المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 23 حزيران/2018

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/newselias18/arabic.june23.18.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة
عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

ٱفْرَحُوا بِمِقْدَارِ مَا تَشْتَرِكُونَ في آلامِ المَسِيح، حتَّى إِذَا ظَهَرَ مَجْدُهُ تَفْرَحُونَ أَيْضًا وتَبْتَهِجُون

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/اوهام ملالوية بانتصارات هي بالحقيقة هزائم مدوية

الياس بجاني/اضبضبوا وبلا بطولات وعنتريات

الياس بجاني/رابط مقالتي المنشورة اليوم في جريدة السياسة الكويتية

الياس بجاني/تناطح وسجالات أصحاب شركات الأحزاب اللبنانية الدونكيشوتية

 

عناوين الأخبار اللبنانية

ميركل غادرت بيروت بعد محادثات رسمية مع عون وبري والحريري

ميركل تؤكد أن عودة اللاجئين السوريين يجب أن تتم بالتنسيق مع الأمم المتحدة

نوفل ضو: مهما تأخر جايي... الحساب اللبناني

نوفل ضو يرد على جميل السيد: الجيش ليس جهة محايدة بين القانون ومخالفة القانون

الياس الزغبي ل"الوطن": التدخل السافر لطهران أخّر تشكيل الحكومة وولادتها مرهونة بتوازنها ومناصفتها

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الجمعة في 22/6/2018

اسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الجمعة في 22 حزيران 2018

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

نقلا عن " تقدير موقف"عدد 230

هل تبصر الحكومة النور الأحد؟!

نوفل ضو: مهما تأخر جايي... الحساب اللبناني

بري يستقبل سفيرة كندا

الحريري سيحلّ العقدة السنية وتأليف الحكومة قبل نهاية الاسبوع

خفايا الفوضى الأمنية في البقاع، وعلاقة لقاء بوتين - الحريري بانتشار الجيش ...

القضاء اللبناني يجرّم سورياً بتهمة الانتماء لـ«الجيش الحر»

المفوضية تؤيد عودة اللاجئين «طوعياً» والخارجية ترى الخطوة {غير كافية} في ردّها على باسيل الذي طالبها بتغيير سياستها

مطلوبو البقاع يفرون إلى سوريا مع انطلاق الخطة الأمنية في المنطقة/رئيس بلدية بعلبك: عدد كبير منهم باتوا في طرطوس

هكذا سيُقفل ملفا مرسوم التجنيس وختم جوازات الإيرانيين

لبنان اقتصاد عرب و عالم محطات رأي ثقافة ميديا

إيجابيات "حـذرة" تحوط مشـهد التأليف الحكومـي غـداة اتصـالات الرئيس المكلـف وموعد الولادة رهن بموقف بعبدا وميرنا الشالوحي من تصوّر الحريري "قواتيا"و"اشتراكيا"

هل يقبل عون بتشكيلة الحريري الجديدة للحكومة؟

علاقة الحريري والثنائي الشيعي «سمن سياسي على عسل حكومي»

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

ترمب يعلن بدء نزع السلاح النووي لكوريا الشمالية وقال إن بيونغ يانغ دمرت 4 مواقع للتجارب الباليستية

لأول مرة منذ عام... النظام يلقي براميل متفجرة على جنوب غربي سوريا

لنظام السوري يقترح خطاً للسكة الحديد مع العراق وإيران

أعلى محكمة أوروبية تؤيد عقوبات على مخلوف

ظريف يحاكم نظيره الأمريكي

العاهل الأردني بعد لقاء ميركل: لا سلام من دون دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية

إتهام إيراني بمحاولة تهريب "مواد صاروخية" من الولايات المتحدة 

العاهل الأردني بعد لقاء ميركل: لا سلام من دون دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية

«الائتلاف» يطلب دعماً أوروبياً لمناطق المعارضة

أنقرة تتوقع انسحاب «الوحدات» الكردية من منبج بداية الشهر المقبل دعت موسكو وطهران إلى وقف قصف إدلب

التنف:"مغاوير الثورة"يستخدمون"قوة مميتة"ضد"قوة مجهولة"

القصف على درعا يتسبب بأول موجة نزوح

أسلحة "أصدقاء سوريا" لـ"الجبهة الجنوبية":الإلتزام ب"التهدئة"

«المقاومة الإيرانية» تكشف عن قائمة بأهم قيادات «الحرس الثوري» في سورية

تسريبات عن «صفقة القرن» تسبق كوشنير إلى إسرائيل

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

مراعاة حريرية لمطالب جنبلاط وجعجع/أسعد بشارة/جريدة الجمهورية

ماذا تبلّغت «القوات» من برِّي وكيف استمالت الحريري/عماد مرمل/جريدة الجمهورية

مواجهة بين جعجع والضاهر... «ما عاد للصلح مطرح/اتالي اقليموس/جريدة الجمهورية

حراك داخلي لعودة النازحين... والخارج: النزوح سـ«يدوم ويدوم/راكيل عتيِّق/جريدة الجمهورية

تحذيرات دولية جديدة من وضع لبنان المالي/رنا سعرتي/جريدة الجمهورية

صورة لبنان وختم الجوازات الإيرانية/نديم قطيش/الشرق الأوسط

بالتزامن مع مساعي تشكيل الحكومة: الاستراتيجيّة الدفاعيّة محور اهتمام داخلي ودولي/قاسم قصير/مجلة الامان

ألف سبب للتعجيل بتأليف الحكومة ولا سبب واحداً للتأجيل/الهام فريحة/الأنوار

الكماليون والإسلاميون ضد إردوغان/الياس حرفوش/الشرق الأوسط

النظام القطري سرطان في الجسم العربي/د. جبريل العبيدي/الشرق الأوسط

العاملون مع الأميركان والعاملون مع الروس/رضوان السيد/الشرق الأوسط

تفاهة أو تسخيف/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

العراق... المصرفي والملا والميليشيا والطاهي/أمير طاهري/الشرق الأوسط

سيناريوهات «بريكست العسير»/ليونيد بيرشيدسكي/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

عون لميركل: لدعم موقف لبنان من عودة النازحين وفصلها عن الحل السياسي والمستشارة الالمانية ابدت تفهما للموقف اللبناني

عون عرض مع الرئيس المكلف مسار تشكيل الحكومة الحريري: اللقاء كان ايجابيا وسأواصل المشاورات فورا ولا ازال على تفاؤلي

عون استقبل بطاركة الكنائس الشرقية الأرثوذكسية: تاريخ مسيحيي المشرق عيش دائم في الخطر ونحن ما زلنا مستمرين

الحريري في مؤتمر صحافي مع المستشارة الالمانية: الحل الوحيد للنازحين عودتهم بشكل آمن ميركل: يصعب أن يتحمل لبنان وحده المهمات الملقاة على عاتقه

تعميم للحريري برفع علم أبيض تحت العلم اللبناني يحمل عبارة لبنان بلا مخدرات وبلا إدمان

الخارجية تلقت كتابا جوابيا من مفوضية اللاجئين بالموافقة على اقتراح باسيل تقسيم النازحين لفئات

بري إستقبل ميركل وإلتقى زوارا: لرفع مستوى التنسيق بين لبنان وسوريا لمعالجة قضية النازحين

طاولة مستديرة اقتصادية لبنانية المانية في السراي الحريري: ملتزمون الإصلاحات ميركل: مصلحتنا المشتركة إيجاد حل سياسي في سوريا

رعد: لم نطالب بالتسرع ولكن الإسراع ولحظ التوازنات لأخذ كل طرف دوره

جعجع في مواجهة الضاهر: لم أعلم باتفاق بيع LBC

ماذا حصل في جلسة جعجع - الضاهر؟ أرجئت الجلسة في دعوى حزب القوات اللبنانية ضد الـLBCI الى 8 تشرين الاول للمرافعة.

عون دشن مقر بطريركية السريان الارثوذكس في العطشانة: سأسعى لحكومة تعكس رغبات الشعب والنزف في الشرق يجب أن يتوقف

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية
ٱفْرَحُوا بِمِقْدَارِ مَا تَشْتَرِكُونَ في آلامِ المَسِيح، حتَّى إِذَا ظَهَرَ مَجْدُهُ تَفْرَحُونَ أَيْضًا وتَبْتَهِجُون

رسالة القدّيس بطرس الأولى/04/من12حتى19/"يا إخوَتِي، أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، لا تَتَعَجَّبُوا مِن نَارِ ٱلٱضْطِهَادِ ٱلمُشْتَعِلَةِ عِنْدَكُم لٱمْتِحَانِكُم، كَأَنَّهُ أَمرٌ غَرِيبٌ يَحْدُثُ لَكُم. بلِ ٱفْرَحُوا بِمِقْدَارِ مَا تَشْتَرِكُونَ في آلامِ المَسِيح، حتَّى إِذَا ظَهَرَ مَجْدُهُ تَفْرَحُونَ أَيْضًا وتَبْتَهِجُون. وإِنْ عَيَّروكُم بِٱسْمِ الْمَسِيح، فَطُوبَى لَكُم، لأَنَّ رُوحَ الْمَجْد، رُوحَ الله، يَسْتَقِرُّ فيكُم. فَلا يَكُونَنَّ فِيكُم مَنْ يتَأَلَّمُ لأَنَّهُ قَاتِلٌ أَو سَارِقٌ أَو فَاعِلُ شرٍّ أَو مُتَطَفِّلٌ عَلى الغَير. ولكِنْ إِنْ تَأَلَّمَ أَحَدُكُم لأَنَّهُ مسِيحِيّ، فلا يَخْجَلْ! بَلْ فَلْيُمَجِّدِ اللهَ بِهذَا ٱلٱسْم؛ لأَنَّ الوَقْتَ قَدْ حَانَ لِيَبْتَدِئَ القَضَاءُ بِأَهْلِ بَيْتِ الله. وإِنْ كانَ بَدْؤُهُ بِنَا، فَمَا تَكُونُ نِهايَةُ الَّذِينَ لا يُطِيعُونَ إِنْجِيلَ الله؟ «وَإِنْ كَانَ البَارُّ بِالجَهْدِ يَخْلُص، فمَا حَالُ الكَافِرِ والخَاطِئ؟». لِذلِكَ فَالَّذِينَ يتأَلَّمُونَ وَفْقَ مَشِيئَةِ الله، فَلْيَسْتَودِعُوا الخَالِقَ الأَمِينَ نُفُوسَهُم، وهُم مُوَاظِبُونَ على عَمَلِ الخَير".

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

اوهام ملالوية بانتصارات هي بالحقيقة هزائم مدوية

الياس بجاني،21 حزيران/18

بالتوقف عند  منطق الانتصارات والفتوحات الوهمية الإيرانية يا ألف رضا ورحمة ع خزعبلات واحلام احمد سعيد الناصري والصحاف الصدامي. شي تعتير وبهدلة ع الآخر

 

اضبضبوا وبلا بطولات وعنتريات

الياس بجاني/20 حزيران/18

من يحكم أو يشارك في الحكم أو يمارس السياسة في ظل الإحتلال ويداهنه ويتغاضى عن احتلاله هو يفعل ذلك تحت مظلة المحتل وغب فرماناته.

 

الياس بجاني/في أسفل رابط مقالتي المنشورة اليوم في جريدة السياسة الكويتية

الياس بجاني/تناطح وسجالات أصحاب شركات الأحزاب اللبنانية الدونكيشوتية/20 حزيران/18/اضغط  على الرابط في أسفل لقراءة المقالة

http://al-seyassah.com/%D8%AA%D9%86%D8%A7%D8%B7%D8%AD-%D9%88%D8%B3%D8%AC%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AA-%D8%A3%D8%B5%D8%AD%D8%A7%D8%A8-%D8%B4%D8%B1%D9%83%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%AD%D8%B2%D8%A7%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%84/

 

تناطح وسجالات أصحاب شركات الأحزاب اللبنانية الدونكيشوتية

الياس بجاني/19 حزيران/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/65422/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%AA%D9%86%D8%A7%D8%B7%D8%AD-%D9%88%D8%B3%D8%AC%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AA-%D8%A3%D8%B5%D8%AD%D8%A7%D8%A8-%D8%B4%D8%B1%D9%83%D8%A7%D8%AA/

إن وقاحة ونرسيسية وجشع أصحاب شركات الأحزاب في لبنان قد وصلت إلى التحت الذي هو تحت ما التحت وأسفل بكثير.

باتوا يعلنون بفجور غير مسبوق وجهاراً ودون خجل أو وجل وبالعلن وبالصوت العالي والمدوي بأن خلافاتهم المعيبة والمزمنة والمهينة هي على تناتش الحصص.

خلافات نرسيسية وسجالات هي “تناطح” لا ينتهي على الهيمنة على المنافع ومواقع النفوذ.

تناطح سجالي تافه وسخيف هو ليس على كيفية استرداد السيادة المصادرة.

ولا على العمل لاستعادة الاستقلال المغيب.

ولا على طرق ووسائل المطالبة بتنفيذ القرارات الدولية ومنها القرارين 1559 و1701.

يتناحرون سجالاً وشتماً وردحاً كالديوك الهائجة ويتباهون بأحجامهم التمثيلية، فيما هم عملياً وواقعاً معاشاً على الأرض وفي عيون وتقدير كثر من المواطنين الشرفاء والأحرار هم أقزام “وصيصان” لا أكثر ولا أقل..

يدعون باطلاً تمثيل الناس، في حين هم باعوا الناس، والناس كفرت بهم.

يقولون باطلاً أنهم سياديون في حين هم فرطوا تجمع 14 آذار السيادي ونحروا ثورة الأرز، وداكشوا السيادة بالكراسي.

ينادون من على المنابر بالعفة في حين هم خانوا الأمانة والوكالة الشعبية، لينطبق عليهم القول المأثور، “يبشرون بالعفة وهم براء منها وهي كذلك.

يدعون الوطنية في حين هم باعوا الوطن.

يتغنون بدماء الشهداء في حين هم قفزوا فوق دماء هؤلاء الأبطال والأبرار.

ينافقون بمقاومة وهمية لقوى الاحتلال ورموزها في حين هم استسلموا خانعين لمشيئة ومخططات وأطماع هذه القوى ولأسيادها في الخارج.

ارتكبوا كل هذه وأكثر دون أن يرمش لهم جفن وعن سابق تصور مقابل مقاعد وزارية ونفوذ هامشي لا يقدم ولا يؤخر في الحسابات السيادية والاستقلالية.

شاردون وهم غالبية موصوفة وقد انسلخوا عن واقع الناس وأمسوا في غربة قاتلة عن كل ما هو وطن ووطنية وضمير ووجدان واحترام للذات.

هم في غربة عن لبنان الإنسان والسيادة والاستقلال والحقوق والدستور.

والأخطر، أنهم فاقدو إيمان وخائبو رجاء وواقعون في كل تجارب إبليس وأخواته.

يبقى أن هؤلاء القادة هم في حالة عقم وطنية وسيادية واستقلالية تماماً كالأرض ذات التربة غير الصالحة للزراعة والملعونة.

ربي نجي وطن الأرز من شرود وضياع هؤلاء القادة واحمي شعب لبنان من شرورهم والمكائد.

ومن عنده آذان صاغية فليسمع ويتعظ قبل فوات الأوان.

*عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

ميركل غادرت بيروت بعد محادثات رسمية مع عون وبري والحريري

الجمعة 22 حزيران 2018 /وطنية - غادرت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل بيروت عند الساعة الرابعة عصر اليوم، بعدما قامت بزيارة عمل للبنان قابلت خلالها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس المجلس النيابي نبيه بري ورئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، وأجرت معهم محادثات تناولت آخر المستجدات والاوضاع العامة في لبنان والمنطقة وسبل تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين. وكان في وداع المستشارة الألمانية في مطار رفيق الحريري الدولي الرئيس الحريري ووزير الثقافة في حكومة تصريف الاعمال الدكتور غطاس الخوري وسفير ألمانيا مارتن هوس وسفير لبنان في المانيا مصطفى اديب وعدد من الشخصيات.

 

ميركل تؤكد أن عودة اللاجئين السوريين يجب أن تتم بالتنسيق مع الأمم المتحدة

وكالة الصحافة الفرنسية/22 حزيران/18/شددت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل الجمعة على أن عودة اللاجئين السوريين يجب أن تتم بالتنسيق مع الأمم المتحدة، في موقف يأتي على خلفية التوتر بين وزارة الخارجية اللبنانية والمفوضية العليا لشؤون اللاجئين إزاء هذا الملف. وأبلغ وزير الخارجية جبران باسيل الشهر الحالي مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بإيقاف طلبات الإقامة المقدمة لصالح موظفيها، متهماً إياها بـ”عدم تشجيع النازحين السوريين على العودة لا بل تخويفهم” من ذلك. وقالت ميركل في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري في السراي الحكومي “أكدتُ مع المسؤولين أن عودة اللاجئين السوريين لا يمكن أن تتم الا عبر اتفاق ومحادثات مع منظمات الأمم المتحدة”. وتابعت “نريد المساهمة بالتوصل الى حل سياسي في سوريا يمكننا من عودة اللاجئين الى سوريا، ونتعاون مع مفوضية اللاجئين”، مشيرة الى أن ذلك “لا بد أن يحدث عندما تتوفر الظروف الامنة لهم”. ويستضيف لبنان بحسب مسؤولين محليين نحو مليون ونصف لاجئ سوري، بينما تتحدث مفوضية شؤون اللاجئين عن وجود أقل من مليون لاجئ مسجلين لديها. وكرر مسؤولون لبنانيون في الأشهر الأخيرة المطالبة بضرورة عودة اللاجئين الى مناطق توقفت فيها المعارك في سوريا. وبرز التوتر بين الخارجية والمفوضية في نيسان الماضي حين أعلنت المفوضية عدم مشاركتها في عملية غادر بموجبها 500 لاجئ جنوب لبنان إلى سوريا بموجب اتفاق بين الامن العام اللبناني والسلطات السورية. ونفت المفوضية الاتهامات التي وجهها باسيل اليها مطالبة الخارجية بالعودة عن قرارها “دون اي تأخير”. وأكدت أنها لا ترى الظروف في سوريا “مؤاتية لعودة برعاية اممية”. وقال الحريري الجمعة خلال المؤتمر الصحافي مع ميركل “الحل الدائم الوحيد للنازحين السوريين هو في عودتهم الى سوريا بشكل آمن وكريم”، مضيفاً “متمسكون بموقفنا بعودة النازحين بأسرع وقت ممكن”. وتابع “النزوح أكبر بكثير من طاقة لبنان على التحمل”. وحذرت منظمات دولية بينها المجلس النروجي للاجئين و”سايف ذي شيلدرن” و”كير” في تقرير مشترك مطلع شهر شباط من مسارات مثيرة للقلق يتم اتباعها للترويج لاعادة اللاجئين في العام 2018. وذكر التقرير أن “مئات آلاف اللاجئين في خطر أن يتم دفعهم إلى العودة إلى سوريا في العام 2018 رغم استمرار العنف والقصف الذي يهدد حياة المدنيين”.

وتعد بيروت المحطة الثانية لميركل في المنطقة بعد عمان. والتقت ميركل في بيروت رئيس مجلس النواب نبيه بري قبل ان تلتقي الحريري ثم رئيس الجمهورية ميشال عون، على ان تغادر بعد ظهر الجمعة الى برلين.

 

نوفل ضو: مهما تأخر جايي... الحساب اللبناني

المركزية/22 حزيران/18/غرّد الناشط السياسي نوفل ضو عبر تويتر فقال: "زوجات الرؤساء والملوك واصهرتهم واقاربهم يحاسبون على الفساد من اسرائيل الى اسبانيا وفرنسا وايطاليا والمملكة العربية السعودية وغيرها!مهما تأخر جايي... الحساب اللبناني!"

 

نوفل ضو يرد على جميل السيد: الجيش ليس جهة محايدة بين القانون ومخالفة القانون

جنوبية/22 حزيران/18/غرّد الصحافي والمحلل السياسي نوفل ضو عبر صفحته الخاصة تويتر: “جميل السيد يدعو الجيش للانتشار بين اليمونة والعاقورة بمعزل عن الحدود العقارية المسجلة رسميا منذ ١٩٣٨ ويقول: مهمة الجيش منع الدم! لا يا جميل السيد، مهمة الجيش تطبيق القانون لا تكريس أمر واقع يفرضه السلاح غير الشرعي خلافا للقانون! الجيش ليس جهة محايدة بين القانون ومخالفة القانون!”.

 

الياس الزغبي ل"الوطن": التدخل السافر لطهران أخّر تشكيل الحكومة وولادتها مرهونة بتوازنها ومناصفتها

أجرت الحوار: فاطمة حوحو/22 حزيران/18

أكد القيادي في قوى «14 آذار» والكاتب الياس الزغبي في حديث لـصحيفة «الوطن» السعودية أنه "بعد تكليف الرئيس سعد الحريري تشكيل الحكومة، ظهرت بوادر تفاؤل في ولادتها سريعاً، وقيل إن هذه الولادة لن تطول، لكن سرعان ما طرأت عقد صعبة ليس من الداخل فقط ولكن من الخارج أيضا"، مشيرا إلى أن مداخلة زعيم ميليشيا فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني عن حصول حزب الله عن حصة كبيرة في مجلس النواب "لم تكن سوى الحاجز الكبير الذي عرقل عملية الإسراع في تشكيل الحكومة".

ورأى الزغبي أن "ادعاءات طهران بأنها تسيطر على مجلس النواب اللبناني عبر ميليشيا حزب الله، جعل الأطراف السياسية الأخرى تتريث في إخراج التشكيلة الحكومية، لئلا يؤدي هذا التسرع إلى تكريس هذا الادعاء الإيراني، بعدما لعبت طهران لعبة مكشوفة في العراق بالالتفاف على نتائج الانتخابات هناك، مبينا أن العقدة الإيرانية طغت على غيرها من العقد الداخلية التي يجب عدم التقليل من أهميتها، خصوصا أن هناك ذهنيتين متحالفتين تعيقان التشكيل: من جهة ذهنية «حزب الله» في فرض غلبة سياسية على الحكومة الجديدة، والتي تتلاقى مع الذهنية الثانية لدى تكتل العهد أي المسمّى "تكتل لبنان القوي"، الذي يريد الاستئثار بمعظم الحقائب المسيحية، إضافة إلى محاولة «8 آذار» مع «العهد» إجهاض النجاح البارز الذي حققه طرفان سياسيان سياديان هما «القوات اللبنانية» و«الحزب التقدمي الاشتراكي».

وأضاف الزغبي أن "تكتل «العهد» وقوى «8 آذار» سعيا للتقليل من حجم وليد جنبلاط، وهناك سعي مماثل من الطرف نفسه لتخفيض الحصة المستحقة للقوات اللبنانية، والمسألة باتت الآن في عهدة الحريري الذي يجب أن يقود الفريق السيادي ويفرض تشكيلة متوازنة، لا تكون خاضعة لطهران، كما ادعى سليماني، وكما كررت إيران أكثر من مرة بخصوص سيطر تها على 4 عواصم عربية».

وشدد الزغبي على ضرورة أن الحريري "مطالَب بفرض توازن وطني في الحكومة بحيث تكون حكومة مناصفة، ما بين الخطين السياسيين، وهذا أمر ممكن إذا تم توزيع الحكومة الثلاثينية بشكل 15 /15، فينال الفريق السيادي 15 مقعدا موزعة، 6 للمستقبل و5 للقوات اللبنانية و3 للاشتراكي ومقعد للكتائب، ويبقى النصف الأخر من الحكومة شراكة ضمن الخط الآخر، ما بين العهد وتكتله وحزب الله وحلفائه، فيكون هناك 7 وزراء للعهد وتكتله، و6 للشيعة، ومقعد لقوات المردة ومقعد للحزب السوري القومي الاجتماعي، لافتا إلى أنه في حال لم يتم الأخذ بهذه الصيغة المتوازنة، سيصح إذذاك ادعاء إيران بأنها تسيطر على مجلس النواب ومن بعده الحكومة، وهو ما يمكن أن يعرقل تشكيلها، وبالتالي تأزم الوضع اللبناني أكثر وتجميد الدعم الدولي إلى أجل غير مسمّى".

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الجمعة في 22/6/2018

* مقدمة نشرة أخبار ال "ام تي في"

توربو الرئيس الحريري بدأ يعمل وبقوة، فلم تكد المستشارة الالمانية تغادر بعبدا حتى عقد الحريري اجتماعا بالرئيس عون هدفه وضعه في صورة الصيغة الاولية لحكومته. المعلومات تشير الى ان الاجتماع بين الرئيسين حل مبدئيا مشكلة التمثيل الدرزي اذ ان الدروز سيتمثلون بثلاثة وزراء للتقدمي الاشتراكي، العقدة السنية تم حلها ايضا اذ اتفق على ان يسمي الرئيس عون وزيرا سنيا من حصته مقابل وزير مسيحي للرئيس الحريري. وحدها العقدة المسيحية بقيت عالقة وتحديدا عقدة القوات اللبنانية وما اذا كانت ستحتفظ بمنصب نائب رئيس الحكومة ام سيكون من حصة الرئيس عون، وعليه فان الرئيس الحريري سيواصل مشاوراته المكثفة ليلا وغدا ساعيا الى تشكيل الحكومة قبل سفر الرئيس بري الذي سيغادر لبنان منتصف الاسبوع المقبل في اجازة لن يعود منها قبل السابع من تموز.

توازيا انشغل الراي العام بمتابعة قضية الاستماع الى الدكتور سمير جعجع في قضية سرقة السيد بيار الضاهر للمؤسسة اللبنانية للارسال ال بي سي. وقد بدا الضاهر في جلسة الاستماع التي واجهه فيها الدكتور سمير جعجع، متوترا وعصبيا فيما بدا جعجع مرتاحا ومبتسما. هذا في الشكل اما في المضمون فان الجلسة اظهرت تناقضات كثيرة وكبيرة بينما قاله الضاهر اليوم وما ادلى به في افادات سابقة بحيث وضعت الجلسة النقاط على الحروف واثبتت بشكل قاطع ان الضاهر استغل تطورات سياسية وامنية معينة ليضع يده عنوة على الـ ال بي سي ويستولي عليها وصولا الى سرقتها من اصحابها الحقيقيين.

* مقدمةنشرة أخبار الل "ان بي ان"

هل باتت عملية التشكيل الحكومي في الوقت المحتسب بدلا من ضائع؟؟

القاعدة الأساس هي (ما تقول فول ليصير بالمكيول) ولكن حركة الرئيس المكلف سعد الحريري وإعلانه عن التفاؤل الكبير بالوصول إلى الولادة الحكومية لابد من التوقف عندهما.

وخلال اللقاء الذي وصف بالإيجابي جدا وتخلله في جزء منه متابعة لمباراة البرازيل وكوستاريكا ضمن نهائيات كأس العالم وضع الحريري رئيس الجمهورية ميشال عون في أجواء الإتصالات والمشاورات التي أجراها وتم الاتفاق على الاستمرار بالوتيرة السريعة من أجل أن تبصر الحكومة النور في أقرب وقت ممكن.

وعلمت الـ NBN أن الحريري ناقش مع عون تصورا ثانيا لتوزيع الحقائب يأخذ بالملاحظات التي وضعت على التصور الأول وهو يحتاج لموافقة الجهات المعنية قبل الإنتقال الى المرحلة الثنائية وهي إسقاط الحقائب على الحصص على أن تكون المرحلة الأخيرة هي الأسهل أي إسقاط الأسماء على الحقائب.

وفي هذا الاطار أكدت مصادر متابعة أن التوزيع الذي أعده الحريري معقول ويقترض أن يحظى بموافقة الأفرقاء الممثلين في الحكومة وعلى هذا الأساس يبني الحريري تفاؤله بعدم وجود عراقيل تؤخر الولادة.

وتوقعت المصادر أن يفرمل توزيع الحقائب من إندفاعة الحريري لبعض الوقت لكن كل القوى السياسية المعنية أبدت نوايا حسنة يتسهيل مهمته ما يعني أن الحل ليس مستحيلا.

ملف النزوح السوري حل طبقا أساسيا على طاولة لقاءات المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل.

في بعبدا دعا رئيس الجمهورية الدولة الألمانية لدعم موقف لبنان من عودة النازحين وفصلها عن الحل السياسي الذي قد يتأخر الوصول إليه. وفي عين التينة شدد رئيس مجلس النواب نبيه بري أمام المسؤولة الألمانية على ضرورة رفع مستوى التنسيق بين الحكومتين اللبنانية والسورية لمعالجة هذه القضية.

أما في السرايا فرأى الحريري أن الحل الوحيد للنازحين هو عودتهم بشكل آمن فكيف ستعكس ميركل وجهة النظر اللبنانية في الإتحاد الأوروبي؟؟ وماذا عن مساعدة لبنان في هذا الإطار.

* مقدمة نشرة أخبار ال "او تي في"

من دون نفي الأجواء الإيجابية، أو الدخول في تحديد مهل زمنية لتشكيل الحكومة، قد تكون قريبة جدا، وقد تبعد، تشير معلومات الـ OTV إلى أن تقدما قد حصل، غير أن ما تحقق حتى الآن، لا يعني بأي شكل من الأشكال أن الأمور بلغت خواتيمها السعيدة، أو أن الحسم قد تم. فالأساس، وفق ما ذكر مصدر متابع عبر الـ OTV، يبقى في احترام قواعد أساسية باتت معروفة من الجميع، وهذا الأمر حتى اللحظة، لم يصبح في متناول اليد.

وفي سياق متصل بملف التأليف، وبعيدا من زواريب التسميات، تلفت معلومات الـ OTV إلى أن ما ينقل منذ مدة، عن توزير المدير السابق لمكتب رئيس الحكومة المكلف نادر الحريري ضمن حصة رئيس الجمهورية، غير صحيح.

هذا على خط التشكيل، أما على جبهة النزوح، فالأكيد أن المستشارة الألمانية سمعت موقفا لبنانيا واحدا وواضحا في آن، أوجزه كلام رئيس الجمهورية عن أننا لا نريد أن نموت فيما النازحون لا يزالون على أرضنا، وموقف الرئيس سعد الحريري التذكيري عن أن الدستور يمنع التوطين.

وفي ملف النزوح أيضا، لفت اليوم تلقي وزارة الخارجية كتابا جوابيا لمفوضية اللاجئين، يتضمن موافقة على اقتراح الوزير جبران باسيل تقسيم النازحين الى فئات بما يسهل العودة، اضافة الى التشارك مع وزارة الخارجية في اللوائح التي كانت بمتناول وزارة الشؤون منذ سنة 2015.

* مقدمة نشرة أخبار "المنار"

فيما اللبنانيون يتحسسون اخبار حكومتهم وخبايا سياستهم، كان الاسرائيليون عند ديدنهم، يتجسسون على اللبنانيين مخترقين أمنهم، وخارقين كل القوانين الدولية، متربعين على مرتفعات كفرشوبا بجهاز تجسس موجه الى الاراضي اللبنانية. الجيش اللبناني سارع الى المنطقة وقام بتفكيك الجهاز، فهل يسرع السياسيون الى تحمل المسؤولية، ويتعاملوا مع هذا الاعتداء بجدية؟ وهل يستفيق السياديون الى ان الخطر الصهيوني لا زال محدقا بنا؟

حكوميا الانظار محدقة الى قصر بعبدا التي زارها الرئيس المكلف سعد الحريري بتشكيلة افتراضية، صوبت نحو توزيع الاحجام على القوى السياسية، بجرعة تفالية لم يخفها الرئيس الحريري.

مصادر مقربة من حلقة التشكيل قالت للمنار ان الاجواء تشي بايجابية مستجدة، فاليوم قطع شوط مهم قالت المصادر، والامل بان تبقى الايجابية لتذليل بعض العقبات التي يمكن حلها، هذا ان صدقت النوايا وحسن اسلوب تدوير الزوايا..

ومن زاوية النازحين أكملت المستشارة الالمانية انجيلا مركل جولتها على الرؤساء اللبنانيين، التقت رئيس الجمهورية بلا كلام، وسمعت من رئيس مجلس النواب كثيرا عن ضرورة التنسيق اللبناني السوري لحل ازمة النازحين، وضرورة ردع العدوانية الصهيونية المحدقة بالسيادة اللبنانية.. اما ما اسمعته ميركل للبنانيين من السراي الحكومي، فكان تأكيد على الموقف الاوروبي الرابط بين عودة النازحين وما امته توفير الظروف الآمنة لهم..

وفي اليمن ورغم شراسة العدوان، خرج أهالي الحديدة متحدين الغزاة، ومجتمعين في الساحات، مسجلين اروع مشاهد الصمود، ومكذبين ادعاءات التقدم وتحقيق الانجازات التي تدعيها القوات المتعددة الجنسيات..

* مقدمة نشرة أخبار "المستقبل"

اللبنانيون الذين ينتظرون ان تبصر حكومتهم الجديدة النور للمضي قدما في ايجاد الحلول للمشاكل الداخلية ومن بينها الوضع الاقتصادي وقضية النازحين السوريين تابعوا اليوم وباهتمام كبير المحادثات التي اجرتها المستشارة الالمانية أنغيلا ميركل مع الرؤساء الثلاثة والتي تركزت ايضا على الشان الاقتصادي وملف لنزوح.

فالرئيس المكلف سعد الحريري بحث في نتائج اتصالاته ومشاوراته بشأن عملية التأليف مع رئيس الجمهورية ميشال عون في قصر بعبدا ليؤكد على ايجابية اللقاء. وأوضح أن البحث تركز على الاحجام التمثيلية لمختلف الاطراف آملا أن يتم التوافق قريبا على هذا الامر، معربا عن اعتقاده بأنه اذا استمر العمل وفق المسار الحالي يمكن الانتهاء من التاليف بسرعة كبيرة.

كلام الرئيس الحريري سبقه تأكيد للرئيس عون بانه يسعى مع الجميع إلى ولادة حكومة تعكس رغبات الشعب اللبناني وتوازناته وتوصل صورة مشرقة عن مشروع النهوض بالوطن ومواجهة الفساد والمفسدين. وفي اللحظة التي يعلو فيها الكلام المبشر بقرب الانتهاء من عملية التاليف الحكومي، تأكيد لبناني على لسان الرئيس الحريري ان الحل الوحيد والدائم لازمة النازحين هو في عودتهم الكريمة والامنة الى سوريا فيما اعربت المستشارة االالمانية عن التزام بلادها تقديم الاغاثة الانسانية في لبنان وستساعد في المضي قدما في الاصلاحات.

وشددت ميريكل على ان عودة النازحين السوريين الى بلادهم لا بد ان تحدث عندما تتوافر الظروف الآمنة لهم، وقالت: هدفنا تعزيز العلاقات الاقتصاية بين لبنان وألمانيا، ومؤتمر سيدر يقدم أرضية لهذا التعاون ويجب الإيفاء بالاصلاحات الموعودة.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ال بي سي"

هل تولد الحكومة على التوقيت الطلياني؟

رئيس مجلس النواب نبيه بري يفترض ان يبدأ إجازته لأسبوعين في إيطاليا الأثنين المقبل، في حال بدأت الإجازة فهذا يعني ان ولادة الحكومة لن تتم قبل إسبوعين أي قبل عودته، أما إذا قرن الرئيس المكلف قوله بالفعل، أي أنه أدار محركات "التوربو" للتأليف، فربما ينجح في أن تبصر الحكومة النور قبل الأيام الإيطالية للرئيس بري...

تسارع التطورات بدا واضحا من خلال الزيارة التي قام بها الرئيس الحريري لقصر بعبدا ومناقشته مع رئيس الجمهورية موضوع الحصص من دون إسقاط الأسماء عليها... في أي حال، الأحد لناظره قريب...

في ملف آخر، اليومان الألمانيان في لبنان انتهيا إلى تباين في النظرة إلى قضية النازحين السوريين وقد تظهر هذا التباين خصوصا في كلام رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الذي أكد أن لبنان لا يستطيع انتظار الحل السياسي في سوريا...

قضائيا، شهد قصر العدل في بيروت المواجهة المنتظرة والمطلوبة بين رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع ورئيس مجلس إدارة "ال بي سي آي" الشيخ بيار الضاهر في دعوى ملكية المحطة...

المواجهة استمرت لست ساعات وأرجأت القاضية فاطمة الجوني الجلسة إلى الثامن من تشرين الأول المقبل للمرافعة، وسنكون في سياق النشرة مع تقرير مفصل عن الجلسة الماراتونية.

* مقدمة نشرة أخبار "الجديد"

على وقع أقدام السامبا تنقلت الأحداث في لبنان من مكان إلى مكان حتى إن بحث تأليف الحكومة وجد له وقتا مستقطعا في بعبدا بين الرئيسين عون والحريري في استراحة الشوطين بين كوستاريكا والبرازيل خرج بعدها الرئيس المكلف وابتسامة الفوز تعلو وجهه ليقول إذا عملنا بهذه الطريقة ننتهي من التأليف بسرعة كبيرة لافتا إلى أن النقاش تناول شكل الحكومة وتوزيع الحصص وأن الشوط النهائي في المونديال الحكومي اقترب من منطقة الجزاء وبقيت مشاورات قليلة لتسجيل هدف التأليف في مرمى المعادلة الأخيرة. مصادر الجديد ألمحت إلى أن الحكومة لن تبصر النور بغياب رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي يسافر الإثنين المقبل وعليه فإن الإعلان بات قاب قوسين أو أدنى من انتهاء الشوط الحكومي. الرئيس البرازيلي الهوى التقطت له صورة مع المستشارة الألمانية ليس في الملعب وإنما على شرفة السرايا حيث أدى دور الدليل السياحي فاشتعلت مواقع التواصل باللقطة وكل علق على ليلاه وكاد يكتمل المشهد السياحي لو أن الحريري أكمل معروفه وأخذ ميركل في جولة استطلاعية سريعة على مخيمات النازحين لربما سرع ذلك في اقتناع المجتمع الدولي بضرورة عودتهم إلى بلادهم وهو ما أبلغه رئيس الجمهورية ميشال عون لميركل، عون كان قصد بلدة العطشانة في المتن الشمالي مشاركا البطريرك الراعي في تدشين المقر الجديد للكنيسة السريانية الأرثوذكسية حيث حذر من النزف البشري المسيحي في الشرق وعاد إلى بعبدا مرتويا بمنع تفريغ الأرض من أهلها. وعلى هذا الأساس طلب الى ميركل دعم ألمانيا لموقف لبنان لعودة النازحين تدريجا إلى المناطق الآمنة في سوريا وعلى فصل العودة عن الحل السياسي لأن لبنان لا يستطيع انتظار ذلك الحل لعودة من نزح أما ميركل فأبدت تفهمها للموقف اللبناني حيال النازحين معتبرة أن الحل السياسسي يساهم في تسريع ملفهم لتنضم مفوضية اللاجئين إلى الضرب مرة على الحافر وأخرى على المسمار عبر كتاب أرسلته إلى وزارة الخارجية قالت فيه إنها ليست حاليا في وارد التشجيع على العودة ولكنها لن تقف في وجه من يريد ذلك طواعية. أما الحدث الذي شغل قصر العدل فكان مواجهة الساعات الست بين رئيس حزب القوات سمير جعجع ومدير الـ أل بي سي آي بيار الضاهر حيث تحول محيط العدلية إلى ثكنة عسكرية واستنفرت عشرات العناصر من الأجهزة الأمنية والجيش ما أعاد إلى الأذهان مرحلة جلسات سيدة النجاة وإذ يشهد لجعجع احترامه القضاء وحضوره شخصيا لعب الطرفان مباراة ودية على أرض محايدة أصر جعجع فيها على مناداة الضاهر "ببيارو" ما أثار استغراب القاضية فاطمة الجوني التي بادرتهما بالقول: "لماذا إذا لا تحلان القضية وديا"؟ وفي مجريات المواجهة وجديدها برز الاختلاف على الاتفاق إذ استند الضاهر إلى اجتماع عقد بينهما عام اثنين وتسعين بحضور الراحل انطوان شويري وقال إنه في خلال ذاك الاجتماع جرى التنازل بموجب ورقة عن الـ أل بي سي وأصبحت ألـ بي سي آي لكن جعجع نفى علمه بذلك وأنه عندما خرج من السجن اكتشف تغيير الاسم وفي آخر ساعتي المواجهة حضر رئيس دائرة الإعلام في القوات اللبنانية آنذاك الوزير السابق كريم بقرادوني فأدلى بشهادة شاهد رأى كل حاجة. وتبقى الشهادة للمتوسطة التي نالت مرتبة شرف إذ مرت فرحة عاقلة لم تخرق برصاصة طائشة.

 

اسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الجمعة في 22 حزيران 2018

النهار

لوحظ في الآونة الأخيرة عودة العلاقة الجيدة بين موسكو والمختارة إلى سابق عهدها في ظل توالي اللقاءات بين رئيس الاشتراكي والسفير الروسي وزيارة جنبلاط إلى موسكو واردة ربما بعد المونديال.

عاد تمثيل الاقليات المسيحية في الحكومة المقبلة الى المربع الاول في ظل تفتح الشهية على التوزير من جهات مقابلة لا يرغب البعض في فتح المجال لها وتكريس معادلة جديدة.

حرص وزير خسر في الانتخابات النيابية اخيراً على اطلالة صاخبة تؤكد استمرار شعبيته.

يصل نواب جدد الى مواعيدهم متأخرين بحجة انشغالاتهم الكثيرة علما ان عمل المجلس ولجانه لم ينطلق بعد.

الجمهورية

لاحظت أوساط متابعة أن أحد الدبلوماسيين العرب يقوم بجولة على مراجع وفاعليات في إطار التعاون والتنسيق مستثنياً فريقاً واحداً.

يسعى نائب شمالي إلى حفظ موقع له في حصة مرجع كبير في الحكومة المقبلة.

لم ينفِ ولم يؤكد مستشار سابق لمرجع كبير حصول لقاء بينهما مكتفياً بالقول "لا تعليق".

البناء

كشفت أوساط سياسية أن زيارة المستشارة الألمانية انجيلا ميركل إلى لبنان سيكون طابعها اقتصادي أكثر من الشأن السياسي. وهي ستركّز على الموضوع النفطي وسبل استثمار الشركات الألمانية وألمانيا عموماً في هذا القطاع. كما ستبحث من جهة أخرى، مع المسؤولين اللبنانيين في موضوع النازحين السوريين وأوضاعهم وإلحاح لبنان على إعادتهم إلى أراضيهم الآمنة، ونتائج هذا القرار أوروبياً.

علقت مصادر أوروبية دبلوماسية في بروكسل أمام دبلوماسي عربي مقيم على الإعلان الإيراني عن الاكتفاء بالنظام الصاروخي بقدراته الراهنة دون الحاجة لتطويره بالقول إنّ القرار الإيراني سيساعد كثيراً في التوصل إلى اتفاق إطار أوروبي إيراني يحصّن التفاهم النووي، كما أنّ صدور قوانين إيرانية بالانضمام إلى اتفاقيات مكافحة تبييض الأموال سيساعد في تسهيل مهمة المصارف الأوروبية التي ستتولى رعاية التجارة بين أوروبا وإيران بدعم من الحكومات الأوروبية.

اللواء

عندما سئل رئيس تكتل موالٍ عن موقفه من مطالبة حليف له بوزارة السياحة، اعتبر أن التوزيع يحصل بعد موافقته؟

تتريث جهات سياسية في التجاوب مع مبادرة مطروحة لإعلان جهة للمعارضة، لمرحلة ما بعد تأليف الحكومة..

أبلغ وزير معني مراجعيه أمس لا ستئناف للقروض السكنية قبل بداية العام 2019

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

نقلا عن " تقدير موقف"عدد 230

22 حزيران/18

في السياسة

اتهم اللواء جميل السيد قائد الجيش ومدير عام قوى الأمن الداخلي ومعهما الأجهزة التابعة لهما بالتآمر على "المقاومة"!

مرّ 48 ساعة على الإتهام..

انتظرنا بياناً من مديرية التوجيه رداً على سعادة النائب… لا شيء!

انتظرنا بياناً من مديرية قوى الأمن الداخلي رداً على سعادة النائب… لا شيء!

انتظرنا تعليقاً من رئيس الجمهورية القوي.. لا شيء، رئيس الحكومة.. لا شيء، الأحزاب والكتل النيابية… لا شيء!

فقط سأل النائب نديم الجميّل عبر التويتر "ماذا يجري؟" تحيّة!

لماذا لم يعلّق أحد على أخطر كلام سياسي صدر بعد الانتخابات من قبل نائب أقل ما يُقال عنه ان دخوله الندوة النيابية شكل صدمة لدى نصف الشعب اللبناني!

بمؤتمر صحافي واحد قام هذا النائب"المميز" بتدمير صورة الرئيس القوي والجمهورية القوية وانتظرنا الرد... انما لا شيء!

تقديرنا

القضاء الإسرائيلي يقاضي ساره ناتانياهو لأنها حصلت على مأكولات جاهزة للقصر الحكومي، رغم وجود عشي، على حساب المواطن الاسرائيلي!

أما في لبنان.. فلقد انطلقت مهرجانات الصيف!

في لبنان.. ضابط أمن عام "قوي"!

في لبنان.. مدعي عام مالي "قوي"!

وفي لبنان.. نائب "قوي"!

أما الباقي فسيرعى المهرجانات!!!

 

هل تبصر الحكومة النور الأحد؟!

المركزية/22 حزيران/18/علم موقع mtv أنّ الحكومة الجديدة ستبصر النور، على الأرجح، مساء الأحد المقبل، لتكون الحكومة الثانية في عهد الرئيس ميشال عون التي يرأسها رئيس الحكومة سعد الحريري وتشكّل مساء يوم أحد. وتشير معلومات موقع mtv الى أنّ يوم غدٍ السبت سيكون يوم مشاورات طويل للحريري في بيت الوسط، وذلك لتذليل مختلف العقبات والتي تتمثّل خصوصاً بحصّة القوات اللبنانيّة والحصّة الدرزيّة، مع إبلاغ عون للحريري في اجتماعهما في قصر بعبدا اليوم إصراره على تمثيل الوزير طلال أرسلان في الحكومة. وكشف مصدر مطلع عن أنّ أيّ تعثّر بارز سيواجهه الحريري خلال الساعات المقبلة سيطيح بمسعاه لتشكيل الحكومة قبل سفر رئيس مجلس النواب نبيه بري يوم الإثنين، ما سيعني تأخير التشكيل لأسبوعين على الأقل.

 

نوفل ضو: مهما تأخر جايي... الحساب اللبناني

المركزية/22 حزيران/18/غرّد الناشط السياسي نوفل ضو عبر تويتر فقال: "زوجات الرؤساء والملوك واصهرتهم واقاربهم يحاسبون على الفساد من اسرائيل الى اسبانيا وفرنسا وايطاليا والمملكة العربية السعودية وغيرها!مهما تأخر جايي... الحساب اللبناني!"

 

بري يستقبل سفيرة كندا

المركزية المركزية/22 حزيران/18/استقبل رئيس المجلس النيابي نبيه بري وفدا من الجامعة الاميركية في بيروت برئاسة فضلو خوري وعضوية وكيل الشؤون الاكاديمية محمد حراجلي والمحامية رندى ابو سليمان وابراهيم خوري.

ثم استقبل السفيرة الكندية في لبنان ايمانويل لاموريه وعرض معها للتطورات الراهنة والعلاقات الثنائية.

كما استقبل بعد الظهر الامين العام للمجلس الاعلى اللبناني السوري نصري خوري.

 

الحريري سيحلّ العقدة السنية وتأليف الحكومة قبل نهاية الاسبوع

إعداد جنوبية 22 يونيو، 2018 /اعلن رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري عن تشغيل "توربو" الاتصالات والمشاورات في شأن التأليف الحكومي، وسط أجواء إيجابية توحي أن الحكومة ستبصر النور عما قريب.

لم تحجب زيارة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إلى بيروت الأنظار عن مشاورات تشكيل الحكومة ، إذ أعاد الرئيس المكلف سعد الحريري  تشغيل محركات الحكومية فور عودته من باريس.

وفي هذا السياق، أبلغ الحريري الرئيس نبيه بري عبر الهاتف أنه سوف ينتهي من عملية التأليف قبل نهاية هذا الأسبوع وأنه سيلتقي برئيس الجمهورية ميشال عون في اليومين المقبلين للتشاورمعه بشأن التشكيلة الحكومية. مع العلم أن زيارة ميركل كانت وأشارت مصادر مطلعة لـ “الجمهورية” أن الحريري قام بحراك على متسوى واسع وكبير منذ عودته وأنسه سيتابع مشاوراته مع سائ الأفرقاء السياسيين، ولفتت أن التصور الأولي الذي قدمه الحريري إلى عون لم يكن سوى فكرة عامة حول شكل الحكومة”. وجرى تداول معلومات تفيد بأن الحكومة سوف تبصر النور قبل الثلثاء المقبل وهو موعد سفر الرئيس بري في إجازة سنوية إلا أن مصادر الصحيفة إعتبرت أن سفر الأخير ليس سقفا زمنيا، لأن الإجازة ستسمر إلى أيام”. وفي وقت التقى الحريري ميركل مساءً في السراي الحكومي وتخللَ اللقاء عشاء عمل سافرَ بعده الى الاردن في زيارة خاصة لبضع ساعات، للمشاركة في حفلة قرانِ أخيه نور النعيمي، ثمّ يعود بعدها إلى بيروت. نفى في معرض حديثه ما نقل عن بري قوله بأن الحريري “مطنش” فيما يتعلق بالشأن الحكومي، مؤكدا أن “التوربو” دارت. أشارت “اللواء” أن الحريري أنجز تشكيلة وضع عليها بعض “الرتوش” ا قبل التوجه إلى بعبدا، والتشاور حول كيفية تذليل العقبات المحلية” .

وشهد أمس السراي الحكومي حركة مشاورات لافتة ـ إذ إلتقى الحريري برئيس تيّار المردة سليمان فرنجية يرافقه الوزير يوسف فنيانوس في حضور الوزير غطاس خوري، ووزير الاعلام ملحم الرياشي بحضور خوري. والوزير علي حسن خليل، والنائب وائل ابو فاعور،الذي نقل اصرار رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط على الحصة الدرزية كاملة المتمثلة بثلاثة وزارات إضافة  إلى حقيبة اساسية. ونقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة ، تأكيدها  توزير نادر الحريري من حصة الرئيس عون الذي يطالب بمقعد وزاري من الحصة السنية، على غرار ما حصل في الحكومة المستقيلة.  وأشارت هذه المصادر إلى ان نواب سنة 8 آذار يطالبون بمقعدين وزاريين، بشكل يتناسب مع حجم الكتل المتحالفين معها.  على صعيد آخر، من المتوقع تمثيل طرابلس بمقعد سني من تيّار “المستقبل”، واستبعاد أية مشاركة لكتلة الرئيس نجيب ميقاتي التي تضم نواب الأقليات المسيحية والعلوية في المدينة، وليس فيها أي نائب سني غير رئيسها، حيث من المستبعد انضمامه إلى الوزارة العتيدة. وقد أشارت المعلومات  أن رئيس تيار المردة سليمان فرنجية ما زال مصرا على موقفه ومطالبه الوزارية المتمثلة بوزارتين لـ”التكتّل الوطني” المؤلف من 7 نواب، والحصول بالتالي على حقيبة من هذه الحقائب التالية: الأشغال العامة، الطاقة والمياه، أو وزارة الاتصالات، بينما لم يتخذ الرئيس سعد الحريري قراره حتى الآن. وعُلمت “الشرق”  أن الاجتماع الذي عقده الحريري مع رئيس تكتل “لبنان القوي” جبران باسيل انتهى إلى اسناد 7 حقائب للتيار، و4 للقوات (بينها وزارة العدل)، إضافة إلى 3 لريئس الجمهورية، في وقت افادت المعلومات بأن الأسماء القواتية المرشحة للتوزير تم تحديدها على أن يتم اسقاطها على الحقائب في المرحلة التالية. أما في ما يتعلق بعقدة التمثيل السني، فلفتت المعلومات الى أن اسم النائب فيصل كرامي يحظى بتأييد الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله، في وقت يصر النواب السنة المقربون من 8 آذار على وزيرين لا يكونان من حصة الرئيس عون، علما أن بات من المعلوم أن الحريري سيحظى بوزير ماروني مقابل السني من حصة رئيس الجمهورية إلى كتلته الوزارية . ومن جهة ثانية، أجرى الحريري الجولة الرسمية الاولى من المحادثات ميركل في السرايا، وتناولت آخر المستجدات في لبنان والمنطقة وسبل تفعيل العلاقات الثنائية بين البلدين في مختلف المجالات، ولا سيما على الصعيد الاقتصادي والتبادل التجاري. وشارك في المحادثات عن الجانب اللبناني الوزير غطاس خوري وسفير لبنان في ألمانيا مصطفى أديب والمستشاران نديم المنلا وهاني حمود، وعن الجانب الألماني السفير الالماني في لبنان مارتن هوث.

وأكدت ميركل وقوفَ بلادها الى جانب لبنان ودوَّنت في سجلّ الشرف الكلمة الآتية: “لا تزال ألمانيا تقف إلى جانب لبنان مستقرّ ومنفتح على العالم ومزدهر، حيث يعيش الناس من مختلف الأديان معاً في سلام. أتمنّى لكم كلَّ النجاح والتوفيق في تنفيذ الإصلاحات التي بدأت.”

 

خفايا الفوضى الأمنية في البقاع، وعلاقة لقاء بوتين - الحريري بانتشار الجيش ...

عبير منصور/جنوبية/22 حزيران 2018/كان لغزاً ما حصل في البقاع بعيد الانتخابات النيابية، فكأنّ أحداً في مكان ما قد ضغط على زر التشغيل، وسرعان ما انتشرت فوضى السلاح وتفعّلت قضايا الثأر بين العشائر، وعاد بعض كبار المطلوبين الى الواجهة الاعلامية من بوابة الاصلاح والاستعراض، حتى وصل الامر الى ذروته في اشتباكات الامس بين آل جعفر وآل الجمل على الحدود اللبنانية السورية، وتهديد الجيش السوري بالرد على مصادر النيران. وعلى ضوء هذه التطورات كثر الحديث في الاعلام عن خطة أمنية منتظرة، حيث تقول المعلومات أنه سيتم ارسال اعداد كبيرة من عناصر وضباط الجيش اللبناني الى البقاع للانتشار ضمن خطة محكمة تتضمن انشاء حواجز مدعّمة، ومداهمة منازل كبار المطلوبين. وامام هذه المعلومات يقف البقاعييون مذهولين ليقينهم بأن المطلوبين الكبار قد غادروا الاراضي اللبنانية باتجاه سوريا بتسهيلات من جهات حزبية وتنسيق مع بعض المتآمرين من القوى الأمنية وان الصغار منهم ابتعدوا عن اماكن تواجدهم المعتادة. والاكثر غرابة هو أن هذه الجهات الحزبية تتساءل على الاعلام بكل وقاحة عن الجهة التي سهلت هروب هؤلاء، في محاولة منها للتعمية على حمايتهم. الهدف إذاً ليس إلقاء القبض على المطلوبين، بل هو ببعدين داخلي واقليمي - دولي. ففي الشقّ الداخلي ثمة توجّه لاستخدام عصا الامن التأديبية مع البقاعيين الذين علا صوتهم اعتراضا في الانتخابات الاخيرة حيث خرج كثيرون منهم عن طاعة قوى الامر الواقع، ولولا التزوير لكانت النتيجة بالنسبة لهذه القوى مخزية، اضف الى ان سيد الحزب يدرك تماما انه عاجز عن الوفاء بوعود الاصلاح ومحاربة الفساد، وأن تفلت الامن سيكون افضل ذريعة للاخلاف بالوعود. وفي هذا الاطار يؤكد البقاعيون أن المطلوبين الذين تم تهريبهم خارج الاراضي اللبنانية كانوا احد اهم اركان الحملة الانتخابية الداعمة للثنائي الشيعي، مما اقتضى رد الجميل اليهم وتهريبهم، خصوصا ان مهمتهم في لعب دور القفازات لتنفيذ الاعمال القذرة نيابة عن قوى الامر الواقع لم تنته بعد. وحتى لا نُتهم بالتجنّي والافتراء والبعد عن الواقع، فلا بد من التذكير بالدور الذي لعبه نوح زعيتر مثلا في قصف بلدة سعدنايل البقاعية بالهاون خلال احداث السابع من ايار عام ٢٠٠٨ مدفوعا من حزب الله، والجميع يعلمون ان بعض حوادث الخطف في البقاع كانت تتم بطلب من جهات سياسية معروفة كما حصل مع صاحب معامل "ليبان لايت" للالبان الذي شكر الرئيس نبيه بري بعد تحريره من ايدي خاطفيه برعاية بسام طليس. وكذلك يعلم الجميع أن بعض المطلوبين شاركوا في اشتباكات مع آل صلح في بعلبك بسبب اشكال حصل بين افراد من العائلة المذكورة واحد حواجز حزب الله، وغيرها من الاحداث التي تم فيها استثمار المطلوبين. اما الشق الاهم في هذه الخطة فهو ذاك المتعلق باجتماع بوتين - الحريري، وهنا تؤكد المصادر أن بوتين طلب من الحريري في الاجتماع ما قبل الاخير المبادرة الى نشر الجيش اللبناني على كافة الحدود اللبنانية السورية وتفعيل دوره لمنع اي تسلل بين الدولتين، والهدف هنا ابعاد حزب الله عن الحدود، خصوصا ان الروسي كان قد حاول استفزاز الحزب منذ فترة لاخراجه من القصير والقلمون لينتشر الجيش السوري مكانه. لم يرُق هذا القرار لقيادة الحزب ومن خلفها ايران، فكان لا بد من الهاء الجيش اللبناني بمهام اخرى واشغاله في قضايا هي في الاصل من مهام قوى الامن الداخلي، وليس افضل في تحقيق هذا الامر من اشعال الوضع في البقاع باستخدام الخارجين على القانون، ثم دفع البقاعيين للمطالبة بخطة امنية تحميهم من التشبيح وتنسيهم مطالبهم بالانماء ورفع الحرمان، وهنا تخرج قوى الامر الواقع في البقاع لتطالب الدولة ببسط الامن، وتتهم قيادة الجيش والامن الداخلي بالتآمر، لتظهر امام الناس بمظهر المنقذ لهم من فوضى السلاح. المعادلة هنا في الشقين الداخلي والخارجي على الشكل التالي :  اسكات الحركة الاعتراضية البقاعية بعصا الامن، ومنع الجيش من تنفيذ الاتفاق بين رئيس الحكومة والرئيس الروسي، وبهذا تستمر السيطرة على الداخل البقاعي، و على الحدود اللبنانية السورية، في ظل انشغال الجيش اللبناني بضبط الامن في الداخل وعجزه عن ضبط الحدود التي شهدت في الاونة الاخيرة اشتباكات منظمة بين العشائر. ويبقى قدر اللبنانيين عامة والبقاعيين خاصة ان يدفعوا فاتورة المصالح الضيقة للاحزاب وان يُفشلوا الاتفاقات بين الدولة والخارج على حساب امنهم ومستقبل ابنائهم.

 

القضاء اللبناني يجرّم سورياً بتهمة الانتماء لـ«الجيش الحر»

بيروت: «الشرق الأوسط/22 حزيران/18»/أصدر قاضي التحقيق العسكري، فادي صوان، يوم أمس قرارين اتهاميين بحق مواطنَين سوريين، أحدهما بجرم القتال في صفوف تنظيم داعش، والآخر بالانتماء إلى «الجيش السوري الحر». وبحسب «الوكالة الوطنية للإعلام»، اتهم صوان في قراره الأول السوري الموقوف خضر محمد الجاعور بـ«جرم الانتماء إلى (الجيش السوري الحر) والقتال في صفوفه في القصير ضد الجيش العربي السوري»، وفي القرار الآخر، السوري أحمد عبد الله الرفاعي بـ«جرم التدخل في الأعمال الإرهابية وجمع الأموال لصالح تنظيم داعش»، وأحال المتهمَين إلى المحكمة العسكرية الدائمة للمحاكمة.

 

المفوضية تؤيد عودة اللاجئين «طوعياً» والخارجية ترى الخطوة {غير كافية} في ردّها على باسيل الذي طالبها بتغيير سياستها

بيروت: كارولين عاكوم/الشرق الأوسط/22 حزيران/18/تلقت وزارة الخارجية اللبنانية ردا من مفوضية شؤون اللاجئين على الرسالة التي كانت قد أرسلتها لها، مطالبة إياها بتغيير مقاربتها لقضية اللاجئين السوريين والعمل على وضع خطة لإطلاق عودتهم إلى المناطق الآمنة داخل سوريا. وقال هادي الهاشم، مدير مكتب وزير الخارجية جبران باسيل لـ«الشرق الأوسط» إن «المفوضية أكدت أنها مع العودة الطوعية للنازحين وأنها لن تقف في وجه خيار السوريين كما عبّرت عن استعدادها لعقد اجتماعات مع الوزارات اللبنانية المعنية للبحث في هذه القضية، وأيدّت طرح الخارجية بتوزيع السوريين بين لاجئين وغير لاجئين وفقا لأوضاعهم». ولفت الهاشم إلى أن الاجتماعات ستعقد في وقت قريب بين المفوضية والوزارات، كما وصف الردّ بـ«الخطوة الإيجابية لكن غير الكافية لتعليق الإجراءات الأخيرة التي اتخذتها الخارجية بحق المفوضية». وأوضح: «ننتظر منهم وضع خطة واضحة وجدية للعودة خاصة أن المفوضية لا تزال لا تشجع على العودة. نأخذ طبعا هذه الإيجابية بعين الاعتبار لكنها لا ترتقي إلى طموحاتنا ومطالبنا لتحقيق العودة». وكان باسيل أعلن عن قرار تعليق طلبات إقامة العاملين الأجانب في المفوضية اعتراضا منه على سياستها ومتهما إياها بعدم تشجيع اللاجئين للعودة إلى بلدهم، وهو ما رفضته الأمم المتحدة وأكدت أن عملها ينحصر بالشق الإنساني فقط وهي تحترم القرارات الفردية للأشخاص حيال عودتهم إلى سوريا. في موازاة ذلك، أكد الهاشم أن خطة عودة اللاجئين من عرسال إلى القلمون مستمرة، وذلك بعدما كان قد سجّل ثلاثة آلاف شخص أسماءهم للعودة، لافتا إلى أن القرار عند الأمن العام اللبناني الذي يتولى هذه المهمة وسيعلن عن الموعد بعد اكتمال كل الشروط والأمور اللوجيستية. علما بأن معلومات رسمية كانت قد أعلنت أن العودة يفترض أن تتم بعد عيد الفطر. وحول هذا الموضوع، أكد وزير الدولة لشؤون النازحين، في حكومة تصريف الأعمال معين المرعبي، أن موضوع اللاجئين مسألة إنسانية، لافتا إلى رغبة جميع الأفرقاء في إعادتهم إلى بلادهم، رافضا في الوقت عينه التفاوض مع النظام وواصفا إجراءات «الخارجية» بـ«مجرد فقاعات». وشدّد على أن «هذا الموضوع يحتاج إلى تخفيف كراهية وعنصرية وطائفية وأن كل اللبنانيين يوافقون على دستورهم وعلى أنه لا توطين في لبنان، داعيا إلى عدم المزايدة في هذه القضية».

 

مطلوبو البقاع يفرون إلى سوريا مع انطلاق الخطة الأمنية في المنطقة/رئيس بلدية بعلبك: عدد كبير منهم باتوا في طرطوس

بيروت: بولا أسطيح/الشرق الأوسط/22 حزيران/18/فر عشرات المطلوبين في منطقة البقاع الواقعة شرق لبنان إلى سوريا المحاذية مع انطلاق الخطوات التنفيذية للخطة الأمنية الجديدة المفترض أن تضع حدا للفلتان الأمني الحاصل في المنطقة والذي بلغ في الأسابيع القليلة الماضية مستويات غير مسبوقة ما دفع فعاليات المنطقة للتأكيد أنها أصبحت «أشبه بغابة في غياب أي دور للقوى والأجهزة الأمنية». وأكد رئيس بلدية بعلبك العميد المتقاعد حسين اللقيس أن عددا كبيرا من المطلوبين الكبار فر إلى سوريا في الأيام الماضية وبخاصة إلى منطقة طرطوس حيث المنتجعات السياحية، لافتا إلى أن تنسيقا أمنيا بين لبنان وسوريا من شأنه أن يؤدي إلى توقيفهم. واعتبر اللقيس في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن العدد الفعلي للأشخاص الواجب توقيفهم في منطقة بعلبك – الهرمل المطلوبين بمذكرات قتل وإطلاق نار وتجارة مخدرات لا يتعدى الـ100. مشيرا إلى أنه لو تم توقيف 10 أو 20 منهم، فإن ذلك سيؤدي تلقائيا لضبط الوضع الأمني باعتبار أنهم سيكونون عبرة للبقية. مع العلم أن المعلومات تشير إلى وجود 37 ألف مذكرة توقيف بحق 1200 مطلوب في المنطقة. وأوضح اللقيس أن وحدات من الجيش اللبناني انتشرت يوم أمس بشكل ملحوظ في شوارع بعلبك وضواحيها، معربا عن أمله في أن يكون وجودها فاعلا خاصة عند أي حادث أمني، فيكون من صلاحياتها ملاحقة المخلين بالأمن وتوقيفهم. ويوم أمس، أفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» بأن وحدات من الجيش اللبناني بدأت منذ ساعات الصباح الأولى تسيير دوريات وإقامة حواجز متنقلة داخل مدينة بعلبك ووسط سوقها التجاري وضمن محيط متنزهات رأس العين بهدف حفظ الأمن في المدينة وضواحيها. وأصدرت قيادة الجيش بيانا أعلنت فيه «قيام دورية من مديرية المخابرات في بلدة فلاوة - بعلبك، بتوقيف المدعو حمزة صبحي الكيال المطلوب بجرم إطلاق نار باتجاه محلات تجارية في مدينة بعلبك ومشاركته في الأحداث الأخيرة في المدينة»، وهو ما يوحي بانطلاق الخطوات التنفيذية للخطة الأمنية في المنطقة. إلا أن مصادر عسكرية رفضت الحديث عن موعد أو توقيت زمني للخطة الأمنية، وقالت لـ«الشرق الأوسط»: «الجيش يتخذ الإجراءات المناسبة في الوقت والظرف المناسبين». وتشهد بعلبك – الهرمل منذ انتهاء الانتخابات النيابية أحداثا أمنية بشكل شبه يومي. وتُسجل فعاليات المنطقة «إطلاق نار بشكل يومي تشهده المدينة من دون تحرك القوى الأمنية لملاحقة مطلقي النار، سرقة سيارات، تفشي آفة المخدرات سواء لجهة التعاطي أو الاتجار، إضافة لفرض خوات على التجار والمواطنين». وشن اللواء جميل السيد، الذي انتخب مؤخراً نائباً عن المنطقة والمقرب من «حزب الله» وسوريا، منتصف الأسبوع الحالي هجوما شرسا على قيادتي الجيش وقوى الأمن الداخلي، واتهم ضباط الأمن بمختلف مواقعهم بـ«حماية الزعران» في البقاع، متوجها إليهم بالقول: «أنا لا أتهمكم بالتقصير بل أتهمكم بالتآمر على منطقة بعلبك - الهرمل وأهلها وعلى المقاومة من أجل بعث رسالة إلى الخارج بأن بيئة المقاومة تحتضن زعرانا». وتعتبر مصادر «الثنائي الشيعي» أن «حزب الله» هو أبرز المتضررين من الفلتان الأمني الحاصل في البقاع وبالتحديد في منطقة بعلبك التي تُعتبر معقلا رئيسيا له، منبهة في تصريح لـ«الشرق الأوسط» من أن «هناك من يسعى لتصوير بيئة حزب الله كبيئة خارجة عن القانون، ومن يدفع باتجاه لجوء الحزب لضبط الوضع، وهو فخ يُنصب له لتوريطه والقول بأنه تحول إلى العمل الأمني في الداخل اللبناني». ولا يزال الوضع على الحدود اللبنانية – السورية وبالتحديد في منطقة الهرمل متوترا نتيجة تجدد الاشتباكات بين مسلحين من عشيرة آل جعفر وآخرين من آل الجمل مساء يوم الأربعاء على خلفية إطلاق نار باتجاه موكب من عدة سيارات يقل المطلوب نوح زعيتر وأشخاص من آل جعفر. وأفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» بأنه على الأثر «قام عشرات المسلحين من آل جعفر من المناطق الحدودية المجاورة بسلوك طرق جبلية خارج نطاق الانتشار العسكري للجيش اللبناني والجيش السوري وهاجموا بلدة العصفورية بالأسلحة المتوسطة التي يسكنها آل الجمل، وهي عائلة لبنانية على خلافات ثأرية مع آل جعفر». وكان الجيش اللبناني عزز مواقعه على الحدود اللبنانية ونشر حواجز في منطقة الهرمل، فيما انتشر الجيش السوري من ناحيته، سعيا لوقف الاشتباكات التي خفت وتيرتها مع ساعات ليل الأربعاء. وقالت الوكالة الوطنية أن المساعي تنشط لسحب المسلحين من التلال الجبلية المتقابلة.

 

هكذا سيُقفل ملفا مرسوم التجنيس وختم جوازات الإيرانيين

منير الربيع/المدن/الجمعة 22/06/2018

على خطّين متوازيين سار العمل على مرسوم التجنيس وإصلاحه لا التراجع عنه، ومسألة دخول الإيرانيين إلى لبنان بدون ختم جوازات سفرهم بل بختم بطاقة جانبية مرفقة بجواز السفر. ثمة من يربط الحملات التي طاولت الملفين، بأنها نوع من التجاذب بين مراكز القوى في الدولة. سجّل المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم نقاطاً أساسية وإضافية لمصلحته في مسألة كشفه أن في مرسوم التجنيس شوائب عديدة، مع الإشارة إلى أن المرسوم كان قد خضع لتحقيقات أجهزة متعددة، لكن الأمن العام هو الذي أثبت وجود تلك الشوائب التي لا يستحق أصحابها منحهم الجنسية اللبنانية. في مقابل ذلك، شُنّت حملة على الأمن العام على خلفية عدم ختم جوازات سفر الإيرانيين. لتبدأ مرحلة تسوية الملفين معاً. في اللقاء الذي عقد بين إبراهيم ووزير الداخلية نهاد المشنوق، جرى استعراض التطورات في الملفين المذكورين. تحدث إبراهيم عما اكتشفه من شوائب وملفات قضائية وقانونية على بعض الذين شملهم مرسوم التجنيس. وهو سيرفع تقريره إلى رئيس الجمهورية ميشال عون والمشنوق. وجرى التطرّق إلى موضوع عدم ختم جوازات سفر الإيرانيين. وهذا ما يضعه المشنوق في إطار الإجراء الإداري العادي، الذي يدخل في إطار الصلاحيات البديهية لجهاز الأمن العام في كل دول العالم. وهو إجراء متبّع في لبنان بالنسبة إلى العديد من رعايا الدول الأجنبية.

على ما يبدو أن الأمور ستصل إلى الحلّ. بعد خروجه من اللقاء أكد إبراهيم أن الأمور جيّدة. وتكشف المصادر أن الإجراء المتعلقّ بالإيرانيين لن يتغير ولن يُلغى، على عكس ما صرّح به المشنوق سابقاً. وقد يكون المشنوق اقتنع بوجهة نظر إبراهيم، أولاً لأن الاقتراح جاء من السفارة اللبنانية في إيران وفق ما تتحدث المصادر عن حكاية هذا الإجراء من ألفه إلى يائه. وتقول: "السفير اللبناني في إيران كان يعتبر أن من واجبه تعزيز السياحة الإيرانية إلى لبنان، وهناك 4 ملايين إيراني يزورون تركيا سنوياً، فحاول من خلال هذا الإجراء تشجيع هؤلاء على زيارة لبنان بدلاً من تركيا. وقد راسل وزارة الخارجية التي أبدت موافقتها على ذلك. كما راسل الأمن العام للغاية عينها، فعمل الأمن العام من منطلق تشجيع السياحة، والتزم بالصلاحيات المنوطة به".

في مقابل هذا الإجراء، ثمة من ذهب إلى تحميله أبعاداً سياسية لها علاقة بالعقوبات على إيران، وبتهريب الأموال الإيرانية. وهذا ما دفع المشنوق إلى رفع السقف. لكن مصادر أخرى تؤكد أن لا علاقة للدولة الإيرانية بهذا الإجراء، بل كان مبادرة من الجانب اللبناني. وما يُحكى عن غاية الإجراء في تهريب أموال الإيرانيين إلى خارج السوق الإيرانية بفعل العقوبات ، هو أمر منفي، لأن إيران حريصة على تعزيز وضعها المالي والنقدي وليس على تهريب الأموال من داخلها إلى الخارج. بعض علامات الاستفهام والاعتراضات التي انصبّت على هذه الإجراء، قد تكون ارتبطت بالظروف الإقليمية، وبتعزيز الأوراق التفاوضية والردّ على مسألة فضيحة مرسوم التجنيس. وهناك من يريد القول إنه يواجه هذا التقارب اللبناني الإيراني، إنطلاقاً من استمرار مواجهة ما أفرزته نتائج الانتخابات النيابية التي أنتجت برلماناً قريباً من طهران. وقد يكون ما ساهم في تعزيز التصعيد بوجه هذا الإجراء، هو موقف قاسم سليماني، وما فسّره البعض بأنه إجراء تكاملي على تكريس مبدأ الانتصار الإيراني، وأن لبنان أصبح جزءاً من الملحقات الإيرانية طالما أن المواطنين الإيرانيين يدخلون إلى لبنان بلا اختام. لا يبدو أن هذا الإجراء سيلغى. وهناك من يعتبر أن العالم كله يتجه إلى مبدأ الغاء مسألة ختم الباسبورات. وهذا ما يجري اتباعه في كل دول العالم، وطالما أن لا علاقة للسياسة به فهو سيبقى سارياً. أما في ما يخص مرسوم التجنيس، فإن المعطيات تفيد بقرب إنتهاء الامن العام من عمليته التدقيقية بالأسماء. وتكشف المصادر عن وجود شوائب في العديد من الملفات التي سيوصي الأمن العام بأنها لا تستحق الجنسية. ولكن المصادر تكشف أيضاً أن شعبة المعلومات التي أوكلت إليها مهمة التحقيق ومنحت مهلة 24 ساعة لذلك، اكتشفت شوائب حول 30 اسماً لا يستحق أصحابها الجنسية، ولكن لم يتم الالتزام بتوصياتها. ما أدى إلى صدور المرسوم بشوائبه.

السؤال الأساسي اليوم هو ما هي الأسماء التي ستشطب من المرسوم؟ وفيما تفيد المعلومات بأن المرسوم لن يلغى بل سيتم تصحيحه، هناك تكتم شديد حول الأسماء التي ستلغى من المرسوم، ولن يكشف عنها بسهولة قبل إجراء جوجلة نهائية بين الأطراف التي اتفقت على إقرار هذا المرسوم. وهناك من يعتبر أن الذي ضرب ضرب ومن هرب هرب، لاسيما أن المرسوم إذا جرى إعداده فهو لأجل هؤلاء الذين حولهم شبهات وشوائب. وتتوقع المصادر أن يُصار إلى شطب بعض الأسماء من المرسوم لكن غير الأسماء الأساسية التي لاقت اعتراضات، أو أن الاحتمال الآخر إذا ما شطبت أسماء هؤلاء سيكون في التعويض لهم بمراسيم أخرى، خصوصاً أن كل المعطيات تفيد بأن هناك مراسيم تجنيس أخرى ستصدر في الفترة المقبلة. تكشف المصادر عن وجود شوائب أخرى لا تتعلق بالأسماء في هذا المرسوم فحسب، بل في التوازن الطائفي أيضاً. وتعتبر أن المخرج سيكون باستمرار المرسوم مقابل الوعد بإقرار مرسوم آخر في المستقبل يجري عبره تصحيح الخلل الطائفي، وخلل حصول أفراد من عائلات في القرى السبع على الجنسية اللبنانية مقابل عدم حصول أفراد آخرين من العائلات نفسها على الجنسية. هكذا، يكون تم حلّ معضلة المرسوم على الطريقة اللبنانية المعهودة ووفق قاعدة 6 و6 مكرر.

 

لبنان اقتصاد عرب و عالم محطات رأي ثقافة ميديا

منير الربيع/المدن/الجمعة 22/06/2018

اعتبر رئيس الجمهورية ميشال عون أن حكومة ما بعد الانتخابات النيابية، هي حكومة العهد الأولى. قال موقفه هذا، بعد تسوية انتخابه رئيساً للجمهورية. بالتالي، فإن التجاذب حيال التشكيلة الحكومية المرتقبة، قد يكون مفهوماً بالنسبة إلى البعض. وهو ما يضعه المحسوبون على العهد في إطار محاولات إفشال عهد عون أو وضع العثرات في طريق انطلاقته. لذلك، يبرز كلام كثير في الكواليس بشأن الضغط لمنع البعض من تحقيق مراميهم. وهو ما يتجلّى في محاولات إحراج الرئيس المكلف سعد الحريري والضغط عليه زمنياً، عبر التلويح بوجوب الالتزام بمهلة زمنية.

يقرأ المعارضون للتسوية في هذا الكلام استمرار محاولات الانقلاب على الطائف. الوزير السابق غازي العريضي يبدو الأكثر صراحة. ويشير إلى أن التيار الوطني الحر بنى حملته الانتخابية على مبدأ تخطّي الطائف بالممارسة السياسية في ظل وجود الرئيس القوي في بعبدا. وهذا كلام له أبعاد كثيرة، يبدي العريضي استغرابه لعدم استثارته مَن يُفترض أن يكونوا ضنينين على الاتفاق. ويذهب العريضي إلى صراحة أوسع، حين يقول إن اتفاق الطائف كلّف 15 سنة حرب أهلية، ومئات آلاف الضحايا والخسائر، ولا يمكن التفريط به نزولاً عند رغبة البعض أو عدم تقدير هواة.

بعد الطائف، انتهى مصطلح "عهد"، وأصبح رئيس الجمهورية يتمتع بولاية رئاسية، لا يمكن أن يُقال عهداً لأن الطائف غيّر الموازين، ورئيس الجمهورية لم يعد حاكماً بموجب الدستور، وعلى الجميع الالتزام بهذا الدستور والتعاطي مع هذا الواقع. كان، قبل الطائف، يُقال عهد رئاسي لأن الرئيس كان حاكماً وهو الذي يعين رئيس الحكومة والوزراء، وهو المسؤول بصلاحيات واسعة عن تعيين المديرين العامين وتسيير شؤون الدولة. حينها كان ذلك عهد الرئيس، أما اليوم فلم يعد للعهد وجود فعلي. وعلى الجميع التعاطي بموجب هذا المنطلق، و"نحن لن نتساهل في مواجهة أي محاولة انقلابية على ما جرى تكريسه في الاتفاق"، يقول العريضي. يختصر هذا الكلام، حقيقة الاختلاف والانقسام السياسيين في البلد. ولا يظهر ذلك تشكيل الحكومة فحسب، بل حتى في اتخاذ الوزراء بعض القرارات المصيرية، التي يستندون فيها إلى صلتهم برئيس الجمهورية. هنا، ثمّة من يلقي باللائمة على رئيس الحكومة سعد الحريري، الذي يسمح لكثر بتجاوز صلاحياته. القصة أبعد من حصة ووزن. لها علاقة بوجهة البلد وآلية الحكم فية. لذلك، ثمة بذور لقّوة معارضة، بدأت تتنامى وتتشكل لمواجهة محاولات الانقلاب على الطائف. والأهم، أن هذه المحاولات تنطلق من "الفعل والممارسة" وليس من الأقوال. فقبل ولاية عون كانت مواجهة الدفاع عن الطائف إعلامية وخطابية، أما اليوم فأصبحت عملانية. ما يفرض على المتمسكين بالاتفاق العمل على تشكيل جبهة للدفاع عنه.

ينطلق هؤلاء من ممارسة التيار الوطني الحر في عملية تشكيل الحكومة، بعد ما نجح في إحداث الفرز وكسر الأحاديات في قانون الانتخاب. وهناك من يلقي اللوم على فريق رئيس الحكومة، الذي لم يكن على قدر من الوعي لما يحاك. والدليل ظهر في نتائج الانتخابات. استطاع القانون الانتخابي كسر الأحاديات وتشكيل كتل موازية للكتل الكبرى داخل طوائفها، باستثناء تماسك الثنائية الشيعية. واستفادة التيار الوطني الحر من تحالفه مع المستقبل وحزب الله في تعزيز موقعه وتخطّي مسألة وجود كتل مسيحية أخرى خارجة عنه.

ينسحب هذا التكريس على عملية تشكيل الحكومة، التي يبدو مسعى التيار الوطني الحر فيها واضحاً، لمصلحة تأبيد سيطرته وتعزيز أحاديته، من خلال المطالبة بعدد كبير من الوزراء والحقائب، مع التمسك بحصّة لرئيس الجمهورية، ومحاولة الاستحواذ على حقائب أساسية. في مقابل عدم اعطاء القوات اللبنانية الحصّة التي تطالب بها، لعدم تكريس انتصارها النيابي حكومياً. والتمسك باعطاء حقيبة وزارية للنائب طلال ارسلان لا ينفصل عن منطق كسر الأحاديات. واللقاء الذي عقد بين الوزير جبران باسيل وارسلان كان هدفه تمسك الأخير بموقفه. ما يؤدي إلى كسر أحادية الحزب التقدمي الاشتراكي في الحكومة. ويلتقي ذلك مع كسر زعامة المستقبل السنية من خلال الإصرار على توزير شخصين من سنّة 8 آذار.

يسعى بعض الساعين إلى تشكيل جبهة معارضة الإطاحة باتفاق الطائف، إلى الحصول على نحو نصف مقاعد الحكومة: 6 للمستقبل وآخر محسوب على رئيس الحكومة، 5 للقوات، و3 للحزب الاشتراكي. وتحقيق ذلك يبدو من المستحيلات. فيما ما يمكن تحقيقه هو الحصول على ثلث معطّل. في مقابل سعي التيار الوطني الحر إلى الحصول على هذا الثلث مع وزراء حزب الله الثلاثة، أي أن يحصل التيار على 8 وزراء بمعزل عن حصة رئيس الجمهورية. وهذا أيضاً من المستحيلات. والطائف هو الهدف المقبل.

وقد تحركت العجلات لأجل التسريع بالولادة الحكومية، فعُقِدت اللقاءات بين الحريري وممثلين عن مختلف الأفرقاء. وتكشف مصادر لـ"المدن" عن أن العديد من العِقد على صعيد تحديد الأحجام لم تذلل بعد. وهذه سيطرحها الحريري في الساعات المقبلة خلال لقائه رئيس الجمهورية. وتشير المصادر إلى أن البحث بدأ بتناول الحقائب، لكن لم تُحسم بعد، إذ إن الحريري عرض وزارة العمل على سليمان فرنجية، لكنه رفض مطالباً بوزارة الطاقة أو الأشغال أو الاتصالات. أما الوزير علي حسن خليل فكرر مواقف حركة أمل وحزب الله بشأن الحصول على ست حقائب بينها وزارة المال وأخرى أساسية للحزب. أما مع الحزب الإشتراكي فكان اتفاق على منحه 3 وزراء، فيما تبقى مشكلة ارسلان مسألة أخرى وخارج البحث الدرزي، و"ليوزّروه من حصّتهم" على حدّ قول النائب وائل ابو فاعور. وتكشف المصادر أن الحريري عرض على الاشتراكي حقيبتي البيئة والزراعة، فوافق الاشتراكي على الثانية ورفض الأولى مطالباً بوزارة أفضل كالصحة إلى جانب البقاء في التربية. بينما تريد القوات حقيبة سيادية وأخرى خدماتية وثالثة وسطية كالشؤون الاجتماعية ووزارة دولة وحقيبة عادية. وتشير مصادر القوات إلى أن الحريري يسعى إلى حصولها على خمسة مقاعد أيضاً، لكن ذلك سيبقى خاضعاً للنقاش بشأن ماهيّة الحقائب التي ستحصل عليها.

 

إيجابيات "حـذرة" تحوط مشـهد التأليف الحكومـي غـداة اتصـالات الرئيس المكلـف وموعد الولادة رهن بموقف بعبدا وميرنا الشالوحي من تصوّر الحريري "قواتيا"و"اشتراكيا"

المركزية/22 حزيران/18/لم يكتف الرئيس المكلف سعد الحريري، فور عودته الى بيروت أمس، بإعلان فتح "التوربو" على خط تأليف الحكومة، مؤكدا ان لا بطء أو "تطنيش" في عملية التشكيل، بل سارع الى إقران أقواله بأفعال تُظهر عزمه على اتمام مهمّته سريعا. فكان ان عقد سلسلة لقاءات متتالية في بيت الوسط، حملت كلها العنوان نفسه "التركيبة الحكومية"، وجمعته تباعا الى رئيس تيار المردة سليمان فرنجية يرافقه الوزير يوسف فنيانوس، فعضو اللقاء الديموقراطي النائب وائل أبو فاعور، فوزير الاعلام موفدا من رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع، وأخيرا الوزير علي حسن خليل. وبحسب ما تقول مصادر سياسية مطّلعة لـ"المركزية"، ساهمت هذه الاتصالات فعلا في تحقيق خرق في مشهد "التأليف" الجامد منذ أسابيع، ودفعت القطار الحكومي "دفشة" قوية الى الامام، حتى بات يمكن الحديث عن مولود حكومي قد يبصر النور في "المدى المنظور". غير ان المصادر، ترفض في المقابل، الافراط في التفاؤل وتُحافظ على ايجابية "حذرة". وتقول ان الجزم بأن العقد التي كانت تعترض طريق التشكيل، ذُللت تماما، فيه مبالغة.

فصحيح ان ما رشح عن لقاءات الرئيس المكلف بالامس، يدل الى ان "تفاهمات" أوّلية مرضية لأصحاب المطالب التي لم تُلبَّ بعد، وأبرزهم القوات اللبنانية والحزب التقدمي الاشتراكي، تم الاتفاق عليها، الا ان لا شيء نهائيا بعد، خصوصا ان الصيغة الحكومية، يُفترض ان تنال ضوءا أخضر من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس المكلف معا. واذ تشير الى ان مسار الامور حكوميا، سيتظهر في الساعات القليلة المقبلة، بعيد الزيارة التي سيقوم بها الرئيس الحريري الى قصر بعبدا، حيث سيطلعه على تصوّره للحكومة المرتقبة، تلفت المصادر الى أن أبرز النقاط التي يجب رصد الموقف الرئاسي و"البرتقالي" في شأنها، تتمثل في التمثيل القواتي في الحكومة "كمّا" ونوعا، وفي التمثيل "الاشتراكي" ايضا. ففي وقت يبدو الرئيس المكلف ذاهبا في اتجاه تلبية رغبات هذين الطرفين، الاول لناحية الحصول على حصة تناسب حجمه النيابي اضافة الى حقيبة "سيادية"، والثاني لناحية "حصر" التمثيل الدرزي به، قد لا تحصل توجّهاتُ "بيت الوسط" على "رضى" بعبدا وميرنا الشالوحي. وفي الحالة هذه، تضيف المصادر، قد تكون عمليّة التأليف بحاجة الى جولة اتصالات جديدة، ما يطيح المعطيات التي تحدثت في الساعات الماضية عن ولادة "وشيكة" للحكومة قد تحصل مطلع الاسبوع المقبل وتسبق سفر الرئيس نبيه بري الى الخارج في إجازة. أما اذا اجتازت "المسودة" الحريرية، "محطة" الرئيس عون و"مختبر" الوزير جبران باسيل بنجاح، وصدقت الأجواء الايجابية التي عممّها "التيار الوطني الحر" في الساعات الماضية، عن عدم اعتراضه على اي حصة قد تُعطى للقوات أو على إسنادها حقيبة "سيادية"، فإن الحكومة قد تبصر النور فعلا، قريبا. لكن مهما يكن، ترجّح المصادر الا يطول أمد التأليف أشهرا على غرار المماطلة التي كانت تطبع معظم عمليات التشكيل في السنوات الماضية، بل ان تولد في غضون أسابيع كحدّ أقصى. أما الاهم في السياق، في رأيها، فهو ان الملف لبنانيٌ بحت وأن كل ما كان يشاع عن فيتوات وتدخلات "خارجية" في الموضوع، ثبت ان لا اساس له من الصحة، وهو ما أكده الرئيس الحريري بنفسه أمس، ما يعني ان في يد اللبنانيين وحدهم، الحل والربط في هذه المسألة.

 

هل يقبل عون بتشكيلة الحريري الجديدة للحكومة؟

المدن - لبنان | الجمعة 22/06/2018 /بعد ردّ تهمة "التطنيش" التي أطلقها رئيس مجلس النواب نبيه بري بحق الرئيس المكلف سعد الحريري، عادت محركات تأليف الحكومة للعمل بسرعة. فقد عمل الحريري على تكثيف اللقاءات مع مختلف الأطراف بهدف وضع تصوّر جديد لشكل الحكومة المنتظرة وتوزيع الحصص فيها وسينقلها إلى رئيس الجمهورية ميشال عون. وإذا كانت القوى السياسية قد أعادت تكرار مطالبها الوزارية على مسامع الحريري، إلا أن منسوب التفاؤل بإمكانية الإعلان عن التشكيلة الحكومية أرتفع في الساعات الماضية. فهل سيسير الرئيس عون بالتشكيلة الجديدة التي سيقترحها الحريري، أما أن عقارب ساعة التفاؤل ستعود إلى الوراء وتعود عملية التفاوض إلى نقطة الانطلاق من جديد؟ في ظل صمت المسؤولين في الحزب التقدمي الاشتراكي والقوات اللبنانية عن اطلاق التصاريح بشأن تشكيل الحكومة وفي الوقت الذي أعلن فيه الرئيس عون أنه "سيسعى مع الجميع من أجل ولادة حكومة تعكس رغبات الشعب اللبناني وتوازناته"، توالت قيادات التيار الوطني الحر على اطلاق مواقفها المعتادة حول تمسّكها بالحصص ونوعية الوزارات المطلوبة. عضو تكتل لبنان القوي النائب آلان عون أكّد تمسّك التيار الوطني الحر بمنصب نائب رئيس الحكومة، معتبراً أن الأعراف تقول إنه يجب أن يكون من حصة رئيس الجمهورية. أضاف أنه إذا كان التيار قد "تنازل عنه في الحكومة الماضية لحزب القوات تسهيلاً منا، ونتيجة للتفاهم الذي كان بيننا، فهذا لا يعني أنه صار حقاً مكتسباً لهم"، قائلاً: "الآن متمسكون به أكثر من السابق، مع احترامنا حق القوات في المطالبة بما تريد". أما النائب ماريو عون فقد شدّد على أن التيار "يسهّل عمل رئيس الحكومة إلى أقصى الحدود"، كاشفاً عن أن التيار سيحصل في الحكومة الجديدة على "6 وزراء وحصة الرئيس ستكون 5 وزراء". ولفت إلى أن التيار "لا يضع فيتو على أحد ولا مشكلة لديه بأن تحصل القوات على حقيبة سيادية". بدوره، أكد النائب انطوان بانو أن "هناك انفتاحاً تاماً على توزيع الحقائب الوزارية"، مشيراً إلى أن "موقع نائب رئيس مجلس الوزراء من حصة رئيس الجمهورية". وكرر معزوفة "تشكيل حكومة وحدة وطنية تقوم على أساس توزيع المقاعد الوزارية بحسب الأحجام النيابية".

 

علاقة الحريري والثنائي الشيعي «سمن سياسي على عسل حكومي»

منال زعيتر – اللواء/الخميس 21 حزيران 2018/تنفي مصادر بارزة في ٨ آذار وجود ضغوطات خارجية تحول دون تشكيل الحكومة، بما يوحي بتبرئة العامل الاقليمي من هذا الملف ورمي كرة عرقلة مهمة الرئيس المكلف سعد الحريري في الداخل اي عند «القوات اللبنانية» و«التيار الوطني الحر» والفريق الدرزي. وتبرر المصادر المعنية مباشرة بالملف الحكومي مقاربتها هذه بالقول ان الرئيس الحريري اليوم لم يعد هو ذاته بالامس، الرجل اصبح قادرا على اتخاذ قراراته بشكل محايد، معتمدا على الغطاء الفرنسي الذي اعطاه هامشا كبيرا للمناورة السياسية في الداخل اللبناني بعد ازمته الاخيرة في زمن حكومة تصريف الاعمال.  وعليه، فان الملف الحكومي وفقا للمصادر أصبح داخلياً بامتياز، ورغم التاخير الذي تتحدث عنه كل الاطراف الا ان التركيبة الحكومية جاهزة وهي شبيهة بالتركيبة الحالية لجهة توزيع الحقائب الاساسية، مع الاشارة الى توزير مدير مكتب الحريري السابق نادر الحريري من حصة رئيس الجمهورية ميشال عون. وبالتالي، من المحتمل وفقا لمسار الامور ان نشهد ولادة قريبة للحكومة ، مع الاشارة الى ان تلويح رئيس مجلس النواب نبيه بري بكف يده عن هذا الملف والسفر خارجا اعطى مفعولا ايجابيا لجهة حث كل الاطراف على تسهيل مهمة الحريري. وفي السياق كشفت المصادر ان العقد التي يحكى عنها باتت بحكم المنتهية، لافتة الى ان الاجتماع الاخير بين وزير الخارجية جبران باسيل والحريري جاء ضمن سياق اتصالات مستمرة بعيدة عن الاضواء بين رئيس الجمهورية وباسيل والثنائي والشيعي مع الحريري للتشاور بشان اخر المعطيات الحكومية. وبشكل رسمي، اعلنت المصادر ان تنسيق الثنائي مع الحريري مستمر وشبه يومي ، ناقلة عن الثنائي رضاه الكامل على اداء رئيس الحكومة المكلف وتفهمه لكيفية مقاربته لملف تشكيل الحكومة لجهة بقائه على جهة واحدة من كل الاطراف سواء في الداخل او مع الخارج كالسعودية وفرنسا. ولم تتردد المصادر في الاشارة الى ان باريس اعربت للحريري عن رغبتها في تشكيل الحكومة في اقرب وقت ممكن ، ملمحة الى انها ايدت سيناريو حكومة الامر الواقع اذا استمرت المماطلة، على قاعدة فرض كل من عون وبري والحريري على المعرقلين السير بمسودة التشكيلة المتفق عليها كما هي او البقاء خارج الحكومة في صفوف المعارضة. ولكن في المقابل، لا تتوقع المصادر فك ارتباط لبنان نهائيا عما يجري في اليمن والضغوطات الاميركية على روسيا وايران ، الا ان التاثيرالسلبي لتلك الملفات على لبنان سوف يسقط لصالح رغبة تلك الدول بابقائه بعيدا عن ساحة الصراع الاقليمي.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

ترمب يعلن بدء نزع السلاح النووي لكوريا الشمالية وقال إن بيونغ يانغ دمرت 4 مواقع للتجارب الباليستية

واشنطن: «الشرق الأوسط أونلاين/22 حزيران/18»/أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب أن كوريا الشمالية دمرت «أربعة مواقع للتجارب» الباليستية مؤكدا أنها بدأت في نزع سلاحها النووي بشكل كامل، وذلك في وقت كان الكثير من المحللين أبدوا شكوكا حيال نتائج القمة التاريخية التي عقدها مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون. وأفاد ترمب خلال اجتماع لإدارته: «علاقتنا جيدة جدا. لقد توقفوا عن إرسال الصواريخ، بما فيها الصواريخ الباليستية»، في إشارة إلى كوريا الشمالية. وأضاف: «لقد دمروا أحد مواقع تجاربهم الكبيرة. في الواقع، إن أربعة مواقع تجارب كبيرة» قد تم بالفعل تدميرها.

وتابع ترمب أن الأمر يتعلق بـ«نزع السلاح النووي بشكل كامل، وقد بدأ ذلك» يتحقق. وأشار مسؤول أميركي لوكالة الصحافة الفرنسية إلى إن كوريا الشمالية قد تسلّم الولايات المتحدة قريباً دفعة أولى تضم رفات 200 جندي أميركي قتلوا في الحرب الكورية، وذلك بموجب الاتفاق الذي أبرمه ترمب وكيم خلال قمتهما في سنغافورة. وأوضح الرئيس الأميركي: «لقد فهمت أنهم قاموا بإعادة، أو أنهم في طور إعادة رفات أبطالنا الكبار».

 

لأول مرة منذ عام... النظام يلقي براميل متفجرة على جنوب غربي سوريا

بيروت: «الشرق الأوسط أونلاين/22 حزيران/18»/أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، اليوم (الجمعة)، أن النظام السوري ألقى أكثر من 12 برميلا متفجرا على أراض تسيطر عليها المعارضة في جنوب غربي البلاد، في أول استخدام لهذا النوع من الذخيرة هناك منذ نحو عام. ويمثل ذلك تصعيدا في هجوم بدأه النظام قبل أيام في المنطقة التي تقع شمال شرقي درعا، وشمل حتى الآن قصفا مدفعيا واستخداما محدودا للقوة الجوية. وقُتل جندي واحد على الأقل من قوات النظام وأصيب سبعة آخرون بجروح مساء أمس (الخميس)، في غارة شنها التحالف الدولي بقيادة واشنطن على موقع عسكري وسط سوريا، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. وأشار المرصد إلى «انفجارات» في جنوب شرقي صحراء تدمر على بعد 50 كلم من المدينة وغير بعيد من التنف (جنوب) حيث يقيم التحالف قاعدة عسكرية. وأوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة الصحافة الفرنسية: «تبعد النقطة العسكرية التي تم استهدافها فقط 20 كلم عن منطقة التنف». وأضاف: «لا يزال عدد القتلى قابلاً للازدياد لوجود جرحى بحالات خطرة». لكنّ وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) نفت من جهتها حصول أي ضربة. وأشار المتحدث باسم البنتاغون الميغور أدريان رانكين - غالوي إلى أن «مقاتلي مغاوير الثورة (فصيل معارض مدعوم من الولايات المتحدة) ومستشاري التحالف في منطقة فض الاشتباك قرب التنف، تم استهدافهم من جانب قوة معادية لم يتم تحديدها تتمركز خارج منطقة فض الاشتباك». وأضاف المتحدث أن المقاتلين المدعومين من أميركا ومستشاري التحالف «ردّوا بإطلاق النيران دفاعا عن النفس». وتقول واشنطن إن التنف تضم معسكرا تستخدمه القوات الخاصة الأميركية لتدريب مقاتلين من فصائل سورية تحارب تنظيم «داعش» المتطرف. ويأتي ذلك بعد أربعة أيام من ضربة تم شنها مساء الأحد في بلدة الهري في محافظة دير الزور والمحاذية للحدود العراقية، ما أدى إلى مقتل 55 شخصا بينهم 16 مقاتلا مواليا للنظام السوري، بحسب المرصد. واتهمت دمشق التحالف الدولي باستهداف أحد مواقعها العسكرية في بلدة الهري، الأمر الذي نفاه كل من التحالف الدولي ووزارة الدفاع الأميركية.

 

النظام السوري يقترح خطاً للسكة الحديد مع العراق وإيران

لندن: «الشرق الأوسط/22 حزيران/18»/ناقش إسحاق جهانغيري نائب الرئيس الإيراني، ووزير الاقتصاد والتجارة السوري محمد سامر الخليل، أول من أمس، الخطوات النهائية لإعلان اتفاق تجاري استراتيجي بين طهران ودمشق وبغداد، وأبدى المسؤول السوري جاهزية دمشق لاستقبال الشركات الإيرانية والتعامل التجاري وإنشاء خط سكة حديد يربط الدول الثلاث، وذلك في إطار التعاون الإيراني - السوري في مرحلة إعادة إعمار سوريا. وقال جهانغيري إن طهران ترغب بعلاقات تجارية واقتصادية بموازاة العلاقات السياسية بين البلدين، معلنا «استعداد الشركات الإيرانية للمشاركة والحضور النشط في إعادة إعمار سوريا»، وأشار في الوقت ذاته إلى «ضرورة رفع موانع العلاقات الاقتصادية والعلاقات البنكية بين البلدين». وصرح جهانغيري بأن «الحكومة والشعب الإيراني كانا دائما إلى جانب سوريا؛ شعبا وحكومة، في محاربة الإرهاب، وبعد سيطرة الحكومة السورية على أجزاء كبيرة من سوريا، سنكون إلى جانب سوريا في مرحلة إعادة الإعمار».

وأشار جهانغيري إلى استعداد إيران لتوقيع اتفاقية ثلاثية بين إيران وسوريا والعراق للتعاون الاقتصادي، موضحا أنه حصل على موافقة عراقية بعد مفاوضات أجراها مع رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي. وعدّ جهانغيري اتفاقية التعاون التي تخطط لها طهران «خطوة مؤثرة لتنمية العلاقات التجارية بين الجانبين».

ونقلت وكالة «إيسنا» الحكومية عن جهانغيري أنه دعا إلى خروج جميع القوات الأجنبية من سوريا، وتابع بقوله: «يجب عدم حضور أي بلد على الأراضي السورية من دون إذن الحكومة المركزية».

من جانبه، وصف وزير الاقتصادي السوري مشاورات أجراها مع الوزراء الإيرانيين حول التعاون الاقتصادي بين الجانبين، بـ«الإيجابية والبناءة»، مشيرا إلى أن «مسودة اتفاق تعاون استراتيجي طويل المدى بين طهران ودمشق، في مراحلها النهائية»، مضيفا أنه ناقش «طرق تنفيذ اتفاقات سابقة ورفع الموانع التي تحول دون تنفيذها». ودعا المسؤول السوري إلى تعزيز العلاقات الاقتصادية بين طهران ودمشق عبر دعم التعاون في القطاع الخاص والعلاقات التجارية بين البلدين بواسطة إقامة مؤتمر اقتصادي بحضور التجار الإيرانيين والسوريين لخلق فرص التعاون بين الجانبين. من جانب آخر، وافق الخليل على مقترح إيراني لافتتاح فروع لمصارف إيرانية في سوريا واعتماد عملة البلدين في التبادلات التجارية، عادّاً المقترح من بين الحلول لحل القضايا البنكية، كما أبدى استعداد النظام لتأسيس شركات اقتصادية مشتركة، وتعهد في الوقت نفسه بحل مشكلات الشركات الإيرانية في سوريا، مشددا على أن «بعض المشكلات ما زالت موجودة، لكن الحكومة السورية تحاول رفعها بأسرع وقت ممكن». وأعلن الوزیر السوري استعداد بلاده لتطوير التعاون التجاري والاقتصادي الثلاثي بين إيران والعراق والنظام السوري، بما فيه ربط السكك الحديدية بين البلدان الثلاثة، مضيفا أن «هذه الخطوات بإمكانها أن تؤدي إلى اتفاق تجاري ثلاثي بين طهران ودمشق وبغداد».

بحسب التقرير الرسمي للحكومة الإيرانية، فإن الخليل قدم شرحا حول الأوضاع الأمنية، لا سيما المناطق التي سيطرت عليها قوات الجيش النظامي والقوات المتحالفة معها في الأشهر القليلة الماضية. وكان الرئيس الإيراني حسن روحاني أعلن جاهزية طهران للمشاركة في إعادة إعمار سوريا خلال مكالمة هاتفية أجراها مع الرئيس السوري بشار الأسد في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي. وفي ديسمبر (كانون الأول) الماضي، أعلن عباد الله عبادي، رئيس مجموعة «خاتم الأنبياء» الذراع الاقتصادية لـ«الحرس الثوري»، استعداد تلك المجموعة للمساهمة في إعادة إعمار سوريا. في منتصف يناير (كانون الثاني) الماضي، اتهم موقع «تابناك» المقرب من أمين عام مجلس تشخيص مصلحة النظام والقيادي في «الحرس الثوري» محسن رضائي، الشركات الروسية بـ«مراوغة» إيران في إعادة إعمار سوريا، وهاجم الموقع أنصار الشراكة مع روسيا. وبحسب تقرير الموقع، فإن «تطلعات إيران للمشاركة في إعادة إعمار سوريا تتطلب مفاوضات بين طهران وموسكو بحسب اتفاق روسي - سوري». في نهاية نوفمبر الماضي، اتهم رئيس الغرفة التجارية الإيرانية حسين سلاح وزري، دمشق بفرض قيود على الصادرات الإيرانية. وتأتي خطة الأطراف الثلاثة في وقت تبحث فيه إيران عن بدائل بعيدا عن الشركات الغربية قبل بدء العقوبات الأميركية. وتحاول طهران تشكيل جبهة اقتصادية موحدة مع حلفائها الإقليميين إلى جانب تعزيز التعاون الاقتصادي مع الصين وروسيا والهند.

 

أعلى محكمة أوروبية تؤيد عقوبات على مخلوف

لوكسمبورغ ـ لندن: «الشرق الأوسط/22 حزيران/18/أيدت أعلى محكمة في الاتحاد الأوروبي، الخميس، الإبقاء على عقوبات مفروضة على رامي مخلوف، ابن خال الرئيس السوري بشار الأسد، والذي يُنظر إليه على أنه ممول رئيسي للنظام السوري. كان الاتحاد الأوروبي فرض عام 2011 تدابير تمنع مخلوف من دخول التكتل أو العبور عبر أراضيه، كما جمّد أي أموال وموارد مالية له هناك. وطعن مخلوف على العقوبات المفروضة عليه في الفترة من مايو (أيار) 2016 وحتى مايو 2017، ودفع بأنه تقاعد من عالم الأعمال ويكرّس نفسه للأنشطة الخيرية، كما دفع بأنه لم يعد مرتبطاً بنظام الأسد. وفي تلك الفترة، رفضت المحكمة العامة بالاتحاد الأوروبي الاستئناف، وقالت إن مخلوف لا يزال رجل أعمال بارزاً؛ كونه رئيس أكبر مشغل لخدمات الهاتف الجوال في سوريا «سيريتل». وقالت أيضاً، إن لديها دليلاً على أنه لا يزال شديد الارتباط بالنظام. ورفع مخلوف الأمر إلى محكمة العدل الأوروبية، أعلى محكمة في الاتحاد، واتهم المحكمة السابقة بأمور عدة، من بينها تجاهل الكثير من دفوعه. لكن قضاة المحكمة، ومقرها لوكسمبورج، رأوا أن الأمر ليس كذلك، وأكدوا استمرار سريان العقوبات.

 

ظريف يحاكم نظيره الأمريكي

علي شريفي/لبنان الجديد/22 حزيران 2018

 يصف ظريف في المقال الرئيس الامريكي وحاشيته بأنهم يتبعون سلوكا غير منطقي ويتخذون قرارات فجائية

 لم يبق خطاب وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الموجه إلى إيران من دون رد وان جاء الرد المماثل الرسمي متأخرا بعض الشيء من قبل نظيره الإيراني محمد جواد ظريف.

ونشرت صحف إيرانية يوم الأمس مقالا لوزير الخارجية ظريف يخاطب فيه ظريف نظيره الأمريكي ويطرح مطالبات بلده من الولايات المتحدة الأميركية تتشكل من 15 بندا مقابل 12 بندا طرحه بوميو.

وقبل طرحه المطالب 15 يستهل ظريف مقاله بالغاء مصداقية مطالب نظيره معتبرا تلك المطالب مسيئة لسيادة إيران الوطنية وتدخلا في شؤون إيران ومناقضا للاعراف الدولية وخرقا للقانون الدولي وتصرفا غير حضاري.

ويصف ظريف في المقال الرئيس الامريكي وحاشيته بانهم يتبعون سلوكا غير منطقي ويتخذون قرارات فجائية ولا يكترثون بالقوانين والأعراف الدولية وتستند سياساتهم على الأوهام والخيال.

ثم طالب ظريف امريكا باحترام استقلال وسيادة إيران وعدم التدخل في شؤونها والتخلي عن استخدام لغة التهديد والتعويض عن الخسائر المترتبة على الإجراءات غير القانونية التي اتخذتها ضد الشعب الإيراني والتعهد بعدم العودة اليها.

وأشار ظريف الى لائحة لتصرفات الولايات المتحدة العدائية تجاه إيران ومنها مصادرة اموال إيرانية بعد انتصار الثورة وشن عدوان عسكري ضد إيران ونقديم المساعدة العسكرية اللا محدودة لديكتاتور العراق البائد وتقديم المأوى لمن يروجون لاستخدام العنف ضد إيران داعيا واشنطن بإيقاف سياساتها العدائية الاقتصادية التي استمرت لأربعة عقود ضد إيران وإزالة العقوبات المفروضة على طهران والتخلي عن دعم اسرائيل و التعويض عن الخسائر الناجمة من نكثها الصريح للاتفاق النووي.

وهكذا يعتبر ظريف ان لا جدوى من وراء المفاوضة مع الولايات المتحدة لأنها لا تلتزم بتعهداتها ولا تحترم قراراتها وهنا يكمن سر رفض إيران العودة إلى المفاوضات مع أمريكا.

وبالرغم من ان إيران ترفض الدخول في المفاوضات مع أمريكا بشكل مباشر الا ان الحوار بين الطرفين يجري عبر الخطابات والمقالات والردود الشفهية والرسائل.

ان الولايات المتحدة لا تريد اسقاط النظام الإيراني وانما تحاول ان تجبرها على التفاوض عبر فرض اشد العقوبات على إيران. يرى الرئيس ترامب ان للعقوبات تاثير كبير وحاسم على تغيير سياسات إيران واخضاعها الى الجلوس معها على طاولة المفاوضات، وصرح ترامب اكثر من مرة بان العقوبات ضد إيران كانت لتؤدي الى استسلامها لو انها استمرت لشهرين اضافيين ولكن سلفه اوباما خسر تلك الفرصة.

وما يغفل عنه ترامب هو أن اوباما لم ينجح في إخضاع إيران الى الدخول في المفاوضات معها إلا بعد ابداء المرونة تجاهها وتقديم وعود صادقة التزم بها رغم تشدد النواب الأمريكيين. فأين ترامب من أوباما؟!

 

العاهل الأردني بعد لقاء ميركل: لا سلام من دون دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية

عمان ـ بيروت: «الشرق الأوسط»/22 حزيران/18/أجرت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، أمس، محادثات مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني في عمان، أكد خلالها الملك أنه لا سلام في المنطقة دون حل عادل يقود إلى قيام دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية. والتقت ميركل العاهل الأردني في قصر الحسينية (غرب عمان) وأدليا بتصريحات عقب مباحثات تركزت على الأوضاع في الشرق الأوسط. وقال الملك: «لا يمكن أن يكون هناك سلام ولا استقرار في المنطقة دون حل عادل ودائم يقود إلى قيام دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية تعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل». وأكد أن «الصراع الفلسطيني الإسرائيلي ما زال القضية المحورية في المنطقة، ولألمانيا والاتحاد الأوروبي دور رئيسي في تعزيز جهود السلام استناداً إلى حل الدولتين». من جهتها، قالت ميركل: «لا يمكن الحديث عن الأردن دون الإشارة إلى عملية السلام في الشرق الأوسط، التي تصب في صميم مصالحه، لكن للأسف لم نر على مدار عدة سنوات تقدماً فيها». وأضافت: «نحن جميعاً نعرف أهمية ما يقدمه الأردن من آراء للتوصل إلى حل»ووصلت أمس المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إلى بيروت في زيارة تستمر يومين، وتلتقي اليوم (الجمعة) رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري، بعد اجتماعها مساء أمس برئيس الحكومة المكلف سعد الحريري الذي كان في استقبالها في مبنى كبار الزوار في مطار رفيق الحريري الدولي. وكان في استقبال ميركل ووفد رجال الأعمال الذي يرافقها، إضافة إلى الحريري، سفير لبنان في برلين مصطفى أديب، وسفير ألمانيا لدى لبنان مارتن هوث ومحافظ جبل لبنان القاضي محمد المكاوي ومديرة المراسم في وزارة الخارجية السفيرة نجلا عساكر، إضافة إلى ممثل قائد الجيش العميد زخيا الخوري وقائد جهاز أمن المطار العميد جورج دومط، بحسب ما ذكرت «الوكالة الوطنية للإعلام». وأقيمت للمستشارة الألمانية التي وصلت إلى بيروت آتية من الأردن، مراسم استقبال رسمية، قبل أن تتوجه والوفد المرافق إلى السرايا الحكومية، حيث شاركت في عشاء عمل أقامه الحريري على شرفها. ومن المتوقع أن تتركز محادثات ميركل في بيروت على موضوعين أساسيين، هما قضية النازحين والشراكة الاقتصادية عبر الاستثمارات الألمانية في لبنان. ومن المتوقع أن تختم ميركل زيارتها إلى بيروت بلقاء رئيس الجمهورية ميشال عون، بعد أن تعقد مؤتمرا صحافيا مشتركا مع الحريري.

 

إتهام إيراني بمحاولة تهريب "مواد صاروخية" من الولايات المتحدة 

الجمهورية/22 حزيران/18/اتهم مدعون فدراليون، رجل أعمال إيراني، بمحاولة تهريب مواد تُستخدم في صناعة الصواريخ من ولاية إلينوي الأميركية إلى إيران. وقال المدعون الفدراليون إن سعيد فلادبايجي (56 عاماً)، تآمر في عام 2011 من أجل تصدير أنابيب الألومنيوم بشكل غير قانوني. وكان فلادبايجي قد سعى إلى تهريب المواد المستخدمة في صناعات الصواريخ والطيران من ولاية إلينوي في الولايات المتحدة إلى إيران، مروراً ببلجيكا وماليزيا. ووجّه المدعون تهماً ضد فلادبايجي، تشمل الاحتيال ومحاولة انتهاك العقوبات الأميركية المفروضة على إيران. وتصل عقوبة كلّ تهمة احتيال إلى 20 سنة سجناً.

 

العاهل الأردني بعد لقاء ميركل: لا سلام من دون دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية

عمان ـ بيروت: «الشرق الأوسط/22 حزيران/18»/أجرت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، أمس، محادثات مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني في عمان، أكد خلالها الملك أنه لا سلام في المنطقة دون حل عادل يقود إلى قيام دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية.

والتقت ميركل العاهل الأردني في قصر الحسينية (غرب عمان) وأدليا بتصريحات عقب مباحثات تركزت على الأوضاع في الشرق الأوسط. وقال الملك: «لا يمكن أن يكون هناك سلام ولا استقرار في المنطقة دون حل عادل ودائم يقود إلى قيام دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية تعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل». وأكد أن «الصراع الفلسطيني الإسرائيلي ما زال القضية المحورية في المنطقة، ولألمانيا والاتحاد الأوروبي دور رئيسي في تعزيز جهود السلام استناداً إلى حل الدولتين». من جهتها، قالت ميركل: «لا يمكن الحديث عن الأردن دون الإشارة إلى عملية السلام في الشرق الأوسط، التي تصب في صميم مصالحه، لكن للأسف لم نر على مدار عدة سنوات تقدماً فيها». وأضافت: «نحن جميعاً نعرف أهمية ما يقدمه الأردن من آراء للتوصل إلى حل»ووصلت أمس المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إلى بيروت في زيارة تستمر يومين، وتلتقي اليوم (الجمعة) رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري، بعد اجتماعها مساء أمس برئيس الحكومة المكلف سعد الحريري الذي كان في استقبالها في مبنى كبار الزوار في مطار رفيق الحريري الدولي. وكان في استقبال ميركل ووفد رجال الأعمال الذي يرافقها، إضافة إلى الحريري، سفير لبنان في برلين مصطفى أديب، وسفير ألمانيا لدى لبنان مارتن هوث ومحافظ جبل لبنان القاضي محمد المكاوي ومديرة المراسم في وزارة الخارجية السفيرة نجلا عساكر، إضافة إلى ممثل قائد الجيش العميد زخيا الخوري وقائد جهاز أمن المطار العميد جورج دومط، بحسب ما ذكرت «الوكالة الوطنية للإعلام». وأقيمت للمستشارة الألمانية التي وصلت إلى بيروت آتية من الأردن، مراسم استقبال رسمية، قبل أن تتوجه والوفد المرافق إلى السرايا الحكومية، حيث شاركت في عشاء عمل أقامه الحريري على شرفها. ومن المتوقع أن تتركز محادثات ميركل في بيروت على موضوعين أساسيين، هما قضية النازحين والشراكة الاقتصادية عبر الاستثمارات الألمانية في لبنان. ومن المتوقع أن تختم ميركل زيارتها إلى بيروت بلقاء رئيس الجمهورية ميشال عون، بعد أن تعقد مؤتمرا صحافيا مشتركا مع الحريري.

 

«الائتلاف» يطلب دعماً أوروبياً لمناطق المعارضة

لندن: «الشرق الأوسط/22 حزيران/18»/زار وفد من «الائتلاف الوطني السوري» المعارض أمس مقر الاتحاد الأوروبي في بروكسل، والتقى عدداً من المسؤولين الأوروبيين عن الملف السوري لبحث دعم مؤسسات المعارضة في مناطق سيطرتها. كما اجتمع مع مارك أوتيه، مبعوث الخارجية البلجيكية لسورية والشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ويوهان ڤيركامين، مدير قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في الخارجية البلجيكية. ورافق الوفد ممثلون عن الحكومة السورية المؤقتة والمجالس المحلية ومنظمات المجتمع المدني السوري، وبحث المجتمعون أهمية دعم مؤسسات الحكومة المؤقتة ومشاريعها، وما لذلك أهمية في تعزيز موقف المعارضة السورية في العملية السياسية، بحسب بيان لـ«الائتلاف». وأضاف: «ناقشت أطراف الاجتماع الملف السياسي وآخر التطورات في العملية السياسية». وأكد وفد الائتلاف الوطني المكون من نائبة الرئيس ديما موسى، ورئيس دائرة العلاقات الخارجية عبد الأحد اسطيفو، على «أهمية الاستمرار بدعم العمل الذي يصب في الملف الحقوقي والمحاسبة، وتفعيل الآلية الدولية المستقلة والمحايدة لمحاسبة مرتكبي جرائم الحرب في سوريا». وقالت موسى إن «سكان المناطق المحررة بحاجة إلى دعم حقيقي بعد تدمير معظم المؤسسات الصحية والتعليمية والخدمية والقضائية على يد نظام الأسد وحلفائه»، مشددة على «تفعيل تلك المؤسسات سيخفف من معاناة الشعب السوري ويساهم في ترسيخ قواعد العمل الديمقراطي المدني». وشددت موسى على أن «القانون رقم 10 الصادر عن نظام الأسد يكرس عمليات التهجير القسري والتغيير الديموغرافي، ويحول دون عودة اللاجئين السوريين إلى ديارهم».

 

أنقرة تتوقع انسحاب «الوحدات» الكردية من منبج بداية الشهر المقبل دعت موسكو وطهران إلى وقف قصف إدلب

أنقرة: سعيد عبد الرازق/الشرق الأوسط/22 حزيران/18

أعلنت تركيا، أن مقاتلي وحدات الشعب الكردية سيبدأون انسحابهم من منبج في 4 يوليو (تموز) المقبل وفقاً لخريطة الطريق المتفق عليها مع واشنطن.

وقال وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، إن انسحاب المقاتلين الأكراد من منبج سيبدأ في 4 يوليو، لافتاً إلى أنه يتم تنفيذ خريطة الطريق المتفق عليها بين تركيا والولايات المتحدة بشكل كامل، ولا توجد أي عقبات تحول دون تحقيق ذلك. وأقرت تركيا والولايات المتحدة خلال اجتماع لوزيري خارجيتهما في واشنطن في 4 يونيو (حزيران) الحالي خريطة طريق لانسحاب وحدات حماية الشعب الكردية في منبج، وتسليم أسلحتهم التي زودتهم بها أميركا من قبل، وتسيير دوريات عسكرية والإشراف على الوضع الأمني بالمدينة لحين تشكيل إدارة محلية. وقال جاويش أوغلو في مقابلة تلفزيونية أمس، إن الولايات المتحدة ستستردّ الأسلحة من عناصر الوحدات الكردية، كما أعطتهم لها، لدى إخراجهم من منبج، مضيفاً: «لن نتحاور أو نتفاوض مع هذه العناصر، ولن نقول لهم سلمونا أسلحتكم». وتابع: «بموجب خريطة الطريق المتفق عليها مع الولايات المتحدة، فإن الجانب الأميركي سيسحب الأسلحة لدى خروجهم، ونحن (تركيا) سنراقب ذلك».

وأشار إلى أن الجانبين التركي والأميركي سيحددان معاً الأطراف التي ستشارك في إدارة المنطقة وقوات الأمن فيها، مؤكداً أن تركيا لا يمكن أن تسمح لأشخاص على صلة بالإرهاب أو تحت سيطرة حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي بالمشاركة في إدارة المنطقة «أ» والقوات التي ستشكل لحفظ الأمن فيها.

وبدأ الجيشان التركي والأميركي الاثنين الماضي تسيير دوريات عسكرية من قواتهما، بشكل منفصل، في محيط مدينة منبج. وأعلنت، أن قواتها ستدخل منبج تدريجياً بعد إخراج عناصر وحدات حماية الشعب الكردية منها بحسب الاتفاق مع واشنطن.

وقالت رئاسة هيئة الأركان العامة للجيش التركي، إن «تسيير الدوريات المستقلة يأتي التزاماً بالمبادئ الأمنية وخريطة الطريق التي جرى الاتفاق عليها بين الجانبين التركي والأميركي حول منبج». ودخلت القوات التركية عبر حاجز «الدادات» الفاصل بين مناطق سيطرة «الجيش السوري الحر» شمال شرقي حلب ومدينة منبج، وسارت على طول خط نهر الساجور الذي يفصل بين مدينة جرابلس الخاضعة لسيطرة «الجيش السوري الحر» ومدينة منبج، واستمرت نحو 3 ساعات. وتتواجد الدوريات التركية في نقطة التماس من الجانب الخاضع لسيطرة فصائل درع الفرات، شمال منطقة الساجور؛ بهدف مراقبة ومنع أي احتكاك أو إطلاق نار من الطرفين. وأعلنت تركيا، أنها قواتها المسلحة أنهت أول من أمس أعمال تسيير دورية ثانية في منبج بريف حلب، ضمن أنشطتها الرامية إلى تطهير المنطقة من عناصر الوحدات الكردية. ودخلت عربات مصفحة تابعة للجيش التركي أطراف نهر ساجور الفاصل بين منطقة جرابلس الواقعة ضمن مناطق درع الفرات، وخط الجبهة لمنطقة منبج، وبعد إتمام الدورية التي استغرقت قرابة الساعتين، عادت عناصر الجيش التركي إلى مواقعها في تركيا، بحسب بيان لرئاسة الأركان التركية. بالتوازي، دعا جاويش أوغلو روسيا وإيران إلى وقف الهجمات المتواصلة على منطقة خفض التصعيد في إدلب، التي أنشأت تركيا فيها 12 نقطة مراقبة بموجب تفاهمات أستانة. وحذر جاويش أوغلو من أن استمرار الهجمات التي يشنها النظام السوري وحلفاؤه على إدلب سيؤدي إلى إنهاء مسار أستانة. وقال، في مؤتمر صحافي بأنطاليا (حنوب تركيا) أمس: «لدينا 12 نقطة مراقبة في إدلب، ونقول لروسيا وإيران إذا وقعت هجمات على هذه المنطقة فإن هذا يعني نهاية المحادثات السياسية، وعندئذ ستستمر الحرب». وأضاف مخاطبا موسكو وطهران: «أنتم ضامنون للنظام السوري، وحصول الهجمات يعني انتهاء مسار أستانة وكذلك مسار جنيف». وأقر الوزير التركي بوجود عناصر إرهابية في إدلب، مشددا في الوقت ذاته على ضرورة وقف انتهاكات اتفاق خفض التصعيد، قائلا: «هناك إرهابيون انتقلوا من حلب إلى إدلب، وينبغي تطهير هذه المنطقة منهم، ولكن الانتهاكات يجب أن تتوقف». وبموجب اتفاق خفض التصعيد المبرم بين روسيا وتركيا وإيران نشرت القوات التركية 12 نقطة مراقبة في محيط منطقة إدلب وأجزاء من المحافظات المجاورة لها، على أن تتولى حفظ الأمن ومراقبة وقف إطلاق النار وتطهير المنطقة من التنظيمات الإرهابية.

 

التنف:"مغاوير الثورة"يستخدمون"قوة مميتة"ضد"قوة مجهولة"

المدن - عرب وعالم | الجمعة 22/06/2018

قال قائد في "التحالف الإقليمي" الداعم للنظام السوري، لوكالة "رويترز"، إن أحد أفراد قوات النظام قُتِلَ في ضربة أميركية على موقع للجيش قرب قاعدة التنف الأميركية بالقرب من الحدود العراقية السورية. وذكرت وزارة الدفاع الأميركية أن "جيش مغاوير الثورة" الذي تدعمه الولايات المتحدة ويتمركز في قاعدة التنف، اشتبك مساء الخميس مع "قوة معادية غير محددة" خارج "منطقة لخفض التوتر" في محيط القاعدة وأجبرها على التراجع. وأضافت أنه لا يوجد ضحايا من الجانبين. وقال المتحدث باسم "البنتاغون" أدريان رانكين-غالاواي في بيان إن قوة من "جيش مغاوير الثورة" ومستشارين أميركيين "تعرضوا لاعتداء مسلح ومباشر مساء الخميس من جانب قوة مجهولة الهوية داخل منطقة خفض التوتر في التنف على الحدود السورية العراقية الأردنية، الأمر الذي استدعى الردّ عليه بالقوة دفاعاً عن النفس". وأكدّ المتحدث عدم وقوع إصابات، وكشف أن مسؤولين في قيادة "التحالف الدولي" اتصلوا بنظرائهم الروس في سوريا، وذلك عبر قنوات خفض التوتر، للتأكد من عدم تكرار ارتكاب أي خطأ مماثل في المستقبل. وكانت مليشيات شيعية مسلحة تدعمها إيران قد سيطرت على منطقة الحدود الصحراوية، العام 2017، وتعرضت في أكثر من مناسبة لإطلاق نار من طيران "التحالف الدولي" لمنع تقدمها صوب القاعدة.

مصادر المعارضة قالت إن فصائل المعارضة العاملة في قاعدة التنف دمّرت "كتيبة العليانية" التابعه لقوات النظام في البادية، ما أدى لمقتل وجرح جميع عناصرها. شبكة "حمورابي" المعارضة قالت: "بينما كانت قوات التحالف الدولي وجيش مغاوير الثورة يقومون بدوريات لحماية مناطقهم من تهديدات داعش شمالي منطقة خفض التصعيد، بالقرب من التنف، تعرض جيش مغاوير الثورة والقوات الأميركية لنيران كثيفة. وضمن مبدأ الدفاع عن النفس، رد جيش مغاوير الثورة والقوات الأميركية على الاعتداء مستخدمين قوة صارمة مميتة ضد العدو"، وأضافت: "لم يكن هناك أي إصابات في صفوف جيش مغاوير الثورة ولا القوات الأميركية جراء تبادل النيران". قائد "جيش مغاوير الثورة" مهند الطلاع، قال لوسائل إعلامية: "أثناء قيام جيش المغاوير والتحالف بدورية لتمشيط إحدى المناطق القريبة من منطقة الـ55 قامت مليشيا الأسد الطائفية باستهداف الدورية بالرشاشات الثقيلة، ما أدى إلى وقوع اشتباك بين الطرفين"، وأضاف: "طيران التحالف تحرك على الفور ودمر كتيبة تابعة لمليشيا الأسد الطائفية في منطقة العليانية على حدود منطقة الـ55 التي تسيطر عليها الفصائل المقاتلة بالتعاون مع التحالف الدولي". "المرصد السوري لحقوق الإنسان" أشار إلى "انفجارات" جنوب شرقي صحراء تدمر، غير بعيد من التنف. وقال مدير المرصد لوكالة "فرانس برس: "تبعد النقطة العسكرية التي تم استهدافها فقط 20 كيلومتراً عن منطقة التنف". وأضاف "لا يزال عدد القتلى قابلاً للازدياد لوجود جرحى بحالات خطرة". ويأتي ذلك بعد أربعة أيام من ضربة، تم شنها مساء الأحد، في بلدة الهري في محافظة دير الزور والمحاذية للحدود العراقية، ما ادى الى مقتل 55 شخصا بينهم 16 مقاتلاً موالياً للنظام. وكانت دمشق قد اتهمت "التحالف الدولي" باستهداف أحد مواقعها العسكرية في بلدة الهري. كما ألقت وسائل إعلام النظام باللوم على طيران "التحالف" في قصف لبلدة الشعفة شمالي مدينة البوكمال، قائلة إن الضربات أسفرت عن سقوط 8 قتلى على الأقل من المدنيين.

 

القصف على درعا يتسبب بأول موجة نزوح

المدن - عرب وعالم | الجمعة 22/06/2018

مع استمرار قوات النظام ومليشياته باستهداف المدنيين بالمدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ والغارات والبراميل المتفجرة في ريف درعا الشرقي، اضطر أهالي المنطقة للنزوح بحثاً عن مناطق أكثر أمناً في العمق المحرر القريب من الحدود السورية-اﻷردنية، بحسب مراسل "المدن" سمير السعدي. وطال القصف قرى وبلدات بصر الحرير، ناحتة، الحراك، المليحة الغربية والشرقية في الريف الشرقي من درعا، باﻹضافة لقرى وبلدات اللجاة. وشملت موجة النزوح مناطق من الريف الشمالي الغربي من محافظة درعا، والتي تعرضت لقصف مشابه، فاضطر أهالي كفرشمس وعقربا والحارة للتوجه إلى المخيمات القريبة من الحدود مع الجولان المحتل. ويزيد عدد سكان هذه المناطق على مائة ألف نسمة، غادر أكثر من نصفهم منازلهم خلال اﻷيام القليلة الماضية. اﻷزمة اﻹنسانية الخانقة التي يعيشيها الجنوب من الممكن أن تتحول إلى كارثة إنسانية تعصف بالمنطقة مع استمرار النظام بالقصف والتصعيد العسكري، وسط إغلاق الحدود في وجه الفارين من الحرب. ويزداد الوضع اﻹنساني سوءاً مع انعدام القدرة على استيعاب المزيد من النازحين في العمق المحرر. مصادر محلية في القنيطرة ودرعا قالت إن المدارس والمساجد امتلأت بالنازحين، في حين أمضت عشرات العائلات ساعات طويلة بحثاً عن مأوى ولم تتمكن من ذلك ما دفعها ﻹفتراش السهول البعيدة عن مناطق القصف. المخيمات القريبة من الجولان المحتل ليست بأحسن حال مع استمرار تدفق المزيد من العائلات من منطقة "مثلث الموت". مخيمات اﻷمل وبريقة والكرامة وأهل الشام، تعاني في اﻷصل من أوضاع إنسانية سيئة، وانعدام شبه تام للخدمات، وعدم القدرة على استيعاب المزيد من العائلات.

رحلة النزوح بدأت من قرى بصر الحرير وناحتة والمليحة الغربية، وكانت الوجهة مدينة الحراك القريبة التي سرعان ما تعرضت للقصف المكثف، ما أسفر عن سقوط ضحايا من المدنيين بينهم نازحون، اﻷمر الذي دفع أهالي الحراك والكرك الشرقي للإنضمام إلى قافلة النازحين. مصدر من المجلس المحلي في بلدة بصر الحرير، قال لـ"المدن"، إن البلدة خالية من السكان بشكل كامل والوجهة هي بلدات المسيفرة والجيزة والمتاعية. وأضاف أن الوضع اﻷنساني يزداد صعوبة مع استمرار القصف وقلة اﻹمكانات لا سيما المنازل وعدم وجود مخيمات مخصصة ﻹيواء النازحين. رئيس المجلس المحلي في بلدة المليحة الغربية، قال لـ"المدن"، إن نسبة الدمار التي لحقت بالبلدة تجاوزت 70% نتيجة القصف المكثف الذي تعرضت له والذي دفع اﻷهالي للتوجه نحو بصرى الشام وغصم وكحيل. وأضاف إن قرى المليحة الغربية والمليحة الشرقية وقرى اللجاة هي قرى منكوبة بشكل كامل.

ومن شأن الوضع اﻹنساني الذي يعاني منه المدنيون في المنطقة أن يغيّر المعادلة خاصة إذا بدأ توافد المدنيين نحو الحدود مع دول الجوار هرباً من القصف.

 

أسلحة "أصدقاء سوريا" لـ"الجبهة الجنوبية":الإلتزام ب"التهدئة"

وليد النوفل/المدن/الجمعة 22/06/2018

لليوم الثامن على التوالي تستمر قوات النظام والمليشيات الرديفة بتصعيد عسكري "محدود" في الجنوب السوري عبر شن عمليات اقتحام لفتح ثغرات في جبهات المعارضة، وسط قصف هستيري على أرياف محافظة درعا، للضغط على المدنيين وفصائل المعارضة المسلحة في المنطقة للاستسلام.

ويعتبر الجنوب السوري عقدة تقاطع مصالح العديد من الدول الإقليمية، نظراً لحساسية حدوده مع الجولان المحتل والمملكة الأردنية، وكونه الخاصرة الجنوبية الغربية للعاصمة دمشق. وكانت المنطقة قد دخلت اتفاق "جنوب غرب سوريا" الذي توصلت إليه روسيا والولايات المتحدة والأردن في تموز/يوليو لـ"خفض التصعيد" في المنطقة وإبقائها بعيدة عن العمليات العسكرية. وتشن قوات النظام منذ أيام حملة عسكرية محدودة من خلال التصعيد بشكل هستيري على ريف محافظة درعا عبر قصف القرى والبلدات براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة ومشاركة محدودة لسلاح الجو السوري، في ظل غياب الطيران الروسي حتى اللحظة، والذي عادة ما اقترن تواجده خلال السنوات الأخيرة بكل حملة عسكرية برية لقوات النظام والمليشيات الأجنبية ضد فصائل المعارضة. قاعدة حميميم الروسية كانت قد أعلنت مع وصول تعزيزات عسكرية للنظام إلى جنوب خلال الأسابيع الماضية أن روسيا لن تشارك في العمليات العسكرية جنوب سوريا، وأنها تحاول الحفاظ على "خفض التصعيد" و"حل النزاع" عبر سلسلة مصالحات وتسويات على غرار ما حصل جنوبي العاصمة دمشق. مصدر عسكري من "الجبهة الجنوبية"، رفض الكشف عن اسمه كونه غير مخول بالتصريح للإعلام، قال لـ"المدن"، إن "الجبهة الجنوبية اتخذت قرار المواجهة العسكرية في حال لم يتراجع النظام عن عملياته العسكرية في المنطقة". كلام القيادي جاء بعد ساعات من إعلان تشكيل "غرفة عمليات مركزيّة" لمواجهة ما تشهده درعا والقنيطرة من تصعيد عسكري. وتزامن ذلك مع حصول فصائل "الجبهة الجنوبية" على كميات قيل إنها "جيدة" من السلاح عبر دول "أصدقاء سوريا". وقالت مصادر "المدن" في "الجبهة الجنوبية" إنها حصلت على صواريخ "تاو" و"كورنيت" المضادة للدروع بالإضافة لأسلحة وذخائر أخرى خلال الأيام الأخيرة، من دون الحديث عن أي تفاصيل إضافية.وقالت المصادر، إن دول "أصدقاء سوريا" أخبرتهم إنها "تدعم صمود فصائل الجبهة الجنوبية في مواجهة أي محاولات تقدم للنظام جنوب سوريا" وإن الدعم الذي حصلوا عليه "دعم دفاعي" للحفاظ على التهدئة. وقال ثلاثة من القادة في "الجبهة الجنوبية" إن الدعم سيستمر في حال شن النظام أي عمليات عسكرية "مفتوحة" باتجاه الجنوب، وأن الأمر مرتبط بـ"صمود الفصائل وقدرتها على المواجهة والدفاع عن المناطق التي تسيطر عليها"، مشيراً إلى تخوف "أصدقاء سوريا" من حدوث عمليات "تسوية" و"مصالحة" للفصائل العسكرية على غرار ما حدث في القلمون "وهو ما قد يؤثر على مصير بقية الفصائل وإمكانية استمرار الدعم الدولي للجبهة الجنوبية".

وزارة الخارجية الأميركية، كانت قد أعلنت اعتزام الولايات المتحدة الرد بشكل حاسم في حال هاجمت قوات النظام منطقة "خفض التصعيد" في الجنوب، إلا أن خبراء ومحللين تحدثوا لـ"المدن" وقالوا إن الولايات المتحدة لا تريد التدخل عسكرياً في الجنوب السوري على غرار المناطق الكردية، إلا أنها ستدعم فصائل "الجبهة الجنوبية" لوجستياً لمواجهة تحركات النظام، إلى جانب ممارسة ضغط ديبلوماسي وسياسي على روسيا لوقف عمليات النظام سوريا كونها ضامناً لاتفاق جنوب غربي سوريا. وترى مصادر "المدن" أن ما يجري في الجنوب في الوقت الحالي من عمليات "محدودة" لقوات النظام والمليشيات المساندة لها أقرب إلى أن تكون عمليات ضغط وسط الاجتماعات الدولية الجارية بين دول المنطقة للتوصل الى اتفاق حول مصير الجنوب، وأنه في حال عدم توصل الدول الأساسية لاتفاق سيكون المشهد مفتوحاً على كثير من السيناريوهات ربما يكون أقساها "عمليات عسكرية مفتوحة من خلال محاولات النظام فتح ثغرات في دفاعات المعارضة على العديد من المحاور والجبهات وفصل المنطقة لقطاعات محاصرة صغيرة يسهل السيطرة عليها". ورجحت مصادر خاصة لـ"المدن" أن يقوم النظام بإعطاء ضمانات حقيقية لدول الجوار خاصة بإبعاد المليشيات الإيرانية عن الحدود الأردنية والجولان المحتل، وأن النظام قد يتوعد بسحب المليشيات الإيرانية وتحديد تواجدها في الجنوب بعد انتهاء عملياته العسكرية والسيطرة على المنطقة وتفعيل مليشيات محلية ولجان شعبية على غرار ما حصل في منطقة بيت جن. وهو ما قد يدفع دول "أصدقاء سوريا" للضغط على فصائل الجنوب للقبول بـ"المصالحة" و"التسوية". وفي الوقت ذاته، ووسط هذه السيناريوهات المعقدة يقوم النظام والروس منذ أشهر، عبر وسطاء محليين، بالترويج لفكرة "المصالحة والضمانات الروسية" والتعهد لبعض الوجهاء والمجالس المحلية بالحفاظ على أمن المناطق التي ستدخل في "تسويات" مع النظام. وقالت مصادر عسكرية في "الجبهة الجنوبية" إن "هؤلاء الوسطاء عرضوا على فصائل في الجبهة الجنوبية ضمانات ومقاعد في الدولة السورية، كما يقولون، والتحول إلى مليشيات رديفة ولجان شعبية تحكم القرى والبلدات التي تسيطر عليها في الوقت الراهن، بدعوى تجنيب السكان ويلات الحرب والمواجهة". وشنّت "الجبهة الجنوبية" خلال الأسابيع الماضية حملات اعتقالات قالت إنها طالت عناصر وشخصيات تحاول الترويج لـ"المصالحات" و"التسوية" مع النظام، كما ألقت القبض على بعض المجموعات الصغيرة والقادة في المعارضة المسلحة ممن كانوا يحاولون التوجه لمناطق النظام.

 

«المقاومة الإيرانية» تكشف عن قائمة بأهم قيادات «الحرس الثوري» في سورية

الرياض – ياسر الشاذلي/الحياة/ 23 يونيو 2018 /كشفت المقاومة الإيرانية عن قائمة تضم أهم قيادات الحرس الثوري الإيراني في سورية، ودورهم في قتل أكثر من خمسمئة ألف وتشريد ملايين من الشعب السوري. وأشار تقرير للمقاومة (حصلت «الحياة» على نسخة منه) إلى أن العميد الحرسي سيد جواد غفاري، هو أحد قادة قوات الحرس الثوري المكلف بقيادة الجبهة الشمالية في الحرب السورية، وأصبح منتصف ٢٠١٦ قائدا عاما لكل قوات الحرس الثوري في سورية، ويعد أحد أهم أدوات القتل والاغتيال بها، وهو على اتصال دائم ببشار الأسد وحسن نصر الله، اللذين يلتقيهما دائماً، برفقة قاسم سليماني. وكشف أن غفاري يقود، إضافة إلى عناصر الحرس الثوري، ١٦ مجموعة من الميليشيات الأخرى، ومن أبرز تحركاته «رفضه قرار الروس إخراج المدنيين والمقاتلين من المناطق السكنية في شرق حلب، ومطالبته بعملية عسكرية لإبادة من في المنطقة». وأوضح التقرير أن القيادة الإيرانية الثانية في الساحة السورية هي العميد الحرسي محمد رضا فلاح زاده، الملقب بـ«أبوباقر» ويشغل منصب نائب قائد قوات الحرس الثوري منذ ثلاثة أعوام. وكان زاده قائداً لغرقة عمليات قوات الحرس في جبهة دير الزور - البوكمال، ويعد أحد الاعضاء القدامى في قوات الحرس، خلال الحرب الإيرانية – العراقية. والشخصية الثالثة هي العميد الحرسي رحيم نوعي أقدم، الذي يعد أحد أرفع قادة «فيلق القدس»، وقائد الجبهة الجنوبية السورية المعروفة باسم «قاعدة زينب»، سنوات عدة، وشارك في قتل الشعب السوري، ويلقب بـ«ابوحسين»، ويقود حالياً قوات فيلق القدس، ويشرف على الجبهة الجنوبية لقوات الحرس الثوري في مخيم اليرموك أو قاعدة زينب. وتضم القائمة الإيرانية في سورية العميد الحرسي سيد رضي موسوي، الذي يشغل منصب ممثل قوات «فيلق القدس» وأحد قنوات النقل اللوجستي والمال لقوات الحرس الثوري في سورية. ووفقا لمصادر المعارضة الإيرانية، فان «رواتب عناصر حزب الله يتم تأمينها من مكتب خامنئي، كما يتم نقل المال الى سورية عبر قوات الحرس الثوري في شكل نقدي، ومن قلب مطار دمشق يتم تحويلها الى عملاء فيلق القدس، ثم الى العميد الحرسي سيد رضى موسوي ممثل قوات فيلق القدس في سفارة النظام بدمشق، الذي يقوم بتوزيعها بين مسؤولي قوات فيلق القدس وعناصر وقيادات حزب الله». وأضافت المصادر أن «مقر قيادة قوات الحرس الثوري الإيراني في دمشق يقع في محل يسمى المقر الزجاجي، بجوار مطار دمشق الدولي، ويقوده العميد الحرسي رضي موسوي المسؤول اللوجستي بقوات فيلق القدس». القائد الإيراني الآخر الأكثر إيغالاً في قتل الشعب السوري هو علي محمد رضا زاهدي، الذي كلف في كانون الأول (يناير) ٢٠١٧ بالعمل نائبا لقائد عمليات قوات الحرس الثوري في سورية، على رغم وجود اسمه ضمن قائمة بملحق قرار مجلس الامن الدولي رقم ١٧٤٧ الخاصة بالاشخاص والمنظمات التي تم فرض عقوبات ضدهم

 

تسريبات عن «صفقة القرن» تسبق كوشنير إلى إسرائيل

 «الحياة»، رويترز/| 3 يونيو 2018 /بحث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو مع كبير مستشاري الرئيس الأميركي وصهره جاريد كوشنير ومبعوث عملية السلام جيسون غرينبلات أمس، في عملية السلام والدعم الإنساني لقطاع غزة، في وقت تواصلت التسريبات من أروقة البيت الأبيض حول «صفقة القرن» المتوقع أن تُعلن قريباً لتسوية الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي، وتعرض حوافز اقتصادية وانسحاباً إسرائيلياً من بلدات في القدس في مقابل الإبقاء على البلدة القديمة والأغوار والمستوطنات في يد إسرائيل. وقال مسؤولون إسرائيليون إن كوشنير وغرينبلات والسفير الأميركي في إسرائيل ديفيد فريدمان عقدوا اجتماعاً استمر أربع ساعات مع نتانياهو في القدس، حضره أيضاً سفير إسرائيل لدى واشنطن رون ديرمر. وأفاد البيت الأبيض في بيان بأن الاجتماع بحث في سبل «تخفيف حدّة الأوضاع الإنسانيّة في قطاع غزّة، مع الحفاظ على أمن إسرائيل»، بالإضافة إلى ترتيبات «صفقة القرن»، مشيراً إلى «التزام إدارة ترامب وإسرائيل المستمر دفع السلام قدماً بين الإسرائيليين والفلسطينيين». وأفادت صحيفة هآرتس» أن التسريبات الأخيرة عن»صفقة القرن» للسلام تتحدث عن دولة فلسطينية «منقوصة»، وتطالب بانسحاب إسرائيلي من أربع أو خمس قرى شرق القدس المحتلة وشمالها (شعفاط وجبل المكبر والعيساوية وأبو ديس) تكون إحداها (أبو ديس) عاصمة للدولة الفلسطينية، مع إبقاء البلدة القديمة المحتلة والمسجد الأقصى المبارك، تحت الاحتلال. وأضافت أن إسرائيل لا تطالَب بتقديم شيء باستثناء الانسحاب من الأحياء الأربعة أو الخمسة، من دون المس بأي من المستوطنات داخل الجدار الفاصل وخارجه على السواء، أي الإبقاء حتى على المستوطنات المنتشرة في أعماق الضفة الغربية. واستبعدت الصحيفة أن يقبل الفلسطينيون بالخطة. وربط المعلق العسكري في صحيفة «هآرتس» عاموس هارئيل بين الخطة الأميركية المتوقعة وبين اللقاء الذي تم هذا الأسبوع في عمان بين العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني ونتانياهو، ليقول إن الهدف منه هو كسر الجمود في العلاقات، وبث رسالة طمأنة عن أهمية التنسيق بين الجانبين في أبعاد مبادرة السلام، «تحديداً التزام إسرائيل الحفاظ على الوضع القائم في الأماكن المقدسة في القدس المحتلة. وأضاف المعلق أنه على رغم أن موعد الإعلان عن الصفقة» ليس معروفاً»، إلا أن التفاصيل التي يتم تسريبها عمداً كما يبدو بهدف جس نبض الأطراف، تبدو موثوقة. ولا تتضمن الخطة إخلاء إسرائيل أياً من المستوطنات التي أقامتها بعد عام 1967 في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ويبقى غور الأردن المحتل تحت السيطرة الإسرائيلية. كما تقضي الخطة بأن تكون الدولة الفلسطينية منزوعة الجيش والسلاح الثقيل. ورأى هارئيل أن الخطة المقترحة، في حال كانت التفاصيل المسربة دقيقة، هي بمثابة منح الفلسطينيين «دولة منقوصة»، كما أنها لا تلبي المطالب الفلسطينية، متوقعاً أن تعلن السلطة الفلسطينية أن الخطة لا يمكن أن تشكل حتى نقطة انطلاق للتفاوض حولها. وتابع أن «الإغراء» الذي تتضمنه الخطة يتمثل بدعم اقتصادي كبير تتم ترجمته برزمة محفزات ضخمة. وفي رد فعل فلسطيني أولي، قال عضو المجلس الثوري لحركة «فتح» أسامة القواسمي لوكالة «سما»، إن الصفقة الأميركية التي يتم ترويجها «مصيرها الفشل»، وزيارات كوشنير وغرينبلات «مشبوهة ولن تُجدي إلا صفر كبير». وعبّر عن ثقة القيادة والشعب الفلسطيني بمواقف القادة العرب، ورفع كلمة «لا كبيرة أمام كوشنير وغرينبلات والولايات المتحدة»، مضيفاً أن عنوان الشعب الفلسطيني اسمه منظمة التحرير الفلسطينية والرئيس محمود عباس.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

مراعاة حريرية لمطالب جنبلاط وجعجع2018

أسعد بشارة/جريدة الجمهورية/السبت 23 حزيران

نجح الرئيس سعد الحريري في ردّ تهمة تأخير تشكيل الحكومة، وهذا النجاح يستند في الأساس لافتقار التهمة الى أدلة حسية، خصوصاً عندما يربط التأخير بضغط سعودي، في حين أنّ السعودية تركت للرئيس الحريري منذ أزمة الاستقالة حرية التصرف الكاملة، لا بل انها رفدته بدعم غير مشروط في الانتخابات النيابية، وباركت النتائج، وابتعدت عن الملعب اللبناني تاركة لرئيس الحكومة وحلفائها الآخرين تقدير الموقف المناسب.

بعد شهر من التكليف يصحّ القول انّ العقد الداخلية للتشكيل تطغى على أي شيء آخر، ولا يمكن بالتالي الاستهانة بحجم هذه العقد المرتبطة بدورها بمعرفة جميع الأطراف أنّ هذه الحكومة قد تكون حكومة العهد الأولى والاخيرة، اي أنّ هذه الحكومة ستُلازم الرئيس ميشال عون حتى نهاية ولايته. وبالتالي، من يدخل بقوة، سيحتفظ بهذه القوة لسنوات مقبلة، الّا اذا طرأ تطور إقليمي كبير يعيد خلط الأوراق. من هنا يمكن فهم الاستشراس العوني على تحجيم حصة «القوات اللبنانية»، وصولاً الى تمنّي خروجها من الحكومة اذا لم تقبل بالحصة المرسومة لها. ومن هنا ايضاً يمكن فهم التصَلّب الجنبلاطي في نيل الحصة الدرزية كاملة، فالنائب وليد جنبلاط يعرف انّ ما خسره في القانون النسبي، لا يمكن تعويضه إلّا بإقفال الحصة الوزارية الدرزية على الحزب «التقدمي» و»كتلة اللقاء الديموقراطي»، وذلك في إطار الاستعداد لسد الثغرات في الساحة الدرزية التي أوجدها القانون النسبي.

في الحسابات العونية يمكن الحديث عن محاولة الوزير جبران باسيل تحجيم «القوات» رئاسياً، وهذا لا يتم إلّا من خلال إعطائها حصة وزارية درجة ثانية، أي إبعادها عن معادلة الشراكة في تمثيل المسيحيين مع السنة والشيعة. وفي حسابات باسيل أنّ استمرار الترويكا العونية المستقبلية والثنائي الشيعي، هي الكفيلة بتمهيد طريقه الى قصر بعبدا، ولهذا السبب انقلب على اتفاق معراب وعلى الالتزام بوجود ثنائية مسيحية. لكنّ السؤال يبقى حول مدى قدرته على تحجيم «القوات»، وعلى ما اذا كان الرئيس الحريري قادراً او راغباً في ان يمرّ هذا التحجيم عبره.

للمرة الاولى ربما منذ لقاء الرئيس الحريري مع العماد ميشال عون في روما، تُبدي «القوات اللبنانية» ارتياحها الى ثبات الحريري في التمسّك بالتحالف معها بوضوح ومن دون مناورات او حساسيات.

وفي المعلومات أنّ الرئيس الحريري تعهّد بشكل لا عودة عنه بأن يلتزم ما تعتبره «القوات» حجماً مناسباً لها في الوزارات، حقائب وعدداً، وأنّ «القوات» هي من تفاوض على حصتها، فما تقبل به يقبله وما ترفضه يرفضه.

وفي المعلومات ايضاً، أنّ التنسيق الحريري-القواتي يدور في أجواء تفاهم على طبيعة المرحلة الحالية والمستقبلية، وسط ارتياح متبادل الى تنقية العلاقة بعد التطورات الداخلية التي شهدها «تيار المستقبل»، وبعد التفاهم بسقف إقليمي على ضرورة أن يكون الطرفان متّفقين في القضايا الاساسية، على أن يُضاف لاتفاقهما دعم جنبلاطي «على القطعة»، او كلما استدعَت الحاجة، وذلك لاستيعاب نتائج الانتخابات النيابية الأخيرة التي حصل فيها «حزب الله» وحلفاؤه على أكثرية نيابية واضحة.

وسيترجم هذا المناخ بمراعاة حريرية لمطلب جنبلاط بحصرية امتلاك الحصة الدرزية، وهنا ستنتقل الطابة الى ملعب الرئيس عون الذي يضع شروطاً محددة لتقليص حصة «القوات» و»الاشتراكي»، فهل سيجد رئيس الجمهورية فائدة من إبداء مرونة كي تتشكّل الحكومة سريعاً او انه سيعتبر ما يجري لَي ذراع يستوجب توجيه الضغط على الرئيس الحريري كي يشكّل الحكومة بشروطه او يعتذر، ثم تكلّف شخصية سنية أخرى تشكيل الحكومة؟

 

ماذا تبلّغت «القوات» من برِّي وكيف استمالت الحريري؟

عماد مرمل/جريدة الجمهورية/السبت 23 حزيران 2018

تحوك «القوات اللبنانية» بأعصاب باردة خيوط مقاعدها الوزارية في الحكومة المقبلة، مستندة من جهة الى حجمها النيابي الذي تضاعف في الانتخابات النيابية الاخيرة، ومستثمرة من جهة أخرى في تناقضات أفرقاء سياسيين عديدين مع منافسها الأقوى على الساحة المسيحية، والمتمثّل في «التيار الوطني الحر».

ولعل الانجاز الأهم الذي حققته معراب هو نجاحها في استمالة الرئيس المكلّف سعد الحريري الى جانبها خلال مفاوضات التأليف، بعدما تمكن الجانبان من تجاوز «وَساوِس» أزمة الثقة التي نَخرت علاقتهما في المرحلة الماضية، وتحديداً عقب الاستقالة الملتبسة للحريري من السعودية.

وليس خافياً انّ التقارب بين الحريري ورئيس «القوات» سمير جعجع تمّ بمواكبة الرياض، التي كانت قد سَعت الى لمّ شملهما في فترة التحضير للانتخابات من اجل تحسين شروط المواجهة مع «حزب الله». لكنّ حسابات الطرفين آنذاك قادت الى افتراقهما في غالبية الدوائر، قبل ان تجمعهما مجدداً المصالح المشتركة، برعاية سعودية. ويؤكد المطلعون على مسار ترميم العلاقة بين الطرفين انّ الحريري اكتشف بعد صدور نتائج الانتخابات وتشريحها انّ تحالفه مع «التيار الحر»، والذي نسجه نادر الحريري بشكل أساسي، خَدم الرابية بالدرجة الاولى وعاد عليها بالمردود الأكبر، بعدما تبيّن وفق مقاربة بيت الوسط للأرقام انّ الوزير جبران باسيل كان الأكثر استفادة من مفاعيل هذا التحالف، بينما دفع رئيس «المستقبل» ثمنه في اكثر من مكان، بحيث خسر مجاناً مقاعد عدة كان يمكنه ان يربحها لو اعتمد تكتيكاً مغايراً.

ويشير المطّلعون على هذه المراجعة الى انّ الحريري تَوصّل على ما يبدو الى قناعة بأنه لو تعاونَ انتخابياً مع «القوات» في بعض الدوائر، خصوصاً في الكورة وصيدا - جزين وزحلة التي تشكّل نقاط ارتكاز في الشمال والبقاع والجنوب، لزادَ حجم كتلة «المستقبل» بمعدّل 5 نواب تقريباً، الى جانب اتّساع إضافي لكتلة معراب أيضاً. وأبعد من حسابات صناديق الاقتراع وإفرازاتها السياسية، يبدو انّ كلّاً من الحريري وجعجع شَعر بالحاجة في هذه المرحلة الى الاتّكاء على الآخر، لتحقيق حد أدنى من التوازن في السلطة مع رئيس الجمهورية و»التيار الحر» من جهة، ومع «حزب الله» وحلفائه من جهة أخرى، لا سيما انّ الرجلين يدركان انّ الخط الاستراتيجي العريض، الذي يجمع «التيار» وما كان يُعرف بفريق 8 آذار، استطاع عبر الانتخابات الاخيرة ان يملك الاكثرية، وبالتالي الأرجحية في مجلس النواب الجديد، الأمر الذي دفع رئيسَي «المستقبل» و»القوات» الى التلاقي مجدداً على قاعدة تقاطع الهواجس والمصالح.

ويلفت العارفون بخفايا المفاوضات بين الحريري وجعجع الى انّ مقولة شهيرة تحكّمت ضمناً بإيقاع نقاشاتهما، وهي «أُكلت يوم أُكل الثور الابيض». لقد اقتنع الرجلان بأنّ تجديد خلايا تحالفهما، ولو على قاعدة ما تَيسّر من قواسم مشتركة، إنما يشكل مصدر حماية لهما، وفرصة لتحسين شروط تفاوضهما مع الآخرين حول الخيارات السياسية ومكاسب السلطة، على طاولة مجلس الوزراء المقبل الذي سيكون مزدحماً بالصقور، بعدما قررت مكوّناته الثابتة ان تتمثّل بأوزان ثقيلة. وانطلاقاً من هذه الارضية المشتركة، يدافع الحريري عمّا يعتبره حق «القوات» في الحصول على حصة وزارية وازنة تتناسب مع تمثيلها النيابي، وهو أبلغَ الى قيادتها عبر أقنية التواصل المعتمدة انه أكد لباسيل استحالة تشكيل الحكومة من دون «القوات». أكثر من ذلك، يتفهّم الرئيس المكلّف مطلب معراب بنَيل عدد مناسب من الحقائب الوزارية، على ان تتوزّع بين سيادية وأساسية وعادية. وعُلم في هذا الاطار انّ جعجع يسعى الى انتزاع «الدفاع» او «الخارجية» او منصب نائب رئيس الحكومة المُصنّف لديه برتبة «سيادي» أيضاً. ويوضح مصدر قيادي بارز في «القوات» انّ هذا الامر كان موضع بحث بين الرئيس نبيه بري وموفد لجعجع الى عين التينة. ويكشف المصدر انّ بري بعث برسالة شفوية الى جعجع انه و»حزب الله» لا يمانعان في حصول «القوات» على حقيبة سيادية، وليس لديهما مشكلة في ذلك، «إذا تفاهمتم مع التيار الحر في هذا الشأن». وقال بري لضيفه: «المالية» لنا و»الداخلية» لتيار المستقبل، أما بالنسبة الى الحقيبتين الأخريين فهما من حصة المسيحيين في الحكومة المقبلة، وطريقة توزيعهما هي مسألة تُناقش بينكم وبين التيار.

 

مواجهة بين جعجع والضاهر... «ما عاد للصلح مطرح؟»

اتالي اقليموس/جريدة الجمهورية/السبت 23 حزيران2018

 8 تشرين الاول 2018، هو الموعد المقبل الذي حددته القاضية المنفردة الجزائية في بيروت، فاطمة الجوني، لمتابعة الدعوى المقامة من حزب «القوات اللبنانية» ضد «المؤسسة الللبنانية للإرسال» ممثّلة برئيس مجلس الادارة الشيخ بيار الضاهر، على خلفية ملكيّة المحطة. لأكثر من 5 ساعات إستمعت الجوني أمس الى إفادة رئيس حزب «القوات» الدكتور سمير جعجع، والضاهر، والى إفادة كريم بقرادوني كشاهد. مواجهة إستثنائية، طويلة، شهدها قصر العدل، لم يَملّ وكلاء الدفاع عن الطرفين من طرح الاسئلة، ولم يتراجع لا المدعي ولا المدعى عليه عن موقفهما قيد أنملة، فكلّ منهما على قناعة بأنّ «الباطل لا يصير حقاً بمرور الزمن». لم يكن ينقص أمس إلّا إجراء فحص دم وتحاليل طبية للتدقيق بهوية وأسماء وخلفية كلّ من يدخل إلى قصر العدل، نتيجة التدابير الأمنية المشددة على مداخله كافة. مواطنون، موظفون، محامون، صحافيون، قضاة... لم يسلموا من التفتيش، ما أثار حساسية البعض، فردّ أحد الامنيين: «من مبارح نحنا هَون واقفين ما نِمنا».

في التفاصيل

وسط انتشار أمني كثيف، وتمركز للدبابات عند التقاطعات المؤدية إلى العدلية، وبالتزامن مع تظاهرة إعلامية محلية أمام المدخل من جهة المخفر لقصر العدل، إنطلقت الجلسة برئاسة القاضية فاطمة الجوني، التي كانت واضحة منذ البداية: «من يدخل إلى القاعة يُمنع من الخروج قبل الإنتهاء من استجواب جعجع والضاهر»، موضحة: «منعاً لتسريب الاسئلة إلى خارج القاعة». المحطة الاولى، والتي دامت أكثر من ساعتين من الاستماع، كانت مع جعجع الذي بَدا مستعداً، يدخل في الشاردة والواردة وبالتواريخ المفصّلة عند كل سؤال تطرحه عليه القاضية الجوني. وقد بَدا لافتاً تكرار جعجع لكلمة piero في كل مرة يذكر فيها إسم الضاهر، ما دفع القاضية للقول بوجه مبتسم: «ليش ما بتتصالحو وبتخلّصونا بَقا؟»... «الصلح سيّد الاحكام». مع الإشارة إلى انّه لم يسجّل أي سلام أو مُصافحة بين جعجع والضاهر قبل الجلسة. وفي كل مرة كانت الأجوبة، سواء من جعجع أو من الضاهر، تأخذ منحى سياسياً، كانت القاضية لهما بالمرصاد: «بَدنا الحقيقة بالملف، ما دخّلني بشؤونكن السياسية، القضاء غايب عن السياسة».

جعجع

وأبرز ما أدلى به جعجع الذي أصرّ على «ملكية القوات للمحطة وهي ملكية مقدسة ولا أحد يفكّر في بيع مقدساته»، انّ «المحطّة سجّلت بإسم الضاهر أسوة بكلّ وسائل الإعلام التابعة للقوات، فهي سجّلت مجلّة «المسيرة» و«لبنان الحرّ» بإسم أشخاص، وأشار الى أنّ «القوات» لم تطالب الضاهر بالتنازل عن المحطة لصالح «القوات» لحكم العلاقة الوطيدة بينها وبين الضاهر، ولكون المحطة هي بحكم الأمر الواقع ملكاً للحزب وفي حضنه»، مُثنياً على «علاقة الثقة التي كانت بينه وبين piero». وأشار جعجع إلى انه بعد دخوله السجن «لم يفقد الأمل في الخروج، واعتقدَ أنّ مدّة دخوله ستكون محدودة وكأنّها «فَركة دَينَة». ولفت إلى «انّه في فترة سجنه، جَمعَ piero حرّاس المحطة وأوصاهم ان يبقوا «عيونُن مفتّحة، لأنّ المحطة أمانة ولا بد من المحافظة عليها إلى حين خروج جعجع من السجن». ورداً على سؤال الجوني: «هل اطّلعتَ على عقد بيع الموجودات ونقل الـ LBC إلى LBCI؟ نفى جعجع أن يكون قد اطّلع على العقد بالتفاصيل، إنما كانت الغاية الخروج من مرحلة الحرب إلى فترة جديدة». وتوقّف جعجع عند «مساورته الشكوك بعد خروجه من السجن، وشعوره ببعض التصرفات الغامضة من الضاهر، فطلبَ من جورج عدوان آنذاك متابعة أمور التلفزيون وإبقاء كل شيء على حاله، وأن يبقى إسم الضاهر صُوَرياً، وان يسلّم الضاهر كل الإعلام العائد للقوات اللبنانية مقابل التفاوض على الاتعاب والجهود التي بذلها (الضاهر) لتطوير التلفزيون. إلّا انّ التفاوض باستعادة «القوات» للتلفزيون لم يصل إلى نتيجة، فتوجّهنا إلى الإنذارات المُبرزة في الملف، وصولاً للدعوة».

وكشف جعجع أنه «في العام 1993 تلقى اتصالاً من الرئيس رفيق الحريري واجتمع به، وأنّ الأخير عرض عليه تأسيس شركة «هولدينغ» تضمّ المؤسسة اللبنانية للإرسال وتلفزيون «المستقبل» ليكونا شريكين في البثّ الفضائي، بعدما أوقفت الحكومة المؤسسات الأرضية عن البثّ الفضائي، لكنّ «القوات» اشترطت أن تملك الـ«ال بي سي» ثُلثَي الشركة، فرفض الحريري.

وبعدما طالت فترة الاستماع، عَلّق جعجع: «يا مَحلى جلسات الحوار».

الضاهر

وقرابة الثانية بعد الظهر، بدأت القاضية الجوني استجواب الشيخ بيار الضاهر الذي أكّد ملكيته لشراء موجودات المحطة وديونها في عام 1992، بقيمة 5 ملايين دولار، سَدّدها على أقساط لحزب «القوات». ولفتَ إلى انه في العام 1994 داهَم الجيش اللبناني مبنى المحطة في جونية، عندها أجرى جملة اتصالات من بينها للبطريرك مار نصرالله بطرس صفير، وللدكتور جعجع لتأمين مبنى آخر للانتقال إليه، فأمّن له المبنى الحالي في أدما»، مؤكداً انه «دفع مبلغ 900 ألف دولار احتسبت من قيمة الـ5 ملايين دولار». وأكّد الضاهر انّ الخلاف بينه وبين جعجع ليس مالياً، إنما حول كيفية إدارة المحطة: «جعجع بَدّو محطة حزبية، وأنا محطة وطنية لكلّ اللبنانيين». ورداً على سؤال القاضية له: لماذا لم ينظّم عقد بَيع بين LBC وجعجع؟ أجاب الضاهر: «بسبب مشاكل في الحزب، ولأن لا صفة لجعجع»، مؤكداً انه «دفعَ ثمن العقد». فسألته: «إذا فعلاً إشتريت الـLBC، على أيّ أساس إرتضَيت تسليم القوات مستندات؟». فأجاب الضاهر: «سَلّمتهم إيّاها لتثبيت عقد البيع». وعادت الجوني وسألته مجدداً: على أيّ أساس قبلت التفاوض مع جعجع؟ فأجاب: «أيضاً بهدف إثبات عقد البيع». فطلب النائب جورج عدوان الكلام، سائلاً: «كم كان يتقاضى الضاهر في الـLBC؟» فأجاب الضاهر: «1500 دولار». فاستطرد عدوان: «كيف يمكن لموظّف يتقاضى 1500 دولار أن يشتري محطة بـ5 ملايين دولار؟». فردّ الضاهر: «أنا مُتموّل... من مالي ومن عائدات الـLBC، وأنطوان الشويري ساعدني شوَي». وسألت الجوني الضاهر: «على أي أساس كنت تجتمع مع جعجع وتطلب منه المساعدة؟ أجاب: «بصفته صديقاً وليس كمالِك للمحطة».

بقرادوني

وعند الثالثة والربع، وبعد استراحة لنحو ربع ساعة سمحَت فيها الجوني للحاضرين بالخروج والتقاط أنفاسهم، عادت واستكملت الجلسة واستمعت إلى كريم بقرادوني، حتى المساء، قبل إرجاء المحكمة إلى ما بعد العطلة القضائية.

 

حراك داخلي لعودة النازحين... والخارج: النزوح سـ«يدوم ويدوم»

راكيل عتيِّق/جريدة الجمهورية/السبت 23 حزيران 2018

«نريد أن نساعدَ في الوصول إلى حلٍّ سياسي في سوريا لتأمين عودة النازحين»، وتتمّ «عودةُ النازحين فورَ توافر الظروف المناسبة لهذه العودة». هذا ما قالته، وما كان مُتوقعاً أن تقولَه المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، خلال زيارتها إلى لبنان. ووعدت «حاكمة» أقوى إقتصادٍ أوروبيّ بـ»تقديم المساعدة لأنّ مهمّة استقبال النازحين صعبة على بلد كلبنان». إذن، يرى البعض أنّ النزوح سـ«يدوم ويدوم»، وأنّ الدول المؤثرة والمانحة ستستغلّ وصولَ لبنان إلى شفير الإفلاس، لتُلوِّح له بـ«جزرة» القروض والمساعدات... في حال كان قنوعاً مُلتزماً حاضناً للاجئين، «بُعبع» الدول على الضفة الأخرى من البحر المتوسط.

بعد انعقاد مؤتمر «سيدر 1»، اعتبرت جهاتٌ سياسية واقتصادية لبنانية أنّ لبنان وقع في قبضة الأمم، فعمليةُ إقراض لبنان بهذه الكثافة غير بريئة في وضع البلد المالي المزري. ورأت أنّ المساعدات، التي هي أساساً قروضٌ ترتّب ديوناً على الدولة اللبنانية، في ظلّ الفساد المُستشري و»التجربة الإصلاحية» الفاشلة للسلطة نفسها في أكثر من إستحقاق... ليست إلّا مٌسكِّناً لتحمُّل أعباء النزوح السوري وعدم تشريع المسار البحري أمامهم نحو أوروبا.

خطُّ التجاذب

تخبّطت القوى اللبنانية بعضها ببعض حول النزوح السوري إلى لبنان منذ بداية هذه الموجة بعد اندلاع الأزمة السورية عام 2011، من فَتح الأبواب أمام النازحين، إلى إنشاء مجمع مخيمات للاجئين في عكار والبقاع... وصولاً إلى طرح «عودة اللاجئين»، خصوصاً بعد توافر أماكن آمنة في سوريا وبعد تخطّي تداعيات النزوح على لبنان الإشارة الحمراء. أما عقدة العقد في موضوع النازحين: التنسيق مع النظام السوري. ففيما تعتبر قوى 8 آذار و»التيار الوطني الحر» أنه يجب التنسيق مع النظام السوري في عودة اللاجئين، يبدو أنّ هذه النقطة ما زالت إحدى الروابط القليلة المُتبقّية بين مُكوّنات ما عُرف بقوى 14 آذار. إلّا أنّ بعض الجهات، قد تشذّ عن موقفها الثابت برفض التنسيق في سبيل إنقاذ لبنان فوصل النائب الكتائبي نديم الجميل إلى حدِّ القبول بالتنسيق من أجل إزاحة خطر النازحين عن لبنان. أمّا الرئيس نبيه بري فأعاد التأكيدَ على موقفه، وشدّد أمام ميركل أمس على «رفع مستوى التنسيق بين الحكومتين اللبنانية والسورية لمعالجة هذه القضية». على ضفة الجهات التي تعتبر أن لا لزوم للتنسيق مع النظام السوري، تسأل مصادر تيار «المُستقبل»: «التنسيق حول ماذا؟ إن رفض النظام السوري عودة 2600 شخص من 3 آلاف اسم وارد ضمن لائحة اُرسلت إلى السلطات السورية المعنيّة أخيراً من الأمن العام؟. إذا نسّقنا مع الحكومة السورية حول مليون ونصف نازح، أيُّ عدد سيقبل النظام أن يُعيد؟ 200 ألف؟». بدوره، يسأل وزير الشؤون الاجتماعية السابق رشيد درباس عبر «الجمهورية» «هل أوقفت القوى المؤيّدة للنظام السوري في الحكومة التواصل مع الحكومة السورية؟ فهم يتحاورون مع النظام السوري يومياً ويحاربون إلى جانبه. ألا يُمكنهم القول للجهات السورية، إنّ النزوح أصبح يُشكّل ثقلاً ديموغرافياً على لبنان، ومنطقة القلمون فارغة»؟ لكن الذي يُطرح اليوم، حسب درباس «ليس التواصل من أجل عودة السوريين، بل لينضمّ لبنان إلى هذا المحور، فيما البنية اللبنانية لا تتحمّل ذلك».

حراك «التيار البرتقالي»

حراك الداخل على الصعيدَين المحلّي والخارجي للدفع إلى عودة اللاجئين، يتصدّره رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والبطريرك مار بشارة بطرس الراعي. وبعد مواقف عون المُحذّرة من أعباء النزوح وضرورة عودة النازحين إلى بلادهم خلال لقائه وفوداً من الدول الغربية، آخرها ميركل أمس، وبعد الأخذ والرد بين الوزير جبران باسيل ومفوّضية اللاجئين، بدأ تكتل «لبنان القوي» حراكاً داخلياً لتسويق مقاربة لموضوع النازحين وعودتهم وإيجاد مساحة مُشترَكة بين الأفرقاء اللبنانيين، للخروج بموقفٍ مُوحَّد أمام الخارج ودفعه إلى احترام القرار اللبناني وسيادة الدولة اللبنانية. هذا التحرّك الذي يقوم به التكتل الى القيادات الروحية ورؤساء التيارات والأحزاب والكتل النيابية، انطلق الأسبوع الحالي بزيارة الراعي، على أن تُستكمل الجولة إبتداءً من الثلثاء المقبل بزيارات متتالية لجميع الفعاليات الروحية والدينية والسياسية.

وقد وضع «التيار» ورقةً تتضمّن:

• مقاربة للوضع وأهمية معالجته، انطلاقاً من أنه موضوعٌ سيادي.

• طرح مجموعة تساؤلات حول أداء المجتمع الدولي.

• أمثلة عن أشخاص يحملون صفة نازح فيما أنهم لا يتمتعون بهذه الصفة.

• أمثلة عن تعامل بلدان أخرى مع موضوع النازحين، ورضوخ المجتمع الدولي لسيادة هذه الدول.

وتوضح مصادر «التيار» لـ «الجمهورية»، أنّ اللقاءات مع كل الأطراف تحدّد كيفية البدء بتنفيذها، وبالتنسيق مع الأجهزة الأمنية. وتشدّد على «أهمّية إيجاد طرح وطني موحّد حول النازحين، يُخضع المجتمع الدولي للحلّ اللبناني».

مقاربة «التيار الأزرق»

أمّا تيار «المستقبل» فيعتبر أنه يجب أن تكون مقاربةُ ملف النزوح السوري جدّيةً ومنطقية. وترى مصادر «المستقبل» في حديثٍ لـ»الجمهورية» أنه «لغاية الآن لا بادرة سياسية أو أمنية تُشجّع 20 في المئة من النازحين السوريين على العودة الى سوريا. لذلك، عملياً أيّ بادرة في هذا الإطار يجب أن تتمّ بالتنسيق الجدّي مع الدول المانحة والمؤثرة، والدولة الأكثر تأثيراً في سوريا حالياً هي روسيا.

والعمل الجدّي يكون بإيجاد فهم مُشترَك يستند إلى إنشاء مناطق آمنة داخل سوريا للنازحين السوريين الموجودين في لبنان، وتوجيه كل الدعم المالي ومقدّرات الدول المانحة الى هذه المناطق لتشجيع النازحين وتحفيزهم على العودة».

وتعتبر أنّ الحراك الحقيقي يكون «في إيجاد تفاهم جدّي بين القوى السياسية اللبنانية لإجبار النظام السوري على إنشاءِ مناطق آمنة ترعاها الأممُ المتحدة وقوات دولية أو القوات الروسية».

وترى أنّ «عدا عن ذلك، كلّ الآليات التي ستُطرح وتستند إلى أيِّ أسلوب من الأساليب، خارج إمكانية التحقيق، والدليل بعد ذهاب وزير الخارجية جبران باسيل شخصياً إلى عرسال، وإرسال لائحة تضمّ 3 آلاف اسم لإعادتهم إلى سوريا، وافق النظام السوري على أقل من 400 منهم». وتقول: «إن عملنا كلّ أسبوعين أو ثلاثة على إرسال 3000 اسم من مليون ونصف، فذلك يعني أنّ النازحين لن يعودوا إلى سوريا قبل 30 عاماً».

التجاذب مع UNHCR

بعد تجميد باسيل استقبال طلبات الإقامة الخاصة بموظفي مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في لبنان، بسبب «تخويف المفوضية النازحين لثنيهم عن العودة إلى سوريا»، وربط باسيل الرجوع عن قراره بتغيير المفوضية لسياستها المُعتمدة في هذا الموضوع، أعلنت المفوضية أمس، أنها مستعدّة للتشاور بموضوع النازحين وعودتهم الى سوريا، كذلك وافقت على اقتراح باسيل القاضي بتقسيم النازحين لفئاتٍ تمهيداً لتنظيم عودتهم.

وإذ شدّدت على أنها ليست بوارد تشجيع العودة الآن، أكّدت أنها لن تقف بوجه مَن يريد العودة الطوعيّة أفراداً أو جماعات، كما أنها وافقت على مشاركة وزارة الخارجية والمغتربين بداتا المعلومات.

سياسة الـUNHCR المثيرة للريبة حول النازحين، لا تختلف عمّا كانت تقوم به في السابق، ويكشف درباس لـ»الجمهورية» «أننا لطالما كنا في حالة تجاذبٍ واختلافٍ مع المفوضية».

وبعد التطورات في هذا الملف الضاغط، يشرح درباس أنه كي يكون موضوع عودة اللاجئين طرحاً جدّياً، يجب أن يتمّ الاتفاقُ على النقاط الآتية:

أولاً، أنّ هذا الموضوع ليس محطّ تجاذب واختلاف بين اللبنانيين أو بين الطوائف اللبنانية.

ثانياً، إعلان حال طوارئ وطنية وسياسية في مجلس الوزراء، وأن يكون كل الشعب اللبناني شريكاً فيها، من أجل استنباط الخطط وابتكار الوسائل من أجل عودة اللاجئين. ويجب التفاوض مع الروس والأميركيين وغيرهم لتأمين عودة النازحين إلى بلادهم، وعوض أن يُنفق المجتمع الدولي عليهم في بلاد اللجوء يُنفق عليهم في بلادهم.

ثالثاً، إرسال وفود إلى كل البلدان المعنيّة وإعلان طلب العودة بلا هوادة عبر كل المنابر العالمية.

رابعاً، تطبيق القانون لجهة أنّ كلّ مَن يذهب إلى سوريا يفقد صفة اللاجئ.

يظهر أنّ جميع الجهات في لبنان تُجمع على ضرورة عودة النازحين السوريين، ويُمكن إيجاد أرضيّة مشتركة والاتّفاق على آلية موحّدة لتحقيق هذه العودة. ولكن هل سيتمكّن لبنان من فرض إرادته؟ وماذا إن أصرّ المجتمع الدولي على وضع لبنان بين خيارَي «النهوض الاقتصادي المشروط بإبقاء اللاجئين... إلى حين» أو نزع آلة الأوكسيجين عن المريض الذي يُحتضر اقتصادياً، إن تجرّأ وتمرّد؟ يبقى أن نردّد ما نقلته مصادر عن عون، بقوله لميركل أمس: «لا نريد أن نموت والنازحون لا يزالون في لبنان».

 

تحذيرات دولية جديدة من وضع لبنان المالي

رنا سعرتي/جريدة الجمهورية/السبت 23 حزيران 2018

لم تعد المؤسسات الدولية قادرة على غضّ النظر عن وضع لبنان المالي والاقتصادي، واصدار توقعات أو تصنيفات ايجابية، لان نسبة ديون لبنان إلى ناتجه الإجمالي هي ثالث أكبر نسبة من نوعها في العالم. في المقابل، ليس هناك جهود حكومية رسمية بعد في ظلّ مرحلة تصريف الاعمال الحالية، لبدء الاصلاح المالي والاقتصادي المنشود الذي شدد رئيس الوزراء المكلّف سعد الحريري على ضرورة المضيّ قدماً به. تخطت التحذيرات النطاق المحلي أمس، حيث أصدر كلّ من صندوق النقد الدولي ووكالة «موديز» للتصنيفات الائتمانية بيانات سلبية حول وضع لبنان. جاء بيان الاول أشدّ لهجة وخطورة إذ شدد على ضرورة ضبط الدين العام بشكل فوري وكبير، في حين كان بيان «موديز» أكثر تفاؤلاً رغم ان الوكالة حذرت من انها ستخفض تصنيف لبنان إذا استمر انخفاض تدفقات الودائع وزادت بالتالي، مخاطر حدوث أزمة في ميزان المدفوعات.

صندوق النقد

قال المجلس التنفيذي لصندوق النقد الدولي إن لبنان يحتاج إلى ضبط مالي «فوري وكبير» لتحسين القدرة على خدمة الدين العام الذي تجاوز 150 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي في نهاية 2017. وقال بيان للصندوق ليل امس الاول، إن المديرين التنفيذيين اتفقوا مع فحوى تقييم للخبراء حث لبنان في شباط الماضي، على التثبيت الفوري لأركان سياسته المالية عن طريق خطة ضبط تستهدف استقرار نسبة الدين للناتج المحلي الإجمالي ثم وضعها على مسار نزولي واضح. كما شدد المديرون على «أن ضبطا ماليا فوريا وكبيرا يعدّ ضروريا لتحسين القدرة على خدمة الدين، وهو ما سيتطلب التزاما سياسيا قويا ومستداما».

وجدد المجلس التنفيذي لصندوق النقد الدولي تقديراته لنمو اقتصادي منخفض بين واحد و1.5 بالمئة في 2017 و2018. وقال ان «المحركات التقليدية للنمو في لبنان تقبع تحت ضغط في ظل الأداء الضعيف لقطاعي العقارات والإنشاءات ومن المستبعد أن يكون أي انتعاش قوي قريبا. وبالنظر إلى المستقبل، وفي ظل السياسات الحالية فمن المتوقع أن يزيد النمو تدريجيا صوب 3 بالمئة على المدى المتوسط». وفيما تعهد الحريري بخفض نسبة عجز الميزانية للناتج المحلي الإجمالي 5 بالمئة على مدى خمس سنوات، قال مديرو الصندوق إن «استراتيجية مالية واضحة المعالم، تشمل مزيجا من إجراءات الدخل والإنفاق، بما يصل إلى حوالي خمس نقاط مئوية من الناتج المحلي الإجمالي، تعدّ طموحة لكنها ضرورية لتحقيق استقرار الدين العام ووضعه في مسار نزولي على المدى المتوسط». وأوصوا بزيادة معدلات ضريبة القيمة المضافة وكبح أجور الوظائف العامة وخفض دعم الكهرباء تدريجيا.

موديز

بدورها، اشارت وكالة موديز للتصنيفات الائتمانية، التي تمنح لبنان تصنيف B3 مع نظرة مستقبلية مستقرة، الى إن نسبة فوائد الديون إلى الإيرادات في لبنان هي الأعلى في العالم عند 42.9 بالمئة. وقالت المحللة لدى موديز إليسا باريسي-كابوني في بيان أمس: «يتضافر هذا مع متوسط أجل استحقاق بنحو خمس سنوات ليسلط الضوء على حساسية لبنان البالغة لزيادات أسعار الفائدة». ورأت «موديز» ان الوضع الائتماني للبنان يعكس عبء الدين الكبير جدّاً الذي يتحمله. كما اعتبرت ان تدني مستوى المتانة الاقتصادية للبنان يعكس تواضع مستويات دخل الفرد، وضيق آفاق النمو، والقابلية للتضرر من صدمات خارجية.

من ناحية نسب النمو المتوقعة، بدت موديز أكثر تفاؤلا إزاء توقعات نمو لبنان عن صندوق النقد، حيث قالت ان الاقتصاد نما حوالي 1.9 بالمئة في 2017 متوقعة نموه بنسبة 2.5 بالمئة في العام 2018 و3 بالمئة في 2019. ولفتت الى ان اتجاه النمو اللبناني تأثر بشدة بتدهور البيئة الاقتصادية والسياسية في المنطقة. وارتكزت نظرة «موديز» على توقعات لمزيد من التنسيق في السياسة الاقتصادية وانحسار الصراع في سوريا وبدء تدفق الأموال التي وعد بها المانحون خلال مؤتمر «سيدر». كما أخذت «موديز» في الاعتبار ضمن نظرتها المستقرة للبنان، الاحتياطيات الأجنبية الكبيرة لدى لبنان «الذي أثبت قدرته على الصمود في مواجهة الاضطرابات السياسية في السنوات الأخيرة». وحذرت «موديز» من انها ستخفض تصنيف لبنان إذا استمر انخفاض تدفقات الودائع الذي يشير إلى زيادة مخاطر حدوث أزمة في ميزان المدفوعات. في المقابل، أكدت انها سترفع تصنيف لبنان إذا حققت الإصلاحات المالية استقرارا يتبعه تغيير في مسار الدين قابل للاستمرار طويلا.

نحاس

ورغم اعتباره ان تحذيرات المؤسسات الدولية تتكرر اكثر من مرّة كلّ عام، أكد النائب نقولا نحاس لـ»الجمهورية»، «لا يعني ذلك أننا نستطيع تجاهلها. إلا ان المهمّ في الموضوع ان التحذيرات تتكرر منذ سنوات عدّة ولا حياة لمن تنادي!»وأمل في ان يكون تكرار الإنذارات حافزاً للتبصّر بعدم امكانية الاستمرار بالنهج أو الذهنية الحالية. وجزم نحاس ان الوضع المالي والاقتصادي وصل الى الخط الاحمر منذ فترة كبيرة، موضحا «ان بلوغنا الخط الاحمر يعني دخولنا في دائرة الخطر «Danger Zone» وهي عبارة عن فترة لا يمكن تحديد مدّتها الفعلية لان أي صدمة يمكن ان تأثر او تُحدث تغييراً».

كما أكد ان امكانية الخروج من دائرة الخطر قائمة، لكنها تتطلب إصلاحاً سياسياً قبل الاصلاح المالي، «ويتوجب على كافة المسؤولين من دون استثناء، اليوم قبل الغد، إرسال مؤشرات الى المؤسسات الدولية والشعب اللبناني، بأنهم يعوا بشكل كامل المخاطر التي تحيط بنا، وان يُطلعونا على كيفية معالجة أسباب التدهور، السياسية أوّلاً، والتي نتج عنها التدهور المالي والاقتصادي والاجتماعي». وحول امكانية التوصل الى إلتزام سياسي لتطبيق الاصلاحات، قال نحاس «ان المحاصصة وتوزيع المغانم بالمفهوم غير الديمقراطي المتّبع في ممارسة الحكم، يصعّب التوصل الى التزام سياسي في التغيير».

واشار نحاس الى انه طرح على الرئيس الحريري ان يلتزم كافة الفرقاء السياسيين بالاصلاحات المقرّة في مؤتمر «سيدر» قبل تشكيل الحكومة «لان الالتزام يصبح أصعب بعد التأليف». وردّا على سؤال، شدد على ان مجرّد تأليف الحكومة لا يعني استئناف الاصلاح، وتساءل: «متى غيّرت أي حكومة متعاقبة منذ العام 1992 لغاية اليوم نهجاً أو مساراً. النتيجة هي نفسها دائماً مهما كان الرئيس او الحكومة أو الوزراء». أضاف: هذا النهج السياسي يُنتج هذا النوع من المردود الاقتصادي والمالي والنقدي. ولكنّ هذا الامر يجب ان يتغيّر لاننا أصبحنا في دائرة الخطر ولا تملك الطبقة الحاكمة، خياراً آخراً.

 

صورة لبنان وختم الجوازات الإيرانية

نديم قطيش/الشرق الأوسط/22 حزيران/18

تنوعت التفسيرات السياسية لخطوة الأمن العام اللبناني، إعفاء الوافدين الإيرانيين من ختم جوازاتهم بسمة الدخول، ووضعها بدلاً من ذلك على بطاقة منفصلة ترفق بجواز السفر.

الأمن العام اللبناني استند في إجرائه هذا إلى قانون صادر عام 1970 يسمح لمدير عام الأمن العام أو وزير الداخلية بإجراء مماثل في حالات خاصة، لكن المثير للاستغراب أن تتوسع فئة الحالات الخاصة لتغطي، بموجب الإجراء الأخير، عموم أبناء الأمة الإيرانية الوافدين إلى لبنان، وهو ما لا يمكن أن يكون قد قصده المشرع بهذه الصلاحية! زاد من الإثارة المتصلة بهذا الإجراء الغريب، إعلان وكالة أنباء إيرانية عنه، فأدخله مباشرة في دائرة الريبة والشك، ما دفع بوزير الداخلية اللبناني نهاد المشنوق إلى طلب إيقاف العمل به بانتظار التشاور مع رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري بشأنه.

بعض التفسيرات وضع الخطوة في سياق تسهيل حركة مرور الإيرانيين المتوجهين إلى سوريا وحماية بياناتهم، وهو تفسير فيه الكثير من المبالغة. فالإيراني الوافد إلى لبنان، لا سيما للقتال في سوريا، لن يتأثر كثيراً بآلية ختم الدخول، طالما أن معلومات الدخول والخروج محفوظة في أجهزة الكومبيوتر التابعة للأمن العام، ولا يفيده الإجراء المذكور في اكتساب أي سرية لحركة عبوره.

التفسير الثاني الذي تأكدت من دقته شخصياً، والذي راج حول هذا الخبر، ربط الإجراء بما هو أسوأ بالنسبة للبنان وسمعته. بحسب واحدة من روايات ولادة هذا الإجراء، أن سفير لبنان لدى إيران، بعث برسالة إلى الخارجية اللبنانية ينقل فيها شكوى إيرانيين، ومنهم رجال أعمال وسياح مقتدرون، من أن ختم جوازاتهم في لبنان، يعقد إمكانيات حصولهم على تأشيرات دخول لدول أخرى، ما يدفعهم لتجنب زيارة لبنان!!

تخيلوا حجم المصيبة! ثمة إيرانيون يعتبرون أن زيارة لبنان سمعة سيئة يستحسن تفاديها، لضمان حسن سِيَرهم أمام سفارات دول أخرى!! بحسب مطلعين على الشكوى، يقول الإيرانيون المشتكون إن أي زيارة إيرانية إلى لبنان تعرض صاحبها، لدى دخوله دولاً أخرى أو سعيه للحصول على تأشيرات، لمساءلات لا حصر لها حول أسباب الزيارة والتدقيق في مدى اتصالها بأي نشاط لـ«حزب الله» أكان داخل لبنان أم خارجه.

يشتكي هؤلاء من شبهة أن السبب الوحيد الذي يدفع إيرانياً لزيارة لبنان هو نشاطه الأمني أو العسكري المفترض ضمن تشكيلات «حزب الله»! هكذا تُختصر سمعة لبنان إلى مجرد كونه قاعدة عسكرية لـ«حزب الله» والحرس الثوري... المهم أن لبنان الذي كان مقصداً للسياحة، باتت زيارته تقارب الجرم أقله بالنسبة للإيرانيين الآن، الذين بالمناسبة يزور منهم 2.5 مليون سائح تركيا المجاورة.

لا تهمني زيارات الإيرانيين بصراحة، وإن كانت مهمة لفتح علاقة ضرورية بين لبنان وهذه الشريحة من المجتمع الإيراني التي تتفادى لبنان بسبب أولوياتها الغربية، ولحماية تأشيراتها إلى بريطانيا والولايات المتحدة وأوروبا... هذه شريحة مثيرة للاهتمام وزيارتها إلى لبنان ربما تضعف الصورة النمطية عن الإيراني وعن اللبناني، التي تصاغ وتتشكل فقط من خلال زيارات عناصر الحرس أو الحجاج العقائديين.

ما يهمني أكثر هو الانطباع الذي يترسخ يومياً في أذهان العالم عن لبنان، كقاعدة أمنية وعسكرية لإيران، بحسب ما تفيد شكوى الإيرانيين التي نقلها سفير لبنان إلى الجهات المعنية في لبنان، وهي صورة لا تتراخى طهران في تعزيزها وتأكيدها.

قبل عاصفة خبر الزوار الإيرانيين، كان قاسم سليماني قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني يزف للعالم نبأ فوز «حزب الله» بسبعين ونيف من النواب في البرلمان، مستنتجاً أن لبنان تحول من بلد حاضن للمقاومة إلى دولة مقاومة بالكامل... هنا تأكيد إضافي لمن يرغب في أن

لبنان يساوي «حزب الله» بحسب القراءة الإسرائيلية التي أعقبت انتهاء الانتخابات مباشرة.

لكن الصورة ليست كذلك. فالنواب الذين يحتفي بهم سليماني، كانوا قبل أيام يُشتمون ويهانون من قبل أبناء بعلبك الهرمل، على الملأ وبوجوه سافرة، لاعتقاد الأهالي هؤلاء أن «حزب الله» لم يفلح في جعل حياتهم أفضل رغم كل التضحيات التي رفدوا بها مسيرته. ثمة شيء في هذا التداعي مشابه لما يحصل في إيران نفسها، حيث فاض الكيل بالإيرانيين من أكاذيب المقاومة و«حزب الله» وغزة والقدس، فكان أن كسروا صناديق التبرعات للقدس في يومها الخميني الشهير، وهتفوا في الطرقات لا لغزة ولا للبنان... وكان أن اضطر خامنئي نفسه لمساجلتهم مباشرة في خطبه الأخيرة.

لبنان في الحقيقة في لحظة صراع جدية على صورته بين تلك التي يريدها عموم اللبنانيين لبلدهم وبين صورة غرفة العمليات التي تريدها له قلة قليلة.

وهي لحظة مصيرية لا أدل عليها من إيراني يقول لنا: زيارتكم عبء عليّ. إن كان هذا رأي بعض الإيرانيين فما هو رأي بقية العالم بنا؟ شكراً مقاومة.

 

بالتزامن مع مساعي تشكيل الحكومة: الاستراتيجيّة الدفاعيّة محور اهتمام داخلي ودولي

قاسم قصير/مجلة الامان/22 حزيران/18

بالتزامن مع الجهود السياسية التي يبذلها رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري بالتعاون مع بقية الأطراف اللبنانية للإسراع بتشكيل الحكومة الجديدة، بدأت جهات دولية وإقليمية وداخلية بالتحضير لمناقشة «الاستراتيجية الدفاعية» بعد الانتهاء من تأليف الحكومة.

وأوضحت مصادر دبلوماسية في بيروت لـ«الأمان» ان الأطراف الدولية والأمم المتحدة تركز في هذه المرحلة على اعداد الملفات والمعطيات حول الاستراتيجية الدفاعية وكيفية تنظيم دور «حزب الله» العسكري في المرحلة المقبلة، في ظل صعوبة نزع هذا السلاح حالياً.

وعقد مركز الشرق الأوسط للأبحاث والدراسات الاستراتيجية (القريب من حزب القوات اللبنانية) بالتعاون مع المنتدى الإقليمي للاستشارات والدراسات (يرأسه العميد الركن الدكتور خالد حمادة ومؤسسة كونراد ايدناور الألمانية) جلسة نقاش مغلقة حول الاستراتيجية الدفاعية ومستقبل استقرار لبنان بين القرارات الدولية والضغوط الإقليمية، شارك فيها عدد من الباحثين والشخصيات اللبنانية والدولية. وكان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون قد أعلن قبل الانتخابات النيابية «أن ملف الاستراتيجية الدفاعية سيناقش بعد الانتخابات وسيعقد حوار داخلي حول هذا الملف»، كذلك أكد مؤتمر روما الدولي، الذي عقد من أجل بحث دعم الأجهزة والقوى الأمنية والعسكرية اللبنانية قبل عدة أشهر، في بيانه الختامي ضرورة بحث الاستراتيجية الدفاعية مجدداً والتزام لبنان القرارات الدولية. فما هي أسباب الاهتمام الدولي والإقليمي والداخلي بملف الاستراتيجية الدفاعية؟ وكيف ينظر «حزب الله» الى هذا الاهتمام؟ وهل تنجح الجهود الداخلية والخارجية في التوصل إلى حلول سياسية حول سلاح «حزب الله» والمقاومة؟

الاهتمام بالاستراتيجية الدفاعية

بداية ما هي أسباب عودة الاهتمام الدولي والإقليمي والداخلي بالاستراتيجية الدفاعية في هذه المرحلة؟

تقول مصادر دبلوماسية في بيروت لـ«الأمان»: «ان الاهتمام الدولي بالاستراتيجية الدفاعية مرتبط بالتطورات الإقليمية والداخلية، فحزب الله تمدد في السنوات الماضية الى خارج لبنان وأصبح دوره إقليمياً، ولم يعد بالإمكان حالياً طرح مشروع نزع سلاح الحزب أو سلاح المقاومة لأسباب داخلية وخارجية، ولذلك أصبح اهتمام الجهات الدولية اليوم كيفية اعادة حصر دور الحزب داخلياً والعمل لتعزيز دور الجيش اللبناني والأجهزة الأمنية اللبنانية كي تكون قادرة مستقبلاً على حماية لبنان وتطبيق القرارات الدولية والحفاظ على الاستقرار ومنع تدخل الأطراف اللبنانية في الأحداث الإقليمية».

وتضيف المصادر: «تزامناً مع التطورات الحاصلة خارجياً، فإن نتائج الانتخابات النيابية والتقدم الكبير لحزب الله وحلفائه وزيادة الدور الداخلي للحزب، تفرض العودة لبحث الاستراتيجية الدفاعية، والعودة للمشاريع التي طرحت سابقاً خلال الحوارات الوطنية التي عقدت عام 2006 وبعد حرب تموز من أجل الوصول لاستراتيجية دفاعية موحدة». وتزامناً مع هذه الأجواء الدولية والإقليمية، فإن حرص رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وبعض القوى اللبنانية على الدعوة مجدداً لبحث ملف الاستراتيجية الدفاعية يهدف حسب بعض المصادر السياسية لطمأنة القوى السياسية الداخلية وارسال رسائل إيجابية للخارج بأن لبنان حريص على حماية الاستقرار والتزام سياسة النأي بالنفس والوصول الى رؤية موحدة حول سلاح «حزب الله» والمقاومة.

موقف «حزب الله»

والتوقعات المستقبلية

لكن ما هو موقف «حزب الله» من الدعوة لمناقشة الاستراتيجية الدفاعية بعد تشكيل الحكومة؟ وهل سيتم التوصل الى نتائج عملية في هذا الملف الشائك؟

بداية ماذا عن موقف «حزب الله» من الدعوة الى مناقشة الاستراتيجية الدفاعية مجدداً؟ الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله رحب في أحد خطاباته بدعوة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون إلى العودة للحوار حول الاستراتيجية الدفاعية، ودعا نصر الله للاستفادة من كل التطورات والأحداث التي حصلت منذ حرب تموز 2006 وحتى اليوم من أجل تقديم مقاربة جديدة لموضوع الاستراتيجية الدفاعية.

وتقول الأوساط المطلعة على أجواء الحزب ان «حزب الله» لا يمانع طرح ملف الاستراتيجية الدفاعية، وان لدى الحزب رؤية شاملة حول هذا الموضوع، ولا سيما في ظل التحديات الجديدة التي يواجهها لبنان، إن في مواجهة العدوّ الصهيوني والتهديدات التي يطلقها بشأن الثروة النفطية وبناء الجدار الإسمنتي، أو على صعيد مواجهة المجموعات الإرهابية التي كان لها دور فعَّال في السنوات الماضية في الساحة اللبنانية وعلى الحدود، وان «حزب الله» لا يزال يتمسك بمعادلة (جيش، شعب، مقاومة)».

لكن هل يؤدي النقاش والحوار حول الاستراتيجية الدفاعية الى نتائج عملية، أم ينتهي كما انتهت المؤتمرات الحوارية السابقة؟

لا يمكن الإجابة عن هذا السؤال بشكل حاسم ونهائي اليوم، لأن دور «حزب الله» وسلاحه لم يعد ملفاً لبنانياً داخلياً، بل أصبح لـ«حزب الله» دور إقليمي متزايد في الملف السوري وبعض دول المنطقة، وهذا ما يؤكده مسؤولو الحزب في أكثر من موقف وتصريح.

ولذلك فإن مناقشة مستقبل ودور سلاح «حزب الله» مرتبطة بملفين أساسيين، الأول الملف الداخلي وتصاعد دور الحزب على صعيد الدولة والحكومة والقضايا الداخلية، لأنه كلما ازداد هذا الدور، استلزم من «حزب الله» التعاطي بإيجابية على صعيد مستقبل سلاحه ودوره الخارجي. والملف الثاني التطورات الجارية في المنطقة، فكلما اتجهت الأوضاع في المنطقة والإقليم نحو التصعيد زاد دور الحزب الخارجي، والعكس صحيح، فإذا جرى التوصل الى تسويات للأزمات الإقليمية ولا سيما الحرب في سوريا، فإن ذلك يتطلب من الحزب العودة الى الداخل اللبناني.

إذن لا يمكن تحديد الإجابة مسبقاً، لكن يبدو ان كل المعطيات الداخلية والخارجية تؤكد ان ملف الاستراتيجية الدفاعية سيوضع على نار حامية بعد تشكيل الحكومة والنقاش مفتوح على كل الاحتمالات

 

ألف سبب للتعجيل بتأليف الحكومة ولا سبب واحداً للتأجيل

الهام فريحة/الأنوار/23 حزيران/18

بين "تطنيش" الرئيس بري، و"توربو" الرئيس الحريري، أين أصبح تشكيل الحكومة؟

رئيس الحكومة المكلَّف سعد الحريري، وأثناء وجوده بين السعودية وفرنسا، في عطلة عيد الفطر المبارك، بلغه أنَّ الرئيس نبيه بري يقول إنَّه "يطنِّش" عن التأليف... لم يَرُد الرئيس الحريري بسرعة، لكنه انتظر أن يعود إلى بيروت ليقول إنَّه لا "يطنِّش"، بل على العكس من ذلك فإنَّه أدار محرِّك "التوربو" تعجيلاً للتشكيل، مذكراً بأنَّه ما زال ضمن الوقت المريح قياساً بالزمن الذي كان يستغرقه التشكيل سابقاً. فعلاً فإنَّ التشكيل كان يستغرق وقتاً أكثر من ذلك، لكن لا بد من التنويه إلى أنَّه في ما مضى، لم يكن الوضع الإقتصادي والمالي ضاغطاً إلى هذا الحد، وما كان مسموحاً ومقبولاً سابقاً، لم يعد من الجائز التشبه به، بل على العكس يجب التسريع في عملية التشكيل. في هذا السياق، وضع رئيس مجلس النواب يده على "جرح إشكالية الوقت في عملية التشكيل"، فنُقل عنه أنَّ "المهلة المفتوحة أمام التشكيل تكشف عن ثغرة حقيقية في الدستور". ويتابع:

"لسوء الحظ إذا حكينا يصبح الموضوع طائفياً، وإذا لم نحكِ تصبح مهلة التأليف بلا حدود ولا قيود عليها ولا نعود نعرف متى تصبح هناك حكومة". صحيح ما قاله رئيس المجلس، لكنه لا ينطبق فقط على تشكيل الحكومة، بل هناك "مهل مفتوحة" من دون أيِّ رادع أو وازع دستوري أو قانوني وكأنَّ المشرِّع لم يلحظ عامل الوقت في الإستحقاقات الدستورية. فالفراغ في موقع رئاسة الجمهورية امتدَّ من أيار 2014 حتى تشرين الأول 2016، أي لسنتين ونصف السنة، وفي الحكومات السابقة استغرقت أحياناً عملية التشكيل أكثر من سنة. الثابت الوحيد بين الرئاسات الثلاث هو رئاسة مجلس النواب حيث يتم انتخاب رئيس مجلس النواب بعد الإنتخابات النيابية. هنا السؤال: هل تعمَّد المشترع هذا الغموض؟ أم انه لم يفكِّر لحظة إن بالإمكان الوصول إلى هذا المأزق في كل مرة يُفترض تشكيل حكومة، أو حتى انتخاب رئيس جديد للجمهورية؟ ربما هذه التساؤلات تحفِّز المسؤولين أن يعمدوا إلى "ورشة دستورية" تضع حداً لهذه المسألة التي أصبحت تراوح بين أن تكون مهزلة أو مأساة. ومن تداعيات هذا الموضوع أنَّ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون سيزور لبنان، ويفترض خلال الزيارة أن يُوقِّع جملة من العقود والإتفاقات التي لها طابع إنمائي وتربوي وغير ذلك، لكن الرئيس الفرنسي يمتنع عن تحديد موعد لزيارته للبنان رابطاً ذلك بتأليف الحكومة اللبنانية، لأنَّ الإتفاقات التي سيُوقِّعها يجب أن تكون مع حكومة قائمة وليس مع حكومة مستقيلة تُصرِّف الأعمال. تأسيساً على ذلك، هل يحتاج لبنان إلى مزيد من الذرائع والحوافز لوضع حدٍّ لتقطيع الوقت لإنجاز حكومة ما بعد الإنتخابات والتي يسميها رئيس الجمهورية، "حكومة العهد الأولى"؟

 

الكماليون والإسلاميون ضد إردوغان

الياس حرفوش/الشرق الأوسط/22 حزيران/18

منذ كمال أتاتورك، مؤسس جمهورية تركيا الحديثة، لم يفعل أحد بهذا البلد ما فعله رجب طيب إردوغان. وبصرف النظر عن التقييم الإيجابي أو السلبي لحكمه، قاد الرجل انقلاباً نقل تركيا من حال إلى حال. من علمانية مفرطة في موقفها المتشدد ضد المظاهر الدينية، إلى ما أطلق عليه إردوغان «إسلاماً سياسياً» منفتحاً على جيرانه العرب، من دون أن يكون معادياً للغرب. رافق ذلك حلم جامح في إحياء الأصول العثمانية للجمهورية، رغم ما يخلّفه هذا الحلم من حساسيات داخل تركيا ومع جيرانها العرب. ومع أنه كان يفترض أن تكون علاقات تركيا مع الجوار خاضعة لشعار «صفر مشكلات» الذي أطلقه رئيس الحكومة ووزير الخارجية السابق أحمد داود أوغلو، غير أن إفراط إردوغان في الثقة بالنفس وفي فن مراكمة الخصوم، والتدخل في شؤون الآخرين، كل ذلك جعل تزايد المشكلات عنواناً وحيداً للسياسة التركية في المنطقة.

لم تقتصر مراكمة الخصوم على الخارج. داخل تركيا أيضاً كسب إردوغان أعداء كثيرين بسبب نهجه الاستعلائي في التعاطي مع الآخرين، سواء كانوا حلفاء لحزبه أو خصوماً. ولم يقتصر ذلك على السياسيين. تكفي قراءة ما يكتبه أورهان باموك، ابن إسطنبول البار، أو متابعة تصريحات الكاتبة أليف شفق ليستشف المرء حجم المخاوف التي تقلق الطبقة المثقفة التركية من عودة إردوغان على رأس نظام رئاسي مطلق الصلاحيات بعد الاستفتاء الأخير على الدستور، الذي أراده الرئيس التركي مدخلاً إلى تعزيز نفوذه، وزيادة قدرته على فرض الكلمة الأخيرة في كل نواحي الحياة التركية. شفق تقول إن إردوغان الذي جاء إلى السلطة عن طريق الانتخابات دمر الديمقراطية بإضعاف حكم القانون وإنهاء الفصل بين السلطات والقضاء على حرية الإعلام. أما باموك فيعبر عن قلقه بالقول: أنا خائف على تركيا لأني أعرف أن إردوغان يريد أن يحكم وحيداً مهما كلف الأمر ولا يريد أن يشاركه أحد السلطة.

بعد غد الأحد موعد لاختبار ثقة الأتراك برئيسهم. والأكيد أن إردوغان لم يكن يتوقع أن يكون هذا الاختبار صعباً كما تظهر استطلاعات الرأي. فالرجل الذي حكم تركيا لعقد ونصف عقد من الزمن، أولاً كرئيس للحكومة مطلق الصلاحيات في ظل شريكه وغريمه عبد الله غل، ثم كرئيس كامل الصلاحيات، و«سلطان» بلا منازع، كان يتوقع من دون شك «وفاء» أكثر من هذا من قبل شعبه. لهذا يشعر إردوغان بوطأة العملية الديمقراطية التي تدفع مرشحين آخرين في وجهه إلى حلبة المنافسة. ولعله يتساءل في قرارة نفسه: من أين جاء هؤلاء؟ وبأي حق يترشحون ضدي؟ أنا الذي أعدت أمجاد تركيا إلى سابق عهدها العثماني، وشيّدت الجسور ورفعت البنايات الشاهقة، وأطلقت الصوت في كل أزمة من أزمات المنطقة؟

إنها نشوة القيادة التي تعمى عن رؤية الواقع. انفصل إردوغان عن حقيقة ما يجري حوله. ولهذا يواجه معركة صعبة لم يكن يتوقعها عندما قرر إجراء الانتخابات المبكرة قبل سنة ونصف من موعدها الطبيعي، لعله يحصد ثمار المعركة التي خاضها ضد «الانقلابيين»، والتي انتهت بتطهير ما يزيد على 150 ألفاً من وظائفهم، واعتقالات واسعة في صفوف الصحافيين والمحامين والقضاة وكبار موظفي الدولة، فضلاً عن إبعاد كل من يشتبه بهم في الجيش وسائر أجهزة الأمن، بحيث صار الولاء الشخصي لإردوغان هو المعيار الوحيد للاحتفاظ بالوظيفة العامة في تركيا.

أمام وضع كهذا لم يعد غريباً أن تلتف معظم التيارات السياسية في وجه الرئيس التركي، متجاهلة كل خلافاتها الآيديولوجية والسياسية. حزب «الشعب»، الأتاتوركي المنشأ والولاء، وحزب «السعادة» وريث الزعيم الإسلامي الراحل نجم الدين أربكان، وأحد الأحزاب الصغيرة المنشقة عن حزب الحركة القومية، الشوفيني التوجه والأفكار، فضلاً عن «حزب الشعوب الديمقراطي» الذي يقيم زعيمه صلاح الدين دميرطاش في السجن. كل هؤلاء ائتلفوا ليشكلوا جبهة موحدة ضد إردوغان. وعلى رغم تعدد مرشحيهم، الذين بلغ عددهم خمسة، فإن الأبرز بينهم هو محرم إينجه، مرشح حزب «الشعب الجمهوري»، الذي يتوقع أن ينافس إردوغان على الرئاسة في الدورة الثانية بعد أسبوعين، إذا عجز الرئيس التركي (كما هو منتظر) عن الحصول على 51 في المائة في الدورة الأولى بعد غد.

إينجه أصبح يشكل علامة فارقة في السياسة التركية، تتميز بالواقعية، بالمقارنة مع النهج العلماني المتشدد الذي سلكه هذا الحزب منذ تأسيسه على يد كمال أتاتورك في العشرينات من القرن الماضي. كما أنه متصالح مع المشاعر الدينية التي تعتنقها الأكثرية الساحقة من الشعب التركي، وخطابه بالتالي ليس خطاباً منفراً أسوة بأسلافه من سياسيي حزب «الشعب». لذلك لا يستطيع إردوغان أن يستغل ضعف الولاء الديني عند إينجه الذي يضع على حسابه على موقع «تويتر» صورة أمه وأخته ترتديان الحجاب، كما تفعل زوجة إردوغان. كذلك يعلن هذا المرشح «الأتاتوركي»: لا يحق لإردوغان وجماعته أن يعلمونا مبادئ الدين الإسلامي. فنحن مسلمون أيضاً مثلهم تماماً. مرشح يقلق إردوغان فعلاً، حتى أنه صار يطلق على خصمه صفة «المسكين»، ليرد إينجه مفاخراً ومستغلاً الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها تركيا: نعم أنا مرشح المساكين.

غير أن المفارقة الأغرب في هذه الانتخابات تتمثل بوقوف مرشح حزب «السعادة» تمال كرم الله أوغلو ضد إردوغان، الذي يفترض أن يكون الوريث الشرعي للقاعدة الإسلامية التي تركها نجم الدين أربكان، الذي كان يوصف ذات يوم بـ«الأب الروحي» لإردوغان. كرم الله أوغلو الذي أكمل دراسته في إحدى جامعات مدينة مانشستر البريطانية يتحدث عن نظام شبيه بالنظام البريطاني، تتعايش فيه الدولة والمؤسسة الدينية جنباً إلى جنب، وتقوم السياسة الخارجية على قاعدة الحوار مع علاقات أوثق مع الدول العربية والإسلامية، والتخلي عن طلب عضوية الاتحاد الأوروبي، مقابل تعزيز دور تركيا داخل الحلف الأطلسي ومع الولايات المتحدة.

إذا كان من دلالة لخوض مرشح إسلامي المعركة ضد إردوغان فإنها تشير إلى مدى تغير الولاءات في تركيا، وإلى حالة الانفصال القائمة بين الرئيس التركي وقسم لا بأس به من مناصريه السابقين. ومن يعرف تاريخ الصراعات السياسية في تركيا يدرك معنى أن ينتهي إردوغان في موقع المنافسة في الوقت ذاته مع مرشح من حزب أتاتورك وآخر من حزب أربكان، لا يستبعد أن يتحالفا معاً في الدورة الثانية بهدف إلحاق الهزيمة به، مثلما هما متحالفان فعلاً في معركة الانتخابات النيابية التي تجري بعد غد أيضاً والتي يتوقع أن يخسر فيها حزب «العدالة والتنمية» الأكثرية التي يتمتع بها حالياً في مجلس النواب.

أمر كهذا كان من المستحيلات قبل عشر سنوات. إنه «تحالف الأضداد» الذي يهدد اليوم «عرش» إردوغان.

 

النظام القطري سرطان في الجسم العربي

د. جبريل العبيدي/الشرق الأوسط/22 حزيران/18

الدور القطري العابث في بلاد العرب أصبح واضحاً للعيان، خصوصاً دعمها لميليشيات الإسلام السياسي بالسلاح والعتاد والمال، وحتى بشراء وتجنيد المرتزقة، وتمويل التنظيمات الإرهابية؛ ومنها دعم الإخوان المسلمين، وصناعة الأكاذيب ونشر الفتن عبر الإعلام القطري والممول قطرياً.

وقطر هي اليوم وراء ما يجري في مملكة البحرين من زعزعة الأمن والاستقرار عبر دعم جماعات طائفية ترتبط بإيران هدفها تغيير نظام الحكم في مملكة البحرين. تشكل الكيان القطري الحديث وتغلغل تنظيم الإخوان المسلمين فيه منذ الخمسينات، وتغول وتحول إلى الدولة العميقة في قطر، حتى تفنن النظام القطري في صناعة المؤامرات وتجنيد العملاء بإيحاء من الإخوان وبسبب وفرة المال وغياب أي مشروعات استراتيجية ناجعة، وهو ما جعل النظام القطري يستخدم هذه الأموال في المشروعات التخريبية بعد سيطرة تنظيم الجماعة؛ التنظيم الخبيث صانع المؤامرات؛ تنظيم المرشد؛ تنظيم الطاعة العمياء.

الأمة العربية لم تسلم من التآمر القطري وتصدير التنظيمات الإرهابية التي تحتضنها وتعيد إنتاجها، حتى بدأت التآمر على كبرى الدول العربية، وهي مصر العروبة؛ بدءاً من المؤامرة الكبرى تحت اسم «الربيع العربي» التي أغرقت عدة دول عربية في مستنقع الفوضى وإرهاب الميليشيات؛ فمنها من نهض من غيبته كما حدث في مصر، ومنها من لا يزال «يعافر» للنهوض مثل ليبيا. ومن أبرز المؤامرات القطرية في مصر، تلك المعروفة إعلامياً بـ«مؤامرة التخابر الكبرى»، المتهم فيها الرئيس المعزول محمد مرسي، وبعض قيادات جماعة الإخوان، والتي أظهرت التورط القطري.

قطر هي التي أنفقت على انقلاب حماس في غزة على الشرعية، وهي التي أنفقت على انقلاب «فجر ليبيا» على الشرعية البرلمانية، وقطر هي التي أنفقت على الحرب في ليبيا.

قطر هي التي كانت تخطط للانقلاب في مصر منذ أن وصل عدد النواب «الإخوان» في البرلمان المصري إلى 81 نائباً، تبنت قطر تكلفة سفرياتهم ولقاءاتهم التآمرية في قطر لإسقاط الدولة المصرية، قطر هي التي سرعان ما قلبت ظهر المجن للقذافي، عبر من مولتهم ودفعت لهم الأموال لقتله وهو الصديق الحميم السابق لـ«الحمدين»، وهي التي اشترت أرشيف مخابرات الدولة الليبية بمبلغ 50 مليون دولار، لكي تخفي ما تريد أن تخفيه وتبتز من تبتز ممن جاء ذكر تورطهم في أرشيف 42 عاماً من عمر مخابرات القذافي الغني بالكثير والكثير، والذي يعد كنزاً ثميناً، ومبلغ 50 مليوناً ثمناً له يعد بخساً، دفعته قطر لمأفون لا يعرف ثمن ما باعه، بينما كانت قطر تعرف ثمن ما اشترت. الهجوم على الهلال النفطي الأخير عشية عيد الفطر المبارك، تم التخطيط له بأوامر وأموال قطرية، حيث دفعت قطر بالإرهابي والمتمرد التشادي تيمان أرديمي، مدير مكتب الرئيس التشادي إدريس ديبي السابق، قبل أن ينشق عليه، ورجل الدوحة الحالي، الذي يقود ميليشيا تشادية للإيجار تستخدمها قطر داخل الأراضي الليبية، والتي تقدرها مصادر صحافية؛ منها صحيفة «الوحدة» التشادية، بنحو 11 ألف مقاتل داخل ليبيا. العبث القطري لم تسلم منه جمهورية تشاد التي أكد وزير خارجيتها بعد قطع علاقات بلاده مع قطر، أن «قطر تقوم بأعمال تهدف لزعزعة الاستقرار في تشاد انطلاقاً من ليبيا»؛ وهذا صحيح، والعكس أيضاً صحيح، فرجل قطر التشادي تيمان أرديمي هو رأس الحربة القطرية بين تشاد وليبيا. جرائم حكام قطر واحتضانهم التنظيمات الإرهابية سيعجل بنهايتهم والقصاص منهم، وهو أمر لا محالة قادم.

 

العاملون مع الأميركان والعاملون مع الروس

رضوان السيد/الشرق الأوسط/22 حزيران/18

لا يختلف وضع العاملين مع الأميركان في سوريا، عن وضع العاملين مع الروس. فكلا الطرفين عرضة للتخلي عنه وتركه بأفواه الذئاب. لكنّ الأسد أفضل حالاً من الأكراد، باعتبار أنّ الروس لا يملكون بديلاً له في المدى المنظور. ثم إنّ وضع الإيرانيين أيضاً أفضل حالاً. فإيران دولة كبرى، وعندها أشياء أخرى تهم الروس غير ميليشياتها في سوريا ولبنان والعراق. وقد يعتبر بعض المراقبين أنّ وضع إيران مع روسيا أفضل حتى من وضع إسرائيل. فإسرائيل لا تخدم روسيا في شيء لا تستطيع أن تأخذه من إيران. لكن علينا أن نلاحظ أموراً أُخرى. ففي إسرائيل مليون وأكثر من اليهود ذوي الأصول الروسية، ولهم مصالح تجارية كبيرة تخدم الاقتصاد الروسي، بل وتقيم له علاقات خفية مع الولايات المتحدة. وهذا إلى الأسباب الاستراتيجية، وأن إسرائيل لا تريد شيئاً من سوريا ولا تنافس روسيا عليها. ولذلك ففي الوقت الذي تريد فيه إسرائيل إبعاد إيران عن حدودها، يريد الروس ألا يزعجوا الإيرانيين بهذا الطلب المباشر أو ذاك، فيكلّفون الإسرائيليين الذين يغتبطون بأداء خدمة للروس، ما داموا يقدمون خدماتٍ متوالية لإسرائيل بتركها تفعل في سوريا ما تشاء، ساعة بحجة الدفاع عن حدودها، وساعة بدون حجة.

ولنلاحظ أنّ الإيرانيين توقفوا عن الفخار بما يُزعم أنّ سليماني عمله مع بوتين عام 2015. فعندما تدخلت روسيا في سوريا، ظلَّ الإيرانيون يكررون لأسابيع أنّ الجنرال سليماني هو الذي أقنع بوتين بالتدخل بطيرانه، لأنّ في ذلك مصلحة له ولهم أو يسقط النظام السوري ويضيع الجميع! توقفوا عن الفخار لأنه لم تَعُدْ لهم اليد العليا على الأرض وليس في الجو فقط. ما كان أحدٌ يحسب عام 2015 أنّ الانتخابات الأميركية ستأتي بترمب إلى البيت الأبيض. ولذلك فقد ظنّ الإيرانيون أن مجيء كلينتون للرئاسة سيكون لصالحهم، في الوقت الذي كان فيه بوتين يفضّل مجيء ترمب (وإن لم يرجحه)، لما لقيه من الأميركان والأوروبيين في القرم وشرق أوكرانيا.

يحب الإيرانيون أن يبقوا في شمال شرقي سوريا، وعلى مقربة من الجولان. كما يحبون البقاء فيما بين القصير وحمص. في شمال شرقي سوريا يفتحون الطريق من العراق وإليه، وفيما بين القصير وحمص يكونون قريبين من تمركزاتهم في لبنان. ولذلك فقد ركّزوا قواعدهم في المنطقتين، لكنهم أزعجوا بذلك ليس الإسرائيليين فقط، بل والأميركان. إنما العامل المجهول حتى الآن، لماذا اقتنع الأميركان أنّ الانسحاب من شمال سوريا ومن قاعدة التنف غير مستحب؟ كان ترمب يريد الانسحاب بأسرع وقت وإنما ينتظر نهاية «داعش». والآن لم يعد هناك وجودٌ لـ«داعش» في مناطق سيطرة الأكراد. لكنّ الأميركان يقولون الآن: لن ننسحب لأنّ ذلك يفيد بشار الأسد، ويفتح الطريق إلى المتوسط لإيران. والأمر الثاني هو الأهمّ، لأنّ ترمب يزيد الآن الضغوط على طهران. والطريف أنّ في تصريحاته أو تويتاته أخيراً ما يشير إلى أنّ مشكلة النووي يمكن حلها مع إيران، إنما ينبغي التركيز على الصواريخ الباليستية، وعلى التدخلات الإيرانية بالمنطقة. ولأنّ النووي ملف مستقبلي، بالنسبة لإيران، وهي تراقب ما يحدث لكوريا الشمالية حيث اتفق الأميركان والروس والصينيون على نزع سِلاحها النووي أو تفكيك برنامجها لأسلحة الدمار الشامل؛ فإنّ الصواريخ الباليستية عندها وعند «حزب الله»، كما أنّ وجودها في سوريا ولبنان والعراق واليمن، كل ذلك أهمُّ لديها، كما أن أحداً لا يريد لها أن تمتلك القنبلة النووية.

إذن يعرف ترمب أنّ تدخلات إيران ومناطق نفوذها وصواريخها هي الأهمُّ الآن لها من العودة إلى النووي الذي يحتاج لسنتين وأكثر إن عاد التخصيب المرتفع. وهذا معناه أنّ الأميركان لا يصدقون الدعايات الإيرانية عن العودة للنووي، ويرون أنّ كسْرها لا يكون بإيقاف النووي، بل إيقاف الباليستي والتدخلات.

ثم إنّ مناطق شرق سوريا إذا كانت تهم أميركا لأسباب استراتيجية، فهي تُهم إسرائيل للسبب نفسه. فقواعد إيران في حمص والقصير، خطِرة أيضاً، بقدْر ما هو خطِر وصول ميليشيات إيران إلى الجنوب السوري والجولان. وذلك لأنها تقوّي «حزب الله» أكثر، وتجعل تهديده على المتوسط بالغ الثبات. وهكذا فهناك تطابق مصالح إسرائيلي - أميركي في سوريا. ولا يبعد أن يستطيع الطرفان جذب تركيا بالتدريج إلى شباكهم، وصفقة منبج هي دليلٌ على ذلك. ولن يضحوا بالأكراد الآن ما داموا موجودين. ويستطيعون القول لإردوغان: هؤلاء لم يعودوا على حدودك، وقد أردْتَ ألا يبقوا بغرب الفرات يهددون عفرين، فها نحن نسحبهم من أجلك من منبج! ألا ينزعج الروس من التقارب الممكن بين واشنطن وأنقرة؟ ينزعجون بالطبع، لكنّ التركي ينبغي أن يبقى قريباً له من أجل منافسة الإيراني أيضاً.

هذه هي القسمة في سوريا: تلاق أميركي - إسرائيلي - روسي - تركي لروسيا اليد العليا فيه، في الوقت الذي يبقى الإيرانيون ضمن الثالوث، لكنهم يقعون بين المطرقة والسندان! ووحدهم الإسرائيليون لا يتعرضون لأي ضغط، اللهم إلاّ إذا اعتبرنا منعهم من إنشاب حرب بالهجمة في سوريا ولبنان ضغطاً، وهذا أمرٌ غير مرجَّح. لقد خدم مجيء ترمب بوتين في أوروبا. فالأميركي الجديد بعكس القديم لا يأبه لحلفائه القدامى، وقد عرض عليهم إرجاع روسيا إلى طاولة قمة الثماني فرفضوا، وتشاتم الرجل مع رئيس وزراء كندا من أجل حمائيته الجديدة، لكنه ظلَّ مصراً على دعوة بوتين إلى قمة الثمانية.

عندما كان الأميركيون بالعراق، كان الإيرانيون يقولون: سيحلُّون ويذهبون أو يخرجون، وسنأخذ العراق! وقد صدق ظنهم. لكنّ الأميركيين عادوا مع «داعش»، وهم الآن على الحدود بين العراق وسوريا، والطرفان يقولان لإيران أحدهما بصوتٍ عالٍ والآخر بصوتٍ منخفض: لا يمكنكم البقاء في سوريا، ولا حتى في لبنان. وكل مكان تكونون فيه سيجري خنقه ربما باستثناء العراق حتى الآن! لكنّ الأميركيين لن يخرجوا منه هذه المرة بحجة الحدود مع سوريا، وبحجة تدريب الجيش العراقي!

بالأمس انكشف أنّ الإيرانيين يدخلون إلى لبنان ويخرجون منه دون أن يرى أحدٌ جوازات سفرهم أو يختمها! لماذا؟ هكذا لأنّ الصداقة تقتضي الإخفاء، فمن له أصدقاء مثل إيران لا يحتاج لأعداء. كيف يقبل رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة ووزير الداخلية ذلك؟! لا أحد يعلم متى بدأ ذلك، ومتى ينتهي. قالوا إن القرار (السيادي هذا) اتخذه مدير الأمن العام لمصلحة ارتآها! فهل تكون المصلحة أن يدخل الإيرانيون وميليشياتهم، وتدخل أموالهم من طريق المطار إلى لبنان وإلى سوريا، دون أن يدري أحد، والأميركيون يساعدون الجيش اللبناني الذي لا علاقة له بالمطار ولا بالحدود مع سوريا! فهل ينكشف الإيرانيون في لبنان ومن ورائهم «حزب الله»، كما انكشفوا في سوريا؟ هذا رهنٌ بحرص المسؤولين اللبنانيين على بقاء وطنهم سيادة وسمعة واقتصاداً، وهو الأمر الذي لا يبدو أنهم حريصون عليه. ويا للعرب!

 

تفاهة أو تسخيف

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/22 حزيران/18

أصدرت «دار الساقي» مؤخراً الترجمة لأحد أشهر الكتب، لإحدى أشهر المحاكمات، لإحدى أشهر كاتبات الغرب: «إيخمان في القدس، بقلم حنة أرندت». العام 1961 أرسلت مجلة «نيويوركر» المفكرة الألمانية حنة أرندت إلى القدس، لتغطية محاكمة أدولف إيخمان، النازي الذي خطفته إسرائيل من مخبئه في الأرجنتين، لكي تقدمه للمحاكمة بتهمة القتل الجماعي لليهود الألمان في ظل هتلر. كانت إسرائيل تتوقع - وهذا ما حدث إلى حد بعيد - أن تثير المحاكمة تعاطف العالم واستنكاره للهولوكوست من خلال شهادة إيخمان، المتهم الوحيد الذي حكم في إسرائيل بالإعدام ونفذ فيه الحكم.

غير أن رسائل أرندت ذهبت في اتجاه آخر: لم تبرئ إيخمان من القتل الجماعي وأفران الغاز، لكنها قالت إن بن غوريون أعد المحاكمة بحيث تكون صوراً مشهدية مثيرة، أما إيخمان نفسه، فإنسان عادي، أحياناً أقل، وتافه الشخصية. مهما كان الذي ارتكبه فهو لم يكن عبقري الشر؛ بل مجرد شرير عادي، لبّى الأوامر المعطاة له من دون أي تفكير أو تأمل. أثارت كتابات أرندت الجالية اليهودية في أميركا. وحرّم بعضهم كتابها الذي ضم تلك المقالات. ورأى فيها البعض أنها «مجرد يهودية تكره ذاتها». أي تعاني من كره الذات. ووظفت 4 مؤسسات يهودية أفرقاء من الباحثين لمراجعة الأخطاء في الكتاب مهما كانت ثانوية. وانتقد كثيرون وصفها للمحاكمة بأنها مشهدية، أو استعراضية. وفي فرنسا تساءلت مجلة «النوفيل أوبسرفاتور» بعد عرض الكتاب: «هل أرندت نازية»؟ وقال ناقد إسرائيلي مهاجر حديثاً من أميركا، إن أرندت تحمل السم ضد اليهود؛ سواء في أوشفتز وفي القدس. ولم تصدر في إسرائيل أي ترجمة كاملة للكتاب. وصدرت كتب ومقالات كثيرة تقول إن كراهية أرندت مولودة، بدليل علاقة الحب التي ربطتها بأستاذها النازي الكهل مارتن هدغر، الذي كان متزوجاً وأباً لولدين. صدرت ترجمة «دار الساقي»، الممتازة والمدققة كما هو معهود، تحت عنوان فرعي هو «تفاهة الشر». غير أنني أعتمد - ربما مخطئاً - «تسخيف الشر». وقد شغلني هذا الأمر سنوات عدة، وأعتقد أن هذا ما قصدته أرندت التي ترى فظاعة بطلها في «عاديته» لا في تميزه مثل القتلة العتاة الذين يعيشون بيننا، ويركبون إلى جانبنا في الحافلة، باحثين عن الكلمة المناسبة في شبكة الكلمات المتقاطعة.

 

العراق... المصرفي والملا والميليشيا والطاهي

أمير طاهري/الشرق الأوسط/22 حزيران/18

«كيف حال العراق؟». سؤال طرحناه على صديق لنا عاد لتوه من بغداد.

فأجاب: «سيئ؛ سيئ للغاية يا صديقي. حتى الطاهي الخاص بي صار له رأي حول كيفية تشكيل حكومة البلاد الجديدة».

وصديقنا العراقي من كبار المصرفيين الذين أمضوا شبابهم في المنفى ببلاد الغرب ثم عاد إلى موطنه بعد الإطاحة بنظام صدام حسين. ومع ذلك، يبدو أنه ما زال محتفظاً بالعقلية الشرق أوسطية التقليدية التي تهيمن على عقليات ومعتقدات كثيرين منا الذين يرون أنفسهم ضحايا الاستبداد ورغم ذلك فإنهم يخشون تماماً أي نظام يكون للطهاة رأي مباشر فيه. وإنصافاً لصديقنا العراقي، فإن المشهد السياسي الحالي في بغداد لا يبعث على الارتياح أو الاطمئنان بحال؛ إذ فشلت الانتخابات التشريعية العامة الأخيرة في تحقيق أغلبية واضحة، ومن ثم فإن تشكيل الحكومة الجديدة قد يستغرق أسابيع إن لم يكون شهوراً.

ولطالما اعتدنا في منطقة الشرق الأوسط أن نرى «نخبة محدودة» من المرشحين المعتادين الذين يرقصون على أنغام الكراسي الموسيقية داخل المناصب الوزارية وخارجها. وفي نظام كهذا، يكمن التعامل مع أي عقبة من عقبات تشكيل الحكومة في إطلاق النار على الوزراء كما كان صدام حسين يصنع في أوج أيامه، أو نفيهم إلى الخارج في صورة مناصب دبلوماسية رفيعة مع مصافحات حارة وودية. وليس الطاهي الخاص بصديقنا المصرفي هو من يملك رأياً خاصاً بمفرده في كيفية تشكيل الحكومة العراقية المقبلة... ففي الصورة الكبرى نجد عدداً من الشخصيات الذين لا تحتل سيرتهم الذاتية السياسية نصف صفحة على الأكثر.

فهناك مقتدى الصدر، رجل الدين الشيعي، الذي أعاد تصوير نفسه محاوراً ومناوراً سياسياً فذاً وبارعاً، محاولاً قيادة فريق من الشيوعيين الساخطين ذوي النزعات العتيقة من ناحية، مع رجال الميليشيات الشيعية الغامضة من ناحية أخرى. ثم هناك دزينة أو أكثر من السياسيين والعسكريين أصحاب الأصوات الجهورية الذين يصدحون بالمواقف التي يمليها عليهم سادتهم من واشنطن وطهران. وهناك في الخلفية نرى شيوخ العشائر والملالي من كبار آيات الله الذين يحركون الجنود في الميدان يمنة أو يسرة.

وتساءل صديقنا المصرفي قائلاً: «ما الذي يصنعه الشيوعيون مع مقتدى الصدر؟ وما علاقة كل منهما بهادي العامري قائد الميليشيات»؟

والإجابة أن هناك على الأقل ثلاثة قواسم مشتركة تجمع بينهم.

أولاً: أنهم جميعاً عراقيون، تماماً كمثل الطاهي صاحب الآراء السياسية الفذة. ثانياً: أنهم جميعاً يقبلون بأن الحكومات العراقية لا بد من أن تستند إلى نتائج الانتخابات العامة. ثالثاً: أنهم جميعاً مضطرون للاعتراف بالتنوع العرقي، والديني، والطائفي في العراق، الأمر الذي يعني أنه لا يمكن لفصيل أو مكون بعينه أن يحتكر السلطة بمفرده تحت اسم الدين أو الآيديولوجيا.

وفي بيانه المنشور أوائل ستينات القرن الماضي، أعلن الحزب الشيوعي العراقي، الذي كان يضم أغلبية شيعية من الأعضاء في ذلك الوقت، أن هدفه المعلن هو إقامة الديكتاتورية البروليتارية والقضاء على الدين في السياسة العراقية تماماً. واليوم، فإن ذلك الحزب، في عيده الحالي على أقل تقدير، صار يتحدث عن تقاسم السلطة، والتعددية، والعلمانية، والتحالف، وهي المصطلحات التي كانت غائبة تماماً عن القاموس العراقي السياسي حتى عام 2003.

وللوفاء بالجميل الذي أداه إليهم الشيوعيون من قبل، دعا علماء المذهب الشيعي العراقيون مراراً وتكراراً إلى فرض الحظر الكامل على الماركسية وتعاليمها في العراق بأي شكل من الأشكال، وصاحوا هاتفين ومؤيدين عندما شن الديكتاتور الراحل صدام حسين حملته الشهيرة على اليسار العراقي في تلك الأوقات.

أما اليوم، ورغم كل شيء، فإن العلماء يدركون أن أي محاولة لحظر الأحزاب السياسية التي لا تروق لهم، لن تسفر عن قبول أو تأييد الرأي العام العراقي الحالي.

وكان العقل المفكر والمدبر في عائلة الصدر الدينية البارزة هو والد زوجته آية الله محمد باقر الصدر الذي أسس حزب الدعوة على أمل إخضاع العراق تحت هيمنة رجال الدين الشيعة.

ومع ذلك أيضاً، فإن خصوم مقتدى الصدر الحاليين هم من أعضاء حزب الدعوة مع ألد أعدائه المتمثل في شخصية رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي. ورغم ذلك، فإنه حتى المالكي نفسه لا يجرؤ على التبشير بتعاليم نظام الحزب الأساسي القديم خشية سخرية واستهزاء طاهي صديقنا المخضرم الكبير.

وتتحصل جوقة شبان التكنوقراط الملتفة حول مقتدى الصدر اليوم على أفكارها، لا سيما الاقتصادية منها، من نصوص ميلتون فريدمان أكثر من كتاب «اقتصادنا» من تأليف الزعيم الأسبق محمد باقر الصدر.

وقد يكون العراق من أكثر مجتمعات المنطقة تنوعاً حتى اللحظة، وهو الأمر الذي تسبب بكثير من المآسي والأحزان تحت حكم الطغاة، ولكنه يمكن أن يتحول إلى رصيد كبير في المستقبل.

وتدرك قطاعات كبيرة من المكونات العرقية، والدينية، والطائفية، التي تشكل في مجموعها المجتمع العراقي الكبير، أن أياً منها لا يمكنه بمفرده تولي السلطة وممارستها بكل فعالية. وينبغي للخطوة الثانية أن تكون قبول التنوع الآيديولوجي والسياسي في البلاد. وأعتقد أنه خلال السنوات الـ15 الماضية، أحرز العراق تقدما ملحوظاً على هذا المسار.

ومن السابق لأوانه كثيراً التخمين بالنتيجة النهائية لمباحثات الائتلاف الجارية حالياً بين كبار الفائزين بأصوات الناخبين في الانتخابات العامة الأخيرة. ومن شأن قرار مقتدى الصدر مشاركة هادي العامري في محادثات الائتلاف أن يعد خطوة سياسية ذكية... فإن الحكومة العراقية المقبلة، التي سوف تجابه مشكلات داخلية وخارجية هائلة، لا يمكنها السماح للعامري بالظهور زعيماً معارضاً في البرلمان الجديد، ومن ثم إمكانية استغلال أي نكسة قد تحدث في العراق على مساره المتعرج نحو تحقيق الديمقراطية المستدامة في البلاد.

ويشكك كثير من المواطنين العراقيين في أن هادي العامري هو «رجل إيران» في العراق ودمية طيعة بين أصابع الجنرال الإيراني قاسم سليماني. ويرجع جزء من هذه الرؤية إلى آلة سليماني الدعائية نفسها. فإن الجنرال الإيراني من أساتذة الترويج الذاتي، وهو متلاعب حاذق بوسائل الإعلام الحديثة. ومع ذلك، فإن هادي العامري وثيق الصلة بالجانب الأميركي وعمل وسيطاً مباشراً بين الجنرال ديفيد بترايوس، قائد القوات الأميركية الأسبق في العراق، وبين مختلف الفصائل الشيعية في البلاد. حتى وإن كان شديد الحرص على الدفاع عن المصالح الإيرانية في بغداد، فإن ذكاء العامري لن يخونه بدرجة كافية في إدراك أن الترويج لنظام سياسي على الطراز الإيراني في العراق اليوم يساوي الانتحار السياسي من دون شك. وانضواؤه تحت المظلة نفسها قد يقلل من مقدرة طهران على إساءة التصرف من خارج المظلة.

وعلى أي حال، حتى مع بعضهما بعضاً، فإن مقتدى والعامري لا يملكان الأعداد اللازمة التي تمكنهما من تشكيل الحكومة العراقية المقبلة. ولسوف يضطران للالتجاء إلى جزء من الكتلة الكردية بالإضافة إلى عناصر من الجماعات العربية السنية، على الأقل، بغية تشكيل الائتلاف السياسي الموثوق به. وهذا من شأنه أن يترك كتلة من الأحزاب الشيعية والسنية والكردية الصغيرة لتشكل فيما بينها المعارضة. ومع الائتلاف الحكومي الغالب الذي يتجاوز حدود العرقية والطائفية، سوف تتحرر المعارضة كذلك من القيود نفسها؛ الأمر الذي من شأنه أن يتيح للسياسة العراقية أن تتحول إلى منتدى للبرامج السياسية المتنافسة، وليست مجرد هويات دينية أو عرقية متناحرة أو ممثلة للانقسامات الآيديولوجية المجردة في الواقع السياسي العراقي. وفي نظام السياسة الواقعية الراهن، من شأن العراق أن يتحرر من الأوهام الطوباوية الحالمة التي كانت السبب في المأساة الكبيرة الحالية، ويتحول التركيز بدلاً من ذلك صوب القضايا الحيوية ذات الأهمية الوثيقة الصلة باهتمامات ومخاوف صديقنا المصرفي وطاهيه المحترف.

 

سيناريوهات «بريكست العسير»

ليونيد بيرشيدسكي/الشرق الأوسط/22 حزيران/18

مع اجتماع قادة الاتحاد الأوروبي بحلول نهاية الشهر الحالي، فمن المرجح أن يصدروا تحذيراً إلى البيروقراطية والمؤسسات بهدف تكثيف الاستعدادات الجارية للخروج البريطاني من الاتحاد من دون صفقات مبرمة، والمعروف إعلامياً بمسمى «البريكست العسير» أو «خروج حافة المنحدر»، لأن هذا هو الاتجاه الذي تتحرك صوبه المحادثات بين الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة في الآونة الراهنة. وعند هذه النقطة، فمن المريح رؤية مثل هذه الإشارات في سياق نظرية الألعاب. لدى رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي الحافز الأكيد لنقل الأمور إلى الحافة – وربما لما بعد أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، أي المعياد النهائي الحالي للوصول إلى اتفاق مع الجانب الأوروبي – وذلك حتى تتمكن من تمرير نسختها من اتفاقية الخروج عبر البرلمان؛ وهي أكثر اهتماماً بالتصويت المفتوح النتائج في اللحظات الأخيرة من المناقشات المطولة داخل أروقة البرلمان. والاتحاد الأوروبي، المصاب بإحباط بالغ من موقف المملكة المتحدة، لم يعد لديه ما يقدمه، وظل يتحدث عن احتمال وجود «البريكست العسير» لما يزيد على عام كامل، ولكن من شأن ذلك أن يكون مجرد دليل على استعداده للرحيل عن طاولة المفاوضات بالكلية.

وإن خلا البريكست البريطاني من أية صفقات، سوف تنفصل المملكة المتحدة عن الاتحاد الأوروبي تماما بحلول مارس (آذار) من عام 2019 من دون الفترة الانتقالية. ومن شأن ذلك أن يوجد الثغرات الكبيرة في اللوائح والمقدرة على إنفاذها، ولا سيما في المملكة المتحدة. وذكرت صحيفة «فاينانشيال تايمز» مؤخراً أن الحكومة البريطانية لا تفعل الكثير إزاء ذلك الأمر لأنها لا تعتبر «عدم إبرام الصفقات» من السيناريوهات الواقعية بحال. ولكن الاعتقاد بأن مختلف الأطراف تخادع بعضها البعض يمكن أن يسفر عن مفاجآت قبيحة للغاية نظراً لأن المفاوضات السياسية ليست كمثل لعبة البوكر الشهيرة، بل إنها اللعبة التي لا تتسق مصالح بعض اللاعبين على الطاولة – عندما يتعلق الأمر على أقل تقدير بالعديد من المحافظين المؤيدين للخروج البريطاني – مع الجهات التي يمثلونها. إنها الشركات التي هي في أمس الحاجة إلى الاستعداد للتداول والتجارة عبر القنال الإنجليزي والعمل وفقاً لقواعد منظمة التجارة العالمية، الأمر الذي يعني فرض الرسوم الجمركية بمقدار نقطتين مئويتين على أغلب السلع و10 نقاط مئوية على السيارات، و20 نقطة مئوية على المنتجات الزراعية. كما سوف تُقام الحواجز الجمركية على الحدود مما يؤدي إلى زيادة التكاليف وإبطاء مواعيد التسليم.

في العام الماضي، حلل البروفيسور وين تشين من جامعة غرونينغن الهولندية وفريقه الدولي من المتعاونين، أي المناطق في بلدان الاتحاد الأوروبي هي الأكثر تعرضاً أو تأثراً من الخروج البريطاني. ونظراً للمستويات العميقة من البيانات قيد التحليل، ربما يكون هذا التحليل هو الأفضل من نوعه لقياس مدى التعرض والتأثير حتى اليوم. تفترض حسابات البروفيسور تشين، رغم ذلك، أن البريكست سوف يرجع بالتجارة البينية بين المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي إلى نقطة الصفر (وليست هناك من طريقة أخرى للحصول على الحصة الكاملة من الناتج المحلي الإجمالي الذي يكن أن يتعرض للتأثير). وفي الواقع الحقيقي، فإن الرسوم الجمركية البالغة 2 في المائة، وأوقات التسليم الأطول قليلا، والتكاليف المضافة للتصاريح الجمركية (والمقدرة على سبيل المثال بحوالي 500 مليون يورو أي 578 مليون دولار في العام بالنسبة لألمانيا أكبر اقتصاد في الاتحاد الأوروبي) لن يؤثر على حجم التجارة كثيراً. واللاعبون الاقتصاديون الذين يحتاجون حقاً إلى الاستعداد لـ«البريكست العسير» يوجدون في المقام الأول في صناعة السيارات، والزراعة، والتمويل، حيث سوف تنفصل الشركات البريطانية والأوروبية عن العمل في أسواق بعضهما البعض بصفة مباشرة بحلول نهاية الميعاد المحدد.

وفي صناعة الخدمات المالية، فإن البريكست من دون صفقة يعتبر تهديداً خطيرا. ففي مارس الماضي، نشرت الرابطة العالمية للمحاسبين القانونيين المعتمدين، التي يعمل أعضاؤها في مجموعة كبيرة من الشركات المالية والمصارف الدولية، مسحاً استقصائياً بشأن البريكست. يعمل ثلاثة أرباع المشاركين خارج المملكة المتحدة؛ و77 في المائة ممن شملهم المسح قالوا إن «البريكست العسير» سوف يُلحق الأضرار بأعمالهم، وقالت 6 في المائة منهم إن شركاتهم لن يكون لديها نموذج عمل قابل للتطبيق بعد ذلك. وفي الأثناء ذاتها، كانت التحضيرات المسبقة بطيئة للغاية: قال 23 في المائة من أعضاء الرابطة (و31 في المائة من العاملين في الشركات الصغيرة) إن شركاتهم لم تبدأ حتى الآن في الاستعداد والتخطيط للخروج البريطاني. وقال 8 في المائة فقط منهم إن شركاتهم قد شرعت فعلاً في تنفيذ خططها بهذا الشأن، بزيادة طفيفة قدرها 3 في المائة عن مارس لعام 2016.

ومن شأن ذلك أن يجعل صناعة الخدمات المالية من الجماهير المهمة بشكل خاص للتحذير الصادر عن الاتحاد الأوروبي. والتقرير المنشور حديثاً عن منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية بشأن الاتحاد الأوروبي يقلل من مستوى المخاطر – ولكنه يشير رغم ذلك إلى احتمال أن يؤدي عدم استعداد الشركات إلى عواقب وخيمة. وجاء في التقرير المذكور ما يلي:

«من المحتمل أن تحتفظ كيانات الاتحاد الأوروبي بإمكانية الوصول الكافية إلى الخدمات المالية الكاملة والجزئية في مرحلة ما بعد الخروج البريطاني، حيث أن أغلب الخدمات المالية متوفرة حالياً في الـ 27 دولة الأعضاء في الاتحاد، ويمكن للكيانات البريطانية ذات الصلة نقل جزء من أنشطتها إلى الدول الأخرى الأعضاء في الاتحاد الأوروبي. ومن ناحية أخرى، فإن الانتقال من الخدمات المصرفية الكاملة المتمركزة في لندن إلى بيئة مصرفية أكثر تجزئة في أماكن أخرى، من شأنه أن يرفع من تكاليف رؤوس الأموال على الكيانات والشركات غير المالية، حيث قد تتقلص وفورات الحجم والنطاق المتعلقة بصناعة الخدمات المالية في لندن». ومن الصعب إلى درجة ما على الشركات الصناعية والزراعية حماية أعمالها من آثار البريكست. ومن شأن العثور على أسواق جديدة للمنتجات أن يتحول إلى مهمة صعبة وعسيرة. ووفقاً إلى مؤسسة «ديلويت» للمحاسبة، من شأن «البريكست العسير» أن يخفض صادرات السيارات الألمانية إلى المملكة المتحدة بمقدار 255 ألف سيارة في العام، أي ما يعادل 6.7 مليار يورو أو ما يساوي 5 في المائة من إجمالي المبيعات. وسوف تتعرض، جراء ذلك، 18 ألف وظيفة للخطر الكبير. وسوف تفقد شركات صناعة السيارات الأوروبية حوالي 8.7 مليار يورو من المبيعات الإجمالية. ولن تتأثر صناعة قطع غيار السيارات كثيراً بسبب أن الرسوم الجمركية عليها لن تتجاوز 4.5 في المائة وليست 10 في المائة كما هي على السيارات، ولكن قد يؤدي ذلك إلى ضياع آلاف الوظائف لأن الواردات من بقية دول العالم سوف تصبح مجدية من الناحية الاقتصادية بالنسبة إلى المملكة المتحدة.

* بالاتفاق مع «بلومبيرغ»

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

عون لميركل: لدعم موقف لبنان من عودة النازحين وفصلها عن الحل السياسي والمستشارة الالمانية ابدت تفهما للموقف اللبناني

الجمعة 22 حزيران 2018 /وطنية - طلب رئيس الجمهورية العماد ميشال عون من المستشارة الالمانية انجيلا ميركل، "مساعدة المانيا في دعم موقف لبنان الداعي الى عودة النازحين السوريين تدريجيا الى المناطق الآمنة في سوريا"، مشددا على "ضرورة الفصل بين هذه العودة والحل السياسي للازمة السورية والذي قد يتأخر التوصل اليه". وسأل الرئيس عون: "اذا تأخر الحل واختلفت موازين القوى، من يضمن اذ ذاك عودة النازحين الى بلادهم؟ لا سيما وأن هناك تجربتين سبق ان عانى منهما لبنان، الازمة القبرصية التي لم تحل بعد رغم مرور اكثر من 40 سنة عليها، والقضية الفلسطينية التي مضى عليها 70 عاما وهي تنتظر الحل السياسي". واشار الى ان "لبنان تحمل الكثير نتيجة النزوح السوري على مختلف الاصعدة ورقم النازحين قارب المليون و800 الف، ولم يعد في قدرتنا تحمل المزيد". ولفت الى ان "المساعدات الدولية لا تكفي لما يتكبده لبنان من خسائر، ومع ذلك نواصل تقديم الدعم في وقت تزداد فيه نسبة البطالة بشكل مضطرد خصوصا في صفوف الشباب". واذ نوه الرئيس عون بالعلاقات اللبنانية- الالمانية، شدد على "ضرورة تطويرها في المجالات كافة، لا سيما وان المانيا هي الشريك الاقتصادي الخامس للبنان". وشكر الرئيس عون السيدة ميركل على "الدعم الذي تقدمه بلادها للقوات المسلحة اللبنانية"، معولا على "المساهمة البحرية الالمانية في عداد القوة البحرية ل"اليونيفيل". كما اعرب عن تقديره ل"موقف المانيا الايجابي ومساهمتها في انجاح مؤتمري روما-2 لدعم القوى المسلحة و"سيدر" لدعم الاقتصاد اللبناني". واشاد ب"التعاون بين رجال الاعمال اللبنانيين والالمان، لا سيما اللقاء الاقتصادي الذي عقد ظهر اليوم والذي من شأنه ان يوفر الفرص الملائمة لتعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين، ويسهل دخول المنتجات اللبنانية الى الاسواق الاوروبية، كما شجع على انشاء غرفة تجارة مشتركة لبنانية - المانية وعلى توقيع اتفاقات تعاون بين البلدين".

ميركل

من جهتها، اكدت ميركل رغبة بلادها في "الاستمرار بمساعدة لبنان في مختلف المجالات لمواجهة الصعوبات والتحديات التي تنتظره". وهنأت الرئيس عون على "انجاز الانتخابات النيابية واقرار الموازنة"، وتمنت "التوفيق في تشكيل حكومة جديدة"، مبدية الاستعداد "للتعاون معها لتطوير العلاقات بين البلدين الصديقين".

وشددت على ان المانيا "ستواصل تقديم الدعم الانساني للبنان، والمساعدة ايضا في التخفيف من معاناة النازحين السوريين"، لافتة الى ان وجود وفد من رجال الاعمال الالمان معها، "يؤكد الرغبة بالتعاون في مجالات الاقتصاد والطاقة والنفايات والتجارة بكل فروعها، لا سيما وانه تقرر استحداث فرع لغرفة التجارة الالمانية في لبنان". كما اكدت ميركل "مواصلة دعم مقررات مؤتمر "سيدر" وتدريب القوات المسلحة اللبنانية، وخصوصا سلاح البحرية". وابدت تفهما "للموقف اللبناني حيال النازحين السوريين"، لافتة الى انها ناقشت اوضاعهم "مع مسؤولين في الامم المتحدة لمعرفة الظروف التي تعرقل عودتهم"، وقالت: "ستعمل المانيا على المساعدة في هذا المجال، مع قناعتي بأن الحل السياسي يساهم كثيرا بالاسراع في انهاء ملف النازحين".

وقائع الوصول

وكانت السيدة ميركل وصلت الى قصر بعبدا مع الوفد المرافق، عند الثالثة الا ربعا، وقدمت لها سرية من لواء الحرس الجمهوري التحية، وتوجهت الى صالون السفراء داخل القصر، حيث كان الرئيس عون عند مدخل الصالون للترحيب بها، قبل ان يتوجها معا الى الداخل حيث التقطت الصور التذكارية. بعد ذلك، انضم الى المحادثات الوفدان اللبناني والالماني، وضم الوفد الالماني: مستشار ميركل لشؤون اللاجئين يان هيكر، ومستشارها للشؤون الاقتصادية لارس هندريك رولر، والمتحدث باسم الحكومة ستيفن سيبرت، وبيرتله وديرتز وغوبر من مكتب ميركل، والسفير الالماني مارتن هوث. في ما حضر عن الجانب اللبناني: وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الاعمال جبران باسيل، النائب الياس بو صعب مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الدولية، المدير العام لرئاسة الجمهورية الدكتور انطوان شقير، المستشارة الرئيسية لرئيس الجمهورية السيدة ميراي عون الهاشم، سفير لبنان في المانيا الدكتور مصطفى اديب، المستشار الدبلوماسي السفير شربل وهبة، ومدير الاعلام في رئاسة الجمهورية الاستاذ رفيق شلالا والمستشار اسامة خشاب. وبعد انتهاء المحادثات، ودع رئيس الجمهورية المستشارة الالمانية عند مدخل صالون السفراء، حيث توجهت للتوقيع على السجل الذهبي، حيث دونت الكلمة التالية: "ان الصداقة بين مواطني بلدينا قد توطدت على مر الأعوام. أتمنى أن تتعمق الصداقة بيننا وبين هذا البلد الذي يعيش فيه أشخاص من طوائف متعددة". يذكر ان زيارة السيدة ميركل للبنان هي الثانية منذ تسلمها السلطة بعد زيارة اولى عام 2007، كما كان زار الرئيس الالماني فرانك فالتر شتاينماير لبنان في 30/1/2018.

 

عون عرض مع الرئيس المكلف مسار تشكيل الحكومة الحريري: اللقاء كان ايجابيا وسأواصل المشاورات فورا ولا ازال على تفاؤلي

الجمعة 22 حزيران 2018 /وطنية - عرض رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بعد ظهر اليوم في قصر بعبدا، مع رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، اجواء الاتصالات التي يجريها من اجل تشكيل الحكومة العتيدة، اضافة الى مواقف وآراء الاطراف السياسية التي يتشاور معها الرئيس المكلف، وتم الاتفاق على الاستمرار في الوتيرة السريعة من اجل ان تبصر الحكومة النور في اقرب وقت ممكن.

الرئيس الحريري

وبعد اللقاء، تحدث الرئيس الحريري الى الصحافيين فقال: " لقد كان اللقاء ايجابيا جدا، وبحثت مع فخامة الرئيس في مسألة تشكيل الحكومة والاحجام التمثيلية لمختلف الاطراف فيها، وآمل ان يتم التوافق قريبا على هذا الامر، خصوصا وان فخامة الرئيس ابدى كل ايجابية في هذا الموضوع. سأواصل المشاورات مع كل الافرقاء السياسيين حول المسألة، واعتقد انه اذا استمرينا في العمل وفق هذا المسار، يمكننا الانتهاء بسرعة كبيرة".

سئل: هل تم الحديث عن الاحجام والحقائب؟

اجاب: "نحن نعمل على شكل الحكومة والحصص. وقد اصبحنا قريبين جدا وفق المعادلة الاخيرة التي وصلنا اليها، ولم يتبق سوى اجراء بعض المشاورات، ولن استرسل في التوضيح كي لا تتم عرقلة التقدم الحاصل".

سئل: ما الذي ناقشتموه خلال اللقاء؟

اجاب: "ناقشنا الحجم الذي يطالب به كل فريق سياسي، والامر يتطلب مشاورات سأكملها فورا، وانا على موقفي من التفاؤل".

سئل: هل هناك اي فيتو على اعطاء القوات اللبنانية حقيبة سيادية؟

اجاب: "نحن نتحدث عن الاحجام حاليا".

سئل: هل يمكن ان تؤكد ان ولادة الحكومة قد تكون الاحد المقبل؟

اجاب: "وفق المسار الذي نعمل عليه حاليا، اعتقد انه بامكاننا الوصول الى تشكيلة في اسرع وقت ممكن".

 

عون استقبل بطاركة الكنائس الشرقية الأرثوذكسية: تاريخ مسيحيي المشرق عيش دائم في الخطر ونحن ما زلنا مستمرين

الجمعة 22 حزيران 2018 /وطنية - استقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، بعد ظهر اليوم، في قصر بعبدا، وفدا من بطاركة الكنائس الشرقية الأرثوذكسية الذين يعقدون لقاءهم الثاني العام في لبنان منذ العام 1997، في المقر الجديد لبطريركية السريان الأرثوذكس في العطشانة - بكفيا. وضم الوفد: بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية البابا تواضروس الثاني، وبطريرك انطاكيا وسائر المشرق والرئيس الاعلى للكنيسة السريانية الارثوذكسية في العالم البطريرك مار اغناطيوس افرام الثاني، وكاثوليكوس بيت كيليكيا للارمن الارثوذكس آرام الاول.

افرام الثاني

وفي مستهل اللقاء، شكر البطريرك مار افرام الثاني الرئيس عون على الاستقبال وقال: "لقد شجعتمونا فخامة الرئيس بمشاركتكم هذا اليوم في احتفال افتتاح المقر البطريركي الجديد، وبكلماتكم الطيبة. ونحن ممتنون لكم، واعتمادنا يبقى على قيادات من أمثالكم لديها هم مسيحيي المشرق في حياتها وعملها، ولطالما كنتم السباقين في هذا الاتجاه". واشار البطريرك افرام الثاني الى ان "بطاركة الكنائس الشرقية الأرثوذكسية من سريانية وقبطية وارمنية، موجودون في لبنان لعقد لقائهم الثاني فيه منذ العام 1997، بالتزامن مع افتتاح المقر البطريركي الجديد، وهم الوجود المسيحي هو في اولوية جدول الاعمال، خصوصا لجهة توطيد التجذر والبقاء في هذه الارض، لأن الهجرة لها اوخم العواقب على ابنائنا".

تواضورس

ثم تحدث البابا تواضروس، فأكد على "التقدير الذي يكنه اباء الطائفة القبطية خصوصا والمصريون عموما للرئيس عون"، مكررا الشكر لحضور الرئيس عون افتتاح المقر البطريركي قبل الظهر، واستقباله الوفد بعده، وقال: "انني اغتنم الفرصة لأنقل اليكم محبة المصريين والرئيس السيسي، مستذكرين زيارتكم العام الماضي. واننا نشعر على الدوام بعمق الروابط التاريخية والثقافية والروحية التي تجمع بين لبنان ومصر". واعرب عن سعادة المسيحيين المشرقيين للرعاية التي يقدمها الرئيس عون لهم، داعيا "الرب ان يمده بالعافية والقوة".

الرئيس عون

من جهته، رد الرئيس عون مرحبا بالوفد، ومعربا عن سعادته بالمشاركة في احتفال افتتاح المقر البطريركي، متمنيا ان "يكون هذا الافتتاح بمثابة نقلة نوعية وانطلاقة روحية وانسانية متجددة". وإذ جدد التأكيد على "العناية التي يوليها شخصيا لمستقبل الحضور المسيحي المشرقي في هذه المنطقة من العالم"، اعتبر ان "المسيحية هي شهادة وفعل قيامة ورجاء دائم"، وقال: "ان تاريخ مسيحيي المشرق هو عيش دائم في الخطر، وعلى الرغم من ذلك استمرت المسيحية في الشرق، ونحن ما زلنا مستمرين، والهيكلية الكنسية الراعية للمؤمنين هي علامة لدوام المسيحية"، مشددا على انه "لا يميز شخصيا بين مسيحي وآخر طالما ان جوهر الايمان واحد، تماما كما انه لا يميز بين انسان وآخر على صعيد الجوهر الانساني".

 

الحريري في مؤتمر صحافي مع المستشارة الالمانية: الحل الوحيد للنازحين عودتهم بشكل آمن ميركل: يصعب أن يتحمل لبنان وحده المهمات الملقاة على عاتقه

الجمعة 22 حزيران 2018 /وطنية - عقد رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل مؤتمرا صحافيا مشتركا ظهر اليوم في السراي الحكومي، عقب مشاركتهما في الطاولة المستديرة الاقتصادية المشتركة بين رجال الأعمال اللبنانيين والألمان التي استضافتها السراي اليوم. استهل الحريري المؤتمر بالقول: "تشرفت باستقبال السيدة المستشارة أنغيلا ميركل، والوفد المرافق لها. إن زيارتها للبنان في هذا الوقت الدقيق هي دليل على الأهمية التي توليها المانيا لاستقرار لبنان السياسي والاقتصادي. والزيارة هي مناسبة أيضا لتوطيد العلاقات التاريخية الممتازة بين بلدينا.

أتوجه بالشكر لها على الدعم الكبير الذي تقدمه ألمانيا للبنان، وبشكل خاص على صعيد المساعدات الإنسانية لتخفيف تداعيات أزمة النزوح السوري. فبالرغم من الجهود الكبيرة المبذولة فإن النزوح السوري أكبر بكثير من طاقة لبنان على التحمل. وفي هذا المجال هناك حاجة لتوسيع المساعدات الإنسانية الأساسية بصورة مستمرة لتشمل، إضافة إلى النازحين، المجتمعات المضيفة لهم. لكن الأهم هو تنفيذ مشاريع إنمائية تحسن سبل المعيشة امام المجتمعات المضيفة وتوفر فرص العمل للبنانيين المضيفين لإخوانهم النازحين". أضاف: "ناقشنا معا الدور المساعد الذي يمكن لألمانيا أن تلعبه خصوصا في مساعدة لبنان على تنفيذ الأولويات التي طرحتها الحكومة اللبنانية في مؤتمر بروكسيل 2، من خلال دعم مشروع استهداف الفقر في لبنان ودعم تنفيذ الإطار الاستراتيجي الوطني للتعليم والتدريب المهني والتقني الذي أعدته الحكومة اللبنانية بالتعاون مع اليونيسيف ومنظمة العمل الدولية. وقد كررت للسيدة المستشارة ميركل موقف الحكومة اللبنانية بأن الحل الدائم والوحيد للنازحين السوريين هو في عودتهم إلى سوريا، بشكل آمن وكريم. طبعا، خلال محادثاتنا، استعرضنا رؤية الحكومة اللبنانية للاستقرار والنمو وفرص العمل التي طرحناها في مؤتمر سيدر قبل شهرين في باريس، لمواجهة التحديات الإقتصادية والإجتماعية الكبيرة.

لقد طلبت من السيدة المستشارة ميركل دعم ألمانيا لتنفيذ هذه الرؤية وأشرت إلى الفرص العديدة التي يتيحها تنفيذ البرنامج الإستثماري في البنى التحتية أمام رجال الأعمال الألمان، خاصة بعد اقرار قانون الشراكة بين القطاعين العام والخاص في بلدنا. بالطبع، ومع انتقالنا إلى مرحلة التنفيذ اليوم، أعدت التأكيد لها على التزام الحكومة اللبنانية بكل الإصلاحات التي وردت في مؤتمر سيدر وعلى أهمية وضع آلية متابعة مع المجتمع الدولي، وأعربت لها عن أملي في أن تكون ألمانيا عضوا في لجنة المتابعة". وتابع: "كانت اجتماعاتنا فرصة أيضا لبحث معمق في أوضاع المنطقة، وقد أكدت للسيدة المستشارة ميركل التزام لبنان القرار الدولي 1701 وشكرتها على مساهمة ألمانيا في قوات الطوارئ العاملة في لبنان، "يونيفيل". كما كررت شكري لها على دعم ألمانيا للمحكمة الخاص بلبنان التي تنظر في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه". وأكد أن "القوى السياسية في لبنان تجمع على ضرورة حفظ الاستقرار الداخلي في وقت تعيش المنطقة اضطرابات خطيرة، كما تجمع على التزام سياسة النأي بالنفس عن التدخل في شؤون الدول العربية، وهو التزام ستتابعه الحكومة المقبلة بإذن الله. كما أكدت لها التزام لبنان المستمر بمبادرة السلام العربية التي أقرتها قمة بيروت، وبالتالي تمسكنا بالقدس عاصمة لدولة فلسطين". وختم: "أكرر شكري للسيدة المستشارة ولوفدها المرافق على زيارتنا في بيروت، وعلى الاجتماعات المثمرة التي عقدناها معا".

ميركل

ثم تحدثت ميركل فقالت: "لقد سررت بقبول الدعوة التي قدمتموها لي العام الماضي عندما قمتم بزيارة لنا في ألمانيا، وأريد أن أهنئكم بعد الانتخابات بتكليفكم تشكيل الحكومة، وكنت أيضا قد قمت بزيارة رئيس البرلمان الذي هنأته هو أيضا وسأزور فخامة الرئيس. لقد أتينا بوفد من نواب برلمانيين بهدف تعزيز التعاون البرلماني، كما يرافقنا وفد اقتصادي. ومن الواضح أن تعزيز العلاقات الاقتصادية بين ألمانيا ولبنان هو هدف لنا أيضا. أعتقد أن التوقيت مناسب جدا، فإن مؤتمر سيدر يقدم أساسا جيدا لهذا التعاون، وأنا أشكر استعداد الحكومة اللبنانية على أن تضم ألمانيا إلى الهيئات التي تساعد بالمضي قدما في الإصلاحات الضرورية والبنيوية في لبنان، وتحرص على القيام بالإيفاء بالوعود المقدمة من قبل بلدكم". أضافت: "لقد شهدنا خلال مشاركتنا في الاجتماع الاقتصادي وجود خطط ملموسة من قبل حكومتكم متعلقة بالاستثمار، وهذا من مصلحة المواطنين اللبنانيين. وأنا أعتقد أن ألمانيا ستقدم إسهاما جيدا في العديد من المجالات، سواء في مجال الطاقة أو إدارة النفايات أو الغرف التجارية والصناعية التي أوضحت من جانبها اليوم أنه ستكون هناك غرفة تجارة في لبنان، وقد تم الاتفاق على الخطوط العريضة لذلك، وأعتقد أن هذا الأمر في غاية الأهمية بالنسبة للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة الحجم في ألمانيا، خاصة بالنظر إلى خطتكم لتطوير المناطق الحرة الاقتصادية والتخفيف من البيروقراطية. ما زال هناك الكثير مما يمكننا القيام به، ونعتقد أن لبنان هو نقطة انطلاق جيدة للأنشطة في المنطقة بأكملها". وتابعت: "تأتي التنمية الاقتصادية في المقام الأول بالنسبة الى لبنان، فللمرة الأولى منذ الحرب الأهلية، تظهر أمام لبنان مهمة خاصة بالنسبة الى رعاية اللاجئين، والعديد من المدارس في لبنان تعمل في دورات متتالية. وقد التزمت ألمانيا أن تساعد لبنان وتقدم له الإغاثة الإنسانية وتدعم المنظمات التي تقوم بعمل إنساني فيه. نريد بالطبع أن نساهم في الوصول إلى حل سياسي يمكننا من عودة اللاجئين إلى سوريا. ونتعاون مع المنظمات الدولية ومع وكالة الأمم المتحدة لإغاثة اللاجئين، وكما قال الرئيس الحريري، فإن عودة اللاجئين لا بد أن تحدث عندما تتوافر الظروف الآمنة لهم. لبنان يواجه ظروفا صعبة، وهنا نرى نموذجا ومثالا عن كيفية تعايش مختلف الأقليات الدينية مع بعضها البعض، وأعتقد أنكم تقدمون نموذجا بالفعل لبلدان عديدة في العالم كيف يستطيع الناس التعايش رغم الاختلافات". وشددت على أن "ألمانيا تدعم القوات البحرية ونرى أنفسنا ملتزمين مواصلة تقديم الدعم للوصول إلى استقرار في المنطقة ككل. لهذا أتوجه إليكم بالشكر الجزيل على هذا الوقت الذي قضيته هنا، وآمل أن تساهم زيارتي، وهي بالفعل ستساهم، في مواصلة الجهود في هذا المجال".

حوار

سئلت ميركل: ما هي صعوبة التعامل مع حكومة تريد الحصول على دعم للاجئين أكثر من حصولها على دعم للسكان هنا؟

أجابت: "زيارتي هنا تهدف في المقام الأول إلى دعم الحكومة والعلاقات بين بلدينا، وبالتالي نحن نتوقع أن نفي بتطلعات المواطنين اللبنانيين، بخصوص مزيد من الرخاء والنمو. كما أن المهام التي ألقيت على عاتق لبنان، والتي نثمنها بشكل بالغ، وبالنظر إلى عدد السكان وعدد اللاجئين الذين تم استيعابهم، فإن هذه المهمة من الصعب أن يتحملها بلد لوحده، وبالتالي علينا أن نقدم له المساعدة.

وفي حديثي مع العديد من المسؤولين اللبنانيين، أكدت أن عودة اللاجئين لا بد أن تحدث بالتوافق والتنظيم والتعاون مع منظمات الإغاثة، وهناك استعداد كبير، وهناك أيضا توترات، وهذا موضوع مفهوم، لكن لبنان أظهر بالفعل كيف يستطيع الوصول إلى اتفاق، وبالرغم من تعدد القوى السياسية، وهذا ما أتمناه للبنان بخصوص هذه المسألة".

سئل الحريري: هل يمكنكم أن تتحدثون بصورة واضحة عن الإصلاحات التي تعتزمون القيام بها؟ وما هي الخطوات المحددة التي ستتخذونها في هذا المجال؟

أجاب: "بداية أود أن أؤكد أننا إن لم نتعامل مع هذا الموضوع بشكل إنساني، نكون فقدنا كلبنانيين إنسانيتنا، لأنه في مرحلة من المراحل، مر لبنان بحرب أهلية، والعالم استقبله، ومن واجب لبنان أن يستقبل هؤلاء النازحين، وأن يوجد لهم أفضل السبل للعيش والعودة إلى سوريا. وأنا برأيي أن العالم أيضا، إن لم ينظر بإنسانية إلى هذا الموضوع يكون العالم أيضا قد فقد إنسانيته.

لبنان لا يسعى الى أن يحصل على أموال فقط للنازحين، لذلك، قدمنا مشروع "سيدر" في باريس، وألمانيا كانت من الدول الداعمة للنهوض بالاقتصاد اللبناني، هذا الاقتصاد الذي سيسمح بتأمين فرص عمل للبنانيين أولا، نحن ننظر بحل شامل، درسناه مع عدة دول ومع البنك الدولي، ومع ألمانيا وفرنسا وغيرها، لكي ننهض بالاقتصاد اللبناني. لا يمكن للبنانيين أن يتحملوا هذه العدد الكبير من النازحين، من دون أن يكون هناك نمو في الاقتصاد اللبناني. التركيز بالنسبة إلينا هو النمو في الاقتصاد اللبناني الذي يوفر فرص العمل، وتعزيز القطاع الخاص لأنه المشغل الأول للشباب والشابات اللبنانيين. وهذا ما يؤدي إلى حل الوضع الاقتصادي ويوجد ارتياحا في البلد.

أود أن أوكد أمرا آخر، أننا كرؤساء وزراء وكدول، علينا واجب إنساني أن ننظر إلى محن الدول الأخرى بشكل إنساني، فإذا فقدنا نحن هذه الإنسانية ما الذي يبقى في هذا العالم لكي ندافع عنه؟ لذلك نحن في لبنان متمسكون بموقفنا بعودة النازحين بأسرع وقت ممكن بشكل آمن وكريم، لكن هذا لا يعني أن ندير ظهرنا لأخواننا الذين وقفوا معنا في مراحل كثيرة".

سئلت ميركل: هل ستقبل ألمانيا عددا أكبر من اللاجئين السوريين؟ وكم عددهم؟

أجابت: "لم نبحث في هذه المسألة، وكما تعلمون فقد استقبلت ألمانيا عددا كبيرا من اللاجئين السوريين، وأعتقد أنه كانت هناك أسباب جيدة لإيواء النازحين في مناطق قريبة من بلدهم الأصلي، كما تفضل الرئيس الحريري، ونحن نقوم بإسهامات كبيرة في تمويل المشاريع. لقد زرت مدرسة رأس بيروت الرسمية التي تنظم دوامين اليوم وسمعت الكثير عما يمكن القيام من أنشطة إذا التزمنا التعهدات المالية التي قدمناها، وسوف نزيد من هذه المساهمة هذا العام، ونشعر بهذا الالتزام للنهوض بالوضع الاقتصادي في لبنان. لكني أؤكد مرة أخرى بكل وضوح مدى الالتزام والنشاط والحماس الذي يقدمه المعلمون والمعلمات والمنظات غير الحكومية وغيرها، سواء للأطفال اللبنانيين أو اللاجئين، وهي مشاريع مبهرة مليئة بالحماس والنشاط، وهذا ما زاد من إقناعي بالالتزام بالتعهدات المالية التي قدمناها بالفعل".

سئل الحريري: في ألمانيا مشكلة في ما يتعلق بالعصابات والجريمة المنظمة التي يقوم بها أشخاص من أصول لبنانية، فما ردكم؟

أجاب: "أي مواطن لبناني موجود في أي دولة في العالم يجب أن يحترم قوانين الدولة التي يتواجد فيها، وهذا الأمر أساسي بالنسبة إلينا، وهناك تعاون أمني كبير بين ألمانيا ولبنان، في ما يخص مكافحة الجريمة، وهذا أمر قائم بين البلدين، وأي لبناني موجود في ألمانيا عليه أن يحترم هذه القوانين.

وأنا أيضا لدي في الحكومة تحديات في ما يخص النازحين في لبنان، وبالتالي، نحن والسيدة ميركل لدينا نفس المشاكل، لكن الأساس هو كيف نحل هذا الموضوع لا أن نعقده".

سئلت ميركل: يوم الأحد لديك اجتماع مع رؤساء دول وحكومات في أوروبا، فماذا عن التحضيرات لهذا الاجتماع؟

أجابت: "أعتقد أن الائتلاف الحكومي سوف يواجه المهام التي أخذها على عاتقه، وقد قام بالفعل بمهام عديدة بخصوص الاجتماع يوم الأحد. وهو اجتماع عمل استشاري، ولن يكون هناك في النهاية إعلان ختامي بل نحاول أن نتحدث بصورة عامة عن موضوع اللجوء، لذلك سوف نتحدث مع كل الدول عن موضوع الهجرة الأساسية أو الفرعية، وعلينا أن نرى إن كان يجب التحرك أو التوصل إلى اتفقيات ثنائية أو ثلاثية أو متعددة الأطراف. إذا هو اجتماع أولي مع كل الدول المهتمة بذلك، وهو كان اجتماعا مفتوحا أمام كل الدول ولكن ليست كل الدول ستشارك، فهذا اجتماع تشاوري فحسب".

سئل الحريري: كيف تطمئن من يعتبر أن كل هذه المساعدات التي يقدمها المجتمع الدولي هي مقدمة لتوطين النازحين على المدى الطويل؟

أجاب: "أظن أن دستورنا واضح في موضوع التوطين ورفض التوطين موجود بالدستور، ولن يقوم أي فريق سياسي بتعدٍ على هذا الأمر. ونحن نسمع كثيرا في موضوع التوطين منذ أيام اللاجئين الفلسطينيين، فهل تم توطينهم؟ لم يحدث شيء. لذلك ما أقوله دائما أن مخاوف بعض اللبنانيين بهذا الشأن يحميها الدستور. علينا احترام الدستور وليس هناك أي بلد في العالم يمكن أن يجبر لبنان على توطين مواطن سوري واحد. علينا أن نحترم الدستور وأن نعمل مع المجتمع الدولي على عودة النازحين إلى سوريا بأسرع وقت ممكن بطريقة آمنة وكريمة، وعلى المجتمع الدولي أن يعمل على حل للأزمة في سوريا.

يجب أن نكون واثقين من دستورنا ومن أنفسنا، ومدركين إلى أن ذلك لن يؤدي إلى التوطين. هذا الأمر سمعناه في السابق مع اللاجئين الفلسطينيين، ولم ولن يحصل، ومع اللاجئين السوريين لم ولن يحصل بإذن الله".

غداء تكريمي

بعد ذلك، أقام الحريري مأدبة غداء تكريمية على شرف ميركل والوفد المرافق.

 

تعميم للحريري برفع علم أبيض تحت العلم اللبناني يحمل عبارة لبنان بلا مخدرات وبلا إدمان

الجمعة 22 حزيران 2018 /وطنية - أصدر الرئيس المكلف سعد الحريري تعميما إلى جميع الإدارات العامة والمؤسسات العامة والبلديات طلب فيه رفع علم أبيض يعلق تحت العلم اللبناني يحمل عبارة "لبنان بلا مخدرات وبلا إدمان"، ابتداء من تاريخ 26/6/2018 (اليوم العالمي للتوعية على المخدرات) حتى تاريخ 30/6/2018. وجاء في نص التعميم: "حيث ان مؤشرات تعاطي المخدرات بين الناشئة تعد من أخطر المشكلات التي تواجه المجتمع والصحة لما لها من عواقب وخيمة تهدد مصدرا من أهم المصادر البيئية المتاحة للتنمية وهو المصدر البشري، وبما ان وزارة الصحة العامة تقوم بالتحضير لإطلاق الحملة الوطنية للتوعية على المخدرات وآثارها السلبية على الشباب والمجتمع، وذلك إبتداء من 26/6/2018، ولما كانت هذه الحملة تتضمن رسائل تشجيعية للشباب والأهل للإطلاع على مخاطر المخدرات وأسبابه وأعراضه، وذلك لتفادي الوقوع في هذه الآفة التي تدمر الشباب والمجتمع، كما تهدف الى تشجيع متعاطي المخدرات على طلب المساعدة للتخلص من هذا المرض، وتوجيه رسائل للمجتمع لتقبل اندماج متعاطي المخدرات فيه بعد تلقيه العلاج اللازم وشفائه التام، لذلك، يطلب الى جميع الإدارات العامة والمؤسسات العامة والبلديات رفع علم ابيض يعلق تحت العلم اللبناني يحمل عبارة "لبنان بلا مخدرات، بلا إدمان"، وذلك ابتداء من تاريخ 26/6/2018 (اليوم العالمي للتوعية على المخدرات) حتى تاريخ 30/6/2018، حيث ستقوم وزارة الصحة العامة بتزويد الإدارات العامة والمؤسسات العامة والبلديات بالعلم (بدون سارية)".

 

الخارجية تلقت كتابا جوابيا من مفوضية اللاجئين بالموافقة على اقتراح باسيل تقسيم النازحين لفئات

الجمعة 22 حزيران 2018 /وطنية - أعلنت وزارة الخارجية والمغتربين في بيان، أنها "تلقت كتابا جوابيا من المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في لبنان، تضمن جملة أمور منها أنها مستعدة لعقد سلسلة اجتماعات مع وزارة الخارجية ومع الوزارات والإدارات والهيئات المعنية للتشاور في موضوع النازحين وعودتهم الى سوريا، كما أنها وافقت على اقتراح وزير الخارجية والمغتربين القاضي بتقسيم النازحين لفئات تمهيدا لتنظيم عودتهم، وأكدت عملها الدائم داخل سوريا لإزالة العوائق أمام العودة الكريمة والآمنة، وشددت على أنها ليست في وارد تشجيع العودة الآن، ولكن لن تقف بوجه من يريد العودة الطوعية افرادا او جماعات، كما أنها وافقت على مشاركة وزارة الخارجية والمغتربين بداتا المعلومات التي في حوزتها والتي كانت تتشاركها مع وزارة الشؤون الاجتماعية منذ سنة 2015". وأكدت الوزارة أن "الدوائر المختصة فيها تعمل على تحضير رد على كتاب المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في لبنان، لتأكيد ترجمة هذه السياسة إلى خطوات عملية تؤدي إلى تأمين عودة كريمة وآمنة على مراحل للنازحين السوريين في لبنان.

 

بري إستقبل ميركل وإلتقى زوارا: لرفع مستوى التنسيق بين لبنان وسوريا لمعالجة قضية النازحين

الجمعة 22 حزيران 2018 /وطنية - استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري ظهر اليوم في عين التينة، المستشارة الالمانية أنجيلا ميركل ووفدا مرافقا ضم عددا من اعضاء البرلمان الالماني والمسؤولين، وتطرق الحديث الى التطورات في لبنان والمنطقة والعلاقات الثنائية بين البلدين. وفي مستهل اللقاء، شكر الرئيس بري المانيا على مشاركتها في القوة البحرية لقوات "اليونيفيل"، مشددا على "اهمية دور هذه القوات في حفظ السلام في لبنان من خلال تطبيق القرار 1701"، مؤكدا "تمسك لبنان بحقوقه وحدوده البرية والبحرية"، عارضا "الجهود في هذا الاطار لتثبيت الحقوق اللبنانية".

كما استعرض الرئيس بري مع ميركل "الوضع الاقتصادي المأزوم في لبنان والضاغط، نتيجة ما يجري في سوريا وثقل النزوح السوري على لبنان واللبنانيين"، لافتا الى "دور لبنان وما انجزه على هذا الصعيد"، مشددا على "رفع مستوى التنسيق بين الحكومتين اللبنانية والسورية لمعالجة هذه القضية".

وشكر الرئيس بري "المانيا على عنايتها ورعايتها للجالية اللبنانية في المانيا"، مشددا على "اهمية دور هذه الجالية التي ستشكل جسرا للتعاون بين البلدين".

ميركل

واكدت ميركل "التعاون البرلماني المشترك بين البلدين وتعزيز مساهمة المانيا في سيدر1 ومؤازرة لبنان لتطبيق توصيات المؤتمر".

وفد الجامعة الاميركية

واستقبل الرئيس بري بعد الظهر وفد الجامعة الاميركية في بيروت برئاسة رئيسها الدكتور فضلو خوري ووكيل الشؤون الاكاديمية الدكتور محمد حراجلي والمحامية رندى ابو سليمان وابراهيم خوري.

السفيرة الكندية

ومن زوار بري، السفيرة الكندية في لبنان ايمانويل لاموريه وعرض معها للتطورات الراهنة والعلاقات الثنائية.

واستقبل بري بعد الظهر الامين العام للمجلس الاعلى اللبناني السوري نصري خوري.

 

طاولة مستديرة اقتصادية لبنانية المانية في السراي الحريري: ملتزمون الإصلاحات ميركل: مصلحتنا المشتركة إيجاد حل سياسي في سوريا

الجمعة 22 حزيران 2018 /وطية - شارك الرئيس المكلف سعد الحريري والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل عند الثانية عشرة والنصف بعد ظهر اليوم، في اجتماع حول طاولة حوار مستديرة اقتصادية عقدت في السراي الحكومي، ضمت وزيري الاقتصاد رائد خوري والطاقة والمياه سيزار ابي خليل، حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، رئيس مجلس الإنماء والإعمار المهندس نبيل الجسر، الأمين العام للمجلس الأعلى للخصخصة زياد حايك، رئيسة المنطقة الاقتصادية الخاصة في مرفأ طرابلس الوزيرة السابقة ريا الحسن، مستشار الرئيس الحريري لشؤون النازحين الدكتور نديم المنلا، رئيس الهيئات الاقتصادية محمد شقير، رئيس جمعية المصارف جوزيف طربيه وممثلين عن عدد من الادارات اللبنانية ووفد القطاع الخاص المرافق للمستشارة ميركيل والذي يضم شركات مهتمة بقطاع الصناعات الثقيلة وتحديدا انتاج الطاقة والطاقات البديلة وادارة النفايات الصلبة وممثلين لكبرى الشركات الاستشارية الالمانية.

وتمت خلال الاجتماع مناقشة فرص الاستثمار والمشاريع المطروحة في لبنان، وقدم ابي خليل عرضا مفصلا لفرص الاستثمار في مجالات الطاقة، سواء لجهة الانتاج او النقل او التوزيع. ومن ناحيته قدم المنلا عرضا لرؤية الحكومة اللبنانية التي طرحتها خلال مؤتمر "سيدر" واهم بنودها، وبرنامج الانفاق الاستثماري وتوزيعه حسب القطاعات، وطرحا لادارة النفايات الصلبة في لبنان. وتحدثت الوزيرة السابقة الحسن عن اوضاع المنطقة الاقتصادية في طرابلس والحوافز القانونية والضريبية وفرص الاستثمار التي تقدمها. كما قدم الامين العام للمجلس الاعلى للخصخصة عرضا عن قانون الشراكة الذي اقره البرلمان اللبناني في ما يتعلق بالشراكة بين القطاعين العام والخاص والمشاريع التي يمكن ان تنفذ في اطار هذه الشراكة، وتلك التي تم اطلاقها أخيرا في مجالي النقل والاتصالات. كما تحدث الجسر عن المشاريع التي يحتاج اليها لبنان بالبنى التحتية في مختلف المناطق، وقدم شرحا وافيا عنها.

الحريري

وخلال الاجتماع، تحدث الحريري فقال: "حضرة المستشارة، ان زيارتكم للبنان في هذا الوقت الدقيق برفقة وفد تجاري مرموق هي شهادة على الأهمية التي توليها ألمانيا للبنان ولسلام المنطقة وازدهارها. كما تقدم هذه الزيارة فرصة ممتازة لتعزيز العلاقات الطويلة الأمد بين بلدينا وتشكيل تعاون جديد بين الشركات الألمانية واللبنانية.

على الرغم من ان منطقتنا تمر بأوقات عصيبة، غير أننا نعلم جميعا أن هذه الازمة ستنتهي وستسود مرحلة جديدة من الأمل والازدهار. لبنان، وخصوصا قطاعه الخاص في وضع جيد للاستفادة بشكل مباشر وغير مباشر من ذلك. في مؤتمر سيدر بباريس، وضعت الحكومة اللبنانية رؤيتها الرامية إلى نقل الاقتصاد اللبناني إلى مستوى جديد من النمو والتوظيف والتنمية. وقد رحب المجتمع الدولي، بما في ذلك ألمانيا، بهذه الرؤية ودعمها". وأضاف: "نحن في لبنان نعتقد أن ألمانيا يمكنها أن تلعب دورا مهما في تنفيذ هذه الرؤية. وتوفر الخطة المتعددة السنوات لإعادة تأهيل وتحديث بنيتنا التحتية المادية فرصا كبيرة للشركات الألمانية في قطاعات النقل والمياه ومياه الصرف الصحي والطاقة، كما تمت مناقشة الامر في وقت سابق هذا الصباح. ويمهد سن قانون الشراكة بين القطاعين العام والخاص الطريق لتنفيذ مجموعة واسعة من المشاريع من خلال طرق مختلفة للشراكة بين القطاعين العام والخاص، وقد أطلقنا في الشهر الماضي ثلاثة مشاريع رئيسية خاصة بالشراكة بين القطاعين في النقل والاتصالات. علاوة على ذلك، وكما سمعتم اليوم، فإن المنطقة الاقتصادية الخاصة في طرابلس، بموقعها وحوافزها وإطارها التنظيمي وبنيتها التحتية الحديثة، تجعل من لبنان منصة طبيعية لإعادة إعمار سوريا والعراق عندما تسمح الظروف السياسية بذلك.

في مؤتمر سيدر، التزمت الحكومة اللبنانية أيضا الشروع في مسار توحيد مالي بنسبة واحد في المئة سنويا خلال السنوات الخمس المقبلة، فضلا عن تنفيذ إصلاحات هيكلية وقطاعية مهمة لتحسين الحوكمة وتحديث مؤسساتنا وإجراءاتنا. إن الحكومة اللبنانية ملتزمة بشدة هذه الإصلاحات، وسأضمن شخصيا أن يحصل تنفيذها في الوقت المناسب. بالإضافة إلى ذلك، سأكون شخصيا حاضرا للتعامل مع أي تساؤلات قد تكون لدى الشركات الألمانية عند التفكير في فرصة استثمارية في لبنان". وختم: "المستقبل مشرق. مستقبل لبنان مشرق. مستقبل منطقتنا مشرق. دعونا نتعاون جميعا في إعادة بناء لبنان والمنطقة".

ميركل

ثم تحدثت ميركل فقالت: "لقد رسم مؤتمر "سيدر" القاعدة للقيام بالاستثمارات في لبنان. وبالأمس، خلال المحادثات السياسية التي قمنا بها، أشرنا إلى أنه بإمكان ألمانيا أن تشارك بالمشاريع، لكن على لبنان أن يقوم بالإصلاحات لكي يكون أكثر جذبا لهذه الاستثمارات. وبهذه الطريقة يمكن أن نحضر للاستثمار الألماني في بلدكم.

هناك بعض القطاعات التي يمكن لألمانيا أن تلعب دورا فيها وهي: النفايات الصلبة، وإدارة المياه والطاقة. وقد شرحتم لنا المشكلة التي تعانون منها على مستوى الطاقة، لكن هناك حقول قريبة من لبنان ومن الساحل اللبناني، ويمكن الاستفادة من كل ذلك".

وأضافت: "نحن نود أن نركز على أنابيب النفط، وكل ذلك مهم وأساسي من أجل استدامة البيئة. كما أنكم أخبرتمونا عن أهمية قطاع الطاقة في لبنان، وكم يتكلف لبنان على هذا المشروع. بالطبع الأسعار عالية، وهذا يقع على عاتق المواطنين. لذلك فإن توفير الطاقة 24 ساعة في اليوم سيشكل ازدهارا مهما إذا تم تحقيقه، وبذلك بامكانكم تخفيض نسبة العجز والدين الذي يتكبده لبنان. يجب تخفيض هذا الدين وأن يبقى الشعب في الوقت نفسه راضيا. لذلك لا بد من إصلاحات هيكلية في لبنان. أنا متأكدة أنكم قادرون على مواجهة هذه التحديات، وستكون ألمانيا بجانبكم".

وتابعت: "كذلك لديكم الكثير من المهام الأخرى التي تقومون بها، ولا سيما في مجال استضافة اللاجئين. وأنتم تبلون بلاء حسنا في هذا المجال، لذلك من مصلحتنا المشتركة أن نجد حلا سياسيا لكي يكون الوضع أفضل في سوريا، على الأقل لكي نجهز الشروط والبيئة التي يمكن من خلالها أن يعود السوريون إلى بلدهم. لذلك، نتمنى لكم الاستقرار، وألمانيا حاضرة وجاهزة لكي تساعدكم في هذا المجال".

وختمت: "اليوم قمتم بالكثير من التحضيرات، وقدمتم إلينا عدة مشاريع للتعاون في ما بيننا تمهيدا لتنفيذها. وفي ما يتعلق بالمنطقة الاقتصادية الحرة، فإنها مثيرة للاهتمام بالطبع، وقد تكون طرابلس نقطة بداية جيدة. لقد بنيتم مرفأ، وتعملون على توسعته. بالأمس قلت انه إذا كانت هناك الشروط شفافة وغير معقدة ، فسيكون ذلك جاذبا مهما بالنسبة للشركات الالمانية الصغيرة والمتوسطة الحجم للمجيئ الى لبنان والاستثمار".

مناقشات

ثم دار حوار بين الحريري وميركل والحضور تناول مختلف المواضيع التي طرحت.

وأبدى الجانب الالماني اهتماما كبيرا بقطاع الطاقة البديلة وبفرص الاستثمار في ادارة النفايات الصلبة وبمشاركة الشركات الالمانية الاستشارية في التحضير للمشاريع التي ستنفذ، كما تم خلال الاجتماع طرح فكرة اقامة فرع للغرف الالمانية في بيروت، ورحب شقير بالفكرة وقدم فورا موقعا لاقامة المشروع مجانا.

 

رعد: لم نطالب بالتسرع ولكن الإسراع ولحظ التوازنات لأخذ كل طرف دوره

الجمعة 22 حزيران 2018 /وطنية - النبطية - أمل رئيس "كتلة الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد، خلال رعايته حفل اختتام حملة المليون شجرة الثانية الذي أقيم في مدينة النبطية، "أن تتشكل الحكومة خلال هذا الشهر ولكن اذا استطالت عملية التأليف فربما يصعب في ما بعد التأليف السهل للحكومة الموعودة". وأضاف: "أننا قدمنا كل التسهيلات ولم نطلب مطلبا تعجيزيا على الإطلاق وأن الجميع اعترف بواقعية مطلبنا في الحكومة وأقر بذلك، لكن نجد أن الأمر لا يزال قيد المشاورات والمفاوضات والمواطنون يعيشون أزمتهم الحادة على المستوى الإقتصادي والمعيشي والأعمال في البلاد شبه معطلة بانتظار تشكيل الحكومة". واشار رعد الى أن اللبنانيين لا يستطيعون ان ينتظروا أشهرا لذلك يجب إنجاز تشكيل الحكومة، لم نطالب بالتسرع لكن طالبنا بالإسراع الذي يلحظ التوازنات الواقعية من أجل أن يأخذ كل طرف دوره في حماية وبناء البلد.

وختم رعد كلمته مؤكدا على أن "الإنتخابات النيابية كشفت عن أحجام القوى السياسية، ولا يجوز لأحد أن ينفخ في حجمه لكي يحتل مواقع غيره في الحكومة".

 

جعجع في مواجهة الضاهر: لم أعلم باتفاق بيع LBC

المدن - ميديا | الجمعة 22/06/2018 /وسط تدابير أمنية مشددة شهد قصر العدل في بيروت، اليوم الجمعة، جلسة مواجهة بين رئيس مجلس إدارة "إل بي سي"، بيار الضاهر، ورئيس حزب "القوات اللبنانية"، سمير جعجع، بحضور المحامي كريم بقرادوني، حيث عقدت القاضية فاطمة الجوني جلسة بحضور الجهات المتنازعة للاستماع إلى الشهود والأدلة حول قضية ملكية شاشة "إل بي سي" والبت في دعوى القوات ضد الضاهر، لتعود في نهايتها وتعلن عن إرجاء الجلسة إلى 8 تشرين الأول المقبل للمرافعة. بيار الضاهر الذي حضر اليوم إلى قصر العدل بهدف "توضيح الأمر وإنعاش ذاكرة رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع"، تمنّى ان تتوضح النقطة الاساسية المتعلقة بشهود "القوات" الذين اكدوا ان جعجع كان يعلم ببيع الـLBC  للـLBCI  العام 1992. فيما أفادت "إل بي سي" أن جعجع نفى في شهادته التي أدلى بها أمام القاضية جوني، علمه بالاتفاق الذي تحدث عنه الضاهر. وقالت "إل بي سي" إنه "كان بارزا حدوث تناقضات في شهادة جعجع، إذ هو عاد عن كلامه الذي قال فيه انه لم يعلم بوجود الـLBCI حتى العام 2006". واعتبر وكيل الضاهر أن الجلسة "كشفت أموراً مهمة في أقوال جعجع، وفي الأقوال التي تقدم بها كريم بقرادوني"، مشيراً إلى أنهم بصدد درس الأجوبة وتحضير المرافعة. واعتبر أن مجمل ما حصل في الجلسة يصبّ في صالح الـ"ال بي سي". وكانت القاضية الجوني قد أرجأت جلسة الاستماع في الدعوى المذكورة إلى اليوم، بعدما تخلّف جعجع عن حضور الجلسات السابقة، وكان قد طلب نقل الجلسة إلى معراب لأسباب أمنية، إلا أن الجوني رفضت هذا الأمر. وحضر جعجع اليوم وسط إجراءت أمنية مشددة منعت وسائل الاعلام من الدخول إلى داخل قصر العدل. وسبق أن أعلن النائب جورج عدوان، الذي حضر في الجلسة السابقة بالنيابة عن جعجع، أن عبّر عن أستغرابه من "الكلام عن قضية LBC كما لو كنا نتكلم عن شركة، في حين أن هذه المحطة هي للقضية، ولا يمكن لرئيس الحزب د.جعجع، بيعها، وبالتالي نحن نتحدث عن ظنين أساء الأمانة هو بيار الضاهر، بحسب القرار الظني"، لافتًا الى أن الظنين وعند إقتراب موعد الحكم، تتعب نفسيته ويخاف"، وتابع: "لا بد من أن تظهر الحقيقة والقناة لم تكن يومًا للبيع".

 

ماذا حصل في جلسة جعجع - الضاهر؟ أرجئت الجلسة في دعوى حزب القوات اللبنانية ضد الـLBCI الى 8 تشرين الاول للمرافعة.

وأفادت قناة الـ "LBCI" أن " رئيس حزب القوات سمير جعجع نفى في شهادته علمه بالاتفاق الذي تحدث عنه بيار الضاهر والذي وقع عام 1992 لبيع الـ LBC وتصبح LBCI. وأوضح جعجع في إفادته أن "محطة ال بي سي كانت وما زالت ملكا للقوات، التي سجلت المحطة باسم بيار الضاهر أسوة بكل وسائل الإعلام التابعة للحزب المسجلة صوريا بأسماء أشخاص". وأشار الى أن "القوات اللبنانية أبقت المحططة لسنوات طويلة بإسم الضاهر ولم تطالبه بالتنازل عن ملكيتها، بحكم العلاقة الوثيقة بينهما". وأضاف أنه "عام 2001، وفي فترات لاحقة، كان الضاهر يجمع مسؤولي الأمن في المحطة ويحضهم على السهر على أمن أل بي سي لأنها أمانة في أيديهم، الى حين خروج الدكتور جعجع من السجن واستعادتها ووضع يده عليها". ونفى أن "تكون الضغوط السياسية والأمنية التي تعرض لها وساهمت في دخوله السجن، سببا في تنازله عن المحطة أو بيعها للضاهر أو أي جهة أخرى، لأن المحطة باتت أهم مؤسسة إعلامية في لبنان وربما في العالم العربي". وقال: "عند دخولي السجن لم أفقد الأمل بالخروج من الاعتقال لأني كنت أعتقد أن مدة اعتقالي ستكون محدودة، وكأنها مجرد "فركة إذن"، لأني رفضت الدخول في حكومتين بعد الطائف. وفي العام 2006، عندما شعرت ببعض الإجراءات الملتبسة التي يقوم بها الضاهر، استدعيته وطلبت منه أن يتنازل عن ملكية المحطة لمصلحتي، فرفض وادعى ملكيته لها، عندها وجهت له ثلاثة إنذارات، ولما لم يستجب تقدمت القوات بدعوى ضده". وأوضح جعجع أن "الخلاف ليس ماليا أو تجاريا، لأن الـ"ال بي سي" أهم من المال بكثير، وهي تعني كل عنصر في "القوات" وكل محازب ومؤيد لها". وكشف أنه في العام 1993 تلقى اتصالا من الرئيس رفيق الحريري واجتمع به، وأن الأخير عرض عليه تأسيس شركة "هولدينغ" تضم المؤسسة اللبنانية للإرسال وتلفزيون "المستقبل" ليكونا شريكين في البث الفضائي، بعدما أوقفت الحكومة المؤسسات الأرضية عن البث الفضائي، لكن "القوات" اشترطت أن تملك الـ"ال بي سي" ثلثي الشركة، فرفض الحريري لكونه أراد أن تكون الشراكة مناصفة. وطلب وكيل جعجع النائب جورج عدوان من المحكمة ضم كتاب الرئيس الراحل الياس الهراوي المتضمن "شراء الدولة اللبنانية سلاحا من القوات اللبنانية بقيمة خمسة ملايين دولار بعد انتهاء الحرب".

بدوره أكد الضاهر خلال استجوابه أنه "اشترى موجودات محطة الـ ال بي سي في العام 1992 بقيمة 5 ملايين دولار، سددها على أقساط لحزب القوات"، موضحا أنه في العام 1994 دهم الجيش مبنى المحطة في جونية، ما إضطره الى الطلب من جعجع تأمين مبنى آخر لينقل البث اليه، فقام الأخير بتأمين المبنى الحالي في أدما، مشيرا الى أنه (الضاهر) دفع مبلغ 900 ألف دولار ثمن المبنى احتسب من قيمة الخمسة ملايين دولار". وأشار الضاهر الى أن "الخلاف مع جعجع سياسي على كيفية إدارة المحطة وليس خلافا ماليا، لأني كنت أريد أن تكون المحطة لكل اللبنانيين، لا أن تكون تابعة لحزب معين".

وبرر تفاوضه مع جعجع عام 2006 ليثبت أنه اشترى المحطة بموجب عقد بين الطرفين. ثم استمعت المحكمة الى الرئيس السابق لحزب الكتائب كريم بقرادوني بصفة شاهد. وأشار وكيل بيار الضاهر إلى أن "الجلسة كشفت امورا مهمة في أقوال جعجع وفي الاقوال التي تقدم بها الوزير السابق كريم بقرادوني ونحن بصدد درس الاجوبة وتحضير المرافعة". وعقدت الجلسة في قصر العدل في بيروت بدعوى LBCI بحضور جعجع وسط اجراءات أمنية مشددة، ورئيس مجلس ادارة المحطة بيار الضاهر. وسبق أن طلب جعجع نقل الجلسة إلى معراب لأسباب أمنية إلّا أن القاضي المنفرد الجزائي في بيروت فاطمة الجوني رفضت هذا الإجراء. وقدّم حزب القوات اللبنانية دعوى منذ 10 أعوام ضد رئيس مجلس ادارة LBCI بيار الضاهر بشأن ملكية المؤسسة.

 

عون دشن مقر بطريركية السريان الارثوذكس في العطشانة: سأسعى لحكومة تعكس رغبات الشعب والنزف في الشرق يجب أن يتوقف

الجمعة 22 حزيران 2018 /وطنية - شدد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، على ان "المشرق لطالما كان نموذجا للتعددية والتسامح الديني، وصار نموذجا فريدا للتفاعل الثقافي والغنى الروحي والمعرفي، ما يقتضي منا جميعا، وخصوصا المسيحيين والمسلمين، المحافظة عليه وحمايته في إطار احترام حرية المعتقد والرأي والتعبير وحق الاختلاف، ورفض التطرف الديني والقتل والتهجير باسم الدين والله". واكد الرئيس عون انه سيكون مدافعا "عن تجربة العيش المشترك والتوازن والاحترام المتبادل بين مكونات الشعب اللبناني، وسأسعى مع الجميع إلى ولادة حكومة تعكس رغبات هذا الشعب وتوازناته، وتوصل صورة مشرقة إلى العالم عن عزمنا الأكيد كمسؤولين سياسيين، على السير قدما في مشروع النهوض بالوطن والاصلاح والشفافية ومواجهة الفساد والمفسدين". ولفت الى ان "النزف البشري المسيحي في الشرق يجب أن يتوقف، وان السلطات السياسية والروحية مدعوة لاتخاذ ما يلزم من إجراءات لمنع تفريغ الأرض من أهلها"، مشيرا الى ان "أي مشروع يرمي الى خلق مجتمعات عنصرية تقوم على الآحادية الدينية أو العرقية، هو مشروع حرب لا تنتهي". مواقف رئيس الجمهورية اتت خلال تدشين المقر البطريركي الجديد للكنيسة السريانية الارثوذكسية في بلدة العطشانة - بكفيا، والذي سبقه قداس الهي احتفالي.

وصول رئيس الجمهورية

وكان الرئيس عون وصل الى بلدة العطشانة الساعة العاشرة صباحا، حيث اديت له المراسم وعزفت موسيقى الجيش لحن التعظيم ثم النشيد الوطني، وعرض ثلة من لواء الحرس الجمهوري. وكان في استقبال رئيس الجمهورية عند المدخل المطرانان جورج صليبا ودانيال كورية، وتوجهوا الى الكاتدرائية حيث تعالى التصفيق والهتاف فور دخول الرئيس عون اليها وقام بمصافحة الرسميين الحاضرين، ليبدأ بعدها القداس الالهي الذي ترأسه بطريرك انطاكيا وسائر المشرق والرئيس الاعلى للكنيسة السريانية الارثوذكسية في العالم البطريرك مار اغناطيوس افرام الثاني، وبابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية البابا تواضروس الثاني، وكاثوليكوس بيت كيليكيا للارمن الارثوذكس آرام الاول، وعاونهم عدد من المطارنة والكهنة من الطوائف الثلاث". وحضر القداس رؤساء الطوائف الكاثوليكية البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، بطريرك الروم الكاثوليك مار يوسف العبسي، بطريرك الارمن الكاثوليك غريغوريوس بطرس غبرويان، بطريرك السريان الكاثوليك مار اغناطيوس يوسف يونان، وبطريرك الروم الارثوذكس يوحنا اليازحي، ورئيس المجمع الانجيلي القس سليم صهيون، ورؤساء كنائس الكلدان والاشوريين واللاتين، والقائم بأعمال السفارة البابوية المونسنيور ايفان سانتوس، وكذلك حشد من مطارنة الطوائف المسيحية الارثوذكسية والكاثوليكية والمشرقية اتوا من مختلف ابرشيات العالم. كذلك حضر الرئيس امين الجميل، والنواب: ابراهيم كنعان، آغوب بقرادونيان، الياس بوصعب، ادي ابي اللمع، انطوان بانو، اسعد حردان وسفراء مصر وسوريا والمجر ورومانيا وارمينيا، والنائب السابق غسان مخيبر والمدير العام للجمارك بدري ضاهر، وقائمقام المتن مارلين حداد ورئيس الرابطة السريانية حبيب افرام، وحشد من رؤساء البلديات وابناء الطائفة السريانية، فيما خدمت القداس جوقة البطريركية.

عظة البطريرك افرام الثاني

وبعد الانجيل، والقى البطريرك مار اغناطيوس افرام الثاني العظة، فقال: "فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الاكرم، اصحاب القداسة والغبطة والنيافة والسيادة، ايها الحضور الاكارم يسعدني جدا ان ارحب بكم جميعا خلال هذا القداس الالهي الذي احتفلنا به بحسب طقس كنيستنا الانطاكية السريانية. وهذه هي المرة الاولى في تاريخنا المسيحي حيث يقوم رؤساء الكنائس الشرقية الارثوذكسية في الشرق الاوسط بالاحتفال بالقداس الالهي معا. اشكر الهنا الرحوم الذي منحنا هذه البركة العظيمة فاهلنا للاحتفال بهذا القداس الالهي".

اضاف: "كما يطيب لي ان اشكر فخامة رئيس الجمهورية على تكرمه بحضور هذا القداس الالهي ورعايته الكريمة لافتتاح مقرنا البطريركي الجديد. هذا الصرح الذي اعاننا الرب على تشييده من تبرعات المؤمنين ليكون مقرا لكنيستنا هنا في لبنان العزيز الذي احتضن ابناء كنيستنا السريانية الارثوذكسية منذ القرون الاولى وان كنا اليوم نوصف بالاقلية، ولكن لبنان باسمه السرياني الاصيل ليبنون اي قلب الله، سيظل في قلب كل سرياني اينما حل في هذا العالم، تماما كما سوريا الحبيبة التي اعطيناها اسمنا واحتضنت كرسينا الرسولي الانطاكي في انطاكية اولا ثم في اديرة ما بين النهرين وخاصة دير الزعفران في ماردين الى ان وصل الى ام الزنار في حمص فدمشق". وتابع: "لقد انشأنا هذا الصرح الذي يفتتح بعد قليل في هذه الايام العصيبة التي تمر بها بلادنا الحبيبة كرد على من عمل ويعمل على اضعاف وجودنا المسيحي، فسلط علينا الاعمال الارهابية والحروب العبثية التي عصفت ببلادنا، فأدت الى تهجير العدد الكبير من ابناء كنائسنا، وخصوصا من العراق العزيز وسوريا الحبيبة، موطن ابائنا واجدادنا الذي سكناه منذ بدء التاريخ وفيه اقمنا حضارتنا ومنه صدرنا مدنيتنا. والتاريخ شاهد على عظمة ابائنا الذين اقاموا المراكز الدينية المشعة بالروحانية المشرقية والمؤسسات العلمية اللامعة في مدن خالدة، امثال انطاكية ونصيبين والرها وقنشرين وغيرها الكثير. وما زال هذا التراث المشرقي الروحي يدرس في امهات الجامعات العالمية وفي نفس الوقت يغني كنائسنا المشرقية". وأكد ان "ما يمر به مشرقنا العزيز لن يثنينا عن عزمنا على مواصلة تقديم الشهادة الحية للمسيح وكذلك تقديم الخدمة الممكنة لابنائنا الروحيين، وكذلك لاخوتنا المسلمين الذين نتشارك معهم بمحبة هذه الارض. ولن نسمح للفتن والمؤامرات اللعينة التي تحاك لهذا المشرق من النيل من وحدتنا الوطنية. فالايادي الاثيمة التي امتدت الى كنائسنا واديرتنا وخطفت كهنتنا، وعلى رأسهم مطرانا حلب العزيزان بولس يازجي ويوحنا ابراهيم، ستشل بتأكيدنا على تعزيز اواصر المحبة بين ابناء الوطن الواحد، وبقوة ارادتنا على مسح آثار تلك الهمجية غير المسبوقة التي اتت على البشر كما الحجر. فنقول لمن يخطط ولمن يعمل على اقتلاعنا من جذورنا، ان ارادة البقاء عندنا هي اقوى من محاولتكم لاقتلاعنا".

واردف: "ايها الاحباء، ليلة البارحة وبمشاركة صاحبي القداسة، كرسنا كنيسة المقر البطريركي الجديد على اسم القديس العظيم مار سويريوس البطريرك الانطاكي الذي ارغم على ترك مقر كرسيه الرسولي، واصبح لاجئا في مصر، حيث قوبل بالترحيب والتقدير من قبل ابناء كنيسة الاسكندرية الشقيقة. واليوم، وبعد الف وخمسمئة عام من ضلال ذخائره المقدسة التي حملها معه صاحب القداسة الباب تواضروس الثاني، يعود هذا القديس العظيم الى كنيسته انطاكية، وبهذا لعلنا نوفيه بعضا من حقه الذي سلب منه بسبب الاضطهادات التي تعرض اليها من جهة، والاتهامات التي وجهت اليه جذافا من جهة اخرى".

وقال: "فخامة الرئيس، انه لمن دواعي افتخارنا ان تقوموا انتم بالذات برعاية هذا الحدث الهام، اذ انكم تحملون في قلبكم وعلى اكتافكم ومن هذا الوطن العزيز لبنان، هموم عموم مسيحيي المشرق حتى قبل انتخابكم رئيسا. ونحن نشد على اياديكم وندعم جهودكم في جعل لبنان مركزا للحوار الديني ومثالا للعيش المشترك. كما نصلي ان يوفقكم الله في تحقيق اهدافكم النبيلة في صون كرامة انساننا المشرقي، وحفظ بلادنا العزيزة لبنان وسوريا والعراق وسائر المشرق". وختم البطريرك افرام الثاني شاكرا "باسمي وباسم اصحاب النيافة مطارنة كنيستنا الاجلاء، للاخين العزيزين قداسة البابا تاوضروس الثاني بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، وقداسة آرام الاول كاثوليكوس الارمن لبيت كليكيا الكبير مع مطارنتهما الاجلاء الحاضرين لاشتراكهم معنا بالاحتفال بهذا القداس الالهي وبافتتاح مقرنا البطريركي الجديد. كما اتقدم من اخوتي اصحاب الغبطة مطارنة الكنائس المشرقيين ولفيف المطارنة والاحباء المسؤولين مدنيين وعسكريين بالشكر الجزيل لحضوركم معنا".

ازاحة الستار

وخلال القداس، رفعت صلاة خاصة على نية المطرانين المخطوفين في سوريا بولس يازجي ويوحنا ابراهيم، من اجل عودتهما سالمين. واثر انتهاء القداس، انتقل الرئيس عون والبطاركة والحضور الى المبنى الجديد للبطريركية، حيث ازاح الستار عن اللوحة التي كتب عليها باللغات السريانية والانكليزية والعربية: " لمجد لله تعالى، برعاية فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال عون، قداسة البطريرك مار اغناطيوس افرام الثاني بطريرك انطاكيا وسائر المشرق والرئيس الاعلى للكنيسة السريانية الارثوذكسية في العالم، افتتح هذا المقر البطريركي بمشاركة قداسة البابا تواضروس الثاني بطريرك الاقباط الارثوذكس، وقداسة الكاثوليكوس آرام الاول لبيت كيليكيا للارمن الارثوذكس.

العطشانة- لبنان، في 22 حزيران 2018".

كلمة في السجل

كما ازاح الرئيس عون الستار عن لوحة ثانية تؤرخ للمناسبة، وقطع الشريط وسط تصفيق الحضور ودخل الجميع الى المقر الجديد، ودون رئيس الجمهورية في السجل الذهبي الآتي: "على خطى الآباء والاجداد، نذر السريان انفسهم في هذا الشرق، على الرغم من غمار الصعاب واهوال المجازر، لخدمة الحكمة الالهية، فكانوا رسل القيامة، في لبنان وعالم الانتشار.

أنتم حاجة لبنان، وطن الرسالة، إلى الشهادة لحقيقة وجوده.

اليوم، اذ اشارككم، بطاركة واساقفة وآباء واخوة، فرحة تدشين المقر الجديد لبطريركية انطاكيا وسائر المشرق للسريان الارثوذكس في العالم، ارفع دعائي لتواصلوا مسيرة الامانة لرسالتكم.

فعلى اسمها، لكم جميعا تقدير العائلة اللبنانية".

رئيس الجمهورية

وبعد استراحة قصيرة في صالون المقر الجديد، القى رئيس الجمهورية كلمة، فقال: "أصحاب القداسة والنيافة والغبطة والسيادة، أيها الحضور الكريم. يسرني أن أكون حاضرا افتتاح مقر جديد لبطريركية أنطاكيا وسائر المشرق للكنيسة السريانية الأرثوذكسية، لما يحمل هذا الحدث من تشبث بالأرض والجذور وتثبيت للوجود والهوية، ومن حيث هو رد على كل محاولات تفريغ المشرق من بعض مكوناته، ورسالة واضحة لمن خطف المطرانين العزيزين يوحنا ابراهيم، إبن هذه الكنيسة وبولس اليازجي". اضاف الرئيس عون: "إن مسيحيي المشرق ليسوا بطارئين على هذه الأرض ولا هم جاليات غريبة فيها، ولا يمكن أن يسمحوا لأي ظرف أو أي معاناة أن تقتلعهم منها؛ فهم أهلها وناسها. من هنا انطلقت البشارة على خطى بولس والرسل، من هنا انطلقوا ليتلمذوا جميع الأمم، حاملين رسالة السيد المسيح من المشرق الى الكون. صحيح أن في التاريخ والحاضر جراحا كثيرة، ولكن فيهما أيضا حقبات مجيدة أعطت العالم ثقافة وفكرا وحضارة من أغنى الحضارات. نعم، لقد سالت الدماء غزيرة على هذه الأرض وقدم السريان مئات آلاف الشهداء ومثلهم قدم الأرمن ومسيحيو جبل لبنان، فمن المجازر الحميدية أيام السلطان عبد الحميد الثاني بين عامي1894 و 1896 التي سقط فيها أكثر من ثلاثمئة ألف شهيد، الى المذابح التي جرت خلال الحرب العالمية الأولى وتركت قرابة مليون ونصف مليون شهيد من السريان والأرمن والاشوريين والكلدان والتي أسماها السريان مذابح "سيفو"، يضاف إليهم شهداء المجاعة في لبنان، وصولا الى حرب الإرهاب الحالية والمستمرة منذ سنوات في المنطقة، والتي كان فيها المسيحيون ضحية للعنف الطائفي في حملة ممنهجة ومنظمة لاقتلاعهم من أوطانهم ومن جذورهم، وبشكل خاص في العراق وسوريا، بعد أن كانت قد سبقتهم فلسطين وسط صمت المجتمع الدولي، فاستشهد منهم من استشهد وخطف من خطف وشرد من شرد. أما معظم من تبقى فبدأ رحلة البحث عن وطن بديل، وهكذا فرغت مدن وقرى بكاملها من مسيحييها".

وتابع: "لكن، هذا النزف البشري يجب أن يتوقف، والسلطات السياسية والروحية مدعوة لاتخاذ ما يلزم من إجراءات لمنع تفريغ الأرض من أهلها، فلا مياه تنساب إذا جف النبع، وأي مشروع يرمي لخلق مجتمعات عنصرية تقوم على الآحادية الدينية أو العرقية هو مشروع حرب لا تنتهي".

واكد رئيس الجمهورية أن "المشرق هو مهد الفكر الديني، أعطى العالم الديانات الكونية وأوصلها لجميع الشعوب وجميع الأعراق. ولطالما كان نموذجا للتعددية والتسامح الديني، وقد عاش المشرقيون تنوعهم واغتنوا به وصار نموذجا فريدا للتفاعل الثقافي والغنى الروحي والمعرفي، يقتضي منا جميعا، وخصوصا المسيحيين والمسلمين، المحافظة عليه وحمايته في إطار احترام حرية المعتقد والرأي والتعبير وحق الاختلاف ورفض التطرف الديني والقتل والتهجير باسم الدين والله". واردف: "أيها الحضور الكريم، لقد درجت العادة على إطلاق تسمية أقليات على بعض الطوائف في لبنان ومنها السريان، ونتج عن ذلك حرمانها من بعض حقوقها السياسية كما من بعض الوظائف العامة. من الخطأ مقاربة الواقع اللبناني من منطلق أقليات وأكثريات، فهذه البلاد منذ فجر التاريخ كانت أرض تلاق لشعوب ومجموعات دينية تهرب من اضطهاد وتبحث عن ملاذ آمن، وكم من أكثرية باتت أقلية وبالعكس؛ في الحقيقة كلنا أقليات، تجمعنا المواطنة والهوية، وكلنا مكون أساس من مكونات الشعب اللبناني. لذلك كان سعيي الدائم منذ كنت رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" لكي يكون للسريان ولسائر المكونات الموضوعة في خانة الأقليات، حضورهم في السلطة وتمثيلهم الحقيقي في مجلس النواب، وسأستمر في هذا المسعى كي لا يبقى أي مكون من مكونات مجتمعنا يشعر بالغبن أو بأن حقوقه في الوطن لا تتساوى مع حقوق سواه". وقال: "علمتنا التجارب أن الشعور بالقوة أو بالاستقواء من قبل طرف، أو مذهب، أو حزب في لبنان، يخلق عاجلا أم آجلا عدم توازن واستقرار في الحياة السياسية، لا بل أحيانا اضطرابات أمنية. واضعا نصب عيني الوقوف من موقع مسؤوليتي، مدافعا عن تجربة العيش المشترك والتوازن والاحترام المتبادل بين مكونات هذا الشعب، وسأسعى مع الجميع إلى ولادة حكومة تعكس رغبات الشعب اللبناني وتوازناته، وتوصل صورة مشرقة إلى العالم عن عزمنا الأكيد كمسؤولين سياسيين، على السير قدما في مشروع النهوض بالوطن والاصلاح والشفافية ومواجهة الفساد والمفسدين".

وختم: "أيها الحضور الكريم، "أنت الصخرة يا بطرس وعلى هذه الصخرة أبني بيعتي وأبواب الجحيم لن تقوى عليها"... بهذه الكلمات أعلن السيد المسيح تأسيس الكنيسة، القائمة على صخرة الإيمان، الحاملة رسالة المحبة، المقاومة للباطل، المقاتلة من أجل شهادة الحق والحقيقة والمستمرة بالرجاء... هذه هي مصادر إشعاع المسيحية وسر قوتها وديمومتها، باقترابنا منها ننقل الجبال، وبابتعادنا عنها نضيع الطريق. وإن كنا ونحن تحت التراب نرقد على رجاء القيامة، فلسنا نحن من ستحبطه صعوبات أو ستثني عزيمته عراقيل ومعوقات. عشتم، عاشت الكنيسة المشرقية، عاش لبنان". بعد ذلك، ودع الرئيس عون البطاركة ورؤساء الطوائف والرسميين وغادر مودعا بمثل ما استقبل به من حفاوة وتكريم. يذكر ان المقر الجديد للبطريركية يضم كنيسة وجناحا بطريركيا وقاعة اجتماعات وصالونات ومكتبة ومتحفا للمخطوطات، اضافة الى غرف نوم للمطارنة.