المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 91 حزيران/2018

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/newselias18/arabic.june19.18.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة
عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

فَإِنَّهَا لَنِعْمَةٌ أَنْ يَحْتَمِلَ الإِنْسَانُ الأَحْزَانَ حينَ يتَأَلَّمُ مَظْلُومًا بيَقِينِ مَنْ يَعْمَلُ لأَجْلِ الله

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/تناطح وسجالات أصحاب شركات الأحزاب اللبنانية الدونكيشوتية

الياس بجاني/المتساجلون: أصحاب شركات أحزاب وابواق وصنوج وعبدة أصنام

الياس بجاني/القداح والمداح العكاظي هو ملعون حتى يوم القيامة

من جريدة السياسة الكويتية/بلاد فارس من قورش العظيم حتى خامنئي… هل تتغلب العنجهية على رجاحة العقل؟/يوسف أمين

الياس بجاني/السياسي اللبناني التاجر والثقافة الحربائية/إلياس بجاني/السياسة

الياس بجاني/في أسفل رابط مقالتي المنشورة اليوم في جريدة السياسة/ حكام إيران… وقاحة واستكبار وإرهاب واحتلال/الياس بجاني/السياسة

 

عناوين الأخبار اللبنانية

“حزب الله” ينزف… 40 قتيلًا في البوكمال

عدم ختم جوازات الإيرانيين في بيروت يسهل عبور عناصر الحرس إلى سوريا

صمت حكومي لبناني عن الإجراءات المتعلقة بمراقبة الجوازات خصوصا الإيرانية في المطار.

 الياس الزغبي: المستقبل والقوات وحزب الله بدأوا مرحلة مراجعة لدعمهم العهد

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الاثنين في 18 حزيران 2018

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الاثنين 18/6/2018

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

نقلا عن " تقدير موقف" عدد 226

بيان لقاء سيدة الجبل

سوريا تقول إن أميركا قصفت مواقع بالبوكمال... وواشنطن تنفي

توقيف رجل دين لبناني في الاردن على ذمة قضية امنية

مخرج إيراني: لماذا يتجاهل التلفزيون الإيراني خطب نصرالله؟

باسيل سمع انتقادات "من الداخل".. والسبب؟

اسماء مطروحة لحقائب.. من مختلف القوى

الإشتراكي: قلنا ما لدينا ولن نتراجع

حرب خفية بين الثنائي الشيعي

جدل في لبنان بعد السماح بدخول الإيرانيين من دون ختم جوازاتهم والأمن العام يقول إن الإجراء يُعتمد مع دول عدة... وجهات تربطه بنقل الأموال والمقاتلين

النائب شامل روكز يطرح 3 اقتراحات لتسريع عودة النازحين السوريين وقال لـ {الشرق الأوسط} إن الاختلاف في الآراء مع جبران باسيل «أمر طبيعي وجيد»

نائب رئيس الحكومة اللبنانية... بين موقع فاعل ومنصب بلا صلاحيات

من عين التينة الى معراب فكليمنصو وصولا الى الامم المتحدة واي مصلحة للعهد في ازمات التيار المتناسلة مع الداخل والخارج؟

الراعي يطالب المسؤولين بتجنب النزاعات والإساءات المتبادلة

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

العاهل الأردني يؤكد خلال لقائه نتانياهو حل الدولتين

البحرين تعلن مشاركة وفد إسرائيلي في اجتماع لليونسكو بالمنامة

الحشد الشعبي" أعلن مقتل 22 من عناصره في قصف أميركي على البوكمال ومقتل 52 من المسلحين الموالين للأسد في ضربة جوية شرق سورية

التحالف الدولي ينفي شن غارات ضد مقاتلين موالين للنظام بشرق سوري

كوريا الجنوبية وأميركا تبحثان استئناف العقوبات على إيران في جلسة افتتاحية لم تُكشف تفاصيلها

مقتل فلسطيني بنيران الجيش الإسرائيلي شرق غزة

طرادات عسكرية روسية تعبر المتوسط باتجاه «طرطوس» السوري

سجن صهر العاهل الإسباني بتهمة اختلاس أموال

غضب في إيران بعد كشف اعتداءات على عشرات الفتيات ووزير الداخلية يصدر أوامر بفتح تحقيق ومصارحة الرأي العام > قوات الأمن تلجأ إلى القوة لتفريق محتجين

أنباء عن رصد أميركي لـ3000 مرفق كوري شمالي مرتبط بالبرنامج النووي والصاروخي

الإمارات تمنح رعايا الدول التي تعاني من حروب وكوارث إقامة لمدة عام

مقتل شخص وإصابة 3 آخرين جراء حادث دهس حافلة بهولندا

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة
لماذا «فوجِئ» بالحملة على العهد من قرأ طعن «التقدمي»/جورج شاهين/جريدة الجمهورية

مئة ألف دولار كلفة رصاص الإشكال البقاعي... «حزب الله»: «بدنا الخلاص» مهما كلّف الأمر/راكيل عتيِّق/جريدة الجمهورية

مدارس أنهت عامها إلى غير رجعة... رحمه لـ«الجمهورية»: نعلن حال الطوارئ/ناتالي اقليموس/جريدة الجمهورية

إبراهيم لـ«الجمهورية»: هذه قصة الإيرانيين... والمجنّسين.. والنازحين/عماد مرمل/جريدة الجمهورية

النازحون بين مطرقة النظام السوري وسندان لبناني/خالد غزال/الحياة

هذه شروط «الطاشناق» للوزير الأرمني الثاني/كلير شكر/جريدة الجمهورية

فخامة «الإقتصاد القوي»/ناصر شرارة/جريدة الجمهورية

العهد القوي والشعب الضعيف/سناء الجاك/النهار

إعلان بعبدا.. هل عاد إليه عون/سجعان القزي/الجمهورية

فليكن ضرب الهدر والفساد بيدٍ من حديد/الهام فريحة/الأنوار

اللاجئون السوريون في لبنان وسياسة الهروب إلى الأمام/علي الأمين/العرب

عن لاهوت سياسي للعهد الرئاسي/وسام سعادة/القدس العربي

تغريدة جنبلاط وحصانة عون/غسان شربل/الشرق الأوسط

العراق بين «براغماتية المحاصصة» و«تفاهم الضرورة»/جورج سمعان/الحياة

شرق أوسط جديد… نهضة عربية بلا حروب مع إسرائيل/أحمد الجارالله/السياسة

انعطافة مقتدى الصدر/حازم الأمين/الحياة

العصا والجزرة في إستراتيجية ترامب مع كوريا الشمالية وايران/راغدة درغام

الحديدة... «كعب أخيل» المشروع الإيراني/إميل أمين/الشرق الأوسط

الحديدة ولا شيء سواها/مشاري الذايدي/الشرق الأوسط

مأزق مزدوج/فايز سارة/الشرق الأوسط

كيم جونغ أون ينفذ حيلة سحرية/ديفيد اغناتيوس/الشرق الأوسط

الغربتان/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

عون عقد لقاءات متنوعة وبحث مع زواره في التطورات : أقف دائما الى جانب جزين ولا تدعوا أحدا يتطاول عليها

فد تكتل بعلبك الهرمل عرض مع قائد الجيش الوضع الامني في المحافظة

زاسبكين خلال حفل استقبال بالعيد الوطني لروسيا: نعتبر عودة النازحين احدى الاولويات والمطلوب التنسيق والتعامل بين سوريا ولبنان لتنظيم العودة

رعد: وضعنا السياسي واعد بأن نكون في موقع الفعل

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية
فَإِنَّهَا لَنِعْمَةٌ أَنْ يَحْتَمِلَ الإِنْسَانُ الأَحْزَانَ حينَ يتَأَلَّمُ مَظْلُومًا بيَقِينِ مَنْ يَعْمَلُ لأَجْلِ الله

رسالة القدّيس بطرس الأولى02/من18حتى25/"يا إخوَتِي، أَيُّهَا الخُدَّام، إِخْضَعُوا بِكُلِّ مَخَافَةٍ لأَسْيَادِكُم، لا لِلصَّالِحِينَ مِنهُم والحُلَمَاءِ فَحَسْب، بَلْ لِلْقُسَاةِ أَيْضًا. فَإِنَّهَا لَنِعْمَةٌ أَنْ يَحْتَمِلَ الإِنْسَانُ الأَحْزَانَ حينَ يتَأَلَّمُ مَظْلُومًا، بيَقِينِ مَنْ يَعْمَلُ لأَجْلِ الله. فأَيُّ مَفْخَرَةٍ لَكُم إِنْ كُنْتُمْ تَصْبِرُونَ على اللَّطْمِ وأَنْتُم مُذْنِبُون؟ ولكِنْ إِنْ كُنْتُمْ تَصْبِرُونَ على الأَلَمِ وأَنْتُم فَاعِلُو خَيْر، فإِنَّهَا لَنِعْمَةٌ عِنْدَ الله. فَإِلى هذَا دُعِيتُم، لأَنَّ المَسِيحَ أَيضًا تَأَلَّمَ مِنْ أَجْلِكُم، تَارِكًا لَكُم مِثَالاً لِتَسِيرُوا عَلى خُطَاه. وهُوَ الَّذي مَا فَعَلَ خَطِيئَة، ولا كَانَ في فَمِهِ مَكْر؛ وهُوَ الَّذي كانَ يُشْتَمُ ولا يَرُدُّ الشَّتْم، ويَتَأَلَّمُ ولا يُهَدِّد، بَلْ يُسَلِّمُ نَفْسَهُ للهِ الَّذي يَحْكُمُ بِالعَدْل؛ وهُوَ الَّذي حَمَلَ خَطايَانَا في جَسَدِهِ على الخَشَبَة، لِكَي نَمُوتَ عنِ الْخَطايا فَنَحْيَا لِلبِرّ؛ وهُوَ الَّذي بِجُرْحِهِ شُفِيتُم. فَقَد كُنْتُم ضَالِّينَ كَالغَنَم، لكِنَّكُم رَجَعْتُمُ الآنَ إِلى رَاعِي نُفُوسِكُم وحَارِسِهَا".

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

تناطح وسجالات أصحاب شركات الأحزاب اللبنانية الدونكيشوتية

الياس بجاني/19 حزيران/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/65422/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%AA%D9%86%D8%A7%D8%B7%D8%AD-%D9%88%D8%B3%D8%AC%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AA-%D8%A3%D8%B5%D8%AD%D8%A7%D8%A8-%D8%B4%D8%B1%D9%83%D8%A7%D8%AA/

إن وقاحة ونرسيسية وجشع أصحاب شركات الأحزاب في لبنان قد وصلت إلى التحت الذي هو تحت ما التحت وأسفل بكثير.

باتوا يعلنون بفجور غير مسبوق وجهاراً ودون خجل أو وجل وبالعلن وبالصوت العالي والمدوي بأن خلافاتهم المعيبة والمزمنة والمهينة هي على تناتش الحصص.

خلافات نرسيسية وسجالات هي “تناطح” لا ينتهي على الهيمنة على المنافع ومواقع النفوذ.

تناطح سجالي تافه وسخيف هو ليس على كيفية استرداد السيادة المصادرة.

ولا على العمل لاستعادة الاستقلال المغيب.

ولا على طرق ووسائل المطالبة بتنفيذ القرارات الدولية ومنها القرارين 1559 و1701.

يتناحرون سجالاً وشتماً وردحاً كالديوك الهائجة ويتباهون بأحجامهم التمثيلية، فيما هم عملياً وواقعاً معاشاً على الأرض وفي عيون وتقدير كثر من المواطنين الشرفاء والأحرار هم أقزام “وصيصان” لا أكثر ولا أقل..

يدعون باطلاً تمثيل الناس، في حين هم باعوا الناس، والناس كفرت بهم.

يقولون باطلاً أنهم سياديون في حين هم فرطوا تجمع 14 آذار السيادي ونحروا ثورة الأرز، وداكشوا السيادة بالكراسي.

ينادون من على المنابر بالعفة في حين هم خانوا الأمانة والوكالة الشعبية، لينطبق عليهم القول المأثور، “يبشرون بالعفة وهم براء منها وهي كذلك.

يدعون الوطنية في حين هم باعوا الوطن.

يتغنون بدماء الشهداء في حين هم قفزوا فوق دماء هؤلاء الأبطال والأبرار.

ينافقون بمقاومة وهمية لقوى الاحتلال ورموزها في حين هم استسلموا خانعين لمشيئة ومخططات وأطماع هذه القوى ولأسيادها في الخارج.

ارتكبوا كل هذه وأكثر دون أن يرمش لهم جفن وعن سابق تصور مقابل مقاعد وزارية ونفوذ هامشي لا يقدم ولا يؤخر في الحسابات السيادية والاستقلالية.

شاردون وهم غالبية موصوفة وقد انسلخوا عن واقع الناس وأمسوا في غربة قاتلة عن كل ما هو وطن ووطنية وضمير ووجدان واحترام للذات.

هم في غربة عن لبنان الإنسان والسيادة والاستقلال والحقوق والدستور.

والأخطر، أنهم فاقدو إيمان وخائبو رجاء وواقعون في كل تجارب إبليس وأخواته.

يبقى أن هؤلاء القادة هم في حالة عقم وطنية وسيادية واستقلالية تماماً كالأرض ذات التربة غير الصالحة للزراعة والملعونة.

ربي نجي وطن الأرز من شرود وضياع هؤلاء القادة واحمي شعب لبنان من شرورهم والمكائد.

ومن عنده آذان صاغية فليسمع ويتعظ قبل فوات الأوان.

*عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

المتساجلون: أصحاب شركات أحزاب وابواق وصنوج وعبدة أصنام

الياس بجاني/18 حزيران/18

السجالات السخيفة والغبية بين اصحاب شركات الأحزاب وابواقهم الصنميين تفضح غربتهم عن كوارث وفواجع الاحتلال وتعري عماهم بصراً وبصيرة.

 

القداح والمداح العكاظي هو ملعون حتى يوم القيامة

الياس بجاني/15 حزيران/18

لأن اللسان هو الكلمة ولأن الكلمة كانت منذ البدء وهي الله فإن من يستعملها مقابل أجر في القدح والمدح خدمة لصاحب شركة حزب اسخريوتي وتاجر وفاجر فهو ملعون حتى يوم القيامة.

 

من جريدة السياسة الكويتية/بلاد فارس من قورش العظيم حتى خامنئي… هل تتغلب العنجهية على رجاحة العقل؟/يوسف أمين/15 حزيران/18

http://al-seyassah.com/%D8%A8%D9%84%D8%A7%D8%AF-%D9%81%D8%A7%D8%B1%D8%B3-%D9%85%D9%86-%D9%82%D9%88%D8%B1%D8%B4-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B8%D9%8A%D9%85-%D8%AD%D8%AA%D9%89-%D8%AE%D8%A7%D9%85%D9%86%D8%A6%D9%8A-%D9%87%D9%84/

 

الياس بجاني/في أسفل رابط مقالتي المنشورة اليوم في جريدة السياسة

السياسي اللبناني التاجر والثقافة الحربائية/إلياس بجاني/السياسة/15 حزيران/18/اضغط هنا أو على الرابط في أسفل لقراءة المقالة

http://al-seyassah.com/%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%8A%D8%A7%D8%B3%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%84%D8%A8%D9%86%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%A7%D8%AC%D8%B1-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AB%D9%82%D8%A7%D9%81%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AD/

 

الياس بجاني/في أسفل رابط مقالتي المنشورة اليوم في جريدة السياسة

حكام إيران… وقاحة واستكبار وإرهاب واحتلال/الياس بجاني/السياسة/15 حزيران/18/اضغط هنا أو على الرابط في أسفل لقراءة المقالة

http://al-seyassah.com/%d8%ad%d9%83%d8%a7%d9%85-%d8%a5%d9%8a%d8%b1%d8%a7%d9%86-%d9%88%d9%82%d8%a7%d8%ad%d8%a9-%d9%88%d8%a7%d8%b3%d8%aa%d9%83%d8%a8%d8%a7%d8%b1-%d9%88%d8%a5%d8%b1%d9%87%d8%a7%d8%a8-%d9%88%d8%a7%d8%ad%d8%aa/

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

“حزب الله” ينزف… 40 قتيلًا في البوكمال

18 حزيران/18/أعلن المرصد السوري مقتل 40 عنصرًا من “حزب الله” في البوكمال بغارات يرجح أنها للتحالف. وأفادت وسائل إعلام سورية بسقوط قتلى وجرحى في غارة جوية على موقع عسكري في ريف دير الزور. ونقلت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) عن مصدر عسكري قوله: “إن التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة اعتدى على أحد مواقعنا العسكرية في بلدة الهري جنوب شرق البوكمال”. وتحدث المصدر العسكري عن مقتل وإصابة عدد من الأشخاص جراء القصف. لكن لم يذكر أي تفاصيل إضافية.

 

عدم ختم جوازات الإيرانيين في بيروت يسهل عبور عناصر الحرس إلى سوريا

صمت حكومي لبناني عن الإجراءات المتعلقة بمراقبة الجوازات خصوصا الإيرانية في المطار.

العرب/19 حزيران/18

بيروت – اعتبرت مصادر سياسية لبنانية أن الإجراء الذي اتخذته السلطات اللبنانية المعنية والقاضي بإعفاء المواطنين الإيرانيين الذين يدخلون لبنان من ختم جوازاتهم يندرج في سياق التقارب اللبناني – الإيراني، خصوصا منذ انتخاب ميشال عون رئيسا للجمهورية في أواخر أكتوبر 2016.

وأوضحت أن مثل هذا الإجراء الذي يسمح للإيراني بأن يكون ختم دخوله إلى لبنان على ورقة منفصلة عن الجواز يسهل عملية انتقال رجال الحرس الإيراني إلى لبنان ومنه إلى سوريا. وكشفت أن الجانب الأهمّ في الإجراء هو في تطبيق المعاملة بالمثل على اللبنانيين الذين يزورون إيران. فهؤلاء لا تختم جوازاتهم عند منافذ الحدود الإيرانية وذلك كي لا يتعرضوا لأي مضايقات لدى محاولتهم الحصول على تأشيرات أوروبية أو أميركية. وكان لبنان أعفى الإيرانيين من التأشيرة في عهد حكومة نجيب ميقاتي التي تشكلت في أواخر العام 2010. واتخذت تلك الحكومة التي سمّيت حكومة حزب الله قرار الإعفاء بناء على طلب إيراني كان رفضه سعد الحريري في أيّام حكومته الأولى. ومعروف أن من بين الأسباب التي دفعت حزب الله إلى إسقاط حكومة الحريري الأولى رفض الأخير سلسلة من المطالب الإيرانية قدّمها له الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد في أثناء زيارة لطهران في صيف 2010. وكان على رأس هذه المطالب إعفاء المواطنين الإيرانيين من تأشيرة الدخول إلى لبنان. ورأت المصادر السياسية اللبنانية في خطوة عدم ختم الجوازات الإيرانية عند منافذ الحدود اللبنانية بمثابة تطور طبيعي في سياق التقارب اللبناني الإيراني الذي عبر عنه أخيرا قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الجنرال قاسم سليماني. وذهب سليماني في أحد تصريحاته إلى أن الأكثرية في مجلس النواب اللبناني الجديد صارت لحزب الله، إذ لديه 74 نائبا من أصل 128 يتألف منهم البرلمان.

حزب الله يحول مطار بيروت إلى مركز لتهريب الإيرانيين

ولفت المراقبون إلى الحملة التي تشنها الصحافة الغربية وما أثارته صحيفة واشنطن تايمز الأميركية مؤخرا من تسليط للضوء على وضع مطار بيروت وسيطرة حزب الله عليه وتحويله إلى معبر لتهريب عناصر الحرس الإيراني. وأضافوا أن لهذا الضجيج علاقة بتطورات مقبلة تتعلق بإجراءات دولية قد تتخذ للحد من سطوة إيران على لبنان. ويستغرب المراقبون صمت الطبقة السياسية الحاكمة عن هذا الأمر بحيث نأت وزارة الخارجية اللبنانية بنفسها عن الإجراءات المتعلقة بمراقبة الجوازات، فيما تلمّح بعض الأوساط إلى أن قرار إعفاء الإيرانيين من التأشيرة ومن ختم الدخول والخروج على الجوازات قد نفذ في عهد حكومة ميقاتي لكنه اتخذ في عهد حكومة الحريري قبل ذلك في اتفاق أبرمه وزير الخارجية آنذاك علي الشامي. وعلى الرغم من أن الأمر أثار سجالا حينها بين ميقاتي والحريري إلا أن بيروت التزمت بالاتفاق مذاك بما سمح بمرور عناصر وقيادات إيرانية عبر مطار بيروت في الطريق إلى ميادين القتال في سوريا.

واشنطن وعواصم القرار الكبرى غير مرتاحة للدور الذي تلعبه بيروت فيما يخص الإيرانيين

وتكشف بعض المعلومات أن واشنطن وعواصم القرار الكبرى غير مرتاحة للدور الذي لعبته بيروت في هذا الصدد ما منع أجهزة الأمن الدولية من رصد دقيق لحركة تنقل الإيرانيين كما موّهت بالمقابل وأخفت حركة انتقال اللبنانيين إلى إيران والذين يستفيدون من نفس الإجراء في المطارات الإيرانية.

وينقل عن مصادر خليجية أن إخفاء التأشيرة الإيرانية عن جوازات اللبنانيين يشوه المعلومات الخاصة بمن يتقدمون بطلب تأشيرات من دول الخليج. وقد أثارت أجهزة الأمن الأميركية هذا الأمر في معرض مراقبتها للسيرة الأمنية للبنانيين المتقدمين بطلب التأشيرة الأميركية.

وتتخوف بعض الأوساط اللبنانية من أن تؤدي الحملة الدولية بشأن أمن مطار بيروت وسيطرة حزب الله عليه إلى تعليق بعض الدول لا سيما الخليجية رحلاتها إليه عشية موسم الاصطياف والسياحة في لبنان. وتربط بعض الأوساط إثارة موضوع غياب التأشيرات عن الوافدين الإيرانيين إلى لبنان ووضع مطار بيروت من قبل الصحافة الغربية بمسألة التأخر في تشكيل الحكومة اللبنانية. وقال رئيس مجلس النواب نبيه بري إن محركات الورشة المعنية بهذا الأمر معطلة، وإن أسباب ذلك قد تكون خارجية دون أن يوضح هوية الجهة أو الجهات الخارجية التي ضغطت لتأجيل تشكيل الحكومة الجديدة.

 

الياس الزغبي: المستقبل والقوات وحزب الله بدأوا مرحلة مراجعة لدعمهم العهد

الإثنين 18 حزيران 2018/وطنية - رأى عضو قيادة قوى 14 آذار الياس الزغبي في تصريح "أن قوى سياسية وازنة دعمت العهد وأوصلته إلى سدة الرئاسة باتت محرجة الآن أمام التسوية التي أبرمتها قبل 20 شهرا". وقال: "الواضح أن "المستقبل" و"القوات" و"حزب الله" بدأوا مرحلة مراجعة لدعمهم العهد بعد تراكم الأخطاء الجسيمة في أداء تياره السياسي وصعوبة الفصل بينهما، وعدم نجاحه في تمييز موقفه كمرجعية وطنية جامعة عن حسابات وسقطات هذا التيار". وأشار إلى أن "التسوية التي صمدت كل هذا الوقت بدأت تتحلل، ولا بد من وضع أسس جديدة على ركام النهج الراهن، تنهض عليها الحكومة العتيدة، تفاديا للانزلاق إلى أزمة مفتوحة لا يمكن استشراف مآلها".

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الاثنين في 18 حزيران 2018

النهار

مُحلّل سياسي يشن حملة سياسيّة عنيفة دفاعاً عن العهد في كل محطّات السجال الداخلي ويعد نفسه بوزارة من حصّة ‏رئيس الجمهوريّة.

سأل وزير سابق عمّا إذا كانت المديريّة العامّة لقوى الأمن الداخلي ستسحب كل العناصر المولجة حماية الشخصيات أم ‏أن الأمر استنسابي؟

تخشى أوساط سياسيّة أن يكون بعض الخارج متّجهاً إلى وضع لبنان أمام خيارين كلاهما مرّ إمّا قبول التوطين أو ‏الإفلاس.

سرت شائعة ان مفوّضية شؤون اللاجئين سترسل وفداً من جنيف الى بيروت للعمل على اعادة تصويب الأداء بعد ‏اجراء تقويم موسّع لكن أحداً في بيروت لم يؤكّدها.

الجمهورية

أبدى حزبيون إنزعاجهم من سعي نائب "رفيق" لهم للقوطبة على وزير شمالي من الحزب ذاته، في مشروع حيوي ‏يعود فيه المجهود الى الوزير المعني.

باشر وزير حالي بوضع حجر الأساس لمبنى وزارته الجديد بعدما سقط رهانه لمدة أربع سنوات وقد صُرف مبلغ 12 ‏ملياراً وُضعت في حسابه.

تساءل وزير حالي عن السبب في تأخير صدور مرسوم أثار إشكالية كبيرة.

اللواء

تخشى أوساط في التيار الوطني الحر أن تكون الحملة الجنبلاطية على العهد بداية نهاية "مرحلة السماح" التي تميّز ‏أولى سنتين من ولاية العهود الرئاسية في لبنان!

تجري اتصالات بين عدد من القيادات الحزبية والسياسية وشخصيات مستقلة لتشكيل جبهة عريضة تعيد التوازن ‏للحركة السياسية في البلد!

ارتفعت أسهم مسؤول أمني وسفير سابق لتولي وزارة سيادية حساسة, كان أداؤها موضع جدل في الانتخابات الأخيرة!

المستقبل

قيل إن أوساطاً مطّلعة لفتت إلى أن المساعد الجديد لوزير الخارجية الاميركية دايفيد شينكر سيتسلّم مهمّته خلفاً لدايفيد ‏ساترفيلد لكن بعد جلسة استماع وموافقة من مجلس الشيوخ الاميركي.

 

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الاثنين 18/6/2018

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

لم تسجل بداية أسبوع ما بعد العيد حركة اتصالات باتجاه تشكيل الحكومة في وقت قالت أوساط سياسية إن لا مؤشر حتى الآن على قرب التشكيل لكن الرئس سعد الحريري يستعد لمروحة اتصالات واسعة النطاق تستند الى تأليف حكومة الكتل النيابية الوازنة.

كل ما سجل في الساعات القليلة الماضية له علاقة:

- أولا بالطقس الحار الذي دفع الدفاع المدني الى إصدار إرشادات للمواطنين.

- ثانيا بمسألة الابواب الإلكترونية لمخيم عين الحلوة وما نقله السفير الفلسطيني أشرف دبور عن قائد الجيش عن قرار بإزالة هذه البوابات.

- ثالثا بقضية دخول بعض الايرانيين الى الاراضي اللبنانية دون تأشيرات، وقد أوضح الأمن العام أنه وسم جوازاتهم وعنده المعلومات الكاملة عنهم.

- رابعا تأكيدات بعض الأوساط القريبة من العهد على الإنجازات التي لا تسمح بالحديث عن الفشل.

- خامسا متابعة لتوقيف وزير إسرائيلي سابق بتهمة التعامل مع إيران.

وبعيدا عن كل هذه الشؤون العالم كرة والمونديال هو الأساس.

* مقدمة نشرة أخبار "المنار"

أزمة الميدان لن يفكها كذب الاعلام، وقوات العدوان السعودي الاميركي الغارقة عند سواحل الحديدة اليمنية لن تنقذها التصريحات الدونكيشوتية لبعض الوزراء الاماراتيين والسعوديين المصرين على الهروب الى الامام مع ضيق افقهم وتفاقم خسائرهم التي لا يمكن ان تمر في بلادهم مرور الكرام..

الشعب اليمني الثابت عند نضاله وجهاده دفاعا عن سيادة وطنه وقراره الحر، لم يكترث لجمع دول من اربع جهات الارض لغزوه.. اربعة ايام من العصف الاعلامي والقصف الهستيري لم تغير الصمود الاسطوري للجيش واللجان، الذين قطعوا السبل بالقوات الغازية عند الساحل الغربي، وأخذوها الى عملية استنزاف لم تكن بحسبانها كما قال الناطق باسم انصار الله محمد عبد السلام، وما يؤكده الاعلام الغربي عن معتقلين فرنسيين وآخرين من مرتزقة ومغرر بهم دليل على صعوبة حال المهاجمين، وتحرك المبعوث الدولي وكل المنصات الاممية باسم الحالة الانسانية في الحديدة اليمنية لعلها سلما لاخراج الغزاة من رمال التيه والغباء العسكري الذي اغرقوا انفسهم فيه..

في الاقليم غارة عند الحدود السورية العراقية في البوكمال سارع للتبرؤ منها الاميركي، ولاذ بصمته الاسرائيلي، فيما اعلن الحشد الشعبي سقوط عدد من مجاهديه شهداء، مطالبا الاميركيين بتوضيحات..

في لبنان لا شيء حكوميا واضحا في ظل القنابل الدخانية الملقاة من كل حدب وصوب، حتى بات السجال اين يجب ان يضع الامن العام تأشيرات الدخول او الاختام للقادمين الى لبنان.. اما القادم من خطط لوقف التفلت الامني الذي يروع البقاعيين فقد بحثها تكتل نواب بعلبك الهرمل مع قائد الجيش العماد جوزيف عون في اليرزة، وكان التاكيد على التعاون التام لما فيه مصلحة البقاع والبقاعيين ..

* مقدمة نشرة أخبار ال "او تي في"

الحكومة تنتظر الحريري. والمشاورات التي يرتقب أن تشهد انتعاشا في الأيام المقبلة، تنطلق من الملاحظات على الطرح الذي قدمه في لقاء بعبدا الأخير. أما مطبخ الإعلام الأسود، الذي يدأب على بث السموم الإعلامية، ونشر الأكاذيب السياسية، فيأخذ قسطا من الراحة، تمهيدا لحفلة جديدة من الجنون.

لكن، في المقابل، ومع انتهاء عطلة عيد الفطر، وعودة النشاط السياسي إلى القصر الجمهوري، بدا واضحا أن بعبدا تنأى بنفسها عن السجال المندلع بعيد "النتعة" الجنبلاطية الأخيرة. غير أن مصادر وزارية مطلعة عكست عبر الـ OTV استغرابا كبيرا للحملة الأخيرة، خصوصا أن من تحدث عن فشل، لم يحدد المكامن، هل هي في تحرير الجرود، أم في الاستقرار الأمني، أم في إعادة تنظيم القوى العسكرية والأمنية، أم في إلغاء الصفقات بالتراضي، أم في إطلاق التنقيب عن النفط والغاز، أم في تصحيح وضع السوق الحرة في المطار، أو في التقدم على مستوى انجاز السدود المائية؟

وهل الفشل ربما هو في انجاز التشكيلات القضائية الشاملة للمرة الأولى منذ اثني عشر عاما، أم في التشكيلات الديبلوماسية والتعيينات الادارية وتفعيل اجهزة الرقابة، أم في إقرار قانونين للموازنة بعد طول غياب، أم في اقرار قانون انتخابي نسبي، وإجراء الانتخابات بعد ثلاثة تمديدات، أم في إشراك المنتشرين في العملية الانتخابية للمرة الأولى في تاريخ لبنان؟

محطات كثيرة في عام ونصف العام، لنا عودة إليها في سياق النشرة. أما إذا كان ثمة من عمل ولا يزال على تفشيل العهد، ولا سيما في ملفي الكهرباء والنفايات على سبيل المثال، فالجواب في عودة بسيطة إلى كلام النائب اكرم شهيب في جريدة الشرق الاوسط في العام 2012 عن التواطؤ مع المسؤولين آنذاك بهدف "فرملة ميشال عون". فرملة، باتت مستحيلة اليوم، وستبقى مستحيلة في المستقبل، لأن الزمن تحول، والوقائع السياسية الجديدة التي أجهزت على القبان والبيضة معا، عقارب ساعتها لا تعود إلى الوراء.

* مقدمة نشرة اخبار ال "ال بي سي"

بين العطلة والتعطيل فرق شاسع، عطلة العيد انتهت لكن تعطيل التأليف متواصل... أسبوع جديد بدأ ولم يظهر فيه أي مؤشر إلى ان محركات التأليف أعيد تشغيلها من جديد...

الرئيس المكلف ما زال في الخارج، وبعض المعنيين بالطبخة الحكومية ما زال في الخارج، وفي المقابل يستعد الرئيس نبيه بري للتوجه إلى الخارج، فهل سلم الجميع بالعقبات؟ وهل ما زال البعض مقتنعا بأن الوقت حلال المشاكل؟

تحليلات كثيرة واجتهادات أكثر، ولكن في المحصلة، ما لم يصدر أي جديد عن الرئيس المكلف، فإن الأمور تبقى تراوح مكانها خصوصا أن لبنان بات معتادا على المماطلات في تشكيل الحكومات، وعلى الإطالات في أعمار حكومات تصريف الأعمال...

في ظل هذا الفراغ، فإن ما يملأ الوقت الضائع ثقيل على الوضع العام، فالأسواق التي تتفاعل مع السياسة، إيجابا، إذا كانت السياسة إيجابية، وسلبا، إذا كانت السياسة سلبية، بدأت تظهر عليها عوارض الجمود إلى درجة الشلل...

الأسواق تصرخ من ألم الإقتصاد المنهك... لا حركة زبائن، لا سياح، فيما عدادات الفواتير شغالة بحركة لا تهدأ... ومع شلل الأسواق بدأت تظهر عوارض اقتصادية في القطاع التربوي... مدارس أنهت السنة الدراسية وبدأت تبلغ اساتذة الإستغناء عن خدماتهم للسنة الدراسية المقبلة، ما يفتح باكرا ملف المعاناة بين القطاع التعليمي وبعض المدارس...

تأتي كل هذه التطورات في وقت أكد حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، في حديث إلى "ال بي سي آي" أن لا خوف على سعر الليرة اللبنانية حيال الدولار الأميركي.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ان بي ان"

قبيل عودة الرئيس المكلف سعد الحريري من السعودية خلال الساعات المقبلة حطت مراسيم القناصل الفخريين في وزارة المالية بإنتظار تأشيرة على شكل توقيع من الوزير علي حسن خليل.

وإلى أن ينتهي الأمن العام من التدقيق في الأسماء الواردة في مرسوم التجنيس نهاية الأسبوع الجاري سربت أوساط وزارة الداخلية أجواء تتحدث عن اتجاه الوزير نهاد المشنوق لوقف قرار إلغاء أختام دخول وخروج الإيرانيين في مطار بيروت كونه متخذا منذ اسبوع من دون العودة إلى الوزير بحسب هذه الأوساط.

هذه الأجواء إكتفت أوساط الأمن العام بالتأكيد للـ NBN أنها كلام إعلامي فقط وأنها لم تتبلغ أي شيء بهذا الخصوص.

حكوميا دعوة لتكثيف الاتصالات والمشاورات على مسار التأليف أطلقها رئيس مجلس النواب نبيه بري داعيا إلى عدم إضاعة حتى لو دقيقة واحدة لأن الضرورة باتت تحتم التشكيل في أقرب وقت.

على المستوى السوري ترقب لإجتماع جنيف على نية الدستور مع حرارة هاتفية بين وزيري الخارجية الروسي والأميركي وعين على منبج وتطوراتها بعد الدخول التركي القوي على الخط بالتنسيق مع واشنطن.

* مقدمة نشرة أخبار "الجديد"

الخلافات لو لم نجدها لاخترعناها.. وآخر الإصدارات: جوازات سفر الايرانيين التي دخل وزير الداخلية نهاد المشنوق على خطها فأعلن أنه يتجه إلى وقف قرار إلغاء أختام الدخول والخروج لأنه اتخذ قبل أسبوع من دون العودة إليه على أن تقرر الحكومة الجديدة كيفية التعاطي مع الموضوع ولكن عبارة "يتجه" إلى أين ستأخذ المشنوق في ظل حكومة تصريف الأعمال؟ فشكلا بدا أن الاتجاه الذي سلكه وزير الداخلية انحصر في الدائرة الاعلامية ولم يبلغ جدار الأمن العام حيث علم أن المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم لم تصله أي تبليغات لا لصقا ولا عبر البريد وهو تاليا ولتاريخه يطبق القانون المعتمد في كثير من الدول ومنذ سنوات طويلة ووفقا لمسار القضية فإن وزير الداخلية اعتمد الاتجاه المعاكس.. واتخذ قرارات ترتبط بفرط الحساسية تجاه اسم إيران.. وعلى "الشبهة" لكن الصناديق الانتخابية أقفلت ولم تعدْ هذه المواقف تعطي ريوعا تفضيلية وبات لبنان اليوم يفصل نتائج الصناديق لتثميرها في الحصة الحكومية.. على أن التأليف أصيب بعوارض الجمود والتعطيل والرغبات الجامحة والمطالب التي من شأنها أن تتحول الى مطبات واليوم اتهم النائب وائل أبو فاعور التيار الوطني بتضخيم حجمه ليس في الحكومة فحسب.. بل في الادارة والصلاحيات وحياة اللبنانين وأرزاقهم وممتلكاتهم. وقال وزير الصحة السابق للجديد إن الحزب التقدمي يصر على وزارة الصحة ولا يقبل بالتالي مبدأ الحقائب المحجوزة فالوزارات ليست عقارات ولا ملكية خاصة. وبموجب التصريحات التي لا يبدو أنها تلتزم قرار وقف إطلاق النار فإن الحكومة لن تتأهل الى النهائي.. وذلك في انتظار أن ننتهي من مرحلة التصفيات على المقاعد الوزارية لكن أكثر النيران اشتعالا صبت في الساعات الماضية على الفلسطينيين في قطاع غزة.. الذين تعاقبهم إسرائيل والعالم على دفاعهم عن أنفسهم بالطائرات الورقية فيما يستخدم العدو الطائرات الحربية التي تصب حممها على المدنيين طائرات من ورق وبالونات.. تقابل بحمم مقاتلات إسرائيلية وبتهدد وزير الحرب افيغدور ليبرمان بعودة سياسة الاغتيالات.. والعالم لا يسمع ولا يرى.. اسرائيل كيان من ورق إذا ما وجدت قوة عربية تتوحد يوما على هزيمتها.. لكن العرب يطوقون الفلسطينين اكثر من عدوهم نفسه.. بالمعابر والتنسيق من فوق الطاولة ومن تحتها.

* مقدمة نشرة اخبار "المستقبل"

في اليوم الاول بعد عطلة عيد الفطر هدوء على خط السجالات الكلامية فيما المساعي لتأليف الحكومة العتيدة تعود الى الانطلاق مع عودة الرئيس سعد الحريري الى بيروت المتوقعة غدا.

اما في قضية إعفاء الرعايا الإيرانيين من أختام الدخول إلى لبنان والخروج منه على جوازاتهم، فهي لا تزال تتفاعل، في وقت اكدت مصادر وزير الداخلية في حكومة تصريف الاعمال نهاد المشنوق انه سيصدر قرارا بوقف هذا القرار الذي اتخذه الامن العام لانه كان يجب ان يتخذ في مجلس الوزراء.

وبالتزامن مع هذه التطورات، أزمة مرسوم القناصل الفخريين باتت في حكم المنتهية، وفق مصادر وزارة الخارجية التي اكدت ان وزير المال علي حسن خليل قد وقع عليه.

امنيا ومع تصاعد الاشكالات في منطقة بعلبك الهرمل فان الخطة الامنية الموعودة ستنفذ خلال الأيام القليلة المقبلة. وهي ليست خطة امنية كلاسيكية وفق محافظ بعلبك الهرمل الذي اكد لتلفزيون “المستقبل” ان الخطة ستنفذ بقوات امنية من خارج المنطقة عبر مداهمات وستطال المطلوبين الكبار بالدرجة الاولى.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ام تي في"

عمد الرئيس المكلف سعد الحريري الى تبريد الساحة الداخلية قبل عودته من باريس المتوقعة الثلاثاء، ما يسهل عليه الدخول في صلب عملية تأليف الحكومة، الخطوة جيدة لكنها غير كافية فقد صمت المتساجلون لكن القلوب ملآنة، اضافة الى ان المتسابقين على الحقائب والاحجام اوصلوا انفسهم الى اماكن وشروط لا يمكنهم التراجع عنها بسهولة، هذا في المعنوي، اما في العملي فالمطلوب كبير، لكن قدرات الحريري على تلبية الطلبات التعجيزية محدودة، والمتاح امامه هو اعادة استنساخ الحكومة الحالية مع بعض التعديلات التي تأخذ نسبيا بما افرزته الانتخابات من احجام جديدة، هذا اذا صفت النوايا وتم وضع مصلحة لبنان فوق كل الاعتبارات.

النتيجة العملية لتبريد السجالات ظهرت تباشيرها خارج اطار تأليف الحكومة، فسلك مرسوم تعيين قناصل فخريين طريقه الى الحل بتحويله من الخارجية الى وزير المال لتوقيعه، لكن ازمة جديدة قد تطل على الساحة على خلفية وقف وزير الداخلية العمل بالتأشيرات التي يعطيها الامن العام للايرانيين الذين يزورون لبنان خارج جوازات السفر، لان الامر يحتاج الى قرار من مجلس الوزراء، فمحاذير الاستمرار في التدبير، ترى فيه المرجعيات الدولية التفافا على العقوبات المفروضة على ايران.

في سياق امني اخر، ابناء البقاع ينتظرون الخطة الامنية الفعالة التي تضع حدا للفوضى القاتلة القابضة على منطقتهم.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

نقلا عن " تقدير موقف" عدد 226

18 حزيران/18

في السياسة

لإنتخابات لبنان نتائج كارثية ظاهرة متمثلة بعودة اللبنانيين إلى مربعاتهم الطائفية وتشكيل ادارة سياسية لكل طائفة!

وإنتقال لبنان من نظام العيش المشترك إلى نظام المساكنة بين الطوائف!

ومنها مخفية بحيث أنه ربما يتعذّر قيام معارضة وطنيّة تجتمع حول عناوين وطنية واحدة على غرار ما حصل في مرحلة "قرنة شهوان" التي تدرجت صعوداً في اتجاه "لقاء البرستول" ومن ثم "14 آذار"!

وإذا دقّقنا في طبيعة المنتقدين لعهد العماد عون مثلاً، نجد أنهم ينتمون إلى فريقين:

فريق مسيحي يضم "القوات اللبنانية" وتتداخل معه بعض مواقف الكنيسة المارونية، وهذا الفريق غالباً ما يسعى إلى تحييد شخص الرئيس وانتقاد أداء الوزير باسيل؛

فريق مسلم يضم الوزير جنبلاط ويتداخل معه الرئيس بريّ والمفتي دريان، وهذا الفريق غالباً ما ينتقد العهد بدون تفريق بين عون وباسيل.

وهذا الفرز، إضافة إلى عوامل أخرى قد يتطرق لها "تقدير موقف" لاحقاً، لا يبدو مرشحاً لتشكيل معارضة وطنية، موحّدة، لأنه متباين الدوافع والغايات!

تقديرنا

لبنان بحاجة الى معارضة وطنية عابرة للطوائف،

تجتمع حول قضايا وطنية جامعة،

تحمي الجمهورية وتحافظ على الدستور.

لا قيمة لأي اعتراض إذا تشتت أو تشكّل تلبيةً لحاجة طائفية أو من أجل حصة أو مكسب!

لا مكاسب في لبنان إلا من خلال وحدة اللبنانيين!

 

بيان لقاء سيدة الجبل

18 حزيران 2017/عقد "لقاء سيدة الجبل" اجتماعه الأسبوعي في مكاتبه في الأشرفية وأصدر البيان التالي: يتابع "اللقاء" بقلق شديد ظهور علامات إستتباع الدولة وأجهزتها لـ"حزب الله"، وتأتي العملية المشبوهة الأخيرة في تسهيل مرور الرعايا الإيرانيين إلى لبنان من خلال ترتيبات خاصة، ومحاولة حماية متّهم في الباراغواي بتبييض أموال لصالح "المشروع الايراني" من قبل سفارة لبنان ليؤكّدا المؤكد. إن الدولة اللبنانية تعمل لصالح "المشروع الايراني" بدلاً من وضع الإمكانات لتطبيق للدستور وبناء المؤسسات، وبحجّة "مقاومة" تُضعف الدولة. وأي انجاز وطني هذا إذا تحوّل إلى ذراع "للمشروع الايراني" في لبنان إلى مشروعٍ للقضاء على الدولة. ويعترض "اللقاء" بأوضح صور الإعتراض على الأحزاب والتيارات التي تؤمّن الغطاء لاستتباع الدولة. حيث لا معنى لأية كتلة نيابية ولا معنى لأي فوز انتخابي اذا لم يوظفا لمواجهة سلمية ضد ذوبان الدولة في ارادة ميليشيا. ان مقايضة القوى السياسية حتى الآن ترتكز على معادلة واضحة: النفوذ لـ"حزب الله" والكراسي للأحزاب الباقية. نحن نعترض على كل من يسير على هذا الطريق، ومن يسكت عن الخطأ شيطان أخرس.

 

سوريا تقول إن أميركا قصفت مواقع بالبوكمال... وواشنطن تنفي

وكالات/الاثنين 18 حزيران 2018/نقلت وسائل إعلام رسمية سورية عن مصدر عسكري قوله الاثنين بالتوقيت المحلي (يوم الأحد) إن طائرات تتبع التحالف بقيادة الولايات المتحدة قصفت "أحد مواقعنا العسكرية" في شرق سوريا مما أدى لسقوط قتلى ومصابين لكن الجيش الأمريكي نفى تنفيذ ضربات في المنطقة.

ونسبت وسائل الإعلام إلى المتحدث قوله إن الضربات وقعت في بلدة الهرى جنوب شرقي البوكمال. ولم ترد بعد تفاصيل عن الخسائر. وقال قيادي في التحالف العسكري الذي يدعم الرئيس بشار الأسد إن "طائرات مسيرة مجهولة يرجح أنها أمريكية قصفت نقاط للفصائل العراقية" بين البوكمال والتنف بالإضافة لمواقع عسكرية سورية. وأبلغ الميجر جوش جاك وهو متحدث باسم القيادة المركزية الأمريكية أنه "لم ينفذ أي فرد في التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضربات قرب ألبوكمال". ويدعم التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة قوات سوريا الديمقراطية المؤلفة من مقاتلين عرب وأكراد يحاربون تنظيم الدولة شمال شرقي ألبوكمال. واستطاع الجيش السوري والفصائل المدعومة من إيران، والتي تشمل حزب الله اللبناني وجماعات عراقية، السيطرة على منطقة ألبوكمال والمناطق المحيطة بها العام الماضي من أيدي تنظيم الدولة. وللقوات الأمريكية وجود في التنف جنوب غربي ألبوكمال في الصحراء السورية قرب الحدود مع العراق والأردن. وفي الأسبوع الماضي قال الأسد إنه يعتبر الولايات المتحدة قوة محتلة في سوريا وإن موقف الدولة "يتمثل بدعم أي عمل مقاوم سواء ضد الإرهابيين أو ضد القوى المحتلة بغض النظر عن جنسيتها".

 

توقيف رجل دين لبناني في الاردن على ذمة قضية امنية

وكالة الاناضول/الاثنين 18 حزيران 2018/أكد مصدر أردني مسؤول، يوم امس الاحد، توقيف عضو هيئة علماء المسلمين في لبنان عبد الوهاب الجغبير، منذ 18 يوماً. يأتي ذلك بعدما تناقلت وسائل إعلام أردنية محلية نبأ توقيف الجغبير ووالده الحاج محمد، نقلاً عن نظيرتها اللبنانية. واكتفى المصدر، الذي فضل عدم الكشف عن هويته، بالقول للأناضول إن الجغبير "موقوف قيد التحقيق على ذمة قضية أمنية"، دون مزيد من التفاصيل. وحسب ما ورد في خبر التوقيف، فإن الداعية الجغبير عضو في هيئة علماء المسلمين في لبنان، ويحمل الجنسيتين الأردنية واللبنانية. و"علماء المسلمين"، أكبر هيئة في لبنان تضم معظم علماء السنّة، وأول هيئة تجمع كل الاتجاهات. وأضافت وسائل الإعلام أن السلطات الأردنية أفرجت عن والد الجغبير الحاج محمد في وقت لاحق.

 

مخرج إيراني: لماذا يتجاهل التلفزيون الإيراني خطب نصرالله؟

عربي 21/أخبار محليّة - الاثنين 18 حزيران 2018 /قال المخرج وصانع الأفلام الإيراني، نادر طالب زادة، المقرب من المرشد الأعلى للجمهورية، علي خامنئي، إن التلفزيون الإيراني رفض بث خطابات لأمين عام حزب الله اللبناني، حسن نصر الله. وقال زادة إن الشعب الإيراني لا يعرف الكثير عن حزب الله في لبنان، وذلك في محاضرة له في جامعة طهران، بحسب ما نقل موقع "جيهان نيوز"، وتابع: "هل هناك مشكلة بين التلفزيون الإيراني والشعب اليمني، لدينا مشكلة في التغطية الضعيفة لأحداث اليمن على التلفزيون الإيراني". وأكد طالب زادة أن "نصر الله يتحدث كثيرا عن اليمن، لماذا لا يبث التلفزيون الإيراني خطاباته؟". وأضاف طالب زادة: "حسن نصر الله الشخص الثاني في العالم الإسلامي، لكنني لا أعرف لماذا خطابته على التلفزيون الإيراني باهته وخافته". وقال إن إيران لم تعد ترسل الغذاء والدواء إلى اليمن، متسائلا: "هل نحن خائفون من السعودية؟! يجب علينا شحن سفن الطعام والدواء إلى اليمن، ولن تجرؤ السعودية على مهاجمتها". واعتبر طالب زادة أن اليمنيين "يقتلون من أجل إيران"، ملمحا إلى تراجع رسمي في دعم قضية اليمن. واستهجن استمرار ذهاب الإيرانيين للحج مطالبا الدولة بمنع إرسال الحجاج إلى المملكة العربية السعودية.

 

باسيل سمع انتقادات "من الداخل".. والسبب؟

الحياة/18 حزيران 2018/تقول أوساط قريبة من "التيار الوطني الحر"، لـ"الحياة"، إن "الاجتماعات الأخيرة التي عقدتها قيادته لتقويم نتائج الانتخابات وبعض محطاتها انطوت على انتقادات وجهت إلى المسار الذي سلكه رئيس "التيار" جبران باسيل في عقد بعض التحالفات واختيار بعض المرشحين بحيث استبعد عدد من ناشطي وقياديي "التيار" الذين كانوا حازوا على تأييد القاعدة بنِسَب عالية في الانتخابات الداخلية التي أجريت من أجل اختيار المرشحين للنيابة". وأوضحت هذه الأوساط أن "تفضيل باسيل مرشحين متمولين ورجال أعمال على المناضلين من "التيار" تسبب باستقالات من التنظيم وبخسائر أيضاً في بعض الدوائر الانتخابية بسبب ترشح بعض الناشطين على لوائح منافسة". وذكرت هذه الأوساط أن "هذه الانتقادات، إضافة إلى لومها باسيل على خياراته، دفعت نحو ترجيح تسمية منتمين إلى "التيار" للمناصب الوزارية".

 

أسماء مطروحة لحقائب.. من مختلف القوى

الحياة/18 حزيران 2018/قالت مصادر مطلعة، لـ"الحياة"، إنّ "حصة رئيس الجمهورية ميشال عون التي قيل أنها قد تكون ثلاثة وزراء فإنها قد تشمل تعيين ابنته ميراي عون الهاشم التي تتولى حالياً مهمة المستشارة الرئيسة في القصر الرئاسي، والتي تتابع المشاريع الاقتصادية التي طرح تمويلها في مؤتمر "سيدر". ويعتقد محيط القصر الرئاسي أنه يفترض أن يكون لها دور أساسي في التفاوض على تمويل المشاريع مع الخارج على أن تتولى الهاشم حقيبة الاقتصاد بدلاً من الوزير الحالي رائد خوري. ويتم التداول باسم فادي العسلي عن أحد المقاعد السنية الستة الذي يرغب عون في الحصول عليه على أن يحصل رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري على مقعد مسيحي في المقابل كما هي الحال في الحكومة المستقيلة. أما المقعد الوزاري الثالث من حصة عون فإن التسريبات تشير إلى بقاء وزير مكافحة الفساد نقولا تويني أو الوزير سليم جريصاتي. أما بالنسبة إلى حصة "القوات" فإن اعتمادها مبدأ الفصل بين النيابة والوزارة قد يدفع إلى بقاء نائب رئيس الحكومة الحالي غسان حاصباني في الحكومة إلا إذا بقي عون على إصراره على رفض إيكال هذا المنصب إلى "القوات". وربما أيضاً الوزير ملحم رياشي يبقى وزيراً بحقيبة غير الإعلام، مع تسمية بديل للنائب الجديد وزير الشؤون الاجتماعية الحالي بيار بو عاصي، من الحلقة الضيقة المحيطة برئيس الحزب سمير جعجع. ومن بين الأسماء المطروحة أيضاً النائب السابق أنطوان زهرا".

ومع اعتماد الحريري مبدأ الفصل بين النيابة والوزارة يجري التداول بأسماء عن "تيار المستقبل" مثل وزيرة المال السابقة رَيَّا الحسن، نديم المنلا، النائب السابق والوزير الحالي للاتصالات جمال الجراح، رئيس غرف التجارة والصناعة محمد شقير، والوزير والنائب السابق حليف "التيار" محمد الصفدي لتولي وزارة الداخلية. وسيختار الحريري وزيرين مسيحيين من الحلفاء إذا استقر توزيع الحصص على ذلك، إلا إذا جرى الاكتفاء بحصر التمثيل المسيحي من حصته بوزير مسيحي واحد، وفق مقتضيات التوزيع بين "التيار الحر" و "القوات".

وفي ما يخص وزراء "حزب الله" الذي يفصل بدوره بين النيابة والوزارة، يتردد أن الحزب يتجه إلى تسمية مسؤول العلاقات الخارجية النائب السابق عمار الموسوي الذي يشكل توزيره قوطبة على الحجة القائلة بأنه سيكون صعباً على المجتمع الدولي التواصل مع وزراء الحزب. فهو كان يستقبل السفراء والديبلوماسيين الأجانب. كما سيعود النائب السابق الوزير الحالي محمد فنيش إلى الحكومة، إضافة إلى احتمال تسمية المختص بالوضع الاقتصادي محمد فضل الله. وبالإضافة إلى حتمية الوزير علي حسن خليل إلى حقيبة المال، لا يستبعد عودة الوزيرة عناية عز الدين، مع إمكان تسمية النائب الجديد محمد خواجة. وتبقى تسمية وزراء "الحزب التقدمي الاشتراكي" الدروز الثلاثة الذين يطالب بحصر تسميتهم به والذين يبقي رئيسه وليد جنبلاط الأسماء طَي الكتمان ريثما تتضح جهود الحريري مع عون الذي يصر على توزير النائب طلال أرسلان.

ويطرح اسم النائب فريد هيكل الخازن عن "التكتل الوطني" الذي يضم إليه نواب "المردة" وفيصل كرامي وجهاد الصمد. كما يطرح اسم النائب عبد الرحيم مراد عن النواب السنة غير المنضوين في فلك "المستقبل"، بعد أن كان طرح اسم النائب فيصل كرامي. كما طرح اسم مستشار الرئيس نجيب ميقاتي خلدون الشريف عن أحد المقاعد السنية أو النائب والوزير السابق نقولا نحاس من كتلة ميقاتي.

 

الإشتراكي: قلنا ما لدينا ولن نتراجع

الجمهورية/18 حزيران 2018/في وقت بَدا انّ الامور بين بعبدا والمختارة دخلت في اتفاق غير معلن لإطلاق النار، الّا انّ الصورة الميدانية لـ"التيار" و"الاشتراكي" تَشي بـ"هدنة هشّة"، خصوصاً أنّ الطرفين على سلاحيهما، فضلاً عن انّ العقدة الدرزية، التي كانت إحدى مسبّبات الاشتباك، ما تزال على حالها حيث يتمسّك الطرف العوني في توزير النائب طلال ارسلان فيما يتشدّد جنبلاط في المقابل بمطلبه بالحصول على الحصة الدرزية "الثلاثية" كاملة في الحكومة، ووضع فيتو على تواجد إرسلان تحديداً في الحكومة "لانتفاء المعيار الميثاقي في توزيره". وقالت مصادر إشتراكية لـ"الجمهورية": "انّ الحزب التقدمي لم يكن البادىء في الاشتباك مع "التيار"، بل انه كان دائماً في موقع المتلقّي للسهام والافتراءات ومحاولات التحجيم من قبل بعض الرؤوس الحامية في تيّار جبران باسيل. وفي اي حال، قرارنا ألّا نسكت، وألّا نسمح لأي محاولة من هذا النوع لأن تمرّ على حسابنا او تتجاوزنا وتقفز فوق حضورنا وحجمنا. قلنا ما لدينا ولا تراجع عنه، خصوصاً في ملف التأليف، حيث كشفوا عن حقيقة توجههم وتبيّن انّ هناك من يريد إحراجنا لإخراجنا، ونؤكد مجدداً انهم لن يتمكنوا من ذلك، خصوصاً أولئك الذين يحاولون التفرّد بالبلد وقيادته نحو الوجهة التي يريدونها، ومحاولة تصغير أحجام وإلغائها وتكبير أحجام غير موجودة اصلاً، فقط لأنّ اصحاب هذه الاحجام الصغيرة صاروا من التابعين لهم".

 

حرب خفية بين الثنائي الشيعي

"ليبانون ديبايت"/الاثنين 18 حزيران 2018/يلاحظ أن تباينات داخلية بدأت تظهر بين الثنائي الشيعي حزب الله وحركة أمل في أماكن عدة في مقدمتها الضاحية الجنوبية، وذلك على خلفية الحرب التي قرر الأول خوضها ضد الفساد. ويتردد أن الفروع المحلية في حزب الله استهلت المشوار عبر كشف الفاسدين الموجودين في مناطقه، وتتعاون مع الأجهزة الأمنية لإنهاء حالة الفساد في هذه المناطق، لكنها تصطدم في هذا الخيار مع مثيلاتها بحركة أمل التي لا يزال عدد من الفاسدين يتلطى بغطائها الحزبي.

 

جدل في لبنان بعد السماح بدخول الإيرانيين من دون ختم جوازاتهم والأمن العام يقول إن الإجراء يُعتمد مع دول عدة... وجهات تربطه بنقل الأموال والمقاتلين

بيروت: كارولين عاكوم"/الاثنين 18 حزيران 2018/أثار قرار الأمن العام اللبناني الأخير حول السماح للرعايا الإيرانيين بالدخول إلى لبنان من دون ختم جوازات سفرهم، جدلا وعلامات استفهام عدّة؛ خاصة في ظل ازدياد الضغوط الأميركية والغربية على إيران.

ورغم تأكيد الأمن العام اللبناني أن هذا الإجراء لا يعني دخولهم بطريقة غير شرعية؛ بل يطبّق عليهم الإجراء المتاح أمام رعايا عدد من الدول الوافدة إلى لبنان، وللراغبين منهم بتوشيح أختام الدخول والخروج على بطاقات مستقلة ترفق بجوازات سفرهم، يرى البعض أن اتخاذ قرار كهذا في هذا الوقت لا ينفصل عن كل المستجدات الحاصلة بالمنطقة، ويربطه خبراء بسببين أساسيين، هما نقل الأموال تجنبا للعقوبات الأميركية، وانتقال الإيرانيين إلى بيروت ومنها إلى سوريا، حيث يشاركون في القتال. ويوضح مصدر مطّلع على هذا القرار لـ«الشرق الأوسط» أن هذا الإجراء جديد بالنسبة إلى الإيرانيين؛ لكنه يطبّق منذ سنوات بالنسبة إلى عدد من الدول، وقد ينفّذ أحيانا أيضا بناء على طلب المسافر إذا كانت لديه الأسباب المقنعة، نافيا ما يتم التداول به بأن هذا الأمر وكأنه دخول بطريقة غير شرعية، مشيرا إلى أن المواطنين الإيرانيين يدخلون إلى لبنان من دون تأشيرة نتيجة اتفاق بين البلدين منذ عام 2010. وأكد المصدر أن «هذا الإجراء لا يعني دخولهم بطريقة غير شرعية وعدم تسجيل الأسماء لدى الأمن العام، الذي يملك لائحة وتفاصيل بكل أسماء المسافرين». ويعطي مثالا على ذلك الذين يطلبون اعتماد هذا الإجراء، كرعايا بعض الدول العربية الذين يأتون إلى لبنان رغم حظر دولهم، إضافة إلى اللبنانيين الراغبين في الحصول على جنسية أجنبية، وتفرض عليهم الإقامة لفترة طويلة فيها، فيتجنبون وضع ختم الدخول والخروج إلى لبنان كي لا يظهر أنهم خرجوا من البلد الذي يطلبون الإقامة فيه. لكن في المقابل، يتّفق كل من النائب في «القوات اللبنانية» وهبي قاطيشا، ومدير مركز المشرق للشؤون الاستراتيجية سامي نادر، على أنه لا يمكن فصل هذا الإجراء عن كل ما يحصل في المنطقة، وتحديدا في سوريا والضغوط التي تتعرض لها إيران. ويصف قاطيشا الإجراء بـ«المخالف للقوانين والدستور»، مضيفا لـ«الشرق الأوسط»: «إجراءات كهذه تخفي خلفها أهدافا غامضة وغير قانونية، وتدل على أن لبنان بات بلدا مستباحا، وهو ما نرفضه ولن نقبل به». وأوضح: «الهدف من هذا القرار هو إما نقل أموال وإما تسهيل انتقال أشخاص يخضعون لعقوبات وملاحقين دوليا، كإدخال عناصر في الحرس الثوري الإيراني إلى لبنان، ومنه إلى سوريا».

من جهته، يشدّد نادر على أن من يريد أن يضبط الأمن فعليه اتخاذ إجراءات معاكسة ومتشددة في هذه المرحلة، خاصة مع بلد مثل إيران يعاني من مشكلات عدة. ويعتبر في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن الإيرانيين وعبر هذا الإجراء يمكنهم الاستفادة من أمرين، هما نقل المقاتلين والخبراء الإيرانيين إلى سوريا عبر مطار بيروت، ونقل الأموال إلى بيروت وتحديدا إلى «حزب الله» في ظل العقوبات الأميركية المفروضة عليه. وفيما يشير نادر إلى ما جاء قبل يومين في صحيفة «واشنطن تايمز» الأميركية، التي قالت إن مطار بيروت بات «نقطة تهريب لحزب الله» وأن الحزب يهرّب عبره قوّات عسكرية وأسلحة ومخدّرات، يذكّر بما سبق أن أعلنه رئيس الحزب الاشتراكي، النائب السابق وليد جنبلاط عام 2008، لجهة سيطرة «حزب الله» على مطار رفيق الحريري الدولي، وما أدى حينها إلى أحداث السابع من مايو (أيار). مع العلم أنه وفي الرابع من مايو في عام 2008 كان جنبلاط قد طالب بمنع الطيران الإيراني من الهبوط في مطار بيروت الدولي، متهما «حزب الله» بتلقي السلاح الإيراني من هذا المطار، وزرع كاميرات بجواره لمراقبة حركة الوافدين إليه، كما دعا كذلك إلى طرد السفير الإيراني حينها، وإقالة رئيس جهاز أمن المطار آنذاك العميد وفيق شقير، الذي اتهمه جنبلاط بأنه لم يتحرك لإزالة الكاميرات لأنه مقرب من «حزب الله».

وبعد ذلك بأيام صدر قراران من مجلس الوزراء اللبناني بمصادرة شبكة الاتصالات التابعة لسلاح «حزب الله»، وإقالة شقير، لينفجر الوضع الأمني على الأرض وتقع الاشتباكات في بيروت ومنطقة جبل لبنان بين «حزب الله» من جهة وتيار المستقبل والحزب الاشتراكي من جهة أخرى، والتي باتت تعرف بأحداث «7 أيار». ومساء أول من أمس، كان الأمن العام وبعد ساعات على تداول معلومات غير رسمية حول اتخاذ لبنان القرار الجديد المتعلق بالإيرانيين، وما أثارته من جدل واسع، أصدر توضيحا لتعود وزارة الخارجية وتصدر أمس بيانا، مؤكدة أنها لا علاقة لها بالإجراء الجديد. وفي بيانها نفت المديرية العامة للأمن العام ما تم تداوله عن خبر إلغاء ختم الدخول والخروج للمسافرين الإيرانيين الوافدين إلى لبنان، مؤكدة أن هذا الخبر عار عن الصحة، وأوضحت أنها «تعتمد إجراء متاحاً أمام رعايا عدد من الدول الوافدين إلى لبنان، وللراغبين منهم بتوشيح أختام الدخول والخروج على بطاقات مستقلة ترفق بجوازات سفرهم».

من جهتها، قالت «الخارجية»: «يهم الوزارة أن توضح للرأي العام أن هذا الإجراء هو من صلاحيات الأمن العام اللبناني، وهو من اتخذ قرار ختم بطاقة الدخول بدلا من الجواز، وينحصر دور وزارة الخارجية والمغتربين بالإبلاغ عنه فقط لا غير».

 

النائب شامل روكز يطرح 3 اقتراحات لتسريع عودة النازحين السوريين وقال لـ {الشرق الأوسط} إن الاختلاف في الآراء مع جبران باسيل «أمر طبيعي وجيد»

بيروت: بولا اسطيح/الاثنين 18 حزيران 2018/أكد النائب في تكتل «لبنان القوي» العميد المتقاعد شامل روكز، أن الدعوة لعودة النازحين السوريين إلى بلادهم «ليست من منطلق عنصري، أو من منطلق تعصب، بل تنطلق أولاً من مبدأ مساعدتهم لا الاقتصاص منهم»، لافتاً إلى أن «النازحين هربوا من أوضاع أمنية معينة في بلدهم، ومع عودة الاستقرار إلى القسم الأكبر من المناطق السورية يكون قد آن أوان رجوعهم إلى سوريا». وأشار إلى أن تجربة لبنان مع اللاجئين الفلسطينيين غير مشجعة، حتى مع النازحين اللبنانيين داخلياً خلال الحرب، بحيث إن القسم الأكبر منهم تأخر كثيراً للعودة إلى قراهم، وبعضهم لم يعد.

وشدد روكز في مقابلة مع «الشرق الأوسط» على أنه من المفترض على المجتمع الدولي ومنظمات الأمم المتحدة أن تشجع عودة السوريين إلى بلدهم، لا أن تضعف من همتهم، لافتاً إلى أن «المفوضية العليا لشؤون اللاجئين تقول لهم إن لا أمان ولا استقرار ولا مناطق آمنة في سوريا، وهذا أمر غير صحيح». وقال: «الكثيرون عادوا إلى مناطق إدلب كما إلى مناطق سيطرة الحكومة التي تبلغ نحو 80 في المائة من مجمل المناطق السورية، أضف أن هناك مصالحات برعاية الروس؛ ما يفترض أن يكون عاملاً مساعداً لتسريع العودة». واعتبر روكز، النائب المنتخب حديثاً والذي كان يشغل موقع قائد فوج المغاوير في الجيش اللبناني، كما أنه صهر الرئيس ميشال عون، أن «لبنان لم يعد قادراً على استيعاب تداعيات النزوح السوري نتيجة الضغط الكبير على البنى التحتية والصراع على فرص عمل؛ ما حوّل اللبنانيين إلى مشاريع مهاجرين». وأضاف: «هناك 35 ألف لبناني متخرج في الجامعات في حين سوق العمل لا يحتمل أكثر من 5 آلاف».

ووصف روكز ملف النازحين بـ«الوجودي والسيادي الذي يفترض توافقاً وصحوة داخلية»، مؤكداً أن لا لوائح لدى الأجهزة الأمنية المعنية تحدد هويات النازحين الذين دخلوا بينما كانت الدولة اللبنانية متفرجة واستقبلتهم المفوضية. وتساءل: «هل سنبقى متفرجين أم سنأخذ المبادرة؟».

وطرح روكز 3 اقتراحات لضمان عودة سريعة للنازحين، وهي: التواصل مباشرة مع الحكومة السورية من خلال مدير عام الأمن العام أو غيره لتأمين عودتهم، تبني الطريقة المعتمدة في الجنوب، حيث تُعقد لقاءات بين ممثلين عن الجانبين اللبناني والإسرائيلي بحضور ممثل عن الأمم المتحدة، أي قوات الـ«يونيفل»؛ فيتم في هذه الحالة عقد اجتماعات بين ممثلين عن لبنان وسوريا والأمم المتحدة، أما الطريقة الثالثة فتقول بتوكيل موسكو بالملف لتعمل على إتمام العودة. وأضاف: «فليختاروا الطريقة التي يرونها مناسبة، فالمهم بالنسبة لنا تأمين العودة. ونؤكد أن هذا الملف لم يُفتح ليتم إغلاقه دون حل، أضف أننا سنعمل على مشروع استنهاض وطني كي يكون الشعب واعياً مسؤولياته والمخاطر المحدقة بالبلد».

وتطرق روكز لملف تشكيل الحكومة، فاعتبر أن ما يعيق التشكيل حالياً هو مطالبة بعض الفرقاء بحصص تفوق حجمهم النيابي، مشدداً على وجوب أن «يتحمل كل فريق مسؤولياته في هذا الإطار بعيداً عن منطق التصلب، وانسجاماً مع نتائج الانتخابات النيابية التي تمثل رأي الشعب اللبناني». واستهجن روكز طريقة التعاطي مع الوزارات وتصنيف بعضها سيادياً وبعضها الآخر ثانوياً، وتساءل: «من قال إن وزارات كالبيئة والرياضة مثلاً ليست وزارات أساسية نظراً لبُعدها الوطني؟ ولماذا إصرار البعض على وزارات خدماتية لتقديم خدمات لمجموعة معينة من اللبنانيين في حين المطلوب تقديم الخدمات لكل الشعب اللبناني دون استثناء؟». ونبّه روكز من الاستمرار بالاستخفاف بموضوع الحكومة، مشدداً على أن هناك مسؤوليات كبيرة، «فالاقتصاد ليس بخير، والمطلوب حوافز اقتصادية وتشجيع الاستثمارات، والانطلاق بتنفيذ المشاريع التي أُقرت في مؤتمر (سيدر) كما في مكافحة الفساد»، وقال: «كذلك؛ فإن الشعب مطالب باتخاذ مواقف تصاعدية لحث المسؤولين على القيام بمهامهم». وأوضح روكز، أن فصل النيابة عن الوزارة مطروح، «لكن بما أننا سنكون في ظل حكومة وحدة وطنية فلن يكون لهذا الموضوع تأثير يُذكر باعتباره مرتبطاً في بعض الدول الأجنبية بمفهوم المحاسبة المفترض أن يتولاه المجلس النيابي في إطار مراقبته عمل للحكومة»، لافتاً إلى أن الفصل يتوجب أن يحصل تبعاً لقانون يسبق الانتخابات النيابية، أما اليوم فيمكن أن يتم على أساس «توافق حبي»، موضحاً أن «التوجه لدى (لبنان القوي) هو لفصل النيابة عن الوزارة، وإن كنا لم نتخذ بعد قراراً نهائياً في هذا المجال».

وعما يُحكى عن خلافات بينه وبين رئيس تكتل «لبنان القوي» الوزير جبران باسيل، نفى روكز ذلك، لافتاً إلى أن هناك «توارد أفكار» بينهما بخصوص الملفات المطروحة على المستوى الوطني، وأضاف: «قد يحصل أحياناً اختلاف في الآراء حول ملفات معينة، وهذا أمر طبيعي وجيد باعتبار أننا لسنا نسخة عن بعضنا بعضاً، لكن المهم أن ذلك لا يؤثر على العمل السياسي». كذلك، تناول روكز ملف مرسوم التجنيس الذي طلب رئيس الجمهورية العماد ميشال عون التدقيق بالأسماء الواردة فيه بعد السجال الكبير الذي اندلع على أثر إدراج أسماء أشخاص عليهم شبهات أمنية، لافتاً إلى أن «المسار الذي يسلكه هذا المرسوم، عادة ما يبدأ من وزارة الداخلية القيّمة على الأجهزة الأمنية، ومنها الأمن العام المفترض أن يدقق في الأسماء قبل توقيع وزير الداخلية ومن بعده رئيس الحكومة، على أن يوقع في نهاية المطاف رئيس الجمهورية عليه ويصدره رسمياً». وأكد روكز، أن «المرسوم إنساني بامتياز ولحظ من لهم أوضاع إنسانية خاصة، والأهم في الموضوع أنه كان للرئيس عون الجرأة الكافية لطلب التدقيق مجدداً بالأسماء». وأضاف: «البعض أثاروا ضجة حول الموضوع لاستثماره سياسياً، فذهبوا إلى حد ربطه بالتوطين وبعناوين فضفاضة، الرئيس عون أبعد ما يكون عنها». ولم يستبعد صدور مراسيم «إنسانية» أخرى، «بعد تدارك الأخطاء التي اقتُرفت في المرسوم الذي نحن بصدده حالياً، والذي لا يزال لدى الأمن العام».

 

نائب رئيس الحكومة اللبنانية... بين موقع فاعل ومنصب بلا صلاحيات

بيروت: يوسف دياب/الاثنين 18 حزيران 2018/ما إن انتهت الاستشارات النيابية التي أفضت إلى تكليف الرئيس سعد الحريري تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة، حتى احتدم الصراع بين الثنائي المسيحي المتمثّل بـ«التيار الوطني الحر» وحزب «القوات اللبنانية» على موقع نائب رئيس الحكومة، بحيث يستميت كلا الطرفين ليكون هذا المنصب من حصته الوزارية، وهو ما طرح علامات استفهام حول جدوى الصراع على موقع وزاري يفتقر إلى الحدّ الأدنى من الصلاحيات الدستورية والتقريرية التي يتمتّع بها رئيس مجلس الوزراء، وحرمانه حتى من مكتب مستقل داخل مقر رئاسة الوزراء في السرايا الحكومي.

وتختلف النظرة إلى هذا الموقع وأهميته بين فريق وآخر، إذ إن من تبوّأ هذا المنصب سابقاً وخاض تجربة غير ناجحة معه، لم يجد له أي تأثير داخل السلطة الإجرائية، وهذا ما أشار إليه نائب رئيس الحكومة السابق اللواء عصام أبو جمرا، الذي أكد أن «لا ضرورة للتسابق على موقع بات لزوم ما لا يلزم». ورأى في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «التأثير الفعلي لهذا المنصب، يبدأ عندما يسمي النواب في مرحلة الاستشارات نائب رئيس الحكومة أسوة برئيس الحكومة المكلف». وعبَّر أبو جمرا عن أسفه لأن هذا الموقع «بات عرضة للبيع والشراء والتناتش»، داعياً إلى «منح النواب الأرثوذكس حق تسميته ليكون خارج التجاذب ويتحول إلى صاحب موقع معنوي بالحدّ الأدنى».

لكنّ هذا التوصيف المبسّط لموقع نائب رئيس الحكومة، خالفه عضو تكتل «لبنان القوي» النائب ماريو عون، الذي أوضح لـ«الشرق الأوسط»، أن «أهمية هذا الموقع، أنه مركز من مراكز الدولة اللبنانية الأساسية، وصاحبه يحمل لقب دولة الرئيس»، لافتاً إلى «توليه بعض الأدوار المهمة مثل ترؤس لجان وزارية في ملفات كبرى، وأنه يحل مكان رئيس الحكومة بمعالجتها قبل إعادة طرحها على مجلس الوزراء»، مشيراً إلى «إمكانية توليه مهمات خارج البلاد، وأن يمثل لبنان في مؤتمرات دولية مهمة».

وقدم نائب رئيس الحكومة السابق عصام أبو جمرا، مقارنة بين صلاحية ودور رئيس الحكومة، وبين تهميش نائبه، قائلاً: «رئيس مجلس الوزراء يرأس 63 مؤسسة وإدارة فاعلة في الدولة، في حين أن أياً من هذه المؤسسات لا تخضع لسلطة نائب رئيس الحكومة». وأضاف: «إذا لم تكن لنائب رئيس الحكومة أي مشاركة أو تأثير في القرارات الأساسية فلا قيمة له، ويصبح مجرّد شاهد عيان على ما يجري أمامه»، مؤكداً أن هذا الدور «يتكرّس بالقول والفعل عند إلغاء الطائفية السياسية، وعندما يصبح الموقع جزءاً من الاستشارات النيابية التي تسمي رئيس الحكومة».

ويعود موقع نائب رئيس الحكومة للطائفة الأرثوذكسية، وقد بدأت حكومات ما بعد «الطائف» تعين نائباً لرئيس الحكومة، لكنّ صاحب هذا المنصب لا يتمتّع بأي من صلاحيات رئيس الحكومة، إذ لا يحق له ترؤس جلسات مجلس الوزراء ولا دعوة المجلس للاجتماع، ولا حتى التوقيع على المراسيم والقرارات، إلا أن سابقة واحدة سجّلت في العام 2000 عندما أوكل رئيس الحكومة سليم الحصّ إلى نائبه ميشال المرّ التوقيع على مرسوم إعدام شخص أدين بجريمة قتل، بسبب معارضة الحص المبدئية لعقوبة الإعدام، وسرعان ما أبطل رئيس الجمهورية آنذاك إميل لحود هذا المرسوم بناء على استشارة قانونية ـ دستورية، اعتبرت أن نائب رئيس الحكومة لا ينوب عن رئيس الحكومة بالتوقيع على هكذا مرسوم، وحذّرت من أن يتحول تنفيذ حكم الإعدام إلى جريمة قتل.

وبخلاف الآراء التي تقلل من دور نائب رئيس الحكومة وتأثيره، أكد قيادي في «القوات اللبنانية» لـ«الشرق الأوسط»، أنه «موقع معنوي بالدرجة الأولى، ويعدّ الخامس في الهرمية بين المناصب السياسية الكبرى بعد رؤساء الجمهورية ومجلس النواب ومجلس الوزراء ونائب رئيس المجلس النيابي». وعدد القيادي «القواتي» الأدوار المهمة التي توكل إلى نائب رئيس الحكومة، وقال: «أهم صلاحياته أنه يرأس معظم اللجان الوزارية، بتكليف من مجلس الوزراء، بحيث يصبح مؤثراً بطرح أفكار فريقه السياسي وتوجهاته عبر هذه اللجان»، مشدداً على أن نائب رئيس الحكومة «شريك في تصويب القرارات وفي سياسات الحكومة من خلال اللجان التي يرأسها، عدا عن مكانته على طاولة مجلس الوزراء وقربه من رئيس الحكومة ورئيس الجمهورية، وقدرته على التشاور معهما أكثر من أي وزير آخر، ومن هنا نعتبر الموقع مهماً ونتمسّك به». وانطلاقاً من كل هذه الميزات تتمسّك «القوات اللبنانية» بالاحتفاظ بموقع نائب رئيس الحكومة كشريك فاعل على أعلى المستويات. ويشير القيادي المذكور إلى أن «(القوات اللبنانية) لديها رؤية متكاملة عن كل ملف في متناول الحكومة، وبالتالي يجب أن تكون القوتان المسيحيتان الأساسيتان (التيار الحر والقوات) شريكتين بتقاسم المناصب المسيحية بالتوازي».

 

من عين التينة الى معراب فكليمنصو وصولا الى الامم المتحدة واي مصلحة للعهد في ازمات التيار المتناسلة مع الداخل والخارج؟

المركزية/18 حزيران/18 ازدحم المشهد الداخلي خلال عطلة عيد الفطر بالاشتباكات الكلامية والقنص السياسي على محور كليمنصو- ميرنا الشالوحي وبلغت درجة الحماوة اوجها بين مسؤولي الحزبين ما استدعى تدخلا على المستويات الرئاسية، الحكومية والنيابية لوضع حد لمعركة ليست مناسبة في زمانها ولا مكانها ابان مرحلة تشكيل الحكومة. وقبل الفطر بأسبوع كانت "بروفة" مماثلة بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية على خلفية ملف النازحين ومن خلفه بواخر الكهرباء،الملف المُعتمل الجاهز للانفجار في كل لحظة، وقد ألهب جلسات مجلس الوزراء مرارا نسبة لحجم المعارضة السياسية الممتدة من معراب الى عين التينة فالضاحية وكليمنصو. ولم تقتصر المواجهات بين التيار الوطني الحر والقوى السياسية على القوات والاشتراكي، اذ سبقتها اخرى مع حركة "امل" الخصم المزمن بفعل غياب الكيمياء بين الرئيس نبيه بري والوزير جبران باسيل، وآخر فصولها ما زال يجرجر نفسه حتى الساعة في ملف القناصل الفخريين الذي تخطى توقيع وزير المال علي حسن خليل واضاف ازمة الى سجل ازمات متناسلة، اعتقد البعض ان زيارة الرئيس بري الى بعبدا وما استتبعها من "مصالحات" كانت لتشكل نهايتها، الا انه تبين العكس. حتى الامم المتحدة كانت لها حصتها في المواجهات، مع قرار الوزير باسيل عدم تجديد الاقامات لفريق المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في بيروت بعدما اعتبرها تعمل لمصلحة عدم عودة النازحين السوريين الى بلادهم، ما ولّد ازمة سياسية مع الداخل والخارج في آن، اذ اعتُبر القرار قفزا فوق صلاحيات الحكومة والرئيس المكلف سعد الحريري من جهة، وعرّض علاقة لبنان بالامم المتحدة للاهتزاز من جهة ثانية. جبال السجالات وتلال الازمات التي ترتفع بين التيار الوطني الحر وسائر القوى السياسية، والتي لم تستثن حليف العهد الاساسي تيار المستقبل الذي سجلت اوساط التيار الحر عتبها عليه لوقوفه في التشكيل الى جانب مطالب القوات والاشتراكي، فيما ابدى هو امتعاضه من القرار في حق المفوضية، لا تخدم العهد في اي شكل من الاشكال،خصوصا ان الملفات بمجملها هامشية، بحسب ما تقول اوساط سياسية تراقب المشهد الداخلي عن كثب لـ"المركزية"، فالمعارك التي تخاض في مختلف الاتجاهات باتت ترتد سلبا عليه من اكثر من زاوية، وفق ما اثبتت الوقائع الميدانية، ذلك ان الهجوم على الحزب الاشتراكي يُكسب الزعيم الدرزي وليد جنبلاط مزيدا من الشعبية في شارعه والتفافا درزيا حوله خصوصا انه يستخدم في المواجهة لتدعيم مطلبه الحكومي سلاح الميثاقية الذي لا ينفك التيار يرفعه عنوانا. والقنص على القوات في ملف البواخر لمعارضتها تمرير الصفقة من دون العبور في دائرة المناقصات اكسبها المزيد من الشعبية بحسب صناديق الاقتراع الانتخابية، في حين ان الحرب المفتوحة مع حركة امل ارتدت سلبا على التيار في اكثر من ملف لا سيما في اعقاب "فيديو محمرش" والقناصل الفخريين. تبعا لذلك، ترى الاوساط ان افضل نصيحة يمكن ان تُسدى للعهد هي تركيز بوصلته في اتجاه ازالة الغام سيل الازمات التي تولدها سياسة المواجهة بين التيار والقوى السياسية لان محاولة إغراقه في مواجهات مستمرة مع هذه القوى يرتدّ سلبا عليه وعلى قدرته على تحقيق الانتاجية والتقدم والتغيير والاصلاح الذي لا يشك اي لبناني برغبة الرئيس ميشال عون في الوصول اليها.

 

الراعي يطالب المسؤولين بتجنب النزاعات والإساءات المتبادلة

بيروت: «الشرق الأوسط/الاثنين 18 حزيران 2018»/طالب البطريرك الماروني بشارة الراعي المسؤولين اللبنانيين، بالمحافظة على الوحدة الوطنية، رافعا صرخة المواطنين الاقتصادية والاجتماعية والصحية إلى رئيس الجمهورية ميشال عون. وفي عظة الأحد، توجّه الراعي إلى عون قائلا: «في عيد الأب، نحيي فخامة رئيس الجمهورية الذي يعتبر (أبا مدنيا) لجميع اللبنانيين، ويشاركه فيها كل المسؤولين في المؤسسات الدستورية.  وإذ نهنئهم بعيد الأب، نرفع إليهم صرخة المواطنين، وهي مطالبهم المحقة، نعني: النهوض الاقتصادي الذي يوفر لهم عيشا كريما وفرص عمل، وتأمين حقوقهم الأساسية من سكن يأوي عائلاتهم، وتعليما يمكنهم من اختيار المدرسة لأولادهم، وعناية صحية تؤمن لهم التطبيب والدواء، وغذاء سليما يقيهم الأمراض والأوبئة». وأضاف: «نطلب من المسؤولين السياسيين فوق كل شيء أن يحافظوا على الوحدة الوطنية، متجنبين النزاعات الحادة، والإساءات المتبادلة، والتراشق بالتهم، لئلا يؤدي هذا النهج السيئ إلى إلحاق مزيد من الضرر بحياة المواطنين وسير المؤسسات العامة، وإلى نشر ثقافة الخلافات والتعدي على الكرامات وفقدان الاحترام، وإلى تلاشي القيم الروحية والأخلاقية والإنسانية في المجتمع».  ورأى أن «الأمم تقوم ما دامت الأخلاق في شعبها. وكما نزاعات الوالدين تهدم الحياة العائلية، هكذا نزاعات المسؤولين السياسيين تزعزع الحياة الوطنية، وتعرقل نموها».

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

العاهل الأردني يؤكد خلال لقائه نتانياهو حل الدولتين

عمّان - «الحياة» في 18 يونيو 2018 /أكد العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني خلال لقائه اليوم (الاثنين)، مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الذي غادر الأردن بعد زيارة قصيرة إلى المملكة، ضرورة تحقيق تقدم في جهود حل الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي استناداً إلى حل الدولتين. وشدد ملك الأردن على أن «مكانة القدس كبيرة عند المسلمين والمسيحيين مثلما هي بالنسبة لليهود، وهي مفتاح السلام في المنطقة»، مؤكداً أن «مسألة القدس يجب تسويتها ضمن قضايا الوضع النهائي على أساس حل الدولتين، كون القدس مفتاح تحقيق السلام في المنطقة». ونقلت «وكالة الأنباء الأردنية » (بترا) عن الملك تأكيده أن «الأردن، مستمر في القيام بدوره التاريخي في حماية المقدسات الإسلامية والمسيحية في المدينة المقدسة، من منطلق الوصاية الهاشمية عليها». واتفق الجانبان، خلال اللقاء، بحث عدد من القضايا الثنائية من ضمنها مشروع ناقل البحرين (البحر الأحمر - البحر الميت)، والذي ستنعكس آثاره الايجابية على الأردن والضفة الغربية وإسرائيل. واتفقا أيضاً، على دراسة رفع القيود على الصادرات التجارية مع الضفة الغربية، ما يؤدي إلى تعزيز حركة التبادل التجاري (الصادرات والواردات) والاستثماري بين السوقين الأردني والفلسطيني.

 

البحرين تعلن مشاركة وفد إسرائيلي في اجتماع لليونسكو بالمنامة

المنامة – الأناضول/السياسة/18 حزيران/18/أعلن مسؤول بحريني أن وفدا إسرائيليا سيشارك في اجتماع لجنة التراث العالمي الذي تنظمه منظمة الثقافة والتربية والعلوم “يونسكو” وتستضيفه بلاده خلال الفترة من 24 يونيو الجاري وحتى الرابع من يوليو المقبل.وتعد هذه هي المرة الأولى التي تعلن فيها المنامة بشكل علني عن استضافة وفد من إسرائيل التي لا تربطها معها علاقات ديبلوماسية.وقال مستشار التراث العالمي بهيئة البحرين للثقافة والآثار، منير بوشناقي: إن “هناك وفدا إسرائيليا سيحضر هذه الاجتماعات لأن هذا اجتماع دولي ومنظمة اليونسكو هي التي تنظمه، والبحرين هي مستضيف للاجتماع فقط”.وبين أن “أي دولة في الأمم المتحدة لها الحق في المشاركة في هذه الاجتماعات”. وأشار إلى أنه “في المقابل هناك وفد فلسطيني سيشارك أيضا في الاجتماعات”.وقالت هيئة البحرين للثقافة والآثار في موقعها الإلكتروني، إن الاجتماع المزمع سيعقد برعاية عاهل البلاد الملك حمد بن عيسى.

 

"الحشد الشعبي" أعلن مقتل 22 من عناصره في قصف أميركي على البوكمال ومقتل 52 من المسلحين الموالين للأسد في ضربة جوية شرق سورية

عواصم – وكالات/18 حزيران/18/ قتل نحو 52 مسلحاً، غالبيتهم من المقاتلين الموالين لقوات النظام في ضربة جوية استهدفت موقعاً عسكرياً في محافظة دير الزور في شرق سورية، واتهمت دمشق التحالف الدولي بقيادة أميركية بتنفيذها، الأمر الذي نفاه الأخير. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس، أن هذه الضربة التي وقعت ليل أول من أمس، تعد من بين “الأكثر دموية” ضد مقاتلين موالين للنظام. وأفاد بارتفاع حصيلة قتلى الغارة إلى “52، بينهم 30 مقاتلاً عراقياً على الأقل و16 من الجنسية السورية” بينهم عناصر من الجيش والمجموعات الموالية له. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن الغارة استهدفت رتلاً عسكرياً خلال توقفه عند نقطة تابعة لقوات النظام وحلفائها في بلدة الهري الواقعة في ريف دير الزور الجنوب الشرقي والمحاذية للحدود العراقية. وأضاف إن الضربة أسفرت عن إصابة آخرين بجروح نقل “البعض منهم إلى مدينة البوكمال القريبة وآخرين إلى العراق” المجاور. وأفادت مصادر في مدينة الناصرية بمحافظة ذي قار العراقية أمس، عن وصول جثث ثلاثة قتلى من شرق سورية، ينتمون إلى “كتائب حزب الله العراقي”. واتهمت دمشق ليلا أول من أمس، التحالف الدولي بتنفيذ الضربة. ونقلت وكالة أنباء النظام “سانا عن مصدر عسكري قوله، إن “التحالف الأميركي اعتدى على أحد مواقعنا العسكرية” في بلدة الهري “ما أدى إلى ارتقاء عدد من الشهداء وإصابة آخرين بجروح”. وقال مصدر عسكري في دير الزور إن الضربة الجوية طالت “مواقع مشتركة سورية عراقية في منطقة الهري”. في المقابل، أكد المكتب الاعلامي للتحالف الدولي في رسالة عبر البريد الإلكتروني، أنه “لم تكن هناك غارات للولايات المتحدة أو قوات التحالف في هذه المنطقة”. في سياق متصل، أعلنت هيئة “الحشد الشعبي” في العراق في بيان، أمس، أن طائرة أميركية قصفت مقراً ثابتاً لقطعات “الحشد الشعبي” على الحدود العراقية – السورية. وأضاف “قامت طائرة أميركية بضرب مقر ثابت لقطعات الحشد الشعبي من لوائي 45 و46 المدافعة عن الشريط الحدودي مع سورية بصاروخين مسيرين ما أدى إلى استشهاد 22 مقاتلاً وإصابة 12 بجروح”. واشار إلى أنه “في الوقت الذي نشجب فيه هذا القصف، فإننا نطالب الجانب الأميركي بإصدار توضيح بشأن ذلك، خصوصاً أن مثل تلك الضربات تكررت طيلة سنوات المواجهة مع الإرهاب”.

من جهة ثانية، أعلن وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي خلال اتصال هاتفي مع المبعوث الأممي الخاص إلى سورية ستافان دي ميستورا ليل أول من أمس، أن الأردن يجري اتصالات مع الولايات المتحدة وروسيا لضمان “عدم تفجر القتال” جنوب سورية، مؤكداً التزام الأطراف الثلاثة حماية اتفاق خفض التصعيد. واكد أن الأردن يجري اتصالات مع واشنطن وموسكو “لضمان عدم تفجر القتال في المنطقة الجنوبية لسورية وللحفاظ على اتفاق خفض التصعيد” فيها. وأضاف إن “الدول الثلاث أكدت التزامها الاتفاق وضرورة حمايته وتطويره”. وحض على “بذل كل جهد ممكن لوقف القتال وحقن الدم السوري”، مؤكداً أن “الحل السياسي هو السبيل الوحيد لوقف معاناة الشعب السوري وإنهاء الأزمة”.وشدد على أن “الأردن ملتزم باتفاق خفض التصعيد ومستمر في العمل مع الولايات المتحدة وروسيا للحفاظ عليه كخطوة نحو وقف شامل للقتال في سوريا ونحو حل سياسي شامل للأزمة”. وجدد تأكيده دعم الأردن لجهود المبعوث الأممي ولمسار جنيف إطاراً وحيدا لجهود سياسية شاملة للتوصل لحل الأزمة. وشدد على ضرورة استمرار المجتمع الدولي في تحمل مسؤولياته إزاء اللاجئين السوريين عبر تخصيص التمويل اللازم لتلبية احتياجاتهم. واعتبر في الإطار نفسه بأن “الأردن تجاوز طاقته الاستيعابية”، محذراً من تبعات تراجع الدعم الدولي لمنظمات الأمم المتحدة التي تقدم الدعم للاجئين وللدول المستضيفة. وثمن ديمستورا دور المملكة “الإنساني إزاء اللاجئين وأكد أهمية استمرار المجتمع الدولي في القيام بمسؤولياته في هذا الصدد”.

 

التحالف الدولي ينفي شن غارات ضد مقاتلين موالين للنظام بشرق سوري

بيروت: «الشرق الأوسط أونلاين/18 حزيران/18»/نفى التحالف الدولي بقيادة واشنطن اليوم (الاثنين)، اتهامات النظام السوري له بشنّ ضربات جوية بعد منتصف الليل ضد مواقع عسكرية تابعة للنظام في محافظة دير الزور في شرق البلاد. واستهدفت الضربة الجوية ليلاً بلدة الهري التي يسيطر عليها مقاتلون موالون للنظام في ريف دير الزور الجنوبي الشرقي. وقال التحالف الدولي لوكالة الصحافة الفرنسية عبر البريد الإلكتروني: «لم تكن هناك غارات للولايات المتحدة أو قوات التحالف في هذه المنطقة». وكان إعلام النظام السوري نقل ليلاً عن مصدر عسكري أن التحالف الدولي بقيادة واشنطن هو من قام بهذه الضربة الجوية، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى. ومن جهته، أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل 52 مقاتلاً موالياً للنظام غالبيتهم عراقيون، في ضربة جوية بشرق سوريا، إلا أن المرصد لم يتمكن من تحديد هوية الطائرات. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة الصحافة الفرنسية إن عدد القتلى وصل إلى 52، بينهم 30 عراقياً و16 سورياً. وأشار إلى أن الضربة تعد واحدة من «الأكثر دموية» ضد المسلحين الموالين للنظام.

 

كوريا الجنوبية وأميركا تبحثان استئناف العقوبات على إيران في جلسة افتتاحية لم تُكشف تفاصيلها

سيول: «الشرق الأوسط أونلاين/18 حزيران/18»/بدأت كوريا الجنوبية والولايات المتحدة اليوم (الاثنين) مشاورات رسمية حول استئناف فرض العقوبات الأميركية على إيران، في أعقاب قرار إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب الانسحاب من الاتفاق الدولي مع إيران بشأن برنامجها النووي وهو الاتفاق الذي أدى إلى رفع العقوبات عن طهران. وذكرت وكالة «يونهاب» الكورية الجنوبية للأنباء أن الجانبين الأميركي والكوري الجنوبي عقدا في سول أول جولة من المحادثات بشأن استمرار الشراكة الوثيقة بين واشنطن وسول بشأن العقوبات على إيران. مثل «يون كانج هيون» نائب وزير خارجية كوريا الجنوبية للشؤون الاقتصادية الجانب الكوري في المحادثات، في حين ترأس الوفد الأميركي «كريس فورد» مساعد وزير الخارجية لشؤون الأمن الدولي ومنع الانتشار النووي. وتركز كوريا الجنوبية على ضمان الحد من التأثير السلبي لاستئناف فرض العقوبات على طهران على الاقتصاد الكوري الجنوبي وبخاصة على الشركات الكورية التي تعمل مع إيران. ورفضت وزارة الشؤون الخارجية الكورية الجنوبية الكشف عن تفاصيل الجلسة الافتتاحية للمحادثات، وقالت إن الحكومة ستواصل المشاورات مع حليفها الأميركي. وأشارت الوزارة إلى أن وزير الخارجية «كانج كيونج وها» ناقش الأمر مع وزير الخارجية الأميركي «مايك بومبيو» في اتصال هاتفي بينهما في وقت سابق من اليوم.

 

مقتل فلسطيني بنيران الجيش الإسرائيلي شرق غزة

غزة: «الشرق الأوسط أونلاين/18 حزيران/18»/غزة، على ما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية.

وقال أشرف القدرة، الناطق باسم وزارة الصحة، في بيان تلقته وكالة الصحافة الفرنسية إن «صبري أحمد أبو خضر (24 عاما) استشهد برصاص قوات الاحتلال شرق غزة»، مضيفاً أنه تم نقل جثته إلى مستشفى الشفاء بمدينة غزة.وأشار القدرة إلى أن شابا آخر أصيب بالرصاص ونقل أيضا إلى المستشفى ذاته. وقال شهود عيان إن عشرات الشبان تظاهروا قبل ظهر الاثنين شرق مدينة غزة حيث اقترب عدد قليل منهم من السياج الحدودي وأطلق الجنود الإسرائيليون النار تجاههم، مما أسفر عن مقتل أحدهم. وأكد شهود عيان أن عددا من الفتية قاموا صباح الاثنين بإطلاق طائرات ورقية بعضها ثبت بها مواد حارقة أسفرت على ما يبدو عن حريق في الأراضي الزراعية في المنطقة الإسرائيلية الحدودية. وكان الطيران الإسرائيلي شن فجرا عدة غارات جوية استهدفت خصوصا مواقع تابعة لحركة حماس، مما أوقع «أضرارا كبيرة» دون أن تسجل إصابات بشرية وفق ما أفادت مصادر أمنية وشهود فلسطينيون. وفي بيان قال الجيش الإسرائيلي إن الغارات استهدفت موقعين عسكريين لحماس ومشغلا لتصنيع الأسلحة، ردا على إطلاق طائرات ورقية حارقة باتجاه إسرائيل. وبعد الحجارة أصبحت الطائرات الورقية الحارقة رمز الاحتجاجات الفلسطينية التي بدأت في 30 مارس (آذار) الماضي على حدود القطاع للمطالبة بحقهم في العودة. وأعلنت هيئة المطافئ الإسرائيلية أنه ومنذ أواخر مارس تم تسجيل أكثر من 300 حريق أتى على آلاف الهكتارات من الحقول والأراضي. وتسيطر حركة حماس على قطاع غزة منذ 2007.

 

طرادات عسكرية روسية تعبر المتوسط باتجاه «طرطوس» السوري

موسكو: «الشرق الأوسط أونلاين/18 حزيران/18»/نشرت عدة وكالات انباء روسية، اليوم (الاثنين)، ان طرادات بحرية روسية مزودة بصواريخ "كاليبر-إن كي" عبرت ، اليوم، مضيق البوسفور ودخلت الليلة الماضية البحر المتوسط في طريقها إلى ميناء طرطوس السوري.

وقالت الوكالات انه قبل ذلك عبر طراد "غراد سفياجيسك" وطراد "فيليكي أوستيوغ" قناة فولغا دونسكوي من أستراخان إلى البحر الأسود، قبل أن يصلا إلى مضيق البوسفور ويعبراه باتجاه البحر الأبيض المتوسط. من جهة أخرى، نقلت وسائل إعلام روسية عن مواقع الرصد التركية أن الطرادات الروسية من مشروع 21631 "بويان-أم" تتجه إلى ميناء طرطوس حيث القاعدة البحرية الروسية.

 

سجن صهر العاهل الإسباني بتهمة اختلاس أموال

مدريد: «الشرق الأوسط أونلاين/18 حزيران/18»/دخل إيناكي أوردانغارين صهر العاهل الإسباني السجن اليوم (الاثنين) بعدما حكم عليه بالاستئناف بالسجن خمس سنوات وعشرة أشهر بتهمة اختلاس أموال، في ختام قضية شوهت صورة العائلة الملكية الإسبانية. وحضر أوردانغارين لاعب كرة اليد السابق الحائز على ميداليتين برونزيتين في الألعاب الأولمبية مع إسبانيا، زوج الأميرة كريسيتنا شقيقة العاهل الإسباني فيليبي السادس، إلى سجن برييفا، البلدة الواقعة على بعد 108 كلم شمال مدريد. وقال الناطق باسم إدارة السجون لوكالة الصحافة الفرنسية إن إيناكي دخل السجن نحو الساعة الثامنة صباحا (6:00 بتوقيت غرينتش). وعلى غرار المحكومين الآخرين الذين كانوا طليقين، تمكن أوردانغارين (50 عاما) من اختيار السجن الذي يرغب في أن يقضي عقوبته فيه بشرط أن يدخله طوعا. والسجن الذي اختاره أوردانغارين هو سجن صغير قادر على استيعاب 162 شخصا ومخصص عموما للنساء لكنه يضم جناحا للرجال كان شاغرا إلى حين وصوله إليه. وبعد الحكم عليه في الاستئناف الثلاثاء، أمهله القضاء حتى منتصف ليل الاثنين (22:00 بتوقيت غرينيتش) لكي يتوجه إلى السجن. وكان المسلسل القضائي بدأ في مطلع سنوات 2010 فيما كانت إسبانيا غارقة في الأزمة الاقتصادية، مما مس بصورة العائلة الملكية. وكانت محكمة بالما دي مايوركا حكمت في محكمة البداية على أوردانغارين في فبراير (شباط) 2017 بالسجن ست سنوات وثلاثة أشهر بتهمة اختلاس إعانات قدمت إلى «نوس» المؤسسة غير الربحية التي كان يرأسها. ثم خفضت هذه العقوبة بشكل طفيف في الاستئناف أمام المحكمة العليا في مدريد إلى السجن خمس سنوات وعشرة أشهر.

ولا يزال أمامه إمكانية تقديم طعن أمام المحكمة الدستورية. يأتي سجنه فيما يقوم العاهل الإسباني حاليا بزيارة رسمية إلى الولايات المتحدة حيث يلتقي الرئيس الأميركي دونالد ترمب الثلاثاء. وردا على سؤال الأسبوع الماضي بعد الحكم على أوردانغارين، اكتفى القصر الملكي بالإعراب عن «احترامه المطلق لاستقلالية السلطة القضائية».

 

غضب في إيران بعد كشف اعتداءات على عشرات الفتيات ووزير الداخلية يصدر أوامر بفتح تحقيق ومصارحة الرأي العام > قوات الأمن تلجأ إلى القوة لتفريق محتجين

لندن: «الشرق الأوسط/18 حزيران/18»/في أحدث زلزال یهز المجتمع الإيراني، أثار الإعلان عن تعرض 41 فتاة لاعتداءات جنسية في محافظة بلوشستان صدمة كبيرة بين الإيرانيين خلال اليومين الماضيين. ردود الفعل واستنكار المسؤولين الإيرانيين، أمس، حاولت احتواء مشاعر الغضب في الشارع الإيراني، بينما كانت قوات الأمن تفرق بالقوة مظاهرات احتجاجية شهدتها مدينة إيرانشهر على خلفية إعلان خطيب الجمعة مولوي طيب، خلال خطبة الجمعة تلبية لطلب أسر الضحايا، عن تفاصيل صادمة حول الاعتداء على عشرات الفتيات. ونزل العشرات من أبناء المدينة الغاضبين أمام مقر قائمقام المدينة للمطالبة بالإسراع بملاحقة المتهمين وتقديمهم للمحاكمة، فيما أعلن القضاء الإيراني عن بدء عملية البحث عن المتورطين في عدة مدن في جنوب شرقي إيران. وقالت حملة «نشطاء البلوش» إن السلطات لجأت للقوة من أجل تفريق المتظاهرين واعتقلت على الأقل 6 من المحتجين أثناء وقفة احتجاجية أمام المقر الحكومي.

وذكرت مصادر بلوشية أن المتهمين على صلة بالأجهزة الأمنية وقوات الباسيج. ووصفت وسائل الإعلام الإيرانية حالة المدينة أمس بـ«الملتهبة». وكالة «إيلنا» الإصلاحية قالت في تقريرها الرئيسي إن «الخوف على حفظ السمعة يمنع أغلب الأسر من تقديم الشكاوى». وذكرت الوكالة أن العدد الحقيقي للضحايا لم يعرف بعد. ودخلت الحكومة على خط التوتر بعد ردود فعل واسعة وجدل أثارته وسائل الإعلام الإيرانية. ووجه وزير الداخلية عبد الرضا رحماني فضلي أوامر إلى محافظة بلوشستان بفتح تحقيق وإعلان النتائج للرأي العام بحسب ما نقلت عنه وكالة «فارس». كما طالب الوزير الإيراني بتشكيل خلية أزمة للتنسيق بين الأجهزة الأمنية والقضائية، كما أوصى المحافظ بـ«التعاون مع الناس والتجار والمتنفذين في المنطقة لتوضيح أبعاد الإجراءات المتخذة من الأجهزة الأمنية والقضائية في هذا الصدد» وذلك بهدف قطع الطريق على من اتهموا بمحاولة «استغلال مشاعر الناس».

وكان خطيب جمعة إيرانشهر البلوشية قد وجه انتقادات شديدة اللهجة في خطبة الجمعة إلى المسؤولين الإيرانيين، ودعا الجهات المسؤولة إلى فتح تحقيق، والجدية في متابعة المتورطين في الحادث. وبحسب طيب، فإن مجموعة أشخاص عملوا على اختطاف الفتيات واغتصابهن، مشيرا إلى حدوث بعض الحالات في شهر رمضان. وتداول أمس عدد من المواقع الإيرانية تسجيلا مصورا لخطبة الجمعة الماضية في مدينة إيرانشهر ذات الأغلبية السنية. وبحسب طيب، فإن الشخص المعتقل «متنفذ ومن أثرياء المدينة». وأكد محمد نعيم أميني فرد، ممثل إيرانشهر في البرلمان الإيراني، في تصريحات صحافية تفاصيل الحادث، لافتا إلى أن عددا من الضحايا تلقوا دعما طبيا من الجهات المختصة. وذلك على خلاف رئيس دائرة القضاء في المدينة إبراهيم حميدي الذي رفض تأكيد المعلومات، لافتا إلى أن القضاء «لم يتلق سوى شكوى 3 أشخاص». بدورها، أعلنت وزارة الصحة عن إرسال فريق من المختصين إلى إيرانشهر للمشاركة في التحقيق.

وأفاد موقع صحيفة «إيران» الناطقة باسم الحكومة، أمس، بأن المدعي العام في «محكمة الثورة» بمحافظة بلوشستان محمد خاني أعلن أمس عن تورط 4 أشخاص في حادث اختطاف الفتيات. بحسب رواية المسؤول الإيراني، فإن الأشخاص الأربعة يخطفون الفتيات من شوارع المدينة. وأضاف أن التحقيق مع المتهم الأول مستمر لمعرفة ملابسات القضية والدوافع. وتلاحق قوات الأمن 3 متورطين بعد اعتقال أحدهم ليلة أول من أمس؛ وفقا لوسائل إعلام إيرانية. وقال وكالات إن المتهمين الأربعة يواجهون تهمة الاختطاف والاغتصاب بالعنف، وأضافت أن الاتهامات الموجهة للمتهمين تعود أيضا لفترة أطول من الأيام الماضية.

ونقلت وكالة «إيرنا» الناطقة باسم الحكومة شهادات عدد من ضحايا الاغتصاب خلال الشهور الماضية. وفي بيان؛ دعا قائمقام إيرانشهر أهالي المدينة إلى الهدوء وضبط النفس، مشيرا إلى أن خلية الأزمة في المدينة «تابعت القضية بحساسية تامة، واعتقلت المتهم الأول خلال ساعات، وتواصل التحقيق لاعتقال آخرين». بموازاة وسائل الإعلام الإيرانية تحول الخبر أمس إلى حديث شبكات التواصل الاجتماعي بين الإيرانيين الذين أطلقوا هاشتاج «#دختران_إيرانشهر» (بنات إيرانشهر) لتسليط الضوء على ملابسات الحادث.

أغلب التغريدات في شبكة «تويتر» أعربت عن صدمتها من وقوع الحادث في بلد يدعي فيه المسؤولون أنه «جزيرة الاستقرار في منطقة متأزمة». من جانبها، قالت مساعدة الرئيس الإيراني لشؤون الأسرة والمرأة معصومة ابتكار إنه «يجب اللجوء إلى كل الأساليب الرادعة لمواجهة العنف ضد النساء». وجددت مطالبها للبرلمان الإيراني بأن يمنح أولوية لتشريع قانون يهدف إلى حماية الأطفال والمراهقين. وتعد منطقة بلوشستان من المناطق الفقيرة والمهمشة في إيران. وأهالي المنطقة يقولون إن ضعف الموارد في المدينة إضافة إلى التمييز القومي والطائفي من أسباب انتشار التهديدات الاجتماعية في المحافظة. وتنشط في المحافظة جماعات مسلحة مناوئة للنظام الإيراني، كما تنشط أحزاب في الخارج، وتصف السلطات تلك الجهات بـ«الإرهابية». وخلال العام الماضي شهد الشريط الحدودي مواجهات دامية بين جماعة «جيش العدل» البلوشية وقوات «الحرس الثوري» المكلفة حماية أمن المدينة. جماعة «جيش العدل» نشرت أول من أمس عبر موقعها الإلكتروني شريط فيديو يظهر جنديا إيرانيا وقع في أسر الجماعة قبل نحو عام عندما قتلت أكثر من 10 من قوات الأمن في كمين قرب الحدود الباكستانية، مما أدى إلى تبادل التهديدات بين طهران وإسلام آباد. وتطالب بلوشستان بحل في إطار ديمقراطي والحق في تقرير المصير عبر نظام فيدرالي يعترف بحقوق القوميات. وهذا ثاني حادث من نوعه يثير جدلا واسعا في إيران بعدما قدمت أسر طلاب مدرسة في شمال طهران الشهر الماضي بلاغا إلى السلطات حول تعرض الطلاب لتحرش من جانب أحد المدرسين؛ الأمر الذي أثار ردود فعل واسعة في البلاد تطلبت تدخل الرجل الأول في النظام المرشد علي خامنئي.

 

أنباء عن رصد أميركي لـ3000 مرفق كوري شمالي مرتبط بالبرنامج النووي والصاروخي

موسكو: «الشرق الأوسط أونلاين/18 حزيران/18»/نقلت وكالة أنباء "نوفوستي" الروسية، اليوم (الاثنين)، عن صحيفة "مونشا إلبو" الكورية الجنوبية، قولها إن السلطات الأميركية قدرت أن لدى كوريا الشمالية حوالى 3000 منشأة تتعلق بتطوير القدرات النووية وبرامج الصواريخ. حيث أوضحت الصحيفة : "انه أصبح من المعروف أن السلطات الأميركية رصدت ما يصل إلى 3000 مبنى ومرفق مرتبطة بالتطوير النووي والصواريخ في كوريا الشمالية"، حسب قولها. وتابعت أن من المتوقع في هذا السياق أن تواجه عمليات التحقق في تفتيش المنشآت النووية والصاروخية في كوريا الشمالية صعوبات مختلفة، وستستغرق عملية محادثات نزع السلاح النووي بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية وقتا طويلا للغاية.

 

الإمارات تمنح رعايا الدول التي تعاني من حروب وكوارث إقامة لمدة عام

أبوظبي: «الشرق الأوسط أونلاين/18 حزيران/18»/قررت الإمارات منح رعايا الدول التي تعاني من حروب وكوارث إقامة لمدة عام في الدولة. واعتمد مجلس الوزراء الإماراتي برئاسة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الإمارات، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، القرار «تضامنا من الإمارات مع شعوب هذه الدول، ودعما لهم حتى تتحسن أوضاعهم المعيشية أو يصبحوا قادرين على العودة لدولهم». وينص القرار، الذي أعلن اليوم (الاثنين): «على السماح لرعايا الدول التي تعاني من حروب أو كوارث بتثبيت الإقامة لمدة عام بغض النظر عن شروط إقامتهم في الفترة من أول أغسطس (آب) وحتى 31 أكتوبر (تشرين الأول) من العام الحالي، وهي فترة قابلة للتمديد، مع إعفائهم من أي مخالفات أو غرامات مترتبة». وقالت وكالة أنباء الإمارات: «يأتي القرار الجديد في ضوء الجهود المستمرة لتعزيز موقع الدولة كحاضنة لشعوب العالم، ووطن ثان لكافة الجنسيات ومن مختلف الأطياف، وبما يتوافق مع توجهاتها في مد يد العون للمحتاجين والضعفاء في مختلف دول العالم، حيث كانت الدولة وما زالت تؤكد حرصها الدائم على إرساء أسس التنمية والأمن والاستقرار والسلام في العالم، وذلك انطلاقاً من مبادئ راسخة تؤكد مسؤوليتها، وخاصة في محيطها العربي والخليجي في دعم ومساعدة الأشقاء والمحتاجين من مختلف الشعوب».

 

مقتل شخص وإصابة 3 آخرين جراء حادث دهس حافلة بهولندا

وكالات/ - الاثنين 18 حزيران 2018 /قالت الشرطة الهولندية إن حافلة ركاب دهست فجر اليوم الإثنين حشد متفرجين في مهرجان موسيقي جنوب البلاد، وأسفر الحادث عن مقتل شخص واحد وجرح 3 آخرين. وجاء في بيان صدر عن الشرطة أن الحافلة أسرعت مبتعدة من مسرح الجريمة وتجري ملاحقتها. ووصفت تقارير إعلامية أخرى الحافلة بأنها بيضاء وصغيرة. وحدثت الواقعة في حفل "بينك بوب" وهو مهرجان موسيقي مشهور يقام في إقليم ليمبرغ جنوب هولندا.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

لماذا «فوجِئ» بالحملة على العهد من قرأ طعن «التقدمي»؟

جورج شاهين/جريدة الجمهورية/الثلاثاء 19 حزيران/2018

 مَن قرأ بتمعّن طعنَ الحزب «التقدمي الاشتراكي» بمرسوم التجنيس امام مجلس شورى الدولة ما كان عليه أن يُفاجَأ بالحملة التي شنّها رئيسُه وليد جنبلاط على العهد. فقد ابتعد الحزب عن «شريكيه» الكتائب و«القوات اللبنانية» ليشكّك بصلاحيّة رئيس الجمهورية في إصدار المرسوم عدا عن مضمونه، ولذلك فقد جاءت الحملةُ مكمِّلةً للطعن؟ فما الرابط بين هذه الخطوات؟

بعيداً من الأسباب التي استند اليها الحزب التقدمي في الطعن الذي قدّمه فريقُه القانوني لمجلس شورى الدولة في 14 الجاري، وكذلك في الحملة العنيفة التي أطلقها جنبلاط من النروج حيث يمضي عطلةً عائليةً، تبقى الإشارةُ ضرورية الى أنّ مَن فوجِئ بمضمون الطعن ليس «حليفاه» فهما كانا على علم بتوجّه الفريق القانوني ليس للطعن بمرسوم التجنيس ومخالفته القوانين المرعيّة الإجراء في منح الجنسية لطالبها سواءٌ كان من أصل لبناني أو من أيِّ جنسيّة بل «بحقّ الرئيس في إصدار المرسوم».

ولا يخفى على العارفين بكثير من التفاصيل أنّ المسؤولين في الفريق القانوني الإشتراكي أبلغوا الى محامي الكتائب و»القوات اللبنانية» صراحة وقبل الشروع بخطوتهم التي ظهر أنها «منفردة» من جانب واحد كما رآها البعض، أو كأنها خروجٌ على التفاهم مع الشريكين بعدما قرّروا معاً التقدّم بطلب الحصول على نسخة أصلية من المرسوم أو نشره ليتسنّى لهم البحث في الخطوات التي تلي تلك الخطوة بما فيها التقدّم بالطعن.

لكن ما حصل بالفعل أنّ الفريق الإشتراكي عبّر صراحة في لحظة من اللحظات عن أنه يرغب بالتركيز في طعنه على «سقوط صلاحيات» رئيس الجمهورية في إصدار ايّ مرسوم من هذا النوع. وهو ما لم يستسِغه محامو الفريقين البتة فانفرد الحزب التقدمي بالخطوة وذهب الى الطعن المبكر منفرداً فيما يستعدّ الفريقان الآخران للخطوات التي يريانها مناسِبة، مع التأكيد مسبقاً أنّ أيَّ طعن يمكن أن يتقدّما به منفردَين أو بالشراكة القانونية بينهما لا يمكن أن يمسّ أو يطاول ما تبقى من صلاحيات رئيس الجمهورية بعد»إتفاق الطائف» وهي من النقاط المحدّدة التي بقيت له الكلمة الفصل فيها. علماً أنّ الكتائب تنتظر تقريرَ المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم في شأن «تنظيف» المرسوم، وعندها قد تنتفي مبرّراتُ الطعن.

ولذلك، فإنّ الكتائب و»القوات» مقتنعان بأنّ الخطوة هي من صلب الصلاحيات المتبقية لرئيس الجمهورية، وأنّ التفسير الجنبلاطي للخطوة لم يقنعهما اطلاقاً وهم يركّزون في الطعن من زوايا مختلفة تطاول المرسوم في مضمونه وليس في الشكل والتوقيت، وما شكّل منح الجنسية وتحديداً للعائلات والشخصيات السورية والفلسطينية، وربما الإيرانية، او من جنسيات أخرى، من خطورة إن ثبت أنهم يخضعون لعقوبات اميركية او خليجية او دولية واممية ويحاولون من خلال نيلهم الجنسية التهرّب منها والإلتفاف عليها وهو ما سيشكل بالنتيجة خطراً داهماً على مصالح لبنان واللبنانيين وعلاقاتهم الدولية بالمؤسسات والدول التي اتّخذت او تنفّذ هذه العقوبات والتي التزم بها لبنان بنظامه القضائي والمصرفي والقاتوني وبكل موجباتها. ذلك انه ليس في إستطاعة لبنان تجاهلها أو العصيان أو التمنّع عن تنفيذها مخافة بلوغ المرحلة التي لا يمكن فيها معالجة النتائج الخطيرة المترتّبة على اقوى القطاعات الحامية لوجود الدولة وقوتها وحضورها بين الأمم والتي ما زالت تحمي الكيان وتشكل العناصر الضامنة لكل أشكال الإستقرار الإقتصادي والمالي والأمني والإجتماعي الدولي للبنان.

لكن ما شغل بال المراقبين أن يكون التقدّمي ومن خلال هذه الخطوة التي قادته الى التشكيك بصلاحيات الرئيس، أن يكون له شريك آخر من أهل الحكم أو الحكومة ينوي الوصول الى هذه المرحلة في المواجهة مع رئيس الجمهورية تمهيداً لسحب ما ما تبقّى له من صلاحيات.

ولكن لم يطل الوقت لينال المشكّكون أجوبة فاصلة في هذا الموضوع بعد التعمّق في البحث عن كثير من التفاصيل وردات الفعل على موقف الإشتراكي فلم يجدوا له شريكاً من أهل الحكم. فدفاع رئيس الحكومة عن المرسوم واعتباره من صلب صلاحيات رئيس الجمهورية لم يكن بهدف إبعادَ السهام التي يمكن أن تطاوله فحسب، فهو ممَّن وقّعوا المرسوم ويتحمّل المسؤولية مع رئيس الجمهورية. وزد على ذلك، إذا ما ثبت أنّ من بين الذين اختارهم هو ومعه وزير الداخلية لمنحهم الجنسية من ضمن المرسوم نفسه يمكن أن يكونوا من غير مستحقيها سيكون شريكاً كاملاً في تحمّل المسؤولية، وإن لم تطاوله الإنتقادات فهي على الطريق عند الإنتهاء من التحقيق الذي يجريه الأمن العام قريباً. ولكن على ما يبدو أنّ رئيس الحكومة مقتنعٌ أنّ هذه الصلاحية ما زالت لرئيس الجمهورية وأنّ النقاش في هذا المنحى مجرد «جدل بيزنطي» لا مقوّمات تدعمه على الإطلاق، ولا وجود لأيِّ سببٍ يمكن أن يؤدي اليه.

وفي عين التينة ثبت ايضاً أن لا تشكيك لدى رئيس مجلس النواب نبيه بري بهذه الصلاحيات التي بقيت لرئيس الجمهورية وبحقه في اصدار هذه المراسيم، ولكنه لم يخفِ امتعاضه من تجاهله في هذا المرسوم وهو ما زال حتى الأمس القريب يخوض حرباً شرسة للإحتفاظ بحقيبة وزارة المال ليبقى له ما يُسمّى «التوقيع الرابع» على أيِّ مرسوم من خلال فرض توقيع وزير المال على أيٍّ منها الى جانب كل من الوزير المختص ورئيس الحكومة ورئيس الجمهورية وخصوصاً المراسيم التي ترتّب أيَّ اعباء مالية على الخزينة العامة، سواءٌ إن خرجت منها او دخلت اليها فسيان. أضف الى ذلك فإنّ رئيس المجلس توافق ورئيس الجمهورية على التحضير لمرسوم جديد ينصف أبناء القرى السبع الشيعية في مرحلة تلي تسوية هذا المرسوم ليصار الى إصدار آخر.

وبناءً على ما تقدّم لم يرصد العارفون بعد أيّ ربط بين مواقف جنبلاط ضد العهد سوى في السياسة ومَن يرى ذلك يعتبر من باب التهجم على المملكة وليس جنبلاط، فزيارته للسعودية لا علاقة لها بالمنحى الذي اتّخذه الطعن ضد رئيس الجمهورية بدلاً من الطعن في مضمون المرسوم يدلّ الى أنّ القرار اتُّخذ من قبل أن تكون الزيارة. وهو موقف له ما يكفي لتبريره من أحداث الداخل وظروف تشكيل الحكومة وحصة الحزب التقدمي الإشتراكي منها ومشاريع «استهدافه» كما يؤكّد مسؤولو الإشتراكي قبل الحديث عن أيِّ عنصر خارجي.

 

مئة ألف دولار كلفة رصاص الإشكال البقاعي... «حزب الله»: «بدنا الخلاص» مهما كلّف الأمر

راكيل عتيِّق/جريدة الجمهورية/الثلاثاء 19 حزيران 2018

كيف يُمكن لمجموعة مطلوبين هزُّ الاستقرار الأمني لمنطقة بعلبك - الهرمل، وإثارة الخوف في نفوس نحو نصف مليون لبناني يقطنونها، إضافةً إلى توليد انطباع لدى اللبنانيين بأنها منطقة خارجة عن القانون؟ هناك، حيث فيروز كانت شمعة «ع دراج بعلبك». هناك، حيث ينبع الخير والكرم والطيبة من الأرض وقلوب البشر. أسئلة عدة تُطرح: لماذا لم يتمّ اعتقالُ «الزعران» حتى الآن؟ مَن يغطّي تلك العصابات ويحميها؟ هل يُشكّل «حزب الله» بيئةً آمنة وحاضنة لهذه المجموعات الخارجة من بيئته المناطقية ـ الطائفية ـ السياسية؟ وهل حلّت ساعةُ الصفر؟

تترقّب المنطقة خطةً أمنية غيرَ كلاسيكية في الأيام المُقبلة يقودها الجيش اللبناني. وتؤكّد مصادر «حزب الله» لـ»الجمهورية» أنّ الحزبَ يدعم الجيش في تنفيذ الخطة «مهما كلّف الأمر»، كاشفةً عن دراسة مُصغّرة تعكس المعادلات وتطرح التساؤلات. من «أين للعصابات كلُّ هذا»؟ مَن يقف وراءَها؟ مَن يستفيد من اتّهام «حزب الله» ومِن تحويل الجيش اللبناني شرطة؟ في بعلبك قد تُقتل طفلة في عمر الأربع سنوات، لا تُميّز بعد بين صوت الفرح والحزن والحرب، فالصوتُ المُعبِّر عن كل المناسبات في البقاع واحد: الرصاص. كثيرون سقطوا برصاص مباشر أو عشوائي. آخرون سُرقوا، اختُطفوا، أُهينوا... فلتانٌ أمنيٌّ مستشرٍ، و»كلّ من إيدو إلو» في مناطق بقاعية عدة، خصوصاً في بعلبك- الهرمل، حيث القانون السائد «أعراف» العشائر و»فتاوى» العصابات ومزاج «القبضايات».

«الثنائي» والحلحلة

يسير الجزءُ الأكبر من هذا الفلتان في المناطق البقاعية - الشيعية، حيث تؤيّد الغالبية نهجَ المقاومة وثنائيَّ «حزب الله» ـ حركة «أمل»، على ما دلّت نتائج الانتخابات النيابية الأخيرة، فلم يخرق أيُّ مُرشّحٍ شيعي لائحة الثنائي، وفاز جميعُ مرشّحي الحزب والحركة، من دون المرشحَين الماروني والسنّي، اللذين خسرا أمام «القواتي» ابن دير الأحمر طوني حبشي وابن عرسال بكر الحجيري. وفي المحصّلة حصدت لائحة «الوفاء والأمل» 8 مقاعد نيابية من أصل 10 مقاعد، وحمت نفسَها من الاختراقات الداخلية على رغم الاعتراضات التي واجهتها. يتتبّع نواب المنطقة التطوّرات الأمنية الأخيرة، ويظهر من حراك «حزب الله» رغبته «الخلاص» من هذا الوضع، الذي يرى فيه ما يستهدفه أكثر من غيره. وإذ تؤكّد مصادر الحزب لـ»الجمهورية» وجود مشكلات أمنية في بعلبك - الهرمل وأنّ الإشكالات تزايدت في الفترة الأخيرة، تشدّد على أنّ هناك تضخيماً للواقع القائم، فـ»الناس غير مُتمترّسة على الجبهات كما يُصوَّر».

يدخل نواب «حزب الله» وحركة «أمل» على مسار حلحلة الإشكالات وتطويقها. وقد واظبوا العملَ على حلحلة الإشكال الكبير الذي حصل بين آل جعفر وآل الجمل، حتى الأولى بعد منتصف ليل أمس الأول. وتؤكّد مصادر الحزب أنه تمّت تسويةُ الخلاف بين العشيرتين والتوصّل إلى مصالحة بينهما، ووعدا بعدم تكرار»القتال» الذي حدث أخيراً. كذلك، يعمل النواب على خطٍّ أمنيٍّ - سياسيٍّ - إجتماعيّ لمعالجة الإشكال بين أشخاص من آل شومان في بلدة سرعين الفوقا (قضاء بعلبك).

خطة شاملة

متابعة تكتل «بعلبك ـ الهرمل» النيابي، تتمّ على مساحة البقاع بكامله، وعلى صعيد الإشكالات الفردية. فالمهم «نُخلص بقى». وفي هذا السياق، عُقد لقاء بين التكتل وقائد الجيش العماد جوزف عون أمس، كان استكمالاً لسلسلة اللقاءات التي تُعقد بين فاعليات المنطقة وقيادة الجيش في الفترة الأخيرة.

وعلمت «الجمهورية»، أنّ النواب «شدّوا» على يد قيادة الجيش، وطالبوا بأن يقوم الجيش بواجباته على أكمل وجه، مؤكّدين دعمَهم المُطلق له وللخطة الأمنية المُرتقب تنفيذها، فـ»الوضع لم يعد يُحتَمَل».

ووعدت القيادة العسكرية النواب بعمل أمني سريع ودقيق، وسيبدأ الجيش تنفيذ خطة أمنية فعلية وغير كلاسيكية قريباً، من دون الإفصاح عن توقيتها وإجراءاتها وطريقة تنفيذها. وإذ أكد قائد الجيش للنواب «أنّ هناك إجراءاتٍ جديدة مختلفة عن السابق»، شدّد الطرفان على ضرورة أن لا يُغبن أحد من المواطنين، وأن تكون الخطة مدروسة لاعتقال المطلوبين الكبار، لا أن تكون عشوائية. وترى مصادر «حزب الله» أنّ أيَّ خطة أمنية مدروسة لم تُنفّذ في السابق، وكلّ ما كان يُنفّذ لا يعدو كونه أعمالَ دهم وحواجز وتوقيفات عشوائية لأيِّ مخالف مهما كانت مخالفته بسيطة فيما كان يفرّ الذين صدرت مذكراتٌ «دسمة» في حقهم، وتؤكّد أنّ «هناك الآن خطة أمنية شاملة وكاملة». ولا تتخوّف مصادر الحزب من حصول مواجهات كبيرة بين الجيش والمطلوبين، وتشير إلى أنّ هؤلاء المطلوبين ليسوا مجموعةً واحدة بل «فرادى»، وكلّ مطلوب منهم هارب ومختبِئ في مكان، و»مرعوب».

أصحاب المخالفات الصغيرة كانوا موضعَ نقاش أيضاً بين النواب وقائد الجيش في اجتماع اليرزة الطويل أمس، وارتأى الطرفان ضرورة تسوية أوضاع أولئك المخالفين مع مخابرات الجيش أو غيرها من الجهات الأمنية المُختصة، ما يحلّ إشكالية 70 أو 80 في المئة من مذكرات التوقيف، ويُحال قليلٌ منهم إلى المحاكم والقضاء المُختص. أما المجرم والقاتل ورئيس العصابة.. فلا يُمكن تسوية وضعه، وإن لم يُسلّم نفسَه، فعلى القوى الأمنية اعتقاله «مهما كلّف الأمر».

الغطاءُ السياسي

وعن تجدّد الإشكالات الأمنية في الآونة الأخيرة، ومنذ بداية شهر رمضان الأخير، ردّت مصادر «الحزب» الأسباب إلى عاملين: الأول، المصادفة. والثاني، العامل الخفي الذي نبحث عنه». وسألت: «لماذا في هذا التوقيت بالذات، وخصوصاً بعد الانتخابات النيابية؟ ولماذا جرّ الجيش اللبناني الذي من المُفترض أن يكون حامياً للحدود، لإشغاله بالمشكلات الداخلية وتحويله شُرطياً؟». وتعتبر المصادر نفسها «أنّ الجهة الأكثر تضرّراً من هذا الفلتان الأمني هي أحزاب المنطقة السياسية، وخصوصاً «حزب الله» قيادةً وقاعدة، على كل الصعد، الاجتماعية والسياسية والأمنية. وتقول: «فعلاً «بدنا نخلص بقى»، وهذا الأمر غيرُ مُستجدّ، فسبق أن عقدنا عشراتِ اللقاءات والاجتماعات مع قيادة الجيش والقوى الأمنية».

لكن مَن يُغطّي أولئك؟ ومن أين يأتون بالسلاح؟ خصوصاً أنّ اتّهاماتٍ عدة من هذا القبيل تُطاول الثنائي الشيعي. تجيب مصادر الحزب: «لم ولن نغطّي أحداً». وتوضح «أن ينزل النائب الى الأرض ليفضَّ إشكالاً في انتظار وصول الجيش، لا يعني أننا نحمي أحداً.

ونتحدّى مَن يقول هذا الكلام أن يُسمّي مَن من الأحزاب السياسية الفاعلة من «حزب الله» وحركة «أمل» غطّى العصابات ومتى؟». وتضيف: «نحن أكثر المطالبين بتنفيذ الخطة الأمنية وإرساء الاستقرار الأمني في البقاع. وهذه أقوال بعض الناس المستفيدين من عدم استقرار الوضع الأمني والذين لا يريدون الأمن، وهناك خطة مبرمَجة عبر وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام وغيرها لتسويق أنّ «حزب الله» وحركة «أمل» يغطيان المجرمين، فليدلّونا إلى هذا الغطاء «الخفي» لنرفعه».

100 ألف دولار!

وفق عِلم الاجتماع تؤدّي الظروف الاجتماعية المتردّية إلى التفلت الأمني. أمّا الدراسة «البسيطة» التي أجراها «حزب الله» تحت عنوان «هل الظروف الاقتصادية الصعبة هي التي تؤدي إلى هذا التفلت الأمني»؟ فقد أظهرت أنّ 90 في المئة من الذين يتسبّبون بالمشكلات الأمنية هم من ذوي المداخيل الكبيرة.

ففي كلّ مشكلة يظهر مفتعلو المشكلات بعشرات السيارات الرباعية الدفع، والحديثة الطراز، والتي يبلغ ثمنها عشرات آلاف الدولارات (Hummer وRange وغيرها). وتسأل مصادر الحزب: «إن كان الفقر و»التعتير»، يؤدّيان إلى هذه المظاهر والارتكابات الأمنية، فكيف يُطلق في كل إشكالٍ رصاصٌ بقيمة مئة ألف دولار؟».وتقول: «نصف الشعب اللبناني فقير، وبالتأكيد البقاع منطقة محرومة، إنما مفتعلو المشكلات يتكبّدون نحو 60 ألف دولار في كل ليلة من ليالي أيام الإشكالات، تتوزّع بين كلفة السيارات والبنزين والرصاص». وتشير المصادر إلى «أنّ السلاح موجود عند جميع الناس، ومنذ أيام العثمانيين والفرنسيين والمنطقة مشهورة في أنّ السلاحَ موجود في كل بيت من بيوتها». وفي حين لا تملك هذه المصادر «الجواب الشافي» عن مصدر السلاح غير الفردي و»الخفيف»، تقول: «يجب التفتيشُ عن مصدر أسلحة العصابات من قذائف الـ «آر. بي. جي» وغيرها». في أيّ حال ينبغي على الخطة الأمنية المعدّة للمنطقة إذا نجحت أن تجيب بنتائجها على كل هذه الأسئلة، وتكشف أيَّ مستور في كل ما عانته تلك المنطقة لا تزال تعانيه على مستوى أمنها غير المستقرّ منذ عشرات السنين...

 

مدارس أنهت عامها إلى غير رجعة... رحمه لـ«الجمهورية»: نعلن حال الطوارئ

ناتالي اقليموس/جريدة الجمهورية/الثلاثاء 19 حزيران 2018

بفارغ الصبر ينتظر تلامذة «البريفه» الموعد الذي سيُعلنه اليوم وزير التربية والتعليم العالي مروان حماده لإصدار الدفعة الأولى من نتائج الامتحانات الرسمية، فيما يُواصل بقية التلامذة كباشهم مع إداراتهم للحصول على «كارنه» آخر السنة من دون «تسكير» أقساطهم، فيما أهلهم منغمسون في البحث عن مدرسة أقلّ كلفة وألماً على جيوبهم. في هذا الإطار يُحذّر رئيس اللجنة الاسقفية للمدارس الكاثوليكية المطران حنا رحمه، في حديث لـ»الجمهورية»، من بدء إقفال عدد من الـ «مدارس الخاصة الواقعة في مناطق الاطراف، نتيجة التحديات المالية التي فرضتها السلسلة في ظل غياب أي دعم رسمي»، مشيراً إلى «انّ الاقساط غير المحصّلة تتجاوز الـ40 مليار ليرة». «تِنذكر ما تنعاد»، عبارة تختصر ردود أفعال الاهالي والاساتذة وأصحاب الإدارات حيال نقمتهم من السنة الدراسية، فبعدما اختلفوا، وتواجهوا، وانقسموا، وأضربوا... أجمعوا على أنهم لم يشهدوا مثيلاً لهذا العام الدراسي الذي يُلملم لحظاته الاخيرة، وفي مجالسهم الخاصة يعترفون: «أضعنا البوصلة تربويّاً».

مدارس إلى الإقفال؟

مع اقتراب «إطفاء الشمعة الاولى» على إقرار سلسلة الرتب والرواتب ومنح الأساتذة الدرجات الست، تتجه بعض المدارس إلى إطفاء شمعتها وتعداد أيامها الاخيرة، نتيجة تعثّرها في مواجهة التحديات التي فرضتها السلسلة، ولعدم تجاوز أعداد تلاميذها الـ300 و الـ400. في هذا السياق، يُعرب رحمه عن أسفه لـ«الجمهورية»، قائلاً: «بعض المدارس أُصيبت بالصميم وكأنها ضُربت على الوتر الحساس بعدما كانت تواجه الفواتير المتراكمة عليها بـ«اللحم الحي»، أمّا اليوم فما عاد بوسعها تحمّل المزيد من التكاليف التشغيلية والمصاريف المستجدة». ويتابع: «علمت أنّ نحو 8 مدارس في طريقها إلى وزارة التربية والتعليم العالي لتقديم طلب مفاده انها ستقفل وتنهي رسالتها التربوية. ولهذا الإقفال تداعيات أبعد من أن تكون تربوية ومادية، إنما اجتماعية لا بل وطنية، لأنّ مثل تلك المؤسسات ثَبّتت أهلنا في أرضهم، وعزّزت مكانة الاستاذ في قريته، وأبقَت الفتيان في ضيعهم...» ثم سأل بنبرة غاضبة: «هل تتحمل الضيَع اللبنانية والمناطق النائية المزيد من التهجير؟».

4 تموز موعد فاصل

لا يخفي رحمه قلقه من اتّساع دائرة المدارس المتجهة نحو الاقفال نتيجة التحديات، فيقول: «بصعوبة أنهَت معظم المدارس الخاصة عامها الدراسي، من دون أيّ معالجات جذرية، ولا حتى التفاتة رسمية من المعنيين عن توريطها في هذا المستنقع». ويضيف: «ما يزيد الطين بلة، انه مع اقتراب 4 تموز موعد تحديد عدد التلامذة للسنة المقبلة، وتجديد العقود مع الأساتذة، لذا ستكون المدارس امام خضّة لا يُستهان بها، لأنه نتيجة الظروف الاقتصادية قد يتجه بعض التلامذة إلى استبدال مدارسهم بأخرى أقل كلفة، ما يضع المدارس أمام تحد في إمكانية المحافظة على أبوابها مفتوحة تزامناً مع تراجع أعداد تلامذتها». ويتابع متوقفاً عند مشكلة أخرى ستواجهها الإدارات، فيقول: «بعضها سيكون في حيرة لا بل في ورطة لجهة تحديد قيمة القسط للسنة الجديدة، وفي تعاملها مع الدرجات الست الممنوحة للأساتذة». ويضيف: «لا شك في انّ تدنّي أعداد التلاميذ سيدفع بعض الادارات للتخلي عن عدد من أساتذتها، «إذا التلاميذ ما تسَجّلوا، المدارس شو فِيا تعمل؟».

لذا، أعلن رحمه حال الطوارئ: «نحن في مرحلة دقيقة وحساسة، نناشد رئيس الجمهورية والمعنيين كافة بالتدخّل قبل 4 تموز لدعم المدارس الخاصة أو للتراجع عن الدرجات الست الخاصة بأساتذة التعليم الخاص أو تمويل الدولة لها، بالاضافة إلى قرارات أخرى تُتيح للإدارات تحديد خطة عملها، والاساتذة معرفة مصير وظائفهم والاهالي اختيار المدارس التي تناسب أوضاعهم المعيشية وتُلبّي طموحاتهم في الوقت نفسه».

ماذا لو تأخرت الحكومة؟

هاجس ترحيل الازمة التربوية إلى العام المقبل يشغل بال رحمه، فيقول: «ماذا لو طالت عملية تشكيل الحكومة؟ المفروض أن يتحرك مجلس النواب وينهمك في حل الازمة التي هي في الظاهر تربوية إنما في الواقع وطنية صَرف». وتابع مشيراً إلى «حاجة لبنان لمبادرة تربوية»: «حتى الآن لم تحل الازمة التربوية رغم ما شهده هذا العام من اجتماعات ولقاءات وزيارات واتصالات، كلها أدّت إلى مجرد تبريد أجواء ولكن لا نزال نراوح مكاننا والخلاف لا يزال قائماً نظراً إلى انّ العدد الاكبر من المدارس لم يلتزم في تسديد الدرجات الست الممنوحة، بفِعل السلسلة، إلى الاساتذة». وأضاف: «لذا، نتمنى لو يأخذ رئيس الجمهورية ميشال عون أي مبادرة تربوية من شأنها أن تعالج أزمة الدرجات الست، على أقلّ تقدير، سواء لجهة تمويلها أو التراجع عنها نظراً إلى التصدّع الذي أحدثته في السنة الدراسية».

أقساط «مكسورة»

بالتزامن مع انتهاء العام الدراسي، يؤكّد رحمه «انّ السنة الدراسية مضت بصعوبة، وانّ معظم الاهالي لم يسددوا ما عليهم، والإدارات لم تفرض ما يجب على الاقساط لدفع الدرجات الست لأساتذتها». موضحاً: «الإدارات في صدد إعداد التقرير النهائي لتحديد حجم العجز المالي الذي أصابها، علماً انّ معظم الاهالي لم «يسكّروا» الاقساط المتراكمة عليهم»، مشيراً إلى انّ «حجم الاقساط التي لم تُحَصّل في السنة الماضية، أي قبل إقرار السلسلة، بلغ 40 مليار ليرة. لذا، إنّ قيمة الأقساط غير المحصّلة هذا العام ستتجاوز حُكماً هذا المبلغ، نظراً إلى انّ الاقساط ارتفعت والاهالي لم يسددوا ما يتوجّب عليهم».

ختاماً، لفت رحمه إلى «انّ اجتماعاً تربوياً سيعقد قريباً قبل فوات الأوان، حيث لا يعود ينفع الندم».

 

إبراهيم لـ«الجمهورية»: هذه قصة الإيرانيين... والمجنّسين.. والنازحين

عماد مرمل/جريدة الجمهورية/الثلاثاء 19 حزيران 2018

بعيداً من الضجيج السياسي والصخب الإعلامي، ينكبّ المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم على متابعة العديد من الملفات الحيوية التي تتّصل بالأمن القومي اللبناني ومصالح الدولة العليا، معتمداً في المهام الموكلة إليه على معايير مهنيّة وموضوعيّة، ومحاولاً أن يحمي دورَه المركّب من عصف التجاذبات الداخلية. ولا يقتصر جهد ابراهيم وهاجسه على ملاحقة القضايا الامنية الحساسة، من مواجهة اختراقات الموساد الإسرائيلي الى التصدّي للإرهاب التكفيري وما بينهما من تحدّيات، بل هو يتحوّل ايضاً الى «إطفائي» حيث تقتضي الحاجة، مساهِماً أحياناً كثيرة في إخماد الحرائق السياسية التي تندلع في «الغابة» اللبنانية، إما بمبادرة شخصيّة منه وإما بناءً على تكليف أصحاب الشأن، بعدما استطاع عبر التجارب والاختبارات التي خاضها أن يكسبَ ثقة جميع الأطراف. وكم من مرة نجح الرجل- المحترف للمهام الصعبة وأحياناً المستحيلة- في ترميم العلاقات الرئاسية عندما كانت تتصدّع، وتمكّن من فتح فجوات في جدران القطيعة والخصومة حين كانت ترتفع على خطوط التماس الداخلية. بهذا المعنى، يبدو أنّ الدورَ المكتسب لابراهيم أصبح حاجة وضرورة للكل على حدٍّ سواء. هو «إحتياطيُّ» المصرف السياسي اللبناني، والوسيطُ المعتمد بين «جزرٍ» متنافِرة ومبعثرة تحتاج باستمرار الى ضابط أمن.. وإيقاع.

وبينما كان ابراهيم منشغلاً في الآونة الاخيرة بملفّي التجنيس والنزوح، «باغته» البعض بمسألة عدم ختم جوازات السفر لإيرانيين يأتون الى لبنان عبر المطار. والمفارقة، أنّ هناك مَن ذهب بعيداً في تفسيره لهذا الإجراء وأعطاه أبعاداً امنية وسياسية عابرة للحدود، الى درجة الافتراض بأنّ الغاية منه هي تسهيل دخول عناصر الحرس الثوري الى لبنان وخروجهم منه. يضحك اللواء عباس ابراهيم تعليقاً على هذا التفسير وما شابهه، قائلاً لـ»الجمهورية»: للأسف، لدى البعض في لبنان خيال واسع يقودهم الى فرضيات لا تمتّ الى الواقع والحقيقة بأيّ صلة، بل هي مجرد سخافات تبعث على الضحك والشفقة في آن واحد. ويضيف: بعيداً من نظرية المؤامرة، أؤكد أنّ التدبير الذي اتّخذه «الأمن العام» هو طبيعي وعادي، ولا ينطوي على أيِّ غايات أو نيّات مضمرة، علماً أنه معتمَد في الكثير من الدول الخليجية والأوروبية منذ سنوات طويلة.

ويشدّد ابراهيم على أنّ حركة دخول وخروج الإيرانيين عبر المطار مسجّلة وموثّقة في الكومبيوتر، وهذا هو المهم بالنسبة الينا، لافتاً الى أنّ تاريخ الوصول والمغادرة يصبح موجوداً لدينا بمجرد إمرار جواز السفر على «الماشين» (الآلة)، ولو أنه لم يُختم.

ويشير الى أنّ الختم على الباسبور ليس إلزامياً بحدّ ذاته، موضحاً أنّ من حقّ المسافر أن يطلب وضعَ الختم على بطاقة منفصلة لاعتباراتٍ تتعلّق به، من نوع امتلاء صفحات جواز السفر العائد اليه أو رغبته في تسهيل دخوله الى دول أخرى قد ترفضه إذا وُجد ختمُ دولة معيّنة على باسبوره.

ويؤكّد ابراهيم أنّ القانون الدولي يحفظ حقّ الإنسان في حرّية التنقل، وبالتالي فإنّ «الأمنَ العام» لا يستطيع أن يفرضَ قيوداً على المسافر تتعارض مع هذا المبدأ، كاشفاً عن التحضير لتنفيذ مشروع متطوّر في المطار من شأنه أن يلغي كلياً الختم، وهذا المشروع يتمثل في استحداث بوابات عبور إلكترونية، بحيث يُفتح البابُ تلقائياً لمرور المسافر أو يُقفل أمامه، تبعاً لنتيجة تدقيق الجهاز الآلي بالباسور، من دون أن نختم لأحد، كما هو سائد في أماكن عدة في العالم.

مرسوم التجنيس

واين أصبحت المراجعة التي يقوم بها «الأمن العام» لمرسوم التجنيس الأخير؟

يكشف ابراهيم عن أنّ «الأمن العام» سيُنجز هذا الأسبوع مهمّة التدقيق في الأسماء الواردة ضمن مرسوم التجنيس، موضحاً أنّ اللجان المختصة وصلت الى المراحل الاخيرة من عملها لجهة مراجعة الاسماء وتلقّي المعلومات في شأنها، بمعزل عن كل التأويلات أو التوقعات السياسية والإعلامية، على أن نرفع بعد ذلك تقريراً بحصيلة عملنا الى السلطات المعنيّة. ويجزم ابراهيم أنّ كل اسم يتبيّن لنا أنه لا يستوفي كل الشروط المطلوبة، سنوصي بحجب الجنسية اللبنانية عنه، وأنا متأكد مِن أنّ مَن كلّفنا بهذه المهمة سيتجاوب مع توصيتنا لأنه يريد مقاربةً شفافة لهذا المرسوم، ويثق في ما نفعله.

ويوضح ابراهيم أنّ حصيلة المسح حتى الآن تُظهر أنّ أسماءَ عدة مُنحت الجنسية يجب أن تُشطبَ لأسباب أمنيّة وقانونية، لكن لا أريد حالياً الإفصاحَ عن عددها.

عودةُ النازحين

وماذا عن مسار الترتيبات لتأمين عودة دفعة جديدة من النازحين السوريين؟

يشير ابراهيم الى أنّ «الأمن العام» يواصل استعداداتِه وجهودَه في هذا الاتّجاه، و»الشغل ماشي» على قدم وساق، مشدّداً على أنّ دفعة من النازحين ستعود الى سوريا بعد عيد الفطر، ولافتاً الى أنّ تحديد العدد في هذه المرحلة يتوقف على حجم الاستعداد اللوجستي لدى الجانب الرسمي السوري.

ويؤكد أنه لا علاقة لنا بالسجال السياسي الذي اندلع أخيراً حول قضية النازحين، ونحن لم نتأثر به بتاتاً، مشيراً الى أنه يلمس إقبالاً لدى شريحة واسعة من النازحين على العودة، ومعتبراً أنّ موقفَ المفوّضية العليا للاجئين لم يُضعف حماسة هؤلاء للرجوع الى وطنهم. ويشدّد على أنّ العودة ستتواصل، وأرجح أن تكبرَ تباعاً ككرة ثلج ستتدحرج على رؤوس أصحاب المصالح ممَّن يحاولون تعطيل هذا المسار.

 

النازحون بين مطرقة النظام السوري وسندان لبناني

خالد غزال/الحياة/19 حزيران/18

لم يدخل النازحون السوريون إلى لبنان حباً بأرضه واختيار السكن في خيم تفتقر إلى الحد الأدنى من مقومات الحياة، ولا تليق بالبشر، بل أجبرهم نظام دمشق على الهجرة وإذلالهم في المنافي، سواء أكان في لبنان أم في الأردن وتركيا أو سائر أقطار الأرض. افتخر النظام أكثر من مرة بأن هذا التهجير كان ضرورياً لخلق تجانس اجتماعي في سورية، وتغيير ديموغرافي يحتاجه النظام للإمساك بالبلد على قاعدة من الهوية المذهبية الصافية. لذا كان الرئيس السوري صريحاً بأن عودة هذه الكتل البشرية، ذات الهوية الطائفية المحددة، غير مرغوب فيها. لم يكتف النظام بالتهجير القسري، بل تعاون مع قوى لبنانية لا تزال تدين بالولاء له على خطف عناصر يعتبرها معادية له وإرسالها إلى السجون السورية. لذا، إذا كان لا بد من نقاش موضوع النازحين السوريين الحامي الوطيس لبنانياً، فإن مدخل النقاش يبدأ من سورية وسياسة نظامها تجاه هذه العودة.

لم تكن المرة الأولى التي يثار فيها موضوع النازحين وضرورة عودتهم إلى بلادهم. ولم يكن النقاش اللبناني يتسم بالموضوعية والمصلحة الوطنية، بل كان دوماً خاضعاً لمصالح سياسية محلية وأغراض يمكن القول عنها إنها «دنيئة». في التاريخ اللبناني، وقبل هذا التهجير الذي ترافق مع الانتفاضة السورية وحربها الأهلية، كان الوجود السوري، على شكل عمالة متعددة الاتجاهات، يتواجد بكثافة. وعلى رغم أن هذه العمالة السورية مسؤولة، في شكل كبير، عن نهوض قطاعات أساسية في الاقتصاد اللبناني، مثل البناء والزراعة، إلا أن النظرة العنصرية اللبنانية كانت دوماً ترتفع في وجه هذه العمالة. والأمر نفسه ينطبق على الوجود الفلسطيني الذي استخدم دوماً فزاعة في وجه مجموعات لبنانية، وكان أحد شعارات الحرب الأهلية طرد الغرباء من لبنان، والمعني بهم كل عربي، بل وكل لبناني لا يقول بخطاب التيارات اليمينية بمنطق ذلك الزمان.

في المعركة المفتوحة اليوم على لسان رئيس التيار الوطني الحر مع الأمم المتحدة حول النازحين السوريين، تختلط فيها البروباغندا الإعلامية مع الصراعات السياسية الداخلية، ومع التغطية على فضائح وملفات داخلية. وكما يُقال كلام حق يراد به باطل. لا شك أن العدد الكبير من النازحين على الأرض اللبنانية يشكل عبئاً متعدد المستويات، اقتصادياً وبيئياً وصحياً واجتماعياً... وهو أمر لا ينكره أحد. كما أن ضرورة عودة النازحين إلى سورية نقطة لا خلاف عليها داخلياً وخارجياً. فلماذا وجد البلد نفسه أمام حملة مسعورة ضد النزوح السوري، وإثارة التحريض العنصري ضدهم، واستثارة الغرائز الطائفية من أن وجودهم سيغير المعادلات الديموغرافية في البلد، وبالتالي لا حل إلا بإعادتهم فوراً. استند العنصريون اللبنانيون على تحذيرات المفوضية العامة من العودة إذا لم يكن الأمان السياسي متوفرا لهم، وهو أمر طبيعي يصدر عن منظمة دولية تتولى رعايتهم.

فجأة انتفض وزير الخارجية اللبناني ضد المفوضية واتخذ إجراءات بحق موظفيها، وأثار حملة ديماغوجية وشعبوية تحت عنوان أن الأمم المتحدة تريد توطين النازحين. جيّش جبران باسيل الغرائز، وأجبر قوى مسيحية على الالتحاق بخطابه، في مزايدة ذات أهداف واضحة. تجاوز باسيل صلاحياته في هذا الشان، وتصرف كأنه الآمر الناهي في البلد، وأنه رئيس الجمهورية بالوكالة قبل أن ينال هذا الموقع مستقبلاً، في وقت بدا رئيس الحكومة مشلول القرار، على الرغم من أن قرارات باسيل تقع ضمن صلاحية الحكومة وليس وزير الخارجية. يطرح ذلك أكثر من علامة استفهام حول الاتفاقات والصفقات المتابدلة التي أتت بالتسوية التي كرّست ميشال عون رئيساً وسعد الحريري رئيساً للوزراء.

تزداد الوقاحة اللبنانية الرسمية عندما ترتفع أصوات على أعلى المستويات تحمّل النازحين السوريين مسؤولية الأزمة الاقتصادية المستفحلة، والانهيار الاقتصادي المتوقع، ويذهب كثيرون إلى تحميلهم مسؤولية ارتفاع الدين العام. في بلد مثل لبنان، لا تخفى الأسباب الحقيقية لكل أزمة معلنة، وتبيان الحقيقي منها والمزيف. في الأزمة الراهنة والتي افتتحها العهد بوزرائه، يكمن الحقيقي فيها في السعي إلى التغطية على الفضائح التي يغرق بها العهد منذ مجيئه. من فضائح بواخر الكهرباء، إلى معالجة المشكلات الاجتماعية والحد من أزماتها، إلى المشكلات البيئية، إلى فضائح التهريب والرشى، وصولاً إلى فضيحة الفضائح المتعلقة بمرسوم التجنيس الذي تفوح منه روائح الرشى الضخمة التي دفعت لتجنيس أشخاص ملوثون بالملفات القضائية والسرقة والنهب. يضاف إلى ذلك تخبط الحكم، رئاسة وحكومة في الصراعات على المحاصصات الطائفية وعلى اقتسام كعكة السلطة.

كل ذلك يفسر إغراق اللبنانيين بموضوع خارج عن إرادتهم ويتصل بالنظام السوري الذي يضع العقبات أمام أي عودة للنازحين إلى ديارهم. ولا يخفى في هذا المجال التواطؤ الرسمي السوري– اللبناني لإعادة علاقات سمتها الأساسية عودة الوصاية السورية إلى البلد. والقوى اللبنانية الجاهزة لهذه الوصاية متعددة وعلى استعداد لوضع خدماتها، ويأتي في رأس هذه القوى العهد ووزراؤه ونوابه.

* كاتب لبناني

 

هذه شروط «الطاشناق» للوزير الأرمني الثاني

كلير شكر/جريدة الجمهورية/الثلاثاء 19 حزيران 2018

 إذا ما قورنت نتائج الانتخابات الاخيرة، بتلك التي سجّلتها صناديق العام 2009 التي احتكمت إلى النظام الأكثري، يمكن لحزب «الطاشناق» أن يُفاخر أنه نجح في استثمار النظام النسبي فرفعَ رصيده الى 3 نواب يشكلون معاً «كتلة النواب الأرمن»، بينهم نائب حزبي واحد هو نائب المتن هاغوب بقرادونيان، إضافة الى اثنين بيروتيين غير حزبيين هما هاغوب ترزيان والكسي ماطوسيان، فيما توزع الثلاثة الآخرون بين «القوات» (جان طالوزيان)، ونقولا فتوش (ادي دمرجيان) و«الحراك المدني» (بوليت ياغوبيان).

ولعلها نتيجة غير مفاجئة لمَن يعرف حقيقة الأرقام الأرمنية في دائرة بيروت الأولى تحديداً، بسبب تراجع الحضور الأرمني في أرقام المقترعين بمقدار كبير (ضمّت لوائح شطب العام 2017، 37905 ناخبين أرمن أرثوذكس و7459 ناخباً أرمنياً كاثوليكياً) بينما لم تتعد نسبة الاقتراع في مجمل الدائرة الـ33%، حيث شارك نحو 44 ألف ناخب في العملية الانتخابية. هذه التقديرات الاستباقية دفعت «الطاشناق» الى تركيز عمل ماكينته الانتخابية على مرشحين اثنين فقط، مع أنّه رشّح ثلاثة أرمن (اثنان أرثوذكسيان وكاثوليكي) الى لائحة «بيروت القوية» المتحالفة مع «التيار الوطني الحر» وتيار «المستقبل»، ووزّع أصوات بلوكه الحديديّ على كل من هاكوب ترزيان الذي حصد 3,451 صوتاً تفضيلياً، والكسندر ابراهام ماطوسيان الذي نال 2,376 صوتاً تفضيلياً، في حين لم يحظ سيبوه قالباكيان الّا بـ1566 صوتاً تفضيلياً، ما أخرجه من السباق.

«الإنكماش» في الحضور الأرمني في العاصمة، حوّل اثنين من مقاعدها الأربعة، إلى جانب مقعد الأقليات، «هدايا» قد توزّع على اللوائح المتنافسة، أو جوائز ترضية للوائح حصدت حواصل انتخابية لكنها خسرت الرهان على المقاعد غير الأرمنية. وبالفعل، جُيّر مقعد الأرمن الكاثوليك لمصلحة «القوات»، فيما خرج «الحراك المدني» من معاركه على طول الوطن بمقعد أرمني يتيم بفضل 2,500 صوت تفضيلي جمعتها بوليت ياغوبيان.

أما مقعد زحلة، فهو الأكثر غرابة ونسفاً للنسبية بمفهومها المُتعارف عليه عالمياً، وتكريساً للنسبية اللبنانية، حيث أدخل 77 صوتاً تفضيلياً ادي دمرجيان إلى مجلس النواب مُثقلاً بسيل من التساؤلات حول هويته السياسية والمحور الحزبي الذي سيلتحق به، بعدما وقع رأس اللائحة نقولا فتوش في مطبّ الأصوات التفضيلية، لينجو حليفه الأرمني بفضل الحاصل الانتخابي الذي حققته اللائحة.

هكذا انتهت «سكرة» الانتخابات وحلّت «فكرة» الحكومة. في استطاعة «تكتل النواب الأرمن»، الذي يضم 3 نواب، أن يسمّي أحد الوزيرين الأرمنيين، اذا ما افترضنا أنّ الحكومة ثلاثينية كما هو متوقع لكي تستوعب كل طلبات وشروط القوى السياسية والحزبية، فإنّ السؤال المطروح: من سيسمّي الوزير الثاني؟

حتى اللحظة، تشير التسريبات الى أنّ المقعد الثاني سيكون جائزة ترضية لواحد من طبّاخي الحكومة الأساسيين، إمّا رئيس الجمهورية ميشال عون وإمّا رئيس الحكومة المكلّف، في اعتبار أنّ النواب الثلاثة المتبقّين لا يستطيعون أن يطالبوا بتمثيلهم في الحكومة نظراً الى حجمهم المحدود شعبياً، بينما «الطاشناق» أو تكتل النواب الأرمن لا يدّعي أيضاً قدرته على التمثّل بوزيرين. وما يزيد من حساسية الوضع هو انعدام التواصل بين أعضاء كتلة «النواب الأرمن» وبقية النواب الموزّعين على جبهات أخرى، وتالياً لا تنسيق بينهم ولا مشاورات قد تُفضي الى تفاهم قد يعوّض هذا التشتّت.

ولهذا، تقتصر مقاربة «الطاشناق» لهذه المسألة من زاوية واحدة: تمتع الوزير المقترح بحيثية أرمنية عملاً بمبدأ التمثيل الصحيح و«روحية وثيقة الوفاق الوطني»، وأن تتمّ تسميته بعد التشاور مع الأحزاب والفاعليات الأرمنية. ما يعني أن لا يتمّ إسقاطه بـ«باراشوت» «الأقوياء» أو تجييره لمصلحة طائفة «محرومة».

ويقول رئيس الحزب أغوب بقرادونيان إنّ «الطاشناق لن يوافق على توزير شخصية أرمنية في حكومة ثلاثينية لا تتمتع بوزن شعبي، وبالتالي لن يتنازل عن هذا المقعد لمصلحة وزير من طائفة أخرى، أو وزير أرمني حزبي غير محسوب على الأرمن إلّا ببطاقة هويته».

 

فخامة «الإقتصاد القوي»..

ناصر شرارة/جريدة الجمهورية/الثلاثاء 19 حزيران/2018

تستعير القوى السياسية اللبنانية من مباريات المونديال، فكرة «الوقت الضائع»، التي تلي إنتهاءَ المدة الأساسية لأيِّ مباراةٍ بلا نتيجة، ما يؤدّي الى تمديد فترة المباراة لمدة دقائق تُحتسب من «الوقت الضائع» من الوقت الأساسي، وإذا بقيت النتيجة على حالها، تتمّ إضافة تمدّدَين للوقت يسميان «الوقت الاضافي»، واذا انقضى الوقت الأخير على غير نتيجة، يتمّ حسم المباراة لمصلحة أيٍّ من الفريقين بالضربات الجزائية المباشرة.

هذه المعادلات الزمنية المتّبعة في قانون كرة القدم، التي تشغل مبارياتها العالم حالياً، رأى مرجع سياسي - لم يرد ذكر أسمه، مكتفياً بالقول انّ سامعها سيعرفني - أنها تنطبق على مباريات تأليف الحكومة العتيدة. فحتى اللحظة ظهر أنّ نتائج التأليف التي كان يؤمل أن تصل الى نتيجة حاسمة قبل عيد الفطر، وصلت في الوقت الأصلي للّعبة الى لا نتيجة، وعليه دخلت عملية التشكيل الآن فترة الوقت الضائع، الذي على ما يبدو سينتهي الى تبديده، دون حدوث نتيجة، نظراً أوّلاً لقصر فترة الوقت الضائع (أسبوعين)، وبدليل، ثانياً، أنّ مراجع معنيّة بالتشكيل شدّت رحالها خلاله لتنفيذ رحلات الى الخارج (بري وجنبلاط وحتى الحريري العائد حديثاً). وعليه فالمتوقّع أنّ عملية تشكيل الحكومة ستبدّد الوقت الضائع، لتدخلَ بعد نحو أسبوعين، الوقتين الإضافيّين الأول والثاني، وهذه مدتها «نصف ساعة» حسب قانون كرة القدم، وترجمتها في ملعب تشكيل الحكومة يعني أنها نصف الوقت الذي مضى حتى الآن من وقت التكليف (شهر كحدّ أعلى). وبعد انقضائها لن يكون هناك تمديدٌ للوقت الضائع، بل ستدخل عملية التشكيل، وقت تسديد «الضربات الجزائية» لحسم النتيجة، أي ستدخل مرحلة تأليف حكومة أمر واقع، وبتعبير أوضح مرحلة «فرض حكومة» على الواقع السياسي في لبنان، أو إنهاء تفويض الرئيس المكلف لمصلحة إعادة تجديد تفويضه، أو حتى تكليف شخصية أُخرى. وتريد هذه المقاربة الرمزيّة عن التوقيتات المحدّدة لعملية التأليف، الإشارة الى معطيات أساسية تتحكّم بعملية تأليف الحكومة:

ـ المعطى الأول، يتّفق مراقبون لعمليّة التأليف، على أن يطلقوا عليه وصف «جنرال الاقتصاد»، أو«فخامة جنرال الاقتصاد القوي» الذي سيُجبر بناءً على ضغط الوضع الاقتصادي، العهد و«رئيسَه القوي» على وضع سقف زمني لحسم مهمة تأليف الحكومة، وإلّا فإنه سيذهب الى حسمها بـ«الضربات الجزائية».

وضمن هذا التوجّه في التفكير، تبرز داخل كواليس سياسية وازنة ومعنيّة بتأليف الحكومة، ثلاثُ فرضيّات:

الأولى، أن ينجحَ الرئيس المكلّف ضمن الوقت الإضافي (شهر كحدٍّ أعلى) في التأليف.

• الثانية، أن لا ينجح، وعندها لن يكون هناك إلّا حلٌّ من اثنين: إما الذهاب لإعلان حكومة أمر واقع على طريقة ضربات الجزاء، بحيث يتمّ إعلان التشكيلة الحكومية مع تأمين حاصل لها من الثقة في البرلمان، بغض النظر عن منسوبه. وأما إنهاء تفويض تكليف الحريري والإنتقال الى مرحلة تكليف جديدة، قد تعيد تسمية الحريري نفسه أو شخصية أخرى.

ليس خافياً أنّ مسألة وضع بند في الدستور يحدّد وقتاً للتفويض أو التكليف بتشكيل الحكومات، بحيث لا يبقى مفتوحاً زمنياً، هو أمر مثار منذ فترة. ولكن في حال تمّ حالياً تطبيق هذا الإجراء تحت مبرّر أنه مجرد عرف يمكن تجاوزه، فإنّ ذلك سيأخذ البلد الى سجال دستوري داخلي شائك. وأوّل ما يمكن توقّعه على هذا الصعيد، هو أن يثور ضد هذا الإجراء «إعتراض ميثاقي سنّي» يرفض فرض «مدة تكليف محددة للتشكيل» على الرئيس السنّي الثالث، خصوصاً وأنّ الدستور لا يقول ذلك.

ويتوقع إعادة طرح موضوعات سبق إثارتها من نوع أنه يجب التعامل مع الرئاسة السنّية الثالثة سواءٌ في نطاق التكليف أو الترؤس الفعلي للحكومة، كما تعامل رئاسة مجلس النواب التي رغم أنّ الدستور يقول إنه بعد عامين من ولاية رئيس المجلس يحقّ لعدد محدَّد من النواب طرح الثقة به، إلّا أنّ هذا المبدأ لم يسبق تطبيقه لإعتبار عدم خدش الميثاقية، وعليه فإنه الأحرى أن لا يطبَّق هذا الاجراء على مهلة التفويض بالتأليف على الرئيس السنّي المكلف، خصوصاً أنه لا يستند الى نصّ دستوري. وأيضاً سيُثار سجالٌ لتحديد جهة الاختصاص التي تنهي تكليف الرئيس الثالث بالتشكيل بناءً على ثقة تسميته نيايباً، هل هو رئيس الجمهورية أم مجلس النواب؟. واستدراكاً، ومن باب المناصفة، ستثار مسألة ما إذا كان يجب إجراء تعديل يعطي حق تعيين موظفي مجلس النواب لهيئة مكتب الرئيس مجتمعاً وليس لرئيس المجلس وحده.

المعطى الثاني، يتمثل بواقع السباق القائم خلف الكواليس مع جنرال الاقتصاد، الذي بدأ يطلّ برأسه كحاكمٍ لتوقيتاتِ عملية التأليف سواءٌ على العهد أو الحكومة العتيدة. وتفيد المعلومات ذات الصلة بهذا الموضوع، أنّ نقاشاً حامياً يسود على رغم أنه لم يخرج بعد للعلن، بين مَن تقع على مسؤوليتهم التقنية أو السياسية، مسألة معالجة منع الانهيار الإقتصادي في البلد. وهناك نقطتان أساسيّتان في هذا السجال:

الأولى، ما هي فترة السماح الاقتصادية المتبقية للبلد، بكلام آخر كم يحتمل البلد من الوقت قبل الانهيار الاقتصادي؟ هناك اجابتان، الاولى تقنية وعلمية، تحدّد ثمانية أشهر حدّاً أعلى، والثانية سياسية تحدّد ثلاثة أشهرحدّاً أدنى.

• الثانية في السجال الخطر كما يصفه البعض، تتصل بطريقة إنقاذ الاقتصاد، أو أيّ مقاربة إنقاذية وإصلاحية يجب اتّباعها لإصلاح الاقتصاد أو البدء بترميمه لمنعه من الانهيار وإعلان الإفلاس. حتى اللحظة هناك بحسب معلومات لـ«الجمهورية» ثلاثة اتّجاهات تتساجل حول هذه النقطة، الاتّجاه الأول يقترح رفع سعر صرف الدولار لثلاثة آلاف ليرة لشطب جزء من الدين الداخلي، والثاني يتحدث عن تسييل جزء من إحتياط الذهب للغاية نفسها، والثالث يدعو الى حوار وطني بين الحكومة والمصارف لصوغ إستراتيجية سداد الدين الداخلي.

مجمل ما تقدّم يوضح أنّ عملية تأليف الحكومة ذاهبة اما الى ولادة حكومية سريعة في الوقت الاضافي المقدّر بشهر، وإذا طالت فستصطدم بـ«جنرال الاقتصاد» المستعجل التأليف، ما يجعل العهد ملزَماً بطرح مسألة إنهاء التكليف أو تجديده أو فرض حكومة أمر واقع، وكل ذلك تحت ضغط مسدَّس «جنرال الاقتصاد» الموجَّه لرأس البلد.

 

العهد القوي والشعب الضعيف

سناء الجاك/النهار/18 حزيران 2018  

http://eliasbejjaninews.com/archives/65417/%D8%B3%D9%86%D8%A7%D8%A1-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%A7%D9%83-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%87%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D9%82%D9%88%D9%8A-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B9%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%B6%D8%B9%D9%8A%D9%81/

خاطب الرجلُ الغاضبُ الأمينَ العام لـ"حزب الله" سائلاً إياه ماذا يفعل هو وجماعته حيال العجز عن مواجهة أعباء السيول وتكاليف الحياة. وأعلن تفضيله "الدواعش الذين احضرهم الحزب" على النواب (...)، معقبا: "جميل السيد وغازي زعيتر يتحدثان عن خطة أمنية". وتابع غاضباً: "لو يقولان لنا من اين لهما هذه القصور؟!". الغضب الطالع في فيديو يتم تداوله، يشير الى ضعف الرجل من البقاع الشمالي وعجزه ومدى حاجته الى سند. ويعتبر ان مرجعه الذي يعينه على ضعفه هو "الحزب" في شخص أمينه العام، هو المسؤول عنه وعن جماعته وليس الدولة، لذا يخاطبه ويشكو اليه أمره، وهو لا يشعر بأمان العهد القوي. كذلك لا يشعر برهبة هذا العهد القوي، ولا يخافه عندما يخرج سلاحه الثقيل، المحمي طبعاً من مرجعه، ويشن معاركه الخاصة، او عندما يقرر ان يحتفل مكتفياً بالأسلحة الخفيفة التي تزغرد ويصيب رصاصها الطائش الأبرياء.

السبب ان "الحزب" طرد الدولة المتخاذلة في الأساس واحتكر جماعته وربطها بما يقدّمه إليها من خدمات وامتيازات تغنيها عن الدولة.

الالتجاء الى حزب بعينه، ليس فريداً، لكن تمظهره واضح في بيئة الحزب الإلهي. فهو في كل لبنان يدمغ سلوك الشعب الضعيف، الذي لا يملك الا الشكوى لدى زعيمه. حتى عندما ينفجر خطابه، يبقى عاجزاً محتاجاً هذا الزعيم الذي صادر الدولة والطائفة والمذهب، واختصرها بشخصه او بفريقه السياسي، وانتشى بالقوة الفعلية، او استقوى بالقوة الوهمية على الآخرين بآخرين.

مواضيع ذات صلةليس أدل على ذلك الا ردود الفعل على تغريدة رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، التي أصابت بوصفها العهد بالفشل منذ بداياته. فقد قامت القيامة وفتحت أبواب جنهم، ووصلت إلى حد أن وزيراً مستقوياً وصف كل من ينتقد العهد، بالخيانة العظمى.

فالموضة هذه الأيام لا نغمة لها الا العهد الذي يرشح زيتاً. هكذا يشيِّع من في "التيار الوطني الحر" وتكتل "الإصلاح والتغيير"، بعدما تحولا الى جماعة "لبنان القوي". فقد اكتشفا ان لا لزوم للحرية او الوطنية او الإصلاح، وتحديداً لا لزوم بعد اليوم للتغيير. فمن وصل، لن يرضى ان يترك الكرسي والامتيازات التي استردّها لبطانته الضيقة وليس لعامة الشعب الضعيف. ولكي تكتمل العدة، وبعدما اثبتت التجربة وجوب الاقتران بالقداسة، رشح الزيت، ولم يعد ينقص المعادلة الا القليل من الصواريخ. فقد اتضح ان اللبنانيين يفضلون الأقوياء على النزهاء. ويحسبون حساب قائد ميليشيا اكثر مما يرهبون قادة المبادئ التي لا تطعم خبزاً. والا لما كانت تغريدة من هنا او كلمة من هناك، سببا لتهديد السلم الأهلي.

كيف لا! ففي لبنان فردوس السلطة يجعل الحاكم حكماً. ويجعل القابضين على مقدرات البلد هم من ينددون بالفساد، ويجعل من يتباهى بالدويلة التي صارت أكبر من الدولة يطالب بخطة أمنية تحديداً حيث هو الحاكم الأوحد. ومن يحول دون تدخل المؤسسات الأمنية والقضائية في الجرائم التي تقع ضمن بيئته، ليحلّها وفق فتاويه، يبشرنا بأنه سيحيي دولة المؤسسات.

الانكى ان أكثر الواضعين مصالحهم الشخصية المعززة باستغلال المواقع السياسية ورضا أذرع المحور القابض على لبنان، هم أكثر المحاضرين في العفة السياسية، وأكثر الرافعين أصواتهم بالغيرة على المصلحة العامة وحقوق المواطن الذي يجب ان يشعر بالفخر والعز لأن هناك من ينتزع من فم الفريق الآخر مقاعد نيابية أكثر وحقائب وزارية أكثر. ليس لأن جنبلاط اكثر شفافية من زملائه المتحكمين بسياسة لبنان، فـ"كلهم يعني كلهم"، ولكن لأن الادعاء عبر الاعلام ان الإنجازات أكثر من أن تحصى، وان النعيم آتٍ، وسيهبط على ارض لبنان لأن الاستثناء صفة العهد، في حين ان الشعب اللبناني "على الأرض يا حكم"، او هو ينزلق الى ما تحت الأرض. هذه القوة الطاغية على الأداء السياسي، تكشف عوراتها وقائع الفساد الطافح في ملفات بواخر الكهرباء ومرسوم التجنيس وإمداد النظام الاسدي بشباب للخدمة العسكرية المجانية عبر همروجة إعادة اللاجئين التي تقتصر على مناطق بعينها وفئات بعينها، وحماية مبيّضي اموال تجارة المخدرات من لبنانيين منتشرين لدعم المشروع الإقليمي المقدس بالسيولة، ولن تنتهي بمسألة دخول الإيرانيين الى لبنان وخروجهم منه بدون تأشيرة رسمية، على اعتبار ان لبنان هو الباحة الخلفية للمشروع، ولا لزوم للتأشيرة عندما يدخل رجال المشروع الى باحاتهم الخلفية.

ربما هذه هي القوة الحقيقة الطالعة من الاستقواء والطموح، وتحديداً مع سياسة ماكيافيلية تصمت وتنزوي وتدع المشاريع القوية تستكمل. وتفاءلوا بالخير تجدوه في الوعود بحياة كريمة للبنانيين، والتبجح بأن العهد القوي سيتحفنا بإنجازات تاريخية انقاذية، مع ان الشمس طالعة والناس قاشعة تقهقر أوضاع هذا الشعب المحروم ادنى مقومات العيش التي لن يحسّنها خروج لاجئين تحت أي ذريعة تبرر كل هذا الفساد المباح. والاناء لا ينضح الا بما فيه.

 

إعلان بعبدا.. هل عاد إليه عون؟

سجعان القزي/الجمهورية/18 حزيران 2018

الالتزامُ بوضعِ استراتيجيّةٍ دفاعيّةٍ ملازمٌ تأليفَ الحكومة وإلا لا حكومةَ قريبًا. فمصيرُ الدعمِ الدوليِّ مرتبطٌ بإجراءِ الاصلاحاتِ الإداريّةِ والاقتصاديّةِ وبمعالجةِ سلاحِ "حزبِ الله". لو كان هذا السلاحُ قوّةً جامِدةً لهانَ الأمرُ، لكنّه قوّةٌ متحرّكةٌ في لبنانَ والشرقِ الأوسطِ والعالم.

أكانَ دورُ سلاحِ "حزبِ الله"، إيجابيًّا أم سلبيًّا، مستلزماتُ وجودِه تُعطِّل جوانبَ من مشروعِ الاصلاحِ ومكافحةِ الهدرِ لأن جُزءًا كبيرًا من المالِ الضائعِ على الخزينةِ اللبنانيّةِ يَذهب لتمويلِ "حزبِ الله"، خصوصًا بعدما تَقلّصَ الدعمُ الماديُّ الإيرانيّ. فكلُّ الفسادِ السياسيِّ والإداريِّ لا يساوي ثلثَ قيمةِ الهدرِ عبرَ المرافئ والمطاراتِ والحدود. الأمرُ لا يتوقّفُ على "حزبِ الله". هذه حالُ كلِّ قِوى الأمرِ الواقعِ منذ سنةِ 1975 إلى اليوم، أكانت ميليشياتٍ أو مقاومةً.

لذا، لا إصلاحَ من دونِ إعادةِ نظرٍ في سلاحِ "حزبِ الله"، ولا إعادةَ نظرٍ في هذا السلاحِ من دونِ وضعِ استراتيجيّةٍ دفاعيّةٍ. وفي ظلِّ المعادلاتِ القائمة، يَظلُّ مشروعُ الاستراتيجيّةِ الدفاعيّةِ الذي دعا إليه "إعلانُ بعبدا" هو الأنسب. فتلك الاستراتيجيّةُ التي عُرِضَت في آخِرِ جلسةٍ لـ"هيئةِ الحوارِ الوطنيِّ" في 12 حزيران 2012، هي الحدُّ الأقصى الذي يمكنُ أنْ يقَبلَ به "حزبُ الله"، والحدُّ الأدنى الذي وافقَ عليه المجتمعُ الدوليّ آنذاك.

من مصلحةِ كلِّ القِوى الرافضةِ "إعلانَ بعبدا" أن تَتبنّاه لأنَّ التحولاتِ الجاريةَ في لبنانَ والمِنطقةِ لا تَصُبُّ في مصلحتِها، من العراق حيثُ انتصَر في الانتخاباتِ الفريقُ المختلِفُ مع إيران، إلى اليمنِ حيث يتراجعُ الحوثيّون، إلى سوريا حيث تُطالب روسيا وإسرائيلُ إيرانَ بالانسحاب، إلى إيران ذاتِها حيث نَقضَت واشنطن الاتفاقَ النوويَّ وفَرضت عقوباتٍ تصاعديّةً أضعفَت الاقتصادَ والنَقد.

وفيما يؤكّدُ المجتمعان العربيُّ والدوليُّ عبرَ دولِه والجامعةِ العربيّةِ والأممِ المتّحدةِ تمسّكَهما بـ"إعلانِ بعبدا"، مؤسفٌ أنْ تنأى السلطةُ اللبنانيّةُ الحاليّةُ عنه ولا تُقدِّم بديلًا. وإذا كانت هذه السلطةُ واثقةً من نفسِها، فلتُقدِمْ وتُرسلْ مذكّرةً خطيّةً إلى الأممِ المتّحدةِ وجامعةِ الدولِ العربيّةِ بسحبِ "إعلان بعبدا"، ولْيدعُ رئيسُ الجمهوريّةِ أو وزيرُ الخارجيّةِ ـ سِيّان ـ سفراءَ الدولِ الكبرى والدولِ العربيّةِ لإبلاغِهم قرارَ الإلغاء.

أَيُعقلُ أن تكونَ الحساسيّةُ العبثيّةُ بين السلطةِ القائمةِ والرئيسِ ميشال سليمان معيارَ قَبولِ المواثيقِ الوطنيّةِ ورفضِها؟ حرّةٌ السلطةُ ألّا تُحِبَّ ميشال سليمان. هذا شأنٌّ شخصيٌّ. لكنّها ليست حرّةً أنْ تَتجاهلَ "إعلانَ بعبدا"، فهذا شأنٌّ وطنيّ. فَلْيُلْغِ، إذَن، كلُّ مَن لا يُحبُّ البطريركَ الحويك دولةَ لبنانَ الكبير، ولْيُلْغِ كلُّ مَن لا يُحبُّ بشارة الخوري ورياض الصلح الاستقلالَ والميثاقَ الوطنيَّ، ولْيُلْغِ كلُّ مَن لا يُحبُّ الملكَ فهد ورفيقَ الحريري اتفاقَ الطائف، ولْيُلْغِ كلُّ مَن لا يُحبُّ "حزبَ الله" انسحابَ الإسرائيليّين من الجَنوبِ ويناشِدْهم العودة. وكلُّ مَن لا يُحبُّ أمين الجميل فَلْيُعِدْ "اتفاقَ 17 أيار" مع إسرائيل و"اتفاقَ القاهرة" مع منظّمةِ التحرير الفلسطينيّةِ لأنّه هو من ألغاهُما.

وأصلًا، "إعلانُ بعبدا" ليس إعلانَ ميشال سليمان، ولا إعلانَ معراب، أو الرابية، أو طرابلس، أو المصيلح، أو المختارة لكي يؤخذَ منه موقِفٌ فئويٌّ أو شخصيٌّ. إنه إعلانُ "هيئةِ الحوارِ الوطنيِّ" مجتمِعةً في قصرِ بعبدا بمشاركةِ جميعِ القِوى السياسيّةِ والحزبيّةِ والطائفيّة، بمن فيهم قِوى السلطةِ اليوم.

غريبٌ أن نَقبلَ إعلاناتِ دمشق والقاهرة والرياض والدوحة، ونرفُضَ إعلانًا صادرًا عن قصرِ رئاسةِ الجمهوريّةِ اللبنانيّة. وغريبٌ أن تَتحفّظَ السلطةُ عن "إعلانِ بعبدا"، ولا تَنتفِضَ حين يُعلنُ السيّد حسن نصرالله أنّه لا يَسحَبُ قوّاتِه من سوريا إلا بأمرٍ من الرئيسِ بشّار الاسد! وماذا عن أوامرِ الرئيس ميشال عون؟

لو كانت السلطةُ تَرفضُ "إعلانَ بعبدا" لتحسينِه ولإدخالِ نصٍّ يأمُر بنزعِ سلاحِ "حزبِ الله" فورًا، لمَزّقنا "إعلانَ بعبدا"، لكنّها تَرفُضه بغيةَ إزالةِ أيِّ نصِّ شرعيٍّ جامعٍ يُشير إلى وضعِ استراتيجيّةٍ دفاعيّةٍ وإلى تحييدِ لبنان.

ما كان "إعلانُ بعبدا" ليَحوزَ ذاكَ الاجماعَ لدى صدورِه لو لم يَكن متوازنًا وعادلًا، ولو لم يُشكّلْ مسارًا وطنيًّا نحو بناءِ الدولةِ القويّة. فجوهرُ هذا الإعلانِ نُقطتان: التهيئةُ لوِحدةِ قرارِ السلمِ والحرب، وإعلانُ تحييدِ لبنان. وقيمتُه نقطتان أُخرَيَان: صَدورُه عن الشرعيّةِ اللبنانيّةِ بإجماعٍ وطني، وتحولُّه وثيقةً عربيّةً ودوليّةً رسميّة. بعدَ "اتفاقِ الطائف"، "إعلانُ بعبدا" هو الوثيقةُ الوحيدةُ التي استحصَلت على إجماعٍ وطنيٍّ؛ لا بل افتقَد الأوّلُ الاجماعَ اللبنانيَّ والدوليَّ لدى صدورِه واعتُبر اتفاقَ الغالبِ والمغلوب. وفي هذا السياقِ، نسألُ السلطةَ الحاليّة:

هل أنتِ ضِدَّ منعِ اللجوءِ إلى السلاحِ والعنف؟

هل أنتِ ضِدَّ دعمِ الجيشِ وتمكينِه من فرضِ سلطةِ الدولة؟

هل أنتِ ضِدَّ دعمِ سلطةِ القضاءِ بصورةٍ عادلةٍ ومن دونِ تمييز؟

هل أنتِ ضِدَّ تنفيذِ خُطّةِ نهوضٍ اقتصاديٍّ واجتماعيٍّ في مختلَفِ المناطقِ اللبنانيّة؟

هل أنتِ ضِدَّ مواجهةِ الأخطارِ الخارجيّة، ولا سيَما منها الخطرُ الذي يمثّلُه العدوُّ الإسرائيليّ؟

هل أنتِ ضِدَّ تكريسِ لبنانَ مركزًا لحوارِ الحضاراتِ والديانات والثقافات؟

هل أنتِ ضِدَّ الاعترافِ بلبنانَ وطنًا نهائيًّا وبصيغةِ العيشِ المشترَك؟

هل أنتِ ضِدَّ التمسّكِ باتفاقِ الطائف ومواصلةِ تنفيذِ كاملِ بنودِه؟

هل أنتِ ضِدَّ تحييدِ لبنانَ عن سياسةِ المحاورِ والصراعاتِ الإقليميّةِ والدوليّةِ والتزامِ قراراتِ الشرعيّةِ الدوليّة؟

هل أنتِ ضِدَّ عودةِ اللاجئين الفلسطينيّين وعدمِ توطينهم؟

هل أنتِ ضِدَّ ضبطِ الأوضاعِ على طولِ الحدودِ اللبنانيّةِ ـ السوريّةِ وعدمِ السماحِ بإقامةِ مِنطقةٍ عازلةٍ في لبنانَ وباستعمالِ لبنان مقرًّا أو ممرًا أو منطلقًا لتهريبِ السلاحِ والمسلَّحين؟

هل أنتِ ضِدَّ وضعِ استراتيجيّةٍ دفاعيّة؟

أيّتها السلطةُ الحاليّةُ: إذا كنتِ تؤيّدين هذه المسَلَّماتِ الوطنيّةَ، فأنتِ حُكمًا مع "إعلان بعبدا"، لأنَّ هذه المسَلَّماتِ هي النقاطُ الواردةُ حرفيًّا في "إعلان بعبدا".

فهل... فاجأتُــكِ؟

 

فليكن ضرب الهدر والفساد بيدٍ من حديد

الهام فريحة/الأنوار/18 حزيران/18

كتاب المؤرخ كمال الصليبي بعنوان "بيت بمنازل كثيرة"، يستحقُّ عنوانه أن يكون أيضاً لكتابٍ ليس عن التاريخ بل عن الحاضر الراهن: البيت هو لبنان، والمنازل كثيرة هي هذا الفرق الشاسع بين البحبوحة والبذخ في مكان، والفقر والعوز في مكان آخر، والمفارقتان تحت سقف واحد هو الدولة اللبنانية.

وحين يكون هذا الأمر على هذه الدرجة من الوضوح، فهذا يعني أنَّ "الشمس شارقة والناس قاشعة" ولم يعد هناك أيُّ شيءٍ يمكن إخفاؤه عن الناس. قد يقول قائل: وما بالكم مستعجلين؟

فالحكومة لم تُشكَّل بعد، وبعد تشكيلها ونيلها الثقة وبدئها العمل تبدأ المحاسبة. فات هؤلاء أنَّ "الحكم استمرارية"، والكلام ليس عن حكومة لم تولَد بعد بل عن حكومة تولَّت السلطة التنفيذية على مدى عام ونصف العام، فبقي الهدر والفساد مستشريين في إدارات الدولة، وهذا الكلام ليس مبالغاً فيه بل إنَّ الوقائع تثبته كل يوم. صيفٌ وشتاء فوق سقف واحد، بذخٌ وحاجة في إدارات واحدة، لكن الجامع المشترك بين كلِّ هؤلاء أنَّنا في بلدٍ يئنُّ تحت وجع أكثر من ثمانين مليار دولار ديناً، فيما بعض مَن هم في الإدارات الرسمية أو الإدارات العامة المملوكة من الدولة يتصرفون ويُبزِّرون وكأننا في بلد حجم الصندوق السيادي فيه يتجاوز الألف مليار دولار من المدخرات!

نسارع إلى المطالبة بأن يضع فخامة الرئيس العماد ميشال عون يده على ملفات الهدر والبذخ، وهما وجهان لعملة واحدة هي عملة "الصرف من كيس الدولة" فيما الدولة تئن من العجز. وإذا سأل أحد عن الملفات التي يجب أن يضع فخامته يده عليها، فهذه عينة منها:

إذا كان تحسين التغذية بالتيار الكهربائي ليس في متناول اليد سريعاً، فهذا يعني أنَّ اللبنانيين سيبقون تحت رحمة أصحاب المولِّدات. ضعوا حداً لهذه المافيات من خلال تركيب العدادات اليوم قبل غد، هكذا يدفع اللبناني مقدار ما يستهلك، وليكن تركيب العدادات في شهر بعدما تأخر لدواعٍ ملتوية لأكثر من ستة أشهر، فهل من استفاقة قبل فوات الأوان؟ وهناك ملفُّ التجنيس، تقول المعلومات أنَّ المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم شارف على الإنتهاء من وضع ملاحظات الأمن العام، بعد إنجاز هذا الملف، ألا يجدر كشف المسؤولين الذين تلقوا الأموال من طالبي الجنسية لتمرير بعض الأسماء في "صفقة المرسوم"؟

عارفو الرئيس عون يؤكِّدون أنه لن يسكت عما جرى، خصوصاً أنَّ توقيعه على المرسوم، مع التوقيعين الآخرين، أوقعه في إحراج لا يقبله ولا يريده وهو يلاحق ويتابع مَن يقف وراء هذا الإحراج الذي لا يُغتفر.يعرف القاصي والداني أنَّ الرئيس عون على عداء مستشرس مع الفساد ومع البذخ من أموال المكلَّف اللبناني الذي يدفع الضرائب لتحسين أوضاع الدولة لا أوضاع بعض الناس فيها. فخامة الرئيس العماد ميشال عون لا تنتظر أحداً: اضرب بيدٍ من حديد والشعب معك، أما ماذا ستكون عليه ردة فعل السياسيين والمنتفعين، فهذا ما يجب أن يكون "آخر همومك"، المهم ردة فعل الناس وفخامتكم واحدٌ منهم.

 

اللاجئون السوريون في لبنان وسياسة الهروب إلى الأمام

علي الأمين/العرب/19 حزيران/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/65425/%d8%b9%d9%84%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%85%d9%8a%d9%86-%d8%a7%d9%84%d9%84%d8%a7%d8%ac%d8%a6%d9%88%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d9%88%d8%b1%d9%8a%d9%88%d9%86-%d9%81%d9%8a-%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86/

طرح قضية اللاجئين بالشكل الذي يتم اليوم في لبنان ينطوي على فتح نافذة للنظام السوري تجاه لبنان، كما ينطوي أيضا على سياسة الهروب إلى الأمام من خلال تفادي مواجهة الاستحقاقات التي يجب على السلطة اللبنانية مواجهتها.

قضية اللاجئين.. مسألة شعبوية في لبنان

تشكّل قضية اللاجئين السوريين في لبنان عنصرا ضاغطا على الاقتصاد وعلى المؤسسات العامة المعنية بتقديم الخدمات، كما أن وجود أكثر من مليون لاجئ سوري في لبنان يثير مخاوف أوروبية من عملية انتقال هؤلاء اللاجئين إلى أوروبا، إما مرغمين وإما عبر طرق اختيارية غير مشروعة، ولذا يبدي المجتمع الدولي والاتحاد الأوروبي على وجه الخصوص اهتماما بهذه القضية سواء لجهة توفير الدعم المادي لهم، أو لناحية التنسيق مع الدولة اللبنانية التي تتلقى أربعين بالمئة مباشرة من المساعدات المالية المقررة دوليا للاجئين السوريين في لبنان بحسب الناطقة باسم مفوضية شؤون اللاجئين في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا رولا أمين.

قضية الوجود الديموغرافي السوري في لبنان اليوم، تحولت إلى قضية سياسية بامتياز، لا سيما مع انفجار الخلاف بين وزارة الخارجية اللبنانية وتحديدا وزير الخارجية والمنتشرين جبران باسيل ومكتب “المفوضية” في بيروت، بسبب ما اعتبره الأخير منع المفوضية للاجئين من العودة إلى بلادهم، وهو ما نفته المفوضية التي اعتبرت أنها تقوم بواجباتها وهي غير قادرة على منع أي لاجئ من العودة إذا قرر ذلك، وفي نفس الوقت هي عاجزة عن توفير ضمانات العودة الآمنة لهم إلى سوريا.

وعلى الرغم من الإجراءات التي اتخذتها وزارة الخارجية بمنع تجديد الإقامات في لبنان لموظفي المفوضية، فإن الاتصالات لم تنقطع حين برز تباين بين موقفي رئيس الحكومة سعد الحريري ووزير الخارجية، حيث اعتبرت مصادر الحريري أن ما قام به باسيل لا يمثل رأي الحكومة، لكن ذلك لم يمنع باسيل من التمسك بموقفه والتعبير عنه بطرق مختلفة، كان منها قيامه بجولة إلى بعض مخيّمات النازحين في بلدة عرسال الحدودية مع سوريا في محاولة لإظهار أن بعض السوريين يريدون العودة، لكن ثمة عوائق تضعها المفوضية في طريق العودة.

وجود أكثر من مليون لاجئ سوري في لبنان يمثل قضية بحد ذاتها تثقل على الدولة اللبنانية عموما، لكنها تكاد تبدو في الكثير من المواقف السياسية عنوانا للاستثمار السياسي اللبناني الداخلي، ذلك أن لبنان الذي يشكو بعض المسؤولين فيه من أعباء قضية اللجوء الاقتصادية والمالية على الدولة، هم أنفسهم لا يبالون باتخاذ أي إجراءات اقتصادية أو مالية وإدارية للحد من عمليات النهب المنظم لخزينة الدولة عبر سياسة المحاصصة والزبائنية التي تستفحل في الدولة، كما أن أطراف السلطة على وجه العموم لا تقوم بما يتوجب من إجراءات تظهر للبنانيين أن لديها اهتماما بتوفير الحد الأدنى من خطوات لجم التدهور المالي والاقتصادي، إن لم يكن وضع خطط للنهوض بالدولة على مستوى التنمية وجذب الاستثمارات للحد من البطالة المتفشية.

من هنا لا يمكن النظر إلى قضية اللاجئين باعتبارها قضية تخلّ بتوازنات ديموغرافية أو تثقلُ على موازنة الدولة فحسب، بل في كونها شماعة لبعض السياسيين في إطار تسجيل المواقف في الهروب من مواجهة التحديات الجوهرية التي تمنع قيام الدولة في لبنان بما هي مرجعية حصرية في إدارة شؤون المؤسسات الدستورية والقانونية، إذ تتحول قضية اللجوء في لبنان إلى جوهر المشكلة التي يعاني منها لبنان، علما وأن العديد من القضايا كالتورط في الحرب السورية لا تمثل لبعض اللبنانيين قضية ليست ذات أهمية في تداعياتها على أحوال الدولة، ولا عملية تخريب مؤسسات الدولة من خلال أطراف السلطة أنفسهم.

العنصر الأهم في أسباب الأزمات التي يعاني منها لبنان، ولا مصادرة القضاء وتعطيله لصالح استمرار الاختلال في إدارة شؤون المؤسسات والمجتمع، ولا مرسوم التجنيس الأخير الذي تم فيه منح الجنسية لأكثر من أربعمئة فرد، فاحت منه روائح مشبوهة، هذا من دون أن نتطرق بالتفصيل إلى عملية الفساد والهدر في تلزيمات الكهرباء والنفط فضلا عن التخريب الممنهج لقطاع الاتصالات الذي يتعرض لاستباحة على مستوى التوظيفات وفي إدارة هذا القطاع الذي يكاد يكون القطاع الوحيد الإنتاجي المتبقي في لبنان الذي يدرّ أموالا على الخزينة العامة، لكنه اليوم يعاني من الفضائح التي تختصرها الزبائنية والفساد واللامبالاة من قبل السلطة تجاه تدهور أحوال هذا القطاع الذي تخلف عن محيط لبنان بدرجات غير مبررة.

لا يمكن النظر إلى قضية اللاجئين باعتبارها قضية تخلّ بتوازنات ديموغرافية أو تثقلُ على موازنة الدولة فحسب، بل في كونها شماعة لبعض السياسيين في إطار تسجيل المواقف في الهروب من مواجهة التحديات الجوهرية

يبقى أن قضية اللجوء تجري مقاربتها في لبنان اليوم بشعبوية وطائفية، والأهم هو الاستخدام الذي يجعل من هذه القضية وسيلة من وسائل فتح الباب أمام عودة النفوذ السوري إلى لبنان من خلال هذه القضية، ذلك أن المنطق السياسي والوطني والإنساني يفترض مهما قيل عن الموقف الدولي في تقصيره بشأن اللاجئين السوريين وتوفير شروط عودتهم إلى بلادهم، يبقى الموقف الأفضل أو الأقل خطرا على لبنان إذا ما كانت المقارنة مع سياسة وسلوك النظام السوري في هذا الشأن.

لذا فإن حرص لبنان على المحافظة على الغطاء الدولي وتمتين شروط العلاقة مع مؤسساته هو المنهج الأقل ضررا على الدولة من أي خيار آخر، ذلك أن لبنان لا يمكن له أن يغامر في العلاقة مع مفوضية اللاجئين لحساب النظام السوري. فلبنان الذي عانى من نظام الأسد.

لا يمكن له أن يلجم شهية النظام السوري في السيطرة والنفوذ إلا بالتحصّن بالشرعية الدولية والمظلة العربية، كما أن لبنان ليس لديه ترف المغامرة بعلاقاته الدولية في وقت يدعو فيه إلى احتضان الدولة اللبنانية التي باتت على شفير الإفلاس وهو لا يزال يطالب أيضا بدعم اقتصاده من خلال المؤتمرات الدولية ولا سيما تلك التي انعقدت خلال الشهرين الماضيين، سواء مؤتمر سيدر في باريس الذي أقرّ مساعدات بقيمة أحد عشر مليار دولار أو مؤتمر روما الذي أقر مساعدات عسكرية للجيش اللبناني.

طرح قضية اللاجئين بالشكل الذي يتم اليوم في لبنان ينطوي على فتح نافذة للنظام السوري تجاه لبنان، كما ينطوي أيضا على سياسة الهروب إلى الأمام من خلال تفادي مواجهة الاستحقاقات الرئيسية التي يجب على السلطة اللبنانية مواجهتها، وطالما أن مسألة الأعباء الاقتصادية والمالية هي التي تُرفعُ كشعار لتبرير السلوك المنفّر على هذا الصعيد، فإن ما يجب ألا يخفى على أحد أن عجز السلطة عن مواجهته فإن عجزها أيضا عن مواجهة فساد أطرافها وسوء إدارتها لشؤون المواطنين، هي المعضلة الحقيقية التي تجعل لبنان اليوم من دون أي خطة تنموية فعلية ولا أي سياسة جادة في السيطرة الحصرية على مرافق الدولة وعلى مرافقها، بل هي غائبة عن التحكم الكامل في حدودها البرية مع سوريا.

وإزاء هذا الهروب تبقى قضية اللاجئين السوريين في لبنان الوسيلة التي يتم من خلالها النموذج الجذاب الذي يغري بعض أطراف السلطة لمداراة عجزها عن تلبية شروط بناء الدولة، أو وسيلة لإخفاء تورطها في ملفات الفساد، عبر استغلال أوجاع المواطنين وحاجاتهم الملحة بإحالتها إلى مشكلة اللجوء، وهذا ما يمهد ليس لمعالجات جادة بل لتعميق الجراح بين البلدين ولا سيما بين الشعب السوري والشعب اللبناني اللذين يقعان اليوم ضحية سلطات خبيثة مستعـدة لأن تغـامر بمستقبل البلدين من أجل مكاسب سلطوية شخصية أو حزبية وفئوية.

 

عن لاهوت سياسي للعهد الرئاسي

وسام سعادة/القدس العربي/18 حزيران/18

عندما سُئلَ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وهو يدلي بورقته في انتخابات السادس من مايو/أيار الماضي في قلم الاقتراع بحارة حريك، في الضاحية الجنوبية أجاب: «أنا صوّتُّ للعهد».

أما صهره، وزير الخارجية ورئيس التيار الوطني الحر (التيار العوني) جبران باسيل فكرّر أكثر من مرّة على مسامع الناس طيلة الموسم الانتخابي بأنّ العهد، بمعناه الفعلي والشامل، لم يبدأ بعد، وأنّ حكومة العهد الأولى الفعلية ستكون تلك التي تعقب الاستحقاق الإنتخابي. الانتخابات كانت من وجهة النظر العونية، استفتاء لـ«تمكين» بل «تفويض» بل «ظهور» العهد، والملموس الأوّل في كل هذا تكريس «ولي للعهد»، جبران باسيل. أما إذا ابتعدنا عن ملموسية هذا التكريس، ستجد «الإطناب في العهد» كما لو كان العهد مقاماً من مقامات الرّوح، لا يختزل في مؤسسات، كما لو أنّه دعوّة للتأمّل الصوفيّ.

في هذا الإطناب، العهد أتى وما زلنا ننتظره. سالف الحضور. حاصل في «الليس بعد». هو مقام للروح، لكنه مقام للوجود نفسه. عندما يصوّت الرئيس للعهد في قلم اقتراع، معنى هذا أن «الرئيس بذاته» ينتخب «الرئيس لذاته». العهد العوني يكون بهذا المعنى عين الكائن السارتري الحرّ: موجوديته لا تتضمن ماهيته، ولأجل ذلك فهو حرّ يصنع حرّيته من لاشيء.. ولأجل ذلك هو «رئيس قوي» يمكنه أن يطالب في الحكومة المقبلة بحصته الوزارية كصاحب أكبر تكتل نيابي مسيحي، وبحصة وزارية إضافية للمقام الرئاسي في ذاته.

تعامل الرئيس وتياره مع الاستحقاق الانتخابي التشريعي على أنّه استفتاء على العهد يتجلى فيه العهد نفسه. لم يخض في المقابل أي فريق الاستحقاق على أنّه استفتاء ضدّ العهد، ولو اتخذ «التململ من العهد» ضروباً ومسالك شتّى. رست الانتخابات على مجلس متطبع بأكثريته المطلقّة مع قوامية سلاح «حزب الله»، وهذا فحوى ما قصده قائد فيلق القدس في حرس الثورة الجنرال قاسم سليماني في كلامه الأخير عن البرلمان اللبناني، الذي ردّ عليه فريق العهد نفسه بنفي التبعية لإيران. جاءت الانتخابات في المقابل بمجلس هو إلى حد كبير «غير متأقلم» مع مناخ العهد، ولو كانت أشكال انعدام التأقلم (كتل بري وجنبلاط وفرنجية والقوات) من الصعب جمعها في إطار مشترك في الأمد المنظور. في المقابل، تظهر بين الفينة والفينة عوارض الاحتقان. فالسجال «حول العهد»، فكرته وحصيلته ومآله، ما زال في بداياته، وما زالت بداياته أصوات صاخبة يصعب عليها الانتظام في كلمات مفهومة.

يغيب عن كل هذا أنّ العهد في الدستور غائب. فلا ورود لهذا المصطلح في المواد الدستورية المتصلة بانتخاب الرئيس وصلاحياته وعلاقته بالسلطتين التنفيذية والتشريعية أو بعموم اللبنانيين. في النصّ الدستور مدّة الرئيس في السدّة تسمّى «ولاية» لا عهداً. يشخّص الدستور الرئيس بأنه رمز وحدة الوطن، يسهر على احترام الدستور والمحافظة على الاستقلال، لكنه لا يصيغ علاقة «عاهد ومعهود» بينه وبين الآخرين. درجت العادة على اعتبار خطاب القسم الذي يلقيه الرئيس فور أدائه يمين القسم بمثابة «صكّ العهد» هذا، لكنّ الدستور في مادته الخمسين لا يطلب من الرئيس تلاوة خطاب قسم، بل إن المادة تكتفي بتحديد صيغة ثابتة ليمين القسم لا تتبدّل من رئيس إلى آخر. صحيح أنّ المادة نفسها تتحدّث عن قبض الرئيس لـ«أزمّة الحكم» (بالشدّة على الميم) والأزمّة هنا جمع زمام، أي مقاليد الأمور، و«زمام قومه» هو صاحب الأمر فيهم، إلا أنّ هذا التوصيف لوحده لا يكفي لـ«تأصيل» مفهوم العهد الرئاسي دستورياً.

الطريف في المقابل أنّ الدستور اللبناني يستخدم كلمة «عهد» في إطار الحديث عن «عهد النيابة» في المادتين 41 و55 منه، والمعنى هنا «مدّة وكالة» النواب عن ناخبيهم. دستورياً إذاً، ثمة 128 «عهداً»، هي العهود النيابية، لكن ليس ثمّة، في النص، من «عهد رئاسي».

«العهد» وإكثار الحديث عنه في لبنان، بالإيجاب أو بالسلب، بالتثمين أو بالتبخيس، فكرة «مبهمة العلاقة» مع الدستور. فالعهد بمعنى من المعاني فكرة ملكية أكثر منها فكرة جمهورية. للرؤساء ولايات، وللملوك عهود. ويحمل المصطلح شحنة نوستالجيا لدستور ما قبل الطائف، حين كان الرئيس هو من يتولى السلطة التنفيذية «بمعاونة الوزراء»، وباستطاعته التقدم للبرلمان باقتراح القوانين، وباستطاعته الدعوة لعقود استثنائية، وله نظرياً، صيغة سهلة نسبياً لحل المجلس النيابي. مع هذا، يمكن أن يحدث «القلب الدلالي» هنا، ويبنى على أنّ الرئيس خسر من «صلاحياته التنفيذية» بعد الطائف، لكنه كسب هالة تحكيمية ومرجعية أكثر، وبالتالي هالة ملكية أكثر، تتحول إلى «عهد» كامل في حال تولاها الشخص الذي يتمتع بشرعية شعبية مزمنة. طبعاً، لم يكلّف أحد خاطره لتسويغ «عهدية العهد» على هذا النحو، بمن في ذلك فريق العهد نفسه. عندهم أنّ الرئيس القوي في غنى عن تسويغ مفهوم العهد القوي نفسه.

لا غنى في المقابل عن تفكيك مفهوم العهد. ومن السكك المتاحة الاستعانة بالفقيه الدستوري والفيلسوف السياسي الألماني المحافظ كارل شميت حين اعتبر أنّ كل المفاهيم السياسية الحديثة هي في واقع الحال مفاهيم دينية جرت علمنتها. هنا سيظهر أن «العهد» ليس إلى هذه الدرجة مفهوم ديني جرى إحياؤه حداثياً بعلمنته. إنّه مفهوم دينيّ، كتابيّ، توراتي، بامتياز. ليس «تعاقداً» بقدر ما هو «وصيّة». آليات التفاعل مع هذه الوصيّة قد تتخّذ بعض وجوه العقد، لكنها تبقى بأعمها الغالب آليات إيمانية، شهودية، انتظارية، رجائية. هو مفهوم ديني بامتياز، لم «تجر علمنته» إذا ما استعدنا كارل شميت، بقدر ما جرت إضاعة أصله وفصله، والاكتفاء منه بالمؤثّرات، وببعد محدّد: إن العهد وصية، وإنّ القائم بالعهد، رئيس الجمهورية، بهذا المعنى، هو «الدستور الحيّ» للمملكة الداودية، في مقابل «الدستور النصيّ». ثمّة وراء «العهد الرئاسي» لاهوت سياسي مضمر، مشتت، ضائع، مغفل، لكن «العهد» لا يمكن أن يعني شيئاً من دون هذا اللاهوت السياسي الذي لا يقتصر على العونيين، بل هو أقرب ما يكون إلى «مشترك» بين القوى السياسية المسيحية. فكرتها عن العهد ملكية أكثر منها جمهورية، وملكية داودية أكثر من أي شيء آخر: ملك يخرج من «الشعب» ليقارع «جالوت» ويصير «عهداً»، ويصير وجوده في هذا المقام بمثابة حفظ لمقام المسيحيين الللبنانيين في الوجود. شيء من هذا، جانب من جوانب الأساطير اللبنانية الحديثة العديدة.

 

تغريدة جنبلاط وحصانة عون

غسان شربل/الشرق الأوسط/18 حزيران/18

هذا زمان المغردين. من دونالد ترمب إلى مقتدى الصدر مروراً بسعد الحريري وأنور قرقاش. لم يعد السياسي يحتاج إلى حديث صحافي طويل أو إطلالة تلفزيونية مديدة. تكفي بضع كلمات جاذبة. وإذا كانت لاسعة وفي توقيت مناسب تسري كالنار في الهشيم. ليس بسيطاً أن يختار زعيم الاقتصاد الأول في العالم والقائد الأعلى لأقوى جيش في التاريخ مخاطبة العالم عبر «تويتر». حفنة كلمات منه يمكن أن تقلق الخصوم والحلفاء وأن تهز الأسواق والبورصات. فرض ترمب أسلوب التخاطب في القرية الكونية والتحق به كثيرون. و«تويتر» فرصة تعبير وترويج وتشويه. إنه مكان نموذجي لنشر الغسيل خصوصاً حين لا يكون ناصعاً.

حين جئنا إلى هذه المهنة الشائكة كان الرقيب يعتقل الصحيفة ويحرمها تأشيرة المرور إلى القارئ. وكان يمنعها من دخول البلاد بسبب عبارة أو مقال أو جملة تبطن التباساً. غيّرت الثورة التكنولوجية قواعد اللعبة، ودفعت الحدود والمقص والقلم الأحمر إلى تقاعد إلزامي. حولت كل مواطن صحافياً واتسعت دهاليز وسائل التواصل الاجتماعي للجميل وما لا يشبهه وللصحيح ونقيضه. عصفت الثورة بالصفحات والشاشات. بوزراء الإعلام ورؤساء التحرير.

أدرك وليد جنبلاط باكراً أهمية هذا السلاح الوافد. ميله التقليدي إلى الإيجاز وإطلاق السهام جعل تغريداته محط اهتمام مريديه وكارهيه. عرف أن التغريدة يمكن أن تكون أقسى من قذيفة وأوجع من خنجر. والبيك لاعب بارع أصلاً. يجيد الكمون ويجيد خطف الأضواء. يختار ساعة الصمت ويختار ساعة البوح.

عبثاً يحاول وليد جنبلاط إقناع زائره أنه تقاعد أو يكاد. خروجه من البرلمان لمصلحة نجله تيمور لا يعني أبداً خروجه من الحلبة. لا يستطيع العيش خارجها ولو تمنى. علاقته بالسياسة حالة إدمان. أستاذ في القلق وقراءة اتجاهات الرياح. مفرط في المرونة ثم مفرط في التشدد. وأحياناً تدفعه المرارات إلى تخطي الجرأة في اتجاه التهور والمعارك الخاسرة. خبير في الاشتباكات وفي الهدنات. ملاكم لا يرتاح إلا وسط تبادل اللكمات. ومن عادته أن يخوضها في نادي الكبار. وإذا تحرش به ملاكم مستجد يسارع إلى تصويب اللعبة ويصوّب على اللاعب الكبير.

الحق على «تويتر». قاتله الله. كان جنبلاط يغرد عن شظف أوضاع اللاجئين السوريين خصوصاً بعد تغريدات جبران باسيل وخروقاته. ختم جنبلاط تغريدته بعبارة تقول: «مصيبتنا في عهد فاشل من أول لحظة». اشتعلت المواقع والمنصات. لم يتسامح العونيون حيال العبارة التي استهدفت السيد الرئيس الجالس في القصر. انهالوا على الزعيم الجنبلاطي بأقسى الاتهامات وأقذع العبارات. وهذا من حقهم في عالم «تويتر». لكنهم ذهبوا أبعد مما قد يحتمل العهد نفسه حين نبش بعضهم قبور «حرب الجبل» والتواريخ القديمة. تجاهلوا أن على المحارب أن يحتفظ بأوجع أسلحته للمعارك الأقسى وهي مقبلة بالتأكيد مهما تأخرت.

لا يستطيع وليد جنبلاط إنكار أن ميشال عون هو الرئيس الشرعي للبلاد، وأنه الممثل على الأقل لنصف المسيحيين أو ما يزيد قليلاً بموجب الانتخابات النيابية الأخيرة. ولا يستطيع عون في المقابل إنكار أن جنبلاط هو الزعيم الممثل للغالبية الساحقة من الدروز. ولأن البلد خيمة مكونات لا تتيح الشطب والضربات القاضية يتحتم على الرجلين التعايش ولو كان على قاعدة تجرع السم ومتابعة الرقص.

والحقيقة هي أن الحساب بين الرجلين قديم. تواجها فوق تلال سوق الغرب في الثمانينات وسال دم كثير. لقد أمضى جنبلاط معظم حياته السياسية يواجه من تقاتلوا على إرث بشير الجميل في طائفته ومنطقته والجمهورية؛ وهم أمين الجميل وسمير جعجع وإيلي حبيقة وميشال عون. وهو يعتبر أنه إذا كان بشير دخل القصر محمولاً على المناخات التي ولدها الاجتياح الإسرائيلي، فإن ميشال عون دخله محمولاً على المناخات التي ولدتها عاصفة الممانعة. ولم يستسغ جنبلاط بالتأكيد موقف عون الملتبس في أعقاب الاغتيالات التي عصفت بلبنان في العقد الماضي ولا رغبته في التلاعب بموازين الصلاحيات التي أرساها اتفاق الطائف. ويشتبه جنبلاط بأن عون يضمر مشروعاً لتحجيمه كان جنرال ممانع آخر هو إميل لحود حاول تنفيذه، لكن الرياح لم تسعفه.

قبل شهور من انتخاب عون رئيساً بلور جنبلاط موقفاً واضحاً. إذا أيد سمير جعجع وصول عون لن يكون أمامه غير تأييده لتفادي الصدام بالكتلة المسيحية، وحرصاً على مصالحة الجبل التي أبرمت خلال وجود عون في المنفى وجعجع في السجن. ولأن القصر يستحق مصالحة حتى مع العدو الأول والمنافس الأول تجرع عون سم «اتفاق معراب» وحاز تأييد جعجع وبعده جنبلاط بعدما كان حاز تأييد سعد الحريري. لكن القصر صعب في لبنان. الآلة معطلة أصلاً. لا الفساد انحسر ولا حلم الدولة تقدم. ونكبة العهود تبدأ بالمتسلقين في ظلها قبل خصومها.

في لبنان عليك أن تتذكر أنك في لبنان. كان ميشال عون يحلم برؤية مطرقة البرلمان اللبناني تخرج من يد الرئيس نبيه بري. سرعان ما اكتشف أن «حزب الله» الذي لم يبخل عليه بالهدايا وبينها القصر ليس مستعداً لتقديم هدية بهذا الحجم. بري الذي حلم بتفادي رؤية عون في القصر لم يحصل من الحزب على هدية بهذا الحجم. إنه موسم السم وقد تجرع جنبلاط منه كثيراً خصوصاً في 7 مايو (أيار) 2008 على يد «حزب الله».

التركيبة اللبنانية مطبخ سم قديم. سم في نزاع المكونات وأشد منه داخلها. أكثر من أي وقت مضى تبدو حصانة عهد عون معلقة باستمرار اتفاقه مع حليفه اللدود سمير جعجع الذي ضاعفت الانتخابات الأخيرة رصيده النيابي. حين يقع الطلاق بين الرجلين ستنطلق معركة تحجيم العهد فعلياً، لأنها لن تعتبر آنذاك تحجيماً لطائفته. بري أستاذ في اختيار التوقيت وجنبلاط لن يتردد في التغريد.

 

العراق بين «براغماتية المحاصصة» و«تفاهم الضرورة»

جورج سمعان/الحياة/19 حزيران/18

حضور إيران في بغداد ثابت أول. وكذلك بقاء «التحالف الوطني» الشيعي ثابت أول هو الآخر. بعدهما، إلى حين، ثابت آخر هو تفاهم الضرورة بين طهران وواشنطن في العراق. نجحت الضغوط التي مارسها قاسم سليماني مرة أخرى في إعادة ترتيب البيت الشيعي. لن يسمح للسيد مقتدى الصدر بأن يتصدر المشهد السياسي، وإن تصدر نتائج الانتخابات البرلمانية الأخيرة. لن يسمح له بفرض قواعد جديدة للعبة السياسية التي طبعت الحكم في بغداد منذ سقوط نظام صدام حسين، حتى وإن ساهم في حشد التظاهرات المطالبة برفع يد الجمهورية الإسلامية عن القرار العراقي. والولايات المتحدة أيضاً كانت ولا تزال تخشى وقوع بلاد النهرين في فوضى كبيرة أو تظل ساحة حرب مفتوحة. لذلك رضخت بعد انتخابات 2010. ارتضت تجاوز الكتلة التي حلت أولى ذلك العام، ومررت التجديد لنوري المالكي لولاية ثانية. تماماً فعلت مثلها إيران ورضخت لإزاحة رجلها زعيم «دولة القانون» بعد أربع سنوات. راعت رغبة جامحة لدى المرجعية في النجف وفي أوساط القوى السياسية والشعبية التي حملت المالكي مسؤولية الفساد والفوضى وقيام «داعش» خصوصاً. كان ذلك زمن ولاية الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما. ولم يختلف الوضع كثيراً مع خلفه، على الأقل أثناء الحرب على الإرهاب؛ فقد واصلت القوات الأميركية قتال «دولة الخلافة» جواً فيما كانت كتائب «الحشد الشعبي» التي رعاها قائد «فيلق القدس» في «الحرس الثوري» في صلب المواجهة إلى جانب القوات النظامية.

الآخرون، الساسة وقادة الكتل الكبيرة، هم المتحولون. أما الناخبون فثابتون أيضاً، لكن وظيفتهم تنتهي كل مرة بعد الاقتراع، وبعد... التظاهرات الشعبية الحاشدة. لذلك لم يكن مشهد السيد الصدر وهو يعلن تحالفه مع هادي العامري قائد «الحشد الشعبي» مفاجئاً. تفاجأ الذين عولوا على تحوله. لم يعتبروا مما حل بالحركة الشعبية الغاضبة قبل ثلاث سنوات. كادت تطيح الحكومة. دفع بجمهوره إليها، قفز إلى مركب الذين يعانون من الفساد والفقر والقمع والظلم وانعدام الخدمات وغياب القضاء المستقل. وانتهت التحركات بلا نتيجة... لكن كثيرين لم ينسوا وإن تناسى كثيرون أن الصدر كان حينها يتزعم كتلة برلمانية وازنة! وأن ثمة وزراء من اختياره وهم تالياً معنيون ومسؤولون كزملائهم الآخرين في حكومة حيدر العبادي. القوى السياسية العلمانية والمنادية بدولة مدنية بعيداً من الأحزاب الدينية، وعلى رأسها الحزب الشيوعي، منحت الصدر مساحة واسعة للتحرك. لم تدرك أنه في النهاية لن يكون بمقدوره الوقوف في وجه «عدويه» الأميركي والإيراني، هذا إذا كان فعلاً لا يختلف كثيراً عن معظم القوى الدينية التي سعت إلى تبديل ثيابها وتغيير شعاراتها بما يتماشى ورغبة الشارع، فلا برامج ولا عقائد ثابتة! لكنها لم تقنع الناس العاديين، لذا كانت نسبة الإقبال على الانتخابات الأخيرة بحدود 44 في المئة، بينما تجاوزت في 2010 ستين في المئة. وإذا قدر للكتل وللخاسرين أخيراً أن يفرضوا إعادة إجراء الاستحقاق، فإن النسبة ستتراجع كثيراً.

لكن ما قد تحمله الأيام المقبلة من «مفاجآت»، ما دام أن ديدن الساسة في العراق الحفاظ على منظومة المحاصصة، قد يطوي صفحة الضجيج التي رافقت نتائج الانتخابات. فإذا قيض لسليماني أن ينجز خطوة أخرى بضم المالكي إلى التحالف الجديد بين كتلتي «سائرون» و «الفتح»، فلا حاجة إلى إعادة فرز يدوي. ولا حاجة إلى معركة بين مفوضية الانتخابات والقضاء. وهناك اتصالات قد تثمر بترتيب لقاء بين خصوم «صولة الفرسان». وإذا قضى تفاهم الضرورة بأن يلتحق حيدر العبادي بهذا الركب، تصبح الطريق سالكة أمام تفاهم جميع الكتل الكبيرة على اختيار رئيس للوزراء للبدء بتشكيل حكومة لن تختلف عن سابقاتها في توزيع الحصص والحقائب. ثمة «براغماتية» خاصة في بغداد لم يكن الصدر استثناء بعيداً منها. شعر بأنه قد ينتقل إلى صفوف المعارضة مع تقدم سليماني في تحركه. لم يعد هاجسه الوحيد محاصرة المالكي. العامري التقى السفير الأميركي دوغلاس سيليمان أكثر من مرة، والتقى سفراء آخرين، على رغم أن في صفوف «فتحه» نواباً من «عصائب أهل الحق» المصنفة في اللائحة الأميركية «تنظيماً إرهابياً». ووضع عنواناً براقاً لتحركه بقوله إن ائتلافه «ماضٍ في بناء دولة وطنية منفتحة على كل الدول الصديقة والحليفة للعراق وفق نصوص الدستور». وخشي الصدر أكثر من تصاعد موجة الداعين إلى إعادة الانتخابات برمتها، خصوصاً بعد الحريق المتعمد في مخزن لصناديق الاقتراع في الرصافة ببغداد حيث كانت له المرتبة الأولى لعاصمة خصص لها نحو 71 مقعداً. وكان تلقى رسالة أشد وقعاً هي انفجار أحد مخازن السلاح في «مدينة الصدر» داخل أحد مراكز العبادة التابعة لتياره. وعلا صوته داعياً إلى الوقوف «صفّاً من أجل البناء والإعمار بدل أن نحرق صناديق الاقتراع أو نعيد الانتخابات لمقعد أو اثنين»، ومحذّراً من محاولات بعض الأطراف إشعال حرب أهليّة.

في أي حال، إن المشتغلين على ترميم العملية السياسية في العراق، خصوصاً إيران أو الولايات المتحدة، هم أيضاً يعتمدون هذه «البراغماتية الخاصة». تقودهم إلى اعتماد صيغة وسطية تحافظ على قواعد اللعبة القائمة حتى الآن منذ القضاء على نظام البعث، لذلك حاذروا ويحاذرون دفع الصدر إلى المعارضة حيث قدرته على التجييش وتأليب الفقراء والمعترضين على النخب الحاكمة ونظام المحاصصة. وفي المقابل، لا يمكنهم الإقدام على المجازفة بإبعاد الكتلة الكبرى الثانية، أي «الفتح» من «جنة الحكم». كتائب «الحشد الشعبي» ساهمت في هزيمة «داعش»، وهو ما عزز حضورها في الشارع، إضافة إلى سلاحها بالطبع. وهي تشكل ذراعاً أساسية لإيران التي إن ارتضت بطي صفحة المالكي فإنها لن ترضى بتجاهل «الحشد» وتفكيك «التحالف الوطني» عماد نفوذها وحضورها في بغداد. وحتى السفير سيليمان يعرف خطورة دفع «الكتائب» إلى خارج الحكم، لذلك أيسر المخارج وأسلمها أمام طرفي «تفاهم الضرورة» جمع الصدر والعامري في ائتلاف يضمن الحفاظ على قواعد اللعبة، فيتولى أحدهما ضبط الآخر.

وإذا كانت هذه الوسطية أو البراغماتية وراء تبدل المشهد السياسي، فإن الأيام المقبلة قد تحمل مزيداً من «المفاجآت». حرص إيران على ترميم «التحالف الوطني» لن يكتمل من دون الالتفات إلى حضور حيدر العبادي، فهو حل ثالثاً في الانتخابات. يبدو نظرياً بعد التحالف الجديد بين كتل «سائرون» و «الفتح» و «الحكمة» أن عودته إلى كرسي الوزارة باتت بعيدة، لكن صورة الكتلة الأكبر قد لا تكتمل من دون «النصر»، بل ربما وجد طابخو الحكومة المقبلة أن أفضل الحلول التجديد للعبادي بدل الرهان على شخصية جديدة قد تحتاج إلى سنتين حتى تتمكن من الإلمام بكل الملفات، وتتمرس على أداء دور نشط ومثمر. في حين أن التجديد لرئيس الحكومة الحالي يوفر نوعاً من الاستمرار، وحداً من التوازن في المواقف السياسية الكبيرة؛ فهو مثلاً حرص على التأكيد مراراً أن العراق يرفض التحول ساحة لصراعات إقليمية ودولية، وراعى مصالح إيران ومعها مصالح الولايات المتحدة، وعلاقته بالصدر والعامري طبيعية. كان الأول ولا يزال يحبذ التجديد له وإن بشروط، فيما الثاني لا يمكن أن يتجاهل أن رئيس الحكومة كان وراء «شرعنة» كتائب «الحشد الشعبي»، على رغم اعتراض بعضهم وتخوف بعض آخر. كما أن ضم العبادي إلى التحالف والتجديد له، يرضيان حزب الدعوة فلا يشعر جمهوره بأنه بات خارج الحكم نهائياً هو الذي تولى هذه المهمة معظم السنوات الأخيرة بعد الغزو الأميركي للعراق. أما ابتعاد الرجل من هذه الصورة الحزبية، فمرده إلى موقفه من خصمه زعيم «دولة القانون». ويرضي المرجعية بالتأكيد أن تشاهد التعاون بين الصدر والعبادي وعمار الحكيم وآخرين يستعدون للحاق بهم... وإن كان شعارها «المجرب لا يجرب»، فكلهم «مجربون»!

لا يبقى أمام الكتل الأخرى الأصغر عدداً، إذا توسع ائتلاف الصدر والآخرين، سوى البحث عن موطئ قدم في الحكومة الجديدة، ولا بد إذاً من التحاق معظم هذه الكتل بالائتلاف لتضمن حصتها في «نعيم» الحكم والوزارات في بلد يصنف بين أكثر الدول فساداً؛ فالمحاصصة يفترض ألا تقصي أحداً. أما الكرد فلا يملكون سوى الترحيب بالائتلاف، فهم دائماً حرصوا على التعامل مع «التحالف الوطني» الشيعي، إلى حد بدا أنهما يتقاسمان وحدهما الحكم من دون القوى الأخرى. وإذا كانت الولايات المتحدة منخرطة في ترتيب الكتلة الكبرى، فإن الأحزاب الكردية عموماً، في إربيل كما في السليمانية، لا يمكنها الابتعاد من الموقف الأميركي. وبالتالي لن تكون بعيدة من الموافقة على ما يجمع عليه الائتلاف الجديد، سواء تقررت عودة العبادي إلى كرسي الحكومة أو أسندت هذه لغيره. لا يمكن الكرد أن يغالوا في تحميل العبادي مسؤولية ما آلت إليه أوضاعهم بعد فشل الاستفتاء، وما يعتبرون أنهم خسروه في كركوك ومناطق أخرى متنازع عليها. ما حل بهم يتحمل مسؤوليته ساستهم، وكذلك دول الإقليم وحلفاؤهم في واشنطن وغيرها في عواصم الغرب.

 

شرق أوسط جديد… نهضة عربية بلا حروب مع إسرائيل

أ حمد الجارالله/السياسة/18 حزيران/18

باتت ساعة الاحداث في المنطقة مضبوطة على المواقيت الإسرائيلية، مدفوعة بقوة التحالف مع الولايات المتحدة التي ترى في تل أبيب جوهرة تاج السيطرة على الشرق الاوسط وهزيمة المعسكر المعادي، والاداة لاستكمال تسويق المشروع الاسرائيلي القائم على فرض السلام من وجهة نظر صهيونية، مهما تبدلت الادارات الاميركية، لذلك فإن ما يحصل اليوم هو تنفيذ أجندة تل ابيب بإذعان اميركي بسبب انسياق ادارة الرئيس دونالد ترامب لرغبات اللوبي الصهيوني بعدما تحققت الاهداف بطريقة غير مباشرة عبر التخريب الايراني في الاقليم. قبل العام 1979 كان نظام ايران يعتبر شرطي المنطقة، ويشكل عنصر توازن مع اسرائيل في مواجهة العرب، غير ان بدء الشاه التطلع الى تأدية دور اكبر مما هو مرسوم له أدى الى تقويضه من خلال التخلي التدريجي اميركيا عنه، وتقديم آية الله الخميني كبديل له، ليصبح نظام الملالي الساعد الايمن للشرطي الاخر، أي اسرائيل.

يدرك الجميع ان الخميني وضع منذ البداية مجموعة اهداف نصب عينيه، وكلها في المحصلة تخدم الستراتيجية الاسرائيلية، اولها تصدير الثورة، وثانيها زعزعة الامن في الخليج العربي، وثالثها محاولة خطف القضية الفلسطينية من خلال ابتداع تنظيمات ذات ميول دينية اسلامية مرتبطة مباشرة بطهران، وكان في الاهداف الثلاثة يعمل على إضعاف الدول العربية، ففي حربه مع العراق التي استمرت ثماني سنوات، خسر الطرفان نحو اربعة ملايين بين قتيل وجريح ومعوق ومفقود، اضافة الى 600 مليار دولار خسائر مباشرة وغير مباشرة، كما استنزفت القوة العسكرية العراقية بالقدر ذاته الذي استنزفت فيه القوة الايرانية.ما جرى هو في الواقع جوهر الستراتيجية الصهيونية التي لخصها ديفيد بن غوريون في خطابه بافتتاح مفاعل ديمونا العام 1963 بقوله: «إن الاسلحة النووية لن تخدم اسرائيل بالسيطرة على المنطقة، انما الحل يكون باضعاف الدول العربية عبر الحروب الاهلية والصراعات الداخلية، وتفتيت الدول الكبرى الثلاث، سورية ومصر والعراق، وتحييد الاخرى». جربت اسرائيل طوال عشرين عاما الحرب سبيلا لتحقيق اهدافها، ربحت بعضها وخسرت واحدة، وفي العام 1967 سيطرت على القدس والضفة الغربية وقطاع غزة، غير انها لم تستطع فرض شروطها على العرب، والفلسطينيين.

غير ان الانقاذ أتى من طهران الخمينية، إذ منذ ولادة نظام التخريب الملالوي، وبدء تنفيذ مخططه، وعزفه على الاوتار الطائفية، استطاع تعزيز دور اسرائيل، بأذرعه العميلة، في لبنان، مثلا حين جعل من «حزب الله» دولة داخل الدولة، او في البحرين والمنطقة الشرقية السعودية، والكويت، عندما ابتدع ما سمي ايضا «احزاب الله»، وتحالف مع «الاخوان المسلمين» الذين استفادوا منه في ادخال مصر نفق العمليات الارهابية، وكانت باكورتها في اغتيال الرئيس انور السادات.

في العام 2001 دخلت ايران في مواجهة غير مباشرة مع الولايات المتحدة الاميركية بدعمها لتنظيم «القاعدة»، متوهمة انها اصبحت قوة عظمى مستقلة، غير ان ما كشفته الوثائق المصادرة من مسكن اسامة بن لادن، عن تسهيلها السبل لمنفذي تفجيرات الحادي عشر من سبتمبر زاد من اشتداد الحبل حول عنق النظام.

في العام 2011 دخلت ايضا على خط الربيع العربي، وساعدت القوى المنغمسة في المشروع التدميري، بدءا من محاولتها التدخل في تونس، مرورا بدفعها الجماعات الارهابية في ليبيا واسقاط نظامها، والسعي الى تفكيكها، ودعمها للاخوان المسلمين في مصر، حيث شكلت الرديف التخريبي للجماعة من خلال عصابات مرتبطة بحركة» حماس»، وصولا الى البحرين والعراق والمنطقة الشرقية للسعودية، واليمن حيث تقاتل علنا والدليل القصف بصواريخ ايرانية الصنع بلغت حتى اليوم نحو 160 صاروخا.

يبدو جليا اليوم ان الدور التخريبي الايراني انتهى، اذ رغم كل الحاصل، الا ان المشروع لم يتحقق بكليته، فلا رأينا في لبنان جمهورية اسلامية، كما وعد حسن نصرالله، قبل نحو 30 عاما، ولا في اليمن استطاعت اختراق الحدود السعودية، فيما العراق بدأ يعلن غضبه من وجود قواتها، اما في سورية فقد وضعت روسيا النقاط على الحروف بالطلب منها سحب قوات الحرس الثوري والميليشيات التابعة لها. في المقابل كانت تترسخ القناعة العربية بأن المجتمع الدولي الداعم لتل ابيب لم يعد يريد المزيد من الحروب في الاقليم المهم له اقتصاديا، وان تكلفة الخراب عالية جدا وتعود عليه سلبيا، بينما الاخيرة رأت ان السلام خيارها الوحيد للاستمرار، لا سيما بعدما ذاقت ثماره مع مصر، والاردن وقطر وموريتانيا.

ثمة من يعتقد ان في ذلك انتصاراً لتل ابيب، فيما الحقيقة ان العرب لم يكونوا يوما على استعداد للحرب لتحرير فلسطين التي استخدمت شماعة للانظمة، لا سيما المسماة ثورية، لتحقيق مصالح خاصة، والدليل على ذلك ان في العام 1969 حين اقدم اسرائيلي على احراق المسجد الاقصى مرت المسألة بعاصفة استنكار وتنديد، وانحسرت عن لا شيء، وكذلك كانت الحال قبل اسابيع حين اعلن دونالد ترامب نقل سفارة بلاده الى القدس، ثارت العاصفة ذاتها وهدأت قبل الاحتفال بنقل السفارة. في الحقيقة هذا يؤكد ان القضية اصبحت شأنا فلسطينيا- اسرائيليا، ولم تعد هما عربيا.

طوال العقود السبعة الماضية خسر العرب الكثير في ترددهم بين الحرب والسلم، وعلى المستويات كافة، واولى الخسائر كانت التنمية، اما اليوم، وبعدما لمسوا هم ايضا فوائد السلام، وبعدما باتت ايران تشكل الخطر الاكبر عليهم، مع تحولها وحشاً بدأت تحاصره المشكلات، اختاروا المضي الى المستقبل بعربة التنمية والخروج من دوامة الحروب والمراوحة مكانهم.

 

انعطافة مقتدى الصدر

حازم الأمين/الحياة/18 حزيران/18

خيب مقتدى الصدر آمال كثيرين ممن اعتبروا أن فوزه بأكبر لائحة في الانتخابات العراقية الأخيرة يعتبر هزيمة لطهران التي عبر الصدر أكثر من مرة في الفترة الأخيرة عن رغبته في الابتعاد عنها، وفي النأي بالعراق عن الموقع الذي أرادته له. والخيبة طبعاً مصدرها إعلان تحالف بين لائحتي «سائرون» الصدرية و «الفتح» التي يتزعمها رجل طهران الأول في العراق هادي العامري، علماً أن الأخير حل ثانياً في ترتيب القوى الشيعية الفائزة في الانتخابات.

والحال أن الاعتقاد بأن طهران تعرضت لانتكاسة في الانتخابات العراقية ينطوي على خطأ مركب، فحتى لو سلمنا جدلاً بأن فوز الصدر يشكل انتكاسة لموقع طهران، فان احتساب مجموع مقاعد الكتل الانتخابية القريبة منها سيفضي إلى حقيقة أن لطهران النفوذ الأكبر في البرلمان العراقي الجديد. ناهيك عن أن استعجال المرحبين بفوز الصدر الاعتقاد بأنه خصم طهران، ينطوي على مبالغة يجهل أصحابها طبيعة العلاقة بين شيعة العراق وبين عمقهما المذهبي (إيران) والقومي (العالم العربي).

يشعر شيعة العراق بأنهم عرب، ويعيشون يومياً تفاوتات بين تشيعهم وبين التشيع الإيراني، وهي تفاوتات كثيرة ثقافية وحياتية ولغوية واقتصادية، لكنهم في المقابل يشعرون بتقدم العمق المذهبي على العمق القومي. وإذا كانت مرارات العلاقة مع طهران قد ولدت عندهم أحاسيس غير إيجابية حيالها، فإن مرارات العلاقة مع العمق العربي ولدت ما يفوق هذه الأحاسيس حدة.

أمر آخر يجب الانتباه إليه في هذا السياق، وهو أن طهران حاضرة في كل تفاصيل الحياة العامة العراقية. حاضرة في الفساد وحاضرة في الميليشيات وحاضرة في الحروب وحاضرة في أعداد الزوار الإيرانيين إلى مدن العتبات وحاضرة في تشكيل اللوائح والتحالفات وفي العلاقة مع السنة ومع الأكراد، في مقابل غيابٍ عربي مدوٍ عن كل شيء في العراق. لا أثر لحضورٍ عربي في بغداد باستثناء سفارات يقطنها ديبلوماسيون حذرون يُمضون معظم أوقاتهم داخل أسوار سفاراتهم.

هذه الحقيقة تضع أي محاولة للابتعاد عن طهران أشبه برحلة نحو المجهول. فمن سيستقبل من يقرر أن يبتعد عن طهران؟ وإذا ما وجد المرء من يستقبله كيف سيتم تصريف هذه العلاقة، وكيف سيستعين من يقرر الابتعاد عن طهران بعرب غائبين أصلاً عن بلده؟!

لم يجر بحث يساعد على فهم طبيعة العلاقة بين مقتدى الصدر وبين طهران. فالرجل «المبتعد» عن إيران في الآونة الأخيرة، سبق له أن أقام سنوات في قم، ودرس على أيدي علماء فيها، وهو ابن «الحوزة الناطقة» التي أسسها والده، وهي أقرب مدرسة فقهية عراقية إلى مدرسة ولاية الفقيه. وفي مقابل ذلك كان أكثر السياسيين العراقيين الشيعة مشاغبةً، فأطلق تصريحات غير منسجمة على الإطلاق مع الموقع الإيراني سواء في العراق أو في المنطقة.

اليوم أعلن الصدر تحالفاً مع هادي العامري، قائد الميليشيات العراقية التي تقاتل على كل الجبهات المذهبية، والتي أشرف قاسم سليماني على بنائها، علماً أن للصدر ميليشياته أيضاً، وهي «سرايا السلام». هذا التحالف لا يمكن فهمه في سياق الاعتقاد بأن فوز الصدر في الانتخابات يعني هزيمة طهران، فالأوراق في يد الأخيرة كثيرة، وكثيرة جداً في العراق، وهي إذ راقبت تقدم السياسي «المشاغب» في الانتخابات، لم تستعجل تصنيفه خصماً. هي تعرف أن الوقع المذهبي أقوى من خيارات السياسيين ورغباتهم في الابتعاد عنها. وتعرف أيضاً أن من يرغب في الابتعاد لن يجد ضالته في بلاد «الآخرين»، عرباً وتركاً. هذا إذا نحينا جانباً سوء التفاهم الكبير بين الصدر وبين واشنطن، وهو يفوق بأضعاف سوء تفاهمه مع طهران، ولهذه الحقيقة حسابات لم يجرها أصحاب «نظرية فوز الصدر يعني هزيمة طهران»، خلال استنتاجهم ما استنتجوه.

وبينما كان الصدر والعامري مجتمعين في النجف، وعلى مقربة من مرجعياتها، كان قاسم سليماني يحج إلى كربلاء ويرصد تفاصيل اللقاء، ويرسل ابتساماته المتكلفة عبر «سكايب» لفريقي المفاوضات.

 

العصا والجزرة في إستراتيجية ترامب مع كوريا الشمالية وايران

راغدة درغام/18 حزيران/18

يستخدم الرئيس الأميركي دونالد ترامب الجزرة مع كوريا الشمالية لإقناعها بتفكيك ترسانتها النووية إذ يطمئنها بنقلة نوعية في العلاقات معها، إقتصادياً وامنياً، إلّا أن العصا باقية على الطاولة في حال فشلت الجزرة. مع إيران، يرفع الرئيس الأميركي العصا كي تقتنع طهران بضرورة إصلاح نظامها، وإحتواء شبقها للتوسع إقليمياً، وإعادة التفاوض على الإتفاقية النووية لإزالة الشوائب عنها. عصا التطويق السياسي والخنق الإقتصادي لا يلوّح بها دونالد ترامب بلا الجزرة. فهو أوكل إلى الأوروبيين مهمة إقناع طهران بالموافقة على الجلوس إلى طاولة المفاوضات نووياً والكف عن التوسع إقليمياً بالذات في اليمن وسورية ولبنان تاركاً العراق خارج المعادلة الآنية - إما في تكتيك مؤقت أو ضمن إستراتيجية بعيدة المدى. قد يكون العراق هو الجزرة. وقد تكون الجزرة في العصا نفسها عشية تفرّغ دونالد ترامب لفرض العقوبات القاتلة على النظام في طهران لعل القائمين عليه يدركون ان لا خيار امامهم سوى الإنصياع لتجنب الإنهيار، وإلا الإنتحار. المهم أن الرئيس الأميركي لم يوصد الباب في وجه قادة الجمهورية الإسلامية الإيرانية للأخذ بنموذج كوريا الشمالية - بمعنى عقد لقاء لم يكن وارداً حتى في المخيلة مع زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ-اون. رمى الطابة في الملعب الأوروبي لإنقاذ الإتفاق النووي وللجم الشهية الإيرانية. لكن الدول الأوروبية لم تحسن تلقيها بعد، بل قد تضيّع فرصة تاريخية إذا لم تستدرك وتكفّ عن قصر النظر الذي يميّز سياساتها في الآونة الأخيرة عندما يتعلق الأمر بإيران في سورية واليمن - أو باللاجئين السوريين في لبنان - إضافة إلى اعفائها الدائم للنظام في طهران وحمايته من المحاسبة. روسيا باتت أكثر براغماتية من أوروبا في علاقتها الخليجية بشق إيران منها وشق السعودية والإمارات. انها تغض النظر، كما يبدو، عن أقوى محطات التصدي السعودي - الإماراتي للتوسع الإيراني في اليمن في معركة الحديدة حيث تنفّذ الرياض وابو ظبي "إستراتيجيا العزم" التي وقعتها السعودية والإمارات قبل عشرة أيام. واشنطن أيضاً تبدو راضية عن معركة الحديدة  لكنها لا تعلن تأييدها. النجاح في تحرير الحديدة ومينائها من السيطرة الحوثية في عملية أطلق عليها اسم "النصر الذهبي" سيضفي على الدولتين جديّة نوعية في مواجهة مشاريع الجمهورية الإسلامية الإيرانية. فاليمن أولوية خليجية في محطات التصدي للتوسع الإيراني. سورية أولوية أميركية،  وكذلك إسرائيلية،  بعدما اتخذت إسرائيل قراراً إستراتيجياً بمنع التمدد الإيراني العسكري على حدودها في الدار السورية. وايران مطوّقة في المحطتين.

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كان له اسبوعين حافلين ومرضيين تكللا في استضافة موسكو كأس المونديال وإستقبال بوتين حوالى الأربعين رئيساً ومسؤولاً رفيعاً من بينهم ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان. الهدية التي أتت على أيادي دونالد ترامب واسعدت فلاديمير بوتين تمثلت في صفعة أميركية إلى الأوروبيين ومطالبته الدول الست في مجموعة السبعة ان توافق على عودة روسيا إلى النادي المهم ليصبح مجموعة الثمانية مجدداً. بوتين دعم ترامب في تحقيق الإنجاز التاريخي أي اللقاء بين دونالد ترامب وكيم جونغ-اون. كذلك الصين كانت داعمة مهمة للقاء الذي أطلق عملية قد تؤدي ليس فقط إلى تفكيك الترسانة النووية الكورية وانما أيضاً إلى تحويل كوريا الشمالية من مشروع فوضى يقلق الصين إلى دولة مستقرة في جيرتها. ثم هناك عنصر تقليص التواجد الأميركي العسكري في المنطقة نتيجة تطبيع وتطويع القيادة في كوريا الشمالية. كيم جونغ-اون نفسه بدا سعيداً جداً بجانب دونالد ترامب الذي تعمد إضافة لمسته الخاصة على اللقاء عندما أطلع زعيم كوريا الشمالية الشاب على "الوحش" - سيارة رئيس الولايات المتحدة الأميركية المصفحة - الذي هناك إثنين منه. فترامب يحسن هذه اللمسات على نسق مفاجأته للمستشارة الألمانية انغيلا ميركل عندما عرض عليها ان يرافقها في جولة على الجزء العائلي الخاص من البيت الأبيض.

كثيرون لا يستسيغون لمسات دونالد ترامب مهما كانت "ساحرة". فاعداؤه يتربصون له داخل الولايات المتحدة وخارجها، وشركاؤه التقليديون في كندا أو في أوروبا مستاؤون كثيراً من سياساته التجارية ومواقفه السياسية وفي طليعتهم رئيس حكومة كندا جستن ترودو الذي ذاق طعم غضب ترامب عندما يغضب ولم يكن أبداً سعيداً. انغيلا ميركل ليست سعيدة وهي تحاول لم صفوف الأوروبيين في وجه العنجهية الأميركية وتحاول لملمة نفسها داخلياً في وجه إنشقاق الشركات الألمانية عن سياساتها نحو إيران تلبية للضغوط الأميركية التي هددت بفرض عقوبات على هذه الشركات إذا استمرت في علاقاتها وإستثماراتها في إيران. انها تعي انها هي أيضاً معرّضة إذا استمرت في سياسات إحتضان الجمهورية الإسلامية الإيرانية وإعفائها من المحاسبة وإعتبارها دولة غير معتدية طالما تتدخل في دولة اخرى عبر "الحرس الثوري" والميليشيات وليس عبر الجيش الإيراني النظامي. هذا المنطق المبتور هو ما ترفضه إدارة ترامب جملة وتفصيلاً. سفير ألمانيا في لبنان، مارتين هوث، عبّرعن هذا المنطق في جلسة له في الجامعة الأميركية في بيروت ثم قال: ان إيران أكبر من ان تَفشل. إيران أكبر من ان تُحتوى. إيران أكبر من أن تُهزم.

الجلسة نفسها جمعت السفير الألماني مع المتحدث غير الرسمي بإسم الجمهورية الإسلامية الإيرانية، سيد حسن موسافيان، الذي هدد بأن ما يفعله دونالد ترامب هو "تقوية المقاومة في المنطقة" رداً على اجراءاته نحو إيران. هل سيتمكن دونالد ترامب من النجاح في سياسة العصا ترغيباً بالجزرة مع طهران؟ وهل سينجح في عزل وتطويق وإركاع الجمهورية الإسلامية الإيرانية عبر العقوبات القاتلة بدون تعاون من اوروبا وروسيا والصين معه؟ البعض يقول: لا. انما الأرجح نعم لأن الشركات الأوروبية ستملي على الحكومات، ولأن فلاديمير بوتين ودونالد ترامب يتغازلان وربما يتفهمان، ولان دونالد ترامب مصرّ على تنفيذ سياساته نحو إيران - من سورية ولبنان إلى اليمن.

انما ماذا عن العراق؟ الإجابة ليست واضحة. غرابة الإنتخابات والتحالفات تثير الحيرة. ليس واضحاً لماذا انقطعت أو تقلصت العلاقة السعودية المندفعة مع زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر قبيل الإنتخابات وهو الذي حقق نتائج لصالحه في الإنتخابات؟ ولماذا تحالف مقتدى الصدر بعد الإنتخابات مع هادي العامري الوزير السابق وقائد الحشد الشعبي ومنظمة بدر وائتلاف الفتح وأهم حليف وصديق للجنرال الإيراني قاسم سليماني؟ وهل ما يقال عن حذف العراق من الولايات الأميركية في مواجهة التوسع الإيراني في الجغرافيا العربية عائد إلى فرز عملي للاولويات، أو انه ضمن إستراتيجية أعمق واوسع عنوانها إعطاء إيران صلاحية النفوذ في العراق إذا ما حجمت مشاريعها في اليمن وسورية ولبنان ووافقت على إصلاح الإتفاق النووي وإدخال إصلاحات داخلية على النظام؟ وهل في الأمر ملامح الصفقة الكبرى، أو ان هذه تكتيكات مرحلية؟

البعض يعتقد ان إيران لن تختار المواجهة العسكرية لا مع الولايات المتحدة ولا مع إسرائيل في سورية، بل ستتعايش مع الوضع الراهن والصعوبات الإقتصادية وتفعل كل ما في وسعها لإحتواء الأذى...وتنتظر. تنتظر لسنتين ونصف آملة أن تأتي إلى البيت الأبيض إدارة تشبه إدارة باراك اوباما. تنتظر رهاناً على الصبر ذخيرة فيما الآخرون في عجلة. انما كلفة الإنتظار هي تماماً ما يراهن عليه دونالد ترامب. فهو عازم ان يجعل منها كلفة عالية لدرجة تزول معها قيمة الصبر وفوائده.

 

الحديدة... «كعب أخيل» المشروع الإيراني

إميل أمين/الشرق الأوسط/18 حزيران/18

منذ انطلاق ثورة إيران عام 1979 وعين الملالي على اليمن، ولهم في ذلك مآرب متعددة، بعضها ظاهر للعيان في حين الآخر مستتر.

ولأن الأهداف لا تتحقق إلا من خلال العنصر البشري، فقد خططت في ليل بهيم لتطويع فصيل من اليمنيين ليكونوا خنجرها في خاصرة الحكومة اليمنية في الداخل من جهة، وتجاه بقية دول الخليج من ناحية أخرى؛ ولذلك جندت في أوائل التسعينات بدر الدين الحوثي، ودجّنته ضمن أصول المذهب الاثني عشري بعد أن لقّنته الأصول والفروع في قم، ليترك المذهب الزيدي. الأمر عينه فعلته تالياً مع المئات من اليمنيين الذين أضحوا ذراعها السياسية في الداخل اليمني لتهيئة البيئة الاستراتيجية لمشروع إيران الأكبر، المتمثل في السيطرة على واحد من أهم الممرات المائية حول العالم، أي باب المندب، ثم إكمال تصدير ثورتها عبر محاولتها توسيع رقعة الهلال الشيعي في منطقة الخليج العربي، وثالثاً الاستعداد للتوسع في أفريقيا ونشر التشيع بين الأفارقة، وفي هذه جميعها يبقى تهديد الأمن القومي العربي واقع حال.

نجحت قوات التحالف الدولي في الأيام والساعات القليلة الماضية في الاقتراب من تحرير مدينة الحديدة، حيث الموقع والموضع الاستراتيجي غير المسبوق، وذلك بعدما حررت مطار الحديدة الدولي الذي كانت ميليشيات الحوثي تستخدمه مستودعاً للأسلحة والذخيرة، وربما وقت ظهور هذه السطور للنور تكون قوات التحالف العربي الداعمة للشرعية اليمنية قد أكملت تحرير ميناء الحديدة والمدينة بأكملها. تعلمنا من «الميثولوجيا الإغريقية» أن كعب أخيل يشير عادة إلى نقطة ضعف مميتة على الرغم من كل القوة التي يمتلكها الشخص، والتي إن أصيبت تؤدي إلى سقوطه بالكامل، وعليه فإننا في مواجهة تساؤل جوهري: «هل سقوط مدينة الحديدة بمينائها الشهير والأهم في اليمن سيكون بمثابة خلق كعب أخيل في جسد المشروع الإيراني في اليمن، أي بداية سحق الرؤى الإيرانية على الأراضي اليمنية في الداخل وما تحلم به في الخارج؟».

يمكن القطع بأن القيادات الحوثية، وبتشجيع من نظام الملالي، قد عملوا ومنذ عام 2014 حين سقطت العاصمة صنعاء في أياديهم على إفشال كافة مساعي الأمم المتحدة؛ فقد صورت لهم أوهام القوة الإيرانية أن تهريب الأسلحة والإمدادات اللوجيستية عبر البحر الأحمر إلى الداخل اليمني أمر سيبقى قائماً إلى الأبد.

في هذا السياق، يتذكر المرء ما قاله رئيس وزراء بريطانيا الأشهر ونستون تشرشل خلال الحرب العالمية الثانية «لا يمكنك أن تفاوض إلى مدى أبعد مما تصل إليه نيران مدافعك»، ومع وصول نيران القوات الحكومية وفي ظل دعم قوات التحالف العربي وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، يتغير الموقف العسكري على الأرض، وباستعادة المدينة اليمنية الاستراتيجية بالكامل تبدأ أحجار الدومينو الحوثية في الانهيار، ولا سيما بعد أن هرب رجل إيران الأول عبد الملك الحوثي من الحديدة، وبدأ ومن معه من القيادات رحلة البحث عن مقاتلين عبر النداء الذي وجهه لأتباعه مستنجداً بهم الأيام الماضية، ولاحقاً كان الفرار إلى محافظتي حجة والعاصمة صنعاء. بسقوط الحديدة ينقطع سبيل الصواريخ الباليستية التي ورّدتها طهران للحوثي بهدف تهديد الجيران الجغرافيين والأشقاء الديموغرافيين عبر مئات السنين، الأمر الذي رصده المجتمع الدولي، وإن بقي ساكناً ولم يتحرك لدعم مشروع قوات التحالف في تحرير الحديدة إلا حين أضحت مصالحه في المياه الدولية في مرمى صواريخ طهران المتوافرة في أيدي الحوثي.

لا يفوت المحلل المحقق والمدقق في المشهد الإيراني أن يطرح علامة استفهام واجبة الوجود وبعيداً عن فكرة المؤامرة: «لماذا تأخر تحرير الحديدة حتى الآن، وقد كان من الممكن حدوث ذلك قبل عام أو أكثر؟ ولماذا بدت بعض القوى الدولية الغربية متلكئة في دعم قرار التحرير؟

يقول البعض، إن هناك مخاوف جذرية لدى تلك القوى من أي نجاحات يحرزها تحالف عربي – عربي لأول مرة على الأراضي العربية، ومن دون اللجوء إلى الطرف الأجنبي، وهذا تقليد قد لا يتسق والبراغماتية التي تنتهجها بعض القوى.

سقوط الحديدة في كل الأحوال سيمثل أداة من أدوات تضييق النافذة أمام إيران؛ الأمر الذي يخدم السياسات الأميركية التي اتبعها الرئيس دونالد ترمب تجاه طهران؛ ذلك أنه بعد إلغاء الاتفاق النووي، ها هي الرؤية الأميركية تمضي قدماً لجهة إرهاق الأطراف الميليشياوية التي تستخدمها طهران تاريخياً في تحويل الأنظار عما يجري في الداخل إلى صراعات في خارج حدودها، ضمن رؤية تعود إلى عهد الشاه محمد رضا بهلوي، الذي اعتبر نفسه والملالي كذلك من بعده، أنهم شرطيو الخليج وعليهم تقع مسؤولية حمايته، ذلك المبرر الوهمي والمغشوش، والذي هو في الأصل مرادف للهيمنة وبسط السيادة الإيرانية بالقوة.

نافذة الفرص الإيرانية للخلاص من المآزق التي صدّرتها للعالم تضيق عليها بشدة يوماً تلو الآخر، ولا سيما أن النجاحات الأميركية - الكورية في حلحلة الملف النووي أصابتها بصدمة، وكعب أخيل في الحديدة سوف تستتبعه ولا شك انتصارات قادمة للشرعية اليمنية المدعومة بأول تحالف عربي مسلح ناجح منذ عقود، وهو عمل لا بد أن يترصده المترصدون؛ خوفاً من أن يكون سنّة جديدة تعرف طريقها إلى العالم العربي المتشرذم والمتفكك منذ زمان. مرة أخرى، نجاحات الحديدة وما يليها هو وببساطة نتاج تطبيق للقاعدة الذهبية... طرح القضايا يبدأ من الذات لا من الآخرين.

 

الحديدة ولا شيء سواها

مشاري الذايدي/الشرق الأوسط/18 حزيران/18

الآن نحن أمام لحظة حقيقية في اليمن منذ بدء عمليات عاصفة الحزم لتحرير اليمن من عصابات إيران الحوثية ومعهم جماعة صالح... قبل أن يثوب الأخير لرشده... ثم يفترسه الحوثيون لاحقاً في مشهد وحشي طقسي علني.

اللحظة الحقيقية هذه هي قرب تحرير الحديدة؛ المحافظة والمدينة والمطار... والميناء، ولمن لا يتابع فإن ميناء الحديدة يمثل المنفذ الرئيسي لتوريدات الحوثي من الغذاء والسلاح وغيره... ورفضت الأمم المتحدة مراراً تسلم الميناء من الحوثي والتحكم بما يخرج ويدخل منه. كان التحذير السرمدي الخالد: الوضع الإنساني... وفقط التحذير باتجاه واحد... التحالف وقوات الشرعية اليمنية وقوات المقاومة الوطنية أو حماة الجمهورية (طارق صالح) وطبعاً أولوية العمالقة... ولم نجد ذات الحرارة الأممية والغربية والحقوقية ضد ميليشيا الحوثي... وبارك الله في منظمات مثل البريطانية «أوكسفام» ومنابر مثل «بي بي سي» وأمثالها!

هناك محاولات حوثية حثيثة لاختلاق زوبعة تعيق التقدم الفعال لقوات التحالف والشرعية اليمنية وبقية مقاومي الحوثي، هذه الزوبعة اسمها: الوضع الإنساني... ويلعب الحوثي على هذا الكارت ويبالغ في الاحتماء بالمدنيين واتخاذهم درعاً، ويقطع المعونات والأغذية عن أهالي الحديدة عمداً للمزيد من تعميق التردي المعيشي... لا عجب، فكل الأمور مباحة عند هذه العصابات الخرافية الكهنوتية. أيضاً يعزف الحوثي، ومن يخطط له من شياطين الشرق والغرب، على إثارة مخاوف الغرب من موجات جديدة من اللاجئين الهائمين. والغرب «مش ناقص»!

على كل حال يترافق العمل العسكري لقوات التحالف مع العمل الإنساني... حرصاً على الناس الأبرياء أولاً... وتفويتاً على الحوثي ومن يدعمه ويسوّغ له العبث بمعاناة اليمنيين. بتحرير مطار الحديدة، تتم السيطرة على (خط كيلو 16)، وهو الطريق الرابط بين الحديدة والعاصمة صنعاء، وقطع إمدادات للميليشيات من هذا الطريق الحيوي وتضييق الخناق عليها وسط مدينة الحديدة ومينائها، وفق خبراء عسكريين. المهم بل الأهم اليوم: المضي قدماً واستثمار كل دقيقة وليس كل يوم من أجل تحقيق المزيد من المكاسب العسكرية وخلق وقائع ميدانية على الأرض... قبل أن «يتلهى» بنا الباردون أو المغالطون من عجم الشرق وإفرنجة الغرب. الحديدة باب الأبواب.

 

مأزق مزدوج

فايز سارة/الشرق الأوسط/18 حزيران/18

لا يبدو واقع الكرد أفضل من حال بقية السوريين بأكثريتهم العربية، والأمر في هذا يبدو طبيعياً وسط البيئة السورية العامة المتدهورة، بخلاف ما يعتقد البعض أو ما يروج له من قبل شخصيات وجماعات ما زالت تسعى إلى تكريس اختلاف الكرد عن بقية مواطنيهم، سواء كان الاختلاف سلباً أو إيجاباً.

ففي المستوى الشعبي، أصاب الكرد ما أصاب غيرهم من قتل وجرح واعتقال وتهجير ولجوء وتدمير لقدراتهم المادية، وتعرضوا لاضطهاد النظام وحلفائه، ولم يفلتوا من هجمات وإجرام جماعات التطرف والإرهاب الديني والقومي من «داعش» والنصرة، وصولاً إلى قوات الحماية الشعبية، التي يقودها حزب الاتحاد الديمقراطي المحسوب بين تنظيماتهم، وقد تساوت حالتهم مع بقية السوريين. ولم تكن الحال أفضل في المستوى السياسي. فواقع الانقسام والصراع الكردي حقيقة واقعة، تماثل حال غيرهم، والاصطفافات تكاد تكون متقاربة، وقد فشلت كل محاولات جمع الجماعات الكردية سواء في إطار تنظيمي واحد، أو في بناء جبهوي على نحو ما حدث في اتفاقية هوليير لعام 2012 التي وقعها الطرفان الكرديان الأساسيان؛ المجلس الوطني الكردي ومجلس شعب غرب كردستان برعاية من إقليم كردستان العراق، وبدل أن تتحسن العلاقات ساءت وتردت إلى الحد الأقصى، بحيث ذهب كل طرف في اتجاه مخالف أوصلهما إلى تناقض سياسي وعسكري، طوره حزب الاتحاد الديمقراطي الذي يقود قوات الحماية الشعبية بحملات نفي واعتقال لقادة من المجلس الوطني الكردي ومصادرة ممتلكاتهم.

وبطبيعة الحال، فقد أدى ما أصاب الكتلة الشعبية الكردية إلى دمار المجموعة السكانية وتشتتها بين الداخل والخارج على نحو ما أصاب أكثرية السوريين، وصارت الأغلبية الكردية من اللاجئين موزعة في ثلاثة تجمعات رئيسية؛ القسم الأول منها في إقليم كردستان العراق، والثاني في تركيا، والقسم الثالث موزع في بلدان اللجوء الأوروبية وخصوصاً في ألمانيا، حيث الجالية الكردية الأكبر في أوروبا. فيما أكراد الداخل موزعون بين ثلاث مناطق؛ أولاها منطقة الجزيرة المحكومة بقوات سوريا الديمقراطية، التي يقودها حزب الاتحاد الديمقراطي وأرياف حلب الموزعة تحت سلطة قوات سوريا الديمقراطية في منطقة الشمال الشرقي، ومنطقة عفرين التي استولت عليها القوات التركية بعد حملة غصن الزيتون، التي هدف الأتراك من خلالها إلى طرد حزب الاتحاد الديمقراطي منها، والقسم الثالث من أكراد الداخل الموجودين في مناطق سيطرة نظام الأسد وأغلبيتهم موزعة بين حلب في الشمال ودمشق في الجنوب.

وترافق تشتت الكتلة السكانية الكردية مع تكريس انقسام سياسي كردي حاد. ففي الوقت الذي حافظت فيه أغلبية أحزاب المجلس الوطني الكردي على روابطها السياسية الهشة مع المعارضة المنضوية في الائتلاف الوطني السوري الوثيق العلاقة مع تركيا، سعى حزب الاتحاد الديمقراطي عبر تعبيرات سياسية - عسكرية إلى خط مختلف، يجمع تناقضات تحالفه مع الولايات المتحدة والعداء للسياسة التركية في سوريا، واستعداده للتفاهم والتسوية مع نظام الأسد.

ورغم ما يظهر من اتفاق سياسي كردي في الموقف من جماعات التطرف والإرهاب ولا سيما «داعش» والنصرة، فإن اختلافاً عميقاً، يظهر في الموقف السياسي من نظام الأسد. فطوال السنوات الماضية، تبنى المجلس الوطني الكردي موقف المعارضة من النظام وضرورة تحقيق حل سياسي في سوريا عبر جنيف، فيما أقام الاتحاد الديمقراطي علاقة قبول وتفاهم سياسي - عسكري مع النظام في منطقة الجزيرة، قبل أن يتحول بعد خسارته في معركة عفرين 2018 في مواجهة القوات التركية وحلفائها من تنظيمات المعارضة المسلحة إلى الإعلان عن قبوله حواراً غير مشروط مع نظام الأسد.

وكان من نتائج التشتت والصراع الكردي، خروج إجمالي تعبيراته السياسية/ العسكرية من خريطة الصراع في سوريا بعد تحوله إلى فاعلية وتأثيرات هامشية سواء بالنسبة للمجلس الوطني الذي فقد حاضنته الشعبية من جهة، وأصبح من جهة أخرى ملحقاً بالائتلاف الذي يعاني من ضعف ذاتي وتهميش من الفاعلين الأساسيين في القضية السورية أو لحزب الاتحاد الديمقراطي الذي ربط نفسه بالأجندة الأميركية، وصار أسير سياساتها السورية غير الواضحة، وأغرق نفسه في أتون صراع حاسم لتركيا، وأخذ يسعى لإيجاد مكان له في تسوية غير مشروطة مع نظام الأسد. وكما هو واضح، فإن المسار السياسي للكرد السوريين، صار يعاني من مأزق مزدوج؛ جانبه الأول داخلي، يتعلق بالاختلافات والصراعات بين طرفيه الأساسيين، وذهب فيها إلى الحد الأقصى، وجانبه الثاني خارجي، ويتصل بجملة علاقاته مع الأطراف السورية والإقليمية والدولية المؤثرة بالقضية السورية، وفي الحالتين لا يتبين أفق واضح للخروج الكردي من هذا المأزق، ما يضيف مشكلات أخرى لمشكلات السوريين ودورهم في حل قضيتهم.

 

كيم جونغ أون ينفذ حيلة سحرية

ديفيد اغناتيوس/الشرق الأوسط/18 حزيران/18

يستحق الرئيس دونالد ترمب الإشادة لتمكنه من استغلال الفرصة الدبلوماسية السانحة خلال قمة سنغافورة. ومع هذا، يبقى الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون الشخص صاحب الدور الأكبر في صياغة شكل هذا اللقاء الاستثنائي. كان ترمب قد وصف زعيم كوريا الشمالية، بأنه شاب «موهوب للغاية» تمكن من إنجاز شيء «لا تتجاوز احتمالية إنجازه 1 في الـ10000». في الواقع، يبدو ما حققه كيم أشبه بخدعة سحرية، فقد نجح في الفوز بترمب كشريك له في إعادة رسم صورة بلاده الفقيرة وشديدة الاستبداد كمشروع استثماري حديث. وطرح جونغ أون وعوداً مبهمة بـ«العمل نحو إتمام نزع التسليح النووي»، وتمكن بصورة ما من إقناع ترمب بوصف الإعلان الواهن الصادر في نصف صفحة فقط عن القمة بأنه اتفاق «شامل للغاية».

ومن يدري، ربما يؤدي هذا الاتفاق نهاية الأمر إلى نزع تسليح كامل، ويمكن التحقق منه، ومن المتعذر التراجع عنه ـ الهدف الذي أعلن الرئيس أنه يسعى لتحقيقه. بيد أنه في الوقت الراهن، لم يقدم كيم سوى القليل للغاية من التنازلات العسكرية في مقابل حصوله على الاعتراف العلني من أقوى دولة بالعالم. الأهم من ذلك أن كيم حصل للمرة الثانية، وبأقل تكلفة، على تعهد من الولايات المتحدة بوقف التدريبات العسكرية المشتركة مع كوريا الجنوبية، الأمر الذي يقوّض أكبر رادع يواجهه نظامه.

من ناحيته، وفي أعقاب القمة التي عقدت مؤخراً، احتفى ترمب بقدرته على عقد اتفاقات، قائلاً: «هذا ما أفعله. كانت حياتي كلها اتفاقات. وقد أبليت بلاءً عظيماً في هذا الشأن». إلا أن الأمر الأكثر لفتاً للانتباه كان استعراضه الأخير لقدراته بمجال التمثيل، كما لو كان نجماً في أحد برامج تلفزيون الواقع، ومهاراته في إلقاء كل عبارة بصدق بالغ، كما لو كان صحيحاً، مهما كانت الشكوك المحيطة بمصداقيتها.

ومن يدري، ربما يستعد ترمب اليوم لتدريب فتى جديد طموح ليخلفه بمجال التمثيل. الحقيقة أنه عندما تشاهد طريقة ترمب في التحية والتودد إلى الزعيم كوري الشمالي، توشك أن تنسى أن كيم ومنذ زمن وهو في طريقه إلى سنغافورة قتل عماً له وأخاً غير شقيق. من جانبه، شرح ترمب أنه يكن الاحترام «لأي شخص يتحمل مسؤولية كتلك التي تحملها في سن الـ26، ويتمكن من الاضطلاع بها ببراعة». تهانينا يا كيم، لقد انضممت إلى قائمة المتدربين! ولا أقصد من حديثي هذا التقليل من الفائدة المحتملة على العالم من وراء القمة. في الواقع، لقد أصبح العالم أكثر أمناً اليوم عما كان عليه منذ أسبوع مضى، ويحظى ترمب بإشادة مستحقة عن هذا الأمر. ومع ذلك، يتعين علينا النظر إلى اجتماع سنغافورة في صورته الحقيقية: لقد أطلق كيم الكرة منذ خمس سنوات بدعوته التي لم يلتفت إليها الكثيرون إلى «نزع الأسلحة النووية في شبه الجزيرة الكورية» و«عقد محادثات رفيعة المستوى» مع الولايات المتحدة. منذ ذلك الحين، نجح كيم ببراعة في إجراء مناورات مستمرة ـ بدءاً من تحدي التهديدات التي أطلقها ترمب العام الماضي بمحو كوريا الشمالية في خضم موجة من «النار والغضب» وصولاً إلى التطوير الكامل لصواريخ محملة برؤوس نووية قادرة على تهديد الأراضي الأميركية. وبمجرد امتلاك كيم لهذه القدرة في نوفمبر (تشرين الثاني)، شرع في الميل نحو الدخول في مفاوضات.

لقد كان استعراضاً مذهلاً للجرأة من جانب كيم وترمب دفعا خلاله بعضهما البعض نحو حافة جرف خطير، ثم تراجعا في اللحظات الأخيرة. إلا أنه بحلول نهاية القمة، بدا واضحاً أن كيم يحصل على أكثر مما يعطي، وأن ترمب راودته رغبة ملحة للغاية في عقد مثل هذه القمة لدرجة جعلته مستعداً للتغاضي عن بعض المطالب التي سبق وأعلنها. ويبدو هذا تحديداً نمط الاتفاق الذي حذر منه مستشار الأمن الوطني جون بولتون منذ 25 عاماً ـ ويدور حول فكرة فتح الباب أمام بيونغ يانغ مقابل وعود غير قاطعة.

من جانبي، أعتقد أن ترمب محق في رهانه على أن جهود التحديث والنمو الاقتصادي التي تقودها الولايات المتحدة ستتمكن بمرور الوقت من تحقيق تغييرات سياسية بإمكانها تقليص التهديدات النووية المحتملة للولايات المتحدة وحلفائها. إلا أنه ليس بوسعي منع نفسي من التساؤل: ألم تطرأ على ذهن ترمب فكرة أن هذا تحديداً ذات الرهان الذي أقدم عليه الرئيس باراك أوباما من خلال الاتفاق النووي الإيراني، الذي كثيراً ما يصفه ترمب بأنه «أسوأ اتفاق جرى عقده على الإطلاق»؟ الواقع أن الاختلاف الرئيس بين الاتفاقين أن أوباما حصل على التزام حقيقي، ويمكن التحقق منه بتدمير المخزون النووي الإيراني قبل تقديم واشنطن أي تنازلات كبرى. ويتمثل جانب أخير صادم فيما يتعلق بالقمة في الهجوم غير المبرر الذي شنه ترمب ضد كوريا الجنوبية، الحليف الديمقراطي المخلص. ولا أقصد بذلك قرار ترمب المفاجئ بتجميد التدريبات العسكرية الكورية الجنوبية ـ الأميركية «الاستفزازية»، ذلك أن الولايات المتحدة لا تزال تملك الكثير من القوة العسكرية بالجوار، إذا لزم الأمر. ودعونا حتى نقبل بإصرار ترمب على أنه «عند نقطة ما» سيتعين على الولايات المتحدة سحب قواتها البالغ قوامها قرابة 30 ألف جندي، رغم أن وجودهم يبث الطمأنينة لدى كوريا الجنوبية واليابان وحتى الصين.

في الواقع، جاءت الإهانة الصادمة حقاً التي أقدم عليها ترمب في تلميحه إلى أن الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي، إن أقدم على الخطوة الجريئة المتمثلة في محاولة التقارب مع كيم من أجل الحد من التهديدات في مواجهة أولمبياد بيونغ تشانغ الشتوي، وبالتالي جني أموال. وقال ترمب خلال مؤتمر صحافي: «لم يتمكنوا من بيع تذاكر بمعدل جيد، لكن انطلقت مبيعات التذاكر بسرعة صاروخية» في أعقاب موافقة كوريا الشمالية على المشاركة، حسبما قال ترمب. في النهاية لا يسعنا سوى الاعتراف بأن الدبلوماسية ليست دوماً مهمة مستساغة. وفي بعض الأحيان، يقدم أشخاص مثيرون للشكوك على فعل أمور جيدة للغاية. لذا دعونا اليوم نحتفل بنجاح ترمب في سنغافورة، ونأمل أن يتمكن شخص ما من ترجمة مبدأ «الثقة مع التحقق» الذي أقره الرئيس رونالد ريغان إلى الكورية.

-خدمة «واشنطن بوست»

 

الغربتان

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/18 حزيران/18

أتابع شكاوى اللاجئين السوريين في ألمانيا: الأكثرية تشكو العزلة. الألمان شعب جدّي وجاف. مؤدب؛ لكنه ناشف! ذكّرني ذلك بهجرتي يوم كنت شاباً. نقمت على الفرنسيين لأن فرنسا لم تكن كلها في استقبالي. وركاب المترو لا يعرفون كم أنا حزين وعندي لوعة. ولا هم يعرفون كم يدمّرني هذا العتم الرمادي ويذكرني بشمس الضحى في بيروت. اللاجئون لا يعرفون أن كل ألماني لديه من الهموم بحيث لا يجد وقتاً لزيارة شقيقه. ويشكو اللاجئ من جدار اللغة، ولكن هذا ليس ذنب صاحب البلد. إن بعض الجماهيريات العظمى لدينا رفضت الحرف اللاتيني على أسماء الطرقات وأسماء الأدوية.

هناك جدران كثيرة بين البشر. أقساها الشعور بالغربة، وفوقها الشعور بهوان اللجوء والهجرة القسرية من الوطن. هل نصدق رجلاً يعيش في برلين مطمئناً، عندما يريد القول إنه يحنُّ إلى مدينته المدمرة؟ ربما. أحياناً المشاعر أعمق من المشاهد.

ولكن هذا المضيف اقتحمنا عليه بيته بمئات الآلاف، وفرضنا عليه أن يعثر لنا على منازل ومدارس، وأن يؤمن لنا ثلاث وجبات في اليوم، وأكثر اللاجئين يتذمرون من «نوعية» الطعام: لا دسم فيه ولا «يخاني». أنا أيضاً سوف أشعر أنني في سيبيريا إذا كانت المدينة لا تعرف يخنة البطاطا. ولكن للغريب أن يتقبل عادات الناس؛ لا أن يفرض عاداته عليهم. منذ عهد بعيد، لم تشهد الدنمارك رجلاً يذبح شقيقته في الشارع. أو هرة أو نعجة أو ثوراً. وفي الدنماركيين عادة سيئة أخرى، أنهم يأكلون بصمت، ولا يرسلون أصواتاً فرحة مثلنا علامة التذوق. أنا في هذا الموسم أبحث عن ورق العريش ذي الطعم الحامض؛ لكي أتمتع بأكل التبولة بيدي. لم أسافر مرة إلى بلاد الدنمارك خوفاً من أن أحرم هذه المتعة. أصعب شيء في الحياة العزلة، والمؤانسة أكرم الخصال؛ لكن الصداقات لا تقوم بين ساعة وأخرى: مركب لاجئين يصل فيجد في انتظاره قطاراً محملاً بالأصدقاء، وطنّاً من الفولية بالرز وكبة الكرز.

أبسط واجبات العالم أن يترفق باللاجئين والغرباء؛ لكن لأهل البلاد أيضاً حقوقهم. إنها أرضهم وتاريخهم وحياتهم. ويجب أن نعلمهم كيف يحبوننا.  منعت البندقية قبل أيام بيع الشاورما بسبب الروائح والجماليات. فليكن. هذه ليست قضيتنا. إنها حرب مع الشاورما.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

عون عقد لقاءات متنوعة وبحث مع زواره في التطورات : أقف دائما الى جانب جزين ولا تدعوا أحدا يتطاول عليها

الإثنين 18 حزيران 2018 /وطنية - عقد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، سلسلة لقاءات حول التطورات السياسية الراهنة ومسار تشكيل الحكومة الجديدة وحاجات عدد من المناطق اللبنانية. وركز زواره على "ضرورة الاسراع في تشكيل الحكومة لمواجهة المستجدات".

عون

في هذا الاطار، استقبل الرئيس عون النائب ماريو عون وعرض معه الوضع العام في البلاد والمشاريع الانمائية في منطقة الشوف، لا سيما شبكة الطرق والمياه ومشروع انشاء مستشفى حكومي في الدامور. كما تطرق البحث الى مواضيع سياسية متعددة.

عازار

وعرض الرئيس عون مع نائب كسروان روجيه عازار حاجات منطقة كسروان الفتوح، وضرورة متابعة المشاريع الانمائية التي كانت بدأت في المنطقة.

ولفت النائب عازار الى ان "ثمة ملفات تتأخر وتحتاج الى مراجعات في ادارات عدة"، وقال: "لمست من الرئيس عون كل حرص على استكمال تنفيذ المشاريع التي خصصت لمنطقة كسروان".

القومي

والتقى الرئيس عون، وفدا من الحزب "السوري القومي الاجتماعي" برئاسة حنا الناشف، ضم وزير الدولة لشؤون مجلس النواب علي قانصوه وعميد الشؤون السياسية في الحزب قيصر عبيد، وتم التداول في عدد من المواضيع الراهنة.

واشار الناشف بعد اللقاء الى ان "زيارة الوفد لقصر بعبدا، هي زيارة تضامن وتأييد للمواقف الوطنية التي يتخذها رئيس الجمهورية، لا سيما منها في مجال مكافحة الفساد".

وقال: "نستغرب في هذا السياق استهداف الرئاسة، من خلال بعض المواقف التي لا تخدم مصلحة لبنان، الاقتصادية او السياسية او الوطنية، علما ان الاصلاح يكون من خلال البحث بهدوء وموضوعية في المواضيع المطروحة وليس من خلال التعرض للاشخاص". واعرب عن "تأييد الحزب لموقف رئيس الجمهورية من مسألة النازحين السوريين ودعوته الى ضرورة عودتهم الى بلادهم، لأن كل مواطن يجب ان يكون له وطن والوطن هو الارض، ولا بد استطرادا من عودة النازحين الى المناطق الآمنة في سوريا، كما ينادي رئيس الجمهورية".

ولفت الى انه عرض ايضا "الملف الحكومي"، وطلب ب"ان تتمثل الكتلة القومية بوزير بصرف النظر عن طائفته او مذهبه، لاننا نريد ان نشكل دعما للتوجه الوطني للعهد".

الطاشناق

والتقى الرئيس عون، الامين العام لحزب "الطاشناق" النائب آغوب بقرادونيان، واجرى معه جولة افق تناولت مواضيع عدة، ابرزها "تشكيل الحكومة ومرسوم التجنيس ومسألة النازحين السوريين وموقف لبنان منها".

واكد بقرادونيان ان الحزب "طالب بان يتمثل في الحكومة الجديدة ليساهم في عملية النهوض التي لا بد ان تستمر مع حكومة جديدة ومجلس نيابي جديد".

رعية مار مارون في جزين

وفي قصر بعبدا نواب جزين زياد اسود وابراهيم عازار والدكتور سليم الخوري، ورئيس بلديتها خليل حرفوش مع وفد من كهنة رعية مار مارون في جزين ولجنة الوقف فيها ومخاتيرها.

وفي مستهل اللقاء، القى كاهن الرعية الخوري الياس الحلو كلمة، استذكر فيها "الآباء والأجداد الذين رفعوا مداميك كنيسة مار مارون قبل 150 سنة، وصلوا فيها وتمكنوا من مواجهة الصعوبات والاحتلالات والتهميش والاقصاء"، شاكرا للرئيس عون "عنايته بمنطقة جزين وابنائها".

وقال: "جئنا اليوم ندعوكم لتشاركوا الرعية والمنطقة فرحتها وصلاتها في قداس افتتاح سنة اليوبيل. مشاركتكم يا صاحب الفخامة تعني لنا الكثير الكثير، فأنتم ابن المنطقة وتحبونها، ومشاركتكم وحضوركم يزيدان فرحتنا افراحا، وذلك يوم السبت في 28 تموز المقبل".

رئيس الجمهورية

ورد الرئيس عون بكلمة، رحب فيها بالوفد، وشدد على ان "كل انسان ينسى جذوره يغدو كالشجرة المقطوعة التي مصيرها اليباس"، متمنيا على الجميع "الا ينسوا جذورهم ويؤدوا واجبهم تجاه ارضهم واهلهم".

واستذكر الرئيس عون "المآسي والالام التي عاشها ابناء المنطقة، خصوصا ابان مجازر 1860، إذ انني متحدر من عائلة سقط منها شهداء كثر خلال هذه المجازر ولم تنج منها الا امرأة حامل تحدر منها جد العائلة".

واعرب رئيس الجمهورية عن فرحته ب"أن أكون مع ابناء جزين واشاركهم فرحتهم"، وقال: "احب ان ارى جزين مزدهرة بأسرها وان يكون الجزينيون مجتمعين على الدوام، وإن تنافسوا احيانا. على الجميع في جزين ان يعملوا من اجل جميع ابنائها، من دون اي تفرقة، لا لاسباب سياسية ولا لغيرها، فجزين بحاجة الى التضامن، ولا تدعوا احدا يتطاول عليها، فهي مرت بظروف صعبة للغاية وعانت من احتلالات عدة وبقي الجزينيون صامدين". وأكد "الوقوف دائما الى جانب جزين واهلها كما الى جانب كل المناطق اللبنانية للدفاع عنها وحماية مصالحها وتطلعاتها".

 

فد تكتل بعلبك الهرمل عرض مع قائد الجيش الوضع الامني في المحافظة

الإثنين 18 حزيران 2018 /وطنية - زار وفد من تكتل بعلبك الهرمل النيابي برئاسة الوزير حسين الحاج حسن وعضوية الوزير غازي زعيتر والنواب: علي المقداد، ابراهيم الموسوي، ايهاب حمادة، رئيس بلدية بعلبك حسين اللقيس، رئيس اتحاد بلديات بعلبك نصري عثمان، رئيس جمعية تجار بعلبك محمد كنعان وعضو الجمعية عامر الحاج حسن، قائد الجيش العماد جوزاف عون في مقر القيادة باليرزة، في حضور المدير العام للادارة في وزارة الدفاع اللواء مالك شمص ومدير المخابرات في الجيش العميد طوني منصور.

وأوضح الوفد في بيان، أن "الزيارة جاءت في إطار متابعته الحثيثة للوضع الامني المتردي في محافظة بعلبك الهرمل، وقد جرى استعراض معمق للوضع ولمس من قائد الجيش الجدية والاستعدادات الكاملة لتنفيذ خطوات عملية حازمة لحفظ الامن في المحافظة. كما تم التأكيد التام على التعاون بين الجيش وجميع فاعليات المنطقة في هذا الصدد".

 

زاسبكين خلال حفل استقبال بالعيد الوطني لروسيا: نعتبر عودة النازحين احدى الاولويات والمطلوب التنسيق والتعامل بين سوريا ولبنان لتنظيم العودة

الإثنين 18 حزيران 2018 /وطنية - اقام السفير الروسي في لبنان الكسندر زاسبكين وعقيلته، حفل استقبال مساء اليوم، لمناسبة العيد الوطني لروسيا الاتحادية في فندق كمبنسكي - سمر لاند، حضره ممثل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وزير الدفاع الوطني يعقوب الصراف، ممثل رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري النائب علي بزي، ممثل الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري النائب محمد الحجار، الرئيس حسين الحسيني، ممثل وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل السفير علي المولى، الوزيران السابقان فارس بويز وعدنان منصور، ممثل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة الراعي المطران يوحنا رفيق الورشا، ممثل البطريرك الروم الارثوذوكس يوحنا اليازجي المطران الياس الكفوري، ممثل المطران الياس عودة المونسنيور جوزف شمصي، بطريرك السريان الكاثوليك يوسف الثالث يونان، ممثل قائد الجيش العماد جوزف عون العميد ميلاد اسحاق، والوفد المرافق وضم: العميد البحري حسين الضاهر، العميد الطيار زياد هيكل، العميد المهندس الياس سماحة، ممثل مدير عام الامن العام اللواء عباس ابراهيم العميد الركن الياس البيسري، ممثل مدير عام قوى الامن الداخلي اللواء عماد عثمان العميد الياس الطبجي، النائبان السابقان باسم الشاب وعلاء الدين ترو، وسفراء: المغرب احمد امحمد، تونس محمد كريم بودالي، اليمن عبد الله الداعس، سوريا علي محمد علي، الجزائر احمد بوزايان، الامارات العربية المتحدة حمد سعيد الشامسي، الصين وانغ كيجيان، مسؤول العلاقات الخارجية في حزب الله عمار الموسوي رئيس الجامعة اللبنانية البروفسور فؤاد ايوب، امين عام الحزب الشيوعي اللبناني حنا غريب، وفد من المصالحة الوطنية السورية، امين الهيئة القيادية في المرابطون العميد مصطفى حمدان، وحشد من الشخصيات السياسية والدبلوماسية والروحية.

كرس ليوم روسيا واود ان تشاركوا اجواء الفرح التي تسيطر بين الناس الروس في هذا اليوم. كما اننا متفائلون بالنسبة للمستقبل بإعادة انتخاب فلاديمير بوتين رئيسا لروسيا الاتحادية وتشكيل سريع للحكومة التي تشتغل وفقا لخطة متكاملة، ترمي الى تأمين النمو الاقتصادي المستدام بوتائر عالية والتطوير التكنولوجي وزيادة القدرات العسكرية ورفع المستوى المعيشي للناس. كما تمارس روسيا نهجا خارجيا بناءا راميا الى ايجاد الحلول السياسية السلمية للنزاعات والقضاء على الارهاب وتأمين الحقوق المشروعة للشعوب والحفاظ على سيادة ووحدة الدول. اننا نتعاون في اطار المجتمع العالمي بصدق واحتراما للشرعية الدولية، ونسعى الى العدالة والشراكة على قدم المساواة واعادة الاستقرار والتوازن لتأمين الامن لجميع الدول. وفي الشرق الاوسط وقفنا الى جانب سورية في وجه الهجوم الارهابي والدسائس الرامية الى تفكيك الدولة. ولكن الجيش السوري وحلفائه بما في ذلك روسيا افشلت المؤامرة الا انه يجب استمرار الجهود حتى تصفية الوجود الارهابي واستكمال عملية تطبيع الاوضاع في هذا البلد وانسحاب القوات الموجودة على اساس غير شرعي واعادة سيادة الدولة في كافة انحائها ومواصلة السير الى التسوية السياسية. كما تسعى روسيا الى تنقية الاجواء في المنطقة بشكل عام واستئناف عملية السلام على اساس قرارات مجلس الامن للامم المتحدة وبهدف استرجاع الاراضي العربية المحتلة والوصول الى الحل العادل للقضية الفلسطينية. ونتعامل مع لبنان بشكل جيد وسوف نطور التعاون خلال مرحلة قادمة والامكانيات لذلك متوفرة في عدد من المجالات. وتعتبر روسيا مسألة عودة النازحين كإحدى اولويات فترى انه يجب استخدام كل فرصة في اطار تطبيع الاوضاع وتثبيت الامن والاستقرار. ومن المطلوب التنسيق والتعامل بين سورية ولبنان لتنظيم العودة.

وفي الختام اشكر الاصدقاء في لبنان على التعاون مع روسيا والمحبة واتمنى لكم الصحة والسعادة والسلام والرفاهية والازدهار.

عاشت روسيا عاش لبنان عاشت الصداقة الروسية اللبنانية.

 

رعد: وضعنا السياسي واعد بأن نكون في موقع الفعل

الإثنين 18 حزيران 2018 /وطنية - أقام "حزب الله" احتفالا تكريميا لشهداء بلدة خربة سلم في حسينية البلدة، في حضور رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد، عضوي الكتلة النائبين حسن فضل الله وأمين شري، مسؤول منطقة الجنوب الأولى في الحزب أحمد صفي الدين وعدد من العلماء والفعاليات والشخصيات وحشد من الأهالي.

رعد

بعد تلاوة آيات بينات من القرآن الكريم، تحدث النائب رعد فأكد أن "أوضاعنا الآن في أحسن حال نسبة إلى ما كنا عليه سابقا، فبعد الانتخابات أصبحت الأمور أفضل، ولسنا مضغوطين لا لأكثرية دائمة في المجلس النيابي، ولا لقوى تستطيع أن تفرض قرارا على البلد دون أن تتشاور معنا".

وشدد على أن "وضعنا الأمني في أحسن حال، ووضعنا السياسي واعد بأن نكون في موقع الفعل، ونأمل من الله أن يمن علينا بالحكمة والصبر والحزم لمعالجة القضايا التي ينبغي أن نتصدى لها في أوانها وفق برنامج نضع له أولوياته، ونقدر المصلحة في تبني الخطوات فيه، ورهاننا على حضور أهلنا ومواكبتهم وثباتهم ونصرتهم للحق، لا سيما وأنهم لم يخذلوا هذه المسيرة في يوم من الأيام، وإن شاء الله سنكون معا لبلوغ أهدافنا كاملة". وختم: "إن الشهداء هم الخالدون دائما في ذاكرة الأمة لأنهم لم يبقوا من وجودهم وروحهم ودمهم شيئا، بل أعطوا كل وجودهم، وبذلوا كل دمهم، وقدموا كل أرواحهم من أجل أن تبقى الأمة، وتعيش عزتها وكرامتها وشخصيتها وهويتها، وأن تشعر بأنها أمة شاهدة على الأمم كما أرادها الله سبحانه وتعالى، فهؤلاء هم الشهداء، وهذا هو صنيعهم بنا، فكيف صنيعهم بأعدائنا، فحتى الآن لم يستطع الإسرائيلي أن يخرج من ذهوله وصدمته من الهزائم التي مني بها على أيدي المجاهدين وهؤلاء الشهداء، وعليه فإن كل الأمن والاستقرار الذي نعيشه في منطقتنا وبلدنا هو بسبب ما قدمه هؤلاء الشهداء، لا سيما وانهم أسقطوا مفهوم الأسطورة لدى العدو وزيف تفوقه، وصدعوا بنيته النفسية والأمنية والعسكرية والمجتمعية، وباتوا لا يثقون بقيادتهم لا السياسية ولا العسكرية، وإنما يثقون بما يقوله أبو الشهداء الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله". وفي الختام قص النائب رعد والحضور شريط افتتاح قاعة الشهيد القائد حسن شري، وبعدها جالوا في أرجائها حيث أقيم في داخلها معرض لآثار شهداء المقاومة الإسلامية.