المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 08 حزيران/2018

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/newselias18/arabic.june08.18.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة
عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

إِهْتَمُّوا بِمَا هُوَ فَوق، لا بِمَا هُوَ عَلى الأَرْض، فإِنَّكُم قَدْ مُتُّم، وحَيَاتُكُم مُسْتَتِرَةٌ معَ المَسِيحِ في الله

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/رابط مقالتي المنشورة في جريدة السياسة/مشروع قانون قتل لبنان التميز والتعايش

الياس بجاني/تيار المستقبل وجريمة مشروع قانون قتل لبنان التميز والتعايش والديموغرافيا

الياس بجاني/تيار المستقبل يلعب على أوتار الديموغرافيا

الياس بجاني/أبواق وصنوج أصحاب شركات الأحزاب في لبنان هي جاهلة وغبية

 

عناوين الأخبار اللبنانية

قائمة بأسماء وجنسيات ال 407 أشخاص الذين جنسهم مرسوم الرئيس عون

وساطة أميركية بين لبنان وإسرائيل بشأن ترسيم الحدود البحرية والبرية

رسميًّا... 40 مطعونًا بنيابتهم

وزارة الداخلية نشرت مرسوم التجنيس على موقعها الإلكتروني

القاضي حبال عند شقيقته بعدما أصيب بعارض صحي

الياس الزغبي ل"جنوبية": ٣ رسائل وجهها بري في تصريحه عن بقاء "حزب الله" في سوريا

التجمع اللبناني": عملية تزوير الانتخابات مبرمجة مسبقاً والمرسوم – الفضيحة يعيد نظام الوصاية

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

نقلا عن " تقدير موقف"عدد 220

هاجس عودة الوصاية إلى لبنان يرافق جنبلاط للرياض

عن أبعاد الانتشار الروسي وإبعاد حزب الله عن القصير

جنى أبو دياب بعد زياد عيتاني: براءة من تهمة العمالة

جميل السيّد يهدّد... وتصريح مفاجئ لرئيس المحكمة الدولية

نديم الجميّل يطلب من محافظ بيروت الكشف على حديقة اليسوعية

طلال سلمان عن المحكمة الدولية: الحريري نادم...والأخير يردّ: "لا أبدا"

تحريك ملف الحدود اللبنانية "دوليًّا".. مقدّمة لنزع سلاح حزب الله؟ وتطورات القصير وإثارةُ "مزارع شبعا" مؤشران الى محاولة تطويقه وسحب ذرائعه!

الحواط: إن لم يحترم حجمنا سنكون في المعارضة تمثيلنا في الحكومة حق وباسيل ينقض اتفاق معراب

ميشيل تويني ترد على كلام جميل السيد فيما يخص مساعدته لوالدها

تحذيرات من "ولادة قيصرية" للحكومة القادمة

4 أسباب أوصلت "القوات" إلى حجمه الجديد

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

نتانياهو: نظام الأسد "لم يعد بمأمن" من اي رد اسرائيلي

خبراء من الدول الموقعة على الاتفاق النووي يجتمعون في طهران

خامنئي أمر بالاستعداد لزيادة طاقة تخصيب اليورانيوم تحسبا لانهيار الاتفاق النووي (رويترز)

 الإعدام لعناصر خلية إرهابية في السعودية مرتبطة بإيران وخططت للقيام بعمليات تفجيرية واغتيال شخصيات في المملكة

أحكام بإعدام أربعة سعوديين درّبهم «حزب الله» في إيران

أمير الكويت يحذر من خطورة الأوضاع الإقليمية

18 قتيلاً وعشرات الجرحى حصيلة انفجار حي الصدر ببغداد

غرق عشرات المهاجرين قبالة سواحل اليمن

إصابة 8 فلسطينيين برصاص قوات إسرائيلية في نابلس

20 مذكرة تفاهم في الاجتماع الأول لمجلس التنسيق السعودي ـ الإماراتي/عُقد في جدة برئاسة ولي العهد السعودي وولي عهد أبوظبي... وهيكله التنظيمي يضم 16 وزيراً

السعودية تدين مصادقة إسرائيل على بناء وحدات استيطانية جديدة

مجلس الوزراء السعودي برئاسة الملك سلمان يوافق على إيقاف النساء اللاتي يرتكبن المخالفات المرورية في مؤسسة رعاية الفتيات

السيسي يكلف وزير الإسكان مصطفى مدبولي بتشكيل حكومة جديدة

السيسي يؤكد خصوصية العلاقات المصرية ـ السعودية خلال استقباله وزير الدولة للشؤون الأفريقية بالمملكة

مفاجأة البرلمان العراقي: فرز يدوي للأصوات بإشراف قضائي

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة
جنِّسونا لبنانيين/جوزف الهاشم/جريدة الجمهورية

الجميع ينتظر المسوّدة الحكومية الأولى/أسعد بشارة/جريدة الجمهورية

تيمور جنبلاط: أنا جاهز/ملاك عقيل/جريدة الجمهورية

3000 نازح يغادرون عرسال... متى تُقرع أجراس العودة الكاملة/ألان سركيس/جريدة الجمهورية

«كأسٌ مُرّة» تحوم حول الحريري/عماد مرمل/جريدة الجمهورية

لماذا يتجنّب «حزب الله» المواجهة مع «القوات اللبنانية»/شارل جبور/جريدة الجمهورية

تقرير عن خطورة التمدد المالي للنظام السوري إلى لبنان/وراء التجنيس صفقة مشمولة بالتسوية وتخدم "مصالح الجميع"/إيلي الحاج/نقلاً عن موقع مدى الصوت

الحزن المسيحي/ بصفتها المظهر الأول لـ"الألم المسيحي" تسبقهم خطوة في مشاعرهم هذه. باعت السيادة في مار مخايل الكنيسة التي وقع فيها حزب الله والتيار الوطني الحر وثيقة التفاهم بينهما/حازم الأمين/الحرة

ترتيب "البيت الكتائبي": جدية أو جرعة "مورفين"/جوزف قصيفي/الرقيب

المُجتمع الدولي يُجدّد ثقته بالقطاع المصرفي اللبناني/بروفسور جاسم عجاقة

طروحات جديدة لحل النزاع الحدودي بين لبنان وإسرائيل/كارولين عاكوم

محاولات لـ «تأهيل الأسد» مقابل انسحاب إيران/عبدالوهاب بدرخان/الحياة

الحرب على الأبواب إذا بقيت إيران في سوريا/هدى الحسيني/الشرق الأوسط

الإيرانيون لن يغادروا سوريا/صالح القلاب/الشرق الأوسط

مات أحمد سعيد... لكن الهزيمة لم تمت/خيرالله خيرالله/العرب

إيران الماضي والحال والمستقبل/سيد أحمد غزالي/الشرق الأوسط

وجوه من رمضان: سيدات البرّ/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

مظاهرات الأردن خبز أم سياسة/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

أصل القصة في الأردن/سليمان جودة/الشرق الأوسط

هل يهزم العالم السرطان وألزهايمر/عثمان ميرغني/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

جعجع: مطلبنا تمثيلنا في الحكومة على قدر حجمنا السياسي والنيابي

رئيس حزب {القوات اللبنانية} قال لـ {الشرق الأوسط} إنه ينتقد «مفهوم» باسيل عن الشراكة... ويتمسك بالتفاهم حول المقاعد الحكومية المسيحية

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية
إِهْتَمُّوا بِمَا هُوَ فَوق، لا بِمَا هُوَ عَلى الأَرْض، فإِنَّكُم قَدْ مُتُّم، وحَيَاتُكُم مُسْتَتِرَةٌ معَ المَسِيحِ في الله

رسالة القدّيس بولس إلى أهل قولسّي03/01حتى13/"يا إخوَتِي، إِنْ كُنْتُم قَدْ قُمْتُم مَعَ المَسِيح، فَٱطْلُبُوا مَا هُوَ فَوق، حَيْثُ المَسِيحُ جَالِسٌ إِلى يَمِينِ الله. إِهْتَمُّوا بِمَا هُوَ فَوق، لا بِمَا هُوَ عَلى الأَرْض، فإِنَّكُم قَدْ مُتُّم، وحَيَاتُكُم مُسْتَتِرَةٌ معَ المَسِيحِ في الله. وعِنْدَمَا يَظْهَرُ المَسِيح، الَّذي هُوَ حَياتُنَا، فأَنْتُم أَيْضًا سَتَظْهَرُونَ مَعَهُ في المَجْد. فأَمِيتُوا إِذًا أَعْضَاءَكُمُ الأَرْضِيَّةَ السَّالِكَةَ في الفُجُور، والنَّجَاسَة، والأَهْوَاء، والشَّهْوَةِ الخَبِيثَة، والجَشَعِ الَّذي هُوَ عِبَادَةُ أَوْثَان، فَبِهَا يَنْصَبُّ غَضَبُ اللهِ على أَبْنَاءِ العُصْيَان؛ ومِنْهُم أَنتُم أَيْضًا قَدْ سَلَكْتُم مِنْ قَبْلُ، يَومَ كُنْتُم تَعِيشُونَ فِيهَا. أَمَّا الآنَ فٱنْبِذُوا أَنْتُم أَيْضًا تِلْكَ الأُمُورَ كُلَّهَا: أَلغَضَب، والسُّخْط، والسُّوء، والتَّجْدِيف، والكَلامَ البَذِيءَ مِن أَفْوَاهِكُم. لا تَكْذِبُوا بَعضُكُم على بَعْض، لأَنَّكُم خَلَعْتُمُ الإِنْسَانَ العَتِيقَ وأَعْمَالَهُ، ولَبِسْتُمُ الإِنْسَانَ الجَديدَ الَّذي يتَجَدَّدُ لِيَبْلُغَ إِلى تَمَامِ المَعْرِفَةِ على صُورَةِ خَالِقِهِ. فلا يُونَانِيٌّ بَعْدُ ولا يَهُودِيّ، لا خِتَانَةٌ ولا عَدَمَ خِتَانَة، لا أَعْجَمِيٌّ ولا إِسْكُوتِيّ، لا عَبْدٌ ولا حُرّ، بَلِ ٱلْمَسِيحُ هُوَ الكُلُّ وفي الكُلّ."

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

الياس بجاني/رابط مقالتي المنشورة في جريدة السياسة

مشروع قانون قتل لبنان التميز والتعايش/الياس بجاني/08 حزيران/18/اضغط هنا أو على الرابط في أسفل لقراءة المقالة

http://al-seyassah.com/%D9%85%D8%B4%D8%B1%D9%88%D8%B9-%D9%82%D8%A7%D9%86%D9%88%D9%86-%D9%82%D8%AA%D9%84-%D9%84%D8%A8%D9%86%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%85%D9%8A%D8%B2-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B9%D8%A7%D9%8A%D8%B4/

 

تيار المستقبل وجريمة مشروع قانون قتل لبنان التميز والتعايش والديموغرافيا

الياس بجاني/06 حزيران/18

من مقدمة الدستور اللبناني: “لا شرعية لأي سلطة تناقض ميثاق العيش المشترك“

 http://eliasbejjaninews.com/archives/65151/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%aa%d9%8a%d8%a7%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b3%d8%aa%d9%82%d8%a8%d9%84-%d9%88%d8%ac%d8%b1%d9%8a%d9%85%d8%a9-%d9%85%d8%b4%d8%b1%d9%88/

اتحفنا قادة تيار المستقبل أمس بخبر شؤم يرقى إلى درجة الجريمة الديموغرافية وهو بأنهم بصدد تقديم مشروع قانون نيابي يعطي الجنسية اللبنانية لأولاد وأزواج المواطنات اللبنانيات المتزوجات من رجال أجانب.

بداية لا بد من تذكير أصحاب المشروع الجريمة هذا، وغيرهم من المؤيدين له، وكذلك اللامبالين بالأمر الخطير، وأيضاً معهم جماعات وجمعيات “الهوبرة” لحقوق المرأة..

لا بد من تذكيرهؤلاء جميعاً بأن هناك دراسات أولية وتقديرية لجهات لبنانية متنوعة كنسية ومدنية تفيد بأن عدد أولاد وبنات وأزواج اللبنانيات المتزوجات من أجانب هو مليون 200 ألف و99% منهم هم من السوريين والفلسطينيين.

هل يدرك أصحاب المشروع أنه مخالف 100% لمقدمة الدستور اللبناني.. وأنه وفي حال أقر سيضرب مبدأ التعايش بين اللبنانيين ويخل بالتوازن الطائفي والمذهبي؟

وفي حال أقر فقولوا للبنان التعايش والتنوع واحترام حقوق ووجود الأقليات في الشرق الأوسط وداعاً.

وقولوا وداعاً للبنان هذا وترحموا عليه واندبوه..

وقولوا وداعاً للدولة الوحيدة في الشرق الأوسط التي يتمكن فيها على سبيل المثال لا الحصر الماروني والأرمني والدرزي والعلوي وغيرهم من المذاهب المشاركة في الحكم على قدم من المساواة مع غيرهم من المواطنين..

قولوا وداعاً للدولة الوحيدة في الشرق الأوسط التي لا يعامل فيها المسيحيين كأهل ذمة.

إنه وفي حال ارتكبت خطيئة إقرار قانون إعطاء الجنسية لأولاد وأزواج اللبنانيات المتزوجات من أجانب..سيكون القانون هذا رصاصة الرحمة التي ستطلق على لبنان الذي نعرفه ويعرفه العالم ويحسده على تمييزه… والذي قال فيه قداسة البابا الراحل يوحنا بولس الثاني: “هذا الوطن لبنان هو أكثر من وطن، أكثر من بلد أنه رسالة، رسالة في العيش”.

بصوت عال نقول إن من يرتكب هذه الجريمة الديموغرافية سيقضي على لبنان المميز والرسالة ويحويله رغماً عن شرائح كبيرة من أهله إلى دولة مستنسخة عن العديد من الدول الغارقة في التعصب والأصولية والتمذهب والقهر حيث الأقليات فيها (من كافة المذاهب) مهمشة ومضطهدة وتحديداً المسيحية منها وتعامل كأهل ذمة.

إن أصحاب المشروع والحاملين لواءه تحت شعارات الحرية والمساواة بين الرجال والنساء يتعامون عن حقيقة مهمة وهي أن لكل بلد في العالم خصوصيته ومن حقه المحافظة عليها وصونها خصوصاً عندما يتعلق الأمر بالوجود والهوية والعقيدة الإيمانية…وللبنان خصوصيته التي لا يجب المس أو اللعب بها لأي سبب من الأسباب.

فعلى سبيل المثال لا الحصر فإن المولود في كل دول الخليج العربية دستورياً لا يحصل على جنسيتها، في حين أن الحال مختلف في العديد من دول الغرب..

وصحيح إن شرعة الحقوق الدولية تطالب الدول الأعضاء في الأمم المتحدة الالتزام به.. ولكن الصحيح أيضاً أن عشرات من الدول وخصوصاً الإسلامية والعربية منها لا تتقيد برزم من بنود الشرعة هذه لأنها تتعارض مع دساتيرها ومع معتقداتها الديني ومع المعايير الإجتماعية.

باختصار أكثر من مفيد فإن مشروع القانون الذي ينوي تيار المستقبل عرضه على مجلس النواب هو أخطر بمليون مرة من مرسوم التجنيس الخطيئة واللاقانوني واللاشرعي واللا دستوري الذي فرضه المحتل السوري على لبنان سنة 1994 وأعطى من خلاله الجنسية اللبنانية لأكثر من مليون انسان في معظمهم قانونياً لا يستحقونها.

يبقى أن نظام لبنان حالياً هو طائفي والحكم فيه قائم على الطائفية، وبالتالي فإن أي إخلال ديموغرافي عن طريق التجنيس يهدد ويناقض ميثاق العيش المشترك، وسوف يكون لا شرعي ولا قانوي كما جاء في مقدمة الدستور اللبناني.

هذا، وعندما تصبح الأنظمة في دول الجوار وفي كل الدول العربية والإسلامية علمانيةً وكذلك في لبنان.. وهذا ما نرجوه ونتمناه….

يومها ويومها فقط يحق لتيار المستقبل ولغيره من الجماعات والتجمعات والجمعيات اللبنانية التقدم بمشاريع قوانين تجنيس تناقض في الوقت الراهن مقدمة الدستور اللبناني وتهدد لبنان التميز والرسالة.

في الخلاصة: إنه وللمحافظة على تميز لبنان وعلى هويته وعلى مبدأ التعايش فيه المطلوب من القيادات اللبنانية المحمدية تحديداً معارضة مشروع قانون تيار المستقبل إن كانت هي فعلاً ضنينة على لبنان الرسالة.. ونقطة على السطر.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

تيار المستقبل يلعب على أوتار الديموغرافيا

الياس بجاني/05 حزيران/18

الخطورة في تقديم تيار المستقبل مشروع نيابي لتجنيس أولاد اللبنانيات المتزوجات من أجانب أنه يضرب التوازن الديموغرافي ويلغي لبنان التعايش في حال إقراره حيث يبلغ عدد أولاد اللبنانيات المتوزجات من أجانب مع فروعهم ما يقارب مليون و200 ألف 99% منهم سوريين وفلسطينيين.. ترى هل المطلوب تهجير المسيحيين من لبنان وإلغاء دورهم السياسي؟ أسئلة محقة لا بد من طرحها...

 

أبواق وصنوج أصحاب شركات الأحزاب في لبنان هي جاهلة وغبية

الياس بجاني/04 حزيران/18

من أخطر المصائب التي ابتلى بها لبنان وشعبه هي أبواق وصنوج أصحاب شركات الأحزاب فهي سرطانات اخلاقية ووطنية كونها جاهلة وفاقدة للبصر والبصيرة والحرية وتدار بالريموت كونترول. هؤلاء الأبواق هم مجرد شتامون وقداحون ومداحون وعكاظييون بامتياز.

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

قائمة بأسماء وجنسيات ال 407 أشخاص الذين جنسهم مرسوم الرئيس عون

"الداخلية تنشر" اسماء المجنسين في المرسوم 2942/407 أشخاص معظمهم من السوريين والفلسـطينيين

http://eliasbejjaninews.com/archives/65191/%d9%82%d8%a7%d8%a6%d9%85%d8%a9-%d8%a8%d8%a3%d8%b3%d9%85%d8%a7%d8%a1-%d9%88%d8%ac%d9%86%d8%b3%d9%8a%d8%a7%d8%aa-%d8%a7%d9%84-407-%d8%a3%d8%b4%d8%ae%d8%a7%d8%b5-%d8%a7%d9%84%d8%b0%d9%8a%d9%86-%d8%ac/

نقلاً عن موقع المركزية/07 حزيران/18

 بعد جدل واخذ ورد سياسي في شأن مرسوم التجنيس الذي وقعه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري ووزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق، وعلى اثر مطالبة احزاب القوات اللبنانية والحزب التقدمي الاشتراكي والكتائب اللبنانية وزارة الداخلية والمعنيين بنشر المرسوم الذي حمل الرقم 2942 للاطلاع على اسماء المجنسين والتحرك في ضوئها، واثر زيارة قام بها مدير عام الامن العام اللواء عباس ابراهيم صباحا الى قصر بعبدا، نشر موقع وزارة الداخلية على موقعها الالكتروني اسماء من شملهم المرسوم الصادر بتاريخ 11 ايار 2018 وعددهم 407، معظمهم من السوريين والفلسطينيين وبعضهم مكتوم القيد.

وفي ما يأتي نص المرسوم:

بناء على القرار الرقم 15 تاريخ 19/1/1925 وتعديلاته (يختص بالجنسية اللبنانية).

بناء على طلبات التجنّس بالجنسية اللبنانية المقدمة من كل الاشخاص الواردة اسماؤهم ادناه.

بناء على اقتراح وزير الداخلية والبلديات.

يرسم ما يأتي:

المادة الاولى: قبل تجنس كل من الاشخاص الواردة اسماؤهم ادناه بالجنسية اللبنانية:

- جانيت الياس حبيب شاشاتي من الجنسية السودانية

- ديانا يعقوب حوا من الجنسية الفلسطينية

- فادي يعقوب حوا من الجنسية الفلسطينية

- فؤاد يعقوب حوا وابنته مريانا من الجنسية الفلسطينية

- رفيا موسى بربر من الجنسية الفلسطينية

- ملفينا مطانس جمعه من الجنسية الفلسطينية

- اميل مطانس جمعة من الجنسية الفلسطينية

- ماري مطانس جمعه من الجنسية الفلسطينية

- مخايل مطانس جمعه وولديه طوني ووليد من الجنسية الفلسطينية

- يوسف مطانس جمعة واودلاه اندريه ورودولف وكارولين من الجنسية الفلسطينية

- حنا متري قسيس من الجنسية الفلسطينية

- هادي متري قسيس من الجنسية الفلسطينية

- جورج وليم نعمه من الجنسية السورية

- اريك الفرد اوسكار كميل ريموند مارسال فان هوربيك وولديه مارك كميل موريس وكارل الفرد جورج من الجنسية الفرنسية

- سامية اليغرا اوسكار كنات فرنز جونسون وشقيقتها اوليمبيا انا اوسكار كنات فرنز جونسون من الجنسية السويسرية

- ايلي اسحاق ابراهام من الجنسية الكندية

- ستيفانو جيوزيبي تيكوزيللي وولده جيوفاني ماريا من الجنسية الايطالية

- عادل سليم معمر من الجنسية السورية

- بسام سليم معمر وزوجته ليناس الياس معمر وولده فادي من الجنسية السورية

- بسكال عادل فريج من الجنسية الاميركية

- رضى عادل فريج من الجنسية الاميركية

- هاني عادل فريج من الجنسية الاميركية

- طلال اسماعيل الذياب وزوجته احلام جاد الله صلاح واولاده تغريد وجميل واميل من الجنسية السورية

- كمال فايز الحمصي واولاده شربل وجوني وماري من الجنسية الفلسطينية

- دانيا ابراهيم كيله من الجنسية الفلسطينية

2

- شارل ابراهيم كيله وولديه اليسا وجان بيار من الجنسية الفلسطينية

- اليزيه ايما غاياني موريني من الجنسية الارمينية

- نقولا الياس عاقل من الجنسية الفلسطينية

- زياد الياس عاقل من الجنسية الفلسطينية

- واسيل افتين عازار واولاده افتين وبسام وندى من الجنسية السورية

- جمال الياس صهيون وولده هاني من الجنسية الفلسطينية

- داني جمال صهيون من الجنسية الفلسطينية

- نمر ابراهيم الحناوي من الجنسية الفلسطينية

- جورج جوزف فضول من الجنسية الفلسطينية

- ليونيل برنارد بيلي من الجنسية الفرنسية

- جورجيت يوسف زبيدي مكتومة القيد

- حسن شريف سكان من جنسية قيد الدرس

- جان جوزف شربل جان بيار غيرار من الجنسية الفرنسية

- باتريك مارون ليونارد اوليفيي باتريك اتيان غوجون وشقيقته كلارا ميشيل ياسمين اوليفيي باتريك اتيان غوجون من الجنسية الفرنسية

- الياس ميلاد العيسى من الجنسية السورية وزوجته آنا اوليغ كاروفينا من الجنسية الروسية

- متري حنا قسيس من الجنسية الفلسطينية

- كارلوس انطونيو خوري من الجنسية الارجنتينية

- الياس نمر الحناوي من الجنسية الفلسطينية

- الكس كلود بوميه وشقيقته فاليري كلود بوميه من الجنسية الكندية

- فرنسوا ماري اوبير ادغا جان اوبير جانان واولاده ايلودي ماري كاترينا والكساندرا مارينا ايفيت من الجنسية الفرنسية

- فادي انطوان ضباعي وزوجته مارلين جبران صاصي واولاده كالين وكايل وانطون من الجنسية الفرنسية

- بسام يوسف اشقر وزوجته ميلين انطون ضباغي وولديه جوزيف وجوانا من الجنسية السورية

- حسان عبدالله الخوري وزوجته كلود نعمه الحنون وولده عدي من الجنسية السورية

- عصام صلاح حوراني وزوجته غولشات مختار حوراني من الجنسية البريطانية

- قاسم عبدالله عمر وزوجته هيام صلاح حوراني من الجنسية اليونانية

- حسام صلاح حوراني من الجنسية البريطانية وزوجته وفاء جمال بدران من الجنسية الفلسطينية وولده شادي حسام حوراني من الجنسية الروسية

- ديفنشي صلاح حوراني من الجنسية الاميركية

- الياس عبود بيطار واولاده ميلاني بربارا وليتيتيا من الجنسية الفرنسية

- رياض فؤاد معلوف وابنتيه مرغريت تارا واماندا من جنسية قيد الدرس

- سمير عيسى جبور  من الجنسية السورية

- جريس يوسف بشارة واولاده ميريام وراني وهادي من الجنسية الفلسطينية

3

- جووي فادي سعد من الجنسية الفلسطينية

- احمد يوسف حسين من الجنسية الفلسطينية

- وسيم عيسى سليمان مكتوم القيد

- ربيع عيسى سليمان مكتوم القيد

- نقولا خليل جرجس وزوجته حنه سليم كريمه واولاده جويل وجويس وبشير وهادي من الجنسية السورية

- هايك باتريك بابكين ايفازيان من الجنسية الفرنسية

- رمزي سمير حداد من الجنسية الكندية

- غارين ميشال بابكين ايفازيان من الجنسية الفرنسية

- فرنسوا جيرار جيرار غونتييه وابنته صوفي ماريك فريدريك جانين من الجنسية الفرنسية

- مدوني ساني ساري مكتومة القيد

- سوسي بيرسيلا كويليان من الجنسية الاميركية

- ستار سكاي لايت من الجنسية الاميركية

- نويل نورا جولي من الجنسية الاميركية

- فيكين فاهي كويليان وزوجته جوي ادواردز كويليان واولاده ارمين فيكين والكس فيكين من الجنسية الاميركية

- ستانيسلاس ماري باسكال بينوا بينوا ماري اموري موريس لوغية من الجنسية الفرنسية

- متياس ارثور غريغوري توماس نوربيرغ من الجنسية الفرنسية

- ماكسيم جوزيه دوفير من الجنسية الفرنسية

- بشير توتل وزوجته نهلة ماري برنارد نادر واولاده جوي انطوني وروي نعوم وكريستل ماري من الجنسية الكندية.

- روبير تامو وزوجته جومانا تامو من الجنسية السويدية

- فرج تشيرماشيف تامو من الجنسية السويدية

- بيار تامو من الجنسية السويدية

- غابي ايشا تامو من الجنسية السويدية

- اغاسي غسان تامو من الجنسية السويدية

- وجيهة جردي خير من الجنسية الاميركية

- روزاليندا بينيميريتو قاروط من الجنسية الفيليبينية

- جريس يعقوب الرشيد من الجنسية البريطانية

- نديم اسكندر حماتي من الجنسية الفلسطينية

- طارق اسكندر حماتي من الجنسية الفلسطينية

- مرهج مرهف مرهج من الجنسية السورية

- ليلى ماري علي خاديفي من الجنسية الاميركية

- شارل الكسندر ماري اوليفيه جان الان البرت الكسندر سابوردان من الجنسية الفرنسية

- كيفين كريستوفر سيفرث من التبعية الاميركية

- جيسيكا دايفيد موريس مكياس وشقيقها كلود كريم دايفيد موريس مكياس من الجنسية الفرنسية

4

- بشار يوسف لطوف وزوجته ثريا انطون معقد من الجنسية السورية

- فيكان جربيت طوسنيان من الجنسية الفلسطينية

- باتريك جان ادريان فينان واولاده كيفين ادريان كريم وروكسان ماري لويس مارسيل من الجنسية الفرنسية

- ميشال انطونيو كريبللي وابنته ماتيلدا من الجنسية الايطالية

- فرنسوا تيبو بيار ماري دانيال جان جيلبير دو سان مارتان بيري وابنه فيليب توما جيوفاني غوليس من الجنسية الفرنسية

- غابريال انطوان فيكتور جوزيف مانويل غوميز واشقاؤه ادريان جان جوزيه مانويل غوميز واوريلي فلورانس جوزيه مانويل غوميز من الجنسية الفرنسية

- مانفريدو اليساندرو اريتشي وشقيقته امبرا اليساندرو اريتشي من الجنسية الايطالية

- استيفان بيتر بيتر ايرليد دافيدشوفر من الجنسية السويسرية

- الكسي سيرج ماري باتريس جان بيلفاليت من الجنسية الفرنسية

- لويس فانسان فيليب اندريه لويس موري من الجنسية الفرنسية

- نيكولا دومينيك دومينيك بول جورج فريمون وشقيقته مايا ماري دومينيك بول جورج فريمون من الجنسية السويسرية

- كريستال روزيت آنا جيوفاني كلارا وشقيقها غلوريندو انجيلو غابريال جيوفاني كلارا من الجنسية الايطالية

- سكوت وليم ميلفورد وابنته ميليسا جاد من الجنسية البريطانية

- ياسمينا الكسندره دانيال البيرتو عيوش واشقائها رامي اماديو دانيال البيرتو عيوش وماريا لوسيا دانيال البيرتو عيوش من الجنسية الارجنتينية

- غاييل ياسمين جوناثان جيروم بوزان واشقائها الكسيا غنوى جوناثان جيروم بوزان ويان ابراهيم جوناثان جيروم بوزان من الجنسية الفرنسية

- فديريكو غيليرمو انجال بوتيرو من الجنسية الكولومبية

- مارفن جان – ماري بوريس كزافييه سركيس من الجنسية الفرنسية

- غابريال ايلي بيطار وزوجته رانيا يوسف بيطار من الجنسية البريطانية

- حنا اسطفان انجيل واولاده الياس وجوال من الجنسية الفلسطينية

- فادي جوزف عطا الله واولاده فانيسا وروجيه من الجنسية الفلسطينية

- قسطنطين الان نقولا بسخاليدس واولاده ريا وتمارا صوفيا من الجنسية اليونانية

- سليم زكي عطا الله واولاده جو وادي ورودي من الجنسية الفلسطينية

- صونيا زكي عطاالله من الجنسية الفلسطينية

- انطوان نقولا حرفوش مكتوم القيد

- نعيم حنا اشقر من الجنسية الفلسطينية

- احلام عبد الله عبود مكتومة القيد

- ربيع جان معوض من الجنسية الفلسطينية

- جوزف سركيس سركيسيان  وولده هوفيك من الجنسية الفلسطينية

- قره بت سركيس سركيسيان واولاده ميراي وجان وسركيس من الجنسية الفلسطينية

- انطوان رافول شوحا من الجنسية السورية

- جورج ميشيل كيال من الجنسية السورية

5

- بطرس خليل الحاصباني من الجنسية الفلسطينية

- جريس خليل الحاصباني من الجنسية الفلسطينية

- جورج حنا الذيب من الجنسية السورية

- فاليري هيلين جورج ازهري من الجنسية الفرنسية

- صباح هاشم علاوي وزوجته نسرين حسن علي الجاف وولديه مايا وهاشم من الجنسية البريطانية

- اياد هاشم حسين علاوي وزوجته ثناء حميد حسين الحصونة واولاده سارة ونجاة والحمزة من الجنسية العراقية

- دارلين محمد يوسف عتمه من الجنسية الاردنية

- يوسف محمد فتحي يوسف خلف وزوجته مجدولين لطفي عبد الرحمن الداود وولديه فتحي وعمر من الجنسية الاردنية

- نهى خالد الحسن من جنسية قيد الدرس

- مروان خالد الحسن من جنسية قيد الدرس

- بسام خالد الحسن من جنسية قيد الدرس

- اسامة خالد مرعي واولاده الاء وخالد وعمر من الجنسية الفلسطينية

- علي احمد الماضي وولده جاد من جنسية قيد الدرس

- احمد عمر قدوره من الجنسية الفلسطينية

- فادي عمر قدوره من الجنسية الفلسطينية

- فادي محمد عبد كوسا من الجنسية الفلسطينية

- مزيد زياد البرازي من الجنسية السورية

- هاني احمد الاجاتي من الجنسية السورية

- خضر احمد الاجاتي من الجنسية السورية

- محمد احمد الاجاتي من الجنسية السورية

- محمد بشير محمد صالح الاجاتي وزوجته موهانا احمد الاجاتي وولديه محمد صالح وابراهيم من الجنسية السورية

- عمر تيودور كريستيديس من الجنسية اليونانية

- نجيب روبير نجيب جسرى من الجنسية المصرية وولديه مارك نجيب جسرى وجيسيكا نجيب جسرى من الجنسية الاميركية

- عصام خالد ابو ارديني وزوجته خديجة مصطفى طه من الجنسية الفلسطينية

- جيري لويس فاضل وولده انطوني ميشيل من الجنسية الاميركية

- احمد بن عدنان بن خليل الرحمن خان من الجنسية السعودية

- كانديس هانز يورغن ايفرز من الجنسية الالمانية

- فخري كريم ولي ولي من الجنسية العراقية

- احمد ابراهيم الداود من الجنسية الفلسطينية

- غسان احمد نفاع من الجنسية الفلسطينية

6

- تامر محمد سليمان غزاله وزوجته لولوه فاروق عارف العارف من الجنسية الاردنية

- مصطفى زكريا خليل من جنسية قيد الدرس وزوجته نسيمة فكرت حسن من الجنسية السورية

- وليد محمد حسان ازهري وزوجته رابعه محمود زريق من الجنسية السورية

- تيمور وليد ازهري من الجنسية الالمانية

- طارق الكسندر وليد ازهري من الجنسية الالمانية

- ابراهيم محمد غنيم وزوجته عزيزة امبدى كنعان وولديه طارق ورامي من الجنسية الفلسطينية

- محمد ابراهيم غنيم من الجنسية الفلسطينية

- امل ابراهيم غنيم من الجنسية الفلسطينية

- لينا هاني راغب قبلاوي من الجنسية الاردنية

- محمد حسين منصور من الجنسية التونسية

- اكرم اسعد ايوب من الجنسية السورية

- نورس اكرم ايوب من الجنسية السورية

- ديمة نزيه عبد القادر من الجنسية الفلسطينية

- سامي وديع صيداوي من الجنسية البريطانية

- سامر سامي صيداوي وزوجته غالية خواجا معين الدين جالانبو من الجنسية البريطانية

- محمد حسن محمد علي القطان واشقاؤه نديم حسن محمد علي القطان وريا حسن محمد علي القطان من الجنسية الاردنية

- محمد حسين منصوره واولاده حسين وندى ونسرين وملاك ونور من الجنسية الفلسطينية

- بشر محمد زياد عيسى من الجنسية الفلسطينية وزوجته  ميا نزار اسعد من الجنسية السورية

- محمد غياث محمد نديم المشنوق من الجنسية السورية

- احمد سلطان مروان اسربم من الجنسية السورية

- ريما هاني مرتضى من الجنسية السورية

- مازن هاني مرتضى وزوجته ندى نزار اسعد من الجنسية السورية

- احمد ابراهيم القادري من جنسية مكتوم القيد

- ختام ابراهيم القادري من جنسية مكتوم القيد

- محمد ابراهيم القادري من جنسية مكتوم القيد

- آمنة ابراهيم القادري من جنسية مكتوم القيد

- مصطفى ابراهيم القادري من جنسية مكتوم القيد

- - حسن احمد الهبرة من الجنسية السورية

- فادي حسن الهبرة من الجنسية السورية

- محمد انور حسن الهبرة من الجنسية السورية

- حسام حسن الهبرة من الجنسية السورية

- حسان حسن الهبرة من الجنسية السورية

- محمد مدحات البقاعي من الجنسية الفلسطينية

7

- ماهر محمد علي دالاتي من الجنسية السورية

- هادي فاروق جود من الجنسية السورية

- رشاد فاروق جود من الجنسية السورية

- محمد فاروق جود من الجنسية السورية

- خلدون محمد الزعبي من الجنسية السورية

- محمد ضياء الدين محمد ايمن الاتاسي من الجنسية السورية

- احمد راسم الحراكي من الجنسية السورية

- لويس اوليفيه البرت ماري ميكال من الجنسية الفرنسية

- عبد القادر عبدالله صبره وولديه عبد الله وبشار من الجنسية السورية

- مفيد غازي كرامه وزوجته لينا صياح خشيفه من الجنسية السورية

- نوزاد داود فتاح الجاف من الجنسية العراقية

- دلناز برهان عبد الحميد الجاف من الجنسية العراقية

- عمر نوزاد داود الجاف من الجنسية العراقية

- شوان نوزاد داود الجاف من الجنسية العراقية

- جيهان محمد سعيد من الجنسية الفلسطينية

- ابراهيم توفيق الشعراوي من الجنسية الفلسطينية

- ربيع توفيق الشعراوي من الجنسية الفلسطينية

- توفيق ربيع الشعراوي من الجنسية الفلسطينية

- تيا ربيع الشعراوي من الجنسية الفلسطينية

- كريم محمد شاهر قشلان من الجنسية الكندية

- تاج جميل باشا من الجنسية الاميركية

- هنوف زياد البرازي من الجنسية السورية

- امانة محمد زاهد البارودي من الجنسية السورية

- راسم احمد راتب الحراكي من الجنسية السورية

- زياد مزيد البرازي من الجنسية السورية

- انف احمد راتب الحراكي من الجنسية السورية

- جود محمود خليفة من الجنسية السورية

- علي مصطفى البرازي من الجنسية السورية

- فاضل عبد الجبار البرازي من الجنسية السورية

- فؤاد حمدي الحمصي من الجنسية السورية.

- ماهر فؤاد الحمصي من الجنسية السورية.

- علي فؤاد الحمصي من الجنسية السورية.

- ناهد فؤاد الحمصي من الجنسية السورية.

- مروان فؤاد الحمصي من الجنسية السورية.

8

- هراتش كيغام سيسريان من الجنسية الأرمنية.

- برنارد علام بشور من الجنسية السورية.

- محمد موسى الزين من الجنسية الفلسطينية.

- هاني سمير حداد وولديه سمير وايلا اولفه من الجنسية الكندية.

- مي طلال ابو غزالة من الجنسية الاردنية.

- جاك الياس حبيب من الجنسية الفلسطينية.

- جو الياس حبيب من الجنسية الفلسطينية.

- بسام مصباح الحموي من الجنسية السورية وزوجته سوسن محمد عوض محمد من الجنسية المصرية وولديه فاطمة ومحمد من الجنسية السورية.

- كريم وائل محمود من الجنسية الفلسطينية.

- رشيد يوسف عجينة من الجنسية الفلسطينية.

- ابراهيم فهد عجينة من الجنسية الفلسطينية.

- فريد نور الدين بدجاوي من الجنسية الفرنسية.

 - زينة شريف حديفة من الجنسية السورية.

- عمر احمد ادلبي وأولاده روان ومحمد سليم وربى من الجنسية الفلسطنية.

- ميكاييل جيريمي راجي باتريك شلهوب من الجنسية الفرنسية وزوجته اندريا مارسيلو سيباستيان ماتورانا ستريتر من الجنسية التشيلية.

سيروس عطاءالله أحسني من الجنسية الإيرانية.

- لطفي عبد الرحمن محمد عبد الرحمن وأولاده محمد، وسيم، سميرة وليليان من الجنسية الاردنية.

- صبحي رفيق قبلاوي وزوجته رحاب علي زعني من الجنسية الفلسطينية.

- كارلوس باهير كوجو هلال من الجنسية الأميركية.

- سامر انطون يوسف من الجنسية السورية.

- انطون يوسف يوسف وزوجته دعد عبدالله معوض وولدهما نمر من الجنسية السورية.

- رين صلاح عبد الكريم قبلاوي من الجنسية الاردنية.

- يوسف عادل مقدسي من الجنسية السورية.

- جورج سهيل حموي من الجنسية السورية.

- كمال جورج خيرالله وولديه جيهان ورائد من الجنسية الفلسطينية.

- مروان ميشيل الحداد من الجنسية السورية.

- عبد العزيز علي مبارك باكوين من الجنسية اليمنية.

- وليد جورج المصري من الجنسية الفلسطينية.

- هوفيك ارتين جرجيان من الجنسية السورية.

- سرنجيت افتار سينغ واشقائها سرمند، سالفانا وسومير من الجنسية الهندية.

- عاصم عبد الخالق محي الدين شيخ العرب من الجنسية العراقية.

- محمد رشاد عبد الخالق محي الدين شيخ العرب من الجنسية العراقية.

9

- قدري عبد الخالد محي الدين شيخ العرب من الجنسية العراقية.

- يوسف امل يوسف انصاري يوسف من الجنسية المصرية.

- جمال محمد طه وزوجته لينا ابراهيم خضر وولديهما موسى وعيسى من الجنسية السورية.

المادة: الثانية: يبلغ هذا المرسوم حيث تدعو الحاجة ويعمل به بعد تأدية كامل الرسوم المتوجبة قانوناً.

صدر عن رئيس الجمهورية   

 بعبدا في: 11 أيار 2018

 الامضاء: ميشال عون

رئيس مجلس الوزراء 

الامضاء: سعد الدين الحريري

وزير الداخلية والبلديات

الامضاء: نهاد المشنوق

للاطلاع على الملف PDF، يرجى الضغط هنا.

https://www.almarkazia.com/uploads/files/eb879a97f04b5022b540410b67afb33b.pdf

 

وساطة أميركية بين لبنان وإسرائيل بشأن ترسيم الحدود البحرية والبرية

بيروت – “السياسة”/08 حزيران/18/أكدت المعلومات المتوافرة لـ”السياسة”، أن الإدارة الأميركية دخلت بقوة على خط الوساطة بين لبنان وإسرائيل بشأن ترسيم الحدود البحرية والبرية، ضمن اتفاق سترعاه واشنطن يمهّد لحل هذه المشكلة نهائياً، وبما يضمن حقوق لبنان البحرية والبرية كاملةً، بعد التشدد الذي أبداه الجانب اللبناني بحقوقه النفطية البحرية، وفي سيادته على كامل أراضيه الجنوبية بما فيها مزارع شبعا وكفرشوبا التي سيصار إلى إيجاد حل لها، في حال تجاوبت إسرائيل مع المساعي الأميركية الرامية إلى حل هذه الأزمة المستعصية بين لبنان وإسرائيل. وتوقّعت أوساط متابعة لهذا الملف حركة مكثّفة للدبلوماسية الأميركية في المرحلة المقبلة بين لبنان وإسرائيل، لبلورة تصور مشترك يقود إلى تفاهم ولو بالأحرف الأولى، وبما يطوي ملف الخلاف في مراحل المفاوضات التي ستلي، والتي ستستغرق وقتاً طويلاً، بالنظر إلى التعقيدات التي تكتنف هذا الملف.

 

رسميًّا... 40 مطعونًا بنيابتهم

ليبانون ديبايت/07 حزيران/18/أعلن المجلس الدستوري عصام سليمان أنّ "المجلس تلقى 17 طعنا في الانتخابات النيابية وبلغ عدد المطعون بنيابتهم الـ 40". وأوضح في مؤتمر صحافي عقده قبل ظهر اليوم أنّ "الطعن لا يوقف نتيجة الانتخاب ويعتبر المنتخب نائبا منذ اعلان النتيجة"، مشيرا إلى أنّه "على وزارة الداخلية تزويد المجلس الدستوري كلّ المحاضر والمستندات لتمكينه من اجراء التحقيقات اللازمة". وقال إنّه "لكل من الطاعن والمطعون به الحق بأن يستعين بمحام واحد"، مشدّدًا على أننا "سنتعامل مع الطعون بأعلى درجات الجدية والمسؤولية ونحن بانتظار تقرير هيئة الاشراف على الانتخابات". وأكّد أننا "سنتوسع في التحقيقات الى أبعد الحدود بغية التأكد من صحة المعلومات والمخالفات"، لافتًا إلى أننا "نتحمّل مسؤولية أعمالنا والمجلس أثبت أنّه مستقل عن كل السلطات السياسية في البلد".

 

وزارة الداخلية نشرت مرسوم التجنيس على موقعها الإلكتروني

07 حزيران/18/صدر عن المكتب الإعلامي لوزارة الداخلية والبلديات البيان الآتي:   بعدما تحوّل مرسوم التجنيس رقم 2942 (11 أيار 2018) إلى قضية رأي عام، وعملاً بمبدأ الشفافية، تعلن وزارة الداخلية والبلديات أنّها نشرت بعد ظهر اليوم المرسوم على موقعها الإلكتروني: www.interior.gov.lb. مع الإشارة إلى أنّ التحقيقات الأوّلية التي قامت بها وزارة الداخلية أظهرت أنّ عدداّ من الأسماء تدور حولها شبهات أمنية وقضائية. ويتم حالياً التدقيق بمدى دقّة هذه المعلومات، من خلال التحقيق الإضافي الذي تقوم به المديرية العامة للأمن العام مع باقي الأسماء الواردة في المرسوم.

 

القاضي حبال عند شقيقته بعدما أصيب بعارض صحي

النهار/07 حزيران 2018 /بعد خبر عن فقدان أثره، تلقت "النهار" اتصالاً من أحد أفراد عائلة القاضي هاني حبال أفاد فيه أن لا صحة لما تردد عن فقدان أثر القاضي وأنه أصيب بعارض صحي وموجود في منزل شقيقته قيد المعالجة، وعاد وأكد حبال لـ"النهار" ما ذكره أحد أفراد عائلته، وأنه يتماثل إلى الشفاء في منزل شقيقته.وكان أشيع عن فقدان أثر حبال وهو المستشار لدى محكمة التمييز. وعلى أثره، أفادت مصادر قضائية لـ "النهار" انه جرى تفتيش مكتب القاضي حبال في طبقة التمييز في قصر العدل في بيروت ولم يتم العثور على حقيبته. كما جرى البحث عنه داخل العدلية فلم يتبين له اثر، ولا كاميرات مراقبة في قصر العدل لبيان الأمر.

 

الياس الزغبي ل"جنوبية": ٣ رسائل وجهها بري في تصريحه عن بقاء "حزب الله" في سوريا

جنوبية/07 حزيران/18

في حديث مع موقع "جنوبية"، يقول الإعلامي والمحلل السياسي الياس الزغبي عن تصريح الرئيس بري لوكالة "سبوتنك" عن ضرورة بقاء "حزب الله" في سوريا:

في الأساس، لا يبدو تصريحه مفاجئا ولا بجديد، ولكنه يأتي في توقيت مثير للتساؤل بعد الانتخابات، وعشية تشكيل الحكومة الجديدة”.

ويشرح الزغبي: “للوهلة الأولى، يبدو الرئيس بري وكأنه يرّد باسم حزب الله على تراكم الكلام والمعطيات حول إنهاء الدور الإيراني في سوريا، بدءاً من جنوبها، وتالياً إخراج ميليشيا حزب الله من الأراضي السورية ضمن صفقة كبيرة بين روسيا وإسرائيل وأميركا، ولكن في الواقع يبدو كلام الرئيس بري يحمل وجهين: وجهاً سياسيا محلياً، كأنه يستبطن تخفيف مطالب حزب الله في الحكومة الجديدة بحيث لا يرفع حزب الله سقفه كثيراً أمام شهية الحقائب المهمة أو الأساسية من درب "أمل"، وربما يقصد الرئيس بري أن حزب الله لا يحتاج كثيرا للتعويض السياسي في لبنان عن خسارته الميدان السوري لأنه باق فيه، والوجه الآخر خارجي، ويعني ان حزب الله سيستمر في وظيفته الخارجية، وان مسألة النأي بالنفس لن تكون مطروحة جدياً، بل على سبيل الصياغة اللغوية في البيان الوزاري.

وأضاف الزغبي: "في أي حال هذا الموقف المتقدّم من الرئيس بري في توقيته المريب يشكل حالة ضغط على تشكيل الحكومة، ويفرض شروطاً مسبقة على البيان الوزاري، ويشكّل في عمقه عقبة لم تكن في حسبان الرئيس المكلف، ولا رئيس الجمهورية، لأنهما كانا يستبعدان وجود عقدة شيعية، فاذا بالرئيس بري يطرح عقدة جديدة وصعبة في تجويفه معنى “النأي بالنفس”، والاعلان عن استمرار حزب الله في دوره الإقليمي.

وختم الزغبي بالقول: قد يكون الرئيس بري أراد توجيه ٣ رسائل: الأولى، لحزب الله كي يبقيه تحت جناحه في السياسة الداخلية. والثانية للرئيس المكلف تشكيلاً وبياناً وزارياً. والثالثة إبقاء سيف سلاح حزب الله مصلتاً على ما بدأ يتردد عن اتجاه رئيس الجمهورية وتكتله لطرح الاستراتيجية الدفاعية”.

 

التجمع اللبناني": عملية تزوير الانتخابات مبرمجة مسبقاً والمرسوم – الفضيحة يعيد نظام الوصاية

النهار/07 حزيران 2018 

عقد "التجمع اللبناني" جمعيته العمومية المخصصة لبحث ظروف عملية الانتخابات النيابية الاخيرة وتوقف طويلاً امام النتائج والدروس المستخلصة منه،

وأصدر بياناً في هذا الشأن جاء فيه أنه "لا بد من الاشارة اولاً الى المرسوم/ الفضيحة الذي اعطى الجنسية للعديد من زبانية النظام السوري المنهار ولبعض المتعاملين الصغار معهم الذين يعملون في تبييض الاموال على مستويات مختلفة وصلت الى بائع الخضر الذي صار في غفلة عين، مؤسسة تجارية ضخمة يستحق الجنسية اللبنانية هو وافراد عائلته". وقال البيان "في وقت يتشدقون فيه بإعطاء الاولوية لمكافحة الفساد تكشف لنا هذه الفضيحة الى اي حد من الاستهتار بمصالح الدولة قد انحدر اركان النظام. ذلك أن الجنسية اللبنانية ليست وحدها معروضة للبيع بل الوطن بأكمله. فالدويلة صارت لها اليد العليا، والدولة تنهار، فيما المنطقة من حولنا تشتعل. ان مرسوم التجنيس لأركان الفساد في النظام السوري انما هو إقحام للبلد في النيران السورية التي تلتهم الاخضر واليابس. ويبقى ان شعار النأي بالنفس انما يعني لأهل الحكم النأي عن مصالح الناس والدولة والوطن".

غياب الأسباب الموجبة عن مرسوم التجنيس مادة للطعن به

 الداخلية: عدد من الأسماء في مرسوم التجنيس تدور حولها شبهات أمنية وقضائية

 بيان صحافي: استجواب أعضاء مجموعة "من أجل الجمهورية" وإحالة جلسة النطق بالحكم الى 31 تشرين الاول 2018

وأضاف: "بدا واضحاً من سير العملية الانتخابية ومن النتائج الملتبسة في اكثر من دائرة، وشهادات المراقبين ونتائج الفرز انه كان هناك قرار مسبق بتزوير الانتخابات والتلاعب بنتائجها بتواطؤ بين الاطراف الفاعلين فيها مما انعكس بشكل فاضح على إعلان فوز المرشحين في بيروت والبقاع ومناطق اخرى. ويبدو من الوقائع التي تم استعراضها ان عملية التزوير هذه قد تمت بتخطيط مسبق وبدم بارد، غير آبهة بردود الفعل التي ستنجم عنها، مما يعني ان العملية الانتخابية لم تكن اكثر من إعادة توزيع للحصص وفقاً لميزان القوى الجديد في البلد، حيث شاهدنا ظهور كوتا للنظام السوري في مجلس النواب بدت جلية في انتخاب نائب رئيس المجلس"، كما "كان واضحاً ان قانون الانتخاب قد فصِّل على مقاس المتحاصصين ويرمي في الدرجة الاولى الى حرمان المعارضين من الحصول على فرصتهم في التغيير بطريقة ديمووقراطية. فالمشاركة كانت بحاجة الى قدرات مالية هائلة لا تتوفر الا عند الزعامات الطائفية وهذا ما ترك آثاره العميقة على سير العملية الانتخابية بأكملها وعلى نتائجها. وزاد الامر سوءاً تسخير مرافق الدولة لخدمة هذه الزعامات في حملاتها".

وكشف "التجمع اللبناني" أن "هذا القانون قد وضع بحيث لا يمكن إصلاح ما به من عيوب الا بتغييره. نحن بحاجة الى قانون انتخابي يسمح للجميع بالمشاركة في العملية الانتخابية على قدم المساواة ولا يفرّق بين المشاركين فيها وخصوصاً لا يعطي قوى المحاصصة الافضلية كما هو حاصل اليوم"، داعياً "جميع المتضررين من القانون الحالي الى التفكير بجدية في اقتراح قانون جديد يسمح بتوفير مناخ ديموقراطي للعملية الانتخابية".

ورأى "التجمع أن "زعماء الطوائف استطاعوا الوصول إلى قاعدتهم التقليدية والتأثير عليها من أجل التصويت لهم، نظراً لإمكاناتهم المادية الهائلة، ونظراً لقدرتهم على تسخير الإعلام لمصلحتهم وحرمان خصومهم منه، ونظراً لاستخدامهم وسائل التعبئة الدينية والطائفية والمذهبية ولجوئهم الى عمليات شد العصب والتناتش في ما بينهم".

وشدد على أن الانتخابات "كشفت ظهور فئة جديدة من المقاولين الذين يرشحون الافراد ويشكلون القوائموفقاً للتمويل الخارجي المتاح، هذا بالإضافة الى بيع المقاعد النيابية للمرشحين في المزاد السري".

وشدد بيان "التجمع اللبناني" من ناحية أخرى، على أن "قوى التغيير، ومن تنطح للعب هذا الدور، فشلت في الوصول الى القاعدة الناخبة المستنكفة تقليدياً والتي تأنف من التصويت لأنها يائسة من إمكان التغيير في العملية الانتخابية. ولا شك في ان هذه القوى قد فشلت في تقديم النموذج المقنع للبديل الديموقراطي وفي توفير الخطاب المناسب لتعبئة الناقمين وحثهم على المشاركة في عملية التغيير التي تدعو اليها. وحتى نكون منصفين علينا ان نشير الى ان غياب التنظيم السياسي غياب الامكانات المالية والاعلامية لعب دوراً اساسياً في فشل التعبئة لدى المعارضين"، مركزاً على وجود "فراغ كبير في الحالة الاعتراضية كونها لا تستطيع التعبير عن نفسها او الاتصال بالناس او تنظيم امورها بالشكل المناسب"، وقال: "لقد غاب الوضوح عن خطابها السياسي الذي بدا في بعض الاحيان مساوماً. واغفلت بعض القوى الجديدة في الحالة الاعتراضية القضايا السياسية الاساسية باعتبارها "قضايا شائكة" وكانت بهذا، في الاعم الغالب، تحاول كسب ود الدويلة صاحبة النفوذ الاقوى في العملية السياسية، محاولة تقديم اوراق اعتمادها لديها كبديل من اطراف اخرين في النظام".

وختم البيان: "لقد بات واضحاً اننا لا نستطيع الاستمرار على ما نحن عليه وفق الاساليب والوسائل التي اثبتت عقمها في المرحلة السابقة ولا بد من التصدي للمرحلة الصعبة التي يمر بها البلد بشكل جديد من المعارضة يقوم على تحالف جميع القوى الراغبة في التغيير على اسس واضحة وعملية تعتمد على العلاقة مع الناس وكسب ثقتهم من اجل تعبئتهم في المعارك الصعبة التي نواجهها في هذه المرحلة"، موجها تحية خاصة إلى "بعض القوى التي شاركت في الانتخابات الاخيرة واظهرت وعياً سياسياً بارزاً واستطاعت ان تعطي اجوبة على كثير من التساؤلات المطروحة وكان خطابها مباشراً لا يقبل المساومة. لقد خسر هؤلاء المعركة الانتخابية غير المتكافئة لكنهم ربحوا انفسهم وقدموا للناخبين نموذجاً راقياً من العمل السياسي الذي يمكن ان يكون البديل اذا ما ارتبط بعمل تنظيمي للمعارضة التي يطمح اليها الناس. وهذا في صلب اهتمامات التجمع اللبناني".

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

نقلا عن " تقدير موقف"عدد 220

07 حزيران/18

في السياسة

نقل عضو مجلس الشيوخ الأميركي، داريل عيسى، خلال زيارته الأخيرة إلى لبنان عرضاً إسرائيلياً لترسيم الحدود البحرية والبريّة في لبنان بما فيها مزارع شبعا.

أي، التفاوض على كل ما هو عالق بيننا وبين أسرائيل منذ اتفاق الهدنة بتاريخ 23 آذار ال1949.

وكان قد سبق عرض عيسى زيارة دايفيد ساترفيلد إلى لبنان حاملاً عرضاً اسرائيلياً لترسيم الحدود البريّة والبحرية!

الجديد في طرح عيسى هو إضافة مزارع شبعا، أي بكلام آخر سحب كل الذرائع!

إجتمع الرؤساء الثلاثة مساء الاثنين في بعبدا لمناقشة العرض!

لمن لا يعرف نذكر،

لبنان، وجنوبه بشكل خاص، ينعم بهدوء استثنائي بفضل ال1701 منذ العام 2006.

لبنان يتفاوض مع اسرائيل بواسطة اليونيفيل في الناقورة من خلال اجتماعات ثلاثية بين ضباط لبنانيين واسرائيليين ودوليين.

لبنان يطالب، وهو على حق، بترسيم الحدود عند النقاط المتنازع عليها وعلى رأسها مزارع شبعا!

لبنان اكتشف ثروة نفطية على الحدود البحرية وهو بحاجة لاستثمارها!

من حق لبنان دراسة العرض والتنبّه لعدم الوقوع في أفخاخ اسرائيل!

من حق الرؤساء الثلاثة التساؤل: ماذا يدور في عقل اسرائيل اليوم؟ هل هو فخ؟ هل تبريد جبهة الجنوب وإنهاء الصراع مع لبنان له غايات مبيّتة؟

تجرّأ الرئيس برّي بالتصريح لوكالة Sputnik العربية: "لبنان مستعدّ للتفاوض مع اسرائيل بشأن ترسيم الحدود برعاية الأمم المتحدة".

والأهم أنه ليس من حق الرؤساء تفويت فرصة إنهاء النزاع الحدودي، البري والبحري، من اجل الانتقال من وقف الأعمال العسكرية إلى وقف إطلاق نار دائم، كما نصّ القرار 1701.. ومن يدري ربما إلى إستثمار النفط والغاز بهدوء!

تقديرنا

باتنظار ردّ ايران عبر "حزب الله"، فالقرار في بئر العبد وليس في قصر بعبدا!

 

هاجس عودة الوصاية إلى لبنان يرافق جنبلاط للرياض

العرب/،08 حزيران/18/بيروت - يستعد رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي اللبناني وليد جنبلاط لزيارة المملكة العربية السعودية في نهاية الأسبوع مصحوبا بوفد يرجح أن يضم نجله تيمور الذي نجح في حجز مقعد له في البرلمان في الانتخابات التي جرت في مايو الماضي. وأكد الزعيم الدرزي الخميس نبأ الزيارة التي جاءت تلبية لدعوة رسمية من الديوان الملكي، وقال إنها تأتي استكمالا للعلاقات التاريخية بين المختارة والسعودية”. ويعتبر وليد جنبلاط أحد حلفاء الرياض في لبنان، بيد أن العلاقة بينهما شهدت في الفترة الماضية فتورا واضحا على خلفية موقف الزعيم الدرزي من أزمة استقالة رئيس الوزراء سعد الحريري. وترى أوساط سياسية أن هذه الزيارة من شأنها أن تعيد العلاقة بين جنبلاط والسعودية إلى سابق عهدها، خاصة وأن الرياض تبدي في الأشهر الأخيرة رغبة في التعاطي مع الملف اللبناني بسياسة مختلفة قوامها الحفاظ على الحلفاء التقليديين، مع الانفتاح على باقي القوى الفاعلة في المشهد اللبناني. وتأتي زيارة جنبلاط في وقت يشهد لبنان تعثرا في عملية تشكيل الحكومة في ظل استمرار عقدة الحصة المسيحية، وأيضا الدرزية من الحقائب الوزارية. ويطالب وليد جنبلاط بحصة الدروز كاملة وقوامها ثلاث حقائب وزارية، فيما يصر رئيس الحزب الديمقراطي طلال أرسلان على الحصول على حقيبة مدعوما في ذلك من كل من التيار الوطني الحر وحزب الله. ويبدو موقف رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري ضبابيا تجاه هذه المسألة رغم عودة الحرارة في الأيام الأخيرة على خط المختارة – بيت الوسط، بعد توتر شاب العلاقة بين الجانبين خلال عملية تشكيل التحالفات الانتخابية وخاصة في منطقة البقاع. ويقول مراقبون إن جنبلاط قد يطرح المسألة خلال لقائه مع كل من العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، بيد أنهم استبعدوا أن يلقى تجاوبا من الرياض في ظل قرار سعودي بالتزام سياسة عدم التدخل في الشؤون الداخلية اللبنانية، مع التركيز على ضمان استقرار لبنان والحيلولة دون وقوعه في فخ إيران، وهو ما يدفع له ذراعها حزب الله. ونجح حزب الله وحلفاؤه في تحقيق أغلبية مريحة في الانتخابات النيابية الأخيرة التي سجلت أيضا عودة قوية لمحسوبين على النظام السوري من قبيل اللواء جميل السيد الذي اضطلع بمسؤوليات في زمن الوصاية السورية. وأثار هذا التطور خوف العديد من القوى والشخصيات السياسية من بينها وليد جنبلاط من عودة لبنان إلى زمن الوصاية، خاصة بعد مرسوم التجنيس السري الذي وقع عليه الرئيس ميشال عون بعد الاستحقاق الانتخابي وأثار ضجة كبيرة لجهة تضمنه أسماء مقربة من الرئيس بشار الأسد، بينهم أبناء لمسؤولين سابقين ورجال أعمال. ويرجح أن يثير جنبلاط، الذي يعد أحد أبرز المعارضين لنظام الرئيس بشار الأسد، هذه المسألة خلال زيارته للسعودية.

 

عن أبعاد الانتشار الروسي وإبعاد حزب الله عن القصير

هيلدا المعدراني/جنوبية/7 يونيو، 2018

ادى احتكاك حزب الله والقوات الروسية في منطقة القصير السورية على الحدود مع لبنان الى اثارة عدة تساؤلات حول مصير النفوذ الايراني وحلفائه في المنطقة.

نفذ الجيش الروسي الاثنين الماضي، انتشارا في منطقة القصير بريف حمص امتد حتى تخوم القلمون الغربي، وشمل التموضع الروسي وفق مصادر عسكرية ميدانية اربع نقاط، هي: بلدة العقربية (بين الهرمل وطرطوس) ومحطة مياه القصير وبلدة المصرية على نهر العاصي، ما استدعى رد فعل اعتراضي من قبل حزب الله الذي يعتبر تلك المنطقة ضمن مناطق نفوذه، سيما وانه يقيم فيها مواقع عسكرية ثابتة ويعتبرها نقطة ربط مع طهران، وفي اقل من 24 ساعة انسحبت القوات الروسية ليحل مكانها الفرقة 11 السورية، واشارت مصادر مراقبة الى ان الخطوة الروسية باتجاه القصير الحدودية، ما هي الا افساحا في المجال وتمهيدا لإعادة انتشار القوات السورية في المنطقة مجددا بعد ان سيطر عليها حزب الله. ما هي ملابسات التقدم الروسي في القصير؟ ولماذا اختيرت تلك المنطقة التي تعتبر معقلا لحزب الله؟ وهل هي استكمالا لما بدأه الروسي في الجنوب السوري او ما اتُفق حوله في سوتشي بين الرئيسين السوري والروسي بوجوب خروج كل القوات الاجنبية من سوريا؟

العزي: الروس لديهم مشكلة مع الايرانيين في سوريا

المحلل السياسي خالد العزي اكد لـ”جنوبية” وجود عدة اسباب تقف خلف تلك التطورات في القصير الحدودية وهي “اولا: الروس لا ينسقون عملياتهم في سوريا مع اي طرف ويعملون وفق ما تقتضيه مصلحتهم الخاصة، فروسيا كدولة كبرى تسعى لوضع حلول في سوريا لا يناسبها التنسيق مع ميلشيات، اشارة الى ان تركيبة الجيش السوري ايضا اصبحت تضم عصابات، والضابط الروسي لن يسمح كذلك بأن يتم توجيهه من قبل ميلشياوي ، ثانيا: انتهت داعش واعلن الروس من قاعدة حميميم انتصارهم وهنا لا يمكن ان ننسى الصورة الهزلية عندما تقدم الرئيس السوري الى جانب بوتين وجاء ضابط روسي ودفعه الى خلفه اذا هم حتى الرئيس السوري لا يعيرونه اي اهتمام فكيف بعناصر وقوات عسكرية! ثالثا: المسألة ترتبط باتفاق درعا والتنافس الودي على حماية اسرائيل، بمعنى انها اصبحت شريكة غير مباشرة في أي اتفاق يجري في سوريا، رابعا: صراع المعابر، وشاهدنا كيف وضع كل من الاميركيين والاتراك يدهم على كل المعابر، يبقى المنفذ الوحيد للروس على البحر المتوسط من خلال قواعدهم البحرية، ولكن هذه الاخيرة ليست آمنة بسبب تواجد السفن والبوارج الاميركية والغربية في مياهها”.

خالد العزي

من جهة اخرى اكد العزي ان “ما قام به الروس اذا لا ينحصر فقط في القصير بل فعلوا ذلك في كل من دمشق واللاذقية، مع محاولتهم اعادة تعويم النظام واعطاءه الشرعية، وبطبيعة الحال فإن وجود هذه الميليشيات تشكل عبئا على حركتهم، وقرار الحسم وكف يد تلك الميليشيات تم ابلاغه للرئيس السوري في سوتشي، بوجوب خروج كل الميليشيات وليس فقط الايرانية بل ايضا تلك التابعة للنظام، مع وجوب تفكيكها سريعا”. واشار العزي الى ان “الصراع الروسي – الايراني في سوريا ليس بصراع جديد، ولكن الروس تعاملوا مع الايراني في سوريا في اطار تحالف الاضداد، من جهة اخرى فإن الشرطة العسكرية الروسية التي تنتشر مؤخرا في سوريا بمعظمها تأتي من خلفية اسلامية شيشانية ولا يمكن لحزب الله ان يواجهها عقائديا ولديها حاضنة شعبية وقبول” واضاف” ايضا الروس في ذاكرته علامة سوداء لحزب الله ولن ينسى ما تعرض له من اهانة عندما اخرجه حزب الله في منطقة وادي بردى في العام 2017، وتسلم زمام الامور هناك”.

وقال العزي ” الروس لديهم مشكلة مع الايرانيين في افغانستان وتهريب الحشيش الي بلادهم، من جهة اخرى تتهم موسكو ايران وحزب الله باختطاف الدبلوماسيين الروس الاربعة، والروس ذاكرتهم ليست مثقوبة مثل العرب”.

قصير: جرى اعادة التنسيق مع الطرف الروسي وتم استيعاب المسألة

المحلل والكاتب السياسي قاسم قصير رأى ان الخطوة الروسية تأتي في اطار” اعادة الروس ترتيب الاوضاع في سوريا تحضيرا لمرحلة ما بعد انتهاء الحرب والتسويات الحاصلة، وتشير المعلومات الى ان روسيا ارسلت مجموعة من قواتها الى منطقة القصير ومحيطها، الا انه جرى سحبها بعد اقل من 24 ساعة وجرى التنسيق بين الاطراف المعنية بهذا الشأن” واضاف ” هذا يؤشر الى عدم امكانية رسم المستقبل السوري او اجراء تسويات سياسية دون تنسيق الحلفاء فيما بينهم، فوجود حزب الله على الحدود اللبنانية – السورية وحتى في الداخل السوري هو شرعي وبطلب من الحكومة السورية نفسها، وهذا ما أكده وزير الخارجية السوري وليد المعلم حين اشار الى ان القوات الايرانية وحزب الله هي قوى شرعية دخلت بطلب من الدولة السورية ولا تخرج الا بطلب منها” واضاف “طبعا لا يمكن ان يكون هناك توجه بالصدام معها، وايضا هذا ما اشار اليه اليوم رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي اكد انه لا خروج لحزب الله من سوريا الا بموافقة الدولة السورية وبعد تحرير كامل الاراضي السورية من الارهاب”. وختم قصير” هي عملية انتشار نفذتها القوات الروسية في تلك المنطقة وقد جرت دون تنسيق مع حزب الله، ولكن تم استيعابها مباشرة وعادت الامور الى نصابها وتم تمركز الجيش السوري من خلال الفرقة 11 في مواقع عسكرية هناك”.

 

جنى أبو دياب بعد زياد عيتاني: براءة من تهمة العمالة

سلوى فاضل/جنوبية/7 يونيو، 2018

تتوالى المفاجآت في لبنان لجهة التوقيفات الأمنية الملتبسة، والتي تنتهي بحل الملف على طريقة الافلام الهندية. فبعد تبرئة المسرحي زياد عيتاني من الملف الذي فبرك له على يد المقدم سوزان الحاج، يأتي ملف الناشطة المعروفة بتعاطفها مع القضية الفلسطينية جنى ابو دياب لينتهي باعلان فبركة ملف اتهامها بالعمالة ايضا، ولاسباب انتقامية كما هي حالة عيتاني. فما هو الضابط بالموضوع، وما الذي يمنع تكرار هذه الحالات مجددا خاصة ان سمعة وكرامة اشخاص يتعاطون الشأن العام في المعمعة، ومن يصحح الصورة التي زرعت في اذهان الناس بسبب بث الاخبار الكاذبة؟ في هذا الاطار، حاولت “جنوبية” التواصل مع اكبر عدد ممكن من الاشخاص لمعرفة خلفية التصريح الذي ادلت به الناشطة جنى ابو دياب بعد خروجها من السجن، حيث اكدت ان الملف المتهمة به ملفق ويقف ورائه شخص يدعى اسماعيل شلهوب (أيو أيهاب)، وهو حاليا موجود في رام الله، وهو مسؤول أمني في السفارة الفلسطينية في لبنان. الا ان الرد ممن حاولنا استيضاحهم كان الانكار وعدم الدراية بالموضوع، ربما لحساسية قضايا تهم العمالة. فبعد سبعة أشهر من توقيف ابو دياب بتهمة التواصل مع عميل الموساد الإسرائيلي سليم الصفدي، تمت تبرئتها وكف الملحقات عنها لعدم كفاية الدليل. الأمر الذي يطرح استفهاما كبيرا حول مجمل الاتهامات التي تساق قبل قطع الشك باليقين.

في هذا المجال، قال ناشط فلسطيني، مطلّع على الوضع في المخيمات، انه “وصلنا الخبر، وتفاجأنا به لجهة انه هل من الممكن ان تصل امور العمالة الى هذا الحد، والذين يعرفون جنى ابو دياب قالوا انه من المستحيل ان تكون عميلة، وغلب علينا الشعور بأن ثمة تهمة ملّفقة لها. وقد تكون ضحية خلاف على المال بين عدد من الافرقاء الفلسطينيين”. و”للتوضيح فان بعض الفصائل داخل المخيمات وخاصة مخيم عين الحلوة، حيث كان جماعة بلال بدر، مثلا، يفتعلون الاشكالات الامنية لأجل بعض المال، ففي كل جولة كانت تُدّمر عدة منازل ويسقط عدد من الضحايا ابرياء. والجميع يقف صامتا حيال الامر لان سلطة المال هي الاساس، ولايسكت الا بعد ان يقبض المال”. ويضيف ردا على سؤال عن سبب افتعال شلهوب لهذه التهمة، كما قالت ابو دياب، يقول “اولا، لا يمكن الخروج من سلطة السفارة التي هي المرجعية الفلسطينية في لبنان، خاصة بعد تهميش دور منظمة التحرير، فلا احد يمكنه دخول المخيمات لتوزيع المساعدات الا عبر السفارة كتعويضات، وهي صلة الوصل مع العالم الخارجي. وثمة اشكالية في المساعدات التي يجب ان تكون جميعها عن طريق السفارة، واعتقد ان الخلاف سببه المساعدات والمال.الذي هو السبب في تلفيق هذه التهمة، اي الصراع على المال والمساعدات، التي تصل الى المخيمات، اضافة الى تضارب المصالح. ولأنه لا قانون في هذا البلد، ولا زالت قصة زياد عيتاني وسوزان الحاج ماثلة امامنا”. من جهة ثانية، يقول الباحث اللبناني حسان القطب، انه “لا معلومات لدي حول تفاصيل التهمة، لكني اود ان أسأل هل ان المحكمة العسكرية مؤهلة لدرس هذا الملف، خاصة ان قراراتهم استنسابية، فالتهمة نفسها مرة يُحكم ببراءة المتهم، ومرة يدان هذا المتهم. لذا انا ارى ان المحكمة العسكرية تُدخل لبنان في متاهات، علما ان لبنان كان مشهورا بقضائه وعدالته”. لذا “ممنوع توقيف اشخاص الا بقرارات قضائية، لان ما يحصل خلال التحقيقات غير مقبول، وخاصة ان التحقيقات تتأخر، وسمعة لبنان باتت في الحضيض، والقضية التي نتحدث عنها تنتهي بأن المحكمة تعترف ببراءة المتهم، لكنها لا تحاسب الواشي او المُلفق!!”. فـ”قضية عيتاني ماثلة امامنا. والحقيقة انه يجب اعادة النظر باجراءات التوقيف الاعتباطية والاستنسابية، ومطلوب اعادة النظر بقوانينها واحكامها، خاصة ان التوقيف استمر لسبعة أشهر، لقد دُمرت حياة جنى تدميرا كاملا، وسمعتها باتت بالحضيض، فلماذا لا يُحاكم من فبرك الملف، حيث شهدنا ان زياد عيتاني خرج ببراءة، وسوزان الحاج خرجت باحتفالية!”. وختم حسان القطب، بالقول “ان اجراءات التوقيف الجزائية موجودة في المحاكم الجزائية، لكن يتم تجاوزها، حيث ان المخابرات تستدعي المتهم، ومن المفروض ان تكون لديها وثائق، وان تدّعي على من فبرك لها الملف. وعلى الجمعيات الحقوقية ان تتولى الدفاع عنها. والا كيف نحمي المجتمع من هذا الفلتان الا بموجب احكام قضائية حقيقية”.

 

جميل السيّد يهدّد... وتصريح مفاجئ لرئيس المحكمة الدولية

وكالات/07 حزيران/18/أشارت LBCI إلى أنّ "النائب جميل السيد إفادته أمام المحكمة الخاصة بلبنان وذلك بعدما تراجع الإدعاء وممثلو المتضررين عن طرح أسئلة عليه لاسيما وانه كان قد هدد بالانسحاب من الجلسة إذا طرح هؤلاء أسئلة عليه قبل ان تعطيه المحكمة الحق في الكلام". واتهم السيد الادعاء وممثلي المتضررين بأنهما أخفيا أدلة وعملوا مع شهود الزور تسببوا بزجه في السجن ٤ سنوات. في اطار متصل، أوضح رئيس المحكمة الدولية الخاصة بلبنان من لاهاي أنّ "اعتقال الضباط المتهمين باغتيال الحريري لم يكن قانونياً ومخالف لحقوق الإنسان".

 

نديم الجميّل يطلب من محافظ بيروت الكشف على حديقة اليسوعية

المركزية/07 حزيران/18/أرسل النائب نديم الجميل كتابا الى محافظ مدينة بيروت القاضي زياد شبيب جاء فيه أنه "بناء على الشكاوى العديدة التي تلقيناها من سكان الأبنية المحيطة بحديقة اليسوعية، الكائنة في منطقة الرميل، والذين تفاجأوا من تحوّل تلك الحديقة التي يؤمّها أبناء المنطقة مع أطفالهم للقيام بنزهات أو المشي الرياضي والتي كانت قُبلة الحدائق في المنطقة، الى أرض مملوؤة بالنفايات والحشائش اليابسة والاوساخ التي تملأ  ملاعب الاطفال وبيوت الخلاء، وذلك استناداً الى صور وأفلام زوّدنا بها أبناء المنطقة مع شكواهم.

لذا نرجو من سعادتكم إبلاغ مَن يلزم:

1-   الكشف السريع على حالة الحديقة.

2-   إلزام فريق صيانة الحدائق الحضور اسبوعياً لتنظيف المكان  المليء بالاوساخ وإصلاح العاب الأطفال والمقاعد المحطمة وصيانة المزروعات.

3-   زيادة مستوعبات التفايات في أرجاء الحديقة.

4-   إصدار قرار بمنع إدخال الأراغيل والطعام أم إدخال آلات الموسيقى وأدوات إزعاج الجيران الذين لا يبعدون سوى أمتار عن سور الحديقة، كما لعدم إزعاج الزائرين الذين يفتشون عن أوقات للراحة والتنزه في الحديقة."

 

طلال سلمان عن المحكمة الدولية: الحريري نادم...والأخير يردّ: "لا أبدا"

المركزية/07 حزيران/18/غرّد الصحافي طلال سلمان عبر حسابه على "تويتر"، قائلا: "نقل عن بعض اوساط رئيس الحكومة انه نادم على الاستماع إلى التحريض السياسي الذي جعله يسلم بإحالة جريمة اغتيال والده الشهيد إلى المحكمة الدولية".

فما كان من رئيس الحكومة سعد الحريري، الّا أن ردّ عليه بالقول: "لا مش ندمان أبدا".

 

تحريك ملف الحدود اللبنانية "دوليًّا".. مقدّمة لنزع سلاح حزب الله؟ وتطورات القصير وإثارةُ "مزارع شبعا" مؤشران الى محاولة تطويقه وسحب ذرائعه!

المركزية/07 حزيران/18/بالتزامن مع عودة ملف النزاع الحدودي بين لبنان واسرائيل الى دائرة الضوء، بدفع أميركي، من ضمن سلّة، تفيد معلومات "المركزية" أنها تلحظ "مزارع شبعا" جنوبا، لكن أيضا إطلاق مسار ترسيم الحدود بين لبنان وسوريا، شرقا، سُجّلت اليوم زيارة لقائد الجيش العماد جوزيف عون الى البقاع، اعتبرتها مصادر سياسية عبر "المركزية" لافتة من حيث التوقيت، ومن حيث مضمونها أيضا. فخلال تفقده لواء المشاة الثالث وفوج الحدود البرية الثالث، المنتشرَين في منطقة البقاع الغربي، اجتمع العماد عون بالضباط والعسكريين، وأعطى توجيهاته لضبط الأمن على الحدود وفي قطاع المسؤولية، داعياً قادة الوحدات إلى تكثيف التدابير الأمنية لحماية المواطنين، وإلى مزيد من الجهوزية والاستعداد للتصدي للعابثين بالأمن. بحسب المصادر، يبدو ان ثمة ما يطبخ "دوليا" لتسوية وضع الحدود اللبنانية – السورية "السائبة" بفعل غياب الترسيم الحقيقي لها، وقد برزت جملة عوامل في الساعات الماضية دلّت الى هذا الامر. أما الهدف من هذه التطورات كلّها، جنوبا وشرقا، فقد يكون، دائما وفق المصادر، الوصول الى واقع جديد في الداخل تتم فيه إناطة مهمة حماية الحدود اللبنانية كلّها بالجيش اللبناني والقوى الامنية والعسكرية الشرعية فقط، وسحب اي فتيل أو ذريعة تستخدمها أطراف محلية اخرى، وبشكل خاص "حزب الله"، للابقاء على سلاحها، دائما بحسب المصادر. فالى موقف القائد عون، برزت في الساعات الماضية مستجدات ميدانية لا يمكن المرور عليها مرور الكرام، وتحديدا في القصير السورية، بين الروس وحزب الله، حيث توترت الاجواء بين الجانبين بفعل انتشار الشرطة الروسية في القلمون، في المناطق التي ينتشر فيها الحزب والقوات الايرانية. وبغض النظر عن الطريقة التي تم فيها فض الاشكال، تقول المصادر إن ما فعله الروس شكّل رسالة واضحة الى حزب الله بأن وجوده العسكري في سوريا، وفي شكل خاص على حدودها مع لبنان ومع الاراضي المحتلة، بات أمرا غير مرغوب فيه، والمطلوب بعد التفاهم الروسي – الاميركي المتجدد حول مناطق خفض التصعيد في سوريا (ولا سيما في الجنوب) البدء بانسحاب ايران ومقاتليها من هذه المناطق. وبعد العودة الى لبنان، يتطلع المجتمع الدولي، بحسب المصادر، الى ان يساهم ترسيم الحدود وضبطها وإحكام القوى الشرعية قبضتها عليها، في حد حركة ذهاب وإياب المسلحين من لبنان الى سوريا، وبالعكس. أما حل مسألة مزارع شبعا، فمن غير المستبعد ان يكون الاميركيون طرحوه في هذا التوقيت، لنزع آخر ورقة يلعبها "الحزب" لتبرير حمله السلاح. والجدير ذكره ايضا، تضيف المصادر، هو ان هذه التطورات تتزامن مع حوار يفترض ان ينطلق قريبا حول الاستراتيجية الدفاعية، وقد وعد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون المجتمع الدولي بأن هذه القضية ستبحث بعيد الانتخابات النيابية. واذا كانت زيارة ديفيد شينكر، مساعد وزير الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الاوسط، بيروت في الايام او الاسابيع المقبلة، ستساعد لبنان على الاطلاع من كثب على التوجهات والطروحات الاميركية، فإن المصادر تقول إن أسئلة كثيرة تفرض نفسها في ظل هذه المستجدات، أبرزها: كيف سيقاربها لبنان الرسمي؟ وكيف سيتعاطى حزب الله مع محاولات تطويقه؟ وهل يمكن ان تسهل دمشق إثبات لبنانيّة مزارع شبعا، فتنسحب منها القوات الاسرائيلية؟ أم تعرقل المهمة، بما يبقي السلاح في يد حليفه "حزب الله"؟ الايام المقبلة ستحمل الجواب، تختم المصادر.

 

الحواط: إن لم يحترم حجمنا سنكون في المعارضة تمثيلنا في الحكومة حق وباسيل ينقض اتفاق معراب

المركزية/07 حزيران/18/أكد عضو "تكتل الجمهورية القوية" النائب زياد الحواط أن لا يجوز تمنين القوات بوجودها في الحكومة لأنها حصدت 15 نائبا في الانتخابات الأخيرة، مشيرا إلى أن إذا لم تمثل القوات وفقا لحجمها فقد تذهب إلى المعارضة، متهما الوزير جبران باسيل بارتكاب ممارسة تنقض اتفاق معراب.

وفي حديث عبر "إم تي في"، شدد الحواط على "أننا حريصون على المصالحة والاتفاق المسيحي لكن هناك ممارسات يقوم بها الوزير جبران باسيل تنقض الاتفاق كأن هناك استفرادا واستبعادا لفئة كبيرة من اللبنانيين، وما يجري ليس استهدافا للقوات، بل للناس الذين نمثلهم".

واعتبر أن "من حقنا أن نكون شركاء لبناء جمهورية النجاح والأمل، مشيرا إلى أننا نعتبر أن الشراكة تكمن في التوافق وإشراك الجميع في الحكومة، ولا أحد يستطيع القفز فوق 15 نائبا انتخبوا من الناس. نمثل حسب حجمنا وإما نذهب إلى المعارضة، ولا يجوز أن يمنننا أحد بذلك، وإذا كان باسيل بريد التخلي عن ذلك، فنذهب إلى المعارضة.  وفي تعليق على الايجابية التي أبداها التيار تجاه القوات أخيرا، كشف الحواط أن باسيل وقع وثيقة تنص على المناصفة بين التيار والقوات، ويجب الفصل بين التيار وحلفائه، معتبرا أن  انتخابات نيابة رئاسة مجلس النواب أعادت إلى الذاكرة حقبة ما قبل الـ 2005، علما أننا كنا نعرف أن من غير الممكن أن يفوز في المعركة أنيس نصار.

 

ميشيل تويني ترد على كلام جميل السيد فيما يخص مساعدته لوالدها

النهار/07 حزيران/18/بعد إعلان النائب جميل السيد أثناء إدلائه بشهادته في المحكمة الدولية الخاصة بلبنان في لاهاي، عن "طلب الصحافي اللبناني الراحل جبران تويني منه مساعدته مالياً كي لا يسيطر رئيس الوزراء الراحل رفيق الحريري على جريدة (النهار)" على حد قوله، ردت إبنة الراحل جبران (ميشيل تويني)، عبر حسابها على موقع "تويتر"، على كلام السيد قائلة بسخرية: "هل نفهم من جميل السيد أن حضرته كان يساعد جبران تويني المعارض الأول (للنظام السوري)؟" مضيفةً "اليوم اكتشفنا انو جميل السيد كان 14 آذار قبل 14 آذار!". وفي التفاصيل، قال السيد أثناء إدلاءه بشهادته، نقلاً عن صحيفة "الشرق الأوسط"، "إنه في عام 2001 أو 2002 زاره الشهيد جبران تويني وطلب منه مساعدته مالياً كي لا يسيطر الشهيد رفيق الحريري على صحيفة (النهار)، وقال له إنه بحاجة لـ700 ألف دولار". وتابع السيد أنه "اتصل عندها بأحد أصدقائه من طائفة الروم الأرثوذكس وطلب منه مساعدة التويني، فوافق، فذهب التويني إليه واتصل بالسيد لاحقاً وأبلغه أنه حصل منه على مليون دولار". وكان السيد قد تحدث عن الواقعة نفسها في لقاء تلفزيوني أجراه على قناة لبنانية خلال ترشحه للانتخابات.

 

تحذيرات من "ولادة قيصرية" للحكومة القادمة

"الأنباء الكويتية" - 7 حزيران 2018/أوحت أوساط قريبة من "تيار المستقبل"، لـ"الأنباء"، بـ"ولادة قيصرية" للحكومة المقبلة إذا ما تعذر التفاهم على الحجم والحقائب، ما يعني حكومة أمر واقع تفرض نفسها على القوى السياسية، كما حصل في قانون الانتخابات، والموازنة العامة، الهائمة على وجهها بغياب قطع الحساب". وقد لفتت أوساط سياسية الى "ورود مثل هذا التلويح الإنذاري في خطب رمضانية رسمية تكررت مؤخراً".وأضافت هذه الاوساط: "إن تعويم حكومة تصريف الاعمال بذاتها وبتوزيعتها الوزارية وببيانها الوزاري أمر وارد، بعد ادخال بعض التعديلات على الاسماء والحقائب ضمن الخطوط المعتمدة للتفاهم العام، وخصوصا، ما يتعلق بحزب الله الذي يريد رفع مشاركته في الحكومة من وزيرين شيعيين الى ثلاثة، عدا الحلفاء من الطوائف الأخرى، وتسلمه وزارة خدماتية وازنة لأول مرة، وهذه مسألة جدلية لاتصالها بالعقوبات الدولية، التي تشمل هذا الحزب، عند بعض المفاصل".

 

4 أسباب أوصلت "القوات" إلى حجمه الجديد

"الأنباء الكويتية" - 7 حزيران 2018/في التقويم السياسي لنتائج الانتخابات النيابية، يتفق المراقبون على اعتبار أن حزب القوات اللبنانية كان نجم انتخابات العام 2018، ويكاد يكون الحزب السياسي الوحيد الذي نجح في زيادة، لا بل مضاعفة، عدد كتلته النيابية متجاوزا كل التوقعات، ما يجعل منه لاعبا محوريا في المرحلة المقبلة ويواجه تحدي ألا يخسر في السياسة ما ربحه في الانتخابات. وفي تقدير الأسباب والعوامل الذي أدت الى هذا "الفوز الواضح والباهر" للقوات للبنانية في الانتخابات، يجري التوقف عند أربعة أساسية وهي:

1ـ القانون النسبي الجديد الذي "أنصف" القوات اللبنانية وأتاح لها فرصة تبيان حجمها الشعبي الواقعي، وهذا ما لم يكن ممكنا في ظل القانون الأكثري الذي كان يفرض عليها عقد تحالفات في كل الدوائر (ما عدا بشري) لتأمين الفوز، في حين أنها استطاعات منفردة ومن دون تحالفات أن تفوز في كل الدوائر في ظل القانون النسبي ومع أصوات تفضيلية متقدمة.

2ـ الطريقة التي أدارت بها القوات العملية الانتخابية، حيث انها فهمت القانون الجديد وأحسنت تطبيقه مسمية مرشح واحد في كل دائرة لضمان نجاحه، كما أظهرت أن لديها ماكينة تنظيمية وانتخابية حديثة وفاعلة، ولديها هيكلية مركزية قوية وبنيان حزبي متماسك ومنضبط يتقيد بالتعليمات و"التكليف الحزبي" الصادر من معراب، إضافة الى أن القوات أحسنت استخدام وسائل الدعاية الانتخابية وانتقاء شعاراتها.

3ـ أداء وزراء القوات في حكومة العهد الأولى، وكان باعتراف الخصوم قبل الحلفاء أداء نظيفا مسؤولا ومتوازنا. وقد استرعى هذا الأداء انتباه الناس والرأي العام، خصوصا في مرحلة قفزت فيها عناوين مكافحة الفساد وإصلاح الإدارة وتحسين مستوى الأداء العام الى صدارة الأولويات على حساب العناوين والشعارات السياسية.

4ـ "اتفاق معراب" الذي وقعه د. سمير جعجع مع العماد ميشال عون، فكان نقطة تحول في المسار الرئاسي للعماد عون، وحيث تبين أن طريق بعبدا تمر في معراب، وكان نقطة تحول في مسيرة القوات السياسية، لأن هذا الاتفاق لم يصالح القوات فقط مع التيار الوطني الحر، وإنما صالحها مع مجتمعها الذي كان ينتظر منذ 25 عاما هذا اليوم الذي تطوى فيه صفحة الخلافات والانقسامات والخصومات، وهذا ما يفسر أن التصويت للقوات لم يأت هذه المرة من الحزبيين فقط وإنما أتى من كتلة غير حزبية للرأي العام، وهذا ما يفسر التفاعل الإيجابي مع قضية المصالحة المسيحية والحساسية المفرطة تجاه أي مساس بهذا "الخط الأحمر"، أو تفريط بهذا الإنجاز المحقق."القوات" أدركت أهمية التشبث بالمصالحة والإصرار عليها وأنها لم تعد ملكا لحزبين وإنما باتت ملكا لمجتمع رافض للعودة الى الوراء.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

نتانياهو: نظام الأسد "لم يعد بمأمن" من اي رد اسرائيلي

الخميس 07 حزيران 2018 /أعلن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو ان نظام بشار الاسد "لم يعد بمأمن" من أي رد اسرائيلي. وقال نتانياهو من لندن: "لم يعد في مأمن ونظامه لم يعد في مأمن. اذا أطلق النار علينا فسندمر قواته"، لافتا الى "تبني مقاربة جديدة" في اسرائيل.

 

خبراء من الدول الموقعة على الاتفاق النووي يجتمعون في طهران

خامنئي أمر بالاستعداد لزيادة طاقة تخصيب اليورانيوم تحسبا لانهيار الاتفاق النووي (رويترز)

لندن: «الشرق الأوسط أونلاين»/07 حزيران 2018 /قال رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية علي أكبر صالحي أمس (الأربعاء) إن منشأة في محطة نطنز النووية لبناء أجهزة طرد مركزي متطورة سيكتمل تشييدها خلال شهر وذلك مع استعداد طهران لزيادة طاقة تخصيب اليورانيوم إذا انهار الاتفاق النووي بعد انسحاب الولايات المتحدة منه. وقال صالحي للتلفزيون الرسمي: «بعد أوامر الزعيم الأعلى قمنا بإعداد هذا المركز خلال 48 ساعة. نأمل في اكتمال المنشأة في غضون شهر». وكان المرشد الإيراني علي خامنئي قد قال الاثنين إنه أمر بالاستعداد لزيادة طاقة تخصيب اليورانيوم تحسبا لانهيار الاتفاق النووي المبرم مع القوى العالمية. إلى ذلك، يجتمع خبراء من الأطراف التي ما زالت ملتزمة بالاتفاق النووي الإيراني اليوم (الخميس)، في طهران لإجراء محادثات كما ذكرت وكالة الأنباء الإيرانية (مهر). ويأتي الاجتماع المقرر منذ فترة طويلة حسب الوكالة، في أجواء من الشكوك حول مستقبل الاتفاق منذ انسحاب الولايات المتحدة منه في مايو (أيار)، والتوتر الدبلوماسي الذي نجم عن إعلان إيران خطة تهدف إلى زيادة قدرتها على تخصيب اليورانيوم. وصرح مصدر دبلوماسي لوكالة الصحافة الفرنسية أنه اجتماع للجنة المشتركة للاتفاق حول النووي الإيراني «على مستوى الخبراء» من إيران ومجموعة «اي3» (الدول الأوروبية الكبرى الثلاث ألمانيا وفرنسا وبريطانيا) والإدارة الدبلوماسية للاتحاد الأوروبي والصين وروسيا. وأوضح المصدر نفسه «أنه اجتماع تقني كما يجري دائما» مع «جدول أعمال اقتصادي». وكانت إيران أكدت الثلاثاء عزمها على إعادة تفعيل برنامجها النووي في حال إلغاء الاتفاق الدولي المبرم معها عام 2015، مما أثار استياء الأوروبيين الذين يحاولون إنقاذ الاتفاق وحماية شركاتهم من العقوبات الأميركية في آن. وقال السفير الإيراني لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية رضا النجفي أن طهران بدأت «الأعمال التمهيدية في حال فشل الاتفاق النووي لتتمكن من تحريك أنشطتها دون القيود المرتبطة بالاتفاق النووي». ليؤكد بذلك معلومات لوكالة «فارس» للأنباء في هذا الخصوص. ويحاول الأوروبيون الإبقاء على الاتفاق الذي انتزع بصعوبة في 2015 ويفترض أن يمنع إيران من حيازة السلاح الذري لقاء رفع العقوبات التي كانت تبقيها في عزلة وتخنق اقتصادها. لكن حكومة دونالد ترمب انسحبت منه في مايو وهددت بفرض عقوبات قاسية على كل الأطراف التي تريد إقامة مبادلات اقتصادية مع هذا البلد. وتبنت المفوضية الأوروبية الأربعاء نصا يعرف بـ«قانون التعطيل» الذي تم إنشاؤه في 1996 للالتفاف على الحظر على كوبا من دون أن يستخدم فعليا وهو بحاجة إلى تعديل لتطبيقه في الملف الإيراني. وأمام الدول الأعضاء والبرلمان الأوروبي مهلة شهرين لمعارضته. وقالت المفوضية: «في حال لم يعترض أي طرف» سيدخل القانون حيز التنفيذ مطلع أغسطس (آب) «على أبعد تقدير» تماماً كأولى العقوبات الأميركية.

 

 الإعدام لعناصر خلية إرهابية في السعودية مرتبطة بإيران وخططت للقيام بعمليات تفجيرية واغتيال شخصيات في المملكة

الرياض: «الشرق الأوسط أونلاين»/07 حزيران/18/أصدرت اليوم (الخميس) المحكمة الجزائية المتخصصة السعودية، أحكاماً ابتدائية بإعدام 4 أشخاص كوّنوا خلية إرهابية للتخابر مع إيران والتدرب نظرياً وعملياً في معسكرات الحرس الثوري على استخدام الأسلحة والمتفجرات وقتال الشوارع، وكيفية التخفي لتضليل الجهات الأمنية واستقطاب المتدربين، وتسهيل سفرهم لإيران عن طريق مكتب سياحي يعود لأحدهم، بالاضافة الى التخطيط لتكوين خلايا إرهابية في الداخل بعد تدريبها على الأسلحة والمتفجرات والعلوم العسكرية بقصد الإخلال بوحدة المملكة واستقرارها، وشروعهم بتصنيع المتفجرات، والقيام بعمليات تفجيرية داخل المملكة، والتخطيط لاغتيال بعض الشخصيات. وقد صدر الحكم بإجماع الدائرة القضائية الثلاثية بقتلهم تعزيرا، وإغلاق مكتب السياحة والسفر المذكور، وسحب الترخيص.

 

أحكام بإعدام أربعة سعوديين درّبهم «حزب الله» في إيران

الرياض – «الحياة»/07 حزيران/18/أصدرت المحكمة الجزائية المختصّة أمس، أحكاماً ابتدائية بإعدام أربعة سعوديين شّكلوا خلية للتخابر مع إيران، والتخطيط لاغتيال شخصيات، ودينوا بالشروع في تصنيع متفجرات وتنفيذ تفجيرات داخل المملكة. وصدر حكم المحكمة بإجماع الدائرة القضائية الثلاثية؛ بقتل المدانين تعزيراً، وإغلاق مكتب سياحة وسفر يعود لأحدهم، سهّل سفر الآخرين إلى إيران، وسحب ترخيصه. وتضمنت التهم التدرب نظرياً وعملياً في معسكرات لـ «الحرس الثوري» وأخرى تابعة لـ «حزب الله» في إيران، على استخدام الأسلحة والمتفجرات وقتال الشوارع، واستقطاب متدربين لإلحاقهم بتلك المعسكرات، وتجنيدهم، والتخطيط لتكوين خلايا إرهابية في الداخل، بعد تدريب عناصرها على الأسلحة والمتفجرات بقصد الإخلال بوحدة المملكة واستقرارها، وكذلك تهريب مطلوبين أمنياً إلى إيران وتمويل نشاطات إرهابية. وكان المدعي العام السعودي طالب في جلسة عقدت خلال شباط (فبراير) الماضي، بإصدار حكم بالقتل تعزيراً على أفراد الخلية. وكشفت الجلسة الأولى للمحكمة التحاق ثلاثة من أفراد الخلية بمعسكر تدريب في إيران، والمشاركة في «شغب» في محافظة القطيف، ومحاولة استهداف رجال أمن. واتهم أفراد الخلية بالانضمام إلى خلية إرهابية مكونة من مطلوبين أمنياً من «أصحاب الفكر الضال المنحرف، هدفها الخروج المسلح على ولي الأمر وسلطات الدولة والإفساد والإخلال بالأمن وإشاعة الفوضى وإحداث شغب وإتلاف ممتلكات عامة»، وسافر أفراد الخلية «إلى إيران والعراق والتحقوا بمعسكرات تدريب هناك، لغرض العودة إلى المملكة والإخلال بالأمن وإشاعة الفوضى والتخريب في البلاد، واستهداف رجال الأمن».

وشملت الاتهامات أيضاً تهريب مطلوبين أمنياً إلى دولة «معادية» (إيران)، وتهريب أسلحة إلى المملكة، وحيازة أربعة رشاشات من نوع «كلاشنيكوف»، بقصد الإخلال بالأمن، والتواصل مع مطلوبين أمنياً، وتنفيذ توجيهاتهم وارتكاب أفعال إجرامية، وكذلك السفر إلى إيران بتنسيق مسبق مع مطلوب أمنياً موجود في إيران، والتحاقهم بمعسكر تدريب تابع لـ «حزب الله»، وتلقيهم التدريب على كيفية تصنيع القنابل من نوع «C4» و»TNT» شديدة الانفجار، وتمويل الإرهاب عبر عصابة منظمة، إضافة إلى تهريب مطلوبين أمنياً في المملكة إلى إيران بحراً بوساطة طراد، بناء على تخطيط مسبق مع شخص مطلوب أمنياً موجود في إيران، بغرض إلحاقهم بمعسكرات تدريب هناك، ومن ثم العودة إلى المملكة للقيام بأعمال إرهابية. وورد في الاتهامات المشاركة في تظاهرات وتجمعات مثيرة للشغب في حي الشويكه (محافظة القطيف) وترديد عبارات مناوئة للدولة، إضافة إلى إعداد ما من شأنه المس بالنظام العام، عبر التواصل برسائل «بلاك بيري» مع شخص مطلوب أمنياً والتستر عليه، وتخزين صور لـ «حزب الله» اللبناني وصور أسلحة رشاشة وشعار الحزب وصور لزعيمه حسن نصرالله وقصيدة مناوئة للدولة.وتضمنت الاتهامات كذلك تمويل أعمال إرهابية عبر عصابة منظمة، من خلال تلقي 14 ألف ريال من مطلوب أمنياً (موقوف الآن) لغرض الإخلال بالأمن في البلاد، وتهريب أحد المطلوبين في حينه، ومطلوب آخر إلى إيران بواسطة طراد.

 

أمير الكويت يحذر من خطورة الأوضاع الإقليمية

الكويت: ميرزا الخويلدي/الشرق الأوسط/07 حزيران 2018/دعا أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، مساء أمس، الكويتيين إلى إدراك ما يحدث حولهم من متغيرات وأن يستشعروا طبيعة الظروف والأوضاع الراهنة والمخاطر المحيطة ببلادهم حفاظا على أمن البلاد وسلامتها. كما شدد في كلمة بمناسبة العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك على «ضرورة التكاتف والوقوف صفا واحدا في وجه كل من يحاول إثارة النعرات الطائفية والقبلية والنزاعات وتهديد الوحدة الوطنية». وقال الشيخ صباح الأحمد: «أجدها فرصة طيبة ومناسبة لدعوة إخواني أعضاء السلطتين التشريعية والتنفيذية إلى المزيد من التعاون والتآزر وتضافر الجهود لتعزيز مسيرة العمل الوطني المشترك ودفع عملية التنمية والبناء وإلى النهوض باقتصادنا الوطني وتنويع مصادر الدخل وترشيد الإنفاق وإلى تذليل جميع العقبات والمعوقات لتلبية التطلعات والطموحات المنشودة لجميع المواطنين». وفِي الشأن الفلسطيني قال أمير الكويت: «نتابع بألم الأحداث والتطورات الأخيرة التي تشهدها الأراضي الفلسطينية المحتلة ونسعى مع أشقائنا وأصدقائنا إلى حث مجلس الأمن والمجتمع الدولي على تحمل مسؤولياته تجاه هذه المعاناة وتحقيق الأهداف المشروعة التي نصت عليها الشرعية الدولية في هذه القضية». وأضاف: «لا يفوتنا الإشارة إلى ما تعانيه كثير من دولنا العربية الشقيقة من ويلات الحروب والصراعات وفقدان الأمن والاستقرار، لا سيما الأوضاع في اليمن وسوريا، وإننا نؤكد مجددا موقفنا لدعوة الأطراف اليمنية إلى طاولة المباحثات وصولا إلى الحل السياسي المنشود الذي يضع حدا لمعاناة أبناء الشعب اليمني بعودة الأمن والاستقرار إلى ربوع اليمن الشقيق».

 

18 قتيلاً وعشرات الجرحى حصيلة انفجار حي الصدر ببغداد

بغداد/الشرق الأوسط/07 حزيران 2018/قال مصدر بالشرطة العراقية إن 18 شخصا على الأقل قتلوا وأصيب أكثر من 90 آخرين في انفجار بحي مدينة الصدر في بغداد أمس (الأربعاء). وأظهرت لقطات من مكان الحادث سيارة مدمرة وبناية لحقت بها أضرار وأشخاص يجهشون بالبكاء حزنا على ذويهم. وقال متحدث باسم وزارة الداخلية في بيان مقتضب إن الحادث وقع نتيجة انفجار مستودع للذخيرة وإن قوات الأمن فتحت تحقيقا في الواقعة. وقال المصدر بالشرطة إن الذخيرة كانت مخزنة في مسجد وإن الانفجار وقع خلال نقلها من المسجد إلى سيارة كانت متوقفة على مقربة. وفي وقت سابق الأربعاء، قالت وزارة الداخلية في بيان بثه التلفزيون الرسمي إن الانفجار اعتداء «إرهابي» على المدنيين وتسبب في سقوط قتلى ومصابين. ولم تذكر السلطات تفسيرا للتضارب بين البيانين. ومدينة الصدر هي معقل رجل الدين مقتدى الصدر الذي فازت كتلته السياسية في الانتخابات البرلمانية التي أجريت في 12 مايو (أيار). وأمر البرلمان اليوم بإعادة فرز الأصوات يدويا بعد يوم من قول رئيس الوزراء إن الانتخابات شهدت «خروقات جسيمة». وفي مايو استهدف تفجيران مكاتب للحزب الشيوعي العراقي المشارك في كتلة الصدر.

 

غرق عشرات المهاجرين قبالة سواحل اليمن

صنعاء/الشرق الأوسط/07 حزيران 2018/ذكرت المنظمة الدولية للهجرة أن 46 مهاجرا غرقوا في خليج عدن، أمس (الأربعاء)، عندما انقلب قاربهم قبالة ساحل اليمن. وأضافت المنظمة ومقرها جنيف أن 16 آخرين فقدوا. وكان 100 مهاجر على الأقل، تردد أن جميعهم إثيوبيون، يحاولون الوصول إلى اليمن ودول خليجية أخرى بحثاً عن فرص عمل، قد انطلقوا على متن قارب من الصومال يوم الثلاثاء. وأفاد ناجون للمنظمة أن عددا ممن كانوا على متن القارب لم تكن لديهم سترات نجاة. وخلال مطلع الأسبوع، قُتل نحو 112 شخصاً بعد أن غرق قارب لمهاجرين قبالة سواحل تونس في أسوأ حادث انقلاب قارب بمياه البحر المتوسط هذا العام. ونجا 68 آخرون.

 

إصابة 8 فلسطينيين برصاص قوات إسرائيلية في نابلس

الضفة الغربية/الشرق الأوسط/07 حزيران 2018/صرحت مصادر أمنية فلسطينية بأن ثمانية أشخاص أصيبوا فجر اليوم (الخميس) برصاص قوات إسرائيلية في مدينة نابلس بالضفة الغربية. ونقلت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا) عن المصادر القول إن قوات الاحتلال اقتحمت أنحاء متفرقة في المدينة، الأمر الذي أدى إلى اندلاع مواجهات، وإصابة ثمانية مواطنين بالرصاص الحي والمعدني المغلف بالمطاط».وأضافت المصادر أنه تم نقل المصابين إلى المستشفيات، وأن أحدهم في حالة خطيرة. من جانبها، أفادت هيئة البث الإسرائيلي بأن جنديا أصيب بجروح جراء رشقه بالحجارة خلال «احتجاجات عنيفة في مدينة نابلس خلال نشاط أمني وأن قوات الجيش استخدمت وسائل لتفريق المظاهرات والذخيرة الحية لتفريق المحتجين».

 

20 مذكرة تفاهم في الاجتماع الأول لمجلس التنسيق السعودي ـ الإماراتي/عُقد في جدة برئاسة ولي العهد السعودي وولي عهد أبوظبي... وهيكله التنظيمي يضم 16 وزيراً

جدة/الشرق الأوسط/07 حزيران/18/عقد في مدينة جدة، مساء أمس، الاجتماع الأول لمجلس التنسيق السعودي - الإماراتي، برئاسة الأمير محمد بن سلمان ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع السعودي، والشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية.

وشهد الاجتماع الإعلان عن الهيكل التنظيمي للمجلس الذي تم تشكيله بهدف تكثيف التعاون الثنائي في المواضيع ذات الاهتمام المشترك، ومتابعة تنفيذ المشاريع والبرامج المرصودة، وصولاً إلى تحقيق رؤية المجلس في إبراز مكانة الدولتين في مجالات الاقتصاد والتنمية البشرية والتكامل السياسي والأمني العسكري، وتحقيق رفاه مجتمع البلدين. ويقدم مجلس التنسيق السعودي - الإماراتي، النموذج الأمثل للتعاون الثنائي بين الدول وتفعيل أواصره، ويدعم في الوقت نفسه العمل ضمن المنظومة الخليجية المشتركة، إذ تم إنشاء المجلس ضمن اتفاقية بين البلدين أعلنت في مايو (أيار) 2016، بتوجيهات من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، والشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات. ومن المقرر أن يعمل المجلس على تنسيق تنفيذ العمل على المبادرات المشتركة والتي لها نتائج ستنعكس بشكل إيجابي على خلق فرص عمل ونمو في الناتج الإجمالي وزيادة نسبة الاستثمار بين البلدين.

ويهدف المجلس إلى وضع رؤية مشتركة تعمل على تعميق العلاقات بين البلدين واستدامتها، بما يتسق مع أهداف مجلس التعاون لدول الخليج العربي، وتعزيز المنظومة الاقتصادية المتكاملة بين البلدين وإيجاد الحلول المبتكرة للاستغلال الأمثل للموارد الحالية، وبناء منظومة تعليمية فعّالة ومتكاملة قائمة على نقاط القوة التي تتميز بها كل من الدولتين لإعداد أجيال مواطنة ذات كفاءة عالية، وتعزيز التعاون والتكامل بين البلدين في المجال السياسي والأمني والعسكري بما يعزز أمن ومكانة الدولتين السيادية الإقليمية والدولية، إضافة إلى ضمان التنفيذ الفعال لفرص التعاون والشراكة بينهما، عبر آلية واضحة تقوم على منهجية متكاملة لقياس الأداء بما يكفل استدامة الخطط. وبالتزامن مع انعقاد الاجتماع الأول لمجلس التنسيق السعودي – الإماراتي، أعلن البلدان، مساء أمس، عن رؤية مشتركة للتكامل بينهما، اقتصادياً وتنموياً وعسكرياً، عبر 44 مشروعاً استراتيجياً مشتركاً، وذلك من خلال {استراتيجية العزم} التي عمل عليها 350 مسؤولاً من البلدين من 139 جهة حكومية وسيادية وعسكرية، على مدى 12 شهراً، ومن خلال 3 محاور رئيسية، هي المحور الاقتصادي، والمحور البشري والمعرفي، والمحور السياسي والأمني والعسكري.

ووضع قادة البلدين مدة 60 شهراً لتنفيذ مشاريع الاستراتيجية التي تهدف إلى بناء نموذج تكاملي استثنائي بين البلدين يدعم مسيرة التعاون الخليجي المشترك، ويساهم في الوقت نفسه {في حماية المكتسبات وحماية المصالح وخلق فرص جديدة أمام الشعبين الشقيقين}.

وتم الإعلان خلال الاجتماع عن مجموعة من المشاريع المشتركة التي تضم استراتيجية موحدة للأمن الغذائي وخطة موحدة للمخزون الطبي، ومنظومة أمن إمدادات مشتركة، واستثماراً مشتركاً في مجالات النفط والغاز والبتروكيماويات.

وتضم استراتيجية العزم أيضاً خطة لإنشاء شركة للاستثمار الزراعي وصندوقاً استثمارياً مشتركاً للطاقة المتجددة، وصندوقاً ثالثاً للاستثمار في المشاريع الصغيرة والمتوسطة. وستعمل الاستراتيجية على تسهيل انسياب الحركة في المنافذ، وبناء قاعدة بيانات صناعية موحدة، وتمكين القطاع المصرفي في البلدين، ومواءمة الإجراءات والتشريعات الاقتصادية بين البلدين وإنشاء مجلس مشترك لتنسيق الاستثمارات الخارجية. وبين مجالات التعاون التي حددتها الاستراتيجية التكامل في المجال الأمني والعسكري، وتنسيق المساعدات العسكرية الخارجية، وتوحيد المواصفات في قطاع الصناعات العسكرية.

وسيعمل الجانبان خلال الفترة المقبلة على تفعيل الصناعات التحويلية ذات القيمة المشتركة، وتنفيذ مشروع الربط الكهربائي، وإطلاق خدمات وحلول إسكانية وتمويلية مشتركة بين البلدين وإنشاء مركز مشترك لتطوير تقنيات تحلية المياه وتعاون في إدارة مشاريع البنية التحتية التي تبلغ 150 مليار دولار سنوياً، وتعاون في تطوير تقنيات التكنولوجيا المالية الحديثة. وشهد الاجتماع الأول لمجلس التنسيق المشترك توقيع 20 مذكرة تفاهم لتعزيز التكامل السعودي - الإماراتي في مختلف المجالات، وإطلاق حزمة من المشاريع الاستراتيجية، والإعلان عن هيكل المجلس لمتابعة تنفيذ المشاريع ضمن منظومة الأداء المرصودة وخلال المدة التي وضعها قادة البلدين. وأكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان أن البلدين {تجمعهما علاقات استراتيجية تستند إلى أسس راسخة من الأخوة والرؤى والمواقف والتوجهات المتكاملة تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وأخيه الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان}. وأضاف أن {اجتماعنا اليوم تحت مظلة المجلس استكمال لهذه العلاقات الأخوية والقوية بين البلدين}، مشدداً على أن {تطوير العلاقات الاستثنائية بين البلدين دعم لمسيرة مجلس التعاون بقيادة خادم الحرمين الشريفين}.

ورأى أن {لدينا فرصة تاريخية لخلق نموذج تكامل عربي استثنائي، وبتكاملنا وتعاضدنا وتوحدنا نحمي مكتسباتنا، ونقوي اقتصاداتنا، ونبني مستقبلاً أفضل لشعوبنا}. وأضاف: {نحن نشكل أكبر اقتصادين عربيين، والقوتين الأحدث تسليحاً، ونسيجاً اجتماعياً واحداً، وشعبين يشكل الشباب أغلبيتهما يطمحان إلى قفزات تنموية كبيرة في البلدين}. وأوضح ولي عهد أبوظبي أن {اقتصادي الإمارات والسعودية يمثلان ناتجاً محلياً إجمالياً يبلغ تريليون دولار، وصادراتهما المشتركة الرابعة عالمياً بقيمة 750 مليار دولار، إضافة إلى 150 ملياراً سنوياً إجمالي مشاريع البنية التحتية، مما يولد فرصاً هائلة واستثنائية للتعاون}.

وشهدت نهاية الاجتماع توقيع الأمير محمد بن سلمان والشيخ محمد بن زايد على محضر الاجتماع الأول لمجلس التنسيق السعودي – الإماراتي. ويضم المجلس في عضويته 16 وزيراً من القطاعات ذات الأولوية في كلا البلدين، فمن الجانب السعودي الأمير عبد العزيز بن سعود بن نايف وزير الداخلية، والأمير بدر بن عبد الله بن فرحان وزير الثقافة، ومحمد التويجري وزير الاقتصاد والتخطيط، والدكتور ماجد القصبي وزير التجارة والاستثمار، وعادل الجبير وزير الخارجية، والمهندس خالد الفالح وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية، وأحمد الخطيب رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه، ومحمد الجدعان وزير المالية، وياسر الرميان المشرف على صندوق الاستثمارات العامة. أما من الجانب الإماراتي، فيضم المجلس الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء، وسلطان المنصوري وزير الاقتصاد، والدكتور أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية، وعبيد الطاير وزير الدولة للشؤون المالية، وحسين الحمادي وزير التربية والتعليم، والدكتور سلطان الجابر وزير دولة، وعلي الشامسي نائب الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن الوطني. ولضمان التنفيذ الفعال لفرص التعاون والشراكة بين البلدين ضمن المجلس، ووضع آلية واضحة لقياس الأداء بما يكفل استدامة الخطط ونجاح المبادرات، تم تشكيل لجنة تنفيذية للمجلس برئاسة محمد بن عبد الله القرقاوي وزير شؤون مجلس الوزراء والمستقبل من الجانب الإماراتي، ومحمد التويجري من الجانب السعودي، لتكثيف التعاون الثنائي في المواضيع ذات الأولوية، والوقوف على سير العمل في المبادرات والمشاريع المشتركة. وكان الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي وصل أمس إلى جدة، واستقبله في مطار الملك عبد العزيز الدولي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع وعدد من المسؤولين السعوديين.

 

السعودية تدين مصادقة إسرائيل على بناء وحدات استيطانية جديدة

مجلس الوزراء السعودي برئاسة الملك سلمان يوافق على إيقاف النساء اللاتي يرتكبن المخالفات المرورية في مؤسسة رعاية الفتيات

مكة المكرمة/الشرق الأوسط/07 حزيران 2018/عبر مجلس الوزراء السعودي عن إدانته لمصادقة سلطات الاحتلال الإسرائيلي على بناء 2070 وحدة استيطانية جديدة في الضفة الغربية المحتلة، {ما يعكس استمرار السلطات الإسرائيلية في اعتداءاتها وانتهاكاتها المستمرة لحقوق الشعب الفلسطيني وتحديها لقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة}. كما أعرب المجلس عن استنكار السعودية للهجومين الإرهابيين اللذين وقعا في مدينة ليج ببلجيكا، وفي العاصمة الأفغانية كابول، مجدداً تأكيد المملكة على أهمية تضافر الجهود الدولية لمواجهة الإرهاب والقضاء عليه.

جاء ذلك ضمن جلسة مجلس الوزراء، التي عقدت مساء أمس في قصر الصفا بمكة المكرمة، برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، حيث أطلع المجلس على نتائج استقباله للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطنية الليبية فائز السراج، كما أعرب عن تمنياته بالتوفيق للذين صدرت الأوامر يوم الجمعة الماضي بتعيينهم في مناصبهم ومهامهم الجديدة، وعن شكره وتقديره للمسؤولين السابقين على ما بذلوه من جهود لخدمة الدين والوطن.

وعقب الجلسة، أوضح الدكتور عواد بن صالح العواد وزير الإعلام، لوكالة الأنباء السعودية، أن المجلس ثمن لخادم الحرمين الشريفين صدور أوامره {التي جسدت اهتمامه وحرصه على مواصلة جهود التطوير والتنمية والتحديث في مختلف القطاعات، استمراراً لدفع عملية التنمية والبناء ومواصلة العمل الدؤوب لتحقيق كل ما فيه مصلحة للوطن والمواطن وفق رؤية المملكة العربية السعودية 2030}، مؤكداً أن أمر الملك سلمان، بإنشاء هيئة ملكية لمدينة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، {يجسد اهتمام المملكة وحرصها على مواصلة التطوير لأقدس بقاع الأرض قبلة المسلمين منذ تأسيسها وحتى عهده الميمون، لتقديم المزيد من الخدمات الجليلة وإقامة المشروعات التنموية في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة خدمة لجميع المسلمين الذين يفدون إليها من كل فج عميق}.

كما ثمن المجلس، توجيهات خادم الحرمين الشريفين، لأمراء المناطق بمناسبة اجتماعهم السنوي الخامس والعشرين، وتوصيته لهم بتقوى الله عز وجل وتوجيههم بالاهتمام بمصالح المواطنين والمقيمين ومتابعة أحوالهم وتلمس احتياجاتهم والاجتهاد في إنجازها بما يحقق التنمية الشاملة ويخدم مصلحة الوطن والمواطنين.

وأفاد الدكتور العواد، بأن المجلس اطلع على الموضوعات المدرجة على جدول أعمال جلسته، ومن بينها موضوعات اشترك مجلس الشورى في دراستها، حيث وافق على تفويض وزير الخارجية ـ أو من ينيبه ـ بالتباحث مع الجانب البوروندي حيال مشروع مذكرة تفاهم في شأن المشاورات السياسية بين وزارة الخارجية في السعودية ووزارة الخارجية والتعاون الدولي في جمهورية بوروندي، والتوقيع عليه، ورفع النسخة النهائية الموقعة، لاستكمال الإجراءات النظامية.

ووافق مجلس الوزراء على تفويض وزير الإعلام أو من ينيبه ـ بالتباحث مع الجانب الإماراتي في شأن مشروع اتفاقية تعاون في المجال الإعلامي بين وزارة الإعلام في السعودية، والمجلس الوطني للإعلام في الإمارات العربية المتحدة، والتوقيع عليه، ورفع النسخة النهائية، لاستكمال الإجراءات النظامية.

كما وافق المجلس، على تفويض رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني أو من ينيبه ـ بالتباحث مع الجانب القبرصي في شأن مشروع مذكرة تفاهم للتعاون في مجال السياحة بين الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني في السعودية ووزارة السياحة في جمهورية قبرص، والتوقيع عليه، ورفع النسخة النهائية الموقعة، لاستكمال الإجراءات النظامية.

ووافق مجلس الوزراء على تفويض رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة ـ أو من ينيبه بالتباحث مع الجانب الإماراتي في شأن مشروع مذكرة تفاهم بين الحكومة السعودية وحكومة دولة الإمارات في مجال الرياضة، والتوقيع عليه، ورفع النسخة النهائية الموقعة، لاستكمال الإجراءات النظامية.

وقرر المجلس، بعد الاطلاع على ما رفعه رئيس ديوان المراقبة العامة، والنظر في قرار مجلس الشورى رقم: 155/ 38 وتاريخ 22/ 8/ 1439هـ، الموافقة على مذكرة تفاهم بين ديوان المراقبة العامة في السعودية وديوان المحاسبة في الإمارات العربية المتحدة للتعاون في مجال العمل المحاسبي والرقابي والمهني، وقد أعد مرسوم ملكي بذلك، ووافق المجلس على تفويض رئيس ديوان المراقبة العامة أو من ينيبه ـ بالتباحث مع الجانب المالديفي في شأن مشروع مذكرة تفاهم بين ديوان المراقبة العامة في السعودية، ومكتب المراجع العام في المالديف للتعاون في مجال العمل المحاسبي والرقابي والمهني، والتوقيع عليه ، ورفع النسخة النهائية الموقعة، لاستكمال الإجراءات النظامية.

ووافق مجلس الوزراء على تعيين كل من: عبد العزيز بن محمد السبيعي، وأيمن بن عبد الغني حسين، وعيدروس بن حسن العيسائي، أعضاء من القطاع الخاص في مجلس إدارة صندوق النفقة لمدة ثلاث سنوات.

وبعد الاطلاع على ما رفعه وزير الشؤون البلدية والقروية، والاطلاع على التوصية المعدة في مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية رقم: 11 - 43/ 39/ د وتاريخ 8/ 8/ 1439هـ، قرر المجلس، إلزام المقاولين في مشروعات القطاع غير الحكومي بالتأمين ضد العيوب الخفية التي قد تظهر في المباني والإنشاءات بعد استخدامها، سواء الهيكلية منها أو غيرها، فيما يحدّد وزير الشؤون البلدية والقروية نطاق تطبيق ذلك من حيث نوعية المباني المستهدفة والنطاق الجغرافي ومدة الضمان.

وبعد الاطلاع على التوصيات المعدة في مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية رقم: 22 - 41/ 39/ د وتاريخ 1/ 8/ 1439هـ، ورقم: 15 - 42/ 39/ د، وتاريخ 2/ 8/ 1439هـ، ورقم: 6 - 42/ 39/ د، وتاريخ 2/ 8/ 1439هـ، قرر مجلس الوزراء اعتماد الحسابات الختامية لكل من: المؤسسة العامة للحبوب، وجامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن، والهيئة العامة للموانئ، عن عام مالي سابق. وقرر المجلس، بعد الاطلاع على المعاملة المرفوعة من وزارة العمل والتنمية الاجتماعية، الموافقة على إيقاف النساء اللاتي يرتكبن المخالفات المرورية - الموجبة للإيقاف والواردة في نظام المرور الصادر بالمرسوم الملكي رقم م/ 85 وتاريخ 26/ 10/ 1428هـ وتعديلاته {في مؤسسة رعاية الفتيات} إلى حين استكمال تجهيز المقرات المناسبة لإيقافهن.

وبعد النظر في قرار مجلس الشورى رقم: 114/ 24 وتاريخ 2/ 7/ 1439هـ، والاطلاع على التوصية المعدة في مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية رقم: 9 - 3/ 39/ د، وتاريخ 13/ 1/ 1439هـ، قرر مجلس الوزراء تعديل المادة {الثامنة عشرة} من النظام العام للبيئة، الصادر بالمرسوم الملكي رقم: م/ 34 وتاريخ 28/ 7/ 1422هـ، وذلك بتعديل عبارة: {لا تزيد على خمسمائة ألف ريال}، الواردة في الفقرة (1) لتكون بعبارة: {لا تزيد على خمسة ملايين ريال} ، وذلك فيما يتعلق بمخالفة أحكام المادة {الرابعة عشرة} من النظام، وتعديل عبارة: {لا تزيد على عشرة آلاف ريال} الواردة في الفقرة (2) لتكون بعبارة: {لا تزيد على مليون ريال}، وذلك فيما يتعلق بمخالفة بقية أحكام مواد النظام، وقد أعد مرسوم ملكي بذلك.

ووافق مجلس الوزراء على ترقية كل من: عبد الله بن محمد بن ناصر الوهيب إلى وظيفة {مستشار أمني} بالمرتبة الخامسة عشرة بوزارة الداخلية، وعبد الله بن يحيى بن محمد عسيري إلى وظيفة {المشرف على المزارع الحكومية} بذات المرتبة بوزارة البيئة والمياه والزراعة، وتركي بن أحمد بن سعد مفرح إلى وظيفة {مدير عام المياه بالإدارة العامة لخدمات المياه بمنطقة مكة } بالمرتبة الخامسة عشرة بوزارة البيئة والمياه والزراعة، ويوسف بن إبراهيم بن محمد الحامد إلى وظيفة {مستشار خدمة مدنية} بذات المرتبة بوزارة الخدمة المدنية، وعبد الله بن أحمد بن صالح آل طاوي إلى وظيفة {مستشار اجتماعي} بالمرتبة الخامسة عشرة بوزارة العمل والتنمية الاجتماعية، وسلمان بن عبد الرحمن بن عبد اللطيف الأسمري إلى وظيفة {مستشار إداري} بذات المرتبة بوزارة العمل والتنمية الاجتماعية، والمهندس فهد بن قمشع بن سعد آل مشبب إلى وظيفة {مهندس مستشار معماري} بالمرتبة الرابعة عشرة بالقوات الجوية بوزارة الدفاع، والأمير سعود بن عبد الله بن منصور بن جلوي آل سعود إلى وظيفة {وكيل الإمارة المساعد للحقوق} بالمرتبة الرابعة عشرة بإمارة منطقة مكة المكرمة، وأحمد بن عبد العزيز بن عبد الرحمن السعيد إلى وظيفة {مدير عام فرع الرئاسة بالمنطقة الشرقية} بذات المرتبة بالرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وتعيين الدكتور عسيري بن أحمد بن موسى الأحوس على وظيفة {خبير تعليم} بالمرتبة الرابعة عشرة بوزارة التعليم. واطلع مجلس الوزراء على عدد من الموضوعات العامة المدرجة على جدول أعماله، من بينها التقارير السنوية لكل من: وزارة الصحة، ووزارة الحج والعمرة، وهيئة الاتصالات وتقنية المعلومات، والهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس والجودة، ومكتبة الملك فهد الوطنية، عن أعوام مالية سابقة، وقد أحاط المجلس علماً بما جاء فيها ووجه حيالها بما رآه.

 

السيسي يكلف وزير الإسكان مصطفى مدبولي بتشكيل حكومة جديدة

القاهرة/الشرق الأوسط/07 حزيران 2018/كلّف الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اليوم (الخميس)، وزير الإسكان مصطفى مدبولي بتشكيل حكومة جديدة خلفا لشريف إسماعيل، حسبما أفاد المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية. وكانت حكومة إسماعيل قد قدمت استقالتها إلى السيسي أول من أمس (الثلاثاء)، وذلك بعدما أدى اليمين لولاية ثانية عقب فوزه الساحق في الانتخابات. وقالت رئاسة الجمهورية حينها إن السيسي كلف حكومة إسماعيل بتسيير الأعمال والاستمرار في أداء مهامها وأعمالها لحين تشكيل حكومة جديدة.

 

السيسي يؤكد خصوصية العلاقات المصرية ـ السعودية خلال استقباله وزير الدولة للشؤون الأفريقية بالمملكة

القاهرة/الشرق الأوسط/07 حزيران 2018/استقبل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أمس، أحمد قطان، وزير الدولة للشؤون الأفريقية بالمملكة العربية السعودية، وذلك بحضور سامح شكري وزير الخارجية، وعباس كامل القائم بأعمال رئيس المخابرات العامة. وقال السفير بسام راضي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، إن وزير الدولة السعودي نقل للرئيس السيسي تحيات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، والأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع السعودي، مشيراً إلى قوة العلاقات التاريخية التي تجمع بين البلدين والشعبين الشقيقين، ومعرباً عن حرص المملكة على مواصلة تطوير آفاق التعاون بين البلدين في مختلف المجالات، بما يسهم في تدعيم التضامن، وتعزيز العمل العربي المشترك، ومواجهة التحديات المختلفة التي تواجه المنطقة. وأضاف راضي أن الرئيس السيسي رحب بالوزير قطان، وطلب منه نقل تحياته إلى الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، مؤكداً خصوصية العلاقات المصرية - السعودية، وما تتسم به من طابع استراتيجي. كما أعرب الرئيس عن حرص مصر على تعزيز مختلف أطر التعاون الثنائي، ومواصلة التشاور والتنسيق مع المملكة إزاء القضايا الإقليمية المختلفة، وسبل التصدي للتحديات التي تواجه الأمتين العربية والإسلامية، بما يحقق مصالح شعوبها. وأوضح السفير بسام راضي أن اللقاء تناول بحث سبل تعزيز التعاون بين البلدين؛ خاصة التعاون الثلاثي مع الدول الأفريقية، بما يساهم في تعظيم الاستفادة من قدرات وإمكانات البلدين ودول القارة الأفريقية، وتحقيق المصالح المشتركة لمختلف الأطراف.

 

مفاجأة البرلمان العراقي: فرز يدوي للأصوات بإشراف قضائي

الحياة/07 حزيران/18/أقر البرلمان العراقي تعديلاً على قانون الانتخابات يفرض إجراء عدٍ وفرزٍ يدوي بديلاً من الإلكتروني، وبإشراف قضائي على عمل مفوضية الانتخابات. وبعد جلسة استثنائية عقدها البرلمان العراقي، أصدر تعديلاً ثالثاً على قانون الانتخابات تضمّن فرض إجراء عد وفرز يدوي في كل العراق، وإلغاء العد الإلكتروني، ما يشمل حتى الصناديق الملغاة. ووفق القانون الجديد، ألغيت انتخابات الخارج بالكامل، كما ألغيت انتخابات النازحين والتصويت المشروط. وحضر جلسة أمس نحو 172 نائباً من بين 328 نائباً برلمانياً، ما جعل نصاب الجلسة مكتملاً قانونياً. وقرر البرلمان العراقي، في إجراء إضافي، انتداب 9 قضاة للإشراف على عمل مفوضية الانتخابات إلى حين انتهاء أعمال العد والفرز والمصادقة على النتائج. ووفق الدستور العراقي، تحتاج القوانين الصادرة من البرلمان إلى مصادقة رئيس الجمهورية عليها خلال أسبوعين، ما يستبعده نواب حضروا جلسة البرلمان أمس، إذ اعتبروا أن الرئيس فؤاد معصوم قد يقرر الطعن بالتعديل الجديد لقانون الانتخابات، كما طعن سابقاً بالقرارات التي أصدرها البرلمان في هذا الصدد. وبرغم إصدار القرارات الجديدة بصيغة قانون، وهي منسجمة مع قرارات اتخذها مجلس الوزراء العراقي أول من أمس في السياق ذاته، إلا أن جدلاً أثير أمس حول دستورية التعديل الذي أجراه البرلمان على قانون الانتخابات، إذ يفرض التعديل تطبيقه بأثر رجعي على الانتخابات التي جرت في 12 من الشهر الماضي، ما قد يفتح الباب أمام طعن جديد في القانون أمام المحكمة الدستورية. وكانت الانتخابات العراقية أُجريت وفق قانون الانتخابات الصادر عام 2013 بعد تعديله مرتين بداية العام الحالي، وفرض نص استخدام العد والفرز الإلكتروني. وتفرض التطورات الجديدة واقعاً مختلفاً على القوى السياسية الفائزة، والتي تعطلت حواراتها حول تشكيل الحكومة بانتظار المصادقة النهائية للمحكمة الاتحادية على نتائج الانتخابات. ووفق مصادر مطلعة، فإن قانون البرلمان الجديد، لو طُبق، قد يتطلب أسابيع عدة لإقراره دستورياً قبل بدء العد والفرز اليدوي لصناديق الاقتراع.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

جنِّسونا لبنانيين

جوزف الهاشم/جريدة الجمهورية/الجمعة 08 حزيران 2018

أيّـاً تكن الأسباب والمبرّرات الملحّة التي حتَّمت توقيع مرسوم التجنيس، فإنَّ هذا الموضوع على خطورته يلقى ردّة فعل صادمة، حتى لو كان المجنّس الفلسطيني من رُسُلِ السيد المسيح، والمجنّس السوري من رهبان مار مارون.

ذلك، لأنّ هذا اللبنان وطـن الستة آلاف من السنين يكاد يسقط من أحضان التاريخ، ولأن هذا الوطن، الرسالة الروحية الى العالمين يكاد يصبح رسالة مكتوبة بغير الخطّ الإلهي.

ولأن هذا اللبنان التاريخي والجغرافي والحضاري والديمغرافي، يعاني الغرق حتى الإختناق في عصر جيولوجي بشري غريب، حتى أصبح لبنان في لبنان، هو الغريب.

نقرأ في مقدمة الدستور اللبناني البند «أ» «أن لبنان وطنٌ نهائي لجميع أبنائه» ونتطلّع الى لبنان الواقع، فإذا هو وطنٌ موقتٌ لأبنائه ونهائي لأبنائهم.

ونقرأ في مقدمة الدستور البند «ط» أَن توطين الفلسطينيين ممنوع في لبنان، فيما التوطين الفلسطيني بمرسوم شرعي يعني أنَّ طريق فلسطين تمرّ حقاً في جونيه.

ونقرأ رسائل الطمأنة حيال التوطين السوري في لبنان، فيما نرى أن السوريين واللبنانيين الذين قال فيهم الرئيس حافظ الأسد إنهم شعب واحدٌ في دولتين، قد أصبحوا شعبين في وطن واحد.

نحن نفهم، أنَّ من شروط منح الجنسية بحسب القانون الصادر سنة 1925 أن يكون المستحقّون من الذين قدّموا خدمات جلّى الى لبنان، ولا نفهم كيف أن بعضاً من المجنسين ينتسبون الى بلدان كان لها غير يدٍ في تدمير لبنان وتهديم بُنْيتِه وتقويض بنيانه، وتهجير أبنائه وتشويه صورته النموذجية.

ومثلما كنّا نفهم أنّ لبنان الأخ الشقيق والسنَد العريق لأخوانه العرب، عليه أن يتحمل عاهات أحوالهم وأوزار أنظمتهم، فقد بات علينا أن نفهم بعد كشْفِ القيود في دوائر النفوس العربية، أنْ ليس من قطْرٍ شقيق وأخٍ عربيٍ شقيق، حتى إذا ما ناديتَ يا أخي فلا يجيبك إلا الذين ولدتهم أمّك.

لبنان يا سادة، ليس ذلك الوطن اللقيط الذي وُلِد من التاريخ بالزِنى، إنه توأم التاريخ منذ آلاف السنين، هو في النصوص التاريخية القديمة جبل الله المقدس، وهو في الكتاب المقدس وطن الأرز الخالد، وفي نصوص بعض فقهاء المسلمين «أن الكعبة أولى الحرمَيْنِ الشريفَيْنِ قد دخل في بنائها حجارة من جبل لبنان» (1)... وإن بين هذا اللبنان وبين إنسانه علاقة تراثية ملتحمة بالأرض، تلتصق في تكوينه البيولوجي.

هذه أرض سماوية الوجه، ونحن نفرِّط تكفيراً في طهارتها...

نحن نعترض على مرسوم التجنيس وندعم النزوح السوري في لبنان...

نحن نفتح الأبواب للصوص ثم نقاتلهم في غرف النوم...

نحن نستقبل الضيوف بأكوابٍ من الخمر المعتَّـقة ثم نترنَّح بالدم المسكوب في الأقداح.

نحن.. حرية وعبودية، دولة ومزرعة، نظام وفوضى .. وقاتلٌ هو القتيل.

أيّـاً يكن هذا المرسوم الذي وقّعة الرئيس ميشال عون، فلا أظن أنه يتشابه مع ذلك الذي وقعه الرئيس الياس الهرواي، الذي كانت تلوّح فوق رأسه هراوةٌ سورية غليظة. ولا أظن أننا نخشى مع الرئيس ميشال عون في أي مرسوم أو قرار، أن نصل الى يومٍ يطلب فيه اللبنانيون أن يتجنَّسوا لبنانيين في لبنان.

-1 تراث لبنان الحضاري - ص : 22 – أنطوان خوري حرب.

 

الجميع ينتظر المسوّدة الحكومية الأولى

أسعد بشارة/جريدة الجمهورية/الجمعة 08 حزيران 2018

خَمدت أصوات المحرّكات والضجيج السياسي على أكثر من جبهة، في انتظار بلوَرةِ مسوّدةٍ أوّلية للحكومة العتيدة. فعلى خط النزاع «القواتي»ـ «العوني» قلبَ الوزير جبران باسيل الصفحة من زحلة، بعدما اقتنَع بأنّ مردود التعبئة ضدّ «القوات» أكثرُ كلفةً مِن الصمت، فقرّر الدخول في هدنة، وربّما يحصل لقاءٌ قريب بينه وبين احد وزراء «القوات».

على خط التوزير الدرزي هدأ الضجيج وسط تسليمٍ شبهِ جماعي بأنّ الحصة الدرزية كاملةً ستكون من نصيب رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، فيما لم يختلف ايضاً موضوع التمثيل السنّي عن إشكاليتَي التمثيل المسيحي والدرزي، والخلاصة أنّ الجميع يعيشون هدنةً ظرفية، قبل ظهور أوّلِ مسوّدة حكومية.

يتعاطى الرئيس سعد الحريري مع تأليف حكومته وفق قاعدة تذليل العقَد وفتحِ المجال لأوسع تمثيل، ومع ذلك ليس متوقّعاً ولادة التشكيلة الوزارية قريباً، خصوصاً أنّ حجم العقد كبيرٌ ويستلزم تقديم الأضاحي في الحصص، لا سيّما من قبَل رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلّف.

في الحصّة السنّية وضَع «حزب الله» حلفاءَه السنّة في المعبر الإجباري لولادة الحكومة، وهذا المعبر سيفرض إعطاء مقعد وزاري مع حقيبة خدماتية لأحد هؤلاء، واللائحة تبدأ بالنائب عبد الرحيم مراد ولا تنتهي بالنواب أسامة سعد وفيصل كرامي وجهاد الصمد، وربّما تصل الى توزير ممثل للرئيس نجيب ميقاتي.

أمّا في الحصة المسيحية، فإنّ مهادنة باسيل «القوات اللبنانية» تشير الى انّ حصر المعركة العونية بالإصرار على عدم تخطّي حصة «القوات» في الحكومة الثلاثة وزراء، لم يعد مطروحاً، وأن البحث الجدي يتركّز على طبيعة الحقائب التي ستُسند الى «القوات» التي ستنال اربعة مقاعد وزارية، والتي ستتمسّك بموقع نائب رئيس مجلس الوزراء، وبحقيبة سيادية، مع إمكان إبداء المرونة حول الاختيار بين المطلبين، تماماً كما حصَل في تشكيل الحكومة الحالية التي تنازَلت فيها «القوات» عن حقيبة سيادية، لتنال نيابة رئاسة الحكومة، واليوم ستتمسّك بأربع وزارات وبحقائب اساسية، واستراتيجيتها المشاركة في الحكومة من دون الاضطرار الى دفعِ ثمنٍ كبير، علماً انّ هدنة باسيل الظرفية التي اعلنَها من زحلة، لا تعني أنه تخلّى عن مسعاه لإخراج «القوات» من الحكومة، فهذا المسعى ما زال قائماً، لكن تقف في طريقه مجموعة عوامل، أهمُّها رغبة الحريري في دخول «القوات» الى الحكومة لاستعادة توازنِ الحد الادنى، ولأنّ مشاركتها في الحكومة بحصّةٍ وازنة مغطاة برغبةٍ سعودية، هي على الأرجح الأوضح في ما تبَقّى ممّا تطلبه السعودية من الحريري الذي لن يقبل بأن تولد الحكومة في ظلّ وجود ايّ تحفّظٍ سعودي.

ويبقى التركيز الأهم في التركيبة الحكومية على رصدِ الأثلاث المعطِّلة التي ستنتج عن أيّ تركيبة وزارية، فرئيس الجمهورية ميشال عون و»التيارالوطني الحر» يسعيان لنيلِ ثلثٍ معطّل صافٍ، وهذا هو سبب الإصرار على حصتين؛ واحدة للتيار وأُخرى للرئيس، لكن الأبرز في ما يتعلّق بالثلث المعطل يرتبط بحصة كلّ من تيار «المستقبل» و»القوات اللبنانية»، وما إذا كان مجموع الحصتين سيقفز فوق العشرة وزراء في الحكومة الثلاثينية، وهذا ما ترصده جهات عربية ودولية. في كلّ الحالات وفي انتظار ظهور المسوّدة الاولى للحكومة العتيدة، لا تزال المشاورات الثنائية تدور بين الاطراف التي ستشارك في حكومة العهد الثانية التي يُراد لها أن تكون الاولى. هذه الحكومة لا يفترض أن تستهلك كثيراً من الوقت قبل ان تولد، في اعتبار أنّ الاطراف المشاركين فيها باتوا معروفين، وأنّ الخلافات على بعض الأحجام هي التي تؤخّر ولادتها، فيما بات معروفاً منذ الآن هويّة هذه الحكومة ومهمّاتها.

 

تيمور جنبلاط: أنا جاهز...

ملاك عقيل/جريدة الجمهورية/الجمعة 08 حزيران 2018

تيمور جنبلاط ليس وليد جنبلاط، لكنّ الطائفة الدرزية تحتاج تقمّصاً للدور الذي لعبه «زعيمُ المختارة» منذ وُضِعت على كتفيه العباءة الملطّخة بالدم. يتحضّر تيمور لتدشين ولاية نيابية تبدو مفتوحةً على «ولايات» لا منافسَ له عليها، ولقيادة طائفة لخّصها في الطلّة الإعلامية الوحيدة له قبل أسبوع من الانتخابات النيابية بـ «خدمة الناس». بـ 13711 صوتاً تفضيلياً ومجموع أصوات لـ «لائحة المصالحة» بلغ 98957 مقارنة بـ «لائحة ضمانة الجبل» (تحالف «التيار الوطني الحر» وطلال إرسلان) التي حصدت 39027 صوتاً، حجز تيمور جنبلاط مقعدَه النيابي عن دائرة الشوف-عاليه. وخلافاً للتوقّعات حلّ رابعاً في ترتيب اللائحة وثانياً في ترتيب المرشحين الدروز إذ سبقه أكرم شهيب بـ 13804 أصوات.

لا يتوقع أحدٌ أن يكون تيمور جنبلاط نسخةً تقليديّة «Deja vu» في العمل النيابي والسياسي، أو حتى أن يشبه والدَه. الشغوفُ بعالم الموسيقى والتاريخ، موسوعة الأفلام، المثابر على ممارسة الرياضة في نادٍ خاص، غالباً ما كان يُشاهد في بعض مقاهي بيروت الفخمة يقرأ كتاباً، أو يضع سمّاعات على أذنيه مستمعاً الى الأغاني وشارداً كأنه منفصل عن العالم. لا شيءَ يوحي أنه قد يغيّر عادته لكنّ مساحة «الخاص» تقلّصت كثيراً لصالح «العام». وليس أيُّ عام! هو قدر ومصير طائفة بأكملها بدأ بتحمّل وزرَ مسؤوليّتها حين ألقى وليد جنبلاط «كوفية الزعامة» على كتفيه في آذار العام الماضي خلال مهرجان شعبي في المختارة لمناسبة الذكرى الـ40 لاستشهاد كمال جنبلاط، بعدما ذكّره بالعباءة الملطّخة بالدم التي تسلّمها بعد استشهاد «المعلم».

قبل ذلك بكثير كان تيمور يتحضّر لتلك اللحظة. الطلّة، الخطاب، الاحتكاك مع الناس واستيعاب المزاج الدرزي ومتطلّبات طائفة لا تزال بغالبيتها «تتنفّس» أوكسجين المختارة. إستدعى الأمر وقتاً طويلاً قبل أن يتحرّر الشاب من نمط التفكير الغربي وأسلوب عيشه.

وأكثر من ذلك فرض على نفسه تلقّن «دروس» قاسية في استيعاب ما يدور في الزواريب اللبنانية وسياساتها المعقّدة، بعدما كان خبيراً في متابعة ملفات الأزمات الدولية.

لم يتصرّف تيمور يوماً بما يوحي برغبة دفينة لديه بتقمّص دور الزعامة. كثيرٌ من التواضع الذي لا تجد منه إلّا القليل عند «وليد بيك»، تماماً كما حين يتولّيان قيادة السيارة بنفسَيهما، أو يتحرّران من عبء المرافقة الأمنية الطنّانة. زعيم المختارة مقتنع بأنّ الأمنَ هو سياسي بالدرجة الأولى، كذلك نجله السائر على درب الزعامة. يستمع أكثر ممّا يتكلّم وهذه «ماركة جنبلاطية» بامتياز!

الزعامة الآتية لا محالة كقدر البيت الجنبلاطي نبتت بذورُها الأولى مع عودة تيمور عام 2010 من باريس التي لجأ اليها بضغط من والده بعد إغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري.

واجباتُ العزاء والأفراح، «الأبواب المفتوحة» كل ثلثاء وسبت في المختارة، المشاركة في المصالحات، النشاطات الاجتماعية، الجولات في المناطق التي حاكت بعضها خطّ التوتر السنّي الدرزي بعد أحداث سوريا، تمثيل والده في المناسبات الحزبية والمناطقية، المشارَكة في المؤتمرات التي تحاكي مصيرَ الأقليات في المنطقة... جدولُ أعمال التزم به، كواجب في البداية، قبل أن يتحوّل الى قرار وقناعة، باعترافه، حين حلّ أوان «نقل العباءة»!

تأخّر الشاب كثيراً عن جيله المولع بمواقع التواصل الاجتماعي، وحتّى عن والده الذي سبقه في اكتشاف سحر «تويتر» الحاضن لآرائه العفويّة المتفلّتة من كافة السقوف، وحتى السوريالية منها كتلك التي يقف فيها معزّيا بـ.. وليد جنبلاط.

أوّل تغريدة لتيمور في تشرين الثاني 2017 مازح فيها والدَه قائلاً «هذا حسابي الخاص. لكنّ الوالد مكفّي وموَفّي. سنحاول تنسيقَ خطة سويّاً على كيفية إدارة هذه المصيبة»!

اليوم تزخر صفحتُه على «فايسبوك»، التي لا يديرها شخصياً لكنه يمنح الموافقة على محتواها، بالنشاطات والزيارات الانتخابية قبل الاستحقاق ولقاءاته مع محازبين وسياسيّين مع رصد «لفتة خاصة» تجاه الرئيس نبيه بري الذي يكاد يميّزه عن الجميع واصفاً إياه بـ«الحليف الدائم والصادق والودود... والمهضوم».

آخرُ موقف بارز له تأكيده أنّ «مواجهة تهريب المراسيم واجب وطني»، معتبراً أنّ «التجنيس موضوع سيادي وطبخه في غرف مغلقة يطرح الكثير من التساؤلات»، مركّزاً على أولويّة إعطاء المرأة اللبنانية الحقّ بمنح الجنسية لأبنائها.

لا توريث في «الحزب الاشتراكي». هذا ما «أفتى» به وليد جنبلاط الذي بعدما وَعَد قبل ست سنوات بأنّ رياح الديموقراطية مقبلة الى الحزب وبأنه سيعتزل، فاز بالتزكية في رئاسة الحزب خلال إنعقاد «المؤتمر العام» في شباط 2017...

يحمل تيمور اليوم صفة عضو مرشد في «الحزب التقدمي الاشتراكي» بقرار من «البيك». هذا ما يخوّله الترشّح الى مجلس القيادة، وبالتالي الى رئاسة الحزب. كل شيء وارد في ظلّ عدم وضوح الرؤيا السياسية، وخوف جنبلاط ربما من «التغيير».

مع دخول تيمور «مدارَ» ساحة النجمة أبقى على الفريق الحزبي الذي يعمل الى جانبه ويضمّ بشكل أساس: ظافر ناصر أمين السر العام للحزب «الاشتراكي»، الدكتور ناصر زيدان رئيس لجنة العلاقات السياسية في الحزب، ومفوّض الداخلية النائب المنتخب هادي أبو الحسن الذي عيّن مكانه قبل أيام هشام ناصر الدين... إضافة الى «فريق جنبلاط» وعلى رأسه النائب وائل أبو فاعور.

باستثناء بعض الوجوه الشابة المحيطة بتيمور لا يزال «الحرس القديم» يتحكّم بحركيّة تيمور. الأخير يناصر القضايا التي هي على تماس مباشر مع هواجس الشباب، وسيدشّن ولايته النيابية بتقديم إقتراح قانون لتعديل الإيجار التملّكي، مع العلم أنّ القريبين من تيمور يؤكّدون أنه سيولي ملف الإسكان إهتماماً خاصاّ لمساعدة أصحاب ذوي الدخل المحدود، وهو الأمر الذي باشر فعلاً بالعمل عليه في الشوف وراشيا والشويفات من خلال تدشين وحدات سكنية بأسعار مقبولة.

يذكر أنّ زوجته ديانا زعيتر تقف الى جانبه في مشروع دعم الشركات الناشئة، ضمن سياق اقتصاد المعرفة، من خلال تأمين القروض الميسرة لها والـ direction coaching بهدف إيجاد فرص عمل، والتخصّص حسب حاجات سوق العمل...

منذ اليوم حَسَم تيمور قرارَه بخلاف الكثير من القضايا الشائكة. إذا خيّر بين جبران باسيل أو سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية سيختار فرنجية... و«ما حدن ياخدها شخصية»!

 

3000 نازح يغادرون عرسال... متى تُقرع أجراس العودة الكاملة؟

ألان سركيس/جريدة الجمهورية/الجمعة 08 حزيران 2018

يستمرّ لبنان رازحاً تحت هول أزمة النزوح السوري التي أرهقته، وتحوّلت عبئاً ثقيلاً على كاهله، فيما الدولُ الكبرى غيرُ مباليةٍ بما يمكن أن تُحدثه هذه الكارثة على بنية الوطن.

نام المسؤولون طوال السنوات الماضية غيرَ آبهين بما قد يحصل، مركّزين كل اهتماماتهم على المناكفات السياسية والصفقات والسمسرات، ليستفيقوا بعد 7 سنوات على كارثة أكبر من حجم وطن، كارثة قد تمحو لبنان المتعارَف عليه، كارثة ستغيّر ديموغرافيّته حتماً إذا استمرّ الوضع على ما هو عليه، وأوصلت إقتصاده الى «شفير الإنهيار».

أمام هذا الواقع المتفاقم، تحرّك المسؤولون لكن متأخرين، بعدما انتشر النزوحُ كالخلايا السرطانية في جسد الوطن.

وحتى الساعة، لا تملك الدولة اللبنانية خطة جدّية لمجابهة الأزمة، وكأنّ سيناريو اللجوء الفلسطيني يتكرّر، فيما تغرق بلداتٌ بأكملها تحت وطأة هذه الأزمة، وبات عددُ النازحين يفوق عددَ سكان بعض البلدات بأضعاف.

ومن بين البلدات التي عانت وتعاني إقتصادياً وأمنياً وإنمائياً، بلدة عرسال البقاعية التي شكلت مخيمات النزوح فيها سابقاً مقرّاً للمسلّحين الذين هاجموا الجيش اللبناني في 2 آب 2014، وأوقعوا عدداً من الشهداء، وكادت أن تنفجرَ حرب استنزاف لا تُحمد عقباها.

ويغيب الحلّ الجماعي عن هذه البلدة، فيما الحلول الفردية لكارثة النازحين لا تكفي، أما الجديد في ملف النازحين فهو رغبة 3000 نازح سوري أخيراً، موجودين في عرسال، بالمغادرة الى بلداتهم السورية التي لا توجد فيها حرب أصلاً.

وفي التفاصيل، فإنه تسجّل منذ مدة نحو 3000 نازح سوري من أجل العودة بإشراف الأمن العام اللبناني، ومعرفة بلدية عرسال. بدوره تواصل الأمن العام مع السلطات السورية لتسهيل عودتهم وتأمينها والقيام بكل التحضيرات اللوجستية المطلوبة، وأتى الجوابُ إيجاباً من الجانب السوري.

وسيعود هؤلاء النازحون الى بلدات القلمون الغربي التي نزحوا منها، في الأيام المقبلة خصوصاً أنّ هؤلاء النازحين يشكّلون نحو 800 عائلة سورية تقريباً، ويرغبون في تمضية عيد الفطر في بلداتهم الآمنة والمحاذية لحدود السلسلة الشرقية.

وتُعتبر هذه الدفعة من النازحين من أكبر الدفعات التي تغادر عرسال بعد مغادرة مقاتلي جبهة «النصرة» وعائلاتهم الصيف الماضي والذين بلغ عددُهم أكثر من 6 آلاف شخص، ما قد يفتح الباب على موجات عودة أخرى، خصوصاً أنّ كل حركات العودة التي حصلت بإشراف الأمن العام اللبناني وبقيادة مديره العام اللواء عباس إبراهيم تكللت بالنجاح. وعلى رغم كل التطورات التي حصلت على الأرض السورية، واعتبار نحو 90 في المئة من الأراضي آمنة إستناداً الى تقارير دولية، فإنّ اللافت في عرسال أنّ عددَ النازحين ما يزال يتخطّى الستين ألف نازح، فيما المساعدات من المنظمات الدولية ما تزال تجرى بشكل نظامي، ما يطرح أكثر من علامة استفهام حول الهدف من إبقاء النازحين في لبنان وعدم قيام تلك المنظمات بخطوات جدّية لإعادتهم الى بلادهم. والجدير ذكره، أنّ معظم بلدات القلمون المحاذية لعرسال والسلسلة الشرقية هي بلدات آمنة ولا توجد فيها ضربة كف، وباستطاعة المنظمات الدولية وهيئات الإغاثة الوصول اليها بسهولة من لبنان إذا كانت فعلاً مهتمّة بالسوريين، علماً أنّ تلك المنظمات تصل الى مناطق أكثرَ اشتعالاً في حلب وإدلب ومناطق أخرى، ولا تواجه أيّ إشكالاتٍ أو عرقلة لعملها، فلماذا تهاجم لبنان عندما يطالب بعودة النازحين الى أرضهم، وما هي الأهداف السياسية من وراء التمسّك ببقائهم في لبنان؟

 

«كأسٌ مُرّة» تحوم حول الحريري!

عماد مرمل/جريدة الجمهورية/الجمعة 08 حزيران 2018

تشكّل «العقدة السنّية» واحدة من العقد المستعصية التي قد تؤخّر تأليف الحكومة الجديدة، خصوصاً أنها تتصل بمصالح الرئيس سعد الحريري المباشرة حيث سيحاول أن يقاوم حتى الرمق السياسي الأخير مطلبَ توزير ما يُعرف بـ«سنّة 8 آذار» أو أولئك المتموضعين خارج تيار «المستقبل»، على رغم فوزهم في الانتخابات الأخيرة بعشرة مقاعد نيابية، تستوجب تمثيلهم بوزيرَين على الأقل. لن يهضم الحريري بسهولة فكرة «اقتطاع» مقعدَين وزاريَّين من اصل ستة، لمصلحة الفريق السنّي الحليف او الصديق لـ»حزب الله». بالنسبة اليه، يمكن أن ينطوي هذا «الدفرسوار» في الحصة السنّية داخل الحكومة على تحجيمٍ لنفوذه، سواءٌ في مجلس الوزراء او في بيئته. إنها كأسٌ مرّة، سيسعى الحريري جاهداً الى تفادي تجرّعها، مستفيداً من توزّع النواب السنّة «المتمايزين» على عدد من الكتل، الأمر الذي يمنحه كما يعتقد هامشاً للمناورة وللتعاطي معهم «بالمفرّق»، وصولاً الى التملّص من دفع ضريبة تمثيلهم في الحكومة المقبلة، وما يعنيه من تكريس لتوازنات جديدة في الحكومة والطائفة.

لكنّ سعيَ الرئيس المكلف الى «التهرّب الضريبي» سيصطدم على الارجح بإصرار «حزب الله» وحركة «أمل» على حماية حقّ حلفائهما السنّة في تمثيل وزاري، يحاكي نتائج الانتخابات النيابية التي يُفترض احترامُها وتأليف الحكومة الجديدة على أساسها. ويعتبر النواب السنّة، الموجودون خارج «المستقبل»، أنّ تمثيلهم في الحكومة بوزيرَين في الحدّ الأدنى يجب أن يكون حتميّاً و»إلزاميّاً»، بمعزل عن عواطف الحريري المعروفة وحساباته الشخصية، وهناك في أوساطهم مَن دخل في التفاصيل مشيراً الى أنّ الأولويّة هي لنيل حقيبتين هما، واحدة خدماتية عادية، وأخرى أساسية تتأرجح بين وزارات «الاتصالات» و»الأشغال» و»الطاقة».

وتربط أوساط هؤلاء النواب هذا الطرح بالحيثيات الآتية:

- إنّ فريقاً مكوَّناً من 10 نواب يستحق مقعدَين وزاريَّين، خصوصاً بعدما أنصفته النسبية وأثبتت أنه يملك حيثية شعبية واسعة لا يجوز الاستمرار في تجاهلها، كما كان يحصل أيامَ القانون الأكثري الذي ضرب صحة التمثيل واختزله ببضع محادل وبوسطات.

- إنّ هواجس الحريري ليست في محلّها، لأنّ غالبية النواب السنّة الذين عُرفوا بمعارضتهم له قبل انتخابهم، تجاوزوا بعد فوزهم ملاحظاتهم واعتراضاتهم السابقة عليه، وبادروا الى تسميته في استشارات التكليف لإعطائه فرصة جديدة، ما يستوجب منه ملاقاة هذه الإيجابية والنية الحسنة والردّ على التحية بمثلها.

- إنّ الحريري الذي أعلن بعد تكليفه عن مدّ يده الى الجميع مُطالبٌ بترجمة هذا الموقف سلوكاً عملياً، على قاعدة أنّ النواب السنّة غير المنتمين الى «المستقبل» هم جزءٌ من «الجميع»، وبالتالي يُفترض به الانفتاح عليهم والاعتراف بحيثياتهم التمثيلية بلا مكابرة.

- إنّ الحريري معنيٌّ بحماية ظهره وتأمين أوسع إحتضان له في طائفته أولاً، قبل أن يبحث عن التفاهم مع الطوائف الأخرى، سواءٌ على الحصص الوزارية أو على السياسات العامة، وهو كلما كان محصَّناً في بيئته ازدادت أوراقُ القوة لديه وارتفعت أسهم نجاحه في مهمته.

- إنّ الحكومة المقبلة يمكن أن تكتسبَ علامتها الفارقة وقيمتها المضافة من خلال ضخّ دم جديد في عروقها وتوزير وجوه غير مستهلكة ومحروقة وتوحي بالصدقيّة والثقة، وإلّا فإنّ أيّ تركيبة ستكون امتداداً لما سبقها.

- إنّ الحريري سيكتشف أنّ الوزيرَين السنّيَين المتمايزَين عن «المستقبل» سيكونان حليفين له في معركة مكافحة الفساد وبناء الدولة إذا كان جاداً وصادقاً في خوض تلك المعركة.

ويقول النائب فيصل كرامي لـ«الجمهورية» إنه لم يسمع من الحريري عندما التقاه خلال الاستشارات النيابية موقفاً سلبياً من مبدأ التمثيل الوزاري للنواب السنّة الذين لا ينتمون الى كتلته، لكنّ العبرة تبقى في التنفيذ، منبِّهاً الى «أنّ عدم تمثيلنا في الحكومة سيكون بمثابة استهداف غير مبرَّر لنا علىى يد الحريري، وعندها سيُبنى على الشيء مقتضاه». ويضيف: «ليس هناك من حكمة ولا مصلحة في أن يستعدينا الحريري مجاناً، ونحن معه في مكافحة الفساد وحماية الاستقرار، وهو إذا أراد أن يمدّ يداً نحونا فنحن سنمدّ اليدَين، أما إذا لم يفعل فسيخسر فرصة تحقيق انطلاقة قوية لحكومته الثانية في هذا العهد، والأولى وفق تصنيف الرئيس ميشال عون»..

ويرفض كرامي الطرح الداعي الى إعطاء رئيس الجمهورية ميشال عون حصة وزارية يُدرج من ضمنها وزير سنّي لا ينتمي الى «المستقبل»، وإلّا يصبح عندها من حقّ رئيسَي المجلس النيابي والحكومة الحصول ايضاً على حصة مماثلة، مشيراً الى «أنّ هناك خطاً وهمياً يفصل بين عون والكتلتين النيابية والوزارية لـ»التيار الوطني الحر»، بحيث ينتفي أيَّ سبب حقيقي ومُقنع لتخصيص رئيس الجمهورية بتمثيل وزاري، بينما هو الرئيس غير المعلن لكتلتي التيار».

ويلفت كرامي الى «أنّ الانتخابات خلطت الأوراق ولا يوجد حالياً خطٌّ فاصل واضح بين المعارضة والموالاة، وبالتالي ليس صحيحاً تصنيفنا في الوقت الحاضر بأننا معارضة سنّية، خصوصاً بعدما سمّى بعضنا الحريري، وانا منهم، لرئاسة الحكومة، ولذا لا مبرّر لديه لوضع «فيتو» علينا، مع العلم أنه لم يبلغنا مباشرة بشيء من هذا القبيل حتى الآن»، مشدّداً على «ضرورة أن يؤخذ في الاعتبار خلال تأليف الحكومة أنّ مكوّنات جديدة دخلت الى مجلس النواب». وهل أنت مرشّح للتوزير؟ يجيب كرامي: «قبل أن أصبح نائباً عُينت وزيراً، وبالتالي فإنّ اسمي مطروحٌ تلقائياً لدخول الحكومة الجديدة بعد فوزي في الانتخابات».

 

لماذا يتجنّب «حزب الله» المواجهة مع «القوات اللبنانية»؟

شارل جبور/جريدة الجمهورية/الجمعة 08 حزيران 2018

أيّ مراقب يمكن ان يخرج بانطباع مفاده انّ «حزب الله» يتجنّب المواجهة مع «القوات اللبنانية»، فهل هذا الانطباع في محلّه، ولماذا؟ وما صحة الكلام الصادر أو المنقول عن الحزب بأنه ضد عزل أي فريق سياسي؟

من الواضح أنّ أولوية «حزب الله» منذ اندلاع الحرب السورية التبريد السياسي في لبنان، وهذا ما دفعه إلى سحب الاشتباك الحكومي آنذاك والذهاب إلى حكومة بالتوافق مع الرئيس سعد الحريري ترأسها الرئيس تمام سلام، وصولاً إلى انتخاب الرئيس ميشال عون وتكليف الرئيس سعد الحريري ترؤس أولى حكوماته والثانية على الطريق. ففي شكل عام لا يريد الحزب العودة إلى الانقسام الذي تَبعَ الخروج السوري من لبنان، وإذا كان تفرّغه من أجل الحرب السورية وضرورات ترييح بيئته في الداخل دفعاه نحو التبريد، فإنّ التطورات الإقليمية المتلاحقة من انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي، إلى الاشتباك العسكري الإسرائيلي-الإيراني، وصولاً إلى العقوبات التي تطوِّق الحزب وملف ترسيم الحدود البرية والبحرية الذي قفز إلى الواجهة ومن ضمنه خروج الجيش الإسرائيلي من مزارع شبعا، سيدفعاه إلى التمسّك أكثر فأكثر بالتهدئة، لأنّ المنطقة في مرحلة تحولات كبرى، وأولوية الحزب في هذه المرحلة تتركّز على متابعة تلك التحولات التي قد تكون مصيرية، بعيداً عن الصخب الداخلي الذي يحرف أنظاره عن متابعة التطورات الخارجية.

وفي هذا السياق تحديداً يأتي استعجال «حزب الله» لتأليف الحكومة، ليس لأنه يخشى العقوبات، بل تحسّباً لتطورات غير محسوبة في ظل إدارة أميركية يصعب التكهّن بخطواتها، ومرحلة تصعيدية بامتياز تنبئ بتطورات غير مرتقبة. وبالتالي، من الأفضل، بالنسبة إلى الحزب، ضمان تأليف الحكومة الذي يشكل جزءاً منها ومن قرارها، فيما الأمور في حكومة تصريف الأعمال محصورة بشكل أو بآخر بيد رئيسها، فضلاً عن تمسّكه بالمظلة الرسمية والشرعية التي هو بحاجة إليها وتوفّرها الحكومة الجديدة.

ويعتبر الحزب وغيره من القوى السياسية ان لا مبرر لتأخير التأليف طالما انّ العقد معروفة، وبما انّ الحكومة ستشكّل في طبيعة الحال فلماذا تشكيلها بعد شهرين او ثلاثة إذا كان بالإمكان تأليفها اليوم عن طريق العمل الجاد لفكفكة العقد الموجودة، وهي قابلة للفكفكة، خصوصاً انّ البلاد دخلت مع هذا الأسبوع في تهدئة سياسية تساهم في تسريع التأليف.

وبناء على كل ما تقدّم أصبح ممكناً الكلام عن أسباب تجنّب «حزب الله» المواجهة مع «القوات اللبنانية»، لأنه في الحقيقة يتجنّب المواجهة مع أي كان في ظل أولوية التهدئة السياسية التي يرفعها، ولكن في موازاة التهدئة التي تنسحب على الجميع يمكن التوقّف أمام الآتي:

أولاً، على المستوى الحكومي: يدرك «حزب الله» انّ تجاوز «القوات اللبنانية» في تأليف الحكومة التي يستعجل تأليفها ليس مسألة بسيطة بفعل عوامل عدة: حجمها النيابي، وزنها الشعبي، تحالفها مع الرئيس الحريري الذي لا يملك ترف دخول الحكومة من دون «القوات» التي يستطيع معها تأمين التوازن السيادي، وتشكّل مشاركتها عامل ارتياح للحريري محليا وخارجيا، فيما أكثر من دولة عربية وغربية لم تنظر بارتياح إلى نتيجة الانتخابات وترى في استبعاد «القوات» محاولة لوضع اليد على البلد، الأمر الذي يمكن ان يعرقل التأليف.

ومن هذا المنطلق يرى الحزب انّ محاولة استبعاد «القوات» ستؤخر تأليف الحكومة، خصوصاً انه بات يتعذر تعويض عدم تمثيلها بقوى وشخصيات سياسية أخرى بعد نتائج الانتخابات الأخيرة. وبالتالي، تمثيلها من أجل التوازن السيادي يصعب تجاوزه داخليا وخارجيا. وبالتالي، تلافياً للتأخير دعا الحزب مواربة وصراحة إلى الابتعاد عن سياسة العزل تسريعاً للتشكيل.

وفي موازاة هذا العامل وعلى المستوى الحكومي أيضاً، يبدو وكأنّ «حزب الله» يرى في «القوات اللبنانية» عامل توازن ضروري مع السياسات الباسيلية. وبالتالي، تلافياً لأن يصطدم الحزب مباشرة بباسيل يفضّل أن تتولى «القوات» المهمة انطلاقاً من رفضها منطق المسايرة ومفهومها للشأن العام الذي يتناقض مع باسيل ويتقاطع مع الحزب. لذلك ينظر الحزب إلى المشاركة القواتية في الحكومة كعامل توازن ضروري مع باسيل.

ثانياً، على المستوى الباسيلي: العلاقة بين «حزب الله» و»التيار الوطني الحر» لم تعد بالمستوى نفسه الذي كانت عليه في المرحلة التي سبقت انتخاب عون رئيساً، وهذا أمر معروف، وإذا كانت حاجة الطرفين لبعضهما البعض ما زالت قائمة وستبقى كذلك، إلّا انّ الحزب لا يستطيع ان يلعب «سولد» مع طرف ترك الـ»سولد» من أجل الموازنة بينه وبين «المستقبل»، وفي ملفات معينة الأمور طابشة لمصلحة «المستقبل» لا «حزب الله».

ولا تقف الأمور عند هذا الحد بل تجاوزتها إلى مواقف باسيلية تبدأ من النظرة إلى إسرائيل، ولا تنتهي باتهام باسيل للحزب بعدم تطبيق تفاهم «6 شباط» لجهة انّ خياراته الاستراتيجية باتت تتناقض مع مفهوم بناء الدولة، وما بينهما الدخول في مواجهة لا علاقة لها بالسياسة مع الرئيس نبيه بري في محاولة تدلّ على عدم فهم الثنائية الشيعية وهدفها فصل الحزب عن الحركة.

فما كان يصحّ قبل السياسة الباسيلية التي تقصّدت توجيه رسائلها في أكثر من اتجاه لم يعد يصحّ من بعدها. وبالتالي، لن يمنح «حزب الله» باسيل شيكاً مسيحياً على بياض كما كان يفعل سابقاً، وسيتركه ما بين حدّين، حدّ أن ينأى بنفسه عن مواجهات باسيل السياسية ولو كانت مع «القوات اللبنانية»، وحدّ ان يتحفظ عن هذه السياسة.

ثالثاً، على المستوى المسيحي: يبدو انّ «حزب الله»، وعلى أثر ما أفرزته الانتخابات من نتائج، يريد ان يتجنّب الصدام مع فريق مسيحي أثبتت الوقائع انه يناصف مع «التيار الحر»، على رغم انّ الأخير ما زال في بداية عهده ومع كل ما يحمله من وعود وخدمات ومصالح ووزارات. وبالتالي، إذا كانت الأمور على هذا النحو في مطلع العهد فكيف ستكون الحال في نهايته؟ ولذلك، بدأ الحزب التفكير جدياً في كيفية التعامل مع هذا الواقع المستجد بنظره، وهذا لا يعني التفاهم مع «القوات» التي يصعب التفاهم معها استراتيجياً، إنما مواصلة سياسة التبريد بانتظار ان يكون وجد السياسة الملائمة والمناسبة.

رابعاً، على المستوى الوطني: الإستقرار السياسي الذي ينشده «حزب الله» في هذه المرحلة للضرورات الإقليمية الواردة سابقاً لا يمكن ان يتأمّن من دون مشاركة «القوات اللبنانية»، التي بيّنت الانتخابات انها فريق وازن على المستوى الشعبي وبتقاطعاتها الوطنية، خصوصاً ان «القوات» رددت وتردد انها جزء لا يتجزأ من التسوية وحريصة عليها. وبالتالي، استبعادها عنوة ولأسباب سلطوية وذاتية يشكّل نكسة للانطلاقة الجديدة، ويفتح ثغرة سياسية في المشهد الوطني يريد الحزب تلافيها وتجنّبها.

فلكل هذه الأسباب وغيرها، ربما، يتجنّب «حزب الله» المواجهة مع «القوات اللبنانية».

 

تقرير عن خطورة التمدد المالي للنظام السوري إلى لبنان/وراء التجنيس صفقة مشمولة بالتسوية وتخدم "مصالح الجميع"

إيلي الحاج/نقلاً عن موقع مدى الصوت/07 حزيران/18

https://alsawt.org/%D8%AA%D9%82%D8%B1%D9%8A%D8%B1-%D8%B9%D9%86-%D8%AE%D8%B7%D9%88%D8%B1%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%85%D8%AF%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%A7%D9%84%D9%8A-%D9%84%D9%84%D9%86%D8%B8%D8%A7%D9%85-%D8%A7%D9%84/

يؤكد تقرير ديبلوماسي، حصلت "الصوت" على نسخة منه، أن الهدف الظاهر من مرسوم التجنيس في لبنان هو منح أشخاص من الدائرة الضيقة والقريبة من الرئيس بشار الأسد هويات وجوازات سفر تمكنهم من العمل في لبنان والإفادة من وفوراته القانونية والمالية والواقعية، على نحو يخدم "مصالح الجميع". مع التشديد على "مصالح الجميع".

يستهل التقرير بعرض سياسي- اقتصادي لما آل إليه الوضع في سوريا، هذا ملخصه:

تشير تصريحات المعنيين بالأزمة السورية إلى توافق الجميع على حصر أماكن  التوتر في البلد وضبطها، وأيضا بقاء الأسد مدة معينة في السلطة (روسيا والولايات المتحدة وولي العهد السعودي وأخيراً إسرائيل)، مما يعني إمكانية التفكير جدياً في إطلاق عملية إعادة الإعمار، وأول معالمها القانون رقم 10.

وتراوح القيمة التقديرية لعملية إعادة الإعمار هذه  من 160 مليار دولار إلى 200 مليار.

هناك فريق يرى ان استغلال آبار النفط والغاز الواقعة قبالة السواحل السورية يمكن ان يغطي قسما من هذه التكلفة، ويرد  آخرون على هذا  الفريق بأن الإيرادات المتوقعة لن تبصر النور قبل 5 سنوات على أقل تقدير، كما أن تسويق الإنتاج لن يكون بالسهولة المتوقعة لأنه سيخضع لضغوط متعددة، منها  تحديد حجم الإنتاج وسعر البيع وعملته، وقبل كل شيء لشروط روسيا المتنوعة في هذا المضمار، خصوصا ان بقاء بشار الأسد في السلطة ما كان ممكناً لولاها.

ليس وارداً، ولا يكفي أيضاً، تمويل عملية إعادة الإعمار من المؤسسات الدولية والحكومات الغربية مباشرة أو من خلال مؤتمرات دعم . ويمكن في هذا المضمار الرجوع الى مؤتمر دعم العراق الذي أتت نتائجه دون التوقعات بكثير، مع ان العراق في موقع سياسي واقتصادي أفضل بكثير من سوريا.

التمويل من الحكومات والصناديق الخليجية أمر مستبعد أيضاً. كذلك من إيران التي ترزح تحت عبء ضغوط اقتصادية كبيرة، أبرز مظاهرها التراجع الحاد في سعر صرف العملة الإيرانية والتظاهرات الأخيرة ضد النظام التي عمت مناطق عدة من البلاد.

يبقى المتوافر الأرصدة السورية، ولا سيما أرصدة الحلقة الضيقة حول الرئيس السوري التي تم تحويلها عند اندلاع الحرب إلى مراكز "الأوف شور" والجنّات الضريبية المتخصصة في إخفاء هويات أصحاب الأرصدة. ومعروف أن عدداً من أفراد هذه الحلقة ومن القريبين منهم يمتلكون شركات متعددة في لبنان للـ"أوف شور" وسواها من الأنشطة المالية والتجارية، لكن بعضها مشمول بالعقوبات الأميركية والأوروبية والعربية، ولا تزال تعمل في الإجمال رغم هذه العقوبات.

وتقدر قيمة أرصدة الحلقة الضيقة المحيطة بالأسد بما بين 50 مليار دولار و60 ملياراً، من ضمنها 28 مليار دولار لرامي مخلوف المصنف حاليا أغنى شخص في الشرق الأوسط بعد تدني ثروة الأمير الوليد بن طلال.علماً أن هذه الحلقة الضيقة تسيطر، وفق تقارير متخصصة، على حوالي 65% من الاقتصاد السوري.

سيكون استخدام هذه الأرصدة في إطلاق عملية إعادة الإعمار مثمراً لأصحاب هذه الأرصدة ومفيداً للنظام. ويكفي أنه سيبعد كأس الاقتراض والمديونية عنه، على الأقل لمدة معينة.

ولكن تحريك هذه الأرصدة السورية من خلال القنوات التقليدية، أي المصارف والأسواق الدولية يبقى محفوفاً بالأخطار بسبب العقوبات الأميركية والأوروبية والعربية المفروضة على النظام، وبالتحديد على رجال الصف الأول من  الحلقة الضيقة حول الرئيس السوري، مثل رامي مخلوف وماهر الأسد.

من هذا المنطلق كان التفكير بالسعي إلى تأمين الجنسية اللبنانية لبعض رجال الصف الثاني في النظام، الأمر الذي يسهل تنقلهم وعملياتهم بين البلدين لإدارة ما يلزم من هذه الأرصدة بعد استقدامها الى المصارف اللبنانية واستعمالها في التوظيف والاستثمار في البلدين، سوريا ولبنان. بهذه الطريقة يستفيد رجال النظام هؤلاء من الوفورات المتعددة التي يؤمنها لبنان في "تسييج" أرصدة المودعين وتحويلاتهم وعملياتهم المالية بأنواع عدة من السرية وحماية الخصوصية، مثل السرية المصرفية وامكانية فتح الحسابات المرقمة والعمليات الائتمانية وغيرها.

لبنان يستفيد، ولكن…

لا شك ان لبنان سيستفيد في التقييم القصير النظر من استقدام الأرصدة السورية الخارجية إلى قطاعه المالي، فهذه العملية سوف تعزز ميزان المدفوعات وتساعد في استقرار سعر الصرف وتنشط الحركة العقارية والاستثمارية على العموم.

– بالنسبة إلى رئيس الجمهورية: يرسخ بتوقيعه مرسوم تجنيس متمولين من الدائرة المحيطة بالرئيس السوري، علاقاته بالمسؤولين السورين ويوسّع فرص "جماعة الرئيس"- إذا جاز التعبير-  في مشاركة  هولاء المتمولين في مشارعهم الاستثمارية.

كما ويعزز تجنيس المذكورين سابقاً فرص تمويل "حزب الله" من خلال توفير قنوات جديدة يستطيع الإيرانيون ومناصرو الحزب في الداخل والخارج استخدامها لرفد الحزب بالتحويلات والتبرعات المالية.

– بالنسبة إلى رئيس الحكومة: سكوته المطبق، هو و"تيار المستقبل"، بعد توقيعه المرسوم مع وزير الداخلية، يكشف عن  موافقته على الأسماء السورية المجنسة، كما يكشف عن أمور متعددة، أوّلها أن "التسوية الرئاسية" التي عقدها مع الوزير جبران باسيل، والتي بقيت سرية، تتضمن بعداً خارجياً يتمثل أحد فصوله في مرسوم التجنيس، مما يكسر الجليد مع رئيس النظام السوري، لتكون الخطوة التالية مشاركة الرئيس سعد الحريري من خلال  شركاته في عملية إعادة الإعمار في سوريا، بما يدعم وضعه المالي الذي تعرض لانتكاسات متلاحقة أخيراً.

لكن التقرير يختم بأن كل ما سبق يقابله سيناريو قاتم جداً بالنسبة إلى لبنان ككل. فالتمدد المالي للنظام السوري الى لبنان من خلال مرسوم التجنيس يحمل معه خطورة عالية، خصوصاً أنه  معطوف على الوضع السياسي الذي قام في لبنان إثر الانتخابات النيابية الأخيرة، ونتج منه تمدد راجح في سلطة "حزب الله" على البرلمان، وغداً على الحكومة.

هذان التمددان المالي والسياسي سيكونان بلا  ريب في أذهان مهندسي العقوبات الأميركية على كل من سوريا و"حزب الله"، فكيف إذا كانت الأخبار التي تتوالى من واشنطن تشير منذ شهور الى وضع غير مطمئن وأكثر صعوبة سوف تواجهه المصارف والأسواق اللبنانية-  وبالتالي اللبنانيون واقتصادهم وعملتهم الوطنية- بفعل شريحة العقوبات التي تُحضَّرها السلطات الأميركية بهدف اجتثات مصادر تمويل "حزب الله" وتجفيف مصادر دعمه من الأساس، وأيضا مطاردة المعنيين في النظام السوري من أجل مصادرة أموالهم. هل يتحمّل لبنان بوضعه الحالي الهشّ استقدام كل هذه الدببة إلى كرمِه؟

إيلي الحاج

كاتب صحافي وناشر "الصوت"

 

الحزن المسيحي/ بصفتها المظهر الأول لـ"الألم المسيحي" تسبقهم خطوة في مشاعرهم هذه. باعت السيادة في مار مخايل الكنيسة التي وقع فيها حزب الله والتيار الوطني الحر وثيقة التفاهم بينهما

 حازم الأمين/الحرة/07 حزيران/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/65189/%D8%AD%D8%A7%D8%B2%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D9%8A%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B2%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D9%8A%D8%AD%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%88%D9%86%D9%8A%D8%A9-%D8%A8%D8%B5/

ثمة شيء يشبه بيع الأصول قبل المغادرة. المسيحيون في لبنان يشعرون باقتراب المغادرة. العونية بصفتها المظهر الأول لـ"الألم المسيحي" تسبقهم خطوة في مشاعرهم هذه. باعت السيادة في مار مخايل (الكنيسة التي وقع فيها حزب الله والتيار الوطني الحر وثيقة التفاهم بينهما)، وها هي شريكة في حفلة بيع رمزي للهوية. واليوم تشهد منطقة الأشرفية بيع مبان تراثية يشعر أصحابها أن قيمتها المعنوية لا تساوي مردودها المالي في حال استبدلت بمبان تجارية حديثة لا تنتمي إلى زمن المسيحيين، لكنها عائداتها تتيح مغادرة البلد الذي صاروا شركاء صغار فيه.

بغض النظر عن الشراكات الأهلية والمذهبية التي انعقدت حول فضيحة مرسوم الجنسية في لبنان، والتي بدا واضحا فيها أن شراكة انعقدت بين تياري الوطني الحر (المسيحي) والمستقبل (السني) وحاولت تمرير منح الجنسية اللبنانية لعشرات من رجال الأعمال الذين ما زالوا مجهولي الهوية على رغم كل النقاش الذي رافق الفضيحة، فإن على المسيحيين اللبنانيين أن يفاتحوا أنفسهم بحقيقة مؤلمة بالنسبة إليهم وبالنسبة للبنانيين عموما، وتتمثل أن أوضاعهم أودت بهم إلى تصدع إيمانهم بلبنان بصفته مساحة مستقرة لوجودهم.

ونقول المسيحيين وليس السنة، شركاؤهم في المرسوم، لأن الأخيرين لم يشكل يوما إضافة مجنسين إلى جدول المواطنة في لبنان حساسية بالنسبة إليهم، ولا أرقاما تضاف إلى جداول ناخبي الطوائف الأخرى. فبالنسبة للسنة، أن يجنس رجل أعمال سوري (سني) وإن كان قريبا من النظام السوري (العلوي)، فهو في النهاية امتداد لحضور الجماعة، ولبنانيته المستجدة ستستوعب في الآليات المذهبية بصفته سنيا. ونحن هنا نتحدث عن شكل اشتغال لاوعي الجماعات المذهبية، لا عما تدعي أنها تدركه وتمارسه.

أن تضعف المناعة المسيحية حيال مؤشر الهوية اللبنانية، فهذا بداية أفول لبنان كفكرة وكوظيفة

السنة جماعة غير قلقة على رغم كل ما أصابها في العقدين الفائتين. وهم محقون في ارتخائهم وإن كانت نتائجه عليهم دموية. ففي لبنان كانوا أضعف الجماعات اشتراكا في الحرب الأهلية، وأكثرهم جنيا لعائداتها، وفق اتفاق الطائف.

تتفاوت الهوية اللبنانية في مضامينها بين طائفة وأخرى. لبنانية السنة أقل حساسية على قضية ضم مجنسين. هؤلاء إما سنة، وإما غير سنة، لكنهم لا يهددون الديموغرافيا السنية. للمسيحيين قصة أخرى مع هذه القضية. فثمة جهاز نفسي جماعي يحصي يوميا الداخل إلى هذه الهوية والخارج منها. حتى المجنسين المسيحيين، مرحب بهم كأرقام لكن لا ترحيب اجتماعيا بهم، وهذه حال السريان والمجنسين الفلسطينيين الذين يمارسون تقية قاسية على أصولهم، فلا يفصحون عنها بسهولة، ويعيشون نقصا في هويتهم اللبنانية يردون عليه بالمبالغة بها.

للمسيحيين قصة أخرى مع ظاهرة التجنيس؛ وهذا ما يدفع إلى التأمل بسهولة تبديدهم لبنانيتهم التي يعتقدونها نهائية ومغلقة على ثقافتهم وعلى من ضموا إليها من جماعات بعد إعلان لبنان الكبير. فكم بدا غريبا، لا بل مدهشا، انقياد التيار العوني وراء حزب الله، مبدد السيادة وباذلها على غير وجهها. الأمر لم يكن صعبا، وخيار الالتحاق بحزب الله لم يواجه بحساسية "سيادية" كان المرء يتوقعها. ضعف الحساسية هنا يشبه ضعفها في لحظة منح الجنسية لأشخاص من خارج "الهوية". فالرئيس اللبناني ميشال عون عندما كان رئيسا للتيار الوطني الحر ووقع على وثيقة التفاهم مع حزب الله، وهو بذلك بذل للحزب السيادة والحدود والمستقبل، فعل ذلك متخففا مما تمليه عليه تلك اللبنانية من شروط لطالما كانت في صلب قوله ودعاويه، وهو فعلها اليوم أيضا متخففا من أي التزام حيال الهوية "الضيقة".

ثمة شيء يشبه بيع الأصول قبل المغادرة، المسيحيون في لبنان يشعرون باقتراب المغادرة

ثمة شيء يشبه بيع الأصول قبل المغادرة. المسيحيون في لبنان يشعرون باقتراب المغادرة. العونية بصفتها المظهر الأول لـ"الألم المسيحي" تسبقهم خطوة في مشاعرهم هذه. باعت السيادة في مار مخايل (الكنيسة التي وقع فيها حزب الله والتيار الوطني الحر وثيقة التفاهم بينهما)، وها هي شريكة في حفلة بيع رمزي للهوية. واليوم تشهد منطقة الأشرفية بيع مبان تراثية يشعر أصحابها أن قيمتها المعنوية لا تساوي مردودها المالي في حال استبدلت بمبان تجارية حديثة لا تنتمي إلى زمن المسيحيين، لكنها عائداتها تتيح مغادرة البلد الذي صاروا شركاء صغار فيه.

ولهذه الحقيقة جذرها الشعوري، فلبنان هذا كف عن أن يكون لبنان الذي أراده المسيحيون. هم شركاء صغار فيه. سياسيا وديموغرافيا واقتصاديا وثقافيا. ثمة شعور بفقدانهم ناصية الهوية المستجدة، وهذا ما ولد رغبة بالهجرة وما سهل بيع الأصول من سيادة وهوية وعناصر وجود. حزب الكتائب باع البيت المركزي للرئيس نجيب ميقاتي، أو وجد صيغة شراكة عقارية معه، وورثة كميل شمعون باعوا قصره في السعديات لآل الحريري. هذا بجزء منه ناجم عن شعور بعدم التمسك بـ"موجودات" الهوية، أو بأصولها الواقعية. فالهزيمة عميقة، وما العونية سوى أحد مظاهرها، والالتحاق بالجاليات صار طموحا للتخفف من ثقل الهزيمة ومن حزن جوهري يشعره المرء على وجوه من يلتقيهم في أحياء المسيحيين المترنحة بين عونية سلبية وبين والتأهب للمغادرة.

أن يبيع سياسيون سنة الهوية اللبنانية فهذا لا يصطدم مع مضمون لبنانيتهم التي لطالما أرادوها امتدادا لوجودهم الأكثري في المنطقة. أما أن تضعف المناعة المسيحية حيال مؤشر الهوية اللبنانية، فهذا ليس فسادا، إنما بداية النهاية، لكنه أيضا بداية أفول لبنان كفكرة وكوظيفة.

 

ترتيب "البيت الكتائبي": جدية أو جرعة "مورفين"؟

جوزف قصيفي/الرقيب/07 حزيران/18

تحاول قيادة حزب "الكتائب اللبنانية" استيعاب "صدمة" ما بعد الانتخابات النيابية الاخيرة ونتائجها المخيبة. وتدور النقاشات على مستوى القيادة العليا للحزب وصولا الى القاعدة في حلقة مفرغة. ولم تجر حتى اليوم مقاربة شاملة وموضوعية لأسباب الفشل. وكل ما نمي ان هناك "وصفات" عاجلة قيد التحضير، هي أقرب الى "التخدير" الذي عاجلاً ما ينقضي مفعوله، ويبقى أصل العلة قائماً.

المشكلة أن عملية "التحديث"، بل "التلقيح" التي جرت في الحزب، لم تكن موفقة بكل المعايير، لأن الجسم الكتائبي لم يكن مستعداً لتقبلها، وان العديد من القيادات الشابة الوافدة إليه كانت في حاجة إلى التعرف بـ"الكتائب" وتاريخها الوطني ودورها الميثاقي وحضورها السياسي والاجتماعي، والاطلاع على ما  استبقي لها من امكانات بعدما استقطبت "القوات اللبنانية" للعديد من نخبها الشابة، و"هجرة" قياداته التاريخية، والمخضرمة، العليا والوسيطة، و"الكادرات" المقتدرة.

هذه العملية لم تفلح، لأن من يتولون إدارة "الكتائب" اليوم لم يفقهوا روحيتها، ولم يلمّوا بما يكفي بأدبياتها، لانهم لم يمروا في "معمودية" الالتزام التي تفرض أن يتدرج الحزبي من القاعدة وصولا الى الهرم، وان يختبر كل المسؤوليات، وان يضطلع بمسؤوليات قد لا تدخل في باب اختصاصه، وهذا ما لم يحصل.

ويروى ان الرئيس المؤسس للحزب بيار الجميل استقبل في مكتبه بالصيفي يوماً أحد النقباء المعروفين، وكان خصماً سياسياً لنسيبه وهو نائب، وفاتح هذا النقيب الجميّل في ما يمكن أن توفره "الكتائب" له اذا انتسب اليها. فما كان من الرئيس المؤسس للحزب الا ان طلب اليه ان يرافقه الى خارج الغرفة لبرهة ثم يعودان. فامتثل الزائر وهبط درج بيت "الكتائب" الطويل الذي يصله بالطريق العام، ثم عادا معاً الى مكتب الجميل الذي بادره: "يا أستاذ.. أهلاً بك وسهلاً، ويمكنك اعتبار هذا البيت بيتك، وأنا أكن لك احتراماً كبيراً، لكن من يريد ان يصل في الكتائب، عليه ان يرتقي السلم درجة درجة، مثلما فعلنا معاً لدى صعودنا الدرج معاً".

والحقيقة ان قيادة "الكتائب" لم تجد توقيت المواقف، فتشددت ساعة يقتضي الوضع اعتدالاً، واعتدلت وقت التشدد مثل ضرورة، وابتعدت عندما كانت وحدة الصف واجبة واقتربت ساعة لم يعد لخطوتها هذه أي جدوى.

وما آلم الكتائبيين اليوم هو أن يجدوا أن حزبهم في الاستحقاق النيابي الاخير، كان "مثقوب الكيس"، فامتدت غير يد لتغرف منه وتضيفه الى رصيدها. كما ان مرشحيهم كانوا جسر عبور لمرشحي احزاب اخرى ولاسيما "القوات اللبنانية"، وبعض المرشحين المستقلين.

كل الناس يرددون اليوم "برافو تيار"، "برافو قوات". لعبها طرفا "تفاهم معراب" باحتراف – على ما يشوب هذا التفاهم من تحديات ومطبات – وهو تفاهم رفضت فكرته "الكتائب"، وهو بعد جنيناً، من دون ان تعطي تفسيراً مقنعاً لموقفها.

لقد غالت مجموعة "لبناننا" التي انضمت الى الحزب بعدما أصبح مؤسس حركتهم الأم النائب سامي الجميل رئيساً له، في الرهان على "المجتمع المدني" لأنه وجد في الصيغة "المنقحة" في "كتائب" مرحلة ما بعد الرئيس امين الجميل الذي اعتزل طوعاً وسلم مفاتيح "الصيفي" الى نجله سامي، مجرد رفقة طريق لا بد منها ليتمكن، وكان حذراً من محاولات استيعابه او احتوائه من قبل الحزب. وفي أي حال، اظهرت الوقائع ان هذا "المجتمع" كان مخترقاً ومشتتاً، وكان ضجيجه أكبر من فعله وتأثيره.

يقول قيادي كتائبي سابق شغل مناصب سياسية وميدانية عليا ووسيطة داخل القيادة الحزبية: "لن ننبش دفاتر الماضي، ولن ننكأ الجراح، لكن من غير المنطقي طمر الرأس في الرمال شأن النعامة، والقول: ان كل شيء على ما يرام سيدتي المركيزة!".

 تدابير لامتصاص الصدمة

وفي إطار العمل لامتصاص الصدمة، يتردد ان رئيس الحزب النائب سامي الجميل، تعهد في الخلوات المتتالية التي عقدها المكتب السياسي الكتائبي، بتنفيذ مجموعة تدابير لسد الثغر، وتصحيح ما بدا نه خلل، بغرض اعادة التوازن الى الحزب واعادة نهوضه واستنهاضه. من هذه التدابير:

اعادة لمّ الشمل، وهذا يبدو صعباً بعد مضي ثلاثة عشر عاماً على المصالحة التي تم تبين رئيس الكتائب المحامي كريم بقرادوني ورئيس الحركة التصحيحية في الحزب الوزير الشهيد بيار الجميل،بدعم من الرئيس الجميل  ومباركته، من دون ان تفعّل هذه المصالحة وتنسحب على القواعد  ، والتوقف عن متابعة ما اضطلع به الوزير الشهيد على الارض والحفاظ على ما أحرزه من نتائج على هذا الصعيد .بل ان العكس هو الذي حصل، فالهجرة من الحزب شملت من انخرطوا في المصالحة، وسعوا اليها،بحيث أن من كان مبتعداً عن الحزب حاذر الاقتراب واستئناف  نشاطه.  في ما لم يطرأ تحسن ذا شأن على حركة استقطاب العناصر الشابة التي ظلت خجولة. اعادة الاعتبار الى هيئة الشورى الحزبية بإعادة احيائها على أسس جديدة. و باستثناء دورها خلال الولاية الاولى لرئيس الحزب الراحل جورج سعاده، فان دور هذه الهيئة كان ثانوياً. ولايبدو،بحسب مطلعين، وجود رغبة لدى  "حكماء" الكتائبو"حرسها القديم" وقياداتها السابقة في الانتظام بهذه الهيئة، لإيمانهم باستحالة قدرتها على القيام باي شيء لأسباب ذاتية وموضوعية. وضع خطة لاستقطاب عناصر شابة في الحزب، وتحفيز الكتائبيين على حمل اولادهم على الانتساب الى مصلحة الطلاب التي كانت عبر تاريخها "الدندانة " البشرية للحزب والسبب الرئيسي في تجدده واستمراره. والوعد بتأمين مساعدات ومنح مدرسية وجامعية، كما تفعل "القوات"،من دون ذكر طرق التمويل ومصادره.

ثمة من يشكك بجدوى هذه الخطة لأن المسألة تتصل بصورة أساسية بدور "الكتائب" المستقبلي، السياسي، وعلاقاتها مع المكونات اللبنانية السياسية والطوائفية، وتخلي قيادتها الحالية عن نهج التحدي، وما يترتب عليه من نتائج  سلبية على المستوى الوطني، والتوقف عن التصويب على رئاسة الجمهورية لان هناك حساباً سياسياً تريد تصفيته مع شاغلها، وهو ما لا ينسجم مع الخط السياسي والخطوط العريضة التي تربت عليه "الكتائب" منذ تأسيسها في العام ١٩٣٦.

ان جمع الشمل، كما ضم عناصر شابة لا يستقيمان، من دون ان يقترنا ببرنامج استنهاض شامل لـ"الكتائب" في جميع المجالات، ولا يبدو ذلك متيسراً في ظل إعراض كبير لدى المخضرمين، والشخصيات التاريخية للحزب، والكادرات الوسيطة المقتدرة عن الاسهام بأي جهد، والتسليم ببقاء وضع القيادة على ما هي عليه. وفي رأي معظم هؤلاء ان اي معالجة ستكون جرعة "مورفين" تسكن الوجع، قبل ان يعود ليفتك بالجسم.

وهكذا يتوقع ان يستمر الجدل البيزنطي حول "انقاذ" الحزب في اروقة "البيت المركزي" من دون الوصول الى تتيجة.

فلا استحضار الماضي، ولا الوعد "الكموني" بنهضة تلي الكبوة، يحجبان ازمة "الكتائب" التي كانت في مراحل مفصلية من تاريخ لبنان الحديث، ضميره وصمام  أمانه. تعرف متى تعتدل، ومتى تكون رأس حربة في الدفاع عن الثوابت الوطنية.

سقيا لذاك الزمن…

 

المُجتمع الدولي يُجدّد ثقته بالقطاع المصرفي اللبناني

بروفسور جاسم عجاقة/07 حزيران/18

 كرّم المصرف الأميركي "جي بي مورغان" حاكم مصرف لبنان رياض سلامة بمناسبة الذكرى الخامسة والعشرين له على سدّة حاكمية المصرف المركزي. أهمية هذا الاحتفال أنه يحمل في طيّاته عدّة رسائل على رأسها قدرة لبنان على البقاء مندمجًا في المنظومة المصرفية العالمية، والثقة بسياسة رياض سلامة النقدية، وتجديد الثقة في القطاع المصرفي اللبناني.

الاحتفال الذي أقامه المصرف الأميركي "جي بي مورغان" بحضور المدير التنفيذي للمصرف في أوروبا والسفيرة الأميركية في لبنان على شرف سلامة، حمل في طيّاته الكثير من الرسائل التي نادرًا ما تكون بهذا الوضوح من قبل أكبر قوّة اقتصادية ومالية في هذا العالم. تكريم سلامة يأتي قبل كل شيء اعترافًا من مصرف حجمه 2300 مليار دولار (أي 44 مرّة حجم الاقتصاد اللبناني!)، لقدرات سلامة المصرفية وللسياسة النقدية الحكيمة التي اتّبعها واستطاع من خلالها المُحافظة على الليرة اللبنانية وعلى الاقتصاد اللبناني من الانهيار.

لكن بالفعل، ما هو سبب هذا التكريم؟ التحليل الذي قمنا به أظهر أن الهندسات المالية التي قام بها سلامة تخطّت آفاق المصرفيين الأميركيين من ناحية الحنكة، والأهم استدامة مفعول هذه الهندسات. والدليل هو ثبات الليرة كما والنظام المصرفي الذي أصبح من أهم المراكز المالية العالمية على الرغم من كل الأحداث السياسية والأمنية التي عصفت بلبنان، وعلى الرغم من الوضع الاقتصادي والمالي الذي يعيشه لبنان منذ اغتيال الرئيس رفيق الحريري وحتى يومنا هذا.

والمؤسف أن جهابذة السياسة النقدية في لبنان قاموا بحملة انتقاد شاملة وواسعة على الهندسات المالية التي قام بها، مُصنّفين بذلك أنفسهم أعلى مرتبة من المصرفيين الأميركيين الذين جعلوا من الولايات المُتحدة الأميركية المركز المالي العالمي الأول بعيدًا أمام الآخرين. على هذا الصعيد، يكفي القول إن بورصة نيويورك للأسهم وحدها تحوي على 60% من الاستثمارات العالمية في أسواق الأسهم. وبالتالي فإن تكريم سلامة من قبل مصرف أميركي يزن 2300 مليار دولار أميركي هو أنسب ردّ على جهابذة السياسة النقدية في لبنان.

الرسالة الثانية التي يحملها حفل تكريم سلامة من المصرف الأميركي، قالها المصرف الأميركي بوضوح عندما صرّح أنه يُكرّم سلامة لدوره الأساسي في جعل المصارف المراسلة تثق بالقطاع المصرفي اللبناني. هذه الثقة تعني باللغة المصرفية أن القطاع المصرفي اللبناني يمتثلُ لكل المعايير والقوانين الدولية، ويُبعد عنه أي شبّهة مهما كان نوعها. الجدير ذكره أن دور المصارف المراسلة هو أساسي في الاقتصاد، إذ لا يُمكن بأي شكل من الأشكال القيام بتجارة دولية مهما كان نوعها من دون اللجوء إلى فتح اعتمادات مع مصارف مراسلة، كما أنه من المستحيل تحويل أموال من لبنان وإليه، من دون اللجوء إلى المصارف المراسلة. لذا فإن ثقة المصارف المراسلة العالمية بالقطاع المصرفي اللبناني تعني عدمّ انهيار الاقتصاد اللبناني.

ولكن الرسالة المحورية هنا تبقى قدرة لبنان على الاندماج في المنظومة المصرفية العالمية والتي يجب المحافظة عليها مهما كان الثمن، لأن مقاطعة المصارف المراسلة للقطاع المصرفي اللبناني تعني القضاء على الكيان اللبناني.

الرسالة الثالثة التي يحملها حفل تكريم رياض سلامة من قبل المصرف الأميركي، تكمن في إمكانية لبنان الحصول على قروض من المصارف العالمية مقابل سندات خزينة "أوروبوند" كضمانة. وهذا الأمر له معانٍ اقتصادية كثيرة على رأسها رفع الثقة بالاقتصاد اللبناني، وهو ما يحتاج إليه لبنان مع وضع اقتصادي وسياسي مُتعثّر. الجدير ذكره أن عدداً قليلاً من البلدان في وضع لبنان يُمكنه الحصول على هذا النوع من القروض، والناتجة قبل كل شيء من الثقة بقدرة القطاع المصرفي، لكن أيضًا بالقدرات الكامنة في الاقتصاد اللبناني.

هذه الرسالة لها أهمّية معنوية للاعبين الاقتصاديين، لأن لبنان ليس بحاجة فعلًا للتمويل الخارجي، والسبب يعود إلى أن لبنان قادر على تمويل اقتصاده بالعملات الأجنبية من المصارف وليس فقط من تحاويل المُغتربين. هذه القدرة متأتية من السياسة التي فرضها سلامة على القطاع المصرفي من ناحية رفع رأسماله وسيولته في آن واحد، بالتزامن مع سياسة احترازية ضدّ المخاطر التي قد تواجه المصارف. الجدير ذكره أن المصارف اللبنانية أصبحت تحوي على أهم مراكز تقييم وتخمين للمخاطر التي قد تواجهها هذه المصارف في نطاق أعمالها (قروض، استثمارات...). بمعنى آخر، إن القطاع المصرفي قادر على تمويل حاجة الأسواق من العملات الأجنبية من دون أن يكون لذلك أي تأثير على الثبات النقدي.

في الختام لا يسعنا القول إلا أن السياسة النقدية التي اتّبعها سلامة تستمر في إعطاء ثمارها، وآخرها هذه الرسائل التي يحملها أهمّ مصرف أميركي من خلال تكريمه رياض سلامة. ولسلامة نقول: "لسنين طويلة يا سيد".

 

طروحات جديدة لحل النزاع الحدودي بين لبنان وإسرائيل

كارولين عاكوم/07 حزيران/18

عادت قضية الحدود البرية والبحرية المتنازع عليها بين لبنان وإسرائيل إلى الواجهة حيث من المتوقع أن تتكثف المباحثات حول هذا الأمر بعد تقديم قائد «قوات اليونيفيل» اقتراحا جديدا للحل، في وقت أعلن وزير الطاقة الإسرائيلي يوفال شتاينتز أن أفكارا جديدة طرحت عبر قناة سرية أميركية للوساطة في النزاع البحري بشأن التنقيب عن النفط والغاز في شرق البحر المتوسط مرجحا التوصل إلى اتفاق خلال هذا العام. وبعد اللقاء الثلاثي الذي عقد يوم أول من أمس بين رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس الحكومة المكلف سعد الحريري ورئيس مجلس النواب نبيه بري، سيعقد في الأيام المقبلة لقاء ثلاثي بصفة دورية غير مباشر بين لبنان وإسرائيل بواسطة الأمم المتحدة في نقطة الناقورة الحدودية لاستكمال المفاوضات التي تهدف على الأقل في المرحلة الأولى إلى إيجاد حلول للحدود البرية، بحسب ما أشارت إليه مصادر وزارية. وكشفت مصادر عسكرية لـ«الشرق الأوسط»، عن تقديم قائد «اليونيفيل» مايكل بيري، اقتراحا جديدا للحل وضع على طاولة البحث رافضة إعطاء المزيد من التفاصيل، مشيرة كذلك إلى استكمال الجهود الأميركية في هذا الإطار وتحديدا تلك التي كان قد بدأها نائب وزير الخارجية ديفيد ساترفيلد الذي زار لبنان وإسرائيل في شهر فبراير (شباط) الماضي والتقى المسؤولين من الطرفين للبحث في الحل منعا لأي مواجهة بينهما. مع العلم أنه وبعدما أحيل ساترفيلد إلى التقاعد من المتوقع أن يستكمل هذه المهمة خلفه ديفيد شينكر الذي سيؤدي اليمين الدستورية يوم الخميس المقبل أمام الكونغرس. وأشارت «وكالة الأنباء المركزية» أن «الجدار الإسمنتي سيكون على جدول أعمال اللقاء الثلاثي في الناقورة، فضلا عن الطلب اللبناني لليونيفيل برسم خط أزرق مائي في المنطقة البحرية ما يضمن حرية عمل الشركات المكلفة التنقيب عن النفط في المنطقة اللبنانية الخالصة. إضافة إلى انسحاب إسرائيل من القسم اللبناني لبلدة الغجر والخروقات الإسرائيلية البرية والجوية للخط الأزرق». وعن موضوع الجدار، أكد قائد القطاع الشرقي وقائد الكتيبة الإسبانية العاملة في إطار «اليونيفيل» في الجنوب الجنرال خوسيه لويس سانشيز مارتينيز لـ«المركزية»، أن «إسرائيل تبني الجدار الإسمنتي في المناطق المتفق عليها، وحتى الآن لا يوجد أي تعد على الأراضي اللبنانية»، مشيرا إلى أن «إسرائيل ملتزمة إلى الآن بعدم اجتياز الخط الأزرق، ونحن نراقب يوميا المناطق التي تعمل فيها، ونسجل عدد ألواح الباطون التي يضعها الجنود الإسرائيليون لاستكمال بناء الجدار». مع العلم أن الموقف اللبناني الرسمي يشدّد على التمسك بخط الهدنة لعام 1949 مع التأكيد على أن الخط ‏الأزرق الذي فرضه القرار 1701 ليس هو حدود لبنان الجنوبية، وما يسري ‏حدودياً على البر ينبغي أن يسري في البحر. وحول الخط الأزرق المائي، قال مارتينيز إن «الخط يقع في القطاع الغربي في اليونيفيل، ويعمل المسؤولون المعنيون على تذليل العقبات». وفي الجانب الإسرائيلي، اكتفى وزير الطاقة يوفال شتاينتز الذي يشرف على التنقيب عن الطاقة في إسرائيل ويقود المفاوضات غير المباشرة مع لبنان، بالقول لـ«وكالة رويترز»، إن أفكارا جديدة طرحت عبر قناة سرية أميركية للوساطة في نزاع بحري بين إسرائيل ولبنان بشأن التنقيب عن النفط والغاز في شرق البحر المتوسط، مضيفا أنها تعزز احتمالات التوصل لاتفاق جزئي هذا العام. وبدأت إسرائيل خطة تنقيب عن الغاز في شرق البحر المتوسط قبل عشرة أعوام تقريبا بعد اكتشاف حقلين ضخمين للغاز. وتم اكتشاف حقول أخرى في مصر وقبرص وتنقب الشركات الآن في المياه اللبنانية أيضا. وقال شتاينتز إن جيسون جرينبلات مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترمب للسلام في الشرق الأوسط، يشارك أيضا في الجهود، مضيفا: «هناك مجال للتفاؤل الحذر لكن ليس أكثر من ذلك. أتمنى أن نتمكن خلال الشهور المقبلة أو بحلول نهاية العام من التوصل إلى حل أو على الأقل حل جزئي للنزاع... لم تتم تسوية شيء بعد». ومما لا شك فيه أن أي حل سينعكس إيجابا على البلدين في وقت يبدأ العمل والتخطيط للتنقيب عن النفط. وقسم لبنان المنطقة التي يفترض أن تحتوي الغاز والنفط إلى عشر رقع، ووقّع قبل نحو أربعة أشهر عقود استكشاف الغاز والنفط في «البلوكين» 4 في الشمال و9 في الجنوب مع تحالف الشركات الأجنبية، الذي يضمّ «توتال» الفرنسية و«إيني» الإيطالية و«نوفاتك» الروسية. وتقع الرقعة الرقم 9 بمحاذاة منطقة متنازع عليها بين لبنان وإسرائيل مساحتها 860 كيلومتراً مربعاً.

 

محاولات لـ «تأهيل الأسد» مقابل انسحاب إيران

عبدالوهاب بدرخان/الحياة/07 حزيران/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/65187/%d8%b9%d8%a8%d8%af%d8%a7%d9%84%d9%88%d9%87%d8%a7%d8%a8-%d8%a8%d8%af%d8%b1%d8%ae%d8%a7%d9%86-%d9%85%d8%ad%d8%a7%d9%88%d9%84%d8%a7%d8%aa-%d9%84%d9%80-%d8%aa%d8%a3%d9%87%d9%8a%d9%84-%d8%a7%d9%84/

استاءت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي من قرار النظام السوري إقامة علاقات ديبلوماسية مع إقليمي أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية والاعتراف بانفصالهما عن جورجيا وإلحاقهما بروسيا. وبهذا القرار أرادت موسكو أن تقول من جهة إن سورية أصبحت إقليماً روسياً جديداً ومن الطبيعي أن تعترف بأقاليمها الشقيقة، ومن جهة أخرى تحدّت عدم اعتراف الأميركيين والأوروبيين بالإقليمين المنفصلَين (فضلاً عن ضمّ شبه جزيرة القرم) وقدّمت عينة من استغلالاتها الكثيرة القادمة لـ «الإقليم السوري». أما نظام بشار الأسد فيرى أن اللحظة حانت لانتهاز الفرص المتاحة لاستئناف ممارسة «شرعيته» دولياً، ولو من بوابتي أبخازيا وأوسيتيا أو ترؤسه مؤتمر الأمم المتحدة لنزع السلاح. وبعد مضي أعوام عدة على رئيس النظام وهو لا يزور إلا فلاديمير بوتين وحيداً ولا يُزار إلا من موفدي علي خامنئي ووفود لا مغزى لها أو أخرى حاملة رسائل سرّية، ها هو يعتزم زيارة حليفه العزيز كيم جونغ أون ليحثّه على ضم سورية إلى أوراق قمته مع دونالد ترامب، وسط غموض حول الجهة التي «سمسرت» هذه الزيارة وما إذا كانت روسية أو إيرانية.

ثمة خطوات حصلت أو هي قيد الإعداد لـ «إعادة تأهيل» نظام الأسد. فالمنافسة حادّة بين النمسا وألمانيا على تولّي هذا الدور دولياً، وتفترض الضرورة أن تتحرّكا تجاه موسكو لكن بالتنسيق مع واشنطن، غير أن سلّة «التأهيل» لم تكتمل بعد، فملفات انسحاب القوات الأجنبية وإعادة الإعمار والتسوية السياسية وعودة اللاجئين تنتظر المعادلة المناسبة والتوافقات اللازمة. أما الجانب الآخر لـ «التأهيل» فتحاول إيران تفعيله مع الدول العربية المنضوية قسراً أو طوعاً في معسكرها، مع التركيز حالياً على اتجاهَين: الأول، تطبيع العلاقة بين النظام وقطر ما لم يتعارض مع العلاقة القطرية- التركية. والآخر، تطوير الوصاية الإيرانية- الأسدية على لبنان عبر استخدام هيمنة «حزب الله» على الحُكم من خلال تحالفه مع حزب الرئيس ميشال عون والاستثمار في نتائج الانتخابات الأخيرة والتكتّل النيابي الموالي للنظام السوري. ويبدو تجنيس بضع عشرات السوريين وفلسطينيي سورية الأثرياء المرتبطين بالأسد ثمرة للوصاية المتجدّدة، فيما يأمل الرئيس اللبناني أن يتعاون النظام في إعادة اللاجئين إلى سورية.

لم يكن صعود خيار «تأهيل الأسد» صدفة بالتزامن مع الورشة الروسية لتوسيع رقعة سيطرة النظام والسعي إلى إخراج كل القوات الأجنبية، حتى أن إسرائيل لم تتردّد في إبداء عدم ممانعتها بقاء الأسد، بعدما كان هذا ولا يزال موقفها الضمني والعملي، وإذ اختارت الجهر به فلتشجّع الأسد على التجرّؤ إزاء إيران، وهي لم تُقدِم أخيراً على تهديده إلا في سياق المطالبة بخروج الإيرانيين من سورية لقاء أن يبقى في منصبه. تلك واحدة من المقايضات التي انفتحت سوقها لدى البحث في مستقبل منطقة خفض التصعيد في الجنوب الغربي، فالنظام أراد البناء على استعادته الغوطة للتوجّه جنوباً إلى درعا، وروسيا وجدتها فرصة سانحة لتحريك القطيعة بينها وبين الولايات المتحدة، وفرصة أخرى لإقفال الملف العالق مع إسرائيل في شأن التمدّد الإيراني نحو جبهة الجولان.

وكما يحصل كلّما طرحت روسيا بإلحاح مدّ سيطرة النظام فإنها اصطدمت هذه المرّة أيضاً باختلاط قوات النظام مع الميليشيات الإيرانية، وهي مشكلة لم تحلّها سابقاً خدعة توحيد الزيّ ولا حالياً خدعة الاعتماد على «الفيلق الخامس» الذي أنشأه الروس وينقّلونه من جبهة إلى جبهة ويعتمدونه الآن كواجهة لقوات النظام المرشّحة لتسلّم الحدود مع الأردن وفي الجولان. فهذا الفيلق لا يكفي للمهمات التي تُعهد إليه ولم يكن إبرازه إعلامياً في بعض الجبهات سوى تغطية لوجود الميليشيات الإيرانية. وهناك خدعة أخرى تمثّلت أخيراً بالانسحاب من مواقع جنوبية للإيحاء بأن إيران تريد تسهيل عودة النظام إلى المنفذ الحدودي مع الأردن. لكن سرعان ما بدت المسألة أكثر تعقيداً بل زادت تعقيداً عندما اصطنع النظام أجواء معركة وشيكة لاستعادة درعا بالقوّة إسوةً بالغوطة، فجاءه إنذار أميركي أول ثم دخلت روسيا على الخط للتذكير بأن اتفاق «خفض التصعيد» ينطوي على موافقة أميركية وأردنية (وإسرائيلية) على تسليم الحدود إلى النظام.

لم تنفِ الأطراف الثلاثة تلك الموافقة بل حاججت بأنها مشروطة بالتوافق على الترتيبات، واستغلّت موسكو الجدل لتطالب بتفكيك قاعدة التنف الأميركية وتشدّد على انسحاب القوات الأجنبية (الأميركية) من المنطقة، لكن لتوضح أيضاً أن تلك القوات تشمل فصائل الجبهة الجنوبية على رغم أن غالبيتها من أبناء المنطقة السوريين، وقد طُرح استطراداً أمر ترحيلهم إلى إدلب. وبموازاة الإعداد لاجتماع ثلاثي في عمان كان واضحاً أن تفاهماً روسياً- إسرائيلياً على خريطة الانكفاء الإيراني إلى الداخل السوري سيسهّل صوغ آلية لتطبيق الاتفاق في عمان. لكن وزيري الدفاع سيرغي شويغو وأفيغدور ليبرمان لم يتوصّلا إلى تفاهم قابل للتطبيق، على رغم عرض إسرائيل ضمانها بقاء الأسد في السلطة لقاء تخلّيه عن إيران.

وضع الأسد هذا الضمان الإسرائيلي في رصيده، ليستأنف التهديد بحل عسكري في الجنوب، فجاءه إنذار أميركي ثانٍ. لكن أوساطه تعتبر أن الجدل على مسألة الجنوب شكليٌّ وسينتهي إلى اتفاق لمصلحته، أي أنه لن يستعيد محافظة درعا بكاملها والمنفذ الحدودي فحسب بل سيعني الاتفاق أن أطرافه جميعاً، وبالأخصّ الولايات المتحدة، باتت معترفة به ولو في شكل غير مباشر، موقّتاً. إذاً، فهي خطوة أخرى على طريق «التأهّل» الدولي. لكن الظهور المفاجئ لوزير خارجية النظام، بعد غياب طويل، أعاد عقارب الساعة إلى الوراء وشكّل مؤشّراً لرفض «الصفقة» الجنوبية التي انخرطت روسيا في بلورتها. إذ جدّد وليد المعلم الاعتراف بـ «شرعية» الوجود الإيراني في سورية واعتماد النظام عليه، كذلك اعتبار تركيا «عدوّاً غازياً»، لكن الأهمّ أنه اشترط الانسحاب الأميركي للدخول في مفاوضات على الجنوب. أما الجديد في كلام المعلم فكان النقد اللاذع المباشر ي وغير المباشر للحليف الروسي، سواء في قيادته التفاوض وتجاهله للنظام أو في مساوماته المتقدّمة على الوجود الإيراني، لكن خصوصاً في «قلّة الأدب» التي ارتكبها بتسريب أسماء مرشحي النظام لـ «اللجنة الدستورية».

بالتزامن مع ذلك انقلب المزاج في أوساط النظام، فالذين يميلون إلى روسيا صاروا فجأة مدركين خطورة استفرادها بالأسد، والذين يعملون مع الإيرانيين عادوا إلى الدفاع عن الدور الذي أدّته لحماية النظام. استطاعت طهران بأساليب عدة إعادة الأسد إلى المربع الذي كان على وشك أن يغادره، فالمصلحة تقضي بأن يلعب مع/ وعلى كل من يساعده على الاحتفاظ بسلطته. أحبط الإيرانيون تولّي الروس والإسرائيليين «إعادة تأهيل» الأسد، واستطاعوا إقناعه بمواجهة روسيا في أمرين: أولوية لإخراج الأميركيين والأتراك وعدم التعرّض للوجود الإيراني، الإصرار على الدستور الحالي كأساس للتسوية السياسية ورفض أي سعي إلى دستور جديد يهدف إلى تقليص صلاحيات الرئيس وربما إعادة هيكلة المنظومتين العسكرية والأمنية.

حتى لو كان الأسد لا يزال متمتّعاً بهامش واسع للمناورة، نظراً إلى شعوره بحاجة الجميع إليه، إلا أن حدود التلاعب بالدول ومصالحها له باتت مكشوفة. ذاك أن اعتراض الروس أو إغضابهم قد يكون مكلفاً جداً للنظام وإنْ لم يتعرّض الأسد شخصياً لخطر جدّي، فهو لن يتمكّن في أي حال من إقناع بوتين، لا بالتصدّي لإسرائيل ومنعها من استهدافها الإيرانيين وأتباعهم، ولا بأخذ صيغة النظام للتسوية السياسية، لأن روسيا تبحث عن صيغة تستطيع «بيعها» إلى الأميركيين وبالأخص إلى الأوروبيين لاجتذابهم إلى ملف إعادة الإعمار. أما السير مع الإيرانيين في سعيهم إلى مواجهة مفتوحة مع إسرائيل فهو مجازفة غير مضمونة وسط اشتداد الضغوط على إيران. وأما خيار المراهنة الإيرانية على صراع روسي- أميركي أو الدفع إليه فهو مستبعد من جانب الدولتين أياً تكن الظروف، بل إن صداماً روسياً- إيرانياً قد يبدو أكثر واقعية.

* كاتب وصحافي لبناني

 

الحرب على الأبواب إذا بقيت إيران في سوريا

هدى الحسيني/الشرق الأوسط/07 حزيران/18

ينتقد محدثي الدبلوماسي الغربي المخضرم، والعائد من جولة شرق أوسطية، الغربَ الذي يرى أن حل أي مشكلة يكون باللجوء إلى الانتخابات. يعرف عن كثب ما تفكر فيه عدة دول في المنطقة ويقول: لا يصدمك ما سأقوله، فهذه المرة إذا دفعت إيران بـ«حزب الله» إلى ضرب إسرائيل، فسيتم «طمس» لبنان وسيعاني كثير من الأبرياء ولا مخرج من ذلك، لأن «حزب الله» يستطيع الآن أن يضرب إسرائيل بقوة، فهو يملك 135 ألف صاروخ وقذيفة، وبالتالي سيكون الرد الإسرائيلي جذرياً. يضيف: الكل يسأل عن الوجود الإيراني في سوريا. ويجيب: لأن الإيرانيين يريدون أن يمتد نفوذهم من أفغانستان ولا يريدون أن يفقدوا موطئ القدم الشيعي في شرق المتوسط، يدركون أن «حزب الله» وحده لا يكفي لمواجهة إسرائيل، ولذلك يريدون إقامة قواعد عسكرية في سوريا، وإذا لم يتم منعهم فإن حرباً كبرى ستنشب لا تدمر فقط لبنان؛ بل ستكون لها تبعات إقليمية ضخمة.

يقول محدثي: لقد حدث تغير جذري في موقف إسرائيل في ما يتعلق بالمواجهة العسكرية على حدودها الشمالية. حتى أشهر مضت، وعندما أصبح واضحاً أن روسيا من سيقرر مصير الحرب الأهلية في سوريا، كان الموقف الإسرائيلي لسنوات: لا للحرب، بل ما يمكن أن تقوم به من عمليات في ظل التهديد بالحرب تفعله، حتى إذا ما وقعت الحرب فلن يكون الطرف الآخر قوياً بما فيه الكفاية لمواجهتها. كانت الفكرة أن تقوم بكل شيء لا يؤدي إلى اشتعال الحرب. الآن لإسرائيل توجه مختلف تماماً، ترى أن خطر إقامة إيران قواعد عسكرية في سوريا أمر جدي وتبعاته كارثية عليها، وستحاول منعه، وإذا أدى ذلك إلى الحرب، فليكن.

يوضح: خطر تدهور العمليات إلى حرب كان بمثابة خط أحمر حاولت إسرائيل عدم تجاوزه، لكن الآن خطر الوصول إلى حرب لم يعد عائقاً ولم يعد محرماً، فالبديل عن الحرب كارثي بنظرها. أسأله ما البديل؟

يقول الدبلوماسي المطلع: من وجهة نظر إسرائيل كانت تشعر بأنها لاعب ثانوي، بمعنى أنها تنظر إلى ما يحدث وتسأل عن تبعات ذلك عليها، لكن أعتقد الآن أن إسرائيل صارت تشعر بأنها اللاعب الأهم، والسبب خطر إقامة الإيرانيين في سوريا في ظل تغطيات تسمى الميليشيات. تشعر أن الإيرانيين سيأتون بأعداد كبيرة من الصواريخ بعيدة المدى، والدقيقة والقادرة على حمل متفجرات. ثم إنهم يريدون إقامة مصانع في سوريا ولبنان لإنتاج الصواريخ، والفكرة أنه مع مئات الآلاف من الصواريخ متوسطة المدى، وعشرات الآلاف من الصواريخ الثقيلة والدقيقة في إصابة الأهداف، فإن نظام الدفاع الصاروخي في إسرائيل، وهو الأكثر تطوراً في العالم، لن يكون قادراً على صدها، هذا يعني أن إسرائيل تدرس هذا الخطر، وهنا يوجد احتمالان، كما يقول، إما أن تعلن إيران الحرب على إسرائيل حيث تستطيع إيذاءها إلى درجة كبيرة، أو يمكن أن تستمر باستفزاز إسرائيل على مستويات منخفضة، وتظل إسرائيل عاجزة عن الرد لأن النتيجة تكون حرباً تزعزع قدرة إسرائيل إلى درجة لا تلغي وجودها إنما تؤخر ازدهارها. يقول: لهذا بمجرد أن يكون لدى إيران احتمال تهديد إسرائيل، وحتى لو لم يتحقق ذلك، فإن إسرائيل في ظل هذا الوضع لن تكون قادرة على مواجهة المشكلات الأخرى. ستكون خائفة من عمل شيء ما في غزة، فلربما ردت إيران، وستخاف من عمل أي شيء في لبنان أو في الضفة الغربية إذا كان الإيرانيون يهددونها من سوريا.

يقول: إذا أقام الإيرانيون قواعد بحرية في سوريا، وأتت غواصاتهم إلى قواعد المتوسط، وأكثر من 90 في المائة مما تستورده إسرائيل يأتي عبر البحر، عندها تصبح رهينة للقابعين في طهران، وهذا لن تسمح به حتى لو أدى إلى حرب، ستمنع ذلك بأي ثمن. يضيف: تشعر إسرائيل بأن الإيرانيين يدركون أن أهم شيء، ليس السلاح النووي، بل تحقيق طموح إيران في السيطرة على كل المنطقة، حتى إن السلاح النووي تريده لإعطاء مناعة لخطوات السيطرة على المنطقة، وتشعر إسرائيل بأنها القوة الوحيدة التي تستطيع وقف المشروع الإيراني، وما تحاول إيران بناءه في سوريا الآن هو لمنع إسرائيل من إيقاف مشروعها، لذلك، يقول محدثي، مهما يحدث، وإذا اجتمع كل الأوروبيين ضد إسرائيل، وحتى لو كان باراك أوباما لا يزال في البيت الأبيض، فإن إسرائيل مستمرة بخطتها لمنع إيران من البقاء في سوريا.

يقول إنه سمع من مسؤولين إسرائيليين أن كل الأحداث في الوقت الحالي هي لمصلحة بلادهم، وأن هناك ثلاثة أمور علينا فهمها وإدراكها لمعرفة لماذا تشعر بالثقة.

الأول: لديها تقدم عسكري كبير في سوريا. هي قوية والإيرانيون في سوريا ضعفاء. إذا وقعت المواجهة الآن، فإن إيران لا تستطيع مقاربة إسرائيل. الأمر الوحيد الذي يمكن أن يوقف إسرائيل هو لو كانت لديها قيادة تخاف من المواجهة، لكن بالنسبة إلى توازن القوى، ترى أن الميزان يميل بقوة لصالحها.

عسكرياً، لا يستطيع الإيرانيون فعل أي شيء ضد إسرائيل، وإذا ضربوا المدنيين الإسرائيليين، فإن إسرائيل سترد في إيران. يشرح: يرى المسؤولون الإسرائيليون أن إيران هي الدولة الأكثر عرضة، ولأن إيران باختصار هي «نفطها» والنفط مادة ملتهبة، لذلك لا حظ لإيران بمواجهة إسرائيل. أسأل: هل يعني هذا أن إيران صارت هدفاً؟ يجيب: إذا ضربت المدنيين الإسرائيليين. لكن إذا ضربت منشآت عسكرية فسترد إسرائيل بتفوق كبير، أما إذا ضربت مدنيين إسرائيليين؛ وهذه نقطة ضعف إسرائيل، فعندها سترد إسرائيل في إيران. لن يهمها ماذا سيسمي الإيرانيون أنفسهم: «حزب الله» أو أي شيء آخر. يقولون تستطيع إيران خداع الأوروبيين بهذه الأعذار والتسميات، أما بالنسبة إليها، فإن كل شيء يأتيها من الشمال يعني إيران.

الأمر الثاني: إسرائيل ارتاحت مع ذهاب باراك أوباما؛ تعدّه أسوأ رئيس أميركي بالنسبة إلى الشرق الأوسط وأبعد، بنظره آيات الله جزء من الحل وليسوا جزءاً من المشكلة. يقول محدثي: إن الإسرائيليين عندما ينتقدون أوباما فلا يقصدون أن ترمب جيد، إنما أوباما سيئ وعدم وجوده في البيت الأبيض دعم قوي لبلادهم، ليس لأن ترمب لن يعمل ضد إسرائيل، بل لأن ما يعدّه البعض سيئاً في ترمب تعدّه هي جيداً. يقول الناس إن أميركا تريد مغادرة الشرق الأوسط وهذا سيئ للمنطقة... بالنسبة إلى إسرائيل؛ فإن هذا جيد، خصوصاً إذا قال: سأغادر الشرق الأوسط لكن سأقوي المملكة العربية السعودية ومصر وإسرائيل، وذلك كي لا تتدخل أميركا عسكرياً في الشرق الأوسط بشكل مباشر. برأيها أن التحول الأميركي نحو آسيا إيجابي إذا كانت نتيجته دعم إسرائيل بالمال والسلاح ودعمها في الأمم المتحدة، والأهم بنظرها أن الإيرانيين يعرفون أن أميركا تدعم إسرائيل، وبالتالي فإن زخم المواجهة يتضاءل.

الأمر الثالث: عن العلاقات الإسرائيلية مع روسيا، يقول محدثي: لا تجمعهما مصالح واحدة؛ إنما لإسرائيل مصالح في سوريا لا تتعارض مع مصالح روسيا، فأهم ما تريده روسيا الإبقاء على نظام الأسد وإسرائيل تستطيع العيش مع ذلك، والمصلحة الأساسية لإسرائيل في سوريا هي إخراج إيران... الروس لا يحبون ذلك، لكن يستطيعون العيش معه. إذن التوازن هو: أن تترك إسرائيل الأسد على حدة، وأن تترك روسيا إسرائيل من دون أي تدخل عندما تواجه إيران في سوريا. يستطيع الروس والإسرائيليون إيذاء بعضهم بعضاً، لكنهم لا يريدون ذلك. الإطاحة بالأسد ليست بالأمر الشاغل لإسرائيل، وبالنسبة إلى روسيا الإبقاء على إيران في سوريا ليس بالأمر الضروري. الأسبوع المقبل عن المقاطعة الاقتصادية وهل سيذهب النظام الإيراني؟

 

الإيرانيون لن يغادروا سوريا

صالح القلاب/الشرق الأوسط/07 حزيران/18

إذا ثبت أنه سيُسمح للروس بأن يتعاملوا مع حلول الجبهة السورية الجنوبية كما تعاملوا مع الحلول التي تمت في الغوطة الشرقية وبعض المناطق الأخرى وترحيل «مسلحي» هذه المنطقة وسكانها إلى إدلب، فإن هذا سيعني بالنتيجة أن هناك مؤامرة لتمرير ما وصفه بشار الأسد بـ«سوريا المفيدة»، وأن عمليات «التغيير الديموغرافي» المتواصلة و«على قدم وساق» ستأخذ أبعادها الحقيقية، وأن هذا البلد العربي سيصبح بلداً مذهبياً يغْلب عليه اللون الواحد، وكما تريد إيران أن يشمل هذه المنطقة، وتحقيق هدف إقامة «الهلال» المذهبي الذي تحدثت عنه، والذي - إذا أردنا قول الحقيقة - قد نجحت في تحقيق بعض أجزائه الرئيسية حتى الآن... حتى هذه اللحظة! ولعل ما يشير إلى أن هناك ولو بعض الصحة في هذا الذي يقال أن «ورقة» نائب مساعد وزير الخارجية الأميركي ديفيد سترفيلد، التي أطلع عليها كل الأطراف المعنية، قد نصت على نقل مقاتلي المعارضة وأسرهم إلى إدلب في الشمال السوري بعد تسليم أسلحتهم الثقيلة، وكما حصل في ريف حمص ومناطق أخرى، وعودة القوات الحكومية إلى خطوط التماسّ مع الحدود الأردنية، وعودة مؤسسات دولة بشار الأسد إلى درعا وفتح معبر «نصيب» الحدودي، وكما كان عليه الوضع في السابق.

وهنا فإن الواضح أنَّ هذه العملية كلها قد جاءت كاستجابة لشروط الإسرائيليين الذين هددوا بحرب جديدة في هذه المنطقة إن لم يتم إخراج الإيرانيين من سوريا، وإنْ لم يتم إبعادهم ومعهم مقاتلو «حزب الله» كخطوة أولى عن «حدودها» وبمقدار سبعين كيلومتراً، فالروس كما هو معروف لا يمكنهم إلا الانسجام مع الرغبات والتوجهات الإسرائيلية وحتى على حساب علاقاتهم مع إيران وعلاقاتهم «المصلحية» مع نظام بشار الأسد.

وبالطبع فإن المعروف أن نظام بشار الأسد بلسان وزير خارجيته وليد المعلم، الذي قبل كل هذه التطورات كان قد غاب أو غُيِّب عن هذا المسرح لفترة طويلة، قد بادر ومن قبيل السعي لإظهار أنه في موقع قوة إلى القول إنه لن يوافق على هذه «الصفقة» خصوصاً إبعاد الإيرانيين عن الجبهة الجنوبية إلا بتفكيك قاعدة «التنف» الأميركية، وحيث كان رد قاعدة «حميميم» أن الاتفاق المبرم قد نص «بشكل واضح» على انسحاب القوات الإيرانية المساندة للقوات الحكومية في هذه المنطقة وانتقالها إلى العمق السوري بعيداً عن الحدود الجنوبية... والمتوقع تنفيذ هذا خلال أيام معدودات.

وحقيقةً، إن الأهم من هذا كله، على أهميته، هو أن الأردن لا يمكن أن يقبل بقوات سورية على حدوده الشمالية، ما لم ينته الوجود الإيراني في هذه المنطقة وبصورة نهائية وبضمانة روسيا والولايات المتحدة، وهو أيضاً أن المعارضة السورية لا يمكن أن تقبل بعملية «الترحيل» هذه إلى إدلب المقترحة آنفة الذكر، وأنها لن تقبل أيضاً بأن يتحول مقاتلوها إلى قوات محلية تابعة إلى الفرقة الرابعة التي يقودها ماهر الأسد والتي يديرها ضباط إيرانيون بألبسة عسكرية سورية.

إنه لا يمكن الاطمئنان إلى الروس إطلاقاً، فهم المسؤولون، عسكرياً وسياسياً وأمنياً، عن كل هذا الذي جرى في سوريا منذ سبتمبر (أيلول) عام 2015 حتى الآن، وأن كل هذه الانتصارات التي حققها نظام بشار الأسد هي انتصاراتهم، ويقيناً أنهم لولا «الإملاءات» الإسرائيلية لن يقدموا على هذه الخطوة الأخيرة وعلى الإطلاق، ولكن ومع ذلك فإنهم سيستغلون هذا «الاتفاق»، إنْ هو تم بالفعل، وسيواصلون عمليات التفريغ الطائفي السابقة وسينقلون المزيد من السوريين «السنة» إلى «مستودع» إدلب البشري هذا الذي قال رئيس النظام السوري إن وضعيته ستسهل عليه التعاطي معه وبالقوة العسكرية.

وهنا فإنه لا بد من تأكيد أن الإسرائيليين لا يزعجهم وجود قوات سورية نظامية على «حدودهم»، حتى في الجولان المحتل، لكن من دون أي وجود لا لإيران ولا لـ«حزب الله»، فهذه «القوات» كانت قد حالت دون وصول مقاتلي المقاومة الفلسطينية إلى فلسطين المحتلة إنْ سابقاً قبل احتلال عام 1967 وإنْ لاحقاً بعد هذا الاحتلال، وأيضاً إنْ حتى الآن، إذْ إن ما كان مسموحاً به عبر حدود عربية أخرى لم يكن مسموحاً به عبر حدود سوريا وهذه مسألة معروفة ولا تحتاج لا إلى أدلة ولا إلى براهين. والمهم أن هذا الاتفاق الذي يجري الحديث عنه بالنسبة إلى الجبهة الجنوبية هو في حقيقة الأمر اتفاق مع الإسرائيليين وما عدا ذلك فإنه مجرد رتوش تجميلية، والدليل الذي يؤكد هذه الحقيقة هو أن هذا الاتفاق قد جرى التفاهم عليه مع كبار المسؤولين الروس خلال زيارة أفيغدور ليبرمان وزير الدفاع الإسرائيلي الأخيرة إلى روسيا التي قال فيها إنه قد تمت خلالها تفاهمات بشأن إبعاد القوات الإيرانية والميليشيات الشيعية عن الحدود الإسرائيلية.

ثم وبالعودة إلى موقف الأردن من وجود قوات سورية على حدوده الشمالية في مثل هذه الأوضاع التي تعيشها سوريا وتمر بها المنطقة كلها فإن ما تجدر الإشارة إليه هو أن الأردنيين أصحاب خبرة طويلة في هذا المجال وأنهم ما زالوا يضعون في حسبانهم أنه عندما اجتاحت الدبابات السورية حدودهم في عام 1970 كانت مموهة بـ«إشارات» جيش التحرير الفلسطيني، وأنه ليس مستبعداً فقط، بل مؤكد، أن أي قوات سورية سترابط على حدود منطقة درعا ستكون «مطعمة» بقوات وميليشيات إيرانية وبمجموعات من «حزب الله» ستكون كلها مموهة بألبسة وشعارات جيش النظام السوري.

ولذلك فإن الأردن لا يمكن أن يقبل بقوات سورية في المناطق المتاخمة لحدوده الشمالية من دون ضمانات أميركية وروسية ومن دون أن تكون هناك «مراقبة» فعلية على هذه القوات من هاتين الدولتين الضامنتين، وهذا بالإضافة إلى إدراكه أنه من دون حلٍّ سياسي لهذه الأزمة الطاحنة فعلاً وعلى أساس «جنيف1» والقرار الدولي رقم 2254، فإن الأوضاع في هذا البلد ستبقى بمثابة قنابل موقوتة قد تنفجر مجدداً وفي أي لحظة وبخاصة إنْ اتخذت عمليات التفريغ الديموغرافي صورتها النهائية الرسمية.

وعليه فإنه لا بد من تأكيد أن ما تحدث عنه سترفيلد وما يروّج له الروس، بفرح غامر، هو مجرد تهدئة للمخاوف الإسرائيلية، وأن كل ما تبقى هو مجرد «رتوش» آنيّة، وأن تضارب المصالح بين الأميركيين والروس لا يزال في بداياته، وأنه لا تزال بين بدايات الواقع الحالي ونهاياته مسافات طويلة.

ويبقى أنه لا يمكن تصديق ما يروجه الإيرانيون من أن هناك استهدافاً لهم ولوجودهم في سوريا من قبل بشار الأسد والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، فهذا الكلام مقصود به تمرير هذه «الصفقة» مع الإبقاء على الوجود الإيراني على ما هو عليه، والواضح أن ما نشرته «سازندكي» الإيرانية المقربة من الرئيس حسن روحاني هو مجرد مناورة من غير المستبعد أن يكون الروس متورطين فيها، فهم دأبوا على مثل هذه الألاعيب والمناورات منذ بدايات انفجار الأزمة السورية في عام 2011 حتى الآن... وهم لا يمكن أن يتخلوا عن علاقاتهم مع طهران وهم في ذروة صراعهم مع الولايات المتحدة.

ثم في النهاية، ما يجعل هذا الاحتمال مستبعداً، إنْ الآن وإنْ على المدى الأبعد، هو أن بشار الأسد لا يمكن أن يغامر بالإقدام على مثل هذه الخطوة وهو يدرك أنه لولا وقوف إيران إلى جانبه وبكل ثقلها، عسكرياً وسياسياً ومالياً وبكل شيء، فلكان الآن... إما في إحدى زنازين أحد السجون السورية ينتظر محاكمته وإما في أحد القبور الدارسة... أو لاجئاً سياسياً في إحدى الدول التي من الممكن أن تقبل به بكل ما ارتكبه من جرائم ومذابح ضد شعب من المفترض أنه شعبه وضد دول مجاورة من بينها لبنان والأردن والعراق... وأيضاً تركيا!

 

مات أحمد سعيد... لكن الهزيمة لم تمت

خيرالله خيرالله/العرب/،08 حزيران/18

مات أحمد سعيد ولم تمت الهزيمة. ما يدل على ذلك سؤال في غاية البساطة: ماذا بقي من دمشق وحلب وحمص وحماة؟ ماذا بقي من بغداد والبصرة والموصل؟ بقي أن الهزيمة صارت هزائم وأن فلسطين لم تعد قضية العرب.

غاب أحمد سعيد عن ثلاثة وتسعين عاما، لكن الهزيمة التي كان رمزا من رموزها، بقيت. بل توسّعت. زادت الهزيمة مساحة وزادت عمقا في ظلّ هبوط مستوى الوعي على الصعيد العربي. صمت أحمد سعيد بعد الهزيمة، لكنّ المدرسة التي أسسّها بقيت حيّة ترزق.

إلى من لا يمتلك ذاكرة أو وُلد بعد الهزيمة، كان أحمد سعيد المذيع الأكثر شهرة في العالم في مرحلة ما قبل العام 1967. سكت مع سكوت المدافع واكتشاف أن سيناء صارت محتلة بعد فضيحة تدمير طائرات سلاح الجوّ المصري في قواعدها، وأنّ الجولان صار تحت السيطرة الإسرائيلية وأن القدس والضفّة الغربية صارا أرضا متنازعا عليها وليسا أرضا محتلّة.

كان صمت أحمد سعيد بعد هزيمة 1967 صمتا بليغا. أعطى فكرة عن الأخطاء الجسيمة القاتلة التي ارتكبها جمال عبدالناصر عبر إذاعة اسمها “صوت العرب” من القاهرة. كانت “صوت العرب” الإذاعة التي يعشقها معظم العرب من المحيط إلى الخليج. كانت سلاح جمال عبدالناصر في حربه على الأنظمة العربية التي ترفض أن تدين له بالولاء والاعتراف بأنه “بطل العروبة الخالد” الذي يؤمن بأنّ “لا صوت يعلو فوق صوت المعركة” وأن “ما أُخذ بالقوة لا يستعاد إلا بالقوة”.

كان أحمد سعيد يبيع الأوهام عبر “صوت العرب”. شاءت الصدف أن يموت الرجل قبل يوم واحد من الذكرى الـ51 لهزيمة ترفض أن تموت وما زالت مستمرّة. صمت أحمد سعيد بعد الهزيمة، لكن صمته لم يكن كافيا كي تتوقف مفاعيل ما أسفرت عنه حرب الأيام الستة. لا يقتصر الأمر على احتلال إسرائيل للأرض، بمقدار ما يتعلّق الأمر بهزيمة للعقل العربي، هذا إذا كان هناك في الأصل عقل عربي يخطط للمستقبل ويتعاطى مع الواقع وموازين القوى القائمة، بدل اعتبار الأحلام حقيقة مجرّدة.

صمت أحمد سعيد بعد الهزيمة، لكن صمته لم يكن كافيا كي تتوقف مفاعيل ما أسفرت عنه حرب الأيام الستة. لا يقتصر الأمر على احتلال إسرائيل للأرض، بمقدار ما يتعلّق الأمر بهزيمة للعقل العربي

كلّ ما يمكن قوله بعد نصف قرن وسنة واحدة على الهزيمة أنّ المنطقة كلّها تغيّرت نحو الأسوأ. لم يوجد من يريد أن يتعلّم شيئا من دروس حرب 1967. كان الاستثناء الوحيد أنـور السادات وفي مرحلة لاحقة الملك حسين، رحمهما الله. عمل العاهل الأردني الراحل الذي حاربه عبدالناصر من دون كلل ووصفه بأسوأ النعوت، كل ما يستطيع من أجل استعادة القدس والضفّة الغربية. اكتشف لاحقا أنّ معظم العرب لا يريدون ذلك وأن الفلسطينيين أنفسهم يفضلون بقاء الاحتلال على أن يستعيد الأردن الأرض ويسعى إلى صيغـة الفيـديرالية أو الكونفيديرالية التي تلائم الطرفين.

أسوأ ما في الأمر أنّ هناك من أراد أن يدفع لبنان ثمن القرار الحكيم الذي اتخذه رئيس الجمهورية وقتذاك (شارل حلو) والقاضي بعدم المشاركة في حرب الأيام الستة. حافظ لبنان على أرضه، لكن جهات عربية أصرّت على حمل شارل حلو على ارتكاب جريمة توقيع اتفاق القاهرة في العام 1969. عاد ذلك بالويلات على لبنان. لا يزال البلد يدفع إلى اليوم ثمن اتفاق القاهرة، بعدما أصبح السلاح غير الشرعي فيه إيرانيا بدل أن يكون فلسطينيا.

كيف يمكن لمجموعة من الزعماء العرب ألا تتعلّم شيئا من هزيمة 1967. كيف يمكن لأحمد سعيد، الذي امتلك فضيلة اسمها الصمت، أن يصبح مدرسة بحدّ ذاتها على صعيد المنطقة كلّها.

تصعب الإجابة عن مثل هذا السؤال، لكنّ الهزيمة، التي أسّس لها العقل الذي كان يتحكّم بأحمد سعيد، فرّخت هزائم. هناك هزيمة لحقت بلبنان. هناك هزيمة لحقت بسوريا وأخرى بالعراق. كلّ ما نشاهده الآن هو من ذيول هزيمة العام 1967، وما مهّد لتلك الهزيمة حين كان أحمد سعيد يستشهد بمقالات محمد حسنين هيكل الذي لعب الدور الأكبر في التنظير للهزيمة.

في واحد وخمسين عاما توالت الهزائم. الهزيمة العربية الكبرى كانت في الاعتقاد بأنّ عزل مصر بعد توقيعها معاهدة سلام مع إسرائيل سيقود إلى شيء ما غير المزيد من الشرذمة وخدمة لإسرائيل وصعود لإيران.

من ورث أحمد سعيد كان العقل البعثي الذي تحكّم بسوريا والعراق. لم يجد هذا العقل ما يفعله بعد ذهاب أنور السادات إلى القدس في تشرين الثاني – نوفمبر 1977 سوى عقد قمم لـ”جبهة الصمود والتصدي”، كانت أولاها في ليبيا – معمّر القذافي، وصولا إلى قمّة بغداد في 1978 في ظلّ مصالحة بين حافظ الأسد من جهة وأحمد حسن البكر وصدّام حسين من جهة أخرى. كانت مصالحة لم تعمّر طويلا. كانت تنطلق من عقلين غير مكتملين لدى صدّام حسين وحافظ الأسد. الفارق أن الأسد الأب عرف كيف يجرّ العراق إلى حيث لا يجب، أي إلى جانبه بعدما كان راهن طويلا على السادات وخاض معه حرب 1973.

حالت المصالحة بين البعثين العراقي والسوري، والتي كانت مبنية على ضلال دون موقف عربي واضح وموحد من الذي يجري في إيران، حيث كان آية الله الخميني يستعد لإزاحة شاه إيران ومباشرة لعبة جديدة تقوم على الاستثمار في الغرائز المذهبية. في أساس هذه اللعبة ما يخدم ما بشّر به في العمق أحمد سعيد، الذي كان في الواقع صوت جمال عبدالناصر ومحمد حسنين هيكل.

كان الهدف دائما تدمير كلّ ما هو حضاري في المنطقة العربية. هذا ما فعله جمال عبدالناصر عندما طرد الجاليات الأجنبية من مصر معتقدا أنّه انتصر على بريطانيا وفرنسا وإسرائيل في 1956، في حين أن الولايات المتحدة كانت وراء وقف العدوان الثلاثي على مصر. كذلك، هذا ما فعله عبدالناصر الذي قبل بالوحدة مع سوريا. قضى، بكل بساطة، على القوى الحيّة في المجتمع السوري مثلما قضى قبل ذلك على القوى الحيّة في مصر.

هذا العقل البعثي كان امتدادا مباشرا لعقل أحمد سعيد. إنّه العقل الذي استغلّه الخميني إلى أبعد الحدود عندما دمّر الذي خلفه العراق شرّ تدمير. لعب النظام الذي أسسه لاحقا دورا كبيرا في إيصال سوريا إلى ما وصلت إليه سوريا. فوق ذلك كلّه، لم يوجد في أي يوم إدراك حقيقي على صعيد المنطقة لما فعلته إيران في لبنان منذ العام 1982.

توفّي أحمد سعيد قبل أيّام في الذكرى الـ51 للهزيمة. لا يزال الرجل الذي كان صوت جمال عبدالناصر والذي كان يستطيع إنزال الإنسان العربي إلى الشارع حاضرا أكثر من أيّ وقت.

مات أحمد سعيد ولم تمت الهزيمة. ما يدل على ذلك سؤال في غاية البساطة: ماذا بقي من دمشق وحلب وحمص وحماة؟ ماذا بقي من بغداد والبصرة والموصل؟ بقي أن الهزيمة صارت هزائم وأن فلسطين لم تعد قضيّة العرب، لا القضيّة الأولى ولا الثانية ولا الثالثة. بدل محنة الاحتلال الإسرائيلي، صار الكلام عن محن. في كلّ مدينة عربية كبيرة تعمل إيران من أجل تدميرها، مباشرة أو عبر أدواتها، توجد محنة…

خيرالله خيرالله/إعلامي لبناني

 

إيران الماضي والحال والمستقبل

سيد أحمد غزالي/الشرق الأوسط/07 حزيران/18

بفضل مشيئة الله كان لديَّ الحظّ بعد استرجاع السيادة الوطنية عام 1962 أن أخدم الصالح العام على رأس قطاعات شتى، منها الطاقة والري والأشغال العمومية والمالية والاقتصاد والدبلوماسية ثم في آخر المطاف على مستوى رئاسة الحكومة، حيث حظيت بخبرة مهنية وسياسية متنوعة احتكت بخبرات الآخرين في عدد کثر من بلدان العالم. تلك الخبرة بدأت تنشأ في الجزائر طبعاً وفي نفس الوقت في الشرق الأوسط والولايات المتحدة. في هذا المضمار كنت على تواصل مع إيران في حالاتها المؤسساتية المتتالية. في عهد الشاه لم تكن هناك علاقات رسمية مكثفة بين الجزائر وإيران. لكن بعد التحاق الجزائر بمنظمة «أوبك» قمت وقتها بصفتي رئيس الشركة الوطنية «سوناطراك» بزيارة إيران في سبتمبر (أيلول) من العام 1968، قابلت خلالها رئيس شركة النفط الإيرانية، منوتشهر إقبال، وبقيت الزيارة في هذا الإطار، وخلافاً لزياراتي المشابهة إلى الدول الأخرى التي كنت ألتقى خلالها زعماء الدول المصدّرة للنفط لم ألتقِ في إيران أصحاب القرار السياسي. وللحقيقة، لمستُ في أثناء زيارتنا عدم رضا الشعب الإيراني عن الوضع والنظام، وهذا ما أسرّه إليّ حتى بعض المرافقات لوفدنا.

رأيت الشاه لأول مرة في قمة «أوبك» الاستثنائية التي عُقدت في الجزائر العاصمة بتاريخ 15 مارس (آذار) 1975، وبعد انتهاء جلساته، عقد اجتماعاً خاصاً برؤساء الوفود تحدث فيه رئيس كل وفد عن بلده وقدّم صورة عن وضع بلده مركّزاً على الإنجازات التي شهدها. ولما وصل الدور إلى الشاه أخذ يتكلم عن إيران كأنها جنة تحت حكمه وأسهب في الكلام عن الإنجازات العظيمة التي حقّقها في مختلف المجالات الاقتصادية والعسكرية وغيرها وذهب إلى أن صرح بالحرف: «في العام 1980 ستصبح إيران (القوة الصناعية والعسكرية الرابعة... بل الثالثة في العالم)» (!) وهذا ما يدفع إلى التساؤل حول إغفال الحكام الأحاديين عن مشيئة الله. فهل كان الشاه يُدرك أنه في عام 1980 لن يكون هناك أثر لحكمه ولا له شخصياً.

بعد سقوط الشاه رحّبنا بثورة الشعب الإيراني، وتطورت علاقاتنا مع النظام الجديد وقدّمنا خدمات قيّمة للنظام الجديد في نزاعه مع الولايات المتحدة بسبب أزمة الرهائن الأميركيين في طهران، وفي الحرب الإيرانية العراقية أيضاً اتخذنا موقفاً محايداً.

وبصفتي وزير الخارجية زرت طهران وقابلت رفسنجاني وخامنئي، ونظيري آنذاك، علي أكبر ولايتي، و... لكننا شاهدنا في الثمانينات وبداية التسعينات أن نظام الملالي بدأ بتقديم مختلف أنواع الدعم العسكري والمالي والسياسي للإرهاب في بلدنا. وما زلت أستغرب وأستهجن إمعان نظام الملالي في ممارسات الطعن بالظهر التي ثبتت في تصرّفاته ضدنا، ودعمهم لرموز التشدد والإرهاب في بلدنا، كما تبيّن في محاضر اللقاءات والطروحات التي تم تداولها على سبيل المثال بين عباسي مدني زعيم «جبهة الإنقاذ» مع كل من خامنئي ورفسنجاني وغيرهما في أثناء زيارته إلى طهران في عام 1991.

هنا بلغ السيل الزُّبى، كما يقول المثل، وقرّرنا قطع العلاقات مع نظام الملالي. مع الأسف العلاقات أُعيدت بعدها بسنوات، واليوم نسمع ونرى أن نظام الملالي يعمل من جديد من أجل تشييع وتجنيد الشباب في بلدنا.

إنني شاهدت في الصور التي جاءت هذه الأيام من داخل إيران أن أبناء الشعب المستائين من تصرفات النظام جريئون ولا يخافون الموت وهم الذين يتحدّون النظام في شوارع المدن الإيرانية. ولا شك أن هذ التهوّر، إذا صحّ التعبير، وهذه الشجاعة، لم يأتيا صدفة بل کانا نتاج مخاض عسير قدّم ثمنه أكثر من مائة وعشرين ألف قتيل سقطوا في صفوف المقاومة الإيرانية، كما أن هذا العام 2018 يعدّ الذكرى الثلاثين لمجزرة ارتُكبت عام 1988 بحق ثلاثين ألفاً من السجناء السياسيين من أعضاء وأنصار «مجاهدين خلق». هؤلاء القتلى ضحّوا بأنفسهم من أجل الحرية والديمقراطية. وهذه الدماء بدأت تؤتي ثمارها هذه الأيام في الشارع الإيراني. ويمكننا أن نقول: إن الانتفاضة الحالية تعد ثمرة تلك التضحيات. من جهة أخرى لم يستطع النظام الحاكم القضاء على المقاومة رغم المجازر والإعدامات والهجمات على أعضائها في العراق بالمدرّعات والجيوش وبالصواريخ ورغم الحرب النفسية الشعواء التي شنّها عليهم خلال هذه السنوات ووضع هذه المقاومة في مختلف قوائم الإرهاب العالمية. المقاومة بقيت فاعلة ومؤثّرة، حيث إنها تعمل داخل إيران منذ سنوات من أجل بناء «ألف أشرف»، أي ألف مجلس للمقاومة ومعاقل للعصيان والمقاومة، وهذه الاستراتيجية بدأت تظهر في الانتفاضات التي عمّت مختلف أنحاء إيران. كما أن أعضاء هذه المقاومة يعملون بنشاط خارج إيران في مختلف المحافل والبرلمانات ومع السياسيين والصحافيين لشرح واقع بلدهم وعرض مواقف المقاومة وما يريدون تحقيقه في المستقبل. وتقيم المقاومة منذ خمسة عشر عاماً المؤتمر السنوي العام لها في باريس بمشاركة أكثر من مائة ألف شخص ومئات من السياسيين خلال السنوات الأخيرة. وسيكون هذا المؤتمر في هذا العام يوم 30 من شهر يونيو (حزيران) الحال. وهناك توقع وتخطيط ليكون مؤتمر هذا العام أوسع وأضخم عن سوابقه. هذه الصورة التي تعكس الانتفاضة الشعبية داخل إيران وتعكس النشاطات خارج إيران هي صورة في طور التكوين لإيران المستقبل. إيران الحرية والديمقراطية وإيران التي تكون فيها حقوق جميع مكوّنات الشعب مضمونة. أشعر وأرى أن هذا المخاض العسير الذي أشرتُ إليه كان تاريخ حركة «مجاهدين خلق» التي دخلت عامها الـ53، وبعبورها من نضال مرير ضد نظامين ديكتاتوريين ستدخل بإذن الله في إيران ثالثة من خلال الحل الثالث وهو التغيير الديمقراطي بيد الشعب الإيران ومقاومته، وإيران المستقبل التي ستتولّد على أنقاض النظامين السابق والحالي ستكون واحة حرية وديمقراطية وبناء ورفاهية لأبناء الشعب الإيراني ومركز أمن وسلام وأخوة وصداقة مع الجيران ومع الدول العربية والإسلامية وجميع دول العالم.

- رئيس حكومة الجزائر الأسبق /رئيس لجنة التضامن العربي الإسلامي مع المقاومة الإيرانية

 

وجوه من رمضان: سيدات البرّ

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/07 حزيران/18

روت الكاتبة إقبال الأحمد في «القبس» حكاية جمعيةٍ خيرية بدأت ببضعة دنانير وأصبح رأسمالها اليوم مليون دينار (3 ملايين دولار) وتشمل مساعداتها 10 آلاف محتاج في الكويت وخارجها. بدأت الجمعية النسائية بمبادرة من فارعة السقاف، ابنة راحلنا العزيز أحمد السقاف، أحد مؤسسي النهضة الثقافية في الكويت.

يزداد دور المرأة أهمية عندما يُشبِهُها كأمٍ حانية وشقيقة عطوفة وابنة غيورة. وفي هذه السلسلة لا بد من أن أتذكر سيدتين من سيدات الخير: كرم جميل الحجيلان وصفية مصطفى أمين. أيضاً بدأت كرم الحجيلان جمعيتها بموازنة محدودة جداً. ثم وجدت الصديقات ينضممن إليها من كل صوب. وبعد الصديقات تدافع نحو مبادرتها سيدات كثيرات لا تعرف عنهن شيئاً. حيثما كان الشيخ جميل الحجيلان سفيراً للمملكة كانت كرم الحجيلان سفيرة للعطاء والتطوع والمساعدة المجردة. وبما أن اسمه يوحي بتلك الثقة العظيمة أينما حلّت، فإن العائلات التي انتسبت إلى جمعية كرم لم تكن سعودية فقط؛ بل من العرب الآخرين وحتى من غير العرب. كنت واحداً من آلاف العرب الذين أعجبوا بصحافة العملاق مصطفى أمين، غير أن إعجابي تحول إلى تقدير شديد عندما أنشأ جمعية لمساعدة الضعفاء والمعوزين. وكان يستبدل المقال في زاويته اليومية بعض الأحيان لينشر لائحة بأسماء المتبرعين وأرقام التبرعات، لكي لا يترك المجال للظن السيئ عند الخصوم، والنفس أمارة بالسوء بلا سبب، فكيف إذا كان السبب هو الحسد؟! عندما غاب مصطفى أمين أدركنا جميعاً أننا فقدنا رائداً من رواد الصحافة الحديثة كما أدركنا حتمية الأقدار. أما أنا فلم يكن همي فقط من سيخلفه قلماً وفكراً، وإنما من سوف يمول مَبَرَّته الكبرى وجائزته التي تُعطى للصحافيين. آخر مرة قرأت بياناً بتوزيع المساعدات والجائزة موقعاً باسم ابنته صفية، فوجئت بأن المبرة من بعده قد توسعت كثيراً، والجائزة قد زادت كثيراً... ليس فقط لأن صفية وفية لأبيها، بل لأن أصدقاء مصطفى أمين ومعجبيه وحافظي التراث المصري، ما زالوا يدعمون المؤسسة وكأنه حي بينهم.

تنشر بعض المجلات المتخصصة كل عام لائحة، أو لوائح مختلفة، باسم السيدات «الأكثر نفوذاً» في العالم العربي. ومن الصعب أن تعرف ما مفهوم الأولويات وإلى أي مدى يعتمد حقاً الاستفتاء الصحيح. فعلى سبيل المثال؛ انتقلت فيروز من الدرجة رقم واحد إلى الدرجة الثالثة والستين. يبدو الرقم الأول غاية في المنطق، بينما يبدو الترتيب الثاني غاية في الشبهة. وهذه الشبهة تطبع نفسها تلقائياً بشبهة المال والإعلان... مع العلم بأن اللائحة تضم دائماً سيدات مستحقات ولهن منجزات تستأهل التقدير والتنويه. غير أنني أقترح أن نعطى كل عام في مثل هذا الوقت لائحةً بأسماء السيدات الأكثر نجاحاً في حقل البِرّ والإحسان. النجاح العام عمل جميل، أجمل منه النجاح الإنساني.

إلى اللقاء.

 

مظاهرات الأردن خبز أم سياسة؟

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط/07 حزيران/18

«هاهو الربيع العربي يعود إلى الشارع العربي»، و«ما يجري في الأردن ينقض رواية أن الأنظمة الملكية معصومة من ثورات الشارع». هذه بعض من ردود الفعل السريعة على مشاركة الآلاف من الأردنيين في المظاهرات، إلا أن «الدوار الرابع» في عمان ليس «ميدان التحرير» في القاهرة، ومظاهرات الأردن ليست ربيعاً سياسياً، وإن كانت الجماعات «الإخوانية» وغيرها، ومحطات التلفزة القطرية، تصور مظاهرات ضد الضرائب والأسعار على أنها احتجاجات ضد النظام السياسي. انطباعاتي مباشرة، فقد كنت في عمان أول من أمس ليومين، والتقيت عدداً من المعنيين بالشأن المحلي. في الأردن مشكلاته اقتصادية وليست سياسية؛ الأسعار، الوظائف، الضرائب. وفي الأردن أيضاً قيادة سياسية براغماتية، قريبة من الناس، مستعدة لرمي الحكومة من النافذة عندما تفشل في علاقتها مع الشارع، وهذا ما حدث لحكومة هاني الملقي، رفض فدفع الثمن وتم تكليف عمر الرزاز. الآراء مختلفة، أحدهم قال لي الرزاز والملقي كلاهما من أصول حموية سورية، وثانٍ قال الملقي جاء بالرزاز، وثالث قال السبب في الصراعات داخل الحكومة، لكن المشكلة واضحة. الأغلبية ضد الضرائب، والبطالة التي قفزت فوق 18 في المائة، وغاضبة من تدني القدرة البشرية، وتراجع الدعم الخارجي.

إدارة الأزمات هنا في الأردن مبنية على «نبض الشارع»، أي بالتعامل مع الحراك قبل أن يبدأ، وعندما يبدأ قبل أن يستفحل، وإقصاء رئيس الوزراء هو الأسلوب الأردني في معالجة الأزمات عندما تشتد. الخيارات الأخرى أمام القيادة الأردنية محدودة، وبخاصة أن محركات الغضب معظمها خارجة عن سلطتها. فالبنك الدولي يرفض إعطاء قروض من دون رفع الدعم وتخفيض مصاريف الحكومة، وكذلك تراجع المساعدات نتيجة انخفاض مداخيل الدول البترولية. فالعامل الاقتصادي هو محرك التأزيم السياسي.

ولا ننسى أن الأردن ملفى وملجأ مستمر منذ نصف قرن؛ اللاجئون السوريون، وسبقهم العراقيون، وقبلهم الفلسطينيون حتى صار الأردنيون أقل من نصف السكان.

وإذا كانت الغالبية خرجت تحتج على الظروف المعيشية، ورفع الضرائب، ونقص الوظائف إلا أن بعض الأصوات المرتفعة كانت دوافعها سياسية، لكنها أقلية.

ومن منطلق الأسلوب البراغماتي، المألوف في الأردن، طُرحت حلول تصالحية الأرجح أنها ستخفف الاحتقان. إنما علاجات تهدئة الشارع لن تحل المشكلة المزمنة؛ فموارد الدولة الأردنية شحيحة مقارنة بجاراتها، العراق والخليج وكذلك فلسطينيو الداخل أو عرب إسرائيل. في الأردن البنية التحتية جيدة نسبياً، من المطار إلى الميناء، والمستشفيات، والمياه، والطرق السريعة. معيشياً أفضل، عمان مثلاً أرخص من بيروت، ووفق مؤشر جودة الحياة أفضل، أرخص في الإيجار وأقل تكلفة، وفي الوقت الذي تنقطع فيه الكهرباء ساعات في النهار في بيروت تظل عمان مضيئة على مدار اليوم. مع هذا، جودة البنية التحتية لا تضع الأكل على الطاولة، لا تزيد الوظائف، ولا ترفع دخل العائلة المحدود. والحكومة عاجزة عن ابتداع موارد إضافية، وفاشلة في تقليص البيروقراطية، حيث إن كثيراً من المستثمرين لا يزالون يشتكون من طول الإجراءات وبطء الإنجاز.

الأردنيون هم أعظم ثروات الأردن، الذي لا يملك طبيعياً سوى الفوسفات المحدود الموارد. نسبة لغيره في المنطقة، يتميّز التعليم بأنه الأفضل، وهو ما مكّن الكثير من المواطنين من الحصول على وظائف في الخليج وأوروبا والولايات المتحدة كمهندسين، وتقنيين، وقانونيين، ومحاسبين، يعيلون ذويهم في الداخل. وهناك الملك عبد الله الثاني، يتولى شخصياً مهمة تسويق الأردن والحصول على الدعم من الحكومات والمنظمات الدولية. أما الحكومة فهي مركز صرف، وما تجمعه من جبايات مختلفة لا يكفيها للإنفاق على الخدمات البلدية والصحية والضرورية غيرها.

فقد استثمرت في السياحة وجعلتها عمود الاقتصاد، إلا أنها سريعاً ما انهارت بسبب الإرهاب والحروب الإقليمية. وجربت بناء سلسلة من الصناعات، لكنها واجهت قيود دول المنطقة ومنافسة الدول الأرخص في آسيا. وحتى تصدير العمالة الماهرة، التي يتميز بها الأردن، هو الآخر، معرّض لأن يصبح ضحية السياسة، فقطر تبتز الأردن بمواطنيه الـ45 ألفاً الذين يعملون على أراضيها في حال تقارب مع السعودية، أو عرقل علاقته بتنظيم الإخوان لديه!الدول التي تعاني مما يسمى بالمرض الهولندي، نقص الموارد، هي أكثر حاجة إلى منظومة إدارية فاعلة، وبرامج أكثر تركيزاً وتخصيصاً، ومحاربة جادة للفساد، وشفافية عالية. وتصحيح أداء الدولة ومؤسساتها ينطبق أيضاً على كل الدول، إلا أن الأردن وتونس ومثيلاتهما أكثر احتياجاً.

 

أصل القصة في الأردن

سليمان جودة/الشرق الأوسط/07 حزيران/18

القصة في أحداث الأردن التي ربما لا تزال جارية إلى الآن، ليست في أن حكومة رفعت أسعار بعض السلع، أو أنها تقدمت بمشروع قانون جديد للضرائب إلى البرلمان، فخرجت قطاعات من الناس في الشارع تحتج بالصوت العالي، وترفض، وتعترض... لا... القصة ليست هي هذا، ولكنها في مدى قدرة آحاد المواطنين، في أكثر من دولة عربية، وليس في الأردن وحده، على تحمل أعباء برنامج إصلاح الاقتصاد، الذي صار ضرورة في أكثر من بلد. ثم هي بالدرجة ذاتها في مدى ملاءمة روشتة الإصلاح التي يراها صندوق النقد الدولي، ويوصي بها، كلما ذهبت دولة من دول المنطقة إليه، تطلب المشورة وتسأل النصيحة، ومعهما تدعوه إلى مد يد العون والمساعدة!

ففي العاصمة الأردنية عمان، تقدمت حكومة هاني الملقي، الذي استقال على خلفية الأحداث، بمشروع قانون للضرائب إلى مجلس النواب، ولم يكن رفض المشروع من جانب المجلس جديداً، فما أكثر مشروعات القوانين التي تتقدم بها حكومات إلى برلماناتها فترفضها وتعيدها للحكومة لإلغائها أو تعديلها. ولكن الجديد في حالة الأردن أن الملقي قال في أثناء إرسال مشروع القانون إلى البرلمان، إنه - يقصد المشروع - من بين مطالب الصندوق، وإن الحكومة تريد إقراره والانتهاء منه سريعاً!

وكان هناك جديد آخر أهم، هو أن رئيس مجلس النواب أعلن رفض مشروع القانون، وقرر إعادته إلى الحكومة، ثم قال إن مجلسه يرفض الخضوع لإملاءات صندوق النقد، ويرفض أن يكون في حضن الحكومة، ويرى أن موقعه الصحيح هو إلى جوار الشعب!

ما أعجبني في الموضوع أن الطرفين كانا صريحين فيما يقولانه، دون محاولة لتسمية الأشياء بغير أسمائها، وأنهما لم يحاولا إخفاء شيء. فالبرلمان لم يجد حرجاً في إحراج الحكومة، ولم يكن إحراجه لها مقصوداً، ولا متعمداً، ولكن عن قناعة بأن البرلمانات مؤسسات منتخبة، ولأنها منتخبة فواجبها أن تكون دائماً إلى جانب ناخبيها، وألا تخذلهم، أو تتخلى عنهم، حتى ولو أدى ذلك إلى إغضاب الحكومة!

والطرف الثاني المتمثل في الحكومة، لم يشأ أن يداري أن الخطوات التي أقدم عليها، ذات صلة بمطالب الصندوق الذي يساعد حكومات عدة حول العالم في إصلاح اقتصادها، فيطلب أشياء في مقابل مساعدته، ويدعو الحكومة إلى الأخذ بها دون إبطاء!

السؤال هو: هل يتقدم الصندوق ليساعد، ويعين، ويبذل النصيحة، لوجه الله، أم أنه يفعل ذلك على أمل أن تدرك الحكومات التي طلبت مشورته ونصيحته، أنه ليس جمعية خيرية، وأن العمل الخيري داخل الدول ليس من بين مهماته، وأنه لا يُلزم أي حكومة بما ينصح به ويدعو إليه! إنه يوصي وفقط؛ ولكن لأن توصياته تكون في كل الأحوال مقترنة بقرض تطلبه الحكومة، فالارتباط بين وصاياه وبين دولاراته، يظل قائماً ولا يمكن الفصل بينهما؛ لأن الفلوس تخرج من خزينته مع وصايا محددة، ضمن باقة واحدة مرتبطة بعضها ببعض، لتؤخذ الباقة كلها، أو تُترك كلها، ولا بديل آخر في المنتصف!

وفي نهاية ستينات القرن الماضي وبداية سبعيناته، كان نقاش واسع قد جرى حول مدى مسؤولية الصندوق عن تداعيات نصائحه داخل الدول، وعما إذا كان مسؤولوه شركاء في هذه المسؤولية مع الحكومات، أم أنهم يغسلون أياديهم على الفور عند أول منحنى، ويتركون كل حكومة تواجه مصيرها مع مواطنيها بنفسها.

وكان هناك ما يشبه الإجماع بين خبراء القانون الدولي، على شيئين اثنين؛ أولهما أن الصندوق يجب أن يكون شريكاً في برنامج الإصلاح الذي يقره، وينصح به، من أول خطوة إلى آخر خطوة فيه، والشيء الثاني أن من حق الدول التي تتعثر تجربتها في إصلاح اقتصادها، بإشراف من الصندوق، ليس فقط أن تتوقف عن سداد ديونها المستحقة له، ولكن من حقها مقاضاته دولياً أمام المحاكم ذات الشأن!

ومنذ ذلك الوقت، لم يعد الصندوق يصف ما يدعو الدول إليه، بأنه مطالب منه واجبة الأخذ بها، ولكنه يحرص على تسميتها بأنها وصايا، أو نصائح، أو شيء من هذا القبيل. والمعنى أنه باعتباره جهة الإقراض العالمية الكبرى، لا يرغم حكومة على شيء، ولا يمسكها من يدها التي توجعها، ولا يضربها عليها، إنه فقط يوصي، وفقط ينصح، وفقط يشير، والباقي على الحكومة المعنية وحسب تقديرها للأمور!

والحقيقة أن الواقع يقول بعكس ذلك على طول الخط؛ لأن تجارب أكثر من حكومة مع الصندوق، خصوصاً في أميركا الجنوبية، تنطق بأن وصاياه ونصائحه ليست مضمونة النتائج، وأنها أدت في الغالب إلى خلق مشكلات اقتصادية وسياسية وشعبية كبيرة، وأنه يعمل في كل أحواله وفق سياسة تؤدي إلى أن يكون الاقتصاد المطلوب إصلاح تشوهاته، تابعاً لاقتصادات الدول صاحبة الكلمة النافذة في الصندوق نفسه!

وقليلة جداً هي الحكومات التي أصلحت اقتصاد بلادها، وأفلتت في الوقت ذاته من قبضة الصندوق، ومن مخالبه. وقد كانت حكومة مهاتير محمد، العائد هذه الأيام إلى حكم ماليزيا في الثانية والتسعين من العمر، من بين تلك الحكومات القليلة جداً التي نجت من عواقب نصائح الصندوق ومن تداعيات وصاياه!

إن فيه خبراء اقتصاد كباراً، هذه حقيقة، وهو يخطط لأعماله ومهماته في النصح والإرشاد، من خلال عقول اقتصادية فاهمة وعارفة ومحيطة بما تتكلم فيه، هذه حقيقة ثانية، وهو لا يبخل على حكومة بالنصيحة إذا طلبتها، هذه حقيقة ثالثة؛ بل إنه يردد على الدوام، أن إقدامه على الاتفاق مع أي دولة، هو دليل على تماسك اقتصادها، وعلى قدرته في المستقبل القريب، على أن يكون اقتصاداً معتمداً على ذاته، متكئاً على إمكاناته. يقول بهذا ويردده مع كل اتفاق جديد، على قرض جديد، لحكومة جديدة!

لكن المشكلة هنا مشكلتان؛ إحداهما أن مثل هذا المستقبل لم يحدث أن أتى أبداً، لا في المدى القريب، ولا في المدى البعيد. وإذا كان هناك مَنْ رآه يأتي، فالرجاء أن يشير لنا إليه. والثانية أن الصندوق وهو ينصح، ويوصي، ويقول، لا يكاد يفرق بين بيانات جافة، ونسب صامتة، وأرقام جامدة، مكتوبة على الورق أمامه، وبين بشر من لحم ودم، مطلوب تطبيق بياناته الجافة، وأرقامه الصامتة، وربما معادلاته الجامدة عليهم، وفي حياة كل واحد فيهم، دون مراعاة لأن هناك بالضرورة فرقاً بين البشر وبين الحجر!

هذه هي أصل القصة في أحداث الأردن، وفي كل أحداث مماثلة في أي بلد آخر. ولا تعرف في الحقيقة كيف ينصح الصندوق بالشيء نفسه، مع كل قرض جديد، ثم يتوقع نتيجة مختلفة!

لا تعرف، ولكن الصندوق بالتأكيد يعرف!

 

هل يهزم العالم السرطان وألزهايمر؟

عثمان ميرغني/الشرق الأوسط/07 حزيران/18

بقدر ما يحبط المرء من أخبار الحروب والدمار، يحصل على جرعة من الأمل عندما يقرأ عن أخبار اختراقات علمية مهمة، خصوصاً في مجال الطب. خلال الأيام القليلة الماضية تناقلت وسائل الإعلام مجموعة من الأخبار عن تطورات مهمة في عالم الطب لو وضعت جنباً إلى جنب لأعطت بصيصاً من الأمل بأن العالم يخطو خطوات مقدرة في الحرب على بعض أخطر أمراض العصر والشيخوخة، وإن بقيت الطريق طويلة. الخبر الذي أثار الاهتمام الأكبر كان تطوير الباحثين لفحوصات دم تقود إلى اكتشاف وتوقع عدد من أمراض السرطان في مراحل مبكرة جداً وحتى قبل ظهور أي أورام بما يسهل السيطرة عليها وعلاجها مستقبلاً. بعض أنواع السرطان التي تم اكتشافها بواسطة هذه الفحوصات الجديدة، كان يصعب اكتشافها حتى تبلغ مراحل متقدمة يصبح معها العلاج معقداً إن لم يكن مستحيلاً، مثل سرطان عنق الرحم وسرطان البنكرياس. ما أثار الاهتمام هو نسب النجاح التي تحققت في التشخيص باختبار الدم الجديد التي وصلت إلى 90 في المائة في بعض الحالات، وكان النجاح ملحوظاً في تشخيص سرطانات البنكرياس وعنق الرحم والكبد، بينما وصلت نسبة نجاح الفحص إلى 77 في المائة لسرطان الغدد الليمفاوية، و66 في المائة لسرطان الأمعاء، وصولاً إلى 59 في المائة لسرطان الرئة.

العلماء والأطباء يقولون إن التطورات التي بدأت تحدث في مجال اختبارات الدم تشكل قفزة هائلة وستساعد مستقبلاً في تطوير علاجات لمكافحة عدد من الأمراض المستعصية، إما للوقاية منها قبل حدوثها، أو لعلاجها في مراحل مبكرة حين يكون العلاج أسهل وفرص نجاحه أعلى. فإضافة إلى السرطان تمكن الباحثون من تطوير اختبار آخر للدم يكتشف مرض ألزهايمر قبل ثلاثين سنة من ظهور أعراضه على الإنسان وبنسبة نجاح تصل إلى 90 في المائة. الاختبار يرصد بروتيناً معيناً في الدم يعتبر تراكمه من أولى علامات احتمال إصابة الشخص بألزهايمر لاحقاً. وتواصلت النجاحات بتطوير اختبار للدم يتيح رصد احتمال الإصابة بأمراض القلب مبكراً بما يصل إلى سبع سنوات قبل الإصابة بنوبة قلبية. لكن النجاحات المعلنة لم تكن في مجال التشخيص المبكر فحسب، بل في مجال العلاج أيضاً، إذ أعلن مطلع الأسبوع الحالي أن الأطباء نجحوا في علاج امرأة مصابة بسرطان الثدي في مراحله المتقدمة، وذلك بتطوير خلايا «صديقة» مستخلصة من عينة من الورم السرطاني الذي أزيل من صدرها، بعد أن حددوا أنها قادرة على التعرف على الخلايا المريضة. بعد ذلك قام الأطباء والباحثون «بحصد» ملايين من هذه الخلايا «الصديقة» في المعمل، وحقنوا بها المريضة لإعطاء دفعة قوية لجهازها المناعي، فكانت النتيجة التي أذهلت الأطباء، إذ قضي على السرطان وتعافت المرأة تماماً بعد أن كانت حالتها ميؤوساً منها. الحالة كشف عنها مطلع الأسبوع الحالي في مؤتمر بالولايات المتحدة، حيث أعلن أن المريضة التي خضعت للعلاج قبل سنتين تعيش اليوم حياة طبيعية خالية تماماً من السرطان الذي أوشك أن يقضي عليها، واعتبرت حالتها مبشرة للنساء وواعدة في مجال علاج بعض أنواع السرطان في مراحل متقدمة من المرض. كل هذه الاكتشافات تمثل خطوات واعدة ومهمة في مكافحة أخطر أمراض العصر ومنها السرطان الذي تقدر منظمة الصحة العالمية أنه يكلف العالم تريليوناً و200 مليار دولار سنوياً، ويصيب أكثر من 14 مليون إنسان حول العالم ويتوقع أن يصل الرقم إلى نحو 24 مليون شخص بحلول 2035، إلا إذا نجحت تطورات العلم في مقاومة بعض أنواعه والحد من انتشاره بوسائل الرصد المبكر من خلال اختبارات الدم والخلايا. لكن المشوار ما يزال طويلاً سواء في حرب السرطان أو غيره من مشكلات العصر الصحية مثل أمراض القلب وألزهايمر، ومجال الأبحاث الطبية يحتاج إلى إنفاق هائل لكي تتواصل الاكتشافات والعلاجات، وهو ما لا يتوفر بالقدر الكافي حتى اللحظة. فلو أن العالم يوجه 50 في المائة مما ينفقه على الحروب والتسلح إلى الأبحاث الطبية والعلاجية لتغيرت الصورة كثيراً، علما بأنه في العام الماضي مثلاً بلغ حجم الإنفاق العالمي على التسلح تريليوناً و700 مليار دولار، مقارنة بنحو 264 مليار دولار على الأبحاث الطبية. الدعوات لمضاعفة الجهود والإنفاق في مجال الأبحاث الطبية والعلاجية، ليست جديدة بالتأكيد، لكنها تكتسب اليوم أهمية أكبر في ظل التطورات التي تتيح للباحثين تطوير أساليب جديدة في التشخيص والعلاج لو توفرت لهم الموارد الكافية. هناك بعد اقتصادي أيضاً في الموضوع لأن فاتورة الإنفاق على الرعاية الصحية تتزايد بشكل بات يمثل عبئاً هائلاً على ميزانيات الدول، خصوصاً في العالم الصناعي. وحسب أرقام منظمة الصحة العالمية كان العالم ينفق سنوياً على الرعاية الصحية نحو 7 تريليونات و300 مليار دولار في عام 2015، لكن هذا الرقم يتوقع أن يصل إلى نحو 18 تريليون دولار بحلول 2040، حسب دراسة نشرت في مجلة «لانسيت» الطبية. ولأن الوقاية خير من العلاج، فإن تطوير أساليب التشخيص المبكر مثل اختبار الدم الجديد الذي أثار الاهتمام، سيوفر على العالم أموالاً طائلة... إضافة إلى ما يعنيه بالنسبة لصحة البشر.

 

المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

جعجع: مطلبنا تمثيلنا في الحكومة على قدر حجمنا السياسي والنيابي

رئيس حزب {القوات اللبنانية} قال لـ {الشرق الأوسط} إنه ينتقد «مفهوم» باسيل عن الشراكة... ويتمسك بالتفاهم حول المقاعد الحكومية المسيحية

بيروت: ثائر عباس/الشرق الأوسط/07 حزيران/18

رأى رئيس حزب «القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع أن ملابسات مرسوم التجنيس الأخير «شكلت ضربة لعهد الرئيس ميشال عون»، لكنه استبعد بشدة أية مسؤولية مباشرة له عن الأسماء التي احتواها المرسوم. وفصل جعجع في حوار مع «الشرق الأوسط» بين علاقته الجيدة مع الرئيس عون، وعلاقة حزبه مع صهره وزير الخارجية جبران باسيل، معتبرا أن المشكلة مع الأخير هي في «مفهوم الشراكة».

وحذر جعجع «حزب الله» من الانجرار في أية حرب قد تنشب في المنطقة إلى جانب إيران، رغم استبعاده حصولها، معتبرا أن في هذا «خرابا للبنان»، وأكد أن «القوات» لن تقبل في الحكومة المقبلة إلا أن يكون القرار الاستراتيجي بالكامل بيد الدولة، في إشارة إلى موضوع سلاح «حزب الله في البيان الوزاري».

وفيما يأتي نص الحوار:

- ما هو تقييمكم للتجربة التي خضتموها في الانتخابات؟

- نحن خضناها وحدنا بكل لبنان باستثناء 3 مناطق خضناها مع حزب الكتائب. خضناها بعنوان سياسي واضح ولم يكن هناك اشتباه بالعنوان السياسي ولا تحالفات انتخابية على أساس التحالف في الانتخابات فقط، أي من دون معنى سياسي. وخضناها بوجوه مقبولة وجديدة وتعبر عن حقيقتنا والصورة التي نحب أن نراها في السلطة والحكم بلبنان. وهذه كانت العوامل الأساسية والرئيسية إلى جانب قواعد القوات المترامية من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب وطريقتنا المنظمة بالعمل.

- هل تعتبرونها انطلاقة جديدة للقوات؟ وكيف ستتعاملون مع المرحلة المقبلة من منطلق القوى التي أصبحت لديكم؟

- سنتعامل من خلال الثقة التي قدمها الناس لنا، وانطلاقا من هذه القوة. إذا كان لديك 8 نواب تعمل على أساس 8 نواب، وإذا لديك 15 نائبا فعليك أن تتصرف انطلاقا من أن لديك 15. العملية ليست عملية رقمية. لأن الحسابات السياسية تختلف عن الحسابات التجارية، فهنا أنت أصبحت بالكتل النيابية الكبيرة وسنعمل بمسؤولية كبيرة جدا.

وبرهنت الانتخابات وبخلاف الكثير من الانتقادات التي نسمعها، أن بعض اللبنانيين يتصرفون على أساس «أن الكلام ليس عليه جمرك»، بمعنى أنهم يسمحون لنفسهم أن يطرحوا أي شيء. الانتخابات أثبتت أن هذا القانون جيد ولم يبق أحد لم يتمثل فيه. وإذا لديك حد أدنى من القوى التمثيلية، في أي منطقة، مثلا بعلبك الهرمل تأخذ مقعدك، وإذا لديك قوة كبيرة تأخذ مقاعدك، بالتالي برأيي أنه قانون جيد. بالطبع لا يوجد قانون إلا وله سلبياته وحسناته، لذلك عليك أن تختار القانون الذي يحظى بأكثرية الأوجه الجميلة وأقل أوجه غير جميلة.

- أخذتم مقعداً مارونياً في دائرة بعلبك الهرمل، لكن النتائج عموماً فيها كانت أقل من المتوقع.

- تيار المستقبل أخذ مقعداً أيضاً، لكن كان يمكن له أن يأخذ مقعداً ثانياً، أكلمك عن واقع أعرفه جيداً.

- الترجمة الأولية لكونكم كتلة كبيرة سوف تكون بالحكومة... ما مطالبكم بالتشكيل الجديد للحكومة؟

- مطلبنا أن نتمثل في الحكومة على قدر حجمنا الشعبي والسياسي والنيابي. أثبتت الانتخابات أن هناك قوتين كبيرتين عند المسيحيين. أثبتت أن هناك قوتين متساويتين - وهنا لا نقصد معنويا بل ماديا - لذلك عليهم أن يروا كيف يرتبوا التمثيل المسيحي الوزاري بينهما. التمثيل المسيحي في الحكومة يجب أن نتفاهم عليه نحن والتيار الوطني الحر ورئيس الجمهورية.

- تتعاطون مع الموضوع بمعنى أن علاقتكم جيدة مع الرئيس لكن المشكلة مع الوزير جبران باسيل، من خلال الكلام الدائم عما تسموه «الباسيلية»، كيف هي مقاربتكم لهذا الموضوع؟

- تعاطينا الحزبي اليومي مع الوزير جبران باسيل، هنا لدينا صعوبات سأقوم باختصارها. ولكن نحن حريصون جدا على الحفاظ على تفاهم معراب لأن فيه خيراً لجميع الناس. المشكلة الرئيسية التي نواجهها هي ليست مشكلة حصص كما يطرح البعض ولا مشكلة حسابات «دكنجية»، هذه تأتي لاحقاً جداً. المشكلة الرئيسية هي أن مفهوم الشراكة عند الوزير باسيل هو أن ندعم أي شيء يفعله. لا، الأمر ليس كهذا. مفهوم الشراكة عندنا هو أن أي شيء نريد أن نقوم به نحن أو هو، يجب أن نتفاهم عليه وندعم بعضنا فيه، وإن لم نتفاهم عليه نتفق ألا ندعم الخطوة التي لم نتفاهم عليها. أما الوزير باسيل فيعتبر أنه هو الذي يمثل العهد، وبالتالي نحن يجب أن نؤيد العهد ونؤيد أي خطوة يقوم بها. هنا نقطة الخلاف الرئيسية والباقي يترتب.

- هل الفصل بين الرئيس عون والوزير باسيل منطقي في هذه الحال؟

- نحاول دائما أن نجنب موقع رئاسة الجمهورية أي حساسيات داخلية. قد يذهب الوزير باسيل آخر النهار ويجلس مع رئيس الجمهورية، هذا أمر يتعلق بهما. لكن نحن نفضل لموقع رئاسة الجمهورية موقعا غير قابل للرمي عليه أو الأخذ والرد كل يوم. أما الأمور الأخرى فنتعاطى بها مع الوزير باسيل وليس مع رئيس الجمهورية. مع الرئيس نتعاطى مع الأمور المتعلقة بالدولة، كاستشارات وسياسات كبرى لها علاقة بالنازحين. أو، مثلا، عند مناقشة قانون الانتخابات كان التنسيق بأشده وانتهى الأمر عند هذا الحد.

- اتفاق معراب الذي قلتم إنكم متمسكون به ماذا بقي منه؟

- برأيي روحه باقية، ولكن علينا أن نترجمه بشكل أفضل.

- هل بدأ الكلام الجدي بموضوع الحكومة؟

- ليس بعد.

- هل تتوقع عملية سريعة لتشكيل لحكومة؟

- أنا لا أرى عقبات في موضوع تشكيل الحكومة. كان هناك الكثير من الناس الذين يعارضون القوات ووجودها بالحكومة وحجمها. بكل صراحة هذه المرة، هذا الكلام منحسر. هناك كثر، لأسباب موضوعية أو غيرها، أصبحوا معترفين بالقوات بحجمها الانتخابي الجديد وبالتالي لم أسمع لغاية الآن - ولم ألمس - أن هناك من يريد أن يضع عصي بالدواليب.

-.. أو أحد ما يريد أن يضعكم خارج الحكومة!

- هناك من يرغب في أن يضعنا خارجاً لكن لا يقدر على ذلك، لذلك هو يحب أن نكون موجودين بشكل غير مؤثر.

- وهل هناك عقد خارجية؟

- أنا صراحة لا أرى ذلك. العقوبات الخارجية على حزب الله ليست جديدة، الأميركيون لا يعترفون بشق سياسي وشق عسكري لحزب الله ويضعون عقوبات عليه منذ 10 سنوات. لكن تتشكل حكومات كان فيها حزب الله، وكانوا يتعاطون مع الحكومات دون التعاطي مع وزراء الحزب، ليس هناك شيء جديد.

- هناك كلام عام بعد الانتخابات أن فريق حزب الله هو الذي فاز بها وأصبح لديهم الأكثرية بمجلس النواب، كيف يمكن أن ينعكس ذلك على مستقبل الوضع السياسي بلبنان؟

- لست مع هذه النظرية. في المجلس الحالي يتمثل فريق 8 آذار، أي حزب الله وحلفائه القريبين هم 46 نائبا، أما قوى 14 آذار فلديها 47، أي القوات والاشتراكي والكتائب والمستقبل، لكن المشكلة هي أنه في الوسط لديك تكتل الرئيس عون وهم 28 والمستقلون السبعة. هؤلاء يميلون الدفة، لكن لا يمكن أن تقول إن المجلس يسيطر عليه حزب الله.

- الاشتراكي ما زال في خط 14 آذار؟

- رأيتم تصرفه في الحكومة السابقة في السنتين الأخيرتين ورأيت تحالفاته بالانتخابات. وليد جنبلاط على المستوى الاستراتيجي لم يتغير كثيرا.

- بم يتعلق بحزب الله، هو يحافظ دائما على موقع قريب للنصف بهذا المكان.

- صحيح، لكن مع نكهة 14 آذارية.

- كيف ترى الصورة المرسومة للبنان بعد الانتخابات؟

- كما كنا من قبل.

-على الرغم من كل الوضع الدولي والإقليمي الضاغط علينا؟

- لا أرى أي متغير، لكن هناك أشياء يجب أن نغيرها وهي طريقة إدارتنا للدولة.

- إذا أردنا تعداد التحديات التي تواجهنا بالمرحلة القادمة، كيف يمكن إيجازها؟

- برأيي أكبر تحد يواجهنا هو أن الحكومة الجديدة تكون جديدة بالفعل، وتعتمد طريقة جديدة بإدارة شؤون الدولة وهذه وحدها كافية لتخلص لبنان. وهذه المرة علينا أن نكون واضحين ومتشددين بقضية القرار الاستراتيجي أن يكون داخل الدولة بما أن الكل بالدولة، ولا أحد لديه الحق أن يتخذ أي مبادرة منفرداً ويضع البلد بمكان لا نعرفه.

- كيف ترى مسار الأمور بالمنطقة؟

- لا أرى شيئاً إلا بحالة واحدة فقط لا غير ولكنني لا أراها الآن، وهي في حال وقوع مواجهة كبرى إسرائيلية إيرانية، أميركية - إيرانية، أن يتحرك حزب الله لمصلحة إيران. أنا لا أرى المواجهة وأعتقد أنه في حال هذه المواجهة جماعة حزب الله سيفكرون كثيرا بهذا الأمر فهذه ليست قصة سهلة، ونحن علينا أن نكون لدينا موقف واضح لأن هناك مصلحة البلد. لا يجب على أي أحد يقوم بأي مغامرة لأن الوقت ليس وقت مغامرات. المنطقة ستكون مشتعلة ولا نقبل أن يقوم أحد بتوريط لبنان وتخريبه إلا في حال هجوم مباشر من أي دولة أجنبية على لبنان، فهذا تحصيل حاصل ولا يحتاج لدعوة من أحد وجميعنا يتخذ القرار.

- كيف تنظر إلى مرسوم التجنيس وملابساته لها؟

- أولا أريد أن أضع قصر بعبدا خارج هذه اللعبة، ولو أن رئيس الجمهورية هو الذي وقع عليه، لأنني أتصور أن الرئيس لم يطلع على كل اسم باسمه. أصلاً لبنان ليس كندا ولا أستراليا ولا دولة من الدول التي تحتاج لتجنيس لأن عندها أراض شاسعة وتريد تعبئتها. جرت العادة أنه وقت يكون هناك حاجة معينة للتجنيس لأسباب معينة، فإن التجنيس كان يحصل آخر كل عهد. يجمعون الحالات المطروحة من لم شمل عائلات أو حالات إنسانية، أو شخص ذو قيمة فنية أو قيمة علمية عالية جداً.

المشكلة مع مرسوم التجنيس الحالي أنه أولاً لم يعرف أحد شيئاً عنه، ومجرد أن يكون هنالك شيء لا تعلم به ستضع علامات استفهام عليه. ثانياً نحن في أول العهد وليس بآخره، فلماذا نذهب الآن بمرسوم التجنيس؟

كل شيء تم بالسر، بعيداً عن أهل السياسة أيضاً، وبشكل من الأشكال تسرب الخبر وبعد ذلك تصرف المعنيون بالأمر على طريقة (وكاد المريب أن يقول خذوني). تسربت القصة، أين المشكلة إذا تم نشر المرسوم؟ تقدم (رئيس حزب الكتائب النائب) سامي الجميل بطلب من القصر الجمهوري كي يعطوه نسخة من المرسوم فقالوا ليس لدينا بل في وزارة الداخلية، ذهبنا جميعاً لوزارة الداخلية، فقالوا لا ليست عندنا. ردة الفعل بالشارع اللبناني كله الشيعي والسني والمسيحي والدرزي، كانت سلبية، لأن المعنيين بالأمر يتصرفون بشكل مريب جداً وبالتالي لا يمكننا السكوت عن موضوع مثل هذا بغض النظر حتى لو كان أفضل مرسوم بالكون. أقول مجدداً: لبنان ليس كندا، ولسنا بحاجة لمرسوم تجنيس كل يوم. للأسف لغاية الآن لا يوجد أب.

-هل تشكل ملابسات هذا المرسوم ضربة للعهد؟

- للأسف شكلت. وهذا شيء مؤسف، لأن تقديري الشخصي، أن رئيس الجمهورية لم يطلع على كل الأسماء، وإذا فعل ذلك فلن يعرف كل اسم، وأتصور أن معظم الأسماء لا يعرفها. لكن السؤال من حضّر المرسوم وكيف قدم لرئيس الجمهورية؟