المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 07 حزيران/2018

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/newselias18/arabic.june07.18.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة
عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

إِذْهَبُوا إِلى العَالَمِ كُلِّهِ، وَٱكْرِزُوا بِٱلإِنْجِيلِ لِلْخَلِيقَةِ كُلِّها

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/تيار المستقبل وجريمة مشروع قانون قتل لبنان التميز والتعايش والديموغرافيا

الياس بجاني/تيار المستقبل يلعب على أوتار الديموغرافيا

الياس بجاني/أبواق وصنوج أصحاب شركات الأحزاب في لبنان هي جاهلة وغبية

الياس بجاني/رابط مقالتي المنشورة اليوم في جريدة السياسة/قيادات لبنانية تتلهى بسخافات… وتشيح بنظرها عن الاحتلال

الياس بجاني/صراع ديوك سلطوي على خلفيات اجندات شخصية وسلطوية ومعارك بالغالب دونكيشوتيه (معارك طواحين الهواء)

الياس بجاني/قيادات لبنانية تتلهي وتلهي الناس بسخافات وخلافات ليس لها علاقة بالمشكل الأساس الذي هو الاحتلال/مع فيديوهات لثلاث مقابالات مهمة للغاية

 

عناوين الأخبار اللبنانية

فيديو من قناة الحدث لمداخلتين لكل من المحلل العسكري والأستراتيجي العميد المتقاعد نزارعبد القادر، والخبير الروسي فاسلاف ماتسوف يتناولان خبر انسحاب حزب الله من القصير

فيديو مداخلة من قناة العربية للمحلل العسكري و الأستراتيجي العميد المتقاعد نزارعبد القادر

فيديو مداخلة من قناة الحدث للكاتب الصحافي أسعد بشارة

فيديو مقابلة من تلفزيون المستقبل مع النائب أدي معلوف

المهلة انتهت... 17 طعنا بالانتخابات أمام المجلس الدستوري

بري: حزب الله لن ينسحب من سوريا حتى تتحرر

24 ساعة ساخنة بين روسيا وحزب الله

التجنيس وحّدهم.. "جبهة ثلاثية" إلى الواجهة؟

هذا مضمون رسالة المعلم الى باسيل بخصوص القانون رقم 10

خلاف بين حزب الله وروسيا بعد نشر الأخيرة عسكريين قرب الحدود اللبنانية

بري يكشف ظروف انسحاب حزب الله من سوريا.

 من خطف الشاب مصطفى دياب في سوريا؟

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الاربعاء في 6 حزيران 2018

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأربعاء في 6/6/2018

هذه ملفات باسيل وتكتله:تأجيل الكلام عن سلاح حزب الله

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

نقلا عن " تقدير موقف" عدد 219

لبنان يطالب الأمم المتحدة بوضع خطة لإعادة النازحين

تنسيق للطعن في مرسوم التجنيس بين «القوات» و«الكتائب» و«الاشتراكي»

مخاوف من ضغوط دولية بسبب حصة «حزب الله» في الحكومة المقبلة

جميل السيد أمام المحكمة الدولية: رفضت نقل رسالة للأسد

خلوة لتكتل «لبنان القوي» لتوحيد الرؤى السياسية لمكوناته

"صديق إسرائيل" يرسّم حدود لبنان

متى سيُنشر مرسوم التجنيس؟

القوات تردّ على "رسالة" باسيل

خصوم معراب يرفضون "عزلها".. و"التيار

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

خامنئي وصالحي يأمران بزيادة أجهزة الطرد لتخصيب اليورانيوم وإسرائيل دعت إلى تحالف عسكري يشمل العرب رداً على طموحات طهران النووية

موقع إسرائيلي: قرار عسكري أميركي لمواجهة هجوم صاروخي إيراني محتمل

خطوة روسية غير مسبوقة في القدس.. على طريقة ترامب

أنقرة تعلن تفاصيل «خريطة» منبج ونزع سلاح «الوحدات» الكردية

مسؤول أميركي يؤكد صعوبة تطبيق خطة منبج

روسيا تجمد غطاءها الجوي لقوات النظام شرق سوريا

خطة منبج تختبر علاقات أميركا مع تركيا... وأكراد سوريا وقيادي في «الوحدات» يقول لـ«الشرق الأوسط» إن 30 مستشاراً سينسحبون بعد تمكن المجلس العسكري للمدينة

العاهل الأردني يطلب من الرزاز إطلاق «حوار شامل» ودعا إلى إعادة النظر في التشريعات السياسية لتمكين الأحزاب من الوصول للبرلمان

تركيا قد تدخل جبال قنديل «في أي لحظة» وأعلنت إقامة 11 قاعدة عسكرية في شمال العراق لضرب «العمال الكردستاني»

العبادي يتهم تركيا باستغلال سد «إليسو» سياسياً وسفير أنقرة في بغداد نفى مسؤولية بلاده

مجلس القضاء يقطع الطريق على المطالبين بإلغاء نتائج الاقتراع والبرلمان العراقي ينعقد اليوم للتصويت على تعديل قانون الانتخابات

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة
هذا ما فعلته الراديكاليتان الشيعية والمسيحية بالطائف/منير الربيع/المدن

عن المستوزرين.. ومطالب «أبو حسين»/نبيل هيثم/جريدة الجمهورية

باسيل يٌحذِّر المفوّضية من «إجراءاتِ ردعٍ لبنانيّة»/مرلين وهبة/جريدة الجمهورية

معركة التأليف تُشعل النزاع داخل الطائفة الواحدة/راكيل عتيِّق/جريدة الجمهورية

تعليق على مراجعة د. أمين الياس لكتاب شارل حلو واتّفاق القاهرة: حقائق وأسرار/رشيد الزعتري/مون ليبان

بالوثائق - "المرسوم الشبح" تابع...فخامة الرئيس إليكم بعض المعلومات/يوسف يزبك/موقع الكتائب

لأن الجيش لم ينزع سلاح حزب الله: رد أميركي/سامي خليفة/المدن

معنى لبنان… في شهر/باسكال فرنجية/موقع مدى الصوت

رسوم التجنيس: انحراف السلطة يحرم اللبنانيات من الجنسية/وليد حسين/المدن

مونديال التشكيل" وانعكاس الإنتظار/الهام فريحة/الأنوار

كتابة ما يستحق القراءة/الهام فريحة/الأنوار

انتخابات البترون 1968 (2): المفاجأة الكتائبية/نبيل يوسف/موقع مدى الصوت

هل يملك المجلس الدستوري صلاحية البتّ بالطعون/عصام نعمة إسماعيل/الأخبار

هل تنجح تكتيكات ترمب إزاء قمة سنغافورة/ديفيد اغناتيوس/الشرق الأوسط

الجنوب السوري والاختبار الروسي/مصطفى فحص/الشرق الأوسط

الحرب ضد الإرهاب مستمرة/عبد المنعم سعيد/الشرق الأوسط

صرخة نزار قباني/سوسن الأبطح/الشرق الأوسط

وجوه من رمضان البلاغة في البساطة/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

سقوط يونيو وصعود «داعش»/بكر عويضة/الشرق الأوسط

جنون ثورة الاتصالات/مشاري الذايدي/الشرق الأوسط

الأرض مسطحة وكذلك بعض العقول/محمد رُضــا/الشرق الأوسط

هل تنجح تكتيكات ترمب إزاء قمة سنغافورة/ديفيد اغناتيوس/الشرق الأوسط

هل سيؤدّي التقدم الأمريكي-التركي في منبج إلى تعاونٍ أكبر في سوريا/جيمس جيفري/معهد واشنطن

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

الراعي في افتتاح سينودس الأساقفة: ننتظر ولادة حكومة قادرة على إجراء الإصلاحات ولا يمكن القبول بالظلم في ممارسة القضاء

عون لوفد برلماني اوروبي : للعمل على اقناع الدول الاوروبية بتحقيق عودة النازحين الى بلدهم

الحريري استقبل نائب رئيس البعثة التركية موراتينوس: الوضع في لبنان إيجابي

بري عرض الوضع الأمني مع عثمان واستقبل موراتينوس وزوارا

جعجع: لفتح تحقيق فوري بتهريب صهاريج محروقات يوميا من سوريا إلى لبنان عبر الحدود

رسالة المعلم الى باسيل: القانون رقم 10 لن يؤدي الى نزع ملكية أحد

سامي الجميل استقبل زاسبكين: لفصل عودة النازحين عن ترقب التسوية السياسية

لائحة بيروت الوطن طعنت أمام المجلس الدستوري بانتخابات بيروت الثانية سلام: مخالفات جسيمة وتزوير لارادة الناخبين

جمانة حداد تقدمت بطعن أمام الدستوري: لإبطال العملية الانتخابية برمتها في بيروت الأولى

زيارة قريبة لجنبلاط إلى السعودية

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية
إِذْهَبُوا إِلى العَالَمِ كُلِّهِ، وَٱكْرِزُوا بِٱلإِنْجِيلِ لِلْخَلِيقَةِ كُلِّها

انجيل متى/16/من15حتى18/"قالَ الربُّ يَسوعُ لِتَلاميذِه: «إِذْهَبُوا إِلى العَالَمِ كُلِّهِ، وَٱكْرِزُوا بِٱلإِنْجِيلِ لِلْخَلِيقَةِ كُلِّها. فَمَنْ آمَنَ وَٱعْتَمَدَ يَخْلُص، وَمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ فَسَوْفَ يُدَان. وهذِهِ الآيَاتُ تَتْبَعُ الْمُؤْمِنين: بِٱسْمِي يُخْرِجُونَ الشَّيَاطِين، ويَتَكَلَّمُونَ بِلُغَاتٍ جَدِيدَة، ويُمْسِكُونَ الْحَيَّات، وَإِنْ شَرِبُوا سُمًّا مُمِيتًا فَلا يُؤْذِيهِم، ويَضَعُونَ أَيْدِيَهُم عَلى المَرْضَى فَيَتَعَافَوْن». 

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

تيار المستقبل وجريمة مشروع قانون قتل لبنان التميز والتعايش والديموغرافيا

الياس بجاني/06 حزيران/18

من مقدمة الدستور اللبناني: “لا شرعية لأي سلطة تناقض ميثاق العيش المشترك“

 http://eliasbejjaninews.com/archives/65151/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%aa%d9%8a%d8%a7%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b3%d8%aa%d9%82%d8%a8%d9%84-%d9%88%d8%ac%d8%b1%d9%8a%d9%85%d8%a9-%d9%85%d8%b4%d8%b1%d9%88/

اتحفنا قادة تيار المستقبل أمس بخبر شؤم يرقى إلى درجة الجريمة الديموغرافية وهو بأنهم بصدد تقديم مشروع قانون نيابي يعطي الجنسية اللبنانية لأولاد وأزواج المواطنات اللبنانيات المتزوجات من رجال أجانب.

بداية لا بد من تذكير أصحاب المشروع الجريمة هذا، وغيرهم من المؤيدين له، وكذلك اللامبالين بالأمر الخطير، وأيضاً معهم جماعات وجمعيات “الهوبرة” لحقوق المرأة..

لا بد من تذكيرهؤلاء جميعاً بأن هناك دراسات أولية وتقديرية لجهات لبنانية متنوعة كنسية ومدنية تفيد بأن عدد أولاد وبنات وأزواج اللبنانيات المتزوجات من أجانب هو مليون 200 ألف و99% منهم هم من السوريين والفلسطينيين.

هل يدرك أصحاب المشروع أنه مخالف 100% لمقدمة الدستور اللبناني.. وأنه وفي حال أقر سيضرب مبدأ التعايش بين اللبنانيين ويخل بالتوازن الطائفي والمذهبي؟

وفي حال أقر فقولوا للبنان التعايش والتنوع واحترام حقوق ووجود الأقليات في الشرق الأوسط وداعاً.

وقولوا وداعاً للبنان هذا وترحموا عليه واندبوه..

وقولوا وداعاً للدولة الوحيدة في الشرق الأوسط التي يتمكن فيها على سبيل المثال لا الحصر الماروني والأرمني والدرزي والعلوي وغيرهم من المذاهب المشاركة في الحكم على قدم من المساواة مع غيرهم من المواطنين..

قولوا وداعاً للدولة الوحيدة في الشرق الأوسط التي لا يعامل فيها المسيحيين كأهل ذمة.

إنه وفي حال ارتكبت خطيئة إقرار قانون إعطاء الجنسية لأولاد وأزواج اللبنانيات المتزوجات من أجانب..سيكون القانون هذا رصاصة الرحمة التي ستطلق على لبنان الذي نعرفه ويعرفه العالم ويحسده على تمييزه… والذي قال فيه قداسة البابا الراحل يوحنا بولس الثاني: “هذا الوطن لبنان هو أكثر من وطن، أكثر من بلد أنه رسالة، رسالة في العيش”.

بصوت عال نقول إن من يرتكب هذه الجريمة الديموغرافية سيقضي على لبنان المميز والرسالة ويحويله رغماً عن شرائح كبيرة من أهله إلى دولة مستنسخة عن العديد من الدول الغارقة في التعصب والأصولية والتمذهب والقهر حيث الأقليات فيها (من كافة المذاهب) مهمشة ومضطهدة وتحديداً المسيحية منها وتعامل كأهل ذمة.

إن أصحاب المشروع والحاملين لواءه تحت شعارات الحرية والمساواة بين الرجال والنساء يتعامون عن حقيقة مهمة وهي أن لكل بلد في العالم خصوصيته ومن حقه المحافظة عليها وصونها خصوصاً عندما يتعلق الأمر بالوجود والهوية والعقيدة الإيمانية…وللبنان خصوصيته التي لا يجب المس أو اللعب بها لأي سبب من الأسباب.

فعلى سبيل المثال لا الحصر فإن المولود في كل دول الخليج العربية دستورياً لا يحصل على جنسيتها، في حين أن الحال مختلف في العديد من دول الغرب..

وصحيح إن شرعة الحقوق الدولية تطالب الدول الأعضاء في الأمم المتحدة الالتزام به.. ولكن الصحيح أيضاً أن عشرات من الدول وخصوصاً الإسلامية والعربية منها لا تتقيد برزم من بنود الشرعة هذه لأنها تتعارض مع دساتيرها ومع معتقداتها الديني ومع المعايير الإجتماعية.

باختصار أكثر من مفيد فإن مشروع القانون الذي ينوي تيار المستقبل عرضه على مجلس النواب هو أخطر بمليون مرة من مرسوم التجنيس الخطيئة واللاقانوني واللاشرعي واللا دستوري الذي فرضه المحتل السوري على لبنان سنة 1994 وأعطى من خلاله الجنسية اللبنانية لأكثر من مليون انسان في معظمهم قانونياً لا يستحقونها.

يبقى أن نظام لبنان حالياً هو طائفي والحكم فيه قائم على الطائفية، وبالتالي فإن أي إخلال ديموغرافي عن طريق التجنيس يهدد ويناقض ميثاق العيش المشترك، وسوف يكون لا شرعي ولا قانوي كما جاء في مقدمة الدستور اللبناني.

هذا، وعندما تصبح الأنظمة في دول الجوار وفي كل الدول العربية والإسلامية علمانيةً وكذلك في لبنان.. وهذا ما نرجوه ونتمناه….

يومها ويومها فقط يحق لتيار المستقبل ولغيره من الجماعات والتجمعات والجمعيات اللبنانية التقدم بمشاريع قوانين تجنيس تناقض في الوقت الراهن مقدمة الدستور اللبناني وتهدد لبنان التميز والرسالة.

في الخلاصة: إنه وللمحافظة على تميز لبنان وعلى هويته وعلى مبدأ التعايش فيه المطلوب من القيادات اللبنانية المحمدية تحديداً معارضة مشروع قانون تيار المستقبل إن كانت هي فعلاً ضنينة على لبنان الرسالة.. ونقطة على السطر.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

تيار المستقبل يلعب على أوتار الديموغرافيا

الياس بجاني/05 حزيران/18

الخطورة في تقديم تيار المستقبل مشروع نيابي لتجنيس أولاد اللبنانيات المتزوجات من أجانب أنه يضرب التوازن الديموغرافي ويلغي لبنان التعايش في حال إقراره حيث يبلغ عدد أولاد اللبنانيات المتوزجات من أجانب مع فروعهم ما يقارب مليون و200 ألف 99% منهم سوريين وفلسطينيين.. ترى هل المطلوب تهجير المسيحيين من لبنان وإلغاء دورهم السياسي؟ أسئلة محقة لا بد من طرحها...

 

أبواق وصنوج أصحاب شركات الأحزاب في لبنان هي جاهلة وغبية

الياس بجاني/04 حزيران/18

من أخطر المصائب التي ابتلى بها لبنان وشعبه هي أبواق وصنوج أصحاب شركات الأحزاب فهي سرطانات اخلاقية ووطنية كونها جاهلة وفاقدة للبصر والبصيرة والحرية وتدار بالريموت كونترول. هؤلاء الأبواق هم مجرد شتامون وقداحون ومداحون وعكاظييون بامتياز.

https://www.facebook.com/groups/128479277182033/

 

الياس بجاني/في أسفل رابط مقالتي المنشورة في جريدة السياسة

قيادات لبنانية تتلهى بسخافات… وتشيح بنظرها عن الاحتلال/الياس بجاني/04 حزيران/18/اضغط هنا أو على الرابط في أسفل لقراءة المقالة

http://al-seyassah.com/%d9%82%d9%8a%d8%a7%d8%af%d8%a7%d8%aa-%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86%d9%8a%d8%a9-%d8%aa%d8%aa%d9%84%d9%87%d9%89-%d8%a8%d8%b3%d8%ae%d8%a7%d9%81%d8%a7%d8%aa-%d9%88%d8%aa%d8%b4%d9%8a%d8%ad-%d8%a8%d9%86/

 

صراع ديوك سلطوي على خلفيات اجندات شخصية وسلطوية ومعارك بالغالب دونكيشوتيه (معارك طواحين الهواء)

الياس بجاني/03 حزيران/18

الخوف كل الخوف أن تكون معارك مواجهة مرسوم التجنيس دونكيشوتيه ولها علاقة بالأحجام داخل الحكومة وبالمشاركة فيها من عدمها عزلاً، وبالطبع هي متصلة بأطماع وأحلام وأوهام الفريسيين بكرسي الرئاسية.. المواقف الجادة والصادقة والوطنية يجب ان تأتي فقط بعد نشر اسماء المجنسين وليس على خلفية التبصير والتنجيم. يبقى أنه لا توقعات إيجابية من طبقة سياسية نرسيسية

 

قيادات لبنانية تتلهي وتلهي الناس بسخافات وخلافات ليس لها علاقة بالمشكل الأساس الذي هو الاحتلال/مع فيديوهات لثلاث مقابالات مهمة للغاية

الياس بجاني/02 حزيران/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/65081/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D9%82%D9%8A%D8%A7%D8%AF%D8%A7%D8%AA-%D9%84%D8%A8%D9%86%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A9-%D8%AA%D8%AA%D9%84%D9%87%D9%8A-%D9%88%D8%AA%D9%84%D9%87/

فعلاً مخيبة للآمال ومحزنة وخطيرة ولا تستحق غير الشفقة هي حالة غالبية القيادات اللبنانية والمسيحية منها تحديداً.

ففي حين يقضم الاحتلال الإيراني بواسطة ذراعه العسكرية المحلية (حزب الله) البلد بأسلوب ثابت ومذهبي وإرهابي وممنهج ويلغي كل ما فيه لبناني وثقافي وتعايشي وحريات وديمقراطية، نرى عملياً وواقعاً مأساوياً معاشاً من خلال كل الممارسات اليومية، نرى بأن السواد الأعظم من القيادات اللبنانية والمسيحية منها تحديداً (الصف الأول من السياسيين وأصحاب شركات الأحزاب) هي غافلة وتعيش في غيبوبة سيادية واستقلالية ودستورية شبه كاملة، ومنسلخة عن كل ما يهدد البلد وأهله وهويته وتاريخه ودوره ولقمة عيش وحقوق الموطنين.

هي قيادات بغالبيتعا غافلة ومنسلخة عن الواقع المأساوي برضاها، وذلك عن سابق تصور وتصميم..

هي منسلخة عن الواقع وتتلهى وتلهي الناس بتفاهاتها وأطماعها وأجنداتها الشخصية المتمحورة فقط وفقط على الكراسي والنفوذ والمصالح الذاتية وعلى وهمي السلطة والنفوذ.

هي تجيش الناس بأساليب غبية وتسطح كل ما هو منطق وعقل وحرية رأي وتبادل سلطات وخطط وتخطيط.

وللأسف فإن هذه القيادات تجد تربة شعبية خصبة في عقول بعض الشرائح من أهلنا..أقل ما يمكن أن يقال فيها إنها ساذجة وتفتقد إلى قدرة التمييز بين الخير والشر وبين الصالح والطالح وبين العام والشخصي.

ولمعرفة حقيقة ما يجري من حروب إعلامية سخيفة لا بد من مشاهدة 3 مقابلات تلفزيونية لافتة في مقارباتها ولغتها والأولويات التي طرحت من خلالها..

هي مقابالات 3 أجريت أمس واليوم مع كل من المحامي جوزيف ابوفاضل (تلفزيون ال او تي فيOTV)

والوزير ملحم الرياشي (تلفزيون المرMURR TV)

والدكتور انطوان سعد (تلفزيون المرMURR TV)

المقابلات للأسف تبين بوضوح ودون أي لبس نجاح حزب الله المنقطع النظير بشق اللبنانيين وإبعادهم عن المشكل الأساس الذي هو احتلاله للبنان وعن مشروعه الإيراني المدمر، ووضعهم في مواجهة بعضهم البعض على خلفيات سلطوية وتقاسم حصص وذلك بدلاً من مواجهة احتلاله.

في الخلاصة: إن مشكلة لبنان الأساسية، أي المرض السرطاني الذي يفتك بلبنان الدولة والناس هو احتلال حزب الله، وبالتالي فإن كل التركيز وعلى كافة المستويات المحلية والإقليمية والدولية يجب أن يتركز على طرق ووسائل إنهاء هذا الاحتلال  وعلى كيفية استرداد السيادة والاستقلال وتنفيذ القرارين الدوليين 1559 و1701..

ويبقى أنه وكل ما عدا هذا الأمر الأساس هو عملياً ووطنياً تسطيح وتسفيه لمشكلة الاحتلال الأساسية والأهم، وكذلك تقوية لنفوذ المحتل والمساهمة في إلهاء الناس والتلهي بأعراض المرض الجانية وترك المرض ينهش بالجسم اللبناني.

كما أن لا قيمة لأي حقيبة وزارية أو أي موقع سلطوي آخر مهما كان رفيعاً في بلد محتل وقراره ليس بيد حكامه وأهله يتعرضون للقهر ومحرومين من حقوقهم.

وفي ذكرى اغتيال الشهيد سمير قصير نصلي من أجل راحة نفوس كل شهداء لبنان السيادة والإستقلال، ونطالب القيادات كافة أن يخافوا الله ويحسبوا حساباً لحساب يومه الأخير حيث سيكون البكاء وصرير الأسنان..

ومع السيد المسيح نختم بتكرار قوله المقدس: “مرتا مرتا تهتمين بأمور كثيرة فيما المطلوب واحد”..

في اسفل روابط المقابلات الثلاث وهي تبين فقدان البوصلة وشرود أولويات سلم السياسيين والحزبيين حيث مواجهة الاحتلال ليس من ضمنها

*رابط مقابلة الوزير ملحم الرياشي من ال أم تي في/اضغط هنا أو على الرابط في أسفل/01 حزيران/18

https://www.youtube.com/watch?v=ZutSTQi-Ees&t=18s

*رابط مقابلة الدكتور انطوان سعد من تلفزيون ال أم تي في/اضغط هنا أو على الرابط في أسفل/01 حزيران/18

https://www.youtube.com/watch?v=1iCG2EJjJmQ

*رابط مقابلة المحلل السياسي المحامي جوزيف أبو فاضل من او تي في/اضغط هنا أو على الرابط في أسفل/02 حزيران/18

https://www.youtube.com/watch?v=-QxBaLgHh00

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

هل فعلاً انسحب حزب الله اليوم من منطقة القصير السورية المحاذية للحدود اللبناني والتي كان احتلها وهجر سكانها سنة 2011؟

شاهد فيديو من قناة الحدث لمداخلتين لكل من المحلل العسكري والأستراتيجي العميد المتقاعد نزارعبد القادر، والخبير الروسي فاسلاف ماتسوف يتناولان الخبر هذا/06 حزيران/18/اضغط هنا أو على الرابط في أسفل لمشاهدة الفيديو

https://www.youtube.com/watch?v=w9S27TJBcII&t=334s

 

فيديو مداخلة من قناة العربية للمحلل العسكري و الأستراتيجي العميد المتقاعد نزارعبد القادر/06 حزيران/18/اضغط هنا أو على الرابط في أسفل لمشاهدة المداخلة

https://www.youtube.com/watch?v=nEMT--B3xRY

 

فيديو مداخلة من قناة الحدث للكاتب الصحافي أسعد بشارة/06 حزيران/18/اضغط هنا أو على الرابط في أسفل لمشاهدة المداخلة

 https://www.youtube.com/watch?v=3fTqzGulAys&t=33s

 

فيديو مقابلة من تلفزيون المستقبل مع النائب أدي معلوف/06 حزيران/18/اضغط هنا أو على الرابط في أسفل لمشاهدة المداخلة

https://www.youtube.com/watch?v=ahNTLtZoAe4

 

المهلة انتهت... 17 طعنا بالانتخابات أمام المجلس الدستوري

وكالات/الأربعاء 06 حزيران 2018 /انتهت مهلة تقديم الطعون النيابية امام المجلس الدستوري. وبلغ عدد الطعون المقدمة 17 طلباً.

 

بري: حزب الله لن ينسحب من سوريا حتى تتحرر

المدن - لبنان | الأربعاء 06/06/2018 /استبعد رئيس مجلس النواب نبيه بري، في حديث إلى وكالة سبوتنيك الروسية، الأربعاء في 6 حزيران 2018، انسحاب حزب الله وإيران من سوريا حالياً، بالنظر إلى استمرار الأوضاع الراهنة فيها. وقال بري إن "إيران موجودة في سوريا بطلب من الدولة السورية، تماماً كما أن الوجود الروسي في سوريا قد جاء بطلب من الحكومة السورية". أما حزب الله، فهو "موجود في بلده، لأنه لو لم يكن موجوداً هناك، لكان داعش قد أصبح هنا في لبنان". ورداً على سؤال عن الظرف الذي يمكن من خلاله أن يتحقق هذا الانسحاب، قال: "حتى تتحرر سوريا وتصبح أراضيها موحدة". أضاف بري: "نحن لدينا في لبنان اليوم نحو مليون ونصف المليون سوري، ولا نعتبرهم غرباء. فلبنان وسوريا كانتا ولا تزالان توأمين. بالتالي، فإن ما يحدث في سوريا يؤثر على لبنان، وأي تقسيم لسوريا هو إعادة لرسم خريطة المنطقة، تماماً كما حدث في سايكس- بيكو".

 

24 ساعة ساخنة بين روسيا وحزب الله

عبدالله قمح/ليبانون ديبايت/06 حزيران 2018

المشكلة بدأت حين إنتشرت قوات من الشرطة العسكرية الروسية في القصير

الروس لم ينسقوا خطوة الانتشار مع حزب الله

الانتشار تم على نقاط مواجهة لخط الربط الذي يستخدمه الحزب بين سوريا ولبنان

مصادر دبلوماسية نزعت عن الخطوة مقولة وجود نوايا سياسية سيئة

كادت 24 ساعة تقريباً أن تخلق شقاقاً مؤذياً على الساحة السوريّة بين روسيا وحزب الله، بسبب انتشار عسكري مفاجئ نفّذته الشرطة العسكريّة الروسيّة على نقاط تقع على الحدود اللبنانيّة – السوريّة.

الانتشار نُفّذَ يوم الاثنين الماضي في منطقة القصير بريف حمص الجنوبي الغربي وامتد حتى تخوم القلمون الغربي. وعلم "ليبانون ديبايت" من مصدر ميداني أن "الانتشار حصل بدون تنسيق مسبق".

وشمل التموضع الروسي 4 نقاط بينها معبر جوسيه الذي يفصل لبنان عن سوريا، وهي:

-بلدة العقربيّة الواقعة على طريق الهرمل - طرطوس

-محطة مياه القصير الواقعة على نهر العاصي

- قرية المصريّة الواقعة على مقربة من منطقة الهرمل اللبنانيّة

الانتشار خلق ارباكاً على صعيد القطعات العسكريّة التابعة لحزب الله وغرفة عملياتها في القطاع بسبب أنه أتى من خارج سياق التفاهمات الموضوعة، بحيث أن منطقة القصير وريفها التي دحر حزب الله المسلّحين المعارضين عنها عام 2013 غير منضوية ضمن مناطق خفض التصعيد التابعة لمركز حميميم الروسي للمصالحة رغم أنه تمّ شملها قبل قرابة العام ضمن نشاط المركز الهادف لإعادة النازحين اليها.

وقد حرص الجانب الروسي على تأمين حماية عالية لجنوده من خلال ظهور انتشار عسكري واضح لفصيل مسلّح تشكّل بدعم روسي قبل نحو عام ويتألف بمعظمه من أبناء عشائر من اللبنانيين القاطنين في سوريا وكذلك السوريين من ابناء القرى الريفيّة، وهذا الفصيل يقوده شخص من عشيرة لبنانيّة بارزة، وقد خاض عناصره القتال إلى جانب القوات الروسيّة ضد تنظيم داعش في تدمر قبل أشهر وسقط له شهداء.

الامر الثاني اللافت أن انتشار قوات الشرطة الروسيّة تم بحضور صريح لجنود الفرقة 11 التابعة للجيش السوري التي تتولّى مهام حفظ الامن في المنطقة، وبإشراف مباشر من قائد الشرطة العسكريّة الروسيّة العاملة في سوريا، ما اعطى تصوراً أن الخطوة الروسيّة منسّقة مع الجانب السوري.

لكن مصادر ميدانيّة اعتبرت أن "تظلّل القوّات الروسيّة خلف الحلفاء ينطوي عن خشية من امكان حدوث مشكل أمني بينها وبين القوات المنتشرة في المنطقة (قاصداً حزب الله) لكونها دخلت القطاع من دون تنسيق".

حزب الله الذي يعتبر المستهدف الابرز من عمليّة الانتشار، لم يتعاطَ مع الخطوة العسكريّة الروسيّة من منطلقات عدائيّة، بلّ حاول استفهام أسبابها سيما وأن النقاط التي انتشرت الشرطة الروسيّة فيها لا تقع ضمن خارطة الحروب لذا لا يمكن لحميميم الحديث هنا عن خطّة لخفض التصعيد على غرار باقي المناطق".

وعلم "ليبانون ديبايت" من مصادر ميدانيّة متابعة، أن "الانتشار تمّ بشكل جزئي عبر عناصر محدودة، وحصل بهدوء دون أي مناوشات".

وكان يتوقّع أن يستكمل هذا الانتشار ليصل إلى منطقة القلمون الغربي المواجهة لجرود عرسال اللبنانيّة، لكن الرفض المبدئي الذي عبّرت عنه القيادة العسكريّة التابعة لحزب الله في سوريا حال دون ذلك، بل وأدى إلى فتح قنوات تواصل في ضوء الاعتراض على تجاوز التفاهمات التي تنظّم العلاقة بين الفرق العسكريّة كافة المتواجدة على الارض. مصادر متابعة للموضوع قالت إن "حزب الله طالب بتفسير أسباب الانتشار في منطقة تعد قاعدةً له دون تنسيق مسبق معه والاهداف من وراء ذلك، لكن اعتراض الحزب بقي كلامياً وقد جرى تصريفه من خلال فتح قنوات اتصال مباشرة بين الجانبين كانت بمثابة عرض نوايا".

وفي ضوء الانتشار الروسي واعتراض حزب الله "على شكله وتوقيته" برز دخول طرف ثالث فصل بين الجانبين وقاد الاتصالات ومارس ضغوطاً من أجل عودة الامور إلى طبيعتها، وهو ما افضى إلى انسحاب القوات الروسيّة المنتشرة بعد أقل من 24 ساعة على وجودها، أي يوم الثلاثاء الفائت سحباً لفتيل الازمة وكـ"بادرة حسن نيّة حول عدم وجود اهداف مسبقة للانتشار". ونفت مصادر "ليبانون ديبايت" أن يكون قد جرى التوصّل إلى مقايضة تقوم على انسحاب الشرطة الروسيّة مقابل انسحاب قطعات من حزب الله من مناطق محدّدة، وقالت إن "أي كتيبة من حزب الله لم تنسحب من القصير أو جوارها، بلّ أن الانتشار بقي على ما هو عليه قبل تاريخ 4 حزيران الجاري"، لافتاً أن "جنوداً من الفرقة 11 التابعة للجيش السوري انتشروا في النقاط التي انسحبت منها الشرطة العسكريّة الروسيّة بالتفاهم معها".

وبالرغم من انتهاء الازمة لكن هناك اعتقاد بات راسخاً أن روسيا ستعاود الانتشار في المنطقة، وخطوتها أتت من قبيل جس النبض لتقدير تقبّل وجودها على الشريط اللبناني من عدمه.

ثمّ أن عمليّة الانتشار ارخت عن اسئلة شرعيّة واجب طرحها من أجل استفهام الاسباب التي دفعت القوات الروسيّة للانتشار. لماذا انتقت روسيا منطقة تعد معقلاً لحزب الله وتقع على خط الربط الذي يعتبر طريقاً حيوية له بين لبنان وسوريا؟ وهل من علاقة للانتشار بالتصريحات الروسيّة الاخيرة التي تحدّثت عن ضرورة سحب إيران وحلفائها لقوّاتهم من سوريا؟  أوساط دبلوماسية متابعة تدحض مقولة وقوف نوايا سياسيّة سيئة وراء عمليّة الانتشار مفضلةً حصرها بالشق الانساني الذي تديره حميميم في سوريا وربط ذلك بوجود خِطط من أجل اعادة النازحين السوريين من لبنان، إذ ثمّة خِطط روسيّة موضوعة لهذا الشأن ويُعمل على تنسيقها مع بيروت، ولهذه الخِطط ضرورات تُحتّم وجود قوّات شرطة روسيّة مقابل الحدود اللبنانيّة مع سوريا.

 

التجنيس وحّدهم.. "جبهة ثلاثية" إلى الواجهة؟

"الأنباء الكويتية" - 6 حزيران 2018/تعتبر القوى السياسية، التي تقود حملة الطعن بمرسوم التجنيس والتي امتنع وزير الداخلية نهاد المشنوق عن تسليم نسخة عنه إلى نوابها قبل استشارة هيئة القضايا في وزارة العدل، في عدم تسليمها نسخة طبق الأصل عن المرسوم محاولة لتمريره خلسة. ولاحظت أوساط سياسية، لـ"الأنباء"، أن "تحالف الأحزاب الثلاثة، "الكتائب" و"القوات" و"الحزب التقدمي الإشتراكي"، ضد مرسوم التجنيس قد يحوّلهم إلى جبهة معارضة فعالة حتى لو دخل بعضهم الحكومة".

 

هذا مضمون رسالة المعلم الى باسيل بخصوص القانون رقم 10!

وكالات/الأربعاء 06 حزيران 2018 /أكد وزير الخارجية السوري وليد المعلم في رسالته الى وزير الخارجية والمغتربين اللبناني جبران باسيل، والتي حملها إليه السفير السوري لدى لبنان علي عبد الكريم علي، أن القانون رقم 10 الذي اصدرته السلطات السورية لتنظيم المناطق في سوريا يضمن للمواطنين السوريين الموجودين داخل سوريا وخارجها تثبيت حقوقهم سواء من قبلهم شخصيا أو من خلال وكالة قانونية أو عبر أقاربهم حتى الدرجة الرابعة. وأوضح المعلّم أن القانون لن يؤدي الى نزع ملكية أحد بل على العكس تماما سيؤدي الى تثبيت ملكيات وحقوق المواطنين السوريين وتنظيمها بشكل قانوني وخصوصا في ظل عمليات التغيير في الملكيات والتزوير في الوكالات التي حدثت في المناطق التي يسيطر عليها الإرهابيون. وشدد المعلم في رسالته على أن أمام المواطنين السوريين الوقت الكافي منذ صدور القانون لتجهيز سندات الملكية سواء كانت بحوزتهم أو عبر إستصدار نسخ منها من دوائر المصالح العقارية بشكل يسير وروتيني وخلال مدة لا تتجاوز بضعة أيام. كما أكد وزير الخارجية السوري حرص الحكومة السورية على مواطنيها وأنها ناشدتهم للعودة الى بلادهم وأبدت إستعدادها لتوفير متطلبات العيش الكريم لهم ولا سيما في ظل الإنحسار المستمر للمساحات التي يوجد فيها الإرهابيون.

 

خلاف بين حزب الله وروسيا بعد نشر الأخيرة عسكريين قرب الحدود اللبنانية

عربي 21/06 حزيران/18/قال مسؤولان في التحالف الإقليمي الداعم لدمشق إن نشر عسكريين روس في سوريا قرب الحدود اللبنانية هذا الأسبوع أثار خلافا مع قوات مدعومة من إيران، منها جماعة حزب الله اللبنانية، التي عارضت هذه الخطوة غير المنسقة. وقال أحد المسؤولين، وهو قائد عسكري، في تصريح لوكالة دولية، إنه جرى حل الموقف الثلاثاء، عندما سيطر جنود من الجيش السوري على ثلاثة مواقع انتشر بها الروس قرب بلدة القصير في منطقة حمص يوم الاثنين. وبدا أنها واقعة منفردة تصرفت فيها روسيا دون تنسيق مع حلفاء الرئيس السوري بشار الأسد المدعومين من إيران. وكان الدعم الإيراني والروسي حاسما للأسد في الحرب. وقال القائد العسكري: "الخطوة غير منسقة". وتابع: "هلق القصة انحلت ورفضنا هالخطوة، وعم ينتشر جيش سوري عالحدود من الفرقة 11"، مضيفا أن مقاتلي حزب الله لا يزالون بالمنطقة. ولم يرد تعليق من الجيش السوري بشأن الحادث. ودعت إسرائيل الحكومة الروسية لكبح جماح إيران في سوريا، حيث شن الجيش الإسرائيلي هجمات متعددة ضد حزب الله وغيره من الأهداف، التي وصفها بأنها مدعومة من إيران. وقال القائد العسكري: "ربما كانت حركة تطمين لإسرائيل... بعد كل ما قيل من الجانب الإسرائيلي عن هذه المنطقة"، مضيفا أنه لا يمكن تبرير الخطوة بأنها جزء من الحرب ضد جبهة النصرة أو الدولة الإسلامية؛ لأن حزب الله والجيش السوري هزم التنظيمين في منطقة الحدود اللبنانية-السورية. وقال المسؤول الثاني إن "محور المقاومة" (في إشارة إلى إيران وحلفائها) "يدرس الموقف" بعد التحرك الروسي غير المنسق. وتعاونت روسيا وقوات مدعومة من إيران مثل حزب الله معا ضد فصائل المعارضة المسلحة. وانتشر مقاتلو حزب الله في سوريا في عام 2012. ووصل سلاح الجو الروسي لسوريا عام 2015؛ بهدف دعم الأسد. لكن اختلاف أجندات الطرفين في سوريا أصبح أكثر وضوحا في ظل ضغوط إسرائيل على روسيا؛ لضمان عدم توسع نفوذ إيران العسكري وحلفائها في سوريا.

نقطة تحول

وتريد إسرائيل ابتعاد الإيرانيين والقوات المدعومة من إيران عن المناطق القريبة من الحدود، وخروجهم من سوريا بوجه عام. وقالت إسرائيل في الشهر الماضي إن الحرس الثوري الإيراني شن ضربات صاروخية من سوريا على مرتفعات الجولان التي تحتلها إسرائيل. وقال حينها حسن نصرالله، الأمين العام لحزب الله، إن الضربات "مرحلة جديدة" في الحرب في سوريا. ويرى البعض أن الدعوات التي وجهتها روسيا في الآونة الأخيرة لمغادرة كل القوات غير السورية جنوب سوريا تستهدف إلى حد ما إيران، علاوة على القوات الأمريكية المتمركزة في منطقة التنف على الحدود السورية العراقية. وكانت القصير مسرحا لمعركة كبيرة في الحرب الأهلية السورية في عام 2013، عندما لعب مقاتلو حزب الله دورا رئيسيا في تحويل دفة الحرب لصالح الأسد. وأوردت محطة الميادين اللبنانية التلفزيونية المقربة من دمشق ومن حلفائها الإقليميين، ومنهم حزب الله، بعض تفاصيل حادث القصير. وقالت المحطة إن عدد القوات الروسية صغير. وتعرضت قاعدة جوية عسكرية في المنطقة ذاتها لهجوم صاروخي في 24 أيار/ مايو . ورفض الجيش الإسرائيلي التعليق على هذا الهجوم. وبات التركيز منصبا على مناطق تسيطر عليها قوات المعارضة في جنوب غرب سوريا على الحدود مع إسرائيل منذ سحقت دمشق وحلفاؤها آخر جيوب محاصرة للمعارضة قرب العاصمة. وتعهد الأسد باستعادة كل الأراضي السورية. وتريد الولايات المتحدة الحفاظ على مناطق "خفض التصعيد" التي احتوت الصراع في جنوب غرب البلاد. وساهمت مناطق خفض التصعيد التي جرى الاتفاق عليها مع روسيا والأردن في احتواء القتال في مناطق قرب الحدود الإسرائيلية.

 

بري يكشف ظروف انسحاب حزب الله من سوريا.

سبوتنك/06 حزيران/18/استنكر رئيس مجلس النواب نبيه بري الدعوات إلى انسحاب حزب الله وإيران من سوريا، واعتبرها أمراً مستبعداً حالياً بالنظر إلى استمرار الأوضاع الراهنة في هذا البلد. وقال بري في مقابلة مع وكالة "سبوتنيك" إن "إيران موجودة في سوريا بطلب من الدولة السورية، تماماً كما أن الوجود الروسي في سوريا قد جاء بطلب من الحكومة السورية". وفي ما يتعلق بـ"حزب الله"، أشار بري إلى أن "الحزب موجود في بلده، لأنه لو لم يكن متواجداً هناك، لكان داعش قد أصبح هنا في لبنان". وحول الظرف الذي يمكن من خلاله أن يتحقق هذا الانسحاب، اعتبر بري أن "حتى تتحرر سوريا وتصبح أراضيها موحدة". وأضاف: "نحن لدينا في لبنان اليوم حوالي مليون ونصف المليون سوري، ولا نعتبرهم غرباء، فلبنان وسوريا كانتا ولا تزالان توأماً، وبالتالي فإن ما يحدث في سوريا يؤثر على لبنان، وأي تقسيم لسوريا هو إعادة لرسم خريطة المنطقة، تماماً كما حدث في (اتفاقيات) سايكس-بيكو".

 

من خطف الشاب مصطفى دياب في سوريا؟

المدن - لبنان | الأربعاء 06/06/2018 /اختطف الشاب اللبناني مصطفى دياب (17 عاماً) في طريقه إلى بيت جده (لجهة أمه) في سوريا، الاثنين في 4 حزيران 2018، وكان برفقة والدته وشقيقه الأصغر، وقد اعترضهم 4 مسلحين باللباس العسكري، وهم في طريقهم إلى إدلب، وقاموا باحتجاز دياب بينما تركوا والدته وشقيقه. وفي التفاصيل، فإنه ما بين الساعة الثامنة والعاشرة صباحاً اعترض 4 مسلحين سيارة الأجرة التي تقل العائلة وشخصين آخرين، ادعوا أنهم عناصر في الجيش السوري، وفق ما يقول والد الشاب المخطوف محمد دياب لـ"المدن". يضيف: "على الأغلب، هم من قطاع الطرق، إذ أخرجوا الأم والطفل الصغير بحجة أنهم أرادوا تفتيش السيارة على الحاجز ليتم بعد ذلك اختطاف جميع من بقي في السيارة، وهم السائق ورجل مسن، وهما من الجنسية السورية، بالإضافة إلى مصطفى. ويقول دياب لـ "المدن" إنه حتى الساعة لم يتلق أي اتصال من الجهة الخاطفة، للتفاوض معه إذا أرادوا إطلاق سراح ابنه. وهو من أجل ذلك تواصل مع وزارة الخارجية اللبنانية من أجل العمل على الإفراج عن ابنه، التي وعدته بأن يتم إبلاغه في حال حصولها على أي معلومات في هذا الشأن. والشاب دياب هو جوال في فوج عمر الزعني في كشافة التربية الوطنية. وتقول مصادر الكشافة إنهم يعملون على الإضاءة أكثر على الموضوع على أمل الإفراج عنه قريباً.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الاربعاء في 6 حزيران 2018

النهار

عاقب وزير قوّاتي أحد المديرين في مشروع مشترك مع الوزارة بعد اتّهامه بتسريب أخبار إلى جهات إعلامية.

تُشكّك جهة سياسيّة في إقدام حزب سياسي فاعل على تسريب لائحة المجنّسين لأنّه لم يستشر في الأسماء ويعتبرها شريكة لطرف سياسي أساسي في لبنان.

لوحظ صمت مُطبق حيال كلام الوزير السوري وليد المعلّم على انتشار القمامة في لبنان وعدم الردّ عليه بدل توجيهه الشكر للبنان على استقباله مليون ونصف مليون نازح.

الجمهورية

كلّف مسؤول كبير شركة إستشارية أجنبية بإعداد تصوُّر لهيكلية إدارية وتنظيمية لتياره تكون نموذجاً متبعاً للسنين المقبلة.

إستخفّ وزير بارز بخطوة تنظيمية لجأ إليها رئيس التيار السياسي الذي ينتمي إليه وقال أمام قريبين: يبدو أننا في مرحلة الإطاحة بماضي التيار وحاضره ومستقبله.

لاحظت أوساط سياسية أن أول نشاط لنائب في "تكتل لبنان القوي" قام به بمشاركة نائب من "تكتل الجمهورية القوية".

اللواء

يتنصل قطب سياسي رفيع من جملة ملابسات تتعلق بالتأزم الحاصل حول عدد من الملفات.

وقع صدام كلامي بين مرجع كبير ووزير معني على خلفية مرسوم أثار مشكلة كبيرة، ولا يزال.

يتجدّد الإنقسام في حزب عقائدي بعد الانتخابات، وعشية ترشيح شخصية منه في الحكومة الجديدة..

المستقبل

يقال إن أحد أعضاء تكتل لبنان القوي يؤكد أن اللجنة التي شكلها التكتل للإستراتيجية الدفاعية سوف تعكف على إعداد تصوّر أساسه اقتراح الرئيس ميشال عون الذي كان قد قدّمه على طاولة الحوار لاعتماده أو اجراء بعض التعديلات عليه

البناء

شكّكت أوساط سياسية بحقيقة التفاؤل الكبير الذي يُبديه الرئيس المكلّف سعد الحريري في ما يتعلّق بتشكيل الحكومة في وقت قصير، لافتةً إلى أن العقد السعودية ما زالت على حالها ولا سيما لجهة الحصة الوزارية التي تريدها الرياض لحليفها حزب "القوّات"، فضلاً عن الخلافات الداخلية حول نسب التوزير للكتل الكبرى وكذلك التمثيل الطائفي.

توقعت مصادر متابعة لجدول أعمال المبعوث الأممي في اليمن مارتن غريفيت أن يبقى في المنطقة لفترة غير قصيرة وأن يقوم بجولات متعددة بين صنعاء وعدن والرياض ومسقط والكويت وطهران، ويعود لتقديم تقرير أمام مجلس الأمن الدولي في نيويورك مطلع تموز المقبل ليعلن مبادرة تفاوضية مع خارطة طريق للحل السياسي وقالت المصادر إن التوازنات الميدانية تؤكد استحالة الرهان على تغييرات عسكرية تسمح بالرهان على تعطيل الحل السياسي.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأربعاء في 6/6/2018

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

يعمل الرئيس سعد الحريري بصمت وكتمان لإنضاج الطبخة الحكومية على نار حامية. ويعكف مع فريق سياسي على اتصالات بعيدة عن الاضواء لإيجاد حكومة متوازنة تمثل كبريات الأطياف. وقالت أوساط متابعة إن إعلان الحكومة قد يفاجئ الجميع الذين باتت طروحاتهم معلومة.

وفي مسألة التجنيس خفتت الضجة وتوقف الكلام عند حدود الحق الدستوري لرئيس الجمهورية على قاعدة حسن الاختيار للمجنسين.

وفي مسألة الطعون بالانتخابات النيابية فإن هذه الطعون أقفلت أبوابها عند حدود السبعة عشر طعنا. ويقول دستوريون إن الطعن الإفرادي غير معترف به لأن القانون الذي جرت بموجبه الانتخابات يتعلق باللوائح وليس الأفراد، وإذا كان هناك طعن من لائحة كاملة فهذا مرحب به.

وفي شأن آخر خصخصة تلفزيون لبنان مطروحة بقوة وهي مسألة يناقشها المجلس الأعلى للخصخصة التي أعلن الاتحاد العمالي العام معارضته لها، غير أن وزير الاعلام أكد ان الشراكة مع القطاع الخاص لن تعطي هذا القطاع أي أفضلية على القطاع العام بل سيلتزم مشروع الدولة للتلفزيون وإذاعة لبنان. كما سيسمح لموظفيهما ان يصبحوا مساهمين وشركاء في مؤسساتهم على غرار المؤسسات العالمية بالاضافة الى حوافز أخرى ستساهم في تطوير هذه المؤسسات وحمايتها وهي ينقصها الكثير.

ولفت الوزير ملحم رياشي الى ان الملف سوف يدرس بدقة من المجلس الاعلى للخصخصة.

تجدر الاشارة الى أن رئيس الاتحاد العمالي بشارة الأسمر سيزور الوزير رياشي بعد غد الجمعة.

في الغضون التحضيرات للنقل المباشر لمباريات المونديال قائمة على قدم وساق.

* مقدمة نشرة أخبار "المستقبل"

وتيرة التواصل لانجاز تشكيل الحكومة العتيدة تتصاعد وان كانت بعيدة عن الاعلام والتصريحات. واذا كانت التعقيدات التي تواجه مسار التواصل تنحصر في توزيع الحصص والحقائب فان ما بات محسوما هو ان الحكومة ستكون ثلاثينية وفق تاكيد الرئيس المكلف سعد الحريري.

اما البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي فامل في ولادة حكومة موصوفة غير عادية قادرة على اجراء الاصلاحات.

والى الهم الحكومي فان النزاع الحدودي بين لبنان واسرائيل برا وبحرا عاد الى الضوء مع الاقتراح الجديد للحل والذي كان على طاولة البحث في بعبدا بين الرؤساء الثلاثة امس الاول وقد كشف الرئيس نبيه بري عن اقتراح اسرائيلي نقله اميركيون يتضمن التفاوض حول الحدود.

اما في قضية النازحين السوريين فدعوة لرئيس الجمهورية ميشال عون وجهها الى دول الاتحاد الاوروبي لمساعدة لبنان بالعمل لتحقيق عودتهم الى بلدهم والحد من الخسائر الكبيرة التي اصابت لبنان اقتصاديا وامنيا واجتماعيا، في وقت كشفت فيه وزارة الخارجية عن مضمون الرسالة التي نقلها سفير النظام السوري الى الوزير جبران باسيل والمتصلة بالقانون الرقم 10.

* مقدمة نشرة أخبار "المنار"

مهمة جديدة للدولة اللبنانية على طريق اعادة النازحين السوريين:اقناع دول الاتحاد الاوروبي بالعمل لتحقيق عودتهم الى سوريا..

رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وعلى مسمع وفد برلماني اوروبي زاره في بعبدا، دعا الاوروبيين للمساعدة والحد من الخسائر الكبيرة التي تصيب لبنان اقتصاديا واجتماعيا وامنيا نتيجة استمرار النزوح..

لبنان المستغرب لقرارات الامم المتحدة والاتحاد الاوروبي الممانعة لعودة النازحين، وربطها بارساء الحل السياسي في سوريا، سيستعجب ما نشرته الوكالة الوطنية للاعلام عن عمل المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة، والتي تتبع اسلوب الترهيب للنازحين لحثهم على عدم العودة الى سوريا..

هل تعلمون ان بيوتكم هدمت؟ وانكم ستخسرون المساعدات الاممية؟ وان لا عمل لكم في سوريا؟ وانكم ستلاحقون لاجل الخدمة الاجبارية؟ هذه الاسئلة الترهيبية تطرحها المفوضية على نازحين سوريين قرروا العودة من عرسال الى قراهم ومدنهم السورية. اما السؤال البديهي بعد كل هذه الاسئلة: ماذا يريد المجتمع الدولي من لبنان؟ ولماذا يعيق عملية عودة النازحين؟

عملية قد تتم متخطية كل العوائق الاممية، لو أخذت القرارات الوطنية بحسن التنسيق مع سوريا، والتواصل بين الحكومتين لما فيه مصلحة البلدين والشعبين..

الملفات اللبنانية المتشعبة، حطت جنوبا، مع كشف الرئيس نبيه بري عن رسائل اسرائيلية حملتها الدبلوماسية الاميركية تتضمن التفاوض حول الحدود البرية والبحرية، ومن ضمنها مزارع شبعا. الرئيس بري ضمن كلامه الصحفي اشارات حكومية حملت استغرابا لبطء عملية التاليف، مبديا قلقه من أن يؤدي بطء مسار التأليف إلى عدم إبصار الحكومة النور قبل عيد الفطر..

* مقدمة نشرة أخبار ال "ام تي في"

المرسوم الشبح لا يزال شبحا وسيستمر كذلك حتى نشر اسماء المجنسين غدا على موقع المديرية العامة للامن العام. لكن عذرا من الدولة ومسؤوليها وأجهزتها اذا ما قلنا ان لا ثقة لنا بما سينشر اذ ماذا يثبت لنا ان اسماء المجنسين المنشورة هي التي كان يتضمنها المرسوم في صيغته الاساسية الاصلية والا لم تأخر النشر ستة ايام كاملة؟ بل لم كان المرسوم مهربا في ظلمة الليل وعتمة الملفات والاوراق التي لا يراها احد؟

في منحى اخر المحركات لانجاز التشكيلة الحكومية المرتقبة لا تزال شبه متوقفة، فالاتصالات بطيئة وغير مكثفة ولا احاديث جدية حتى الان عن انجاز تصور ما من انجاز الحكومة العتيدة.

توازيا لفت ما كشفه الرئيس بري عن رغبة اسرائيلية نقلها وفد اميركي زار لبنان الاسبوع الفائت لاجراء حوار كامل حول الحدود البرية والبحرية مع لبنان وما بينها مزارع شبعا. فهل الرغبة الاسرائيلية مجرد مناورة ام تعبر عن توجه جديد في سياق سحب الذرائع من حزب الله فيما يتعلق بالاستمرار في حمل السلاح.

* مقدمة نشرة أخبار "ال بي سي"

انطلاقا من البيان المقتضب للامن العام، يفترض بنا، نحن المواطنون، اعتبارا من غد الخميس، ابلاغ المديرية عن اي معلومات تتعلق بالمجنسين الجدد. وعليه، فان الاسماء الواردة في مرسوم الجنسية - الشبح، لا بد ان تنشر بين ما تبقى من ساعات الليل وصباح الغد ليطلع اللبنانيون على هويات اخوتهم الجدد بالمواطنية، حسب ما وعدهم رئيس الجمهورية.

المرسوم حتى الساعة تائه بين من يريد نشر الاسماء الواردة فيه عبر الداخلية، وبين من يريد نشرها عبر الامن العام، واللبنانيون في هذه الاثناء تائهون في الكم الضخم من التخبط والشائعات. وفيما تشير المعلومات الى ان النشر سيتم عبر الامن العام، تؤكد مصادر الداخلية للـ LBCI ان قرار النشر يصدر بعد التشاور مع رئيس الجمهورية، وان هذا القرار لم يتخذ بعد.

اذا عدنا الى تصريح وزير الداخلية نهاد المشنوق، والذي اعلن فيه ان شعبة المعلومات والنشرة القضائية والانتربول، دققت بالاسماء يصبح السؤال: هل رفع وزير الداخلية تقرير الجهات الثلاث ومن ضمنه الاسماء النافرة، الى الدوائر المختصة؟ واذا فعل هل اخذت هذه الدوائر بمعلومات التقرير؟ وهل صحيح ان الاسماء النافرة فيه فاقت العشرين؟ وهل صحيح انها شطبت قبل نشر المرسوم ام انها تنقح بعد الضجيج الذي اثير حوله؟

ساعات ومن المفترض ان يحسم النقاش، وحينها فقط سنعرف، نحن المواطنون، جزءا من الحقيقة، لان المرسوم، اذا اردنا ان نكون واقعيين، اصبح نافذا، وقمة الامل في تغييره لن تتعدى بعض التعديلات.

وفيما نحن متلهون بالمرسوم واخطائه القاتلة، تمر الايام سريعة من دون بشائر تقرب ولادة الحكومة، فحتى الخطر الاقتصادي والمالي الداهم لم يحرك كل المعنيين بعد، لأن كل ما يحكى عن تشكيل الحكومة حتى الساعة لا يتعدى العبث.

عبث يشبه تماما ما حصل في بلاط - جبيل حيث عولج اكثر من مئة وستين شخصا في شبه مركز استشفائي.

* مقدمة نشرة أخبار "الجديد"

امتزج النفط بالغاز بالأرض برا وبحرا عاد ملف الترسيم من بوابة اقتراح أميركي سيدخل لبنان في متاهات الأطماع الإسرائيلية والانحياز الأميركي ودور الأمم المتحدة الذي غالبا ما يلعب شاهدا على النزاعات من دون تأثير ووفقا لما أعلنه العدو الإسرائيلي فإن هناك أفكارا جديدة طرحت عبر قناة سرية أمريكية للوساطة في نزاع بحري بين إسرائيل ولبنان عقد أعمال التنقيب عن النفط والغاز لكن لبنان نفى هذا الأمر عبر وزير الطاقة والمياه سيزار أبي خليل وأعلن أننا نسير من دون توقف ونحقق التقدم المطلوب والرغبات الإسرائيلية تبلغها رئيس مجلس النواب نبيه بري من خلال وفد أميركي مبديا استعدادا للتفاوض في الناقورة لكنْ بشرط رعاية الأمم المتحدة لكن لبنان الرسمي الذي يختلف على كل ملف محلي يبدي موقفا موحدا تجاه حقوقه في الارض والبحر وسيادته على كل منهما ويدرك المسؤولون اللبنانيون على اختلاف نزاعاتهم أن أميركا عندما تتدخل للحل فذلك يعني انها سترى بعين واحدة وان مصلحة اسرائيل لديها فوق كل اعتبار وهي اليوم تطرح حلول المقايضة حيث النفط في مقابل ترسيم الأرض هذه هي حدود الملف والباقي : "ترسيم" ودعوة الى التطبيع وادعاء أدوار لجهات لم يسبق لها أن ترجمت سوى الانحياز الى إسرئيل ومجلس الأمن في القضية الفلسطينية شاهدا على أحادية أميركا ونصرتها لعدو يقتل المتظاهرين والمسعفين فإسرائيل تتسلل اليوم إلى الناقورة من بوابة الجدار ومزارع شعبا والولايات المتحدة تعزف لها على أوتار الحل الذي يساندها فوق الأرض وفي عمق البحر ولا ينتظر موقف من أي عربي فهم تركوا فلسطينهم وبعضهم يطوق الاردن اليوم ويعاقبه على موقفه من صفقه القرن ربما كانت أقدام ليونيل ميسي أفعل من رؤوس عربية وأكثرها تقديرا للموقف فعلى الرغم من "شوطاته" الإسرائيلية فقد خضع لاعب القرن ومعه دولة الارجنتين لرسالة فلسطين بعدم إقامة مبارايات في القدس المحتلة رفعت بيونس ايرس البطاقة الحمراء في وجه اسرائيل على زمن ترفع فيه الرايات العربية البيض طلبا للطبيع على مختلف أشكاله.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ان بي ان"

لم تدخل بعد التشكيلة الحكومية غرفة العمليات على الرغم من إعلان رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري أنه داعس بنزين عالآخر، الأكيد أن أي جديد لم يطرأ والحراك السياسي حول عملية التأليف يسير بطيئا بطيئا، وهامش الأيام الفاصلة عن عيد الفطر الموعد الذي ضربه الحريري لنفسه يضيق.

فماذا يخبئ في جعبته كي يكون مرتاحا إلى هذا الحد لدرجة الطمأنة المتواصلة أمام كل من يلتقيهم إما في لقاءاته أو افطاراته من أن لا عقد والكل متعاون والتشكيل سريع؟

بحسب المعلومات الاتفاق النهائي على حجم الحكومة لم يصدق رسميا بعد على الرغم من تأكيد الحريري انها لن تتعدى الـ 30 وزيرا أما الأمور الأخرى فلم تدخل بعد مرحلة البحث.

وبانتظار الرسم التشبيهي لحكومة العهد الأولى بعد الانتخابات، وضع رئيس مجلس النواب نبيه بري رسم الحدود الجنوبية مع فلسطين المحتلة على النار معلنا أن لبنان أبلغ استعداده للتفاوض عبر الأمم المتحدة بناء على عرض تلقاه من الجانب الأميركي بأن يشمل التفاوض ترسيم الحدود البرية والبحرية وضمنا مزارع شبعا، كاشفا أن لبنان طلب من الوفد الأميركي الذي زار بيروت الأسبوع الماضي العودة بتأكيد رسمي أميركي حول هذا الأمر.

ومن الترسيم إلى المرسوم الذي سيكشف عنه النقاب غدا كما أعلن الأمن العام بنشره على الصفحة الرسمية بالتزامن مع استمرار التدقيق في الأسماء وتجهيز الملف لعرضه على رئيس الجمهورية فور انتهاء اللواء عباس ابراهيم ولجنة الضباط من إعداده.

* مقدمة نشرة أخبار ال "او تي في"

شيئا فشيئا، وكما كان متوقعا، وحتى من دون انتظار نتيجة التدقيق الذي يتولاه الأمن العام عمليا اعتبارا من يوم غد، بدأ موضوع مرسوم التجنيس الأخير يسحب من التداول، لمصلحة ملفات أخرى.

فثلاثي الحملة، الذي خلص محاموه أمس إلى صعوبة بالغة في وصول الطعن أمام مجلس الشورى الى نتائج تصرف في السياسة، انصرف اليوم إلى عناوين أخرى: سمير جعجع تحدث عن البنزين المهرب من سوريا، وسامي الجميل عن وجوب فصل حل أزمة النزوح عن حل أزمة سوريا، ووليد جنبلاط إلى الشأن الفلسطيني. أما بعض الرأي العام الذي انساق مرحليا خلف الحملة الأخيرة، فوقف مدهوشا مما جرى، بعدما كرت سبحة الأسماء التي أدرجت زورا في المرسوم، وهو منها براء...

سياسيا وإعلاميا، وحتى قضائيا، الحملة على المرسوم باتت وراءنا من الناحية العملية، لتحل مكانها ملفات أساسية، تمس جوهر الكيان، أرضا وشعبا... فعلى مستوى الأرض، برز موضوع الترسيم الذي حضر أخيرا في لقاء بعبدا الثلاثي. أما على مستوى الشعب، فلفت الأنظار ما كشف من معلومات عن قيام جهات دولية محددة، بثني نازحين سوريين على أرض لبنان من العودة إلى بلادهم لاعتبارات شتى. وهذا الموضوع بالتحديد، سيخلف تداعيات سياسية ومواقف أساسية في الساعات الأربع والعشرين المقبلة..

 

هذه ملفات باسيل وتكتله:تأجيل الكلام عن سلاح حزب الله

المدن - لبنان | الأربعاء 06/06/2018

هي الخلوة الرابعة التي يعقدها التيار الوطني الحرّ بتكتله النيابي وحلفائه المنضوين فيه. اختار التيار البقاع الأوسط لعقد خلوته، وأضفى عليها طابع "الرياضة الروحية السياسية". عند كل استحقاق، كان يلجأ التيار إلى مثل هذه الخلوات، فيما هي المرة الأولى التي تنعقد برئاسة وتوجهيات رئيس تكتل لبنان القوي النائب جبران باسيل. ناقشت الخلوة على مدى يومين مختلف التطورات والاستحقاقات السياسية الحالية والمقبلة، وحاولت وضع إطار عام وخطّة شاملة سيعمل التكتل على تحقيقها خلال ولاية مجلس النواب الحالي، وتهدف إلى إحداث نهضة داعمة لمسيرة العهد.

عنوان مكافحة الفساد والشراكة مع حزب الله ومختلف الأفرقاء، كان أساساً في المناقشات، على هامش المواقف الروتينية التي أكد باسيل من خلالها تمسّك تياره بالمصالحة المسيحية وبالاتفاق مع القوات اللبنانية، ولكن وفق احترام الأحجام. فضّل باسيل مجانبة البحث في سلاح حزب الله أو الاستراتيجية الدفاعية، رغم أن هذه الاستراتيجية كانت عنواناً طرحه بنفسه كما كان قد طرحه رئيس الجمهورية ميشال عون قبل الانتخابات، فيما اكتفى بالإشارة إلى السلاح في الداخل اللبناني. وقد وزّعت مقررات الخلوة إلى أقسام عدة: الملف السياسي، الإعلام، المناطق تحت إطار "خدمات وانماء". ولكل قسم عناوين متفرقة. في الملف السياسي، خلصت المقررات إلى تأكيد التكتل اعتماد مسار سياسي يكون في وسط الحياة السياسية. وقال باسيل: "نحن صلة الوصل مع كل اللبنانيين. ولا يكون عندنا أي مشكلة بل واجب علينا التواصل مع كل القوى والجهات السياسية والمجتمع المدني، من منطلق العلاقات مع البقية من منطلق المبادرة نطرح ملفات وننجزها".

أما البحث في العمل الحكومي والنيابي فهو مؤجل إلى ما بعد للمرحلة الثانية، على أساس تشكيل اللجان والحكومة. طبعاً، هناك ضرورة لتنظيم العمل في مجلسي النواب والوزراء. وقال باسيل: "سنتركه لمرحلة ثانية، إنما وجود أي نائب ينتمي إلى هذا التكتل في أي لجنة نيابية يحمّله مسؤولية عمل إضافي وليس مشاركة صورية". وقد أولى التكتل الجانب الإعلامي اهتماماً استثنائياً، إذ اعتبر باسيل أنهم مظلومون إعلامياً، ولذلك اتخذت أمانة سر التكتل قراراً بإنشاء لجنة مركزية للإعلام، توضع فيها المقدرات الإعلامية لاعضاء التكتل، ولها مخصصات كي تتمكن من الاستمرار بمهنية عالية. وكل اعضاء التكتل هي أصواتنا الإعلامية. واتفقنا على أن نقيم خلوة من أجل تنظيم الإعلام. المناطق وانماؤها هو موضوع المحور الثالث للخلوة. فقد تقرر تقديم كل نائب وعوده وأفكاره الانتخابية إلى لجنة الاشغال المركزية، ليسعى التكتل إلى العمل على تنفيذها.

أما المحور الثاني فهو الملفات الأساسية السبعة. أولاً، وفق باسيل، "موضوع النازحين السوريين وضرورة إدراجه في البيان الوزاري. لبنان لا يمكن أن يستمر في هذا الوضع الناتج من وجود النازحين السوريين على أرضه. لقد قمنا بتأليف لجنة برئاستي ومؤلفة من الاعضاء جورج عطالله، نعمت افرام، أسعد درغام، مصطفى حسين، ميشال ضاهر وادي معلوف".

ثانياً، اللامركزية الادارية، لقد اخذنا قراراً بأن يكون التيار محركاً أساسياً لها. وتم تأليف لجنة برئاسة النائب آلان عون والاعضاء ميشال معوض، شامل روكز، الياس بو صعب، نقولا صحناوي، سليم خوري، الكسندر ماتوسيان والفرد بستاني. الملف الثالث هو الاستراتجية الدفاعية والارهاب. طبعاً، تقييم خطر إسرائيل والارهاب. وهناك خطر غير مباشر ينشأ من بيئات أزمة النزوح واللجوء والتعاطي مع هذا الموضوع بعد وضع تصور كامل وبتحويل الجيش إلى جيش نوعي بوحدات قتال نوعية والأولية الكبيرة لمعالحة موضوع السلاح في الداخل. واللجنة برئاسة النائب شامل روكز وتضم طوني بانو، آلان عون ونقولا صحناوي.

الملف الرابع هو الادارة والاصلاح الاداري. وفي هذا الاطار يقول باسيل: "وصلنا في نقاشنا إلى ضرورة تسهيل المعاملات الادارية. وهو أمر مهم يمس الناس بشكل مباشر، بعد الاصلاح ومحاربة الفساد ويعيد التوازن ويصحح الخلل في التوازن في البلد وفي الادارة. وهذا لا يمكن أن نقوم به من خلال الدولة، ولهذا ألفنا لجنة برئاسة ميشال معوض، وعضوية نعمت افرام، آلان عون ونقولا صحناوي. الملف الخامس هو الملف الدبلوماسي والانتشار. ولهذا الملف، وفق باسيل، "أهمية قصوى". وقد ألفت لجنة برئاسة جبران باسيل وهاكوب بقرادونيان، والاعضاء ميشال معوض، نعمت افرام، سيمون ابي رميا، ماريو عون، أسعد درغام وطوني بانو. الملف السادس هو الملف المالي والاقتصادي بكل محاوره الاصلاحية التي تحققت في لجنة المال والموازنة، وموضوع مؤتمر سيدر1 كاطار يصلح اعتماده باصلاحنا الاقتصادي. يتابع باسيل: "موضوع انتاجية الدولة واهميتها وقياس هذه الانتاحية هي عامل أساسي أيضاً أقر في القانون من خلال الشراكة بين القطاعين العام والخاص. ووصلنا إلى خلاصة أن الاصلاح المالي وضعت أسسه والابراء المستحيل صار قانوناً. ونحن في انتظار التقرير المالي وأن يسلم في شهر تموز". أما الموضوع الاهم والاخطر، يقول باسيل، فهو "مسألة الدين العام وتناميه وكيفية ادارته لتوقيفه والحد منه. والأساس في هذا الشق هو عبر تشجيع التصدير وتخفيض الاستيراد بشكل سنوي 500 مليون دولار صعوداً ونزولا كي ينقص العجز مليار دولار، عندها نخلق 20 ألف وظيفة في الداخل. وهنا اتكال كبير على عشرين ملحق اقتصادي. وهذا هو الفارق في هذا الموضوع. هذه لجنة أساسية والموضوع له أولوية كبيرة جداً ويترافق مع موضوع المال الاقتصادي والنازحين، ومن جهة أخرى مع الفساد. لذلك ألفنا لجنة برئاسة إبراهيم كنعان، وعضوية ميشال ضاهر، نعمت افرام، نقولا صحناوي، الكسي ماتوسيان، ميشال معوض، آلان عون وسيزار أبي خليل. أخيراً، الملف السابع وهو الفساد. وهو وفق باسيل "الملف الأول، طالما هناك هدر. وقد ألفنا لجنة برئاسة زياد أسود، وعضوية شامل روكز، سليم عون، حكمت ديب، سيمون أبي رميا، طوني بانو، جورح عطالله، ادي معلوف، الياس بو صعب والكسي ماتوسيان. ونحن نعول على هذه اللجنة كثيراً".

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

نقلا عن " تقدير موقف" عدد 219

06 حزيران/18

في العيش المشترك

"لا شرعية لأية سلطة تناقض ميثاق العيش المشترك"!

جملة ذهبية وردت في مقدمة الدستور بعد حرب دامت 15 عاماً أسبابها عديدة ومعقدة لكن يبقى أحد أهم اسبابها الرئيسة الإصلاحات الدستورية التي أقرّت في الطائف!

جاءت هذه الفقرة لتضع حدّاً للإستقواء من قبل فريق على فريق آخر!

بمعنى لا يظنُّ فريقٌ في لحظة ما أو في ظرف ما أنه قادرٌ على فرض شروطه على الآخرين!

لا الأستقواء بالخارج أو بالعدد أو بالنفوذ أو بالعلاقات الغربية أو العربية أو حتى بالسلاح يسمح بفرض وجهة نظر على اخرى!

اي أتت هذه الفقرة كي تؤكّد أن لبنان الذي نريد والذي اتفقنا حول طبيعة دولته لا يُحكم بموازين القوى بل يُحكم بقوة التوازن!

لأن موازين القوى متحركة ورجراجة ولأنه "يومٌ لك و يومٌ عليك"، ولأننا إختبرنا العيش المشترك تارة واختبرنا القتل على الهوية تارة اخرى!

اختبرنا التوازن تارة وموازين القوى تارة أخرى!

اخترنا لبنان المواطن المُنتمي إلى طائفته وليس لبنان الذي تقاسمته طوائف متناحرة!

ينشر "تقدير موقف" فقرة من وثيقة المجمع الرعوي من أجل لبنان:

للبنان وجه بارز يميزه: ففيه سبعة عشر طائفة يعترف بها الدستور رسمياً وهي تعيش فيه متساوية في الحقوق والواجبات.

هذا الوضع على بساطته فريدٌ في العالم وهذا ما حمل قداسته على القول: "لبنان أكثر من بلد، إنه رسالة حوار وتعايش".

ففي لبنان ولأول مرة في التاريخ صمم أتباع هذه الديانات الأكثر شيوعاً في العالم بإرادة صريحة معلنة وعبر اتفاقات خطيّة وشفهية أن ينطلقوا من مجابهة مزمنة وشاملة إلى تعايش أخوي وراسخ...

إنه قدرٌ سعيد عبر التاريخ يبعث عند المواطنين اللبنانيين تلك الرغبة في أن يبنوا معاً مصيراً واحداً.

 

لبنان يطالب الأمم المتحدة بوضع خطة لإعادة النازحين

بيروت: «الشرق الأوسط/06 حزيران/18»/طلبت وزارة الخارجية اللبنانية من مفوضية شؤون اللاجئين تغيير مقاربتها لقضية اللاجئين السوريين والعمل على وضع خطة لإطلاق مسار عودتهم إلى المناطق الآمنة داخل سوريا، في وقت أكدت المفوضية أن عملها ينحصر بالشقّ الإنساني فقط. وجاء هذا الطلب في رسالة سلّمها مدير الشؤون السياسية والقنصلية في وزارة الخارجية السفير غادي الخوري إلى ممثلة مكتب المفوّضية العليا لشؤون اللاجئين في لبنان ميراي جيرار وفريق عملها، عارضا التحفظات اللبنانية على سياسة المفوضية تجاه أزمة النزوح السوري في لبنان. وأعلنت وزارة الخارجية في بيان، أن «السفير الخوري سلم، بناء على تعليمات وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، رسالة موجهة إلى مكتب المفوضية تتضمن طلب لبنان منها تغيير مقاربتها لكامل موضوع النزوح السوري في لبنان، انطلاقا من تحسن الوضع في العديد من المناطق داخل سوريا بما بات يسمح بالعودة الآمنة والكريمة للنازحين، الأمر الذي يضع على عاتق المفوضية مهمة مساعدة الحكومة اللبنانية على تسهيل هذه العودة بناء على صلاحية ولايتها». كما تضمنت الرسالة «طلب الوزارة من المفوضية أن تبادر خلال مهلة محددة إلى تسليمها خطة توضح الإجراءات التي ستتخذها لإطلاق مسار عودة النازحين السوريين إلى المناطق الآمنة داخل سوريا». من جهتها، أكدت جيرار أن عمل المفوضية ينحصر بالشقّ الإنساني فقط، واستعرضت جوانب المفاوضات التي تقوم بها مع الجانب السوري لضمان توفير ظروف مؤاتية لهم من الناحية الإنسانية حين تتوفر شروط العودة حسب رؤية المفوّضية. وشدّد السفير الخوري على أن مسار عودة النازحين بدأ بالفعل، وكانت نواته الأولى مجموعة النازحين التي غادرت من شبعا إلى بيت جن ضمن ظروف العودة الطوعية والكريمة، مطالباً المفوضية بمواكبة هذه المرحلة الجديدة من ملف النزوح، مشيراً إلى أن عبء اللجوء الضخم الملقى على عاتق لبنان اقتصادياً واجتماعياً، بات يشكل خطراً وجودياً ما عاد يحتمل المراوحة في تنظيم عودة اللاجئين.

 

تنسيق للطعن في مرسوم التجنيس بين «القوات» و«الكتائب» و«الاشتراكي»

بيروت: « الشرق الأوسط/06 حزيران/18»/يعمل المعترضون على مرسوم التجنيس على تنظيم تحركاتهم القانونية لتقديم الطعون به، وقد عقد لهذا الهدف أمس، محامون من «حزب القوات» و«حزب الكتائب» والحزب الاشتراكي اجتماعا على أن تنطلق الخطوات العملية بعد تسلّمهم نسخة من المرسوم. وفي مؤتمر صحافي عقده بعد الاجتماع في حضور المشاركين، أوضح رئيس «الكتائب» النائب سامي الجميل أنه تم الاتفاق مع رئيس «القوات» الدكتور سمير جعجع ورئيس «الاشتراكي» النائب السابق وليد جنبلاط، على التشاور لتنسيق الخطوات فيما يتعلق بالمرسوم. ولفت الجميل إلى أنه بناء على الاجتماع الذي عقده أمس نواب الكتائب مع وزير الداخلية نهاد المشنوق، من المفترض «أن ننال جوابا في شأن المرسوم، نشره، أو إعلان الأسماء التي يتضمنها، خلال الساعات الـ48 المقبلة»، واصفا المرسوم بـ«الشبح»، مشددا على أن «الاطلاع عليه حق لنا ولجميع اللبنانيين لأننا إذا أردنا القيام بأي خطوة قانونية أو دستورية، فيجب أن يكون لدينا النص الكامل، لنقوم بواجباتنا كنواب وسياسيين ومواطنين لبنانيين». واستغرب رئيس الكتائب التخبط والتناقضات التي يشهدها هذا الملف، بدليل الكلام عن تعديل الأسماء بعدما صدر المرسوم، ما يعني أن مرسوما آخر قد يصدر، منبها إلى تساؤلات كثيرة، في مقابل تأكيد التمسك بالمرسوم والتشديد على أنه سيصدر. وانتقد تقاذف المسؤولية بين الجهات المعنية وتحديدا بين رئاسة الجمهورية ووزارة الداخلية، مضيفا: «إذا لم تعطنا الوزارة ردا مناسبا، فهذا دليل على إشكالية في تعاطي المؤسسات الدستورية فيما بينها». وفيما نبه إلى الخطورة التي يحملها المرسوم، أكد أننا «لا نمس بصلاحية رئيس الجمهورية، وأنه بمجرد أن يطلب رئيس الجمهورية إعادة التدقيق في الملف، فهذا يعني أن في مرحلة سابقة لم يحصل التدقيق كما يجب».

 

مخاوف من ضغوط دولية بسبب حصة «حزب الله» في الحكومة المقبلة

بيروت: نذير رضا الشرق الأوسط/06 حزيران/18»/كشف مصدر وزاري لبناني عن «تحذيرات دولية» من تشكيل حكومة وفق الصيغة المطروحة التي تعطي «حزب الله» وحلفاءه حصصاً وازنة فيها، وأنها «ستعرض لبنان لضغوط مالية واقتصادية»، وهو ما لم تؤكده المراجع المعنية بتأليف الحكومة، مشيرة إلى أن «لا علم لها عن عقد خارجية»، وأن الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري «لم يتبلغ أمراً مشابهاً». وأظهرت النقاشات المواكبة لتشكيل الحكومة أن هناك عقداً داخلية، أبرزها عقدة حصة حزب «القوات اللبنانية» في الحكومة الجديدة، وما إذا كانت مساوية لحصة «التيار الوطني الحر»، فضلاً عن عقد المقاعد الدرزية الثلاثة في الحكومة، وهي عقد في طور التفاوض بين القوى السياسية اللبنانية. ونقل عن الحريري، أمس، أنه يسير في «أعلى سرعة في تشكيل الحكومة». لكن المصدر الوزاري قال لـ«الشرق الأوسط» إن العقد هذه المرة «ليست داخلية»، مشيراً إلى أنه «لا يمكن أن تتألف حكومة وفق الطريقة التي يريدها «حزب الله» وحلفاؤه، وبالطريقة التي يطلبها التيار الوطني الحر. وأوضح المصدر «إن دول العالم المؤثرة لا تقبل بحكومة بهذا الشكل تعطي الحزب وحلفاءه حصصاَ وازنة ومؤثرة في قرارات الحكومة وانتزاع القدرة على التأثير من الأطراف الأخرى»، في إشارة إلى المطالب المرتبطة بالحقائب السيادية والوازنة، وإشراك حلفاء الحزب غير المؤثرين بما يمنحهم تكتلاً مؤثراً داخل مجلس الوزراء. وقال المصدر نفسه إن «السير بالاتجاه نفسه المعمول به لتشكيل الحكومة، سيعرض لبنان لضغوط اقتصادية ومالية، وصولاً للتأثير على مقررات مؤتمر سيدر 1، فضلاً عن زيادة التوتر الداخلي، ويعرض التمسك باتفاق الطائف للخطر».

وقوبل هذا التحذير بنفي من قبل الأطراف المعنية تبلغها أي شيء مرتبط بضغوط دولية، بالنظر إلى أن تشكيل الحكومة «هو شأن داخلي». وقالت مصادر مواكبة لحركة الرئيس المكلف سعد الحريري، إن الرئيس «لم يتبلغ أي شيء من أطراف دولية حول هذا الشأن». وفي السياق نفسه، أكدت مصادر قريبة من رئيس مجلس النواب نبيه بري، أنه «لا علم لنا عن عقد خارجية»، و«لم نلمس شيئا مشابهاً»، مشيرة إلى أن الرئيس المكلف «لم يشكُ من ضغوط خارجية على مهمته».

وأعلن الحريري مراراً عن أنه يبذل مجهوداً كبيراً للإسراع في تشكيل الحكومة، وهي دعوة تكررت عبر الإعلام على لسان جميع الأطراف السياسية التي دعت الحريري للإسراع بتشكيلها، رغم أن الرئيس المكلف عاد إلى بيروت أول من أمس، لاستئناف البحث فيها بعد نحو عشرة أيام على تكليفه.

ومع أن الحديث عن تشدد دولي حول مشاركة «حزب الله» يتنامى أخيراً، فإن سياق التعاطي الدولي مع «الخصوصية اللبنانية» يتسم بـ«التفهم»، كما قالت مصادر سياسية مطلعة على المشاورات وعلى الحركة الغربية في لبنان. وقالت المصادر لـ«الشرق الأوسط» إن المجتمع الدولي «يضع الاستقرار في لبنان فوق كل اعتبار، وهو يدرك أن أي شروط من هذا النوع ستؤدي إلى عدم تشكيل الحكومة، وإلى عدم استقرار سياسي». وأضافت المصادر: «المجتمع الدولي، وتحديداً الأميركي، أكد أن الأولوية لبقاء الاستقرار في لبنان، وهو يدرك أن أي شروط من هذا النوع ستؤدي بشكل تلقائي لعدم تشكيل حكومة، لأن (حزب الله) لن يوافق على البقاء خارج الحكومة». وجزمت المصادر بأنه «لا يوجد أي تعقيد خارجي. فالعواصم المؤثرة من واشنطن إلى باريس، تتفهم خصوصية الوضع اللبناني، وأي اشتباك مع الحزب سيبقى خارج الدولة وخارج الأراضي اللبنانية». في غضون ذلك، أكد مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، أن «كل يوم تأخير في تشكيل الحكومة هو خسارة للوطن، ولا نريد أن نكرر تجارب الماضي في عملية ولادة الحكومة كي لا يصبح الأمر مقلقاً»، مؤكداً: «إننا مطمئنون إلى أن الحكومة العتيدة ستبصر النور وستزال العقبات والعراقيل، ما دام هناك إجماع وطني على المحافظة على وطننا، وبخاصة على أمنه واقتصاده. وانطلاقا من هنا، نوجه دعوة صادقة إلى القوى السياسية لتجاوز عقد التوزير والتنازع حول توزيع الحقائب الوزارية والترفع عن الحسابات الضيقة لتسهيل عملية التأليف لكي تكون ولادة الحكومة ولادة طبيعية لا قيصرية». وأكد أنه «لا خوف على الرئيس المكلف، الذي لنا ملء الثقة به وفي حسن إدارته عملية تشكيل الحكومة، لأنه يتحلى بالصبر ويتمتع بالحكمة والقدرة على تذليل العقبات، وفك العقد المستعصية لإنجاز مهمته، فهو واضع نصب عينيه مصلحة لبنان واللبنانيين، الذين يثقون به كما كانوا يثقون بوالده الشهيد رفيق الحريري. والتاريخ يعيد نفسه، فالنهج الحريري سيبقى واحدا وأمانة حملها الأب الرشيد، الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وتسلمها الابن الوفي البار، الرئيس سعد الحريري».

 

جميل السيد أمام المحكمة الدولية: رفضت نقل رسالة للأسد

بيروت: « الشرق الأوسط/06 حزيران/18»/بدأت المحكمة الدولية الخاصة بلبنان أمس الاستماع إلى إفادة النائب جميل السيد في قضية اغتيال رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري وآخرين، حيث زعم أن وفداً من لجنة التحقيق الدولية عرض عليه إرسال رسالة إلى الرئيس السوري بشار الأسد، تفيد بأن دمشق متهمة باغتيال الحريري، لكنه رفض نقلها. ويدلي السيد بإفادته خلال 3 أيام، استهلها أمس ويختتمها غدا الخميس في مقر المحكمة الدولية في لاهاي، وذلك تلبية منه لتمنّي فريق الدفاع في المحكمة. وذكرت وكالة الأنباء «المركزية»، أن مثول السيد، يأتي «بطلب من وكلاء الدفاع عن المتهمين في جريمة اغتيال الحريري، على أن تعقب جلسة الاستماع لأقواله، جلسة أخرى تخصص لمحامي وكلاء الدفاع عـن الضحايا الذين سقطوا جراء تفجير موكب الحريري في 14 فبراير (شباط) 2005، والذين سيطرحون عليه أسئلة في ضوء ما سيورده في شهادته». واعتبر السيد، الذي كان مدير عام جهاز الأمن العام اللبناني في عام 2005، أن هناك «خفة» تعاطت بها الحكومة اللبنانية مع مسرح الجريمة بعد اغتيال الحريري، كما تحدث السيد عن إحضار شهود الزور ضده، علما بأن السيد سُجِن 4 سنوات باتهام من المحكمة، وأعرب مراراً عن رغبة في محاكمة شهود الزور. وقال إن لجنة التحقيق الدولية أرادته أن يكون الضحية الثانية بعد اغتيال الحريري وانه خسر 40 عاماً من سيرته المهنية. وقال السيد إن فريقاً من لجنة التحقيق الدولية زاره في منزله من قبل الأمم المتحدة، طالبين منه التوجه إلى بشار الأسد ونقل رسالة من الأمم المتحدة، تفيد بأن سوريا متهمة باغتيال الحريري. «وتوفيراً للتعقيدات في الشرق الأوسط، على الأسد أن يشكل لجنة تحقيق سورية من قضاة سوريين تتولى التحقيق في الجريمة وتختار ضحية دسمة من وزن رستم غزالة وما فوق، وتعترف بقتل الحريري بناء على خلاف شخصي أو مالي، ثم يعثر عليها لاحقاً مقتولة في حادث سيارة أو في انتحار، ثم تستدعينا السلطات السورية كلجنة تحقيق ونقيم مع الأسد اتفاقا شبيها بالاتفاق مع القذافي في قضية لوكربي». وقال السيد إنه رفض نقل الرسالة إلى الأسد. وأضاف في شهادته، أنه بعد توفيقه في صيف 2005، قال له محقق بحضور القاضي الدولي: «عرضنا عليك أن تقدم ضحية ورفضت. يمكنك الآن أن تعود إلى المنزل حين تقدم ضحية». وقال السيد إنه حين رفض «قالوا لي ستذهب إلى السجن وستبقى فترة طويلة وسنذهب بك إلى المحكمة الدولية. لديك يومان لتفكر قبل أن نحيلك إلى القاضي اللبناني، لكنني رفضت تلك العروض». يذكر أنه أفرج عن السيد بقرار من المحكمة الدولية، فيما عرف باسم قضية «الضباط الأربعة» في 29 أبريل (نيسان) 2009 بعد أربع سنوات على سجنهم.

 

خلوة لتكتل «لبنان القوي» لتوحيد الرؤى السياسية لمكوناته

بيروت: بولا أسطيح الشرق الأوسط/06 حزيران/18»/عقد تكتل «لبنان القوي» الذي يرأسه وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل، يوم أمس، خلوة في مدينة زحلة شرق لبنان بهدف توحيد الرؤى السياسية والاقتصادية لمكوناته وإقرار نوع من خطة العمل للمرحلة المقبلة لتطبيقها نيابيا وحكوميا. وشارك 28 نائبا من أصل 29 هم أعضاء التكتل، الذي يُعد الأكبر نيابيا، في هذه الخلوة بعدما تغيب عنها رئيس الحزب «الديمقراطي اللبناني» النائب طلال أرسلان الذي يسعى دائما للتمايز، وهو يترأس كتلة نيابية تضم إليه 3 نواب آخرين هم أعضاء في «لبنان القوي».

وأفرزت الانتخابات النيابية الأخيرة فوز 18 نائبا عونيا حزبيا بعدما كان العدد الإجمالي للحزبيين المنتمين لـ«التيار الوطني الحر» 8، في البرلمان الذي نتج عن انتخابات العام 2009. كذلك بات التكتل النيابي الذي يضم الحزبيين إلى نواب تحالف «الوطني الحر» معهم في الانتخابات، 29 نائبا بعدما كان 21. وواجه باسيل قبيل الانتخابات وبعدها انتقادات كثيرة لإتمامه تحالفات انتخابية وصفت بـ«الهجينة»، كما لضمه نوابا إلى التكتل يحملون رؤى سياسية واقتصادية مختلفة عن رؤى «التيار الوطني الحر»، وهو ما استدعى برأي معارضيه المسارعة لعقد الخلوة بمحاولة للتوصل إلى تفاهمات ولو بحد أدنى بين مكونات التكتل لتفادي تفككه عن أول منعطف. إلا أن مصادر قيادية في «التيار الوطني الحر» أوضحت أن الخلوة ليست الأولى من نوعها فقد سبق لـ«تكتل التغيير والإصلاح» الذي كان يرأسه العماد ميشال عون، أن عقد 3 خلوات، لافتة إلى أن الهدف الأساسي من هذه الخلوة الأخيرة توحيد الرؤى وسبل المعالجة. وقالت المصادر لـ«الشرق الأوسط»: «سنقرن الأقوال بالأفعال، وسيلاحظ اللبنانيون عملا برلمانيا ووزاريا مغايرا، خاصة أنه سيتم تقسيم المهام على مجموعات من النواب، فتكون كل مجموعة معنية بمتبعة ملف محدد على أن تنسق عملها مع متخصصين». وقال أحد النواب الذين شاركوا في الخلوة لـ«الشرق الأوسط»، إنه «تم التباحث بمختلف الملفات، لكن الملفين الاقتصادي والاجتماعي كان لهم الأولوية في النقاشات باعتبار أن الوضع المتعلق بهما دقيق ويستوجب معالجات سريعة وجدية». وأضاف: «فتحنا صفحة جديدة من طريقة التعاطي السياسي مع مختلف القوى السياسية كما التعاطي الإعلامي». وتناول المحور الأول من الخلوة العلاقة مع القوى المختلفة والعاملين الحكومي والنيابي، إضافة إلى تنظيم العمل الإعلامي للتكتل والعلاقة مع وسائل الإعلام، وملف النازحين السوريين واللامركزية الإدارية. وتناولت المحاور الأخرى الرؤية الاقتصادية والإصلاحات الاجتماعية وأبرزها ضمان الشيخوخة والحماية الاجتماعية ومشكلة النفايات إضافة إلى مشكلة الكهرباء والتعليم الخاص والخدمات الصحية. وأكد الوزير باسيل في افتتاح الخلوة أن التكتل سيكون داعما لرئيس الجمهورية وسيعمل لتطبيق خطاب القسم والبيان الوزاري للحكومة المقبلة. وقال: «لدينا موعد استحق مع (حزب الله) لمكافحة الفساد، ومع تيار (المستقبل) لبناء الدولة. ولدينا حرص على المصالحة مع (القوات اللبنانية)، فمهما تعرضنا لإساءات علينا العمل للحفاظ على المسلمات كي نبقى الضامنين لهذا الكيان». وأشار باسيل إلى أن «السياسة الخارجية المستقلة نحملها في الخارج عبر النأي بالمشاكل عن لبنان»، معتبرا أنه «استحق اعتماد استراتيجية وطنية لعودة النازحين بغض النظر عن موقف المجتمع الدولي». وأضاف: «لدينا أربع سنوات من العمل الاستثنائي وكل يوم يذهب بلا إنجاز يسجل علينا، خاصة أن هناك استحقاقات أساسية منها اللامركزية الإدارية والكهرباء والنفايات والتهريب الجمركي ونحن معنيون بجميع الملفات من صغيرها إلى كبيرها».

من جهته، أشار أمين سر «تكتل لبنان القوي» النائب إبراهيم كنعان إلى أن الهدف الأساسي للخلوة هو «صهر كل المكونات التي يتألف منها التكتل من أحزاب وشخصيات مستقلة، لتشكيل رؤية مشتركة وخطة واحدة لكل الملفات وخطاب هادف يمكننا من أن نكون فاعلين في المجلس النيابي والحكومة وأمام الرأي العام». وقال كنعان: «اللبنانيون يريدون الإنجاز ونحن جاهزون وسنتوزع على مجموعات عمل تقارب مختلف المحاور السياسية والاقتصادية والمالية والتربوية والشبابية والطاقة والاتصالات»، معربا عن أمله في أن «تحذو باقي الكتل حذونا لأن الاختلافات أو التلاقي يجب أن يكون على الملفات والعمل، لا على المناكفات والنكايات».

 

"صديق إسرائيل" يرسّم حدود لبنان

عبدالله قمح/"ليبانون ديبايت/06 حزيران/18

دائماً هناك امور مكشوفة ومخفية، مستورة ومفضوحة، امور تبقى محصورة وطيّ الكتمان تُلازم صالونات أو تستقر بين جدرانها لطبيعة حدّدتها الوقائع الراهنة وجعلت منها سرّية. هذه القواعد مجتمعة تنسحب على اجتماع بعبدا أمس الأوّل بين الرؤساء الثلاثة، بحيث تسلّل منه ما يجب أن يعرفه الناس فقط ويرتبط بتوحيد الموقف خلف قضيّة ترسيم الجنوبيّة، أمّا الباقي فحُصِرَ مضمونه بالشخصيّات الحاضرة، فدلّلَ الامر على أن ثمّة شيء طارئ حصل يتجاوز بخطورته مسألة الترسيم. لكن ما هو الأمر الخطير الذي استدعى هذا الاجتماع الذي دُعي إليه على عجل؟ هل الملف مرتبط فقط بعمليّة ترسيم الحدود البريّة والبحريّة كما أعلن، أم أن هناك شيء آخر أكبر وأضخم يُحضر من خلف الكواليس أجبر الرؤساء الثلاثة على الاجتماع وكولسه المقرّرات؟ يبدو نعم، فالولايات المتّحدة الاميركيّة التي تغالي بالحياد المصطنع مع لبنان، تصدر منها اشارات غير مطمئنة لناحية صفاء هذا الحياد المستخدم لذرّ الرماد في العيون، لكونها أقدمت قبل مدّة قصيرة على تعيين ديفيد شينكر كمساعد لوزير الخارجيّة الأميركي مايك بومبيو لشؤون الشرق الاوسط خلفاً للسفير ديفيد ساترفيلد. فمن هو؟ شينكر الذي شغل موقع إداري في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى وهو مركز أبحاث مؤيد لإسرائيل أسّسه أعضاء سابقون في لجنة الشؤون العامة الأميركيّة الإسرائيليّة (AIPAC) في الثمانينيات، هو ثاني مسؤول غير دبلوماسي يحصل على تعيين عالٍ في وزارة الخارجيّة منذ دخول الرئيس ترامب البيت الأبيض، وقد أوكله ملف الشرق الأوسط لضلاعته به. يصنّف من الحلقة الضيقة لترامب ومن المسميين على جناح "المحافظين الجُدد". شغلَ منصب مستشاراً بارزاً لدونالد رامسفيلد عندما عمل الأخير وزيراً للدفاع في إدارة جورج دبليو بوش. وفضلاً عن اعماله الاستشاريّة، ينشط ديفيد شينكر بمجال كتابة المقالات الصحافيّة على عددٍ من وسائل الإعلام الأميركيّة المعروفة كموقع "فورين بوليسي" وموقع معهد واشنطن، تتطرق لقضايا الصراع في الشرق الأوسط. لكن أبرز ما تكشفه الاوراق عن شينكر أنه "صديق لإسرائيل" وهو أمر أكدته مواقع تدور بفلك اللوبي الصهيوني، لا بل أن بعضها "يشطح" بادعائه قولاً أن ديفيد شينكر عضو في أحد اللوبيات الأساسيّة مستثمراً انتمائه اليهودي، لتتكوّن خلاصة مفادها أنه صهيوني الفكر. ويعرف عن شينكر أيضاً أنه خبير في قضايا لبنان سوريا والأردن، وحزب الله على وجه التحديد، وله مقالات تتطرّق إلى شؤون داخليّة لهذه الدول، لكن أبرز ما تؤشّر مصادر مواكبة إليه، أن شينكر يكنّ العداء الشديد لحزب الله وهو واحد من الاشخاص الذين تبنّوا نظريّة تقوية الجيش اللبناني على أمل أن يصبح ثقلاً موازناً للحزب، لكنه أبدى مؤخراً في مقالاته عتباً سببه أن "الجيش لم يقدم المطلوب منه". وفيما ينتظر لبنان من شينكر أن يخلف دور ساترفيلد السابق في مسألة الاستمرار بالوساطة بين لبنان وإسرائيل حول الأراضي المتنازع عليها منتهجاً أنماط حياديّة، يتضح أن المسؤول الأميركي ليس من الطراز الحيادي أبداً، فمقالاته في موقع معهد واشنطن تضج بعبارات منتقدة للدعم الذي تقدّمه الإدارة الأميركيّة للجيش اللبناني واصفاً إياه بـ "غير ذي حاجة" لكون الجيش "يتواطأ مع حزب الله" كما يقول، بالإضافة إلى تحميله وزر اعتداءات اسرائيل على لبنان على حزب الله نفسه.

تأسيساً على ما تقدم، يصبح ضرورة أن يلتئم الرؤساء الثلاثة، لأن المبعوث القادم إلى لبنان لاستئناف مهام ساترفيلد ليس من النوع الناعم الذي يستقبل بالابتسامات، بل هو شخصٌ منزوع القدرات عن التعاطي مع الأمور بسلاسة، ويصنّف صداميّاً قادماً من فريق يعطي الأولويّة للنظرة الإسرائيليّة، وتالياً هو شخص يقيم المصلحة الإسرائيليّة على ما عداها، فكيف له أن يكون وسيطاً نزيهاً غير منحاز في عمليّة تفاوض غير مباشرة ترتبط بترسيم حدود دولة تكن العداء لإسرائيل؟ تظلّل هذه القراءة مؤشّرات وصلت إلى مراجع رئاسيّة في بيروت قبل انعقاد اللقاء فرضت الدعوة إليه، تحسب أوساط مطّلعة على دائرة القرار، أن ما ورد هو معلومات ثقيلة تبلّغتها إحدى المرجعيّات من دوائر ذات صلة بالمفاوضات، تدل على حصول تبدّل في موقف تلّ أبيب بهذا الشأن، ليتّضح في المسار أن تلّ أبيب تجاوزت الاتفاق الضمني الذي توصّل إليه ساترفيلد بين لبنان وإسرائيل والقاضي بتجميد العمل في إنشاء وبناء الجدار الاسمنتي على النقاط الـ 13 المختلف عليها. واللافت أن القرار الإسرائيلي أتى قبل 4 أيام فقط من تأدية شينكر اليمين الدستوريّة لمنصبه الجديد ليتولّى مهامه رسمياً، ما يدل على أن إسرائيل استغلّت التغيير الذي حصل على صعيد إدارة الملف أميركيّاً للقيام بانعطافه تطيح بكل ما جرى التوصّل إليه سابقاً تمهيداً لفتح المجال أمام المبعوث الجديد للبحث عن حلول أخرى أو مسارعته للسفر إلى بيروت وبدء اجراءات المتابعة فوراً. وثمّة اعتقاد راسخ مسنود على المعلومات ذاتها، أن وراء الالتفاف الاسرائيلي نّية في طبع رسائل مفخّخة وارسالها إلى لبنان لفرض مزيدٍ من الضغط عليه بهذا الملف ومن يتّصل به.

 

متى سيُنشر مرسوم التجنيس؟

المركزية/06 حزيران/18/في المؤتمر الصحافي الذي عقده أمس في البيت الكتائبي المركزي في الصيفي، عقب اجتماع ضم محامي الكتائب والقوات والحزب التقدمي الاشتراكي، حدد رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل الأولويات في ما يتعلق بمرسوم التجنيس الذي وقعه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس الحكومة سعد الحريري، ووزير الداخلية نهاد المشنوق، فشدد على أن الأهم في المرحلة الراهنة هو الحصول على المرسوم ليبنى على الشيء مقتضاه، معلنا أن المشنوق كان وعد بنشر المرسوم موضع الجدل في مهلة 48 ساعة. وفي وقت أمل رئيس الكتائب في الحصول على الاجابات الشافية التي طلبها في مهلة تنتهي اليوم، علمت "المركزية" أن من المتوقع أن ينشر المرسوم غدا، بالتزامن مع نشر المديرية العامة للأمن العام الأسماء المشمولة بالمرسوم عبر موقعها الالكتروني، طبقا لما كانت قد أعلنته سابقا. تبعا لهذه الصورة، تتريث الصيفي في تحديد خطواتها المقبلة، وإن كان اجتماع الأمس تطرق إلى كل السيناريوهات المحتملة، خصوصا أن كثيرا من المتشائمين يتوقعون أن تجري رياح المرسوم بما لا تشتهيه السفن الكتائبية والاشتراكية والقواتية.

 

القوات تردّ على "رسالة" باسيل

"الجمهورية" - 6 حزيران 2018/رحّبت مصادر "القوات" بما أعلنه رئيس تكتّل "لبنان القوي" الوزير جبران باسيل بعد نهاية خلوةِ التكتل في زحلة وقوله: "إنّنا تعاطينا مع الجميع من منطلق التنافس الإيجابي. ونحن نتّجه إلى إيجابية مطلقة، وعنوانُنا الجمع الديموقراطي وليس العزل السياسي". وقالت المصادر لـ"الجمهورية": "كلّ موقف إيجابي نردّ عليه بإيجابية، وللتذكير فقط، إنّ رئيس "القوات" سمير جعجع مدَّ يده فور انتهاء الانتخابات إلى الجميع وتحديداً الوزير باسيل، ودعا إلى الحوار، لكن الأمور ذهبت في اتّجاه مزيد من التصعيد ضدّ القوات، وبالتالي أيّ رسالة إيجابية نقابلها بإيجابية، ونحن منفتحون على أيّ تواصُل وحوار انطلاقاً أيضاً ممّا أفرَزته الانتخابات من ثنائية تنافسية ديموقراطية ومن نتائج لا يمكن لأحدٍ تجاوزُها، ولدينا قناعة ثابتة بأن لا عودة إلى ما قبل المصالحة، كلّ الأمور المختلف عليها تُحَلّ بالحوار. وإنّ مرحلة ما بعد الانتخابات تستدعي أوسع توافقٍ ممكِن بين معظم القوى السياسية من أجل الانطلاق بمرحلة جديدة تُجسّد تطلّعات الناس على المستويات الاقتصادية والإدارية والمالية والأمنية، لأنّ الناس متعطشون إلى وجود دولة، وبالتالي يجب الانكباب نحو ورشةٍ وطنية كبيرة، ونحن أكثر طرف معني في هذا السياق. وقد قلنا ونكرّر إنّنا ركيزة أساسية من ركائز المرحلة السياسية، وجاءت الانتخابات لتؤكّد حجمنا السياسي والوطني، وعلى هذا الأساس سنستمرّ من خلال وزننا النيابي والشعبي والحكومي في الحكومة المقبلة بمشروعنا الإصلاحي والسيادي".

 

خصوم معراب يرفضون "عزلها".. و"التيار

"الأنباء الكويتية" - 6 حزيران 2018/ما كادت الانتخابات تنتهي معلنة انطلاقة "مرحلة الأقوياء" (تكتل "لبنان القوي" و"الجمهورية القوية") على الساحة المسيحية، وما كاد ملف الحكومة الجديدة يفتح، حتى تبددت أجواء الارتياح و"الفرح"، أو على الأقل شابتها أجواء قلق وحذر بسبب ما بدا من "خلاف قوي" انفجر مرة واحدة بين الطرفين ولكن لم يكن من دون مقدمات وتراكمات. هذا الخلاف الذي انطلق من مجلس النواب وجولة أولى دارت حول موقع نائب رئيس المجلس، يتركز في الحكومة وبضراوة، وحيث تتطلع القوات الى تحسين كتلتها الوزارية كما ونوعا بما يتناسب مع حجمها الشعبي والنيابي الجديد، فيما يرفض الوزير جبران باسيل مثل هذا الأمر، معتبرا أن حصة "القوات" في الحكومة السابقة كانت مضخمة وأن حصولها على موقع نائب رئيس الحكومة تم بناء على رغبة وقرار رئيس الجمهورية. وفيما تتحسب القوات لمحاولات تطويق وإقصاء ومنعها من ترجمة انتصارها الانتخابي حكوميا، ولسياسة "إحراج للإخراج"، بمعنى أن تقبل ما يعرض عليها أو أن ترفضه وتنتقل الى المعارضة، فإن هذا المنحى تدحضه الوقائع التي تدل على أن وجود القوات في الحكومة بات مطلبا أساسيا عند الخصوم قبل الحلفاء، وأن رئيسي الجمهورية والحكومة حريصان على حكومة وحدة وطنية لا تستثني أحدا. يُنظر الى "العقدة المسيحية" على أنها العقدة الأبرز التي تعترض سبيل الحكومة وتؤخر تأليفها، ولكن سيصار عاجلا أم آجلا الى إيجاد حل لهذه العقدة وعلى قاعدة أن تكون للقوات حصة وزارية وازنة (٤ وزارات مع اثنتين أساسيتين)، وست وزارات لتكتل "لبنان القوي" (ضمنا الطاشناق) وثلاث وزارات لرئيس الجمهورية ووزارتان لكل من "المردة" و"الكتائب"... ولكن الصراع المتجدد بين القوات والتيار لا ينتهي مع انتهاء عملية تشكيل الحكومة، وإنما مرشح للاستمرار لأنه أبعد وأعمق من صراع أحجام وحصص في الحكومة، وإنما هو صراع على المرحلة المقبلة التي تشكل الحكومة محورها ومركز الصراع فيها. إنه صراع خيارات سياسية، صراع على مستقبل الوضع والزعامة، وعلى رئاسة الجمهورية المقبلة. ولا مجال هنا للمقارنة بين ثنائية شيعية راسخة منذ عقدين، وثنائية مسيحية ولدت منذ سنتين بدءا من "اتفاق معراب" وصولا الى الانتخابات النيابية. الصراع السياسي في الانتخابات وعلى الحكومة أمر طبيعي ومألوف وجزء من قواعد اللعبة ومكوناتها. ولكن ما يثير القلق عند المسيحيين أو غالبيتهم العظمى، أن الصراع يتجاوز حدوده وبدأ يلامس الخط الأحمر معلنا عودة الوضع المسيحي الى ما قبل اتفاق معراب الذي هو أولا اتفاق المصالحة المسيحية الذي وضع حدا لسنوات من القطيعة والخصومة وأجواء الحقد والكراهية، وشكل إنجازا مهما نقل الوضع المسيحي من ضفة الإحباط والمراوحة الى ضفة استعادة الثقة والدور والموقع، وأعطى ثمارا سريعة في وصول "الرئيس القوي" الى رئاسة الجمهورية وانبثاق كتلتين قويتين عن المجلس النيابي الجديد. ما يجري منذ ما بعد الانتخابات من حملات وأزمة ثقة وتسرب التوتر السياسي الى مواقع التواصل والجامعات وانقطاع التواصل المباشر، يفيد بأن تفاهم معراب يحتضر وموجود الآن في غرفة العناية الفائقة. وإذا كان ثمة من فرصة لإنقاذه ما زالت متوافرة، فإنها تفرض تغييرا في آليات العلاقة وأقنية التواصل والاتصال بعدما استنفدت "قناة كنعان - الرياشي" وتجاوزتها الأحداث والأوضاع الجديدة بعد الانتخابات... وربما يتطلب الأمر تفاهما جديدا... إذا صح أن تفاهم معراب وقعه العماد ميشال عون عندما كان رئيسا للتيار الوطني الحر، وأنه انتهى مع نهاية الفصل الأول من العهد.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

خامنئي وصالحي يأمران بزيادة أجهزة الطرد لتخصيب اليورانيوم وإسرائيل دعت إلى تحالف عسكري يشمل العرب رداً على طموحات طهران النووية

طهران – وكالات: أعلن نائب الرئيس الايراني علي أكبر صالحي أمس، أن بلاده أبلغت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أنها ستزيد قدرتها على تخصيب اليورانيوم، من خلال زيادة عدد أجهزة الطرد المركزي لديها. وقال صالحي، الذي يتولى رئاسة المنظمة الايرانية للوكالة الذرية، إن “ما نقوم به لا يشكل انتهاكاً للاتفاق” النووي الموقع بين إيران والقوى العظمى في فيينا في يوليو العام 2015، الذي انسحبت منه الولايات المتحدة في الثامن من مايو الماضي. وأضاف “سلمنا الوكالة رسالة أمس (أول من أمس) بشأن بدء بعض النشاطات”، موضحاً أنه “إذا سمحت الظروف سيكون بإمكاننا أن نعلن غداً (اليوم) في نطنز (وسط) ربما بدء العمل في مركز لتصنيع أجهزة طرد مركزي جديدة”.وأشار إلى أن “هذه الاجراءات ليس معناها فشل المفاوضات مع الاوروبيين”. وكان المرشد الأعلى علي خامنئي، أكد انه أمر باستعدادات لزيادة تخصيب اليورانيوم اذا انهار الاتفاق النووي، وتعهد بألا يقبل مطلقا فرض قيود على برنامج طهران للصواريخ الباليستية. وقال “أعداءنا لن يستطيعوا مطلقا وقف تقدمنا النووي، إنه حلمهم ولن يتحقق”، مضيفا “أمرت وكالة الطاقة الذرية الايرانية بأن تكون مستعدة لتطوير قدرتنا على تخصيب اليورانيوم”. وفيما فسر العديد من المحللين تصريحات خامنئي، بأنها تمهيد لحرب محتملة، قال أول رئيس لإيران بعد الثورة أبو الحسن بني صدر في تغريدة عبر حسابه على موقع “تويتر”، إن تصريحات خامنئي تدل على “عجزه حيث يقوم بتشديد الأزمة بدل إيجاد حل”. في سياق متصل، دعا وزير الاستخبارات الاسرائيلي اسرائيل كاتز أمس، إلى تشكيل تحالف عسكري ضد إيران يشمل دولاً عربية في حال تحدت طهران قوى العالم عبر تخصيب اليورانيوم للاستخدام العسكري. وأشار كاتز في تصريحاته إلى تهديد طهران باستئناف تخصيب اليورانيوم على مستوى “صناعي” في حال انهار الاتفاق.وقال “إذا لم يستسلم الايرانيون حالياً وحاولوا العودة” إلى تخصيب اليورانيوم “سيكون على رئيس الولايات المتحدة والتحالف الغربي برمته إصدار بيان واضح” في هذا الصدد، مضيفاً إن “العرب واسرائيل سيؤيدون ذلك بكل تأكيد”. وقال إن الرسالة يجب أن تكون “في حال عاد الايرانيون” إلى تخصيب اليورانيوم الذي يمكنهم من صناعة قنبلة نووية “فسيتم تشكيل تحالف عسكري ضدهم”.  في غضون ذلك، قال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو بعد محادثاته مع المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل أول من أمس، إن أنشطة ايران في الشرق الاوسط تنذر بتدفق موجة أخرى من اللاجئين إلى أوروبا.وأشار إلى أن ايران تستخدم العائدات الناجمة عن تخفيف العقوبات عنها لتمويل صراعات، مضيفاً إن ايران ترغب في توسيع نطاق وجود الفصائل الشيعية التي تعمل تحت إمرتها لنشر المذهب الشيعي بين المسلمين السنة. وقال “هذا سيشعل حرباً دينية وتبعات ذلك ستتمثل في مزيد من اللاجئين الذين تعلمون تماماً أين ستكون وجهتهم”، في إشارة إلى ألمانيا. من جهتها، قالت ميركل إنها تتفق مع نتانياهو على أن أنشطة إيران في الشرق الاوسط مصدر قلق خاصة لأمن اسرائيل، لكنها أضافت إن المحادثات والاتفاق الذي انسحبت منه الولايات المتحدة وفرا سبلا للتصدي لطموحات ايران النووية والاقليمية.

 

موقع إسرائيلي: قرار عسكري أميركي لمواجهة هجوم صاروخي إيراني محتمل

"سبوتنيك/الأربعاء 06 حزيران 2018 /قال موقع "ديبكا" الاستخباراتي الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، اتخذ قرارا عسكريا بشأن إسرائيل، وفقا لمصادر عسكرية في واشنطن. وبحسب الموقع فقد أقر ترامب خطة لزيادة الوحدات العسكرية الأميركية في إسرائيل وتقوية قدرات الجيش الإسرائيلي لمواجهة هجوم صاروخي إيراني محتمل. ونقل الموقع عن المصادر قولها إن الخطة تتركز على "توسعة الوحدات العسكرية الأميركية الموجودة في إسرائيل، وعلى تعزيز القدرات العسكرية الإسرائيلية، إضافة إلى تزويد تل أبيب بطائرات بوينغ كي سي-46 لتزويد مقاتلاتها بالوقود في الجو للقيام بمهمات قتالية بعيدة". وقال التقرير: "أقر الرئيس ترامب مؤخرًا خطة شاملة لتعزيز القدرات العسكرية لإسرائيل استعدادًا لمواجهة حاسمة محتملة مع إيران بما فيها هجوم صاروخي باليستي". ولفت التقرير إلى أن الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما رفض تزويد إسرائيل بتلك الطائرات خلال فترة رئاسته لمنعها من مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية، مشيرا إلى تصريحات لأمين عام حلف الناتو جينس ستولتنبرغ الأسبوع الماضي، التي قال فيها بعد لقائه مع ترامب في واشنطن إن الحلف لن يدعم إسرائيل ضد هجوم إيراني. وأوضح بأن ستولتنبرغ أطلق تلك التصريحات: "لتجنب إعطاء انطباع بأن الدول الأوروبية تدعم حملة ترامب ضد إيران".

 

خطوة روسية غير مسبوقة في القدس.. على طريقة ترامب

سكاي نيوز/06 حزيران/18/في خطوة غير مسبوقة، قررت روسيا أن تقيم حفل استقبال بمناسبة يومها الوطني في مدينة القدس، وذلك بعد أسابيع من نقل السفارة الأميركية إلى المدينة المقدسة. وحسبما أوردت صحيفة "جيروزالم بوست" الإسرائيلية، الثلاثاء، فإن السفارة الروسية لدى إسرائيل قررت للمرة الأولى عقد احتفال اليوم الوطني في القدس، بعدما كانت تنظمه في تل أبيب. وتحتفل روسيا في 12 حزيران من كل عام باليوم الوطني، الذي يوافق استقلال جمهورية روسيا عن الاتحاد السوفيتي المنهار في 1990. لكن السفارة الروسية لدى إسرائيل ستقيم حفل الاستقبال يوم 14 حزيران. وكانت روسيا اعترفت العام الماضي بالقدس الغربية عاصمة لإسرائيل، مع تأكيدها على أن القدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين. ومن المرجح أن تقابل الخطوة الروسية برفض فلسطيني، ذلك أن الاحتفال يبدو وكأنه يتماشى مع قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن القدس.

الاحتفال في مبنى تاريخي

ونقلت الصحيفة الإسرائيلية عن متحدث باسم السفارة الروسية قوله إن الاحتفال سيعقد في منشأة تابعة لروسيا في القدس. والمنشأة التي يتحدث عن الدبلوماسي الروسي تعرف بـ"المسكوبية"، وهي مبنى قديم أنشأ أثناء الحقبة العثمانية، من أجل استقبال الحجاج الروس أثناء توجههم إلى الأراضي المقدسة. وبرر المتحدث القرار بالقول إن المبنى "يرمز إلى ثقافتنا وتقاليدنا"، مؤكدا أنّه "قطعة روسية حقيقية على أرض إسرائيل". وحرص المتحدث على التأكيد بأن المبنى يقع في الشطر الغربي لمدينة القدس، مضيفا: "نؤكد أن قضايا الوضع النهائي بما فيها القدس يجب حلها من أطراف النزاع أثناء المحادثات المباشرة". وكانت الولايات المتحدة الأميركية احتفلت بنقل سفارتها في إسرائيل من تل أبيب إلى القدس في أيار الماضي، في يوم ارتكب فيه الجيش الإسرائيلي مجزرة راح ضحيتها أكثر من 60 فلسطينيا تظاهروا احتجاجا على حدود قطاع غزة وإسرائيل.

 

أنقرة تعلن تفاصيل «خريطة» منبج ونزع سلاح «الوحدات» الكردية

أنقرة: سعيد عبد الرازق/الشرق الأوسط/06 حزيران/18/أعلن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أن العمل المشترك على خريطة الطريق التي اتفق عليها مع نظيره الأميركي مايك بومبيو في واشنطن أول من أمس سيبدأ خلال 10 أيام وسيكتمل تنفيذها في غضون 6 أشهر.

وقال جاويش أوغلو إن هذا النموذج يتعين أن يطبق في المستقبل على الرقة وعين العرب (كوباني) ومناطق سورية أخرى تسيطر عليها وحدات حماية الشعب الكردية، مشيرا إلى أن مقاتلي الوحدات الكردية سيتم نزع سلاحهم لدى مغادرتهم مدينة منبج في إطار خريطة الطريق المتفق عليها مع الولايات المتحدة. وأضاف أنه سيتم نزع السلاح من مسلحي الوحدات الكردية أثناء انسحابه من منبج، وستنتهي العملية بالتزامن مع انتهاء انسحاب عناصره. وسبق أن زودت الولايات المتحدة الوحدات الكردية، التي تشكل القوام الأساسي لتحالف قوات سوريا الديمقراطية (قسد) بأسلحة ومعدات عسكرية في إطار التحالف معها في الحرب على تنظيم داعش. وتابع جاويش أوغلو في مؤتمر صحافي في أنطاليا (جنوب تركيا) أمس أن الولايات المتحدة لم تتعهد بتصنيف وحدات حماية الشعب الكردية منظمة إرهابية، مؤكدا أن تعاون تركيا في منبج مع الولايات المتحدة ليس بديلا عن العمل مع روسيا في الشأن السوري، مشددا على أنه لن يكون هناك دور لأي دولة ثالثة في منبج بما في ذلك فرنسا وبريطانيا وبلجيكا. وقال إن «خطواتنا التي سنتخذها في منبج مهمة من أجل مستقبل سوريا وفرصة لإعادة علاقاتنا المتدهورة مع الولايات المتحدة إلى مسارها؛ لذا يجب تنفيذ الخريطة بالكامل... سنقوم بتطبيق خريطة الطريق في منبج وعقب ذلك سنباشر بتطبيقها في مدن أخرى، وعندها سيتضح الموقف الأميركي». في السياق ذاته، قالت وحدات حماية الشعب الكردية أمس إن مستشاريها العسكريين سيغادرون مدينة منبج، وذلك بعد يوم من إعلان تركيا والولايات المتحدة الاتفاق على خريطة الطريق في منبج. وأضافت الوحدات الكردية، في بيان، أن قواتها انسحبت من منبج في نوفمبر (تشرين الثاني) 2016 لكن مستشاريها العسكريين ظلوا هناك لتقديم العون لمجلس منبج العسكري. ولفت جاويش أوغلو إلى أنه سيتم تشكيل إدارة محلية في منبج بناء على التركيب الديموغرافي للسكان قبل الحرب في سوريا وقبل سيطرة حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري على المدينة وتغيير تركيبتها الديموغرافية.

وقال إن ما جرى هو ليس اتفاقية دولية وإنما وثيقة حول خريطة الطريق جرى التوقيع عليها من قبل وزيري خارجية البلدين، لافتاً إلى أن الوثيقة واضحة ونهائية وبانتظار خطوات التطبيق على الأرض. وأشار جاويش أوغلو إلى أن انسحاب الوحدات الكردية من منبج إلى شرق الفرات لا يعني أن تركيا تقبل بوجودها هناك قائلا إن «التهديد الأساسي لتركيا من جانب الوحدات الكردية يأتي من شرق نهر الفرات». وأكد جاويش أوغلو أن بلاده لا تهدف إلى تهميش الأكراد وإنما ستعمل على تشكيلهم في جميع المجالس بحسب التركيبة الديموغرافية، مؤكداً على أن مشكلة تركيا مع الإرهابيين وليست مع الأكراد. وأضاف أنه في مدن الأغلبية العربية سيكون العرب موجودين بالإدارة والأمن، وفي مناطق الأغلبية الكردية، ستكون الإدارة للأكراد غير المرتبطين بالوحدات الكردية.

 

مسؤول أميركي يؤكد صعوبة تطبيق خطة منبج

واشنطن: عاطف عبد اللطيف/الشرق الأوسط/06 حزيران/18

أكد مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية أمس أن «خريطة الطريق» التي وضعتها الولايات المتحدة وتركيا حول منبج السورية من أجل تفادي حدوث صدام مسلح في المدينة، سيكون تطبيقها «معقداً» وطويلاً؛ إذ لا يزال ينبغي مناقشة كثير من التفاصيل. وفي إطار الاتفاق الذي أقره الاثنين وزيرا خارجية البلدين مايك بومبيو ومولود جاويش أوغلو، أعلنت «وحدات حماية الشعب» الكردية المتحالفة مع واشنطن في مقاتلة تنظيم «داعش»، انسحابها أمس من منبج في شمال سوريا. وقال المسؤول الأميركي للصحافيين إن الهدف من الاتفاق هو «الإيفاء بالالتزام الأميركي بنقل (وحدات حماية الشعب) الكردية إلى شرق نهر الفرات»، لكن المسألة تتعلق «بإطار سياسي أوسع ينبغي التفاوض حول تفاصيله»، مشيرا إلى أن تطبيقه سيتم «على مراحل تبعاً للتطورات الميدانية». وسيطرت القوات الكردية على منبج بعد إخراج تنظيم داعش منها في 2016 وينتشر فيها عسكريون أميركيون يقدمون الدعم للمقاتلين الأكراد وهو ما يغضب أنقرة التي تعدهم «إرهابيين». وبلغ التوتر بين أنقرة وواشنطن أوجه في فبراير (شباط) بعد الهجوم التركي في شمال غربي سوريا وسيطرة الجيش التركي على مدينة عفرين الكردية والتهديد بالتقدم باتجاه منبج. وشكلت مجموعة عمل أميركية - تركية توصلت إلى «خريطة الطريق» التي التزم بومبيو وجاويش أوغلو الاثنين بتطبيقها من أجل «ضمان الأمن والاستقرار في منبج» من دون أن يفصحا عن مضمونها. وذكرت وكالة أنباء «الأناضول» التركية الحكومية الأسبوع الماضي أن الاتفاق ينص على عمليات تفقد عسكرية مشتركة بين الجانبين بعد 45 يوماً من تاريخ 4 يونيو (حزيران) في منبج، على أن تشكل بعد 60 يوماً من التاريخ نفسه إدارة محلية للمدينة تحل محل المجالس التي تديرها حاليا «وحدات حماية الشعب». وأكد المسؤول الأميركي للصحافيين أنه سيتم «تشكيل دوريات مشتركة»، لكنه نفى وجود جدول زمني محدد. وقال: «نحن مصممون على العمل بأقصى سرعة ممكنة»، لكن التواريخ التي أشارت إليها وسائل الإعلام «لا تعبر عن شيء ملموس». وأضاف: «لن يكون الأمر سهلاً. التطبيق سيكون معقداً، (ولكن) الجميع سيستفيدون منه، لأنه سيؤمن استقرار منبج على المدى الطويل». إلى ذلك، رحبت وزارة الخارجية الأميركية بإطلاق «قوات سوريا الديمقراطية» عملياتها ضد تنظيم داعش الإرهابي في مدينة الدشيشة شرق سوريا، المعروف بسمعته السيئة؛ حيث قام «داعش» بترويع الشعبين السوري والعراقي لسنوات كثيرة. وأشارت الخارجية في بيان أمس، إلى أنه تم التخطيط لهذه العمليات على مدى الأشهر الماضية، بالتنسيق مع القوات العراقية عبر الحدود، ومن خلال الدعم الدبلوماسي الأميركي، لضمان تضييق الحصار علي إرهابيي «داعش» وعدم منحهم فرصة للهرب. وأضاف البيان أن الولايات المتحدة تركز حالياً على مرحلة ما بعد «داعش»، وما يتطلب ذلك من تقديم المساعدة اللازمة للحكومة العراقية، لتأمين حدودها بالكامل ضد «داعش» وغيره من التنظيمات الإرهابية، ذلك وفقاً لاتفاقية الإطار الاستراتيجي مع العراق. وأكدت الخارجية أن الولايات المتحدة ستعمل لضمان أن يكون لدى جميع العناصر المختلفة في شمال شرقي سوريا، بما في ذلك العرب والأكراد والمسيحيون والتركمان، الكلمة المناسبة في تحديد مستقبل سوريا، وفقاً للعملية السياسية المنصوص عليها في قرار مجلس الأمن رقم 2254. وأضاف البيان: «القتال ضد (داعش) سيكون صعباً للغاية خلال الأيام القادمة؛ إلا أن هناك ثقة كاملة في شركائنا (قوات سوريا الديمقراطية) ونحن فخورون بالعمل معهم لتخليص سوريا من ويلات (داعش) والمساعدة في بناء مستقبل أفضل لجميع السوريين».  وكان الرئيس الأميركي دونالد ترمب قد أكد أن هناك مزيداً من العمل الذي يتعين القيام به لاستكمال هزيمة «داعش»، وأنه ملتزم بإنهاء المهمة بأسرع ما يمكن، مع وضع الشروط التي من شأنها منع عودته. وطالبت وزارة الخارجية في بيانها أعضاء التحالف الدولي لهزيمة «داعش»، وشركاء أميركا الإقليمين والحلفاء، لتقاسم عبء جهود الاستقرار الجارية التي تعتبر حاسمة، للحفاظ على المكاسب العسكرية التي تحققت.

 

روسيا تجمد غطاءها الجوي لقوات النظام شرق سوريا

بيروت - لندن: «الشرق الأوسط/06 حزيران/18»/قتل 11 مدنياً على الأقل بينهم 5 أطفال في غارات للتحالف الدولي استهدفت قرية تحت سيطرة «داعش» شمال شرقي سوريا، في وقت أسفرت فيه هجمات للتنظيم عن قتل عناصر من قوات النظام السوري وسط غياب للغطاء الجوي الروسي لعمليات قوات النظام والميليشيات الموالية. وأعلن «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس تنفيذ التحالف الدولي بقيادة أميركية هذه الضربات في إطار دعمه هجوما تشنه «قوات سوريا الديمقراطية» في ريف الحسكة الجنوبي، من دون توفر أي تأكيد من التحالف. وقال مدير «المرصد» رامي عبد الرحمن لوكالة الصحافة الفرنسية: «استهدفت طائرات حربية تابعة للتحالف الدولي فجر الاثنين قرية الجزاع الواقعة في ريف الحسكة الجنوبي، ما تسبب بمقتل 11 مدنياً بينهم 5 أطفال، تم سحب جثثهم الثلاثاء جراء استمرار القصف». ورجح «المرصد» ارتفاع حصيلة القتلى «لوجود جرحى في حالات خطرة ومفقودين ما زالوا تحت أنقاض الدمار». ووسعت «قوات سوريا الديمقراطية» التي تخوض بدعم من التحالف معارك لطرد التنظيم المتطرف من آخر جيب يسيطر عليه في محافظة دير الزور (شرق)، نطاق عملياتها العسكرية مؤخراً لتشمل ريف الحسكة الجنوبي أيضاً. ويستهدف التحالف مناطق سيطرة التنظيم تمهيداً لتقدم «قوات سوريا الديمقراطية». وأفاد عبد الرحمن بـ«قصف جوي كثيف للتحالف منذ الاثنين يستهدف مناطق سيطرة التنظيم في ريف الحسكة الجنوبي» مشيراً إلى أن «قوات أميركية وفرنسية وإيطالية من التحالف تشارك برياً في المواجهات التي تخوضها (قوات سوريا الديمقراطية) ضد التنظيم». وتسببت غارات التحالف على المنطقة ذاتها منذ مطلع الشهر الحالي بمقتل 14 مدنياً بينهم 4 أطفال على الأقل، بحسب «المرصد». وبدأ التحالف الدولي عملياته العسكرية ضد تنظيم «داعش» في صيف عام 2014 في العراق وسوريا تباعاً. وأقر الجمعة الماضي بمقتل 892 مدنياً على الأقل «بشكل غير متعمد» في ضربات نفذها بين أغسطس (آب) 2014 ونهاية أبريل (نيسان) 2018 في البلدين. من جهتها، أعلنت منظمة «إير وورز» غير الحكومية التي تحصي الضحايا المدنيين في كل عمليات القصف الجوي في العالم، أن ما لا يقل عن 6 آلاف و259 مدنياً قتلوا جراء قصف التحالف في البلدين. وذكرت منظمة العفو الدولية أمس أن الهجمات التي شنها التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد «داعش» في مدينة الرقة السورية العام الماضي ربما انتهكت القانون الدولي من خلال تعريض حياة المدنيين للخطر. وقالت المنظمة المعنية بحقوق الإنسان في تقرير لها إنه خلال حملة التحالف لاستعادة معقل التنظيم في سوريا لم يتخذ ما يكفي من الإجراءات لحماية المدنيين أو تؤخذ الاحتياطات اللازمة لتقليل الضرر الواقع بهم لأدنى حد. ووثقت المنظمة حالات 4 أسر قالت إن تجاربها كانت مثالا لنماذج أوسع «ودليلا واضحا على أن هجمات التحالف الكثيرة التي أوقعت قتلى ومصابين مدنيين انتهكت القانون الدولي الإنساني». ورد التحالف على اتهامات سابقة بوقوفه وراء سقوط قتلى مدنيين بالقول إنه كان حريصا على تجنبهم وإنه حقق في كل التقارير التي تفيد بحدوث ذلك. وشنت «قوات سوريا الديمقراطية»، وهي تحالف من فصائل كردية وعربية مسلحة، حملة استعادة الرقة من يونيو (حزيران) إلى أكتوبر (تشرين الأول) من العام الماضي بدعم من طائرات التحالف الحربية وقواته الخاصة.

إلى ذلك، قال «المرصد السوري» أمس: «لا تزال الاشتباكات العنيفة متواصلة بين قوات النظام والمسلحين الموالين من جنسيات سورية وغير سورية من جانب، وتنظيم داعش من جانب آخر على محاور في باديتي البوليل والبوكمال في الريف الشرقي لدير الزور، في هجمات متواصلة لعناصر التنظيم في المحاور هذه منذ ليل الاثنين، حيث رصد تمكن التنظيم من التقدم وقطع الطريق الواصل بين مدينة دير الزور ومدينة الميادين، نتيجة هذا الهجوم على منطقة البوليل الواقعة غرب الفرات بريف دير الزور الشرقي، حيث عمد التنظيم فور وصوله إلى قصف واستهداف مواقع قوات النظام وحلفائها بالمنطقة، الأمر الذي تسبب بمقتل ما لا يقل عن 9 من عناصر قوات النظام والمسلحين الموالين من جنسيات سورية وغير سورية، ومعلومات عن خسائر بشرية في صفوف عناصر التنظيم». وكان «المرصد» أفاد باستكمال الهجمات العنيفة لتنظيم «داعش» في الضفاف الغربية لنهر الفرات في الريف الشرقي لدير الزور، ساعاتها الـ24 الأولى، وأنه تمكنت على أثرها عناصر التنظيم من السيطرة على بلدة الرمادي والتقدم داخل بلدة حسرات المجاورة لها، وسط انسحاب قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية. ورصد «المرصد» عدم تمكن قوات النظام وحلفائها إلى الآن من استعادة السيطرة على المناطق التي خسرتها بهجوم عنيف بدأه التنظيم على محورين؛ أحدهما من بادية دير الزور في غرب الفرات، والآخر من شرق نهر الفرات، حيث تمكن العشرات من عناصر التنظيم من العبور من شرق النهر إلى غربه، كما أفيد بعدم تدخل الطائرات الروسية بشكل فاعل يمكن قوات النظام من استعادة ما خسرته.

ومع سقوط مزيد من الخسائر البشرية «ارتفع إلى ما لا يقل عن 28 عددُ قتلى العناصر من المسلحين الموالين للنظام من جنسيات سورية وغير سورية، فيما قتل 16 على الأقل من عناصر التنظيم ممن قضوا في الاشتباكات ذاتها التي مكنته من نقل عناصره من شرق الفرات إلى غربه، منذ ليل الأحد، ليرتفع إلى 1106 عدد القتلى الذين وثقهم (المرصد السوري لحقوق الإنسان) من الطرفين، في محافظات دمشق ودير الزور وحمص».

 

خطة منبج تختبر علاقات أميركا مع تركيا... وأكراد سوريا وقيادي في «الوحدات» يقول لـ«الشرق الأوسط» إن 30 مستشاراً سينسحبون بعد تمكن المجلس العسكري للمدينة

لندن: إبراهيم حميدي/الشرق الأوسط/06 حزيران/18/يشكل تنفيذ خريطة طريق معقدة لمدينة منبج شمال سوريا اختباراً لاستعادة الثقة بين أميركا وتركيا، بعد فترة من البرود وتراكم ملفات شائكة بين البلدين، ما سمح لموسكو بالتوغل عبر شقوق فقدان الثقة بين شريكين في «حلف شمال الأطلسي» (ناتو). كما أن المضي قدما في «الخريطة»، قد يشكل إشارة إلى احتمال تعرض «وحدات حماية الشعب» الكردية لـ«خيانة» جديدة من الأميركيين الذي يوفرون الحماية للأكراد شرق نهر الفرات، بعدما تعرضوا لشيء مماثل، لدى موافقة روسيا بداية العام على دخول الجيش التركي وفصائل سورية معارضة إلى عفرين، وإخراج «الوحدات». أو على الأقل، خفض سقف توقعات قيادات كردية. بحسب المعلومات المتوفرة لـ«الشرق الأوسط»، فإن خريطة الطريق بين واشنطن وأنقرة تنص على العناصر الآتية: تشكيل دوريات أميركية - تركية في أطراف منبج، وخروج «الوحدات» من المدينة إلى شرق نهر الفرات، وتعزيز دور مجلس منبج العسكري، وتشكيل مجلس مدني للمدينة، وعودة النازحين العرب والأكراد إلى أماكنهم الأصلية. وكانت هذه الخريطة خلاصة رغبة من وزير الخارجية الأميركي السابق ريكس تيلرسون، ومستشار الأمن القومي السابق هاربر ماكماستر، للبحث عن قواعد مشتركة مع حليف أميركا في «حلف شمال الأطلسي» (ناتو)، لكن خروجهما من الإدارة الأميركية في مارس (آذار) الماضي أدى إلى بطء التنفيذ، إضافة إلى خلاف أميركي - تركي حول تسلسل تنفيذ الخريطة، بين تركيز واشنطن على ضرورة بناء الثقة وتشكيل الدوريات، مقابل تركيز أنقرة على البدء بإخراج «الوحدات» من منبج ونزع سلاحها الثقيل. وبعد جلسات مكثفة من المفاوضات، صاغ كبار المسؤولين العسكريين والدبلوماسيين في البلدين مسودة خريطة منبج، التي أقر خطوطها العامة الوزيران مايك بومبيو ومولود جاويش أوغلو، في واشنطن مساء أول من أمس.

لكن بمجرد الإعلان عنها، بدأ يطفو إلى السطح اختلاف القراءتين الأميركية والتركية. إذ إن أنقرة تريد بدء تنفيذ الخطة خلال عشرة أيام وفق برنامج زمني صارم يتضمن مواعيد خروج «الوحدات»، وتسليم سلاحها، وتسلم مجلس منبج العسكري، وتشكيل المجلس المدني، مقابل قول واشنطن إن البرنامج الزمني «إرشادي»، ويتوقف تنفيذ كل مرحلة على مدى نجاح المرحلة السابقة، أي رهن عودة الثقة الأميركية – التركية، وبرود السخونة بين «الوحدات» وأنقرة؛ خصوصاً بعد تعرض «الوحدات» لمفاجأة روسية بالتخلي عن عفرين. وقال قيادي في «الوحدات» الكردية لـ«الشرق الأوسط» أمس، إن «الوحدات» لم يكن لديها هدف السيطرة منذ دحر تنظيم داعش منها في نهاية 2016، وإن «قوات سوريا الديمقراطية» التي تضم «الوحدات» ويدعمها التحالف الدولي، دعمت مجلس منبج العسكري وتشكيل مجلس مدني فيها.

وعقد في الساعات الماضية اجتماع بين التحالف ومجلس منبج العسكري؛ لكن «الوحدات» تبلغت من الأميركيين الأسبوع الماضي نتائج المحادثات الأميركية - التركية في أنقرة، وصوغ مسودة الاتفاق. وأوضح القيادي أمس: «كان لدينا نحو 300 مقاتل من الوحدات، لكن العدد خفض تدريجيا، ولم يبق سوى مستشارين، وعددهم نحو 30 مستشاراً، وهم عملوا على تدريب مجلس منبج العسكري الذي يضم بين 5 و6 آلاف مقاتل. بالتالي، فإن المستشارين سينسحبون إلى شرق الفرات للمشاركة في معارك إنهاء (داعش) بمجرد انتهاء الحاجة إليهم في منبج».

وتوقع القيادي أن تكون المرحلة الأولى من تنفيذ الخطة (الخريطة)، تشكيل دوريات أميركية - تركية للسير في خطوط التماس بين «مجلس منبج العسكري» في ريف المدينة وفصائل «درع الفرات» التي يدعمها الجيش التركي بين حلب وجرابلس على حدود تركيا. وأضاف: «لا بد من الهدوء واستعادة التوازن ونوع من الثقة، للمضي في تنفيذ المرحلة الثانية من الخطة»، ما يعني سحب المستشارين من «الوحدات» الكردية. بعدها، ينتقل التركيز لصالح «مجلس منبج العسكري» ونقل الإدارة إلى المجلس المدني الذي يضم أهالي المدينة وبعض الشخصيات من أصول كردية، إضافة إلى عودة النازحين العرب والأكراد إلى أرضهم. وقال القيادي في «الوحدات»: «لا نريد السيطرة على أي منطقة. بالعكس برنامجنا هو القضاء على (داعش) ومساعدة الأهالي المحليين في تسلم القيادة بأنفسهم ضمن مشروعنا لسوريا اللامركزية، وهذا ما سيحصل في منبج». وتزامن إعلان الاتفاق مع زيارة رئيس «حركة التجديد الوطني» عبيدة النحاس، ورئيس «حزب سوريا المستقبل» إبراهيم القفطان إلى منبج بعد الرقة. ولاحظ مشاركون في الزيارة تراجع دور «الوحدات» خلال الأشهر الثمانية الماضية، مقابل تمكين الأهالي ومجلس منبج العسكري و«هذا يعزز مشروع اللامركزية على حساب الفيدرالية» التي كان أكراد اقترحوها نموذجا لسوريا قبل سنتين. بالنسبة إلى أنقرة، وفاء واشنطن بتنفيذ هذا الاتفاق يكون بداية لاستعادة ثقة مفقودة بسبب موقفها من محاولة الانقلاب في أنقرة، واستضافة فتح الله غولن، واستمرار واشنطن في دعم وتسليح «الوحدات» شمال شرقي سوريا. وقال مصدر تركي: «واشنطن لم تلتزم وعودها مرات عدة في السنوات الماضية. وعدت بتسليم الرقة لأهلها بعد تحريرها من (داعش)، ولم تفعل، بل شاهدنا صور عبد الله أوجلان (زعيم حزب العمال الكردستاني الذي تصنفه أنقرة إرهابيا). وعدت بسحب السلاح الثقيل من الوحدات بعد دحر (داعش) ولم تفعل، بل أقامت نحو 20 قاعدة عسكرية». وبحسب المصادر الدبلوماسية، فإن تنفيذ خطة منبج سيكون اختبارا لإمكانية عودة الثقة بين حليفين في «ناتو» ومدى إمكانية ابتعاد الرئيس رجب طيب إردوغان عن الرئيس فلاديمير بوتين، الذي يراهن على تعزيز الشرخ داخل «ناتو» والمضي في بيع منظومة صواريخ «إس - 400» إلى الجيش التركي، الذي يجري اتصالات مع واشنطن للحصول على تكنولوجية عسكرية عالية.

 

العاهل الأردني يطلب من الرزاز إطلاق «حوار شامل» ودعا إلى إعادة النظر في التشريعات السياسية لتمكين الأحزاب من الوصول للبرلمان

عمان/الشرق الأوسط/06 حزيران/18/كلف العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، رسمياً، أمس، الدكتور عمر الرزاز، بتشكيل «حكومة جديدة رشيقة تنهض بالمسؤوليات الوطنية الكبيرة، في هذا الظرف الدقيق، وتستكمل مسيرة الإصلاح والبناء والتطوير»، خلفاً لحكومة الدكتور هاني الملقي، التي قبل استقالتها أول من أمس، على خلفية الاحتجاجات ضد مشروع قانون ضريبة الدخل. وطلب منه إطلاق «حوار شامل» حول المشروع. ودعا الملك عبد الله الثاني، رئيس الوزراء المكلف، في كتاب التكليف، إلى «إطلاق مشروع نهضة وطني شامل، قوامه تمكين الأردنيين من تحفيز طاقاتهم، ورسم أحلامهم والسعي لتحقيقها، وتلبية احتياجاتهم عبر خدمات نوعية، وجهاز حكومي رشيق وكفؤ، ومنظومة أمان اجتماعي تحمي الضعيف، في ظل بيئة ضريبية عادلة». وحدد كتاب التكليف أولويات، أبرزها «إطلاق طاقات الاقتصاد الأردني وتحفيزه، ليستعيد إمكانيته على النمو والمنافسة، وتوفير فرص العمل، والبحث عن حلول خلاقة لعدم إعاقة التنافسية للاقتصاد، بسبب ارتفاع التكاليف التشغيلية والإجراءات البيروقراطية المعيقة». وطلب من الحكومة «أن تطلق فوراً حواراً بالتنسيق مع مجلس الأمة، بمشاركة الأحزاب والنقابات، ومختلف مؤسسات المجتمع المدني، لإنجاز مشروع قانون ضريبة الدخل، الذي يعد تشريعاً اقتصادياً واجتماعياً مفصلياً». واعتبر أن بلورة مشروع قانون ضريبة الدخل «خطوة ومدخل للعبور نحو نهج اقتصادي واجتماعي جديد، جوهره تحقيق النمو والعدالة». وكلف الحكومة إجراء «مراجعة شاملة للمنظومة الضريبية والعبء الضريبي بشكل متكامل، تنأى عن الاستمرار بفرض ضرائب استهلاكية غير مباشرة وغير عادلة، لا تحقق العدالة والتوازن بين دخل الفقير والغني، ورسم شكل العلاقة بين المواطن ودولته في عقد اجتماعي واضح المعالم من حيث الحقوق والواجبات». وأوضح أن «الضغوطات التي يواجهها الأردن يجب أن تكون حافزاً للارتقاء بنوعية الخدمات، وليست عذراً لتراجعها»، مشيراً إلى أن «فرض الضرائب وتوفير خدمات نوعية أمران متلازمان». وشدد على «تقديم أعلى مستويات الخدمة في التعليم والرعاية الصحية، وتحسين شبكة النقل العام، وتوفير شبكات الأمان الاجتماعي لغوث الفقراء». وطالب الحكومة بأن تضع الإصلاح الإداري والنهوض بأداء الجهاز الحكومي على رأس أولوياتها، واعتبارهما مصلحة وطنية عليا، وعدم التهاون مع أي موظف مقصر أو مسؤول يعيق الاستثمار بتعقيدات بيروقراطية، أو تباطؤ يضيع فرص العمل على الشباب والنمو الاقتصادي. وناشد الحكومة الإسراع بإنجاز مشروع الحكومة الإلكترونية، للارتقاء بنوعية الخدمات، والتخلص من البيروقراطية، وضبط الإنفاق الحكومي بكل حزم. كما طلب من الحكومة «دعم القوات المسلحة ومساندتها، وجميع الأجهزة الأمنية الأردنية التي تثبت كل يوم بعطائها الموصول أنها الحامية لمسيرة البناء والإنجاز، وسد منيع في وجه الحاقدين». وتضمن كتاب التكليف التشديد على «مواصلة مسيرة الإصلاح السياسي والبناء على ما تم إنجازه في الأعوام الماضية، وهنا لا بد من إعادة النظر في التشريعات الناظمة للحياة السياسية، بما يعزز من دور الأحزاب، ويمكنها من الوصول إلى مجلس النواب. ولا بد من دعم مجالس المحافظات والمجالس البلدية، وتمكينها من القيام بواجباتها، بشكل ينعكس على المواطن». وأكد على «الحوار والتواصل وبناء التوافق وانفتاح الحكومة وتواصلها مع السلطات الأخرى ومع المواطنين، والاستماع بكل شفافية وموضوعية للآثار العميقة التي خلفتها وتخلفها الظروف الاقتصادية الصعبة التي مررنا ونمر بها؛ لأن فهم الواقع هو المفتاح لبلورة أي إجراءات أو تشريعات ضرورية لتجاوز الظرف الاقتصادي الصعب».

 

تركيا قد تدخل جبال قنديل «في أي لحظة» وأعلنت إقامة 11 قاعدة عسكرية في شمال العراق لضرب «العمال الكردستاني»

أنقرة: سعيد عبد الرازق/الشرق الأوسط/06 حزيران/18/أعلنت تركيا أن قواتها ستدخل منطقة جبال قنديل، معقل حزب العمال الكردستاني في شمال العراق، في أي لحظة، في الوقت الذي أكد فيه الرئيس رجب طيب إردوغان عزم بلاده على مواصلة محاربة الإرهاب في سوريا والعراق.

وقال إردوغان في لقاء جماهيري مع أنصار حزب العدالة والتنمية الحاكم في سكاريا (شمال غربي تركيا) أمس: «سنواصل الكفاح في سوريا والعراق حتى القضاء على آخر إرهابي يوجه سلاحه إلى بلادنا». في السياق ذاته، أكد نائب رئيس الوزراء المتحدث باسم الحكومة التركية بكير بوزداغ أن بلاده قد تدخل منطقة قنديل في وقت لاحق و«إن كل شيء أصبح ممكناً في أي لحظة». وأشار بوزداغ، في مؤتمر صحافي عقب اجتماع مجلس الوزراء برئاسة الرئيس رجب طيب إردوغان الليلة قبل الماضية، إلى أن بلاده نفذت الكثير من العمليات ضد منطقة قنديل، معقل العمال الكردستاني في شمال العراق. وأضاف أن تركيا تحتفظ بحق تنفيذ عمليات عسكرية في المناطق التي سماها بـ«مناطق الإرهابيين والتهديدات الإرهابية»، بما فيها جبال قنديل، من الآن فصاعدا، ويمكن لتركيا أن تدخل قنديل أيضاً في وقت لاحق. فكل شيء أصبح ممكناً في أي لحظة». وأكد أن «الإرهابيين والتهديدات الإرهابية وجميع مصادر الإرهاب هدف لتركيا أينما كانوا». ويتخذ العمال الكردستاني المحظور في تركيا من جبال قنديل في شمال العراق، معقلاً له، وينشط في العديد من المدن والبلدات العراقية، كما يحتل 515 قرية من القرى الكردية في شمال العراق بحسب الحزب الديمقراطي الكردستاني.

وكان وزير الداخلية التركي سليمان صويلو أعلن أول من أمس أن عملية عسكرية للجيش التركي ضد مواقع «العمال الكردستاني» في جبال قنديل، هي «مسألة وقت فقط، وأن الأمر لم يعد حول وجود عملية أم لا؛ وإنما تحول إلى مسألة وقت فقط، قنديل لم تعد بعيدة عنا. تمت السيطرة على كثير من المواقع المؤدية إلى قنديل». وجاءت تصريحات الوزير التركي وسط مؤشرات على الاستعداد لعملية عسكرية موسعة في شمال العراق، حيث تفقد رئيس الأركان التركي خلوصي أكار السبت الماضي الوحدات العسكرية في قضاء «يوكسك أوفا» بولاية هكاري جنوب شرقي البلاد والواقعة على الحدود مع العراق. ورافق رئيس الأركان قائدا القوات البرية يشار جولر، والبحرية عدنان أوزبال، والنائب الثاني لرئيس الأركان أوميت دوندار. في غضون ذلك، أعلن رئيس الوزراء التركي، بن علي يلدريم، أن بلاده أقامت 11 قاعدة إقليمية في شمال العراق، وضاعفت عدد قواتها، مشيرا إلى احتمال توغل قوات تركية جديدة داخل الأراضي العراقية. ونقلت صحيفة «حرييت» التركية عن يلدريم أمس قوله: «لقد ضاعفنا تواجدنا العسكري في شمال العراق. لدينا 11 قواعد إقليمية هناك. هدفنا هو القضاء على الإرهاب قبل أن يتمكن الإرهابيون من التسلل إلى حدودنا». ولفت رئيس الوزراء التركي إلى أن «تركيا يجب أن توفر الأمن لحدودها مع سوريا والعراق، حيث يشكل حزب العمال الكردستاني وفرعه السوري (وحدات حماية الشعب الكردية) تهديدا منذ فترة طويلة». وقال إن «هناك شريطا محميا بطول 250 كيلومترا على جانبي الحدود، لكن لا تزال هناك حاجة لحماية ألف كيلومتر متبقية من الحدود». وتابع: «لدينا مشكلة شرق الفرات، على طول الحدود الإيرانية العراقية مع تركيا. وهذا يعني أننا ما زلنا نواجه مشاكل على طول 1000 كيلومتر من حدودنا». وقال يلدريم: «الأميركان والأوروبيون توحدوا ويقولون: فلننشئ دولة للأكراد. دولة الأكراد هنا في أراضي الأناضول». وأضاف في كلمة أمام تجمع انتخابي لحزب العدالة والتنمية في ولاية هكاري جنوب شرقي البلاد أمس: «ليست لدينا مشكلة مع الأكراد، فأنتم إخوة لنا. اعتزّوا بقوميتكم الكردية وأفصحوا عن ذلك بفخر». وتابع: «إخواننا الأكراد لديهم مشكلة مع حزب العمال الكردستاني. فهذه المنظمة بلاءٌ للأكراد والأتراك وجميع الأبرياء. ولقد قررنا سوياً القضاء على هذا البلاء، ولن يكون هناك أي (إرهابي خسيس) في هذه الأراضي. سنستأصل شأفتهم جميعاً».

 

العبادي يتهم تركيا باستغلال سد «إليسو» سياسياً وسفير أنقرة في بغداد نفى مسؤولية بلاده

بغداد: حمزة مصطفى/الشرق الأوسط/06 حزيران/18/اتهم رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أمس الحكومة التركية باستغلال سد «إليسو» سياسيا عن طريق البدء بملئه في هذا التوقيت. وبينما تزداد أزمة جفاف نهر دجلة خطورة برغم التطمينات الحكومية ومنها ما أبلغ به وزير الموارد المائية حسن الجنابي «الشرق الأوسط» من أن «القضية برغم خطورتها لكنها تحت السيطرة عن طريق تأمين الحد الأدنى من مياه الشرب ومياه السقي للموسم الزراعي الحالي»، قال العبادي خلال مؤتمره الصحافي الأسبوعي إن «الحكومة التركية تعمدت هذا التوقيت في ملء سد إليسو، وطلبنا منهم عدم ملئه في هذا التوقيت». وأضاف العبادي أن «الموضوع برمته موضوع سياسي وانتخابي، إذ أرادت تركيا استغلاله ورقة لكسب أصوات المزارعين الأتراك». وحول الاتهامات التي توجه للحكومات العراقية ما بعد عام 2003 كونها أهملت بناء السدود، قال العبادي إن «البلد لا يحتاج إلى بناء سدود، لأن السدود التي لدينا لم تصل إلى مستوى الامتلاء أصلا»، مشيرا إلى أنه «عندما يكون لدينا فائض في المياه، فسنحتاج حينها إلى بناء سدود جديدة». وفي السياق نفسه، أكد العبادي أن «العراق على تواصل مع الجانبين التركي والإيراني، لحسم ملف الإطلاقات المائية إلى نهر دجلة». وفيما طمأن العبادي العراقيين بأن «الخزين المائي كاف لهذا العام»، فإن وزير الموارد المائية حسن الجنابي كان قد أكد لـ«الشرق الأوسط» أن «الأزمة الناتجة عن سد إليسو لم تبدأ بعد، وأن تأثيره الكبير سوف يكون على الموسم الزراعي المقبل وليس هذه السنة».

بدوره، نفى السفير التركي في بغداد، فاتح يلدز، أمس، أن تكون بلاده قد وقعت أي اتفاق مع الجانب العراقي على رفع نسب الإطلاقات في نهري دجلة والفرات، نافيا صلة سد «إليسو» بجفاف دجلة. وقال يلدز، في مؤتمر صحافي في بغداد، إن «تركيا عملت في كل الأوقات والأزمات للحفاظ على المياه، وجعلها مجالاً للتعاون بين البلدين»، وأضاف أن «سد (إليسو) أحد أكبر مشاريع جنوب شرقي تركيا، وقد تم تشييده على أحواض نهري دجلة والفرات، وأن خزين السد من المياه قد انخفض مستواه أخيراً بعد أن تم الإطلاق إلى الجانب العراقي، وتم تأجيل خزنه من شهر مارس (آذار) الماضي حتى يونيو (حزيران) الحالي». وأوضح يلدز أن «تأجيل ملء السد دفعت تكلفته تركيا. فرغم الحاجة الماسة له، فإنه تم إطلاق المياه إلى الشعب العراقي، وأن تركيا لم تولد الطاقة الكهربائية من السد التي هي بحاجة لها، حيث تعاملنا بكرم مع العراق».

وكشف يلدز أن «بلاده أبلغت رئيس الوزراء حيدر العبادي لدى زيارته لأنقرة بإكمال سد إليسو استعداداً لملئه»، وأوضح أنه «تم الاتفاق مع الجانب العراقي خلال اجتماع في شهر مايو (أيار) المنصرم بين اللجنتين العراقية والتركية بشأن المياه على موعد الخزن، وسيتم عقد لقاءات مستمرة حول الأمر»، موضحاً أنه «من ضمن الاتفاق إطلاق كميات كافية من المياه». إلى ذلك، قدم زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، ثلاثة مقترحات لحل «الأزمة المائية». وقال الصدر في تغريدة على حسابه الشخصي في موقع «تويتر»: «أقترح ما يلي لحل الأزمة المائية، تقديم دعوة من قبل وزارة الخارجية أو الوزارات المختصة لاجتماع (دول الحوض) بأسرع وقت ممكن لمناقشة الأزمة المائية».كما اقترح الصدر «الإسراع باجتماع الوزارات العراقية المختصة بهذه الأزمة لوضع الحلول الناجعة لها، على أن تنبثق منها لجنة دائمة مختصة لمعرفة الأسباب ووضع الحلول للأمن المائي». أما الاقتراح الثالث للصدر، فجاء فيه: «تخصيص مبالغ مالية من قبل الحكومة العراقية للوزارات المختصة عموماً ووزارة الموارد المائية خصوصاً لمواجهة الأزمة المائية». من جهته، حمّل وزير الموارد المائية العراقي السابق، المهندس محسن الشمري، الجهات الرسمية العراقية جزءاً من الأزمة، قائلاً في حديث لـ«الشرق الأوسط» إن «ذلك يأتي بسبب الاعتماد على مستشارين لا يحسنون التعامل مع الشحة، حيث إن سبب الأزمة الحالية يعود إلى إهدار الخزين في السدود والبحيرات بسبب المشورات الخاطئة التي يقدمها هؤلاء الخبراء الذين ثبت أنهم يفتقدون إلى المهارة في إدارة الأزمات، والخروج بأقل الأضرار بالأرواح والممتلكات». وبشأن ما إذا كانت الإجراءات التي قام بها الجانب العراقي مناسبة وترتفع إلى مستوى هذه الأزمة، يقول الشمري إن «سد إليسو موجود منذ 12 عاماً، ولكن السؤال هو ماذا عملنا نحن في الجانب العراقي حيال ذلك. في الواقع، إننا لم نعمل شيئا يرتفع إلى مستوى التهديد الذي نواجهه»، مبينا أن «المسؤولية في الواقع لا تقع على الجانب التركي وحده، بل إيران تتحمل جزءاً من المسؤولية، وكذلك الحكومات العراقية المتعاقبة».

 

مجلس القضاء يقطع الطريق على المطالبين بإلغاء نتائج الاقتراع والبرلمان العراقي ينعقد اليوم للتصويت على تعديل قانون الانتخابات

بغداد/الشرق الأوسط/06 حزيران/18/رجّحت مصادر برلمانية أن يواصل مجلس النواب العراقي اليوم جلسته المفتوحة للتصويت على تعديل قانون الانتخابات، بعد قراءته للمرة الثالثة. ويلزم التعديل المقترح مفوضية الانتخابات بإعادة العد والفرز اليدوي لكل المراكز الانتخابية في العراق، وبإشراف مجلس القضاء الأعلى، وحضور وكلاء الكيانات السياسية وممثلي الأمم المتحدة، وإلغاء نتائج انتخابات الخارج، وانتخابات التصويت المشروط في مخيمات النازحين والحركة السكانية لمحافظات الأنبار وصلاح الدين ونينوى وديالى، باستثناء أصوات الأقليات المشمولة بنظام الكوتا.

وفيما يتوقع مقرر مجلس النواب العراقي نيازي أوغلو، اكتمال نصاب جلسة اليوم وتمرير التعديل المقترح للقانون، يستبعد مصدر في مجلس النواب في حديث لـ«الشرق الأوسط» حضور عدد كاف من النواب لتمرير القانون. ويضيف المصدر: «جلسة اليوم في حال انعقادها ستحتاج إلى حضور 165 نائبا لاكتمال النصاب، وهذا أمر مستبعد ربما، خاصة وقد حضر في الجلستين الأخيرتين للمجلس نحو 25 نائبا فقط». ويشير المصدر إلى «فتور حماس كثير من المعترضين؛ لأن إعادة العد والفرز اليدوي أمر معقد ومخالف للقانون السابق، كذلك ربما يعقد التعديل الأمور، ويسهم في تأخير تشكيل الحكومة لأشهر طويلة».

في غضون ذلك، كشفت المحكمة الاتحادية، أمس، عن عدم وصول أسماء الفائزين بالانتخابات إليها حتى الآن وبالتالي لم تصدر مصادقتها النهائية عليهم. وقال المتحدث الرسمي باسم المحكمة إياس الساموك في تصريحات صحافية: «بمجرد وصول القوائم من المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، بعدما تبت الهيئة القضائية للانتخابات المشكلة في محكمة التمييز الاتحادية في الاعتراضات المقدمة على سير إجراءات الانتخابات العامة، ستتم المصادقة عليها بعد التدقيق». من جهة أخرى، وفيما تؤكد مصادر مفوضية الانتخابات أن التوضيح الذي أصدره مجلس القضاء الأعلى بشأن عملية الطعون والمشكلات التي رافقت العملية الانتخابية «يقطع الطريق أمام المعترضين على النتائج»، تشير مصادر قانونية وسياسية إلى عدم اختصاص مجلس القضاء في تفسير النصوص القانونية. ويقول مستشار رئيس الجمهورية شروان الوائلي، إن «مهمات مجلس القضاء بموجب المادتين 90 و91 من الدستور هي مهمات إدارية، وترشيح أعضاء محاكم التمييز والادعاء العام والإشراف القضائي». ويلفت إلى أن «إصدار التوضيحات بشأن الانتخابات من مجلس القضاء نفسه، ليس من صلب اختصاصه، ولكن الظاهر أن زخم التدخلات أربك حتى القضاء ليتسرع في إعطاء إجابات خارج حدود صلاحياته».

وكان مجلس القضاء الأعلى قد أصدر أمس، توضيحا مفصلا بشأن الطعون بنتائج الانتخابات، واختصاص عمل اللجنة القضائية للانتخابات. وذكر المجلس أنه «في حال عدم قناعة من شارك في الانتخابات بالنتيجة التي حصل عليها، يقدم شكوى إلى مجلس المفوضين الذي يصدر قراره، إما سلبياً وإما إيجابياً حسب الأدلة التي يقدمها صاحب الشكوى، فإذا لم يقتنع مقدم الشكوى بالقرار الصادر من مجلس المفوضين يطعن به أمام الهيئة القضائية للانتخابات». وفي تلميح إلى مقترح التعديل لقانون الانتخابات الذي يعمل مجلس النواب على تمريره، أشار المجلس إلى عدم وجود «نص في القانون يعطي الصلاحية للهيئة القضائية لاتخاذ قرار عام بإلغاء نتائج معينة، سواء داخل العراق أم خارجه، بالشكل الذي يطالب به البعض، كما لا يوجد نص في القانون يعطي الصلاحية للهيئة القضائية للطلب من المفوضية إعادة احتساب نسبة معينة من نتائج الانتخابات». أما بخصوص ادعاءات التزوير، فقد ذكر مجلس القضاء أن «المادة (8) الفقرة أولا من قانون مفوضية الانتخابات، رقم 11 لسنة 2007، نصت على (السلطة الحصرية) لمجلس المفوضين بخصوص إحالة أي قضية جنائية إلى السلطات المختصة إذا وجد دليلاً». وفي ذلك رد واضح أيضا على الدعوات بإلغاء الانتخابات بحجة التزوير.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

هذا ما فعلته الراديكاليتان الشيعية والمسيحية بالطائف

منير الربيع/المدن/الأربعاء 06/06/2018

كرّس اتفاق الطائف مبدأ انتصار المسلمين على المسيحيين، وفق المصطلحات اللبنانية. نفي قادة "الشرقية" أو سجنوا. فيما قاطع المسيحيون التسوية التي أبرمت ما بعد الطائف. تكريساً لتلك الهزيمة، أبرم مرسوم التجنيس في العام 1994. ولا يمكن إغفال أن إصدار هذا المرسوم كان جزءاً من تسوية لتمديد ولاية الرئيس الياس الهراوي. انطوى مرسوم التجنيس هذا على تفاهم ثلاثي برعاية دمشق. ضمّ مستحقين لبنانيين كانوا بلا هويات، مع بعض رؤوس الأموال، بالإضافة إلى آلاف السوريين الذين جنّسوا بمنطق "سياسي ديمغرافي" كان له أثر أساسي في الاستحقاقات الانتخابية. حينها، اتهم الرئيس رفيق الحريري بأنه يعمل على تغيير ديمغرافي في البلد، وبأنه يبرم تسويات مع رؤوس أموال ورجال أعمال، لتعزيز مرحلة ما بعد الطائف اقتصادياً. نزولاً عند تقديرات الانتصار والهزيمة، فإن حزب الله والنظام السوري يحققان اليوم انتصاراً سياسياً في لبنان، تكرّسه الانتخابات النيابية الأخيرة. وهنا، يندرج مرسوم التجنيس الجديد، الذي يضم شخصيات بارزة في صلب القطاع الاقتصادي السوري، وشخصيات مقرّبة جداً من النظام. لم تعد المشكلة في استكمال المرسوم أو إلغائه. الواقعة وقعت. وهي تكريس منطق انتصار طرف على آخر، يريد تعزيز وضعية مرحلة حكمه بروافد مالية أساسية، سيكون لها انعكاسات سياسية مستقبلاً، مع فارق أن المجنّسين الحاليين سيكونون عنصراً مقرراً في أي استحقاق انتخابي مقبل، إن لجهة تركيب التحالفات ودعم المرشحين، أو لجهة الترشح بعد عشر سنوات. سيكون هؤلاء جزءاً من صانعي سياسة المرحلة المقبلة.

وإذ يعتبر البعض أن المرسوم يدخل في صلب صلاحيات رئيس الجمهورية، التي كرّسها اتفاق الطائف، فإن ما يراد من هذا الايحاء هو استمرار الالتزام بذلك الاتفاق. لكن، عملياً، لم يبق من الاتفاق سوى الإسم. في تاريخ ما قبل الطائف، اعترض رئيس الحكومة آنذاك صائب سلام أكثر من مرّة على أداء رؤساء الجمهورية. ذات مرة في عهد الرئيس فؤاد شهاب، وأخرى في عهد الرئيس سليمان فرنجية، وتركز اعتراض سلام على استدعاء رئيس الجمهورية وزيري الداخلية والدفاع، بدون التنسيق معه، ما اعتبره تخطّياً لصلاحياته. كان اعتراض سلام في حقبة الصلاحيات المطلقة للرئيس، بعكس الحال ما بعد اتفاق الطائف.

كل الممارسات التي بدأت مع بداية العهد الجديد، من قانون الانتخاب إلى عملية تشكيل الحكومة وصولاً إلى إقرار موازنة بدون قطع حساب، تمثّل خروجاً على اتفاق الطائف. يوم استقال رئيس الحكومة سعد الحريري من الرياض، رفض رئيس الجمهورية الاستقالة، وكان ذلك خروجاً أول عن اتفاق الطائف الذي يعطي رئيس الحكومة صلاحية الاستقالة التي تعتبر نافذة فور تقديمها، مقابل حجب أي صلاحية للرئيس في رفضها. بعدها، جاءت صيغة التريث التي اعتبرها كثرون امتهاناً جديداً لموقع رئاسة الحكومة، لأن ليس في الصلاحيات أو الدستور أو العرف ما ينص على ذلك.

في أحد اشتباكات الرئيس سعد الحريري مع الرئيس نجيب ميقاتي، يتجلّى الكلام في الكواليس، عن تنازل رئيس الحكومة عن صلاحياته. ما يمثّل خروجاً على اتفاق الطائف. ذات جلسة لمجلس الوزراء في بعبدا، غادر رئيس الجمهورية موكلاً ترؤسها للحريري، حينها غرّد رئيس الحكومة شاكراً لرئيس الجمهورية ثقته. فسارع ميقاتي إلى "التنمير" على الحريري، بأن ما جرى خروج على الطائف، وتنازل لرئيس الجمهورية عن صلاحيات رئيس الحكومة، لأن الدستور ينص على ترؤسه للحكومة في السراي وليس في القصر الجمهوري، وترؤسه للجلسات ليس مكرمة تستحق الشكر، بل هي من صلب صلاحياته ومهماته.

في خضم النقاش بشأن عملية تشكيل الحكومة، يظهر أيضاً خروج على اتفاق الطائف. لا يتردد رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط في توجيه ملاحظات قاسية بشأن الخروج عن الاتفاق بالممارسة. ويتجلى ذلك أيضاً في محاولات تكريس أعراف، من الأثلاث الضامنة والمعطلة وصولاً إلى الحديث عن حصة رئيس الجمهورية. مطالبة الرئيس بحصة وزارية لا نص وزارياً يلحظه، بل درجت الأعراف على تكريسه حين لا يكون للرئيس كتلة نيابية تحظى بمقاعد وزارية. فيما هناك من يخرج معلناً أن الحصة حق دستوري.

في العام 1998، أدت الاستشارات النيابية إلى تكليف الرئيس رفيق الحريري. في حينها، ابتدعت نظرية دستورية كان عرّابها نائب رئيس مجلس النواب ايلي الفرزلي، بترك النواب خيار تسميتهم لرئيس الجمهورية. وهذا ما اعتبره الحريري بدعة جديدة في تفسير المادة 53 من الدستور، والتي أعطت الحق لرئيس الجمهورية التكلم بإسم عدد من النواب، لتسمية رئيس الحكومة. ما دفع الحريري إلى الاعتراض والاعتذار عن التكليف، حفاظاً على اتفاق الطائف الذي لا يمنح رئيس الجمهورية هذه الصلاحية. اليوم، جرى تجنب هذا الأمر، في استشارات التكليف، ومن لم يرد تسمية الحريري لم يسمّ أحداً. لكن المقصود هنا، هو اعتذار الحريري عن التكليف بسبب مساعي البعض للخروج عن اتفاق الطائف في حينها بهدف تكبيله. الأمر الذي يحصل عكسه مع الحريري الإبن الذي يتعرض لكل محاولات التطويق والتكبيل.

بالعودة إلى مرسوم التجنيس، وبمعزل عن صحته وصلاحية رئيس الجمهورية الدستورية، فإن الملاحظة الأولى تكمن في سبب عدم نشره. وفي معالجة التداعيات. كان يجب الطلب من وزير الداخلية إحالة الملف إلى مديرية الأمن العام للتدقيق به. بينما ما حصل، هو لقاء رئيس الجمهورية بنفسه مع المدير العام للأمن العام، لطلب ذلك. وهذا يمثّل خروجاً عن الطائف. وعودة الرئيس إلى صلاحيات ما قبل الاتفاق، حين كان بإمكانه استدعاء أي مسؤول في الدولة. وفق القانون فإن أي مسؤول يشغل موقعاً في الدولة اللبنانية يجب أن يكون خاضعاً للمساءلة. ولكن، أن يعيّن رئيس الجمهورية بناته وأصهرته في مواقع القرار، فيه نوع من تجنب المحاسبة. وهو أيضاً يمثّل خروجاً عن روحية الدولة، وفي ظل وجود صهرين للرئيس في مجلس النواب وأحدهما من ثوابت الحكومة، يعني أن التركيبة تتحول إلى عائلية بدلاً من سياسية أو وطنية أو حتى حزبية أو طائفية في أسوأ الأحوال. تعيين رئيس الجمهورية مستشاراً للشؤون الدولية، فيه أيضاً عودة إلى ما قبل الطائف، ليحل هذا المستشار مكان وزراء، ويشارك في مؤتمرات، كمبعوث رئاسي، لا تنطبق عليه آليات المحاسبة، ولا يكون ملزماً في حضور أي مساءلة من جانب مجلس النواب. هي مرحلة تآكل اتفاق الطائف. ميزان القوى الذي فرضه انتهى. ألغت الانتخابات النيابية الانقسامات السياسية، على قاعدة دفن حلف 14 آذار. التسوية التي سبقت الانتخابات كانت اعترافاً بالهزيمة. زوال طرف مقابل تسيّد آخر، يعني حكماً الدخول في مرحلة انتهاك الطائف، وصولاً إلى لحظة إنقلابية كبرى على الاتفاق، الذي حصل برعاية عربية، فيما اليوم انتقل لبنان إلى هيمنة إيرانية. فالانتقال الداخلي لمصلحة "الشيعية السياسية" بدلاً من المارونية السياسية في مرحلة ميثاق 1943. المرحلة الجديدة ستكون تحالفاً بين راديكاليتين شيعية ومسيحية، مع طرف ملحق هو القوة السنية المعتدلة. التدرّج بدأ.

 

عن المستوزرين.. ومطالب «أبو حسين»!

نبيل هيثم/جريدة الجمهورية/الخميس 07 حزيران2018

 دخل تكليفُ سعد الحريري تشكيلَ الحكومة أسبوعَه الثالث، ولا ملامح في الأفق السياسي لأعراضِ مخاضٍ جدّي، أو حتى أعراضٍ جانبية تُنبئ بولادةٍ وشيكةٍ للحكومة. الحريري «داعس بنزين»، هو يعرف أنّ مهمّته صعبة بمطبّات، وطلعات، ونزلات، وعقد، وتباينات، وفجَع على الحقائب، ولذلك قرّر أن يأخذ وقته ليبنيَ تصوّراً أوّلياً لحكومته بعدما حسم أنها ثلاثينية. على أمل أن يجنيَ سريعاً ثمارَ عمله. لكنّ العقدة تكمن في تناقضات تتجاذب خط التأليف، وتساهم بتطويل أمده:

- مستوزرون يتوالدون في الموسم الحكومي، فيحجّون الى الصالونات السياسية ببذلات جديدة وربطات عنق معقودة على المسطرة، لعلّهم يصابون بضربة حظٍّ فيقع عليهم الاختيارُ للدخول الى الجنّة الحكومية.

- سماسرة مواعيد، يزدهر موسمُهم في الاستحقاقات، وظيفتُهم تأمين تذاكر دخول مدفوعة سلفاً لمَن يرغب في تقديم الطاعة في صالونات السياسيين.

- مبالغون في تقدير أنفسهم، فيحجزون حصتهم في الحكومة. على اعتبار أنهم الأجدر والأكفأ والأحقّ في التمثيل، فقط لأنهم حصّلوا في الانتخابات نائباً أو نائبين زيادة.

- مُنتَشون بما يعتبرونه انتصاراً انتخابياً، يريدون صرفَه بما يطيب لهم من وزارات يحلّلونها عليهم ويحرّمونها على غيرهم.

- متقاتلون على جبنة الحكومة؛ هذا يأخذ قضمة «سيادية»، وذاك قضمة «خدماتية»، وذلك قضمة «مدهنة»، من دون أن ينسى التصويب على مركز نائب رئيس الحكومة، كأنه حقٌّ حصريُّ له!

- الغائيّون، محكومون بعنجهيّة مفرطة، همّهم تنفيس «الانتصارات» والمعنويات، وتحويل خصومهم مع نوابهم الى مجرّد حالاتٍ رقميّة بلا فعالية، يُمَنُّ عليها بالفتات الوزاري.

- صيادو فرص مزهوّون بانتفاخٍ عددي، رسموا لأنفسهم سقوفاً عالية، فيقفزون منها فوق الدستور والصلاحيات ويطرحون صيغاً حكومية يعتبرونها ملزمة للرئيس المكلف، لهم فيها حصة الأسد من الحقائب، مضافة اليها الحقائب ذات اللون الرئاسي.

- متناقضون سياسياً، ومختلفون على الأساسيات ولا يلتقون حتى على البديهيات، لا يتورّع بعضُهم عن المناداة بعزل أطراف سياسية متناسياً أنّ هذا العزل أشبه ما يكون بعبوة ناسفة لكل التركيبة اللبنانية.

أمام هذا الصورة الهزلية الكاريكاتورية، كيف يمكن لحكومة أن تولد في هذه الأجواء؟

بعض السفراء طرحوا استفساراتٍ من هذا القبيل وتحديداً حول مهمة الحريري. مع التأكيد على أن يلقى الحريري دعمَ كل الأطراف وتسهيلاً لمهمته. ومن هؤلاء مَن وجّه نصيحة للحريري بألّا يعتمد السرعة التي تؤدّي الى عثرات وسقطات، بل اعتماد التروّي والتأليف الهادئ ولو تطلّب ذلك بعض الوقت».

صورة البازار الحكومي لا تبشّر بحكومة سريعة، وبحسب سياسي معروف بظرفه وبحسّه الفكاهي: الحريري ما يزال في فترة السماح، لكنّ الأيام القليلة المقبلة حاسمة على صعيد بتّ بعض الأمور، بين الحريري وحلفائه الجدد والقدامى.

يؤكد السياسي المذكور كلهم مضطرون للتعجيل بالحكومة مع أنها «لن تشيل الزير من البير». المطالب التعجيزية والسقوف العالية مجرّد كلام. فتشكيلُ الحكومة اليوم، يختلف عن تشكيل حكومات ما بعد 2005. يستطيع أيٌّ كان قول ما يريد وطلب ما يريد، ولكنه لن يحصل على ما يريد. بل في أحسن الأحوال على جزءٍ يسيرٍ جداً ممّا يريد، وسيقبل بما يُعطى له وسيتراجع عن كل ما طالب به، فحال هؤلاء كحال «صاحبنا أبو حسين»؟!

ويكمل: «أبو حسين «زاعل» أم حسين في أحد الأيام، بعدما طلب منها أمراً تبيّن أنه اقوى منها ولا تستطيع أن تلبّيه. ومع ذلك اصرّ عليه أبو حسين.

مرّ اليوم الأول، والثاني، والثالث ولم يتكلّما مع بعضهما البعض. وفي اليوم الرابع حنّ أبو حسين لأم حسين، فاقترب منها وحاول مراضاتها بطريقة لا تُظهره مكسوراً وقال: «أنا أتقدّم منكِ «فشخة» وأنت تتقدّمين مني «فشخة» ونتصالح. لكنّ أم حسين لم تعبّره بكلمة وظلّت صلبة ونفخت «مناخيرها» طلوع».

وفي اليوم التالي عاود أبو حسين الكرّة، وحاول من جديد مراضاة أم حسين وقال لها: طيب أنا أتقدّم «فشختين» وأنتِ تتقدّمين «فشخة» واحدة ونتصالح. فلم تتأثر أم حسين وفشّلته وظلّت مثل الحجر.

فكّر أبو حسين قليلاً وعرف ما هو مطلوب منه ليفعله، إذ عاد الى أم حسين وقال لها : إبقي مكانك ولا تتقدّمي أيَّ فشخة.. الله يلعن الشيطان.. أنا الغلطان». هنا رضيت أمُّ حسين وتصالحا.

 

باسيل يٌحذِّر المفوّضية من «إجراءاتِ ردعٍ لبنانيّة»

مرلين وهبة/جريدة الجمهورية/الخميس 07 حزيران2018

 يدرس وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل بجدّيةٍ اتّخاذَ إجراءاتٍ ردعيّة بحقّ المفوّضية أو أيٍّ من المنظمات غير الحكومية التي تطبّق سياساتٍ واستراتيجيّاتٍ تتعارض مع السياسة العامة للدولة اللبنانية أو الحكومة اللبنانية التي تقوم على تشجيع عودة النازحين السوريين الى المناطق الآمنة عودةً طوعيّةً آمنة وكريمة تتوفّر فيها كافة شروط العودة، وذلك أثر الإجراءات التي اتّخذتها المفوّضيةُ العليا لشؤون اللاجئين لجهة إثارة الرَيبة في صفوف النازحين السوريين الراغبين بالعودة الطوعيّة الى سوريا.

وفي المعلومات أنّ تلك الاجراءات «الجدية» سيعلِن عنها الوزير باسيل تباعاً وهي عملياً تُظهر نيّة الدولة اللبنانية البدءَ بمسار التصعيد العمَلي بحقّ المفوّضية وغيرها من الجمعيات التي لم تستجب الى التحذيرات الجدّية السابقة للموقف اللبناني الرسمي فقررت الخارجية عدم الاكتفاء بإطلاق البيانات المعترِضة بل الأنتقال الى الحسم . هذا في لبنان، أمّا على الصعيد السوري فقد تفاعل التجاوبُ الشعبي مع «مشروع ردّ المساكن والممتلكات العقارية « الذي أطلقه «تجمّعُ المحامين السوريين الأحرار»، للحفاظ على حقوق السوريين من أملاكٍ وعقاراتٍ وأموالٍ واسترجاعها أو تعويض أصحابها فورَ انتهاء الحرب في سوريا، بعد أن أنشأ موقعاً أو «منصّة إلكترونية» تلقّت حتى اليوم أكثر من مليون ونصف صورة موثّقة لعقاراتٍ ومعلوماتٍ وبيانات تمّ حفظُها بشكلٍ رقمي بهدف حمايتها من العبث والتلف والضياع، كما تلقّى الموقع بياناتٍ ووثائق ورقيّة تمّ حفظُها ورقيّاً والكترونيّاً عبر الموقع أو المنصّة الإكترونية التي أطلقها التجمّع لتوثيق الأملاك العقارية بعد تجهيز ملفّاتٍ حقوقيّة حول عقارات السوريين التي تمّت مصادرتُها، أو الاستيلاء عليها من أيِّ جهةٍ كانت، أو طالها التدميرُ بشكلٍ كلّي أو جزئي، حتى تكون جاهزةً لتقديمها للجهة المناط بها الفصل في عودة الملكيّات الى أصحابها، خصوصاً مع وجودِ تجاوزاتٍ وعملياتٍ بيع وشراء غير قانونية تتمّ تحت نظر النظام الحالي و قراراتٍ بمصادرة أملاك خاصة لمعارضين، وصدورِ قوانين مبهَمة مثل القانون 10. كما تتيح منصّةُ المشروع الإلكترونية فرصة الدخول اليها ليس فقط لنازحي الداخل، بل ايضاً لنازحي الخارج لتثبيت وتوثيق ممتلكاتهم داخل سوريا من خلال إرسال صورة عن الوثائق المؤيّدة لادّعائهم لحفظها كمستندٍ ورقيٍّ وملفٍّ رقميّ ضمن بنك المعلومات الخاص بالمنصّة الإلكترونية.

وتجدر الإشارة الى أنّ «تجمّعَ المحامين السوريين الأحرار» هو منظمة قانونية مرخّصة لدى السلطات التركية تخضع في عملها بالكامل للقانون التركي، ومهمّة هذا التجمّع تنحصر في تشخيص حالة قانونية، دون أن يكون له الحقّ ولا الإمكانية للتصرّف بأيِّ عقارٍ بأيِّ وجهٍ من الوجوه، حيث لن تُطلب من المتضرّرين أيُّ وكالة قانونية، ويقتصر الأمر على طلب صورة للوثائق المراد توثيقُها في المنصّة»، على أن تُوثق تلك الحالات على ملفّات ورَقيّة ورقميّة ووضع التوصيف القانوني المناسب لها،ليتمّ الضغطُ بعدها عبر علاقات تجمّع المحامين مع المنظمات الحقوقية الدولية، وعبر مؤسسات الأمم المتحدة.

بحماية الأمم المتحدة

ويستند المشروع الى وثيقة دولية صادرة عن الأمم المتحدة صاغها وقدّمها المقرِّر الدولي باولو سيرجيو بينهيرو، وهي تهدف لحماية حقوق الملكية العقارية للاجئين والنازحين والمهجّرين قسرياً، و»تنظّم آليات استرداد تلك الملكيّات العقارية، والأطر التي يجب اعتمادُها وتكريسُها لتحقيق هذا الغرض».

كيفية الدخول الى الموقع والتسجيل

تعتمد آليةُ تدوين الوثائق من خلال دخول الشخص إلى الموقع وتسجيل تفاصيل عقاره عبر تبويبات واضحة، ولا توجد خياراتٌ ملزِمة داخلها ويستطيع أيُّ شخص توثيق عقاره بالمعلومات المتوفّرة حتى ولو كانت ناقصة، فضلاً عن إمكانية العودة مرة أخرى وإضافة تعديلات. أما المعلومات التي يقدّمها المواطن فستبقى سرّيةً جداً ولا يطّلع عليها إلّا إدارة التجمّع، وهي محميّة بدرجة عالية بحيث لا يمكن اختراقُها، أو تهكير الموقع، وسيتمّ طباعةُ المعلومات وتجهيزُها بملفّات ورَقية لضمان عدم ضياعها وبإمكان أيِّ سوريٍّ (فقد عقاراً أو تمّ تدميرُه أو استولت عليه أيُّ جهة ما) بعد تسجيل عضويّته، وملء المعلومات المطلوبة أن يحصل بعدها على رقم خاص بملفّه يراجِع من خلاله مستقبلاً ويتابع ملفّه. تكمن أهمّية المشروع من حيث تشكيل «داتا» معلومات تبقى الإثباتَ الأهم لتكون جاهزةً ما بعد الحرب، لتقديمها إلى الجهات المسؤولة التي تطلبها، من أجل الفصل وردّ الممتلكات إلى أصحابها.

وبحسب ما أطلعنا القائمون على هذا المشروع فإنّ المنصّة الإلكترونية الخاصة بالمشروع هي فرصةٌ يستطيع من خلالها السوريون توثيقَ أملاكهم وتثبيتَ عقاراتهم التي سيطرت عليها قواتُ النظام أو أيُّ ميليشيات أجنبية أو جهة ما خصوصاً بعد نزوح السوريين بأعدادٍ كبيرةٍ من بلداتهم ولجوئهم إلى دول أخرى.

 

معركة التأليف تُشعل النزاع داخل الطائفة الواحدة

راكيل عتيِّق/جريدة الجمهورية/الخميس 07 حزيران 2018

 اليوم موسم القطاف من عنقود العنب المُشترَك. و»الأقوى» يأكل أكثر. فبعد إنجاز الانتخابات النيابية تحوّل خطّ المعركة، وتغيّرت أنواعُ سلاح الأطراف السياسية ووجهتُها. ففي حين يُعتمد الخطابُ الطائفي كسلاحٍ فعّال في المعارك الانتخابية النيابية لشدّ العصب، تُعتمد أسلحةٌ من نوعٍ آخر خلال تأليف الحكومة إذ إنّ المعركة في ظلّ غياب «أحزاب عابرة للطوائف» وفي ظلّ تقسيم المقاعد الوزارية حسب الطوائف، تشتعل بين قوى الطائفة الواحدة، خصوصاً على المقاعد السيادية الأربعة (الداخلية والدفاع والخارجية والمال)، إضافةً إلى الوزارات الخدماتية «المِدهنة».

وفق الدستور اللبناني، تتألّف الحكومة مناصفةً بين المسلمين والمسيحيين، وبما أنّ حزبَي «التيار الوطني الحر» و«القوات اللبنانية» الأكثر تمثيلاً مسيحياً- نيابياً، فيتمثلان بالنسبة الأكبر من الوزراء المسيحيين، وبما أنّ الحزبَين غيرُ عابرين للطوائف بشكلٍ حقيقي، فنزاعهُما مُقتصر على المقاعد الوزارية المسيحية، وعلى الحقيبتين السياديتين الخاصّتين بالمسيحيين.

البعض يقول إنّ تمثيلَ كلّ طرف وفق حجمه نابعٌ من مبدأ الديموقراطية واختيار الناخبين لممثليهم، ولا يجوز كسرُ هذه الإرادة، لأنّ الحُكمَ أساساً للشعب. البعض الآخر، يؤكّد على صحّة هذه النظرية، إنما يرى أنّ في ظلّ الوضع الخطير الذي نعيشه، وخطورة سقوط لبنان مؤسساتٍ وشعباً، مبدأ الوحدة والالتفاف لـ«تقوية» الدولة يغلب. الأمرُ نفسُه ينسحب على كلّ من الطوائف الأخرى، السنّية، الشيعية والدرزية، إنما تختلف درجة النزاع بين القوى السياسية من هذه الطوائف عن نزاع «القوات»-«التيار».

الثنائي الشيعي

ممثلو الطائفة الشيعية يشذّون عن قاعدة التناتش والنزاع داخل الطائفة الواحدة، فعلى رغم بروز أصوات معارِضة، إلّا أنّ تمثيل الطائفة الشيعية وبإرادة ناخبيها، ما زال محصوراً بالثنائي الشيعي «حزب الله» وحركة «أمل»، الذي لم تزعزعه أيُّ مطالب أو تعكّر صفاءَه أيُّ نزاعات سُلطوية.

وبعد إصرار رئيس مجلس النواب نبيه بري على الاحتفاظ بوزارة المال السيادية أكّد الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله أخيراً «أننا لم نطلب وزارة سيادية». وجزم أنّ «الوزارة السيادية التي ستُعطى أو يُتّفق عليها للطائفة الشيعية محسومة ومتّفقون نحن ودولة الرئيس نبيه بري أنها من حصة حركة أمل».

كذلك، في موضوع الحقائب، أكد نصر الله أنه «عندما تُحسم الحقائب سنتفاهم «حزب الله» وحركة «أمل» على توزيع هذه الحقائب في ما بيننا، ولن تكون هناك أيُّ مشكلة على هذا الصعيد». وتقول مصادر نيابية لـ«الجمهورية» إنّ «التفاهمَ قائمٌ على نوع من التوازن في التمثيل بين الثنائي الشيعي المُمثل للطائفة الشيعية». وتشير إلى أنّ «هناك صراحةً وثقةً بين الطرفين، إضافةً إلى تقديرٍ للظروف الراهنة». وعن عدم مطالبة «حزب الله» بوزارة الداخلية، تجيب المصادر: «هل من المنطق والعقلانية إثارة مشكلة جديدة في حين أنّ لبنان على شفير الهاوية؟ الناس مأزومة اقتصادياً ولا حكومة الآن ليتعاملَ معها المجتمعُ الدولي». وتقول إنّ «الضرورات تبيح المحظورات».

«التيار» و«القوات»

أما على صعيد «الثنائي» المسيحي فالنزاعاتُ والمطالبُ الوزارية لا تُعدّ ولا تُحصى، وفيما يسعى «التيار» إلى الحصول على الحقيبتين السياديّتين «حق» المسيحيين، واحدة لـ«التيار» وأخرى لتكون من حصة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، تعتبر «القوات» أنّ حصتها كما حصة «التيار الوطني الحر» وهي من حصة الرئيس، وأنّ نتائجَ الانتخابات يجب أن تنعكسَ وزارياً وأن يتمّ اقتسامُ حصة المسيحيين «خمسين بخمسين»، (Fifty Fifty)، بين «التيار» و»القوات» على صعيد الحقيبة السيادية وكل الوزارات. وتقول مصادر «القوات» لـ»الجمهورية»، إنها تترك الأمور للمشاورات السياسية، «فإذا كانت النّيات إيجابية سنصل إلى الحدّ المرتجى لتشكيل الحكومة، و«القوات» لا تُشكّل عقدةً بل هي من أكثر الأطراف المُسهّلة وهي جزء أساسي ضمن التسوية وتدعم العهد، وستواصل هذه المسيرة انطلاقاً من حجمها الجديد الذي أفرزته الانتخاباتُ النيابية الأخيرة».

أمّا عن حصة رئيس الجمهورية الحكومية، فتقول المصادر إنّ «القوات» لم تعارض يوماً حصولَ رئيس الجمهورية على حصة وزارية بل كانت دائماً مع أن تكون للرئيس حصة»، وتوضح أنّ «المشكلة تكمن في أنه تحت عنوان حصة رئيس الجمهورية يريدون تحجيمَ حصة «القوات» في الحكومة، ونترك الأمورَ للنقاش ونحن منفتحون على كل الخيارات انطلاقاً من ثوابت أساسية تحفظ تمثيلنا الفعلي وإعطاء الناس حقها». وتؤكّد المصادر أنّ «القوات» لا تدخل في توصيفاتٍ وأعداد»، مشيرةً إلى أنّ «تصوّر «القوات» لتمثيلها وضعته بين يدي الرئيس المُكلّف ورئيس الجمهورية».

وتشير المصادر القواتية إلى أنّ «رئيس الجمهورية العماد ميشال عون تمنّى على رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع الاستغناء عن المطالبة بحقيبة سيادية مقابل حصول «القوات» على نيابة رئاسة الحكومة في حكومة تصريف الأعمال الحالية. وتجاوب جعجع مع طلبه».

وتشدّد المصادر على أنّ «القوات» ليست منغلقة بل منفتحة على منطقٍ سياسيٍّ قائم ومُسهّلة للتأليف لا مُعرقلة». وتؤكّد أنّ «القوات» لا ترى أنه يجب حصر التمثيل المسيحي في الحكومة فيها وفي «التيار»، بل أن تتمثّل أيضاً في الحكومة قوى سياسية أخرى مثل «الكتائب» و«المردة»، إلّا أنها تعتبر أنه «من الطبيعي أن يكون الممثلان الأكبر في المجلس النيابي ممثلين أكثر من بقية القوى في الحكومة».

بين جنبلاط وأرسلان

أمّا على الصعيد الدرزي، فانعكست حدّة المواقف بين القيادات الدرزية بعد الانتخابات النيابية الأخيرة على القواعد وأدّت إلى توترات وصدامات وسقوط قتيلٍ وجرحى. ويعتبر رئيس «التقدمي الاشتراكي» النائب السابق وليد جنبلاط أنه يجب اعتماد نتائج الانتخابات وأن ينحصر التمثيل الدرزي الحكومي بفريقه فقط، فيما قد يسمح دعم «التيار الوطني الحر» للنائب طلال أرسلان بأن يغنم الأخير بمقعدٍ وزاريٍّ واحد من الحصة الدرزية أو قد يُعطى مقعدٌ من حصة رئيس الجمهورية فيحصل حينها جنبلاط على مقعدَين درزيَّين وآخر مسيحي تعويضاً عن المقعد الدرزي الذي جُيِّر إلى أرسلان.

الحريري لحُكمٍ قويّ

على صعيد الطائفة السنّية، وبمعزل عن نتائج الانتخابات وعن تراجع حجم كتلة الرئيس المُكلف سعد الحريري من 36 نائباً في برلمان عام 2009 إلى 20 نائباً في البرلمان الجديد، احتفظ تيار «المستقبل» بموقعه كأكبر كتلة ممثلة للطائفة السنّية. ويظهر أنّ هناك التفافاً سنّياً ووطنيّاً حول الحريري تجلّى في الاستشارات النيابية بتكليفه رئيساً للحكومة. لكنّ هذا التكليف لن يحول دون مطالبة المعارضة السنّية للحريري بمقعدٍ وزاري، وقد يؤدّي ذلك إلى نزاع على «تناتش» مقعد، حتى وإن لم يكن بقوة وشراسة النزاع الحاصل بين «التيار الوطني الحرّ» و«القوات»، فمطالبة الأطراف السنّية خارج «المستقبل» بمقعد وزاري أو أكثر لن يطاول السقف الأعلى، أي الوزارة السيادية، المُرجّح أن تكون هذه المرة أيضاً وزارة الداخلية. ويبدو وفق مصادر «المستقبل» أنّ الحريري وعلى رغم انفتاحه على كلّ الخيارات والطروحات، وذلك للإسراع بعملية تأليف الحكومة، سيسعى للتمسّك بالمقاعد الوزارية السنّية كافةً وإبقائها في حضن «المستقبل»، وذلك ليعزّز حضورَ فريق يعمل ضمن رؤيته ويتمكّن من الحُكم مدعوماً بـ«قوة» وزارية على طاولة مجلس الوزراء، خصوصاً إن لم يحصل على حصة خاصة به كرئيسٍ للحكومة سعياً منه أيضاً لعدم وضع العراقيل أمام تشكيل الحكومة.

 

تعليق على مراجعة د. أمين الياس لكتاب شارل حلو واتّفاق القاهرة: حقائق وأسرار

رشيد الزعتري/مون ليبان/06 حزيران/18

قرأتُ ما جاء في خلاصة د. أمين الياس حول هذا المولَّف. لا شك أن الكتاب مهمّ وسأقراه لاحقًا، وأرجّح أن تكون الندوة التي تقيمها دار سائر المشرق يوم الأربعاء المقبل مهمّة أيضًا، ولكن، بحسب ما ورد في هذه المراجعة، وإذا كانت هذه هي الخلاصة، فأظنّ أن الكتاب لم يكشف لغز طلاسم اتّفاق القاهرة. وهذا لا ينتقص من أهمّيّة الكتاب، وبرأيي أن ما جاء في الوثائق التي استند عليها المؤلّف هو صحيح، ولكن هذا شيء وفك لغز الاتفاق شيء آخر.

أما مدخل فك اللغز فليس أقل من قراءة لطبيعة البلد البنيوية، فقراءة الأحداث والتطورات والوثائق لا يكفي لوعي وفهم ما حصل ولماذا حصل .

وفي الكرّاس الذي نشرناه في "التجمّع الديمقراطي العلماني" طرحنا الخلفية البنيوية التي تمكّن من فهم ووعي المسارات التي دخلها البلد منذ زوال الإمارة وحتى الآن. وحدّدنا تلك الخلفية بالآتي:

1- الانقسام اللبناني على الهوية.

2- الانقسامات الطائفية .

وانتهينا إلى حقيقة أن التكوين الوطني المعيق للشعب اللبناني، وفقًا لهذه الخلفية في وعي البنية (الأصح البنى)، تستوجب صياغة قراءة تقارب حقيقة ما كان يدور من أحداث وصراعات وتلاقي في ما بين مكونات البلد المتعدد الهويات في وعي أهله وسكانه.

وسجّلنا في الكرّاس أن الجماعات الرئيسية التي عاشت في لبنان على امتداد آلاف السنين، لم تنجز ما يجعلها شعبًا واحدًا.

سجّلنا حقيقة هذه المراوحة المديدة في مسار التطور الاجتماعي للجماعات التي عاشت في لبنان عند درجة تكوينية بدائية، حيث حافظت كلّ جماعة على نسبة كبيرة من الانفصال الاجتماعي عن سائر الجماعات الأخرى، ما حال دون دخول البلد في مسارٍ آخر يحقّق قدرًا من الاندماج الاجتماعي والوطني بين هذه الجماعات يؤدّي إلى تكوّن مواطن يتجاوز انتماء الفرد إلى جماعة وتكوين شعب لبناني موحّد يتجاوز الانقسام اللبناني وفي انتماءاتهم.

إتفاق القاهرة نتاج الانقسام اللبناني هو تسوية أجّلت الحرب الأهلية إلى عام 1975، واعتكاف رشيد كرامي امتصّ حالة الانفجار الأهلي المسلّح عام 1969، وحقيقة أن نصف البلد كان مع العمل الفدائي ومع العمليات ضد إسرائيل من الحدود اللبنانية إلخ...

لقد تمظهر الانقسام اللبناني بأحداثٍ ومواقف متضادة.

القراءة لاتفاق القاهرة مدخلها هذا الانقسام تُقرأ على ضوءه. أما الرفض أو القبول للمقاومة والقتال الذي حصل وانقسام الحكم... هو تعبير عن الانقسام وهو بالتالي نتيجة والاتفاق هو تسوية بين مكونات متصارعة ومتضادة وكان لا بد منها في حينه. أما قول الرئيس إن كلّ تسامح مع الفدائيين يؤدّي إلى كارثة قد يكون صحيحًا، ولكن وأنا عشت ذلك الحدث لحظة لحظة أقول إن كلّ عدم تسامح ومواجهة مع الفدائيين يؤدّي إلى كارثة، إلى انفجار، إلى قتالٍ أهلي

اتفاق مع الموت، قالها الرئيس وعدم الاتفاق هو الذهاب إلى الموت في حينه .

يبقى أن قراءة الكتاب أمر مهمّ وكذلك الندوة. غير أنني أظن أنها غير كافية وأن الأمر يحتاج إلى حلقة بحث ودراسة ونقاش.

إنه قراءة في مقدّمات الحرب الأهلية 1975 والمتجذرة عناصرها في البنى اللبنانية أي في الانقسام اللبناني التاريخي والمحطّة التي يمكن البدء منها هي هزيمة العرب في عام 1967. فالحرب الأهلية في لبنان كانت إحدى تداعياتها (هذا في القراءة التاريخية للحرب الأهلية)

كما لها تداعيات في الكثير من الدول العربية.

لقراءة مراجعة الدكتور أمين الياس لكتاب الأستاذ جو خوري حلو "شارل حلو واتفاق القاهرة: حقائق وأسرار"، إضغط على الرابط:

http://www.monliban.org/monliban/ui/topic.php?id=3883

 

بالوثائق - "المرسوم الشبح" تابع...فخامة الرئيس إليكم بعض المعلومات

يوسف يزبك/موقع الكتائب/06 حزيران 2018

قبل عشرات السنين كان يعيش في بلدة عكار العتيقة رجل سوري يدعى إبراهيم القادري، تزوّج من لبنانية تدعى أمون إسبر (أرملة نجيب سلمان، رقم سجلها 131 عكار العتيقة) التي لم ترزق لا منه ولا من زوجها الأول بأولاد. وقبل خمسين عاماً وتحديداً في العام 1968 تزوّج إبراهيم القادري من لبنانية ثانية تدعى فاطمة المحمد (سجل 154 عكار العتيقة) ورزق منها بثمانية أولاد هم مريم ومصطفى وفاطمة وخديجة وأحمد وختام ومحمد وآمنة . إبراهيم، الذي يروى عنه أنه كان يدّعي انه رجل دين، سجّل قسما من أولاده في مديرية الشؤون المدنيّة التابعة لوزارة الداخلية السورية شأنهم شأن كل طفل سوري يولد من أب سوري، وقرّر تسجيل كلّ  من أحمد وختام ومحمد وآمنة ومصطفى (سجله أيضاً في سوريا) كأولاد غير شرعيين على إسم زوجته الأولى أمون إسبر.. وفي عملية تدقيق صغيرة يظهر أن المرحومة أمون إسبر هي من مواليد العام 1906 في حين أن أصغر أبنائها المزعومين هو من مواليد 1982 أي عندما كانت في السادسة والسبعين من عمرها. هنا تنتهي رواية "الشيخ إبراهيم" وزوجتيه الراحلتين أمون وفاطمة، لتبدأ رواية أخرى.. رواية أبنائه غير الشرعيين.. أبناء وردت أسماؤهم في إحدى اللوائح المسربة لمرسوم التجنيس "الشبح" .. والقيد مكتوم..

إنتهت رواية "الشيخ إبراهيم" لتبدأ رواية أخرى..رواية تكشف حجم التزوير الذي يلف هذا الملف منذ عشرات السنين.. ففي قوائم الناخبين الذي زوّد إبن عكار العتيقة مشهور علي غصن kataeb.org  بها، ترد أسماء كلّ من أحمد وآمنة ومصطفى ومحمد من دون ذكر العائلة ومع ذكر الأب إبراهيم وعلى رقم سجل "والدتهم" المزعومة أمون إسبر(131). إشارة إلى أن السيد غصن، ومنعاً للإضرار بقيود بلدته عكار العتيقة، سبق أن تقدّم بواسطة وكيله المحامي أحمد الرجب بشكوى مع إتخاذ صفة الإدعاء الشخصي أمام النائب العام الإستئنافي في الشمال (18 آذار 2014) ضدّ كلّ من مصطفى وأحمد ومحمد وختام وآمنة إبراهيم المعروفين بالقادري بتهمة التزوير بما أنهم يعرفون أن والدتهم هي فاطمة المحمد وليست أمونة إسبر.. وحتى اليوم لم يصل إلى نتيجة. هذا فصل من فصول "المرسوم الشبح" ننشره بناء على طلب فخامة رئيس الجمهورية الذي غرّد قبل أيام كاتباً "يُطلب من كلّ من يملك معلومات عن غير مستحقي الجنسيّة تقديم معلوماته للأمن العام للإستثبات"..ونزولاً عند طلب فخامته، نضع هذه "القضية-الفضيحة" بين يدي الامن العام ورئيس الحكومة مرفقين إياها بالوثائق الرسمية كي لا يقول أحدهم إن الإعلام "بيعمل من الحبّة قبة"..ونسأل: كم من رواية شبيهة لرواية "الشيخ إبراهيم" يتضمّن هذا "المرسوم الشبح"؟

 

لأن الجيش لم ينزع سلاح حزب الله: رد أميركي

سامي خليفة/المدن/06 حزيران 2018

بعد الانتخابات النيابية اللبنانية، أبدى وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، في مؤتمر سنوي في هرتزيليا، قلقه من سيطرة حزب الله على الدولة اللبنانية المتمثلة بالحكومة والجيش. ويبدو اليوم، كما تنقل وكالة بلومبرغ الإخبارية الأميركية، أن الولايات المتحدة بدأت تأخذ كلام ليبرمان في الاعتبار.

عادةً ما تكون المساعدات العسكرية الأميركية مربحة للجانبين، إذ تتلقى الدولة التدريب والأسلحة، وفي المقابل تحصل الولايات المتحدة على النفوذ في جيش أجنبي. وهذا ما جرى من خلال الدعم العسكري الأميركي السنوي لمصر بعد معاهدة السلام المصرية مع إسرائيل في العام 1978، التي كانت بمثابة انقلاب استراتيجي لأميركا التي حلت محل الاتحاد السوفياتي باعتبارها راعياً لجيش مصر القوي. في الحالة اللبنانية، وبعدما تجاوزت قيمة المساعدات العسكرية الأميركية للجيش اللبناني 1.7 مليار دولار، يبدو اليوم أن كثيرين في الكونغرس، كما تنقل الوكالة، يؤيدون وجهة نظر ليبرمان. وهم مستعدون لشطب العلاقة الأميركية مع الجيش اللبناني، خصوصاً أن ترسانة حزب الله في جنوب لبنان قد نمت بينما الولايات المتحدة دعمت الجيش اللبناني خلال ثلاث إدارات.

كان الهدف الأصلي لمساعدات أميركا للجيش اللبناني، خلال إدارة جورج دبليو بوش، هو مساعدة الجيش اللبناني على نزع سلاح الميليشيات اللبنانية. لكن في السنوات الماضية، لم يحقق الجيش اللبناني أي تقدم في نزع سلاح حزب الله. ما دفع، وفق الوكالة، السيناتور الجمهوري والمشرع القانوني تيد كروز ليرفق تعديلاً على مشروع قانون تفويض مجلس الشيوخ يطلب من وزارتي الدفاع الأميركية والخارجية تقييم مدى استيفاء الجيش اللبناني شروط الدعم الأميركي. وهو يريد في البداية إنهاء التمويل الأميركي بالكامل، وفقاً لمسؤولين في مجلس الشيوخ والبنتاغون.

وتنقل الوكالة عن طوني بدران الزميل الباحث في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، قوله إن تعديل كروز مهم لأنه "بشكل لا يصدق، حتى هذه اللحظة، كانت المساعدات تُرسل إلى لبنان بلا محاسبة. أما الآن، كما هي الحال عادةً، تسأل الولايات المتحدة عن الذي ترسله لتقييم الاهتمام الأميركي في لبنان". أضاف: "الارتباك بشأن أهداف الدعم الأميركي للجيش اللبناني هو في الأساس خطأ إدارة باراك أوباما. عندما سمحت إدارة جورج دبليو بوش بأول مساعدة عسكرية كبيرة إلى الجيش اللبناني، بعد ثورة 2005 التي طردت الجيش السوري من لبنان، كان الهدف هو إنشاء مؤسسة أقوى من الميليشيات التي شاركت في الحرب الأهلية في البلاد بين عامي 1975 و1990. وبشكل خاص بعد حرب إسرائيل مع لبنان في العام 2006، كان هدف المساعدة الأميركية إلى الجيش اللبناني هو ترويض حزب الله". مع وصول تقرير كروز، من المرجح أن يقرر الكونغرس وفق الوكالة تخفيض المساعدات العسكرية الأميركية إلى الجيش اللبناني بشكل كبير في العام 2019. والسؤال المطروح الآن هو إذا ما كان هذا النوع من الضغط سيعمل على إبقاء الجيش اللبناني مستقلاً عن حزب الله، على الأقل، في جنوب لبنان. وفي هذا الخصوص، تقول دانييل بليتكا، من معهد أميريكان انتربرايز، للوكالة إن "المشكلة بالنسبة إلينا هي أننا نعامل الدولة اللبنانية كأنها تقدم لنا معروفاً. لكن، يجب أن نعلم الدولة اللبنانية أنه إذا كانت الولايات المتحدة لا تستطيع اثبات عدم تعاونها مع منظمة إرهابية مسؤولة عن مقتل أميركيين، فإننا سنقطع الدعم عنها". وتخلص الوكالة إلى القول إنه طوال نحو عقد من الزمن تجنبت القوات العسكرية الأميركية والجيش اللبناني الدخول في هذا النوع من الجدل. لكن بفضل السيناتور كروز، سيتحتم عليهما الآن دخوله.

 

معنى لبنان… في شهر

باسكال فرنجية/موقع مدى الصوت/06 حزيران/18

تتوالى الأحداث متزاحمة في لبنان، تطوى صفحة لتفتح صفحات  في وقت قصير.

شهر مضى على انتخابات نيابية استبيحت فيها كل المحرمات المالية والسلطوية، نُبشت فيها القبور ونشر الجميع "غسيل الحقد والكراهية" فوق سطوح الوطن وعلى الشاشات والمنابر. انتهت الانتخابات، فعلت الأصوات تطالب بحصص وزارية تناسب الأحجام، والكل يريد حصة وازنة في حكومة "وحدة وطنية"، هذا الوصف "الخشبي" والتسمية المنمقة لحفلة المحاصصة والتواطؤ التي تحضر في الأروقة. ومن دون أي مقدمات ينكشف أمر مرسوم التجنيس وتوقيعه من دون التثبت من أسبابه الموجبة، ويُطلب من المواطنين الغرقى في إحباط نتائج الإنتخابات أو السكارى بفوز وحواصل نالتها أحزابهم، أن يأخذوا مكان أجهزة دولتهم للتثبت من أحقية من أعطي الجنسية اللبنانية، من خلال مرسوم "هُرِّب" في ليلة سوداء و قيل إنه مخصص لرجال النظام السوري تحديداً. وفي الخضم، تتسبب المخرجة نادين لبكي وجائزة "كان" بأزمة توضح الشرخ الفكري الثقافي القائم في البلاد، و يبرز خطاب التخوين والتحدي عند رموز النظام الأمني اللبناني السوري العائدين "بنبرة قوية" . ويزيد الطين بلة إغلاق صحيفة "الحياة" نشرتها الورقية في بيروت، بعد إقفال"السفير" السنة الماضية، وتعثر"النهار". كل هذا يحدث في شهر بل في أقل من أربعة أسابيع، تبدو كافية لنشعر بالقلق العميق من اقتراب نهاية معنى لبنان وسبب وجوده، لنشهد خسارة هويتنا ورسالة بلدنا. لنشعر بالخطر ليس من هذه الأفعال فحسب، بل من لا مبالاة كثيرين بيننا، من يأسنا، من تهميش دورنا وصورتنا، لكأننا تحت عبء كل ما يجري نترك الساحة لأرباب الصفقات والتقاسم والمحاصصة. كأننا لم نعش يوما حلم 14آذار!

باسكال فرنجية/متخصصة في الصحافة والعلوم المصرفية

 

رسوم التجنيس: انحراف السلطة يحرم اللبنانيات من الجنسية

وليد حسين/المدن/06 حزيران 2018

أثار مرسوم التجنيس جدلاً واسعاً في الساحة اللبنانية، ليس لناحية الأشخاص الذين شملهم القانون وارتباط بعضهم بالنظام السوري فحسب، بل أيضاً لناحية تجاهل آلاف النساء اللبنانيات المتزوجات من أجانب واللواتي بحسب القانون لا يحق لهنّ منح الجنسية لأسرهنّ. فلطالما تجاهلت القوى السياسية الممسكة بزمام السلطة حق النساء هذا مستندين إلى قوانين "بالية" تعود إلى أوائل القرن المنصرم. حتى أن العنصرية فاحت من بعض اقتراحات القوانين التي تقدم بها بعض السياسيين والتي هدفت إلى المساواة في حق منح الجنسية بين الرجل والمرأة، لاسيما أنها استثنت النساء المتزوجات من التابعية السورية والفلسطينية من هذا الحق. في تعليقها على مرسوم التجنيس تعتبر المديرة التنفيذية لمجموعة البحوث والتدريب للعمل التنموي لينا أبو حبيب، التي تعمل في مجال تحقيق المساواة بين النساء والرجال، أن المرسوم يشكّل طعنة للقانون ولدولة المؤسسات. فالمسألة لا تتعلق بالفضائح التي بدأت تتوالى بشأن أسماء المجنسين والتي تفوح منها رائحة الفساد والمحسوبية فحسب، ولا بالاستنسابية في منح الجنسية لأشخاص ربما يستحقونها، بل يفتقد المرسوم إلى الشفافية. فهناك علامات استفهام كثيرة سواء أكان لناحية الكشف عنه بعدما أصبحت الحكومة في فترة تصريف الأعمال، أو لناحية عدم نشره وابقائه سرّياً كي لا يتسنى للبنانيين الاطلاع عليه. فلو أراد "العهد" منح الجنسية لدواعٍ انسانية لكنّا أرشدناه إلى آلاف الحالات من النساء اللبنانيات المستحقات الجنسية، كما تؤكد أبو حبيب. وتضيف أنه لطالما تحجج بعض السياسيين بالتوطين لعدم منح المرأة حق منح الجنسية أسوة بالرجل، لكن المرسوم كشف عن زيف هذا الادّعاء، لاسيما أن هناك فلسطينيين وسوريين بين الاشخاص الذين شملهم مرسوم الجنسية. في معرض انتقاده "الغبار الذي اثارته بعض المنابر السياسية والاعلامية" حول مرسوم التجنيس، يعتبر وزير العدل سليم جريصاتي أن "منح جنسية لبنانية الى مستحقين... يندرج كلياً في دائرة اختصاص رئيس الجمهورية عملاً بالمادة 3 المعدلة من قانون الجنسية اللبنانية الصادر بتاريخ 19 كانون الثاني 1925". إذ نصت المادة 3 من هذا القرار على أنه "يجوز (للأجنبي) أن يتخذ التابعية اللبنانية بموجب قرار من رئيس الدولة بعد التحقيق وبناء على طلب يقدمه الاجنبي الذي يثبت اقامته سحابة خمس سنوات غير منقطعة في لبنان، أو الذي يقترن بلبنانية ويثبت أنه أقام مدة سنة في لبنان اقامة غير منقطعة منذ اقترانه، أو الذي يؤدي للبنان خدمات ذات شأن". علماً أن القرار رقم 122 بتاريخ 19 حزيران 1939 ألغى هذه المادة. فهل يستند الوزير في دفاعه عن المرسوم إلى مادة ملغاة؟ وهل تعطي هذه المادة رئيس البلاد سلطة استنسابية في منح الجنسية؟

في حديثه إلى "المدن"، يعتبر الدكتور في القانون الإداري جورج سعد أن استناد الوزير إلى تلك المادة يظهر أن الوزير ليس مختصاً بالقانون الإداري ولم ينتبه إلى أن تلك المادة ملغاة. لكن، حتى لو كانت مفاعيل تلك المادة ما زالت قائمة وتمنح رئيس الجمهورية سلطة استنسابية في هذا الشأن، فهذا لا يعني أن تلك السلطة الاستنسابية خارج الرقابة القضائية. فالرقابة القضائية على القرارات الصادرة عن الادارة، ضمن السلطة الاستنسابية مهمة جداً. بمعنى أنه يحق للقاضي ابطال القرارات الصادرة ضمن السلطة الاستنسابية التي ينصّ عليها القانون، وذلك لتجنب ما يعرف بانحراف السلطة أو الخطأ الصادر بالتقدير.

السلطة الاستنسابية ليست مطلقة، بمعنى أنه في حال كان هناك شخص ما، أو بعض الأشخاص ممن قدموا خدمة عظيمة للبلد، يمكن للرئيس أن يمنحهم الجنسية. لكن ما أشيع حتى الساعة يشي بأن المرسوم خصص لمنح الجنسية لمئات الاشخاص دفعة واحدة، لاسيما لبعض المقتدرين مادياً ولبعض المقربين من النظام السوري. لذا، وفي حال عدم تدخل الساسية وتُرك القضاء يتصرف وفق القانون يمكن ابطال هذا المرسوم، لكونه ينطوي على انحراف في السلطة، وفق سعد.

 

"مونديال التشكيل" وانعكاس الإنتظار

الهام فريحة/الأنوار/06 حزيران/18

في الأيام الأخيرة من الأسبوع المقبل يحلُّ عيد الفطر المبارك، أعاده الله على الجميع بالخير والسلام. أيام معدودة تفصلنا عن العيد بينها عطلة نهاية هذا الأسبوع. ضيق الوقت هذا، معطوفاً على العراقيل التي ما زالت تواجه تشكيل الحكومة، يجعل عملية التشكيل قبل عيد الفطر أمراً مستبعداً، وأيُّ تطور إيجابي على مستوى انطلاق حكومة العهد الأولى لن ينطلق قبل أواخر هذا الشهر وربما إلى الشهر المقبل. الطلبات كثيرة والمقاعد محدودة، وهذه أول عقدة تواجهها عملية التشكيل، وفي هذا السياق يلمِّح الرئيس المكلف إلى ما يمكن اعتباره تعقيدات فيقول: "لو كنّا سنلبّي رغبات كل حزب في شأن عدد الوزراء الذي يريده، لكنّا سنُشكِّل حكومة من خمسين وزيراً. لكنَّ الحكومة التي سنشكّلها ستكون من ثلاثين وزيراً، وهذا أقصى ما يمكنني أن أعلنه". بهذا المعنى فإنَّ شهية الإستيزار ستبقى مفتوحة حتى ولو أعلن الرئيس المكلف أنَّ هذا أقصى ما يمكنه أن يعلنه، فالأطراف السياسية في حال استنفار قصوى لتحصيل أكبر عدد ممكن من المقاعد الوزارية، خصوصاً أنَّ الجميع يعلم أنَّ الحكومة التي ستولد، من المحتمل أن تبقى في الحكم طوال مدة ولاية رئيس المجلس الحالي، إلا إذا حصل شيء استثنائي يبدّلها. المعنيون بالتشكيل يحاولون التخفيف من وقع العراقيل فيقولون إنَّ ما يُحكى عن عراقيل وتعقيدات، هو أمر عادي في مرحلة تشكيل كل حكومة حتى ولو كانت حكومة مصغرة وتمثل الأكثرية فقط، فكيف هي الحال إذا كان يفترض أن تكون حكومة توافقية وتضمُّ كل الأطراف السياسية من دون استثناء؟ رئيس مجلس النواب نبيه بري، المُقل في الكلام، يُنقَل عنه أنَّ العقدة في التوزير هي مسيحية – مسيحية، وهي معركة أحجام وأوزان قبل أيِّ شيء آخر، والرئيس الحريري غير قادر على حلِّ هذه العقدة حتى الآن، فهو من جهة على علاقة استراتيجية برئيس الجمهورية ولا يريد لعملية تشكيل الحكومة أن تؤثِّر سلباً على هذه العلاقة. وعلاقة الرئيس الحريري بالقوات اللبنانية تحكمها ثوابت وضوابط، لا يريد الرئيس المكلّف أن يغيِّر في هذه الضوابط وهذه الثوابت لاعتبارات داخلية وخارجية تتعلق بالتوازنات. وهكذا، بين العلاقة الإستراتيجية، وعلاقة الضوابط، يحاول الرئيس المكلف أن يمسك العصا من وسطها، فهل ينجح في هذه المهمة؟ إذاً، البلد في النصف الثاني من هذا الشهر، سيكون في مدار عطلة عيد الفطر المبارك، وكذلك سيغرق في الإنهماك بالمونديال الذي سيُفتتح في موسكو، وقد يحضره أكثر من مسؤول وسياسي لبناني. وهكذا فإنَّ الحكومة العتيدة قد تنتظر انتهاء العطلة وربما انتهاء المونديال ليبدأ فعلياً "مونديال التشكيل". لكن هل يُدرِك المسؤولون أية انعكاسات سلبية على الإنتظار؟

 

كتابة ما يستحق القراءة

الهام فريحة/الأنوار/06 حزيران/18

عظمة الكتابة هي في ما قاله "بنيامين فرانكلين" يوماً ومفاده: "إما أن تكتب شيئاً يستحق القراءة أو تفعل شيئاً يستحق الكتابة"، فالكتابة من دون القراءة لا شيء، والفعل من دون الكتابة لا شيء. إما أنني سأجد طريقاً وإما سأصنع طريقاً أمشي فيها. "لا يمكنك أن تهدِّئ العاصفة، فتتوقف عن المحاولة. ما تستطيع فعله هو أن تهدِّئ نفسك. العاصفة سوف تمر". "لا تتوقف أبداً عن القيام بأعمالك الحسنة لمجرد أنَّ شخصاً ما لا يدين لك بالفضل". "دعهم يكرهونك، يتحدثون عنك، ثم أثبت أنهم على خطأ". "أنا أحترم الشخص الذي يحترمني في غيابي". "أحد أفضل الدروس التي يمكن أن تتعلمها في الحياة هي إتقان المحافظة على الهدوء". "السعادة إختيار ليست نتيجة، ليس هناك ما سيجعلك سعيداً إلا إن اخترت بأن تكون سعيداً". "لا تنتظر حتَّى تصل لهدفك لتكون فخوراً بنفسك، كن فخوراً بكل خطوة تتخذها". يقول ستيف جوبز:  "من غير المنطقي أن توظف أذكياء ثم تعلِّمهم كيف يعملون، نحن نوظف الأذكياء لكي يعلمونا ما يجب أن نفعله".. الثقة كالإنسان، سنوات لتكبر وثوانٍ لتموت. يقول نلسون مانديلا: "أنا لا أخسر أبداً، إما أكسب أو أتعلم". أحياناً على المرء أن يتقبل فكرة أنَّ هناك أشياء معينة لا يمكن أبداً أن تعود كسابق عهدها. الحياة تستمر. من الحكمة ألا تُظهر كل ما تملك، ولا تتحدث بكلِّ ما تعرف. "الشمعة لا تخسر شيئاً إذا أضاءت شمعة أخرى". يقول أحد أساطير الرياضة في اليابان: "أخطر شخص هو الذي يستمع ويفكر ويلاحظ".

 

انتخابات البترون 1968 (2): المفاجأة الكتائبية!

نبيل يوسف/موقع مدى الصوت/06 حزيران/18

قرى الوسط فرضت نفسها والنتيجة حملت شمعون على تبني بطرس حرب

https://alsawt.org/%D8%A7%D9%86%D8%AA%D8%AE%D8%A7%D8%A8%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%AA%D8%B1%D9%88%D9%86-1968-2-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%81%D8%A7%D8%AC%D8%A3%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A6%D8%A8%D9%8A/

مساء الأحد 10 آذار 1968 أعلن رسمياً في احتفال أقيم في البترون تحالف جان حرب وسايد عقل، وبعد أسبوع الأحد 17 آذار 1968 أعلن أيضاً رسمياً من البترون تحالف يوسف ضو – الكتائب، وانسحب معظم المرشحين المنفردين، باستثناء أمين فريد الخوري وإميل نجم، وأصبح واضحاً أن المعركة ستنحصر بين اللائحتين. شعرت لائحة يوسف ضو – جورج سعادة بأن أصوات مناصري مانويل يونس في الجرد بعد انسحابه من المعركة، والتي لا يمكن أن تصب لمصلحة لائحة حرب – عقل بسبب التنافس في الجرد، لن تقترع لمصلحتها بالزخم المطلوب خصوصاً بعد البيان الثاني الذي أصدره النائب يونس في 21 آذار ويعلن فيه أنه يلتزم الحياد بين جميع المتنافسين، فتكثفت الإتصالات مع العائلات التنورية المناهضة تاريخياً لآل حرب ، وعقد أكثر من لقاء مع وجهائها في محاولة لإيجاد شبه توازن مع اللائحة المنافسة في أقلام تنورين والجرد. واعتبرت يومها تنورين نقطة الضعف الرئيسية.

هذا التخوف من وضع تنورين الانتخابي، دفع لائحة الكتائب – ضو إلى فتتاح مكتب إنتخابي في دوما خصص لأقلام الجرد، وكان اختيار دوما لقربها من تنورين، ولأن عضوي اللائحة لم يرغبا في دخول تنورين مراعاة للنائب جان حرب والتزاماً للعرف الانتخابي المتبع في منطقة البترون.

وكانت السيدة زكية أرملة الشيخ انطون حرب شقيق النائب جان حرب المتخاصمة مع سلفها منذ الانتخابات البلدية عام 1963 رغبت في اقامة مهرجان انتخابي للائحة ضو – الكتائب في تنورين "نكاية بسلفها" لكن ركني اللائحة رغم إلحاحها إعتذرا عن تلبية الدعوة وفاءً للعرف البتروني القديم.

ما كانت نقاط قوة كل لائحة؟

– دخلت لائحة حرب – عقل المعركة الانتخابية، وهي شبه مطمئنة إلى النتائج ولم يعر ركنا الحملة آذاناً صاغية للأخبار التي تصل إليهما عن حجم قوة جورج سعاده الشعبية، فأركان الحملة الانتخابية لجان حرب المعتادون حصد أكثرية أصوات منطقة البترون منذ دورة العام 1943 دخلوا المعركة على خلفية إنجاح شريكهم. كما أن أركان الحملة الانتخابية لسايد عقل المرتاحون للأصوات التي سيرفدهم بها جان حرب دخلوا المعركة شبه مطمئنين إلى النتيجة، وما كانوا يعيرون أي أهمية لأي شيء، ومن عوامل قوة اللائحة أيضاً أن لديها سيولة مالية غير متوفرة  لدى اللائحة المنافسة.

– في المقابل، دخل يوسف ضو وحزب الكتائب الانتخابات مصممين على الفوز، فالمعركة الانتخابية مفصلية في منطقة البترون خاصة بالنسبة إلى الكتائب. فبعد تجربتين فاشلتين ستكون الثالثة الفاشلة قاتلة، ولا بد من الانتصار، لذلك تركز العمل على تأمين الأصوات صوتاً صوتاً.

مع اقتراب يوم الاقتراع، بدأت المعركة تزداد حماوة، ورافقها حملة شائعات واسعة ولم يقصّر طرف في بث شائعاته. ركّز الكتائبيون حملتهم على مهاجمة النائب جان حرب قائلين إنه أصبح كبيراً في السن وما عاد يلبي طموحات الشباب البتروني المتعلم، ووقوفه طوال 10 سنوات في صفوف المعارضة الشمعونية حرم منطقة البترون خدمات هي في أمس الحاجة إليها. وأما المرشح سايد عقل فهو جديد على الساحة السياسية البترونية ولا خبرة له بعدما كان عمه متسلماً القيادة السياسية لعائلته حتى الأمس القريب.

في المقابل لم يقصّر أنصار لائحة حرب – عقل في نشر شائعاتهم، فادعوا أن حزب الكتائب الموالي للعهد الشهابي تنكّر لتضحيات شهدائه في ثورة العام 1958 وأصبح يسير في ركب الرئيس المصري جمال عبد الناصر، وأن العروبيين والبعثيين سيقترعون لمصلحة لائحة الكتائب – ضو، وأن النائب مانويل يونس البعثي الهوى في رأيهم لم يترشح هذه الدورة التزاماً لقرار صدر عن السفارة المصرية التي أدركت أن معركته خاسرة لا محال ولا بدّ من تجيير أصواته لمرشح آخر يستطيع أن يخرق لائحة حرب – عقل اللبنانية الصافية، وذلك كي يصبح للعروبيين موقع قدم في منطقة البترون. وكانوا يؤكدون أن الرئيس رشيد كرامي أوعز للناخبين المسلمين في منطقة البترون بالاقتراع للائحة ضو – سعادة، مستندين إلى أن الرئيس كرامي يتعاطف مع يوسف ضو الدستوري القديم والفائز في دورتين على لائحة والده الراحل الرئيس عبد الحميد كرامي، كما أن علاقته بالشيخ بيار الجميل الوزير الدائم في حكوماته جيدة، على نقيض علاقته بالرئيس كميل  شمعون التي تشوبها عداوة منذ ثورة العام 1958 وتناقض في الخيارات السياسية، كما يشوب فتور علاقته بالعميد ريمون اده الرافض في شكل واضح خيارات الرئيس كرامي السياسية.

الشائعات والأقاويل هذه وصلت إلى بعض الصحف، ودفعت الرئيس رشيد كرامي إلى إصدار بيان أعلن فيه أنه يقف على مسافة واحدة من جميع المرشحين في دائرة البترون.

في الأثناء كان مرشح الكتائب جورج سعاده وبحكم وظيفته في وزارة التربية، نسج علاقات واسعة مع شخصيات إسلامية في المنطقة، إضافة إلى أن مجموعة مؤثرة من الناخبين المسلمين في منطقة البترون تؤيد أصلاً يوسف ضو.

وقبل أيام من فتح صناديق الاقتراع، كان المشهد الانتخابي على الشكل التالي:

– في البترون، بقيت المواقع العائلية على حالها من دون تغيير.

– في الوسط وضع جورج سعاده قوي جداً.

– في الجرد آل حرب متماسكون، وتضعضع في بقية العائلات.

وبحسب معظم الصحف المحلية الصادرة يومي السبت 23 والأحد 24 آذار 1968 كانت كل التوقعات والتحليلات تؤكد نجاح لائحة حرب – عقل.

فصحيفة "النهار" الصادرة يوم الاقتراع ذكرت أن كل التوقعات تشير إلى نجاح لائحة حرب – عقل. وأضافت في تحقيق أن الأنظار تتجه إلى قرى وسط البترون، ففي هذه القرى نحو 6000 مقترع، توصل المرشح الكتائبي جورج سعاده إلى استقطاب عدد لا يستهان به منهم، ولكن يمكن القول أن مركزه فيها كان يمكن أن يكون أقوى، لولا قوة آل عقل في الوسط وموقف آل نجم الذين يخوض المعركة مرشح منهم هو الأستاذ اميل نجم. أما الجرد فيبلغ عدد ناخبيه 5000 ومعظم هؤلاء يؤيدون لائحة حرب – عقل، وكذلك المنطقة الساحلية التي يراوح عدد ناخبيها بين 4000 و 5000 ويتوقع المراقبون أن تنال لائحة حرب – عقل أكثر من  60 في المئة من أصواتهم.

كما توقعت حدوث مشاكل وحوادث تعكر الأمن، خصوصاً أن الأجواء محمومة بين المناصرين والتنافس على أشده. بينما أشارت توقعات أخرى محايدة إلى أن الرابح لن يفوز إلا بأصوات قليلة.

لم تصدق كل التوقعات، ففتحت صناديق الإقتراع وانقضى النهار من دون أي حادث يذكر سوى حادثين:

الحادث الأول في بلدة كور وسط البترون

في التفاصيل أن العميد ريمون اده ترافقه 5 سيارات كان في جولة على قرى منطقة البترون دعماً لمرشحه سايد عقل، فقرر زيارة آل إرسانيوس في كور المعروفة بولائها الكتائبي، وعند وصول موكبه إلى أول البلدة تلاسن مرافقوه مع مجموعة من شباب كتائب كور وتطور الأمر إلى تضارب ومنع الموكب من دخول البلدة، واعتبر شباب كور أن ما قام به الوفد شكل استفزازاً وتحدياً لمشاعر أبناء البلدة. وفي النهاية دخل العميد اده لزيارة آل ارسانيوس بعدما خرج السيد بطرس ارسانيوس لاستقباله في أول البلدة، لكن العميد إده لم يمكث في كور سوى نصف ساعة غادر بعدها لإكمال جولته.

الحادث الثاني في شارع البترون الرئيسي أمام مكتب لائحة ضو – سعادة

بحسب صحيفة "لسان الحال" الصادرة نهار الاثنين 25 آذار 1968، مرت سيارة تخص المرشح سايد عقل كانت تقل بعض المقترعين نحو الساعة 2.30 من بعد الظهر، وبوصولها إلى أمام مكتب لائحة ضو – سعادة، حيث كان يقف عدد من الشبان، لوّح من في السيارة باشارات نابية بأيديهم للشبان الموجودين أمام المدخل، لكن ركاب السيارة نفوا لاحقاً أن يكونوا قاموا بأي إشارات نابية.

وقد تعرضت السيارة لرشق بالحجارة من الشباب وأصيب زجاجها، وتطور الخلاف بين المناصرين مما أدى إلى إعتقال شابين، أفرج عنهما لاحقاً.

لولا هذين الحادثين لأمكن القول أن انتخابات البترون لم تجر فوق الخريطة اللبنانية.  وطبعاً مع استثناء بعض الاستفزازات والاحتكاكات الصغيرة التي لا يعقل أن تخلو منهما معركة إنتخابية في لبنان، وإلا لخرجت الانتخابات من التقاليد اللبنانية العريقة.

أقفلت الصناديق وبدأ الانتظار، وسرعان ما أعلنت النتيجة وفاجأت الجميع:

فقد خسر جان حرب المعركة للمرة الأولى منذ العام 1953 وفاز الوجهان الجديدان جورج سعاده وسايد عقل.

وبحسب النتائج الرسمية نال المرشحون الأصوات التالية:

جورج سعاده 8073 صوتاً وحلّ في المرتبة الأولى.

سايد عقل 7262 صوتاً وحلّ ثانياً.

جان حرب 7146 صوتاً وحلّ ثالثاً.

يوسف ضو 6911 صوتاً وحلّ رابعاً.

أمين فريد الخوري 1517 صوتاً.

سليم نجم 948 صوتاً.

ظاهرة جورج سعاده أيضاً وأيضاً

بينت نتائج أقلام الاقتراع أن قرى وسط منطقة البترون الصغيرة عددياً والتي يراوح عدد ناخبيها ما بين أقل من 100 صوت و 250 صوتاً صوتت لمصلحة لائحة ضو – سعاده في شكل فاق كل التوقعات، بحيث راوحت نسبة التصويت لها في جميع تلك القرى ما بين 70 الى 85 في المئة من عدد المقترعين. وجددت 3 قرى هي: العلالي التي يتحدر منها الدكتور جورج سعاده ودريا ومار ماما ما قامت به بلدة إده في دورة عام 1960 فاقترعت بنسبة 100%  لمصلحة جورج سعاده ونال حليفه أقل بقليل منه.

ما الأسباب التي أدت الى هذه النتيجة؟

– في تحليل للمعركة أجرته صحيفة "النهار" الثلثاء 26 آذار 1968، تبين أن الـ 116 صوتاً التي نالها سايد عقل زيادة عما ناله حليفه جان حرب أعطته إياها المنطقة الوسطى التي تبنّت منذ اللحظة الأولى ترشيح الدكتور جورج الشاب العصامي، على أمل أن يحقق لبلاد البترون ما عجز عن تحقيقه النواب التقليديون من أبناء العائلات الكبيرة. والمنطقة الوسطى لم تبخل بأصواتها على جان حرب. إلا أن حرب الواقف في صف المعارضة العنيفة منذ العام 1958 لم يتمكن من تحقيق المشاريع التي تفتقر إليها المنطقة، لأن السلطة لم تتجاوب مع مساعيه في هذا السبيل.

يضاف إلى ذلك أن الجرد معقل حرب لم يُقبل على الانتخاب إيماناً منه بأن فوز مرشحه "مضمون"، وحتى تنورين التي أعطته في الانتخابات السابقة 2200 صوتاً لم تعطه في تلك الانتخابات سوى 1400 صوت. كما أعطت المنطقة الوسطى معقل جورج سعادة منافسه سايد عقل أكثر مما أعطت جان حرب ويوسف ضو، باعتبار أن عقل شاب لا يقلّ اندفاعاً عن سعاده. وقد يتوصل كلاهما إلى رفع مستوى بلاد البترون.

– الكاتب حازم صاغية يقول في كتابه "موارنة من لبنان" أن النائب جان حرب الذي مثَّل دائرة البترون في البرلمان بصورة متتالية من عام 1953 رفض عام 1968 أن يصطحب معه كتائبياً لأنه لم يرغب في أن يصل نائب كتائبي من منطقة البترون، وفي اعتقاده أن الكتائب اذا وصلت إلى النيابة في منطقة البترون فستصبح المرجعية الأولى فيها.

– ماكينة آل حرب الانتخابية التي اعتادت الفوز منذ مطلع الخمسينيات تعاملت مع الانتخابات الجديدة كأن فوز نائبها تحصيل حاصل والمهم إنجاح رفيقه في اللائحة، وسُمع النائب جان حرب يطلب خلال جولاته في القرى والبلدات البترونية التصويت لرفيقه الشاب.

– اتهامات وشائعات ترددت فحواها أن أنصار المرشح عقل الذين لم ينسوا خسارة مرشحهم عام 1964 يقدمون على تشطيب النائب حرب بغية إنجاح مرشحهم.

– أفرزت انتخابات عام 1968 ماكينة انتخابية كتائبية جديدة ناشطة أدارها طلاب وأساتذة متخصصون في شكل لم تعهده المنطقة من قبل.

– التصويت غير المسبوق لأبناء القرى والدساكر والبلدات الصغيرة، خصوصاً في وسط البترون لمصلحة الدكتور جورج سعاده متوسمة فيه خيراً جديداً للمنطقة وخاصة للمنطقة الوسطى.

– شهدت تنورين في تلك الانتخابات ظاهرة لم تعرفها من قبل تمثلت باقتراع العشرات من شبانها الشيوعيين بكلمات: طريق – مستشفى – كهرباء، في إشارة منهم إلى الإهمال اللاحق ببلدتهم، معتبرين أن النائب جان حرب ممثلهم لسنوات لم يسع إلى تأمين أي خدمة لبلدته والقرى الجردية المحيطة، فشكل هذا الاقتراع ضربة موجعة للنائب حرب.

هل يتحمل شمعون بعض المسؤولية عما جرى؟

يحمل بعض المتابعين الرئيس شمعون بعض المسؤولية عن سقوط جان حرب، فهو لم يسع في سحب أمين فريد الخوري من شكا، الشمعوني الانتماء والذي نال 1517 صوتاً، كما لم يحاول سحب سليم نجم الذي نال 948 صوتاً وكان قادراً بسهولة على اقناعهما بالانسحاب، لكن الرئيس شمعون كان مقتنعاً بحتمية فوز جان حرب وأكثر من مرة ردد أنه في دورة 1964 ورغم كل ما تعرض له من الشعبة الثانية تمكن جان حرب من الفوز، فكيف لا يفوز في هذه الدورة؟

سقوط جان حرب أحرج الرئيس شمعون، وعام 1972 وبعد وفاة جان حرب واختيار العائلة ابن شقيقه بطرس لإكمال مسيرة عمه أعلن الرئيس شمعون مع أول دفعة مرشحين يدعمهم أن بطرس حرب هو مرشحه الوحيد في منطقة البترون ولا مرشح آخر يدعمه.

هكذا استطاع جورج سعاده أن ينقل المقعد النيابي الى وسط منطقة البترون للمرة الأولى منذ انتخابات العام 1937 حين فاز يواكيم البيطار من كفيفان، ومن يومها أصبح وسط البترون يتقاسم المقاعد النيابية مع ساحل منطقة البترون وجردها.

لم تنته تداعيات الانتخابات، فنهار الجمعة 22 آذار 1968 تقدم جرجي نعوم باسيل بطعن لدى وزير الداخلية في ترشيح الدكتورجورج سعادة، لأنه كما جاء في الاستدعاء تقدم بطلب ترشيحه وهو الموظف في الفئة الثانية بعد المهلة التي حددتها المادة 30 من قانون الانتخاب. ويقول الطاعن أن المرشح الدكتور سعادة استقال في 30 أيلول من العام 1967 وقبض راتبه في الأول من تشرين الأول وفي الثاني منه تقدم بكتاب يؤكد فيه انقطاعه عن العمل. وبذلك لا تكون مهلة الستة أشهر قد انقضت حتى موعد الانتخاب. لكن لم يؤخذ بالطعن.

انتهت الانتخابات النيابية، ورغم ما تردد عن استشراس المكتب الثاني في البقاع والجنوب وإسقاط جوزف سكاف في زحله وكاظم الخليل في صور وبعض مرشحي الرئيس كامل الأسعد في الجنوب، تمكن المعارضون من إيصال مجموعة من النواب الرافضة للنهج الشهابي.

وأسفرت نتائج الانتخابات عن إنقسام حاد في البلاد، فانقسم النواب بين كتلة النهج الشهابي أي المؤيدين للرئيس فؤاد شهاب وضمت 40 نائباً، وكتلة نواب الحلف الثلاثي مع حلفائهم وضمت 35 نائباً، وفي ما بين الكتلتين كتلة نواب الوسط التي ضمت كتل: الرئيس كامل الأسعد والرئيس صائب سلام والوزير(الرئيس لاحقاً) سليمان فرنجية، وتحالفت معهم كتلة نواب زحلة والبقاع الغربي وراشيا التي يترأسها الوزير جوزف سكاف، ومع بعض المستقلين ضمت كتلة الوسط 24 نائباً.

نهار الخميس 9 أيار 1968 كانت أولى جلسات المجلس الجديد، المخصصة لانتخاب رئيس جديد له، وتنافس الرئيس صبري حماده المدعوم من النواب الشهابيين والرئيس كامل الأسعد المدعوم من نواب الحلف الثلاثي وتكتل الوسط، وفاز الأسعد بفارق صوت واحد.

شهدت ولاية مجلس 1968 النيابي أحداثاً مهمة سترخي بظلالها على المسار اللبناني سنوات طويلة، من أبرزها دخول العمل الفلسطيني المسلح بقوة على الساحة اللبنانية وانقسام اللبنانيين بين تأييد للعمل الفلسطيني المسلح حملت لواءه القيادات والأحزاب الإسلامية واليسارية، وبين رفض للسلاح الفلسطيني حملت لواءه القيادات والأحزاب المسيحية واليمينية.

أقر ذلك المجلس عام 1969 إتفاقية القاهرة الشهيرة، وهو الذي انتخب الرئيس سليمان فرنجية في آب 1970 بفارق صوت واحد. ذاك الانتخاب الذي غيّر مسار 12 سنة من الحكم الشهابي.

*نبيل يوسف/كاتب وباحث

 

هل يملك المجلس الدستوري صلاحية البتّ بالطعون؟

عصام نعمة إسماعيل/الأخبار/الثلاثاء 05 حزيران 2018

أتت المادة 19 من الدستور اللبناني مقتضبة عند تحديدها صلاحيات المجلس الدستوري، إذا إنها أحالت إلى المشترع تحديد قواعد تنظيم المجلس وأصول العمل فيه وكيفية تشكيله ومراجعته.

ولهذا، كانت ممارسة المجلس الدستوري لصلاحياته مقيّدة بوجود قانون مسبق يحدّد أطر ممارسة هذه الصلاحية، وبالفعل نجد أن المجلس تقيّد بالشكليات إلى أقصى حدود ممكنة، فردّ الطعن بقانون الإيجارات شكلاً، بسبب نشره في الجريدة الرسمية قبل اكتسابه عنصر النفاذ، وتقيّد بمهلة الخمسة عشر يوماً للطعن بالقوانين بالرغم من أن الدستور لم يقيّده بمهلة. إن هذا المنهج الذي اعتمده المجلس الدستوري، يجعلنا ومن باب القياس نعتقد بأن المجلس الدستوري سيردّ الطعون الانتخابية شكلاً، لأن المشترع لم يضع قانوناً جديداً يراعي المتغيّرات الحاصلة في نظام الاقتراع النسبي والمنافسة الانتخابية الجديدة على أساس اللوائح بدلاً من النظام القديم القائم على المنافسة بين مرشحين فرديين وفق القانون الأكثري.

إذ بالعودة إلى قانون إنشاء المجلس الدستوري رقم 250 تاريخ 14/7/1993، نجد أنه قرر أصول قبول الطعن على أساس أن الانتخاب إنما هو تنافس بين مرشحين على أساس النظام الأكثري، إذ نصّت المادة 24 من هذا القانون: «يتولى المجلس الدستوري الفصل في صحة نيابة نائب منتخب والنظر في النزاعات والطعون الناشئة عن انتخابات أعضاء مجلس النواب وذلك بموجب طلب يقدمه المرشح الخاسر في الدائرة الانتخابية نفسها...»، وفي المادة 25: «يقدّم الطعن في صحة النيابة بموجب استدعاء يسلّم في قلم المجلس الدستوري، يذكر فيه اسم المعترض وصفته والدائرة الانتخابية التي ترشح فيها واسم المعترض على صحة انتخابه ...». بحسب هاتين المادتين، فإن التنازع الانتخابي هو بين مرشحين فرديين فقط، وما يؤكد ذلك أن المادة 46 من النظام الداخلي للمجلس الدستوري قد فسّرت هذه العلاقة في إطار الطعن الانتخابي، وذلك عبر بيانها أن محلّ الطعن هو: «صحة نيابة نائب منتخب من أي مرشح منافس خاسر في دائرته الانتخابية»، وأن المادة 31 من قانون إنشاء المجلس الدستوري قد حدّدت صلاحية هذا المجلس: «بإعلان صحة أو عدم صحة النيابة المطعون فيها وفي هذه الحالة الأخيرة، يحق له إما إلغاء النتيجة بالنسبة إلى المرشح المطعون في نيابته وأبطال نيابته وبالتالي تصحيح هذه النتيجة وإعلان فوز المرشح الحائز على الأغلبية وعلى الشروط التي تؤهله للنيابة أو إبطال نيابة المطعون بصحة نيابته وفرض إعادة الانتخاب على المقعد الذي خلا نتيجة الأبطال».

ولما صدر قانون الانتخابات الجديد رقم 44 تاريخ 17/6/2017، فإنه استبدل نظام الاقتراع الأكثري القائم على التنافس بين مرشحين، إلى تنافس بين لوائح على أساس النظام النسبي، بحيث كانت اللائحة الانتخابية هي أداة المنافسة، وتعزيزاً للوائح أوجب القانون إلغاء كافة الترشيحات الفردية التي لم تنضوِ ضمن لوائح (المادة 52)، ثمّ أوجب حرمان اللوائح التي لم تنل الحاصل الانتخابي من المشاركة في توزيع المقاعد بحيث تلغى الأصوات التي حصلت عليها هذه اللوائح ويُعاد احتساب أصوات اللوائح المتأهلة حصراً (الفقرة 3 من المادة 99)، وأن الناخب يقترع للائحة (المادة 98)، وأن توزيع المقاعد إنما يكون على أساس اللوائح، بحيث يكون لكلّ لائحة حصتها وفق نسبة الأصوات التي حصلت عليها (الفقرة الأولى من المادة 99)، وأما الصوت التفضيلي أي ما يناله كلّ مرشح من أصوات ضمن اللائحة، فهو ليس اقتراعاً لهذا المرشح لأن الاقتراع هو للائحة، بل إن للأصوات التفضيلية غاية وحيدة فقط هي ترتيب أسماء المرشحين عند توزيع المقاعد (الفقرة 5 من المادة 99)، أي هي إجراء لتنظيم عملية توزيع المقاعد لا اقتراعاً لمرشح، والدليل أن الفوز ليس دائماً من نصيب من نال أعلى رقم من الأصوات التفضيلية، حيث رأينا بأن توزيع المقاعد على اللوئح قد أدى إلى فوز من نال أصوات قليلة واستبعد من نال آلاف الأصوات.

وبسبب هذه العينّة من المتغيرات في مفاهيم الاقتراع والتنافس الانتخابي وتبدّل نظام الاقتراع، فإنه لم يعد من الممكن القبول أن الطعن هو من مرشح خاسر ضد مرشحٍ منافس، بل إن ما يحصل عليه مرشح من أصوات تفضيلية ليست الحَكَم عند البتّ بالطعون، لأن القاعدة هي احتساب ما نالته اللائحة من أصوات لتفوز بمقعد يدخل في التوزيع لصالح المرشح المطعون بصحة انتخابه.

ثمّ كيف ينظر المجلس الدستوري في طعن بمقعد عائد للائحة معينة دون أن يكون لهذه اللائحة حق الدفاع؟ فالقانون القديم يوجب تبليغ الطعن إلى المرشح الخاسر، فلا يستطيع المجلس الدستوري إدخال اللائحة في المنازعة لبيان دفاعها، بالرغم من أن آثار حكم المجلس الدستوري لا يقتصر على المرشح المطعون بصحة انتخابه بل يطال اللائحة بحرمانها من حقها بالفوز بمقعد مقرر لها بمقتضى النظام الانتخابي الجديد، وربما تصبّ نتيجة الطعن في مصلحة مرشح في لائحة ثالثة فائزة، ولنُدْلِ بمثال: في دائرة زحلة على فرض أن المجلس الدستوري ألغى الـ 77 صوتاً التفضيلية التي حصل عليها المطعون بصحة انتخابه، فإن هذا الإلغاء لا يحرم لائحة زحلة الخيار والقرار المنتمي إليها من المقعد، لأن الأصوات التي حصلت عليها توجب منحها مقعداً إضافياً، ولهذا يستحيل على المجلس الدستوري منح هذا المقعد للمرشح المنتسب إلى اللائحة التي ينتمي إليها الطاعن.

إن هذا المثل كافٍ برأيي للقول بأن المجلس الدستوري قد يفكّر جدّياً بردّ الطعون الانتخابية بسبب عدم وجود قانون ناظم لعملية الطعن وآلية البت بها. وما يعزز هذا التوجه أن المادة 125 من قانون الانتخاب الجديد قد ألغت «جميع النصوص المخالفة لأحكام هذا القانون»، وهذا الإلغاء يسري تبعاً لما بيّناه أعلاه على النصوص الراعية للطعون الانتخابية على أساس النظام الأكثري والمنافسة الفردية بين مرشحين. ما يعني أن يد المجلس الدستوري مرتفعة عن البت بالطعون الانتخابية إلى حين صدور قانون جديد يراعي هذه المتغيرات.

 

هل تنجح تكتيكات ترمب إزاء قمة سنغافورة؟

ديفيد اغناتيوس/الشرق الأوسط/06 حزيران/18

«هل أنت على الطريق أم إنك في الخندق؟» تلك هي صيغة السؤال التي يستخدمها المراسلون العماليون للتساؤل حول مفاوضات العقود الكبيرة عندما كنت أغطي أخبار اتحاد عمال الفولاذ منذ 40 عاماً في مدينة بيتسبرغ، وهو السؤال الصحيح لطرحه الآن مع مناورات الرئيس دونالد ترمب حيال اجتماع القمة مع زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون. من الواضح أن الرئيسين، ترمب وكيم، قد عادا وبقوة على الطريق نحو اجتماع 12 يونيو (حزيران) في سنغافورة، بعد تجربة الموت الوشيك التي عانت منها تلك القمة المرتقبة في الأسبوع الماضي. بعث الرئيس الأميركي برسالة لكسر حالة الجمود الراهنة مؤخراً: «أتطلع كثيراً للقاء كيم، ولكنني متألم بسبب غضبه الكبير». ولقد ردت كوريا الشمالية برسالة مفعمة بالمودة: «لدينا تقدير عميق وكبير حيال الرئيس ترمب». والنتيجة: عودة مجريات القمة مرة أخرى.

تعدّ تقلبات ترمب المزاجية على طول الطريق نحو القمة المرتقبة من الأمور المألوفة لكل صحافي عمل على تغطية محادثات النقابات العمالية من قبل. (وربما تكون المفاوضات العقارية تحمل نفس السمات هي الأخرى). وعلى مدار العام الماضي، شهدنا كماً هائلاً من المفاوضات المنمقة: التهديد المتكرر بالانسحاب، والانتكاسات في اللحظات الأخيرة، والتأرجح بين التهكم والتملق، والفجوات غير القابلة للتجسير والتي يتم جبرها بشكل شديد الغموض. يعد أسلوب التفاوض المتقلب إشارة في بعض الأحيان إلى وجود صفقة غير مجرّبة أو غير يقينية، كما يشير أحد كبار المفاوضين لإحدى النقابات العمالية الرئيسية في الولايات المتحدة. وهو يفسر في مقابلة شخصية أن التناقض وتغير الأولويات «تؤخذ حتماً على أنها إشارة على عدم الالتزام بالعملية وعلامة على الضعف» من قبل المفاوضين والوسطاء. ولكنها الأسلوب المفضل لدى السيد ترمب، ورغم غرابة الأسلوب والطريقة، فإنه قاب قوسين أو أدنى من تحقيق إنجاز دبلوماسي هائل.

ومن خلال كل ذلك، ظل ترمب يعاود الرجوع إلى خطته الأساسية: إنه يريد الصفقة، بيد أنه على غير استعداد لتغيير مطالبه بنزع السلاح النووي الكوري الشمالي. ومن جانبها، قدمت كوريا الشمالية سلسلة من التنازلات، بما في ذلك الإفراج عن الرهائن، من دون أي تخفيف للعقوبات المفروضة من جانب الولايات المتحدة في المقابل. وصرح أحد كبار المسؤولين الأميركيين قائلاً: «إننا نسيطر على الأحداث». وحتى الآن، يبدو أن هذا الأسلوب يؤتي ثماره.

فماذا بعد؟ وما «الخطوط الحمراء» الثابتة لكل طرف؟ وأين تكمن مساحة المناورة؟ وكيف ستتم ترجمة اتفاقية إطار العمل إلى التزامات محددة، وكيف سيتم رصد ومراقبة هذه الالتزامات؟ وكيف ستتم مكافأة كوريا الشمالية على امتثالها: هل من خلال رفع العقوبات وضخ الاستثمارات الأجنبية؟ ليست لديّ إجابات واضحة أو شافية من المسؤولين في الولايات المتحدة أو كوريا الجنوبية، وربما بسبب أنه ليست هناك إجابات شافية بعد. وتبدو أن القمة تدور حول فكرتين رئيسيتين، ومن المرجح أن يحلا محل القلب من أي بيان نهائي: ستلتزم كوريا الشمالية بالنزع الكامل للسلاح النووي، وستتعهد الولايات المتحدة بالمساعدة في تحويل كوريا الشمالية إلى أمة حديثة ومزدهرة. ولقد أقر الرئيس ترمب بأن نزع السلاح النووي لن يحدث بين عشية وضحاها. كما أعرب عن الأمر يوم الأربعاء الماضي حين قال: «أود لو أن الأمر تم على الفور. ولكن، كما تعلمون، من الناحية المادية، فإن العمليات المرحلية ضرورية ومهمة».

تعد العملية التدريجية ضرورية بصفة جزئية لأن عملية نزع السلاح النووي قد تستغرق عقداً كاملاً من الزمان، وذلك وفقاً لأحد التقارير الصادرة مؤخراً عن جامعة ستانفورد. لكن المسؤول الأميركي يحذر من فرضية أن هذا التدرج سوف يخضع لقواعد اللعب القديمة، أي أفكار «التزامن» و«التجميد لأجل التجميد» التي ميّزت الصفقات السابقة مع نظام كوريا الشمالية والتي فشلت تماماً. وقال المسؤول الأميركي: «سوف نعرف ما سيبدو عليه حسن النيات المتبادل عندما نراه»، مشدداً على رغبة الرئيس ترمب في عدم خداع الولايات المتحدة مجدداً بوعود كوريا الشمالية، كما حدث في الماضي.

يشير المسؤولون الأميركيون إلى أنه من السابق لأوانه الحديث عن تخفيف العقوبات أو مكافأة كوريا الشمالية الآن، فالثقة ليست موجودة بعد.

طوّرت ديناميكية ترمب - كيم زخماً كافياً خلال العام الماضي من أجل الاستمرار على قيد الحياة وتجاوز صدمة الأسبوع الماضي. ومنذ يومه الأول في البيت الأبيض، كان دونالد ترمب يرى كوريا الشمالية من زاوية أنها أكبر اختبار له، وهو يتطلع إلى عقد هذه الصفقة التي أفلتت من بين أيدي أسلافه. وهذه الرغبة (الصوت الداخلي الذي يصدح بنيل جائزة نوبل للسلام) تجعل ترمب عرضة للتنازلات، ولكن عبر رسالة كسر الجمود الراهن الأخيرة، أظهر أنه يمكنه الانسحاب عن الطاولة إن كانت شروط الصفقة لا تروق له.

أما بالنسبة إلى كيم، فإن الزخم كامن ضمن عملية التحديث والتغيير الذي بدأها في عام 2013، أي بعد عامين من توليه الرئاسة. وتشكلت تصوراته للأمة الحديثة من خلال سنوات المراهقة التي قضاها كطالب في سويسرا. ومن الواضح أن فكرة التحول الداخلي في البلاد ظلت قوية في داخله منذ ذلك الحين. وكان بناء الأسلحة النووية جزءاً من تلك الرؤية، ولكنه قال لحزب العمال الكوري في أبريل (نيسان) الماضي إن الوقت قد حان للالتفاف وتركيز الجهود كافة على التنمية الاقتصادية. فهل سوف يتخلى كيم فعلاً عن ورقة المساومة التي قرّبت المسافة بينه وبين لقاء رئيس الولايات المتحدة الأميركية؟ يبدو أن ذلك من غير المحتمل. ولكن تلك هي صفقة سنغافورة، وإن لم يكن الوصول إليها مستطاعاً، حسناً، فمن بين الأمور التي تعلمناها من تغطية مفاوضات نقابات العمال أنه رغم أن الإضرابات يمكن أن تلحق الضرر بالجانبين، فإنها تحدث فقط مع انهيار المحادثات.

*خدمة «واشنطن بوست»

 

الجنوب السوري والاختبار الروسي

مصطفى فحص/الشرق الأوسط/06 حزيران/18

تحتاج موسكو إلى معجزة دبلوماسية، لكي تجتاز أصعب اختبار استراتيجي تواجهه منذ دخولها المباشر في الصراع على سوريا إلى جانب نظام الأسد وطهران في سبتمبر (أيلول) 2015. فموسكو التي نجحت خلال سنتين في المواءمة بين المصالح الإيرانية في سوريا وبين متطلبات الأمن القومي الإسرائيلي، تبذل جهداً سياسياً مكثفاً، لكي تتمكن من تجاوز امتحان الجنوب السوري، وتحصل على نتيجة ميدانية مقبولة نسبياً من طهران وتل أبيب تُجنب سوريا والمنطقة حرباً إيرانية إسرائيلية على الأراضي السورية، يتخوف الجميع من أن تنتقل نيرانها إلى دول أخرى، وذلك بعد أن وضعهما التقدم العسكري لقوات الأسد - بفضل الدعم الروسي - بعد احتلال الغوطة في تماسٍ مباشر على طول خط وقف إطلاق النار الموقع بين إسرائيل وسوريا سنة 1974. فمنذ سقوط الغوطة تصاعدت الضغوط الإسرائيلية على موسكو التي تطالبها بمنع اقتراب الميليشيات الإيرانية من حدود الجولان المحتل ومحافظة درعا، وارتفعت حدة التوتر الإسرائيلي بعدما أعلنت موسكو ودمشق عن استعدادهما لشن عملية عسكرية في تلك المناطق من أجل إعادة السيطرة عليها، ما أثار قلق تل أبيب من مشاركة الميليشيات الإيرانية في هذه العملية العسكرية، الأمر الذي يتيح لها الاقتراب من حدودها مستفيدة من الغطاء السياسي والعسكري الذي ستؤمنه موسكو لهذه العملية العسكرية التي تنوي دمشق القيام بها، فسارعت تل أبيب إلى إعلانها القبول بإعادة انتشار قوات الأسد في الجنوب السوري شريطة منع الميليشيات الإيرانية من المشاركة، وذلك ضمن صفقة أمنية مع موسكو تقوم من خلالها بإقناع طهران بالابتعاد ما بين 25 إلى 40 كلم عن حدود الجولان، مقابل أن توافق تل أبيب على انتشار قوات الأسد شرق خط الهدنة، مع مراعاة حاجة نظام الأسد إلى زيادة في عدده وعتاده في المناطق القريبة من خط فك الاشتباك، التي كانت تفرض عليه سابقاً إبعاد آلياته العسكرية 7 كلم عن شرق خط الفصل (باء)، والسماح فقط ببندقية آلية واحدة لكل 3 جنود سوريين الذين لم يكن يتجاوز عددهم المئات، ينتشرون على طول هذا الخط الذي يشكل حدود الجهة الشرقية للمنطقة العازلة، التي يحدها من الغرب خط الفصل (ألف)، حيث تنتشر قوات الاحتلال الإسرائيلي.

اختبار الجنوب السوري يضع العلاقات الروسية - الإسرائيلية والروسية - الإيرانية على المحك، وسيكشف قريباً عن الحجم الفعلي لقوة النفوذ الروسي، وعن قدرة الكرملين في إدارة أصعب أزمة بين حلفائه الأعداء، فموسكو العالقة بين خيارين أحلاهما مرّ، باتت تبحث عن مخرج صعب لمعضلتها جنوب سوريا، مخرج يسمح لطهران بالإبقاء على وجودها العسكري في جزء من سوريا، هدفه فقط حماية نظام الأسد، وهو الهدف الذي يشكل القاسم المشترك الأكبر بينها وبين تل أبيب، بعيداً عن حدود فلسطين المحتلة والأردن، وهو مطلب تل أبيب القلقة على أمنها القومي، وتأمل موسكو، في حال نجاحها، التوصل إلى حل يرضي الطرفين، ويساعد على وضع حدّ للضربات الجوية التي تقوم بها إسرائيل ضد القواعد الإيرانية في سوريا، التي تسببت بانتقادات إيرانية حادة لها، وأثارت ريبة الإعلام الإيراني الذي أثار المخاوف من أن تتخلى موسكو عن تحالفها مع طهران في سوريا لصالح واشنطن وتل أبيب، مع العلم أن أغلب التصريحات الرسمية الإيرانية ركزت على أهمية الوجود الإيراني في سوريا، دون التطرق مباشرة إلى مناطق الجنوب والجولان.

رغم تناقض التصريحات الروسية في الفترة الأخيرة وضبابيتها حول انسحاب جميع القوات الأجنبية من سوريا، والتفسيرات الروسية المختلفة والمتعددة، التي أشارت في بعضها إلى الوجود الأميركي أولاً قبل الإيراني، ويضاف إليها تصريحات وزير خارجية بشار الأسد وليد المعلم الذي اعتبر أن الوجود الإيراني في سوريا شرعي، وبطلب رسمي من النظام، تعاملت طهران مع هذه التصريحات بحنكة وحكمة، ورمت الكرة إلى الملعب الروسي، وهي تدرك حجم الحاجة الروسية الميدانية لها في سوريا، خصوصاً أن بقاءها في سوريا يجنب موسكو الوقوع في الفخ الأميركي الذي يخطط لاستنزافها في سوريا، وإرغامها على نشر جنودها على الأرض من أجل ملء الفراغ الإيراني في حال أجبرت طهران على الانسحاب. تراهن موسكو على البراغماتية الإيرانية التي قد توافق على إعادة انتشار لقواتها بعيداً عن حدود سوريا الجنوبية، وعلى إيجابية إسرائيلية اعتبرت «أن النهج الروسي فيما يتعلق بإبعاد القوات الإيرانية، أكثر إيجابية مما كان عليه في الماضي»، وفي حال نجحت موسكو، تكون قد صنعت معجزتها عبر «إيران غيت» جديدة، إلا إذا كان في طهران من يرى في الهجوم خير وسيلة للدفاع.

 

الحرب ضد الإرهاب مستمرة

عبد المنعم سعيد/الشرق الأوسط/06 حزيران/18

هناك إجماع بين المحللين والمراقبين للحرب ضد الإرهاب على نقطتين: الأولى أن الظاهرة الإرهابية في جوهرها تعرضت لضربات موجعة خلال العام الماضي وما مضى في العام الحالي، وظهر ذلك في انحسارها أو انتقالها إلى مواقع دفاعية كما في ليبيا وسيناء وشمال نيجيريا، أو هزيمتها العسكرية كما جرى مع «دولة الخلافة» المزعومة التي أقامها «داعش»، وبشكل عام انحسرت العمليات الإرهابية خلال الشهور الأخيرة. وفي الحقيقة فإن الإرهابيين فشلوا تماماً في الاستيلاء على السلطة في بلد عربي، وعندما أقاموا دولتهم المزعومة فإنها واجهت حلفاً دولياً أدى إلى سقوطها. والثانية أن كل ذلك لا يعني نهاية الإرهاب، فلا تزال المواجهة مستمرة في سيناء، وفي الصومال، وفي أفغانستان وباكستان؛ وفي البلدان التي جرى فيها التعايش بين الدولة وجماعة الإخوان المسلمين، فإنها الآن أكثر الدول إنتاجاً للإرهابيين الذين يمارسون الإرهاب في الدول الأخرى مثلما هو الحال في تونس. استمرار هذه الحالة من عدم اليقين حول مآل الإرهاب في الشرق الأوسط يجعل النيات الأميركية الانسحاب من الحرب ضد الإرهاب ليس فقط غير مبررة، بل إن إعلان الانتصار على الإرهابيين لا يزال مبكراً للغاية، خصوصاً أنه حتى في سوريا والعراق الجيوب الإرهابية لا تزال واسعة، ولديها القدرة على التجنيد والحشد والتعبئة والحصول على التمويل اللازم لعملياتها على نطاق واسع.

مثل هذه الحالة الملتبسة ما بين بدايات الانتصار واستمرار المعارك تفرض على الدول العربية المراجعة المستمرة للواقع الاستراتيجي الذي يشهد تاريخه بأن الجماعات الإرهابية من أول الإخوان المسلمين حتى «داعش» كانت لديها دوماً القدرة على العودة وتجديد نفسها. فالمعركة الراهنة لم تكن أولى المعارك، والمرجح أنها لن تكون آخرها. فالجماعات الإرهابية المختلفة كانت لديها قدرات استراتيجية سمحت لها بالتجنيد، والتدريب، والتمويل، واستغلال نقاط الضعف، وتفادي نقاط القوة. فوفق كل المعايير فإن توازن القوى بين الجماعات الإرهابية منفردة ومجتمعة من ناحية ودول الشرق الأوسط منفردة أو مجتمعة في ناحية أخرى ليست في صالح الأولى وبفارق كبير وهائل. ومع ذلك، ورغم فشلها الكامل في الاستيلاء على السلطة إلا لفترات قصيرة في العديد من بلدان الشرق الأوسط، فإنها مثّلت تهديداً مستمراً لدول المنطقة خلال العقود الماضية، وبكثافة كبيرة في أعقاب ثورات «الربيع العربي» المزعوم. ورجعت هذه القدرة على التجديد إلى قصور الاستراتيجيات التي جرى تطبيقها والتي دارت أحيانا حول المنافسة الفكرية والدينية مع الجماعات الإرهابية لإقناعهم وإقناع المواطنين بالطبيعة الدينية للدولة؛ وأحياناً أخرى جرى الاعتماد الكامل على البعد الأمني وحده، وفي الحالتين كانت المعلومات قاصرة وشحيحة؛ وأحياناً ثالثة جرى الاكتفاء بتوصيف الإرهاب بكونه تعبيراً عن مؤامرة أجنبية، فباتت التكلفة الأمنية والفكرية مضاعفة دونما قدرة على ترجمة ذلك إلى استراتيجيات فاعلة. وأخيراً فإن البيئة السياسية والاقتصادية والاجتماعية في دول المنطقة كانت في أغلب الأحوال مواتية لنمو الإرهاب، فكان هناك الفراغ السياسي، والعجز الاقتصادي، والانقسام الاجتماعي، والتخلف الثقافي؛ وجميعها شكّلت بيئة مواتية للفكر الإرهابي والمنظمات الإرهابية.

إن الاستمرار في مواجهة الإرهاب يستلزم المعرفة الدقيقة بالحالة الإرهابية، فرغم أن الجماعات الإرهابية متنوعة التشكيل، وأحياناً تصارعت في ما بينها بشكل عنيف حول أساليب العمل السياسي، والأهداف الاستراتيجية والوسائل التكتيكية؛ فإنها تنقسم إلى نوعين من التنظيمات: جماعة الإخوان المسلمين ومن هم على شاكلتها، وتنظيم القاعدة ومن هم على شاكلته. ورغم أن كل الجماعات الإرهابية تشكّل تهديداً للدول الشرق أوسطية والإسلامية عامة، فإنها تشكّل تهديداً للدول العربية بشكل خاص؛ ولعل جماعة الإخوان المسلمين هي الخطر الرئيسي والاستراتيجي طويل المدى الذي له أبعاد تتعلق بالسلطة السياسية والعلاقات الدولية والتقدم الاقتصادي والحضاري، وما عداها يمثل تهديدات ثانوية وحتى قد تكون مؤقتة. فهي الجماعة الأخطر والأقدم تجربة والأكثر عدداً وانتشاراً في 81 دولة من دول العالم، وهي التي وصلت أو شاركت أو تؤثر في السلطة في دول عربية أو إسلامية، كما أنها صارت المتحدث باسم الإسلام والمسلمين في الدول الأوروبية والولايات المتحدة بعد استيلائها على المساجد والمراكز الإسلامية في هذه البلدان، كما أنها الجماعة الأكثر تنظيماً وتمويلاً وعنفاً على مدى العقود الماضية.

هي الجماعة التي استمرت رغم الفشل المستمر لأكثر من ثمانين عاماً، وهي الجماعة الأكثر قدرة على البقاء والاستمرار مع تعدد وتكرار هزائمها، لأنها شكّلت الجسر العابر ما بين فكر الخوارج من ناحية والجمهور العربي والمسلم العام من ناحية أخرى، ولأن قدراتها الاستراتيجية في التفكير والتحليل والاختراق كبيرة ومتجددة. ورغم أن فكرها العام له طبيعة غيبية فإنها توظف العلم والتقدم التكنولوجي والاستفادة من تجارب مختلفة للوصول إلى أهدافها. وتسهم الجماعة في الإرهاب من خلال 4 عمليات متكاملة في تأثيرها على المجتمعات العربية والإسلامية هي: القولبة أو تشكيل المجتمعات وحركتها اليومية استناداً إلى فكر الإخوان؛ والحضانة الأولى التي ينشأ فيها الإرهابي راضعاً فكر الخوارج وأساليبهم وتدريبهم؛ والتعبئة والتحريض على العنف والإرهاب؛ وأخيراً العنف والإرهاب المباشر ضد أجهزة الدولة الأمنية، والقدرات الاقتصادية للدولة، وإرهاب المدنيين.

كل ذلك يجعل حركة الإخوان المسلمين الهدف الرئيسي للحرب ضد الإرهاب؛ وبحكم طبيعتها فإن طبيعة الحرب تصير ذات بعد أمني عملياتي يستهدف الإرهابيين والمنظمات الإرهابية؛ ولكن ما لا يقل أهمية عن ذلك منع الآخرين من الحلول بدلاً منهم. المهمة هكذا أمنية وفكرية في آن واحد، وخلال السنوات القليلة الماضية فإن الإدراك بات متزايداً في الدول العربية المختلفة للحاجة إلى تجديد الفكر الديني واستنهاض فكر التجديد لدى المؤسسات الدينية المختلفة للمشاركة في هذه الحرب. ورغم ذلك فإنه لا توجد استراتيجية متكاملة وطويلة المدى لحصار الإرهاب والقضاء عليه بحيث يكون الشرق الأوسط منطقة خالية من الإرهاب. إن استئصال الإرهاب لا بد له من 3 شروط أساسية: تكامل الأدوات الأمنية والفكرية مع جهود الدولة في المجالات السياسية والاقتصادية؛ وأن تكون الدولة العربية أطول نفساً من التنظيمات الإرهابية وأكثر معرفة بها وبواقعها وتنظيمها وفكرها؛ والتعاون الكامل بين الدول العربية خصوصاً دول التحالف الرباعي الذي يضم السعودية ومصر والإمارات والبحرين، من خلال آلية مستمرة وفاعلة في وضع الاستراتيجيات والمواجهة العملية. لقد سبق في هذا المقام التعرض إلى ضرورة إنشاء «المركز العربي لمكافحة الإرهاب» للتعامل مع هذه الظاهرة المعقدة والمركبة. صحيح أن عدداً من الدول العربية أقام مراكز بحثية في هذا الشأن، كما أن الأجهزة الأمنية المختلفة لديها أدوات بحثية واستخباراتية؛ ولكن كل ذلك لا يصب في النهاية داخل عقل واحد بحيث تتوافر له المعلومات، ويجري فيه التحليل، ومن خلال ذلك يكون رسم الاستراتيجيات الشاملة للمواجهة في جوانبها الأمنية والفكرية، حيث إن الحرب ضد الإرهاب لها طبيعة خاصة ترتب بدورها تشكيلات عسكرية خاصة، وكذلك مراكز فكرية وإعلامية لها خصوصيتها أيضاً.

 

صرخة نزار قباني

سوسن الأبطح/الشرق الأوسط/06 حزيران/18

«نعم أنا كذلك... واحد من هؤلاء الذين يقرأون كتباً نظرية عن الثورات والشعوب. واحد من الذين لم يكونوا في قرية أمامية. واحد من الذين يجترون الأحلام الوردية»، تقول إحدى شخصيات سعد الله ونوس في مسرحيته الرائعة «حفلة سمر من أجل 5 حزيران»، التي كتبها بعد نكسة 67، وبقيت ممنوعة من العرض حتى عام 73، رغم أنها نالت جائزة وزارة الثقافة في سوريا حينها. لم تحتمل السلطات حتى أن تنتقد أدبياً على خيبتها، مع أن العمل لم يعف أحداً، لا من التسبب في الهزيمة الماحقة ولا من تبعاتها الكاسحة: «انظر كيف أري الأشياء: إني (أنا) هروبهم. إنك هروبهم. إننا هروبهم، إننا الهرب ذاته... إنني مسؤول. إنك مسؤول. كلنا مسؤولون. ما من أحد يستطيع أن يجد هذه المرة مخبأ من المسؤولية». لم يسعف كل هذا في السماح للمكتوب بأن يصبح حياً على الخشبة، يتفاعل معه الناس ويشاركون المؤلف والممثلين رؤاهم وأحلامهم، وهو ما كان يرمي إليه الكاتب مؤمناً، بعد عودته من فرنسا ومشاركته في ثورة مايو (أيار) 68، بما كان لها من زخم وقوة دفع، بأن الشعب هو صاحب الكلمة، وأن الناس يصنعون مستقبلهم. في النهاية، انتصر ونوس، جزئياً. وفردياً، مضى في كتابة مسرحياته المشربة بروح السياسة حتى النخاع، والفياضة بعدالة إنسانية مشعّة، حتى أطفأ جسده السرطان، متوجاً كأديب لا يهادن ولا يتنازل. وخسرت الأمة جمعاء فرصة فتح الباب، في الوقت المناسب، لمن يناضلون بعقولهم ومشاعرهم وأجنحة أخيلتهم.

لم تكن هذه المسرحية جريئة فقط، كانت مبتكرة في أسلوبها ولغتها ونبضها. فصاحبها كان مؤمناً بأنه «لا يحق لشعب أن يصير مجرد ظل باهت يرتاد المقاهي، ويستمع إلى نواح الأغاني». وهو ما حدث بعد ذلك، وكأنه كان يستشرف مشهد النراجيل الممتدة على طول المنطقة العربية.

كان ثمة انتفاضة أدبية. وأفضل كتابات أدونيس ومحمود درويش وسعدي يوسف وخليل حاوي ومحمد الماغوط، هي ابنة تلك الفترة المفصلية بعد نكبة بقي على أثرها العرب محتفظين بالأمل والحماسة للتخلص من الاستعمار في فلسطين، كما في لبنان وسوريا ومصر، وحتى الجزائر، لتأتي هزيمة مدوية تدمر ثلاثة أرباع سلاح الجو المصري فجر 6 يونيو (حزيران)، ويطوق الجيش الإسرائيلي القدس الشرقية، قبل دخول المدينة القديمة في اليوم التالي، ويسطو على سيناء والضفة الغربية وقطاع غزة ومرتفعات الجولان.

لم تكن الصدمة كافية لتطفئ كل بصيص ضوء، الأمل بقي يقظاً. إسرائيل ليست المسؤولة عن منع رواية صنع الله إبراهيم التي حملت عنوان «67». سجن الرجل خمس سنوات، وحجبت روايته، ولم ينشرها إلا بعد 45 سنة، في وقت متأخر جداً، حيث لم ينتبه كثيرون إليها، ولا إلى مضمونها. فكل في وقته له رهجه، وما ينتظر قد لا يجد الصدى نفسه، ولا التأثير عينه. فبطل صنع الله الصحافي اليساري الذي يخرج من السجن، ويأخذ يدوّن يومياته على مدى 13 فصلاً، يسكن مع أخيه وزوجته، ويقع في عشق المرأة المحرمة التي لها هي الأخرى علاقات عدة. ينساب في سلوكياته المنحرفة، تحت جنح الظلام، بينما تدور أحداث الحرب ومأساوية أخبارها. شيء من تلك النهاية التي نراها لا تعاقب مذنباً، ولا تكشف منحرفاً أو مرتكب خطأ، تتكرر اليوم في الأعمال السينمائية والتلفزيونية، وكانت رواية «67» قد قرأت هذه الاستباحات الأخلاقية، تخرج وقحة من ذيول الهزيمة، قبل نصف قرن.

أن تحرم من رؤية ما كان قد استشرفه أدباء تلك المرحلة في حينه، هو ضرب من الزيف وطمس الحقائق، وتضميض للعيون. أعمال كبيرة حجبت عمن كانوا بحاجة لأن يستنهضوا أو يستفزوا ذهنياً، لا عاطفياً بالخطابات العاطفية الرنانة. وتجربة نجيب محفوظ مع رائعته «أولاد حارتنا»، التي كتبت بعد «النكبة» و«ثورة يوليو»، سابقة لما حدث مع ونوس وإبراهيم وآخرين، وكان لا بد أن ينتظر عام 62 ليصدرها عن «دار الآداب» في بيروت، ولم يتح له نشرها في مصر إلا سنة 2006. صحيح أن الرواية بقيت مثار جدل لاتهامها بأنها تمس جانباً دينياً حساساً، لكنها تحمل نقداً عميقاً لممارسات اجتماعية وسياسية في زمن الثورة، التي يفترض أنها كانت دائماً على حق.

لائحة الحجر على العقول والكلمات مديدة وموجعة، ونتائجها وخيمة. يقال إن تكميم الأفواه مستحيل، والحق ينتصر دائماً، والحرية تكسر الأصفاد، وهذا إنشاء جميل ومريح. إنما لنا بعد كل ما ذقنا، أن نعيد قراءة الصفحات المظلمة في مسار الفكر قبل الحرب، والخطة قبل المعركة. كانت الطائرات العربية أكثر عدداً من تلك التي في حوزة إسرائيل في حرب 67، والدبابات أشد وفرة، والمقاتلون ضعف ما للعدو. ومع ذلك، انهارت الجيوش العربية في غضون ساعات. وولدت رغم ذلك، وبعد كل هذا الألم، كتابات أدبية مستنيرة، تحاول أن تقول ما تراه قناعاتها بجماليات توقظ الضمير وتداوي الانكسار على طريقتها. نزار قباني أحد أبرز هؤلاء الكبار، لكنه حين كتب قصيدته «هوامش على دفتر النكسة»، وهي فاتحة كتاباته السياسية، منع من دخول مصر. تألم لذلك كثيراً، وغضب، وكتب للرئيس جمال عبد الناصر: «إذا كانت صرختي حادة وجارحة، وأنا أعترف سلفاً بأنها كذلك، فلأن الصرخة تكون في حجم الطعنة، ولأن النزيف بمساحة الجرح... ولا أريد أن أصدق أن مثلك يعاقب النازف على نزيفه، والمجروح على جراحه، ويسمح باضطهاد شاعر عربي يريد أن يكون شريفاً وشجاعاً... فدفع ثمن صدقه وشجاعته». أليس من المحزن والمعيب أن تكون رسالة نزار قباني التي دبّجها باسم كل من طالتهم الظلامة، لا تزال إلى اليوم مجرد صرخة في واد.

 

وجوه من رمضان البلاغة في البساطة

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/06 حزيران/18

عملت في الكويت ما بين 1981 و1983، أي عامين. عشت خلالهما شهر رمضان مرتين. وكان عهدي المرزوق يحرص أن أكون أول المدعوين إلى مائدة الشهر الفضيل التي تقيمها أسرة المرزوق كل يوم. بالنسبة إلي كانت تلك تجربة إضافية في المجتمع الكويتي الذي يعيش في تسامحٍ تام وبعيداً عن العصبيات التي راحت تظهر في الخليج فيما بعد. قبيل الإفطار بقليل، كان الصمت يسود على القاعة الفسيحة، إذ يبدأ الشيخ محمد متولي الشعراوي حديثه اليومي عن معاني القرآن. بالنسبة إلي كان ذلك درساً من دروس العمر. فالإصغاء إلى الشيخ الشعراوي متحدثاً لم يكن أقل روحانيةً من الإصغاء إلى الشيخ المنشاوي مرتلاً.

من يصغي إلى الشعراوي مرةً كمن ينهل من ينبوع المعرفة النهلة الأولى، أي لا بد أن يعود إليه على الدوام. ولعله كان يعرف تأثيره على سامعيه فيأخذ في «التجويد» على طريقته وبأسلوبه الذي لم يتكرر. ولعلّ في الصديق الشيخ خالد الجندي شيئاً من أسلوب المعلم الشعراوي. وربما هناك دعاةٌ فيهم بعض ما كان عليه من سعة علمٍ وأفقٍ وإيمان، لكن لم يتسنَّ لي مع الأسف أن أعرفهم. وفي مرحلةٍ ما كنت أتابع برنامج الزميل العزيز عماد الدين أديب كل يوم لأصغي إلى ضيوفه اللآلئ، وخصوصاً المشايخ والمفكرين الإسلاميين، الذين كان يستضيفهم باستمرار. ولا شكّ إطلاقاً بمقاماتهم العلمية ومراتبهم العالية، إلا أنني أشعر أن أسلوب الشعراوي في إيصال المعاني إلى الناس، لا مثيل له. ولعل ميزته الأولى في تقريب الأصول والجذور القرآنية إلى البسطاء أسهمت في حمل القرآن إلى أماكن بعيدة في العالم العربي وخارجه أيضاً.

عاش الشيخ الشعراوي 87 عاماً. لكن عندما تتأمل في كتبه التي فاقت المائة، وفي أعماله ونشاطاته ورحلاته وسنوات التدريس التي أمضاها في السعودية والجزائر، وبرنامجه التلفزيوني الساحر، ومحاضراته حول مصر والعالم العربي، ووظائفه العلمية والرسمية - بما فيها وزارة الأوقاف - عندها يخيّل إليك أن هذا العملاق عاش عشرات السنين. كانت في الشعراوي بلاغةٌ بينة أخرى هي طيبته التي حملها معه من الأرياف والنشأة الصافية. ولعل تلك سمة معظم أقرانه وأبناء جيله من الدعاة وحملة رايات السماح والتقوى. مثل كثيرين أيضاً من أولئك الأقران. صرف الشيخ الشعراوي كثيراً من وقته ومن ماله في عمل الخير، وأقام مؤسسةً خاصة تعنى بالمحتاجين والفقراء كل يومٍ وكل سنة، ولكن تصل أعمالها إلى ذروتها في مثل هذا الشهر، الذي تبرز فيه معالم الطيبة وشغف البر وترتفع فيه النفوس إلى مراتب النقاء والإحسان.

تحولت أقوال الشيخ إلى جزء من حياة عددٍ كبيرٍ من الناس. ولا تزال دروسه في معاني القرآن تعاد وتُستعاد على كثير من الفضائيات العربية. تماماً كما تحفظ التلاوات الجميلة التي لسبب أو لآخر، خرج معظمها من بلاد النيل.

إلى اللقاء...

 

سقوط يونيو وصعود «داعش»

بكر عويضة/الشرق الأوسط/06 حزيران/18

الأرجح أن ربط ما وقع يوم خامس يونيو 1967 من سقوط عربي مروّع في هاوية الهزيمة، بالصعود الفاحش لتنظيم داعش و«دولة الخلافة» المزعومة، ثم إلحاق الهزيمة بكل منهما، يبدو غريباً للوهلة الأولى. لكن لهذا الربط من الأسباب ما قد يعين على تبديد الاستغراب. بدءاً، ربما أن أغلب من لم يزل حياً بين جيل عاش تلك الهزيمة النكراء، وعايش ما هيأ تربتها من وقائع، وصولاً إلى ذروتها بتمدد بطش ذراع إسرائيل من مرتفعات الجولان السورية، إلى سيناء المصرية، مروراً بالضفة الغربية لنهر الأردن وقطاع غزة، سوف يتذكّر كيف سارع أولو منطق تبرير فضيحة اندحار جيوش ثلاث دول عربية أمام جيش «كيان هزيل»، لرفع مقولة «توقعناهم من الشرق فجاءوا من الغرب». التوثيق يوجب القول إن تلك المقولة، تحديداً، وضعها أقطاب حكم جمال عبد الناصر، سعياً لاحتواء مشاعر غضب المصريين عندما فوجئوا بالطيران الإسرائيلي يحطم طائرات سلاح الجو المصري إذ هي رابضة في أرض مطاراتها، فيما القائد العام للقوات المسلحة، والرجل الثاني في النظام، المشير عبد الحكيم عامر، يعيش حياته الخاصة وفق ما كان يروق له.

مع افتراض صحة أن طائرات إسرائيل تسللت عبر ممرات جوية في الأجواء الليبية، وأن قاعدة «الملاحة» الأميركية في طرابلس، وقاعدة «العدم» البريطانية في طبرق، قدمتا لإسرائيل تسهيلات مكنتها من الوصول إلى أهدافها، مع افتراض صحة ذلك، أليس جائزاً التساؤل كيف غاب هذا الاحتمال عن القيادة المصرية آنذاك، رغم أن وجود القاعدتين لم يكن سراً في ذلك الزمن، بل كان معروفاً لكل الناس؟ المشكل هنا ذو شقين. الشق الأول يكمن في البحث عن مبررات تُلبس الأخطاء أي لباس يزينها، ثم يساعد على بيعها للأغلبية، وربما إقناعها أن تبتلعها وتقبل بها بعدما تهضمها. ثاني الشقين يتمثل في استعداد الأغلبية ذاتها لشراء أي مُسكنات تعرض عليها، ثم القبول بها، وربما غض النظر حتى عن مجرد التفكير في مدى انسجامها مع العقل. لم يتجذّر هذا المشكل في مصر وحدها، بل استطاع التسلل إلى عظام النخب السياسية، والسواد الأعظم من شعوب معظم دول العالم الثالث، عموماً، ومنها، بالطبع، مجتمعات العرب ونخبها.

عقلية إنكار وجود العِلل، سوف تقود، دائماً، إلى مزيد منها. يُعامل فيروس خلل ما في المجتمع من منطلق أنه لا يشكل حالة اختيار بين حياة أو موت. يُقال كلام من نوع: الأمر سهل، سوف يأخذ وقته ثم يذهب في حال سبيله. فجأة يصحو القوم، فإذا الفيروس ذاته تمدد وانتعش، فانتشر واستوطن، ثم تسرطن، وراح ينهش جسم مريض يبدو بلا حول ولا قوة. حصل هذا في حال انتهى بسقوط عربي مروّع في يونيو 1967. ثم استنسخ منهج عقلية إنكار العِلل ذاته، كما تثبت تواريخ نهايات القرن الماضي ومطالع الألفية الثالثة، فأنتج صعود «داعش»، تنظيم الإرهاب غير المسبوق في فحش الترويع والبطش، والخارج، في الأساس، من رحم التساهل مع فكر التنطع، والاستقواء على الناس، باسم الدين. مثلما أن منطق ستينات القرن العشرين في التعامل مع إسرائيل - فيما هي تبني قوتها الضاربة فوق الأرض وتحتها - بإطلاق أوصاف عليها من قبيل الكيان الهزيل، الهش، الكرتوني، أوصل إلى سقوط أجزاء شاسعة من أرض مصر وسوريا والأردن، في قبضتها، فإن منهج غض النظر عن خطر بدايات تكوّن تنظيمات العنف الديني المسلح، بدءاً من جماعة «التكفير والهجرة» في مصر، ثم «الجماعة الإسلامية المسلحة» في الجزائر، مروراً بتنظيم «القاعدة» وتابعته حركة «طالبان»، أنتج تمكن «داعش» من احتلال أجزاء معتبرة من أرض العراق وسوريا، فأمكنه إعلان ما سماه «دولة الخلافة» المزعومة، التي انتهت إلى تقهقر متسارع، إنما بعدما مارست من الفظائع ما أثار رعب الناس في مختلف أنحاء الأرض، تماماً مثلما بدا صعود «داعش» المتسارع خاطفاً للأبصار في أصقاع الكوكب كله. حقاً، كم يبدو من اليسير على كثير من الناس استبساط أخطار تحيط بهم، مع أن حدس كل ذي بصر يقول إن الإعصار آتٍ لا ريب، فإذا وقعت الكوارث، ثمة من يكتفي ببكاء وندم، وهناك من يحث على بناء يقوم على أساس جديد: مواجهة الخطأ تعالجه، أما إنكار وجوده فيلد أخطاء أخطر منه.

 

جنون ثورة الاتصالات

مشاري الذايدي/الشرق الأوسط/06 حزيران/18

كان الاتصال عبر شبكة الانترنت، في بداية عصر الإنترنت، لا يتمّ إلا بالجلوس على مكتب وجهاز «ديسكتوب» ثم طلب الاتصال، ونظلّ ننتظر، ونحن نسمع نغمة الاتصال التي تشبه نغمة رنّة الفاكس الذي عاف الناس استعماله.

ثم تطور الحال، مع أجهزة «اللابتوب» الكومبيوتر المحمول، ولم يعد الاتصال بالإنترنت مشروطاً بالجلوس على كرسي مكتب أو مقاهي الإنترنت (توفيت هي الأخرى... تقريباً!). مع اللابتوب، المطلوب فقط نقطة كهرباء لـ«فيشة» الشاحن، و«روتر» ورقم سري.

كل هذا لم يروِ النهم، فدخلنا عصر «التابلت» الأجهزة اللوحية، ثم صارت الغلبة، حالياً، لأجهزة «السمارت فون» ولم يعد الأمر يتطلب أكثر من هاتف ذكي، كل الهواتف الجوالة حالياً صارت ذكية!

ماذا بعد؟ لا... هناك محاولات لاحتكار بقية حواسك، كيف تترك بلا اتصال يا حبيبي؟!

عيونك مثلاً، لا تقلق، لدينا لك «نظارات غوغل»، وغير «غوغل»، عيونك تسرح في آفاق الإنترنت، وتتلقى التويتات والتنبيهات و«المسجات» وكل ما هو آتٍ آت... أما كيف تستخدم عيونك للوظيفة الطبيعية، الإبصار، فهذا لم نفكر فيه بعد، سنفكر، لا تقلق، نحن أبطال الديجيتال.

هل بقي شيء؟ نعم، جلدك نفسه، تعرف أنه يمكن الاستفادة منه، وتحويله لجلد ذكي، «سمارت سكن».

حدث ولا حرج عما كان يعد خيالاً، فقد قدمت إحدى الشركات منذ مدة طويلة فرصة لتحول موظفيها ليصبحوا موظفين إلكترونيين، حيث وافق ثمانية موظفين بالشركة على زرع رقائق إلكترونية في اليد، تمنحهم القدرة على الدخول للمقر الرئيسي للشركة وأنظمة الحاسوب في الشركة من دون اللجوء إلى شارات الهوية التقليدية.للتشجيع، حسبما ورد إنه بواسطة لفتة واحدة من اليد يصبح الإنسان قادراً على فتح الأبواب من دون استخدام شارات الهوية التقليدية، وإنارة الأضواء، والتواصل مع أجهزة الكومبيوتر والهواتف الذكية. أيضاً، هذه الرقائق تبعث منها موجات راديو تُخزَّن فيها كل البيانات التي تجعلها مكان جواز السفر وبطاقة الهوية والبنك والتأمينات. حسناً، هل يمكن اختراق هذه الرقاقة، بما أنها مشبوكة بشبكة الإنترنت؟ تخيل، إنسان يخترقه «هاكرز» من خلال جلده، ويتحكم في شبكة أعصابه! إنه لأمر مرعب؟! هنا نصل للصورة التي طالما تحدثت عنها سينما الخيال العلمي، الإنسان المغلوب على أمره المنقاد للذكاء الاصطناعي! أو لنقل بصورة أقل رعباً، من قراصنة تابعين لمخابرات ما، أو عصابات ما... لا فرق. ما العمل؟

 

الأرض مسطحة وكذلك بعض العقول

محمد رُضــا/الشرق الأوسط/06 حزيران/18

هناك في الغرب، وربما في الشرق، من لا يزال يؤمن بأن الأرض مسطحة. يعني إذا مشيت أو قدت سيارتك بعرض أو طول الأرض فإنك ستصل إلى حافتها. وأحد هؤلاء اسمه مايك هيوز يعيش ويعمل في بلدة «أبل فالي» في كاليفورنيا. هو سائق سيارات ليموزين من تلك الطويلة، وأعتقد أنه تجاوز الأربعين من العمر. وحتى وإن لم يفعل فإنه بلغ من الرشد ما يجعل إيمانه ذاك إما نوعاً من الترف أو نوعاً من محاولة السطو على عناوين بعض المواقع والصحف. ها هي مجلة «ذا نيويوركر» تخصص له بضع صفحات في عددها الأخير. تقول إنه حاول الارتفاع عن الأرض ثلاث مرات مبتكراً جهازاً صاروخياً يمتطيه فيرتفع به ثم يهبط به وآخر مرّة حاول ذلك ارتفع نحو 1000 و74 قدماً قبل أن يسقط وجهازه أرضاً ما نتج عنه إصابته بجروح. ماذا كان يريد أن يفعل على علو كهذا؟ هل اعتقد أنه سيرى نهاية الأرض منبسطة أمامه فيؤكد للساخرين والمشككين بأنه على حق؟

لكن هيوز ليس وحيداً في هذا الاعتقاد. هناك عدد متزايد من الناس يعتقدون أن الأرض منبسطة. والدتي، رحمها الله، كانت تعتقد ذلك من حين لآخر. لكنها كانت أمية لم تتعلم القراءة والكتابة لذلك أعذرها، لكن الجيل الجديد من المشككين بكروية الأرض متعلمون بدرجات مختلفة. وهم موقنون بأن الأرض مبسطة ولديهم بعض القرائن. يقول أحدهم: «في يوم صاف تستطيع أن ترى للأبد» (سرق العبارة من أغنية لباربرا سترايسند؟). الدليل؟ «في يوم صاف تستطيع أن تقف على بعد خمسين ميلا من مدينة شيكاغو فترى بناياتها الشاهقة».

ما يعني أنه لو كانت الأرض كروية لما أمكن ذلك... لكن خمسين ميلاً لا تكفي للبرهنة على شيء. رغم ضعف القرائن فإن مؤتمراً أقيم في بلدة رالي لي نورث كارولاينا تحت عنوان Flat Earth Conference حضره، حسب مسؤول من المؤتمر، أكثر من 500 شخص دفع كل منهم 249 دولارا لكي يحضر التجمّع ويهز رأسه موافقاً على أن الأرض مسطحة.

ماذا عن الشروق والغروب ولماذا يختلف الليل عن النهار؟ لماذا لا تغيب الشمس مرّة واحدة من كل الأرض؟ ماذا عن الصور الملتقطة من الفضاء؟ بسيطة: لقد كذبت ناسا وسواها من مراكز العلوم الفضائية. كذب كل من اعتقد أنها كروية وفي مقدّمتهم، حسب هؤلاء السياسيين. لأي غرض؟ لا علم لي لأني اكتفيت مما قرأت. هناك أكثر من فيلم حول ناسا الكاذبة بينها فيلم «كابريكون وَن» الذي بني على نظرية أن الأميركيين لم يصلوا إلى القمر، وأن كل ما انتشر حينها من صور رُتّبت وفُبركت على أساس الواقع. وستانلي كوبريك، المخرج الشهير، كشف ذلك في مقاطع من أحد أفلامه. مرّة ثانية أمي. كانت تقول: «والله لا أصدق مهما قالوا». في فيلم آخر هو «قبلني موتاً» (Kiss me deadly) يقول أحد أشرار الفيلم (جاك لامبرت) لرئيسه: «لقد تأكد لي أن الأرض منبسطة». يسأله رئيسه «كيف؟» فيرد: «لأنها لو كانت كروية لتساقط الصينيون منها»!.

 

هل تنجح تكتيكات ترمب إزاء قمة سنغافورة؟

ديفيد اغناتيوس/الشرق الأوسط/06 حزيران/18

«هل أنت على الطريق أم إنك في الخندق؟» تلك هي صيغة السؤال التي يستخدمها المراسلون العماليون للتساؤل حول مفاوضات العقود الكبيرة عندما كنت أغطي أخبار اتحاد عمال الفولاذ منذ 40 عاماً في مدينة بيتسبرغ، وهو السؤال الصحيح لطرحه الآن مع مناورات الرئيس دونالد ترمب حيال اجتماع القمة مع زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون. من الواضح أن الرئيسين، ترمب وكيم، قد عادا وبقوة على الطريق نحو اجتماع 12 يونيو (حزيران) في سنغافورة، بعد تجربة الموت الوشيك التي عانت منها تلك القمة المرتقبة في الأسبوع الماضي. بعث الرئيس الأميركي برسالة لكسر حالة الجمود الراهنة مؤخراً: «أتطلع كثيراً للقاء كيم، ولكنني متألم بسبب غضبه الكبير». ولقد ردت كوريا الشمالية برسالة مفعمة بالمودة: «لدينا تقدير عميق وكبير حيال الرئيس ترمب». والنتيجة: عودة مجريات القمة مرة أخرى. تعدّ تقلبات ترمب المزاجية على طول الطريق نحو القمة المرتقبة من الأمور المألوفة لكل صحافي عمل على تغطية محادثات النقابات العمالية من قبل. (وربما تكون المفاوضات العقارية تحمل نفس السمات هي الأخرى). وعلى مدار العام الماضي، شهدنا كماً هائلاً من المفاوضات المنمقة: التهديد المتكرر بالانسحاب، والانتكاسات في اللحظات الأخيرة، والتأرجح بين التهكم والتملق، والفجوات غير القابلة للتجسير والتي يتم جبرها بشكل شديد الغموض.

يعد أسلوب التفاوض المتقلب إشارة في بعض الأحيان إلى وجود صفقة غير مجرّبة أو غير يقينية، كما يشير أحد كبار المفاوضين لإحدى النقابات العمالية الرئيسية في الولايات المتحدة. وهو يفسر في مقابلة شخصية أن التناقض وتغير الأولويات «تؤخذ حتماً على أنها إشارة على عدم الالتزام بالعملية وعلامة على الضعف» من قبل المفاوضين والوسطاء. ولكنها الأسلوب المفضل لدى السيد ترمب، ورغم غرابة الأسلوب والطريقة، فإنه قاب قوسين أو أدنى من تحقيق إنجاز دبلوماسي هائل.

ومن خلال كل ذلك، ظل ترمب يعاود الرجوع إلى خطته الأساسية: إنه يريد الصفقة، بيد أنه على غير استعداد لتغيير مطالبه بنزع السلاح النووي الكوري الشمالي. ومن جانبها، قدمت كوريا الشمالية سلسلة من التنازلات، بما في ذلك الإفراج عن الرهائن، من دون أي تخفيف للعقوبات المفروضة من جانب الولايات المتحدة في المقابل. وصرح أحد كبار المسؤولين الأميركيين قائلاً: «إننا نسيطر على الأحداث». وحتى الآن، يبدو أن هذا الأسلوب يؤتي ثماره. فماذا بعد؟ وما «الخطوط الحمراء» الثابتة لكل طرف؟ وأين تكمن مساحة المناورة؟ وكيف ستتم ترجمة اتفاقية إطار العمل إلى التزامات محددة، وكيف سيتم رصد ومراقبة هذه الالتزامات؟ وكيف ستتم مكافأة كوريا الشمالية على امتثالها: هل من خلال رفع العقوبات وضخ الاستثمارات الأجنبية؟ ليست لديّ إجابات واضحة أو شافية من المسؤولين في الولايات المتحدة أو كوريا الجنوبية، وربما بسبب أنه ليست هناك إجابات شافية بعد.

وتبدو أن القمة تدور حول فكرتين رئيسيتين، ومن المرجح أن يحلا محل القلب من أي بيان نهائي: ستلتزم كوريا الشمالية بالنزع الكامل للسلاح النووي، وستتعهد الولايات المتحدة بالمساعدة في تحويل كوريا الشمالية إلى أمة حديثة ومزدهرة. ولقد أقر الرئيس ترمب بأن نزع السلاح النووي لن يحدث بين عشية وضحاها. كما أعرب عن الأمر يوم الأربعاء الماضي حين قال: «أود لو أن الأمر تم على الفور. ولكن، كما تعلمون، من الناحية المادية، فإن العمليات المرحلية ضرورية ومهمة».

تعد العملية التدريجية ضرورية بصفة جزئية لأن عملية نزع السلاح النووي قد تستغرق عقداً كاملاً من الزمان، وذلك وفقاً لأحد التقارير الصادرة مؤخراً عن جامعة ستانفورد. لكن المسؤول الأميركي يحذر من فرضية أن هذا التدرج سوف يخضع لقواعد اللعب القديمة، أي أفكار «التزامن» و«التجميد لأجل التجميد» التي ميّزت الصفقات السابقة مع نظام كوريا الشمالية والتي فشلت تماماً. وقال المسؤول الأميركي: «سوف نعرف ما سيبدو عليه حسن النيات المتبادل عندما نراه»، مشدداً على رغبة الرئيس ترمب في عدم خداع الولايات المتحدة مجدداً بوعود كوريا الشمالية، كما حدث في الماضي.

يشير المسؤولون الأميركيون إلى أنه من السابق لأوانه الحديث عن تخفيف العقوبات أو مكافأة كوريا الشمالية الآن، فالثقة ليست موجودة بعد.

طوّرت ديناميكية ترمب - كيم زخماً كافياً خلال العام الماضي من أجل الاستمرار على قيد الحياة وتجاوز صدمة الأسبوع الماضي. ومنذ يومه الأول في البيت الأبيض، كان دونالد ترمب يرى كوريا الشمالية من زاوية أنها أكبر اختبار له، وهو يتطلع إلى عقد هذه الصفقة التي أفلتت من بين أيدي أسلافه. وهذه الرغبة (الصوت الداخلي الذي يصدح بنيل جائزة نوبل للسلام) تجعل ترمب عرضة للتنازلات، ولكن عبر رسالة كسر الجمود الراهن الأخيرة، أظهر أنه يمكنه الانسحاب عن الطاولة إن كانت شروط الصفقة لا تروق له. أما بالنسبة إلى كيم، فإن الزخم كامن ضمن عملية التحديث والتغيير الذي بدأها في عام 2013، أي بعد عامين من توليه الرئاسة. وتشكلت تصوراته للأمة الحديثة من خلال سنوات المراهقة التي قضاها كطالب في سويسرا. ومن الواضح أن فكرة التحول الداخلي في البلاد ظلت قوية في داخله منذ ذلك الحين. وكان بناء الأسلحة النووية جزءاً من تلك الرؤية، ولكنه قال لحزب العمال الكوري في أبريل (نيسان) الماضي إن الوقت قد حان للالتفاف وتركيز الجهود كافة على التنمية الاقتصادية. فهل سوف يتخلى كيم فعلاً عن ورقة المساومة التي قرّبت المسافة بينه وبين لقاء رئيس الولايات المتحدة الأميركية؟ يبدو أن ذلك من غير المحتمل. ولكن تلك هي صفقة سنغافورة، وإن لم يكن الوصول إليها مستطاعاً، حسناً، فمن بين الأمور التي تعلمناها من تغطية مفاوضات نقابات العمال أنه رغم أن الإضرابات يمكن أن تلحق الضرر بالجانبين، فإنها تحدث فقط مع انهيار المحادثات.

*خدمة «واشنطن بوست»

 

هل سيؤدّي التقدم الأمريكي-التركي في منبج إلى تعاونٍ أكبر في سوريا؟

جيمس جيفري/معهد واشنطن/06 حزيران/2018

تشير كافة التقارير إلى أن الاجتماع الذي عُقد في واشنطن في الرابع من حزيران/يونيو بين وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو ووزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو أحرز تقدماً ملحوظاً حول حل مسألة ثنائية شائكة، وهي كيفية التعامل مع «حزب الاتحاد الديمقراطي» - الحليف السوري المحلي للولايات المتحدة في القتال ضد تنظيم «الدولة الإسلامية». ويمكن تفهّم أنقرة التي ترى أن الجماعة السورية الكردية وتسليح واشنطن لها يشكّلان مصدر تهديد، بما أن «حزب الاتحاد الديمقراطي» مرتبط بـ «حزب العمّال الكردستاني» - المنظمة المتمردة التي حاربت الحكومة التركية لأكثر من ثلاثة عقود.

وتتمحور المشكلة بالتحديد حول المنطقة المحيطة بمدينة منبج في سوريا، حيث تقدّمت أوّلاً قوات «حزب الاتحاد الديمقراطي» المدعومة من الولايات المتحدة غرباً عبر نهر الفرات في عام 2016، متجاوزةً بالتالي الخط الأحمر الذي أعلنت عنه تركيا مراراً. ومَثَلها مَثَل إدارة أوباما قبلها، تعهّدت إدارة ترامب من حيث المبدأ بإخراج عناصر «حزب الاتحاد الديمقراطي» من المنطقة رجوعاً عبر نهر الفرات. إلا أن رفض الجماعة الانسحاب ـ إلى جانب مقتضيات الحرب غير المكتملة التي تشنها الولايات المتحدة ضد بقايا تنظيم «الدولة الإسلامية» في شمال شرق سوريا، والتي تتطلب تعاون «حزب الاتحاد الديمقراطي» ـ قد أحدث تغييراً هائلاً في العلاقات بين الولايات المتحدة وتركيا، بحيث أن الدولتين الحليفتين في منظمة حلف شمال الأطلسي قد وصلتا في مرحلة ما إلى درجة تهديد القوات العسكرية لبعضهما البعض.

وفي وقتٍ سابق من هذا العام تمت تهدئة الوضع نوعاً ما، عندما اجتمع وزير الخارجية الأمريكي السابق ريكس تيلرسون بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وتعهدا مبدئياً بالتوصل إلى حل. ومنذ ذلك الوقت، عمل المسؤولون الأتراك والأمريكيون على خارطة طريق لإخراج «حزب الاتحاد الديمقراطي» من منطقة منبج التي تضم عدداً كبيراً من السكان العرب (على الرغم من أن ذلك لا يصل ربما إلى نسبة 90 في المائة التي يدعيها الأتراك). وبمجرد انسحاب الجماعة، سيتولى التواجد الأمريكي - التركي المشترك والسلطات المحلية توفير الأمن للمنطقة.

ومع ذلك، فإن الحواجز الأساسية - رفْضْ «حزب الاتحاد الديمقراطي»المغادرة، وحاجة الجيش الأمريكي لمواصلة عملياته في شمال شرق البلاد - ما زالت قائمةً، وأدت عدة خلافات ثنائية أخرى إلى المزيد من التشويش في العلاقة، بدءاً من مطالبة أردوغان من واشنطن بتسليم العقل المدبّر المزعوم لانقلاب عام 2016 فتح الله كولن، وإلى شراء أنقرة لأنظمة الدفاع الجوي الروسية "إس-400". كما أن خطابات أردوغان المعادية للولايات المتحدة قبل الانتخابات الوطنية التركية المقرر إجراؤها في 24 حزيران/يونيو قد أثارت الغضب أيضاً، مما حفز الساسة الأمريكيين، ووسائل الإعلام، والمحللين إلى التكهن بأن أنقرة تنحرف نحو المعسكر الروسي. إلا أن المحادثات التي جرت في الرابع من حزيران/يونيو في واشنطن قد تمثّل خطوةً كبيرةً نحو تبديد هذه التوترات. فبعد الاجتماع، غرّد جاويش أوغلو قائلاً إنه اتفق مع بومبيو على خارطة طريق في منبج، وأطلع المراسلين في وقت لاحق عن المزيد [من التفاصيل] حول "النتائج الملموسة" المنبثقة عن القمة "المثمرة والناجحة". ووفقاً لمصادر أمريكية وتركية مختلفة، تشمل الخطة بدء «حزب الاتحاد الديمقراطي» في الرجوع عبر نهر الفرات، ربما خلال تسعين يوماً إذا سمحت الظروف ذلك. وسوف تتولى القوات الأمريكية والتركية عمليات الدوريات في المنطقة، وتعمل مع أجهزة الأمن والحكم المحلية.

ويرى الأتراك وبعض الأمريكيين أيضاً أن هذه الخطة هي الخطوة الأولى في نوعٍ جديد من التعاون الثنائي في سوريا، بعد فشل جهود مماثلة خلال إدارة أوباما. وفي تغريدته لمّح جاويش أوغلو إلى هذا التعاون الأوسع نطاقاً. ووفقاً لمصادر في كلا الحكومتين، تتمثّل الفكرة في الضغط المشترك على نظام الأسد وإيران، وأخيراً روسيا لقبول حل سياسي من خلال عملية جنيف التي ترعاها الأمم المتحدة، وهو هدف تركي مهم طويل الأجل توافق عليه الولايات المتحدة، وإن كان بأقل عزماً. وعندما يتحدث المسؤولون الأتراك بشكلٍ عام عن "الضغط" على معسكر الأسد، فإن ما يقصدونه عادةً هو احتلال القوات التركية والأمريكية لشمال سوريا بشكلٍ شبه تام تقريباً، وهي المنطقة التي تضم أكثر من 40 في المائة من أراضي البلاد، وعشرات الآلاف من الحلفاء المحليين المسلحين تسليحاً جيداً، وملايين المواطنين السوريين المقيمين هناك أو المشردين بسبب الحرب، من بينهم العديد عبر الحدود في تركيا.

لكن إلى حين بدء تطبيق هذه الخطط بشكل فعلي، شعرت تركيا بأنها ملزَمة بالانخراط مع روسيا وإيران بشأن فض النزاع العسكري بشكلٍ محدود في سوريا، ويشمل ذلك إلى حد بعيد ما فعلته القوات العسكرية الأمريكية والإسرائيلية مع موسكو. ومع ذلك، يبدو أن الأتراك يعتقدون أن دمشق وطهران ما زالتا عازمتان على تحقيق انتصار عسكري في بقية أنحاء سوريا - وهو سيناريو لا يمكن أن يمنعه سوى التعاون بين الولايات المتحدة وتركيا.

إنّ تحويل النجاح الثنائي التكتيكي في منبج إلى جبهة استراتيجية هو تصوّرٌ مثيرٌ للاهتمام، ولكن هناك العديد من التحديات الجدية التي يجب التغلب عليها. أولاً، يجب أن تبقى الولايات المتحدة منخرطة عسكرياً في شمال شرق سوريا على أقل تقدير، وربما في أماكن أخرى. غير أن ذلك يتطلب التعاون مع «حزب الاتحاد الديمقراطي» في موطنه شرق الفرات - وهو احتمالٌ شائك نظراً إلى أن تركيا تعتبر منطقياً ما زالت في حربٍ مستمرة مع هذه الجماعة. وعلى الرغم من أن القوات التركية وقوات «حزب الاتحاد الديمقراطي» قد حافظتا على وقف إطلاق النار الفعلي على طول الحدود الشمالية الشرقية، إلا أن تركيا سحقت الجماعة في المنطقة الشمالية الغربية من عفرين، ويبدو أنها تستعد للقيام بعملية مماثلة ضد "أبناء عمومة «حزب الاتحاد الديمقراطي»" في شمال العراق.

ثانياً، يبدو أن واشنطن لم تضمن بعد إذعان «حزب الاتحاد الديمقراطي» لخارطة طريق منبج. وإذا تردد الأكراد في قبولها، فمن المرجح أن تتردد أيضاً القيادة العسكرية الأمريكية المسؤولة عن التنسيق معهم ضد بقايا تنظيم «الدولة الإسلامية».

ثالثاً، تبقى الأهداف الاستراتيجية الأمريكية في سوريا غامضة. فتوقعات الرئيس ترامب بأن القوات الأمريكية ستنسحب في غضون ستة أشهر لا تتوافق مع النهج التركي. وفي الوقت نفسه، يبدو أن بعض المسؤولين في الولايات المتحدة والأردن وإسرائيل يراهنون على طرفٍ آخر حول سوريا وهو روسيا، إذ يرون أنها المفتاح لجعل إيران تنسحب. إلا أنه في نظر أنقرة، إن أي حل يترك نظام الأسد دون قيود لن يؤدي إلى انسحاب إيراني؛ بل على العكس من ذلك، سيشكل مخاطر أكبر على الجميع.

أما بالنسبة إلى الاعتبارات المحلية في تركيا، فسيحاول أردوغان على الأرجح استخدام اتفاق منبج لتلميع مصداقيته القومية في الانتخابات المقبلة. وفي الوقت الذي يواجه فيه منافسة قوية في استطلاعات الرأي، فقد يسجّل أردوغان خطة انسحاب «حزب الاتحاد الديمقراطي» شرق الفرات، الذي اقترحته خارطة الطريق، على أنه انتصارٌ ضد «حزب العمّال الكردستاني»، رغم أنه من المستبعد أن يسبق الانسحاب عملية التصويت حتى في أفضل الظروف.

**جيمس إف. جيفري هو زميل متميز في زمالة "فيليب سولوندز" في معهد واشنطن، والسفير الأمريكي السابق في العراق وتركيا.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

الراعي في افتتاح سينودس الأساقفة: ننتظر ولادة حكومة قادرة على إجراء الإصلاحات ولا يمكن القبول بالظلم في ممارسة القضاء

الأربعاء 06 حزيران 2018/وطنية - إنعقد صباح اليوم في الصرح البطريركي في بكركي سينودس الاساقفة الموارنة برئاسة البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ومشاركة مطارنة الطائفة في لبنان وبلدان الانتشار. وتقسم اعمال السينودوس الى قسمين: الاول الرياضة الروحية وتستمر من اليوم وحتى ظهر السبت المقبل إذ سيترأس غبطته القداس الختامي عند الحادية عشرة والنصف. والثاني تبدأ فيه اعمال السينودس من التاسعة من صباح يوم الاثنين المقبل ولغاية ظهر يوم السبت في 16 حزيران وسيصدر إثره البيان الختامي.

الراعي

وألقى الراعي كلمة في افتتاح السينودس، قال فيها: "1- يسعدني أن أرحب بكم جميعا في هذه الرياضة السنوية، وكلمة الله تجمعنا وتنيرنا وتصحح ما يلزم في مسار حياتنا الشخصية وخدمتنا الراعوية. يلقي علينا تأملاتها مشكورا مرشد الرياضة المونسنيور جورج أبي سعد، رئيس إكليريكية مار مارون البطريركية في غزير. إنها أيام صلاة تجمعنا حول مذبح الرب، وتنعش حياتنا وكنيستنا. يسعدنا أن يشارك معنا فيها لأول مرة سيادة أخينا الحبيس المطران شربل مرعي، مطران أبرشية مار شربل بوينس آيرس السابق، بعد دخوله محبسة مار أنطونيوس الكبير التابعة لدير سيدة طاميش للرهبانية اللبنانية المارونية. وقد تفرغ للصلاة من أجل الكنيسة والوطن وهذا المشرق والأبرشية التي خدمها مدة ثلاث وعشرين سنة. ونرحب بأخوينا المطرانين الجديدين سيمون فضول مطران أبرشية سيدة البشاره أيبادان لإفريقيا الغربية والوسطى، ويوحنا رفيق الورشا المعاون والنائب البطريركي المسؤول عن الدائرة البطريركية ومكاتبها المختصة.

2. يرافقنا بالصلاة غبطة أبينا البطريرك الكردينال مار نصرالله بطرس، والسادة المطارنة، الذين لم يتمكنوا من المشاركة الحسية معنا بسبب أثقال الشيخوخة. ويؤلمنا أن يغيب عنا أخونا المثلث الرحمة المطران جورج اسكندر، مطران زحله سابقا، الذي انتقل إلى بيت الآب ظهر الثلاثاء 15 أيار الماضي وأقمنا صلاة المرافقة في كاتدرائية مار مارون - زحله بعد ظهر الجمعة 18 منه. ونصلي الآن الأبانا والسلام لراحة نفسه، ولكي يعوض الله على كنيستنا برعاة صالحين.

3. ندخل أيام الرياضة الروحية الأربعة، استعدادا لأسبوع سينودس كنيستنا المقدس، حاملين بصلاتنا أبرشياتنا، إكليروسا وعلمانيين، وكل أبناء كنيستنا وبناتها، حيثما وجدوا تحت كل سماء. نجتمع في وطننا الروحي الأم، لبنان، لنصلي معا حاملين همومه، أرضا بالمحافظة عليها وعلى هويتنا؛ وشعبا بحماية وحدته وثقافته وتأمين جنسيته للمتحدرين منه برباط الدم؛ ومؤسسات بتنقيتها من الفساد، فيما التحديات السياسية والاقتصادية والمعيشية كبيرة. نصلي من أجل ولادة الحكومة الجديدة المنتظرة منذ تعيين رئيسها في 25 أيار الماضي. الجميع في الداخل والخارج ينتظرها حكومة موصوفة، غير عادية، قادرة على إجراء الإصلاحات في الهيكليات والقطاعات التي التزم بها لبنان في مؤتمر باريس - CEDRE المنعقد في 6 نيسان الماضي، وأريدت هذه الإصلاحات "كشرط بدونه لا" للحصول على المساعدات المالية المقررة، من هبات وقروض ميسرة.

4. ونحمل في صلاتنا المعضلة الكبرى التي تواجهها مدارسنا الكاثوليكية، كباقي المؤسسات التربوية الخاصة، من جراء القانون 46 الذي أصدره المجلس النيابي في شهر آب الماضي، وأوجب رفع الأجور والرواتب بمبالغ ضخمة، بلغ مجموعها في السنة الواحدة ل 1130 معلما في مدارسنا ما يزيد على 118.000.000 دولار أميركي. هذه القيمة الضخمة توجب حتما رفع الأقساط بقيمة مرموقة، يعجز أهالي التلامذة عن تحملها، ولا تريد مدارسنا رفعها، إدراكا منها لعدم قدرة هؤلاء، وقد أصبح ثلث الشعب اللبناني تحت مستوى الفقر. هذا ما سيؤدي إلى إقفال أبواب العديد من مدارسنا في السنة المقبلة وما يليها، إذا لم تساعد الدولة الأهالي على حمل هذا العبء، وهو واجب مزدوج عليها: أولا، لأن المدرسة الخاصة، كالرسمية، ذات منفعة عامة؛ وثانيا، لأن التشريع يستوجب التمويل. ولذا، يقع على مسؤولية الدولة إقفال مدارسنا، وإضعاف التعليم النوعي، والقضاء على النظام التربوي الخاص في لبنان.

5. ونصلي أيضا من أجل المواطنين الذين ينتظرون من الدولة ممارسة العدالة المدنية والعسكرية، بالحق والعدل، لا بالظلم والتشفي، بل بالقضاء المحرر من التدخل السياسي ومن الروح المذهبي والطائفي. فلا يمكن القبول بالظلم والاستبداد من خلال ممارسة القضاء. وهذا أمر لا يتماشى عندنا في لبنان مع النظام الديموقراطي والعيش المشترك ومبدأ المساواة أمام القانون. ومعلوم أن ممارسة القضاء عمل يحكمه الضمير المستنير، واستحضار الله. 6. ونحمل في صلاتنا بلدان الشرق الأوسط التي ما زالت تعاني من الحروب والنزاعات، الآخذة في الهدم والقتل والتهجير، ملتمسين إيقافها وإيجاد الحلول السياسية لها، واحلال سلام عادل وشامل ودائم، وعودة جميع النازحين واللاجئين إليها بالسرعة القصوى، حفاظا على ممتلكاتهم وتاريخهم وثقافاتهم، وتخفيفا عن الأعباء التي تعيشها البلدان المستضيفة، وفي مقدمتها لبنان الذي يرزح تحت أعباء أكثر من نصف سكانه، الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والأمنية.

7. إن زمن الرياضة الروحية هو زمن الروح القدس الذي ينيرنا ويقدسنا، وزمن الصلاة التي ترفع عقولنا وقلوبنا إلى الله. وبالتالي زمن التجدد في الإيمان والرجاء والالتزام برسالتنا الراعوية المقدسة في قيادة شعبنا".

إشارة الى أن ابواب الصرح تقفل امام الزوار طيلة فترة انعقاد السينودس.

 

عون لوفد برلماني اوروبي : للعمل على اقناع الدول الاوروبية بتحقيق عودة النازحين الى بلدهم

الأربعاء 06 حزيران 2018/وطنية - دعا رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، دول الاتحاد الاوروبي الى "مساعدة لبنان من خلال اقناع الدول الاوروبية بالعمل لتحقيق عودة النازحين السوريين الى بلدهم، والحد من الخسائر الكبيرة التي اصابت لبنان اقتصاديا وامنيا واجتماعيا نتيجة استمرار بقائهم على اراضيه".

موقف الرئيس عون جاء خلال استقباله قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، رئيس حزب "التحالف من اجل السلام والحرية" روبيرتو فيوري مع وفد برلماني اوروبي، ضم، النواب اودو فويت (من المانيا)، جان مورا (من سلوفاكيا)، ماريامكوتليبا (من سلوفاكيا)، زيجكو غلاسونوفيتش (من كرواتيا) وهيرفيه فان لايتم (من بلجيكا)، ترافقهم رئيسة "مؤسسة المقدم الشهيد صبحي العاقوري" ليا العاقوري.

فيوري

وتحدث رئيس الحزب روبيرتو فيوري، فأعرب عن "سرور الوفد وفخره بلقاء الرئيس عون بعد سنتين على اول لقاء قبل انتخابه رئيسا وتمثيله للبنان على اعلى المستويات". ولفت الى ان "الحزب يضم عددا من الاحزاب القومية الاوروبية ويخضع للقانون الاوروبي".

وقال: "زيارتنا للبنان نابعة من قناعتنا بأنه يمكن تحقيق السلام في اوروبا اذا ما تحقق السلام في لبنان والشرق الاوسط، وقد اظهرت التطورات الاخيرة ان الارهاب ليس مجرد مسألة تخص الشرق الاوسط فحسب، بل الدول الاوروبية والعالم بأسره، ويجب التعاون معكم على مكافحته. وبفضل ذكائكم وصبركم وقيادتكم الحكيمة، تمكنتم من الحفاظ على السلام في بلادكم خلال السنوات الماضية، وهو مثال يحتذى به في العالم". اضاف: "لا ننوي فقط ان نمثل في البرلمان الاوروبي الدول الاوروبية التي تجمعها المسائل الاستراتيجية، بل ايضا الدول التي يربطنا بها تاريخ عريق. وبعد زيارتنا لسوريا واطلاعنا على ما يجري هناك، اصبحنا اكثر قناعة بأنكم يا فخامة الرئيس ولبنان، تشكلون المثال الافضل من اجل السلام. فنحن هنا للتعلم والتعاون ولاعادة اكتشاف جذورنا المشتركة، وسنبذل اقصى جهودنا من اجل الدفاع عن لبنان في اوروبا، وعن مبادىء الحرية والسلام واستقلالية الاراضي اللبنانية".

رئيس الجمهورية

ورحب الرئيس عون بالوفد، لافتا الى ان "اوروبا يمكن ان تتأثر بكل ما يحصل في لبنان والشرق الاوسط"، معتبرا ان "الحرب في سوريا اتت في سياق دوامة دائرية، بدأت في تونس ومنها انتقلت الى ليبيا ومصر واليمن وغيرها من الدول، ولا تزال تتطور نحو الاسوأ".

وقال: "لقد دخل الارهابيون الى لبنان خلال هذه الحرب، لكننا تمكنا اخيرا من تطهير الاراضي اللبنانية عبر عملية عسكرية للجيش اللبناني. لكن نتائج هذه الحرب انعكست عبئا على لبنان، خصوصا من خلال النزوح السوري الكثيف الذي بات يشكل مع اللاجئين الفلسطينيين، نسبة 50% من عدد السكان في لبنان، وأدى الى تضخم هائل للكثافة السكانية، في ما يعاني لبنان من مساحة جغرافية صغيرة وموارد متواضعة". أضاف: "إن هذه الازمة طال امدها، وزادت من معاناة لبنان الاقتصادية، وفي حال تطورت واستفحلت، فقد يندفع النازحون نحو اوروبا. لذلك، لا بد من حل لهذه المشكلة يكون من خلال عودة النازحين الى سوريا التي قمتم بزيارتها وعاينتم وجود العديد من المناطق الآمنة فيها، الا ان قرارات الامم المتحدة والاتحاد الاوروبي اخيرا أثارت استغرابنا بسبب الممانعة في عودة النازحين وربطها بإرساء حل سياسي قد يطول امده. وهناك امثلة عديدة تؤيد هذا الكلام، ومنها التجربة القبرصية، والقضية الفلسطينية التي لا يزال لبنان يعاني من تداعياتها، حيث يستقبل على ارضه منذ 70 عاما عددا كبيرا من اللاجئين الفلسطينيين".

فيوري

ولفت فيوري الى ان "اعضاء الوفد سيحملون هذه المسألة الى كل السلطات الاوروبية والعالمية، لانه "لا يمكن ان يفرض العالم على لبنان ما لا يرغب فيه، وممارسة الضغط عليه من اجل ذلك، وسنحاول التأثير على الرأي العام لمنع حصول اي حرب داخلية جديدة على لبنان بفعل الضغوط الخارجية".

موراتينوس

وفي السياق الديبلوماسي ايضا، استقبل الرئيس عون، وزير خارجية اسبانيا السابق ميغيل انخيل موراتينوس، يرافقه القائم باعمال السفارة الاسبانية سيرجيو كويستا.

وهنأ موراتينوس رئيس الجمهورية على "اجراء الانتخابات النيابية والصدى الايجابي الذي تركته في المجتمع الدولي".

ثم أجرى الرئيس عون وموراتينوس جولة افق تناولت "الاوضاع المحلية والاقليمية والدولية".

عضو هيئة الاشراف على الانتخابات

الى ذلك، اقسم العضو الجديد في هيئة الاشراف على الانتخابات الدكتور فيصل القاق اليمين امام رئيس الجمهورية، بعد صدور مرسوم تعيينه في الهيئة، في حضور وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق ورئيس الهيئة القاضي نديم عبد الملك. وبعد قسم اليمين، اطلع الوزير المشنوق والقاضي عبد الملك، الرئيس عون على "عمل هيئة الاشراف، في ضوء الصلاحيات المحددة لها في القانون وما تلقته خلال الانتخابات النيابية الاخيرة من مراجعات". واوضح القاضي عبد الملك ان "تقريرا مفصلا تعمل الهيئة على اعداده لمتابعة التدقيق في المخالفات التي حصلت واتخاذ الاجراءات اللازمة في شأنها".

ابي نصر

واستقبل الرئيس عون النائب السابق نعمة الله ابي نصر، واجرى معه جولة افق تناولت "التطورات الداخلية ومرحلة ما بعد الانتخابات النيابية".

رئيس دير القلعة في بيت مري

وفي قصر بعبدا، رئيس دير القلعة في بيت مري الاب المدبر في الرهبنة الانطونية مارون بو رحال، الاب بولس دحداح، الاب جرمانوس جرمانوس وعميد كلية طب الاسنان في الجامعة اللبنانية البروفسور طوني زيتون، الذين وجهوا دعوة الى الرئيس عون لحضور الاحتفال السنوي للدير في 23 حزيران الجاري.

 

الحريري استقبل نائب رئيس البعثة التركية موراتينوس: الوضع في لبنان إيجابي

الأربعاء 06 حزيران 2018 /وطنية - استقبل رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري عصر اليوم، في "بيت الوسط"، وزير الخارجية الاسباني الأسبق ميغيل أنخيل موراتينوس الذي قال على الأثر: "هنأت الرئيس الحريري على تكليفه تشكيل الحكومة، وأنا أرى أن الوضع في لبنان اليوم إيجابي. فاللبنانيون باتوا متحدين أكثر من أي وقت سابق ويعتمدون على أنفسهم من أجل بناء مستقبلهم، يتحملون المسؤولية كاملة لإرساء الاستقرار على الصعيد الحكومي والمؤسساتي. كما كان بحث في الشؤون الإقليمية". ثم استقبل الرئيس الحريري المستشار الأول نائب رئيس البعثة التركية في لبنان سنجر يوندم، وعرض معه الأوضاع العامة والعلاقات الثنائية.

 

بري عرض الوضع الأمني مع عثمان واستقبل موراتينوس وزوارا

الأربعاء 06 حزيران 2018 /وطنية -إستقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري ظهر اليوم في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان، وعرض معه للوضع الأمني وما تقوم به قوى الأمن من دور في مكافحة الجريمة والحفاظ على الأمن والإستقرار. ثم إستقبل وزير الخارجية الأسباني السابق ميغيل أنخيل موراتينوس، وعرض معه للتطوارت الراهنة في لبنان والمنطقة. وإستقبل بري بعد الظهر، السفير المكسيكي في لبنان خوسيه إغناسيو مادرازو، وبحث معه في العلاقات الثنائية بين البلدين.

 

جعجع: لفتح تحقيق فوري بتهريب صهاريج محروقات يوميا من سوريا إلى لبنان عبر الحدود

الأربعاء 06 حزيران 2018 /وطنية - صدر عن رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع البيان الآتي: "تبين بما لا يقبل الشك، وخصوصا بعد تصريح وزير الدولة لشؤون مكافحة الفساد نقولا تويني، بأن عشرات من صهاريج المحروقات التي تتراوح ما بين 50 إلى 100 صهريج يوميا، تهرب من سوريا إلى لبنان عبر الحدود الشرقية والشمالية مما يتسبب بخسارة محققة للخزينة اللبنانية بمئات آلاف الدولارات يوميا وبالتالي بعشرات ملايين الدولارات سنويا". اضاف: "إن لبنان يبحث في آخر أصقاع العالم على مساعدات لكي يدعم ميزانيته العامة واقتصاده الوطني في الوقت الذي يضيع من بين أيدينا عشرات ملايين الدولارات سنويا، لذا نتمنى على وزير المال علي حسن خليل بصفته وزير الوصاية على الجمارك اللبنانية أن يفتح تحقيقا فوريا في القضية ويحدد المسؤوليات ويوقف عمليات التهريب الجارية. كما نتمنى على رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس الحكومة سعد الحريري إعطاء التعليمات اللازمة والواضحة إلى قيادة الجيش اللبناني من أجل إقفال المعابر غير الشرعية التي تتم عبرها عمليات التهريب".

 

رسالة المعلم الى باسيل: القانون رقم 10 لن يؤدي الى نزع ملكية أحد

الأربعاء 06 حزيران 2018 /وطنية - أكد وزير الخارجية السوري وليد المعلم في رسالته الى وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل، والتي حملها إليه السفير السوري علي عبد الكريم علي، أن القانون رقم 10 الذي أصدرته السلطات السورية لتنظيم المناطق في سوريا يضمن للمواطنين السوريين الموجودين داخل سوريا وخارجها تثبيت حقوقهم سواء من قبلهم شخصيا أو من خلال وكالة قانونية أو عبر أقربائهم حتى الدرجة الرابعة. وأوضح المعلم أن القانون "لن يؤدي الى نزع ملكية أحد، بل على العكس تماما سيؤدي الى تثبيت ملكيات وحقوق المواطنين السوريين وتنظيمها بشكل قانوني وخصوصا في ظل عمليات التغيير في الملكيات والتزوير في الوكالات التي حدثت في المناطق التي يسيطر عليها الإرهابيون". وشدد المعلم في رسالته على أن "أمام المواطنين السوريين الوقت الكافي منذ صدور القانون لتجهيز سندات الملكية سواء كانت بحوزتهم أو عبر إستصدار نسخ منها من دوائر المصالح العقارية بشكل يسير وروتيني، وخلال مدة لا تتجاوز بضعة أيام"، مؤكدا "حرص الحكومة السورية على مواطنيها وأنها ناشدتهم للعودة الى بلادهم وأبدت استعدادها لتوفير متطلبات العيش الكريم لهم، ولا سيما في ظل الانحسار المستمر للمساحات التي فيها إرهابيون". وكان باسيل عرض العلاقات الثنائية مع سفير الأرجنتين ريكاردو لارييرا.

 

سامي الجميل استقبل زاسبكين: لفصل عودة النازحين عن ترقب التسوية السياسية

الأربعاء 06 حزيران 2018 /وطنية - استقبل رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل في بيت الكتائب المركزي ظهر اليوم، سفير روسيا الكسندر زاسبكين، في حضور نائب رئيس الحزب الدكتور سليم الصايغ وعضو المكتب السياسي فادي عردو. وعرض المجتمعون الاوضاع في لبنان والمنطقة، وطرح الجميل موضوع النازحين السوريين وضرورة العمل على عودتهم بالتعاون مع الروس "الذين لهم دور مهم جدا وهم الوحيدون القادرون على التحدث مع كل الاطراف في سوريا ولبنان". وطلب رئيس الكتائب "أن يكون هناك مقاربة عملية انسانية يتم خلالها فصل المسألة السياسية عن المسألة الانسانية بالنسبة الى النازحين، وفصل عودتهم عن ترقب التسوية السياسية النهائية بالنسبة الى سوريا". وتطرق الاجتماع الى موضوع تشكيل الحكومة "وضرورة انقاذ لبنان من الوضع الاقتصادي المتدهور بحكومة قادرة على ادارة شؤون الناس بنهج جديد ورؤية واضحة". وشدد الجميل على ان "المحافظة على استقرار الامور في لبنان تكون بتبني الاصلاحات المنتظرة التي هي مدخل للاستقرار فيه. فلا يمكن بقاء الامور على ما هي، اذ انها تقود لبنان الى الهاوية"، واعتبر ان "استعمال الاستقرار كحجة لعدم التغيير هو بحد ذاته ضرب للدولة وللاستقرار".

 

لائحة بيروت الوطن طعنت أمام المجلس الدستوري بانتخابات بيروت الثانية سلام: مخالفات جسيمة وتزوير لارادة الناخبين

الأربعاء 06 حزيران 2018 /وطنية - أعلن رئيس لائحة "بيروت الوطن" صلاح سلام واعضاء اللائحة: سلوى الخليل الامين وابرهيم شمس الدين ومصطفى بنبوك وجورج شقير وسعيد الحلبي، أنهم قدموا مراجعة امام المجلس الدستوري لإبطال العملية الانتخابية في دائرة بيروت الثانية.

جاء ذلك في مؤتمر صحافي عقدوه ووكيل اللائحة المحامي سعيد مالك بعد ظهر اليوم، في نادي الصحافة - فرن الشباك، استهله مالك برد أسباب الطعن الى "ثغر تخللت العملية الانتخابية اثرت في نتائجها"، مبديا ثقته بأن "المجلس الدستوري سينظر بمسؤولية واستقامة في الفصل بالنزاع وضمن اطار الحق والقانون". وقال:"الطعن جاء مدعما بالمستندات الثبوتية بالصوت والصورة التي تؤكد المخالفات التي تحدثنا عنها".

سلام

ثم تحدث سلام عن "مخالفات جسيمة وتزوير لارادة الناخبين عبر ممارسات مشينة اساءت للسلطة وطعنت بنزاهة الانتخابات وبصدقيتها في بيروت الثانية، ومن هذه المخالفات، منع المندوبين من الدخول الى اقلام الاقتراع بحجة مندوب لائحة او مندوب مرشح، علما ان من اعطى التصاريح هو نفسه من ألغاها بعد ساعات، عدم التقيد بالاصول وبأحكام قانون الانتخابات سواء في عملية الاقتراع او اثناء الفرز اليدوي وكذلك الفرز في لجان القيد، اختفاء اصوات المقترعين وبعض المرشحين من صناديق الاقتراع، وصول صناديق الاقتراع الى لجان القيد غير مختومة بالشمع الاحمر ومن دون محاضر موقعة من رؤساء الاقلام، دخول صناديق ومغلفات تحوي اصواتا غب الطلب لمصلحة مرشحي السلطة، ارتفاع نسب التصويت في شكل ملتبس ومشبوه بعد اقفال صناديق الاقتراع اذ ارتفعت النسبة المعلنة من 37 الى 42 في المئة والعثور على صناديق الاقتراع في الشوارع والارصفة".

وإذ اعتبر "هذه المستندات وغيرها سببا لتقديم الطعن"، أبدى ثقته بالمجلس الدستوري وبأحكامه.

شمس الدين

وكانت مداخلات لعدد من المرشحين على اللائحة، فاعتبر شمس الدين ان "لبيروت الثانية خصوصية معينة في هذه الانتخابات كون نصف المرشحين فيها هم من اهل السلطة ابرزهم وزير الداخلية والبلديات المسؤول عن ادارة العملية الانتخابية وعن نزاهتها، وكان يجب ان يكون حياديا، لكن هناك انطباع بأنها لم تكن كذلك وترشحه اعطاها نكهة حادة".

الصالح

وقال مفوض حقوق الانسان السفير ادريس الصالح: "السياسيون سرقوا اصوات الناس. من المعيب ألا يجد مرشح للانتخابات صوته في صندوق الاقتراع". وحمل المسؤولية "للسياسيين الذين كانوا يديرون العملية الانتخابية"، طالبا من القضاء "إعطاء المرشحين حقوقهم".

الامين

أما الامين فتحدثت عن مخالفات في اقلام الفرز مثل "عدم استعمال الشاشات في احد المراكز"، مؤكدة ثقتها بالمجلس الدستوري، آملة منه ان "يعطي الصورة الحقيقية للجسم القضائي في لبنان".

 

جمانة حداد تقدمت بطعن أمام الدستوري: لإبطال العملية الانتخابية برمتها في بيروت الأولى

الأربعاء 06 حزيران 2018 /وطنية - تقدمت المرشحة جمانة حداد، اليوم بواسطة وكيلها المحامي ملحم خلف، بالطعن في نتيجة الانتخابات النيابية في دائرة بيروت الأولى عن مقعد الأقليات، امام المجلس الدستوري في الحدت. وقالت حداد في مؤتمر صحافي أمام المجلس الدستوري: "لقد تقدم وكيلي المحامي الدكتور ملحم خلف صباح اليوم بطعن باسمنا، أمام رئيس المجلس الدستوري، إيمانا منا بأن القضاء هو المرجع الأول والأخير لإحقاق الحق، ولجلاء حقيقة ما جرى في العملية الانتخابية، قبلها، وأثناءها، وبعدها، من التباسات وانتهاكات طاولت نزاهتها وحياديتها وشفافيتها، وأبطلت إرادة الناس الانتخابية، وأشاعت الشكوك حول صحة النتائج المعلنة ورسم علامات استفهام كبرى حولها". وأضافت: "إن الالتباسات الخطيرة التي شابت العملية الانتخابية، وخصوصا منها عدم حياد السلطة التنفيذية، وانتهاك القانون في شأن اقتراع غير المقيمين، واختفاء نتائج عدد من أقلام هؤلاء، وتعطل "سيستام" الاحتساب الألكتروني، واختفاء صندوق ثم ظهوره في وزارة الداخلية، ليتم نقله في ساعة متأخرة من الليل إلى مركز الفرز في الـ"فوروم دو بيروت"، وما اعترى نقل بعض الصناديق بدون حراسة أمنية، والمغالطات في احتساب الأصوات في بعض الصناديق، وطرد المندوبين والمرشحين من غرفة الفرز، ووصول صناديق مفتوحة، ورفض تسجيل التحفظ والاعتراض من قبل مندوبي لائحة "كلنا وطني"، كل هذا وسواه يمثل في نظرنا أسبابا موضوعية للشك في صحة هذه الانتخابات". وتابعت:"ثم إن إجماع الماكينات الانتخابية، وخصوصا منها ماكينات اللوائح المنافسة، على إعلان فوزنا، عبر شاشات التلفزة المختلفة، في ساعة متأخرة من ليل الأحد، بعد انتهاء الفرز الأولي في الأقلام، ثم تغير النتيجة في صباح اليوم التالي، بعد عمل لجان القيد في الكرنتينا، قد راكم الشكوك، وضاعفها، حول الأسباب الخفية والمحتملة لهذا التغير". وأضافت: "إن مطالباتنا المتكررة لوزارة الداخلية، ابتداء من اليوم الذي أعقب إعلان النتائج، بلزوم إعطائنا صورا طبق الأصل عن اعلانات الفرز الأولية ومحاضر لجان القيد وسواها من المستندات لنتمكن من مقارنتها بالنتائج الرسمية النهائية، ورفضها المتكرر تنفيذ القانون في هذا الشأن، وطردها للمباشر الذي أرسلناه بواسطة الكاتب العدل، ثم تذرعها مرةً ثانية وثالثة، بعدم حقنا في المطالبة بهذه الوثائق، وعدم إرسال هذه النتائج إلى الهيئة العليا للإشراف على الانتخابات، هذه الأسباب كلها جعلتنا نلجأ اليوم إلى المجلس الدستوري، واضعين هذه المعطيات الموثقة وغيرها في تصرفه، بغية معرفة الحقيقة الساطعة في شأن النتائج المعلنة وصحتها". وتابعت: "بناء على ملف الطعن الذي تقدم به وكيلنا، وبناء على الانتهاكات الموثقة، فإننا نطالب بإبطال نيابة المرشح المعلن فوزه بدلا منا، وإبطال العملية الانتخابية برمتها في بيروت الأولى". وختمت بالقول: "لنا ملء الثقة برئيس المجلس الدستوري وأعضائه، في أنهم يمثلون ما تمليه مسؤوليات الضمير والحق والعدل".

 

زيارة قريبة لجنبلاط إلى السعودية

بيروت – “السياسة/06 حزيران 2018 /لم تستبعد أوساط سياسية في بيروت قيام رئيس “الحزب التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط بزيارة قريبة إلى المملكة العربية السعودية ولقاء كبار المسؤولين فيها، وفي مقدمهم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، للبحث في تطورات الأوضاع في لبنان والمنطقة، بعد غياب لجنبلاط عن زيارة المملكة لوقت طويل. وقالت الأوساط: إن الغياب كان بسبب الظروف السياسية التي مر بها لبنان والمنطقة، واختلاف وجهات النظر بين الطرفين، لكن وبعد اتصالات غير مباشرة بين جنبلاط وقيادات سعودية، كان للقائم بالأعمال السعودي في بيروت الوزير المفوض وليد البخاري دور فيها، عادت المياه إلى مجاريها بين رئيس “الاشتراكي” والقيادة السعودية التي تحرص كما أكدت الأوساط لـ”السياسة”، على عمق العلاقات التاريخية التي تربطها بجنبلاط، كما سائر القيادات اللبنانية الصديقة للمملكة.

وأشارت إلى أن الزيارة ستفتح الباب أمام تعزيز أواصر الصداقة القديمة بين جنبلاط والقيادة السعودية، وبما يصب في إطار دعم لبنان والمؤسسات الدستورية، بالتزامن مع قرب تشكيل الحكومة الجديدة، حيث تحرص الرياض على دعم الرئيس المكلف سعد الحريري على إنجاز مهمته في أسرع وقت.