المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 71 حزيران/2018

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/newselias18/arabic.june17.18.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة
عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

المسيح يطرد الباعة والتجار من الهيكل

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/القداح والمداح العكاظي هو ملعون حتى يوم القيامة

من جريدة السياسة الكويتية/بلاد فارس من قورش العظيم حتى خامنئي… هل تتغلب العنجهية على رجاحة العقل؟/يوسف أمين

الياس بجاني/السياسي اللبناني التاجر والثقافة الحربائية/إلياس بجاني/السياسة

الياس بجاني/في أسفل رابط مقالتي المنشورة اليوم في جريدة السياسة

حكام إيران… وقاحة واستكبار وإرهاب واحتلال/الياس بجاني/السياسة

الياس بجاني/قاسم سليماني يعرف اغنامه واغنامه تعرفه عز المعرفة

الياس بجاني/سجناء اطماعهم وعبدة مال ونفوذ

الياس بجاني/حكام إيران: وقاحة واستكبار وإرهاب واحتلال

 

عناوين الأخبار اللبنانية

فيديو لمزارعين في بعلبك يشبهون أنصار نصرالله بالدواعش

حزب الله حول مطار بيروت لمركز لتهريب المخدرات والمقاتلين

مسؤولة أميركية للـ"MTV": العقوبات على حزب الله كبدته خسائر كبيرة

تصريحات سليماني تربك تأليف الحكومة اللبنانية/حمادة لـ«الشرق الأوسط»: لا نقبل بإملاءات من نظام الأسد والجنرال الإيراني

الشيخ حسن مشيمش: عقلانية خامنئي مع اسرائيل/الشيخ حسن مشيمش/جنوبية

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 16/6/2018

الياس الزغبي: كل هذا النهج المتوتر والمتفرد ينسف أمل العهد ب"حكومته الأولى"

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

في سرعين الفوقا: قتيلان و7 جرحى في إشتباكات على خلفية ثأرية

ختم مطار بيروت الدولي في طهران: الإيرانيون يعبرون بالخط العسكري!

الأمن العام ينفي عدم ختم جوازات سفر الإيرانيين.. ويؤكد إجراء آخر!

رئيس بلدية تنورين: حريصون على جردنا وإذا أثبت الدراسات حدوث خلل سنلغي العقد مع المتعهد

مفتي لبنان ينتقد مقاربة وزير الخارجية لأزمة النازحين السوريين

الخارجية تطبق مبدأ «المعاملة بالمثل»

تراكم الأزمات الداخلية يفجّر الخلاف بين جنبلاط و«الوطني الحر» وتشكيل الحكومة ومرسوم التجنيس وإدارة ملف النازحين

بين القوات والتيار... مطالب معروفة وحوار ممكن وتفاهم معراب باق والسهام السياسية لا تعرقل التشكيل

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

نائب ایراني: افضل اسلوب لحل مشكلة فلسطین ھو اجراء استفتاء لسكانهاالاصلیین

الجيش اليمني يعلن تحرير مطار الحديدة بدعم من قوات التحالف العربي

تحذير أميركي بعد خرق النظام «وقف التصعيد» في الجنوب والمعارضة تتحدث عن تعزيزات وتخشى بدء عملية عسكرية

الأسد يؤدي صلاة عيد الفطر في مدينة طرطوس الساحلية

غوتيريش لمجلس الأمن: المعاناة في غزة تنذر بحرب/الشرق الأوسط تحصل على تقرير لا سابق له حول تنفيذ القرار 2334

الأمية تهدد جيل الحرب في سوريا... ثلث الأطفال خارج المدارس و2.8 مليون طفل من أصل 8 ملايين انقطعوا عن الدراسة

غزة احتفلت بالعيد بـ«نصف راتب» للموظفين وجاء في ظروف حياتية بائسة وظروف هي الأصعب والأكثر تعقيداً منذ 12 عاماً

الأردن يقرر عدم تسمية سفير جديد في إيران تأكيداً على موقف عمّان الرافض لسياسات طهران وتدخلاتها في شؤون الدول العربية

عباس: ماضون في تطبيق قرار وضع «آلية حماية دولية» للأراضي الفلسطينية واعتقال تركية في تل أبيب للاشتباه بالتخطيط لعملية مسلحة ضد إسرائيل

جولة جديدة مرتقبة لمفاوضات «سد النهضة» على وقع تقارب مصري ـ إثيوبي ومصادر تتوقع خرقاً كبيراً باتجاه حل الأزمة

مرجع شيعي: تعقيدات الانتخابات لن تحل بتحالفات «مصطنعة» واستجابات خجولة لدعوة العبادي لحوار بعد العيد

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة
حكومة المقاومة! هل تبصر النور/الدكتورة رندا ماروني

قوانين تمويل الإرهاب تحاصر الأنشطة الإقليمية للحرس الإيراني والخزانة الأميركية تهدد البنوك اللبنانية بسبب أموال حزب الله/راغدة بهنام/الشرق الأوسط

مقاطعة دولية لأي وزارة يتسلمها "حزب الله" والحكومة بعد العيد والحريري مضطر إلى تحمّل باسيل/إيلي الحاج/نقلا عن موقع مدى الصوت

تمزيق الديموغرافيا السورية/راجح الخوري/الشرق الأوسط

ترامب: الرجل الذي يمل الحلفاء ويدهشه الخصوم/محمد قواص/العرب

المونديال... حوار الثقافات والأديان والشعوب/إميل أمين/الشرق الأوسط

ما زالت «ليلى» في العراق... مريضة/محمد الرميحي/الشرق الأوسط

هجوم «الإخوان» على الهلال النفطي الليبي/د. جبريل العبيدي/الشرق الأوسط

الجليد القطبي والمدونة الحية لتاريخ البشر/فاي فلام/الشرق الأوسط

 

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

رئيس الجمهورية تلقى برقية تهنئة بالفطر من نظيره الاميركي

الراعي في قداس اختتام سينودوس الأساقفة الموارنة: تراشق الإساءات لا يبشر بالخير وعندما تصلح الذات الشخصية تصلح المؤسسات

الراعي: لا يمكن القبول بمسؤولين يهملون مصالح الشعب ولا بالتلاعب بمصير مؤسسات الدولة

البيان الختامي لسينودس الكنيسة المارونية: لتوحيد الكلمة في العمل على عودة النازحين وتصحيح مرسوم التجنيس الأخير والقضاء على الفساد

قاووق: المشروع الأميركي الصهيوني السعودي لا أفق له إلا الهزيمة

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية
المسيح يطرد الباعة والتجار من الهيكل

إنجيل القدّيس يوحنّا02/من13حتى25/"قَرُبَ فِصْحُ اليَهُود، فَصَعِدَ يَسُوعُ إِلى أُورَشَلِيم. ووَجَدَ في الهَيْكَلِ بَاعَةَ البَقَرِ والغَنَمِ والحَمَام، والصَّيَارِفَةَ جَالِسِين. فَجَدَلَ سَوطًا مِنْ حِبَال، وطَرَدَ الجَمِيعَ مِنَ الهَيْكَل، طَرَدَ الغَنَمَ والبَقَرَ، وبَعْثَرَ نُقُودَ الصَّيَارِفَة، وقَلَبَ طَاوِلاتِهِم. وقَالَ لِبَاعَةِ الحَمَام: «إِرْفَعُوا هذَا الحَمَامَ مِنْ هُنَا، ولا تَجْعَلُوا بَيْتَ أَبِي بَيْتًا لِلتِّجَارَة». فَتَذَكَّرَ تَلامِيذُهُ أَنَّهُ جَاءَ في الكِتَاب: «أَلْغيَرَةُ على بَيْتِكَ سَتَأْكُلُنِي!». أَجَابَ اليَهُودُ وقَالُوا لِيَسُوع: «أَيَّ آيَةٍ تُرِينَا وأَنْتَ تَفْعَلُ هذَا؟». أَجَابَ يَسُوعُ وقَالَ لَهُم: «إِهْدِمُوا هذَا الهَيْكَل، وأَنَا أُقِيمُهُ في ثَلاثَةِ أَيَّام». فَقَالَ اليَهُود: «بُنِيَ هذَا الهَيْكَلُ في سِتٍّ وأَرْبَعِينَ سَنَة، وتُقِيمُهُ أَنْتَ في ثَلاثَةِ أَيَّام؟». أَمَّا هُوَ فَكَانَ يَتَكَلَّمُ عَلى هَيْكَلِ جَسَدِهِ. ولَمَّا قَامَ مِنْ بَينِ الأَمْوَات، تَذَكَّرَ تَلامِيذُهُ كَلامَهُ ذَاك، فَآمَنُوا بِٱلكِتَاب، وبِٱلكَلِمَةِ الَّتِي قَالَهَا يَسُوع. وبَيْنَمَا كَانَ يَسُوعُ في أُورَشَلِيم، في عِيدِ الفِصْح، آمَنَ بِٱسْمِهِ كَثِيرُون، لأَنَّهُم رَأَوا ٱلآيَاتِ الَّتِي كَانَ يَصْنَعُهَا. أَمَّا هُوَ فَمَا كَانَ يَأْمَنُ عَلى نَفْسِهِ مِنْهُم، لأَنَّهُ كَانَ يَعْرِفُهُم جَميعًا. ولا يُعْوِزُهُ شَاهِدٌ عَلى الإِنْسَان، لأَنَّهُ عَليمٌ بِمَا في الإِنْسَان.

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

القداح والمداح العكاظي هو ملعون حتى يوم القيامة

الياس بجاني/15 حزيران/18

لأن اللسان هو الكلمة ولأن الكلمة كانت منذ البدء وهي الله فإن من يستعملها مقابل أجر في القدح والمدح خدمة لصاحب شركة حزب اسخريوتي وتاجر وفاجر فهو ملعون حتى يوم القيامة.

 

من جريدة السياسة الكويتية/بلاد فارس من قورش العظيم حتى خامنئي… هل تتغلب العنجهية على رجاحة العقل؟/يوسف أمين/15 حزيران/18

http://al-seyassah.com/%D8%A8%D9%84%D8%A7%D8%AF-%D9%81%D8%A7%D8%B1%D8%B3-%D9%85%D9%86-%D9%82%D9%88%D8%B1%D8%B4-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B8%D9%8A%D9%85-%D8%AD%D8%AA%D9%89-%D8%AE%D8%A7%D9%85%D9%86%D8%A6%D9%8A-%D9%87%D9%84/

 

الياس بجاني/في أسفل رابط مقالتي المنشورة اليوم في جريدة السياسة

السياسي اللبناني التاجر والثقافة الحربائية/إلياس بجاني/السياسة/15 حزيران/18/اضغط هنا أو على الرابط في أسفل لقراءة المقالة

http://al-seyassah.com/%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%8A%D8%A7%D8%B3%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%84%D8%A8%D9%86%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%A7%D8%AC%D8%B1-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AB%D9%82%D8%A7%D9%81%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AD/

 

الياس بجاني/في أسفل رابط مقالتي المنشورة اليوم في جريدة السياسة

حكام إيران… وقاحة واستكبار وإرهاب واحتلال/الياس بجاني/السياسة/15 حزيران/18/اضغط هنا أو على الرابط في أسفل لقراءة المقالة

http://al-seyassah.com/%d8%ad%d9%83%d8%a7%d9%85-%d8%a5%d9%8a%d8%b1%d8%a7%d9%86-%d9%88%d9%82%d8%a7%d8%ad%d8%a9-%d9%88%d8%a7%d8%b3%d8%aa%d9%83%d8%a8%d8%a7%d8%b1-%d9%88%d8%a5%d8%b1%d9%87%d8%a7%d8%a8-%d9%88%d8%a7%d8%ad%d8%aa/

 

قاسم سليماني يعرف اغنامه واغنامه تعرفه عز المعرفة

الياس بجاني/14 حزيران/18

تباهي سليماني ب 74 نائباً تابعاً لحزب الله لم يكن اختراعاً ولا تجنيا لأن الرجل وصف حال قائم علماً أن كلامه لم يثير سوى ردود مخصية وذمية وخجولة من بعض ال 74 اياهم. عملياً الرجل يعرف اغنامه وهي تعرفه. .. مبروك "وافق شن طبقة".

 

سجناء اطماعهم وعبدة مال ونفوذ

الياس بجاني/13 حزيران/18

فالج لا تعالج ما دامت الخناقة ع الكراسي والحصص وع أوهام الأحجام ومن ضمن شروط صفقة التسوية الخطيئة من بعد فرط 14 آذار..كل السياسيين وأصحاب شركات الأحزاب ويعني كلون راكعين ومستسلمين وبدون رضا حزب الله والسوري والإيراني..زمن محل وبؤس وتخلي..

 

حكام إيران: وقاحة واستكبار وإرهاب واحتلال

الياس بجاني/13 حزيران/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/65275/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%AD%D9%83%D8%A7%D9%85-%D8%A5%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86-%D9%88%D9%82%D8%A7%D8%AD%D8%A9-%D9%88%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D9%83%D8%A8%D8%A7%D8%B1/

بداية فإن كل لبناني أياً يكن انتمائه المذهبي أو تبعيته السياسية ولا يقر ويعترف وعلناً ودون مواربة أو ذمية أو تكاذب بأن لبنان بلد فاقد لسيادته ولاستقلاله ولحرية قراره ومحتل بالكامل، وأن المحتل والغازي هو النظام الإيراني الملالوي بواسطة جيشه المحلي المسمى “كفراً” حزب الله، فهو مواطن جبان ومتخلي عن لبنانيته ويتعامى عن واقع الاحتلال الإيراني الإرهابي والقمعي والمذهبي، وشريك 100% مع المشروع الفارسي الإمبراطوري التوسعي المعادي والمناقض والرافض لكل ما هو لبناني من هوية وتاريخ وتعددية وتعايش وانفتاح وحريات وديمقراطية وحقوق بكل مندرجاتها.

كل لبناني ذمي أو وصولي أو مغرر به ويدعي باطلاً بأن حزب الله هو تنظيم لبناني، وأنه ومن النسيج المجتمعي للبنان نحيله فقط وفقط على نصوص خطابات الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الذي أكد مئات المرات ودن رتوش وعلناً وبوضح ليس فيه أي لبس بأن تنظيمه هو عسكر في جيش ولاية الفقيه وممول منه وتابع له ويلتزم بثقافته وبمفاهيمه الحياتية والجهادية كافة، ويعمل تحت مظلة قراراته وغب رؤيته وأهدافه المذهبية والوطنية والمعيشية، وطبقاً للمعايير التي يقررها الملالي بكل أطر وتفاصيل الحياة.

ومن لا يرى في كلام السيد نصرالله ما يكفي للتأكد من تبعية حزب الله المطلقة لنظام الملالي ومن براءة لبنان منه ومن براءته من كل ما هو لبناني نحيله إلى رزم التصريحات الإيرانية الرسمية لقادة كبار مدنيين وعسكريين ورجال دين هي عملياً مسلسل متواصل ولا ينتهي.. تصريحات وقحة واستعلائية ومهينة للبنان وللبنانيين ولكل العرب ودولهم وحكامهم وثقافتهم وتاريخهم حيث لا يمر أسبوع دون تصريح مستفز كتصريح قاسم سليماني الأخير الذي اعتبر فيه أن 74 نائباً في البرلمان اللبناني هم تابعون لحزب الله.

ومن يعود إلى الأرشيف الإيراني يجد المئات من التصريحات المتعالية والفجة من مثل أن إيران تسيطر على 5 أو 6 عواصم عربية وان لا شيء يتم في لبنان دون رضى وموافقة طهران والخ..

أما في الاستكبار الفارغ من أي محتوى والتباهي بقوة عسكرية مدمرة هي واقعاً وعملياً مجرد أوهام وأحلام يقظة، يتحفنا قادة إيران ومعهم المسؤولين في حزب الله بقدراتهم العسكرية الخيالية ويحددون كم بالدقيقة والثانية يحتاجون لتدمير إسرائيل وإزالتها من الوجود ولاحتلال دول عربية.. في حين أن الطائرات الإسرائيلية تسرح وتمرح في الأجواء الإيرانية وفوق قواعدهم في سوريا وتصطاد عسكرهم وأفراد ميليشياتهم دون مقاومة وتدمر مخازنهم في وضح النهار وهم لا يطلقون رصاصة واحدة ويكتفون فقط وفقط ببيانات كلامية عنترية لا قيمة ولا وزن ولا فاعلية لها.

أما شعارات نفاق ودجل تحرير فلسطين ودخولهم مدينة القدس فقد فضحها إجرامهم بحق الموطنين العرب في اليمن والعراق وسوريا والبحرين وكل دول الخليج العربي، وأيضاً في قطاع عزة.. فهم وراء كل الحروب والاضطرابات في الدول العربية كافة. أما طريق القدس الحقيقة فهم لا يعرفونها وليس من ضمن أهدافهم التوجه صوبها أو السير عليها بغير الخيال والأوهام الشعارات الكاذبة والمضللة.. ومن الأكيد الملموس في ثقافتهم فإن طريق القدس هي الطريق التي تقودهم إلى تدمير واحتلال الدول العربية كافة وسرقة ثرواتها وقهر وقتل شعوبها.

في الداخل الإيراني يُقهر الشعب بأبشع وسائل القمع والإرهاب ويُحرم من حقوقه واحتياجاته الأساسية، في حين أن الملالي وعسكرهم يصرفون المليارات على مشروع تصدير ثورتهم الجهادية، وعلى شراء وتصنيع الأسلحة المدمرة، وعلى تمويل ميلشيات ارهابية وتخريبية ومذهبية تمكنوا بواسطتها من اختراق العديد من الدول العربية واحتلال أجزاء من أراضيها… في مقدمها بلدنا الحبيب لبنان.. أما عن دورهم التخريبي والمدمر في سوريا واليمن والعراق وغزة فحدث ولا حرج.

وعلى المستوى العالمي فإن النظام الإيراني كما حزب الله وباقي ميليشياته فهم مصنفون على قوائم المجموعات الإرهابية ومتورطون بأعمال ارهابية خطيرة وكثيرة في العديد من الدول الأوربية والأميركية والعربية.

وهل بعد من حاجة للمزيد من القرائن والوقائع العملية والمعاشة على الأرض ليتأكد القاصي والداني بأن حزب الله إيراني الهوى والنوى وأن لا شيء لبناني فيه وأنه جيش إيراني يحتل لبنان ويأخذ طائفة بأكملها رهينة بالقوة؟

يبقى أن مصير المحتل دائماً ومهما طال الزمن أو قصر فهو الانكسار والهزيمة حيث يكون النصر في النهاية لأهل البلد المحتل، وبالتالي فإن مصير الاحتلال الإيراني للبنان لن يكون شواذاً عن هذه الحقيقة التاريخية…

أما قادة البلد المحتل المستسلمين للاحتلال والمتآمرين على شعوبهم فسلطتهم ونفوذهم كما ثرواتهم كلها تزول مع زوال الاحتلال..

ومن عنده آذان صاغية فليسمع ويتعظ قبل فوات الأوان.

*عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

فيديو لمزارعين في بعلبك يشبهون أنصار نصرالله بالدواعش

جنوبية/ يونيو، 2018 /أقدم مزارعون من قرى غربي بعلبك على قطع طريق شمسطار طاريا بالإطارات المشتعلة احتجاجا على عدم الكشف والمساعدة في اضرار السيول التي ضربت بلدتي القاع ورأس بعلبك.

وكان لأحد المزارعين من آل حمية، كلمة توجه بها إلى أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله، مطالباً إياه بأخذ النواب وبإعادة الدواعش لأنّهم كانوا أكثر رأفة بالمنطقة.

http://janoubia.com/2018/06/16/%D9%81%D9%8A%D8%AF%D9%8A%D9%88-%D9%84%D9%85%D8%B2%D8%A7%D8%B1%D8%B9%D9%8A%D9%86-%D9%81%D9%8A-%D8%A8%D8%B9%D9%84%D8%A8%D9%83-%D9%8A%D8%B4%D8%A8%D9%87%D9%88%D9%86-%D8%A3%D9%86%D8%B5%D8%A7%D8%B1-%D9%86/

 

حزب الله حول مطار بيروت لمركز لتهريب المخدرات والمقاتلين

القناة الثالثة والعشرون/16 حزيران/18/شارت صحيفة "واشنطن تايمز" الأميركية إلى أن حزب الله حول مطار بيروت الدولي، إلى "مركز لتهريب المخدرات والسلاح والمقاتلين، بما يخدم إيران". وأوضحت الصحيفة أن "حزب الله" يستغل نفوذه في لبنان، لتسهيل سفر المسلحين الإيرانيين من مناطق الصراع، مثل سوريا إلى إيران والعكس. ولفتت إلى أن ذلك جاء بعد أن أعلنت السفارة اللبنانية في طهران أنه، ومن أجل تسهيل سفر الإيرانيين من وإلى لبنان، سيتم إلغاء ختم جوازاتهم لدى دخولهم أو خروجهم من مطار بيروت.

 

مسؤولة أميركية للـ"MTV": العقوبات على حزب الله كبدته خسائر كبيرة

السبت 16 حزيران 2018 /أوضحت المسؤولة السابقة في وزارة الخزانة الأميركية كاترين بوير، في حديث إلى قناة الـ"MTV"، أنّ "العقوبات الأميركية على "حزب الله" كبّدته خسائر كبيرة على عكس ما يقوله الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله". وبيّنت أنّ "هناك عقوبات جديدة ستطال حلفاء "حزب الله" لكنّها لن تزعزع الإقتصاد اللبناني، وهذا ليس الهدف منها".

 

تصريحات سليماني تربك تأليف الحكومة اللبنانية/حمادة لـ«الشرق الأوسط»: لا نقبل بإملاءات من نظام الأسد والجنرال الإيراني

بيروت: وجدي العريضي/الشرق الأوسط/16 حزيران/18/شكلت التطورات الأخيرة المرتبطة بمرسوم التجنيس، وتصريحات قائد «فيلق القدس» في «الحرس الثوري» الإيراني، قاسم سليماني، حول حيازة «حزب الله» على أكثرية في الانتخابات النيابية الأخيرة، عقبات إضافية تواجه مهمة رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري في تأليف الحكومة، في حين شدد وزير التربية في حكومة تصريف الأعمال مروان حمادة على «رفض إملاءات نظام (بشار) الأسد والجنرال سليماني». ولا يزال الرئيس الحريري يقدم المسودات والصيغ المقترحة للحكومة المقبلة لرئيس الجمهورية حول توزيع الوزراء طائفياً، لكن نائباً بارزاً قال لـ«الشرق الأوسط» إن «عدة عوامل طرأت على خط التأليف، وقد تكون عقبات إضافية، لا سيما ملف التجنيس، وتداعياته السياسية والقانونية التي تتمثل بالطعون أمام مجلس شورى الدولة (أحد أعلى السلطات القضائية في لبنان)، ناهيك عن العقدة الأخرى والأهم، المتمثلة في الجنرال سليماني الذي مثّل كلامه انتهاكاً واضحاً للسيادة اللبنانية». وقال النائب الذي فضّل عدم الكشف عن اسمه إن تصريحات سليماني «أربكت الجميع، بالنظر إلى أنها تعتبر تدخلاً فاضحاً في الشؤون الداخلية، وبالتالي فإن ما أشار إليه سليماني يصب في خانة فرض إملاءات على لبنان من خلال حلفائه، وفي طليعتهم (حزب الله)، عبر التدخل المباشر في تشكيل الحكومة». وأضاف أن ذلك «يأتي كمحاولة إيرانية، ومن (حزب الله)، للالتفاف على العقوبات الأميركية والخليجية التي فرضت على طهران و(حزب الله)، وبدأت من خلال إقفال مؤسسات إعلامية تموّل مباشرة من طهران إلى مؤسسات أخرى تجارية واقتصادية». وقال النائب إن «(حزب الله)، وأمام هذا الواقع، يسعى بتوجهات إيرانية إلى ممارسة نفوذه على تأليف الحكومة، والمطالبة بحقائب خدماتية وأساسية للتعويض عما أصابه بفعل هذه العقوبات التي تواجهه، أضف إلى ذلك السعي الروسي لترحيل (حزب الله) وطهران من سوريا، وهذا ما تبدى في الأيام الماضية في بعض المناطق المحاذية للحدود اللبنانية، ولا سيما منطقة القصير». وتفرض العقدة الدرزية نفسها للمرة الأولى بهذا الحجم في تاريخ تشكيل الحكومات، وسط إصرار «اللقاء الديمقراطي» على عدم توزير وزير المهجرين طلال أرسلان، باعتبار أن كل النواب الدروز في عهدة «اللقاء الديمقراطي»، وهو أمر أبلغ إلى الرؤساء الثلاثة والمعنيين بتشكيل الحكومة، وفي طليعتهم الرئيس سعد الحريري. وشدد وزير التربية والتعليم العالي في حكومة تصريف الأعمال عضو «اللقاء الديمقراطي» مروان حمادة لـ«الشرق الأوسط» على ضرورة احترام نتائج الانتخابات النيابية، قائلاً إن «نظرية الأقوى في طائفته اخترعها التيار الوطني الحر»، متسائلاً: «هل هناك أبناء ست وأبناء جارية في البلد؟». وقال حمادة: «النواب الدروز يصبون في المختارة، وعليه من الطبيعي أن يكون الوزراء الثلاثة من اللقاء الديمقراطي والحزب التقدمي الاشتراكي، وهذا أمر محسوم لا يقبل الجدل والاجتهادات والفزلكات والتذاكي، من خلال اختراع كتل نيابية وهمية لتوزير البعض، وسرعان ما تذوب هذه الكتلة، كما حصل في مراحل سابقة».

ولفت حمادة إلى أن احترام الناخبين وأبناء طائفة الموحدين الدروز تحديداً «مسألة مقدسة، وتعني لنا الكثير»، مضيفاً: «هؤلاء الذين قالوا كلمتهم في صناديق الاقتراع لمن يمثلهم، لا من يحاول السعي للتمثيل عليهم من خلال فرض إملاءات من قبل تيارات وأحزاب داخلية وقوى إقليمية، فتلك عدة قديمة لا تنطلي علينا، ولهذه الغاية نتمسك بالتمثيل بثلاثة وزراء دروز بالتمام والكمال، يصبون في عهدة الحزب الاشتراكي واللقاء الديمقراطي، بعيداً عن المقايضات». وأضاف: «نحن لا نقبل بإملاءات من نظام الأسد، وقاسم سليماني الذي يسعى إلى تشكيل الحكومة اللبنانية وفق ادعاءات كاذبة حول أكثرية وأقلية. ومن هنا، أنصحه بأن يأخذ دروساً في الحساب ليتعلم العد، إذ تنقصه الشطارة ليكون ضليعاً في الحساب، لا في عمليات التخريب والقتل والتدخل في الشأن اللبناني والعربي، في إطار أحقاد دفينة من خلال دور إيران في سوريا والعراق واليمن والبحرين، وعلى امتداد الساحة العربية». وأكدت أكثر من جهة سياسية أن «الصعوبات كثيرة، والعقد تتوالى، ومن الطبيعي أن ولادة الحكومة ستطول أكثر مما يتوقع البعض نظراً إلى الانقسام السياسي الداخلي الآخذ في التنامي، على خلفيات ملفات هي موضع خلاف عميق بين القوى السياسية اللبنانية، لا سيما ملف التجنيس الذي بدأ يؤشر إلى تحالفات جديدة مناهضة له ولقضايا أخرى». وقالت مصادر مواكبة إن «ثمة صيغة تحالفية بدأت تتبلور معالمها، وقوامها حتى الآن الحزب التقدمي الاشتراكي والقوات اللبنانية وحزب الكتائب، وهذه الجهات كانت لها نظرة مشتركة حول مسألة التجنيس، وملف بواخر توليد الكهرباء، وقضايا اقتصادية واجتماعية مختلفة». وتابعت أن «التحالف الثلاثي بدأ يتفاعل وينمو ليشكل مواجهة للعهد أو لبعض القوى السياسية، وفي طليعتها التيار الوطني الحر»، لافتة إلى أن «الأيام القليلة المقبلة ستشهد لقاءات لهذا الثلاثي السياسي المخضرم، الذي له باع طويل في السياسة ومعرفة وثيقة بالتركيبة اللبنانية، مما يدل على أن تشكيل الحكومة لن يكون مجرد نزهة، بل سيشهد صعوداً ونزولاً ومطبات وعقداً مرتبطة ببعض التدخلات، كموقف سليماني الذي ترك كلامه ارتدادات سلبية على مستوى تشكيل الحكومة، وقضايا أخرى ما زالت تردداتها تتوالى على الساحة المحلية».

 

الشيخ حسن مشيمش: عقلانية خامنئي مع اسرائيل!

الشيخ حسن مشيمش/جنوبية/16 يونيو، 2018

نفى المرشد الإيراني علي خامنئي أن يكون لإيران صراع مع الكيان الصهيوني ولكنها تلعب دوراً عقلانياً في هذا الصراع! وأضاف خامنئي على حسابه على تويتر أن إيران لم تقل يوماً إنها سترمي اليهود في البحر كما قال جمال عبد الناصر لكنها تلعب دوراً عقلانياً مع الكيان الصهيوني.

تغريدة خامنئي تسببت في ردود فعل واسعة على تويتر حيث قال الكاتب والمحلل اليمني محمد جميح:

أولاً: هذه العبارة ليست لعبد الناصر كما يردد العامة ، ومنهم خامنئي فيما يبدو.

ثانياً: نحن نعلم أنكم عقلانيون جداً مع إسرائيل.

وبادله الرأي محمد الودعاني قائلاً: “دكتور محمد: إذا عرف السبب بطل العجب”.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 16/6/2018

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

فطر سعيد وعطلة جميلة نتمناها للجميع، وبعدها تعود العجلة السياسية إلى حالها الطبيعية الأسبوع المقبل، ويرتفع مستوى دورانها، ومعها ترتفع الحرارة في الملفات الداخلية، أبرزها على مسار تأليف الحكومة، عندما يعود الرئيس المكلف سعد الحريري من السعودية التي انتقل إليها بعد موسكو، وقد أدى صلاة العيد إلى جانب العاهل السعودي الملك سلمان.

عطلة عيد الفطر السعيد خرقها تقاذف المواقف السياسية، والمستمرة لليوم الثاني حول ملف النازحين السوريين، بين "الحزب التقدمي الاشتراكي" و"التيار الوطني الحر"، على خلفية هذا الملف وأداء وزارة الخارجية.

ملف النازحين الذي حضر أمس، في عظات العيد حيث تضمنت خطبة المفتي دريان انتقادا لسياسة العهد. كذلك حضر في تصريحات متقابلة حينا ومتوازية أحيانا لسياسيين أمس واليوم أيضا. والملاحظ اليوم دعوة سينودس الأساقفة الموارنة إلى "عودة آمنة للنازحين السوريين وأيضا لعدم تخويفهم منها". كما أعلن السينودس "مساندة رئيس الجمهورية في مسيرة بناء الدولة".

وبعيدا من السياسة في المضمون، وتشبها بها في الشكل والتنافس، يرتفع يوما بعد يوم منسوب التحدي بين المواطنين اللبنانيين المتبارين في تشجيع فرق المونديال لكرة القدم، الذي يبث "تلفزيون لبنان" كل مبارياته من دون استثناء ومن دون أي مقابل.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

بقي الإشتباك السياسي الحاد والحرب الكلامية بين "التيار الوطني الحر" و"الحزب التقدمي الإشتراكي"، في صدارة المتابعة الداخلية، في ظل انكفاء الملفات السياسية الأخرى بفعل عطلة عيد الفطر السعيد، ولا سيما ملف تشكيل الحكومة الذي ينتظر عودة الرئيس المكلف سعد الحريري من المملكة العربية السعودية، ليباشر الجولة الثانية من البحث والتشاور، وبدء الخوض بتوزيع الحقائب المعقد، علما ان رسمه التشبيهي لتوزيع الحصص الذي أودعه رئيس الجمهورية، لم يحظ بتوافق بعد، ما يعني ان الحريري سيبدأ عمليا بعد العيد بمخاض شاق لن تكون طريقه سهلة، وزادته تعقيدا الحرب الدائرة بين "الحزب التقدمي الإشتراكي" و"التيار الوطني الحر" بشكل غير مسبوق، بالاضافة إلى بروز عقد جديدة فرضتها حسابات مستجدة داخلية واقليمية، على رأسها ملف النازحين السوريين، وينتظر أن تعود إلى الضوء المراسيم الخلافية مجددا.

فمرسوم التجنيس لم يصل بعد إلى خواتيمه، ومرسوم القناصل الفخريين لم يرسل بعد إلى المالية لتصحيح الخطأ القانوني الذي شابه بغياب توقيع وزير المال.

وفي خضم هذه المعمعة السياسية، تراءت خطوط مضيئة من شمس الشهادة إلى الذاكرة، حاملة معها عريسا وطيرا، وثق وبأحرف من ذهب في سجل المقاومة ضد الإحتلال، إنه بلال فحص، الذي قاد سيارته المحملة بأكثر من مئة وخمسين كيلو غراما من المواد المتفجرة، واخترق بها قافلة العدو الإسرائيلي في الزهراني موقعا قتلى وجرحى في صفوفه.

البطل الذي بقي مع الأديم كما هو، كمشة يد، قبضة نار، ويد من أوار تقبض على الجنوب، هكذا خط الرئيس نبيه بري شهادة فحص غداة ارتقائه.

إقليميا، تقدم اليمن مجددا على المشهد، حيث تضاربت المعلومات حول السيطرة على مطار "الحديدة"، النقطة المفصلية في هذه المعركة، وبرزت معلومات لافتة عن مشاركة فرنسية في الميدان.

وإلى روسيا حيث يتواصل حبس الأنفاس، وتشخص أنظار المتابعين للمونديال إلى ما ستخلص عليه نتائج فرقهم المفضلة. وفي زحمة الإهتمام العالمي بالمستديرة الساحرة، برز تحذير وزارة الخارجية الأميركية لرعاياها من أن الإرهابيين قد يستهدفون أماكن إقامة المباريات، ولكن من دون أن تشير إلى أي تهديد محدد.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"

عطلة عيد الفطر غيبت الحراك السياسي المتصل بتشكيل الحكومة العتيدة، ولكنها لم تنه السجالات على خلفية مرسوم التجنيس وملفات الفساد. في وقت كان البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، يعرب عن دهشته من تراشق بعض المسؤولين، مؤكدا أن أول اصلاح مطلوب هو الأداء السياسي الذي يشكل الأساس لكل اصلاح.

وما قاله البطريرك الراعي أكد عليه البيان الختامي لسينودس المطارنة الموارنة، الذي طالب بتأليف الحكومة الجديدة في أسرع وقت وبعيدا عن حسابات المحاصصة الخاصة، وأن تكون حكومة قادرة على إجراء الإصلاحات التي يحتاجها الشعب، وتطلبها الدول المانحة كشرط لنيل المساعدات المالية التي تقررت في مؤتمري روما وباريس.

في الأمن، وفيما الكلام يتجدد عن أن الخطة الأمنية لبعلبك- الهرمل، ستنطلق بعد عطلة العيد، فإن ما سجل اليوم، هو مقتل شخصين وجرح عدد آخر على خلفية ثأرية بين أفراد من عائلة شومان في بلدة سرعين الفوقا.

أما إقليميا، فسيطرت القوات الشرعية اليمنية بدعم من التحالف العربي، ناريا على مطار الحديدة، غرب اليمن، وقطعت طرق الإمداد كافة عن ميليشيات الحوثي التي باتت محاصرة. وأفادت مصادر عسكرية بأن السيطرة الكاملة على المطار الاستراتيجي باتت مسألة وقت.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

حديدة" اليمن تدرس العنفوان وعلى حدها تقطع يد العدوان. أبناء اليمن الأشاوس يخوضون الملاحم على ساحل الصمود الغربي، ويكبدون العدوان الأميركي- السعودي صنوف الخسائر التي لن يغطي حجمها تضليل اعلامي تنفق فيه المليارات، ويبقى عاجزا عن تبييض صورة دموية لعدوان إجرامي بائس.

وكما اليقظة في الميدان، انتباه سياسي في صنعاء مما يحمله المبعوث الأممي الجديد، ومحاولته تسويق شروط العدوان الذي انضمت فرنسا للمشاركة الميدانية فيه إلى جانب الامارات، وفق ما كشفت لوفيغاور الفرنسية.

اليمنيون مؤمنون بأن النصر صبر ساعة، وان التحشيد الدولي لقطف انجاز ميداني على الساحل الغربي، يعكس تعاظم الحرج السعودي الأميركي أمام الصمود الأسطوري الذي فاق التوقعات.

في لبنان، لا توقعات بأجواء سياسية ممهدة لولادة هادئة للحكومة العتيدة قبل نهاية عطلة عيد الفطر، في ظل السجالات المستجدة بين "الحزب التقدمي الاشتراكي" و"التيار الوطني الحر"، مقابل تصاعد الدعوات للخروج بالبلد إلى ضفة الحوار والاتصالات، واستكمال ما أنجزته الانتخابات من تمثيل نيابي يعكس حجم الحاجة إلى التغيير.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

الأزمات الطارئة على خط عملية تأليف الحكومة، من مرسوم التجنيس إلى القناصل الفخريين، إلى ملف النازحين والمفوضية العليا لشؤون اللاجئين، لا تخفي عاملين أساسيين يتحكمان بسير التأليف: عامل العقد والتعقيدات الداخلية، والعامل الاقليمي.

أربع عقد تنتظر الحل لتسهيل الطريق أمام الرئيس المكلف لعودة ثالثة إلى السراي الكبير:

العقدة الأولى سنية: الحريري يرفض توزير أي سني من الخارجين عن العباءة "المستقبلية" ولو كانوا عشرة، يعتبر ان وزيرا واحدا في الحكومة يمثل عشرة ومن حصة الرئيس، وهو طرح لا يقبله "حزب الله" ولا يقبله النواب السنة الذين يعتبرون ان لهم الحق في ان يتمثلوا بوزيرين، عملا بالقاعدة المتبعة لكل 4 نواب وزير.

العقدة الثانية درزية: 7 على 8 مع وليد جنبلاط، وطلال ارسلان لوحده ولا حق له بالتوزير، هذا منطق وليد جنبلاط. في المقابل منطق جنبلاط صحيح انطباقا على العدد: 7 نواب دروز يحق لهم بوزيرين فكيف يكون له وزير درزي ثالث. عقدة تنتظر مساعي "حزب الله" ومقترحات الحريري وموقف بري.

العقدة الثالثة مسيحية لكنها ليست بصعوبة العقدتين السنية والدرزية. الأجواء أخذت بالتبلور واقعيا وموضوعيا، بعيدا عن العواطف والشعر، وما قاله نائب تكتل "لبنان القوي" جورج عطالله عن لقاء قريب بين جبران باسيل وسمير جعجع، يغني عن الاسهاب بما ستحمله الأيام من ترجمة لمواقف مشتركة "عونية"- "قواتية" للعودة بالأمور إلى جادة المنطق والهدوء.

العقدة الرابعة تشمل تمثيل الأرمن بوزيرين ل"الطاشناق" أم وزير للحزب والثاني للحريري، وبتمثيل "القومي" من الحصة المسيحية، وهو ما تتحفظ عليه قوى مسيحية. علما ان معطى بدأ يتظهر أكثر وهو ان "الكتائب" ستكون خارج الحكومة، ما لم يطرأ عامل ايجابي لمصلحتها.

ومن العقد الداخلية إلى التطورات الاقليمية- الدولية، وتحديدا الصراع الايراني- السعودي، ولبنان أحد عناوين هذا الصراع وربما ساحة له، معطوفا على الضغوط الأميركية على ايران، ليس فقط في النووي بل في السياسة والميدان بشكل خاص، من العراق إلى اليمن إلى غزة إلى لبنان، بما يوحي ان العملية ليست في الأحجام والحصص الداخلية، بمقدار ما هي أوزان ومواقع اقليمية- دولية.

في المحصلة، هذا يعني ان محركات الحكومة ليست معطلة بل معطلة ونص، على حد تعبير الرئيس بري الذي قال إنه إذا انقضى الأسبوع الأول بعد عطلة الفطر من دون حكومة، عندها لن يجدونني هنا لأني سأكون في اجازة خارج لبنان. المؤشرات الأولية لا توحي ان الحكومة لناظرها قريبة.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

إنه الهدوء ما بعد العاصفة، فبعدما فعلت التغريدة الجنبلاطية فعلها وأثارت تسونامي من الردود المضادة، هدأت جبهة المواقف التصعيدية نسبيا. لكن الهدوء الظاهر لا يعني شيئا إذا لم يقترن بسعي جدي وحقيقي لإنجاز التشكيلة الحكومية. الأسئلة في هذا المجال كثيرة، إذ أي تداعيات ستكون للاشتباك الكلامي بين "التقدمي" و"التيار الوطني الحر" على تشكيل الحكومة؟، وهل من إمكان بعد لحل العقدة الدرزية، أم أن مواقف الطرفين ستتصعد وتزداد حدة؟، في النتيجة كيف سيتصرف الرئيس المكلف سعد الحريري، وهل سيتوصل الى حل للأزمة المستفحلة بين الطرفين؟.

تزامنا برزت قضية من نوع آخر تتمثل في قرار اتخذته السلطات اللبنانية، ويقضي بعدم ختم جوازات سفر الإيرانيين لدى دخولهم أو خروجهم من مطار بيروت، والإكتفاء بوضع ختم الأمن العام على بطاقات منفصلة. الخبر أثار ردة فعل سلبية كبيرة في لبنان وأضاف مشكلة جديدة، إضافة الى المشاكل المتراكمة على صعيد السلطة والحكم.

إقليميا، معركة مطار "الحديدة" مستمرة، والواضح أن التحالف العربي بقيادة السعودية يحقق تقدما نوعيا ملحوظا على الأرض، فيما الحوثيون يتراجعون، وفي حال استكمل التحالف تحرير المدينة، فإنه سيتمكن من السيطرة على مينائها الذي يعتبر المنفذ الوحيد المتبقي بأيدي الحوثيين لتهريب السلاح والصواريخ.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

تعود عجلة التشكيل بعد غد الإثنين، إذ يفترض ان يكون الرئيس المكلف سعد الحريري قد عاد من الخارج، لكن العودة وإعادة تشغيل المحركات لا تعني أن المسار سالك: فالوقت الضائع بين التكليف والتأليف لم يمتلئ سوى بالعقبات والألغام، وما أججته التغريدة التي كتبها النائب السابق وليد جنبلاط، والتي بحسب مصادر "أل بي سي آي" كانت رسالة مباشرة إلى الوزير جبران باسيل فأصابت رئيس الجمهورية.

الرئيس المكلف أجرى اتصالات أمس بين طرفي حرب التغريدات، تكتل "لبنان القوي" ونواب "اللقاء الديموقراطي"، سعيا للتهدئة، على اعتبار ان هذه الأجواء المتوترة والموترة من شأنها إضافة المزيد من العراقيل على تشكيل الحكومة.

هذه العراقيل التي كانت موجودة قبل حرب التغريدات، يبدو انها مستمرة بعده. فباستثناء تسهيل الثنائي الشيعي، فإن النزاع السني- السني والدرزي- الدرزي والمسيحي- المسيحي، هو الذي يسبب تعثر التشكيل: فالرئيس المكلف لا يستسيغ إعطاء أحد النواب السنة العشرة الذين فازوا من خارج عباءة "المستقبل"، مقعدا سنيا، وزعيم المختارة يريد المقاعد الدرزية الثلاثة كاملة مكتملة، والنزاع المسيحي- المسيحي وتحديدا بين رئيس الجمهورية وتكتل "لبنان القوي" من جهة، و"القوات اللبنانية" من جهة ثانية، ما زال على حاله، فرئيس الجمهورية يرفض إعطاء "القوات اللبنانية" نيابة رئاسة الحكومة.

وهكذا، بين الشروط والشروط المضادة، يبدو ان عملية التشكيل دونها عقبات وألغام، خصوصا ان شراهة الاستيزار مرتفعة، كما ان الجميع باتوا أطرافا في التأليف والمطالب، فغابت الحيادية كما غاب الحياديون، وهذا ما يجعل عملية التشكيل متعثرة.

ولكن يبدو ان النائب طلال ارسلان لم تبلغه أجواء الهدنة، فغرد فاتحا النار على وليد جنبلاط متهما إياه بخلفيات مالية بعد عودته من السعودية، في تغريداته التي أصابت العهد. ارسلان كتب: "سبحان الله، العملة الخضراء من روائح النفط شو بتعمل ببعض الذين يدعون العفة والنزاهة والخلق الرفيع...".

ولكن في الوقت الحكومي الضائع، يبدو ان هناك أشخاصا لا يضيعون وقتهم، ولو على حساب الإنسانية والطفولة.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

بمفعول رجعي عن حرب التغريد التي اندلعت من على منصة عصفور، دخل وزير الدفاع على خط الهجوم، وقاد حرب الردود من أعالي الجرود، إذ قال من بلدة برقايل العكارية إن رئيس الجمهورية العماد ميشال عون هو رمز وحدة لبنان، وإن أي كلام من أي مرجع ينافي مبدأ الوحدة الوطنية هو مرفوض ويعد قريبا من الخيانة. وسأل الصراف: لماذا نشهد احتراما وتقديرا لفخامة رئيس الجمهورية اللبنانية في كل دول العالم ما عدا في بلادنا؟، وما المصلحة في أن نتهجم على علمنا وأملنا؟، بل ما المصلحة بأن نجلد أنفسنا؟.

أما فريق الهجوم فانسحب إلى الخطوط الخلفية، متخذا وضعية الدفاع، وتوارى خلف المتراس على قاعدة "كل مين أدلى بدلوه" ولا نريد للمشكلة أن تتفاقم، بحسب ما أفادت أوساط "التقدمي" ل"الجديد". لكن دخول المعركة ليس كالخروج منها، وأخذ البلاد مجددا رهينة رفع السقوف لغايات في نفس حكومة مسألة ليس فيها نظر، والحرب التي فتحت من رحلة استجمام بين الربوع النرويجية ليست عفوية، إذ هي أتت بعد زيارة مضارب آل سلمان بالأصالة، وأخرى بالوكالة قام بها النائبان تيمور جنبلاط ووائل أبو فاعور إلى عين التينة، رئيس مجلس النواب أعلن الصيام عن الكلام، لكن ثمة من قاد الأوركسترا وثمة من رأى في ما حصل استهدافا للعهد وشل حركته، وتعطيلا منظما لتأليف الحكومة، ويرسم علامة استفهام كبيرة حول من هو المعطل الذي يرتدي "طاقية إخفاء"؟.

الحديدة حامية في لبنان، وقد ينتقل مفعولها إلى ما بعد بعد استحقاق المونديال، إذ سقط وعد السياسيين بتقديم الحكومة عيدية إلى اللبنانيين في عيد الفطر، أما "الحديدة" التي سترسم معالم حرب اليمن فواقعة بين نارين: التحالف العربي وحلفائه، والحوثي ومن معه. في التطورات الميدانية، الطرفان يعلنان إحكام سيطرتهما على مطار المدينة الاستراتيجية، فالمركز الإعلامي للجيش اليمني أعلن تحرير المطار بعد دخول قوات الرئيس هادي وقوات التحالف إلى الجهة الجنوبية للمطار وبدء عملية تطهيره من الألغام والعبوات الناسفة، والإعلام الحربي الناطق باسم الحوثيين نفى الخبر جملة وتفصيلا.

وفي المحصلة فإن حرب اليمن لن تدخل التاريخ إلا كوصمة عار، بما خلفته من قتل وأمراض ودمار وحصار، حرب خاسرة بكل مقاييس اللاغالب، ووحده شعب اليمن هو المغلوب.

 

الياس الزغبي: كل هذا النهج المتوتر والمتفرد ينسف أمل العهد ب"حكومته الأولى"

وطنية/16 حزيران/18/ رأى عضو قيادة "قوى 14 آذار" الياس الزغبي في تصريح "أن الاستقرار السياسي لا يمكن أن يستمر بنهج القفز من كتف إلى كتف على تحالفات ظرفية منفعية تتبدل بين ليلة وضحاها، بل على أسس وأهداف وخيارات وطنية جامعة". وقال: "الواضح أن الاشتباكات السياسية الحاصلة يقوم بها طرف واحد يتمثل بتيار العهد ضد الأطراف الأخرى تباعا، بدءا بحركة أمل والقوات اللبنانية وتيار المردة وصولا الآن إلى اللقاء الديمقراطي وتيار المستقبل، على طريقة افتعال الصدامات، وركوب موجات المصالح الذاتية، واستهلاك الشعارات المستولدة باستمرار". وأضاف: "كل هذا النهج المتوتر والمتفرد ينعكس سلبا على العهد نفسه الذي كان يراهن على حكومته الأولى بعد الانتخابات، فإذ بها تصبح مجرد أمنية يعاكس سوء الاداء تحقيقها".

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

في سرعين الفوقا: قتيلان و7 جرحى في إشتباكات على خلفية ثأرية

وكالات/ السبت 16 حزيران 2018 /تجدد خلاف بين أشخاص من آل شومان في بلدة سرعين الفوقا - قضاء بعلبك، على خلفية إشكال سابق قبل حوالي السنة، مما أدى إلى تبادل إطلاق النار، ومقتل الرقيب في الجيش "حسين مفلح شومان"، ومنى شومان متأثرة بجراحها، وإصابة ستة أشخاص بجروح توزعوا على مستشفيات البقاع. وقد نقل القتيل وشقيقه الجريح محمد إلى مستشفى رياق، فيما نقل الجرحى عدي وشقيقه رائف الى المستشفى اللبناني الفرنسي في زحلة. هذا ونفذ الجيش انتشاراً واسعاً ومداهمات في البلدة، وأوقف عددا من المتورطين بإطلاق النار.

 

ختم مطار بيروت الدولي في طهران: الإيرانيون يعبرون بالخط العسكري!

نسرين مرعب/جنوبية/ 16 يونيو، 2018

معلومات عن إلغاء ختم "الدخول" و"الخروج" للمسافرين الإيرانيين الوافدين إلى لبنان!

كان لافتاً ما كتبه المحلل السياسي الإيراني المتخصص في شؤون الشرق الأوسط “رامان غفامي” عبر صفحته الخاصة تويتر، إذ كشف في تغريدته التي دوّنها بتاريخ 14 حزيران، عن معلومات هامة ترتبط بتسهيلات تقدمها الدولة اللبنانية للوافدين الإيرانيين. أما فيما يتعلق بطبيعة هذه التسهيلات، فقد أشار “غفامي” إلى أنّ “السفارة اللبنانية في طهران” قد أعلنت أنّ جوازات السفر الإيرانية لن تختم بعد الآن في مطار بيروت سواء عند الدخول أو عند المغادرة! ليعلق على هذه المعلومات التي أكّد أنّها “رسمية” بالقول “إنّ هذا الإجراء يسهل على عناصر الحرس الثوري الإيراني والقادة العسكريين تجنب العقوبات الأمريكية!”.

في السياق نفسه أشار الكاتب والمحلل السياسي الإيراني أمير طاهري إلى أنّ وكالة “irna” قد ذكرت على صفحتها الأولى أنّ الجوازات الإيرانية لن تختم بعد اليوم في لبنان! طاهري الخبير في شؤن الشرق الأوسط والذي عمل لمدة 7 سنوات في منصب رئيس التحرير التنفيذي لصحيفة كيهان اليومية ، الصحيفة الرئيسية لإيران، تساءل في تغريدة نشرها على صفحته تويتر، عن خلفية حصول الإيرانيين المسافرين إلى لبنان على جوازات سفر مختومة من إيران وليس من لبنان (كما يفترض)! وفيما اعتبر طاهري أنّ حتى الدول الخاضعة للاستعمار تختم “الباسبورات”، علق في الختام: “اللواء قاسم سليماني يقول اليوم أنّ لبنان دولة مقاومة”. هذه الخطوة الضبابية، والتي لم يعلن عنها أي طرف لبناني رسمي وما زالت قيد الكتمان شأنها،شأن كلّ الصفقات المريبة التي تعمل الأطراف السياسية على تمريرها دون أي ضجيج، توقفت عندها صحيفة واشنطن تايمز الامريكية في مادة نشرتها بتاريخ 15 حزيران. إذ اعتبرت الصحيفة أنّ اللبنانيين يعملون من خلال هذا الإجراء على إفساد مطار بيروت الدولي وعلى تسهيل عمليات تهريب الأسلحة والمخدرات وانتقال المقاتلين المؤيدين لإيران إلى دول الجوار.

ولفتت الصحيفة إلى أنّ حزب الله قد أتاح بذلك لفيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، تحويل مطار رفيق الحريري الدولي إلى قاعدة للعمليات. وكانت الصحيفة قد انطلقت مما وصلت إليه من بيان السفارة اللبنانية في طهران الذي نشرته “إيران نيوز واير”، والذي جاء فيه أنّه وبهدف تسهيل الحركة لن يتم بعد الآن ختم جوازات السفر التابعة للمسافرين الإيرانيين في مطار بيروت.

ما الفاتورة التي سيدفعها لبنان تجاه هذا الإجراء؟

مما يبدو أنّ الدولة اللبنانية ما زالت تتعاطى بـ”خفة” مع موضوع العقوبات، لاسيما وأنّ التقارير الأخيرة الصادرة عن واشنطن قد حذرت من مشاركة حزب الله في الحكومة الجديدة، مؤكدة أنّ الخزانة الأمريكية تدرس فرض عقوبات على شخصيات حكومية لبنانية! يضاف إلى ذلك أنّ الإدارة الأمريكية الجديدة لم تعد تفصل بين “لبنان” وبين “حزب الله”، فالرئيس الأمريكي دونالد ترامب بات يعتبر أنّ «حكومة لبنان ليست منافسة لحزب الله بل شريكة له» وذلك استناداً إلى المعطيات التي نشرتها صحيفة “الراي” مؤخراً! انطلاقاً مما سلف، فإنّ ما يتم تداوله عن التسهيلات التي أعلنتها سفارة لبنان في طهران، إن صحّ، فهذا يدل على أنّ لبنان بات رسمياً تحت الغطاء الإيراني، هذا الغطاء الذي لن يجلب إلا مزيداً من العقوبات الاقتصادية على دولة “لبنان” المصابة أساساً بالعجز والتي أصبحت على شفير الانهيار والإفلاس! مع العلم أنّ المواطن اللبناني نفسه يُختم جواز سفره عند دخوله ومغاردته لبنان، بيد أنّ الدولة كما يبدو ارتأت منح هذا الامتياز للإيرانيين “حصراً” دون أي توضيح يذكر! ولا بد من الإشارة هنا إلى أنّ إيران كان سبق لها أن طلبت من العراق إلغاء التأشيرة المعطاة للمواطنين الإيرانيين، إلا أنّ الدولة العراقية قد رفضت في حينها اتخاذ مثل هذا الإجراء مما دفع السلطات الإيرانية لإصدار بيان شديد اللهجة تدين فيه الموقف العراقي غير المتعاون!

في الختام فإنّ هذا الجو من الهيمنة الإيرانية على القرار اللبناني لم يعد مفاجئاً، فالمجلس النيابي بأغلبه لذراع حزب الله، أليس هذا ما أعلنه قائد فيلق القدس الجنرال قاسم سليماني حينما تحدث عن انتصار الحزب بـ74 نائباً؟! فيما لم يجد كلامه أي ردّ يعتد به من لبنان الدولة باسثتناء ردود خجولة تمّ صياغتها بـ”ختم” نائب كتلة الوفاء للمقاومة محمد رعد! إضافة إلى أنّ صمت السلطات اللبنانية على هذا القرار المتعلق بالمسافرين الإيرانيين، وإعلانه فقط من الجانب الإيراني، ما هو إلا فضيحة جديدة تضاف إلى سلسلة الفضائح التي سجلها أصحاب القرار في لبنان والتي أخرها “مرسوم التجنيس!”

 

الأمن العام ينفي عدم ختم جوازات سفر الإيرانيين.. ويؤكد إجراء آخر!

نسرين مرعب/جنوبية/16 يونيو، 2018

ماذا في جديد المعلومات المتداولة عن إعفاء المواطنين الإيرانيين إلى لبنان من ختم جواز السفر؟

بعد الضجة التي أثارتها المعلومات التي انطلقت من مواقع إيرانية ومن صحيفة “واشنطن تايمز” الأمريكية، حول إعفاء المواطنين الإيرانيين الوافدين إلى الأراضي اللبنانية والمغادرين منها من ختم جوازات السفر في مطار بيروت الدولي. وبعد الإشارة إلى أنّ المواطن الإيراني سيكتفي بالختم الصادر عن السفارة اللبنانية في طهران، وما ترافق مع ذلك من جدل لبناني وتوصيف الواقع في الصحيفة الأمريكية على أنّه ارتهان لحزب الله وتحويل لمطار بيروت إلى قاعدة للحرس الثوري الإيراني ولنشاطاته ونشاطات الحزب، خرج الأمن العام اللبناني عن صمته! إذ أكّدت المديرية العامة للأمن العام أن الخبر المتداول عن إلغاء ختم الدخول والخروج للمسافرين الإيرانيين الوافدين الى لبنان عار من الصحة. وأشارت في بيان لها أنّها تعتمد اجراءً متاحاً امام رعايا عدد من الدول الوافدين الى لبنان وللراغبين منهم بتوشيح أختام الدخول والخروج على بطاقات مستقلة ترفق بجوازات سفرهم. مصادر أمنية أوضحت لـ”جنوبية” أنّ الورقة المستقلة تمكن الوافد الذي لديه اعتبارات معنية “عدم خسارة الإقامة في دولة أجنبية مثلاً” من وضع الختم عليها، بحيث يتم تسجيل دخوله إلى لبنان وفق الآلية القانونية ولكن دون ختم على الباسبور الأجنبي. في السياق نفسه حاول موقع “جنوبية” التواصل مع الأمن العام اللبناني للوقوف عند الحالات التي يجوز بها الختم على هذه الورقة المستقلة، وإن كانت هذه الآلية متاحة لجميع المسافرين من مختلف الدول أمّ أنّها وفق استثناءات محددة. إلا أنّ الجواب كان أنّ الأمن العام لا معطيات لديه إلاّ البيان الذي سبق وصدر. وبالتالي علينا الانتظار ليوم الإثنين والتواصل مع مكتب شؤون الإعلام كي نقف عند كل التفاصيل! مدير مؤسسة لايف المحامي نبيل الحلبي أوضح من جانبه أنّه “ليس جديداً علينا نحن اللبنانيون أن نسمع أنَّ مطار بيروت الدولي أصبح مشرّعاً أمام المجموعات الإيرانية الميليشيوية، ولكن تصريح المسؤول الإيراني الذي كشف هذا الاجراء أعاد هذا الموضوع إلى العلن على قاعدة الإعتراف سيّد الأدلة، وباتَ هذا الأمر موضع متابعة وإهتمام من جهات دولية”.

ليضيف في حديث لـ”جنوبية”: “ما زاد خطورة هذا الموضوع بيان جهاز الأمن العام اللبناني الذي اعترفَ بأن المواطنين الإيرانيين لا يتم ختم جوازات سفرهم عند الدخول إلى لبنان أو الخروج، مبرراً أنَّه يتم ختم الدخول والمغادرة على ورقة مستقلة، بمعنى آخر أنَّ لا شيء يمكن أن يثبت أنَّ إيرانياً مطلوباً للعدالة الدولية أو خاضعاً للعقوبات قد دخل لبنان فعلاً، إذ يكفي أن يقدم أي إيراني على إتلاف هذه الورقة عند مغادرته حتى يقول أنه لم يقم بزيارة لبنان، وبالتالي يندرج هذا الإجراء الرسمي اللبناني ضمن التسهيلات الأمنية للإيرانيين ويساعد على تضليل التعقبات الدولية ضد أي مواطن أو مسؤول إيراني مطلوب للعدالة الدولية. فإذا ما تمَّ حجز جواز سفر هذا الإيراني في أي بلد لن يجدوا عليه ما يفيد عن دخوله لبنان يوماً من الأيام”. وفي الختام  أكّد المحامي نبيل الحلبي أنّه “في حال تمّ استجواب أي إيراني في الخارج حول لقائه مع مشتبه بهم أو مطلوبين في لبنان، أو في حال مثلاً تعرضت الدولة اللبنانية للإحراج عبر استقبالها إيرانيين مطلوبين يشكلون خطرا على النظام العام العالمي، فإنّه ما من شيء سيثبت دخولهم إلى لبنان لأن الختم موجود على بطاقة مستقلة لا على جواز السفر”.

 

رئيس بلدية تنورين: حريصون على جردنا وإذا أثبت الدراسات حدوث خلل سنلغي العقد مع المتعهد

السبت 16 حزيران 2018 / وطنية - رد رئيس بلدية تنورين بهاء حرب، على ما قاله النائب السابق بطرس حرب عن استخراج صخور من جرود البلدة، ببيان قال فيه إن "المجلس البلدي الكريم، عمل وبالتعاون خلال سنة من المباحثات والمشاورات والاجتماعات مع الوزارات الثلاث الطاقة والبيئة والداخلية، وفقا للاصول القانونية متناولا جميع الأمور والمتطلبات والدراسات. كما أن العقد الموقع مع شركة إدة - معوض، تم إعداده ودراسته من قبل لجنة متخصصة في المجلس البلدي، وسوف تسهر على تطبيقه 100%، وعند حصول أي مخالفة لأي بند في عقد الاتفاق ولو قيد أنملة، ستقوم البلدية بوقف العمل في المشروع، وربما إلغائه. أما سعر الطن فليس نصف دولار، بل 5 دولارات، إذا احتسبنا قيمة الطرق الجديدة والقديمة، التي سيتم تنفيذها وتعبيدها من قبل المتعهد". وأكد "إننا حريصون كل الحرص على جردنا والعمل به، ولن نسمح بأي خلل يحدث من قبل المتعهد أو غيره، إذا ثبت ذلك بالدراسات التفصيلية أو بطريقة التطبيق تحت طائلة إلغاء العقد". وذكر أن "المجلس البلدي سيقوم قريبا، باطلاع الرأي العام على كل جوانب وتفاصيل الموضوع، ونشر كل المعلومات المتعلقة بالمشروع بكل مراحله وأسبابه ونتائجه ومنافعه والمشاريع البديلة، التي ستقوم بها البلدية".

وختم "نكتفي بالتأكيد أن المجلس البلدي الحالي، يقوم بمهامه بأعلى معايير الشفافية والمصداقية في التعاطي مع جميع المواطنين، بدون تمييز، وبدون أي محسوبية حزبية، أو عائلية، بل يضع في أولوياته مصلحة تنورين وإنمائها وتقدمها وتطبيق المساواة بين أبنائها في الحقوق والواجبات"، سائلا "ألم يحن الوقت لنتعلم من الأخطاء وندرس الحقائق ونستفيد من العبر ونصلح ما أفسدناه، ونقدم لأهلنا في تنورين ومنطقة البترون برامج إنمائية متطورة حديثة تنقلها من التخلف والحرمان، الذي عاشته إلى مرحلة العصرنة والتطور"، آملا أن "نعمل بكل محبة وإرادة صادقة من أجل إنماء منطقتنا وخدمة أهلنا في مستقبلهم ومستقبل أبنائهم والأجيال القادمة".

 

مفتي لبنان ينتقد مقاربة وزير الخارجية لأزمة النازحين السوريين

بيروت: «الشرق الأوسط»/16 حزيران/18/دعا مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان الأفرقاء السياسيين للوقوف إلى جانب رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري لتشكيل الحكومة «بدل التلهي بمصير النازحين السوريين»، منتقداً وزير الخارجية جبران باسيل و«التيار الوطني الحر» من غير أن يسميهما لجهة التعاطي مع أزمة اللاجئين. وقال دريان في خطبة عيد الفطر: «نحن في أزمة اقتصادية كبرى بل وفي أزمة سياسية كبرى، كيف سيساعدنا الآخرون إن لم نكن على قلب واحد». وأضاف: «بدلاً من التجنيس واتهام الدوليين يجب على جميع الأفرقاء التنازل عن أنانيتهم والتعاون مع رئيس الحكومة المكلف والمساعدة في تذليل العوائق أمام ولادة الحكومة في أسرع وقت ممكن». وعرض دريان في خطبته واقع النازحين السوريين، قائلاً: «ليس الفلسطينيون وحدهم هم الذين يتعرضون لجرائم وممارسات التهجير والاستيطان، فقد أعلنت الأمم المتحدة أنه وفي الشهور الأولى لهذا العام فقط تعرض 920 ألفا من الإخوة السوريين للتهجير. لقد أرغم هؤلاء بالقصف والحصار لسنوات على ترك ديارهم التي عاشوا فيها لمئات من السنين وهم مهددون بعدم العودة إليها ومهددون بأن يتابعهم القصف والقتل في المواطن التي تهجروا إليها، ثم يأتي أناس هنا ليضيقوا ذرعاً بالذين اضطروا إلى النزوح للبنان وهم يريدون الإيهام بأن من هجّرهم من قبل يريد إعادتهم الآن وأن الحائل دون ذلك هم الدوليون الذين يساعدون هؤلاء بالحد الأدنى». وأضاف دريان: «لست أدري كيف تكون هناك إدارات سياسية متعددة في هذا البلد لبنان، وكيف يقرر طرف في مسألة عودة النازحين السوريين وهي مسألة خطيرة كأنه ما عاد هناك حكومة لديها سياسة واحدة بالداخل والخارج وصار لكل (طرف) طائفة!». واستغرب المفتي كيف «أنه يراد طرد النازحين المستضعفين من المصير الذين هربوا منه وفي الوقت نفسه يجري تجنيس المئات منهم». وقال: «فلتتوقف عشوائيات الكراهية لنظل نشعر إننا جميعاً بشر وعرب ولبنانيون وأبناء دولة واحدة وأن هناك حكومة مسؤولة تستطيع اتخاذ القرار المناسب بالمصالح الوطنية مهما كانت التمايزات». وفي السياق عينه، رأى دريان أنه «من مدة تتفاقم سياسيات التفريق والتمييز حتى في المسألة الواحدة كأنّه ما عادت هناك حكومة بل صارت لكل طائفة إدارتها السياسية ولها دويلتها»، مطالباً جميع الأفرقاء بالوقوف إلى جانب رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري.

 

الخارجية تطبق مبدأ «المعاملة بالمثل»

بيروت: «الشرق الأوسط»»/16 حزيران/18/أعلنت وزارة الخارجية والمغتربين اللبنانيين عن تطبيق مبدأ «المعاملة بالمثل» لجهة استقبال الضيوف الرسميين في صالون الشرف في مطار رفيق الحريري في بيروت، مشيرة إلى أن الدول التي لا تطبق المبدأ نفسه مع اللبنانيين عليها دفع بدل مالي لقاء فتح صالون الشرف. وقالت الوزارة في بيان أمس إنه «استناداً إلى مبدأ المعاملة بالمثل الذي يقع في صلب الاتفاقات الدولية حول الحصانات والامتيازات الممنوحة لممثلي الدول، فقد أبلغت (الوزارة) سائر السفارات الأجنبية المعتمدة في لبنان مباشرتها التطبيق الدقيق لهذا المبدأ لدى فتحها لصالون الشرف في مطار رفيق الحريري الدولي أمام الوفود الرسمية الأجنبية ورؤساء البعثات المعتمدين في لبنان، بحيث لا يمنح هذا الامتياز إلا لفئات محددة من رسميي الدول التي تبادل نفس الفئات الرسمية اللبنانية المعاملة ذاتها لدى زيارة بلادها». وقالت الوزارة إن «الشخصيات الرسمية التي لا تبادل دولها لبنان المجاملة نفسها، فسيتعين على سفارات بلادها اتباع الإجراءات الخاصة بفتح صالون الشرف لقاء بدل مالي».

 

تراكم الأزمات الداخلية يفجّر الخلاف بين جنبلاط و«الوطني الحر» وتشكيل الحكومة ومرسوم التجنيس وإدارة ملف النازحين

بيروت: نذير رضا/ الشرق الأوسط»»/16 حزيران/18/انفجر الخلاف بين «الحزب التقدمي الاشتراكي» و«التيار الوطني الحر» على خلفية انتقاد الزعيم الدرزي وليد جنبلاط العهد الرئاسي، متهماً إياه بالفشل، وهو ما كان حافزاً لموجة ردود عنيفة عليه، ردّ عليها «الاشتراكي» بتأكيده «استحالة تطبيع العلاقات مع النظام السوري من بوابة النازحين»، متهماً «الوطني الحر» بـ«تجاوز اتفاق الطائف». وقال جنبلاط في تغريدة له على حسابه في «تويتر» أمس: «أما المهجرون في الأرض فلا عيد لهم ولا راحة، يلاحقهم الموت في البحار وفي الصحاري تجار البشر، يهربون من الظلم والحروب من أجل حياة أحسن، فإذا بجدران الكراهية والعنصرية ترتفع في كل مكان». وتابع: «وفي لبنان يطالبون بتسليمهم إلى الجلاد، بحجة تحميلهم سوء الأحوال، ومصيبتنا في عهد فاشل منذ أول لحظة».

وردت مجموعة من نواب «الوطني الحر» ووزرائه على جنبلاط، متهمين فريقه بـ«الفشل والفساد في كل الملفات» التي تسلمها وزراء «الاشتراكي»، فضلاً عن اتهامه شخصياً بـ«العنصرية» على خلفية ملف النزوح السوري.

غير أن هذا الملف، يمثل جزءاً من تراكمات كثيرة ظهرت بشكل بارز خلال الانتخابات النيابية الماضية، والنقاشات التي تلتها حول تشكيل الحكومة، حيث يطالب «الاشتراكي» بأن يكون الوزراء الدروز الثلاثة في حكومة ثلاثينية من حصته في الحكومة، بينما يسعى «الوطني الحر» إلى منح حليفه الدرزي النائب طلال أرسلان حقيبة حكومية. وتفاقم الخلاف إثر مرسوم التجنيس الأخير الذي طعن به «الاشتراكي» أمام المجلس الدستوري، بموازاة معارضته إدارة «الوطني الحر» لملف النازحين والتطورات التي أنتجت تشنجات في العلاقة اللبنانية مع المجتمع الدولي.

وقالت مصادر «الاشتراكي» إن هناك «مجموعة ملفات لم يحقق فيها العهد أي تقدم»، مشيرة إلى «تراجع على أكثر من صعيد». وأوضحت المصادر أن «إدارة ملف النازحين ووضع لبنان بصدام مع المجتمع الدولي هو ليس الطريق الأنسب لحل المشكلة». وإذ تحدثت المصادر عن أن بعض المقاربات للملفات «يمثّل تهديداً لعلاقات لبنان الخارجية والعربية»، أكدت أنه «إذا كان البعض يظن أنه يريد تعويم العلاقات مع النظام السوري من بوابة النازحين فهو مخطئ، وهذه مسألة لن تنطلي على أحد».واتهمت المصادر «الوطني الحر» في الوقت نفسه بـ«تجاوز الصلاحيات الدستورية واتفاق الطائف» في ملفات داخلية. وقالت: «المفاخرة بتعديل الطائف بالممارسة من خلال الرئيس القوي، هو تجاوز للطائف والدستور»، مشيرة إلى «محاولة التعرض للتوازنات التاريخية للبلد التي كرستها الانتخابات النيابية وسعيها إلى الإخلال بالتوازنات مع كل ما يعنيه من أخلال بالواقع في البلد». كما لفتت المصادر إلى انتقاد «الاشتراكي» إدارة ملفات الكهرباء في الحكومة و«مرسوم التجنيس الفضيحة الذي قدمنا فيه طعناً أمام مجلس شورى الدولة».

وسرعان ما أشعلت تغريدة جنبلاط سلسلة تغريدات من «التيار الوطني الحر»، فقال وزير الطاقة والمياه في حكومة تصريف الأعمال سيزار أبي خليل: «أنجز هذا العهد بسنة واحدة ما لم تنجزه كل العهود التي كنتم من أركانها.. يشهد اللبنانيون على فشلكم وفسادكم في كل الملفات التي تسلمتموها... قدرنا والتزامنا أن نصلح ما أفسدتم»، في حين سأل وزير الاقتصاد في حكومة تصريف الأعمال رائد خوري: «هل يدفع وليد بيك من جيبه الكبيرة إذا انهار الاقتصاد من جراء عبء النزوح؟». واعتبر النائب إلياس بوصعب أنه «من يبوح بكلام عنصري تجاه أبناء وطنه يفقد المصداقية عندما يدّعي الدفاع عن حقوق النازحين من باب العنصريّة، وكلامه ذاته تجاه كل العهود هو من باب هذه العنصرية». من جهته، استغرب النائب فريد البستاني ما ورد في تغريدة جنبلاط، وقال: «هل العهد فاشل لأنه يريد إعادة هؤلاء (النازحين) إلى مناطق آمنة؟». وقال: «ليس العهد من يسلّم هؤلاء إلى الجلاد، بل العالم الذي يرفض المساعدة وتأمين العودة الآمنة لهم. والعهد الذي يصفه جنبلاط بالفاشل هو من حقق الإنجازات التي أصبحت معلومة للجميع»، معتبراً أن «جنبلاط يغرد خارج سربه وأن العراقيل التي يحاول وضعها أمام العهد لن تجديه نفعاً». ودخل النائب طلال أرسلان على خط السجال متضامناً مع العهد، فقال: «كل من يدّعي حرصه على النازحين، كان وراء نزوحهم وتهجيرهم بمواقفه الدامية ودعواته لهدر الدماء، نحن أخبر وأعلم الناس بأوضاع سوريا والحل يبدأ بعودة آمنة لهم وبالتنسيق بين الدولتين». وقال: «نحن أدرى في الفضائح التي ارتكبت بحق المهجرين والمقيمين في الجبل على حد سواء من ظلم وتعدٍ وبيع حقوقهم».

في المقابل، رد وزير التربية في حكومة تصريف الأعمال مروان حمادة، عبر جريدة «الأنباء»، قائلاً: «منذ الأسابيع الأولى بمشاركتي في الحكومة، بعد الإنفراد بعدم التصويت للعماد ميشال عون في أكتوبر (تشرين الأول) 2016 وشعوري بأن عملية إسقاط اتفاق الطائف وضرب علاقات لبنان العربية قد انطلقت، أستطيع أن أصف في أول تجربة هذا العهد بالأكثر فشلاً منذ الاستقلال وهذه الحكومة بإنجازاتها الفضائحية بالأسوأ في تاريخ الحكومات». وأضاف حمادة: «والأفظع في هذه المرحلة أن بعض زملائنا قرروا الاستفادة من الوقت الضائع بعد الاستحقاق الانتخابي لتمرير ما تبقى من صفقات كهربائية وموبقات تجييشية واستعمال المزور أحياناً في محاضر مجلس الوزراء». كذلك، رد مفوّض الإعلام في «الحزب التقدمي الاشتراكي» رامي الريس على ردود نواب ووزراء «الوطني الحر»، قائلاً: «علامات فشل العهد لا تكفيها أحرف تغريدة، بعضها: مراسيم تجنيس فضائحية، صفقات بواخر مشبوهة، تعيين الأقارب والأصهار والأحفاد، نبش القبور والعظام، صدام مع المجتمع الدولي، غياب العداء الآيديولوجي مع إسرائيل، تدجين المؤسسات». وأضاف: «اللائحة تطول... ولا يبقى من الإصلاح إلا الشعار!».

من جهته، كتب عضو «اللقاء الديمقراطي» النائب هادي أبو الحسن عبر حسابه على «تويتر»، قائلاً: «‏مهلاً يا أصحاب النخوة المستجدة، يا من تدّعون الديمقراطية والشفافية، وتتغنّون بحرية الرأي والتعبير، هالكم قول الحقيقة من قِبل وليد جنبلاط، يا ليتكم ساهمتم ببناء الوحدة بدل نبش القبور، ولجمتم من هدد بتكسير الرؤوس. اتعظوا ولا تتسرعوا.. كفى».

 

بين القوات والتيار... مطالب معروفة وحوار ممكن وتفاهم معراب باق والسهام السياسية لا تعرقل التشكيل

المركزية/16 حزيران/18/تترنح العلاقات بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية على حبال التصريحات والتصريحات المضادة التي يطلقها أركان الحزبين في غمرة الغرق في بازار تناتش الحصص الحكومية، علما أن ما سمي "عقدة مسيحية" لم تتأخر في البروز عاملا أساسيا في تأخير التأليف، وإن كان الجميع أرادوه سريعا، من باب الوعي للتحديات الكثيرة الكامنة للبنان على "كوع" الاقليم الملتهب. وإذا كان شريكا المصالحة المسيحية متمترسين كل خلف مطالبهما الحكومية، فإن القصف المتبادل الذي تشهده جبهتاهما السياسيتان يترك تداعيات سلبية على مسار التشكيل، بدليل أن غداة الهجوم البرتقالي الذي استهدف وزير الشؤون الاجتماعية القواتي بيار بوعاصي، طالب بعض مسؤولي التيار علنا بهذه الوزارة، وما لبث الوزير جبران باسيل أن هاجم بعنف سياسات وزير الصحة القواتي أيضا غسان حاصباني، فيما اعتبر تمهيدا لمطالبة التيار بهذه الحقيبة أيضا، إلى جانب الاشتباك الذي بدأ يطل برأسه حول منصب نائب رئيس الحكومة . وفي السياق، تؤكد مصادر سياسية لـ "المركزية" أن القوات متمسكة بنيابة الرئاسة بوصفها حقا طبيعيا لثاني أكبر الكتل النيابية الجديدة، التي وجدت نفسها في غفلة مبعدة عن هيئة مكتب مجلس النواب، على غير ما كانت تتوقعه. أمام هذه الصورة، تؤكد المصادر أن رئيس القوات سمير جعجع دخل شخصيا على خط السجال عبر "المركزية" لوضع النقاط على الحروف لأسباب عدة أولها وقف ما تعتبرها أوساطه "حملة إعلامية" تستهدف القوات التي قدمت أداء وزاريا جيدا في إطار حكومة استعادة الثقة، إضافة إلى صون تفاهم معراب، على رغم الرصاصات السياسية والحكومية التي بات يتلقاها بوتيرة شبه يومية. وتذكر المصادر في هذا الاطار أن رئيس القوات زار بعبدا مرات عدة للقاء رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، في رسالة مبطنة إلى المصطادين في الماء العكر لتأكيد ديمومة تفاهم كانون الثاني 2016. غير أنها لا تفوت فرصة الاشارة إلى أن المشكلة تكمن أولا في العلاقة المتوترة بين معراب ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل شخصيا، الذي توجه إليه كثير من أصابع الاتهام لجهة محاولة "تحجيم القوات" والقفز فوق النتائج المهمة التي حققتها في الانتخابات الأخيرة، حيث أدخلتها صناديق الاقتراع مناطق كانت تعد معاقل برتقالية بامتياز أهمها كسروان وجبيل. في المقابل، يؤكد دائرون في الفلك البرتقالي لـ "المركزية" أن التيار يقارب الملف الحكومي إنطلاقا من الرغبة التي عبر عنها رئيس الجمهورية والرئيس المكلف، أي تشكيل حكومة تلتقي تحت سقفها كل مكونات النسيج اللبناني، نظرا إلى ما تقتضيه المرحلة المقبلة من وحدة وطنية تجسدها حكومة جامعة. غير أن الأوساط العونية تستغرب ما نشهده من تضخيم ونفخ في أحجام البعض (في إشارة مبطنة إلى الحليف القواتي)، داعية إلى خفض السقوف لأن رفعها لا يغير من الواقع شيئا، خصوصا في ما يخص الأحزاب المسيحية. موقف ترد عليه أوساط مقربة من القوات (المرتاحة إلى كون الحريري متمسكا بمشاركتها في الفريق الوزاري المقبل) بالتذكير بأن المطالب الحكومية باتت معروفة، مشيرة في الوقت نفسه إلى أن البحث عن "مساحة مشتركة"، ممكن عن طريق الحوار، وإن كان أي لقاء بين جعجع وباسيل غير مطروح في الوقت الراهن. 

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

نائب ایراني: افضل اسلوب لحل مشكلة فلسطین ھو اجراء استفتاء لسكانهاالاصلیین

وكالة انباء فارس/16 حزيران/18/وصف النائب عن اھالي نجف آباد /وسط / في مجلس الشورى الاسلامي الایراني ابوالفضل ابوترابي الاسلوب الافضل لایجاد حل لمشكلة فلسطین یتمثل بما طرحه قائد الثورة وھو اجراء استفتاء لسكنها الاصلیین قبل تأسیس الكیان الصهیوني حیث ینبغي

.ان یقرروا مصیرهم بانفسهم واضاف ابوالفضل ابوترابي، في تصریح ادلى به لمراسل فارس، انه على هذا الاساس فان السكان الاصلیین قبل تأسیس الكیان الصهیوني الغاصب، من جمیع الادیان یجب الرجوع الى اصواتهم لتحدید مصیر ارضهم وتابع: ان الذین جاءوا الى ارض فلسطین من مختلف بلدان العالم واحتلوها خلال 70 عاما مضت فانهم غاصبون بالتأكید ولا وجاهة لاصواتهم واعتبر ان الرجوع الى اصوات السكان الاصلیین لارض فلسطین یعد مقترحا دیمقراطیا لكن الغربیین الذین یتشدقون بالدیمقراطیة لایدعمون هذا الاسلوب ونوه الى ان الطریق لایجاد حل لمشكلة فلسطین یتمثل بهذا الاسلوب وان الطرق الاخرى لا تؤدي الى نتیجة ووصف القدس الشریف بانها مدینة مقدسة سواء للمسلمین او المسیحیین او اليهود لذلك فان الطریق والاسلوب الافضل والوحید ھو ما اقترحه قائد الثورة والذي یتمثل باجراء استفتاء للسكان الاصلیین حیث ھم من یحدد مصیر ارض فلسطین.

 

الجيش اليمني يعلن تحرير مطار الحديدة بدعم من قوات التحالف العربي

عدن: «الشرق الأوسط أونلاين/ الشرق الأوسط/16 حزيران/18»/أعلن المركز الإعلامي للجيش اليمني اليوم (السبت)، تحرير مطار الحديدة من قبضة ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران. وقال المركز في تغريدة على تويتر: «قوات الجيش مسنودة بالمقاومة والتحالف العربي تحرر مطار الحديدة الدولي من قبضة مليشيات الحوثي والفرق الهندسية تباشر تطهير المطار ومحيطه من الألغام والعبوات الناسفة». وقال مصدر بالجيش اليمني إن القوات تحاصر المبنى الرئيسي بالمطار. وأضاف «نحتاج بعض الوقت للتأكد من عدم وجود مسلحين وألغام أو متفجرات بالمبنى". من جهة أخرى أشار المركز الإعلامي أن بوارج ومقاتلات التحالف العربي قامت بقصف القاعدة والكلية البحرية في المدينة التي تسيطر عليها المليشيا الحوثية .‏  وكان الجيش اليمني بدعم من التحالف العربي بقيادة السعودية سيطر أمس (الجمعة) على مدخل مطار الحديدة غرب اليمن بعد مواجهات عنيفة مع ميليشيات الحوثي الإيرانية. وقال التحالف في بيان لوكالة الأنباء رويترز "نعمل على تأمينه (المطار) الآن... سندخل قريبا المرحلة المقبلة من العمليات للضغط على الحوثيين على عدة جبهات بما في ذلك النقاط الساحلية ومشارف أخرى للمدينة ومن داخل المدينة نفسها مع المقاومة المحلية". وأضاف البيان "الأولوية في العمليات هي تفادي سقوط خسائر بين المدنيين والحفاظ على تدفق المساعدات الإنسانية والسماح للأمم المتحدة بالضغط على الحوثيين لإخلاء المدينة".

 

تحذير أميركي بعد خرق النظام «وقف التصعيد» في الجنوب والمعارضة تتحدث عن تعزيزات وتخشى بدء عملية عسكرية

بيروت - موسكو - لندن: «الشرق الأوسط/16 حزيران/18»/أشعل النظام السوري جبهة الجنوب فجأة أمس، مستهدفاً منطقة مثلث أرياف دمشق - درعا - القنيطرة، في تصعيد أسفر عن مقتل ما لا يقل عن ستة مدنيين في أول أيام عيد الفطر، متجاوزاً اتفاق «وقف التصعيد» وتحذيرات سابقة وجهتها الولايات المتحدة، وكررتها أمس متعهدة اتخاذ «إجراءات حازمة وملائمة رداً على انتهاكات دمشق». وفي تطور قد يكون مرتبطاً بما يحصل في جنوب سوريا، قال الكرملين في بيان أمس الجمعة، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اتفق على تعزيز التنسيق بشأن سوريا مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال مكالمة هاتفية. وأضاف الكرملين أنهما ناقشا الجهود المشتركة لضمان الأمن في المنطقة الحدودية بين سوريا وإسرائيل. وكان النظام السوري قد خرق اتفاق الهدنة القائم بقصف مدفعي وصاروخي، ولكن في غياب لسلاح الجو. وبدا القصف بمثابة تمهيد لعملية عسكرية وشيكة في المنطقة.

وسارعت الولايات المتحدة إلى الرد على تصعيد النظام، وقالت في بيان وزعته وزارة الخارجية إنها «تشعر بالقلق من التقارير التي تُفيد بحدوث عمليات للحكومة السورية في جنوب غربي سوريا ضمن حدود منطقة خفض التصعيد التي تم التفاوض حولها بين الولايات المتحدة والأردن والاتحاد الروسي في العام الماضي، والتي تم تأكيدها مجدداً بين الرئيس ترمب والرئيس بوتين في دي نانغ بفيتنام في نوفمبر (تشرين الثاني)». وتابع البيان أن «الولايات المتحدة لا تزال ملتزمة بالحفاظ على استقرار منطقة خفض التصعيد في جنوب غربي سوريا، وكذلك وقف إطلاق النار الذي تستند إليه. ونؤكد مجدداً أن أي تحرك عسكري للحكومة السورية ضد منطقة خفض التصعيد في جنوب غربي سوريا يشكل مخاطرة بتوسيع الصراع. كما نؤكد مرة أخرى أن الولايات المتحدة ستتخذ تدابير صارمة ومناسبة رداً على انتهاكات الحكومة السورية في هذه المنطقة».

وأضاف بيان الخارجية الأميركية: «روسيا مسؤولة رسمياً بصفتها عضواً دائماً في مجلس الأمن الدولي عن استخدام نفوذها الدبلوماسي والعسكري على الحكومة السورية لوقف الهجمات، وإجبار الحكومة على وقف المزيد من الهجمات العسكرية. كما نطلب من روسيا أن تفي بالتزاماتها وفقاً لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2245 وكذلك ترتيبات وقف إطلاق النار في جنوب غربي سوريا».

وقال رئيس النظام السوري بشار الأسد يوم الأربعاء، إن حكومته لا تزال تسعى إلى حل سياسي في جنوب غربي البلاد الذي تسيطر عليه المعارضة، لكنه أضاف أنه سيلجأ للقوة العسكرية إذا فشلت الجهود بهذا الصدد. وأضاف في مقابلة يوم الأربعاء مع قناة «العالم» الإخبارية الإيرانية، ونشرتها الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا) بالكامل: «نعطي المجال للعملية السياسية إن لم تنجح فلا خيار سوى التحرير بالقوة». وقالت مصادر عسكرية معارضة في جنوب سوريا لـ«الشرق الأوسط»، إن الضربات المفاجئة «جاءت بعد استعدادات بدأها النظام منذ مطلع الشهر الحالي لمعركة محتملة»، مشيرة إلى أن قوات النظام «دفعت بتعزيزات عسكرية إلى المنطقة الجنوبية منذ أكثر من 10 أيام». وقالت المصادر إن الضربات المدفعية والصاروخية التي استهدفت بلدتي كفر شمس والحارة قرب الحدود مع هضبة الجولان التي تحتلها إسرائيل، «بدت على أنها تمهد لمعركة يتحضر لها النظام». وأشارت إلى أن قوات النظام «اعتمدت على القصف المدفعي والصاروخي، لكن سلاح الجو لم يتدخل على خط القصف». وتكتسب منطقة الجنوب خصوصيتها من أهمية موقعها الجغرافي الحدودي مع إسرائيل والأردن، فضلاً عن قربها من دمشق. وتسيطر الفصائل المعارضة على 70 في المائة من محافظة درعا، مهد الاحتجاجات ضد قوات النظام، ومن محافظة القنيطرة المجاورة الحدودية مع إسرائيل.

وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس، بمقتل 6 أشخاص بينهم طفلان، نتيجة القصف المدفعي والصاروخي الصباحي من قبل قوات النظام على عدة بلدات في ريف درعا الغربي. وقال إن عملية التصعيد المتواصل جاءت بالتزامن مع استقدام قوات النظام تعزيزات عسكرية جديدة إلى منطقة دير العدس في منطقة «مثلث الموت»، وهو مثلث ريف درعا الشمالي - ريف دمشق الغربي وريف القنيطرة الشرقي ضمن التحضيرات المستمرة للعملية التي تلوح قوات النظام بتنفيذها ضد الفصائل المقاتلة والإسلامية في محافظتي القنيطرة ودرعا. وكان «المرصد السوري» رصد الأسبوع الماضي وصول عشرات الآليات والمدرعات التي تحمل على متنها المئات من عناصر قوات النظام والمسلحين الموالين لها والعتاد والذخيرة، بالتزامن مع استمرار الفصائل في الاستنفار بالمنطقة وتحصين مواقعها، في تحضير من جانبها لأي هجوم قد تبدأه قوات النظام في أي لحظة ضد الفصائل. ويعد هذا التصعيد الأول في الجنوب منذ أشهر. وقال مدير «المرصد» رامي عبد الرحمن، إن حصيلة الضحايا أمس هي الأعلى منذ إعلان وقف إطلاق النار في المنطقة. وينظر إلى المنطقة على نطاق واسع على أنها بؤرة ساخنة محتملة لمزيد من التصعيد في الصراع. ولم يقرّ النظام السوري بالتصعيد في المنطقة الجنوبية، فقد اكتفى الإعلام الرسمي بالإعلان عن زيارة ميدانية لنائب القائد العام وزير الدفاع العماد علي أيوب إلى أحد التشكيلات المقاتلة في المنطقة الجنوبية، لمناسبة عيد الفطر. وأفادت وكالة «سانا» الرسمية بأن العماد أيوب التقى خلال الزيارة المقاتلين في مواقعهم و«اطلع على جاهزيتهم القتالية ومعنوياتهم العالية»، من غير تحديد مواقع الزيارة. وفي سياق متصل بالتطورات في الجبهة الجنوبية، أفاد «المرصد» بإقدام مجهولين على خطف «رئيس وفد المصالحات» في بلدة داعل الواقعة في ريف درعا الأوسط، وتم اقتياده إلى جهة مجهولة. وقال إن عملية الخطف تلك «جاءت في إطار عمليات الاغتيال المتصاعدة في عموم محافظة درعا، التي تطال في غالبها أعضاء مصالحة مع النظام». وتحدث ناشطون عن أن عمليات الاغتيال تتواصل بوتيرة متصاعدة في عموم محافظة درعا في الجنوب السوري، تزامناً مع المقترحات الروسية لعقد مشاورات محلية بغية التوصل لاتفاق حول الجنوب السوري، بعد تعرقل المشاورات الإقليمية - الدولية، للتوصل لاتفاق في الجنوب السوري.

 

الأسد يؤدي صلاة عيد الفطر في مدينة طرطوس الساحلية

دمشق: «الشرق الأوسط/16 حزيران/18/أدى الرئيس السوري بشار الأسد صباح الجمعة، صلاة عيد الفطر في مدينة طرطوس الساحلية في غرب البلاد، وفق صور نشرتها حسابات الرئاسة على مواقع التواصل الاجتماعي. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن الرئاسة السورية قولها، في تعليق مقتضب، إن الأسد أدى صلاة عيد الفطر «في جامع السيدة خديجة في مدينة طرطوس». ونشرت الرئاسة مجموعة من الصور للأسد، وهو يحضر صلاة العيد داخل الجامع وإلى جانبه مفتي الجمهورية السورية أحمد بدر الدين حسونة ووزير الأوقاف محمد عبد الستار السيد. وظهر الأسد في صور أخرى وهو محاط بعشرات المصلين الذين تجمعوا حوله. وتقع مدينة طرطوس التي تضم قاعدة بحرية روسية على الساحل السوري غرباً. وتتحدر عائلة الأسد من محافظة اللاذقية المجاورة. وأشارت وكالة الصحافة الفرنسية إلى أن المناطق الساحلية التي تعد المعقل الأبرز للطائفة العلوية، بقيت بمنأى عن النزاع المدمر الذي تشهده سوريا منذ العام 2011، وتسبب بمقتل أكثر من 350 ألف شخص وبدمار هائل في البنى التحتية ونزوح وتشريد أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها. وخلال سنوات النزاع، شكل عيد الفطر إحدى المناسبات القليلة التي ظهر فيها الأسد بشكل علني خارج مدينة دمشق. وأدى الأسد صلاة العيد العام الماضي في مدينة حماة (وسط)، بعدما كان توجه إلى مدينة حمص في العام 2016. واستعادت القوات الحكومية خلال العامين الأخيرين بفضل الدعم الروسي السيطرة على جبهات عدة في البلاد على حساب الفصائل المعارضة والتنظيمات المتشددة. وباتت تسيطر على 60 في المائة من مساحة البلاد.

 

غوتيريش لمجلس الأمن: المعاناة في غزة تنذر بحرب/الشرق الأوسط تحصل على تقرير لا سابق له حول تنفيذ القرار 2334

نيويورك: علي بردى/الشرق الأوسط/16 حزيران/18/حمل الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في تقرير مكتوب لا سابق له حول تنفيذ القرار 2334، بشدة على النشاطات الاستيطانية الإسرائيلية في الأراضي المحتلة، مؤكداً أنها «تقوض الآمال في إقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة».

وحذر من أن «المعاناة الهائلة» الأخيرة في غزة تنذر باقتراب الوضع من حافة الحرب، مكرراً مطالبته بإجراء تحقيق «مستقل وشفاف» في الأسباب التي أدت إلى مقتل العشرات وجرح الآلاف من المدنيين الفلسطينيين قرب السياج الحدودي للقطاع مع إسرائيل. وأكد أن الخطوات الأحادية من أي طرف يسعى إلى تغيير طابع القدس «تشكل عقبة أمام السلام». وكان الأمين العام للأمم المتحدة يعدّ تقارير شفهية لمجلس الأمن عن تنفيذ هذا القرار الذي أصدره في نهاية عام 2334. وقال الأمين العام في خلاصات تقريره المكتوب الأول الذي حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه أن «النشاطات الاستيطانية الإسرائيلية تتواصل بلا هوادة»، مؤكداً أنها «تقوض الآمال والآفاق العملية لإقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة». وأشار إلى أن القرار الذي اتخذته إسرائيل في 30 مايو (أيار) الماضي بالموافقة على إعطاء تراخيص لبناء نحو 3500 وحدة سكنية في الضفة الغربية المحتلة، في أكبر دفعة منذ يونيو (حزيران) 2017 «يوجد المزيد من العراقيل أمام دفع حل الدولتين متفاوض عليه». وكرر إن «كل النشاط الاستيطاني في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما في ذلك القدس الشرقية، يشكل انتهاكاً صارخاً بموجب اﻟﻘﺎﻧن الدولي كما حدد القرار 2334، ويجب أن يتوقف فوراً وتماماً».

وأضاف، إن قرار المحكمة العليا الإسرائيلية الصادر في 24 مايو السماح بهدم كل الأبنية تقريباً في خان الأحمر - أبو الحلو «يضع المجتمع المحلي في خطر داهم»، معبراً عن «القلق من أن القرار الحالي يمثل سابقة رئيسية، ويشكل تهديداً لمجتمعات الرعي البدوية الأخرى في كل أنحاء المنطقة (سي) من الضفة الغربية المحتلة». وطالب الحكومة الإسرائيلية بـ«إلغاء خططها لتنفيذ الهدم الشامل ونقل سكان خان الأحمر - أبو الحلو»، مذكراً كل الأطراف بأن «مثل هذه الأعمال داخل الأراضي المحتلة يمكن أن تشكل انتهاكاً جسيماً للقانون الإنساني الدولي».

ولاحظ أن الفترة الراهنة «شهدت معاناة هائلة لشعب غزة وتصعيداً هو الأخطر منذ نزاع 2014 بين حماس وإسرائيل»، مضيفاً إن ذلك «ينبغي أن يكون إنذاراً للجميع حيال مدى اقتراب الوضع من حافة الحرب». وشدد على أنه «فقط عبر تغيير الواقع على الأرض - وعبر الاعتراف بمحنة الفلسطينيين في غزة ومعالجتها وضمان التزام جميع الأطراف بتفاهمات وقف النار لعام 2014ـ ودعم الجهود التي تقودها مصر لاستعادة سيطرة الحكومة الفلسطينية الشرعية في غزة - يمكننا الحفاظ على إمكانية قيام دولة فلسطينية كاملة التمثيل ومستقلة وقابلة للحياة ومستقلة والحيلولة دون وقوع نزاع مميت وكارثي آخر». وندد «بما لا لبس فيه بالخطوات التي اتخذتها كل الأطراف التي أوصلتنا إلى هذا المكان الخطير والهش».

وأكد أنه «صُدم بعدد الوفيات والإصابات التي لحقت بالفلسطينيين نتيجة استخدام القوات الإسرائيلية للنيران الحية منذ بدء الاحتجاجات على طول السياج الحدودي مع غزة في 30 مارس (آذار)»، موضحاً أنه «تقع على عاتق إسرائيل مسؤولية ممارسة الحد الأقصى من ضبط النفس في استخدام النيران الحية وعدم استخدام القوة القاتلة إلا ملاذاً أخير في حال وجود خطر وشيك بالموت أو الإصابة البالغة». وإذ أقر بأنه «يجب على إسرائيل أن تحمي مواطنيها»، شدد على أنه «يجب عليها أن تفعل ذلك مع احترام القانون الإنساني الدولي»، لافتاً إلى أن «قتل الأطفال، وكذلك الصحافيين والعاملين الطبيين المعروفين بوضوح لدى القوى الأمنية خلال المظاهرة أمر غير مقبول». ونبّه إلى أنه «يجب السماح لهم بأداء واجباتهم من دون خوف من الموت أو الإصابة»، مضيفاً إن «الهجمات على الفرق الطبية في غزة لا تهدد حياة العاملين الصحيين والمرضى وصحتهم فحسب، بل تقوض أيضاً القدرة الكلية للنظام الصحي في غزة». وأكد أنه على رغم أن الجيش الإسرائيلي أنشأت فريقاً لدرس الحوادث الأخيرة، فإنه يكرر دعواته من أجل «إجراء تحقيق مستقل وشفاف في هذه الحوادث».

وقال إن «أعمال حماس وغيرها من الجماعات المسلحة تعرض للخطر ليس حياة الإسرائيليين والفلسطينيين فحسب، وإنما أيضاً الجهود الرامية إلى استعادة الكرامة واحتمالات إيجاد مستقبل قابل للحياة عند الفلسطينيين في غزة»، مضيفاً إنه «في سياق مسيرة العودة الكبرى، حاول البعض اختراق السياج الحدودي أو وضع متفجرات عليه أو بالقرب منه؛ مما يعد استغلالاً وتقويضاً لحق الأفراد المشروع بالاحتجاج بطريقة غير عنيفة». واعتبر أن «الصواريخ التي أطلقت في اتجاه إسرائيل بين 29 مايو و30 منه قرّبتنا من نزاع شامل لم نره منذ عام 2014»، مؤكداً أن «كل هذه الأعمال غير مقبولة، وفي حالة إطلاق الصواريخ عشوائياً على السكان المدنيين، فإن ذلك يمكن أن يشكل انتهاكاً للقانون الإنساني الدولي». وطالب «حماس» وغيرها بـ«الامتناع عن إطلاق الصواريخ وخرق السياج»؛ لأن «التصعيد يزهق فقط أرواحاً أكثر ثمينة».

ورأى أن «تحريض قيادة حماس المتظاهرين في غزة أجج الوضع الهش للغاية»؛ مما «ساهم في أعمال عنف عند السياج وجازف بتصعيد خطير»، موضحاً أنه «في مناسبات عدة، دعا قادة حماس المتظاهرين مباشرة إلى اختراق السياج والسعي إلى الاستشهاد». لكنه استدرك إن «تصريحات المسؤولين الحكوميين الإسرائيليين الكبار التي تدعي زوراً أن جميع الفلسطينيين هناك منتسبون إلى حماس، وهم بالتالي أهداف مشروعة، تشير إلى سياسة إسرائيلية تسمح باستخدام النيران الحية ضد المتظاهرين»؛ مما «ساهم في المأساة التي شهدناها طوال الأسابيع الأحد عشر الماضية». وانتقد ما سماه «الخطاب الاستفزازي من المسؤولين الفلسطينيين والإسرائيليين»؛ لأنه «يقوض الثقة بين الطرفين ولا يخدم مصالح السلام في الشرق الأوسط»، مذكراً بأنه «تقع على عاتق الزعماء مسؤولية الحد من التوتر وليس زيادته، وبناء الجسور وليس إيجاد العقبات، ومواجهة نظريات المؤامرة وليس إدامتها».

وإذ لحظ قرار الحكومة الإسرائيلية بزيادة الاستثمار في القدس الشرقية المحتلة، عبّر عن «قلقه» من «الفجوات في البنية التحتية وتقديم الخدمات في الأحياء الفلسطينية»، مضيفاً إن «بعض العناصر، فضلاً عن الخطاب السياسي المصاحب لها، تثير المخاوف، خصوصاً لدى الفلسطينيين في القدس الشرقية من أن الخطوات المقررة يمكن أن تقضي على روابطهم السياسية والثقافية والاقتصادية مع بقية أنحاء الضفة الغربية»، فضلاً عن أنها «تهدد ممتلكاتهم وتعمّق سيطرة إسرائيل على القدس». وأكد أن «الخطوات الأحادية من أي طرف يسعى إلى تغيير طابع القدس أو الحكم المسبق على الوضع النهائي لها، والذي يجب أن يحدده الطرفان عبر المفاوضات على أساس قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، مع الأخذ في الاعتبار الهواجس المشروعة لكل من الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، لا تتسق مع قرارات الأمم المتحدة وهي عقبة أمام السلام».

ورحب بانعقاد المجلس الوطني الفلسطيني للمرة اﻷولى منذ 22 عاماً، لكنه أعرب عن «القلق» بشأن بعض جوانب البيان الختامي، مشيراً خصوصاً إلى «النص المتعلق بوقف كل أشكال التنسيق الأمني وتحرير (أنفسهم) من روابط التبعية الاقتصادية المنشأة بموجب بروتوكول باريس، بما في ذلك المقاطعة الاقتصادية لمنتجات الاحتلال، دعماً لاستقلالية الاقتصاد الوطني وتنميته وتعليق الاعتراف بإسرائيل حتى تعترف بدولة فلسطين على حدود 4 يونيو 1967، ونقض قرار ضم القدس الشرقية ووقف المستوطنات». وأوضح أن «هذه الخطوات إذا اتخذت يمكن أن تعكس مسار التقدم الذي تحقق خلال سنوات من المفاوضات والجهود المبذولة في بناء المؤسسات الوطنية الفلسطينية، كما أنها تجعل العودة إلى المفاوضات المجدية أكثر صعوبة».

وعبّر عن «قلق عميق من الانهيار الاقتصادي» في غزة بسبب نظام الإغلاق التقييدي الذي تفرضه إسرائيل، ولفت إلى أن «عدم دفع المرتبات من الحكومة الفلسطينية لموظفيها في غزة يزيد الوضع تعقيداً»، داعياً إلى «إلغاء هذا الإجراء وغيره من التدابير الخطيرة وعدم فرض أي تدابير جديدة». وأضاف أنه «يجب أن تستمر الجهود الرامية إلى الحفاظ على الروابط وتوحد غزة مع الضفة الغربية، بدءاً من عودة غزة إلى السيطرة الكاملة للحكومة الفلسطينية الشرعية». وحذر من مخاطر تدهور الحال الإنسانية الوضع في غزة، مؤكداً أن «الحالة اليائسة تتفاقم بسبب التعليق المحتمل لبرامج رئيسية للأمم المتحدة تعد بمثابة حبل نجاة للفلسطينيين في غزة». وقال إن «الوضع المالي غير المستقر لوكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين وتشغيلهم في الشرق الأدنى (الأونروا) هو مصدر قلق خاص، ليس فقط لنحو مليون لاجئ فلسطيني في غزة (...)، لكن أيضاً لمتلقي خدمات (الأونروا) في كل أنحاء الضفة الغربية والأردن ولبنان وسوريا»، مضيفاً إن «العجز الكبير الذي يصل إلى 250 مليون دولار، إذا لم يجرِ تسديده على وجه السرعة، ينطوي على خطر كبير يتمثل في تعطيل خدمات الوكالة». وناشد كل الدول تقديم المزيد من الدعم لـ«الأونروا» مع اقتراب موعد مؤتمر المانحين الخاص بها في 25 يونيو في نيويورك.

وعبر عن «القلق البالغ من حالة جهودنا الجماعية للنهوض بالسلام»، مناشداً الشركاء الإقليميين والدوليين الرئيسيين «مواصلة السعي لتحقيق حل الدولتين»، معتبراً أن الرباعية «تبقى المنتدى الأبرز لمناقشة وجهات النظر لحل الصراع». وندد بشدة بـ«التدابير الأحادية، التي تعرض للخطر احتمالات السلام»، مذكراً بأن القرار 2334 ينص صراحة على أنه «لن يعترف بأي تغييرات تطرأ على خطوط 4 يونيو 1967، بما في ذلك القدس، بخلاف تلك التي يتفق عليها الطرفان من خلال المفاوضات».

 

الأمية تهدد جيل الحرب في سوريا... ثلث الأطفال خارج المدارس و2.8 مليون طفل من أصل 8 ملايين انقطعوا عن الدراسة

بيروت: كارولين عاكوم/الشرق الأوسط/16 حزيران/18»/أكثر من ثلث أطفال الحرب في سوريا باتوا يواجهون خطر التحوّل إلى جيل أمّي أو في أحسن الأحوال من غير المتعلمين بالكاد يعرفون القراءة والكتابة، بحيث تشير التقديرات إلى أن 2.8 مليون طفل غير مسجلين في المدارس في سوريا ودول الجوار من أصل 8 مليون طفل سوري. ورغم كل المحاولات التي تُبذل على خط الحد من هذا الخطر يعبّر وزير التربية في الحكومة المؤقتة التابعة للائتلاف السوري، عماد برق، عن خشيته من أن يصبح جيل سوريا المستقبلي أمّياً في ظل انقطاع أعداد كبيرة عن التعليم، وهو ما تحاول منظمة «اليونيسيف» تقديم تطمينات، وإن حذرة، بشأنه معوّلة على الجهود التي تبذل لإنقاذ الأطفال من هذا المصير، بحسب ما تشير المتحدثة باسمها جوليات توما.

وكانت «اليونيسيف» في آخر تقرير لها حول تعليم الأطفال قد أعلنت أن 2.1 مليون طفل سوري يعيشون خارج مقاعد الدراسة في سوريا، بينما يقدّر عدد المتسربين من مواطنيهم في دول الجوار التي لجأوا إليها بنحو 700 ألف، بحسب توما، ويتوزعون بين لبنان وتركيا والعراق ومصر، وهو الرقم الذي يشكّك فيه برق، مشيراً إلى أنه في تركيا فقط هناك نحو 500 ألف متسرب من المدرسة. وفي حين يفوق عدد التلاميذ السوريين المسجلين في الأردن الـ126 ألفاً، بحسب ما سبق أن أعلن الأمين العام لوزارة التربية والتعليم الأردنية، محمد العكور، أي بنسبة نحو 57 في المائة من عدد الأطفال في الأردن، يقدّر عدد التلاميذ المسجلين في لبنان بـ190 ألفاً. ولفت تقرير «اليونيسيف» إلى أن أكثر من نصف الأطفال السوريين اللاجئين في لبنان، موجودون خارج المدرسة لاضطرارهم للعمل لسدّ لقمة العيش، أو بسبب تنقل العائلة المستمر، أو لعدم قدرتهم على تحمل تكاليف المواصلات إلى المدرسة.

وانطلاقاً من هذا العدد، تقول توما لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك 2.8 مليون طفل خارج المدارس في سوريا ودول الجوار من أصل 8 ملايين طفل سوري». وفي الأسباب التي تقف حاجزاً أمام تعليم الأطفال في سوريا، تقول توما: «في الداخل يلعب استمرار القتال والعنف العائق الأهم إضافة إلى استهداف المدارس، أما في دول الجوار فأهم العوائق الوضع الاقتصادي للعائلات ما يضطر الأطفال للجوء إلى العمل رغم توفير فرص التعليم المجاني في هذه الدول من قبل المنظمات الدولية، بحيث بلغ عدد الذين يستفيدون من الإعانات التعليمية من الأمم المتحدة خمسة ملايين طفل سوري».

ويوضح برق أن المناطق التي تشرف عليها وزارة التربية في الحكومة المؤقتة تقع تقريباً في ست محافظات هي درعا والقنيطرة وإدلب وأجزاء من أرياف حماة واللاذقية وغرب حلب «وحتى وقت قصير كانت في ريفي دمشق وحمص الشمالي، قبل أن تخرج منهما المعارضة ويتسلمها النظام». ويلفت وزير التربية لـ«الشرق الأوسط» إلى أنه «قبل الخروج من هاتين المنطقتين كان عدد التلاميذ المسجلين في المدارس الخاضعة للمعارضة نحو 750 ألفاً وهم من الصفوف الأولى إلى الثانوي (بين خمسة أعوام و17 عاماً)، وهؤلاء يشكلون ما بين 55 و60 في المائة من عدد الأطفال في كل المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة. في المقابل، هناك نحو 40 في المائة من المتسربين من المدارس حتى إنهم باتوا في خانة المنقطعين أي الذين مر أكثر من ثلاث سنوات على عدم متابعتهم الدراسة، وهو ما يجعل عودتهم إلى مقاعد الدراسة أكثر صعوبة، خصوصاً كلما تقدم الأطفال بالعمر بحيث يلجأون إلى العمل أكثر نظراً إلى الظروف الاجتماعية التي يعيشونها». ويلفت إلى أن الواقع على الأرض يعكس هذا الأمر بحيث إن 80 في المائة من مجمل الأطفال المسجلين هم بين الصف الأول والسادس، بينما لا تتعدى نسبة الذين يكملون تعليمهم ويصلون إلى الصفوف الثانوية الـ40 في المائة من مجمل الأطفال الذين يُفترَض أن يتسجلوا في هذه المرحلة.

ويؤكد أن المشكلة تكمن في أنه كلما تقدّم الطفل بالسن وهو منقطع عن المدرسة تكون عودته شبه مستحيلة، مضيفاً أن «عدداً كبيراً من المنقطعين عن الدراسة تجاوز انقطاعهم الست سنوات وهو ما يصعّب عودتهم، وإذا حصل باتوا بحاجة لبرامج خاصة». وانطلاقاً من الواقع الذي تعيشه العائلات السورية والفقر، بحيث يضطر الشباب للانقطاع عن الدراسة للعمل سعياً وراء لقمة عيشهم، يلاحظ بحسب برق أن عدد الإناث أكثر من الذكور في المراحل الثانوية، بينما يتساوى الطرفان في فرص الحصول على التعلم في المراحل الأولى.

أما في المرحلة الجامعية، فهناك نحو ثمانية آلاف طالب في جامعة حلب التي يجتمع فيها شباب وفتيات أتوا من مناطق خاضعة لسيطرة النظام كما المعارضة، موضحاً أن «من يأتون من مناطق النظام هم في معظمهم ممن يلجأون إليها هرباً من التجنيد الإلزامي. كذلك هناك في جامعة إدلب نحو عشرة آلاف طالب موزعين على مختلف الكليات». وفيما يعبّر برق عن خشيته من أن يتحول أطفال سوريا إلى جيل أمّي، تحاول توما التخفيف من هذه الأزمة بالقول إن هناك خطراً من جيل ضائع، معوّلة في الوقت نفسه على الجهود التي تبذل من المنظمات الدولية وعلى رأسها الأمم المتحدة في هذا المجال. ومن ناحيته، يلفت كذلك برق إلى أن الحكومة المؤقتة تحاول تأمين فرص العمل قدر الإمكان لاستيعاب أكبر عدد من التلاميذ رغم الإمكانات القليلة التي تملكها، خصوصاً المادية منها، إضافة إلى ظروف التهجير والنزوح التي تعاني منها العائلات وتشكل عائقاً إضافياً.

ولاستهداف المدارس في الحرب دور أيضاً في هذه الأزمة، بحيث إنه ووفق الأمم المتحدة كان هناك أكثر من 22 ألف مدرسة تعمل في جميع أنحاء سوريا، وقد أغلق منها خلال الحرب نحو 7400 مدرسة، أما تلك التي لا تزال تعمل بشكل عام فتعاني من «سوء المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية». وقالت «اليونيسيف» إنه «تم التحقق من 347 هجوماً على المدارس والعاملين في سلك التعليم منذ بدء النزاع في سوريا». وتتوزع المدارس الخارجة عن الخدمة، بحسب توما، بين تلك التي دُمّرت نهائياً أو تعرّضت لأضرار ولا يمكن استخدامها أو تحوّلت إلى ملاجئ للعائلات الهاربة من الحرب أو إلى مراكز وأهداف عسكرية. وتلفت إلى أنه في معظم الأحيان تم استبدال غرف جاهزة بهذه المدارس، كما في حلب، أو في خيام، كما في مخيمات اللجوء قبل أن ينقلوا منها إلى مدارس كما حصل في الأردن.

 

غزة احتفلت بالعيد بـ«نصف راتب» للموظفين وجاء في ظروف حياتية بائسة وظروف هي الأصعب والأكثر تعقيداً منذ 12 عاماً

غزة: «الشرق الأوسط/16 حزيران/18»/3 ساعات قضاها الموظف في السلطة الفلسطينية رائد فضل (41 عاما)، يحاول ترتيب مصاريف منزله، لكي يستطيع توفير القليل من المال لتقديمه «عيدية» لخمس من شقيقاته وأبنائهن، وأبناء اثنين من أشقائه، عاطل عن العمل، وآخر موظف في حكومة حماس سابقا، حالهما ليست بأفضل منه. ولم يتمكن رائد، الذي اعتاد في الأعياد السابقة، تقديم «عيدية» تصل إلى 50 شيكلا لكل من شقيقاته (ما يعادل نحو 14 دولارا)، ونحو 20 شيكل (ما يعادل 6 دولارات) لأبنائهن وأبناء أشقائه، البالغ عددهم نحو 18 فردا، من توفير كل هذه المبالغ، ما دفعه إلى الاستدانة. وتلقى رائد مثل عشرات الآلاف من الموظفين، 50 في المائة فقط من راتبه الشهري في بداية يونيو (حزيران) الجاري، يصل إلى 1800 شيكل فقط (ما يعادل 500 دولار)، دفع منها 950 شيكلا (ما يعادل 265 دولارا) ديونا متراكمة لمحال وأصدقاء، ما اضطره إلى توفير الاحتياجات الأساسية للمنزل، والاستغناء عن شراء الكثير من الكماليات، ومنها الحلوى والاكتفاء بالحلوى البيتية لتقديمها لضيوفه في العيد. ويقول رائد إن عيد هذا العام، هو الأسوأ الذي يمر على الموظفين العموميين، التابعين للسلطة الفلسطينية في قطاع غزة، الذين يتلقون نصف رواتبهم للشهر الرابع على التوالي. وكانوا قد تلقوا 70 في المائة من الراتب خلال 15 شهرا.

وشهدت أسواق قطاع غزة خلال الأيام الماضية، حالة ركود، على الرغم من الحضور الكبير للمواطنين فيها لـ«الفرجة» على البضائع المتوفرة، حيث لا تتوفر للغالبية القدرة على الشراء.

تقول سمر الحاج، إنها على غير العادة، لم تشعر بأي سعادة بقدوم عيد الفطر، نتيجة الظروف التي يمر بها قطاع غزة، من وضع اقتصادي صعب. مشيرة إلى أنها عزفت عن شراء ملابس جديدة، كما كانت تفعل في كل عيد، تقديرا لظروف والدها الذي يعمل موظفا في السلطة الفلسطينية. وأشارت الحاج إلى أنها في الأيام التي تسبق العيد، تكون في حال من سعادة غير مسبوقة، وتعيش أجواء غير عادية. وكانت تتوجه إلى الأسواق يوميا قبل أسبوع من العيد. إلا أنها لم تفعل ذلك في الأيام الأخيرة، والتزمت المنزل إلى جانب شقيقاتها وأشقائها، الذين عزفوا بدورهم عن ارتياد الأسواق، وقرروا الاحتفال بالعيد بما لديهم من ملابس سابقة، وعدم التنزه للتخفيف من كاهل أعباء الحياة على والدهم، الذي بالكاد يستطيع توفير الاحتياجات الأساسية للمنزل. وقالت إنها ألغت مخططات الخروج مع صديقاتها إلى البحر أو ساحة الجندي المجهول والمطاعم، كما كانت عادتها في الأعياد السابقة. مشيرة إلى أن بعض من صديقاتها يعانين أيضا من ظروف اقتصادية صعبة بفعل الوضع الحياتي العام والشلل الذي يصيب الحياة في قطاع غزة. وتقول مؤسسات حقوقية، إن شهر رمضان وعيد الفطر، مرا في أسوأ ظروف يعيشها القطاع وسكانه منذ 12 عاما، حيث تواصل إسرائيل فرض حصارها المشدد على القطاع وتشل الحياة فيه.

وحذرت مؤسسات دولية من كارثة بيئية وصحية، وترد أكبر لأوضاع القطاع، ما لم يتم التدخل من قبل المجتمع الدولي لإنهاء الوضع الحالي والأزمة الإنسانية المتفاقمة. وأشارت هذه المؤسسات إلى أن أكثر من 80 في المائة من سكان القطاع يعيشون على المساعدات الإغاثية الإنسانية، وقالت إن الأوضاع تتجه نحو التدهور، خصوصا بعد أن دخل الموظفون العموميون التابعون للسلطة الفلسطينية وحكومة حماس سابقا، مرحلة يحسبون فيها، على فئة من يجب تقديم المساعدات لها. وقال النائب في المجلس التشريعي جمال الخضري، إن عيد الفطر يحل على القطاع في ظل أوضاع اقتصادية وإنسانية معقدة، بسبب الحصار الإسرائيلي وأزمات الرواتب وغيرها، في ظل غياب الحلول المنطقية والواقعية لإنهاء هذه المعاناة. وأكد الخضري، رئيس اللجنة الشعبية لكسر الحصار، في تصريح صحافي، أن عيد هذا العام، يأتي في ظروف هي الأصعب، مع ارتفاع نسب البطالة والفقر. وأشار إلى أن الواقع في غزة مأساوي، ولا تبدو أي مظاهر للعيد، مع استمرار الحصار وسياساته وإجراءاته بحق مختلف الشرائح والفئات، واستمرار أزمة رواتب موظفي القطاع العام، والعديد من الأزمات التي تفقد المواطنين سبل الحياة الكريمة. ودعا الخضري المجتمع الدولي إلى ممارسة ضغوط حقيقية على الاحتلال الإسرائيلي لإنهاء الحصار بشكل كامل، مشددا على ضرورة وجود دور فلسطيني فاعل لإنهاء الأزمات، خاصة فيما يتعلق بأزمة الرواتب، والسعي الفاعل والسريع لإنهاء الأزمات والإجراءات المختلفة بحق غزة.

 

الأردن يقرر عدم تسمية سفير جديد في إيران تأكيداً على موقف عمّان الرافض لسياسات طهران وتدخلاتها في شؤون الدول العربية

عمان: محمد الدعمة/«الشرق الأوسط/16 حزيران/18/قرر الأردن عدم إرسال سفير له إلى إيران في الظروف السياسية الحالية، وإبقاء السفارة الأردنية تعمل بحد أدنى من الموظفين. وقد صدر مرسوم ملكي، أمس، بالموافقة على قرار مجلس الوزراء المتضمن الموافقة على نقل السفير عبد الله سليمان أبو رمان من السفارة الأردنية في إيران إلى المركز اعتباراً من تاريخ 14 مايو (أيار). وقال السفير أبو رمان لـ«الشرق الأوسط»، إن وزارة الخارجية الأردنية أبلغتني بقرار نقلي من السفارة الأردنية في طهران إلى المركز، مضیفاً: «إنني كنت في الأردن بعد استدعائي للتشاور قبل عامين، والقرار الذي أَخَذ الموافقة الملكية ونُشر في الجريدة الرسمية هو فل علاقتي بالسفارة الأردنية في طهران». وتابع أبو رمان قائلاً: «إنني بانتظار قرار الوزارة، إما يتم تعييني بسفارة أردنية أخرى، أو أبقى أعمل سفيراً في المركز». في السياق ذاته، قال مصدر مسؤول إن قرار نقل السفير أبو رمان إلى مركز وزارة الخارجية، جاء استناداً إلى قرار سابق باستدعائه، مؤكداً «أنه لا نية لإرسال سفير جديد إلى إيران». وأضاف أن القرار يأتي تأكيداً على موقف الأردن الرافض لسياسات إيران في المنطقة وتدخلاتها في شؤون الدول العربية، خصوصاً الدول الخليجية، مشدداً على أن «أمن المملكة العربية السعودية ودول الخليج من أمن الأردن». وكانت الحكومة الأردنية قررت في أبريل (نيسان) 2016 استدعاء السفير الأردني في طهران، وقالت الحكومة الأردنية حينذاك إن الفترة التي أعقبت الاتفاق الخاص ببرنامج إيران النووي ما بين دول مجموعة 5 + 1 شهدت مواقف من قبل الحكومة الإيرانية لا تنسجم مع آمالنا الأوسع تلك، حيث صدر عنها أو عن مسؤولين فيها خلال هذه الفترة جملة من الأفعال والأقوال التي تشكل تدخلات مرفوضة من قبلنا في الشؤون الداخلية لدول عربية شقيقة، وعلى الأخص دول الخليج العربية، ومساساً بمبادئ حسن الجوار التي نتوخاها في تعاملاتنا مع الدول المجاورة للعالم العربي، ولا نقبل بأقل منها من دول الجوار تلك في تعاملاتها معنا ومع قضايانا العربية، لأنها تؤدي إلى خلق الأزمات وتعميق عدم الاستقرار في منطقتنا، إضافة إلى الاعتداءات السافرة التي طالت سفارة المملكة العربية السعودية الشقيقة في طهران وقنصليتها العامة في مشهد. وخلصت الحكومة إلى ضرورة إجراء وقفة تقييمية في هذه المرحلة، وفي ضوء هذه المعطيات والتطورات، اقتضت اتخاذ القرار باستدعاء السفير الأردني في طهران للتشاور، وعودة السفير في طهران إلى العاصمة لهذه الغاية.

 

عباس: ماضون في تطبيق قرار وضع «آلية حماية دولية» للأراضي الفلسطينية واعتقال تركية في تل أبيب للاشتباه بالتخطيط لعملية مسلحة ضد إسرائيل

غزة - تل أبيب: «الشرق الأوسط/16 حزيران/18»/أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس على المضي قدما في تطبيق التوصية الأممية بوضع «آلية حماية دولية» للأراضي الفلسطينية المحتلة، واعتبره «نصرا مؤزرا» للفلسطينيين. وقال عباس للصحافيين في رام الله، أمس، عقب وضعه إكليلاً من الزهور على ضريح الرئيس الفلسطيني السابق ياسر عرفات بمناسبة حلول عيد الفطر إن «مطالبتنا بتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني أمر مشروع لأننا نريد من العالم أن يحمينا من العدوان». وأضاف الرئيس عباس مستدركا «مع ذلك فإن دول مثل أميركا ترفض مثل هذا القرار، ولكن هذه المرة تم تحقيق نصر مؤزر كغيره من الانتصارات التي حققناها في الأمم المتحدة». وحسب تقرير بثته وكالة الأنباء الألمانية أمس، أشار عباس إلى أنه خلال شهرين سيتم تطبيق القرار الأممي «من خلال دعم أشقائنا وإخواننا لأن تطبيق القرار يحتاج إلى جهود، وتضافر كل القوى من أجل استكمال هذا النصر الهام جدا». وصوت لصالح القرار 120 دولة، فيما اعترضت 8 دول على القرار، وامتناع 45 دولة. يذكر أن آلاف الفلسطينيين أدوا أمس صلاة عيد الفطر قرب خيام العودة المقامة على بُعد مئات الأمتار من السياج الحدودي شرق قطاع غزة مع إسرائيل. وجاء ذلك امتدادا لفعاليات مسيرات العودة التي أطلقها الفلسطينيون على أطراف قطاع غزة في 30 من مارس (آذار) الماضي، وتخللتها مواجهات شبه يومية مع قوات الجيش الإسرائيلي، حيث قتل 128 فلسطينيا، وأصيب 14700 آخرون بجروح، وحالات اختناق في المواجهات مع الجيش الإسرائيلي منذ بدء احتجاجات مسيرات العودة.

في غضون ذلك، اعتقلت قوات الجيش الإسرائيلي أمس فلسطينيا حاول اختراق الجدار الأمني الحدودي في شمال غزة لدخول إسرائيل. إذ ذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أمس أن التدقيق الأمني أوضح أن الشخص الفلسطيني المشتبه به لم يكن مسلحا، وسوف يتم إخضاعه للاستجواب. كما قررت محكمة «بيتح تكفا» العسكرية الإسرائيلية اعتقال مواطنة تركية تدعى أيبرو أوزكان (27 عاما)، أسبوعا كاملا للاشتباه بأنها خططت لتنفيذ عملية مسلحة ضد أهداف في مدن إسرائيلية. وقالت المخابرات الإسرائيلية في المحكمة إنها «تملك أدلة على وجود علاقة قوية للمشتبه بها مع تنظيمات معادية لإسرائيل»، موضحة أنها اتفقت مع هذه التنظيمات على تنفيذ عمليات من شأنها أن تعرض أمن إسرائيل للخطر. ووافقت المحكمة بعد الاطلاع على تقرير سري أن تمدد اعتقالها حتى 21 من الشهر الجاري. وبينت التحقيقات أن الشابة التركية وصلت إلى مطار تل أبيب عبر طائرة تركية، وأمضت في إسرائيل أسبوعا. وعند عودتها إلى بلادها الاثنين الماضي أوقفتها المخابرات دون أن تبلغ أحدا. وبعد التحقيق الأولي تم إبلاغ السفارة الإسرائيلية في أنقرة والسفارة التركية في تل أبيب. وقررت تمديد اعتقالها لتراكم شبهات حول تصرفاتها في القدس. وقال عمر خمايسة، محامي أوزكان، وهو من «فلسطينيي 48»، إن موكلته أحيلت إلى المحكمة العسكرية بتهمة «تهديد أمن إسرائيل، وارتباطها بمنظمات إرهابية». وفي إسطنبول أكدت الشقيقة الكبرى للشابة التركية أن أجهزة الأمن الإسرائيلية اعتقلت شقيقتها دون الاستناد إلى أدلة، أو وثائق تبرر ذلك. فيما قالت السفارة التركية في تل أبيب إنها تتابع وضع أوزكان عن كثب.

 

جولة جديدة مرتقبة لمفاوضات «سد النهضة» على وقع تقارب مصري ـ إثيوبي ومصادر تتوقع خرقاً كبيراً باتجاه حل الأزمة

القاهرة: محمد عبده حسنين/الشرق الأوسط/16 حزيران/18/على وقع تقارب مصري - إثيوبي لافت، في أعقاب قمة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ورئيس وزراء إثيوبيا آبي أحمد، قبل نحو أسبوع، تستقبل القاهرة خلال أيام جولة جديدة من المفاوضات الثلاثية بين مصر وإثيوبيا والسودان، على أمل الوصول لتوافق بشأن أزمة تخزين وقواعد تشغيل «سد النهضة»، الذي تبنيه أديس أبابا على أحد روافد نهر النيل، وتخشى القاهرة من تأثيره على حصتها من المياه. وقالت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» إن «بوادر توافق كبير تلوح في الأفق خلال الاجتماع التساعي المزمع عقده يومي 18 و19 يونيو (حزيران) الجاري، بالقاهرة، والذي يضم وزراء الخارجية والموارد المائية ومديري مخابرات الدول الثلاث». وأوضحت المصادر أن «مصر تلقت تطمينات قوية من إثيوبيا بخصوص حل أزمة الدراسات الفنية الخاصة بتحديد حجم الأضرار المحتملة للسد». وخلال زيارته للقاهرة يوم الأحد الماضي، قال آبي أحمد، «إنهم سيحافظون على حصة مصر في نهر النيل.... بل وزيادتها»، كما أقسم بالله أنه «لن يقوم بأي ضرر بالمياه في مصر». فيما توقع السيسي «التوصل إلى اتفاق نهائي بشأن سد النهضة يؤمِّن استخدامات مصر المائية في نهر النيل». وقالت الدكتورة هبة البشبيشي، الباحثة في العلاقات الأفريقية، لـ«الشرق الأوسط»، إن مصر حصلت على تطمينات من إثيوبيا بعدم المساس بحصتها من المياه، والالتزام باتفاق المبادئ الموقّع منذ عام 2015، وسرعة حسم الأمور الفنية من خلال فريق علمي وطني يضم خبراء من الدول الثلاث». وأوضحت البشبيشي أن «مصر نالت تأييداً ودعماً خليجياً واضحاً في موقفها من إثيوبيا، وأن الضغط الخليجي أثمر عن تراجع أديس أبابا عن تشددها بخصوص فترة ملء السد، حيث تطالب مصر بمدها لـ10 سنوات». ويرى مكرم محمد أحمد، رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر، أن رئيس الوزراء الإثيوبي الجديد، الذي تولى منصبه في مارس (آذار) الماضي، يحمل كل الصفات التي تُمكنه من إخراج ملف سد النهضة من أزمته الراهنة التي تتمثل شكلاً في تعطيل المسار الفني، وعدم قدرة أطراف التفاوض على الوصول إلى معايير واضحة ومحددة يمكن أن تحدد حجم الأضرار التي يمكن أن تقع على دولتي المصب، مصر والسودان، بعد اكتمال بناء السد.

وأوضح مكرم، في مقاله قبل أيام بجريدة «الأهرام»، أنه إذا كان سد النهضة يمثل بالنسبة إلى الإثيوبيين أملاً كبيراً في التنمية الشاملة اعتماداً على الكهرباء التي يمكن توليدها من مساقط المياه على طول النهر الأزرق، فإن سد النهضة يمثل بالنسبة إلى مصر قضية حياة أو موت، لأن انتقاص 2% فقط من حصة مصر بما يساوى مليار متر مكعب من المياه يؤدي إلى بوار 200 ألف فدان يمكن أن يعيش عليها 200 ألف أسرة مصرية. وأكد مكرم أن ثمة وعود وتصريحات إثيوبية شفهية عديدة تبعث برسائل طمأنينة إلى المصريين، تؤكد أن مصر لن تُضار في كوب مياه واحد من مياه النيل، لكن هذه التصريحات الشفهية تظل نوعاً من الأماني لا يوثّقها حتى الآن مستند رسمي إثيوبي واحد يؤكد حق مصر التاريخي الثابت في مياه النيل، ولا يجعل هذه الطمأنينة حقيقة واقعة، ولهذا اتسم التفاوض مع إثيوبيا بنوبات تفاؤل وتشاؤم عديدة دون أن يكون هناك خط واحد واضح صعوداً أو هبوطاً يجعل الأمور أكثر شفافية ووضوحاً. يشار إلى أن اتفاق المبادئ الموقّع عام 2015 بين زعماء مصر وإثيوبيا والسودان يتضمن عدداً من المبادئ الحاكمة التي تقر بحقوق دولتي المصب، السودان ومصر، ويؤكد ضرورة الالتزام بالاحتياجات الوجودية لمصر، كما أكد ضرورة الالتزام باحتياجات إثيوبيا التنموية، وأن هدف إثيوبيا من بناء سد النهضة هي الطاقة وليست المياه، كما نصَّ اتفاق المبادئ على ضرورة استكمال الدراسات الفنية لمعرفة الآثار الجانبية للسد على دولتي المصب. وبدأت إثيوبيا بناء السد، الذي تبلغ كلفته 4 مليارات دولار عام 2012، لكن المشروع الضخم أثار توتراً وخصوصاً مع مصر التي تتخوف من أن يؤدي ذلك إلى انخفاض تدفق مياه النيل الذي يوفر نحو 90% من احتياجاتها من المياه. وتعتمد مصر تماماً على مياه النيل، للشرب والري، وتقول إن «لها حقوقاً تاريخية» في النهر بموجب اتفاقيتي 1929 و1959 التي تعطيها 87%، من مياه النيل وحق الموافقة على مشاريع الري في دول المنبع.

 

مرجع شيعي: تعقيدات الانتخابات لن تحل بتحالفات «مصطنعة» واستجابات خجولة لدعوة العبادي لحوار بعد العيد

الشيخ جواد الخالصي/بغداد: حمزة مصطفى/الشرق الأوسط/16 حزيران/18/قال مرجع شيعي بارز، من الداعين لمقاطعة الانتخابات البرلمانية في العراق، إن الانتخابات التي جرت في 12 مايو (أيار) الماضي لن تحل تعقيداتها «بتحالفات مصطنعة»، على حد وصفه. وقال الشيخ جواد الخالصي إمام المدرسة الخالصية في مدينة الكاظمية ببغداد في بيان إن «الأزمة التي أوجدها الاحتلال عبر عمليته السياسية والانتخابات المزيّفة والمحتَرقة أوراقها، لا يمكن أن تُحل تعقيداتها بتحالفات مصطنعة ولقاءات إعلامية متغيرة... لأن الأزمة في الحقيقة هي في المحاصصة، وهي القضية الوحيدة الباقية بين أطراف العملية السياسية، وهذا ما يجعلهم عاجزين عن تشكيل حكومة عراقية تتبنى المطالب الوطنية». ووجه الخالصي ما سماه «نصيحة أخيرة لكل عراقي أن يبحث عن الحل في داخل العراق، وبعيداً عن السفارات الأجنبية، وخصوصاً السفارتين الأميركية والبريطانية ومن يتبعهما». إلى ذلك، أعلن تحالف الفتح الذي يتزعمه هادي العامري والذي حل ثانيا بالانتخابات بحصوله على «47 مقعدا» انضمام حركة إرادة بزعامة حنان الفتلاوي وائتلاف كفاءات للتغيير بزعامة هيثم الجبوري ولهم 3 مقاعد للتحالف. وبذلك قفز تحالف الفتح إلى 50 مقعدا، بينما بقيت كتلة «سائرون» المدعومة من زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر تحتل المرتبة الأولى بواقع 45 مقعدا بينها مقعدان للحزب الشيوعي العراقي. وقال التحالف في بيان له أمس الجمعة إنه «تم انضمام حركة إرادة وائتلاف كفاءات للتغيير إلى تحالف الفتح». وأضاف: «كانت هناك توافقات للانضمام قبل الانتخابات ولكن أسبابا فنية حالت دون ذلك، وتم الاتفاق على الانضمام بعد الانتخابات وهذا ما تحقق». من جهة ثانية، كشف مصدر مقرب من التيار المدني في تصريح لـ«الشرق الأوسط» طالبا عدم الإشارة إلى اسمه أو هويته عن «وجود خلافات وتباين في وجهات النظر داخل قيادة الحزب الشيوعي والتيار المدني بشأن التحالف مع تيار ديني مثل التيار الصدري من خلال كتلة سائرون» مبينا أن «القصة التي قد تقصم ظهر البعير هي تحالف سائرون مع الفتح بشكل مفاجئ». وأضاف المصدر الخاص أن «الحزب الشيوعي كان على علم بالأجواء التي سبقت هذا التحالف لكن على صعيد ما حصل بشأن الانتخابات ومساعي الانقلاب على النتائج وبالتالي على العملية السياسية وما يمكن أن يجره ذلك من مشكلات قد تؤدي إلى ما لا يحمد عقباه». وأوضح المصدر أن «محاولة تعميم عمليات التزوير وبالتالي عدم الاعتراف بالنتائج ومن ثم التحشيد واسع النطاق من أجل جلسة البرلمان لتعديل القانون بسبب النفوذ الذي مارسه أكثر من 200 نائب خاسر يملكون القوة والنفوذ داخل البرلمان والحكومة فضلا عن تأثيرهم على القضاء»، موضحا أن «كل هذه الأمور وما تلاها من ممارسات ومنها حرق صناديق الاقتراع جعل الأمور تتجه نحو الانفلات وبالتالي فإن الاقتراب بين الفتح وسائرون كان أحد الحلول لاحتواء الوضع». وبشأن ما إذا كان ذلك ترك خلافات داخل سائرون وخاصة مع الحزب الشيوعي، أكد المصدر الخاص أن «هناك فرقا بين الخلافات داخل الحزب وربما حتى التيار المدني بشأن التحالف مع سائرون وبين تحالف سائرون مع الفتح حيث إن الخلافات داخل الحزب يمكن أن تحل ضمن إطار مؤسسات الحزب، بينما هناك في التحالف داخل سائرون تفهم واضح لما حصل، رغم أنه مفاجئ، لكنه لم يترك تأثيرات على تماسك سائرون». إلى ذلك، لم تلق دعوة العبادي إلى لقاء عالي المستوى بعد العيد إلا استجابات خجولة، حيث لم تعلن سوى كتلتين سنيتين موافقتها على عقد الحوار، وهما تحالف القوى العراقية بزعامة جمال الكربولي وكتلة جبهة الحوار الوطني بزعامة صالح المطلك، بينما لم تعلن أي كتلة شيعية أو كردية موقفها من هذه الدعوة.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

حكومة المقاومة! هل تبصر النور؟

الدكتورة رندا ماروني/16 حزيران/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/65388/%d8%a7%d9%84%d8%af%d9%83%d8%aa%d9%88%d8%b1%d8%a9-%d8%b1%d9%86%d8%af%d8%a7-%d9%85%d8%a7%d8%b1%d9%88%d9%86%d9%8a-%d8%ad%d9%83%d9%88%d9%85%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%82%d8%a7%d9%88%d9%85%d8%a9-%d9%87/

بعد أن أكد قائد فيلق القدس قاسم سليماني من تحول حزب الله من حزب مقاومة إلى حكومة مقاومة بعد أن حصل في الإنتخابات النيابية الأخيرة على 74 مقعدا من أصل 128 لأول مرة في البرلمان اللبناني، وبعد أن تم التعامل مع هذا التأكيد بالصمت المطبق رسميا من قبل المحسوبين على الحسبة السليمانية أو بالرد الخجول من قبل بعضهم عبر تغريدات تويترية وترت الأجواء لم تتخطى إطار محاولة رفع العتب الشعبي عنها، حيث أنها لم تأت في الحجم المطلوب ولا في المكان المناسب.

وبما أن الصمت علامة للخوف أو للرضى، وفي الحالتين نستطيع أن نسجل هيمنة أو مونة إيرانية على ال 74 نائب من أصل ال 128، وفي الحالتين فإن إعلان سليماني في تبعية ال 74 نائب ثابت حتى إثبات العكس، فهل ستستطيع حكومة المقاومة كما وصفها سليماني أن تبصر النور بعد أن حصد الفريق المقاوم أغلبية مجلس النواب؟

ما لا يعرفه سليماني أو على الأقل ما يحاول التغاضي عنه بأن لبنان ليس بدولة علمانية لا يحكم بأكثرية وليس هناك من أقلية عليها أن تعارض من خارج السلطة كما هي اللعبة الديمقراطية في الدول الحديثة المتجانسة تحت سقف القانون، وما تم التغاضي عنه من خلال فبركة وفرض قانون الإنتخاب النسبي الذي لا يصلح إلا في الأنظمة العلمانية والتي تقوم اللعبة السياسية فيها على دور الأحزاب وليس على دور الطوائف، إصطدم اليوم بتعثر لولادة الحكومة.

فالنظام السياسي هو صورة لواقع المجتمع والمجتمع اللبناني كان ولا يزال متعدد الطوائف بشكل ليس له أمثلة كثيرة في العالم، وبما أن الأحزاب منذ قيام الدولة وحتى اليوم لم تتمكن من طرح نفسها كقوى سياسية بديلة عن الطوائف، وأن يصبح أعضاء البرلمان ممثلين للأحزاب وليس لطوائفهم فإن النظام السياسي المعمول به بقي نظاما توافقيا لبلد متعدد الطوائف، وبما أن هذه الطوائف كلها أقليات وليس بمستطاع أي منها أن يدعي بأنه يشكل أكثرية بالنسبة إلى المجموع، فإنه كان ولا يزال من المتعذر أن تنشأ في لبنان أكثرية حاكمة على نحو ما هو معمول به في الأنظمة الديمقراطية المتقدمة حيث الوصول إلى السلطة لا يمكنه إلا أن يكون نتيجة لفوز أكثرية حزبية في الإنتخابات العامة.

كما أن تنوع الانتماءات السياسية وظهور قضايا وطروحات عقائدية مختلفة ووجود أحزاب ذات مضمون عقائدي يتجاوز حتى النظام السياسي القائم، كلها عوامل تمنع من تطور لعبة الأكثرية الحاكمة والأقلية المعارضة.

إن فرض القانون النسبي من قبل النظام الإيراني وحزب الله لم يكن بريئا وجسد طموح سياسة توسعية مبنية على أوهام سلطوية عقائدية داست على أحلام اللبنانيين في تطوير نظامهم السياسي من خلال إعتماد قانون إنتخاب يلائم طبيعة لبنان التعددية يسترجع من خلاله المواطن حق المحاسبة لطبقة سياسية فاسدة، هذا الحق الذي سلبه منه نظام الإنتخابي الأكثري في الدائرة الموسعة كما سلبه منه النظام الانتخابي النسبي في دولة تعددية كلبنان ليس لديها سوى شبه أحزاب طائفية، ففي الدول العلمانية يحاسب المواطن المسؤولين من خلال إستعمال حقه الإنتخابي والإنتقال في تأييده من حزب إلى آخر الأمر المتعثر في لبنان حيث تستلزم المحاسبة الإنتقال من طائفة إلى أخرى، أنظمة إنتخابية مفروضة لم تنتج سوى محادل وفساد وتخطي للإرادة الشعبية وفتح الأبواب أمام الأطماع الخارجية.

هذه الأطماع التي ظهرت بوضوح في تصريح سليماني من خلال العملية الحسابية للإنتخابات النيابية عادت من جديد لتصدم بالواقع التعددي الطائفي اللبناني من خلال تشكيل الحكومة المتعثر، الذي يخضع لعدة معطيات داخلية إقليمية ودولية، فإرادة إيران في التفرد بالتحكم في السياسة اللبنانية وفرض منطق أكثرية وأقلية يقابلها واقع طائفي حساباتي لا يخضع لا لإرادة سليماني ولا لغيره كما يقابلها مقاومة إقليمية للسياسة التوسعية الإيرانية ومعارضة وتهديد دولي جديين، خاصة بعد الإنسحاب الأميركي من الإتفاق النووي، فليس من عاقل وبعد قراءة المعطيات المستجدة إلا وترآى له بدء عملية العد العكسي لسقوط نظام الملالي، فهل الأيام المقبلة ستشهد ولادة حكومة مقاومة كما وصفها سليماني تجسد الأوهام الإيرانية في التوسع تحت رآية شعب جيش مقاومة؟ أم أن الواقع أقوى من الأوهام

واقع أقوى

من الأوهام

صرع تاريخا

من الإقدام

على إستهدافه

على صهره

على تشكيله

على إبتلاعه

على خضوعه

لإرادة الإمام

غلب طمعا

في رآية مقاومة

وأعلن منازلة

وأعلن إصطدام

ومعركة محسومة

نصرها أكيد

لا تعرف إنهزام

فالساحة ساحته

والتنوع لوائه

وطلبه السلام

مناعة موصوفة

قوتها مكشوفة

داحرة الإجرام

شاءتها له

عناية إلآهية

تحميه وفية

بكل إحكام

تطرد الشر

في كل مرة

لتهشم المعتدي

بمئات السهام

واقع أقوى

من الأوهام

صرع تاريخا

من الإقدام.

 

قوانين تمويل الإرهاب تحاصر الأنشطة الإقليمية للحرس الإيراني والخزانة الأميركية تهدد البنوك اللبنانية بسبب أموال حزب الله

برلين: راغدة بهنام/الشرق الأوسط/16 حزيران/18/

http://eliasbejjaninews.com/archives/65375/%d9%82%d9%88%d8%a7%d9%86%d9%8a%d9%86-%d8%aa%d9%85%d9%88%d9%8a%d9%84-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d8%b1%d9%87%d8%a7%d8%a8-%d8%aa%d8%ad%d8%a7%d8%b5%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%86%d8%b4%d8%b7%d8%a9-%d8%a7%d9%84/

في صباح 7 مايو (أيار) من عام 2008 استفاق البيروتيون على مئات من عناصر ميليشيا «حزب الله» منتشرين في الشوارع بعتادهم العسكري وسلاحهم الثقيل. كانت المرة الأولى التي تنتشر فيها هذه الميليشيات بهذا الشكل العلني في مناطق خارج نفوذها. أعادت حينها تلك الصور إلى الذاكرة مشاهد الحرب الأهلية في لبنان. كان الهدف الرئيسي لاحتلال الميليشيات العاصمة آنذاك، مطار بيروت. فقبل 3 أيام اكتُشفت كاميرا مراقبة على أحد مدرجات المطار، تبين أن «حزب الله» هو من نصبها. بعدها خرج زعيم الحزب الاشتراكي وليد جنبلاط في مؤتمر صحافي ليدعو إلى طرد السفير الإيراني من لبنان وإيقاف الرحلات التابعة للخطوط الجوية الإيرانية التي قال إنها تنقل شحنات أسلحة إلى «حزب الله». وكشف أيضا عن شبكة اتصالات أرضية موازية لشبكة الدولة أقامها «حزب الله». تلا ذلك اجتماع طويل للحكومة خرج بمطلبين: إقالة قائد جهاز أمن المطار، وهو طلب وصفته الميليشيات بأنه «تخطٍّ للخطوط الحمر»، وتفكيك شبكة اتصالات «حزب الله»، ومحاسبة مقيميها قضائيا. فكان رد «حزب الله» ما حصل في «7 أيار». تراجعت الحكومة عن مطالبها وانسحبت الميليشيات إلى مواقعها السابقة. وبقي مطار بيروت، أو جزء منه، تحت سيطرة الحزب، واستمرت الطائرات التابعة للخطوط الجوية الإيرانية في الهبوط بالمطار... معادلة ما زالت سارية حتى اليوم.

في مطار بيروت اليوم بوابة خاصة خارجة عن رقابة الأمن والجمرك، تعرف بـ«بوابة (حزب الله)». هناك تحط طائرات تفرغ شحنات لا تمر عبر الجمارك ولا الأمن. يتسلمها رجال «حزب الله» مباشرة. في مرفأ بيروت أيضا معبر شبيه، تفرغ فيه شحنات من سفن آتية عبر البحر دون أن تمر على مسؤولي الجمارك أو أمن الدولة.

تمويل إيران لـ«حزب الله» ليس خافيا. فالجماعة نفسها تتبجح بأن تمويلها وتسليحها يأتي من إيران. وفي عام 2006؛ بعد الحرب، وصلت للحزب شحنات أموال نقدية عبر مطار بيروت آتية من السفارة الإيرانية في دمشق. فهذه السفارة، كما تؤكد مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، هي المركز الذي تنقل إليه الأموال بالحقائب الدبلوماسية منذ سنين وتوزع على جماعات طهران في المنطقة.

في العراق لا تختلف الصورة كثيرا. تقول مصادر عشائرية مطلعة لـ«الشرق الأوسط» إن «الإيرانيين يسيطرون عبر ميليشياتهم وجماعاتهم في العراق» على مطارات بغداد والسليمانية والنجف.

وفي سوريا تحولت الحرب إلى «تجارة» مربحة لإيران في مجالات النفط والسلاح والمخدرات، تمول منها عملياتها في الأراضي السورية.

طوال السنين الماضية نجحت إيران ببناء شبكة معقدة ومتشابكة لتمويل جماعاتها في المنطقة عبر وسائل مختلفة تقليدية، أي عبر تهريب أموال برا وبحرا وجوا، وغير تقليدية عبر تبييض الأموال واستخدام وسطاء مجهولي الهوية. ورغم أن كثيرا من جماعات إيران نجحت ببناء شبكاتها التمويلية الخاصة المستقلة عن إيران، فإن «وجودها» الكلي ما زال يعتمد على النظام في طهران.

- أموال «حزب الله» تهدد البنوك اللبنانية

حاولت إيران في السنوات الماضية الالتفاف على العقوبات المفروضة ضد قطاعها المصرفي، عبر تأسيس مصارف إيرانية صغيرة في لبنان والعراق ودول أخرى تستخدمها لتبييض الأموال وتمويل جماعاتها. وتقول مصادر مصرفية رفيعة في بيروت لـ«الشرق الأوسط» إن «البنوك الإيرانية في لبنان مسجلة على أنها شركات لبنانية وتعمل بشكل شرعي على الورق»، وتضيف أنها «لا ترسل تحويلات إلى الخارج؛ بل تبقي الأموال داخل لبنان».

وتتحدث المصادر المصرفية عن «صعوبة» تتبع مصدر الأموال، وتقول إن الحزب يعتمد على تحويلات بأسماء مستعارة، أو على أشخاص غير مذكورة أسماؤهم على اللوائح السوداء. وتضيف هذه المصادر: «حصل في السابق أنه كانت لدينا حسابات أشخاص هم بالنسبة إلينا تجار، تبين لاحقا أن هناك اتهامات وجهت إليهم بانتمائهم وتمويلهم لـ(حزب الله)». وتتحدث المصادر عن صعوبة تحديد «المنتمين» إلى «حزب الله» وتقول: «لا يمكن أن نمنع أي شخص ينتمي للطائفة الشيعية من فتح حساب لأنه قد يكون ينتمي إلى (حزب الله). هذا يعني الشك في شريحة كبيرة من المجتمع اللبناني، وهذا لا يمكن أن يحصل».

مصادر أخرى مطلعة تتحدث عن ضغوط كبيرة تتعرض لها المصارف اللبنانية من «الخزانة» الأميركية لإغلاق حسابات المنتمين والممولين لـ«حزب الله». وعن هذا يقول مصرفي لبناني رفيع المستوى إنه عندما «صدرت قوانين وزارة الخزانة الأميركية بوضع (حزب الله) على لائحة المنظمات الإرهابية ومنعت التعامل معه، أصيبت مصارف كثيرة بالهلع وبدأت بإغلاق حسابات عشوائيا، لأن (مصرف لبنان) طلب منهم الالتزام بالقوانين. ولكن هذا تسبب بفوضى كبيرة».

وتضيف المصادر المصرفية أنه عندما «يفضح أمر شركة ويتبين أنها واجهة لتبييض أموال (حزب الله)، تغلق الشركة وتفتح أخرى في اليوم نفسه باسم ثان في المكان نفسه والعنوان نفسه». وتقول هذه المصادر إن المصارف اللبنانية تطبق القوانين الدولية بأعلى المعايير، وتشرح أنه كلما تقدم أحدهم طالبا فتح حساب بنكي، تتم مقارنة اسمه بكل اللوائح السوداء المحلية والدولية التي تتضمن أسماء أشخاص أو شركات، والتي «يزيد عددها على مائتي لائحة».

ولكن مصادر أخرى مطلعة تقول إن المصارف اللبنانية «تغض الطرف» عن كثير من الحسابات التي تثير الشك. وتقول إن السبب تحول هؤلاء المشكوك بهم إلى مودعين كبار في وقت تحتاج فيه هذه المصارف إلى الودائع مع تراجع الاستثمارات وسوق العقارات في البلاد.

وتقول هذه المصادر إن «حزب الله» «يرسل شاحنات مخدرات إلى الخارج عبر البر وعبر شبكات موجودة في سوريا والدول المجاورة، وتعود الشاحنات نفسها محملة بالأموال النقدية». وتؤكد هذه المصادر أن كثيرا من المصارف تغض الطرف عن «مصادر» هذه الأموال لحاجتها إلى الودائع النقدية.

ويعترف المصدر المصرفي بأن «المصارف في لبنان لا تأخذ المبادرات، بل تطبق ما يطلب منها بحرفيته في ما يتعلق بعدم التعامل مع الموضوعين على اللوائح السوداء». ويعطي مثلا بأنه إذا حصل شك لدى المصرفي الذي يتلقى ودائع بأن هذه الأموال تم تهريبها من دون المرور عبر الجمارك أو من دون دفع ضرائب، فإن المصرف لا يتحرك ويبلغ الجهات الرسمية المعنية. ويقول: «إذا فعلنا ذلك، فهذا يعني أن جهات نافذة كثيرة ستتأذى».

في هذا الصدد، يقول الصحافي اللبناني فداء عيتاني إن ميزانية «حزب الله» السنوية تفوق 900 مليون دولار، من بينها رواتب لأكثر من مائة ألف شخص، وإن معظم هذا التمويل يأتي من إيران، ولكن الحزب يجمع نسبة كبيرة منه من الزكاة التي يفرضها على مؤيديه في أفريقيا وأوروبا وأميركا، إضافة إلى شبكة تبرعات كبيرة نسجها من مؤيديه في العالم.

وتتحدث المصادر المصرفية عن «تكتيكات» يعتمدها بعض «التجار» في أفريقيا لتهريب الأموال إلى «حزب الله» في لبنان، وتقول إنها تلتف على القوانين الأفريقية التي لا تسمح بإخراج مبالغ كبيرة من البلاد عبر تأسيس شركات «وهمية» في عدة دول في أوروبا ولبنان تجري عبرها التعاملات المالية فيما الخدمات تقدم في الدول الأفريقية.

ولكن الصحافي الشيعي المعارض علي الأمين يعدّ بأنه حتى لو تمكن «حزب الله» من جمع أموال بشكل مستقل عن إيران، «فإن طهران لا يمكن أن تقبل باستقلالية الحزب المادية». ويضيف أن الأموال التي يجمعها الحزب «لا يمكن أن تكون بديلا عن الدعم الإيراني المادي لأنه لا يرتبط بحاجة (حزب الله) للمال فقط، بل بالعلاقة التي تربط إيران بـ(حزب الله)». ويصف الأمين «حزب الله» بأنه «فصيل إيراني موجود في لبنان لا يسمح له بأن يكون مستقلا عن الإدارة الإيرانية حتى في الجهة المالية التي هي أساسية لجهة التبعية لأنها قد تعني تفلتا وخروجا عن السيطرة الإيرانية».

وتقول مصادر مطلعة إن إدارة أموال «حزب الله» الآتية من مصادر خارج إيران تتم أصلا عن طريق «الحرس الثوري» الإيراني وليس بمعزل عنه.

 إيران تعزز وجودها المالي في العراق

وفي العراق ليست الحال بأفضل؛ إذ تتحدث مصادر عدة عن «تغلغل» إيران في النسيج السياسي للعراق. وتقول مصادر متطابقة إن إيران تمول ميليشيات «الحشد الشعبي» من أموال النفط العراقي «الذي تنهبه».

وتؤكد مصادر مقربة من رئاسة الوزراء العراقية أن «الإيرانيين لا يصرفون في العراق من الأموال الإيرانية؛ بل من الأموال العراقية، وهم مسيطرون على وزارات النفط والاستثمار». وتضيف المصادر أن إيران نجحت في التجذر عمقا في العراق والتمدد في كل الوزارات الخدماتية والأمنية.

وتقول مصادر عشائرية إن «مسؤولين عراقيين كبارا متورطين في التعاملات مع إيران». وتتحدث المصادر عن نقل أسلحة إيرانية «متقدمة جدا» تمت تجربتها في العراق وسوريا، عبر المطارات بعد تسهيلات من مسؤولين عراقيين. وتتحدث المصادر عن «نقل أموال بالحقائب الدبلوماسية تستخدم لشراء أسلحة في السوق السوداء من دول أوروبا الشرقية عبر البر».

ويضم «الحشد الشعبي» 66 فصيلا بمجموع 80 ألف مقاتل. وتقول مصادر مطلعة في بغداد إن «44 فصيلا من هؤلاء يتبعون ولاية الفقيه ويرتبطون دينيا بالمرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي».

وبالإضافة إلى لبنان والعراق، تدعم إيران نظام الأسد في سوريا منذ سنوات، وتقول مصادر مطلعة إن «الحرس الثوري» يمول حربه في سوريا من «التجارة» هناك. وتتحدث المصادر عن كسب إيران مبالغ من تجارة النفط الذي كانت تستقدمه من أراضي داعش، وتجارة السلاح... وغيرهما.

وفي اليمن لا يختلف الأمر كثيرا؛ حيث مكنت إيران حلفاءها الحوثيين من تنفيذ انقلاب على الدولة بعد تقديم الدعم العسكري والمالي لهم. وأرسلت مستشارين من ميليشيات «حزب الله» لتدريبهم على القتال، إضافة إلى تزويدهم بصواريخ بعيدة المدى يستخدمونها لقصف الأراضي السعودية.

 النفط الإيراني الحل لمواجهة تمويل الإرهاب

كل هذه التحركات الإيرانية غير القانونية «معروفة» للولايات المتحدة التي تعيد العمل بنظام العقوبات الاقتصادية على إيران بعد إعلان الرئيس دونالد ترمب الانسحاب من الاتفاق النووي، كما تؤكد مصادر نفطية رفيعة في واشنطن. ولكن الصعوبة بالنسبة لواشنطن، كما تقول هذه المصادر، هي تتبع خطوات تبييض الأموال بسبب توسع شبكة «الحرس الثوري» الإيراني وامتدادها من آسيا إلى أميركا.

وتقول هذه المصادر إن الطريقة الوحيدة الفعالة لمنع إيران من تمويل جماعاتها هي إضعاف إنتاجها النفطي الذي يعد ركيزة الاقتصاد الإيراني ويدر أكثر من 90 في المائة من الدخل العام. وتضيف هذه المصادر أن العقوبات المباشرة على النفط غير ممكنة بسبب القوانين الدولية، ولكنها تتحدث عن قوانين غير مباشرة مثل ما بدأ يحدث الآن، أي عبر الضغط على الشركات التي تتولى صيانة حقول النفط، وتقول: «اقتصاد النفط بحاجة إلى مليارات الدولارات للحفاظ على البنية التحتية. فالنفط لا يمكن ضخه بسهولة، وإيران لديها أكثر من ألفي بئر نفط يجب أن تتم صيانتها».

وبعد إعلان ترمب الانسحاب من الاتفاق النووي وإمهاله الشركات الأوروبية العاملة هناك 6 أشهر للانسحاب تحت طائلة تعرضها للعقوبات، انسحبت شركة «توتال» الفرنسية من عقد كانت وقعته لصيانة أكبر حقول النفط في إيران. ويجري الحديث عن إمكانية تسلم شركة صينية للعقد بدلا من «توتال»، ولكن المصادر في واشنطن ترى أن الصين لن تتمكن من تعويض خسائر انسحاب الشركات الأوروبية لأنها لا تتعامل بالدولار الأميركي، مما يضيق السوق والخيارات الاقتصادية بالنسبة لإيران، وترى أن انسحاب «توتال» سيؤثر من دون شك على إنتاج النفط الإيراني.

وتقول المصادر إن إيران بحاجة إلى ما بين 35 و40 مليون دولار لقطاعها العام؛ أي هي بحاجة لتصدير مليوني برميل نفط يوميا لدفع مرتبات موظفيها في الداخل فقط، وتضيف أن أي إنتاج أقل من ذلك يعني تقليص قدرة إيران على تمويل الحروب في المنطقة. وتضيف هذه المصادر أن ذلك سيعني صعوبة في استئناف برنامجها النووي لأنها تدفع مقابل التكنولوجيا والقطع التي تحتاج ما يعادل 6 مرات قيمتها في السوق لأنها تشتريها من السوق السوداء.

وتؤكد هذه المصادر أن دولا أخرى يمكنها أن تعوض عن النفط الإيراني في السوق، مثل الولايات المتحدة التي تمر «بتخمة نفطية»، والمملكة العربية السعودية التي يمكنها ضخ مزيد من النفط عندما ترى حاجة.

وتضيف هذه المصادر الأميركية التي عملت قبل سنوات مع البنتاغون، أنه يمكن لواشنطن أن تمارس ضغوط أيضا على من يشتري النفط الإيراني، وتقول: «عندها يصبح السؤال: كيف يمكن للحرس الثوري أن يمول جماعاته؟ وإذا أرادوا العودة لتخصيب اليورانيوم، فلن يتمكنوا حتى من دفع المرتبات ولا شراء اللازم».

نشاط إيران المالي تحت مجهر منظمات دولية

وبالإضافة إلى هذه «الخيارات» الأميركية، تتعرض إيران الآن لضغوط كبيرة من منظمة غير معروفة كثيرا ولكنها من أقوى المنظمات العالمية والوحيدة التي تعمل على مكافحة تبييض الأموال المتعلقة بتمويل الإرهاب. هذه المنظمة تدعى «مجموعة العمل المعنية بالإجراءات المالية المتعلقة بغسل الأموال»، أو اختصارا «فاتف»، ومقرها باريس. وقد تم تأسيها عام 1989 بمبادرة من مجموعة الدول السبع بهدف مكافحة تبييض الأموال. وفي عام 2001 بعد اعتداءات 11 سبتمبر (أيلول) تم توسيع مهمتها لتشمل أو تصبح مركزة على مكافحة تبييض الأموال المتعلقة بالإرهاب.

وتصدر هذه المنظمة توصيات على الدول أن تترجمها بقوانين ملزمة لمكافحة تبييض الأموال. والدول التي لا تلتزم أو تعد «غير متعاونة» توضع على لائحة سوداء، وحسب «خطورة» تعاملاتها؛ إما يحذر من التعامل معها، أو توصي المنظمة الدول الأعضاء فيها باتخاذ تدابير مضادة فعالة لإعاقة غسل الأموال وتمويل الإرهاب ضد الدولة المعنية. ويعد البعض أن تأثير هذه المنظمة على الدول التي تضعها على لائحتها السوداء وتدعو لتدابير مضادة ضدها، قد يكون أقوى حتى من العقوبات الاقتصادية.

ومنذ عام 2012 وإيران على رأس اللائحة السوداء هي وكوريا الشمالية. في عام 2015 بعد الاتفاق النووي مع إيران علقت «فاتف» التدابير المضادة بحقها لمنحها فرصة لإدخال إصلاحات تتعلق بمكافحة غسل الأموال، ولكنها أبقتها على اللائحة السوداء، أي أبقت التوصية بضرورة الحذر في التعاملات مع هذه الدولة.

ومنذ ذلك الحين، ما زالت هذه التدابير المضادة معلقة. وفي الاجتماع الأخير لـ«فاتف» في فبراير (شباط) الماضي، دعت إيران إلى ترجمة تعهداتها أفعالا. وأعلنت أنها ستبقي التدابير المضادة معلقة لتفسح للبرلمان الإيراني، الذي بدأ بمناقشة قوانين تتعلق بغسل الأموال، المجال لتبنيها. وستناقش «فاتف» من جديد قرار إبقاء التدابير معلقة أو إعادتها في اجتماع لها نهاية هذا الشهر.

في فبراير الماضي، طلبت «فاتف» من إيران إدخال قوانين «تجرم تمويل الإرهاب وإزالة الإعفاء لجماعات حددتها إيران بأنها تحاول إنهاء احتلال أجنبي واستعمار»، في إشارة إلى تعريف إيران الجماعات التي تمولها مثل «حزب الله» و«حماس» المصنفتين إرهابيتين. ومن بين ما دعت إيران إلى تحقيقه قبل اجتماعها المقبل نهاية هذا الشهر، «تجميد أصول تابعة لإرهابيين بحسب قرارات مجلس الأمن»، وتقديم «إثباتات على كيفية تحديد السلطات للتحويلات المالية غير القانونية والتأكد من أن التحويلات تتضمن المعلومات المطلوبة حول متلقي الأموال وأسباب التحويلة».

ورغم وجود «الإرادة» السياسية لدى حكومة حسن روحاني في إيران لإدخال تعديلات على قوانينها المتعلقة بتبييض الأموال، فإن عوائق أساسية تقف أمام ذلك... الأول أن قرار تمويل الجماعات الإرهابية بيد «الحرس الثوري» الإيراني وليس الرئيس أو الحكومة، مما يجعل أي قرار أو التزام يصدر عن الأخيرين، لا معني له. الثاني أن تعريف الجماعات الإرهابية بالنسبة للطرفين، أي إيران و«فاتف»، مختلف تماما، مما يعني أنه لا أساس أصلا للاتفاق على تطبيق أي إصلاحات في هذا المجال.

وقبل اجتماع «فاتف» في فبراير الماضي، وجه مجموعة من النواب والدبلوماسيين الأميركيين رسالة إلى «فاتف» طلبوا إليها إعادة التدابير المضادة بحق إيران. وكان من بين الموقعين على الوثيقة جون بولتون الذي عين بعد أشهر من ذلك مستشارا للرئيس الأميركي. وفي الرسالة التي وقعها أيضا السيناتور جوزيف ليبرمان وجيب بوش ودنيس روس الذي عمل مستشارا للرئيس السابق باراك أوباما، قال هؤلاء إن «الحرس الثوري الإيراني المصنف منظمة إرهابية والذي مكن نظام الأسد من قصف آلاف المدنيين الأبرياء بالبراميل المتفجرة، سيتلقى تمويلا إضافيا يبلغ 8 مليارات دولار بحسب الميزانية المقترحة من الحكومة الإيرانية للعام المقبل». وتابعت الرسالة تقول إن إيران زادت أيضا من تمويلها لـ«حزب الله» المصنف أيضا منظمة إرهابية، واستندت إلى تحقيق نشرته صحيفة «فايننشيال تايمز» يقول إن إيران «دفعت ما يوازي 853 مليون دولار أميركي لعشرات المؤسسات التي تروج لآيديولوجية الولي الفقيه»، في زيادة تبلغ 9 في المائة عن العام السابق. وأضافت أن اثنتين من هذه المنظمات تمول «حزب الله». وتابعت الرسالة أن الحزب يتلقى أيضا مخصصات مالية مباشرة من ميزانية خامنئي الخاصة التي هي خارج ميزانية الدولة ولا تخضع لأي مراقبة أو محاسبة».

وقبل الاجتماع المقبل، يتوقع متخصصون في الشؤون الإيرانية ضغوطا أميركية إضافية على «فاتف» لإعادة العمل بالتدابير المضادة. ويقول علي فائز، مدير «برنامج إيران» في «المجموعة الدولية لمعالجة الأزمات» في واشنطن إن «الولايات المتحدة ستسعى بالتأكيد إلى دفع (فاتف) لإعادة التدابير المضادة، لكي تزيد تأثير العقوبات التي أعادت فرضها على إيران». ولكن فائز توقع أن تتخذ إيران تدابير إضافية مطلوبة من «فاتف» قبل الاجتماع المقبل كي تتمكن من الحصول على وقت إضافي، وقال: «(فاتف) أعطت دولا مثل البوسنة وجمهورية لاو الديمقراطية الشعبية 3 سنوات لتطبيق المعايير المطلوبة، ولذلك عليها منح إيران فترة إضافية».

وترى آنا برادشو، مستشارة قانونية في لندن متخصصة في قضايا مكافحة الإرهاب وغسل الأموال، أنه «في حال أعادت (فاتف) إيران إلى اللائحة السوداء، فإن هذا يضع في خطر أي محاولات لإبقاء الأعمال الأوروبية في إيران، لأنها قد تعد مناقضة أو تقلل من شأن التزام الأوروبيين بمعايير (فاتف) ومكافحة تبييض الأموال». وتضيف أن الأوروبيين يبحثون تقديم ضمانات لإيران للبقاء في الاتفاق النووي تتعلق بقروض أو تحويلات من البنك المركزي الأوروبي إلى طهران، ولكن هذا الحل تقول برادشو «قد لا يكون ممكنا إذا قررت (فاتف) إعادة إيران للائحة السوداء».

ويرى فائز أن إعادة «فاتف» التدابير المضادة بحق إيران يعني أن محاولة الأوروبيين إنقاذ الاتفاق النووي ستصبح في مهب الريح.

 

مقاطعة دولية لأي وزارة يتسلمها "حزب الله" والحكومة بعد العيد والحريري مضطر إلى تحمّل باسيل

إيلي الحاج/نقلا عن موقع مدى الصوت/16 حزيران/18

https://alsawt.org/%D9%85%D9%82%D8%A7%D8%B7%D8%B9%D8%A9-%D8%AF%D9%88%D9%84%D9%8A%D8%A9-%D9%84%D8%A3%D9%8A-%D9%88%D8%B2%D8%A7%D8%B1%D8%A9-%D9%8A%D8%AA%D8%B3%D9%84%D9%85%D9%87%D8%A7-%D8%AD%D8%B2%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%84/

هل تتكرر مشاهد 1990 في لبنان وقصر بعبدا تحديداً مع تعديل في الشعار هذه المرة فيحلّ شعار إخراج "اللاجئ السوري" محل "الجيش السوري" ويكرر الزمن نفسه؟

الدافع إلى السؤال هذا مؤشرات تتجمع منذ نية إلى نية "التيار العوني" توسيع الحملة السياسية والإعلامية لإعادة اللاجئين السوريين إلى بلادهم وصولاً إلى تسيير تظاهرات أمام مقار المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة وبعض سفارات دول القرار الدولي في مايشبه تحركات ما كان يسمى "مكتب التنسيق الوطني" في 1990 على أمل التوصل إلى نتيجة مشابهة من خلال تثبيت رئيس "التيار" الوزير جبران باسيل زعامة متفوقة على سواها ولا يمكن تجاوزها في البيئة المسيحية على غرار ما صنع الجنرال ميشال عون في "حرب التحرير".

الأرجح وفق مصادر متابعة بدقة لهذا الموضوع ولمسار "التيار الوطني الحر" أن الناس سيتجاوبون مع الحملة  ضد اللاجئين السوريين على قاعدة أن أي فكرة تتضمن عنفاً ضد الآخر مآلها النجاح، فكيف إذا تضمنت فوق ذلك تخويناً لكل من يعترض على الأسلوب حتى لو كان موافقاً بوضوح على المبدأ. تفرز حملة كهذه المواطنين بين خونة يستحقون إحراق بيوتهم، وبين لبنانيين وطنيين كما في 1990.

ولكن إلى أي مدى يستطيع رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري تحمل سياسة الوزير باسيل بأسلوبه هذا حيال موضوع اللاجئين؟

تجيب مصادر "الصوت": ما دام  بقاء الرئيس الحريري في الحكم مرتبطاً بعلاقته الجيدة بالرئيس ميشال عون والوزير باسيل سيكون عليه أن يتحمل. أما إذا كان قادراً على البقاء في الحكم في معزل عنهما فإنه يتخلى عنهما. لكنه لا يستطيع القول للسعوديين اليوم إنه حليف لـ"حزب الله". يقول إنه مضطر إلى أن يكون حليف حليف "حزب الله" ميشال عون بحكم الضرورة، لأنه رئيس الجمهورية وأكبر زعيم عند المسيحيين ولا أستطيع تجاوزه إذا أردت الوصول إلى السلطة والبقاء فيها. وإذا لم أكن في السلطة فإنكم تفقدون أيها السعوديون وزنكم في لبنان باعتبار أنني أوفر الحد الأدنى من التوازن مع الفريق الآخر من خلال علاقتي هذه بالرئيس عون والوزير باسيل.

ولكن هل يحقق الرئيس الحريري مصالح السعوديين في لبنان بهذه الطريقة؟

أيام الرئيس الشهيد رفيق الحريري كان هو الذي يحقق مصالح السعوديين في لبنان. لم يكن اللبنانيون يسمعون ويقرأون كثيراً عن نشاط سياسي أو تحرك ما لسفير أو قائم بأعمال سعودي في بلادهم. الرئيس سعد الحريري تتعامل معه السعودية اليوم كأنه بدل عن ضائع وهي تقوم بنفسها ومباشرة بما تراه مناسباً لها وللبنان، وفي الوقت نفسها لا ترى كرسيها – أي مساحة نفوذها وتأثيرها- فارغاً في هذه البلاد. من هذا المنطلق تحاور وتلتقي وتتحالف مع رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط ورئيس "القوات اللبنانية" سمير جعجع وسواهما. بالمختصر أدركت السعودية أنها لم تعد قادرة على حصر مصالحها في شخص الرئيس سعد الحريري، لكنها لا تريد تجاوزه في الوقت نفسه بوصفه زعيماً سنياً.

وماذا سيحصل إذا صعّد الوزير باسيل حملته بكل الوسائل تحت شعار "لا عودة عن عودة اللاجئين السوريين"؟

اللجوء إلى التعبئة الشعبية ضد اللاجئين السوريين سيحمل إليه ربحاً ويلقى صدىً في بيئته المسيحية، خصوصاً أن لا جعجع ولا غيره يمكنه الوقوف في وجه موجة شعبية من هذا النوع، حتى لو كانت لديه ملاحظات على الأسلوب، تماماً كما كان عليه الأمر زمن شعارات ما سُمّي بـ"حرب التحرير" التي انتهت بكارثة محققة مع تكريس الجنرال ميشال عون زعيماً على المسيحيين وإن في المنفى الباريسي.

لكن رد الفعل على سياسة باسيل والعهد حيال اللاجئين والمفوضية الدولية التي ترعى شؤونهم سيأتي في هذه الحال من دوائر القرار الخارجية، وقد يكون الموقف الذي عبر عنه السفير الألماني في لبنان مارتن هوث مجرد مؤشر إلى هذا المنحى (السفير الألماني صرّح أن المجتمع الدولي "مستاء من الاتهامات الكاذبة المتكررة" له بأنه يعمل على توطين اللاجئين في لبنان). وقد يصل الأمر بدوائر القرار الخارجي في حال التمادي في أسلوب الإتهامات إلى الإعلان أنها ستسحب يدها من موضوع اللاجئين السوريين في لبنان وليتدبر المسؤولون في هذا البلد أمرهم.

هناك ناحية أخرى في هذا الموضوع لا يتطرق إليها كثيرون، وهو أن كل غرفة أو قبو عند المسيحيين والشيعة والدروز والسنة، فوي أي قرية أو بلدة في لبنان، مؤجر للسوريين. وليس هناك صاحب متجر كبير أو صغير لا يستفيد مالياً من السوريين ولا مدرسة أيضاً لا تكسب مالياً منهم أيضاً ولا أستاذ ولا طبيب أطفال… هناك مبالغ هائلة تُدفع وتُصرف بسببهم. والمفارقة المؤسفة في البيئة المسيحية خصوصاً أن الهوية، سواء الطائفية للاجئ أم الجنسية بمعنى التابعية لبلده، لا تهم على الإطلاق إذا كان هذا اللاجئ ثريّاً. تتجه النقمة في اتجاه الفقير السوري وليس الغني، وهذا تمييز طبقي موصوف. إذا كان الثري جاء بملياراته من "داعش" أو "النصرة" أو النظام السوري لا فرق وأهلا وسهلاً به، على غرار ما تبين من مرسوم التجنيس، أما عندما يتعلق الأمر بلاجئ سوري فقير فإن الأمر يصير غير قابل للتحمّل، فكيف إذا كان مسلماً سُنّياً؟

ماذا عن تشكيل الحكومة في ظل هذه المناخات؟

الحكومة ستولد ولكن بعد العيد. خطأٌ التخمين والتكهن بأنها لن تبصر النور. وهي ستتشكل وفق القواعد السابقة، بشرط ألا يأخذ "حزب الله" في حصته وزارات تضع فيها الولايات المتحدة الأميركية استثمارات وتموّل برامج، مثل البرامج المخصصة لوزارات الصحة والتربية والدفاع والداخلية. أيضاً وزارة الأشغال العامة تتضمن النقل، أي الطيران والمرافئ بما يفرض على الوزير التعامل مع العالم الخارجي، لذلك لا يستطيع "الحزب" أخذها. ومثلها وزارة السياحة تتضمن انتخاب ملكة جمال لبنان، هل يمنع وزير السياحة انتخابها لأنه من "حزب الله"، أو ملابس البحر غير المحتشمة على الشواطئ وفي المجمعات السياحية خلال الصيف ؟ تقوم القيامة عليه. يمكن "الحزب" أن يتولى وزارات الزراعة والشباب والرياضة والتنمية الإدارية ووزارة مكافحة الفساد على سبيل المثال.

القاعدة أن أي وزارة يتولاها "حزب الله" ستتوقف عنها المساعدات الخارجية ويقاطعها العالم. شركة "نايكه" رفضت تزويد اللاعبين الإيرانيين أحذية رياضية. شركة "بيجو" وشركة "توتال" لا تستطيعان الإستثمار في إيران، الأمر نفسه ينطبق على "حزب الله" في لبنان.

ماذا عن حصة "القوات" في الحكومة العتيدة والتي يُقال إنها "عقدة العُقد"؟

لهذا الحزب أربعة مقاعد في الحكومة، تقول المصادر، تبقى أربعة مقاعد ويمشي الحال.

إيلي الحاج/كاتب صحافي وناشر "الصوت"

 

تمزيق الديموغرافيا السورية

راجح الخوري/الشرق الأوسط/16 حزيران/18

عندما تم التوقيع في مؤتمر «آستانة - 4»، في الرابع من مايو (أيار) من العام الماضي، على مذكرة تفاهم بين الدول الضامنة الثلاث روسيا وإيران وتركيا، لإقامة مناطق «خفض التصعيد» في سوريا، ظن الكثيرون أن إقامة هذه المناطق قد تشكل تمهيداً للتهدئة توصلاً إلى حلول سلمية تنهي المأساة التي بدأت قبل سبعة أعوام! لم يكن أحد يتصوّر أن خفض التصعيد سيتحوّل تصعيداً عنيفاً، يفتح الباب في النهاية على تغييرات ديموغرافية واسعة، من شأنها أن تؤسس لتمزيق النسيج الاجتماعي والمذهبي في هذه المناطق الأربع، وهي: الغوطة الشرقية - مناطق معينة من شمال محافظة حمص - مناطق معينة من جنوب شرقي سوريا - محافظتا درعا والقنيطرة - محافظة إدلب وأجزاء معينة من اللاذقية وحماة وحلب. ما هو أكثر إثارة وأشد غرابة، أن تنتهي كل المعارك التي شهدتها هذه المناطق (باستثناء إدلب حتى الآن)، باتفاقيات محيّرة بين النظام وحلفائه، على توفير ملاذات آمنة للمجموعات الإرهابية بعد إطباق الحصار عليها وقصفها، إلى حد دفعها للقبول بالترحيل إلى مناطق أخرى، مثلاً إدلب تحديداً، خزّان جبهة المتطرفين الذي يتم إجلاؤهم إليه، وبادية الشام التي انتقلت إليها جماعة «داعش» مؤخراً من مخيم اليرموك وأحياء القدم والتضامن والحجر الأسود!

كان الأمر مثيراً للاستغراب والاستنكار، ومنطلقاً لكثير من الشكوك والظنون، على خلفية سؤال مشروع: كيف يسمح لجماعات إرهابية من القتلة أن تحصل بالتالي على الحماية، وتخرج آمنة إلى مناطق أخرى دون أن يتم القبض عليها ومحاكمتها وعرضها أمام الرأي العام، لكن حافلات النظام الخضراء، كانت تتولى دائماً نقل هؤلاء مع عائلاتهم إلى مناطق أخرى بعد اتفاقيات شاركت فيها إلى جانب النظام الدول الضامنة الثلاث!

في هذا السياق، ما زال السؤال قائماً أيضاً: كيف تم إخراج المسلحين الإرهابيين من الجرود اللبنانية بعدما طوّقهم الجيش اللبناني، وجاءت الحافلات الخضراء المكيفة لتنقلهم كل تلك المسافة إلى دير الزور وإدلب، بعدما هدد الأميركيون بقطع الطريق عليهم وقصفوا قافلتهم تحذيراً، كيف جرى ويجري كل هذا دون توافر أي صور لهؤلاء موقوفين أمام المحاكم؟! ثم كيف يخرج 1600 عنصر من «داعش» مع أفراد عائلاتهم، قبل عشرة أيام، في عملية إجلاء منظمة وعلى متن 32 حافلة من مخيم اليرموك إلى بادية الشام، في حين تعلن وسائل الإعلام التابعة للنظام أن الجيش طرد عناصر تنظيم داعش؟!

لكن المرصد السوري لحقوق الإنسان، قد أعلن عشية عملية الإخلاء أن اتفاقاً لوقف النار عُقد بين قوات النظام و«داعش» مهّد لاتفاق على «إخلاء الإرهابيين من هذه المنطقة، وأن وقف إطلاق النار يشكّل مقدمة لإجلاء مقاتلي (داعش) إلى البادية السورية، استناداً إلى اتفاق تم التوصل إليه قبل بدء هجوم النظام»… غريب! لن نجد جواباً واضحاً على ركام التساؤلات كيف تتم اتفاقيات الإجلاء والانتقال بين الإرهابيين والنظام، مدعوماً أحياناً من الروس وأحياناً من الإيرانيين، وأيضاً من الأتراك، الذين يديرون «خزان إدلب» من الإرهابيين الذين تم إجلاؤهم إليها، لكن نظرة بانورامية على الديموغرافيا السورية الراهنة، سرعان ما تبيّن أن الحرب وموجات النزوح والإخلاء وإسكان عناصر جديدة حتى من خارج سوريا، على ما جرى ويجري في محيط دمشق، أدت إلى ظهور معالم خريطة سكّانية جديدة في سوريا!

وكالة الصحافة الفرنسية سبق أن نشرت تقريراً يقول، إنه مع مواطنين هجّروا تحت ضغط المعارك، ومع اتفاقيات الإجلاء الشاملة أحياناً، ومع أقليات فرّت خشية التهديدات الطائفية، ومع مجموعات إثنية حلت في منازل وبلدات إثنيات أخرى، ومع مدن فُرّغت بكاملها من السكان، تبرز هذه الخريطة السكانية الجديدة في وقت لا يلوح في الأفق، كما تظهر استطلاعات أجريت بين السكان، أي أمل بعودة جميع النازحين واللاجئين البالغ عددهم 11 مليوناً داخل سوريا وخارجها.

ويضيف التقرير، إنه في تفاصيل الخريطة الجديدة أدت المعارك والتهديدات على امتداد سنوات الحرب، إلى طرد منهجي لمعارضي النظام وغالبيتهم من السنة من مناطق عدة، وتجمّعت الأقليات في مناطق أخرى، وباتت المناطق تقريباً من لون طائفي واحد، وفي ظل مآسي الحرب وذكرياتها المريرة، من الصعب تصوّر ما يمكن أن يعيد النسيج المذهبي إلى ما كان عليه. ومنذ مدة يتفق عدد من الخبراء في الشؤون السورية على أن سوريا تعرضت في أعوام الحرب، إلى عملية تغيير ديموغرافية سياسية وإثنية، انطلاقاً من استراتيجية طرد المعارضين على قاعدتي الانتماء السياسي والطائفي؛ فالنظام حرص دائماً على طرد كل من يعتبرهم معارضين خوفاً من أن يشكّلوا في المستقبل منطلقاً لثورة جديدة! وفي الواقع، كان عام 2015 محطة بارزة في التهجير المتقابل على أسس مذهبية، فبموجب اتفاق يومها بين النظام وفصائل المعارضة، نُظّمت عملية إجلاء الآلاف من أهالي قريتي الفوعة وكفريا الشيعيتين، اللتين كانتا محاصرتين من الفصائل السنيّة في إدلب، في مقابل إجلاء الآلاف من بلدتي مضايا والزبداني في ضواحي دمشق اللتين كانتا محاصرتين من النظام! ورغم أن الرئيس بشار الأسد قال يومها، إن هذه العملية هي «مجرد تهجير إجباري، لكن مؤقت»، غير أنها ستكون نموذجاً يحتذى في مناطق أخرى ولو من غير اتفاقيات، حيث يقول الخبير في الشؤون السورية فابريس بالانش، إن كل الأطراف تورطت في تدمير الخريطة السكانية الأصلية ونسجت خريطة جديدة، مشيراً إلى أن الفصائل المعارضة لم تتوانَ عن طرد علويين ومسيحيين من مناطق عدة باعتبار أنهم يوالون النظام!

تدمير الخريطة السكانية السورية مستمر باستمرار المعارك، وعلى سبيل المثال مع بدء الهجوم التركي على عفرين ذات الأغلبية الكردية في مارس (آذار) الماضي، فرّ أكثر من 140 ألف شخص إلى مناطق قريبة تقع تحت سيطرة النظام، أو ذهبوا شرقاً إلى المناطق الكردية، وفوراً حلّ مكانهم 40 ألف شخص كان النظام قد رتب إجلاءهم من الغوطة الشرقية، وفي السياق يتهم الأكراد تركيا بالتهجير العرقي ويتساءلون من سيسكن الغوطة غداً؟ أحد الأساتذة في جامعة عفرين الذي انتقل إلى كوباني يقول لوكالة الصحافة الفرنسية، نحن نخشى من فتنة عربية - كردية. صحيح أن العرب سوريون ومن ضحايا التهجير، لكن إذا كانوا سيستوطنون عفرين رغماً عن إرادة أهلها، فهذا سيفتح الأبواب على صراع قومي في النهاية. وحتى هذه اللحظة، ورغم التوضيحات التي قدمها وزير الخارجية وليد المعلم حول القانون رقم 10 الذي صدر أخيراً، الذي يمنح مهلة محددة للسكان السوريين المهجرين لإثبات ملكيتهم، وخصوصاً في المناطق المدمرة تدميراً كاملاً، تحت طائلة مصادرة هذه الأملاك، تتضاعف المخاوف وتتعمّق، من أن يكون من المستحيل إعادة نسيج الخريطة الإثنية السورية إلى ما كانت عليه، بما يعني أن المجتمع السوري الممزق سيبقى دائماً عرضة للاضطرابات والمشكلات!

 

ترامب: الرجل الذي يمل الحلفاء ويدهشه الخصوم

محمد قواص/العرب/17 حزيران/18

يتقدم الرئيس الأميركي دونالد ترامب خطوة جديدة على طريق هزّ أعمدة النظام العالمي الذي حكم العالم منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. تكاد مشاركته في قمة الدول السبع الكبرى في مقاطعة كيبيك في كندا أن تكون تمرينا في مواجهة الخصوم أكثر من كونها البيت التقليدي للقوى الصناعية الكبرى الذي يفترض أن يجمع زعيما أميركيا بحلفائه التقليديين. وحين يسأم ترامب من المناسبة وضيوفها يسأل باستغراب: أين العضو الثامن؟

بات ترامب يشعر بالغربة جراء ابتعاد روسيا عن المحفل الاقتصادي السياسي الكبير المفترض أن يدير أمور العالم. أين روسيا؟ يسأل الرئيس الأميركي متبرّما من هذا الموقف الغربي الذي يمارس الحرد ضد موسكو. تبدو واشنطن في عهد هذا الرجل مدافعا بشراسة عما كان مفترضا أن يكون خصم الولايات المتحدة الأول. ويبدو فلاديمير بوتين مغتبطا بهذا السجال الصاخب داخل البيت المقابل، منتشيا بتفاني سيد البيت الأبيض في السؤال عنه وعن الأسباب التي لا يفهمها لغيابه.

من الواضح أن دونالد ترامب يبحث في كل مناسبة عن أن يُحدث صخبا يعتقد أنه سيُسجل في التاريخ. هكذا لاحظ كم أن الأضواء انجذبت نحوه معلنا لوائح البلدان الممنوع على مواطنيها زيارة الولايات المتحدة. أثار الأمر صخبا وجدلا وبعض المظاهرات، لكن رجل أميركا القوي تمتع حتى الثمالة بأنه الاسم الذي بات “مالئ الدنيا وشاغل الناس”، فأعاد الكرة متباهيا. أخرج من خزائن بلاده العتيقة قرار الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل فكان أن أحدث زلزالا. ورمى بالاتفاق النووي الذي استمات سلفه باراك أوباما في إنجازه وراح يتلذذ كل لحظة بالفوضى التي يحدثها تفكيك الأشياء.

لم يلحظ ترامب ما يثير شهيّته في كندا. حتى الصورة الشهيرة التي بدا أن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركيل محاطة بـ”الشلة” الغاضبة تؤنبه وتوبّخه، قدّمها الرجل بصفتها تبادل حديث عادي بانتظار الانتهاء من تحرير إحدى وثائق الاجتماع.

باختصار الحدث مثير للملل بالنسبة إليه عشية ما يثير شهيته للفرجة والبهرجة في المقلب الآخر من العالم، في سنغافورة. ابتعد ترامب عن كندا وقصف أصحابها بتغريدة تسحب توقيع بلاده عن وثائق الكيبيك. هنا فقط أصبحت المناسبة حدثا.

يريد ترامب أن يدخل التاريخ حتى لو كان هذا الدخول متخيّلا ولا بنى دائمة له. يعتبر أن الخصام مع كندا ورفع جدار على الحدود مع المكسيك والانسحاب من اتفاقية باريس للمناخ والتمنّن على الحلفاء في الأطلسي وإعدام نظام الرعاية الصحي المسمى أوباما كير حصى يرميها على طريق المجد نحو التاريخ. قيل إن وفدا من كوريا الجنوبية قصد واشنطن لتقديم مقترح خجول من زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون لعقد قمة تجمعه مع رئيس الولايات المتحدة. بكل بساطة فوجئت سيول كما بعض أركان الإدارة الأميركية بأن ترامب وافق فورا.

سواء أحببت الرجل أم كرهته فإن دونالد ترامب يعبث برقعة الشطرنج على هواه مربكا كافة اللاعبين. يتصرف الرجل بصفته ملك هذا العالم الذي “يكش” كل الملوك غير آبه بالعقلانية التي تخرج من التقارير وغير منضبط داخل قواعد الممكن والمقبول.

التأمل لمسارات صواريخ كيم الكوري وتغريدات دونالد الأميركي يكشف أن الأمور كانت محسوبة بدقة بحيث أن لمسارات الصواريخ الكورية وقعا تهويليا كبيرا قليلا ما اهتم له خبراء البنتاغون. كان ترامب يعلم ذلك فأطلق لتغريداته العنان نافخا الريح في أشرعة الحاكم في بيونغ يانغ

وصل العالم إلى شفا الدمار الشامل إثر اندلاع الحرب الكورية في الخمسينات أو عقب تفجّر أزمة الصواريخ في كوبا في الستينات أو في مفاصل أخرى حفل بها المنتصف الثاني للقرن العشرين، حيث بدا استخدام الأسلحة النووية حتميا. غير أن لهذا العالم بمجانينه آلية عجيبة أعادت دائما العقارب المضطربة إلى مواقيتها ووجهاتها المتعقلنة. لا يخرج دونالد ترامب عن هذه القاعدة.

انطلقت صفارات الإنذار في اليابان وصفارات أخرى على حدود كوريا الجنوبية ووضعت الأجهزة الأميركية في حالة استنفار قصوى في جزيرة غوام في المحيط الهادي. العالم حبس أنفاسه من دمار دموي قد يؤدي إلى دمار مضاد جراء هذا “المجنون” الذي يحكم كوريا الشمالية.

استخدم ترامب كل مواهبه التغريدية لإقناعنا جميعا بأن البلدين ذاهبان إلى الصدام الحتمي الكبير. غير أن تأملا لمسارات صواريخ كيم الكوري وتغريدات دونالد الأميركي يكشف أن الأمور كانت محسوبة بدقة بحيث أن لمسارات الصواريخ الكورية وقعا تهويليا كبيرا قليلا ما اهتم له خبراء البنتاغون. كان ترامب يعلم ذلك فأطلق لتغريداته العنان، نافخا الريح في أشرعة الحاكم في بيونغ يانغ.

يفكك دونالد ترامب هذا العالم. لا تهمّه حرفة إعادة التركيب. تتماسك البنى الدولية المتراصة حول الصين في شنغهاي أو حول موسكو في بحر قزوين أو تجمع دول بريكس. بالمقابل تتفكك العلاقة داخل البيت الغربي. يعمل ترامب بدأب على تعميق الخلاف التجاري بين بلاده ودول الاتحاد الأوروبي. يقترب الرجل من تركيا في وقت تتوتر فيه علاقات أنقرة مع الجوار الأوروبي. يُمنّن الأوروبيين بغطاء أمني أميركي لم يعد مضمونا وبحلف أطلسي مشتت الهوية والأهداف ويدفعهم إلى تيه يتحرون دفاعا ذاتيا معقدا يقيهم أخطارا عتيقة لا تغيب.

لا يبدو أن بكين وموسكو تشعران بأي قلق تجاه ما يخرج عن مزاج دونالد ترامب في واشنطن. تخلص العاصمتان إلى أن رجل أميركا يصبو إلى الاتفاق معهما معجبا بروسيا والصين كدولتين عظميين في الجغرافيا والتاريخ. يصف رئيس وزراء الصين بأنه رجل عظيم ويصف الرئيس الروسي بأنه رجل ذكي. وحين يلتقي بهما يخرج فخورا مادحا ممازحا منتشيا على عكس الانطباع الذي يخرج به من أي اجتماع مع أي زعيم غربي. هل يجب التذكير بأنه رفض مصافحة المستشارة أنجيلا ميركيل وتحولت مصافحاته مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى مبارزة عضلية تلتقطها الكاميرات.

يهزّ ترامب الأعمدة المؤسسة للعولمة. يعيد رفع الحدود بين الدول معيدا النفخ بعصبيات قومية تحت قناع الدفاع عن المصالح التجارية للولايات المتحدة. يستند الرجل على فلسفة في علم السياسة مفادها أن العالم يكون أفضل إذا ما تأسس على مسلّمة دفاع كل بلد عن مصالحه الذاتية، أو يكاد يقول الأنانية. هي وصفة لنشوب النزاعات والحروب أيضا. هكذا عرف العالم ويلاته في التاريخ وهكذا تماما اندلعت حربين عالميتين خلال عقدين في النصف الأول من القرن الماضي. بالمقابل يحاول شركاء واشنطن بصعوبة أن يقاوموا تدابير ترامب ضدهم، متسائلين بحيرة إلى أين يتجه العالم إذا ما قوبلت تدابير الـ”أنا” بتدابير أنا مضادة؟

يوقع ترامب “انتصاره” في سنغافورة ممنيا النفس بانتصار آخر ضد إيران. من هناك يطلق رسائله صوب طهران: سوف تأتون لطاولة المفاوضات كما أتى صاحبكم في كوريا الشمالية. وقد يقول قائل إن حسابات بيونغ يانغ التي تطل عليها الصين العملاقة تختلف عن حسابات الطهران، وأن للعب في الشرق الأوسط قواعد وشروطا ورياحا قد لا تأتي بما تشتهي سفن ترامب المبحرة. كل ذلك لا يهم. سيجد ترامب منابر أخرى للفرجة التي تسلّط مجهرا عليه فيما العالم يتخبط لتهدئه سفنه من أمواج تدفع بها تجارب الرجل التفكيكية.

 

المونديال... حوار الثقافات والأديان والشعوب

إميل أمين/الشرق الأوسط/16 حزيران/18

قبل ساعات قلائل انطلقت في روسيا فعاليات المونديال «كأس العالم» لعام 2018 بمشاركة فرق تمثل قارات الأرض الست، من كل الأمم والقبائل والشعوب، ومن جميع الأديان والمذاهب والطوائف في تظاهرة إنسانية رياضية يشهدها العالم كل أربع سنوات. كل ما كُتب ويكتَب عن مباريات المونديال عادة ما يدور في فلك الرياضة والمنافسة والفوز أو الهزيمة، ومن سيقدّر له أن يعود بالكأس الذهبية إلى بلاده. لم يلتفت الكثيرون إلى أن مباريات كأس العالم هي مناسبة خلاقة للقاء البشر وتحاورهم، وخلق رابط إنساني مشترك بينهم، وفرصة لكي يعبّر الجميع عن مخزونهم الحضاري قولاً وفعلاً، ثقافة وسياسة، ولا سيما أن الدورة الحالية تكاد تكون مسيّسة بالفعل. يتساءل المرء، هل يمكن بالفعل أن يكون المونديال مدخلاً لتعزيز ثقافة الحوار بين شعوب الكرة الأرضية؟ في لقائه الأسبوعي الأربعاء المتقدم مع الجماهير في ميدان القديس بطرس في حاضرة الفاتيكان، أطلق بابا الفاتيكان شعاراً مثيراً للتفكر والتأمل: «لتكن بطولة كأس العالم 2018 فرصة لقاء وحوار». رأس الكنيسة الكاثوليكية أرسل تحياته الحارّة للاعبين والمنظمين، وكذلك لأولئك الذين سيتابعون هذا الحدث الذي يتجاوز الحدود والسدود البشرية من خلال وسائل التواصل الاجتماعي التي جعلت العالم قرية صغيرة بالفعل. في لقائه أطلق البابا فرنسيس نداءً مهماً، داعياً لأن يكون الحدث الرياضي الكبير هذا مناسبة للقاء والحوار بين مختلف الثقافات والأديان، وكذلك لتعزيز التضامن والسلام بين الأمم. دعوة البابا تستحق التأمل في عصرنا الحالي، ولا سيما أن أفضل وسيلة سلمية وحضارية لمواجهة عودة صراع القوميات، وتنامي صعود الأصوليات والشوفينيات، هي الحوار ثقافياً كان أم اجتماعياً، بين الشمال وبين الجنوب، عربي – أوروبي، بين كافة أتباع الأديان السماوية والشرائع الوضعية؛ فالنزاعات الدولية تحل بالحوار، والتنسيق بين المنظمات الدولية والإقليمية يتم بالحوار، والعمل المشترك بين المؤسسات الدينية والعلمية حول قضايا العصر المختلفة يمر بأرضية الحوار.

مثير شأن المونديال هذا العام؛ إذ تكاد الرياضة تواكب بعضاً من مبادرات السياسة، فقبل أيام كانت قمة سنغافورة، حيث جمعت الشتيتين بعدما ظنا كل الظن أن لا تلاقيا، بين واشنطن وبيونغ يانغ. وعلى الأراضي الروسية يسير وفدا الكوريتين تحت راية واحدة ويتنافسان كفريق واحد؛ ما يبعث الأمل بالعالم لجهة قدرة الحوار على حل النزاعات سلمياً، إذا توافر الاحترام المتبادل، وهو ما تعلمنا إياه الرياضة.

ما لا تقدر على فعله الرؤوس النووية والأسلحة الفتاكة يستطيع الحوار أن يقوم عليه؛ فهو يقود إلى معرفة غنى التنوع، ويعد النفوس للقبول المتبادل ضمن تطلع نحو تعاون حق يتجاوب مع الدعوة الأصيلة إلى وحدة الأسرة البشرية برمتها، كما أشار البابا الراحل يوحنا بولس الثاني قبل نحو عقدين، «فمنه تستمد الحياة الثقافية والاجتماعية، السياسية والاقتصادية قوتها». التنافس الشريف بين فرق العالم المختلفة في المونديال قطعاً شكل من أشكال الحوار الناضج الذي أدركته البشرية، ولو رياضياً أو كروياً تحديداً، وينعكس على بقية أشكال الحياة انطلاقاً من تجارب الأمس وحوادث اليوم ومخاوف الغد، وهو «الطريق الأكثر أماناً لمكافحة شتى أشكال اللامبالاة وعدم التفهم وإنماء ذهنية الاعتراف والاحترام المتبادلين، ومعرفة الآخر في خصوصيات حضارته وتطلعاته». لا يخفى على أحد أن أدوات الشر وأصحاب الذهنية الأحادية قد روّجوا كثيراً لجعل مونديال روسيا موقعاً وموضعاً لعمليات إرهابية وإيقاع أكبر خسائر بشرية ممكنة، الأمر الذي يعود بنا حقاً إلى ضرورة فتح صفحات الحوار وتعميقها، عوضاً عن حالة الأحادية الذهنية تلك التي أنبتت الأصوليات شرقاً وغرباً، والتي لا تقبل حواراً أو جواراً، ولا تصغي للآخر، وجلّ همها أن تفرض رؤيتها المتعصبة والمتزمتة على الآخرين، ولو بالعبوات المفخخة أو الأحزمة الناسفة.

بنوع خاص، نلفت النظر إلى أن مشاركة الفرق العربية والإسلامية في المونديال، وفي المقدمة منها المملكة العربية السعودية ومصر، أمر يتجاوز مجرد المشاركة التقليدية الرياضية؛ ذلك أن المطلوب منها جميعاً إظهار التفاعل الرياضي الإنساني الخلاق، المنبثق من تراث شعوبنا في الشرق الأوسط والعالم الإسلامي، وتأكيداً على الدور الفاعل الذي تساهم به حضارتنا في تعزيز روح التسامح والتواصل بين الحضارات والشعوب والأديان كافة. بالقدر نفسه، ننتظر من الجماهير العربية والإسلامية الذاهبة إلى المونديال أن تضحى بمثابة بعثات سلام ووئام إلى هذا التجمع الإنساني الكبير، وكل مشارك يمكنه أن يعد نفسه سفيراً لحضارة عريقة لا يمكن أن تنعزل عن مجرى الحضارات الإنسانية الأخرى، وإنما بما توافر لها عبر العصور من عناصر خلاقة، أضحت قوة تحفز على الحوار، وتدفع نحو التعايش؛ ما يجعل لها ثقلاً وقوة جاذبية يوجهانها نحو الحضارات الأخرى؛ الأمر الذي من شأنه أن يؤدي إلى التلاقح الذي ينتج ما يمكن أن نطلق عليه «التجديد الحضاري». هل يمكن أن يكون المونديال بداية لعصر جديد من الحوار يوحّد الإنسانية لتكون «رعية واحدة لراع واحد»؟إنه ذلك العصر الموعود الذي فيه «أشرقت الدنيا بنور ربها»، وهو العصر الذي تكون فيه مشيئة الله «كما في السماء كذلك على الأرض»، عصر لم تشهد الإنسانية له مثيلاً، ولم يتصوره عقل، ولم تجد اللغة في كلماتها وصفاً حتى الآن، وكما جاء في القرآن الكريم «... كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ» (سورة الأنبياء، آية 104).

 

ما زالت «ليلى» في العراق... مريضة!

محمد الرميحي/الشرق الأوسط/16 حزيران/18

لن يعرف أحد على وجه اليقين مَن أحرق أوراق وصناديق التصويت العراقية، الأسبوع الماضي، في بغداد، كل ما عرفه العالم أن هناك حريقاً كبيراً شهده على شاشات التلفاز، وأخذ معه بعضاً من تلك الصناديق، وعطَّل بالتالي قرار البرلمان العراقي الذي تنتهي ولايته آخر الشهر، وهو قرار اتُّخِذ في الساعة الرابعة والعشرين، وهو إعادة فرز الأصوات يدويّاً. العراق بلد لم يهدأ منذ عقود، وتغشاه الفوضى بسبب صراع مكوناته السياسية، وأيضاً بسبب التدخل الخارجي النشط في شؤونه الداخلية. إنه يمكن أن يُوصَف بأنه مصاب بما يُعرف بـ«المرض العراقي». الانتخابات الأخيرة التي تمّت في الثاني عشر من شهر مايو (أيار) الماضي، كانت بمثابة انتخابات الإنقاذ لدى شرائح واسعة من العراقيين، الذين سئموا الممارسات السابقة، كما أرادوا الانعتاق من الهيمنة الإيرانية، وهي أول انتخابات بعد اندحار «داعش»، وثاني انتخابات عامة بعد الانسحاب الأميركي عام 2012، ورابع انتخابات منذ سقوط نظام البعث عام 2003.

بدا للبعض أن نتائج الانتخابات الأخيرة هي البوابة لدخول العراق إلى أول جسر التعافي. في السابق تدخَّلت قوى خارجية، خصوصاً إيرانية، من أجل الدفع بحلفائها للوصول إلى المفاصل الحاكمة في الدولة العراقية، ومن ثَمّ التحكم فيها. الانتخابات الأخيرة بشَّرت بظهور تيارات معادية لأي تدخل أجنبي من الجوار أو من غيره، وقاد هذا التغيير قائمة «سائرون» التي يتزعمها رجل الدين السيد مقتدى الصدر. ولم تسر الأمور بشكل سلس، فقد ظهرت احتجاجات على النتائج، منها أن هناك تزويراً قد تم، خصوصاً في صناديق الناخبين في الخارج، وصناديق النازحين!

واتخذ البرلمان، الذي سوف تنتهي ولايته آخر شهر يونيو (حزيران) الحالي، قرارات بهذا الخصوص، منها إعادة الفرز يدويّاً، والنظر في نتائج تلك المناطق المشكوك في سير عمليات الاقتراع فيها، ومنها إعفاء كل أعضاء المفوضية الانتخابية المستقلة المشكوك في حيادها من وجهة نظرهم، واستبدال عدد من القضاة بهم. كان الرهان حتى وقت الحريق هو: هل تسمح الفترة الزمنية بإعادة الفرز، وهي أقل من شهر، أم أن البلاد سوف تدخل في مسار أزمة دستورية عصية وربما فوضى؟! كان البعض يرى أن إعادة الفرز يدويّاً ممكنة في الفرصة الزمنية المتاحة، وآخرون كانوا يستبعدون ذلك، ويتوقعون الأسوأ، إلا أن المفاجأة تمت من خلال إحراق مخازن صناديق التصويت، التي لم يعد بالإمكان عمليّاً إعادة فرزها، لأنها أصبحت رماداً.

مَن المستفيد من كل ذلك؟ كان من الواضح في المشاورات الأولية التي أعقبت الانتخابات وبعد ظهور النتائج، أن تياراً يُمكن أن يُطلَق عليه «تيار الاستقلال» والخروج من الوصاية الإيرانية، هو الذي يشكِّل الكتلة الأكبر بتحالفاته المختلفة في البرلمان الجديد، وسعت إيران جاهدة إلى تنظيم بقية المكونات السياسية الأخرى، لتشكِّل كتلة موالية لها، وتكون الأكبر في البرلمان، لأن الدستور العراقي المعمول به يقرر أن يطلب رئيس الجمهورية من الكتلة الأكبر في البرلمان تشكيل الحكومة، فإن لم تستطع فالكتلة التي تليها وهكذا... لو سارت الأمور دون معوقات، لكانت الكتلة الأكبر في البرلمان العراقي الجديد هي الكتلة التي تطالب بتحرير الحكومة العراقية والعراق من النفوذ الخارجي، خصوصاً الإيراني! طبعاً سعت القوى العراقية المتحالفة مع إيران من أجل تشكيل كتلة وازنة، تقفز إلى الحكم، إلا أنها لم تنجح في ذلك المسعى. وبعد تعطيل جزئي لنتائج الانتخاب، ثم إحراق الصناديق، دخل الجميع في نفق سياسي يصعب التكهن بنتائجه. واضح أن المستفيد الأول من التعطيل تلك القوى التي وجدت نفسها تخسر الساحة، وهي القوى التي تساندها إيران، وتساند هي المشروع الإيراني في العراق وما بعده.

من المؤكد أن العراق في مثل هذه الظروف يدخل في منطقة لا توازن كبرى، فلا القوى التي ربحت الانتخابات مُكِّنت من تشكيل حكومة تقود العراق إلى شاطئ الاستقرار، ولا البرلمان، حسب الدستور، يستطيع أن يمدد لنفسه. فالاحتمالات لا تخرج عن اثنين؛ الأول أن تُشكَّل حكومة طوارئ، والثاني أن يُشكَّل مجلس عسكري لإدارة البلاد حتى تخرج من المأزق! كل الخيارات تؤدي إلى نتيجة واحدة، هي استمرار الاضطراب في العراق، بل وربما ظهور قوى متشددة، تعيد سيرة «داعش»، وإن بأشكال مختلفة يخلق الفراغ الحكومي لها بيئة صالحة للنمو والانتشار، والأسوأ أن تنشب في العراق حرب أهلية.

لا يوجد أفق يبشِّر باحتمال التوافق على حد أدنى من الخيارات بين القوى السياسية العراقية، وهي أن تعتمد النتائج التي أُعلِنت على علاتها، ويجتمع البرلمان الجديد، وتحدد كتل الأغلبية، ويناط بها تشكيل الحكومة، هذا السيناريو الأقرب إلى إنقاذ العراق أو الإبقاء عليه فوق سطح الأزمة، إلا أنه غير مقبول من الكتل التي توالي النظام الإيراني، لأن طهران ترى أنها يجب أن تستولي على القرار العراقي المقبل، من أجل تبرير بقائها هناك بشكل رسمي (أي بطلب من الحكومة العراقية) كما تفعل في سوريا، لأن تلك الاستراتيجية هي جزء من استراتيجية أوسع، هي الوقوف، من وجهة نظر طهران، أمام الولايات المتحدة ودول كثيرة في المنطقة، تطالب طهران بتقليص وجودها غرب شط العرب، وعدم التدخل في الجوار (جزء من المطالب الـ12 التي أعلنها قبل أسابيع وزير الخارجية الأميركي).

إذن الصراع على بغداد هو أكبر من صراع قوى محلية متنافسة، هو صراع إقليمي وعالمي في الوقت نفسه، والضحية فيه الأكبر، التي تنتهك مصالحها على مذبح ذلك الصراع الشعب العراقي بكل مكوناته، فقد تم استنزاف ثروته، والتضحية بأبنائه، وسرقة مائه، وتدمير اقتصاده، وتشتيت ثلاثة أرباع سكانه، وإفقار جماهيره. هذا هو الضحية، وتلك هي «ليلى» التي ينتابها مرض شديد في بغداد، وقد لا يكون لذلك المرض دواء ناجع. وما يحدث في بغداد جزء مما يحدث في الإقليم العربي، محاولة دؤوبة لإشاعة الفوضى، وتدمير لُحمة الشعوب العربية في الدولة الوطنية، وتقسيم تلك الدولة الوطنية إلى إثنيات وفئات وقبائل ومناطق متصارعة فيما بينها. عدم استقرار العراق يؤرق الدول العربية المجاورة، فأزمة الأردن الأخيرة، جزء منها عدم الاستقرار في العراق، كما أن انشغال الخليج واستنفاد طاقته جزء منه هو عدم استقرار العراق. في نهاية المطاف، فإن الإسلام السياسي (الشيعي) كما تمثله إيران، والسنِّيّ كما تمثله القوى المتطرفة، كلاهما من منبع واحد، ويسعيان لهدف واحد، هو إشاعة الفوضى وعدم الاستقرار في الدولة الوطنية العربية، وهي معركة تهمّ الجميع، وسلبياتها سوف تؤثر على الإقليم قاطبة؛ فالمرض العراقي مرض معدٍ بسبب طموح إيران السياسي! آخر الكلام: سوف تحاول إيران ما استطاعت، خصوصاً بعد الاتفاق الأميركي - الكوري الشمالي، تثبيت وتوسيع نفوذها في الجوار على أنه ورقة صالحة للتفاوض المستقبلي، كل ذلك على حساب استقرار المواطن العربي في تلك الدول!

 

هجوم «الإخوان» على الهلال النفطي الليبي

د. جبريل العبيدي/الشرق الأوسط/16 حزيران/18

الهجوم المكرر على الهلال النفطي عشية عيد الفطر المبارك، جاء هذه المرة بعد هزيمة نكراء تعرضت لها ميليشيات «الإسلام السياسي» في شرق ليبيا بأكمله، وخسارتها لموطئ قدم كانت تراهن عليه في أي تسوية سياسية، فتم التخطيط والتمويل للهجوم من الدوحة وفقاً لتصريحات الجيش الوطني الليبي، ومباركة بفتاوى ضالة من المفتي المعزول، والتنفيذ في الصحراء الليبية، من خلال تزويد مجموعة من ميليشيات «الإسلام السياسي» المتحالفة مع ميليشيات المعارضة التشادية بالسلاح والعتاد، مع بقايا الإرهابيين الفارين من بنغازي ودرنة لخوض معركة تدمير البنية التحتية للنفط، تحت قيادة التنظيم الشرس لـ«الإخوان المسلمين»، لتعطيل عملية تسوية سياسية يكون فيها هؤلاء خارج التسوية. وقد يكون ما جمع هؤلاء المطاريد هو حاجتهم للمال والنفوذ المفقود، خاصة بعد الانتصارات التي حققها الجيش الليبي، ودحر هذه الجماعات الإرهابية التي كانت تحتمي بالسكان المحليين خلف الأطفال والنساء كعادتها، وارتداء عناصرها الخمر وجلابيب النساء للفرار، مستغلين حشمة أفراد الجيش الليبي وحياءهم في في تعاملهم مع النسوة وتركهن يغادرن دون تفتيش، أو حتى تدقيق هويات ثبوتية، الأمر الذي استغله جبناء تنظيم القاعدة للفرار من درنة، واللحاق بصفوف المهاجمين على الموانئ والحقول النفطية.

الميليشيات المهاجمة تتشكل من ميليشيات «سرايا بنغازي» الإرهابية التي تدين بالولاء للمفتي المعزول وتشكلت من مجموعة من الإرهابيين الذين تم طردهم من بنغازي، ودعمتهم قطر عبر ميليشيات من مصراتة،

وبعد أن طردوا من داخل مصراتة، إثر فك الارتباط العلني معها وبقاء الارتباط السري، وبعد أن تقطعت بهم السبل في الصحراء تحالفت مع باقي الفارين والهاربين بمختلف مشاربهم، حتى جمعتهم فلول «داعش» وبقايا تنظيم القاعدة ومطاريد الدروع الإخوانية وميليشيات المعارضة التشادية التي تسكن الصحراء الليبية، مستغلة سقوط الدولة. هؤلاء جمعتهم أموال بيت الأفاعي الدوحة للهجوم على الموانئ النفطية عشية عيد الفطر المبارك، في محاولة بائسة لتعطيل الجيش عن تحرير درنة، والقضاء على الإرهابيين، وفي محاولة يائسة أيضاً للحصول على ورقة ضغط فوجدت لصاً سابقاً كان سجيناً في عهد القذافي بتهمة سرقة السيارات، ثم شكل ميليشيا فور سقوط الدولة في فبراير (شباط) 2011. هذا اللص هو إبراهيم الجضران الذي جمع الإرهابيين واللصوص من حوله، وأغلق حقول النفط ثلاث سنوات، مستفيداً من الوضع القبلي للمنطقة في منطقة الهلال النفطي، وتحالف مع الإرهابي أبو طلحة الحسناوي أحد قادة تنظيم القاعدة في ليبيا وسوريا، كما تعاونت ميليشيات سرايا «الدفاع عن بنغازي» الإرهابية مع مجموعة من الضباط المفصولين من الخدمة العسكرية.

وهكذا تجمع الهاربون والمطاريد لتجمعهم قطر عبر عملائها في ليبيا من الإخوان والمقاتلة والنفعيين. الهجوم على الهلال النفطي لقي إدانة واسعة من الأمم المتحدة التي قالت بعثتها عن الهجوم إن «هذا التصعيد الخطير في منطقة الهلال النفطي، يعرّض اقتصاد ليبيا للخطر، ويهدّد بإشعال مواجهة واسعة النطاق في البلاد»، وكذلك أدانت الدول والسفارات الأوروبية الهجوم الإرهابي، حيث صرح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بالقول إن المهاجمين مجموعة من المتطرفين لا بد من ملاحقتهم ومعاقبتهم. وأدان السراج الهجوم قائلا: «إن العمل يهدد الأمن والاستقرار ويشعل الفتنة» واعتبره تصعيداً «قد يتسبب في حرب أهلية»، وهذه قراءة خاطئة للمشهد لكون المهاجمين لا ينتمون لمدينة أو منطقة واحدة، بل تنوعت مدنهم وقبائلهم وجمعتهم آيديولوجيا «الإسلام السياسي». الغريب أن هذه الدول وعلى رأسها قطر بيت الإخوان المسلمين، ترغب في تدمير ثروة الشعب الليبي قبل أن ينهض من عثرته، لأنه إذا نهض سيعاقب قطر شر عقاب، على ما اقترفته ضده من أعمال إجرامية، عبر هذه السنين، فهذه الهجومات المتكررة على الهلال النفطي الهدف منها استيلاء التنظيم الشرير الإخوان المسلمين على مصادر قوت الشعب الليبي ليكون ضمن خزينة التنظيم الشرس، ليعيث فساداً بهذا المال في كل الأقطار العربية. هذا هو الغرض من الهجوم الذي تسبب في خسائر كبيرة في صناعة النفط، وفق تقديرات المؤسسة الوطنية للنفط. فعلى كل الدول المعنية بأمنها أن تساعد الجيش الوطني، من أجل قطع دابر هذه التنظيمات التي يقودها الإخوان المسلمون ويدعمونها بالمال والسلاح والإعلام.

 

الجليد القطبي والمدونة الحية لتاريخ البشر

فاي فلام/الشرق الأوسط/16 حزيران/18

بحلول فجر القرن العشرين، عندما وطئ البشر لأول مرة بأقدامهم القمة الجليدية البكر في القارة القطبية الجنوبية، أذهلتهم معدلات التلوث هناك. فلقد تراكمت آثار الرصاص وغيره من المعادن الثقيلة في قلب الجليد في عام 1888 وما بعده، تاركة سجلاً كاملاً للثورة الصناعية. وهو ليس سجلاً كافياً رغم ذلك، بل كان بمثابة إدارة مفتاح التشغيل، كما قال جوزيف ماكونيل، خبير علوم المياه والجليد لدى معهد أبحاث الصحراء في نيفادا. ويستقر الثلج في طبقات على القمم الجليدية في كل من غرينلاند والقارة القطبية الجنوبية، كمثل الرواسب، مسجلاً ما كان يجري في الغلاف الجوي، عاماً تلو عام. ومع الحفر في قلب الجليد لمئات الأقدام عمقاً، يمكن للعلماء قراءة التاريخ البيئي الذي يعود إلى آلاف السنين. واليوم، ومع القياسات الحديثة والدقيقة، أعلن البروفيسور ماكونيل وزملاؤه أنه بإمكانهم استخدام جليد غرينلاند في قراءة طبقات تراكمات الرصاص الناجمة عن الإمبراطورية الرومانية.

وبعد مرور آلاف السنين، وبعد رحيل حضارتنا تماماً عن وجه المعمورة، وانتشار الرماد والغبار خاصتنا حول أصقاع الأرض، يمكن للعلماء والمؤرخين قراءة الكثير عن حضارتنا من خلال الحفر في الطبقات الجليدية نفسها. وقد يستخدمون السجلات المكتوبة أيضاً، ولكن البقايا المادية تحمل نظرة مغايرة تماماً للتاريخ، وهي النظرة التي تركز على التغييرات الواقعة مع مرور الزمن. وكما هو الحال مع الحضارات الأخرى المنقرضة، ما سوف نخلفه وراءنا سوف يكشف الكثير والكثير عن التاريخ الذي نكتبه بأنفسنا.

وذلك هو السبب وراء حماسة المؤرخين المتقدة للمقدرة الجديدة على قراءة التاريخ القديم عبر طبقات الجليد. وهم يقولون إن أكثر رواسب الرصاص المتبقية من العصر الروماني خرجت في أثناء عملية استخراج الفضة من المعدن الخام، لاستخدامها في سك العملات المعدنية. وتتطابق فترة التلوث الرصاصي الثقيل مع الفترات التي صنع فيها الرومان العملات الفضية الكثيرة، وهي تتطابق بدورها مع فترات القوة الاقتصادية. ونشأت فكرة البحث عن انبعاثات الرصاص المدفون في الجليد لدى عالم الفيزياء الجيولوجية كلير باترسون. ولقد أصبح مهتماً بتلوث الرصاص في أثناء محاولته حساب عمر الأرض باستخدام ساعة طبيعية تستند إلى انحلال اليورانيوم إلى رصاص. وفي قصة ظهرت في كتاب بعنوان «تاريخ موجز لكل شيء»، لمؤلفه بيل برايسون، واجهت كلير باترسون عقبة عندما اكتشف وجود تلوث كبير بالرصاص في مختبره، وعلى شخصه، وعلى زملائه، وفي كل مكان تقريباً.

وفي عام 1953، وبعد جهد هائل لتطهير المختبر، قام باترسون بحساب صحيح لعمر الأرض يقدر بـ4.55 مليار سنة، وبعد ذلك شرع في التحقق من مصدر الرصاص الإضافي، وأدرك أنه لا بد أن يأتي من الرصاص الصناعي، ولا سيما، الغازولين الرصاصي.

ولإقناع الحكومة بالنظر في شأن تنظيم استخدام الرصاص، كان لزاماً على باترسون أن يثبت أن الانبعاثات جلبت مستويات مرتفعة للغاية من الخلفية الطبيعية. ولكي يفعل ذلك، عثر على بقع نائية في غرينلاند والقارة القطبية الجنوبية، ثم حفر لأعماق كبيرة في الجليد، وعثر على مستويات من الرصاص تضخمت لما بين 200 إلى 300 مرة مما كانت أصلاً عليه في عام 1700. وكشف هذا العمل عن قمم أصغر من مستويات الرصاص في غرينلاند، بما في ذلك قمة تتطابق مع الفترة المقابلة لحقبة الإمبراطورية الرومانية. وكانت المستويات لا تتجاوز 1/ 50 عما كانت عليه خلال القرن العشرين، ولكن صعود الرومان وهبوطهم كان مسجلاً هناك بكل وضوح. وطبق أعضاء فريق البروفسور ماكونيل قياسات أكثر دقة مما كان متاحاً في زمن البروفسور باترسون، وللمرة الأولى ظهر لدينا سجل مفصل، وبدت الانبعاثات الثقيلة مسجلة لفترات الازدهار الاقتصادي، مثل الفترة السلمية المعروفة باسم «باكس رومانا»، من عام 27 قبل الميلاد حتى عام 180 ميلادية. ثم انخفضت الانبعاثات في وقت لاحق، خلال كل طاعون أو وباء من الأوبئة المتفشية. واستخدم الباحثون جزئيات دليلية مستمدة من الانفجارات البركانية، كعلامات زمنية لمطابقة الجليد مع التقويم. وقال البروفسور ماكونيل إن الباحثين يمكنهم ربط الأساس الجليدي في الوقت المناسب ضمن الدقة الزمنية لعام أو عامين، حتى وإن عاد بهم الزمن لثلاثة آلاف عام إلى الوراء. يقول جوزيف مانينغ، المؤرخ من جامعة ييل الذي شارك البروفسور ماكونيل في أعمال جليدية أخرى: «لا يمكن اعتباره نسخة احتياطية من التاريخ المعروف، بل مجرد نوع جديد من أنواع التاريخ». وتخبرنا معلومات الأساس الجليدي عن التغيرات التي جرت مع مرور الزمن، وقد تساعد المؤرخين في فهم أفضل لأسباب تغير الأمور عبر التاريخ. ويرى البروفسور مانينغ أن التاريخ صار أكثر تكاملاً مع العلم، وأصبح أكثر ممارسة كعلم من العلوم الطبيعية. وصار العلماء أكثر تقديراً لأن الأحداث السياسية، والقيادة، والنصر في الحروب، تنوء جميعها ضمن تأثيرات قوية بالقدر نفسه من تأثيرات موجات الحرارة، ونوبات البرودة، والجفاف، والتغيرات البيئية الأخرى. هل يتعلم الناس من التاريخ، خصوصاً مع انسحابه على مستويات التلوث؟ يتحسن إدراك العلماء في تحديد المواد الخطرة، كما قال لويد تيبر، الطبيب لدى جامعة بنسلفانيا الذي لديه مؤلفات حول الرصاص والزئبق والبريليوم، لمجلة علم الآثار الصناعية. غير أن قدرات العلماء محدودة. ولنفكر في نقطة الارتكاز، كما قال دكتور تيبر، مع الثروة الوطنية والراحة الشخصية من ناحية، وتكاليف الرعاية الصحية من ناحية أخرى. ولا يعمل العلماء على تحديد أو ضبط نقاط الارتكاز، كما أضاف، بل تحددها المصالح السياسية، كما هو الحال على الدوام.

* بالاتفاق مع «بلومبيرغ»

 

المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

رئيس الجمهورية تلقى برقية تهنئة بالفطر من نظيره الاميركي

السبت 16 حزيران 2018 /وطنية - تلقى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون برقية من الرئيس الاميركي دونالد ترامب لمناسبة عيد الفطر المبارك، تضمنت التهنئة بالعيد، باسمه واسم زوجته السيدة ميلاني ترامب والشعب الاميركي.

وجاء في برقية الرئيس الاميركي: "مع حلول نهاية شهر رمضان المبارك، نتأمل بعمق التقاليد المقدسة المتمثلة بمساعدة القريب ومشاركة لقمة العيش مع من يسير معنا على دروب الحياة، وهي تقاليد متجذرة في التزام الاسلام العدالة ومواساة الآخرين. من هذا المنطلق، يذكرنا عيد الفطر بمسؤولية مساعدة بعضنا البعض بروح الصداقة، وبناء مجتمع يغدو فيه كل فرد قادرا على تحقيق طموحاته". اضاف في برقيته: "ان الولايات المتحدة هي ارض ديانات متعددة، وفيها مسلمون اميركيون لهم اسهامات جمة في وطننا، ومن بينهم من خدم في صفوف قوانا المسلحة. وانني إذ اجدد اطيب تهاني للمسلمين اينما وجدوا، اتوجه اليهم بأطيب تمنيات الصحة والازدهار في هذا العيد المبارك".

 

الراعي في قداس اختتام سينودوس الأساقفة الموارنة: تراشق الإساءات لا يبشر بالخير وعندما تصلح الذات الشخصية تصلح المؤسسات

السبت 16 حزيران 2018 /وطنية- ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس اختتام أعمال سينودوس أساقفة الكنيسة المارونية، في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي، بمشاركة مطارنة لبنان وبلدان الإنتشار.

والقى الراعي عظة بعنوان "أحمدك يا أبت، يا سيد السماء والأرض"، قال فيها: "في ختام أعمال سينودس أساقفة كنيستنا البطريركية المقدس، يأتي كلام الرب يسوع في إنجيل اليوم، ليدخلنا في جوهر هذه الأعمال ضمن الخط المثلث الذي يرسمه لنا ربنا يسوع، وهو الصلاة، وكشف الحقيقة، والدعوة".

أضاف: "صلى الرب يسوع صلاة الشكر للآب: أحمدك يا أبتي، لأنك كشفت هذه الأمور. ها نحن نحتفل بهذه الليتورجيا الإلهية، صلاة شكر لله على ما كشف لنا في هذا الأسبوع من شؤون تختص بخدمتنا الروحية والراعوية والاجتماعية والوطنية. لقد تلقينا بانفتاح العقل والقلب وروح البنوة، وبتجرد من الذات والادعاء ما علمنا الرب. فكان لنا زادا نعود به إلى أبرشياتنا، لنتقاسمه مع أبنائها وبناتها، من إكليروس وعلمانيين. وقد ضمناه في البيان الختامي. إن قداسنا اليومي هو تواصل لصلاة الشكر إلى الله على ما يوحي لنا ويعلمنا كل يوم، وعلى نعمته التي تقدسنا وتقوينا. وكشف الرب يسوع لتلاميذه إنه هو وحده يظهر وجه الآب للعالم، وإنه هو والآب في جوهر واحد. فمن عرف الابن عرف الآب، كما قال الرب يوما لفيليبس الرسول: "من رآني رأى الآب" (يو 14:9). إن حياتنا سعي دائم إلى معرفة المسيح معرفة حقيقية معمقة، لكي نعيش في نور الحقيقة التي كشفها للعالم. فعندما نعرف المسيح، نعرف الله، ونعرف معنى الإنسان، المخلوق على صورة الله، بل يعرف كل واحد وواحدة منا معنى حياته. من هذه المعرفة ننطلق لنقوم برسالتنا الجوهرية التي أوكلها إلينا المسيح الرب بحكم دعوتنا الأسقفية. وهي أن نعلم الناس سر المسيح عبر الكرازة بإنجيله وتعليم الكنيسة، لكي يبلغوا جميعهم إلى معرفة الله والحقيقة وينالوا الخلاص".

وتابع: "ووجه الرب يسوع الدعوة إلى تلاميذه، ومن خلالهم إلى كل إنسان وإلى جميع الذين يعانون روحيا أو ماديا أو معنويا، وسماهم بالتعبين والثقيلي الأحمال، للمجيء إليه، فيجدوا راحتهم في مدرسته، مدرسة الوداعة والتواضع. وقد استعمل صورة النير المستعملة في الكتاب المقدس للدلالة على العلاقة بين الخادم وسيده، وبين التلميذ ومعلمه. وهي تعبير عن الخضوع والطاعة لإرادة الله الذي لا يبتغي سوى خير الإنسان وسعادته وخلاصه. إن أساس علاقتنا بالله إنما هو الوداعة وتواضع القلب. وهما بالتالي أساس علاقاتنا الاجتماعية في العائلة والكنيسة والدولة".

وقال: "الصلاة وكشف الحقيقة والدعوة، هذه الثلاث تشكل أسلوب الحياة. نحن كرعاة في أبرشياتنا والكنيسة نرفع كل يوم باسم شعبنا صلاة الحمد لله على جميع نعمه، ونعمل جاهدين على تعليمهم حقيقة الله والإنسان والتاريخ، وندعوهم إلى ينابيع الراحة من تعبهم وقلقهم في شخص المسيح وكلامه، وفي ما توفر لهم الكنيسة، بتنوع مؤسساتها، من أساليب خدمة وراحة، باسم المسيح. هذا الأسلوب المثلث مطلوب على مستوى الدولة، من الحكام والمسؤولين السياسيين. فهم بحاجة إلى وقفة صلاة يومية وجيزة للإقرار بجودة الله، والتماس أنوار حكمته، ونعمته التي تقوي وتقدس، لكي يعملوا من أجل الخير العام والعدالة ونمو الإنسان والمجتمع. إذا مارسوا مسؤولياتهم ظلما واستبدادا وقهرا وإهمالا وسعيا إلى مصالحهم الشخصية والعائلية والفئوية، خانوا وظيفتهم والأمانة التي أوكلها الشعب إليهم".

وختم: "أما الآن، وقد انتخب مجلس نيابي جديد، وفيما الكل ينتظر تأليف حكومة جديدة تكون على مستوى التحديات؛ وفي مقدمتها النهوض الاقتصادي، والقضاء على الفساد بكل أنواعه، والإصلاحات في الهيكليات والقطاعات وتأمين فرص العمل، وتحديث القوانين وتحفيز النمو من كل جوانبه، إذا بنا نفاجأ ببعض المسؤولين السياسيين يتراشقون الإساءات الحادة التي لا تبشر بالخير، بل تخلق المزيد من خيبات الأمل في الإصلاحات التي تنتظرها الدول الصديقة الداعمة، وأول إصلاح هو الإداء السياسي الذي يشكل الأساس لكل إصلاح. فعندما تصلح الذات الشخصية، تصلح المؤسسات، وتصلح الأقوال والأفعال. وفي آخر المطاف يتم تأليف الحكومة الموعودة. وفي كل حال يبقى رجاؤنا الوحيد في عناية الله. وفيما نحمد الله على كل شيء، نرفع نشيد الشكر الدائم والتسبيح للثالوث القدوس، الآب والابن والروح القدس، الآن وإلى الأبد، آمين".

 

الراعي: لا يمكن القبول بمسؤولين يهملون مصالح الشعب ولا بالتلاعب بمصير مؤسسات الدولة

السبت 16 حزيران 2018 /وطنية - ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداسا احتفاليا لمناسبة اليوبيل الفضي ل"التعاونية اللبنانية للانماء"، في الكنيسة الخارجية للصرح "كابيلا القيامة"، عاونه فيه المطرانان حنا علوان وسمير مظلوم ولفيق من الكهنة، في حضور الرئيس امين الجميل، النائب فريد الخازن، سفير لبنان لدى الفاتيكان فريد الياس الخازن، الوزيرين السابقين نايلة معوض وزياد بارود، ممثل رئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن المحامي ميشال قماطي، النائبين السابقين نعمة الله ابي نصر وناظم الخوري، عميد السلك القنصلي جوزيف حبيس، المدير العام للتعاونيات غلوريا ابي زيد، السفير ناجي ابي عاصي، الامين العام للمؤسسة المارونية للانتشار هيام بستاني، رئيس اتحاد بلديات كسروان الفتوح جوان حبيش، ممثل الوكالة الأميركية للتنمية الدولية دايفيد هولدريدج، رئيس مجلس ادارة "التعاونية اللبنانية للإنماء" الشيخ فؤاد الخازن وفاعليات.

الراعي

والقى الراعي عظة بعنوان "ما من أحد يعرف الآب إلا الابن، ومن يريد الابن أن يظهره له" (لو10: 22)، وقال: المعرفة القائمة بين الآب والابن هي الحقيقة والمحبة. فالله مصدر كل حق، والله محبة (1 يو 4: 7 و 16). هذه المعرفة يظهرها المسيح، ابن الله المتجسد، ويكشفها للودعاء والمتواضعين المنفتحة قلوبهم على معرفة سر الله ومحبته. وبذلك تنفتح قلوبهم على الناس الاخوة في حاجاتهم".

أضاف: "يسعدنا أن نحتفل بهذه الليتورجيا الإلهية، باليوبيل الفضي للتعاونية اللبنانية للإنماء، وقد مرت خمس وعشرون سنة على تأسيسها. انطلقت فكرتها من هذا الكرسي البطريركي في عهد سلفنا البطريرك الكردينال مار نصرالله بطرس، مع المرحوم الخوري يواكيم مبارك وشعارها: برامج التمويل الصغير لتمكين أعمالك الصغيرة في الريف. فإنا، إذ نهنئ التعاونية بيوبيلها، نحيي رئيس مجلس إدارتها الشيخ فؤاد الخازن، وكل أعضاء جمعيتها العمومية والمؤسسات المانحة والمتبرعين والعائلات التي استفادت من قروضها. وتهانينا مقرونة بصلاة الشكر لله على قيام هذه التعاونية، وعلى ما تنجز من خير مع عائلاتنا التي تتجذر في أرض الوطن بعيش كريم، ومقرونة بالدعاء والتمني أن يصبح عدد المنتسبين إليها ألف منتسب وفقا لشروط الانتساب، من أجل مزيد من الخدمة لعائلاتنا التي أصبحت تفتقر أكثر فأكثر. وإنا نقدم هذه الذبيحة المقدسة على نية التعاونية ومجلس إدارتها وجميع المنتسبين إليها، والداعمين والمتبرعين، سائلين الله أن يكافئكم جميعا بفيض من نعمه وبركاته".

وتابع: "لقد شئتم إحياء هذا الاحتفال حول مذبح الرب. ذلك أن في ذبيحة القداس القربانية تتحقق علاقتنا الأصيلة والمخلصة مع الله بالمسيح. إنها علاقة محبتنا مع المحبة الإلهية، فتنبسط لتصبح محبة اجتماعية. ومعلوم أن من يحب الله يحب أخاه الإنسان، وأن محبتنا لله تظهر وتعرف من خلال محبتنا لأخينا الإنسان. هذا هو الأساس الروحي والإنساني للتعاونية اللبنانية للإنماء، ومعنى انطلاقة فكرتها من هذا الكرسي البطريركي، الذي محوره سر القربان. إن الطوباوي أبونا يعقوب حداد الكبوشي أنشأ أكبر المؤسسات الاجتماعية والتربوية والإستشفائية والصحية، بقوة نعمة المحبة التي كانت تملأ قلبه، كثمرة سجوده المصلي أمام القربان المقدس، ومن قداسه اليومي. وكانت صلاته الدائمة: يا روح المحبة، علمني أن أحيا من حبك، وأن أرتبط بحبك، وأن أنشر روح المحبة".

وأردف: "المحبة وحدها الطريق إلى بناء عالم أكثر إنسانية وعدالة وأخوة. إن الكنيسة ملتزمة أبدا بخدمة المحبة الاجتماعية في أبرشياتها ورهبانياتها، وفي مؤسساتها المتنوعة، وهي بذلك خير سند للدولة في التعليم والتربية، في الاستشفاء والعناية الصحية، في الاهتمام بذوي الحاجات الخاصة كاليتامى والمسنين وذوي الإعاقة. وهذا من جوهر رسالتها وتعليمها: فخدمة المحبة هي ثمرة خدمة الكرازة والتعليم، وخدمة الأسرار التقديسية. هذه الخدمات الثلاث تشكل أعمدة الكنيسة. وقد تبسط في هذا الموضوع المجمع البطريركي الماروني المنعقد ما بين 2003 و2006، في النص العشرين بعنوان: الكنيسة المارونية والشأن الإجتماعي".

وقال: "الشأن الإجتماعي واجب رئيس على الدولة، لأنه الغاية من العمل السياسي الهادف إلى خدمة المواطنين كلهم، وتوفير عيشهم الكريم، بتأمين جميع حقوقهم الأساسية وهي السكن والطريق والماء والكهرباء والغذاء والتعليم والدواء والعمل. فلا يمكن القبول بمسؤولين سياسيين، مؤتمنين على مقدرات البلاد ومرافقها ومالها، يهملون هذا الواجب. ولا يمكن القبول بمسؤولين سياسيين لا يعنيهم سوى تأمين مصالحهم الخاصة والفئوية، ويهملون مصالح الشعب حتى إفقاره. ولا يمكن القبول بالتلاعب بمصير مؤسسات الدولة، وعلى رأسها الحكومة التي أصبح تأليفها اليوم رهينة المشادات بين الكتل النيابية والحزبية والمذهبية، خارجا عن روح الميثاق الوطني. ويأتي الأدهى المعيب، وهو هذا التراشق الكلامي المسيء للغاية بين بعضهم البعض على حساب كراماتهم الشخصية وكرامة لبنان وشعبه وسمعته، فضلا عن كونه مسيئا لانتظارات أجيالنا الطالعة، ومخيبا لآمال الدول الصديقة التي عقدت في الشهرين السابقين مؤتمرات لدعم لبنان في نهوضه الاقتصادي وتمكين جيشه وأجهزته الأمنية".

وختم: "أجل، مجتمعنا السياسي بحاجة إلى المحبة، التي هي مصدر كل الفضائل والأخلاق الإنسانية والاجتماعية، هذه التي نلتمسها اليوم من ينبوع المحبة، ذبيحة المسيح القربانية، رافعين نشيد المجد والتسبيح لله-المحبة، الآب والابن والروح القدس، الآن وإلى الأبد، آمين".

فؤاد الخازن

وفي نهاية القداس، القى الخازن كلمة قال فيها: "نجتمع اليوم في هذا الصرح المجيد من أجل الاحتفال بمرور خمسة وعشرين عاما على تأسيس التعاونية اللبنانية للإنماء، والسؤال الذي قد يطرحه البعض هو: لماذا بكركي؟ بالطبع، للمكان دلالته، فهذا الصرح الوطني الجامع، هو الضامن الأساسي للعيش المشترك، كيف لا وغبطة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي، هو أحد أبرز المؤسسين للتعاونية اللبنانية للإنماء، ورئيس الشرف لها، وهو الذي اختار شعارا لخدمته: الشركة والمحبة، وهو الذي لا يتوقف عن دعوة الشباب للتمسك بأرضهم، مناديا بثقافة الانفتاح والتنوع. كيف لا، وهو الذي يقول بأن شعبنا واحد بتنوع طوائفه ونسيجه الاجتماعي، وهو الذي يطالب بتربية حقيقية، لا ميول فيها، حيث ما يجمعنا هو الإنسان والمواطنة، وثقافة العيش المشترك".

أضاف: "في هذا الإطار، وانطلاقا من هذه الثوابت، تأسست التعاونية اللبنانية للإنماء عام 1992، إثر لقاءات واجتماعات ومداولات عديدة في بكركي، برعاية غبطة البطريرك مار نصرالله بطرس صفير، أطال الله عمره، وحضور المرحوم، الأب الدكتور يواكيم مبارك. تناول البحث آنذاك موضوع هجرة المسيحيين من الأرياف، والنزوح نحو المدن، والتخلي عن الجذور، وبيع الممتلكات، فكرنا، وتحاورنا للتوصل الى صيغة تساهم في تثبيت المسيحيين في أرضهم. وكانت تساؤلاتنا واضحة: ما العمل لإعادة التوازن الديمغرافي؟ ما هو الأسلوب المطلوب اعتماده للحفاظ على هوية الأرياف؟ وبالفعل، فبعد أن استتب الأمن والاستقرار في لبنان، إثر انتهاء الحروب المتتالية التي خلفت وراءها الكثير من الدمار، والهجرة الداخلية والخارجية، وغيرت معالم الواقع السكاني طائفيا، وبعد حصر الإهتمام الرسمي بالعاصمة وإعادة إعمارها، كان من الضروري التفتيش عن وسيلة للاهتمام بالمقيمين في الأرياف والمناطق الحدودية. فولدت فكرة التعاونية اللبنانية للإنماء. وقد جاء هذا التأسيس ثمرة تبرعات ساهم فيها آنذاك أكثر من أربعمائة شخصية مارونية من المجتمع اللبناني، إذ قدم كل منهم بالتساوي مبلغ الفي دولار أميركي، ما سمح بإتمام جميع المعاملات الإدارية اللازمة لإطلاق ورشة العمل. هكذا، جمعت التعاونية مبلغا بقيمة ثمانمائة ألف دولار أميركي. بعدها، تم انتخاب مجلس إدارة من ذوي الخبرة والاختصاص في مجالات القانون والاقتصاد والمال والأعمال، وأشكر لهم في هذه المناسبة فردا فردا خدمتهم أهداف التعاونية بتجرد ودون أي مقابل".

وتابع: "بتاريخ 16/1/1992، أصدرت مديرية التعاونيات في وزارة الزراعة شهادة تسجيل في السجل التعاوني، نشرت في الجريدة الرسمية، تثبت فيها تأسيس الجمعية التعاونية اللبنانية للإنماء، وانها جمعية لا تتوخى الربح. وبدأت مسيرة الألف ميل في زيارة المناطق الحدودية، وتشجيع المقيمين فيها على العمل والإنتاج. واعتبارا من العام 2007، وسعت التعاونية اللبنانية للإنماء نطاق عملها، فتمكنت من الاستفادة من تسهيلات مصرفية متعددة، منحتها لها عدة مصارف وذلك بموجب تعاميم متتالية صادرة عن مصرف لبنان. تجدر الإشارة هنا الى أن رؤساء مجالس إدارة هذه المصارف، هم من أبناء الطائفة المارونية المهتمين بشؤونها، ولا بد في هذا السياق أيضا، من توجيه الشكر والامتنان لسعادة حاكم مصرف لبنان، الذي لا يوفر جهدا في سبيل دعم الاقتصاد، وتحفيز الأعمال الصغيرة، إنه فعلا رجل الضمانة والرؤيا. إضافة الى ذلك، خصت الوكالة الأميركية للتنمية (USAID) مؤسستنا بمنحة قيمتها مليون وسبعة وثلاثون ألف دولار أميركي، وقد ساهمت هذه المنحة بإفادة العديد من المقترضين في مختلف المناطق الحدودية، فشكرا أيضا للسفارة الأميركية لمواكبتها ودعمها نشاطاتنا".

وقال: "إن ما حققته التعاونية اللبنانية للإنماء م.م.، ما كان ليتحقق لولا هذه التسهيلات والتبرعات السخية التي استفاد منها لغاية تاريخه أكثر من ألف وخمسمائة عائلة، وقد بلغ مجموع القروض الممنوحة لغاية تاريخه ما يقارب العشرين مليون دولارأميركي، منها ما استخدم لتطوير المشاريع القائمة وتحسين الدخل، منها ما استثمر في سبيل المساعدة على إقامة مشاريع إنتاجية. منحت هذه التسليفات لحرفيين وزراعيين وصغار الصناعيين وغيرهم، فشكلت نقطة انطلاق جديدة في حياة الكثير من العائلات. نتطلع اليوم إلى توسيع نطاق عملنا، وتشجيع المسيحيين في الأطراف على الإنتاج، لذا نسعى إلى أن تكون لنا القدرة على منح قروض بقيمة خمسين مليون دولار أميركي، وذلك من خلال ضم ألف منتسب جديد لجمعيتنا".

أضاف: "قد يعتقد البعض أن نشاطنا يقتصر على منح قروض إنتاجية فقط، وأن أعمالنا لا تختلف عن سائر مؤسسات الإقراض والتمويل، وأننا نتوجه فقط الى المسيحيين. الواقع هو أننا نسعى إلى تطوير الفرد، وحثه على أن يؤسس كيانا ماديا له، يثبته في أرض إقامته. نجول في عدة مناطق، نكتشف قرى رائعة، نختلط بأشخاص طيبين ملتزمين، كم منكم سمع بالحميرة مثلا؟ من منكم تعرف عن كثب بأهالي الشريط الحدودي في الجنوب أعني رميش ودبل وعين إبل والقوزح؟ هل سمحت لكم الظروف للتعرف بأهالي منجز والعوينات والقبيات وشدرا وعندقت؟ هل تدركون خطورة النتائج السلبية التي حلت بالبقاع، إثر الأحداث الإرهابية الأخيرة التي ضربت منطقة القاع؟ أتعلمون أن معظم طالبي القروض مليئون بالعنفوان والكرامة ويتحلون بالشجاعة والأمل، بأن يبقوا في قراهم؟ لقد انكبوا على أعمال الفلاحة، والزراعة، وتربية المواشي والدواجن في سبيل ترسيخ وجود عائلاتهم في هذه الأرض، حيث ولدوا وحيث عانى ذووهم الأمرين، وعلى مدى عقود لتربيتهم، وبناء منازل متواضعة؟ نعم، هؤلاء هم الذين تدعمهم التعاونية اللبنانية للإنماء: أصالة متجذرة، جبين مرفوع، طاقات هائلة واعدة، ولكن الامكانيات ضئيلة، وتكاد تكون شبه معدومة. كما إن الغالبية الساحقة منهم، لا تستوفي الشروط المطلوبة للاستفادة من قروض مصرفية. من ناحية أخرى، فإن النساء في الأرياف مصممات على العمل لمعاونة أزواجهن، والهدف واحد: تربية الأولاد على ضرورة التمسك بالجذور والاكتفاء بخيرات الأرض. تتساءلون عن طبيعة العمل الذي يمكن لهن القيام به؟ أعمال يدوية وحرفية، بيوت ضيافة ومؤن، وحتى قيادة جرافة زراعية! وخلاصة القول: ليس من عمل لا يمكنهن القيام به، طالما أن الهدف هو توفير الدخل الكافي لمنع نزوح العائلة نحو مدينة أصبحت، للأسف، ملوثة بيئيا وأخلاقيا".

وتابع: "خلال حرب تموز من العام 2006، دارت المعارك الشرسة والطاحنة في الجنوب طوال ثلاثة وثلاثين يوما، وبمجرد أن توقف القصف لفترة وجيزة، تهافت المقترضون على بنك بيبلوس حيث تودع سندات الدين العائدة لهم، لتسديد ما يتوجب عليهم، أما الذي لم يتسن له الخروج من ملجئه، فكان يتصل بمكاتب التعاونية للإعتذار عن عدم التمكن من التسديد بسبب الظروف. وتلك هي الحال أيضا بالنسبة الى أشقائنا في محافظة الشمال، التي تعرضت لثماني عشرة جولة عنف، شلت المحافظة برمتها، أتوافقون معي اليوم على أن لكلمة إلتزام معنى آخر يتخطى التقيد بتاريخ محدد أو بدفعة ملزمة ليكرس ثقافة حقيقية افتقدناها منذ زمن بعيد، ألا وهي ثقافة الإخلاص والمصداقية؟ نموذج آخر فريد من نوعه، هو ردة فعل المسيحيين في القاع، إثر الأعمال الإرهابية التي ضربتهم، فعوضا من الخوف والتقوقع، والإتكال على الغير الغائب، تهافت المقيمون على الإقتراض من التعاونية اللبنانية للإنماء بهدف الإنتاج، وزيادة الدخل، للتمسك أكثر فأكثر بالأرض التي جبلت بدماء شهداء الوطن، أليس هذا هو المفهوم الحقيقي للمقاومة؟ إن شهادات المقترضين، خير دليل على كلامي، وهي من شأنها أن تحرك في كل واحد منا إحساس الإعتزاز بالمسيحيين المقيمين في الأطراف، وليس بمسيحيي الأطراف، كما يحلو للبعض أن يسميهم، فهم فئة وازنة ومواطنون حقيقيون".

وختم الخازن: "ثقوا بأن ما تقوم به التعاونية اللبنانية للإنماء منذ خمسة وعشرين سنة سيستمر، وسيثمر أكثر فأكثر للمساهمة في المحافظة على هوية المناطق التاريخية، ألا يجدر بنا اليوم أن نجهد معا من أجل هؤلاء، وبالتالي أن نعمل على استقطاب عدد أكبر من المساهمين والمتبرعين أسوة بالأربعمائة مساهم، لاستكمال مسيرة التعاونية اللبنانية للإنماء؟ هذا ما دأبنا على القيام به طوال خمسة وعشرين سنة كانت حافلة بالنشاط والعطاء خدمة لأبناء وطننا وتعزيزا للريف اللبناني".

ثم عرض وثائقي عن المشاريع الممولة من قبل التعاونية.

 

البيان الختامي لسينودس الكنيسة المارونية: لتوحيد الكلمة في العمل على عودة النازحين وتصحيح مرسوم التجنيس الأخير والقضاء على الفساد

السبت 16 حزيران 2018

http://eliasbejjaninews.com/archives/65378/%d8%a7%d9%84%d8%a8%d9%8a%d8%a7%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%ae%d8%aa%d8%a7%d9%85%d9%8a-%d9%84%d8%b3%d9%8a%d9%86%d9%88%d8%af%d8%b3-%d8%a7%d9%84%d9%83%d9%86%d9%8a%d8%b3%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%a7%d8%b1/

وطنية - إجتمع مطارنة الكنيسة المارونية في الكرسي البطريركي في بكركي، بدعوة من بطريرك أنطاكيه وسائر المشرق الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي، للمشاركة في الرياضة الروحية السنوية وفي أعمال السينودس المقدس. وقد توافدوا من أبرشيات لبنان والنطاق البطريركي (سوريا ومصر والأردن والأراضي المقدسة وقبرص) وبلدان الانتشار (فرنسا وايطاليا وأوروبا والولايات المتحدة الأميركية وكندا والمكسيك والأرجنتين والبرازيل وكولومبيا وأستراليا وأفريقيا) حاملين معهم هموم أبنائهم وشجونهم وآمالهم وتطلعاتهم، شاكرين الله على ما يحققون من إنجازات في حمل الرسالة الإنجيلية. وطالبين منه أن يعينهم على تحقيق ما يصبون إليه في إظهار وجه المسيح الرحيم والمحب لجميع البشر وبث روح الرجاء والثقة بالله.

التقوا جميعهم بروح الأخوة ملتمسين نور الروح القدس، وهم يسيرون في زمن العنصرة، كما اجتمع الرسل بعد القيامة في العلية. واستمعوا في مرحلة أولى، من 6 إلى 9 حزيران 2018، إلى مرشد الرياضة الروحية المونسنيور جورج ابي سعد رئيس الإكليريكية البطريركية المارونية، يتأمل معهم في خدمة الأسقف الراعي مع كهنته لتعليم شعب الله وتقديسه وتدبيره.

وفي مرحلة ثانية، استعرض الآباء جدول أعمال السينودس المقدس المنعقد من 11 إلى 16 حزيران. فتدارسوا شؤونا كنسية وراعوية واجتماعية ووطنية، وناقشوها بروح مجمعية وتبادلوا الآراء والخبرات، واتخذوا التدابير الكنسية المناسبة.

وفي ختام المجمع، أصدروا البيان الاتي:

"اولا: في الشأن الكنسي

أ- الإصلاح الليتورجي

2 - اطلع آباء المجمع على أعمال اللجنة البطريركية للشؤون الطقسية التي قدم رئيسها، في حصيلة دراساتها، استمارات صوتوا عليها، وهي تختص بمواضيع ليتورجية عالقة كانت قد وزعتها اللجنة في دورات سابقة على الآباء، ومنها ما يتعلق بالقداس، وبسري العماد والميرون، ورتبة الإكليل، وصلوات الأزمنة الطقسية، والدرجات الكنسية، والرتب والزياحات، ومواضيع ليتورجية عامة. وستعمل اللجنة على تطبيقها وفقا لنتائج التصويت.

وشددوا في مناقشتهم على أن "الإصلاح الليتورجي لا يقف فقط عند الهيكليات، بل يهدف أيضا إلى الولوج في عمق هذا "الكنز الحي" الذي يرافق أبناء كنيستنا المارونية وبناتها في سفرهم نحو ملكوت الله"، كما قال صاحب الغبطة في كلمته الافتتاحية: "فالليتورجيا بكل مكوناتها، من هيكليات وصلوات ورموز، إنما هي مدرسة إيمان".

ب - التنشئة الكهنوتية

3 - اطلع الآباء على تقارير المدارس الإكليريكية المولجة تنشئة كهنة الغد، بدءا بالإكليريكية البطريركية المارونية في غزير التي تستقبل معظم الطلاب الإكليريكيين الموارنة. واستمعوا إلى تقرير المطران المشرف والأب الرئيس اللذين توقفا على مسيرة التنشئة في محاورها الأساسية وعلى تنظيم الجماعة في الإكليريكية ودور الكهنة المرافقين، وعلى علاقة الإكليريكية مع كلية اللاهوت الحبرية في جامعة الروح القدس الكسليك ومع الأبرشيات، وعلى خبرة السنة الرعائية فرأوا وجوب الجمع بين الناحيتين الأكاديمية والعملية، وعلى أهمية التنشئة الدائمة للكهنة الجدد.

ثم اطلعوا على تقارير كل من إكليركية مار أنطونيوس البادواني في كرمسده، وإكليريكية سيدة لبنان في واشنطن في الولايات المتحدة الأميركية، والمعهد الحبري الماروني في روما.

شكر الآباء الله على نعمة الدعوات الكهنوتية والرهبانية في كنيستهم، وأوصوا بمتابعة تطبيق "شرعة التنشئة الكهنوتية في الكنيسة المارونية" وسائر الوثائق الكنسية بهذا الشأن، من أجل تعزيز تنشئة روحية وثقافية وإنسانية وراعوية ورسولية ومسكونية ومنفتحة على حوار الأديان، بهدف إعداد كهنة يكونون رجال صلاة في علاقة مميزة مع الرب يسوع، ورسل محبة وانفتاح على كنيستهم المنتشرة في العالم وعلى الكنيسة الجامعة منطلقين من تراث كنيستنا وروحانيتها.

ج - الوثيقة اللاهوتية

4 - تبادل الآباء الآراء والخبرات حول الوثيقة اللاهوتية التي أصدرها صاحب الغبطة والنيافة الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي الكلي الطوبى في 25 آذار 2018 بعنوان "الحقيقة المحررة والجامعة" وهي رسالته العامة السابعة. وتبين أنه كان لهذه الوثيقة الوقع الإيجابي في توضيح بعض المواضيع من تعليم الكنيسة المتداولة بين الناس وفي التوجيهات الراعوية. وطالبوا بتطبيق كل مندرجات هذه الوثيقة لخير شعب الله الروحي.

د - الشؤون القانونية وخدمة العدالة

5 - عرض رئيس اللجنة القانونية كتاب "الشرع الخاص الجديد بالكنيسة المارونية" الذي صدر بمرسوم من صاحب الغبطة والنيافة الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي الكلي الطوبى في 4 حزيران 2018 ليوضع موضع التطبيق على سبيل الاختبار لمدة ثلاث سنوات. ويتضمن الشرع الخاص الصادر سنة 1996 وقوانين وتوصيات وتوجيهات استمدت من نصوص المجمع البطريركي الماروني (2003-2006) يضاف إلى قسم الأنظمة الداخلية الذي صدر سنة 2016.

ثم استمع الآباء إلى تقارير خدمة العدالة في المحاكم الكنسية، وقدروا الجهود التي يقوم بها القيمون عليها من أجل متابعة تطوير سير العمل فيها، وذلك عبر تنظيم لقاءات أسبوعية لكل فئات العاملين في المحكمة ودورات تدريبية للمحامين، وحث القضاة على التسريع في الدعاوى وتخفيض الرسوم، وفقا لما ترسمه القوانين الكنسية ونظام محاكمنا.

ولاحظ الآباء تدني عدد الدعاوى في المحكمة الإبتدائية لهذه السنة، وذلك بفضل ما تبذله الأبرشيات والمحكمة ومكتب راعوية الزواج والعائلة في البطريركية من جهود مضاعفة في شأن المصالحات الزوجية ومراكز الإصغاء والمرافقة والإعداد للزواج.

ه - المركز الماروني للتوثيق والأبحاث

6 - ناقش الآباء التقرير الشامل الذي قدمه رئيس مجلس إدارة المركز الماروني للتوثيق والأبحاث وهو "عين البطريركية وأذنها" يعمل بتوجيه صاحب الغبطة السيد البطريرك كمركز للدراسات الاستراتيجية التي "تعول عليه الكنيسة المارونية في مواقفها وقراراتها وبياناتها ومشاريعها". عمل المركز منذ نشأته، وعبر لجانه المتعددة، على إنجاز دراسات ومذكرات ومنشورات تهم العمل الكنسي والسياسي والاقتصادي والاجتماعي والوطني بحيث أفاد منها السيد البطريرك في شرح مواقف الكنيسة ودور البطريركية المارونية في لبنان عبر التاريخ وذلك في لقاءاته مع المسؤولين المحليين والاقليميين والدوليين.

أثنى الآباء على عمل هذا المركز والقيمين عليه، وشددوا على أهميته في رسم رؤية شاملة للكنيسة المارونية في وجودها ودورها ورسالتها في لبنان وفي بلدان المشرق العربي الإسلامي وبلدان الانتشار. وأكدوا دعمهم لاستمراره.

ثانيا: في الشأن الرعوي

أ. أوضاع الأبرشيات وحاجاتها.

7 - استعرض الآباء أوضاع أبرشيات لبنان والنطاق البطريركي، وتوقفوا عند مسيرتها في تطبيق تعليم المجمع البطريركي الماروني وتوصياته، وعند الحاجات المتزايدة التي يواجهها أبناؤهم وبناتهم، وطرق معالجتها. وآلمتهم كارثة السيول التي ضربت بلدتي رأس بعلبك والقاع، وأودت بحياة امرأة في بيتها من جراء أنهار المياه العارمة والوحول التي اجتاحت البلدتين، وجرفت طرقاتها والبنى التحتية والممتلكات، وخلفت أضرارا بالغة. فإنهم يتطلعون إلى مؤسسات الدولة ولاسيما الهيئة العليا للإغاثة من أجل تأمين التعويضات في أسرع ما يمكن. وإذ يقدمون أحر التعازي لأسرة المرأة الضحية، يسألون الله أن يلطف بأهالي هاتين البلدتين وجوارهما.

8 - ثم استعرض الآباء أوضاع أبرشيات سوريا الثلاث، دمشق وحلب واللاذقية. واستمعوا بتأثر إلى إخوتهم مطارنة هذه الأبرشيات يعرضون معاناة أبنائهم وسائر المواطنين المستمرة منذ سبع سنوات، والناجمة عن تفاقم الحرب وتشابك المصالح السياسية والاقتصادية وتردي الوضع الإجتماعي وتدهور الاقتصاد. ثم استعرضوا أوضاع أبرشيات حيفا والأراضي المقدسة ومصر وقبرص. وآلمهم ما يتعرض له الشعب الفلسطيني في الأرض المقدسة من ظلم واعتداء. ويطالبون الأسرة الدولية تطبيق قراراتها بإنشاء الدولتين وعودة جميع اللاجئين إلى أرضهم.

أثنى الآباء على ما يقوم به مطارنة هذه الأبرشيات من سعي إلى تقديم المساعدات الإجتماعية والإنسانية لتثبيت أبنائهم في أرضهم بالرغم من كل التحديات، والمحافظة على الرسالة التي أوكلها إليهم السيد المسيح. وتقدموا بالشكر إلى كل المؤسسات العالمية الكنسية والمدنية التي ساندتهم في هذه الرسالة.

وهم لا يزالون يتطلعون إلى لبنان حيث يحمل أبناؤهم الموارنة وسائر المواطنين مسؤولية الحفاظ عليه، في بيئته المشرقية، وطنا رسالة في المحبة والانفتاح والعيش الواحد الكريم بين المسيحيين والمسلمين في جو من الحرية والديمقراطية واحترام التعددية، ولا سيما في وقت يواجه فيه تحديات من الخارج كبيرة.

9 - وتدارس الآباء كذلك أوضاع أبرشيات الانتشار وتقدمها ونموها وحاجات بعضها. فتوقفوا بنوع خاص عند أبرشية سيدة البشارة في ايبادان نيجيريا لأفريقيا الغربية والوسطى الناشئة والزيارة الرسولية في أفريقيا الجنوبية، وحاجات إكسرخوسية كولومبيا والبيرو والإكوادور، والزيارة الرسولية في اوروبا الغربية والشمالية مع قرار قسمتها إلى اثنتين، بعد أن أصبحت فرنسا أبرشية قائمة بذاتها. وأكدوا من جديد أن الحاجة إلى كهنة يخدمون الرسالات في هذه البلدان لا تزال ملحة لجمع أبناء الكنيسة المارونية المنتشرين فيها. وكذلك الحاجة إلى الدعم المادي من أجل إنشاء البنى الأساسية للخدمات الراعوية الضرورية.

لذا أوصى الآباء أن تضع الأبرشيات والرهبانيات في لبنان في سلم أولوياتها تنشئة متخصصة لبعض كهنتها ومكرسيها لإرسالهم للخدمة في بلدان الانتشار، وأن تعمل على تقديم المساعدات المادية للأبرشيات الناشئة وحيث تدعو الحاجة.

وإذ يقدر الآباء تنامي الدعوات في هذه الأبرشيات والمؤسسات والرعايا القائمة والناشئة، فإنهم يوجهون تحية تقدير لأبنائهم المنتشرين الذين نجحوا في أوطانهم الجديدة، ويدعونهم إلى تلبية نداء كنيستهم المستمر للتمسك بتراثها والتواصل معها ومع أوطانهم الأم ووطنهم الروحي لبنان حيث نشأت كنيستهم وحيث الجذور الروحانية ومزارات القديسين وشخص البطريرك والمؤسسة البطريركية.

ب. مكتب راعوية الشبيبة

10 - عرض منسق "مكتب راعوية الشبيبة" في الدائرة البطريركية في بكركي تقريره السنوي بعد نجاح الأيام العالمية للشبيبة المارونية في لبنان الصيف الماضي. وتوقف على تحضير الشبيبة المارونية للمشاركة في سينودس الأساقفة الخاص بالشبيبة الذي سيعقد في روما من 3 إلى 27 تشرين الأول 2018 تحت عنوان: "الشباب والإيمان وتمييز الدعوات" برئاسة قداسة البابا فرنسيس. ويعمل المكتب على تنظيم لقاء تحضيري في لبنان من 17 إلى 19 آب 2018 بمشاركة شبيبة من كل الأبرشيات المارونية.

شكر الآباء القيمين على هذا المكتب متمنين لهم النجاح في بناء مستقبل الكنيسة والوطن مع شبيبتنا الواعدة.

ج. مكتب راعوية الزواج والعائلة

11 - استمع الآباء إلى نشاط "مؤسسة البابا بولس السادس لدراسة تنظيم الولادات" بالوسائل الطبيعية غير الاصطناعية، في ضوء تعليم الرسالة العامة "الحياة البشرية" للطوباوي البابا بولس السادس. كما استمعوا إلى تقرير "مكتب راعوية الزواج والعائلة" في الدائرة البطريركية الذي يعنى بتطبيق تعاليم الكنيسة واتخاذ التدابير اللازمة للسهر على العائلة كي تبقى موحدة وتقوم بدورها ورسالتها الرياديين في بناء الإنسان والمجتمع والكنيسة. وهذا السهر يتطلب مرافقة محبة ومتأنية في كل مراحل نمو العائلة. وبعد خبرات طويلة ودراسات علمية موثقة، أنجز المكتب "الدليل الموحد لمركز الإصغاء والمرافقة المتخصصة" التي أثمرت نتائج إيجابية في حل مشاكل زوجية كثيرة وإعادة اللحمة إلى العائلات المتعثرة.

أثنى الآباء على عمل المؤسسة والمكتب والقيمين عليهما وشكروا الله على جهود الكثيرين من الكهنة والأزواج الذين يتنشأون في الجامعات ويضحون بوقتهم ويقدمون شهادة في عيش الحب في سر الزواج المقدس وفي تعزيز راعوية الزواج والعائلة ويضعون أنفسهم في خدمة أبرشياتهم للمرافقة والإصغاء وإجراء المصالحات.

ثالثا: الشأن الاجتماعي

12 - أمام الوضع الاقتصادي والاجتماعي المتدهور، يلتزم الآباء الوقوف إلى جانب أبنائهم وبناتهم، ولا سيما المحتاجين منهم، والسعي إلى تقديم المساعدات الممكنة عبر أبرشياتهم والمؤسسات الكنسية المختصة، قناعة منهم بواجب الأبوة الساهرة والمشاركة في تحمل وزر الأزمات المتراكمة. وقد توقفوا عند ما يلي:

أ. المدارس

13 - تداول الآباء موضوع المدارس الخاصة عامة والكاثوليكية بنوع خاص، والواقع التربوي في لبنان ولاسيما تداعيات القانون 46/2017 على الأسرة التربوية في ما يتعلق بموجبات سلسلة الرتب والرواتب والدرجات الست الاستثنائية. وهم يطالبون المسؤولين في الدولة، وبنوع خاص المجلس النيابي الجديد والحكومة العتيدة، القيام بواجبهم للعمل على إيجاد الحلول بما يمليه الدستور وما يلزم به مبدأ وحدة التشريع ووحدة التمويل وعدم وضع مكونات الأسرة التربوية في مواجهات مستمرة. كما يطالبون بحل هذه المشكلة الاجتماعية والثقافية، آخذين في الاعتبار هواجس المؤسسات التربوية، وإمكانيات الأهل، وإنصاف المعلمين، فتأتي الحلول لصالح مستقبل التربية وجودتها بحيث تساهم الدولة في تغطية أكلاف التعليم الخاص كما التعليم الرسمي، لكون الاثنين من المنفعة العامة على السواء.

ب. المستشفيات

14 - يجدد الآباء مطالبتهم الدولة بدفع ما يتوجب عليها من أموال للمستشفيات الخاصة في حينه، لكي تتمكن من القيام بواجباتها تجاه المرضى، وتحديث آلياتها من أجل تعزيز الصحة العامة. ويشيرون إلى أن الإعتمادات التي تخصصها وزارة الصحة للمستشفيات الخاصة والحكومية لطبابة المواطنين لا ترتكز على معايير موضوعية، مما أدى مع تعاقب الوزراء على مدى سنين عديدة إلى خلل في توزيع هذه الإعتمادات مع إجحاف واضح للمناطق ذات الأكثرية المسيحية. فيطالبون بعدم إخضاع تخصيص الإعتمادات لاستنسابية الوزير بل إلى معادلة مبنية على أسس علمية تؤمن الطبابة لجميع المواطنين بطريقة متساوية، وهذا ما حاول القيام به الوزير الحالي مشكورا، راجين أن يستمر هذا السعي من أجل خير الجميع، وتأمين خدمة أفضل للمرضى والصحة العامة.

د. المؤسسة البطريركية للإنماء الشامل

15- استمع الآباء إلى تقرير "المؤسسة البطريركية للإنماء الشامل" التي تعمل بتوجيه صاحب الغبطة البطريرك على دعم دور بكركي ورسالتها في تشجيع المشاريع الإنمائية وخلق فرص عمل لشبابنا من أجل استعادة الثقة بالدولة والثبات في الأرض والتطلع إلى مستقبل أفضل. وقد أعلنت المؤسسة عن تنظيم مؤتمر إقتصادي في لبنان في تشرين الثاني المقبل تدعو إليه بعض رجال الأعمال اللبنانيين والمستعدين للاستثمار فيه.

أثنى الآباء على عمل المؤسسة والقيمين عليها وشجعوهم على بذل المزيد من الجهود في سبيل المساهمة في خلق جو من الثقة.

ه. المؤسسة المارونية للانتشار

16- استمع الآباء إلى تقرير "المؤسسة المارونية للانتشار" يعرض إنجازات المؤسسة التي تهدف إلى مساعدة المنتشرين اللبنانيين على تسجيل وقوعاتهم الشخصية لدى السفارات والقنصليات واستعادة جنسيتهم اللبنانية. وقد فتحت لها مكاتب في بلدان عديدة من العالم بهدف تسهيل عملية التسجيل وإنجاز المعاملات اللازمة.

أثنى الآباء على جهود المؤسسة وجددوا ثقتهم بالقيمين والعاملين فيها ودعمهم لها في ما يتعلق بتقديم المساعدات الكنسية اللازمة.

رابعا، في الشأن الوطني

17 - يساند الآباء مسيرة فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في بناء الوحدة الوطنية، والسهر على حسن سير المؤسسات الدستورية، والعمل الدؤوب من أجل النهوض بلبنان، كيانا وشعبا ومؤسسات. وإنهم يطالبون، وتأكيدا لمواقف غبطة أبيهم البطريرك الأخيرة والمتكررة، بتأليف الحكومة الجديدة في أسرع ما يمكن بروح المسؤولية الوطنية، بعيدا عن حسابات المحاصصة الخاصة، حكومة قادرة على إجراء الإصلاحات التي يحتاجها الشعب وتطلبها الدول المانحة على مستوى الهيكليات والقطاعات، كشرط لنيل المساعدات المالية التي تقررت في مؤتمري روما وباريس من أجل النهوض الاقتصادي وتأمين فرص عمل للأجيال الطالعة.

كما يطالبون المسؤولين السياسيين بتوحيد الكلمة في العمل على عودة النازحين السوريين إلى وطنهم وأرضهم وبيوتهم وممتلكاتهم، وهذا حق لهم، ويطالبون المجتمع الدولي بمساعدتهم على ترميم بيوتهم. ومن الواجب تشجيعهم على العودة الكريمة الآمنة لا تخويفهم لأغراض سياسية.

ويطالبون كذلك بتصحيح مرسوم التجنيس الأخير الذي صدم اللبنانيين ومنح الجنسية اللبنانية لمجموعة من الأجانب من أصل غير لبناني فيما المراجعة دائمة لتطبيق ما أبطل مجلس شورى الدولة من مرسوم التجنيس الصادر سنة 1994 الذي أوقع خللا ديمغرافيا كبيرا في البلاد لم يُصحح بعد، وفيما تتكدس لدى وزارتي الخارجية والداخلية الآلاف من الملفات الخاصة بمنتشرين من أصل لبناني يطالبون باستعادة جنسيتهم اللبنانية، وهذا حقهم. ويناشدون فخامة رئيس الجمهورية الذي طلب التحقيق في المرسوم الأخير مطالبة المسؤولين المعنيين بتطبيق قرار مجلس شورى الدولة.

ويدعو الآباء جميع رجال السياسة والمسؤولين عن الشأن الوطني العام إلى بناء الثقة فيما بينهم بروح الميثاق الوطني وإلى العمل معا على القضاء على الفساد المستشري في الإدارات العامة، وإيقاف السرقات والرشوات، والحد من تقاسم المغانم في المشاريع العامة وفي التوزير والتوظيف وحشر المستشارين؛ وكل ذلك على حساب الشعب الذي بات يفتقر يوما بعد يوم وقد أصبح أكثر من 30 % منه تحت خط الفقر.

خاتمة

18 - في الختام يتقدم الآباء من إخوانهم المسلمين بأحر التهاني بعيد الفطر السعيد وبأصدق التمنيات للعيش الواحد في المحبة والسلام وفي بناء لبنان الرسالة.

ويتوجه الآباء إلى أبنائهم أينما وجدوا بالدعوة إلى عيش إيمانهم ورجائهم بالمسيح القائم من الموت والشهادة له بفرح بحياتهم اليومية حاملين رجاء جديدا للأجيال الطالعة. كما يحثونهم على التمسك بتراث كنيستهم وآبائهم وأجدادهم ويشاركونهم الصلاة والابتهال إلى الله بشفاعة والدة الإله مريم العذراء والقديسين شفعائنا من أجل إيقاف الحروب في الشرق الأوسط وإحلال السلام العادل والشامل والدائم وعودة جميع النازحين والمهجرين والمخطوفين إلى أرضهم وأوطانهم".

 

قاووق: المشروع الأميركي الصهيوني السعودي لا أفق له إلا الهزيمة

الجمعة 16 حزيران 2018 / وطنية - رأى عضو المجلس المركزي في "حزب الله" الشيخ نبيل قاووق أن "النظام السعودي، حول عيد المسلمين إلى مذبحة دموية مفتوحة في اليمن"، مشيرا إلى أن "السياسة السعودية ما زالت تمعن في مسار التآمر على شعوب منطقتنا، خصوصا على الشعب الفلسطيني ومقدساته وحقوقه"، مؤكدا أننا "كلنا أمل بقدرة شعوبنا الأبية المقاومة، على إسقاط المشروع الأميركي- الصهيوني- السعودي، الذي لا أفق له سوى الهزيمة". كلام قاووق جاء خلال زيارته منزل الشهيد الشيخ راغب حرب في بلدة جبشيت في قضاء النبطية، بمناسبة عيد الفطر السعيد، يرافقه وفد قيادي من "حزب الله" ضم عضو المجلس المركزي في الحزب الشيخ عبد الكريم عبيد مسؤول المنطقة الثانية علي ضعون وعدد من أعضاء قيادة منطقة الجنوب.