المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 30 تموز/2018

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/newselias18/arabic.july30.18.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة
عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

من اعترف بـي أمام الناس، أعترف به أمام أبـي الذي في السماوات. ومن أنكرني أمام الناس، أنكره أمام أبـي الذي في السماوات

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/مشهدية التميمي التمجيدية والأوهام

الياس بجاني/العلة ليست في نظام لبنان الطائفي بل في الطاقم السياسي العفن

الياس بجاني/أصحاب شركات الأحزاب المسيحية اللبنانية وتجار الهيكل

الياس بجاني/لا عقد تعيق تشكيل الحكومة، بل سيد يأمر وأتباع ينصاعون

الياس بجاني/كل العزاء لأهل السويداء

الياس بجاني/عصام خليفة شامخ كشموخ الأرز في مواجهة القيمين على الجامعة اللبنانية حيث المحسوبيات قائمة والفساد مستشري

 

عناوين الأخبار اللبنانية

المقاومة بعدم المقاومة، أو سياسة النأي بالنفس/ادمون الشدياق

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 29/7/2018

الدروز فجرهم ابن تيمية لا الحزام الناسف

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

الصراع باقٍ ولن يوقفه الإمام المهدي/الشيخ حسن مشيمش/جنوبية

باسيل يضع مسؤولية ولادة الحكومة في عهدة الحريري

دبابات للجيش اللبناني في قعر البحر لتطوير البيئة وزيادة الثروة السمكية ومشروع جديد مقابل شواطئ صيدا أبوابه مفتوحة للزوار

القانون يفرض توقيف علي مملوك إذا دخل لبنان

الترقيات تدفع عسكريين في الجيش اللبناني إلى نيل شهادات جامعية مزورة ووزير التربية أعلن ملاحقة الجامعات المتورطة

باسيل بعد زيارة واشنطن القاسية: إحراج الحريري

"حلابات" أبقار غير مطابقة للشروط.. ورد الوزير

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

انهيار تاريخي للعملة الإيرانية والدولار بـ110 آلاف ريال

نتانياهو: قانون القومية لن يمس حقوق الأقليات

مصير إدلب على طاولة «آستانة» في سوتشي

ترمب يهدد بإيقاف عمل الحكومة بسبب قضية الهجرة

إردوغان يصعّد قضية القس ويحذر واشنطن من فرض العقوبات

إسرائيل تعترض سفينة ناشطين مناهضين للحصار قبالة قطاع غزة

ظريف يصف المسؤولين الأميركيين بـ«مدمني» فرض العقوبات في إشارة لتأثيرها الكبير على الاقتصاد الإيراني

الرئاسة التركية: إنقاذ العلاقات مع واشنطن ممكن... لكن بشروط واعتبرت أن هناك نيات حسنة لدى ترمب يمكن البناء عليها

لجان بين دمشق والأكراد ترسم خريطة لـ«سوريا لامركزية» ووفد حلفاء واشنطن يعود إلى شرق نهر الفرات

مصر.. مقتل قيادي قبطي كبير بدير في ظروف غامضة

 

المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

عودةُ النازحين إلى... «النظام»/سجعان قزي/جريدة الجمهورية

برِّي والعونيون... ليس بالمناكفات تحيا الإنجازات/كلير شكر/جريدة الجمهورية

الحريري ليس مستعجلاً: ما عندكم غَيري/طوني عيسى/جريدة الجمهورية

الأم والأمة... ومعاناة الشعوب/الهام فريحة/الأنوار

الأسد - إيران - «حزب الله» : إعادة النظر في التحالف/مهنّد الحاج علي/الحياة

مصير دروز سوريا... في حسابات مستخدمي «داعش»/إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط

لماذا يهاجم ترمب حلفاءه/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

مواجهة النظام الإيراني... الحل الوحيد/عبدالله بن بجاد العتيبي/الشرق الأوسط

المواجهة الأميركية ـ الإيرانية... ما زلنا في انتظار الحسم/سوسن الشاعر/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

الراعي يعلن رفض تراجع لبنان واستباحة القوانين وممارسة الظلم: غياب التجرد والتواضع يعثر تشكيل الحكومة

باسيل زار دير مار مارون والتقى فاعليات الهرمل: ملتزمون بالسعي لتحقيق مطالب المنطقة

باسيل ممثلا رئيس الجمهورية في تدشين سد وبحيرة اليمونة: بالمحبة والقانون نستطيع حل مشاكلنا العقارية وكل الأزمات

قاووق: لبنان أول المستفيدين من هزيمة المشروع التكفيري في سوريا

نواف الموسوي بحث مع وفدي بلدية صور ومهندسيها مواضيع انمائية واخرى تخص التنظيم المدني

أرسلان: كل من يحاول قوقعة الدروز فليحلم ولن نصبح عملاء للسفارات وحرس حدود لإسرائيل ومن يحلل دمنا يحصد ما شهدناه في السويداء

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية
من اعترف بـي أمام الناس، أعترف به أمام أبـي الذي في السماوات. ومن أنكرني أمام الناس، أنكره أمام أبـي الذي في السماوات

انجيل القديس متى 10/26- 33/لا تخافوهم. فما من مستور إلا سينكشف، ولا من خفـي إلا سيظهر. وما أقوله لكم في الظلام، قولوه في النور. وما تسمعونه همسا، نادوا به على السطوح. لا تخافوا الذين يقتلون الجسد ولا يقدرون أن يقتلوا النفس، بل خافوا الذي يقدر أن يهلك الجسد والنفس معا في جهنم. أما يباع عصفوران بدرهم واحد؟ ومع ذلك لا يقع واحد منهما إلى الأرض إلا بعلم أبـيكم السماوي. أما أنتم، فشعر رؤوسكم نفسه معدود كله. لا تخافوا، أنتم أفضل من عصافير كثيرة. من اعترف بـي أمام الناس، أعترف به أمام أبـي الذي في السماوات. ومن أنكرني أمام الناس، أنكره أمام أبـي الذي في السماوات.

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

مشهدية التميمي التمجيدية والأوهام

الياس بجاني/29 تموز/18

الشعوب العربية وشرائح كبيرة من شعبنا اللبناني تعشق التلهي بأحلام اليقظة والتغني بانتصارات وأمجاد وأبطال هم مجرد أوهام ومشهدية التميمي التمجيدية اليوم خير مثال.

 

العلة ليست في نظام لبنان الطائفي بل في الطاقم السياسي العفن

الياس بجاني/28 تموز/18

نظام لبنان قائم على الطائفية أي تقاسم السلطة بين الطوائف علماً أن لا دين رسمي للدولة. هذا النظام هو تعايشي وحضاري وهو ما يميز لبنان عن كل انظمة دول الشرق الأوسط الدكتاتورية والدينية والقمعية والجهادية. يبقى أن الطاقم السياسي اللبناني الجاهل والفريسي وخصوصاً الشق المسيحي منه هو منافق وذمي ولا يهمه غير تأمين مصالحه الخاصة. العلة ليست في النظام ولا في الدستور بل هي في نوعية الطاقم السياسي العفن المستغل لكل شيء على حساب الوطن والمواطن..ومن المحزن أن شرائح كثيرة من شعبنا هي أغنام تسير خلف السياسيين بغباء وجهل وقلة إيمان..واخطر هذه القطعان هم المنطوون داخل الأحزاب الشركات وهنا لا استثناء واحد لا مسيحي ولا مسلم..كلهم سواسة في العهر والنفاق والذمية والكذب والنفاق.

 

أصحاب شركات الأحزاب المسيحية اللبنانية وتجار الهيكلLebanese Christian Politicians Ignore Every Thing That Is Christian/

الياس بجاني/28 تموز/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/66346/elias-bejjani-lebanese-christian-politicians-ignore-every-thing-that-is-christian-%D8%A3%D8%B5%D8%AD%D8%A7%D8%A8-%D8%B4%D8%B1%D9%83%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%AD%D8%B2%D8%A7%D8%A8-%D8%A7%D9%84/

عملياً وواقعاً معاشاً على الأرض فإن اصحاب شركات الأحزاب المسيحية هم غرباء عن كل القيم المسيحية وأسوأ من الكتبة والفريسيين ويمارسون افعال التجار الذين طردهم المسيح من الهيكل .

 

لا عقد تعيق تشكيل الحكومة، بل سيد يأمر وأتباع ينصاعون

الياس بجاني/28 تموز/18

كل من دخل صفقة التسوية ارتضى باحتلال حزب الله وبسلطته المطلقة وبالتالي لا عُقد مسيحية ودرزية وسنية بل سيد يأمر واتباع تُطيع وتنفذ.

 

كل العزاء لأهل السويداء

الياس بجاني/27 تموز/18

لا أحد يتحسس أوجاع اهل السويداء كاهل الدامور والقاع وبريح وملات الذين واجهوا غزوات بربرية وجاهلية كالغزوة التي طاولت السويداء أمس.

 

عصام خليفة شامخ كشموخ الأرز في مواجهة القيمين على الجامعة اللبنانية حيث المحسوبيات قائمة والفساد مستشري

تقارير عن مجرى التحقيق مع خليفة

الياس بجاني/27 تموز/18

عصام خليفة شلح من شجرة الأرز المقدسة فكراً ومواقفاً وثقافة وعناداً وإيماناً ورجاءً.

عصام خليفة هو كالأرزة الشامخة صامد وقوي وشجاع ولن ينحني لغير الله سبحانه تعالى.

عصام خليفة الحر والوطني والسيادي والأكاديمي بإمتياز هو نموذجاً ممتازاً وحياً لضمير ووجدان كل أحرار وشرفاء لبنان..

رفع هذا الحر الصوت عالياً وبجرأة ومعرفة مسمياً الأشياء بأسمائها ومطالباً بالتصحيح والتقويم.

عصام خليفة استدعي للتحقيق لأنه ومن خلال الوثائق الإثباتات الدامغة كشف الفساد المستشري في الجامعة اللبنانية التي هي جامعة كل اللبنانيين وليست لشريحة معينة أو لمجموعة محددة من الناس.

استدعوه للتحقيق وهم ليس لديهم ما يتهمونه به غير شرف الشهادة للحق، وهذا ما أعلنه بصوت عال بعد خروجه من مكتب المحقق مؤكداً استمراره وتمسكه بكل الأمور التي اثارها ورفعها في وجه رئيس الجامعة ومطالباً بالعدل وبتطبيق القوانين.

إن أمثال عصام خليفة يُخيفون ولا يخافون لأنهم مع الحق ومع لبنان ومع القانون ومع المؤسسات التعليمية ومع دورها الرائد في كل المجالات.

تحية إكبار لعصام خليفة من احرار وشرفاء لبنان.

ومع عصام خليفة 100% في مواجهة محاولات أيرنة الجامعة اللبنانية وتغيير هويتها.

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

المقاومة بعدم المقاومة، أو سياسة النأي بالنفس

ادمون الشدياق/28 تموز/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/66362/%D8%A7%D8%AF%D9%85%D9%88%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%AF%D9%8A%D8%A7%D9%82-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%82%D8%A7%D9%88%D9%85%D8%A9-%D8%A8%D8%B9%D8%AF%D9%85-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%82%D8%A7%D9%88%D9%85%D8%A9/

بما ان النأي بالنفس هو عدم مهاجمة اي فريق خارجي او داخلي اعلامياً او كلامياً او عسكريأً فهل هذا معناه ان القوات اللبنانية وسائر القوى السيادية قبلت مرحلياً بالاحتلال الايراني للبنان وعدم التعرض له.

وهل تسيير امور التاس الحياتية واليومية وهم محتلون وصاغرون ومنتهكون كالاغنام هو المقاومة التي اصبحنا ننتهجها لتحرير لبنان.

اللبناني ما كان يوماً خاروف في مزرعة ولا قبل يوماً عندما خُيران يكون كذلك ولذلك قاوم بالدم والعرق ليبقى الصوت الصارخ في محراب الحرية التي هي اعز الف مرة من حياته او حياة اولاده، واي احصاء في مجتمعنا سيثبت ذلك.

ان الدخول في هذه الحكومة المدجنة والذمية والتي تغطي الاحتلال الايراني للبنان لهي نقطة سوداء في سجل المقاومة اللبنانية مهما حاولنا تجميلها وتسويقها كانتصار.

انها الانتصار المرحلي عند عفو الذئب عن قطيع الاغنام لبعض حين لأنه متخم ونحنا ما تعودنا ان نكون قطيع من الاغنام ولا يجب ولا نريد ان نكون. واذا كان الدخول هو تسوية من اجلنا نحن الشعب لتحسين حياتنا اليومية فنحن لا نريده مغمساً بحبر التقية والقدرية والانتظار على ضفة النهر.

نطالب بموقف يليق بالمقاومة اللبنانية فالحرية لا تنتزع بانصاف الحلول والتسويات السياسية العادية والتقية والتذاكي على الاقدار بل بالمقاومة الكلية الشاملة وعدم تغطية الاحتلال ولو اقله بالمعارضة الفاعلة الجدية والموقف الرافض بالمطلق لهذا الاحتلال وعدم التعايش مع افرازاته المؤسساتية الحاكمة وكأنها واقع وقدر. ما ازال اؤمن بمقاومتنا وبقدرة القوى السيادية على قلب الطاولة على قوى الاحتلال والقهر ولكن الوقت لا يعمل لصالحنا او صالح قضيتنا فأن لم ننتفض قريباً وقريباً جداً فلن نجد من يناصرنا او يثق بنا عندما نضطر الى الانتفاض والنضال والمقاومة لأن مفهوم الذمية وانصاف الحلول والتسويات والهروب الى الأمام ستكون الذهنية الغالبة لأجيال ما عادت تتذكر شرف المقاومة والنضال وكسر المعادلات وتعيش على التسويات وإنصاف الحلول والانتظار على ضفة النهر، لعلى وعسى.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 29/7/2018

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

على رغم الترقب المستمر لما يعلن من مواقف واتصالات على مسار السعي لتأليف الحكومة اللبنانية واستطلاع ما هو غير معلن من اتصالات على هذا المسار، الا أن موضوعين تقدما نسبيا في الساعات القليلة الماضية على مسألة التأليف وهما: ما تخلفه مجزرة السويداء من ترددات على الساحة المحلية وتحديدا الدرزية. والحدث الثاني هو خروج المقاومة بنت السابعة عشرة عهد التميمي من أحد سجون الاحتلال الاسرائيلي في الضفة الغربية وانتقالها الى بلدتها بيت صالحة حيث كان لها عرس الأبطال.

في أي حال، الجو الذي تحدث فيه الوزير جبران باسيل من اليمونة حيث قال مما قاله: حقيبتا الطاقة والخارجية معنا، ربما يؤشر الى إيجابية مقنعة في اليومين المقبلين على مسار التأليف الحكومي، في وقت ينتظر الجميع استعادة مساعي التأليف زخمها، وبالتوازي مع ما تعهد به لبنان تسهيلا للمبادرة الروسية لإعادة النازحين السوريين.

البطريرك الراعي لفت الى أن التواضع يؤدي الى حل من أجل تأليف الحكومة، رافضا اتجاه البلاد نحو مزيد من التراجع الإقتصادي والثقافي والسياسي.

تفاصيل النشرة نبدأها فلسطينيا، من استعادة أيقونة المقاومة الفلسطينية عهد التميمي حريتها بعد ثمانية أشهر أمضتها خلف قضبان الاحتلال بحجة صفعها جنودا إسرائيليين حاولوا اقتحام منزل ذويها.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

لا تقدم ولا تراجع، هذا هو حال قطار التأليف الحكومي.

في عطلة نهاية الأسبوع لم تستجد أي عناصر من شأنها تثبيت مساحات التفاؤل الذي ضخ عقب اللقاء الأخير للرئيسين ميشال عون وسعد الحريري الأربعاء الماضي.

في المقابل أجواء تفاؤل واسترخاء عكستها المهرجانات الفنية المنتشرة في طول لبنان وعرضه: من قلعة الشقيف التي احتضنت في مهرجانات صور الدولية شيخ الطرب العربي الأصيل والملتزم لطفي بو شناق، مرورا ب"اهدنيات" التي شهدت على ليلة فنية مبهرة، وصولا إلى الأرز حيث صدحت ماجدة في ثاني ليالي المهرجانات الدولية.

في فلسطين مهرجان من نوع آخر، في يوم كان يوم انتصار مناضلة برتبة أيقونة رغم صغر سن ابنة السبعة عشر ربيعا.

إنها عهد التميمي…ذات الضفائر الشقر التي خرجت من خلف زنازين العدو الإسرائيلي أكثر قوة وصلابة وتصميما على مقارعة الاحتلال. عهد هي التي كانت تعتقل سجانيها في زنزانتها، من هناك أرسلت صورة إلى العالم- أو ما تبقى منه متحضرا- عن انتهاك العدو حصانات وحقوق الطفولة. عهد بكرت في العودة الصباحية إلى الحرية في ربوع بلدتها النبي صالح التي لطالما شهدت أزقتها وشوارعها على بطولات فتاة صفعت يوما جنود الاحتلال وركلتهم عند جدار منزلها ولقنتهم دروسا في الوطنية والصمود ونبذ المحتل.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"

الحكومة تنتظر جولة جديدة من المشاورات والاتصالات بعدما عاد الى الضوء الكلام عن المعيار الواحد، وان كان لكل طرف معياره في شكل الحكومة وحصته.

وبين الانتظار ورهان الجميع على الدور الاساسي للحكومة في المرحلة المقبلة على المستويات الاقتصادية والانمائية وعلى خط الدفع باتجاه إعادة النازحين السوريين الى بلادهم، فان البطريرك الماروني الكاردينال عبر اليوم عما اسماه فقدان الشعب اللبناني الثقة بالسلطة السياسية، وسأل الى أين نحن ذاهبون ببلادنا؟ رافضا استباحة المبادئ والمعايير الدستورية والقوانين.

في المقابل فان تداعيات المجزرة في السويداء بقيت تتردد لبنانيا من خلال تقبل التعازي في دار طائفة الموحدين الدروز في بيروت.

إقليميا، اطلاق سراح ايقونة فلسطين عهد التميمي من سجن الاحتلال الاسرائيلي بعد ثمانية اشهر من الاعتقال، أعاد الى الواجهة ممارسات القمع الاسرائيلي بحق الفلسطينيين.

واليوم وعبر تغريدة له عبر "تويتر" قال الرئيس سعد الحريري: مبروك للفتاة الشجاعة عهد التميمي خروجها الى الحرية، وتحية الى كل المناضلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال الاسرائيلي ولكل الشعب الفلسطيني البطل.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

على عهدها عهد التميمي بل أشد موقفا، أبلغ كلمة، أقوى عزيمة، وأكثر إصرارا على مقاومة الاحتلال.

ثمانية شهور من الأسر فشلت بإسكات المناضلة الشابة او إماتة تصميمها، او تبديل نيتها على صفع الاحتلال كل يوم كفا، وضرب هامته بعمل تنشد فيه حرية شعب يعبر بصموده كل الارض، حاملا قيوده وجراحه ودماءه. لا يتخلى عن شبر حرية، ولا عن جزء من الايمان بالتحرير.

عهد التميمي، رمز لشباب فلسطين الذي لم ينشأ في الانتفاضة الاولى ولا الثانية، ولكنه اتبع خطى المقاومين والاسرى والمحررين الذين حين يخرجون الى الضوء يلتحقون بالمهام الصعبة ويناضلون مجددا حتى الشهادة.

تقول فلسطين اليوم: جيل عهد سيزيد حيرة الاحتلال، وسيسقط الرهانات والاتفاقات الخبيثة التي تمد قرونها لضرب القضية.

في المنطقة قضايا أخرى تتشعب. التطورات في سوريا حثيثة الخطى نحو الانجاز التام على الارهاب، وفي القنيطرة يواصل الجيش تحقيق التقدم النوعي والاستراتيجي. أما السويداء فلملمت جراحها التي أصابها بها الارهاب واكدت انتماءها لسوريا العروبة والمقاومة. الموقف نفسه خرج من خلدة على لسان الوزير طلال ارسلان، ومن الجاهلية في اقوال الوزير السابق وئام وهاب، تأكيدا على عدم انسلاخ الدروز عن محور المقاومة ورفضا لتحليل دمهم على مذبح الارهاب.

لبنانيا، الحل والربط في تأليف الحكومة عند الرئيس المكلف، وبيده المفتاح وعليه تقديم المقاربات الجديدة بميزان ما حملته الانتخابات من اوزان، واعتماد المعايير الواحدة في ذلك كي يتقدم المسار ويمشي البلد، كما اجمعت المواقف خلال الايام الماضية ولا تزال تجمع.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

فجرت مجزرة السويداء في سوريا الخلافات الدرزية على الساحة اللبنانية. وليد جنبلاط يتهم النظام والجيش السوري والاصدقاء والحلفاء بتسهيل مرور او غض الطرف عن تسلل داعش الى السويداء، بحجة تطويع وتدجين الموحدين في جبل العرب، وطلال ارسلان يتهم جنبلاط بالتآمر على دروز سوريا ويوجه اصابع الاتهام مباشرة الى اسرائيل وحلفائها والأعراب بارتكاب المجزرة، ووئام وهاب يتفرج على الانقسام ويدعو المعروفيين الى التسلح عن طريق الدولة السورية او بإرسال السلاح لهم، داعيا اياهم الى حسم موقفهم واتخاذ القرار، غامزا من قناة ترددهم وبت خيارهم.

في السويداء مجزرة واحدة وفي لبنان ثلاث تعازي: في فردان وفي خلدة وفي الجاهلية، في وقت لم يسمع العالم من الأمم المتحدة او اميركا او اوروبا موقفا واضحا صريحا شاجبا منددا بالمجزرة الرهيبة التي ذهب ضحيتها مئات الشهداء، في منطقة لم تشهد اختراقا مماثلا منذ بداية الحرب السورية.

وفي لبنان الجمود يطغى على الجهود في التأليف، وكانت لافتة المواقف التي اطلقها الوزير جبران باسيل من اليمونة بين اللا واللن والنعم: نعم لحكومة وحدة وطنية تشكل انعكاسا لإرادة شعبية تجلت في الانتخابات النيابية، لن تستطيع اي قوة خارجية ان تكسر ارادة اللبنانيين التي تمثلت فيها، والابرز في مواقف باسيل: لا تدفعونا الى حكومة أكثرية وهو موقف يحمل اكثر من دلالة ويستبطن اكثر من مؤشر لما ستحمله الأيام المقبلة على صعيد مساعي التأليف واتصالاتها.

والبارز من اليمونة كذلك الموقف الذي حمله ممثل الرئيس نبيه بري الى حفل تدشين سد وبحيرة اليمونة الشيخ حسن المصري، الذي أكد ان لا قوة تجعلنا نقبل بتفشيل مسيرة هذا العهد الذي يمثله الرئيس ميشال عون.

وليس بعيدا من لبنان وسوريا، تتخذ الأزمة بين أنقره وواشنطن ابعادا جديدة وخطيرة، راكمتها ذيول انقلاب 15 تموز منذ سنتين وما تبعه من توتر في العلاقة بين البلدين الحليفين، اوصل الى احتجاز قس اميركي منذ ايام ردت عليه واشنطن بتوقيف تسليم طائرات ف 35 المتطورة الى انقره، ما دفع اردوغان الى الاعلان بأن تركيا ستلجأ الى مصادر تسليح جديدة، ملمحا الى موسكو التي تمارس سياسة القضم في مواقع واشنطن واستراتيجية اضرب وفاوض في الشرق الاوسط، فارضة اجندتها على اميركا واوروبا التي اضطرت الى القبول اليوم بما كانت ترفضه قطعا بالامس، وهو عودة النازحين السوريين الى بلادهم قبل التسوية السياسية وليس بعدها كما كانت تشدد، ما اوصل الى ازمة مع لبنان الذي تمسك رئيسه ومن اعلى المنابر الدولية والعربية والاوروبية، بعودة السوريين الى ديارهم قبل التسوية، وهو ما يحصل اليوم بجهود الخارجية اللبنانية ووزيرها جبران باسيل ومثابرة وتصميم المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

هل هي علامة مرض ام علامة صحة ان يبتدع اللبناني يوما بعد يوم وأسبوعا بعد أسبوع لمحات أمل يستخرجها من عمق الازمات، كي يتمكن من البقاء والاستمرار، اذ يكفي ان نتطلع الى كيفية تعامله مع تأليف الحكومة كنموذج مصغر لنتساءل كيف لهذا اللبناني ان لا يثور او يجن؟ فهو يسمع منذ شهرين سيناريوهات متضاربة عن التفاهمات الداخلية الضاغطة للتأليف تفاديا للكوارث الامنية والاقتصادية، ويسمع عن العقد الدرزية والمسيحية والسنية، كما يسمع عن الضغوط الدولية المشجعة لتسريع التأليف، والضغوط الاقليمية المانعة للتأليف، ليسمع فجأة عن زوال كل العقد وبالتوافق بين الرئيسين عون والحريري على شكل الحكومة وتوزيع الحقائب فيها على القوى السياسية، وبأن المسألة تنتظر فقط عودة جبران.

وها هو الوزير باسيل عاد متنصلا من أي دور له في التأليف، وليتحدث عن الحصة التي يريدها من الحقائب ل"التيار"، اما السيناريو الأجد فهو يتحدث عن صيغتين قدمهما الرئيس الحريري للرئيس عون، الأولى ثلاثينية يقترح فيها هندسة يفترض ان ترضي الجميع، وأخرى من 24 وزيرا تحل مشكلة تورم الحصص لكنها تخرج عددا من الفئات من المعادلة الوزارية.

في الانتظار 3 انماط درزية متضاربة على خلفيتي التأليف ومجزرة السويداء، الوزير طلال ارسلان يصعد مؤيدا الأسد ويهاجم من يحاولون اقصاءه في الداخل، الوزير السابق وئام وهاب مع النظام في السويداء ويهدأ داخليا، أما النائب السابق وليد جنبلاط فيهاجم الأسد ويمتنع عن المساجلة داخليا بعدما قال كلمته في ارسلان ومشى.

إقليميا، افرجت سلطات الاحتلال الاسرائيلي عن الناشطة القاصر عهد التميمي بعد أن اعتقلتها 8 اشهر لتهجمها على جنديين اسرائيليين.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

خلف عهد التميمي، قصة نضال وحكاية شعب يرسم مصيره وطريقة مقاومته الاحتلال.

في عهد، كل فلسطيني، وكل عربي، وكل انسان تحدى الظلم وجعل من العيش بكرامة هدفا، كل انسان اشتاق للسلام، وقرر كسر سجن يقيده، مهما كان هذا السجن.

لم تكن عهد أولى الاسيرات، ولن تكون آخرهن، لكن هذه الصغيرة اخافت اسرائيل، دولة الظلم والظلام، التي تنقلت بها اليوم من حاجز الى آخر، علها تحجب الضوء عن همجيتها.

من حق اسرائيل ان تخاف، ليس من عهد فحسب، بل من ملايين الامهات والآباء الفلسطينيين، الذين، كما قالت والدة عهد اليوم، سيجعلون من ابنائهم ملح الارض، الذي- لكي يكون، يذوب في هذه الارض- فيتربى الأولاد ليموتوا وهم يواجهون الاحتلال حتى دحره.

من حق اسرائيل ان تخاف، هي الدولة العنصرية التي اقرت منح اليهود وحدهم حق تقرير مصير البلاد، فيما سيناضل ضدها ملايين الشبان والشابات لانتزاع الحق وصولا للنصر.

ستنام عهد هذه الليلة وعيناها الى السماء التي قالت اليوم انها اشتاقت لقمرها ونجومها، فيما ستنام آية، أختها في الطفولة، على سرير مستشفى في بيروت، تصارع الموت الذي كاد ان يخطفها في دولة غير قادرة على وقف جنونها، لا في الرصاص الطائش، ولا في كبح الفساد، ولا حتى في تأليف حكومة قد تنقذ لبنان من السقوط في هاوية اقتصادية يصعب الخروج منها.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

عهد التميمي، الجلال والجمال والسناء والبهاء، ومن موطنها فلسطين خرجت إلى الحرية غانمة منعمة مكرمة تبلغ السماك. معبرة عن شباب همه أن يستقل. لا يريد ذله المؤبدا وعيشه المنكدا عصفورة الشمس. ابنة نبي صالح وأرض مقدسة. صفعت جنودا إسرائيليين فتورد خد فلسطين وأزهر، وقبل دخولها شهر الاعتقال التاسع خرجت عهد لتولد فلسطين من جديد. تحررت عهد التميمي من تهمة تشكل وساما على صدرها، بعدما نالت استحقاق إذلال العدو وعرقلة عمل الجنود وضرب ضابط إسرائيلي. وهل هناك أشرف من هذه التهمة؟ وكم من طالب وطن يبحث عنها؟ وبطلوعها إلى الشمس حررت عهد التميمي معها مطالب أسيرات كن رفيقات المعتقل، بينهن قاصرات ومصابات وأسيرات إداريات، منهن النائبة خالدة جرار، ورسالتهن الوحدة الوطنية ودعم الصمود الشعبي. وتمنت التميمي على الرأي العام تجيير الحملة التي كانت تساندها إلى بقية المعتقلات في السجون الإسرائيلية اللواتي يعانين أوضاعا صعبة لكنهن قويات صامدات، ومعركة المقاومة سوف تستمر.

وعهد، بنت قرية النبي الصالح هي أيضا ابنة الأم الصالحة التي تحررت اليوم. ناريمان التميمي الأم التي تهز المقاومة بيمينها وتهدي فلسطينها ما تيسر من أبناء، وهي قالت اليوم: إن أولادنا هم ملح أرضنا والملح قوته بذوبانه في الأرض. فلا تخافوا على أبنائكم. دعوهم ينطلقون. فنحن نموت حتى داخل بيوتنا. فلنمت في سبيل الأرض.

كلام على مستوى وطن، لن يكون صالحا للقراءة لدى حكام وزعماء عرب الذين باعوا فلسطين بأمها وأبيها. لكن من باع الأرض المقدسة لم يتمكن في المقابل من شراء أراض عربية وتفتيت أبنائها، نازحين ومشردين، عند أطراف الدول، وإذ تقوم سوريا من غفوة حربها اليوم، فإن جرح السويداء لف خاصرتها الجنوبية، لاسيما أن الجراح لم تقتصر على الشهداء بل تعدت إلى الخطف واحتجاز الرهائن من النساء والأطفال.

وعلى نية السويداء أقيمت اليوم صلاة الغائب في كل من دارة خلدة ودار الطائفة الدرزية في بيروت وفي الجاهلية معقل الوزير السابق وئام وهاب، على أن دارة خلدة شهدت في المناسبة على صلاة الحاضر، الداعم للوزير طلال أرسلان، وذلك بحشود سياسية من "حزب الله" ووزراء "التيار". داعمو المير في خلدة شكلوا سدا بحضورهم للرد على مواقف الزعيم وليد جنبلاط من سوريا، في وقت كان رئيس "التيار القوي" جبران باسيل يسد من اليمونة أبواب الخارجية والطاقة على أي وزير آخر، ويطالب بإبقاء وزارات "التيار" على ما هي عليه، وهذا هو التغيير والإصلاح بعينه. وربما يطور التغيير أشكاله في المستقبل ليعطي كل وزير الحق في أن يأخذ معه الوزارة إلى بيته، أو أن يسجلها في الدوائر العقارية على إسمه، حيث لا رقيب ولا حسيب ولا مبدأ مداورة كان يطالب بها "التيار" نفسه.

 

الدروز فجرهم ابن تيمية لا الحزام الناسف

 الوطن/29 تموز/18/السويداء بقعة هادئة فى جنوب سوريا مسالمة، مدينة محايدة بعيدة عن الصراعات، أهلها يؤثرون السلامة ويبحثون عن فتات الرزق فى سكينة، فجأة ومنذ عدة أيام دوت أصوات انفجارات رهيبة فى عدة مناطق وقتل أكثر من 220 من أبناء تلك المدينة الهادئة، فقد أتاهم سفراء الدم وهبط عليهم قراصنة السلب والنهب والذبح والسبي بأحزمتهم الناسفة وقلوبهم الغليظة وأدمغتهم المتكلسة، اجتاحتهم داعش منتشية بالدم والأشلاء، كانت كل جريمة السويداء أن أهلها ينتمون إلى طائفة الدروز، أقلية دمها مستباح لدى الداعشيين، لكن هل الحزام الناسف هو المتهم أم من مسح وفرمت أدمغة بلطجية هذا التنظيم وأشار لهم بأن سكان تلك المنطقة كفار يستحقون القتل؟ ما تم حشوه فى الدماغ من أفكار ابن تيمية أهم من حشو الكلاشينكوف بالرصاص والحزام بالديناميت، كل إرهابى منهم تم تنويمه مغناطيسياً وسلبه روحياً ودهسه عقلياً بكتابات وأقوال ابن تيمية، تعالوا نقرأ ماذا كتب ابن تيمية عن الدروز حتى تكتب صحيفة الدعوى ضد المتهم الحقيقى، وحتى نعرف أن المنفذ ما هو إلا دمية على مسرح عرائس دموى تحرك خيوطه يد ماهرة خطت أصابعها أفكار كراهية وإقصاء للآخر ظلت حتى اليوم كالوشم فى عقول التابعين وتابعى التابعين، يقول ابن تيمية عن الدروز نقلاً عن فتاوى اللجنة الدائمة بالسعودية المجلد 28: «سئل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله عما يحكم به فى الدروز والنصيرية، فأجاب بما يأتى: (وهؤلاء الدرزية كفار باتفاق المسلمين، لا يحل أكل ذبائحهم ولا نكاح نسائهم، بل ولا يُقَرون بالجزية، فإنهم مرتدون عن دين الإسلام ليسوا مسلمين ولا يهوداً ولا نصارى، لا يقرون بوجوب الصلوات الخمس ولا وجوب صوم رمضان ووجوب الحج، ولا تحريم ما حرم الله ورسوله من الميتة والخمر وغيرهما وإن أظهروا الشهادتين مع هذه العقائد، فهم كفار باتفاق المسلمين، وقال شيخ الإسلام ابن تيمية أيضاً رحمه الله: رداً على نبذ لطوائف من الدروز: (كفر هؤلاء مما لا يختلف فيه المسلمون، بل من شك فى كفرهم فهو كافر مثلهم لا هم بمنزلة أهل الكتاب ولا المشركين، بل هم الكفرة الضالون، فلا يباح أكل طعامهم، وتسبى نساؤهم وتؤخذ أموالهم فإنهم زنادقة مرتدون لا تقبل توبتهم، بل يقتلون أينما ثقفوا ويلعنون كما وصفوا، ولا يجوز استخدامهم للحراسة والبوابة والحفاظ، ويجب قتل علمائهم وصلحائهم لئلا يُضلوا غيرهم، ويحرم النوم معهم فى بيوتهم ورفقتهم والمشى معهم وتشييع جنائزهم إذا علم موتها، ويحرم على ولاة أمور المسلمين إضاعة ما أمر الله من إقامة الحدود عليهم بأى شىء يراه المقيم لا المقام عليه».

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

الصراع باقٍ ولن يوقفه الإمام المهدي

الشيخ حسن مشيمش/جنوبية/28 يوليو، 2018

إشتبك شاب سني مع شاب شيعي يقيمان في أميركا حول أحقية علي أم أبي بكر بالخلافة فاعتقلهما البوليس وقدمهما للقضاء وحينما طلب القاضي الشاهدين علياً وأبا بكر قيل له أنهما ميتان من 1400 سنة فحكم القاضي على الشابين بوجوب إدخالهما إلى مستشفى للأمراض العقلية على نفقة الدولة الأميركية.

الدنيا خلقها الله للصراع. بدأت الحياة الإنسانية بسفك الدم حينما سفك قابيل دم أخيه هابيل. أنا أعتقد بأن الله سبحانه خلق الدنيا لكي تكون ساحة اختلاف بين البشر وسيبقى الإختلاف والصراع بينهم حتى آخر لحظة من عمر كوكب الأرض ولن تكون الأرض في يوم من الأيام مطلقا تحت سلطة أمة حصريا أو شعب حصريا أو دولة حصرياً وفكرة دولة العدل الإلهية ( العالمية ) فكرة خيالية فطوبى وهنيئا والشرف والمجد لكل إنسان انحاز بهذا الصراع إلى صفوف المظلومين ضد الظالمين مهما كان دينهم ومذهبهم.

وتأمل معي بوضوح هذه الآية: { وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ (118)

إِلَّا مَن رَّحِمَ رَبُّكَ وَلِذَٰلِكَ خَلَقَهُمْ . . .} سورة هود. تأمل بقوله سبحانه ( ولذلك خلقهم )؟ خلقنا لكي نختلف والإختلاف يلازمه الصراع وتكليفنا الشرعي والفطري والعقلي والإنساني أن نقف بهذا الصراع مع المظلوم مهما كان دينه ومذهبه بوجه الظالم مهما كان دينه ومذهبه. ولذلك أنا المسلم الشيعي ضد الطاغوت المسلم الشيعي الإيراني خامنئي وضد المنافق الأكبر المسلم الشيعي اللبناني حسن نصر الله. وأنا مع المظلومين المسلمين السُّنة السوريين ضد الظالم الديكتاتور الطاغية بشار الأسد.

 

باسيل يضع مسؤولية ولادة الحكومة في عهدة الحريري

بيروت: بولا أسطيح/الشرق الأوسط/29 تموز/18/رغم إصرار تيار «المستقبل» ورئيس الحكومة المكلف سعد الحريري كما «التيار الوطني الحر» ومقربين من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون على إشاعة أجواء إيجابية توحي بإمكانية تشكيل الحكومة الأسبوع المقبل وقبل عيد الجيش اللبناني الذي يصادف مطلع شهر أغسطس (آب)، فإن الضبابية لا تزال تلف المشهد الحكومي خاصة أنه كان من المرتقب أن يعقد الحريري لقاء مع وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل فور عودته من واشنطن لوضع اللمسات الأخيرة على صيغة حكومية جديدة، لكن اللقاء لم يحصل بعد. وتصر مصادر قريبة من باسيل على التشديد على أن صلاحية تشكيل الحكومة وتقديم صيغة حكومية لرئيس الجمهورية محصورة دستوريا بالرئيس المكلف وبالتالي من غير الطبيعي والمنطقي تحميل الوزير باسيل أي مسؤولية في موضوع العقد أو تأخير التشكيل، لافتة في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «رئيس التيار الوطني الحر أبلغ في وقت سابق الرئيس الحريري بأن ما يطلبه هو أن يتم وضع معيار واحد للتأليف على أن تكون النتائج التي أفرزتها الانتخابات النيابية هي الأساس في العملية، ما يتيح عندها تشكيل الحكومة سريعا». وأضافت المصادر: «صحيح أن الرئيس المكلف يجري مفاوضات مع الكتل النيابية ويطلع على مطالبها لكن في النهاية القرار عنده، لا عند الوزير باسيل للقول إن الحكومة عالقة عنه أو أن مصيرها معلق بمصير لقاء يُعقد بينه وبين الرئيس الحريري». ورغم عدم انعقاد اجتماع الحريري - باسيل حتى الساعة، يُجمع النائبان رلى الطبش وسليم عون على أن الأجواء الإيجابية لا تزال مسيطرة حكوميا، مع ترجيحهما ولادة الحكومة في وقت قريب جدا. وفي هذا الإطار، قالت الطبش وهي عضو في كتلة «المستقبل» النيابية إنه لا شك أن موضوع التشكيل بين يدي الرئيس الحريري لا الوزير باسيل، لافتة في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن الرئيس المكلف كان واضحا بقوله إن العقد أصبحت بسيطة وقابلة للحل وإن الحكومة باتت قريبة وقد تبصر النور مطلع الأسبوع وقبل عيد الجيش، مرجحة أن يطرح الرئيس الحريري فعليا صيغة جديدة انطلاقا من يوم الاثنين المقبل. إلا أن مصادر أخرى في تيار «المستقبل» أقرت بأن العقد لم تحل بعد ولا تزال موجودة وإن كانت الأجواء أفضل بكثير مما كانت عليه قبل أسبوع، لافتة في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن الأهم من انعقاد لقاء الحريري - باسيل، هو اللقاء الذي عقد بين الرئيس المكلف ورئيس الجمهورية. من جهته، يؤكد النائب في تكتل «لبنان القوي» سليم عون أن «الأجواء الإيجابية لا تزال هي المسيطرة حكوميا، لكننا ننتظر أن تتم ترجمتها من قبل الرئيس المكلف من خلال الخروج بتشكيلة تحترم نتائج الانتخابات وتلتزم بالأعراف والمبادئ المتبعة عادة في تأليف الحكومات بحيث يتمثل كل فريق تبعا لحجمه مقارنة بحجم باقي الفرقاء»، مستغربا في تصريح لـ«الشرق الأوسط» المحاولات الدائمة لتحميل الوزير باسيل إشكالية عدم تأليف الحكومة للتهرب من التعقيدات، لافتا إلى أن «عمليات الضغط والابتزاز التي مورست على (التيار الوطني الحر) ورئيس الجمهورية في هذا المجال لم تنفع طوال الفترة الماضية ونحن واثقون بأنهم سيعودون للرضوخ لمنطق الأمور والوقائع». ورجح عون أن يتم تشكيل الحكومة في وقت قريب، معتبرا أن «نيات الرئيسين عون والحريري، إضافة لإصرارهما على التعاون والإبقاء على العلاقات الممتازة بينهما، هي عوامل من شأنها أن تؤدي لتجاوز أي عقبات». ولكن عمليا، يبدو أن العقدتين الدرزية والمسيحية لا تزالان على حالهما. إذ أكدت مصادر «التقدمي الاشتراكي» التمسك بمطلب الحصول على الحصة الدرزية كاملة في الحكومة والمتمثلة بـ3 وزراء دروز، لافتة في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «الحديث عن القبول بالحصول على وزيرين درزيين ووزير مسيحي، أشبه بفقاعات إعلامية». كما أن الحل لأزمة التمثيل «القواتي» لم يتضح بعد، رغم إعلان النائب عن «القوات» جورج عقيص أمس، أنه «إذا قبلنا بأربع وزارات رغبة منا بتسهيل التشكيل وتعويضا عن التنازل العددي يجب أن يكون من ضمنها إما منصب نائب رئيس الحكومة أو وزارة سيادية أو أساسية»، من منطلق أن «التيار الوطني الحر» كان يصر على أن حصة «القوات» 3 وزارات، وهو لم يعلن موقفا مغايرا حتى الساعة، وإن كانت أجواؤه توحي بإمكانية القبول بطرح مماثل.

 

دبابات للجيش اللبناني في قعر البحر لتطوير البيئة وزيادة الثروة السمكية ومشروع جديد مقابل شواطئ صيدا أبوابه مفتوحة للزوار

بيروت/الشرق الأوسط/29 تموز/18»/4 ناقلات جند و6 دبابات قديمة تابعة للجيش اللبناني، نقلت أمس إلى صيدا لتستقر بعدها في قعر البحر بالقرب من جزيرة صيداً التي تبعد 800 متر عن المدينة، في مشروع بديع يهدف إلى تطوير البيئة البحرية وزيادة الثروة السمكية، كما تشجيع السياحة، وجعل المنطقة مكاناً لزيارة الغطاسين والاستمتاع بالمشاهدة لمطاردي الجماليات البحرية. وبواسطة إجراءات لوجيستية خاصة وبمشاركة غطاسين مختصين ورافعة عائمة ضخمة نقلت الآليات ورفعت وثبتت في القعر في ثلاث نقاط مختلفة بحسب ربيع العوجي، الناشط البيئي، وعضو الهيئة الإدارية لـ«جمعية شاطئ زيرة وصيدا» التي تنفذ المشروع. ويشرح العوجي أن «النقاط الثلاث المحيطة بالجزيرة اختيرت على أعماق مختلفة، كي تكون زيارتها ممكنة من قبل كل الفئات بمن فيهم من لا يستطيعون الغطس إلى أعماق كبيرة». فإحدى النقاط اختيرت على مبعدة 200 متر من الجزيرة فيما النقطتان الثانيتان تبعدان ما يقارب 800 متر. كما تم تسجيل هذه المواقع بالتعاون مع وزارة البيئة اللبنانية، على الخريطة العالمية ليتم تجنب المرور بقربها. وتظهر على الخريطة الطرقات التي يتوجب على المراكب اتباعها أثناء مسارها من الشاطئ وإلى الجزيرة بعيداً عن هذه المواقع. أما الهدف الرئيسي بحسب العوجي فهو تشكيل بيئة حاضنة للثروة السمكية. ويشرح لـ«الشرق الأوسط» بأن هذه التجربة كانت قد طبقت على مستوى متواضع بالقرب من العبدة شمال لبنان. وبمرور الوقت فإن المعادن المطمورة تتصدف وتصبح جزءاً من البيئة البحرية حيث تنمو الطحالب، وتجد فيها الأسماك ملاذا لوضع بيوضها بعيداً عن التيارات الجارفة التي عادة ما تهرب منها كي تتكاثر ويعيش صغارها بأمان. والصيادون المحترفون يلجأون إلى حيلة مشابهة حين يضعون أنابيب في قعر البحر لتأتي الأسماك إليها وتصبح مكاناً يعودون إليه للاصطياد السهل والمضمون. والحديقة أو الحدائق البيئية التي تم التأسيس لها يوم السبت لم تكن سوى بداية مشروع في صيدا، إذ يعتزم الغطاسون، و«جمعية أصدقاء زيرة وشاطئ صيدا»، إكمال هذه المهمة بإقامة المزيد من المواقع. ويضيف العوجي أن الجيش اللبناني لديه آليات قديمة، يمكنه أن يستغني عنها ولم تعد صالحة للاستعمال. وهناك تعاون كبير من قبل قائد الجيش جان قهوجي للمساعدة في إنجاز المشروع بكل ما يستطيع، لذلك فما حدث هذه المرة لم يكن سوى بداية.

 

القانون يفرض توقيف علي مملوك إذا دخل لبنان

بيروت/الشرق الأوسط/29 تموز/18»/ستفتح اللجنة الروسية – اللبنانية – السورية لإعادة النازحين جدلاً سياسيا، في حال ضمت رئيس مكتب الأمن القومي السوري اللواء علي مملوك، بالنظر إلى أن مملوك مطلوب للدولة اللبنانية في ملف الوزير الأسبق ميشال سماحة، ويفترض توقيفه في حال دخل إلى لبنان.

وأكد مرجع قانوني لـ«الشرق الأوسط»، أن مملوك مطلوب للعدالة اللبنانية بموجب مذكرة إلقاء قبض ومضبطة اتهام، تنسب إليه جرم التورّط بأعمال إرهابية في لبنان. وكشف المرجع أن «دخول مملوك إلى الأراضي اللبنانية يفرض على الأجهزة الأمنية تنفيذ مذكرة إلقاء القبض الصادرة بحقه، وتسليمه إلى المحكمة العسكرية التي تنظر في الاتهامات المسندة إليه، وهي جرائم جنائية». وكان القضاء اللبناني اتهم مملوك ومدير مكتبه العقيد عدنان، بالاشتراك مع مستشار رئيس النظام السوري بشار الأسد الوزير الأسبق ميشال سماحة بـ«نقل 25 عبوة ناسفة في العام 2012 من دمشق إلى بيروت، والتخطيط لتفجيرها في مآدب إفطارات رمضانية في شمال لبنان، بهدف قتل نواب وسياسيين ورجال دين وشخصيات من المعارضة السورية ومواطنين لبنانيين، إلا أن الجرم لم يتحقق لأسباب خارجة عن إرادتهم، بعد أن كشف المخبر السري ميلاد كفوري المخطط وسلّم المتفجرات إلى الأجهزة الأمنية». وقد نال سماحة حكماً قضى بالأشغال الشاقة مدة 13 عاماً، أصدرته محكمة التمييز العسكرية، وهو حكم مبرم غير قابل للطعن أو الإبطال. وأوضح المرجع القانوني أنه «بمجرّد دخول مملوك بشكل رسمي الأراضي اللبنانية برّاً أو جوّاً، يفترض توقيفه، إلا إذا حصلت الاجتماعات داخل الأراضي السورية، عندها لا سلطة للدولة اللبنانية على أي شخص أو مطلوب خارج أراضيها».

 

الترقيات تدفع عسكريين في الجيش اللبناني إلى نيل شهادات جامعية مزورة ووزير التربية أعلن ملاحقة الجامعات المتورطة

بيروت: كارولين عاكوم/الشرق الأوسط/29 تموز/18/بعد أقل من سنة على ما عرفت بفضيحة المدرسة الحربية ودفع أموال مقابل دخول ضباط إلى الجيش اللبناني برزت إلى العلن فضيحة جديدة تمثلت بقيام عسكريين بتزوير شهادات جامعية بغية الحصول على ترقيات، وهو ما أحيل إلى التحقيق لاتخاذ الإجراءات اللازمة بحق المتورطين من مختلف الأطراف، من الجامعات والعسكريين والأساتذة. وفيما سبق لوزير التربية في حكومة تصريف الأعمال مروان حمادة أن أعلن ملاحقته لقضية تزوير الشهادات وللجامعات المتورطة، وهي جامعتان أو ثلاث، لفتت معلومات إلى توقيف نحو خمسة عسكريين عمدوا إلى شراء شهاداتهم مقابل دفع آلاف الدولارات، بينما أشارت مصادر عسكرية لـ«الشرق الأوسط» إلى أنه تم توقيف عسكري متورط وعدد من الأساتذة وهم لا يزالون قيد التحقيق مشيرة إلى أن التزوير كان متعلقا بالحصول على إجازة جامعية (ليسانس) وأنه قد يتوسّع لاستدعاء موظفين في وزارة التربية. والقضية، وفق مصادر قضائية لا تزال في مرحلة التحقيقات الأولية تتولاها مخابرات الجيش بإشراف النائب العام التمييزي سمير حمود. وفيما أبدى النائب في تكتل نواب «بعلبك – الهرمل» وعضو لجنة الدفاع الوطني العميد المتقاعد، الوليد سكرية ثقته بقدرة قيادة الجيش على ملاحقة المتورطين أوضح لـ«الشرق الأوسط» أن التزوير لمنفعة خاصة يصنف ضمن «الجرائم الشائنة» في الجيش وعقوبته لا تقل عن طرد العسكري من الجيش.ويرى سكرية أن الهدف من هذا التزوير هو طبعا الحصول على رتبة وبالتالي زيادة الراتب، مع تأكيده على أن قانون الدفاع لا ينص على منح أي عسكري أو ضابط رتبة إضافية لمجرد حصوله على شهادة جامعية أو حتى شهادة دكتوراه، وهو ما يؤكد عليه العميد المتقاعد نزار عبد القادر. ويشير سكرية إلى أن «الترقيات في الجيش اللبناني مرتبطة بمعايير عدة وهي تختلف بين الرتباء، أي الذين تتراوح رتبتهم بين الجندي والمؤهل وتلك المتعلقة بالضباط والتي تتراوح بين الملازم واللواء ومن ثم العماد»، ويحق للرتيب الترشح إلى رتبة أعلى والخضوع لامتحانات كل سنتين شرط أن يستوفي معايير محددة وأن لا يكون قد حصل على عقوبات، وأهم هذه المعايير بالنسبة إلى الرتباء، هي: الأداء والكفاءة العسكرية والانضباط، بينما لا ينص القانون، وفق سكرية، بالنسبة إلى الضباط على ضرورة الخضوع للامتحان، قائلا «كلما ارتفع مستوى الرتبة كلّما كان التاريخ المهني والشخصي والاجتماعي للعسكري هو المعيار الأساسي والأهم في ترقيته، مع تأكيده على أن الشهادات قد تلعب دورا مساعدا محدودا إنما ليس أساسيا على الإطلاق».

من جهته، يقول عبد القادر بأن الشهادة الجامعية التي قد يلجأ إليها بعض الرتباء تمنحهم أفضلية على زملائهم في الترشّح لرتبة أعلى إنما شرط خضوعهم لامتحان، ويلفت في حديثه لـ«الشرق الأوسط» إلى أن أكثر من يعملون للحصول عليها هم من في رتب قريبة من فئة الملازم، بحيث يخوّله تصنيفه ضمن الحاصلين على شهادات جامعية التقدم إلى امتحانات ترقية لينتقل بعدها من فئة الرتيب إلى فئة الضابط. وفي فئات الضباط، يجمع كل من سكرية وعبد القادر على أن شهادة الدكتوراه لا تمنح أي ضابط أفضلية على غيره. ويشدّد سكرية على أن هناك معايير محددة تلعب دورا أساسيا في الترقيات التي قد تمنح لأي ضابط من دون خضوعه لامتحان، وذلك بقرار من قيادة الجيش، من دون أن ينفي دخول عامل التوزيع الطائفي والمذهبي الذي يتحكّم في أحيان كثيرة في ترقية العسكريين على اختلاف مستوياتهم، انطلاقا من مبدأ المحاصصة المتبعة في لبنان. وفي حين يلفت عبد القادر إلى أهمية الشهادات الجامعية العليا التي يؤخذ بها في الدول المتقدمة، يقول «في لبنان شهادة الدكتوراه لا تعطي الضابط أي أفضلية على غيره لتبوئه مراكز والترقية إلا بمقدار عطائه وتميّزه في موقعه». وبينما يقدّر عبد القادر عدد الضباط في الخدمة العسكرية بما بين 3600 و3800 ضابط، يبدو لافتا وفق «الدولية للمعلومات» أن عدد بعض رتب الضباط في الملاك هو أكبر بكثير من ذلك الذي ينص عليه ما يعرف بملاك الأجهزة العسكرية أو قانون الدفاع، وهو طبعا ما يضاعف ميزانية المؤسسة العسكرية لجهة الرواتب ومعاشات التقاعد. ويعطي الباحث محمد شمس الدين مثالا على ذلك، لافتا إلى أن عدد العمداء (رتبة عميد) يفترض أن يكون 60. بينما يقدّر عددهم اليوم بالـ400، كذلك يحدّد الملاك عدد من هم في رتبة الملازم أول بـ1204 في وقت يصل عدد من هم في الملاك في هذه الرتبة إلى الـ2000. وبحسب شمس الدين فإن الاختلاف في العدد الذي ينص عليه القانون وبين من هم في الملاك يظهر بشكل أساسي في صفوف رتب الضباط، بينما يكاد يكون نفسه أو بفرق محدود في صفوف الرتباء. مع العلم أن رواتب الضباط تتراوح وفق ما نصت عليه سلسلة الرتب والرواتب الأخيرة بين ألفين و4 آلاف دولار، وفق شمس الدين. ويقدّر كثير الجيش اللبناني الآن بنحو 65 ألفا في وقت يرى عبد القادر أن العدد الأمثل يجب أن يكون 75 ألفا بين جندي ورتيب إضافة إلى نحو خمسة آلاف ضابط، رافضا اعتبار أن عدد العسكريين في الجيش اللبناني كبير مقارنة مع عدد سكان لبنان، وذلك انطلاقا من المهمات المطلوبة منه داخليا وعلى الحدود. أما وفق القانون فإن الأعداد تتوزع على الشكل التالي، 20156 لمن هم برتبة «جندي وجندي أول» وينخفض العدد في الرتب الأعلى ليصل إلى 1828 لرتبة معاون أول، أما في صفوف الضباط، فرتبة عماد تمنح لشخص واحد وهو قائد الجيش و8 لرتبة لواء و60 لرتبة عميد و148 لرتبة عقيد و358 لرتبة مقدم و390 لرتبة رائد و600 لرتبة نقيب و1204 لرتبة ملازم أول و2769 لرتبة ملازم.

 

باسيل بعد زيارة واشنطن القاسية: إحراج الحريري

منير الربيع/المدن/الأحد 29/07/2018

عاد وزير الخارجية جبران باسيل من زيارته الأميركية. وعاد البحث معه في الملف الحكومي. في اللقاء الأخير بين رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، تمسّك الحريري بصيغته الثابتة التي قدّمها، مع إبداء ليونة بعض الشيء، إزاء حصة حزبي القوات اللبنانية والتقدمي الاشتراكي. ففي شأن القوات طرح صيغتين، الأولى حصولها على أربع وزارات مع حقيبة الدفاع، أو الاستعاضة عنها بحقيبتين خدماتيتين أساسيتين. أما بالنسبة إلى الاشتراكي فقد طرح الحريري حصوله على 3 وزراء دروز، يسمي 2 منهم، فيما الثالث يتم التوافق عليه بينه وبين الحريري وعون. لكن رئيس الجمهورية، الذي أدبى مرونة حيال الطرح، طلب من الحريري انتظار عودة باسيل للبحث في تفاصيل الطرح. لذلك، انتظر الملف الحكومي عودة باسيل، والذي بعيد عودته عمل سريعاً على التأكيد أن ليس لديه أي طرح جديد، وتشكيل الحكومة ليس من صلاحياته، بل من صلاحيات الرئيس المكلف. واعتبر باسيل أنه ينتظر الحريري للمبادرة سريعاً والحسم في التشكيل وفقاً للمعيار الواحد الذي يجب أن يُعتمد بناءً على نتائج الانتخابات. هذا الكلام يعني أن باسيل رمى كرة التأليف مجدداً إلى ملعب الحريري، بعدما رماها الحريري مع عون إلى ملعبه. وهنا، ثمة من يعتبر أن هناك تبادلاً للأدوار بين عون وباسيل لأجل تحسين شروطهما التفاوضية، لا سيما أن رئيس باسيل يعتبر أن العقدة ليست لديه بل لدى الآخرين، وأبرزهم الحريري الذي لا يلتزم بمعيار واحد لإنجاز عملية التشكيل. بالنسبة إلى باسيل لم يحصل أي جديد حكومياً، والكرة في ملعب الرئيس المكلف، بينما الحريري يصرّ على إشاعة الأجواء الإيجابية حيال إمكانية ولادة الحكومة في وقت قريب، بعد توافر جملة معطيات عدة، أبرزها التوافق على المبادرة الروسية لإعادة اللاجئين السوريين. وهذه قد تشكّل نوعاً من غطاء يلجأ إليه الجميع لتقديم التنازلات وتشكيل الحكومة. فيما هناك من يعتبر أن ثمة ضوءاً أخضر دولياً قد وصل إلى لبنان، وعلى اللبنانيين تلقّفه لإنجاز التشكيلة سريعاً.

ولكن، في مقابل تفاؤل الحريري، لم يتبلغ كل من القوات والاشتراكي بأي جديد على صعيد الحكومة. ولم يتبلغا بالطرح الجديد الذي قدّمه الحريري إلى عون ولا بجواب رئيس الجمهورية عنه. لذلك، تتحدث مصادر الطرفين عن أن الأمور لا تزال على حالها، ولم يتم إحراز أي تقدّم. ولكن، في الوقت ذاته، يمكن إحراز تقدم بين لحظة وأخرى، إذا ما خفض التيار الوطني الحرّ سقف شروطه ومطالبه، وبذلك تنتهي الازمة الحكومية، وتتشكل الحكومة بشكل سريع.

باسيل العائد من واشنطن، يبدو متمسكاً أكثر فأكثر بتشكيل الحكومة، خصوصاً بعد ما سمعه من بعض المسؤولين الأميركيين. وتكشف مصادر متابعة، أنه استشف مزيداً من الضغوط التي قد تفرض نفسها على لبنان، أميركياً ودولياً. لذلك، لا بد من تحصين الوحدة الداخلية بالحكومة الجديدة. وكان لافتاً أن باسيل لم يعقد في واشنطن لقاءات على مستوى عالٍ، إذ لم يلتق وزير الخارجية الاميركي مايك بومبيو. علماً أنه حاول تثبيت موعد معه، لكن الطلب قوبل بالرفض بحجة أن برنامج الوزير الأميركي ضاغط جداً. فيما تشير المصادر إلى أن المسؤولين الأميركيين لم يوافقوا على لقاء باسيل لأنهم لا يوافقون على سياسته وطروحاته وعمق تحالفه مع حزب الله. وقد التقى باسيل نائب وزير الخارجية ومساعده. ووفق المصادر فقد سمع كلاماً يصل إلى مستوى التحذير بشأن وجوب الالتزام بالقرارات الدولية، وبأنه لا يمكن القبول بهذا التمادي من جانب حزب الله، لأن ذلك سيرتّب على لبنان إجراءات قاسية. وهذا أيضاً سمعه، من نائب وزير الخزانة، لجهة الإجراءات المالية، ومن نائب رئيس لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس. وسط الأجواء السياسية المحمومة في المنطقة، هناك من يطرح وجهة نظر مفاجئة تبدي تخوفاً من أن يتعرض الحريري لانقلاب قاسٍ مماثل للانقلاب على حكومته في العام 2010. وتستند وجهة النظر هذه إلى عوامل عديدة، أولها انتقام النظام السوري من الحريري. في مقابل إعادة التواصل معه من قبل مسؤولين لبنانيين وعودة تدخّله في عملية تشكيل الحكومة. وثانياً بالاستناد إلى الخلاف على الصلاحيات الذي حصل بينه وبين رئيس الجمهورية، والخلاف بينه وبين باسيل. بالتالي، هناك من يتخوف من أن تقود هذه التعقيدات في المشهد الإقليمي، إلى دفع الحريري لتشكيل الحكومة سريعاً، وفيما بعد تقديم وزراء الثامن من آذار استقالتهم منها، والذهاب إلى إجراء استشارات نيابية جديدة وتكليف شخصية أخرى لتشكيل الحكومة. وهذه الخطوة تكون التفافية على عدم القدرة على اسقاط تكليف الحريري حالياً.

 

"حلابات" أبقار غير مطابقة للشروط.. ورد الوزير

باسكال بطرس/المدن/الأحد 29/07/2018

وزع وزير الزراعة في حكومة تصريف الأعمال غازي زعيتر "حلابات" أبقار كهربائية على المزارعين الأشد حاجة. ما قد يسهم في رفع المستوى المعيشي لهؤلاء، خصوصا أن قطاع إنتاج الحليب ومشتقاته، يشكل مصدر الدخل الرئيسي لفئة واسعة من اللبنانيين في عدد من المناطق. غير أن اللافت هو ما أثاره عدد من موظفي الوزارة، في حديث إلى "المدن"، بشأن إجبارهم على "استلام حلابات غير مطابقة للشروط المتفق عليها، لجهة عدم التطابق في قوّة المحرك، سعة الخزان والتغليف". كذلك يشكو هؤلاء من "شهادة اليورو، أذ إنها عبارة عن نسخة مكتوبة بخط اليد وليست النسخة الأصلية"، مشيرين إلى "ارتكاب مخالفات فنيّة وإدارية أخرى، وبدأنا نشتم رائحة صفقة واستهتار بالقانون والناس". هذا الواقع استدعى تدخل مفتشين تابعين للتفتيش المركزي، الذين طلبوا من المعنيين في الوزارة التوقف عن التصرف بهذه الآلات، في انتظار التأكد من استيفائها الشروط واستكمال التحقيق. "إلا أن تعليمات الوزير كانت واضحة في هذا المجال، ومنعنا من التحقيق بالموضوع"، تقول مصادر التفتيش المركزي لـ"المدن". وتشير إلى أنه "أبى إلا أن يوزع الحلابات في المناطق، وآخرها كان مركز مصلحة الزراعة في بعلبك حيث قدمها لأربعين مزارعاً من مربي المواشي في الحيازات الصغيرة، في حضور رئيس مصلحة الزراعة في محافظة بعلبك- الهرمل الدكتور أكرم وهبي". وفي وقت لم يرد وزير الزراعة على اتصالات "المدن"، تنفي مصادر الوزارة لـ"المدن" أن يكون الوزير قد مارس أي ضغوط على الموظفين، بل إن اللجنة قد قامت بتطبيق القوانين مرعية الإجراء، وأحكام دفتر الشروط الخاص بشراء الحلابات، وما تمليه عليها الواجبات الادارية والفنية من دون تدخل من الوزير زعيتر أو من أي شخص آخر، مشيرة إلى أنه "سبق للجنة الاستلام في الوزارة أن أصدرت بياناً بهذا الخصوص". وتختم مصادر الوزارة مؤكدة أن "الوزير لطالما دعا إلى توفير كل الدعم لتوفير معدات انتاج الحليب، سواء أكانت أدوات يدوية أو آلية، للحصول على منتج حليب نظيف خال من أى مسببات مرضية، وهذه الأدوات مصنوعة من مادة الاستانلستيل غير القابل للصدأ والتي يتم تنظيفها بسهولة، بهدف الحفاظ على المنتج من الحليب في صورة صالحة للاستهلاك. ما يساعد على بيع المنتج بسعر جيد يزيد ويحسن من دخل المربي".

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

انهيار تاريخي للعملة الإيرانية والدولار بـ110 آلاف ريال

سكاي نيوز عربية/الأحد 29 تموز 2018/كشفت الوكالات الإيرانية الأحد أن سعر الدولار في سوق طهران الحرة تخطى رقماً تاريخياً حيث وصل إلى 110 آلاف ريال في حين كان يوم السبت 95 ألف ريال للدولار الواحد. وتواصل العملة الإيرانية هبوطها أمام العملات الأجنبية في حين عيّنت الحكومة الإيرانية في الأسبوع الماضي عبدالناصر همتي رئيسا جديدا للبنك المصرفي بغية الحد من انهيار العملة الوطنية. ويرى بعض المحللين أن الوضع الاقتصادي الإيراني الحالي لاسيما عملتها الوطنية بات يشبه كثيرا مثيله الفنزويلي حيث انهارت عملة البلاد بشكل غير مسبوق. وذكرت مواقع إيرانية أن صباح هذا الأحد انهارت العملة الإيرانية بشكل مفاجئ أمام الدولار بعد أن ارتفعت 15 ألف ريال مقارنة بيوم السبت حيث كان 95 ألف ريال للدولار الواحد. ولم يصدر حتى الآن أي تصريح من حكومة الرئيس الإيراني حسن روحاني الذي وعد قبل أربعة أشهر مواجهة انهيار عملة بلاده الوطنية حينما كان سعر الدولار 50 ألف ريال مما يعني أن العملة الإيرانية فقدت أكثر من نصف قيمتها خلال الأربعة أشهر الماضية. وكتبت وكالة إيسنا الطلابية حول انهيار العملة الإيرانية الأحد قائلة: “بات الأمر غير واضح في سوق الصرف، على أي أساس يرتفع الدولار بهذا الشكل، اليوم الأحد وبينما تكون الأسواق العالمية مغلقة، ارتفع الدولار في سوق العملات الإيرانية إلى 110 آلاف ريال”. بالمقابل اكتفت وكالات إيرانية مثل فارس نيوز وتسنيم المقربتين من الحرس الثوري والأمن الإيرانيين بالبقاء على تقاريرها حول العملة ليوم السبت ولم تحدّث في الأسعار الجديدة للدولار والعملات الأجنبية الأخرى، رغم أن الخبر في الساعات الماضية أصبح في طليعة أخبار المواقع الإيرانية بعناوين مشابهة تقريبا وهو “انهيار تاريخي للعلمة”. في حين لم تدخل القرارات الأميركية بمعاقبة طهران اقتصاديا حيز التنفيذ حيث يرى كثير من المحللين أنها السبب الرئيسي في انهيار العملة الإيرانية. وذكرت واشنطن أن عقوباتها ستبدأ في آب، وتكون ذروتها في السادس من تشرين الثاني، حيث ستعاقب الولايات المتحدة كل من يتعامل مع إيران في مجالي النفط والغاز.

 

نتانياهو: قانون القومية لن يمس حقوق الأقليات

 أ ف ب / 29 يوليو 2018/دافع رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو اليوم (الاحد)، عن القانون الخلافي الذي يعتبر اسرائيل «دولة قومية للشعب اليهودي»، مؤكدا أنه لن يمس حقوق الاقليات، على رغم انه لا يتضمن اي اشارات الى المساواة والديموقراطية. وكان البرلمان الاسرائيلي اقر القانون في 19 من تموز (يوليو) الماضي بدعم من نتانياهو، جاء فيه ان اقامة «بلدات يهودية جزء من المصلحة الوطنية»، يمنح اليهود الحق «الحصري» لتقرير المصير في اسرائيل. وخلال اجتماع للحكومة الاسرائيلية اليوم، أعلن نتانياهو ان المساواة بالنسبة الى غير اليهود مضمونة بقوانين تم التصويت عليها سابقا، تصف اسرائيل بـ «الدولة الديموقراطية». ويعتبر هذا القانون جزءا من القوانين الاساسية التي هي بمثابة دستور في اسرائيل. واثار اقرار القانون موجة كبيرة من الانتقادات، واعلن النائب العربي المعارض زهير بهلول أمس استقالته من البرلمان، تنديدا بهذا القانون. ووقع مئات الكتاب والفنانين عريضة تدعو رئيس الحكومة والحكومة واعضاء الائتلاف الحكومي الى «الكف عن النيل من الاقليات» والغاء القانون الجديد. ويمثل العرب الاسرائيليون 17.5 في المئة من سكان اسرائيل البالغ عددهم حوالى ثمانية ملايين. وانتقد الدروز الاسرائيليون (130 الف شخص) الذين يخدمون في الجيش الاسرائيلي القانون. وختم نتانياهو مخاطبا الأقلية الدرزية: «لا يوجد شيء في القانون يتعارض مع حقوقكم كمواطنين متساوين داخل دولة اسرائيل، ولا يوجد شيء يمكن ان يمس بالوضع الخاص للطائفة الدرزية في اسرائيل».

 

مصير إدلب على طاولة «آستانة» في سوتشي

موسكو - سامر إلياس /الحياة/29 يوليو 2018 /وسط تركيز روسي على القضايا الإنسانية وإعادة اللاجئين السوريين إلى مناطق سيطرة النظام السوري، تنطلق غداً في سوتشي الجولة العاشرة من «محادثات آستانة» بمشاركة وفود من الدول الضامنة للمسار، وممثلين عن النظام والمعارضة. وفي حين اتفق النظام ووفد من «مجلس سورية الديموقراطية» (مسد) على استكمال المفاوضات لتسوية المناطق شمال شرقي سورية، يتواصل البحث في مصير إدلب التي تعد آخر منطقة لخفض التصعيد اتفقت عليها روسيا وتركيا وإيران في جولات «آستانة» التي بدأت مطلع 2017.

واستبقت موسكو المحادثات التي تجري للمرة الأولى ضمن مسار آستانة في سوتشي بحملة إقليمية ودولية، روّجت لإعادة اللاجئين والنازحين إلى مناطق سيطرة النظام السوري. وفي مؤشر إلى تغير أولوياتها بعد التقدم الكبير لقوات النظام السوري في محيط دمشق وجنوب غربي سورية، تسعى موسكو إلى تأجيل طرح ملف اللجنة الدستورية والتركيز على القضايا الإنسانية، في خطوة تؤكد مصادر أنها تهدف إلى «تعويم النظام، وتشجيع لبلدان المنطقة والدول الغربية على التعامل مع النظام لمنحه بعضاً من شرعية فقدها بعد المجازر، وحض أوروبا على المساهمة في الإعمار ثمناً لإنهاء أزمة اللجوء السوري».

لكن مصادر روسية حذرت من أن « الخلافات مع تركيا تنذر بإنهاء مسار آستانة، في حال إصرار النظام على المضي بالحل العسكري في محافظة إدلب». ورجح مصدر أن « تسعى روسيا إلى وضع خريطة طريق مناسبة للنظام والأتراك والإيرانيين لتسوية قضية إدلب وتتضمن إنهاء الخطر الإرهابي، وعودة بعض رموز سيادة الدولة إلى بعض المناطق في المحافظة، وتأمين طرق المواصلات إلى حلب، والحد من قدرة مسلحي المعارضة على التسلل أو استهداف الخزان البشري للنظام في جبال الساحل والغاب». ولا تخفي أوساط روسية مخاوف من بروز خلافات مع إيران «الراغبة في مواصلة الحسم العسكري، وضمان نفوذها السياسي والاقتصادي في سورية بعد انتهاء الأزمة، بإبقاء قوات وميليشيات تابعة لها». ويشير مراقبون إلى أن «روسيا تنتظرها خيارات صعبة، فهي تريد توظيف انتصاراتها العسكرية في حل سياسي لسورية يراعي التوازنات الإقليمية، وتطمح إلى أموال وتقنيات غربية لبدء الإعمار الضروري لتحقيق الاستقرار». في المقابل ما زالت أوروبا تربط بين رفع العقوبات الاقتصادية عن النظام والمساعدة مادياً وتقنياً في إعادة الإعمار مع بدء انتقال سياسي جدي». وغداة عودة وفد من «مسد» الذراع السياسية لـ «قوات سورية الديموقراطية» (قسد) والممثلة لأحزب كردية وعربية في شرق الفرات ومناطق في شمال حلب، بعد محادثات في دمشق، أعرب مصدر قيادي في المجلس عن أمله بأن «تفتح الزيارة آفاقا لحل سياسي لكل سورية». وشديد على أن «الحوار مع دمشق لم يكن بسبب مخاوف من حملة عسكرية للنظام، فنحن نملك 60 ألف مقاتل مدربين جيداً وما زلنا نحظى بدعم الولايات المتحدة والتحالف الدولي». ولفت المصدر إلى أن «مجلس سورية الديموقراطية منفتح على الحوار انطلاقاً من عدم الرغبة في خوض معارك تتسبب بالدمار وإراقة دماء أبناء البلد الواحد». وأكد أن « نتائج المحادثات مع دمشق ستظهر على الأرض في غضون أيام، وفي مجالات تبدأ من الصحة والتعليم وتصل إلى ملف الأمن والتنسيق العسكري لمحاربة الإرهاب، في حال التقدم في قضايا الخدمات وخطوات إعادة الثقة». وكان «مسد» أعلن في بيان أمس أن «هدف اللقاء مع دمشق وضع الأُسس التي تمهد لحواراتٍ أشمل، ولحل كل المشكلات العالقة، وحل الأزمة السورية على كل الصعد». وأوضح البيان أن الاجتماع أسفر عن «اتخاذ قرارات بتشكيل لجانٍ على كل المستويات لتطوير الحوار والمفاوضات، وصولاً إلى وضع نهايةٍ للعنف والحرب التي أنهكت الشعب والمجتمع السوريين من جهة، ورسمِ خريطة طريق تقود إلى سورية ديموقراطية لا مركزية» ومع توقعات بطرح مسألة المعتقلين والمغييبن عند النظام للبحث في «آستانة 10»، واصل النظام تسليم قوائم لأمانات السجل المدني تضم مئات من المعتقلين قضوا في السجون في خطوة رأى معارضون أن هدفها هو تفريغ المعتقلات ورفع مسؤولية النظام القانونية عن وفاة الضحايا.

 

ترمب يهدد بإيقاف عمل الحكومة بسبب قضية الهجرة

واشنطن/الشرق الأوسط/29 تموز/18»/أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب، أنه سيسمح بتوقف الحكومة الاتحادية عن العمل إذا رفض الديمقراطيون دعم التعديلات الكبيرة على قوانين الهجرة التي تريدها إدارته. وقال ترمب في تغريدة على «تويتر» اليوم (الأحد): «أنا مستعد لإغلاق الحكومة إذا لم يمنحنا الديمقراطيون الأصوات اللازمة لأمن الحدود بما في ذلك الجدار!». وأضاف: «يجب أن نتخلص من نظام القرعة... ونتجه في نهاية الأمر إلى نظام هجرة يعتمد على الاستحقاق!. نريد أن يأتي إلى بلادنا أشخاص أجلاء».

 

إردوغان يصعّد قضية القس ويحذر واشنطن من فرض العقوبات

أنقرة/الشرق الأوسط/29 تموز/18»/حذر الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الولايات المتحدة من أن فرض عقوبات لن يجبر أنقرة على «التراجع» بعد أن هدد الرئيس دونالد ترمب بمعاقبة تركيا في حال لم تطلق سراح قس أميركي. وعبر أول تصريحات للرئيس التركي اليوم (الأحد)، منذ توتر العلاقات في أعقاب تهديد ترمب باتخاذ تدابير ما لم يطلق سراح القس أندو برانسون قال إردوغان: «لا يمكنكم أن تجعلوا تركيا تتراجع من خلال فرض عقوبات». وأضاف: «على الولايات المتحدة ألا تنسى أنها يمكن أن تخسر شريكا قويا ومخلصا مثل تركيا ما لم تغير موقفها». وتوترت العلاقات بين الدولتين العضوين في حلف شمال الأطلسي في أعقاب سجن القس برانسون، الذي كان يشرف على كنيسة بروتستانتية في مدينة أزمير المطلة على بحر إيجه. وسجن لسنتين تقريبا بتهمة الإرهاب، لكنه وضع قيد الإقامة الجبرية يوم الأربعاء الماضي. ورد ترمب على قرار المحكمة مطالبا بإطلاق سراحه فورا ومحذرا من أن الولايات المتحدة ستفرض «عقوبات شديدة على تركيا لاعتقالها الطويل لبرانسون». وكانت العلاقات قد توترت بين الدولتين على خلفية عدد من القضايا منها دعم واشنطن لفصيل كردي سوري تعتبره تركيا مجموعة إرهابية، وعدم قيامها بتسليم الداعية فتح الله غولن المقيم في بنسلفانيا. وتتهم أنقرة غولن بالوقوف وراء محاولة الانقلاب الفاشل للإطاحة بإردوغان، وهو ما ينفيه بشدة. وأوردت صحيفة واشنطن بوست يوم الجمعة الماضية تقريرا حول صفقة بين أنقرة وواشنطن للإفراج عن تركية مسجونة في إسرائيل، مقابل إطلاق سراح برانسون. وسجنت التركية إبرو أوزكان (27 عاما) لأكثر من شهر في إسرائيل بتهمة نقل مئات الدولارات لصالح منظمة «إرهابية»، لكنها عادت إلى تركيا في 16 يوليو (تموز). وقالت الصحيفة الاتفاق: «أُبرم شخصيا» من جانب ترمب، لكنه انهار عندما تقرر وضع برانسون قيد الإقامة الجبرية. ورد إردوغان على تقرير الصحيفة مؤكدا أن تركيا «لم تجعل القس برانسون أبدا ورقة مقايضة». غير أنه قال إن أنقرة طلبت مساعدة واشنطن في ضمان عودة أوزكان. وأكد إردوغان في تصريحات للصحافيين خلال زيارة لجنوب أفريقيا: «لم نقل: (مقابل هذا سنعطيكم برانسون). لم تتم مناقشة أي شيء كهذا». ويواجه برانسون حكما بالسجن يصل إلى 35 عاما في حال إدانته بالقيام بأنشطة لصالح مجموعتين تعتبرهما أنقرة منظمتين إرهابيتين شبكة غولن وحزب العمال الكردستاني. ويرفض برانسون التهم فيما يشدد المسؤولون الأميركيون على براءة القس. وقال إردوغان في سبتمبر (أيلول) الماضي، إن تركيا يمكن أن تطلق سراح برانسون في حال قامت الولايات المتحدة بتسليم غولن، وهو مقترح رفضته واشنطن.

 

إسرائيل تعترض سفينة ناشطين مناهضين للحصار قبالة قطاع غزة

القدس/الشرق الأوسط/29 تموز/18»/أعلن الجيش الإسرائيلي أنه اعترض اليوم (الأحد) سفينة قبالة قطاع غزة تنقل ناشطين كانوا يريدون الوصول إلى القطاع تعبيرا عن تنديدهم بالحصار البري والبحري المفروض على الفلسطينيين في هذه المنطقة منذ أكثر من 10 سنوات. وقال الجيش في بيان إن السفينة قدمت من أوروبا «لخرق الحصار البحري الشرعي المفروض على قطاع غزة»، موضحا أنها ستنقل إلى مرفأ أشدود في جنوب إسرائيل. والسفينة المسماة «العودة» والتي ترفع علم النرويج وتقل 22 شخصا بحسب ناشطين، كانت غادرت باليرمو في 21 يوليو (تموز) الحالي. ويتوقع وصول سفينة أخرى اسمها «الحرية» ترفع علم السويد بحلول الثلاثاء إلى قبالة سواحل غزة. ويشارك في هذه العملية نحو 40 ناشطا يتحدرون من 15 بلدا، بينهم فرنسيان، وفق ما أوضح بيار ستامبول، أحد المنظمين، الذي يشارك في ترؤس «الاتحاد اليهودي من أجل السلام». وتفرض إسرائيل حصارا خانقا على قطاع غزة منذ أكثر من 10 سنوات. ويعاني السكان غالبا انقطاعا في الكهرباء بسبب عدم إيصال كميات كافية من المحروقات. وتقول وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) إن 80 في المائة من عدد سكان القطاع البالغ مليونين يحتاجون إلى مساعدة. وأعادت إسرائيل الثلاثاء الماضي فتح معبر كرم أبو سالم الذي تدخل منه البضائع إلى القطاع، ولكن في شكل جزئي، بعدما أغلقته طوال أسبوعين ردا على إطلاق طائرات ورقية وبالونات حارقة باتجاه الأراضي الإسرائيلية انطلاقا من القطاع. وقتل 153 فلسطينيا على الأقل بإطلاق نار إسرائيلي منذ بدء المظاهرات الرافضة للحصار المفروض على قطاع غزة في 30 مارس (آذار) الماضي.

 

ظريف يصف المسؤولين الأميركيين بـ«مدمني» فرض العقوبات في إشارة لتأثيرها الكبير على الاقتصاد الإيراني

لندن/الشرق الأوسط/29 تموز/18»/وصف وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، المسؤولين الأميركيين، بأنهم «مدمنون» على فرض العقوبات، ودعاهم إلى «الإقلاع» عن هذه العادة. وأضاف ظريف في كلمة له اليوم (الأحد)، خلال ملتقى مشترك للسفراء ورؤساء البعثات الدبلوماسية الإيرانية في الخارج مع الناشطين في القطاع الخاص: «إنني لست ساذجاً لأتصور أننا يمكننا خلق صراع بين أوروبا وأميركا. هنالك الآن شرخ بينهما، ونحن يمكننا الاستفادة من هذا الشرخ كفرصة، ولسنا بحاجة لأن نكون جسراً بين أوروبا وأميركا».ونقلت وكالة «فارس» الإيرانية عن وزير الخارجية قوله إن «الأميركيين اعتادوا على فرض الحظر، ونحن يمكننا تحويل الضغوط الراهنة إلى فرصة، وأن نثبت لأميركا خلال الأشهر المقبلة أنهم مضطرون للإقلاع عن عادتهم هذه». وتابع ظريف: «رغم كل الإمكانات الاقتصادية والسياسية التي تمتلكها أميركا، فإنها تشعر بالعزلة، لذا فإنها بحاجة لممارسة الضغوط السياسية للمضي بسياساتها إلى الأمام». ودعا وزير الخارجية الإيراني، الأوروبيين، لأن يتخذوا القرار «هل يتابعون مصالح أوروبا أم مصالح أميركا أو مصالح ترمب شخصياً»، مضيفاً: «هذا الأمر يوفر أمامنا فرصة خاصة يمكننا استثمارها». وأعلنت الولايات المتحدة في مايو (أيار) انسحابها من الاتفاق النووي مع إيران عام 2015، الذي رفعت بموجبه مجموعة من العقوبات مقابل كبح البرنامج النووي الإيراني. وتشير تصريحات ظريف إلى تأثير العقوبات الوشيكة التي تستعد واشنطن لإعادة فرضها على دفعتين في 6 أغسطس (آب) و4 نوفمبر (تشرين الثاني)، ما أجبر العديد من الشركات العالمية الكبرى على وقف أنشطتها مع إيران.

 

الرئاسة التركية: إنقاذ العلاقات مع واشنطن ممكن... لكن بشروط واعتبرت أن هناك نيات حسنة لدى ترمب يمكن البناء عليها

أنقرة: سعيد عبد الرازق/الشرق الأوسط/29 تموز/18/رأت أنقرة أن هناك إمكانية لإنقاذ العلاقات مع واشنطن وتجاوز الأزمة الأخيرة، التي نجمت عن تهديدات أميركية بفرض عقوبات على خلفية قضية القس أندرو برونسون، المحتجز في تركيا منذ نحو عامين. وقال إبراهيم كالين، المتحدث باسم الرئاسة التركية، إن بإمكان تركيا والولايات المتحدة إنقاذ العلاقات بينهما، بعدما هدد الرئيس الأميركي دونالد ترمب بفرض عقوبات على أنقرة، إثر تفاقم التوتر بين البلدين الحليفين في «الناتو». وأضاف كالين في مقال بصحيفة «صباح» القريبة من الحكومة أمس، إنه «يمكن إنقاذ العلاقات وتحسينها إذا نظرت الإدارة الأميركية بعين الجدية لمخاوف تركيا الأمنية»، معتبراً أنه «قد يكون لدى الرئيس الأميركي نيات حسنة تجاه العلاقات مع الرئيس رجب طيب إردوغان وتركيا، وسيكون هناك رد على ذلك عندما تستند العلاقة إلى الاحترام المتبادل والمصلحة المشتركة». وتوترت العلاقات بين تركيا والولايات المتحدة على خلفية كثير من القضايا، من بينها الدعم الأميركي للميليشيات الكردية في سوريا، وعدم الاستجابة لمطالب تركيا بتسليم الداعية فتح الله غولن المقيم في الولايات المتحدة منذ 1999، الذي تتهمه أنقرة وحركة الخدمة التابعة له بتدبير محاولة الانقلاب الفاشلة عام 2016، بالإضافة إلى قضية نائب مدير بنك «خلق» الحكومي المحبوس بتهمة انتهاك العقوبات الأميركية على إيران، والتحايل على النظام المصرفي الأميركي في الفترة بين عامي 2010 و2015، ورفض أميركا احتجاز القس أندرو برونسون وموظفين محليين بالقنصلية الأميركية في إسطنبول بدعوى التعاون مع حركة غولن، ودعم الإرهاب والتجسس. والخميس الماضي، هدد ترمب صراحة بفرض «عقوبات شديدة» على تركيا إذا لم تطلق سراح القس أندرو برونسون، الذي وضعته محكمة تركية في إزمير (غرب) يوم الأربعاء الماضي قيد الإقامة الجبرية في منزله، عوضاً عن الحبس الذي استمر 21 شهراً منذ القبض عليه في 9 ديسمبر (كانون الأول) 2016، مع استمرار محاكمته لاتهامه بدعم الإرهاب والتجسس. وقد صعدت الإدارة الأميركية حملتها لإطلاق سراح برونسون بعد قرار المحكمة، الذي يرى كثيرون أنه قد يسهم في تخفيف التوتر بين البلدين الحليفين.

في السياق ذاته، كشفت مصادر بالخارجية التركية عن فحوى اتصال أجراه وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو مع نظيره الأميركي مايك بومبيو عقب تغريدة ترمب، التي هدد فيها بفرض العقوبات، والتي سبقها تصريح لنائبه مايك بنس حمل التهديد نفسه.

وقالت المصادر إن جاويش أوغلو أبلغ بومبيو بأن تركيا لن ترضخ لتهديدات أحد، مشدّداً على أن قواعد القانون تنطبق على الجميع. ومن جانبه، اعتبر كمال كليتشدار أوغلو، رئيس حزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة، أن رسائل التهديد التي وجهها ترمب وفريقه ضد تركيا تتعارض مع قانون التحالف، مبرزاً أن مواطني تركيا لن يقبلوا أبداً بتلك الرسائل. ويواجه القس أندرو برونسون لائحة اتهامات طويلة، تتعلق بقضايا تجسس وإرهاب، وارتكاب جرائم لمصلحة حركة غولن وحزب العمال الكردستاني، اللذين تصنفهما تركيا منظمتين إرهابيتين. وقد اعتقل برونسون، الذي قدم إلى تركيا عام 1993، وأنشأ في مدينة إزمير «كنيسة ديريليش» الإنجيلية للبروتستانت، وتم توقيفه بتهمة ارتكاب جرائم باسم حركة الخدمة وحزب العمال الكردستاني، وفي أغسطس (آب) 2017، أضيفت ضده اتهامات بالحصول على معلومات سرية خاصة بالدولة لأهداف التجسس السياسي، أو العسكري، ومحاولة القضاء على النظام الدستوري. وفي مارس (آذار) الماضي، قبلت المحكمة الجنائية العليا الثانية في إزمير، لائحة الاتهام التي أعدتها نيابة إزمير العامة ضد برونسون. وطالبت النيابة بمعاقبته بالسجن 35 عاماً على خلفية اتهامه بارتكاب جرائم باسم حركة غولن و«العمال الكردستاني» والتجسس، ومثل أمام المحكمة للمرة الأولى في 16 أبريل (نيسان) الماضي، وفي الجلسة الأولى، قال إنه جاء إلى تركيا لإعداد تلاميذ للمسيح. وأنكر برونسون جميع الاتهامات الموجهة إليه، وقال إنه ليست لديه أي علاقة بحركة غولن أو «العمال الكردستاني»، ونفى معرفته ببكير باز الذي يتولى منصباً كبيراً في حركة غولن والهارب خارج تركيا حالياً. وورد في لائحة الاتهام ضد برونسون أنه كان يعرف الأسماء المستعارة لقياديين من حركة غولن والتقاهم، وألقى خطابات تحرض على الانفصالية، وتتضمن ثناءً على حزب العمال الكردستاني وحركة غولن في كنيسة ديريلش بإزمير. كما وجهت له اللائحة تهمة «إجراء دراسات ممنهجة في المناطق التي يقطن فيها الأكراد خصوصاً»، وتأسيس «كنيسة المسيح الكردية» التي استقبلت مواطنين من أصول كردية فقط في إزمير. كما تضمنت اللائحة العثور على صور ضمن مواد رقمية تخص برونسون، تظهر حضوره اجتماعات لحركة غولن، وأخرى فيها رايات ترمز إلى «العمال الكردستاني»، كما توجه مراراً إلى مدينة عين العرب (كوباني) شمال سوريا، التي تنشط فيها «وحدات حماية الشعب» الكردية، وقضاء سوروج في شانلي أورفا المحاذي لتلك المدينة السورية، وذلك في إطار الاستراتيجية العامة لحزب العمال الكردستاني.

 

لجان بين دمشق والأكراد ترسم خريطة لـ«سوريا لامركزية» ووفد حلفاء واشنطن يعود إلى شرق نهر الفرات

لندن: إبراهيم حميدي/الشرق الأوسط/29 تموز/18/أسفرت الجولة الاستطلاعية لوفد «مجلس سوريا الديمقراطية»، الذراع السياسية لـ«قوات سوريا الديمقراطية» المدعومة من واشنطن إلى دمشق عن تشكيل لجان بين الطرفين لتطوير المفاوضات بهدف وضع خريطة طريق تقود إلى «دولة ديمقراطية لامركزية» فرض سيطرتها على جميع المناطق بما فيها شرق نهر الفرات، حيث تقيم قوات التحالف الدولي ضد «داعش»، بقيادة أميركا. وقال الرئيس المشترك لـ«مجلس سوريا الديمقراطية» رياض درار لـ«الشرق الأوسط» أمس: «نعمل على أننا مستقرون في أرض حررنا ونريد أن نعيدها إلى الدولة السورية». وأضاف: «الدولة ليست النظام. نحن نريد الدولة التي نسعى إليها ما بعد التسوية السياسية»، في وقت أكد صالح مسلم الرئيس السابق لـ«الاتحاد الديمقراطي الكردي» الذراع السياسية لـ«وحدات حماية الشعب» الكردية الفريق الأساسي في «قوات سوريا الديمقراطية»، أن الزيارة إلى دمشق، لم تتجاوز كونها «جسن نبض أسفرت عن تشكيل لجان لحل القضايا الخلافية». وتُعتبر هذه المحادثات الأولى الرسمية العلنية بين «مجلس سوريا الديمقراطية» ودمشق لبحث مستقبل مناطق الإدارات الذاتية شمال شرقي سوريا، بعدما استعادت قوات النظام مناطق واسعة من البلاد خسرتها منذ 2011 وباتت تسيطر حالياً على نحو 60 في المائة من الأراضي السورية البالغة 185 ألف كيلومتر مربع. وتسيطر «قوات سوريا الديمقراطية» التي تعد «وحدات حماية الشعب» الكردية عمودها الفقري على نحو ثلاثين في المائة من مساحة البلاد تتركز شمال شرقي البلاد وتضم 90 في المائة من نفط البلاد ونصف الغاز وأهم المحاصيل الزراعية والسدود، لتكون بذلك ثاني قوة مسيطرة على الأرض بعد الجيش السوري. وجاءت زيارة وفد «مجلس سوريا الديمقراطية» التي بدأت الخميس، إلى دمشق بدعوة من الحكومة السورية، بحسب بيان لـ«المجلس». وأضاف أن الهدف هو «وضع الأسس التي تمهد لحوارات أوسع وأشمل لحل كل المشكلات العالقة، حيث جرى اتخاذ قرارات بتشكيل لجان على مختلف المستويات لتطوير الحوار والمفاوضات وصولا إلى وضع نهاية للعنف والحرب التي أنهكت الشعب والمجتمع السوري من جهة، ورسم خارطة طريق تقود إلى سوريا ديمقراطية لامركزية». ولم يوضح البيان عدد اللجان أو موعد تشكيلها أو مضمونها، كما لم يحدد مواعيد أي محادثات مقبلة. لكن مصادر أفادت أن اللجان ستشمل قضايا عسكرية وأمنية واقتصادية وخدمية وقانونية «بحيث يحدد لكل لجنة دورها وأعضائها وآلية عملها وصولا إلى تفاهمات». وجاء الاتفاق على تشكيل اللجان كحل وسط بين موقفي الطرفين، ذلك أن دمشق «تريد البدء بتسليم المعابر الحدودية مع تركيا والعراق وإرسال الأمن إلى مناطق شرق نهر الفرات»، فيما ركز وفد «المجلس» على أولوية «استعادة الخدمات وتوفير الكهرباء والتعليم والسجل المدني قبل الانتقال إلى القضايا الأكبر المتعلقة بالسيطرة على الحدود وانتشار الأمن». وقال قيادي في «المجلس»: «لدينا قوات شرطة محلية قادرة على حماية موظفي الحكومة لإصلاح المؤسسات الخدمية والعمل فيها». من جهته، قال درار إن تشكيل اللجان «يوفر القاعدة التفاوضية للمستقبل وصولا إلى دولة ديمقراطية لامركزية»، لافتا إلى أن مؤسسات «المجلس» لديها الكثير من المهمات في الفترة المقبلة، وهي تعمل على عقد مؤتمر حوار سوري - سوري في عين عيسى في ريف الرقة أو الطبقة لاستكمال الحوارات بين الأطياف السورية، بعد مؤتمر «مجلس سوريا الديمقراطي» الذي عقد في الطبقة قبل أسابيع وضم نحو 300 شخص. وقال سيهانوك ديبو، مستشار الرئاسة المشتركة لـ«حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي» لوكالة الصحافة الفرنسية أن «وظيفية اللجان وضع خريطة طريق لتكون سوريا لامركزية. عملية التفاوض ستكون طويلة وشاقة، لأن السلطة في دمشق وبنيتها مركبة على أساس شديد المركزية».

ولم يصدر حتى الآن أي تصريح رسمي من دمشق. وتصر دمشق على استرداد مناطق البلاد كافة بما فيها مناطق الأكراد، لكن وزير الخارجية السورية وليد المعلم أعرب العام الماضي عن استعداد دمشق للحوار مع الأكراد حول إقامة «إدارة ذاتية»، فيما لوح الرئيس بشار الأسد في مايو (أيار) بعمل عسكري ما لم تنجح المفاوضات. وطوال سنوات النزاع، بقيت المواجهات العسكرية بين قوات النظام والمقاتلين الأكراد محدودة وحصلت تفاهمات في مناطق عدة لمنع حصول صدام. وبعد عقود من التهميش، تصاعد نفوذ الأكراد في سوريا مع انسحاب قوات النظام تدريجياً من مناطقها في عام 2012، ليعلنوا لاحقاً الإدارة الذاتية ثم النظام الفيدرالي قبل نحو عامين في منطقة «روج أفا» (غرب كردستان). وتضم هذه المنطقة الجزيرة (محافظة الحسكة)، والفرات (شمال وسط، تشمل أجزاء من محافظة حلب وأخرى من محافظة الرقة)، وعفرين (شمال غرب) التي باتت منذ أشهر تحت سيطرة قوات تركية وفصائل سورية موالية. وأوضح درار أمس: «جرى في الفترة الأخيرة التراجع عن موضوع الفيدرالية والتركيز على اللامركزية لأسباب تفاوضية، وإن كانت مؤسسات الفيدرالية لا تزال موجودة شمال شرقي سوريا». وتأخذ دمشق على المقاتلين الأكراد تحالفهم مع واشنطن، التي قدمت لهم عبر التحالف الدولي غطاء جوياً لعملياتهم العسكرية ضد «داعش» ودعمتهم بالتدريب والسلاح والمستشارين على الأرض مع وجود عدد من القواعد العسكرية الثابتة. وإذ قال العضو الكردي في مجلس الشعب (البرلمان) السوري عمر أوسي لوكالة الصحافة الفرنسية الجمعة من دمشق أن المفاوضات ترمي إلى «تسهيل دخول الجيش السوري إلى المناطق ذات الغالبية الكردية وإعادة مؤسسات الدولة إليها في مقابل اعتراف الدستور المقبل بالمكون الكردي... ومنحه حقوقه الثقافية»، أوضح درار: «نعمل على أننا مستقرون في أرض حررنا ونريد أن نعيدها إلى الدولة. الدولة ليست النظام. نحن نريد الدولة التي نسعى إليها ما بعد التسوية السياسية». وفي مقابل تخلي أكراد الشمال عن «الأجندات الخارجية والحكم الذاتي» وفق أوسي، فإن «الحل الأمثل سيكون بتطوير قانون الإدارة المحلية» رقم 107 الصادر في عام 2012 من أجل تفعيل الإدارات المحلية في إطار اللامركزية الإدارية. وإذا كانت واشنطن دعمت الأكراد في كل معاركهم ضد تنظيم داعش، امتنعت عن دعمهم في مواجهتهم مع القوات التركية في عفرين ضمن عملية «غصن الزيتون» التي سهلتها موسكو. وتصنف أنقرة «حزب الاتحاد الديمقراطي» الكردي وذراعه العسكرية «وحدات الحماية» على أنهما «إرهابيان». وبعد تهديد أنقرة مراراً بشن هجوم ضد المقاتلين الأكراد في مدينة منبج (شمال)، انسحب المقاتلون الأكراد من المدينة بناء على اتفاق أميركي - تركي. وكشفت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» أن وفد «مجلس سوريا الديمقراطي» كان برئاسة إلهام أحمد رئيسة الهيئة التنفيذية وضم خمسة أشخاص بينهم إبراهيم القفطان رئيس «حزب سوريا المستقبل» وهو من السياسيين الصاعدين في منبج. وأوضحت المصادر: «أي اتفاق سيتم مع دمشق سيشمل منبج أيضاً ونريد ضم منبج إلى الدولة السورية الجديدة».

 

مصر.. مقتل قيادي قبطي كبير بدير في ظروف غامضة

المصدر: القاهرة –أشرف عبد الحميد/العربية/29 تموز/18/أعلنت الكنيسة المصرية العثور على جثة الأنبا إبيفانيوس أسقف ورئيس دير القديس مقاريوس بوادي النطرون شمال مصر داخل ديره. وقالت الكنيسة في بيان لها أنه نظرا لأن غموضا أحاط بظروف وملابسات وفاة القيادي الكنسي، فقد تم استدعاء الجهات الرسمية التي تجري حاليا تحقيقاتها حول الحادث، مضيفة أنها ستتنظر ما سوف تسفر عنه نتائج هذه التحقيقات. من جانبها تكثف وزارة الداخلية جهودها لكشف غموض وملابسات الحادث، ومعرفة سبب الوفاة، حيث ذكر شهود عيان أنه تم العثور على الجثة مضرجة في دمائه، أمام قلايته بالدير. وتلقى اللواء علاء عبد الفتاح، مدير أمن البحيرة، إخطارا من مركز شرطة وأدى النطرون بإبلاغ المسؤولين في دير الأنبا مقار بوادي النطرون، بالعثور على جثة رئيس الدير، داخل الدير وبجانبها دماء سالت من رأسه. وعلى الفور انتقل ضباط مباحث مركز شرطة وادي النطرون، والمستشار محمود شتية رئيس النيابة، لموقع البلاغ، وتبين من معاينة الجثة وجود إصابة في الرأس، واشتباه في تهشم مؤخرة الرأس، بما يرجح وجود شبهة جنائية وراء الحادث. قررت النيابة تكليف المباحث بكشف غموض الحادث وانتداب طبيب شرعي لتشريح الجثة وبيان أسباب الوفاة.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

عودةُ النازحين إلى... «النظام»

سجعان قزي/جريدة الجمهورية/الاثنين 30 تموز 2018

ليسَ المهِمُّ مَن يُعيد النازحين السوريّين، المهِمُّ أن يعودوا. وليس المهِمُّ ما خلفيةُ وسيطِ العودةِ، المهِمُّ أن يَنجَح. الهدفُ يُبرِّر الوسيلةَ لا سيّما أنَّ الخِياراتِ محدودةٌ والوسيلةَ محمودةٌ. وتاليًا، لا بدَّ للبنانَ من أنْ يُرحِّبَ بدورٍ روسيٍّ لإعادةِ النازحين في حالِ ثُبوتِ جَدواه وقُدرتِه على النجاحِ حيثُما تَلَكَّأ الآخَرون. لكنَّ الخوفَ، كلَّ الخوفِ، أن تتسيَّسَ إعادةُ النازحين وتَتحوّلَ موضوعَ تجاذبٍ دوليٍّ يُعقِّد العودةَ فيَبقون هنا. إنَّ مشروعَ توطينِهم قائمٌ أكثرَ من أيِّ يوم مضى، وعيبٌ أن نَنفيَه كُرْمًا لهذه الدولةِ أو تلك.

كلُّ الاتّصالاتِ التي أجراها لبنانُ مع الأُممِ المتّحدةِ والولاياتِ المتّحدةِ الأميركيّةِ والاتّحادِ الأوروبيّ والدولِ الخليجيّةِ اصطَدَمت بشروطٍ يؤدّي احترامُها إلى توطينِ النازحين السوريّين، لا إلى إعادتِهم (انتهاءُ الحربِ، تطبيقُ التسويةِ السياسيّة، تغييرُ النظام، بَدءُ الإعمار، عودةٌ طوعيّةٌ واختياريّة، الرجوعُ إلى مَسقَطِ الرأس، تأمينُ المساعداتِ الماليّةِ، تأمينُ الخدماتِ الاجتماعيّةِ والصِحيّةِ والتربويّة، إلخ...). بتعبيرٍ آخَر: لا عودةَ ما لم تُصبح سوريا «مونتي كارلو»، ولبنانُ... سوريا.

منذ سنواتٍ، دعوتُ إلى الانفتاحِ على روسيا وعدمِ الاتّكالِ على الغربِ وحدِه. وكتبتُ في «الجُمهوريّة» مقالتَين. الأولى:»روسيا وأبرشيّاتُ لبنانَ وسائرِ المشرِق» (29 نيسان 2013)، والأُخرى: «جارٌ جديدٌ للبنان» (06 تشرين الأوّل 2015). وأخذَت تلك الدعوةُ بُعدًا واقعيًّا مع عودةِ روسيا بجرأةٍ وقوّةٍ إلى سوريا والشرقِ الأوسَط، فيما الغربُ يَتخبّطُ في سياساتٍ أَضعفَت حلفاءَه وشَرَّعت أبوابَ المشرِق أمامَ إيران.

وإذ رحّبَ لبنانُ بمبادرةِ روسيا، يَنتظرُ أن تَتبلْوَرَ بنودُها وآليّاتُها. فجولةُ الوفدِ الروسيِّ على سوريا والأردن وتركيا ولبنان، الأُسبوعَ الماضي، ظلّت إعلانَ نياتٍ يَفتقر إلى خُطّةٍ تنفيذيّةٍ (العددُ، الجدولُ الزمنيُّ، الضماناتُ الأمنيّةُ والسكنيّةُ، التنسيقُ المحليُّ والدوليّ، شموليّةُ العودةِ ووِجهتُها، إلخ...).

إلى الآن، لا تزالُ المبادرةُ الروسيّةُ عُنوانيّةً وإحاديّةً، ولَم تَطَّلِع عليها الدولُ الأوروبيّةُ والآسيويّةُ والعربيّةُ، حتّى أنَّ المفوضيّةَ العليا للنازحين، المعنيّةَ الأساسيّةَ، فوجئت بها وتَنتظرُ توضيحات، والسفراءُ كافةً في لبنانَ يَجهلون فَحواها. كما أنَّ الولاياتِ المتّحدةَ الأميركيّةَ، الخارجةَ من قِمّةِ هلسنكي، أَعلنت عبرَ وزارتَي الخارجيّةِ والدفاع عدمَ استعدادِها للتنسيقِ الأمنيِّ مع موسكو حيالَ هذا الموضوع؛ مع أنَّه أُثيرَ في هلسنكي من دونِ الدخولِ في التفاصيلِ والآليّاتِ واللِجان.

إذا كانت روسيا تؤثّرُ على النظامِ السوريِّ وتَضمَنُ نسبيًّا أمنَ العائدين، فليست قادرةً على الحلولِ مكانَ الدولِ المانحةِ (أميركا وأوروبا وآسيا والأممِ المتحدة) وتأمينِ المستلزماتِ الماديّةِ للنازحين. رغم ذلك، تَسعى روسيا إلى إعادةِ النازحين لأنها تَتمسّكُ بوِحدةِ سوريا وتتحفَّظُ عن سياسةِ الفرزِ الطائفيِّ التي يمارسُها النظامُ السوريُّ من خلالِ القانونِ رقم 10 الذي يَسمحُ بنزعِ المِلكيّةِ عن ملايين السوريّين تمهيدًا لنزعِ جِنسيَّتِهم. لذا، تَقدَّمت ألمانيا وتركيا باسمِ 40 دولةٍ، في 19 تموز الجاري، بشكوى إلى الأممِ المتّحدةِ تُطالب فيها بإعادةِ النظرِ في هذا القانونِ الذي أَقَرَّه النظامُ السوريُّ في الثاني من نيسان الماضي.

تسوِّقُ روسيا إعلاميًّا اِقتراحَها عودةَ النازحين علَّها تَفرِضُه أمرًا واقعًا على المجتمعَين العربيِّ والدوليّ، فتحقّقُ في سوريا إنجازًا ديبلوماسيًّا ذا طابعٍ إنسانيٍّ بعد انتصارِها العسكريِّ ذي البعدِ الاستراتيجيِّ. فمِن خلالِ إعادةِ النازحين يوحي بوتين أنَّ الحربَ انتهَت في سوريا بفضلِ تدخّلِه العسكريّ، ولا ضرورةَ، بالتالي، لمؤتمراتٍ دوليّةٍ مع أميركا لإرساءِ السلام في سوريا: إنه قائمٌ. وأصلًا، تَتصرّفُ روسيا بعدَ قِمّةِ هلسنكي كأنّها هي من يُدير اللُعبةَ في الشرقِ الأوسط.

فما أنِ انتهت القِمّةُ بين ترامب وبوتين حتى قامَ وزيرُ الخارجيّةِ الروسي سيرغي لافروف ورئيسُ الأركانِ الجنرال فاليري غيرَسيموف بجولةٍ على إسرائيل وفرنسا وألمانيا لإطْلاعِ قادتِها على نتائجِ القِمّة، فيما كان على واشنطن أن تقومَ هي بذلك.

هكذا، بحضورٍ عسكريٍّ وازنٍ ودورٍ ديبلوماسيٍّ ذكيّ، تواصلُ روسيا تموضُعَها في الشرقِ الأوسط. ويأتي وضعُ يدِها على قضيّةِ النازحين خُطوةً متعدِّدةَ الأهداف:

• تصبحُ روسيا مرجِعيّةَ حلٍّ لثلاثِ دولٍ تَنوءُ تحت عِبءِ النزوحِ السوريِّ: تركيا والأردن ولبنان، وهي دولٌ صديقةٌ لواشنطن أكثر ممّا لموسكو. ففكرةُ تأليفِ لجانٍ ثلاثيةٍ تُدخِلُ روسيا إلى المناطقِ السوريّةِ الشرقيّةِ الشماليّةِ حيث تُسيطر أميركا وتركيا وحدَهما. لكنَّ هذه الفكرةَ تَصطدمُ بقرارِ الكونغرس الأميركيِّ الذي يَمنع التعاونَ المشترَك مع موسكو منذ أن انتزَعَ بوتين شبهَ جزيرةِ القُرم من أوكرانيا سنةَ 2014.

• تصبحُ روسيا المحاوِرَ الممتازَ لدولِ الخليج، وبخاصةٍ للسعوديّة، في مسألةِ مصيرِ السُنّةِ السوريّين. فعودةُ النازحين هي عمليًّا عودةُ السُنّةِ إلى سوريا لأن 90% بين النازحين هُم من السُنّة.

• تأمُلُ روسيا من خلالِ التزامِ إعادةِ النازحين خرقَ العقوباتِ الأميركيّةِ والأوروبيّةِ ضِدَّها والاستحصالَ على «أموالِ العودة» وصولًا إلى مساعداتٍ تَشمُل إعادةَ الإعمار. لكن الإدارةَ الأميركية جدَّدت حُزمةَ العقوباتِ على موسكو في آذار الماضي والاتحادُ الأوروبي جدَّدها في 15 تموز الجاري. أكثرُ من ذلك، يوجد قرارٌ أميركيٌّ بعدمِ تمويلِ الإعمارِ في مناطقِ سيطرةِ النظامِ السوريِّ كَشَف عنه وزيرُ الخارجيّةِ السابق ريكس تيلرسون في محاضرةٍ ألقاها في «مؤسّسةِ هوڤر» التابعةِ جامعةَ «ستانفورد» في 17 كانون الثاني 2018.

تتوقّعُ روسيا أن تَسمحَ إعادةُ النازحين، منذ اليوم، بتحضيرِهم النفسيِّ والسياسيِّ لإعادةِ انتخابِ بشار الأسد في الانتخاباتِ المقرَّرةِ سنةَ 2021. فالنازحون العائدون ناخبون سوريّون يُعوّلُ النظامُ على استيعابِهم ليصبحَ ذا صفةٍ ميثاقيّة.

مع مشروعِ إعادةِ النازحين، تُعطي روسيا دورًا جديدًا لوجودِها العسكريِّ في سوريا، وتُشيحُ عن الوجودِ العسكريِّ الإيرانيِّ الذي تُطالب بإنهائِه أميركا وإسرائيلُ. وفي هذا السياقِ، تلتقي مبادرةُ روسيا مع مبادرةِ «حزبِ الله» حولَ النازحين، إذ تَهدُفُ ضِمنًا إلى خلقِ مُبرِّرٍ آخرَ لإبقاءِ عناصرِ الحزبِ في سوريا. المبرِّرُ الأوّلُ كان حمايةَ شيعةِ «القْصَير»، الثاني كان مواجهةَ الإرهابِ التكفيريّ، وها الثالثُ: إعادةُ النازحين. مهما كانت أهدافُ روسيا وأمنياتُها، تَبقى مبادرتُها الوحيدةَ من دونِ شروطٍ والأقربَ إلى منطقِ طرحِ لبنان. ومعيارُ نجاحِها هو مدى تجاوبِ النظامِ السوريِّ معها، فتَحصُلُ روسيا منه على: ضماناتٍ أمنيّةٍ جِديّةٍ للعائدين، إلغاءِ القانونِ رقم 10 حولَ المِلكيّة، وإصدارِ عفوٍ عن النازحين المتخلِّفين عن الخِدمةِ العسكريّة. وحينئذٍ يبدأُ البحثُ الجِدّي.

 

برِّي والعونيون... ليس بالمناكفات تحيا الإنجازات!

كلير شكر/جريدة الجمهورية/الاثنين 30 تموز 2018

 كان الخيار الأبيض الذي لجأ إليه تكتل «لبنان القوي» في استحقاق رئاسة مجلس النواب بعد انتخابات نيابية عصفت بها النسبية فأعادت خلط موازين القوى، بمثابة راية بيضاء قرّر التكتل العوني رفعَها لـ«تحية» الرئيس نبيه بري ومهادنته، قبل فتح صفحة جديدة في دفتر العلاقة الثنائية العتيق.

رئاسة «أبو مصطفى» للمجلس للمرة السادسة على التوالي، لم تكن موضعَ اشتباك أو منافسة أو مناورة، لا بل كانت محسومة عدَدياً وسياسياً، لكنّ إنكفاء «القوات» عن وضع اسم نبيه بري في الصندوقة الخشبية، لمصلحة الورقة البيضاء من دون أن تكون «بوجه بري» كما أعلن رئيس الحزب سمير جعجع، فتَح ممرّاً آمناً أمام رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل لرفع «الفيتو» عن «حليف الحليف». اختار العونيون عنوانَ احترام الميثاقية والحؤول دون تشوّه رئاسة بري بعطب «تصحّر» الصوت المسيحي في «سكوره» الرئاسي، لكي يسدّدوا «تمريرة حسن النّية» في ملعب رئيس المجلس، ما حمل الكثير من المعاني والرسائل.

منذ توقيع تفاهم مار مخايل، لم تنفع محاولات «حزب الله» في تقريب المسافات بين الحليف وحليف الحليف. عقليّتان مختلفتان ومقاربتان لا تتشابهان، وحتى الكمياء لعبت دوراً سلبياً بين بري والعماد ميشال عون. حاول «الحزب» مراراً وتكراراً رأبَ الصدع الآخذ في التوسّع على خط الزلزال بين عين التينة والرابية، والعمل على توسيع مساحة القواسم المشتركة... ولكن من دون جدوى. كانت التباينات أعمق وأقسى من قدرة الطرف الثالث على اختراق جدارها الإسمنتي، لا بل الحديديّ. تبدأ «السيرة» من ملف الكهرباء وقبله النفط والغاز ولا تنتهي باتّهامات الفساد وكيفية إدارة الدولة.

حتى الانتخابات النيابية في مربعها الجنوبي، وثّقت بالصوت والصورة جولات من الاشتباكات الكلامية تبادلها الحليفان المفترضان اللذان التقيا في دوائر وتخاصما في دوائر أخرى. بلغت الحدّة مطارح غير مسبوقة: في زيارته الأولى للجنوب خاطب باسيل، من رميش، «المحرومين» في قرى بلدات مرجعيون وبنت جبيل المسيحية مؤكداً أنّه «من غير المنطقي أن يكون 70 ألف مسيحي في الجنوب لا يستطيعون اختيارَ نائب واحد عنهم بل يتمّ الاختيار عنهم».

في عين التينة، درجت العادة منذ صار أبو مصطفى رئيساً للمجلس، أن تُطبخ التسويات والتفاهمات في «ديوانيّته». كان الرجل أشبه بـ»صانع رؤساء». مع رئيس «تكتل التغيير والإصلاح» اختلف الوضع. كان بري آخر مَن ساروا في خيار «المسيحي القوي»، لكنه سرعان ما استوعب «الصدمة» إلى حدّ التماهي مع الرئيس عون في كثير من العناوين الكبيرة وأهمها قانون الانتخابات، إلى حدّ الكلام عن صياغة ورقة مشتركة شبيهة بتفاهم مار مخايل. رئيس المجلس تصرّف بحرفية وبراغماتية على قاعدة أنّ ما قبل الاستحقاق الرئاسي غير ما بعده.

لطالما كانت العقدة في خشبة باسيل. وما إشكاليّة الفيديو المسرّب من البترون والذي كاد يعيد البلاد عشرات السنين إلى الخلف، إلّا مشهد مصغّر عن تجليات التوتر بين الرجلين.

ومع ذلك، يبدو أنّ قاموساً جديداً للعلاقة الثنائية يستعدّ ليحلّ محلّ ذلك القائم منذ عودة عون من منفاه الطوعي في باريس في العام 2005. وما عودة «تكتل لبنان القوي» الممَنهجة إلى لقاء الأربعاء النيابي، إلّا أوّل الغيث. النواب الان عون، سليم عون وسيمون أبي رميا، كانوا «ضيوف» الجلسة الأخيرة الاستثنائيّين. صحيح أنّ «تكتل التغيير والإصلاح» كان يشارك في كثير من الأحيان في ديوانية الرئيس بري عبر النواب السابقين عباس هاشم ونبيل نقولا وناجي غاريوس، ولكنّ لهذه الجولة نكهتها. راهناً، كما يقول نواب عونيون، ثمّة مسعى لتطبيع العلاقة ونقلها من ضفة الخصومة المتقطعة أحياناً بهدنة موقتة، إلى ضفة التواصل والتنسيق ولو بالحدّ الأدنى. وصارت المشاركة الأسبوعية، منظّمة، سيتولّاها بشكل خاص النائب سليم عون، مع العلم أنّ جلسةً «وجهاً لوجه» جمعت الرئيس بري بالوفد العوني الذي حضر لقاء الأربعاء للتداول في آخر المستجدات.

النائب الان عون صار في هيئة المكتب، ما يعني تثبيت الرابط العضوي المؤسساتي بين الرئاسة الثانية و»التيار الوطني الحر». وانضمام «التكتل» الى الهيئة لم يأتِ عن عبث أو صدفة، بل عن قصد، من باب العمل على ترميم الجسور المتكسّرة.

عملياً، هذه ليست صحوة «التيار» المفاجئة تجاه رئيس المجلس ولا هي تراجع عن خطأ، بقدر ما هي قراءة مستجدّة للواقع السياسي، ولمزاج الرأي العام ولأرقام الانتخابات، قد تفرض على الجميع التعالي عن مناكفاتهم الضيّقة للبحث عن هوامش مشترَكة تسمح لهم بتحويل حكومة الأربع سنوات المنتظرة، إلى «حكومة المعجزات»! هي فعلاً النتائج التي بيّنتها صناديق الاقتراع والتي أظهرت بما لا يقبل الشك أنّ شريحة كبيرة من الرأي العام غير راضية عن الطبقة السياسية ولم تعد «تقبض جدّ» كل الشعارات السيادية التعبوية ولا العناوين الكبرى التي جرى استثمارُها طوال السنوات الـ13 الماضية. حتى «التيار الوطني الحر» لم يعد في استطاعته أن يُقنع الناس بخطاب الحرّية والسيادة والاستقلال التي حملته على متن «التسونامي» إلى برلمان 2005، ولا شعار الشراكة والمناصفة الذي منحه الشرعية الميثاقية في برلمان 2009.

بعدما صار ميشال عون على رأس الحكم، و»التيار الوطني الحر» شريك الأقوياء، صار لا بدّ من مقاربة جديدة. بات العونيون كما غيرهم من قوى السلطة، مقتنعين أنه يستحيل عليهم الاقتراب من معمودية 2022 من دون تحقيق إنجازات حقيقية تقرّبهم من الناس. لا بدّ من كهرباء 24/24، من ماء في الحنفيات، من شبكة طرق عصرية، من زوال المطامر والنفايات عن الطرق، من طبابة وتعليم... وإلّا ستكون نهايتهم في محرقة صناديق الانتخابات.

ولن يتمكّن أيٌّ من الجالسين على طاولة سعد الحريري الثانية في العهد العوني، من تحقيق أيِّ إنجاز من دون حدّ أدنى من التفاهم. ولهذا صار لا بدّ من مراجعة أسس العلاقة مع بري. القرار ليس ابن ساعته، وانما مضى وقت على جوجلته ومناقشته داخل الأروقة الضيّقة، حتى إنّ الأمين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصر الله عاد وطرحه مع باسيل خلال اللقاءَين الأخيرَين، قبل الانتخابات وبعدها. اذاً ثمّة حاجة متبادَلة لإرساء أرضيّة تفاهم ترعى حكومة سيُقدّر لها أن تصمد أربع سنوات لتشرف في نهاية مطافها على الاستحقاق النيابي، كما سيتسنّى لها فيما لو سارت بعناية التوافق أن تنجز الكثير من المشاريع الحيوية. وما دامت يد «التيار» عاجزة عن التصفيق لوحدها، حتى لو التقت معها يد رئيس الحكومة، فهي في حاجة حكماً إلى يد حركة «أمل». بهذا المعنى، صارت المقاربة أكثر واقعيّة، قد تدفع «التيار الوطني الحرّ» إلى تقليص المسافات الفاصلة بينه وبين عين التينة، خصوصاً وأنّ مظلّة التفاهم بين عون وبري تحصّن هذا التنسيق بدعم من باسيل. كما أنّ هذه المودّة ليست من طرف واحد، كما يؤكّد العونيون، إذ يلمسون حرصاً من الرئيس بري على تطوير العلاقة ورغبة بالتعاطي بشكل إيجابي في عمل الحكومة العتيدة.

 

الحريري ليس مستعجلاً: ما عندكم غَيري!

طوني عيسى/جريدة الجمهورية/الاثنين 30 تموز 2018

منذ اليوم الأوّل للتكليف، لم يتراجع منسوبُ الارتياح في أوساط الرئيس سعد الحريري. فهو يقول: ليس عندهم غيْري. ولذلك، أنا سأنتظر بكثير من الصبر أن يتوصّل الجميع إلى تسويات في موضوع تأليف الحكومة. وفي عبارة أخرى، يعرف الحريري أنه لم يعد ذاك الخصم الشرس الذي يُراد إسقاطه من رئاسة الحكومة لتعطيل دوره وقطع دابر القوى الخارجية التي يتحالف معها. إنه في الحالي، السنّي الأكثر قدرة على تحقيق التلاقي بين الجميع. ومرة أخرى، يعلّق البعض بالقول: «عرَف الحريري مكانَه فتدلَّل».

لا يبدي الحريري أيَّ استياء من تأخّر التأليف. وعلى العكس، تقول أوساطه: نحن في الشهر الثالث من التكليف. وبعض الحكومات استغرق تأليفه أكثر بكثير. ومن الطبيعي أن يكون هناك تجاذبٌ سياسيّ حادّ بين القوى السياسية في أوّل حكومة بعد انتخابات نيابية قاسية رسمت أحجاماً جديدة. وما يريح الحريري خصوصاً هو أنه، على رغم كل التجاذبات، يحتفظ بأفضل العلاقات مع كل الأطراف. فالجميع يثق به: «التيار الوطني الحرّ» كما «القوات اللبنانية» ووليد جنبلاط والرئيس نبيه بري و»المردة» والكتائب وسواهم. وحتى العلاقة مع «حزب الله» مقبولة. وأما العلاقة مع الرئيس ميشال عون فهي في أفضل حال، على رغم شكوى رئيس الجمهورية من تأخّر التأليف. ولكن، إلى أيِّ حدٍّ يعتقد الحريري أنّ عون وفريقه السياسي سينتظران قبل المبادرة إلى خطوات أو ردود فعل؟ تستند الأوساط القريبة من الحريري إلى قراءات لعديد من الخبراء في الدستور، وتسأل: هل إنّ تأليف الحكومة، وفق الدستور، هو من مسؤولية الرئيس المكلّف وحده أم هو مسؤولية مشترَكة مع رئيس الجمهورية؟ فإذا كانت مسؤوليّته وحده، سيكون على رئيس الجمهورية أن يوافق على أيِّ صيغة حكومية يقدّمها إليه الرئيس المكلّف، سواءٌ كان راضياً عنها أم لا.

وفي هذه الحال، لا يتدخّل رئيس الجمهورية في عملية التأليف، ويُترَك للمجلس النيابي أن يقرِّر ما إذا كان يمنح الحكومة الثقة فتصبح هي الفاعلة دستورياً أم يحجب عنها الثقة فتصبح هي حكومة تصريف الأعمال بدلاً من الحكومة الحالية.

وعندئذٍ، يكون على رئيس الجمهورية أن يجري استشارات نيابية ملزمة مجدّداً بهدف تكليف شخصية تشكيل الحكومة. وقد يقع اختيار الغالبية على الحريري مجدداً أو على شخصية أخرى. وتجري معاودة التأليف. وفي هذه الحال، يكون الرئيس المكلّف مسؤولاً وحده عن التأليف. ويبدو منطقياً أن يُطالَب بالتزام مهلة «منطقية» لأداء هذه المهمّة.

لكن ما يجري اليوم مختلف. فرئيس الجمهورية يمارس حقّ المشاركة في التأليف. فهو يعترض على الصيَغ التي يعرضها عليه الرئيس المكلّف ويطالبه بالتزام قواعد معيّنة، وإلّا فإنّ الرئيس يرفض التوقيع وإصدار التشكيلة في مرسوم. الأوساط القريبة من رئيس الجمهورية تقول إنه يرفض أن يكون مجرد صندوق بريد تَعبُر التشكيلة الحكومية من خلاله، بل إنّ له قراره ما دام هو الذي يُصدِر مراسيمها ويوقّع عليها. فليس منطقياً أن يُطلَب من الرئيس أن يضع توقيعه على تشكيلة لا يرضى بها. يضاف إلى ذلك- تقول الأوساط إنّ هذه المهمّة حيوية جداً لرئيس الجمهورية لأنها الوحيدة التي تعوِّضه الصلاحيات التي أخذها منه اتفاق الطائف، والتي تجعل من الوزير أقوى من رئيس الجمهورية أحياناً. فمشاركة رئيس الجمهورية في التأليف، إضافة إلى العرف القاضي بتسمية وزيرَين أو ثلاثة له، تعوِّضه شيئاً من فقدان الصلاحيات المنقوصة في داخل مجلس الوزراء. ولذلك، لا يمكن للرئيس أن يتخلّى عنها، وهو الباحث أساساً عن سبل لتعويض الخسائر التي تكبّدها موقع الرئاسة في الطائف.

لكنّ الخبراء في الدستور يعتبرون أنّ مشاركة رئيس الجمهورية في تأليف الحكومة- وإن تكن تمنحه هامشاً حيوياً في ممارسة الصلاحيات- لا تخلو من السلبيات في مجال الصلاحيات الرئاسية أيضاً. ومن السلبيات أنها تمنح الرئيس المكلّف حصانة ليبقى رئيساً مكلّفاً بلا أفق زمني، ومن دون أن يجبره أحد على إنجاز مهمّته ضمن أيّ مهلة، علماً أنّ الدستور لا يتضمّن أيّ إشارة، مباشرة أو غير مباشرة، إلى تحديد مهلة زمنية للرئيس المكلّف. ولذلك، ليس في الوارد أن يفتح رئيس الجمهورية جدلاً دستورياً حول هذه النقطة ما دام هو شريكاً في التأليف. وما دام يرفض الصيَغ التي يقدّمها إليه الرئيس المكلّف، فكيف له أن يأخذ عليه التقاعس عن أداء واجباته؟ الخبراء يقولون: واقعياً، في السياسة، وأيّاً تكن الخيارات التي يرغب الرئيس عون في اعتمادها، فإنه يمتلك ورقة قوية لحسم عملية التأليف سريعاً. وهذه الورقة هي أن يتلقّف أوّل تشكيلة حكومية يقدِّمها إليه الرئيس المكلف ويوافق عليها، أيّاً تكن، فيجري إصدارُها في مرسوم، وسريعاً يجري عرضُها على المجلس النيابي لنيل الثقة. ولأنّ هذا المجلس يضمّ غالبية من 8 آذار، وفيه وزن فاعل لرئيس الجمهورية وحلفائه، فإنّ هذا الفريق يستطيع حجبَ الثقة عن التشكيلة الحكومية فتصبح حكومة تصريف للأعمال بدلاً من الحكومة الحالية، ريثما تجرى استشارات نيابية لتسمية شخصية أخرى، تقوم بتأليف الحكومة بما يتوافق ومصالح هذا الفريق. ويُفترض عندئذٍ أن يتمّ التأليف ومنح الحكومة الجديدة ثقة المجلس سريعاً، لأنها حكومة فريق واحد. وتالياً، لا خوف من أن تقوم حكومة تصريف الأعمال باتّخاذ قرارات مُهمّة وأن تتحكّم بالبلد. فالمدّة التي ستعيش فيها حكومة التصريف هذه ستكون قصيرة. وفي أيّ حال، لا يمكنها اتّخاذ قرارات مُهمّة، وعليها أن تكتفي بضرورات الحدّ الأدنى من تصريف الأعمال.

وفي رأي الخبراء أنّ لجوءَ عون إلى هذا الخيار سهل جداً ومتوافر. لكنه يعني عملياً موافقته على تبديل الحريري بشخصية سنّية أخرى. وهنا بيت القصيد. فالرئيس عون و«التيار الوطني الحرّ» وحتى حلفاؤه الشيعة ما زالوا يعتبرون أنّ الحريري هو الشريك السنّي الأفضل لهم في هذه المرحلة.

فلا أحد قادراً على توفير التغطية السنّية والعربية والدولية التي تحظى بها الحريرية وتيار «المستقبل». كما أنّ الحريري شخصياً أظهر انفتاحاً غير مسبوق على هذا الفريق، والعلاقة بين أيِّ رئيس للجمهورية ورئيس للحكومة لم تكن جيدة في أيّ يوم كما هي اليوم.

ولا تشجّع المرحلة على أن يتعاون عون مع سنّي آخر، حتى أولئك القريبين من فريق 8 آذار أو محسوبين عليه. كما أنّ هؤلاء أنفسهم يبدون تفهّماً لضرورات وجود الحريري في السراي خلال هذه المرحلة. والرئيس عون، ومعه الفريق السياسي الذي تضامن مع الحريري وبذل المستحيل لإنقاذه من أزمته الخانقة في تشرين الثاني 2017، لن يفرّط به من أجل خلاف في التفاصيل حول مقعد وزاري أو حقيبة. ولذلك، يقال في أوساط القريبين من الحريري إنّ الضغط الذي يمارسه عون وفريقه وحلفاؤه على الرئيس المكلّف يهدف تحديداً إلى إبعاده عن «القوات» وجنبلاط قدر الإمكان وتقليص حصتيهما في الحكومة. ولا مشكلة أساسية عندهم في أن تكون للحريري الحصّة السنّية الكاملة أو غالبيتها. ومن هنا، يمكن النظر إلى عدم استعجال الحريري للتأليف. فهو يعرف أنّ الأمور باقية تحت السيطرة، وأنّ تأليف الحكومة سيتمّ حتماً عندما يتعب الجميع ويقرّرون الانخراط في تسوية حكومية… طبعاً بعد استشراف كل منهم مواقف القوى الحليفة في الخارج.

 

الأم والأمة... ومعاناة الشعوب

الهام فريحة/الأنوار/30 تموز/18

الحكمة الخالدة في كل زمان ومكان: "إبتسموا في وجه امهاتكم قبل أن تبكوا عليهن".

عندما يزداد العواء من حولك إعلم انك قد أوجعت الكلاب.

يقول جبران خليل جبران: "ويلٌ لأمة سائسها ثعلب، وفيلسوفها مشعوذ، وفنّها فن الترقيع والتقليد. ويلٌ لأمة تستقبل حاكمها بالتطبيل وتودعه بالصفير".

يقول أحد الجامعيين الذين درسوا في أميركا: "طيلة مكوثي في أميركا لم أسمع أحدًا يتفوه بدعوة لحب الوطن أو وجوب التضحية في سبيله، انهم ينسون الوطن في أقوالهم ويخدمونه في أعمالهم".

هناك لص يسرق محفظتك، ولص يسرق حياتك خلسة وآخر يسرق أحلامك لكن أسوأ اللصوص هو مَن يسرق وطنك.

هناك قاموس ودستور معمول به على مستوى المافيات والعصابات وبارونات القتل حين يفشلون بالحوار تنقلب طاولة الجلوس لتخرج من تحتها البنادق.

إطمئنوا الجحيم يتسع للجميع. الأمر لا يستحق كل هذه المنافسة الشرسة على مَن سيكون الأسوأ.

حوار بين شخصين محبطين: - أترى ذلك النور في نهاية طريقك المظلم؟

- نعم أراه.

- انه حملك يحترق.

إذا تجادلتَ مع أحمق يصبح الحوار بين أحمقين. كتب أحد الناشطين الأميركيين: "المستشفى الخاص.. هو المكان الذي يفقد فيه المواطن نقوده والمستشفى العام هو المكان الذي يفقد فيه المواطن حياته".

قال نابوليون بونابرت يومًا: "أنا محاط بمجموعة كهنة يرددون باستمرار بأن الدنيا ليست دارهم، ومع ذلك يضعون أيديهم على كل شيء يستطيعون الوصول اليه".

 

الأسد - إيران - «حزب الله» : إعادة النظر في التحالف

مهنّد الحاج علي/الحياة/29 تموز/18

في 8 آذار (مارس) 2005، ألقى الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصر الله خطاباً مثيراً للاستقطاب أمام تجمّع حاشد في بيروت، فيما كان الجيش السوري يستعدّ للانسحاب من لبنان بعد ثلاثة عقود من الانتشار في البلاد. فأدلى نصر الله بكلمة حملت عنوان «شكراً سورية»، في إشارةٍ إلى الدعم الثابت الذي قدّمه نظام الأسد إلى المقاومة الإسلامية ضد إسرائيل. وكانت تلك لحظة محورية، إذ تسلّم «حزب الله» مواقع نفوذ عدّة كانت خاضعة سابقاً لسيطرة سورية، كما تولّى إدارة شبكاتها المحلية. إذاً، أصبح رجال سورية في لبنان رجال «حزب الله».

اليوم، وبعد مرور ثلاثة عشر عاماً، تحدث العملية نفسها لكن في شكل معاكس، وفي سورية هذه المرة، إذ يبدو أن «حزب الله» يعتزم الحدّ من وجوده هناك، بضغط من روسيا وبقبول من نظام الأسد، بعد ست سنوات من القتال وسقوط الآلاف من القتلى والجرحى. فعلى حدّ تعبير أحد السياسيين اللبنانيين، آن الأوان كي تقول سورية بدورها «شكراً «حزب الله»»، أو على نحو أدق، أن تشكر كلّاً من «حزب الله» وإيران على كل الجهود التي بذلاها دفاعاً عن نظام الأسد، لكن مع رفض محاولة جعل سورية ساحة أخرى لإيران ووكلائها.

في غضون ذلك، لم يبقَ لبنان في منأى عن التطورات الأخيرة التي تشهدها سورية. فقد بات النظام السوري المتعافي يسعى إلى استعادة بعض النفوذ الذي خسره في المشهد السياسي اللبناني. وتحدث هذه العودة الوليدة إلى السياسة اللبنانية بالتزامن مع تنامي الضغوط الروسية على إيران في سورية. فبعد أسابيع على دعوة روسيا كل القوات الأجنبية إلى الخروج من سورية، نشرت صحيفة «الوطن» السورية التي يملكها ابن خال الرئيس بشار الأســد مـــقالة انتقدت مستشار المرشد الأعلى الإيراني للشؤون الدولية علي أكبر ولايتي لقوله إن التدخل الإيراني حال دون سقوط النظام السوري.

يتردّد صدى الانتقادات كذلك على المقلب الآخر. ففي الشهر الفائت، حذّر نائب إيراني من أن كلّاً من سورية وروسيا «تضحّيان» بإيران، حتى أنه وصف أيضاً سلوك الأسد بـ «الوقح».

وحتى أيار (مايو) الفائت، كانت وسائل الإعلام التابعة ل«حزب الله» في لبنان تحثّ رئيس الوزراء المكلّف سعد الحريري على توقيع اتفاقية التعاون العسكري بين لبنان وروسيا التي من شأنها منح القوات الروسية حق استخدام قواعد عسكرية لبنانية. لكن، بعد التوتر الذي طرأ الشهر الماضي بين الشرطة العسكرية الروسية وإحدى الوحدات التابعة ل«حزب الله» على الجهة السورية من الحدود مع لبنان، التزمت وسائل الإعلام التابعة ل«حزب الله» الصمت حيال هذه المسألة. ونظراً إلى أن «حزب الله» أدّى دوراً أساسياً في إلحاق الهــزيمة بالمــــعارضة السورية في القصير والمناطق المجاورة لها في عام 2013، حافظ على وجوده العسكري هناك وعلى انخراطه في الشؤون المحلية. وتجدر الإشارة إلى أن الحدود اللبـــنانية الشمــالية - الشرقية حسّاسة للغاية بالنسبة إلى «حزب الله»، إذ يهرّب من خلالها الكثير من الأسلحة من سورية.

ومنذ الانتخابات البرلمانية اللبنانية في أيار (مايو) الماضي، بات يمكن التمييز نوعاً ما بين كتلة موالية لسورية وأخرى موالية ل«حزب الله» في لبنان. من جهته، يقوم وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل، صهر رئيس الجمهورية ميشال عون، بالضغط على الحريري لإعادة بناء العلاقات مع سورية، مجادلاً بأن هذه الخطوة ستيسّر عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم، وتسمح باستئناف حركة الصادرات اللبنانية عبر معبر نصيب الحدودي مع الأردن، وتمنح لبنان كذلك دوراً في جهود إعادة إعمار سورية. وغالب الظن أن باسيل، الطامح إلى رئاسة الجمهورية، يرى أن سورية ستُفسح له المجال السياسي اللازم لانتخابه.

في غضون ذلك، أدّت نتائج الانتخابات البرلمانية إلى تعزيز نفوذ سورية، إذ عادت إلى البرلمان اللبناني مروحة من السياسيين الذين تربطهم علاقات وثيقة بنظام الأسد.

وتجسّدت هذه العودة مثلاً من خلال إيلي الفرزلي، وهو سياسي أرثوذكسي وحليف قديم لسورية خسر مقعده في مجلس النواب بُعيد الانسحاب السوري من لبنان عام 2005. وقال الفرزلي بعد انتخابه نائباً لرئيس مجلس النواب أخيراً: «ما حصل هو تصحيح لخطأ تاريخي». إذاً، تشكّل عودته إلى منصبٍ كان شغله خلال سنوات الهيمنة السورية تأكيداً رمزياً على انقلاب قواعد اللعبة مقارنةً مع ما حدث عام 2005.

كذلك، تناغم موقف جميل السيد، وهو نائب آخر في البرلمان كان مسؤولاً أمنياً بارزاً خلال فترة الوجود السوري في لبنان، مع موقف باسيل في الدفع نحو توطيد العلاقات مع سورية. ويُشار إلى أن السيد سُجن لأربع سنوات على خلفية دوره المزعوم في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري، ووجّه أخيراً انتقادات إلى سعد الحريري إثر قيامه بالتنسيق مع روسيا في شأن حل أزمة اللاجئين السوريين، وحثّه بدلاً من ذلك على زيارة دمشق.

لا يمكن اعتبار أن ثمة شرخاً في العلاقة بين «حزب الله» والنظام السوري المدعوم من روسيا، فهذا أمر مستبعد، بل يجري الفريقان على ما يبدو إعادة نظر في شروط تحالفهما. ففي الماضي، لطالما اتّسم نظام الأسد بالمرونة على الساحة الدولية، وغالباً ما فاجأ طهران و«حزب الله» بالتفاوض مع إسرائيل، وكانت آخر مرة عام 2007 عندما أجرى الطرفان محادثات «غير رسمية»، على حدّ تعبير وزير إسرائيلي. يُضاف إلى ذلك أن المخاوف الإيرانية تأجّجت مجدّداً عقب تأكيد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أخيراً على أن إسرائيل لن تعارض عودة النظام السوري إلى الواجهة في حال سحبت إيران قواتها من البلاد.

في الوقت الراهن، يبدو «حزب الله» عازماً على الاضطلاع بدور أكبر في الحكومة اللبنانية العتيدة. وعلى ضوء العقوبات الأميركية المفروضة على إيران، قد يجد نفسه مضطرّاً للانكفاء إلى الجبهة الداخلية، حيث يلوح في الأفق عددٌ من التحديات، لا سيما أن البلاد تواجه أزمة اقتصادية كبيرة قد تلقي بوزرها على قاعدة دعم «حزب الله» الضعيفة اقتصادياً.

 

مصير دروز سوريا... في حسابات مستخدمي «داعش»

إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط/29 تموز/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/66364/%D8%A5%D9%8A%D8%A7%D8%AF-%D8%A3%D8%A8%D9%88-%D8%B4%D9%82%D8%B1%D8%A7-%D9%85%D8%B5%D9%8A%D8%B1-%D8%AF%D8%B1%D9%88%D8%B2-%D8%B3%D9%88%D8%B1%D9%8A%D8%A7-%D9%81%D9%8A-%D8%AD%D8%B3%D8%A7%D8%A8%D8%A7/

ربما كان من سوء طالع الموحّدين الدروز في المشرق العربي أنهم الأقلية الأقوى إيماناً بهوية تبدو سائرة نحو مصير مجهول.

الموحّدون الدروز هم «عرب العرب» - إذا صح التعبير - والمكوّن العربي والشرق أوسطي الذي لم يشعر في يوم من الأيام بارتياح فطري إلا مع هذه الهوية.

حتى قبل ظهور «العروبة»، بمضمونها السياسي المعاصر في أواخر القرن التاسع عشر، كان أبناء هذه الطائفة الأشد ارتباطاً بها، من دون تعصب أو مباهاة.

 وصحيح أنه عندما رسم الانتدابان الفرنسي والبريطاني عام 1920، ثم لاحقاً 1943 و1948، حقائق جديدة على الأرض، ظهرت خصوصيات مصلحية عند كل من دروز سوريا ودروز لبنان (والأردن) ودروز فلسطين.

ولكن الصحيح أيضاً أن الترابط بين «أجزاء هذا الكل» بقيت قوية، وظل ألم أيٍّ منها يؤثر في الصميم على الكل.

وعبر التاريخ، حتى اللحظة الحالية السوداء التي يعيشها الموحّدون الدروز في كل مكان بعد مجزرة «الأربعاء الأسود» في محافظة السويداء بالجنوب السوري، كانت عند هذه الطائفة أولويتان:

الأولى، الدفاع عن الأرض والعرض.

والثانية، المحافظة على استقلالية القرار.

وإذا ما درسنا هاتين الأولويتين نجدهما عاملاً مركزياً في فلسفة وجود هذا المكوّن العربي المسلم في المشرق العربي.

كمثال، دفاعاً عن الأرض رفض الموحّدون الدروز مغادرة قراهم في شمال فلسطين، وصبروا على الاحتلال الإسرائيلي وناضلوا في حدود إمكانياتهم ضمن نظامه السياسي وأحزابه لمجرّد أنه احترم خصوصيتهم.

وهم اليوم يقفون بقوة ضد مشروع قانون «يهودية الدولة» لأنه يهدّد وضعهم ويميّز ضدهم، وضد كل عربي، بل ضد كل حريص على التنوّع والتعايش.

وفي لبنان، قاتَل الموحدون الدروز دائماً دفاعاً عن وجودهم، ورفضوا محاولات اختراقهم واختراق صفوفهم في بلد محكوم بالطائفية عرفاً ودستوراً وممارسة.

وفي سوريا، وسط تداول الدول وتعاقبها، قاتلوا دفاعاً عن هويتهم وثقافتهم واستقلاليتهم واستقلال محيطهم.

ومثلما واجهوا في جبل العرب (السويداء) حملة إبراهيم باشا في مطلع القرن الـ19، ثم قاتلوا الانتداب الفرنسي في العشرينات، فإنهم ساهموا في الحركات العروبية والاستقلالية السورية الجامعة المخترقة للطوائف والمذاهب.

بل حتى أقليتاهم الصغيرتان في شمال غربي سوريا (محافظة إدلب) وجنوب غربها (محافظة القنيطرة) ناضلتا بعناد للمحافظة على وجودهما تحت وطأة ضغوط أكبر منهما ودفعتا ضريبة دم باهظة حتى اليوم.

اليوم يجد الموحّدون الدروز أنفسهم في وضع حرج، وإن كانوا مرّوا في سالف الأيام بمثله. إنهم الآن يعيشون في بؤرة جغرافية تتقاطع عندها مصالح قوى عدة كلها أكبر منهم... وكلها تقريباً تفتقر إلى رؤية استراتيجية مصلحية واضحة.

في سوريا ارتبك الموحدون الدروز وترددوا في خيارهم عندما تفجّرت الثورة على نظام بشار الأسد، الذي كان قد تحوّل تدريجياً إلى «حاضنة أمنية» للتوسع الإيراني الإقليمي وشريك تكتيكي لموسكو، وزبون موسمي لواشنطن، فضلاً عن دوره المألوف كصندوق بريد لتل أبيب.

كانوا يدركون جيداً «طائفية» نظام آل الأسد المستترة، كما أنهم قاسوا من تعمده إزعاجهم وابتزازهم في موضوع الأراضي، غير أنهم ما كانوا مطمئنين لبعض فصائل الثورة وارتباطاتها الطائفية الخارجية. وثمة مَن يقول - عن صواب أو خطأ - إن تأخرهم في الوقوف مع الثورة شجّع أقليات أخرى على تبني مواقف سلبية منها، ما خدم بالذات أهداف الطائفيين، وأتاح لهؤلاء ركوب موجة الثورة لاحقاً... مستفيدين من القمع الوحشي والتهجيري الذي اعتمده النظام وداعموه.

ولكن، مع ذلك، ما لبث الدروز أن شعروا أن لا مصلحة لهم في ترك مصيرهم بيد نظام لا يحمي الأقليات - بخلاف ما يزعم - بل يتمترس خلفها ويتاجر بخوفها ويحرّضها، إحداها على الأخرى.

وبالفعل، مع تزايد القمع، ولا سيما في محافظة درعا المتاخمة لمحافظة السويداء، ظهر تيار درزي قوي يرفض الاحتراب الداخلي وحمل السلاح إلا دفاعاً عن النفس داخل حدود المحافظة. وصار لما عُرف بـ«مشايخ الكرامة» مكانة واحترام، لرفضه أن يقاتل أبناء السويداء ضد إخوتهم في المناطق السورية الأخرى.

وكانت النتيجة إقدام النظام عام 2015 على تصفية قائد «مشايخ الكرامة» الشيخ وحيد البلعوس صاحب الكلمة الشهيرة «كرامتنا أغلى من بشار الأسد».

راهناً، هناك نحو 53 ألف شاب درزي في سن الخدمة الإلزامية يرفضون القتال في صفوف جيش الأسد والميليشيات الطائفية التي تدعمه، من منطلق الحرص على ما تبقى من لحمة بين أبناء سوريا.

وثمة مَن يقول: إن هذا الرفض كان وراء التواطؤ الذي أتاح تنفيذ المجزرة البشعة.

إن تضارب المصالح المحلية والإقليمية والدولية، التكتيكية منها والاستراتيجية، كما تعكس «مجزرة الأربعاء الأسود»، لا يريد السماح لجماعة بالمحافظة على حياد قد يصلح تمهيداً ونموذجاً لوقف مسلسل القتل والتدمير والتقسيم.

لا طائل من مناقشة ماهية «داعش» واستخدامات هذا التنظيم وظروف تطوره.

لكن يكفي القول: إنه حجر شطرنج يحرّكه لمصلحته كل من يزعم محاربته.

واليوم ثمة كلام كثير عن فرز مواقف بين الشركاء والحلفاء التكتيكيين.

التدخل الروسي المستفيد من الحال الراهن للقيادة الأميركية يرتّب أولوياته، مع اللاعبين الإقليميين والمحليين، لكنه ما زال يفتقر إلى فهم المنطقة التي يزعم أنه يفهمها.

لا مصلحة لروسيا بالضرورة في استهداف الموحّدين الدروز...

لكن مواقفها حتى اللحظة متماهية مع رؤية النظام.

في المقابل، حسابات إيران مختلفة، فهي تقوم على الانتقام الجيوسياسي من العرب أولاً ومن الإسلام السنّي ثانياً...

وهذا ما تفسره سياسة التهجير الممنهج، التي قد تشمل الموحدين الدروز، إذا تخلفوا عن الانضمام لحربها على العرب والسنة.

أما إسرائيل، اللاعب المهم في الجنوب السوري، فتتفاوت اعتبارات تعاملها مع سياسات إيران بين التأييد الانتقائي واللجم الضروري.

إسرائيل، تعرف جيداً ما تريد. ثم إنها تفهم - ربما مثل إيران - الحسابات الجيوسياسية والديموغرافية، ومن ثم، لا بد أن يتأثر الوضع في الجنوب السوري بخياراتها النهائية إزاء حدود الانسحاب الإيراني... إذا أمكن فرضه، وسقف السماح لعربدة شراذم «داعش» واستخداماته.

*إياد أبو شقرا/كاتب صحافيّ ومحلّل سياسيّ وباحث في التّاريخ، يعمل في صحيفة الشّرق الأوسط منذ تأسيسها

 

لماذا يهاجم ترمب حلفاءه؟

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط/29 تموز/18

في القرن السابع عشر وُضعت أسس ما نراه اليوم في العلاقات الدولية، بعد حروب طائفية وتقاتل الدول في أوروبا. اتفقت، فيما عرف بمعاهدة ويستفاليا، التي أنهت نزاعات بعضها دام ثلاثين عاماً، وأتت على ثمانية ملايين إنسان. مبادئ الاتفاق ثلاثة: الإيمان بأن للدولة سيادة، وعدم التدخل في شؤونها، وأن الدول متساوية في المنظور الدولي. وعليها بني مفهوم العلاقات الدولية في العالم الحديث، ومع أنها لم تنجح دائماً في وقف النزاعات فإنها ظلت مرجعاً. ومن أبرز المنادين بالعودة إليها في منطقتنا، الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، إذ يرى أن احترامها سينهي النزاعات المستمرة الناشئة غالباً عن التدخلات الإقليمية والخارجية. واستكمالاً لمقال لي سابق حول سياسة إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب فإننا يمكن أن نفهمها، إلى حد ما، من خلال هذه المفاهيم. فهي أقرب إلى تفكير اليمين الجمهوري.

تحدث الرئيس ترمب، أكثر من مرة، منتقداً ما يعتبره نفوذ المنظمات الدولية، بما فيها الأمم المتحدة ووكالاتها، ويعترض على الاتفاقيات الدولية مثل اتفاق التجارة العالمية، ويعتبرها تتدخل، أو تتعارض في سياساتها مع سياسة بلاده. لهذا انسحب من منظمة اليونيسكو، وانسحب من معظم التزامات بلاده في اتفاق باريس للمناخ، وقلص التزامها في وكالة اللاجئين، وانسحب من مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة. والأكثر أهمية أنه هدد بإعادة النظر في التزامات بلاده نحو حلف الناتو الأكثر استراتيجية. حصة واشنطن في ميزانية الناتو هائلة، 650 مليار دولار، أكثر من ضعف ما تدفعه الـ27 دولة عضواً الأخرى مجتمعة! ترمب يطلب من الناتو سلطة أكثر، ومن بقية الأعضاء التزاماً مادياً أكبر، ومشاركة عسكرية في القتال بما فيها ألمانيا واليابان.

وبالمنطق نفسه يكاد يهدم نافتا، منظمة التجارة الحرة لأميركا الشمالية، رافضاً كثيراً من التزامات بلاده تجاهها.

وبالتالي علينا أن نفهم الإدارة الحالية من خلال سلوكها العام، عندما نتحدث عن تصريحاتها وكذلك سياستها في الخليج ومنطقة الشرق الأوسط عموماً. يعامل دول الخليج مثل أقرب جيرانه إليه، كندا والمكسيك، ومثل أهم حلفائه ألمانيا. فهو لا يقبل من تركيا وقطر شراء منظومة صواريخ S - 400 الروسية لأنه يراها تمنح موسكو نفوذاً سياسياً، وتمول قدراتها التقنية العسكرية. كما تختلف إدارة ترمب مع إدارة الرئيس الأميركي السابق، والحزب الديمقراطي عموماً، بشأن خلط السياسة مع حقوق الإنسان، وتعتبره تدخلاً فيما هو ليس من شأنها بما يناقض المبدأ الأول في معاهدة ويستفاليا التي تمثل ضابط العلاقات الدولية بين الأمم. وكما ذكرت في مقالي السابق عن ترمب، هناك أركان خمسة لسياسة حكومته، من بينها تعزيز قوة بلاده الاقتصادية ومواجهة المنافسين لها، ويعتبر أن الأوروبيين يعيشون على منافع ما بعد الحرب العالمية الثانية، ويتحداهم أن يتبنوا التبادل التجاري الحر الكامل. ويتهم الصينيين بأنهم يستغلون أنظمة الاستثمار في بلاده المرنة لنقل المعرفة وسرقة التقنية المتطورة إلى بلدهم وتهديد مكانة أميركا.

طبعاً لا يتفق مع ترمب كثيرون، لكن أفعاله، دعوا عنكم لغته المباشرة، تعبر عن مواقف الحزب، وتحديداً اليمين. الذين يختلفون معه يعتقدون أن على الولايات المتحدة، كدولة عظمى، مسؤولية سياسية وأخلاقية أكبر في إدارة العالم، وأن مبادئ ويستفاليا التي كتبت من أربعمائة سنة، لم تعد تصلح مع التغييرات الهائلة نتيجة التقنية والتبدلات الجيوسياسية. انفجار الهجرات بسبب الحروب الأهلية، أو الجوع، وسوء الإدارة الاقتصادية، قد تبرر التدخل العسكري عبر الناتو، أو اقتصاديا عبر البنك الدولي.

أما ترمب بصفته رئيسا، ليس بالضرورة يعكس تماماً رؤيته الشخصية للعالم من حوله، بقدر ما يترجم آراء الحزب الذي أوصله للبيت الأبيض. فهو، قبل ذلك، معروف بصفته مستثمرا دوليا، وتعامل مع المهاجرين ومع الأجانب المستثمرين، لكونه من سكان نيويورك وتجارها.

ترمب كإدارة، والحكومة كمؤسسات، والحزب وراء التغييرات الكبيرة في سياسة أميركا الخارجية، لا ترى القيمة نفسها للمنظمات والتحالفات التي بنيت بعد الحرب العالمية الثانية. أما مع إيران فهو يتعامل معها كمصدر تهديد لمصالح بلاده، وعليها أن تعرف حدودها في التعاطي مع دولة عظمى، لكنه يتوقع من حلفائه الأوروبيين والعرب تحمل مسؤوليتهم معه.

 

مواجهة النظام الإيراني... الحل الوحيد

عبدالله بن بجاد العتيبي/الشرق الأوسط/29 تموز/18

في مقالة مطوّلةٍ تحت عنوان «مواجهة سلوك إيران العدواني... لا استرضاؤه» نُشِرت في هذه الصحيفة، يوم الاثنين الماضي، تحدَّث سفير المملكة العربية السعودية في واشنطن الأمير خالد بن سلمان عن الفرق الكبير بين محاولات استرضاء النظام الإيراني التي نتج عنها «الاتفاق النووي» المشؤوم، وما تراه السعودية من ضرورة مواجهة إيران، وأنه لا حل حقيقيّاً دون هذه المواجهة. المقالة الرصينة شرحت الموقف الرسمي للسعودية وحلفائها في المنطقة من سلوك إيران بجميع الأبعاد التاريخية والسياسية والاقتصادية والتنموية، بما لا يدع مجالاً لأي باحثٍ جادٍ في الغرب أو الشرق لتجاوزها وعدم الوقوف على التفاصيل والمعلومات والحقائق والتحليلات التي احتوتها. نشر هذه المقالة في هذا التوقيت له أهمية خاصة؛ فالإدارة الأميركية الحالية والرئيس ترمب مقتنعون تماماً بسياسة السعودية وتوجهها تجاه إيران، وبعض الدول الأوروبية طوّرت من مواقفها بعد الضغط الأميركي، وتخلَّت عن ممانعتها السابقة، والنظام الإيراني تحت الضغوط والعقوبات التي تتصاعد بدأ يرسل رسائل ودية لدول الخليج.

إيران تعيش أياماً سيئةً، فالسعودية وحلفاؤها في دول الخليج نهجوا سياسةً قويةً تجاه تدخلات إيران في دول المنطقة، وتحديداً الدول العربية الأربع التي تدخلت إيران في شؤونها الداخلية، وزعمت أنها تسيطر عليها، في اليمن والعراق كما في لبنان وسوريا؛ ففي اليمن هناك «عاصفة الحزم» و«إعادة الأمل»، وكمّاشة الجيش اليمني والتحالف العربي الذي تقوده السعودية تضيق شيئاً فشيئاً من جميع الجبهات على ميليشيا الحوثي الإيرانية، والشعب العراقي ينتفض ضد سياسييه الذين يخدمون السياسة الإيرانية، ويضرون بالدولة العراقية ومصالح الشعب العراقي، وبقدر ما تنساق سوريا ولبنان للميليشيات الإيرانية تهوي في التخلف الحضاري السحيق. أكثر المظلومين من آيديولوجيا الولي الفقيه في إيران هو الشعب الإيراني نفسه، الشعب الذي بدأت انتفاضاته تتكرر، وتتصاعد مع مرور الوقت، ومع التحديات التي تواجه النظام الإيراني فإن هذه الانتفاضات مرشحةٌ للتصاعد بشكل كبيرٍ في المستقبل القريب، وخصوصاً حين توضع العقوبات الأميركية موضع التنفيذ، وحين يشعر النظام بالاختناق.

ذكّر مقال الأمير خالد بالعديد من الأحداث والمعلومات عن استهداف إيران للقوات الأميركية في لبنان الثمانينات، والخبر السعودية في التسعينات، وعراق ما بعد 2003، كما ذكّر برعاية إيران للإرهاب بشقيه السني والشيعي في المنطقة والعالم، بوقائع وأرقام لا تحتمل الجدل، وهو ما درجت عليه السعودية الجديدة في قرارها الصارم لمواجهة شرور النظام الإيراني، وهو ما تجدده المقالة بشكل صارم. المقارنة بين السعودية وإيران هي لصالح السعودية في جميع المجالات، هذا أمر لا جدال فيه، بل إنه من الخطأ المقارنة من الأساس، فإيران ليست نداً للسعودية بحالٍ، كما صرّح بذلك ولي العهد السعودي أكثر من مرةٍ، ومن المهم تكرار عرض الحقائق أمام الرأي العام الدولي والإقليمي والعربي بشتى الأساليب ومختلف الطرق، حتى تترسخ الحقائق ويعلم الجميع مواضع قراراتهم ومستقبل سياساتهم.

يجدر التنويه في هذا السياق إلى أن لإيران حلفاء كباراً في المنطقة من دولٍ وجماعاتٍ وأحزاب وتياراتٍ تمثل العمق الحقيقي للإرهاب والدمار والفوضى في المنطقة والعالم، ويشملهم جميعاً المشروع الأصولي الإخواني الإرهابي، الذي تدعمه دولتان محددتان هما تركيا وقطر، وتمثله جماعة الإخوان المسلمين الأم وجميع فروعها، وكذلك كل جماعات وتيارات الإسلام السياسي في كل مكانٍ، فهؤلاء يمثلون الجذر الحقيقي للإرهاب، ودون تصنيف جماعة الإخوان المسلمين جماعةً إرهابيةً فإن الإرهاب لن يتوقف ولن ينحسر، ودون توفير بعض الدول الإقليمية ملاذاً آمناً لرموزه وتنظيماته، فإنه سيعاود الانبعاث مراراً وتكراراً.

مواجهة هذا الجذر المؤسس للإرهاب هو أمرٌ ابتدأته السعودية وحلفاؤها في المنطقة، حيث تمّ تصنيف جماعة الإخوان المسلمين جماعةً إرهابيةً في السعودية والإمارات ومصر، قبل سنواتٍ، وهو ما يتم بحثه في أروقة الكونغرس الأميركي، وفي بريطانيا بشكل مختلفٍ عما سبق في هذا الوقت.

صرّح الرئيس ترمب تصريحين مهمين؛ الأول تجاه إيران وتهديداتها الجوفاء ضد أميركا وحلفائها بأم الحروب والتخريب والدمار، محذراً الرئيس روحاني من أن أميركا لن تقبل مثل هذه التهديدات العلنية بعد هذا، ومؤكداً أن إيران إن لم تلتزم فستشهد أحداثاً كبرى لم يشهدها إلا قلة من البشر من قبل، وهو تهديدٌ خطيرٌ سيأخذه صانعو القرار الإيراني مأخذ الجدّ لأنهم لا يريدون سقوط النظام، ولكنهم يسعون للمكابرة وحفظ ماء الوجه، ومن هنا صمت المرشد وصمت الرئيس، واكتفيا بتصريحات «تويترية» لقاسم سليماني.

التصريح الثاني كان باتجاه تركيا، وتهديد ترمب لها بإنهاء قضية القس الأميركي المعتقل بتهمة التعاون مع فتح الله غولن أستاذ إردوغان سابقاً وغريمه لاحقاً، فيما عُرف قبل سنوات قليلة بمحاولة الانقلاب، ومن الطبيعي أن تستجيب تركيا لذلك. لقد سبقت السعودية أميركا في الموقف الصحيح من سياسات الشرور الإيرانية لأكثر من سببٍ، من أهمها أن السعودية هي الدولة المركزية القوية في المنطقة الواعية بالخطر الإيراني والقادرة على مواجهته، وكذلك لأن الإدارة الأميركية السابقة كانت تميل إلى استرضاء خصوم أميركا وأعدائها لا لمواجهتهم، والإدارة الحالية أعادت أميركا لنفسها ولمصالحها ولحلفائها، وبالتالي اختلف الوضع تماماً. ذكّرنا مقال الأمير خالد بتصريحات ولي العهد في فرنسا عن محاولات الدول الأوروبية استرضاء هتلر في 1938، في محاولات الاسترضاء وترك المواجهة المستحقة ما أدى للحرب العالمية الثانية، وكان ثمن تأخير المواجهة ملايين الخسائر في البشر والدول والثقافة والاقتصاد في أسوأ حربٍ خاضتها البشرية، والذي يجري اليوم مع إيران هو نفس ما جرى حينذاك. قادة النظام الإيراني مؤدلجون يؤمنون بالخرافات ويبنون سياساتهم على أساسها، وخطابهم السياسي خطابٌ توسعي يسعى لبسط الهيمنة والنفوذ على الدول العربية تحديداً تحت اسم «تصدير الثورة» عبر الحرب المباشرة في زمن الخميني، وعبر الميليشيات الإرهابية الشيعية والتنظيمات الإرهابية السنية في زمن خامنئي، والمتطرف المؤدلج لا يفهم إلا لغة القوة سواء كان «نازياً» أم «إخوانياً» أم «ولياً للفقيه». أخيراً، فـ«مجازر الدروز» في سوريا برعاية النظام و«داعش»، و«التعنت الحوثي» في اليمن، وقطع الكهرباء عن الشعب العراقي، والمواجهة الدموية للشعب الإيراني من نظام الولي الفقيه، كلها مفرداتٌ واقعيةٌ اليوم، لها امتداداتها فيما سبق، ولكنها توضح كيف يمكن أن يكون المستقبل.

 

المواجهة الأميركية ـ الإيرانية... ما زلنا في انتظار الحسم

سوسن الشاعر/الشرق الأوسط/29 تموز/18

تبدو كلمة مايك بومبيو وزير الخارجية الأميركي وكأن الولايات المتحدة قد حسمت أمرها تجاه إيران، فهل هي فعلاً حسمته؟ كلمة قوية وصف فيها بومبيو النظام الإيراني بأنه «عصابة مافيا» وليس نظاماً يحكم دولة. تحدث عن الأموال التي جمعها رموز النظام طوال الأربعين عاماً، وكيف أفقروا شعبهم واغتنوا هم، عدّد بالأسماء والأرقام حساباتهم المصرفية، وتحدث عن قمع الحريات، وقتل المعارضة من رجال دين، ومن مثقفين، ومن عامة الناس، وتحدث عن تهديدهم الأمن الدولي، وعن دعمهم الميليشيات الإرهابية، ثم توعد النظام الإيراني بأنه سيواجه حزمة عقوبات لم يرها من قبل، وجرى تصفيق كبير للوزير...

على أرض الواقع، اجتماع ترمب وبوتين فوّض فيه الروس للتعامل مع إيران في سوريا، وعلى أن يواجه التحالف العربي وحده إيران في اليمن.

ورداً على تلك التهديدات، رفضت إيران الخروج من سوريا، وزيادة على ذلك تعرضت للناقلات النفطية السعودية في البحر الأحمر، مهددة بذلك التصعيد الجديد الأمن الملاحي في المياه الإقليمية، ومهددة وصول شحنات النفط لأوروبا.. ذلك ما اختارت إيران أن ترد به على العقوبات الأميركية التي ستمنعها من تصدير النفط، ورفضت الخروج من سوريا غير عابئة بوعود الرئيس الروسي. موقف إيران يؤكد حقيقة واحدة؛ أن التعامل مع إيران إن لم يكن مسؤولية جماعية، أي مسؤولية المجتمع الدولي برمته، وإن لم يكن ضمن استراتيجية شاملة تردعها في اليمن كما تردعها في سوريا أو في أي موقع آخر؛ فإن «هتلر» جديداً سيغرِق المنطقة كلها بحرب شاملة، لن تهدد وصول النفط فحسب، بل ستهدد الأمن الملاحي، وستهدد قواعد أميركية موجودة في المنطقة، وستهدد أوروبا. عجز روسيا عن إجبار إيران عن الخروج من سوريا، وتردد أوروبا في تحديد موقفها من الإرهاب الإيراني، ترك الباب مفتوحاً لمزيد من التمدد وإعادة التموضع لوكلاء إيران في المنطقة، ودون التعامل مع إيران باستراتيجية شاملة لجميع مواقع تمددها في منطقة الشرق الأوسط، أي التعامل معها في اليمن بالأهمية ذاتها كما هو التعامل معها في سوريا، والتعامل مع برنامجها الصاروخي بمثل التعامل مع برنامجها النووي، وإجبارها على الخروج من اليمن كما هو إجبارها عن الابتعاد عن الحدود الإسرائيلية، فإن إيران ستكون خطراً على الأمن الدولي برمته بوجودها خارج حدودها في أي موقع في اليمن كما في سوريا، في العراق كما في لبنان.

لقد تُرِك هذا النظام المتوحش لينمو ويكبر حتى التهم جميع المواقع التي وصل إليها بمساعدة أميركية وتحت سمعها وبصرها وبتواطؤ أقر واعترف به الكثير من مسؤولي الإدارة الأميركية السابقة، واليوم إن أرادت الولايات المتحدة أن توقف هذا الخطر عليها أن تستمع إلى قادتها العسكريين الذين يبدو أنهم الوحيدون الذين يعرفون ما الذي تخطط له إيران وحجم خطرها، فلا يمكن تجزئة التعاطي معها، وهم الوحيدون الذين يعرفون أن روسيا لن تستطيع كبح جماح إيران؛ إذ وفقاً للمرصد الاستراتيجي «حذر سياسيون مخضرمون الرئيس الأميركي من تقديم المزيد من التنازلات لبوتين، حيث رأى رئيس مجلس الأمن القومي جون بولتون ضرورة المحافظة على قاعدة التنف، وعدم مقايضتها بأي ثمن، مصراً على طرد إيران من سائر الأراضي السورية، وليس من المحافظات الجنوبية فحسب. وعزز تلك المطالب الفريق مايكل ناتغا، أكبر مسؤول في مركز مكافحة الإرهاب، بتأكيده أن القتال ضد تنظيم داعش في كل من العراق وسوريا لم ينته بعد، قائلاً (رأيي أن دور الولايات المتحدة لا يمكنها التخلي عنه للتعامل مع ما بقي). وتقوم صفقة ترمب – بوتين، التي أبرمت قبل قمة هلسنكي بأيام، على افتراض أن روسيا جادة في التعاون مع الولايات المتحدة للتوصل إلى حل سياسي في سوريا، واعتبار تخفيض العنف أولوية تسمح بعودة اللاجئين، وأن لدى موسكو القوة والإرادة على احتواء طهران ودفعها للتخلي عن مواقعها المتقدمة جنوب البلاد، وهي افتراضات خاطئة بالكلية» - انتهى. على أرض الواقع، لقد زجت إيران بميليشيات «الحشد الشعبي» العراقي في سوريا إلى جانب قوات «حزب الله» لتستخدمهم قرابين تدافع بهم عن مواقع سيطرتها السورية، ومدت الحوثيين بأسلحة متطورة لتسخين جبهتها الجنوبية فأصبحت تطوق البحر الأحمر من الجنوب والحدود السورية - الإسرائيلية شمالاً. تذبذب القرار الأميركي، وتردد أوروبا، وترك الروس أو الثقة المطلقة بهم دون أي قوة تفاوضية قرار في رأيي خاطئ؛ فإيران تلعب في المنطقة الرمادية بين أميركا وروسيا والتردد الأوروبي، حتى أصبح هذا التذبذب الدولي تجاه إيران عنصراً من عناصر القوة الإيرانية، ويمنحها الفرصة للتوسع، وكل ذلك والإدارة الأميركية تصعد خطابياً فحسب، وما زلنا في انتظار الحسم.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

الراعي يعلن رفض تراجع لبنان واستباحة القوانين وممارسة الظلم: غياب التجرد والتواضع يعثر تشكيل الحكومة

الأحد 29 تموز 2018/وطنية - ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس الاحد الاحتفالي الاول في كنيسة الصرح البطريركي في الديمان، يعاونه المطارنة: يوحنا علوان، جوزيف نفاع ورفيق الورشا والاب بول مطر، وخدمت القداس جوقة الديمان في حضور النائب السابق نعمة الله ابي نصر ووفد كبير من رعية الديمان مقيمين ومغتربين ومتطوعي الدفاع المدني من مختلف المراكز ووفد من جماعة "أخوة شارل دي فوكو العلمانية" المؤلفة من جنسيات عدة تزور الوادي المقدس وعدد من المؤمنين.

بعد الانجيل المقدس، ألقى الراعي عظة بعنوان "ان ابن الانسان جاء ليبحث عن الضائع ويخلصه"، قال فيها: "لقاء الرب يسوع بزكا كان لقاء وجدانيا بدل حياة زكا العشار إلى الأفضل. كانت كافية الرغبة الصادقة عنده ليرى يسوع، فتسلق جميزة لهذه الغاية بسبب قصر قامته. فرآه يسوع بنظرة القلب، وكافأه بعزمه على دخول بيته. وهناك تم اللقاء الوجداني بينهما، فوقف زكا معترفا بخطيئتين وملتزما بتعويضين: الخطيئة الأولى حجب المساعدة عن الفقراء والتعويض إعطاؤهم نصف مقتنياته. والخطيئة الثانية ارتكاب الظلم بحق من كان يجبي منه أكثر من العشر والتعويض برد المسلوب له أربعة أضعاف. عندها أعلن الرب يسوع: "اليوم دخل الخلاص لهذا البيت... فإن ابن الإنسان جاء ليبحث عن الضائع ويخلصه" ( لو 19 : 9-10)". لو لم يلتق زكا العشار يسوع، لما أدرك واقع خطيئته، ولما أصلح ذاته. ذلك أن الرب يسوع نور يكشف لنا مكنونات قلوبنا ونفوسنا، الخفية عنا بسبب المصالح الدنيوية، والإمتلاء من الذات، التي هي كالمرض الخبيث تتآكل الإنسان من الداخل، من دون أن يشعر".

أضاف: "يسعدنا أن نحتفل معكم بقداسنا الأول في هذا الكرسي البطريركي في بلدة الديمان العزيزة وقد جرت العادة أن يشارك فيه أهالي الديمان الأحباء، من مقيمين ومنتشرين. فإني أحييكم جميعا، ونحن وإياكم نسهر على جذورنا في الوادي المقدس عامة، وبخاصة في الكرسي البطريركي في قنوبين، حيث عاش البطاركة مع النساك والمتوحدين وسكان الوادي أربعماية سنة في عهد العثمانيين، حفاظا على الأغليين: الإيمان الكاثوليكي والإستقلالية. وفي قنوبين تكرم القديسة مارينا حيث مغارتها والكابيلة الحاملة اسمها، وفيها يرقد سبعة عشر بطريركا. وقد زارتها الأسبوع الماضي بجثمانها الذي تبرك منه المؤمنون بالآلاف. أتى البطاركة إلى قنوبين سنة 1440 مع البطريرك يوحنا الجاجي، لأن فيها حصنا منيعا محاطا ببسالة أهالي إهدن وبشري وجبتها وحصرون والحدث الذين قاوموا المماليك في ربيع وخريف 1282، بقيادة الشهيد البطريرك دانيال الحدشيتي، ولو أن الغزاة أحرقوا وهدموا وضربوا الأعناق بالسيف، كما يروي عزيزنا الأستاذ أنطوان فرنسيس في كتابه المقتبس من كتابات المكرم البطريرك أسطفان الدويهي، وهو بعنوان "العاصية، رواية تاريخية"، الذي تم توقيعه بالأمس في حديقة البطاركة. وإني أهنئ أهالي الديمان على الكنيسة الرعائية الجديدة التي يسخون في إنجازها مع مجمعها. كافأهم الله بفيض من نعمه وبركاته. ونرحب بيننا بمتطوعي الدفاع المدني، ونثني على جهودهم وتضحياتهم في سبيل خدمة المجتمع اللبناني. ونأمل من الدولة إستجابة مطالبهم المحقة، لكي يعيشون بكرامة مع عائلاتهم، لكونهم جهازا أساسيا لا غنى عنه. وإننا نذكر بصلاتنا شهداءهم الذين وقعوا أثناء اداء الواجب. ويسعدني أن أرحب بجماعة "أخوة شارل دي فوكو العلمانية" المؤلفة من عدة جنسيات. هذه الجماعة تستمد روحانيتها من السنوات الثلاثين التي عاشها الرب يسوع في الناصرة، بهدف تفعيل دورها في الشهادة ليسوع المسيح من خلال الحياة اليومية العادية".

وتابع: "تعقد الجماعة لقاءها العالمي العاشر في هذه الأيام في لبنان ولأول مرة في بلد عربي، بموضوع: "تعالوا نسير في الرجاء، متجردين، مستنكرين، ومعلنين". هذا الموضوع، المتضمن أربع كلمات والداعي للسير بموجبها، يساعدنا لنقرأ تعليم إنجيل اليوم. فالرجاء نافذة في حياة كل إنسان تنفتح على بعدين: البعد الأول، الثبات في الإيمان والقيم بوجه المصاعب والمحن والمعاكسات. والبعد الثاني، انتظار تجليات الله في حياتنا، بحيث نترك له مجالا ليتدخل، مثلما فعل زكا العشار بتسلق جميزة ليرى يسوع، وهو فعل تواضع قام به بروح الأطفال. والتجرد فضيلة أساسية، ولا سيما عند أصحاب السلطة سواء في الكنيسة أم في الدولة. بها يتمكن الإنسان من التغلب على ذاته وإصلاحها وتحريرها مما يأسرها من مصالح صغيرة وأميال منحرفة ومكاسب غير مشروعة، هكذا فعل زكا العشار الذي كان أسير غناه ومرتبته كرئيس العشارين، إذ تخلى عن أنانيته وصم أذنيه عن سماع وجع الفقراء، وعن الإحتفاظ بمال الظلم الذي كان يسلبه في جباية العشر".

وقال: "أجل، لا تستقيم الحياة الوطنية ومسيرة الدولة، إذا لم يتصف أصحاب السلطة بفضيلتي التجرد والتواضع. هذا هو أصل الأزمة السياسية الراهنة عندنا، أعني أزمة تعثر تأليف الحكومة. أليس لأن كل فريق متمسك بمصالحه وحصته ومكاسبه وحساباته؟ فلو تجردوا وتواضعوا، مثل زكا العشار، لتألفت الحكومة للحال! ولو تحلوا بفضيلة الرجاء واتكلوا على عناية الله، وأفسحوا له في المجال ليظهر تجلياته، لاتخذوا قرارات شجاعة وانتصروا بها على ذواتهم، كما فعل زكا. إن المتجرد المتواضع يترك مجالا لعمل الله في حياته، مع ما له من نتائج عظيمة لخيره وخير الجماعة. تدعونا فضيلتا التجرد والتواضع إلى موقفين الاستنكار والإعلان. نستنكر الافراط في استعمال السلطة السياسية، استبدادا أو ظلما أو إستيلاء على المال العام، أو وسيلة لمكاسب ومغانم وأرباح غير مشروعة، فيما هي فن شريف في خدمة الخير العام على كل المستويات. ونستنكر إهمال الإقتصاد، عصب البلاد، في كل قطاعاته، وبالتالي إفقار الشعب، وإيقاع الدولة في عجز مالي خطير، وفتح باب الهجرة على مصراعيه بوجه شبابنا المثقف وقوانا الحية. ونعلن أن الشعب اللبناني فقد الثقة بالسلطة السياسية اليوم أكثر من الأمس. فبالأمس أقل من خمسين بالمئة شاركوا في الإنتخابات النيابية، وأكثر منهم لم يمارسوا هذا الحق لعدم الثقة. واليوم، إذ يرون هذا التراجع في الحياة السياسية بعد الانتخابات ازدادوا عدم ثقة. فإلى أين نحن ذاهبون ببلادنا؟ ليست الدولة ملك أحد، بل أصحاب السلطة مؤتمنون عليها وموكلون، والمطلوب من الوكيل أن يكون "أمينا وحكيما، فيما هو مقام ليعطي الشعب طعام حاجاته"، كما يقول الرب يسوع في الإنجيل (راجع متى 25 : 45). ونعلن عدم القبول بهذه الحالة وبهذا النوع من الممارسة السياسية، وعدم القبول بتراجع لبنان الاقتصادي والاجتماعي والمعيشي والثقافي، وعدم القبول باستباحة المبادىء والمعايير الدستورية والقوانين، وبممارسة الظلم من خلال عدم تطبيق العدالة وبخاصة قرارات مجلس شورى الدولة من الوزارات المعنية، كما نشهد في عدد من القضايا. فإلى من يلجأ المظلومون لينالوا حقوقهم؟"

وختم الراعي: "أجل، الإنسان بحاجة إلى خلاص. ولهذه الغاية أصبح الله الابن إنسانا، يسوع المسيح. فبنعمة هذا الخلاص تاب زكا العشار، وبدل مجرى حياته إلى الأفضل، وفي الوقت عينه أثمرت توبته بوهب نصف أمواله للفقراء، وبإعادة ما سلبه من أي إنسان أربعة أضعاف. فللخلاص الشخصي ثماره الجماعية. نسأل الله، بشفاعة أمنا مريم العذراء، سيدة قنوبين، لنا ولجميع الناس، نعمة التوبة لخلاصنا وخير الجماعة. فنستحق أن نرفع نشيد المجد والتسبيح للثالوث القدوس، الآب والابن والروح القدس".

بعد القداس استقبل الراعي المشاركين في الذبيحة الالهية وقدم له الكاتب انطوان فرنسيس كتابه الجديد "العاصية"، شاكرا له رعايته احتفال التوقيع، مشيرا الى ان "العاصية رواية تاريخية تتناول هجوم المماليك على جبة بشري وحريق اهدن عام 1282 فتصدى لهم الاهالي وعلى رأسهم البطريرك دانيال الحدشيتي.

كذلك استقبل الراعي رئيس الحركة الاجتماعية اللبنانية جون مفرج الذي قدم له التعزية بشقيقته، ورحب به في ربوع الشمال وعرض معه الاوضاع العامة ولا سيما موضوع تأليف الحكومة.

وأكد البطريرك أمام وفد الدفاع المدني "أحقية مطالبهم"، واعدا بمتابعة معالجة قضيتهم مع المسؤولين، وقال:"أنتم تستأهلون أكبر مكافأة واهتمام من الدولة فانتم تقدمون انفسكم شهداء لراحة الآخرين وسنتابع الموضوع مع رئيس الجمهورية الذي تسلم ملفكم، ولا يعرف الاخطار التي تحدق بكم سوى اهلكم وذويكم نشكر لكم هذه الزيارة وسأتابع الموضوع مع كل المسؤولين، فحقكم من كرامة الوطن ونأمل بأن يفتح الرب باب الخير امامكم لحل هذا الملف".

وألقى يوسف الملاح باسم المتطوعين كلمة نوه فيها بمواقف البطريرك، طالبا منه ان يظللهم بعباءته الخيرة وان يقف بجانبهم لتحقيق مطالبهم "المحقة والمشروعة وهو صاحب المواقف الوطنية الحكيمة بعكس المسؤولين السياسيين الذين ارادوا ان نتواجه مع اهلنا وانفسنا ونحن نود ان يتعلموا من زكا التواضع وان ينزلوا عن ابراجهم العاجية. نحن آتون اليك لترفع عنا الظلم فأنت تشبهنا بالدمعة التي ذرفتها على شقيقتك. نحن في الدفاع المدني ستبقى ايادينا تطال كل مساحة الوطن".

 

باسيل زار دير مار مارون والتقى فاعليات الهرمل: ملتزمون بالسعي لتحقيق مطالب المنطقة

الأحد 29 تموز 2018 /وطنية - الهرمل - تفقد وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل، دير مار مارون في محلة راس العاصي في الهرمل، معتبرا ان زيارة الدير "لها رمزية خاصة". وسبق تفقد الدير، لقاء في دار بلدية الهرمل، في حضور قائمقام الهرمل طلال قطايا، رئيس اتحاد بلديات الهرمل نصري الهق وحشد المخاتير والفاعليات. بعد ترحيب من رئيس بلدية الهرمل صبحي صقر وعرض لأبرز المشاكل، تحدث باسيل مؤكدا ان جولته في البقاع الشمالي والهرمل "بعد العملية الأمنية التي نفذها الجيش، رسالة تظهر الاحتضان الشعبي للجيش والدولة، وتتزامن مع ذكرى الانتصارات على الإرهاب ودحره، وكانت الهرمل سدا منيعا، واجهت الإرهاب ببسالة وعفوية وبطولة، وتقف اليوم مرحبة بالعملية الأمنية لمواجهة الحرمان، وإذا كان هناك خارجون على القانون فالقوى الأمنية تعالج الموضوع في ظل الحضن الشعبي الحافظ". وأكد باسيل "الالتزام بالسعي لتحقيق مطالب المنطقة، بالاستفادة من مياه العاصي وسائر المشاريع الحيوية والاهتمام بالمناطق السياحية والأثرية". بعد ذلك لبى باسيل دعوة إلى غداء تكريمي أقامه يوسف عبد المولى دندش عند نبع العاصي، في حضور النائب ايهاب حمادة والقائمقام قطايا وفاعليات المنطقة.

 

باسيل ممثلا رئيس الجمهورية في تدشين سد وبحيرة اليمونة: بالمحبة والقانون نستطيع حل مشاكلنا العقارية وكل الأزمات

الأحد 29 تموز 2018 /وطنية - بعلبك - دشن وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل ممثلا رئيس الجمهورية العماد ميشال، سد وبحيرة اليمونة، في حضور ممثل رئيس مجلس النواب نبيه بري الشيخ حسن المصري، وزيري الطاقة والمياه والصناعة في حكومة تصريف الاعمال سيزار أبي خليل وحسين الحاج حسن، النواب: جميل السيد، الوليد سكرية، ابراهيم الموسوي، ايهاب حمادة وادغار المعلوف، محافظ بعلبك الهرمل بشير خضر، ممثل المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم العقيد مرشد الحاج سليمان، المدير العام للموارد المائية والكهربائية فادي قمير، رؤساء اتحادات بلدية وبلديات ومخاتير، باتريك الفخري وفاعليات. بعد النشيد الوطني وكلمة لعريف الحفل جورج الفخري، ألقى رئيس بلدية اليمونة طلال شريف كلمة قال فيها: "باسمي وباسم المجلس البلدي وأهالي بلدة اليمونة أتقدم بجزيل الشكر لفخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون لرعايته حفل افتتاح مشروع سد بحيرة اليمونة وهو الإنجاز التاريخي لبلدتنا بصورة خاصة ولبلدات الجوار بصورة عامة، نظرا لأهمية هذا المشروع على الصعيد الإنمائي والاقتصادي والسياحي والزراعي والبيئي". واعتبر أن "قطاع المياه في لبنان هو قطاع استراتيجي بامتياز، وهو ثروة الوطن"، مؤكدا أن " هذا السد سيوفر المياه لاكثر من اربعين بلدة في محافظة بعلبك الهرمل، ويساعد على تأمين مياه الشفة لكل سكان هذه المنطقة، ونتمنى عليكم تنفيذ مشاريع ملحة لحماية الثروة المائية من المنابع حتى المصبات، ورفع ومعالجة مصادر التلوث الخطير الذي يهدد المصادر المائية عبر اتمام البنى التحتية ومشاريع الصرف الصحي".

مشددا على ان "توفير اسباب النجاح والديمومة لهذا المشروع الحيوي سيؤدي الى زيادة الانتاج الزراعي وزيادة الدخل الفردي للمزارع مما يجعله اكثر إستقرارا والتصاقا بارضه".

قمير

بدوره قال قمير: "يسعدنا ان نكون بينكم في صبيحة هذا اليوم المبارك في هذه الواحة الزرقاء الجميلة الهادئة، واحة التلاقي والتآخي بين مختلف مكونات البقاع الشمالي وامتدادها نحو العاقورة وتنورين ومنطقة دير الأحمر والجوار، هذه الواحة الزرقاء تندرج في اطار المشاريع الواردة في الخطة العشرية والاستراتيجية الوطنية التي اطلقتها وزارة الطاقة والمياه منذ العام 2000، ومن ضمنها هذا السد الذي سيتسع لتخزين ما يقارب مليون واربعماية وخمسين الف متر مكعب من المياه بعلو أقصى قدره سبعة أمتار على مساحة حوالى 32 هكتارا". وأضاف: "إن هذا المشروع الانمائي الذي انتظره اهالي المنطقة طويلا سيدفع قدما بعجلة التنمية المستدامة لهذه المنطقة العزيزة التي اغنت لبنان برجالاتها من مثقفين ومقاومين". وتابع: "اننا ندشن اليوم الواحة ونضعها في الاستثمار في عهد فخامة الرئيس العماد ميشال عون الداعم الاكبر للمشاريع الانمائية الكبرى من مائية وغيرها، والذي نأمل في عهده الميمون تنفيذ كافة مشاريع الخطة الوطنية حيث ان سد اليمونة يشكل فرصة مهمة لاحداث نقلة نوعية لاهالي المنطقة من خلال تحقيق التنمية الاجتماعية التي تقوم على مفهوم الاقتسام العادل والمنصف لمياه الشرب والري بين اصحاب الحقوق وهم من ابناء المنطقة الواحدة دون تمييز". وختم: "هذا المشروع سيضفي جمالا اضافيا على بلدة اليمونة المعروفة منذ القدم بمياهها وينابيعها وانماء المنطقة وازدهارها سياحيا واقتصاديا وزراعيا، عبر جعل هذه البحيرة مرفقا سياحيا، يمكن من خلاله إفساح المجال لاستثمار الاراضي العامة المحيطة بالبحيرة لاقامة مختلف النشاطات السياحية والرياضية".

الحاج حسن

وتحدث الوزير الحاج حسن فقال: "نحن في بعلبك الهرمل امام تراجع في المتساقطات ودخول لبنان منذ فترة طويلة في مرحلة التصحر بكل ما يعني التصحر علميا وبيئيا ومناخيا، وفي ظل النمو السكاني ونمو الحاجات لناحية نوعية استهلاك المياه، نحن امام حالة نقص في امدادات المياه يكاد يشكل مشكلة امام اهل بعلبك الهرمل خصوصا وامام اللبنانيين عموما، لذلك نحن نحتاج الى اعلان حالة طوارىء مائية إن لم يكن على صعيد لبنان كله، فعلى صعيد منطقة بعلبك الهرمل، ويجب أن نسعى لمعالجة المسائل التالية: الامداد بالمياه، أي تأمين مصادر مياه ابتداء بانجاز سد العاصي الذي نطالب ان يكون اولوية العهد والرئاسة الثانية ووزارة الطاقة وكل المؤسسات في لبنان، وانجاز ما امكن من سدود في راس بعلبك والفاكهة، وادي جريبان، ماسا، وسواها، وهي سدود لا تكلف كثيرا وتؤمن موارد مائية". وتابع: "نحن امام مشاكل بين الناس على المياه اهل طاريا ينفذون اعتصاما الآن لأن المياه لا تصل اليهم من اليمونة، ليس بسبب عدم توفر المياه، وإنما لان هناك من يقطعها عن قرى غربي بعلبك". وقال: "لقد قطعنا شوطا في موضوع التلوث، وعلى مستوى الآبار كان هناك تجاوب من وزارة الطاقة والمياه، ولكن المطلوب تسريع الخطى، فما انجز شيىء مهم ولكن هناك نقطة مهمة هي موضوع التشغيل، وقدرة المؤسسة على التشغيل بحاجة الى معالجة، ونحن نعول كثيرا على ابويتكم ورعايتكم يا فخامة الرئيس لتطوير محطة ايعات ومحطة اليمونة". ورأى أن "ندرة المياه لا تعالج الا بالمزيد من الموارد المائية، وعلاج الموارد المائية في منطقتنا السدود وفي مقدمها سد العاصي واننا نشكر وزارة الطاقة والمياه على ما تم انجازه ونطالبكم بالمزيد من الانجازات".

وعزا التأخير في تشكيل الحكومة الى "عدم وجود معايير موحدة لتشكيلها"، وقال: "هناك معايير غب الطلب".

أبي خليل

وألقى الوزير أبي خليل كلمة قال فيها: "هذا ثالث سد تدشنه هذا العام وزارة الطاقة والمياه التي تقوم بإنماء متوازن في كل المناطق، ومشاريعها منتشرة على كل الأراضي اللبنانية من ضمن الاستراتيجية الوطنية التي أخذت بعين الاعتبار كل الخطط والمشاريع وحتى الفرعية منها ووضعت في إطار خطة شاملة لقطاع المياه في الدولة اللبنانية وافق عليها مجلس الوزراء وأصبحت ملزمة لكل الوزارات المتعاقبة". وأشار إلى أن "التغير المناخي أصبح واقعا يعترف به الجميع، وإذا لم ننجز السدود فلن نستطيع مواجهة مشكلة شح المياه في فصل الجفاف، فالتغير المناخي يؤكد أكثر على موضوع السدود ال 55 التي خططت لها الوزارة، وسد العاصي هو أولوية لوزارة الطاقة، ونحن أدرجناه في أول الأولويات بالمخطط الاستثماري في مؤتمر سيدر الذي أشاد خلاله ممثلو أكثر من 50 دولة ومنظمة دولية بالسياسات التي وضعتها وزارة الطاقة والمياه منذ أيام الوزير باسيل، فلا قيمة للانتقادات من أصحاب الأجندات المخفية".

وقال: "أرسلنا إلى الديوان شبكة الصرف الصحي التي تحمي بحيرة اليمونة لتوزيع مياه نظيفة للمواطنين، وهذا يتطلب التعاون من الجميع، من الأهالي والنواب ورؤساء البلديات وفاعليات المنطقة". ولفت إلى أن "المياه الجوفية تنخفض، ولا تتجدد كميتها إلا بحدود 560 مليون متر مكعب سنويا في حين أن الحاجة تزيد عن مليار ونصف مليار متر مكعب". ودعا "كل القوى الفاعلة إلى زيادة الجباية لصالح مؤسسة مياه البقاع التي تتولى إدارة المنشأة لتتمكن من القيام بواجباتها". وختم: "سدود بلعة والمسيلحة وبقعاتا وبسري الذي تم تلزيمه، وإن شاء الله يضع الحجر الأساس له فخامة الرئيس العماد ميشال عون، هي من ضمن الخطة الاستراتيجية لقطاع المياه، وشعارها: المياه حق لكل مواطن، والمياه ثروة لكل الوطن".

المصري

وألقى الشيخ المصري كلمة الرئيس بري فقال: "شرف كبير ان اكون بينكم ممثلا لدولة الرئيس بري في هذا العرس الجميل واللقاء الرائع على بركة اليمونة ارض اليمن والبركة. اليمونة ما زالت وستبقى صمام الامان للارض اللبنانية وذلك بتعبير خاص من الامام السيد موسى الصدر عندما وقف على هذا الجبل وكان اول معسكر لافواج المقاومة اللبنانية أمل، ثم التفت يمينا وشمالا وقال سأمنع تقسيم لبنان من هذا الجبل الاشم". وتابع: "هذه الارض المقدسة والميمونة نقف على ارضها لافتتاح مشروع انمائي ولكننا لن نألو جهدا بالمطالبة ان يكون هذا المشروع باكورة عمل منظم تقوم به الدولة اللبنانية والحكومة القادمة التي طال انتظارها، وطول الانتظار في غير مصلحة لبنان ولا يفيد احدا، هذا البلد بحاجة إلى حكومة وحدة وطنية الى حكومة تؤازر العهد الذي نحرص ان يكون عهد جهد وعطاء وقيادة مميزة للبنان. هذا الموقف ليس جديدا، هذا موقف يصرح به دولة الرئيس بري في كل وقت وهو احرص الحريصين ان يكون هذا العهد عهد عطاء وخير ويمن وبركة، ونحن دائما نسعى مع كل الشركاء قي هذا الوطن على ان يبقى لبنان منارة للشرق العربي وللوحدة الوطنية وقد اشتهر ابناؤه على مر العصور بأنهم يعطون من قلبهم لهذا العالم العربي". وأضاف: "اعطى البقاع لبنان خيرة ابنائه من شهداء ومن قادة كبار يعملون لمصلحة لبنان، وإننا نطالب باستعادة الدولة الى البقاع لان البقاع لم يكن طافرا في يوم من الايام من الدولة، ونطالب بعودة العالم العربي الى سوريا لان سوريا لم تكن طافرة في يوم من الايام من العالم العربي". واعتبر أن "الاهم في المستقبل الآتي هو مشروع سد العاصي فإلى متى سيبقى العاصي سائرا بعكس السير، يجب ان نهيئ له اوتوسترادا ليعود الى البقاع، ولا انسى روح الرئيس الراحل حافظ الاسد الذي قال للرئيس بري هذا سد العاصي خذوا من هذا النهر ما تشاؤون". وختم: "نقف الى جانب سوريا لتعود راية مرفوعة في هذا العالم العربي في وجه اسرائيل، ويجب ان نعمل ليعود البقاع اهراءات لبنان وليس اهراءات روما، اهراءات لبنان التي تنبع من لبنان وتروي كل اللبنانيين".

باسيل

وكانت كلمة للوزير باسيل باسم رئيس الجمهورية العماد عون، فقال: "تمثيل فخامة رئيس الجمهورية على هذه الأرض الطيبة تعني أشياء كثيرة، وإننا نتذكر وضعنا الحجر الأساس لهذا المشروع في تشرين الأول سنة 2009، وأعطيت مباشرة الأعمال له في حزيران 2010، أي منذ 8 سنوات، إننا نفرح للقائنا لتدشين مشروع مياه في البقاع، ولكن نحزن لأن بحيرة أشبه ما تكون بسد استغرقت 8 سنوات من عمر الوطن لنتمكن من إنجازها، في وقت كان من المفترض أن ندشن في لبنان كل سنة 3 سدودا وبحيرات لنتمكن خلال 20 سنة إكمال خطط السدود التي هي حاجة وطنية كبيرة".

وتابع: "لا يوجد نقاش بأن سد العاصي له الأولوية الوطنية الكبرى والأولى على مساحة الوطن، لأنه سد على نهر مياهه عابرة للحدود، وتقتضي المصلحة الوطنية، بغض النظر عن حسن الجيرة والعلاقات، أن ننجز بناؤه، وهذا السد توقفت أعماله سنة 2006، ونحن سنة 2012 أنهينا كل ما يتعلق بإعادة إطلاقه، ورفعنا الأمر إلى الحكومة، وست سنوات مضت والمشروع جاهز لإطلاق العمل فيه، ولكنه بحاجة لقرار الحكومة، في الوقت الذي كان ينبغي أن نكون نبحث في المرحلة الثانية من المشروع". ورأى أن "واحدة من الأشياء التي أنعمها الله على الوطن هي نعمة المياه، يهدرها الإنسان بإدارته وبسياسته للأسف. هذا المشروع اليوم أنجز وكلنا سعداء فيه، ولكن يجب أن نتطلع كي لا يتحول إلى نقمة على أهل البلدة وكل المنطقة، المسؤولية الأولى تقع على أهل الضيعة على البلدية والأهالي وعلى كل الناس الذين لديهم اليوم شيء يجب المحافظة عليه بالنظافة والعناية والاهتمام، لأنه مثل بيت كل واحد منا يجب أن نحرص عليه ونبقى نحافظ عليه، وأكيد وزارة الطاقة يجب أن تنجز محطة المياه ومحطة وشبكات الصرف الصحي، عندما نفرح بإطلاق مشروع النجاح يكون بتشغيله وباستمرار الاستفادة منه واستثماره، وعزا التحدي الأكبر الذي يقع على مؤسسة المياه، ولكن يقع أيضا على المواطنين الذين هم يغذون مؤسسة المياه لتتمكن من القيام بواجباتها تجاههم".

وتابع: "موضوع المياه في لبنان أكثر من استراتيجي، والعناية به يجب أن تكون كبيرة للداخل والخارج، ولكوننا اليوم كتكتل لدينا وزارة الخارجية ووزارة الطاقة ويفترض بقاء هاتين الوزارتين بتكتلنا الوزاري، أن لدي اقتراحا، نظرا لأهمية الموضوع الاستراتيجية، بأن يتم تعيين سفير فوق العادة بوزارة الخارجية مسؤول عن موضوع المياه الدبلوماسية، لأن هذا أمر يتعلق ليس فقط بمصلحة لبنان الوطنية، إنما بموقع لبنان الاستراتيجي بموضوع المياه، وهذا موضوع أهم من النفط والغاز إذا أحسنا إدارته واستعمال الموارد المائية التي مهما انخفضت نسبة المتساقطات ما زالت أكبر بكثير من قدرتنا على تخزينها، وبالتالي أمامنا سنوات طويلة حتى يتمكن لبنان من التعاطي مع محيطه من سوريا إلى فلسطين المحتلة إلى قبرص والمحيط والمدى الأوسع، ولبنان قادر ان يغذي المنطقة من حوله بالمياه التي تشكل له قوة استراتيجية". واعتبر أن "تحويل لبنان من خزان جوفي لمياه ملوثة، ومن مجرى مياه إلى البحر، تحويله إلى خزان استراتيجي للمياه هو أمر له أولوية وطنية كبرى ويقتضي أن يكون هذا الموقع وهذا المنصب لإنسان دبلوماسي شغله الاهتمام بهذا الشق والتواصل مع المحيط بخصوصه، وأنا أعتقد أن الشخص المناسب لهذا الموقع الدكتور فادي قمير". وأضاف: "سيدر" وكل ما يحوم حول سيدر والخطة الاقتصادية في لبنان، أن يكون أساسها المياه التي هي عصب الحياة وعصب الزراعة والصناعة، ونأمل أن نكون جميعا قد أدركنا وسلمنا بأن قطاع الزراعة ليس قطاعا ثانويا، وإنما هو قطاع أساسي لا يستطيع البلد العيش من دونه، وأن اقتصادنا الوطني لا يقوم إلا على الإنتاج". وقال: "كنت مخططا المجيء من اللقلوق إلى اليمونة سيرا على الأقدام برفقة إدي معلوف برفقة معين شريف، وأساس الفكرة هي رياضة. وعندما أثيرت هذه السنة المشكلة بين اليمونة والعاقورة أول من اتصل بي هو اللواء جميل السيد وقال لي: "دخيلك نحن أهل وأخوة أوعا حدا يلعب بيناتنا"، فكرت بتنفيذ الفكرة بالمجيء سيرا على الأقدام من بيتي في العاقورة إلى اليمونة، وننام عند أهلنا بعرزال اليمونة الشهير، ولكن الظرف اليوم لم يسمح، مع العلم أن الدولة اللبنانية قامت بخطوة أساسية لكي تقف مع أهلنا في البقاع، فالدولة والقانون هما اللذان ينظمان شؤون الناس وكل ما يتعلق بحياتهم، وحتى في زراعة الحشيشة هذا أمر تديره الدولة إذا اعتمدت قانونا بهذا الخصوص".

ورأى "أن الأمن مستتب لأن أهالي البقاع بأغلبيتهم المطلقة، أي أكثر من 99 بالمئة منهم هكذا يريدون، لأن هذه هي طبيعتهم، ولأنهم يريدون الدولة ويحبون الدولة، ويعلمون أنه لا يوجد مظلة إلا الدولة".

وأشار إلى أن "المشكلة الحدودية العقارية بين اليمونة والعاقورة حلها الأساسي واحد هو المحبة، عندما يكون هناك محبة بين الناس كل شيء يتم حله، وأنا أعرف أن المحبة موجودة ونحن ننقلها إليكم اليوم من أهلنا في العاقورة، والشيء الثاني هو القانون الذي يعطي الحقوق وهو معيار أو مرجع لتعاطي الناس بين بعضهم البعض، وهو يفصل ويحكم بين الناس، والقانون ترعاه الدولة لأنها الراعية للجميع، وعندما يكون هناك قانون يحتكم إليه الناس لحل خلافاتهم، وعندما لا يكون هناك قانون تصبح العادات والأعراف في حال رضى الناس عنها بقوة القانون، وكلي ثقة اننا بالمحبة والقانون وبالحكمة نستطيع بهذه المعايير حل هذه المشكلة وكل مشاكلنا في لبنان". وأردف: "نقول للذين اعتقدوا أنهم من خلال اليمونة العاقورة يستطيعون افتعال مشكلة بين مكونات الوطن الواحد، الذي صار واحدا بفعل التاريخ وبفعل الأحداث التي جبلتهم أكثر وأكثر ببعضهم البعض فلا تستطيع مشكلة عقارية أو حدودية أو مشاعات بين قريتين فصل شعب التحم ببعضه بانتصارين ضد أكبر عدوين إسرائيل والإرهاب التكفيري". ونبه من "أن هناك أمرا واحدا في الداخل يغلبنا هو الفساد الذي يستطيع فصل كل شيء، يستطيع فصل الأخ عن أخيه، وأن يفكك العائلة والمؤسسات والمجتمع، وهذا العدو ما زال ينتظرنا في الداخل، ونحن على وعد بالتصدي له بتكاتف ووحدة، ولكن بموضوعية وبتصميم، وهذا ما يحتم علينا أن نقول لا يوجد إلا القانون في أي مسألة، فالقانون هو الذي يفصل ويحل، وإذا كان غير صالح نعدله ونطوره". وتابع: "القانون يقوم على معايير معينة ترتضيها الناس، وهذه المعايير هي التي تجعل الناس تعيش مع بعضها بسلام، وغياب هذا الشيء هو الذي يمنع تأليف الحكومة اليوم. الانتخابات جرت على أساس قانون نسبي، وتم الاتفاق الوطني على تشكيل حكومة وحدة وطنية، فلا نستطيع اللجوء إلا إلى المعايير الواحدة في تأليف حكومة الوحدة الوطنية، والذي يدفع بانتقادنا على اعتماد معايير واحدة، والذي يدفعنا إلى الاستنسابية هو الذي يدفع إلى حكومة أكثرية وليس إلى حكومة وحدة وطنية ينبغي أن تكون انعكاسا لإرادة شعبية متمثلة بمجلس النواب بعد انتخابات حصلت منذ حوالى الشهرين، بعدما دفعنا جميعا ثمن التجديد 9 سنوات، انتهينا منه بتمثيل شعبي أصح من خلال المجلس النيابي الحالي". وقال: "لن تستطيع أي قوة وخاصة الخارجية أن تكسر إرادة اللبنانيين التي عبروا عنها بالانتخابات النيابية الأخيرة بانعكاس تمثيلهم بحكومة وحدة وطنية موعودة، وهذا ما يجب أن نلتقي عليه كلبنانيين بدون غبن أحد وبدون ظلم أحد، لا بل بتعاطي موضوعي وتعاطي وطني كبير يجعلنا نتطلع إلى هذه الحكومة التي تنصرف لإنجاز سد العاصي حتى لا يعصى علينا أحد ولا يعصى علينا شيء، ونحن اليوم بذكرى شهداء مار مارون على العاصي". وختم: "هناك مبادرة كريمة من أحد أهلنا بترميم دير مار مارون على العاصي للتعبير عن إرادة التلاقي للحفاظ على عيشنا الواحد الذي قلت عنه قبل يومين في واشنطن أن لبنان ليس بلدا فيه تعايش، ولبنان ليس بلدا متميزا بتعدديته، وإنما لبنان هو البلد الوحيد في العالم الذي يتشارك فيه المسلمون والمسيحيون المناصفة في الحكم والإدارة، وهذا نتيجة إصرار كل اللبنانيين لإبقاء لبنان البلد الصغير بلد التميز يقف أمام 80 دولة، أمام أكبر دول العالم ليقول أنا لبنان المميز بينكم بالحرية الدينية التي نعيشها نحن نمط حياة يومي، هو الذي يجمعنا، هو الذي يجعلنا ننشد الحياة الأفضل بمستقبل أفضل لنا جميعا كلبنانيين لنبقى متلاقين متحابين". وبعد توزيع الدروع التقديرية أزاح الوزراء باسيل وأبي خليل والحاج حسن وشريف الستار عن لوحة افتتاح البحيرة.

 

قاووق: لبنان أول المستفيدين من هزيمة المشروع التكفيري في سوريا

الأحد 29 تموز 2018 /وطنية - أقام "حزب الله" احتفالا تكريميا لوسام دولاني العائد من حصار كفريا والفوعة، في ساحة بلدة ميس الجبل الجنوبية، في حضور عضو المجلس المركزي الشيخ نبيل قاووق ومسؤول منطقة الجنوب الأولى أحمد صفي الدين وعدد من العلماء والفاعليات والأهالي.

افتتح الاحتفال بتلاوة آيات بينات من القرآن الكريم، وقسم "العهد والوفاء" أدته ثلة من مجاهدي المقاومة الإسلامية بالمضي على درب الشهداء والمجاهدين، ثم ألقى قاووق كلمة قال فيها: "اليوم نحتفي بعودة مقاوم من خيرة ونخبة أبطال المقاومة، وبرجل من رجال الله الذين صنعوا أسطورة العز وملحمة الصمود، وحكايات انتصارات تتباهى بها الملائكة، وعظيم ذود عن الأعراض والحرمات والكرامات. المجاهدون أبطال كفريا والفوعة أثبتوا أن مسيرتهم مسيرة أمة والنصر والبطولة والذود عن المظلوم، وأنهم حيث يكونون يكون النصر، وتصان الكرامات، وأنهم أبطال الحرب، وصناع انتصاراتها، وعنوان صدق الوعد لسماحة الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله". ولفت إلى أن "رايات التكفير كلها احتشدت لحصار أهلنا في كفريا والفوعة، فكان الحصار وخطف النساء والأطفال، وقصف البيوت والمساجد والحسينيات، وكانت النار والدمار والمجازر وهلع الأطفال والجوع والعطش ونزف الجراح والشهادة، حتى كانت أعظم نصرة للمحاصرين والمستهدفين، وأعظم تلبية لنداء النصرة لكفريا والفوعة، فكان رجال الله يقدمون الشهداء في العيس وخلصة والحاضر من أجل نصرة كفريا والفوعة، التي كان من داخلهما ثلة من الأبطال يواسون أهلهما بالعطش والجوع والجراح والشهادة، فأكثر من ثلاث سنوات وكلها تشهد على عظيم التضحية والفداء والإيثار والبطولة، حتى كان النصر من جديد"، مشددا على أن "عودة أبطال المقاومة وحرية أهلنا في كفريا والفوعة هو نصر جديد". وقال: "الدنيا كلها تشهد عظيم دور حزب الله في صنع المعادلات والانتصارات في سوريا والمنطقة، وأن لبنان أول المستفيدين من هزيمة المشروع التكفيري في سوريا، فمن خلال الانتصار الكبير في جنوب سوريا، لبنان يستفيد أولا، لأن الخطر العسكري التكفيري على الحدود اللبنانية ومن وراء الحدود قد انتهى تماما، وكذلك يستفيد من هزيمة التكفيريين ليشجع النازحين على العودة إلى بلادهم، وأيضا من فتح الطريق أمام الصادرات اللبنانية إلى الأردن والعراق ودول الخليج".

وشدد على أن "الانجازات السياسية والمعادلات العسكرية هي التي ترسم مستقبل ومعادلات المنطقة، وبالتالي ليس أمام المهزومين من إسرائيل وأميركا والسعودية إلا أن يخضعوا لمعادلات انتصاراتنا، فلقد هزم أعداء المقاومة في كل المواقع ابتداء من لبنان والجرود مرورا بسوريا وصولا إلى اليمن التي فيها أبطال شجعان مرغوا أنوف طغاة الخليج بالتراب، وفضحوا عجز وضعف الجيش السعودي والإماراتي والأميركي وكل الدول التي احتشدت لمحاربتهم". وختم قاووق: "الكلمة الأخيرة نوجهها إلى أبطال حزب الله النجباء في هذه الأيام، ولا سيما أنهم صنعوا المجد والبطولة والانتصار في تموز العام 2006، فهذه الساحات والبيوت والتلال والأشجار والصخور كلها تشهد على عظيم انتصارنا ووفاء أهلنا. المقاومة تزداد قوة وقدراتها العسكرية والصاروخية تتعاظم، وإسرائيل لا تزال تتخبط وتتلوى في قعر الهزيمة، ووعدنا أن نبقى على الثغور حاضرين لكل مواجهة لنصنع نصرا هو الأكبر".

 

نواف الموسوي بحث مع وفدي بلدية صور ومهندسيها مواضيع انمائية واخرى تخص التنظيم المدني

الأحد 29 تموز 2018 /وطنية - استقبل عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب نواف الموسوي اليوم في مكتبه في مدينة صور، وفدا من أعضاء مجلس بلدية مدينة صور، ضم الدكتور خليل جودي، الأستاذ وليد الطويل، الاستاذ نادر فارس، الدكتور غسان فران، حيث تم التباحث في المواضيع التي تهم المدينة على المستويات كافة. وكانت مناسبة أطلع فيها النائب الموسوي أعضاء المجلس على نتيجة متابعته للملفات التي تخص المدينة مع مجلس الإنماء والإعمار، الذي كلفته الحكومة اللبنانية دراسة موضوع تحسين مداخل المدينة، مشددا على "ضرورة أن تشمل الرؤية المستقبلية لتطور المدينة ومداخلها، حل المشكلات المرورية الخانقة، لا سيما عند مفرق الحوش قرب المستشفى اللبناني الإيطالي، إضافة إلى منطقة البص وجل البحر ومفرق العباسية، وأن لا تقتصر الأعمال على التأهيل، بل على التطوير لتلبية الاحتياجات المستقبلية لتطور المدينة". كما عرض النائب الموسوي أمام الوفد "متابعة أعمال تشغيل محطة تكرير المياه المبتذلة التي أصبحت في خواتيمها، إضافة إلى متابعة ملف التغذية الكهربائية بعد وضع النقاط على الحروف، واستعادة ما كان يهرب من ساعات تغذية"، مؤكدا أن "هذا الموضوع محل متابعة يومية لتحسين ساعات التغذية إلى حين تحقيق حقوقنا الطبيعية بتأمين الكهرباء على مدار الساعة، أي بما يعرف ب 24/24 ". وفي ما يتعلق بمسألة النفايات، شدد النائب الموسوي على "ضرورة اعتماد آليات التفكك الحراري لحل هذه المشكلة، لا سيما وأن القوانين التي تنظم آليات عمل التفكك الحراري، والتي ستقر في مجلس النواب، لا رجعة عنها في ظل الظروف الراهنة وغياب الحلول الأخرى". وعن مشروع الإرث الثقافي في منطقة الجمل في مدينة صور، شدد النائب الموسوي على "ضرورة أن تكون الدراسات المقترحة محل تشاور ونقاش موسع مع مختلف شرائح المجتمع لتجنب كل الملاحظات، لا سيما تلك التي رافقت المراحل الأولى للمشروع"، مشيرا إلى أن "هناك مقترحا لتوسعة كورنيش الرئيس نبيه بري من إجراء ردم للبحر"، موضحا أنه "جرى التشديد أمام مجلس الإنماء والأعمار على ضرورة إخضاع المشروع المقترح للنقاش الهادف والبناء مع هيئات ومنظمات المجتمع المدني في صور، ودراسة الجدوى منه مع دراسة الأثر البيئي والأثري قبل الأقدام على تنفيذه". وفي الختام، جرى التأكيد على متابعة هذه اللقاءات والنقاشات ليشمل إضافة إلى البلدية شرائح المجتمع الصوري كافة.

مهندسو صور

وفي سياق آخر، استقبل النائب الموسوي وفدا من مهندسي منطقة صور بحضور الأساتذة: حسن سويدان، منى أحمد شلهوب، عبدالله خضرا، إبراهيم حسن زلزلي، حيث تم النقاش بمواضيع تتعلق بالتنظيم المدني، وخصوصا قرارات المجلس الأعلى للتنظيم المدني، ومنها على سبيل المثال القرار رقم 2018/19 المتعلق بتجميد الإفرازات في المناطق غير المنظمة، مما يسبب تجميد أعمال الفرز العقاري في معظم مناطق الجنوب. وختاما، طالب الوفد من النائب الموسوي المساعدة على تعديل هذا القرار الجائر، قبل أن يسلموه مذكرة جاء فيها:

" حيث أن جميع المناطق الجنوبية والبقاعية - القسم الأكبر منها - غير منظم مثال ذلك (في صور: برج رحال، بدياس، حلوسية، طيرفلسيه، شحور، معركة، دردغيا، أرزون، دبعال، وعشرات القرى)، وهي جميعها مصنف زراعي بالكامل وفقا للخطة الشاملة لترتيب الأراضي اللبنانية. وحيث أن هناك عقارات تكون غير صالحة للزراعة أو قريبة من المناطق الأهلية يعتمد فيها بقرار من التنظيم المدني (مصلحة الدروس ودائرة الفرز والضم الخاص) شروط محددة ومعينة لحين تنظيمها ووضع مخططات توجيهية لها، وهذا الأمر يحتاج لسنوات من الدراسة لإنجاز المخططات التوجيهية. وحيث أن هكذا قرار (قرار رقم 2018/19 يؤدي إلى شلل أعمال الفرز والمقاسمة القانونية في معظم الجنوب والبقاع. وحيث أن هذا القرار اتخذ بالمجلس الأعلى للتنظيم المدني برغم معارضة الإدارة المعنية والمختصة (المديرية العامة للتنظيم المدني). وحيث أن هذا القرار يؤدي إلى بروز الفرز الحبي غير القانوني والمسبب لمشاكل مستقبلية بين الشركاء. وحيث أن هكذا قرار يصعب الحصول على قطع مفرزة خالية من المشاكل القانونية وصالحة للبناء. وحيث أن بيئة أهلنا تتأثر سلبا بهكذا قرار، مع لفت الانتباه الى أن رئيس دائرة الضم والفرز الخاص في المديرية العامة للتنظيم المدني في بيروت الدكتور نينات فاضل شرحت في مطالعة مسهبة غير جواز هكذا قرار (قرار 19 وعدم صلاحية اعتماد الخطة الشاملة على الافراز، وهي مخصصة كخطة شاملة للادارات العامة حصرا.

 

أرسلان: كل من يحاول قوقعة الدروز فليحلم ولن نصبح عملاء للسفارات وحرس حدود لإسرائيل ومن يحلل دمنا يحصد ما شهدناه في السويداء

الأحد 29 تموز 2018 /وطنية - أقام رئيس "الحزب الديمقراطي اللبناني" وزير المهجرين في حكومة تصريف الأعمال طلال أرسلان، في دارته في خلدة، حفل تأبين وتقبل تعاز بشهداء السويداء السورية، في حضور ممثل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون النائب آلان عون، ممثل الجمهورية العربية السورية السفير علي عبد الكريم علي، نائب رئيس مجلس النواب إيلي الفرزلي، ممثل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي راعي أبرشية بيروت للموارنة المطران بولس مطر، وزيري الدفاع الوطني والبيئة في حكومة تصريف الأعمال يعقوب الصراف وطارق الخطيب، ممثل رئيس "التيار الوطني الحر" الوزير جبران باسيل النائب انطوان بانو على رأس وفد من تكتل "لبنان القوي"، النواب: علي عمار، عدنان طرابلسي وزياد أسود، ممثل لرئيس حزب "الكتائب" النائب سامي الجميل، شكيب خوري ممثلا رئيس تيار المردة النائب السابق سليمان فرنجية والنائب طوني فرنجية، وفد من "تيار الكرامة" ممثلا النائب فيصل كرامي، رئيس البعثة الديبلوماسية في السفارة الإيرانية محمد الحسيني، وممثل عن السفير الفلسطيني أشرف دبور. كما حضر الوزير السابق مروان شربل، النائبان السابقان ناصر قنديل ومروان أبو فاضل، ممثل قائد الجيش العماد جوزاف عون العقيد يوسف نجم، ممثل المدير العام لأمن الدولة اللواء طوني صليبا العميد رؤوف سكرية، ممثل المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم العقيد نجم الأحمدية، الشيخ حسين الصايغ ممثلا المرجع الروحي لطائفة الموحدين الدروز الشيخ حسيب الصايغ، الشيخ أكرم الصايغ ممثلا المرجع الروحي الشيخ أمين الصايغ، الشيخ نصر الدين الغريب، ممثل الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله المعاون السياسي حسين الخليل على رأس وفد من الحزب، وفد من قيادة حركة "أمل" يتقدمه رئيس اقليم جبل لبنان الدكتور محمد داغر، مسؤول الجبل في "حزب الله" بلال داغر، وفد من "التيار الوطني الحر"، وفد من "جمعية المشاريع" يتقدمه أحمد نجم الدين، وفد من "حزب البعث العربي الاشتراكي"، وفد من "حركة التوحيد الإسلامي" يتقدمه عضو مجلس الامناء معاذ شعبان، نائب رئيس "الحزب الديمقراطي اللبناني" نسيب الجوهري والأمين العام وليد بركات، أعضاء المجلس السياسي والهيئة التنفيذية ورؤساء الدوائر والوحدات الحزبية وأعضائها، الإعلاميان جوزاف أبو فاضل وجورج قرداحي، وفود دينية من مختلف الطوائف وحشد كبير من مشايخ الطائفة الدرزية ومشايخ عاليه على رأس وفد كبير، وحاصبيا وراشيا والمتن والشوف، بالأضافة إلى رؤساء بلديات ومخاتير وفاعليات وحزبيين ومناصرين.

الغريب

بعد كلمة تعريف من رئيس دائرة الشويفات في "الحزب الديمقراطي" منير الريشاني، ألقى الشيخ الغريب كلمة وجه فيها "تحية إجلال وإكبار الى أهلنا في جبل العرب الأشم"، قائلا "ان من تآمر على جبل العرب هم ذاتهم الأعراب الذين تآمروا على الشحار عام 1982، وهم المدعومين من اسرائيل وعملائها، وسوريا قد انتصرت رغم المؤامرة الكونية عليها من العالم ومن ضعفاء النفوس في العالم".

السفير السوري

ثم كانت كلمة للسفير السوري، قال فيها: "سوريا التي تنهض نيابة عن أمتها كلها في مواجهة أخطار تتهددكم جميعا عبر سوريا، هذه سوريا التي تنتصر اليوم على الإرهابي المعولم والممول من كل قوى الشر في العالم تشكر هذه المبادرة الكريمة وهذا الإخاء النبيل في مواجهة المأساة المروعة والوحشية التي دبرتها أميركا وإسرائيل وأدواتهما في المنطقة بحق أهلنا في السويداء البطلة. جبل العرب الأشم ليس وحده، فكل جبال سوريا شقيقات لهذا الجبل ومع هذه الجبال في جبل الشيخ وجبل قاسيون وفي جبل الزاوية وفي جبل الثردة وفي جبل العرب، هنالك جبل مع هذه الجبال ويقود هذه الجبال هو الرئيس بشار الأسد".

أضاف: "أحفاد سلطان باشا الأطرش ويوسف العظمة وابراهيم هنانو وصالح العلي أوفياء لدماء هؤلاء القادة الكبار وتراثهم، ولذلك ما تقوم به سوريا وما جسده أهلنا في السويداء وفي قرى السويداء من انتفاضة ومن تلاحم ومن تكامل مع جيشهم ومع شعبهم في كل المناطق، هو البرهان على أن سوريا حية قادرة على دحر العدوان وعلى دحر فلول الارهاب، وهي التي انتصرت وتنتصر تدرك أن هذه الجرائم هي تعبير عن الاحباط والفشل والافلاس ومحاولة أميركية- اسرائيلية رجعية لاستنزاف سوريا وجيش سوريا وشعب سوريا، يدركون أن النتيجة حتمية وهي اندحار الارهاب وانتصار سوريا ووحدة سوريا، وهذا ما يسلم به أعداء سوريا الذين راهنوا على اضعافها وتفكيكها من داخلها فواجهتهم بصمود جيشها ورباطة جأش قائدها والتفاف حلفائها وأصدقائها". وختم: "سوريا ستزف لكم قريبا وقريبا جدا بإذن الله انتصارها على كامل فلول الإرهاب، وانتصارها أيضا على أعدائها الذين أرادوا لها رهانات هم يعترفون اليوم أنها رهانات سقطت وسوريا اليوم تنتصر، تنتصر بجيشها وشعبها وقائدها وتنتصر بكم ايضا يا أصدقاء الكرامة في سوريا".

ارسلان

بدوره، قال أرسلان: "من البياضة إلى راشيا إلى الشوف وعاليه والمتن الأعلى وبيروت، نتقدم بأحر التعازي لأخي سيادة الرئيس الدكتور بشار الأسد، لكل فرد من أفراد الشعب العربي السوري، وأخص إخواني الذين يمثلون شرفنا وكرامتنا، فعرضهم عرضنا وأرضهم أرضنا، أبناء جبل العرب الأوفياء المخلصين أصحاب الذمم، أصحاب التوحيد، أصحاب الهوية العربية الصادقة، أصحاب العمائم البيضاء. من مجدل شمس إلى السويداء إلى جبل الشيخ إلى جرمانا وإلى إخواننا في حضر، إنها ضريبة الدم، إنها ضريبة الدم، يقدمها الأحرار، ولا يتراجعون. اليوم، فصل جديد في سجل الوطنية، خطه أهلنا بدمائهم الزكية، أهلنا الأبطال الوطنيون الصامدون في جبل العرب، المتمسكون بوحدة واستقلال وطنهم العربي السوري، حامل مشعل العروبة الحضارية وحاميها". أضاف: "إن العبر الواجب استخلاصها من هذه المجزرة الفظيعة، التي استهدفت من خلال السويداء العزيزة الدولة السورية بأكملها، كثيرة. أهمها:

أولا: إن المجزرة التي أصابت عائلاتنا، وكل عائلة في جبل العرب لها جناح منها في لبنان، والعكس صحيح. إن المجزرة هذه فصيلة المجازر الصهيونية، التي بدأت في دير ياسين على يد منظمات الإرهاب الصهيونية المعروفة: هاغانا وشتيرن وإيرغون وبالماخ وليهي وغيرها.

الفنون الإرهابية هي نفسها، على صعيد الفتك بالمدنيين العزل، وخصوصا النساء والأطفال، وإن اختلفت تسميات هذه المنظمات، التي تدمر وتقتل في سوريا: داعش والنصرة والخوذات البيض وجند الشام والجيش الحر والسلطان مراد والزنكي وغيرها. ولقد ثبت أنها من صنف واحد، وأن مشغليها هي الدول المشاركة في العدوان الأطلسي الإسرائيلي ضد سوريا وكل المجازر السابقة، طيلة السنوات السبع من الحرب العدوانية تدل أن النموذج هو مجزرة دير ياسين. ثانيا: إن دول هذا التحالف اللعين، المسؤول عن كل نقطة دم بريئة، وطنية في سوريا لا تتوقف عن فضح بعضها بعضا، على صعيد التورط في تشكيل هذه المنظمات الإرهابية الصهيونية وتمويلها وتدريبها وتسليحها، ومدها بالخبراء وتوفير الغطاء الجوي لها، وتوجيه تحركاتها وتسخير الإعلام الغربي لتبييض سمعتها وتأمين الدعم اللوجستي لها بشكل مباشر.

نعم إن هذا التحالف البربري اللعين، التحالف الاستعماري يحمل كل ما في الفكر الاستعماري من عنصرية وإجرام مدروس وتوحش، ويمارس ذلك بلا توقف منذ أكثر من 7 سنوات، وحيثيات الحرب، بكاملها حافلة بالأمثلة والشواهد عن هذا التورط الخبيث، بين دول العدوان والمنظمات الإرهابية، وبسبب هذا التورط المفضوح، لم نستغرب كيف أن الدول المشغلة للمنظمات الإرهابية امتنعت وبوقاحة لا مثيل لها، امتنعت حتى عن التنديد بالمذبحة، التي تعرض لها أهلنا في السويداء العزيزة، حتى لو كان التنديد كلاميا فقط. نراها تمتنع كي لا تجرح معنويات المنظمات الإرهابية، صنيعتها وربيبتها.

كل ذلك انتقاما من سوريا ومن العروبة الحضارية، التي اشتهرت بها سوريا، ولأن سوريا بقيادة رئيسها الجسور المقدام الأخ الدكتور بشار الأسد، تصر على أن بوصلتها القومية هي فلسطين العربية الحرة المحررة، أمس واليوم وغدا.

ثالثا: إن التورط الإسرائيلي في الحرب العدوانية ضد سوريا تورط مكشوف وعلني، وتحديدا على صعيد العلاقات الوطيدة مع المنظمات الإرهابية الناشطة في مناطق الجنوب السوري، خصوصا في محافظة السويداء وعلى امتداد سهل حوران، وصولا إلى سفح جبل الشيخ والجولان العربي السوري المحتل. فجيش العدو يشارك منذ سنوات بطائراته وصواريخه ضد وحدات الجيش العربي السوري والقوات الحليفة وأهلنا الصامدين ويكثف ضرباته كلما ضعفت هذه المنظمات في المواجهات الميدانية. إن أهلنا في الجولان الصامد المقاوم في وجه أقسى أنواع الاحتلال، منذ 51 سنة، والمتمسكين بالهوية العربية السورية والواثقين بدولتهم السورية وبحكمة ووطنية واقتدار الرئيس بشار الأسد، وهذا ما يجاهرون به دوما وفي كل مناسبة وطنية وقومية، يرصدون منذ سنوات حركة التنسيق ما بين المنظمات الإرهابية والجيش الإسرائيلي والمثال الأبلغ على ذلك، هو الكشف الذي حققه في هذا المجال المجاهد الرمز والبطل القدوة عميد الأسرى السوريين في سجون الاحتلال ابن مجدل شمس الصامدة البطلة الأخ المناضل صدقي المقت. أوجه له التحية باسم لقائنا اليوم، وبينما نستذكر شهداءنا الأبرار، الذين ارتقوا في السويداء، لصدقي المقت، نجل الشيخ سليمان المقت، ولأهلنا الصابرين الصامدين المقاومين في الجولان العربي السوري المحتل، تحية إجلال وإكبار لوطنيتهم العربية السورية، التي تزداد رسوخا يوما بعد يوم.

إن الاخ المناضل صدقي المقت وبعد أن أمضى 27 سنة في سجون الاحتلال (إذ دخل السجن وهو في سن 18 وتحرر منه وهو في سن الخامسة والأربعين)، إن صدقي المقت الذي خرج من السجن رافعا العلم السوري ومخاطبا الرئيس بشار الأسد، استأنف نشاطه المقاوم سريعا، وتمكن من كشف المكان، الذي كان فيه رجال الأمن الإسرائيلي يلتقون بقيادات المنظمات فانفضح أمر العلاقة، وأذكركم يا مشايخنا كيف قبل معركة حضر وبقدرة قادر تمت إزاحة الشريط بين سوريا وبين مناطق العدو الإسرائيلي لتأمين دول الإرهاب وتطويق مشايخنا في حضر والتسلل إلى قرانا، واعتبر الإسرائيليون أن في ذلك إضرارا كبيرا بمصالحهم. فأوقفوه مجددا وحكموا عليه بالسجن لمدة 12 سنة إضافية وتكشفت الأمور كلها، فنشرت التقارير الإسرائيلية مؤخرا أن كيان العدو طبب أكثر من ثمانية آلاف إرهابي في مستشفياته وتحول هذا الكيان إلى نقطة انطلاق وقاعدة خلفية للمنظمات الناشطة في الجنوب السوري وتحديدا في محافظة السويداء العزيزة وهذا ما يدركه جيدا أهلنا في جبل العرب.

رابعا: إخواني جميعا: منذ سنوات ونحن نردد على مسامع الجميع، أن من يريد معرفة حقيقة خيارات أهلنا في جبل العرب، ما عليه إلا أن يراقب ويرصد المواقف المشرفة لأهلنا في الجولان العربي السوري المحتل والعكس صحيح تماما. فأهل الجولان هم صوت الجبل وصداه وجبل العرب هو صوت الجولان وصداه، ولن يحجب هذا الصوت أي كلام يتردد للتشويش على المواقف الوطنية الشريفة. لا في سوريا ولا في لبنان ولا في فلسطين المحتلة.

خامسا: إن ميزات سوريا وحسناتها، أن لا مكان للتمييز العنصري والطائفي كما هو الوضع عندنا في لبنان ونحن حين نتحدث عن أهلنا في جبل العرب، نشعر بالفخر والاعتزاز لأنهم امتهنوا عبر التاريخ مواجهة المستعمر المحتل. فجبل العرب أعطى سوريا قائد ثورتها الوطنية في العام 1925 القائد الكبير الرمز سلطان باشا الأطرش وأقول، من ليس لديه ماض لا حاضر له ولا مستقبل، علينا أن نحفظ المبادئ الأساسية التي تربينا عليها، فالسياسية وزواريبها لها أماكنها، لكن عندما السياسة بعهرها ودناءتها تصل إلى المساس بالمسلمات، التي هي سبب علة وجود بني معروف في هذه المنطقة، سلطان باشا وبطل الاستقلال الأمير مجيد أرسلان في بشامون وبمعركة المالكية وصولا للناصرة، كان لهما عبارة واحدة لا اثنان: "الدين لله والوطن للجميع". كل من يحاول في الغمز وفي الهمس وفي التذاكي والتشاطر أن يقوقع الدروز من شاطئ خلدة إلى جبل العرب والجولان المحتل، كل ما فينا شرش ينبض فليحلموا أن يستطيعوا ذلك بمناماتهم، نحن لسنا أصحاب فتنة نحن أبناء التوحيد، بكل نصاعته وبياضه، وبعناوين التاريخ، التي دفع أجدادكم وأباؤكم دما للحفاظ على الهوية العربية، ليس لنصبح عملاء للسفارات على قاعدة أن نتحول إلى حرس حدود لإسرائيل، وهذا الأمر لو اضطررنا أن نخوضه بالدم لن يتحقق. ومن يعتقد أن بإمكانه رشوتنا بوزارة من هنا، ونيابة من هناك، فصحتين على قلبه الوزارات والنيابات والمراكز كلها، اسمنا وخطنا وموقفنا أشرف من كل مراكز العالم. نحن عندما تصبح المناصب والمراكز هي الهدف فلا قيمة للحياة كلها. الهدف الوطني القومي المقاوم أكبر من كل شيء. والذي يحلل دم الدروز يحصد هذه النتيجة، التي شهدناها في السويداء.

كفى مكابرة فالتواضع من شيم الكبار، والحقد والضغينة للجبناء، نحن بنو معروف عندنا أصالة وتوجه واضح وصريح وانتماء واضح وصريح لن نزيح عنه قيد أنملة، وأقول: ليس طلال أرسلان وأخي الرئيس بشار الأسد من حلل دم الدروز، وما قاله شيخ العقل الغريب لأنه كان شاهدا، وكثر من المشايخ كانوا شهود، حين طلب منه سماحة الشيخ أن يكونوا الدروز أمانة في أعناقكم، ورد الرئيس الأسد أمام الجميع، كلا فبشار الأسد وما يمثل هو آمانة في أعناق أبناء التوحيد الدروز. وليعلم الجميع، هنا في لبنان بشكل خاص، أن الموحدين الدروز دورهم وقدرهم أن يكونوا في صدارة محور المقاومة مع سوريا وليس أعداء لسوريا. ولن نسمح لأحد بأن يحول الموحدين إلى حراس لحدود الكيان الغاصب لفلسطين العربية. ليعلم الجميع أن من يريد أن يحيد نفسه في معركة المصير الوطني - القومي، تحت أي عذر من الأعذار يكون قد استقر في أحضان الإسرائيلي. وليعلم الجميع أن محاولات تبرئة إسرائيل من مذبحة السويداء وغيرها من المذابح يكذبه أهلنا في الجولان والمناضل صدقي المقت، قبل أي كان، كما يكذبه أهلنا في السفح الشرقي من جبل الشيخ، وخصوصا حضر وأهلها الأبطال، الذين خاضوا المواجهات المباشرة ضد الجيش الإسرائيلي حين هجم الأخير لمساعدة المنظمات الإرهابية. أهلنا الأشراف في جبل العرب، وفي مقدمتهم المشايخ الأجاويد الأجلاء، إسمحوا لي أن أخص شيخا بالتحية وعبره كل أبناء ا لجبل، الشيخ التقي النقي الورع الديان الصادق الأمين الشيخ ركان الأطرش، وباسمكم أتقدم بالتعازي إلى الاخ الاكبر سيادة الرئيس بشار الأسد وإلى أهلنا، وكل بيت من بيوتنا ينزف ألما على فقدان الأحبة، ولا مفر من الاستمرار في الصمود والمواجهة، ونحن ملاحقون بإذن الله نصرا عظيما يليق بتضحيات شهدائنا وجرحانا".

ختاما تم تلاوة الفاتحة عن أرواح الشهداء الطاهرة.