب بعضها الى التكهن بما ينوي رئيس الجمهورية اتخاذه او ما يجب ان يفعله في هذه المسألة او تلك، وصولاً الى حد قيامهم بتفسير الدستور واتفاق الطائف ووثيقة الوفاق الوطني وفق اهوائهم الخ...يهم مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية التأكيد على النقاط الآتية:

اولاً: ان رئيس الجمهورية يتعاطى مع ملف تشكيل الحكومة الجديدة استناداً الى صلاحياته المحددة في الدستور، ولا سيما الفقرة 4 من المادة 53، اضافة الى القوانين المرعية الاجراء. والرئيس وان لم يتدخل في آلية التشكيل، الا انه ليس في وارد التغاضي عما منحه اياه الدستور من صلاحيات وما درجت عليه الاعراف المعتمدة منذ اتفاق الطائف، لا سيما لجهة حق رئيس الجمهورية في ان يختار نائب رئيس الحكومة وعددا من الوزراء، يتابع من خلالهم عمل مجلس الوزراء والاداء الحكومي بشكل عام انطلاقاً من قسمه الدستوري بالحفاظ على القوانين. وعلى الذين يسعون في السر والعلن، الى مصادرة هذا الحق المكرس لرئيس الجمهورية، ان يعيدوا حساباتهم ويصححوا رهاناتهم، وينعشوا ذاكرتهم.

ثانياً: ان مواقف رئيس الجمهورية واضحة ومعلنة، وبالتالي لا يجوز مقاربتها بالحكم على النوايا والتوقعات والتحليلات، او من خلال تسريب روايات ومعلومات لا اساس لها من الصحة. ذلك انه من واجب رئيس الجمهورية، المؤتمن على الدستور، السهر على الزام الجميع التقيد به، اضافة الى ان الخيار الميثاقي يفرض عليه بالتالي حماية الشراكة الوطنية التي تتجلى في ابهى مظاهرها في حكومة تعكس اوسع تمثيل وطني ممكن، كما تحقق في خلال الانتخابات النيابية عبر قانون قائم على اساس النسبية، عمل رئيس الجمهورية من اجل اقراره للمرة الاولى في التاريخ السياسي للبنان. وهذه الانتخابات حددت احجام القوى السياسية ، وما على هذه القوى الا احترام هذه الاحجام حتى تكون عملية تشكيل الحكومة مسهّلة .

ثالثاً: ان اصحاب الاصوات الذين يدّعون حرصهم على اتفاق الطائف ويحذرون مما يصفونه بـ"خطر اسقاطه" او تعطيله، مدعوون الى التوقف عن تعميم الاضاليل وتشويه الحقائق الراسخة التي يجسدها تأكيد رئيس الجمهورية الدائم على التزامه اتفاق الطائف الذي اصبح دستورا ، وحري بالآخرين ان يحترموا هذا الاتفاق بكل مفاعيله، وليس اعتماد الانتقائية في مقاربته تبعاً لحساباتهم الشخصية ومصالحهم الذاتية ورهاناتهم الملتبسة.

 

اسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الثلاثاء في 26 حزيران 2018

النهار

شحّ المال السياسي بعد الانتخابات بدليل معاناة أندية وجمعيات من أزمات ماليّة مُستفحلة تحول دون اقامة مهرجانات ‏صيفيّة درجت على تنظيمها في الأعوام الماضية.

تردّد أن زيارة "حزب الله" الأخيرة للوزير طلال ارسلان هدفت الى اقناعه بالعدول عن تولّي حقيبة وزاريّة بنفسه.

لوحظ أن "حزب الله" لم يبدِ أي اعتراض علني على تسلّم وزراء "القوات" حقيبة سياديّة أو خدماتيّة مُهمّة كما لم ‏يتحدّث في الحصص والأحجام.

بدأت مدارس خاصّة صرف مُعلّمين لديها بحجّة عدم قدرتها على سداد المدفوعات بعد الزيادات على الرواتب.

البناء

خفايا

لاحظ متابعون أنّ نائباً جديداً عن منطقة واسعة في الجبل ينكفئ إعلامياً في هذه الفترة ولا يظهر له أيّ نشاط سياسي ‏بارز، ما خلا بعض الاستقبالات الشعبية في نهاية الأسبوع، بينما لا يزال والده يُمسك بالملفات السياسية كلّها تقريباً ‏ومعه فريق من معاونيه السياسيين المعروفين الذين يكلفهم بمهامّ عديدة، خاصة في إطار الاتصالات واللقاءات الجارية ‏على خط تشكيل الحكومة الجديدة...

كواليس

قالت مصادر يمنية إن تصريح المتحدث باسم قوات التحالف الذي تقوده السعودية عن مقتل عناصر من حزب الله في ‏صعدة ليس إلا محاولة لحرف الأنظار عن المجزرة التي ارتكبها التحالف بحق الأطفال والنساء وكبار السن عبر ‏غارات سجلت فيها جرائم بحق الإنسانية وتعلم تفاصيلها المؤسسات الأممية، ولن يُخفيها الحديث عن أكاذيب يعرف أي ‏مدقق أنها اختراعات إعلامية، فكيف يتسنّى لمن يقصف من الجو التحدّث عن جنسية الذي قتلوا وهو يستهدف ‏مستشفى ومدرسة وبيوتاً يسكنها مدنيون؟

الجمهورية

عبّر رئيس حزب عن ترحيبه بتوجُّه حزب خصم له نحو مقاربة ملف حسّاس وأعرب عن إستعداده لدعمه مئة في ‏المئة.

حصل إشتباك كلامي بين شخصيتين تنتميان إلى تيار سياسي على خلفية ما وصف بالتقصير الفاضح في الإعداد ‏للإنتخابات.

قال مرجع بارز في مجالسه الخاصة إن ورقة تفاهُم معراب إنتهت ظروفها.

اللواء

ما تزال الخلافات تحفر ريبة وقلقاً في عدّة أحزاب وتيارات، والقاسم المشترك الانفضاض الشعبي عنها.

يتردَّد نائب جنوبي منتخب في حضور اجتماعات زملاء له، على خلفية عدم الاصطفاف!

بلغت جهات سياسية معلومات عن ارتباط تأليف الحكومة لجهة الأحجام والأوزان بمعادلات جديدة يجري وضعها في ‏المنطقة؟

المستقبل

يقال "إنّ التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، وفي مؤشّر على اقتراب الحل السياسي في هذا البلد، كلّف شركات ‏بإعادة تأهيل مطارين في مدينة الغيضة في محافظة المهرة، وببناء مطار مدني في مأرب".

 

نشرات الاخبار المسائية ليوم الثلاثاء في 26/6/2018

* نشرة أخبار تلفزيون "لبنان"

معركة درعا بدأت بشرقها في ظل غارات جوية كثيفة وقصف صاروخي ومدفعي من قبل الجيش السوري غداة القصف الجوي الذي تعرض له محيط مطار دمشق.

وفي اليمن، إنزلاق نحو حرب شوارع في الحديدة لاستكمال سيطرة الجيش والمقاومة بدعم من قوى التحالف على الميناء.

وفي واشنطن أنباء عن إعلان قريب لخطة ترامب لتسوية الصراع العربي-الاسرائيلي.

محليا، سادت المحافل السياسية مخاوف من تأثيرات عدم تشكيل حكومة جديدة على الوضع الاقتصادي.

وأكد الرئيس المكلف سعد الحريري ان هذه المخاوف ستتبدد فور تشكيل الحكومة.

وشددت كتلة المستقبل النيابية على الحق الدستوري للرئيس المكلف في خيارات التأليف.

ومن جهته قال المكتب الاعلامي في رئاسة الجمهورية إن الرئيس عون يتعاطى مع ملف تشكيل الحكومة إستنادا الى صلاحياته وليس وارداً التغاضي عن ما حدده الدستور والأعراف منذ اتفاق الطائف.

في غضون ذلك، شدد وزير الاعلام ملحم رياشي على موقف الدكتور سمير جعجع في تسهيل تأليف الحكومة.

* نشرة أخبار تلفزيون "ان بي ان"

مع ان البلد لا يحتمل الوقوف على رصيف الانتظار لكن مسيرة التأليف الحكومي تستغرق في صعوبات غير معلوم الافاق احتمالات الولادة سريعا في تراجع والساعات القليلة الماضية لم تحمل اي مؤشرات ايجابية في هذا الاتجاه بل العكس هو الصحيح حتى ان تواجد سمير جعجع في بيت الوسط لم يبدل في المشهد شيئا بعد بعدما كان البعض يأمل على الاقل ان ينجح اجتماعه مع الرئيس المكلف في تذليل عقبة حصة القوات اللبنانية في الحكومة العتيدة. صحيح ان جعجع أعلن قراره وقف السجالات السياسية وصحيح انه حرص على ابداء نيته في مهادنة العهد لكن انتقادات ضمنية عديدة وجهها الى رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل من عرين الرئيس سعد الحريري ما اوحى انها تحظى بغطاء من الاخير.

اضف الى ذلك ان سهام زرقاء وجهت اخيرا نحو من يحاول تثبيت اعراف جديدة في التأليف واللبيب من السهام يفهم. هذه السهام تلاها تأكيد كتلة المستقبل برئاسة الرئيس الحريري ان مهمة التأليف من المسؤوليات الدستورية المناطة حصرا بالرئيس المكلف بالتعاون والتنسيق مع رئيس الجمهورية الذي تطلع ايضا كتلته الى دوره المحوري للخروج من دائرة الترقب والانتظار. والى دائرة الضوء اخرجت رئاسة الجمهورية بيانا ردت فيه على من وصفتهم بأصحاب الاصوات الذين يدعون حرصهم علة اتفاق الطائف ويحذرون من ما يصفونه بخطر اسقاطه او تعطيله مشيرة الى ان رئيس الجمهورية يؤكد بشكل دائم على الزامه باتفاق الطائف الذي اصبح دستورا وحري بالاخرين ان يحترموا هذا الاتفاق والى دائرة الضوء اخرجت رئاسة الجمهورية بيانا ردت فيه على من وصفتهم بأصحاب الاصوات الذين يدعون حرصهم على اتفاق الطائف ويحذرون من ما يصفونه بخطر اسقاطه او تعطيله مشيرة الى ان رئيس الجمهورية يؤكد بشكل دائم على الزامه باتفاق الطائف الذي اصبح دستورا وحري بالاخرين ان يحترموا هذا الاتفاق ومفاعيله. بيان الرئاسة شدد على ان الرئيس عون يتعاطى مع ملف التشكيل استنادا الى صلاحياته المحددة في الدستور ولا سيما الفقرة 4 من المادة 53 وهو ليس بوارد التغاضي عن ما منحه اياه هذا الدستور من صلاحيات وما درجت عليه الاعراف منذ اتفاق الطائف ولا سيما لجهة حقه في اختيار نائب رئيس الحكومة وعدد من الوزراء يتابع من خلالهم عمل مجلس الوزراء والاداء الحكومي داعيا من يسعون الى مصادرة هذا الحق المكرس للرئيس الى اعادة حساباتهم وتصحيح رهاناتهم وانعاش ذاكراتهم وفق ما جاء في البيان وربما هنا بيت القصيد. في البقاع اجراءات الجيش لترسيخ الامن تواصلت وسط تأكيد من المؤسسة العسكرية ان لا خطط امنية استثنائية في بعلبك الهرمل بل تفعيل للاجراءات والتدابير المتخذة انطلاقا من ان العمل الامني هو تراكمي.

* نشرة أخبار تلفزيون "او تي في"

في برية تشكيل الحكومة... أعيدوا حساباتكم وصححوا رهاناتكم، وأنعشوا الذاكرة. هكذا صدح صوت صارخ من بعبدا اليوم.

فرئيس الجمهورية اللبنانية اليوم، ليس إلا ميشال عون... وميشال عون ليس في وارد التغاضي عما منحه إياه الدستور من صلاحيات، وما درجت عليه الاعراف المعتمدة منذ اتفاق الطائف، لا سيما لجهة حق رئيس البلاد في أن يختار نائب رئيس الحكومة وعددا من الوزراء.

وميشال عون، لا يركن في التشكيل لا إلى حملات، ولا إلى تمنيات، وبالطبع لا إلى ضغوط... بل فقط إلى نتائج الانتخابات، التي حددت احجام القوى السياسية، بناء على قانون نسبي... وما على هذه القوى الا احترام هذه الاحجام حتى تكون عملية تشكيل الحكومة مسهلة .

وميشال عون، يلتزم اتفاق الطائف الذي اصبح دستورا، وحري بالآخرين ان يحترموا هذا الاتفاق بكل مفاعيله، وليس اعتماد الانتقائية في مقاربته.

هذه هي ببساطة، خلاصة بيان بعبدا اليوم.

قد يصف حكيم معراب التدخل السعودي في اليمن بالحكيم. وقد يربط تطورات الحديدة اليمنية بالجنوب السوري بتظاهرات طهران وكل قضايا الكون، بتشكيل الحكومة.

أما بك المختارة، فقد يسوح في زوايا العالم الأربع، مغردا أو بصمت...

قد يرفع الجميع سقف المطالب. قد يشترطون، قد يرسمون الخطوط الحمر، وحتى... قد يتفلسفون في شرح الميثاق، وقراءة الدستور... وقد يثابرون على محاولة تحوير الواقع السياسي الجديد، المكرس منذ الحادي والثلاثين من تشرين الأول 2016.

قد يحصل كل ذلك، وقد يستمر أو يتوقف. غير أن الثابت السياسي الوحيد، هو أن مسار تشكيل الحكومة بعد بيان اليوم، لن يكون كما قبله. أما سائر المواقف، فسرعان ما تتأقلم أو تتكيف، ولو وجدت في تقبل قدرها المحتوم بعض الصعوبة اليوم... قد تتباين القراءات، وتتعدد التفسيرات، مضمونا وتوقيتا، غير أن الواضح أن بعبدا قالت كلمتها، وكلمة بعبدا في بدء مرحلة جديدة على الصعيدين الحكومي والوطني.

* نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

منعا لطول اجتهاد وتأويل، وتخمين في موقف الرئيس ميشال عون حول عملية التأليف الحكومية، كان البيان الصادر عن مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية..

استنادا لصلاحياته وفق ما حدده الدستور والاعراف المعمول بها منذ اتفاق الطائف، يتعاطى رئيس الجمهورية مع ملف تشكيل الحكومة قال البيان، وعلى الحريصين على الطائف وقف الاضاليل، لأن الرئيس ملتزم هذا الاتفاق الذي اصبح دستورا وعلى الآخرين احترامه.. الرئيس عون اوضح تمسكه بحق تسمية نائب رئيس الحكومة ووزراء ليتابع من خلالهم العمل والاداء الحكومي احتراما لقسمه الدستوري..

اما تسهيل عملية تشكيل الحكومة فباحترام الجميع لنتائج الانتخابات النيابية على اساس النسبية التي حددت احجام القوى السياسية.. قال الرئيس كلمته امام الراي العام، مشعبا الرسائل التي اجابت على الكثير من الخطابات والتصريحات، وحراك البعض المبني على التحريض وزيادة عقد التأليف، فرسم الرئيس مسار الخطوط وعلى اساسها ستتضح الامور..

امور البقاع على ما يرام، مع التدابير الامنية التي تفوق مفهوم خطة تنتهي بمرحلة زمنية، فالاجراءات لها استمرارية مبنية على حاجة البقاعيين ومطالبهم تقول مصادر مواكبة للمنار، والتدبير الامني مقدمة لتدابير انمائية بحس المسؤولية من الدولة وتعاون المنطقة وفعالياتها السياسية والاجتماعية.

في الاقليم، بفعالية بدأ الجيش السوري عملياته ضد المسلحين في الجنوب، سريعا تكسرت دروعهم في ريف درعا، وبعد تحرير بصر الحرير فان المسير لقطع طريق المسلحين مع الاردن كما اوضح بيان عسكري سوري..

في ايران مواقف واضحة حملتها زيارة وفدين سوري وعراقي الى طهران، تأكيد على التعاون المشترك وتعزيز مستوى الدعم لسوريا سمعه نائب وزير الخارجية السورية فيصل المقداد من القيادات الايرانية، وتثمين لدور ايران بدعمها العراق على تخلصه من الارهاب حمله رئيس هيئة الحشد الشعبي ومستشار الامن الوطني العراقي فالح الفياض.

* نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"

تشكيل الحكومة يستمر الشغل الشاغل ، وإن كانت المواقف العالية السقف قد بدأت تطفو على السطح ، وسط إجماع كافة القوى السياسية على ضرورة تشكيل حكومة وحدة قادرة على مواجهة التحديات الاقتصادية والمالية. وإذا كانت الاتصالات واللقاءات الهادفة إلى تبريد الاجواء قد تتلاحق للتخفيف من وتيرة السجالات ؛ فإن كتلة المستقبل النيابية دعت اليوم القوى السياسية كافة الى التهدئة وتسهيل مهمة الرئيس المكلف ، مؤكدة ان مهمة تأليف الحكومة من المسؤوليات الدستورية المناطة حصرا بالرئيس المكلف بالتعاون والتنسيق الكاملين مع رئيس الجمهورية ، كما أكدت الكتلة انها تتطلع الى الدور المحوري للرئيس ميشال عون في الخروج من دائرة الترقب والانتظار .

موقف كتلة المستقبل أعقبه موقف عن رئاسة الجمهورية قالت فيه إن رئيس الجمهورية يتعاطى مع ملف تشكيل الحكومة الجديدة إستنادا الى صلاحياته المحددة في الدستور ، وأن الرئيس لم يتدخل في آلية التشكيل ، الا انه ليس في وارد التغاضي عما منحه اياه الدستور من صلاحيات وما درجت عليه الاعراف المعتمدة منذ اتفاق الطائف.

أمنيا العيون شاخصة الى الاجراءات الامنية في منطقة بعلبك الهرمل.وفي هذا السياق تفقد قائد الجيش بالنيابة الوحدات العسكرية المنتشرة ، مؤكدا أن منطقة بعلبك – الهرمل هي كأي منطقة لبنانية تحت سيادة الدولة وسلطة القانون، وأن لا خطط أمنية استثنائية فيها بل تفعيل للإجراءات والتدابير المتخذة.

* نشرة أخبار تلفزيون "ال بي سي"

يبدو أن اتفاق معراب ذهب ضحية الخلاف بين رئيس الجمهورية ورئيس التيار الوطني الحر من جهة ، والقوات اللبنانية من جهة ثانية ...

رئيس التيار جبران باسيل قالها بالفم الملآن : هناك اتفاق سياسي لم يعد قائما ...

وبينما كان الوزير باسيل يعلن هذا الموقف ، كان بيان يصدر عن قصر بعبدا يتحدث عن " حق رئيس الجمهورية في ان يختار نائب رئيس الحكومة وعددا من الوزراء، يتابع من خلالهم عمل مجلس الوزراء والاداء الحكومي... وعلى الذين يسعون في السر والعلن، الى مصادرة هذا الحق المكرس لرئيس الجمهورية، ان يعيدوا حساباتهم ويصححوا رهاناتهم " لكن هذا الموقف قابله موقف كتلة المستقبل الذي اعتبر ان " مهمة تأليف الحكومة من المسؤوليات الدستورية المناطة حصرا بالرئيس المكلف، بالتعاون والتنسيق الكاملين مع فخامة رئيس الجمهورية" ...

في حصيلة النهار: سقوط اتفاق معراب.

حديث رئيس الجمهورية عن حقه في ان يختار نائب رئيس الحكومة وعددا من الوزراء . موقف تيار المستقبل ان التأليف من المسؤوليات الدستورية المناطة حصرا بالرئيس المكلف ...

إنطلاقا من هذه المعطيات الآنفة الذكر ، يكون الاستنتاج : الأزمة أبعد من ان تكون خلافا على التأليف ، حيث وصلت إلى أزمة صلاحيات بين " حق رئيس الجمهورية ، والمسؤولية الدستورية للرئيس المكلف " ...

هذه الأزمة ستفتح نقاشا دستوريا ، حول " حق رئيس الجمهورية " حيث هناك من يعتبر أن هذا الحق خاضع للنقاش خصوصا أنه لم يستخدم أكثر من مرة في أكثر من حكومة ...

أما ما يجدر التوقف عنده فهو تشديد الرئيس المكلف على ان التأليف منوط حصرا به بالتعاون مع رئيس الجمهورية، وهكذا بين الهجوم المضاد من رئيس الجمهورية ورئيس التيار الوطني الحر ، وبين إعادة التموضع للرئيس المكلف ، وثبات زعيم المختارة على موقفه ، وتفرج الثنائي الشيعي على ما ستؤول إليه الأوضاع ، تدخل عملية تأليف الحكومة في " نفق الغموض " الذي لا يقيم وزنا لأزمة إقتصادية مستفحلة بإقرار كل المعنيين .

بعيدا من ملف التأليف ، بدا اليوم ان ستارا كثيفا من السرية يحيط بملف التجنيس بعدما أنجز المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم المهمة التي أوكله إياها رئيس الجمهورية بالتدقيق بالأسماء ، فماذا عن الأسماء غير المستحقة الجنسية ؟ وهل سيتم انتظار قرار مجلس شورى الدولة بالطعنيْن المقدمين ليبنى على الشيء مقتضاه؟

* نشرة أخبار تلفزيون "ام تي في"

التباينات تتظهر والتجاذب يقوى وتشكيل الحكومة يتعقد يوما بعد يوم ، ما كان خفيا برز وما كان يقال بواسطة المصادر والاوساط قيل اليوم بوضوح وصراحة وعلى اعلى المستويات، فاجتماع ليل امس بين الرئيس الحريري والدكتور جعجع انتهى الى خلاصة واضحة اربعة وزراء للقوات اللبنانية من ضمنهم نيابة رئاسة الحكومة.

هو موقف استلزم رد مزدوج ومتكامل ومتناغم من رئاسة الجمهورية ومن التيار الوطني الحر وفي المرة الاولى تدخل الرئاسة الاولى على خط السجال السياسي والحكومي عبر بيان ذكرت فيه بالدستور وبالاعراف وتشددت بالمطالبة بنيابة رئاسة الحكومة وبوزراء يشكلون فريق الرئيس في حين طالب التيار بالمقابل بالعودة الى النسبية والتناسب بين عدد الوزراء وعدد النواب لتشكيل حكومة وحدة وطنية .

هكذا فان مشهدا سياسيا جديدا بدأ يرتسم انطلاقا من عملية تشكيل الحكومة فمن جهة هناك تيار المستقبل والتقدمي الاشتراكي والقوات اللبنانية ومن جهة ثانية هناك تكتل لبنان القوي مدعوما من رئاسة الجمهورية والاخطر ان رئيس التيار الوطني الحر اعلن بعد اجتماع التكتل سقوط تفاهم معراب والسؤال كيف سينتهي هذا الكباش وهل يعني ان عملية تشكيل الحكومة ستتأخر كثيرا ؟ .

توازيا، علمت الـmtv ان الرئيس بري غادر الاراضي اللبنانية اذ فوجئ الذين كانوا على موعد معه عند السادسة انه سافر وبدأ اجازة ما يعني ان اجواء عين التينة لا توحي بقرب التشكيل .

المشهد الحكومي على اهميته لم يلغ تطورا اخر تمثل باعلان وزير الداخلية عدم تعديل مرسوم التجنيس حتى اصدار مجلس شورى الدولة قراره، فهل المقصود من كل السقوف الكلامية العالية حكوميا تمرير مرسوم التجنيس بكل عيوبه واشكالياته وفضائحه؟

* نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

وجاء الرد ليس بالبريد السريع ولا بالمضمون أو بمرسال جوال بل على متن بيان صادر عن رئاسة الجمهورية استند إلى صلاحيات الرئيس ووضع الحد على الزعرور حيث ليس واردا التغاضي عما حدده الدستور والأعراف منذاتفاقية الطائف وأن من حق رئيس الجمهورية اختيار نائب رئيس الحكومة ووزراء يتابع من خلالهم عمل مجلس الوزراء والأداء الحكومي احتراما لقسمه الدستوري وعلى قاعدة "كل مين يعرف حجمه ويوقف عنده " أشار البيان إلى أن الانتخابات النيابية على أساس النسبية حددت أحجام القوى السياسية وأن على هذه القوى احترام هذا المبدأ حتى تكون عملية تأليف الحكومة مسهلةأما مقاربة مواقف الرئيس فلا تجوز بالحكم على النيات ولا بالتوقعات والتحليلات بل بحماية الشراكة الوطنية من خلال أوسع تمثيل حكومي وطني وهنا مربض الخيل فالانتخابات النيابية أفرزت أيضا تكتلا سنيا وازنا قوامه عشرة نواب لم ينزووا تحت عباءة زرقاء ومن حق هذا التكتل التمثل بوزيرين إذا عدلتم وإلا فبواحد على الأقل وفق حسابات باقي الكتل النيابية والأطراف السياسية على بيدر التحاصص والتقاسم وعلى هذا الحق طالب النائب عبد الرحيم مراد الحريري بعدم تجاهل تمثيل أربعين في المئة من السنة أما في حسابات التكليف فزمن التأليف لم يطوق الرئيس المكلف بوقت محدد إلا أن الزمن لا يحتمل دلالا واسترخاء والأوضاع المحيطة إقليميا معطوفة على ملفات اقتصادية داهمة وقابلة للانفجار تستدعي تجاوز كل الخلافات وتقديم التنازلات وإلا فالتنحي آخر الدواء والبدلاء كثيرون بحسب ما غرد اللواء جميل السيد الذي طرح توقيع عريضة من خمسة وستين نائبا عبر المجلس ترفع إلى رئيس الجمهورية ليسقط تكليف الحريري وكأنه لم يكن لكنْ ليس كل ما يقال قابلا للتنفيذ إذ أكد الخبير الدستوري بول مرقص للجديد أن هذا الطرح معنوي أكثر منه دستوري ومن هذا المبدأ رد الحريري فأصاب هدفين إذ قال للواء جميل السيد "روح بلط البحر" وللنائب عبد الرحيم مراد: "أنا الرئيس المكلف وأنا من يشكل الحكومة" وإذ ضرب الحريري موعدا مع عون في خلال اليومين المقبلين فإن قائد الجيش جوزف عون أتم زيارته الثالثة لواشنطن بعناوين هي تسليح الجيش ومكافحة الإرهاب وعودة النازحين وذلك تزامنا وبدء تنفيذ الخطة الأمنية في البقاع الشمالي التي انطلقت في يوم مكافحة المخدرات العالمي.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

نقلا عن " تقدير موقف" عدد 232

26 حزيران/18

في السياسة

يظن البعض أن الإستقواء بالخارج على الشريك الداخلي يصبح مسموحاً من أحل خلق "توازن" قدرات تسمح لأي فريق بمواجهة الفريق الآخر!

سلوكٌ وصل الى أقصاه خلال الحرب الأهليّة اللبنانيّة، وجرّبته جميع الميليشيات المتقاتلة دون إستثناء!

النتيجة كانت أن انكسار الوحدة الداخليّة أدّى الى انكسار داخل كل طائفة، ولا مكسب تحقق على حساب الشريك الداخلي!

يعود البعض اليوم الى تكرار ما جرّبناه خلال الحرب الأهليّة تحت عنوان "توازن القوى"!

ورُفعت البارحة أعلام تركيا في مدن لبنانية إحتفالاً بفوز الرئيس اردوغان في انتخابات تركيا!

طبعاً من رفع هذه الأعلام هو لبناني أصيل وحريص كما نحن حريصون على استقلال لبنان!

انما ظنّ من رفع علم تركيا في بيئة معيّنة أنه "يتوازن" مع من رفع علم ايران في بيئة أخرى.. وهكذا دواليك!

ان هذا السلوك يدُلّ على غياب زعامات وطنية وازنة تقدم من خلال سلوكها الضمانة الوطنية!

ويدُلّ أيضاً على ان اللبنانيين لا يتعلمون بسهولة من تجارب الماضي!!!

ومهما كانت الأسباب الموجبة..

لن نرفع في لبنان الا علم لبنان، السيد الحر المستقل!

الباقي عابر ومفهوم.

رسالتنا الدائمة

"لبنان اولاً"!

 

بيان "لقاء سيدة الجبل

26 حزيران 2018

صدر عن "لقاء سيدة الجبل" البيان التالي:

إن خبر إغلاق مدرسة راهبات مار يوسف - الظهور في مدينة صور، التي تأسست في القرن التاسع عشر وأقفلت ابوابها في القرن الحادي والعشرين، مؤشّر خطير وينذر بتحوّل جذري للدور المسيحي في لبنان. ويحمّل "اللقاء" جميع المرجعيات الروحية والزمنية المسيحية مسؤولية عمّا وصلت إليه الأمور آخذاً في الاعتبار جهود الكنيسة التي لم تتراجع أمام بذل التضحيات من أجل إبقاء المسيحيين في أرضهم. ويطالب "اللقاء":

1- أصحاب السعادة النواب والوزراء بالعمل على دعم المدارس الخاصة من خلال تدابير تسمح للصروح التعليمية بالإستمرار بالرغم من إقرار سلسلة الرتب والرواتب.

2- الأحزاب المسيحية بدعم تطوير برامج الصحة والتعليم، كما دعمت حملاتها الانتخابية ومشاريعها السياحية.

3- رئيس الجمهورية بدعوة الجميع إلى اتخاذ التدابير اللازمة كي لا تُقفَل في عهده صروح تعليمية عريقة.

4- ويطالب "اللقاء" الكنيسة التي هي الموقع الأخير الذي نلجأ إليه، بالدعم المعنوي والمادي والإداري كي يبقى الحضور المسيحي في لبنان والمنطقة ركيزة العيش المشترك الاسلامي المسيحي.

 

الياس الزغبي: العالم يرفض تجيير لبنان لمحور الممانعة

الثلاثاء 26 حزيران 2018/وطنية - حذر عضو قيادة "قوى 14 آذار" الياس الزغبي في تصريح من "وجود نية مبيتة لتعقيد مهمة الرئيس سعد الحريري، استجابة لرغبة دفينة لدى تحالف تيار العهد وحزب الله في تشكيل حكومة ما يسمونه أكثرية". وقال :"لقد بات واضحا اتجاه هذا التحالف للانقلاب على التفاهمات السابقة، وتحديدا التسوية الرئاسية واتفاق معراب، ظنا منه أنه قادر على التفرد بالحكم والسلطة في هذه المرحلة الإقليمية الملتبسة". وأضاف:"هنا تكمن خلفية تشدد هذا المحور وتصعيد فيتواته، لكن المسألة ليست في بساطة حساباته، فلا الرئيس الحريري يمكن تيئيسه لإخراجه، ولا حزبا القوات والإشتراكي والقوى السيادية الأخرى في وارد الإذعان، كما أن العالم يرفض تجيير لبنان لمحور الممانعة، وقد بدأت أمس طلائع هذا الرفض من كندا وسائر المجتمع الدولي، وسيتعرض لبنان لحالة اختناق يكون العهد وتحالفه القديم - الجديد أولى ضحاياها".

 

قائد الجيش اللبناني في أميركا للمرة الثالثة منذ تعيينه ومصادر مواكبة للزيارة تعتبرها {إشارة دعم}

بيروت: نذير رضا/الشرق الأوسط/26 حزيران/18/عكست زيارة قائد الجيش اللبناني العماد جوزيف عون إلى الولايات المتحدة، التزاماً أميركياً بتمكين الجيش اللبناني وتطوير قدراته العسكرية بوصفه شريكاً استراتيجياً للجيش الأميركي في المنطقة لمحاربة الإرهاب، وتدحض في رسائلها المباشرة كل الأنباء التي ظهرت في وقت سابق عن مراجعة أميركية لمساعدة الجيش. وبدأ العماد عون، أمس، زيارة رسمية إلى الولايات المتحدة الأميركية، تستمر لعدة أيام، يلتقي خلالها عدداً من المسؤولين العسكريين والمدنيين للبحث في سبل تعزيز علاقات التعاون بين جيشي البلدين. وتعدّ هذه الزيارة الثالثة لقائد الجيش اللبناني إلى واشنطن منذ تسلمه قيادة الجيش في ربيع عام 2017، حيث قام بزيارتين سابقتين؛ الأولى بعد توليه قيادة الجيش، والثانية كانت تكريمية بعد معركة «فجر الجرود» التي خاضها الجيش ضد التنظيمات الإرهابية على الحدود الشرقية مع سوريا، وطهّر خلالها الجرود الشرقية من العناصر المتطرفة. ولا تنفي مصادر مواكبة للزيارة أنها «لافتة في توقيتها»، مؤكدة أن رسائلها المباشرة «تؤكد أنه لا تغيير في سياسة الولايات المتحدة في دعم الجيش اللبناني ولا تراجع عن ذلك»، خلافاً لكل الأنباء التي ظهرت في الأشهر الماضية بأن واشنطن تجري مراجعة لدعم الجيش اللبناني. وقالت المصادر لـ«الشرق الأوسط»، إن «الجيش الأميركي يعدّ الجيش اللبناني شريكاً استراتيجياً له في المنطقة وفي جهود محاربة الإرهاب وتثبيت الاستقرار»، مشددة على أن واشنطن ترى أن «الاستثمار بتثبيت الأمن في لبنان هو الاستثمار بالجيش لأنه يمثل خط الدفاع الأول بوجه الإرهاب». ولفتت المصادر إلى الاهتمام الأميركي الكبير بالجيش اللبناني وبتعزيز قدراته، لأن «التجارب الأخيرة أثبتت أن الجيش قادر على حماية الحدود وقادر على استخدام السلاح وحده وتحقيق الإنجازات»، في إشارة إلى استخدام السلاح الأميركي الذي قدمته إليه واشنطن على شكل مساعدات في معركة «فجر الجرود» في أغسطس (آب) الماضي. وتوقفت المصادر أيضاً عند الاستقرار في الداخل اللبناني، سواء على صعيد توقيف شبكات الإرهاب وتثبيت الاستقرار ومرور الانتخابات النيابية في إطار أمني هادئ، قائلة إن هذا الاستقرار «يلفت الأميركيين الذين يقدرون الجيش وإنجازاته». ولفتت المصادر إلى أن السفيرة الأميركية لدى لبنان إليزابيث ريتشارد «مناصرة جداً للجيش وتقدر جهوده وإنجازاته، وتحرص على أن يلتقي كل المسؤولين الأميركيين الذين يزورون لبنان بقائد الجيش ويستمعون منه شخصياً لوضع الجيش ومهامه والمساعدات التي تصل إليه».

وتأتي الزيارة بعد أسبوعين من اكتمال تسليم السرب الجوي من طائرات «سوبر توكانو A29» التي قدمتها الولايات المتحدة للجيش اللبناني، إثر تسليم لبنان 4 طائرات منها أضيفت إلى طائرتين تسلمهما لبنان في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وسط تأكيدات أميركية بأن الولايات المتحدة «ستواصل دعم تكامل هذه الطائرات في قدرات» الجيش اللبناني على مدار السنوات المقبلة، وتأهيل «قوات جوية استثنائية». ووصفت مصادر عسكرية الزيارة بالـ«روتينية»، وأن اللقاء «يكون سنوياً لمراجعة المساعدات وتقييمها وتحديد مدى فعاليتها وكيف استخدمت، وما النظرة المستقبلية لمساعدات إضافية، فضلاً عن التعرف إلى حاجات الجيش المستقبلية». وقالت المصادر نفسها لـ«الشرق الأوسط»، إن معركة «فجر الجرود» «سيكون لها مكان أساسي في هذه المحادثات، لأنها معركة خاضها الجيش واستخدم فيها مساعدات عسكرية أميركية وحقق فيها نجاحاً كبيراً»، كما أشارت إلى أنه ستكون للعماد عون «لقاءات جانبية مع بعض المسؤولين الأميركيين لتنسيق التعاون»، لافتة إلى أن البحث «سيصب في إطار استمرار المساعدات للجيش اللبناني». ونفت المصادر العسكرية وجود وعود جديدة بمساعدات نوعية إضافية بعد، موضحة أن «هناك برنامج مساعدات وميزانية للجيش، وفي جلسة التقييم سيُحكى عن الأسلحة المستخدمة ونتائجها وأوجه الحاجة لتطوير قدرات الجيش»، مشيرة إلى أن هناك ضباطا من مختلف الأفواج والألوية التي تسلمت المساعدات يرافقون قائد الجيش إلى الولايات المتحدة وسيطرحون خلال الاجتماعات حاجات الجيش لتطوير قدراته. وكانت واشنطن وعدت بأنه في وقت قريب ستكمل قوة طائرات «A29» من خلال 6 طائرات مروحية هجومية خفيفة من طراز «MD530G» كان أعلن عنها في ديسمبر (كانون الأول) الماضي عندما زار الجنرال فوتيل لبنان.

 

عون: الإجراءات الأمنية في بعلبك ـ الهرمل سيواكبها عمل إنمائي

بيروت: «الشرق الأوسط/26 حزيران/18»/أكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أن الإجراءات الأمنية التي تتخذ في منطقة بعلبك - الهرمل لتعزيز الأمن والاستقرار فيها، «سيواكبها عمل إنمائي متكامل يتناغم وحاجات المنطقة الاقتصادية والحياتية والاجتماعية». مشدداً على «ضرورة تعاون الأهالي مع الجيش والقوى الأمنية لوضع حد للفلتان الأمني الذي يحصل في المنطقة ولا سيما في مدينة بعلبك». وأبلغ عون عددا من نواب بعلبك - الهرمل الذين استقبلهم أمس في قصر بعبدا، بأنه «لن يكون هناك أي تهاون مع من يزرع الفوضى والقلق في نفوس الأهالي ويلحق الضرر من خلال ممارساته بالحياة الاقتصادية في المنطقة». ولفت إلى أن المجلس الأعلى للدفاع كان اتخذ قرارات في جلسته الأخيرة يعمل الجيش والقوى المسلحة على تنفيذها تباعا، لا سيما أن المراجع السياسية في المنطقة أعلنت أنها ترفع الغطاء عن المخلين بالأمن والمرتكبين. وكان النواب حسين الحاج حسن، غازي زعيتر، علي المقداد، إبراهيم الموسوي، الوليد سكرية وإيهاب حمادة، قد أطلعوا رئيس الجمهورية على الأوضاع العامة في منطقة البقاع طالبين رعايته لتحقيق حاجات أبناء المنطقة في مختلف المجالات. وشدد النواب على ضرورة تحقيق «أمن مستدام في المنطقة عماده الجيش، لا أن تكون أي خطة أمنية ظرفية بالتزامن مع السعي إلى تحقيق المصالحات وتهدئة الخواطر وتسليم المطلوبين». كما طالب الوفد النيابي بـ«إيلاء الشأن الإنمائي أهمية كبيرة، نظراً لما للمشاريع الإنمائية من تأثير إيجابي على الوضع العام في المنطقة». وأشار الوفد إلى ضرورة الإسراع في التعويض عن الأضرار التي نتجت عن السيول في المنطقة، كما آثار أوضاع المقالع والكسارات.

 

الحريري يتعهد تنفيذ 280 مشروعاً في البنى التحتية

بيروت: «الشرق الأوسط/26 حزيران/18»/أكد الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري أن المرحلة المقبلة مرحلة تنفيذ برنامج الاستثمار بالبنى التحتية الذي يتضمن أكثر من 280 مشروعاً، موزعة على كل القطاعات وتخلق فرص عمل بالآلاف. وأشار الحريري في كلمة له خلال رعايته حفل إطلاق «الإطار الاستراتيجي الوطني للتعليم والتدريب المهني والتقني في لبنان» في السراي الحكومي أمس، إلى أنه «مع إطلاق هذه الاستراتيجية... وتنفيذ الإصلاحات التي التزمت بها الحكومة اللبنانية، نكون قد اتخذنا خطوات ثابتة باتجاه تفعيل النمو وإيجاد فرص عمل لشبابنا وشاباتنا، ورفع إنتاجية اقتصادنا»، عادّاً أنه «علينا أن نولي قطاع التعليم المهني والتقني أهمية عالية مع الأخذ بعين الاعتبار متطلبات السوق لمساعدة القطاع الخاص على تأمين اليد العاملة المتخصصة والمتدربة». ولفت الحريري إلى أنه «خلال مؤتمرات بروكسل (1) و(2)، طلبت الحكومة اللبنانية من المجتمع الدولي أن يذهب أبعد من مجرد تقديم المساعدات الإنسانية للنازحين السوريين، ويساهم في دعم الاقتصاد الوطني، وتحديدا المجتمعات المضيفة»، مضيفا: «في هذا الإطار طرحنا أولويات كثيرة، أولها البرنامج الاستثماري بالبنى التحتية الذي تم إطلاقه لاحقا بمؤتمر (CEDRE) في باريس، إضافة إلى تأمين فرص التعليم والتدريب المهني والتقني لشبابنا وشاباتنا». وقال: «المرحلة المقبلة مرحلة تنفيذ برنامج الاستثمار بالبنى التحتية الذي فيه أكثر من 280 مشروعا، موزعة على كل القطاعات، وتخلق فرص عمل بالآلاف. لذلك يجب أن يكون لدينا الكادر البشري المتخصص والمهيأ لإدارة وتنفيذ هذه المشاريع، ولن أقبل أن ينفذه غيرنا، ويجب علينا أن نتدرب ونتعلم لكي يتم تنفيذ هذه المشاريع من قبل اللبنانيين»، مشدداً على أن «هذا الأمر لا يمكن أن يتحقق إلا برفع مستوى وجودة التعليم والتدريب المهني والتقني ليكون قادرا على أن يتجاوب مع حاجات السوق ومتطلبات القطاع الخاص والقطاعات الإنتاجية».

 

وردة إلى قاضية لبنانية ردّت طلباً بمنع نشر دفعة من وثائق بنما

درج/26 حزيران/18

ردت القاضية اللبنانية في محكمة الأمور المستعجلة كارلا شواح طلباً تقدم به السيد رجل الأعمال اللبناني أيمن جمعة طلب فيه من القضاء اللبناني التحرك لوقف تناوله من قبل موقع “درج” ومؤسسة “أريج” (من أجل صحافة استقصائية عربية) وتلفزيون الجديد، وبإلزامهم إزالة الأخبار التي نشروها عنه فوراً تحت طائلة غرامة إكراهية قدرها مئة ألف دولار على المخالف أو عن كل يوم تأخير.

علماً أن “درج” كان نشر تحقيقاً استقصائياً كتبه كل من الزميلتين كارول كرباج وايمان القيس من مؤسسة أريج عنوانه: “موساك فونسيكا لصهر رئيس مجلس النواب اللبناني: من أين لك هذا؟”، والتحقيق هو جزء من سلسلة الدفعة الثانية من وثائق بنما التي يشرف على نشرها الاتحاد الدولي للصحافيين الاستقصائيين (ICIJ) ومركزه واشنطن، وتتضمن تحقيقات عن شخصيات عالمية جرى تسريب وثائق حول نشاطاتها المالية في الملاذات الضريبية، و”درج” و”أريج” هما شريكا الـ(ICIJ) في العالم العربي.

رد القاضية شواح طلب جمعة يُعتبر خطوة في سياق تعزيز الثقة بالقضاء اللبناني، لا سيما وأن صاحب الطلب أورد في أسباب تقدمه بالطلب ما ادعى أنه “حملة مبرمجة عليه وعلى رئيس مجلس النواب نبيه بري”. والقضاء اللبناني، إذ اعتبر أن التدبير المطلوب،”يتعارض مع مبدأ حرية القول المكرسة بالدستور”، ردَّ استدعاء جمعة، وأظهرَ حرصاً على حق مكاشفة الرأي العام اللبناني بمعلومات هي اليوم بمتناول أكثر من 100 وسيلة إعلام عالمية، هي شريكة (ICIJ) في وثائق بنما.

وفي هذا السياق يهم “درج” أن يوضح أنه منصة مستقلة تماماً وشريكة للاتحاد الدولي للصحافيين الاستقصائيين في مشروع “وثائق بارادايز”، ولم يستثن نشرنا أي شخصية عربية وأجنبية وردت في الوثائق، بدءاً من ثروات حكام دول الخليج ويخوتهم وطائراتهم الخاصة، ومروراً بشركات مسؤولي النظام السوري التي تتولى التهرب من العقوبات الدولية ودور لبنان فيها، ووصولاً الى الشركات الايرانية وغيرها، ولم يكن همنا من وراء النشر سوى حق القارىء العربي بالوصول إلى المعلومات، وحقنا بمكاشفته بما يجري بعيداً عن أنظاره.  

وهنا يهم “درج” أن يوضح أن ما ادعاه جمعة لجهة أن نشر التحقيق جاء في سياق حملة تستهدفه هو ورئيس المجلس النيابي اللبناني نبيه بري، هو ادعاء لا أساس له من الصحة، وأن لا أثر في كل ما نشره “درج” لهذا الإدعاء، وما التحقيق الأخير الذي تناول أنشطة جمعة في الملاذات الضريبية وفي سجلات شركة ” موساك فونسيكا” التي انهارت فور بدء نشر تحقيقات وثائق بنما، إلا جزءأً من تحقيقات أشمل ليس ملف جمعة إلا تفصيلاً فيها، ويمكن لزائري “درج” التحقق من ذلك، فقد شمل النشر تحقيقات عن رجل الأعمل اليمني شاهر عبد الحق وعن الوزير الجزائري عبد السلام بوشوارب وعن نجم الكرة العالمي ليونيل ميسي، والنجم العالمي جاكي شان، وغيرهم عشرات ممن افتضحت الوثائق حقائق حول هربهم بثرواتهم إلى جنان ضريبية، وهو ما أحدث فضائح أدت إلى انهيار الشركة التي نظمت لهم عملية فرارهم بثرواتهم، وهي من أكبر شركات المحاماة في العالم.

وهنا علينا أن نؤكد مرة أخرى أن ليس وراء نشرنا التحقيق حول نشاط جمعة المالي في شركة “موساك فونسيكا” نية غير العمل الصحفي والمهني، وأن ايراد حقيقة أن الرجل هو صهر رئيس مجلس النواب اللبناني، ليس بدوره محاولة للنيل من الأخير، انما هي اشارة لها معنى في سياق تقصي الحقائق، لا سيما أن كاتبتي التحقيق حرصتا على أن يبدأ تحقيقهما بعبارة “أن لا أثر لاسم رئيس مجلس النواب نبيه بري في وثائق بنما”.

وفي هذا السياق يهم “درج” أن يوضح أنه منصة مستقلة تماماً وشريكة للاتحاد الدولي للصحافيين الاستقصائيين في مشروع “وثائق بارادايز”، ولم يستثن نشرنا أي شخصية عربية وأجنبية وردت في الوثائق، بدءاً من ثروات حكام دول الخليج ويخوتهم وطائراتهم الخاصة، ومروراً بشركات مسؤولي النظام السوري التي تتولى التهرب من العقوبات الدولية ودور لبنان فيها، ووصولاً الى الشركات الايرانية وغيرها، ولم يكن همنا من وراء النشر سوى حق القارىء العربي بالوصول إلى المعلومات، وحقنا بمكاشفته بما يجري بعيداً عن أنظاره.  

 

وفاة لبناني أسس ثالث أكبر شركة للنقل البحري في العالم

الثلاثاء 26 حزيران 2018/توفى اللبناني جاك سعادة، مؤسس شركة "سي.إم.إيه سي.جي.إم" الفرنسية لبناء السفن، أمس الأحد، عن عمر ناهز الـ81 عاما، وفق ما أعلنته الشركة في بيان اليوم على موقعها الرسمي. وأسس المهاجر اللبناني المجموعة عام 1978، بعد مغادرته لبنان في أعقاب الحرب الأهلية هناك، وبدأ نشاطه بـ4 موظفين وسفينة واحدة وخدمة بحرية وحيدة بين مرسيليا وبيروت، لكنه عمل لاحقا على تطويرها لتصبح واحدة من أكبر الشركات في قطاع النقل البحري. حيث أفادت الشركة بأنها سجلت في مارس الماضي فقط، ربحا صافيا قدره 701 مليون دولار، بعد أن منيت بخسائر قدرت بـ 452 مليون دولار في العام الذي سبقه. وكانت الشركة قد أعلنت منتصف العام الماضي، أن رودولف سعادة نجل جاك سيخلف والده في منصب الرئيس التنفيذي للشركة.

 

الجيش نفي ما أوردته بعض وسائل الاعلام عن إحباط الجيش عمليات إرهابية خلال الانتخابات النيابية

الثلاثاء 26 حزيران 2018 /وطنية - صدر عن قيادة الجيش - مديرية التوجيه البيان الآتي: "أورد بعض وسائل الإعلام كلاما منسوبا إلى قائد الجيش العماد جوزاف عون خلال زيارته الحالية إلى الولايات المتحدة الأميركية، عن إحباط الجيش عمليات إرهابية في أثناء الانتخابات النيابية الأخيرة. لذلك يهم قيادة الجيش أن توضح أن العماد عون قال: كنا نملك معلومات عن عمليات إرهابية يجري الإعداد لها لإفشال الإنتخابات النيابية إلا أن الأمور مرت على خير".

 

قائد الجيش من اميركا نوه بالجالية: شكلنا شبكة أمان عبر الجهود المتواصلة في حفظ الأمن والاستقرار

الثلاثاء 26 حزيران 2018/وطنية - نظم السفير اللبناني في الولايات المتحدة الأميركية غبريال عيسى، حفل استقبال لقائد الجيش العماد جوزاف عون والوفد المرافق، حضره السفيرة الأميركية اليزابيت ريتشارد وحشد من أبناء الجالية اللبنانية وفاعليات اميركية.

عون

وشكر العماد عون السفير عيسى على تنظيم هذا اللقاء، مثنيا على "مواقفه الداعمة للجيش"، منوها ب"دور الجالية اللبنانية في الولايات المتحدة الأميركية ومدى ارتباطها بوطنها الأم"، وقال: "وجودكم في هذا البلد الصديق للبنان له أهمية كبرى، فأنتم سفراء لوطنكم هنا، تحملون همومه رغم بعد المسافة الجغرافية، لكنني واثق بأن ارتباطكم به عميق وقوي". اضاف: "لبنان بحاجة لكم حتى ولو كنتم تعيشون في الغربة، وكل مواطن لبناني يستطيع مساعدة وطنه أينما وجد. وأنا واثق بأنكم لا توفرون جهدا في هذا المجال للمساعدة. نعلم جميعا مدى انخراطكم في الحياة السياسية والاقتصادية الأميركية، وإذ نفتخر بما تحققونه وتنجزونه في هذا المجال، فإن لبنان ينتظر منكم مسؤولية أكبر في المساعدة عبر علاقاتكم وتواصلكم مع المسؤولين الأميركيين". ولفت العماد عون الى أن "الولايات المتحدة الأميركية هي دولة صديقة للبنان، يهمها استقراره في مختلف المجالات، لذا فهي الداعم الأساس للجيش اللبناني، إيمانا منها بأنه الوحيد القادر على ضمان هذا الاستقرار"، مشيرا الى أن "90% من المساعدات التي يتلقاها الجيش مصدرها الولايات المتحدة الأميركية". وتطرق الى الوضع العام في المنطقة وخصوصا في سوريا وما له من تداعيات أمنية واقتصادية واجتماعية على الساحة اللبنانية، فأشار الى أنه "رغم ذلك، فقد شكل الجيش شبكة أمان للبنان واللبنانيين، عبر جهوده المتواصلة في حفظ الأمن والاستقرار". واكد أن "الجيش مستمر بتنفيذ المهمات الموكلة اليه، من حماية الحدود الى الاستقرار الداخلي، رغم تشكيك البعض وللأسف بدوره وأدائه. نتابع مهمتنا متسلحين بإيماننا بقضيتنا وبمحبة شعبنا وهما أهم سلاح لنا".

وذكر أن "تاريخ المؤسسة العسكرية مليء بالشرف والتضحية والوفاء، وكنا أول جيوش العالم التي حاربت الارهاب منذ العام 2000 قبل احداث أيلول الأليمة، مرورا بمعركة نهر البارد، حيث قدم الجيش 177 شهيدا، وصولا الى معركة فجر الجرود، وهنا أشكر الولايات المتحدة الأميركية على المساعدات العسكرية التي كان لها دور فاعل في القضاء على الإرهاب عسكريا"، ولفت الى ان "العالم بأسره يواجه الإرهاب وليس نحن فقط، لكننا استطعنا القضاء عليه، ولا نزال نلاحق أي خلية إرهابية تحاول زعزعة الأمن والاستقرار في لبنان". وحيا العماد عون الشعب اللبناني "المقيم والمنتشر في كل اصقاع العالم على وقوفه الى جانب الجيش ودعمه له في كل مسيرته، خصوصا في معركة "فجر الجرود"، وقال: "أنتم شركاؤنا في النصر الذي حققناه بدعمكم المادي والمعنوي". وتابع: "الجيش يتابع مسيرة تطوير وحداته ورفع مستواها من خلال التدريب مع الأصدقاء الذين يدعمون المؤسسة العسكرية، ومن خلال استقدام عتاد جديد، وآخرها طائرات السوبر توكانو، إضافة الى تطوير الطبابة وتعزيز دور المرأة"، محييا "شهداء الجيش اللبناني"، مؤكدا ان "الجيش لن ينساهم ولن ينسى عائلاتهم".

عيسى

وكانت كلمة للسفير عيسى، نوه فيها ب"دور الجيش اللبناني وتضحياته"، شاكرا للولايات المتحدة الأميركية "دعمها المستمر للجيش وخصوصا السفيرة الأميركية في لبنان".

 

رئيس الكتائب عرض ورئيس الاتحاد السرياني سبل التعاون

الثلاثاء 26 حزيران 2018 /وطنية - التقى رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميل في بيت الكتائب المركزي في الصيفي، رئيس الاتحاد السرياني ابراهيم مراد يرافقه وفد من الهيئة التنفيذية في الاتحاد. وحضر اللقاء النائب الياس حنكش ورئيسة مصلحة المراكز الطبية والمستوصفات في الحزب فدوى يعقوب. وبحث الطرفان في "التعاون المشترك بين الحزب والاتحاد، وضرورة تعزيزه بما يتلاءم مع دور الطائفة السريانية الفاعل في لبنان"، بحسب بيان للمكتب الاعلامي للجميل.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

33 سياسيا أميركيا شهيرا يدعمون مؤتمر معارضة إيران

 العربية.نت - صالح حميد/26 حزيران/18/عبرت 33 شخصية أميركية من سياسيين ونواب بالكونغرس ومسؤولين أمنيين ومستشارين في إدارة الرئيس الأميركي، دونالد #ترمب، عن تأييدهم لمؤتمر المقاومة الإيرانية الذي تنظمه منظمة "مجاهدي خلق" المعارضة، والمزمع عقده يوم السبت المقبل 30 يونيو/حزيران.

وذكرت الشخصيات التي وقعت على بيان مشترك وصل لـ "العربية.نت" نسخة منه، أن الوفد الأميركي المشارك من الحزبين، يتحدث بصوت واحد للتعبير عن القيم والمبادئ الأميركية المشتركة، وينضم إلى الدعوة إلى الحرية والعدالة وإنهاء قمع الشعب الإيراني".

وأعرب الموقعون على البيان عن تقديرهم "لحسن سياسة سيادة الرئيس ماكرون في البحث عن موقف منسّق بشأن إيران بين بلدان الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، ولاسيما تركيزه على قضايا حقوق الإنسان في إيران". وذكرت الشخصيات الأميركية أنهم يقفون "إلى جانب المواطنين الإيرانيين في الدعوة إلى حكومة شرعية وخاضعة للمساءلة ونزيهة تخدم الشعب". كما أشاروا إلى أن "النظام الكهنوتي الإيراني لا يحترم مصالح الدول الأخرى ولا يدعم نظاماً دولياً مستقرا"، وأضافوا: "إننا نؤيّد سياسة تقول "كفى" لإرهاب إيران، وللحرب الطائفية، وتهديدات #الصواريخ_الباليستية، وتطوير الأسلحة غير التقليدية، والتدخل في بلدان أخرى، والانتهاكات الفاضحة لحقوق الإنسان في الداخل الإيراني". ومن بين الشخصيات الموقعة على البيان والذين سيحضرون المؤتمر كل من رودي جولياني، عمدة نيويورك السابق والمرشّح الرئاسي السابق ورئيس فريق المحامين للرئيس ترمب حاليا، ونيوت غينغريتش، الرئيس السابق للكونغرس الأميركي ومرشح الرئاسة والمستشار الاستراتيجي للرئيس ترمب. كما ورد اسم كل من السفير كنث بلاكويل، مندوب الولايات المتحدة السابق في لجنة حقوق الإنسان في الأمم المتحدة، والجنرال جيمس جونز قائد قوات الناتو السابق ومستشار السابق للأمن القومي الأميركي، وتوم ريدج وزير الأمن الوطني السابق، والجنرال جورج كيسي قائد القوات المشتركة وقائد قوات التحالف في العراق سابقاً، بالإضافة إلى السيناتور السابق جوزيف ليبرمان. وذكر البيان أن "الاحتجاجات التي اندلعت في 142 مدينة وبلدة في إيران في ديسمبر 2017 واستمرت منذ ذلك الحين هي نداء من أجل الحرية لشعب أسير".

وقال الموقعون على البيان: "إننا نقف مع 80 مليون مواطن إيراني في دعوتهم من أجل الكرامة والحرية، ونفهم تماماً لماذا فقد المتظاهرون في جميع أنحاء البلاد الأمل في أنّ أي جزء من هذا النظام سيحدث تغييراً إيجابياً - وهو شعور ينعكس في شعارهم المرفوع "المتشددون، الإصلاحيون، اللعبة انتهت الآن".

وشدد البيان على أن " إساءة استخدام الحكام الإيرانيين للسلطة والتي تقلق العالم هي الاستخدام المزعزع للاستقرار للقوة العسكرية، وكذلك نقل الأسلحة إلى جهات غير حكومية، ودعم الإرهاب، والدعم المالي للأنظمة غير الشرعية والميليشيات الطائفية، وعمليات الاستخبارات العدائية في جميع أنحاء العالم، والسيطرة على مجال المعلومات، والقضاء الوحشي مع إعدامات كثيرة وفقدان المحاكمة العادلة". ورأت الشخصيات المذكورة أن "الكثير من التحليلات في الولايات المتحدة حول "تغيير النظام" قد جعلت شبح الغموض يحوم حول حق الشعب الإيراني، وطاقاته، وقدرته على مقاومة الاستبداد وعلى أن يحكم بنفسه بشكل جيد إذا ما أتيحت له الفرصة". كما رفضوا فكرة "التدخل العسكري الخارجي" لتغيير النظام في إيران وأكدوا أن "إنهاء هذا النظام القمعي هو مهمة الشعب الإيراني". وعبر الوفد الأميركي المتجه عن دعمه لحراك الشعب الإيراني والاحتجاجات المستمرة في إيران، ودان القمع وانتهاكات حقوق الإنسان المتواصلة. كما عبر عن دعمه للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية ولمنظمة مجاهدي خلق الإيرانية من أجل "عملية انتقال سلمي ديمقراطي للسلطة إلى الممثلين المنتخبين للشعب الإيراني ممن ينتخبه الشعب باستخدام كامل حريته"، بحسب البيان.

 

المحكمة العليا الأميركية تؤيد قرار ترمب بشأن حظر السفر

واشنطن: «الشرق الأوسط/26 حزيران/18»/قضت المحكمة العليا في الولايات المتحدة اليوم (الثلاثاء) بتأييد قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب بشأن حظر دخول مواطني عدة دول تسكنها أغلبية مسلمة إلى الولايات المتحدة. وأصدرت هيئة المحكمة قرارها بأغلبية خمسة أصوات مقابل أربعة، لتنهي بشكل مؤقت معركة شرسة في ساحات المحاكم حول ما إذا كانت تلك السياسة تمثل حظرا غير قانوني على المسلمين. ويهيمن المحافظون على هيئة المحكمة العليا بأغلبية خمسة قضاة. كانت محاكم أدنى درجة قد عرقلت حظر السفر الذي أعلنه ترمب في سبتمبر (أيلول) فضلا عن نسختين معدلتين سابقتين، في طعون قانونية رفعتها ولاية هاواي وجهات أخرى.

 

واشنطن تحث حلفاءها على وقف استيراد النفط الإيراني وقالت إنها ستشجع المنتجين الخليجيين على سد الاحتياج العالمي

واشنطن: «الشرق الأوسط/26 حزيران/18»/حثت الولايات المتحدة اليوم (الثلاثاء)، حلفاءها على وقف استيراد النفط الإيراني بحلول 4 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل. و قال مسؤول كبير بوزارة الخارجية الأميركية، إن "الدول المُشترية للنفط من إيران يجب أن تستعد لوقف جميع الواردات منها بدءا من نوفمبر (تشرين الثاني) مع إعادة فرض الولايات المتحدة عقوبات على طهران. وأضاف المسؤول: "سنعزل تدفقات التمويل الإيرانية، ونتطلع إلى تسليط الضوء على مجمل السلوك الإيراني الخبيث في المنطقة". وأشار إلى أن وفدا أميركيا سيتجه إلى الشرق الأوسط الأسبوع القادم لتشجيع منتجي النفط الخليجيين على سد الاحتياج العالمي.

 

ترمب وإردوغان يتفقان على تحسين العلاقات

أنقرة: «الشرق الأوسط/26 حزيران/18»/اتفق الرئيس الأميركي دونالد ترمب ونظيره التركي رجب طيب إردوغان اليوم (الثلاثاء)، على تحسين العلاقات العسكرية والأمنية. وقال مكتب الرئيس التركي إن "ترمب هنأ إردوغان في اتصال هاتفي على فوزه في الانتخابات"، مشيرا إلى أن "الزعيمين اتفقا على تحسين العلاقات العسكرية والأمنية بين البلدين". وأضاف المكتب في بيان أن "الرئيسين أكدا أيضا ضرورة تنفيذ الخطة الحالية المتعلقة بمدينة منبج في شمال سوريا". ومن المقرر أن يلتقي ترمب وإردوغان في بروكسل خلال قمة لحلف شمال الأطلسي يومي 11 و 12 يوليو (تموز)، وفقا للبيان.

وفاز إردوغان بفترة رئاسية جديدة مدتها خمسة أعوام في الانتخابات التي جرت يوم الأحد كما حصل على صلاحيات تنفيذية بموجب تعديل دستوري.

 

اتساع المظاهرات من سوق طهران إلى محيط البرلمان والمحتجون هتفوا ضد تدهور الوضع الاقتصادي وسياسات النظام الإقليمية... والشرطة استخدمت الغاز المسيل للدموع لتفريقهم

لندن: عادل السالمي/الشرق الأوسط/26 حزيران/18/اتسع نطاق الاحتجاجات ضد تدهور الأوضاع الاقتصادية، في «بازار» طهران أمس لليوم الثاني على التوالي، على خلفية احتجاجات اندلعت أول من أمس غضبا من ارتفاع سعر الدولار إلى مستويات قياسية، وأعلن عدد من التجار والباعة في أسواق طهران إغلاق أبواب المحلات احتجاجا على تذبذب الأسعار، قبل أن تتشكل موجات احتجاجية عفوية شقت طريقها من مختلف مناطق وسط طهران إلى محيط البرلمان الإيراني للتنديد بالوضع الاقتصادي، وهو ما أدى إلى مناوشات بين المتظاهرين وقوات الأمن في ميدان بهارستان.

وتباينت تقارير وسائل الإعلام الرسمية مع عشرات المقاطع التي تم تداولها في مواقع التواصل الاجتماعي عبر نشطاء من داخل طهران، وبينما دفعت رواية وسائل الإعلام الحكومية باتجاه تمييز المتظاهرين بين تجار يرفعون مطالب اقتصادية محقة و«مجهولين حاولوا تحريف مسار المظاهرات»، أظهرت مقاطع الناشطين موجات بشرية تردد هتافات بصوت واحد تطالب قوات الأمن بتوفير الأمان للمتظاهرين والسماح بإقامة الاحتجاجات وذلك على الرغم من تأكيد الجانبين على سلمية الاحتجاجات. وأظهرت المقاطع المتوفرة أن نواة الاحتجاجات بدأت بالإضرابات بين أسوار «بازار» طهران القديم منذ أول ساعات الصباح، قبل أن يشكل التجار والباعة إضافة إلى مواطنين غاضبين موجات بشرية شقت طريقها من الأسواق المركزية في وسط العاصمة الإيرانية باتجاه مقر البرلمان الإيراني في ميدان بهارستان. وبحسب التقارير، شهدت مدن أخرى بالقرب من طهران، مثل شهريار وكرج، إضرابات مشابهة، كما تداول ناشطون حول حراك متزامن في أسواق مدينة مشهد في شمال شرقي البلاد وجزيرة قشم وبندر عباس وعبادان والأحواز في جنوب البلاد. واتهمت وكالة «إيلنا» أطرافا بالسعي وراء إثارة التوتر على أثر إغلاق سوق طهران. وتابع تقرير الوكالة المقربة من الإصلاحيين أن «تعطل الأسواق كان دائما لإعلان موقف النقابات تجاه القضايا الاقتصادية مثل الضرائب والركود، وقلما تشهد شعارات سياسية». وأبلغ متعاملون في «البازار»، التي أيد تجارها الثورة الإسلامية في إيران في 1979، وكالة «رويترز» بالهاتف أن معظم المحال التجارية ما زالت مغلقة.

ونقلت الوكالة عن تاجر في البازار طلب عدم نشر اسمه: «نحن جميعا غاضبون من الوضع الاقتصادي. لا يمكننا أن نواصل أعمالنا بهذا الشكل. لكننا لسنا ضد النظام».

وذكرت الوكالة أن بعض أصحاب المحلات في سوق طهران أغلقوا أبواب المحلات التجارية احتجاجا على غلاء الدولار وتراجع المبيعات، وقالت في تقريرها الرئيسي إن «بعض الأشخاص حاولوا إثارة التوتر في سوق طهران بهدف إغلاق المحلات التجارية احتجاجا على الأوضاع الاقتصادية المتدهورة وسببوا مشكلات للناس العاديين». وذكرت تقارير وسائل إعلام رسمية أن 8 أسواق في سوق طهران الكبير أغلقت أبوابها «حفاظا على الأموال والأرواح». وأفاد مراسل وكالة الصحافة الفرنسية بأن شرطة مكافحة الشغب استخدمت عند الساعة الثالثة والنصف بعد الظهر (11.00 ت.غ) الغاز المسيل للدموع عند تقاطع «الفردوسي» وشارع «جمهوري»، في وسط طهران، ضد عشرات من الشبان الذين كانوا يرمون حجارة ومقذوفات في اتجاه عناصر الشرطة. وتفرق المحتجون الذين كانوا يهتفون: «ادعمونا أيها الإيرانيون» عندما بدأ عناصر الشرطة الاقتراب منهم.

وأفادت وكالة «رويترز» نقلا عن شهود، بأن دوريات للشرطة جابت البازار الكبير في طهران أمس في الوقت الذي واجهت فيه قوات الأمن صعوبة في إعادة الأمور إلى طبيعتها بعد اشتباكات مع محتجين أغضبهم انهيار الريال، الذي يعطل قطاع الأعمال من خلال زيادة تكلفة الواردات.

وكانت الدعوات للإضرابات بدأت بسوق طهران للإلكترونيات في شارع «جمهوري».

ونقلت عدسات المواطنين الإيرانيين تفاصيل التطورات إلى مختلف مناطق إيران والعالم. أول مقاطع تم تداولها أظهرت شعارات اقتصادية تندد بارتفاع سعر الدولار وعجز السياسات الاقتصادية الحكومية عن تحسين معيشة الإيرانيين، لكن مع مرور الوقت وابتعاد حشود المتظاهرين عن مناطق الانطلاق باتجاه البرلمان، أظهرت المقاطع أن الشعارات اتخذت ألوانا أكثر سياسية تندد بإنفاق طهران على تدخلاتها الإقليمية وتجاهل أوضاع المواطن الإيراني، فضلا عن شعارات «الموت للديكتاتور» وأخرى تشكك بأهلية المرشد الإيراني علي خامنئي وقدرة البرلمان الإيراني على إدارة شؤون البلاد.

وتشهد إيران منذ ديسمبر (كانون الأول) الماضي احتجاجات متصاعدة ضد تدهور الوضع المعيشي وتنحو إلى مسارات أكثر تحديا للسلطات بعدما جرب الإيرانيون عددا كبيرا من الاحتجاجات خلال العام الماضي ضد تدهور الأوضاع المعيشية والمشكلات البيئية، وهو ما أجمع مراقبون على أنه شكل مفارقة على مدى 39 عاما من عمر النظام الإيراني. قبل أشهر قليلة كانت السلطات قد نجحت في احتواء الاحتجاجات ضد غلاء الأسعار قبل أن تلجأ قوات الأمن إلى العنف في تفريق احتجاجات جماعة «غناباد الصوفية» في فبراير (شباط) الماضي، بمنطقة باسداران شمال طهران، وهو ما أدى إلى سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى في صفوف الجماعة وقوات الأمن، وانتهت باعتقال المئات منهم. في الأثناء، أعلن رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني حشمت الله فلاحت بيشه عن اجتماع صباح اليوم بين نواب البرلمان ومسؤولين حكوميين في الأجهزة المعنية لبحث الوضع الاقتصادي ومخاوف الإيرانيين، وفقا لوكالة «إيسنا» الحكومية. وشدد فلاحت بيشه على أهمية تنفيذ الاتفاق النووي في ظل الظروف الراهنة وقال: «الأبعاد الاقتصادية الداخلية المتأثرة بالاتفاق النووي؛ نظرا لهواجس الناس والقضايا الدولية التي لها ظروفها الخاصة، تتطلب النقاش».

وكانت تصريحات فلاحت بيشه أول تعليق يصدر من مسؤول في البرلمان الإيراني بعد ساعات من تجمهر المتظاهرين في محيط البرلمان. وناقش البرلمان أول من أمس خلف الأبواب المغلقة أوضاع الاقتصاد الإيراني وموجة غلاء الأسعار الجديدة بحضور نائب الرئيس الإيراني إسحاق جهانغيري ووزيري الصناعة والزراعة ورئيس البنك المركزي. أما محافظ طهران فقد دعا إلى اجتماع طارئ لخلية الأزمة في العاصمة الإيرانية طهران لبحث الإضرابات وتجمهر المحتجين بالقرب من البرلمان الإيراني. ونقلت «إيلنا» عن المساعد الأمني لمحافظ طهران محسن همداني نسج أن خلية الأزمة في طهران دعت إلى اجتماع طارئ لبحث أوضاع السوق في طهران. وقال عبد الله اسفندياري، رئيس مجلس أمناء سوق طهران، في أول تعليق على الأوضاع الملتهبة في السوق، إنه «لم يتوقف نشاطه بصورة كاملة، لكن أجزاء كبيرة أغلقت الأبواب».

وصرح اسفندياري لوكالة «إيسنا» الطلابية بأن «مطالب تجار السوق شرعية، يريدون توضيح وضع سوق الصرف بشكل نهائي»، مضيفا: «نأمل في الالتفات إلى مشكلاتهم وأن تعود السوق غدا (اليوم الثلاثاء) إلى حركتها العادية». وأشار إلى أن التجار «يحتجون على سعر الصرف المرتفع... تقلب العملات الأجنبية (...)، وعرقلة البضائع في الجمارك، والافتقار إلى المعايير الواضحة للتخليص الجمركي، وحقيقة أنهم في ظل هذه الشروط، تجعلهم غير قادرين على اتخاذ قرارات أو بيع بضائعهم».

في سياق متصل، قال أمين عام نقابات «بازار طهران» أحمد كريمي أصفهاني لوكالة «إيسنا»: «كنا نتوقع الأوضاع الحالية للسوق، وحذرنا المسؤولين عدة مرات، وقلنا إنه لا يمكن السيطرة على السوق في ظل الأحوال الحالية». من جانبه، قال المساعد الأمني والسياسي لقائمقام طهران عبد العظيم رضائي، أمس، إن السلطات «لم تعتقل أي شخص من المتجمهرين خلال الاحتجاجات»، مشددا على أن «التجمعات انتهت بشكل سلمي ومن دون مشكلات، ولم تسفر عن إصابة أي أحد». وقال المسؤول الأمني الإيراني تعليقا على انتشار عدد كبير من قوات الأمن الإيرانية، إنه يأتي نتيجة «الحساسيات الموجودة لتوفير أمن المركز التجاري في محيط السوق، حتى لا يفتقر أصحاب المحلات للأمن ويغلقوا المحلات»؛ بحسب ما أوردت عنه وكالة «إيرنا» الرسمية. وقال المسؤول الإيراني إن السلطات بحثت مطالب أصحاب المحلات والتجار مع رؤساء النقابات، مضيفا أن «مطالب الباعة اقتصادية، لكن عددا من الأشخاص أرادوا تغيير مسار الاحتجاجات من القضايا الاقتصادية، وهو ما تصدت له قوات الأمن». وبحسب المسؤولين، فإن مطالب السوق في الاحتجاجات شملت مخاوف من تذبذبات سوق العملة وفقدان الأعمال. وأجمعت وسائل الإعلام التابعة للحكومة و«الحرس الثوري» على أن الاحتجاجات «كانت مطالب نقابية واقتصادية، أدت إلى إغلاق جزئي للسوق وتجمهر عدد منهم أمام البرلمان».

وقالت وكالة «تسنيم»، التابعة لمخابرات «الحرس الثوري» الإيراني، في تقريرها الرئيسي عن احتجاجات سوق طهران إنها خرجت ضد السياسات الاقتصادية للحكومة الإيرانية. وأوضحت الوكالة أن «المتظاهرين تفرقوا بإعلان احتجاجهم على الوضع الاقتصادي وقرارات المسؤولين عن الملف الاقتصادي في الإدارة الإيرانية»، ووصفت إغلاق سوق طهران بالخطوة الرمزية بهدف إيصال صوتهم إلى المسؤولين. كما وجهت تهما إلى «مجهولين ملثمين» بالسعي وراء اختراق صفوف المتظاهرين لإجبار التجار على إغلاق محلاتهم التجارية، وهو ما واجه مقاومة من قبل التجار أجبرتهم على مغادرة السوق؛ حسب زعم الوكالة.

وأشارت الوكالة إلى مناوشات بين المتظاهرين وقوات الأمن في شارع «جمهوري» ومنطقة «لاله زار» بالقرب من مقر البرلمان الإيراني، وقالت إن متظاهرين أشعلوا النيران في أكشاك الشرطة والممتلكات العامة. ويتعرض الريال لضغوط شديدة من تهديد العقوبات الأميركية. وهوت العملة الإيرانية إلى 90 ألف ريال مقابل الدولار في السوق غير الرسمية أمس من 87 ألفا أول من أمس الأحد، ونحو 75500 يوم الخميس الماضي، بحسب موقع الصرف الأجنبي «بونباست دوت كوم»؛ وبحسب «رويترز». وفي نهاية العام الماضي، بلغت العملة المحلية 42890 ريالا للدولار. وفرضت إيران حظرا على استيراد أكثر من 1300 منتج في إطار إعداد اقتصادها لمقاومة عقوبات تهدد بها الولايات المتحدة، ووسط احتجاجات على هبوط عملتها إلى مستويات قياسية منخفضة. في السياق نفسه، ذكرت صحيفة «فايننشيال تريبيون» الإيرانية أمس عن وثيقة رسمية أن وزير الصناعة والتجارة محمد شريعة مداري فرض حظر الاستيراد على 1339 سلعة يمكن إنتاجها داخل البلاد. كما ذكرت صحيفة «طهران تايمز» أن قائمة الواردات المحظورة تشمل الأجهزة المنزلية ومنتجات المنسوجات والأحذية ومنتجات الجلود والأثاث ومنتجات الرعاية الصحية وبعض الآلات. وتأتي التطورات في طهران قبل بدء العقوبات الأميركية على إيران التي من المفترض أن تبدأ من جديد في أغسطس (آب) وفي نوفمبر (تشرين الثاني) المقبلين بعدما أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب الانسحاب من الاتفاق النووي. وقد يتسبب هذا في انخفاض إيرادات إيران من العملة الصعبة من صادرات النفط، وقد يؤدي ذلك إلى قيام الإيرانيين بتحويل مدخراتهم من الريال إلى الدولار.

 

بريطانيا تطوي صفحة الجدل حول «بريكست» بتوقيع الملكة

لندن: «الشرق الأوسط/26 حزيران/18»/صدر القانون الذي ينظم عملية انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي اليوم (الثلاثاء) بعد أشهر من النقاشات الحامية في البرلمان البريطاني، وسط أجواء احتفالية من المشككين بالتكتل، حيث بات بريكست حاليا واقعا «لا رجوع عنه».

وأعلن رئيس مجلس العموم، صباح اليوم، أن الملكة إليزابيث الثانية وقعت النص الذي أقره البرلمان البريطاني الأسبوع الماضي بعدما قدمته رئيسة الوزراء تيريزا ماي إليه في يوليو (تموز) 2017. وتعد «الموافقة الملكية» في بريطانيا الخطوة الأخيرة من الإجراءات التشريعية. ويتيح القانون الضروري من أجل تطبيق بريكست، للمؤسسات في المملكة المتحدة أن تواصل عملها بشكل طبيعي بعد خروجها من التكتل، وسيضع عمليا حدا لتفوق القانون الأوروبي على التشريعات المحلية، وسيدرج في القانون البريطاني كل التشريعات التي تريد لندن الإبقاء عليها. ويؤكد القانون الموعد الرسمي لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في 29 مارس (آذار) 2019 عند الساعة 23:00 (بالتوقيتين المحلي وغرينتش، أي منتصف الليل بتوقيت بروكسل). وشهد إقرار النص طريقا صعبة في البرلمان منذ بدء مراجعته في سبتمبر (أيلول) وتعرضت الحكومة لانتكاسات عدة، ما يسلط الضوء على الانقسامات المستمرة حول التوجهات التي يجب إعطاؤها لبريكست. وبتقديمها تنازلا في اللحظة الأخيرة الأسبوع الماضي حول دور البرلمان في عملية الخروج تمكنت ماي من كسب النواب المحافظين المؤيدين للبقاء والذين يطالبون بأن تكون الكلمة الأخيرة حول الاتفاق النهائي مع بروكسل للبرلمان.

 

شاحنة صغيرة تقتحم مكاتب صحيفة بارزة في أمستردام

أمستردام: ««الشرق الأوسط/26 حزيران/18»/اقتحمت شاحنة صغيرة صباح اليوم (الثلاثاء)، في أمستردام واجهة مكاتب واحدة من أكبر المجموعات الإعلامية الهولندية قبل أن تشتعل، دون أن يؤدي ذلك إلى ضحايا، كما قالت الشرطة. وكتبت الشرطة في تغريدة: «نحو الساعة الرابعة (02:00 ت. غ) اقتحمت شاحنة صغيرة لتسليم البضائع واجهة المقر الاجتماعي لمجموعة صحافية» في أمستردام. ويضم المبنى خصوصاً إدارة صحيفة «دي تلغراف» الشعبية. وتعتبر الشرطة العمل متعمداً. وقد فر السائق فوراً بعد اشتعال الشاحنة الصغيرة. ورأت الصحيفة أنه هجوم متعمد، مؤكدة بلسان رئيس تحريرها بول يانسن أن الصحيفة «لن تسمح بترهيبها». وأضاف أن الآلية أوقفت بسرعة كبيرة خلال اندفاعها، لأن الواجهة مصنوعة من زجاج على مستوى عالٍ من الأمان. وعرض التلفزيون لقطات لرجال الإطفاء الذين وصلوا بسرعة إلى المكان، وهم يكافحون ألسنة اللهب الهائلة حول الشاحنة. وفجر الثلاثاء كان الموقع محترقاً. وكان رجل ألقى الخميس الماضي قنبلة مضادة للدبابات على مبنى آخر في أمستردام يضم أيضاً مقار وسائل إعلام، لكن دون أن يسقط ضحايا. وأوقف الرجل وتبين أنه زعيم عصابة محلية لسائقي دراجات نارية.

 

ماتيس يرى مؤشرات مشجعة لمحادثات بين كابل و«طالبان» رغم استئناف الحركة هجماتها في أنحاء أفغانستان

واشنطن: «الشرق الأوسط/26 حزيران/18»/اعتبر وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس أن هناك مؤشرات مشجعة في أفغانستان لإجراء محادثات بين الحكومة وحركة «طالبان» بعد 17 عاما من القتال. وأشار ماتيس إلى أن «طالبان» كانت وافقت على هدنة استمرت ثلاثة أيام في عيد الفطر دعا إليها الرئيس الأفغاني أشرف غني. ومع توقف القتال لمناسبة العيد، سُجلت لقاءات فريدة عكست تقاربا غير معهود بين مقاتلين من «طالبان» ومدنيين وعناصر من قوات الأمن الأفغانية، فشوهدوا يتعانقون ويلتقطون صوراً معاً. ورغم أن «طالبان» رفضت تمديد وقف إطلاق النار واستأنفت هجماتها في أنحاء أفغانستان، فإن ماتيس تحدث عن الطريقة التي انضم بها مقاتلو «طالبان» إلى قوات الأمن والمدنيين احتفالاً بالعيد. وقال وزير الدفاع الأميركي الأحد: «سنرى كيف سيمضي ذلك إلى الأمام». وكانت الهدنة، وهي الأولى على صعيد أفغانستان منذ الغزو الأميركي في العام 2001، لقيت ترحيباً دولياً واسعاً. وثمة توقعات باستئناف محادثات مباشرة في إسلام آباد بين الحكومة الأفغانية و«طالبان»، تحت رعاية الحكومة الباكستانية، رغم رفض الحركة طلب الرئيس الأفغاني أشرف غني تمديد وقف النار الذي أعلن لمناسبة العيد. ويعتقد أن محادثات أولية بين المسؤولين الأفغان وممثلي «طالبان» جرت بالفعل في مكان غير معلوم، وحضرها ممثلون من بعض الدول الأخرى. كما أفيد أن وفداً أفغانياً رفيع المستوى قام بزيارة قصيرة لإسلام آباد الأسبوع الماضي، لإجراء مشاورات بشأن استئناف محادثات السلام مع «طالبان». وضم الوفد وزير الداخلية الأفغاني ياسين أحمد برمك ومستشار الأمن القومي محمد حنيف أتمار ورئيس المخابرات معصوم ستانكزاي ومسؤولين آخرين.

ووافقت الحكومة الباكستانية على تسهيل المحادثات كوسيط بين الطرفين. وقال مسؤول باكستاني إن الاتفاق على استئناف مساعي السلام تم خلال زيارة قائد الجيش الجنرال قمر باجوا إلى كابل مؤخراً.

 

إردوغان يعد بتسريع النظام الرئاسي... وخصمه يدعوه لأن يكون «رئيساً للجميع» وفاز بفترة رئاسية جديدة بـ52 % وتحالفه حصد 53 % من مقاعد البرلمان ومشاركة قياسية بـ88 %

أنقرة: سعيد عبد الرازق/الشرق الأوسط/26 حزيران/18/أعلنت اللجنة العليا للانتخابات في تركيا النتائج شبه الرسمية للانتخابات الرئاسية والبرلمانية المبكرة التي شهدتها تركيا أول من أمس. وكشفت النتائج فوز الرئيس رجب طيب إردوغان بالرئاسة بنسبة تقترب من 53 في المائة وفوز «تحالف الشعب» الذي يضم أحزاب العدالة والتنمية الحاكم والحركة القومية والوحدة الكبرى بأغلبية مقاعد البرلمان متفوقا على «تحالف الأمة» الذي يضم أحزاب الشعب الجمهوري والسعادة والجيد والديمقراطي. وفي الوقت ذاته تعهد إردوغان بالإسراع في تنفيذ إصلاحات سياسية واسعة النطاق لتطبيق النظام الرئاسي وتحقيق أهداف برنامجه (تركيا 2023). وأقر مرشح حزب الشعب الجمهوري في الانتخابات الرئاسية محرم إينجه بخسارته في الانتخابات الرئاسية داعيا إردوغان لأن يكون رئيسا للجميع. وقال رئيس اللجنة العليا للانتخابات سعدي جوفان إن الرئيس إردوغان فاز بأكثر من نصف الأصوات في الانتخابات الرئاسية وإن الانتخابات الرئاسية والبرلمانية جرت بشكل سليم، مضيفا أن النتائج النهائية ستعلن يوم 5 يوليو (تموز) المقبل بعد الانتهاء من التدقيقات اللازمة. وعرض جوفان في مؤتمر صحافي أمس النتائج شبه الرسمية بعد فرز جميع الأصوات تقريبا، مشيرا إلى فوز الرئيس إردوغان مرشح «تحالف الشعب» الذي يضم أحزاب العدالة والتنمية، والحركة القومية والاتحاد الكبير، بـ26 مليونا و260 ألفا و112 صوتا بنسبة 52.6 في المائة، بينما حصل محرم إينجه، مرشح حزب الشعب الجمهوري (أكبر أحزاب المعارضة) على 15 مليونا و304 آلاف و660 صوتا بنسبة 30.6 في المائة.

أما على صعيد الانتخابات البرلمانية، فقد حصد حزب العدالة والتنمية نسبة أصوات بلغت 42.5 في المائة بواقع 295 مقعدا من مقاعد البرلمان الذي سيتألف من 600 مقعد، فيما حصل حزب الشعب الجمهوري على نسبة أصوات 22.6 في المائة بواقع 147 مقعدا بالبرلمان، كما حصل حزب الحركة القومية على نسبة أصوات 11.1 في المائة بواقع 48 مقعداً، وحصل حزب الشعوب الديمقراطي (مؤيد للأكراد) على نسبة أصوات 11.7 في المائة بواقع 67 مقعدا، والحزب الجيد حديث التأسيس المنشق عن حزب «الحركة القومية» على نسبة أصوات 10 في المائة بواقع 43 مقعدا.

وفيما يخص نتائج الانتخابات على مستوى التحالفات، فقد حصل «تحالف الشعب» على نسبة أصوات 53.7 في المائة بواقع 343 مقعدا، بينما حصل «تحالف الأمة» على نسبة أصوات 34 في المائة بواقع 190 مقعدا.

وأوضح جوفان أن نتائج فرز الأصوات في اللجان الانتخابية جرت بحضور ممثلي الأحزاب كما في كل انتخابات، وكانت تصل أولا بأول إلى اللجنة العليا للانتخابات وإلى مقار الأحزاب في الوقت ذاته، وأنه تم حتى الآن الانتهاء من إدخال 99.91 في المائة من أصوات الانتخابات الرئاسية إلى نظام اللجنة.

وسجلت نسبة المشاركة في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، رقما قياسيا بنحو 88 في المائة من الناخبين الذين يحق لهم التصويت لتتفوق تركيا من حيث نسبة المشاركة على كبرى الديمقراطيات العريقة في العالم.

وتعهد الرئيس إردوغان في خطاب جماهيري ألقاه فجر أمس أمام حشد من أنصاره أطل عليهم من شرفة المركز الرئيسي لحزب العدالة والتنمية الحاكم، بالإسراع في تنفيذ برنامجه الذي يتضمن إصلاحات سياسية واسعة النطاق. وبحسب النظام الرئاسي الجديد الذي أقر بموجب الانتخابات فإن الرئيس سوف يتمتع بصلاحيات واسعة مع إلغاء منصب رئيس الوزراء، واقتصار مهمة البرلمان على التشريع والمراقبة. وتشمل صلاحيات إردوغان، في فترة رئاسته الثانية، تعيين كبار المسؤولين بمن فيهم الوزراء ونواب الرئيس و6 أعضاء من 13 عضوا في المجلس الأعلى للقضاة ومدعي العموم وفرض حالة الطوارئ وإصدار مراسيم بقوانين. وتخشى المعارضة من أن تكون للتعديلات الدستورية للانتقال إلى النظام الرئاسي، التي أقرت في استفتاء شعبي في 16 أبريل (نيسان) العام الماضي، آثار سلبية تؤدي إلى نظام حكم سلطوي. ويتهم المنتقدون إردوغان بكبح الحريات المدنية بما في ذلك حرية الإعلام حيث تعيش تركيا في حالة طوارئ منذ محاولة الانقلاب الفاشلة في 15 يوليو 2016. ومنذ ذلك الوقت فُصل أكثر من 160 ألفا بينهم 107 آلاف من العسكريين من وظائفهم، كما تم حبس عدد مماثل لاتهامهم بالتورط في محاولة الانقلاب، في حملة تطهير طالت معارضين لإردوغان وأثارت انتقادات واسعة.

وتعهد إردوغان خلال حملته الانتخابية بأن إلغاء الطوارئ سيكون على رأس أولوياته في فترته الرئاسية الجديدة. وقال إردوغان إن القضاء سيكون أكثر استقلالا. وتعهد «بمزيد من الحسم» في مواجهة من وصفهم بالإرهابيين. وأشار إلى أن حزب «العدالة والتنمية» سيعمل مع «الحركة القومية» تحت مظلة «تحالف الشعب»، الذي يضم الحزبين، ويشكل الأغلبية في البرلمان. وأضاف: «أشكر كذلك حزب الحركة القومية شريكنا في تحالف الشعب، ورئيسه دولت بهشلي، وجميع أعضائه على ما بذلوه من جهود لنجاحنا». وقال إردوغان، مخاطبا أنصاره: «بفضل الثقة التي منحتمونا إياها عبر صناديق الاقتراع سنبلغ سويا أهدافنا لعام 2023»، وتسعى تركيا لتحقيق سلسلة من الأهداف بحلول العام 2023 الذي يوافق الذكرى المئوية الأولى لإعلان الجمهورية، ومن أبرزها الدخول في مصاف أكبر 10 قوى اقتصادية على مستوى العالم، ووضعت لهذا الغرض رؤية سياسية واقتصادية تشمل عدة خطط لبلوغ الناتج القومي تريليوني دولار في هذا التاريخ. وأشار إردوغان إلى أن انتخابات 24 يونيو (حزيران) (أول من أمس) تعتبر البوصلة التي من شأنها تحديد مستقبل وطننا لنصف قرن، بل لقرن من الزمان. وقال «من الآن فصاعدا سنصغي للشعب، وابتداءً من الغد سنعمل بجد لنفي بالوعود التي قطعناها على أنفسنا أمام الشعب؛ لا سيما أننا أنهينا بقدر كبير استعداداتنا بخصوص النظام الرئاسي الجديد». وأكد أنه لن يكون في مستقبل تركيا «أي إقصاء أو إبعاد لأحد»، مشيراً إلى أن «الشعب التركي بهذه الانتخابات وافق على بدء العمل بالنظام الرئاسي الجديد».

في المقابل، أقر مرشح حزب الشعب الجمهوري في الانتخابات الرئاسية بخسارته في الانتخابات الرئاسية أمام الرئيس رجب طيب إردوغان، وأكد إينجه قبوله بالنتائج غير الرسمية التي أعلنت عنها اللجنة العليا للانتخابات. ووجه إينجه في مؤتمر صحافي بمقر حزب الشعب الجمهوري في أنقرة أمس رسالة إلى إردوغان قائلا: «فلتكن رئيساً لنا جميعا واحتضن الجميع، كنت سأفعل ذلك لو تم انتخابي». وأكد إينجه صحة النتائج التي أعلنتها اللجنة العليا للانتخابات، وقال إن «النتائج التي جمعها ممثلونا في مراكز الاقتراع لا تختلف عن النتائج المعلنة». وأشار إلى أنه لم يهنئ إردوغان بعد بفوزه بالانتخابات، واستدرك: «لكنني سأهنئه». وقال إنه إذا كانت محاضر الفرز تظهر خسارتكم، فقد خسرتم، لا يمكن القول «أنا لا أقبل هذا، فلنخرج إلى الشوارع»، هذه ليست ديمقراطية.

وكان نائب حزب الشعب الجمهوري المتحدث باسم الحزب بولنت تزجان دعا عقب إعلان النتائج المواطنين إلى عدم الانجرار وراء الاستفزازات أياً كانت نتيجة الانتخابات. وأضاف: «نريد من مواطنينا عدم الانجرار وراء التحريضات مهما كانت النتائج»، وأكد أن رغبتهم الأهم تتمثل بالابتعاد عن المواقف المثيرة للاستفزازات، وإتمام العملية الانتخابية دون حدوث أي أعمال مؤسفة، مشددا على أنهم سيواصلون نضالهم وفقاً للديمقراطية مهما كانت نتائج الانتخابات داعيا إلى تقبلها بعقلانية. ونفى تزجان وجود أي خيبة أمل لديهم، مشيراً إلى وجود الفوز والخسارة في السباقات الديمقراطية.

وكان بعض أنصار حزب الشعب الجمهوري تجمعوا خارج المقر الرئيسي للحزب في أنقرة بعد منتصف الليلة قبل الماضية مرددين شعارات من بينها «سنفوز بمقاومتنا». ووفقاً لمنصة إلكترونية لمراقبة الانتخابات موالية للحكومة، فقد كان مؤيدو المعارضة يتجمعون أيضاً في منطقتي كاديكوي وبيشكتاش في إسطنبول. وأفاد موقع المعارضة على الإنترنت «سينديكا أورج»، أن مؤيدي المعارضة كانوا يخططون للاعتصام في مدينة إزمير غرب تركيا.

في المقابل، نوه المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية الحاكم ماهر أونال بإعلان مرشح حزب الشعب الجمهوري للرئاسة محرم إينجه قبوله نتائج الانتخابات الرئاسية، وقال في مقابلة تلفزيونية أمس إن «موقف إينجه يستحق التقدير». من جانبه، قال نائب رئيس الوزراء المتحدث باسم الحكومة بكير بوزداغ إن النظام الرئاسي الجديد ليس نظام الرجل الواحد بل نظام يحمي الديمقراطية بإرادة الشعب، مشيرا إلى أن بقاء رئيس الجمهورية ضمن حزبه لا يعيق أداء عمله باستقلال وحيادية. ولفت بوزداغ في تصريحات أمس إلى أنه بالنظر إلى نتائج الانتخابات التي جرت أول من أمس، فإن الشعب أعطى قيمة كبيرة لـ«تحالف الشعب» وللرئيس رجب طيب إردوغان وحزب العدالة والتنمية، معتبرا أن رئيس حزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة، كمال كليتشدار أوغلو لا يهدف للفوز إنما إضعاف حزب العدالة والتنمية. وأشاد بوزداغ أيضا بموقف مرشح حزب الشعب الجمهوري لانتخابات الرئاسة، محرم إينجه، الذي أقر بخسارته، وأعلن قبوله بنتائج الانتخابات. في سياق متصل أعلن حزب «الجيد» التركي المعارض مقتل ممثله في بلدة كارا تشوبان بولاية أرضروم شرق البلاد محمد شيدديك دورماز، بالرصاص، أثناء التصويت في الانتخابات البرلمانية والرئاسية أول من أمس. وقال الحزب في تغريدة عبر موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» إن دورماز قتل بالرصاص، من قبل أشخاص غير شرفاء، ونحن الآن مسؤولون عن المطالبة بالعدالة من خلال القانون. وذكر رئيس حزب الشعب الجمهوري المعارض في أرضروم، حسني ييلان أنه بعد اندلاع اشتباكات مسلحة، أرسلوا نحو 24 مسؤولاً من وزارة الداخلية إلى مكان الحادث، لكننا رفضنا وجودهم، ثم جاء نائب مفوض من حزب العدالة والتنمية الحاكم، ولم نقبل بحضوره أيضاً. لكن نائب رئيس الحزب أيتون جيراي، قال إن دورماز قُتل في مشاجرة اندلعت بين عائلتين، مؤكداً أن التحقيقات جارية على قدم وساق. وأكد رئيس الوزراء بن علي يلدريم أن الحادثة وقعت على خلفية جنائية، ولا تتعلق بالانتخابات. ولفت يلدريم أن الحادثة التي وقعت في أرضروم، ناجمة عن خصومة طويلة بين مجموعتين بسبب جنائي، ولا توجد أبعاد سياسية للقضية.

 

بولتون ولافروف يبحثان «المنطقة الجنوبية» والوجود الإيراني

موسكو: رائد جبر/«الشرق الأوسط/26 حزيران/18/أعلنت الخارجية الروسية أن مستشار الرئيس الأميركي لشؤون الأمن القومي جون بولتون سيجري جولة محادثات غدا الأربعاء مع وزير الخارجية سيرغي لافروف، تتناول رزمة الملفات العالقة بين البلدين، في إطار التحضير للقاء مرتقب يجمع الرئيسين دونالد ترمب وفلاديمير بوتين الشهر المقبل. وينتظر أن يتم التركيز على الشأن السوري، وخصوصا في إطار تطورات الوضع في المنطقة الجنوبية ومساعي التوصل إلى تفاهمات بين موسكو وواشنطن وعمان حول الترتيبات اللاحقة في هذه المنطقة على خلفية العمليات العسكرية الجارية فيها. ولم تكشف الخارجية الروسية في بيان مقتضب أشار إلى محادثات بولتون ولافروف، تفاصيل عن جدول أعمال الزيارة، التي ينتظر أن يلتقي بولتون خلالها الرئيس الروسي، ليكون أعلى مسؤول أميركي يستقبل في موسكو منذ شهور.

لكن نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف وهو الممثل الخاص للرئيس الروسي لشؤون الشرق الأوسط وأفريقيا استبق الزيارة بالإشارة إلى أن موسكو «تأمل في يتمكن الطرفان من القيام بدراسة موسعة وعميقة للوضع في سوريا مع المستشار الأميركي». وزاد أن التركيز سوف ينصب على الوضع في المنطقة الجنوبية، مشيرا إلى أن ضرورة «بحث هذا الملف على المستوى الثنائي (الروسي - الأميركي) تمهيدا لمناقشة أوسع مع الأردن بصفته الطرف الثالث في اتفاقية خفض التصعيد في المنطقة الجنوبية. وأشار إلى ترتيبات تجري حاليا لتحديد موعد زيارة مرتقبة لوزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي إلى موسكو غدا.

وأفاد دبلوماسي روسي تحدثت إليه «الشرق الأوسط» بأن موسكو تسعى إلى وضع الملامح النهائية على اتفاق ثلاثي لضمان استقرار الوضع في المنطقة الجنوبية، مذكرا بأن موسكو كانت ناقشت هذا الملف مع الجانب الإسرائيلي وتوصلت إلى تفاهمات عدة بينها إنهاء الوجود الإيراني في الجنوب ووضع ترتيبات أمنية لضمان عدم وقوع احتكاكات. وأشار المصدر إلى أن اللقاء الروسي – الأميركي سيكون حاسما لجهة التوافق على ترتيبات نهائية على خلفية التطورات الميدانية الجارية حاليا في المنطقة، خصوصا أن واشنطن أعلنت عدم نيتها التدخل عسكريا. وزاد أن واشنطن «من حيث المبدأ أبدت موافقة على العناصر الأساسية المطلوبة لتثبيت الوضع في المنطقة، وبينها سحب القوات الإيرانية والحليفة لإيران من المنطقة وفرض سيطرة النظام على المناطق الحدودية مع الأردن وفتح الحدود». لكنه لفت إلى تباينات «تتعلق ببعض التفاصيل» قال إنها قد تكون محور بحث على مستوى الخبراء وقد تطرح خلال مباحثات بولتون بشكل مباشر. ميدانيا، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن الجيش السوري نجح بدعم من سلاح الجو الروسي في مواجهة «هجوم كبير نفذته جبهة النصرة على عدة بلدات جنوب سوريا، ما أدى إلى مقتل عشرات الإرهابيين». وأفاد بيان أصدره المركز الروسي للمصالحة في سوريا بأن مسلحي «جبهة النصرة» شنوا هجوما ضد بلدات بجنوب سوريا «سبق أن انضمت طواعية إلى السلطة الشرعية»، لكن الجيش السوري بالتعاون مع تشكيلات من «الجيش الحر» وبدعم من سلاح الجو الروسي تمكن من صد هذا الهجوم. وأضاف أن العملية أدت إلى مقتل 70 مسلحا وتدمير 3 مدرعات و14 سيارة رباعية الدفع لهم، بينما لم تتكبد القوات السورية أي خسائر. وأفاد البيان بأن المصالحات المحلية التي يديرها المركز الروسي تواصلت برغم التصعيد الميداني، مشيرا إلى أن بلدة التبة في درعا انتقلت إلى سيطرة القوات الحكومية ليبلغ بذلك عدد البلدات التي انضمت إلى المصالحات 12 بلدة. وكان مركز المصالحة أفاد في وقت سابق إن أكثر من 460 شخصا غادروا منطقة خفض التصعيد في إدلب خلال اليومين الماضيين، عبر الممر الإنساني تل السلطان – أبو الضهور الذي أعيد فتحه السبت. وجاء في بيان صدر عن المركز أنه «بجهود مشتركة من روسيا وتركيا وإيران، يتواصل استقرار الوضع في منطقة خفض التصعيد في إدلب، ويعود المدنيون إلى ديارهم في محافظة حلب، وغادر 465 شخصا من خلال ممر تل السلطان – أبو الضهور الإنساني»، مشيرا إلى أن 179 شخصا تلقوا العلاج خلال مغادرتهم المنطقة بينهم 93 طفلا.

 

غارات للنظام السوري والطيران الروسي على درعا... وفرار مدنيين إلى الريف و«براميل» على المدينة لأول مرة منذ سنة

بيروت - لندن: «الشرق الأوسط/26 حزيران/18»/ركزت قوات النظام السوري وحليفته روسيا في الساعات الأخيرة قصفها على مدينة درعا، ما أرغم عشرات العائلات على الفرار، في تصعيد عسكري مستمر ضد الفصائل المعارضة في المحافظة الجنوبية. وتسعى قوات النظام إلى عزل مناطق سيطرة المعارضة في جيوب عدة، ما يسهل عليها عملياتها العسكرية لاستعادة جنوب البلاد. وتشكل محافظة درعا منذ أسبوع هدفاً لقصف عنيف تشنه قوات النظام وانضمت إليه روسيا قبل يومين، استهدف بشكل خاص ريفها الشرقي، وتسبب بمقتل 28 مدنياً على الأقل وبنزوح أكثر من عشرين ألف شخص وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان. وتكتسب المنطقة الجنوبية خصوصيتها من أهمية موقعها الجغرافي الحدودي مع إسرائيل والأردن، عدا عن قربها من دمشق. وتسيطر الفصائل المعارضة على سبعين في المائة من محافظتي درعا والقنيطرة الحدودية مع إسرائيل، ويقتصر وجودها في محافظة السويداء على أطرافها الغربية. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة الصحافة الفرنسية: «استهدفت قوات النظام بعد منتصف الليل أحياء سيطرة الفصائل المعارضة في مدينة درعا بأكثر من 55 صاروخا من نوع أرض - أرض قصيرة المدى»، قبل أن يتدخل الطيران الحربي والمروحي. وألقت مروحيات تابعة للنظام، وفق قوله، صباح الاثنين «أربعة براميل متفجرة على الأقل على غرب المدينة، للمرة الأولى منذ أكثر من عام». وفي وقت لاحق، نفذت روسيا أيضاً غارات على أحياء في المدينة وقاعدة عسكرية تحت سيطرة الفصائل المعارضة في جنوب غربها. ودفعت هذه الغارات مدنيين إلى الفرار ليلاً من منازلهم. وتوجهت عشرات العائلات من أحياء طالها القصف إلى حقول الزيتون المحيطة بالمدينة سيراً على الأقدام أو على دراجات نارية، ولجأت إلى خيم أو غرف صغيرة مبنية في تلك الحقول. وأشار المراسل إلى حالة من الخوف والهلع جراء التصعيد الأخير. وقال أحمد المسالمة (31 عاماً) بعدما فر مع عائلته من المدينة ليلاً: «لم نعرف ماذا حدث، كنا نائمين ولم نشعر إلا والقصف بدأ بشدة والأطفال يرتجفون من الخوف»، مضيفاً: «خرجنا من منازلنا ولم نعلم إلى أين نذهب». وتابع جالسا في ظل شجرة زيتون: «لا نعرف لماذا يضربنا النظام، للمرة الأولى يكون القصف بهذا العنف»، موضحاً: «خرجنا بثيابنا وأمضينا ليلتنا بين الشجر (...) الجميع من نساء وشباب وأطفال خائفون». يأتي تكثيف القصف على مدينة درعا بعد أسبوع من القصف المتواصل على الريف الشرقي للمحافظة. وتشارك فيه الطائرات الروسية منذ السبت برغم كون موسكو إحدى الدول الضامنة لوقف إطلاق النار في المنطقة الجنوبية إلى جانب الأردن المجاور والولايات المتحدة، والمعمول به منذ عام. وتحاول قوات النظام وفق المرصد التقدم على محورين في درعا «لفصل مناطق سيطرة الفصائل المعارضة إلى ثلاثة جيوب تمهيداً لتسهيل السيطرة عليها»، وهي الاستراتيجية العسكرية التي لطالما اتبعتها دمشق لأضعاف الفصائل وتشتيت جهودها قبل السيطرة على مناطقها. وتقسم مناطق سيطرة قوات النظام المحافظة تقريباً إلى جزأين تسيطر عليهما الفصائل المعارضة، وتربطهما حالياً قاعدة عسكرية خسرتها القوات الحكومية في العام 2014، وتقع جنوب غربي مدينة درعا. وأوضح عبد الرحمن: «تسعى قوات النظام بدعم جوي روسي إلى السيطرة على هذه القاعدة القريبة من الأردن، لتفصل مناطق سيطرة المعارضة بالكامل إلى جزأين شرقي وغربي». وتحاول قوات النظام كذلك التقدم على محور ثان في ريف درعا الشرقي عبر السيطرة على بلدة بصر الحرير التي تتعرض لغارات روسية وسورية وتدور فيها الاثنين معارك عنيفة. وفي حال سيطرت على هذه البلدة، يصبح بإمكان قوات النظام أن تقسم الجزء الشرقي حيث الفصائل إلى جيبين.

وتعرضت بصر الحرير لقصف سوري بأكثر من 20 برميلاً متفجراً خلال الساعات الأخيرة، تزامناً مع قصف مدفعي وصاروخي على منطقة اللجاة المحاذية، ما أدى إلى خروج مركز للدفاع المدني من الخدمة. وأعلن الدفاع المدني في محافظة درعا أن كوادره «لم تتمكن من الوصول إلى المناطق المستهدفة من شدة وتيرة القصف». ونزح أكثر من عشرين ألف مدني داخل مناطق سيطرة الفصائل بحسب المرصد منذ الثلاثاء، غالبيتهم من ريف درعا الشرقي. وأوضح أن عدداً منهم يقترب من الحدود مع الأردن بحثاً عن الأمان.

وحذرت الأمم المتحدة من تداعيات التصعيد على نحو 750 ألف شخص في مناطق سيطرة الفصائل في الجنوب في وقت أعلن الأردن عدم قدرته على استيعاب موجة لجوء جديدة. وقال المنسق المقيم ومنسق الشؤون الإنسانية في سوريا علي الزعتري في تغريدة على موقع «تويتر» الأحد: «يجب تفادي أي أزمة إنسانية في جنوب سوريا، عبر تجنيب المدنيين آلام القتال أولاً والاستجابة لها بسرعة من داخل سوريا وخارجها ثانياً». وتشكل المنطقة الجنوبية محور محادثات تتولاها روسيا مع الأميركيين والإسرائيليين والأردنيين. وأوضح المحلل المتخصص في الشأن السوري في مجموعة الأزمات الدولية سام هيلر أن قوات النظام تهدف من خلال قصفها إلى «الضغط من أجل مفاوضات دولية أو محلية، كما التمهيد لهجوم أوسع في حال لم تحرز المفاوضات تقدماً». وتلقت الفصائل العاملة في الجنوب السوري رسالة من واشنطن، أبلغتها فيها أنها لا تنوي التدخل عسكرياً إلى جانبها في الجنوب، وفق ما قال قيادي في أحد الفصائل، من دون أن يصدر أي تعليق بشأنها من واشنطن. ورأى هيلر أن «الأميركيين لم ينخرطوا بشكل جدي في مفاوضات بشأن الجنوب، ومن غير المتوقع أن يتدخلوا عسكرياً»، مضيفا: «تدعم واشنطن جهوداً أردنية، لكنها لم تضع وزنها السياسي أو العسكري في حل للجنوب».

 

أميركا تزوّد إسرائيل ببندقية خاصة ضد الطائرات الورقية و3 طائرات «إف 35»

تل أبيب: «الشرق الأوسط/26 حزيران/18»/بالإضافة إلى تسليمها 3 طائرات أخرى من طراز «إف 35»، التي تعتبر أحدث الطائرات المقاتلة، باعت الولايات المتحدة لإسرائيل بنادق خاصة لاستخدامها في اعتراض الطائرات الورقية الخفيفة، التي يطلقها الفتية الفلسطينيون في مسيرات العودة في قطاع غزة باتجاه الحقول والكروم الإسرائيلية المحيطة. وقالت مصادر عسكرية في تل أبيب، أمس، إن البندقية تعتمد على أجهزة رصد إسرائيلية الصنع. ففي اللحظة التي تكتشف عملية إطلاق الطائرة الورقية، تطلق البندقية مادة حارقة تدمر الطائرة الورقية وهي في الجو قبل أن تجتاز الحدود الإسرائيلية، وتنهي مفعولها. وقد بدأ الجنود الإسرائيليون تجربة هذه البندقية بشكل عملي منذ أيام وأعطت نتائج جيدة. كانت إسرائيل قد تسلمت، فجر أمس، 3 طائرات «إف 35» في قاعدة «نفاتيم» الجوية في النقب، لتنضم إلى السرب الجوي من الطراز عينه، الذي أصبح يضم 9 طائرات. وقد بدأت إسرائيل تسلم هذه الطائرات في 28 يونيو (حزيران) من سنة 2016، ومن المتوقع وصول 8 طائرات أخرى هذا العام. وكان قائد سلاح الجو الإسرائيلي، عميرام نوركين، قد كشف أخيراً عن استخدام هذا النوع من الطائرات في هجمات هي الأولى من نوعها على مستوى العالم ضد أهداف على الأراضي السورية، ونشر صورة إحدى الطائرات وهي تحلق في سماء العاصمة اللبنانية بيروت. ويعتبر سلاح الجو الإسرائيلي أول الحائزين على الطائرة الأميركية من هذا النوع في العالم، وستحصل في المرحلة الأولى على 33 طائرة حتى عام 2021. وتوصف الطائرة بأنها طائرة شبح متعددة المهمات، يمكنها التزود بالوقود في الجو، والمكوث أكثر من 10 ساعات متواصلة، والوصول إلى مناطق بعيدة. وتقدر تكلفتها بنحو 90 مليون دولار، وهي من إنتاج شركة «لوكهيد مارتن» الأميركية. وقد شاركت في إنتاج الطائرة وتمويلها دول عدة إلى جانب الولايات المتحدة، بينها بريطانيا وإيطاليا وتركيا وسنغافورة وإسرائيل. ويصل طول الطائرة إلى 15.7 متر، بينما يصل طول جناحيها إلى 10.7 متر، وارتفاعها 4.33 متر. وتصل سرعتها القصوى إلى 1900 كيلومتر في الساعة، ما يعادل 1.6 ماخ. وبإمكان الطائرة التحليق لمسافة تصل إلى 2200 كيلومتر من دون أن تحتاج إلى التزود بالوقود في الجو، وأن تحمل أسلحة من دون أن تكون ظاهرة، بزنة طنين، بينما يمكنها الاختفاء عن شاشات الرادار، وأن تحمل 6 أطنان من الأسلحة من دون أن تختفي عن شاشات الرادارات.

 

دي ميستورا يجتمع في جنيف مع «مجموعة الست»

جنيف - لندن: «الشرق الأوسط/26 حزيران/18»/أجرى مسؤولون كبار من فرنسا وألمانيا والأردن وبريطانيا والولايات المتحدة والسعودية، محادثات، أمس (الاثنين)، حول آلية تأسيس لجنة دستورية في سوريا والطريقة التي ستعمل بها. والتقى مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسوريا ستيفان دي ميستورا، الأسبوع الماضي، مسؤولين من إيران وروسيا وتركيا. وتعد هذه المناقشات في جنيف أول محادثات دبلوماسية علنية منذ شهور بين الدول المشاركة في الحرب السورية، في حين يأتي العمل على تشكيل لجنة دستورية بعد عامين من المحادثات الجوفاء التي لم تنتج عنها أي لقاءات مباشرة بين الأطراف المتحاربة. وقال دي ميستورا للصحافيين إن الاجتماع كان «مهماً». وكان دي ميستورا مكلفاً من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لصياغة اتفاق سياسي بين الأطراف المتنازعة في سوريا، يتضمن وضع دستور جديد وإجراء انتخابات جديدة. كما أوكل إليه مؤتمر للنشطاء السوريين عُقد في منتجع سوتشي الروسي في يناير (كانون الثاني) الماضي مهمة تشكيل لجنة لكتابة دستور جديد للبلاد. ووعد في ذلك الوقت بإجراء مشاورات موسعة في ما يتعلق بأعضاء اللجنة التي لا يُتوقع لها أن تضم أكثر من 50 عضواً. وأرسلت حكومة الرئيس السوري بشار الأسد قائمة إلى الأمم المتحدة بالمرشحين لعضوية اللجنة، في حين يُتوقع أن تقوم المعارضة من جانبها بالمثل في وقت قريب. ويتوقع دي ميستورا أيضاً أن يعود المسؤولون من إيران وروسيا وتركيا لعقد مزيد من المحادثات خلال الأسابيع القليلة المقبلة.

 

إردوغان يتعهد بمزيد من العمليات العسكرية في شمال سوريا وفصائل معارضة تهنِّئ الرئيس التركي

أنقرة: سعيد عبد الرازق/الشرق الأوسط/26 حزيران/18/لمّح الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، إلى أن تركيا ستواصل عملياتها العسكرية في شمال سوريا بهدف إعادة اللاجئين السوريين إلى أراضيهم. وقال إردوغان في خطاب جماهيري، فجر أمس، عقب إعلان فوزه بالانتخابات الرئاسية التي أُجريت، أول من أمس، إن تركيا ستواصل «تحرير الأراضي السورية» حتى يتسنى للاجئين العودة إلى سوريا بأمان. وأضاف أن تركيا ستتحرك بشكل «أكثر حسماً» ضد المنظمات الإرهابية (في إشارة إلى العمليات التي تنفذها تركيا ضد مقاتلي عناصر الوحدات الكردية في شمال سوريا وضد مقاتلي حزب العمال الكردستاني في شمال العراق).

في السياق ذاته، نظم مواطنون سوريون في مناطق شمال سوريا الخاضعة لسيطرة فصائل الجيش الحر والتي تنتشر فيها قوات تركية، احتفالات بفوز إردوغان بولاية رئاسية جديدة، كما أصدرت «الشرطة السورية الحرة» بياناً للتهنئة. وخرج مدنيون وعناصر من الجيش السوري الحر إلى شوارع مدن وبلدات شمال سوريا الليلة قبل الماضية وهم يحملون علم تركيا وصور إردوغان، مرددين هتافات مؤيدة لتركيا ورئيسها. وقالت: «الشرطة السورية الحرة» في بيانها: «نبارك للشعب التركي وقائد تركيا رجب طيب إردوغان»، متمنية أن تكون نتائج الانتخابات خيراً على الشعب التركي والعالم الإسلامي.

وسيطر الجيش التركي بمشاركة فصائل من الجيش السوري الحر على مناطق واسعة في شمال سوريا، أبرزها، عفرين وجرابلس والباب والراعي من خلال عمليتي درع الفرات وغصن الزيتون العسكريتين، حيث استهدفت الأولى مناطق كانت خاضعة لسيطرة تنظيم داعش الإرهابي، واستهدفت الثانية التي انطلقت في 20 يناير (كانون الثاني) الماضي، ولم يُعلن رسمياً انتهاؤها بعد وجود وحدات حماية الشعب الكردية في عفرين التي كانت تشكّل جيباً كردياً على حدود تركيا الجنوبية، كما توصلت تركيا إلى خريطة طريق مع الولايات المتحدة بشأن إخراج الوحدات الكردية من منبج، لينتهي وجود الوحدات في غرب الفرات. ويقوم الجيشان التركي والأميركي بتسيير دوريات عسكرية منفصلة في نقاط التماسّ الواقعة بين مناطق درع الفرات ومنبج. وقال الجيش التركي إنه تم تسيير دورية رابعة في الخط الواقع بين منطقتي «عملية درع الفرات» و«منبج» السوريتين، أول من أمس (الأحد). وذكر بيان لرئاسة الأركان التركية أن عناصر من القوات المسلحة التركية والجيش الأميركي سيّرت دورية رابعة بشكل منسق ومستقل، في الخط الواقع بين منطقة «عملية درع الفرات» ومنطقة منبج. وقامت عربات مصفحة تابعة للجيش التركي بتسيير الدورية الرابعة، بالتنسيق مع الولايات المتحدة، على أطراف نهر ساجور الفاصل بين منطقة جرابلس الواقعة ضمن مناطق درع الفرات، وخط الجبهة لمنطقة منبج. وفي 18 يونيو (حزيران) الجاري، أعلنت رئاسة الأركان التركية، بدء الجيشين التركي والأميركي، تسيير دوريات مستقلة على طول الخط الواقع بين منطقة «عملية درع الفرات»، ومدينة منبج، وفي 20 يونيو سيّرت الدورية الثانية على نفس الخط، ويوم الجمعة الماضي سيّرت الدورية الثالثة. وتوصلت الولايات المتحدة وتركيا في 4 يونيو الجاري خلال اجتماع لوزيري خارجية البلدين في واشنطن إلى اتفاق على «خريطة طريق» حول منبج، تضمن إخراج وحدات حماية الشعب الكردي منها والإشراف على توفير الأمن والاستقرار لحين تشكيل مجلس محلي لإدارة المدينة، التي يشكل العرب نحو 90% من سكانها. وتوصلت تركيا إلى اتفاق شبيه مع روسيا بشأن مدينة تل رفعت يتضمن إخراج قوات النظام السوري والميليشيات الموالية لها وعناصر الوحدات الكردية من المدينة. وكان إردوغان قد تعهد قبل الانتخابات البرلمانية والرئاسية المبكرة في تركيا، التي أُجريت أول من أمس، بتطهير جميع المناطق الموازية لحدودها الجنوبية في سوريا من أي وجود لـ«التنظيمات الإرهابية» في إشارة إلى «داعش» ومقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية.

 

اقتراح لمنظمة «حظر الكيماوي» بتحديد مسؤولية الهجمات

لندن: «الشرق الأوسط/26 حزيران/18»/يعقد في مقر المنظمة الدولية لحظر السلاح الكيماوي في لاهاي، اليوم، اجتماع لبحث اقتراح بريطاني يرمي إلى إعطاء صلاحية للمنظمة بتحديد المسؤول عن أي هجوم كيماوي. وبحسب المعلومات، حصلت لندن على دعم 11 دولة لاقتراحها. وخلال الاجتماع الذي سيبدأ اليوم سيتم طرح مسودة اقتراح بريطاني يدعو إلى بدء منظمة حظر الأسلحة الكيميائية «تحميل المسؤولية عن الهجمات الكيميائية في سوريا» للجهات المعنية، بحسب وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون. وأشارت وكالة الصحافة الفرنسية إلى «السيناريوهات المستجدة، بما في ذلك استخدام عناصر تنظيم داعش الإرهابي غاز الخردل تثير المخاوف»، في وقت قال الدبلوماسي الفرنسي نيكولا روش، إن «المسألة تتعلق بالاستخدام شبه اليومي لهذه الأسلحة».

 

تحذيرات من تضييقٍ على الدعاة المعتدلين يفتح الباب لفتاوى المتشددين في مصر

القاهرة: وليد عبد الرحمن/الشرق الأوسط/26 حزيران/18/طالبت وزارة الأوقاف، المسؤولة عن المساجد في مصر، بشكل رسمي أمس، لجنة الشؤون الدينية في مجلس النواب (البرلمان)، بالتسليم بأحقية أئمة المساجد في إصدار الفتوى العامة بعد رفض مشيخة الأزهر ذلك. وأكدت أن «التضييق على الدعاة ومنعهم من الإفتاء يفسح المجال أمام (المتطرفين) لإصدار (الفتاوى المتشددة)». وقال الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، إن وزارته أرسلت خطاباً رسمياً للجنة الشؤون الدينية في البرلمان، فيما قال مصدر في اللجنة الدينية في المجلس لـ«الشرق الأوسط»، إن «اللجنة تدرس طلب الأوقاف لإدراج أئمتها في مشروع قانون تنظيم الفتوى العامة الذي حظر التصدي للفتوى في الأمور العامة بوسائل الإعلام إلا من خلال هيئة كبار العلماء بالأزهر، ومجمع البحوث الإسلامية، ودار الإفتاء، في محاولة لضبط مشهد انفلات الفتاوى التي تجتاح وسائل الإعلام المصرية، ومواجهة (مشايخ الفضائيات)».

وكانت أزمة نشبت بين الأوقاف ومجمع البحوث الإسلامية بالأزهر في مطلع يونيو (حزيران) الجاري، بسبب رفض المجمع إسناد بعض مهام الفتوى للأوقاف، وأن يصبح للأخيرة الحق في إصدار تصاريح للإفتاء على الفضائيات. وبرر المجمع رفضه وقتها بأن الوزارة غير معنية بالإفتاء، بل منوط بها ممارسة العمل الدعوي على منابر المساجد فحسب، الأمر الذي أغضب «الأوقاف». ووعدت الوزارة حينها بإرسال الأوراق الرسمية التي تفيد بوجود إدارة الفتوى إلى لجنة الشؤون الدينية بمجلس النواب، لاتخاذ القرار التوافقي بين «الأزهر والإفتاء والأوقاف».

وقال وزير الأوقاف خلال اجتماع لجنة الشؤون الدينية والأوقاف في مجلس النواب أمس، إن التضييق على أئمة المساجد في مجال الفتوى يفسح المجال أمام «المتطرفين» لإثارة اللغط والبلبلة في المجتمع، وأنه عندما يتم طرح موضوع مُعين، إن لم يوضحه أئمة المساجد في خطب الجمعة وغيرها، ستترك الفرصة لـ«المتشددين» لإثارة البلبلة. وأضاف أن «دعوات الجماعات الإرهابية عادت مرة أخرى على موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك) تشوه في إنجازات الدولة المصرية، وخصصنا خطبة الجمعة عن حرمة الكذب وإشاعة الفوضى في المجتمع، فنحن أمام قضايا وطنية، التضييق فيها على الفتوى غير مقبول، وأئمتنا صاروا علماء يتحدثون في الداخل والخارج ونتحدى بهم الجميع».

ويقول مراقبون إنه «رغم الإجراءات التي وضعتها وزارة الأوقاف لبسط سيطرتها على المساجد، بتوحيد خطبة الجمعة، وعدم السماح إلا للأزهريين بالخطابة، فإنه ما زال يعتلى بعض منابر المساجد والزوايا في بعض المناطق والمحافظات بربوع البلاد متشددون ينشرون الفكر المتطرف، وهو مصدر الخوف من عدم إدراج أئمة المساجد ضمن الفئات المصرح لها بالفتوى». وقال الدكتور أسامة العبد، رئيس لجنة الشؤون الدينية والأوقاف في البرلمان: «عندما علمت بحذف إدارة الفتوى في وزارة الأوقاف من مشروع قانون تنظيم الفتوى العامة من قبل الأزهر في التعديلات التي تقدم بها، طلبت من الوزارة تقديم ما يفيد بوجود هذه الإدارة سابقاً، والفيصل في ذلك، هو الوجود القانوني لإدارة الفتوى في وزارة الأوقاف». وأضاف أن اللجنة الدينية هي عامل أساسي في التوافق بين وزارة الأوقاف ومشيخة الأزهر، ولا يستطيع أن يعمل أحد منفرداً على الإطلاق، وإنما لا بد أن يكون هناك تكامل وتوافق.

وقال العبد خلال اجتماع لجنة الشؤون الدينية لمناقشة مشروع قانون «تنظيم الفتوى العامة» أمس: «لا نستطيع أن نضيع قدر الأزهر على الإطلاق، ولا نستطيع أن نضيع قدر دار الإفتاء ولا مجمع البحوث الإسلامية، وكلنا في ميدان واحد، ووزير الأوقاف كان طالباً في الأزهر، والأزهر لا نستطيع إلا أن نتحدث في مكانته وعلو قدره، وما نريده ألا يكون لدينا تعصب ولا تطرف ولا تشدد، وإنما السهل الميسور، هذا هو منهج الأزهر والأوقاف ودار الإفتاء». وأضاف أن «هناك توافقا كاملا بين الأزهر ودار الإفتاء والأوقاف وليس هناك إطلاقاً ما يشوب هذا التوافق والترابط، وكل ذلك من أجل مصلحة مصر». ويعاقب قانون «تنظيم الفتوى» بالحبس مدة لا تزيد على ستة أشهر وغرامة لا تزيد على خمسة آلاف جنيه، كل من يفتي وهو غير مُصرح له، وفي حال تكرار الأمر، تكون العقوبة هي الحبس وغرامة لا تقل عن عشرة آلاف جنيه. وقال الدكتور محيي الدين عفيفي، أمين عام مجمع البحوث الإسلامية أمس، إن «دور الأزهر معلوم، ودور (الأوقاف) معلوم أيضاً، ولا يوجد أي خلاف، لكن لا بد للمسائل أن تكون واضحة للجميع، إن الأزهر له اختصاص والوزارة لها اختصاص، ونحترم دور وزارة الأوقاف، والاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية». وقال الدكتور أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن «العلاقة بين المؤسسات الثلاث علاقة تكامل وليست علاقة تضاد، وكلها أجزاء تحت مسمى واحد هو المؤسسة الدينية». وتعاني مصر من ظاهرة الفتاوى العشوائية، بعد أن كثر المفتون في الفضائيات ووسائل الإعلام‏.‏ ولم تعد البرامج الدينية والحوارية (توك شو) وقفاً على الحديث في أمور السياسة والعبادات والأخلاق، بل تصدى دخلاء ممن لا تتوافر فيهم شروط الفتوى، إلى القضايا الكبرى والفتاوى المصيرية. وأكد الدكتور عمرو حمروش، أمين سر اللجنة الدينية في مجلس النواب، أن مشروع قانون «تنظيم الفتوى العامة» يهدف إلى محاسبة كل من تسول له نفسه تصدر مشهد الإفتاء على مختلف وسائل الإعلام، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط» أن «مشروع القانون حظر بأي صورة التصدي للفتوى العامة، إلا لمن يحمل تصاريح رسمية من الجهات المخولة منح التصاريح».

 

دمشق تبدأ هجوماً برياً في درعا وموسكو تنعى «خفض التصعيد»

لندن - «الحياة» |27 يونيو 2018 /تسارعت أمس، وتيرة التصعيد في الجنوب السوري، عشية زيارة مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون موسكو، التي أعلنت دفن اتفاق «خفض التصعيد» في الجنوب، بعد نحو عام من التوصل إليه مع عمان وواشنطن. واستغل النظام السوري الإعلان الروسي، وأطلق عملية عسكرية برية داخل درعا هي الأولى منذ بدء التصعيد، بعدما تمكن من التقدم في ريفها الشرقي باتجاه معبر نصيب الحدودي مع الاردن. وفيما أكدت الأمم المتحدة نزوح 45 ألف سوري إلى حدود الجولان المحتل، متوقعة تضاعف عددهم، شددت عمان على استمرار إغلاق حدودها .

على خط موازٍ، أعلنت الرئاسة التركية في بيان أمس أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب هاتف الرئيس رجب طيب إردوغان وهنأه بالفوز في الانتخابات، مضيفة أن الرئيسين أكدا ضرورة تنفيذ «خريطة الطريق» المتعلقة بمدينة منبج في الشمال السوري، واتفقا على التعاون في مجال مكافحة الإرهاب.

وترافقت هذه التطورات مع إعلان وسائل إعلام سورية رسمية أن صاروخين إسرائيليين سقطا في محيط مطار دمشق الدولي، فيما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الدفاعات الجوية السورية فشلت في اعتراض الصاروخين، مشيراً إلى انفجار وقع قرب المطار بسبب الصاروخين اللذين أطلقتهما طائرات إسرائيلية من جهة هضبة الجولان المحتلة. وأوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن أن الصاروخين استهدفا «مستودع أسلحة تابعاً لحزب الله والقوات الإيرانية، كانت تُنقل إليه أسلحة وصلت إلى مطار دمشق عبر طائرة شحن ايرانية»، لافتاً إلى أنه بمجرد الانتهاء من إفراغ شحنة الطائرة، تم استهداف المستودع بصاروخين أطلقتهما طائرة إسرائيلية، ما أدى إلى تدميره. ورجح أن العملية حصلت قبل تمكن القوات الإيرانية من نقل الشحنة بعيداً من المطار.

وربطت وسائل إعلام ايرانية بين الحادث و»اقتراب تحرير الجنوب السوري»، واعتبرت وكالة «تسنيم» الإيرانية «إطلاق الصواريخ الإسرائيلية نحو المطار محاولة لتشتيت انتباه الجانب السوري عن عمليته العسكرية جنوباً، وتقديم خدمات للمسلحين وإعطائهم فرصة للتنفس ورص صفوفهم». لكن عبد الرحمن سخر من هذا الحديث، مشيراً إلى أن الجميع يعلم أن عمليات النظام في درعا أتت بعد ضوء أخضر إسرائيلي. في غضون ذلك، أعلن جيش النظام السوري بدء الهجوم على مدينة درعا، بعد أسبوع من التصعيد العسكري. وأوضحت وكالة الأنباء السورية «سانا» أن «الجيش بدأ عملية التمهيد الناري أمام تقدم الوحدات العسكرية في القطاع الجنوبي الشرقي من مدينة درعا... وتعمل وحدات الجيش على قطع طرق وخطوط إمداد الإرهابيين بين منطقة طريق السد ودرعا البلد باتجاه الحدود الأردنية». ونقل التلفزيون السوري الرسمي أن «الجيش ينفذ رمايات نارية مركزة على أوكار الإرهابيين وتحصيناتهم في درعا».

واشار المرصد السوري إلى «غارات سورية وروسية استهدفت أحياء تسيطر عليها الفصائل في المدينة، تزامناً مع إلقاء قوات النظام البراميل المتفجرة، كما تزامن القصف مع اشتباكات عنيفة تدور في جنوب شرقي المدينة» قرب الحدود مع الأردن. وقال مدير المرصد: «هذه أول عملية عسكرية برية للنظام داخل مدينة درعا» منذ بدء التصعيد. ومع تكثيف النظام السوري وروسيا الغارات الجوية على مدينتي بصر الحرير والحراك والقرى المجاورة لهما، أعلن إعلام «حزب الله» أن الجيش السوري استعاد السيطرة على منطقة اللجاة من المعارضة، علماً أن النظام يسعى إلى فصلها عن ريف درعا الشرقي، وفتحِ خط يصل بين الريف الغربي للسويداء مع مدينة أزرع في درعا، استعداداً لمعارك أخرى لتقطيع أوصال الريف الشرقي، والسيطرة على معبر نصيب الحدودي مع الأردن، وفق توقعات مصادر معارضة. وفي حين أكدت قاعدة «حميميم» في صفحتها على «فايسبوك» إنه «يمكن تأكيد انتهاء فترة خفض التصعيد جنوب سورية بعد خرقها من الجماعات المتطرفة والمجموعات المسلحة غير الشرعية التي تعمل ضد القوات الحكومية السورية»، أكدت الفصائل المعارضة في المنطقة أن «المقاومة خيارها الاستراتيجي». وأفاد رئيس الدفاع المدني السوري رائد صلاح لـ «الحياة» بأن حصيلة القتلى وصلت إلى 41، بينهم 12 طفلاً.

ووصف القيادي في الجبهة الجنوبية العقيد خالد النابلسي الوضع في درعا بـ «الحرج»، مؤكداً لـ»الحياة» أن «الميليشيات الإيرانية تشارك في المعارك». وتوقع «فتح النظام محوراً جديداً للهجوم بمشاركة الفرقة الرابعة والحرس الثوري الإيراني وميليشيات تابعة للنظام من القريا في السويداء عبر بصرى الشام باتجاه معبر نصيب». وأكد وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي أن حدود بلاده ستبقى مغلقة، وأن الأمم المتحدة يمكنها مساعدة اللاجئين السوريين داخل بلادهم.

 

"القاعدة": إيران رحبت بنا ومخابراتها أحبتنا واحترمتنا

العربية /المصدر: الرياض - هدى الصالح/27 حزيران/18

على غرار ما كشفته وثائق "أبوت آباد" التي صادرها جهاز الاستخبارات الأميركي من المخبأ الأخير لزعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، من علاقة وتعاون جمع بين #تنظيم_القاعدة والحرس الثوري الإيراني، كشفت وثيقة أخرى لا تقل أهمية عن سابقاتها جذور علاقة نظام الخميني وعمقها مع كافة الجماعات "السلفية" المسلحة دون استثناء، بدءاً بالجماعة الإسلامية المسلحة الجزائرية، والتي شرعت أُولى عملياتها في #الجزائر سنة 1992، والجماعة الليبية المقاتلة التي تأسست نواتها الأولى في سنة 1982، وأعيد تشكيلها سنة 1989، لتندمج أخيراً مع #تنظيم_القاعدة سنة 2007، إلى جانب جماعة الجهاد المصرية وجماعة التكفير والهجرة، وصولاً إلى حركتي "حماس" و"الجهاد الإسلامي" الفلسطينيتين.

تحالف ثنائي

سخر النظام الإيراني الخميني، كافة طاقاته وجهوده في إيواء عناصر التنظيمات "السلفية" المتطرفة في وقت مبكر منذ إفراغ أعضاء تنظيم الجهاد الإسلامي رصاصهم في صدر الرئيس المصري أنور السادات ومن كان برفقته في المنصة في 6 أكتوبر 1981.

فكان اغتيال السادات ونجاح ما يسمى الثورة الإسلامية الإيرانية، حدثين بارزين دشنا لبداية تحالف ثنائي جمع في مركب واحد كافة جماعات الإسلام السياسي، من على دفته اليمنى الولي الفقيه وأذرعه الشيعية "على رأسها حزب الله اللبناني، وفي الجهة المقابلة نسخه السنية المبعثرة وفق ما يعرف باستراتيجية السياسة الواقعية "البراغماتية" ملتقية جميعها في هدف واحد، وهو إسقاط الحكام في الدول العربية والإسلامية، والذي ليس سوى مشروع "البعث الإسلامي" أو "الصحوة الإسلامية".

وبالعودة إلى ما جاء في إحدى وثائق "أبوت آباد" التي اطلعت عليها "العربية.نت"، والتي لم يظهر فيها اسم أو لقب كاتبها أو حتى تاريخ كتابتها، سوى أنه أحد عناصر تنظيم القاعدة يقيم في طهران.

وبرر كتابة التقرير إثر توافد المعلومات عبر وسائل الإعلام عن علاقة تنظيم القاعدة بطهران، وما سبب ذلك من لبس وتشويش لدى القواعد الصغيرة من عناصر التنظيم والمتعاطفين معه.

واستعرض بداية القيادي في تنظيم القاعدة "براغماتية" النظام الخميني في تعامله المبكر مع الجماعات السلفية "الجهادية" المتطرفة، خلال ما وصفه بـ "السنين العجاف" التي تلت مواجهة الأمن الجزائري للجماعة الإسلامية المسلحة، وكذلك ملاحقة الجماعة المقاتلة في ليبيا ما بين العام 1995 و1997.

وأضاف قائلا: "زاد الإحباط والضغوط على الحركة الإسلامية الجهادية في كل مكان، وتقاربت هذه الإحباطات زمنياً مع أحداث كبيرة أخرى، منها طرد حكومة السودان للإخوة على رأسهم الشيخ أسامة وجماعته، والجماعة الليبية المقاتلة وغيرهم".

وتابع: "المقصود هنا أن هذه الفترة وهي على وجه التقريب سنوات 1997-2000، كانت شديدة على الإخوة جداً من كل الجماعات الجهادية العربية، خصوصاً قبل التعرف على طالبان، ولجوء الأكثرية إليها.. حاولت الكثير من الجماعات إيجاد ملاذات وملاجئ لقياداتها ولأفرادها، وقد سبق إليها الإخوة المصريون من الجماعة الإسلامية، فذهبوا إلى إيران واستوطنوها كي يرتاحوا ويكونوا قادرين على العيش بهناء نوعاً ما، ويمارسوا بعضاً مما يمكنهم من العلم لبلدهم وقومهم".

وأكمل: "تكلموا مع الدولة الإيرانية وتفاهموا معها على الإقامة عندهم بشكل رسمي، مستغلين التناقض والتنافر بين إيران ومصر، وكانت لهم تجربة في ذلك، قالوا عنها فيما بعد (أعني إخوة الجماعة الإسلامية مثل الشيخ محمد شوقي الإسلامبولي وأبي حازم مصطفى حمزة، وأبي ياسر وغيرهم)".

وأشار إلى أن من بين الجماعات التي فرّت إلى إيران وفكروا في التعامل وإقامة علاقة مع النظام الإيراني كانت الجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة، وكان رأي الأخ أبي عبدالله الصادق وجماعة من القيادات هو الإقدام على ذلك للحاجة الشديدة، ولأن النظام الإيراني علاقته سيئة بنظام القذافي، كما هي سيئة بالنظام المصري، لكن كان رأي اللجنة الشرعية وعلى رأسها الشيخ أبو المنذر ومعه الشيخ أبو يحيى وغيرهما، عدم جواز ذلك إلا في حال الضرورة".

وقال: "لم نصل إلى حال الضرورة بعد، مع أن أبا عبدالله الصادق وغيره يقولون إنها كانت ضرورة".

إلا أن رفض اللجنة الشرعية بحسب كاتب التقرير لمسألة اللجوء إلى إيران، لم يمنع قيادات الجماعة من ابتعاث بعض عناصرها إلى طهران، خلال فترة تواجدها في تركيا قائلاً: "في السنة بين 1998-1999 كانت قيادات الجماعة متمركزة في تركيا، وبعثت بعض الإخوة إلى إيران أحدهم من القيادات وهو أخ أعرفه جيداً من أحبابي، وهذا الأخ من الكوادر الموهوبة، وتعرف في مدينة قم على بعض الإخوة العرب، هناك منهم جزائريون وتونسيون وغيرهم ممن يدرسون هناك، وهم يعيشون في إيران من زمن، وإخوة آخرون ممن دخلوا إيران أيضاً من الليبيين والمصريين، وعلى معرفة بأناس من حماس والجهاد الإسلامي الفلسطينيين ويقيمون في إيران، والمعارف والعلاقات يجر بعضها إلى بعض".

علاقة القاعدة بإيران

كشف كاتب التقرير أنه وعقب إعلان الملا محمد عمر الانسحاب من قندهار، وتسليمها لمجلس القبائل في 21 رمضان 1422، إثر الضربات الأميركية التي أعقبت عمليات الحادي عشر من سبتمبر، جاءت أوامر قيادات تنظيم القاعدة بالانسحاب إلى مدينتي خوست وجرديز، وهناك عقد كل من سيف العدل، وأبو مصعب السوري، وصاحبه أبو خالد السوري، وأبو الليث الليبي، وأبو عبد الرحمن الكندي، وآخرون لم يسمهم لدراسة الحلول، فكان من ضمن المقترحات كما ذكر: "الاتصال بحزب الله في لبنان، وذكر بعضهم أن حزب الله فعلاً أرسل مندوباً لا أدري أين وصل ومع من تكلم، بلغني أنهم جاؤوا أو أرسلوا عن طريق بعض القيادات الأفغانية، وعرض المساعدة لإيواء الإخوة، وكان من ضمن الأفكار التي طرحت فكرة من الأخ أبي مصعب السوري، حيث اقترح أن يتولى هو الاتصال بالنظام العراقي كان آنذاك نظام صدام حسين، وذكر أنه يعرف بعض الشخصيات القديمة المرموقة في نظام صدام، ممن عرفهم أثناء إقامته في العراق أوائل الثمانينات من القرن الماضي، أثناء جهاد الإخوة في #سوريا وتجربة حماة، وأنه يمكن الاتصال بهم وتجديد العلاقة، وأنه يتوقع أنهم يساعدون بإيواء الإخوة".

وأضاف: "حينها، واجهتنا مشكلة كبيرة وهي: كيف نفعل بهذا العدد الكبير من الإخوة وأين نؤويهم؟ ولا شك أنها مسؤولية كبيرة جداً".

المرحلة الأولى في طهران

وعن تفاصيل "السياحة الجهادية في طهران"، قال القيادي في تنظيم القاعدة، والذي كان بالقرب من مسرح الأحداث، وأحد المشاركين في رسم سياسة التنظيم: "بعد سقوط الإمارة الإسلامية في #أفغانستان، وانسحاب الطلبة والإخوة المجاهدين المهاجرين العرب وغيرهم، توجه معظم الإخوة المهاجرين إلى باكستان، وتوجه قسم آخر إلى إيران رأساً، فمن توجه إلى باكستان من مكث فيها، ومن ذهب إلى إيران كذلك، وكنتُ أنا شخصياً ممن خرج إلى وزيرستان ثم إلى كراتشي، وبقينا فيها حوالي 3 أشهر، ثم جاءنا أمر من الإخوة بالتوجه إلى إيران، وكانت أوامر القيادات هكذا، سواء قيادات القاعدة أو الجماعة المقاتلة أو غيرهم كثير، فدخل جمهور كبير من الإخوة إلى إيران، بعضهم بتأشيرة رسمية أخذوها من القنصلية الإيرانية في كراتشي، وبعضهم دون تأشيرة أصلاً. وجاء دخول الإخوة إلى إيران على دفعات متعددة".

ووفقاً لما ورد في الوثيقة، تم تفويض أبي حفص الموريتاني من قبل القيادات في تلك المرحلة بـ "قيادة الأزمة"، وكان أول الوافدين إلى طهران بصحبة مجموعة أخرى من القيادات المتوسطة والصغرى في القاعدة، إلى جانب عدد آخر من عناصر الجماعات الأخرى كالجماعة المقاتلة بقياداتها والجماعة الإسلامية المصرية وبقايا جماعة الجهاد المصرية، والجماعات الشامية كجماعة الزرقاوي وغيرهم.

وأوضح: "كان التفويض الذي عند أبي حفص هو أن يتولى التفاهم مع الإيرانيين ليسمحوا لإخواننا بالعبور والإقامة بداية في إيران، وما علمته بعد ذلك من إخوة كانوا قريبين من أبي حفص، ومن أوائل من دخلوا إلى إيران أن الإيرانيين في البداية رحبوا، وبالفعل حددوا نقاطاً وشروطاً مع أبي حفص الذي اعتبروه مسؤولاً على الإخوة جميعا".

وتابع: "من ضمن الشروط التي اشترطها الإيرانيون ألا يستعمل الإخوة الهاتف نهائياً، أي يمتنعون عن الاتصالات الهاتفية، لأن أميركا تراقب الاتصالات، وأن يسكنوا في بيوت يؤجرونها، لكن لا يعلمون أي نشاط ولا تحركات وتجمعات تلفت الأنظار".

والحاصل أنها كلها كانت شروطا أمنية، ووافق أبو حفص والإخوة على ذلك".

وعن طبيعة تعامل الاستخبارات الإيرانية مع عناصر التنظيمات المتطرفة والوافدين الجدد إلى طهران قال: "كانت معاملة الإيرانيين من الاستخبارات وغيرهم للإخوة معاملة طيبة، بل كانوا في الغالب يبتسمون في وجوه الإخوة ويعبرون لهم عن محبتهم ويعتبرونهم أبطالاً، وبالنسبة للأفراد العاديين في الاستخبارات أو البيشج وغيرهم، فهؤلاء كانوا صادقين في محبة الإخوة، وكانوا ينظرون إليهم كأبطال ضربوا أميركا فعلاً، ووجدنا في الشيعة الرافضة من يحبنا ويحترمنا جداً، جلس الإخوة في إيران، وكان معظمهم في مدينة زاهدان".

المرحلة الثانية

على خلفية عدم التزام عناصر تنظيم القاعدة ومقاتلي الجماعات الإسلامية الوافدين إلى طهران ببنود الاتفاق المبرم بينهم وبين جهاز الاستخبارات الإيراني والحرس الثوري، وعجز أبي حفص عن السيطرة على عناصره، عمد النظام الإيراني إلى إنشاء مجمعات سكنية مخصصة، بهدف عدم تسرب معلومات عن تواجدهم في طهران، وقال: "ما حصل أن إخواننا لم يلتزموا بالاتفاقات، ولم يكن أبو حفص قادراً على السيطرة عليهم، فقد كانوا من جنسيات مختلفة وأشكال وأنواع من البشر، وكان فيهم المستعجلون والفوضويون فلم يلتزموا بشرط استخدام الهواتف والموبايلات، ولا بشروط التحرك اللافت والتجمعات، فاشتروا السيارات وأخذوا يتحركون كما يحبون ويتجمعون، وصارت لهم في مدة وجيزة شبه مضافات، وحركة لافتة جداً في المدينة، وتحدثوا مع الإخوة في الشيشان بشكل مباشر".

وأكمل: "في هذه المرحلة استطاع أخونا أبو حفص أن يرتب لكثير من شباب الجزيرة "السعودية وغيرها" أن يسافروا ويرجعوا إلى بلدانهم، أو يمشوا إلى بلدان أخرى مثل سوريا وغيرها، وكان عناصر المخابرات الإيرانية متعاونين جداً ويساعدون في تسفير أي أخ يريد السفر".

وأضاف: "فجأة أطلق الإيرانيون حملة مداهمة، وقبضوا على الإخوة من القاعدة، وكثير منهم كانوا شباباً عاديين من الجزيرة والكويت، وغيرها من بلدان المغرب العربي، وقليل من القاعدة القدامى المعروفين، ونجا بعض الإخوة من الحملة ممن كانوا في بيوت غير معروفة، كانت هذه الحملة الأولى في زاهدان، حيث كان الإخوة في البداية يتصرفون في زاهدان كأنهم في بيشاور أيام 1989 و1990".

موضوع يهمك ? يواجه رئيس شركة "فيسبوك" ومؤسسها وأحد أقوى الشباب في العالم #مارك_زوكربيرغ التهديد الأكبر في مشواره المهني، حيث أصبح...زوكربيرغ مهدد بفقدان منصبه في "فيسبوك"..وهذه الأسباب شركات

وجاء تبرير الحرس الثوري لهذه الحملة وفقاً لما ذكر: "أن الإخوة فوضويون وأنهم لم يلتزموا بالشروط والعهود، وقالوا إن الأميركيين قد سجلوا الكثير من اتصالاتكم، وأتوا بها إلينا واحتجوا بها علينا، وأننا نؤوي إرهابيين، والآن أخباركم طلعت وفشت وهذا خطر علينا".

فكان من نتائج هذه الحملة، تفرق عناصر الجماعات المتطرفة بين عدد من المدن الإيرانية فكان: "الكثيرون منهم قصدوا طهران، وأصفهان، وشيراز، ومشهد، وبندر عباس، وغيرها، وصار الجميع يستأجرون بيوتاً عن طريق إخواننا الموثوقين من أهل السنة، ممن هب كثير منهم لخدمة إخوانهم، وكان الإخوة يزوّرون الوثائق، وهو أمر بسيط جداً في إيران، كما أن الإيرانيين كانوا يخيرون الأخ ويسألونه:"أين تريد أن تسافر، اختر مكاناً تسافر إليه وجهز نفسك"، وإذا لم يكن عنده أوراق (جواز سفر) يقولون له دبر لنفسك جوازاً: اذهب إلى الزنقة الفلانية في طهران واشتر جوازاً وهي زنقة مشهورة في وسط العاصمة طهران، ومعروفة بأنها مأوى التزوير والمزورين للجوازات والبطاقات وكل الأوراق، وهذا كله الذي أقوله لكم ثابت وصحيح، لأن الكثير منهم خرجوا ثم عادوا، كان أحسن خيارات الإيرانيين إما بلدك أو باكستان أو العراق أو ماليزيا، وكانت تركيا أيضا خياراً لا بأس به".

"كان الإخوة في الحرس الثوري في غاية الاحترام"

تضمنت الوثيقة وفقاً لما جاء فيها من تفاصيل شرحاً وافياً عن طبيعة تعامل النظام الخميني مع عناصر الجماعات "السلفية" المسلحة قائلا: "المعاملة منهم كانت حسنة جداً وفي غاية الاحترام، عندما يقبضون على الإخوة يعاملونهم بكل احترام، لدرجة أنهم يعتذرون منهم ويقولون لهم دائما: نحن مضطرون للقبض عليكم لمصلحتنا ولمصلحتكم، ونحن نعاني من ضغوط كبيرة جداً، كما تعرفون، ونحن نحبكم وغير ذلك، وكانت المعاملة محترمة جداً.. لا ضرب، ولا إهانة، ولا كلمة توجع، ولا غير ذلك، ولم يحققوا مع الإخوة أو مع معظمهم أي شيء يسمى تحقيقاً، كانوا فقط يجلسون مع كل أخ جلسة يعملون له ملفاً ويسألونه عن اسمه وبلده وعمره والمعلومات العامة، ووضعوهم في سجون محترمة إلى حد ما، بل في بعض الدفعات الأولى وضعوا الإخوة في فنادق، يعني شبه إقامة جبرية فقط، حتى يسفروهم، وقع هذا في البداية مع إخوة ليبيين وغيرهم، وبعضهم من معارفي الشخصيين، ويقدمون لهم أكلاً جيداً، ولم يعتدوا على أحد، ولا أخذوا أموالاً من أحد، إلا الأموال التي يجدونها مخزنة في البيوت، عندما يقتحمون المنازل وعندما طالب بها الإخوة كانوا يقولون لهم: هذه نصرف عليكم منها".

موضوع يهمك ? أعلنت "المؤسسة الوطنية للنفط" التابعة لحكومة الوفاق الوطني في #ليبيا، رفضها لقرار قائد الجيش الليبي، خليفة #حفتر، تسليم...خلاف بين مؤسسة النفط الليبية وحفتر .. وتحذير للشركات المغرب العربي

لم تتوقف علاقة النظام الإيراني لدى استضافة عناصر الجماعات "السلفية الجهادية"، وإنما امتدت فصولها إلى توزيع العناصر بين عدد من الدول العربية والإسلامية، وهو ما سيتم تناوله في الجزء الثاني، بداية بإيفاد أبي مصعب الزرقاوي إلى العراق، وتنسيق حزب الله اللبناني مع عناصر تنظيم القاعدة لتنفيذ العمليات في السعودية، وتفاصيل مضافات طهران للجماعات "السنية" المقاتلة.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

مقالع وسدود: فلتان وهدر

حبيب معلوف/الأخبار/الثلاثاء 26 حزيران 2018 /اضغط هنا لقراءة المقالة

 

أيها اللبنانيّون هؤلاء هُم حُكّامُكم الفِعليّون! (1 من 3)

قرار "الدولة العميقة" في مكان غير ما تعتقدون 

إيلي الحاج/موقع الصوت/25 حزيران/18

https://alsawt.org/%D8%A3%D9%8A%D9%87%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D9%84%D8%A8%D9%86%D8%A7%D9%86%D9%8A%D9%91%D9%88%D9%86-%D9%87%D8%A4%D9%84%D8%A7%D8%A1-%D9%87%D9%8F%D9%85-%D8%AD%D9%8F%D9%83%D9%91%D8%A7%D9%85%D9%8F%D9%83%D9%85/

نشأت دولة لبنان جمهوريةً برلمانية وفق النموذج الفرنسي في ظل نظام الانتداب الذي استمر بعد الحرب العالمية الأولى من 1918 حتى 1943 ، ولكنه لم يتطور على غرار جمهوريات دول الغرب وأنظمتها المتعددة، بل بقي أشبه بإمارات طائفية متحدة في مراحل، ومتنازعة في مراحل أخرى، تتقاسم الدولة ومؤسساتها،بلداً يحكمه مزيج من كل شيء ويقع في أزمة عند كل منعطف، أكان انتخاباً لرئيس أو تأليفاً لحكومة، كما هي الحال اليوم، أو حتى عند إصدار قوانين ومراسيم.

هنا جزء أول من ثلاثة أجزاء: 

1-تحكم لبنان عائلات سياسية وراثية في داخل كل طائفة، من طوائف المسلمين والمسيحيين، كل منها تشارك في تمثيل طائفتها في الدولة وتتنافس مع عائلات أخرى على الحصة الأكبر من عوائد هذا التمثيل وفوائده عليها.

وحتى المنتفضون والرافضون لهذا التوارث السياسي العائلي، سرعان ما يشكلون بدورهم عائلات سياسية جديدة باسمهم، لهم ولأولادهم وأحفادهم وأنسبائهم، ما أن يصلوا إلى السلطة.

في الطائفة الإسلامية الشيعية طرأ جديد في زمن الحربمع بروز حركة "أمل" بقيادة الإمام موسى الصدر، على أنقاض العائلات السياسية التي توارثت زعامة الطائفة، مثل آل الأسعد وآل حمادة وآل عسيران والخليل،، ثم ظهر "حزب الله" بدعم إيران في لبنان بدءاً من عام 1982، وتقاسم النفوذ مع "أمل" بعد صراع عسكري معها، وانتهى الأمر إلى سيطرته على الطائفة وامتثال حركة "أمل" له حتى الامحاء تحت شعار "المقاومة الإسلامية في لبنان".

ألغى صعود "الثنائي الشيعي" التوارث السياسي العائلي في الطائفة الشيعية، لكنه أحل مكانها مرجعية حزبية توالي الخارج، أي إيران ولاية الفقيه. صارت هذه المرجعية المرتبطة بالخارج هي التي تحدد من يمثل الطائفة، سواء في البرلمان أو الحكومة أو في الإدارة والوظائف العليا والوسطى في وزارات الدولة ومصالحها ومؤسساتها، وحتى في الوظائف الأقل تأثيراً. من يحمل مطلباً للتوظيف في الدولة أو خدمة ما يلجأ إلى هذه المرجعية التي صارت أشبه ما يكون بدويلة غير مرئية ضمن الدولة، في خدمة مشروع يخرج طائفة من لبنان وإن بقيت فيه، لتتبع النموذج الإيراني.

إلا أن القرار الأعلى في الطائفة الشيعية يعود إلى الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصرالله، وهو الذي يقرر أن يساير رئيس حركة "أمل " نبيه بري في القرار أم لا.

"الثنائي الشيعي" غيّر تمثيل الطائفة وأحكم القبضة.

أما في الطائفة الإسلامية السنيةفقد نجحت "الحريرية السياسية" إلى حد بعيد، على يد الرئيس الشهيد رفيق الحريري، في الدخول بقوة على نادي العائلات السياسية والتغيير فيها، ومدها بكفاءات وشخصيات جديدة ما كان ممكناً أن تصل إلى مواقع في البرلمان والدولة لولا الدفع القوي الذي شكله الرئيس الشهيد. أول من يخطر في الذهن من هذه الكفاءات الرئيس السابق للحكومة فؤاد السنيورة.

ولكن خلافاً لما حصل في البيئة الشيعية اللبنانية احتفظت الطائفة السُنّية بأدوار لأبناء عائلاتها السياسية التاريخية، مثل آل سلام وآل كرامي، وإن كانت أدواراً أقل تأثيراً بل هامشية نسبة إلى السابق.

كما أن ثمة شخصيات سياسية جديدة شقت طريقها في عالم السياسة بفضل علاقات نسجتها مع الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد، وبعده نجله بشار الأسد، والحاشية المحيطة بكل منهما خلال سنوات وصاية النظام السوري على لبنان. أبرز هؤلاء الرئيس نجيب ميقاتي الذي يبقى باعتداله وتكيفه مع الظروف "رئيس حكومة الظل" في الأذهان ما دام الرئيس سعد الحريري أو سواه رئيساً للحكومة.

عند المسيحيين أدت الحرب الأهلية الطويلة بين 1975 – 1990 إلى سيطرة من قادوا الحرب العسكرية وتحولوا سياسيين بعدها .

لذلك نرى التأثير الأكبر في هذه الطائفة للجنرال ميشال عون الذي قاد وحدات الجيش التي كانت في "المنطقة الشرقية" بلغة الحرب أيام كان قائداً للجيش ورئيساً لحكومة العسكريين الإنتقالية. وأيضاً للدكتور سمير جعجع الذي قاد ميليشيا " القوات اللبنانية" في الحرب وحوّلها حزباً سياسياً بعد خروجه إثر "انتفاضة 2005 " من السجن الذي مكث فيه 11 سنة و5 أشهر في وزارة الدفاع.

وبقي نفوذ وحضور لحزب الكتائب اللبنانية الذي انشقت عنه "القوات" في الثمانينيات، وأيضاً لـ"تيار المردة" بقيادة آل فرنجية التاريخية والمتوارثة. في حين ضعف جداً حزب الوطنيين الأحرار، حزب الرئيس الراحل كميل شمعون الذي يترأسه نجله دوري. وغاب عن الساحة حزب الكتلة الوطنية التاريخي أيضاً، حزب الرئيس إميل لحود والعميد الراحل ريمون إده بقرار من رئيس الحزب الحالي كارلوس إده.

-أما الدروز فحافظوا تماماً على "العائلات الحاكمة" وبالأحرى على العائلة الجنبلاطيةالتي تستمر في تمثيلهم وقيادتهم منذ القرن السادس عشر، بالمشاركة طبعاً مع عائلات أخرى أبرزها آل إرسلان، ويمثلها حالياً الأمير طلال إرسلان، لكن القرار الرئيسي للطائفة يبقى بيد رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، رغم أنه لم يترشح للانتخابات وسلّم الدور البرلماني إلى نجله النائب تيمور.

2-تشارك في حكم لبنان مراكز قوى عسكرية وأمنية وقضائية، مَن يسيطر عليها يسيطر على ما يمكن تسميته "الدولة العميقة".

تُختصر هذه القوى في مؤسسات الجيش، ولا سيما قيادته، والمخابرات التابعة له، والإعلام العسكري (مديرية التوجيه). كما في الأجهزة الأمنية: قوى الأمن الداخلي ومن ضمنها شعبة المعلومات وأجهزة الاستقصاء والمباحث، والأمن العام، وأمن الدولة. وأيضاً القضاء ولا سيما المحكمة العسكرية المختصة بالقضايا التي تختص بالإرهاب والتفجيرات والأمن عموماً، والنيابات العامة في بيروت والمحافظات.

هذه "الدولة العميقة" على صلة وثيقة بـ"حزب الله"، إلى درجة أن صورة وُزعت من طريق الخطأ لاجتماع رؤساء الأجهزة الأمنية برئاسة وزير الداخلية نهاد المشنوق، أظهرت مشاركة وفيق صفا، المسؤول عما يسمى "لجنة الارتباط والتنسيق المركزي" في "حزب الله"، في الاجتماع، مما أثار ضجة كبيرة. والواقع أن كلمة وفيق صفا كما يعرف متعاطو الشأن العام، لا تُرد في لبنان، أياً يكن الموضوع الذي يتدخل فيه باسم قيادة الحزب، سواء أكان سياسياً أم أمنيا، أم غير ذلك.

من أقوى وأبرز الفاعلين في المجالين السياسي والأمني، الداخلي والخارجي، من هذه الفئة في الدولة اللبنانية، هو المدير العالم للأمن العام اللواء عباس ابرهيم.

يستمد اللواء ابرهيم قوة موقعه من واقع أنه رئيس جهاز الأمن الذي صار من حصة الطائفة الشيعية، وبالتالي الطرف الأقوى فيها، أي "حزب الله" ويحظى بثقة قيادته الكاملة. كان يترأس الأمن العام – هذا الجهاز الأمني الحساس – منذ نشوء الدولة اللبنانية ضابط أو مدني مسيحي يختاره رئيس الجمهورية ويكون قريباً منه، ولكن رئيس الجمهورية الأسبق إميل لحود عيّن لهذا المنصب في بداية عهده  نائب مدير المخابرات العسكرية في الجيش آنذاك، جميل السيّد ورفعه إلى رتبة لواء، وهو المعروف بالتصاقه وقربه الشديدين من النظام السوري و"حزب الله".

منذ ذلك الحين وعلى جاري العادة في لبنان، أصبح الموقع واقعاً في حصة الشيعة، وأصبح شاغله من أقوى رجالات "الدولة العميقة" ، والأكثر فاعلية في السياسة والأمن على السواء بفعل الثقل الذي يشكله دعم "حزب الله" له.

على غرار اللواء جميل السيّد، الذي كبر دوره بانتخابه نائباً على لائحة "الثنائي الشيعي" في بعلبك- الهرمل، يتمتع اللواء عباس ابرهيم بعقل سياسي- أمني، وعلى غراره انتقل إلى منصب المدير العام للأمن العام من موقعه السابق نائباً لمدير المخابرات العسكرية، إلا أنه ليس استفزازياً في مواقفه خلافاً للواء السيّد، وأحسن نسج علاقات مع دول العرب والغرب انطلاقاً من مسؤولياته الدقيقة، فهو كان في الجيش مكلفاً بالتنسيق مع الجيش السوري، كما مع القوات الدولية في الجنوب (اليونيفيل)، ومشرفاً على أمن المخيمات الفلسطينية والعلاقات بالتنظيمات والفصائل فيها. وعرف أن يرتبط بعلاقات جيدة مع زعماء الطوائف والرؤساء والشخصيات المؤثرة في البلاد على أنواعها، كما مع الصحافيين والإعلاميين.

ويعنى الأمن العام عادة بجمع كل أنواع المعلومات السياسية والأمنية والاقتصادية، ومسائل ضبط الحدود والدخول إلى لبنان والخروج منه والإقامات، وجوازات السفر، وشؤون اللاجئين الفلسطينيين والسوريين وسواهم، والتعاطي والبعثات الأجنبية في كل ما يتعلق بالتسهيلات والتنسيق الأمني، ومكافحة الأحزاب والتنظيمات الممنوعة، إلى جانب مراقبة وسائل الإعلام والصحف والأفلام السينمائية. وقبل أشهر أثيرت ضجة في لبنان وخارجه حول اكتشاف مركز تنصت وقرصنة على الإنترنت ووسائل التواصل، الواتس أب وغيره، شملت نشاطاته 22 دولة، وقيل إنه يعمل من مكان تابع وملاصق للمقر الأمن العام في منطقة المتحف. لكن الأمن العام أصدر نفياً لذلك.

وكان دور جهاز الأمن العام تضخم مع اللواء عباس ابرهيم إلى مستوى تأمين التنسيق بين قيادتي "حزب الله" وقيادة الدولة اللبنانية على مستوى اتخاذ القرارات، كما ظهر في معركة "فجر الجرود" التي شنها الجيش اللبناني من جهة الحدود اللبنانية، وميليشيات "حزب الله" مع جيش النظام السوري من جهة الحدود السورية ضد مسلحي تنظيمي "داعش" و"جبهة النصرة". فقد أبلغ ابرهيم رئيس الجمهورية ميشال عون بتوصل "حزب الله" إلى اتفاق لوقف المعركة مع المسلحين وتأمين نقلهم في باصات مكيفة إلى منطقة دير الزور في سوريا، فامتثل الجانب اللبناني مما أثار امتعاض الخبراء العسكريين والديبلوماسيين الأميركيين الذين كانوا يواكبون المعركة وساهموا مساهمة كبيرة في الإعداد لها وتوفير مقومات نجاح الجيش اللبناني فيها من دون أخطاء.وعندما علت الاحتجاجات على مرسوم التجنيس الرئاسي الأخير كان اللواء ابرهيم ملجأ الإنقاذ بتفوضه التدقيق في أسماء المشبوهين. وهو الذي تكفّل تغطية القرار بعدم ختم جوازات سفر الإيرانيين عند دخولهم لبنان وخروجهم منه.

وكان اللواء عباس ابرهيم كُلّف مراراً بمهمات في سوريا مع النظام، وفي تركيا وقطر وسواهما لإطلاق  معتقلين مؤيدين لـ"حزب الله" أو من بيئته ( قضية أسرى أعزاز، على سبيل المثال).

وجدير بالذكر أن الأجهزة الأمنية، المختلطة في تركيبتها إجمالاً، يبقى كل منها ممهوراً بولاء غير معلن أو تبعية لطائفة، بمعنى أنها انعكاس لتقاسم المواقع والحصص في مجلس الوزراء ومجلس النواب والإدارات. فالأمن العام كما جاء ذكره محسوب للشيعة، وقيادة قوى الأمن الداخلي، ولا سيما شعبة المعلومات للسُنّة، وأمن الدولة للمسيحيين، ومديرية المخابرات مختلطة شيعية – مسيحية- سنية،  الشرطة القضائية للدروز. ويفترض تالياَ أخذ موافقات زعماء كل طائفة عند تعيين مسؤول عن الجهاز الذي يتبع لها. إلا أن لـ"حزب الله" فوق حصة الشيعة، بفعل الأمر الواقع وتأثيره في قرارات الدولة، ميزة وضع "فيتو" على من لا تروق سيرته أو سياسته وخلفياته للحزب حتى لو كان من غير الطائفة الشيعية.

وتكمن قوة "التفاعل الموجَّه سياسياً" بين الأجهزة الأمنية والقضاء في القدرة على التوقيف والسجن وإطلاق السراح وتخلية السبيل أو طي ملفات الملاحقة بناءً على طلبات الفاعلين المؤثرين في السلطة. ويحصل أحياناً أن يكون تدخل وزير مسؤول عن جهاز في الداخلية أو عن المؤسسات القضائية أضعف من تأثير "الدولة العميقة"، والتي تتجلى توجهاتها في مجال القضاء تحت عنوان "المصلحة العليا للدولة".

وباستثناء عدد من القضاة النزهاء والذين يغلبون ضميرهم ، وهم لا يجدون طريقاً إلى الترقية والمواقع الرئيسية عادة لافتقادهم الدعم السياسي. يمكن القول ببساطة إن لا استقلالية حالياً للقضاء في لبنان.

الجزء الثاني: دور مراكز القوى المالية والمؤسسات الدينية في حكم الدولة.

إيلي الحاج/كاتب صحافي وناشر "الصوت"

 

حزب الله» «راعي» حكومة الحريري 3

ملاك عقيل/جريدة الجمهورية/الأربعاء 27 حزيران 2018«

ليس هناك بالتأكيد أيُّ طرفٍ سياسيّ «بريء» من تهمة تأخير تأليف الحكومة، باستثناء الثنائي الشيعي الذي حسم باكراً جداً «التوزيعة» الوزارية، بالنِسَب، وأبعَد تدريجاً «المتطفّلين» على «حقائبه». فالنزاعاتُ حول الأحجام والحصص ونوعيّة الحقائب قادت بقية القوى السياسية، على رأسها رئاسة الجمهورية، الى الدخول في بازار العرض والطلب و»تكسير» أعراف أو تكريسها، ما يسمح بالجزم في أنّ ولادة الحكومة لن تكون سهلةً أبداً!

ثمّة إجماع على أنّ الرئيس المكلّف سعد الحريري ليس «مكلّفاً» وحده تشكيلَ الحكومة. يشاركه في القرار، بحكم الدستور رئيس الجمهورية ميشال عون، وبحكم الأمر الواقع كل من جبران باسيل وسمير جعجع ووليد جنبلاط وطلال إرسلان، و»حزب الله» وحركة «أمل» و»المردة»... وما يتردّد عن ضغط سعودي عليه بمراعاة بعض الاعتبارات في التأليف ينفيه الحريري باستمرار.

بعد إنقضاءِ شهرٍ على تكليفٍ زنّره التفاؤل في أيامه الأولى باتت كل المؤشرات تتقاطع عند التأكيد أنّ الأخير سيتجاوز مدة شهر ونصف الشهر التي استغرقتها ولادة حكومته الأولى في العهد.

لا يتوقف الأمر عند سببٍ شكليّ يتعلّق بسفر رئيس مجلس النواب نبيه بري الى الخارج لنحو عشرة أيام، بل في إكتشافِ الحريري، وفق قريبين منه، أنّ عملية تصفية حسابات عونية- قواتية وعونية- جنبلاطية تجري على أرض حكومته التي تنازع لترى النور.

وأكثر من ذلك، يحتسِب الحريري لاحتمال معايشة قطوع ايلول 2009 حين اعتذر عن التكليف. لكنّ الاعتذارَ هذه المرة قد تكون كلفتُه أكبر بوجود عشرة نواب سنّة خارج عباءة تيار «المستقبل» يحاولون حجزَ مكان لهم حالياً على طاولة السلطة التنفيذية. في الأمس أثارت «تغريدة» النائب جميل السيد سيلاً من التكهّنات في شأن خلفيتها، مع العلم أنّ مفاوضات تشكيل الحكومة لا تزال ضمن مهلة السماح المعقولة والمتوقعة.

قال السيد «الغالبية معنا. ربما عريضة موقّعة من 65 نائباً عبر المجلس الى رئيس الجمهورية ليسقط تكليف الحريري كأنه لم يكن. والبدلاء كثيرون!». أوّل الردود أتت من الوزير السابق أشرف ريفي الذي اعتبر أنها دعوة «تخالف «الطائف» وتضاف الى دعوات ماثلة لتحديد مهلة للرئيس المكلّف وهي مسّ بصلاحيات رئيس الحكومة».

ربما لو قدّر لبري أو «حزب الله» أن يردّا على السيد لتجاوزا تغريدة ريفي الداعمة لموقع رئاسة الحكومة بالقول «سعد الحريري خيارنا الأوحد في هذه المرحلة».

يتناقض هذا الواقع مع ما يروّج له من إنزعاج «حزب الله» من بدء إعادة تشكيل محور آذاري يمتدّ من «بيت الوسط» الى معراب مروراً بكليمنصو، حيث يشير مطّلعون الى أنّ جنبلاط ليس في وارد إعادة إحياء محاور، والسعودية أصلاً لم تطلب منه ذلك، في حين أنّ إلتقاءَ الحريري مع جعجع في هذه المرحلة هو التقاء ظرفي عنوانه رفض السياسة «الاحتكارية» في تأليف الحكومة من جانب بعبدا وباسيل.

مشكلة كاتب الـ «تويت» أنه حتى لو طال التأليف فإنّ عريضةً كهذه لن تجد أصلاً مَن يوقّعها، باستثناء المروّج لها. وفق المعلومات الحريري الذي لا يزال يتحرّك ضمن هامش واسع يتيح له إستهلاكَ مزيد من الوقت لتأمين ولادة حكومته ليس في وارد الاعتذار أيضاً، لاقتناعه أنّ أصحاب «العقد» محكومون بتقديم تنازلات الآن أو بعد حين.

واقع الحال، أنّ الحريري «المكبّل» بالشروط والمحاط بالرؤوس «الحامية» ينام على وسادة التأليف مرتاحاً على رغم كل ما يقال عن مهل ضاغطة و»ألغام» لإعاقة عملية تأليف الحكومة.

فأحد أهمّ عناوين التسوية الرئاسية هو بقاء الحريري رئيساً لحكومات العهد كافة بموافقة الثنائي الشيعي. الحريري بنسخة 2018 مختلف جذرياً عن الحريري 2010، والاشتباك السنّي ـ الشيعي صار من أرشيف العلاقة بين الخصمَين. لا المحكمة الدولية، ولا سوريا، ولا السعودية، ولا ملفّ النازحين، هي عناوين خلاف بين الطرفين. حتى كلام قائد «فيلق القدس» في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني في شأن نتائج الانتخابات النيابية الأخيرة قوبل بتحفّظ «حزب الله» وبموقف ديبلوماسي للرئيس المكلّف أسف فيه «أن يصدر هذا المنطق من دولة نودّ أن تربطنا بها علاقاتٌ من دولة الى أخرى». أما في الإقليم فالتسوية في العراق بين زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر ورئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي بدت تسوية غير مباشرة بين إيران والسعودية، مع ما يعني ذلك من ارتدادات على الداخل للبناني.

تقول أوساط وزارية مطّلعة «صحيح أنّ الحريري مطوّقٌ بالمطالب لكنه يلقى دعماً مباشراً من «حزب الله» والرئيس بري والنائب وليد جنبلاط و»القوات اللبنانية» وسليمان فرنجية»، لافتةً الى أنّ «الثنائي الشيعي» تحديداً، يلعب دورَ المسهّل للرئيس المكلّف، ويكفي عدم خوض هؤلاء معركة مباشرة مع «بيت الوسط» لتكريس حضور النائب طلال إرسلان في الحكومة أو توزير شخصية سنّية محسوبة على فريق 8 آذار، فيما النزاع الحقيقي الذي يخوضه يكمن في محاولة لجم شهيّة العهد لنيل حصة هي الأكبر في تاريخ حكومات ما بعد الطائف».

وتضيف الأوساط: «عملياً دخل «حزب الله» على خطِّ محاولة عدم إخراج «القوات» من الحكومة وعدم «كسر» جنبلاط،، أما الضغط لمصلحة حلفائه السنّة فلم يتعدّ حدود الدعوة للتكتل ضمن محور واحد يسهّل مطلبَ التوزير وهذا ما لم يحصل». بهذا المعنى مقوّماتُ المعركة التي خيضت لتوزير مثلاً فيصل كرامي في حكومة نجيب ميقاتي عام 2011 غير متوافرة اليوم.

وقد كان لافتاً في بيان كتلة «المستقبل» أمس، إعادة التذكير أنّ تأليف الحكومة من المسؤوليات الدستورية «المناطة حصراً» بالرئيس المكلف، بالتعاون والتنسيق مع رئيس الجمهورية، ومن جهة أخرى تحميل مسؤولية إعادة تحريك ملف التأليف لبعبدا بدعوة عون بالإسم الى «الخروج من دائرة الترقب والانتظار»، مع دعوة عامة الى «القوى المعنيّة بالتجاوب مع مساعي بلورة الصيغة النهائية للحكومة». الأخير ردّ، عبر بيان المكتب الإعلامي، بالتشديد على صلاحية رئبس الجمهورية في تشكيل الحكومة والتمسّك «بما درجت عليه الأعراف منذ الطائف».

 

قراءة عونية للأزمة الحكومية وللعلاقة مع برّي

أسعد بشارة/جريدة الجمهورية/الأربعاء 27 حزيران 2018

 تشتدّ أزمة تأليف الحكومة التي دخلت في نفق «حرب الأحجام»، ولا يبدو أنّ العقد الناتجة من هذه الحرب قابلة للعلاج الآني، فالأطراف المعنيون لا زالوا على مواقفهم، وهذا ما سيؤدّي إلى بقاء حكومة تصريف الأعمال إلى فترة مرشّحة لأن تطول.

تؤكّد مصادر قريبة من «التيار الوطني الحر»، أنّ الأزمة لا تزال على حالها، وتوحي بأنّ الرئيس ميشال عون لن يتراجع أمام الابتزاز الذي يتعرّض له، من أطراف تعتقد أنّه يمكن ليُّ ذراع الرئاسة باللعِب على الحاجة إلى تأليف حكومة سريعاً، وتشير إلى أنّ تشكيل الحكومة، إمّا أن يكون بحسب المعايير التي تعني تفادي انتفاخ الأحجام، وإمّا لن تتشكّل الحكومة ولو طالَ الزمن. وتشير المصادر إلى جملة عوامل ينطلق منها التيار في قراءة خلفيات تأخير تشكيل الحكومة ومنها:

ـ أوّلاً، إنّ الرئيس سعد الحريري لم يكن يرغب الدخول في اشتباك مع التيار حول الحكومة كرمى لعيون أيّ طرف، ولكنّ الضغط الخارجي الذي يتعرّض له أدّى إلى تأخير التأليف، وتجزم بأنّه لم يتبنَّ مطالب أيّ طرف وخصوصاً «القوات اللبنانية»، وهو يتصرّف كما لو أنه ناقل مطالب، ولا يتشدّد في تبنّيها، والانطباع العام لدى التيار هو أنّ الحريري يريد تجاوز هذه المطالب المضخّمة لكنّه لا يستطيع في هذه المرحلة.

ـ ثانياً، إنّ الاطراف التي تسعى الى تكبير أحجامها بأكثر ممّا يسمح لها تمثيلها النيابي، أي «القوات اللبنانية» ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، تتوهّم أنّ رئيس مجلس النواب نبيه بري يشكّل حاضنةً لها، وهذا غير صحيح، بدليل أنّ رئيس المجلس يضغط في اتّجاه سرعة التأليف، وما يهمّه هو تحصين حصّة حلفائه وفي طليعتهم «المردة»، وليس تكبير حجم «القوات اللبنانية»، كما أنه وبما يتعلق بحضّ الحريري على الإسراع في التأليف لوَّح بالبحث في موضوع المهلة المفتوحة للرئيس المكلف، وهو ما لم يسبق أن قام به قبلاً، خصوصاً وأنه يعرف حساسية هذا الطرح.

وتكشف المصادر القريبة من التيار، أنّ زيارة الوزير علي حسن خليل لقصر بعبدا لم تقتصر على البحث في الوضع المالي، بل بحثَ في موضوع تأليف الحكومة، وتمّ التفاهم على ضرورة حصول لقاء بين عون وبري بعد عودة الأخير من زيارته للخارج، انسجاماً مع التفاهم على ضرورة سرعة تأليف الحكومة، وعدم الإبقاء على حكومة تصريف الأعمال.

ـ ثالثاً، إنّ موقف «القوات اللبنانية»، على ما تقول المصادر، والذي ينطلق من نَيل حصة وزارية أكبر من حجم «القوات»، للدخول الى الحكومة، والمشاغبة على العمل الحكومي من داخل كما حصَل في الحكومة الحالية، لن يكون مقبولاً لدى عون والتيار، فتكرار هذه التجربة مرفوض، و»القوات» هي التي بدأت الحرب على العهد، ولن يكون التعامل معها بعد اليوم، كما في مرحلة «اتّفاق معراب».

ـ رابعاً، إنّ الضغط السياسي والدستوري على الرئيس المكلّف ليؤلّف الحكومة أو يعتذرعن التأليف، سيوضَع عاجلاً او آجلاً على الطاولة، إذ إنّ العهد وعلى الرغم من رفضه ليَّ الذراع وفرضَ حكومةٍ عليه بتوازنات مشوّهة، لن يعدمَ وسيلة لفتحِ ملف المهلة المفتوحة للرئيس المكلف، وهناك سيناريوهات عدة يمكن اعتمادها، منها ما تحدَّث عنه النائب جميل السيّد عن عريضة نيابية تطالب الحريري بالتأليف أو الاعتذار، كما أنّ هناك خيارات أخرى، لكنّ عون، على ما تؤكّد المصادر، يترك هذا الاحتمال خياراً أخيراً، بسبب عدمِ رغبته في الضغط على الحريري لأنه يريده رئيساً للحكومة طوال عهده، كما أنه يتفادى هزَّ التسويةِ التي أدّت الى انتخابه رئيساً، ويَحفظ للحريري دورَه في هذه التسوية. وتُذكّر المصادر بما فعله عون لـ«إنقاذ» الحريري خلال أزمة الاستقالة، وتعتبره مؤشّراً إلى مدى تمسّكِه بالحريري الذي لا يمكن أحداً أن يحلّ مكانه في هذه المرحلة، إلّا إذا عجز عن التملّص من الضغوط الكبيرة التي تمارَس عليه، عندها يُفتح الباب أمام خيارات أخرى لا يريد عون الوصول إليها.

 

عطّلوا التأليف.. فماذا يطبخون!

نبيل هيثم/جريدة الجمهورية/الأربعاء 27 حزيران 2018

«فتّش عن الثقة وعمّا يجري طبخُه في بعض الغرف المغلقة»؟ هي الخلاصة البديهية التي يمكن استنتاجها ممّا آلت إليه حركة المشاورات السياسية لتأليف حكومة سعد الحريري.

عاد التأليف إلى المربّع الأوّل، والأجواء التفاؤلية التي اقتحمت المشهد الداخلي منتصف الأسبوع الماضي وأوحت بأنّ الحكومة على وشكِ الولادة في نهايته، تبيّن أن لا أساس صلباً لها، بل كانت مجرّد قنبلة دخانية رُميَت على الحلبة السياسية التي تحوّلت في الآونة الأخيرة إلى ما يشبه دوّامة مقفلة على أيّ حلول أو مخارج، يمارس فيها السياسيون ما باتت تسمّى لعبة « النطرة على الكوع»!

أكّدت مجريات التأليف وتعقيداته ومطبّاته أن لا ثقة بين السياسيين، الكلّ كامن للكلّ لصدّه، أو قطعِ الطريق عليه وإحباط طرحه. والسؤال البديهي الذي يطرح نفسَه وسط هذه الدوّامة، هو: لماذا إشاعة أجواء التفاؤل طالما إنّ الأمور لم تبلغ ولو تفاهم الحدّ الأدنى، حتى على البديهيات، وطالما إنّ عنصر الثقة مفقود بين القوى السياسية، وخصوصاً تلك التي ترتبط بين بعضها البعض بتفاهمات يبدو أنّها نُسِفت، أو تحالفات يبدو أنّها اهتزّت؟

ثمّة من يبرّر للرئيس المكلف ذهابه الى إشاعة الاجواء التفاؤلية، بأنّه بادر الى ذلك استناداً الى التصوّر الذي وضَعه لحكومته، كحلّ وسط راهنَ على انه سيَلقى قبولاً من مختلف الاطراف. لكنّ هذا التصوّر اصطدم بحاجز رئاسي وبرتقالي اعتراضي على تشكيلة حكومية تعاني ممّا سُمّي « عدم التوازن، والاختلال الفاضح في أحجام الاطراف، وبالتالي فشلَ لقاء بعبدا الاخير بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف في تمريرها، بل أحبَط الولادة الحكومية كما أرادها الحريري.

وثمّة في المقابل مَن أخَذ على الحريري ما وصَفه «تسرّعه» في وضع هذا التصوّر، من دون مراعاة اعتراضات وتحفّظات بعض الأطراف سواء على حجم التمثيل ونوعية الحقائب، وبالتالي لم تشكّل صيغة الحريري عاملَ تعجيلٍ لتوليد الحكومة، بل شكّلت عامل تعقيد أكبر، بل إنّ بعض الاطراف اعتبرَته استهدافاً مباشراً لها، واللافت للانتباه هنا ما قاله جبران باسيل لجهة نفيِ الجوّ التفاؤلي الذي اشاعه الحريري ووصفِه بالوهمي وإشارتِه إلى وجود محاولة لإحراج فريقه، وتحميله مسؤولية التعطيل.

هل الاشتباك على حلبة الحكومة مرتبط بتأليفها أم هو أبعدُ من ذلك، ويخفي محاولات لخلطِ أوراق الداخل؟ وهل لهذا الاشتباك مسبّبات داخلية فقط، أم أنّ جانباً أساسياً منه له مسبّبات خارجية؟ وإنْ وُجدت فأين مصدرها؟

ربّما يُستنتج الجواب من الوقائع الداخلية التي تسارعت في الآونة الاخيرة، وتشِي بأنّ للاشتباك سطحاً حكومياً ظاهراً، وأمّا في عمقه فلا يمكن الجزم بخلوّه من العامل الخارجي، ومن هذه الوقائع:

- الاسترخاء الكلّي من طرف الرئيس المكلف، وربّما السبب الاساس لهذا الاسترخاء هو تعرّض خيوط الايجابية في العلاقة بين الرئاستين الاولى والثالثة لبعض «التملّع» على خط التأليف، ومِن هنا يبدو واضحاً التناغم الكامل من قبَل الحريري مع مطالب الحزب التقدّمي الاشتراكي كممثل شرعي وحيد للدروز في لبنان. ومطالب «القوات اللبنانية» وحجم التمثيل الذي تطالب به في الحكومة، والذي ترى انّ من الطبيعي ان يزيد عمّا كان عليه تبعاً للنتائج التي أفرزتها الانتخابات، وتبعاً ايضاً للحصة الوزارية في الحكومة السابقة حيث كانت تحظى بأربع حقائب عندما كان حجمها 9 نواب، فيما يحاول البعض أكلَ كلِّ الجبنة ويتعاطى معها بفوقية لا تتلاءم مع حجمها السياسي والنيابي الذي تضاعفَ عمّا كان عليه. - حرب التغريدات التي توالت على مدى الأيام الماضية، والتي مازالت محتدمة على طرفَي السياسة في لبنان، بدءاً بتغريدة النائب السابق وليد جنبلاط حول العهد الفاشل، وكذلك التغريدة اللافتة للانتباه في مضمونها التي أطلقها النائب جميل السيّد حول العريضة النيابية لإسقاط تكليف الحريري، فأيّ رسالة تنطوي عليها هذه التغريدة، وصولاً إلى التغريدات الأخيرة لسمير جعجع والتي بدأها قبل يومين بتغريدة أشادت بالقرار السعودي بالسماح للمرأة بقيادة السيارة في السعودية، وأتبَعها أمس بتغريدة بعيدة المدى، أثيرَت حول مضمونها وإطلاقها في هذا الوقت تساؤلات، بحيث تناوَل فيها الوضع في اليمن، واعتبَر «أنّ التدخّل السعودي في اليمن كان حكيما».

- البيان الرئاسي الذي صَدر بالأمس، وتضمّن ما يشبه «الرسالة الحاسمة» لبعض القوى السياسية في الداخل للتأكيد على احترام الأحجام والأوزان السياسية، وللتذكير بصلاحيات رئيس الجمهورية في عملية تأليف الحكومة، وحقّه في اختيار نائب رئيس الحكومة ووزراء له. ويبدو أنّ هذا البيان لم تُملِه أسبابٌ مرتبطة بالتأليف فقط، بل ثمّة سببٌ جوهري تمّ الكشف عنه أمام بعض زوّار «الصالون الرئاسي»، ويقول «بوجود معلومات مؤكّدة عن حلف ثلاثي متجدّد بين سعد الحريري ووليد جنبلاط وسمير جعجع، تمّ الإيعاز ببنائه من قبَل إحدى الدول الاقليمية، في مواجهة العهد لتعطيله.. إنّهم يريدون استهدافَ العهد وتفشيله».

لا تشِي الوقائع المتتالية فقط بأنّ خطّ التأليف مقطوع، بل يؤشّر إلى صورة ممزّقة سياسياً، تتمظهر فيها معالم لا علاقة لها فقط بالأحجام والحقائب في الحكومة، بل لها علاقة برسم مشهد سياسي جديد للمرحلة المقبلة. محاط بهالة من الأسئلة حول ماهية هذا المشهد، وكم هو حجم الحضور الإقليمي؟ وكم هو حجم ارتباط القوى الداخلية بحلفائهم الاقليميين؟ وما هو شكلُ العهد في تلك المرحلة الجديدة في ساحته وأمام خصومه وأمام من يريد أن يُفشله ويوجّه إليه ضربة قاضية، كما يقولون في التيار الوطني الحر؟ وكيف سيُدار البلد فيها؟ ومن سيقود الساحة السنّية؟ ومن سيقود الساحة المسيحية؟

ثمّة من يقول هنا إنّ السَنة والنصف من عمر العهد فترة انتهت بكلّ انسجاماتها ومسايراتها وتحالفاتها وتفاهماتها، وصار من الصعب على البلد إعادة إنتاج نفسه على الصورة ذاتها التي كانت قائمة، وأمّا الفترة المقبلة فمختلفة جذرياً، بما يُنذر بأنّ لبنان مقبل فيها على مرحلة تجاذب داخلي مرير من الصعب تقديرُ أبعادها وتداعياتها وارتداداتها ولا مداها الزمني. والخطير في الأمر أنّ بعض السياسيين بدأوا يحضّرون أنفسَهم لولوجِ تلك المرحلة ويتصرّفون وكأنّ عقارب الزمن اللبناني قد عادت الى الوراء.

هناك من يسأل عن «حزب الله» وما سرُّ صمتِه حيال ما يجري؟

يقولون في الحزب «لسنا في وارد التدخّل»، وهناك من يوضح « أنّ صمت الحزب لا يعبّر عن ريبة، إنّما هو يراقب، ويجوجل ويستخلِص المعطيات والعبَر، وينتظر ان يُخرج من قلب المشهد مضمونه الحقيقي، وساعتئذ يُبنى على الشيء مقتضاه».

 

 حزيران 2018: ولادة سلطان تركي جديد

ناصر شرارة/جريدة الجمهورية/الأربعاء 27 حزيران 201825

من بين كل الانتخابات التي جرت في المنطقة خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة (لبنان والعراق وتركيا) كانت الانتخابات التركية الأبرز لجهة الدلالات التي تركتها داخل تركيا وإقليمياً ودولياً.

الصحافيون ومراقبو هذه الانتخابات الذين احتشدوا بالآلاف في اسطنبول خصوصاً وفي ازمير وديار بكر وأنقرة لمتابعة هذا الحدث، خرجوا جميعاً باقتناع أنّ تركيا 25 حزيران 2018 هي غيرها ما قبله.

لقد تميّز مشهد وقائع يوم الانتخابات التركية أمس الأول بالحذر الشديد الذي ساده. فحتى ما قبل البدء بفرز العيّنات الأوسع من صناديق الاقتراع، لم تكن أيُّ جهة تركية تملك إجابة يقينية عن سؤال مَن سيفوز: أردوغان أم خصومه؟ الفكرة الأكثر رواجاً التي سادت حتى قبل ساعة من ظهور نتائج الانتخابات مساء الأحد الماضي، كانت تفيد عن إمكانية أن لا يحصل أردوغان على النصف زائداً واحداً من الناخبين التي تخوّله الفوز بمنصب رئاسة الجمهورية، ما يُفضي لذهابه الى جولة انتخابات رئاسية ثانية في مواجهة منافسه الشرس محرم أنجه.

في كل الانتخابات السابقة التي جرت في ظلّ سطوع نجم أردوغان وحزبه «العدالة والتنمية» منذ عام 2007، كان حتى خصومه لا يجادلون بحتميّة فوزه. ولكن في انتخابات هذه السنة كان مناصرو حزب «العدالة والتنمية» حتى غير واثقين من حتميّة إنتصاره.

لقد كتب مناصرو «العدالة والتنمية» خلال الحملة الانتخابية على صفحات التواصل الاجتماعي ما يشبه المناشدة للشعب التركي: «لا تتركوا السلطان عبد الحميد الثاني وحيداً». ومرّت الساعات الثلاث الأولى التي تلت إقفال صناديق الاقتراع مساء الأحد الماضي ثقيلة على مناصري أردوغان. فهؤلاء كانوا اعتادوا في الانتخابات الثلاثة الاخيرة الماضية، أن يخرجوا محتفلين بالنصر بمجرد صدور عيّنة الـ20 في المئة من فرز الأصوات. أما هذه المرة فإنهم لم يتجرّأوا على الخروج الى الاحتفال بالنصر إلّا بعد أن ظهرت نتائج عيّنة الـ60 في المئة من فرز مجمل الاصوات، والتي أكّدت تقدّم أردوغان وتحالفه.

ونظرياً نجح أردوغان في اجتياز كل الاحتمالات الصعبة التي شكلت تحدّيات له في هذه الانتخابات؛ من جهة نال أكثر من 50 في المئة زائداً واحداً من اصوات المقترعين لرئاسة الجمهورية (نال 53 في المئة) ما أهّله للفوز بالرئاسة من الجولة الاولى. ومن جهة ثانية نال «تحالف الشعب» الذي يضمّ حزبه وحزب «الحركة القومية» 343 مقعداً من أصل 600 مقعد في البرلمان، أي الغالبية. غير أنه في مقابل هذه القراءة لنتيجة الانتخابات النيابية تشيع قراءة مغايرة تفيد أنّ حزب أردوغان فقد الغالبية النيابية، كون عدد المقاعد التي حصدها هذا الحزب منفرداً، ومن دون «الحركة القومية» حليفه الانتخابي وليس العقائدي، هو 297 مقعداً، أي ما دون عتبة الغالبية، وبالتالي فإنّ رئاسة أردوغان مرشّحة لأن تواجه لعبة تجاذب وشدّ حبال مع البرلمان، تدخل تركيا في أزمة عدم تجانس بين مؤسسات الحكم.

وثمّة إخفاق آخر في الانتخابات البرلمانية اصاب نصر أردوغان الرئاسي الساحق، ومفاده نجاح «حزب الشعوب الديموقراطي» المؤيّد للأكراد، في تجاوز عتبة الفوز (10 في المئة)، ما أهّله لأن يصبح أحد أحزاب البرلمان ( نال 65 مقعداً).

وخلاصة الصورة التي أفضت اليها انتخابات الاحد الماضي، تقود الى إيراد مجموعة استنتاجات ترقى الى منزلة الحقائق، وكلها تُعتبر غاية في الأهمية، نظراً الى دلالاتها المهمة على مستوى مستقبل تركيا أو على مستوى «دور تركيا الإقليمي الجديد». غير أنّ أخطر حقيقة بينها تتمثل بالتداعيات التي ستنتج عن حقيقة أنّ تركيا دخلت مع بزوغ شمس 25 حزيران «حقبة دستور عام 2017» الذي اقترحه أردوغان؛ والذي بموجبه انتقل نظام الحكم في تركيا من النظام البرلماني الى النظام الرئاسي الذي ألغى منصبَ رئيس الحكومة وأحال كل السلطة التنفيذية الى رئاسة الجمهورية، وبموجبه أيضاً أصبح المصرفُ المركزي التركي الذي تمتع سابقاً بالاستقلالية، مجرّد صدى لطريقة تفكير الرئيس التركي. معارضو حزب «العدالة والتنمية» يصفون هذه الحقبة الجديدة بأنها إيذانٌ ببدء نظام حكم الديكتاتور، أو «الرئيس بصلاحيات سلطان»؛ أما أردوغان فأعتبرها في «خطاب الشرفة» ( شرفة المقرّ الرئيسي لحزب «العدالة والتنمية») الذي ألقاه لمناسبة إعلانه نصره في الانتخابات، أنها بداية عهد «الثورة الديموقراطية».

وتثير هذه الجزئية سؤالاً أساسياً في تركيا، وهو عن الطريقة التي سيدير بها أردوغان صلاحياته الواسعة وفق الدستور الجديد، وذلك ضمن الإنقسام الداخلي حوله: هل سيستخدم هذه الصلاحيات بنحو إقصائي للآخرين؟ إم أنه سيراعي في ممارسته لها التمرحل والبراغماتية، وبالتالي عدم تحدّي وجود طيف واسع من المعارضين للدستور الجديد؛ وهؤلاء على رغم أنهم لم يصلوا الى عتبة الغالبية في الانتخابات، إلّا أنهم يمثلون 30 في المئة من الشارع التركي ونحو 200 عضو من مجمل البرلمان الجديد.

وهنا يُتوقع سيناريوهان لا ثالث لهما، سيكون لأحدهما نصيب التطبيق خلال المرحلة الجديدة في تركيا: يفترض السيناريو الأول أن يمارس أردوغان نهجاً استيعابياً للمعارضة، فيقدم لها بعض التنازلات من قبيل رفع حالة الطوارئ وإشراك البرلمان في القرارات الكبرى، الخ؛ والسيناريو الثاني يتمثل في أن يبدي أردوغان نهجاً متفرِّداً في الحكم، وذلك تحت عنواني: العمل بالدستور الجديد، وحاجة تركيا الى قرارات حاسمة تنقذ تعثر اقتصادها. وهذا النهج سيقود الى مواجهة داخلية بين «شارع المعارضة» العريض من جهة، وسلطات «صلاحيات الرئيس» من جهة ثانية.

وفي اطار هذا النزاع سيتحوّل البرلمان «معقلاً ونادياً للمعارضين» بعد أن حوّله دستور 2017 برلماناً ليست له صلاحية دور مساءلة السلطة التنفيذية التي أصبحت رئاسية. وبحسب نخب سياسية تركية، فإنّ جوهر الخشية هنا، تكمن في أنّ هذا الوضع سيجعل مجمل «التجربة الديموقراطية التركية» نفسها تدخل في «أزمة «، تضاف الى ازمات البلد الأخرى. وسيصبح امام أردوغان خيار واحد للخروج من هذه الازمة، وهو الدعوة مجدداً الى انتخابات نيابية مبكرة بغية حسم النزاع على الغالبية في داخله.

 

مضمون لقاء الحريري جعجع وإعادة ملف التأليف إلى عون والحريري

الهام فريحة/الأنوار/27 حزيران/18

"العشاء غير السري" في بيت الوسط بين الرئيس المكلَّف سعد الحريري ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، حمل أكثر من دلالة ووجَّه أكثر من رسالة في اتجاه أكثر من طرف، ورسم خارطة طريق لمرحلة تشكيل الحكومة. جاء العشاء في وقتٍ لم يصل فيه جواب قصر بعبدا على ما حمله الرئيس المكلف إلى رئيس الجمهورية يوم الجمعة الفائت، لم يصل الجواب لكن الذي وصل هو رئيس حزب القوات اللبنانية، وهذه هي الرسالة الأولى التي مفادها أنَّ مروحة خيارات الرئيس المكلف ليست قليلة، إذ لا يمكن حشره في خيارات محددة وضيقة. الموقف الذي أعلنه جعجع من بيت الوسط عكس جو الإرتياح، فهو أعلن "أننا سنكمل بالمساعدة في حلحلة العقد التي تحول دون التأليف، إلا أنَّ هناك مسألة واحدة لا يمكننا حلّها وهي أننا لا يمكننا أن نصغِّر من حجمنا التمثيلي، ولا أعتقد أيضاً أنَّ أحداً من المسؤولين الرئيسيين في البلاد إن كان رئيس الجمهورية أو رئيس الحكومة أو رئيس مجلس النواب يقبل بذلك أو في هذا الوارد، عدا عن ذلك لن نتأخر بتقديم أية مساعدة في أية مسألة، وفي ما يتعلّق بمسألة الحقائب والأحجام فالإنتخابات النيابيّة هي التي أفرزتها". الأهمُّ من كل ذلك أنَّ جعجع أعاد تصويب البوصلة في اتجاه أنَّ مَن يشكِّل الحكومة هو الرئيس المكلف بالتعاون مع رئيس الجمهورية الذي يوقِّع على مراسيم التشكيل، لذا هو قال: "إنَّ مسألة تأليف الحكومة هي بيد رئيس الجمهورية والرئيس المكلف، وعليهما يقع تقييم أحجام الأحزاب باعتبار أنه لا يمكن لهذه الأحزاب أن تُحدِّد حجم بعضها البعض". السؤال هنا: هل يسلِّم رئيس التيار الوطني الحر، رئيس تكتل لبنان القوي، جبران باسيل، بهذا الطرح الذي يعني سحب ملف التشكيل من أيادي الجميع بمن فيهم باسيل، ووضعه مجدداً بين أيدي رئيس الجمهورية والرئيس المكلَّف حصراً؟ يصعب تصوّر تخلي الوزير باسيل عن الدور الذي يمارسه منذ مطلع العهد، لكن هل يمكن اعتبار أنَّ دوره قد ضعف بعدما ابتعد أو إستبعد "شريكه السياسي" نادر الحريري؟

هذا احتمال، والأيام الآتية ستنفيه أو تؤكده. من خلال كل ما تقدم فإنَّ تأليف الحكومة دخل في نفق دستوري وسياسي وفي محاولة سحب كل الشروط التي لا تُسهِّل عملية التأليف، وفي هذا المجال تقول مصادر عليمة إنَّ مَن يضع الشروط يعلم مسبقاً أنَّ شروطه مستحيلة التنفيذ، فالرئيس الحريري وبحسب المصادر يسعى لأن تتمثل كل القوى ذات الأغلبية النيابية في حكومته من أجل نجاحها وانتاجيتها، ولا يمكن أن يبقى أيُّ مكِّونٍ أساسيّ خارجها، باعتبار أنَّ الأمر هو حقٌّ طبيعي لهذه القوى. في المحصلة، هناك مناخ في البلد بدأ يروِّج أنَّ هناك مَن يحاول المس بصلاحيات رئيس الحكومة، وهذا المناخ يدعو الرئيس الحريري إلى الصمود والصبر وعدم التنازل عن صلاحياته التي منحه إياها الدستور اللبناني وعدم الخضوع للضغوط التي يتعرض إليها. إنَّها عملية كباش جديد، والمطلوب هو الإنتظار لاستكشاف نتائج هذا الكباش.

 

"اتركوا سوريا"

أسعد حيدر/المستقبل/26 حزيران/18

أخيراً بان "السوس" الذي ينخر "النظام الخامنئي" في ايران الى العلن. لم يعد ذلك نتاج حملات منظمة من أعداء النظام، وإنما فعل كلام جدي وخطير في توصيف بعض أمراض هذا النظام الذي ما زال على حاله منذ ثلاثين عاما، بحيث لم يتطور ولم يتعدل وكأنه قدس الأقداس، مع العلم انه عندما وُضع قبل أربعين عاما تقريبا كانت الأوضاع مختلفة والأجواء الثورية لا علاقة لها بما هي عليه ايران والعالم اليوم.

لأول مرة يحذّر اقطاب من النظام من وصول الوضع الى حافة الخطر. شخصية عاقلة مثل وزير الخارجية جواد ظريف: "الجميع من إصلاحيين ومتشددين الخ جالسون في مركب واحد... المحافظة على الوحدة الداخلية، أوجب من خبز الليل للإيرانيين". ظريف الذي صرح لوكالة "ايسنا" الناشطة داخليا أضاف واضعا يده على "الجرح": "لا تظنوا ان روحاني اذا ذهب وجاء المحافظون سينجحون في إصلاح الوضع". واخيرا في وقت روّج فيه خامنئي بعدم الاهتمام بإلغاء الاتفاق النووي، قال ظريف الذي قاد مفاوضات الاتفاق النووي "ان فشل الاتفاق النووي سيكون خطيرا جدا. هذا الحل ليس الذي اختاره النظام".

الكلام العلني عن أزمة النظام، ارتفع منسوبه بعد ظهور طموح "الحرس الثوري" للانتقال من موقع صانع المواقف والقرارات الى إدارة النظام مباشرة. مؤخرا تزايد الحديث الجدي بأن "الحرس" يرغب باختيار الاميرال علي شمخاني رئيسا جديدا للجمهورية. مثل هذا الطرح "لا يعدو ان يكون اكثر من عملية استطلاع بالنار"، لانه من المستحيل اختيار عربي رئيسا للجمهورية، فالمعروف ان شمخاني لم يُخفِ يوما انتماءه الى قبيلة عربية في خوزستان (عربستان). لذلك طرحت المصادر نفسها محسن ابن هاشمي رفسنجاني لخلافة روحاني.

فتح ملف خلافة الرئيس حسن روحاني ليس الا للقفز فوق طرح خلافة روحاني للمرشد آية الله علي خامنئي. الرد جاء سريعا من احد اقرب المساعدين للرئيس روحاني. حسين موسويان السفير السابق في ألمانيا والمفاوض في المفاوضات النووية والقريب من روحاني ذهب بعيدا فقال: "يجب اعادة ترتيب البيت الداخلي. اطلب من الرئيس روحاني الاستقالة وإجراء انتخابات. اذا استمرت الأوضاع ستؤدي الى أضرار كبيرة بالنظام لا يمكن جبرها".

إذا كان القريب من روحاني يدعوه لترك السفينة ليتحمل الجميع المسؤولية، فان الرئيس السابق احمدي نجاد الذي ينطبق عليه المثل الهندي بدقة "لا تقل عن سياسي انه مات حتى ترى رماده" قد ظهر من جديد مع طرح جريء. في رسالة وجّهها الى خامنئي طالبه فيها بـ "اجراء انتخابات رئاسية وتشريعية مبكرة، وإجراء تعديلات جدية تنتج تحديدا لصلاحية الولي الفقيه". طلب نجاد المتعلق بصلاحيات المرشد ليس الا تأكيداً بأن الايرانيين تعبوا من السلطة المطلقة للمرشد منذ ثلاثة عقود، والتي حولته الى شبه ديكتاتور رغم الانتخابات الرئاسية التي تنتج ما يشبه رئيسا للوزراء ينفذ اكثر مما يصيغ ويقرر.

لا شك ان الأزمة الاقتصادية العميقة والخطيرة دفعت وتدفع الايرانيين الى التغيير لإنقاذ الأوضاع. لم يعد خافيا على الشعب الايراني ان النظام ينزلق بسرعة قياسية نحو النهاية مثل النظام السوفياتي... في خلال ستة أشهر تقريبا انهار الريال الايراني حوالي الضعف من سعره بالنسبة للدولار . كان سعر الدولار حوالي ٤٢ الف ريال في حين بلغ يوم السبت بين ٨٢ الف و٨٦ الف ريال ، مما أدى الى تضاعف الأسعار فورا فخرج التجار والنَّاس العاديين في البازار وهم يهتفون "اتركوا سوريا" مما يؤكد ان الايرانيين يعرفون سبب الانهيار، اي الإنفاق الخارجي، خصوصا إنفاقات "الحرس" الهائلة على الساحات الخارجية، تماما كما حصل مع الاتحاد السوفياتي عندما استهلك حماس الكوبيين في حروبهم الخارجية...

ما لم يتم وقف الانهيار الاقتصادي والمالي فان مظاهرة البازار ستتحول الى إعصار يطيح بكل شيء تماما كما حصل في الاتحاد السوفياتي عندما طالب السوفيات النظام بالاهتمام بالداخل فتابع مغامراته بحجة مواجهة الولايات المتحدة الاميركية...

 

خروج إيران من سورية رهان مستبعد

رندة تقي الدين/الحياة/27 حزيران/18

نقلت شبكات التواصل الاجتماعي صور التظاهرات الإيرانية حول مجلس الشورى وأخبارها. والهتافات لم تكن ضد أميركا وإسرائيل بل كانت تقول «موت لفلسطين ولحماس وحزب الله والجهاد». إنها هتافات نابعة عن استياء شعبي كبير من صرف أموال الدولة على تمويل الحروب الخارجية، في حين أن اقتصاد البلد يعاني من بطالة ضخمة وتضخم وغلاء معيشة كارثي وفساد واوضاع معيشية متدهورة. لقد طفح كيل الشعب من نظام يحارب في سورية لحماية بشار الأسد ويمول ميليشيات «حزب الله» في سورية واليمن حيث قتل ثمانية عناصر من «حزب الله» وفي غزة يمول حماس. إن قرار الرئيس الأميركي بإعادة العقوبات على إيران سيزيد الضغوط على الشعب الإيراني. لكن من المستبعد أن يجعل ذلك النظام الإيراني ينسحب من سورية ويسحب تمويله لنشاطات حزب الله العسكرية فيها وفي اليمن واينما كان في المنطقة لحساب ايران. فمنذ سنوات والوضع الاقتصادي الإيراني يتدهور ولم يؤد ذلك إلى تغيير نهج النظام وتدخلاته في المنطقة لأن النظام والحرس الثوري مهتمان بنشر الثورة والهيمنة على حساب حياة الشعب. ولكن تدهور أوضاع الشعب الايراني قد يؤدي إلى المزيد من التظاهرات التي اغلب الظن ستقمع كما فعل بشار الاسد بشعبه عندما بدا يتظاهر مطالبت بالمزيد من الحرية ولازالة الفساد ولتحسين حياته. لكن رئيسه رد بالبراميل وانهالت القنابل على أهل البلد فقتلهم وهجر الملايين منهم. وقد يستخدم النظام الإيراني الطريقة نفسها إذا صعّد الشعب تظاهراته. فوحده القمع والتخويف والتعذيب يسكت شعب هدرت امواله وكنزه الطبيعي، النفط، لتمويل حروب وميليشيات لا دخل للشعب الإيراني فيها. لكن لسوء الحظ أن النظام الإيراني يعتمد القمع لحماية نفسه من استياء شعبه. وهو يمارس ذلك بكل احوال في مهمته في حماية الاسد ضد شعبه. إن الإدارة الاميركية وفق كل المعلومات الآتية من أوساط الرئيس ترامب عازمة على الضغط بكل الوسائل لاخراج ايران من سورية. فهي لا تبالي بمستقبل سورية إذا كان مع الأسد، بل هي تريد خروج إيران من سورية. وهذا سيكون في صلب المفاوضات التي يجريها جون بولتون المستشار الأمن القومي الأميركي في موسكو. فالإدارة الأميركية قد اعطت الضوء الاخضر لاسرائيل ان تضرب ايران في سورية اينما رات مناسباً. وهذه الإدارة مثل إسرائيل لا تبالي إذا بقي الأسد وتسلم الجنوب السوري ولكنها تريد أولاً إخراج إيران من سورية.

لكن ضعف الأسد العسكري لن يجعله يقبل بذلك لانه باع بلده لقوات روسيا وإيران لبقائه رئيساً. والادارة الأميركية ليست وحدها التي تريد خروج إيران من سورية فربما يناسب ذلك الروس في فترة لاحقة. روسيا لا تريد منافسة إيرانية على هيمنتها في منطقة الشرق الأوسط ولكنها لن تبيع ذلك للولايات المتحدة الا بكلفة عالية. إن الأيام المقبلة والقمة الروسية- الأميركية المرتقبة في منتصف الشهر المقبل ستكون مهمة بالنسبة إلى مستقبل إيران في المنطقة ووضع الشعب الإيراني والتطورات في الأوضاع الإيرانية الداخلية.

مما لا شك فيه أن النظام الإيراني سيزيد قمع شعبه لحماية نفسه كما أنه لن يتنازل عن تدخلاته في المنطقة من سورية إلى اليمن إلى العراق، إلا بالقوة. وهو مدرك أن القوة العظمى الأميركية لا تريد مواجهة عسكرية. أولوية ترامب هي انسحاب قواته من أينما كان في الشرق الأوسط وغيره وقد كرر ذلك أكثر من مرة. والرهان أن الشعب الإيراني يمكنه قلب النظام مثلما حدث مع الشاه خاسر لأن القمع زاد والشعب خاب أمله من الثوريين الذين لم يأتوا إلا بالكوارث. فالمستقبل للتشاؤم لأن التدخلات الإيرانية في المنطقة متروكة لإسرائيل التي أهم ما تتمناه هو المزيد من التخريب في المنطقة كما فعلت عندما اجتاحت لبنان في ٢٠٠٦ وهي منذ عقود تحمي وتصر على بقاء آل الاسد في سدة الحكم في سورية. فالاتكال على هذا البلد لإخراج إيران من سورية رهان خطير لأن حسابات الدولة العبرية مناقضة لكل ما تتطلع إليه شعوب المنطقة.

 

رهان أميركي على روسيا… في سوريا

خيرالله خيرالله/العرب/27 حزيران/18

تطرح معركة درعا مجموعة من الأسئلة، خصوصا في ضوء التغيير في الموقف الأميركي من تقدّم القوات التابعة للنظام من المدينة القريبة من الحدود الأردنية والتي منها انطلقت الثورة السورية. ليس معروفا ما الذي تبدل حتّى يبلغ الأميركيون الفصائل المسلحة المعارضة للنظام في تلك المنطقة رسالة من بين ما جاء فيها “نفهم أنه يجب أن تتخذوا قراركم حسب مصالحكم ومصالح الأهالي والفصائل. ينبغي ألا تستندوا في قراركم إلى افتراض تدخل عسكري من قبلنا أو توقع ذلك”. الرسالة التي تلقّتها الفصائل التي تدافع عن درعا والمنطقة المحيطة بها، والتي بات الأميركيون يسمّونها الجنوب السوري الغربي للتفريق بينها وبين جبهة الجولان الممنوع الاقتراب منها، أكثر من واضحة. يبدو أن كلّ الكـلام الأميركي عن المحافظة على خفض التوتر في الجنوب السوري صار من الماضي. لم تعد من قيمة تذكر للاتفاقات التي أمكن التوصل إليها في هذا الشأن بين أميركا وروسيا والأردن. كانت هناك من دون شكّ موافقة إسرائيلية ضمنية على هذه الاتفاقات التي يبدو أنّها لم تعد تصلح لأيّامنا هذه. هناك سياسة أميركية جديدة في ما يخص التعاطي مع سوريا. تقوم هذه السياسة على تلزيم الجنوب السوري إلى روسيا في ظلّ اتفاق أميركي – روسي – إسرائيلي. ليس معروفا هل يستطيع الجانب الروسي الساعي منذ فترة طويلة إلى عقد صفقة مع إدارة دونالد ترامب تنفيذ المطلوب منه سوريا، أي التخلّص من الوجود الإيراني في هذا البلد الذي كان حكامه يزايدون عربيا على كلّ من تسوّل نفسه الكلام عن تسوية ما مع إسرائيل، فيما كانوا يتولون بالفعل المحافظة على أمنها.

في أساس السياسة الأميركية الجديدة التي بدأت تتبلور، ثمّة رهان على روسيا وقدرتها على اقتلاع إيران من سوريا، علما أن الإيرانيين والميليشيات المذهبية التابعة لهم تغلغلوا في الوحدات النظامية لجيش النظام وبدأوا يرتدون بدلاته العسكرية. هل هو رهان أميركي في محلّه أم أن روسيا ستتمكن مرّة أخرى من أخذ الإدارة الأميركية إلى حيث تريد، كما فعل الرئيس فلاديمير بوتين في مثل هذه الأيّام من صيف العام 2013؟

في آب – أغسطس من العام 2013، استخدم النظام السوري السلاح الكيميائي في سياق حربه على شعبه. حدث ذلك في محيط دمشق بعد أيّام من كلام الرئيس باراك أوباما عن “خطوط حمر” رسمها لبشّار الأسد في مقدمها استخدامه السلاح الكيميائي. تدخل الرئيس الروسي ونجح في إقناع أوباما بتفادي توجيه أي ضربة للنظام السوري. أدّى ذلك إلى إنقاذ النظام. كان كافيا توجيه سلسلة ضربات إلى مواقع حساسة، من بينها المطارات العسكرية، كي يذهب رئيس النظام السوري إلى حيث يجب أن يذهب، أي إلى منفى ما خارج سوريا.

لكن بوتين، الذي أظهر مقدارا كبيرا من الحنكة والمعرفة بكيفية تفكير المقيم وقتذاك في البيت الأبيض، عرف كيف يناور. أخرج لأوباما من جيبه فكرة التخلّص من مخزون السلاح الكيميائي بإشراف دولي. هدأ الرئيس الأميركي، لكنه تبيّن مع مرور الوقت أن النظام السوري لم يتخلص من كلّ ما لديه من مخزون كيميائي. صار اللجوء إلى هذا السلاح بين وقت وآخر مسألة أقلّ من عادية. وكي يظهر دونالد ترامب أنّه مختلف عن باراك أوباما وجّه ضربتين إلى النظام السوري إثر لجوئه مجددا إلى السلاح الكيميائي. كان للضربتين طابع فولكلوري، لا أكثر. كشفتا غياب أي جدّية أميركية في إضعاف النظام وكفّ شرّه عن شعبه. هذا لم يمنع الإدارة الأميركية من الإقدام على خطوات أخرى ذات بعد استراتيجي تمثلت في السيطرة على سوريا المفيدة، أي على شرق الفرات، حيث الماء والثروة الزراعية والنفط والغاز، فضلا عن الموقع الاستراتيجي، إنْ من ناحية القرب من الأكراد، أو التحكم بالطريق الذي يربط العراق بسوريا والذي تطمح إيران إلى أن يكون في تصرّفها.

الأكيد أن إسرائيل ليست الطرف الوحيد الذي لا يستطيع التعايش مع الوجود الإيراني في سوريا

 إسرائيل ليست الطرف الوحيد الذي لا يستطيع التعايش مع الوجود الإيراني في سوريا.

هل يكون دونالد ترامب مختلفا عن باراك أوباما في سوريا؟ هذا ما ستكشفه معركة درعا التي تعني أوّل ما تعني هل ستتمكن إيران من البقاء في سوريا تحت غطاء من النظام وجيشه أم لا؟ ذلك هو بكلّ بساطة ما على المحكّ في هذه الأيّام في ظل كلام عن لقاء قريب بين ترامب وبوتين.

ستظهر معركة درعا هل يمكن الرهان على روسيا في عملية إخراج الإيراني من سوريا. ليس الرهان على روسيا رهانا أميركيا فقط، بل يبدو أنّه رهان إسرائيلي أيضا، ذلك أن إسرائيل تفضّل حصول هذا الانسحاب الإيراني من دون أن تضطر إلى خوض حرب يمكن أن تكلّفها غاليا، خصوصا إذا اتخذت إيران قرارا بفتح جبهة جنوب لبنان عن طريق “حزب الله”. في كلّ الأحوال، لا يمكن لإيران أن تبقى في سوريا. الثابت أن روسيا أوّل من يفهم هذه المعادلة ويستوعبها. من لا يبدو قادرا على التعاطي مع هذه المعادلة هو النظام السوري الذي يعرف تماما أنّه لن يكون لديه أي هامش للمناورة في حال الانسحاب الإيراني. من دون إيران، لن يكون أمام بشّار الأسـد من خيار آخر غير خيار التلميذ المطيع. هذا الخيار أقرب إلى دور عرف رئيس النظام السوري كيف يلعبه عندما اضطر إلى ذلك في مناسبة إحدى زيارات فلاديمير بوتين لقاعدة حميميم قرب اللاذقية. من يتذكر كيف منع ضابط روسي بشّار من أن يكون إلى جانب الرئيس الروسي حين تفقّد القاعدة؟ يمكن للخيار الأميركي في سوريا أن يكون في محلّه، كما يمكن لروسيا استخدام الرهان عليها من أجل أن تفتح سياسة على حسابها. مثل هذا الأمر يبقى مستبعدا لسببين. الأوّل الحاجة التي لدى الكرملين إلى التفاهم مع واشنطن، والآخر الرغبة في تفادي حرب تبدو من النوع الذي لا مفرّ منه في حال إصرار إيران على البقاء في سوريا. الأكيد أن إسرائيل ليست الطرف الوحيد الذي لا يستطيع التعايش مع الوجود الإيراني في سوريا. هناك مشكلة أخرى اسمها الأردن الذي يعرف، تماما، معنى أن تكون القوات التابعة للنظام السوري والتي ستقترب من حدوده، في حال سقوط درعا، مخترقة إيرانيا وميليشياويا.

في الواقع، سيكون على روسيا أن تكون للمرّة الأولى في غـاية الوضوح. هل هي قادرة على تنفيذ تعهداتها في الجنوب السوري، أم ستترك إسرائيل تضرب الإيرانيين وغير الإيرانيين حيثما وجدوا في سوريا؟ سيـوفر تغيير السياسة الأميركية بالنسبة إلى ما يحدث في درعا ومحيطها مناسبة لمعرفة المدى الذي بلغه التنسيق الأميركي – الروسي – الإسرائيلي. الأهمّ من ذلك كلّه، سيظهر هل لدى إيران الرغبة في تحمل نتائج الانسحاب من سوريا وما سيترتب على تحول النظام السوري إلى مجرد دمية روسية بعدما أمضى سنوات عدّة يلعب على الإيـراني والروسي في الوقت ذاته؟

 

بلد المليون سائق

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط/26 حزيران/18

الرقم ليس بعيداً عن الحقيقة، ومع بقية العمالة المنزلية يتجاوز العدد المليون ونصف المليون، يعمل معظمها لدى الأسر في السعودية، التي تستنزف مداخيلها. إنما مع إنهاء الحظر لم تعد هناك أسباب قاهرة لتوظيفها.

120 ألف امرأة تقدمن بطلب رخصة قيادة فور فتح الباب وإنهاء الحظر، رقم يعبر عن التأييد الشعبي الذي لم نكن واثقين منه قبل ذلك، نظراً لأن السماح للمرأة بقيادة السيارة كان إشكالية دينية واجتماعية لفترة طويلة من الزمن.

إصلاح أوضاع العائلة السعودية الاجتماعية والاقتصادية يَصب في مصلحة الاقتصاد المحلي أيضاً، حيث إن الهدر المالي عليها أو بسببها ضخم جداً. بسبب منع الاحتفالات، والحفلات، والسينما كانت مئات الآلاف من العائلات تضطر إلى السفر إلى الخارج بحثاً عن الترفيه، وبسبب تضييق الأنظمة الحكومية على المهن التي توظف المرأة جلست عشرات الآلاف من النساء المؤهلات بلا عمل، ولا مصدر للدخل. كل هذا يتغير اليوم بشكل تدريجي. قبل عامين لم تسمح سوى بضعة محلات بتوظيف النساء في سوق «البحر الأحمر مول» في جدة، اليوم تقريباً النساء العاملات فيه هن الأغلبية والرجال هم الأقلية. وغالباً جاء توظيفهن على حساب العمالة الأجنبية.

خلال هذا العام شمل فتح التوظيف للنساء مجالات عمل حكومية واسعة؛ الشرطة، والمرور، وشركات التأمين والحوادث، والجوازات، إلى جانب مباشرة النساء السعوديات في العمل في سيارات الأجرة الخاصة ونحوها. ورأينا في الأشهر الماضية نساءً سعوديات يعملن لأول مرة في خدمات المطارات والفنادق والمطاعم وإن كان عددهن محدوداً. وعرض بنك «التنمية الاجتماعية» الحكومي على النساء منحهن قروضاً رخيصة لشراء سيارات أجرة خاصة مثل «أوبر» و«كريم»، كما تسابقت وكالات السيارات التجارية لتقديم عروض مماثلة وبدأت بتوظيف النساء في معارضها.

هذا التجاسر الحكومي النادر من نوعه في تاريخ السعودية على كسر المحظور اجتماعياً نراه يحقق نتائج سريعة ومدهشة، ويقود المجتمع عموماً نحو التغيير، وكل ما رأيناه حتى الآن يقابل بشكل إيجابي وسلمي وسلس. ولا بد أن السلطات الرسمية كانت قد وضعت في حسبانها الكثير من الاحترازات تحسباً لردود الفعل السلبية الرافضة، ولا بد أنها نشرت آلافاً من رجال الشرطة العلنية والسرية في أنحاء البلاد لضمان تطبيق النظام، والحفاظ على السلم الاجتماعي. وقد مر التغيير بسلام. وسبق ذلك أن الحكومة، بتوجيه من الملك سلمان، أنجزت قانوناً ضد التحرش يحمي الجميع، والنساء بشكل خاص، يعاقب المخالفين بقسوة. ويقول أحد المسؤولين في الشرطة: كنا نترقب وقوع أي مخالفات تحرش من أجل إيقاع العقوبة فوراً وذلك من أجل جعل الفاعل أمثولة، لكننا لم نرصد ولا حالة واحدة.

والذين ينظرون بتهكم إلى التغيير، عدا عن جهلهم بالظروف التاريخية والتقاليد المحلية من موروثات من الممارسات الخاطئة، لا يدركون أنه ليس سهلاً مواجهتها. وهو مماثل لما واجهته السلطات الأميركية المحلية في الولايات بعد أن كانت تسمح بالتمييز العنصري، وتمنع السكان غير البيض من الدراسة والتنقل والعمل والأكل في الأماكن نفسها مع البيض. أميركا كبلد حضاري، عانى ولا يزال يعاني، من الموروثات الاجتماعية السيئة، وهذا هو الحال في السعودية تجاه المرأة. لكن الفارق كبير جداً. نعم هناك جيوب من المواطنين كبيرة لا تزال ترفض مبدأ توظيف المرأة في الأماكن العامة المختلطة وتستنكر قيادتها السيارة، لكن ورغم هذه المشاعر العميقة، رأيناها تعاملت باحترام مع القرارات الملكية في السنتين الماضيتين. وهذا يذكرنا بالاحتجاجات الاجتماعية الواسعة من قبل المحافظين ضد تعليم المرأة في أواخر الستينات، وعندما ذهبوا لملاقاة الملك فيصل، رحمه الله، أجابهم بعبارة لا تزال تتردد إلى اليوم: «لستم مجبرين على تدريس بناتكم لكننا سنفتح المدارس». وبعد سنوات قليلة كلهم انخرطوا في التعليم، واليوم صار عدد الطالبات في الجامعات السعودية أكثر عدداً من الطلاب.

توقفت حركة التغيير الاجتماعي الإيجابي مع ظهور تيار الصحوة الدينية في السعودية في مطلع الثمانينات، ولم يتم تحدي الجماعات المتطرفة والمحافظة وتشغيل قطار الإصلاح الاجتماعي إلا حديثاً. عدا عن إصلاح التشوهات المجتمعية وتعزيز الاقتصاد المحلي، فإنها أيضاً تنهي معاناة النساء، وقلة من الناس تعرف عنها، وعن معاناة المرأة في ظل الأوضاع السابقة.

 

إيران وفقاعة التهديد الأجوف

حمد الماجد/الشرق الأوسط/26 حزيران/18

كان اللواء الإيراني الطائفي سيد يحيى رحيم صفوي المستشار العسكري للمرشد الإيراني علي خامنئي صفيقاً وتصريحاته توحي بالبلطجة، وذلك حين هدد بـ«قصف السعودية، إذا أراد السعوديون (ارتكاب خطأ)»، على حد قوله الذي نقله موقع «سي إن إن» العربي أمس الاثنين، وبكل غطرسة وخيلاء وتعجرف اعتبر نظامه الطائفي الدموي الوحشي هو «القوة الأولى في المنطقة». هذه التصريح المستفز لا تحسبوه شراً لكم؛ هو أولاً صراخ على قدر الألم، فما يجري في اليمن من انتصارات للتحالف ضد الخمينية التي تحتل العاصمة اليمنية، ومنها تخليص الحديدة من البراثن الخمينية وسيطرة التحالف على معظم الأراضي اليمنية، كل ذلك يفهمه الخمينيون أن الوجود الإيراني يُنتقص من أطرافه، ويقضمه التحالف بقيادة السعودية من كل أجزائه، وهذا التصريح البلطجي لزعيم الحرس الثوري الإيراني الإرهابي رجع صدى للتطورات على ساحة الصراع مع نفوذ الخمينية وتمددها.

بل إن الصواريخ الحوثية العبثية التي تستهدف المدن والبلدات السعودية هذه الأيام هي صواريخ «نفسية» معنوية أكثر منها حربية، فالحوثي الإيراني يعلم يقيناً أن صواريخه الباليستية مكلفة جداً وعديمة الفعالية جداً، وتذوب أمام لهيب المضادات السعودية المتطورة، فالخمينيون وأذنابهم الحوثيون لا يريدون منها إلا «تسجيل حضور» ودعماً نفسياً معنوياً - لأفرادهم وحلفائهم الذين أوجعتهم الضربات المتتالية للشرعية اليمنية المدعومة بقوة من التحالف السعودي الإماراتي، ولولا الحذر الشديد من التحالف في إلحاق أي ضرر بالمدنيين لكانت وتيرة الحسم أسرع وأكبر، ولك أن تعقد مقارنة بين البعد الإنساني في ضربات التحالف بقيادة السعودية في حربه ضد الاحتلال الإيراني، وبين ما تفعله الخمينية المتوحشة عبر حليفها البائس المتهالك بشار الأسد من تدمير هائل للمدن والبلدات السورية عبر البراميل العشوائية المتفجرة وتفجيرها على رؤوس مدنييها مع أن الغاية هي استهداف ميليشيات المعارضة السورية المحدودة العدد والعتاد.

وفي إشارة واضحة إلى تفاخر رموز الطائفية الخمينية وتباهيها بغزوها واحتلالها لعدد من الدول العربية، يقول سيد يحيى رحيم صفوي المستشار العسكري للمرشد الإيراني: «القوات العسكرية الإيرانية لها خطوط واضحة لمواجهة جميع التهديدات، كما أن قدرتنا وصلت إلى سواحل البحر المتوسط»، هذا التمدد الإيراني والتوسع الطائفي والاحتلالات المتتابعة لن يهنأ بها رموز الخمينية حتى يحتلوا رأس العالم الإسلامي وذروة سنامه، وهذا بالتحديد مصداق لما أكده ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في مقابلة مع قناة «الإخبارية» السعودية، في مايو (أيار) العام الماضي، قال الأمير محمد: «لُدغنا من إيران مرة، المرة الثانية لن نُلدغ. ونعرف أن السعودية هدف رئيسي للنظام الإيراني. الوصول لقمة المسلمين هدف رئيسي لإيران».

أما حكاية تهديد القصور الملكية فلا أبلغ من هذا البيت العربي القديم رداً عليه:

فَدَعِ الوَعيدَ فما وَعيدُكَ ضائري أطنين أجنحة الذباب يضير؟

 

تسخين الجنوب السوري مقدمة الحرب

فايز سارة/الشرق الأوسط/26 حزيران/18

لا يبدو حتى الآن أن الجهود نجحت في نزع فتيل صدام إسرائيلي - إيراني، فيما لو شن نظام الأسد وحلفاؤه حرباً لاستعادة السيطرة على جنوب سوريا، ذلك أن الالتباسات ما زالت تحيط بموضوع وجود إيران وميليشيات «حزب الله» في المنطقة المحاذية لخط وقف إطلاق النار بين سوريا وإسرائيل، وهو ما تصر إسرائيل والولايات المتحدة على رفضه، فيما تسعى إيران و«حزب الله» ونظام الأسد لتحقيقه أو للتحايل عليه في الحد الأدنى. وسط المشكل في الوصول إلى حل للتعارض القائم بين إسرائيل وإيران، ما زالت موسكو تطمح للتوفيق بين رغبات حليفيها الإيراني والإسرائيلي، وتبذل جهودها لتذليل عقبة وصول حليفها الثالث، نظام الأسد، لاستعادة سيطرته على الجنوب، التي تراها موسكو خطوة مهمة في سياق تحقيق الحل الروسي في سوريا. غير أنه وبالتوازي مع المسعى الروسي، فإن نظام الأسد وحلفاءه الإيرانيين وميليشياتهم، يواصلون جهودهم لتنفيذ خطة استعادة السيطرة في المناطق الخارجة في درعا والقنيطرة، والتي تبدو ملحّة وضرورية قبل التوجه شمالاً باتجاه إدلب وريف حلب، وغيرها من مناطق ما زالت خارج السيطرة، الأمر الذي كرّس جهوداً مكثفة ومتصاعدة من جانب نظام الأسد، لعل الأبرز فيها أربعة مسارات تواصلت في الأشهر الثلاثة الماضية.

أول المسارات، كان نقل ميليشيات «داعش» من مناطق جنوب دمشق باتجاه الجنوب السوري، حيث احتلت مواقع على تخوم السويداء عبر اتفاقات معلنة مع الأخير، كان فصلها البارز اتفاقاً مع «داعش» لإخراج مقاتليه من مخيم اليرموك قبل اقتحامه من قوات النظام الشهر الماضي.

والمسار الثاني، تمثَّل في تحشيد قوات النظام والميليشيات الموالية لها على المحاور الرئيسية في الجنوب، متجاوزاً الخط الدولي الرابط بين دمشق ودرعا وشاملاً في ذلك منطقة السويداء، حيث نقل إليها قوات وأسلحة، تمهد لفتح جبهة فيها، ليضع قوات المعارضة في درعا بين فكي كماشة لضمان هزيمتها في المعركة المقبلة بدفعها إلى القتال في جبهة واسعة، تشتت قواتها في ظل إمكاناتها المحدودة. وتضمّن المسار الثالث اللعب على الوضع الأمني في السويداء بالضغط الأمني والإثارة الدعاوية ضد «المسلحين والإرهابيين» بالتوازي مع قصف مدفعي للمدينة من جانب قوات النظام، واتهام قوات المعارضة بالقيام به، فيما شرع بإطلاق عمليات مواجهة محسوبة النتائج لقوات النظام مع «داعش» بالقرب من السويداء، مما يجعل الأخيرة واقعة - وفق طروحات النظام - بين تهديدين «إرهابيين» أحدهما يمثله «داعش» في محيط السويداء وآخر تجسده قوات المعارضة في درعا، الأمر الذي يمكن أن يبدل موقف أهالي السويداء في رفض انخراطهم في معارك، أصروا طوال السنوات الماضية على تجنب الدخول فيها. ويتمثل المسار الرابع في شن النظام عمليات مزدوجة عسكرية وأخرى دعاوية في الجنوب، هدفها تدمير قوات المعارضة وحاضنتها من جهة وتحريض السكان ضد القوات المدافعة عن الجنوب، خارقاً اتفاق خفض التصعيد الذي كان قد شمل المنطقة في وقت سابق من العام الماضي، وحاز موافقة أردنية وأميركية، وأدى إلى وقف عام للعمليات العسكرية هناك.

وإذا كان الهدف الرئيس للمسارات الأربعة، هو التهيئة لعملية استعادة السيطرة على الجنوب، فإن من المهم التوقف عند أهم ما تمخض عنها من نتائج أولية، وفي مقدمتها إعادة موضوع الجنوب إلى واجهة الأحداث الميدانية والسياسية في سوريا ولدى الأطراف الخارجية سواء المتدخلة أو المهتمة، إضافة إلى تسخين الوضع في الجنوب من الناحيتين العسكرية والسياسية، وتعزيز المخاوف من احتمالات حرب في الجنوب، تؤدي إلى موجة واسعة من عمليات القتل والنزوح والتهجير والتدمير على نحو ما حصل مؤخراً في غوطة دمشق ومناطق سورية أخرى استعاد النظام السيطرة عليها مؤخراً، وقد بدأت بالفعل عمليات النزوح في مناطق درعا والسويداء، التي طالتها عمليات التصعيد أو المواجهات العسكرية. وكما يظهر في المحصلة، فإن نظام الأسد وحلفاءه بما قاموا به ويواصلونه من خطوات، يخلقون بيئة عامة، تقارب أو تماثل ما كانت عليه البيئة المحيطة بغوطة دمشق عشية الحرب عليها، ويمهدون لحرب شاملة على الجنوب بانتظار اللحظة المناسبة، سواء جاءت في ظل نجاح محتمل للمساعي الروسية بمنع صدام إيراني – الإسرائيلي، أو بفعل متغيرات في مواقف القوى الدولية والإقليمية المؤثرة في موضوع الجنوب السوري، وهي مواقف مصلحية ومؤقتة، يمكن أن تتغير في أي وقت.

 

هكذا كان... هكذا أصبح

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/26 حزيران/18

«الحياة طريقة»؛ كان يقول سعيد فريحة في تفسير طباع البشر وسلوكهم. لكن الحياة هي أيضاً تغير طرائق الناس من دون استئذان. ذهبت أمس إلى ثلاثة أكشاك في باريس بحثاً عن «الشرق الأوسط» قبل أن أعثر عليها. الأول، أغلق تماماً. الثاني، لم يعد يبيع إلا الصحف الفرنسية. والثالث، تحول إلى بيع تذكارات السياح. إذا كانت طريقتك أو متعتك أن تشتري صحيفتك من على الرصيف، ثم تدخل المقهى لقراءتها في جزء من طقوس الحياة وطرقها في باريس، فانظر إلى الجالس قريباً منك يقرأ صحيفته على الـ«آيباد». ألغت الإنترنت مهناً ووظائف كثيرة، منها صف الأحرف، وتوزيع الصحف وبيعها، وبعض تجارة الورق. وكانت قراءة الجريدة في باريس «طريقة»، لأنها جزء من معالم الهوية: قل لي ماذا تقرأ، وفي أي مقهى، وقرب أي كشك، أقل لك إذا ما كنتَ من اليسار أو اليمين، أو مجرد مولع بسباق الخيل، لا يمين ولا يسار ولا وسط.

بائع الصحف أيضاً كان صديقاً لك، تتبادل معه التحيات والشكوى من المطر ونقد السياسة الاقتصادية. وقد وضع الباكستاني «علي أكبر» كتاباً عن تجربته في بيع «الموند» طوال سنوات في الحي اللاتيني. وكان علي أكبر يجتذب الناس بالطريقة الساخرة التي ينادي بها على الأحداث: «مونيكا لوينسكي حامل من جورج بوش»! وقال في كتابه: «الناس يحبون أن يضحكوا من الحياة». أمس دخل علي أكبر مقهى الدوماغو في موعده الدقيق، معتمراً قبعته «السبور»، لكن الاختلاف كان صارخاً: إلى جانب «الموند» التي كان يبيعها وحدها، احتراماً لسمعة الجريدة وولاء قرائها، كان يحمل صحف «تابلويد» فاقعة لا تليق بسمعته بصفته أحد معالم الصحافة الرصينة في المدينة. وعندما سألته ماذا حدث؟ قال: «لم تستطع الصحافة الفرنسية أن تحمي نفسها. وأنا من أوائل المتأثرين». في يوم عيد «النهار»، كان غسان تويني يدعو إلى الاحتفال بكبير بائعي الصحف، لأنه جزء من أسرتها. لم يعد هناك باعة صحف في بيروت. إما أن يضع الموزِّع صحيفتك أمام باب المنزل، أو أن تطلبها في المكتبة. داخل المنازل أيضاً، تغيَّرت الطقوس والطرائق. لم تعد العائلة تتناول الغداء، أو حتى العشاء، في موعد واحد. ولم يعد أحد ينتظر عودة أحد، بل إن موعد معظم الأفراد هو مع «الدليفري». كبير مذيعي أميركا، والتر كرونكايت، كان ينهي نشرة الأخبار دائماً بهذه الجملة: «هكذا هو العالم هذا اليوم».

 

خروشوف المهرج

خالد القشطيني/الشرق الأوسط/26 حزيران/18

من الطريف والغريب أن تلك الإمبراطورية المتزمتة، الاتحاد السوفياتي، انتقلت من عبوس ستالين وتشدده إلى رجل من أظرف قادة العالم وأحبهم للتنكيت والدعابة، وأقصد به نيكيتا خروشوف لا غيره. كان من دون شك من أظرف من ظهر على مسرح السياسة العالمية في تلك السنوات من تاريخ الاتحاد السوفياتي وتاريخ الأمم المتحدة. وهل في العالم من لم يسمع بتقليعته عندما نزع حذاءه في جلسة الجمعية العامة للأمم المتحدة وراح يضرب به على الطاولة أمامه احتجاجاً على ما قاله زعيم آخر لم يقلّ عنه في الظرف، وهو المستر هارولد مكميلان، رئيس الحكومة البريطانية. رد هذا الصاع بصاعين عندما انتهى خروشوف من ضرب الطاولة بحذائه فالتفت مكميلان إلى رئيس الجلسة وقال: «هل من الممكن أن نحصل على ترجمة لذلك»؟ فدوت القاعة بالضحك والتعليق. كان خروشوف أول زعيم سوفياتي يقوم بزيارة عواصم العالم الرأسمالي، وفي مقدمتها لندن. أتذكر أن زيارته أحدثت ضجة كبيرة شغلت الجمهور لأيام عدة كانت حاشدة بالتقليعات الخروشوفية. أقامت له الملكة إليزابيث وليمة رسمية حضرها، ثم قدموه إلى زوجها الأمير فيليب فسلم عليه ثم قال: قل لي ماذا تعمل خلال النهار؟! أقامت له بلدية لندن وليمة رسمية أخرى في مبني الغيلدهول في منطقة السيتي أوف لندن. وبالطبع تبودلت الكلمات فجاء دوره ليلقي كلمته بعد العشاء. ومن تقاليد كلمات ما بعد العشاء أن تكون ظريفة وخفيفة تسهل عملية هضم الطعام. فوقف خروشوف وراح يروي للحاضرين أنه في طفولته في قريته البعيدة (انحدر خروشوف من عائلة فلاحية أوكرانية)، ذهب مع أهل القرية لمشاهدة هذا الشيء العجيب، وهو البعير. فراحوا يدورون حول البعير، هذا يمسح برقبته، وذاك يناوله شيئاً من العلف، وآخر يجر بذيله، وهكذا كلهم في دهشة وعجب. قال خروشوف: مثلي أمامكم كزعيم شيوعي في عالمكم الرأسمالي مثل ذلك البعير في قريتي الأوكرانية. تتساءلون في أنفسكم هل للرجل الشيوعي ذيل مثل ذيل البعير؟ دعوني أطمئنكم على هذا الموضوع. أدار قفاه للحاضرين وسحب سترته إلى الأعلى من الخلف ثم خاطبهم قائلاً: انظروا، ليس عندي أي ذيل! فضج الحاضرون بالضحك والتصفيق له. الحمد لله أن الزعيم الشيوعي، رئيس الاتحاد السوفياتي، لم ينزع لهم سرواله أيضاً ليطمئنهم، كما نزع حذاءه أمام وفود الأمم المتحدة في نيويورك. استأنس به المدعوون لحفلة العشاء فضحكوا وصفقوا وهنأوه على خفة دمه. ثم استرسلوا في الموضوع فطلبوا منه أن يروي لهم بعض النكات السوفياتية ففعل وأدهشهم بحضور قريحته وطرافته.

 

إرهاب المصادر المفتوحة

يوسف الديني/الشرق الأوسط/26 حزيران/18

رغم كل الاستعجال في الإعلان عن الانتصار على تنظيم داعش، والصمت على انبعاث «القاعدة» في أكثر من جبهة؛ فإن التقارير تشير إلى بقاء بل وتجنيد مجموعات من المقاتلين الجدد في مناطق التوتر على شكل جيوب صغيرة تستغل الأوضاع هناك والتي تسهل بقاء «داعش» وعودة «القاعدة» بسبب أن النزاع في سوريا تحديداً تحول إلى تعارض إرادات أممية ودولية، فالإبقاء على الأسد من قبل إسرائيل مشروط بانتزاع حلفه مع الإيرانيين وبضمانات تقدمها روسيا، الحليف الذي يرغب في الهيمنة وعدم مزاحمة الملالي الذين باتوا محل رفض جميع الأطراف الدولية على أثر الحملة الأميركية الأخيرة. وإدارة ترمب من جهتها تغير استراتيجيتها وترغب في سحب القوات الأميركية من سوريا في أسرع وقت ونفي أي رغبة في الوجود الدائم على الرغم من أن هدف التخلص من جيوب «داعش» لا يبدو قريب المنال لا في سوريا ولا حتى في العراق، بل أبعد من ذلك، فإن انكسارات التنظيم هنالك يقابلها انتعاش كبير في آسيا وبناء تحالفات قوية ومتينة مع التنظيمات الإرهابية المحلية ومزاحمة «طالبان» و«القاعدة» في أفغانستان. السؤال المطروح اليوم: مَن يحدد نهاية تنظيم داعش؟ وماذا تعني تلك النهاية.. هل هي مفهوم رمزي يعني القضاء على مجتمع «داعش» ودولته المزعومة أو قطع الإمدادات المالية واللوجيستية عنه والتي نعلم تماماً أنها محل تبدل وتحول لدى التنظيم الذي عقد تحالفات واسعة مع شبكات المهربين وتجار الأسلحة بل واستغلال النزاع بين القوى المناهضة للنظام في سوريا وبين النظام نفسه؟

الفترة القليلة الماضية شهدت عودة صعود ونشاط كبير لتنظيم داعش في في سوريا، حيث استيقظت الخلايا في مناطق متعددة خصوصاً في البادية، لا سيما بعد مخاوف متصاعدة من تنظيم القاعدة الذي بات منافساً لـ«داعش»؛ الذي دشن مركز عملياته الجديدة في محافظة دير الزور ضد قوات سوريا الديمقراطية عند الحدود الإدارية بين ريف حمص الشرقي وريف دير الزور، كما تمكن التنظيم من إعادة استهداف مدينة البوكمال التي تعد منطقة استراتيجية على الحدود مع العراق، وواجه معارك شرسة مع قوات النظام قبل أن ينسحب منها بعد أن تفرض حظر التجول.

تنظيم داعش يطوّر من استراتيجيته في المواجهة، ويستبدل بالعمليات القتالية التي تتطلب عناصر ومجموعات كبيرة حروب استنزاف عبر تكنيك إرسال انتحاريين من خلال الدراجات النارية، وتفيد التقارير بأن غالب الانتحاريين كانوا متحصنين فيها منذ سنوات في جنوب العاصمة دمشق.

لا شك أن حضور «داعش» الجديد في سوريا جزء من تغيير التنظيم لاستراتيجيته من العمليات المتقطعة إلى الدخول في مرحلة استنزاف ضد المجموعات المعارضة للنظام خصوصاً قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، وهو ما يعني وجود تسهيلات من النظام لمرور عناصر «داعش» إلى تلك المناطق.

حسب تقارير كثيرة، «داعش» يعود إلى الداخل السوري وينتعش جزئياً في العراق الذي غطت مسألة الانتخابات وما حدث فيها على أخبار التنظيم هناك، الذي يشعل معاركه باستراتيجيات مختلفة قائمة على الكر والفر ونصب الكمائن للعشائر والمتعاونين مع الدولة، وحسب تقارير ميدانية هناك أكثر من 4000 مقاتل ما زالوا نشطين في مناطق التوتر رغم كل الخسائر التي مني بها التنظيم وعودة المقاتلين الأجانب إلى بلدانهم إما بهدف التحضير لعمليات نوعية لصالح سمعة التنظيم الدولية، وإما الترتيب للسفر مجدداً نحو مناطق توتر جديدة يستثمر فيها التنظيم في أفغانستان وإندونيسيا والفلبين ومساحة واسعة من الدول التي كانت تحت حكم الاتحاد السوفياتي سابقاً.

الخطأ اليوم في إعلان هزيمة «داعش» يذكّرنا بخطأ سابق بالقضاء على تنظيم القاعدة في العراق بعد الانسحاب الأميركي منه في عام 2011، والذي لم يقضِ على «القاعدة» وإنما نقل استراتيجيته وحضوره واهتماماته من العراق إلى سوريا ثم إلى قارة أفريقيا وصحرائها التي ينشط فيها التنظيم اليوم.

إعادة البناء للتنظيمات الإرهابية أسهل بكثير من إعادة التجييش ضدها أو إعلان الحرب عليها، فالتنظيمات تستند إلى آيديولوجيا عقائدية محفزة لقطاعات واسعة من الشباب الغاضب المتأثر بطروحات القتال المقدس والتغيير المسلح واللعب على ملف المظالم الذي يمكن أن يتجدد في أكثر من موقع، لا سيما تلك المظالم الطائفية أو المتعلقة بشعارات استهداف الغزاة. وبإزاء تنظيم داعش يعود «القاعدة» المتمرّس في العمل الطويل وكسب الولاءات بين صفوف المقاتلين اعتماداً على إرثه الطويل نسبياً وأيضاً تأكيده أنه يملك شرعية الجهاد والقتال أكثر من «داعش» الذي يتهمه «القاعدة» بالفوضوية في أهدافه وبالغموض في استراتيجيته الحربية. عودة «القاعدة» جاء عبر إعلان تنظيم «حراس الدين». وحسب بيانه الأول المثير للجدل في مارس (آذار) الماضي، أكد أنه فرع عن تنظيم القاعدة الدولي، لكن الإثارة أنه قام بلعب دور تصالحي بين تنظيمات أخرى كهيئة تحرير الشام وجبهة تحرير سوريا وتنظيمات محلية، داعياً إلى ضرورة إعادة رص الصفوف باتجاه هدف واحد وهو مقاتلة النظام، في إلماحة ولمز تجاه أهداف «داعش». تنظيم «حراس الدين»، النسخة الجديدة من «القاعدة» في سوريا، يهدف إلى منافسة «داعش» أو ما تبقى من التنظيم عبر الأسلوب نفسه، وهو الهجمات الانتحارية الفردية في شمال سوريا، ويراهن على تفوقه بأنه يمتلك قاعدة من خبراء «القاعدة» القدامى، وقدرته على استقطاب المقاتلين المحليين وكسب ثقتهم. اللافت في طروحات تنظيم «حراس الدين» هو عدم تعرضه للتدخل الإيراني في سوريا، كما أنه غير مستهدَف حتى الآن من ميليشيات طهران المقاتلة في سوريا، وهو ما يعيد إلى الأذهان علاقة «القاعدة» بإيران والصفقات الغامضة التي تمت بالإفراج عن قياديين في «القاعدة» منذ 2015. مستقبل الإرهاب عبر أهم تنظيمين فاعلين الآن، «القاعدة» و«داعش»، يشي بالكثير من عدم التفاؤل، كما أن مستقبل التحالف الدولي بعد الإشارات عن انسحاب أميركي من سوريا وتوغل روسي إيراني، يعني أننا أمام حالة من الانبعاث ليس للمقاتلين والمجندين الجدد وإنما للظروف والمناخات التي تنتج ولادة الدافع الإرهابي، وأولها ملف الطائفية والمظالم المحلية كما هو الحال مع الشعارات البرّاقة لاستقطاب الأجيال الجديدة المتأثرة بالخطاب العنفي الذي أصبح مفتوح المصدر على شبكة المصدر وبلا قيادات محددة يمكن ملاحقتها. الفكرة الإرهابية اليوم انتقلت من المحضن التنظيمي لتصبح منتجاً بلا مرجعية، وهو ما يفاقم الوضع.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

عون تسلم اوراق اعتماد السفيرين البابوي والبولوني واستقبل وفد اميركان تاسك فورس ودعا اميركا للمساعدة على تأمين عودة النازحين

وطنية/26 حزيران/18/ أكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون لوفد منظمة "اميركان تاسك فورس فور ليبانون" الذي استقبله قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، ان "الانتخابات النيابية التي جرت الشهر الماضي وفق قانون النسبية، مكنت اللبنانيين من اختيار ممثليهم في مجلس النواب وفق قواعد لم تكن متوافرة في النظام الانتخابي الاكثري، على ان تنبثق من هذه الانتخابات حكومة جديدة يجري العمل على تشكيلها حاليا". وابلغ الرئيس عون الوفد ان "الاوضاع الامنية مستقرة في البلاد والجيش والقوى الامنية الاخرى تقوم بمهامها وتمارس وحدها دورها على كل الاراضي اللبنانية، حيث تبرز حاجة المواطنين اليها"، مؤكدا أن "الدولة تمارس من خلال قواها العسكرية والامنية سيادتها على كل اراضيها، باستثناء تلك التي تحتلها اسرائيل"، لافتا الى ان "لبنان استطاع تحرير ارضه من المسلحين الارهابيين وتستمر مطاردة الخلايا الارهابية النائمة من خلال عمليات رصد دائم لها، ومتابعة ادت الى كشف الكثير منها واعتقال افرادها".

وجدد رئيس الجمهورية التأكيد أن "المفاوضات بين لبنان واسرائيل عبر الامم المتحدة مستمرة، من اجل انجاز ترسيم الحدود البرية الجنوبية وتصحيح النقاط المختلف عليها، من "الخط الازرق"، كاشفا ان اسرائيل "لا تزال ترفض ترسيم الحدود البحرية المجاورة للمنطقة الاقتصادية الخالصة التي انطلقت عملية التنقيب فيها عن النفط والغاز". وشرح الرئيس عون "معاناة لبنان مع ازمة النازحين السوريين والخسائر التي لحقت بالاقتصاد اللبناني والمالية العامة، نتيجة تدفقهم الى لبنان"، داعيا الولايات المتحدة الاميركية الى "المساعدة على تأمين عودتهم تدريجيا الى المناطق الامنة في بلادهم، وعدم انتظار الحل السياسي للازمة السورية الذي قد يطول". ولفت الى أن "رغبة لبنان بعودة النازحين الى بلدهم تصطدم بمواقف لعدد من الدول والمنظمات الدولية التي تعرقل هذه العودة بأساليب مختلفة، مع علم هذه الدول بالتداعيات التي يخلفها وجود مليون و 850 الف نازح سوري اقتصاديا واجتماعيا وامنيا وتربويا"، منوها ب"الدور الذي تلعبه منظمة "اميركان تاسك فورس فور ليبانون" لمساعدة لبنان والدفاع عن مصالحه في الولايات المتحدة الاميركية".

غابريل

وكان رئيس المنظمة ادوار غابريل القى في مستهل اللقاء كلمة، فقال: "انه لشرف كبير لنا ان تستقبلوا هذا الوفد من مجموعة العمل الاميركية من اجل لبنان، ونشكركم على وقتكم واهتمامكم وعلى فتحكم دائما ابوابكم لكل وفد من المجموعة في كل زيارة نأتي بها الى وطننا الثاني. نشعر اننا قريبون من الحكومة وعملها ونشكركم على ذلك". أضاف: "منذ آخر زيارة لنا للبنان في آذار الماضي، كانت مجموعة العمل الاميركية من اجل لبنان ناشطة جدا في واشنطن من أجل تعزيز العلاقات الثنائية بين لبنان والولايات المتحدة الاميركية وعلى انتاج فهم افضل لهذه العلاقة، خصوصا بعد الانتخابات النيابية، وقد نجحنا بشكل باهر في ان نشرح للحكومة الاميركية ان عليها الا تستعجل في القفز الى الاستنتاجات المتعلقة بنتائج الانتخابات النيابية ريثما يتم تشكيل الحكومة اللبنانية وقد كانت جهودنا ناجحة". ودار حوار بين الرئيس عون واعضاء الوفد تناول مختلف المواضيع المحلية والاقليمية.

اوراق اعتماد

وكان رئيس الجمهورية تسلم قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، اوراق اعتماد عميد السلك الدبلوماسي السفير البابوي الجديد المونسنيور جوزف سبيتري وسفير بولونيا الجديد برزميسلاف نيسيوتوفسكي.

وحضر تقديم اوراق الاعتماد، وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، الامين العام في وزارة الخارجية السفير هاني شميطلي، المدير العام للمراسم في رئاسة الجمهورية الدكتور نبيل شديد ومديرة المراسم في وزارة الخارجية السفيرة نجلا رياشي عساكر.

ولدى وصول السفيرين تباعا الى القصر، أقيمت المراسم والتشريفات المعتمدة، فعزفت موسيقى الجيش نشيد الدولة التي يمثلها السفير، في الوقت الذي رفع فيه علم دولته على سارية القصر الجمهوري الى جانب العلم اللبناني.

بعد ذلك، حيا السفير العلم ثم عرض سرية من لواء الحرس الجمهوري، ودخل بعدها الى صالون 22 تشرين ومنه الى صالون السفراء حيث قدم اوراق اعتماده الى الرئيس عون، كما قدم له اعضاء البعثة الدبلوماسية.

ولدى مغادرة السفير بعد تقديم اوراق الاعتماد، عزفت موسيقى الجيش النشيد الوطني اللبناني.

ونقل السفيران الى الرئيس عون تحيات كل من الحبر الاعظم البابا فرنسيس والرئيس البولوني اندري دودا، وتمنياتهما له ب"التوفيق في مسؤولياته الوطنية"، مؤكدين "العمل من أجل تعزيز العلاقات التي تجمع بين كل من لبنان والكرسي الرسولي وبولونيا".

وحمل رئيس الجمهورية السفيرين البابوي والبولوني تحياته الى كل من البابا فرنسيس والرئيس دودا، متمنيا لهما "التوفيق في مهمتهما الدبلوماسية، وحرص لبنان على تعزيز العلاقات الثنائية في مختلف المجالات".

وفي ما يلي نبذة عن السفيرين الجديدين:

* نبذة عن السفير البابوي المونسنيور جوزف سبيتري:

- من مواليد مالطا، حائز على دكتوراه في القانون الكنسي.

- التحق في السلك الدبلوماسي التابع للكرسي الرسولي في العام 1988.

- عمل في سفارات الكرسي الرسولي لدى كل من باناما، العراق، المكسيك، البرتغال، اليونان وفنزويلا، كما تقلب في مناصب عدة في قسم العلاقات مع الدول التابع لأمانة سر حاضرة الفاتيكان.

- في العام 2009، عينه البابا بنديكتوس السادس عشر سفيرا بابويا في سريلانكا، وفي العام 2013 عينه البابا فرنسيس سفيرا بابويا في ساحل العاج.

- يتقن الانكليزية والفرنسية والاسبانية والبرتغالية والايطالية.

* نبذة عن السفير البولوني برزميسلاف نيسيوتوفسكي:

- حائز على دراسات عليا في الفنون من كلية الدراسات المشرقية التابعة لجامعة وارسو، إضافة الى دراسات عليا في العلوم الادارية من الجامعة نفسها.

- تولى ادارة قسم افريقيا والشرق الاوسط في وزارة خارجية بلاده في العام 2016، بعدما تقلب في مناصب ادارية عدة، حيث عين عضوا في بعثة الاشراف على تطبيق اتفاقية السلام في كوسوفو في العام 1999.

- عين قنصلا عاما لبلاده في لاغوس، وعمل مستشارا لسفارة بلاده في كل من نيجيريا ونيروبي.

- عين سفيرا لبولونيا في نيجيريا بين الـ2009 و2015.

كرم

وفي قصر بعبدا، استقبل الرئيس عون الوزير السابق الدكتور كرم كرم واجرى معه جولة افق تناولت التطورات الراهنة سياسيا واقليميا.

عائلة صادر

واستقبل الرئيس عون، الامين العام ل"جمعية مصارف لبنان" الدكتور مكرم صادر مع افراد عائلته، الذين شكروا رئيس الجمهورية على مواساتهم بفقيدهم المدير العام السابق لشؤون الرئاسة في مجلس النواب شارل خوري صادر.

 

عون استقبل وزيري الداخلية والاقتصاد المشنوق: الخطة الامنية لبعلبك الهرمل ناجحة ومستمرة خوري: إجراءاتنا لحماية الصناعة الوطنية

الثلاثاء 26 حزيران 2018 /وطنية - استقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بعد ظهر اليوم، وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الاعمال نهاد المشنوق، وعرض معه الخطة الامنية في بعلبك الهرمل ومرسوم التجنيس.

المشنوق

وبعد اللقاء، صرح المشنوق: "ان التشاور مع رئيس الجمهورية ضروري في كل المواضيع والاوقات، لكن زيارتي اليوم كانت للبحث في مسألتين: المسألة الاولى والاهم وهي خطة البقاع حيث تناقشنا مع فخامة الرئيس بمدى نجاحها وفعاليتها وجديتها. وقد ثبت ان الجيش اللبناني وهو يستعين عند الضرورة بالقوى الامنية الاخرى، يقوم بعملية جدية للحفاظ على امن اهالي بعلبك الهرمل وعدم تعميم الظلم بمعنى ان الموقوفين هم على الارجح من صدرت بحقهم مذكرات توقيف او عليهم شبهات تتعلق بالفوضى الامنية المثارة في المنطقة، وخاصة في مدينة بعلبك والحمد لله، ان الخطة ناجحة في بداياتها ومستمرة حتى تحقيق الامن لكل اهل المنطقة، وسنصدر قرارا قريبا جدا بوقف كل عوازل الشمس، هذا المرض اللبناني، في كل المنطقة، منطقة بعلبك الهرمل تحديدا، ما عدا للرسميين والامنيين والمدنيين الذين يحق لهم بشكل طبيعي المحافظة عليها بصفتهم الرسمية، لانه يشكل جزءا من حركة التعمية التي تتم في المنطقة".

أضاف: "اما الامر الثاني، فيتعلق بمرسوم التجنيس. وتوصية فخامة الرئيس ان تبقى الامور على حالها دستوريا من دون اي تعديل الى حين صدور قرار مجلس شورى الدولة في شأن الطعنين المقدمين اليه خلال فترة لا اعتقد انها ستكون بعيدة. واليوم تلقينا من المجلس اسئلة محددة حول هذا المرسوم وسنجيب عليها خلال خمسة ايام. وبطبيعة الحال، وكما يأخذ الادعاء فرصة الرد، اتصور انه سيكون هناك جواب او قرار او حكم واضح خلال فترة قريبة من المجلس في شأن هذا الموضوع، وذلك خارج الاثارة الاعلامية والتشهير والتناول الشخصي ان للاسماء التي وردت او للمسؤولين حول هذا المرسوم".

وختم: "يجب ان يكون واضحا بشكل نهائي ان هذا الامر هو حق دستوري لفخامة الرئيس غير خاضع للنقاش خارج اطار القانون والانظمة العدلية المعتمدة وخاصة، واولا ودائما، الدستور اللبناني".

سئل: قيل ان هناك اسماء غير مستحقة ستشطب من المرسوم غير التي تم التشهير بها في المرحلة الاولى؟

اجاب: "لن يحدث اي شيء عملي قبل صدور القرار بالطعن، فما هي اهمية شطب او وضع اسم اذا كان القرار بالبطلان او التثبيت. بعد صدور قرار مجلس الشورى تتخذ كل الاجراءات اللازمة".

سئل: هل يوجد عدد من الاسماء غير المستحقة؟

اجاب: "لم اذكر عددا. هناك دراسة جدية للاسماء من شعبة المعلومات والامن العام. وانا ادرس النصين ويبنى على الشيء مقتضاه عندما يصدر قرار مجلس الشورى".

سئل: اذا ستسقط اسماء من المرسوم، هل سيصحح او يصدر مرسوم جديد؟

اجاب: "حتى ذلك الحين، ماذا يقول النص الدستوري ننفذه ولا مشكلة لدينا، وهذا يتم بالطبع بتعليمات فخامة الرئيس لان هذا حقه".

سئل: هل هذا يعني تجميدا للمرسوم؟

اجاب: "ان التجميد شيء وبقاء الامور على ما هي عليه شيء آخر. لا يوجد تجميد لاي امر دستوري بل ابقاء الامر على ما هو عليه دستوريا الى حين، لان تعبير التجميد دستوريا لا يجوز وهو غير منطقي، ولكن لننتظر قرار مجلس الشورى فيبنى على الشيء مقتضاه".

خوري

واستقبل الرئيس عون وزير الاقتصاد والتجارة في حكومة تصريف الاعمال رائد خوري الذي أوضح على الاثر أنه كان "عرض للاجراءات التي اتخذتها الوزارة لحماية الصناعة الوطنية والتي ليس لها اي اهداف سياسية بل اقتصادية سيادية، وهذا النهج سوف نستمر فيه". وقال: "لقد وضعت فخامة الرئيس في الاجراءات التي طبقناها لترشيق الاهراءات في مرفأ بيروت والتي وفرت ربحا للدولة بعدما اعدنا هيكلة المرفق واعدنا النظر في عقد العمل الجماعي ما ادى الى انخفاض التكاليف الباهظة وحقق ارباحا بعد خسائر. ان هذه الاجراءات تعتبر نموذجية يمكن ان تطبق على الادارات اللبنانية كافة".

وردا على سؤال، قال خوري: "ان الخطة الاقتصادية شارفت على الانتهاء والاسبوع المقبل سنعرض نتائجها على رئيسي الجمهورية والحكومة تمهيدا لاحالتها الى مجلس الوزراء لمناقشتها واتخاذ المناسب في شأنها".

تغريدة الرئيس عون

وغرد رئيس الجمهورية، عبر حسابه الخاص على "تويتر" في اليوم العالمي لمكافحة المخدرات قائلا: "ليس فيها أي خلاص، بل هي كل الجحيم، للفرد، لعائلته، لمحيطه وللوطن".

أضاف: "فلنعمل معا لتحويل مجتمعنا وأولادنا من مشروع ضحية الى مجتمع مكافح ضد المخدرات، لأن المكافحة مسؤولية الجميع وواجب على كل مواطن كما على كل رجل أمن".

 

بري استقبل السفير البابوي ومجموعة العمل الاميركية من اجل لبنان

الثلاثاء 26 حزيران 2018 /وطنية - إستقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري بعد ظهر اليوم في عين التينة، وفدا من مجلس إدارة "مجموعة العمل الأميركية من اجل لبنان" برئاسة إدوارد غبريال، ضم رجال اعمال وشخصيات أميركية من أصل لبناني، وجرى الحديث حول نشاط المجموعة ودورها في تأمين دعم ومساعدة لبنان. وكان الرئيس بري إستقبل السفير البابوي الجديد المونسنيور جوزف سبيتر في زيارة بروتوكولية، وتناول معه الاوضاع في لبنان والمنطقة.

 

باسيل بعد اجتماعي لجنة النازحين في الوطني الحر وتكتل لبنان القوي: تفاهم الشراكة سيستمر ولن يتنازل رئيس الجمهورية عن صلاحياته

الثلاثاء 26 حزيران 2018/وطنية - عقدت لجنة النازحين في "التيار الوطني الحر" اجتماعا، بعد ظهر اليوم، في مركز الاجتماعات والمؤتمرات - سن الفيل بحثت فيه "موضوع النزوح وآخر التطورات التي طرأت على هذا الملف".

اجتماع التكتل

ثم عقد "تكتل لبنان القوي" اجتماعا برئاسة رئيس "التيار الوطني الحر" وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال النائب جبران باسيل بحث خلاله في التطورات الراهنة.

بعد اللقاء، قال باسيل: "قبل اجتماع التكتل، عقدنا اجتماعا للجنة النازحين في التيار، وعرضت خلاله موضوع النزوح منذ بداياته وحتى اليوم. لقد اتخذنا قرارات عدة، وسنتابعها، وهي:

أولا: في طبيعة الحال، لم نبد في أي مرة إلا حسن الضيافة للشعب السوري. كما لم نطالب في أي مرة بعودة قسرية لأي سوري إلى بلاده، بل عرضنا ورقة سياسية تطالب بتطبيق إجراءات ينص عليها القانون اللبناني المنسجم تماما مع القانون الدولي، وذلك للمحافظة على كرامة النازح السوري وكرامة الانسان اللبناني ببقائه في بلده. وإن هذه الورقة لم تحظ بالتوافق في الحكومة الماضية، وبما أننا مصرون عليها وعلى تطويرها مع تطور الامور في الحكومة المقبلة، اتفقنا في التكتل على وضع ورقة مبادىء سياسية تخص النزوح ونجول فيها على القيادات السياسية والروحية في البلد لتأكيد ضرورة تأمين الاجماع الوطني، لأن كل اللبنانيين بكل مناطقهم وطوائفهم متضررون منه، على ان يتبع ذلك مراجعة للاجراءات والمطالبة بتطبيقها".

أضاف: "وهنا أقول، إن لبنان ما زال يتأخر عن استلحاق نفسه في موضوع النزوح، وأعتقد أن الأحداث سبقتنا، لكن العودة ستكون حتمية وستحدث بالشكل الذي يتناسب مع مصلحتي لبنان وسوريا، وخوفي أن نظل كدولة لبنانية متلكئين عن القيام بواجباتنا في كل الأمور المتعلقة بهذا الأمر من تطبيق القانون اللبناني إلى إجراء كل الإتصالات اللازمة لتأمين هذه العودة، فنصبح أمام واقع أن تخسر الدولة اللبنانية قرارها مرة ثانية، كما تخسر ممارسة سيادتها على أرضها بتركها هذا الأمر"

وتابع: "لست أتحدث هنا كوزير خارجية، وقد قمت بواجباتي في هذا الموضوع، بل كرئيس تكتل "لبنان القوي". لن أطالب الدولة بأن توقف تقاعسها في موضوع النزوح، بل سأقول إننا كتيار وطني حر سندرس جديا مسألة تأليف لجان أهلية في القرى والبلدات للتعاون مع كل القوى الموجودة فيها والبلديات لتشجيع العودة عن طريق التواصل الأخوي مع الشعب السوري الشقيق للوصول إلى أفضل السبل لتأمين عودته ولنتفادى أي شكل من أشكال الاحتكاك التي بدأت تنتشر في المناطق. وهنا، نطالب اللبنانيين بالتروي، وقد تحملوا الكثير من أجل هذا الشعب الذي حان الوقت ليعود إلى بلاده. ونشدد على أن التكتل سوف يشكل وفدا نيابيا ويضع ورقة يجول فيها على القيادات السياسية والروحية لتأمين الاجماع الوطني حول سياسة وطنية لبنانية توجب تشجيع السوريين وتسريع عودتهم إلى بلدهم، وتناقض السياسة الدولية المعتمدة لمنع العودة حاليا، ولتقوم بكل الإتصالات اللازمة لتأمين العودة، على أن يصار إلى التركيز على العمل على اللجان الأهلية التي ستشكل في القرى".

وأردف: "هذا ما أردت قوله، لأن هذا الموضوع يزيد الأزمة الاقتصادية، وكل من يحذر منها له الحق في ذلك، لكن الاكيد أن الحمل الذي يحمله اللبنانيون يمنعهم من القيام اقتصاديا مع وجود مليوني شخص من غير اللبنانيين، وهذا يعني أيضا أننا عاجزون عن تأمين الخدمات اللازمة لنا ولهم. ولا يستطيع الاقتصاد أن يقوم ولا نستطيع أن نحقق نموا اقتصاديا مع شعب يشكل 50 في المئة من الشعب اللبناني، فهذه معادلة لا تستطيع أن تتحقق، ومن يحرص على الاقتصاد، عليه أن يعرف أن حل مسألة النزوح السوري هي الأساس لفتح الطرقات إلى الخارج وفك الحصار الاقتصادي الذي نعاني منه منذ بدء الأزمة السورية".

من جهة أخرى، تطرق الوزير باسيل إلى "الوضع الحكومي باختصار"، لافتا إلى أن "هناك نية لعقد مؤتمر صحافي عن هذا الموضوع"، وقال: "أعرف أن هناك أجواء إيجابية خلقت في محاولة لرمي التأخير على أحد الاطراف، لكننا كتكتل نعتمد على قاعدة لا تتغير، وهي أننا خارجون من انتخابات نيابية، وتوزيع الحقوق على الفئات التي ستشارك في الحكومة واضحة. وكما أتت النتائج، بحسب القانون النسبي سيكون التمثيل نسبيا في حكومة الوحدة الوطنية، وهذا يعني أن كل فريق سيتمثل في الحكومة بحسب حجمه في مجلس النواب. هذا بالنسبة إلى حكومة الوحدة الوطنية. أما اذا كانت هناك حكومة أخرى، فهناك معايير أخرى. وهنا، أقول نريد أوسع تمثيل وطني وبأوسع قدر ممكن، فهذه هي القواعد، ومن يخرج عنها ويطالب بشيء من خارج حقه يكون مسؤولا عن التأخير، وهذا أمر نعرف كلنا أنه حاصل. أما أذا أحب أحد الأفرقاء - كما حصل سابقا - أن يتنازل طوعا عن شيء لصالح فريق آخر، فهذا حقه طبعا، لكن إذا لم يرغب أحد بذلك لأن كان هناك شق سياسي في الاتفاق، ولم يعد قائما لأي سبب كان، فلا أحد يستطيع فعل هذا الأمر بفعل جبري، وأقله لا يستطيع أحد أن يغصبنا. نحن نستطيع أن نقدم أو نتساهل او نعطي، ولكن لا أحد يستطيع أن يأخذ منا، لأن الناس هم من أعطوا، ونحن متمسكون به".

أضاف: "للتذكير فقط، إن عدد نواب التكتل 29، ولمن يتحدثون عن الأصوات الشعبية نقول إن التيار الوطني وحلفاءه لديهم 55 في المئة من الأصوات الشعبية، والقوات اللبنانية 31 في المئة، والكتائب 7 في المئة والمردة 6 في المئة. وفي القانون النسبي، لا تستطيع أن تأتي نتيجة الانتخابات بعدد يختلف عن الأصوات الشعبية، لأنه يختلف عن القانون الاكثري، خصوصا أننا نتحدث داخل البيئة الواحدة، فهذه هي الأرقام الحقيقية، وعلينا احترامها واحترام إرادة الناس. وعند ذلك، سيتم تشكيل الحكومة سريعا، ويكون توزيع المقاعد وفق المعايير نفسها".

وتابع: "واخيرا، ومع أجواء المونديال، ندعو كل اللبنانيين إلى تشجيع منتخبنا الوطني في كرة السلة، وأنا سأكون هناك لرفع العلم اللبناني وتشجيعه للوصول إلى المونديال العالمي".

حوار

وردا على سؤال عن المشكلة بين "القوات اللبنانية" و"التيار الوطني الحر" حول تشكيل الحكومة، قال باسيل: "نحن مسرورون بأن تكون حصة القوات اللبنانية أكبر، فلا مشكلة في ذلك، ولم نعترض على اي حقيبة، لا بل نريد أن يأخدوا أكثر، لو لم نكن على تفاهم، ولكن لا يمكن أن يأخذوا حقائب من حصتنا اذا لم نرض عن ذلك. ومعروف كم هي حصص ال15 نائبا و29 نائبا و9 نواب، فهذه عملية حسابية بسيطة، وهكذا تكون حكومة الوحدة الوطنية إذا حسبنا ذلك على قاعدة أن يحصل كل 4 أو 5 نواب على وزير. كل من يطالب بحصة له، يجب ان يفكر بغيره، ومن يريد أن يتكارم فليفعل من حصته. رغم كل ما تعرضنا له في الحكومة التي كنا فيها، انتصرنا في الانتخابات، وحصلنا على التمثيل النيابي والشعبي الكبير، وبفرق كبير، ولا يمكن ان نكسر هذه القواعد، إلا إذا قبلنا بذلك".

أضاف: "لا رغبة لدي، إلا أن نتفاهم جميعا كلبنانيين، وفي حكومة وحدة وطنية على الأقل لا مشكلة في ذلك، لكن الارقام الشعبية والنيابية واضحة ولا لبس فيها، نحن لم نجخل في أي سجال، ولم نتهجم على أحد. لقد تحملنا الكثير في الحكومة، لأننا حرصاء على المصالحة، ووعدت بأننا لن نخرب المصالحة، وعلى الاقل شعبيا، لكننا كقوى سياسية يجب أن نحترم أنفسنا وغيرنا وإرادة الناس".

وطمأن باسيل الناس إلى أن "المشكلة تبقى في إطار تأليف الحكومة"، وقال: "ولكن في النهاية سنرضخ جميعا لمعيار واحد. نحن كتلة رئيس الجمهورية وكتلة العهد، ومن واجبنا الدفاع عن صلاحيات رئيس الجمهورية في الدستور والعرف والممارسة، ولن نسمح أبدا بالمساس بهذه الصلاحيات، ولا أنصح بأن يفتح أحد سجالات من هذا النوع في البلد، لأننا تخطينا هذا الموضوع، ونعتبر أننا في مرحلة شراكة وطنية يجب أن نعززها وسنعززها وسنبني في ما بيننا ثقة أكبر".

أضاف: "هناك متضررون من ذلك، وهذا أمر واضح، فهم ويكتبون باسم مصادر ويفتحون ملفات في غير مكانها مثل اتفاق الطائف وكسر أعراف معينة. وهؤلاء عملوا في السابق من أجل إضعاف أي تفاهم وزعزعته، إلا أن تفاهم الشراكة سيستمر. لقد عملنا وجهدنا كثيرا لتحصيل الحقوق لنعيش في عهد الشراكة، ولن يتنازل الرئيس ميشال عون عن صلاحياته كرئيس جمهورية".

وتابع: "وللاسف، لا نرغب في أن يأتي مطلب خفض القوة أو ممارسة الصلاحية من فريق يفترض أن يكون داعما ومستفيدا من هذه القوة ليعطي لبنان كله القوة.وأتمنى ألا نمس بأسس هذا النظام الذي نعزز الشراكة فيه من أجل لحظة سياسية معينة أو مقعد وزاري".

وردا على سؤال عن موضوع النازحين، قال باسيل: "نحن نمارس حقوقنا كلبنانيين وكمسؤولين عن الناس الذين أعطونا الثقة، وسندخل الحكومة ولن نكون أكثرية فيها، في حكومة الرئيس ميقاتي كنا 61 وزيرا وعجزنا عن اتخاذ قرار في موضوع النزوح، وحتى اليوم ما زلنا ندفع الثمن، وأعتقد أن الخطر الكياني والوجودي الذي يتركه النزوح السوري كبير جدا، لكن العودة ستكون حتمية، ولا نستطيع انتظار القرار الدولي والاتفاقات الدولية، لكن أفرقاء آخرين لم يتضامنوا معنا في الحكومة لاتخاذ القرارات المناسبة. ولذلك، توجهنا إلى الواقع". (لجان محلية...)

وختم الوزير باسيل: "إن أوروبا كلها لم تقدم إلى النازحين نصف ما قدمه لبنان، فلا يعطينا أحد دروسا في الإنسانية".

 

جعجع: تأليف الحكومة سيتأخر لأسابيع قليلة لا أكثر ولبنان لا يزال في دائرة اهتمامات الدول العربية

الثلاثاء 26 حزيران 2018 /وطنية - اشار رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع في مقابلة عبر برنامج "العربية الحدث" مع الإعلامية نجوى قاسم، الى "اننا في بلد تعددي أشبه بالفسيفساء، وتشكيل الحكومة فيه يتطلب القليل من الوقت من أجل التمكن من الجمع بين كل المكونات، وبتقديري، سيتأخر تأليف الحكومة لأسابيع قليلة لا أكثر". أضاف: "نحن لسنا في صدد مشكلة لا حل لها. كما أن العقد ليست سهلة جدا للحل، ونحن في منزلة ما بين هاتين المنزلتين". ورأى أن "الأزمة اليمنية على مشارف الإنتهاء قريبا، ولو لم يتم التدخل السعودي والإماراتي هناك لكانت سقطت تحت السيطرة الإيرانية في غضون أيام قليلة ما كان من شأنه أن يعقد أزمة الشرق الأوسط أربع أو خمس مرات أكثر مما نشهده اليوم"، واصفا قرار التدخل ب"الحكيم". وردا على سؤال عما إذا كان التصعيد الذي نشهده في المنطقة سينعكس سلبا على الداخل اللبناني، قال جعجع: "أعتقد أن أكثرية اللبنانيين لديهم من الوعي ما يكفي لاتخاذ الحيطة والحذر اللازمين عندما تتعاظم وتتعقد السياسات في المنطقة، فمع التصعيد الذي نراه في سوريا والعراق واليمن نرى أن الساحة السياسية الداخلية تذهب إلى المزيد من الإستقرار مع تفاهم ضمني بين الجميع على تحييد البلاد عما يجري في المنطقة إلى حين انجلاء الأوضاع، والدليل على ذلك غياب الخطب التصعيدية والهجومية في الأشهر الأخيرة. ولذا، أستبعد أي انعكاسات سلبية للتصعيد الجاري في المنطقة على مستوى الداخل اللبناني".

وردا على سؤال، قال جعجع: "مما لا شك فيه أن لبنان لا يزال في دائرة إهتمامات الدول العربية، وفي طليعتها السعودية وحليفتها المباشرة الإمارات العربية المتحدة، إلا أن الأزمات في المنطقة حادة وملحة جدا. لذا، ومن باب الأولويات أن تمنح الكثير من الإهتمام العربي".

من جهة أخرى، قال جعجع: "رغم استخدام بعض الساسة اللبنانيين أزمة النازحين السوريين في لبنان من باب الدعاية السياسية، إلا أن الواقع يفيد بأننا نعاني من مشكلة فعلية في هذه المسألة، باعتبار أن لدينا على الأراضي اللبنانية ما يزيد عن مليون نازح، وقد استقبلهم الشعب اللبناني بادىء الأمر لأسباب إنسانية، خصوصا أنهم كانوا هاربين من الإرهاب والحديد والنار، إلا أننا اعتقدنا يومها أن هذا الأمر لن يطول عن بضعة أشهر، ولكن اليوم وفي السنة السابعة لا شيء يدل على أن الحل قريب. لذا، يجب إنهاء هذه المشكلة بشكل سريع خصوصا أن هناك العديد من المناطق الآمنة في سوريا، وفي ظل تقاسم مناطق النفوذ بالشكل الذي نراه يمكن لكل اللاجئين أن يجدوا منطقة آمنة لهم في سوريا حيث يستطيعون العيش بأمان وكرامة". أضاف: "أنا ضد رمي الناس بشكل عشوائي، وإنما تنظيم هذه المسألة باعتبار أنه ليس من مصلحة أحد سقوط لبنان. ولذا، يجب العمل على حل أزمة النزوح، لا سيما أن بلدنا لا يستطيع التحمل أكثر مما تحمله". وردا على سؤال عما إذا كان متخوفا من فتح جبهة إنطلاقا من الأراضي اللبنانية، قال جعجع: "لا أعتقد أنه سيتم فتح أي جبهة من الأراضي اللبنانية، باعتبار أن هذا الأمر لا يفيد أحدا ويرتب مسؤوليات كبيرة وخطيرة وتاريخية على من سيقوم بأمر كهذا، خصوصا أن الصراع الكبير الحاصل اليوم يتمحور حول النفوذ الإيراني في المنطقة، وتحديدا في سوريا، فالغرب يحاول إعادة النفوذ الإيراني إلى داخل الجمهورية الإسلامية في إيران. ومن هنا، أسأل إن كان لا يتم الرد على أي ضربة من الضربات على مسرح المواجهة المفتوح فهل من المجدي فتح مسارح مواجهة مغلقة؟ في طبيعة الحال، هذا الأمر غير وارد".

أضاف: "أعتقد أن قادة حزب الله في لبنان يقدرون خطورة فتح أي جبهة من لبنان، خصوصا أنها لن ترد بفائدة تذكر، لا سيما أن النظرية القائلة إنه في غياب استراتيجية الجيوش يجب اعتماد نظرية المقاومة قد أثبتت فشلها في الأشهر المنصرمة".

 

الحريري في افتتاح معرض بروجكت ليبانون: مقبلون على مرحلة فيها اعمار وبناء ولا تأخير في التأليف

الثلاثاء 26 حزيران 2018 /وطنية - افتتح رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري مساء اليوم معرض "بروجكت ليبانون" في دورته الثالثة وعشرين، في معرض "سي سايد ارينا"، واجهة بيروت البحرية والذي نظمته "الشركة الدولية للمعارض"، في حضور وزراء في حكومة تصريف الأعمال: السياحة افيديس كيدنيان، الإقتصاد رائد خوري، الإتصالات جمال الجراح، وسفراء فرنسا برونو فوشيه، ايطاليا ماسيمو ماروتي، اسبانيا خوسيه ماريا فيري بينيا، رئيس مجلس ادارة "الشركة الدولية للمعارض" البرت عون، رئيس "المجلس الإقتصادي" شارل عربيد وعدد كبير من الإعلاميين.

الحريري

وبعد قص الشريط جال الحريري على المعرض بمختلف اقسامه وقال في دردشة مع الاعلاميين : "انه لفخر له ان يرى هذا النوع من المعارض في لبنان وهو يدل على ان البلد بخير، ونحن مقبلون على مرحلة فيها اعمار وبناء بعد مؤتمر "سيدر"، وهذه الشركات العارضة والمشاركة، تستعد للمرحلة المقبلة، وقد شجعت شركات اخرى لتكون حاضرة هنا. ونحن متفائلون بالمرحلة المقبلة". وهل ثمة عرقلة في تأليف الحكومة وتأخير أجاب الحريري: "لا ان شاء الله بيمشي الحال".

ماروتي

وقال السفير ماروتي من جهته: "ان معرض (بروجيكتس ليبانون) يعتبر منصة رئيسية للتكنولوجيا الإيطالية في مجال البناء والبنى التحتية في لبنان وكل المنطقة، ويشارك فيه 16 شركة ايطالية تسعى إلى عقد شراكة مع شركات لبنانية من اجل ايجاد فرص جديدة".

عون

وأما عون فرأى ان "دعم الحكومة المستمر لمعرض (بروجكت ليبانون) هو شهادة حقيقية على مكانة المعرض الثابتة كبوابة اعمال محورية في لبنان والمنطقة.

ولفت الى ان "من المتوقع ان يحرز الإقتصاد اللبناني وقطاع البناء في شكل خاص تقدما كبيرا في اعقاب (مؤتمر سيدر) الذي نتج عنه تعهدات مالية بقيمة 11,8 مليار دولار، وهذه الخطوة ستؤدي الى اطلاق الكثير من مشاريع البناء والبنى التحتية في قطاع الإنشاءات والبناء في لبنان".

مماري

وأما مديرة "بيزنس فرانس" ماري مماري فقالت: "يسعدنا ان نعرض من جديد منتجات وتقنيات فرنسية مميزة في الجناح الفرنسي الذي يستضيف 18 شركة راغبة في عرض احدث منتجات التكنولوجيا في مجال البناء والهندسة. وتشمل مجموعة المنتجات الهندسة الإنشائية والأشغال العامة والدراسات والمراقبة وادارة الطاقة والطاقة الآمنة ومواد البناء والأسقف المشدودة وانظمة اضاءة وانظمة فتاحات المباني واغلاقها ومد الكابلات واسلاك الخدمات المصرفية التأمينية".

بيان

ووزع "المكتب الإعلامي في المعرض" بيانا جاء فيه: "يعد المعرض اهم الفعاليات التجارية الدولية التي يشهدها لبنان سنويا وموعدا ثابتا على اجندة متخصصي صناعة البناء ومواده ومعداته، حيث تمنحهم المشاركة في هذا الحدث الكبير فرصة للتعرف على المصادر التي يمكن الحصول من خلالها على مواد البناء والمعدات والخدمات واقامة شراكات جديدة ومواكبة آخر التطورات في القطاع". وتابع البيان: "يقام (المعرض) بالتزامن مع المعرض النسخة الثامنة من المعرض التجاري الدولي للطاقة والهندسة الكهربائية، والطاقة البديلة، وانظمة الإضاءة وانظمة التدفئة والتهوية وتكييف الهواء وتقنيات المياه والبيئة. كما يستضيف مؤتمرين متخصصين: مؤتمر اكو اوريون الدولي للتقنيات البيئية والإستدامة والطاقة النظيفة، إضافة الى النسخة الرابعة من المنتدى السوري للأعمال. ويستمر المعرض حتى 29 حزيران الجاري ويفتح ابوابه من الرابعة حتى العاشرة مساء".

 

التيار المستقل رحب بزيارة ميركل: على الخارجية التصرف بحكمة وليونة بموضوع النزوح لأن الحل يبدأ بالتفاوض مع الامم المتحدة

الثلاثاء 26 حزيران 2018 /وطنية - رحب المكتب السياسي لل"تيار المستقل" في بيان اثر اجتماعه الاسبوعي برئاسة رئيس التيار اللواء عصام ابو جمرة في بعبدا، ب"زيارة المستشارة الألمانية ميركل الى لبنان الغارق بأزماته الاقتصادية والإنمائية وتفشي البطالة بسبب النزوح السوري وعجز الحكومات المتعاقبة عن ايجاد حلول له"، معتبرا أن "على الخارجية اللبنانية التصرف بحكمة ودبلوماسية وليونة بهذا الموضوع بعيدا عن العنتريات، وخاصة ان الحل يبدأ بالتفاوض مع الامم المتحدة مرورا بكافة الدول الغربية والعربية المفروض التعامل معها بليونة للوصول الى حلول ناجعة تخرجنا من هذا المستنقع".

واستغرب "التأخير في تشكيل الحكومة، علما ان جميع مكونات السلطة والاحزاب الكبيرة متفقة في ما بينها وقد منحت الثقة للرئيس الحريري وأسدوا النصح بأن يتم تشكيل الحكومة سريعا من التكنوقراط من أصحاب الاختصاص المشهود لهم بنزاهتهم للنهوض بالوطن واخراجه من محنته قبل وقوع أي انهيار اقتصادي او مالي لا تحمد عقباهما". وتوقف المكتب السياسي عند تسمية نائب رئيس الحكومة، مطالبا ب"منح هذا المنصب صلاحيات تتلاءم مع حجم الطائفة الارثوذكسية وان يتم تسميته من قبل نواب الطائفة في ظل غياب مجلس أعلى لها". ودعا الى "الكف عن ممارسة الكيدية السياسية، ومحاسبة من مرر بعض الاسماء بمرسوم التجنيس وانغمس بصفقات بواخر الكهرباء مما شكل التباسا فاضحا سيكلف الخزينة اعباء باهظة". وفي الختام كرر الدعوة الى "إيجاد حلول لأزمة النفايات التي تقتل المواطنين بأمراضها وروائحها بعد ان قضت على موسم السياحة الذي كنا بأمس الحاجة اليه، للتخفيف من الاعباء الاقتصادية وتفادي اصدار قرارات قد ترهق المواطن وتصيب الدورة الاقتصادية بأفدح الخسائر".