المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 25 حزيران/2018

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/newselias18/arabic.june25.18.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة
عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

إِنَّ ٱلحِصَادَ كَثِير، أَمَّا ٱلفَعَلةُ فَقَلِيلُون. أُطْلُبُوا إِذًا مِنْ رَبِّ ٱلحِصَادِ أَنْ يُخْرِجَ فَعَلةً إِلى حِصَادِهِ

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/سجال نرسيسي على تناتش الحصص والمغانم

الياس بجاني/اوهام ملالوية بانتصارات هي بالحقيقة هزائم مدوية

الياس بجاني/اضبضبوا وبلا بطولات وعنتريات

 

عناوين الأخبار اللبنانية

انها المرة الأولى التي يبادر فيها الشعب/يوسف رامي فاضل

8 قتلى من “حزب الله” في صعدة… وخسائر فادحة لـ”ميليشيات الحوثي”

اسرائيل تتخوّف من تنكّر حزب الله ودخوله اراضيها سرّاَ

رسالة الأب يوسف مونس لفخامة الرئيس

عنف هجوم عوني على "القوات"! 

عجالة حزب الله لا تحل عقد تشكيل الحكومة اللبنانية

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 24/6/2018

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

الكتل السياسية في لبنان... تفاهمات ظرفية لا تحالفات/سناء الجاك/الشرق الأوسط

عون يوفد بو صعب للقاء الجميل

باسيل أعطى تعليماته بعدم التواصل مع نواب القوات

ما هي العقدة الداخلية التي تحدث عنها بري؟

هذا ما قاله الرئيس عون عن "حجم القوّات"...

تحذيرات دولية جديدة من وضع لبنان المالي

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

أردوغان يعلن الفوز برئاسة تركيا.. والمعارضة تشكك

ظريف يحذر من سقوط النظام وتفكك إيران

واشنطن لا تستبعد استخدام القوة ضد إيران

الريال الإيراني يتهاوى مع قرب العقوبات الأميركية

هآرتس: صفقة ترامب هي ذات أفكار نتنياهو وهذه تفاصيلها

كوشنر مستعد للعمل مع عباس... ويوجه رسالة للشعب الفلسطيني

مقتل 5 ضباط و20 عنصراً من قوات النظام شرق درعا وأنباء متضاربة عن «استسلام» فصيل معارض

إسرائيل تكشف عن مشروع خط سكة حديد يربطها بالسعودية

كوشنر ينتقد عباس ويعلن نضوج صفقة القرن

واشنطن أبلغت المعارضة في درعا أنها لن تتدخل عسكرياً وروسيا تشنُّ غارات على جنوب سورية للمرة الأولى منذ 2017

 “قسد” تعلن حالة الطوارئ وتحظر التجوال في الرقة تحسبا لعمليات إرهابية

 الأسد: الغرب لن يشارك في إعمار سورية ولم أقرر إعادة ترشحي للرئاسة

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

الطائفُ دستورٌ أرثوذكسيّ/سجعان القزي/جريدة الجمهورية

حكومة «العمر الطويل» آخر حكومات العهد/ملاك عقيل/جريدة الجمهورية

«التيار» غاضب من جعجع: إنقلبَ على العهد ولا يستحقّ «الهدايا»/عماد مرمل/جريدة الجمهورية

إدوار حنين ساحة الساحات/أنطوان سلامة/نقلاً عن موقع الصوت

مصير الخطة الأمنية بين منطقة المصالح المتصادمة والانحدار إلى الدولة الفاشلة/رلى موفّق/اللواء

الفساد والاقتصاد الموازي: دعامتا الاستبداد والهيمنة/منى فياض/الحرة

مَن سلّم بأن يُهان ... يستحق الإهانة/الهام فريحة/الأنوار

بوادر اسماء التشكيلة الحكومية وكل الأطراف على مواقفهم/الهام فريحة/الأنوار

سيطرة_التافهين الميديوقراطس او حكم التفاهة...الميديوقراطية/زينة_منصور

الأزمة الإيرانية في العراق/خيرالله خيرالله/العرب

توزيع الأدوار بين إيران وتركيا وقطر/عبدالله بن بجاد العتيبي/الشرق الأوسط

السعودية: يوم ليس ككل الأيام/حسين شبكشي/الشرق الأوسط

محمد بن سلمان وإنهاء حظر 70 عاماً/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

هوامش مونديالية/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

كأس العالم والقوى «البشعة» القطرية/سلمان الدوسري/الشرق الأوسط

موضات الرجال وموضات النساء/خالد القشطيني/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

رئيس الجمهورية في قداس دير مار يوحنا المعمدان القلعة في بيت مري: على اللبنانيين ان ينهلوا من رسالة هذا الدير العابق بروح الشهادة

الراعي في تخريج طلاب دورة التنشئة الروحية: لحكومة يتحلى وزراؤها بالكفاءة التكنوقراطية وليس لتعبئة الحصص وتقاسم المصالح

ريفي مفتتحا المعرض التشكيلي في طرابلس: ما خضناه ليس انتخابا إنما تعيين

المعلوف مهاجما جريصاتي: وزير عطل العدل وأساء إلى التغيير والإصلاح

أبو الحسن في اعتصام حملة جنسيتي كرامتي: نحضر اقتراح قانون لمنح الجنسية لأبناء الأم اللبنانية ومكتومي القيد

قاسم: مع حكومة لا تلغي أحدا والصورة الأمنية عن بعلبك الهرمل خاطئة ومتآمرة

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية
إِنَّ ٱلحِصَادَ كَثِير، أَمَّا ٱلفَعَلةُ فَقَلِيلُون. أُطْلُبُوا إِذًا مِنْ رَبِّ ٱلحِصَادِ أَنْ يُخْرِجَ فَعَلةً إِلى حِصَادِهِ

إنجيل القدّيس لوقا10/من01حتى07/بَعْدَ ذلِكَ عَيَّنَ ٱلرَّبُّ ٱثْنَينِ وَسَبْعِينَ آخَرِين، وَأَرْسَلَهُمُ ٱثْنَيْنِ ٱثْنَيْنِ أَمَامَ وَجْهِهِ إِلى كُلِّ مَدِينَةٍ وَمَوْضِعٍ كانَ مُزْمِعًا أَنْ يَذْهَبَ إِلَيه. وَقالَ لَهُم: «إِنَّ ٱلحِصَادَ كَثِير، أَمَّا ٱلفَعَلةُ فَقَلِيلُون. أُطْلُبُوا إِذًا مِنْ رَبِّ ٱلحِصَادِ أَنْ يُخْرِجَ فَعَلةً إِلى حِصَادِهِ. إِذْهَبُوا. هَا إِنِّي أُرْسِلُكُم كَالحُمْلانِ بَيْنَ الذِّئَاب.لا تَحْمِلُوا كِيسًا، وَلا زَادًا، وَلا حِذَاءً، وَلا تُسَلِّمُوا عَلَى أَحَدٍ في الطَّرِيق. وأَيَّ بَيْتٍ دَخَلْتُمُوه، قُولُوا أَوَّلاً: أَلسَّلامُ لِهذَا البَيْت. فَإِنْ كَانَ هُنَاكَ ٱبْنُ سَلامٍ فَسَلامُكُم يَسْتَقِرُّ عَلَيه، وَإِلاَّ فَيَرْجِعُ إِلَيْكُم. وَأَقيمُوا في ذلِكَ البَيْتِ تَأْكُلُونَ وَتَشْرَبُونَ مِمَّا عِنْدَهُم، لأَنَّ الفَاعِلَ يَسْتَحِقُّ أُجْرَتَهُ. وَلا تَنْتَقِلوا مِنْ بَيْتٍ إِلَى بَيْت."

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

سجال نرسيسي على تناتش الحصص والمغانم

الياس بجاني/24 حزيران/18

حبذا لو أن السجال بين أصحاب واتباع شركتي القوات والتيار هو على احتلال حزب الله وتنفيذ القرارين 1559 و1701 وليس على الحصص والمغانم.

 

اوهام ملالوية بانتصارات هي بالحقيقة هزائم مدوية

الياس بجاني،21 حزيران/18

بالتوقف عند  منطق الانتصارات والفتوحات الوهمية الإيرانية يا ألف رضا ورحمة ع خزعبلات واحلام احمد سعيد الناصري والصحاف الصدامي. شي تعتير وبهدلة ع الآخر

 

اضبضبوا وبلا بطولات وعنتريات

الياس بجاني/20 حزيران/18

من يحكم أو يشارك في الحكم أو يمارس السياسة في ظل الإحتلال ويداهنه ويتغاضى عن احتلاله هو يفعل ذلك تحت مظلة المحتل وغب فرماناته.

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

انها المرة الأولى التي يبادر فيها الشعب

يوسف رامي فاضل/الأحد 24 حزيران 2018

انها المرة الأولى التي يبادر فيها الشعب ثم تلحقه القيادات! إنها المرّة الأولى التي يستخدمون بها شعارات رفعناها وليس العكس... إنها المرة الأولى التي نُجبِر بها أصحاب الحلّ والربطِ على تصحيح موقفهم! إنها المرة الأولى في بلدتي! التي تكون فيها الكلمة للشارع! اقطفوها بالشكل الذي تريدون! قرِّشوها ما شئتم! استثمروها ما أردتم! سيّسوها ما أحببتم! غدا سنموت كلنا! وستبقى هذه الصخور، ستبقى هذه الجبال! عصّية على أسامينا، عصّية على أساميكم! عصّية على المجد الباطل!. ولن يبقى سوى صراخ طفل صغير، ركض قبل والده وصرخ بكل ما أوتي من ضمير: نحن حراس_القمم...

 

8 قتلى من “حزب الله” في صعدة… وخسائر فادحة لـ”ميليشيات الحوثي”

العربية. نت/الأحد 24 حزيران 2018/أكد تحالف دعم الشرعية في اليمن ، استمرار تقدم العمليات بمحور صعده ، إضافة إلى تكبد ميليشيات الحوثي خسائر فادحة في الأرواح والعتاد في عقبه مران . وأفاد التحالف عن استهداف 41 عنصرا إرهابيا بعقبة مران وتدمير عرباتهم ومعداتهم. وأضاف أن من بين القتلى 8 عناصر قيادية من “حزب الله” اللبناني بينهم قائد.

 

اسرائيل تتخوّف من تنكّر حزب الله ودخوله اراضيها سرّاَ

الأحد 24 حزيران 2018/أشارت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن عدد الجرحى والمرضى السوريين الذين يصلون اسرائيل لتلقي العلاج في مستشفى عسكريّ في هضبة الجولان انخفض بشكل ملحوظ. واتخذت تدابير في شأن دخول السوريين إلى إسرائيل خوفًا من دخول عناصر حزب الله إلى إسرائيل من خلال تنكرها كمرضى. وتحدث تقرير في الصحيفة عن أن القيادة العسكرية عرضت قبل ثلاثة أشهر إمكانية أن تحاول جهات في حزب الله التمركز في القرى القريبة من إسرائيل على الحدود السورية. وتلقت القوى العسكرية تعليمات لتجنب الاحتكاك مع سكان القرى، وكذلك تقييد دخول القادمين إلى إسرائيل لتلقي مساعدات طبية أيضا. كما وتلقت الكوادر الطبية وسائقي سيارات الإسعاف تعليمات لتوخي الحذر والانتباه إلى هوية القادمين إلى إسرائيل.

 

رسالة الأب يوسف مونس لفخامة الرئيس

الأحد 24 حزيران 2018/

سيدي فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية

بعد ان دفعنا دمنا ومات شهداونا للدفاع عن تراب وطننا الغالي واستشهد رهباننا وجيشنا وشبابنا ودافعوا واستشهدوا سوية لحمايةبلاد ارزنا المقدس الغالي واستشهد أكثر من خمسمائة الف شهيد وعندنا اكثر من ثلاثمائة الف معاق واكثر من نصف مليون مهجر داخل وطننا وقد سمعنا من قال ان طريق فلسطين تمر في جونيه ووقف ابطالنا يقولون للعرب وللاميركان وللعالم ان لبنان ملك الله ووقف له كما يقول الكتاب المقدس وهو لبس أرضا ولا رزقا للبيع أتى البوم تجار الاوطان وفجار السياسة مع السيد كوشنير وصهر الريس ترامب يدفع مئة مليار دولار لايفاء ديون لبنان وتوطين الفلسطينيين على ارض

المقدسة

يا للعار....

يا للخجل

لن نبيع ارض اجدادنا

ارحلوا عنا يا تجار الناس

والإعراض

يا من خربتم الشرق الاوسط والقدس وفلسطين

غضب السماء وعدل الله سيحلان عليكم

اغربوا من امام عدل السماء وغضب اللبنانيين

يا عبدة المال والدولار...

لبنان... ليس ارضا للبيع

مع الاحترام والدعاء

(البروفسور الآب يوسف مونس)

 

عنف هجوم عوني على "القوات"! 

جريدة الجمهورية/ الاثنين 25 حزيران 2018/فجأة حلّ التفاؤل وفجأة تبخّر في مسألة تأليف الحكومة. ظلت العقد على حالها، وعاد التوتر بين «التيار الوطني الحر» و«القوات اللبنانية» الى الواجهة مجدداً، مترافقاً مع أعنف هجوم عوني على «القوات».

في هذه الأجواء، بَدا رئيس «التيار» الوزير جبران باسيل متشدّداً في مقاربته لكيفية توزيع الحصص المسيحية، وسط شعور لديه بأنّ رئيس حزب «القوات» الدكتور سمير جعجع «انقلبَ على العهد، وبالتالي لم يعد يستحق أن نمنحه هدايا وزارية على غرار ما حصل في المرة السابقة». ونقل عن باسيل قوله في مجلس خاص: «على القوات ان تعرف انّ زمن العطاء المجاني قد انتهى...». واتهم مصدر قيادي في «التيار»، «القوات» بـ«أنها أخَلّت بالتزاماتها ونكثت بالاتفاق، بعدما تحوّلت من داعم مفترض لرئيس الجمهورية الى متهجّم عليه»، مشيراً «الى انّ أهم «إنجازات» معراب و«مآثرها» بعد حصول المصالحة تمثّلت في اتهامنا زوراً وبهتاناً بالفساد، والتحريض على إسقاط سعد الحريري وحكومته قبل أشهر لإرباك العهد وإضعافه، ومحاولة تأليب الاميركيين على الجيش اللبناني، والطعن في مرسوم التجنيس الذي يحمل توقيع عون، والتَنكّر لحق الرئيس في الحصول على كتلة وزارية وفي اختيار نائب رئيس الحكومة». وتساءل المصدر: «هل المطلوب منّا بعد انقلاب «القوات اللبنانية» على جوهر الاتفاق السياسي معنا ان نقبل بإعطائها حصة وزارية منتفخة حتى تستخدمها ضدنا وضد العهد»؟ واعتبر انّ «القوات» يجب ان تتمثّل بثلاثة وزراء في الحكومة المقبلة «إذا جرى اعتماد المعايير الموضوعية والمنصِفة في التأليف». سجال «تويتري» وترافق ذلك مع سجال تويتري بين وزير العدل سليم جريصاتي ونائب «القوات» جورج عقيص على خلفية دور الاول في القضاء، وذلك بعد أقل من 24 ساعة على السجال بين وزيري الطاقة سيزار ابي خليل والشؤون الاجتماعية بيار ابو عاصي على خلفية قضية النزوح السوري. ودخل الوزير غسان حاصباني على خط السجال، فقال مغرّداً: «مَن عرقل عمل العهد وَشوّه صورته هو مَن تقدّم بمناقصات ملتبسة وأصرّ عليها لمدة سنة. ومَن حاول الحفاظ على صورة العهد هو نحن، عن طريق تصحيح مسار تلك المناقصات والتمسّك بالمعايير القانونية التي تشكل خريطة الطريق التي أرادها العهد لنفسه».

 

عجالة حزب الله لا تحل عقد تشكيل الحكومة اللبنانية

العرب/25 حزيران/18/بيروت- اعتبرت مصادر سياسية لبنانية أن تشكيل حكومة لبنانية جديدة برئاسة سعد الحريري لا يزال أمرا معقّدا على الرغم من الضغوط التي يمارسها حزب الله من أجل التعجيل في ذلك. وأوضحت المصادر أن الحزب على عجلة من أمره في تشكيل الحكومة كي يكرس أمرا واقعا يتمثل في وجوده، للمرّة الأولى، عبر ثلاثة وزراء في الحكومة. كذلك يستعجل الحزب الحصول على وزارة الصحة بسبب حاجته إلى تأمين خدمات لأنصاره على حساب الدولة اللبنانية، خصوصا للمعاقين الذين تسببت بهم مشاركته في الحرب السورية. ويزيد عدد هؤلاء على ألف معاق يحتاجون إلى متابعة دائمة في المستشفيات. وأشارت المصادر إلى أن لحزب الله مصلحة في تولي وزارة الصحة نظرا إلى أن ذلك يسمح له بإدخال مقاتليه الذين يصابون في سوريا إلى المستشفيات على أن تتولى الحكومة اللبنانية أمر تسديد نفقات علاجهم. وكشفت هذه المصادر أن عقدتي تشكيل الحكومة تكمنان في إصرار رئيس الجمهورية ميشال عون على تقليص حجم حزب القوات اللبنانية في الحكومة من جهة ورفضه حصر التمثيل الدرزي برغبات رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط من جهة أخرى. ويصر جنبلاط على تسمية الوزراء الدروز الثلاثة في الحكومة، في حين يرفض ميشال عون ذلك ويتمسك بتوزير طلال أرسلان، وهو خصم سياسي لجنبلاط. وقد فاز أرسلان بمقعد نيابي بعد ترك الأخير هذا المقعد شاغرا له. وذكرت المصادر أن الرئيس ميشال عون يرفض التعاطي مع “القوات اللبنانية” كشريك في السلطة ويريد، عبر صهره جبران باسيل، حصر تمثيل القوات بأربعة وزراء لا يتولون أي وزارة سيادية أو موقع نائب رئيس الوزراء.

وتوقعت المصادر نفسها أن يمارس حزب الله ضغوطا شديدة من أجل تشكيل الحكومة في أسرع وقت. وعكست هذه الضغوط اتصالات يجريها على أعلى المستويات مع رئيس الجمهورية لحمله على تليين مواقفه والحد من مطالبه وذلك على الرغم من الخصومة الحادة القائمة بينه وبين “القوات اللبنانية”. ولاحظت هذه المصادر أن من بين الأسباب التي يمكن أن تؤخّر تشكيل الحكومة اتخاذ سعد الحريري موقفا متضامنا مع وليد جنبلاط و”القوات اللبنانية” وذلك في ضوء التحسن الذي طرأ على العلاقة بين الجانبين في الأسابيع القليلة الماضية. وكان رئيس الحكومة سعد الحريري قد أبدى السبت تفاؤلا بقرب التوصل إلى التوليفة الحكومية خلال تصريح للصحافيين بعد لقاء جمعه بالرئيس ميشال عون وأن هذه العملية باتت في أشواطها الأخيرة، وأن العقدة حاليا تكمن في توزيع الحقائب الوزارية. ويرى مراقبون أن المعركة الحكومية الدائرة اليوم تستحضر مجددا إلى الأذهان تحالفي 14 آذار و8 آذار بعد أن سادت قناعة خلال السنوات الأخيرة بانتهاء هذين التحالفين. ويشير هؤلاء إلى أن مكونات تحالف 8 آذار وخاصة التيار الوطني الحر تتصرف من منطلق الوصي على العهد الجديد، وهو ما يجعل فرص التوصل إلى تسوية للملف الحكومي قبل موفى شهر يونيو أمرا صعبا. وطالب البطريرك الماروني مار بشار بطرس الراعي في عظته الأحد بضرورة الإسراع بتشكيل حكومة قائمة على الكفاءات. وقال الراعي “إننا في كل يوم، ننتظر ولادة الحكومة الجديدة، وهي مع الأسف ما زالت تتعثر. إن الشعب لا يريدها مؤلفة من أشخاص عاديين، لتعبئة الحصص، وتقاسم المصالح، وإرضاء الزعامات، بل يريدها الشعب والدول الصديقة الداعمة للبنان والمشاركة في مؤتمرات روما وباريس وبروكسل، حكومة مؤلفة من وزراء يتحلون بالكفاءة التكنوقراطية والمعرفة وروح الرسالة والتجرد والأخلاقية والتفاني. وإذا كان لا بد من تمثيل للأحزاب والأحجام، فليكن على هذا المقياس”. وشدد البطريرك الماروني على وجوب “عدم إهمال الأكثرية الباقية من خارج الأحزاب والأحجام النيابية، وفي صفوفها شخصيات وطنية رفيعة، حيث يجب أن تكون جزءا أساسيا في الحكومة العتيدة”

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 24/6/2018

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

منسوب التفاؤل بولادة الحكومة العتيدة انخفض على نحو ملحوظ بعد ارتفاع لم يصمد سوى ساعات يوم الجمعة الماضي، لكن الآمال تظل معقودة على تحقيق انفراجة حاسمة تولد من رحمها حكومة جديدة تتصدى للاستحقاقات والتحديات الداخلية والخارجية، وما أكثرها!

أما التعقيدات التي ما برحت تطل برأسها، فتتمثل خصوصا بالحصص الوزارية لكل من "القوات اللبنانية" والطائفة الدرزية ورئيس الجمهورية، فضلا عن النواب السنة غير المنضويين في "كتلة المستقبل".

ومن وحي هذا المشهد، تبدو العقد داخلية، والحل يبقى لدى رئيس الجمهورية والرئيس المكلف على ما يؤكد الرئيس نبيه بري، فهل من خطة انقاذية تنتشل التأليف الحكومي من كبواته المتكررة؟

في المقابل، بدأت تظهر بشائر الخطة الإنقاذية في البقاع، ولكن المطلوب أكثر. هذه البداية تأتي في وقت يستخدم فيه الرئيس بري لهجة قاسية وحاسمة لإنهاء الوضع الشاذ في هذه المنطقة العزيزة من لبنان، التي لا ينبغي أن يحكم مصيرها مئة وعشرون "أزعر".

على المستوى الإقليمي تقدم للجيش السوري في معركته ضد المسلحين في الجبهة الجنوبية بغطاء جوي روسي وامتناع أميركي عن التورط فيها.

الجولان المحاذي لهذه الجبهة شهدت أجواؤه تحليق طائرة مسيرة آتية من سوريا أطلق جيش الاحتلال صاروخ باتريوت باتجاهها لكنه لم يصبها على ما أعلنت وسائل اعلام إسرائيلية.

وعلى الجبهة السياسة والإدارية قرار رسمي بإجراء انتخابات المجالس المحلية في سوريا في السادس عشر من أيلول المقبل.

أما الجار التركي اللدود فشهد اليوم انتخابات رئاسية وتشريعية مبكرة تشكل نقطة الانتقال من النظام البرلماني الساري حاليا إلى النظام الرئاسي الذي يمنح الرئيس سلطات واسعة دفع رجب طيب أردوغان باتجاهه لترسيخ مكانته، على أمل دخوله على قدم المساواة مع مؤسس الجمهورية التركية مصطفى كمال أتاتورك.

غير أن الاستحقاق الانتخابي الحالي ينطوي على مخاطر كبرى لأردوغان في مواجهة أوضاع اقتصادية متراجعة ومعارضة مصممة على لجم جموحه واستئثاره بالسلطة.

على المستوى الإقليمي أيضا، برز إعلان مهندس "صفقة القرن" جارد كوشنر عن اقتراب موعد الإعلان عن هذه الصفقة التي يخشى أن تكون أكبر صفعة للقضية الفلسطينية والحقوق الفلسطينية.

على أن المشهد الإقليمي لا يكتمل من دون الإشارة إلى افتتاح عهد جديد للمرأة السعودية مع بدء السماح لها اعتبارا من اليوم بالجلوس وراء مقود السيارة في شوارع المملكة للمرة الأولى.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"

العراقيل الداخلية التي تؤخر تشكيل الحكومة تستمر في صلب المشاورات التي يقوم بها الرئيس سعد الحريري لاعلان التشكيلة الحكومية الجديدة.

هذا ما اكدت عليه مصادر متابعة لتلفزيون "المستقبل"، لافتة الى ان الرئيس الحريري قدم لرئيس الجمهورية خارطة طريق لتشكيل الحكومة على قاعدة حفظ حقوق الجميع وتمثيلهم بما يتناسب مع احجامهم، واضافت انه لا اعراف لتشكيل الحكومة خارج العرف الوحيد المتعارف عليه المتعلق بتوزيع الحقائب الاربعة الاساسية اي الداخلية والخارجية والدفاع والمالية.

وقالت المصادر المتابعة نفسها لتلفزيون "المستقبل" إن الجميع يعول على حكمة رئيس الجمهورية لتسهيل عملية التشكيل، مشيرة الى ان مهلة تشكيل الحكومة لم تتجاوز المهل السابقة.

وفي غمرة هذا الكلام الذي يجدد التأكيد على ان العراقيل امام التشكيلة الحكومية هي داخلية، سجل موقف للبطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي قال فيه إن الشعب لا يريد حكومة مؤلفة من أشخاص عاديين، لتعبئة الحصص وتقاسم المصالح، بل يريدها حكومة مؤلفة من وزراء يتحلون بالكفاءة والمعرفة والتجرد والأخلاقية والتفاني.

اما على خط السجال بين "القوات اللبنانية" و"التيار الوطني الحر"، فموقف اليوم لنائب رئيس مجلس الوزراء في الحكومة المستقيلة غسان حاصباني في تغريدة له عبر تويتر.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

أن تتخلى الولايات المتحدة الأميركية عن حلفائها فتلك هي القاعدة، وأن تدعمهم هكذا وبالمجان فلا وجود له في سجلات البيت الابيض، وجريا على القاعدة، أبلغت واشنطن الجماعات الارهابية في الجنوب السوري أنها لن تقدم لها أي دعم عسكري في التصدي لهجوم يشنه الجيش السوري لاستعادة مناطق قرب الاردن ومرتفعات الجولان المحتلة.

وجريا على التجربة مع الادارات اأميركية المتعاقبة، فان واشنطن لا تتخلى عن مناطق نفوذها في العالم هكذا بالمجان أيضا، فهل اقتنع صناع القرار الاميركيون أن تهديداتهم للجيش السوري وحلفائه بعدم خرق ما يعتبرونه خطوطا حمرا لن تجدي نفعا؟ وهل أدركوا أن رهانهم على حصان خاسر فكتبوا في رسالة إلى من وصفوا بقادة جماعات "الجيش الحر" أن الحكومة الأميركية تريد توضيح ضرورة ألا تبنوا قرارتكم على افتراض قيام أميركا بتدخل عسكري لمساعدتكم، وفق ما نقلت وكالة "رويترز". فهل من يتعظ؟ خاصة أن قاعدة حماية الحلفاء التي كانت وما زالت تعمل وفقها الادارة الأميركية وتحجم عن الحديث عنها علنا حفظا لماء الوجه، بات دونالد ترامب يكررها ليل نهار "الفاتورة يجب أن تدفع سلفا".

اما الفواتير التي تدفع سلفا في الحرب اليمنية، فلم تفلح في تسجيل نصر ولو اعلاميا للغزاة برغم ثلاث سنوات من الدعم الأميركي على كل الأصعدة. الأمر استدعى اجتماعا لوزراء اعلام قوى العدوان في جدة للبحث في معركة "الحديدة". ومهما خلصوا اليه من تضليل، فان الحقيقة أنهم والاعلام الأميركي الغربي من ورائهم لم يفلحوا بحجب الاعلام الحربي اليمني الذي أتقن رغم الامكانيات المحدودة نقل الكلمة والصورة، وآخرها لمدرعات وآليات محترقة تملأ الساحل الغربي بعد أن اصطادتها نيران الصواريخ اليمنية.

في لبنان، عقد تشكيل الحكومة والتي كان يتوقع حلها قبل الاثنين بقيت على حالها، فلم يزر الرئيس الحريري قصر بعبدا، وغدا اسبوع آخر.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

لم تستو الطبخة الحكومية بعد من دون ان يعني ذلك أنها ستشوشط، لأن المعلومات تشير الى أن قطار التأليف مستمر في السير على سكة المشاورات والاتصالات واللقاءات.

وبحسب معلومات الotv، فبالنسبة ل"التيار الوطني الحر"، ليس المهم ما يشاع من اجواء ايجابية او سلبية لأن حقائق البحث هي الاساس. ولا تزال اجواء مشاورات التشكيل ايجابية من حيث نية "التيار" في التواصل مع الجميع بهدف انجاز التأليف في اسرع وقت ممكن، مع التشديد على عدم تجاوز القواعد المعروفة.

وبحسب المعلومات، فإن ما يعرقل التشكيل حتى الآن هو المطالب غير المشروعة التي يتقدم بها البعض ولاسيما "القوات اللبنانية" و"الاشتراكي". فليس المهم ما يطلب البعض لرفع السقف او كمطلب فعلي، بل المهم هو ما هو حق لهذا الطرف او ذاك.

ولو كان هناك اتفاق سياسي مع الطرفين المذكورين اللذين يهاجمان العهد و"التيار" باستمرار ومنذ اليوم الاول، لما كان هناك اي اشكالية ولما كان عدد الوزراء ولا توزيع الحقائب السيادية ولا موقع نائب رئيس الحكومة ولا غير ذلك اساسيا.

اما بعد، فمن غير الممكن تجاوز الحق مع البعض الذي يريد اخذ مطالبه المضخمة ومواصلة الهجوم في الوقت نفسه.

وفي سياق متصل، فإذا تمت مراعاة مطالب البعض المضخمة، ينبغي معاملة جميع الافرقاء على هذا الاساس: فحجم "الاشتراكي" النيابي لا يعطيه ثلاثة وزراء وحجم "القوات" لا يعطيها وفق ما تطلب، واذا شاء اي كان مراعاة المطالب فماذا يمكن ان يطبق في هذه الحال على "أمل" و"حزب الله" مثلا انطلاقا من مبدأ المساواة؟ وفي هذه الحال ماذا تصبح حصة "التيار" والرئيس حسابيا ومنطقيا؟

أما على صعيد اتفاق معراب، فتشير المعلومات الى أن الاتفاق في اساسه هو اتفاق سياسي على دعم العهد من قبل "القوات" و"التيار". أما موضوع الحصص والوزارات فمرتبط بالشق الأول، أي الاتفاق السياسي.

في المحصلة، يتمسك "التيار" بمشاركة الجميع، كما أن توزيع المقاعد ضمن قواعد محددة امر اساسي عنده، ولا يمكن المطالبة بسوى ذلك الا اذا حصل اتفاق سياسي مع اصحاب العلاقة واصحاب الحق.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

تشكيل الحكومة مؤجل حتى اشعار آخر، وبالتالي فإن ما تردد قبل يومين عن امكانية تشكيل حكومة الليلة سقط بالضربة القاضية، السبب عدم التوصل إلى حل العقدتين المسيحية والدرزية، فالرئيس الحريري في زيارته الأخيرة إلى بعبدا تقدم بطرحين، الأول ترك تسمية الوزراء الدروز الثلاثة للنائب وليد جنبلاط، مقابل توزير مروان أبو فاضل المقرب من الأمير طلال ارسلان، على ان يحتسب من الحصة المسيحية لرئيس الجمهورية.

الطرح الثاني اعطاء "القوات اللبنانية" أربعة وزراء بدلا من خمسة مقابل احتفاظ "القوات" بمنصب رئاسة الحكومة طالما ان اعطاءها وزارة سيادية متعذر لاسباب كثيرة. وترك الرئيس الحريري الطرحين بعهدة رئيس الجمهورية وانتظر ان يحصل على الجواب في مهلة لا تتعدى الثماني والاربعين ساعة، اي عصر اليوم، وكان من الطبيعي ان تنشط الاتصالات وتتكثف المشاورات قبل ان يحين موعد اعطاء الرئيس عون جوابه للرئيس الحريري.

واتفق في هذا الاطار ان يقوم الوزير جبران باسيل ليل امس بزيارة "بيت الوسط" للبحث مع رئيس الحكومة المكلف في الحلول والمخارج الممكنة، لكن الوزير باسيل لم يأت، فلم ينعقد الاجتماع المنتظر، وبالتالي لم يحصل الحريري على ما ينتظر من أجوبة، ما أكد ان زمن ولادة الحكومة المنتظرة لم يحن بعد.

اقليميا، السعودية تواصل خط الانفتاح والتحرر من الأفكار والعادات المتشددة، آخر التجليات بدء المرأة السعودية قيادة السيارات، ما سيغير حياتها وحتى حياة المملكة. أما في تركيا، فالإنتخابات الرئاسية المبكرة لم تخل من العنف، ما شكل أكبر تحد للرئيس اردوغان منذ 15 عاما تاريخ وصوله إلى السلطة.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

باستثناء الحصة الشيعية في الحكومة العتيدة، والمتفاهم عليها بين الثنائي، "حزب الله" و"أمل"، فإن الحصص الأخرى مختلف عليها: عند السنة، الرئيس الحريري يريد الستة السنة من "تيار المستقبل"، ولا يتراجع إلا لرئيس الجمهورية الذي يسمي من حصته وزيرا سنيا، في مقابل ان يسمي الرئيس الحريري وزيرا مسيحيا من حصة الرئيس.

عند الدروز، زعيم المختارة وليد جنبلاط يريد الدروز الثلاثة، عند المسيحيين، تريد "القوات اللبنانية" خمسة وزراء، من خمسة عشر مسيحيا، وهو ما يواجه برفض من رئيس الجمهورية، في مقابل تفهم الرئيس المكلف الحكومة المنتظرة، ومع بدء الشهر الثاني على التكليف، في غرفة العناية الفائقة، فهل يمكن القول إن البلاد قد دخلت في أزمة تأليف، أم إن الشهر الذي مر على التأليف ليس بالمدة الطويلة؟

اللعبة مفتوحة على كل الإحتمالات، وهناك شبه إجماع على أن العقدة داخلية، وهنا المشكلة الكبرى. فحين تكون العقدة داخلية، والمعقدون يتمسكون بمواقفهم ومطالبهم، تكون البلاد قد دخلت في مأزق التأليف، والمفارقة في عملية التشكيل أن الكل يقاطع الكل: فلا كلام بين سنة "المستقبل" والنواب الفائزين من خارج عباءة "المستقبل"، ولا كلام بين زعيم المختارة والنائب طلال ارسلان، ولا كلام بين كتلة "لبنان القوي" وكتلة "الجمهورية القوية"، فقط الثنائي الشيعي "مرتاح على وضعه". فكيف تشكل حكومة في هكذا مقاطعة، مثلثة البعد: سنية سنية، ودرزية درزية، ومسيحية مسيحية؟ البداية من هذا السيل من التعقيدات.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

دخلت المرأة السعودية عصر القيادة من باب "دعسة بنزين"، فانطلقت على أربع عجلات متسلحة بضوء أخضر ملكي، تخطت فتاوى المنع والتحريم التي أبقتها ثلاثة عقود وهي تنتظر عند الشارة الحمراء، وذهبت أبعد من ذلك، إلى المشاركة في سباق "فورمولا- وان".

وبينما بدأت المرأة نفسها التي خاضت غمار الأعمال والفن وكل ميادين الحياة تمارس حقا مكتسبا طال تحقيقه، كان القائم بأعمال السفارة السعودية في لبنان وليد البخاري يشق الطريق أمام السياح العرب والخليجيين على عجلتي دراجة ال"هارلي ديفدسون"، حيث استبدل الزي الرسمي بزي سائقي الدراجات، بمبادرة جمعت إليه سفراء ونوابا ووزراء ساروا في قافلة "الغد الأفضل" للتوعية من المخدرات وتشجيع السياحة.

القافلة انطلقت من وسط بيروت وأطفأت محركاتها في المختارة، ولم يعل هديرها فوق صمت التأليف الحكومي الذي أطفئت محركاته، إذ إن "التوربو" الذي أداره رئيس الحكومة اختنق بثاني أوكسيد المطالب والمطالب المضادة، وحتى اللحظة لم ترصد العين المجردة مرسالا جوالا بين بعبدا و"بيت الوسط" ولا جاءت جهينة بالخبر اليقين.

سكت أهل الحل والربط الحكومي عن الكلام المباح، فتكلم راعي الرعية راسما خطوطا عريضة لحكومة متعثرة بالحصص وتقاسم المصالح وإرضاء الزعامات، فالشعب والدول الداعمة بمؤتمراتها يتطلعون إلى حكومة مؤلفة من وزراء تكنوقراط يتحلون بالكفاءة، وإذا كان لا بد من تمثيل للأحزاب والأحجام فليكن على هذا المقياس.

الراعي حذر من عدم إهمال الأكثرية الباقية من خارج الأحزاب والأحجام النيابية، وفي صفوفها شخصيات وطنية رفيعة. ومن باب الاجتهاد ثمة شخصية مطابقة للمواصفات الوطنية قد تنزع فتيل الأزمة "العونية"- "القواتية" إذا ما ترك كل طرف متراسه وتقدم خطوة في اتجاه الآخر للتوافق على دولة الرئيس عصام فارس نائبا لدولة الرئيس، والعمل لإقناعه بالموافقة ولطالما كانت عصمة هذا المنصب في يد فارس، واستحوذ خلالها على احترام وتقدير كل الأطراف حتى بات الشخصية الوحيدة التي يجمع الجميع على احترامها لما لها من أياد بيضاء داخل لبنان وخارجه، أعطت ولم تأخذ، قدمت ولم تطلب.

وإذا كان الكل يرفع شعار محاربة الفساد ويسعى لبناء دولة الأمان والاستقرار، فالإتيان بعصام فارس حلا للمنصب العقدة، هو الخطوة الأولى للإمساك بأول الخيط، خصوصا أن الأزمة باتت بين الثنائي المسيحي: تكتل "لبنان القوي" و"الجمهورية القوية"، وتنذر بحرب إلغاء جديدة "تنذكر" كي لا تعاد على محور كرسي.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

الكتل السياسية في لبنان... تفاهمات ظرفية لا تحالفات

سناء الجاك/الشرق الأوسط/24 حزيران/18

تظهر المرحلة الحالية في لبنان أن التحالفات السياسية تُفصَّل تفصيلاً على قياس حاجة كل طرف، سواء إلى تضخيم حجمه أو إلى تغليب مشروعه على حساب الأطراف السياسية الأخرى. وطبيعة هذه التحالفات تُنتِج واقعاً سياسياً غرائبياً، إذ تنعدم الموالاة والمعارضة. ما يعني أن على أهل السلطة أن يتوافقوا، مهما بلغت درجة التنافر والخصومة. وهذا ما تعكسه محاولات تشكيل الحكومة التي باتت تستغرق شهوراً ولا تراعي في عملية التشكيل نتائج انتخابات أو موازين قوى. فأهل السلطة يعملون وفق مبدأ «من حضر السوق باع واشترى». والسوق هو الحقائب الوزارية والتعيينات والمشاريع والصفقات بمعزل عن التحالفات والبرامج.

يصف الوزير والنائب السابق غازي العريضي التحالفات السياسية في لبنان بأنها «شغل مياومة. وطبعاً لا مصلحة للبنان في هذا الشغل، إذ ماذا ينفع إن ربح أي طرف سياسي مقعداً من هنا ومقعداً من هناك، من دون أن ينعكس هذا الربح على المصلحة العامة؟!». ويضيف العريضي لـ«الشرق الأوسط» أن «التحالفات السياسية في لبنان موسمية وغير مكتملة. وهي تفاهمات أكثر مما هي تحالفات، يلتقي أطرافها في مكان ويختلفون في آخر. وهي ليست مبنية على أساس برامج واضحة كما كانت الحال قبل الحرب الأهلية».

أما النائب السابق أمين وهبي، فيقول لـ«الشرق الأوسط»: «سبب فشل التحالف السياسي بين من يُفترض أن لديهم رؤية سياسية موحدة أن القوى السياسية تخطئ في تحديد أولوياتها، فقد غلّبت الأولويات الحزبية الضيقة على الأولويات الوطنية، لذا جاء قانون الانتخابات الذي شوه النسبية وشوه الأكثرية. والظروف الإقليمية لعبت دورها، ولم يعد من ناظم سياسي لأداء القوى باستثناء (حزب الله)».

وعن الصيغة الحالية للتحالفات يقول وهبي: «هذه التحالفات بصيغتها الحالية ستؤدي إلى حكومة وحدة وطنية قليلة الإنتاج، وكثيرة التناقض، فهي ستكون مجلساً نيابياً مصغراً بسبب وجود السلاح والظروف الإقليمية».

ولطالما كانت سمة التحالفات السياسية في لبنان بعيدة عن المشروع والمبادئ والرؤية المستقبلية، ويقول الصحافي والكاتب نقولا ناصيف: «في الستينات كانت اللوائح الانتخابية تترجم كتلاً نيابية محكومة بالمناطقية وبمستوى من التحالفات لا نشهده هذه الأيام. حالياً المستوى في الحضيض. والبرلمان لم يكن مشطوراً كما هو حاله اليوم، وإن كان العامل الطائفي موجوداً من دون حدة. وأول تحالف طائفي صافٍ كان التحالف الثلاثي بين الراحلين الرئيس كميل شيمعون رئيس حزب الوطنيين الأحرار، والعميد ريمون إده رئيس الكتلة الوطنية، والوزير بيار الجميل رئيس حزب الكتائب، وعدا هذا الحلف كانت الكتل مختلطة».

ويوضح العريضي أن العمل السياسي قبل الحرب الأهلية كان يبدأ من النقابات والمزارعين وروابط الطلاب ويمتد إلى السياسة عبر برنامج واحد. والبرامج السياسية المتكاملة كانت تمتد على مساحة كل لبنان.

ولعل مشكلة الأحزاب اللبنانية أنها تعتمد مبدأ «وان مان شو» رئيسها يبقى مدى الحياة، وتحالفاتها تنبثق من الرئيس وليس من برنامج الحزب، باستثناء «حزب الله» الذي رغم محورية أمينه العام حسن نصر الله، فإن لديه رؤيته وبرنامجه، وأيّاً كانت مرجعيته، يبقى متماسكاً في مواقفه وفي تحالفاته التي أوصلته إلى أن يصبح اللاعب الأقوى على الساحة السياسية.

العريضي يقول إن لدى «حزب الله» مشروعه السياسي والاستراتيجية الواضحة وعدة العمل، لكن مشروعه يشكو من نواقص، إذ لا رؤية إصلاحية سياسة عنده في السياسة أو في الإدارة.

ويشير وهبي إلى أن «الحزب لديه قضية غير عادلة؛ فهو يتاجر بالمقاومة والدين، في حين أن القوى التي شكلت حركة 14 آذار لديها هذه القضية لبناء دولة تُدار بالتساوي وتعزز الشفافية والنمو الاقتصادي، وقضيتها العادلة لا تزال موجودة، إلا أن خطابها مبعثر، وكذلك أولوياتها، ما أفسح المجال للحزب لتسويق مشروعه الإيراني المدمر».

ويصف الوزير السابق محمد عبد الحميد بيضون غياب التحالفات لـ«الشرق الأوسط» بقوله: «لا سياسة في لبنان منذ تسلُّم النظام السوري البلد. بالتالي لا تحالفات سياسية. السياسة الخارجية والأمن بيد النظام السوري، واليوم بيد حزب الله. ولم يُطبق شيء من الطائف. كل شيء مذهبي، وهذا المجلس الجديد لا يمكن أن يبشر بمشروع وطني قائم على تحالفات. الدور الأساسي لـ(حزب الله) على رأس الهرم السياسي. ويليه قادة أحزاب قوة أحزابهم تنبع من أشخاصهم ولا تنبع سلطتهم من قوة أحزابهم».

ويشير وهبي إلى أن «لبنان عرف تحالفاً مهماً منذ منتصف عام 2004 رغم وجود القبضة السورية والنظام الأمني المخابراتي، فكان المنبر الديمقراطي وكانت قرنة شهوان. وتقاربت الرؤية السياسية بينهما وصولاً إلى لقاء البريستول. حتى إن الرئيس الشهيد رفيق الحريري شارك فيه عبر النائبين أحمد فتفت وغطاس خوري إلى الاجتماعات التي كانت تبحث منع التمديد للرئيس إميل لحود، والتحضير للانتخابات. فالرؤية السياسية عَبَّرت عن نفسها وواجهت حكومة عمر كرامي، ووزراؤها من الرموز المرتبطة بالنظام السوري بكل قوتها. وثمن المواجهة كان اغتيال الحريري. واستمر التحالف وفق الرؤية السياسية إلى عام 2013».

ولا يوافق العريضي على أن تحالف «قوى 14 آذار» كان قائماً على برنامج سياسي متكامل.

ويقول: «كان هناك اتفاق على بعض العناوين، لكن البرنامج السياسي لم ينجز، فهو لم ينتج برنامجاً متعلقاً بالاقتصاد وبناء الدولة وقطاعاتها وإصلاح إداراتها. كما أن تحالف 14 آذار كان يشكو من سوء الإدارة».

ويرى العريضي أن تحالف 14 آذار كشف هشاشته في التحالف الرباعي مع «حزب الله» وحركة «أمل» في الانتخابات النيابية عام 2005، عندما أخذ الشيعة كتلة واحدة، وأخرجهم من صلب حركة 14 آذار.

إلا أن وهبي يتهم سلاح الحزب ودويلته بالقضاء على تجربة «14 آذار» بعد تسع سنوات من المواجهة الصحيحة، ليسلم لبنان إلى القبضة الإيرانية.

ولا يوافق العريضي على أن السلاح خارج الدولة هو سبب فشل إنشاء تحالفات سياسية فعالة. ويقول: «من خلال تجربتي كوزير أؤكد أنه يمكن تنفيذ مشاريع متكاملة لمصلحة البلد. ومن يريد العمل يعمل، وليس صحيحاً أن السلاح يحول دون العمل في الداخل». ويضيف: «هناك أقوياء في السلطة، لكن المصالح أعمتهم وانصرفوا إلى البيع والشراء في البازار المفتوح، بحيث لن تستقيم تحالفات تغني الحياة السياسية في لبنان».

 

عون يوفد بو صعب للقاء الجميل

الحياة /الأحد 24 حزيران 2018/كشفت مصادر نيابية مواكبة لاتصالات تأليف الحكومة لصحيفة "الحياة" أن رئيس الجمهورية ميشال عون أوفد قبل أيام النائب الياس بو صعب للقاء رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل ليعرض عليه تسميته وزيرا عن الحزب مع اشتراط الحصول على دعمه لعهد عون، إلا أن الجميل أبلغ بو صعب أن موقفه يتوقف على صيغة البيان الوزاري.

 

باسيل أعطى تعليماته بعدم التواصل مع نواب القوات

الحياة/الأحد 24 حزيران 2018/أوضح مصدر لصيق بمفاوضات التأليف لصحيفة "الحياة" أن حزب القوات يستند في مطالبته بـ5 حقائب إلى الاتفاق المكتوب الذي رافق إعلان تفاهم معراب بين الرئيس ميشال عون ورئيسها سمير جعجع على دعم الأخير لترشيح الأول لرئاسة الجمهورية. وكشف المصدر أنه مع تذكير القوات في الآونة الأخيرة باتفاق معراب المكتوب، فإن قيادتها تلاحظ أن الاتصالات مقطوعة بينها وبين قيادة التيار الحر وأن وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل أعطى نوابه تعليمات بعدم التواصل مع زملائهم في القوات، إلى حين انتهاء الحريري من تشكيل الحكومة، حتى لا يحرج التيار بسبب تذكير القوات باتفاق معراب المكتوب على التساوي في توزيع المناصب الوزارية طوال عهد الرئيس عون.

 

ما هي العقدة الداخلية التي تحدث عنها بري؟

الجريدة الكويتية"/الأحد 24 حزيران 2018/منسوب التفاؤل بولادة حكومة الذي بلغ ذروته خلال اليومين الماضيين، شهد انخفاضا ملحوظا بعد كلام رئيس مجلس النواب نبيه بري أمس الذي قال إنه كان متوقعاً أن تبصر الحكومة النور "والظاهر أن شيئاً ما ليس جاهزاً بعد، والعقدة داخلية، والحل هو لدى الرئيسين ميشال عون وسعد الحريري".وقالت مصادر متابعة لـ"الجريدة الكويتية" إن "العقدة الداخلية التي تحدث عنها برّي هي عقدة القوات التي تريد الحصول على 4 وزارات من ضمنها نائب رئيس الحكومة أو وزارة سيادية، في حين أن التيار الوطني الحرّ لا يريد إعطاءها أي جائزة ترضية عبر نيابة رئاسة الحكومة أو الحقيبة السيادية".

 

هذا ما قاله الرئيس عون عن "حجم القوّات"...

"الحياة"/الأحد 24 حزيران 2018  /عاد تأليف الحكومة الجديدة إلى دائرة التعقيدات بسبب بقاء العقد المعروفة السابقة، بعد اجتماع الرئيس المكلف تأليفها سعد الحريري مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، على رغم أجواء التفاؤل التي حرص الأول على إشاعتها من باب اقتناعه بأن لا بد من تذليل العقبات التي تعترض التأليف. وعلمت «الحياة» من مصدر لصيق بالاتصالات الجارية من أجل الحكومة الثلاثينية، أن عقدتي حجم حزب «القوات اللبنانية» الوزاري في التشكيلة العتيدة وحصر تمثيل الوزراء الدروز الثلاثة بمن يسميهم «الحزب التقدمي الاشتراكي» ما زالتا موضوع خلاف بين الرئيسين، إذ أن عون رفض التصور الذي قدمه الحريري مجددا بالنسبة إلى هاتين العقدتين والذي يتضمن تولي «تكتل الجمهورية القوية» أي نواب «القوات» 5 وزارات من ضمنها حقيبة سيادية، أو توليها 5 وزارات من ضمنها نائب رئيس الحكومة إضافة إلى الحقيبة السيادية. وكانت معلومات «الحياة» أشارت أول من أمس إلى أن «القوات» أبدت استعدادا للتخلي عن مقعد نائب رئيس الحكومة الذي طالب الرئيس بأن يكون من حصته، على أن تحصل على 5 حقائب من ضمنها حقيبة سيادية. وكرر المصدر المعلومات القائلة إن عون أبلغ الحريري أن حجم «القوات» يقتضي تمثيلها ب 3 وزراء، ردا على التصور الذي قدمه الحريري. وذكر المصدر أنه حين أبلغه الحريري الحجة القائلة بأن حجم كتلة «القوات» النيابية (15 نائبا) والأصوات التي حصدتها، تسمح بتمثيلها بالحصة التي تطالب بها، رد عون أن الرئيس نبيه بري يترأس كتلة من 17 نائبا ومع ذلك سيحصل على 3 وزراء. ونقل المصدر عن عون قوله إن «التيار» يحصل على 6 وزراء من 30 وزيرا وهم (القوات) يحصلون على 3 من 15 وزيرا مسيحيا.

وأوضح مصدر لصيق بمفاوضات التأليف لـ»الحياة» أن «القوات» تستند في مطالبتها بهذا العدد من الحقائب إلى الاتفاق المكتوب الذي رافق إعلان تفاهم معراب (مقر قيادة القوات) بين عون ورئيسها سمير جعجع في 18 كانون الثاني 2015 على دعم الأخير لترشيح الأول لرئاسة الجمهورية. وهو اتفاق موقع منهما وبقي طي الكتمان على هامش إعلان ورقة التفاهم السياسية التي أذيعت في ذلك الحين. وأضاف المصدر: «هذا الاتفاق أنجزه عون وجعجع ورئيس «التيار الوطني الحر» الوزير جبران باسيل وكان النائب ابراهيم كنعان والوزير الحالي ملحم رياشي شاهدين عليه. وهو ينص على التزام التساوي في الحقائب الوزارية بين الحزبين طوال مدة ولاية عون في رئاسة الجمهورية، تماما كما يحصل بين الثنائي الشيعي، حركة «أمل» و»حزب الله» اللذين يتقاسمان المقاعد الوزارية مناصفة في الحكومات المتعاقبة». وأضاف المصدر نفسه أن هذا ما دفع أحد نواب «القوات» قبل أيام إلى التلويح بنشر نص الاتفاق المكتوب هذا إزاء استمرار الرئيس عون و»التيار الحر» في رفض الحصة التي تطالب بها «القوات»، مشيرا إلى أنها قد تلجأ إلى نشره في اليومين المقبلين خصوصا أنها تعتبر أنه على رغم التشبيه بالثنائي الشيعي فإن الأخير لا يتمتع بالتوازن الانتخابي نفسه بين الفريقين المسيحيين الأكبر. فهناك تفاوت بين أصوات الفريقين الشيعيين الحليفين، في حين أن الانتخابات الأخيرة أثبتت حسب تقييم «القوات» وكما سبق أن أعلن جعجع في مقابلة تلفزيونية، أن «التيار الحر» وحلفاءه حصلوا على زهاء 150 ألف صوتا لنوابهم الذين نجحوا ونواب «القوات» حصدوا الرقم نفسه تقريبا أيضا وسبب نجاحها في ذلك أن جعجع أحسن استثمار المصالحة المسيحية- المسيحية طوال السنتين الماضيتين لأنها قرّبته أكثر من الوجدان المسيحي وفتحت له الأبواب على تطوير علاقته بالطوائف الأخرى.

وقول المصدر اللصيق بمفاوضات التأليف لـ»الحياة» إنه على صحة القول أن كتلة الرئيس بري النيابية تتألف من 17 نائبا ومع ذلك سيحصل على 3 وزراء فإن الصحيح أيضا أنه يحصل بذلك على نصف المقاعد الشيعية بينما «القوات» تطرح الحصول ثلث الحصة المسيحية، أي 5 وزراء من أصل 15 وزيرا مسيحيا في الحكومة الثلاثينية، خلافا لاتفاق معراب الموقع، القاضي بالتساوي بينها وبين «التيار الحر». وأشار إلى أن «القوات» كانت أبلغت المعنيين أيضا أنها مع تمثيل كل من حزب «الكتائب» وتيار «المردة» أيضا. وقال المصدر إن الوزير رياشي الذي كان التقى الرئيس الحريري الأربعاء الماضي أبلغه القبول بأن يكون توزيع المقاعد ثلثاً بثلثين، وعاد فكرر الموقف نفسه عند لقائه وزير الثقافة غطاس الخوري المكلف من قبل الحريري بالتواصل مع عدد من الفرقاء، بالموقف نفسه ليل أول من أمس.

وكشف المصدر نفسه أنه مع تذكير «القوات» في الآونة الأخيرة باتفاق معراب المكتوب، فإن قيادتها تلاحظ أن الاتصالات مقطوعة بينها وبين قيادة «التيار الحر» وأن الوزير باسيل أعطى نوابه تعليمات بعدم التواصل مع زملائهم في «القوات»، إلى حين انتهاء الحريري من تشكيل الحكومة، حتى لا يحرج «التيار» بسبب تذكير «القوات» باتفاق معراب المكتوب على التساوي في توزيع المناصب الوزارية طوال عهد الرئيس عون. كما ذكر المصدر أن تعليمات قطع الاتصالات شملت أيضا النائب ابراهيم كنعان الذي كان شاهدا على الاتفاق وكان مع رياشي محرك تفاهم الفريقين المسيحيين والمصالحة الشهيرة لإراحة الساحة المسيحية. وأضافت مصادر وزارية في «القوات اللبنانية»، على ما يقوله المصدر اللصيق بمفاوضات التأليف، أنه إذا كانت حجة «التيار الحر» لتحجيم لحصة «القوات» هي أنها كانت معارضة للمشاريع التي قدمها وزراء «التيار» في الحكومة المستقيلة، فإن «هذه الحجة مردودة لأننا عارضنا في اجتماعات مجلس الوزراء ملف بواخر الكهرباء وملفات أخرى لنقص في شفافيتها، بينما وافق وزراؤنا على مشاريع عدة تتعلق بالطاقة والتعيينات في وزارتي الخارجية والعدل على رغم الشوائب التي رأيناها فيها».

وتابع المصدر الوزاري أن «معارضة البواخر لم تقتصر علينا بل أن وزراء «أمل» و»الحزب التقدمي الاشتراكي» عارضوها وكذلك فعل وزيرا «حزب الله» حليف «التيار الحر». أما ما نسمعه من ترويج هنا وهناك سواء من أوساط «التيار الحر» أو من إعلام «حزب الله» عن أن مسألة تمثيل القوات تطرح نتيجة تدخل سعودي في تأليف الحكومة فهو كلام عار عن الصحة كليا وما يجمعنا مع المملكة هو الصداقة والود والتقارب في النظرة إلى الوضع الإقليمي فضلا عن الاعتراف بأنها قدمت للبنان الكثير، لكنها لا تتدخل في شأن داخلي من هذا النوع على الإطلاق».

إلا أن المصدر اللصيق بمفاوضات التأليف أكد ل»الحياة» أن الحريري لم يقبل باعتراض عون على حجم تمثيل «القوات» وبعرضه توليها 3 وزارات فقط، خصوصا أنها سبقت أن أبلغته أنها مع تسهيل مهمته لكنها لن تقبل بإلغائها.

وأفادت معلومات المصدر نفسه أن «اللقاء النيابي الديموقراطي» الذي يضم نواب «الاشتراكي» وحلفاءه، أبلغ الوزير غطاس الخوري أول من أمس بأنه لن يتراجع عن مطلبه حصر التمثيل الدرزي بمن يسميهم النائب السبق وليد جنبلاط، «غير ذلك شكلوا حكومة من دوننا». وهو ما سبق لقيادي في «الاشتراكي» أن أكده ل»الحياة» قائلا: «أبلغنا جميع المعنيين أنه إما نحصل على 3 وزراء دروز أو فلتكن الحكومة من دون مشاركتنا إذا استطعتم ذلك»، ردا على إصرار عون على تمثيل النائب طلال أرسلان. وقالت مصادر «الاشتراكي» ل»الحياة» أنه لا يجوز استخدام حجة الفصل بين حصة رئيس الجمهورية وحصة «التيار الحر» في الحكومة والهادفة إلى تبرير توزير أرسلان من حصة الرئيس. واعتبرت أن هذا الفصل غير دستوري وغير قانوني. فالحديث عن توزير البعض على خانة رئيس الجمهورية كان يتم في السابق حين لم يكن للرئيس كتلة نيابية، في حين أن «تكتل لبنان القوي» هو كتلته الكبيرة، ولا يجوز ل»بي الكل» أن يميز بين الوزراء في وقت أن الثلاثين وزيرا هم حصته. وذكر المصدر اللصيق بمفاوضات التأليف أن هناك من يتحدث عن مخرج من الوعد الذي كان قطعه «التيار الحر» لأرسلان بتوزيره، بأن يتمثل بشخصية مسيحية يسميها هو مثل نائب رئيس حزبه (الديموقرطي اللبناني) مروان أبو فاضل.

من جهة أخرى، كشفت مصادر نيابية مواكبة لاتصالات تأليف الحكومة أن عون أوفد قبل أيام النائب الياس بو صعب للقاء رئيس الكتائب النائب سامي الجميل ليعرض عليه تسميته وزيرا عن الحزب مع اشتراط الحصول على دعمه لعهد عون. إلا أن الجميل أبلغ بو صعب أن موقفه يتوقف على صيغة البيان الوزاري.

 

تحذيرات دولية جديدة من وضع لبنان المالي

الجمهورية/الأحد 24 حزيران 2018/لم تعد المؤسسات الدولية قادرة على غضّ النظر عن وضع لبنان المالي والاقتصادي، واصدار توقعات أو تصنيفات ايجابية، لان نسبة ديون لبنان إلى ناتجه الإجمالي هي ثالث أكبر نسبة من نوعها في العالم. في المقابل، ليس هناك جهود حكومية رسمية بعد في ظلّ مرحلة تصريف الاعمال الحالية، لبدء الاصلاح المالي والاقتصادي المنشود الذي شدد رئيس الوزراء المكلّف سعد الحريري على ضرورة المضيّ قدماً به. تخطت التحذيرات النطاق المحلي أمس، حيث أصدر كلّ من صندوق النقد الدولي ووكالة «موديز» للتصنيفات الائتمانية بيانات سلبية حول وضع لبنان. جاء بيان الاول أشدّ لهجة وخطورة إذ شدد على ضرورة ضبط الدين العام بشكل فوري وكبير، في حين كان بيان «موديز» أكثر تفاؤلاً رغم ان الوكالة حذرت من انها ستخفض تصنيف لبنان إذا استمر انخفاض تدفقات الودائع وزادت بالتالي، مخاطر حدوث أزمة في ميزان المدفوعات.

صندوق النقد

قال المجلس التنفيذي لصندوق النقد الدولي إن لبنان يحتاج إلى ضبط مالي «فوري وكبير» لتحسين القدرة على خدمة الدين العام الذي تجاوز 150 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي في نهاية 2017. وقال بيان للصندوق ليل امس الاول، إن المديرين التنفيذيين اتفقوا مع فحوى تقييم للخبراء حث لبنان في شباط الماضي، على التثبيت الفوري لأركان سياسته المالية عن طريق خطة ضبط تستهدف استقرار نسبة الدين للناتج المحلي الإجمالي ثم وضعها على مسار نزولي واضح. كما شدد المديرون على «أن ضبطا ماليا فوريا وكبيرا يعدّ ضروريا لتحسين القدرة على خدمة الدين، وهو ما سيتطلب التزاما سياسيا قويا ومستداما». وجدد المجلس التنفيذي لصندوق النقد الدولي تقديراته لنمو اقتصادي منخفض بين واحد و1.5 بالمئة في 2017 و2018. وقال ان «المحركات التقليدية للنمو في لبنان تقبع تحت ضغط في ظل الأداء الضعيف لقطاعي العقارات والإنشاءات ومن المستبعد أن يكون أي انتعاش قوي قريبا. وبالنظر إلى المستقبل، وفي ظل السياسات الحالية فمن المتوقع أن يزيد النمو تدريجيا صوب 3 بالمئة على المدى المتوسط». وفيما تعهد الحريري بخفض نسبة عجز الميزانية للناتج المحلي الإجمالي 5 بالمئة على مدى خمس سنوات، قال مديرو الصندوق إن «استراتيجية مالية واضحة المعالم، تشمل مزيجا من إجراءات الدخل والإنفاق، بما يصل إلى حوالي خمس نقاط مئوية من الناتج المحلي الإجمالي، تعدّ طموحة لكنها ضرورية لتحقيق استقرار الدين العام ووضعه في مسار نزولي على المدى المتوسط». وأوصوا بزيادة معدلات ضريبة القيمة المضافة وكبح أجور الوظائف العامة وخفض دعم الكهرباء تدريجيا.

موديز

بدورها، اشارت وكالة موديز للتصنيفات الائتمانية، التي تمنح لبنان تصنيف B3 مع نظرة مستقبلية مستقرة، الى إن نسبة فوائد الديون إلى الإيرادات في لبنان هي الأعلى في العالم عند 42.9 بالمئة. وقالت المحللة لدى موديز إليسا باريسي-كابوني في بيان أمس: «يتضافر هذا مع متوسط أجل استحقاق بنحو خمس سنوات ليسلط الضوء على حساسية لبنان البالغة لزيادات أسعار الفائدة». ورأت «موديز» ان الوضع الائتماني للبنان يعكس عبء الدين الكبير جدّاً الذي يتحمله. كما اعتبرت ان تدني مستوى المتانة الاقتصادية للبنان يعكس تواضع مستويات دخل الفرد، وضيق آفاق النمو، والقابلية للتضرر من صدمات خارجية. من ناحية نسب النمو المتوقعة، بدت موديز أكثر تفاؤلا إزاء توقعات نمو لبنان عن صندوق النقد، حيث قالت ان الاقتصاد نما حوالي 1.9 بالمئة في 2017 متوقعة نموه بنسبة 2.5 بالمئة في العام 2018 و3 بالمئة في 2019. ولفتت الى ان اتجاه النمو اللبناني تأثر بشدة بتدهور البيئة الاقتصادية والسياسية في المنطقة. وارتكزت نظرة «موديز» على توقعات لمزيد من التنسيق في السياسة الاقتصادية وانحسار الصراع في سوريا وبدء تدفق الأموال التي وعد بها المانحون خلال مؤتمر «سيدر». كما أخذت «موديز» في الاعتبار ضمن نظرتها المستقرة للبنان، الاحتياطيات الأجنبية الكبيرة لدى لبنان «الذي أثبت قدرته على الصمود في مواجهة الاضطرابات السياسية في السنوات الأخيرة». وحذرت «موديز» من انها ستخفض تصنيف لبنان إذا استمر انخفاض تدفقات الودائع الذي يشير إلى زيادة مخاطر حدوث أزمة في ميزان المدفوعات. في المقابل، أكدت انها سترفع تصنيف لبنان إذا حققت الإصلاحات المالية استقرارا يتبعه تغيير في مسار الدين قابل للاستمرار طويلا.

نحاس

ورغم اعتباره ان تحذيرات المؤسسات الدولية تتكرر اكثر من مرّة كلّ عام، أكد النائب نقولا نحاس لـ»الجمهورية»، «لا يعني ذلك أننا نستطيع تجاهلها. إلا ان المهمّ في الموضوع ان التحذيرات تتكرر منذ سنوات عدّة ولا حياة لمن تنادي!»

وأمل في ان يكون تكرار الإنذارات حافزاً للتبصّر بعدم امكانية الاستمرار بالنهج أو الذهنية الحالية. وجزم نحاس ان الوضع المالي والاقتصادي وصل الى الخط الاحمر منذ فترة كبيرة، موضحا «ان بلوغنا الخط الاحمر يعني دخولنا في دائرة الخطر «Danger Zone» وهي عبارة عن فترة لا يمكن تحديد مدّتها الفعلية لان أي صدمة يمكن ان تأثر او تُحدث تغييراً». كما أكد ان امكانية الخروج من دائرة الخطر قائمة، لكنها تتطلب إصلاحاً سياسياً قبل الاصلاح المالي، «ويتوجب على كافة المسؤولين من دون استثناء، اليوم قبل الغد، إرسال مؤشرات الى المؤسسات الدولية والشعب اللبناني، بأنهم يعوا بشكل كامل المخاطر التي تحيط بنا، وان يُطلعونا على كيفية معالجة أسباب التدهور، السياسية أوّلاً، والتي نتج عنها التدهور المالي والاقتصادي والاجتماعي». وحول امكانية التوصل الى إلتزام سياسي لتطبيق الاصلاحات، قال نحاس «ان المحاصصة وتوزيع المغانم بالمفهوم غير الديمقراطي المتّبع في ممارسة الحكم، يصعّب التوصل الى التزام سياسي في التغيير».واشار نحاس الى انه طرح على الرئيس الحريري ان يلتزم كافة الفرقاء السياسيين بالاصلاحات المقرّة في مؤتمر «سيدر» قبل تشكيل الحكومة «لان الالتزام يصبح أصعب بعد التأليف». وردّا على سؤال، شدد على ان مجرّد تأليف الحكومة لا يعني استئناف الاصلاح، وتساءل: «متى غيّرت أي حكومة متعاقبة منذ العام 1992 لغاية اليوم نهجاً أو مساراً. النتيجة هي نفسها دائماً مهما كان الرئيس او الحكومة أو الوزراء». أضاف: هذا النهج السياسي يُنتج هذا النوع من المردود الاقتصادي والمالي والنقدي. ولكنّ هذا الامر يجب ان يتغيّر لاننا أصبحنا في دائرة الخطر ولا تملك الطبقة الحاكمة، خياراً آخراً.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

أردوغان يعلن الفوز برئاسة تركيا.. والمعارضة تشكك

العربية.نت ووكالات/24 حزيران/18/أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الأحد، الفوز بولاية رئاسية جديدة في تركيا. بينما شككت المعارضة في النتائج. وقال أردوغان إن الجماهير اختارته مع تحالف بقيادة حزب العدالة والتنمية الحاكم. وأضاف الرئيس التركي إنه لن يكون هناك تراجع عما حققه للاقتصاد مع حزب العدالة والتنمية. وتابع في كلمة مقتضبة في اسطنبول "شعبنا منحنا وظيفة الرئاسة والمناصب التنفيذية". وأردف "آمل ألا يحاول أحد التشكيك في النتائج والإضرار بالديمقراطية لكي يخفي فشله". وقال المتحدث باسم الحكومة التركية بكر بوزداج إن أردوغان فاز في انتخابات الرئاسة اليوم الأحد، حيث أظهرت النتائج غير الرسمية تقدمه بعد فرز أكثر من 95 بالمئة من الأصوات. وقال بوزداج على تويتر "الشعب التركي انتخب أردوغان باعتباره أول رئيس/رئيس تنفيذي لتركيا بموجب النظام الجديد. الشعب التركي قال (إلى الأمام) مع الرئيس أردوغان". في المقابل، قال حزب المعارضة الرئيسي في تركيا إن من السابق لأوانه إعلان فوز الرئيس رجب طيب أردوغان بالانتخابات الرئاسية، مشيرا إلى أن أصوات المدن الكبرى لم يتم فرزها بعد مما يعنى أن الانتخابات تتجه لجولة ثانية. وأدلى بولنت تزجان المتحدث باسم حزب الشعب الجمهوري أكبر أحزاب المعارضة بهذه التصريحات في مؤتمر صحفي استنادا إلى ما قال إنها البيانات التي جمعها الحزب. وأضاف تزجان أنه تم فرز 39 في المئة فقط من الأصوات وأن أردوغان فاز بنحو 51.7 في المئة في الانتخابات الرئاسية.

 

ظريف يحذر من سقوط النظام وتفكك إيران

العربية.نت ـ صالح حميد/24 حزيران/18/حذر وزیر الخارجیة الإیراني، محمد جواد ظريف، من سقوط النظام وتفكيك إيران إذا ما فشل الاتفاق النووي، على حد تعبيره. وقال ظريف خلال اجتماع مع ممثلي غرفة التجارة الإيرانیة، الأحد، إن "هدف العدو لیس النظام أو حكومة روحاني، بل إیران برمتها التي یریدون تدمیرها". وأضاف: نحن جميعا في إیران نجلس في سفينة واحدة، من الأصولي والإصلاحي، وغير المنتمي، والمعارض لنظام الجمهوریة الإسلامیة والمعارض للحكومة". وتابع: لا تعتقدوا أنه لو ذهب روحاني، فإن الأصولي سينجح، وعلى البعض أن لا يتصور أنه سيستلم الحكم إذا فشل النظام". وزعم وزير الخارجية الإيراني أن "الهدف الاستراتيجي للولايات المتحدة هو انسحاب إيران من الاتفاق النووي"، مضيفاً أن فشل الاتفاق "خطير جداً على إيران فيما إذا كان علينا الخروج منه رغم أنه ليس خيار النظام"، على حد قوله. ولوح ظريف بالقول إن "الدول الأوروبية لا تستطيع فعل الكثير من أجل إنقاذ الاتفاق النووي رغم أنها وعدت بمواصلة العلاقات التجارية من خلال الشركات الصغيرة والمتوسطة". وحول تشديد الضغوط الاقتصادية الأميركية على إيران، قال ظريف في تصريحاته إن الولايات المتحدة قد أحكمت قبضتها على الشريان الاقتصادي لإيران. وأكد أن أميركا جمدت بالكامل أصول إيران من خلال اعتقال رجلي الأعمال رضا ضراب وعلي صدر هاشمي اللذين ساعدا طهران على الالتفاف على العقوبات الدولية ضد إيران من خلال التحويلات غير القانونية لمليارات الدولارات من العملة والذهب إلى النظام الإيراني. وكان رضا ضراب قد أعلن خلال محاكماته بأنه سيتعاون مع الأجهزة الأميركية للكشف عن طرق الاحتيال وغسيل الأموال والالتفاف على العقوبات لصالح إيران. كما اتهمت السلطات القضائية الأميركية علي صدر هاشمي نجاد، بالتورط في عمليات الالتفاف على العقوبات ضد إيران من خلال إدارة بنك في مالطا يدعى "بيلاتوس".

 

واشنطن لا تستبعد استخدام القوة ضد إيران

العرب/25 حزيران/18/واشنطن – حذر وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو إيران من محاولة حيازة أسلحة نووية قائلا إنها ستواجه "حنق العالم كله" إذا فعلت ذلك، لكنه عبر عن أمله في ألا تكون هناك ضرورة لاستخدام القوة من جانب الولايات المتحدة ضد طهران. وفي مقابلة على القناة التلفزيونية الإخبارية “أم.أس.أن.بي.سي”، قال بومبيو إنه ليست من مصلحة إيران محاولة حيازة أسلحة نووية أيا كان مصير الاتفاق النووي معها، مضيفا “آمل أن يفهموا أنهم إذا أخذوا في تكثيف برنامجهم النووي فإن حنق العالم كله سيصب عليهم”. وأضاف “إذا حاولوا إنشاء زوج إضافي من أجهزة الطرد المركزي، فذلك أمر مختلف تماما عن أن يبدأوا الانتقال إلى برنامج أسلحة نووية، فهذا لن يجده العالم كله مقبولا وسنجد أنفسنا في نهاية المطاف على طريق لا أعتقد أنه سيخدم أفضل مصالح إيران”. وتابع “عندما أقول الحنق فلا تخلط ذلك بالعمل العسكري. عندما أقول الحنق فأنا أقصد العار الأدبي والقوة الاقتصادية التي تسقط عليهم، هذا ما أتحدث عنه، لا أتحدث عن العمل العسكري هنا، آمل حقا ألا يكون الأمر كذلك أبدا”. وفي سؤاله عما إذا كانت الولايات المتحدة ستفعل كل ما عليها فعله لمنع إيران من حيازة الأسلحة النووية، أردف بومبيو “كان الرئيس ترامب بعيدا عن أي غموض في تصريحاته القائلة إن إيران لن تتمكن من حيازة سلاح نووي”. ويرى محللون أن خروج الولايات المتحدة من الاتفاق النووي مع إيران الموقع مع الدول الكبرى في 2015، ليس أكثر من خطوة يقوم بها الصقور في إدارة دونالد ترامب لإسقاط النظام في طهران، حيث لم يخف الرئيس الأميركي نفسه جنوحه بقوة نحو هذا السيناريو من خلال دعمه للاحتجاجات الاجتماعية العارمة التي ضربت مختلف محافظات إيران مؤخرا. ويؤكد هؤلاء أن تأثير انسحاب واشطن من الاتفاق النووي سيكون سياسيا أكثر منه اقتصاديا، حيث اعترف بذلك من فترة قريبة مايك بومبيو بصورة غير مباشرة، قائلا “أراهن تماما على أنكم سترون كيف سيستمر الشعب الإيراني في التمرد ضد هذه الحكومة”

 

الريال الإيراني يتهاوى مع قرب العقوبات الأميركية

لندن: «الشرق الأوسط أونلاين/الأحد 24 حزيران 2018/هوى الريال الإيراني إلى مستوى قياسي منخفض جديد مقابل الدولار الأميركي في السوق غير الرسمية، اليوم (الأحد)، مواصلاً خسائره وسط مخاوف من عودة العقوبات الأميركية بعد أن انسحب الرئيس دونالد ترمب في مايو (أيار) الماضي، من اتفاق بشأن البرنامج النووي لطهران. وحسب موقع الصرف الأجنبي Bonbast.com الذي يتابع السوق غير الرسمية، فقد عُرض الدولار بسعر يصل إلى 87 ألف ريال مقارنةً مع نحو 75 ألفاً و500 ريال يوم الخميس، وهو آخر يوم تداول قبل عطلة نهاية الأسبوع في إيران. وقالت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية شبه الرسمية، إن الدولار ارتفع إلى 87 ألف ريال، اليوم، من نحو 74 ألفاً قبل نهاية الأسبوع في السوق السوداء وحملت عدة مواقع إيرانية تقارير مماثلة. وتتراجع العملة منذ شهور بسبب الأداء الاقتصادي الضعيف، والصعوبات المالية في البنوك المحلية، والطلب الكثيف على الدولار بين الإيرانيين القلقين من انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي، وتجدد العقوبات الأميركية على طهران بما قد يقلص صادرات البلاد من النفط وغيره. يدخل بعض العقوبات حيز التنفيذ بعد مهلة «تصفية أعمال» تبلغ 90 يوماً تنتهي في السادس من أغسطس (آب)، وأهمها العقوبات التي تستهدف قطاع البترول، بعد مهلة 180 يوماً تنتهي في الرابع من نوفمبر (تشرين الثاني). وضعف الريال من نحو 65 ألف ريال للدولار الواحد قبيل إعلان ترمب انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق أوائل مايو، ومن 42 ألفاً للدولار الواحد في نهاية العام الماضي. وتهدد خسائر العملة بتعزيز التضخم، والإضرار بمستويات المعيشة، والحد من قدرة الإيرانيين على السفر إلى الخارج. وفي محاولة لكبح التراجع، أعلنت السلطات الإيرانية في أبريل (نيسان)، أنها ستوحد سعري صرف الدولار بالسوقين الرسمية والسوداء عند 42 ألف ريال مع حظر التداول بأي سعر آخر ومعاقبة من يخالف ذلك بالحبس. لكن الخطوة لم تقضِ على السوق غير الرسمية، لأن السلطات تتيح مبالغ أقل بكثير من العملة الصعبة عبر القنوات الرسمية مقارنةً مع متطلبات المستهلكين. ويقول المتعاملون إن كل ما حدث هو أن السوق الحرة أصبحت سرية.

 

هآرتس: صفقة ترامب هي ذات أفكار نتنياهو وهذه تفاصيلها

الأحد 24 حزيران 2018/قالت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية إن "بصمات نتنياهو في "صيغة ترامب" الآخذة في التبلور هذه الايام، غير قابلة للإخفاء". ونسبت الصحيفة في تقريرها الذي كتبه شاؤول ارئيلي، إلى "مصادر مختلفة"، تفاصيل ما سمّتها "الصفقة المطلقة" لترامب، مع مقارنتها مباشرة بأفكار نتنياهو. وقالت إنها "ستتضمن المبادئ التالية: القدس الموحدة عاصمة إسرائيل (في ظل "تنازل" إسرائيلي عن أربعة إلى خمسة أحياء خارج جدار الفصل)، مثلما تعهد نتنياهو في انتخابات 2015 ("نحن سنبقي إلى الأبد القدس الموحدة تحت سيادة إسرائيل"). غور الأردن يبقى تحت سيطرة إسرائيل مثلما أعلن نتنياهو في تشرين الأول/أكتوبر 2017 ("غور الاردن سيبقى دوما جزءا من دولة إسرائيل، سنواصل استيطانه")". وتابعت بأن "عدد الكتل الاستيطانية الإسرائيلية سيزداد، مثلما وعد نتنياهو وزراءه في حزيران/يونيو 2011 ("كتل اليسار الوطني ليست كتلنا")". وفي في موضوع الأمن تم تبني موقف نتنياهو، الذي عرض في خطابه في مؤتمر سابان في كانون الاول/ديسمبر 2015 ("الحل الوحيد للنزاع الإسرائيلي- الفلسطيني هو إقامة دولة فلسطينية مجردة"). اللاجئون الفلسطينيون لن يعودوا على الإطلاق إلى إسرائيل، مثلما صرح نتنياهو في خطاب بار إيلان في 2009 ("مشكلة اللاجئين الفلسطينيين يجب أن تحل خارج حدود إسرائيل"). يُذكر أن واشنطن لم تعلن رسميا حتى الآن عن تفاصيل الصفقة التي ستطرحها، رغم اختتام مبعوثي الرئيس الأمريكي (جاريد كوشنر وحيسون غرينبلات) لجولتهما في المنطقة بزيارة إسرائيل ولقاء نتنياهو.

 

كوشنر مستعد للعمل مع عباس... ويوجه رسالة للشعب الفلسطيني

القدس: «الشرق الأوسط أونلاين/24 حزيران/18»/أعرب جاريد كوشنر صهر الرئيس الأميركي دونالد ترمب وأحد كبار مستشاريه عن استعداده للعمل مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس إذا رغب الأخير في ذلك. وأضاف كوشنر في مقابلة صحافية اليوم (الأحد)، إنه مؤمن بأن عباس «ملتزم بالسلام». ووجّه كوشنر رسالة مباشرة للشعب الفلسطيني قال فيها: «أنتم تستحقون أن يكون لديكم مستقبل مشرق. الآن هو الوقت الذي يجب على كل من الإسرائيليين والفلسطينيين تعزيز قيادتيهما وإعادة تركيزهما، لتشجيعهم على الانفتاح تجاه حل وعدم الخوف من المحاولة. لقد وقعت أخطاء لا حصر لها وفرص ضائعة على مر السنين، ودفعتم أنتم، الشعب الفلسطيني، الثمن. أظهروا لقيادتكم أنكم تدعمون الجهود لتحقيق السلام. دعوهم يعلمون بأولوياتكم وامنحوهم الشجاعة للحفاظ على عقل منفتح نحو تحقيقها». وقالت واشنطن إنها بصدد إعداد خطة سلام قد يتم طرحها قريبا. وتوقفت المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية في 2014. وقال عباس إن القيادة الفلسطينية رفضت لقاء فريق ترمب بعد القرار الذي اتخذه في ديسمبر (كانون الأول) بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأميركية إلى هناك. ويطالب الفلسطينيون بأن تكون القدس الشرقية عاصمة لدولتهم في المستقبل. وأخذ كوشنر زمام المبادرة بشأن خطة ترمب للتوصل لاتفاق سلام بالشرق الأوسط كما أنه مثّل ترمب في افتتاح السفارة في القدس في مايو (أيار). وقال كوشنر: «لا أريد التحدث عن تفاصيل الصفقة التي نعمل عليها». ولكنه قال إنه ستكون معدة «قريبا». وأضاف كوشنر إن عباس «يعلم أننا مستعدون لمقابلته ومواصلة المناقشة عندما يكون مستعداً. إذا كان الرئيس عباس مستعداً للعودة إلى الطاولة، فنحن مستعدون للمشاركة». وأضاف: «إنني أؤمن بأنه من أجل الوصول إلى اتفاق، سيكسب كلا الطرفين أكثر مما يعطيان وسيشعران بالثقة بأن حياة شعبيهما ستكون أفضل حالاً بعد عقود من الآن بسبب التنازلات التي يقدمانها».

 

مقتل 5 ضباط و20 عنصراً من قوات النظام شرق درعا وأنباء متضاربة عن «استسلام» فصيل معارض

بيروت - لندن: «الشرق الأوسط/24 حزيران/18»/قتل خمسة ضباط و20 عنصرا من قوات النظام السوري خلال معارك في مناطق شمال شرقي درعا التي تعرضت لقصف من قوات النظام؛ ما اعتبر خرقاً لاتفاق «خفض التصعيد» بين روسيا وأميركا والأردن.

وبدأت قوات النظام الثلاثاء تكثيف قصفها على ريف محافظة درعا الشرقي؛ ما يُنذر بعملية عسكرية وشيكة ضد الفصائل المعارضة في المحافظة الجنوبية. وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبد الرحمن: «حققت قوات النظام أول تقدم لها في المنطقة منذ التصعيد العسكري الثلاثاء بسيطرتها على قريتي البستان والشومرية في ريف درعا الشرقي». ويتركز القصف والاشتباكات حالياً عند الحدود الإدارية بين محافظتي درعا والسويداء، وتحديداً في ريف درعا الشرقي وأطراف السويداء الغربية. وتهدف قوات النظام، على حد قول عبد الرحمن، إلى فصل الريف الشرقي بين شمال وجنوب «ما يسهل عملياتها ويزيد الضغط على الفصائل المعارضة ويتيح لها التقدم بشكل أسرع». وأوردت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، أن «وحدات من الجيش خاضت خلال الساعات القليلة الماضية اشتباكات عنيفة في منطقة اللجاة» الممتدة بين محافظتي درعا والسويداء، كما «حققت تقدماً على هذا المحور بعد القضاء على الكثير من الإرهابيين».

وتكتسب المنطقة الجنوبية خصوصيتها من أهمية موقعها الجغرافي الحدودي مع إسرائيل والأردن، عدا عن قربها من دمشق. وبعد سيطرتها في الشهرين الماضيين على الغوطة الشرقية وأحياء في جنوب العاصمة، حددت دمشق منطقة الجنوب السوري وجهة لعملياتها العسكرية. وتستقدم منذ أسابيع تعزيزات عسكرية إلى المنطقة. وأفاد المرصد، السبت، عن «تصعيد مستمر للقصف والاشتباكات في ريف درعا الشرقي والشمالي الشرقي»، وقد استهدف القصف الجوي والمدفعي قرى وبلدات عدة.وأسفرت الاشتباكات السبت، وفق حصيلة للمرصد، عن مقتل ثمانية عناصر على الأقل من قوات النظام والمسلحين الموالين لها، وإصابة 20 آخرين بجروح. كما قُتل في المقابل عشرة مقاتلين على الأقل من الفصائل المعارضة. وتسبب قصف قوات النظام منذ الثلاثاء في مقتل 18 مدنياً، وفق المرصد، الذي وثّق أيضاً نزوح أكثر من 12 ألف مدني خلال ثلاثة أيام فقط غالبيتهم من ريف درعا الشرقي. وقالت قاعدة حميميم الروسية ان 5 ضباط و20 عنصرا قتلوا في المعارك. وطال القصف الصاروخي السبت مدينة درعا التي تتقاسم الفصائل المعارضة وقوات النظام السيطرة عليها. وقد استهدفت قوات النظام، وفق المرصد، الجمعة «بلدة حراك بالبراميل المتفجرة، لتكون المرة الأولى التي يُستخدم فيها هذا السلاح في درعا منذ عام».

وتعد محافظات درعا والقنيطرة والسويداء إحدى مناطق خفض التصعيد الأربع في سوريا. وقد أُعلن فيها وقف لإطلاق النار برعاية أميركية - أردنية - روسية في يوليو (تموز) الماضي؛ لتشهد منذ ذلك الحين توقفاً كاملاً في الأعمال القتالية. وتسيطر الفصائل المعارضة على 70 في المائة من مساحة القنيطرة الحدودية مع إسرائيل وكذلك محافظة درعا التي تعد مهد الاحتجاجات السلمية التي انطلقت ضد النظام في عام 2011، ويقتصر وجودها في السويداء على أطرافها الغربية المحاذية لريف درعا الشرقي. وحذرت الأمم المتحدة، الخميس، من تداعيات التصعيد على سلامة مئات الآلاف المدنيين، وتقدر وجود نحو 750 ألف شخص في مناطق سيطرة الفصائل المعارضة في جنوب البلاد. إلى ذلك، ردَّت غرفة العمليات المركزية في جنوب سوريا، على قاعدة «حميميم» الروسية حول تسليم مناطق إلى قوات النظام. وقالت الغرفة في بيانٍ لها: «نؤكد زيف الادعاءات الصادرة عن قاعدة حميميم المتحدثة عن تسليم قرى باللجاة وارتباط ذلك بالمدعو (وجدي أبو ثليث) الذي تم فصله قبل شهر تقريباً من ألوية العمري بعد ثبوت خيانته».

في الوقت ذاته، نفت غرفة العمليات المركزية «بشكلٍ قاطعٍ، حدوث أي تقدم لقوات النظام وميليشياتها الإيرانية، في الجنوب السوري». وأشارت إلى أن إعلام النظام يحاول عبر هذه الادعاءات، ترويج انتصارات وهمية له في الجنوب السوري، بعد عُقمٍ عسكري أفقده القدرة على التقدم ولو شبراً واحداً في الأرضي المحرَّرة، وأوقع خسائر بشرية في صفوف قواته يحاول التعتيم عليها. وكانت قاعدة «حميميم» قالت، إن «قائد المجموعة الكبيرة (تجمع ألوية العمري)، وجدي أبو ثليث، أعلن الانتقال إلى جانب النظام السوري، وذلك بعد مفاوضات بين ممثلي مركز المصالحة الروسي والنظام مع الجيش الحر». وأضافت: «بذلك تم انتقال بلدتي داما والشياح وجزء من قرية جدل التي كانت تحت سيطرة قواته إلى سيطرة قوات النظام». وأفادت شبكة «الدرر الشامية» المعارضة، أمس، بأن «فصائل الثوار كبدت قوات النظام وميليشياته خسائر بشرية ومادية، خلال المعارك الجارية بريف درعا الشرقي». وذكرت غرفة «عمليات اللجاة» أن مقاتليها أحبطوا محاولة تقدم لـ«قوات الأسد» والميليشيات الإيرانية على محور الدلافة وحران شرق درعا، وتمكنوا من قتل 5 عناصر منهم. من جانبها، أفادت مصادر ميدانية، بأن اشتباكات عنيفة تدور منذ ساعات الصباح الأولى بين غرفة «عمليات اللجاة» من جهة، و«قوات الأسد والميليشيات الإيرانية من جهة أخرى، على محاور بلدات الشومرة والداما والشياح والبستان في منطقة اللجاة شمال شرقي درعا، تترافق مع قصفٍ عنيف بالأسلحة الثقيلة»، بحسب «الدرر».

 

إسرائيل تكشف عن مشروع خط سكة حديد يربطها بالسعودية

Arabi21/الأحد 24 حزيران 2018 /كشفت دانة فايس، المحللة السياسية للقناة الإسرائيلية 12، عن "مشروع مواصلات جديد عبارة عن خط سكة حديدية صادق عليه رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير المواصلات يسرائيل كاتس، بموجبه يصل بين أوروبا والسعودية من خلال إسرائيل".

وأضافت في تقرير حصري ينشر لأول مرة، ترجمته "عربي21"، أن "المشروع يسمى قضبان السلام، يهدف لإيجاد خط تجاري من البحر المتوسط وصولا إلى الخليج العربي، الذي تسميه إسرائيل الخليج الفارسي. وبموجب المشروع، سيمر خط السكة الحديد من إسرائيل إلى المملكة العربية السعودية، على أن يمر بالحدود الأردنية ومدينة جنين شمال الضفة الغربية". وأشارت إلى أن "هذا المشروع ينضم لجهود أمريكية للوصل بين إسرائيل والدول المعتدلة في المنطقة لمواجهة التهديد الإيراني، كونه يهدف لربط الشرق الأوسط بالعالم كله، من خلال خط السكة الحديد الذي يمر بإسرائيل، حيث اتفق الاثنان، نتنياهو وكاتس، أن يتقدما بمشروعهما هذا لتحشيد دعم إقليمي ودولي؛ لأنه سيغير وجه الشرق الأوسط". وأوضحت أنه "تم نشر عرض فيديو للمشروع في كل مراحله، حيث حصل على الضوء الأخضر للمباشرة فيه، كونه يعتمد على ربط البحر المتوسط بالخليج العربي عبر إسرائيل والسعودية، من خلال إشراك الأردن والسلطة الفلسطينية، بحيث تتحول إسرائيل لتصبح الجسر البري اليابس الذي يربط بين أوروبا ودول الخليج العربي، وتم تكليف كاتس بتقديمه للجهات ذات العلاقة: الولايا المتحدة، والأردن، ودول الخليج، ودول عربية أخرى، والاتحاد الأوروبي، ودول آسيوية، نظرا لما يحققه المشروع من فوائد اقتصادية وتجارية".

وأكدت أن "نتنياهو طلب من جميع مستشاريه الدفع بالمشروع قدما إلى الأمام، بمن فيهم مجلس الأمن القومي، فيما قال كاتس إن هذا الخط لسكة الحديد مصمم من أجل السلام الإقليمي، وتقوية الاقتصاد الإسرائيلي، وزيادة نفوذها في المنطقة، وتقريبها من الدول العربية المعتدلة".

وكتبت فايس قائلة إن "السنوات الماضية باتت تشهد وصول آلاف الحاويات التجارية التركية لميناء مدينة حيفا شمال إسرائيل، وتعرف طريقها باتجاه الأردن مرورا نحو الشرق، بديلا عن الطرق السورية التي أغلقت عقب اندلاع الحرب فيها، في حين يأتي المشروع الجديد لتحويل إسرائيل جسرا بريا يربط الشرق بالغرب، على أن تكون الأردن مرتبطة بالسعودية ودول الخليج والعراق، وصولا للبحر الأحمر من خلال خليج العقبة ومدينة إيلات الإسرائيلية جنوبا". يقول التقرير إن "إسرائيل ترى في هذا المشروع خطا تجاريا بديلا لكل دول المنطقة للربط بين الشرق والغرب، بحيث يوفر خطوط مواصلات قصيرة، وسريعة، ورخيصة التكلفة، وأكثر أمانا، خاصة في ظل التهديد الإيراني المتنامي في المنطقة، واقترابها من المنافذ البحرية في الخليج العربي والبحر الأحمر، وإمكانية استخدامها قذائف صاروخية باتجاه شواطئ البحر، وتفخيخ زوارق بحرية، سواء من خلال حلفائها الحوثيين في اليمن، أو القراصنة البحريين".

وختمت بالقول إنه "من المتوقع أن تقوم الولايات المتحدة بدور الراعي لهذا المشروع، بجانب دول إقليمية وعالمية ستسعى لتوفير الإسناد اللازم للبدء فيه، سواء في التخطيط له، أو تمويله، أو تنفيذه، كما أن المشروع يقوم على أساس مصالح أمنية واستخبارية واقتصادية مشتركة بين العديد من دول المنطقة".

 

كوشنر ينتقد عباس ويعلن نضوج صفقة القرن

عواصم – وكالات/24 حزيران/18/ أعلن غاريد كوشنر كبير مستشاري الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أمس، أن واشنطن ستعلن على الأرجح خطتها للسلام في الشرق الاوسط حتى إذا اختار الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن يبقى على الهامش. وشكك كوشنر، الذي يعقد اجتماعات مع زعماء في المنطقة ليس بينهم عباس، في مقابلة نشرتها صحيفة “القدس” الفلسطينية، في قدرة عباس على التوصل إلى اتفاق، وقال إن الولايات المتحدة ستنشر مقترحها قريباً. وقال “إذا كان الرئيس عباس مستعداً للعودة إلى الطاولة فنحن مستعدون للمشاركة في النقاش، وإذا لم يكن كذلك الامر، فإننا سننشر الخطة علانية”.

ووجه رسالة مباشرة للشعب الفلسطيني قال فيها “أنتم تستحقون أن يكون لديكم مستقبل مشرق، حالياً هو الوقت الذي يجب على كل من الإسرائيليين والفلسطينيين تعزيز قيادتيهم … على الانفتاح تجاه حل وعدم الخوف من المحاولة”. وأشار إلى أن القادة العرب “أوضحوا بأنهم يريدون رؤية دولة فلسطينية”، مضيفاً “لا أريد التحدث عن تفاصيل الصفقة التي نعمل عليها”. وتعهد كوشنر بخطة اقتصادية تتضمن استثمارات ضخمة للفلسطينيين وإسرائيل وتمتد إلى الشعبين الأردني والمصري أيضاً. فلسطينياً، قال المتحدث باسم الرئاسة نبيل أبوردينة إن “الطريق للوصول إلى السلام واضح، هو الالتزام بحل الدولتين، دولة فلسطينية على حدود العام 1967، والقدس عاصمة لها، هذا هو الطريق إلى أي مفاوضات أو لقاءات”. من جهته، أكد المجلس الوطني الفلسطيني في بيان، أمس، رفضه لأية طروحات أو خطط لا تنهي الاحتلال الاسرائيلي. بدورها، ذكرت وزارة الإعلام الفلسطينية في بيان، أمس، أن إصرار كوشنر على عزل الحل السياسي والادعاء بأن هناك خطة اقتصادية يعمل عليها وأنها يمكن أن تظهر كجزء من صفقة، يبرهن أن “السلام على الطريقة الأميركية” سيولد ميتاً، وسيلحق بخطط الإدارات السابقة، التي تجاهلت الحقوق الفلسطينية. في غضون ذلك، رحبت وزارة الخارجية الفلسطينية في بيان، أمس، بالموقف البريطاني الذي يؤكد أن القدس الشرقية هي جزء لا يتجزأ من فلسطين المحتلة. وفي الضفة الغربية، اعتقلت قوات الاحتلال أمس، 13 فلسطينياً من الضفة غالبيتهم من محافظة بيت لحم، فيما أعلن الجيش الإسرائيلي أمس، أن فلسطينياً يشتبه في تنفيذه عملية دهس لعدد من الجنود قرب قرية حوسان قضاء بيت لحم سلم نفسه. وأظهر مقطع فيديو نشر على مواقع التواصل الاجتماعي كيف سلم الشاب نفسه لقوات الاحتلال على مدخل مدينة بيت لحم. في سياق آخر، كشفت “صحيفة هآرتس” الإسرائيلية أمس، أن الحكومة تدعم مالياً مزارع استيطانية بُنيت بشكل غير قانوني على أراضٍ ذات ملكية خاصة لفلسطينيين. وفي غزة، استشهد فلسطيني أمس، متأثراً بجروح أصيب بها برصاص الجيش الإسرائيلي الجمعة الماضي. واستهدفت الزوارق الحربية الإسرائيلية أمس، شواطئ مدينة غزة، بعدد من القذائف من دون أن يبلغ عن وقوع إصابات .وفي نيويورك، قال سفير فلسطين لدى الأمم المتحدة رياض منصور أمس، إن الولايات المتحدة انتقلت من دور الداعم لإسرائيل إلى دور يضعها كبديل عنها في قيادة الصراع.

 

واشنطن أبلغت المعارضة في درعا أنها لن تتدخل عسكرياً وروسيا تشنُّ غارات على جنوب سورية للمرة الأولى منذ 2017

* “قسد” تعلن حالة الطوارئ وتحظر التجوال في الرقة تحسبا لعمليات إرهابية

* الأسد: الغرب لن يشارك في إعمار سورية ولم أقرر إعادة ترشحي للرئاسة

عواصم – وكالات/24 حزيران/18/شنت روسيا غارات على مناطق تسيطر عليها المعارضة المسلحة في الجنوب السوري، وذلك للمرة الأولى منذ أن وافقت على وقف لإطلاق النار في هذه المنطقة قبل نحو عام. وأفاد المرصد السوري لحقوق الانسان أمس، بأن هناك “غارات روسية مكثفة أمس (ليل أول من أمس)، على بلدات عدة في ريف درعا الشرقي، للمرة الأولى منذ وقف إطلاق النار في الجنوب السوري منذ عام، بلغت نحو 25 غارة جوية”. وأشار إلى أن المقاتلات المستخدمة لشن الغارات أتت من قاعدة حميميم في شمال غرب سورية. على صعيد آخر، أبلغت واشنطن فصائل المعارضة السورية الرئيسية ضرورة ألا تتوقع حصولها على دعم عسكري لمساعدتها على التصدي لهجوم ضخم يشنه جيش النظام لاستعادة مناطق تسيطر عليها المعارضة جنوب سورية. وأوضحت “عليكم ألا تبنوا قرارتكم على افتراض أو توقع قيامنا بتدخل عسكري”، مضيفة إن الأمر يعود إليهم فقط في اتخاذ القرار السليم بشأن كيفية مواجهة الحملة العسكرية التي يشنها النظام بناء على ما يرون أنه الأفضل بالنسبة لهم ولشعبهم. من جهة أخرى، رفعت الإدارة الأميركية من حدة تصريحاتها مع إرسال النظام السوري قوات إضافية إلى الجنوب. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية إن الولايات المتحدة “تنذر حكومة روسيا ونظام الأسد من مضاعفات جدية نتيجة الخروقات، وتطلب من روسيا ضبط القوات المؤيدة للنظام ومنعها من اتخاذ خطوات إضافية في منطقة التهدئة بالجنوب الغربي” في إشارة للقوات المدعومة من إيران. من جهته، قال مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية إن “روسيا وافقت على العمل مع النظام لإخراج القوات المدعومة من إيران لمسافة محددة من مناطق انتشار قوات المعارضة المعتدلة ومن حدود حليفنا إسرائيل والأردن”، مضيفاً “إننا لم نرَ ذلك”. من ناحية ثانية، أعلنت “قوات سورية الديمقراطية” (قسد) في بيان، أمس، حالة الطوارئ وحظر التجوال في مدينة الرقة، تحسباً لهجمات إرهابية متوقعة من مجموعات تابعة لتنظيم “داعش”. وذكرت أنه “عملا بضرورات الأمن والمصلحة العامة، فإن القيادة العامة لقوى الأمن الداخلي لساحة للرقة، تعلن حالة الطوارئ وحظر التجوال في أرجاء مدينة الرقة ابتداء من الساعة الخامسة من صباح اليوم (أمس)، ولغاية الخامسة من صباح الثلاثاء (غداً)”. في غضون ذلك، قال رئيس النظام السوري بشار الأسد أمس، إن الغرب لن يشارك في إعادة إعمار سورية، لأنهم “لا يعطون ويأخذون فقط”. وأضاف إنهم “لن يعطوا سنتاً لإعادة بناء سورية طالما الأسد في السلطة، بصراحة، هذا هو أفضل بيان للغرب طوال فترة الحرب في سورية”. وأكد أن “الغرب لن يشارك في إعادة إعمار سورية، نحن لن نسمح لهم بذلك، ولدى سورية ما يكفي من القوة لإعادة إعمار البلاد”. وفي سياق آخر، أكد أن اتهام سورية باستخدام الأسلحة الكيماوية لا علاقة له بالواقع، مضيفاً “هذه الاستفزازات لا علاقة لها بالواقع، هذه هي ثمرة تخيلاتهم الخاصة وتخيلات وسائل الإعلام”. وبخصوص ما إذا كان سيترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة في العام 2021، مشيراً إلى أن ترشحه من عدمه سيستند إلى عاملين، “الأول هو رغبتي، أما الثاني فيتوقف على إرادة الشعب السوري وما زال أمامنا ثلاث سنوات أخرى”. إلى ذلك، قتل شخص، جراء انفجار لغم من مخلفات “داعش” شرق بلدة الرشيدة في بادية السويداء الشرقية. على صعيد آخر، ادعت وزارة الدفاع الروسية أمس، أن وحدات من “الجيش السوري الحر” انضمت لقوات النظام في عشر مناطق سكنية في جنوب سورية، من أجل محاربة تنظيمي “جبهة النصرة” و”داعش”.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

الطائفُ دستورٌ أرثوذكسيّ

سجعان القزي/جريدة الجمهورية/الاثنين 25 حزيران 2018

فَتحَ الرئيس نبيه بري البابَ أمامَ تعديلِ دستورِ الطائف الذي، منذ حلولِه سنةَ 1989، تَعدَّل أكثرَ من مرّةٍ فيما لا يزالُ الغَيارى عليه يدَّعون عُذريَّتَه. نُكرانُ حصولِ تعديلٍ في «اتفاقِ الطائف» هو كَنكرانِ وجودِ مثالثةٍ مذهبيّةٍ مسيحيّةٍ ـ سنيّةٍ ـ شيعيّةٍ بديلةٍ عن الثنائيّةِ المسيحيّةِ ـ الإسلاميّةِ، الصيغةِ التاريخيّةِ التي لَحظَها «الميثاقُ الوطنيُّ» وتغاضى عنها «اتفاقُ الطائف». فبعدَ الـ»ترويكا» الرئاسيّةِ التي شلَّت الحكمَ منذ سنةِ 1992، نَلِجُ رِحابَ «الترويكا» الحكوميّةِ التي ستعطِّل الحكومةَ أيضًا؛ بينما تبقى السلطةُ النيابيّةُ إحاديّةً بين الثنائيّةِ الشيعيّةِ تُعطِّلُ ولا تُعطَّلُ.

مطالبةُ الرئيسِ برّي بإسنادِ وزارةِ الماليّةِ إلى الطائفةِ الشيعيّةِ، فيكون لها التوقيعُ الثالثُ على قراراتِ مجلسِ الوزراءِ إلى جانبِ رئيسِ الجمهوريّةِ المارونيِّ ورئيسِ الحكومةِ السُنّي، وبتحديدِ مُهلةٍ زمنيّةٍ للرئيسِ المكلَّفِ تأليفَ حكومةٍ، تَستدعي تعديلًا دستوريًّا. لا شيءَ في «اتفاقِ الطائف» يُشير، نَصًا أو عُرفًا، إلى الهوّيةِ المذهبيّةِ لوزارةِ المالِ ولا إلى المدّةِ المتاحَةِ للرئيسِ المكلَّف لأنْ يؤلِّفَ الحكومة.

إنَّ اتفاقَ الطائفِ ـ من الناحيةِ الدستوريّةِ لا الميثاقيّة ـ هو أصلًا مرحليٌّ بحُكمِ ظرفيّةِ وضعِه وتناقُضاتِه الهيكليّة. فوثيقتُه مركزيّةٌ ودستورُه لامركزيٌّ وتطبيقُه فِدراليٌّ. ظاهرُ الاتفاقِ دولةٌ طائفيّةٌ ـ مدنيّةٌ ومضمونُه دولةٌ طائفيّةٌ ـ مذهبيّةٌ. أرادَ لبنانَ وطنًا نهائيًّا فَفاضَت الوَلاءاتُ الخارجيّة. توخّى الإنماءَ فعَمَّ الفساد. لقد ثارَ البعضُ على «القانون الأرثوذكسي» للانتخابات، فيما دستورُ الطائفِ هو «دستورٌ أرثوذكسيٌّ» بامتياز... لذا، يحتاجُ دستورُ الطائف إلى تعديلٍ حتميٍّ ليكونَ تطبيقُه منسجِمًا مع روحِه وروحُه مع نصِّه ونصُّه مع الديمقراطيّة. لكنَّ الأسوأَ من عدمِ تعديلِه هو تعديلُه من زاويةِ الصلاحيّاتِ والحِصصِ الطائفيّةِ لا من زاويةِ التوازنِ الدستوريّ. فلا قيمةَ لأيِّ تعديلٍ للطائفِ خارجَ سدِّ ثغراتِه التي ظَهرت أثناءَ التطبيقِ طَوال ثلاثينَ سنةً ليكونَ لنا دستورٌ يعيدُ الفصلَ بين السلُطاتِ ويُـحدِّدُ الناظمَ في ما بينَها في الأزَمات، ويستعيدُ المؤسّساتِ من المذاهبِ إلى الدولةِ علَّ لبنانَ يصبحُ موحَّدًا وقابلًا للحكمِّ والنموِّ والحياة.

ما عدا الطرفِ السُنّيِ، سائرُ المكوِّناتِ اللبنانيّةِ تُـحبِّذ تعديلَ اتفاقِ الطائف، حتى أنَّ البعضَ طرحَ عقدَ مؤتمرٍ تأسيسيٍّ. حين وَردَ اتفاقُ الطائفِ إلى لبنان، وصَفتْه حركةُ أمَل بـ»المشروعِ الترقيعيّ». واعتبرَه «حزبُ الله» «استسلامًا للمارونيّةِ السياسيّةِ وإسرائيل» (12 كانون الأول 1989). ورأى فيه وليد جنبلاط «مَحطّةً تَنقلُ الصِراعَ العسكريَّ الى العملِ السياسي» (27 تشرين الثاني 1989)، ليعتَرفَ لاحقًا أنَّ «الطائفَ انتهى، ونحن بحاجةٍ الى طائفٍ جديدٍ بين السُنّةِ والشيعة، أي إلى تسويةٍ جديدة» (ندوةٌ حواريّة في «مركزِ أصدقاءِ كمال جنبلاط» 15 شباط 2012). وقال عنه العمادُ ميشال عون إنّه «خيانةٌ لبنانيّةٌ وفَشلٌ عربيٌّ ودوليّ» (21 كانون الأول 1989).

ووجَد فيه البطريركُ صفير «أهونَ الشرورِ ولا أعارضُ تعديلَه نحو الأحسن» (جريدةُ «دايلي ستار» 10 تشرين الأول 2010). وصرّحَ الرئيس نبيه برّي أنَّ «الطائفَ مليءٌ بأسئلةِ الاستفهامِ في مضمونِه، وهو ليس كتابًا مقدّسًا، لكنَّ أيَّ تعديلٍ عليه يجبُ أن يَتمَّ وَفقَ الإجماعِ اللبنانيِّ، فالقوانينُ وُضِعَت لتُعدَّلَ في ضوءِ الممارسةِ الفعليّةِ التي تُظهرُ الشوائبَ والنواقصَ والعيوب» (صحيفة «الشرق الأوسط» 07 كانون الأول 2010). الحقيقةُ أنَّ «اتفاقَ الطائف»، وثيقةً ودستورًا، تَعرّضَ للخرقِ وللتعديلِ معًا، ولا بُدَّ من أنْ يُعادَ النظرُ فيه بتوافقٍ وطنيٍّ على حدِّ قولِ الرئيسِ بري.

خُرِقَت وثيقةُ الطائفِ الميثاقيةُ: باغتيالِ الرئيس رينه معوّض، بإبقاءِ السلاحِ مع فئةٍ وبجمعِه من فئاتٍ أخرى، ببقاءِ الجيشِ السوريِّ في لبنان حتّى سنةِ 2005، باستمرارِ الجَنوبِ خارجَ سلطةِ الدولةِ الفعليّة، في حربِ سنةِ 2006، بالاحتكامِ إلى السلاحِ في الداخل وبخاصةٍ في 07 أيار 2008، بتعطيلِ انتخاباتِ رئاسةِ الجمهوريّة مرّتين على التوالي وبخلقِ شغورٍ في رأسِ الدولة، بدعمِ سُنّةٍ لبنانيّين المعارضةَ السوريّةَ بالمالِ والسياسةِ والإعلامِ والعناصرِ من جهةٍ، وباشتراكِ «حزبِ الله» في القتالِ في سوريا إلى جانب النظامِ من جهةٍ أخرى. إلخ...

وتَعرّضَ دستورُ الطائفِ للتعديلِ: برفعِ عددِ النوّاب من 108 إلى 128 نائباً، بتعيينِ نوابٍ عِوضَ انتخابِهم، باختصارِ ولايةِ المجلسِ النيابيِّ سنةَ 1992 وإجراءِ الانتخاباتِ رغمَ مقاطعةِ نحو 90 % من الشعبِ المسيحيّ، بتقسيمِ الدوائرِ الانتخابيّةِ حسَبَ إرادةِ الاحتلالِ السوريِّ ثم حسَبَ مصالحِ قِوى محليّة، بإقدامِ السلطةِ على توطينِ ربعِ مليونِ غريبٍ من خلالِ مرسومِ التجنيسِ سنةَ 1994 خِلافًا للتوازنِ الوطنيِّ والطوائفيِّ وخِلافًا لمقدِّمةِ دستورِ الطائف (لا للتوطين)، بقراراتِ «مؤتمرِ الدوحة» سنةَ 2008، وبالتمديدِ ثلاثَ مرّاتٍ للمجلسِ النيابيِّ السابق. إلخ...

ومع أنَّ الأطرافَ اللبنانيّةَ باتت، علنًا أو ضمنًا، مقتنعةً بوجودِ إشكالٍ تقنيٍّ وتطبيقيٍّ في اتفاقِ الطائف، لا يزال الجميعُ متردِّدين في فتحِ هذه الورشةِ الدستوريّة. فكلُّ طرفٍ يَخشى أنْ يَخسَرَ في التعديل ما بَقيَ له أو ما هو حاصلٌ عليه دستوريّا أو أمرًا واقعًا. كذلك لا يوجدُ أحدٌ في لبنان قادرًا على رسمِ حدودِ التعديلاتِ في مرحلةِ إعادةِ النظرِ بالأنظمةِ والكِياناتِ وبتقريرِ مصيرِ شعوبِ المِنطقة. لكنْ، أليست هذه هي الفرصةَ التاريخيّةَ لطرحِ مصيرِ لبنانَ بعدما فَشِلت التجربةُ الحاليّة؟ لا نَخَفِ المواجهةَ، فقليلٌ من الشجاعةِ يُنقذُ لبنان.

 

حكومة «العمر الطويل» آخر حكومات العهد! 

ملاك عقيل/جريدة الجمهورية/الاثنين 25 حزيران 2018

على غرار كبرى القوى السياسية يخوض رئيس الجمهورية للمرة الثانية في عهده «معركة» انتزاع حصة وزارية، بالعدد والحقائب والأسماء، بعدما قادت معركتُه الأولى عام 2016 الى تثبيت هذا المكسب، لكن مع تكريس الحدود «الوهمية» الفاصلة بين حصته وحصة «تكتل التغيير والإصلاح» آنذاك. الأمر سيتكرّر في حكومة العهد الثانية. حصة ثابتة وحدود «وهمية» مع فريقه السياسي عنوانها المخفي «الثلث المعطّل».

عاَبَ «الجنرال» طويلاً على الرئيس ميشال سليمان أيّ كتلة مرجّحة.

في مؤتمر صحافي عقده في الرابية في شباط 2011 قال إنّ «حضور رئيس الجمهورية اجتماعات مجلس الوزراء ليس ضرورياً. ولماذا نعطي (ميشال) سليمان كتلة مرجّحة؟». وفيما أكد عون في المؤتمر نفسه «أن لا حقوقَ لرئيس الجمهورية»، سأل «أين النصّ الدستوري الذي يعطيه هذا الحق؟ وإذا كنتم تريدون هذا الموضوع، فنحن أوّل مَن سيصوّت على النص، ونوقّع تعديلاً للدستور لإعطاء رئيس الجمهورية نسبةً مئوية من الوزراء». على مدى ستّ سنوات ومن خلال أربع حكومات، حافظ رئيس الجمهورية السابق ميشال سليمان على حصّة وازنة داخل الحكومات، غطاؤها الإقليمي إتفاقُ الدوحة، ومبرّرُها الداخلي عدم وجود كتلة نيابية لسليمان في مجلس النواب، ما يمنحه قوة القرار على طاولة مجلس الوزراء. الرئيس نبيه بري كان ولا يزال لديه موقفُه الواضح من المسألة، وتكرّره أوساطُه اليوم «ثمّة علامات إستفهام حول المبدأ من أصله، وإلّا فلمَ عندها لا يطالب رئيس مجلس النواب ورئيس الحكومة بحصص منفصلة أيضاً عن كتلتيهما».

عمليّاً، هذا ما أوحى بفعله الحريري، عبر تسريباتٍ أخيراً من فريقه، طرحت السؤال نفسَه ولمّحت لحصة «دولته» المنفصلة عن «تيار المستقبل». لكنّ الرئيس المكلّف كان «مجبوراً» بواقع آخر تماماً. بدل أن يطالب بحصة منفصلة، هو «يجاهد» على خطّ منع توزير أيِّ سنّي محسوب على «خطّ الممانعة»، وبالتالي حماية «خماسيّته» السنّية من أيّ اختراق، بعد تسليمه منذ البداية، وبناءً على توافق مسبَق بينه وبين عون قبل الانتخابات النيابية، على أنّ السنّيَ السادس من حصة بعبدا.

في منطق الحريري، يجوز توزيرُ سنّيٍ من 8 آذار «غير فاقع» بحالة واحدة عبر تبنّيه من جانب عون. لكنّ الأخير على قراره: ثلاثة وزراء يسمّيهم شخصياً ومحسوبون على خطّه «الرئاسي».

الحكومة الأولى لميشال سليمان في 2008 ضمّت ثلاثة وزراء محسوبين على العهد والثانية في 2009 ضمّت أربعة وزراء و»الوزير الملك» عدنان السيد حسين.

ثالثة الحكومات في عهد ميشال سيلمان في 2011 ضمّت سمير مقبل، ناظم الخوري، مروان شربل، ورابعة الحكومات في 2014 شكّل الثالوث سمير مقبل واليس شبطيني وعبد المطلب حناوي حصة الرئيس في الحكومة.

بين أولى حكومات عهد عون وثانية حكوماته يتصرّف رئيس الجمهورية على أساس أنه «قائد أوركسترا» توزيع الحصص المسيحية وغير المسيحية في الحكومة، وليس فقط «حصة العهد» الثلاثية. وفق المعلومات، يتمسّك عون بحصة لتكتل «لبنان القوي» من سبعة وزراء وليس ستة، إضافة الى ثلاثة وزراء من حصة بعبدا. تقول مصادر مطلعة جداً على عملية التأليف «في الحكومة الماضية أوكل الحريري جزءاً كبيراً من عملية التفاوض لمستشاره نادر الحريري الذي تكفّل بتدوير الزوايا. اليوم يخوض الحريري كباشاً مباشراً مع عون وجبران باسيل دفعه الى التعبير عن استيائه الواضح من أسلوب الفرض وتكبير الأحجام، على حساب الجميع، ما قد يهدّد التأليف ويُدخله في نفق الاستنزاف لأشهر». حتى الحريري نفسه، وفق قريبين منه، غيرُ مقتنع بحصة لرئيس جمهورية لديه كتلة نيابية، وفي نهاية المطاف يجلس الوزراءُ المحسوبون على عون على طاولة الوزير باسيل ويأتمرون بتوجّهاته!.

منذ بداية التفاوض كان رئيسُ الجمهورية الأكثرَ تشبّثاً بواقع أنّ حجم «القوات اللبنانية» ثلاثة وزراء فقط، على اعتبار أنّ تفاهمات «معراب» منحت «القوات» حصة مضخّمة في حكومة العهد الأولى تنتهي صلاحيّتها عند استقالة الحكومة، لتعيد الانتخابات النيابية فرزَ الأحجام مجدداً بعيداً من «الهدايا المجانية».

واقعٌ «تكذّبه» القوات» متمسِّكة بـ «شيك» المناصفة «المكتوب»، وعلى مدى كامل حكومات العهد، من دون أن تتمكّن من صرفه حتى الآن. أعلى سقف يمكن أن تصل اليه بعبدا منح حليفها «اللدود» سمير جعجع أربعة وزراء من دون منصب نائب رئيس الحكومة، لكن حتى الآن رفض باسيل لا يزال قائماً مع تحفّظ على نوعيّة الحقائب. أما درزياً فرئيس «تكتل لبنان القوي» جبران باسيل غيرُ قادر حتى الآن على الالتزام بوعد توزير طلال إرسلان الذي وقّع معه «ورقة تفاهم» على أبواب الانتخابات النيابية.

تقول أوساطٌ مقرَّبة من بعبدا «يُخطئ مَن يعتقد أنّ الحكومة لن تشكّل من دون النائب إرسلان، فالأمور لن تصل الى هنا. عملياً هناك عقدتان على الحريري وليس أيّ أحد آخر حلّهما: تمثيل المعارضة السنّية في الحكومة والعقدة الدرزية بالتوصّل الى حلّ قد يكمن من خلال توافق جنبلاط وإرسلان على الدرزي الثالث، كتسوية، بحيث يكون من حصتهما سوياً». عندها يفترض أن تصبح حصة الرئيس مكوّنةً من سنّيٍ ووزيرَين مسيحيَّين. وترى الأوساط «أنّ حلّ هاتين العقدتين سيسهّل حلحلة العقدة المسيحية»، مشيرة الى أنّ المطالب غير المنطقية لـ «القوات» هي إما بسبب محاولات عرقلة ولادة الحكومة، وإما التشاطر والتذاكي عبر الإيحاء بأنّ الحريري لن يشكّل حكومةً من دون رضى القوات»! في حكومة 2016 بدا أنّ حصة «العهد» تشمل نظرياً وزراء الرئيس و»التيار الوطني الحر» و»القوات اللبنانية» بفعل وهج المصالحة. تبدّت كقوة ضغط مسيحية تتجاوز بمفاعيلها الثلث المعطّل، لتشكلَ أكبرَ كتلة مسيحية مجيّرة لرئيسِ جمهوريةِ ما بعد اتّفاق الطائف، مع ما يعني ذلك من إدارة للقرارات داخل الحكومة. لاحقاً أبرزت الاصطفافاتُ ضمن الحكومة محاورَ جديدة قوامها «التيار الوطني الحر» و»المستقبل» في مقابل كل الكتل السياسية تقريباً، على رأسها «القوات».

لا شئَ يوحي أنّ المعادلة ستتغيّر في الحكومة المقبلة، الفارق فقط أنّ «رادار» العهد يلتقط توجّهاً عاماً باعتبار الحكومة التي ستولد قريباً ستكون الثانية والأخيرة في العهد، لتصبح حكومة تصريف أعمال بعد الانتخابات النيابية المقبلة. واقعٌ يدفع الجميع الى التمسّك بمكتسباته في حكومة «العمر الطويل» ورسم توازناتها بميزان الذهب. أبعد من ذلك ثمّة مَن يطرح سؤالاً جوهرياً «هل ستكون المرة الأخيرة التي ستُتاح لرئيس جمهورية التفاوض على حصة وازنة له داخل الحكومات؟».

 

«التيار» غاضب من جعجع: إنقلبَ على العهد ولا يستحقّ «الهدايا»

عماد مرمل/جريدة الجمهورية/الاثنين 25 حزيران 2018

رغم حرصِ «التيار الوطني الحر» و«القوات اللبنانية» في خطابهما العلني على التمسّك بتفاهم معراب، إلّا أنّه بات واضحاً أنّ هذا التفاهم لم يعد له مكان في «الاعراب». هذه هي الحقيقة التي تهمس بها الغرف المغلقة، والملفات الشاهدة على الافتراق.

صحيح، إنّ أياً من الجانبين لا يتجرّأ حتى الآن على إجراء مراسم الدفن لاتفاق معراب، نتيجة معرفتهما بأهمّيته الرمزية في الوجدان المسيحي العام وبخطورة الانسحاب الرسمي منه، لكنّ الصحيح أيضاً أنّ مسار المرحلة الماضية كان مزدحماً بالمحطات الخلافية وصولاً إلى مفاوضات تأليف الحكومة الجديدة التي أظهرت أنّ كلّاً من «التيار» و«القوات» عاد إلى التعاطي مع الآخر في اعتباره خصماً ومتّهماً وليس حليفاً، أو أقلّه شريكاً، كما يلحظ اتّفاق معراب.

وانطلاقاً مِن الهواجس المتجددة وتجربة التحالف المتعثّرة، بدا الوزير جبران باسيل متشدّداً في مقاربته لكيفية توزيعِ الحصص المسيحية بين «التيار» و»القوات» في الحكومة المقبلة، وسط شعور لديه بأنّ سمير جعجع انقلبَ على العهد برئاسة ميشال عون، وبالتالي «لم يعد يستحقّ أن نمنحه هدايا وزارية، على غرار ما حصَل في المرّة السابقة». ويُنقل عن باسيل قوله في مجلس خاص: على «القوات» أن تعرف أنّ زمن العطاء المجاني قد انتهى..»

ما هي رواية «التيار الحر» للأزمة المتفاقمة مع «القوات اللبنانية»، وكيف يُقارب أسبابَها ونتائجها؟

يَعتبر مصدر قيادي في «التيار» أنّ «القوات أخطأت من الأساس في طريقة تفسيرها لنتائج الانتخابات النيابية، وهذا ما قادها لاحقاً إلى المبالغة في محاولة الاستثمار السياسي لتلك النتائج والبناء عليها، مشيراً إلى أنه ليس صحيحاً أنّها حقّقت فوزاً كبيراً كما تروّج؛ أوّلاً لأنّ قواعد التمثيل تبدّلت تلقائياً مع اعتماد النظام النسبي، وثانياً لأنّ حجم تكتّل «لبنان القوي» الذي يضمّ 29 نائباً هو ضعفُ حجم كتلة «القوات» المكوّنة من 15 نائبا».

ويتّهم المصدر البرتقالي البارز «القوات» بتشويه المحتوى الحقيقي لتفاهم معراب وتحوير وجهتِه الأصلية، لافتاً إلى أنّ «اتفاقنا ارتكزَ بالدرجة الأولى على قاعدة سياسية محورية تتمثّل في دعمِ جعجع للرئيس ميشال عون وعهده، بحيث نشكّل مع «القوات» كتلة العهد، وبالتالي فإنّ ما يُحكى حول توزيع الحصة المسيحية في السلطة بيننا وبينهم لا ينفصل بتاتاً عن هذه الركيزة أو الفلسفة السياسية للتفاهم».

ويؤكّد المصدر الواسع الاطّلاع «أنّ القوات أخلّت بالتزاماتها ونكثَت بالاتفاق، بعدما تحوّلت من داعمٍ مفترَض لرئيس الجمهورية إلى متهجّم عليه، مشيراً إلى أنّ أهمّ «إنجازات» معراب و»مآثرها» بعد حصول المصالحة تمثّلت في اتّهامنا زوراً وبهتاناً بالفساد، والتحريض على إسقاط سعد الحريري وحكومته قبل أشهر لإرباك العهد وإضعافه، ومحاولة تأليبِ الأميركيين على الجيش اللبناني، والطعن في مرسوم التجنيس الذي يحمل توقيعَ عون، والتنكّر لحقّ الرئيس في الحصول على كتلة وزارية وفي اختيار نائب رئيس الحكومة».

ويتساءل المصدر القيادي في «التيار الحر»: هل المطلوب منّا بعد انقلاب «القوات اللبنانية» على جوهر الاتفاق السياسي معنا أن نقبلَ بإعطائها حصّةً وزارية منتفخة حتى تستخدمها ضدّنا وضدّ العهد؟

ويلفت المصدر البرتقالي إلى أنّ رئيس الجمهورية وقيادة «التيار» وافَقا في المرّة الماضية على «توسيع الحجم الوزاري لـ»القوات» في الحكومة، وارتضَيا منحَها من كيسِهما وعلى حسابهما أكثرَ ممّا تستحقّ، استناداً إلى معادلة تفاهم معراب، أمّا وأنّ جعجع نسَف بسلوكه هذه المعادلة فإنّ مفاعيلها سقطت تلقائياً، ولم يعد وارداً لدى عون وباسيل تقديمُ التبرّعات والهدايا إلى «القوات» التي تصرّفَت بجحود معهما خلال الفترة الماضية». ويوضح المصدر أنّ عون «وافقَ خلال مفاوضات تشكيل الحكومة المستقيلة، وخلافاً للعرف، على التخلّي عن منصب نائب رئيس مجلس الوزراء وتجييره إلى «القوات»، لافتراضه بأنّها ستكون داعمةً له، عملاً بمقتضيات المصالحة، غير أنّ أملَه خابَ، وهذا ما دفعَه إلى تغيير موقفه حيال وجهة هذا المنصب». ويضيف المصدر: نحن لن نعترض إذا نالت «القوات» ما تطلبه أو حتى أكثر، إلّا أنّنا لن نعطيَهم من كيسنا حتى يشتمونا، ومَن كان مقتنعاً بما يطالب به جعجع ما عليه سوى أن يعطيَه من حصّته.

ويرى المصدر أنّ «القوات» يجب أن تتمثّل بثلاثة وزراء في الحكومة المقبلة «إذا جرى اعتماد المعايير الموضوعية والمنصِفة في التأليف»، معتبراً أنه «لا يجوز إجراء مقارنة مع حجمها في الحكومة المستقيلة، لأنّها حصلت عليه بفعل حقنِ الـ»بوتوكس» السياسي بعد تساهلِ «التيار» معها، وليس نتيجة وزنِها الواقعي». ويتساءل المصدر: كيف يحقّ لـ»القوات اللبنانية» أن تطالب بالحصول على 5 أو 4 وزراء في الحكومة الجديدة بحجّة أنّ لديها كتلة من 15 نائباً، بينما تحالف حركة أمل - حزب الله المكوَّن من قرابة 30 نائباً سينال ستة وزراء، وكذلك الأمر بالنسبة إلى تكتّل «لبنان القوي» الذي يضمّ 29 نائباً؟ أين وحدة المعايير والمقاييس في هذه المقاربة؟ ويكشف المصدر القيادي أنّ «باسيل أبدى استعداداً مبدئياً للقبول بإعطاء «القوات» الحقيبة السيادية، إلى جانب مقعدين وزاريَين، في مقابل نيلِ حقيبةٍ أساسية محلها من قبيل «التربية» أو «الأشغال»، مع العِلم أنّ آخرين قد يعارضون وربّما يعطلون في لحظة الحقيقة منحَ معرابِ وزارة سيادية». ويشدّد المصدر على أنّ «سعيَ القوات إلى الفصل تارةً بين باسيل والتيار، وطوراً بين عون وباسيل لن ينجح»، معتبراً أنّ «هذه محاولة فاشلة وهزيلة للتذاكي والتشاطر»، ولافتاً إلى أنّ «ما تجهله أو تتجاهله القوات هو أنّ باسيل أكثر اعتدالاً من عون في موقفه منها».

 

إدوار حنين ساحة الساحات

أنطوان سلامة/نقلاً عن موقع الصوت/24 حزيران/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/65536/%D8%A3%D9%86%D8%B7%D9%88%D8%A7%D9%86-%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85%D8%A9-%D8%A5%D8%AF%D9%88%D8%A7%D8%B1-%D8%AD%D9%86%D9%8A%D9%86-%D8%B3%D8%A7%D8%AD%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%A7%D8%AD%D8%A7%D8%AA/

افتُتحت ساحة إدوار حنين عصر السبت ٢٣/٦/٢٠١٨ ، في مستديرة العدلية-بيروت. تكوكب المحبون حول النحاتة ميراي حنين التي صممت ، والنائب السابق صلاح حنين، ورئيسة "هلب ليبانون" ليليان حنين تيان.

شرح الأستاذ صلاح حنين للإعلاميين والحضور معنى تخصيص ساحة في بيروت على اسم إدوار حنين، وتحدثت النحاتة ميراي حنين عن تجسيداتها الشكلية ومفاهيمها الفنية في منحوتتها-الساحة.

انطباعاتٌ  عن الحدث في هذه المقالة.

ربما هذا ما أراده إدوار حنين.

افتتاحُ ساحته في مستديرة العدلية من دون رسميين ورسميات، بل يأتي المحبون الى كلماته، فيذكرونه سياسياً ومحاضراً وأديباً يلمع.

هكذا سيذكره المارة في عجقة المدينة وجهاً لبنانياً أسمرَ الكلمات.

ربما أدركت ابنته النحاتة ميراي حنين أنّ كلمات والدها أقوى من أي تمثال، لا يُحجز إدوار حنين في قفص بل يُطلق تطلعات ومثالا.

في هذه الساحة التي برزت فيها عبارات إدوار حنين عن لبنان المتنوّع في وحدته، ولبنان الأزلي الأبدي، ولبنان الذي يتقدس بالحرية التي يكتسبها مواطنوه ليعطوها لجيرانهم، ويربحوا معاً الأمان.

في هذه الساحة على اسم إدوار حنين الذي دمج السياسة بالكلمة في خلطة سحرية لا تتكرر.

في هذه الساحة غاب التمثال الأبكم وحضرت الكلمة في ثلاثية من الأعمدة تبدو الناطقة أبداً.

حضرت كلماتُ المكرّم في الساحة الممتدة الى أفق المدينة، فتوزعت في مستطيلات زجاجية تضيء.

هذا الأدوار حنين الذي خصصت له بلدية بيروت ساحة في تقاطع العدلية، أضحت منبراً له صوت، يذكّر الحاكم بشفافية مفقودة، وحوكمة ضائعة، وفساد يستشري.

هي ساحة على اسم إدوار حنين، تنطق بقيم العدالة والمساواة واحترام الآخر، ساحة غاب عنها الصنم وحلّت فيها الرسالة، والدعوة للعلم والمعرفة سبيل خلاص.

ساحة نحتتها ميراي حنين بروح يتجسّد في ثورة متوقعة أو مرتجاة.

هذا التنوع الذي دعا اليه إدوار حنين في الوحدة، جسّدته ميراي في مدّها طبقات من الأشكال تتواكب في مسار يتشابه في التعدد ولا ينصهر في وحدة تُذيب.

كل ما في هذه الساحة يحكي.

https://alsawt.org/%D8%A5%D8%AF%D9%88%D8%A7%D8%B1-%D8%AD%D9%86%D9%8A%D9%86-%D8%B3%D8%A7%D8%AD%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%A7%D8%AD%D8%A7%D8%AA-%D8%A3%D9%86%D8%B7%D9%88%D8%A7%D9%86-%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85%D8%A9/

 

مصير الخطة الأمنية بين منطقة المصالح المتصادمة والانحدار إلى الدولة الفاشلة

«بعلبك - الهرمل» هل تنتقل من «البؤرة» إلى المحافظة المتصالحة مع الدولة؟

رلى موفّق/اللواء/22 حزيران/18   

متى يُدرك الممسكون بقرار لبنان خطورة اللعب على حافة الهاوية ويُقلعون عن تحويل  البلد إلى نموذج كوريا الشمالية

هيبة الدولة لا تتجزّأ وكذلك انهيارها. والأمن بالتراضي لا يمكن أن يستقيم مهما وُجدت له تبريرات وذرائع. اليوم ترزح محافظة بعلبك – الهرمل الحاضنة الشعبية لـ«حزب الله» تحت رحمة الفلتان والسلاح والاقتتال ذي السمة العشائرية والثأرية، لكن في خلفيات المشهد، هناك تداخل بين ما هو حزبي وما هو عشائري - ثأري تلفّه مصالح العصابات وموارد تمويل الجهات النافذة والمُمسِكة بالنفوذ على الأرض. الأمن بالتراضي لا يصنع أمناً ولا سلماً اجتماعياً. والتحريض على  الدولة يؤدّي في نهاية المطاف إلى ما نحن عليه اليوم. الجزر الأمنية و«الغيتوات» الطائفية والمذهبية تنتهي في أن يأكل أبناؤها بعضهم البعض.

يريد «الثنائي الشيعي» خطة أمنية، لا مفرّ منها، لأن «حزب الله»، الذي يُمسك بالميدان، لا يريد ببساطة أن يصطدم بالمباشر مع العائلات والعشائر. هم من نسيج واحد، والمواجهة مُكلفة في منطقة لم تَختبر على مرّ الأجيال منطق الدولة ولم تعشه لأسباب بعضها يمتّ إلى عجز هذه الدولة نفسها، وبعضها الآخر إلى تواطؤها مع القيّمين على المنطقة، وبعضها الثالث إلى رغبة في تركها بؤرة. والبؤر في نهاية الأمر مصيرها الانفجار الأمني والاجتماعي والاقتصادي والأخلاقي.

الخطة الأمنية تشكل بُعداً تفصيلياً. قد تلجم الانفلات مؤقتاً، وتضبط الأوضاع لفترة زمنية محددة، لكنها لن تنجح ما دامت البيئة السياسية والاجتماعية غير مهيّأة للتصالح مع مفهوم الدولة. ثمة حاجة إلى قرار استراتيجي في السياسة، وإلى التسليم بأن للدولة مؤسساتها وآليات عملها. لا يمكن لتلك الآليات أن تحمل في طياتها بزور الفشل عبر الاستكانة للمحسوبيات والرشوة والفساد والصفقات.

ستصطدم الخطة الأمنية بواقع معقد في منطقة معقدة هي الأخرى، وظروف أكثر تعقيداً. منطقة متداخلة الحدود مع سوريا، مفتوحة لكل أنواع التهريب، من شحنات بضائع تصل إلى ميناء طرطوس وتُنقل عبر الأراضي السورية براً وتدخل إلى لبنان عن طريق المعابر غير الشرعية من دون جمارك، إلى السيارات اللبنانية المسروقة والمهرّبة إلى الداخل السوري، فتجارة المخدرات. هذا المستوى من الانهيار والفساد الذي يضرب الاقتصاد اللبناني ومالية الدولة لا علاقة له بصغار الموتورين، بل له علاقة بشبكات مصالح كبرى منظمة، ما يطرح علامات استفهام عن كيفية تعاطي القوى الأمنية من جيش وقوى أمن داخلي وأمن عام وجمارك مع هذه التحدّيات التي تُشكّل معالجتها المدخل الحقيقي والأساسي لحل المسائل الأخرى؟ فلا شيء في البيئات المغلقة مخفياً.

ما خلقته الحرب السورية من تغييرات على الحدود لا يزال يلقي بثقله على المشهد البقاعي، على أن العوامل المرتبطة بوجود التنظيمات المتطرّفة من «النصرة» و«داعش» انتفت بعد حرب الجرود، وملف النزوح السوري يضغط على البيئة السنيّة بشكل أساسي، وإن كان «الحزب» يستشعر بخطره المستقبلي، لكنه ليس اليوم الشمّاعة التي يمكن أن تعلّق عليها حال الفلتان المستشري في البيئة الشيعية بقاعاً.

الخطة الأمنية ستصطدم بغياب خطة إنمائية في المناطق المهمّشة. وإن وُجدت تلك الخطة الإنمائية على الورق فتنفيذها مشكوك بأمره، وإنْ نُفّذت،  فستسابقها أخبار الصفقات. هي حلقات مترابطة تبدأ بهشاشة المؤسسات التي تسير مساراً انحدارياً متسارعاً رغم مرور ما يزيد عن سنة ونصف السنة على العهد الحالي ولا يمكن التنبؤ بما ستنتهي عليه، لا سيما مع جملة مؤشرات سلبية سُجّلت خلال فترة زمنية قصيرة من الصدام المفتعل مع المجتمع الدولي حول ملف النزوح وارتداداته الداخلية مروراً بمرسوم التجنيس، وما تضمّنه من أسماء مشبوهة ومُدرجة، أو مُرشحة أن تُدرج على اللوائح السوداء وصولاً إلى مسألة عدم «ختم» جوازات سفر الإيرانيين في لحظة إقليمية ودولية حسّاسة عنوانها محاصرة إيران وأذرعها العسكرية على كل الساحات التي تغلغلت فيها، سواء بـ«القوة الخشنة» أو «القوة الناعمة».

المؤشرات تدل على مدى اقترابنا من أن نكون دولة فاشلة ومارقة. لبنان في عز الحرب الأهلية والفوضى حافظ على المقوّمات الدنيا للنظام الاقتصادي والمالي، فإذا به اليوم يدخل في مجازفة ومخاطرة موصوفة مع محاولة مقارعة واشنطن بشكل أساسي في ما خص العقوبات التي تفرضها على إيران وتصنيفها «حزب الله» بالمنظمة الإرهابية بجناحيه السياسي والعسكري وإدراجه وكيانات وأفراد إيرانية وسورية وعراقية ولبنانية على اللوائح السوداء، وكأن هناك تواطؤاً بين أركان الدولة بتحويل لبنان إلى حديقة خلفية مالية واقتصادية لإيران والنظام السوري في وقت يدرك هؤلاء أن سيف العقوبات مصلت على رقاب اللبنانيين ومؤسساتهم ومصارفهم عند أي خرق للإجراءات الأميركية.

المقلق هو هذا الصمت للقوى التي يُفترض أن تكون حريصة على لبنان، ومحاولتها تجنيب نفسها أن تتحوّل رأس حربة في مواجهة ما يجري من تجاوزات رغم إدراكها لعواقبها على اللبنانيين. محور الممانعة وحلفاؤه يركنون مطمئنين إلى أن المجتمع الدولي يمنح لبنان فترة سماح، انطلاقاً من حاجة الأوروبيين تحديداً إلى الحفاظ على الاستقرار الداخلي لعدم استخدام ورقة فتح الشواطئ اللبنانية أمام قوارب اللاجئين، كما عدم استخدام ورقة «اليونيفل» التي سبق أن تباهى بعض رموز «8 آذار» بأن هؤلاء يمكن أن يتحوّلوا، في أي لحظة، إلى رهائن. لكن أحداً لا يضع نصب عينيه، أن ما يمكن اعتباره اليوم أوراق قوة في يده، قد يتلاشى غداً.

المشكلة أنه فيما تعمل كوريا الشمالية على الخروج من عزلتها والانفتاح على العالم والالتحاق بركب المجتمع الدولي، يتم العمل على تحويل لبنان إلى نموذج على شاكلة كوريا الشمالية. وحين تقف أوروبا عاجزة عن مواجهة قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالانسحاب من الاتفاق النووي وإعادة العقوبات على طهران وتجد شركاتها الوطنية الكبرى تنسحب من الساحة الإيرانية، يصبح مشروعاً القول إن لبنان ذاهب إلى الانتحار.

ثمة فعل عدم إيمان بلبنان بدأ يلوح في الأفق. حتى أن الرهان داخلياً على مؤتمر «سيدر»، بما يشكله من فترة سماح للبنان لمنعه من الانهيار، مربوط بشكل أساسي بالتشكيلة الحكومية العتيدة وما إذا كانت ستُشكّل استفزازاً للخارج.  قد يصح اعتبار أن «سيدر» يُشكّل عاملاً من العوامل التي يمكن أن تنشل لبنان، شرط أن يستدرك الممسكون بقراره خطورة اللعب على حافة الهاوية بعدما فتحوا أبواب جهنم على البلاد وعلى أنفسهم، ليس عسكرياً فقط بل اقتصادياً ومالياً، وما قد تحمله من انعكاسات أمنية!.

 

الفساد والاقتصاد الموازي: دعامتا الاستبداد والهيمنة

 منى فياض/الحرة/24 حزيران/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/65541/%d8%af-%d9%85%d9%86%d9%89-%d9%81%d9%8a%d8%a7%d8%b6-%d8%a7%d9%84%d9%81%d8%b3%d8%a7%d8%af-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%a7%d9%82%d8%aa%d8%b5%d8%a7%d8%af-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%88%d8%a7%d8%b2%d9%8a-%d8%af%d8%b9/

ننتقل في لبنان من أزمة إلى أخرى ولا يغطي الفضيحة القديمة سوى أخرى جديدة.

فمن تخبط المسؤولين أمام تصريحات قاسم سليماني بإعلانه وضع اليد على مجلس النواب إلى تسرب أنباء مرسوم التجنيس الملتبس فالخلاف بين وزير الخارجية ومفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين وصولا إلى أزمة إعفاء جوازات سفر الإيرانيين من الأختام لدى دخولهم لبنان. كل ذلك يؤشر إلى مدى الاهتراء الذي بلغته الدولة والممارسة السياسية في لبنان.

تم ربط مرسوم التجنيس اللقيط، والذي يبحث عن أب، بالوضع الاقتصادي. فبعض من جنسوا هم من رجال الأعمال السوريين المقربين من النظام أو من الذين تطالهم العقوبات الدولية. وجرى الحديث عن صفقة يودع بموجبها بعض من هؤلاء المتمولين الكبار مليارات الدولارات لإنقاذ لبنان من الإفلاس الوشيك، وذلك بانتظار الاستفادة من أموال مؤتمر "سيدر" الموعودة إلى حين بدء استخراج الغاز في البحر.

آخر سلسلة القرارات غير الواضحة، القرار الذي اتخذ بالسماح للإيرانيين بالدخول دون أن تختم جوازاتهم

تعودت السلطات الحكومية في لبنان على إيجاد حلول آنية لمواجهة مشاكلها المزمنة، وهي حلول تزيد الأوضاع تعقيدا وتؤجل مواجهة المشكلة التي تكبر مع الوقت. ومن المعلوم أن من أسباب تردي الاقتصاد اللبناني انتشار الفساد والمليارات التي تهدر نتيجة لذلك. بينما نسمع من وقت لآخر عن خطط لمحاربة الفساد إلى درجة تخصيص وزارة لهذه الغاية، لكنها لم تحارب سوى طواحين الهواء.

ورغم هذه الوعود المتكررة، لم يعد من الممكن شن حملة فعالة ضد الفساد؛ فقد انغرزت ممارسات الفساد في العملية الاقتصادية برمتها واندمجت في آلياتها وصارت جزءا عضويا فيها، وبالتالي فإن أي محاولة إصلاح جذرية قد تؤدي إلى شلل يضرب حتى الأداء الحكومي التقليدي. وكما هو متوقع فإن أي حملة ضد الفساد ستكون عمليا مجرد انتقام من بعض الموظفين الصغار أو استبدال الفاسدين الكبار لا أكثر والدوافع غالبا ما تكون سياسية.

من الملاحظ أن الاقتصاد الموازي يتضخم في لبنان بشكل غير مسبوق، ومع أنه ظاهرة غير محصورة في بلد معين بل هي مشكلة عالمية، إلا أن التقديرات تشير إلى أنه يشكل أكثر من 30 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي للدول النامية، ما يعيق ويبطئ معدلات نموها الاقتصادي. يعرف صندوق النقد الدولي الاقتصاد الموازي بأنه، إضافة إلى الأنشطة الاقتصادية الرسمية، كل أشكال الدخل التي لا يعبر عنها رسميا والتي يتم تحصيلها من إنتاج السلع والخدمات المشروعة أو غير المشروعة سواء كانت من المعاملات النقدية أو المعاملات التي تتم بنظام المقايضة.

وللاقتصاد الموازي تسميات مختلفة منها الخفي أو اقتصاد الظل أو الاقتصاد السفلي وجميعها تعني شيئا واحدا وهو كافة الأنشطة الاقتصادية المولدة للدخل والتي يمارسها الأفراد أو المؤسسات دون أن تسجل بشكل رسمي ولا تعلم الحكومات عن قيمتها الفعلية وبالتالي لا تدخل في حسابات الدخل القومي، إما لتعمد إخفائها تهربا من الالتزامات القانونية والضريبية، أو لأن هذه الأنشطة تعد مخالفة للقانون.

هناك إذن نوعان من الأنشطة في اقتصاد الظل؛ تلك القانونية المولدة للدخل دون أن تسجل في حسابات الدولة، والأنشطة الاقتصادية غير القانونية والمحظورة بسبب طبيعتها وتعرف باقتصاد الجريمة. ومنها التهريب والسرقة والتجارة بالسلاح وبالمخدرات وبالبشر بما فيها الإرهاب وغسيل الأموال والفساد الإداري وغيرها من الأنشطة المحظورة. أما الآثار فتكون متشابهة تتمثل بفقدان الحصيلة الضريبية.

وينعم لبنان بهذه الأنشطة جميعها وما الوضع المتفلت في البقاع (شرق لبنان) سوى أحد أوجهها.

السؤال الذي يطرح نفسه هنا، لماذا تعجز الدولة عن مكافحة هذه الأنشطة مع أنها صارت تهدد وجودها بالكامل؟

ثمة اعتقاد سائد أن الاقتصاد الموازي، أي ذاك الذي لا يخضع للتنظيم من قبل الدولة، هو حتما خارج سلطتها. وهذا التصور المبني على حصر تعامل الدولة مع الظواهر الاقتصادية على أساس القانون، يهمل البراغماتية والمركنتيلية التي تميز الممارسة اليومية للسلطة في الأنظمة الاستبدادية وفي الدول التي لا تتمتع بالسيادة الحقيقية والقائمة على الرشوة والزبائنية. وليس المقصود الارتكابات الفردية المحصورة، بل اعتماد السلطة المهيمنة على هذا الاقتصاد كآليات حكم وهيمنة أساسية.

لكن القارئ قد يستغرب القول إن هذه الآليات تتحكم بالعمليات الاقتصادية في لبنان وإن النظام اللبناني البرلماني الديمقراطي يعمل بآلية الأنظمة الاستبدادية.

تحول لبنان تدريجيا إلى دولة محكومة بنوع خاص من الاستبداد. تحول النظام اللبناني من ديمقراطية برلمانية إلى نظام مسخ يتحكم به زعماء طوائف يستبدون ويتحكمون بمقادير البلد فيما يخضعون، حفظا لمحاصصتهم الغنائمية، لسلطة حزب مسلح يعمل لمصلحة بلد أجنبي. ولقد برهنت الانتخابات النيابية، في ظل قانون فصل لإعادة إنتاج الطبقة نفسها بوجوه جديدة، على عجز الناخب عن التغيير.

فما هو الاستبداد إذا لم يكن هذا؟

يوجد قطبان للمشكلة في لبنان: الأول، العوامل التي تشجع المواطن على اللجوء إلى الاقتصاد الموازي، من تدني مستوى الدخل ونقص الخدمات الأساسية واتساع الهوة بين الأغنياء والفقراء وارتفاع نسبة الفقر والبطالة، يجعل الناس تلجأ لزيادة الدخل بطرق أخرى وتنتشر الرشوة؛ الأمر الثاني، عدم اتخاذ الحكومة أي خطوات جدية لمحاربة الظاهرة إضافة إلى ضعف الأجهزة الرقابية وكذلك عجز الاقتصاد الرسمي عن تلبية حاجات المجتمع وعدم عدالة النظام الضريبي والصفقات المشبوهة التي تحصل على أعلى المستويات.

إن من يستمع إلى المسؤولين يتبادلون التهديد بفضح فساد غريمهم مع الوثائق والأرقام دون أي فعل ملموس للمحاسبة، يجعلنا نسأل: كيف يملك هذا المسؤول كل هذه المعلومات، ولم لا يحرك ساكنا؟

يبدو أن السلطات الموازية، على غرار الاقتصاد الموازي، تترك المعني يسرق ويفسد، ترخي له العنان، وتسجل وتوثق أفعاله. وعندما يتخطى خطا من الخطوط الحمراء التي لا تعرفها إلا تلك السلطة، ولا يتدارك نفسه بالتراجع والانبطاح، أو لا يسدد ما عليه، يخضع حينها للابتزاز والتشهير أو المعاقبة.

وعندما تجمع الأرباح وتراكم الثروات بهذا الشكل بعيدا عن القوانين، فإن تأمين الحماية يصبح الهاجس الأساسي لمن يعتاشون على هذا الاقتصاد.

نشكو الآن من تفلت الحدود والتهريب على أنواعه، من السلاح ومواد البناء والمواد الاستهلاكية.. وآخرها البنزين، فكيف يتقي تجار الحدود خطر السلطة؟ ببساطة، بالاحتماء بها.

يوجد في لبنان ما يسمى بالخط العسكري، يستخدمه من استطاع شراء حماية الضباط والأعوان المسؤولين عن المعابر والمنتشرين على طول الطريق من مهربين وتجار مقابل عمولة معلومة.

ولطالما كان التهريب بين لبنان وسورية مصدرا أساسيا من مصادر دخل النظام السوري والمافيات المتشكلة حوله. وتحولت عمليات التهريب مع الوقت إلى إحدى ركائزه وتشكلت شبكات تهريب منظمة إلى درجة أن أحد أسباب الثورة السورية عزي إلى الآثار الجانبية لإخراج الجيش السوري من لبنان وانحسار أحد مصادر الاقتصاد المهمة الذي كان يلبي حاجات فئات سورية واسعة.

نشكو الآن من تفلت الحدود والتهريب على أنواعه، من السلاح ومواد البناء والمواد الاستهلاكية

يوضح المؤرخ الدقيق حنا بطاطو، في كتابه "فلاحو سورية"، بعض آليات الفساد:

"في عام 1981 قام عضو في مجلس الشعب، كان مطلعا كما يبدو على خفايا التهريب السرية، باطلاع زملائه على تقسيم العمل الجاري في هذا السلك، وأشار إلى تخصيص وظائف معينة ـ كتأمين الطرق أو شراء السلع الممنوعة أو نقلها وتوزيعها ورشوة موظفي الجمارك ـ بمجموعات متخصصة ولكنها تتكل على بعضها البعض".

ويضيف بطاطو في كتابه: "أما فيما يخص أساليب المهربين وحلفائهم، فيكفي أن نذكر ـ كما بين عضو مجلس الشعب الذي استشهدنا به للتو ـ أن رئيس مفرزة جمركية كان يعيش تحت التهديد بالقتل، ولم يكن يجرؤ على الخروج من بيته لأنه صادر، من دون أن يحسب حسابا للمخاطر، شاحنتين محملتين ببضائع ممنوعة واحدة على طريق طرابلس ـ حمص والأخرى قرب مصياف، ورفض عرضا بـ 100 ألف ليرة سورية لفك إحدى الشاحنتين المحتجزتين".

تمرست فئة واسعة في لبنان بهذه الأساليب وصارت تمارسها بشكل متصاعد. فأي إصلاح يرتجى في لبنان عندما تكون المرافق الجوية والبحرية والبرية مفتوحة على مصراعيها أمام حزب الله تحت مسمى "امتيازات المقاومة" لجهة عدم دفع الضرائب عما تستورده!

وآخر سلسلة القرارات غير الواضحة، القرار الذي اتخذ بالسماح للإيرانيين بالدخول دون أن تختم جوازاتهم، "على غرار ما نفعل مع فلسطينيي الضفة" برر سفيرنا في طهران. فإذا كان ذلك ضروريا مع الفلسطينيين لخضوعهم للاحتلال الإسرائيلي فلمراعاة أي احتلال هذا التدبير في لبنان؟

وهل سيكون هذا غطاء لعشرات آلاف المقاتلين الذين وعدنا بهم نصرالله؟

من سيسأل أو يراقب أو يحاسب؟ هل ما زلنا نذكر موظف المطار جوزف صادر الذي خطف واختفى على طريق المطار دون أن نعرف لماذا وكيف؟

 

مَن سلّم بأن يُهان ... يستحق الإهانة

الهام فريحة/الأنوار/25 حزيران/18

غالبًا ما تكون السخرية وجهًا من وجوه الحقيقة والجدية، لذا فما على المرء سوى أن يأخذ كل شيء يُقال ساخرًا على انه وجه من وجوه الجدية.

وهذا ابو النواس يقول:

"صار جدًا ما مزحت به... رُبّ جدٍّ جرَّه اللعب".

لكن وظيفة السخرية ليس فقط أن تقلب المزاح الى جد، بل هناك حقائق اخرى عنها، ومنها:

"داخل كل ساخر مثالي إنسان مُحبَط".

"المدح غير المستحق سخرية متخفية".

"النكتة أمر حقيقي جدًا".

"السخرية هي الملح الذي يجعل الطعام مستساغًا".

"السخرية طريق بسيط لتكون جديًا".

وما هو توأم للسخرية هو الفكاهة وهي نعمة من نِعم الله، ويُقال فيها في هذا المجال:

"الفكاهة هي أعظم النِعَم للبشرية".

"المفاجأة سر الفكاهة".

"الفكاهة منطق مجنون".

"لو ذهبَت الفكاهة... تذهب الحضارة".

ولكن ماذا عن الإهانة والحقد؟

صرح الحقد مبني بحجارة الإهانات.

مَن يثأر لإهانة صغيرة يسعَ وراء تلقي اهانات أكبر.

مَن سلّم بأن يُهان، يستحق الإهانة.

الاحتقار هو الشكل الأذكى للإنتقام.

مسببات الحقد اهانة واحتقار.

الرجل الصالح هو الذي يحتمل الأذى لكنه لا يرتكبه.

إن بعض الناس لا تراه إلاّ منتقدًا، ينسى حسنات الناس والأجناس ويذكر مثالبهم، مثل الذباب يترك موضع البرء والسلامة ويقع على الجرح والأذى، وهذا من رداءة النفوس وفساد المزاج.

 

بوادر اسماء التشكيلة الحكومية وكل الأطراف على مواقفهم

الهام فريحة/الأنوار/25 حزيران/18

في هذا الاسبوع يدخل لبنان الشهر الثاني على تكليف الرئيس الحريري تشكيل الحكومة.

كادت الحكومة أن تولَد في عطلة نهاية الاسبوع، لكن تشكيلة الحصص، من دون الأسماء، التي حملها الرئيس سعد الحريري الى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، لم تحظَ بموافقة فخامته، فجاء رده على بعض ما ورد في اللائحة قاسيًا، ما أعاد عقارب ساعة التشكيل الى الوراء وربما الى النقطة الصفر. فهل يكون الاسبوع الأول من الشهر الثاني أفضل من الشهر الأول؟

الرئيس سعد الحريري حمل تشكيلة الحصة الدرزية فيها كلها للنائب وليد جنبلاط، لكن رئيس الجمهورية رفض هذا الطرح لأنه ملتزم توزير النائب طلال ارسلان أو مَن يسمّيه، وعلى الأرجح الوزير السابق مروان خير الدين، ويكون من حصة رئيس الجمهورية.

عند هذا الحد، ما زالت العقدة قائمة في ظل عدم تراجع المختارة عن طرحها، وفي ظل تمسك رئيس الجمهورية بموقفه.

في سياق آخر، بدأت المطالبات بالحقائب بالتوازي مع الحصص، وفي هذا المجال برز ما نقل عن رئيس تيار المردة سليمان فرنجيه انه طلب من الرئيس المكلف سعد الحريري اعطاء "التكتل الوطني" الذي يضم سبعة نواب إما حقيبة الأشغال أو الطاقة أو الإتصالات، لكن هذا المطلب يصطدم بأن التيار الوطني الحر يتمسك بالطاقة وتيار المستقبل بالاتصالات المرجحة لرجل الاعمال محمد شقير، فيما لم يُعرَف لمن ستؤول حقيبة الأشغال، اما الداخلية فمحسومة للوزير جمال الجراح والوزير السابق محمد الصفدي له الاولوية عند دولة الرئيس الحريري.

في الموازاة، طالب الحزب التقدمي الاشتراكي بوزارة الصحة العامة لكن يبدو ان هذا الطلب دونه صعوبات لأن حزب الله عينه على وزارة الصحة بتأييد ودعم من الرئيس نبيه بري الذي ستبقى حقيبة وزارة المال معه.

القوات اللبنانية تتمسك بخمس حقائب انطلاقًا من المعادلة التالية، من وجهة نظرها، هي تتحدث عن التساوي بينها وبين التيار الوطني الحر، في عهد الرئيس ميشال عون، وتقول ان هذا ما تضمنه الاتفاق المكتوب في معراب والذي يحمل توقيعي العماد عون والدكتور جعجع، وتضيف انه في حال الاستمرار في رفض الالتزام بهذا الاتفاق فإن القوات قد تعمد الى نشره ليصبح في متناول الرأي العام وليحكم عليه.

مع ذلك فإن القوات لا تطالب بالنصف بل بالثلث أي خمسة وزراء من أصل 15 هي الحصة المسيحية، فيأتيها الرد من بعبدا انه يحق لها بثلاثة وزراء.

من جانب آخر فإن الأسماء بدأت تتقدم انطلاقًا من ان عملية الإنضاج تتقدم أيضًا. في هذا السياق يرد اسم نائب رئيس الحكومة عصام فارس ليتسلم موقع نيابة رئيس الحكومة، وفي حال صحّت هذه المعطيات يكون دولة نائب الرئيس فارس من حصة لبنان بأكمله.

ومن الأسماء المقترحة ابنة رئيس الجمهورية ميراي عون الهاشم الجديرة التي يمكن أن تتسلّم حقيبة الاقتصاد، كما ان من الأسماء المطروحة من حصة الرئيس، سنّيًا، مستشاره للشؤون العربية فادي عسلي والذي هو في الوقت الراهن رئيس مجلس ادارة "سيدروس بنك"، أي المنصب الذي كان فيه وزير الاقتصاد رائد خوري قبل أن يتبوأ الوزارة. أما من جانب القوات فإن حظوظ النائب السابق أنطوان زهرا قد ارتفعت بالتوزير خصوصًا ان زهرا لم يترشح للانتخابات النيابية ومقعده محفوظ في الوزارة، والنائب السابق فادي كرم كذلك الاعلامية مي شدياق.

ويجدر التذكير في هذا السياق بموقف الرئيس سعد الحريري الذي نقل عنه قوله: لا حكومة من دون أي مكون أساسي، ولا حكومة من دون "قوات" التي يجب أن تنال حصة وازنة. يُستخلص من كل ذلك ان العِقد ما زالت على حالها.

 

سيطرة_التافهين الميديوقراطس او حكم التفاهة...الميديوقراطية

زينة_منصور/24 حزيران/18

من إنجازات الأيام الأخيرة من العام المنصرم، صدور كتاب للفيلسوف الكندي (ألان دونو )عنوانه: «Mediocratie»، أو نظام التفاهة. كتاب طار حول العالم محمولاً بأقلام الغرب ونقاده، بحثاً عن الأسباب التي جعلت التافهين يمسكون بمواقع القرار في العالم، سياسياً، واقتصادياً، وأكثر... كلمات رائعة قيلت في الكتاب وعنه، تستحق أن يقال أكثر منها عن شرقنا ومحيطنا وعنا.

يؤكد ابن كيبيك أن التافهين قد حسموا المعركة. من دون اجتياح الباستيل (إشارة إلى الثورة الفرنسية) ولا حريق الرايخشتاغ (إشارة إلى صعود هتلر في ألمانيا) ولا رصاصة واحدة من معركة «الفجر» (إشارة إلى المعركة الأسطورية بين بونتا وبراكمار)، ربح التافهون الحرب وسيطروا على عالمنا وباتوا يحكمونه.

يعطي أستاذ الفلسفة والعلوم السياسية نصيحة فجّة لناس هذا العصر: «لا لزوم لهذه الكتب المعقدة. لا تكن فخوراً ولا روحانياً. فهذا يظهرك متكبراً. لا تقدم أي فكرة جيدة. فستكون عرضة للنقد. لا تحمل نظرة ثاقبة، وسع مقلتيك، أرخ شفتيك، فكر بميوعة وكن كذلك. عليك أن تكون قابلاً للتعليب. لقد تغير الزمن. فالتافهون قد أمسكوا بالسلطة»!

وحين يسأل عن أسباب هذا التحول، يعيد ذلك إلى عاملين اثنين، في السوسيولوجيا والاقتصاد، كما في السياسة والشأن العام الدولي

السبب الأول يعزوه دونو إلى تطور مفهوم العمل في المجتمعات. يقول إن «المهنة» صارت «وظيفة». صار شاغلها يتعامل معها كوسيلة للبقاء لا غير. يمكن أن تعمل عشر ساعات يومياً على وضع قطعة في سيارة، وأنت لا تجيد إصلاح عطل بسيط في سيارتك. يمكن أن تنتج غذاء لا تقدر على شرائه. أو تبيع كتباً ومجلات وأنت لا تقرأ منها سطراً. انحدر مفهوم العمل إلى «المتوسط». وصار أشخاصه «متوسطين»، بالمعنى السلبي للكلمة. صار العمل مجرد أنماط. شيء ما من رؤيوية شابلن في «الأزمنة الحديثة» أو فريتز لانغ في رائعة «متروبوليس».

السبب الثاني مرتبط وفق دونو بعالم السياسة ومجال الدولة والشأن العام. هنا بدأت سيطرة التافهين يقول، أو ولدت جذور حكم التفاهة مع عهد مارغريت تاتشر. يقول انه يومها جاء التكنوقراط إلى الحكم. استبدلوا السياسة بمفهوم «الحوكمة»، واستبدلوا الإرادة الشعبية بمفهوم «المقبولية المجتمعية»، والمواطن بمقولة «الشريك». في النهاية صار الشأن العام تقنية «إدارة»، لا منظومة قيم ومثل ومبادئ ومفاهيم عليا. وصارت الدولة مجرد شركة خاصة. صارت المصلحة العامة مفهوماً مغلوطاً لمجموع المصالح الخاصة للأفراد. وصار السياسي تلك الصورة السخيفة لمجرد الناشط اللوبي لمصلحة «زمرته».

من هذين المنطلقين، تنميط العمل وتسليعه وتشييئه، وتفريغ السياسة والشأن العام، صارت التفاهة نظاماً كاملاً على مستوى العالم. وصارت قاعدة النجاح فيها أن «تلعب اللعبة». حتى المفردة معبرة جداً وذات دلالة. لم يعد الأمر شأناً إنسانياً ولا مسألة بشرية. هي مجرد «لعبة». حتى أن العبارة نفسها راجت في كل لغات عالم التفاهة: «أن تلعب اللعبة». وهي قاعدة غير مكتوبة ولا نص لها. لكن يعرفها الجميع: انتماء أعمى إلى جسم ما، يقوم على شكليات السهرات والغداءات والانتقامات. بعدها يصير الجسم فاسداً بشكل بنيوي قاطع. حتى أنه ينسى علة وجوده ومبادئ تأسيسه ولماذا كان أصلاً ولأية أهداف... أفضل تجسيد لنظام التفاهة، يقول دونو، صورة «الخبير». هو ممثل «السلطة»، المستعد لبيع عقله لها. في مقابل «المثقف»، الذي يحمل الالتزام تجاه قيم ومثل. جامعات اليوم، التي تموّلها الشركات، صارت مصنعاً للخبراء، لا للمثقفين! حتى أن رئيس جامعة كبرى قال مرة ان «على العقول أن تتناسب مع حاجات الشركات». لا مكان للعقل النقدي ولا لحسه. أو كما قال رئيس إحدى الشبكات الإعلامية الغربية الضخمة، من أن وظيفته هي أن يبيع للمعلن، الجزء المتوفر من عقول مشاهديه المستهلكين. صار كل شيء، والأهم أن الإنسان صار لاكتفاء، أو حتى لإرضاء حاجات «السوق».

هكذا يرى دونو أنه تم خلق نظام حكم التافهين. نظام يضع ثمانين في المئة من أنظمة الأرض البيئية عرضة لأخطار نظام استهلاكهم. ويسمح لخمسين في المئة من خيرات كوكبنا بأن تكون حكراً على واحد في المئة من أثريائه. كل ذلك وفق نهج نزع السياسة عن الشأن العام وعن التزام الإنسان.

كيف يمكن مواجهة حكم التافهين هذا؟ يجيب دونو: ما من وصفة سحرية. الحرب على الإرهاب أدت خدمة لنظام التافهين. جعلت الشعوب تستسلم لإرادات مجموعات، أو حتى لأشخاص، كأنهم يملكون عناية فوقية. بدل أن تكون تلك الحرب فرصة لتستعيد الشعوب قرارها. إنه خطر «ثورة تخديرية» جديدة، غرضها تركيز حكم التفاهة. المطلوب أن نقاوم التجربة والإغراء وكل ما لا يشدنا إلى فوق. ألا نترك لغة الإدارة الفارغة تقودنا. بل المفاهيم الكبرى. أن نعيد معاني الكلمات إلى مفاهيم مثل المواطنة، الشعب، النزاع، الجدال، الحقوق الجمعية، الخدمة العامة والقطاع العام والخير العام... وأن نعيد التلازم بين أن نفكر وأن نعمل. فلا فصل بينهما.  الأساس أن نقاوم.

 

الأزمة الإيرانية في العراق

خيرالله خيرالله/العرب/25 حزيران/18

باستثناء ثابت واحد، لا أحد يستطيع الإجابة عن سؤال في غاية البساطة: ماذا يجري في العراق؟

الثابت الوحيد أن إيران غير راضية عن نتائج الانتخابات التشريعية التي أجريت في الثاني عشر من أيّار – مايو الماضي وهي مصرّة على أن يكون العراق مستعمرة تدارُ من طهران، على الرغم من أن ذلك مخالف للطبيعة بكل المقاييس. نفذت إيران انقلابا على نتائج الانتخابات العراقية بغية تحقيق غرضها.

 يعود ما نشهده اليوم من فوضى على كلّ صعيد إلى أن فصول الانقلاب الإيراني تتوالى بسرعة، وصولا إلى البحث في تمديد ولاية مجلس النواب الحالي. هذا يعني صراحة فشلا ذريعا للنظام السياسي القائم الذي أسس له الاجتياح الأميركي في العام 2003.

أكثر من ذلك، لم يستطع الاجتياح الأميركي تحقيق أي هدف من الأهـداف المعلنة التي تحدّث عنهـا الرئيس جورج بوش الابن وكبار المسؤولين في عهده، على رأسهم ديك تشيني الذي نظّر لقيام عراق جديد على أنقاض النظام الذي كان قائما. فبعد مرور خمسة عشر عاما على سقوط نظام صدّام حسين، لا يزال العراق يبحث عن نفسه.  لم يطرأ أي تحسن على الوضع العراقي في غضون خمسة عشر عاما. كل ما هو مطروح في الوقت الراهن، منذ بدأ التشكيك بنتائج الانتخابات بما في ذلك إحراق قسم من صناديق الاقتراع، يؤسس لحرب أهلية وليس لقيام دولة المؤسسات التي وعد بها الأميركيون. أطلق المسؤولون في إدارة بوش الابن كل أنواع الوعود في سياق تبريرهم للحرب على العراق التي بدأت في آذار – مارس 2003 وتوجت بإسقاط تمثال صدّام في التاسع من نيسان – أبريل، ثم بفرار الرجل واعتقاله في مخبأ تحت الأرض وصولا إلى إعـدامه من منطلق مذهبي ضيّق مرتبط برغبة “حزب الدعوة الإسلامية” في الانتقام.

وعدت الولايات المتحدة بأن يكون العراق نموذجا لما يفترض أن تكون عليه دول المنطقة، أي دولا ديمقراطية لا تمييز فيها بين مواطن وآخر. تبيّن مع مرور الوقت كم كانت أميركا وشريكتها في الحرب، بريطانيا، تجهلان ما هو العراق. كان الاعتقاد السائد أن بريطانيا تعرف كلّ شاردة في جنوب العراق، خصوصا التركيبة العشائرية في تلك المنطقة التي وضعت تحت إشرافها. ما كشفته طريقة تصرّف البريطانيين في جنوب العراق أنهم لا يعرفون شيئا لا عن تلك المنطقة ولا عن مدى التغلغل الإيراني في العراق.

ليس الانقلاب الذي نفذته إيران في العراق، على نتيجة الانتخابات تحديدا، سوى تعبير عن رفضها الاعتراف بالواقع المتمثل في أن العراق لا يمكن أن يُحكم من طهران. تبدو إيران في الوقت الحاضر أقرب إلى طفل انتزعت منه لعبة أو دمية كانت بين يديه. هذا ما يفسّر إلى حد كبير تلك التصرفات الصبيانية التي في أساسها رفض الاعتراف بأن العراق هو العراق وإيران هي إيران. لم تقبل إيران واقعا متمثلا في أن العراق لا يمكن أن يكون لعبة لديها، أو مجرّد دمية، وذلك على الرغم من أنّها كانت المنتصر الوحيد في الحرب الأميركية التي اتخذ بوش الابن قرارا بشنّها استنادا إلى مبررات أقل ما يمكن أن توصف به أنّها واهية.

حسنا، لم يكن صدّام حسين قدّيسا. كان ديكتاتورا بكلّ معنى الكلمة. كذلك لم يكن معروفا أن لديه أي ثقافة سياسية من أيّ نوع، باستثناء ثقافة القمع وإلغاء الآخر والجهل التام بموازين القوى الإقليمية والدولية. من لديه الحدّ الأدنى من الوعي السياسي لا يذهب إلى احتلال الكويت، ثمّ يسعى إلى التفاوض مع الولايات المتحدة من منطلق أنّه في مركز قوّة.

لكن ما لا بدّ من الاعتراف به أن قسما لا بأس به من العراقيين يترحّم حاليا على نظام صدام. هذا هو للأسف الواقع الذي لا مفرّ من الاعتراف به من دون مواربة، على الرغم من كل ما ارتكبه الرئيس الراحل من أخطاء. ترتقي أخطاء صدّام إلى مستوى الكارثة، وذلك بدءا بعدم معرفته بأنه كان لا بد من إيجاد طريقة لتفادي الحرب مع إيران في العام 1980 بدل الذهاب بعيدا في الردّ على استفزازات نظام يحتقر جيرانه العرب من منطلق مذهبي. إنه نظام كان يتمنى أصلا مثل هذه الحرب كي يبعد الجيش عن داخل المدن.

في كل الأحوال، تحصد إيران حاليا في العراق ما زرعته بعدما اعتبرت أن أميركا خاضت حربا من أجلها. صحيح أن الإدارة الأميركية سلّمت العراق على صحن من فضّة إلى إيران، لكنّ الصحيح أيضا أن إيران لم تعرف ما تفعله بانتصارها. ظهر بوضوح أن العراق ليس لقمة سهلة يمكن ابتلاعها على الرغم من كل التسهيلات الأميركية التي مهدت للانتصار الإيراني.  جاءت هذه التسهيلات في عهد بوش الابن عندما قرّر بول بريمر حلّ الجيش العراقي، ثم إقامة مجلس الحكم على أسس مذهبية وطائفية. استكمل باراك أوباما مسلسل التسهيلات عندما قبل الانسحاب عسكريا من العراق وتثبيت رجلها نوري المالكي رئيسا للوزراء للمرّة الثانية إثر انتخابات العام 2010 التي حلت فيها قائمة إياد علاوي في المرتبة الأولى. لم يعد العراق كما كان في الماضي القريب مصدرا لتمويل الميليشيات المذهبية التي ترعاها إيران في كل أنحاء المنطقة. كشفت الانتخابات الأخيرة أن البلد ليس مفلسا فحسب، بل أن لا أحزاب سياسية فيه أيضا قادرة على أن تكون في مستوى الأزمة الداخلية التي يعاني منها العراق. لا يمكن حلّ الأزمة الإيرانية في العراق بتحالف مخالف للمنطق بين مقتدى الصدر وهادي العامري، وذلك كي تتمكن إيران من القول إنّ في استطاعتها استيعاب نتائج الانتخابات ومرحلة ما بعد الانتخابات. كذلك، لا يمكن لإيران أن تجد لنفسها مخرجا عبر نسف كلّ ما نتج عن الانتخابات. فإذا كان من معنى للتقدّم الذي حققته قائمة “سائرون” التي تزعمها مقتدى الصدر، فإن هذا المعنى يكمن في وجود رغبة لدى العراقيين في الخروج من تحت الهيمنة الإيرانية، حتّى لو كان ذلك عبر دعم مقتدى الصدر بكل ما يمثله ماضيه على صعيد التعاطي مع إيران وتنفيذ مآربها.

فوق ذلك كلّه، لا وجود لإدارة أميركية على استعداد لمساعدة إيران في العراق، خصوصا بعد إعلان دونالد ترامب الانسحاب من الاتفاق في شأن الملفّ النووي الإيراني.

في ظلّ هذه المعطيـات، انكشفـت إيران في العراق. تستطيع إيران أن تهدم. تستطيع تغيير طبيعة مدن ومناطق عراقية عن طريق عمليات تطهير ذات طابع مذهبي. تستطيع الاستعانة بـ“داعش” كي تقضي على مدينة عريقة مثل الموصل. لكن ذلك كله لا يعني أنّ لديها مستقبلا في العراق… هذا إذا كان للعراق مستقبل ما غير الذهاب إلى حرب أهليـة. ستقضي مثل هـذه الحرب على ما بقي من بلد كان في يوم من الأيّام، أي قبل العام 1958 ومجيء العسكر ثم البعث إلى السلطة، يمثل حالة فريدة في المنطقة. كان يمثل ذلـك بفضل النسيج الاجتمـاعي في مدنه وما يمتلك من ثروات… وبفضل جامعاته التي كانت من بين الأفضل في المنطقة كلّها.

 

توزيع الأدوار بين إيران وتركيا وقطر

عبدالله بن بجاد العتيبي/الشرق الأوسط/24 حزيران/18

مرت البشرية بأطوارٍ متعددة، ومراكز قوة مختلفة، وتطورات علمية وعملية على مستوى الأمم والدول والشعوب، وصعود وهبوط لتلك التطورات، وأزمات وصراعات كبرى، ونزاعات وثورات، كان لها جميعاً أثر بالغ في تشكيل عالم اليوم بكل معطياته. لازم التعقيد والتشابك كل تلك المراحل التاريخية بلا استثناء، وكان للتوصيف الواقعي لكل تلك الأبعاد والمعطيات دورٌ مهمٌ في القراءة الصحيحة التي ساعدت المنتصر والقراءة الخاطئة التي خذلت المنهزم، وهي الحال على مر الزمان وتبدل الأحوال في كل العالم. في موضوع الصراع القائم مع إيران، فإن صحة التوصيف تساعد الدول والقيادات والباحثين في الوصول إلى حقائق واقعية تبنى على المعلومة الصحيحة والتحليل الصائب، وصولاً إلى الوصف الدقيق الذي تبنى عليه المواقف والسياسات والقرارات، فهناك من المعلومات ما هو مغلوط ومن التحليل ما هو مشوب بميل سياسي معين أو رؤية خاطئة أو هوى شخصي، ما يجعل الوصف معيباً ومنقوصاً، وبالتالي تبنى المواقف والسياسات والقرارات على ما هو غير حقيقي وغير واقعي، فتكون النتيجة الفشل في المواقف والسياسات والقرارات.

الإرهاب في طوره المعاصر هو منظومة واسعة من الآيديولوجيات بما تشمله من خطابات ومفاهيم وأفكار، ومن الجماعات السياسية الدينية، ومن التنظيمات شبه العسكرية التي تتسم بالهرمية والسرية والطاعة، وهو واحد من أهم التحديات التي واجهت العالم منذ نهاية السبعينات إلى اليوم، بما لها من امتدادات تاريخية معتبرة، ولكن كثيراً من الباحثين الغربيين أو المسؤولين أو الساسة يفضلون تقديم قراءة سطحية لما يجري في منطقة الشرق الأوسط الممتدة من باكستان وأفغانستان شرقاً، وصولاً إلى المغرب العربي غرباً، وهي تشير إلى صراعات بين السنة والشيعة وربما تأثر البعض بالنموذج الغربي في صراع الكاثوليك والبروتستانت، وأشار إلى أن السنة يمثلون الأغلبية والشيعة يمثلون الأقلية، في اختصارات مخلة ومقارنات خاطئة تفتش عن الأسهل لبناء تصور ما لا عن الأدق والأكثر صحة ومعرفة ودراية.

ولتفصيل الخطل المنتشر، فإن جماعات الإسلام السياسي المعاصرة التي بدأت من حسن البنا في تأسيس جماعة الإخوان المسلمين عام 1928 من القرن المنصرم وأخذت في التفرع والانتشار والتعدد والتوالد المستمر، هي فكرة أصلها في جماعات المعارضة السياسية في التراث الإسلامي، في الشيعة والخوارج وأمثال هاتين الفرقتين، ثم من الفرق المتفرعة عنهما مثل الإسماعيلية وغيرها، أو في المدارس الصوفية المحكمة التنظيم، أو بالاستفادة من بعض الحركات والجماعات والأحزاب الأوروبية كالنازية والفاشية، أو غيرها من التفسيرات، ولكن يهمنا في هذا السياق إيضاح كيف تطورت الفكرة بالتوازي سنياً وشيعياً.

ربط البنا وجماعته علاقات قوية مع الجماعات الدينية الإيرانية المعارضة لنظام الشاه آنذاك، وكان هذا لحظة التقاء لها ما بعدها في التاريخ المعاصر، فاضطر البنا وقيادات جماعته إلى شيء من تشييع التسنن كما لجأ نظراؤهم من الملالي الشيعة المعارضين في إيران إلى شيء من تسنين التشيع، وكان هذا الالتقاء ومحاولة التجانس وتبادل الخبرات وتشارك المرتكزات هو ما يتحكم اليوم في كل المشهد الإرهابي المعاصر.

اختصاراً، ودون محاولة لإحراق المراحل، فقد تطور المسار الشيعي من آية الله الكاشاني ومن «فدائيان إسلام» إلى الخميني وما عرف لاحقاً بالثورة الإسلامية في إيران، وصولاً إلى «حزب الله اللبناني» وميليشيا الحوثي في اليمن والميليشيات الإرهابية الشيعية في العراق وسوريا، وتطور المسار السني من النظام الخاص أو التنظيم السري لجماعة «الإخوان» إلى تنظيم سيد قطب في الخمسينات والستينات إلى جماعة العنف الديني في السبعينات والثمانينات في مصر وسوريا، إلى «الجماعة الإسلامية» في التسعينات وتنظيم القاعدة وصولاً إلى تنظيم داعش.

وفي لحظة تاريخية كالتي نعيشها اليوم باستيقاظ أكبر قوة دولية وهي الولايات المتحدة للخطر الإيراني، وقرارها مواجهته لا تقديم التنازلات له كما كان يفعل أوباما، والتأثير الكبير الذي تفرضه على الدول الأوروبية المتخاذلة عن مواجهته، فمن المهم إعادة بناء التصورات الصائبة من جديد وعرض التوصيفات الصحيحة بالكثافة التي تستحقها.

الوارث الأكبر لهذا التاريخ من الإرهاب المعاصر والداعم له هما دولتان في المنطقة، إيران وقطر، ودخول تركيا على الخط معهما وبدأت الأدوار تتوزع بين هذه الدول ساعية للتلاعب بتصورات العالم والتشويش على أي توصيفات دقيقة وعميقة، فالداعم للميليشيات والأحزاب الشيعية هي إيران ومعها قطر أحياناً، والداعم للجماعات والتنظيمات الإرهابية هي قطر وتركيا في تبادلٍ للأدوار، حيث أصبح البلدان بعد ما كان يعرف بالربيع العربي هما مركز الثقل الأصولي في المنطقة والعالم، مع الأخذ بعين الاعتبار أن كل المعلومات والحقائق والوثائق تثبت علاقة عضوية بين تنظيم القاعدة السني وبين نظام خامنئي الإيراني، ومثله العلاقة بين تنظيم داعش وإيران من جهة وتركيا من جهة أخرى. ومن أوضح الأمثلة المعاصرة على التقارب الوثيق هو التقارب الجاري في اليمن بين جماعة الإخوان المسلمين هناك، المتربصة والماكرة والمنتظرة منذ انطلاق عاصفة الحزم، والتي بدأت تنحاز إلى ميليشيا الحوثي بعد النجاحات الكبرى للجيش اليمني والمقاومة اليمنية إن في الساحل الغربي ومعركة الحديدة وإن في المعارك باتجاه صعدة وإن في المعارض باتجاه تعز شرقاً وغرباً وإن في اتجاه صنعاء. وكمثالٍ على اختلال التوصيف والتصور والانحيازات الشخصية لأوباما، ففي كتاب بن رودس «العالم كما هو» وهو مستشار الرئيس وأحد مسؤولي الاتفاق النووي مع إيران، تحدث عن تصورات أوباما الشخصية وأنه «كان يعشق إيران وحضارتها حد العمى» في مقابل أنه كان يكره العرب بشكل غريبٍ، ويتحد الكاتب بتفاصيل ومعلومات وأرقام وقرارات عن خضوع أوباما لابتزازات إيرانية وتقديمه مساعدات مالية ضخمة وسماحٍ لإيران بالتوسع والنفوذ والتغاضي عن علاقاتها بتنظيم داعش وغيره، في جملة حقائق تحكي تفاصيل مهمة في أحداث 8 سنوات عجاف. أخيراً، فبفضل جهود الدولتين الرائدتين، السعودية والإمارات، فقد أصبح العالم يعرف أكثر أدوار إيران التخريبية.

 

السعودية: يوم ليس ككل الأيام!

حسين شبكشي/الشرق الأوسط/24 حزيران/18

مع قراءة هذه السطور تكون الشوارع والطرقات في المدن السعودية قد شهدت بداية قيادة المرأة للسيارة، وليصبح هذا الموضوع جزءاً من تاريخ الجدل العقيم. اكتشف السعوديون أن قيادة المرأة للسيارة لم تخرجها من الدين ولا هزت عقيدتها، ولم تهدم قواعد الأمن ولم تخالف فيه أمر الشرع، ولا أثرت على قدرتها على الإنجاب، وهذه ما هي إلا بعض الفزاعات التي كان يطلقها مجموعة رافضي قيادة المرأة، واعتبروا ذلك الأمر في حال السماح به ما هو إلا «سقوط للأمة». إنه يوم عادي ويوم غير عادي، لأن مسألة قيادة المرأة للسيارة في السعودية منعت بلا سبب وجيه ولا مقنع، وكانت مسألة لا يمكن شرحها ولا الدفاع عنها (بين أفراد الأسرة أنفسهم قبل أن يكون ذلك مع الآخرين)، وحملت أكثر مما ينبغي وأصبحت حالة رمزية للصراعات الفكرية والتيارات المتناحرة، مؤدية بذلك إلى سلب حق بسيط للمرأة جعلها في موقع شاذ من دون نساء العالم بأسره بما في ذلك الجزء العربي والإسلامي منه.

ويوم غير عادي لأنه يوم تستعيد فيه السعودية «جزءاً» آخر من موقعها الطبيعي بين العالم والأمم بلا «خلط» بين غرائب العادات وإلصاقها تحت عباءة الدين لتكون فزاعة تبرر التعسف في المنع لأي قرار. لا يجب تضخيم ولا المبالغة في أهمية هذا اليوم وكأنه أشبه بهبوط الإنسان على سطح القمر، كما أنه يجب أيضاً عدم الاستخفاف بأهمية كسر الحاجز النفسي «لعقدة» طالما أثارت الحيرة والتعجب والحسرة لدى السعوديين أنفسهم قبل غيرهم من الناس. هناك إحساس بالراحة والثقة لدى شرائح مختلفة من الناس لطيهم لهذه الصفحة التي كانت مصدراً لجدل لا داعي له أبداً. وهناك رغبة جادة في «الاستفادة» من هذه الخطوة لتنعكس بشكل إيجابي فعال ومؤثر وملموس على الحياة الاجتماعية والمصالح الاقتصادية، فهذه فرصة لمسائل حقوقية مغيبة تتعلق بتجريم العنصرية والتفرقة بكل أشكالها وأنواعها، وهي مسألة مع شديد الأسف لا تزال موجودة في المجتمع دون وجود نظام محدد الملامح يردعها بوضوح وبشكل قاطع. كذلك الأمر سيكون له انعكاسات متوقعة وبشكل إيجابي على الصعيد الاقتصادي، فهو سيفتح المجال وبشكل فوري للتوفير في مبالغ عظيمة كانت تصرف على سائقي المنازل وملحقاتهم، وهي أموال تخرج خارج المنظومة الاقتصادية الوطنية نتاج منع المرأة للقيادة. إنه يوم جديد في حال إصلاح خلل آخر، وهي مناسبة تستحق الاحتفاء ولكنه لا يجب الوقوف عندها طويلاً. كان وضعاً غريباً وتم تعديله، وهذا أهم ما حصل. السعودية تتغير وهذا مشهد جديد يؤكد ذلك. نعم هناك أمور أخرى مطلوب مواجهتها ولكن هذه خطوة تمنح الأمل ويحق للسعوديين الاحتفال والاحتفاء بذلك. وسيثبت السعوديون لأنفسهم أولاً ومن ثم للعالم أنهم قادرون على التعامل برقي واحترام مع هذا القرار.

 

محمد بن سلمان وإنهاء حظر 70 عاماً

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط/24 حزيران/18

ربما كان لمنع المرأة من قيادة السيارة في السعودية أن يستمر عشر سنين، أو حتى عشرين سنة أخرى، لولا ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الذي كلفه الملك بمشروع التحديث والتغيير. قرار إنهاء منع قيادة المرأة واحد من عدة قرارات للمرأة، مثل السماح لها بدخول الملاعب الرياضية، وحضور الحفلات، والعمل في كثير من القطاعات الجديدة عليها. منذ السبعينات، ظللنا ننتظر اللحظة التي ينتهي فيها منع المرأة، الذي لم يكن يبرره منطق أو دين، بل مجرد تقاليد اجتماعية. عام تلو عام مر وخابت تمنياتنا، وعجزت الدعوات النسائية المحلية، واستمر المنع عقوداً طويلة لأن أحداً لا يجرؤ على إغضاب المحافظين أو امتحان المجتمع. وهذا الأمر يشمل كثيراً من المحظورات غير المبررة، من سينما وحفلات ومشاركتهن في مناسبات اجتماعية مفتوحة. أقول هذا لتوضيح حقيقة تعلمناها من المنع الذي دام لعقود، إنها خطوة شجاعة من الأمير محمد بن سلمان، الذي لم يكن مضطراً لها. فقد كان له أن يترك السعودية تسير كما كانت في السبعين سنة الماضية، بمنع المرأة من قيادة السيارة. وليس صحيحاً أن هناك ضغوطاً خارجية، فقد جربتها الحكومات الغربية في الماضي وفشلت، ولا يوجد تيار داخلي كبير يدعو للتغيير كما يزعم البعض. فعدد اللاتي فعلاً جربن كسر الحظر وقيادة سياراتهن في السنين الماضية قليل جداً.

السعودية شهدت عامين حافلين بالتغييرات الكبيرة، وبعد مرور عام على توليه ولاية العهد، لا بد من القول إن الأمير محمد بن سلمان صاحب رؤية وقائد شجاع، تحدى التوقعات التي كانت تراهن على أنه بعد توليه ولاية العهد سيتراجع عن وعوده، لأنه لم يتجرأ على فعلها حاكم سعودي من قبل. وأثبت خطأ كثير من المحللين الذين اعتبروها تصريحات ووعوداً دعائية لن ترى النور الآن. كل الوعود نفذت. الحقيقة، هو ليس مضطراً لولا أنه مقتنع شخصياً بالتغيير، ربما رغبته تعكس انتماءه لجيل الشباب، أو لقناعته بأنه لا يمكن أن يطور المملكة اقتصادياً دون أن يطورها اجتماعياً. وليس سراً، أننا نعرف عن أفكاره بشأن التغيير منذ نحو أربع سنوات. السماح للمرأة بقيادة السيارة، وإنهاء منع السينما، وغيرها من الصدمات التي أحدثها في السعودية، أكثر المجتمعات تقليدية في العالم، فقد فاتحنا بها قبل تولي الملك سلمان بن عبد العزيز الحكم وتكليفه بولاية العهد. وكل ما نراه هو مرسوم في مشروع التغيير والتطوير الموعود، بتحرير المجتمع من العوائق التي تعرقل تقدمه. والذين يحاولون تصوير التغيير، وتحديداً إنهاء الحظر على قيادة المرأة للسيارة، على أنه جراء ضغوط داخلية، هم مجموعة قليلة تعيش في عالمها الذي لا يمت للواقع السعودي بصلة. الحقيقة عكس ذلك تماماً. فالضغوط جاءت من المحافظين والتقليديين الذين يرفضون تغيير الوضع القائم، وقد حاولوا ثني الحكومة عن قرارها، مباشرة أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي. وكما ذكرت في مطلع المقال، كان بمقدور ولي العهد ترك الأمور كما هي، باستمرار منع المرأة إلى عشرة، وربما عشرين عاماً، لكنه اختار العكس. اختار تحمل مسؤولية القرار، كما فعل في بقية القرارات الحساسة اجتماعياً في داخل السعودية. ولهذا لا بد أن نقر له بالشجاعة، ونحييه على هذه الخطوة، وغيرها، مدركين أنه يحظى بثقة الملك وتوجيهه. بإنهاء الحظر تكون السعودية قد أنهت كثيراً من «الخصوصية» التي ميزتها وعزلتها عن العالم، وحان الوقت لتصبح دولة طبيعية. ومع منح المرأة كثيراً من حقوقها، وفتح مزيد من الفرص لها في السنتين الماضيتين، نتطلع للمزيد لاحقاً. وكل هذه القرارات الكثيرة ضمن المشروع الكبير «رؤية 2030»، الذي يهدف إلى نقل السعودية من بلد سلعة النفط الوحيدة إلى دولة قادرة اقتصادياً، وسياسياً، وعسكرياً.

 

هوامش مونديالية

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/24 حزيران/18

في افتتاح المونديال، حرص فلاديمير بوتين على أن يظهر في الصورة إلى جانب بيليه، أسطورة الكرة البرازيلية، الذي أصبح مقعداً. لم يتحول بيليه إلى أسطورة بسبب عدد الأهداف التي حصدها في الملاعب، بل بسبب شخصيته العذبة وتواضعه الجميل. لم تحزن الناس لخسارة الأرجنتين العريقة أمام كرواتيا الحديثة يوم الخميس. بالعكس. فرحت لخسارتها لكثرة ما أظهر المدرِّب سامباولي من غرور وصلف وعداء في الملعب. هذه رياضة، مثل كل شيء عام آخر، لا تطيق الغرور. لاحظ كيف اجتذب محمد صلاح إعجاب العالم. صارت الكرة مرآة لكل شيء في العصر الحديث. وقد أثار ذلك حفيظة زميلتنا العزيزة سوسن الأبطح، فنددت بالمليارات التي تُصرف، فيما ثلث العالم جائع وفقير. ولكن هذا هو العالم الذي ليس مثالياً على الإطلاق. إنه يصرف أضعاف ذلك على الحروب والمخدرات والمؤامرات. ولكن الكرة حرب غير مؤذية، وتجارة واسعة لا ضرر فيها. وإذا كان ثمن اللاعب قد أصبح خيالياً، فإن هذه حصته من المردود. إنه لا يتعدى على مال أحد، ولا يطلب المال من أحد. إنما الناس هي التي تُقبل على مشاهدته، كما تقبل على مشاهدة ممثلي المسرح، أو التلفزيون، أو السينما. هؤلاء أيضاً يتقاضون الأرقام الخيالية في «حضارة السوق»، حيث النجاح سلعة. السوق أرقام، لا رحمة ولا عدالة. وجميع شعراء الأرض لم يحصلوا على شيء مما جنته مؤلفة «هاري بوتر»، ج. رولينغ. هل قست النفس فأصبحت أبرر ثمن اللاعبين بدل الوقوف مع فقراء الأرض؟ لا. لكن مع العمر، تأكدت أن العالم لا تصنعه طيبة الشعراء ورهافة الشعر. وقد جنت روسيا من معنويات في هذه الدورة ما لم تبلغه يوم صعدت إلى الفضاء، وقرأنا كلام الصورة يقول: «ويبدو الرئيس بوتين واقفاً خلف بيليه». وقد اهتمت الناس لخسارة ألمانيا أمام المكسيك أضعاف ما اهتمت لتشكيل حكومة رابعة برئاسة أنجيلا ميركل. رياضة تظهر فيها مدى القوة البدنية وصمودها، ومهارة المناورة، من دون لَكم ولا دماء. قليل من التعرق وكثير من الأعراق، ويخرج خاسراً خاسئاً من كان في أخلاق سامباولي.

 

كأس العالم والقوى «البشعة» القطرية

سلمان الدوسري/الشرق الأوسط/24 حزيران/18

تعمل الدول على استغلال مفهوم القوة الناعمة كإحدى الأدوات السياسية والدبلوماسية للتأثير في الرأي الاجتماعي والعام، ومع تعاظم هذا المفهوم ورغبة كل دولة في استخدامه بالطريقة التي تناسبها، ظهر الاستغلال البشع للقوى الناعمة بصورة تخالف المفهوم وبطريقة ضارة جداً وغير أخلاقية، وكذلك غير قانونية، فإيران استخدمت «القوى الناعمة» لزعزعة ثقة الشعوب العربية بطبيعة أنظمتهم القائمة، وكذلك فعلت قطر من خلال شبكة قنواتها التلفزيونية «الجزيرة»، التي أرادت من خلالها الترويج لمفاهيم ارتبطت بالتطرف والإرهاب، إلا أن أسوأ استغلال بشع شهده مفهوم القوى الناعمة كان مصدره للأسف أيضاً قطر، عندما أنشأت قنواتها الرياضية التابعة لقناتها الأم في عام 2003 ورصدت ميزانية تجاوزت 25 مليار دولار لتحقيق ذلك الهدف، وتضمن ذلك شراء حقوق بث مباريات كأس العالم 2018 و2022، وكأس أمم أوروبا، وكأس أمم آسيا، وكأس أمم أفريقيا، ودوري أبطال أوروبا، ودوري أبطال آسيا، ودوري أبطال أفريقيا، وبطولات دولية وقارية وإقليمية ووطنية، ومنافسات الأولمبياد حتى عام 2022 بقيمة مالية تجاوزت 10 مليارات دولار، قبل أن تنتقل الشبكة القطرية لممارسة سلوكيات غير معهودة لأي قناة تلفزيونية رياضية في العالم، باستغلال احتكارها نقل المنافسات العالمية لترويج أجندتها السياسية، في تجاوز هائل للمبادئ الأولمبية التي تعد هذه الانتهاكات خطاً أحمر، باعتباره يدمر فكرة الروح الرياضية التي يدافع عنها العالم.

وإذا كانت التجاوزات القطرية عبر أدواتها الإعلامية ليست بجديدة، فليس أكبر من أن تدعم التطرف والإرهاب، فإن ما فعلته الدوحة من خلال قنواتها الرياضية بإقحام فج للسياسة من بوابة احتكارها المنافسات الرياضية، تحول إلى كرة ثلج لم يعد المشاهد العربي قادراً على احتمالها، كما فعلت في أعقاب مباراة السعودية وروسيا في افتتاح كأس العالم، عندما قامت شبكة «بي إن» القطرية بتجاوزات هائلة ضد المملكة ومواطنيها، وبالطبع هذا ليس إلا مثالاً وحيداً، فكثير من الدول والشعوب العربية تعرضت لمثل هذه التجاوزات، غني عن القول أن قناة beIN SPORTS قامت بتغيير اسمها السابق «الجزيرة الرياضية» بسبب رفض الاتحادات الرياضية العالمية التعامل معها لارتباطها بالإرهاب، وهذا الأمر باعتراف أحد مذيعيها ومسؤولي القناة في حديث تلفزيوني موثق.

بحسب تقرير لاتحاد الإذاعات العربية، يبلغ سكان العالم العربي أكثر من 390 مليون نسمة، كما يبلغ عدد الأسر 89 مليون أسرة، وهناك فقط خمسة ملايين أسرة تمتلك اشتراكات تمكنها من متابعة الفعاليات التي تبث عبر القنوات المشفرة المتوافرة في المنطقة العربية، ويتبين من هذه الأرقام أن 93 في المائة من المواطنين في المنطقة العربية محرومون من متابعة البطولات الكبيرة؛ كأس العالم والألعاب الأولمبية والبطولات العربية والآسيوية والأفريقية؛ وذلك بسبب أسعار الاشتراكات العالية التي لا يستطيع متوسطو الدخل، وليس الفقراء فحسب، دفعها ومشاهدة رياضاتهم المحببة، فبسبب التشفير والأسعار المبالغ فيها، تجاوزت سعر الأجهزة في بعض البلدان العربية معدل الدخل الفردي السنوي، فإذا أضفنا أن القنوات تستخدمها لترويج أجندات الحكومة القطرية التخريبية وإساءاتها المستمرة للدول الأخرى، فإن ذلك يزيد الطين بلة ولا يعطي أملاً لتغيير حقيقي لهذه الكارثة التي تسببت بها قطر، سوى اللجوء إلى الحل القضائي أسوة بالأوروبيين في موضوع حقوق البث التلفزيوني للأحداث والبطولات الرياضية الكبرى، فالمادة السابعة لتنظيم البث التلفزيوني في الاتحاد الأوروبي نصت صراحة على أن «كل دولة عضو داخل الاتحاد الأوروبي بإمكانها اتخاذ تدابير وإجراءات وفقاً لقانون الاتحاد يضمن عدم احتكار أي قناة أو هيئة تلفزيونية للأحداث الرياضية باعتماد سياسة التشفير من خلال تحديد قائمة سنوية للأحداث الرياضية التي تعتبرها أحداثاً ذات أهمية بالغة للمجتمع». أمام قطر معركة قانونية شرسة ضد قائمة طويلة من الدول الرافضة لمبدأ الاحتكار بصورته غير العادلة الحالية، والهدف سنّ تشريعات من خلال الدول تحمي حقوق المشاهد العربي، مثل ما تم لحقوق المواطن الأوروبي الذي أصبح من حقه متابعة منتخباته القومية في أي بطولة كانت. من يصدق أن 7 في المائة فقط من المشاهدين العرب يستطيعون مشاهدة ومتابعة لعبتهم المفضلة بسبب مبدأ القوى «البشعة» القطرية؟!

 

موضات الرجال وموضات النساء

خالد القشطيني/الشرق الأوسط/24 حزيران/18

من المعتاد للنساء أن يستعملن الملابس التي تظهر جمالهن وقيافتهن وسحرهن. يسعى كل مصممي الأزياء النسائية ومديري شركات الثياب لإبراز ذلك. هذا ما تقوم عليه كل معارض ومهرجانات الموضة النسائية. بيد أن للرجال أيضاً مواقفهم نحو ملابسهم. تراهم يعبّرون بها عن مركزهم المهني والاجتماعي والفكري، وفي هذه الأيام عن انتمائهم الحزبي. توجد إشارات في معظم اللغات والمجتمعات للإشارة لدور الرجل. فتجد الأوروبيين يقولون عن فلان إنه لابس قبعة المحافظين، أو كاسكيت العمال. يعجب الكثير من زملائي بأنني أقتدي بتوفيق الحكيم في لبس البيريه الفرنسية. والبيريه هي قبعة الفنانين، والبيريه السوداء التي ألبسها عثرت عليها في متحف اللوفر. ويصف الإنجليز المتقلب في الرأي بأنه متقلب السترة، ويقولون إنه غيّر ثوبه، بمعنى غيّر رأيه وموقفه. ونحن نقول إنه لبس طاقية الإخفاء أو ثوب العافية. ونقول إن القضية أصبحت قميص عثمان، ونقول في العراق إن الرجل قد نكس عقاله وشق ثوبه تعبيراً عن ابتلائه بمصيبة. كانت الأزياء موحدة في المجتمع الواحد، لكن تبلبلت أفكارنا وتعددت أهواؤنا. وقد اقتضى على مصممي الأزياء أن يواكبوا هذا التعدد، ويصمموا ما يتماشى مع المبادئ والانتماءات. كان المفروض في المعارض أن تقسم الأزياء الرجالية حسب الآراء بحيث ترى جناح الأزياء القومية وجناح الأزياء الاشتراكية وأزياء المحافظين والجمهوريين والأوباميين... وهلمّ جراً. وفي جناح الأزياء الاشتراكية مثلاً تجد سراويل الجينز المصنوعة من الكتان الخام للثوريين في مرحلة النضال، والمصنوعة من الكشمير الخالص للاشتراكيين بعد وصولهم للحكم.

وبالنظر للتقلب السريع السائد في الآراء والانتخابات، فيقتضي تصميم أنواع كثيرة من الجاكيتات والمعاطف من نوع الكونفيرتبل، أي القابلة للقلب. فبمجرد أن يسمع المرء بتغير النظام أو سقوط الحزب في الانتخابات، يبادر وهو في مكتبه إلى قلب سترته بما يتفق مع النظام الجديد.

لكن السراويل تتركنا في مشكلة، فبقدر معلوماتي لم يتوصل المصممون بعد إلى سراويل كونفيرتبل. وهذا يلقي المواطن في محنة وهو في الطريق أو في المقهى ويسمع من الراديو: «نحن الضباط الأحرار؛ بالنظر لتمادي النظام البائد في لبس السراويل العريضة المبددة للثروة الوطنية، فقد قررنا الإطاحة بهذا النظام وإقامة حكومة تقوم على السراويل الضيقة المنسجمة مع الاقتصاد الوطني. وسنضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه لبس السراويل العريضة. عاش الشعب بسراويله الضيقة والمجد للثورة». ما الذي يمكن أن يلجأ إليه المواطن وهو في بنطلونه العريض لينجو من حنق الشعب؟ وبالنظر لعدم وجود سراويل قابلة للقلب، فالنصيحة الوحيدة هي أن يلبس سروالين قبل خروجه من البيت فلا يسمع مثل هذا البيان حتى يبادر لخلع السروال الرجعي ويحافظ على السروال الثوري ويتقي غضب الشعب. وهذا شأن العالم في موضات الأزياء الرجالية.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

رئيس الجمهورية في قداس دير مار يوحنا المعمدان القلعة في بيت مري: على اللبنانيين ان ينهلوا من رسالة هذا الدير العابق بروح الشهادة

الأحد 24 حزيران 2018/وطنية - شارك رئيس الجمهورية العماد ميشال عون واللبنانية الاولى السيدة ناديا الشامي عون الرهبانية الأنطونية ورهبان دير مار يوحنا المعمدان القلعة في بيت مري، القداس الاحتفالي الذي اقيم في مناسبة عيد مار يوحنا المعمدان ومرور 250 عاما على بناء كنيسة الدير الأثرية في بيت مري، بالتزامن مع الاحتفال بأول قداس في هذه الكنيسة بعد أحداث 13 تشرين الأول 1990. احتفل بالقداس الرئيس العام للرهبانية الأباتي مارون أبو جوده وعاونه رئيس الدير المدبر الأب مارون بو رحال، ألامين العام للمدارس الكاثوليكية الأب بطرس عازار، وتولى الخدمة جوقة المدرسة الأنطونية في القليعة، الجنوب، بإدارة الأب يوسف باسيل. حضر الاحتفال إلى جانب الآباء المدبرين والرهبان، نواب المتن: ابراهيم كنعان وقرينته، إدي أبي اللمع والياس بو صعب، قائد الجيش العماد جوزيف عون وقرينته، النائب السابق غسان مخيبر وقرينته، الرئيسة العامة للراهبات الأنطونيات الأم جوديت هارون، الرئيسة المنتدبة لراهبات الوردية الأم سيلفستر العلم، رئيس بلدية بيت مري روي أبو شديد، مختاراها وكاهن رعيتها الخوري بيار الشمالي، رئيس بلدية عين سعاده السيد أنطوان بو عون، كاهن رعيتها الخوري شربل مسعد، حشد من أصدقاء الدير والمؤمنين.

بو رحال

وقبل بدء القداس الإلهي، ألقى رئيس الدير المدبر بو رحال كلمة رحب فيها بالرئيس عون واللبنانية الاولى والحضور، مبرزا محطات أساسية من تاريخ الدير ومعاناته، وبخاصة خلال أحداث 1990 وما بعدها. ومما جاء فيها: "أرحب بكم في هذا الدير المبارك، دير مار يوحنا - القلعة الذي يشع منه حضور الله ورائحة القداسة منذ تاريخ تأسيسه سنة 1748 أي منذ270 سنة، والذي ما زال امينا على تراكم التاريخ وهو الشاهد على العنفوان الوطني، من أجل الحفاظ على كرامة لبنان وحريته. لقد دافعتم، يا فخامة الرئيس، عن هذه الركائز والقيم: حرية المعتقد والإيمان بالله، الأمانة لتاريخ الوطن وحرية الشعب اللبناني وكرامته، وعانيتم الكثير من أجل الحفاظ على هذه الأسس. لن ننسى كل الذين قدموا حياتهم فدية، على أرض هذا الدير، للدفاع عن هذه المبادئ. وهنا لا بد من أن أذكر أخوينا الأبوين المغيبين ألبير شرفان وسليمان أبي خليل مع مدنيين وجنود في الجيش اللبناني. كل هذه الوجوه ما زالت مضيئة في وجداننا وضمائرنا. فلا عجب أن يختلط مصير الرهبان مع مصير جنود جيشنا ومصير شعبنا في المحطات المصيرية التي تشكل تاريخ لبنان. إنه مصير واحد نفتخر به ونعمل للحفاظ عليه. فخامة الرئيس، لم ترتفع صلاتنا في هذه الكنيسة منذ ذلك التاريخ 13 تشرين الأول 1990، غياب قسري طالت مدته ثمانية وعشرين عاما، إلى أن حلت هذه السنة ذكرى 250 عاما على بنيان هذه الكنيسة الأثرية. فأردناها عودة إلى النبع الذي شرب منه من سبقونا، أردناها عودةإلى المكان الذي صلى وتقدس فيه أهل هذه المنطقة مع آبائنا ورهباننا الأنطونيين. إنها عودة إلى الجذور كي نحيا بها اليوم وغدا، كي نعيش الحاضر بكل فخر ونحضر للمستقبل بكل إقدام. إنها الذبيحة الإلهية الإحتفالية الأولى التي نقيمها اليوم، بعد مرور هذه الأعوام على هجر هذا الهيكل المقدس، من أجل كل من سبقونا، عرفانا بالجميل وحفاظا على مجهودهم وتعبهم".

وتابع: "معكم، يا فخامة الرئيس، نشكر الله على الإنجازات التي حققتموها منذ تسلمكم المسؤولية الأولى في لبنان. وإننا إذ نهنئكم على الإنجاز الأخير بإجراء الإنتخابات النيابية التي تحققت بإشرافكم، نفرح بتعبير الشعب اللبناني بعد طول انتظار، وبأمان وحرية، عن رأيه في اختيار ممثليه للندوة البرلمانية. وكلنا ثقة بشخصكم وبتوجهاتكم للسير بلبنان، بلد الرسالة، إلى ما يؤول لخير الوطن والمواطنين. وعلى أمل في أن تتشكل الحكومة وفي أسرع وقت حتى تنكب على تسيير شؤون الناس وشجونهم وترعى مصالح البلد بكل أمانة، أستغنمها فرصة كي أهنئ السادة النواب الموجودين بيننا متمنيا لهم النجاح في عملهم. إننا نصلي من أجلكم، يا فخامة الرئيس، من أجل معاونيكم وعائلتكم، حتى يمنحكم الرب الإله الحكمة كي تسوسوا البلاد بعدل وتقودوها إلى بر الأمان. ونرفع صلاتنا أيضا معكم ومع جميع المشاركين اليوم من أجل الذين قدموا ذواتهم على أرض ديرنا لكي يبقى لبنان وعلى حد قول القديس يوحنا بولس الثاني رسالة حرية وعيش مشترك للشرق كما للغرب. أجدد شكري لفخامتكم على حضوركم ومشاركتنا في قداس العيد، وإنه لشرف كبير أيضا أن تكون حاضرة بيننا اللبنانية الأولى السيدة ناديا وهذه الوجوه الطيبة. أشكر جميع الرسميين وأصدقاء الدير وأبناء بيت مري والجوار على مشاركتهم بهذا الإحتفال.وأهلا وسهلا بكم".

أبو جوده

خلال القداس، قرأ كنعان الرسالة، وبعد الإنجيل ألقى الأباتي أبو جوده عظة في المناسبة ومما جاء فيها: "أرحب بكم فخامة الرئيس، في ديرنا مار يوحنا المعمدان القلعة، عشية عيده، لما لهذا الدير الأنطوني من تاريخ مشرف في الدفاع عن الوطن، فلقد دفع فاتورة الانتماء للوطن مرات متعددة وآخرها في العام 1990، (يوم تغييب أبوينا ألبير شرفان وسليمان بو خليل، فصل لا يمكننا إقفاله بسهولة). وفي كل مرة كنا نحييه مجددا ونبث فيه روح القيامة والثقة بالدور الذي يجب علينا أن نعيشه نحن الرهبان، بأن نكون مراكز إشعاع وصلة تواصل مع جميع اللبنانيين. أرحب بكم وأنتم علم نضال ومثابرة في تاريخ هذا الوطن، تعملون على إعلاء شأنه وقيادته إلى سفينة بر الخلاص. فخامة الرئيس، إن الوطن الرسالة ليس معطى تاريخيا كجبالنا وأرزنا، إنما هو مسيرة تلاق وتعاون وحوار، تحتاج إلى من يؤمن بها ويبثها في قلوب اللبنانيين، خصوصا وإن الإنتماءات الخارجيةالتي تسحر بعضهم، إلى جانب أفكار غريبة عن مجتمعنا نستوردها معتقدين أن فيها الخلاص، لا تتماهى مع طبيعة لبنان، وتركيبته، وتاريخه، وفكره وعلمه وانفتاحه. لذا فالعمل على تبني الوطن الرسالة هو الذي يعطي لبنان نكهته المميزة، كما يعطيه الأرز نكهة الخلود ورائحة السماء.

"صوت صارخ في البرية، أعدوا طريق الرب". هكذا عرف يوحنا عن ذاته عندما سئل من أنت؟ الصوت المنادي لتهيئة النفوس لاستقبال يسوع المسيح. هو الصوت الذي سيحمل الكلمة إلى العالم، فيدخل صوته في آذانهم ليدخل يسوع إلى قلوبهم. وما أشرف هذه المهمة وما أقدسها. يرفع صوته منبها لأكبر حدث في تاريخ العلاقة بين الله والإنسان، يرفعه ليدعو الناس إلى التوبة وتحضير الذات للدخول إلى الملكوت الذي سيعلنه الرب يسوع، ويرفعه مرة أخرى ليظهر الحق ويبكت على الشر، ويصوب طريق الأشرار مهما علا شأنهم. فإذا به سراج لا ينطفىء، وصوت لا يسكت".

واضاف: "فخامة الرئيس، لقد صور بعض اللاهوتيين وكاتبي الأيقونات يوحنا، كأنه "أصبع ممدودة" نحو يسوع المسيح ليقول فيه: "هذا هو حمل الله الحامل خطايا العالم". وقد تحققت نبوءته في يسوع "حمل الله" الذي حمل خطايا العالم وارتفع بها على الصليب، وصار علة خلاص للعالم. وفي ضوء إصبع الحق، تلفتني تلك الأصابع الممدودة في الوطن التي تعمل على تبادل الاتهامات، بدلا من أن تدلنا على طريق الخلاص، فإذا بنا نراوح مكاننا ونتهم غيرنا، وكلنا مرتاح البال، معتقدين أن المسؤولية عند الآخرين، وهم منها براء. في حين يهز هذا القديس ضمائرنا إذ يدعونا لأن نتبع من يقودنا في طريق الخلاص. كم نتمنى، فخامة الرئيس أن تنكفئ تلك الأصابع الممتدة نحو بعضها كأنها سلاح موجه، وأن يضع كل منا ما عنده من إيجابية لنسير نحو الخلاص، لأننا نحتاجه جميعا. فلا يمكننا في هذا الوضع الحرج، سوى أن نشبك أيدينا، ليس في حفل كباش، بل لنسير سويا لما فيه خير المواطن والبلد. يوحنا المعمدان، كان أول من فرح بلقاء يسوع وهما في الحشا "ارتكض الجنين في أحشاءأمه" عند لقائها للعذراء مريم (لو 1/14 - 54) فعاش حياته في قسمها الداخلي مرتكزا على التقشف والإماتات، وحياة التجرد والفقر، أما حياته الرسولية، فكانت متمحورة حول تحضير النفوس ودعوتها إلى التوبة لقبول كلمة الله. أليست هذه صفات كل إنسان يعيش في العالم وفي خدمة الشأن العام؟ فمن جهة عليه أن يعيش صلابة داخلية مع ذاته مبنية على التقشف والتجرد، ومن جهة أخرى يجب أن يحمل هم المواطنين للسير بهم إلى المراعي الخصيبة. وما أجمل النداء الذي جسده يوحنا المعمدان: "أيها الخطأة توبوا، وعيشوا وأعطوا ثمارا تستحق الغفران". وكم نطمح عندما نسمع أصوات سياسيينا يحذرون أن يكونوا أول من يأخذ على عاتقه ما ينبه منه. وإذا أردنا اختصار صفات يوحنا، يمكننا أن نقول عنه ثلاثة أمور:

الرجل التائب والداعي إلى التوبة، الذي عاش حياته بتجرد، وقرب الناس من الله، الرجل الشجاع الذي واجه الكبار من دون خوف أو تردد، ليشهد للحق. الرجل المعمد الذي غسل الخطايا بالماء تحضيرا للولادة الثانية بالروح القدس والنار. أين نحن اليوم من حياة التوبة الدائمة التي تقودنا إلى لقاء المسيح في حياتنا اليومية وإلى التجدد داخليا؟ تنقصنا الجرأة في بناء نفوسنا على عمل الصلاح والبر، على أعمال التقوى والإماتات، لكي لا تبعد أمور العالم نظرنا عن شمس الحق، عندئذ نصبح شهودا للحق على مثال يوحنا. وفي هذا المجال، أود أن ألفت إلى أننا في حياتنا الروحية، في الكنيسة، عند إبراز النذور أو قبول سر الكهنوت، أو قبل الإقدام على مشروع هام، أول ما يقوم به المؤمن هو رياضة روحية، ليكشح الغبار المتراكم في حياته، ويستضيء بنور المسيح للمرحلة المقبلة، وبعد الانتخابات، أريد أن أدعو، معكم، الذين حصلوا على ثقة الناس ودخلوا قبة المجلس، أن يعود كل واحد إلى ذاته، ويقوم بفحص ضمير، لكي يتجدد بالتجرد، ويتلمس حاجة المواطنين، ليقوم على خدمتهم كما وعدهم، وكما يفْرضه واجب التقدم إلى الخدمة العامة. وفي مواجهتنا عالم الشر، المملوء تكفيرا، وبهتانا، وهو مغلف بتجربة الكبرياء، وإنكار وجود الله، يقوم كل واحد مؤمن بالله، وقد نال الروح القدس، يقوم بشجاعة لمواجهة الضياع والإغراءات بقلب مليء من محبةالمسيح، ومن محبة الله، فلا يمكن أن نكون، ونحن ندعي الإيمان، مسلمين ومسيحيين، شهود زور على محبة الله لنا، بل علينا العمل على تحقيق غايات إيماننا وتجسيد فضائله وتفعيلها في حياتنا اليومية؛ كما أن التقرب من العلي لا يتم بالعزل أو الانعزال، ولا بالتهميش والاستقواء، بل بالانفتاح على الخلق أجمعين، والتحاور والتخاطب والسعي إلى خلاص صورة الله تعالى وصون كرامة خلائقه وحريتهم. فلنضع أيدينا بأيدي بعض، ولنتكاتف معا في مواجهة ما يشوه حضارتنا الإنسانية والدينية، ولنشهد معا لقيمنا المشتركة من محبة وأخوة ومودة وصداقة".

وتابع: "فخامة الرئيس، أخواتي وإخوتي الأحباء، يوحنا المعمدان كان "صوتا صارخا في البرية" هذه المهمةالخاصة التي أعطاه إياها الرب منذ الحبل به، عاشها بالملء على الرغم من كلفتها العالية، لأنه مات شهيدا من أجل أن يكون لها أمينا. ولقد تمرس عليها في البرية، المكان البعيد عن الإغراءات، وفي البرية أيضا وهي محطة إيمانية كبيرة في تاريخ الحياة الرهبانية، حيث عاش أنطونيوس أبو الرهبان، ومارون، وطغمات المكرسين، في البرية بعيدا من الإغراءات، فنبني نحن الرهبان حياتنا، ونتأمل بعظمة الله، لكي ننطلق في ما بعد للعمل من أجل الإنسان والوطن. كلنا يحتاج إلى هذه الفسحة الإلهية لينقي ذاته، فيقوم بخدمته على أفضل حال، لأنها مكان صلاة وعودة إلى الذات، وإنها ملجأ نعمة نختمر فيها، لنخرج منها ونعكس نعمة الله على أبنائه. فلنتكل على الله ولنحمل راية المسيح على غرار يوحنا المعمدان فنصبح بدورنا "صوت صارخ" في عالم اليوم، نعلن اسم يسوع ونعيش بحسب تعاليمه. ولا بد لي في هذه المناسبة، عيد ديرنا الأنطوني مار يوحنا القلعة وشفيعه، إلا أن أتمنى لرئيس الدير، أخينا المدبر الأب مارون بو رحال ولجمهور الدير، وللمصلين الذين يقصدونه للخلوة الروحية والصلاة واللقاء بالله، وقد يسروا لنا لقاءكم يا فخامة الرئيس، ولكل من يتكنى باسم يوحنا أو يسعى ليصيب سعيه المستقيم، أتمنى لهم جميعا عيدا مباركا تحل فيه خيرات الرب يسوع علينا جميعا لنكون على مثال شفيعنا يوحنا المعمد "صوت صارخ" في الحق، يحمل الجميع للقاء وجه الله المشع نورا. ويسرني، فخامة الرئيس، أن أتمنى لكم التوفيق في إدارة البلاد، وقد أعطيتم أكثر من مثل على تقديم خير الأمة على خيركم الشخصي، واعتليتم على الصغائر، لإرساء رؤية واسعة للبنان، ونطمح لأن نرى الجميع يقومون بالخطوة ذاتها، من أجل صالح الوطن وأبنائه. وأتمنى لوطننا أيام سلام وخير وبحبوحة، وليباركنا الثالوث الأقدس، بشفاعة يوحنا المعمدان،الآب والابن والروح القدس له المجد إلى الأبد".

هدية

وفي ختام القداس، قدم الأباتي أبو جوده والمدبر بو رحال هدية للرئيس عون عبارة عن أيقونة سيدة القلعة الأثرية المحفوظة في المتحف الأنطوني في دير مار روكز، كما تم تقديم نسخة جديدة عنها للسيدة الأولى.

كلمة في السجل الذهبي

بعد ذلك، انتقل الرئيس عون واللبنانية الاولى والاباتي ابو جوده الى صالون الدير حيث دون رئيس الجمهورية في السجل الذهبي الكلمة الاتية: "اجيال مضت، ودير مار يوحنا القلعة في بيت مري، شاهد حي بحجارته التي من صخر، وبدماء من مر به من رهبان موطنهم القلب والعقل، وإن غابوا، ان القيامة فعل تحد. كيف لا يحيا، وشفيعه افتدى بقطع الرأس من سيفتدي البشرية ليستقر الانسان في قلب الله؟

حسبي اليوم، ان ينهل اللبنانيون جميعا من رسالة هذا الدير العابق بروح الشهادة حتى الاستشهاد، ليلتمسوا منها اندفاعة من اجل انتصار مساحات الشهادة على عوامل الخوف والتردد والتباعد".

ثم تقبل الرئيس عون والسيدة الاولى والاباتي ابو جودة تهاني المشاركين في القداس .

مأدبة عائلية

وعلى الاثر، انتقل الجميع الى قاعة الطعام في الدير حيث اقيمت مأدبة المحبة العائلية، جدد في مستهلها الاباتي ابو جودة الترحيب بالرئيس عون واللبنانية الاولى والحضور منوها بمواقف رئيس الجمهورية وبتاريخ علاقته بدير القلعة ودوره في الدفاع عن السيادة والاستقلال والكرامة الوطنية ومستذكرا محطات من هذه العلاقة. وقال: "هذه المحطات التاريخية نذكرها لنتعلم كيف نعيش الوحدة في ما بيننا، وكي نعمل من اجل وطننا، فالانقسامات التي حصلت قبل الانتخابات النيابية يجب ان تزول بعد هذه الانتخابات ونعمل معا لوطننا، فالانقسام يولد الهزيمة والاتحاد يحقق النصر".

ورد الرئيس عون شاكرا الاباتي ابو جودة والرهبان وجمهور الدير مستعيدا ذكريات لا تزال ماثلة امامه منذ سنوات خلت "كانت خلالها الرهبانية الانطونية وهذا الدير بالذات سندا للجيش ولكرامة الوطن وسيادته"، وقال: "انها مرحلة تاريخية عاشها لبنان ويجب ان يعرفها كل لبناني، لان من ينسى التاريخ يكرر الاخطاء".

وبعد انتهاء المأدبة، غادر الرئيس عون الدير مشيعا بمثل ما استقبل به من حفاوة وتكريم .

 

الراعي في تخريج طلاب دورة التنشئة الروحية: لحكومة يتحلى وزراؤها بالكفاءة التكنوقراطية وليس لتعبئة الحصص وتقاسم المصالح

الأحد 24 حزيران 2018 /وطنية - ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، قداسا في بكركي لمناسبة تخريج طلاب دورة التنشئة الروحية والانسانية لمسؤولي شبيبة الأبرشيات والحركات الرسولية، وعاونه كل من المطرانين بولس عبد الساتر وحنا علوان وعدد من الآباء، في حضور النائبين شوقي الدكاش وروجيه عازار، الوزيرة السابقة أليس شبطيني، ممثل قائد الجيش العماد جوزف عون العميد بيار صعب، ممثل المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء عماد عثمان العميد مروان سليلاتي، ممثل المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم العميد جوزف طوميه، جمعية "EDY" للتوعية من مخاطر حوادث السير وجماعة آتية من بولونيا من أجل تأسيس "عائلة مار شربل" في وطن القديس البابا يوحنا بولس الثاني.

العظة

وألقى البطريرك الراعي عظة بعنوان "من أنا أرسلكم كالخراف بين الذئاب"، وقال: "الكنيسة، برعاتها وشعبها ومؤسساتها، في حالة إرسال دائم. رسالتها المؤتمنة عليها هي رسالة المسيح الفادي إياها، فإن مهمتها الأساسية هي أن توجه عقل الإنسان وتهدي البشر أجمعين نحو سر المسيح، يختم الإنجيليون كلهم رواية الإرسال للبشارة في آخر لقاء للرسل بالمسيح القائم من موت، إذ أرسلهم قائلا: "إذهبوا وتلمذوا كل الأمم، وأنا دائما معكم حتى انقضاء العالم" (متى 28: 18). إنه إرسال صعب لأنه سيصادف الرفض والاعتداء والتحقير وحتى الاستشهاد، من أجل أكتمال عمل الخلاص والفداء بالمسيح. وقد عبر الرب يسوع عن هذا الواقع المصيري بقوله: "ها أنا أرسلكم كالخراف بين الذئاب" (متى 10: 16). وفي الوقت عينه أعطى ضمانتين: نجاح الرسالة بتأييده لعمل المرسلين، وإلهامات الروح القدس للمرسلين من أجل حسن الكلام والتصرف. وأوصى بفضائل ثلاث: الحكمة والوداعة والصبر".

أضاف: "يسعدنا أن نحتفل معا بهذه الليتورجيا الالهية، بمناسبة تخريج طلاب دورة التنشئة الروحية والإنسانية لمسؤولي شبيبة الأبرشيات والحركات الرسولية. وهي دورة ينظمها، للسنة الخامسة، مكتب راعوية الشبيبة في الدائرة البطركية. وقد اختاروا لدورتهم شعار: "دورة الرسول المسؤول". فتأتي التسمية ملائمة لموضوع إنجيل هذا الأحد، وهو الرسالة والإرسال. إني أحيي شاكرا منسق هذا المكتب المونسنيور توفيق بوهدير، ومعاونيه. كما أحيي وأشكر كل الذين ألقوا مواضيع هذه التنشئة من السادة المطارنة، والآباء، والراهبات، والأساتذة والجماعات.

إن نشاط "مكتب راعوية الشبيبة" يندرج هذه السنة في تحضير شبيبتنا اللبنانية لمواكبة أعمال سينودس الأساقفة الخاص بالشبيبة، الذي سيعقد في حاضرة الفاتيكان من 3 إلى 28 تشرين الأول المقبل، وموضوعه: "الشبيبة والإيمان وتمييز الدعوات". وفي هذا السياق ينظم المكتب، في شهر آب المقبل، دورة تحضيرية لمواكبة السينودس، ويشارك فيها شبيبة الأبرشيات". وتابع: "تشارك معنا في هذا القداس الإلهي جمعية EDY للتوعية من مخاطر حوادث السير، وهي تؤمن نشر ثقافة التوعية والتعليم لسائقي الدراجات النارية وغيرها، وتعزز سلامتهم، وتعمل على الحد من حوادث السير والخسائر البشرية، ويتضمن برنامج التوعية ندوات في المدارس والجامعات، وتعليم تقنيات القيادة، وحملات إعلامية، ودورات تدريبية، وسواها من وسائل التوعية. إننا نذكر في هذه الذبيحة المقدسة ضحايا السير، راجين لهم الراحة الأبدية في السماء، ولأهلهم وعائلاتهم العزاء الإلهي، ونصلي من أجل حماية شبابنا من مثل هذه الحوادث. ونحيي بالشكر القيمين على الجمعية ونشاطات التوعية، وكل الشخصيات الرسمية وممثلي الإدارات والأجهزة والبلديات الحاضرين معنا والداعمين لنشاط جمعية EDY للتوعية. في ضوء موضوع هذا الأحد عن الإرسال والرسالة، أنتم أيضا تقومون برسالة اجتماعية رفيعة، تحمي أجيالنا الطالعة وشبيبتنا، وتثقفها على قيمة الحياة وقدسيتها ودورها في بناء التاريخ البشري والتاريخ الخلاصي. نرحب بالجماعة الآتية من بولونيا، وهي تسعى إلى تأسيس "عائلة مار شربل" في وطن القديس البابا يوحنا بولس الثاني".

وشدد على "ان الرسالة في الكنيسة والبيت والمجتمع والدولة تقتضي الفضائل الثلاث: الحكمة والوداعة والصبر، التي يدعونا الرب يسوع للتحلي بها:

"كونوا حكماء كالحيات" (لو 10: 16). يدعونا لاستعمال العقل والتفكير. فالحكمة هي أولى مواهب الروح القدس، لأنها توجه العقل نحو الحقيقة، والإرادة نحو الخير، والقلب نحو المحبة. وتبلغ ذروتها في العيش بمخافة الله أي بمرضائه في كل شيء.

"وكونوا ودعاء كالحمام" (لو 10: 16). يدعونا لنكون مسالمين ومحبي السلام بتواضع ووداعة، بعيدا عن الكبرياء والادعاء والأذية وروح الشر والثأر والانتقام. وقد دعانا إلى مدرسته لنتعلم هذه الفضيلة بقوله: "تعالوا إلي، وتعلموا مني، إني وديع ومتواضع القلب، فتجدوا راحة لنفوسكم" (متى 11: 29).

"من يصبر إلى المنتهى يخلص" (متى 10: 22). يدعونا إلى الصبر على الشدة لأننا بهذه الفضيلة ننتصر على الصعاب والمحن. ونبلغ إلى الهدف الأخير والغاية المنشودة من الرسالة الموكولة إلينا".

وأشار الراعي الى ان "كل رسالة تهدف إلى الخلاص، فرسالة الوالدين تهدف إلى خلاص أولادهم الحياتي والثقافي والمصيري، عبر تربيتهم والسهر عليهم ومواكبتهم في تطلعاتهم، ورسالة رعاة الكنيسة تهدف إلى خلاص أبنائها وبناتها الروحي، والخلاص الأبدي لكل إنسان، بواسطة خدمتهم المثلثة: الكرازة بكلام الله والتعليم، وتقديس النفوس بتوزيع نعمة الأسرار، وبناء الجماعة المؤمنة على أساس الوحدة في الحقيقة والمحبة. ورسالة السلطة السياسية تسعى إلى تأمين خلاص المواطنين الاقتصادي والمعيشي والثقافي والصحي والاجتماعي. ليست السلطة والمشاركة فيها، تشريعا وإجراء وإدارة وقضاء، غاية بحد ذاتها، بل هو وسيلة لتأمين هذا الخلاص المتنوع. وليست السلطة والمشاركة فيها للمكاسب الشخصية، بل لتأمين الخير العام بكل تفان وتجرد ووعي ومعرفة ومهارة وكفاءة".

أضاف: "إننا في كل يوم، ننتظر ولادة الحكومة الجديدة، وهي مع الأسف مازالت تتعثر. إن الشعب لا يريدها مؤلفة من أشخاص عاديين، لتعبئة الحصص، وتقاسم المصالح، وإرضاء الزعامات، بل يريدها الشعب والدول الصديقة الداعمة للبنان والمشاركة في مؤتمرات روما وباريس CEDRE وبروكسيل، حكومة مؤلفة من وزراء يتحلون بالكفاءة التكنوقراطية والمعرفة وروح الرسالة والتجرد والأخلاقية والتفاني. وإذا كان لا بد من تمثيل للأحزاب والأحجام، فليكن على هذا المقياس. ويجب عدم إهمال الأكثرية الباقية من خارج الأحزاب والأحجام النيابية، وفي صفوفها شخصيات وطنية رفيعة، يجب أن تكون جزءا أساسيا في الحكومة العتيدة. وإذا كان لا بد من ألوان سياسية، فاللون المفضل هو لون الوطن، دولة وشعبا ومؤسسات".

وأردف: "تحديات كبيرة تنتظر الحكومة الكفوءة المنتظرة وهي على التوالي:

- إجراء الإصلاحات في الهيكليات والقطاعات التي فصلها بالتحديد البيان الختامي لمؤتمر باريس CEDRE الذي انعقد في 6 نيسان الماضي، بغية النهوض الاقتصادي بكل قطاعاته. وعلى هذا الأساس، يبدأ صرف الأحد عشر مليار ونصف دولار أميركي، من المساعدات المالية بين قروض ميسرة وهبات، ضمن آلية محكمة للمتابعة تشارك فيها الدول.

- الوضع التجاري الذي ينذر بإقفال ما بين 20 و25 % من المؤسسات التجارية بسبب الأوضاع الاقتصادية الراهنة، كما نبهت جمعية تجار بيروت منذ ثلاثة أيام. وبينت كل الأسباب ورسمت خريطة النهوض.

- أزمة التعليم الخاص من جراء القانون 46/ 2017، الذي أوجد أهالي التلامذة في اللاقدرة على تحمل أية زيادة في الأقساط المدرسية، وعددا من المعلمين والمعلمات والموظفين في حالة الصرف من المدارس الخاصة بسبب تناقص عدد طلابها، وإقفال البعض منها تدريجيا. فتكون البلاد أمام أزمة تربوية واجتماعية كبيرة، إذا لم تتحمل الدولة جزءا من رواتب المعلمين بحكم تلازم التشريع والتمويل، ولكون المدرسة الخاصة ذات منفعة عامة كالمدرسة الرسمية.

- قضية النازحين السوريين التي تقتضي سياسة عامة موحدة في المبادئ والإجراءات والتدابير مع الدول المعنية من أجل عودتهم إلى وطنهم واستعادة كرامتهم وجميع حقوقهم المدنية فيه. فيجب إخراج هذه الأزمة، التي باتت تشكل أزمة لبنانية على كل صعيد، من أي معطى سياسي أو مذهبي، وحصرها في جوهرها، وهو المعطى الوطني اللبناني.

- الأزمة السكنية التي تفاقمت من جراء توقف قروض الإسكان من جهة، وغلاء أسعار الشقق السكنية من جهة أخرى، وغياب أي خطة إسكانية من قبل الدولة. فإنا نبارك تحرك "جمعية دعم الشباب اللبناني" ونؤكد مطالبها التي عبرت عنها أمس في اعتصامها في ساحة رياض الصلح ببيروت، وقد تضامن معها عدد من النواب، وفي رسالة رسمية موجهة إلى نواب الأمة. ونحمل النائبين الحاضرين معنا كل هذه القضايا، وانتما نائبان ممتلئان من الاستعداد الكامل للنهوض بلبنان واسماع صوت الشعب في الندوة البرلمانية. فليبارك الله عملكما وعمل كل زملائكم".

وختم الراعي: "في هذا اليوم الذي نحيي فيه تذكار مولد يوحنا المعمدان، واسمه يعني "الله رحوم"، نسأل الله بشفاعته أن يملأ قلوب الجميع بالرحمة، فتستعيد المشاعر الإنسانية وتبني مجتمعا تسوده الأخلاقية وروح التعاطف والتضامن. فالرحمة فضيلة تعيد للانسان إنسانيته. ومعا نرفع نشيد المجد والتسبيح لله "الغني بالرحمة"، الآب والابن والروح القدس، الآن وإلى الأبد، آمين، لمجد الثالوث القدوس، الإله الواحد، الآب والابن والروح القدس، الآن وإلى الأبد، آمين".

وبعد القداس، سلم الراعي والمنسونيور ابو هدير طلاب دورة التنشئة شهاداتهم.

 

ريفي مفتتحا المعرض التشكيلي في طرابلس: ما خضناه ليس انتخابا إنما تعيين

الأحد 24 حزيران 2018 /وطنية - اقيم حفل إفتتاح المعرض التشكيلي السنوي "أطياف وألوان شمالية 2" في غرفة التجارة والصناعة في طرابلس، برعاية اللواء اشرف ريفي وحضوره الى عقيلته.

والقى ريفي كلمة، شكر فيها كل من أسهم في افتتاح المعرض وكل من عمل الى جانبه في فترة الانتخابات من مناصرين وناشطين، وقال: "خضنا التحدي معكم وخضنا حملة انتخابية لإنتخابات ليست لبنانية، بل على الطريقة السورية ولو تم ابلاغنا قبل وقت أن هناك من سينتخب بدلا منا لما خضناها، والصناديق التي فرزت لا تعبر عن أصواتنا وأتكلم وقائع ليس لانني خسرت الانتخابات، فالموقع لا يهمني والدليل استقالتي من وزارة العدل. فلا يعقل ان ينتخب شخص في صندوق معين ولا يحصل حتى على صوته! نحن قدمنا طعنا للمجلس الدستوري الذي نراهن عليه اليوم ونقاط الطعن موضوعية وهو ما يخيف الطبقة السياسية".

وتابع ريفي: "في جميع الماكينات الانتخابية كانت نسبة الاقتراع 39% في دائرتنا وفي وزارة الداخلية كانت 56% ولوائح الشطب حسب وزارة الداخلية أعطت رقما معينا والأرقام التي خرجت من لجان القيد تحمل فارقا بكل لبنان نحو 500 الف صوت. الملفت أن هناك دائرتين كان التركيز عليهما: البقاع الشمالي الذي كان يركز حزب الله ان لا يشارك به في اي نائب شيعي، وقد زور الانتخابات فيها تحت أعين وموافقة وزير الداخلية الذي أتاح له 319000 صوت، وفي الدائرة الثانية دائرتنا كان هامش التزوير 65000 صوت وكان المطلوب ألا يصل أي صوت معارض، فجرت الإنتخابات بشكل معلب، وكان الخط التوجيهي بين السفارة السورية وحزب الله ونفذها تياران سياسيان مع الحزب، كما ساعدت الاصوات المغتربة التي احضرت بباصات تحت امرة بعض الضباط للتصويت لأشخاص معينين. نحن نحتك بالناس ونعرف آراءهم من خلال استطلاعات الرأي وقد كنا تحت وطأة قبضة أمنية بإدارة 4 أجهزة وكان لدينا حاصل 1.3 قبل البدء بالعمل، وحين بدأنا المهرجانات كسرنا حاجز الخوف لدى الناس وبات لدينا حاصل 2.16، اي نائبان كحد ادنى".

وقال: "اذا نحن في بيئة سياسية مأزومة ضربت الديموقراطية وهذا ليس انتخابا إنما تعيين، وكأنه استنساخ للدستور الايراني ومصلحة تشخيص للنظام بمعنى منع ترشح أي شخص ضد النظام القائم ووصل الأمر لسرقة الصناديق منعا لحصولنا على الحاصل. إن بعض النواب يستحق الوصول إنما آخرون وصلوا بالقرار السوري الايراني بتواطؤ تيارين سياسيين وحزب الله".

وأضاف ريفي: "لدينا أزمات متوالدة، ازمة في السياسة والاقتصاد والاجتماع والحياة اليومية وفرص العمل والكهرباء والنفايات ومياه الصرف الصحي، ولدينا تيار في وزارة الطاقة منذ 10 سنوات ولا نرى أي زيادة في الطاقة ونحن وبلدية طرابلس قدمنا مشروعا لتأمين الكهرباء دون اي تكلفة اضافية بل انها توفر المال والوقت وهذا العرض لا يزال قائما، ولكن لا تجاوب بكل اسف. قدمنا تقنية لمشكلة النفايات يحول دون افتتاح جبل نفايات ثاني ويعطينا حلا بيئيا للتخلص منها. موافقة البلدية على الجبل الثاني أو المحارق التي تعد صفقة مبرومة من قبل السياسيين مرفوضة. لا نرضى سوى بحلول بيئية كالتي احضرناها وبلدية طرابلس التي تخلصنا من جبل النفايات خلال سبع سنوات وتجعلنا نستفيد من مياه الصرف الصحي، لن نكون محرقة للسياسيين لقد حافظنا على صوتنا وسيأتي اليوم الذي نقول فيه: فلتسقطوا".

وختم ريفي: "نطلب مراجعة الحالات المرضية المتزايدة بسبب جبل النفايات، وللبقاع الغربي نقول أن لدينا تصورا لمعالجة مياه الليطاني وسد القرعون لتصبح المياه صالحة للشرب وتربية الأسماك، وسيأتي يوم ونعرض المشروع بشكل مفصل مع الشركة المختصة، كما نقول للذين فضلوا جيوبهم أننا فضلنا كرامتنا وستبقى الأهم".

كما سلم ريفي في نهاية حفل الافتتاح دروعا تقديرية للفنانين والشعراء المشاركين في المعرض.

 

المعلوف مهاجما جريصاتي: وزير عطل العدل وأساء إلى التغيير والإصلاح

الأحد 24 حزيران 2018 /وطنية - حمل النائب قيصر رزق المعلوف، على وزير العدل في حكومة تصريف الأعمال سليم جريصاتي، برسالة مفتوحة، قال إنها موجهة "لمن خولت له نفسه التطاول على القاضي السابق النزيه النائب القواتي جورج عقيص. حيث ان الإصلاح يبدأ من وزارة العدل، بأن يكون وزيرها على مستوى المسؤولية الوطنية، بعدما أبعد وزيرها الحالي الوزارة عن مسماها وأهدافها". أضاف: "عندما حملوا سليم جريصاتي ميزانا، "خمن حالو" صار يعرف يحكم. هذه مشكلة وزير، عطل العدل، وأساء إلى "التغيير والإصلاح" الذي حمله رئيس الجمهورية العماد ميشال عون عنوانا سياسيا".

وتابع: "لم يستقم جريصاتي لا مع التغيير ولا مع الاصلاح، فحاول ان يغطي ارتكاباته وسيئاته، بإستحضار نصوص الإطراء وخطابات المديح، التي يكررها من عهد إلى عهد. فصار يعرفه اللبنانيون بياعا للكلام عند أعتاب أي بلاط". واستطرد: "هو ذاته جريصاتي المتلون، يتنقل من حقل إلى حقل. يبدل مواقفه، أكثر مما يبدل ثيابه. لا هو يعرف زحلة، ولا زحلة تتعرف عليه، لأن الانتماء إلى عروس البقاع ليس في الهوية ولا في الإقامة، بل ان فعل الانتماء إلى زحلة، هو في حمل قيمها، ونبلها، وعراقتها، وبسالتها، وشجاعتها، وتضحياتها، وشهدائها. لا صلة لجريصاتي بتلك الثوابت الزحلية، لا بل ان زحلة براء من ادعاء جريصاتي تمثيل المدينة. ولو كان يمثل فيها بيتا واحدا في حي من أحيائها لكان تجرأ جريصاتي على خوض الانتخابات النيابية في البقاع الأوسط". وختم قائلا له: "فإستح يا معالي الوزير. سجلك حافل بالسيئات. إسأل نفسك عما فعلت لكل عهد، وعهد.. وماذا يقول عنك كل عهد وعهد. بدأت مسيرتك بخيانة زحلة، ثم خنت العهود التي واليتها وطبلت وزمرت لها، وغدا ننتظر ماذا سيقول عنك أهل هذا العهد. استح يا معالي الوزير، خفف من مصطلحاتك، صارت ممجوجة. استح يا معالي الوزير، قلل من خطاباتك، اصبحت كثيرة التكرار. أتذكرها، أم نذكرك فيها؟ لا مشكلة. زحلة تذكرك وتذكرك.الشعب اللبناني يعرفك.

استح يا معالي الوزير، والمثل يصدق فيك الآن كما في كل أوان: يا رايح كتر القبايح".

 

أبو الحسن في اعتصام حملة جنسيتي كرامتي: نحضر اقتراح قانون لمنح الجنسية لأبناء الأم اللبنانية ومكتومي القيد

الأحد 24 حزيران 2018 /وطنية - أعلن عضو "اللقاء الديمقراطي" النائب هادي أبو الحسن، بدء التحضير "لاقتراح قانون جديد للجنسية، يمنح أبناء الأم اللبنانية ومكتومي القيد حقهم"، وقال: "باسم اللقاء الديمقراطي والحزب التقدمي الإشتراكي وبتوجيه من رئيس الحزب وليد جنبلاط، سوف نبدأ بالخطوات العملية التي تؤدي لإقرار هذا القانون". ودعا "كل القوى السياسية من دون استثناء" الى "التعبير بشكل واضح وشجاع وشفاف عن أهمية هذا المطلب وأحقيته ومؤازرتنا في المجلس النيابي من أجل إقرار قانون الجنسية لإعطاء أبناء الأم اللبنانية ومكتومي القيد حقوقهم".

كلام أبو الحسن ورد خلال مشاركته ومفوضة الشؤون النسائية في "الحزب التقدمي الإشتراكي" رئيسة "الإتحاد النسائي التقدمي" منال سعيد في الإعتصام الذي نظمته "جمعية المبادرة الفردية لحقوق الإنسان- مصير" ضمن حملة "جنسيتي كرامتي"، في ساحة رياض الصلح، بمشاركة مسؤولات مناطق وأعضاء في الإتحاد.

وقال أبو الحسن: "جئنا اليوم نحن والإتحاد النسائي التقدمي لنشارك في هذا الإعتصام مع بعض زملائنا النواب من أجل وقفة تضامن إلى جانب حملة "جنسيتي كرامتي"، فحق الأم اللبنانية بمنح الجنسية وحق مكتومي القيد بالحصول على الجنسية مطلبان محقان كلنا معهما، إذ لا يجوز أن تمرر مراسيم لا تأخذ بالإعتبار المصالح الإنسانية والإجتماعية للمواطنين الذين يعيشون في لبنان". ووعد ب"خطوة عملية قريبة لنواب كتلة اللقاء الديمقراطي باتجاه تلبية هذا المطلب، فلا يجوز أن تفصل الجنسية بين الأم وولدها بعد أن تكون قد حملته في أحشائها تسعة أشهر. هذا أمر معيب وغير إنساني وغير محق، واننا بصدد الإعداد لاقتراح قانون جديد للجنسية يأخذ بالإعتبار حق الأم اللبنانية بمنح الجنسية لأطفالها وحق مكتومي القيد بالحصول على الجنسية لكي يتسنى لهم التمتع بكامل حقوقهم المدنية أسوة بباقي المواطنين".

 

قاسم: مع حكومة لا تلغي أحدا والصورة الأمنية عن بعلبك الهرمل خاطئة ومتآمرة

الأحد 24 حزيران 2018 /وطنية - رأى نائب الأمين العام ل"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم، في ذكرى أربعين حيدر علي شمص، اننا "اليوم في لبنان أنجزنا انتخابات نيابية موصوفة، وكان الكثير يراهنون على أن هذه الإنتخابات ستتعثر، لكن الحمد لله كانت إنتخابات جيدة وهي أفضل انتخابات جرت في لبنان، وكانت نتائجها ممتازة لأنها عبرت عن خيارات الناس بسبب قانون النسبية، وأعطت للمجلس النيابي نكهة خاصة في أنه صورة مصغرة عن المجتمع اللبناني وعن قواه وعن الشخصيات والأحزاب الوازنة فيه". وقال: "من هنا حرصنا أن نطالب بحكومة وحدة وطنية لأنها تفسح المجال لأن يتمثل الجميع، والإسراع في تشكيل الحكومة هو مصلحة للجميع، ونحن متمسكون بحسن التمثيل الحكومي بما يتناسب مع التمثيل النيابي والمناطقي والقوى والفعاليات الموجودة في هذا البلد. ندعو إلى تمثيل الجميع بحسب حيثياتهم وبحسب خصوصيات مناطقهم وعدم الإلغاء، لأن تعبير الحكومة الوطنية يتطلب أن يكون الجميع فيها من أجل نهضة البلد الذي يحتاج إلى جهد كبير حتى ننقذه في هذه المرحلة الحساسة من الزمن". وعن موضوع الأمن في بعلبك -الهرمل، قال: "ليكن واضحا أن أمن كل منطقة في لبنان كما أمن منطقة بعلبك الهرمل هو مسؤولية الدولة اللبنانية ويتعاون معها الجميع، هي مسؤولية الأجهزة الأمنية والحكومة ويتعاون معها الجميع، نحن أعلنا مرارا وتكرارا بأننا حاضرون بكل أشكال التعاون، لكن على أن تتصدى القوة الأمنية لمسؤوليتها، وهنا أريد أن ألفت لمسألة هامة: الصورة التي يعطونها عن بعلبك الهرمل بطريقة مفجعة على المستوى الأمني هي صورة خاطئة ومتآمرة، لأنه مع وجود مشكلة أمنية فهذا لا يعني أن المنطقة سائبة وهذا لا يعني أنه يوجد قدر معين من عيش الناس بطريقة معقولة ومنطقية، نعم يوجد خلل ومشكلة أمنية يجب أن نعالجها، لكن أن نتحدث أو يتحدث البعض عن إنهيار في المنطقة فهذه مؤامرة على المنطقة حتى يعقدوها ويثيروا مشكلة وجود المقاومة فيها، نعم في بعلبك الهرمل توجد مشكلة أمنية، لكنها قابلة للعلاج ويجب أن تعالج، وسنضع أيدينا بأيدي القوى المسؤولة من أجل أن تصل الأمور إلى خواتيمها، وقد وعدوا بأنه سيكون هناك إجراءات ونحن نراقب ونتابع وسنكون معا إن شاء الله لمعالجة هذه المشكلة".

وقال: "اعلموا أن أميركا والدول الغربية لا تريد حلا لمشكلة النازحين، بل هي تمنع حل مشكلة النازحين لأنهم يعتبرون أن وجود النازحين في لبنان يعطي دليلا على أن النظام في سوريا غير قادر على حماية شعبه، ما يجعلهم بالسياسة يضغطون على الدولة السورية لتحقيق مكاسب سياسية بعد أن خسروا في حروبهم المتتالية خلال سبع سنوات في مواجهة هذا النظام وحلفائه. أما نحن فنعتقد أن النازحين لا بد أن يعودوا إلى منازلهم لأن النزوح هو حالة مؤقتة، ونحن ندعو إلى العودة الآمنة، وأن نبذل كل الجهود من أجل إيجاد التسهيلات المناسبة لهذه العودة حتى ولو كانت بطيئة في هذه المرحلة، لنفتح الباب حتى نستفيد من الفرص القادمة لنزيد من إعادة النازحين، لذا نحن مع التشجيع على العودة الآمنة، والدولة السورية فيها أماكن كثيرة تستطيع أن تستوعب النازحين بشكل آمن، نعم الحل الأمثل هو أن تتفق الحكومتان اللبنانية والسورية على برنامج منظم لعودة النازحين، عندها تكون العودة شاملة وضمن برنامج زمني قد يكون لأشهر أو لزمن معين، لكن في النهاية يكون ضمن خطة مدروسة. نحن ندعو الحكومة الجديدة أن تدرس الموضوع بجد في تنسيقها مع الحكومة السورية ضمن خطة مدروسة وفترة زمنية معينة لإعادة النازحين إلى المناطق الآمنة".

وأردف: "أصبح واضحا لكل العالم أن أميركا دولة ظالمة متكبرة مجرمة تفرض سيطرتها على كل العالم من دون استثناء حتى على أصدقائها، أميركا لديها مشكلة ليس مع حزب الله وإيران ولبنان وسوريا واليمن فقط، بل لديها مشكلة مع الدول الأوروبية وروسيا والصين ومع كل العالم، والسبب في ذلك أنها تريد أن تفرض مكاسبها وظلمها على كل الدول من دون استثناء، ولكن لا تستطيع أميركا أن تحقق أهدافها ليكن معلوما أنها تريد ونريد وإن شاء الله لا يكون إلا ما نريد، لأن أميركا حاولت أن تفرض خياراتها على منطقتنا هنا ولن تنجح، هي فشلت في لبنان عبر العدوان الإسرائيلي سنة 2006 وفشلت في سوريا عبر العدوان في سوريا سنة 2011 وحتى الآن وفشلت في العراق في إحتلالها سنة 2003 وفشلت في اليمن من خلال عدم قدرة السعودية على تحقيق مكسب سياسي أو ميداني، وبالتالي مهما كانت أميركا متجبرة فإذا كان هناك من يقف ويقول لا ويطالب بحقه لن تستطيع تحقيق ما تريد".

وختم قاسم: "لا تنسوا إسرائيل الغاصبة، كل المصائب الموجودة في منطقتنا والعالم من إسرائيل، لكنها تتحرك في الخفاء وتحرك مخابراتها وأيديها وداعميها، وهي تهيئ الأجواء لصفقة القرن، لكن مع وجود المقاومة الفلسطينية والشعب الفلسطيني المجاهد ومن يقول لا لصفقة القرن لا يمكن لاسرائيل أن تفعل ما تريد، نحن مطمئنون أنه ما دامت المقاومة موجودة في منطقتنا فإن مشروع أميركا وإسرائيل لن يمر".