المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 26 حزيران/2018

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/newselias18/arabic.june26.18.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة
عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

صَلُّوا مِن أَجْلِنَا، فَإِنَّنَا واثِقُونَ أَنَّ ضَمِيرَنَا صَالِح، ونَحْنُ نُرِيدُ أَنْ نَسْلُكَ مَسْلَكًا حَسَنًا في كُلِّ شَيء

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/السؤال: ع شو مختلفين باسيل وجعجع؟

الياس بجاني/تعتير ومّحل وكلون يعني كلون

الياس بجاني/13 مخيم فلسطيني في لبنان خارج سلطة الدولة

الياس بجاني/سجال نرسيسي على تناتش الحصص والمغانم

الياس بجاني/اوهام ملالوية بانتصارات هي بالحقيقة هزائم مدوية

الياس بجاني/اضبضبوا وبلا بطولات وعنتريات

 

عناوين الأخبار اللبنانية

من أرشيف أبو أرز المشرّف والسيادي/بشير_الجميل_لحراس_الأرز:خَبِرْنا فيكم المثالية والإيمان بلبنان سيداً حراً مستقلّاً

وليد فارس: الحديث عن التوطين في لبنان هذيان تطلقه الابواق الايرانية

٨ قتلى من “حزب الله” في صعدة… وخسائر فادحة لـ”ميليشيات الحوثي”

القبض على 7 خبراء عسكريين من حزب الله في صعدة

قائد الجيش غادر الى الولايات المتحدة... وهذا ما سيبحثه

في البدء كان الفساد/محمد عبد الحميد بيضون

مقتل ثمانية من عناصر حزب الله في عقبة مران بصعدة وإيران توظف حزب الله لتأخير هزيمة الحوثيين في معقلهم بشمال اليمن

معركة الحديدة قلصت خيارات إيران لمساعدة ميليشيا الحوثي.

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليومن اللإثنين في 25/6/2018

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الاثنين في 25 حزيران 2018

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

نقلا عن " تقدير موقف" عدد 231

بيان "لقاء سيدة الجبل

مصادر الأخبار: يمكن للحريري إذا أصر على مراعاة جعجع وجنبلاط أن يعطيهما من حصته

"المارونية للانتشار" تبحث قانون استعادة الجنسية

لقاء الجميل- بو صعب: الكتائب يضع النقاط على الحروف

وزيرة الدفاع الفرنسية في بيروت في النصف الاول من تموز ومساعدات للاجهزة العسكرية والامنية وضبط الحدود اولوية

علوش: يمكن تأليف الحكومة في "24 ساعة"

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

تحريض إسرائيلي على استهداف الأطفال وتأييد عربي لخطة السلام الأميركية رغم الرفض الفلسطيني

رجوي: الغلاء كسر ظهر الإيرانيين بسبب نهب الملالي

ظريف يحذر من مخاطر فشل الاتفاق النووي على إيران

مظاهرات وسط طهران ضد تدهور الوضع الاقتصادي والشرطة قطعت الطريق على مقر البرلمان وشعارات تندد بسياسة التدخلات الإقليمية الإيرانية

مقتل ضابط بحرس الحدود الإيراني في اشتباك غرب البلاد

حكومة روحاني تدعو لوحدة الإيرانيين ضد «الحرب الاقتصادية» ونائب رئيس البرلمان يدعو إلى تشكيل خلية أزمة... ومرجع إيراني يصف تدهور الوضع المعيشي بـ«المؤسف»

شبح الاحتجاجات يعود إلى طهران مع استمرار انهيار الريال تجار هتفوا ضد تدخلات النظام الإقليمية وتجاهل وضع المواطنين بعد ارتفاع سعر الدولار

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

«التقدمي» لباسيل: لن نخضع لإرادتك/عماد مرمل/جريدة الجمهورية

إيران تتغيّر ولكن ليس كما يعتقد ترامب/وماس اردبرينك/نيويورك تايمز/جريدة الجمهورية

بكركي لـ«التيار» و«القوات»: مارسوا السياسة بأخلاق وديموقراطية/الان سركيس/جريدة الجمهورية

نزاع «التيار» و«القوات»: رُبَّ ضارّةٍ نافعة/كلير شكر/جريدة الجمهورية

هل مسموح كسر الحريري/مرلين وهبة/جريدة الجمهورية

حين تفرض إسرائيل نهاية مهمة ميليشيات إيران في سوريا/علي الأمين/العرب

التعثُّر الحكومي والصورة الملبَّدة ومخاوف صندوق النقد الدولي/الهام فريحة/الأنوار

نوح زعيتر والنائب المستغرب/سناء الجاك/النهار

إلى حكومة أقطاب استثنائية : رداً على «صفقة العصر»/حسين أيوب/الأخبار

الى شبابنا المقيم والمغترب تحت كل سماء اوجه النداء/ا.د. سيمون عساف

درعا: نموذج داريا وليس الغوطة/فداء عيتاني/نقلا عن صفحته

محركات المستقبل السعودي/غسان شربل/الشرق الأوسط

المرأة السعودية... طريق التنوير والاستنارة/إميل أمين/الشرق الأوسط

طوق إنقاذ جديد لسياسيي العراق الفاشلين/عدنان حسين/الشرق الأوسط

ليبيا: الجيش بالمرصاد للإرهابيين/د. جبريل العبيدي/الشرق الأوسط

إيطاليا: استراتيجية سالفيني إلى أين ستقوده/فردناندو غوغليانو/الشرق الأوسط

أحزان فيودور/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

رئيس الجمهورية استقبل ستريدا جعجع وتلقى دعوة لحضور افتتاح مهرجانات الارز الدولية

عون في حفل تسليم سيارات للصليب الأحمر في القصر الجمهوري: سأتابع الاقتراح الرامي الى اعتبار من يسقط منهم خلال الواجب شهيدا

عون: الاجراءات الامنية في بعلبك الهرمل سيواكبها عمل انمائي متكامل ولا تهاون مع من يزرع الفوضى والقلق

بري يستقبل سفيري الكويت والنرويج

قاسم: حريصون على حكومة وحدة وطنيــة تمثل الجميع بحسب حجمهم النيابي وحيثياتهم

السفير البابوي الجديد احتفل بالقداس الإلهي في حريصا قبل مباشرة مهمته

جعجع بعد زيارته الحريري:الأجواء القائمة في البلد لا تساعد على تشكيل الحكومة وسنوقف السجالات السياسية ومتمسكون بتفاهم معراب

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية
صَلُّوا مِن أَجْلِنَا، فَإِنَّنَا واثِقُونَ أَنَّ ضَمِيرَنَا صَالِح، ونَحْنُ نُرِيدُ أَنْ نَسْلُكَ مَسْلَكًا حَسَنًا في كُلِّ شَيء

الرسالة إلى العبرانيّين13/من18حتى25/"يا إخوَتِي، صَلُّوا مِن أَجْلِنَا، فَإِنَّنَا واثِقُونَ أَنَّ ضَمِيرَنَا صَالِح، ونَحْنُ نُرِيدُ أَنْ نَسْلُكَ مَسْلَكًا حَسَنًا في كُلِّ شَيء. وأَطلُبُ إِلَيكُم بإِلْحَاحٍ أَنْ تَفْعَلُوا ذلِكَ، حَتَّى يَرُدَّنِي ٱللهُ إِلَيْكُم سَرِيعًا! وإِلهُ السَّلام، الَّذي أَصْعَدَ مِنْ بَينِ الأَمْوَاتِ رَبَّنَا يَسُوع، رَاعِيَ الخِرَافِ العَظِيمَ بِدَمِ عَهْدٍ أَبَدِيّ، هُوَ يَجْعَلُكُم كَامِلِينَ في كُلِّ صَلاح، لِتَعْمَلُوا بِمَشيئَتِهِ، وهُوَ يَعْمَلُ فينَا مَا هُوَ مَرْضِيٌّ في عَيْنَيه، بِيَسُوعَ المَسِيح، لهُ المَجْدُ إِلى أَبَدِ الآبِدِين. آمين. وأُنَاشِدُكُم، أَيُّهَا الإِخْوَة، أَنْ تحْتَمِلُوا كَلامَ التَّشْجِيع، فَإِنِّي كَتَبْتُ إِلَيْكُم بإِيْجاز! إِعْلَمُوا أَنَّ أَخَانَا طِيمُوتَاوُسَ قد أُخْلِيَ سَبِيلُهُ. فَإِنْ أَسْرَعَ في مَجِيئِهِ، سَأَذْهَبُ مَعَهُ وأَرَاكُم. سَلِّمُوا عَلى جَمِيعِ مُدَبِّرِيكُم وجَمِيعِ القِدِّيسِين. يُسَلِّمُ عَلَيكُم الإِخْوَةُ الَّذِينَ في إِيطالِيا. أَلنِّعْمَةُ مَعَكُم أَجْمَعِين! 

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

السؤال: ع شو مختلفين باسيل وجعجع؟

الياس بجاني/25 حزيران/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/65578/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d8%a4%d8%a7%d9%84-%d8%b9-%d8%b4%d9%88-%d9%85%d8%ae%d8%aa%d9%84%d9%81%d9%8a%d9%86-%d8%a8%d8%a7%d8%b3%d9%8a%d9%84-%d9%88/

السؤال: ع شو مختلفين باسيل وجعجع؟ مختلفين ع تقاسمنا حصص ومغانم وتناتش.. الجوز أضرب من بعضون وآخر هم ع قلبون المسيحيي وحقوقهم ووجودهم..أما الغنم والهوبرجية عند التنين فروح روح وتعا تعا..وظيفية بوقية طوعية تندرج تحت خانة الغنمية..كم كنا نتمنى لو انهما يتصارعان على ما هو سيادة واستقلال وقرارات دولية..نحن نعيش زمن بؤس ومحل ع الآخر

 

تعتير ومّحل وكلون يعني كلون

الياس بجاني/25 حزيران/18

حالنا في لبنان المّحل: راكعون وانتهازيون ومارقون وأوباش ولا فرق بين أي صاحب شركة حزب وآخر لأنهم جميعا ودون استثناء واحد قد دخلوا الصفقة الخطيئة وباعوا الوطن وأهله وكلون يعني كلون

 

13 مخيم فلسطيني في لبنان خارج سلطة الدولة

الياس بجاني/25 حزيران/18

سؤال سيادي بامتياز:  لماذا تبقى المخيمات الفلسطينية خارج سلطة الدولة؟ علماً أن اهم بنود طاولة الحوار الأولى كان وبالتوافق انهاء هذا الوضع الشاذ؟

 

سجال نرسيسي على تناتش الحصص والمغانم

الياس بجاني/24 حزيران/18

حبذا لو أن السجال بين أصحاب واتباع شركتي القوات والتيار هو على احتلال حزب الله وتنفيذ القرارين 1559 و1701 وليس على الحصص والمغانم.

 

اوهام ملالوية بانتصارات هي بالحقيقة هزائم مدوية

الياس بجاني،21 حزيران/18

بالتوقف عند  منطق الانتصارات والفتوحات الوهمية الإيرانية يا ألف رضا ورحمة ع خزعبلات واحلام احمد سعيد الناصري والصحاف الصدامي. شي تعتير وبهدلة ع الآخر

 

اضبضبوا وبلا بطولات وعنتريات

الياس بجاني/20 حزيران/18

من يحكم أو يشارك في الحكم أو يمارس السياسة في ظل الإحتلال ويداهنه ويتغاضى عن احتلاله هو يفعل ذلك تحت مظلة المحتل وغب فرماناته.

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

من أرشيف أبو أرز المشرّف والسيادي/بشير_الجميل_لحراس_الأرز:خَبِرْنا فيكم المثالية والإيمان بلبنان سيداً حراً مستقلّاً

http://eliasbejjaninews.com/archives/65572/%d9%85%d9%86-%d8%a3%d8%b1%d8%b4%d9%8a%d9%81-%d8%a3%d8%a8%d9%88-%d8%a3%d8%b1%d8%b2-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b4%d8%b1%d9%91%d9%81-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%b3%d9%8a%d8%a7%d8%af%d9%8a-%d8%a8%d8%b4%d9%8a%d8%b1_/

سعيد أن أتوجّه إليكم شباب حراس الأرز وقد ترافقنا في مقاومة لبنانية واحدة من أجل هدف واحد، الحياة الحرّة في وطن حرّ في إطار دولة قوية.

ربما دخلنا منذ مدة وجيزة في جاذبية الحلّ النهائي لقضيتنا بفضل صمودنا المتواصل متّحدين في وجه كل الأعداء والتجارب.

لكن الثابت أن المقاومة اللبنانية تشكّل حالاً دائمة في تاريخنا، بينما هي حالة مؤقتة في تاريخ الشعوب الأخرى.

إن واقعنا الجغرافي والإجتماعي معرّض في شكل دائم لهزٌات معيّنة، لذلك يجدر بنا ونحن نخرج من حرب السبع سنوات أن نبحث عن صيغة حياة وطنية جديدة تضمن الحرية والمساواة للجميع حيال الوطن، بحيث يكون نظامنا الدستوري صالحاً وقادراً على إبعاد المحن فيوفّر لأجيالنا الآتية الأمن والحريّة، ويجب بالتالي الّا ننسى لحظة ما تعرّضنا له خلال السنوات السبع، لا بل يجب أن تبقى كل المجازر والجرائم والمواقع والمعارك حيّة في أذهاننا، منها نعتبر وبها نستنير لئلا تتكرّر في مرحلة لاحقة مع الأجيال الآتية.

يا رفاقي في المقاومة اللبنانية، لا تنسوا معارك الكرنتينا، وتل الزعتر، والنبعة، لا تنسوا حرب المئة يوم وموقعة قنات ومعركة زحلة.

لا تنسوا القصف والقنص والخطف على الهوية.

كل هذه التجارب الإنتصارات والمآسي تشكّل منبّهاً لمجتمعنا الحرّ، وإنما نتذكر هذه الأمور فليس للحقد أو من قبيل ألضغينة، إنما لئلا نقع في أخطاء الماضي التي تؤدّي بنا إلى مآسي الماضي.

فنحن أساساً شعب لا نحقد على رغم شراسة مقاومتنا، ولا نبغض على رغم غضبنا على المتطاولين على السيادة والكرامة.

لقد بلغنا واقعاً جديداً اليوم بدعوة ألبعض قطف ثمار ألصمود، بينما أفضّل أن أسمّيه واقع بناء دولة مثالية على غرار مقاومتنا المثالية، إذ إن مصير كل صمودنا رهن بنوعية الإفادة منه على صعيد ألعمل السياسي.

من هنا إننا أمام مفترق طرق جديد في إطار خطّنا ألقومي الواحد، وأنتم شباب حراس الأرز تتحمّلون مسؤولية أساسية في ألعمل ألجديد، مثلما كنتم فريقاً أساسياً في القوات اللبنانية إذ خَبِرْنا فيكم ألمثالية والإيمان بلبنان سيداً حراً في الشرق الأوسط.

 

وليد فارس: الحديث عن التوطين في لبنان هذيان تطلقه الابواق الايرانية

25 حزيران/18/لقد اطّلعنا من مواقع اخبارية لبنانية على رواياتٍ تزعم بأن الولايات المتحدة الأميركية وخاصة هذه الادارة تعمل على فرض التوطين الفلسطيني في لبنان أو توطين السوري في لبنان، كمقابل لحلٍّ فلسطيني إسرائيلي. نريد أن نوضح بما اطلعنا عليه في واشنطن، أن هذا الكلام عارٍ عن الصحة وهذه الروايات تنبثق عن البروباغندا الإيرانية في المنطقة وهي تحاول ان تُمارس ضغطا على اللبنانيين وخاصة على المسيحيين كي يبيّنوا مخاوفهم من محاولات جديدة في المنطقة لإيجاد حل بين الفلسطنيين وإسرائيل . وبغض النظر عن احتمال نجاح هذا الحل في هذه المرحلة، الا أن المبادرات الأميركية الحالية والآتية، المنفردة او المشاركة مع الدول العربية من اجل إيجاد حل للفلسطينيين لا علاقة لها لا من قريب ولا من بعيد لا في الحل السياسي اللبناني الداخلي المتعلق بشكل النظام الجديد في لبنان او بمصير اللاجئين الفلسطينيين او السوريين باعتبار هذا الامر شأن لبناني على اللبنانيين ان يتحاوروا حوله بعد ان يتحرروا من سلاح الميليشيات في الداخل. المبادرة الأميركية لا علاقة لها حتى بما يجري في سوريا، على عكس النظام الإيراني الذي يمنع أي حل في اَي مكان في الشرق الأوسط، ويستعمل مؤيدو النظام الإيراني اَي رواية تتعلق بأي مبادرة دولية لإيجاد اَي سلام في أي بقعة من العالم.

بشكل واضح، ملف توطين الفلسطينيين او السوريين هو هذيان ينبثق عن الأبواق المرتبطة بالنظام الإيراني.

 

٨ قتلى من “حزب الله” في صعدة… وخسائر فادحة لـ”ميليشيات الحوثي”

"العربية. نت"/25 حزيران/18/أكد تحالف دعم الشرعية في اليمن ، استمرار تقدم العمليات بمحور صعده ، إضافة إلى تكبد ميليشيات الحوثي خسائر فادحة في الأرواح والعتاد في عقبه مران . وأفاد التحالف عن استهداف 41 عنصرا إرهابيا بعقبة مران وتدمير عرباتهم ومعداتهم. وأضاف أن من بين القتلى 8 عناصر قيادية من “حزب الله” اللبناني بينهم قائد.

 

القبض على 7 خبراء عسكريين من حزب الله في صعدة

العربية/25 حزيران/18/أعلن الجيش الوطني اليمني القبض على قيادي بارز من الحوثيين ومعه 7 خبراء من حزب الله في مديرية الملاحيط جنوبي غرب محافظة صعدة. وأكد قائد اللواء الثالث عروبة اللواء عبدالكريم السدعي، مساء الأحد، أن قوات الجيش نفذت عملية نوعية تمكنت خلالها من أسر قيادي حوثي مع 7 خبراء عسكريين من حزب الله اللبناني خلال معارك عنيفة في جبهة الملاحيط ضمن عملية قطع رأس الأفعى. كما أكد أن المعارك المستمرة منذ أسبوع في جبل "الروقي" والمناطق المحيطة بها في جبهة الملاحيط، خلفت نحو 220 قتيلا من عناصر الميليشيات.

من جهته، أكد تحالف دعم الشرعية في اليمن، استمرار تقدم العمليات في محور صعدة، وتكبد الحوثيين خسائر كبيرة في عقبة مران. وأشار التحالف إلى أنه تم استهداف نحو 41 عنصراً إرهابياً في عقبة مران وتدمير آلياتهم، موضحاً أن من بين القتلى قائداً و7 عناصر من حزب الله اللبناني.

 

قائد الجيش غادر الى الولايات المتحدة... وهذا ما سيبحثه

الاثنين 25 حزيران 2018 /غادر قائد الجيش العماد جوزاف عون إلى الولايات المتحدة الأميركية، في زيارة رسمية تستمر لعدة أيام، يلتقي خلالها عدداً من المسؤولين العسكريين والمدنيين، للبحث في سبل تعزيز علاقات التعاون بين جيشي البلدين.

 

في البدء كان الفساد.

محمد عبد الحميد بيضون/25 حزيران/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/65574/%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF-%D8%B9%D8%A8%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%85%D9%8A%D8%AF-%D8%A8%D9%8A%D8%B6%D9%88%D9%86-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%AF%D8%A1-%D9%83%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B3/

في كل الدول الديموقراطية يبدأ تشكيل الحكومات بإختيار الأشخاص وفق كفاءاتهم وخبراتهم والانجازات التي حققوها في مجالات عملهم.

يتم اختيار اسم او اكثر لكل مركز وزاري وتتم المفاضلة بينهم وفقاً لمعايير الكفاءة والقدرة على احداث فرق حقيقي في الأداء وفِي تقديم المشاريع الناجحة التي تخدم الدولة والمواطن.

أما في لبنان فلا حديث عن الأسماء والكفاءات فقط حديث عن الاحجام.

تشكيل الحكومة مسألة احجام اي قضية ازلام ومحاسيب وليست قضية كفاءات وخبرات ونجاحات.

مجرد الحديث عن الاحجام دون طرح الأسماء يعني اننا امام فساد كبير في العملية السياسية وهو يؤسس لفساد اكبرعلى مستوى السلطة التنفيذية وطبعاً بموافقة ومباركة من السلطة التشريعية.

الفساد اساسه ان الحكومة ستتشكل من ازلام ومحاسيب دون النظر الى كفاءة هؤلاء الأشخاص وخبراتهم وهل لديهم ما يقدمونه للمؤسسات وللبلد.

سيكون الوزراء مجرد أدوات تنفيذية لدى زعماء الطوائف ولدى الأمراء الجدد ينفذون ما يطلبه هؤلاء من مصالح خاصة وخدمات خاصة على حساب الدولة والمواطن .

نقطة الانطلاق هي الفساد ولا يخجلون من الحديث اليومي المبتذل عن مكافحة الفساد.

 

مقتل ثمانية من عناصر حزب الله في عقبة مران بصعدة وإيران توظف حزب الله لتأخير هزيمة الحوثيين في معقلهم بشمال اليمن

معركة الحديدة قلصت خيارات إيران لمساعدة ميليشيا الحوثي.

العرب/26 حزيران/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/65582/%d9%85%d9%82%d8%aa%d9%84-%d8%ab%d9%85%d8%a7%d9%86%d9%8a%d8%a9-%d9%85%d9%86-%d8%b9%d9%86%d8%a7%d8%b5%d8%b1-%d8%ad%d8%b2%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d9%81%d9%8a-%d8%b9%d9%82%d8%a8%d8%a9-%d9%85%d8%b1/

الاستفاقة من سكرة الانتصارات على مرارة الهزائم

وجود عناصر حزب الله اللبناني في صعدة المعقل الأساسي للحوثيين بشمال اليمن، يعكس محاولة إيران المتحكّمة بقرار الحزب مساعدة المتمرّدين الحوثيين على الصمود لأطول وقت ممكن بعد أن أشعل التحالف العربي المواجهة ضدّهم في عدّة جبهات بشكل متزامن، الأمر الذي شتّت جهودهم وأضعف قدرتهم على مواصلة الحرب.

الرياض - أُعلن الاثنين عن مقتل عناصر من حزب الله اللبناني بينهم قائد ميداني خلال العملية العسكرية الجارية ضدّ المتمردين الحوثيين في صعدة بشمال اليمن. ويجمع بين ميليشيا الحوثي والحزب المذكور ولاءهما لإيران إذ يعدّان من أذرعها في المنطقة العربية، وبينهما تنسيق وتعاون حيث تحتاج الميليشيا لخبرات الحزب في حرب العصابات وتهريب الأسلحة وإعادة تركيب المفكّك منها باعتباره أكثر الأذرع الإيرانية قوّة وتحظى عناصره بدورات تكوين في عدّة اختصاصات عسكرية بإيران على يد الحرس الثوري.

ويشترك الطرفان في استخدام أسلحة ومعدّات مهرّبة من إيران بينها الطائرات المسيّرة والصواريخ التي يستخدمها الحوثيون في قصف مناطق داخل الأراضي السعودية. ويفسّر وجود عناصر الحزب في صعدة المعقل الأساسي للحوثيين بشمال اليمن، بجهود إيران لمساعدة المتمرّدين على الصمود في فترة بالغة الصعوبة بالنسبة إليهم بعد أن فتح التحالف العربي بشكل متزامن جبهتي الحديدة على الساحل الغربي وصعدة في الشمال، إضافة إلى جبهات أخرى في البيضاء جنوبي العاصمة صنعاء، ونهم بشرقها، الأمر الذي شتّت جهود ميليشيا الحوثي وأضعف قدرتها على المواجهة.

والإبقاء على سيطرة الحوثيين على عدد من المناطق اليمنية والحفاظ على قدرتهم على مواصلة الصراع وخوض الحرب، أمر حيوي بالنسبة لإيران التي ستكون هزيمة وكلائها في اليمن هزيمة لها أمام خصومها في المنطقة وعلى رأسهم السعودية. ويقول متابعون للشأن اليمني إنّ الأوضاع في اليمن بدأت تسلك وجهة معاكسة لإرادة إيران وقدرتها على الفعل والتأثير، وأنّ خيارات طهران لنجدة وكلائها الحوثيين ودرء الهزيمة عنهم ضاقت إلى حدّ بعيد مع إقفال التحالف العربي لجبهة الساحل الغربي منفذ تهريب السلاح والذخائر إليهم.

ويرى هؤلاء أن محاولات إيران تقتصر على تأخير الهزيمة العسكرية للحوثيين بعد أن باتت وشيكة في انتظار ما ستفضي إليه جهود المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث الذي استأنف جولته بالمنطقة في محاولة لنزع فتيل معركة مدينة الحديدة. وأعلن التحالف العسكري الذي تقوده السعودية في اليمن، الاثنين، أنّه قتل ثمانية عناصر من حزب الله اللبناني بينهم قائد ميداني خلال عملية عسكرية استهدفت المتمردين شمال العاصمة صنعاء. وقال المتحدث باسم التحالف العقيد الركن تركي المالكي في بيان إنه تم “استهداف 41 عنصرا إرهابيا في عقبة مران وتدمير عرباتهم ومعداتهم”، مضيفا “من بين القتلى ثمانية عناصر من حزب الله اللبناني الإرهابي: قائد وسبعة عناصر إرهابية”.  وتقع عقبة مران في محافظة صعدة، معقل المتمردين الحوثيين المرتبطين بإيران. جهود إيران تقتصر على محاولة ربح الوقت للحوثيين في انتظار ما ستفضي إليه تحركات المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث

وهذا أول إعلان رسمي من قبل التحالف العربي عن مقتل عناصر من حزب الله في اليمن. لكن العقيد المالكي قال لوكالة فرانس برس إنّها “ليست المرة الأولى التي يقتل فيها عناصر في الحزب على الأراضي اليمنية”.

وفي مؤتمر صحافي بالرياض، أوضح المالكي أن عناصر حزب الله كانوا ضمن مجموعة “متوجهة إلى قرب الحدود السعودية وتم رصدهم ضمن عملية مراقبة من خلال المنظومات الاستخباراتية”. وتابع أن “العناصر الإرهابية سواء من حزب الله أو من النظام الإيراني يأتون لمساعدة المتمردين في إطلاق الصواريخ البالستية ولتدريبهم على الخبرات القتالية”. ويكثّف الحوثيون من القصف الصاروخي العشوائي للأراضي السعودية بشكل استثنائي في فترات تعرّضهم لضغوط عسكرية وهزائم. وحسب المراقبين فإن الصواريخ الإيرانية التي يطلقها الحوثيون على الأراضي السعودية بمساعدة خبراء حزب الله، والتي لم يبد أنّ لها تأثيرا عسكريا يذكر، عدا إحداثها خسائر محدودة في صفوف المدنيين، تحمل رسائل سياسية من إيران بأنّ وكلاءها مازالوا قادرين على الصمود ومواصلة الصراع. واعترضت دفاعات التحالف العربي الأحد، صاروخين باليستيين أطلقهما الحوثيون باتجاه العاصمة الرياض. وقال المتحدث باسم التحالف العربي العقيد تركي المالكي في بيان نقلته وكالة الأنباء السعودية إنّ قوات الدفاع الجوي للتحالف رصدت “إطلاق صاروخين باليستيين من قبل الميليشيا الحوثية التابعة لإيران من داخل الأراضي اليمنية باتجاه أراضي المملكة”. وأضاف أن “الصاروخين كانا باتجاه مدينة الرياض وأطلقا بطريقة متعمّدة لاستهداف المناطق المدنية والآهلة بالسكان”. وتابع “تمكنت قوات الدفاع الجوي السعودي من اعتراض الصاروخين وتدميرهما ونتج عن ذلك تناثر شظايا على الأحياء السكنية دون أن تنتج عن ذلك أي إصابات”. والهجوم هو الأول الذي يستهدف الرياض منذ إطلاق التحالف في 12 يونيو الجاري حملة عسكرية لتحرير مدينة الحديدة ومينائها الاستراتيجي على الساحل الغربي اليمني من سيطرة الحوثيين، في أكبر معركة تهدف إلى إضعاف الحوثيين بقطع خط إمدادهم الرئيسي بالأسلحة الإيرانية المهرّبة. وسيطرت القوات اليمنية المدعومة من التحالف الأربعاء الماضي على مطار المدينة وتستعد لمعركة تحرير الميناء. وتوصف معركة الحديدة بالمفصلية والمنعطف في حرب تحرير اليمن من سيطرة الحوثيين، ومن وراء ذلك إنهاء التدخل الإيراني في الشأن اليمني وقطع ذراع مهمّة من أذرعها في المنطقة العربية.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليومن اللإثنين في 25/6/2018

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

في معلومات لتلفزيون لبنان أن أكثر من سبعمائة ألف خليجي يعتزمون المجيء الى لبنان هذا الصيف وان حجوزات كثيرة تتم في شركات الطيران وفي الفنادق اللبنانية. وفي المعلومات نفسها ان حوالي نصف الخليجيين الذين سيأتون الى لبنان من السعودية.

وقال مصدر خليجي إن مجيء هؤلاء ينتظر الضوء الاخضر من حكومات دولهم التي ترهن ذلك بتشكيل الحكومة اللبنانية.

وحسب أوساط سياسية في بيروت فإن فكفكة العقد لتأليف الحكومة متواصلة وان العقدة التي تكاد تكون الأخيرة هي حصة حزب القوات اللبنانية الذي يتمسك بخمسة وزراء بينهم نائب رئيس الحكومة وحقيبة سيادية. وقالت هذه الاوساط إن اتصالات تدور بين الرئيس المكلف سعد الحريري وكل من حزب القوات والتيار الوطني الحر.

وعلى الصعيد الأمني، الاستقرار ثابت في جميع الربوع اللبنانية والجيش أقام حواجز ثابتة ومتنقلة وسير دوريات كثيفة في البقاع عموما وبعلبك والجوار خصوصا.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ام تي في"

الحديث عن عرقلات متبادلة لتأليف الحكومة توسعت رقعته بحيث تعدى اتهام القوات والاشتراكي بتوسيع حصتهما اذ دخل اعلان المستقبل مباشرة على الخط متهما التيار الوطني الحر بممارسة طغيان غير مسبوق على صلاحيات الرئيس المكلف ووضع عملية التاليف في اطار المهمة المستحيلة. كيف لا وهو يطالب باحد عشر وزيرا وبمعظم الحقائب السيادية والخدماتية بما لا يترك للمشاركين المحتملين في الحكومة الا الفتات.

اشتعال المحور الجديد لم يحجب الاشتباكات الجانبية بين القوات والتيار والاشتراكي. والخطير في ما يحصل ليس انه يؤخر التاليف فقط بل يضع في مهب الريح كل التفاهمات التي على اساسها انتخب العماد عون رئيسا للجمهورية. واقع الحال يمكن اختصاره بالحوار الافتراضي الاتي: عون للقوات وللمستقبل والاشتراكي، انتم تفشلون عهدي فيجيبونه مداورة صهركم وزير الخارجية هو المسؤول وبتغطيتك اياه يا فخامة الرئيس انت تفشل الرئيس المكلف وتمزق اتفاق معراب وتفاهم كليمنصو. هذه الاجواء دفعت الرئيس بري الى المضي في رحلة الاستجمام الى جنوب ايطاليا.

في السياق نقلت الوكالة المركزية اجواء امتعاض لدى حزب الله لتفرد الوزير باسيل بعملية التاليف من دون ان يقيم اي اعتبار للحزب ولو من باب استمزاج الرأي.

توازيا رشحت من التقرير النهائي لقانون الجنسية الذي وضعه اللواء ابراهيم في عهدة الرئيس عون ان فيه الكثير من الشوائب وهو ربما ارفق برأي ينصح بالغائه برمته.

* مقدمة نشرة أخبار "الجديد"

صفر العداد وإلى المربع الأول تراجعت مساعي التأليف الرئيس المكلف سعد الحريري استعان بوزير التربية مروان حمادة ليحجز له مقعدا في إحدى المهنيات في حال "ما مشي الحال" بالحكومة رئيس مجلس النواب نبيه بري "طنش" وحزم حقائب السفر ليركب طائرة راحة البال إلى عطلته الصيفية. بين جبران باسيل والحريري سكة الكلام مقطوعة ما لم يحمل رئيس التيار جوابا نهائيا من رئيس الجمهورية حتى اللقاء الثنائي بين عون والحريري صار لزوم ما لا يلزم فأرجأ زيارته التي كانت مقررة بالأمس لبعبدا إلى أجل غير مسمى فانخفض مستوى التشاور إلى مرتبة قيادات الصف الثاني وصار الحكي بالواسطة عبر الثلاثي ابراهيم كنعان آلان عون وغطاس خوري. وبحسب أوساط بيت الوسط فإن الحريري ما عاد يستعجل التأليف بعدما تراكمت عليه مطالب التيار الوطني. ظهرت عوارض التريث على الحريري لكن الحمى أصابت غير طرف فوصف مصدر مسؤول في القوات اللبنانية جبران باسيل بأنه يسعى للتعمية لتغذية حصة التيار الوزارية على حساب القوات وقضم حقوقها مصدر آخر في القوات أشار إلى أن التشكيلة الحكومية التي قدمها الحريري لعون كانت تتضمن إسناد حقيبة الدفاع الى القوات بموافقة سائر الأطراف إلا أن الطرح رفض كما حدد ثلاثة وزراء لعون من ضمنهم مسيحي محسوب على الوزير أرسلان وسني من خارج تيار المستقبل مع الإبقاء على المقاعد الدرزية الثلاثة من حصة جنبلاط. القوات والاشتراكي استغلا الوقت الضائع فنشطت بينهما الاتصالات والمشاورات أما دوائر عين التينة فأكدت أنها قدمت كل التسهيلات الممكنة وأن الأمور لا تزال عالقة بين الرئاستين الأولى والثالثة وأضافت أن لا عراقيل خارجية وخصوصا الإقليمة في ملف التأليف الملهاة الحكومية على المسرح اللبناني لم تعر أذنا للتراجيديا الاقتصادية التي ضربت إيران حيث اهتزت عملة الجمهورية لكن الجمهورية لم تقع في حرب الإرادات حيث في كل مرة تتعرض الجبهة الايرانية الداخلية لهزة مالية أو سياسية بهدف تأليب الشعب على النظام يستحضر قرب سقوط النظام وهو استحضار يبدو رغبة أكثر من كونه حقيقة مبنية على الوقائع أما الواقع الذي أعاد إنتاج نفسه فكان في المسلسل التركي الطويل حيث أضاف رجب طيب أردوغان خمسة أعوام جديدة إلى خمسة عشر عاما مضت على رأس السلطة بعدما أمسك حزب العدالة والتنمية بيد الحركة القومية وإذ نال شهادة إكمال في امتحان البرلمان فإنه كسب حرب الرئاسة والصلاحيات.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ان بي ان"

بعدما خطت الإتصالات خطوة الى الأمام عادت الى الدوران حول نفسها لينخفض منسوب التفاؤل بتشكيل الحكومة والذي شهد إرتفاعا الأسبوع الماضي ولاسيما مع تجدد تصاعد وتيرة الإشتباك السياسي بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية.

على خط بعبدا ليس هناك أي موعد سجل لزيارة الرئيس المكلف سعد الحريري ما لم يكن لديه ما يوحي بوجود تطور جديد.

اما على خط عين التينة فلم يعكس زوار رئيس مجلس النواب نبيه بري أي أجواء تفاؤلية حول قرب تشكيل الحكومة ونقل عنه زواره انه لم يتلق أي اتصال في موضوع الحكومة وقال: أمضيت يوما كما أردته من دون منغصات بعدما كان يأمل في أن تولد الحكومة قبل نهاية الأسبوع الماضي ولكن الأمور بدت عكس ذلك فقد وعد بايجابيات ولكن الأمور وصلت الى مكان حال دون ترجمة هذه الإيجابيات وولادة الحكومة.

الرئيس بري وردا على سؤال حول مكامن العقدة أجاب العقدة ليست عندنا بل هي في عهدة رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف وأضاف أعتقد أن السبب انهما لم يتوافقا بعد على الأحجام ولم يدخلا في الأسماء وهذه هي حدود المشكلة وأضاف الرئيس بري: لا أعلم ان كانت هناك أسباب اخرى طارئة وجديدة قد ظهرت على حافة التأليف.

الرئيس بري قال أعود وأذكر إننا في لقائنا مع الرئيس المكلف أكدنا له كثنائي شيعي إننا من باب تسهيل تأليف الحكومة نحن مع ان تبقى لناحية الأحجام كما كان عليه الحال في الحكومة ومن هنا كان طرحنا بستة وزراء ثلاثة لحركة أمل وثلاثة لحزب الله وذلك بمعزل عن حجمنا النيابي الكبير.

مصادر مواكبة لعملية التشكيل كشفت للـ NBN أن الأمور ليست مجمدة وأن هناك اتصالات تجري على أكثر من خط لتذليل العقبات بغية التوصل لحل وسط وفق قاعدة (لا يموت الديب ولا يفنى الغنم). وأشارت المصادر أن كل الأطراف أبدت رغبتها بالحلحلة وتجري الآن عملية أخذ ورد حول أفكار مطروحة يمكن أن تتبلور في الساعات القليلة المقبلة إذا صدقت فعلا نوايا الحل.

في بعلبك – الهرمل تتصاعد وتيرة الخطة الأمنية مع تكثيف إجراءات الجيش والتوقيفات ووضع حواجز ثابتة ومحركة في القرى والبلدات ما أرخى جوا من الإرتياح الشعبي النسبي وهو يحتاج إلى إستكماله وصولا إلى الخواتيم المرضية.

* مقدمة نشرة أخبار ال "او تي في"

النازحون والاقتصاد والفساد. عناوين ثلاثة جدد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون تحديدها للمرحلة المقبلة، ولاسيما بعد تشكيل الحكومة الجديدة.

عناوين لا يبدو أنها تعني الكثير للمصرين على العرقلة، حينا بالخروج على اتفاقات سياسية واضحة، وأحيانا بنفخ الأحجام بشكل مفضوح، ضاربين عرض الحائط بروح الدستور، قبل الأعراف والتقاليد.

فعلى مستوى القوات اللبنانية مثلا، تشير مصادر متابعة لمسار التشكيل، إلى أن ثمة من ينسى أن دعم العهد الرئاسي بما يمثل على المستويين الوطني والمسيحي، هو جوهر تفاهم معراب، وليس الحصص الوزارية والإدارية، التي كان التوافق عليها سهلا يوم كان التفاهم محترما، وهو ما تشهد عليه تركيبة حكومة تصريف الأعمال. ولعل الإشكالية المطروحة في هذا المجال، تتابع المصادر، هو أن التيار الوطني الحر ينظر إلى تفاهم معراب من منظور الالتفاف حول العهد، فيما يتعامل معه آخرون من منطلق الالتفاف على العهد، عبر الحصول على مكاسب في المقاعد، ثم استخدامها مطية للتصويب على العهد، على ما جرت العادة لأشهر مضت.

أما على مستوى نفخ الأحجام، فحدث ولا حرج، عن القوات والاشتراكي، وربما آخرين. فلا المعايير واضحة، ولا القواعد مطبقة، ولا العدالة محترمة، ولا المساواة مؤمنة... ويحدثونك عن حكومة ومواعيد.

لكن في كل الأحوال، النوايا المعلنة إيجابية، والتشاور مفتوح، وإدراك مفهوم الشراكة واقع لا محال، ولو بعد حين، تختم المصادر.

* مقدمة نشرة أخبار "المنار"

بين امنها وانمائها تختصر الاولويات اليوم، منطقة بعلبك – الهرمل الواقعة تحت مجهر التطور الذي فرضه اهلها مع رفعهم الصوت ضد الفلتان الامني والغياب الرسمي..

مشت الدولة نحو البقاع، والامل بان تواصل المسير الى النهاية المرجوة مع الخطة الامنية التي حشدت لها كل الاصوات العسكرية والامنية والسياسية، وبات التراجع عنها او عدم وصولها الى نتائج حقيقية يهدد هيبة الدولة بكامل اجهزتها..

الخطة المقسمة بين تأمين الامن اليومي للبقاعيين، وتوقيف كبار المتورطين وتفكيك شبكاتهم للخطف والسرقة والقتل والمخدرات، بدأت بخطوات تدريجية، واكبها اليوم نواب المنطقة مع رئيس الجمهورية الذي وافقهم بأن الخطة تحتاج الى خطوات انمائية، وان المهمة ستلقى منه الرعاية الشخصية..

وحتى تبين النتائج لما فيه مصلحة البقاعيين وكل اللبنانيين، لا نتائج مبينة على الخط الحكومي المحاصر بثقل النزال بين التيار الوطني الحر والقوات، المرتبط بانتفاخ بعض المطالب والاحجام، وصمت الرئيس المكلف عن خطوات جدية توازي التصريحات المليئة بامنيات سرعة التأليف..

اقليميا سرعة تقدم الجيش السوري على جبهات الجنوب تقلق الصهاينة الذين باتوا يسلمون بغلبة الجيش وقرب انهائه لوجود المسلحين على حدود فلسطين والجولان المحتلين، ليكون حال اعلامهم اليوم نعي كل الجهود الاسرائيلية على خط الجبهة السورية..

وعلى جبهات اليمن، مزيد من الصمود الاسطوري للجيش واللجان، ولشعب ما زال قادرا على استهداف عواصم العدوان رغم كل انواع الحصار والقتل الهمجي والدمار، وليس آخره مجزرة عمران بأشلاء اطفالها ونسائها التي باتت تحاصر المجتمع الدولي والمنظمات الاممية ومصداقيتها، قبل ان تكتب على صفحات العدوان سجلا جديدا من الجرائم بحق الانسانية..

* مقدمة نشرة أخبار "المستقبل"

محركات الرئيس المكلف سعد الحريري تعمل بكامل قوتها مع جميع الافرقاء السياسيين للوصول الى تشكيل الحكومة في اسرع وقت ممكن، وسيكون للرئيس الحريري هذا المساء، مشاورات تتعلق بالحكومة ولكن يبقى على القوى السياسية التجاوب وتحمل مسؤولياتها في تسهيل عملية التشكيل عبر التواضع بالمطالب.

الرئيس الحريري كان قد اكد من السراي الكبير أن المرحلة المقبلة هي مرحلة تنفيذ برنامج الاستثمار بالبنى التحتية الذي يتضمن أكثر من 280 مشروعا، موزعة على كافة القطاعات وتخلق فرص عمل بالآلاف.

الى ذلك، يحتفل لبنان باليوم العالمي لمكافحة المخدرات من خلال سلسلة نشاطات توعوية ورفع الاعلام البيضاء تحت العلم اللبناني وهي تحمل عبارة لبنان بلا مخدرات وبلا إدمان. وعلم تلفزيون "المستقبل" أن بلدية بيروت ستبحث الخميس امكانية انشاء أول مصح في العاصمة لمعالجة المدمنين. وسنعرض في النشرة تقريرا عن حالات لمدمنين.

اقليميا، اعلن المتحدث باسم تحالف دعم الشرعية في اليمن، تركي المالكي، عن مقتل ثمانية عناصر من “حزب الله” بينهم قائد ميداني في منطقة عقبة مران في صعدة.

اقليميا ايضا، واصلت العملة الايرانية انحدارها امام الدولار الاميركي، وهو ما ادى الى قيام سلسلة تظاهرات في مختلف المدن الايرانية لا سيما العاصمة طهران.

* مقدمة نشرة اخبار ال "ال بي سي"

الحكومة عالقة بين محورين: محور رئيس الجمهورية وتكتل لبنان القوي من جهة، ومحور الرئيس المكلف وتكتل الجمهورية القوية واللقاء الديموقراطي من جهة ثانية.

أما محور الثنائي الشيعي فينتظر ما ستؤول اليه اتصالات المحورين الأولين، ولكن من خلال المؤشرات، فإن العراقيل على حالها، وكل طرف متشبث بمطالبه من دون ان يتزحزح خطوة في اتجاه التفاهم. وإذا كانت الإنتخابات النيابية قد صدعت التحالفات والتفاهمات، فإن التجاذبات حول عملية التشكيل كان من شأنها ان تقضي على ما تبقى من تماسك هش في هذه التفاهمات والتحالفات.

وإذا كان ما بعد الإنتخابات النيابية ليس كما قبلها، فإن ما بعد تشكيل الحكومة لن يكون كما قبلها، خصوصا في ظل الإنقسام السياسي الحاصل الذي أخرج كل عناوين الخلافات من الصدور وجعلها على الألسن، ليبقى السؤال: ماذا لو تمسك كل فريق بطرحه عن حجمه وعن الحصة التي يريدها، ورفض التراجع عنها؟ كيف بالإمكان تدوير الزوايا إذا كان كل طرف متمترسا في زاويته ولا يريد مغادرتها؟ التشكيل وقع في مأزق، ولا خروج منه سوى بالتنازلات المتبادلة، خصوصا ان لا طرف قادرا على التدخل لثني هذا الطرف او ذاك عن موقفه ومطالبه؟

في الانتظار برز تطور ميداني ولكن في اليمن. قوات التحالف تحدثت عن مقتل ثمانية عناصر من حزب الله في اليمن. هذا الخبر تعاطى معه حزب الله بصمت مطبق فلم يعلق عليه لا من قريب ولا من بعيد... أما التطورات الميدانية فلا علاقة لها بالتعثر السياسي، بحيث باشر الجيش اللبناني تنفيذ خطة أمنية في بعلبك الهرمل لوضع حد للفلتان المستشري في تلك المنطقة.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الاثنين في 25 حزيران 2018

النهار

تردّد أن زيارة نجل الرئيس عصام فارس الى بيروت تمهد لزيارة مماثلة يقوم بها والده قريباً ويمكث بعض الوقت في ‏ربوع لبنان.

سخر ضابط أمني رفيع من المواعيد التي تضرب لبدء الخطة الأمنية في البقاع وقال إن أحداً لن يطلق مواعيد محددة ‏لها.

تنشر مواقع عربية صفحات جديدة من وثائق بنما وفيها أسماء لبنانيين يديرون شركات متعددة في أماكن التهرّب ‏الضريبي.

ينفي نائب زحلي ما تردّد عن نية بطريرك الكاثوليك عقد خلوة زحلية من دون نواب المدينة ويعتبر أن لا أساس ‏للموضوع الا في تسريبات معروفة "المصدر المحلي جداً".

البناء

خفايا

سعت أوساط الرئيس المكلف تشكيل الحكومة إلى التأكيد أنه لم يقصد رمي الكرة في ملعب رئيس الجمهورية حين قدّم ‏له يوم الجمعة الفائت مسودّة تشكيلة حكومية تستثني قوى وكتلاً نيابية أساسية، لكن مصدراً سياسياً متابعاً لاحظ أنّ ‏وسائل الإعلام الدائرة في فلك الرئيس المكلف عكست ذلك وإنْ بلغة إيجابية ملطّفة حين تحدّثت عن حكمة رئيس ‏الجمهورية وقدرته على إيجاد الحلول المطلوبة للعقد التي لا تزال تحول دون أن تبصر الحكومة الجديدة النور

كواليس

توقّعت مصادر أردنية شبه رسمية وجود تفاهم روسي أميركي على مضمون التسوية في جنوب سورية، وفقاً للصيغة ‏التي تمّ التداول بها قبل شهر وتتضمّن انتشار الجيش السوري حتى الحدود الأردنية وانسحاب الجماعات المسلحة، وأن ‏رفض الجماعات المسلحة للتسوية يتيح حسماً عسكرياً معها من دون تدخل أميركي على أن تبحث لاحقاً البنود الباقية ‏كالانسحاب الأميركي والإيراني من جنوب سورية وانتشار الجيش السوري حتى حدود الجولان والعراق...

الجمهورية

إعتبر مرجع ديني أن جولة أحد الدبلوماسيين العرب على المسؤولين هي بمثابة ردّ للزيارة التي قام بها زعيم وسطي ‏إلى دولة إقليمية.

يقول مسؤول حزبي للذين يسألونه عن تأليف الحكومة والعرقلة في إعلانها "إن التبعية للخارج غير مسبوقة في ‏لبنان".

تردّد أن وزيراً أثيرت حوله تساؤلات في الفترة الأخيرة تلقّى دعوة رسمية لزيارة دولة لعبت دوراً في إثارة هذه ‏التساؤلات.

اللواء

يتردد اسم نائب بيروتي أسبق لتولي وزارة سيادية يحرص تياره على الاحتفاظ بها, بعدما تأكد تمسّك هذا التيار بمبدأ ‏الفصل بين النيابة والوزارة!

نشب خلاف بين رئيس تيار سياسي ونائبه على خلفية التأزم الحاصل بين التيّار وحزب سياسي مسيحي كان نائب ‏الحزب قد لعب دوراً محوريآً في التوصل إلى التفاهم المعروف معه!

هدّد نواب كتلة شمالية بعدم منح الثقة للحكومة العتيدة والذهاب إلى المعارضة في حال لم يتم تمثيل الكتلة في الوزارة ‏الجديدة!

المستقبل

يقال إنّ أكثر من رئيس كتلة نيابية كانوا متوجّسين من احتمال وجود عقبات خارجية تؤخّر تشكيل الحكومة تيقّنوا بناء ‏على تطورات الأيام الماضية أن مصدر العقد داخلي فقط.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

نقلا عن " تقدير موقف" عدد 231

25 حزيران/18

في السياسة

ينظر "التقدير" بقلقٍ كبير إلى استسهال الكلام على إدخال "تعديلات" على اتفاق الطائف بحجّة "تطوير" الاتفاق حتى ولو أدّى ذلك إلى الإطاحة به!

فهناك من يتحدث عن وضعِ مهلٍ أمام رئيس الحكومة لتشكيلها خلافاً لاتفاق الطائف!

وهناك من يتحدث عن ضرورة "إدخال التوقيع الرابع" على كل المراسيم خلافاً لاتفاق الطائف!

وهناك ايضاً وأيضا من يتحدث عن "تعديلات" لاتفاق الطائف حصلت بحكم الأمر الواقع، وبالتالي علينا تشريع هذه التعديلات!

الكلام على تعديل اتفاق الطائف في ظلّ خللٍ موصوف في موازين القوى وفي منطقة متقلّبة ومن دون أن يكون قد طبّق تطبيقاً صحيحاً وأميناً منذ ولادته حتى الآن، ليس فقط خطوة باتجاه المجهول إنما دعوة إلى تجديد العنف في لبنان!

تقديرنا ورسالتنا

لا بديل عن الطائف إلا الطائف...

هذه هي رسالتنا الدائمة!

 

بيان "لقاء سيدة الجبل

25 حزيران 2018/عقد "لقاء سيدة الجبل" اجتماعه الأسبوعي في مكاتبه في الأشرفية بحضور السيدات والسادة أنطوان قسيس، إيلي الحاج، إيلي حاطوم، ايلي قصيفي، بهجت سلامه، توفيق كسبار، ربى كبارة، سامي شمعون، طوني الخواجه، طوني حبيب، ، فارس سعيد، نوفل ضو، كمال الذوقي وأصدر البيان التالي: توقّف "اللقاء" أمام تردّي الوضع المالي والإقتصادي اللبناني الداخلي في ظل إستسهال بعض السياسيين والخبراء في توصيف الوضع على أنه "على شفير الهاوية، ووسط إصرار السلطة على تجاهل تحذيرات وحلول صندوق النقد الدولي. وبدلاً من طرح وتنفيذ الحلول، أو أقلّه تطمين اللبنانيين، تتلهّى القوى السياسية في الخلاف على حصصها في الوزارات ناهيك عن الخلافات السياسية العقيمة. لا يستقيم بناء دولة بشروط فريق، لا تستقيم معالجة أزمة مالية من خلال تجاهلها، لا حلول فئوية لأزمة وطنية، لأن الرغيف هو رغيف المسيحيين والمسلمين والإنهيار هو إنهيار للجميع وعلى الجميع.

 

مصادر الأخبار: يمكن للحريري إذا أصر على مراعاة جعجع وجنبلاط أن يعطيهما من حصته

النشرة/الإثنين 25 حزيران 2018 /استغربت مصادر واسعة الإطلاع في التيار الوطني الحر إشاعة أجواء التفاؤل عن قرب التأليف في اليومين الماضيين على رغم استمرار العقد على حالها، "وكأنّ هناك من تعمّد ذلك ليرمي بتبعات هذه العِقد على قوى أخرى".

على رغم ذلك، أكدت المصادر لـ"الأخبار" أنّ الكرة في ملعب رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري الذي يمكنه تشكيل الوزارة بسرعة كبيرة في حال وضع القواعد الأساسية المنطقية للتأليف وغادر منطق مراعاة من يريدون أخذ حصص أكبر من أحجامهم". وسألت: "بأي منطق يُطالب وليد جنبلاط بثلاثة وزراء بعدما تراجع تمثيله النيابي إلى تسعة نواب فيما كان في الحكومات السابقة يتمثل بوزيرين على رغم أنّ كتلته كانت تعد 17 نائباً؟ ولماذا لا يتمثل النائب طلال إرسلان، أو من يمثله، وهو الذي خاض معركة وربح فيها؟ وإذا كانت القوات ستتمثل بثلاثة وزراء، فهذا يعني وفق قاعدة النسبة والتناسب التي نصرّ عليها أن من حق التيار الوطني الحر أن يتمثل بتسعة وزراء، وكذلك الأمر بالنسبة لثنائي حزب الله - أمل". وإذ شدّدت المصادر على أنّ منصب نائب رئيس الحكومة "من حصة رئيس الجمهورية، ونقطة على أول السطر"، أكّدت "أننا لا نمانع في إعطاء القوات وجنبلاط ما يريدان ولكن ليس من حصتنا. يمكن رئيس الحكومة إذا أصر على مراعاتهم أن يعطيهم من حصته". وأشارت إلى أن الاتفاق السياسي بين التيار والقوات "الذي يتهموننا بالتراجع عنه، ينصّ على رأس بنوده أن يكون تكتل القوات كتلة للعهد وحامية له سياسياً. لكن أداءهم في كلّ المرحلة الماضية أظهر عكس ذلك، من وقوفهم في وجهنا في مجلس الوزراء إلى طعنهم بصلاحيات الرئيس في توقيعه مرسوم التجنيس". وحول ما إذا كان هناك توجه داخل التيار إلى فصل النيابة عن الوزارة، لفتت المصادر إلى أن "القانون الذي تقدمنا به في هذا الشأن لم يمر في المجلس النيابي. وعليه ليس ما يلزمنا بذلك. نفعل ما نراه مناسباً ووفق مصلحتنا".

 

"المارونية للانتشار" تبحث قانون استعادة الجنسية

المركزية/25 حزيران/18/عقدت المؤسسة المارونية للانتشار جمعيتها العمومية وبحثت قانون استعادة الجنسية ومشروع اطلاق الحملات الترويجية لاستعادة الجنسية بالاضافة الى الموافقة على قطع الحساب. ترأس الاجتماع البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي بمشاركة رئيس وأعضاء مجلس الأمناء وتم الاطلاع على التقرير الدوري لنشاطات المؤسسة وعمل مكاتبها في الانتشار وعلى مسار تطبيق قانون استعادة الجنسية وآلية التنسيق مع الوزارات المعنية والإدارات الرسمية والابرشيات المارونية. كما ناقش الحاضرون مشروع الحملات الإعلانية التي تنوي المؤسسة اطلاقها بالتنسيق مع وزارة الخارجية والمغتربين للترويج لاستعادة الجنسية. كذلك تسلّم الحاضرون نسخة من الدراسة المفصلة التي قدمتها المؤسسة الى رئيس الجمهورية خلال اجتماعها يوم الخميس 21 حزيران 2018 حول مرسوم التجنس رقم 5247 الذي صدر عام 1994 والذي تسبب بالخلل الديموغرافي الخطير وأعطى الجنسية الى 193.635 غير لبناني. وقرر المجتمعون وجوب متابعة هذا الملف لتفعيل المقترحات التي قدمتها وذلك بهدف تصحيح الخلل الديموغرافي ورفع الظلم عن المسيحيين وبالأخص عن الطائفة المارونية. كما تمت الموافقة على قطع حساب العام 2017 المقدّم من الخبير المالي وبالتالي إعطاء براءة الذمة لمكتب مجلس الأمناء كما جرى التصويت على موازنة العام 2018.

 

لقاء الجميل- بو صعب: الكتائب يضع النقاط على الحروف

المركزية/25 حزيران/18/أوضح مجلس الاعلام في حزب الكتائب، في بيان، أن "بعض وسائل الإعلام والمواقع يتناقل الكثير من الكلام والتحليلات عن مفاوضات ومبادرات ما بين التيار الوطني الحر والكتائب اللبنانية على خلفية المشاركة في الحكومة وخصوصا بعد اللقاء الاخير الذي جمع رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل والنائب الياس بو صعب في الصيفي. يهم حزب الكتائب اللبنانية أن يؤكد أن التواصل مع جميع الافرقاء، بمن فيهم التيار الوطني الحر، طبيعي ومستمر ويتمحور حول كيفية وإمكان العمل المشترك لمصلحة لبنان في هذه الظروف الدقيقة على الصعيد السياسي والاقتصادي بغض النظر عن المشاركة او عدم المشاركة في الحكومة. ويشدد حزب الكتائب على ان لقاء الجميّل- بوصعب يصب في هذا الاطار اي من باب التواصل المعهود مع الجميع وليس من باب حمل اي مبادرات محددة. و يبقى الجزء الأكبر مما يقال مجرد تحليلات وأقاويل".

 

وزيرة الدفاع الفرنسية في بيروت في النصف الاول من تموز ومساعدات للاجهزة العسكرية والامنية وضبط الحدود اولوية

المركزية/25 حزيران/18/اذا كان تشكيل الحكومة حاجة ملحة للبنان لمواجهة التحديات السياسية والاقتصادية والمالية والاجتماعية على كثرتها، فإنه في الوقت نفسه يشكل محطة مهمة للخارج نسبة لارتباط مواعيد زيارات عدد من المسؤولين الغربيين والعرب على السواء الى بيروت بولادة حكومة العهد الاولى ليتسنى لهم اجراء محادثات مع اركان السلطة مكتملة لا سيما التنفيذية لجهة التعاون والمشاريع المشتركة. وفيما وعد الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون بعيد انتخابه بزيارة لبنان لكن الموعد لم يحدد حتى الساعة لانشغاله على ما يبدو بملفات داهمة ومواكبة ازمات اقليمية على مستوى من الاهمية، علمت "المركزية" ان وزيرة الدفاع الفرنسية فلورانس بارلي ستزور لبنان في النصف الاول من تموز المقبل، غير ان الموعد لم يحدد في شكله النهائي بعد في انتظار المسار الحكومي وامكان بلوغه خط النهاية، حتى اذا ما حضرت الى بيروت تجري محادثات مع نظيرها الاصيل وليس مع وزير في حكومة تصريف اعمال، خصوصا ان ملفات البحث ستتركز في شكل خاص على برنامج المساعدات الفرنسية للاجهزة العسكرية والامنية اللبنانية في ضوء نتائج قمة روما 2 التي اتخذت قرارات بدعم الجيش وسائر الاجهزة الامنية.

وتتحرك فرنسا، وفق ما تؤكد اوساط دبلوماسية مطّلعة لـ"المركزية" في هذا الاطار، بعدما حطّت المستشارة الالمانية انجيلا ميركل في بيروت يومي الخميس والجمعة الماضيين في زيارة هدفت الى تأكيد دعم المانيا التزام قرارات "سادر" واستعجال لبنان الافادة من الزخم الدولي الذي تجلى في مؤتمرات روما 2 "وسادر" وبلجيكا للنازحين، وحث المسؤولين على وجوب تشكيل حكومة سريعا لتنفيذ المشاريع التي قدمها لبنان في "سادر" من خلال مساعدات دولية قدرت بنحو 11 مليار دولار تبقى مشروطة ببرنامج اصلاحات جوهرية مطلوبة على مستوى ادارات الدولة ووقف الهدر ومكافحة الفساد.

وتشدد الاوساط على ان الزيارة الفرنسية الخاضعة للبحث بين المسؤولين المعنيين في وزارتي الدفاع اللبنانية والفرنسية، على رغم انها مقررة، لكنها لن تصبح قائمة قبل اتضاح المشهد الحكومي، خصوصا ان الاجواء التفاؤلية التي سادت الاسبوع الفائت بإمكان اعلان ولادة حكومة الرئيس سعد الحريري الثالثة اضمحلّت بفعل تمترس البعض خلف جبال الشروط والمطالب العالية وتعثر الجهود الرامية الى تذليلها. وتستبعد الاوساط المشار اليها ان تكون الزيارة الفرنسية على صلة بهبة المليارات السعودية الاربعة للبنان المجمّدة منذ سنوات او في وارد البحث مع المسؤولين السعوديين في امكان احيائها مؤكدة ان جلّ ما يمكن ان تقدمه في هذا المجال هو الاطلاع على الحاجات العسكرية والامنية لتمكين الاجهزة اللبنانية من استكمال مهمة مراقبة وضبط الحدود الشرقية مع سوريا التي باتت من الاولويات في ضوء مطالبة دولية اقليمة بوجوب التشدد الى الحدّ الاقصى في هذا السياق، لمنع عمليات التسلل وتهريب السلاح والمسلحين عبر الحدود "السائبة" بعدما سبقتها الى المساعدة بريطانيا بتقديم ابراج مراقبة والمانيا بآلات "سكانر".

 

علوش: يمكن تأليف الحكومة في "24 ساعة"

المركزية/25 حزيران/18/أشار القيادي في تيار المستقبل مصطفى علوش إلى أن “موجة التفاؤل على صعيد تشكيل الحكومة مبالغ فيها ووصفها بجزء من التقليد الذي يحصل في عملية التأليف الا ان المنطق السائد في التشكيل لا يزال يضعنا في مسألة توزيع الحصص والمطالبة بحصص أكبر من المنطق.”

واعتبر علوش في حديثه لإذاعة “صوت لبنان – الضبية” أن “المطلوب هو أن “يقتنع أصحاب المطالب المضخمة على الأقل وان يتواضعوا والا سنكون امام مسألة تأليف طويلة الأمد.” وردا على سؤال حول عدم تأييد “المستقبل” لمطالبة رئيس الجمهورية بمنصب نائب رئيس مجلس الوزراء كعرف، لفت إلى أن “أحد أسباب اعاقات النظام اللبناني هو وضع اعراف فوق الأعراف والدستور خصوصا عندما تصبح هذه الأعراف حقا مكتسبا”، مشيرا إلى أنها “تعيق انشاء أية حكومة ولا يمكن الاستمرار بهذا المنطق.” ورأى علوش أن “تطبيق النظام الديمقراطي مكسور من خلال حكومات الوحدة الوطنية استبعد لجوء الرئيس سعد الحريري إلى تشكيل حكومة أكثرية التي ستصطدم حكما بالعهد والمجلس النيابي والقوى السياسية.” واعتبر علوش أنه “لا يوجد حتى الآن أي مؤشر بوجود حلحلة على خط تشكيل الحكومة”، مضيفاً: “لكن في حال حصولها يمكن تأليف الحكومة في مدة 24 ساعة.”

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

تحريض إسرائيلي على استهداف الأطفال وتأييد عربي لخطة السلام الأميركية رغم الرفض الفلسطيني

عواصم – وكالات/25 حزيران/18/أفادت أنباء صحافية إسرائيلية أمس، بأن مصر والأردن السعودية والإمارات تؤيد طرح خطة السلام الأميركية، رغم الرفض الفلسطيني

وذكرت صحيفة “يسرائيل هيوم” الإسرائيلية أن مسؤولين كباراً في مصر والأردن والسعودية والإمارات المتحدة أبلغوا الموفدين الأميركيين غاريد كوشنر وجيسون غرينبلات، أن “الدول العربية المعتدلة لا تعارض طرح مبادرة السلام الأميركية الجديدة، سواء وافق عليها رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أم لم يوافق”. وأكدت أن “الأميركيين عاقدو العزم حالياً على نشر خطة السلام على الملأ، وأن قادة الدول العربية يمارسون ضغوطاً على رئيس السلطة الفلسطينية ليعدل موقفه من الرئيس ترامب وموفديه، كما أنهم وعدوا عباس بمنحه ضمانات سياسية واقتصادية”. ونقلت الصحيفة عن جهات وصفتها بأنها رفيعة المستوى في عمان والقاهرة قولها، إن المقابلة التي أجرتها صحيفة “القدس” المقدسية مع كوشنر، ونشرت أول من أمس، وانتقد خلالها بشدة الرئيس الفلسطيني “تمت بموافقة زعماء الدول العربية الذين التقاهم كوشنر” خلال الجولة الأخيرة في المنطقة. وقال مسؤول مصري إن كوشنر أكد الاستجابة لمطالب هذه الدول بأن “الحياة المعيشية للفلسطينيين لن تتأثر سلباً في حال عدم تعاون القيادة في رام الله مع خطة السلام المتبلورة”.وأضاف إن “هذا الموقف هو موقف مشترك لكل من الدول العربية المعتدلة، وهي تصر على إقامة الدولة الفلسطينية على أن تكون عاصمتها القدس الشرقية”. على صعيد آخر، دانت وزارة الخارجية الفلسطينية في بيان، أمس، بأشد العبارات إقدام مستوطنين من البؤرة الإستيطانية “حفات جلعاد” على حرق نحو 300 شجرة زيتون في بلدة تل جنوب نابلس. وطالبت المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤولياته حيال الشعب الفلسطيني، من خلال سرعة توفير الحماية الدولية له وتطبيق قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الأخير بخصوص الحماية.

وفي الضفة الغربية، اعتقلت القوات الإسرائيلية أمس، 18 فلسطينياً.

وفي غزة، شارك عشرات الفلسطينيين أمس، في وقفة احتجاجية، رفضاً لتقليص خدمات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين “أونروا”، بالتزامن مع المؤتمر الدولي الذي تعقده الوكالة في نيويورك. وحذرت منظمة التحرير الفلسطينية من مخاطر إخفاق الدول المانحة في إنهاء أزمة “أونروا”. وطالب عضو اللجنة التنفيذية للمنظمة رئيس دائرة شؤون اللاجئين أحمد أبو هولي في بيان، الدول المانحة برفع سقف تبرعاتها المالية للمنظمة لسد العجز المالي في ميزانيتها، وتمكينها من تقديم خدماتها للاجئين الفلسطينيين من دون تقليص. وقال “نحذر من إخفاق الدول المانحة من معالجة الأزمة المالية لأونروا ما سيدفع بالمنطقة لحالة من الفوضى وعدم الاستقرار سيكون من الصعب ضبطها او السيطرة عليها”. من ناحية ثانية، دعا وزير وزير التعليم الإسرائيلي نفتالي بنيت أمس، إلى استهداف مطلقي الطائرات الورقية من قطاع غزة باتجاه إسرائيل.

وقال “يجب إطلاق النار على مطلقي الطائرات الورقية والبالونات الحارقة”، مضيفاً “إنهم ليسوا أطفال وإنما إرهابيون”، في إشارة إلى مطلقي الطائرات الورقية.

المغرب يستضيف مؤتمراً للقضية الفلسطينية

يستضيف المغرب، في الفترة من 26 إلى 28 يونيو الجاري، المؤتمر الدولي بشأن القدس المحتلة، تحت عنوان “القضية الفلسطينية بعد 50 عاماً من الاحتلال و25 عاماً على اتفاقات أوسلو”، بتنظيم من اللجنة الأممية المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني حقوقه غير القابلة للتصرف. وذكرت وزارة الخارجية والتعاون الدولي المغربية في بيان، تلقت “السياسة” نسخة منه، أن المشاركين في المؤتمر سيقيمون مسار أوسلو واستشراف آفاق الحل للصراع الفلسطيني – الإسرائيلي، مشيرة إلى أن المؤتمر ينعقد في ظروف دولية وإقليمية معقدة أثرت بشكل كبير على مستقبل القضية الفلسطينية، خصوصاً منذ توقف المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.وأضافت إن اختيار المغرب كأول بلد عربي يحتضن مؤتمراً دولياً بشأن القدس يعكس الثقة والتقدير اللتين يكنهما المجتمع الدولي للدور الريادي للعاهل المغربي الملك محمد السادس رئيس لجنة القدس المنبثقة عن منظمة التعاون الإسلامي في نصرة القضية الفلسطينية والمبادرات الملموسة التي يقوم بها للدفاع عن القدس ودعم صمود المقدسيين.

 

رجوي: الغلاء كسر ظهر الإيرانيين بسبب نهب الملالي

عواصم – وكالات/25 حزيران/18»/دعت زعيمة المعارضة الإيرانية، مريم رجوي، الشباب في طهران إلى الانضمام للمحتجين الذي ملأوا العاصمة طهران، بسبب ارتفاع سعر الدولار أمام العملة الإيرانية. وأكدت رجوي، عبر تغريدة لها في صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، أن أزمة الغلاء وارتفاع سعر الدولار والحالة الصعبة التي وصل إليها الشعب الإيراني، ما هي إلا نتيجة لسياسة النظام الإيراني ورموزه ممن نهبوا مئات المليارات، أو أنفقوا الأموال لقمع الشعب أو للتورط بالقتال في سورية وبقية دول المنطقة. وكتبت “أدعو جميع الشباب والبازاريين في طهران إلى الانضمام إلى المحتجين. أزمة العملة والغلاء غير المسبوق الذي كسر ظهر المواطنين هما حصيلة سياسات الملالي الحاكمين الذين نهبوا مئات المليارات من أموال الشعب في السنوات الأخيرة أو أنفقوها للقمع الداخلي أو القتل في سورية ودول أخرى في المنطقة”. ونوهت قائلة “دستورنا هو الحرية والديمقراطية والمساواة. دستورنا ليس فيما يتبناه مجلس خبراء الجريمة، وإنما هو المبادئ المحفورة في قلب كل إيراني وسيكتب غدا على أيدي المؤسسين المنتخبين من قبل الشعب”.

 

ظريف يحذر من مخاطر فشل الاتفاق النووي على إيران

لندن: الشرق الأوسط أونلاين/25 حزيران/18»/حذر وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، أمس، من مخاطر كبيرة تواجه إيران إذا ما فشل الاتفاق النووي، مشيرا إلى أن بلاده ستنسحب من الاتفاق إذا ما أجبرت على ذلك، إلا أنه أكد في الوقت نفسه أنه «ليس خيار النظام»، متهما أطرافا داخلية بتحريض السوق ضد الحكومة، فيما كشف عن مساع حكومية للتمسك بالانضمام إلى اتفاقية «فاتف» عبر تقديم مشروع قانون يأخذ بعين الاعتبار توصيات المرشد الإيراني علي خامنئي ويتناسب مع قوانين مجموعة مراقبة المال الدولية (فاتف). وهاجم ظريف جهات داخلية «تحرض السوق بشأن خروج الجميع (الشركات الخارجية) من إيران»، مشيرا إلى أن تلك الأطراف تضخ التشاؤم تجاه إيران للآخرين. وفي هجوم غير مسبوق، اتهم ظريف وكالة «رويترز» للأنباء بنشر 50 خبرا «كاذبا» يوميا عن الاقتصاد الإيراني. وقال إن «مجموعة صغيرة تتلقى الدعم المالي من إحدى دول الجوار تروج لخروج الجميع من إيران».

وانتقد ظريف الضغوط التي تتعرض لها حكومة روحاني ودفع باتجاه إثارة الروح القومية بين مخاطبيه والمصالح القومية، عندما قال إن الجميع من محافظين وإصلاحيين ومستقلين ومعارضين للنظام أو معارضين للحكومة «جالسون في مركب واحد»، عادّاً أن هدف الأعداء «ليس النظام أو حكومة روحاني؛ إنما إيران». وتابع في السياق نفسه: «إنها إيران التي تحول دون تحقيق بعض الأهداف والرغبات. يريدون تدمير إيران». ورد ظريف ضمنا على الدعوات الأخيرة في المشهد السياسي الإيراني لإقالة روحاني، وقال: «لا تعتقدوا أن ذهاب روحاني ومجيء المحافظين سيؤدي إلى نجاحهم. البعض لا يعتقد أنه بإزاحة النظام سيأخذون مكانه. الآن إيران بهذه الجغرافيا ووجودها... وطاقاتها مستهدفة، ولكننا سنحبط ذلك». ودعا ظريف إلى حفظ الوحدة الداخلية، وقال إنه «أوجب من خبز الليل للإيرانيين»، واستخدم اللهجة الدبلوماسية مع التجار الإيرانيين عندما مد يده لمساعدة الحكومة، عادّاً التجار «الجنود الأساسيين لاقتصاد البلد ومحرك التنمية، خصوصا الاقتصاد الإيراني الخارجي... وهذا اعتقادي». وتخشى الحكومة الإيرانية من تفاقم مشكلات البنوك الإيرانية في التعامل والتأثير على جهود تشجيع الاستثمار المحلي والأجنبي إذا ما عادت إجراءات منظمات مراقبة العمل المالي بالتزامن مع عودة العقوبات الدولية.

وكانت قضية «فاتف» بيت القصيد في خطاب ظريف أمام حشد من أعضاء الغرفة التجارية الإيرانية، وحاول قائد الجهاز الدبلوماسي الإيراني توجيه رسالة طمأنة إلى التجار الإيرانيين حول مستقبل الوضع المالي الإيراني في ظل الوضع الضبابي بعد الانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي وعودة العقوبات، فضلا عن رفض المرشد الإيراني علي خامنئي الانضمام إلى اتفاقية منع تمويل الإرهاب. وأعرب ظريف عن نية الحكومة الإيرانية تقديم مشروع بأخذ توصيات خامنئي بعين الاعتبار فيما يخص الشفافية المالية والنقاش الدائر حول انضمام طهران إلى اتفاقية منع تمويل الإرهاب وغسل الأموال. ولفت ظريف إلى أن الحكومة تجري مفاوضات من أجل التوصل إلى صيغة مشروع يسمح لها بالانضمام إلى الاتفاقية مع أخذ توصيات المرشد الإيراني بعين الاعتبار. وتبرر طهران رفضها الانضمام إلى اتفاقية مجموعة العمل المالي التي تراقب أنشطة تمويل الإرهاب وغسل الأموال، بتعريفها الخاص للإرهاب في العالم.

واجتمع ظريف أمس بأعضاء الغرفة التجارية الإيرانية وعدد من الناشطين الاقتصاديين لبحث مخاوف حول مستقبل الاتفاق النووي وتداعيات الانسحاب الأميركي وعودة العقوبات على الاقتصادي الإيراني. ومع ذلك، قال ظريف إن قلق الناشطين الاقتصاديين من أفق العمل الاقتصادي في محله. من جانب آخر، حذر ظريف من عودة «السمعة السيئة» للتجارة الإيرانية، وقال إنها كانت من بين أسباب هروب التجار والشركات الخارجية من إيران. إلا أنه قال إن «السمعة السيئة في الأوضاع الحالية ليست موجهة لإيران، إنما للرئيس الأميركي دونالد ترمب». وكان ظريف يلمح إلى ضرورة انضمام إيران إلى اتفاقية منع تمويل الإرهاب. ومن شأن عودة إيران إلى القائمة السوداء للدول التي تشكل مخاطر على مجموعة العمل المالي الدولي، أن تعمق مخاوف المستثمرين الأجانب من النشاط في الاقتصاد الإيراني.

 

مظاهرات وسط طهران ضد تدهور الوضع الاقتصادي والشرطة قطعت الطريق على مقر البرلمان وشعارات تندد بسياسة التدخلات الإقليمية الإيرانية

لندن: «الشرق الأوسط أونلاين/25 حزيران/18»/أطلقت قوات مكافحة الشغب الايرانية الغاز المسيل للدموع على المتظاهرين في محيط البرلمان الإيراني في محاولة لمنع التجمهر. فيما أظهرت مقاطع تداولها ناشطون تدفق مئات الآلاف من المتظاهرين من مختلف مناطق طهران إلى مقر البرلمان الإيراني في منطقة بهارستان وسط طهران. وتناقل شهود عيان معلومات عن مواجهات بين المتظاهرين وقوات الشرطة في مختلف مناطق العاصمة الإيرانية. وكانت الاحتجاجات قد بدأت، أمس، بعدما واصلت العملة الإيرانية الانهيار أمام الدولار الذي تخطى 9 آلاف تومان في السوق الإيرانية، بينما يشير السعر الحكومي إلى 4200 تومان. وردد المتظاهرون هتافات تندد بالسياسات الاقتصادية للحكومة الإيرانية، فيما أظهرت مقاطع أخرى ترديد شعارات تندد بسياسات طهران في التدخلات الإقليمية. كما ردد المتظاهرون هتافات تطالب بانضمام الإيرانيين للاحتجاجات، إضافةً إلى دعوات للشرطة بتجنب استخدام العنف ضد المتظاهرين. وكانت وسائل إعلام تابعة لـ«الحرس الثوري» قد وصفت في تقاريرها الأولية الاحتجاجات بـ«السلمية». ولم يصدر بعد تعليق من الحكومة الإيرانية. واتسعت الإضرابات صباح اليوم بإغلاق أجزاء كبيرة من بازار طهران بعد إطلاق شرارة الإضرابات في مركز سوق الإلكترونيات بشارع جمهوري وسط طهران. وأفادت مصادر إعلامية بأن مدن شهريار وكرج وعبادان وجزيرة قسم وبندر عباس ومشهد والأحواز شهدت إضرابات مشابهة لسوق طهران. على صعيد متصل، تداول ناشطون مقاطع مصورة تظهر تدفق المتظاهرين من وسط أسواق طهران باتجاه البرلمان الإيراني. وأفاد تقرير وكالة «فارس» التابعة لـ«الحرس الثوري»، بأن الاحتجاجات بدأت صباح اليوم ضد تدهور السوق وارتفاع العملة، ما أدى إلى تراجع المبيعات. ووصفت وكالة «الحرس الثوري» المظاهرات التي شهدها وسط العاصمة بـ«السلمية»، وشددت على أن «الوضع تحت سيطرة قوات الشرطة».

 

مقتل ضابط بحرس الحدود الإيراني في اشتباك غرب البلاد

لندن: «الشرق الأوسط أونلاين/25 حزيران/18»/قتل ضابط في حرس الحدود الإيراني وأصيب آخر خلال اشتباك مع مسلحين بمحافظة أذربيجان الغربية الواقعة شمال غربي البلاد. ووفقا لوكالة أنباء «فارس» الإيرانية، فإن الاشتباك وقع صباح اليوم (الأحد)، بمنطقة بيرانشهر الحدودية بمحافظة أذربيجان الغربية المتاخمة لكل من تركيا والعراق. وذكرت الوكالة أن أحد المسلحين قتل فيما تمكن آخرون من الفرار، من دون أن تشير إلى خلفية المسلحين.

 

حكومة روحاني تدعو لوحدة الإيرانيين ضد «الحرب الاقتصادية» ونائب رئيس البرلمان يدعو إلى تشكيل خلية أزمة... ومرجع إيراني يصف تدهور الوضع المعيشي بـ«المؤسف»

لندن: عادل السالمي/الشرق الأوسط أونلاين/25 حزيران/18/دفعت الضغوط الداخلية وموجة الغلاء الجديدة، نائب الرئيس الإيراني إسحاق جهانغيري للتوجه إلى البرلمان، أمس، لبحث تأزم الوضع الاقتصادي الإيراني والدفاع عن أداء حكومة روحاني متهما الإدارة الأميركية بـ«التآمر» على بلاده عبر شن حرب اقتصادية، ودعا نائب رئيس البرلمان مسعود بزشكيان إلى تشكيل خلية أزمة حرب اقتصادية، في حين وصف المرجع الديني الإيراني حسين نوري همداني بأن الأوضاع الاقتصادية «مدعاة للأسف». ودعا جهانغيري التيارات الداخلية والمسؤولين والناس إلى الوحدة ودعم الحكومة الإيرانية ضد «الحرب الاقتصادية الأميركية». وقال جهانغيري بأن بلاده تواجه أوضاعا جديدة معتبرا مواقف المسؤولين وردود الأفعال الشعبية من تدهور الأوضاع الاقتصادية نتيجة غياب الشفافية والوضوح بين الحكومة والبرلمان والشعب. وقبل بداية اجتماع خلف الأبواب المغلقة حول غلاء الأسعار، قال في توضيح الأوضاع الجديدة إن غاية الولايات المتحدة من الحرب الاقتصادية على إيران هي «عرقلة الاقتصاد الإيراني حتى تعود إيران إلى طاولة المفاوضات». ومن جانبه أبلغ جهانغيري نواب البرلمان بضرورة تعديل تشكيلة الحكومة. وإنشاء وزارات جديدة تتناسب مع الأوضاع التي تواجه إيران. وعزا توجه الحكومة بآليات ترصدها إدارة روحاني لمواجهة الوضع الاقتصادي لكن تصريحاته لمحت إلى مخاوف لروحاني من معارضة منتقديه خاصة في ظل تدهور الأوضاع الاقتصادية إلا أن جهانغيري في الوقت نفسه اعتبر أن تغيير تشكيلة الحكومة والوزارات من صلاحيات الرئيس المعترف بها في كل دول العالم. وواصلت العملة الإيرانية مسارها التراجعي خلال الأشهر الماضية للتداول أمس في السوق الحرة بين ثمانية آلاف وثمانين تومانا وتسعة آلاف تومان وهو ما يتجاوز ضعف السعر الثابت الذي أعلنته الحكومة الإيرانية لسعر الدولار. وقال عضو لجنة الميزانية في البرلمان، شهباز حسن بور لوكالة «ايسنا» الحكومية إن جهانغيري «قدم شرحا مفصلا عن الإجراءات الحكومية لمواجهة غلاء الأسعار» ونوه أن النائب الرئيس الإيراني أبلغ النواب أنه «لا مجال للقلق حول القضايا الاقتصادية والوضع المعيشي للناس» لافتا إلى أن الحكومة «اتخذت حلولا لتأمين حاجات الناس».

من جهته، نقلت وكالات أنباء حكومية عن رئيس البرلمان علي لاريجاني قوله إن «الأوضاع الحالية للبلد خاصة على الصعيد الاقتصادي تتطلب مزيدا من التنسيق بین الأطراف» إلا أنه إضافة إلى توجيه الاتهام إلى الولايات المتحدة قال إن «إشكالات داخلية تسببت في سوء الأوضاع». وعن أسباب استدعاء جهانغيري إلى البرلمان قال لاريجاني إن «المخاوف في البلد من الوضع الاقتصادي والفارق الكبير بين الأسعار تطلب النقاش بين الحكومة والبرلمان» لافتا إلى أن حضور جهانغيري والوزراء المعنيين بالاقتصاد يهدف إلى نقاش مفصل حول الأوضاع التي تواجه البلد والأسباب والآليات. وأضاف لاريجاني أن «الاجتماعات تستمر لبحث المقترحات حول إصلاح الوضع الاقتصادي». بحسب لاريجاني أن السيولة الكبيرة إضافة إلى موقف الإدارة الأميركية تساهم في تراجع الوضع الاقتصادي. ومع ذلك أشار لاريجاني إلى أن المرشد الإيراني حدد آليات إدارة للمسؤولين الإيرانيين للعمل على «تحسين الأوضاع الاقتصادية» من دون أن يشرح طبيعة تلك الآليات. ومن جانب آخر، نفى لاريجاني أن يكون ناقش مع المرشد الإيراني علي خامنئي قضية انضمام إيران إلى اتفاقية تمويل الإرهاب «فاتف». لكن نائب رئيس البرلمان الإيراني، مسعود بزشكيان الإصلاحي دعا إلى تشكيل خلية أزمة الحرب الاقتصادية مشددا على أن طهران تخوض حربا اقتصادية ضد واشنطن وحلفائها الإقليميين. فضلا عن ذلك هاجم بزشيكان الأثرياء والتجار الرابحين من الأوضاع الاقتصادية الصعبة وقال «في حين أن الناس لم يتمكنوا من العيش في الحالة العادية يرفعون أسعار الذهب والعملة في يوم وفي اليوم الثاني يرفعون أسعار العقارات والسيارات». وقال بأن «البعض يربحون في ليلة وضحاها مليارات الدولارات عبر شراء السيارات أو آلاف من العملات الذهبية» مضيفا أن «هؤلاء بهذا التصرف يتسببون في استياء الناس. إنهم بوعي أو دون وعي ينفذون الخطة الأميركية وحلفاءها». كما حذر بزشكيان الذي يرأس كتلة الترك الآذريين وهي أكبر كتلة قومية من تعرض القوميات إلى التهميش وغياب العدالة في إيران وقال في هذا الصدد إن «العدالة للجميع وليس لجمع خاص، نحن لا يمكننا أن نتجاهل كردستان ونتوقع من الأكراد دعم الثورة ولا يمكننا تجاهل العرب ونتوقع منهم أن يدعمونا» وبينما أكد على أن مطلب الإيرانيين هو تحقيق العدالة تساءل حول ما إذا كانت السلطة الإيرانية استطاعت تطبيقها بين القوميات ومختلف المناطق الإيرانية وبين الجنسين. يأتي النقاش حول الوضع الاقتصادي بينما واجهت جهود الحكومة انتكاسة الأسبوع الماضي عندما أعلن خامنئي ضمنا معارضته انضمام إيران إلى اتفاقية تمويل الإرهاب وطلبه من البرلمان العمل على تشريع قانون محلي. وكان رئيس مكتب روحاني، محمود واعظي، ووزراء الصناعة والمناجم ووزير الزراعة ورئيس البنك المركزي يرافقون جهانغيري في اجتماع البرلمان. قبل أسبوع، وجه حسن روحاني أصابع الاتهام إلى جهات خارجية حول ارتفاع الأسعار في إيران وقال بأن تدهور الوضع الاقتصادي الإيراني سببه الحرب النفسية.

في سياق متصل، قال المرجع الشيعي حسين نوري همداني أمس بأن المشكلات الاقتصادية للناس «مدعاة للأسف» موجها انتقادات ضمنية إلى جهات رسمية لا تصارح الإيرانيين حول المشكلات الاقتصادية وشبه التصرف بمن يتلاعب بجروح الناس وفق ما نقلت عنه وكالة «تسنيم» الناطقة باسم «الحرس الثوري». في سياق متصل، كشف عضو هيئة رسالة البرلمان الإيراني، محمد علي وكيلي، أمس عن نوايا لرئيس الجمهورية ورئيس البرلمان للقاء مع المرشد على خامنئي لبحث الجدل الدائر حول انضمام إيران إلى اتفاقية منع تمويل الإرهاب. وأفادت وكالات عن وكيلي قوله بأن البرلمان لم يسحب بعد مشروع قانون انضمام إيران. وقال تلقينا من تصريحات المرشد ليست معارضة مطلقة وإنما يعتقد أن فاتف تتضمن نقاطا إيجابية وعلى هذا الأساس يجب على البرلمان تشريع قانون. وقدمت الحكومة في مارس (آذار) الماضي مشروع قانون من أربعة أقسام يقضي بانضمام إيران إلى اتفاقية الجريمة المنظمة وانضمام إيران إلى اتفاقية منع غسل الأموال وتمويل الإرهاب وتعديل قانون مكافحة غسل الأموال وتعديل قانون تمويل الإرهاب. وكانت منظمة «فاتف» أمهلت إيران لنهاية الشهر الحالي لتشريع قوانين تحول دون إعادة الإجراءات ضدها وتصنيفها على القائمة السوداء.

وقال النائب الإيراني في هذا الشأن «يجب ألا نقدم ذريعة للأعداء لتصنيف إيران على قائمة مجموعة العمل المالي (فاتف) واتساع العقوبات على الشعب الإيراني».

 

شبح الاحتجاجات يعود إلى طهران مع استمرار انهيار الريال تجار هتفوا ضد تدخلات النظام الإقليمية وتجاهل وضع المواطنين بعد ارتفاع سعر الدولار

لندن: «الشرق الأوسط أونلاين/25 حزيران/18»/ضربت موجات تسوماني غلاء الأسعار الأبراج التجارية في طهران مرة أخرى مع عودة سفينة العملة المحلية إلى دوامة التراجع أمام الدولار لتعود العاصمة الإيرانية إلى أجواء الاحتجاجات نتيجة تفاقم المشكلات الاقتصادية.

ونزل إلى الشوارع أمس عدد كبير من تجار شارع «جمهوري» وسط طهران بعدما هوى الريال الإيراني إلى مستوى قياسي منحدرا مجددا مقابل الدولار الأميركي في السوق غير الرسمية، ومواصلا خسائره، وسط مخاوف من عودة العقوبات الأميركية على أثر انسحاب الرئيس الأميركي دونالد ترمب في مايو (أيار) الماضي من اتفاق بشأن البرنامج النووي لطهران. وأشارت تقارير المواقع الإيرانية في الأيام القليلة الماضية إلى تأثر سوق السيارات والعقارات بموجة غلاء الأسعار، مما انعكس سلبا على سوق السلع. ونشرت أمس وكالات أنباء ومواقع إخبارية إيرانية مقاطع مصورة من احتجاجات بدأت بـ«مركز علاء الدين التجاري» و«مركز تشارسو» وسط القلب التجاري للسلع الإلكترونية وهواتف الجوال في العاصمة الإيرانية طهران. وتشنج الشارع الذي يفصل بين منطقتي بهارستان مقر البرلمان وباستور مقر الحكومة (محل إقامة المرشد الإيراني). وبحسب التقارير، فإن التجار أعلنوا انضمامهم للقطاعات الغاضبة من تدهور الأوضاع الاقتصادية في البلاد. ونظم التجار وقفات احتجاجية وأطلقوا هتافات تندد بارتفاع سعر الدولار، فضلا عن شعارات تطالب السلطة الإيرانية بوقف التدخلات الإقليمية؛ لا سيما في سوريا، والاهتمام بالشؤون الداخلية للمواطن الإيراني. وأفاد موقع «جماران» المقرب من مكتب خامنئي بأن الشرطة فرقت مجموعات المحتجين في شارع «جمهوري». بدوره، قال وزير الاتصالات، محمود أذري جهرمي، إنه توجه إلى شارع «جمهوري» أمس بعد انتهاء الاجتماع الحكومي، وأعلن عن تعهد الحكومة بتوفير ما تحتاجه سوق الأجهزة الإلكترونية من الدولار، بالتزامن مع تهديدات وجهها إلى «من يريدون استغلال سوء الأوضاع الاقتصادية». وأفادت وكالة «رويترز» نقلا عن موقع الصرف الأجنبي «Bonbast.com» الذي يتابع السوق غير الرسمية، بأن الدولار عُرض بسعر يصل إلى 87 ألف ريال، مقارنة مع نحو 75 ألفاً و500 ريال يوم الخميس الماضي؛ وهو آخر يوم تداول قبل عطلة نهاية الأسبوع في إيران.

وقالت وكالة أنباء «إيسنا» الحكومية إن الدولار ارتفع إلى 87 ألف ريال أمس من نحو 74 ألفاً قبل نهاية الأسبوع في السوق السوداء، وحملت عدة مواقع إيرانية تقارير مماثلة، إلا أن مواقع إيرانية أشارت إلى تخطي الدولار حاجز 90 ألف ريال أمس. وتابعت الوكالة نقلا عن تجار وباعة الدولار أن ارتفاع السعر في الأسواق غير الرسمية سببه توقف الحكومة والبنك المركزي عن ضخ الدولار في الأيام القليلة الماضية. وتتراجع العملة منذ شهور بسبب الأداء الاقتصادي الضعيف، والصعوبات المالية في البنوك المحلية، والطلب الكثيف على الدولار بين الإيرانيين القلقين من انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي وتجدد العقوبات الأميركية على طهران بما قد يقلص صادرات البلاد من النفط وغيره. وتدخل بعض العقوبات حيز التنفيذي بعد مهلة «تصفية أعمال» تبلغ 90 يوما وتنتهي في 6 أغسطس (آب) المقبل، وأهمها العقوبات التي تستهدف قطاع البترول، بعد مهلة 180 يوما تنتهي في 4 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل. وضعف الريال من نحو 65 ألف ريال قبيل إعلان ترامب انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق أوائل مايو الماضي، ومن 42 ألفاً و890 في نهاية العام الماضي. وتهدد خسائر العملة بتعزيز التضخم والإضرار بمستويات المعيشة والحد من قدرة الإيرانيين على السفر إلى الخارج. وفي محاولة لكبح التراجع، أعلنت السلطات الإيرانية في أبريل (نيسان) الماضي أنها ستوحد سعري صرف الدولار بالسوقين الرسمية والسوداء عند 42 ألف ريال مع حظر التداول بأي سعر آخر ومعاقبة من يخالف ذلك بالحبس. لكن الخطوة لم تقض على السوق غير الرسمية، لأن السلطات تتيح مبالغ أقل بكثير من العملة الصعبة عبر القنوات الرسمية مقارنة مع متطلبات المستهلكين. ويقول المتعاملون إن كل ما حدث هو أن السوق الحرة أصبحت سرية. أتى ذلك في حين قال المتحدث باسم الحكومة محمد رضا نوبخت، أول من أمس، إن الحكومة ضخت منذ منتصف مارس (آذار) الماضي 9 مليارات و700 مليون دولار بهدف احتواء أزمة الدولار.

بموازاة الدولار، تأثرت سوق الذهب؛ حيث سجلت سبائك الذهب الإيرانية أسعارا قياسية أمس وارتفعت من 16.4 مليون إلى نحو 28.2 مليون.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

«التقدمي» لباسيل: لن نخضع لإرادتك

عماد مرمل/جريدة الجمهورية/الثلاثاء 26 حزيران 2018

أرخت العلاقة المتوترة بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط بظلالها القاتمة على عملية تأليف الحكومة التي تواجه عقدة التوفيق بين مطالب جنبلاط من جهة والتزامات «التيار الوطني الحر» حيال رئيس الحزب الديموقراطي اللبناني الوزير طلال ارسلان من جهة أخرى. ويبدو أنّ الاصطفافات التي أفرزتها مرحلة الانتخابات النيابية في الجبل لا تزال سارية المفعول بعدها، في ظلّ تمسّك عون والوزير جبران باسيل بمراعاة ارسلان في التشكيلة الحكومية الجديدة، امتداداً لمسار التحالف الانتخابي- السياسي الذي نشأ بين الجانبين في الشوف وعاليه، بينما يتمسّك جنبلاط بالحصول على الحصة الوزارية الدرزية بكاملها من دون زيادة أو نقصان، ترجمة لانتصاره في الانتخابات بالتحالف مع «القوات اللبنانية».

وهكذا بدا الجبل وكأنه قد اصبح موضع تجاذب بين محورَين: ارسلان و«التيار الوطني الحر» في مقابل جنبلاط و«القوات». المحور الأول يحرّكه السعي الى تحقيق التوازن مع الحالة الجنبلاطية، سواءٌ على الأرض أو في السلطة، والمحور الثاني جمعته ما يرى أنها «مصيبة» النهم السلطوي والمنحى الاستئثاري لدى «التيار». وما زاد في طين الحسابات الوزارية بلة، هو انقطاع الجسور بين جنبلاط وارسلان الى درجة القطيعة التامة تحت وطأة الخلاف المحتدم بينهما. وإذا كان الرجلان قد نجحا خلال سنوات طويلة في التعايش السياسي وتنظيم الخلاف لتحصين الاستقرار في الجبل وتحسين شروط الحضور الدرزي في السلطة، إلّا أنّ الهوّة عادت للاتّساع، أُفقياً وعمودياً، على وقع تباينات تصاعدية في مقاربة ملفات عدة، وصولاً الى حادثة الشويفات الاخيرة التي أعطت أخطر الإشارات الى تجاوز التنافس الدرزي الداخلي الخطوط الحمر، بعدما اصطبغ بلون الدم للمرة الأولى، منذ زمن طويل.

ثمّ أتت حصيلة الانتخابات لتكرّسَ الافتراق، بفعل تفاوت القراءات لها ولدلالاتها. جنبلاط يعتبر أنه خرج من المعركة الديموقراطية بانتصار كبير رسخ زعامته الدرزية وتمثيله للغالبية العظمى من أبناء طائفته استناداً الى أرقام صناديق الاقتراع، فيما يرى أرسلان أنه نجح في تثبيت موقعه وشرعيّته الشعبية داخل الطائفة بعرق جبينه الانتخابي وليس من خلال أيّ «هبة» كما كان يحصل أيام النظام الأكثري.

وحين أتى أوان صرف المكاسب النيابية الى مقاعد وزارية، ضاعت المعايير الناظمة مجدداً، بفعل الاستنسابية التي تتحكّم بقواعد التأليف. يصرّ عون وباسيل على تمثيل ارسلان في الحكومة الجديدة سواءٌ مباشرة أو بصيغة أخرى، في وقت نُقل عن باسيل قوله إنّ جنبلاط يحقّ له بوزيرَين درزيَّين وليس أكثر، لأنّ كتلته لا تمثل كل النواب الدروز، مضيفاً: «أنّ مطلب جنبلاط يحتاج لكي يتحقق الى تشكيل حكومة من 60 وليس 30 وزيراً، لأنه إذا كان «اللقاء الديموقراطي» المكوَّن من 9 نواب يريد أن يتمثّل بثلاثة وزراء، فماذا عن وضع الكتل الأُخرى التي تضمّ عدداً أكبر».

على الضفة الأخرى، لا مجال بالنسبة الى جنبلاط للخوض في دهاليز المساومة على أيٍّ من المقاعد الدرزية الثلاثة التي يريدها كاملةً، عملاً بالمعيار الذي اعتمده «التيار الحر» في انتخاب رئيس الجمهورية والمشاركة في الحكومات وهو أنّ الأفضلية هي للأقوى.

وتؤكد مصادر قيادية في «التقدمي» أنّ جنبلاط متمسّكٌ بطرحه المستمَد من الحقّ السياسي والشعبي المكتسب، مشدّدة على أنه يرفض مقايضة وزير درزي بآخر مسيحي، لأنه لا يوجد مبرِّر لمثل هذه المقايضة. وتستغرب هذه المصادر ترويج «التيار الحر» أنّ هناك عقدة جنبلاطية تعترض تأليف الحكومة، لافتة الى «أنّ العقدة الحقيقية موجودة عند مَن يرفض الخضوع لنتائج الانتخابات النيابية واحترام مفاعيلها». وتضيف: «لقد حقق وليد جنبلاط فوزاً كاسحاً في انتخابات فصّلوا قانونها على قياسهم ووفق ما يخدم مصالحهم بالدرجة الأولى، فهل المطلوب منه الآن بعد انتصاره أن يرضخ لإرادة جبران باسيل وليس لإرادة الناس.. إنّ هذا الأمر غيرُ وارد لا من قريب ولا من بعيد». وتشير المصادر نفسها الى «أنّ الانتخابات حدّدت بنحوٍ حاسم وبلا التباس هويّة صاحب الحيثية التمثيلية الأوسع على الساحة الدرزية، فلماذا يحاول البعض تجاهل هذه الحقيقة؟ ولماذا تتمّ الانتخابات أصلاً إذا كان يُراد القفز فوق إرادة الناس عند تكوين السلطة؟».

 

إيران تتغيّر ولكن ليس كما يعتقد ترامب

وماس اردبرينك/نيويورك تايمز/جريدة الجمهورية/الثلاثاء 26 حزيران 2018

 يقول الرئيس دونالد ترامب إنّ قراره بتركِ الاتفاق النووي بدأ يُحدث تأثيراً كبيراً على إيران. وهو على حقّ، كما يقول الإيرانيون، ولكن للأسباب الخطأ. وقال ترامب هذا الشهر إنّ إيران تغيّر سلوكها في المنطقة، ملمّحاً إلى أنّ خطوة الولايات المتحدة قد عاقبت أو خوّفت القادة الايرانيين الذين بدأوا يتراجعون.

وقال للصحافيين: «لم يعد الايرانييون ينظرون كثيراً إلى منطقة البحر المتوسط. ولم يعودوا ينظرون إلى ما يجري في سوريا، وما يحدث في اليمن وفي الكثير من الأماكن الأخرى. وأصبح البلد مختلفاً جدّاً في الأشهر الثلاثة الماضية. لم تعد إيران نفس البلد الذي كانت عليه قبل بضعة أشهر، لقد تحوّلت مجموعة قادةٍ مختلفة جدّاً». لكنّ المحلّلين يقولون إنّه لم يحدث تغيير يُذكر في موقف إيران الإقليمي. فالتأثير الحقيقي حتى الآن حصل على صعيد السياسة الداخلية، بقمعِ أدنى التلميحات المعارِضة، وعلى الاقتصاد بعد إعادة فرض العقوبات.

وقال ميرزابابا موتارينزاد المتحدّث باسم جماعة «ماردم سالاري» وهو فريق سياسي معتدل: «كان هناك عملية اقتصادية وسياسية جيّدة جارية في إيران. للأسف، بعد انسحاب ترامب من الصفقة، انتهى الانفتاح هنا واستؤنفت عمليات القمع على الناشطين».

ومع ذلك، تبدو الأوضاع على حالها في المنطقة. وأشار الأسبوع الماضي قائد الحرس الثوري الإيراني، حسين سلامي، إلى أنّ حليف إيران في لبنان، «حزب الله»، يملك 100,000 صاروخ جاهز لتدمير إسرائيل. وفي سوريا، حيث لعبَت إيران دوراً حاسماً في إبقاء الرئيس بشّار الأسد في الحكم، قُتل ثلاثة جنود إيرانيين هذا الشهر في المعارك. وبالنسبة للمرشد الأعلى آية الله علي خامنئي، لا تزال إسرائيل «ورَماً سرطانيًا» يجب التخلص منه. وقال مستشار وزير الخارجية الإيراني حول القضايا الإقليمية، حسين شيخ الإسلام «إنّ ترامب لديه وهمٌ بأنّه نتيجة انسحابِه من الاتفاق النووي، نحن مضطرّون إلى تغيير سلوكنا في سوريا واليمن والعراق ولبنان وفلسطين. ومن المستحيل أن نغيّر سلوكنا هذا. إذا قمنا بتغيير سياساتنا يوماً ما، فلن يكون ذلك على علاقة بترامب أو أيّ شخص في البيت الأبيض أو أيّ مكان آخر».

وبعيداً عن مناطق الصراع في الشرق الأوسط، في الممرّات الصغيرة في أسواق طهران ومعارض السيارات الفاخرة في الأجزاء الشمالية الراقية من المدينة، فإنّ انسحاب ترامب من الاتفاق النووي قد زاد بالتأكيد المشاكل الاقتصادية التي تساهم في نشوء التوتّرات السياسية.

فتجمَّع المعتصمون أمس خارج مبنى البرلمان في طهران ليشكوا من الاقتصاد، وأطلَقت الشرطة الغاز المسيّل للدموع لتفريقهم. أمّا يوم الأحد، فاضطرّ «البازار الكبير» إلى الإغلاق بسبب الاحتجاجات.

كان اقتصاد إيران أصلاً في حالة سيئة. ففي أقلّ من عام، انخفض سعر الريال، العملة الإيرانية، بنسبة 50 في المائة مقابل الدولار. وأفاد صندوق النقد الدولي أنّه تمّ في العام الماضي سحبُ مبلغٍ قياسي من رأس مال البلاد قيمتُه 27 مليار دولار. وفي خطاب له احتفالاً بنهاية شهر رمضان، دعا خامنئي الإيرانيين إلى التوقف عن القيام برحلات ترفيهية في الخارج، وإلى الحرص على عدم خروج المزيد من العملات الأجنبية من إيران. وقد أدّت أزمة العملة إلى ارتفاع حادّ في أسعار السلع المستوردة. وفي محاولة لحماية مدّخراتهم، يقوم الكثير من الناس بشراء العقارات والذهب والسيارات، ممّا يؤدي إلى رفعِ أسعار تلك الأصول.

«لقد أصبح العثور على مكان آمِن لمدّخراتي أمراً شِبه مستحيل»، يقول أسغار كوهباي، 55 سنة، وهو تاجر كسبَ لقمة عيشِه لسنوات كبائع بيض بالجملة. وقال إنّه لطالما حافظ على مدّخراته عن طريق السيارات، لكنّه أضاع هذا العام فرصته. فإنّ سيارة تويوتا RAV4، من طراز SUV المتوسطة الحجم والتي تكلّف حوالي 25،000 دولار في الولايات المتحدة وكانت تُباع بمبلغ 68،000 دولار هنا في شهر آب، تُكلّف الآن حوالي 100،000 دولار. وأضاف كوهباي: «لقد ارتفعَت كلّ الأسعار، حتى السيارات المنتجة محليًا أصبحت الآن أغلى ثمناً بنسبة 40 في المائة. فالمشكلة ليست فقط أنّني غير قادر على شراء سيارة جديدة، لكن من يستطيع شراءَها منّي بهذه الأسعار؟» إنّ إمكانية فرضِ عقوبات وضغوطات جديدة تُرعبه. وقال: «يبدو وكأنّ الأمور كلّها تخرج عن السيطرة. لا بدّ من أن نفعل شيئاً لإيقاف هذا الوضع». وهذه مشاعر يتشاركها الكثيرون. يبدو أنّ الكثيرين يلومون زعماءهم، بدلاً من إلقاء اللوم على ترامب أو غيره، بسبب معظم المشاكل، ممّا يجعل الحكومة حسّاسة جدّاً إزاء التعبيرات المعارضة. وقال رضا خاندان، زوجُ نسرين ستوده، وهي محامية بارزة في مجال حقوق الإنسان والتي اعتُقلت الأسبوع الماضي: «إنّ تأثير انسحاب ترامب من الصفقة النووية ضعيف للغاية. فحتى لو تمّ تنفيذ الاتفاقية النووية بالكامل، ووَصلت الأموال كلّها إلى هنا ولم يكن النظام المصرفي يخضع لعقوبات، فإنّ سوء الإدارة داخل البلاد كان سيهدر عائدات النفط وغيرها من المعاملات. نحن نعيش وضعاً سيّئا اقتصادياً واجتماعياً لا علاقة له بترامب والعقوبات التي فرَضها أو سيفرضها».

كما زادت السلطات القضائية الضغوطات على المعارضين، لا سيّما مع اعتقال ستوده. وتمّ شنقُ رجل يوم الاثنين الماضي اتُّهم بقتل ثلاثة شرطيين بدهسِهم بحافلة أثناء مظاهرة في الشتاء الماضي. ونفى السائق محمد سالاس الاتهام قائلاً إنّ اعترافه قد تمّ بالإكراه. واعتُقلت محاميته زينب طاهري بعد يوم من إعدام موكّلها لأسباب لم يكشف عنها. وفي هذه الأثناء، استبَقت الحكومة الايرانية الاحتجاجات الجديدة على الاقتصاد وارتفاع الاستياء السياسي وخصّصت أربعة ملاعب وستَّ حدائق في أنحاء العاصمة كمواقع لإجراء المظاهرات الاحتجاجية القانونية.

وأصَرّ المرشد الأعلى خامنئي في خطابه الأخير على أنّ كلّ شيء على ما يرام. وقال: «إنّ الناس واعون، وهم متحمّسون، وليسوا متعبين. فإنّ الذين يُروّجون، تبعاً للدعاية الإعلامية المعادية، بأنّ الشعب تعبَ وأنهِكَ، في الحقيقة هم أنفسُهم المتعَبون. وهم أنفسُهم المنهَكون!»

 

بكركي لـ«التيار» و«القوات»: مارسوا السياسة بأخلاق وديموقراطية

الان سركيس/جريدة الجمهورية/الثلاثاء 26 حزيران2018

 يتردّد صدى الإشتباك القواتي- العوني في كلّ مكان، وكأنّ الزمن عاد الى ما قبل «تفاهم معراب» الذي يحرص كلّ فريق على التأكيد على استمراريّته رغم كل المناوشات التي تحصل. يعيش المسيحيون حالاً من المراقبة لمعرفة كيف سينتهي مسلسلُ الصدام الجديد بين الفريقين المسيحيّين، في حين أنّ منسوب لغة المواجهة ارتفعت وأنزلت كل الأسلحة الثقيلة من على «الرف». شبع المسيحيون كل أنواع حروب الإلغاء والتدمير، ويريدون العيشَ بسلامٍ للحفاظ على ما تبقّى من وجودهم، ولا تهمّهم المراكز والمناصب والوزارات بقدر ما يهمّهم الوفاق الداخلي وحماية لبنان من أخطار المنطقة.

وبغضّ النظر عن رغبة «التيار الوطني الحرّ» بالإستئثار بالمقاعد المسيحية وعدم السماح للشركاء المسيحيين الآخرين سواءٌ كانوا «قوات» أو «كتائب» أو «مردة» أو مستقلّين بنيل حقّهم، إلّا أنّ ما وصلوا إليه يحتاج الى إعادة مراجعة والتفكير بالملفات الأهم التي تشغل بال المسيحيين واللبنانيين.

وتدعو مصادر بكركي عبر «الجمهورية» كلّاً من «التيار» و«القوات» الى ممارسة السياسة بأخلاقية وديموقراطية، لأنّ ما يحصل من سجالات نارية غير مقبول». وتأسف لأنّ الوضع وصل الى هذه المرحلة من «الشجار»، «فالساحة المسيحية تتّسع للجميع، والتجارب أثبتت أنّ أحداً لا يستطيع إلغاءَ الآخر».

وتشير المصادر الى أنّ «التنافسَ طبيعيّ بين القوى والأحزاب السياسية، لكن ضمن إطار اللعبة الديموقراطية والأخلاق السياسية، وذلك من أجل خدمة المصلحة العامة والوطن، لا في إطار المحاصصة وتقاسم الوزارات وتوزيع المغانم». وترفض بكركي الكشفَ عمّا إذا كانت ستتدخّل لجمع «القوات» و«التيار» مجدّداً، وتعتبر أنّه في الأساس يجب أن لا يكون الحوارُ مقطوعاً بينهما، وكذلك بين أيٍّ من القوى السياسية الأخرى، لأنّ هذا البلد لا يُحكم إلّا بالتوافق والتفاهم بين جميع مكوّناته السياسية والطائفية. من جهة ثانية، تراقب بكركي الوضعَ الإقتصادي والإجتماعي للبنانيين، وتؤكّد كل التقارير أنّ الوضع وصل الى حافة الإنهيار. وقد تعزّزت هذه النظرة بعد تحذيراتٍ عدّة تلقّاها البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، وذلك إستناداً الى دراساتٍ وأرقامٍ اقتصادية. وتؤكّد مصادر بكركي لـ«الجمهورية» أنّ «الوقت ليس وقت دلع سياسي أو تصفية حسابات داخلية، بل إنّ القضية تتطلّب شعور الجميع بالمسؤولية الكبرى الملقاة على عاتقهم وأن يكونوا على قدر المسؤولية لطرح خطّة إنقاذية». وفي السياق، ترى بكركي أنّ «البيت ينهار من الداخل» وبعض المسؤولين يتصرّف وكأنّ لا شيء يحصل، فيما إنكار حقيقة الوضع يعمّق الأزمة ويبقي المشكلات من دون معالجات أو حلول جذرية».

لا يملك سيّدُ الصرح معطياتٍ أو وقائعَ تكشف توقيت ولادة الحكومة الجديدة، لأنّ الأمورَ عادت وتأزّمت مسيحياً وسنّياً ودرزياً، ولا تحبّذ بكركي الطريقة التي تؤلّف فيها الحكومة، خصوصاً أنّ القاعدة المعتمَدة هي توزيع الحصص وتقاسم الوزارات الدسمة، بينما الأساس يجب أن يكون اختيار وزراء من أصحاب الكفاءات تطبيقاً لشعار «الرجل المناسب في المكان المناسب». وبغضّ النظر عن الأسماء المطروحة للوزارات، يبقى الأساسُ بالنسبة الى بكركي هو خطة العمل المستقبلية، وتحقيق الإصلاحات المطلوبة التي يطالب بها المجتمع الدولي، حيث تعتبر بكركي أنّ هذا الأمر هو واجبٌ داخلي، ولا يجب أن ننتظرَ الدول لتقول لنا إنه يجب أن نتخلّص من الفساد المستشري الذي يضرب بنيان الدولة والذي أوصل الدين العام الى ما يزيد عن 80 مليار دولار أميركي. وتدعو بكركي الى إتمام الوفاق الداخلي ووقف السجال المسيحي- المسيحي، والانصراف الى معالجة الأزمات الكبرى وليس أكبرها أزمة النازحين السوريين التي تهدّد الكيان اللبناني في وجوده، خصوصاً أنّ الراعي لم يسمع كلاماً مشجّعاً من رؤساءِ ومسؤولي الدول الكبرى في هذا الخصوص.

 

نزاع «التيار» و«القوات»: رُبَّ ضارّةٍ نافعة!

كلير شكر/جريدة الجمهورية/الثلاثاء 26 حزيران 2018

 ها قد وقع الطلاق بين عشّاق الأمس أي «التيار الوطني الحر» و«القوات اللبنانية»، وانقلب التفاهمُ بينهما حول صغائر الأمور قبل كبرياتها، إلى نزاعاتٍ جوّالة على جدران التواصل الاجتماعي، و«أشجاره»!

لم يحتج الاتّفاق الذي استعان بأسابيع وأسابيع من المفاوضات الماراتونية بين الرابية ومعراب، الى كثير من الجهد لكي يصيرَ خصومةً شرسة لا توفّر ستراً مغطى. كان يكفي أن يرفع وزراءُ «القوات» صوتهم اعتراضاً على طاولة مجلس الوزراء، ضدّ الوزراء العونيّين، طالما أنّ حدودَ التمايز بينهم وهميّة، كي يُدقّ الإسفين الأول في نعش تفاهمٍ انتظره المسيحيون عقداً من الزمن واعتقدوا أنّ خصمَي التاريخ والجغرافيا سيلتقيان عند خطّ المصالح المشترَكة لأبناء طائفتهما.

هكذا، تحوّل التنافس الإيجابي، المرحّب به، إلى مسرح ملاكمة غير مقبول. لا بل أكثر من ذلك، بينما انكفأت معراب عن جبهة القصف مستعينة بـ«التقية»، استعاد «التيار الوطني الحر» لعبة «القط والفأر» التي اعتُمدت لسنوات في النزاع العتيق، وأعاد «نبش» مفردات الخصومة لكي يشدّ عصبَ جمهوره عشيّة فتح صناديق الاقتراع. صحيح أنّ السحرَ انقلب على الساحر، وأظهرت النتائج أنّ لغة الوعيد والتهديد لم تعد تستهوي المسيحيين وتلبّي طموحاتهم، ولكن بالنتيجة، كان من المستحيل إعادة إحياء العلاقة الثنائية بعد رجمها بحجارة النزاع على الأصوات التفضيلية.

بهذا المعنى، يُصنّف التوتر الحاصل راهناً حول الحصص الوزارية بين الفريقين، في كونه تكريساً لحال الطلاق التي وقعت، سواءٌ اعترف أصحابُ العلاقة في ذلك أم أنكروه، ودليلاً ثابتاً على أنّ المصالحة بُنيت على أرض رخوة أثمرت تفاهماً هشّاً، أدّى قسطه الى العلى مع وصول العماد ميشال عون إلى رئاسة الجمهورية، وسرعان ما انفرط عقدُه. ولهذا يقول أحدُ متابعي الشأن المسيحي إنّ التطورات أثبتت أنّ ما تمّ التفاهمُ عليه بين «التيار الوطني الحر» و«القوات» لم يكن إلّا اتفاقَ محاصَصة، لا تزال وثيقتُه قيدَ الكتمان، وما كُشف منه لم يكن إلّا صياغة إنشائية مكتوبة بعناوين فضفاضة، بينما كان ينتظر المسيحيون من لاعبَيهما الكبيرَين أن يُقدما على تفاهم استراتيجي يحمي مصالح المسيحيين على المدى البعيد. الأمر الذي لم يحصل.

إذ إنّ أهمّ بند كان يُفترض حصولُ التقاء حوله بين الحليفين هو قانون الانتخابات الذي اشتكى المسيحيون لسنوات من إجحافه بسبب القوانين المتعاقبة المفروضة عليهم، وإذ بالمصالح الفئوية تبعد بينهما مسافات وتحول دون الاتّفاق على قواسم مشترَكة تحمي مستقبلَ المسيحيين.

إلى ذلك، يعود إلى الواجهة بندُ تطوير النظام، وهو تحدٍّ سيواجهه المسيحيون عاجلاً أم آجلاً بسبب التطوّرات الإقليمية من جهة والتغيّر الديموغرافي الداخلي غير المؤاتي لمصلحتهم من جهة آخرى. ولهذا راهن كثيرون على تفاهم «التيار الوطني الحر» و«القوات» في لحظة تقاطع مصالحهما، على صيغة مشترَكة يستطيعان عبرها مواجهة هذه الإشكالية فيما لو طرحت في هذه المرحلة أو في مرحلة لاحقة، حتى لو كانا في اصطفافين مختلفين.

أما البند الثالث فهو متصل بالبعد الأمني، الذي يعني خصوصاً قضية النزوح السوري التي صارت أشبه بخاصرة رخوة في الجسم اللبناني، حيث كان أجدى بالمتفاهمين الجدد التوصّل إلى مقارَبة مشترَكة لهذا الملف من دون تحميله كثيراً من التبعات السياسية، خصوصاً وأنّ لكل فريق خصوصيّته واعتباراته المختلفة. لكنهما انكفأا أيضاً عن هذه الإشكالية.

أما البند الرابع، وهو الأقل صعوبة ويتعلّق بالأزمة الاقتصادية التي باتت مقلقة في ما يخصّ المالية العامة، وكان في إمكان المتحالفين أن يصيغا معالجة مشترَكة أو مشروعاً اقتصادياً إنقاذياً يمكن الانطلاق منه لتطويق الانهيار المالي. أكثر من ذلك، نظر المسيحيون إلى التفاهم المسيحي بعين الغيرة البنّاءة من النموذج الشيعي في الثنائية، وأرادوا منه أن يكون على الطريق نفسه. بهذا المعنى، تصير مضارُ الطلاق بين حليفَي الأمس، تكاد توازي فوائده وهي أيضاً ليست بقليلة. وفق أحد المتابعين يمكن تعداد المضار بالآتي: ـ عودة التوتر الى الشارع المسيحي، ما يعني أنّ أبسط مباراة رياضية بين فريقين مسيحيّين تصير مشروع مشكلة بين الجمهور. وستعود المجمّعاتُ الطالبية وقاعاتُ الانتخابات فيها الى ساحات عراك يومي!

- تعريض المسيحيين لتجاذب الآخرين من المكوّنات الطائفية لاستقطابهم، سواءٌ من جهة الحلفاء الشيعة، أو الحلفاء السنّة، ما يضطر كلّ فريق مسيحي الى الاستعانة بحليفه المسلم لكي يحافظ على مكتسباته أو ليتمدّد نفوذاً. الأمر الذي قد يعرّض الحضورَ المسيحي في الإدارات العامة إلى التراجع بسبب الخلافات حول الحصص.

أما فوائد هذا الطلاق، فيعدّدها أحدُ المتابعين بالآتي:

- تحرير الساحة المسيحية من سطوة الحزبَين ونزعتهما الإلغائية، وقد بيّنت الانتخاباتُ النيابية الأخيرة أنّه لو قدّر للحليفين الجديدَين أن يقفلا الشارع المسيحي عليهما، لما قصّرا.

- تحرير الساحة المسيحية من تبعات فشل أداء المتفاهمين، فالكباش بين الحليفين من جهة وأيِّ فريق مسلم من جهة أخرى قد يحمّل المسيحيين كلّ أعبائه، فيما الفشل في الإدارة سواءٌ على المستوى المالي أو الاقتصادي أو حتى الإدارة العامة، سيتحمّل المسيحيون أيضاً كل مضارّه.

بناءً عليه، تقول الشخصية نفسها إنّ أرقام الانتخابات النيابية بيّنت بما لا يقبل الشك أنّ حالة الاعتراض على الساحة المسيحية ضدّ الأحزاب القائمة، الى تمدّد وانتشار، الأمر الذي قد يمهّد الطريق أمام نشوء خيار ثالث صار لا بدّ منه للخروج من حالة الثنائية.

 

هل مسموح كسر الحريري؟

مرلين وهبة/جريدة الجمهورية/الثلاثاء 26 حزيران 2018

الثابت الوحيد حتى الساعة في حكومة الرئيس سعد الحريري المستقبلية انه ما زال متمسّكاً برفضه التمثيل السني المعترض فيها، بل انه يرفض حتى النقاش فيه.

تقول مصادر قريبة من تيّار «المستقبل» انّ الحريري الذي رفض في الماضي ترؤس حكومة شارك فيها «حزب الله»، ثم عاد وتنازل مترئساً «حكومة استعادة الثقة»، دفع الثمن شعبوياً وسعوديّاً، وما زال حتى الآن يقدّم تنازلات خدمة لـ«المصلحة العامة»، ولكن أن تقدّم الحكومة الحريرية مقعدين سنيّين من حصّة الطائفة السنّية للمعارضة، فهذا ما ليس مسموحاً الّا اذا كان المطلوب كسر الحريري، فهل مسموح اليوم كسره؟ الحكومة الجديدة الذي اعتبرها رئيس البلاد «حكومة العهد» يعتبرها أيضاً رئيسها الحريري «حكومة الثقة» التي استعادها بتأييد 111 نائباً، كما هي أيضاً «حكومة الثقة» التي استعادها من المملكة العربية السعودية، الراعي الأهم لمسيرته وحيثيته السياسية، والتي لن تقبل بأن يُكسَر في حكومة «العهد العوني» الذي قبل به وفق شروط يعتبر أنها لم تنفّذ حتى اليوم. ولأنّ كسر الحريري هو كسر لهيبة المملكة التي تجهد لتعزيز مصالحها لبنانيّاً، فإنها لفتت نظر الحريري الى وجوب التمسّك بالثوابت ولو اضطره الأمر للتضحية بالحكومة وبرئاستها. وهذا فعلاً ما لوّحَ به الحريري عندما لمس تشبّثاً سنياً ودرزياً ومسيحياً معارضاً، فهدّد بالانسحاب من رئاسة الحكومة، أمّا نفي ما سُرّب عن لقائه ورئيس «التيار الوطني الحر» الوزير جبران باسيل في باريس فليس دقيقاً، لأنّ الحريري أبدى فعلاً استياء من العرقلة الداخلية لتأليف الحكومة بعدما اتفق مع الخارج على الثوابت، ما دفعه الى الاعلان جدياً عن استعداده للانسحاب من رئاسة الحكومة اذا استمر الفريق المعارض على موقفه.

وفي السياق لم يخف على أحد تصريح رئيس الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني الذي سَبّب إحراجاً للحريري وللمملكة وحتى لـ«حزب الله»، الذي سارَع قياديّون منه الى الرد على سليماني. وفي هذا السياق تؤكد أوساط الحزب انّه يؤيّد الإسراع في تأليف الحكومة اكثر من اي وقت مضى وأكثر من أي طرف، وانه لم يتردد في تقديم التسهيلات والوساطات والتنازلات مع فارق وحيد ان لا تكون من حصة التمثيل الشيعي كما في الحكومات السابقة. زِد على ذلك انّ الحزب يُدرك ضمناً انّ «هيمنته» السياسية أو العددية على مجلس النواب هي حقيقة حتى لو لم تكن ظاهرية، ولذلك إرتأى ضرورة القبول بمشهد متوازن لصورة الحكومة الجديدة مع واقع صورة المجلس الجديد، فأبدى حكمة وتجاوباً مع الحريري لحلحلة العقد التي يمون فيها. وحسب المعطيات والاجواء السائدة فإنّ الحريري، الذي لن يشكّل الحكومة هذا الاسبوع، يجهد ويناور ويحاور للحصول على 6 وزراء له فيها، امّا اذا ترك تسمية وزير سنّي لرئيس الجمهورية فسيستبدله معه بتسمية وزير ماروني يكون من حصته (والأرجح انه سيكون مستشاره الوزير غطاس الخوري). امّا بالنسبة الى مسألة تمثيل سُنّة المعارضة فيبدو انها ليست محسومة حتى الساعة، فالحريري ليس في وارد التخلّي عن مقعد وزاري سني آخر من حصته.

مستجدات برزت

وفيما لم يتمكن الحريري حتى الآن من تأليف الحكومة لعوامل داخلية وخارجية، برزت مستجدات مسيحية تتمثّل بموقف لرئيس الجمهورية لا يلبّي تطلعات «القوات» التي عوّلت عليه لإنصافها من حيث حجمها في الحكومة، خصوصاً اذا صحّ ما نقل عن لسان عون بأنّه قيّم حجم التمثيل «القواتي» بـ 3 وزراء فقط، وبذلك لم يُلبّ طموح «القوات» التي راهنت على «أبوّته» عندما أكدت أنها «واثقة من احترامه للوثيقة الأخوية» وإنصافه لها. وتخيّم أجواء ضبابية على العلاقة بين «التيار الوطني الحر» و«القوات»، ويسجّل فيها الطرفان بعض المواقف الإعلامية التي تنفي القطيعة لضرورات شعبية، الّا أنّ الحقيقة تكشف الواقع مثلما يكشفه غياب الحوار المباشر حتى الساعة بين الجانبين. وتفيد معلومات بأنّ باسيل ما زال يتواصل فقط مع الحريري في شأن التشكيلة الوزارية المسيحية، ولم يحصل أي لقاء بينه وبين جعجع لإيجاد الحل، وعلى رغم ما حصل من تسريب قبل أسبوع عن لقاء من هذا النوع فإنه لم ينعقد حتى الساعة. واللافت كان تعليق أوساط تيّار «المستقبل» على ما سَمّته «المناورة المسيحية» بالقول: «انّ الحريري يجهد اليوم لتحصيل حقوق المسيحيين عبر إنصاف «القوات اللبنانية»، إذ انّه يؤخّر تأليف الحكومة بسببها، فيما مصدر الرفض هو الرئيس أو الفريق «المسيحي الأول» الذي يفترض أن يكون المدافع الأول عن حقوق المسيحيين، حتى ولو فاضَت!».

 

حين تفرض إسرائيل نهاية مهمة ميليشيات إيران في سوريا

علي الأمين/العرب/26 حزيران/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/65585/%d8%b9%d9%84%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%85%d9%8a%d9%86-%d8%ad%d9%8a%d9%86-%d8%aa%d9%81%d8%b1%d8%b6-%d8%a5%d8%b3%d8%b1%d8%a7%d8%a6%d9%8a%d9%84-%d9%86%d9%87%d8%a7%d9%8a%d8%a9-%d9%85%d9%87%d9%85%d8%a9/

المرحلة المقبلة عنوانها العودة من سوريا، وهي عودة تنذر بمخاطر كبيرة طالما أن حزب الله ومن خلفه إيران لم يحسما بعد خيار الدخول في منظومة الدولة.

ضمان الأمن الإسرائيلي روسيّا وسوريّا، أفقد حزب الله وإيران ورقة استثمار أمني وسياسي

الانتقال إلى لبنان لم يعد خيارا لمقاتلي حزب الله على امتداد الأراضي السورية، الثابت في مجريات الملف السوري اليوم، هو انسحاب الميليشيات الأجنبية من الأراضي السورية، وبوادر هذه العودة لم تعد خافية، ويمكن ملاحظة سلسلة مؤشرات تدفع نحو ترسيخ هذا المسار الذي بدأ تنفيذه من قبل حزب الله استجابة لما أعلنته روسيا وعلى لسان أكثر من مسؤول، فيما كانت الضربة العسكرية الجوية الإسرائيلية، بحسب ما نقلت محطة “سي أن أن” الأميركية عن مسؤول أميركي التي طالت تجمعا لعناصر ميليشيات عراقية قرب التنف قبل أسبوع على الحدود مع العراق، رسالة ذات دلالة خاصة أنها جرت في ظل غياب أي رد فعل أو تهديد برد على هذه الضربة التي ذهب ضحيتها عشرات العناصر.

الضربة الإسرائيلية التي لم تؤكد إسرائيل أو تنفي مسؤوليتها عنها جاءت في ظلّ صمت روسي يصب في اتجاه أن الاتفاق الروسي – الإسرائيلي في سوريا بات الثابت الأقوى في المعادلة الإقليمية والدولية، ويؤكد أن الذراع الإسرائيلية في سوريا لا تقتصر ضرباتها على مناطق سورية محددة، بل يمكن أن تطال أيضا منافذ عبور الميليشيات العراقية على سوريا.

يدرك حزب الله، كما إيران بطبيعة الحال، أنّ أسس الاتفاق الروسي – الإسرائيلي تقوم على ضمان أمن إسرائيل على قاعدة إطلاق يدها في استهداف ما تراه خطرا على أمنها على امتداد الأراضي السورية.

وإضافة إلى ذلك أمكن إلزام جنود إيران وميليشياتها بعدم الاقتراب من الحدود مع الجولان المحتل إلى مسافة تتجاوز الثلاثين كلم، وهذا ما التزمت به إيران في مقابل انتشار الجيش السوري على هذه الحدود، ورحبت به إسرائيل باعتباره خيارا مثاليا لها فهي اختبرته طيلة أربعة عقود أي منذ ما بعد حرب 1973 وحتى بدايات الثورة السورية.

 ضمان الأمن الإسرائيلي، روسيّا وسوريّا، أفقد حزب الله وإيران ورقة استثمار أمني وسياسي طالما طمحت إيران إلى إمساكها أسوة بالحدود الجنوبية اللبنانية مع إسرائيل، لكنّ انتزاع هذه الورقة بتسليم إيراني يكشف إلى حد بعيد قوّة هذا الاتفاق في الجنوب السوري، حيث بدا واضحا أنّ معركة درعا التي يخوضها اليوم النظام السوري بدعم روسي وبغطاء إسرائيلي وبمباركة أميركية وتعاون أردني، أنّ إيران ليست طرفا فيها، بل هي طرف يستجيب بسلاسة لمتطلبات إبعادها عن هذه المنطقة بالكامل.

بدأ الخروج من سوريا لكن ليس بعد تحرير القدس ولا بعد إسقاط المشاريع الصهيونية في فلسطين أو في سوريا، بل بعد إتمام عملية تدمير سوريا وهي وظيفة لم يشأ الإسرائيليون ولا أي طرف دولي تنفيذها، فيما بدت إيران لاعبا أساسيا في عملية التدمير وحظيت إزاء هذه المهمة بغطاء دولي غير مسبوق، بحيث أمكن نقل عشرات الآلاف من المقاتلين العراقيين واللبنانيين والباكستانيين والأفغان إلى سوريا من دون أن تطلق طلقة إسرائيلية واحدة على هؤلاء طيلة السنوات الماضية، ولكن عندما ظنت إسرائيل أن أمنها مهدد أو عرضة لتهديد ما، حينها تغيرت المعادلة وصارت الحسابات مختلة ليس إسرائيليا فحسب، بل حتى دوليا.

الخيارات الإيرانية تضيق في سوريا فهي أمام خيارين؛ إما الالتزام بالشروط الأمنية الإسرائيلية، وإما ستجد نفسها أمام خطر الخروج الكامل من سوريا، وفي كلتا الحالين فإنّ مرحلة عودة مقاتلي حزب الله بدأت رغم إعلان الحزب بما يشبه المكابرة أنّه لا يريد الخروج من هذا البلد.

الوظيفة الأمنية والعسكرية التي شاءها أو لم يعارضها المجتمع الدولي لإيران وميليشياتها كما أشرنا آنفا انتهت أو هي على شفير النهاية، وهذا سيطرح مجددا سؤالا حول وظيفة البقاء في الأراضي السورية، وهي وظيفة من الصعب إيجادها بعدما انتهى مشروع تنظيم داعش وتمّ القضاء قبل ذلك على المعارضة المسلحة، وبالتالي فإن طريق العودة إلى لبنان والعراق وغيرهما هي الطريق المفتوحة أمام الميليشيات المدعومة من إيران، ولا طريق آخر يمكن أن يحظى بغطاء دولي وإقليمي، فيما لم تعد شماعة القضية الفلسطينية قابلة للاستثمار في الأراضي السورية في ظلّ الاتفاق الروسي – الإسرائيلي.

العودة إلى لبنان بدأت من قبل حزب الله، بدأت بعدما ضاقت الخيارات واتضحت نهاية الوظيفة الأمنية والعسكرية، وبعدما تكشّفت للجميع قوّة الغطاء الروسي – الأميركي – الإسرائيلي في الجنوب السوري وعجز إيران عن مواجهته، بل حتى الاعتراض على مضمونه الذي يرسّخ المصالح الأمنية الإسرائيلية في سوريا كما لم تعهده إسرائيل منذ نشأتها.

ما ينتظر حزب الله لبنانيا هو أخطر ما واجهه في تاريخه، فهو أمام خيارين؛ إما البحث عن وظيفة عسكرية جديدة تحظى بعدم اعتراض دولي وهي غير متوفرة، وإما الانخراط في الحياة السياسية اللبنانية ضمن شروط الدولة، والشرط الأخير لن يكون شرطا هينا بل هو بتقدير العديد من المراقبين الخطر الوجودي على حزب الله، ذلك أنّ حزب الله منذ نشأته في العام 1982 لم يعتد أن يكون دوره المحوري خارج الوظيفة العسكرية والأمنية، بل يمكن القول إن الحرب كانت دائما مصدر بقائه واستمراره وعنصر الحياة له. أما مشروع الدولة بمعناه السيادي فلم يكن يوما قائما في أدبياته، فهو لطالما رسخ في وعي محازبيه ومناصريه فكرة الولاء لولي الفقيه وأسس بوعي عميق ومؤسساتي لفكرة أنه وبيئته الحاضنة يمكن أن يستمرا حضورا ونفوذا بمعزل عن الدولة.

العودة إلى لبنان لم تعد خيارا بل هي حقيقة بدأت تفرض أسئلة جديدة على قيادة حزب الله، في لحظة إطباق إسرائيلي على المدى الاستراتيجي اللبناني والسوري، ولم تعد واشنطن وحدها الضامن للمصالح الإسرائيلية بل موسكو باتت الضامن الأهم والأقوى في هذه الجغرافيا، وهذا أبرز ما حققه انتصار إيران في سوريا وما يعنيه التوافق الدولي والإقليمي على إنهاء المعارضة السورية المسلحة خلال السنوات الأخيرة.

في المقابل فإنّ أقصى ما هو مطروح اليوم على حزب الله هو وظيفة قد تجد لها من يدافع عنها دوليا، وهي في قدرة إيران وحزب الله على تمديد مهمة حزب الله في حماية الاستقرار على الحدود مع إسرائيل، لكن ذلك لا يشمل بطبيعة الحال الحدود مع سوريا، إذ ترفض روسيا وواشنطن أن يخضع طرفا الحدود لسلطات ميليشياوية من خارج سلطة الجيشين النظاميين اللذين سيقومان بمهامهما بإشراف روسي من الجانب السوري، وأميركي من الجانب اللبناني.

في المحصلة النهائية ثمة واقع لبناني يكشف عن استنزاف اقتصادي يطال الدولة، ومخاطر مالية غير مسبوقة في المالية العامة، وفي ارتفاع سقف البطالة وفي غياب أيّ خطط تنموية تبشر بالخروج من هذا الحال.

وما هو مطروح على لبنان دوليا هو إما العودة إلى شروط الدولة والالتزام بموجبات القرارات الدولية المتصلة بنزع السلاح غير الشرعي ومعالجته ضمن خطة جدية وإن استلزمت بعض الوقت، وإما تحمّل اللبنانيين مسؤولية الخيارات التي تتخذها السلطة التي يشكل حزب الله عمادها اليوم، ما يعني توقع المزيد من التدهور المالي والاقتصادي والمزيد من الفوضى التي يدفع اللبنانيون وحدهم ثمن التساهل حيال عدم مواجهتها.

المرحلة المقبلة عنوانها العودة من سوريا، وهي عودة تنذر بمخاطر كبيرة طالما أنّ حزب الله ومن خلفه إيران لم يحسما بعد خيار الدخول في منظومة الدولة، إيران بإقرارها بأنّ لبنان دولة عربية أولا، وحزب الله من خلال إقراره بأنّ لبنان وطن نهائي لجميع أبنائه والولاء للدولة فيه هو فوق أيّ ولاء آخر.

 

التعثُّر الحكومي والصورة الملبَّدة ومخاوف صندوق النقد الدولي

الهام فريحة/الأنوار/26 حزيران/18

... ونسأل مع المواطن: وماذا يبقى لنكتبه ونحلله ولم يُكتَب بعد؟

وماذا يريد المواطن بعد من هموم لنُثقِل بها رأسه؟

وكيف له أن يتحمَّل وضعاً مقفلاً على صعيد تشكيل الحكومة؟

ووضعاً مقرفاً على صعيد معالجة النفايات؟

ووضعاً ممجوجاً لسياسيين لا يبدو أنَّ أحداً منهم "فارقة معو" حيال الوضع المتدهور الذي وصل إليه البلد، فيبدون جميعاً كأنَّ شيئاً لم يكن:

إجازتهم فوق كل اعتبار.

المنتجعات في انتظارهم، وقد حجزوا فيها منذ ما قبل الإنتخابات النيابية.

واليخوت على أهبة الإستعداد للعيش "كم أسبوع" في عرض البحر بعيداً من "إزعاج التأليف" وانهماكات الملفات و"عيون" وسائل التواصل الإجتماعي.

لا، ما زال الكثير ليُكتَب: لن يتراجع الناس عن المطالبة بتشكيل حكومة جديدة جدية اليوم قبل غد، وأمس قبل اليوم، فهذا ليس ترفاً، إنه حقٌّ للناس وواجب على السلطة السياسية أن تحققه عاجلاً وليس آجلاً.

فليس معقولاً بعد كل الزخم الذي حققته الإنتخابات النيابية أن يتم تنفيس هذا الزخم من خلال تبادل المطالب الذي بات يشكل خطراً على الوضع اللبناني، فالحكومة العتيدة قبل انهيار التسوية كانت تتضمن:

6 وزراء مسيحيين لـ"تكتل لبنان القوي" أي "التيار الوطني الحر" و3 وزراء من حصة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بينهم وزير سنّي، 5 وزراء لـ"القوات"، وزير لـ"المردة". أما الوزير الذي سيمثل "الكتائب" فهناك من يقول إنَّه سيكون إما من حصة التيار الوطني الحر أو من حصة رئيس الجمهورية، وهناك وزير مسيحي من حصة الحريري بدلاً من الوزير السنّي الذي سيكون من حصة الرئيس، 5 وزراء سنّة لـ"المستقبل"، 3 وزراء شيعة لـ"أمل" و3 لـ"حزب الله"، و3 وزراء دروز لـ"الإشتراكي".

لكن هذه التسوية انهارت، ومن علامات انهيارها أنَّ الرئيس المكلف كان ينتظر إتصالاً من قصر بعبدا ليحمل إليه رئيس تكتل لبنان القوي جواب رئيس الجمهورية، لكنَّ الإتصال لم يتحقق والجواب لم يأتِ، وهذا ما اعتبره المراقبون "جواباً سلبياً"، وما لم يصل إلى بيت الوسط جرى تسريبه عبر وسائل الإعلام مفاده أنَّ حصة القوات لا تتعدى الثلاثة وزراء، وهذه التسريبات اعتبرت مؤشِّرات سلبية تؤدي إلى استبعاد تشكيل الحكومة راهناً.

لكن، في الإنتظار، هل قرأ أحدٌ التقرير "غير المريح" لصندوق النقد الدولي عن لبنان؟

التقرير دعا إلى ضرورة شروع لبنان في ضبط مالي "فوري وكبير"، لتحسين القدرة على خدمة الدين العام الذي تجاوز 150% من الناتج المحلي الإجمالي.

ويتابع التقرير أنَّ "المحركات التقليدية للنمو في لبنان تقبع تحت ضغط، في ظلِّ الأداء الضعيف لقطاعي العقارات والإنشاءات ومن المستبعد أن يكون أيُّ انتعاشٍ قوي قريباً".

ومن المقترحات التي دعا إليها "كبح أجور الوظائف العامة وخفض دعم الكهرباء تدريجاً". فعلاً، إذا كنتم لا تفعلون ولا تبادرون، فعلى الأقل إقرأوا ما كتبه صندوق النقد الدولي، فربما تستشعرون الخطر!

 

نوح زعيتر والنائب المستغرب

سناء الجاك/النهار/25 حزيران 2018  

http://eliasbejjaninews.com/archives/65569/%d8%b3%d9%86%d8%a7%d8%a1-%d8%a7%d9%84%d8%ac%d8%a7%d9%83-%d9%86%d9%88%d8%ad-%d8%b2%d8%b9%d9%8a%d8%aa%d8%b1-%d9%88%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%a7%d8%a6%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b3%d8%aa%d8%ba%d8%b1%d8%a8/

بدا نوح زعيتر مرتاحاً في جلده وغير عابئ بمحاولة اغتياله. فالرجل واثق الخطى في تنقلاته التي تعرفها جرود بعلبك- الهرمل، وذلك في سعيه للمصالحة بين المتصارعين على مصالحهم من العصابات. لكنه انتفض لكرامته عندما نعته النائب المنتخب ايهاب حمادة بـ"المطلوب"، مستغرباً كيفية هربه وتنقلاته وعبوره الحواجز الأمنية الى الداخل السوري.

نوح، معه حقّ. صحيح انه تاجر مخدرات وقائد ميليشيا. وصحيح انه هرّب شقيقه من السجن، الا ان ذلك لم يمنعه من وضع الحد للنائب المستغرب والمستجد على قانون العشائر وحيثيات تركيبة مجتمعه الذي يتلطى به السيد نوح وغيره ممن يستغلون غياب الدولة وتقصيرها لتبرير ضلوعهم في عالم العصابات.

فالسيد نوح يرفض المزايدات والازدواجية في التعامل معه من جانب نائب "نحمي ونبني". ولا يفهم كيف يكون غير مطلوب في المواسم الانتخابية او وقت الشدة، أي عندما يوظّف سلاحه لمعارك القلمون السوري، ويتباهى بـ"السيلفي" بين مقاتلي "حزب الله"، او حتى عندما يقدّم خدماته في التمويل، وما الى ذلك من دعم بحضوره في الصفوف الامامية الى جانب فعاليات المنطقة وقت الحشرة الانتخابية.

معه حقّ، عندما يهتف "هيهات منا الذلة"، سائلاً الله "الصلاح لأمتنا والتوفيق لمساعينا والهداية لسعادة النائب".

كيف لا؟! وزعيتر ملمٌّ بمستلزمات انتخاب "نائب الفرصة او الصدفة" الذي "يعشعش في مخيلته مخزون النظرة الفوقية والاستعلاء والموروثات العثمانية".

هو يعترف فقط بجمهور المقاومة وخزّانها في بعلبك - الهرمل. ويعتبر ان "حقن الدم بين الاخوة جهاد اعظم في سبيل الله وخدمة الانسان واقدام المجاهدين الذين باعوا جماجمهم".

 اما نواب الشعب، فدورهم يقتصر على الواجهة السياسية التي تستوجب نوعيات معينة من "النخبة" لزوم عدة الشغل في البرلمان. تالياً، لا مقام لهم ولا موطئ قدم في عالم الجرود، الا بشروط هذه العصابات التي تقبض على العشائر وتجيّر الاصوات مقابل التغطية. هذا ما فعله "الحزب" دائما ليحمي خزّانه الاستراتيجي. وسيبقى حريصاً على هذا الخزّان الذي لا يضيره تكرار نغمة تسليم المطلوبين وإن لأيام او أسابيع او أشهر تمهويهاً وتضليلاً للغيارى على الامن، ولا سيما على امتداد الشريط الحدودي مع سوريا حيث ثقل مشروعه الحالي، وحيث تداخل نفوذه مع نفوذ المستقوين بالعشائر. شرط ان تغفل الأسماء لتبقى النغمة أشبه بالدعوة العامة.

فعلاَ، نوح زعيتر على حقّ، عندما يتهم النائب المستجد بأنه يعيش في برج عاجي، ولا يعلم ان الكلام الانشائي عن خطط أمنية حدودها ضبط السلاح الخارج عن الشرعية لا مصادرته. وان غالبية المطلوبين تدرجوا من الهرب الى الجرود الى الإقامة في المناطق السورية المحررة من أهلها، سواء في القصير او غيرها من قرى الشريط الآمن وبلداته.

يستطيع نوح ان يتهم هذا المبتدئ بالسذاجة، لجهله ان السلاح المتفلت هو عدة الشغل بغية تسهيل كل الأعمال غير الشرعية التي تبدأ بالتهريب عبر الحدود، مروراً بتجارة المخدرات وسرقة السيارات وفرض الخوات، ولا تنتهي بفرض نفوذ وتحقيق توازن رعب في جيوب أمنية خارجة عن سيطرة الدولة.

كيف ينسى هذا النائب المستجد إستعراضات المطلوبين من أبناء العشائر في البقاع الشمالي بالسلاح الكامل تحت راية "المقاومة" وإخراس كل من يعترض على تدخل الحزب في سوريا؟

الا يعرف سعادته ان غالبية من يرتكبون جرائمهم في لبنان، يفرّون الى سوريا، وبتسهيلات من مأموري الحدود المشتركة الآمنة التي تهرّب كل شيء من البشر الى الأسلحة والصواريخ والمخدرات والبضائع التي تصل الى المستهلك معفيةً من الجمارك؟

الا يعيش سعادته في لبنان، وفي محافظة بعلبك- الهرمل تحديداً؟ او هو يظن نفسه في سويسرا؟ والا لما كان سأل كيف عبر السيد نوح الحواجز الأمنية.

ربما، يجب على أحد زملائه في الحزب الإلهي ان يشرح له الكثير من الخفايا وينصحه بتجاهل ما يسمعه في البيانات الرسمية والتصريحات ونشرات الاخبار، والاهم عدم إغضاب السيد نوح زعيتر، وتصنيفه هارباً من وجه العدالة، غامزاً بذلك من قناة الأجهزة الأمنية وكأنها المسؤولة عن كل ما يحصل في المنطقة ولها الخيار والقرار.

فالسيد نوح سبق عصره وسبق ممثل الامة، وهو، "من موقع المسؤولية وشعورا بحجم المأساة"، طلب باسم العشائر والعائلات من المسؤولين كافة وفي طليعتهم الرؤساء الثلاثة "ايلاء الوضع الامني الاهمية اللازمة لإعادة الثقة المفقودة بين المواطن ودولته بسبب العقلية الميليشيوية التي تحكم تصرفات بعض اصحاب المراكز وما يشوب تصرفاتهم المشبوهة من اعباء على كل الوطن".

قال مطلوب قال...

 

إلى حكومة أقطاب استثنائية : رداً على «صفقة العصر»

حسين أيوب/الأخبار/25 حزيران 2018

بعد أكثر من شهر من الانتظار، قدم الرئيس المكلف سعد الحريري تصوراً أولياً لنسبة الحصص الوزارية ـــ السياسية، كان بمقدوره تقديمه بعد ساعة واحدة من التكليف. هل استحق الأمر كل هذا الانتظار؟ وهل العقد التي لم يجد لها حلاً خلال عشرة أيام، يمكن أن يذللها خلال شهر ثان من التكليف، في ظل مؤشرات تشي بالعودة إلى الوراء؟

هل وضعنا اللبناني، استثنائي أم عادي؟

في الإقليم، من يدعونا إلى «صفقة القرن». جاءنا جاريد كوشنير صهر دونالد ترامب برفقة مبعوث سيد البيت الأبيض لما تسمى «عملية السلام في الشرق الأوسط» جيسون غرينبلات. الهدف هو تصفية القضية الفلسطينية. «إغراءات» متعددة قُدمَت إلى بعض العرب، وبعضهم الآخر، صار أكثر من شريك في «الصفقة»، وأولهم محمد بن سلمان ومحمد بن زايد. لم تعد اللقاءات السعودية ــــ الإسرائيلية ولا الإماراتية ــــ الإسرائيلية مخفية. أكثر من لقاء عقد بين بنيامين نتنياهو ومحمد بن سلمان في الأشهر الأخيرة، بحسب مصادر سعودية واسعة الإطلاع وليس استناداً إلى مصادر إسرائيلية.

هل نملك تصوراً لبنانياً لمواجهة تداعيات شطب قضية العودة وما هو مصير 300 ألف لاجئ فلسطيني في لبنان؟

الفلسطينيون متهيّبون، حتى محمود عباس، الذي يتعمد الأميركيون تهميشه وتجاهله وصولاً إلى البحث عن بدائل دحلانية له، لا يجرؤ على تجاوز «الوقائع». الملك الأردني عبد الله الثاني يخشى اهتزاز عرشه. إغراءات قمة مكة لم تكن كافية. هو مدرك أن «الصفقة» ستضع بلده ورأسه تحت جزمة بن سلمان. قوى المقاومة في فلسطين، وضعت نفسها في مواجهة «الصفقة». مسيرات العودة جزء من هذه المواجهة، ولن تتوقف. الجولة الصاروخية الأخيرة مع الاحتلال منعته من فرض قواعده الخاصة. لم تعد المقاومة مكبلة اليدين بل قادرة على فرض قواعد اشتباك جديدة ومكلفة للعدو.

في سوريا، لا عودة إلى الوراء. مسار استعادة الدولة السورية سلطتها على أراضيها هو مسار تراكمي. كل التحذيرات الدولية والإسرائيلية لم تحل دون انطلاقة معركة الجنوب السوري. الأخطار موجودة، وأبرزها إمكان دخول الولايات المتحدة أو إسرائيل أو كلاهما، على خط «الجبهة الجنوبية». يقود ذلك حتماً إلى سؤال المواجهة. لن يتراجع الإيرانيون إلى الوراء (دمشق أو ما بعدها شمالاً وشرقاً)، ولن يكون سهلاً على الإسرائيليين فرض قواعد اشتباك وافقت عليها الدولة السورية قبل 45 عاماً.

لا ضرورة لعرض مشاهد أخرى من الإقليم. من مصر وليبيا وتونس إلى اليمن والعراق والبحرين والخليج مروراً بتركيا.

هذا في الإقليم، أما لبنانياً، فلن يكون البلد بمنأى عن كل حراك الإقليم. «صفقة القرن» سيدفع ثمنها الفلسطينيون أولاً، وبينهم بطبيعة الحال أهل الشتات. فهل نملك تصوراً لبنانياً لمواجهة تداعيات شطب قضية العودة، وبالتالي ما هي مصائر كتلة تقدر بنحو 300 ألف فلسطيني في لبنان؟

وكيف للمواجهة أن تكون شاملة، وبوسائل مختلفة؟ ثم هل يفكر عاقل في لبنان بإمكان فتح الباب أمام مشروع التوطين ومن سيدفع الكلفة؟ زد على ذلك، أن هناك من يريد للتوطين أن يكون مزدوجاً، أي فلسطينياً وسورياً، بدليل كل معطيات التعامل الدولي، وخصوصاً الأوروبي مع قضية النازحين السوريين إلى لبنان. يصح القول من دون مبالغة أننا أمام مشروع تفجير جديد للبلد وتغيير لهويته وإدخاله في أتون حروب أهلية تبدأ ولا تنتهي.

الخطر الإسرائيلي موجود في كل يوم. صحيح أن خطر الإرهاب تراجع ولم يعد يقلق لبنان واللبنانيين، كما كانت الحال قبل سنوات. ولكن لا بأس بالتذكير أن هناك من دفع فاتورة هذه المظلة الوطنية. لكن الاحتياط واجب.

إنه لبنان. لم يكن منذ الاستقلال دولة. هو مرآة عاكسة تاريخياً، لكنه وللمرة الأولى، لا يتأثر وحسب، بل يصبح قادراً على التأثير في مسارات الإقليم. هذه قيمة أن يكون حزب الله لبنانياً، ولو حاول البعض نزع الثوب الوطني عنه… وصولاً إلى رجمه و«شيطنته» و«فرسنته».

وكما لم ينفصل مصير لبنان تاريخياً عن مصير سوريا، ولن ينفصل، فإن معظم التسويات أو الحروب أو الأزمات الوطنية، ما كانت بمعزل عن عناصر خارجية. النماذج كثيرة من معركة ميسلون عام 1920 ومن بعدها ولادة لبنان الكبير إلى الحرب السورية منذ سبع سنوات حتى اليوم وما يمكن أن يُعَدّ للبنان في المستقبل القريب. ومن الطائف في عام 1989 إلى الدوحة في عام 2008، مروراً بالقرار 1559، حيث كل حدث، لم يكن منفصلاً عن معطى خارجي، سواء أكان إقليمياً أم دولياً.

لهذه الأسباب وغيرها، ولأن «الصفقة» تقترب، لا بد من تذليل كل العقبات التي تعترض طريقها. «التذليل» قد يتخذ شكل تصفية أو اغتيال أو حرب أو فوضى أو أي شيء مختلف عما عرفناه من أساليب وظيفتها أن تمهد «على السخن» أو «على البارد» للآتي نحونا.

وطالما هناك في الجسم اللبناني والعربي شيء اسمه مقاومة، سيحتاج الأميركيون والإسرائيليون وأدواتهم إلى كبير عناء لتمرير صفقتهم، فأين تقف حكومة النأي بالنفس القديمة أو الجديدة، عن هذا المعطى الكبير؟ أين يقف العهد نفسه؟ هل يقتضي الأمر سلوك دروب غير عادية في مواجهة أوضاع استثنائية؟

هنا، تتبدى، أولاً، مسؤولية رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، وهي مسؤولية تاريخية، يمكن أن تضعه في مصاف القادة التاريخيين لبلده. آن الأوان للخروج من «جل» لبنان القوي. نعم، لبنان القوي يكون بعهد لكل اللبنانيين. يقيس الأمور وطنياً وليس من زواريب الموارنة أو «حواكير المسيحيين» أو حسابات السلطة والمنافع والتوريث.

لبنان القوي يكون بدعوة سعد الحريري إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية استثنائية. برئاسته حتماً، احتراماً لنتائج الانتخابات النيابية، وتضم إليه من يرشحهما الرئيس نبيه بري والسيد حسن نصرالله عن حزب الله وحركة أمل (على صورة «الخليلين»)، ووليد جنبلاط وطلال إرسلان عن الدروز ونجيب ميقاتي وفؤاد السنيورة وتمام سلام عن السنّة وسمير جعجع وجبران باسيل وسليمان فرنجية وأمين الجميل وعصام فارس وآغوب بقرادونيان عن المسيحيين وغيرهم من الأسماء الوازنة.

فلتكن حكومة أقطاب أو أقوياء، من القادرين على تحمل مسؤولية «القرار»، بمعزل عن اصطفافات 8 أو 14 آذار، أو اصطفافات المال والصفقات. حكومة يقترن عمرها بمهامها غير العادية، وعندما ينتفي الاستثناء، تُناقش بدائلها. هكذا حكومة يحتاجها لبنان، في هذه اللحظة الإقليمية الاستثنائية، فهل يبادر رئيس الجمهورية، من حيث لا يجرؤ الآخرون؟

* في لبنان، يبحث اللاعبون عن صيغ تجعلهم محاطين حصراً بالـ«صغار»، كما هي حالة سعد الحريري

إذا كانت الحسابات التي تتحكم بالتأليف الحكومي مرتبطة برئاسة الجمهورية المقبلة ومعها حسابات السلطة والنفوذ، في هذه الدائرة الطائفية أو تلك، يصبح الرهان صعباً، خصوصاً أن العقلية الإقصائية إذا لم نقل الإلغائية، تتحكم بقرار بعض أهل السلطة، وليس غريباً أن يردد البعض مثلاً «فلتكن حكومة من دون القوات» أو «فلتكن حكومة أقوياء فقط وبلا الفراطات».

هذه حسابات «دكنجية» وليست حسابات وطنية. المؤسف أن تصبح المعادلة الحكومية رهن «فجعان» أو «مفلس»، لذلك، تصبح مفهومةً هذه الشهية على الوزارات الدسمة، من زاوية ما يمكن أن تقدمه، هذه الحقيبة أو تلك، للجمهور الحزبي ربطاً بحسابات انتخابية ومالية، خاصة وعامة؟

كان ينبغي كسر قواعد اللعبة. أن يعاد النظر في تسمية الحقائب السيادية من غير السيادية. أن تستحدث وزارات جديدة وتلغى أخرى لا حاجة لها. من هنا، وطبعاً من مطارح أخرى، يمكن مقاربة ملف الحد من الفساد.

المؤسف أن الدروب المؤدية إلى الحكومة الموعودة، لا تبشر، اليوم، سوى بأيام صعبة، سياسياً واقتصادياً ومالياً. ستتشكل الحكومة في نهاية الأمر. لا أحد يريد أن يفرّط خارجياً بمظلة الاستقرار. هذا معطى دولي وإقليمي راسخ «حتى الآن» (مع التشديد على كلمتي «حتى الآن»).

ستتشكل الحكومة، ولن تُبدل مراهنة البعض على إنهاك المنتظرين وإتلاف أعصابهم، من حقيقة أن هناك من سيخرج من «المولد» بلا حمص (طلال إرسلان وسنة 8 آذار وحزب الكتائب والحزب القومي). هذه النظرة، هناك من يُروّج لها على قاعدة «ترييح» التوزير المسيحي، طالما أن هناك قوى نيابية وازنة تستطيع أن توفر لمثل هذه الحكومة ثقة نيابية تتجاوز المائة صوت، وللآخرين، إذذاك، أن ينتقلوا إلى المعارضة، ولا بأس أن يقودهم نجيب ميقاتي بالشراكة الكاملة مع سليمان فرنجيه (إذا شمله الإقصاء) وسامي الجميل.

حتماً، ليس بمثل هكذا نظرة، يُقارب الملف الاقتصادي والمالي المتأزم أصلاً، والقابل لأن يكون أكثر دراماتيكية، وفق تقديرات معظم الخبراء الاقتصاديين… وطبعاً ليس بمثل هذه النظرة يقارب الملف الإقليمي الخطير، لكنه لبنان. فيه، يبحث اللاعبون عن صيغ تجعلهم محاطين حصراً بالـ«صغار»، كما هي حال سعد الحريري، عندما يقارب ملف بيته الداخلي ـــــ بعد الانتخابات ـــــ بإقصاء نادر الحريري ومحاصرة نهاد المشنوق… وللبحث صلة.

 

الى شبابنا المقيم والمغترب تحت كل سماء اوجه النداء

ا.د. سيمون عساف/25 حزيران/18

ما همني لأي حزب تنتمون اذ في النهاية جميعُنا في سفينة واحدة او نرسب او نعوم. او يتدثّر لبنان عباءةَ البقاء او يتلاشى ويندثر.

أُعلي ندائي مستلهما ما ورد على لسان البطريرك الماروني يوحنا الحاج القاضي في مذابح 1860الذي رفض مقولة لا غالب ولا مغلوب بل بالعكس هناك غالب ومغلوب، والذي توفي والقديس شربل في نفس ليلة الميلاد، نقلا عن كتاب سلسلة البطاركة للخوراسقف يوسف داغر يقول: "اذا كانت عظامي تفيد الكنيسة المارونية، إِنبشوا قبري وخذوها مشاعيل تضيء لأجيالنا القادمة". ان هذا الكلام ينخر نخاع العظام عند اصحاب الشهامة والكرامة والاصالة والعنفوان.

باسم الشهداء الميامين الذين نذروا حياتهم وضحوا بذواتهم و"ماتوا لنبقى"، طوال معارك الحرب اللبنانية الشرسة، وسفكوا دماءَهم لديمومة وطن الآباء والأجداد، ساهرين الليالي على متاريس الدفاع في الجبال والسهول والبطاح والسفوح متكبدين انكد التضحيات في سبيل استمرارية الكيان. نخب رجالنا وشبابنا وبناتنا والنساء، الذين تجندوا للدفاع عن النفس ضد لاجئين غرباء نزلوا أرضنا و استظلوا سماءنا وتنشقوا هواءنا وشربوا من ينابيعنا وأكلوا خيراتنا وفي آخر المطاف استباحوا حرماتنا وانتهكوا كراماتنا وصوّبوا سلاحهم على صدورنا فقتلوا من قتلوا وعوّقوا من عوقوا وخرّبوا وأحرقوا ودمروا وشرّدوا عيالا وخطفوا اهلا من جميع الأعمار وإلى الآن لم يعد من مفقودينا واحد. لم يتركوا فاحشة لم يرتكبوها يا عيبهم!

استحلفكم يا شبابنا اللبنانيين المنتثرين تحت كل كوكب، باسم هؤلاء الشهداء الفرسان الشجعان والابطال الاكارم الأجرياء-هؤلاء قِطعٌ منَّا فَِلذ اكبادنا- ان ترفضوا واقع الحال ولغة التجنيس والتوطين وتعملوا ما بالوسع لإنقاذ الوطن المفدى المهدَّد بالافلاس والهزائم والغرق. يريدون محوه عن الخارطة لأنه ذو وجه عربي فقط. إنه من الغرابة والعجب بمكان أن نسمع أخبارا مزعجة عن التجنيس وكأنه مشروع للإطاحة بنا وببلادنا ولِتغيير الديموغرافيا أي طغيان عدد اللاجئين من فلسطينيين وسوريين على عدد المواطنين، نزحوا من اوطانهم وحلوا عندنا في لبنان الحاضن المضياف. والأخطر تكليف من كوشنير صهر الرئيس ترامب رئيس امريكا، ملك الاردن بمباركة عربية لتوطين جميع النازلين في لبنان من جميع الملل لقاء إيفاء الدين العام البالغ مئة مليار دولار أميركي. يا للهزيمة يا للعار! من الداخل والخارج اصوات الجزارين تتعالى ضد وطننا الحبيب لبنان.

دارت الحرب في لبنان مدى خمسة عشر عام باقذر واوحش صورها ولم تحرك الولايات المتحدة ساكنا وأشلاء الضحايا كانت تُعرض على شاشات التلفزة فما هو الداعي اليوم لاستهداف لبنان بهذا الشكل الشنيع الزري؟ أهكذا تُحل القوى الكبرى مشاكل شعب على حساب شعب آخر؟ الا تعلم انها ستواجه انتفاضات ثورية أعنف من الماضي في حال استكمال هذا الموال موال التوطين والتجنيس السمج المُهين؟ أن مساحات الدول العربية شاسعة ونفطها كفيل باستيعاب كل المطرودين والمُغتصبين والمهجرين والنازحين من فلسطينيين وسوريين، فلماذا يستهدفون لبنان أصغر دولة بين الدول العربية ويرمون توطينهم فيها؟ فلتأخذ الدول العربية الحصص من مهجرين فلسطينيين وسوريين بالتساوي لأنها تستوعب أعدادا هائلة عوض أن يكون لبنان الصغير مكبَّا لها. لا أرضه ولا وارداته ولا صادراته في بحبوحة ولا انابيب البترول تشفع فيه. ان لبنان قضية كل لبناني شريف وعريق الشموخ والشيم! انه وصية الشهداء بامتياز مفادها رفض كل طارق وطارق شرير! وكم نأبى ان يكون المسيحيون وحدهم في طليعة الرافضين وكأنهم رأس الحربة. إن هوية لبنان وقف على كل من يحملها، لذلك أدعو جميع الأطياف والشرائح اللبنانية للثورة والانتفاضة ضد التوطين والتجنيس وتحميل لبنان هذا العبء المقيت الثقيل.

على كل لبناني أن يحترم هويته وتاريخه وشهداءه وتراثه والانتماء، ان يشارك بالنضال عن إخلاص للخلاص من المتآمرين المجرمين.

ا.د. سيمون عساف

 

درعا: نموذج داريا وليس الغوطة

فداء عيتاني/نقلا عن صفحته/25 حزيران/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/65567/%D9%81%D8%AF%D8%A7%D8%A1-%D8%B9%D9%8A%D8%AA%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%AF%D8%B1%D8%B9%D8%A7-%D9%86%D9%85%D9%88%D8%B0%D8%AC-%D8%AF%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%A7-%D9%88%D9%84%D9%8A%D8%B3-%D8%A7%D9%84%D8%BA%D9%88/

ابلغت الولايات المتحدة الفصائل المقاتلة في الجبهة الجنوبية بعدم انتظار دعم اميركي مباشر خلال معركة درعا. البلاغ الاميركي الرسمي، والذي اريد له ان يتسرب اعلاميا، لم يحمل اي جديد، فالولايات المتحدة اوقفت اغلب اشكال الدعم عن الفصائل والجنوب السوري منذ تشرين الثاني العام ٢٠١٧، اما ما تتناقله وسائل اعلام الممانعة وروسيا فلا قيمة له، وليس اكثر من متابعة لنهج الدعاية السياسية المعتمد من قبلها.

الولايات المتحدة لا تملك خريطة طريق واضحة، لا في الجنوب ولا في اي من جوانب الملف السوري، ومن كان يعتقد بان الضربات الاميركية على مطارات النظام، ردا على استخدام النظام للغازات في قصفه المدنين، ستكون مدخلا لتغيير في موقع واشنطن من الحرب والثورة والنظام والاحتلال الروسي كان (وكالعادة) يعيش في احلامه الوردية. فالضربات لم تكن اكثر من هروب اميركي من مآزق الرئيس دونالد ترامب الكثيرة، ولرسم خطوط واضحة للعبة الدولية، وتحجيم قدرات ودائرة عمل الرئيس الروسي فلايدمير بوتين في سوريا والشرق الاوسط. اما مسار جنيف فقد تم دفنه ولن يكون له قيامة الا لتكريس شرعية النظام الهشة على ما سيتبقى من سوريا بعد التقاسم الدولي المقبل.

درعا اليوم تواجه المد الروسي الايراني بمفردها، يعتقد اهل الجنوب بان اسرائيل لم تنطق كلمتها بعد، الا ان الواقع خلاف هذا الرأي، فقد اكتفى الاسرائيليون بتصريح وزير الدفاع افيغدور ليبرمان يوم ١٥ حزيران الحالي، حين قال بان لا قوات ايرانية او موالية لايران في جنوب سوريا. علما ان كل التقارير العسكرية الواردة من جنوب سوريا، وخاصة من اللجاة تفيد بان القوات الايرانية تقاتل الى جانب، واحيانا قبل، قوات النظام السوري، وعمليات الرصد والاختراق للجيش الحر افادت ومنذ نهاية ايار عن حشود ايرانية او موالية لايران على جبهات الجنوب.

بغض النظر عن الواقع الميداني، فان تصريح ليبرمان من ناحية واعلان القوات الروسية عن مشاركة طائراتها بتقديم الغطاء الجوي لقوات النمر في الجنوب السوري يشيران الى بداية المعركة بعد حصول توافق روسي اسرائيلي لا يزال مجهول التفاصيل، وان الحديث الاسرائيلي عن بقاء القوات الايرانية على مسافة ٤٠ كيلومترا عن حدودها مجرد حبر على ورق.

في ظل هذا الواقع، والانسحاب السعودي من الملف السوري عامة، ورفض تركيا البحث بمصير اللاجئين من درعا، او عمليات النزوح المنظمة اللاحقة لمعركة ما، وفي ظل اعلان الاردن من ناحية على عدم قدرته على استقبال المزيد من اللاجئين، ووصل عشرات الاف منهم (الرقم الواقعي يلامس الاربعين الفا اليوم) الى الحدود، وفي ظل فتح اسرائيل حدودها لتقديم ”خدمات انسانية للاجئين السوريين“، اضافة الى الضغط والتهديد الروسي للدروز في السويداء بالانضمام الى المعركة او استخدام ”الحل الامني مع العصاة“، اصبحت رقعة خيارات مقاتلي السويداء شديدة الضيق.

لا شك بان قادة الفصائل المقاتلة في الجنوب السوري قد ارتكبوا من المعاصي ما لا طاقة لاحد على تبريره، ولا قبول للسكان بمغفرته، الا ان الفصائل نفسها، واغلب مقاتليها لا يزالون يحافظون على محلية (واهلية ما) تخولهم القتال، سيما ان هذا هو خيارهم هم، فهم من رفض التسويات مع الروس، وهم من نفذ عمليات تصفية لكل من حاول اختراق الجسم الجنوبي، سواء تحت اسم المصالح المشترك والاعمال التجارية، او باسم المصالحة والعمل ضمن قوات النظام، وليس سرا ان من صفى رموز المصالحات هم عناصر وضباط من الجيش الحر، رفضا لاي محاولة تسوية مطروحة لا تأخذ بعين الاعتبار وجود الجيش الحر والحق بحرية المناطق الجنوبية.

لم يبق امام الفصائل في الجنوب الا القتال، ومع القتال يطرح خيارين، اولا التحول الى غوطة اخرى، وترك السكان عرضة لقصف روسي ومدفعية النظام لاسابيع قبل اعلان الانسحاب، ولكن المشكلة هذه المرة ان احدا لا يطرح على الجنوب طريقا للانسحاب. الا ان نموذج جيش الاسلام وفيلق الرحمن، وحرق الغوطة قبل سحب ثروات قادة الفصائل وسرقاتهم الى الشمال لا يزال مطروحا امام قادة الفصائل، الذين ربما يرغبون باعادة تجربة التسليم بعد مجازر بحق اهلهم المدنيين، ويلي ذلك خرق للتعهدات الروسية، واعتقال المئات من السكان وجر الالاف الى الخدمة العسكرية ضمن قوات النظام.

الخيار الاخر هو القتال من اجل التاريخ، ربما من السذاجة اليوم التحدث عن قتال لن يجلب اي نتائج سياسية تذكر، الا انها اللحظات الاخيرة في عمر الثورة اذا ما سقطت درعا دون قتال، وثورة انهزمت وهي تقاتل ستعطي امالا لفئات اخرى بالمتابعة اكثر بما لا يقاس من ثورة اخترقها اللصوص والمستسلمون.

وربما من الاجرام الطلب من المدنيين التضحية، الا ان الدم سيسفك ايضا بحال دخول النظام بلا قتال، والمنازل ستنهب، والاعراض ستنتهك، ليس انتقاما، ولكن لان النظام يعتمد هذه السياسة مع كل المناطق التي سلمت او قاتلت، ولم تستثن اي منطقة من هذه الممارسة، من القصير التي اخليت بموجب اتفاق، وتم نقضه خلال عملية الانسحاب، وصولا الى الغوطة التي حصلت ايضا على ضمانات روسية لم تعش اكثر من اسبوع، مرورا بوادي بردى وحلب ويبرود وحمص وغيرها من المناطق.

لا شيء يحقن الدماء مع وحش النظام السوري الكاسر، ولا شيء يمكنه منع عمليات التشفي التي لحقت بكل التسويات.

نموذج داريا كان ساطعا في الحصار، كما في القتال الاخير، وحين قررت داريا التسوية بعد انتهاء القتال خرجت عن بكرة ابيها الى الشمال، كانت قد قاتلت حتى الرمق الاخير، واستخدمت كل ذخائرها الثقيلة، ولم يعد لدى المدافعين عبوة ناسفة واحدة يصدوا بها الدبابات الغازية، وحين خرجوا كانوا يحملون على وجوههم بسمة الانتصار.

لم يعد امام الجنوب الكثير من الخيارات، وحده القتال العاري يمكن ان يكون الرد المسبق على القتل العاري الذي سيمارسه الروس والايرانيون والنظام.

https://godottoldus.wordpress.com/2018/06/24/%D8%AF%D8%B1%D8%B9%D8%A7-%D9%86%D9%85%D9%88%D8%B0%D8%AC-%D8%AF%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%A7-%D9%88%D9%84%D9%8A%D8%B3-%D8%A7%D9%84%D8%BA%D9%88%D8%B7%D8%A9/

 

محركات المستقبل السعودي

غسان شربل/الشرق الأوسط/25 حزيران/18

لا غرابة أن يتوافد صحافيو كبرى وسائل الإعلام في العالم لمشاهدة السعوديات ينطلقن بسياراتهن في شوارع المملكة. ولا غرابة أن يستأثر الحدث باهتمام دول قريبة وبعيدة. فما يجري في السعودية يعني السعوديين والعالم معاً. إنها دولة مهمة بسبب موقعها العربي والإسلامي والدولي. ثقلها الاقتصادي والسياسي والديني يدفع الكثيرين إلى متابعة ما تعيشه خصوصاً في هذه المرحلة. لا يمكن فصل التطور الجديد المتعلق بالمرأة السعودية عما تعيشه المملكة منذ عامين تقريباً. في اعتقادي أن أبرز ما حصل هو إطلاق حالة من الأمل داخل المجتمع، وخصوصاً لدى الشرائح الشابة وهي تشكل الأكثرية الساحقة. ومن دون حالة الأمل هذه، لا يمكن تذليل الصعوبات ولا ترجمة السياسات وتحصينها. فحالة الأمل هي استدراج للطاقات بغية توظيفها في معركة المستقبل. من يعرف السعودية يعرف أن حالة الأمل هذه هي الرافعة للبرنامج الطموح الذي طرحته «رؤية 2030». أصعب ما يمكن أن تصاب به دولة هو استسلام شبابها وشعورهم أن الأشياء لا يمكن أن تتغير أو تتقدم. أو أن يعتبر الشباب أن الحديث عن المستقبل يدخل في باب الدعاية أو الإجراءات التجميلية. من يعرف السعودية يدرك أن الشباب السعودي لم يعد يجلس في موقع المتفرج أو المنتظر. إنه منخرط تماماً فيما يمكن اعتباره ورشة إصلاح وتحديث شاملة لا بد من أن تنعكس على مختلف مناحي الحياة. أخطر ما يمكن أن يصاب به شعب هو أن يعتبر أن أبواب الأمل موصدة، وأن الجدران أكثر من المفاتيح. وأن السلامة تقتضي ترك الأشياء كما كانت، وأن فتح الملفات يعني فتح أبواب المجهول. وأخطر ما يمكن أن يصاب به شعب هو أن يعتقد أن المستقبل لن يكون في أفضل الأحوال أكثر من تكرار للماضي. الاستسلام لمشاعر من هذا النوع يدفع الدول إلى التقاعد والشيخوخة والجلوس على رصيف العصر.

اختارت السعودية السير في الاتجاه المعاكس لحالة الإحباط واليأس المستشرية في مناطق واسعة من الشرق الأوسط. أدركت القيادة السعودية أن معركة المستقبل تبدأ الآن. وأن الانتظار لا يمكن أن يكون أفضل مستشار. وأن العالم ينطلق بسرعة نحو المستقبل، وأن حجز مقعد في هذه الرحلة يستلزم قرارات مهما كانت صعبة وإرادات مهما كانت الصعوبات. وبدا واضحاً أن القيادة استمعت بدقة إلى الرسائل التي يبعث بها المستقبل إلى الراغبين في الانتماء إليه. واستمعت بالمقدار نفسه إلى تطلعات الناس وتوقهم إلى تحسين أوضاعهم وتحصين دولتهم.

نجحت القيادة السعودية في العامين الماضيين في جعل موضوع المستقبل البند الأول في اهتمامات السعوديين. فهو يعني كل فرد منهم. يعني فرص التعليم وفرص العمل. ويعني شروط الحياة الكريمة. وبناء اقتصاد لا يتوقف مصيره على أسعار النفط وحدها. ويعني في الوقت نفسه الانخراط في ورشة التقدم في العالم الذي يشهد على نحو غير مسبوق ثورات علمية وتكنولوجية متواصلة. ونجاح معركة بهذا الحجم يعني الحاجة إلى تغيير في الأساليب والذهنيات والعادات. في هذا السياق جاءت النقاشات التي شهدتها السعودية حول برنامج التحول الوطني ومراحل «رؤية 2030». تحقيق الأهداف يستلزم التفكير بطريقة أخرى والعمل بوسائل مختلفة وتوفير التشريعات والمناخات اللازمة لاجتذاب المستثمرين والسياح. وفي هذه الأحوال لا يكفي تغيير النصوص، بل لا بد من تغيير عادات استحكمت وقناعات ترسخت. أي أنه لا بد من تأهيل مجتمع بأسره لأن تجاوبه هو الشرط الأول لتحقيق البرامج الكبرى.

وانطلقت القصة من ثقة متبادلة. قيادة تثق بالناس وتجيد الاستماع إلى همومهم. ومواطنون يثقون بقيادتهم ويأتمنونها على مصالحهم ومصير البلاد. على قاعدة هذه الثقة المتبادلة طرحت البرامج الطموحة التي سرعان ما أبرزت ملامح سعودية جديدة لا تتردد في التصدي للمشكلات حتى لو كانت أدرجت سابقاً في باب المسائل التي تصعب مقاربتها. لا يمكن لعملية تحول كبرى بهذا الحجم أن تنجح ما لم ينخرط فيها المواطنون بكامل طاقتهم. ولضمان هذا الانخراط الواسع لا بد من إزالة المعوقات التي تحول دون ذلك. ولم يكن سراً أن أعرافاً وعادات أدت إلى وضع حدود صارمة أمام قدرة المواطنة السعودية على التحرك في صورة طبيعية للنهوض بدور أكبر في العائلة والمجتمع. وكان لا بد من الالتفات إلى أن السعوديات يرغبن في الاضطلاع بدورهن كاملاً في العمل والإنتاج وبناء المستقبل الفردي والعائلي والوطني. وفي هذا السياق، جاء قرار الملك سلمان بن عبد العزيز السماح للمرأة بقيادة السيارة كخطوة في برنامج تمكين المرأة. وكانت المسافة الزمنية الفاصلة بين صدور القرار والموعد الذي حدد للتنفيذ كافية للشرح والإعداد وتوفير التشريعات اللازمة والضامنة لحسن تنفيذ القرار. ردود الفعل على رؤية السعوديات يقدن سياراتهن في شوارع المملكة لا تنفصل عن حالة الأمل التي أطلقتها القيادة السعودية والتي أسهمت ديناميكية ولي العهد الداخلية والخارجية في ترسيخها. لقد اتخذت السعودية قراراً قاطعاً بالاتجاه نحو المستقبل، وهذا ما يفسر البرامج الطموحة والمشاريع العملاقة والقرارات الجريئة. ولأن التجربة السعودية في إطلاق المحركات باتجاه المستقبل جديدة في منطقة يفترسها اليأس بفعل الحروب أو الفشل الاقتصادي، لم يكن غريباً أن يواكب العالم ما يجري في السعودية، وأن يتوافد الصحافيون لمتابعة بعض ملامح السعودية الجديدة. فكل ما يجري منذ عامين يندرج في باب حشد الطاقات وإطلاق المحركات في اتجاه بناء المستقبل السعودي. وطبيعي أن تراقب المنطقة ومعها العالم تجربة بهذا الحجم في دولة بمثل هذه الأهمية.

 

المرأة السعودية... طريق التنوير والاستنارة

إميل أمين/الشرق الأوسط/25 حزيران/18

احتفلت السعودية أمس ببدء مرحلة جديدة للمرأة بقيادة السيارات، في ملمح وملمس يعكس رغبة حقيقية في السير نحو استعادة ما كان للمرأة من مكانة في صدر الإسلام، بأكثر من القول والسعي نحو التنوير والاستنارة، ذلك أن غالبية العالم العربي يمكن أن يقال عنه إنه في الماضي كان له مستقبل، وهو البقعة الجغرافية التي تكاد تكون الوحيدة حول الكرة الأرضية التي إذا عادت إلى قرون سابقة لربما كان واقعها أفضل مما هو حالها الآن. مهما يكن من أمر النقاش الفلسفي المتقدم، فإن الواقع يشير إلى وجود رغبة حقيقية في تطوير الذات وبلورة حقيقية للمحتوى الحضاري للإسلام والمسلمين في أعين العالم برمته.

والشاهد أنه ليس سراً أن كثيراً من الفقهاء والعلماء المسلمين، عطفاً على أعداد كبيرة من المستشرقين قد تناولوا قضايا المرأة المسلمة، وكتبوا فيها كتابات مطولة واختلفوا اختلافاً كبيراً في كثير من الأمور المتعلقة بحقوق المرأة، مما جعل المتربصين بالإسلام والمسلمين يتخذون من تناقض الآراء حول المرأة المسلمة ذريعة ينتقدون من خلالها الدين والمؤمنين، ويتهمون الرجال بأنهم يعتبرون المرأة مخلوقاً ناقصاً لا يتساوى مع الرجال في الحقوق، ومن ثم، وطبقاً لما رسخ في أذهان الغرب بنوع خاص، فإن المسلمين لا يطبقون المساواة بين الرجل والمرأة ولا يطبقون الميثاق العالمي لحقوق الإنسان.

حكماً للمرء الباحث في جذور الإسلام الحنيف أن يجد الوضع الصحيح للشخصية القانونية للمرأة في الإسلام، فحينما يتحدث القرآن الكريم عن بدء الخليقة وعن الأصل الذي يتحدر منه البشر، يذكر أن النفس البشرية واحدة وانبثق منها الذكر والأنثى «يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا» (سورة النساء الآية 1). يأتي قرار القيادة الحكيمة في المملكة بإتاحة الفرصة للمرأة لقيادة مركباتها بنفسها تصحيحاً لاعوجاج شاب الأصل، ولا شك، فطالما أن الذكر والأنثى قد خلقا من نفس واحدة، فلا تفاضل بينهما في الإنسانية، ثم إن كثيراً من الآيات يكون فيها الخطاب موجها بصيغة «يا أيها الناس» أي الرجال والنساء والأطفال كلهم جميعاً من دون تفاضل، بل في أحيان كثيرة يتم التأكيد على أن الخطاب موجه للرجال والنساء أيضا، وليس الرجال بصيغة «المؤمنين والمؤمنات».

يمكن القطع بأن قيادة المرأة في المملكة العربية السعودية للمركبات طالما لا يوجد فيها ما يخالف الشرع وضوابطه والأمن ومتطلباته، خطوة نحو استعادة الحضور الحضاري الإنساني للمجتمع المسلم حول العالم، وطريق لسد ذرائع المتقولين والكارهين.

يدهش المرء من المقاربات التي باتت قائمة في حاضرات أيامنا، سيما إذا عنَّ للبعض مقارنة ما كان للمرأة في صدر الإسلام، وما جنته الدعوات الماضوية على حال ومآل المرأة العربية والمسلمة، ذلك أنه في الزمن الأول كانت المرأة محاربة ومجاهدة، عالمة وعابدة، تقدمية بلغة أهل اليسار في كافة نواحي الحياة، أما اليوم فالحال يغني عن السؤال.

الذين قدر لهم دراسة العقيدة الإسلامية بشكل معمق أدركوا أن الإسلام حمل المرأة رسالة اجتماعية، وجعل لها دوراً فاعلاً واضحاً داخل المجتمع وليس فقط داخل أسرتها الصغيرة، حيث يأمر الله سبحانه وتعالى في الآية التالية كلاً من الرجل والمرأة بتأدية دورهما الاجتماعي، وهو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بين الناس جميعاً رجالاً ونساءً، ولم يخص المرأة بمجال محدود فقط فيما يختص بأمور النساء والأولاد، بل جعل المجال أمامها مفتوحاً مثلها مثل الرجال... جاء في الآية الكريمة «وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ...» (سورة التوبة الآية 71). هنا يواجهنا سؤال حتمي: هل يمكن للمرأة أن تؤدي هذا الدور المنوط بها قرآنيا، وهي على هذا الوضع من الحرمان والانتقاص من حقوقها الأساسية في مجتمعاتها؟ الثابت أنه حتى تستطيع المرأة تأدية دورها الاجتماعي الذي حدده لها الإسلام، فإنه يجب على المجتمع الإسلامي أن يوفر لها الاحترام اللائق بها، ويفسح لها المجال في أماكن العبادة ومجالس العلم والمجالس النيابية، ومجالس القضاء وأن تعامل كإنسان كامل الأهلية، وما خطوة السماح لها بقيادة المركبات إلا بداية لاسترجاع حقوق المرأة التي أبدعت تاريخياً في شبه الجزيرة العربية، فنظمت الشعر، وساعدت في نشر الرسالة، ورعت الأطفال في زمن الحروب، وشاركت في نهضة حضارة كان يشار لها بالبنان، وجاء الإسلام ليجعل الجنة تحت أقدام الأمهات. يتحتم على المرء القول بأن مثل تلك التغيرات الاجتماعية الجذرية لم تكن لتجري بها المقادير لو لم توجد أيادٍ قابضة على صناعة المستقبل بقوة ويقين وبعزم لا يلين، هذه الأيادي تتمثل في ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، الشاب الذي يجعل من الغد قريباً جداً اليوم، وفيما هو يحلم لبلاده ومملكته يمضي قدماً مسترشداً بفهم صحيح وواعٍ للإسلام الذي يتلاقى مع كل الحضارات، ويواكب ويماشي كافة متغيرات العصور والأزمنة، وبقلب جريء لا يعرف الوجل أو الخجل، وكيف لا ووراءه تاريخ مجيد لحضارة عربية شارك في صنعها المسلمون والمسيحيون واليهود، واستعان فيها الخلفاء والولاة بأفكار وتراث العالم القديم بأكمله. إنها خطوة لجهة المستقبل الذي يولد في رحم الحاضر. مبروك للمرأة السعودية بداية الخطو للعودة إلى إشراقات تليق بها وبتراثها ونضالاتها عبر العصور.

 

طوق إنقاذ جديد لسياسيي العراق الفاشلين

عدنان حسين/الشرق الأوسط/25 حزيران/18

المؤكد أن إلغاء نتائج الانتخابات البرلمانية العراقية الجارية في 12 مايو (أيار) الماضي وإعادة الانتخابات برمّتها، هو الخيار الأفضل بين عدة خيارات لمعالجة أزمة التزوير واسع النطاق الحاصل في هذه العملية.

الانتخابات السابقة كلّها، برلمانية كانت أم محلية (مجالس المحافظات)، شهدت عمليات تزوير. الطبقة السياسية المتنفّذة نجحت دائماً في «لفلفة» قضية التزوير بالتوافق في ما بينها وبإعادة توزيع المصالح والمنافع وتبادلها. هذه المرّة كان الأمر مختلفاً، فالانتخابات الأخيرة جرت في ظروف تفكّكت فيها الكتل الكبيرة المتشكّلة على أساس طائفي (شيعي - سني)، وقومي (عربي - كردي)، وهي جاءت على خلفية انهيار الثقة بالعملية السياسية الناشئة بعد 2003 والمرتكزة إلى المحاصصة الطائفية والقومية، خصوصاً بعد اجتياح «داعش» ثلث مساحة العراق ثم الحرب الطويلة المُكلفة لطرد التنظيم الإرهابي، بكل ما ترتّب على ذلك من فواجع ومآسٍ ومحنٍ عصفت بكل العراقيين تقريباً، وهي مهمّة لم تكتمل تماماً بعد. عمليات التزوير في الانتخابات الأخيرة وسابقاتها ساعدت فيها وفاقمتها المنافسة المحتدمة بين القوى السياسية المتنفّذة وتكالبها على السلطة والنفوذ والمال. لم تنحصر المنافسة في النطاقين الطائفي (شيعة وسنة) وقومي (عربي وكردي)، إنّما أيضاً داخل كلٍّ من هذه المكونات، فالأحزاب الشيعية تصارعت بضراوة، ولم تزل، في ما بينها على المناصب الرئيسة في الدولة، وكذا الحال بالنسبة إلى الجماعات السنية والأحزاب الكردية.

ومما ساعد أيضاً في التزوير في كلِّ الانتخابات أن الهيئة التي عُهِد إليها بإدارة الانتخابات (المفوضية العليا للانتخابات) لم تكن أبداً مستقلّة، بخلاف ما نصّ عليه الدستور الدائم ليضمن تحقيق العدل والنزاهة والإنصاف وعدم حصول عمليات تزوير في العملية الانتخابية. على الدوام كانت المفوضية تتشكّل من ممثلي القوى السياسية المتنفّذة في البرلمان والحكومة، وهي قوى لا يتجاوز عددها الستة أو السبعة، وقد أصبح عدد من أعضاء مجالس المفوضية بعد انتهاء مهامهم أعضاء في مجلس النواب مترشّحين على قوائم الأحزاب المتنفّذة التي انتدبتهم إلى عضوية المفوضية، ولا بد أن ذلك كان مكافأة لهم عمّا قدّموه لهذه الأحزاب في أثناء خدمتهم في المفوضية، ولا بد أن التلاعب بالعملية الانتخابية لصالح هذه الأحزاب هو ما قدّموه. فضلاً عن المفوضية، فإن قانون الانتخابات نفسه صاغته القوى المتنفّذة على مقاساتها لترسيخ وتوسيع نطاق نفوذها في البرلمان والحكومة وسائر أجهزة الدولة، فقد سُنّت صيغة للقانون تُمكّن الأحزاب المتنفّذة من الاستحواذ حتى على الأصوات الممنوحة للأحزاب «الصغيرة» التي لا تفلح في بلوغ العتبة الانتخابية، وبذا يصبح «أثرياء» البرلمان انتخابياً أكثر ثراءً بينما يزداد «فقراؤه» فقراً.

خيار إلغاء نتائج الانتخابات الأخيرة وإعادة تنظيمها من جديد مع الانتخابات المحلية المؤجّلة والمقرّر إجراؤها نهاية العام الحالي، بالإضافة إلى معالجته مشكلة التزوير الفادح في انتخابات الشهر الماضي، كان سيُعيد بعض الثقة بالعملية السياسية. الانتخابات الأخيرة أعطت مؤشرات قويّة على شعور الأغلبية من العراقيين بالخذلان حيال هذه العملية. هذا ترجمته أولاً مقاطعة الأغلبية من الناخبين (56% منهم لم يذهبوا إلى صناديق الاقتراع، وقد تكون النسبة الحقيقية أكبر، فهذا العنصر يُمكن أن يكون هو الآخر قد طالته عمليات التلاعب والتزوير)، وهذه أول مرة تتجاوز فيها نسبة المقاطعة الـ50% في الانتخابات العراقية. كما أن الكثير من الذين شاركوا في الاقتراع حجبوا أصواتهم عن العديد من الشخصيات الأساسية (القيادات) في العملية السياسية طوال الفترة الماضية فأسقطوهم، وهذا مما كان مدعاة لإثارة حفيظة هذه الشخصيات التي عملت على الطعن في نتائج الانتخابات وتشريع قانون جديد في البرلمان يعدّل قانون الانتخابات بما يُعيد عملية العدّ والفرز يدوياً بدلاً من أن يكون إلكترونياً. كما سعت هذه الشخصيات إلى إلغاء نتائج الانتخابات في الخارج وفي مخيمات النازحين والتصويت الخاص في إقليم كردستان، لكنّ المحكمة الاتحادية قضت الخميس الماضي ببطلان المادة الخاصة بالإلغاء الجزئي للنتائج.

الخيار الأفضل (إعادة الانتخابات) لا تقبل به القوى المتنفذة، فالانتخابات إذا ما أُعيدت ستُمنى فيها هذه القوى بمزيد من الخسارة. ومثلما عاقب الناخبون هذه القوى في الانتخابات الأخيرة جزاءً لها عن فشلها في إدارة الدولة طول الحقبة الماضية، سيذهبون عند الإعادة إلى معاقبتها مرة أخرى عن عمليات التزوير التي ما كان بوسع أحد غيرها ارتكابها، بحكم نفوذها في مفوضية الانتخابات وفي سائر أجهزة الدولة. هذا العقاب سيتمثّل بالمزيد من المقاطعة والمزيد من عدم التصويت للشخصيات الأساسية. كما أن إعادة الانتخابات ستتطلب بالضرورة إعادة تشكيل مفوضية الانتخابات على أساس مختلف يضمن استقلاليتها وبالتالي نزاهة العملية الانتخابية، وهذا ما لا ترغب فيه القوى المتنفّذة التي عملت دائماً على تفاديه. المحكمة الاتحادية العليا التي تمّ الطعن أمامها في العملية الانتخابية، أمسكت بالعصا من الوسط بعدم إلغاء الانتخابات وعدم تثبيتها، وإنما بإعادة العدّ والفرز يدوياً. هذا القرار هو في الواقع طوق إنقاذ للطبقة السياسية المتنفّذة المسؤولة قبل غيرها عن تزوير العملية الانتخابية وعن سائر مظاهر الفشل في إدارة الدولة والمجتمع في العراق على مدى الخمس عشرة سنة الماضية.

 

ليبيا: الجيش بالمرصاد للإرهابيين

د. جبريل العبيدي/الشرق الأوسط/25 حزيران/18

أربعون دقيقة كانت الزمن الكافي لتحرير الموانئ النفطية الليبية، التي مساحتها تفوق خمسة أضعاف مساحة قطر، من عصابات الأربعين حرامي، عصابات اللص الجضران، فكانت أشبه بدقيقة واحدة لكل حرامي، ومطاردة الفلول التي دفعت بها ميليشيات «الإسلام السياسي» لاحتلال الحقول، لكسب ورقة ضغط في التفاوض السياسي، مدفوعة بأموال النظام القطري. الاعتداء والهجوم على الهلال النفطي لم يكن بمعزل عن شيزوفرينا الغرياني، المفتي المعزول، الذي طالب قبل عامين بقتال الجضران في الموانئ النفطية، عندما كان الجضران خارج مشروع جماعته الضالة، وهو اليوم يطالب جماعته بالوقوف مع الجضران، بعد أن اصطف الجضران مع جماعته ضد الجيش، مما يؤكد حالة النفاق والضلالة حتى في الفتوى الصادرة عن هذا المعزول. تحرير الموانئ النفطية في أربعين دقيقة من الإرهابيين، بالتزامن مع تحرير مدينة درنة، جعلت الإرهاب وداعميه في حالة توهان وغيبوبة سياسية ستلقي بظلالها على الوضع السياسي الليبي. ما يثير الدهشة هي تصريحات السفير البريطاني الضعيفة والمثيرة للجدل حول الاعتداء على الموانئ النفطية، والعبارات التي استخدمها، والتي تكاد تساوي بين الجيش الليبي والعصابات المارقة، إذ وصف الوضع بحالة صراع أطراف، في حين أنها اعتداء صريح لعصابات إجرامية وإرهابية تريد أن تستولي على مقدرات الشعب الليبي النفطية، لتحول البلد إلى بؤرة مصدرة للإرهاب العالمي، في حين أن ما فعله الجيش، وهو جيش نظامي معترف به من السلطة المنتخبة ديمقراطياً في البلاد، هو أن ردَّ السيادة على الموانئ للمؤسسة الوطنية للنفط؛ فلا مجال إذن للقول إن ما يجري صراع قوى وأطراف! الواقع والمعروف أن التدخل البريطاني في الشأن الليبي تنوع بين دعم إسلاميين راديكاليين تارة، وتارة أخرى لجماعات انفصالية، كان الجضران رأس حربة فيها، عندما كان يتزعم المكتب السياسي لإقليم برقة، وكيف حضر السفير البريطاني اجتماعات الجضران، تحت شعار «مؤتمر سكان برقة» في بنغازي، الذي تم فيه إعلان مكتب سياسي وحكومة بحضور السفير البريطاني، مما تسبب في مشكلة مع الخارجية الليبية، ودفع الخارجية البريطانية إلى القول إن حضور السفير كان بشكل شخصي، وهو أمر لا يبرر ما فعله السفير، خصوصاً أنه صادر عن سفير دولة تعرف وتجيد انتقاء سفراء سياستها حول العالم.

من هنا، يتبيّن أن نوازع الجضران انفصالية، فهو يسعى مع من يسعى إلى تقسيم البلاد، ولكنهم فشلوا فشلاً ذريعاً أمام ضربات الجيش، الذي سيطر بالكامل على المنطقة الشرقية، بما فيها إقليم برقة، بعد قضائه على الانفصاليين والإرهابيين فيها قضاءً مبرماً، ولم يكن يوماً انفصالياً، بل إنه حريص على وحدة البلاد مهما كان الثمن. التدخل البريطاني في أزمة الحقول النفطية جاء لسحب ورقة الحقول والموانئ النفطية من الجيش لصالح تنظيم الإخوان، فبريطانيا كانت الراعي لتنظيم الإخوان والحاضن الأهم لهم، بل والمؤسس للتنظيم، بعد خسارة التنظيم جميع أوراقه في ليبيا، ليكون جزءاً من المعادلة السياسية.

الآن، حكومة بريطانيا تسعى لتدويل السيطرة على الموانئ والحقول النفطية بحجة حمايتها، رغم أن الجيش الليبي استطاع تحريرها من العصابات في 40 دقيقة، وهو زمن قياسي في الحروب الخاطفة، رغم حظر التسليح عليه، وأثبت أنه القادر على حمايتها وتأمينها باعتباره جيشاً وطنياً.

الحلم البريطاني في العودة إلى ليبيا عبر برقة، المستعمرة القديمة، سيكون من سابع المستحيلات.

 

إيطاليا: استراتيجية سالفيني إلى أين ستقوده؟

فردناندو غوغليانو/الشرق الأوسط/25 حزيران/18

لو أن كائناً فضائياً هبط في روما اليوم فسوف يعتقد بأن ماتيو سالفيني هو من يدير إيطاليا. فقد اعتلى زعيم حزب «ليغا نورد»، أو رابطة الشمال، اليميني خشبة مسرح السياسة الإيطالية، رغم أنه ليس سوى نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية وزعيم حزب صغير مشارك في الائتلاف الحاكم.

ومن يستحق اللوم هنا هو حزب «فايف ستار»، شريك حزب «ليغا نورد» الأبرز في الإدارة الشعبوية الجديدة. فحزب «فايف ستار» تعرض لهزيمة كبيرة منذ تشكيل الحكومة الإيطالية منذ ثلاثة أسابيع. وإن لم يجد الحزب طريقاً لإدارة حليفه العنيد، فسوف تواصل إيطاليا الانجراف يميناً، وسيبدأ حزب «فايف ستار» في فقدان الأرض من تحته. فقد تبنى سالفيني نفس تكتيك دونالد ترمب بإطلاق التصريحات النارية كل يوم. وفي الأيام القليلة الماضية، صرح بأنه يسعى لعمل إحصاء لسكان روما ممن تجاوزت متاجراتهم الضريبية 100 ألف يورو (116 ألف دولار أميركي)، وهدد بأنه سيرفع حراسة الشرطة عن روبرتو سافيانو، الكاتب الذي جرؤ على انتقاد سياسة الهجرة. ليس هذا فحسب، فقد قام سالفيني الأسبوع الماضي بإعادة قارب يحمل 629 مهاجراً غير شرعي إلى أفريقيا، وعقب ذلك صرح مؤخراً بأنه لن يسمح للمهاجرين الذين يجري إنقاذهم من مغادرة سفن المنظمات غير الحكومية التي أنقذتهم والتي تعمل بين مدينة سيسيلي الإيطالية وشمال أفريقيا. ومن شأن ذلك أن يتسبب في خلاف بين إيطاليا والكثير من دول الاتحاد الأوروبي، وهو ما سيسعد سالفيني المناهض للاتحاد الأوروبي.

ويعد وزير المالية أحد المعارضين لنهج سالفيني المتطرف. وقد صرح جيوفاني تريا، الوزير التكنوقراطي، بأنه يعتزم الإبقاء على إيطاليا ضمن منظومة الاتحاد الأوروبي وفي السيطرة على عجز الموازنة. لكن سالفيني نجح في ترقية اثنين من خصوم الاتحاد الأوروبي، هم كلاوديو بورغي وألبرتو بيغاني، لتولي إدارة لجان اقتصادية مهمة في البرلمان. وقد أفزع هذا الإجراء المستثمرين، ليتسبب في ارتفاع في قيمة السندات المالية. بيد أن رئيس الوزراء غيسيب كونتي وزعيم حزب «فايف ستار»، لويغي دي ماريو، التزما الصمت.

لقد وجد كونتي وسط قادة العالم خلال «اجتماعات مجموعة السبع الكبار» في كندا، لكنه فشل في فرض كلمته على سالفيني في الداخل. وقد حاول دي ماريو الذي يشغل منصب وزير العمل والصناعة تنفيذ بعض الأفكار البراقة من بنات أفكاره مثل مقترح لتوفير حماية أكبر لصغار العمال، لكن سالفيني انتصر عليه في معركة التصريحات التلفزيونية، وفشل في أن يجري أي تغيير في الحكومة، ولذلك يبدو الولد الذهبي لحزب «فايف ستار» ثقيل الحركة. نجح حزب «ليغا نورد» في السيطرة على اللجان الانتخابية، ففي الانتخابات العامة التي جرت في مارس (آذار) الماضي، فاز «ليغا نورد» بنحو 33 في المائة من الأصوات، فيما فاز حزب «ليغا» بنحو 17 في المائة فقط، ورغم ذلك فقد بات الحزبان حاليا متقاربين في استطلاعات الرأي العام، وإن كان «ليغا» يتقدم بفارق ضئيل، وهو ما يعطي سالفيني ميزة أكبر. ففي حال قرر سالفيني إسقاط الحكومة بزعم، مثلاً، أنها ليست راديكالية بما يكفي، فسوف يعد سفينته لانتخابات جديدة.

بإمكان سالفيني إعادة تجميع التحالف اليميني الوسطي (بالتعاون مع حزب فروزا إيطاليا الذي يرأسه سيلفانو برلسكوني وحزب بروذرز أوف إيطالي). وعلى النقيض، فقد تكون إدارة كونتي أفضل فرصة يمكن أن يمسك فيها دي ماريو وحزب «فايف ستار» زمام الحكم، فهم الآن في موقف خاسر في كل الأحوال. فإن هاجموا حليفهم، فسوف يغامرون بإسقاط الحكومة والعودة مجدداً لصناديق الاقتراع في غضون أسابيع، وإن التزموا الصمت، فسيغامرون بالتقهقر أكثر إلى الوراء. لكن لاستراتيجية سيلفاني مخاطرها أيضاً، فظهوره المتواصل في التلفزيون قد يرتد عليه بالخسارة. وهو ما حدث لرئيس الوزراء ماتيو رينزي الذي لا يكاد يمر يوم من دون أن تراه على شاشة التلفاز قبل أن يقرر الإيطاليون استبعاده من منصبه. وقد يتساءل الإيطاليون عن السبب في جلوس سيلفاني كل هذا الوقت على «فيسبوك» بدلاً من التفرغ لإدارة الحكومة. حتى الآن لا يستطيع حزب «فايف ستار» أن يجلس ويأمل في رحيل سيلفاني. ودي ماريو قليل الخبرة، لكن بعد فوزه المفاجئ في الانتخابات، يتعين على حزب «فايف ستار» أن يظهر أنه يستطيع إحداث التغيير الذي طالما وعد الناس به.

*بالاتفاق مع «بلومبيرغ»

 

أحزان فيودور

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/25 حزيران/18

نشر فيودور دوستويفسكي إعلاناً مبوباً في الصحف يطلب فيه سكرتيرةً تجيد الكتابة بالاختزال. لم يشرح طبعاً الأسباب. فقد كان على وشك أن يبدأ طريقةً جديدة في الكتابة هي الإملاء الذي تبيّن بعد فترة أنها شديدة الصعوبة. إحدى المتقدمات للعمل كانت صبية من عائلة ميسورة تدعى آنا غريغوريفنا، صبيةٌ تصغره بخمسةٍ وعشرين عاماً. اكتشفت آنا أن الرجل السيئ الصحة في حالة هلعٍ شديد لأن عليه أن يسلّم إلى الناشرين روايةً على الأقل خلال أسابيع قليلة، وإلا وضع الدائنون أيديهم على أعماله.

بعد فترةٍ غير قصيرة وجد دوستويفسكي نفسه منسجماً مع آنا غريغوريفنا في الإملاء. وتروي في مذكراتها (دار المدى) أنه كان يعملُ نصف ساعةٍ ويرتاح نصف ساعةٍ أخرى. وذات يوم، فاتح الروائي الكهل الفتاة الميسورة برغبته في الزواج للمرة الثانية بعد وفاة زوجته الأولى بسنوات. هذا كل ما كانت تنتظره. وفوجئت بأن أمها لم تعترض عندما أبلغتها بذلك. ودخلت آنا حياةً من الشقاء والعذاب والحب دامت 12 عاماً مع رجلٍ عبقري مريضٍ بذلّ القمار، إلى جانب علاته الصحية الأخرى. إضافة إلى هذه العلل، كان مريضاً بالغيرة القاتلة بسبب اهتمام الناس بجمال زوجته الحسناء. ومن أجل أن تخفف عليه تلك المشاعر، صارت ترتدي ثياباً عتيقة، فشعر بالارتياح إلى حين. بل إن غريغوريفنا، الهائمة بحب العبقري العجوز، أخذت تبيع ثيابها الغالية التي جاءت بها من بيت أهلها، من أجل تسديد ديون القمار التي وقع تحتها في ألمانيا وغيرها. وازدادت المصائب على الزوجين عندما فقدا ابنهما الصغير الذي غيّرت ولادته وحدها حياة الكاتب الحزين، وجعلته يشعر بشيءٍ من السعادة. ثم فقدا ابنتهما أيضاً. وذهب دوستويفسكي إلى منعزلٍ بعيد يمضي فيه فترة التحمّل والتجلّد، فإذا به يكتشف أن معظم أدباء روسيا الكبار مروا من هناك، كلٌّ لأسبابه.

تأثّرت الزوجة الهائمة بأعمال الروائي الكبير حتى أصبحت كبرى المعجبات به. أو لعلّها أصبحت كبرى «مرضاه»، إذ تروي أنه فيما كان يملي عليها فصلاً من رواية «المراهق»، عجزت عن الكتابة لشدة تأثرها، فسألها: «ماذا بكِ يا عزيزتي؟ أنت شاحبة جداً فهل تشعرين بألمٍ ما»؟ أجابت: «لا. وإنما وصفك قد دبّ بي الرعب». وكانت بالنسبة إليه أفضل أو أصدق النقاد، يطمئن إلى رأيها سلباً أو إيجاباً، عندما تكثر عليه المدائح والهجمات في الصحف. وكان يقرأ التأثر عليها قبل النشر ويقول لها أنت قارئتي الأولى: «وفي بعض الأحيان كنت أكتب بيد وأكفكف دموعي بأخرى، فيتوقف دوستويفسكي عن الإملاء، ويقترب مني صامتاً، ويقبِّل رأسي بحنان». وأدركت غريغوريفنا أنه يستعير من حياته وحياة سواه الكثير من المادة لرواياته وأشخاصه. وفيما يملي عليها تحفته الكبرى «الأخوة كارامازوف»، كان في استطاعتها أن تميّز الأشخاص واحداً واحداً، وخصوصاً عندما يغرق في وصف نفسه، كمقامرٍ ذليلٍ وسيئ الحظ.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

رئيس الجمهورية استقبل ستريدا جعجع وتلقى دعوة لحضور افتتاح مهرجانات الارز الدولية

الإثنين 25 حزيران 2018 /وطنية - استقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بعد ظهر اليوم في قصر بعبدا، النائبة ستريدا جعجع التي شكرته على رعايته مهرجانات الارز الدولية "انطلاقا من حرصه الدائم على تشجيع الفن والثقافة واحتضان كل المناطق اللبنانية".

واوضحت السيدة جعجع انها "دعت الرئيس عون لحضور الحفل الذي تقيمه الفنانة القديرة ماجدة الرومي في 28 تموز 2018، وذلك بهدف اعلاء اسم لبنان وتكريمه ببعده العالمي من خلال المواقع الاثرية الخمسة المدرجة على قائمة التراث العالمي وهي: وادي قاديشا وارز الرب، جبيل، صور وعنجر وبعلبك، حيث ستقدم مشهدية غنائية تاريخية خاصة بالمواقع المكرمة كتب كلماتها الشاعر الكبير نزار فرنسيس ولحنها الاستاذ جوزف خليفة، ومن توزيع الاستاذ مارك ابو نعوم، وانتاج لجنة "مهرجانات الارز الدولية".

ونوه الرئيس عون بالاهمية السياحية والتراثية لمهرجانات الارز الدولية، معتبرا انها "باتت معلما من معالم الحركة السياحية في لبنان".

 

عون في حفل تسليم سيارات للصليب الأحمر في القصر الجمهوري: سأتابع الاقتراح الرامي الى اعتبار من يسقط منهم خلال الواجب شهيدا

الإثنين 25 حزيران 2018 /وطنية - أكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أن "ما يعطيه الصليب الأحمر، في الحرب كما في السلم، يفوق كل العطاءات، وأسمى ما فيه أنه يقوم على العمل التطوعي، على همة شبان وشابات يقدمون وقتهم وجهدهم، وأحيانا يخاطرون بحياتهم، لمساعدة مريض وانقاذ جريح".

واعتبر أن الصليب الأحمر، "رفيق الخطر، واليد المسعفة التي تمتد للإنقاذ فتمتزج مهامه أحيانا بالدماء، ويقدم الجرحى والشهداء"، مشددا على أن "من أبسط حقوقهم علينا الاعتراف بشهادتهم وبتضحياتهم، من هنا كان اقتراح القانون الرامي الى اعتبار من يسقط منهم خلال تأدية الواجب الانساني، شهيدا، والذي أحيل الى اللجان المشتركة، وقد وعدت بأنني سأتابعه مع المجلس النيابي الجديد، وأنا على الوعد". مواقف الرئيس عون جاءت خلال رعايته احتفالا، قبل ظهر اليوم في القصر الجمهوري، لتسليم عشر سيارات اسعاف مقدمة من بنك بيروت إلى الصليب الأحمر اللبناني، كون رئيس الجمهورية هو الرئيس الفخري لهذه المؤسسة، في حضور اللبنانية الأولى السيدة ناديا عون، وزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية الدكتور بيار رفول، المدير العام لرئاسة الجمهورية الدكتور أنطوان شقير، المساعدة الشخصية لرئيس الجمهورية رئيسة الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية كلودين عون روكز، رئيس الصليب الأحمر اللبناني الدكتور أنطوان الزغبي، وأعضاء اللجنة التنفيذية والشركاء ومجموعة من متطوعي الصليب الأحمر، وممثلين عن المنظمة الدولية للصليب الأحمر الدولي والهلال الأحمر الدولي، إضافة إلى رئيس مجلس الادارة والمدير العام لبنك بيروت الدكتور سليم صفير، وعدد من المسؤولين في المصرف.

وبعدما عاين رئيس الجمهورية إحدى السيارات المقدمة، بدأ الاحتفال بعزف النشيد الوطني اللبناني ونشيد الصليب الأحمر.

الكتاني

والقى الامين العام للصليب الاحمر جورج الكتاني كلمة قال فيها: "هذا الحدث برعاية فخامتكم هو تتويج لجهد جماعي كبير بدأ من حوالي سنتين، والذي من خلاله نقوم بتنفيذ جزء من استراتيجية الصليب الأحمر اللبناني التي تهدف الى النهوض بالجمعية الوطنية وبالعمل على استقلاليتها المالية لتأمين تطورها وإستدامتها". اضاف: "ان بنك بيروت، حسب ما اذكر، هو اول شراكة مع المجتمع المحلي الاقتصادي أمن بفضل هذه الشراكة مبلغا، دعمنا منه جزءا هو 10 سيارات اسعاف التي نستلمها اليوم، والمبلغ المتبقي سيخصص لدعم حوالي 10 فرق لدوام الإسعاف النهاري".

واكد اننا "في الصليب الأحمر نسعى بكل قوانا حتى نوفر لمسعفينا الدعم اللازم كي يستمروا، خصوصا في الظروف الصعبة التي نشهدها، وكذلك تأمين إستمرار التدريبات والمعدات اللازمة وكي نطور شبكة الاتصالات كما يجب لتأمين الاستجابة، والامر الاهم هو تقليص الوقت للاستجابة للنداء وبالجودة المطلوبة".

وقال: "تخطينا السنة الماضية الـ 950 الف خدمة ومهمة من اسعاف وطوارئ الى وحدات دم الى عملنا من خلال إدارة الكوارث وصولا الى العناية الصحية الأولية وانشطة مختلفة وكتيرة. ونشكر فخامة الرئيس العماد ميشال عون، على رعايته الأبوية لنا وعلى دعمه وتشجيعه لهذا المرفق الحيوي في البلاد الذي هو على تماس مباشر مع المواطن، وجل هدفه التخفيف من المعاناة. كذلك اشكر رئيس الصليب الاحمر الدكتور أنطوان الزغبي، على تعبه معنا وانفتاحه وسعة صدره في إحتواء مصاعبنا ومواكبته المميزة. واشكر كل الذين تعبوا لإنجاح هذا الحفل، والشكر كل الشكر لبنك بيروت: لرئيس مجلس الإدارة الدكتور سليم صفير ولفريق عمله لا سيما السيد جورج عواد، الذين أثبتوا دعمهم الصادق للعمل الإنساني وشراكة واضحة وسليمة. كما اشكر ايضا فريق عمل الصليب الأحمر اللبناني والسيدين نبيه جبر ورودني عيد، ونأمل في عهدكم يا فخامة الرئيس وبرئاسة الدكتور الزغبي ان نكون بتقدم وتطور دائمين، حتى نساعد كل انسان محتاج في لبنان ونصون كرامته".

صفير

والقى الدكتور صفير كلمة توجه فيها "بالشكر من القلب لفخامة رئيس الجمهورية الذي تكرم علينا واعطانا هذه الفرصة اليوم لنكرم معا الصليب الأحمر اللبناني، على تضحياته وأعماله الإنسانية التي تتخطى كل الحدود". وقال: "هناك اجماع على تقدير واحترام الخدمة التي يقدمها متطوعو الصليب الأحمر، ونذكر اليوم المتطوع حنا لحود الذي فقد حياته فيما كان يساعد آخرين للبقاء على قيد الحياة. حنا فقد حياته في اليمن ليذكرنا برسالة التضحية والمحبة الانسانية التي لا حدود لها". اضاف: "ان بنك بيروت، كونه جزءا أساسيا من المجتمع اللبناني، عقد مع الصليب الأحمر شراكة أساسية جند من خلالها عائلته وفروعه كلها، وطور برامج عديدة مكنت زبائنه من المشاركة والمساهمة في هذا العمل الإنساني. وأخص اصدقاء بنك بيروت الموجودين معنا اليوم، بكلمة شكر من القلب على عطاءاتهم السخية، كما لا انسى الجهود التي بذلتها اسرة البنك لإنجاح هذا العمل الإنساني. ولا بد من التنويه بالتعاطف والمساعدة اللذين أظهرهما القيمون على هذه الجمعية واخص بالذكر رئيسها الدكتور أنطوان الزغبي وأمينها العام السيد جورج كتانه. وان شاء الله سيستمر هذا التعاون لسنين عديدة". وختم بالقول: "فخامة الرئيس، اليوم بحضورك ومباركتك، يقدم بنك بيروت للصليب الأحمر اللبناني جزءا صغيرا من محبته لهذه الجمعية وهو 10 سيارات إسعاف تعاونا وزبائننا الكرام وزملائنا لتأمينها ووضعها بتصرف الصليب الاحمر اللبناني".

الزغبي

بعدها تحدث رئيس الصليب الاحمر اللبناني الزغبي، فقال: "ننهي اليوم وفي هذا المكان المميز بتاريخه ومعانيه، الحملة المالية للصليب الأحمر اللبناني لعام 2018 تحت إشرافكم يا فخامة الرئيس. نجتمع بين أناس ملتزمين جمعوا بين العطاء والتضحية، بين الكرامة والواجب فكانت النتيجة عقد بين الحاجة والضرورة بين الخيرين والوطنيين، بين الصليب الأحمر اللبناني وبنك بيروت توج بتقديم 10 سيارات إسعاف على مدى سنتين بمبادرة شخصية من الدكتور سليم صفير وارادة وعمل جماعي جبار من كل القيمين والمسؤولين والعاملين والمساهمين في بنك بيروت. فالشكر، كل الشكر لكم يا فخامة الرئيس على استضافتكم هذا الحدث المميز، فقلبكم الصليب الاحمر اللبناني وأنتم في قلب الصليب الاحمر اللبناني. والتقدير، كل التقدير لكم حضرة الدكتور سليم صفير ولمساعديكم وعلى رأسهم المدير التنفيذي جورج عواد، وكل من ساهم في هذا الانجاز. الشكر لكم بإسمي وبإسم الصليب الاحمر اللبناني، بإسم اللجنة التنفيذية والامين العام جورج الكتاني، بإسم كل المتطوعين". اضاف: "فخامة الرئيس، تطوعنا صناعة وطنية وخيرنا أصالة لبنانية، فبجمعهم كان أول جسر عبور بين عقل المال الملتزم وقلب العطاء بلا حدود. ان إتفاقنا هو المستقبل وهو الشراكة النوعية التي نطمح اليها. بنيناها على الشفافية والمصداقية والوضوح، فهكذا يكون الدعم في زمانه ومكانه واستمراريته نبني من خلاله قدراتنا ونحدث تقنياتنا لكي نبقى ونستمر صمام الامان واساس الامن الصحي في لبنان إن من خلال فرق الاسعاف والطوارئ الطبية أو مراكز خدمات نقل الدم أو وحدة إدارة الكوارث، ومراكز الخدمات الطبية والاجتماعية، ومراكز الناشئين والشباب، أو من خلال التمريض والتعليم والتوعية. فمن الحلقة الاولى لعملية إنقاذ الحياة أصبحنا الاساس في منظومة الطوارئ الطبية في لبنان، موقع يتوجب علينا جميعا المحافظة عليه وتطويره وتحصينه. من هنا كانت الدعوة إلى التمويل المستدام وكانت الشراكة وكان بنك بيروت من أول المساهمين في هذه الخطوة الكريمة والشجاعة".

وشكر الزغبي صفير على مبادرته "النبيلة، فزدتم الخير على رصيدكم في الارض والسماء وساهمتم معنا بعدالة، يد الرب فيها".

وختم: "فخامة الرئيس، قلتم بالامس، ان ما يجعلنا نعمل من أجل مستقبلنا، هي إرادة الحياة، وليس أي حياة، بل الحياة الناجحة. فنحن في الصليب الاحمر اللبناني إرادة الحياة فينا، حروفها الانسانية ومستقبلها التطوع ونجاحها الخدمة. نعاهدكم يا فخامة الرئيس أن نبقى ونستمر في خدمة الانسان كل إنسان في وطننا رسالة 8000 متطوع من أجل الواجب وإلى ما وراء الواجب".

عون

ثم ألقى رئيس الجمهورية الكلمة الآتية:

"ايها الحضور الكريم، نشهد اليوم على تقدمة عشر سيارات اسعاف للصليب الأحمر، وميزة هذا التبرع أنه عطاء مشكور، لمن هو رمز للعطاء. وما حضورنا اليوم على رأس هذا الاحتفال، في القصر الجمهوري، الا تقدير مزدوج: لمن بادر الى العطاء بمجانية الاستجابة، ولمن في خدمته اللبنانيين من دون منة ولا تفرقة هو ابهى اوجه المجانية في العطاء.

كلاهما مشكور. عسى ان تتحول مبادرة اليوم الى قدوة لكثيرين، فيغدو عطاؤهم فضيلة بل نعمة لا قيمة فحسب. به يساهمون في تحويل الألم الى عافية، والمحبة الى فعل حضور. أليس بذلك يتلاقى من بادر الى المساعدة، مع من جعل من التطوع للخدمة رسالة، على تحقيق هدف واحد: التزام الانسان اللبناني؟".

واعتبر ان "ما يعطيه الصليب الأحمر، في الحرب كما في السلم، يفوق كل العطاءات، وأسمى ما فيه أنه يقوم على العمل التطوعي، على همة شبان وشابات يقدمون وقتهم وجهدهم، وأحيانا يخاطرون بحياتهم، لمساعدة مريض وانقاذ جريح".

وقال: "في العام 1859 وقف رجل أعمال شابا مذهولا أمام هول المشاهد التي رآها في سولفرينو في إيطاليا حيث كانت تدور معركة طاحنة، خلفت خلال 16 ساعة فقط قرابة 41 الف ضحية بين قتيل وجريح.الفرق بين ذلك الشاب وبين كثر غيره رأوا نفس ما رأى وربما أفظع، سواء في تلك المعركة او في غيرها، أنه لم يدر ظهره ويتابع حياته وكأن شيئا لم يكن. هنري دونان Henri Dunant الذي كان يومذاك في رحلة عمل، بادر، ووثق المشاهد المؤلمة في كتاب أسماه "ذكرى من سولفرينو"، وفيه أيضا وضع تصوره للمساعدة ويقوم على ركيزتين، الأولى ضرورة إنشاء هيئة مهمتها نجدة ضحايا الحروب، والثانية ضرورة تحديد قوانين تفرض تقديم الرعاية التمريضية للجنود الجرحى مهما كانت هويتهم. ومن هذا التصور ولدت مؤسسة الصليب الأحمر ومنه أيضا خرج الإطار العام الذي وضعت على أساسه اتفاقية جنيف".

وتابع: "قد لا تعني اتفاقية جنيف شيئا لبعض للناس وربما كثر لم يسمعوا بها، ولكن الذين عاشوا الحروب والذين خبروا الحياة العسكرية يعرفون جيدا قيمتها كما يعرفون تماما أهمية الدور الذي يؤديه الصليب الأحمر. ان اتفاقية جنيف تبرز الفارق بين حرب الجيوش وحروب الميليشيات والمنظمات الإرهابية والعصابات. هي حصانة للجرحى والأسرى، هي حماية للمدنيين وللثقافة والحضارة والآثار. باختصار، هي القتال بأخلاق وبشرف، ومن دونها أو بتجاهلها وعدم التقيد بها، يصبح المشهد مشابها لمشاهد "داعش" وأخواتها".

اضاف: "أما الصليب الأحمر، رفيق الخطر، واليد المسعفة التي تمتد للإنقاذ خصوصا خلال الحروب والمعارك حيث لا يعود في الساحة سواها، فتمتزج مهامه أحيانا بالدماء، ويقدم الجرحى والشهداء، من أبسط حقوقهم علينا الاعتراف بشهادتهم وبتضحياتهم. من هنا كان اقتراح القانون الرامي الى اعتبار من يسقط منهم خلال تأدية الواجب الانساني، شهيدا، والذي أحيل الى اللجان المشتركة، وقد وعدت بأنني سأتابعه مع المجلس النيابي الجديد، وأنا على الوعد".

وقال رئيس الجمهورية: "أيها الشباب المتطوع، لقد بادر Dunant وبدأ الطريق فكان المؤسس، وأنتم أكملتم فكنتم الاستمرار. وما يجمع بينكم جميعا، من المؤسس حتى أصغر متطوع بينكم، وما يميزكم، هو أنكم لم تستطيعوا أن تكونوا غير مبالين ولم تتمكنوا من إدارة ظهركم لآلام الآخرين ومعاناتهم. هو إحساسكم بأنكم معنيون بغيركم، فتحملتم المسؤولية ولم تتهربوا منها، وإذا أردت أن ألخص بكلمة فأقول إنه انتصار الإنسان فيكم".

وختم: "بوركت هذه السيارات التي تنضم الى قافلة سيارات الاسعاف في الصليب الاحمر لتكون في خدمة كل محتاج، وتحية الى هذه المبادرة والقائمين بها والتي نأمل ان تحتذى. عشتم، عاشت الإنسانية في الإنسان، وعاش لبنان".

بعد ذلك، أقيم حفل كوكتيل للمناسبة في حديقة الأعمدة في قصر بعبدا.

 

عون: الاجراءات الامنية في بعلبك الهرمل سيواكبها عمل انمائي متكامل ولا تهاون مع من يزرع الفوضى والقلق

الإثنين 25 حزيران 2018 /وطنية - أبلغ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون نواب بعلبك الهرمل الذين استقبلهم قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، ان الاجراءات الامنية التي تتخذ في المنطقة لتعزيز الامن والاستقرار فيها، "سيواكبها عمل انمائي متكامل يتناغم وحاجات المنطقة الاقتصادية والحياتية والاجتماعية". وشدد على "ضرورة تعاون الاهالي مع الجيش والقوى الامنية لوضع حد للفلتان الامني الذي يحصل في المنطقة ولاسيما في مدينة بعلبك"، مؤكدا ان "لا تهاون مع من يزرع الفوضى والقلق في نفوس الاهالي ويلحق الضرر من خلال ممارساته بالحياة الاقتصادية في المنطقة". ولفت الى ان المجلس الاعلى للدفاع كان اتخذ قرارات في جلسته الاخيرة يعمل الجيش والقوى المسلحة على تنفيذها تباعا، لاسيما ان المراجع السياسية في المنطقة اعلنت انها ترفع الغطاء عن المخلين بالامن والمرتكبين. وكان نواب الكتلة: الوزير حسين الحاج حسن، الوزير غازي زعيتر، وعلي المقداد وابراهيم الموسوي والوليد سكرية وايهاب حمادة، قد اطلعوا رئيس الجمهورية على الاوضاع العامة في منطقة البقاع طالبين رعايته لتحقيق حاجات ابناء المنطقة في مختلف المجالات. وشدد النواب على ضرورة تحقيق امن مستدام في المنطقة عماده الجيش لا ان تكون اي خطة امنية ظرفية بالتزامن مع السعي الى تحقيق المصالحات وتهدئة الخواطر وتسليم المطلوبين. كما طالب الوفد بإيلاء الشأن الانمائي اهمية كبيرة نظرا لما للمشاريع الانمائية من تأثير ايجابي على الوضع العام في المنطقة. واشار الوفد الى ضرورة الاسراع في التعويض عن الاضرار التي نتجت عن السيول في المنطقة. كما اثار الوفد النيابي البقاعي اوضاع المقالع والكسارات. ونوه اعضاء الوفد بالاهتمام الذي يبديه الرئيس عون بمنطقة البقاع عموما وبعلبك والهرمل خصوصا، متمنين ان تحظى هذه المنطقة بالاهتمام اللازم بعد تشكيل الحكومة الجديدة.

وفد جمعية الصناعيين

والاوضاع الصناعية في البلاد، كانت محور بحث بين عون ومجلس الادارة الجديد لجمعية الصناعيين اللبنانيين برئاسة الدكتور فادي الجميل الذي القى كلمة شكر فيها رئيس الجمهورية على الدعم المتواصل للقطاعات الانتاجية وفي مقدمها الصناعة، والتي كان آخرها معالجة الاغراق الذي ارتأت الحكومة ان يكون عبر منع استيراد منتجين من تركيا الى حين اقرار القوانين التي تسمح المعالجة الجمركية بزيادة الرسوم. وقال: "نحن نرى ان هذا القرار انجاز مهم أكد إصرار العهد على المعالجة، وانها اول خطوة نأمل ان تتبعها خطوات اخرى، ولا سيما ان 23 ملفا في انتظار المعالجة. ولم يكد يتخذ مجلس الوزراء قراره حتى تدخلت المصالح لتبدأ محاولات انقاض مفعول هذا التدبير عبر اعطاء 5 اشهر اضافية للاستيراد. ونحن نعول على فخامتكم للمثابرة واكمال هذه المعالجات. وإذ نحن على باب حكومة جديدة لا بد من ان نذكر اننا نطالب بخطة اقتصادية اجتماعية اصلاحية متكاملة. وقد اوضحنا مرارا ان ما نصبو اليه يندرج من ضمن المعاملة بالمثل وتكافؤ الفرص، ونحن بكل تأكيد لا ندعي امكانية الغاء الاستيراد الى لبنان كليا, انما ندعي وبكل تأكيد ان للصناعات اللبنانية طاقات ثابتة تبرهنها ان في صادراتها المتنوعة الى البلدان الاكثر تطلبا وان في تواجد مصانع يمتلكها و يديرها صناعيون لبنانيون حول العالم وليس فقط في افريقيا والبلدان العربية و انما في الاميركيتين وفي اوروبا". وبعدما اورد الجميل اهمية الصناعة اللبنانية في مجال "الويفر" ودور المصانع اللبنانية في انتاجها وما توفره من فرص معيشية متعددة، لا سيما وان عدد مصانع "الويفر" يبلغ 11 مصنعا تتفرع منها مصانع في مجالات مكملة، قال: "ان هذه المنظومة بذاتها تخلق فرص عمل اكيدة وتقدم اعمالا في لبنان لما لا يقل عن 6000 شخص، ليس فقط من صناعيين وعمال وموظفين انما ايضا من اصحاب المهن الحرة، وكذلك من عدد كبير من التجار".

ودعا الجميل الحكومة الجديدة الى العمل في مجالات عدة ابرزها:

1- تفعيل الصناعة في السوق الداخلية عبر منع الاغراق "ونقدر الرقم بملياري دولار، وهذا لا يتطلب اي نفقات انما قرارات جريئة، وقد تخلق فرص عمل تناهز 128 ألفا، حيث تقدر UNIDO ان كل وظيفة في القطاع الصناعي تخلق 2.2 وظائف اضافية، وحيث ان انتاجية كل عامل اقله 50 ألف دولار، فبالتالي كل مليار دولار انتاج صناعي يخلق 64000 فرصة عمل. وعليه فإن مردود هذه التدابير 128 ألف فرصة عمل جديدة، وهذا يعني ايضا رفع الناتج الوطني الى 53 مليارا، وبالتالي فإن نسبة الدين العام بالنسبة الى الناتج المحلي تصبح 1.42 عوضا من 1.44 حاليا.

2- تفعيل الصناعة عبر اجراءات تحفيز على غرار ما يقوم به معظم البلدان، وخفض الاستيراد بملياري دولار. وعلى سبيل المثال، ان صندوق معالجة اكلاف الطاقة قد يكلف الخزينة استثمارا بمبلغ 35 مليون دولار انما مردوده مضاعفا. و انه يمكن زيادة فرص العمل بما لا يقل عن 70 ألفا والناتج الوطني الى 55 مليارا. وان تطلبت هذه التدابير المنتجة زيادة في الدين، الا ان نسبة الدين العام من الناتج الوطني تنخفض الى 1.37.

3- على خط ثالث متواز، نتمنى العمل على استرداد ما خسرناه من صادرات انخفضت من 4.5 مليار دولار عام 2011 الى 2.7 مليار عام 2017. ومن التدابير المطلوبة معالجة اكلاف الشحن، وان تطلبت هذه المعالجات استثمارات وزيادة في النفقات وحتى في الدين العام بقيمة المعالجة، الا ان النتيجة النهائية هي بزيادة اضافية في فرص العمل وفي رفع الناتج المحلي الى 57 مليار وبالتالي تنخفض نسبة الدين العام من الناتج الوطني الى 1.32.

واننا على ثقة ان اتخاذ هذه التدابير مجتمعة وبما لها من تأثير مباشر على قطاعات الزراعة والنقل والخدمات والتأمين والمصارف فإن الناتج الوطني المرتقب سوف يلامس 60 مليار دولار وعندها تكون نسبة الدين العام من الناتج الوطني 1.25 وهذا ممكن ويتطلب قرارات ونتيجة تفاعل القطاع الصناعي مع اي معالجة مباشرة لان القدرات موجودة حاليا وتتطلب اطلاق سراحها".

وختم: "نتمنى ان تكملوا فخامة الرئيس ما بدأتم به بكل جرأة للقطاع الصناعي. انه لخير كل لبنان وكل اللبنانيين ونقولها بصوت عال: اللبنانيون احق!"

رد عون

ورد عون مرحبا بالوفد، ومشددا على اهمية الاستثمار في القطاعات الانتاجية، "وهذا امر لا يحصل طالما ان اقتصادنا ريعي ويقوم بشكل اساسي على تجارة الاموال، اضافة الى ما حصل نتيجة رفع معدلات الفائدة الى 42% ما انتج ارباحا بالملايين، واتت كتلة الدين العام لتتراكم الى مبالغ طائلة، وعوض الاستثمار في بناء مصانع لانتاج الطاقة الكهربائية مثلا، تراكم العجز ليصل الى نحو 40 مليارا".

وقال عون: "اننا مدركون تماما حقيقة الامر، ومعركتنا واضحة المعالم وثلاثية الاوجه، وهي لمواجهة: مشاكل الاقتصاد والنازحين والفساد. ونحن سنركز عليها معا، وستكون نتائجها لمصلحة الجميع".

وتم تداول خطة التنمية الاقتصادية التي سوف تنجز خلال الاسابيع القليلة المقبلة والتي تهدف الى خلق وظائف جديدة من خلال تشجيع المستثمرين على اقامة المشاريع في لبنان. كما تم التشديد على ان الاستثمار يتطلب استقرارا امنيا بالاضافة الى الاستقرار السياسي الذي تم تثبيته في الانتخابات النيابية، والاستقرار المالي ومن مرتكزاته اقرار موازنتي 2017 و2018. واليوم تركز خريطة طريق العمل على مساعدة المستثمرين والحكومة لمعرفة اتجاهات العمل والاسواق في آن.

وابرز الرئيس عون اهمية القطاع الصناعي، الى جانب القطاعات المنتجة الاخرى، مؤكدا ايلاءها الاهمية المطلوبة، "لأن هذه القطاعات، وعلى رأسها الصناعة، تساهم في تطوير مختلف الآليات الاجتماعية. ونحن نأمل مع الحكومة الجديدة ان يصار الى وضع تصورنا موضع التنفيذ لما فيه خدمة مختلف القطاعات الانتاجية، وخصوصا الصناعة".

تغريدة عون

من جهة اخرى، غرد عون عبر حسابه الخاص على "تويتر": "التعليم المهني والتقني ركن أساس للتربية والتعليم في لبنان. أثني على اختيار الطلاب للتوجه المهني وأشجعهم عليه، لما له من دور هام في بناء الوطن وفي تطور العديد من قطاعات الإنتاج، وأتمنى النجاح والتوفيق لكل الذين بدأوا اليوم الامتحانات الخطية للشهادة المهنية والتقنية".

 

بري يستقبل سفيري الكويت والنرويج

المركزية/25 حزيران/18/استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري قبل ظهر اليوم في عين التينة سفيرة النرويج في لبنان لين ليند ، وعرض معها للاوضاع في لبنان والمنطقة والعلاقات الثنائية بين البلدين. ثم استقبل مجلس ادارة حصر التبغ والتنباك (الريجي) برئاسة رئيسه والمدير العام ناصيف سقلاوي الذي قال بعد الزيارة: تشرفنا بمقابلة الرئيس بري وقدمنا له توصيات مؤتمر مكافحة التجارة غير المشروعة الذي انعقد في 22 نيسان ، التي هي بمثابة خطة عمل تنفيذية يجب ان نتعاون جميعاً على تنفيذها سيما اغلاق المعابر غير الشرعية منعاً لتهريب المنتجات التبغية وغير التبغية لان هذه الظاهرة تؤدي الى خسائر بمئات ملايين الدولارات للاقتصاد الوطني. وكعادته الرئيس بري كان ولا يزال داعماً لقطاع التبغ لما فيه خير اقتصاد الوطني ووعدنا بعد تشكيل الحكومة باثارة هذا الموضوع والعمل على تنفيذ الخطة التي توافقنا عليها مع الجمارك والنيابة العامة المالية ووزير الاقتصاد ومدير عام قوى الامن الداخلي والمديرية العامة المالية

واستقبل بري بعد الظهر السفير الكويتي في لبنان عبد العال القناعي وعرض معه للتطورات والعلاقات بين لبنان والكويت  

كما استقبل وفد جمعية درب الجبل اللبناني برئاسة مارتين بطيش.

 

قاسم: حريصون على حكومة وحدة وطنيــة تمثل الجميع بحسب حجمهم النيابي وحيثياتهم

المركزية/25 حزيران/18/اكد نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم الحرص على تشكيل حكومة وحدة وطنية تمثل الجميع بحسب حجمهم النيابي وحيثياتهم، وان امن بعلبك – الهرمل هو مسؤولية الدولة. وقال: في لبنان أنجزنا انتخابات نيابية موصوفة، وكان الكثير يراهنون على أن هذه الإنتخابات ستتعثر، لكن الحمد لله كانت انتخابات جيدة وهي أفضل انتخابات جرت، وكانت نتائجها ممتازة لأنها عبرت عن خيارات الناس بسبب قانون النسبية، وأعطت للمجلس النيابي نكهة خاصة في أنه صورة مصغرة عن المجتمع اللبناني وعن قواه وعن الشخصيات والأحزاب الوازنة فيه".

وقال: "من هنا حرصنا أن نطالب بحكومة وحدة وطنية لأنها تفسح المجال لأن يتمثل الجميع، والإسراع في تشكيل الحكومة هو مصلحة للجميع، ونحن متمسكون بحسن التمثيل الحكومي بما يتناسب مع التمثيل النيابي والمناطقي والقوى والفعاليات الموجودة في هذا البلد. ندعو إلى تمثيل الجميع بحسب حيثياتهم وبحسب خصوصيات مناطقهم وعدم الإلغاء، لأن تعبير الحكومة الوطنية يتطلب أن يكون الجميع فيها من أجل نهضة البلد الذي يحتاج إلى جهد كبير حتى ننقذه في هذه المرحلة الحساسة من الزمن". وعن موضوع الأمن في بعلبك -الهرمل، قال: "ليكن واضحا أن أمن كل منطقة في لبنان كما أمن منطقة بعلبك الهرمل هو مسؤولية الدولة اللبنانية ويتعاون معها الجميع، هي مسؤولية الأجهزة الأمنية نحن أعلنا مرارا وتكرارا أننا حاضرون لكل أشكال التعاون، لكن على أن تتصدى القوة الأمنية لمسؤوليتها، وهنا أريد أن ألفت لمسألة مهمة: الصورة التي يعطونها عن بعلبك الهرمل بطريقة مفجعة على المستوى الأمني هي صورة خاطئة ومتآمرة، لأنه مع وجود مشكلة أمنية فهذا لا يعني أن المنطقة سائبة وهذا لا يعني أنه يوجد قدر معين من عيش الناس بطريقة معقولة ومنطقية، نعم يوجد خلل ومشكلة أمنية يجب أن نعالجها، لكن أن نتحدث أو يتحدث البعض عن إنهيار في المنطقة فهذه مؤامرة على المنطقة حتى يعقدوها ويثيروا مشكلة وجود المقاومة فيها، نعم في بعلبك الهرمل توجد مشكلة أمنية، لكنها قابلة للعلاج ويجب أن تعالج، وسنضع أيدينا بأيدي القوى المسؤولة من أجل أن تصل الأمور إلى خواتيمها، وقد وعدوا بأنه سيكون هناك إجراءات ونحن نراقب ونتابع وسنكون معا إن شاء الله لمعالجة هذه المشكلة".

وقال: "اعلموا أن أميركا والدول الغربية لا تريد حلا لمشكلة النازحين، بل هي تمنع حل مشكلة النازحين لأنهم يعتبرون أن وجود النازحين في لبنان يعطي دليلا على أن النظام في سوريا غير قادر على حماية شعبه، ما يجعلهم بالسياسة يضغطون على الدولة السورية لتحقيق مكاسب سياسية بعد أن خسروا في حروبهم المتتالية خلال سبع سنوات في مواجهة هذا النظام وحلفائه. أما نحن فنعتقد أن النازحين لا بد أن يعودوا إلى منازلهم لأن النزوح هو حالة مؤقتة، ونحن ندعو إلى العودة الآمنة، وأن نبذل كل الجهود من أجل إيجاد التسهيلات المناسبة لهذه العودة حتى ولو كانت بطيئة في هذه المرحلة، لنفتح الباب حتى نستفيد من الفرص القادمة لنزيد من إعادة النازحين، لذا نحن مع التشجيع على العودة الآمنة، والدولة السورية فيها أماكن كثيرة تستطيع أن تستوعب النازحين بشكل آمن، نعم الحل الأمثل هو أن تتفق الحكومتان اللبنانية والسورية على برنامج منظم لعودة النازحين، عندها تكون العودة شاملة وضمن برنامج زمني قد يكون لأشهر أو لزمن معين، لكن في النهاية يكون ضمن خطة مدروسة. نحن ندعو الحكومة الجديدة أن تدرس الموضوع بجد في تنسيقها مع الحكومة السورية ضمن خطة مدروسة وفترة زمنية معينة لإعادة النازحين إلى المناطق الآمنة".

وأردف: "أصبح واضحا لكل العالم أن أميركا دولة ظالمة متكبرة مجرمة تفرض سيطرتها على كل العالم من دون استثناء حتى على أصدقائها، أميركا لديها مشكلة ليس مع حزب الله وإيران ولبنان وسوريا واليمن فقط، بل لديها مشكلة مع الدول الأوروبية وروسيا والصين ومع كل العالم، والسبب في ذلك أنها تريد أن تفرض مكاسبها وظلمها على كل الدول من دون استثناء، ولكن لا تستطيع أميركا أن تحقق أهدافها ليكن معلوما أنها تريد ونريد وإن شاء الله لا يكون إلا ما نريد، لأن أميركا حاولت أن تفرض خياراتها على منطقتنا هنا ولن تنجح، هي فشلت في لبنان عبر العدوان الإسرائيلي سنة 2006 وفشلت في سوريا عبر العدوان في سوريا سنة 2011 وحتى الآن وفشلت في العراق في إحتلالها سنة 2003 وفشلت في اليمن من خلال عدم قدرة السعودية على تحقيق مكسب سياسي أو ميداني، وبالتالي مهما كانت أميركا متجبرة فإذا كان هناك من يقف ويقول لا ويطالب بحقه لن تستطيع تحقيق ما تريد".

وختم قاسم: "لا تنسوا إسرائيل الغاصبة، كل المصائب الموجودة في منطقتنا والعالم من إسرائيل، لكنها تتحرك في الخفاء وتحرك مخابراتها وأيديها وداعميها، وهي تهيئ الأجواء لصفقة القرن، لكن مع وجود المقاومة الفلسطينية والشعب الفلسطيني المجاهد ومن يقول لا لصفقة القرن لا يمكن لاسرائيل أن تفعل ما تريد، نحن مطمئنون أنه ما دامت المقاومة موجودة في منطقتنا فإن مشروع أميركا وإسرائيل لن يمر".

 

السفير البابوي الجديد احتفل بالقداس الإلهي في حريصا قبل مباشرة مهمته

المركزية/25 حزيران/18/احتفل السفير البابوي الجديد المونسنيور Joseph Spiteri بالقداس، في بازيليك سيدة لبنان في حريصا، قبل مباشرة مهمته الرسمية في لبنان. وعاونه الرئيس العام للمرسلين اللبنانيين الاب مالك ابو طانوس ورئيس معبد حريصا الأب يونان عبيد ولفيف من الكهنة.

وقد نقل القاصد الرسولي، بركة البابا فرنسيس إلى المؤمنين وعبر عن “غبطته بالمهمة التي كلف بها في وطن الأرز”، وفي نهاية القداس تقبل التهاني.

 

جعجع بعد زيارته الحريري:الأجواء القائمة في البلد لا تساعد على تشكيل الحكومة وسنوقف السجالات السياسية ومتمسكون بتفاهم معراب

الإثنين 25 حزيران 2018 /وطنية - استقبل رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري عند التاسعة من مساء اليوم في "بيت الوسط" رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع يرافقه وزير الإعلام ملحم رياشي في حضور الوزير غطاس خوري، وجرى عرض الأوضاع العامة وتطورات ملف تشكيل الحكومة.

بعد اللقاء، قال الدكتور جعجع: "أتيت اليوم لزيارة الرئيس المكلف، لكي أرى ما يمكنني فعله، إن كان بإمكاني، لكي أسهل تشكيل الحكومة. بالطبع استمعت منه بشأن العقبات التي تواجهه، وأنا متضامن تماما معه. كما تحدثنا في وضع البلد ككل. وفي هذه المناسبة، أريد أن أؤكد أن التسوية التي أدت إلى انتخاب العماد ميشال عون رئيسا للجمهورية، هي تسوية نحن مقتنعون بها، ولذلك شاركنا بها منذ اللحظة الأولى، إن كان كتيار مستقبل أو كقوات لبنانية، وما زلنا متمسكين بهذه التسوية وسنبقى حتى النهاية.

بخلاف ما حاول البعض أن يسوق في الأيام الأخيرة، فإن دعمنا للعهد كامل، وليس له أي علاقة لا بالحساسيات ولا بالحزازيات الحزبية، وأي أمر ممكن أن نقوم به لكي يكون هذا العهد ناجحا فلن نتأخر أي لحظة عن القيام به.

في هذا السياق، وبكل صراحة، ومن بعد تمني الرئيس الحريري، فإن الأجواء القائمة في البلد لا تساعد على تشكيل الحكومة، وأنا اليوم أعلن من هنا أننا من جهتنا سنوقف أي سجالات سياسية، إن كان ما يتعلق منها بتشكيل الحكومة أو أي سجالات أخرى ذات طابع حزبي ضيق. طبعا لن نوقف التحدث بالسياسة، في ما يتعلق بالمبادئ العامة والطروحات الكبرى، فإن هذا مستمر، لكننا سنوقف أي أمر آخر، حتى لو تعرضنا لنوع من تهجمات أو اتهامات أو ما إلى هنالك، رغبة منا بمساعدة الرئيس الحريري على تشكيل الحكومة.

جميعنا يشعر بالوضع في البلد من الناحية الاقتصادية، وبالتالي فمن بإمكانه أن يقدم أمرا في هذا الإطار فعليه ألا يتأخر. من هذا المنطلق، أعلن الآن أنني لن أرد على أي اتهامات أو إساءات تطالنا، ومن جهة أخرى، سنبقى نسعى لحلحلة العقد الممكنة. أمر واحد لا يمكننا حله، وهو أننا بكل صراحة لا نستطيع أن نصغر حجمنا بيدنا. لدينا حجم تمثيلي معين، ولا أتصور أن أحدا من المسؤولين الرئيسيين، إن كان رئيس الجمهورية أو رئيس الحكومة أو رئيس المجلس النيابي، هم في هذا الوارد. عدا ذلك، لن نتأخر في أي مسعى.

سئل: ما هي التسهيلات التي تحدثت عنها؟ هل لها علاقة بالحقائب وبنيابة رئيس الحكومة؟

أجاب: كما ذكرت، أول تسهيل سنقوم به هو التوقف عن الرد على أي سجالات، وإن تعرضنا لها، فلا يمكن لأي حكومة أن تشكل بالأجواء القائمة، كل يوم قصة، كل يوم مشكلة، ومن الصعب أن تُشكل حكومة في هكذا أجواء. من جهة أخرى، وفي ما يتعلق بالحقائب والأحجام، فإن هناك انتخابات نيابية أفرزتها، وأنا لست صاحب حق وهذا ليس ملكية خاصة.

سئل: فريق التيار الوطني الحر اعتبر أن العقدة الوحيدة القائمة هي القوات اللبنانية التي تطالب بحجم أكبر من حجمها، فهل العقدة هي لديكم فقط، وهل ستسهلون عملية التأليف؟

أجاب: العقدة ليست لدينا، لكن كما سبق أن ذكرت، فإننا لن نرد على أي اتهامات، وأعتقد أن تشكيل الحكومة هو لدى رئيس الجمهورية والرئيس المكلف، ولا يمكن لأي أحد منا أن يقيم الآخر، لا أستطيع أن أقول أن حركة أمل ممثلة بثلاثة وزراء يجب أن تتمثل باثنين أو بأربعة، أو الحزب الاشتراكي أو غيره. لا تستطيع الأحزاب أن تقيم بعضها البعض. يستطيع رئيسا الجمهورية والحكومة أن يقيما هذه العملية، وبالتالي أنا أترك هذه القضية عندهما، فهما لديهما نتائج الانتخابات النيابية والأحجام والأوزان السياسية.

سئل: الوزير جبران باسيل يقول أنه بالمنطق أنتم تستحقون 4 وزراء بحسب عدد النواب الذي لديكم، فيما أنتم تطالبون بـ5 وزراء؟ وما قيمة تفاهم معراب إن كان الطرف الآخر لم يعد يريده؟

أجاب: نحن متمسكون بتفاهم معراب حتى النهاية، ولن أدخل بأي سجالات. ما أقوله هو التالي: هناك من هو مسؤول عن تشكيل الحكومة، صحيح أن الجميع يعطي رأيه، ومن الأفضل أن تبقى هذه الآراء ضمن غرف مغلقة، فلا يستطيع الجميع أن يقيم الجميع، ولا تستطيع الأحزاب أن تزن بعضها البعض. القيمون على تشكيل الحكومة هما رئيس الجمهورية والرئيس المكلف، وأنا أضع كل هذا الموضوع لديهما لكي يريا ما هو المناسب ويتخذانه.

سئل: ما معنى التسهيلات في غياب أي تنازل؟

أجاب: التسهيلات لا تعني أن ندع أحدا "يركب على ضهرنا"، هذه لم تعد تسهيلات. وسنساعد حيث نستطيع.

سئل: هل التيار الوطني الحر "يركب على ضهركم"؟

أجاب: لن أدخل بأي سجالات هذه الليلة، لكي تتشكل الحكومة يجب أن نبدأ من هذه النقطة، وهي أن تتوقف السجالات، فالحكومة لا تشكل لا على الطريق ولا في القهوة ولا أثناء مشاهدتنا كرة القدم، بل تتشكل في غرف مغلقة وبين المولجين بتشكيلها.

من جديد أؤكد ما هي التسهيلات: لا أطرح أمورا بالعلن ولن نقاتل بالعلن ولن نرد على أي سجالات، بل أقول أن هذا الموضوع عند رئيس الجمهورية والرئيس المكلف.

سئل: يقال أنكم تعرقلون العهد وتعملون ضده؟

أجاب: لا أريد أن أرد على أي اتهامات، وتعلمون أن من يشعر بنفسه مذنبا أو هناك "مسلة تحت باطه" هو من يضطر إلى الرد. نحن كنا في صلب تكوين هذا العهد ومؤمنون به، وسنواصل القيام بكل ما هو ممكن لكي يكون عهدا ناجحا، فهناك الكثير من الناس الذين يعيروننا ويقولون لنا: أنتم أتيتم بميشال عون، وبالتالي من مصلحتنا نحن أن ينجح هذا العهد.

سئل: يقال أنه عرض عليكم 4 وزارات، العدل ووزارة خدماتية ووزارة نصف أساسية ووزارة دولة مقابل التنازل عن نيابة رئيس الحكومة، وأنه لا توافق على إعطائكم وزارة سيادية، فما ردكم؟

أجاب: لن أدخل بأي تفاصيل.

سئل: هل هناك فيتو ضدكم من أي طرف؟

أجاب: ليس بحسب علمي هناك أي فيتو علينا من أي مكان. لندع رئيس الجمهورية والرئيس المكلف يعملان بروية، وأنا برأيي أن أكبر تسهيل نقدمه، جميعا، وقد بدأنا به نحن، أن نترك رئيس الجمهورية والرئيس المكلف يشكلان هما الحكومة. لا نستطيع أن نشكل جميعنا الحكومة، تصبح "طبخة مشوشطة".

سئل: ولكن ولى زمن الهدايا المجانية؟

أجاب: لا حول ولا قوة إلا بالله.

سئل: هل من عقد خارجية في مسار تشكيل الحكومة؟

أجاب: أبدا.

سئل: هل التقارب بينكم وبين الرئيس الحريري اليوم هو بإيعاز سعودي؟

أجاب: طبعا السعوديون أصدقاؤنا وأصدقاء الرئيس الحريري وأصدقاء كثر من اللبنانيين، وهم دائما كانوا أصدقاء لبنان، لكن هل بات التقارب يحتاج إلى تقارب سعودي؟ التقارب بيننا وبين الرئيس الحريري هو الطبيعي الذي يجب أن يحصل، فيما كان الشيء الآخر هو غير الطبيعي الذي يحصل.

عشاء تكريمي

بعد ذلك أقام الرئيس الحريري عشاء تكريميا على شرف الدكتور جعجع استكملت خلاله مواضيع البحث.