المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 61 حزيران/2018

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/newselias18/arabic.june16.18.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة
عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

أحِبُّوا بَعضُكُم بَعْضًا بقَلْبٍ طَاهِرٍ حُبًّا ثَابِتًا. فإِنَّكُم وُلِدْتُم وِلادَةً جَدِيدَة

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/القداح والمداح العكاظي هو ملعون حتى يوم القيامة

من جريدة السياسة الكويتية/بلاد فارس من قورش العظيم حتى خامنئي… هل تتغلب العنجهية على رجاحة العقل؟/يوسف أمين

الياس بجاني/السياسي اللبناني التاجر والثقافة الحربائية/إلياس بجاني/السياسة

الياس بجاني/في أسفل رابط مقالتي المنشورة اليوم في جريدة السياسة

حكام إيران… وقاحة واستكبار وإرهاب واحتلال/الياس بجاني/السياسة

الياس بجاني/قاسم سليماني يعرف اغنامه واغنامه تعرفه عز المعرفة

الياس بجاني/سجناء اطماعهم وعبدة مال ونفوذ

الياس بجاني/حكام إيران: وقاحة واستكبار وإرهاب واحتلال

 

عناوين الأخبار اللبنانية

الياس الزغبي: موقف دريان الحاسم ضد نهج التفرد بالسياسة الخارجية متقدم ويعبر عن نهج رئاسة الحكومة

الخارجية: ابلغنا السفارات الاجنبية المباشرة بتطبيق مبدأ المعاملة بالمثل

أسرار الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم الجمعة 15 حزيران 2018 (عيد الفطر السعيد) كل عام وأنتم بخير

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الجمعة في 15/6/2018

فوضية اللاجئين: غراندي أكد لباسيل إن موقف الأمم المتحدة عدم تشجيع عودة اللاجئين في هذه المرحلة إلا لمن يرغب وهذا ما وافق موقف الوزير

المجد لله…دايماً لله/ادمون الشدياق

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

الحريري ادى صلاة العيد الى جانب الملك سلمان

حمادة رداً على "الوطني الحر": إنه العهد الأكثر فشلاً منذ الإستقلال!

جنبلاط: العهد فاشل من اول لحظة... ورد عنيف من التيار

إسرائيل قصفت مسلحين شيعة تدعمهم إيران في سورية

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

اتفاق روسي إسرائيلي لتعزيز التنسيق بشأن الوضع السوري

بوتين ومحمد بن سلمان يتعهدان تطوير التعاون الثنائي وولي العهد السعودي التقى الرئيس السوداني وترأس الاجتماع الأول للهيئة الملكية لمكة قبل مغادرته إلى موسكو

أكبر بنك هندي يوقف مدفوعات النفط مع إيران

الصين تتوعد برد فوري إذا فرضت أميركا رسوماً جمركية على منتجاتها

جنوب أفريقيا: مقتل شخصين طعناً داخل مسجد... ومنفذ الهجوم والمهاجم واجه الشرطة بالسكين بينما كانت تحاول إقناعه بالاستسلام

باكستان تحذر من خطط {طالبان} و«داعش» لإفساد الانتخابات وحظرت حزباً سياسياً على صلة بهجمات مومباي

تراجع التراشق بين فرنسا وإيطاليا... وكونتي في باريس اليوم وتخوف فرنسي من «محور» رافض للهجرة داخل الاتحاد الأوروبي

واشنطن: «صفقة القرن» أميركية وعلى نتنياهو ألا ينسبها إلى نفسه ومصدر إسرائيلي قال إن الخطة لن تكون منحازة «بل عادلة ومتوازنة»

ألمانيا تصادق على استئجار {درون} إسرائيلية قتالية  نتنياهو هنأ حكومتها وبرلمانها على صفقة بمليار يورو

إجراءات أميركية جديدة ضد الأسد..ردّا على الانتهاكات

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة
من يتحمل مسؤوليات تصدع النظام اللبناني/رضوان السيد/الشرق الأوسط

مكان على القمة/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

السباق التركي/أمير طاهري/الشرق الأوسط

لكمات وكلمات ترمب ودي نيرو/مشاري الذايدي/الشرق الأوسط

هل العالم بحاجة إلى صفقة كبرى ثانية/بروك سذرلاند/الشرق الأوسط

لماذا يتجنب الاقتصاديون مناقشة اللامساواة/نوح سميث/الشرق الأوسط

عن جديد أوجاع السوريين في العيد/أكرم البني/الشرق الأوسط

سجادة إيرانية بين ترمب وكيم/نديم قطيش/الشرق الأوسط

من غرائب الحياة في جنوب العراق/خالد القشطيني/الشرق الأوسط

روسيا والعقدة الإيرانية في سورية/علي العبدالله/الحياة

 غابي عيسى: السفير القوي/علي منصور/صدى الوطن

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

قاووق: المشروع الأميركي الصهيوني السعودي لا أفق له إلا الهزيمة

جريصاتي: مريب هجومك على العهد يا وليد فور عودتك من المملكة

حمادة: هذا العهد الأكثر فشلا منذ الإستقلال وهذه الحكومة الأسوأ في تاريخ الحكومات

سلامه: مواقف جنبلاط ودريان وباسيل وجعجع من النازحين السوريين اعادونا نصف قرن الى الوراء

شيخ عقل الدروز في خطبة العيد: نحذر من أي قرارات تغرق الأداء السياسي بانعكاسات سلبية

حمد قبلان بخطبة العيد: لمواقف جريئة بمسألة النزوح السوري وقطع الطريق أمام خطط مفوضية الأمم المتحدة التوطينية المشبوهة

الشعار في خطبة عيد الفطر: الوضع خطير جدا ويحتاج إلى تعاون الكل

دريان في خطبة العيد: بدلا من التجنيس واتهام الدوليين على أصحاب المطالب والحصص التنازل عن أنانيتهم والتعاون مع الرئيس المكلف لانجاز التركيبة الوزارية

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية
أحِبُّوا بَعضُكُم بَعْضًا بقَلْبٍ طَاهِرٍ حُبًّا ثَابِتًا. فإِنَّكُم وُلِدْتُم وِلادَةً جَدِيدَة

رسالة القدّيس بطرس الأولى01/من22حتى25/"يا إخوَتِي، الآن، بَعْدَ أَنْ طَهَّرْتُم أَنْفُسَكُم بِالطَّاعَةِ لِلحَقّ، مِنْ أَجْلِ مَحَبَّةٍ أَخَوِيَّةٍ لا رِيَاءَ فِيهَا، أَحِبُّوا بَعضُكُم بَعْضًا بقَلْبٍ طَاهِرٍ حُبًّا ثَابِتًا. فإِنَّكُم وُلِدْتُم وِلادَةً جَدِيدَة، لا مِن زَرْعٍ فَاسِد، بَلْ مِنْ زَرْعٍ غَيرِ فَاسِد، بكَلِمَةِ اللهِ الحَيَّةِ البَاقيَة. فَالكِتَابُ يَقُول: «كُلُّ بَشَرٍ كَالعُشْب، وكُلُّ مَجْدِهِ كَزَهْرِ العُشْب. العُشْبُ قَد يَبِسَ والزَّهرُ قَد سَقَط. أَمَّا كلِمَةُ الرَّبِّ فَتَبْقَى إِلى الأَبَد». هذِهِ هِيَ الكَلِمَةُ الَّتي بُشِّرْتُم بِهَا.

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

القداح والمداح العكاظي هو ملعون حتى يوم القيامة

الياس بجاني/15 حزيران/18

لأن اللسان هو الكلمة ولأن الكلمة كانت منذ البدء وهي الله فإن من يستعملها مقابل أجر في القدح والمدح خدمة لصاحب شركة حزب اسخريوتي وتاجر وفاجر فهو ملعون حتى يوم القيامة.

 

من جريدة السياسة الكويتية/بلاد فارس من قورش العظيم حتى خامنئي… هل تتغلب العنجهية على رجاحة العقل؟/يوسف أمين/15 حزيران/18

http://al-seyassah.com/%D8%A8%D9%84%D8%A7%D8%AF-%D9%81%D8%A7%D8%B1%D8%B3-%D9%85%D9%86-%D9%82%D9%88%D8%B1%D8%B4-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B8%D9%8A%D9%85-%D8%AD%D8%AA%D9%89-%D8%AE%D8%A7%D9%85%D9%86%D8%A6%D9%8A-%D9%87%D9%84/

 

الياس بجاني/في أسفل رابط مقالتي المنشورة اليوم في جريدة السياسة

السياسي اللبناني التاجر والثقافة الحربائية/إلياس بجاني/السياسة/15 حزيران/18/اضغط هنا أو على الرابط في أسفل لقراءة المقالة

http://al-seyassah.com/%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%8A%D8%A7%D8%B3%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%84%D8%A8%D9%86%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%A7%D8%AC%D8%B1-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AB%D9%82%D8%A7%D9%81%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AD/

 

الياس بجاني/في أسفل رابط مقالتي المنشورة اليوم في جريدة السياسة

حكام إيران… وقاحة واستكبار وإرهاب واحتلال/الياس بجاني/السياسة/15 حزيران/18/اضغط هنا أو على الرابط في أسفل لقراءة المقالة

http://al-seyassah.com/%d8%ad%d9%83%d8%a7%d9%85-%d8%a5%d9%8a%d8%b1%d8%a7%d9%86-%d9%88%d9%82%d8%a7%d8%ad%d8%a9-%d9%88%d8%a7%d8%b3%d8%aa%d9%83%d8%a8%d8%a7%d8%b1-%d9%88%d8%a5%d8%b1%d9%87%d8%a7%d8%a8-%d9%88%d8%a7%d8%ad%d8%aa/

 

قاسم سليماني يعرف اغنامه واغنامه تعرفه عز المعرفة

الياس بجاني/14 حزيران/18

تباهي سليماني ب 74 نائباً تابعاً لحزب الله لم يكن اختراعاً ولا تجنيا لأن الرجل وصف حال قائم علماً أن كلامه لم يثير سوى ردود مخصية وذمية وخجولة من بعض ال 74 اياهم. عملياً الرجل يعرف اغنامه وهي تعرفه. .. مبروك "وافق شن طبقة".

 

سجناء اطماعهم وعبدة مال ونفوذ

الياس بجاني/13 حزيران/18

فالج لا تعالج ما دامت الخناقة ع الكراسي والحصص وع أوهام الأحجام ومن ضمن شروط صفقة التسوية الخطيئة من بعد فرط 14 آذار..كل السياسيين وأصحاب شركات الأحزاب ويعني كلون راكعين ومستسلمين وبدون رضا حزب الله والسوري والإيراني..زمن محل وبؤس وتخلي..

 

حكام إيران: وقاحة واستكبار وإرهاب واحتلال

الياس بجاني/13 حزيران/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/65275/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%AD%D9%83%D8%A7%D9%85-%D8%A5%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86-%D9%88%D9%82%D8%A7%D8%AD%D8%A9-%D9%88%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D9%83%D8%A8%D8%A7%D8%B1/

بداية فإن كل لبناني أياً يكن انتمائه المذهبي أو تبعيته السياسية ولا يقر ويعترف وعلناً ودون مواربة أو ذمية أو تكاذب بأن لبنان بلد فاقد لسيادته ولاستقلاله ولحرية قراره ومحتل بالكامل، وأن المحتل والغازي هو النظام الإيراني الملالوي بواسطة جيشه المحلي المسمى “كفراً” حزب الله، فهو مواطن جبان ومتخلي عن لبنانيته ويتعامى عن واقع الاحتلال الإيراني الإرهابي والقمعي والمذهبي، وشريك 100% مع المشروع الفارسي الإمبراطوري التوسعي المعادي والمناقض والرافض لكل ما هو لبناني من هوية وتاريخ وتعددية وتعايش وانفتاح وحريات وديمقراطية وحقوق بكل مندرجاتها.

كل لبناني ذمي أو وصولي أو مغرر به ويدعي باطلاً بأن حزب الله هو تنظيم لبناني، وأنه ومن النسيج المجتمعي للبنان نحيله فقط وفقط على نصوص خطابات الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الذي أكد مئات المرات ودن رتوش وعلناً وبوضح ليس فيه أي لبس بأن تنظيمه هو عسكر في جيش ولاية الفقيه وممول منه وتابع له ويلتزم بثقافته وبمفاهيمه الحياتية والجهادية كافة، ويعمل تحت مظلة قراراته وغب رؤيته وأهدافه المذهبية والوطنية والمعيشية، وطبقاً للمعايير التي يقررها الملالي بكل أطر وتفاصيل الحياة.

ومن لا يرى في كلام السيد نصرالله ما يكفي للتأكد من تبعية حزب الله المطلقة لنظام الملالي ومن براءة لبنان منه ومن براءته من كل ما هو لبناني نحيله إلى رزم التصريحات الإيرانية الرسمية لقادة كبار مدنيين وعسكريين ورجال دين هي عملياً مسلسل متواصل ولا ينتهي.. تصريحات وقحة واستعلائية ومهينة للبنان وللبنانيين ولكل العرب ودولهم وحكامهم وثقافتهم وتاريخهم حيث لا يمر أسبوع دون تصريح مستفز كتصريح قاسم سليماني الأخير الذي اعتبر فيه أن 74 نائباً في البرلمان اللبناني هم تابعون لحزب الله.

ومن يعود إلى الأرشيف الإيراني يجد المئات من التصريحات المتعالية والفجة من مثل أن إيران تسيطر على 5 أو 6 عواصم عربية وان لا شيء يتم في لبنان دون رضى وموافقة طهران والخ..

أما في الاستكبار الفارغ من أي محتوى والتباهي بقوة عسكرية مدمرة هي واقعاً وعملياً مجرد أوهام وأحلام يقظة، يتحفنا قادة إيران ومعهم المسؤولين في حزب الله بقدراتهم العسكرية الخيالية ويحددون كم بالدقيقة والثانية يحتاجون لتدمير إسرائيل وإزالتها من الوجود ولاحتلال دول عربية.. في حين أن الطائرات الإسرائيلية تسرح وتمرح في الأجواء الإيرانية وفوق قواعدهم في سوريا وتصطاد عسكرهم وأفراد ميليشياتهم دون مقاومة وتدمر مخازنهم في وضح النهار وهم لا يطلقون رصاصة واحدة ويكتفون فقط وفقط ببيانات كلامية عنترية لا قيمة ولا وزن ولا فاعلية لها.

أما شعارات نفاق ودجل تحرير فلسطين ودخولهم مدينة القدس فقد فضحها إجرامهم بحق الموطنين العرب في اليمن والعراق وسوريا والبحرين وكل دول الخليج العربي، وأيضاً في قطاع عزة.. فهم وراء كل الحروب والاضطرابات في الدول العربية كافة. أما طريق القدس الحقيقة فهم لا يعرفونها وليس من ضمن أهدافهم التوجه صوبها أو السير عليها بغير الخيال والأوهام الشعارات الكاذبة والمضللة.. ومن الأكيد الملموس في ثقافتهم فإن طريق القدس هي الطريق التي تقودهم إلى تدمير واحتلال الدول العربية كافة وسرقة ثرواتها وقهر وقتل شعوبها.

في الداخل الإيراني يُقهر الشعب بأبشع وسائل القمع والإرهاب ويُحرم من حقوقه واحتياجاته الأساسية، في حين أن الملالي وعسكرهم يصرفون المليارات على مشروع تصدير ثورتهم الجهادية، وعلى شراء وتصنيع الأسلحة المدمرة، وعلى تمويل ميلشيات ارهابية وتخريبية ومذهبية تمكنوا بواسطتها من اختراق العديد من الدول العربية واحتلال أجزاء من أراضيها… في مقدمها بلدنا الحبيب لبنان.. أما عن دورهم التخريبي والمدمر في سوريا واليمن والعراق وغزة فحدث ولا حرج.

وعلى المستوى العالمي فإن النظام الإيراني كما حزب الله وباقي ميليشياته فهم مصنفون على قوائم المجموعات الإرهابية ومتورطون بأعمال ارهابية خطيرة وكثيرة في العديد من الدول الأوربية والأميركية والعربية.

وهل بعد من حاجة للمزيد من القرائن والوقائع العملية والمعاشة على الأرض ليتأكد القاصي والداني بأن حزب الله إيراني الهوى والنوى وأن لا شيء لبناني فيه وأنه جيش إيراني يحتل لبنان ويأخذ طائفة بأكملها رهينة بالقوة؟

يبقى أن مصير المحتل دائماً ومهما طال الزمن أو قصر فهو الانكسار والهزيمة حيث يكون النصر في النهاية لأهل البلد المحتل، وبالتالي فإن مصير الاحتلال الإيراني للبنان لن يكون شواذاً عن هذه الحقيقة التاريخية…

أما قادة البلد المحتل المستسلمين للاحتلال والمتآمرين على شعوبهم فسلطتهم ونفوذهم كما ثرواتهم كلها تزول مع زوال الاحتلال..

ومن عنده آذان صاغية فليسمع ويتعظ قبل فوات الأوان.

*عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

الياس الزغبي: موقف دريان الحاسم ضد نهج التفرد بالسياسة الخارجية متقدم ويعبر عن نهج رئاسة الحكومة

الجمعة 15 حزيران 2018 /وطنية - رأى عضو قيادة "قوى 14 آذار" الياس الزغبي، في تصريح، أن "موقف سماحة مفتي الجمهورية عبد اللطيف دريان الواضح والحاسم ضد نهج التفرد بالسياسة الخارجية سيؤدي إلى إعادة خلط الأوراق، خصوصا أنه موقف متقدم وليس رأيا شخصيا أو عابرا، بل يعبر عن نهج رئاسة الحكومة والشرخ المستجد بينها وبين تيار العهد". وقال: "إن التهور الذي طبع السياسة الخارجية بعد الزلات الداخلية في الآونة الأخيرة من شأنه التأثير سلبا على التفاهمات أو التسويات، ولم يعد مستبعدا ان يلجأ تيار العهد إلى طلب سترة نجاة من "القوات اللبنانية" كما فعل سابقا، وإلى التقرب مجددا من الرئيس نبيه بري وحزب الله، وهذا سينعكس مزيدا من التعقيد في مسار تشكيل الحكومة".

 

الخارجية: ابلغنا السفارات الاجنبية المباشرة بتطبيق مبدأ المعاملة بالمثل

الجمعة 15 حزيران 2018 /وطنية - تعلن وزارة الخارجية والمغتربين انه "إستنادا إلى مبدأ المعاملة بالمثل الذي يقع في صلب الاتفاقات الدولية حول الحصانات والامتيازات الممنوحة لممثلي الدول، فقد أبلغت سائر السفارات الأجنبية المعتمدة في لبنان مباشرتها التطبيق الدقيق لهذا المبدأ لدى فتحها لصالون الشرف في مطار رفيق الحريري الدولي أمام الوفود الرسمية الأجنبية ورؤساء البعثات المعتمدين في لبنان، بحيث لا يمنح هذا الإمتياز إلا لفئات محددة من رسميي الدول التي تبادل نفس الفئات الرسمية اللبنانية المعاملة ذاتها لدى زيارة بلادها. أما الشخصيات الرسمية التي لا تبادل دولها لبنان المجاملة نفسها، فسيتعين على سفارات بلادها إتباع الإجراءات الخاصة بفتح صالون الشرف لقاء بدل مالي".

 

أسرار الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم الجمعة 15 حزيران 2018 (عيد الفطر السعيد) كل عام وأنتم بخير

البناء:

خفايا:

لفتت مصادر سياسية إلى أن أزمة النازحين السوريين إلى لبنان آخذة في التفاعل محلياً ودوليا بعدما باتت هذه المسألة في طليعة اهتمامات المسؤولين اللبنانيين الذين يثيرونها في العواصم الكبرى التي يزورونها في هذه الآونة وذلك، بحسب المصادر، خشية القيادات اللبنانية من استخدام دول معادية للمقاومة، بعض النازحين لإحداث خضات أمنية تهز الاستقرار الداخلي.

كواليس:

قالت مصادر عسكرية متابعة للمعارك الدائرة حول مدينة الحُدَيْدة في اليمن إن الإمارات وبريطانيا تتوليان قيادة الحرب هناك. وإن الرهان الذي تخوضانه عنوانه استسلام سياسي لأنصار الله وليس الاقتحام البري الذي يخشى أن يكون مكلفاً بوجود الأفخاخ المنصوبة من ألغام وعبوات إضافة لصواريخ الكورنيت التي ظهرت في معارك سابقة ما قد يحول الاقتحام إلى مجزرة للمهاجمين، بينما القصف المدمّر قد يدفع أنصار الله إلى التفاوض على دخول الأمم المتحدة وخروجهم بالمقابل من الحُدَيْدة. وقدّرت المصادر منح الرهان فرصة عطلة العيد ليكون الفشل أو النجاح مطلع الأسبوع.

الجمهورية: أسرار

يتردّد أن اتفاقاً جرى خلال الإنتخابات النيابية هو الذي يُملي على فريق حزبي المطالبة بمقعد وزاري لشخصية من خارج طائفة الحزب.

إحتجّ سفير دولة غربية لدى جهة رسمية على خبر نُشر في وسائل إعلامية يخص بلاده إعتبره غير ذات صدقيّة.

إتخذ أحد الأحزاب إجراءات طرد بحق أحد كوادره نتيجة قيامه بعمليات تهريب وصفقات مشبوهة.

اللواء:

أسرار:

يجزم دبلوماسي غربي ان الاشتباك الحاصل حول ملف النازحين، سيؤثر على رزمة المساعدات الدولية، سواء عبر الدول المانحة أو مقررات "سيدر". استأثرت تصريحات مرجع كبير باهتمام أوساط لبنانية ودبلوماسية لجهة المخاض الحكومي، والاسئلة التي تتضمن أجوبة! تجري اتصالات بعيدة عن الأضواء بين حزبين متباعدين، لتسهيل مقايضة في حقائب، تحتاج إلى طرف ثالث؟!

المستقبل:

يقال:

إن الديبلوماسيين الذين زاروا رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أمس تمنوا على السلطات اللبنانية العمل على وقف اتهام المجتمع الدولي بالسعي الى توطين النازحين السوريين في لبنان لأنه اتهام غير صحيح وغير واقعي.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الجمعة في 15/6/2018

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

في انتظار الأسبوع المقبل، حيث تعود الحرارة إلى الملفات الداخلية، وفي طليعتها تشكيل الحكومة، مع عودة الرئيس سعد الحريري من السعودية التي توجه إليها أمس وأدى صلاة العيد إلى جانب العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، خرق عطلة عيد الفطر السعيد تقاذف الردود السياسية حول ملف النازحين، بين "الحزب التقدمي الاشتراكي" و"التيار الوطني الحر"، على خلفية أداء وزارة الخارجية.

ملف النازحين حضر في عظات العيد، فسأل المفتي دريان الذي أم المصلين في مسجد محمد الأمين، كيف يقرر فرد أو طرف في مسألة خطيرة كالنازحين، وكأنه لم يعد هناك حكومة لديها سياسة واحدة في الداخل والخارج.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

فطر سعيد. أجواء عطلة العيد سرت في شرايين المشهد السياسي الداخلي، وبردت معظم ملفاته الساخنة والمترنحة، فلم يهل مثلا هلال التشكيلة الحكومية، ولم يسجل أي إختراق ملموس على هذه الجبهة.

غير أن جبهة أخرى فتحت بحيث لم تسر مفاعيل العطلة عليها، فانفلتت حرب سياسية- إعلامية شعواء بين "الحزب التقدمي الإشتراكي" و"التيار الوطني الحر". تغريدة "تويترية" لوليد جنبلاط بحجم إتهام العهد بالفشل من أول لحظة، كانت كفيلة بتفجير موجة سجالات حادة، اشترك فيها وزراء ونواب ومحازبون لكلا الطرفين، واستخدمت فيها تعابير قاسية.

بعض من رد على جنبلاط، توقف عند توقيت موقفه، رابطا بين مهاجمة العهد وزيارة رئيس الحزب "التقدمي" للسعودية.

ولأن السعودية بالسعودية تذكر، فإن الرئيس المكلف سعد الحريري الذي انتقل من روسيا إلى المملكة لم يعلن عن أي لقاء له فيها حتى الآن مع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، الذي كانت قد جمعته معه صورة "سلفي" في موسكو إلى جانب فلاديمير بوتين، على هامش إنطلاقة مونديال 2018.

لكن الحريري رصد بين الجموع التي شاركت صباح اليوم في صلاة العيد بمكة المكرمة، في حضور الملك سلمان.

وفي لبنان خطب العيد تطرقت إلى الكثير من العناوين، واسترعى الإنتباه إنتقاد مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان من تفرد بمسألة خطيرة كالنازحين وكأنه ما عاد هناك حكومة.

وإلى الخطر الدائم في البوابة الجنوبية الذي نبه منه الرئيس نبيه بري. رئيس المجلس حذر من أن لبنان سيتعامل بالنار مع أي بناء إسرائيلي على أرضه، وأكد أن الخلاف ليس فقط على البلوك (9) بل إن الخلاف أوسع على البلوك (8).

الرئيس بري عرض صورة مراحل التفاوض الذي أجراه مع الأميركيين والأمم المتحدة منذ خمس سنوات، قائلا إننا ننتظر الرد على إقتراحاتنا ولكن لا جديد حتى الآن.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"

فطر سعيد كل عام وأنتم بخير. احتفل العالم الاسلامي في أول أيام عيد الفطر السعيد، وأدى الرئيس المكلف سعد الحريري صلاة العيد في المسجد الحرام بمكة المكرمة، إلى جانب خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وعدد كبير من الأمراء والمسؤولين السعوديين وحشد من المصلين.

وفي لبنان، أطلق مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان سلسلة مواقف في خطبة العيد، قائلا: بدلا من التجنيس واتهام الدوليين، على أصحاب المطالب والحصص التنازل عن أنانيتهم، والتعاون مع رئيس الحكومة المكلف، من أجل إنجاز التركيبة الوزارية، ولا يفيدنا في شيء زيادة الخصوم والأعداء في كل يوم، سواء أكانوا عربا أم دوليين.

سياسيا أيضا برزت حرب كلامية بين "اللقاء الديمقراطي" و"التيار الوطني الحر"، على خلفية تغريدة اطلقها رئيس "الحزب الاشتراكي" وليد جنبلاط انتقد فيها العهد، قبل ان تشتعل مواقع نواب تكتل "لبنان القوي" بهجوم عنيف على جنبلاط، استدعى ردا مماثلا من نوابه.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

كل عام وأنتم بالف خير. من وحي المعركة الأزلية بين الخير والشر التي تبدأ من داخل المرء وما يعنيه الصيام، إلى مقارعة قوى الشر، تحدث الامام السيد علي الخامنئي في خطبة عيد الفطر السعيد، وبشرى للصائمين الصابرين المناضلين بأن مصير هذه القوى في منطقتنا هو الفشل، مهما أنفقوا من أموال، لم تحصل الولايات المتحدة الأميركية على شيء برغم أنها دفعت سبعة تريليون دولار، يؤكد الامام الخامنئي.

فهل سيلاقي العدوان على اليمن ومليارات الذهب الأسود المصير ذاته؟.

قائد حركة "أنصار الله" يؤكد أن حرب الساحل ومحاولة احتلال "الحديدة"، هدف استراتيجي لاسرائيل وقوى الاستعمار، قبل ان يكون هدفا لأدواتهم من الامارات والسعودية، فالصهاينة لا يتحملون وجود الجيش واللجان على سواحل البحر الأحمر، المرابطون الذي يرفعون شعار أعيادنا جبهاتنا.

وفي قطاع غزة، كان الشعار "أعيادنا في مخيمات العودة"، الفلسطينيون أدوا الصلاة على الأرض الشاهدة على سقوط عشرات الشهداء وآلاف الجرحى بنيران الاحتلال. وعهد ووعد أنهم لن يحيدوا عن جادة العودة إلى فلسطين.

في لبنان، دعوة بأن يعود المسؤولون إلى جادة الصواب، كاد العيد أن يمر بسلام لولا وابل التغريدات على خط المختارة- بعبدا. هجوم "اشتراكي" على العهد من باب النازحين السورين، ورد مركز من التيار العوني ذهب إلى حد القول إن كلام جنبلاط جاء بأمر عمليات سعودي، فيما كان الرئيس بري يحذر من خطر حقيقي، مشكلتنا مع كيان الاحتلال في البحر أوسع من البلوك تسعة، أما في البر، وفي حال أقدمت إسرائيل على بناء الجدار على أي قطعة من أرضنا، فسيصار إلى التعامل معه بالنار، يؤكد الرئيس بري.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

في عيد الفطر السعيد، تصوروا لو أن اللبنانيين استيقظوا على عيدية من نوع آخر، كأن يفاجئ وليد جنبلاط نفسه قبل الآخرين مثلا، فيغرد قائلا: "إن عهد ميشال عون ناجح من أول لحظة".

تخيلوا حينها، رد فعل الناس: البعض كان بادر فورا إلى التكرار: حقا، "كلن يعني كلن". ميشال عون كالآخرين. بعض ثان، كان قال: ميشال عون باع المهجرين. نسي المهجر والمهجر، وبينهما الصندوق الشهير، ومعهما مليون ونصف مليون نازح سوري وأكثر، كبدت مأساتهم اقتصادنا الوطني خسائر بمليارات الدولارات. بعض ثالث، كان علق: الكلام على التوازن العائد إلى الجبل ذهب أدراج الرياح، وكان مجرد شعار للصرف الانتخابي، والنتيجة أنهم "دافنين الشيخ زنكي سوا".

لكن، بما أن العيدية الجنبلاطية جاءت في الاتجاه الآخر، فلنسأل معا عن السبب: هل هو شعور مستجد بالإنسانية، حضر اليوم تجاه النازحين السوريين الأشقاء، بعدما غاب أمس عن أبناء الوطن الواحد، لا بل الجبل الواحد، والبلدات والقرى الواحدة؟.

هل هو سعي إلى توريط دولة شقيقة في شأن داخلي كتشكيل الحكومة أو سواه، بعدما وقت التغريدة إثر زيارة إليها، وصفها بالممتازة؟.

هل ضاق ذرعا بالعودة السياسية المحققة إلى الجبل، وبالعودة الاقتصادية والإنمائية والإدارية المرتقبة إليه، حيث فاز نواب بأصوات الناس والمكونات، وبلا "منية وتربيح جميلة"؟.

هل هي مجرد فكرة العودة تقض المضجع، ولو كانت هذه المرة تعني نازحين سوريين، لا مهجرين لبنانيين؟.

هل مجرد ذكر الأجراس، ولو كانت أجراس عودة نازحين أشقاء إلى بلادهم، يعذب الضمير، ويذكر بأجراس سرقت، وعيش مشترك سحل، ومصالحة يريدها مجرد إسم للائحة في الانتخابات؟.

هل هو إمعان في الإقصاء، وإصرار على الاحتكار، وتمسك بالإلغاء؟.

هل أصابه الملل في تلك البعقة من العالم حيث يسوح، متغنيا بطبيعة، دمرها في بلده، فقرر أن يتسلى بالناس؟.

أسئلة كثيرة، وأجوبة أكثر. أما الواقع، فواحد فقط لا غير: الزمن تبدل، والشعارات الفضفاضة لا تبدل في واقع الحال: الميليشيات المدنية التي فتكت بالدولة منذ الطائف، عهدها انتهى، تماما كما ولى عهد الميليشيات العسكرية.

أما الأحجام المنفوخة التي نفسها قانون الانتخاب الجديد، فلن تعيد نفخها تغريدة من هنا، أو غشاوة جديدة أمام العين من هناك.

وعيدية وليد جنبلاط الفعلية، التي وصف فيها العهد بالفاشل، فعلامة مضيئة في سجل الرئيس القوي، ووسام شرف يعلق على صدره. أفلم يقل الشاعر يوما: "وإذا أتتك مذمتي من ناقص، فهي الشهادة لي بأني كامل؟".

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

فطرسعيد، لكن السياسة في العيد لم تكن في عطلة، فالنائب السابق وليد جنبلاط، غرد على "تويتر" من بعد، معتبرا أن المصيبة في عهد فاشل من أول لحظة.

التغريدة المباشرة ضد العهد، أشعلت جبهة كلامية وحرب مواقف بين أركان "الحزب التقدمي الإشتراكي" من جهة، وبين أركان "التيار الوطني الحر" من جهة ثانية. وهو سجال ستتواصل تردداته في الأيام المقبلة، ما يعقد أكثر فأكثر مهمة الرئيس الحريري على صعيد تشكيل الحكومة، وقد يجعلها شبه مستحيلة.

والواضح أن مرحلة ما بعد التغريدة الجنبلاطية لن تكون كما قبلها، فعهد الرئيس عون يتعرض للمرة الأولى لإنتقاد مباشر وقاس من زعيم سياسي أساسي، ما يؤشر إلى ان فترة السماح التي تعطى لكل عهد في بدايته قد سقطت.

والأخطر أن التغريدة الجنبلاطية تأتي في ظل تعقيدات محلية كبيرة، وفي ظل تحولات إقليمية، فهل استشعر رادار جنبلاط ما يحصل، وقرر سيد المختارة القيام بعملية تموضع جديدة بعد زيارة المملكة العربية السعودية، أم أن كل ما يحصل هو مجرد رد جنبلاطي على محاولة الوزير باسيل الدخول إلى البيت الدرزي، عبر السعي إلى توزير النائب طلال إرسلان؟.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

فطر سعيد.

منذ خمسة أيام، وتحديدا في الحادي عشر من هذا الشهر، غرد النائب السابق وليد جنبلاط من النروج، فكتب: "في الوقت الحاضر وبما ان هناك بعضا من الوقت الضائع وبعيدا عن الخلطة الوزارية فلقد قررت قضاء بعض الوقت في رحاب شمال اوروبا"، هذه التغريدة جعلت الجميع يضعون أيديهم في مياه باردة على خلفية أن عطلة عيد الفطر ستمر بأقل منسوب من السياسة والتوتر، فالنائب جنبلاط استشعر عدم سرعة في التأليف، والرئيس المكلف كان يستعد للسفر إلى موسكو لحضور افتتاح المونديال. في المقابل كانت الحماوة تتركز على موضوع النازحين والتباين بين الموقف اللبناني، من الرئيس عون إلى الوزير جنبلاط، وموقف المفوضية العليا لشؤون اللاجئين الذي يلقى تفهما من بعض الداخل.

عند هذا الحد ملأ جنبلاط ما سماه الوقت الضائع بصاروخ سياسي عابر للقارات، إنطلق من إحدى مناطق النروج ليصيب قصر بعبدا. جنبلاط انتقد المطالبات بعودة النازحين إلى سوريا فغرد كاتبا: "يطالبون بتسليمهم إلى الجلاد بحجة تحميلهم سوء الأحوال، ومصيبتنا في عهد فاشل من أول لحظة...".

أحدث هذا الصاروخ السياسي دويا هائلا، وردات فعل من معظم نواب كتلة "لبنان القوي" ومن وزراء الرئيس والتيار في حكومة تصريف الأعمال. ما استدعى ردا من نواب "اللقاء الديموقراطي" على نواب التكتل، ولعل أبرزها ما جاء على لسان النائب زياد أسود الذي خاطب جنبلاط قائلا: "هذا العهد يلملم ما تبقى من شرف فقد على أياديكم".

وتباعا ارتفعت وتيرة الهجاء المتبادل إلى درجة أن النائب وائل أبو فاعور استخدم مصطلحات تستعمل في وصف أصوات الخنازير وأصوات الببغاء، فقال: "ما بين الصئي منكم والأشخوب"، أي ما بين صوت الخنزير وصوت الببغاء، قدركم يا جوقة القاق، أي أصوات النعام، أن تبقى رؤوسكم تحت الرمل.

إذا كانت حفلة الهجاء هذه شرارتها تغريدة، فإن خلفيتها على ما يبدو هي معركة الاستيزار: جنبلاط يريد الحصة الوزارية الدرزية، أي ثلاثة وزارء، كاملة، فيما العهد يريد إسناد حقيبة للنائب طلال ارسلان... تبادل الهجاء اليوم يعمق الشرخ ولا يضيقه.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

اندلعت حرب الجبل بسلاح التغريدات والبيانات الثقيلة، وضغط التيار على الزر النيابي فسجل ردودا عنيفة على رئيس "الحزب التقدمي" وليد جنبلاط، الذي بادر إلى نعت العهد بالفاشل من أول لحظة، ولم يبق نائب على صمته، حيث تضرجت التصريحات بالدماء والقبور ومآثر الحرب والتهجير، والاتهام بالخيانة والفساد والارتهان، وإلى آخر الأوصاف ذات الصلة، نزل إلى ساحة الوغى نواب وشخصيات حزبية من الطرفين، ودخل على طرف النزاع الوزير طلال أرسلان بقوة إسناد للعهد في وجه جنبلاط.

أما أكثر الردود ربطا بالسياسة، فكانت لوزير العدل سليم جريصاتي، حيث سأل جنبلاط: لماذا تريد توريط المملكة بالإيحاء بأنك تنفذ أمر عمليات فاشلا بالذخيرة الخضراء ضد عهد أصبح سيده خارج مرماك ومرمى أزلامك. ونصح جريصاتي زعيم "التقدمي" بالعودة إلى أرشيف عام 1997، حيث سيجد هناك وصفا مناسبا أسداه العماد ميشال عون. ولدى ضربة بحث في التاريخ الحديث عن الوصف العوني، جرى العثور على منشور من زمن الغربة يفند فيه جنرال المنفى شخصية زعيم الجبل الذي يرتشي بحجة أنه "مزنوق" ويمسك بدفاتر حسابات مزدوجة وهو واحد من حيتان المال، له علاقات مميزة مع سوريا التي ينعم بحمايتها، ينكر ما يقول ثم يقبل بما تنكر له، يعارض صباحا، يبارك ظهرا، وينحني مساء.

وإذا كانت لغة التسعينيات أقرب إلى الفهم بمعزل عن التفهم، فإن مفردات عام 2018، أعادها النائب وائل أبو فاعور إلى العصر الأموي، مستخدما في رده على "التيار" عبارات لا شك في أنها دخلت المعاجم والطلامس لتبيان معانيها، ولم يستخدمها قبله إلا الفرزدق وجرير، ومنها: الصئي والأشخوب وجوقة القاق. وقال وائل بن أبي ربيعة لمنتقدي جنبلاط: إن رؤوسكم تحت الرمل، وقدر وليد جنبلاط أن يبقى علو الصقير.

تحت هذا الوابل من الرصاص الكلامي الحي. هل تشكل حكومات؟، وهل يدفع بالتأليف إلى التعطيل؟. فصراع العهد و"الاشتراكي"، مضافا إليه نزاع المفوضية وتمايز "القوات"، معطوفا على رسائل وزير المال علي حسن خليل إلى الدول المعنية بعدم قبول اعتماد السفراء الفخريين قبل الحصول على توقيعه، كل ذلك يضع التأليف عند مفارق طرق ويهدد بتمديد فترة تصريف الأعمال إلى أن يقضي الله أمرا كان مفعولا.

وقد صلى الرئيس سعد الحريري اليوم في مكة المكرمة صلاة العيد، إلى جانب الملك سلمان بن عبد العزيز. لكن إذا بقيت السجالات على ما هي عليه، فقد تدفع بالحريري إلى الطواف سبعا حول الكعبة الشريفة من خارج زمن موسم الحج، طلبا لهداية المسؤولين اللبنانيين الذين أصيبوا بعوارض استعادة الحرب، وكان أغلب الاعتقاد أن زمن المونديال سوف يلهي المسؤولين عن معاركهم، لكنهم اتخذوا من كأس العالم فرصة لتسجيل الأهداف واللعب على الكلام وتسديد ضربات الجزاء. أما الجمهور فهو على حاله: مجرد متفرج، وكل يصفق لفريقه.

 

فوضية اللاجئين: غراندي أكد لباسيل إن موقف الأمم المتحدة عدم تشجيع عودة اللاجئين في هذه المرحلة إلا لمن يرغب وهذا ما وافق موقف الوزير

الجمعة 15 حزيران 2018 /وطنية - وزعت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، بيانا، حول لقاء المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي ووزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل، في جنيف أمس، جاء فيه:

"التقى المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي أمس وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، في مقر المفوضية في جنيف. وخلال الاجتماع، أعرب السيد غراندي عن امتنانه للوزير جبران باسيل، لزيارته خلال فترة وجوده في سويسرا، لعرض وجهة نظره.

وأعاد المفوض السامي تأكيد موقف المفوضية بأن العودة الطوعية هي دائما أفضل حل لأي أزمة لجوء، وكذلك الخيار المفضل للاجئين، عندما تسمح الظروف بذلك. وشدد على الأهمية التي تعلقها المفوضية على تهيئة الظروف لتمكين جميع اللاجئين من العودة بأمان وكرامة.

وأشار إلى أن فرق المفوضية في سوريا، تساهم بنشاط في هذه الجهود، وتعمل مع السلطات المختصة داخل وخارج سوريا، من أجل إزالة العقبات التي تحول دون العودة. وأعرب السيد غراندي عن أمله، الذي يعبر عنه اللاجئون أيضا، في أن تكون العودة ممكنة قريبا.

في غضون ذلك، أكد المفوض السامي للوزير أنه في ضوء الوضع المعقد على الأرض، فإن موقف الأمم المتحدة عدم تشجيع العودة في هذه المرحلة. وهذا ما وافق موقف الوزير، على أن تشجيع العودة ليس ما هو مطلوب من الأمم المتحدة. في حين أكد المفوض السامي أيضا أن المفوضية لا تعارض عودة أولئك الذين يرغبون في العودة إلى الوطن الآن. وستواصل تقديم معلومات موضوعية وواقعية للاجئين ومساعدتهم في الحصول على الوثائق المطلوبة قبل مغادرتهم. وأوضح المفوض السامي للوزير، أن أي تقارير عن تحيز أو تخويف من قبل المفوضية، ليست صحيحة على الإطلاق. وقال المفوض السامي فيليبو غراندي: أنا سعيد لأن الوزير أعرب عن رغبته في التعاون والعمل في عدد من القضايا المعقدة، وسيواصل فريقي في لبنان، الذي أثق به بالكامل، العمل مع جميع نظرائه الحكوميين بما في ذلك وزارة الخارجية كما كان الوضع وما زال حتى الآن.

وأعرب المفوض السامي عن ثقته في أن التعاون الدائم بين لبنان ومفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين سيستمر، وأنه ملتزم بمواصلة دعوة المجتمع الدولي بقوة لدعم استضافة لبنان السخية للاجئين".

 

المجد لله…دايماً لله

ادمون الشدياق/15 حزيران/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/65354/%D8%A7%D8%AF%D9%85%D9%88%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%AF%D9%8A%D8%A7%D9%82-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AC%D8%AF-%D9%84%D9%84%D9%87%D8%AF%D8%A7%D9%8A%D9%85%D8%A7%D9%8B-%D9%84%D9%84%D9%87/

بعد كل حروب ومآسي لبنان ودماء الشهداء والاحتلالات وعقود الهيمنة الغريبة، متى سيتعلم اللبناني بأنه من الأهمية بمكان ومن الجوهري ان يبدأ بتفصيل الزعيم على مقاس قضيته المقدسة والثابتة والامتناع عن تفصيل قضيته على مقاس الزعيم الذي يلتزم به.

انا افهم أن يتغير التكتيك أو الاستراتيجية عند زعيم، ولكن ان تتغير الاهداف 180 درجة ونبقى على ولائنا له رابطين بذلك مصيرنا ومصيروطننا به فذلك والله يتنافى مع أي شرط من شروط الارادة الحرة والوطنية الحقة المجردة إلا من الولاء للوطن وقضية الوطن وحدها.

أنا افهم أن الشعوب تحتاج دائماً إلى شخصية غير إعتيادية تتطلع إليها وتسبغ على أعمالها صفة البطولة لترتفع معها إلى مرتبة أسمى من واقعها المعاش، ولكن ليس من صفات البطولة بشيء ان نستغل العمل البطولي كرهينة عندما تتعرض مصالحنا للتهديد وبذلك يصبح العمل المميز والبطولي سلاحاً مصوّباً الى صدر المجموعة التي من أجل بقائها تم العمل.

عندها ينقلب العمل البطولي سلعة مقايضة ويصبح البطل خاطفاً صغيراً مبتزاً تحتقره قوافل الشهداء التي قدمت التضحية القصوى بدون أن تطلب أي منة أو جائزة أو منصب.

أنا افهم أن تاريخ لبنان هو تاريخ سياسي بامتياز منذ فجر التاريخ ذاته. وهو تاريخ في كثير من الاحيان لم يكن اللبناني أو الحاكم اللبناني يتحكم به بل تتحكم به القوة الخارجية التي كانت تسيطر على منطقة تواجده، ولكن في كل حقبات التاريخ كان للبناني دائماً ردة فعل تنبع من عنفوان شخصيته وكرامته التي كانت دائماً اكبر واعظم من أي خضوع داخلي لزعمائه أو أي سيطرة خارجية تتحكم بالمنطقة، ولنا بمقاومة صيدا لجحافل الفرس ومقاومة صور للاسكندر وعامية انطلياس وبطولات المقاومة اللبنانية منذ سنة 1975 في حرب الأخرين على وطننا والتي تتوجت بثورة الأرز في 14 أذار 2005 بعضاً من أمثلة على ما نقول.

نعم أنا افهم ضغوط الانتماء الحزبي والانجراف العقائدي ومنطلقات الولاء للقائد والزعيم والرئيس ولكن هذه كلها هي روابط “لا تقاوم” طالما مصلحة الوطن ترفرف كالبيرق فوق المسيرة التي يتقدمها هذا القائد والزعيم والرئيس.

ولكن بالله عليكم أفهموني أين مصلحة الوطن في حرق لبنان على رؤوس أبنائه بحروب أعترف حزب الله الذي شنها بأن العدو الاسرائيلي كان يتمناها ويحضر لها.

أين مصلحة الوطن في أن نقدم الشهداء لنخرج الجيش السوري المحتل من ارضنا ومن ثم نتطوع شخصياً للتحالف مع رموز وعملاء سوريا ونعمل لتحقيق أهداف سوريا وغرف مخابراتها في لبنان واعطائها صكوك براءة الذمة كلما تنفسنا.

وزيادة على ذلك نعمل على تمكين الهيمنة الايرانية لتربض سعيدة على صدر وطننا وبذلك نكون استبدلنا هيمنة واحدة بهيمنتين.

أين مصلحة الوطن في أن نقاوم النظام السوري لعقود لأنه اضطهد اهلنا وقتل اطفالنا واغتصب نسائنا وخرب اقتصادنا وشجع الفساد والافساد وقوض مؤسساتنا وعندما يثور الشعب السوري وينقض على هذا النظام ليتخلص من نيره وبذلك يعطي وطننا فرصة للتخلص وللأبد من طغيان هذا النظام الذي وان ترك لبنان ما زال يربض على صدره ويتحكم بمفاصله، نحارب هذا الشعب الذي عانا كما عانينا ونغطي جرائم هذا النظام القاتل بسبب ورقة تفاهم ارخص من الحبر الذي كتب عليها ونتناسى بذلك دماء وعظام الشهداء وصرخات الثكالى والايتام وبذلك وبكل وقاحة نبدي مصلحتنا على مصلحة شعبنا ووطننا ونتنكر لتاريخنا.

أين مصلحة الوطن في أن ننادي يومياً بالاصلاح الاقتصادي وبتحسين مستوى المعيشة وبوجوب تخفيض الدين العام ومن ثم نعمل على ضرب الدورة الاقتصادية لسنين طوال كما حصل في الماضي كتعطيل الوسط التجاري وسائر مرافق الوطن وعرقلة وتعطيل كل استحقاق نيابي وحكومي ورئاسي وشل البلد عند كل منعطف اساسي واضعين حصتنا من الجبنة في الميزان مقابل مصلحة القضية والشعب والوطن.

أين مصلحة الوطن في أن ننادي بالشفافية والصدق ومن ثم نزور الحقائق والصور والوثائق للتعمية على وخداع من ندعي بأننا نناضل من اجلهم وبالتالي نشق المجتمعات ونحرش الاخوة وتأتي عن يدنا الشكوك.

أين مصلحة الوطن في أن ننادي بالحرية والديمقراطية ومن ثم نسمح بقطع الطرقات واجتياح المناطق بالسلاح وسيوف الثبور وعظائم الأمور، كلما تهياء لنا بأن غبرة الكفار مست عباءة السيد الآلهي وحزبه وحساسية الاستيذ وربعه.

أين مصلحة الوطن في أن ننادي بوحدة لبنان وأرضه وشعبه وقد قسمناه مربعات أمنية حزبلهاوية ومن ثم نحاول نفسياً عزل الشمال عن الجبل، والجبل عن بيروت، وبيروت عن الجنوب وكذلك عزل البقاع عن سائر اجزاء الوطن ونرفع اصبع التحذير القاسماوي الشهير أن فتح الدونيون عَزل السلاح عقورهم دفاعاً عن وحدة لبنان كما يفهمونها ويفهمها كل بشري غير حزبلهي على وجه المعمورة.

أن مصلحة الوطن العظمى هي في ان نكون صادقين مع أنفسنا وصادقين أمام دماء شهادئنا وصادقين مع وطننا وان يكون اللبناني خاصة صادق مع قادته وزعمائه وبالتالي يقول لهم الحقيقة حتى لا يقعوا ويوقعوه في التجربة.

شيء خطير ان لا يعرف الانسان عدوه فيدفعه هذا الجهل، في لحظة حماس، للفخر بالتقرب من هذا العدو، ولمساعدة هذا العدو، ولتمهيد الطريق لهيمنة هذا العدو، ولكن الاخطر أن يتجاهل الانسان تاريخه وتاريخ مجتمعه وتاريخ وطنه ويبيعهم بحفنة من الوعود، لم تجلب على مجتمعه وعلى الوطن سوى الحروب والمأسي والخراب، وأن يدعي الدفاع عن قضاياهم وبعد ذلك يسلم رقابهم ومقاليدهم للفرس والعجم.

أو أن يبيع الانسان تاريخه وتاريخ مجتمعه وتاريخ وطنه ويتحالف مع زمر نظام البعث الذي قتل شعبه واحتل أرضه ودنس مقدساته واغتصب استقلال لبنان طمعاً “بكرسي” تجرد مع الايام بسبب الطمع والانبطاحية وتأليه الذات من أي قيمة او وزن او صلاحية.

نعم من الخطير جداً أن يتمسك الانسان وبغطرسة بمقولة "أنا أو لا أحد" وكأنه اصبح عامود السما وأطلس لبنان وبالتالي اصبح اكبر من الوطن وسبب وجوده وبدونه تقع السماء على الارض.

على كل تاجر سياسة وقضايا اوطان أن يرجع إلى نفسه ويتذكر ويتعظ بثلاث حقائق:

أولاً – أن تاريخ لبنان وشعبه يعود إلى اكثر من سبعة آلاف من السنين وأن لبنان استمر وبقي حتى اليوم بدون الارتكاز على "عواميد السما"، ولم يتحكم بهذا التاريخ لا فرعون ولا امبراطور ولا قيصر ولا جنرال، ولا قام على اسياد وعبيد وسخرة التابعين وعرق المستلحقين. لا بل كان تاريخ لبنان هو التاريخ الوحيد الذي طبعه الانسان العادي، الصادق، المجتهد ،الحر،المتنور بفكره وبطابعه.

ولذلك لم يترك لأحفاده اهرامات ولا زكورات ولا جنائن معلقة ليخلد اسماء أسياده، لأنه كان سيد نفسه.

لا بل ترك لنا فقط علم ومعرفة وانفتاح ولهذا كانت عظمة لبنان نابعة من انه مهد الحضارة وناشرها وخزان العلوم ومانح الابجدية.

ثانياً – اللبنانيون الاقحاح عامة والمسيحيون خاصة وخلال حقبات التاريخ كلها لم يمروا بصعوبة أو تحدي أو اضطهاد إلا وخرجوا منه أقوى وأصلب ونَمُو نمّو شجرة الأرز وصمدوا صمودها.

فهم ينمون مع التحدي ويكبرون به.

وبالاحرى على كل سياسي مستزعم أن يقبل التحدي معهم حتى النهاية، ولا يعقد الصفقات المشبوهة، ولا يوقع ورقات التفاهم الملغومة، ولا يسوق للاحتلالات وانظمة الهيمنة ويتناغم معها،

ولا يقوم بزيارات لبس العباءات الأسدية ضارباً بعرض الحائط شعور أهالي الشهداء وبذلك يكون كبر بمجتمعه وكبروا هم معه.

ثالثاً – ليعلم المتباكون على حقوق المسيحيين وهم يستجدون وبذمية حماية حلف الاقليات طمعاً بأمجاد الحكم وكراسي النيابة والوزارة والرئاسة، بأن المسيحي في لبنان كان يبداء سلامه ب "المجد لله" وكان دائماً يتلقى الجواب نفسه "دايماً لله" ومن هنا نبع صموده وتكونت قوة شكيمته وترسخ ايمانه المطلق بتاريخه وحاضره ومستقبله، لأنه يعرف ويؤمن إيمان مطلق وقاطع وحقيقي بأن لا مجد سوى لله، ولا مجد وقوة وانتصار إلا مع الله وبظل صليبه حتى نهاية العالم.

فلنتذكر ونتعظ ونمجد اسم الله القدوس.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

الحريري ادى صلاة العيد الى جانب الملك سلمان

ليبانون فايلز/15 حزيران/18/أدى الرئيس المكلف سعد الحريري صلاة عيد الفطر صباح اليوم في المسجد الحرام بمكة المكرمة، إلى جانب خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وعدد كبير من الأمراء والمسؤولين السعوديين وحشد من المصلين.

 

حمادة رداً على "الوطني الحر": إنه العهد الأكثر فشلاً منذ الإستقلال!

ليبانون فايلز/15 حزيران/18/رد وزير التربية والتعليم العالي مروان حمادة عبر جريدة “الأنبـاء” على التيار الوطني الحر، قائلاً: “منذ الأسابيع الأولى بمشاركتي في الحكومة، بعد الإنفراد بعدم التصويت للعماد ميشال عون في تشرين الأول 2016 وشعوري بأن عملية إسقاط إتفاق الطائف وضرب علاقات لبنان العربية قد انطلقت، أستطيع أن اصف في أول تجربة هذا العهد بالأكثر فشلاً منذ الإستقلال وهذه الحكومة بإنجازاتها الفضائحية بالأسوأ في تاريخ الحكومات”. أضاف حمادة: “والأفظع في هذه المرحلة أن بعض زملاءنا قرروا الإستفادة من الوقت الضائع بعد الإستحقاق الإنتخابي لتمرير ما تبقى من صفقات كهربائية وموبقات تجيشية واستعمال المزور أحياناً في محاضر مجلس الوزراء”.

 

جنبلاط: العهد فاشل من اول لحظة... ورد عنيف من التيار!

ليبانون فايلز/15 حزيران/18/رداً على تغريدة رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط التي نعت فيها العهد بأنه فاشل من أول لحظة، حيث قال: "‏اما المهجرون في الارض فلا عيد لهم ولا راحة .يلاحقهم الموت في البحار وفي الصحاري تجار البشر. يهربون من الظلم والحروب من اجل حياة احسن فاذا بجدران الكراهية والعنصرية ترتفع في كل مكان، وفي لبنان يطالبون بتسليمهم الى الجلاد بحجة تحميلهم سوء الاحوال ومصيبتنا في عهد فاشل من اول لحظة".

قال وزير الطاقة والمياه في حكومة تصريف الاعمال سيزار ابي خليل: "أنجز هذا العهد بسنة واحدة ما لم تنجزه كل العهود التي كنتم من اركانها.. يشهد اللبنانيون على فشلكم و فسادكم في كل الملفات التي استلمتموها...قدرنا والتزامنا ان نصلح ما افسدتم".

أما وزير الاقتصاد في حكومة تصريف الاعمال رائد خوري فسأل:" هل يدفع وليد بيك من جيبه الكبيرة اذا انهار الاقتصاد من جراء عبء النزوح؟".

واعتبر النائب الياس بوصعب أنه:"من يبوح بكلام عنصري تجاه أبناء وطنه يفقد المصداقية عندما يدّعي الدفاع عن حقوق النازحين من باب العنصريّة، وكلامه ذاته تجاه كل العهود هو من باب هذه العنصرية".

واستغرب النائب فريد البستاني ما ورد في تغريدة جنبلاط، وقال: "هل العهد فاشل لانه يريد اعادة هؤلاء الى مناطق امنة، وهل العهد فاشل لان شعبنا مهاجر بسبب ضيق العيش في لبنان وعدم توفر فرص العمل، وهل العهد فاشل لان لبنان يعيش تجربة سابقة مريرة تجلت في وجود اكثر من 500 الف فلسطيني وما يزالون. وهل العهد فاشل لانه يريد الحفاظ على بلده ومواطنيه واقتصاده الذي هو على شفير الافلاس".

واضاف البستاني: "ليس العهد من يسلم هؤلاء الى الجلاد، بل العالم الذي يرفض المساعدة وتامين العودة الامنة لهم. والعهد الذي يصفه جنبلاط بالفاشل هو من حقق الانجازات التي اصبحت معلومة للجميع، انطلاقا من اقرار قانون النسبية واجراء الانتخابات النيابية وتحويل لبنان الى دولة نفطية واقرار الموازنات بعد توقف اكثر من 10 سنوات والتشكيلات القضائية والادارية وغيرها الكثير، ويبدو ان جنبلاط يغرد خارج سربه وان العراقيل التي يحاول وضعها امام العهد لن تجديه نفعا".

وشدد النائب ادكار معلوف (ادي) عبر "تويتر"على أن لا وصف العهد بالفاشل ولا المتاجرة بالنازحين السوريين سيغيران واقع ان كتلة من 9 نواب لن يكون لها اكثر من حجمها الطبيعي في التشكيلة الحكومية المقبلة. وأضاف: "ساعة تخلي جديدة تسمم اجواء العيد، تعودنا... بعد فترة بيجي الاعتذار، الله يسامح".

ورأى النائب السابق أمل ابو زيد أنه وكما يبدو أن ذهاب جنبلاط الى شمال اوروبا ومراقبته الخلطة الوزارية التي تثير غضبه خلط عليه الامور، وبدل أن يترك اللبنانيين يعيّدون بمحبة وسلام صبيحة هذا العيد، أحب أن يفطروا على تغريدات مسمومة. وأضاف: "جنبلاط يتكلم عن جدران العنصرية والكراهية وهو الذي كان سبّاقاً في رفعها منذ ما قبل الطائف".

أما النائب روجيه عازار فقال: "لا جلاد الا من يمارس سياسة التخويف ولا فاشل إلا من يرضخ لامر واقع مهين لشعبين ولبلدين".

ورد النائب جورج عطالله: "نعم هو عهد فشل السارقين وقطاع الطرق الذين أينعت رؤوسهم وحان وقت قطافها".

وقال النائب سيمون ابي رميا: تاريخنا مشرّف وإنجازاتنا تشهد لنا ويقول المثل اذا ابتليتم بالمعاصي فاستتروا"، وتابع: "أبي راميا: بما أنّ العهد فاشل بنظر وليد بك اقترح الا يشارك احد من اتباعه في الحكومة القادمة كي لا يكون شريكاً في الفشل".

ورد النائب العميد أنطوان بانو على كلام جنبلاط وقال: "نظام الأسد أكيد دموي في حقنا، وأنت كنت الشريك معه بسفك دمائنا وتهجير أهلنا واستباحة وطننا. كفى تكاذبا وخداعا في نهار العيد. تذكر النازحين من أبناء الجبل الذين هجرتهم، وانت الخبير في إراقة دماء معارضيك من أبناء بني معروف والكثيرين من أبناء الوطن".

وفي تغريدة له على حسابه عللى "تويتر"، قال النائب نقولا صحناوي: "الفاشل هو من يرى في الخيانة خيار وحيد للاستمرار، والخائن هو من يتآمر مع الخارج ضد شعبه ووطنه. وليد بيك، عد الى لبنانيتك، الى شعبك واهلك، فالعهد القوي للبنان القوي باق مهما كثر الاعداء ومهما علا شأن ازلامهم".

اما النائب سليم عون ففنّد تغريدة جنبلاط، وقال: "مصّر وليد بك بأن يذكرنا بماضيه، فإستعمل بتغريدة واحدة المفردات التالية: المهجرون، الموت، تجار البشر، الظلم، الحروب، الكراهية، العنصرية، الجلاد، سوء الاحوال، المصائب والفشل".

وردّ النائب حكمت ديب، فقال: "طمّني جنبلاط إذا قال أسود يعني بالحقيقة أبيض "العهد فشل" يعني بالحقيقة العهد ماشي في الطريق الصحيح".

 

إسرائيل قصفت مسلحين شيعة تدعمهم إيران في سورية

 الحياة/15 حزيران/18/كشف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، أمس، أن تل أبيب هاجمت مقاتلين شيعة مدعومين من إيران في سورية، معتبراً أن مثل هذا العمل قد يساعد في وقف موجة نزوح جماعي للاجئين السوريين السنة إلى أوروبا.

وكشف مسؤولون إسرائيليون من قبل عن شن عشرات الضربات الجوية في سورية، لمنع ما يشتبه بأنها عمليات نقل أسلحة إلى مقاتلي «حزب الله» اللبناني أو إلى قوات إيرانية. لكن نادراً ما كشف هؤلاء عن تفاصيل بشأن العمليات أو تحدثوا عن استهداف مقاتلين غير لبنانيين. واتهم نتانياهو إيران بجلب 80 ألف مقاتل شيعي من دول مثل باكستان وأفغانستان، لشن هجمات ضد إسرائيل ونشر المذهب الشيعي بين الغالبية السنية في سورية. وتساعد طهران دمشق في مواجهة مقاتلي المعارضة في الحرب المستمرة منذ سبع سنوات. وقال نتانياهو في كلمة أمام منتدى أمني دولي: «إنها توليفة لإعادة إشعال حرب أهلية أخرى، أو ما يجب أن أصفه بالأحرى بحرب عقائدية أو دينية، قد يؤدي اندلاعها إلى دفع ملايين آخرين للذهاب إلى أوروبا وهكذا... وسيؤدي ذلك إلى اضطراب وإرهاب لا نهاية لهما في الكثير جداً من الدول».

وأضاف: «من الواضح أننا لن نسمح لهم بتحقيق ذلك. سنحاربهم. بمنعنا ذلك، وقيامنا بقصف قواعد هؤلاء المقاتلين الشيعة، فإننا نساعد أيضاً على ضمان أمن دولكم وأمن العالم».ولم يخض نتانياهو في تفاصيل. وأدى الصراع السوري إلى نزوح نصف السكان تقريبا الذين كان عددهم قبل الحرب 22 مليوناً، وتمكن مئات الآلاف من اللاجئين في الوصول إلى أوروبا.

وبموجب اتفاقات توصل إليها نظام الرئيس السوري بشار الأسد في الآونة الأخيرة مع مسلحين سنة بالأساس، غادرت فصائل المعارضة المسلحة مناطق حوصرت طويلاً في مقابل خروج سكان شيعة من قرى محاصرة.

وتقول المعارضة السياسية السورية إن الاتفاقات تهدف إلى إحداث تغيير قسري في التركيبة السكانية وتتعمد إبعاد خصوم الأسد من المدن الرئيسة غرب سورية. وتقول حكومة دمشق إن الاتفاقات تسمح لها باستعادة السيطرة على المدن المدمرة وإعادة الخدمات إليها. وأنهى الجيش الإسرائيلي أمس مناورات في الجولان المحتل للفرقة 319 احتياط، لـ «اختبار قدراتها على الانتقال من حالة الروتين الى حالة الطوارئ، وعلى تجنيد وتركيز الموارد البشرية، وتطبيق الإجراءات الحربية».

وكان جرى استدعاء آلاف جنود الاحتياط، في إطار التمرين، الذين حضروا إلى القواعد العسكرية للقيام بالتمرين، بالإضافة إلى ذلك استكملت الفرقة المناورة بتدريب بنيران حية.

وقال قائد الفرقة، العميد نداف لوطن: «أنهت الفرقة اليوم تمريناً مفاجئاً هاماً جداً، في إطاره تم اختبار جاهزيتها وإدارة قدراتها. والفرقة تلائم نفسها للتهديدات وتدرّب قوات الاحتياط وفقا لذلك. هذا التمرين يثبت أن جهاز الاحتياط يعمل بأفضليّة كبيرة، وهذه خطوة إضافية للحفاظ على جاهزيته وقدراته».

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

اتفاق روسي إسرائيلي لتعزيز التنسيق بشأن الوضع السوري

العرب/16 حزيران/18Lموسكو- اتفق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على مزيد تعزيز التنسيق بشأن سوريا مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال مكالمة هاتفية. وقال الكرملين إن بوتين ونتنياهو ناقشا الجهود المشتركة لضمان الأمن في المنطقة الحدودية بين سوريا وإسرائيل. وربط مراقبون المكالمة الهاتفية بين الطرفين وما كشفته مصادر سياسية في تل أبيب بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين دعا إسرائيل إلى ضبط نفس، وتمتنع عن قصف أهداف أو تنفيذ أي غارات في الأراضي السورية، تزامنا مع منافسات كأس العالم في موسكو. في المقابل، نفى الكرملين وجود أي مساع روسية لمواجهة تصعيد ميداني في سوريا، خلال فترة استضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم. وقال الناطق الرئاسي ديمتري بيسكوف، إن سياسة بلاده ثابتة حيال ضرورة تثبيت وقف النار، وقال إن دعوات التهدئة في سوريا تهدف إلى تفادي زعزعة الوضع الهش أصلا في هذا البلد. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي في وقت سابق إن إسرائيل هاجمت مقاتلين مدعومين من إيران في سوريا، معتبرا أن مثل هذا العمل قد يساعد في وقف موجة نزوح جماعي للاجئين السوريين إلى أوروبا. كما كشف مسؤولون إسرائيليون من قبل عن شن عشرات الضربات الجوية في سوريا، لمنع عمليات نقل أسلحة إلى "حزب الله" اللبناني، أو نشر قوات إيرانية. واتهم نتنياهو إيران بجلب 80 ألف مقاتل، من دول مثل باكستان وأفغانستان، لشن هجمات ضد إسرائيل. وقالت مصادر سياسية إسرائيلية إن ديوان نتنياهو استهجن التوجه إليه بطلب بوقف قصف مواقع إيرانية في سوريا، في وقت يوجد فيه خطر بأن تستغل إيران وقف العمليات لنقل أسلحة إلى "حزب الله" في لبنان، أو تعزيز وجودها العسكري في سوريا. ويرفض نتنياهو وقف أي عمليات تستهدف منع تعزيز التواجد العسكري الإيراني في سوريا، وكشفت مصادر عسكرية في تل أبيب أن سلاح الجو الإسرائيلي عمليات قصف حربي، مؤخرا، على مقرات عسكرية إيرانية في سوريا. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي خلال مؤتمر دولي لوزراء الداخلية التأم في تل أبيب، إن "إيران ما زالت تسعى للتموضع العسكري وتعزيز نفوذها في سوريا". وكشف أن إيران تحاول تحويل سوريا إلى مستعمرة معلنة.

 

بوتين ومحمد بن سلمان يتعهدان تطوير التعاون الثنائي وولي العهد السعودي التقى الرئيس السوداني وترأس الاجتماع الأول للهيئة الملكية لمكة قبل مغادرته إلى موسكو

موسكو: رائد جبر مكة المكرمة: «/الشرق الأوسط/15 حزيران/18»/أكد الأمير محمد بن سلمان ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع السعودي حرص بلاده على مواصلة تطوير التعاون مع روسيا في جميع المجالات، وقال خلال لقائه أمس الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن الخطوات المشتركة التي قام بها البلدان انعكست بشكل إيجابي على أسواق النفط، وعادت بالخير على العالم أجمع. وكان الأمير محمد بن سلمان وصل إلى العاصمة الروسية موسكو، يوم أمس، استجابة للدعوة المقدمة له من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لحضور حفل افتتاح بطولة كأس العالم الحادية والعشرين ومباراة المنتخبين السعودي والروسي، إثر صدور توجيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وفقاً لما نقله بيان من الديوان الملكي بثته وكالة الأنباء السعودية (واس). وعقد الأمير محمد بن سلمان محادثات موسعة مع بوتين تناولت ملفات العلاقة الثنائية والمسائل الدولية الملِحَّة، وركز الطرفان في مستهل الحديث على مباراة منتخبي البلدين في افتتاح بطولة العالم بكرة القدم التي حضرها ولي العهد مع عدد من الزعماء والشخصيات العالمية التي شاركت في مراسم افتتاح البطولة التي تستضيفها روسيا للمرة الأولى في تاريخها. ورغم أن المحادثات ركزت على ملفات العلاقة الثنائية والتعاون في المجالات المختلفة، فإن الحدث الرياضي الكبير كان حاضراً في عبارات الترحيب بولي العهد في بداية اللقاء، إذ أشار بوتين إلى أنه «على الرغم من الرغبة الكبيرة في مواصلة تعزيز علاقاتنا، وأنتم تعلمون درجة الود الذي نكنه لكم، لكن أعتقد أنك تتفهمني جيداً، لأنني لا أستطيع أن أتمنى النجاح لمنتخبكم في مباراة اليوم»، مشيراً إلى الترحيب بحضور الأمير محمد بن سلمان مراسم افتتاح البطولة والمباراة التي جمعت منتخبي روسيا والسعودية. وأضاف الرئيس الروسي أن بلاده تشاطر السعودية موقفاً مشتركاً في الدعوة إلى الرياضة النزيهة والشفافة والجميلة، مشيراً إلى أنه «في أي حال من الأحوال سنستمتع اليوم معك بمشاهدة احترافية لأداء رياضيينا».

ورد الأمير محمد بن سلمان على الإشارة بتأكيد أنه «أيّاً كانت نتيجة مباراة اليوم، سنكون راضين لأننا نحقق نجاحات في مجالات مختلفة بفضل عملنا المشترك». وأضاف: «حتى في حال خسارتنا، سنعود إلى بلادنا برأسمال تفاوضي سياسي واقتصادي، وفوزنا في المباراة سيكون إضافة إيجابية إلى الإنجازات التي سنحققها». وفِي مستهلِّ المفاوضات، شدد بوتين على حرص بلاده على مواصلة العمل المشترك في الاتجاهات المختلفة. وهنأ الرئيس الروسي ولي العهد السعودي بمناسبة حلول عيد الفطر المبارك. وأضاف أن روسيا تتذكر جيداً زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز إلى موسكو، و«أرجو منك أن تنقل له أطيب تمنياتنا. تلك الزيارة أعطت دفعة جيدة لتطوير العلاقات الثنائية بيننا، وهي حقّاً تتطور بفعالية في مجالي السياسة والتعاون الاقتصادي. وهناك عمل كبير يجب علينا القيام به لاحقاً، لكنه بات من الواضح الآن أن تعاوننا فعال جدّاً ومفيد بالنسبة إلى كل من المملكة العربية السعودية والاتحاد الروسي».

من جانبه، أكد الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي رغبة بلاده بمواصلة التعاون مع روسيا في المجالات المختلفة، خصوصاً في مجال السياسات النفطية، مضيفاً أن «التعاون بين البلدين في مجال النفط عاد بالخير على العالم أجمع». وأوضح أن روسيا والسعودية «قطعتا شوطاً كبيراً في تطوير العلاقات الثنائية في جميع المجالات: السياسية والاقتصادية والصناعية والنفطية، وأعتقد أن مثل هذا العمل المثمر يمكن أن يقينا من الأخطار الكثيرة التي تتربص بنا، لذلك أرى أن العالم كله قد استفاد من هذا التعاون». وأشار ولي العهد إلى أن استقرار أسعار النفط في الأسواق كان عاملاً في استقرار الاقتصاد العالمي ككل، ودعا الأمير محمد بن سلمان، الرئيس بوتين، للمشاركة في قمة الدول المشاركة في اتفاق «أوبك+»، المزمع عقده في الرياض. وستجتمع الدول المشاركة في «أوبك+» بقيادة روسيا والسعودية يومي 22 و23 يونيو (حزيران) لبحث الاتفاق، الذي ينتهي بنهاية العام الحالي، القاضي بخفض الإنتاج بواقع 1.8 مليون برميل في اليوم. إلى ذلك، أفاد وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك بأن موسكو والرياض متفقتان على ضرورة قيام الدول المشاركة في الاتفاق النفطي «أوبك+» بزيادة إنتاج الخام تدريجيّاً خوفاً من إحداث هزات في الأسواق.

ولم يكشف الوزير الروسي عن موعد زيادة الإنتاج، لكنه اكتفى بالقول إن أحجام وشروط زيادة الإنتاج لا تزال قيد المناقشة. وجاء حديث الوزير الروسي في ختام محادثات أجراها مع نظيره السعودي خالد الفالح، الذي يزور موسكو ضمن الوفد المرافق لولي العهد.

في السياق، قررت السعودية المشاركة في مشروع بناء أكبر مدينة ذكية في روسيا تحت عنوان «مشروع توشينو»، وفي إطار ذلك ستقوم المملكة باستثمار قرابة 100 مليون دولار وفقاً لإعلان صندوقَي الاستثمارات المباشرة الروسي والاستثمارات العامة السعودي، وتم التوصل إلى هذا الاتفاق على هامش زيارة ولي العهد إلى روسيا. وأفاد بيان صادر عن الصندوق الروسي بأن «الصندوق السيادي السعودي سينضم إلى (كونسورتيوم) المستثمرين، الذي يضم صندوق الاستثمارات المباشرة الروسي وصندوق الاستثمار الروسي - الصيني، للمشاركة في مشروع التنمية المتكاملة لأراضي مطار توشينو السابق في شمال غربي موسكو».

ومن المتوقَّع أن يصل إجمالي الاستثمارات في إطار هذا المشروع إلى قرابة 90 مليار روبل (ما يعادل نحو 1.45 مليار دولار،) ويخطط الكونسورتيوم وشريكه الاستراتيجي شركة «فيست» القابضة تطوير المشروع ليكون نموذجاً في استخدام أحدث التقنيات المتطورة.

وإثر مغادرة الأمير محمد بن سلمان لروسيا، بعث ببرقية شكر للرئيس فلاديمير بوتين على ما لقيه والوفد المرافق له من حسن استقبال، مشيراً إلى أن المباحثات المشتركة التي جرت بينهما أمس أكدت على متانة العلاقات بين البلدين، والرغبة المشتركة في تعزيزها في المجالات كافة، والعمل على استمرار التنسيق والتشاور حول القضايا ذات الاهتمام المشترك، بما يخدم مصالح البلدين والشعبين، في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز والرئيس فلاديمير بوتين.

يُشار إلى أن الأمير محمد بن سلمان وصل، صباح أمس، إلى موسكو، وكان في استقباله رئيس مراسم الدولة في روسيا إيغور بوغداشوف، والمبعوث الخاص للرئيس الروسي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف، ورئيس لجنة العلاقات الدولية في مجلس الدوما ليونيد سلوتيكي، ورئيس خدمات إقامة السلك الدبلوماسي غيورغي كوزنيتسكوف، والمدير العام المباشر للصندوق الروسي للاستثمار المباشر كبريل ديمترييف، وسفير خادم الحرمين الشريفين لدى روسيا الدكتور رائد قرملي، والملحق العسكري السعودي في روسيا العميد ركن محمد المطيري وعدد من المسؤولين.

وكان الأمير محمد بن سلمان، وقبل مغادرته إلى روسيا التقى الرئيس السوداني عمر حسن البشير، وجرى خلال اللقاء استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين، وسبل تطويرها في مختلف المجالات، بالإضافة إلى مستجدات الأحداث في المنطقة، كما رأس ولي العهد مجلس إدارة الهيئة الملكية لمدينة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، وتم خلال الاجتماع مناقشة الأهداف الاستراتيجية للهيئة ضمن «رؤية 2030»، وسبل تطوير مدينة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، بما يتناسب مع قدسيتها ومكانتها، والارتقاء بالخدمات المقدمة لضيوف بيت الله الحرام من الحجاج والمعتمرين والزوار، كما تم بحث المراحل الرئيسية لتأسيس الهيئة، وأبرز أهداف كل مرحلة بما يكفل سرعة الإنجاز وتحقيق التطلعات المرجوة، وقرر مجلس إدارة الهيئة الملكية لمدينة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة تعيين المهندس عبد الرحمن بن فاروق عداس رئيساً تنفيذياً للهيئة. في حين أصدر الأمير محمد بن سلمان توجيهه بتخصيص هدايا عينية، ومبلغ 50 ألف ريال لكل أسرة من أسر الشهداء والمفقودين والمحتجزين والمصابين بعجز كلي من منسوبي القطاعات الأمنية التابعة لوزارة الداخلية.

 

أكبر بنك هندي يوقف مدفوعات النفط مع إيران

نيودلهي: «/الشرق الأوسط/15 حزيران/18»/أعلن المدير المالي لمؤسسة النفط الهندية يوم الجمعة، أن واردات الخام الهندية من إيران ستتأثر سلبا من نهاية أغسطس (آب)، بعد أن أخطر بنك الدولة الهندي شركات التكرير أنه لن يتعامل مع المدفوعات المتعلقة بالنفط القادم من إيران اعتباراً من نوفمبر (تشرين الثاني). تأتي تلك الخطوة من البنك الهندي الذي تسيطر عليه الدولة، بعد أن انسحب الرئيس الأميركي دونالد ترمب من الاتفاق النووي العالمي مع إيران في الثامن من مايو (أيار)، قائلاً إنه سيعيد فرض عقوبات في غضون 180 يوماً. وتستخدم شركات التكرير المحلية بنك الدولة، أكبر بنوك البلاد، والبنك الأوروبي الإيراني الذي مقره ألمانيا لسداد مقابل مشتريات النفط الإيراني باليورو. وتعتزم ريلاينس إندستريز الهندية، مالكة أكبر مجمع تكرير في العالم، التوقف عن استيراد النفط من إيران في حين بدأت «نايارا إنرجي»، التابعة لـ«روسنفت» الروسية، خفض مشترياتها من الشهري الحالي، حسبما تقول مصادر. وكانت الهند، أكبر مشترٍ للنفط الإيراني بعد الصين، من بين دول قليلة واصلت التجارة مع طهران خلال جولة عقوبات سابقة. لكنها خفضت وارداتها من الخام لنيل استثناء من العقوبات الأميركية. ويبدأ سريان بعض العقوبات بعد فترة «إنهاء تدريجي» مدتها 90 يوماً تنتهي في السادس من أغسطس، وتدخل البقية حيز التنفيذ، ومن أهمها تلك المرتبطة بقطاع النفط، بعد فترة 180 يوماً تنتهي في الرابع من نوفمبر.

 

الصين تتوعد برد فوري إذا فرضت أميركا رسوماً جمركية على منتجاتها

بكين: «/الشرق الأوسط/15 حزيران/18»/أعربت بكين اليوم (الجمعة) عن استعدادها لاتخاذ إجراءات «فورية» للرد في حال فرض رسوم جمركية أميركية، بينما تستعد إدارة الرئيس دونالد ترمب للكشف عن لائحة برسوم عقابية تستهدف منتجات صينية؛ ما يلوح بشبه حرب تجارية بين العملاقين الاقتصاديين. وقال جينغ شوانغ، المتحدث باسم وزارة الخارجية في مؤتمر صحافي «إذا تبنت الولايات المتحدة إجراءات حمائية أحادية الجانب تضر بالمصالح الصينية فسنرد على الفور بالإجراءات الضرورية لحماية حقوقنا ومصالحنا الشرعية بشكل حازم». وتكشف الإدارة الأميركية، الجمعة، لائحة نهائية بالمنتجات الصينية التي يمكن أن تفرض عليها رسوماً جمركية عقابية. وكتبت صحيفة «وول ستريت جورنال»، إن الرئيس الأميركي دونالد ترمب وافق على اللائحة مساء الخميس بعد اجتماع في البيت الأبيض مع مستشاريه التجاريين وخصوصاً مسؤولين من وزارة التجارة والخزانة.وكان ترمب أعلن في مارس (آذار)، أن بلاده ستفرض رسوماً جمركية بنسبة 25 في المائة على ما قيمته 50 مليار دولار من الواردات الصينية مع التركيز على قطاعات تعتبرها تحويلاً لملكية فكرية. ولوّح ترمب بعدها بزيادة لائحة المنتجات المستهدفة إلى ما قيمته مائة مليار دولار، لكنه لم يتخذ إجراءات ملموسة حتى الآن.

 

جنوب أفريقيا: مقتل شخصين طعناً داخل مسجد... ومنفذ الهجوم والمهاجم واجه الشرطة بالسكين بينما كانت تحاول إقناعه بالاستسلام

مالزبري (جنوب أفريقيا): «/الشرق الأوسط/15 حزيران/18»/قُتل شخصان في هجوم بالسكين في وقت مبكر أمس داخل مسجد في مالزبري، في جنوب غربي جنوب أفريقيا، قبل أن تردي قوات الأمن المنفذ، وذلك بعد شهر على هجوم مماثل في مسجد آخر في البلاد. وتدخلت الشرطة سريعاً بعد تلقيها بلاغاً من المصلين في مسجد المدينة التي تبعد 60 كيلومتراً شمال مدينة الكاب السياحية. وهناك عثرت على جثتي شخصين تعرضا للطعن بسكين. وقالت متحدثة تدعى نوليوسو رويكسانا لوكالة الصحافة الفرنسية، إن «المشتبه به وهو في الثلاثينات من العمر هاجم الشرطة بالسكين، بينما كانت تحاول إقناعه بالاستسلام، فقتلته»، مضيفة: «لقد تجاهل النداء وحاول مهاجمة الشرطة التي قتلته». وتابعت بأن المشتبه به أصاب شخصين آخرين بجروح تم نقلهما إلى المستشفى. وقال أحد السكان إن إمام المسجد هو أحد الجريحين. ولم تتوفر أي معلومات على الفور حول دوافع المهاجم الذي قالت وسائل إعلام محلية إنه صومالي؛ لكن الشرطة لم تؤكد ذلك على الفور.  وقالت زينب باسا زوجة القتيل إسماعيل باسا (72 عاما) عن القاتل: «لم نكن نعرفه. أعتقد أنه قادم جديد. كانت عيناه حمراوين، ولم يتمكن أحد من إخراجه من المسجد». وكتبت الشرطة المحلية على صفحتها في «تويتر»: «يقوم المحققون حالياً بتفتيش المنطقة بحثاً عن الأدلة بعد مقتل شخصين في مالزبري صباح أمس».  ولم تتوفر أي معلومات على الفور حول دوافع المهاجم المفترض. ونشرت أعداد كبيرة من قوات الأمن في مكان الهجوم، ومنع السكان من الوصول إليه. ورأى مراسل لوكالة الصحافة الفرنسية جثة مغطاة بشرشف في حقل مجاور للمسجد، وبجانبها سكين. وحضر على الفور إلى المكان إبراهيم رسول، المسؤول في حزب المؤتمر الوطني الحاكم، حاملاً رسالة من الرئيس سيريل رامافوزا، يعرب فيها عن «قلقه إزاء آفة عدم التسامح والقتل والنزاع التي بدأت تتسلل إلى المجتمع المسلم»، ويدعو المسلمين إلى «التسامح والسلام».

وأعربت منظمة «مجلس القضاء الإسلامي» عن «صدمتها العميقة» للهجوم الذي يصادف نهاية شهر رمضان. وتابعت المنظمة على «تويتر»: «ليست لدينا تفاصيل حول ما حصل؛ لكنننا نذكر رعايانا بعدم الخروج باستنتاجات طالما لم يتم تبيان الوقائع بوضوح». ويأتي الهجوم بعد شهر على اعتداء مماثل داخل مسجد في فيرولام في شمال دوربان (شمال شرق)؛ حيث ذبح ثلاثة أشخاص لم تعرف هوياتهم رجلاً، وطعنوا شخصين آخرين بالسكين قبل أن يفروا. وكان مسجد فيرولام للشيعة؛ لكن مسجد مالزبري للسنة. وقال مدير مكتب «سيغنال ريسك» الاستشاري نيك بايبر: «في هذه المرحلة، ليست لدينا عناصر كافية للربط بين الهجومين، والحديث عن طابع إرهابي. أنا لا أقول إنهما ليسا كذلك، ولكن في الوضع الراهن لا يمكن الخروج بهذا الاستنتاج».  ولم تتضح دوافع الهجوم السابق؛ لكن الشرطة قالت إنه يحمل «علامات التطرف». وقال المسؤول المسلم مولانا أفتاب حيدر آنذاك، إن الهجوم يحمل «بصمات منظمة إرهابية على غرار تنظيم داعش». وأضاف حيدر أن الشيعة في جنوب أفريقيا يعانون منذ نحو ثمانية أشهر من «حملة من الحقد في بعض المساجد، وعبر بعض الإذاعات وعلى شبكات التواصل الاجتماعي». وبعد بضعة أيام من اعتداء فيرولام، عثرت الشرطة على عبوة ناسفة في المسجد نفسه.  يعد المسلمون 1.5 في المائة من سكان جنوب أفريقيا، البالغ عددهم 53 مليون نسمة، وهم يعيشون في أجواء من التسامح الديني.  وكانت البلاد حتى الآن في منأى من الهجمات المتطرفة بخلاف دول أفريقية أخرى. فقد شهدت موزمبيق المجاورة سلسلة من الهجمات التي نسبت إلى «الجهاديين» في الأشهر الأخيرة. ومنذ أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، قتل نحو 30 شخصاً بالسكين أو الساطور في أقصى شمال البلاد، وهي منطقة مرشحة للتنقيب فيها عن الغاز.

 

باكستان تحذر من خطط {طالبان} و«داعش» لإفساد الانتخابات وحظرت حزباً سياسياً على صلة بهجمات مومباي

إسلام آباد: «/الشرق الأوسط/15 حزيران/18»/حذرت قوات مكافحة الإرهاب الباكستانية من أن الجماعات المتطرفة تخطط لاستهداف القادة السياسيين والتجمعات في الفترة التي تسبق الانتخابات العامة المقررة في 25 يوليو (تموز). وقالت هيئة مكافحة الإرهاب في تقريرين منفصلين يستندان إلى أدلة من وكالات الاستخبارات إن حزب الرئيس السابق آصف زرداري وجماعة قومية من عرقية البشتون يمكن أن يكونا من بين المستهدفين. وأفاد التقريران اللذان اطلعت وكالة الأنباء الألمانية عليهما بأن مجموعات من طالبان باكستان مختبئة في إقليم كونار شرق أفغانستان ومسلحين مرتبطين بـ«داعش» يخططون لشن هجمات في فترة الانتخابات. كما أضاف التقريران أنه من المرجح أن ترسل طالبان انتحاريين لاستهداف تجمعات سياسية، بينما يخطط تنظيم داعش لهجمات بالقنابل. ويعتبر المتشددون الديمقراطية نظاما غير إسلامي يتبعه «الكفار الغربيون»، ويهاجمون بشكل روتيني الأنشطة السياسية في كل من باكستان وأفغانستان. وفي الانتخابات الأخيرة في عام 2013، قتلت هجمات طالبان مئات النشطاء من المجموعات السياسية الليبرالية وأجبرت بعض الأحزاب على وقف حملاتها. وكانت رئيسة الوزراء الباكستانية السابقة بنظير بوتو قد اغتيلت قبيل الانتخابات في عام 2008 في هجوم بقنبلة وبالأسلحة النارية بعد قليل من إلقاء كلمة لها خلال تجمع انتخابي. وكان بيت الله محسود، زعيم طالبان الباكستاني الذي قتلته فيما بعد طائرة أميركية من دون طيار، هو المشتبه به الرئيسي في اغتيال بوتو. إلى ذلك، رفضت لجنة الانتخابات الباكستانية تسجيل حزب سياسي للمشاركة في الانتخابات المقبلة، التي تجرى في يوليو المقبل، متهمة الحزب، بصلات تربطه بالمتشددين، الذين نفذوا هجمات مومباي عام 2008. وقال المتحدث باسم لجنة الانتخابات، ألطاف خان إن حزب «ميلي مسلم ليج»، لم يحصل على ترخيص من وزارة الداخلية ورفضت اللجنة طلبه للتسجيل كحزب سياسي. وكانت وزارة الداخلية قد أبلغت سلطات الانتخابات أن الحزب يتبع آيديولوجية حافظ سعيد، رئيس جماعة «العسكر الطيبة». ويعتقد أن عناصر جماعة «العسكر الطيبة» وراء هجمات مومباي عام 2008، التي أسفرت عن مقتل أكثر من 160 شخصا. وكان قد تم رصد مكافأة عشرة ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تقود لاعتقال سعيد، بسبب ما يزعم من أنه الرأس المدبر للهجوم وهو حاليا هاربا في باكستان. وفي أبريل (نيسان) الماضي، صنفت الولايات المتحدة حزب «ميلي مسلم ليج» جماعة إرهابية أجنبية، متهمة الحزب بالعمل كواجهة لجماعة «العسكر الطيبة». وصادرت السلطات الباكستانية في فبراير (شباط) أملاك جماعة الدعوة التي اعتبر قائدها حافظ سعيد أحد المسؤولين عن اعتداءات مومباي 2008. وكانت الولايات المتحدة رصدت في 2012 مكافأة قيمتها عشرة ملايين دولار لمن يقدم أي معلومة تتيح توقيف أو إدانة قائد جماعة الدعوة الباكستانية. وهو أيضا ملاحق من سلطات الهند. وعرفت جماعة الدعوة في باكستان التي تقول الأمم المتحدة إنها على صلة بـ«القاعدة» وطالبان، بجمع الأموال لصالح متضررين من كوارث طبيعية. وكانت اعتداءات مومباي خلفت 166 قتيلا في نوفمبر (تشرين الثاني) 2008 بينهم ستة أميركيين.

 

تراجع التراشق بين فرنسا وإيطاليا... وكونتي في باريس اليوم وتخوف فرنسي من «محور» رافض للهجرة داخل الاتحاد الأوروبي

باريس: ميشال أبو نجم/الشرق الأوسط/15 حزيران/18/بعد التوتر الدبلوماسي والتراشق الإعلامي، يبدو أن الأمور أخذت تعود إلى مجاريها بين باريس وروما عقب الاتصال الهاتفي الذي جرى مساء الأربعاء بين الرئيس إيمانويل ماكرون ورئيس الحكومة الإيطالية جوزيبي كونتي. وبنتيجته، ورغم الضغوط التي تعرض لها من ماتيو سالفيني رئيس حزب الرابطة اليميني المتطرف الذي يشغل منصب نائب رئيس الحكومة ووزير الداخلية ومن الشريك الآخر في الحكم، لويجي دي مايو، رئيس حركة «خمس نجوم» الشعبوية، فإن كونتي الذي طلبا منه إلغاء زيارته إلى باريس على غرار ما فعل أول من أمس وزير الاقتصاد، قاوم الضغوط وأكد لقاءه اليوم ظهرا بالرئيس الفرنسي، بحسب ما جاء في بيان صدر صباح أمس عن قصر الإليزيه. وكان الجدل الفرنسي الإيطالي قد انطلق بعد تعليقات فرنسية منددة برفض الحكومة الإيطالية الجديدة السماح لسفينة الإنقاذ «أكواريوس» بإنزال الـ629 لاجئا أفريقيا في أحد موانئها الأمر الذي استدعى ردودا إيطالية واستدعاء لممثل عن السفارة الفرنسية في روما، وإبلاغه رفض السلطات الإيطالية لتصريحات المسؤولين الفرنسيين وعلى رأسهم ماكرون. وكان الأخير اعتبر أن موقف الحكومة الإيطالية «معيب وغير مسؤول». وطالب سالفيني ودي مايو باريس بالتقدم باعتذار رسمي وربطا بالحصول عليه إتمام زيارة كونتي. بيد أن باريس رفضت تقديم الاعتذار بالمعنى الحرفي للكلمة. إلا أن البيان الذي صدر بالتزامن صباح أمس في باريس وروما جاء فيه ما يشبه الاعتذار إذ نص على أن الرئيس ماكرون أشار في المكالمة الهاتفية مع كونتي إلى أنه «لم ينطق بأي تعبير يهدف إلى إهانة إيطاليا أو الشعب الإيطالي»، مضيفاً أنه دعا دائماً إلى الحاجة لإظهار «التضامن» مع الشعب الإيطالي في مواجهة أزمة اللجوء والهجرات الكثيفة التي تصب على الشواطئ الإيطالية، داحضاً بذلك الحجة الإيطالية التي تشدد على أن باريس تقف موقف المتفرج إزاء ما تعاني منه جارتها الإيطالية.

وفي السياق نفسه، قالت ناتالي لوازو، وزيرة الدولة للشؤون الأوروبية أمس في مقابلة صحافية إنه «لا أحد يلقن الآخرين دروساً (...) هناك أيضاً تصريحات مؤسفة لإيطاليا حول فرنسا».

ويبدو من خلال ما تضمنه البيان أن باريس وروما قد عقدتا العزم، رغم التحفظات الفرنسية على توجهات الحكومة الإيطالية الجديدة، على قلب الصفحة والعمل معاً. وبدا ذلك أيضاً من خلال تصريح كونتي قبل دخوله أمس إلى مقر مجلس الشيوخ إذ رد على سؤال بقوله إن «الخلاف انتهى تماماً» وأن الرئيس ماكرون «شدد على ضرورة الإبقاء على دعوة غداء العمل»، الذي سيضم المسؤولين ظهر اليوم. وجاء في البيان أنه يتعين على إيطاليا وفرنسا «تعزيز تعاونهما الثنائي وفي إطار الاتحاد الأوروبي والعمل على وضع سياسة فعالة في موضوع الهجرات وذلك مع بلدان المنشأ والممر بالإضافة إلى التوصل إلى إدارة أوروبية أفضل للحدود الخارجية لأوروبا، فضلاً عن آلية تضامن أوروبية لتحمل أعباء اللاجئين». من الواضح أن صياغة الفقرة السابقة هدفها «طمأنة» الطرف الإيطالي الذي شكا دوماً من الأعباء التي يتحملها في ملف الهجرات باعتبار أن إيطاليا تقع على الحدود الخارجية الشرقية الجنوبية (كما اليونان ومالطا وقبرص) للاتحاد الأوروبي وبالتالي فإن تدفق المهاجرين المنطلقين من الشواطئ الليبية عليها بشكل خاص لا يتوقف. ومنذ عام 2013، وصل إلى الموانئ الإيطالية ما لا يقل عن 700 ألف مهاجر. وبحسب اتفاقية دبلن الخاصة بالهجرات، فإن البلد الذي يحط فيه المهاجر يتحمل مسؤولية خاصة، إذ عليه أن يقدم فيه طلب اللجوء أو الهجرة وهو ما تقوم به إيطاليا. لكن مأخذ الحكومة الإيطالية أن البلدان الأوروبية لا تعمل بقاعدة إعادة توزيع اللاجئين بمن فيهم فرنسا التي ترفض أن يعبر حدودها اللاجئون القادمون من إيطاليا. من هنا، نقمة روما على باريس التي «تعطي الدروس» بينما تتبع في الواقع سياسة أكثر تشدداً. سيكون موضع الهجرات الملف الأول الذي سيطرح على القمة الأوروبية يومي 28 و29 من الشهر الحالي في بروكسيل. وما تتخوف منه باريس، وفق مصادرها، أن يقوم حلف متشدد تحت اسم «المحور» يضم برلين وروما وفيينا، يكون من نتائجه الحؤول دون توصل الأوروبيين إلى سياسة مشتركة في مواجهة الهجرات. وقد بانت تباشير هذا الحلف بعد الاجتماع الذي جرى أول من أمس في برلين بين المستشار النمساوي ووزير الداخلية الألماني. من هنا، فإن باريس تشدد، كما ورد في بيان الأمس، على أن فرنسا وإيطاليا تريان أنه «من الضروري القيام بمبادرات جديدة لا بد من التباحث بشأنها بشكل ثنائي قبل الجلسة المقبلة للمجلس الأوروبي في أواخر يونيو (حزيران)»، وعلى «إثارة هذا الموضوع وملفات متعددة أخرى ذات اهتمام مشترك». ومصدر التخوف الفرنسي الآخر هو قيام التحام بين المحور الجديد من جهة وبلدان من شرق ووسط أوروبا مثل المجر ورومانيا وتشيكيا التي تلزم موقفاً بالغ التشدد في موضوع الهجرات، ما سيعني نسف أية إمكانية للتوصل إلى سياسة موحدة إزاء هذه المشكلة التي تهدد الانسجام الأوروبي، خصوصاً أن الأوروبيين بدوا عاجزين حتى اليوم عن التوصل إلى رؤية مشتركة لهذا الملف المتفجر الذي له تبعاته السياسية والاقتصادية والديموغرافية على غالبية البلدان الأوروبية.

 

واشنطن: «صفقة القرن» أميركية وعلى نتنياهو ألا ينسبها إلى نفسه ومصدر إسرائيلي قال إن الخطة لن تكون منحازة «بل عادلة ومتوازنة»

تل أبيب: نظير مجلي/الشرق الأوسط/15 حزيران/18/قالت مصادر مطلعة في تل أبيب، أمس، إن الإدارة الأميركية طلبت من الحكومة الإسرائيلية ألا تنسب لنفسها أو لرئيسها، بنيامين نتنياهو، «صفقة القرن»، الجاري العمل في البيت الأبيض على إنجازها قريبا. وأضافت أن الإدارة الأميركيّة ستتفرغ، بعد الانتهاء من ملفّات إيران وضرائب الحديد والصلب ونتائج قمّة سنغافورة مع الزعيم الكوري الشمالي، لعلمية السلام في الشرق الأوسط، ولـ«صفقة القرن»، وتوقعت إعلان مضمون الصفقة قريباً جداً. وحرصت مصادر أميركية على إبلاغ إسرائيل بأنه على الرغم من الودّ الكبير والواضح بين الرئيس الأميركي دونالد ترمب وإدارته، وبين نتنياهو وحكومته، فإن الإدارة أوضحت للمسؤولين الإسرائيليين أن خطّة التسوية هي «خطّة ترمب للسلام، وليست خطّة نتنياهو». وحسب المحلل السياسي للقناة العاشرة في التلفزيون الإسرائيلي، باراك رافيد، فقد أبلغه مسؤولون أميركيون على اطلاع على مضمون «صفقة القرن»، أن خطّة ترمب للسلام، على عكس الاعتقاد السائد في إسرائيل وعند الفلسطينيين وفي أوروبا، «لن تكون منحازة لصالح إسرائيل. ولا يمكن أن تكون خطّة نتنياهو. ستكون عادلة، ومتوازنة، وواقعية، وقابلة للتطبيق، وأنها ستتضمّن أجزاء لن ترضي طرفي المفاوضات». وأضافوا: «لو كنا نريد تبنّي طرح نتنياهو، لفعلنا ذلك في اليوم الأول لنا في البيت الأبيض». ورفض أي مسؤول أميركي منهم الكشف عن أي بند من بنود هذه الخطة، للتأكيد على ما جاء في أقواله عنها. كما قالوا إنه لا توجد قطيعة تامة مع الفلسطينيين، وإن الولايات المتحدة تتوجه للسلطة الفلسطينيّة عبر جهات عربيّة؛ منها مصر، بضرورة انتظار الإعلان عن تفاصيل «صفقة القرن» وعدم إلغائها من الآن. المعروف أن كبير مستشاري الرئيس الأميركي وصهره، جاريد كوشنر، سيصل إلى منطقة الشرق الأوسط، بعد عيد الفطر خلال الأسبوع المقبل، برفقة مبعوث الرئيس الأميركي الخاص لعملية التسوية، جيسون غرينبلات، في جولة إقليمية تشمل كلا من المملكة العربية السعودية ومصر، ودولا أخرى في المنطقة، لمناقشة التوقيت المحتمل لعرض الرؤية الأميركية لحل القضية الفلسطينية، المعروفة إعلاميا بـ«صفقة القرن»، وبحث الأزمة في قطاع غزة. وقال مصدر في الإدارة الأميركية إنه «حتى الآن لا يوجد لدى أي طرف خطة واضحة حول كيفية حل الأزمة في غزة. نريد مناقشة ذلك مع الإسرائيليين ودول المنطقة».

وحول «صفقة القرن»، ادعى المسؤول إن «كوشنر وغرينبلات كانا مهتمين بالحصول على أفكار من مختلف الجهات الإقليمية، حول الأسئلة التي ظلت مفتوحة في خطة البيت الأبيض للسلام». وأضاف أن «الإدارة تريد الإعلان عن خطة ترمب عندما تكون الظروف مواتية، وعندما يحين الوقت المناسب. كوشنر وغرينبلات يريدان الاستماع إلى مختلف الأطراف التي لديها مواقف مختلفة بشأن هذه المسألة في المنطقة». وأكد المسؤول أن «الإدارة الأميركية لم تحدد بعد موعدا للإعلان عن خطة السلام». وانتقد مسؤول أميركي آخر، في حديث مع صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، موقف الرئيس الفلسطيني محمود عباس، من الخطة «التي لا يريد حتى أن يراها، ويقرر سلفا أنه ضدها». وقال إن «الولايات المتحدة لا تفرض على أي طرف من الأطراف مبادرتها السلمية، بل تريد أن تكون هذه الخطة أساسا للمفاوضات المباشرة بينهما، ونريد أن نساعدهما في التوصل إلى حلول، وتقديم ضمانات لكل منهما حول تطبيقها بأفضل شكل ممكن».

 

ألمانيا تصادق على استئجار {درون} إسرائيلية قتالية  نتنياهو هنأ حكومتها وبرلمانها على صفقة بمليار يورو

تل أبيب: «/الشرق الأوسط/15 حزيران/18»/أصدر رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أمس (الخميس)، بياناً رسمياً، هنأ فيه الحكومة والبرلمان الألمانيين، على مصادقتهما على صفقة بنحو مليار يورو، لاستئجار طائرات إسرائيلية من دون طيار. وتوجه بالشكر إلى المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، على ما قامت به من أجل إبرام الصفقة. وقال نتنياهو: «هذه الصفقة تعزز كثيراً الصناعات الحربية الإسرائيلية والاقتصاد الإسرائيلي. إنها صفقة عملاقة تعبر عن عمق الشراكة الاستراتيجية التي تسود بين ألمانيا وإسرائيل، ودليل على قدرة الصناعات الإسرائيلية على مساعدة دول كبيرة ومهمة مثل ألمانيا». وتشمل هذه الصفقة تعاقدين منفردين: الأول مع شركة «إيرباص» التي تدير شؤون الطائرات المسيرة؛ والآخر مع الحكومة الإسرائيلية. كما تبين أن الصفقة مؤقتة إلى حين استكمال تطوير الطائرات المسيرة الأوروبية في عام 2025. وتتضمن الصفقة قيام سلاح الجو الألماني باستئجار 5 طائرات مسيرة (من دون طيار)، ذات قدرات قتالية عالية، من طراز «هارون TP»، واستخدام طائرتين أخريين لأغراض التدريب. وحددت مدة الصفقة لتسع سنوات. وبموجبها تقوم إسرائيل باستضافة وتأهيل نحو مائة جندي من الجيش الألماني في قاعدة سلاح الجو «تل نوف»، وذلك طيلة مدة الاتفاق. ويتوقع أن تدفع ألمانيا 200 مليون دولار إلى وزارة الأمن الإسرائيلية، مقابل استخدام قاعدة سلاح الجو، والتدريبات التي يقدمها الجيش الإسرائيلي للجنود الألمان. وكانت هذه الصفقة قد مرت في مخاض طويل لأشهر عدة. فقد رفضها الحزب الاشتراكي الديمقراطي (SPD) العام الماضي، بسبب معارضته استخدام طائرات مسيرة مسلحة في عمليات اغتيال. وفي حينه، انتقدت وزيرة الدفاع وقائد سلاح الجو الألمانيان، القرار بوقف صفقة الطائرات، بداعي أنها ضرورية لحماية القوات الألمانية. لكن في إطار الاتفاق الائتلافي الألماني الجديد، الذي جرى التوقيع عليه في شهر فبراير (شباط) الماضي، تم الاتفاق على الدفع باتجاه المصادقة على الصفقة. وكان نتنياهو قد تحدث عن الصفقة مع المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، في لقائهما الأسبوع الماضي.

 

إجراءات أميركية جديدة ضد الأسد..ردّا على الانتهاكات

المركزية/15 حزيران/18/لوحت الولايات المتحدة، مرة جديدة باتخاذ إجراءات صارمة ضد النظام السوري، رداً على الانتهاكات الحاصلة خلال الأيام الماضية في مناطق خفض التصعيد، كما حثت واشنطن موسكو على ممارسة نفوذها من أجل وقف تلك الانتهاكات.

وأعلنت وزارة الخارجية الأميركية في بيان، أن الولايات المتحدة ستتخذ "إجراءات حازمة وملائمة" ردا على انتهاكات النظام السوري في منطقة خفض التصعيد بجنوب غرب البلاد. وقالت في البيان إن روسيا، بوصفها عضوا بمجلس الأمن الدولي، تقع عليها بالتبعية مسؤولية "استخدام نفوذها الدبلوماسي والعسكري مع الحكومة السورية لوقف الهجمات وإرغام الحكومة على الامتناع عن شن حملات عسكرية أخرى". إلى ذلك، أضافت الوزارة أن الولايات المتحدة ستفرج عن 6.6 مليون دولار للدفاع المدني السوري المعروف باسم (الخوذ البيضاء) ولآلية الأمم المتحدة الدولية المحايدة المستقلة المكلفة بجمع وتحليل الأدلة على حدوث انتهاكات للقوانين الدولية الخاصة بحقوق الإنسان. يذكر أن جنوب غرب سوريا الواقع على الحدود مع الأردن ومرتفعات الجولان يعتبر واحدا من الأجزاء التي لا تزال خارج سيطرة النظام بعد سبع سنوات من اندلاع الصراع، على الرغم من أن النظام استعاد أجزاء من المنطقة من مقاتلي المعارضة بمساعدة القوة الجوية الروسية وجماعات تدعمها إيران. ومنذ العام الماضي، نجح اتفاق "خفض التصعيد" الذي توسطت فيه روسيا والولايات المتحدة والأردن في احتواء القتال في الجنوب الغربي.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

من يتحمل مسؤوليات تصدع النظام اللبناني؟

رضوان السيد/الشرق الأوسط/15 حزيران/18

جبران باسيل، وزير خارجية لبنان مهتمٌّ بأمرين: أن يعود النازحون السوريون إلى ديارهم، وأن يُسهم هو باعتباره - بالإضافة إلى مهامّه السياسية الجُلَّى - من كبار رجال الأعمال والمقاولين، في عمليات إعادة الإعمار في سوريا! إنه في الواقع مُحْسِنٌ ومتصدّق ويعرض خدماته من أجل إيواء النازحين العائدين الذين هدَّم النظام و«حزب الله» والميليشيات الإيرانية والمتأيرنة مساكنهم، إذ أين سيقيمون إذا أرغمهم باسيل على العودة دون تأمين المأوى؟ وما نفّره القانون رقم 10 الذي أصدره بشار الأسد، وهدفه الفعلي تخويف النازحين لكي لا يعودوا (!). بل أقبل على شرحه إيجاباً بالتعاون مع وزير الخارجية السوري الخالد. لكنْ إذا لم ينفّره القانون الأسدي، أما نفّره إعلان الأُمم المتحدة أنّ العام 2018 كان أكثر الأعوام مأساوية في الأزمة السورية فيما خصَّ التهجير، فقد تهجّر خلال أشهره القليلة 920 ألف إنسان من أماكن سُكناهم باتجاهاتٍ متعددة. والنظام الذي هجَّر هؤلاء بالأمس يؤمن جبران باسيل أنه سيعيدهم اليوم بسبب العلاقة الخاصة بين باسيل والمعلّم واستطراداً النظام السوري! وإذا لم تكن العلاقة الخاصة كافية، فلا شكّ أن المعلِّم ومعلِّمه تأثرا جداً بعرض باسيل للمشاركة في إعادة الإعمار، فتحملا على مضض العبءَ ووجعَ الرأس الناجم عن القبول بإعادة السنة إلى ديارهم في الغوطة والقلمون وحمص، بدلاً من إسكان الأفغان والباكستان والعراقيين من أنصار آل البيت! وكان نصر الله قد ذكر لوفدٍ إيراني قبل شهرين أنه، وبسبب الاستضعاف القديم ذهب كثيرون من الشيعة باتجاه المسيحية والتسنن، أفلا يمكن أن يكون وزير الخارجية الماجد من أصولٍ شيعية، لكنّ والده أخفى عنه هذه الحقيقة، واكتشفها فيه السيد نصر الله فاحتضنه، دون الرئيس نبيه بري الذي لا يطيقه!

لماذا هذه السخرية السوداء كلّها؟ لأنه وبعد سنواتٍ سبعٍ عجاف بدأ العرب والدوليون يفكرون بأنه إذا كان لا بدّ من استنقاذ الدول والمجتمعات، فلا بد من الاستثمار بالمستقبل مستقبل السلم والأمن والعلاقة الحسنة بين الأنظمة والجمهور، والحكم الرشيد. وهذا هو الأمر الذي رأته المملكة والكويت والإمارات، حين تداعت للاجتماع عند البيت الحرام، من أجل استنقاذ الأردن من الأزمة التي توشك أن تطبق على عنقه. فالأردن رغم كل ما يقال عن السياسات الاقتصادية والضرائبية فيه، أدرك مليكه خطورة الوضع وعزم على المعالجة، عندما قبل استقالة الحكومة، وكلّف رجلاً جدياً ونزيهاً التفكير في الإجراءات المجدية، والتشاور مع سائر الفئات الاجتماعية والسياسية من أجل ذلك. الأردن الذي يعاني من ضائقة اقتصادية كبيرة، ما زعم أنّ سببها هو اللاجئون السوريون، ولا هدَّد بطردهم، ولا نشر الشعارات العنصرية المخجلة في وصفهم، ولا هدّد بطرد موظفي مفوضية اللاجئين، لأنهم لا يتبعون تعليمات جبران باسيل الشديدة الهول! الجهات العربية والدولية ساعدت الأردن ولبنان، وساعدت لبنان أكثر مما ساعدت الأردن وما تزال. وقد قال الأميركيون والإيطاليون والفرنسيون والسعوديون والكويتيون والإماراتيون... إلخ للبنانيين - وبينهم جبران باسيل - وفي عدة مناسبات: ساعِدوا أنفسكم بالإصلاح وبالخروج من الفساد، وبالسياسات العقلانية في الشؤون الخارجية والداخلية، لكي نستطيع مساعدتكم للمرة الخامسة أو السادسة خلال العقود الثلاثة الأخيرة. فماذا فعل السياسيون اللبنانيون في الانتخابات وبعدها، وكيف سينفذون أفكار «سيدر» والتزاماته، لكي يستطيعوا الحصول على المساعدة في التنمية والتطوير والخروج من حالة خمود النمو، وتفاقم الدَين العام؟! ما فعلوا شيئاً بالطبع، بل ساروا عكس ذلك في مسألة الضرائب، وسلسلة الرتب والرواتب، والمحاصصات في التعيينات القضائية والإدارية والدبلوماسية. وقبل ذلك وبعده استمرار الفساد المفضوح في سائر الوزارات وفي طليعتها الطاقة والاتصالات والمالية، بعد الأزمة الخانقة التي أحدثها قانون الانتخابات الغريب والفريد. والآن وخلال تشكيل الحكومة العتيدة بطرائق غير جدية ولا تبعث على الثقة، يفجّر رئيس الجمهورية وصهره ملفين لا تتحملهما البلاد في الظروف العادية، فكيف بالظروف الاستثنائية: ملف التجنيس الذي يئنُّ منه المسيحيون منذ الخمسينات من القرن الماضي. فلكي يأمنوا بسبب أعدادهم المتضائلة، والهجرة الكثيفة في صفوفهم، حُصرت صلاحية التجنيس برئيس الجمهورية المسيحي شخصياً. الآن وسط الضيق وكثافة اللجوء إلى لبنان، يعمد رئيس الجمهورية إلى تجنيس مئاتٍ من «الغرباء» (التعبير لباسيل ومسيحيين آخرين)، معظمهم من الفلسطينيين والسوريين، بحجة أنهم بثرائهم سيخدمون الاقتصاد اللبناني. لكن ما رضي أحدٌ تقريباً عن هذا المرسوم، لأنّ بعض هؤلاء ملاحَقون دولياً، والبعض الآخر معروف بأنه ذراعٌ للرئيس السوري بشار الأسد، والبعض الثالث من الأصحاب والخلاّن وذوي السمعة التي لا يتحملها القبّان! ووسط الصراخ الهائل من حول المرسوم، وآخره البطريرك الراعي؛ طلع على اللبنانيين والعالم جبران باسيل بأنه ما عاد يتحمل تخاذُل مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين عن حثّ النازحين على العودة إلى ديارهم، ولذلك فقد أمر بإيقاف إعطاء موظفي المفوضية إقامات على الأرض اللبنانية! من هو المسؤول عن السياسة الخارجية للبنان بحسب الدستور؟ المسؤول الحكومة مجتمعة، والتي يتحدث باسمها رئيس الحكومة، وهي الآن مستقيلة، والحريري مكلَّفٌ تشكيل حكومة جديدة. وقد خرج مستشار الحريري واعترض على كلام باسيل، وكذلك وزير شؤون النازحين. لكن الإجراء أُبلغ للجهات المعنية.

إنّ الخطر في مسألة علائق لبنان بالعرب أنّ الكراهية للعرب تحولت في السنوات الأخيرة ليس إلى آيديولوجيا فقط؛ بل وإلى سياساتٍ أيضاً! هي سياساتٌ عند المحور الإيراني، وهي سياساتٌ أيضاً عند أمثال جبران باسيل وزير الخارجية اللبناني، وصهر رئيس الجمهورية، ورئيس حزبه! باسيل ليس فرداً أهوج، بل هو ابن جيلٍ تربى على حسابات طائفية، ولا تصلح لعيشٍ مشتركٍ، ولا لمراعاة للطائف والدستور.

لماذا يكون على عرب الخليج، بل وسائر العرب، الوقوف مع لبنان في الصعوبات الجديدة التي يُعاني منها، وهناك من هو مهتم بطرد العرب والعروبة من لبنان، بل وبقطع العلاقة مع المجتمع الدولي. ولكي لا يبدو الأمر عبثياً أو طفولياً، فليس صحيحاً أنّ هذا التوجه المتنامي في لبنان هو انتهازي، بمعنى أنه يجنّس السوريين الأغنياء، ويطرد السوريين الفقراء. لا بل هو اتجاه سياسي استراتيجي يقول بتحالف الأقليات ضد العرب وضد السنة. فسوريو الأسد وإيران مرحَّبٌ بهم، والسوريون الآخرون حتى لو كان بينهم أغنياء، ليسوا أهلاً للترحيب!

يندفع لبنان بسرعة نحو المحور الإيراني - السوري الذي يحاول محاصرته الأميركيون والعرب الخليجيون باعتباره يهدد أمنهم ودولهم ومجتمعاتهم. واندفاع تيار باسيل وتيار نصر الله يستند إلى مصالح المحور وليس مصالح لبنان، وإلى آيديولوجيا وسياسات كراهية للتبرير والمواجهة. فماذا يفعل الوطنيون اللبنانيون للخلاص من هذه التسوية المذلّة، وهذا العهد المليء بالفظاعات؟ إلى الآن لا شيء. فيا للعرب!

 

مكان على القمة

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/15 حزيران/18

لا نعرف من اقترح جزيرة سنغافورة مكاناً لقمة ترمب - كيم. سواء كان المقترح حسن النية أم لا، فإنه وفَّر الفرصة للزعيم الكوري كي يشاهد أحد أكثر بلدان العالم أمناً، من دون أن يكون مجموع عسكرها العامل والاحتياطي 9.495.000 مخلوق بشري. يفاخر كيم جون أون، بأن جيشه 1.2 مليون، القوة العسكرية الرابعة في العالم، بعد أميركا والصين والهند. يبلغ دخل الفرد في جمهورية كيم إيل سونغ وأحفاده ألف دولار في العام، والدخل القومي 40 ملياراً.

في جمهورية لي كوان يو وأحفاده، دخل الفرد 61 ألف دولار في العام، والدخل القومي 500 مليار، و90 في المائة من السكان يملكون مساكنهم، ويحق للطفل 10 سنوات دراسة مجانية. عند الاستقلال، عام 1965، كان دخل السنغافوري 500 دولار، وشيئاً من الأفيون، وأطنان النعاس.

كانت سنغافورة جزءاً من ماليزيا. ولم تستقل استقلالاً، بل طُردت طرداً. ورقة الحظ الأولى كانت المؤسس، لي كوان يو، الذي ظل في الحكم من 1959 إلى 1990. معه انتقلت من العالم الثالث إلى العالم الأول. بناها على طريقته ونموذجه. أولا، قبل أي شيء، النزاهة والصدق. لا مكان للفساد ولا للفاسدين.

لكن من أين المال وهي جزيرة بلا موارد؟ من العقل. صحيح أنها بلا ثروات طبيعية، لكن موقعها من ماس وفضة وذهب. وجعل البحر منجمه والميناء بئره النفطي وجسر التجارة بين الشرق والغرب.

لكن ثمة شيء آخر: لن يكون هونغ كونغ أخرى. لا مراكب خفيّة ولا مهاجرون مشبوهون. والمخدرات حكمها الإعدام. ومن يرم ورقة في حديقة، فلن ينسى عقاب الوسخ. سوف تكون هذه المساحة الصغيرة إحدى أغنى بقع الأرض في العالم، وأهمها تعليماً، و360 مدرسة وجامعتان فوق 700 كلم مربع.

للأسف أن يقال إن الكوريين الشماليين يعانون من سوء التغذية، وأحياناً من المجاعة. وإن سنغافورة الاقتصاد الثامن في العالم. من أجل ماذا تريد كوريا الشمالية أن تكون القوة العسكرية الرابعة في العالم؟ كيف يمكن لفرد أن يعيش - مع عائلته - على ألف دولار في العام؟ طبّقت سنغافورة شعار «الكتاب الأخضر» الشهير «البيت لساكنه». ليس بالمصادرة ولا بالهباب. بالعمل والإنتاج والمنافسة وإطاعة القانون. كيف يستطيع الزعيم كيم أن ينام بعد رحلة سنغافورة؟

 

السباق التركي

أمير طاهري/الشرق الأوسط/15 حزيران/18

مع بلوغ الحملة الانتخابية التركية المرحلة الأخيرة، ثمة إجماع يظهر في الأفق حول ضرورة النظر إلى هذه الانتخابات باعتبارها استفتاء على رجب طيب إردوغان، الرجل الذي هيمن على الحياة السياسية للبلاد طيلة عقدين تقريباً.

غالباً ما تفاخر إردوغان بأنه لم يخسر انتخابات قط، وتشير استطلاعات الرأي إلى أنه من غير المحتمل أن يخسر هذه المرة أيضاً. منذ عام 2002، فاز هو وحزب العدالة والتنمية في خمسة انتخابات برلمانية وثلاثة انتخابات محلية وثلاثة استفتاءات شعبية وانتخابات رئاسية واحدة.

لكن ماذا لو أن النصر الذي ينتظره الأسبوع المقبل يتحول إلى فوز تكتيكي وخسارة استراتيجية؟

كان إردوغان قد حقق أول فوز له في انتخابات وطنية في وقت كانت الحياة السياسية التركية تمر بأزمة وبحاجة إلى تغييرات راديكالية في التوجهات والأسلوب.

وقد حقق إردوغان، من جانبه، هذا التغيير، وخلال العقد الأول له كربان لسفينة الدولة التركية، نجح في العبور بالسفينة بسلام باتجاه ما يبدو أنه سلام ورخاء.

إلا أنه الآن ثمة اتفاق في الرأي بين مراقبين مهتمين بالتجربة التركية حول أن هذه الشواطئ الذهبية الموعودة لم تظهر فعلياً فحسب، وإنما يبدو كذلك أن قيادة إردوغان أدت إلى ظهور خمس أزمات جديدة.

تتسم الأولى منها بطابع سياسي، ذلك أنه من خلال تركيزه السلطة في الرئاسة، أي في يديه - الأمر الذي استغرقت تركيا في أعقاب وفاة أتاتورك قرابة عقدين كي تتمكن من تعديله - تسبب إردوغان في إحداث خلل بالتوازن المؤسسي وتعددية المشهد السياسي التي جرى بناؤها منذ آخر انقلاب عسكري في ثمانينات القرن الماضي.

منذ عقدين، كان إردوغان حامل رسالة جديدة للتعددية والتشارك في السلطة والأخذ والعطاء. اليوم أصبح هو ذاته الرسالة. من خلال تصويتك لصالح إردوغان لم تعد تصوت لبرنامج أو فلسفة أو حتى نخبة حاكمة جديدة، وإنما تصوت لصالح إردوغان نفسه.

وتكمن المفارقة في أن الناخب التركي اليوم يعرف قدراً أقل عن حقيقة إردوغان وما يرغب في تحقيقه عما كان عليه الحال منذ عقدين. وتبدو اليوم الشكوك بخصوص مستقبل تركيا أكثر حدة عما كانت عليه خلال حقبة ما بعد تورغوت أوزال التي سادها الفساد وأحزاب منعدمة الكفاءة.

وتتمثل الأزمة الثانية التي خلقها إردوغان في مسألة الهوية، والتي تجلت على نحو فاحش في إخفاق حكومات متعاقبة في أنقرة على امتداد أربعة عقود في إقرار أسلوب تعايش مع الأكراد الذين يشكلون 15 في المائة على الأقل من سكان البلاد. من جانبه، كان أتاتورك قد قرر حل المشكلة من خلال إنكار وجودها من الأساس. وقد تخلى عن النظام العثماني القائم على فكرة «وحدة التنوع» لحساب فكرة «الهوية التركية» التي ابتكرها والتي تجاهلت الاختلافات العرقية والدينية والثقافية داخل مجتمع ثري بتنوعه. وأدت سياسات أتاتورك إلى خلق أزمة أسفرت عن اشتعال حرب أهلية حصدت أرواح أكثر من 40 ألف شخص.

بادئ الأمر، أدرك إردوغان حكمة السياسة التركية في إدارة مشاعر التحامل الثقافية عبر النظر إلى التنوع كأحد الأصول القيمة. وفي البداية، نجحت حكومته في إبطال مفعول القنبلة الكردية المؤقتة عبر سلسلة من سياسات الاستيعاب والدمج. بيد أنه في وقت لاحق حاول إردوغان التغلب على المشكلة عبر تقسيم الأمة إلى هويات عرقية متنوعة يصبح في إطارها الأكراد مجرد هوية واحدة من هويات كثيرة، الأمر الذي تسبب في إخفاق السياسات الواعدة الأولى.

المؤكد أن حزب العمال الكردستاني من جانبه أسهم في هذا الإخفاق من خلال التشبث بأساليب دوغماتية وستالينية عنيفة. اليوم، أصبحت المسألة الكردية أكثر حدة عن أي وقت مضى.

وتتعلق الأزمة الثالثة بالتطلعات التركية في أعقاب نيل العضوية الكاملة بالاتحاد الأوروبي، وهو هدف تتشارك فيه جميع الأحزاب السياسية منذ ستينات القرن الماضي.

ربما كان «المقصد أوروبا» ليس سوى شعار فارغ في ظل تعالي أصوات قوية داخل الاتحاد الأوروبي تعارض نيل تركيا عضوية الاتحاد لأسباب عدة، منها ما يتعلق بالعنصرية ومخاوف إزاء الإسلام.

ومع هذا فإن شعار «المقصد أوروبا» شكل حجة قوية لصالح إقرار إصلاحات ديمقراطية وتحرير اقتصادي يتجاوز المصالح الضيقة.

ومع هذا، فإنه فيما يتعلق بهدف الانضمام إلى أوروبا اليوم، تبدو تركيا أبعد عن هذا الهدف أكثر من أي وقت مضى. وتتفق جميع الأحزاب تقريباً التي تخوض الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقبلة أن الطريق إلى أوروبا مسدود، على الأقل على امتداد المستقبل المنظور.

وخلق إردوغان أزمة رابعة على صعيد علاقات تركيا مع دول حلف «الناتو» وخاصة الولايات المتحدة. وأسفر ذلك عن موقف سريالي تغزو في إطاره قوات تركية سوريا بصورة أثارت في لحظة ما المخاوف من الدخول في صدام مباشر مع القوات الأميركية التي تعاون الأكراد السوريين على تعزيز سيطرتهم على مناطق بعينها. ونتيجة تورطه في سوريا، وجد إردوغان نفسه مجبراً على محاولة التودد إلى الروس الذين شكلوا عنصراً فاعلاً مهماً هناك. وأدى ذلك بدوره إلى توسيع الفجوة بين تركيا من ناحية والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي من ناحية أخرى، في وقت توجد ثمة مشكلات عالقة بين واشنطن والاتحاد من ناحية وبين روسيا بقيادة فلاديمير بوتين من ناحية أخرى. ومتأخراً للغاية أدرك إردوغان أنه حال انفصال تركيا عن «الناتو» فإنها لا تشكل قيمة بالنسبة لروسيا، وبالتالي ستحرم من النفوذ الذي ربما حلمت بنيله.

وأخيراً، خلق إردوغان أزمة خامسة ذات طابع اقتصادي، من خلال خلق سحابة من الشكوك فوق الخيارات السياسية التي قد يتخذها بمجرد فوزه في الانتخابات. منذ أربع سنوات، بدا أن تركيا تحولت بوضوح باتجاه نموذج من الليبرالية الاقتصادية التي تؤكد على العمل التجاري الخاص، وتحد من القطاع العام وتقصره على بضعة مجالات جوهرية وتحترم الأعراف والممارسات الدولية، خاصة ما يتعلق بالشفافية وحكم القانون.

ومع هذا، يبدو الاقتصاد التركي اليوم عرضة لميول التدخل والممارسات الفاسدة والسرية، التي تعج بها الدول النامية ذات الحكومات الاستبدادية.

وعليه، فإنه من غير المثير للدهشة أن نجد تراجعاً في الاستثمارات الأجنبية المباشرة إلى أدنى مستوياتها منذ عام 2010. بينما فقدت العملة التركية، الليرة، قرابة ثلث قيمتها مقارنة بسلة العملات العالمية، ويعتبر معدل النمو السنوي للاقتصاد التركي حسبما توقع البنك الدولي الأدنى منذ عام 2008 في ظل تنامي المخاوف من حدوث ركود. المفارقة أنه في خضم الحملات الانتخابية الحالية لم تحتل أي من هذه الأزمات المكانة البارزة التي تستحقها، في الوقت الذي سقط المرشحون الرئاسيون في فخ الشخصنة الذي صاغه إردوغان.

ومن هذه الزاوية، يمكن القول إن إردوغان ربما يكون قد فاز بالفعل. وفي ظل فترة تعج بالمخاوف والشكوك، فإن الناخبين ربما يقررون التشبث بما عندهم بدلاً عن المخاطرة باختيار آخر يجهلونه. ومع هذا، فإن فوز إردوغان ربما يتحول لخسارة فعلية له، خاصة إذا جاء إقبال الناخبين على الانتخابات ونسبة الأصوات التي حصل عليها ضعيفة، مثلما يتوقع كثيرون.د

 

لكمات وكلمات ترمب ودي نيرو

مشاري الذايدي/الشرق الأوسط/15 حزيران/18

شتيمة دي نيرو البذيئة لترمب ليست الأولى، فله فيديو شهير حين صارت دونالد ترمب حقيقة أميركية سياسية وليس دمية تهريجية للميديا الأميركية اليسارية... نيرو غير مسبوق في سفول لغته. في الوقت نفسه الذي كان فيه الرئيس الأميركي ترمب يحقق اختراقاً غير مسبوق في السياسة الخارجية الأميركية. يفتح ثغرة في حصن صلب اسمه: كوريا الشمالية... كان الممثل الأميركي الناري المزاج، روبرت دي نيرو «يقذع» في شتم رئيس الولايات المتحدة... خلال افتتاح تجاري لمطعم في كندا. النجم الهوليوودي ينتمي لشبكة أو تجمع أو تيار أو جبهة أميركية - غربية - عالمية قررت احتراف حرق صورة ترمب و«الترمبية» بكل السبل واللغات... بما فيها لغة الأزقة المظلمة... كما جرى مع حفلة شتائم دي نيرو في كندا التي صفّق له فيها الحضور بحرارة... وتورع حتى الإعلام الكندي عن إيراد جملة الشتيمة التي تبدأ بالحرف «F». هناك تكتل يشمل اليسار وحلقات أخرى بما فيها «النيو إخوان» و«النيو خمينية» وطبعاً جماعات النسوية العالمية تحتشد على هذا الخط المعادي للترمبية، وكل ألوان اليمين السياسي... وطبعاً ضد مصالح السعودية ودول الخليج أو جلها! لكن كل نجاح لخطوات ترمب وسياساته يثير حنق هذا التكتل... ولذلك علّق الرئيس ترمب عقب عودته من قمة سنغافورة مع رئيس كوريا الشمالية على شتيمة دي نيرو بالقول: «دي نيرو، شخص محدود الذكاء». وفسر ترمب سرّ ذكاء دي نيرو المحدود بتلقيه العديد من اللكمات على رأسه، من ملاكمين حقيقيين في الأفلام. واعتبر الرئيس الأميركي أن الممثل، بعد مشاهدته له وهو يسبّه على الهواء، كان مخموراً وليس في وعيه، ولفت انتباهه إلى أن اقتصاد الولايات المتحدة أصبح في أعلى معدلاته، وكذلك نسبة العمالة. وخاطب ترمب، دي نيرو في نهاية تغريدته: «استيقظ أيها المخمور». السؤال هنا. وبعيداً عن التعليق القاسي من ترمب ضد شتيمة الممثل روبرت دي نيرو هو: إلى كم من الوقت تستمر حالة الإنكار هذه من الميديا اليسارية أو الليبرالية المتأيسرة ضد ترمب وخطواته؟

والسؤال نفسه لمن يقتات من هذه الميديا في عالمنا العربي.

 

هل العالم بحاجة إلى صفقة كبرى ثانية؟

بروك سذرلاند/الشرق الأوسط/15 حزيران/18

بعد مرور 3 سنوات وصفقات كبرى بقيمة تتجاوز 3 تريليونات دولار، قد يراود المستثمرين اليوم التساؤل حول ما إذا كان حجم الصفقات يتناسب طردياً مع المكاسب العائدة من ورائها.

شهد الاثنين الماضي ارتفاع أسهم شركة «بوسطن ساينتيفيك كورب» بنسبة 7.4 في المائة في أعقاب نشر صحيفة «ذي وول ستريت جورنال» خبراً حول أن شركة «سترايكر غروب» التي تعمل بمجال تصنيع الأجهزة الطبية سعت للاستحواذ عليها. ومن غير الواضح كيف تشعر «بوسطن ساينتيفيك» حيال الأمر، حال وجود عرض شراء بالفعل. وفي أعقاب نشر هذا التقرير الصحافي، توقفت «أسهم» كلتا الشركتين انتظاراً للأخبار التي جاءت أخيراً في صورة بيان اعترفت خلاله «بوسطن ساينتيفيك» بصحة ما ورد بالتقرير وأضافت أنها لا تعلق على تكهنات. في المتوسط، يقدر محللون أن «بوسطن ساينتيفيك» من الممكن أن تحصل في إطار صفقة استحواذ على سعر للسهم بنحو 39 دولاراً، مما يشير ضمناً إلى أن الصفقة برمتها قد تبلغ قيمتها نحو 60 مليار دولار. والعجيب أن هذه ستكون ثالث أكبر صفقة استحواذ يجري الإعلان عنها هذا العام، بعد عرض «تاكيدا فارماكيوتيكال» لشراء «بي إل سي» مقابل 80 مليار دولار، وشراء «سينا كورب» لـ«إكسبريس سكريبتس هولدينغ كو» مقابل 70 مليار دولار. بصورة إجمالية، شهد عام 2018 إبرام 20 صفقة كبرى حتى الآن (أي تبلغ قيمتها 10 مليارات دولار أو تزيد). وتعتمد هذه الموجة من الصفقات الكبرى بوجه عام على فكرة أن ثمة حاجة لصفقات ضخمة الحجم لتعويض الهوامش الآخذة في الانكماش نتيجة دخول عناصر جديدة واتباع استراتيجيات رقمية. وبالنظر إلى صفقة «بوسطن ساينتيفيك» - «سترايكر»؛ نجد أنها تعد رهاناً على فكرة أن شركات صناعة الأجهزة الطبية تملك قوة تفاوضية أكبر أمام المستشفيات وفي وضع أفضل يؤهلها لتعزيز بيئة الرعاية الصحية. وتعتمد صفقة شراء «إيه تي آند تي إنك» لـ«تايم وارنر إنك» مقابل 109 مليارات دولار، على المنطق ذاته. في الواقع، إن أوجه الضعف التي تحاول مثل هذه الصفقات الحماية منها حقيقية، لكن اندماج الشركات ليس دوماً الحل المناسب، ذلك أن ضخامة الحجم قد تشكل عائقاً يخنق روح الابتكار.

في إطار صناعة الأجهزة الطبية، ينبغي أن تشكل صفقة استحواذ «ميدترونيك بي إل سي» على «كوفيدين» عام 2015 مقابل 53 مليون دولار مؤشراً تحذيرياً بالنسبة لـ«سترايكر». ورغم أن الصفقة كانت ترمي إلى تخفيف العبء الضريبي، فإن تلك الفوائد تلاشت في أعقاب صدور التشريع الأميركي الجديد المتعلق بالضرائب. وأوضحت «ميدترونيك بي إل سي» أن فكرة توفير حزمة ضخمة من المنتجات للمستشفيات لم تحقق رواجاً بعد، بينما جرت محادثات بين «سترايكر» و«بوسطن ساينتيفيك» حول أهمية التركيز على القطاعات الصغيرة سريعة النمو بدلاً من الحجم الضخم، حسبما أوضح المحلل راج دينوي الذي يعمل لدى مؤسسة «جيفريز». اللافت أن محللين مثل دينوي يبدون تشككهم حيال صفقات اندماج الشركات الضخمة، الأمر الذي نادراً ما كنا نعاينه خلال أيام الذروة عام 2015. من ناحية أخرى؛ نجد أن أسهم «سترايكر» تراجعت بنسبة قاربت 5 في المائة الاثنين الماضي واستمرت في التراجع الثلاثاء. وقد تعرضت أسهم «كومكاست كورب» للتراجع في خضم توقعات بأنها قد تسعى لتعطيل صفقة استحواذ شركة «والت ديزني كو» على أصول «21 سنشري فوكس» مقابل 66 مليار دولار. في الواقع لم يعد من المهم ما يعتقده حاملو أسهم «كومكاست». قد يشرع المستثمرون في إجبار الشركات على التفكير في حلول أكثر ابتكاراً عن صفقات الاندماج الكبرى للتمويه على نقاط الضعف لديها.

- بالاتفاق مع «بلومبيرغ»

 

لماذا يتجنب الاقتصاديون مناقشة اللامساواة؟

نوح سميث/الشرق الأوسط/15 حزيران/18

لماذا يفضل الاقتصاديون الحديث عن الكفاءة بدلا من عدم المساواة؟ بعد معيشتي بينهم لفترة من الزمن، صرت لا أعتقد أن السبب هو ما يظنه أغلب الناس. إن الخطاب المشترك في اليسار السياسي يدور حول أن الاقتصاديين يتزلفون للأثرياء، ويركزون خطابهم حول النمو بغية صرف الانتباه بعيداً عن القلة التي تكسب الثروات الهائلة. ولكن التفسير الأكثر رجحاناً هو أن خبراء الاقتصاد يحاولون تفادي التورط في مستنقع السياسة. وفي لغة الاقتصاد، تحدث تحسينات «باريتو» - التسمية المأخوذة عن اسم خبير الاقتصاد فيلفريدو باريتو - عندما يتغير الاقتصاد بطريقة تجعل الحياة أفضل لبعض الناس من دون ترك أي شخص أسوأ حالا من ذي قبل. ويركز الاقتصاديون في العادة على البحث عن المواقف الرابحة المتكافئة، لأن تحسينات باريتو سوف تكون، من الناحية النظرية، قادرة على إرضاء الجميع في نفس الوقت، والتجنب النظري للاضطرار لتبني موقف أو آخر في المعارك السياسية. وعلى عكس القول القديم المأثور حول وجبات الغداء المجانية، فإن خبراء الاقتصاد دائماً ما يبحثون عنها.

غير أنه من العسير للغاية العثور على تحسينات باريتو. وعلى وجه الخصوص، أحد الأمور التي تزيد من ندرة حالات الربح المتكافئة هي وجود التفضيلات الاجتماعية، بمعنى: عندما لا يهتم الناس بما لديهم فقط، وإنما بما في أيدي جيرانهم.

وفيما يلي مثال على ذلك. تصور وجود جارين، بيت وتشارلي، وكل منهما يهتم فقط بحجم جهاز التلفاز لديه. في هذه الحالة، فإن إعطاء بيت تلفازاً أكبر ومنح تشارلي نفس الشيء، وذلك من تحسينات باريتو، فهو يجعل بيت في وضع أفضل من دون إيذاء تشارلي. ولكن افترض الآن أن بيت وتشارلي سوف يشعران بالاستياء إن حصل أحدهما على تلفاز أكبر من الآخر. الآن، إعطاء بيت التلفاز الأكبر سوف يثير حنق تشارلي، ما يعني تعرض أحدهما للإيذاء، وبفضل التفضيلات الاجتماعية، فمن الصعوبة في هذا الموقف التوصل إلى تحسينات باريتو. وفي أسوأ الحالات الممكنة، والتي لا يهتم فيها كل من بيت وتشارلي إلا بالحجم النسبي لأجهزة التلفاز خاصتهما، من المحال تحقيق تحسينات باريتو في هذه الحالة، نظراً لأن مكسب أحد الأشخاص هو على الدوام مساو لخسارة شخص آخر.

في واقع الأمر، من المحتمل أن الناس غير مدفوعين تماماً بدوافع المنافسة والحسد - يريد الناس فعلا أجهزة تلفاز بحجم أكبر، ولكن ليس لإثارة الحسد والضغينة لدى جيرانهم، ولكن بسبب أن الشاشات الأكبر هي الأفضل. بيد أن التفضيلات الاجتماعية هي حقيقية بكل تأكيد، وهي تسبب التعقيد الكبير في جهود خبراء الاقتصاد للعثور على المواقف الرابحة المتكافئة بالنسبة للمجتمع.

تعكس دراسة حديثة من تأليف الاقتصاديين سوميت أغاروال، وفياشيسلاف ميخيد، وباري شولنيك مدى تفشي هذه الغرائز التنافسية بين الناس وانتشارها. لقد درسوا ما حدث للمداخيل المالية للأسر الكندية عندما يفوز جيرانهم بجائزة اليانصيب. كان من الواضح، أن الأحياء التي تعيش فيها الكثير من الأسر التي تلعب دورة اليانصيب في المقام الأول تختلف تماماً عن الأحياء الأخرى التي ليست كذلك. ولذا، عقد خبراء الاقتصاد بالدراسة المقارنة بين الأسر التي فازت بالجوائز الكبرى مع الأسر التي فازت بالجوائز الصغرى. ثم نظروا في شأن الأسر المجاورة، للتأكد مما إذا كان الحسد من ثروات الفائزين الجديدة قد دفعهم إلى الإنفاق بما يتجاوز إمكاناتهم. وخلص المؤلفون إلى أنه عندما يفوز أحدهم بجائزة كبيرة، يرتفع معدل الاقتراض لدى جيرانهم، ويميلون إلى مزيد من إعلان الإفلاس، مقارنة بالأشخاص الذين فاز جيرانهم بجوائز أقل. وهذا دليل قوي على أنه عندما يبدأ جيران الناس في إنفاق المزيد من المال، يثور الحافز لدى الناس على محاولة إنفاق المزيد لمواكبة مستواهم الملحوظ، حتى وإن كان ذلك على حساب الاقتراض غير المستدام. وعندما يرون جيرانهم الحائزين جوائز اليانصيب الكبرى يتباهون بسيارات فارهة، أو يضيفون تحسينات منزلية جديدة، أو ترتفع معدلات استهلاكهم بشتى الصور، فإن مشاعر التنافسية والحسد تغدو أقوى مما كانت، لدرجة أنها تطغى على الحس المالي السليم لديهم. تميل الدراسة المذكورة إلى الاتفاق مع نتائج دراسات سابقة. ففي عام 2011 نشرت دراسة من تأليف الاقتصاديين بيتر كوهن، وبيتر كورمان، وأدريان سويتيفينت، وآري كابتين، وخلصت على سبيل المثال إلى أن جيران الأشخاص الهولنديين الفائزين بجوائز اليانصيب يميلون إلى شراء المزيد من السيارات. ولذلك آثاره الواضحة على الفقاعات المالية ونظرية دورات الأعمال. إن كانت فقاعات الإسكان، مثل تلك التي شهدتها الولايات المتحدة في منتصف عام 2000، تعمل عمل اليانصيب - إذا كان الناس الذين ينجحون في قلب منازلهم للحصول على مكسب كبير يشبهون الفائزين باليانصيب، ويقترض جيرانهم لمواكبة المظاهر - عندئذ قد تكون هذه رابطة بين الفقاعات المالية وأزمات الديون. وهذا من أسباب القلق بشأن عدم المساواة. وفي الولايات المتحدة والعديد من البلدان الأخرى، ارتفعت معدلات عدم المساواة خلال العقود الأخيرة.

ومن شأن عدم المساواة أن يدفع المواطنين الأميركيين إلى إنفاق المزيد وادخار القليل من أموالهم، الأمر الذي يزيد من مخاطر وقوع أزمات الديون، ويقلل كذلك من معدلات الاستثمار، ما يجعل أجيال المستقبل أكثر فقراً. بيد أن التفضيلات الاجتماعية تزيد من تعقيد الجهود الرامية إلى الحد من عدم المساواة. ونفس الغريزة التنافسية التي تنطبق على جوائز اليانصيب تنسحب كذلك على التحويلات الحكومية. وخلصت دراسة من إعداد الاقتصاديين مانويلا انجيلوتشي، وجياكومو دي جورجي إلى أن التحويلات النقدية الحكومية في المكسيك رفعت من معدلات الاقتراض وقللت من معدلات الادخار بين الأسر المكسيكية، التي لم تتلق هذه التحويلات كغيرها.

- بالاتفاق مع «بلومبيرغ»

 

عن جديد أوجاع السوريين في العيد

أكرم البني/الشرق الأوسط/15 حزيران/18

تتكشف في خصوصية العيد الصور الأكثر إيلاماً وغزارة عن شدة ما يكابده السوريون، جراء استمرار حرب دموية طالت وطاولت كل شيء في حيواتهم، مخلفة دماراً وخراباً هائلين، ومئات الآلاف من القتلى والجرحى، ومثلهم من المعتقلين والمفقودين، وملايين النازحين واللاجئين، ولا نحتاج إلى كثير من التأمل والتفكير كي نقدر المعاناة المضاعفة في يوم العيد للمقهورين والمشردين في شتى بقاع الأرض، ولأولئك الذين يستحضرون، صبيحة العيد، ملامح أحبتهم وأبنائهم من الضحايا أو المفقودين أو من المعتقلين والمغيبين قسرياً، لكن ما يزيد الطين بلة اليوم، تلك التبدلات الحاصلة في المشهد السوري والتي تعمق أوجاع الناس وتوجسهم من تفاقم هذا العذاب والخراب والضياع.

والبداية من ملايين السوريين الهاربين من أتون العنف والاعتقال، والذين يستقبلون العيد وقد كثرت أسئلتهم الحائرة والخائفة على مصيرهم، جراء ارتهان بقائهم وشروط حياتهم، ليس بواجب الحماية الإنسانية، بل بالتطورات السياسية التي تجري في بلدان الاغتراب. والأمثلة كثيرة، تبدأ بتنامي حالة من التوجس والخشية عند طالبي اللجوء في الغرب، مع تقدم وزن التيارات الشعبوية اليمينية التي لا توفر مناسبة لمحاصرتهم وتهديد وجودهم وشروط عيشهم، مروراً بالاندفاعات العدائية ضدهم التي تلت الانتخابات النيابية اللبنانية وتوجت بموجة من التصريحات تتعمد، زوراً وبهتاناً، تحميلهم مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع الاقتصادية من تدهور وفساد، ربطاً بتشديد المطالبة بإعادتهم إلى بلادهم دون الاهتمام باستقرار الأوضاع الأمنية والسياسية هناك، وبما يمكن أن ينتظرهم من عمليات انتقام وإذلال واعتقال، وأوضح التجليات المعركة التي افتعلها وزير خارجية لبنان مع منظمات الأمم المتحدة المعنية بشؤون اللاجئين، ومطالبته بوقف منح الإقامة المؤقتة للعاملين فيها وللنازحين السوريين، تلتها دعوة رئيس الجمهورية وفداً برلمانياً غربياً للتعاون من أجل الحد من تدفق السوريين وتسهيل عودتهم إلى بلادهم... انتهاء بتضاعف نوازع خوف اللاجئين السوريين من عدم الاستقرار والأمان في المخيمات أو المدن التركية، ليس فقط بسبب هشاشة حياتهم وتراجع فرص العيش والتعليم مع تراجع المعونات المقدمة من منظمات الإغاثة الدولية ومع إحكام حكومة أنقرة رقابتها على شروط حياتهم وحركتهم، وإنما أيضاً خشية من مستجدات سياسية قد تنعكس عليهم مع اقتراب الانتخابات البرلمانية التركية، ليصح تفسير بعض الاندفاعات التمييزية التي بدأت تظهر ضدهم، وإن على نطاق ضيق، بوصفها محاولة يتبعها حزب العدالة والتنمية، لإرضاء وكسب أوساط من المجتمع التركي لا تحبذ احتضان هؤلاء اللاجئين أو متضررة من وجودهم، مثلما يصح فهم تنامي ظواهر الخوف والقلق عند اللاجئين السوريين من احتمال قدوم حكومة في أنقرة لا تجد فيهم المنفعة؛ بل تعدهم أحد مسببات مشكلات تركيا الاقتصادية التي بدأت تتفاقم مع تراجع قيمة الليرة وتعدد ظواهر الركود.

ومن المشهد، تلحظ في العيد، حين تقترب من الوجوه وتلمس الأيادي المرتعشة، ثقل المعاناة ووطأة العوز والحاجة عند الناس، جراء التدهور المريع للوضع الاقتصادي، وانهيار كثير من المنشآت والقطاعات الإنتاجية، وتهتك الشبكات الخدمية والتعليمية والصحية، مما أفضى إلى تردي شروط الحياة وصعوبة الحصول على السلع الأساسية، في ظل تراجع شديد في القدرة الشرائية وتفشي غلاء فاحش لا ضابط له، ربطاً بتدهور غير مسبوق في قيمة الليرة السورية أمام الدولار وغيره من العملات الأجنبية، وأفضى تالياً إلى ازدياد كبير وخطير في أعداد الأسر السورية العاجزة عن توفير أبسط مستلزمات العيش، كالغذاء والكساء والدواء، وعن التكيف مع شح الماء والكهرباء، وتراجع الفرص التعليمية والصحية، خصوصاً لمئات الآلاف من الأطفال، فكيف الحال أمام متطلبات العيد؟! وكيف الحال مع الملايين الذين باتوا بلا مأوى وفي حالة قهر وعوز شديدين وقد فقدوا كل ما يملكون أو يدخرون، ومنشغلين بلملمة جراحهم وتسكين آلامهم؟! وكيف الحال مع تفكك قطاع الدولة وتراجع دوره في تخفيف معاناة العاملين فيه، ولنقل فقدانه القدرة على ضمان ولائهم عبر رشوتهم بزيادة أجورهم وتأمين بعض مستلزمات حياتهم؟!

ويكتمل المشهد المأساوي بوقوف غالبية السوريين هذا العيد في حضرة ما يسميه النظام «انتصاراً» وقد تمكن بعد استجرار دعم عسكري خارجي واسع من استعادة كثير من المناطق التي خرجت عن سيطرته لسنوات، وحشر مختلف فصائل المعارضة المسلحة في الشمال والجنوب السوريين. والأمر لا يتعلق فقط بما يثيره الترويج المستفز لهذا الانتصار الزائف؛ بل بما يرافقه من ممارسات ابتزازية وانتقامية ضد المجتمع السوري الذي تجرأ وثار على رعاته وسادته... كذا! فأي عيد للسوريين وقد تكرس القمع المنفلت وتشرعن وباتت لحظة خلاصهم بعيدة؟ وأي عيد مع هذه العودة المقززة لأساليب الماضي القهرية والتمييزية، لكن بأشكال أكثر احتقاراً وإذلالاً للإنسان وحقوقه؟ وأي عيد في ظل شيوع حالة رعب عامة جراء انحسار شروط الأمن والسلامة، وانتشار مراكز قوى وجماعات سلطوية غير منضبطة، تأمر وتنهى وتتحكم في الأرض وتقرر بقوة السلاح ما يحلو لها بمصائر البشر وممتلكاتهم، من دون أن يطال المرتكبين أي حساب أو عقاب؟ وتتواتر يومياً الحكايات عن حجم تعديات المسلحين وتنوع تجاوزاتهم ضد حيوات الناس وحقوقهم... عن مواطنين أبرياء يتعرضون، ولأسباب تافهة، للإذلال والابتزاز والأذى وللتنازل مثلاً، عن أراضيهم أو بيوتهم أو سياراتهم... عن تحسر عائلات على فشلها في تأمين «الفدية» لاسترداد أحد أبنائها المخطوفين!

والحال، في زحمة هذا المشهد المؤلم، أنه لن تخدعك جوقات صغيرة من السوريين تصطنع فرح العيد، وتبالغ في إظهار سعادتها وبهجتها، منهم ربما من لا يعنيهم ما حصل من خراب وضحايا ما داموا قد سلموا برؤوسهم وأموالهم، ومنهم من يريدون أن يهربوا من كوابيس مرعبة تحفزها ذاكرة مكتظة بصور التعذيب الشنيع والمجازر والتدمير والقتل المعمم، ومنهم من قد يتقصدون من وراء تعظيم هيصة العيد تفريغ انفعالات يحكمها الأسى والتشتت ومغالبة أرواحهم الحزينة والضائعة.

 

سجادة إيرانية بين ترمب وكيم

نديم قطيش/الشرق الأوسط/15 حزيران/18

لم تكن سجادة الـ«هريز» الزاهية في الغرفة التي جمعت الرئيس الأميركي دونالد ترمب والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، بعد القمة التاريخية في سنغافورة، المفردة الإيرانية الوحيدة في هذا المشهد.

السجادة الإيرانية الآتية من بلدة هريز شمال غربي إيران عند سفح سلسة جبال سبلان الرائعة، ربما مجرد مصادفة، أو واحدة من أساليب السخرية التي يمارسها التاريخ في لحظات مماثلة.

فإيران كانت حاضرة في القمة ولو لم تكن لها علاقة مباشرة بمادة المفاوضات. البلدان عدوان لواشنطن، ونوويان بحدود متفاوتة، وعضوان في محور الشر الشهير! أما في التوقيت، فالقمة التاريخية تأتي بعد أسابيع قليلة من خروج ترمب من الاتفاق النووي الذي وقّعه سلفه باراك أوباما والأوروبيون والروس مع إيران.

لا تحصى الرسائل التي على طهران قراءتها في مشهد سنغافورة، لكن أهمها هو التعرف عن قرب إلى عقل ترمب السياسي، ونظرته للعلاقات الدولية، وفحوى ذلك أن ترمب، ولمعالجة ملفات العداء مع خصوم أميركا، مهتم أكثر، ببناء علاقات سياسية جيدة أكثر بكثير من تركيزه على التفاصيل التقنية لحل الملفات الخلافية. أفصح الرجل علناً بأن قمة مع كيم لن تحل الملف النووي الكوري الشمالي، لكنها تفتح مسار بناء علاقة سياسية «وهذا أمر إيجابي للغاية». بهذا يقلب ترمب رأساً على عقب منطق الاتفاق النووي بين سلفه وإيران، الذي استغرق في التفاصيل التقنية، متناسياً أن إيران ازدادت شراسة وتخريباً في الشرق الأوسط بعد الاتفاق النووي، ما لم يكن بسببه. لم يهتم أوباما بالعلاقة السياسية مع إيران، أو بإيران السياسية على وجه أدق، بقدر اهتمامه بإيران النووية التقنية، وعدد أجهزة الطرد المركزي التي بحوزتها ودرجات التخصيب وغيرها من التفاصيل...

في المقابل، لم يسمح ترمب لمساعديه أو لخصومه بجره إلى حيث تلوك واشنطن السياسات نفسها منذ عقود، بل نسج على منوال شبيهه، رونالد ريغان، كرئيسين من خارج نادي النخبة السياسية الواشنطونية، حين قرر ريغان أن العلاقة مع الاتحاد السوفياتي أهم من السجال التقني حول السلاح النووي. سعى ريغان للانفتاح على القادة السوفيات جميعاً من ليونيد بريجنيف إلى ميخائيل غورباتشوف مروراً بيوري أندوربوف وكونستانتين تشيرنينكو، الذين توفي ثلاثة منهم خلال السنوات الخمس الأُوَل من ولايته! ما كان ممكناً هز الاتحاد السوفياتي من الداخل، لولا تبديد ريغان رصيداً كبيراً من التعبئة السوفياتية ضد «العدو الأميركي» وحرمان السوفيات من أداة تحكم صلبة في الرأي العام وتوجهات المكتب السياسي للحزب الشيوعي السوفياتي.

وفق المنطق نفسه، عرض ترمب على كيم شريطاً من أربع دقائق يوجز فيه خيارات كوريا الشمالية بين أن تستمر على طريق تدمير ذاتها وإمكانات شعبها والإنفاق المجنون على تطوير الصواريخ حد الإفلاس، أو أن تفعّل إمكاناتها العقارية وغير العقارية لتكون واحدة من عناوين النجاح الاقتصادي في شرق آسيا، كسنغافورة التي احتضنت القمة بين الرجلين! والاختيار هذا غير مشروط بحسب المقاربة الترمبية بالنقاش التقني بشأن صواريخ كوريا الشمالية، بقدر ما هو مشروط بالتغيير السياسي الذي على بيونغ يانغ أن تجريه في عموم علاقتها بواشنطن والعالم.

ليس صحيحاً أن خيارات كيم تتراوح بين معمر القذافي وصدام حسين. ما يعرضه ترمب عليه هو أن يكون تشيانغ تشينغ كو الذي ورث ديكتاتورية أبيه في تايوان وما لبث أن أخذ البلاد في اتجاه مختلف تماماً، في الرفاه والتسامح السياسي النسبي، ورحلة تحول نحو الديمقراطية وثمارها.

هذا تماماً ما لا يقوى عليه علي خامنئي في طهران. فالرجل لا يرغب ولا يستطيع أن يبدد كل ما تمثله الثورة الخمينية من عداء للاستكبار العالمي ممثلاً بواشنطن، من أجل الوصول إلى تفاهم مع أميركا، يعطي إيران الفرصة الممنوحة اليوم لكوريا الشمالية.

ما تريده طهران هو ما عرضه أوباما: اتفاق نووي تقني، أياً تكن التنازلات فيه، على أن لا يقارب الملفات السياسية لنظام الثورة ولا يتعرض لسياسات إيران في الإقليم، ولا سيما تجاه دول الخليج العربي. لكنه عرض بات اليوم جزءاً من التاريخ، وفي الوقت نفسه تجد إيران نفسها محاصرة بالمزيد من العقوبات التي أشار إليها ترمب في مؤتمره الصحافي بعد قمة سنغافورة، مشيراً إلى أن إيران أقل ثقة بنفسها الآن بشأن أنشطتها في المنطقة. وستجد نفسها محاصرة أكثر بما يريده الإيرانيون الذين بات بعضهم، بحسب تقرير لصحيفة «نيويورك تايمز»، يسأل «لماذا لا يكون لنا نصيبنا من التفاوض المباشر مع واشنطن، فنحن أهم من كوريا الشمالية»؟! أعود إلى سجادة الـ«هريز» في غرفة المؤتمر الصحافي بين كيم وترمب، التي يعد صوفها من الأكثر قوة بين السجاد الإيراني. أما السبب فمخزون النحاس الكبير تحت جبل سبلان، الذي يجد طريقه إلى صوف الخراف عبر مياه الشرب.

مخزون النحاس هذا واحد من إمكانات إيران الكامنة والكثيرة، ويعلوه جبل من أجمل جبال العالم، كتذكير بالإمكانات السياحية الضخمة لإيران...

قد تكون إيران أهم من كوريا الشمالية، لكن هل قيادتها أذكى من كيم؟

 

من غرائب الحياة في جنوب العراق

خالد القشطيني/الشرق الأوسط/15 حزيران/18

في هذه الأيام التي يحتدم فيها النقاش بشأن أهلية المرأة لتولي الحكم والرئاسة، كنت خلال زيارتي في أوائل الخمسينات لقلعة صالح في منطقة الأهوار من جنوب العراق قد فوجئت بوجود قبيلة تترأسها امرأة، الشيخة ساعة. وكان وجهها على اسمها، ساعة مدورة بيضاء محاطة بجدائل الفوطة كعقارب الساعة. كانت هذه المرأة أرملة للشيخ عبد الله، ورثت الحكم والمشيخة منه بعد وفاته، دون أن يبدي أي من الرجال والسراكيل أو النسوة أي اعتراض على امرأة تتحكم فيهم. أقامت الشيخة لنا مأدبة سخية، حضرها قائمقام المدينة. لم يكن هناك أي مطربين محترفين. راح أبناء القبيلة ممن عرفوا بحسن الصوت يتبارون بالغناء على هواهم. أكثرها أغانٍ حزينة من نغم الأبوذية تعبر عن معاناة أولئك القوم، بيد أن أحد المغنين تمادى في الحزن حتى تحولت الأغنية عنده إلى نحيب وبكاء، ما انفك إلا وتفجر في عويل مرير.انهالوا عليه بالضرب والركل، ورموا به خارج المجلس: «يا ابن الكلب، تقعد تنحب قدام الشيخة والقائمقام والأفندية». ازداد نحيبه خارج المجلس بعد أن وجد أنه قد فقد الأكل المطروح أمامنا على الحصيرة، من خروف محشي وسمك شبوط، أو من بقاياه. خرجت الشيخة لتومئ بيدها إلى الراقصات والمطربات الغجريات بإيناسنا بفنهن البدائي وأصواتهن الخشنة: «يا حلو منين الله جابك، خزن جرح قلبي من عذابك»،... إلخ.

على مقربة من قلعة صالح، تولى أخي إحسان إدارة ناحية المدينة. لم يربطها أي طريق بالمدن الأخرى غير الواسطة النهرية المعروفة بالمشحوف. ويظهر أن أخي إحسان اعتبر جلوس المدير في مشحوف بدائي مصنوع من القصب والحصير عملاً مخلاً بكرامته وبهيبة الدولة؛ استطاع أن يحصل من المتصرفية على زورق إلى (ماطور). وأصبح هذا عجيبة من عجائب الزمان، ومنظراً يخلب الألباب؛ ما إن سمعوا صوت المحرك قادماً من بعيد، طه.. طه .. طه، حتى خرجت نساء القرية وأطفالها وشيوخها للتفرج عليه يشق عباب مياه الهور بقوة الخالق. ولم يكن الجاموس أقل استجابة للتحديث والعصرنة؛ ما إن سمعت بصوت الماطور حتى أسرعت سباحة نحوه للتفرج عليه، وقد عجز عريف الشرطة عن تعليم الجاموس قواعد المرور، فكانت تتكأكأ برؤسها وقرونها الضخمة أمام الماطور فتحول دون تقدمه، مما اضطر الشرطة إلى الاستنجاد ببقية أفراد الحكومة، البوسطجي والشرخجي ومعلم المدرسة والمضمد الصحي. كانوا يقفون بعصا طويلة ليدفعوا الجاموس بعيداً عن مسار ماطور مدير الناحية، بيد أن الاختلاف بين سرعة الماطور وسرعة الجاموس أدى إلى كثير من الحوادث المؤسفة، بحيث إن شرطة ناحية المدينة تعتز الآن بتسجيل الحادثة الوحيدة من نوعها في العالم، وهي حادثة اصطدام بين جاموسة سوداء وماطور ديزل أبو اللولة.

 

روسيا والعقدة الإيرانية في سورية

علي العبدالله/الحياة/16 حزيران/18

لم تتوقف القيادة الروسية منذ إعلانها الأول عن تحقيقها النصر في سورية عن السعي للحصول على إقرار الدول الفاعلة في الملف السوري (الولايات المتحدة، إيران، تركيا، إسرائيل، الأردن، السعودية، قطر) بانفرادها في التقرير على الأرض السورية والتسليم لها بصياغة الحل السياسي الذي يعبر عن هذا «الواقع».

وقد أخذ تعبيرها عن هذه الرغبة أشكالاً وصوراً ديبلوماسية وسياسية وعسكرية، من عرقلة مفاوضات جنيف ومنع تحقيق تقدم فيها إلى تشكيل مسار موازٍ في آستانة، ووضع مسودة دستور بديل للدولة السورية والعمل على تسويقها، وعقد مؤتمر حوار في سوتشي والعمل على تمرير نتائجه عبر الأمم المتحدة، مروراً بحماية النظام من المحاسبة والمعاقبة في مجلس الأمن الدولي باستخدام حق النقض (الفيتو) 12 مرة، واستخدام قوة نيران كبيرة وسياسة الأرض المحروقة للقضاء على المعارضة المسلحة وتهجير المواطنين ودفع المعارضة السياسية إلى القبول بما يملى عليها، وعقد اتفاقات على مناطق خفض التصعيد من دون العودة إلى النظام أو إشراكه في صياغتها، وفرض اتفاقات عسكرية عليه (اتفاقيتين حول القاعدة البحرية في طرطوس والجوية في مطار حميميم) واقتصادية (استثمار النفط والغاز والفوسفات واحتكار إعادة الإعمار)، وصولاً إلى صور إعلامية فجة من النوع الذي حصل في قاعدة حميميم بمنع رئيس النظام من التقدم مع الرئيس الروسي نحو المنصة، أو دعوته إلى القاعدة ليفاجأ بأنه أمام وزير الدفاع الروسي، أو حمله إلى روسيا في طائرة عسكرية وحيداً أكثر من مرة لمقابلة الرئيس الروسي، الذي سيقدم له أركان جيشه الذي حقق النصر على «الإرهاب» في سورية، ويبلغه بقراراته حول الشأن السوري.

صحيح أن القيادة الروسية حققت نجاحاً مهماً عبر صياغة تفاهمات وتحديد أدوار ومناطق نفوذ مع الدول الفاعلة على الأرض السورية، لكنها توهمت أن ما حققته قد حسم الصراع على سورية، بعد «إنهائها» الصراع في سورية بين النظام والمعارضة بإضعاف المعارضة السياسية واختراقها وسحق المعارضة المسلحة بفرض تسويات مناطقية ومصالحات مذلة عليها والسيطرة على مساحات شاسعة كانت تحت سيطرتها، وأنه بات في مقدورها فرض رؤيتها وصيغتها للحل على الدول الفاعلة، بمن في ذلك حليفتها في القتال إلى جانب النظام: إيران.

لقد وجدت القيادة الروسية، بإعطاء موافقتها على طلب إسرائيل إبعاد القوات الإيرانية والميليشيات التابعة لها مسافة 60 إلى 80 كيلومتراً عن حدود الجولان المحتل، نفسها في موقف حرج وخطر في ضوء رفض إيران وميليشياتها الشيعية لتفاهمها مع إسرائيل، وانكشاف هشاشة التوازنات السياسية والميدانية التي صاغتها، حيث عبرت ردود فعل إيرانية، سياسية وميدانية وإعلامية، عن رفض الاتفاق الروسي الإسرائيلي، رفضت إيران، بصيغ مباشرة وغير مباشرة، دعوتها إلى الخروج من جنوب سورية بالإعلان عن عدم وجود قوات إيرانية في الجنوب، ما يفقد الاتفاق الروسي الإسرائيلي مبرراته، وهو ما دفع القيادة الروسية إلى رفع سقف مطلبها بدعوة كل القوات الأجنبية، وتسمية القوات الإيرانية وحزب الله ضمن قائمة القوات المدعوة إلى الخروج من سورية. وردت إيران بالإعلان عن عدم وجود قوات إيرانية في سورية، مجرد مستشارين عسكريين، وبررت وجودهم بدعوتهم من قبل السلطة الشرعية فيها، وعرضت وسائل إعلامها وتصريحات مسؤوليها حجم مساهمتها في الصراع في سورية: الأموال (30 مليار دولار أميركي) والأسلحة والذخائر والميليشيات والقتلى (2000 قتيل إيراني و1640 من حزب الله وحوالى 8000 عراقي وأفغاني وباكستاني)، وبإلقاء قفازات التحدي في وجه القيادة الروسية بالإعلان عن رفض الانسحاب من سورية (إعلان أمين عام حزب الله، حسن نصرالله، «أن عناصره لن يغادروا سورية حتى لو اجتمع العالم ضدهم»)، وهذا دفعها إلى الرد بنشر قوات لها على الحدود السورية اللبنانية في محافظة حمص في منطقة القصير، لإجبار قوات حزب الله هناك على الانسحاب، وفي القلمون ومعبر جوسية.

أطلقت الدعوة الروسية إلى انسحاب كل القوات الأجنبية من سورية، باستثناء القوات الروسية التي تتمتع وحدها بشرعية البقاء، مواقف محلية وإقليمية ودولية عكست رفض التقديرات الروسية حول الصراع على سورية والتصورات السياسية والميدانية المرتبطة بها. فقد وجد النظام الفرصة سانحة للتعبير عن تحفظه بالإعلان عن شرعية الوجود الإيراني على الأرض السورية وحصر الحق في دعوتها للخروج بالنظام، حق سيادي، واستثمار تركيا اللحظة السياسية بالضغط من أجل الحصول على ضوء أخضر لدخول تل رفعت، وعقد اتفاق مع الولايات المتحدة حول منبج، وتصعيد الضغط الأميركي والإسرائيلي على روسيا لتنفيذ دعوة رئيسها إلى خروج القوات الأجنبية بإخراج القوات الإيرانية، صعدت إسرائيل ضغطها بإجراء مناورات برية ضخمة في الجولان المحتل وتدريبات جوية فوق اليونان شملت كيفية التعامل مع صواريخ أس 300 الروسية خلال القصف، مكّنتها اليونان، التي تمتلك منصات منها منصوبة على أراضيها، من تحقيق ذلك، وعرقلة الإدارة الأميركية للتحرك الروسي لإعادة بسط سيطرة النظام على الجنوب السوري، عبر الإعلان عن تمسكها باتفاق خفض التصعيد وتحذيرها من القيام بعمل عسكري هناك. ربطت القيادة الروسية التصعيد الإسرائيلي بالتحريض الأميركي على ضرب إيران وإخراجها من سورية، تنفيذاً لتهديداتها التي تلت انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي معها، ما رفع توترها، لأنها ترى في انفجار حرب إسرائيلية- إيرانية في سورية نسفاً لكل ما حققته فيها، فشنت حملة ديبلوماسية وإعلامية ضد الولايات المتحدة اتهمتها بدعم «داعش»، والتخطيط لاستفزاز جديد عبر القيام بعملية تفجير مواد كيماوية سامة في محافظة دير الزور لتبرير هجوم جديد على النظام السوري.

لقد خلط الاتفاق الروسي- الإسرائيلي على سحب القوات الإيرانية بعيداً عن حدود الجولان المحتل الأوراق وفتح، من جديد، باب المساومات والمقايضات على ترتيبات بديلة للتفاهمات القائمة، كانت القيادة الروسية قد اعتبرتها راسخة ونهائية وقابلة للتوظيف في التقدم إلى الإمام على طريق فرض الشروط الروسية وتنفيذ التصور الروسي للحل في سورية، وقد رفع حدة حرج موقف القيادة الروسية كونها ما تزال تحتاج التحالف مع إيران وتوظيف الانتشار البري الإيراني في حماية مناطق سيطرة النظام، لأن البديل نزول قوات روسية وتحقيق هدف أميركي في استدراجها إلى مستنقع جديد، في إعادة للتجربة الأفغانية، تهزم فيه، أو دفعها إلى الاتفاق مع واشنطن على تفاهم على مستقبل المنطقة بالشروط الأميركية، ما وضعها بين نارين: بلع الإهانة الإيرانية والاحتفاظ بالتحالف معها ريثما تنجز تفاهمها مع واشنطن، وهذا ينطوي على خطر تحويل سورية إلى ملعب لإيران يصعب السيطرة عليه لاحقاً، أو القبول بالشروط الأميركية والاصطدام مع إيران لإخراجها من سورية وخسارة ورقة من أوراق القوة بتحالفها مع إيران.

* كاتب سوري

 

 غابي عيسى: السفير القوي !

علي منصور/ صدى الوطن/15 حزيران/18                                                                                

ربما هي المرة الأولى التي يتم فيها تعيين سفير لبناني في واشنطن واضح الإنتماء و خالص الولاء لرئيس الجمهورية مع ما يمثله هذا الرئيس بتحالفاته السياسية المعروفة و بمواقفه الصلبة والمتشددة تجاه الحقوق اللبنانية . وربما هي معادلة الرئيس القوي بنسختها الخارجية التي أنتجت السفير القوي أيضاً !

في المرات السابقة، كان يتم الإتفاق بين ممثلي السلطة في لبنان على اسم السفير الذي من المفترض انه يمثل ويرعى المصالح العليا للدولة اللبنانية ، نظرا لحساسية الموقع ولأهميته البالغة في عاصمة القرار والتحكم في العالم . وغالباً ما كان يأتي الخيار "التسووي" بنتائج عكسية على المصالح اللبنانية في العاصمة الأميركية بسبب ضياع الهوية السياسية -بتعريفها الوطني - في أتون الخلافات بين أهل السلطة والتسلط، فيتحول أهم موقع في سلك السفراء إلى موقع لا طعم له ولا رائحة، ويفقد دوره وفعاليته وتتحول السفارة معه حصراً إلى دائرة نفوس لتجديد جوازات السفر وللتصديق على معاملات اللبنانيين .

لكن هذه السُنَّة يبدو أنها تغيّرت مع سفير لبنان في واشنطن غابي عيسى الذي أوجد دينامية مميزة وأحدث حيوية إستثنائية منذ توليه منصبه الجديد الذي قضت الأعراف الدبلوماسية تخليه عن جنسيته الأميركية من أجل تمثيل لبنان . وكما كان لمعادلة الرئيس القوي وقعها الداخلي على الساحة اللبنانية فقد كان للسفير القوي وقعه وتأثيره في الأوساط الإميركية ، حيث ينطلق عيسى من فهم عميق للثقافة الأميركية وللعقل السياسي الأميركي كونه عاش لفترة طويلة في الولايات المتحدة وعمل في مجال العلاقات العامة والترجمة مع ما توفره له هذه المهنة من شبكة علاقات واسعة استطاع الإستفادة منها وتسخيرها لخدمة المشروع "العوني" إباّن المنفى الفرنسي ل"الجنرال" في فترة التسعينيات من القرن الماضي وحتى تاريخ عودته في ٧ أيار من عام ٢٠٠٥ ، والتي بدأت معها مرحلة جديدة من حياة "العماد" السياسية حيث فاجأ الجميع بإحداث نقلة نوعية في الممارسة السياسية وفي التحالفات الوطنية انعكست إيجاباً على الوضع الداخلي ولكنها كان لها آثاراً سلبية على "الأذرع" الخارجية للتيار البرتقالي وفي مقدمتها "رَجُل الجنرال" في أميركا غابي عيسى، عندما عوقب التيار الوطني في الخارج وتم التضييق على مناصريه وشُنّت الحملات السياسية عليه من قبل بعض اللبنانيين في أروقة الإدارة الأميركية على خلفية خياراته السياسية وتحالفاته الوطنية .

لم يكن في بال عيسى أنه سيصبح يوماً سفيرا لوطنه الأم في بلاده الأميركية الجديدة ، وجلّ ما كان يطمح له هو أن يقدم الدعم والمساعدة والمساندة لفريقه السياسي . أما وقد صار سفيراً فقد أثبت في فترة قياسية مستوى عالياً من الكفاءة والحنكة والدراية وهو الذي لم يتمرس بالسلك الدبلوماسي ولم يخضع لسلّم ضوابطه ولا لتراتبية ولاءاته المتعبة . وعندما وجد أن هناك محاولة من بعض اللبنانيين للتأثير سلباً في دوائر القرار الأميركي من خلال الدعوات الوقحة والمريبة لوقف تسليح الجيش اللبناني بزعمِ خضوعه لنفوذ "حزب الله" خلع عيسى قفازاته الدبلوماسية وانبرى مدافعاً بشراسة عن الجيش اللبناني كاشفاً ومهاجماً أصحاب الدعوات من المسؤولين والمنتمين إلى أحزاب لبنانية في الولايات المتحدة . لم يعبأ بكل ما قيل ويقال ، بل أثار الموضوع وسمى الأشياء بأسمائها ، متوجهاً "لمن يحرض واشنطن ضد الجيش اللبناني، لا حظوظ لكم بوجودنا . ارحموا حالكم واستتروا ".

و فتح صفحته على موقع فايس بوك للنقاش والتعليق في سابقة لم تعهدها الدبلوماسية اللبنانية من قبل ، لكنها أتت أكُلها وبانت نتائجها ، فلُجِمت تلك الأصوات وأنكفأت عن مسرح التصريحات ووُضِعت أحزابها أمام الوقائع والمسؤوليات، ثم واصل عيسى جهوده وتحضيراته لإستقبال قائد الجيش العماد جوزيف عون في الخامس والعشرين من الشهر الجاري في مبنى السفارة اللبنانية في واشنطن في إطار زيارة يقوم بها الى الولايات المتحدة لرفع مستوى الدعم العسكري الأميركي للجيش اللبناني .

إنه سفير لبنان القوي في واشنطن..

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

قاووق: المشروع الأميركي الصهيوني السعودي لا أفق له إلا الهزيمة

الجمعة 15 حزيران 2018/وطنية - رأى عضو المجلس المركزي في "حزب الله" الشيخ نبيل قاووق أن "النظام السعودي، حول عيد المسلمين إلى مذبحة دموية مفتوحة في اليمن"، مشيرا إلى أن "السياسة السعودية ما زالت تمعن في مسار التآمر على شعوب منطقتنا، خصوصا على الشعب الفلسطيني ومقدساته وحقوقه"، مؤكدا أننا "كلنا أمل بقدرة شعوبنا الأبية المقاومة، على إسقاط المشروع الأميركي- الصهيوني- السعودي، الذي لا أفق له سوى الهزيمة". كلام قاووق جاء خلال زيارته منزل الشهيد الشيخ راغب حرب في بلدة جبشيت في قضاء النبطية، بمناسبة عيد الفطر السعيد، يرافقه وفد قيادي من "حزب الله" ضم عضو المجلس المركزي في الحزب الشيخ عبد الكريم عبيد مسؤول المنطقة الثانية علي ضعون وعدد من أعضاء قيادة منطقة الجنوب.

 

جريصاتي: مريب هجومك على العهد يا وليد فور عودتك من المملكة

الجمعة 15 حزيران 2018 /وطنية - قال وزير العدل في حكومة تصريف الاعمال سليم جريصاتي عبر حسابه على "تويتر": "مريب هجومك على العهد يا وليد فور عودتك من المملكة. لماذا توريط المملكة بالإيحاء بأنك تنفذ أمر عمليات فاشلا بالذخيرة الخضراء ضد عهد أصبح سيده خارج مرماك ومرمى أزلامك".

واضاف: "‏وصفك الرئيس ذات يوم في 26/9/1997، فعد الى الارشيف، ولا تورث تيمور الواعد إستحالة الإجابة عن سؤال واحد: لماذا الاستكانة الى النزوح السوري الكثيف على أرضنا وما هو رهانك عليه؟".

 

حمادة: هذا العهد الأكثر فشلا منذ الإستقلال وهذه الحكومة الأسوأ في تاريخ الحكومات

الجمعة 15 حزيران 2018/وطنية - رد وزير التربية والتعليم العالي في حكومة تصريف الاعمال مروان حمادة عبر جريدة "الأنباء" على "التيار الوطني الحر"، قائلا: "منذ الأسابيع الأولى بمشاركتي في الحكومة، بعد الإنفراد بعدم التصويت للعماد ميشال عون في تشرين الأول 2016 وشعوري بأن عملية إسقاط إتفاق الطائف وضرب علاقات لبنان العربية قد انطلقت، أستطيع أن اصف في أول تجربة هذا العهد بالأكثر فشلا منذ الإستقلال وهذه الحكومة بإنجازاتها الفضائحية بالأسوأ في تاريخ الحكومات".

أضاف حمادة: "والأفظع في هذه المرحلة أن بعض زملائنا قرروا الإستفادة من الوقت الضائع بعد الإستحقاق الإنتخابي لتمرير ما تبقى من صفقات كهربائية وموبقات تجييشية واستعمال المزور أحيانا في محاضر مجلس الوزراء".

 

سلامه: مواقف جنبلاط ودريان وباسيل وجعجع من النازحين السوريين اعادونا نصف قرن الى الوراء

الجمعة 15 حزيران 2018 /وطنية - لفت الوزير السابق يوسف سلامه الى "ان مواقف الاستاذ وليد جنبلاط ومفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان الاخيرة بخصوص النازحين السوريين من جهة ومواقف وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في الموضوع نفسه من جهة ثانية أعادونا نصف قرن إلى الوراء ليتأكد لنا بوضوح ان بعض اللبنانيين لم يفهم معنى لبنان والبعض الاخر يراهن على هذا اللبنان بغباء. وداعا لبنان".

 

شيخ عقل الدروز في خطبة العيد: نحذر من أي قرارات تغرق الأداء السياسي بانعكاسات سلبية

الجمعة 15 حزيران 2018/وطنية - أم شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن صلاة عيد الفطر في مقام الأمير السيد عبدالله التنوخي في عبيه، بمشاركة جمع من الفاعليات الروحية والزمنية وقضاة من المذهب الدرزي، رؤساء لجان واعضاء من المجلس المذهبي للطائفة ومشايخ.

وبعد تأدية الصلاة، القى حسن خطبة العيد، جاء فيها: "يقف المؤمن، وقد أهل هلال الفطر، يقف بين يدي ربه مستذكرا الآية الكريمة ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون (البقرة 185). والتكبير في ليلة العيد وصبيحته له معنى التمجيد لاسم الله وعظمته بالتوحيد والإقرار مقرونا بالحمد له على نعمة الهدى التي بها أضيئت القلوب وتم إحياؤها بالذكر والاستشعار. ولا انتهاء لحمد الله ما دامت عروق المرء نابضة بالحياة. وأجل الحمد الصدق فيه إذ يدرك المؤمن بكل كيانه أن الصوم والجهاد فيه بالطاعة والتقوى وأعمال البر كان رحمة وفضلا من الله ونعمة والله عليم حكيم (الحجرات 8). وفرح العيد في الإسلام هو فرح بثمرات الطاعة التي هي من رضى الله العلي القدير. قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون (يونس 58). مما يجمعون? أي مما يقتنون من حطام الدنيا وما فيها من الزهرة الفانية الذاهبة. هو فرح الصلة بالأنس الأعظم، وهو استشعار الخلاق في حضور المعنى الشريف في القلب والكيان، وامتثاله في الخاطر والوجدان، والعزم على السلوك بموجبه في ظاهر الأعمال وباطنها والباقيات الصالحات خير عند ربك وخير مردا (مريم 76). إن من شأن هذه النعمة العظيمة والتحلي بمآثرها في الروح والذات أن تهب الفرد مكانة عزيزة في رحاب الإنسانية الفسيح، بمعنى أنها لا تعزله عن الآخرين، أهله ومجتمعه ومواطنيه في بلده بل وفي العالم، ذلك أن القيم الإنسانية السامية هي جامع مشترك لكل البشر، طبعا لمن يأنف بمعنويته وتصرفاته من الطبائع المضادة لتلك القيم ومنها طباع العدوانية والعنصرية ونسبية الرؤية المتمحورة حول صراع الأنا مع كل آخر. والقرآن الكريم أورد سمة من يأخذون بخيار رذل القيم في ضمائرهم، قال: في قلوبهم الحمية حمية الجاهلية (الفتح 26)، والإسلام، في سياقه الابراهيمي عبر تاريخ التوحيد، علم الإنسان أن يقول في حقيقة ذاته: أعاذنا الله تعالى من كل جهل يعمي البصيرة عن الخير الخير الذي أراده الله الكريم الحليم لخلقه أجمعين".

وتابع: "نحن نتطلع، بقوة هذا الإيمان، إلى بلدنا نريد له السلامة، بكيانه وشعبه ورسالته التي يتغنى بها الجميع. نريد له أن يسلم من كل الأخطار المحدقة به، فإننا ننتظر من المسؤولين المعنيين أن يبادروا إلى الاستثمار في عامل الوقت وتأليف الحكومة الجديدة، فاللبنانيون الذين حددوا خياراتهم في الاستحقاق الانتخابي، يتطلعون اليوم إلى حكومة متجانسة، تمثل تلك الخيارات وتعبر عن تطلعاتهم في النهوض بالبلاد مما تعانيه من أزمات في قطاعات شتى، على قاعدة الجدوى الحقيقية لفكرة النظام الديمقراطي شراكة وعدالة في التمثيل وإرادة في العمل، وانصراف إلى مقاربة قضايا الناس وشؤون المواطن. اننا نطالب ونشدد على مكافحة الفساد والهدر. ومعيب ان تتعثر الحلول الناجعة لملفات مهمة كالنفايات والكهرباء. من جهتنا إننا نفهم تقاطع المصالح أنه يجب ان يكون في مثابة شعور عام بأولوية المصلحة العليا على كل ما عداها. ولا فضل لمواطن على اخيه في المواطنية إلا في مقدار التزامها وامتثالها وجعلها مسلكا حياتيا ذاتيا واجتماعيا وكذلك اداريا لمن يتحمل مسؤولية الادارة". واضاف: "من حرصنا ندعو إلى التقاط الفعاليات الإيجابية التي ترتبت نتيجة الاستحقاقات الوطنية، ونحذر من أي قرارات تغرق الأداء السياسي بانعكاسات سلبية. إن بلدنا يقف على حدود مخاطر أمنية واقتصادية واجتماعية كبيرة، وعلى كل صاحب موقع أن يكون مسؤولا عن آدائه أمام ناخبيه وأمام وطنه وأمام ضميره وصدقيته السياسية.

بالأمس القريب كانت مناسبة تأسيس قوى الامن الداخلي، فلهم ولكل الاجهزة الامنية والجيش قيادة وافرادا الشكر والتقدير على تضحياتهم وسهرهم في خدمة الوطن والمواطن. وأملنا في عيد الفطر السعيد في أن تستعيد الشعوب العربية والإسلامية، التي تتعرض في أكثر من مكان إلى حصار وتضييق وعنف وتهجير وقتل، ان تستعيد استقرارها وعافيتها وتكتسب حرياتها وحقوقها، وتحديدا في فلسطين المحتلة. إننا نتضامن مع شعبها الذي يكابد منذ عقود من أجل حقه في الحياة على أرضه وصيانة المقدسات، ودعوتنا في هذا السياق إلى حركة عربية وإسلامية تساعد على وقف هذا النزف الفلسطيني وصد كل المحاولات الجارية لتغيير هوية القدس الشريف كعاصمة لدولة فلسطين". وختم حسن: "إننا إذ نتقدم من شعبنا وشعوب أمتنا بسؤال البركة لها في هذا العيد المبارك من رب غفور رحيم، نسأله تعالى السلام لها والعزة والكرامة، وأن ينصرها على كل متربص غاصب، وأن يمن عليها بالفرج والظفر، وأن ينعم بظلال نعمته ورحمته وكرمه علينا جميعا، إنه هو الكريم الحليم، السميع المجيب".

 

احمد قبلان بخطبة العيد: لمواقف جريئة بمسألة النزوح السوري وقطع الطريق أمام خطط مفوضية الأمم المتحدة التوطينية المشبوهة

الجمعة 15 حزيران 2018 /وطنية - أدى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان صلاة عيد الفطر المبارك في مسجد الإمام الحسين في برج البراجنة، وألقى خطبة استهلها بالحديث عن معاني العيد، حيث، قال: "كل عام وأنتم بخير، وبارك الله لكم في يومه وعيده، وخصكم بذكره وشكره وجوائزه، وجعلكم من أهل طاعته ورضاه، فإن الله خص هذا اليوم بالمتقين، فقال (واعلموا أن الله مع المتقين) وأمرهم بالتكبير تعظيما لمجده، وإكبارا ليومه، فقال (لتكبروا الله على ما هداكم وبشر المحسنين). وفي الرواية الشريفة أن رسول الله كان يغتسل ويتطيب ثم يخرج ليوم العيد مكبرا مهللا معظما، ثم يلتفت إلى أصحابه فيقول: "هذا يوم عتقاء الله من النار، يوم الصدقة والمرحمة، يوم الخير والمواساة"، كان يمر على الجبانة في يوم العيد، فيخاطب أهلها ويصلهم بذكر الله وقرآنه، ويحذر الناس من الركون إلى الدنيا، ويذكرهم بأيام الله، فإذا قام بهم دعاهم إلى ربهم وأمرهم بالإحسان إلى بعضهم، وأكد عليهم البر والخير والمعروف والتقوى، ونهاهم عن الإثم والعدوان، ودعاهم إلى مخالفة الفاسدين والمفسدين، ورفض المنكر، وإحقاق الحق، وإزهاق الباطل. كان يقول: "من لم يتأدب بأدب الله، تقطعت نفسه على الدنيا حسرات"، ويقول: "من غش الناس فليس بمسلم، ومن منع الخير منعه الله فضله يوم القيامة، ومن اكتسب مالا حراما لم يقبل الله منه صدقة ولا عتقا ولا حجا ولا اعتمارا، وكتب الله عز وجل بعدد أجر ذلك أوزارا عليه، وما بقي منه بعد موته كان زاده إلى النار، ومن قدر عليها وتركها مخافة الله، كان في محبة الله ورحمته، ويؤمر به إلى الجنة".

وقال: "من كان مؤذيا من غير حق، حرمه الله ريح الجنة، ومأواه النار"، وقال:"من أحسن أحسن الله إليه"، ومن أعان أعانه الله، ومن أكرم فقيرا أكرمه الله، ومن قضى حاجة محتاج قضى الله حاجته يوم القيامة، ومن أخذ الآخرة وترك الدنيا، لقي الله يوم القيامة وهو راضٍ عنه، ومن خان أمانة في الدنيا مات على غير الإسلام، ولقي الله وهو عليه غضبان، فيؤمر به إلى النار، ألا وإن حق الناس أمانة الله، فمن ضيعها ضيعه الله، ومن خانها خان الله".

كما تحدث قبلان عن "حق الناس بأمانة السلطة وذمتها، فإذا ضيعت السلطة ناسها ضيعها الله. وفي ميثاقه سبحانه وتعالى، إنما شرعت السلطة لمصالح الناس وخدمتهم، وتأمينهم في العلم والعمل والمأكل والمشرب والمأوى، فمن تنكر تنكر لله، ولا يصح لمن يحكم أن يعتذر بقلة الموارد لان التجربة التاريخية علمتنا ان المشكلة بإدارة الموارد وليس بندرتها، بمن يحكم وليس بإمكاناته، وعليه فالحاكم الذي يشبع وتجوع رعيته هو خائن، ومن يقرب القوي ويبعد الضعيف هو خائن، ومن يتجاهل مر العيش لناسه وشعبه هو خائن. فالناس اثنان: قوي وضعيف، متعلم وجاهل، طالب ومطلوب، قادر وقاصر، والسلطة مسؤولة عن تأمين مصالحهم، وأولى الناس بالخدمة هم أهل الحاجة والفاقة والضعف والمسكنة، وليس أهل النفوذ والمال وشركاء الصفقات، فالناس بالخير شركاء، وأكثرهم حاجة أكثرهم إلزاما للقانون والحكومة. وعليه، لا يجوز أن تتحول سوليدر إلى جنة خدمات، فيما عكار والبقاع والضاحية تعيش الفقر والحرمان، كما لا يجوز أن تتحول بعض المدن إلى مربعات مال وامتيازات، فيما الأرياف تخلو من المؤسسات العامة، على قاعدة ابن الست وابن الجارية".

وأكد "ضرورة عدل السلطة، وشرعية مصالحها، عن طريق تنظيفها من الفساد والفاسدين، ومن العقليات الطائفية البغيضة، والسياسات الضيقة، ومن كل مشاريع الربح الذاتي، والصفقات العائلية والمناطقية. وندعو إلى ضرورة حفظ هذا البلد، على قاعدة الشراكة الوطنية، والسلم الأهلي، وحقوق المواطنة، والأولويات الاجتماعية والتنمية البشرية والدعم التربوي والسكاني والحماية الأخلاقية، فالناس تعيش الآن أسوأ ظروفها، وواقعها المعيشي مدمر، وسوق العمل يكاد يكون معدوما ومسيطرا عليه، إما بالاحتكار أو عبر اليد غير اللبنانية"، لافتا إلى أن "قدرة اللبناني على الصمود باتت معدومة، ونسبة الجريمة هي الأسوأ، والفقر يجتاح كل الطوائف وبأرقام مخيفة، والقيمة الشرائية منهارة، والحماية المهنية غير موجودة، واللعب بالأسعار في أعلى مستوياته، والكثير من السلع فيها مواد مسرطنة بشهادة أكثر من وزير وإفادة أكثر من مختص، والقطاع الزراعي والصناعي يعيش منافسة غير متكافئة، فضلا عن ضعفه وعشوائيته، فالناس بأسوأ أوضاعها صحيا وتربويا واجتماعيا ودون ضمانات". ودعا كل القيادات "في صبيحة هذا العيد المبارك، إلى مضاعفة الجهود، ورفع وتيرة التعاون والتوافق والتشارك من أجل الوصول إلى حكومة تضم الجميع، وتكون قادرة ليس على إدارة الأزمة، بل على إيجاد الحلول لكل المشاكل التي تحول دون تثبيت الاستقرار، وتحصين السلم الأهلي، وتعزيز الفرص التي تسمح بانطلاقة وطنية واثقة نحو إعادة بناء الدولة، وتطوير مؤسساتها، وتفعيل إداراتها وهيئاتها الرقابية، بما يتوازى مع حجم التحديات، التي لا يمكن تخطيها، طالما أن الرؤى الوطنية لدى البعض يشوبها الكثير من التشويش والتحريف الذي لا يخدم المصلحة العامة".

كما أكد أن "المسيرة الوطنية ليست بالأمر الهين، ولن تكون سهلة، وهي بحاجة إلى تضحيات الجميع وترفعهم عن صغائر الغايات الخاصة والمكاسب الآنية، فالوطن ينادي الجميع، واللبنانيون يأملون بأن تتحول سياسة الكيد والتحدي إلى تعقل ومنطق، كي نبدأ معا مسيرة سوية، خالية من التكاذب والمقايضات السياسية والمصلحية، فالبلد لم يعد يحتمل، والأوضاع المالية والاقتصادية والاجتماعية وما يستتبعها من تلوث بيئي واختلالات في البنى التحتية من ماء وكهرباء، وفلتان في الأمن هنا وهناك قد بلغت حدودا مخيفة، الأمر الذي لم يعد يسمح بهرطقات سياسية ولا بألاعيب مشبوهة ولا بارتهانات لهذه الدولة أو تلك، فالجميع مدعوون إلى وقفة وطنية وإنقاذية بأسرع ما يمكن، وإلا فإن الأمور إلى استفحال، والحلول إلى المزيد من التعقيد والتأزم".

وطالب ب "التوصل السريع إلى تشكيل الحكومة، وعدم وضع العراقيل بعناوين الحصص أو ما يسمى بوزارات سيادية وخدماتية، لأن الأمر دقيق وحساس جدا، وهامش المناورة والمزايدة أصبح ضيقا، ولا يسمح بأي دلع في طرح المطالب. وعلى القيادات السياسية إدراك هذا الواقع، والتنبه لتداعياته الخطيرة والمأساوية على الصعد كافة، وبالخصوص في مسألة النزوح السوري الذي تحول إلى مصدر مقلق وخطير جدا، إذا لم نسارع جميعا إلى اتخاذ المواقف الجريئة والإجراءات العملية، وفق خطة مبرمجة وممنهجة ومنسقة مع الحكومة السورية، قاطعين الطريق أمام ما يسمى بمفوضية الأمم المتحدة وخططها التوطينية المشبوهة، إذ يكفي اللبنانيين ما دفعوه من فواتير سياسية وديمغرافية وسياحية، وباتوا يرفضون بشدة التلاعب بمصيرهم ومصادرة قرارهم مقابل جوائز شخصية، وتأمين مصالح إقليمية على حساب سيادة لبنان وخياره المقاوم". أما في الوضع الإقليمي فقد رأى قبلان أن "أمتنا ليست بخير، ولن تكون، طالما سوريا مستهدفة، وطالما العراق غير مستقر، واليمن وليبيا في حروب شعواء، وفلسطين بقدسها وأقصاها تحت الاحتلال، وغزة بشيبها وشبابها ونسائها وأطفالها تدفع الضريبة، فيما العالم بأسره يتفرج، لا بل يشجع على العدوان، ويناصر عليه، ويقف إلى جانب الكيان الصهيوني في المحافل الدولية، داعما ومؤيدا، ظنا منه بأن الأمة ستحبط، وأن إرادتها ستكسر. لهذا العالم المنحاز والظالم نقول: لن نقبل بتهويد القدس، ولا بإمرار صفقة القرن، ولا بتغيير ميزان القوة الذي أكدته أرجحية المقاومة، ورسخته صلابة الممانعة، ونسأل الله العلي القدير، ونحن في يومه وعيده، أن يهدينا ويهدي أمتنا ودولنا العربية والإسلامية، وفي المقدمة المملكة العربية السعودية وتركيا وإيران إلى لقاء قمة أخوة صادقة وحقيقية، تبحث فيها كل القضايا الخلافية، وتحل فيها كل المشاكل المصطنعة، وتوحد فيها كل القوى التي تمكننا من مواجهة التحديات، وإسقاط المشروع الأميركي الصهيوني الذي خرب المنطقة، وأدخل شعوبها في فتنة الدم، وتهديم الأوطان".

 

الشعار في خطبة عيد الفطر: الوضع خطير جدا ويحتاج إلى تعاون الكل

الجمعة 15 حزيران 2018/وطنية - أم مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار المصلين صبيحة عيد الفطر السعيد في الجامع المنصوي الكبير في طرابلس، في حضور الرئيس نجيب ميقاتي، النائب سمير الجسر، النائب محمد كبارة، نائب رئيس المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى الوزير السابق عمر مسقاوي، أحمد الصفدي ممثلا النائب السابق محمد الصفدي، ملحم ملحم ممثلا محافظ الشمال القاضي رمزي نهرا، رئيس بلدية طرابلس أحمد قمرالدين، أمين الفتوى الشيخ محمد إمام، رئيس دائرة أوقاف طرابلس الشيخ عبدالرزاق إسلامبولي وعدد من العلماء ورجال الدين والهيئات المحلية وأبناء طرابلس والشمال.

وقال الشعار في خطبة العيد: "إنه يوم مبارك أغر، إنه يوم مشرق وضاء، إنه يوم الجائزة والفلاح، إنه يوم تنتشر فيه الملائكة على جوانب الطرقات تبشر فيه المؤمنين بالفوز، والعتق من النار، إنه يوم السعادة والأمن والأمان والاطمئنان، إنه يوم الحصاد لشهر مبارك كريم بدأتموه صياما وقياما وطاعة وذكرا وتلاوة ودعاء وزكاة وعطاء لثلاثين يوما مضت نهارها صيام وليلها قيام، أولها رحمة وأوسطها مغفرة وآخرها عتق من النار. إنه الكتاب الذي أرسله الله تعالى هدى للناس وليكون الفرقان بين الحق والباطل وليكون أعظم ما أنزل الله تعالى، أيام مباركات مضت لله درها ودر أيامها ولياليها، تجليات ورحمات بقيت وعمت وفاضت هدأت فيها النفوس وغسلت القلوب وغصت المساجد بالمصلين، وضجت السماء بالدعاء والتضرع والرجاء فأصلح الله حالنا وبلدنا، نعيم أحسسناه وعايشناه وتملكنا واستحوذ علينا حتى بتنا نتمنى ألا ينقضي ولا ينتهي ولكن سنة الله عز وجل التي لا تتبدد ولا تتخلف، رمضان مضى وانقضى وبقيت بفضل الله آثاره وبركاته ورحماته، ونودع اليوم رمضان على أمل قريب مع ست من شوال فمن صام رمضان وأتبعه بست من شوال فكأنما صام الدهر كله".

أضاف: "طاب عيدكم ومبارك عليكم ما صمتموه وقمتموه حتى نلتم يوم عيد وفرح، إنه يوم للفرح والسرور وللحمد والشكر على ما أنعم ربنا وتفضل، اليوم عيد لمن قبل بالأمس صيامه وقيامه، عيد لمن أعطى، إنه العيد لأنه يوم التواصل والمحبة والوداد، إنه يوم عيد لأنه يوم التسامح، والتصافح لأنه يوم وحدة الأمة ووحدة المجتمع ووحدة العائلة ووحدة الوطن. إعلموا إخواني ان الوحدة رحمة ونعمة، أما الفرقة فعذاب وشقاء، لذلك أناشدكم أن تجعلوا من هذا اليوم يوما للتضامن مع الفقراء والبؤساء والأرامل واليتامى والثكالى والمعوزين، إجعلوا من هذا العيد يوما للتضامن مع فلسطين الحبيبة، مع الأرض المباركة، مع القدس الشريف، مع المسجد الأقصى، وقبة الصخرة وأرض الإسراء والمعراج. إجعلوا من هذا العيد يوما للتضامن مع أهلنا في غزة والأرض المحتلة من العدو الصهيوني. إجعلوا من هذا العيد يوما للتضامن مع شعب العروبة في سوريا وشعب العروبة في العراق. إجعلوا من هذا العيد يوما للتضامن ضد الإرهاب والحروب المذهبية، بل وضد التقسيم الذي يهدد عالمنا العربي والإسلامي. إجعلوا من هذا العيد يوما ضد إسرائيل البغيضة، ضد الكيان المستعمر، ضد الصهيونية العالمية، ضد الظلم والطغيان الدولي، واعلموا وتدبروا أن كل ما يحدث في عالمنا العربي من فتن وتقاتل وهرج ومرج وتقاتل داخلي مذهبي او طائفي إنما الغاية الأولى منه شرذمة صفنا العربي والإسلامي وإشغالنا ببعضنا ليكون ذلك مقدمة إلى تقسيم بلادنا العربية وتفكيك وطننا العربي إلى دويلات وكانتونات مذهبية وإثنية كردية وشيعية وسنية وأشورية علوية ودرزية. الغاية الأولى تفتيت وطننا العربي والإسلامي لتضيع هيبتنا وتنكسر شوكتنا ونؤكل في كل يوم لقمة سائغة لدى العدو الصهيوني والإرهاب الدولي، وهذا الذي حذرنا منه ربنا تبارك وتعالى في كتابه الكريم ( ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم ). هذا هو مشروع الشرق الأوسط الجديد الذي يزلزل وطننا العربي والإسلامي، وهو الذي قيل عنه يوما أو عرف بمشروع كيسنجر، الدويلات الكانتونات التقسيم تعني شيئا واحدا أن تعيش إسرائيل، أن تطمئن على وجودها، أن تشعر أنها الدولة الأقوى وأن ما حولها دويلات هشة لا قوة لها ولا شوكة ولا هيبة. الغاية الأساسية من هذا التقسيم أن تطمئن إسرائيل وتبقى وتبني مستقبلها وتحافظ على أمنها واستقرارها".

وتابع: "كل ما يحدث حولنا في عالمنا العربي الغاية منه انتزاع الهيبة منا وكسر شوكة العرب وأن تضيع هيبتهم وان تفتت قوتهم وان تقسم دولهم، هذا بالإضافة إلى ما يصيبنا من ابتزاز لثرواتنا وخيراتنا وإشغالنا ببعضنا، المصاب والله جلل والطامة كبرى ولم يعد أمامنا إلا أن نستجيب لأمر الله عز وجل (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا)، وان نصغي ونستجيب لقول الله عز وجل (وإعدوا لهم ما إستطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم)".

وقال: "يا أمة العرب، يا شعبنا العربي، يا أيها المسؤولون تعاونوا تصافحوا واجتمعوا على كلمة سواء فالعدو لا يرحم والعدو بالمرصاد والعالم كله في خدمة إسرائيل والصهيونية العالمية. لا تستهينوا بشعوبكم، وحذار حذار الف الف مرة من أن تضيع القضية أو أن يكون تنازل عنها فالتاريخ لا يرحم والشعوب لا تسامح، والله بالمرصاد، الوحدة الوحدة يا عرب، الوحدة الوحدة يا مسلمون، فلسطين تستصرخ ضمائركم، القدس تنادي اين أين عمر؟ اين أين صلاح الدين؟ من للمسجد الأقصى؟ ولمسجد قبة الصخرة؟ ومن لأرض الإسراء والمعراج؟ أيها العرب ، أيها المسلمون أنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم. أما لبناننا الحبيب، أما بلدنا الذي ينتقل من أزمة إلى أزمة فليس بمأمن عما يحدث في بلاد الجوار، إلتزموا النأي بالنفس، واتحدوا حول قياداتكم وكونوا بجانب وطنكم، وساهموا وساعدوا في تشكيل حكومتكم. الوضع جد خطير ويحتاج إلى تعاون الجميع، والولاء ينبغي ان يكون للوطن أولا وللمصلحة العامة وأن يتقدم الوطن على الأحزاب والمذاهب والأفكار الداخلية أو الخارجية".

وختم: "ندائي إلى جميع المسؤولين أن يلتزموا أدبياتهم السياسية والوطنية ويقلعوا ويترفعوا عن الخطاب العنصري أو الطائفي أو المذهبي، الأمواج عاتية والرياح معاكسة من شأنها أن تدمر وتزلزل. أعيادنا في لبنان لا تنفصل أبدا عن حياتنا الاجتماعية ولا عن حياتنا السياسية، إن الأعياد مساحة لقاء ومحبة وتعاون، إنها محطة للهدوء من أجل التفكير ليحيا الوطن ويطمئن المواطنون وينعم الجميع بالأمن والاستقرار والمحبة والإخاء، وبذلك نكون قمنا بترجمة قيمنا وأدبياتنا الدينية في تعاملنا مع الآخرين، فلن تقوم قائمة للوطن إلا بالعدل والتوازن والقيم وبأن يلتقي الناس على كلمة سواء".

وعقب الصلاة تقبل الشعار والنواب التهاني في بهو الجامع المنصوري الكبير.

 

دريان في خطبة العيد: بدلا من التجنيس واتهام الدوليين على أصحاب المطالب والحصص التنازل عن أنانيتهم والتعاون مع الرئيس المكلف لانجاز التركيبة الوزارية

الجمعة 15 حزيران 2018 /وطنية - ألقى مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان خطبة عيد الفطر في جامع محمد الأمين في وسط بيروت، وأم المصلين في حضور ممثل رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري الرئيس تمام سلام، النائب فؤاد مخزومي، سفير دولة الإمارات العربية المتحدة في لبنان حمد الشامسي، السفير اليمني في لبنان عبد الله الداعس، سفير الجزائر في لبنان احمد بوزيان، سفير بنغلادش في لبنان عبد المطلب ساركير، المستشار السياسي في السفارة السعودية في لبنان ماجد أبو العلا، ألامين العام لمجلس الوزراء فؤاد فليفل، محافظ جبل لبنان القاضي محمد مكاوي، رئيس بلدية بيروت جمال عيتاني، الوزير السابق خالد قباني، النائب السابق الدكتور عماد الحوت، أمين الفتوى في الجمهورية اللبنانية الشيخ امين الكردي، رئيس محكمة جبيل الشرعية القاضي الشيخ خلدون عريمط، قائد شرطة بيروت العميد محمد الأيوبي، مدير العلاقات العامة في مكتب الرئيس الشهيد رفيق الحريري الحاج عدنان فاكهاني، رئيس حزب النجاة مصطفى الحكيم، رئيس مؤسسات المفتي الشهيد الشيخ حسن خالد المهندس سعد الدين خالد، علماء وأعضاء من المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى وحشد من الشخصيات السياسية، الاجتماعية، النقابية والعسكرية.

وقال دريان في خطبة العيد: "نقف اليوم في هذه الصبيحة الساطعة المشرقة المباركة ، مع نهاية شهر رمضان المبارك، وبداية أيام الفطر، ونحن شديدو الفرحة والسعادة والاعتزاز بفريضة الصوم التي أدينا، امتثالا للأمر الإلهي في قوله تعالى: يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون، وقوله تعالى: شهر رمضان الذي أنزل فيه القران هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه، ونحن نعرف الأجر الكبير لمن صام رمضان، وقام لياليه، كما أننا نعرف بالتجربة، أن شهر رمضان وعباداته وأخلاقه، تصبح ميزانا ومقياسا للإنسان الصالح على مدى العام كله، في الانضباط والأخلاقيات، وفي حفظ اليد واللسان، وفي التفكير والتدبير للجميع، وفي الإحساس بمسؤوليات الإيمان، وأعباء التكليف بالعبادة والعمل الصالح، مهما كانت الصعوبات والمشقات.

أيها المسلمون: لقد ذكر الله سبحانه وتعالى سببين لصوم رمضان: أولهما: أنها السنة الإلهية في ديانات التوحيد، التي اشترعها الله من ضمن فروض العبادة، إلى جانب الصلاة والحج والزكاة. والسبب الثاني: وهو خاص بالإسلام والمسلمين، ويتمثل في أن الصوم مفروض في رمضان بالذات، لأنه شهر النعمة والرحمة ، الذي أنزل فيه القرآن الكريم ، على نبي الإسلام ورسوله محمد صلوات الله وسلامه عليه ؛ مختصا بذلك هذه الأمة ، قال تعالى: هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين. وهذا معنى قوله تعالى: وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين. فكان من نعم الله على هذه الأمة، أنها استجابت لرسالة الطهر، وآمنت وحملت دعوة الطهر والزكاة والكتاب والحكمة. فحق لها وقد انفتحت سبل واختصاص الله سبحانه لها برحمته ورضوانه، أن تقبل على أداء فرائض الهداية والرشاد والنجاة ومتطلباتها".

وتابع: "أيها المسلمون: أمس كان آخر أيام شهر رمضان المبارك. فحق للمسلمين أن يفرحوا للنجاح في أداء الواجب، وحق لهم أن يتأملوا في ما كان ويكون في ماضي حياتهم ومستقبلها. لقد صاروا مستعدين بعد تحمل العبء والمشقة طوال الشهر المبارك، لجني ثمرات هذا الطهر والتنسك وهذه الطاعة التي لا مثنوية فيها ولا تردد. إنه إفراده سبحانه بالطاعة والعبادة. وإفراده بأداء الطاعات، وهجران المعاصي. وإفراده بالحمد والشكر. كما التوجه إليه بصنع المعروف تجاه ذويهم وأهليهم، وتجاه الناس أجمعين. فليست هناك عبادة في الإسلام، تجتمع فيها العبادات والطاعات كلها مثل شهر رمضان . فإلى الصوم وواجباته وفروضه، هناك الإقبال على الصلوات التي يجتمع فيها في رمضان، ما لا يجتمع في غيرها. ثم هناك مئات الآلاف من المسلمين الذين يتقصدون الاعتمار في شهر رمضان. وهناك تلك السنة الحميدة، التي يتقصاها معظم المسلمين، بالإقبال على أداء الزكوات والإكثار من الصدقات في رمضان، لأداء الفريضة من جهة، ولتجديد الوعي بالاحتياجات، والنهوض للقيام بها. فلننظر إلى ما قام به إخوانكم الفلسطينيون من توجه إلى المسجد الأقصى بمئات الألوف للنضال، من خلال التعبد فيه، ضد الاستيلاء الصهيوني، والشهادة أمام الله وعباده والعالم كله، أنهم وهم الخشع الركع السجود، لله سبحانه وتعالى، لا يرجون سواه، ولا يستغيثون بغيره، في ما نالهم من محن النفي والتهجير والاستعمار والاستيطان. فلا حرية تضاهي حرية المؤمنين وقوتهم، ما داموا يعتصمون به عز وجل، ويلوذون بمساجده؛ قال تعالى: وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا، فنعوذ بك سبحانك من البغي والتغول الصهيوني والعالمي، على مساجدنا ومواطن عباداتنا، وعلى أولى القبلتين، وثالث الحرمين. أيها المسلمون، أيها اللبنانيون: ليس الفلسطينيون وحدهم هم الذين يتعرضون لجرائم وممارسات التهجير والاستيطان. فقد أعلنت الأمم المتحدة أنه وفي الشهور الأولى لهذا العام فقط ، تعرض تسعمئة وعشرون ألفا من الإخوة السوريين للتهجير. لقد أرغموا بالقصف وبالحصار لسنوات، على ترك ديارهم التي عاشوا فيها لمئات من السنين، وهم مهددون بعدم العودة، ومهددون بأن يتابعهم القصف والقتل هم وملايين أخرى في المواطن التي تهجروا إليها. ثم يأتي أناس منا ليضيقوا ذرعا بالذين اضطروا للنزوح إلى لبنان وهم يريدون الإيهام بأن الذي هجرهم من قبل، وهجر إخوانهم الآن، يريد إعادتهم الآن، وأن الحائل دون ذلك، هم الدوليون يساعدون هؤلاء الممتحنين بالحد الأدنى ترقبا لفرص الخلاص من هذا الواقع الماساوي. ولست أدري كيف تكون هناك إدارات سياسية متعددة في هذا البلد الصغير؟! كيف يقرر فرد أو طرف في مسألة خطيرة كهذه، كأنما ما عادت هناك حكومة عندها سياسة واحدة بالداخل وتجاه الخارج؟! بل صارت لكل طائفة إدارتها السياسية، ولها دويلتها وجيشها وسياستها التي تستطيع فرضها على الآخرين ساعة تشاء.

منذ مدة، تتفاقم سياسات التفرقة والتمييز حتى في المسألة الواحدة. إنه ليراد طرد هؤلاء المستضعفين في اتجاه المصير الذي هربوا منه. وفي الوقت نفسه، يجري تجنيس المئات من هنا وهناك، ليكون هناك صيف وشتاء على سطح واحد! من قال إن أرض هؤلاء وبلادهم ليست عزيزة عليهم، مثل عزة أرضنا علينا؟ فلتتوقف عشوائيات الكراهية هذه، لنظل نشعر أننا جميعا بشر وعرب ولبنانيون، وأبناء دولة واحدة، ونظام واحد. وأن هناك حكومة مسؤولة، تستطيع اتخاذ القرار المناسب للمصالح الوطنية، مهما كانت التمايزات".

اضاف: "أيها المسلمون ، أيها اللبنانيون: نحن في أزمة اقتصادية كبرى، بل وفي أزمة سياسية كبرى . لقد ذهبت حكومة الرئيس سعد الحريري في اتجاه العرب، وفي اتجاه المؤتمرات الدولية، من أجل المساعدة والتعاون، وطلب الدعم للمعالجة والخروج من عنق الزجاجة. لكن كيف سيساعدنا الآخرون إن لم نستطع أن نكون على قلب رجل واحد في مكافحة الفساد والهدر؟ وفي إنفاذ الخطط والمشروعات التي جرى الاتفاق عليها؟ وبدلا من التجنيس واتهام الدوليين، يكون على أصحاب المطالب والحصص التنازل عن أنانيتهم، والتعاون مع رئيس الحكومة المكلف، من أجل إنجاز التركيبة الوزارية، والانطلاق للعمل الجاد، ونخشى أن يكون هناك عقبات وعراقيل لتأخير تشكيل الحكومة التي يعقد عليها الآمال، وهذا يتطلب من جميع القوى السياسية، المساعدة في تذليل العوائق أمام ولادة الحكومة في أسرع وقت ممكن، لان التأخير لا يصب في مصلحة أحد، والمتضرر هو الوطن والمواطن. هناك صراعات هائلة في المنطقة من حولنا، ولا يفيدنا في شيء زيادة الخصوم والأعداء في كل يوم، سواء أكانوا عربا أم دوليين، والدخول في سياسات المحاور التي تضر ولا تنفع. إن المطلوب الوقوف مع الرئيس سعد الحريري سواء اكان في تشكيل الحكومة، أو في سياساته، لجلب الدعم للبنان. نحن في غمرة الامتحان، هل ننجح وينجح بلدنا، ويستعيد أبناؤه التنفس والخروج من الاختناق؟ أو تصبح صراعات الهويات الصغيرة، وصراعات المحاور والتحزبات، هي المقصلة التي تمتحن عندها الرؤوس والأجساد؟ أيها المسلمون: رمضان شهر الصبر وشهر الشجاعة ضد هوى النفس وجشعها. وهو شهر الانضباط في القول والعمل. وكما نجحنا في صوم طويل، وتعبد طويل، يكون عليكم أيها المسلمون بالذات، أن تثبتوا نجاحكم ونزاهتكم وشجاعتكم في عدم الوقوع في ما وقع فيه كثير من الشركاء في الوطن. ليس من المصلحة ولا من الوطنية ولا من الإسلام في شيء، الدخول في تذمرات وتطلبات الحصص والمغانم، مهما بدا ذلك مغريا ومبررا بأن الآخرين يقومون بذلك. إن علينا التمسك بالطائف والدستور والعيش المشترك، ودعوة الآخرين إلى الشيء نفسه. إن العقد الاجتماعي والدستوري، إنما ينعقد مرة واحدة لا عودة عنها، لا بالاستبدال، ولا بخلق أعراف نقيضة بالممارسة. وصدقوني أنه لن يفوتكم شيء حتى لو تفوق الآخرون في التناوش والقسمة التي لا تنتهي. فعبر تاريخ لبنان الحديث ، سعى كثيرون - طوائف وأفرادا وأحزابا للغلبة - فتكسرت أنيابهم ورماحهم على صخرة هذا الوطن الصلبة. إن عيشنا المشترك ، هو هذه الصخرة التي لا يمكن تحطيمها مهما تحكمت الغرائز، وتصاعدت الإيهامات والأوهام".

وتابع: "أيها المسلمون ، أيها اللبنانيون: أريد إطلاع الشركاء في الوطن، وإطلاع من لم يشهد ذلك منكم، على تجربة عذبة وسلسة وروحية في مساجد لبنان، بقيام ليالي الشهر المبارك، والتعبد فيه. لقد كان المسلمون يقومون الليل بالصلاة والدعاء بحرقة، ويسعون لإحساس عميق بسلام النفس، وسلام الفطرة، وسلام الدين الخالص. ما سمعت أحدا يدعو على أحد، أو يتمنى السوء لأحد. كل القائمين والمتعبدين والقانتين والراكعين والساجدين، يطلبون رحمة الله ونعمته ومغفرته، وأن ترتفع هذه المحن والفتن، وأن يعود الرشد إلى النفوس والعقول. وقد حفل جمهور المتعبدين بالأطفال والفتيان، وعشرات ألوف النساء في صلوات التراويح، وصلوات التهجد والقنوت. وإنني إذ شهدت هذه الظاهرة الغنية والرائعة وقدرتها، والتي تنم عن إحساس عميق بالإيمان والخشوع، وتطلب مرضاة المولى عز وجل؛ فإنني ومن وحي هذا الروح الحي المشبوب، أدعو المسلمين وسائر اللبنانيين إلى الالتفاف والتضامن من حول المؤسسات الخيرية والتعليمية التي ازدادت أعباؤها ومسؤوليتها، ولم تزدد مواردها. هناك مئات الألوف من المحتاجين المتعففين. وهناك الحاجة إلى إنقاذ المرافق التعليمية، بعد زيادة أعبائها كما تعلمون. إن مساعدة هذه المؤسسات التي أثقلت كواهلها، هي جزء من العبادة أيضا. وهي الجزء الذي يمتحن فيه الإيمان أشد الامتحان. قال تعالى: ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون، لقد كانت المرافق التعليمية المتفوقة ميزة بارزة للبنان، وينبغي أن تبقى كذلك".

وختم دريان: "أهنئ المسلمين واللبنانيين جميعا بعيد الفطر. وأسأل الله تعالى أن يحوط وطننا وإنساننا بعنايته ورحمته، وأن يهيئ لنا من أمرنا رشدا، وأن يحتسب لنا عباداتنا، وأن يجعل مستقبلنا أفضل من حاضرنا. قال تعالى، قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون، والذين هم عن اللغو معرضون، والذين هم للزكاة فاعلون، والذين هم لفروجهم حافظون، إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين، فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون، والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون، والذين هم على صلواتهم يحافظون، أولئك هم الوارثون، الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون.

بارك الله لكم أيها المسلمون صومكم وفطركم، وصلاتكم وزكاتكم وعملكم، من أجل الخير والبر والتقوى".

وبعد إلقاء دريان خطبة عيد الفطر، توجه وسفراء الدول العربية إلى ضريح الرئيس الشهيد رفيق الحريري حيث قرأ الفاتحة عن روحه الطاهرة ورفاقه الأبرار.

وكان سلام اصطحب مفتي الجمهورية من منزله صباحا إلى مسجد محمد الأمين يرافقهما عيتاني والايوبي في موكب رسمي وقدمت ثلة من قوى الأمن الداخلي التشريفات في باحة المسجد للرئيس سلام والمفتي دريان.