المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 22 حزيران/2018

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/newselias18/arabic.june22.18.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة
عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

مَن أكرَمَ أَباه فإِنَّه يُكَفر خَطاياه ومَن عَظمَ أُمَّهَ فهو كَمُدَّخِرِ الكُنوز. مَن أَكرَمَ أَباه سر بِأَولادِه وفي يَومَ صَلاتِه يُستَجابُ لَه

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/اوهام ملالوية بانتصارات هي بالحقيقة هزائم مدوية

الياس بجاني/اضبضبوا وبلا بطولات وعنتريات

الياس بجاني/رابط مقالتي المنشورة اليوم في جريدة السياسة الكويتية

الياس بجاني/تناطح وسجالات أصحاب شركات الأحزاب اللبنانية الدونكيشوتية

 

عناوين الأخبار اللبنانية

بُطُون لا تشبع/ابو أرز/اتيان صقر

فيديو مقابلة من تلفزيون المر مع الكاتب والصحافي خيرالله خيرالله تتناول الوضع المستجد في اليمن بعد سقوط مطار الحديدة (معركة الحديدة في إطارها الأوسع) وكذلك مصير الدور الإيراني الحتمي خارج إيران الذي هو الهزيمة

معركة الحديدة في إطارها الأوسع/خيرالله خيرالله/العرب

حراس_القمم/هيا إلى الساحات!

المشنوق يلقي كرة جوازات السفر الإيرانية في ملعب الحريري

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الخميس في 21/6/2018

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الخميس في 21 حزيران 2018

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

نقلا عن " تقدير موقف"عدد 229

إسرائيل تنسج جبهة لـ «إخراج إيران من سورية» ومصادر أميركية تقول إن تل أبيب تحاول ضمان مصالح الجميع ... بشار والروس والأردنيون

المشنوق يتراجع عن إلغاء قرار الأمن العام بشأن جوازات الإيرانيين

السلاح المتفلت في لبنان يحتمي بمرجعيات سياسية

الوزير مروان شربل لـ {الشرق الأوسط} : القضية تتطلب إلقاء القبض على الرؤوس الكبيرة

نواب يحذّرون من تأخير تشكيل الحكومة اللبنانية

لبنان: محاولة انتحار كل ست ساعات وظاهرة تستدعي القلق و«لا تصل إلى حد الخطر»

اكرون يحرّك اتصالاته.. والوُجهة بيروت

عدم ختم جوازات سفر الإيرانيين لا مبرر شرعي له الاحرار: لتفعيل الخطة الأمنية التي كانت قد وضعت لمنطقة البقاع ولرفع الغطاء السياسي عن المرتكبين من قبل المرجعيات السياسية قولاً وفعلاً

الحريري يرفض "حكومة جبران": حزب الله بين أرسلان وجنبلاط

مياه لبنان ملوّثة: هل تُعلن حال الطوارئ؟

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

حمص الشمالي:إنتهاكات اتفاق "التسوية"

"مشايخ الكرامة"تتبنى الحياد.. و"النمر" في مطار خلخلة

درعا والقنيطرة: "غرفة مركزية" لتنسيق عمليات المعارضة

الترويجُ للحرب على غزة..وقبة حديدية للطائرات الورقية؟

إسرائيل تنسج جبهة لـ «إخراج إيران من سورية»/مصادر أميركية: تل أبيب تحاول ضمان مصالح الجميع ... بشار والروس والأردنيون

التحالف: تصفية مدير شبكة النفط والغاز في «داعش»

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

متى تنتهي المهلة الممنوحة للرئيس المكلف/طوني عيسى/جريدة الجمهورية

على أيّ «مخدّة» سينام البلد/نبيل هيثم/جريدة الجمهورية

النازحون واللّاجئون يُطفئون شمعة مئويّة لبنان الكبير/ألان سركيس/جريدة الجمهورية

حكومة الميليشيا السياسية/جوزف الهاشم/جريدة الجمهورية

معراب والمختارة... و«المصيبة» ثالثهما/ملاك عقيل/جريدة الجمهورية
اللبنانيون أيتامٌ لا أَبا لهم ولا أُمّ في "دولة نوح زعيتر"/لماذا تبدو الحكومة العتيدة أشبه باجتماع عائلات "العرّاب"/إيلي الحاج/نقلاً عن موقع مدى الصوت

بدأ الصيف الملفات تكبر أهمها أين الوعود بالسياحة/الهام فريحة/الأنوار

مسلسل «الهيبة»: حسن نصر الله وتيم الحسن/حسين شبكشي/الشرق الإوسط

عن حكومة «العهد» الأولى اللبنانية/حنا صالح/الشرق الإوسط

النكسة وكأس العالم/مكرم رباح/موقع رصيف 22

المباراة كانت بين الأمويين والساسانيين/حازم الأمين/الحرة

لعقوبات الأميركية الجديدة على إيران تشمل النفط/هدى الحسيني/الشرق الإوسط

معركة الحديدة.. اقرأ نصوص بومبيو/محمد قواص/العرب

جوع السوريين ودستور دي ميستورا في جنيف/سميرة المسالمة/الحياة

حروب الحدود السورية ... وترسيمها/وليد شقير/الحياة

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

عون كرم عائلة مصنفة اكثر انجابا وتسلم دراسة عن مرسوم ال 1994 وحيا آباء لبنان: لا ننسى من يمثلون دافعا لصون لبنان واعلاء رسالته

الحريري اجرى محادثات مع ميركل تناولت المستجدات في لبنان والمنطقة وتفعيل العلاقات والتبادل التجاري

الحريري تابع الشأن الحكومي مع الرياشي وأبو فاعور وفرنجية

الحريري غادر الى الاردن للمشاركة بحفل قران اخيه نور النعيمي

بري إستقبل نائب رئيس مجلس الشيوخ النيجيري

نديم الجميل مغردا: سنتابع اتهام السيد لقائد الجيش ومدير قوى الامن

السفير البابوي الجديد وصل إلى لبنان: البابا فرنسيس حملني كل بركاته لانقلها الى كل سكان ارض الارز

اجتماع لتكتل الجمهورية القوية برئاسة جعجع: المطلوب التعاون لتسريع تأليف الحكومة بدل التشكيك وتعميم مناخات سلبية

قائد الجيش في افتتاح ثكنة ومركز تدريب في عرسال: سنكون سندا لاهل البقاع لتحقيق الأمان الكامل

جنبلاط عرض وسفير ايران التطورات في لبنان والمنطقة

الراعي أطلع فوشيه على أجواء زيارته الى باريس قزي: كان أول من دق نفير الخطر حيال أعباء النزوح ومرسوم التجنيس

الراعي في لقاء الرؤساء العامين والرئيسات العامات: جوهر الحياة المكرسة هو عيش الاتحاد بالله والوحدة مع جميع الناس

فوشيه قلّد مطر وسام جوقة الشرف الفرنسية من رتبة كوماندور: مدافع شرس عن الفرانكوفونية مطر: كل تفكير بعزل الآخر مغالطة تاريخية

بخاري من حاصبيا: السعودية تدعم التواصل مع الجميع في لبنان

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية
مَن أكرَمَ أَباه فإِنَّه يُكَفر خَطاياه ومَن عَظمَ أُمَّهَ فهو كَمُدَّخِرِ الكُنوز. مَن أَكرَمَ أَباه سر بِأَولادِه وفي يَومَ صَلاتِه يُستَجابُ لَه

يوشع بن سيراخ/03/من01حتى31/"يا بَنِيَّ اسمَعوا لي أَنا أَبوكم واعمَلوا هكذا لِكَي تَخلُصوا فإن الرَبَ أَكرَمَ الأَبَ في أَولادِه وأًثبَتَ حَق الأمِّ على بَنيها. مَن أكرَمَ أَباه فإِنَّه يُكَفر خَطاياه ومَن عَظمَ أُمَّهَ فهو كَمُدَّخِرِ الكُنوز. مَن أَكرَمَ أَباه سر بِأَولادِه وفي يَومَ صَلاتِه يُستَجابُ لَه. مَن عَظَّمَ أَباه طالَت أيَامُه ومَن أَطاعَ الرَّبَّ أَراح أُمَّه. ويَخدُمُ والِدَيه كأنهما سَيِّدانِ لَه. في العَمَلِ والقَولِ أكْرِمْ أباكَ لِكَي تَنزِلَ عَلَيكَ البَرَكةُ مِنه. فانَّ بَرَكَةَ الأَبِ تُوَطِّدُ بُيوتَ البَنين ولَعنَةَ الأُمِّ تَقلعُ أُسُسَها. لا تَفتَخِرْ بهَوانِ أَبيكَ فإِنَّ هَوانَ أًبيكَ لَيسَ فَخراً لَكَ بل فَخرَ الإنْسانِ بِكَرامَةِ أَبيه ومَذلَةُ الأمِّ عارٌ لِلبَنين. يا بُنَىَّ، أَعِنْ أباكَ في شَيخوخَتِه ولا تحزِنْه في حَياتِه.  كُنْ مُسامِحاً وإن فَقَدَ رُشدَه ولا تُهِنْه وأَنتَ في كُل قوتكَ. فانَّ الإحسانَ إلى الأبِ لا يُنْسى وُيعوَضُ به عن خَطاياكَ. في يَومِ ضيقِكَ تُذكَر وكالجَليدِ في الصًّحْوِ تَذوب خَطاياكَ. مَن خَذَلَ أباه كانَ كالمُجَدّف ومَن أَغاظَ أمَّه فلَعنَةُ الرَّبً علَيه. يا بُنَيّ اقْضِ أَعْمالَكَ بِالوَداعة فيُحِبَّكَ الإنْسان المَرضِي عنه. إِزْدَد تَواضُعًا لما ازدَدتَ عَظَمَةً فتَنالَ حُظوَةً لَدى الرَّب. لأَنَّ قُدرَةَ الرَّبَ عَظيمة والمُتَواضِعونَ يُمجِّدونَه. لا تَطلُبْ ما يَتعَذَُّر عَليكَ ولا تَنظُرْ في ما يَتجاوَُز قُدرَتَكَ بل تأَمَل في ما أُمِرتَ بِه فلا حاجَةَ لَكَ إلى الأمورِ الخفِيَّة. ما جاوَزَ أَعْمالَكَ لا تُكثِرِ الاْهتمام بِه لأَنَّ ما كُشِفَ لَكَ يَفوقُ إِدْراكَ الإِنْسان فإِنّ كَثيرينَ قد أَضلَّهم تَأَمّلهم وزَلَّت أَفكاُرهم بِتَصَوّرِهمِ الفاسِد.  القَلبُ القاسي عاقِبتُه السوء والَّذي يُحِب الخَطَرَ يسقُطُ فيه.  القَلبُ القاسي يُثَقَّلُ بِالمَشَقَّات والخاطِئ يَزيدُ خَطيئَةً على خَطيئَة. داءُ المُتَكَبِّرِ لا دَواع لَه لأَنَّ نَباتَ الشّرِّ قد تأَصَّلَ فيه.  قَلْبُ العاقِلِ يتأَمَّلُ في المَثَل ومُنيةُ الحَكيمِ أُذُنٌ سامِعة. الماءُ يُطفِئ النَّارَ المُلتَهِبَة والصَّدَقَةُ تُكَفّرُ الخَطايا. مَن يُقابِلُ بالإِحْسانات يُفَكِّر ُفي ما هو بَعدَ ذلك وفي يَوِم سُقوطِه يَجِدُ سَنَدًا."

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

اوهام ملالوية بانتصارات هي بالحقيقة هزائم مدوية

الياس بجاني،21 حزيران/18

بالتوقف عند  منطق الانتصارات والفتوحات الوهمية الإيرانية يا ألف رضا ورحمة ع خزعبلات واحلام احمد سعيد الناصري والصحاف الصدامي. شي تعتير وبهدلة ع الآخر

 

اضبضبوا وبلا بطولات وعنتريات

الياس بجاني/20 حزيران/18

من يحكم أو يشارك في الحكم أو يمارس السياسة في ظل الإحتلال ويداهنه ويتغاضى عن احتلاله هو يفعل ذلك تحت مظلة المحتل وغب فرماناته.

 

الياس بجاني/في أسفل رابط مقالتي المنشورة اليوم في جريدة السياسة الكويتية

الياس بجاني/تناطح وسجالات أصحاب شركات الأحزاب اللبنانية الدونكيشوتية/20 حزيران/18/اضغط هنا أو على الرابط في أسفل لقراءة المقالة

http://al-seyassah.com/%D8%AA%D9%86%D8%A7%D8%B7%D8%AD-%D9%88%D8%B3%D8%AC%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AA-%D8%A3%D8%B5%D8%AD%D8%A7%D8%A8-%D8%B4%D8%B1%D9%83%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%AD%D8%B2%D8%A7%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%84/

 

تناطح وسجالات أصحاب شركات الأحزاب اللبنانية الدونكيشوتية

الياس بجاني/19 حزيران/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/65422/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%AA%D9%86%D8%A7%D8%B7%D8%AD-%D9%88%D8%B3%D8%AC%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AA-%D8%A3%D8%B5%D8%AD%D8%A7%D8%A8-%D8%B4%D8%B1%D9%83%D8%A7%D8%AA/

إن وقاحة ونرسيسية وجشع أصحاب شركات الأحزاب في لبنان قد وصلت إلى التحت الذي هو تحت ما التحت وأسفل بكثير.

باتوا يعلنون بفجور غير مسبوق وجهاراً ودون خجل أو وجل وبالعلن وبالصوت العالي والمدوي بأن خلافاتهم المعيبة والمزمنة والمهينة هي على تناتش الحصص.

خلافات نرسيسية وسجالات هي “تناطح” لا ينتهي على الهيمنة على المنافع ومواقع النفوذ.

تناطح سجالي تافه وسخيف هو ليس على كيفية استرداد السيادة المصادرة.

ولا على العمل لاستعادة الاستقلال المغيب.

ولا على طرق ووسائل المطالبة بتنفيذ القرارات الدولية ومنها القرارين 1559 و1701.

يتناحرون سجالاً وشتماً وردحاً كالديوك الهائجة ويتباهون بأحجامهم التمثيلية، فيما هم عملياً وواقعاً معاشاً على الأرض وفي عيون وتقدير كثر من المواطنين الشرفاء والأحرار هم أقزام “وصيصان” لا أكثر ولا أقل..

يدعون باطلاً تمثيل الناس، في حين هم باعوا الناس، والناس كفرت بهم.

يقولون باطلاً أنهم سياديون في حين هم فرطوا تجمع 14 آذار السيادي ونحروا ثورة الأرز، وداكشوا السيادة بالكراسي.

ينادون من على المنابر بالعفة في حين هم خانوا الأمانة والوكالة الشعبية، لينطبق عليهم القول المأثور، “يبشرون بالعفة وهم براء منها وهي كذلك.

يدعون الوطنية في حين هم باعوا الوطن.

يتغنون بدماء الشهداء في حين هم قفزوا فوق دماء هؤلاء الأبطال والأبرار.

ينافقون بمقاومة وهمية لقوى الاحتلال ورموزها في حين هم استسلموا خانعين لمشيئة ومخططات وأطماع هذه القوى ولأسيادها في الخارج.

ارتكبوا كل هذه وأكثر دون أن يرمش لهم جفن وعن سابق تصور مقابل مقاعد وزارية ونفوذ هامشي لا يقدم ولا يؤخر في الحسابات السيادية والاستقلالية.

شاردون وهم غالبية موصوفة وقد انسلخوا عن واقع الناس وأمسوا في غربة قاتلة عن كل ما هو وطن ووطنية وضمير ووجدان واحترام للذات.

هم في غربة عن لبنان الإنسان والسيادة والاستقلال والحقوق والدستور.

والأخطر، أنهم فاقدو إيمان وخائبو رجاء وواقعون في كل تجارب إبليس وأخواته.

يبقى أن هؤلاء القادة هم في حالة عقم وطنية وسيادية واستقلالية تماماً كالأرض ذات التربة غير الصالحة للزراعة والملعونة.

ربي نجي وطن الأرز من شرود وضياع هؤلاء القادة واحمي شعب لبنان من شرورهم والمكائد.

ومن عنده آذان صاغية فليسمع ويتعظ قبل فوات الأوان.

*عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

بُطُون لا تشبع

ابو أرز/اتيان صقر/21 حزيران/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/65474/%D8%A7%D8%A8%D9%88-%D8%A3%D8%B1%D8%B2-%D8%A8%D9%8F%D8%B7%D9%8F%D9%88%D9%86-%D9%84%D8%A7-%D8%AA%D8%B4%D8%A8%D8%B9

قصص الفساد في لبنان تشبه قصص الأفاعي تبدأ ولا تنتهي، وكلها تدور حول صفقات مشبوهة، وتلزيمات ملغومة وفواتير منفوخة، وهدرٍ متفلّت ونهب ٍ منظّم، وتُديرها مافيات محترفة حوّلت مؤسسات الدولة وإداراتها الى مغارة تعجّ باللصوص، أين منها مغارة علي بابا.

اما الأكثر ” إثارة ً ” في هذه المافيات المزدهرة باستمرار، فهي المليارات التي تُنفق سخيّة على العديد من الجمعيات الوهمية، وإحداها تدعى “جمعية تحسين نسل الجواد العربي”، وتتقاضى ٢٠٠ مليون دولار سنوياً.

ان الشعب الذي يدفع من جيبه وعرق جبينه كل هذه الأموال ، يريد ان يعرف، ومن حقه ان يعرف كل التفاصيل عن هذه الجمعية وغيرها من الجمعيات الوهمية، مع اسماء أصحابها ومكانها وطبيعة عملها، والانشطة التي تقوم بها “لخدمة مصلحة البلاد”، في مقابل الملايين التي تتقاضاها من خزينة الدولة المثقوبة بمديونية فاقت ال ٨٦ مليار دولار.

اننا نضع هذه المعلومة برسم وزير الدولة “لمعالجة شؤون الفساد “، وإذا لم يتحرّك كعادته فنضعها في عهدة القضاء المختص، وإلّا ففي عهدة الشعب على امل ان يستفيق من غيبوبته الطويلة التي أخمدت في نفسه روح الثورة والانتفاض على واقعه البالغ التعاسة.

عندما نرى نسبة البطالة عند الشباب اللبناني تصل الى حدود ال ٣٦ ٪؜ ، ونسبة الفقر عند الشعب ترتفع كل يوم مع ارتفاع أسعار السلع والمواد الغذائية، ونسبة العائلات المستورة التي لا نعرف كم ازدادت اعدادها، لانها تأبى الإفصاح عن عوزها امام لجان الإحصاء ضنّاً بكرامتها.

وعندما نرى بالمقابل حياة الإسراف الفاحش والبذخ الفاقع التي تعيشها الطبقة السياسية الحاكمة، والمافيات التي تدور في ملكها، وبوقاحة غير مسبوقة، وبخاصة حديثو النعمة من اصحاب الجيوب الوسيعة، والعيون الفارغة والبطون التي لا تشبع … نُدرك عندئذ ٍ كما هي عاهرة هذه الطبقة او معظمها، وكم هي مُلحّة ثورة الشعب عليها حالما يستعيد وعيه وقدرته على الغضب.

لبّيك لبنان

أبو أرز

في ٢١ حزيران ٢٠١٨

 

فيديو مقابلة من تلفزيون المر مع الكاتب والصحافي خيرالله خيرالله تتناول الوضع المستجد في اليمن بعد سقوط مطار الحديدة (معركة الحديدة في إطارها الأوسع) وكذلك مصير الدور الإيراني الحتمي خارج إيران الذي هو الهزيمة

http://eliasbejjaninews.com/archives/65485/%D9%81%D9%8A%D8%AF%D9%8A%D9%88-%D9%85%D9%82%D8%A7%D8%A8%D9%84%D8%A9-%D9%85%D9%86-%D8%AA%D9%84%D9%81%D8%B2%D9%8A%D9%88%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B1-%D9%85%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%A7%D8%AA%D8%A8-2/

اضغط هنا أو على الرابط في أسفل لمشاهدة مقابلة خير الله خيرالله

https://www.youtube.com/watch?v=L094UaeMzU0

 

معركة الحديدة في إطارها الأوسع

خيرالله خيرالله/العرب/22 حزيران/18

ما حصل في الحديدة ليس مجرد معركة عسكرية خطط لها بطريقة جيدة فحسب، بل هناك أيضا ما هو أبعد من ذلك بكثير. اليمن وساحله ليسا معزولين عن التهديدات التي تتعرّض لها شبه الجزيرة العربية ومنطقة الخليج كلها.

خطوة لاستعادة الحديدة والميناء الاستراتيجي

خلافا لرهانات إيران وأدواتها وأبواقها، ستتحرّر الحديدة من الحوثيين (أنصارالله). ليست سيطرة القوات التي تعمل تحت راية الشرعية على مطار المدينة سوى خطوة أخرى على طريق استعادة الحديدة والميناء الاستراتيجي على البحر الأحمر. هذا الميناء الذي يستميت الحوثيون في الدفاع عنه متجاهلين أنهم أصبحوا جسما غريبا، أينما حلّوا، حتى داخل صنعاء نفسها. يعود الفضل في وجودهم في صنعاء إلى ما يسمّى “قبائل الطوق” التي استثمروا فيها طويلا. هذه قبائل مستعدة لتغيير مواقفها عندما تجد ذلك مناسبا لها، خصوصا أنّها من النوع الذي يُمكن استئجاره وليس شراءه. متى ينتهي عقد الإيجار بين الحوثيين وهذه القبائل؟ كل شيء يعتمد على الأموال التي في حوزة “أنصارالله” أو الجهات التي تدعمهم هذه الأيّام. وهذا لا ينطبق على الجانب الإيراني وحده، بل على قوى عربية لديها حسابات تريد تصفيتها مع المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية تحديدا. تدعم هذه القوى هذه القبائل كي تبقى على ولائها للحوثيين، حتّى لو كان ذلك ولاء بالإيجار ليس إلّا!

مكّن هذا الاستثمار الناجح في قبائل الطوق الحوثيين من السيطرة على صنعاء في الواحد والعشرين من أيلول – سبتمبر 2014 بعدما رفض الرئيس الانتقالي عبدربّه منصور هادي سماع نصيحة علي عبدالله صالح التصدي لهم في محافظة عمران، أي قبل وصولهم إلى مشارف العاصمة.

دفع علي عبدالله صالح نفسه في مرحلة لاحقة، في الرابع من كانون الأوّل – ديسمبر2017 ثمن دخول الحوثيين صنعاء. واجههم بشجاعة نادرة مع مجموعة قليلة من حراسه بعدما اتخذوا قرارا باغتياله إثر استنفاد الغرض من التحالف الشكلي والموقت الذي أقاموه معه.

ليس هناك، في الوقت الراهن، من هو في عجلة من أمره في دخول مدينة الحديدة والميناء ما دام كلّ شيء يسير حسب الخطة المرسومة. تقضي الخطة المرسومة بتوجيه ضربات متتالية إلى المشروع الإيراني في اليمن، وصولا إلى محاصرته كليا تمهيدا لتوجيه الضربة القاضية في صنعاء.

تكمن أهمّية الحديدة في أنّ الميناء يؤمن لـ“أنصارالله” موارد مالية كبيرة، عن طريق الخوات والضرائب التي يفرضونها على كلّ ما يمرّ في الميناء ويأتي عبره. كذلك أن ميناء الحديدة الذي يستخدمه الحوثيون لتهديد الملاحة في البحر الأحمر، هو المكان الذي تأتي منه الأسلحة التي مصدرها إيران، بما في ذلك الصواريخ الباليستية التي تطلق في اتجاه الأراضي السعودية.

الأهمّ من ذلك كلّه، أن الحديدة هو آخر منفذ بحري أساسي للحوثيين. ستبقى لدى هؤلاء من دون شكّ بعض المنافذ الصغيرة التي تستطيع استقبال قوارب تنقل أسلحة خفيفة مهرّبة لا قيمة تذكر لها.

 ساعة الحسم تقترب، لكنها لن تكون غدا أو بعده. يستطيع المهاجمون الانتظار، خصوصا أن الطفل في اليمن يعرف أنّ الحديدة ليست بيئة حاضنة للحوثيين

كذلك، ستبقى لديهم طرق برّية لتمرير أسلحة خفيفة وذخائر، لكنّ لا شيء يعوّض خسارتهم الحديدة. فوق ذلك كله، تندرج استعادة الحديدة ضمن رؤية ذات طابع استراتيجي لمنظومة الأمن الإقليمي الذي يشمل ضفتي القرن الأفريقي، أي إثيوبيا وإريتريا والصومال أيضا.

 ليس سرّا أن من يعتقد أن الحديدة لن يستعاد، عليه أن يتذكر أنّ ميناء عدن كان في يد الحوثيين أيضا، كذلك ميناء المخا الذي يتحكّم بمضيق باب المندب. استعيد الميناءان، كما استعيد ميناء المكلا. هناك قوى جدّية تقاتل على الأرض، هي لواء العمالقة ومجموعات بقيادة هيثم قاسم طاهر، وزير الدفاع السابق. انضمت إلى هذه القوى مجموعات من “حراس الجمهورية” بقيادة العميد طارق محمّد عبدالله صالح ابن شقيق علي عبدالله صالح.

 يقاتل طارق محمد عبدالله صالح، على الرغم من وجود أخيه محمّد محمّد عبدالله صالح ونجله عفاش أسيريْن لدى الحوثيين. كذلك، لا يزال هؤلاء يحتجزون في صنعاء اثنين من أبناء علي عبدالله صالح هما صلاح ومدين وعددا من أفراد العائلة.

في النهاية، كان القرار القاضي بمنع سقوط اليمن في يد إيران قرارا جديا اتخذه التحالف العربي الذي شنّ “عاصفة الحزم” في آذار – مارس 2015. حققت “عاصفة الحزم” القسم الأكبر من أهدافها وستحقّق القسم الباقي قريبا، خصوصا إذا أمكن تفادي أخطاء ارتكبت بين حين وآخر.

 لا تقتصر هذه الأخطاء على قصف أهداف مدنية عن طريق الخطأ فحسب، بل على عدم فعالية ما يسمّى “الشرعية” أيضا. فالمستغرب أن التقدم العسكري الذي تحقّق على طول الساحل اليمني، والذي سيستكمل بتحرير الحديدة، لم يرافقه تقدّم برّي يذكر في اتجاه صنعاء انطلاقا من نهم ومأرب.

إضافة إلى ذلك، أن الوضع في تعز لا يزال يراوح مكانه منذ فترة طويلة. هل المشكلة في “الشرعية” التي على رأسها عبدربه منصور هادي فقط… أم هناك مشكلة في مكان آخر مرتبطة بحزب الإصلاح، أي بالإخوان المسلمين والحسابات الخاصة بهم وكيفية تحريك القوات التابعة لهؤلاء؟

في كلّ الأحوال لا يعني التريث في حسم معركة الحديدة أي ضعف لدى القوات التي تتولى أمر هذه المعركة. كلّ ما هناك أنّه توجد رغبة في التمهل والتريث تفاديا لسقوط خسائر كبيرة لدى المهاجمين وفي صفوف السكان المدنيين.

 ساعة الحسم تقترب، لكنها لن تكون غدا أو بعده. يستطيع المهاجمون الانتظار، خصوصا أن الطفل في اليمن يعرف أنّ الحديدة ليست بيئة حاضنة للحوثيين. لكنّ أهل الحديدة المعروفون بأنهم مسالمون لن يمارسوا أي مقاومة مسلحة في انتظار مزيد من التقدم للقوات التي تعمل تحت راية “الشرعية”.

إذا كانت “عاصفة الحزم” أظهرت شيئا، فهي أظهرت أن هناك قوى عربية مستعدة لخوض معركة طويلة في مواجهة الخطر الإيراني الذي يجسّده مشروع توسّعي من بين ضحاياه العراق وسوريا ولبنان.

سعى هذا المشروع إلى تدمير البحرين. إضافة إلى ذلك، أراد هذا المشروع التمدد في مصر أيّام كان محمد مرسي رئيسا، كما لم يعد خافيا أن المغرب وضع له حدّا نهائيا عندما وصل به الأمر بالقيمين على المشروع الإيراني إلى الدخول على خطّ المسّ بالسيادة على الصحراء المغربية.

ليست معركة الحديدة سوى خطوة أخرى مهمّة في طريق طويل اسمه التصدّي لمشروع يقوم على مبدأ تفتيت العالم العربي عن طريق إثارة الغرائز المذهبية. كان السؤال دائما هل من سيتصدى لهذا المشروع أم لا؟ الجواب نعم كبيرة يؤكدها ما يدور حاليا في الحديدة التي سيكون استعادة ميناءها ومطارها والمدينة نفسها نقطة تحوّل ليس على الصعيد اليمني فحسب، بل على الصعيد الإقليمي أيضا.

ما حصل في الحديدة ليس مجرد معركة عسكرية خطط لها بطريقة جيدة فحسب، بل هناك أيضا ما هو أبعد من ذلك بكثير. اليمن وساحله ليسا معزولين عن التهديدات التي تتعرّض لها شبه الجزيرة العربية ومنطقة الخليج كلّها، بما في ذلك منطقة القرن الأفريقي.

 وجد أخيرا بين العرب من يمتلك تلك النظرة الإستراتيجية التي تضع معركة الحديدة في إطار أوسع من اليمن ومعركة اليمن في إطارها الصحيح.

 

حراس_القمم/هيا إلى الساحات!

21 حزيران/18

بيان رقم ٣ للجنة المتابعة المنبثقة عن اعتصام أهالي تنورين

بعد أن قدَّمنا العديد من الحلول البديلة إلى مجلس بلدية تنّورين، وبعد أن أوضحنا الضرر البيئي والمخالفات القانونية للجهات المعنية، وبعد أن عرض العديد من رجالات البلدة تسديد قيمة العقد لصندوق البلدية! لمسنا بعض التجاوب من أعضاء المجلس البلدي ومن رئيسه، غير أننا فوجئنا يوم أمس بالبيان الصادر عن المديرية العامة للموارد المائية والكهربائية، بعد الإجتماع الذي ترأسه وزير الطاقة بحضور مدير عام الموارد المائية والكهربائية، ورؤساء بلديات تنورين والعاقورة وغيرهم. فوجئنا بالبيان الذي يؤكد على ضرورة السير بالمشروع الفضيحة!

ولما لمسنا أن الموضوع يتخطّى مجلس بلديّة تنّورين إلى جهاتٍ أخرى تُصِرُّ على كسر إرادة أهالي بلدتنا بالقوّة!

ندعوكم إلى الإعتصام السلمي الحضاريّ نهار السبت الواقع في ٢٣-٦-٢٠١٨ في باحة المجلس البلدي في تمام الساعة السادسة مساءً، لتشجيع أعضاء المجلس البلدي على رفض المشروع، وللتأكيد على أننا نقف يدًا واحدة في وجه كل من يحاول أن يتجاوز إرادتنا وإرادة مجلس بلديتنا!

كما نؤكد على اصرارنا على سحب الموضوع من التداول لأنه لا يقبل المساومة ويلزمه إجماع شعبي وبلدي غير موجود!

ونشدِّد على الطابع السلميّ الحضاريّ للإعتصام! فالكلمة سلاحنا! ونحن سلاح جردنا!

أدركونا في الجهاد! والسلام!

حراس_القمم

 

المشنوق يلقي كرة جوازات السفر الإيرانية في ملعب الحريري

العرب/22 حزيران/18/بيروت - تراجع وزير الداخلية والبلديات اللبناني نهاد المشنوق عن عزمه رفض الإجراء القاضي بعدم ختم جوازات سفر الإيرانيين الذين يدخلون لبنان. وقالت مصادر مطلعة إن مداولات داخلية لم يكشف النقاب عنها أفضت إلى عدم اتخاذ المشنوق أي قرار في هذا الشأن وإحالة هذه المسألة إلى رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري. وكان نهاد المشنوق قد اجتمع بالمدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، وتم التوصل إلى اتفاق لوقف السجال حول هذا الموضوع بانتظار التشاور مع الرئيس الحريري حول الأمر. وجاري العمل بقرار إعفاء الإيرانيين من ختم جوازاتهم في مطار بيروت، والاكتفاء بختم بطاقات للدخول، منذ عهد حكومة رئيس الوزراء اللبناني السابق نجيب ميقاتي (2011-2013). وأكدت بعض التسريبات قبل أيام أن وزير الداخلية اللبناني سيعمل على إلغاء الإجراء، واتباع الإجراءات الرسمية التي تحصل مع كافة المسافرين العاديين، وهي ختم جواز السفر عند دخول لبنان. ورأت مراجع سياسية أن تراجع المشنوق متعلق في جانب بسعيه إلى عدم التصادم مع حزب الله، خصوصا أنه لن يكون وزيرا للداخلية في الحكومة المقبلة لا بل لن يتولى أي حقيبة وزارية بعد الحريري فصل النيابة عن الوزارة في تيار المستقبل. وتضيف المراجع أن الجانب الآخر متعلق بعجز النظام السياسي اللبناني عن حسم قضية بهذا الحجم تتعلق بالعلاقة مع إيران، وحشر هذه الإشكالية ضمن ما اعتبره المشنوق “جزءا من الاشتباكات السياسية التي لا يحتاجها لبنان في هذه المرحلة”. ورغم دحض الأمن العام اللبناني وجود خلفية سياسية أو أمنية وراء عدم ختم جوازات الإيرانيين المسافرين عبر مطار بيروت، إلا أنّ الموضوع أثار جدلا واسعا في الأيام الأخيرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي. وكان المدير العام للأمن العام عباس إبراهيم صرح الإثنين أن “الختم على البطاقة المستقلة في المطار يتم العمل به منذ عشرات السنين ولا يقتصر على الإيرانيين”. وأضاف إبراهيم في تصريحات صحافية، أن التدبير الذي اتّخذه الأمن العام “طبيعي وعادي، ولا ينطوي على أي غايات أو نيّات مضمرة، علما أنه معتمَد في الكثير من الدول الخليجية والأوروبية منذ سنوات طويلة”. ولطالما واجه وزير الداخلية اللبناني نهاد المشنوق انتقادات بشأن العلاقة الملتبسة التي تربط بينه وبين حزب الله، حتى أن البعض اتهمه بالتواطؤ مع الحزب والتنسيق أمنيا مع وفيق صفا رئيس وحدة الارتباط والتنسيق في الحزب. وسبق أن لعب المشنوق دورا محوريا في إرساء سياسة ربط النزاع بين المستقبل وحزب الله، وترجم ذلك في الحوار الدوري بين الجانبين. واعتبرت مصادر معارضة لتيار المستقبل أن تراجع المشنوق يعود إلى خضوعه لضغوط مارسها الحزب لإقفال هذا الملف وتأجيل البت فيه. ونقل عن وزير الداخلية اللبناني تأكيده عدم وجود تعارض في الصلاحيات مع اللواء إبراهيم، مع العلم أن تصريحات سابقة له أقرت لمدير عام الأمن العام صلاحياته في مسألة التعامل مع جوازات الوافدين كما لوزير الداخلية صلاحيات في رفض ما يتخذه من إجراءات. ورأى مراقبون أن إحالة المسألة إلى الحريري “لاتخاذ القرار المناسب لمصالح لبنان” أبعدت السجال عن وزارة الداخلية ونقلته إلى مستويات أعلى ستشمل رئيس الجمهورية ميشال عون. وكان المشنوق قد أعلن بعد اجتماعه بإبراهيم أن الإجراءات قانونية وصحيحة، بما يعني أن القرار في هذا الملف يجب أن يكون سياسيا مرتبطا بالسياسة الخارجية للبلد. وكشفت بعض المعلومات أن مدير عام الأمن العام أطلع المشنوق على الكتاب الذي وجهه سفير لبنان في إيران لوزارة الخارجية يطلب فيه اعتماد هذا الإجراء المعمول به في الكثير من الدول لما لذلك من مصلحة في مضاعفة أعداد السياح الإيرانيين. إلا أن معلومات أخرى ذكرت أن بيروت تلقت من عواصم أجنبية تساؤلات حول هذه المسألة وتأثيرها على الشفافية التي يجب أن تتمتع بها سجلات منافذ الدخول إلى لبنان، خصوصا أن عدم ختم الجوازات يشوه السير الأمنية لطالبي التأشيرات من المواطنين الإيرانيين، ناهيك عن أن من يسميهم سفير لبنان في طهران سياحا معظمهم من العناصر الأمنية والعسكرية التي تمر إلى سوريا أو بلدان أخرى عن طريق بيروت ومطارها. وكانت صحيفة “واشنطن تايمز” كشفت عن كتاب السفير اللبناني في طهران وقالت إن السفارة اللبنانية هناك “أعلنت أنه من أجل تسهيل سفر الإيرانيين من وإلى لبنان، لن يتم ختم جوازات سفرهم في مطار بيروت خلال رحلتهم إلى إيران”. واعتبرت الصحيفة الأميركية أن حزب الله “يفسد” مطار رفيق الحريري الدولي، وقد سمح للحرس الثوري الإيراني بتحويل المطار كقاعدة لعملياته التي تشمل نقل أسلحة ومقاتلين إلى المواقع والبلدان التي يتواجد بها الحرس الثوري خاصة في سوريا.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الخميس في 21/6/2018

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

ألمح رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري الى أنه قد يقدم الى رئيس الجمهورية غدا تشكيلته الوزارية، مؤكدا أنه فتح "التوربو".

وقالت أوساط سياسية إن تشكيل الحكومة يعد أكبر عنصر داعم لنجاح الموسم السياحي هذا الصيف. وتحدثت هذه الاوساط عن أن أولى مهمات الحكومة الجديدة تنفيذ الخطة الأمنية في البقاع وإعطاء ضوء أخضر للمجلس الأعلى للدفاع للقيام بالاشراف على التنفيذ.

واليوم وغدا محادثات في لبنان للمستشارة الألمانية إنجيلا ميركل حول الدعم المطلوب لتخفيف أعباء النازحين السوريين. وفي معلومات متوافرة ان ميركل أبدت استعداد بلادها للمشاركة في ترسيم الحدود البرية والبحرية في الجنوب اللبناني.

وفي المعلومات ايضا ان ميركل وعدت بمساعدة لبنان في تقوية الجيش بمعدات ومد يد العون في إغاثة النازحين السوريين.

ميركل التي تعقد غدا مؤتمرا صحافيا مشتركا مع الرئيس الحريري أجرت مباحثات مهمة مع رئيس الجمهورية.

* مقدمة نشرة أخبار "المستقبل"

رسم الرئيس المكلف سعد الحريري مسار تأليف حكومته الجديدة، كاشفا انه حين تكون التشكيلة جاهزة سيلتقي رئيس الجمهورية وربما يكون ذلك غدا، وأكد ان لا عقد خارجية بل هناك عقد داخلية قابلة للحل.

الرئيس الحريري وفور عودته من اجازة عائلية، إلتقى مجموعة من ممثلي القوى السياسية، وقال ردا على سؤال إنه ذهب إلى السعودية، وهم حريصون على إنجاز الحكومة الأمس قبل اليوم، وأي كلام خلاف ذلك هو غير صحيح.

الرئيس المكلف اجرى مساء مع المستشارة الالمانية انجيلا ميركل محادثات في السراي الكبير، تناولت آخر المستجدات في لبنان والمنطقة وسبل تفعيل العلاقات الثنائية بين البلدين في مختلف المجالات، لا سيما على الصعيد الاقتصادي والتبادل التجاري.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ال بي سي"

حركة اميركية في المنطقة لم تتبلور اهدافها بعد، الرئيس الاميركي دونالد ترامب يستقبل العاهل الاردني الاثنين المقبل ويأتي هذا اللقاء بعد الاضطرابات التي شهدها الاردن ثم زيارة مستشار الرئيس ترامب وصهره جارد كوشنر المملكة. ويذكر في هذا الاطار ان كوشنر التقى ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان وهو اليوم في القاهرة وقد التقى الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، اين لبنان من كل ما يجري؟

لولا زيارة المستشارة الالمانية انجيلا ميركل بيروت عصر اليوم اتية من عمان، لكان لبنان بقي غارقا في سراديب تأليف الحكومة التي لم يعرف حتى الان سبيل الخروج منها، ميركل سيكون لها يومان من المباحثات في بيروت فبعد اللقاء هذا المساء بالرئيس الحريري حوار غدا في السراي الحكومية بمشاركة وفد رجال الاعمال الالمان الذين يرافقونها وبينهم رؤساء مجالس ادارة كبريات الشركات الالمانية. اما عن الجانب اللبناني فرئيس حكومة تصريف الأعمال لم يزر السرايا منذ استقالة الحكومة وتحولها الى حكومة تصريف اعمال، عملية تأليف الحكومة تعيش على جرعات التسريبات، وكل تسريبة تنسف تسريبة، ما يجعل العملية خاضعة لتجاذبات لم تستقر عند صيغة مقبولة من الجميع.

في الانتظار الانظار الى البقاع حيث دولة العشائر لا تهاب الدولة وهذا ما بدا واضحا من خلال المواجهات التي استعملت فيها الاسلحة الخفيفة والمتوسطة والحديث عن هجومات واقتحامات وكمائن وكأن هذه المنطقة من لبنان لا تتبع الدولة اللبنانية الا على الخريطة، في سياق الملف عينه يغادر قائد الجيش لبنان الى واشنطن بعد غد السبت، ما يعني ان اي اجراء حاسم في البقاع لن يكون الا بعد عودته من زيارة العمل الى العاصمة الاميركية.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ام تي في"

ردا على المشككين أعلن الرئيس الحريري انه ادار التوربو تعجيلا للتأليف مذكرا بأنه لا يزال ضمن الوقت المريح قياسا الى الزمن الذي يستغرقه الحمل الحكومي عادة، واذا صدقت التطمينات التي اعطاها الحريري عن عدم صحة المعلومات التي تحدثت عن عقد صعبة تعترض عملية التشكيل فإن اللبنانيين يمكن ان يتوقعوا ولادة الحكومة العتيدة في وقت قريب، وكان الرئيس الحريري استقبل تباعا الافرقاء الذين تراودهم الشكوك حول مآل التأليف كما يشككون بأن هناك من يستهدف حصصهم واحجامهم في الحكومة المقبلة، رئيس المردة سليمان فرنجية فالوزراء الاملي والقواتي والاشتراكي، على حسب خليل ملحم رياشي ووائل ابو فاعور في وقت زار النائب اكرم شهيب معراب.

في الاثناء، الحرب العشائرية الدائرة في البقاع قد تكون الاخيرة، فبحسب معلومات عسكرية ان الجيش يعد حملة امنية كبيرة اشبه بعملية فجر الجرود لاستئصال الزعران والخارجين عن القانون، وردا على التطاول على الجيش في هذه القضية ذكر مصدر بقاعي مطلع بأن النائب جميل السيد العارف بالعملية التي تحضر يحاول استبقاها لوضع نفسه في مقدمة المشهد وقذفها شعبيا، في هذه الاجواء وصلت انجيلا مركل بيروت على رأس وفد من الرسميين ورجال الاعمال والغاية من زيارتها البحث الجدي عن حل لأزمة النازحين انطلاقا من عنصرين مترابطين، المساعدة المادية للتخفيف من عبء النزوح، العمل على تأمين عودة آمنة ونهائية للنازحين بما يصون امن لبنان والمانيا وأوروبا.

* مقدمة نشرة أخبار "الجديد"

مفتول عضلات مزودا ببطاقة عسكرية يعنف امرأتين على مرأى شارع مكتظ قيل إنه في برج حمود حرب داحس والغبراء دارت في مضارب آل الجمل وآل جعفر في البقاع الشمالي ومن العصفورية الحدودية توارى نوح وراء الجبل فمن سهل مروره بشهادة نائب المنطقة إيهاب حمادة؟ وهو المطلوب رقْم واحد إلا أن ظهوره في أوج الحملات كان تحصيل حاصل انتخابي الأمن الفالت على غاربه عند حدود رسمت بالغطاء السياسي وظللت ببطاقات أمنية لم تحجب سحبها أجواء التفاؤل التي خيمت فوق سماء السرايا الزرقاء إذ من خليج الزيتونة ارتفع منسوب التفاؤل لدى الرئيس المكلف سعد الحريري ومن مؤتمر إنماء بيروت رد عبر الجديد على اتهامات رئيس مجلس النواب له "بالتطنيش" والتمهل وقال "أنا مش مطنش" ويحق لي بإجارة والآن "فاتحين التوربو" لكي نشكل حكومة بأسرع وقت ممكن أنا لا أتمهل ولكن لا أعرف لماذا نريد أن نستعجل الأمورهناك بعض العقد وبالحوار والوقت نحلها الحريري نفى وجود عقد خارجية في إشارة إلى السعودية لكنه أكد أن العقد داخلية قابلة للحل ولا شيء مستحيلواضاف لا أحد يحاصر أحدا ولا أحد يضع فيتو على أحد وكل من يذهب إلى مفاوضات يضع سقفا عاليا وختم الحريري أنا على ثقة بأن الجميع متعاون وعلى هذا التعاون شهد بيت الوسط اليوم جوجلة استشارات شملت القوات والمردة والاشتراكي وفي حاصل التأليف فمن المفضل أن يختار الحريري أقصر الطرق ويسلك خطا عسكريا يوصله مباشرة إلى عين التينة حلالة العقد الرئيس المكلف الذي ضرب موعدا غدا مع رئيس الجمهورية وضع أوزار التأليف جانبا واستقبل المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل النازحة إلى بيروت على ملف يثقل كاهل لبنان ميركل القادمة من الأردن حيث منحتْه قرضا غير مشروط بقيمة مئة مليون دولار لتسهيل ما سمْه تنفيذ الإصلاحات ماذا تحمل في جعبتها من عروض ؟ ستطرحها على بساط اللاجئين في جولة الساعات الأربع والعشرين تتنقل خلالها بين السرايا وعين التينة وبعبدا بينها ندوة تضمها والحريري إلى رجال الأعمال اللبنانيين والألمان.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ان بي ان"

رمى رئيس مجلس النواب نبيه بري حجرا في مياه التأليف الحكومي الراكدة مع الإقتراب من سقف الشهر الأول على التكليف.

ولفت الرئيس بري إلى أن المهلة المفتوحة أمام التشكيل تكشف عن ثغر حقيقية في الدستور ويقول: لسوء الحظ إذا حكينا يصبح الموضوع طائفيا وإذا لم نحك تصبح مهلة التأليف بلا حدود ولا قيود عليها ولا نعود متى تصبح هناك حكومة.

كلام رئيس المجلس حفز الرئيس المكلف على إعادة الزخم إلى عملية التشكيل بعد عودته إلى لبنان لا سيما أنه أكد ألا عقد خارجية بل هي داخلية مشددا على أن كل الأمور قابلة للحل.

الحريري استهل مشاوراته في بيت الوسط من الفكرة العامة التي قدمها سابقا حول شكل الحكومة حصرا والتي يصر على ضرورة ألا تتجاوز الثلاثين وزيرا.

وفيما ينشغل لبنان الرسمي خلال الساعات المقبلة بزيارة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل التي وصلت إلى بيروت تبقى الأنظار بقاعا حيث شهدت مدينة بعلبك وضواحيها إجراءات أمنية غير تقليدية ينفذها الجيش اللبناني فهل انطلقت فعلا الخطة الأمنية غداة الصرخة المدوية التي أطلقها الرئيس بري إنتصارا للبقاع أمنا وأمانا وتنمية.

* مقدمة نشرة أخبار ال "او تي في"

عاد رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري إلى بيروت، وعادت معه الحرارة إلى خط المشاورات لتأليف الحكومة.

الحريري الذي استفاق على سؤال الرئيس نبيه بري له عن "التطنيش" على التأخير في التشكيل، نفي وجود عقبات خارجية، وتحدث عن عقد داخلية قابلة للحل، وقال: "هلق فاتحين توربو"، وكشف أنه قد يحمل تشكيلة إلى قصر بعبدا غدا.

أما عن لقائه الباريسي بالوزير جبران باسيل، في ضوء ما سرب حوله من معطيات نفتها مصادر الطرفين، فقال: هو يقول إنه كان إيجابيا، وأنا أقول كذلك.

وتزامنا مع العودة الحريرية، وصلت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إلى لبنان، في زيارة بعنوانين رئيسيين: النزوح السوري، والدعم الاقتصادي.

* مقدمة نشرة أخبار "المنار"

على مدارج مطار الحديدة حطت الهزيمة الموثقة لقوى العدوان المتعدد الجنسيات على اليمن ..

تحت عدسات الكاميرات وفي مرمى صواريخ الجيش اليمني واللجان تطايرت آليات الغزاة وفر جنودهم تاركين خيبتهم وكذب اعلامهم..

مطار الحديدة استحال مقبرة للقوات الغازية قال المتحدث باسم انصار الله محمد عبد السلام، والمعركة ليست مطارا او ميناء او مقرا كما قال، فحيثما وجدوا ستلاحقهم نيران اليمنيين العاقدين العزم على تحرير بلادهم من كل احتلال..

آليات العدوان الاميركي السعودي وهي تتطاير وتعصف فيها النيران رسمت مشهدا جديدا في الميدان، وحتى يكتمل هذا المشهد فان خسائرهم البشرية والمعنوية باتت ثقيلة عليهم في الميزان العسكري والشعبي ..

في الموازين اللبنانية لا وجود لبشائر حكومية، وان كان مرصد الرئيس نبيه بري قد وثق تطنيشا من الرئيس المكلف تجاه التأليف، فان الرئيس الحريري ارجع القضية الى عقد داخلية لا خارجية، مشيرا الى ان الامور قابلة للحل وانه يتشاور مع كل الافرقاء السياسيين..

وعلى مدارج السياسة اللبنانية حطت اليوم المستشارة الالمانية انجيلا ميركل في زيارة استثنائية حملتها الى المنطقة المتخمة بالملفات الملتهبة، اما ما يعنيها من لبنان، فهو ملف اللاجئين الذي يحمل له الاوروبيون كل اهتمام..ملف مع اعترافهم بخطورته على الواقع اللبناني الاقتصادي والاجتماعي، فان محركهم تجاهه سياسي لا انساني، والاساس حماية انفسهم من تبعات هجرة جديدة نحو اوروبا..

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الخميس في 21 حزيران 2018

النهار

علم من مصادر "المستقبل" أن الرئيس الحريري متمسّك بحقيبة شؤون المرأة وسيُسمّي سيدة لتولّي المنصب.

لوحظ أن اعلانات بيع محال تجاريّة كثرت في الآونة الاخيرة.

شكا مواطنون من موظف في المالية يعرض عليهم شققاً في بنايات مسجّلة باسم زوجته.

لم تصدر بيانات مشجّعة للخليجيّين لقضاء الصيف في لبنان كما كان متوقّعاً بعد الانتخابات النيابيّة.

الجمهورية

تردّد أن وزيراً لحقيبة سيادية تراجع عن موقفه بعدما لوّح باتخاذ إجراء أمني إداري بعد إبلاغه أن هذا الأمر سيطرح إشكالية كبيرة.

لاحظت أوساط سياسية أن العقدة الدرزية في الحكومة ستحل لصالح جنبلاط فيما لن يكون الممثّل الوحيد للسنّة في الحكومة العتيدة من تيار المستقبل.

لدى سؤال أحد النواب عن مخاوف أمنية فيما لو تأخرت ولادة الحكومة فكان جوابه: "أنظروا ما يحصل في البقاع وكل شيء مترابط في لبنان".

البناء

أكد مصدر سياسي متابع أنّ على الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري أن يثبت خلال أيام معدودة، أنّ ما يُقال عن خضوعه لضغوط خارجية غير صحيح، وأنه هو مَن يشكل الحكومة بالتعاون فقط مع رئيس الجمهورية والأفرقاء السياسيين في الداخل، لا سيما أنّ الجميع يؤكدون أنّ العقد الداخلية قابلة للحلحلة إذا قام الحريري بالاتصالات اللازمة مع الكتل النيابية كافة...

تحدثت مصادر يمنية عسكرية عن دور رئيسي لعبه مسلحون تابعون لفصائل من الجماعات المعارضة السورية في الهجوم الذي شنّه التحالف السعودي الإماراتي على مدينة الحُديدة، وقالت المصادر إنّ أكثر من مئة من القتلى والجرحى الذين سقطوا في الحُديدة كانوا من هذه الفصائل وفقاً لاعترافات عدد من الجرحى وأنّ فصيل "جيش الإسلام" يشكل الفصيل الأبرز الذي كان مشاركاً في هذه المعارك حيث استقدم إلى الجبهة أكثر من ألف من عناصره الذين غادروا الغوطة نحو الحدود التركية...

اللواء

تجزم مصادر مقرّبة من قطب وسطي أن التسوية السابقة انتهت، وأنه لا بدّ من إنتاج تسوية جديدة.

تتوقع مصادر في تيّار سياسي حدوث تغييرات جذرية، تكون بمثابة انقلاب تنظيمي، بعد مراجعة دقيقة للأداء قبل الانتخابات وخلالها.

قالت مصادر قيادية في حزب مسيحي ان "جرح" مرحلة سابقة لم يلتئم بعد مع جهة سياسية نافذة.

المستقبل

يقال إن وجهاء في منطقة البقاع الشمالي يحمّلون "حزب الله" مسؤولية مباشرة في تفلّت الوضع الأمني في منطقتهم نتيجة دوره في تسهيل حصول الخارجين عن القانون على كميات كبيرة من الأسلحة الثقيلة والمتوسطة عبر الحدود السورية - اللبنانية.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

نقلا عن " تقدير موقف"عدد 229

21 حزيران/18

في السياسة

تحطّ اليوم في بيروت قادمة من عمَّان المستشارة الألمانية أنجلا مركيل!

تدور المحادثات حول النازحين السوريين!

تريد المسؤولة الألمانية من خلال جولتها إبلاغ الراي العام الألماني العريض انها تبذل كل الجهود كي تمنع قدوم مزيد من النازحين في اتجاه اوروبا وبالتحديد في اتجاه ألمانيا!

يريد المسؤولون اللبنانيون التأكيد على عدم قدرة لبنان في تحمّل مزيد من الأعباء نتيجة وجود النازحين على أرضنا..

سيحصل الجانبان على ما يريده في الإعلام وأمام الرأي العام البناني والألماني!

هذا مع العلم أن هناك تقاطعاً لبنانياً- ألمانياً حول المسألة. وهو أن كلا الجانبين لا يعاني فقط من ضغط النزوح إليه وما يسببه من مشكلات، بل يجد من واجبه أو ينبغي أن يشعر أن من واجبه مراعاة البعد الانساني الذي يتعلّق بالضمانات الانسانية.

ولنتذكر أن عدم مراعاة الناحية الانسانية في لبنان دفعت البعض إلى افتعال مشكلة مع الأمم المتحدة!

…لكن سيبقى الوضع على ما هو عليه!!!

لا ألمانيا صاحبة تأثير في حل المأساة السورية،

ولا لبنان قادر على حلّ أزمته بالتمنيات فقط!

ذلك أن قرار لبنان السياسي ليس في لبنان!

قرار لبنان السياسي في يد من يقاتل في سوريا!

رسالة "تقدير موقف" الى مركيل

ضرورة زيارة بئر العبد!

القرار هناك بجناحيه السياسي والعسكري!!

عندها يمكن أن يتكامل المطلب اللبناني مع المطلب الاوروبي بدل من أن يكون كل طرف في مواجهة الآخر!

 

إسرائيل تنسج جبهة لـ «إخراج إيران من سورية» ومصادر أميركية تقول إن تل أبيب تحاول ضمان مصالح الجميع ... بشار والروس والأردنيون

جريدة الراي/واشنطن - من حسين عبدالحسين/21 حزيران/18      

فيما تغرق واشنطن في قضية فصل أطفال اللاجئين عبر الحدود الجنوبية عن أهاليهم، تتابع بعض الدوائر الأميركية تطورات الحرب التي تقودها إسرائيل لإخراج إيران من سورية، والتي وصلت ذروتها مع توسيع الدولة العبرية مسرح عملياتها بتوجيه مقاتلاتها ضربة لمعسكر تابع لميليشيات «الحشد الشعبي» العراقية الموالية لإيران على الحدود السورية - العراقية، ليل الأحد الماضي. وقالت المصادر الأميركية إن إسرائيل حصلت على معلومات استخباراتية مفادها أن ضباطاً في «الحرس الثوري» الإيراني يستخدمون المعسكر كمحطة وصل لتزويد قواتهم في الجنوب السوري بالعتاد والتقنيات العسكرية.

رسالة تل أبيب لطهران، حسب المصادر الأميركية، هي أن «مسرح دفاع إسرائيل عن نفسها لا يقتصر على المناطق السورية المحاذية للشمال الاسرائيلي، بل يشمل أي رقعة في المنطقة حتى لو كانت داخل إيران نفسها». ويأتي التصعيد الإسرائيلي ضد ايران في وقت كثّفت تل أبيب من حركتها الديبلوماسية الهادفة إلى إنشاء جبهة دولية قوامها روسيا وحلفاء روسيا السوريون، والأردن، على أن تقوم هذه الجبهة بمجهود مشترك لـ«إخراج إيران بالكامل من سورية». 

وإذ لفتت إلى زيارة رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إلى الأردن، قبل أيام، حيث التقى الملك عبدالله الثاني في لقاء هو الأول من نوعه بينهما منذ 2014، أوضحت المصادر أن تل أبيب تسعى لتأمين مصالح المشاركين معها في «الجبهة» التي تسعى لإقامتها داخل سورية.

 بالنسبة لموسكو، التي زارها سراً مستشار الأمن القومي الاسرائيلي مائير بن سبت والتقى فيها نظيره نيكولاي بتروشوف، تسعى إسرائيل للمساهمة في حماية مصالحها في سورية، حتى لو اقتضى ذلك بقاء الرئيس السوري بشار الأسد في الحكم، شرط أن يفترق الأخير عن إيران والميليشيات الموالية لها. لكن التقارير المتواترة إلى واشنطن تشير إلى شبه استحالة انفصال الأسد عن إيران، حتى لو أراد ذلك، وهو ما دفع روسيا إلى دفع رجلها العقيد سهيل الحسن، الملقب بـ«النمر»، إلى الواجهة، كبديل عن الرئيس السوري.

وفي هذا السياق، رصد المراقبون في واشنطن أن كل الوحدات التي انتشرت في محافظتيْ السويداء ودرعا السوريتين الجنوبيتين، استعداداً لاقتحام المناطق التي تسيطر عليها فصائل معارضة للأسد، هي وحدات تابعة للنمر.

كما رصدت التقارير، السرية والعلنية، تولي رجال النمر القيادة في بعض الوحدات العسكرية التي كانت تابعة للنظام في الجنوب. 

أما بالنسبة للأردن، فتقول المصادر الاميركية إن عمّان تخشى أن تجد نفسها على تماس مع «الحرس الثوري» الإيراني على حدودها الشمالية، وتذكّر بأن «حزب الله» اللبناني حاول في الماضي إقامة خلايا داخل الأردن بهدف إنشاء مجموعات في الضفة الغربية، لكن الاستخبارات الاردنية فكّكت هذه الخلايا وألقت القبض على أفرادها، قبل أن تستعيد حكومة لبنان المعتقلين التابعين للحزب.

وتخلص المصادر إلى أن إسرائيل تسعى لإقامة جبهة تضم كل الأطراف التي لها مصلحة في إخراج إيران والميليشيات الموالية لها من سورية، مشيرة إلى أنه في الماضي، كان يمكن للأسد، ووالده الرئيس الراحل حافظ الأسد، الإمساك بزمام الأمور وضبط الوضع الأمني في سورية ولبنان، بما في ذلك «حزب الله»، وهو ما جعل بقاء النظام مصلحة اسرائيلية. لكن الأسد الابن، وفقاً للمصادر الأميركية، لا يبدو أنه قادر على السيطرة على إيران وحلفائها، بل يبدو أنه صار تحت رحمتها، وهو ما يجبر تل أبيب على التعامل مع الوضع بشكل عسكري مباشر، والتنسيق مع الروس والأردنيين للتوصل الى صيغة بديلة للدور الذي لعبه الأسد الأب على مدى العقود الماضية.

 

المشنوق يتراجع عن إلغاء قرار الأمن العام بشأن جوازات الإيرانيين

بيروت: «الشرق الأوسط/21 حزيران/18»/انتهى الاجتماع الذي عقد بين وزير الداخلية اللبناني نهاد المشنوق والمدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم إلى نزع فتيل أزمة كانت محتملة حول موضوع دخول الإيرانيين إلى لبنان من دون ختم جوازات سفرهم. وقال المشنوق إنه سيتم التشاور بشأن القرار مع رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، بعدما كان المشنوق سرب معلومات عن عزمه إلغاء القرار فور عودته إلى لبنان أمس. وجاء كلام المشنوق بعد لقائه إبراهيم حيث كان أيضا مرسوم التجنيس حاضرا على طاولة البحث. وقال المشنوق: «اتفقنا على متابعة التشاور مع رئيس الحكومة في موضوع الأختام على جوازات سفر الإيرانيين لاتخاذ القرار المناسب وإنهاء الجدل»، مؤكدا عدم وجود خلاف على الصلاحيات مع مدير الأمن العام. وفي موضوع مرسوم التجنيس، قال المشنوق: «الكلام عن دفع مبالغ مالية فيما خص مرسوم التجنيس كلام فارغ وغير صحيح وبعض الأشخاص مكسب للبنان، وإعطاؤهم الجنسية يسهّل الاستثمار في البلد». من جهته، قال إبراهيم بعد اللقاء: «كل شيء جيّد»، معلنا أنه سيقوم نهاية الأسبوع بإرسال نسخة لرئيس الجمهورية عن التقرير في مرسوم التجنيس وأسماء الشخصيات المدرجة.

 

السلاح المتفلت في لبنان يحتمي بمرجعيات سياسية

الوزير مروان شربل لـ {الشرق الأوسط} : القضية تتطلب إلقاء القبض على الرؤوس الكبيرة

سناء الجاك: «الشرق الأوسط/21 حزيران/18/»

يقول وزير الداخلية السابق العميد المتقاعد مروان شربل لـ«الشرق الأوسط» إن «القضاء على فوضى السلاح في لبنان يتطلب إلقاء القبض على الرؤوس الكبيرة». ويؤكد لـ«الشرق الأوسط» أنها «ليست محمية. وإذا كانت محمية يجب رفع الحماية، لأن مصلحة الأحزاب والقوى السياسية أن يعم الاستقرار المقرون بمشاريع الإنماء. ويجب على الدولة أن تحسم أمرها وتباشر خطة تقضي على مسألة فوضى السلاح وتحد منه بالتعاون مع جميع اللبنانيين».

ويشير شربل إلى أن «السلاح خارج الدولة موجود في لبنان منذ عام 1860. كان يقترن بالأحداث الفردية والأحداث الأمنية، وصولاً إلى السلاح الفلسطيني وسلاح الميليشيات في الحرب الأهلية. وبعد استشهاد الرئيس رفيق الحريري والانقسام الحاد الذي حصل واتهام أفرقاء بأنهم نفذوا الاغتيال، ارتفعت المتاريس بين اللبنانيين، ومع الحرب السورية وإرهاب (داعش) و(جبهة النصرة)، تسلّح الجميع. والدولة لم تستطع وقف التسلح».

وحيال هذا الواقع، تبدو الدولة اللبنانية عاجزة عن مصادرة السلاح المتفلت الذي تجاوز وظيفته كـ«زينة للرجال» سعياً إلى حماية ذاتية، ولم يعد يقتصر دوره على الأخذ بالثأر أو التباهي في الأفراح والمآتم، ليصير جزءاً من عدة الشغل بغية تسهيل كل الأعمال غير الشرعية التي تبدأ بالتهريب عبر الحدود ومروراً بتجارة المخدرات وسرقة السيارات وفرض الخوات، ولا تنتهي بفرض نفوذ عشيرة أو جماعة وتحقيق توازن رعب في جيوب أمنية خارجة عن سيطرة الدولة.

وكانت بورصة الموت بالسلاح المتفلت قد ارتفعت خلال عطلة عيد الفطر، ففي إحدى البلدات البقاعية أدت عملية ثأر إلى جريمة ذهب ضحيتها قتلى وجرحى ربما لا علاقة لهم بموضع الثأر أساساً.

وتقول صاحبة مبادرة «ما تنسونا» الإعلامية زينة باسيل شمعون لـ«الشرق الأوسط» إن «العدد الفعلي للأبرياء الذين يُقتلون برصاص متفلت بسبب إشكال تافه أو برصاص طائش غير متوفر. والقوى الأمنية المختصة تتجنب إعطاء معلومات شفافة حتى لا تظهر فشلها أو تتهم بأنها تضع المسؤولية على أي جهة سياسية». وباسيل شمعون أطلقت مبادرة «ما تنسونا» بعد مقتل الشاب روي حاموش في يوليو (تموز) 2017 على يد مسلحين، فقد شعرت بأن الحاجة ملحَّة للقيام بعمل يحد من معاناة الأهالي بحيث لا يتحول التجول على الطرق إلى مغامرة قد تنتهي بالموت مع تفلت السلاح. وتضيف: «عندما أجرينا أبحاثاً متواضعة في هذا الملف تبين لنا أن المجرمين إما هربوا أو تم الإفراج عنهم بعد فترة توقيف بسيطة أو تُنفَّذ بحقهم عقوبات لا تتجاوز السنوات الثلاث، كما حصل في إحدى الحالات، وعندما استأنفت العائلة الحكم تم تهريب القاتل إلى سوريا».

وتشير شمعون إلى أنها ليست متفائلة بتحقيق ما تصبو إليه، فالعلة في القضاء والأمن والملاحقة الفعلية للمجرمين. كما أن أهالي الضحايا يتملكهم اليأس من تحقيق العدالة.

إلا أن الصورة الأوضح عن فوضى السلاح عكستها الأحداث الأمنية التي شهدتها عطلة الفطر بين عشيرتي آل جعفر وآل الجمل، وذلك على خلفية سرقة سيارة لمسؤول في «حزب الله» ومحاولة استرجاعها بالقوة، فاندلعت معارك أدّت إلى وقوع قتلى وجرحى وأنذرت بتمدد القتال، ما استوجب اجتماع نواب من المنطقة في منزل أحد وجهاء عشيرة آل جعفر لإقناعه بـ«الحد من سقوط الشهداء»، على ما بيّنه فيديو بثته نشرات الأخبار لنائب «حزب الله» حسين الحاج حسن، لم يتطرق فيه إلى الدولة ومؤسساتها ودورها وسلطتها وفعل السرقة أو فعل القتل، بل اكتفى بمناشدة آل جعفر التعقل والقبول بتسوية وطي القضية في غياب أي إجراءات قانونية بحق المرتكبين. لكن أهالي بعلبك - الهرمل يائسون من قدرة الدولة على إنهاء الفلتان الأمني وإيجاد الحلول الجذرية لمسلسل الرعب الدائر في المنطقة. والسبب كما يقول مسؤول أمني متقاعد لـ«الشرق الأوسط» يعود إلى أن «قوى الأمر الواقع ترفض مصادرة الأسلحة المتوسطة أو الخفيفة لدى جماعات تحميها وتحتمي بها في بؤرٍ أمنية ساخنة، هدفها ضبط السلاح للتخفيف من نقمة المواطنين في تلك المناطق، أي ترشيد السلاح غير الشرعي الذي تستخدمه جماعات لحماية ساحتها ومنع الجماعات الأخرى بمن فيها الدولة من الاعتداء على هذه الساحة.

 

نواب يحذّرون من تأخير تشكيل الحكومة اللبنانية

الشرق الأوسط/21 حزيران/18

تباينت المواقف النيابية حيال موضوع تشكيل الحكومة، ففي حين توقع البعض ظهور مؤشرات إيجابية خلال الأيام القليلة المقبلة، حذّر آخرون من مغبة التأخير في تشكيل الحكومة لأن الوضع لا يحتمل مزيدا من المماطلة نتيجة الوضع الاقتصادي الصعب. ورأى عضو تكتل «لبنان القوي» النائب سليم عون، أن «الحكومة ليست بعيدة، وهناك حلحلة ومؤشرات إيجابية ستظهر خلال الأيام العشرة المقبلة». ونفى التوصل إلى اتفاق على عدد الحقائب بين «التيار الوطني الحر» و«القوات اللبنانية»، عادّاً أن «هذه أول حكومة تتأمن فيها المشاركة الحقيقية الفعلية للمسيحيين». ودافع عون عن حصة رئيس الجمهورية في الحكومة، وقال: «من مهمة الرئيس المكلف توزيع الحصص بما يراه مناسبا، ويضع تشكيلته أمام رئيس الجمهورية الذي يعطي رأيه بها». وأشار إلى أنه «يعمل على تركيبة حكومية ترضي الجميع. التيار ليست له مصلحة في إخراج (القوات اللبنانية) من الحكومة».

من جهته، أكد عضو كتلة حزب «البعث» النائب قاسم هاشم أن «لا تصور نهائياً للحكومة بعد، وما يعلن يبقى في إطار المواقف»، ورأى أن «التأخر في ولادة الحكومة نتيجة الواقع السياسي وتمسك بعض القوى بسياسة التفرد ومحاولة التحكم بمسار التأليف لحسابات خاصة، بعيدا عن المناخ الحقيقي الذي استجد بعد الانتخابات والذي يفرض تأليف حكومة وحدة وطنية جامعة وشاملة، بالإضافة إلى التأثر بما يجري بمحيط لبنان؛ حيث قد تكون هناك رهانات للبعض على التطورات الخارجية». وحذر هاشم من «مغبة التأخير في تشكيل الحكومة، لأن الوضع الحالي لا يحتمل مزيدا من المماطلة نتيجة الوضع الاقتصادي المتهرئ». أما النائب فيصل كرامي، وهو نائب سنّي من فريق «8 آذار»، فرفض ما سماها «سياسة التفرد والهيمنة والحصرية». ودعا إلى «عدالة التمثيل، حيث لا يمكن تجاوز المجموعة التي تمثل أكثر من ثلث المكون السياسي (النواب السنّة العشرة من خارج تيار المستقبل)». وقال كرامي: «نحن نمثل تكتلا نيابيا واسعا (التكتل الوطني، الذي يضم كتلة كرامي مع كتلة تيار المردة والنائبين فريد الخازن ومصطفى الحسيني) من كل الطوائف وكل المذاهب وكل المناطق، فإذا كانت حكومة وحدة وطنية فيجب أن تشمل هذا التكتل، وإذا لم تكن حكومة وحدة وطنية، أي حكومة أقلية وأكثرية، فللبحث صلة». وأضاف كرامي: «طرابلس لن تستبعد من الحكومة ولا من أي مركز، طرابلس لن تكون مكسر عصا بعد اليوم، عليهم أن يروا أن الأمور تغيرت إلى غير رجعة، وإن شاء الله الخير لقدام، ونحن ما زلنا نمد اليد للجميع من أجل مصلحة لبنان»، لافتاً إلى أن «لبنان الآن يواجه مخاطر اقتصادية وإقليمية، وأنا لا أفهم لماذا هذه المماطلة في تأليف الحكومة والبحث الجدي في تأليف الحكومة بغض النظر عن شكلها، وعند عودة رئيس الحكومة وبدء الاستشارات التي تأخرت فعليا من دون مسببات حقيقية، يبنى على الشيء مقتضاه».

 

لبنان: محاولة انتحار كل ست ساعات وظاهرة تستدعي القلق و«لا تصل إلى حد الخطر»

بيروت: كارولين عاكوم/«الشرق الأوسط/21 حزيران/18/لا يكاد يمر يومان أو ثلاثة في لبنان من دون الكشف عن حالة انتحار واحدة وقد ترتفع إلى حالتين أو أكثر. الانطباع العام كما بعض الأرقام المعلن عنها توحي بأن هناك ظاهرة تنتشر بين الشباب اللبناني تخفي خلفها حالات اكتئاب لا تنفصل بحسب المتخصصين عن الوضع الاجتماعي والاقتصادي المتردي، لكن في الوقت عينه يرى هؤلاء أن التدقيق في هذه النسبة لا يعكس خطراً من دون أن يعني ذلك إهمال هذا الأمر والتنبه لأسبابه والتوعية لعدم تفاقم الوضع. في الأسبوع الأخير، أُعلِن عن أكثر من أربع حالات انتحار في مناطق لبنانية عدة، بينما الإحصاءات الموثقة بحسب السلطات اللبنانية، تشير إلى أنه وإلى شهر مايو (أيار) سُجِّلت مائة حالة في وقت كان عدد الحالات في العام الماضي كله 143 حالة وفي عام 2016 كان 128، وفي عام 2015 وصل إلى 138، وفي عام 2014 وصل إلى 144. انطلاقاً من هذه الأرقام يجمع كل من الدكتور إيلي كرم مدير جمعية «إدراك» (مركز الأبحاث وتطوير العلاج التطبيقي) وميا عطوي، الاختصاصية في علم النفس وأحد مؤسسي جمعية «embrace» للتوعية حول الأمراض النفسية، على أن الوضع في لبنان ليس في مرحلة خطرة، خصوصاً أن النسبة تُقدَّر بنحو اثنين في المائة من إجمالي عدد السكان في وقت قد تصل في دول أخرى إلى 15 في المائة. وتشير عطوي إلى أن الانتحار تحوّل إلى هاجس أساسي للصحّة العامة في لبنان، لافتة إلى أن إحصائيات قوى الأمن الداخلي تشير إلى حالة انتحار كل يومين ونصف يوم في لبنان، ومحاولة انتحار كل ستّ ساعات، وتقول لـ«الشرق الأوسط» إنه بالنظر إلى الأرقام والاتصالات التي ترد إلى الجمعية التي خصصت رقم هاتف ساخناً للمساعدة، فإن هناك ارتفاعاً في عدد الحالات التي يُبلّغ عنها ما يستدعي القلق والتأكيد على زيادة التوعية، موضحة أنه ومنذ شهر سبتمبر (أيلول) حتى شهر فبراير (شباط) الماضي تلقت الجمعية مائتي اتصال من قبل أشخاص يبلغون عن آخرين يعانون من حالات معينة ومؤشرات قد تدل على أنهم قد يقدمون على الانتحار، بينما سجل بين شهر فبراير وشهر مايو نحو 400 اتصال. في المقابل، يرى كرم في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أنه «لغاية الآن وبعد خمسة أشهر من السنة الحالية لا يمكن الحسم بأن هذه النسبة ارتفعت، بحيث علينا الانتظار حتى نهاية العام لمعرفة الأرقام النهائية ليُبنى على الشيء مقتضاه»، مؤكداً كذلك على أنه إذا استمر الوضع على ما هو عليه يعني أنه في نهاية 2018 قد يصل عدد حالات الانتحار إلى 250، وعندها يمكن الحسم بأن هناك تزايداً في هذه الظاهرة، في وقت يقدر فيه المعدل العالمي بـ150 حالة لكل مليون شخص، وبالتالي يبقى المعدل في لبنان منخفضاً. وانطلاقاً من العوامل الاجتماعية التي يعيش فيها اللبناني كما بعض الدول العربية، يرجّح كل من كرم وعطوي أن ارتفاع هذه الأرقام المعلنة يرتبط بزيادة التوعية في السنوات الأخيرة لدى الناس إضافة إلى الإعلان عن الحالات بعدما كان يتم التعامل معها على أنها حالات وفاة عادية، كما تلعب وسائل التواصل الاجتماعي دوراً في إلقاء الضوء بشكل أكبر على هذا النوع من الوفيات. مع العلم بأنه في المرحلة الأخيرة وبعد تزايد الإعلان عن الانتحار قام ناشطون لبنانيون بطريقة عفوية بالإعلان عن مبادرات فردية لمساعدة الأشخاص الذين يعانون من مشكلات نفسية واكتئاب قد يؤدي بهم إلى إنهاء حياتهم. هذا الدعم العائلي والمعنوي والاجتماعي، يلعب دوراً أساسيّاً في تخطي المريض النفسي مشكلته، وقد ينجح في أحيان كثيرة في إنقاذ الشباب والفتاة، خصوصاً أن أعراضها لا تظهر على المريض بنسبة 70 في المائة بحسب كرم.

وهو ما تشير إليه عطوي، مشددة على أن الخط الساخن الذي خصصته «embrace» هو لتقديم هذا الدعم، وذلك عبر المساندة المعنوية وتقييم مخاطر الانتحار لدى المريض ليتم بناء عليه توجيهه والتواصل مع عائلته أو إرساله إلى المستشفى للعلاج.

ولا تختلف الأسباب التي يعاني منها المنتحرون في لبنان عن تلك التي يقدم عليها أمثالهم في دول أخرى، لا سيما العربية منها، بحسب كل من كرم وعطوي. وهي تتركز بشكل أساسي على الأمراض النفسية والاكتئاب والعوامل الاجتماعية والاقتصادية المتردية إضافة إلى عوامل وراثية.

ويلفت كرم إلى أن الانتحار يشكّل السبب الثاني عالمياً لموت لشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و25 عاماً، بينما تشكّل حوادث السير السبب الأول للوفاة.

 

ماكرون يحرّك اتصالاته.. والوُجهة بيروت

"الأنباء الكويتية" - 21 حزيران 2018/أفادت معلومات، لـ"الأنباء"، أنّ الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون استبق وصول المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الى بيروت بالتواصل هاتفياً مع مراجع لبنانية يلفتها الى دقة الاوضاع في جنوب سوريا، وضرورة تقدير انعكاسات ما قد يستجد على الاوضاع في لبنان، فيما لو استمر وضعه الداخلي اقل تماسكا مما يجب.

 

عدم ختم جوازات سفر الإيرانيين لا مبرر شرعي له الاحرار: لتفعيل الخطة الأمنية التي كانت قد وضعت لمنطقة البقاع ولرفع الغطاء السياسي عن المرتكبين من قبل المرجعيات السياسية قولاً وفعلاً

احرارنيوز - 2018-06-21 /طالب حزب الوطنيين الاحرار بوضع حد للمراوحة على صعيد تشكيل الحكومة معتبرا ان الظروف الداخلية والخارجية تقضي الإسراع وعدم إضاعة الوقت كما اهاب الاحرار خلال اجتماعه الاسبوعي برئاسة رئبسه الاستاذ دوري شمعون وحضور الاعضاء برئيس الحكومة المكلف الانتقال الى مرحلة توزيع الحقائب على الكتل النيابية واختيار شاغليها ومن ثم وضع البرنامج الوزاري لنيل ثقة المجلس النيابي.

     عقد المجلس السياسي لحزب الوطنيين الأحرار اجتماعه الأسبوعي برئاسة رئيسه الاستاذ دوري شمعون وحضور الأعضاء. بعد الاجتماع صدر البيان الآتي :

   1 – نطالب بوضع حد للمراوحة على صعيد تشكيل الحكومة مع إقرارنا بأن التأليف لا يزال ضمن المهل الطبيعية إلا ان الظروف الداخلية والخارجية تقضي الإسراع وعدم إضاعة الوقت. هذا الأمر يتطلب وضع معايير موحدة تطبق على الجميع من دون اي تمييز. كما يقتضي من كل طرف تقديم تنازلات من اجل تحقيق المصلحة العامة على حساب المصالح الخاصة. مع التشديد على التوقف عند الاعتبارات الاقتصادية والاجتماعية وضرورة مواجهتها بجبهة وطنية متراصة. لذا نهيب برئيس الحكومة المكلف الانتقال الى مرحلة توزيع الحقائب على الكتل النيابية واختيار شاغليها ومن ثم وضع البرنامج الوزاري لنيل ثقة المجلس النيابي.

   2 – استغربنا التدبير القاضي بعدم ختم جوازات سفر الإيرانيين والذي لا نرى اي مبرر شرعي له. وهذا ما يضاعف الملابسات ويطرح علامات الاستفهام خصوصاً في ضوء الإشكاليات التي يثيرها الملف الإيراني على أكثر من صعيد. من هنا دعوتنا الرجوع عن هذا القرار واعتبار الإيرانيين كباقي الرعايا الأجانب الذين يقصدون لبنان. وفي المناسبة نجدد الدعوة الى النأي بالنفس عن محاور المنطقة وأحداثها وهذا ينطبق على معاملة واحدة للجميع عنوانها المساواة والشفافية.

   3 – ننتظر نتيجة البحث في مرسوم التجنيس بعد إحالته الى الأمن العام من اجل مزيد من التحقيق بالأسماء الواردة فيه. ونعتقد ان التأكد من مضمونه يجب الا يستهلك وقتاً أطول على ان تتم تنقيته من كل الشوائب. علماً ان صدور هذا المرسوم في بداية العهد وليس في نهايته كما جرت العادة مدعاة للتساؤل عن الأسباب والدوافع . ومهما يكن من امر فإن مجلس شورى الدولة مدعو الى الإضاءة على الخفايا وعلى بت الشكاوى من المرسوم. ونذكر في المناسبة ان قراره المتعلق بالطعن بمرسوم التجنيس لعام 1994 لا يزال حبراً على ورق مما يضعف الثقة بالوصول الى الهدف المنشود.

   4 – نطالب ، مع تفاقم الفلتان الأمني في البقاع ، بتفعيل الخطة الأمنية التي كانت قد وضعت لهذه المنطقة. ونشير الى ضرورة رفع الغطاء السياسي عن المرتكبين من قبل المرجعيات السياسية قولاً وفعلاً . وكذلك الامر العشائر التي تتصرف وفق عاداتها وتقاليدها بعيداً عن القوانين المرعية الإجراء وكأنها تعيش في بلد آخر او انها تصر على تطبيق قوانينها الخاصة متجاهلة القوانين اللبنانية. 

 

الحريري يرفض "حكومة جبران": حزب الله بين أرسلان وجنبلاط

منير الربيع/المدن/الخميس 21/06/2018

يصر الرئيس سعد الحريري على أنه لم يوقف اتصالاته بشأن عملية تشكيل الحكومة. أثناء وجوده في فرنسا، كان على تواصل دائم مع لبنان وإن بشكل غير مباشر لربط مجموعة خيوط تقود إلى بلورة صيغة حكومية ترضي الجميع، وتتلافى الحسابات المستعصية. في دوائر بيت الوسط، كلام واضح بأن ليس من مصلحة الحريري تأخير تشكيل الحكومة. ففي النتيجة هي حكومته، وهو جزء من العهد، وأي عرقلة تستهدفه كما تستهدف الرئيس ميشال عون. على هامش عملية التشكيل، ثمة خلافات جوهرية غير مرتبطة بالحصص والحقائب. هي تجاذبات صامتة بشأن آلية التشكيل، وعملية فرض الضغوط على الرئيس المكلف. ثمة من يستشفّ محاولات لتطويق صلاحيات رئيس الحكومة، من خلال وضع شروط معينة أو صيغة مختلفة. ويسمع المحيطون بالحريري كلاماً عن مهل زمنية توجب عليه إنجاز التشكيلة الحكومية، وإلا الذهاب إلى خيارات أخرى كإعادة الاستشارات. يعلم المقربون من الحريري أن هذا الكلام يأتي في سياق الضغط الإعلامي لا أكثر. الدستور واضح ولا يمكن فرض شروط من هذا النوع على رئيس السلطة التنفيذية. وأحياناً يسمع هؤلاء كلاماً عن صيغ يتم التداول بها وطرحها لإلزام الشخص المكلف بالتشكيل بها.

ردّاً على هذه الجلبة التي يأخذ البعض لها بعداً يمسّ باتفاق الطائف، يفضّل الحريري الصمت وتأكيد التزامه بالدستور، ولا يريد الدخول في أي مواجهة سياسية لا داعي لها مع أي طرف. ترفض دوائر بيت الوسط تحديد مهل زمنية لإنجاز التشكيلة، مع الإشارة إلى أن العملية لا تزال ضمن المهلة المقبولة. وهناك من يقدّر الوصول إلى صيغة حكومية مرضية، خلال شهرين لتذليل مختلف العقبات وتحديد احجام الكتل النيابية.

موضوع التشكيلة كان حاضراً في الاجتماع الذي عقد بين الحريري والوزير جبران باسيل. وتشير المصادر إلى أن اللقاء لم يكن إيجابياً، إذ ذهب باسيل إلى الحريري حاملاً صيغة حكومية أعدّها هو. الأمر الذي دفع الحريري إلى التحفّظ على هذا التصرّف، وكأن هناك من يريد تجاوز صلاحياته. والمطالب التي تقدّم بها باسيل تشمل المطالبة بوزارات خدماتية عديدة، كالأشغال والشؤون الاجتماعية والطاقة والإقتصاد والسياحة ووزارتين سياديتين. الامر الذي رفضه الحريري، معتبراً أن ليس بإمكانه الإقدام على هكذا خطوة، لأن هناك كتلاً أخرى يجب منحها حقائب خدماتية. وقد شدد الحريري، وفق المصادر، امام باسيل على التأكيد أن هناك قراراً دولياً يضمن الاستقرار ويضع خطّاً أحمر أمام أي محاولة لهز الاستقرار. ما يعني أن لا وجود لأي محاولة خارجية وإقليمية لعرقلة تشكيل الحكومة. بالتالي، فإن العمل يجب أن يتركز على تذليل العقبات الداخلية. فيما أكد باسيل أنه لا يريد عزل أي طرف عن التشكيلة الحكومية. وقد توافق مع باسيل على استمرار التواصل للاتفاق مع كل القوى بشأن كيفية تمثيلها، خصوصاً حصّة القوات التي تطالب بوزارة سيادية بدلاً من نائب رئيس للحكومة، مع 4 وزارات أخرى. وهنا تتضارب المعطيات بشأن موقف التيار الوطني الحر من هذا الطرح. فهو يوافق على منح القوات 4 حقائب، لكن لا يضمن التيار موافقة حلفائه لا سيما حزب الله على ذلك. كذلك عقد باسيل لقاءً مع مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في حزب الله وفيق صفا، وجرى البحث في عملية تشكيل الحكومة. كان اللقاء بعد لقاء آخر عقد بين وفد من حزب الله والنائب طلال ارسلان، جرى خلاله البحث في كيفية نزع فتيل التوتر بين خلدة والمختارة، في ظل تمسّك رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط بالمقاعد الدرزية الثلاثة. وتكشف المصادر أن باسيل متمسك بتمثيل ارسلان. وربما يلعب حزب الله دوراً لحلّه، كأن يحصل جنبلاط على وزير مسيحي. فيما يصر جنبلاط على 3 وزراء دروز، مقابل توزير ارسلان من حصة التيار، على حساب وزير مسيحي. وهكذا، يكون قد حقق إنجازاً درزياً كذلك.

 

مياه لبنان ملوّثة: هل تُعلن حال الطوارئ؟

حنان حمدان | الخميس 21/06/2018

"غالبية مياه لبنان ملوثة، في الأنهار والبحار وحتى المياه الجوفية". هذا ما يؤكده رئيس مصلحة البحوث العلمية الزراعية ميشال فرام، الذي دق ناقوس الخطر، بسبب خطورة الوضع وتفاقم المشكلة عاماً بعد عام، وفق ما يقول لـ"المدن".

فقد بدأت المصلحة أخيراً أخذ عينات من المياه من أماكن مختلفة في لبنان، لإعداد تقريرها للعام 2018، عن واقع المياه، ستطلقه بعد نحو شهر، لكن المؤشرات الأولية تشي بنسب تلوث جرثومي مرتفعة. وفي انتظار اكتمال مسح الشاطئ يظهر حتى الآن تفاقم نسب التلوث في لبنان.

وكان المسح الذي أجرته المصلحة في العامين 2016 و2017، قد أظهر وجود 3 أنواع من التلوث في المياه، وهي: جرثومي، كيميائي ومعادن ثقيلة، نتيجة المجارير، النفايات الصناعية ونفايات المستشفيات، في العينات التي أخذت من مختلف المناطق اللبنانية، ومنها: عكار، جبيل، الساحل والجنوب. وتبين أن نسب التلوث راوحت بين 60 و100% في العينات وتضمنت الأنواع الثلاثة. تفاقم هذه المشكلة، يرجعه فرام إلى أسباب عدة، أهمها، شح المياه، بسبب قلة المتساقطات التي راوح معدلها هذا العام بين 50 و80% فقط. وحفر الأبار بطريقة عشوائية يقلل من وجود المياه الجوفية، فترتفع نسب التلوث لأن الأسباب لم تعالج بعد. ناهيك بتغير المناخ الذي أصبح أمراً واقعاً فرض وجود جراثيم وأنواع حشرات جديدة. وهناك حقيقة أن لبنان لم يعد بلداً غنياً بالمياه.

أسباب أخرى أساسية فاقمت مشكلة تلوث المياه، وهي أزمة النفايات التي عصفت بلبنان منذ العام 2015. والدليل على ذلك، نتائج العينات التي أخذت حين انتشرت النفايات في الشوارع في بداية الأزمة، التي أظهرت وجود ترليونات من الباكتيريا في الملمتر المربع. وهذه العصارة دخلت مياهنا وتربتنا، ومنها انتقل التلوث الموجود فيها إلى لبنان. لكن مشكلة النفايات المنزلية الصلبة تضاف إلى مشكلة النفايات الصناعية ونفايات المستشفيات، التي لا تعالج. ولا يمكن أن ننسى مطامر النفايات البحرية التي فاقمت أزمة تلوث البحر.

هذا الواقع، يستدعي إعلان حالة طوارئ بيئية مائية، من الإدارات المعنية التي يأمل فرام أن تتحرك من أجل وضع الخطوة الأولى من أجل حل هذه المشكلة ومعالجة أسباب التلوث، وهي: رئاسة الجمهورية والحكومة، وزارات الداخلية والبلديات، البيئة، الصحة، الزراعة، الأشغال العامة وحتى الدفاع.

ووفق فرام، فإن الخطوات الأولى نحو اجراءات اصلاحية لمعالجة أسباب التلوث تكون: بمعالجة مشكلة النفايات والمجارير من خلال محطات تكرير مياه الصرف الصحي، ويمكن استخدام المياه المكررة في الزراعة. ضبط الوضع الزراعي بمنع استخدام المبيدات ورمي الحيوانات النافقة ومعالجة نفايات المستشفيات. ومعرفة كيفية تجميع مياه الأمطار وعدم المس بالمياه الجوفية أكثر. وقد أثبتت التجارب أن البرك هي حل ناجح لتجميع المياه.

وكان لافتاً في نتائج التقارير أن المناطق الأكثر تلوثاً هي ذات الكثافة السكانية والصناعية. فمثلاً، نهر الغدير تصب فيه المجارير من عاليه إلى بيروت، والليطاني كذلك حيث توجد كثافة سكنية كبيرة.

وغالبية شواطئ المدن مثل ضبية وجونية صيدا وبيروت تعاني ارتفاعاً كبيراً في مستويات التلوث، بسبب تحويل مياه الصرف الصحي إليها. فمثلاً، تبين أثناء الغطس في بحر صيدا وجود أعداد كبيرة من النفايات الطبية. وأخذت عينات من المغاور وتبين أنها ملوثة بسبب ضخ المجارير إليها أيضاً.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

حمص الشمالي:إنتهاكات اتفاق "التسوية"

المدن - عرب وعالم | الخميس 21/06/2018

تتوالى خروق النظام لاتفاق ريف حمص الشمالي، إذ استفاق أهالي مدينة تلبيسة على دخول مدرعات لقوات النظام تمركزت في مواقع متعددة على شكل حواجز قطّعت أوصال المدينة، بحسب مراسل "المدن" محمد أيوب.

شاهد عيان، قال لـ"المدن"، إن قوات النظام أقامت أيضاً حاجزاً مدعوماً بالمدرعات على مدخل قرية الزعفرانة، في خرق واضح للاتفاق الموقع بين الجانب الروسي و"هيئة التفاوض" في أيار/مايو 2018 والذي ينص على عدم دخول قوات النظام إلى المنطقة، ودخول الشرطة المدنية ومؤسسات الدولة وإعادة تفعيلها بإشراف الشرطة العسكرية الروسية. وكانت قوات النظام قد خرقت أيضاً الاتفاق في حالات سابقة، وأرسلت قادة الفصائل المعارضة وعناصرهم، ممن اختاروا البقاء بناء على وعود روسية بإبقائهم في المنطقة لحماية الطريق العام وحفظ الأمن، إلى جبهات المعارك مع تنظيم "الدولة الإسلامية" في بادية حمص وفي مدينة ديرالزور. القائد السابق في المعارضة الملقب بـ"أبو حية" تعرض للإصابة على جبهات القتال في منطقة "T-3" بالقرب من تدمر، وقُتل العديد من عناصر مجموعته. وبحسب مصادر "المدن"، فإن أغلب عناصر المجموعة هم من أبناء مدينة الرستن وبلدة الزعفرانة، والذين اختاروا البقاء بعد تأكيدات تلقوها بعدم إخراجهم من الريف. أحد أهالي مدينة الرستن، قال لـ"المدن"، إن هناك معلومات شبه مؤكدة عن نقل القائد المعارض السابق منقذ الدالي، والذي أعلن انضمامه لقوات "النمر"، مع كامل عناصره إلى مدينة ديرالزور للمشاركة في قتال "داعش". وبادر أغلب شباب ريف حمص الشمالي، ممن هم في سن الخدمة الإلزامية، بالانضمام إلى المجموعات المسلحة التي اختارت البقاء في الريف، طمعاً بالبقاء في مناطقهم وتهرباً من التجنيد الإجباري. مصادر "المدن" قالت إن المتخلفين عن الخدمة الإلزامية، والذين لم ينضموا إلى أي من تلك المجموعات، حصلوا على بطاقة "تسوية" لمدة شهر واحد من "مراكز التسوية"، وتمكنوا من التنقل في محافظة حمص. وبحسب تلك المصادر، سيحصل أولئك الشباب على بطاقة "تسوية" لمدة ستة أشهر، بناء على نص الاتفاق، قد يستفيد منها من يود إكمال دراسته، أو سيلتحق من بعدها بالخدمة الإلزامية. مصادر "المدن" قالت إنه لم يتم تجنيد أحد في الريف إلزامياً حتى اللحظة.

 

"مشايخ الكرامة"تتبنى الحياد.. و"النمر" في مطار خلخلة

المدن - عرب وعالم | الخميس 21/06/2018

تبنت "حركة مشايخ الكرامة" في محافظة السويداء موقف الحياد من المواجهات بين قوات النظام والمعارضة على أطراف محافظتي درعا والسويداء، بحسب مراسل "المدن" يامن الشوفي.

وأورد الجناح الإعلامي لـ"مشايخ الكرامة" بياناً، الأربعاء، أوضح فيه الموقف من التطورات، معلناً "الحياد الإيجابي"، وعدم الانخراط مع أي طرف من أطراف الصراع. وأكد البيان أن الحركة لن تكون "طرفاً في إراقة الدماء تمسكاً منها بثوابت مؤسسها الشيخ وحيد البلعوس" الذي اغتالته أجهزة النظام الأمنية في العام 2015، برفقة عدد من قيادات وعناصر الحركة، ووصف البيان الأحداث الأخيرة بـ"الصراع بين أبناء الوطن الواحد". وحذّرت الحركة جميع الأطراف من "المساس بهيبة محافظة السويداء والاعتداء على أهاليها"، مكررة أنها كانت ولا زالت "في منأى عن أي صراعات داخلية"، داعية جميع الأطراف "لحقن الدماء والصلح لتجنيب المنطقة أهوال الحرب". مصدر من الجناح الإعلامي لـ"مشايخ الكرامة"، قال لـ"المدن"، إن الهدف الرئيس للحركة منذ انطلاقتها هو حماية محافظة السويداء بجميع شرائحها من اي اعتداء سواء كان من النظام أو من الثوار أو أي طرف أخر، من دون التدخل بشؤون بقية المحافظات والصراعات فيها. وأوضح أن ما وُصف في البيان بالحياد "الإيجابي" يعني رفض الحركة للتدخل في النزاع الذي تعتبره صراعاً طائفياً لا ناقة لها فيه ولا جمل، إلا في حال تعرضت السويداء لاعتداء أي طرف، فسيكون هدفها حينها ردع الطرف المعتدي. واعتبر المصدر أن استخدام قوات النظام أراضي محافظة السويداء للهجوم على محافظة درعا ليس مبرراً لقصف الثوار منازل المدنيين داخل في محافظة السويداء، مشيراً إلى أن النظام ينتشر في درعا نفسها وبين سكانها ويقصف من هناك أيضاً. ويشهد ريف السويداء الغربي والشمالي الغربي وريف درعا المتاخم له تصاعداً في أعمال العنف، بين المعارضة والنظام، بعدما حشدت مليشيات النظام أرتالاً عسكرية ضخمة وزجتها بين المحافظتين. وقالت مصادر إعلامية محلية إن قرى سميع وتعارة وحران والقريا غربي السويداء تعرضت لسقوط قذائف هاون وقذائف صاروخية، الأربعاء، بشكل متفرق. فيما كثفت قوات النظام قصفها على قرية المسيكة وبلدة بصر الحرير ومنطقة الدلافة في اللجاة، وسط مواجهات سقط خلالها قتلى للطرفين. كما قصفت قوات النظام قرية صما الهنيدات ومدينة الحرك وبلدة ناحتة ومدينة بصرى الشام، من دون أي تقدم عسكري ملموس على الأرض. وذكرت "شبكة السويداء 24" أن قائد مليشيا "قوات النمر" العميد سهيل الحسن، وصل إلى مطار خلخلة العسكري شمالي السويداء، الأربعاء، برفقة تعزيزات عسكرية جديدة، لقيادة العمليات العسكرية المرتقبة في الجنوب. وأشارت الشبكة إلى تواجد مرافقين روس، وصحافي روسي إلى جانب "النمر".

 

درعا والقنيطرة: "غرفة مركزية" لتنسيق عمليات المعارضة

قتيبة الحاج علي/المدن/الخميس 21/06/2018

تتسارع التطورات في المنطقة الجنوبية في سوريا بشكل كبير، مع استقدام قوات النظام لتعزيزات كبيرة إلى ريف السويداء الغربي و"مثلث الموت" وريف درعا الشمالي، تحضيراً لمعركة واسعة في الجنوب السوري. وأعلنت فصائل المعارضة في عموم المنطقة الجنوبية عن تشكيل "غرفة العمليات المركزية" من تنسيق سبع غرف فرعية، في خطوة تنظيمية هي الأولى من نوعها منذ انطلاق الثورة السورية. وأعلنت "الغرفة المركزية" في بيان تشكيلها أن هدفها الرئيسي هو "تنظيم وتخطيط وقيادة الأعمال القتالية في الجنوب السوري"، وأوضحت أنها باتت مسؤولة عن مختلف قطاعات الجنوب، في إشارة واضحة إلى أن المفاوضات الإقليمية والدولية التي كانت تهدف لمنع اندلاع المواجهات في المنطقة الجنوبية قد فشلت، وأن جميع الأطراف باتت تتجهز للمواجهة العسكرية. انخراط جميع الفصائل العسكرية في محافظتي درعا والقنيطرة، ضمن غرفة عمليات واحدة، تتولى الإشراف على خطوط مواجهات تمتد مئات الكيلومترات من أقصى ريف القنيطرة الشمالي الغربي وصولاً لأقصى ريف درعا الجنوبي الشرقي، يعني أن الفصائل باتت تدرك أن المعركة المرتقبة هي معركة غير محصورة الجغرافية ولا الأهداف. وتعتبر "غرفة عمليات البنيان المرصوص" من أبرز الغرف التي شكّلت "الغرفة المركزية"، وتنتشر "البنيان المرصوص" في الأحياء الخاضعة لسيطرة فصائل المعارضة في مدينة درعا، وقادت خلال العام الماضي "معركة الموت ولا المذلة"، التي أفضت إلى سيطرتها شبه الكاملة على حي المنشية في درعا البلد. وتعتبر "كتيبة الهندسة والصواريخ" و"فرقة 18 آذار" أبرز الفصائل العاملة في "البنيان المرصوص"، ومن المتوقع أن يكون لها دور كبير في المعركة المقبلة، خاصة بعد تعزيزات قوات النظام التي وصلت إلى درعا المحطة في مدينة درعا، والترجيحات بانطلاق معركة في أحياء المدينة قد تكون مشابهة لتلك التي اندلعت قبل عام تقريباً وكانت سبباً رئيسياً في التوصل إلى اتفاق "خفض التصعيد" في المنطقة الجنوبية.

كذلك انضمت "غرفة عمليات رصّ الصفوف" إلى "الغرفة المركزية"، وتنتشر على أطراف بلدة النعيمة ومنطقة غرز في ريف درعا الشرقي، وتشرف الغرفة على طرق إمداد قوات النظام من بلدة خربة غزالة إلى مدينة درعا، وأعلنت خلال الأيام الماضية عن استهدافها لرتل لـ"المليشيات الإيرانية" على أوتوستراد دمشق–درعا. وتشكلت "رص الصفوف" قبل عام تقريباً، في إطار تصدي فصائل المعارضة للحملة العسكرية التي شنتها قوات النظام في محيط مدينة درعا، ويعتبر "جيش الثورة" من أبرز فصائلها.

بدورها أعلنت فصائل عاملة في ريف درعا الشرقي، من أبرزها "قوات شباب السنة" و"جيش الثورة" و"جيش أحرار العشائر"، عن تشكيل "غرفة عمليات توحيد الصفوف"، والتي انضمت لـ"الغرفة المركزية". وتنتشر "توحيد الصفوف" في بلدات ريف درعا الشرقي، التي تُعتبر خطوط المواجهة الأقوى في ضمن هذه المعركة، وتُصنف الفصائل العسكرية المنضوية في الغرفة بالأقوى والأكثر عدداً وعدة في المنطقة الجنوبية. "غرفة عمليات صد الغزاة"، هي أيضاً ضمن "الغرفة المركزية"، وتنتشر على امتداد جغرافي قد يكون الأطول إلى جانب غرفة "توحيد الصفوف"، إذ تبدأ نقاط توزعها من أطراف بلدة خراب الشحم في ريف درعا الغربي، وصولاً لمدينة الشيخ مسكين في ريف درعا الأوسط. وتأسست "صد الغزاة" أواخر العام 2016، ليُعاد إحياؤها اليوم.

"غرفة عمليات مثلث الموت"، ستتولى الإشراف على منطقة "مثلث الموت" التي شهدت تعزيزات كبيرة لقوات النظام متمثلة بـ"الفرقة الرابعة" بشكل رئيسي، وتُعتبر الفصائل العاملة في منطقة الجيدور من محافظة درعا أهم فصائل هذه الغرفة، ويُتوقع أن تشهد هذه المنطقة معارك واسعة تتزامن مع معارك ريف درعا الشرقي. بدورها، أعلنت فصائل محافظة القنيطرة مجتمعة، عن تشكيل "غرفة عمليات النصر المبين"، لتكون ضمن "الغرفة المركزية". وتُعتبر جبهات محافظة القنيطرة على امتداد واحد مع جبهات منطقة ريف درعا الشمالي الغربي، ولذلك يتوقع أن يكون التنسيق والعمل المشترك قائم بين غرفتي "النصر المبين" و"مثلث الموت"، خاصة في بلدة جباتا الخشب، ومحيط مدينتي البعث وخان أرنبة. وتعتبر "صد البغاة" الوحيدة خارج إطار المعركة المرتقبة، فهي تنتشر على الجبهات ضد "جيش خالد بن الوليد"، خاصة داخل بلدة حيط، وتخوض منذ تشكيلها قبل أكثر من عام، معارك متواصلة ضد الفصيل المُبايع لتنظيم "الدولة الإسلامية"، وتتجهز لأي سيناريوهات تتمثل بهجوم قد يشنه "جيش خالد" نحو مواقعها، مستغلًا انشغال فصائل المعارضة في معركتها ضد قوات النظام، في تكرار لما حصل خلال معركة "الموت ولا المذلة" في شباط/فبراير 2017. الإعلان عن "الغرفة المركزية" يأتي بمثابة وضع اللمسات الأخيرة من قبل فصائل المعارضة على تحضيراتها للتصدي للحملة العسكرية لقوات النظام، وتجاوزاً للخطأ الذي وقعت فيه فصائل الغوطة الشرقية، بعدما غاب التنسيق في ما بينها ما ساعد قوات النظام على فصل قطاعات الغوطة عن بعضها والتفاوض معها منفردة. ويبقى السؤال عن جاهزية "الغرفة المركزية" لقيادة معركة جنوب سوريا بشكل موحد، وتجنب سيناريوهات التقسيم والحصار، رهناً بالأيام المقبلة.

 

الترويجُ للحرب على غزة..وقبة حديدية للطائرات الورقية؟

المدن - عرب وعالم | الخميس 21/06/2018

تصاعدت في الساعات الأخيرة تهديدات إسرائيل وتحذيرها، من أن الحرب على قطاع غزة قد اقتربت. وقد عبر عنها أحدث تصريح لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي قال إن رد جيشه على ما وصفها "الاعتداءات المنطلقة من غزة" سيتشدد وفقاً للضرورة، مضيفاً "أننا مستعدون لكل سيناريو، وحري بأعدائنا ان يدركوا ذلك والآن". الصحف الإسرائيلية ركزت في أعدادها الصادرة، الخميس، على التقديرات التقديرات العسكرية لدى تل أبيب والتي ترى أن المواجهة مع قطاع غزة تقترب. وعنونت صحيفة "يديعوت أحرنوت": "تقديرات الجيش: المعركة الليلية مع حركة حماس، مقدمة للحرب القادمة في غزة". وتضيف الصيحفة أن "مجلس إقليمي عسقلان" طلب من المستوطنين، أن يُبقوا نوافذ الغرف الآمنة مغلقة، تلافياً لخطر القذائف الصاروخية التي تطلقها الفصائل الفلسطينية في كل موجة تصعيد. بينما ذكرت صحيفة "إسرائيل اليوم" أن تقديرات "حماس" تشير إلى أن الجيش الإسرائيلي سيتردد في الدخول لغزة، لكنه سيتسبب بحرب . وتنقل الصحيفة عن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قوله "إن القصف على قطاع غزة سيزداد كلما تطلب الأمر ذلك". وفي السياق، نقلت صحيفة "معاريف" عن مبعوث الرئيس الأميركي إلى الشرق الأوسط جايسون غرينبلات، مزاعم أن "حركة حماس مستمرة في إحباط الفلسطينيين في غزة، في حين ان السلطة الفلسطينية منافقة"، على حد تعبيره. بدورها، رأت صحيفة "هآرتس" أن موجات التصعيد الأخيرة في قطاع غزة دليل على أن الطريق للمواجهة القادمة تقصر. بينما ذكر موقع "والّلا" الإخباري أن الجيش الإسرائيلي سيعرض يوم الجمعة المقبل، قبة حديدية لإسقاط الطائرات الورقية المشتعلة التي تُطلق من قطاع غزة باتجاه اراضي الخط الأخضر. وقالت القناة "العاشرة" الإسرائيلية إنه بناء على إفادات وزراء إسرائيليين، فإن المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر (الكابينيت) لم يتخذ في أية قرارات تتعلق باتابع سياسة بعينها تجاه قطاع غزة، فيما كان العنوان الأبرز للقناة "الثانية": "جولة في وطن الطائرات الورقية المشتعلة: نحن على أبواب المواجهة القادمة".

والواقع، إن قيادة الجيش الإسرائيلي تقول إن المعركة الكُبرى أصبحت مسألة وقت، والدليل على ذلك يكمن في جولات التصعيد المتزادية منذ ثلاثة أسابيع، بالترافق مع فترات هدوء قصيرة جداً تفصل بين كل جولة.

وكانت موجة جديدة من التصعيد قد مرت على قطاع غزة ليل الأربعاء، قصفت خلالها إسرائيل مواقع متعددة للمقاومة، لترد الاخيرة بإطلاق صواريخ على مواقع إسرائيل في منطقة "غلاف غزة". وترى الدوائر العسكرية الإسرائيلية أن الواقع الميداني على جبهة غزة قد تغير بشكل جوهري- وفقاً لما تراه "حماس" وإسرائيل معاً- وأنه على هذا الأساس فإن الخيار العسكري أصبح أقرب. وتضيف هذه الدوائر أن هناك نقطة اخرى تقرب المواجهة العسكرية وهي تتعلق بالجانب السياسي، إذ إن المؤسسة العسكرية تطالب الحكومة الإسرائيلية بإتخاذ قرارات لمنع المعركة القادمة، وأي خطوات تساهم في تغيير الواقع لقطاع غزة، مشيرة إلى أن المستوى السياسي لا يزال عاجزاً عن اتخاذ مثل هذه القرارات. ومع ذلك، فإن المؤسسة العسكرية في إسرائيل تؤكد أنها لن تسارع إلى فتح معركة في غزة، بالرغم من أن "ديناميكية التصعيد" تسير نحو الإنجرار لها. وتعتقد هذه المؤسسة أن المعركة المعركة المركزية الخطيرة هي في الشمال حيث سوريا، ولهذا فإن "ما يحدث في الجبهة الشمالية هو مقلق أكثر من غزة". من جهتها، أكدت فصائل المقاومة لـ"المدن"، أن إسرائيل هي التي تسعى لجر الأمور لحرب على قطاع غزة بغية تحقيق أهداف عديدة، رغم إصرار المقاومة على استمرار الحراك السلمي على حدود غزة. ولذلك لا تستبعد الفصائل الفلسطينية أن تتدحرج الأمور لحرب جديدة. وتشدد المقاومة على التأكيد أنها لا تسعى للحرب وستبذل جهدها لتلافيها، لكنها تقول أيضاً أنها مستعدة لها إذا ما فُرضت عليها. هذا إن علمنا أن الفصائل أكدت في بيان مشترك أنها مُصرة على تطبيق معادلة "القصف بالقصف"، أي سترد على أي قصف إسرائيلي لمواقعها في غزة. بَيدَ أن مراقبين يرون أن ثمة علاقة بين إشتداد موجات التصعيد في غزة وبين الزيارة التي يجريها الوفد الأميركي إلى المنطقة، والذي يضم مستشار الرئيس الأميركي جاريد كوشنر، ومبعوثه جيسون غرينبلانت، لاسيما وأن العنوان الأبرز لهذه الزيارة وعود بتحسين واقع غزة لتخفيف الضغط عن إسرائيل ووقف التوتر على حدود غزة.

 

إسرائيل تنسج جبهة لـ «إخراج إيران من سورية»/مصادر أميركية: تل أبيب تحاول ضمان مصالح الجميع ... بشار والروس والأردنيون

جريدة الراي/واشنطن - من حسين عبدالحسين/21 حزيران/18      

فيما تغرق واشنطن في قضية فصل أطفال اللاجئين عبر الحدود الجنوبية عن أهاليهم، تتابع بعض الدوائر الأميركية تطورات الحرب التي تقودها إسرائيل لإخراج إيران من سورية، والتي وصلت ذروتها مع توسيع الدولة العبرية مسرح عملياتها بتوجيه مقاتلاتها ضربة لمعسكر تابع لميليشيات «الحشد الشعبي» العراقية الموالية لإيران على الحدود السورية - العراقية، ليل الأحد الماضي. وقالت المصادر الأميركية إن إسرائيل حصلت على معلومات استخباراتية مفادها أن ضباطاً في «الحرس الثوري» الإيراني يستخدمون المعسكر كمحطة وصل لتزويد قواتهم في الجنوب السوري بالعتاد والتقنيات العسكرية.

رسالة تل أبيب لطهران، حسب المصادر الأميركية، هي أن «مسرح دفاع إسرائيل عن نفسها لا يقتصر على المناطق السورية المحاذية للشمال الاسرائيلي، بل يشمل أي رقعة في المنطقة حتى لو كانت داخل إيران نفسها». ويأتي التصعيد الإسرائيلي ضد ايران في وقت كثّفت تل أبيب من حركتها الديبلوماسية الهادفة إلى إنشاء جبهة دولية قوامها روسيا وحلفاء روسيا السوريون، والأردن، على أن تقوم هذه الجبهة بمجهود مشترك لـ«إخراج إيران بالكامل من سورية».  

وإذ لفتت إلى زيارة رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إلى الأردن، قبل أيام، حيث التقى الملك عبدالله الثاني في لقاء هو الأول من نوعه بينهما منذ 2014، أوضحت المصادر أن تل أبيب تسعى لتأمين مصالح المشاركين معها في «الجبهة» التي تسعى لإقامتها داخل سورية.

 بالنسبة لموسكو، التي زارها سراً مستشار الأمن القومي الاسرائيلي مائير بن سبت والتقى فيها نظيره نيكولاي بتروشوف، تسعى إسرائيل للمساهمة في حماية مصالحها في سورية، حتى لو اقتضى ذلك بقاء الرئيس السوري بشار الأسد في الحكم، شرط أن يفترق الأخير عن إيران والميليشيات الموالية لها. لكن التقارير المتواترة إلى واشنطن تشير إلى شبه استحالة انفصال الأسد عن إيران، حتى لو أراد ذلك، وهو ما دفع روسيا إلى دفع رجلها العقيد سهيل الحسن، الملقب بـ«النمر»، إلى الواجهة، كبديل عن الرئيس السوري.

وفي هذا السياق، رصد المراقبون في واشنطن أن كل الوحدات التي انتشرت في محافظتيْ السويداء ودرعا السوريتين الجنوبيتين، استعداداً لاقتحام المناطق التي تسيطر عليها فصائل معارضة للأسد، هي وحدات تابعة للنمر.

كما رصدت التقارير، السرية والعلنية، تولي رجال النمر القيادة في بعض الوحدات العسكرية التي كانت تابعة للنظام في الجنوب.  

أما بالنسبة للأردن، فتقول المصادر الاميركية إن عمّان تخشى أن تجد نفسها على تماس مع «الحرس الثوري» الإيراني على حدودها الشمالية، وتذكّر بأن «حزب الله» اللبناني حاول في الماضي إقامة خلايا داخل الأردن بهدف إنشاء مجموعات في الضفة الغربية، لكن الاستخبارات الاردنية فكّكت هذه الخلايا وألقت القبض على أفرادها، قبل أن تستعيد حكومة لبنان المعتقلين التابعين للحزب.

وتخلص المصادر إلى أن إسرائيل تسعى لإقامة جبهة تضم كل الأطراف التي لها مصلحة في إخراج إيران والميليشيات الموالية لها من سورية، مشيرة إلى أنه في الماضي، كان يمكن للأسد، ووالده الرئيس الراحل حافظ الأسد، الإمساك بزمام الأمور وضبط الوضع الأمني في سورية ولبنان، بما في ذلك «حزب الله»، وهو ما جعل بقاء النظام مصلحة اسرائيلية. لكن الأسد الابن، وفقاً للمصادر الأميركية، لا يبدو أنه قادر على السيطرة على إيران وحلفائها، بل يبدو أنه صار تحت رحمتها، وهو ما يجبر تل أبيب على التعامل مع الوضع بشكل عسكري مباشر، والتنسيق مع الروس والأردنيين للتوصل الى صيغة بديلة للدور الذي لعبه الأسد الأب على مدى العقود الماضية.

 

التحالف: تصفية مدير شبكة النفط والغاز في «داعش»

واشنطن – وكالات18 حزيران/18/أعلن التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة عن تصفية قيادي بارز في تنظيم «داعش» وثلاثة من مساعديه في عمليات نفذت الشهر الماضي بوادي نهر الفرات الأوسط في سورية. وذكر التحالف، في بيان مساء أول من امس، إنه قتل زعيم شبكة النفط والغاز أبو خطاب العراقي وثلاثة أعضاء آخرين في التنظيم في 26 من مايو الماضي في وادي نهر الفرات الأوسط، مشيراً إلى أن العراقي «كان يدير جني الإيرادات من خلال مبيعات نفط وغاز غير قانونية». وأضاف ان مساعدي العراقي الثلاثة الذين قتلوا معه هم «أبو يوسف الهاشمي وأبو هاجر ملحم وأبو هبة المغربي»، مشيراً إلى أن «مقتل هؤلاء الاعضاء سيضعف العمليات التمويلية لتنظيم (داعش) في العراق وسورية».

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

متى تنتهي المهلة الممنوحة للرئيس المكلف؟

طوني عيسى/جريدة الجمهورية/الجمعة 22 حزيران 2018

يستمع الرئيس سعد الحريري هادئاً إلى الأصوات التي تطالبه بالإسراع في تأليف الحكومة. ولكن، من الواضح أنه لن يستجيب إليها قريباً. هو سينتظر أن تُقارِب الأزمة حدودَ الانفجار. وعندئذٍ، يُخرِج الأرنبَ من القُبَّعة ويبتسم للجمهور!

بالنسبة إلى الرئيس ميشال عون، ولادة الحكومة تبدو أمراً مستعجلاً. فالعهد الموعود يجب أن يبدأ. هو قال إنّ العهد الحقيقي ينطلق بعد الانتخابات النيابية التي كان مفترضاً إجراؤها قبل عام. واليوم، يقترب الرئيس من عامه الثاني في الحكم، وينتظر ولادة الحكومة.

المطلعون يقولون إنّ عون يعرف حاجة الحريري إلى الوقت ليتمكّن من استكمال المناورة. وهذه المناورة بدأها أساساً بإجراءات وتبديلات، بعد الانتخابات، على مستوى الأقربين وكوادر تيار «المستقبل»، بهدف إفهام الذين يعنيهم الأمر بأنه غير راضٍ بالانزلاق إلى مزيد من الخسائر وخرقِ فريق 8 آذار للطائفة.

في الانتخابات، حقّق سُنّة 8 آذار والوسطيون خروقات مهمّة في مختلف الدوائر، على حساب «المستقبل». وهذا ما يستدعي واقعياً أن تكون تركيبة الحكومة انعكاساً للتوازن السياسي الجديد في المجلس.

ولهذا السبب، سارَع الحريري إلى استعراض قوّته السنّية بعد الانتخابات. كما أظهَر حرصاً على حصر تمثيل السنّة به و»معاقبة» بعض الوجوه «المستقبلية» على دورها في الانتخابات. وهذه الرسالة، وإن تكن غيرَ واقعية سياسياً، موجّهة خصوصاً إلى السعوديين والقوى الحليفة عربياً وإقليمياً ودولياً.

وكما عون، كذلك «الثنائي الشيعي» يستعجل تأليفَ الحكومة التي تنتظرها مهمّات أساسية في المرحلة المقبلة، ولا تتحمّل المماطلة، ولا سيّما منها الانفتاح والتنسيق مع دمشق، خصوصاً في ملف النازحين الذي فُتِح على مصراعيه هذه المرّة ولن يُغلق… إلّا بمدّ جسور التواصل مع حكومة الرئيس بشّار الأسد.

والمهلة التي يمنحها الرئيس نبيه بري لولادة الحكومة محكومة بأسابيع قليلة، لأنّ الورشة الداخلية في المجلس النيابي مرهونة بها. وهو يلوِّح بضرورة تعديل النصّ الدستوري ليصبح الرئيس المكلّف محكوماً بمهلة زمنية محدّدة للتأليف.

ولكن، على الأرجح، يَصعب اليوم فتحُ أبواب التعديلات الدستورية. فقد يتّخذ الملف بُعداً مذهبياً وطائفياً، ويبرّر طرح البعضِ تعديلاتٍ أخرى. ولذلك، فإنّ طرح رئيس المجلس يبدو وسيلة ضغطٍ سياسية يُراد منها حضُّ الحريري على إنهاء نهجِ التراخي والتباطؤ المقصود في عملية التأليف.

ويَعتقد بعض المتابعين أنّ الحريري ليس منزعجاً من الضغوط التي يمارسها عون وبري و»حزب الله». فهو يتوقّعها ويتقبّلها واقعياً، لأنه يدرك أنّ غالبية القرار في عملية التأليف يملكها هؤلاء الثلاثة، أي فريق 8 آذار، وأنّ القوى الأخرى مضطرّة إلى القبول بخياراتهم في النهاية.

ويذهب البعض إلى الاعتقاد أنّ هناك توزيعاً ضمنياً ومستتراً للأدوار و»سيناريو» مشتركاً في عملية التأليف بين الحريري وشريكيه في الحكم، عون وبري.

ووفق هذا «السيناريو»، يوحي الحريري بأنه يتصلّب في مواجهة «حزب الله» وحلفائه، وأنه مستعدّ لإطالة أمدِ التأليف من دون ضوابط زمنية، تحقيقاً لهذه الغاية. وهذا ما يتيح له الاحتفاظ برصيده لدى المرجعيات العربية الحليفة…

ولكن، عندما تبلغ الأزمة الحكومية ذروتها ويتهدّد الاستقرار، يتدخّل الوسطاء في الداخل والخارج لإقناع الحريري بتسهيل التأليف ومراعاة التوازن السياسي الجديد في المجلس النيابي، إلى حدّ ما. وفي هذه الحال، يصبح تأليف الحكومة مهمّة عربية ودولية كاملة، بحيث لا يمكن لأحد أن يتّهم الحريري بأنه تنازَل لمصلحة فريق 8 آذار، كما جرى في خلال أزمة تشرين الثاني 2017.

إذاً، واقعياً، المهلة الممنوحة للحريري تُقاس بالأسابيع. وملامح الحملة التي بدأ يشنّها فريق 8 آذار ستقود إلى أزمة سياسية شرسة ينتظرها الحريري لتبرير الموافقة على تسهيل التأليف.

فأركان الصفقة التسووية المعقودة في نهايات 2016 يتمسّكون بها ولا يختلفون على الهيكلية الأساسية للحكومة العتيدة والخطوط العريضة لبرنامجها. وهذه الحكومة ستكون تجسيداً لاستمرار الصفقة. وسبقَ لهؤلاء أن توافقوا على المجلس النيابي الحالي، من خلال «تدبيرهم» للانتخابات الأخيرة والقانون الذي رعاها.

وهذه التسوية تحظى بدعمِ القوى الخارجية المعنية بالشأن اللبناني، لأنّها تشكّل قاعدة للاستقرار السياسي والاقتصادي والأمني في لبنان. وهذا الاستقرار ضروري لاستمرار لبنان جنّةً لإيواء النازحين وتجنّبِ زحفهم، عبر المتوسط، إلى أوروبا… علماً أنّ هناك شكوكاً حقيقية تحوم حول رغبة عددٍ من القوى والمؤسسات الدولية في توطين هؤلاء في بلدان اللجوء. وهنا يصبح واضحاً ما يَبذله عدد من القوى الدولية لإقناع لبنان بتطبيع إقامة النازحين في لبنان، مقابل رشاوى بالمال والمشاريع والخدمات. وزيارة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل لبيروت تندرج في إطار الرشوة أيضاً: تسهيلات للبنان بنِصف مليار يورو شرط الموافقة على تطبيع وضع النازحين! والآتي في مؤتمرات الدعم المقبلة سيكون أعظم. وعلى الأرجح، سيتلقّى لبنان عروضاً واضحة: النازحون مقابل المساعدات، وسيستفيد حلفاء نظام الأسد من هذه الفرصة ليقولوا: التنسيق مع الأسد مقابل النازحين!

وهكذا، فإنّ الضغوط على الحريري لتسريع تأليف الحكومة ستكون قوية، لأنها نتيجة تقاطعٍ داخلي وخارجي. والحريري يتوقّعها وينتظرها في هدوء، لأنه يَعتبرها جزءاً من «السيناريو».

 

على أيّ «مخدّة» سينام البلد؟

نبيل هيثم/جريدة الجمهورية/الجمعة 22 حزيران 2018

الحكومة الجديدة على الوعد بتسريع ولادتها قبل نهاية الاسبوع الجاري بحسب ما ابلغ الرئيس المكلف سعد الحريري رئيس مجلس النواب نبيه بري.

عاد الرئيس المكلّف الى بيروت، وبدا حريصاً على أن يظهر نفسه في قمة الارتياح، مغموراً بحيوية وعزم على تشغيل محرّكات التأليف علّها تولّد حكومته خلال الساعات الإثنتين والسبعين المقبلة على أن تكون الصورة التذكارية يوم الإثنين المقبل. المثير للاهتمام في كلام الحريري أنّه يوحي بأنّ التعقيدات الماثلة في طريق حكومته، هي تعقيدات داخلية، وليست خارجية على ما يقول مسؤولون آخرون. ويعني ايضا أنّ الحلّ الجاري إخراجه في مطبخ الحريري، سيتم بلوغه على الطريقة اللبنانية، أي على طريقة المقايضة والمراعاة والمعادلة الشهيرة «حكّلّي لحكّلّك». والبديهي والطبيعي في ظل هذا الوضع ألّا يستغرق بلوغُ هذا الحلّ وقتاً طويلاً. لكن امام هذا الجو التفاؤلي، رأي آخر، ما زال يقارب زمنَ التأليف بشيءٍ من الحذر، وربما أكثر من حذر، يقول أولاً إنه، على الرغم من الكلام الجميل المنقول عن الحريري، لا يملك ما يجعله ينضبط في صفّ المتفائلين. لا يقول ذلك من باب المناكدة، ولا من باب «خالف تُعرف»، ولا من باب التشكيك بنوايا الرئيس المكلّف ولا غيره من السياسيين، بل لأنّ صاحب هذا الرأي الحذر، مثل توما: «أريد أن ألمسَ بيدي»، يعني أنه لن يحكي عن الفول إلّا ليصير بالمكيول.

لا ينفي صاحب هذا الرأي وجود تعقيدات داخلية، بل لا يقلّل من أهميتها أو حجمها وأعان الله الحريري ليتمكن من فكفكتها والمواءمة بين مطلب هذا وذاك من الاطراف السياسية المصابة بمرض التوزير والجوع المزمن على الحقائب الى حدّ الفجع ، لكن في المقابل هو مقتنع بأنّ الطريق وعرٌ خارجياً، لسببين:

الأول، ثمّة لقاء منتظر خارج الحدود بين أحدٍ ما ومسؤولٍ ما لم يحصل بعد، وعليه تتوقف «كلمة السر» التي من شأنها أن تطمئن المتردّدين، وتأمر بتوليد الحكومة بصورة خالية من «الشوائب»، وممّا قد يكون سبباً لتسجيل مآخذ على البعض أو اعتراضات وتحفّظات.

الثاني، أنّ مشهد المنطقة بشكل عام يضاف اليه الكمُّ الكبير من التطوّرات التي تتسارع على الساحة الدولية، لا يحمّس على التفاؤل، بل قد يوجب الانتظار لبعض الوقت. ومن هنا يُستبعد أن تحين لحظة ولادة الحكومة اللبنانية قبل وضوح هذه الصورة. ثمّ ألا تلاحظون نأي البعثات الديبلوماسية العربية والغربية بنفسها عن الملف الحكومي اللبناني وعدم مقاربته بالحماسة التي كانت يقارب فيه هذا الملف في أوقات سابقة.

هذا المشهد، بحسب هذا الرأي، يشي بتحوّلاتٍ دراماتيكية على المستوى العالمي. الشرق كله محكوم بنيرانٍ متحرّكة بين دولة واُخرى. وأما الغرب فعلى صفيح علاقات نارية ومتفجرة، لقد ضاق الأوروبيون ذرعاً بدونالد بترامب. ولم يعودوا قادرين على إخفاء ذلك، كما لم يعودوا قادرين على إخفاء غضبهم منه الى حدّ وصفِه على لسان الأمين العام لمجلس أوروبا بأنه اَي ترامب «لم يعد الزعيم الأخلاقي للعالم، ولم يعد بإمكانه التحدث باسم العالم الحرّ».

صحيح أنّ الموقف الناري للمسؤول الأوروبي قد جاء على خلفية قضية إنسانية تتعلق بقرار عنصري للإدارة الأميركية بفصل الأطفال عن عائلاتهم القادمة إلى الولايات المتحدة بصورة غير شرعية، إلّا أنه يعبّر في الوقت نفسه عن حجم الضيق والقلق ممّا بات يسمّيها الأوروبيون «الحرب التجارية والاقتصادية» التي يشنّها سيّد البيت الأبيض على كل الجبهات. وتحديداً على أوروبا التي جعلتها هذه الحرب، وبإجماع نادر بين دولها، تقرّر «المقاومة». وكان ملفتاً في هذا السياق الحراك السياسي الأوروبي الأخير باتّجاه روسيا، التي زارها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وقبله المستشارة الألمانية أنجيلا ميركيل، للبحث عن وسيلة للخروج من مأزق القرار الأميركي بالانسحاب من الاتّفاق النووي مع إيران، بما يعنيه ذلك من أثر تدميري على الاقتصاديات الأوروبية اللاهثة وراء الفرص الاستثمارية في الجمهورية الإسلامية منذ رفع العقوبات نتيجة لـ»تسوية فيينا».

يضاف الى ذلك، كما يضيف هذا الرأي، التناقض الاوروبي مع الأميركيين الذي يكاد يشمل كافة الملفات الدولية، ولاسيما ملف كوريا الشمالية، وكذلك الملف الفلسطيني حيث تنظر أوروبا بعين القلق إلى الخطط الجديدة التي يحملها صهرُ الرئيس الأميركي جاريد كوشنير، تحت مسمّى «صفقة القرن». وهو ما يفسّر، بشكل أو بآخر، تفجّر الموقف داخل مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، الذي انسحبت منه الولايات المتحدة، متّهِمة الدول العضوة فيه بـ»تقديم الخدمات المجانية» لإيران والصين وروسيا. حتى البريطانيين باتوا أشدّ حماسة لمؤازرة الدول الأوروبية الأخرى في التصدّي لاندفاعة ترامب.

على هذا الأساس، يرى صاحب هذا الرأي، أنّ العالم يبدو قد دخل فعلاً في مرحلة العدّ العكسي للتحوّلات المتصلة بالعلاقات الدولية، وخصوصاً مع اقتراب المهل المحدّدة من قبل الإدارة الأميركية للشركات الدولية لكي تنهي تعاملاتها في إيران، التزاماً بالعقوبات المتجدّدة (الفترة بين 90 و180 يوماً من تاريخ الانسحاب الأميركي من الاتّفاق النووي). معنى ذلك أنّ الكلّ في سباق مع الوقت، والماكينات الديبلوماسية تبدو في هذا الجوّ السلبي وكأنها حشدت باتّجاه البحث عن سبل التعامل مع السيناريو الأسوأ، والمتمثل في تصاعد «الحرب التجارية» الأميركية المعلنة من قبل الولايات المتحدة، وهو ما يُنذر بتموضعات جديدة وبأوضاع جديدة وخطيرة على مساحة العالم كله. ومن شأن ذلك أن يضع منطقتنا طبعاً في موقف وموقع صعب ومعقّد للغاية.

وتبعاً لذلك، وفق هذا الرأي، لا يجب إغفال حساسية أو مخاطر التحرّك الأميركي المستجدّ نحو الشرق الأوسط لـ:

- تصفية القضية الفلسطينية وفق رؤية الحليف الإسرائيلي.

- استمالة بعض العرب إلى هذا المحور، عبر تعزيز نفوذ بعض القادة، وانطلاقاً من ذلك، يمكن فهمُ توقيت معركة الحديدة في اليمن، التي تأمل دول الحرب على اليمن في تحقيق النصر والحسم العسكري.

- مزيد من الضغط على إيران، دون إغفال حدوث تطوّرات كبيرة تحت العنوان الإيراني.

- مزيد من الضغط على «حزب الله»، مع ما قد يرافق ذلك من عقوبات قاسية وبعضها من النوع غير المألوف.

- مزيد من الضغط على الجبهة السورية ومحاولة قطع الطريق امام أيّ تسويات سياسية للحرب الدائرة منذ سبع سنوات.

أمام هذا المشهد المعقّد إقليمياً ودولياً، يصل صاحب هذا الرأي الى خلاصة مفادها أنّ لبنان على تماس جوهري مع الغرب الأوروبي والأميركي، وهو جزء من منطقة الشرق الأوسط وليس مساحةً أو كياناً معزولاً عنها، وبالتالي هو ليس بعيداً عن أيّ رياح قد تعصف بها، خصوصاً في محيطه السوري أو الفلسطيني القريب، ولن يكون أيضاً بمنأى عن التأثر بأيِّ تحوّلات قد تحصل فيها أو على مستوى العلاقات الدولية. لذلك ثمّة مَن يستعجل تشكيل الحكومة وهو أمر طبيعي، لكي تكون حاضرة ، أقلّه من حيث الهيكل بوجود تلك التطوّرات، ولكي تنصرف الى التصدّي للكمّ الهائل من الأزمات التي يعانيها البلد.

ولكنّ الايجابية المتجدّدة على مسار التأليف لا تحجب أن هناك مَن قد يفضّل الانضواء في طابور الانتظار ريثما تتبلور الصورة الإقليمية والدولية. وساعتئذ يعرف لبنان على أيّ مخدّة حكومية سينام.

 

النازحون واللّاجئون يُطفئون شمعة مئويّة لبنان الكبير

ألان سركيس/جريدة الجمهورية/الجمعة 22 حزيران 2018

لا يستطيع أيُّ لبنانيٍّ المفاخرة بأنه أقدمُ من غيره في دولة لبنان الكبير التي «قطفها» المسيحيون بقيادة البطريرك الياس الحويّك في لحظةٍ تاريخيّةٍ بعد نهاية الحرب العالمية الأولى، ونتيجة تلاقي المصالح مع فرنسا «الأمّ الحنون».

في 1 أيلول 2018، يصبح عمرُ لبنان الكبير الذي وُلد عام 1920 بحفل في قصر الصنوبر 98 عاماً، أي أنه ما يزال طفلاً رضيعاً مقارنةً بأعمار الدول الكبرى التي مرّت عليها أحداثٌ أشدُّ ألماً وحروباً، لكن هذا لا يعني أنّ الكيانَ اللبناني يتّجه نحو مزيدٍ من الانحدار أو الازدهار، خصوصاً أنّ الأزمات الكبرى ما تزال تعصف فيه، لكنه يهتزّ من دون أن يقع حتى اللحظة. عيّد لبنانُ الكبير عيدَه الـ28 على وقع نكبة 1948 التي انهزمت فيها الجيوشُ العربية أمام إسرائيل، ونزح الفلسطينيون الى دول الجوار ومن ضمنها لبنان.

واحتفل بعيده الـ38 على وقع ثورة 1958 التي كادت أن تطيحَ بأسسِ الدولة نتيجة رغبة قسم من أبنائه بالانضمام الى الجمهورية العربية المتحدة التي نشأت بين سوريا ومصر بقيادة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر.

وعاد العيدُ الـ 49 حزيناً على لبنان نتيجة توقيع لبنان عام 1969 على إتفاقية «القاهرة» التي تنازل بموجبها عن قسمٍ من سيادته لصالح الفدائيّين الفلسطينيين.

وكان العيد الـ55 دامياً، خصوصاً أنّ 13 نيسان 1975 شهد بداية الحرب الأهلية التي دمّرت لبنان وأحرقت أرضَه وآمالَ شعبه.

وفي العيد الـ70 وُلد لبنان من جديد، إذ توقفت الحرب الأهلية عام 1990 بعد توقيع «إتفاق الطائف» عام 1989 وإنهاء ما عُرف بتمرّد العماد ميشال عون في 13 تشرين الأول 1990، لكنّ هذا المولودَ خضع للوصاية السورية طوال 15 عاماً ليتحرّر عن عمر ناهز 85 عاماً بعد إستشهاد الرئيس رفيق الحريري في 14 شباط 2005 واندلاع إنتفاضة الإستقلال في 14 آذار.

عاد لبنانُ الكبير الى مآسيه في عمر الـ91 بعد اندلاع الأزمة السورية في 15 آذار 2011 وتدفّق النازحين بعدها، وها هي تلك الأزمة تطول وتطول، ولا يبدو أنّ هناك أفقاً لحلّها قريباً.

ويرزح الشعبُ اللبناني تحت وطأةِ الحربِ الاقتصادية بعدما ارتاح من الهمّ الأمني نتيجة صلابة الجيش في المواجهة وضبط الساحة اللبنانية.

بعد 70 يوماً يحتفل لبنانُ الكبير بعيد ميلاده الـ98 وهو يقترب من المئة عام، لكنّ سكّانَ أرضه لم يعودوا شعبَه الأصلي الذي نشأ وكبر وترعرع بين ربوعه، فشعبُه الأصلي، ونتيجة الحروب والأزمات السياسية والإقتصادية المتتالية، بات في الخارج، ومشتَّتاً بين القارّات باحثاً عن لقمة عيشه.

واللافت أنّ هناك قرى بأكملها باتت مخيّماتٍ للنازحين الذين دخلوا منازلها باستئذان، فيها الغريبُ أنّ هؤلاء النازحين الذين هُجّروا من أرضهم السورية يدفعون بدلَ إيجار للبنانيين المهاجرين الى أوستراليا وكندا وأفريقيا وبقية البلدان، وكأنّ القدرَ يلعب لعبته.

وإذا استمرّ الوضعُ السياسي والاقتصادي على هذا المنوال، فإننا سنصل الى عام 2020، ذكرى مئوية لبنان الكبير، وسيحتفل عندها النازحُ السوري واللاجئُ الفلسطيني بهذه الذكرى فيما اللبناني مشرّدٌ في أصقاع الدنيا.

عندما وُلد لبنان الكبير، كانت هناك إرادةٌ دوليّة ممثلة برغبة فرنسا إعطاءَ المسيحيين دولة، وبعدمِ ممانعةٍ بريطانية، أما اليوم فإنّ المجتمع الدولي نفسَه، لا يرغب بإيجاد حلٍّ لأزمة النزوح التي ستقضي حتماً على الكيان اللبناني وتركيبته الهشّة أصلاً، وكأنّ لعبة الأمم تلعب حالياً ضدّ «بلاد الأرز».

ويُجمع المواطنون على أنّ عدمَ وعي المسؤولين السياسيين لخطورة أزمة النزوح ستؤدّي الى الدمار، وفي حال احتفل النازحون بالمئوية، فإنّ البعضَ يتساءل عمّا إذا كانت ستدور حربٌ جديدة بين النازح السوري واللاجئ الفلسطيني للسيطرة على هذه الأرض، فيما يكون اللبناني «قوّة ردع بينهما»؟

المئويةُ تقترب، فيما أظهرت بكركي غضباً كبيراً على عدم مبالاة الدولة بذكرى مئوية لبنان الكبير، وقد شكّل البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي لجنةً من أجل تنظيم هذه المئوية، بدلاً أن تقوم الدولة بواجبها، وهي التي تسمح للنازح واللاجئ بإطفاءِ شمعة مئوية لبنان الكبير.

 

حكومة الميليشيا السياسية

جوزف الهاشم/جريدة الجمهورية/الجمعة 22 حزيران 2018

إسمعوهم... إسمعوا ما يقولون، واقرأوا ما يكتبون من محاضراتٍ في العفَّة، وألِّفوا الحكومة من هذه الميليشيا السياسية التي تتبادل القصف العشوائي، وهي تختبيء خلف أكياس الرمل ونحن نتلقّى الشظايا.

الميليشياويون الذين انتقلوا من خلف متاريس الشارع الى خلف متاريس الحكومة، هم الذين تحوّلوا من مقاتلين الى قَتَـلَة، ومن محكومين الى حكام...

طالعوا كتب علم النفس وتاريخ الأباطرة والسلاطين تُدْركوا، أنَّ الغريزة البشرية ليست خطأً لغوياً يتصحّح بتعلُّم قواعد النحو، إنها نزعة في الدم تخْبُـتُ وتستيقظ، تخْـمُدُ ولا تموت، وتستمر في الذهن الى ما بعد الموت، هذا هو الجنرال التشيكي جان زيزكا Zizka أحد أبرز قادة الحروب في أوروبا عندما تعِبَ من الصراع العنفي، أوصى بعد موته بأن يُصنع من جلده طبلٌ حربي.

والصورة تصبح أكثر وضوحاً عندما نكرر كلام النائب وليد جنبلاط الذي وُزّع بصوته على وسائل الإعلام متَّهِماً «المدرسة الكتائبية» بنزعة القتل ويقول: «لم أستطع أن أجنّب الدروز هذه النزعة، أنا أتحمل مسؤولية المجازر التي حصلت للمسيحيين وأطالب بمحاكمتي ومحاكمة الآخرين، كلّ الزعماء مجرمون بحـقّ الأبرياء، والحلّ السياسي العادل هو بالإقتصاص من الجميع وإلاّ سنبقى في دوامة الحرب الأهلية اللاّمتناهية...»

نعم... لأن الذين يجب أن نحاسبهم في المحكمة كافأناهم في الحكومة، لم يكن هناك حلول بل حروب، نحن على مدى السنين الخوالي، لا نزال نتخبّط في مجموعة من الحروب أقلُّها: حرب التقهقر والتجبُّر، والإستبداد والإستعباد، والفقر والفساد، والظلم والظلمة وحرب المزابل والنوازل، وليس من مـفرٍّ: فإما الهجر وإما القهر... لا نزال نتخبط في حرب لبنان المدمّر، والمواطن المهجر والشعب المعسكر، ونخوض حرب لبنان ضد لبنان، ننصر الغريب عليه، ونستقدم النازح إليه، ونُضرم النار فيه، ونحن ندور كالفراشات حول ألسنة النار، في دولة متناثرة دويلات، ووطنٍ متنابذٍ مذهبيات، وأرضٍ منقسمةٍ ولايات، وكل ولاية يحكمها باشا، ولم يبق من «كلنا للوطن» إلاّ كلام يتردد خداعاً في النشيد. نحن شعب أعزل خاض حروباً مع الشيطان فتكسّرت سيوفه في الهواء، وليس في يده من سلاحٍ إلا ما كان في أيدي الهنود الحمر من ريش الطيور الكاسرة... الوردة حسبما يقولون، تتسلّح بالشوك لتحمي نفسها، والثور يتسلّح بقرنيه دفاعاً عن نفسه، والجواد يرفس برجليه، وللحيّة سُمٌّ هو عندها سلاح هجوم وسلاح دفاع... أما عندنا فالورد أصبح بلا شوك، والثيران تتناطح بلا قرون، والجياد محطمة الأرجل، وأبناء الأفاعي يجرعوننا السمّ.

الحق الحق نقول: إن العقدة ليست عقدة تأليف حكومة، بل عقدة وجود حكومة، حكومة تحكم بالعدل والحق والحزم، وبالأخصّ تحكم بالعقل. فخامة الرئيس. سمعتك في كلمة الإفطار الرمضاني في القصر تطالب «بعودة العقل» كأنما العقل كان مخدّراً بالخمر فيما هو قابع في دير الصليب، ولأن «شعب لبنان العظيم» كان بالعقل عظيماً وبأهل العلم والمعرفة والثقافة والفكر والأدب والشعر، فلتكن من هؤلاء إذاً، حكومة العهد الأولى، ليرتفع لبنان العظيم فوق لبنان المتاريس وأكياس الرمل البشرية.

 

معراب والمختارة... و«المصيبة» ثالثهما

ملاك عقيل/جريدة الجمهورية/الجمعة 22 حزيران 2018

في مقابل العلاقة التي «لم تركب» يوماً بين النائب السابق وليد جنبلاط و»العونيين»، لن يكون تفصيلاً أن تتراكم الايجابيات منذ العام 2005 وحتى ما بعد الانتخابات النيابية الماضية على خط معراب - كليمنصو. الخصمان التاريخيّان باتا على الموجة نفسها تقريباً... ويصادف أنها ضد «ممارسات العهد»!

من ضمن سلسلة لقاءات ثنائية جمعت رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع وجنبلاط في السنوات الماضية، إلتقى الرجلان أكثر من مرة في جلسات سرية بعيداً من الاعلام، آخرها لقاء لم يعلن عنه في منزل نعمة طعمة قبل نحو شهر من الانتخابات النيابية.

عملياً، تَرجَم هذا اللقاء أحد وجوه ما سبق أن لَوّح به جعجع بأنّ معراب لن تسير بأي قانون انتخاب لا يوافق عليه «الحزب التقدمي الاشتراكي». لاحقاً، كاد مشروع التلاقي الانتخابي أن يُنسف إلّا أنّ المصلحة المشتركة فرضت نفسها: جنبلاط احتاج الى حليف مسيحي قوي، ومعراب فتّشَت عن تحالف متين، مُتجانس مع «خطها»، يستثمر على المدى الطويل في السياسة. ففي الوقت الذي كان «التيار الوطني الحر» يتنصّل من التحالف المحتمل مع رئيس «اللقاء الديموقراطي»، سلكَ الاتفاق الثلاثي «القواتي»-الاشتراكي-»المستقبلي» طريقه الى صناديق الاقتراع، بالتزامن مع إعلان الوزير جبران باسيل ما يشبه «الحرب الانتخابية» على الزعيم الدرزي ساعياً الى تحجيمه درزياً ومسيحياً.

منذ مطالبة جنبلاط عام 2005 بالافراج عن سمير جعجع بعد 11 عاماً في الاعتقال «من أجل المساهمة في المصالحة الوطنية»، كما قال يومها، مرّت العلاقة بدروب متعرّجة، جامعها الأساسي كان «ثورة 14 آذار». لكنها أفضَت أخيراً الى سلوك «الأوتوستراد السريع» نحو تفاهمات في الداخل أكثر واقعية وبراغماتية عنوانها الأول فصل سوريا عن العلاقة مع «حزب الله». هكذا جرى ربط نزاع سياسي بين المختارة والضاحية في مقابل «ربط ملفات» بين معراب و»حزب الله»، وجد ترجماته في أكثر من ملف في الحكومة التي توشِك أن توضع على «رفّ» الحكومات السابقة.

اليوم يخوض الطرفان «معركة بقاء» مشتركة ودفاع عن المكتسبات، داخل حكومة العهد الاولى، كما يسمّيها ميشال عون. تجمعهما، باعترافهما، «مصيبة» واحدة: العقل الاستئثاري في توزيع الحصص الحكومية عبر الترجمة «المحرّفة» لنتائج الانتخابات النيابية!

عملياً، وفي لحظة الاقتراب من تحديد الاحجام وحسم الحصص، قد يغطّ جعجع في كليمنصو في أي لحظة. الهموم المشتركة كثيرة، ولن يكون تفصيلاً أن يكون عنوانها الأول «مكافحة» سياسات العهد وأدائه، خصوصاً في خِضمّ مفاوضات تأليف الحكومة.

أمّا مرسوم التجنيس فشكّل نقطة الالتقاء الاكثر وضوحاً وإحراجاً لموقّعيه من خلال الطعنين المقدّمين من «الحزب التقدمي الاشتراكي» ثم «القوات اللبنانية»، في وقت يروّج الطرفان لواقع «أنّ معركة فَضح المرسوم «رابحة» ليس بخلفية النكد السياسي، لكن من منطلق كشف جانب من الذهنية التي تُدار بها الدولة في «العهد القوي» رافع شعار التغيير والشفافية».

أوساط معراب تُحاذِر كشف موقف جعجع الفعلي من مسألة أحقية جنبلاط أو عدم أحقيته في الحصول على الحصة الدرزية الثلاثية كاملة في الحكومة، «من باب الحرص على عدم التدخّل في شؤون البيت الدرزي وعدم إثارة الحساسية داخل الجماعات الطائفية. لكن إذا كان المعيار الميثاقي واضح لدى الشيعي والمسيحي، فلماذا لا يطبّق أيضاً في حالة جنبلاط الذي أثبت أنه لا يزال زعيم الطائفة ويحظى بالغالبية المطلقة من التمثيل الدرزي؟».

في المقابل، تعترف مصادر جنبلاط «أنّ «القوات» بات لديها كتلة نيابية كبيرة، ولديها الحق الكامل في أن تحظى بتمثيل وزاري وازن في الحكومة المقبلة».

تَصف المصادر العلاقة مع جعجع بـ»الجيدة جداً». لقد خضنا انتخابات نيابية معاً في عدد من الدوائر، وحققنا فوزاً مشتركاً، ونلتقي على كثير من الثوابت الوطنية وأهم التقاطعات المصالحة الوطنية في الجبل وضرورة الحفاظ عليها». ولـ»القوات»، في رأي المصادر، «مواقف متقدمة في هذا المجال قياساً على مواقف قوى أخرى لا تتمتع بالعقلانية ذاتها».

بالتأكيد ساهمت الانتخابات الماضية في ترسيخ الاقتناع الجنبلاطي بأنّ «التيار» يتصرّف وكأنّ المصالحة لم تتمّ، على عكس «القوات» تماماً. جبران الذي سأل عن «العظام» خلال زيارته قرى الشوف في أيلول العام الماضي واستحضَر الحرب الأهلية، كرّر في أكثر من محطة خلال زياراته المتكرّرة الى الجبل أنّ «المصالحة لا تكون بالتهويل والتهديد بها»! لكن كيف يمكن أن يترجم التقارب «القواتي»-«الاشتراكي» في الحكومة المقبلة، خصوصاً أنّ جوهره الالتقاء على رفض سياسات العهد؟ الطرفان يرفضان منطق المحاور داخل الحكومة، ويتحدثان عن «تقاطعات قد تفرضها نوعية الملفات المطروحة». لهذا الموقف مبرّراته، خصوصاً أنّ لكل منهما تحالفاته والتزاماته مع قوى سياسية أخرى، لكنّ تردّي علاقة «التيار الوطني الحر» أخيراً مع الطرفين يسمح بهامش واسع من التوقعات، يَصل الى حدّ التسليم بأنّ الجلوس وجهاً لوجه داخل «حكومة العهد القوي» ستكون أثمانه مرتفعة.

 

اللبنانيون أيتامٌ لا أَبا لهم ولا أُمّ في "دولة نوح زعيتر"/لماذا تبدو الحكومة العتيدة أشبه باجتماع عائلات "العرّاب"؟

إيلي الحاج/نقلاً عن موقع مدى الصوت/21 حزيران/18

https://alsawt.org/%D8%A7%D9%84%D9%84%D8%A8%D9%86%D8%A7%D9%86%D9%8A%D9%88%D9%86-%D8%A3%D9%8A%D8%AA%D8%A7%D9%85%D9%8C-%D9%84%D8%A7-%D8%A3%D9%8E%D8%A8%D9%8E-%D9%84%D9%87%D9%85-%D9%88%D9%84%D8%A7-%D8%A3%D9%8F%D9%8F%D9%85/

في عيد الأب يشعر اللبنانيون بأن لا دولة فوق رؤوسهم.

بأن وزير الداخلية في المفترضة دولة لبنانية لا يمون على موظف ما في مكان ما تحت وصايته. موظف قرر عدم ختم جوازات سفر الإيرانيين عند دخولهم  لبنان وخروجهم.

وبأن وزير الخارجية أيضاً لا يمون على السفير في إيران.

بأنّ أشباحاً مجهولين يحكمون هذه البلاد من وراء الحدود، ولُحاهُم طويلة وقصيرة.

بأنهم في موسم مونديال كرة القدم يتابعون تمريرات كرة المسؤولية بين المفترض أنهم حُكّام لبنان كلما فرضت فضيحة نفسها على شاشات الإعلام وفي الأخبار،

كي لا يعرف الناس مَن هو المسؤول عن الفضيحة وعن هذا البلد.

يشعر الناس العاديون بأنهم هُم بين الأقدام في لعبة لا حَكَم فيها ولا حُكم.

بأن الحُكّام هم نوح زعيتر وأمثاله ممن يضعون، ولا يضعون، ربطات عنق.

بأنهم رعايا في "دولة نوح زعيتر إند كومباني".

في عيد الأب يشعر  اللبنانيون العامَّة بأنهم لا أبا لهم ولا أمّ .

بأنهم يتابعون أخبار ولي عهد غير كفؤ يتمرن في السياسة على طرق الغوغائية والإنتهازية والضحك عليهم في طريقه إلى رئاسة الجمهورية.

يشعرون بأنه سيصير يوماً عاجلاً أم آجلاً رئيساً لهذه الجمهورية، وبأن لا شيء سيتغيّر أو يُصلَح.

بأن السياسيين في هذه البلاد الملعونة ليسوا رجال دولة. وبأنهم هُم المواطنون بأصابعهم المغمسة بالحِبر انتخبوا نماذج من هؤلاء السياسيين في كل دائرة انتخابية في لبنان.

وسواء تصالح هؤلاء السياسيون في ما بينهم وأعلنوا أنهم أخوة، أو نشر بعضهم غسيل بعضهم الآخر على السطوح، فمن أجل مصالحهم الشخصية، لا غير.

وبأن هؤلاء السياسيين استولى عليهم وذَهَبَ بعقولهم جنون العظمة وجنون السلطة. ليس بينهم من يقف عند كلمة. ليس ولا رجل مبدأ. وإذا قام بينهم من يُخالف فإنه يعرّض نفسه للدمار. يٌشيرون إليه بالأصابع:"إنتَ مين؟".

وبأنهم مواطنون سيئو الحظ وُلدوا وعاشوا في مزرعة لا تنعم بسلم واستقرار إلا عندما يتفق رجال العصابات المتحكمون فيها على القسمة. وبعد الخضوع لرئيس العصابة الأكبر والأقوى بينهم.

يشعر اللبنانيون أيضاً بأن القيّمين هؤلاء على مصائرهم، حاضراً ومستقبلاً، خبراء في الكذب والمراوغة والهرب من الموضوع عندما يتعلّق الأمر بتحمل المسؤولية عن الأخطاء، بل الخطايا التي تُرتَكب في المزرعة.

وكل يوم فضيحة أكبر من التي سبقتها.

المطلوب نوح زعيتر مع مسلحين من "حزب الله" في سوريا في صورة أرشيفية.

لا جدوى من طرح الأسئلة العميقة، على سبيل المثال لا الحصر:

مَن هَرّب الإرهابيين الذين قتلوا العسكريين الشهداء في جرود عرسال وأين صار التحقيق، ومَن هو المسؤول عن قتلهم أساساً؟

مَن هم الذين كانوا وراء محاولة تهريب البند 49 في قانون الموازنة العامة، والتي نصت على إعطاء إقامة دائمة في لبنان لمن يشتري شقة؟

مَن وضع مرسوم منح الجنسية اللبنانية، في نهاية الأمر، وضمّنه أسماء متورطين ومشبوهين ومرتكبين كبار في دول الجوار؟

مَن قرّر استثناء الإيرانيين من ختم جوازات سفرهم على غرار ما تفعل إسرائيل لمن يرغب في دخولها تسللاً؟ وما فائدة لبنان في التغطية على متسللين إليه؟

ولماذا يظهر حاكم المصرف المركزي على نحوٍ يومي على الشاشات ويقول للبنانيين "لا تخافوا" فيبعث الخوف في قلوبهم مما ينتظرهم؟

ولماذا يسمع اللبنانيون في هذه المرحلة همسات عن مساعٍ وأبحاث ودراسات في الكواليس لمد اليد إلى الاحتياط الذهبي، على أساس أن قرشك الأبيض ليومك الأسود، ونحن في عز يومنا الأسود؟

ولماذا لا يفتح أي من السياسيين فمه عندما يوزع حاكم المصرف المركزي، كل بضعة أشهر، وبقرار شخصي منه، مليارات الدولارات من المال العام على المصارف تحت مسمّى "الهندسة المالية"؟

ألِأنّ السياسيين في هذه المزرعة التي اسمها لبنان هم أنفسهم أصحاب المصارف أو مساهمون فيها؟

(للأمانة والتاريخ: وحده النائب جورج عدوان فتح فمه مرةً ومرتين إعتراضاً. عادوا وأسكتوه).

ومن يعرف لماذا جعلت وسائل الإعلام وصحافيون كثيرون حاكم المصرف المركزي أيقونة محوطة بهالة من القدسية، وكم تكلف صورة هذه الأيقونة في داخل المزرعة وخارجها وعلى حساب مَن؟

ولماذا أوقفوا القروض الإسكانية من أجل تشجيع الشباب اللبنانيين على شراء شقق ومساعدتهم، بينما كانوا يحاولون إغراء غير اللبنانيين بمنحهم بطاقات الإقامة الدائمة إذا اشتروا؟

لماذا لا أحد يُخبر اللبنانيين كيف تعرضت الأموال التي خُصصت للقروض الإسكانية سابقاً للشفط، ومَن شفطوها وكيف؟

ولماذا ينهار القطاع العقاري ويتهاوى تدريجاً أمام عيونهم ولا يفعلون شيئاً مفيداً على الإطلاق لإنقاذه، مع أنه يشكل 28 في المئة من الحركة الإقتصادية في البلاد؟

الصورة قاتمة لا شك، لكن ثمة بارقة أمل لا تلمع من الإتحاد الأوروبي:

165 مليون أورو جديدة لدعم لبنان.

يسخر منّا الأوروبيون؟ 165 مليون أورو في الدولة الأولى عالمياً بتجارة المخدرات وغسل الأموال لا تكفي رجلاً واحداً كي يرتقي إلى مرتبة الأثرياء فجأة ويصير بدوره من وجهاء قومه!

المواطنون في "دولة نوح زعيتر إند كومباني" (المقاوم نوح زعيتر) وزملائه في السياسة والحكم لا تمر عليهم الألاعيب. هل سمعتم النائب جميل السيّد يتهم ضباط الجيش وقوى الأمن بالتآمر على أبناء البقاع لإظهارهم خارجين على القانون؟ الرجل بدأ حياته عملياً ضابط مخابرات مسؤولاً عن تلك البقعة الخصبة بكل المعاني من لبنان ويعرف عما يحكي.

كل عمرها العشائر والقبائل في تلك البقعة من الأربعينيات والخمسينيات حتى الحرب والأمس القريب مضرب المَثَل في احترام الدولة والأنظمة والقوانين. اليوم جاء زعران لتشويه سمعتها بالتآمر مع ضباط في الجيش وقوى الأمن.  كلام إفترائي أن هناك مجموعة ثائرة في طائفة ثائرة نجحت في الإستيلاء على قرار البلد بتحالف وثيق إرتباطي بدولة أخرى ذات أطماع توسعية في المنطقة، وبتكلفة عالية من دم البنين وسائر اللبنانيين. وبسلاح وفير أيضاً. هذا كله غير صحيح والحق على الحكم والحكومة.

الحكومة؟ يكاد اللبنانيون ينسون أنها جاري تشكيلها على أيدي الرئيس المكلف سعد الحريري والوزير فوق العادة جبران باسيل.

ولكن لماذا تبدو مطابقة تقريباً لحكومة تصريف الأعمال الحالية، الأشبه باجتماع رؤساء العائلات- العصابات في فيلم "العرّاب" الشهير؟

ملاحظة: ليس المقصود بهذه المقالة إنتقاد الأوضاع أبداً. إنتقادكم لا يُفيد. إنها شتيمة.

إيلي الحاج/كاتب صحافي وناشر "الصوت"

 

بدأ الصيف الملفات تكبر أهمها أين الوعود بالسياحة؟

الهام فريحة/الأنوار/22 حزيران/18

لا تبدو الصورة وردية في معظم الملفات التي تتدرج بين الأكثر إيلاماً للمواطن والأكثر تأثيراً في الوطن، ما هو الأكثر إيلاماً للمواطن أنَّ الوضع الإقتصادي يتراجع، فعلى أبواب الصيف الذي بدأ هذا الأسبوع، لا تبدو الحركة السياحية في مستوى يعوَّل عليه، فلا مشهد لسياح أجانب ولا حتى من الأشقاء العرب، كما أنَّ المغتربين لم تظهر طلائعهم بعد.

هذا الواقع هو علامة غير مشجِّعة وغير مريحة للإقتصاد اللبناني، الذي يستند في جانب كبير منه على القطاع السياحي الذي "يُشغِّل" عشرات القطاعات:

من المطاعم، إلى الأسواق التجارية، إلى قطاع السيارات، إلى قطاع الفنادق والشقق المفروشة، لكن الحركة في معظم هذه القطاعات ما زالت خجولة.

ثم إنَّ ما يعيق "الهجمة السياحية" على لبنان، هو الواقع البيئي الذي يندى له الجبين! فأيُّ بلدٍ في العالم تحوّل شاطئه إلى شاطئ للنفايات؟

من مكب صيدا عند بوابة الجنوب، إلى مكب الكوستابرافا عند المدخل الجنوبي لبيروت، إلى مكب برج حمود عند المدخل الشمالي لبيروت، إلى مكب طرابلس، عاصمة الشمال، هذا عدا المكبَّات الأقل حجماً الموزعة على امتداد الأرض اللبنانية ساحلاً ووسطاً وجبلاً.

السياحة والنفايات لا تلتقيان، خصوصاً أنه لم يعد بالإمكان إخفاء أي شيء من هذه الموبقات التي تتسبب في تهريب المواطن، فكيف بالسائح؟

ولأن السياحة هي واجهة لبنان، وهي في وضعٍ غير مريح، فإنَّ هناك أوضاعاً غير مريحة أيضاً تتعلق بالوضع الإقتصادي، وليس من باب المصادفة أنَّ زيارات حاكم مصرف لبنان رياض سلامة تكثفت في الفترة الأخيرة، وكل ذلك من أجل القيام بتقويم مشترك بينه وبين رئيس الجمهورية للوضع النقدي والمالي في البلد في ظلِّ كلِّ التحديات الماثلة أمام الجميع.

ليس بعيداً من هذا السياق، فإنه في المعلومات أنَّ المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، في يومها الثاني في لبنان، ستُعلن عن مساعدة مالية لا بأس بحجمها للبنان من خارج التزامات برلين في مؤتمر "سيدر"، وهي تزور الرئيس نبيه بري في عين التينة. ثم تشارك في الثانية عشرة والنصف من بعد الظهر مع الرئيس الحريري، في ندوة مشتركة بين رجال الأعمال اللبنانيين والألمان في السراي. وتعقد في الأولى بعد الظهر مؤتمراً صحافياً مشتركاً مع الرئيس الحريري في السراي، يليه في الأولى والنصف غداء على شرفها في السراي. يعقبه في الثالثة بعد الظهر زيارة رئيس الجمهورية في بعبدا، قبل أن تغادر بيروت في الرابعة بعد الظهر. زيارة ميركل للبنان هي الثانية لمسؤول الماني كبير خلال ستة أشهر، بعد الرئيس الألماني فرانك فالتر شتانماير.

ما إن تغادر ميركل حتى يتقدم إلى الواجهة مجدداً ملف التجنيس الذي سيشهد تطورات نوعية، حيث تقاطعت المعلومات عن أنَّ "التصحيح" سيشمل نحو أربعين إسماً. في هذا السياق سيقدِّم المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم إلى رئيس الجمهورية المعطيات التي كوَّنها فريق الأمن العام والتي أثبتت أنَّ المرسوم سيتضمن أسماء غير مستحقة، وقد يكون المخرج في صدور مرسوم جديد تُشطب منه الأسماء التي أثبت التحقيق أنَّها لا تستحق الجنسية.

الوضع اللبناني، كما هو، غير مريح، على كلِّ المستويات، إلاّ إذا أصرينا على تفاؤلنا الضائع في السراب، ونطالب بجهود إضافية لئلا يدخل لبنان مجدداً في نفق المجهول على الجميع.

 

مسلسل «الهيبة»: حسن نصر الله وتيم الحسن!

حسين شبكشي/الشرق الإوسط/21 حزيران/18

الدراما الفنية عادة ما تعكس واقعاً بأسلوب فني. تختلف الأساليب التي يتم بها تحقيق ذلك، ولكن القاعدة تبقى واحدة.

هناك مسلسل تلفزيوني لافت لقي متابعة جماهيرية عريضة في شهر رمضان الماضي، وهو مسلسل «الهيبة»؛ بطولة تيم الحسن، وهو، باختصار، يصور «بطولة» رجل زعيم عصابة، و«يمجد» خروجه عن القانون وتوغله في الأعمال المخالفة من تجارة سلاح ومخدرات وقتل واعتداء.

والعجيب أن العمل «أصر»، وفي جزء ثان، على «تأصيل» فكرة نجومية وبطولة الخارج عن القانون. ولم يكن غريباً أن تكون أحداث المسلسل واقعة في لبنان، فاليوم لبنان يمثل الحالة النموذجية لوصول الخارج عن القانون إلى رأس الهرم السياسي في البلاد. فحسن نصر الله وتنظيمه الإرهابي المعروف باسم «حزب الله»، ميليشيات إرهابية عالمية (مصنف من معظم دول العالم بذلك)، ومتهم باغتيال عدد غير بسيط من الشخصيات السياسية والإعلامية، ويؤوي مطلوبين للعدالة، ومتهم بالاتجار في المخدرات وغسل الأموال وتمويل الإرهاب. وهذه مسائل معروفة للجميع، ومع ذلك يتم «تبييض» كل ذلك تحت اسم «المقاومة»، تماماً كشخصية «جبل» بطل مسلسل «الهيبة»... إنه يحيي المنطقة بأسلوبه وطريقته. لعل الأدب الإنجليزي هو أول ما أبرز شخصية الخارج عن القانون في صورة البطل روبين هود الذي كان «يسرق» من الأغنياء ليعطي الفقراء، وهو المبدأ نفسه الذي كانت تروج له وسائل الإعلام في نظام الانقلاب في قطر عن طريق قناة «الجزيرة»، عندما كانت «تبرر» أفعال زعماء تنظيم القاعدة الإرهابي، وأن غايتهم تبرر وسائلهم؛ بحسب ما كانت تروج وقتها.

وهوليوود هي الأخرى كان لها النصيب اللافت والمهم في إظهار بطولة شخصية الخارج عن القانون، مثل أحداث الغرب الأميركي المعروفة بـ«أفلام رعاة البقر»، والتي صورت «Lawless Societies» مجتمعات بلا قانون بطلها الخارج عن القانون، فبدأ التعاطف مع الشخصيات الخارجة عن القانون بشكل أكبر، حتى كان فيلم «قضية توماس كراون» بطولة ستيف ماكوين؛ المجرم الأنيق الذي كان الكل يتابع مشاهد الفيلم وينتظر أن يتم القبض عليه، إلا أن المشاهدين في السينما خلال عرضه الأول أصيبوا بالدهشة والذهول وهم يرونه في الطائرة مغادراً بنجاح ولم يتعرض للقبض عليه وأتم «نصبته» بشكل كامل، ولأول مرة في السينما يمجد اللص وبشكل أنيق. خطورة مسلسل «الهيبة» أنه يعكس واقعاً حقيقياً في لبنان الذي يعيش فيه قبضايات السياسية بالذراع على حساب الدولة والقانون وبشكل يومي. فتصبح سلطة الشارع أهم وأقوى من سلطة العدالة والقضاء. وهي حالة قابلة للانتشار وبشكل «عشوائي» ما دام «البطل» يظهر ممجداً وبلا عقوبة، فالكل سيرغب في تقليده. مسلسل «الهيبة» هو الواجهة الدرامية لحال «حزب الله» في لبنان لا فرق بينهما... كلاهما يمجد الخروج عن القانون والإجرام. ولكن الإجرام يبقى إجراماً مهما تم تزيينه. وهذا هو الدرس الذي يجب أن نتذكره دوماً.

 

عن حكومة «العهد» الأولى اللبنانية

حنا صالح/الشرق الإوسط/21 حزيران/18

بُعيد انتخابه قال الرئيس اللبناني ميشال عون إن الحكم الحقيقي على «العهد» يكون بعد تشكيل أول حكومة إثر الانتخابات النيابية. ردّ الرئيس موقفه في حينه إلى قناعة مفادها أن حكومة منبثقة من مجلس نيابي ممدد له خمس سنوات لن يكون بمقدورها تحمل مسؤولية الانتقال بالبلد من حال إلى حال، والحقيقة أن وعوداً أُطلقت، والعديد من السياسيين، لا سيما أولئك الذين برزت لديهم شهوة السلطة، تفاخروا كثيراً بالحديث عن الحكم القوي وأوهام القوة. كل الناس استمعوا إلى مقولة الرئيس القوي، وتطور الأمر إلى أحاديث عن الأقوياء في طوائفهم وإلى الدولة القوية، ولأن أهل الحكم، على ما يرددون، كلهم من أقوياء أجمعوا على ضرورة تشكيل الحكومة القوية، حكومة «العهد» الأولى!

في بعض البلدان يستغرق تشكيل الحكومات عدة أشهر أحياناً، في ألمانيا بعد الانتخابات الأخيرة تطلب الأمر أشهراً طويلة من المحادثات الشاقة والتفصيلية حتى انبثقت الحكومة الألمانية الحالية. النقاش تناول كل شيء؛ السياسة والأمن وتسونامي اللجوء والضرائب والأجور وميزانيات الابتكار والجوار الأوروبي إلخ... وعند بلورة الرؤية والمنهج لم يتأخر إعلان التشكيل الحكومي الجديد. تبعاً لهذا المنطق لم يتأخر التأليف في لبنان، والرئيس الحريري لم يكمل الشهر الأول على تكليفه، لو كان هناك نقاش جاد بين أهل الحل والربط.

ليس الأمر عملية افتراضية فهناك قضايا كبيرة لا بد أن يتمحور البحث حولها، وكيفية إيجاد حلول لها، حتى تأتي حكومة الإنتاج والفعالية التي بشّر بها رئيس الجمهورية. يعني على من يحمل كرة نار التأليف الحكومي أن يرسم مع شركائه تصوراً لكيفية البدء بمعالجة الدين العام الذي تجاوز 100 مليار دولار، وبالطبع لا معالجة بالعودة لسياسة الاستدانة إياها، و«هندسات» المحاصصة المالية لحاكم البنك المركزي التي أدانتها المؤسسات المالية الدولية، وحذرت من آثارها السلبية على مجمل الأوضاع المالية والاقتصادية. ولا بدّ والبلد تلقى كارثة نزوح مليون ونصف مليون نازح سوري مع كل ما يترتب عن ذلك من أعباء مادية واجتماعية، من أن تكون هذه المسألة في الصدارة لتوحيد الرؤية وطرق المعالجة، لأن هذه الأزمة لا تعالج بإعلاء جدران من الكراهية والعنصرية، وباشتباك مكلف وخاسر مع الأمم المتحدة وكل المجتمع الدولي، عبر تحميل النازحين المسؤولية عن سوء الأوضاع في لبنان، ويذهب بعض أهل الحكم بعيداً في إطلاق التهم جزافاً، وينسى هذا البعض الدعم الدولي للبلد المحدود الإمكانات، والمثال الأقرب وجود «اليونيفل» منذ حرب العام 2006، وما أدى إليه هذا الوجود من تقديمات واستقرار وأمن وازدهار للجنوب.

إلى ذلك البلد الذي «دهمته» أزمة مرسوم التجنيس المشبوه فيما لبنان يحرم رسمياً الأمهات اللبنانيات من منح الجنسية لأولادهن، ألا يستدعي مثل هذا الأمر وقفة متأنية، والنقاش هنا لا يتناول الصلاحية الدستورية لرئيس البلاد، إنما يطال الشفافية والمعايير التي يُوجبها احترام هذه الصلاحية واحترام الدستور، ما يفترض كشف الحقيقة كاملة، من ومتى وكيف تمّ إدراج أسماء مشبوهة مالياً وأمنياً وقضائياً في المرسوم الذي تم التوقيع عليه من دون تدقيق، وأكثر من ذلك يجب أن يكشف التحقيق حقيقة الشائعات عن أموال دُفعت وحوّلت الجنسية إلى سلعة يحصل عليها من يدفع السعر الأعلى، وهو المرسوم الذي طالبت الكنيسة المارونية بسحبه «لأنه زعزع الثقة بهم، ولأنه مرسوم يصدر على حين غفلة... إلخ». وإذا كان المجال لا يتسع للتوقف أمام عناوين كثيرة من السطو على المال العام واتساع شبكات الفساد، فما قصة بوابات التهريب شبه الرسمية على كل المعابر البرية والبحرية والجوية، التي تحرم الخزينة من جزء أساسي من الواردات الجمركية وهنا الأرقام فلكية، فضلاً عن دور هذه البوابات بتغطية أعمال التهريب، هذا إلى ضرورة التوقف عند المصير المقلق الذي ينتظر الثروة النفطية والغازية المكتشفة في المياه الإقليمية، إلى بعض الأداء كما كُشِفَ مؤخراً عن وجود تغطية رسمية لمتهم بارتكاب جريمة غسل أموال في الباراغواي وفي أكثر من مكان، فمن هي الجهة التي تملك حق وضع البلد في اشتباك مع المجتمع الدولي، إلى فضيحة قرار السماح للرعايا الإيرانيين بزيارة لبنان من دون تأشيرات أو ختم جوازات، وهو القرار الذي منذ افتضاحه سارعت الخارجية اللبنانية للتبرؤ منه. طبعاً لا أحد يعتقد أنه بمقدور جهاز أمني اتخاذ مثل هذا القرار على مسؤوليته مع ما يعنيه ذلك من تحديد سياسة البلد وتوجهه، وأخذاً بالاعتبار ما يحمله من أبعاد خطرة على لبنان ستنجم عن فتح الأبواب أمام «الحرس الثوري»، وربما انتقال شخصيات إيرانية طالتها العقوبات الدولية يمكن أن تحول البلد منصة لخطط حكام طهران. ولأن المشترع حصر القرار بيد مجلس الوزراء مجتمعاً، وأناط برئيس مجلس الوزراء المتابعة، يكون من المستغرب عدم وضع هذه المسائل على رأس جدول أعمال تأليف الحكومة الجديدة!

لكن مهلاً.. كل ما تقدم لا يبدو أنه على جدول أعمال التأليف، رغم جرعات التفاؤل للرئيس المكلف عن «فريق حكومي»، فالقاسم المشترك بين «الأقوياء» تجاهل القضايا التي تطحن الناس، أما الإكثار من الحديث عن المخاطر الخارجية وهي حقيقية، ففي ذلك إقرار بأنه من المستحيل تأليف حكومة قادرة على العيش والفعالية دون أن تأخذ في الاعتبار وضع المنطقة والصراع الجيوسياسي، من سوريا والعراق إلى التطورات المتسارعة في اليمن. كل ذلك يكشف عن حقيقة وجود توافق غير معلن بين جهات داخلية على انتظار تطورات المنطقة وانعكاسها على التأليف، فيما يبقى الأجدى وجود حكومة تحمل آلام الناس وصعوبات البلد والتحديات الداخلية حتى تتوفر إمكانية مواجهة التحديات الخارجية. لكن الحقيقة المرة تؤكد أن النقاش لم يتناول إلاّ الأحجام والحصص ونوعية الحقائب الوزارية لكل فريق، البعض يريد لحزبه أو فريقه حقيبة سيادية، والبعض الآخر حقيبة وازنة والثالث حقيبة خدماتية... حفلة سريالية ومباريات عن عضلات كل فريق وقوته لتبرير الحصة التي يريد في كعكة الحكم، فيما هناك منتصر يستعجل تشريع فائض قوته بقطف ثمار الانتخابات واستباق عواصف المنطقة ومتغيراتها والحُديدة الآن نموذج، ومن يستقتل على موقع حكومي يرى فيه باب جنة المحاصصة، وهناك من يشي أداؤه أن الساعة دقت لإجراء مراجعة للتسوية التي أوصلت عون إلى القصر الجمهوري والحريري إلى السراي الحكومي، وكل ما يرشح يفيد أن شروط تأليف الحكومة تغيرت ومعها ستتغير شروط إعادة تكوين السلطة برنامجاً وأداءً، والأمر الملاحظ هو اتساع الممارسات التي تؤكد تكرار تجاوز النظام البرلماني ووثيقة الوفاق الوطني.

في نهاية المطاف ستُشكل حكومة «العهد» الأولى، التي ستكون صورة عن شبه دولة ومجتمع ضعيف مفكك واقتصاد مترنح وعدالة معلقة وقانون يطبق استنسابياً، ووحده الطرف القوي «حزب الله» المدعوم إيرانياً يذهب بعيداً في إملاءاته، مستفيداً من تملق الآخرين فيقضم البلد تعزيزاً لأوراق محوره، يقابله اتساع صراع الآخرين على الحصص، وتهميش ما كان من دور (وصلاحيات) لرئاسة الحكومة كلّف لبنان ثمناً كبيراً.

 

النكسة وكأس العالم

مكرم رباح/موقع رصيف 22/21 حزيران/18

إنّ كاس العالم لكرة القدم مناسبة جامعة لكل البشر بمختلف أعراقهم، وفرصة للاستمتاع بشهر كامل من المنافسة الرياضية الشيقة، التي تجعل الهواة الموسميين للعبة يتمسمرون أمام شاشات التلفاز لمتابعة فرقهم المفضلة.

أما هذا العام بالتحديد، للعرب حصة كبرى في المونديال مع مشاركة أربعة منتخبات عربية: السعودية ومصر وتونس والمغرب، وهي مشاركة تعتبر الأعلى منذ بداية مباريات كأس العالم سنة 1930، مما دفع بـ400 مليون عربي إلى اعتبار المونديال فرصة لإزالة آثار النكسات السياسية والثقافية التي أصبحت ملاصقة لهم كحضارة عريقة فقدت مكانتها تحت الشمس. بعد المحاولات المتعاقبة والفاشلة للنهوض بالعالم العربي سياسياً واقتصادياً، استبدل المواطن العربي العادي رموزه السياسية والإصلاحية كصلاح الدين الأيوبي والأمير شكيب أرسلان وجمال عبد الناصر والحبيب أبو رقيبة، بنجوم كرة القدم العرب من أمثال "الفرعون" المصري محمد صلاح نجم فريق ليفربول الإنكليزي الذي سحر العالم بأدائه وبأخلاقه العالية.

غرد حوّل العرب مباريات الفرق العربية إلى منازلة ضد الغرب من أجل "استرجاع" الأندلس وعظمة الخلفاء المسلمين والفراعنة القدماء

فمنطق الشعوب العربية يرى المنتخبات الكروية كبديل للجيوش الجبارة التي فشلت بشكل ذريع في وجه العدو الصهيوني وفضلت استعمال القوة لقمع شعوبها تحت الذريعة البائدة بأن "لا صوت يعلو عن صوت المعركة" ولا حتى صوت الحق.

فبدل صوت المذيع المصري أحمد سعيد عبر إذاعة صوت العرب يبشر -أو بألاحرى يضلل- الأمة العربية بالانتصار الساحق للجيوش العربية وتدمير الأسطول الجوي للدولة الإسرائيلة، يظهر لنا الآن المعلق المصري الرياضي علي محمد علي ليحول مباريات الفرق العربية لمنازلة ضد الغرب من أجل "استرجاع" الأندلس وعظمة الخلفاء المسلمين والفراعنة القدماء.

المتابع لمباريات المنتخبات العربية-وفي بعض الأحيان المنتخب الإيراني-يصبح بفعل ضغط الجماعة والمعلق العربي، سجين نوع من القومية العربية المستجدة التي تجعل تشجيع الفريق الخصم بمثابة خيانة قومية عظمى يعاقب عليها بالموت الاجتماعي. المشكلة الأساسية لهذه الظاهرة تتمثل بكون الفرق العربية المشاركة في آخر المطاف مجرد انعكاس لشعوبها، لا يختلف أداؤها الفني الكروي عن وضع مجتمعاتها السياسي والاجتماعي المتردي، والخسائر المتعاقبة للفرق العربية الأربع حتى الآن هو خير دليل. كرة القدم، كلإصلاح السياسي، هي مشروع جماعي يتطلب سنوات من التحضير الثقافي والبنيوي قبل أن يتمكن العرب من التفكير في مقارعة الغرب الذي ينعم بالمقدرات المادية الكبيرة، وبخطط عمل مستقبلية مرتبطة بمؤسسات عريقة تستمر بغض النظر عن الأفراد.

الرهان على موهبة الفرعون محمد صلاح الفردية لهزيمة المنتخبات الغربية بمفرده لا يختلف بتاتاً عن وهم العرب سنة 1967 بأن المارد الأسمر جمال عبد الناصر قادر على رمي اليهود في البحر وتحرير القدس.

وصوت أحمد سعيد وعلي محمد علي لن يغطي على المأساة العربية المستمرة.

العرب لا يزالون بعيدين كل البعد عن تقديم أنموذج في أي من المجالات، ومن ضمنها كرة القدم، ليبرهنوا للعالم بأنهم على الطريق الصحيح نحو نهضة فكرية أو حتى رياضية.

إن محمد صلاح وقصة نجاحه هي مميزة بالدرجة الأولى كونه استطاع تحقيق الكثير ليس لأنه عربي بل كونه استطاع الوصول إلى النجومية بالرغم من أنه مواطن عربي لم ينل أي تشجيع من شعبه ودولته.

لدى انتهاء مبارات اليابان مع كولومبيا التي فاز بها فريق اليابان، وقبل الانسحاب من الملعب للاحتفال، عمد الجمهور الياباني إلى تنظيف القمامة من مدرجاته، وهو ما قام به جماهير بعض الفرق الأخرى ومنها السنغال.

تلك البادرة ليست مؤشراً على رقي الشعب الياباني فحسب، بل هي دليل على أن تلك البلد التي عاشت تحت الإقطاع الوحشي لقرون والتي دمرت بالكامل في الحرب العالمية الثانية، استطاعت النهوض مجدداً عبر النظر إلى المستقبل وليس فقط إلى الماضي المتخيل كما يفعل العرب ومعلقيهم السياسيين والرياضيين.

للأسف سيفشل محمد صلاح ورفاقه في المنتخبات العربية الأخرى في التأهل إلى الدور الثاني تاركين وراءهم الملايين من العرب الباحثين عن أصنام أخرى تقودهم إلى النصر.

هذا الواقع المرير والعقلية السائدة هي النكسة الحقيقة المتجددة التي تجعل الأجيال القادمة من الشباب العربي شركاء في نكسات على مد النظر.

 

المباراة كانت بين الأمويين والساسانيين

بقلم حازم الأمين/الحرة/21 حزيران/18

كشف المونديال، عربيا، عن كثير من مواضع هذيانية في الوجدان الجماعي لطوائف العرب وأجناسهم وبلدانهم. ما جرى للمصريين في أعقاب الهزيمة المدوية لمنتخبهم كان طبيعيا. فخسارة المنتخب أحدثت جرحا نرجسيا غالبا ما يصيب "الأمة" المنكوبة بمنتخبها، وهي في الحالة المصرية منكوبة بدولتها وبثورتها وبمستقبلها. لكن هذا يبقى طبيعيا في المونديال. أما نحن المشارقة الذين لم ينعم علينا الله بمنتخب تضيف هزيمته إلى هزائمنا هزيمة، فقد اخترنا أن نمارس انقسامنا حول منتخبات غيرنا، لا بل اخترنا منتخبا يحبه بعضنا ويكرهه بعضنا الآخر. والحب والكراهية هنا لا يمتان طبعا لكرة القدم بصلة! إنه المنتخب الإيراني، الذي وعلى نحو مفاجئ صار منتخب الشيعة المشارقة، بينما نافسه وفاز عليه في المباراة الأخيرة يوم الأربعاء الفائت المنتخب الإسباني، الذي صار بحسب الجمهور السني المشرقي منتخب "أمويو الأندلس".

إيران المونديال وإيران الطبقات المتوسطة المرهقة، لا تريد أن تعطي وجهها إلى مشرقنا الحافل بالأمويين والساسانيين

والحال أن المنتخب الإيراني الذي أحبه شيعة المشرق وصب سنته نار "شعوبيتهم" عليه، لا يمت لا بقريب ولا ببعيد لكلا الحب والكراهية بصلة، ذاك أنه منتخب الطبقات المتوسطة الإيرانية ممن لا يحبهم النظام، وممن يضطهد نساء جمهورهم في الملاعب، ويضيق على لاعبيهم المحترفين في الأندية الأوروبية ويتهم بعض أهم نجومهم بـ"الولاء للشيطان الأكبر". وبهذا المعنى فلا حب أهل المذهب من "الروافض" يخاطب أهل المنتخب، ولا بغض أهل مذهب الأغيار من "النواصب" يعنيه أيضا.

والحال أن ما جرى عشية المباراة الرياضية والمبارزة المذهبية يوم الأربعاء الفائت بين الساسانيين والأمويين لم تضعف منه المشاهد المتواترة من المباراة، والتي ظهرت فيها شابات إيرانيات حاسرات الرأس وراسمات علم بلدهن على وجوههن النضرة والمبتسمة، وقائلات لأهل المذهبين نحن هنا على غير هدى من ولاية الفقيه، لا نريد حبكم المنسجم معها، ولا نريد كرهكم الذي يحيلنا إليها. كتب المدون السني "الأموي" بعد انتهاء المباراة على صفحته على موقع فيسبوك: "لقد التقطنا أنفاسا بعد النصر الإسباني على منتخب الاحتلال الفارسي، ولولا هذا الفوز لكنا اختنقنا بخسارات مصر وتونس والمغرب والسعودية". أما المدونون الشيعة، فراحوا يتبادلون مقطعا مصورا يظهر فيه لاعب إيراني وهو يمرر الكرة من بين قدمي لاعب إسباني، ويقولون إن هذا المشهد "يعوض الخسارة الطفيفة التي أصابتنا!".

إيران المونديال ليست هذه ولا تلك، وإيران المونديال ليست نحن أيضا، وليست حروبنا الأهلية. المنتخب الإيراني كان أجمل من وجه المرشد وأكثر رشاقة من أعدائه "الأمويين". التدقيق في وجوه اللاعبين لا يحيلنا إلى وجه قاسم سليماني، والشابات المحتفلات على المدارج جئن ليتخففن من "التشادور" الذي يكاد يخنقهن. المنتخب هو صورة عن إيران أخرى، إيران لا يحبها النظام، لكن أيضا لا يحبها خصوم المذهب ممن قالوا إن المنتخب هو منتخب "الاحتلال الفارسي".

المنتخب الإيراني كان أجمل من وجه المرشد وأكثر رشاقة من أعدائه "الأمويين" إنها المذهبية التي تطيح بكل شيء يتجاوزها. المذهبية التي لا ترى أن قائد المنتخب مسعود شجاعي كان عرضة لحملة من جماعات النظام كادت تستبعده عن المشاركة، والمذهبية الموازية تصفق له كابن للمذهب على رغم أنه شارك مع ناديه اليوناني في مباراة مع فريق قادم من "الاحتلال الإسرائيلي". وشجاعي الذي لطالما انتقد ممارسات النظام الإيراني في الملاعب وحيال ظاهرة المشجعات الإيرانيات، هو جزء من إيران التي لا نريد أن نعرفها ولا نريد أن نصدق أنها مثلنا ضحية جور النظام وضبطه لمشهدها.

كان مشهد الانقسام المشرقي حول المنتخب الإيراني عشية مباراته مع إسبانيا كاشفا فعلا لمستويات غير مسبوقة من الهذيانات المذهبية التي لم تنج منها نخب على طرفي الانقسام المذهبي. وبدت صلابة المنتخب في مواجهته لأحد أقوى المنتخبات العالمية جزءا من عمليات شد وجذب، فما أن ينجح اللاعب الإيراني في تجاوز نظيره الإسباني حتى تتعالى صيحات متمنية إما تعثره وإما نجاحه في التسديد. والمباراة التي حملت مشاهد لعب ممتع كانت في المشرق مشحونة بكل أنواع المشاعر المتراكمة من الحروب الأهلية التي تعصف بأمزجة المشارقة.

لكن ثمة ما يمكن فهمه أيضا في تلاقي "نواصب" هذا المشرق مع "روافضه" على تثبيت صورة الولي الفقيه على وجه إيران، وتتمثل في أن إيران الأخرى، إيران المونديال وإيران الطبقات المتوسطة المرهقة، لا تريد أن تعطي وجهها إلى مشرقنا الحافل بالأمويين والساسانيين. إيران الشابة المشجعة التي أرخت شعرها متحدية النظام، ولم تجد ضيرا في رسم علم النظام على وجهها طالما أن لا علم غيره في متناولها، إيران هذه هي غير إيران التي انقسمنا حولها نحن بؤساء هذا المشرق.

 

العقوبات الأميركية الجديدة على إيران تشمل النفط!

هدى الحسيني/الشرق الإوسط/21 حزيران/18

«حتى يتفق الفلسطينيون ويقرروا أنهم يريدون دولة، يمكننا أن نتحدث عنهم»، يقول لي المرجع الغربي المخضرم الذي يعرف المنطقة جيداً. ويركز على أن إيران، رغم كل تشنجات زعمائها النارية وتصريحاتهم، في حالة ضعف مقارنةً بما كانت تشعر به من قوة على المسرح العالمي. يقول: «لم تعد الولايات المتحدة غبية في ما يخص إيران بعد ذهاب باراك أوباما». أما العراق فلربما يكون أمام فرصة جديدة مع مقتدى الصدر، «لكن لا أحد يعرف حتى الصدر نفسه كيف ستتطور الأمور معه»، هو غير معروف من الناحية السياسية العامة وتحمله المسؤوليات، لكنه الآن هو الشخص الذي سيقرر ما سيحدث مع الأكراد والسنة. إنها لعبة جديدة. يشرح: «إن وضع العراق سيئ جداً وربما يبدأ الآن بالتحسن، أما سوريا فإنها ستبقى تحت سيطرة الأسد باستثناء المناطق الكردية، لأن السؤال هو: هل سيغادر الأميركيون المنطقة الشرقية؟ ليس مطلوباً منهم أن يحاربوا، لكن إذا أبقوا على ألفي جندي أميركي، فإن هذا ما يمكن تسميته الفخ الاستراتيجي». يقول: «هم لن يقاتلوا من أجل تلك المنطقة، إنما يكون وجودهم لدعم الأكراد، سيجعلهم أقوياء ومهمين في وجه الأسد وتركيا. هناك احتمال كبير لبقاء الأميركيين، وقد ادّعى الأتراك أنهم يجوبون منبج بدوريات مشتركة مع الأميركيين، لكنّ الآخرين نفوا الخبر، وحذّروا تركيا من استغلال الوضع لأهداف تتعلق بانتخاب رجب طيب إردوغان».

دعنا نصل إلى الأردن، يقول محدثي «لقد تجاوز الأردن بشكل لا يصدَّق صعوبات اللاجئين من سوريا، وحالياً يدرك الأميركيون والأوروبيون ضرورة مساعدة الأردن، لأنه في ما يخص النظام الأردني فقد كان دائماً نظاماً مسؤولاً وموضع ثقة من الجميع، ولاحظنا على مدى سنوات طويلة، كيف أعطى مواطنيه، في دولة لا نفط فيها، ولا أموال نفط، حياةً مستقرةً. أما لبنان فإنه تحت سيطرة (حزب الله)، لكن لبنان تأرجح دائماً ما بين العيش في حياة جيدة والحرب الأهلية، فعندما تكون في لبنان حياة جيدة ينتظر اللبنانيون الحرب الأهلية، وعندما تشتعل هذه الأخيرة ينتظرون الحياة الجيدة. هذان العنصران موجودان دائماً وباستمرار في لبنان». يضيف:

«أعتقد أنه إذا ضعفت إيران سيضعف (حزب الله)، وهو بدأ يقلق، ولأن اللبنانيين سيدركون أكثر من السابق أن (حزب الله) ليس بالضرورة قوة لبنانية، رغم أنه اليوم أكثر لبنانية مما كان عليه في السابق، إلا أنه لا يزال يشكل خطراً على لبنان».

يقول: «كل قوة (حزب الله) تأتي من إيران، لديه السلاح الكافي للسيطرة على كل لبنان، لكنه يدرك إذا فعل أنه ستكون لهذا تبعات إقليمية، لأنه لو كان (الإخوان المسلمون) في السلطة في مصر لكانوا أيضاً ضمن السلطة في الأردن. وكونهم فشلوا في مصر جعل من السهل إبقاءهم تحت السيطرة في الأردن.

من الأردن ولبنان يصل محدثي إلى إسرائيل فيؤكد أنها في وضع جيد على كل صعيد، إنما لديها مشكلاتها ويشرح: «المجتمع الإسرائيلي منفتح، والجيش قوي والاقتصاد كذلك، كما أن الاختراعات الإسرائيلية معترَف بها في كل العالم ومطلوبة، ثم إن العرب في إسرائيل يتمتعون بحياة ربما أفضل من كثير من العرب الآخرين». أسأله: وهل يعني هذا أنها لا يمكن أن تتعرض لهجوم؟ يجيب: «كلا. تعرضت عام 1967 وعام 1973. وقد يحدث هذا من جديد، لكن إسرائيل قوية، حتى إذا ضُربت تعود وتقف على رجليها».

خذني إلى مصر، أقول. يجيب: «إنها قصة محزنة. مع 100 مليون إنسان يجعل من الصعب مساعدة مصر من الخارج. وإذا نظرنا إلى مصر وقدرتها على مساعدة نفسها فهناك حاجة إلى ثورة ثقافية، وهذه الثورة ليست بآتية، لكن تبقى مصر (أم الدنيا). لقد أنقذها الرئيس عبد الفتاح السيسي من (الإخوان المسلمين)، وهذا يُشهد له، والآن نوع نظامه هو ما تحتاج إليه مصر، لكنّ هذا لا يعطي مصر طريقاً سهلاً إلى القرن الحادي والعشرين».

وإذا نظرنا إلى دول الخليج ندرك أنها تتمتع بحياة رغدة وبحبوحة، لكن المشكلة أن مواطنيها، باستثناء المملكة العربية السعودية، قلة. دولة الإمارات العربية المتحدة أفضل من قطر وعمان. يقول: «كنت مؤخراً في الدوحة ورأيت الشخصيات تتباهى في الفندق بعباءات تحمل توقيع (إيف سان لوران). رغم الحياة اليومية الجيدة، على المجتمع الخليجي أن يفكر بالمدى الأبعد».

أقول: «لم تتوقف كثيراً عند سوريا». يجيب: «لأن العالم غير مهتم إذا بقي الأسد، وأعتقد أن نظام الأسد سيبقى لسببين: الأول، أن الروس في حاجة إليه ليعطيهم الشرعية، والثاني، أن لديه تحالف أقليات، وعندما يشعر السنة أن الخيار أمامهم هو إما العمل مع الأسد وإما أنه سيتم قصفهم بالكيماوي فإنهم سيتعاونون مع الأسد».

وهل ستكون لديه الشجاعة ليشكر الإيرانيين ويطلب منهم المغادرة؟ يجيب: «سيفعل ما يطلبه الروس منه، لأنه بقي حياً بفضلهم. ولا أعتقد أنه سيطلب من الإيرانيين المغادرة بل البقاء. والحفاظ على بقاء الأسد مسألة تتفق عليها إيران مع روسيا وليس أبعد من ذلك». أسأله: مثل ماذا؟ يقول: «إذا ناورت إيران لتصل إلى مواجهة مع إسرائيل، فإن روسيا ليست مستعدة لتغطيتها أو التضحية بعلاقاتها مع إسرائيل». ويوضح: «بالنسبة إلى روسيا، فإسرائيل صديقة، في حين أن إيران حليف، وتقوم روسيا بتنسيق علاقاتها مع كلا الجانبين على هذا الأساس. ثم إن موسكو تخشى من أن أي مواجهة بين إيران وإسرائيل قد تجذب لاعبين آخرين إلى سوريا. لقد تغيرت روسيا في سوريا من حليف استراتيجي إلى لاعب إقليمي، وموقفها من وجود إيران في جنوب سوريا لا يختلف كثيراً عن الموقف الإسرائيلي، وتشعر إيران بأن المد العالي مرتفع كثيراً، ولا يمكن تحديه».

لكن يعود محدثي ليضيف أن المحور الذي يجمع سوريا وإيران و«حزب الله» سيستمر، لأن هذا جزء من الأمن القومي الإيراني، ولأنه إذا تم تخفيفه سيكون من الأسهل ضرب كل طرف بمفرده. لكنه يستطرد بأنه سأل الإسرائيليين عن هذا الوضع بالذات فجاءه الجواب أن إسرائيل لا تحتاج إلى روسيا لإخراج الإيرانيين من سوريا، كل ما تحتاج إليه ألا تتأثر بذلك وهم يخرجون، فصواريخ «حزب الله» ليست دقيقة وليست بعيدة المدى ولا تحمل المتفجرات، أما المصانع فإن إسرائيل ستمنع إيران من إنشائها في لبنان أو في سوريا، ويقول: «إن إسرائيل لا تبالي بالاتفاق النووي، فإذا ظلت إيران متوقفة عن تخصيب اليورانيوم فهذا يرضيهم، لكن إذا عادت إلى التخصيب على مستوى عالٍ (فإن أميركا ستتصرف)». ويضيف: «أيضاً ليس مطلوباً احتلال إيران أو الإتيان بالديمقراطية إلى طهران. بل كما قلت في السابق ضربها في المكان المؤذي، وكل شيء في إيران الآن يوجع».

وهل يمكن الاعتقاد أنه عندما يقرر الإيرانيون نهائياً تنفيذ مخططاتهم التوسعية ستُضرب طهران أو حقول النفط؟ يجيب: «من الممكن أن يحدث ذلك، لكن القوى الغربية لن تقتل مدنيين على مستوى واسع بقصف طهران، هذه ليست الحرب العالمية الثانية. لكن يمكن قصف المنشآت النفطية وجعل الحياة صعبة».

ولماذا لا يضع الرئيس دونالد ترمب عقوبات على النفط الإيراني؟ يقول: «انتظري، أعتقد أنه ذاهب في هذا الاتجاه». ألن تدافع الصين عن إيران؟ يجيب: «الصينيون تمكنهم مساعدة إيران اقتصادياً لكن لا يريدون مواجهة أخرى مع أميركا». أقول: «ولا الروس يريدون مواجهة مع أميركا؟»، يجيب: «يحاولون الحصول على كل شيء بثمن زهيد. لكن إذا ظل ترمب مصراً فلن ينجح الروس».

... بعد هذا الحديث المطول، يبدو أن زمن الخروج من هذه المعمعة لا يزال بعيداً.

 

معركة الحديدة.. اقرأ نصوص بومبيو

محمد قواص/العرب/22 حزيران/18

ترى واشنطن العالم من منظار مصوب نحو الصين، ومن هذا المنظار تقارب إستراتيجياتها في الشرق الأوسط. وفي الطريق لرد المارد الصيني تزيل واشنطن معوقات إعادة ترتيب الشرق الأوسط بما يعيد إيران إلى إيران. هنا فقط نفهم معركة الحديدة.

اقتراب مزاج واشنطن من مزاج الرياض في مقاربة الحالة الإيرانية

يمثل قرار خوض معركة الحديدة تطورا مفصليا على طريق وضع حد للحرب في اليمن. ويكشف أمر هذه العملية عن مقاربة مشتقة من منطق عملية “عاصفة الحزم” التي قاربت اللجوء إلى القوة بصفتها الحل الوحيد لبسط طاولة مفاوضات لحلّ الأزمة اليمنية.

بيد أن جديد الحديدة هذه المرة أن المعركة تُخاضُ بتغطية من عواصم القرار الكبرى التي لطالما ماطلت وتلكأت ووضعت العراقيل القانونية والإنسانية والسياسية أمام حرب هدفها تحرير أهم منفذ بحري لليمن كمدخل لتحرير اليمن كاملا.

تميط عملية الحديدة اللثام عن مزاج دولي متغير تجاه التعامل مع الحالة الإيرانية. كان اليمن جزءا من ميادين عديدة بسطت طهران نفوذها عليها، وضمت صنعاء إلى مجموعة العواصم العربية التي فاخرت طهران باحتلالها.

 تعاملت إدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما مع اليمن بصفته غنيمة من غنائم المنطقة المتنازع عليها مع السعودية وحلفائها، ولا حلّ لقضاياها إلا بـ”اقتسام النفوذ مع إيران” حسب “عقيدة أوباما” الشهيرة التي توسّع في شرحها في مقابلته الشهيرة في صحيفة “ذي أتلانتيك” الأميركية عام 2016.

قبل عام تماما كانت مسألة الحديدة مثار نقاش في واشنطـن وباريس ولندن. سألت هذه العـواصم كثيرا شخصيات يمنيـة وخبراء في شؤون اليمن في ملفات الأمن والعسكر والسياسة حول رأيهم بمعركة عسكرية يقترحها التحالف العربي بقيادة السعودية لتحرير الحديدة ومينائها.

 كان دبلوماسيو تلك العواصم يستمعون ويصغون باهتمام دون أن يشي ذلك أن المزاج الدولي يميل إلى حسم عسكري. قدمت العواصم حجج الخوف من الكارثة الإنسانية لحجب الضوء الأخضر عن العملية.

فما الذي جرى حتى تبدل رأي الدول الكبرى، وباتت مشاركةً بشكل أو بآخر في تقديم الدعم اللوجستي والاستخباراتي لمعركة تحرير الحديدة، تاركة إلى الجمعيات الإنسانية المتخصصة أمر التحفظ والقلق؟

والحقيقة أيضا أن جدل المعركة قبل عام لم يكن غربيا دوليا فقط. جرى الجدل داخل الغرف المغلقة لقوات التحالف العربي. بدا أن الرياض وحلفاءها يستمعون إلى ضجيج مجلس الأمن وتحفظات الدول الكبرى، ولا يستخفون بالجوانب الإنسانية التي قد تجرّها معركة كبرى بهذا الحجم.

حين بدأت العمليات العسكرية فجر 25 مارس 2015 أعلن عادل الجبير من واشنطن، وكان حينها سفيراً للسعودية في واشنطن، بدء انطلاق عملية “عاصفة الحزم”. لم يكن القرار السعودي على رأس التحالف العربي يحظى برضا إدارة أوباما.

 لم تعترض واشنطن لكنها لم تقدم في الدبلوماسية والعسكر ما يجب أن توفره دولة حليفة لحلفائها. لم تعوّل الرياض كثيرا على دعم أميركي كامل، ذلك أنها وحلفاءها الخليجيين اعتبروا أن أمر هذه العملية يفرضه منطق الأمن الإستراتيجي الداهم الذي قد لا تتّسق إيقاعاته العاجلة مع حسابات الولايات المتحدة وبقية دول العالم. غير أن الرياض كانت تدرك أيضا أنها لا تريد خوض معركة تبتعد عن رعاية دولية، أو تنفصل عن السياق الدولي العام.

لم يتغير أمر مصير الحديدة والمقاربة الأميركية للأزمة اليمنية كثيرا حين تبوّأ دونالد ترامب سدة الرئاسة في بلاده. ما تغير هو موقف واشنطن لاحقا من طهران وانقلاب الموقف الأميركي جذريا من الحالة الإيرانية.

فككت الإدارة الحالية حجرا بعد حجر جدار إستراتيجية “الاحتواء” القديمة للإدارات الأميركية المتعاقبة في التعامل مع طهران منذ قيام الجمهورية الإسلامية. انقلب مفهوم الأمن الإستراتيجي في الولايات المتحدة بحيث باتت الحالة الإيرانية لا تمثّل فقط أخطارا على حلفاء واشنطن في المنطقة، بل بات نظام الولي الفقيه يشكل خطرا مباشرا على أمن الولايات المتحدة الاستراتيجي.

في 18 يونيو الحالي ألقى مايك بومبيو وزير الخارجية الأميركي محاضرة في نادي ديترويت الاقتصادي. تحدث الرجل كثيرا عن علاقة السياسة الخارجية لبلاده بالنمو الاقتصادي للشركات داخل الولايات المتحدة.

قال “كتب وزير الخارجية توماس جيفرسون في العام 1790 أن حماية التجارة الأميركية في البحر الأبيض المتوسط كانت مركزية بالنسبة إليه، وأشار إلى أنها كانت تعاني بسبب هجمات قراصنة شمال أفريقيا على سفننا التجارية. المشكلة مختلفة بعض الشيء اليوم ولكن ما زالت سرقة أغراضنا تشكل تحديا مركزيا للولايات المتحدة”.

باتت “أميركا أولا” في عرف الرئيس الأميركي دونالد ترامب وفريقه تمر بالقوة التي تملكها “أميركا” في الخارج.

معركة الحديدة تأتي متطابقة تماما مع منطق الأمور لجهة تحرير اليمن من أي نفوذ يسمح للنظام في إيران بامتلاك أوراق تتيح له أن يكون شريكا في ملفات المنطقة

يروّح بومبيو أكثر من ذلك، يقول “تشير إستراتيجية الرئيس ترامب إلى أن الأمن الاقتصادي يوازي في الواقع الأمن القومي. الأمنان مترادفان كما وصفهما”. على هذا بات وفاء رجل أميركا الأول بوعوده الانتخابية لرفع الأداء الاقتصادي ومعدل النمو وخفض معدلات البطالة يمر حكما من خلال القوة في الخارج.

في 21 مايو الماضي أعلن بومبيو للعالم إستراتيجية بلاده حيال إيران. أتى الإعلان مكمّلا لقرار ترامب في 8 من نفس الشهر بالانسحاب من الاتفاق النووي.

قدّم بومبيو شروطا لا يمكن اعتبارها إلا وصفة لإسقاط النظام في طهران. جاءت شروط تصويب الاتفاق الشهير عرضية مقارنة بأخرى لا تطل منها إلا خارطة طريق لتبديل جذري لنظام الجمهورية الإسلامية. لن تقبل طهران بشروط بومبيو، لكن واشنطن وتيار متصاعد في العالم (قد لا تكون موسكو بعيدة عنه) لن يسمحا باستمرار الحالة الإيرانية في وقت يجري فيه التعامل مع حالة كوريا الشمالية.

تبدَّل مزاج واشنطن بما بات يقترب من مزاج الرياض وحلفائها في مقاربة الحالة الإيرانية. لا تعتبر السعودية العراق وسوريا واليمن ولبنان مناطق متنازع عليها مع طهران بما يسمح بنقاش مسألة “تقاسم النفوذ مع إيران” العزيزة على قلب أوباما.

بدا أن الولايات المتحدة صارت تدرك الآن أن اليمن بلد يجب أن يكون ذا سيادة تخصّ اليمنيين وحدهم، وأنه في الوقت عينه حديقة أمن خلفية للسعودية ودول الخليج وأن لا مكان لإيران به ولا غنائم فيه ممكن التفاوض لاقتسامها.

تأتي معركة الحديدة متطابقة تماما مع منطق الأمور لجهة تحرير اليمن من أي نفوذ يسمح للنظام في إيران بامتلاك أوراق تتيح له أن يكون شريكا في ملفات المنطقة. لليمنيين والرياض والحلف العربي أسبابهم لتخليص اليمن من نفوذ إيران. ولواشنطن وباريس وحتى لندن أسبابها لإعادة الأزمة اليمنية إلى مربعها المحلي. في محاضرته في ديترويت يقول بومبيو “نحن نعمل أولا على الحفاظ على السيادة الأميركية على الساحة الاقتصادية العالمية، ذلك أن ما نخسره اقتصاديا في العالم سيكون لصالح الصين”.

ترى واشنطن أمور العالم من منظار مصوّب نحو الصين، ومن هذا المنظار تماما تقارب إستراتيجياتها في الشرق الأوسط. وفي الطريق لرد المارد الصيني المتعملق تزيل واشنطن معوقات إعادة ترتيب الشرق الأوسط بما يعيد إيران إلى إيران، وينهي ظاهرة الاستثناء التي حظيت بها منذ حوالي 4 عقود. هنا فقط نفهم معركة الحديدة.

محمد قواص/صحافي وكاتب سياسي لبناني

 

جوع السوريين ودستور دي ميستورا في جنيف

سميرة المسالمة/الحياة/22 حزيران/18

ينظر السوريون- على جانبي الصراع- بسخرية غير مسبوقة إلى الآلية المتبعة حالياً في تشكيل اللجنة الدستورية، وإلى المعركة الإعلامية الدائرة في أروقة «النخبة» السياسية المختارة دولياً، مشككين بجدواها وكأنها واحدة من أسواق التجارة السياسية البينية بين النظام المتهاوي، وقيادات معارضته المعينة من قبل الدول الداعمة لها، وبينما تستعر الخلافات حول أحقية الجهات المدعوة لصياغة دستور خارج الأرض السورية «لدولة ذات سيادة»، يناقش المبعوث الأممي تشكيل هذه اللجنة مع الدول الضامنة لكل الأطراف على كثرتها كأوصياء على النظام والمعارضات (روسيا، إيران، تركيا) وغيرها من الدول، ويترجل خلال ذلك النظام عن تصريحاته السابقة في أنه غير معني بأي لجنة خارجية (تصريح الجعفري في مجلس الأمن 14شباط- فبراير 2018) أي أنه لن يشكل لجنة دستورية خارج مؤسساته الشرعية (مجلس الشعب)، معلناً خضوعه لإملاءات روسيا ويسلم قائمة الأسماء الممثلة عنه لدي ميستورا.

وعلى الجانب الآخر، كما هو سلوك كيانات المعارضة عبر السنوات السبع الماضية، في رفضها المتسرع لكل ما يقدم لها من خيارات، ثم إرغامها على القبول بها من قبل الجهات الداعمة لها، وآخرها رفض المشاركة في «سوتشي»، وما تمخض عنه، ثم القبول بنتائجه وفقاً لإملاءات تركيا التي تصرح أطراف في المعارضة: «أنها الجهة الوحيدة المخولة بتسمية ممثلي المعارضة في اللجنة الدستورية لصياغة دستور سورية»، ثم زيادة على ذلك عادت المعارضات، على تنوعها، لتتصارع على أسماء ممثليها إلى اللجنة الدستورية.

وفي الوقت الذي تأخذ أخبار المعارك الميدانية التي يخوضها النظام إلى جانب حليفتيه روسيا وإيران، وليس العكس، كل مساحات الإعلام، يقع سوريو الداخل والمهجرون واللاجئون في دول الجوار بين براثن الجوع والجهل والتجهيل، والحرب الطائفية الدخيلة بين طرفي التطرف الشيعي أتباع إيران، والسني «القاعدي» كـ «داعش» و «النصرة» والقريب منها، ما يجعل أحداث الساحة السياسية محصورة بين شريحة المنتفعين من الصراع المستمر على السلطة، سواء من النظام، الذي يعوم نفسه قتالياً وعسكرياً، على حساب تجويع شعبه الذي يرزح تحت حكمه وفي مناطق نفوذه، حيث تفيد الدراسات أن جميع الأسر السورية تقع تحت خط الفقر بما فيها أسر العاملين في الدولة بكل مراتبهم الوظيفية، (على رغم أن أحد علاجات الفقر عادة يكون بتأمين فرصة عمل) ويستثنى من هذه الأسر، فقط تجار الحروب والفوضى من السوريين القريبين من السلطة كما هي الحال دائماً، حيث يتقاضى موظفو أعلى مرتبة وظيفية ما قيمته أقل من 100 دولار في أحسن الحالات، في الوقت الذي حدد البنك العالمي مستوى خط الفقر بنحو (1.9) دولار يومياً بحسب مركز فيريل الألماني في دراسة نشرها في 2016، أي ما يتطلب دخلاً لا يقل عن 180 دولاراً للفرد الواحد، ليبقى على حافة حد الفقر وليس فوقه.

ولم تطرأ تعديلات تذكر بعد ذلك على الدخول التي تآكلت الزيادات الطارئة عليها، مع استمرار إصرار النظام على متابعة الحرب ضد الحاضنة الشعبية للثورة وليس للمعارضة، ما أدى إلى انهيار الليرة السورية وفقدان الاحتياط النقدي الذي كان يزيد على 20 بليون دولار عام 2011، أي أن سورية النظام اليوم تعوم على بحر من شعب لا يســـتطيع تأمين قوت يومه، في الوقت الذي تتزايد ثروات فئة من المقربين من النظام طاول نفوذها وهيمنتها الاقتصادية والســـياسية الدولة الجارة لبنان، وهو ما جعل سوق الفضائح التي تحدث عنها الزميل حسام عيتاني في مقاله يوم 18 حزيران (يونيو) الجاري «الفضيحة الناقصة» ينتعش، حيث تصدر خبر تجنيس أثرياء النظام الذين تحوم حول سجلاتهم القضائية شبهات قوية كأحد يوميات الفضائح المتداولة في لبنان حزب الله.

وبين «شعب النظام» الذي لا يستطيع تأمين حاجاته الأساسية من طعام وشراب، والفجوة الكبيرة التي يزيد النظام السوري منها عبر سياسة «دعم الفساد مقابل الولاء» في مناطق النظام، حيث تشهد الأسعار أعلى مستوياتها ليغدو تأمين حصة الغذاء اللازم للفرد ضمن قائمة أحلام (السوريين في الداخل) ما يجعل من بقائهم في منازلهم أسطورة حقيقية في الصبر والتحمل، وبين «شعب المعارضة» وفي حقيقة الأمر يمكن القول «شعب محسوبة عليه هذه المعارضة» التي تستثمر شقاءه ومعاناته، وهو لا يستطيع تأمين أي من مستلزمات الحياة اليومية، أي في حال أسوأ من حال واقع السوريين تحت حكم النظام بعشرات المرات، إضافة إلى فقدان فرص التعليم للأطفال الذين وصل عدد المتسربين من التعليم في مناطق المعارضة والبلدان المجاورة إلى 2.8 مليون طفل، وفقدان المياه النظيفة والأدوية الضرورية، ما يجعل الشك في حقيقة تمثيل كلا الطرفين للسوريين في اللجنة الدستورية، أو سواها من لجان التفاوض، مشروعاً بل مداناً لأنه جاء بناء على رغبة الأمم المتحدة التي ترى أن الحل بمصالحة المتورطين بالمقتلة السورية وليس بعقابهم وإبعادهم عن صياغة مستقبل سورية وشكله المقبل، بمعنى شرعنة القتل وصولاً إلى الشراكة في الحكم عبر قرارات أممية وفوقية.

ما تحتاجه سورية اليوم مع تزايد حشود جيش النظام وحلفائه لخوض معركتهم في درعا، وإيقاع مزيد من خسائر في البشر والحجر، ليستكمل دائرة الدمار التي طوقت سورية، من الجنوب والشمال والغرب والشرق، هو قرار أممي يعيد من جديد تموضع الأولويات في الحل السوري بإنهاء الحرب المفروضة على السوريين أولاً، وتأمين مستلزمات الحياة الآمنة لهم، لإعادة ترتيب أبجديات حياتهم مع بعضهم بعضاً، خلال مرحلة انتقالية تمكنهم من دراسة خيارات العقد الاجتماعي، الذي ينظم حياتهم مع بعضهم ومع الآخرين من دول وكيانات وقوى، أي أن اتفاق مندوبي الدول من الســـوريين لا يمكنه أن يمثل كامل إرادات الشـــعب السوري على اختلاف قومياتهم ومكوناتهم، حيث تبقى اللجنة الدستورية تمثل الدول التي ناقشها دي ميستورا يومي 18 و19 من هذا الشهر، وترسم سياسات هذه الدول تجاه السوريين ورغباتهم، على ورق دستوري بخطوط سورية مرتهنة، حتى عندما يكون بينها بعض من الموثوقين وطنياً في انتماءاتهم.

تقع سورية الدولة صريعة بين رغبات دول احتلالها (من إيران وروسيا وصولاً لتركيا وجيوش التحالف الدولي)، الذين لم تستثر مشاعرهم الدماء التي تراق، ولا مشاهد البؤس في مخيمات اللجوء، ولا حالة القهر على وجوه سوريين لا يستطيعون تأمين قوت أطفالهم، ولا المستقبل الغامض لملايين الأطفال المجهلين (بضم الميم) بفعل فاعل، ولا كل تلك المآسي التي يغرق فيها أكثر من مليون معوق نتيجة الحرب، في الوقت الذي تنادوا لاجتماعات في جنيف لاقتسام جسد سورية عبر وكلاء محليين.

فهل يبدد دستور الدول المجتمعة في جنيف جوع دمشق وريفها وكامل مدن سورية، تلك القابعة تحت حكم أمن النظام، أو أمن فصائل السلاح، ويعيدنا من جديد إلى سيرة الثورة السورية التي انطلقت تنادي بالحرية والديموقراطية في ظل السيادة وليس الاحتلال؟

* كاتبة سورية.

 

حروب الحدود السورية ... وترسيمها

وليد شقير/الحياة/22 حزيران/18

المرحلة الجديدة من الحرب السورية تجري على الحدود والمعابر الحدودية، مهما ارتفعت وتيرة الحديث عن جهود الحل السياسي في بلاد الشام. فكيف الولوج إلى حل سياسي وكتابة الدستور الجديد من دون إقفال الحدود السورية على التدخلات المختلفة من دول يصعب إحصاء عددها كاملة في وقت نسمع بأسماء دول جديدة بات لديها قوات ومقاتلين، تارة تحت ستار الاستطلاع وأخرى تحت مظلة المساعدات الإنسانية، وأخرى للحلول مكان قوات حليفة... هكذا بتنا نسمع بوجود عسكري نروجي وآخر فرنسي في هذا الشريط الحدودي أو ذاك... إضافة إلى الجيوش الأخرى الكبرى المعروفة في العمق السوري والوسط هنا وهناك؟

المنطق يقول بعكس ترويجات الحل السياسي، فهو يتطلب إلغاء الحدود المفتوحة التي حولت انتفاضة الشعب السوري إلى حرب نفوذ إقليمي ودولي.

التطورات العسكرية الأخيرة في سورية تتصل بالسيطرة على معابر حدودية أو بالحؤول دون سيطرة جيوش عليها، فضربة إسرائيل الأحد الماضي، للقوات السورية و «الحرس الثوري» و «الحشد الشعبي» و «حزب الله» في منطقة الهري القريبة من معبر البوكمال بين العراق والأراضي السورية هدفها منع طهران من مواصلة الإفادة من فتح الحدود لاستقدام المقاتلين والأسلحة والصواريخ التي تخزن في ثكنات متفرقة في سورية، من طهران عبر العراق وصولاً إلى سورية، ومنها بدرجة أقل إلى لبنان، لأن تخزين سلاح الحزب الرئيسي يتم فيها أكثر من الأراضي اللبنانية.

وتسخين الجبهة الجنوبية الغربية اليومي في بلاد الشام، تمهيداً لمعركة الجيش السوري والقوات الرديفة والمقاتلين التابعين لإيران الذين تحايلوا على اتفاق أميركي- روسي مزعوم بوجوب انسحابهم من هذه المنطقة، عبر «تنكرهم» بلباس الجيش السوري، هدفه السيطرة على معبر نصيب مع الأردن، الحيوي لاقتصاده المهتز منذ إقفاله، عن طريق استعادة الجيش السوري وحلفائه لمنطقة درعا من قوات المعارضة وفصائل «الجيش السوري الحر» التي ما زالت تحتفظ برقعة جغرافية واسعة فيها. مع نية السيطرة على هذه الرقعة عبر القضم، تدور المناورات فيها بين الدول المعنية بالحرب على منع الميليشيات المدعومة إيرانياً من توسيعها نحو محافظة القنيطرة، ومنع المواجهات في الجهة الغربية من الجنوب السوري. هذا مغزى التحذيرات الأميركية من توسيع المعركة. ومن هنا الإصرار الإسرائيلي على انسحاب الإيرانيين وميليشياتهم إلى مسافة 80 كيلومتراً عن الحدود مع الجولان السوري المحتل. ويساند الجانب الروسي وجهة النظر هذه، لالتزامه ضمان أمن إسرائيل، نقطة التقاطع الرئيسة مع واشنطن. وبات التوافق الدولي على إبعاد الإيرانيين عن الحدود مع الجولان غطاء كبيرا للغارات الإسرائيلية في العمق السوري ومحيط دمشق، آخرها أول من أمس (لم يعلن عنها مثل كثير غيرها) استهدفت تدمير مخازن وبنى تحتية للقواعد الموالية لإيران، طالما أنها لم تنسحب. غيّر مبدأ حماية حدود سورية مع إسرائيل قواعد الاشتباك فباتت ضربات الدولة العبرية تتم «بصمت» مخالف للضجيج عن التصدي السوري والإيراني لها كما حصل قبل 3 أشهر. الضربات صارت تحصل في وضح النهار، وتطاول مستودعات الصواريخ في العمق البعيد تحت شعار حماية الحدود التركية مع سورية، تتم أيضاً التحركات العسكرية لرجب طيب أردوغان في الشمال، وحتى الاتفاقات بينه وبين الأميركيين على تسلم قواته مدينة منبج، المعبر الحيوي في الشريط الحدودي، من القوات الكردية. ولولا حيوية هذا المعبر لما كان سهلا عودة الوئام الأميركي التركي بدوريات مشتركة هناك، تمهيداً لحل مماثل في مدينة تل رفعت يقضي بسحب قوات النظام منها والميليشيات الموالية لإيران منها.

ليس بعيداً من مبدأ حماية الحدود أيضاً اقتراح فلاديمير بوتين على رئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان سعد الحريري حين التقاه الأسبوع الماضي أن يعمل الجيشان اللبناني والسوري على ترسيم الحدود الشرقية (البقاع). الاقتراح جاء وفق التسريبات، في سياق تكرار الحريري مطالبته الرئيس الروسي بذل جهده مع نظام دمشق من أجل عودة النازحين في لبنان إلى سورية، ورد بوتين بأن الترسيم، ثم انتشار الجيش السوري مع تواجد للشرطة العسكرية الروسية، على الجانب السوري، والجيش اللبناني من الجانب المقابل، خطوات تساعد في عودتهم، لأنها تضمن لهم الأمان طالما أنها تقود إلى انسحاب الميليشيات من قرى عدة التي يخافون منها. في باطن هذه المواربة هدف إقفال الحدود على إيران والحزب من وإلى لبنان ولو أن الأمر سيأخذ وقتاً لأن مطبات كثيرة أمامه لبنانية وسورية.

حتى إخراج إيران والحوثيين من مدينة الحديدة اليمنية ومينائها لا يخرج عن سياق ترسيم الحدود الدولية. ترسيم حدود نفوذ طهران السياسي الذي قام على فتح الحدود، يبدأ بإقفالها.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

عون كرم عائلة مصنفة اكثر انجابا وتسلم دراسة عن مرسوم ال 1994 وحيا آباء لبنان: لا ننسى من يمثلون دافعا لصون لبنان واعلاء رسالته

الخميس 21 حزيران 2018 /وطنية - حيا رئيس الجمهورية العماد ميشال عون آباء لبنان، لمناسبة "عيد الاب"، واعتبر أن "كل اب لبناني يشكل في ما يواجهه من تحديات، صورة مصغرة عن لبنان الذي يضمنا اليه جميعا، فنكون عائلة واحدة متنوعة زاخرة بمحطات العطاء الانساني والوطني".

ونوه الرئيس عون ب"التضحيات التي يبذلها الآباء في شتى مراحل الحياة، خصوصا في الظروف الصعبة، من اجل تأمين حياة لائقة لعائلاتهم، وعيش القيم التي يتحلون بها، وهي التفاني مع التجرد، والحزم مع الحنان، والاعتناء بتأمين مستقبل الأجيال الطالعة وتعزيز العائلة وحمايتها".

وقال: "اهنىء كل اب لبناني، وانا ادرك معاناته اليومية من اجل ان يبقى فخورا بابنائه في ما يحققونه على دروب الحياة. ان التحية واجبة لكل اب اينما وجد، سواء في ميادين العمل، او معاندا عثرات الايام، ام فقد عزيزا من فلذات قلبه، ام مهاجرا من اجل لقمة العيش، فهو يبقى قدوة ومثالا. ولا ننسى في المناسبة آباء الامة اللبنانية الذين، من جيل الى جيل، يمثلون لنا دافعا لصون لبنان واعلاء شأن رسالته في منطقته والعالم".

تكريم اب وعائلته

وللمناسبة، كرم الرئيس عون مارون بولس يونس من بلدة دبل الجنوبية، وهو رب عائلة مؤلفة من زوجته هيام بولس يونس وعشرة اولاد، هم: جورج (رقيب اول في اللواء الخامس متأهل)، برق (عريف في قوى الامن الداخلي)، مطر (رقيب في قوى الامن الداخلي)، سيدة (متطوعة جديدة في الجيش اللبناني)، ليليان (متأهلة وربة منزل)، جوزفين (متطوعة جديدة في الجيش اللبناني)، يوسف (جندي في القوات البحرية)، جوال (جندي في الجيش اللبناني)، مارينا (طالبة في المرحلة الثانوية)، فارس (طالب في المرحلة الثانوية).

وكانت عائلة مارون يونس نالت درعا تكريمية خلال احتفال اقامه البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي السنة الماضية، لتكريم العائلات التي تتميز بكثرة الانجاب، وهذه العائلة هي الاكبر في بلدة دبل في قضاء بنت جبيل.

يونس

والقى الوالد مارون كلمة، شكر فيها الرئيس عون على تكريمه مع العائلة، وقال: "من ارض الجنوب الذي عانى وما زال يعاني الكثير من الحرمان، اتيناكم حاملين باقات حب وتقدير واحترام لكم يا فخامة الرئيس. فمنذ دخلتم المؤسسة العسكرية وترأستم قيادتها حتى وصولكم الى سدة رئاسة الجمهورية، وهم الجنوب في قلبكم تنظرون اليه بعين الاب الحنون، العطوف، المحب، وان غاب الاب عن اولاده تشردت العائلة. وعندما نبحث عن كلمات شكر وتقدير لكم، فان اجمل عبارات المديح لا بد ان تسبق حروفنا وتنهي سطورنا، معبرة عن صدق المعاني النابعة من قلوبنا. فالحروف والكلمات تتزاحم لتنظم عقد الشكر الذي لا يستحقه الا انتم".

اضاف: "لولاكم لم تكن مؤسساتنا لتصل الى افضل المراتب، فانتم اساس رفعة جميع المؤسسات وتقدمها، فمنذ حملتم راية قيادة الوطن وانتم تعملون جاهدين لتجعلوا لبنان على خريطة النجاح والابداع والتميز والقوة وبفترة قياسية. ان العمل ليس مجرد تشريف ولا منصبا للمفاخرة بل هو تكليف وامانة. انتم قد اثبتم قدر المسؤولية والامانة وانتم خير من تولى رئاسة الجمهورية، وعشتم بالقول والعمل عبارة "بي الكل". في عيد الاب، نطلب من الرب ان يمن عليكم بدوام الصحة والخير وطول العمر وبالحكمة الدائمة لقيادة الوطن الى بر الامان وان تمنوا علينا بهذه الابوة".

رئيس الجمهورية

ورد الرئيس عون مرحبا بالعائلة الاتية من منطقة دبل، مؤكدا انه "لطالما كان همي الاساسي لدى عودتي الى لبنان العام 2005، معالجة تداعيات الاحتلال الاسرائيلي والتخفيف منها عن ابناء المنطقة الحدودية من خلال التفاهم الذي سعى الى تأمينه وسيستمر ان شاء الله".

وقال: "ان دور الاب مهم جدا لكنه صعب في زمن بات الانجاب فيه قليلا"، مهنئا مارون على "المسؤولية التي اضطلع بها في تربيته عائلته رغم الظروف الصعبة التي مر بها".

كما هنأ رئيس الجمهورية "الوالدة التي انجبت وضحت تجاه ابنائها"، معتبرا ان "الوالدين يونس يشكلان نموذجا للعطاء والمحافظة على الاسرة التي كلما كبر ابناؤها كلما ارتاحت وزادت رخاء".

المؤسسة المارونية للانتشار

الى ذلك، شهد قصر بعبدا اليوم لقاءات تناولت مواضيع سياسية واجتماعية وانمائية. وفي هذا السياق استقبل الرئيس عون وفدا من "المؤسسة المارونية للانتشار" برئاسة النائب نعمة افرام الذي اطلع رئيس الجمهورية على نشاطات المؤسسة داخل لبنان وخارجه، والملفات التي تتابعها ومن بينها ملف التجنيس.

وقدم الوفد للرئيس عون، دراسة مفصلة عن مرسوم التجنيس الرقم 5247 الذي صدر في العام 1994 وتداعياته السلبية على التوازن الوطني في لبنان.

قرطباوي

واستقبل الرئيس عون الوزير السابق شكيب قرطباوي وعرض معه الاوضاع السياسية الراهنة ومسار تشكيل الحكومة الجديدة.

خوري

وعرض الرئيس عون مع النائب السابق الدكتور وليد خوري، مراحل العملية الانتخابية في منطقة جبيل في ظل القانون الجديد، وضرورة ادخال اصلاحات ضرورية عليه.

واوضح خوري انه طلب من رئيس الجمهورية "الايعاز الى الهيئة العليا للاغاثة والجيش اللبناني، الاسراع في مسح الاضرار التي لحقت بالبساتين والقرى الجبلية في جرد جبيل الشمالي والجنوبي نتيجة السيول التي اجتاحتها".

واشار الى انه عرض مع الرئيس عون بعض المشاريع الانمائية المتعلقة بالبنى التحتية في المنطقة والمطالبة بوضعها حيز التنفيذ.

الرهبانية الكرملية

واستقبل الرئيس عون الرئيس العام للرهبانية الكرملية في لبنان الاب ريمون عبدو على رأس وفد من المجلس الاستشاري لرهبانية الاباء الكرمليين - اقليم لبنان وسوريا والاراضي المقدسة. وقد اطلع الاب عبدو رئيس الجمهورية على ما تقوم به الرهبانية الموجودة في لبنان منذ العام 1643، لا سيما من النواحي الروحية والتربوية والاجتماعية.

فارس

واستقبل الرئيس عون نجاد عصام فارس الذي نقل اليه تحيات والده نائب رئيس مجلس الوزراء السابق عصام فارس وتمنياته له بالتوفيق في مسؤولياته الوطنية.

وتطرق البحث الى الاوضاع العامة والتطورات الاخيرة، والدور الذي تقوم به منظمة "تاسك فورس فور ليبانون" في دعم لبنان والدفاع عن قضاياه.

 

الحريري اجرى محادثات مع ميركل تناولت المستجدات في لبنان والمنطقة وتفعيل العلاقات والتبادل التجاري

الخميس 21 حزيران 2018/وطنية - أجرى رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري عند الساعة السادسة والنصف من مساء اليوم في السراي الحكومي، محادثات مع المستشارة الألمانية انجيلا ميركل، تناولت آخر المستجدات في لبنان والمنطقة وسبل تفعيل العلاقات الثنائية بين البلدين في مختلف المجالات، لا سيما على الصعيد الاقتصادي والتبادل التجاري. وشارك في المحادثات عن الجانب اللبناني الوزير في حكومة تصريف الاعمال غطاس الخوري وسفير لبنان في ألمانيا مصطفى أديب، وعن الجانب الألماني السفير الالماني في لبنان مارتن هوث والمستشاران نديم المنلا وهاني حمود.

وبعد المحادثات دونت المستشارة ميركل كلمة في سجل الشرف جاء فيها : "لا تزال ألمانيا تقف إلى جانب لبنان مستقر ومنفتح على العالم ومزدهر، حيث يعيش الناس من مختلف الأديان معا بسلام. أتمنى لكم كل النجاح والتوفيق في تنفيذ الإصلاحات التي بدأت".

ثم خرجت مع الرئيس الحريري إلى شرفة السراي، حيث أطلعها على معالم العاصمة.

عشاء عمل

بعد ذلك، أقام الرئيس الحريري على شرف المستشارة ميركل عشاء عمل في السراي الحكومي، شارك فيه أعضاء الوفدين اللبناني والألماني.

المطار

وكانت المستشارة الألمانية قد وصلت الى مطار رفيق الحريري الدولي بعيد الساعة السادسة مساء، واستقبلها على ارض المطار الرئيس الحريري ومحافظ جبل لبنان محمد المكاوي والسفيران أديب وهوث وعدد من أركان السفارة الألمانية، مديرة المراسم في وزارة الخارجية السفيرة نجلا عساكر، ممثل قائد الجيش العميد زخيا الخوري وقائد جهاز أمن المطار العميد جورج دوميط.

وعلى الفور، توجه الرئيس الحريري والمستشارة ميركل معا في سيارة واحدة الى السراي الحكومي حيث أقيم لها استقبال رسمي، استعرضت خلاله ثلة من الحرس الحكومي.

 

الحريري تابع الشأن الحكومي مع الرياشي وأبو فاعور وفرنجية

الخميس 21 حزيران 2018 /وطنية - استقبل رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري عصر اليوم في "بيت الوسط"، رئيس "تيار المردة" الوزير السابق سليمان فرنجية، يرافقه وزير الاشغال والنقل في حكومة تصريف الاعمال يوسف فنيانوس، في حضور وزير الثقافة في حكومة تصريف الاعمال غطاس الخوري، وجرى عرض للأوضاع العامة وملف تشكيل الحكومة.

ثم استقبل الحريري النائب وائل أبو فاعور في حضور الخوري.

وبعد ذلك التقى وزير الاعلام في حكومة تصريف الاعمال ملحم الرياشي، وتركز البحث على الشأن الحكومي.

 

الحريري غادر الى الاردن للمشاركة بحفل قران اخيه نور النعيمي

الخميس 21 حزيران 2018/وطنية - توجه الرئيس المكلف سعد الحريري إلى الأردن، بعد عشاء العمل الذي أقامه للمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والوفد المرافق في السراي الحكومي، في زيارة خاصة لبضع ساعات، للمشاركة في حفل قران أخيه نور النعيمي، يعود بعدها إلى بيروت.

 

بري إستقبل نائب رئيس مجلس الشيوخ النيجيري

الخميس 21 حزيران 2018 /وطنية - استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري بعد ظهر اليوم في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، نائب رئيس مجلس الشيوخ النيجيري السناتور آيك ايكويريمادو Ike Ekweremadu ، وعرض معه العلاقات الثنائية بين البلدين.

ووجه نائب رئيس مجلس الشيوخ النيجيري للرئيس بري دعوة رسمية لزيارة نيجيريا.

 

نديم الجميل مغردا: سنتابع اتهام السيد لقائد الجيش ومدير قوى الامن

الخميس 21 حزيران 2018 /وطنية - قال النائب نديم الجميل في تغريدة عبر حسابه على موقع "تويتر": "‏بعد مرور 24 ساعة على اتهام النائب اللواء جميل السيد لقائد الجيش والمدير العام لقوى الأمن الداخلي والأجهزة التابعة لهما بالتآمر على منطقة لبنانية عزيزة، لم يصدر أي رد أو توضيح من وزير الدفاع ووزير الداخلية. سنتابع هذا الموضوع الخطير وسنأخذ الخطوات المناسبة في شأنه".

 

السفير البابوي الجديد وصل إلى لبنان: البابا فرنسيس حملني كل بركاته لانقلها الى كل سكان ارض الارز

الخميس 21 حزيران 2018 /وطنية - المطار - افادت مندوبة "الوكالة الوطنية للاعلام" ندى عمار عن وصول السفير البابوي الجديد لدى لبنان المونسنيور جوزيف سبيتاري الى بيروت ، آتيا من روما لتسلم مهامه الدبلوماسية وتقديم نسخة عن اوراق اعتماده الى المسؤولين اللبنانيين.

وجرى للسفير البابوي الجديد استقبال حاشد في صالون الشرف في المطار، شاركت فيه مدير المراسم في وزارة الخارجية والمغتربين السفيرة نجلا رياشي عساكر ممثلة وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، اضافة الى المطران بولس عبد الساتر ممثلا البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، المطران جورج اسادوريان ممثلا بطريرك الارمن الكاثوليك غريغوريوس بطرس غابرويان، المطران شارل مراد ممثلا بطريرك السريان الكاثوليك اغناطيوس يوسف الثالث يونان، ورئيس الطائفة الكلدانية في لبنان المطران جورج قصارجي، ورئيس الطائفة اللاتينية المطران سيزار اسايان، رئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن مع اعضاء لهيئة التنفيذية للمجلس، رئيس الرابطة المارونية انطوان قليموس، القائم بأعمال سفارة الفاتيكان ايفان سانتوس والمطارنة: شكرالله الحاج، مارون عمار وحنا رحمة، ومدير المركز الكاثوليكي للاعلام الاب عبدو كسم وعدد من الرؤساء العامين والرئيسات العامات.

ورحب بالسفير البابوي ايضا كورال مدرسة كرمل - سان جوزيف، فانشدوا اغنية "طلوا حبابنا طلوا" عند دخول السفير الجديد قاعة الشرف، كما انشدوا اغنيات وصلوات عدة. ورحبت عساكر بالسفير سبيتاري ، الذي قال بدوره: "اصل الى هنا بكثير من السرور وحاملا معي الكثير من المشاعر، واود ان اتقدم بالشكر الجزيل للكورال ولجميع المستقبلين والاصدقاء". وتابع: "لقد كنت الاثنين الماضي في حضرة البابا فرنسيس الذي حملني كل بركاته لانقلها الى الشعب اللبناني وكل سكان ارض الارز، وبصفتي التمثيلية للبابا فرنسيس، انا هنا لنمضي معا قدما. ومن هنا فإنني اود ان اتعرف على تاريخ وثقافة هذا البلد، وهذا المكان يعني لي الكثير على الصعيد الشخصي، فأنا من جزيرة مالطا وتاريخنا كان قد بدأ منذ ثلاثة الاف عام، مع وصول الفينيقيين الى الجزيرة". وختم: "نسأل السيدة العذراء ان تباركنا وتساعدنا".

 

اجتماع لتكتل الجمهورية القوية برئاسة جعجع: المطلوب التعاون لتسريع تأليف الحكومة بدل التشكيك وتعميم مناخات سلبية

الخميس 21 حزيران 2018 /وطنية - ترأس رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع اجتماعا لتكتل "الجمهورية القوية"، في معراب، بحضور نائب رئيس الحزب النائب جورج عدوان، النواب: ستريدا جعجع، ماجد إدي ابي اللمع، وهبة قاطيشا، فادي سعد، زياد حواط، شوقي الدكاش، جورج عقيص، أنطوان حبشي، عماد واكيم، سيزار معلوف وجوزيف اسحق، الوزيرين السابقين: جو سركيس وطوني كرم، النواب السابقين: أنطوان زهرا، إيلي كيروز، فادي كرم وشانت جنجنيان، الأمينة العامة الدكتورة شانتال سركيس، ورئيس جهاز الإعلام والتواصل شارل جبور، فيما تغيب نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الأعمال غسان حاصباني بداعي المرض، ووزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال ملحم الرياشي لارتباطه بموعد سابق في بيت الوسط، فيما النواب: بيار بو عاصي، جان تالوزيان وأنيس نصار والنائبان السابقان: أنطوان أبو خاطر وجوزيف المعلوف لأسباب خاصة.

واثر الاجتماع تلا أمين سر التكتل النائب السابق فادي كرم بيانا أشار فيه إلى أن "رئيس التكتل سمير جعجع وضع الأعضاء في صورة مفاوضات تأليف الحكومة وحركة الاتصالات القائمة مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس المكلف سعد الحريري والقوى السياسية الأخرى. وفي هذا السياق، جدد التكتل دعمه للمساعي التي يقوم بها الرئيس الحريري، المعني الأساس في تشكيل الحكومة، ودعا إلى التمييز بين ضرورة تأليف الحكومة اليوم قبل الغد لمواجهة التحديات الاقتصادية والمعيشية والإصلاحية والسياسية، وبين محاولات البعض تحميل الرئيس المكلف مسؤولية التأخير وممارسة الضغوط عليه والكلام عن عقد خارجية وهمية، بينما المطلوب ان تقوم القوى السياسية على اختلافها بالتعاون من أجل تسريع التأليف بدلا من التشكيك وتعميم مناخات سلبية".

وأكد التكتل "التمسك بما أفرزته الانتخابات النيابية من نتائج ورفض أي محاولة التفاف على إرادة الناس وأصواتهم التي هي أمانة لا يمكن للقوات التفريط بها، إذ لا يمكنها ان تخسر في الحكومة ما اعطاها إياه الناس امانة في الانتخابات. وأبدى التكتل رفضه لمواصلة بعض الأطراف سعيها إلى تقليص تمثيل القوات اللبنانية داخل الحكومة، خلافا للارادة الشعبية".

وسجل التكتل "أسفه لكل ما رافق مرسوم التجنيس من أخطاء في الشكل والمضمون وعيوب وشوائب لا تعد ولا تحصى، وتمنى لو يصار إلى التراجع عنه سريعا، لأن الاستمرار فيه بعد كل الفضائح التي اعترته أصبح أمرا غير مقبول. وأكد أن التكتل ماض في الطعن بالمرسوم حتى النهاية، وقد باشر أساسا خطواته القانونية بهذا الشأن".

وأكد أن "مجلس الوزراء هو السلطة الإجرائية في البلاد، ولا يجوز اتخاذ قرارات من مثل عدم ختم جوازات سفر الإيرانيين القادمين إلى لبنان من دون العودة إلى الحكومة، لأن خطوات من هذا النوع لها انعكاسات سياسية على مستوى البلد ككل، حيث يجب التمييز بين صلاحيات إدارية لا مفاعيل او انعكاسات سياسية لها، وبين أخرى لها انعكاسات على السياسة العامة للبلاد مما يحتم العودة فيها حصرا الى السلطة".

ودعا التكتل "رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة إلى إعطاء وزارات الداخلية والدفاع والعدل التعليمات اللازمة لتحمل مسؤولياتها كاملة في منطقة بعلبك - الهرمل عن طريق فرض الأمن بقبضة حديدية ومحاسبة وتوقيف كل مخل بالأمن والاستقرار، لأن الوضع لم يعد يطاق وهيبة الدولة على المحك والناس في حالة هلع وقلق وخوف، والمشاهد المسلحة التي ظهرت غير مقبولة وتسيء إلى لبنان وصورته والاستقرار فيه وتنعكس سلبا على الوضع العام".

وشدد على "ضرورة تحويل ملف النازحين إلى أولوية مطلقة للحكومة الجديدة، التي عليها ان تضع فور تشكيلها خطة واضحة المعالم ومتكاملة العناصر يصار إلى عودة النازحين إلى بلادهم بأسرع وقت ممكن، فعودة النازحين إلى ديارهم باتت مسألة ملحة، نظرا للوضع الاقتصادي الدقيق في لبنان، كما للاعتبارات الوطنية الأخرى المعروفة، فضلا عن أن عودتهم أصبحت ممكنة بعد توقف العمليات العسكرية في أغلب المناطق السورية".

ودعا "رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة الى إعطاء التعليمات اللازمة الى وزارات الداخلية والدفاع والمالية لإقفال المعابر غير الشرعية واتخاذ التدابير اللازمة على المعابر الشرعية لوقف عمليات تهريب المحروقات والمحاصيل الزراعية بين سوريا ولبنان، بما ينعكس سلبا على الخزينة اللبنانية وعلى المزارعين اللبنانيين الذين يتكبدون خسائر فادحة، والعمل على ملاحقة شبكات التهريب، ورأى التكتل أن مسائل من هذا النوع تتطلب قرارات فورية، ومن غير المقبول ان تبقى الحدود اللبنانية سائبة بهذا الشكل".

وثمن التكتل "الدور الإصلاحي لنائب رئيس الحكومة وزير الصحة العامة غسان حاصباني على المستوى الصحي، وتحديدا لجهة المعايير العلمية والموضوعية التي وضعها لتحديد الاعتمادات التي تخصصها وزارة الصحة للمستشفيات الخاصة والحكومية، بما يؤمن الطبابة لجميع المواطنين بطريقة عادلة ومتساوية بعيدا عن الاستنسابية. كما أشاد التكتل بالجهد الذي وضعه وزير الإعلام ملحم رياشي من أجل توفير التغطية الإعلامية المجانية لجميع اللبنانيين من أجل متابعة مباريات كأس العالم".

 

قائد الجيش في افتتاح ثكنة ومركز تدريب في عرسال: سنكون سندا لاهل البقاع لتحقيق الأمان الكامل

الخميس 21 حزيران 2018 /وطنية - أقيم قبل ظهر اليوم، حفل افتتاح مركز تدريب ضهر الجبل في عرسال بتمويل من السلطات الكندية، وثكنة النقيب الشهيد أحمد طبيخ في قيادة لواء المشاة التاسع في اللبوة، وذلك بحضور قائد الجيش العماد جوزاف عون والسفيرة الكندية في لبنان ايمانويل لامورو، بالإضافة إلى عدد من كبار الضباط من الجانبين اللبناني والكندي. حيث نفذت مجموعة من اللواء التاسع مناورة قتالية تحاكي عملية تفتيش بقعة مشبوهة بداخلها عناصر إرهابية. وألقى العماد عون كلمة شكر فيها السلطات الكندية وسفارتها في لبنان على "تمويل إنشاء مركز التدريب في عرسال ليكون انطلاقة نحو تطوير مستوى العسكريين وتعزيز التعاون بين البلدين والجيشين"، مشيدا "بتضحيات النقيب الشهيد أحمد طبيخ في مواجهة خطر الإرهاب، وبطولاته في مقارعة المجموعات الإرهابية"، مؤكدا على "أهمية منطقة البقاع التي كانت ولا تزال سباقة إلى الارتباط بالجيش، وشكلت قلعة التمسك بالعيش المشترك والعطاء على كل الصعد، وأن الجيش كان وسيبقى إلى جانب أهلها وسيكون سندا لهم للوصول إلى تحقيق الأمان الكامل وترسيخ شروط الحياة الطبيعية المنتظمة بشكل دائم". من جهتها، ألقت السفيرة لامورو كلمة بالمناسبة، أكدت فيها "أهمية الشراكة بين البلدين الصديقين، ودور المؤسسة العسكرية في تحقيق استقرار البلاد ومواجهة التحديات الداخلية والخارجية".

 

جنبلاط عرض وسفير ايران التطورات في لبنان والمنطقة

الخميس 21 حزيران 2018 /وطنية - إستقبل رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط مساء اليوم في دارته في كليمنصو، سفير الجمهورية الايرانية محمد فتحعلي في زيارة وداعية لمناسبة إنتهاء مهامه الديبلوماسية، في حضور النائب السابق غازي العريضي ونائب رئيس الحزب للشؤون الخارجية دريد ياغي.

وتم خلال الإجتماع إستعراض للتطورات السياسية الراهنة في لبنان والمنطقة.

 

الراعي أطلع فوشيه على أجواء زيارته الى باريس قزي: كان أول من دق نفير الخطر حيال أعباء النزوح ومرسوم التجنيس

الخميس 21 حزيران 2018 /وطنية - استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قبل ظهر اليوم، في الصرح البطريركي ببكركي، سفير فرنسا برونو فوشيه، وكان حديث عن أجواء الزيارة الرسمية التي قام بها الراعي الى فرنسا أواخر الشهر المنصرم تلبية لدعوة من الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون.

فوشيه

وقال فوشيه بعد اللقاء: "أتيت لزيارة غبطته بعد عودته من باريس، لأستمع الى انطباعاته الشخصية والى ما يمكننا استخلاصه نتيجة اللقاءات العديدة التي عقدها في باريس مع الرئيس ايمانويل ماكرون ورئيسي مجلس الشيوخ والجمعية الوطنية، اضافة الى لقائه رئيسة منطقة ايل دو فرانس وعمدة باريس".

أضاف: "علمت من غبطته ان الزيارة كانت ممتازة وتميزت بحفاوة الإستقبال، وان السلطات الفرنسية العليا جددت ثقتها وآمالها بشخص صاحب الغبطة وبالعلاقات التاريخية القائمة مع الكنيسة المارونية في لبنان. فلقد بحث مع المسؤولين في المواضيع المتعلقة بالإقتصاد اللبناني والأزمة السورية ومسألة المدارس والصعوبات المالية جراء تطبيق القانون 46، اضافة الى البحث في زيارة الرئيس الفرنسي المرتقبة الى لبنان. وكانت مناسبة للسلطات الفرنسية ان تجدد صداقتها مع الكنيسة المارونية التي تجمعنا بها علاقة عريقة تعود لأكثر من عقد من الزمن".

وتابع: "زيارة البطريرك الراعي الى فرنسا جاءت في الوقت المناسب، وهي تقليدية. لقد تمت في الوقت المناسب نظرا للوضع الراهن الذي فرض عددا من المواضيع التي تم تبادل الآراء حولها، وهي تقليدية لأن من المهم جدا عند استلام رئيس الدولة لمهامه ان يلتقي الشخصية المارونية الروحية الأولى تماما كما فعل الأسلاف. وانا اعتقد ان الرئيس ماكرون الذي سبق له ان التقى غبطة البطريرك الراعي في لبنان يوم كان مرشحا لرئاسة البلاد، سعيد جدا اليوم للقائه مجددا البطريرك الراعي في باريس بعد ان اصبح رئيسا لفرنسا".

قزي

ثم التقى الراعي الوزير السابق سجعان قزي، الذي قال على الاثر: "زرت غبطة البطريرك لشكره على المواقف الوطنية التي يتخذها دائما وخاصة في هذه المرحلة لا سيما حيال موضوعين اساسيين هما: النازحون السوريون ومرسوم التجنيس. ويعود الفضل في اثارة هذا الموضوع لغبطته منذ اكثر من سنتين حين كان اول من دق نفير الخطر حيال اعباء النزوح السوري على لبنان وضرورة ايجاد حل سريع لعودتهم الى بلادهم".

أضاف: "كما ان موقفه من مرسوم التجنيس تمكن فيه من المزاوجة بين حق رئيس الجمهورية من ناحية صلاحياته بإصدار مرسوم وبين المطالبة بتعديله لسحب الأسماء التي لا تستحق الجنسية".

وختم: "نحن اليوم بأشد الحاجة الى مثل هذه المواقف التي لا تبلغ تأثيراتها لبنان فقط وانما المحافل الدولية وخاصة باريس، لا سيما بعدما علمنا بمدى تأثر الإدارة الفرنسية ولا سيما الرئيس ماكرون بالأفكار التي طرحها عليه غبطته".

 

الراعي في لقاء الرؤساء العامين والرئيسات العامات: جوهر الحياة المكرسة هو عيش الاتحاد بالله والوحدة مع جميع الناس

الخميس 21 حزيران 2018 /وطنية - ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قبل ظهر اليوم في الصرح البطريركي في بكركي، لقاء الرؤساء العامين والرئيسات العامات والاقليميين، حمل عنوان " كونوا خبرا الشركة". وألقى الراعي كلمة في بداية الصلاة المشتركة، جاء فيها: "1. يسعدني أن أرحب بكم في هذا اللقاء، وأتأمل معكم في الموضوع الذي اخترتموه: "كونوا خبراء الشركة". فأوضح أولا مفهوم الشركة، ثم أتناول الأصعدة الثلاثة: الشركة في الحياة الأخوية الديرية، والشركة بين مختلف المؤسسات الرهبانية، وشركة التعاون مع العلمانيين.

أولا، مفهوم الشركة

2. الشركة لفظة كتابية ذات طابع لاهوتي وروحي وكنسي. ولها بعدان: البعد العمودي نجده في رسالة بولس الرسول إلى أهل كورنتس في عبارة نفتتح بها قسم القربان في القداس وهي: "لتكن نعمة ربنا يسوع المسيح، ومحبة الله، وشركة الروح القدس معكم جميعا" (2 كور 13: 13). ونجده أيضا في رسالة يوحنا الأولى، وهو شركة الإيمان بيسوع المسيح: "ذاك الذي رأيناه وسمعناه نبشركم به، لتكون لكم شركة معنا، وشركتنا هي شركة مع الآب وابنه يسوع" (1 يو 1: 3). والبعد الأفقي الذي هو الشركة الداخلية والسلوك في النور. نجده كذلك في رسالة يوحنا: "إذا سرنا في النور، كما أنه هو في النور، كانت لنا شركة بعضنا مع بعض ودم يسوع ابنه يطهرنا من كل خطيئة" (1 يو 1: 7).

بهذا المفهوم تختلف الشركة (communion) عن الشراكة (association) التي هي تعاون في أشياء وتقاسم ثمارها.

لكي تعاش الشركة ببعديها يشترط يوحنا الرسول ثلاثة: الأول، تجنب الخطيئة والتماس التكفير عنها من دم المسيح (1 يو 2: 1-2)؛ الثاني، عيش وصية المحبة الأخوية (1 يو 2: 7-11)؛ الثالث التغلب على شهوات العالم الثلاث شهوة الجسد (بفضيلة العفة)، وشهوة العين (بفضيلة الفقر)، وكبرياء الحياة (بفضيلة الطاعة). بهذه الفضائل نستطيع أن نعيش الاتحاد بالله والوحدة مع جميع الناس. هنا يكمن جوهر الحياة المكرسة كسير على خطى المسيح نحو المحبة الكاملة.

3. أعطى المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني تحديدا للكنيسة بأنها سر وشركة، أي علامة وأداة الإتحاد بالله عموديا، وأداة الوحدة بين الناس أفقيا. الكنيسة تعني الشركة وتحققها. فمن يدخل في الشركة مع الله بواسطة الكنيسة، إنما يدخل أيضا في شركة مع أخوته؛ وكل الذين يتحدون بالله إنما هم متحدون أيضا فيما بينهم. الله هو نبع الشركة، والكنيسة هي أداتها بحيث أن الروح القدس، الفاعل فيها وبواسطتها، يحقق شركة المؤمنين مع الله وفيما بينهم.

4. هذه الكنيسة-الشركة في جوهرها، هي على صورة شركة الأقانيم الإلهية الثلاثة في وحدة الطبيعة. إنها شعب مجموع في وحدة الآب والإبن والروح القدس، وهي عمل الأقانيم الإلهية الثلاثة. فبالمعمودية، التي أجراها الإبن وحققها الروح القدس، يصبح الإنسان إبنا للآب، وبالمشاركة في الخبز القرباني الواحد يدخل في الشركة مع الآب والإبن والروح، ومع المؤمنين الآخرين بالمسيح. يعلم بولس الرسول: "كأس الشكر التي نباركها، أليست هي شركة دم المسيح؟ والخبز الذي نكسره، أليس هو شركة جسد المسيح؟ فكما أن ذاك الخبز هو واحد، كذلك نحن جميعا جسد واحد، لأننا جميعنا نتناول من ذاك الخبز الواحد" (1كور 10: 16-17). كل هؤلاء المؤمنين يؤلفون بالمسيح جسدا واحدا هو الكنيسة حسب تعليم بولس الرسول: "كما أن الجسد واحد، وله أعضاء كثيرة، وأن جميع أعضاء الجسد، على كثرتهم، هم جسد واحد، كذلك المسيح أيضا. ونحن جميعنا قد اعتمدنا بروح واحد، لجسد واحد" (1كور12:12-13)، ثم إن الروح يحييها ويقدسها ويقودها موحدا إياها في الشركة وفي الخدمة، بما يفيض عليها من مواهب وعطايا وخدم تراتبية، فتوجد حالات مختلفة بين أعضاء الكنيسة، وتعددية في العلاقات القانونية .

ثانيا، الشركة في الحياة الأخوية الديرية

5. تتحقق الشركة ببعديها في الحياة المشتركة، حيث الجماعة الديرية، على مثال الجماعة المسيحية الأولى، كما يذكرنا المجمع الفاتيكاني الثاني في قرار "المحبة الكاملة، حول تجدد الحياة الرهبانية" (العدد 15). فتعيش الجماعة الديرية الشركة بأركانها الثلاثة: الصلاة، وكلمة الإنجيل، والليتورجيا ولاسيما الإفخارستيا (أعمال 2: 42)، إنها الشركة ببعدها العمودي. بفضلها تتمكن الجماعة من أن تكون قلبا واحدا ونفسا واحدة (أعمال 4: 32)، بحيث يسودها التعاضد والاحترام المتبادل، وقبول الواحد الآخر بما بينهما من فوارق، والمسامحة المتبادلة، والخدمة المتفانية ، وسائر خصال المحبة التي أوردها بولس الرسول في نشيد المحبة (راجع 1 كور 13: 4-7). أما ما يوطد هذه الشركة فهي محبة الله المسكوبة في قلوبنا بالروح القدس (راجع روم 5: 5) التي تجعل الجماعة الديرية عائلة موحدة باسم الرب تنعم بحضوره (راجع متى 18: 20). هذه هي الشركة ببعدها الأفقي.

6. إن الشركة ببعديها تتوطد بالنذور الثلاثة التي بها يسعى الرهبان الراهبات إلى كمال المحبة ويندرجون في شركة الكنيسة الجامعة، جسد المسيح السري، التي يجسدونها في شركة الكنيسة المحلية، البطريركية والأبرشية. وتغتني الشركة بالمواهب والكفاءات التي يوزعها الروح القدس على الأشخاص من أجل خير الجماعة وإتمام الرسالة الموكولة إليهم من المسيح الرب الذي دعاهم لاتباعه. وهم وقفوا العمر كله لله وللكنيسة، ملتزمين بالرسالة وفقا لموهبة المؤسسين والتقليد الحي. ولذا، كلهم يخضعون لسنة العمل الرسولي حيث تدعوهم السلطة، واضعين ما أوتوا من مواهب الطبيعة والنعمة في سبيل الخدمة الرسولية الموكولة إليهم، دونما تمييز في النوع والمكان. فهي لكل واحد وواحدة المصدر لتقديس الذات.

7. إن الجماعة الديرية، وهي صورة مصغرة للرهبانية التي تنتمي إليها، إنما هي، متأصلة في الكنيسة: في "سرها ورسالتها وقداستها" . وبهذه الصفة ينتظر منها عمل روحي ورسولي في الرعية والأبرشية حيث تتواجد. إنها فيها "ثروة كبيرة وينبوع نعمة وحيوية. فهي بنشاطاتها الرسولية المتنوعة تسهم في الخطة الراعوية التي يرسمها الأسقف. وتندمج من ثم في مختلف أجهزة الأبرشية" .

لا يمكن الفصل، في الحياة الديرية، بين شركة الاتحاد بالله، وشركة الوحدة الداخلية، والرسالة. لقد رسم القديس البابا يوحنا بولس الثاني الخط الرابط بين الكنيسة-السر، والكنيسة-الشركة، والكنيسة-الرسالة، انطلاقا من صورة الكرمة والأغصان (راجع يوحنا 15: 1-8): "أنا الكرمة وأنتم الأغصان" (الكنيسة-السر). "اثبتوا في وأنا فيكم" (الكنيسة-الشركة). "أقمتكم لتذهبوا وتأتوا بالثمار" (الكنيسة-الرسالة) .

ثالثا، الشركة بين المؤسسات الرهبانية

8. إن روحانية الشركة بين المؤسسات الرهبانية عبر عنها القديس برنردوس بقوله: "إني معجب بالمؤسسات الرهبانية كلها... أنتمي إلى إحداها بالطاعة، وإليها كلها بالمحبة. إننا كلنا بحاجة بعضنا إلى بعض. فالخير الروحي الذي لا أملكه ولا أحوزه، أناله من الآخرين... في هذا المنفى الذي لا تزال فيه الكنيسة في طريقها نحو هدفها، نرى فيها الوحدة متعددة نوعا ما، والتعددية واحدة" .

فمن أجل تحقيق هذه الشركة دعا المجمع الفاتيكاني الثاني إلى إنشاء مجالس رؤساء ورئيسات أعلين من أجل "المساهمة في البلوغ بشكل أفضل إلى الغاية الخاصة بكل مؤسسة، وتعزيز تعاون أفعل لخير الكنيسة، وتوزيع أكثر عقلانية من أجل خدمة الإنجيل في أماكن معينة، والبحث في الشؤون المشتركة، وخلق آلية تنسيق مع الأساقفة في العمل الرسولي".

9. لقد أنشأ الطوباوي البابا بولس السادس هذه المجالس في "الإرادة الرسولية: نظام الكنيسة الجامعة" (15 آب 1967)، وأكدت عليها وثيقة "توجيهات بشأن العلاقات المتبادلة بين الأساقفة والرهبان في الكنيسة" التي أصدرها مجمعا الأساقفة والرهبان والمؤسسات العلمانية (14 أيار 1978). فأشارت إلى أن "غاية هذه المجالس الأولى تنشيط الحياة الرهبانية المندرجة في إطار الرسالة الكنسية. فيهدف نشاطها إلى خدمات مشتركة ومبادرات أخوية ومشاريع تعاونية، مع احتفاظ كل جمعية بما لها من طابع خاص، إذا أعيد النظر دوريا وبطريقة ملائمة في أسلوب العمل بكامله، وإذا قامت، قبل كل شيء، علاقات متبادلة بين مجالس الأساقفة ومجالس الرؤساء الأعلين على ما رسم الكرسي الرسولي" (العدد 21).

10. وفيما عبر القديس البابا يوحنا بولس الثاني، في إرشاده الرسولي "رجاء جديد للبنان" عن تقديره لما تقدمه الرهبانيات في المجالات التربوية والاجتماعية والصحية وسواها، فهو "يدعو الرهبان والراهبات إلى العمل دوما بتعاون وثيق، تعبيرا عن روح التكامل بين المواهب. وبهذه الروح عليهم أن يراعوا التوازن في توزيع الأشخاص والمؤسسات، طبقا للأولويات الراعوية، وفي استعداد كامل لخدمة الشعب اللبناني، ورسالة الكنيسة الشاملة، خارج حدود الوطن. ولا شك أن هذا الإنفتاح سوف يبعث في الحياة الرهبانية الرسولية في لبنان نهضة جديدة ودعوات جديدة" (العدد 54).

ويعود المجمع البطريركي الماروني (2003 - 2006) فيشدد على ضرورة الوحدة والتعاون والتنسيق بين الرهبانيات المارونية، الرجالية والنسائية، "من أجل تعزيز شراكة العمل المسؤول وتكامله، وتجنب المنافسة في مؤسساتها والعمل على التقارب في المسعى الواحد، بالتعاضد البناء وتبادل الخبرات" .

رابعا، الشركة والتعاون مع العلمانيين

11. ركز القديس البابا يوحنا بولس الثاني، في إرشاده الرسولي "العلمانيون المؤمنون بالمسيح" على إنتماء العلمانيين، بحكم المعمودية والميرون، إلى الكنيسة. ففي الكنيسة-السر لهم كرامتهم؛ وفي الكنيسة-الشركة لهم مشاركتهم؛ وفي الكنيسة-الرسالة لهم دورهم. من هذا المنطلق، يجب تعزيز تعاونهم في حياة الأبرشية والرعية وفي المؤسسات الرهبانية. يقول لهم المكرم البابا بيوس الثاني عشر: "أنتم لا تنتمون فقط إلى كنيسة، بل أنتم الكنيسة وخطها الأمامي".

في الإرشاد الرسولي "الحياة المكرسة" يدعو القديس البابا يوحنا بولس الثاني إلى الشركة والتعاون مع العلمانيين وتبادل المواهب، كي تتمكن المؤسسات الرهبانية من المساهمة بصورة أفعل في رسالة الكنيسة. ويبين ثمار هذا التعاون روحيا ورسوليا وخدماتيا، في حياة المؤسسة والكنيسة، وفي حياة المؤمنين العلمانيين أنفسهم، وعلى مستوى الدعوات الرهبانية.

12. إن الشركة والتعاون مع العلمانيين يظهران جليا في المؤسسات الكنسية عامة والرهبانية خاصة كالمدارس والجامعات والمراكز المتخصصة لليتامى والمسنين والمعوقين وذوي الاحتياجات الخاصة. حيث يتولون إدارة وخدمة متخصصة وتعليما دينيا وسواها. إن العلمانيين يغنون بالحقيقة هذه المؤسسات، ولا بديل عنهم فيها. لذا، ينبغي العمل على تطوير مهاراتهم، وتعزيز روحانيتهم، وإذكاء وعيهم بأنهم، في ممارسة وظائفهم، على تنوعها، إنما يشاركون في وظائف يسوع المسيح الكهنوتية والنبوية والملوكية. كما علم المجمع الفاتيكاني الثاني في دستوره العقائدي "في الكنيسة" (الأعداد 34-36)؛ والقديس البابا يوحنا بولس الثاني في الإرشاد الرسولي "العلمانيون المؤمنون بالمسيح" (العدد 14).

الخاتمة

13. "كونوا خبراء الشركة". أجل، هي مسؤوليتكم، أيها الإخوة والأخوات، بصفتكم رؤساء ورئيسات عامين وعامات وإقليميين. أنتم ترأسون الشركة، كما ترأسون المحبة في مؤسساتكم الرهبانية. تسهرون عليها وتعملون مع أعضاء مؤسساتكم على تحقيقها في بعديها العمودي والأفقي، وفي القطاعات الثلاثة التي تأملنا فيها. فلتعضدكم في هذا المسعى نعمة الله الواحد والثالوث، الآب والابن والروح القدس، له المجد إلى الأبد، آمين".

 

فوشيه قلّد مطر وسام جوقة الشرف الفرنسية من رتبة كوماندور: مدافع شرس عن الفرانكوفونية مطر: كل تفكير بعزل الآخر مغالطة تاريخية

الخميس 21 حزيران 2018 /وطنية - منح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، رئيس أساقفة بيروت المطران بولس مطر، وسام جوقة الشرف الفرنسية من رتبة كوماندور، تقديرا لعطاءاته في العلاقات اللبنانية الفرنسية. وقلد السفير الفرنسي في لبنان برونو فوشيه المطران مطر الوسام، خلال إحتفال حاشد أقيم في دار مطرانية بيروت المارونية في الأشرفية وشارك فيه الوزير سيزار أبي خليل ممثلا رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، النائب إبراهيم عازار ممثلا رئيس مجلس النواب نبيه بري، الوزير غطاس خوري ممثلا رئيس الحكومة سعد الحريري، النائب البطريركي العام المطران بولس عبد الساتر ممثلا البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، متروبوليت بيروت للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة، محافظ بيروت القاضي زياد شبيب، راعي أبرشية بيروت وجبيل وتوابعهما للروم الملكيين الكاثوليك المطران كيرلس سليم بسترس، القائم بأعمال السفارة البابوية في لبنان المونسنيور إيفان سانتوس ولفيف من المطارنة والرؤساء العامين وكهنة ورهبان وراهبات ووزراء ونواب حاليون وسابقون و، كما شارك ممثلون عن القيادات الأمنية والعسكرية ورؤساء هيئات ومؤسسات مصرفية وصحية وراعوية ونقابية وإجتماعية وأكاديمية وتربوية ورؤساء بلديات وعائلة المحتفى به.

فوشيه

وقبيل تقليد مطر الوسام باسم الرئيس الفرنسي، ألقى السفير فوشيه كلمة جاء فيها: "منذ أربعة عشر عاما، سلمك أحد أسلافي، السفير لوكورتييه ، وسام الشرف برتبة فارس. ارادت فرنسا اليوم مرة أخرى أن تكرمك لمسيرتك الاستثنائية في خدمة كنيستك وبلدك والمواطنين والفرانكفونية من خلال هذا التمييز، فإن علاقة الثقة والصداقة العميقة بين فرنسا والكنيسة المارونية هي التي أراد رئيس الجمهورية التأكيد عليها. بعد الدراسات اللاهوتية في جامعة القديس يوسف في بيروت، تم ترسيمك كاهنا في 5 حزيران 1965. تم تعيينك رئيس أساقفة بيروت عام 1996. بفضل صفاتك وتفانيك أنت مسؤول عن مهام مختلفة داخل الكنيسة وخارجها في الاعمال الانسانية".

اضاف: "وأود أيضا أن أؤكد على التزامك بالحوار. في الواقع، لقد كنت واحدا من أولئك الذين دافعوا مع البطريرك صفير وغيرهم عن مصالحة اللبنانيين خلال الحرب الأهلية وقد دافعت بحماسة عن "الاستثناء اللبناني" للتعايش السلمي الذي هو ثروة هذا البلد ويجعله يلمع في كل مكان في العالم لقد تم اختيارك لحمل الصوت والنموذج اللبناني في جلسات الحوار الإسلامي - المسيحي التي أطلقها رئيس جامعة الأزهر، الشيخ أحمد الطيب".

وتابع: "إن هذا الحوار ضروري حيث أن الطائفية والتعصب أصبحا أكثر نموا في المنطقة. مسيحيو الشرق هم عنصر أساسي في المنطقة. بدونها، جزء من هويتها يختفي. فرنسا مقتنعة بذلك وستبقى ملتزمة حيال الدفاع عنها. هذه هي الرسالة التي كررها رئيسنا، إيمانويل ماكرون ، مؤخرا بقوة خلال زيارة البطريرك الراعي إلى باريس. وأود أيضا أن أحيي "ناقل المعرفة" الذي تجسده. لقد كنت من 1973 إلى 1988، مديرا ثم رئيسا لمدرسة الحكمة في بيروت تحت قيادتك، أصبحت شبكة الحكمة أكثر انتشارا ولديها اليوم سبع كليات من بينها ست فرنكوفونية. في عام 2000، قمت بتأسيس جامعة الحكمة التي هي اليوم شريكة العديد من الجامعات الفرنسية. إن حبك للتدريس لا ينفصل عن شغفك باللغة الفرنسية لقد درست الفلسفة باللغة الفرنسية بالتوازي مع مسارك اللاهوتي لقد حصلت على دكتوراه من جامعة السوربون. أنت مدافع شرس عن الفرانكوفونية. لهذا فمن المنطقي أن تشكرك فرنسا على هذا الإلتزام لنشر لغتنا. هذا الإلتزام الطويل الأمد جعل الفرنسية لغة لبنانية بحد ذاتها. إن الترويج للفرانكفونية هو أحد أولويات رئيسنا الذي سيأتي إلى بيروت للتوقيع على خارطة طريق طموحة في هذا المجال.

وختم: "إن دورك في إشعاع اللغة الفرنسية في لبنان يجعلك شريكا حقيقيا لفرنسا. رجل الحوار والثقافة، أنت تمثل هذا التنوع الذي هو ثروة هذا البلد. بإسم رئيس الجمهورية، وبفضل الصلاحيات الممنوحة لنا، نقلدكم وسام الشرف برتبة كومندور".

المطران مطر

وبعدما قلد السفير فوشيه الوسام للمحتفى به ألقى مطر، كلمة أعرب فيها عن مشاعره تجاه هذه "الإلتفاتة التي تبديها نحوه الدولة الفرنسية، للمرة الثالثة على التوالي"، شاكرا الرئيس ايمانويل ماكرون لمنحه هذا الوسام الرفيع، وللتهنئة التي تلقاها من فخامته شخصيا أثناء وجوده في قصر الإليزيه، منذ أسبوعين، في إطار الزيارة الرسمية التي قام بها غبطة البطريرك بشارة الراعي".

كما أعرب مطر عن امتنانه لوزير الخارجية الفرنسي جان - ايف لودريان الذي هنأه واعتبر في الرسالة الموجهة اليه ان " هذا الوسام علامة تقدير أيضا للكنيسة المارونية التي تربطها بفرنسا علاقات عريقة وعميقة".

وتوجه مطر بالشكر الى السفير الفرنسي برونو فوشيه الذي "كان أول من أبلغه خبر منحه الوسام، وقد أبدى تجاهه امتنانا مزدوجا: الأول لمشاركته الصيف الماضي القداس الرسمي الذي تقيمه ابرشية بيروت في عين سعادة منذ قرن ونصف، في 15 آب على نية فرنسا، وكانت تلك الزيارة الأولى للسفير المعين حديثا في لبنان، أما الامتنان الثاني فلموافقته على المجيء الى دار المطرانية اليوم لتعليق الوسام".

وفي سياق عرضه لظروف منحه الاوسمة الفرنسية الثلاثة، قال مطر ان "هذه الأخيرة ليست مكافأة لشخصه، مهما كانت خدماته، بل تندرج في العلاقات التاريخية المميزة بين فرنسا ولبنان. وان خدمة وطننا واجبة علينا جميعا لأن الوطن باق والافراد والاجيال ذاهبون. كما ان علينا ان نحمل الوطن في قلبنا وللوطن ان كملنا في ذاكرته وفي كيانه الذي ينمو نحو المطلق، مستشهدا بقول للقديس اوغسطينوس:" يا رب، ان في تقديرك لاستحقاقنا تكليلا للمواهب التي منحتنا".

واستذكر منحه "وسام الاستحقاق الوطني من رتبة فارس من قبل الرئيس فرنسوا ميتران سنة 1984، في فترة كانت من أصعب فترات الحرب اللبنانية وقد عانت منها، كسواها، مدرسة الحكمة التي كان يرأسها. إن ظروف منح ذاك الوسام لرئيس مدرسة فرنكوفونية عمرها أكثر من مئة سنة تدل على اهتمام فرنسا بلبنان وكنيسته التي تربطها بها صداقة عميقة، وبالقيم الثقافية التي تحملها حضارتنا وتستند الى المواطنية واحترام التعدد الاجتماعي والديني. أما وسام جوقة الشرف من رتبة ضابط فقد منحه اياه الرئيس جاك شيراك في أيلول 2004 أي بعد عشرين سنة من الوسام الأول حيث كان المطران مطر رئيسا لكاريتاس لبنان ثم نائبا بطريركيا للبطريرك نصر الله صفير في زمن من ازمنة لبنان الحساسة حيث كان على لبنان أن يختار بين اتفاق الطائف والسلام الذي يحمله او الإبقاء على الحرب. وقد عمل البطريرك صفير على مواجهة ما يتربص بلبنان ونجح في الإبقاء على وحدة البلاد والتلاحم بين مكوناتها. وقد عمل كل منا بعد 1991 على وضع لبنان على سكة الحياة الطبيعية وصمد الوطن رغم كل شيء، ورغم بعض المواقف الدولية التي شككت احيانا بديمومته معتبرة لبنان خطأ تاريخيا. وهذا ما لم تتبناه فرنسا ولا اللبنانيون ايضا".

وقال مطر: "أمام هذه الوقائع الصعبة لطالما تساءلت لماذا أرادت فرنسا تكريم شخصي الوضيع، أوليس لأني ساهمت في مد جسور الحوار والصداقة مع كل الطوائف اللبنانية، بدون استثناء؟ إن فرنسا وبالفعل فان فرنسا متعلقة بلبنان الموحد هذا وتعرب عن تمسكها بمن يعملون لبلد يعظم الحرية الاخوة والمساواة، وتتمنى ضم جهود اصدقائها الى جهودها هي للعمل معا من أجل عالم أكثر عدالة واخوة. بهذا المنحى يتحول الوسام الفرنسي الى دعوة او نداء. وبالمنحى ذاته نقرأ معنى هذا الاحتفال بمنح هذا الوسام".

وأعرب المطران مطر عن "تقديره للرئيس الفرنسي ماكرون الذي يتطلع الى المستقبل ويراه بمفهوم روحي وعقلي ويلمس معنى الأشياء. وهو رجل عمل ورجل فكر ايضا، وقد كان مساعدا للفيلسوف الفرنسي العالمي بول ريكار، وقد دعا كل الفرنسيين وأصدقاء فرنسا ليتأهبوا للسير من اجل مستقبل مشترك أفضل. هذه الطريق دونها قضيتان عالقتان وقد أعرب عنهما الرئيس ماكرون في حديثه في دير الإباء البرناردين في باريس بدعوة من السلطة الكاثوليكية في فرنسا حيث ان ثمة اموالا لا تزال عالقة بين الجمهورية والكاثوليكية في فرنسا"، داعيا الى "جمع الفرنسيين بروح من السلام والقبول المتبادل وهذا ما يعطي فرنسا ان تتكل على ذاتها في حرب العالم، دون المس بالعلمانية التي تعتبر تقليدا مكتسبا، واكد الرئيس ان الحرب من اجل الانسان تضم ايضا باعطاء معنى الانسان وبالقيم التي تعطي طعما للحياة".

وأضاف: "ان الكاثوليك في فرنسا ليسوا فريقا منعزلا في المجتمع الفرنسي ولكنهم ككل الفرنسيين يعملون ويضحون في سبيل فرنسا كلما طلبت ذلك. وإذ دعا الرئيس الفرنسي الكنيسة الكاثوليكية لتأخذ موقفها وتقول الحقيقة وتبحث عنها مع الجميع ولا سيما في اطار المشكلات الأخلاقية والسياسية. قال ان الكنيسة ليست الدولة ولكنها صاحبة الموقع المهم في المجتمع طالما انها تهتم ببلسمة جراحه وتعمل لتقدم الفرنسيين وطمأنينتهم".

وخلص المطران مطر من كلام الرئيس ماكرون الى "إمكانية تطبيقه في هذا الشرق بحيث يجب وضع الأمور في موقعها بالنسبة للعلاقات بين الدولة والطوائف"، ودعا "مسيحيي الشرق ومسلميه الى تخطي المواجهات لخلق تقارب سلمي ومفيد، فليس للمسيحيين ولا للمسلمين ان يصنعوا مصيرا مستقلا عن بعضهم البعض. ان زمن العزل ولى، فالعالم أصبح معولما وكل تفكير بعزل الآخر او الغائه أصبح مغالطة تاريخية".

وفي تعليق آخر على مواقف الرئيس الفرنسي، قال المطران مطر: "إننا نقدر ما قاله فخامته في 25 أيلول من السنة الماضية في مؤسسة العالم العربي في باريس حيث اعتبر ان مستقبل هذه البقعة من العالم لا يتحقق دون مشاركة كل الأقليات من كل الطوائف ولا سيما المسيحية منها. وان الغاءهم او تجاهلهم - كما يفكر البعض - من شأنه ان يلغي الاستقرار ومشاريع البناء في المنطقة".

اضاف: "التعددية والوحدة في المجتمع الفرنسي، تقابلها تعددية ووحدة في العالم العربي، تلك هي قمة التفكير التي تتطلب حركة سعي حازم وصادق. من هنا فان كل تقدير يأتي من فخامته يتضمن دعوة الى تخطي صعوبات الزمن الحاضر والانفتاح على وعود المستقبل. تلك هي الصداقة الفرنسية اللبنانية التي تتمظهر في هذا الخط ويترجم بعضا منها هذا الاحتفال".

وأنهى المطران مطر مكررا شكره للرئيس ماكرون وللسفير فوشيه على هذا الوسام المشرف، متمنيا للأصدقاء الفرنسيين واللبنانيين الحياة الكريمة.

ميشال الخوري

وبعد الإحتفال لبى المشاركون في الإحتفال الدعوة إلى لقاء شكر ومحبة على مائدة مطرانية بيروت المارونية ألقى فيها رئيس جمعية جوقة الشرف في لبنان الوزير السابق الشيخ ميشال بشارة الخوري كلمة في المناسبة جاء فيها:

"أنني مسرور جدا لوجودي معكم اليوم في هذه المناسبة اذ نجتمع لتكرم جوقة الشرف سيادة المطران بولس مطر لمنحه الوسام من رتبة كومندور ولأني من أبناء الأبرشية ورئيس جمعية أعضاء جوقة الشرف، وكمواطن لبناني ألقي كلمة في هذه المناسبة العزيزة. إنه شرف عظيم وأعتبره من واجبي أن أعبر عن تقديري الكبير لمطران بيروت للموارنة خاصة وان العديد من الشخصيات في العالم تتابع وتقدر نشاطاته على المستويين الكنسي والوطني اللبناني. ومن هنا تؤكد فرنسا مرة اخرى على مزايا المطران يولس مطر على صعيد العلاقات اللبنانية الفرنسية. في بلد مثل لبنان ان فسيفساء المجتمعات الدينية والتي تأثرت مؤخرا ببعض الأفكار الضالة قد تاثرت بالأزمات الخارجية وكان لها وقع سيىء على استقرار البلد".

اضاف: "ان المطران مطر من خلال حسه الوطني من أجل المصلحة الوطنية، وبعد نظره، وعدم تطرفه وثقافته، قد عمل ومن دون توقف من أجل المحافظة على التوازن الداخلي اللبناني. فهو وفي جدا لواجباته تجاه الكنيسة وتجاه طائفته، مع كل الطوائف اللبنانية. والمطران مطر رجل الحوار، يرى أنه من دون حوار الطوائف والسياسيين فالإستقرار والأمن في لبنان يكونان في خطر. ومن هنا يمكن لأي شخص غريب عن لبنان ان يسأل: كيف أن رجل دين يمكنه ان يلتزم بالشأن العام. اظن ان الجواب يكمن في مسؤولية ودور الكنيسة المارونية في تأسيس وتطور لبنان الحديث. وقد أيقن المطران مطر هذا الدور والمسؤولية، فقام بواجبه حسب الأباء الأوائل".

وتابع: "إن إيمانه وتعلقه بالقيم التي اكتسبها منذ أيام الإكليريكية حتى حصوله على الدكتوره بالفلسفة السياسية، ساهمت بشكل كبير بتكوين شخصية هذا الحبر العظيم والشخصية اللبنانية العظيمة. وفي إطار هذا التكريم الذي أود ان أعرب عنه لسيادة مطران بيروت للموارنة يطيب لي، أن أعرب عن اعتقادي بان هذا التكريم من السيد السفير الفرنسي، ليس إلا خطوة الى الأمام في مشوار طويل منذ الطفولة. هناك العديد من الخطوات التي تنتظركم على درج الشرف الطويل في هذه الدنيا. بأعمالكم على الصعيد الكنسي والوطني لقد تمكنتم سيدنا ان تكونوا بين الأباء الأجلاء العظماء الذين صنعوا تاريخ كنيستنا. هنيئا لك سيدنا من صميم قلوبنا".

حروق وأبو موسى

كما ألقت الأم دانيللا حروق الرئيسة العامة لراهبات القلبين الأقدسين كلمة عبرت فيها عن "حب وتقدير رهبنتها لكل ما يقوم به المطران مطر في خدمة الكنيسة والوطن والتربية".

وألقت ليا جو أبو موسى كلمة باسم عائلة المحتفى به، عبرت فيها عن سعادتها أنها تنتمي إلى عائلة كان ركنها المطران بولس مطر "رجل الإيمان والثقافة والحوار والمحبة".

 

بخاري من حاصبيا: السعودية تدعم التواصل مع الجميع في لبنان

الخميس 21 حزيران 2018 /وطنية - حاصبيا - جال الوزير المفوض القائم باعمال السفارة السعودية في لبنان وليد بخاري، في حاصبيا، وكان في استقباله مفتي حاصبيا مرجعيون الشيخ حسن دلي، النائبان وائل ابو فاعور وأنور الخليل، وكيل داخلية حاصبيا - مرجعيون في الحزب التقدمي الإشتراكي شفيق علوان وشخصيات.

في دار الافتاء

بداية الجولة، كانت في دار الإفتاء في حاصبيا حيث رحب المفتي دلي بالسفير بخاري والوفد المرافق، وقال: "اننا سعداء بهذه الزيارة لهذه المنطقة التي هي بحاجة لمثل زيارتكم، وان تكونوا بين اهلكم لتتواصلوا مع هذه النخبة الجيدة، وتتعرفوا على العيش المشترك الواحد في هذه المنطقة، منطقة الإعتدال".

اضاف: "نحن لا نفرق ما بين الضيف وابناء البلد، لدينا الآلاف من النازحين السوريين، جميعهم يقطنون في بيوتنا وبين اهلهم وكل الحقوق تصل اليهم. وبالمناسبة نضع هذه المنطقة بين ايديكم وفي ظل اهتمامكم، وعلينا ان نكون جميعا يدا واحدة، انتم اهتممتم سابقا وقدمتم المساعدات دون منة للمؤسسات، وسنكون يدا واحدة للنهوض بهذه المؤسسات. اننا نوجه كل الشكر والتقدير لمملكة الخير والإنسانية المملكة السعودية التي نفتخر. ونقول انه لا تزال هذه المنطقة تعاني من الإحتلال الإسرائيلي لمزارع شبعا وتلال كفرشوبا، وهذه المناطق المحتلة حق لأهلها، فنحن نسير سيرا عربيا لبنانيا بكل فخر واعتزاز".

ورد بخاري شاكرا "الأخوة الذين استقبلوني اليوم، واني بالمناسبة أقدم التهاني للجميع لمناسبة عيد الفطر المبارك، ونشكركم على حفاوة الإستقبال وحسن الضيافة، وهذا ليس غريبا عليكم فما شاهدته في هذه الزيارة يؤكد هذا التقارب والتناغم ما بين كافة الفئات هنا".

في خلوات البياضة

بعدها، انتقل الجميع الى خلوات البياضة، حيث كان في استقبالهم حشد من المشايخ يتقدمهم الشيخ سليمان جمال الدين شجاع، ممثلا شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن، الذي رحب ببخاري والوفد المرافق، مثنيا على "أفضال المملكة العربية السعودية التي تستقبل الآلاف من اللبنانيين ضيوفا لديها الذين يشكلون مصدر رزق لذويهم في لبنان، وفتحت لهم أبواب العمل"، مؤكدا "ثوابت المملكة تجاه لبنان والأمة العربية الإسلامية"، مشيدا بدور المختارة "التي تربطها علاقة وثيقة وتاريخية بالمملكة قائمة على المحبة والإحترام".

وتحدث بخاري، فهنأ الجميع بعيد الفطر المبارك، مؤكدا "ان المملكة العربية السعودية تدعم التواصل مع الجميع في هذا البلد وضمان استمرار التواصل والإزدهار والإستقرار للبنان"، مشيدا بالمرجعيات الدينية والروحية في هذه المنطقة ولبنان "التي لعبت دورا يعكس اهمية وفعاليتها ليس فقط في لبنان انما في سوريا والأردن وفلسطين".

بدوره، قال ابو فاعور: "لطالما كانت سياسة السعودية هي الدعوة الى التقارب بين اللبنانيين كافة، وايجاد المشترك فيما بينهم، ولقاء اليوم هو على شاكلة ما تحب المملكة للبنانيين ان يكونوا".

ولفت الى الزيارة الأخيرة لرئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط ورئيس اللقاء الديمقراطي تيمور جنبلاط الى المملكة ولقاء ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، مشيرا الى انه تم خلال اللقاء "التأكيد على ما عرفناه تاريخيا عن هذه المملكة، رغم كل التأويلات التي تريد ان تحمل المملكة زورا مسؤولية تشكيل الحكومة او في غيرها من الإستحقاقات". وقال: "ما سمعه وليد جنبلاط من سمو ولي العهد ومن المسؤولين السعوديين هو دعوة اللبنانيين الى البحث عن المشترك في ما بينهم والى تغليب المساحات المشتركة ودعم كل ما يؤدي الى مزيد من الوحدة الوطنية بين اللبنانيين".

في دارة الخليل

كما زار بخاري دارة النائب الخليل في زغلة. ونوه الخليل بالعلاقة التاريخية التي تربط اللبنانيين بالمملكة العربية السعودية، لافتا الى "ان حفاوة استقبال وليد جنبلاط في زيارته الأخيرة الى المملكة انما تدل على عمق العلاقة بين السعودية ووليد جنبلاط والمختارة".