المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 28 تموز/2018

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/newselias18/arabic.july28.18.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة
عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

مَنْ يُؤْمِنُ بِي يَعْمَلُ هُوَ أَيْضًا ٱلأَعْمَالَ الَّتِي أَنَا أَعْمَلُهَا

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/كل العزاء لأهل السويداء

الياس بجاني/عصام خليفة شامخ كشموخ الأرز في مواجهة القيمين على الجامعة اللبنانية حيث المحسوبيات قائمة والفساد مستشري

الياس بجاني/لبنان للبنانيين وليس ملكاً لجعجع وباسيل ولغيرهما من افراد طاقمنا السياسي الدكتاتوري والجاحد بكل النعم والعطايا

الياس بجاني/ويل لكم من ساعة الحساب يوم لا قيمة لمال ولا لسطة ولا لنفوذ ولا لكراسي ولا لصفقات!! 

الياس بجاني/ضد القمع على الأكيد وضد الواهمين بدوام نعمة السلطة

الياس بجاني/عندما تعود إيرأن إلى إيران ونتخلص من أذرعتها الإرهابية منصدق التهديدات ضدها

الياس بجاني/حل كوري عملي لكل مشاكل لبنان واللبنانيين

 

عناوين الأخبار اللبنانية

ندين بشدة مجزرة السويداء/أبو أرز- أتيان صقر

الياس الزغبي: تقديم التعازي للأسد بضحايا السويداء لم يقع في موقعه الصحيح

من خواطر وتساؤلات هذا الصباح/خليل حلو/فايسبوك

لست من المؤمنين بنظرية المؤامرة على الإطلاق/يوسف رامي فاضل/فايسبوك

الصراع باقٍ ولن يوقفه الإمام المهدي/الشيخ حسن سعيد مشيمش

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الجمعة 27/7/2018

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الجمعة في 27 تموز 2018

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

وقفة تضامنية مع جبل العرب في عبيه حسن: نرفض التطاول على كرامتنا جنبلاط: لن ندعهم يمروا على أجساد الدروز

لا عودة إلى إعادة إحياء “14 آذار”

إبراهيم بحث وعلي في أوضاع النازحين وإستقبل فوشيه

باسيل عاد الى بيروت بعد مشاركته في مؤتمر تعزيز الحرية الدينية في واشنطن

عشرات الشبّان اللبنانيين يتوجهون للقتال في السويداء دفاعاً عن جبل الدروز

تحرّكات شعبية مرشّحة للانفجار في لبنان بوجه حكومة غير موجودة

وزير الداخلية اللبناني نهاد المشنوق: فتح معركة الرئاسة مبكراً يؤخر تشكيل الحكومة وتحدث لـ «الشرق الأوسط» عن انفتاح سعودي على لبنان بعد تأليفها

الخارجية الأميركية تسعى لإبطال قانون يعاقب حزب الله

رسائل السويداء وقراءة جنبلاط: لا ارتماء في حضن النظام

الخطة الروسية لإعادة اللاجئين: مملوك يستفز الحريري.. ولكن

عودة اللاجئين: موسكو مستعجلة وبيروت تسهّل المعاملات

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

السويداء تشيِّع بالأهازيج ضحايا مجزرة “داعش”: أبناؤنا أُعدموا في منازلهم وإدانات عربية وعالمية لـ"الجريمة الإرهابية"... وحصيلة القتلى إلى 250

إسرائيل تلوّح بعملية عسكرية واسعة النطاق في قطاع غزة و”حماس” وكتائب عزالدين القسَّام تعلنان حالة الاستنفار القصوى و9 قذائف صاروخية من القطاع رداً على مقتل نشطاء والفصائل الفلسطينية ترفع التأهب إلى الحالة القصوى

السيستاني يحدد برنامج الحكومة المقبلة ويحذر من تصاعد الاحتجاجات في الشارع

إيران على حافة {الإفلاس المائي}... وإجراءات لتقييد الزراعة

موسكو تتحدث عن مشاركة إسرائيلية بالحرب على الإرهاب في سوريا والتنسيق مع تل أبيب وسيلة محتملة لموازنة نفوذ طهران

واشنطن تعاقب أفراداً وكيانات على صلة بأسلحة سوريا الكيماوية

وفد من «سوريا الديمقراطية» في دمشق لبحث «الإدارة الذاتية» مع النظام

إسرائيل تعلن بناء وحدات استيطانية جديدة بالضفة الغربية ورداً على هجوم طعن نفذه فلسطيني وأدى لمقتل جندي وجرح مستوطنين اثنين

السيستاني يدعو لتشكيل الحكومة العراقية الجديدة «بأقرب وقت» ودعا لتلبية مطالب المحتجين بتوفير وظائف وتحسين الخدمات

نتائج جزئية للانتخابات في باكستان تؤكد فوز عمران خان

واشنطن تستعيد من بيونغيانغ رفات 55 جندياً قُتِلوا في الحرب الكورية

ترمب يشكر كوريا الشمالية لتسليمها رفات جنود أميركيين

إسرائيل تقرّ بإطلاق ناشطة تركية بطلب من ترمب وأنقرة تنفي وجود صفقة ثلاثية للإفراج عن قس أميركي

غوتيريش يحذر من نفاد أموال الأمم المتحدة

محادثات عسكرية بين الكوريتين نهاية الشهر

 

المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

ثنائيّة المسيحيين فشلت: إحذروا تقليد الشيعة/طوني عيسى/جريدة الجمهورية

لماذا لم يُحدِّد «الطائف» مهلةً لتأليف الحكومة/راكيل عتيِّق/جريدة الجمهورية

نواب «صولو» في كسروان... والبون «مِختفِي»/ملاك عقيل/جريدة الجمهورية

الكتائب» خارج الحكومة: الى المعارضة دُر/أسعد بشارة/جريدة الجمهورية

برنامج «العودة السورية» بين التجربتين «القبرصية» و«الفلسطينية»/جورج شاهين/جريدة الجمهورية

عملية «داعش» المركّبة في السويداء تهزّ مصداقية النظام وتُعيد بناء الحسابات/رلى موفّق/اللواء

دروز سورية «بدهم حرية»/مكرم رباح/الراي

مرحلة عودة النازحين السوريين قطار العودة أطلق صفارته/الهام فريحة/الأنوار/28

أي تأثير لعودة النازحين على الإقتصاد/ايفا ابي حيدر/جريدة الجمهورية

«سيتي غروب»: النفط الى 45 دولاراً للبرميل/طوني رزق/جريدة الجمهورية

اختبارات اتفاق هلسنكي السورية/وليد شقير/الحياة

نحو فرض حلّ في سورية بإرادة روسية – أميركية/عبدالوهاب بدرخان/الحياة

دونالد ترامب: فنّ إبرام أي صفقة كانت/يري كاماك/الحياة

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

عون رحب بالمبادرة الروسية بتأمين عودة 890 الف نازح وفوشيه بحث معه في الزيارة المرتقبة لماكرون

الحريري ناقش مع الفريق الاستشاري لشركة ماكينزي خريطة خطة انتاجيتها

بري استقبل سفيرة سويسرا ووفد تجار البناء ووديع الخازن نقل عنه إعادة التأكيد على اهمية الاسراع بتشكيل الحكومة

حاصباني من بكركي: واثقون من تذليل العقبات أمام تأليف الحكومة آلية توزيع سقوف المستشفيات شفافة وتزيل الاجحاف والحملة على الصحة سياسية

اختتام أعمال سينودس اساقفة الكنيسة السريانية الكاثوليكية

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية
مَنْ يُؤْمِنُ بِي يَعْمَلُ هُوَ أَيْضًا ٱلأَعْمَالَ الَّتِي أَنَا أَعْمَلُهَا

إنجيل القدّيس يوحنّا14/من08حتى14/"قالَ فيليبُّس لِيَسوع: «يَا رَبّ، أَرِنَا الآبَ وحَسْبُنَا». قَالَ لَهُ يَسُوع: «أَنَا مَعَكُم كُلَّ هذَا الزَّمَان، يَا فِيلِبُّس، ومَا عَرَفْتَنِي؟ مَنْ رَآنِي رَأَى الآب، فَكَيْفَ تَقُولُ أَنْت: أَرِنَا الآب؟ أَلا تُؤْمِنُ أَنِّي أَنَا في الآب، وأَنَّ الآبَ فِيَّ؟ أَلكَلامُ الَّذي أَقُولُهُ لَكُم، لا أَقُولُهُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي، بَلِ الآبُ المُقِيمُ فِيَّ هُوَ يَعْمَلُ أَعْمَالَهُ. صَدِّقُونِي: أَنَا في الآبِ والآبُ فِيَّ. وإِلاَّ فَصَدِّقُوا مِنْ أَجْلِ الأَعْمَالِ نَفْسِهَا. أَلحَقَّ ٱلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: مَنْ يُؤْمِنُ بِي يَعْمَلُ هُوَ أَيْضًا ٱلأَعْمَالَ الَّتِي أَنَا أَعْمَلُهَا، وأَعْظَمَ مِنْهَا يَعْمَل، لأَنِّي أَنَا ذَاهِبٌ إِلى الآب. كُلُّ مَا تَطْلُبُونَهُ بِٱسْمِي أَعْمَلُهُ، لِيُمَجَّدَ الآبُ في الٱبْن. إِنْ تَطْلُبُوا شَيْئًا بِٱسْمِي فَأَنَا أَعْمَلُهُ."

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

كل العزاء لأهل السويداء

الياس بجاني/27 تموز/18

لا أحد يتحسس أوجاع اهل السويداء كاهل الدامور والقاع وبريح وملات الذين واجهوا غزوات بربرية وجاهلية كالغزوة التي طاولت السويداء أمس.

 

عصام خليفة شامخ كشموخ الأرز في مواجهة القيمين على الجامعة اللبنانية حيث المحسوبيات قائمة والفساد مستشري

تقارير عن مجرى التحقيق مع خليفة

الياس بجاني/27 تموز/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/66318/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%B9%D8%B5%D8%A7%D9%85-%D8%AE%D9%84%D9%8A%D9%81%D8%A9-%D8%B4%D8%A7%D9%85%D8%AE-%D9%83%D8%B4%D9%85%D9%88%D8%AE-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B1/

عصام خليفة شلح من شجرة الأرز المقدسة فكراً ومواقفاً وثقافة وعناداً وإيماناً ورجاءً.

عصام خليفة هو كالأرزة الشامخة صامد وقوي وشجاع ولن ينحني لغير الله سبحانه تعالى.

عصام خليفة الحر والوطني والسيادي والأكاديمي بإمتياز هو نموذجاً ممتازاً وحياً لضمير ووجدان كل أحرار وشرفاء لبنان..

رفع هذا الحر الصوت عالياً وبجرأة ومعرفة مسمياً الأشياء بأسمائها ومطالباً بالتصحيح والتقويم.

عصام خليفة استدعي للتحقيق لأنه ومن خلال الوثائق الإثباتات الدامغة كشف الفساد المستشري في الجامعة اللبنانية التي هي جامعة كل اللبنانيين وليست لشريحة معينة أو لمجموعة محددة من الناس.

استدعوه للتحقيق وهم ليس لديهم ما يتهمونه به غير شرف الشهادة للحق، وهذا ما أعلنه بصوت عال بعد خروجه من مكتب المحقق مؤكداً استمراره وتمسكه بكل الأمور التي اثارها ورفعها في وجه رئيس الجامعة ومطالباً بالعدل وبتطبيق القوانين.

إن أمثال عصام خليفة يُخيفون ولا يخافون لأنهم مع الحق ومع لبنان ومع القانون ومع المؤسسات التعليمية ومع دورها الرائد في كل المجالات.

تحية إكبار لعصام خليفة من احرار وشرفاء لبنان.

ومع عصام خليفة 100% في مواجهة محاولات أيرنة الجامعة اللبنانية وتغيير هويتها.

 

نظام الأسد هو داعش وهو المسؤول عن مجزرة السويداء

الياس بجاني/26 تموز/18

يتحمل نظام الأسد المسؤولية الكاملة للمجزرة التي ارتكبتها داعش في السويداء علماً أن داعش هي صناعة ملالوية واسدية من ألفها حتى يائها.

 

لبنان للبنانيين وليس ملكاً لجعجع وباسيل ولغيرهما من افراد طاقمنا السياسي الدكتاتوري والجاحد بكل النعم والعطايا

الياس بجاني/25 تموز/18

من يقرأ ويسمع عنتريا جعجع وباسيل وأبواقهما والصنوج  وهما يتبجحان بوقاحة واستعلاء بقولهم المكرر والسمج "لن نتنازل عن حقنا" يعتقد أنهم يملكون البلد وأن الناس عبيد عندهم..هذه ثقافة ابليسية ومدمرة.

 

ويل لكم من ساعة الحساب يوم لا قيمة لمال ولا لسطة ولا لنفوذ ولا لكراسي ولا لصفقات!! 

الياس بجاني/25 تموز/18

سؤال: مين أقوى 15 نائب و5 وزراء فرجي لصاحبنا مضروبين ب 5 أو 5 دراجات من فرسان حزب الله؟ توبوا واستغفروا بكم عن ذنوب مداكشة الكراسي بالسياده.

 

ضد القمع على الأكيد وضد الواهمين بدوام نعمة السلطة

الياس بجاني/24 تموز/18

تحية لكل الشرفاء الذين اعتصموا اليوم في بيروت ليقولوا للحكام ولكل نافذ ومسؤول وواهم بدوام نعمة السلطة "لا للقمع"

 

عندما تعود إيرأن إلى إيران ونتخلص من أذرعتها الإرهابية منصدق التهديدات ضدها

الياس بجاني/24 تموز/18

التهديدات الأميركية والإسرائيلية لإيران وأذرعتها: تمسحنا ومن كثرة الخيبات ما عدنا نصدق وما راح نقول فول غير ما يصير بالمكيول.

 

حل كوري عملي لكل مشاكل لبنان واللبنانيين

الياس بجاني/23 تموز/18

انتحار برلماني كوري جنوبي متهم بتلقي رشوة.

خطة عمل لكل السياسيين بلبنان: عملوا متل هالكوري وكل مشاكل اللبناني بتنحل..عجلوا

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

ندين بشدة مجزرة السويداء

أبو أرز- أتيان صقر/27 تموز/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/66324/%D8%A3%D8%A8%D9%88-%D8%A3%D8%B1%D8%B2-%D8%A3%D8%AA%D9%8A%D8%A7%D9%86-%D8%B5%D9%82%D8%B1-%D9%86%D8%AF%D9%8A%D9%86-%D8%A8%D8%B4%D8%AF%D8%A9-%D9%85%D8%AC%D8%B2%D8%B1%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%88/

أننا ندين بأشد العبارات، ومعنا اللبنانيون الشرفاء، المجزرة- المؤامرة التي تعرضت لها محافظة السويداء على يد عصابات داعش ومن يقف خلفها مخططا ومحرضا، خصوصا لجهة إعدام عشرات الأطفال والنساء والشيوخ بشكل بربري وهم في اسرًتهم.

اننا نسأل الله تعالى أن يتغمد الشهداء بوارف رحمته، ويلهم اهلهم وذويهم جميل الصبر والعزاء، ويمنح شباب السويداء القوة والشجاعة والعزم ليتمكنوا من التصدي لهؤلاء الوحوش، والدفاع عن أرضهم وحياضهم.

نحن على ثقة بأن هذه الطائفة الكريمة صاحبة التاريخ النضالي المشرف، والتي أنجبت الكبار الكبار أمثال فخرالدين المعني الكبير، صانع مجد لبنان ومؤسس استقلاله الحديث، قادرة اليوم على التغلب على هذه المخططات الشيطانية التي تستهدف وجودها وحريتها وكرامة أبنائها...

والله ولي التوفيق.

لبيك لبنان

أبو ارز

 

الياس الزغبي: تقديم التعازي للأسد بضحايا السويداء لم يقع في موقعه الصحيح

الجمعة 27 تموز 2018 /وطنية - رأى عضو قيادة "قوى 14 آذار" الياس الزغبي في بيان، أن "تقديم التعازي لرئيس النظام السوري بشار الأسد بضحايا مذبحة السويداء لم يقع في موقعه الصحيح لأن الشبهات حول دوره فيها، تخطيطا أو تواطوءا أو تقصيرا على الأقل، تتضاعف، ولا يمكن تبرئته قياسا على المجازر السابقة بالأسلحة الكيميائية ومئات آلاف الضحايا من السوريين الأبرياء". وقال: "لم تسجل رسائل تعزية للأسد من رؤساء الدول ومسؤوليها إلا من لبنان وبعض القوى الدائرة في الفلك الإيراني، وكان الأجدى اقتصار العزاء على المرجعيات الروحية والشعبية والقيادات المعنية وذوي الشهداء بدون إثارة الحساسيات ونكء الجروح".

 

من خواطر وتساؤلات هذا الصباح

خليل حلو/فايسبوك/27 تموز/18

1) كيف تتمول الأحزاب اللبنانية الكبيرة؟ من تبرعات المحسنين؟ من إشتراكات المحازبين؟ من الخارج الذي تضائلت كثيراً أمواله؟ ... أم من الصفقات؟ التي يوافق عليها الجميع داخل الحكم (أمس واليوم - تذكروا الإبراء المستحيل ... والجواب عليه ... وأزمة النفايات ورفض إنشاء مصانع معالجة نفايات وعدم انشاء مصانع كهرباء ...)

2) ما هي خطة الحكم الإقتصادية؟ على اساس أن حاكم مصرف لبنان يرسم السياسة المالية ... وثبات العملة نجح حتى الآن ... ولكن إلى متى؟

3) ما هي سياسة الحكم الخارجية؟ بغض النظر عن خطاب القسم الذي لا يلزم الحكومة ... من هي الدول الحليفة؟ من هي الدول الصديقة؟ من هي الدول العدوة؟ من هي الدول التي نحن أخصامها؟ ... كتـّر خير الله ما بقا عندنا أصدقاء ... رزق الله على ايام الإحتلال السوري البعثي حيث كان عندنا شوية أصدقاء وكثير من الأمل ...

أنتم تدفعون الناس إلى اليأس ليس لأنكم تخططون لذلك (ربما بعضكم كان يخطط لذلك ولكنه لاحظ أنه يلحس المبرد ... متأخراً) ... بل لأن معظمكم توابع وأتباع للخارج وهذا تحصيل الحاصل، بل أكثر من ذلك: أنتم عاجزون وفاشلون والدليل هو الإفلاس الذي نحن فيه. أما الأمن فلا تربـّحونا جميلة به فهو من إنجازات القوى الأمنية والعسكرية المدعومة مما تبقى لنا من أصدقاء. أما نحن فكما كنا وسنبقى لبنانيون أشداء مع أو بدون أصدقاء مع أو بدون حلفاء نحن ثابتون وأنتم زائلون وسيذكركم التاريخ بالفاشلين وأكثر.

 

لست من المؤمنين بنظرية المؤامرة على الإطلاق

يوسف رامي فاضل/فايسبوك/27 تموز/18

لست من المؤمنين بنظرية المؤامرة على الإطلاق، لكن ما يحصل للبيئة اللبنانية ولكل مقامات هذا البلد التاريخية والثقافية لا يمكن وصفه إلا بالتدمير الممنهج، وكأن هناك إرادة شريرة تقف خلف هذه الكوارث -وأظن أن كل ما يحصل هو من أجل تهجير الشعب أو إخضاعه-...

ذلك أن الحلول البيئية السليمة لملفاتنا العالقة -كملف النفايات مثلا- هي حلول سهلة وتؤمن الإيرادات لخزينة الدولة كالفرز من المصدر وإعادة التدوير، إلا أننا نرى الإصرار على الحلول المؤذية والمكلفة كالمحارق والمطامر...

أما بالنسبة للمياه فإن السياسة السليمة والصحية والتي توفر الكثير من المال ومن الأضرار البيئية تتمثل بالإعتماد على المياه الجوفية، إلا أننا ولسبب نجهله نرى إصرار وعناد الجهات المعنية على تطبيق سياسة السدود الكارثية، في الوقت الذي تعتذر فيه اوروبا من بيئتها وتتخلص من سدودها...

الأمر نفسه ينسحب على الملفات الأخرى حيث نلاحظ الإصرار على تدمير بيئتنا حتى الواحة الأخيرة، والخطير في هذا الأمر هو إخضاع هذه الملفات للتجاذبات السياسية مما يُمَيّعُها في أذهان المواطنين، ويُسخِّفُ أخطارها في عيون شعبنا!

ولكن للحقيقة فهذه البيئة هي ملاذنا الأخير، وبيتنا المشترك، وإن أي كارثة صحية تحصل ستنسحب على كل الطوائف والأحزاب، فالأمراض السرطانية وغيرها لن توفر أبناء الحزب الفلاني أو الطائفة العلتانية...

لذا لا بد من تشييد السدود المنيعة أمام هذه السياسة التي تستبيح صحتنا، ولا بد من كسر هذه اليد الشريرة، لكي نسلّم الأجيال القادمة بيئةً نظيفة كما تسلمناها من الأجيال التي سبقتنا...

 

الصراع باقٍ ولن يوقفه الإمام المهدي

الشيخ حسن سعيد مشيمش/27 تموز/18

إشتبك شاب سني مع شاب شيعي يقيمان في أميركا حول أحقية علي أم أبي بكر بالخلافة فاعتقلهما البوليس وقدمهما للقضاء وحينما طلب القاضي الشاهدين علياً وأبا بكر قيل له أنهما ميتان من 1400 سنة فحكم القاضي على الشابين بوجوب إدخالهما إلى مستشفى للأمراض العقلية على نفقة الدولة الأميركية .

الدنيا خلقها الله للصراع . بدأت الحياة الإنسانية بسفك الدم حينما سفك هابيل دم أخيه قابيل . أنا أعتقد بأن الله سبحانه خلق الدنيا لكي تكون ساحة اختلاف بين البشر وسيبقى الإختلاف والصراع بينهم حتى آخر لحظة من عمر كوكب الأرض ولن تكون الأرض في يوم من الأيام مطلقا تحت سلطة أمة حصريا أو شعب حصريا أو دولة حصرياً وفكرة دولة العدل الإلهية فكرة خيالية فطوبى وهنيئا والشرف والمجد لكل إنسان انحاز بهذا الصراع إلى صفوف المظلومين ضد الظالمين مهما كان دينهم ومذهبهم .

وتأمل معي بوضوح هذه الآية : { وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ (118) إِلَّا مَن رَّحِمَ رَبُّكَ ۚ وَلِذَٰلِكَ خَلَقَهُمْ . . . } سورة هود . تأمل بقوله سبحانه ( ولذلك خلقهم ) ؟

خلقنا لكي نختلف والإختلاف يلازمه الصراع وتكليفنا الشرعي والفطري والعقلي والإنساني أن نقف بهذا الصراع مع المظلوم مهما كان دينه ومذهبه بوجه الظالم مهما كان دينه ومذهبه .

ولذلك أنا المسلم الشيعي ضد الطاغوت المسلم الشيعي الإيراني خامنئي وضد المنافق الأكبر المسلم الشيعي اللبناني حسن نصر الله . وأنا مع المظلومين المسلمين السُّنة السوريين ضد الظالم الديكتاتور الطاغية بشار الأسد .

 

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الجمعة 27/7/2018

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

أسرع وأدق وأهم تطورات تسجل عالميا وإقليميا أبرزها خسوف القمر واقتراب المريخ الليلة، وانعقاد مؤتمر أستانة في سوتشي الاثنين، وحرب أميركية-إيرانية متوقعة في وقت مبكر من شهر آب الذي لا يبعد سوى بضعة ايام.

ووسط كل هذا، لبنان يبحث في زورقه الخشبي عن نقلة نوعية الى الشاطئ تكون بتشكيل الحكومة الجديدة على إيقاعات روسية لعودة النازحين السوريين الى بلدهم وقد تحدث رئيس الجمهورية عن عودة ثمانمائة وتسعين ألف نسمة طالبا من الامم المتحدة المساعدة في هذا المجال.

وعلى أهمية هذا الكلام وتلك الخطوة المنتظرة مهرجان تأبيني في بلدة عبيه في الجبل لشهداء السويداء السورية إنطلاقا من الترابط الدرزي الممتد من جبل لبنان الى جبل العرب في سوريا.

وفي المنطقة تهديدات إيرانية بإقفال باب المندب وأنباء استرالية عن تقرير استخباري يتوقع قرب هجوم اميركي على المنشآت النووية الايرانية. وترافق ذلك مع إعلان الرئيس الروسي إستعداده لزيارة واشنطن، داعيا الرئيس الاميركي لزيارة موسكو.

وفي خضم التطورات الخارجية تحذير من الوزير محمد الصفدي من انعكاس إقفال باب المندب في حال حصوله على دول المنطقة ومن بينها لبنان في وقت نقل عن الرئيس بري أهمية تشكيل الحكومة خلال ثمان وأربعين ساعة.

وفي الحديث عن تطورات الارض نتوقف مع رصد مستجدات الفضاء من العمروسية.

* مقدمة نشرة أخبار "المستقبل"

ولادة الحكومة لا تزال تنتظر المزيد من اللقاءات والمشاورات التي من شانها ان تعطي دفعا للخطوات التي انجزت في ضوء الاجتماعات التي شهدها قصر بعبدا. ويتوقع ان تشهد الساعات المقبلة سلسلة اجتماعات مع رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل ومع بقية الاطراف المعنية.

اما المبادرة الروسية لاعادة النازحين السوريين وما تضمنته، فهي في صلب الاهتمامات الرسمية. وهي تأتي وفق مصادر معنية، بمثابة خطوة عملية لاعادة النازحين السوريين الى بلادهم وبأعداد كبيرة، وإن كانت لا تزال تنتظر المزيد من الضمانات وتمويل المجتمع الدولي لها.

واليوم، أمل رئيس الجمهورية ان تلقى المبادرة، دعم الامم المتحدة، لوضع حد لمعاناة النازحين لاسيما اولئك المنتشرين في المناطق اللبنانية. وابلغ ممثلة الامين العام للامم المتحدة ان لبنان رحب بالمبادرة الروسية وانه سيشكل من جانبه لجنة للتنسيق مع المسؤولين الروس المكلفين، لدرس التفاصيل التقنية المتعلقة بآلية العودة.

وفي جانب اخر من الصورة طالب رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط الروس بضمانات لحماية اهالي جبل الدروز في ضوء المجزرة التي شهدتها السويداء. وقال لقد بقيت هناك شعرة معاوية بيننا وبين روسيا ولكن نريد من هذه العلاقة ضمانة لأهل الجبل وأن يبقوا بالجبل وأن لا يستخدمهم بشار الأسد وقودا من أجل مآربه الشخصية.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ان بي ان"

غادر الموفد الرئاسي وتحرك وراءه تفاؤل بحل أزمة النازحين السوريين بعد 7 سنوات على دخول هذا الملف في بازارات السياسة والتهديدات الأمنية والاقتصادية المتلاحقة. تفاؤل لاقاه تفاؤل صامد على جبهة تشكيل الحكومة لليوم الثالث على التوالي محصنا بإجتماع على ضرورة الإبقاء على الأمل بولادة حكومية قريبة باتت تقاس بالايام بعدما حوصرت غالبية العقد باقتناع الممسكين بأطرافها بألا مصلحة لأحد بالاستمرار بتأخير الحكومة وسط المناخات التي تلف المنطقة وانطلاق قطار التسويات الكبرى مع ترتيب أوراق الرعاة الكبار في هذه التسويات.

التحضيرات للمرحلة الروسية في لبنان بعد مغادرة الموفد الرئاسي الى الاردن بدأت ومطلع الأسبوع المقبل يفترض ان تصل أجوبة روسية الى لبنان بحسب معلومات الـ NBN والذي سيكون على عاتقه ترتيب آلية العودة من جانبه واتخاذ كامل الاجراءات على المستوى الداخلي.

رئيس الوفد الروسي ألكسندر لافرينتييف أبرق الى رئيس مجلس النواب نبيه بري برسالة عبر القائم بأعمال السفارة الروسية في بيروت فيتشسلاف مقصودوف قبيل مغادرته بيروت تضمنت ودا وشكرا. وقد جاء في الرسالة شكر لحضور الرئيس بري الشخصي في اللقاء الذي جمع الموفد الروسي مع الرؤساء الثلاثة في قصر بعبدا وتضمنت ايضا ثناء على حكمة واسلوب رئيس المجلس في التعاطي مع الملفات الكبيرة مع اشادة بدوره الوطني الجامع والتفاتة احترام وتقدير على اخذه الامور بالتوجه الوطني العام مما ساهم في انجاح مهمة الوفد الروسي ووفر جوا من الايجابية في التعاطي مع المرجعيات اللبنانية.

فلسطين التي ضيع الكثير من العرب بوصلتها وأولوية قضيتها شهدت اليوم على جولة جديدة من العدوانية الاسرائيلية: المسجد الاقصى اقتحمته ودنسته قوى الاحتلال.. اغلقت أبوابه بالسلاسل الحديدية تماما كما أغلقت الأبواب الرئيسية للحرم الشريف وقبة الصخرة، طردت المصلين وأعتدت عليهم بطريقة وحشية، أكثر من أربعين منهم أصيبوا في مواجهات مع جنود العدو ورجال شرطتها فيما بدأ اعتصام مفتوح لمواجهة هذه الإجراءات التعسفية.

أما قطاع غزة فقد عاش اليوم (جمعة أطفالنا الشهداء) هناك كانت مسيرات شعبية شرقا.. واجهها العدو بالرصاص الحي والمطاطي وقنابل الغاز أكثر من خمسين مصابا فلسطينيا سقطوا وقبلهم ارتقى شهيد في خان يونس. لسان حال فلسطين.. وغزة.. والقدس.. يقول: لنا رب يحمينا. وقلة قليلة لا تزال تعيش قضيتها في العقل والقلب والوجدان.

* مقدمة نشرة أخبار "الجديد"

إستنادا الى علم الفلك فإن القمر يشكل الليلة ظاهرة خسوف كلي وأن كوكب المريخ سيقترب من الأرض. أما في علم المجرة السياسية فإن أهل الفلك والمنجمين يرصدون خسوف القمر الحكومي وكسوف شمسها. فمدار التأليف لم يبلغ المحاق بعد وكل المناظير المستطلعة لا ترى بالعين المجردة سوى شعوذة وتضخيم أحجام. لكن ظاهرة دنو المريخ من اليابسة بدا أن لها تأثيراتها الفلكية في السياسة فعكست مناخاتها على معراب التي بعثت بإشارات ضوئية الى حارة حريك وأعلن حكيمها سمير جعجع أول تقارب بأبعاده المحلية مع حزب الله. أما قرص الشمس فقد أذاب وحدة الموحدين الدروز الذين توزعوا مواقف مختلفة حول مجزرة السويداء. وفيما شارك وئام وهاب في تشييع شهدائها وأعلن طلال أرسلان الحداد الأحد على أرواحهم كان زعيم الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط يمني النفس بالسلاح للقتال قائلا: ليتني أملك السلاح والعتاد لاتوجه معكم الى جبل العرب. لكن جنبلاط الأقرب الى الحياة في المريخ لم يحدد وجهة قتاله حيث المعركة في الجنوب السوري هي بين طرفين: أهي النظام أم الإرهاب وفروعه؟

وحذر جنبلاط من زج نحو أربعين ألف درزي في أتون الحرب في إدلب قائلا لروسيا: نحن لسنا الشيشان ونريد ضمانة لأهل الجبل والضمانات تنتزع ولا تعطى وهذا ما حققه لبنان تحديدا في معركته لعودة النازحين السوريين الى دريارهم فبعدما كانت العودة طوعية وضغطت لمنعها المفوضية الأوروبية والأمم المتحدة ومؤتمر سيدر واحد وحديث التوطين الأممي والسعي لتأمين وظائف وفرص عمل للاجئين كان موقف لبنان صامدا بمناعة وزير الخارجية جبران باسيل تحرك لبنان نحو تنظيم العودة وبدأت أفواج العودة بتنسيق من المديرية العامة للأمن العام واللواء عباس إبراهيم فيما أعلن حزب الله في حينه تنسيقيات عودة النازحين وترافق ذلك ورفض السلطات المحلية كل مطالب اللإقامة وشروطها هذا الأداء تسبب باستشعار خطر عن بعد فاتفقت أميركا وروسيا على تنظيم العودة حتى لا يتسرب النازحون إلى أوروبا من جهة ولا يعطي العالم حزب الله دور الاطلاع بمهمة إنسانية كهذه ويصبح نوار الساحلي أكثر أهمية من فلاديمير بوتن ودونالد ترامب وسائر الاتحاد الأوروبي وعودة النازحين اليوم التي تنطلق دفعة أخرى منها غدا ستكون مقرونة بسيطرة سوريا على أراضيها ميدانيا وبينها ما تم في الساعات الماضية برفع العلم السوري فوق القنيطرة لكن السيطرة ليست ميدانية وحسب بل سياسية مع تسجيل أول زيارة من نوعها لمسؤولين في مجلس سوريا الديمقراطية المدعوم من الأكراد وأميركا إذ وصل الى دمشق الرئيس المشترك (رياض درار) لإجراء مباحثات مع الحكومة السورية من دون استخدام عبارة النظام والبقية ستأتي.

* مقدمة نشرة أخبار ال "او تي في"

في موازاة الأجواء الإيجابية المواكبة لمسار تشكيل الحكومة، أقله على المستوى الإعلامي، يمكن تسجيل الملاحظات الآتية:

أولا: إصرار رئيس الجمهورية العماد ميشال عون على تشكيل الحكومة بأسرع وقت ممكن، لكن من دون إهمال القواعد المعروفة التي ترعى عملية التأليف وانجازها في اطار العدالة والمساواة.

ثانيا: مواصلة رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري بذل الجهود للتوصل إلى صيغة حكومية تنال التوقيع الرئاسي ثم ثقة مجلس النواب، من دون التوقف عند التحريض الذي يسعى البعض إلى دسه، خصوصا في موضوع الصلاحيات والدور في التأليف.

ثالثا: تمسك تكتل لبنان القوي، الذي عاد رئيسه الوزير جبران باسيل اليوم من واشنطن، بحق المشاركة في الحكومة العتيدة بناء على حجمه النيابي الذي أفرزته الانتخابات الأخيرة، بغض النظر عن مطالب الآخرين، سواء كانت محقة أو منفوخة.

رابعا: تصلب النائب السابق وليد جنبلاط في الموقف من الوزير طلال إرسلان في شكل غير مسبوق، حيث بلغ به الأمر اليوم في عبيه، خلال لقاء تضامني مع شهداء السويداء، حد اتهام ارسلان بمناصرة النظام السوري الذي يقتل ابناء طائفة الموحدين الدروز.

خامسا: مزايدات متدفقة باستمرار في موضوع مكافحة الفساد، وتنطح مستجد لتبني ملف النزوح، الذي ترك رئيس الجمهورية طويلا وحيدا في مواجهته، متحملا شتى الاتهامات، الى جانب التيار الوطني الحر.

لكن، على هامش الملاحظات، يبقى انتظار الساعات والأيام المقبلة، وما يمكن أن تحمل من لقاءات واتصالات على المستوى الحكومي، من دون الدخول في تكهنات أو توقعات من أي نوع كان.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ام تي في"

هل تضرب عودة الوزير باسيل من الولايات المتحدة اتفاق الاطار الذي قيل انه تم التوصل اليه بين الرئيس عون والرئيس الحريري حول توزيعة أولية للحقائب على القوى السياسية؟ أم ان شيئا ما قد نضج في ملف التأليف فيدفع رئيس التيار الحر الى تليين موقفه فترى الحكومة الأولى للعهد النور؟ الساعات القليلة المقبلة كفيلة بإعطاء الاجابات الشافية، وكان الرئيس الحريري الخميس وبحسب معلومات متقاطعة حصل على موافقة الرئيس عون على اعطاء القوات والاشتراكي ما يطالبان به من حقائب لكن رئيس الجمهورية ترك تفاصيل الحقائب ونوعيتها للبحث بين الرئيس المكلف والوزير باسيل.

الملف الاخر الذي انكبت المرجعيات الرسمية على بحثه هو ملف عودة النازحين السوريين فقد عرض الروس خارطة طريق قابلة للبحث وقابلة للتنفيذ من شأنها اراحة لبنان من هذا العبء، كما وضعوا الدولة اللبنانية أمام تحدي التصرف كدولة ولو لمرة واحدة منذ العام 2005 اي اللا تخلط الخارجي بالداخلي والخاص بالعام والوطني بالعشائري الطائفي، هذا في المبدئي، اما في العملي فالبوادر التي ظهرت حتى الساعة تدل على رغبة الجميع في التنسيق لخلق الالية البشرية بتلاوينها الامنية والسياسية للتعاون مع الروس، ويلاحظ المتابعون وعيا لضرورة ايجاد الخلطة الدقيقة التي لا ترمي لبنان في احضان النظام السوري كما لا تضعه في مواجهته، وبحسب المعلومات فإن الروس متفهمون وسيعملون على إيجاد الحل الوسط، لكن المهم اسكات المزايدين والمستكتبين في الاعلام والمأجورين في السياسة ولكن من خارج السياق الى عشاق الليل، تطلعوا الى فوق فقمركم أحمر ولكن ليس خجلا مما قد يفعله بعضكم.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ال بي سي"

ملفات تتحرك... ملفات تراوح مكانها... وعداد الأزمات لا يتوقف عن التسجيل...

الملف الأكثر تحركا هو ملف النازحين السوريين الذي تلقى جرعة دعم دولية، روسية تحديدا، هذا الملف وضع في عهدة المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم، وبعد جولة الوفد الروسي أمس، إنطلق العمل وفق آلية ستوضع بين الجانبين اللبناني والروسي...

الملف الثاني الذي يستحوذ على أقصى الاهتمام هو ملف تشكيل الحكومة، وعلى رغم محاولات ضخ أجواء تفاؤلية، فإن مقياس التفاؤل او التشاؤم رهن باللقاء بين الرئيس المكلف والوزير جبران باسيل الذي عاد عصر اليوم إلى بيروت آتيا من واشنطن، لكن هذا اللقاء لم يحدد بعد وإن كانت معلومات تحدث عن إمكان انعقاده الليلة...

بعيدا من هذين الملفين، ملف متماد يكبر بسرعة ويطرح على بساط البحث هاجس الحريات: استدعاءات أمام مكتب جرائم المعلوماتية بلغت العشرة، فهل المشكلة في الحرية أم في القانون ام في السرعة المذهلة للتطورات التكنولوجية؟

القوانين هرمة إلى درجة أن بعضها بلغ عمره الثمانين عاما، هذه القوانين هي التي تشكل اليوم المعيار الذي على أساسه تحدث الملاحقات بسبب آراء على مواقع التواصل الإجتماعي، وهي مواقع حديثة جدا وتتطور يوميا، فهل من تعايش بين قوانين هرمة ووسائل حديثة جدا؟ هذه الإشكالية مطروحة يوميا ومن تداعياتها ان الناشطين يدفعون الثمن، وكله باسم القانون...

هذه الإشكالية من شأنها أن تفتح الباب على مصراعيه على ملف كبير إسمه "القوانين التي لم تعد تلائم العصر" فهل تضع السلطة التشريعية يدها على هذا الملف مع بدء ولاية المجلس الجديد؟

* مقدمة نشرة أخبار "المنار"

في ساحات الاقصى يرابط الفلسطينيون نيابة عن الامة ودفاعا عن مقدساتها، وبلحمهم الحي، يقفون شيبا وشبابا، نساء ورجالا ضد محاولات التدنيس التي يقودها ما يسمى برئيس بلدية القدس الصهيوني وجماعات المستوطنين تحت حماية شرطة الاحتلال ..

من المصلى القبلي الى باب الاسباط اقتحمت قوات الاحتلال باحات الاقصى، اعتقلت العشرات من المصلين واصابت آخرين بالرصاص المطاطي والغاز، قبل ان يجبرهم المرابطون على التراجع وفتح ابواب الاقصى..

اما الباب الفلسطيني المقدس الذي أعاد فتحه المقاومون ويخشاه الصهاينة وأجهزتهم الامنية، فهو باب العمليات الفدائية الذي طرقه بفاعلية الفتى الفلسطيني محمد طارق، داخلا مستوطنة آدم في الضفة الغربية، قاتلا احد المستوطنين، ومصيبا ثلاثة آخرين..

وعند حدود غزة لا زالت مسيرات العودة تصيب الاحتلال بالخيبة، فيما البالونات الفلسطينية الحارقة تصيب المستوطنين بالصدمة، وحكومتهم بالارباك الذي يلامس العجز.

لبنانيا حراك سياسي يلامس الامل حكوميا، وان كان الحذر من الافراط بالتفاؤل واجب. فصيغ الحل تسرع عجلاتها، واللقاءات بين الافرقاء تعاود نشاطها على امل تحقيق اختراق ما.

اما الملف الذي لا افق في نفقه الداكن الظلمة الى الآن، ولا اختراقات منتظرة على طريق الحل فهو ملف الكهرباء، وعتمته التي باتت ثقيلة على أغلب المناطق اللبنانية، بساعات تقنين خيالية..

ولكي لا يخال البعض ان هذا الملف الحيوي يحتمل التأويل السياسي، كانت صرخة الناس من شتى المناطق والفئات، مصحوبة بصوت عال من رئيس كتلة الوفاء للمقاومة عبر قناة المنار..

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الجمعة في 27 تموز 2018

النهار

ابن شقيق أحد المديرين العامين متورّط في بيع الشهادات وموقوف على ذمّة التحقيق وتجري محاولات لاظهاره ضحيّة آخرين.

عدول الرئيس برّي عن الدعوة إلى جلسة نيابيّة للتشاور في التأليف الحكومي مردّه إلى عدم خلق مشكلة جديدة أو لعلمه باقتراب موعد تأليف الحكومة.

عمليّة سحب عناصر قوى الأمن من مرافقة الشخصيّات يبدو أنّها لم تستكمل من دون توضيح للأسباب أهي سياسيّة أم لوجستيّة.

الجمهورية

قال نائب سابق أمام قريبين منه إن ما أثّر كثيراً في خريطة الطريق التي رسمها مرجع كبير هو تصرفات جماعته.

أبدى وزير حالي تعاطفه مع مرجع بارز وقال عنه إنه يحاول السير بين النقط والألغام.

تحاول قنوات سياسية تقصّي حقيقة ما يتردّد عن أنه سيكون هناك دور أكبر لأحد الوزراء بعد عودته من دولة خليجية.

اللواء

تجزم جهات أمنية ان العملية الانتحارية الأخيرة في جبل العرب، أعدت بتدخل أكثر من جهة إقليمية ودولية معادية.

تراجعت حملة فريق مرجع كبير على مسؤول نقدي رفيع، بناءً على نصائح إقليمية ودولية نافذة.

انعكست الأجواء المحيطة بمؤسسة كبرى شللاً في عمل أجهزتها، يلاحظه العاملون فيها.

المستقبل

يقال إنّ ديبلوماسيين معنيين يتحدّثون عن احتمال اتّساع المبادرة الروسية لإعادة النازحين إلى سوريا لتشمل في مرحلة لاحقة عودة النازحين العراقيين المتواجدين في الأردن ودول مجاورة إلى بلادهم.

البناء

سجلت مصادر متابعة في سوق النفط العالمية قلق المعنيّين من حدوث تطوّر غير منتظر في حركة ناقلات النفط في مياه الخليج يؤدّي لأزمة نفط عالمية كبرى تلتهب معها الأسعار بعدما بدا أنّ الخط الأحمر المرسوم حول حرية عبور الناقلات وتحييد النفط من الحرب السعودية اليمنية والمواجهة الأميركية الإيرانية صار أصفر وقد يصير أخضر في أيّ لحظة. وقالت المصادر إنّ تجارة النفط لا يفيدها الحلّ الأمني فهي تقوم على مناخ الهدوء والسلم ويكفي التعرّض للتهديد كي تقع أزمة...

 

تفاصيل أخبار المتفرقات اللبنانية

وقفة تضامنية مع جبل العرب في عبيه حسن: نرفض التطاول على كرامتنا جنبلاط: لن ندعهم يمروا على أجساد الدروز

الجمعة 27 تموز 2018 /وطنية - أكد رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط أن "ما حصل في جبل العرب جريمة بحق أهلنا، وما حدث هو استمرار لما حدث عام 2015 عندما اغتالوا الشيخ وحيد البلعوس، الذي رفض الخدمة العسكرية للشباب العربي الدرزي في الجيش السوري كي لا يذهبوا إلى جبهات ويقتلوا إخوانهم من الشعب السوري". وقال "هؤلاء سيبقون في جبل العرب ليدافعوا عن جبل العرب". كلام جنبلاط جاء خلال وقفة تضامنية ومشاركة مع أبناء جبل العرب، بدعوة من مشيخة عقل طائفة الموحدين الدروز والهيئة الروحية للطائفة أقيمت عصر اليوم، أمام مقام الشيخ أحمد أمين الدين في عبيه. وقد تحولت إلى تظاهرة شعبية حاشدة رفع خلالها المشاركون صور الشهداء، على وقع بث الاناشيد وإطلاق الشعارات المختلفة. شارك في الوقفة شيخ العقل نعيم حسن، رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب تيمور جنبلاط، النواب: أنور الخليل، أكرم شهيب، علي فياض، بلال عبد الله، فيصل الصايغ، وائل ابو فاعور وهادي ابو الحسن، ممثل الوزير السابق وئام وهاب عصمت العريضي، النائب السابق علاء ترو، أصلان جنبلاط والشيخ وجدي أبو حمزة. كما شارك ممثل أحد أركان الهيئة الروحية للطائفة الشيخ ابو يوسف امين الصايغ الشيخ اكرم الصايغ، والشيخ ابو صالح محمد العنداري، والمشايخ الاعيان، إلى جانب رئيس القضاء المذهبي فيصل ناصر الدين وقضاة المذهب الدرزي، ورؤساء لجان واعضاء المجلس المذهبي، ورئيس مؤسسة "العرفان" التوحيدية الشيخ علي زين الدين، ووفد قيادي من الحزب التقدمي الاشتراكي ووكلاء الداخلية والمفوضين، ورجال دين ومشايخ، وحشد من الشخصيات السياسية والإجتماعية ومواطنين من مختلف المناطق.

حسن

وسبق التأبين كلمة لشيخ العقل قال فيها: "بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم النبيين وسيد المرسلين وآله وصحبه الطاهرين الطيبين وعلى كافة الانبياء والمرسلين. الحمد لله حمدا لا انتهاء له في السراء والضراء، إذ نقف خاشعين إزاء دماء غزيرة سفكت بفعل الغدر والظلم والإرهاب. نقف مؤمنين موحدين مسلمين بقضاء الله وحكمته التي تعمى عنها قلوب الظالمين المعتدين المجرمين". أضاف: "تحية إلى الشهداء الشهداء. تحية إلى أحرار جبل العرب. تحية إلى أهلنا الموحدين الذين بذلوا عبر تاريخهم الشريف أرواحهم ودماءهم بغزارة وشجاعة منقطعة النظير دفاعا عن حريتهم وحرية وطنهم وعروبتهم وأمتهم ضد كل المستعمرين وضد كل الظالمين. نحن قوم في قلوبهم كلمات الله من كتابه العزيز وهذه الكلمات لا تتآخى مع نوازع الغدر والإجرام والخيانة والإرهاب الجبان الذي يعجز عن شرف القتال في وجه أعداء الأمة ليفتك بأحط السبل وأخسها بالأبرياء المؤمنين الصابرين. يا بني معروف الاشاوس كنتم على مر التاريخ والكل يعلم ابطالا مجاهدين رجالا حقيقيين رفضتم الذل والاحتلال وتصديتم لأي اعتداء، واليوم تعرضتم لهجوم مشين هي جريمة ضد الانسانية برمتها تجرد مرتكبوها من فطرتهم الانسانية السليمة". وتابع: "يا أهلنا، يا قلبنا، يا احباءنا في السويداء الأبية، انتم في منطقة دخلت في لعبة صراع الأمم وفي غياب مجتمع دولي متخاذل عن وضع حد لسفك الدماء ولجماعات تكفيرية ارهابية وفي عدم استقرار المنطقة دون حل عادل للقضية الفلسطينية، ليس لنا سوى وحدتنا، وإخلاصنا للفضائل الإنسانية التي لا يمكن لإنسان أن يعرف الله خارجا عن سلوكها. ليس لنا سوى شجاعتنا وصبرنا وتصديقنا بعدالة الله التي لا شك آخذة بنواصي الظالمين إلى سوء الخاتمة وبئس المصير". وأردف: "في جبل لبنان أو في جبل العرب، ومن معدن الرجال الأفذاذ، ومن طبائع الاحرار، قدمت هذه الطائفة المعروفية عبر التاريخ أجل التضحيات واسمى المكرمات في الدفاع عن الاصالة والكرامة والحرية، وهذه كلها لم تكن يوما في خدمة التعصب والانغلاق، بل كانت على الدوام في خدمة الوطن والعروبة والقيم الانسانية في الحرية والعدالة والتسامح، نرفع الصوت عاليا، نرفض التطاول على كرامتنا، نتضامن معكم في مصابكم الاليم، شهيدكم شهيدنا وجريحكم جريحنا، وما يحاك لكم يحاك لنا، نحن معكم في الدفاع عن الأرض والعرض معكم بمواجهة التعدي والظلم. وإياكم والفتنة مع ابناء وطنكم".وختم: "نسأله تعالى أن يلهمكم ويلهمنا جميعا الصبر والعزاء، فنعم المثوى في الآخرة لأرواح الأبرياء الذين ظلموا وما ظلموا، الذين صدقوا ما عاهدوا الله تعالى عليه من صدق وأمانة. نسأله أن يشد من عزائمنا في وحدة الصف قلبا واحدا وسط العواصف، وأن يثبت في قلوبنا صدق الإيمان وصلابة الوقوف موقف الحق، وأن يرسخ في نفوسنا الإيمان بأن شجاعة المخلصين أقوى من جبروت كل الطغاة. وهو أرحم الراحمين".

جنبلاط

ثم أقيمت صلاة الغائب عن روح شهداء السويداء، وختاما قال رئيس التقدمي: "الأسد قال اليوم إن المعركة القادمة هي معركة إدلب وهو يريد تطويع أهل الجبل بالقوة وأخذ 50 الف شاب درزي إلى ادلب. عندما قامت التسوية في الشام وحول الشام واجلي عشرات آلاف المقاتلين إلى إدلب بالتراضي والتفاوض، لماذا بقي تنظيم داعش في بعض مناطق الشام؟ هل من أحد يقول لي إن اسراب الطيران المتعددة الأميركية والروسية لم تر تلك التجمعات التي فجأة اقتادها النظام خلسة وانقضت على جبل العرب". أضاف: "يستطيعون أن يستعينوا بالاتراك وبكل الذين أتوا بهم من مقاتلين من العالم، ولكن نرفض أن يضحى بأهل جبل العرب وقد يكون المشروع تطويع شباب جبل العرب". وتابع: "بالامس جاء إلى لبنان رسول روسي، لقد بقيت هناك شعرة معاوية بيننا وبين روسيا ولكن نريد من هذه العلاقة ضمانا لأهل الجبل بأن يبقوا بالجبل وأن لا يستخدمهم بشار الأسد وقودا من أجل مآربه الشخصية. ليتني أملك السلاح لأتوجه معكم للقتال إلى جانبكم يا أبناء جبل العرب". وختم: "هذه هي رسالتي اليوم. وأيضا لروسيا نقول: نحن نختلف في تاريخنا فتاريخ بعض الشعوب التي قد نتفق معها وقد نبتعد. نحن لسنا الشيشان، لا نريد أن يضحى بالدروز ولا نقبل أن يمروا على أجسادنا في لبنان أو في سوريا، فنحن لسنا الشيشان. هذه رسالتي لاصدقائي الروس ليحافظوا على ما تبقى من شعرة معاويه. وليفهموا الشعور الوطني العربي الدرزي وليفهموا شعور الشباب الذين رفضوا الذهاب الى الاتون الذي زج به النظام كل أنواع الإرهاب. يريد التضحية بجبل العرب من أجل المصلحة الخاصة. وسنتابع الاتصالات لأجل أبعاد المجزرة عن جبل العرب".

 

لا عودة إلى إعادة إحياء “14 آذار”

بيروت ـ “السياسة/27 تموز 2018 /أكدت قيادات بارزة كانت منضوية في ما سمي بـ “قوى 14 آذار”، أن لا عودة لإعادة إحياء هذا الفريق، مشددة لـ”السياسة”، على أن الظروف الحالية وبعد إقرار التسوية السياسية التي لازال يعيش لبنان في ظلها، بعد انتخاب ميشال عون لرئاسة الجمهورية، ليست مؤاتية للعودة إلى قيام هذا الاصطفاف السياسي، بالرغم من أن روح 14 آذار لاتزال موجودة، لكن كتنظيم سياسي وإداري ما عاد موجوداً، مؤكدة أنه بعد الانتخابات النيابية وسعي “حزب الله”، للإمساك بقرار الحكومة التي ستشكل، فإن لبنان مرشح للدخول في مرحلة سياسية بالغة الدقة، بالتوازي مع سعي واضح من جانب قوى 8 آذار لتطبيع العلاقات من النظام السوري.واعتبر رئيس حركة “التغيير” إيلي محفوض، ان “اعتقال سمير جعجع لمدة 11 سنة في ظل حكم وسيطرة الاحتلال السوري، محطة يجب التوقف عندها مع ما حملت من دلالات في تاريخ المقاومة اللبنانية التي دفعت تضحيات أبقت لبنان الجمهورية ومنعت سورنته”. وقال: “لن ينتهي النضال مهما تعبنا بل يجب ان يستمر حتى تحقيق ما استشهد من اجله نخبة شبابنا”. وقال: “ان دور سمير جعجع لا يقتصر كونه رئيسا لحزب سياسي أو زعيما شعبيا بل هو اليوم قيمة وقامة وطنية، ومؤيدوه لا يقتصرون على الحزبيين والمناصرين بل هو ينتشر في قلوب كثيرين، مسلمين ومسيحيين، وهو يعمل انطلاقا من هذا المعطى الذي اكتسبه باستقامته السياسية وثباته”. إلى ذلك، لفت المحلل السياسي نوفل ضو، إلى أنه “ليس المهم ان يهدد قائد الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، الولايات المتحدة بالحرب بل المهم ان تبقى لسليماني القدرة على مجرد التصريح بعد بدء الحرب إذا وقعت!”، مضيفاً “تهديدات قاسم سليماني للولايات المتحدة تذكر بتهديدات الرئيس العراقي الراحل صدام حسين بقصف اسرائيل! وصواريخ سليماني ليست اكثر تطورا من صواريخ صدام!”.

 

إبراهيم بحث وعلي في أوضاع النازحين وإستقبل فوشيه

الجمعة 27 تموز 2018 /وطنية - استقبل المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم صباح اليوم، سفير الجمهورية العربية السورية علي عبد الكريم علي، وبحث معه في أوضاع النازحين السوريين في لبنان. وشكر السفير علي جهود المديرية العامة في تسهيل عودة النازحين الى بلادهم.

وظهرا، التقى اللواء ابراهيم السفير الفرنسي في لبنان برونو فوشيه( Bruno Foucher)، وعرض معه الأوضاع العامة.

 

باسيل عاد الى بيروت بعد مشاركته في مؤتمر تعزيز الحرية الدينية في واشنطن

الجمعة 27 تموز 2018 /وطنية - أفادت مندوبة "الوكالة الوطنية للاعلام" مي نهرا، ان وزير الخارجية والمغتربين رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل، عاد الى بيروت بعد مشاركته في مؤتمر تعزيز الحرية الدينية الذي عقد في وزارة الخارجية الأميركية في واشنطن.

 

عشرات الشبّان اللبنانيين يتوجهون للقتال في السويداء دفاعاً عن جبل الدروز

27 تموز/18أشارت معلومات حصلت عليها قناة "الجديد" الى توجه عشرات الشبّان اللبنانيين للقتال في الريفين الشمالي والشرقي للسويداء الى جانب دروز المنطقة، عقب الاعتداء الدموي الذي شهدته وخلّف أكثر من 215 ضحية. وعن موقف الحزب التقدمي الاشتراكي من مشاركة شبّان لبنانيين بالقتال في السويداء، لفتت مصادر في الحزب التقدمي الاشتراكي لموقع "الجديد" الى ان موقف الحزب واضح في هذا السياق، فهو لا يؤيد فتح جبهات بين البلدان، مشيرا إلى ان أهل السويداء أكثر علما بمنطقتهم وكيف يدافعون عنها وعن وجودهم، فالمنطقة سبق وأن تعرّضت الى اعتداءات مماثلة وتمكن أهلها من التغلّب عليها. وكان النائب طلال ارسلان قد أعلن في مقابلة مع الزميل علاء سلوم أمس، عن استعداد الشباب الدرزي اللبناني للتوجه الى السويداء والقتال الى جانب دروز المنطقة.

 

تحرّكات شعبية مرشّحة للانفجار في لبنان بوجه حكومة غير موجودة

بيروت: يوسف دياب/الشرق الأوسط/27 تموز/18

قبل أن يتمكّن الرئيس المكلّف سعد الحريري من حلّ العقد السياسية المتصلة بالحصص والحقائب والأحجام، التي تعرقل عملية تأليف حكومته العتيدة، بدأت الاحتجاجات النقابية والشعبية تهدد بتفجير الحكومة قبل ولادتها، وتلقي كرة النار في أحضان السلطة العاجزة عن تلبية مطالب حياتية واجتماعية ومالية تفاقم الأزمات الداخلية، وتهدد بشلّ البلاد في قطاعات الصحّة والتعليم والنقل والمصارف وغيرها، فيما حكومة تصريف الأعمال الممزقة أصلاً بصراعات مكوناتها، غير قادرة على إيجاد حلول للملفات المعقدة. وشهدت الأيام القليلة الماضية مجموعة من الاحتجاجات النقابية التحذيرية، الممهدة لتحرّكات أوسع تنذر بشلّ البلاد، بدءاً من قطاع النقل البرّي الذي أقفل يوم الأربعاء الماضي الطرقات في معظم المناطق اللبنانية، ولوّح بإضراب عام الأربعاء المقبل، ما لم يسارع المسؤولون إلى تلبية مطالبه، وأكد رئيس اتحاد نقابات النقل البري في لبنان بسام طليس، أن إضراب الأربعاء الماضي «مثّل اعتراضا على كلّ الوعود التي قطعها المسؤولون من رئيسي الجمهورية والحكومة إلى وزيري الداخلية والنقل». وشدد في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، على أن نقابات النقل البري «لن توقف تحركها قبل أن تعالج الحكومة والوزارات المعنية مجموعة من القضايا الملحّة، أبرزها تنظيم قطاع النقل في لبنان، ووقف كلّ اللوحات الحمراء (العمومية) المزورة التي تعمل بطريقة غير شرعية، ومنع اليد العاملة غير اللبنانية من منافسة السائق اللبناني». ودعا طليس إلى «وقف تسجيل الباصات والصهاريج بلوحات خصوصية، فيما هي تعمل بقطاع النقل العام، بالإضافة إلى معالجة ملف معاينة الميكانيك». وطالب بـ«إعادة المعاينة الميكانيكية إلى الدولة، وفتح مراكز معاينة في كلّ المناطق اللبنانية وفق مناقصات شفافة، بعيداً عن الصفقات المشبوهة، وعدم زيادة رسم المعاينة على المواطنين».

الإضرابات الآخذة بالتصاعد، انسحبت على موظفي المستشفيات الحكومية، الذين يتهمون الحكومة بأنها لم تنصفهم في قانون سلسلة الرتب والرواتب، الذي رفع رواتب موظفي القطاع العام. ويتسبب إضراب هؤلاء الموظفين، بشلّ القطاع الصحي العام، وإلى وقف العمل بأقسام الطوارئ، والامتناع عن استقبال الحالات المرضية باستثناء غسيل الكلى والعلاج بالأشعة، والأمور الملحّة مثل حوادث السير. وأفاد أحد العاملين في المستشفيات الحكومية، أن «السياسة المعتمدة، تأخذ القطاع الطبي الحكومي نحو الدمار». وأوضح لـ«الشرق الأوسط»، أن «الإهمال لا يقتصر على أوضاع الموظفين وتجاهل حقوقهم، بل على الصروح الطبية»، مشيراً إلى أن «مستشفى رفيق الحريري الحكومي الجامعي في بيروت، الذي كان متفوقاً على أهم مستشفيات بيروت، هجره معظم الأطباء البارعين، ويكاد يتحوّل إلى هيكل تنعدم فيه كلّ وسائل العلاج، وهذا ما ينطبق على مراكز طبية أخرى، في وقت تذهب معظم موازنة وزارة الصحة إلى المستشفيات الخاصة».

أما في قطاع التعليم، فالإضرابات لا تنقطع أبداً، وهذه المرّة شملت أساتذة الجامعة اللبنانية، الذين يلوحون بالعودة إليها في مستهلّ العام الجديد الخريف المقبل، الذين يطالبون بإعادة التوازن إلى رواتبهم التي تآكلت بسبب التضخم الذي أنتجته سلة الضرائب الجديدة التي أقرها المجلس النيابي، وعدم تصحيح رواتبهم أسوة بإعطاء ثلاث درجات للقضاة، ما أدى إلى خلل فادح في سلسلة رواتبهم بالمقارنة مع سلاسل القطاعات الأخرى. فيما تزداد أزمة أساتذة التعليم الخاص صعوبة، لعدم تسلمهم زيادات سلسلة الرواتب التي تقاضاها زملاؤهم في التعليم الرسمي. وأشار نقيب المعلمين في المدارس الخاصة رودولف عبود لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن «النقابة اختارت التحرّك القضائي ضدّ اتحاد المؤسسات التربوية، الممتنعة عن إعطاء الأساتذة حقوقهم، وفق قانون الرتب والرواتب». وأكد أن «العودة إلى الإضرابات واردة، وهذا ما ستحدده النقابة في مستهلّ السنة الدراسية». ودعا السلطة السياسية الممثلة بوزارة التربية إلى «احترام القانون (الرتب والرواتب) الذي وضعته، وإلزام المؤسسات التعليمية بإيصال المعلمين إلى حقوقهم كاملة».

وتتهيّب السلطة السياسية هذه التحركات، التي قد تتحول إلى كرة ثلج متدحرجة، وأوضح مصدر وزاري لـ«الشرق الأوسط»، أن «التحركات محقة وتحتاج إلى معالجات سريعة، ولكن هل هناك سلطة أو حكومة لتباشر بالمعالجات؟». ورأى أن «كل شيء رهن بتشكيل الحكومة التي يصرّ البعض على عرقلتها»، متخوفاً من سيناريو مزدوج طرفه الأول تعطيل ولادة الحكومة، والثاني طرح كل المطالب الشعبية دفعة واحدة، وكأن المقصود زعزعة الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي، وتوتير الأجواء على أبواب موسم الاصطياف». ولا تقتصر الحركات الاحتجاجية على القطاع العام، بل شملت اتحاد نقابات موظفي المصارف اللبنانية، الذين طالبوا بتعديل عقد العمل الجماعي الذي يقولون إن جمعية المصارف تتجاهله منذ فترة، وهم يلوحون خطوات تصعيدية قد تشمل العصب الأساسي للمصارف، وأعلن مندوبو المصارف في غرفة المقاصة في مصرف لبنان تضامنهم مع زملائهم والانضمام إلى تحركاتهم الاحتجاجية، فيما يُحرم مئات الفائزين بمباراة مجلس الخدمة المدنية لشغل وظائف عامة، من الالتحاق بوظائفهم بذريعة غياب التوازن الطائفي، الأمر الذي يزيد من معاناة هؤلاء المادية والاجتماعية، ومعاناة الإدارات التي تحتاج للموظفين بسبب النقص الهائل في عددها.

 

وزير الداخلية اللبناني نهاد المشنوق: فتح معركة الرئاسة مبكراً يؤخر تشكيل الحكومة وتحدث لـ «الشرق الأوسط» عن انفتاح سعودي على لبنان بعد تأليفها

بيروت: ثائر عباس/الشرق الأوسط/27 تموز/18

وصف وزير الداخلية اللبناني نهاد المشنوق زيارته الأخيرة إلى المملكة العربية السعودية بأنها «زيارة سياسية ناجحة»، مشيداً بالموقف السعودي حيال لبنان «الذي يتعامل مع الدولة اللبنانية»، متوقعاً انفراجات في العلاقات الثنائية بعد تأليف الحكومة الجديدة.

وأقر المشنوق في حوار مع «الشرق الأوسط»، أن الاتهامات اليمنية لـ«حزب الله» صحيحة، منبهاً إلى أنه «لم يعد يصح لكل هذه التطورات الدولية أن يكون حزب الله جزءا منفذا للسياسة الإيرانية بالمنطقة ولا يتوقع بالوقت نفسه صدور قرارات دولية بحقه».

واعتبر المشنوق أن مقاربة عملية تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة من خلال الأعداد، خاطئة، ورأى أن الخلل الرئيسي الذي يؤخر تشكيل الحكومة هو أن معركة الرئاسة انفتحت مبكراً، والطموحات بالوراثة السياسية أو الطموحات الرئاسية أدخلت البلد باشتباك. وأشار إلى أن «شهر العسل بين المستقبل والتيار الوطني الحر تحول إلى تفاهم بعناوين محدودة وأفق محدود».

وفيما يأتي نص الحوار:

> كيف تصف نتائج زيارتك الأخيرة إلى المملكة العربية السعودية؟

- لا أستطيع إلا أن أكون في موقع التقدير والشكر لما قاموا به. أنا وزير في حكومة تصريف أعمال، ولن أكون وزيراً في الحكومة المقبلة انسجاماً مع قرار فصل النيابة عن الوزارة في تيار المستقبل. هو تكريم معنوي كبير، ولا أستطيع إلا أن أكون شاكراً ومقدراً له، باعتبار أنه تقدير سياسي، أكثر منه لتبادل المعلومات الأمنية. كل النقاشات أخذت منحى سياسياً في المنطقة وليس فقط في لبنان، وتناولت الموضوع السوري، والعراقي، واللبناني تحديداً. وأنا بالتأكيد شاكر ومقدر وممتن لإصرار وزير الداخلية الأمير عبد العزيز بن سعود بن نايف على إتمام هذه الزيارة وتحقيقها.

لأول مرة أجلس مطولاً معه لنتناقش، وهو شخص رصين يعبّر عن أفكاره بأقصر جمل ممكنة وبشكل واضح لا يترك مجالاً للاجتهاد. القيادات الأمنية أيضاً، كل واحد بمسؤولياته أو بطباعه الشخصية يعرف المهام المكلف بها وكيفية تنفيذ التعليمات من القيادة بشكل سليم. ثالثاً، واضح أن الجو الغالب بالسعودية هو جو تغيير بالكامل يتدرج في كل موضوع. عموماً في كل المجالات، هناك تغييرات كبرى تحتاج لوقت كي تظهر نتائجها، ولكن الانطباع الأول أنها كلها تبشر بالخير والنجاحات.

السعودية بطبيعتها سواء بالموضوع الديني أو الاقتصادي أو السياسي هي دولة قائدة بالمنطقة، وأنا أعتبر وأكرر دائماً أن التوازن بالمنطقة لا سيما في ظل هذا التمدد الإيراني، لا يقوم إلا على تحالف سعودي - مصري صلب، لأن كل دولة من الدولتين تمتلك عناصر قوة وخصوصيات ومشتركات كثيرة. ومؤخراً دخلت الإمارات باعتبارها دولة متماسكة وجدية بالمعنى العسكري والأمني وبمعنى القوة الناعمة.

> كيف ترى مستقبل العلاقات مع المملكة؟

- ما لاحظته من خلال النقاشات أن هناك قراراً بالتعامل مع الحكومة اللبنانية الرسمية التي ستؤلف، وتطوير العلاقات الرسمية والتبادل الاقتصادي والتجاري، وهناك تحضير لتوقيع معاهدات اقتصادية ومالية وتجارية بين البلدين. هم ينتظرون تشكيل الحكومة لإعادة إحياء اللجنة الوزارية العليا التي يرأسها من الجانب السعودي، ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، ومن الجانب اللبناني رئيس الحكومة. ومن المتوقع بعد تشكيل الحكومة وحصولها على الثقة، سوف تكون هناك زيارات لمسؤولين سعوديين كبار للبنان لتنسيق الاجتماعات وتحضير الملفات.

> كانت للمملكة ملاحظات على الأداء اللبناني، أولاً النأي بالنفس في المواقف الدولية والعربية، ثانياً وجود فريق لبناني يمارس نشاطات تضر بأمن المملكة ودول عربية أخرى.

- موقفهم من التدخل الإيراني ومن حراك «حزب الله» في البلاد العربية، تحديداً، لم يتغير. الاعتراضات السعودية نفسها لم تتغير، لكن الفرق هو اعتماد وسيلة مواجهة مختلفة، وذلك عبر الاستمرار بالعمل مع الدولة بشكل رسمي وأن تكون موجوداً بنفس الساحة تمارس دورك الطبيعي من خلال اتفاقات فيها مصلحة للبنان والسعودية، اقتصادية أو تجارية. شخصياً أعتقد أنه بعد كل الذي حصل من ممارسات بشأن ما يسمى «النأي بالنفس» والتعرض الذي حصل حيال السعودية، يجب أن تتم إعادة النظر بمسألة النأي بالنفس، وما هي حدودها وضوابطها وجديتها وما هو مضمونها، لأنها أصبحت مجال استنساب. كل قوة سياسية تستعمله بما يناسب مصالحها. لبنان بلد ليبرالي ومستوى الحريات فيه مرتفع، لكن هذه لا يجب أن تكون ذريعة لممارسات وأفعال وأقوال تهدد علاقات لبنان بمحيطه العربي ومسؤوليات لبنان تجاه عروبته وثوابت هذه العروبة.

شكوى اليمن محقة

> وزارة الخارجية اليمنية قامت بإرسال رسالة للبنان تشكو فيها تدخل «حزب الله» باليمن. كيف تنظر إلى هذه الخطوة؟

- هذا تطور جديد، ولكن كل الناس تعرف أن هذا صحيح. سبق للحكومة اليمنية نفسها أن نشرت بطاقات هوية ومعلومات عن أفراد لبنانيين مهما كانت صفتهم، مستشارين أو مقاتلين أو خبراء في صناعة الصواريخ أو تركيبها. معروف هذا الأمر وليس هناك مفاجأة. أعتقد أن الموقف اليمني موقف طبيعي، لأنه لم يعد يصح بعد كل هذه التطورات الدولية أن يكون حزب الله منفذاً للسياسة الإيرانية بالمنطقة، ولا يتوقع بالوقت نفسه قرارات دولية بحقه.

لماذا هو نيجيريا مثلاً؟ لماذا يقوم بتدريبات في نيجيريا وإنشاء مخازن أسلحة فيها؟ وما الهدف من الـ10 آلاف بدلة عسكرية التي ضبطت في الكويت؟ تمتين الاستقرار هناك؟ الأمور وصلت إلى مرحلة أن كل الناس ترفض الاستمرار في هذه السياسة. الموقف اليمني تعبير عن أن حزب الله مشكلة حقيقية للبنان بعلاقته بمحيطه العربي بقدر ما هو مشكلة للعرب.

> ألا يخشى من أن يُنفس الضغط الدولي الشديد على إيران بمكان مثل لبنان؟

- لنفترض ذلك، وبعدها؟ أول قرار عسكري تأخذه إيران سيكون آخر قرار لها. أولاً سوف تخسر كل المؤيدين لها بالمنطقة وستخسر كل ما يمكن أن تسميته بـ«الحليف»، وهم يعرفون المعادلة الدولية، وأن أي تهديد مباشر بالمنطقة سيكون أول وآخر قرار، لأنه لم يعد هناك مجال للمفاوضات. أمن إسرائيل همّ أميركي روسي، فكيف يمكنهم أن يواجهوا ذلك؟ وفي رأيي كما أن الإيرانيين يمتلكون كفاءة بالكلام الكبير والتأويل، أيضاً يمتلكون كفاءة بالمفاوضات و«الالتفاف» عند الضرورة القصوى، وليس أمامهم أي خيار آخر. منذ عام 2006 حتى اليوم لم تكن هناك طلقة واحدة على الحدود اللبنانية، أليس ذلك دليلاً على الالتزام بالقرارات الدولية ومعرفتهم أن هذه القصة أكبر من قدرتهم وأكبر من قدرة إيران؟

قواعد رقمية لتشكيل الحكومة

> في الشأن اللبناني، الكل ينتظر الحكومة في الخارج ولا يوجد ما يبشر بولادة حكومة. هل توافق على ذلك؟

- معايير تأليف الحكومة منذ اليوم الأول وضعت خطأ، لأنها وُضِعَت وفق قواعد رقمية كأنها تتشكل على الآلة الحاسبة أو ماسورة الخياط، اسميها «ماسورة الخياط الباسيلي» (نسبة لوزير الخارجة جبران باسيل) وهذا وهم في الحقيقة، لأن الحكومة تشكل وفق قواعد دستورية أولاً ووفق أعراف النظام التوافقي اللبناني وتفاهماته السياسية، وليس فقط معايير حسابية رقمية.

«التيار الوطني الحر» كل يوم يحكي عن القوة. أي قوة؟ أعتقد أن الخلل الرئيسي الذي يؤخر تشكيل الحكومة هو أن معركة الرئاسة انفتحت مبكراً، والطموحات بالوراثة السياسية أو الطموحات الرئاسية أدخلت البلد باشتباك وأسئلة لا أحد يمتلك أجوبتها، وبالتالي أنت تدور في حلقة مفرغة.

> لكن في بداية العهد تم تأليف الحكومة بسرعة قياسية؟

- تمّ بسبب التفاهم السياسي، ولأنه لم يكن مطروحاً في تلك اللحظة أن أطرافاً تخوض معركة رئاسية عبر تأليف الحكومة كما هو حاصل اليوم. مثلاً عندما كانت حصة القوات 8 نواب، كان نائب رئيس الحكومة من حصتهم، إلى جانب وزيرين آخرين. بعدها جاءت الانتخابات ودخلت كل القوى بأحجامها، برزت المعادلة الرقمية لدى «التيار الوطني الحر» على قاعدة كل 4 نواب لهم وزير. عندما كان عدد نواب القوات أقل حصلوا على نائب رئيس الحكومة واليوم ثمة من يريد حرمانهم من هذا المكسب رغم أنهم ضاعفوا حجم كتلتهم. ما هذه المعادلة؟

> التفاهم السياسي الذي كان قائماً سهل ولادة الحكومة؟

- نعم بين الجميع. التفاهم السياسي على انتخاب الرئيس استمر وعاش في تشكيل الحكومة، الآن لا يوجد انتخاب رئيس بل هناك أحلام رئاسية، والناس تدخل بحسابات رقمية لن توصل إلى مكان لا الأحلام الرئاسية ولا الذين يعتبرون أنفسهم لهم الحق بالرئاسة. أعتقد أنه بالنسبة لـ«التيار الوطني الحر»، الموضوع الرئيسي هو الموضوع الرئاسي، أما في «القوات اللبنانية» فالموضوع الرئيسي هو حق الفيتو على الرئاسة، أي الشراكة الحاسمة في تقرير هوية الرئيس المقبل.

> شهر العسل بين المستقبل والتيار الوطني الحر، هل انتهى أم اهتز؟

- برأيي تحول إلى تفاهم بعناوين محدودة وأفق محدود، وليس مفتوحاً كما في البداية. الحريري قادر على أن يكون نقطة ارتكاز لأكبر عدد ممكن من القوى السياسية، لم يعد قادراً أن يبقى على تحالف انفرادي مع التيار الوطني الحر، لكن من الواضح أنه يفصل تماماً بين التيار الوطني الحر ورئيس الجمهورية، ومحافظ على حدود وسطية من العلاقة ومع ذلك رئيس الجمهورية لم يقصر فيه أيضاً، فالبيان الذي صدر حول «مسألة» الصلاحيات، لغته قديمة عمرها عشرات السنين لا علاقة له بالواقع الآن والتطور الدستوري الذي حصل. ثم ما لبث أن استدرك الرئيس هذا الأمر بتسريبات صدرت عن زواره وهذا يحسب له. لكن المؤسف أنه عند البعض الأحلام والأوهام أصبحت موجودة بالسياسة اللبنانية أكثر بكثير من الوقائع والحقائق.

> نرى عودة للتكتلات السياسية، إذا نظرنا إلى التقارب بين «المستقبل» و«الحزب التقدمي الاشتراكي» و«القوات»، هل هي عودة لمنطق 14 آذار؟

- لا أعتقد أنه بالإمكان إرجاع الساعة إلى الوراء. 14 آذار لحظة مجيدة في الحياة السياسية والوطنية اللبنانية ولها ظروف لم تعد قائمة اليوم. لكن أعتقد أنه واضح أن هناك إمكانية جدية للتفاهم على الحد الأدنى بما يخدم مصلحة الاستقرار والتفاهم والإنماء بلبنان. وهذا متوفر في القوى الثلاث أكثر بكثير مما كانت عليه في البدايات. الفرق بينه وبين «14آذار»، أن الأخير كان مشروعاً وطنياً شاملاً له عناوين كبرى تتعلق بالسيادة والاستقلال وبمواجهة قوى كبرى سواء حزب الله أو النظام السوري. الآن ليست نفس العناوين مطروحة بل أقل من ذلك بكثير والتفاهم عليها ممكن، أصبح هناك إجماع إلى حد ما. مثلاً موضوع حزب الله لم يعد ممكنا إنهاؤه من دون تفاهم إقليمي، ولا يمكن إنهاؤه وفق تفاهم محلي، وهنا نتحدث عن إنهاء حالته العسكرية وليس إنهاء الحزب الموجود هو وجماعته. الأمر محصور بوجوده العسكري وتمدده وتدخله في سوريا واليمن أو بأي مكان فيه اشتباك وعدم استقرار، لأنه عملياً السياسة الإيرانية لم تكن ولا مرة جزءاً من الاستقرار بأي مكان دخلت عليه.

> ماذا عن المرحلة التالية لك ما بعد الوزارة؟

- مرتاح شخصياً ومرتاح سياسياً، وكما ذكرت قبل، وأكرر، أنا بحاجة لإجازة طويلة وبعدها أقرر أين يكون تموضعي «التنظيمي» إذا صح التعبير، ولا أقول السياسي تماماً، لأنني لست في وارد ترك الحريرية السياسية وإرثها الوطني الكبير. أما ما هو دوري فيها وأين؟ فأريد أن أعطي نفسي وقتاً كي أقرر. لا أريد أن أتعجل وأنا لست من النوع الذي يتحمس للانشقاقات والانقلابات. أنا حريص على جمهور رفيق الحريري وتيار المستقبل بمعناه العريض وليس التنظيمي، وحريص على علاقتي السياسية والشخصية بالرئيس سعد الحريري. أما الدور وشكل الدور فمسألة بحاجة إلى تفكير وتأنٍ.

 

الخارجية الأميركية تسعى لإبطال قانون يعاقب حزب الله

سامي خليفة/المدن/السبت 28/07/2018

تعمل وزارة الخارجية الأميركية حالياً على إبطال قانون جديد قدمه فريق من المشرعين، بقيادة السيناتور تيد كروز، يعاقب حزب الله لاستخدامه المدنيين دروعاً بشرية، وفقاً لما نقل موقع "واشنطن فري بيكون" عن عدد من المسؤولين الأميركيين المطلعين على الجهود التي تبذلها الإدارة الأميركية وراء الكواليس لإلغاء التشريع. وقال عدد من المسؤولين الأميركيين للموقع إن الجهود التشريعية الجديدة حصلت على دعم الحزبين الديمقراطي والجمهوري في الكونغرس، لكن وزارة الخارجية في إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تعمل منذ أشهر لإلغاء مشروع القانون. ووفق معلومات الموقع، فإن الخارجية الأميركية تعارض هذا التشريع بسبب ترددها في فرض عقوبات على جماعات مثل حزب الله في لبنان، حيث تواصل الولايات المتحدة تقديم كميات هائلة من المساعدات العسكرية للجيش اللبناني، التي حصل الحزب على البعض منها، وفق الموقع.  وقد تجاهل المسؤولون الأميركيون في وزارة الخارجية، وفق مصادر الموقع، الطلبات الرسمية من المشرعين لأشهر عدة أثناء محاولتهم القيام بجهد تشريعي جديد. وقد سادت التوترات في وقت سابق من هذا الأسبوع، فيما واصلت وزارة الخارجية جهودها لمنع مشروع القانون. واللافت هو اعتراض وزارة الخارجية على نشر عدد الصواريخ التي يملكها حزب الله، البالغ عددها 150 ألف صاروخ، بالقول حرفياً: "يجب أن لا نخبر الناس عن عدد الصواريخ التي يملكها الحزب لأن هذا مخيف". ما يجعل "مشروع القانون كله مستحيلاً".وأكد مسؤول أميركي ثانٍ، مطلع على المسألة، معارضة وزارة الخارجية التشريع، قائلاً للموقع إنه كان على المسؤولين في مكتب الشؤون التشريعية في الوزارة أن يقوموا بعمل أفضل في الاستجابة لطلبات المشرعين المتكررة المتعلقة بهذا القانون. وتسأل مصادر أخرى إذا كان البيروقراطيون يعملون على تقويض وزير الخارجية مايك بومبيو، الذي يعتبرونه داعماً محتملاً لهذا الجهد. وكانت وزارة الخارجية، وفق الموقع، قد عرقلت بجهود منفصلة نشر تقرير رئيسي عن عدد اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأوسط لما يمكن ذلك أن يغير في كيفية تخصيص إنفاق الولايات المتحدة ملايين الدولارات في المنطقة. وتُعد لجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية (أيباك) من أبرز الداعمين لهذا التشريع الجديد. وقال متحدث باسم اللجنة للموقع إن "هذا التشريع ضروري لأن بعض الجماعات، بما في ذلك حماس وحزب الله وتنظيم داعش، تنتهك بشكل صارخ القانون الدولي من خلال وضع بنيتها التحتية بين السكان المدنيين والاختباء وراء المدنيين الأبرياء أثناء قيامهم بهجمات مسلحة". وقد قام المسيحيون المتحدون من أجل إسرائيل، وهي مجموعة كبيرة أخرى مؤيدة لإسرائيل، بممارسة الضغط لمصلحة مشروع القانون، أثناء مؤتمرها السنوي هذا الأسبوع في واشنطن العاصمة. بالإضافة إلى حماس وحزب الله، فإن مشروع القانون سيستهدف الشركات التي تتعاون معهما لبناء المرافق التي تُخزن فيها الذخائر. وستخضع أي مجموعة إرهابية دولية للعقوبات بموجب القانون إذا استخدمت المدنيين دروعاً بشرية. وهذا ما يفسره السيناتور تيد كروز بقوله: "أميركا وإسرائيل وحلفاؤنا الآخرون يشاركون في معركة ضد منظمات تستخدم المدنيين دروعاً بشرية ضدنا". أضاف "لسوء الحظ، فإن منظمات مثل الامم المتحدة تحفز هذا التكتيك الهمجي من خلال توجيه اللوم إلى الدول المتحضرة التي تفعل كل ما هو ممكن لتجنب وقوع إصابات بين المدنيين. ويجب على الولايات المتحدة أن تتحمل المسؤولية عن الوحوش التي ترتكب جرائم الحرب هذه. وهذا القانون سيفرض عواقب على من يمكّن ويسهل استخدام الدروع البشرية".

 

رسائل السويداء وقراءة جنبلاط: لا ارتماء في حضن النظام

منير الربيع /المدن/السبت 28/07/2018

في تاريخ الدروز الحديث، لم تحصل مجزرة مماثلة لما تعرّضوا له في السويداء. استنفرتهم عمليات تنظيم داعش التي أدت إلى مقتل أكثر من 250 ضحية. ما جرى أذهل دروز المنطقة، ودفع البعض منهم إلى توجيه دعوات للذهاب إلى القتال، بينما يفضّل آخرون، كالحزب التقدمي الاشتراكي ورئيسه وليد جنبلاط، التفكير بروية وهدوء، والتيقظ لمحاولات النظام السوري الساعية إلى إيقاع الدروز في شركه، وضمّهم إلى نظرية حلف الأقليات، على قاعدة تخييرهم بين تأييده أو مواجهة المجازر الداعشية. طرح جنبلاط سلسلة تساؤلات بشأن كيفية وصول عناصر التنظيم إلى المحافظة، وفضّل الاكتفاء بوقفات تضامنية، بدلاً من الذهاب إلى استخدام لغات شعبوية ومذهبية من شأنها تعزيز الشرخ المذهبي داخل المجتمع السوري. في مقابل موقف جنبلاط، كثيرون حاولوا الاستثمار بما جرى سياسياً. لكن، وفق ما تؤكد مصادر لبنانية متابعة، فإن السياق واضح وأهالي المنطقة يعرفونه. لذلك، عملوا على طرد ممثلي النظام الذين حضروا للمشاركة في تشييع الضحايا، كما طردوا شخصيات لبنانية محسوبة على النظام. بمعزل عن التفاصيل الميدانية، فإن النظام يريد تطويع المحافظة، والانتقام منها على خلفية الحياد الذي اعتمدته خلال السنوات الماضية، ورفضها المشاركة في القتال إلى جانبه. وثانياً على خلفية الموقف الرافض للمشاركة في الخدمة الإلزامية، خصوصاً بعد امتناع نحو 50 ألف شاب من المحافظة عن الالتحاق بالجيش السوري. ومنذ سنوات وعمليات ترهيب السويداء مستمرة، إن عبر داعش أو عبر المعارضة في درعا.

أسئلة عديدة يطرحها دروز لبنان بشأن ما يجري، خصوصاً أن خروج التنظيم من مخيم اليرموك في اتجاه الريف الشمالي الشرقي للسويداء كان له هدف أساسي، هو ترهيب أهالي السويداء تزامناً مع عمليات تجريد من الأسلحة. لكن اللافت هذه المرة أن مشايخ الكرامة ليسوا هم الذين وقفوا ضد ذهاب الشباب إلى الخدمة الإلزامية، بل كان الموقف موحداً من مشايخ العقل والشخصيّات المحلية. وربما هذا ما دفع إلى هذا الانتقام الكبير. ليبقى السؤال الأساسي عن حرية حركة هؤلاء وتنقلاتهم، بدون أي إجراء من النظام، خصوصاً أنه لم يقتل أي عنصر من عناصر النظام أو الجيش السوري. يطلق على الدروز توصيف بأنهم كطبق النحاس، من أين ما طرق يرنّ كلّه. هذا التوصيف يختصر حالة الغضب العارمة التي سادت في صفوفهم. ودفعت بعضهم إلى استشعار ما هو أسوأ. بعض الرؤوس الحامية دعت إلى الذهاب للقتال. بينما اكتفى جنبلاط بالدعوة إلى اللقاء التضامني في عبيه، الجمعة في 27 تموز 2018، لتنفيس الاحتقان، وتأكيد الموقف الأساسي أن دروز سوريا هم جزء من النسيج الاجتماعي السوري، وليسوا أقلية أو مجرّد طائفة. وتؤكد مصادر متابعة أن أي تصرف من قبيل الذهاب للقتال في السويداء لم يحصل، بل هناك بعض الشبان اللبنانيين الذين يترددون دائماً إلى سوريا ويقاتلون في صفوف النظام. وهذا له أهداف خبيثة، تتجلى بتطويع دروز المنطقة، خصوصاً دروز لبنان، وإيصال رسالة لهم أن النظام وحده يوفّر حمايتهم. لكن، واقعياً، أهالي المنطقة ليسوا بحاجة إلى مقاتلين. بالإضافة إلى أن الدروز لا يقاتلون خارج أراضيهم. وهذا ما أشار إليه جنبلاط في موقفه في لقاء عبيه. إذ اعتبر أن الأسد يريد استخدام الشبان الدروز في معركة إدلب، ويريد استدراجهم إلى الخدمة العسكرية، مشيراً إلى أنه سيتابع اتصالاته من أجل إيجاد حلّ لهذه المشكلة، بالتواصل مع الروس الذين توجه إليهم جنبلاط بضرورة الحفاظ على شعرة معاوية وإيجاد ضمانات لأهالي السويداء، لأنه لن يسمح بأن يتم المرور على أجساد الدروز في سوريا ولبنان كما حصل في الشيشان. ولن يسمح بالتضحية بهم. أضاف: "ليتني أملك السلاح والعتاد لأتوجه للقتال إلى جانبكم يا أبناء جبل العرب".

ما جرى كان متوقعاً، ولكن ليس بهذا الحجم، منذ الاجتماع الذي عقد قبل نحو شهر بين الروس والنظام مع مشايخ الكرامة. توجه الروس إلى المشايخ بالقول إما أن تسلموا سلاحكم وتلتحقوا بقوات النظام وتعيدوا الشباب إلى الخدمة العسكرية أو ستصنفون كتنظيم إرهابي. رفض المشايخ هذه المعادلة، بشكل قاطع. بعدها، كان هناك توقّع بأن تحصل ضربة عسكرية، لكن لم يكن التوقع بأن تحصل بهذا الحجم. وضع دروز لبنان في أجواء هذا الاجتماع، وأن هناك أموراً سيئة مقبلة، وتهدف إلى تقويض الدروز. جنبلاط كان قد استبق ذلك، قبل فترة، وأرسل برقيات ورسائل إلى القيادة الروسية، طالبهم فيها بتوفير الحماية للسويداء عامة ومشايخ الكرامة خاصة، لأنه كان يتوقّع ما قد يحصل لهم، لكن ما جرى كان مخالفاً لذلك. مَن شنّ الهجوم أو سهّله، يعرف كيف ستكون ردّة الفعل الدرزية. وهي في رفع الصرخات المؤيدة للنظام، والالتحاق به، وتعزيز حضور شخصيات معارضة لجنبلاط في لبنان، على غرار وئام وهاب، الذي سارع إلى الذهاب إلى السويداء، ورفع لواء القتال وتوفير الحماية من خلال الجيش السوري. وبالتأكيد، ستتعالى الأصوات في لبنان للعب على الوتر المذهبي، لاستقطاب أكبر قدر ممكن من الرأي العام الدرزي، لحشر جنبلاط ومحاصرته.

 

الخطة الروسية لإعادة اللاجئين: مملوك يستفز الحريري.. ولكن

منير الربيع/المدن/السبت 28/07/2018

انتهت جولة الاستطلاع الروسية لآراء المسؤولين اللبنانيين في شأن كيفية التعاطي مع مبادرة موسكو لإعادة اللاجئين السوريين إلى أراضيهم. للبنان الحصّة الأكبر في عملية العودة، وفق ما يتحدث المسؤولون الروس. ورغم أن الموفد الروسي سمع موقفاً لبنانياً موحداً، فإن ذلك لا يلغي بعض الاختلافات في وجهات النظر اللبنانية، بين اعطاء طابع سياسي يمهّد لتنسيق مع النظام السوري وإعادة العلاقات، وبين رفض هذا الطابع وحصر العملية بالجانب التقني. وتكشف مصادر متابعة أن دوائر بيت الوسط تفاجأت بالدعوة التي وجهت إلى الرؤساء وقادة الأجهزة الأمنيين إلى بعبدا، مع التأكيد أن هذه الخطوة جرى الإعداد لها سريعاً وقبل فترة قصيرة جداً من انعقاد اللقاء، لأن رئيس الجمهورية ميشال عون أصرّ على إظهار صورة موحدة للموقف اللبناني الذي يصدر من بعبدا. قدم الروس اقتراحاتهم، ورحّب اللبنانيون بها، إذ جرى الاتفاق على ضرورة عودة اللاجئين وتوفير الظروف والشروط الآمنة لذلك، عبر تأسيس لجنة في لبنان والأردن وتركيا. وأبلغ الروس أنهم نسقوا ذلك مع النظام السوري، الذي سيقدم ضمانات بعدم التعرض للعائدين، كاشفين عن وجوب وضع خطة لإعادة اعمار البنى التحتية المدمرة التي تحتاج الى دعم مالي. وهذا ما يتوجب على المجتمع الدولي توفيره. كما تحدث الروس عن تأسيس مراكز في سوريا من المفترض أن ينتقل إليها العائدون في المرحلة الأولى، ومنها إلى قراهم بعد إعادة إعمارها. على أن يتم تحديد نقاط عبور يسلكها اللاجئون للعودة. على أن يجول الروس على مختلف دول الجوار والدول المعنية، لعقد لقاءات وبحث مختلف أفق إنجاح المبادرة، بالإضافة إلى عقد لقاءات مع الأوروبيين والأميركيين والمفوضية العليا لشؤون اللاجئين، ثم يضع الروس خطّتهم التفصيلية من وحي تلك الاجتماعات ومداولاتها، وفيما بعد يعودون إلى لبنان والأردن لتقديم هذه الخطّة، ووضع الأطر التنفيذية لها. لأن آليتها لا تزال غير واضحة.

وتؤكد المصادر أن مسألة تشكيل اللجان ستكون تقنية بحتة، ولن يكون لها انعكاسات سياسية للتطبيع مع النظام السوري، لأن الحريري يصرّ على أن تكون اللجنة تقنية وأمنية، وليس لها أي طابع سياسي. وتشير المصادر إلى أنه لا يزال من المبكر الحديث عن اللجنة اللبنانية التي ستشكّلها الدولة، فيما الترجيحات تصب في إطار رئاسة المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم لها. بينما دمشق تقترح اللواء علي مملوك لهذه المهمّة. وهنا، لا بد من تسجيل مفارقة لبنانية، هي أن مملوك مطلوب للقضاء بقضية إدخال الوزير السابق ميشال سماحة لمتفجرات وتنفيذ عمليات أمنية في الداخل اللبناني. ولا تخفي المصادر وجود بعض التباين حيال اللجنة. فالحريري يصرّ على الجانب التقني بين الأمن العام والجيش اللبناني والمفوضية العليا لشؤون اللاجئين، بينما عون يصرّ على اعطائها طابعاً سياسياً، عبر منح دور لوزارة الخارجية والسفير اللبناني في دمشق.

تعي المصادر أن المبادرة تحتاج إلى مزيد من الوقت، وربما إلى أشهر لأجل أن يبدأ تحقيق الخروق الجدية على صعيد إعادة اللاجئين، لأن هناك عشرات الآلاف من الناس الواجب تسوية أوضاعهم وتهيئة ظروف العودة لهم. وهذا يحتاج إلى وقت وجهد، فيما الخطوة الأولى هي بتحقيق التوافق الدولي في شأن تفاصيل الخطّة، وبمجرد تحقيق ذلك، وحينها فقط، يصبح في الامكان القول إن الخطّة بدأت الدخول في البحث العملاني لها. يؤكد وزير شؤون النازحين معين المرعبي لـ"المدن" أن حصيلة اللقاءات كانت جيدة، والخطة تقوم على مبدأ إعادة اللاجئين من مختلف الدول إلى أماكن سكنهم الأصلي، إذا ما توفرت الظروف. وهذا الموضوع سيكون له آليات أمنية ولوجستية، لمتابعة تفاصيل الأمر. ولا بد من انتظار مراحل معينة لتوفير هذه الظروف، كتأمين مساكن لهؤلاء. ويشير المرعبي إلى أن الحديث عن مراكز التجمع كان فيه بعض الغموض، لكن الروس أوضحوا للمسؤولين اللبنانيين أن العودة ستكون إلى المناطق الأصلية. وهذا يجب أن يبدأ بعمليات إعادة إعمار المناطق التي سيعود اللاجئون إليها، ما يرتبط بإطلاق عملية إعادة إعمار تلك المناطق. ويكشف المرعبي أن الوفد الروسي طرح بشكل مباشر مسألة الدخول في حوار بين الحكومتين اللبنانية والسورية، لكن الحريري ردّ بشكل حاسم أنه يرفض التنسيق مع النظام السوري. وهذا قد يؤدي إلى مزيد من الإنقسام السياسي في لبنان، وهو يفضّل وضع الأمر في جانبه التقني، فأبدى الروس تجاوباً مع موقف الحريري، وفق ما يشير المرعبي. أما عن مسألة اللجنة التي ستتشكل فهي تحتاج إلى مزيد من البحث والوقت، لكنها ستكون تقنية بحتة. ويرفض المرعبي ربط هذا الأمر بأي مسألة سياسية، رغم أن النظام اختار مملوك لرئاسة اللجنة السورية. ويعتبر المرعبي أنه بالمعنى السياسي، وعلى المدى البعيد، يمكن للبعض أن يفسّر خطوة النظام بأنها استفزازية للبنان، ولكن أيضاً "أنا من المطلوبين للنظام السوري، كما مملوك مطلوب للقضاء اللبناني، فالمسألة ستبقى محصورة بشقها التقني، ولا علاقة للسياسة بها".

 

عودة اللاجئين: موسكو مستعجلة وبيروت تسهّل المعاملات

منير الربيع/المدن/الجمعة 27/07/2018

تريد موسكو لمبادرتها في إعادة اللاجئين السوريين إلى الداخل السوري أن تسير بسرعة. الموقف أبلغه الموفد الرئاسي الروسي الكسندر لافرنتييف إلى المسؤولين اللبنانيين الذين التقاهم في قصر بعبدا، الخميس في 26 تموز 2018. تتوقع المصادر الروسية أن يبدأ المسار التنفيذي للخطة خلال شهرين، بعد إنجاز الترتيبات السياسية واللوجستية. وتقول المصادر: "سيتم إنشاء مراكز لاستقبال اللاجئين، وتسهيل المعاملات من الجانب اللبناني ممثلاً بالأمن العام، لمعاجلة مسألة المعابر الحدودية والأوراق الثبوتية وجوازات السفر. وسيكون ذلك بالتنسيق مع الجانب السوري لتأمين سرعة في الإنجاز والتنفيذ. فيما الرقم المتوقع إعادته يصل إلى نحو 890 ألف لاجئ سوري، سيسلكون الطرقات البرية بين لبنان وسوريا، عبر معبر الزمراني الذي استخدمه الأمن العام في عمليات إعادة اللاجئين السابقة".

يتفق السياسيون اللبنانيون على ضرورة الخروج بصيغة موحّدة وسياسة عامة، للانتهاء من أعباء اللجوء. لذلك، أصر رئيس الجمهورية ميشال عون على عقد لقاء موسع في قصر بعبدا، ضمّ إليه رئيسي مجلس النواب نبيه بري والحكومة سعد الحريري، ووزير الدفاع وقائد الجيش والمدير العام للأمن العام، وممثل عن وزارة الخارجية. وجرى البحث في مختلف التفاصيل العامة والتفصيلية لبلورة الخطّة الروسية. ولا بد من الإشارة إلى أن عون والحريري أصرا على تجاوز ما حكي سابقاً عن وجود سوء تفاهم بينهما حيال هذا الملف، على خلفية تخطي الحريري عون في تكليف مستشاره التواصل مع الروس. وقد تم تبديد ذلك، بإصرار عون على عقد اللقاء في بعبدا ليخرج القرار بحضور الجميع وموافقتهم. وقبل الاجتماع الموسع، كان لافرنتييف قد التقى الحريري ووزير الداخلية نهاد المشنوق ووزير الدولة لشؤون النازحين معين المرعبي، في بيت الوسط لبحث الخطة والترتيبات اللوجستية أيضاً.

ومن المفترض، وفق المباحثات، أن يبدأ لبنان إعداد لوائح اللاجئين والمناطق التي تهجروا منها، على أن يتم تسليمها تباعاً إلى اللجنة الروسية، التي ستدرس مع النظام إمكانية إعادة هؤلاء ووضع خيارات لأماكن عودتهم، إذا تعثّرت إعادتهم إلى أراضيهم. وتكشف المصادر أن هذا سيكون مرتبطاً بتوفير المال لتأمين بناء وحدات سكنية يقطنها اللاجئون العائدون، المهدمة منازلهم. وهذا يحتاج إلى وقت. لكن من المفترض أن تبدأ العملية خلال الشهرين المقبلين، لاسيما أن الموفد الروسي أكد بعد لقاء بعبدا أن المباحثات كانت إيجابية، والمبادرة الروسية تنطلق من خلفية عودة العديد من اللاجئين إلى بلدهم. ما يعني أن الظروف بدأت تسمح بهذه العودة. لكن مصادر لبنانية لا تبدي تفاؤلاً كبيراً من إمكانية تحقيق خرق أساسي أو إيجاد حلّ جذري لمشكلة اللاجئين في المدى المنظور أو القريب، لأن الخطّة الروسية ستواجه عقبات عديدة. أولاً، توفير المناطق الآمنة داخل سوريا، وثانياً إيجاد ضمانات لهؤلاء اللاجئين ليعودوا من دون القبض عليهم أو إلزامهم بالذهاب إلى جبهات القتال مع الجيش السوري، بالإضافة إلى تأمين مساكن لهم، ناهيك عن فرص العمل أو المساعدات التي يحتاجون إليها لتتوفر لهم حياة كريمة. فيما يبقى عائق أساسي على موسكو أن تجدّ حلّاً له، وفق مصادر دولية. وهو أن لبنان أقدم منذ فترة على إعادة عدد من اللاجئين السوريين إلى الداخل السوري، ولكن هذه العمليات كانت تحصل بناء على تقديم لبنان لوائح بأسماء الراغبين في العودة. فكان النظام يوافق على بعض من هؤلاء ويرفض البعض الآخر. ما يعني أن ما يجري هو عملية فرز جديدة للاجئين، بين من يرضى عنهم النظام ويسمح بعودتهم ومن لا يرضى عنهم، الذين يجب السؤال عن مصيرهم. وهذا ما سيلقي مسؤولية أساسية على موسكو، لوقف عمليات فرز اللاجئين بعد الفرز الديمغرافي والمذهبي الذي شهدته سوريا، لتأمين عودة حقيقية لهم.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

السويداء تشيِّع بالأهازيج ضحايا مجزرة “داعش”: أبناؤنا أُعدموا في منازلهم وإدانات عربية وعالمية لـ"الجريمة الإرهابية"... وحصيلة القتلى إلى 250

دمشق- وكالات: بمشاركة شعبية حاشدة، وعلى وقع الأهازيج الحماسية، شيَّعت مدينة السويداء السورية أمس العشرات من أبنائها، ضحايا المجزرة المروّعة التي ارتكبها تنظيم “داعش” الإرهابي في المدينة وبعض قرى ريفها الشرقي، صباح أول من أمس، والتي ارتفعت حصيلتها إلى 250 قتيلاً ومئات الجرحى، ولاقت إدانات عربية وعالمية، فيما عدّها الرئيس السوري بشار الأسد “دليلاً على أن الدول الداعمة للإرهاب تحاول إعادة بث الحياة في التنظيمات الإرهابية، لتبقى ورقة بيدهم يستخدمونها لتحقيق مكاسب سياسية”. وكان الجيش السوري تمكّن، بالتعاون مع أهالي حملوا السلاح دفاعاً عن قراهم، من صدّ هجوم مباغت شنّه إرهابيو “داعش” على قرى عدة في الريفين الشرقي والشمالي الشرقي للمحافظة، أوقع نحو 250 قتيلاً من السكان المحليين “تم إعدامهم داخل منازلهم”، بحسب “المرصد السوري لحقوق الإنسان”، إضافة إلى “مصابين توفوا لاحقاً متأثرين بجروحهم”، فيما “قتل 56 من الإرهابيين، بينهم سبعة انتحاريين”. وأكد المشيّعون، في تصريحات بثتها وكالة الأنباء السورية “سانا” أمس، أن “السويداء، التي كانت عبر تاريخها سدّاً منيعاً في وجه المحتل الفرنسي والعثماني، ها هي تقف اليوم في وجه الإرهاب التكفيري، وتقدّم التضحيات والشهداء فداء للوطن”. وقال شيخ عقل طائفة المسلمين الموحدين حمّود الحناوي، في كلمة ألقاها في مراسم التشييع: “نودّع اليوم شهداءنا الأبطال الذين دافعوا عن الأرض والعرض والوطن، وقدّموا دماءهم الزكية فداء لأهلهم، وهذا ليس غريباً عنهم .. شهداؤنا فخر لنا، فالشهادة أعزّ ما يكون من موت”. من جهته شدد الشيخ يوسف جربوع على أن “أبناء محافظة السويداء يقفون سدّاً منيعاً في وجه هؤلاء الطغاة الجبناء، الذين أتوا على حين غرّة، وانقضوا على النساء والأطفال والشيوخ”، مؤكداً أن “على الإرهابيين، وكل من تسوّل له نفسه، أن يعي تاريخ محافظة السويداء ومواقف أبنائها”. بدوره أشار مطران حوران وجبل العرب للروم الأرثوذكس سابا إسبر إلى أن الذي جرى أمس “مذبحة تمت على حين غرّة، وحلقة في سلسلة تستهدف محافظة السويداء، التي قَدَرُها دائماً أن تكون مصدّاً لكل أنواع الغدر”. ونقل التلفزيون السوري أمس مشاهد مباشرة من مراسم التشييع، حيث وُضعت نعوش ملفوفة بالعلم السوري وسط ساحة تجمّع فيها حشد كبير من الشباب والمشايخ الدروز. وحمل بعض الشباب صور القتلى التي وضعت أيضاً فوق كل نعش، بينما حمل آخرون رشاشات واستعرضوا فيها على وقع الأهازيج الحماسية والتصفيق. وكان تنظيم “داعش” الإرهابي تبنى الهجمات في بيانين منفصلين، قال في أحدهما، مساء أول من أمس، إن “جنود الخلافة” نفذوها في مدينة السويداء وريفها، فيما نشر الثاني فجر أمس على “تلغرام”، وفيه صور لقيام مقاتليه بذبح شخصين، قال إنهما من الجيش السوري والموالين له في ريف السويداء. ونشرت شبكات إعلامية محلية على مواقع التواصل الاجتماعي صوراً، قالت إنها لمقاتلين من التنظيم الإرهابي قتلوا خلال اشتباكات الأربعاء، وأفادت عن العثور على بطاقات هويّة بحوزتهم تظهر أنهم من مخيم اليرموك. وعلّق الرئيس السوري بشار الأسد، خلال استقباله مسؤولاً روسياً مساء أول من أمس، على ما حدث، بالقول: “إن جريمة اول من امس تدلّ على أن الدول الداعمة للإرهاب تحاول إعادة بث الحياة في التنظيمات الإرهابية، لتبقى ورقة بيدهم يستخدمونها لتحقيق مكاسب سياسية”.

 

إسرائيل تلوّح بعملية عسكرية واسعة النطاق في قطاع غزة و”حماس” وكتائب عزالدين القسَّام تعلنان حالة الاستنفار القصوى و9 قذائف صاروخية من القطاع رداً على مقتل نشطاء والفصائل الفلسطينية ترفع التأهب إلى الحالة القصوى

غزة وعواصم – وكالات/27 تموز/18»/رجح وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي جلعاد إردان، أن تكون إسرائيل على وشك إطلاق عملية عسكرية واسعة النطاق في قطاع غزة. ونقلت هيئة البث الإسرائيلي عن إردان، وهو عضو المجلس الوزاري المصغر، القول صباح أمس، إن “سكان المناطق القريبة من القطاع يعيشون ظروفا لا تطاق”، محملا حركة “حماس” مسؤولية كل العمليات التي تنطلق من القطاع. من جانبه، أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أنه تم رصد إطلاق تسع قذائف صاروخية من قطاع غزة، أول من أمس وصباح أمس، معظمها باتجاه مناطق غير مأهولة في الأراضي الإسرائيلية.

وقال إن “منظومة القبة الحديدية اعترضت أحد الصواريخ، فيما لم تسفر البقية عن وقوع إصابات أو أضرار مادية”. بدورها، ذكرت هيئة البث الإسرائيلية، أن أحد الضباط الإسرائيليين أصيب الليلة قبل الماضية بجروح متوسطة، جراء تعرض قوة عسكرية قرب السياج الأمني المحيط بقطاع غزة لإطلاق نار .

وردا على ذلك قامت دبابات من الجيش الإسرائيلي بإطلاق النار على سبعة مواقع تابعة لحركة “حماس” في القطاع ،مما أدى إلى مقتل ثلاثة فلسطينيين من عناصر كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة “حماس”. في المقابل، أعلنت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة “حماس”، حالة الاستنفار القصوى في صفوفها.وذكرت في بيان، أمس، إنها “تعلن عن رفع درجة الجهوزية للدرجة القصوى، واستنفار جميعِ جنودها وقواتها العاملة في كل مكان، بعدما أقدمت قوات الغدر الصهيونية على قصف نقطة لمجاهدي قوة حماة الثغور مساء الأربعاء”.

واضافت “ليعلم العدو بأنه سيدفع الثمن غاليا من دمائه جراء هذه الجرائم التي يرتكبها يومياً بحق شعبنا ومجاهدينا”، داعية “جميع فصائل المقاومة من خلال الغرفة المشتركة التي نحن جزء منها، إلى رفع الجهوزية والاستنفار للدرجة القصوى”، ومتعهدة بالثأر لمقتل ثلاثة من نشطائها في القصف المدفعي على قطاع غزة. ونعت القتلى الثلاثة، مؤكدة “أن دماءهم ودماء جميع شهداء الشعب الفلسطيني لن تذهب هدراً وسيدفع العدو الثمن غالياً”. وقال المتحدث باسم “حماس” فوزي برهوم، إن “المقاومة لن تتخلى عن واجبها في الدفاع عن شبعها وحمايته والرد على العدوان”. ودوت صفارات الانذار من صواريخ النشطاء في بلدات اسرائيل وقراها القريبة من قطاع غزة لكن لم ترد تقارير عن اصابات بشرية أو أضرار مادية. على صعيد آخر، عم إضراب شامل، أمس، مرافق وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” في قطاع غزة. وجاء الإضراب بدعوى من لجنة الفصائل الفلسطينية احتجاجا على قرار “أونروا” بتسريح نحو ألف موظف كانوا يعلمون لديها بعقود مؤقتة. وتم الإضراب بعد يوم من إعلان اتحاد الموظفين في أونروا بدء “نزاع عمل” مع الإدارة على خلفية إنهاء خدمات العدد المذكور من الموظفين. إلى ذلك، كشف مسؤول ان خطة ادارة الرئيس الاميركي دونالد ترامب للسلام في الشرق الاوسط والتي طال انتظارها، ستشمل ما يصفه البيت الابيض بخطة اقتصادية قوية للمساعدة في حل الصراع الاسرائيلي الفلسطيني.وقال المسؤول بالبيت الابيض، ان مبعوثي ترامب يعملان أيضا بشأن مجموعة من المقترحات الاكثر تفصيلا حتى الان للخطة الشاملة. ووصف خطة ترامب بأنها ستكون مجموعة الحلول الاكثر تفصيلا التي يتم طرحها على الاطلاق، وأنه يتم حاليا وضع بعض اللمسات النهائية على المقترحات الرئيسية والخطط الاقتصادية، مضيفا أنه يتم تطوير ستراتيجية تنفيذية.

 

السيستاني يحدد برنامج الحكومة المقبلة ويحذر من تصاعد الاحتجاجات في الشارع

بغداد - «الحياة/ 28 يوليو 2018 /منح المرجع الشيعي علي السيستاني، التظاهرات الشعبية المتواصلة في العراق زخماً جديداً بتجديد دعمها، ووجه تحذيرات نادرة من احتمال تطوير آليات الاحتجاج إذا لم يُستجب لمطالب الإصلاح، ليضع القوى السياسية العراقية إزاء وضع مختلف في شأن آليات تشكيل الحكومة التي اشترط السيستاني ان ترأسها شخصية قوية وحازمة. ووصف ممثل السيستاني في كربلاء عبد المهدي الكربلائي أمس، الوضع في العراق بأنه وصل إلى «حال مأسوية»، وقال: «نصحت المرجعية كبار المسؤولين في الحكومة وزعماء القوى السياسية بأن يعوا حجم المسؤولية الملقاة على عاتقهم وينبذوا الخلافات المصطنعة التي ليست وراءها إلا المصالح الشخصية والفئوية، وأن يجمعوا كلمتهم على إدارة البلد، ويراعوا العدالة في منح الرواتب والمزايا والمخصصات، ويعملوا للإصلاح، ويمتنعوا عن حماية الفاسدين». وذكّر الكربلائي بأن المرجعية كانت اعتبرت «الإصلاح ضرورة لا بد منها، وإذا خفّت مظاهر المطالبة به مدّة فإنها ستعود في وقت آخر، أقوى وأوسع بكثير، ولات حين مندم»، وزاد أن المرجعية كانت «نصحت المواطنين كلما حلّ موعد الانتخابات النيابية والمحلية بأن الإصلاح والتغيير نحو الأفضل... لن يتحققا إلا على أيديكم، فإذا لم تعملوا لهما بصورة صحيحة لن يحصلا، والآلية المثلى هي المشاركة الواعية في الانتخابات المبنية على حسن الاختيار». وأشار إلى المطالبة بقانون انتخابات عادل ومفوضية مستقلة لا تخضع للمحاصصة، ولكن لم تجرِ الأمور كما تمنّتها المرجعية الدينية وسعت إليها، واستمرت معاناة معظم المواطنين، بل ازدادت». وندد ممثل السيستاني بالاعتداء على المتظاهرين السلميين وعلى قوات الأمن والممتلكات العامة والخاصة، مطالباً بمسارين: «أن تجدّ الحكومة الحالية في تحقيق ما يمكن تحقيقه في صورة عاجلة من مطالب المواطنين»، و «أن تتشكل الحكومة المقبلة في أقرب وقتٍ ممكن على أسس صحيحة من كفاءات فاعلة ونزيهة، ويتحمل رئيس مجلس الوزراء فيها كامل المسؤولية عن أداء حكومته، ويكون حازماً وقوياً يتسم بالشجاعة الكافية في مكافحة الفساد المالي والإداري(...) ويشن حرباً لا هوادة فيها على الفاسدين». ووضع السيستاني في الخطبة التي تلقى نيابة عنه في كربلاء، خطوات لبرنامج الحكومة المقبلة، بينها «تبنّي اقتراحات قوانين ترفع إلى مجلس النواب تتضمن إلغاء أو تعديل القوانين التي تمنح حقوقاً ومزايا لفئات معينة»، و «تقديم مشاريع قوانين إلى المجلس لسدّ الثغرات القانونية»، و «منح هيئة النزاهة والسلطات الرقابية الأخرى اختيارات أوسع في مكافحة الفساد»، و «تطبيق ضوابط صارمة في اختيار الوزراء وفي كل التعيينات الحكومية، لا سيما للمناصب العليا والدرجات الخاصة»، و «الإيعاز إلى ديوان الرقابة المالية بضرورة إنهاء التدقيق في الحسابات الختامية للموازنات العامة في السنوات الماضية». وختم ممثل السيستاني بتحذير الحكومة المقبلة من أنها إذا «تنصلت مما تتعهد به أو تعطل الأمر في مجلس النواب أو لدى السلطة القضائية، لا يبقى أمام الشعب إلا تطوير أساليبه الاحتجاجية السلمية لفرض إرادته على المسؤولين، مدعوماً في ذلك من كل القوى الخيّرة في البلد، وعندئذ سيكون للمشهد وجهٌ آخر مختلفٌ عما هو اليوم عليه». وسارع زعماء القوى السياسية العراقية الى إعلان تأييدهم خطاب السيستاني، إذ أكد رئيس الوزراء حيدر العبادي أن «ما دعت اليه المرجعية الدينية العليا كان وسيبقى نصب أعيننا»، وزاد أنه أعلن الاستجابة «الفورية» لكل المطالب المشروعة للمتظاهرين في المحافظات «منذ اللحظات الأولى» وفق الصلاحيات المحددة والإمكانات المالية المتوافرة. أما زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، فدعا في تغريدة إلى وقف قمع المتظاهرين، في حين أعلن زعيم تيار الحكمة عمار الحكيم التأييدَ الكامل لخطاب السيستاني، ومثله فعل زعيم «عصائب أهل الحق» قيس الخزعلي، وزعيم «دولة القانون» نوري المالكي. وشهدت بغداد أمس واحدة من أكبر التظاهرات التي طالبت بالإصلاح واختيار حكومة نزيهة، فيما نُظِّمت تظاهرات أخرى في معظم مدن وسط العراق وجنوبه. وتأتي خطبة السيستاني فيما تسعى القوى السياسية الى تشكيل حكومة عبر تقاسم المناصب بين الأحزاب، ما يرفضه المتظاهرون الذين يطالبون بحكومة مهنية من خارج تلك القوى. وزادت التكهنات حول طبيعة تأثير خطاب السيستاني على مفاوضات تشكيل الحكومة، بين مَن يعتقد بأن الأحزاب ستمرر مشروع حكومة الأحزاب، وآخرون يرون أن الخطاب قلب طاولة المفاوضات.

 

إيران على حافة {الإفلاس المائي}... وإجراءات لتقييد الزراعة

طهران - لندن/الشرق الأوسط/27 تموز/18»/تقترب إيران من مرحلة إفلاس المائي؛ مرحلة تكون فيها احتمالات العودة إلى الوضع الطبيعي شبه معدومة. هذا ما يقوله خبراء مستقلون، كما يؤكده مساعد الرئيس الإيراني ورئيس منظمة البيئة عيسى كلانتري ومسؤول إحياء بحيرة أرومية الذي شغل منصب وزير الزراعة؛ المتهم الأول في إهدار المياه ودخول إيران إلى مرحلة اللاعودة في إفلاس المياه. تشير الإحصاءات إلى أن الذخائر الاستراتيجية المائية في إيران تراجعت بنسبة 90 في المائة خلال 9 عقود، وفقدت إيران 80 في المائة منها خلال العقود الأربعة الماضية. تراجع معدل المياه من 13 ألف متر مكعب في السنة إلى 1400 متر مكعب. أكثر من 60 في المائة من مخازن السدود الإيرانية فارغة. ومن بين 220 مدينة كبيرة في إيران، تواجه 140 منها أزمة مياه حادة. كما تحول أكثر من 298 سهلا خصبا في إيران إلى صحراء قاحلة. كل هذه الأرقام توضح جانباً من أزمة المياه في إيران التي كانت - وفقا لاستطلاعات الرأي - خلال 10 أعوام الأزمة الثابتة بين 10 أزمات عصفت بإيران، كما أنها تصدرت في الوقت نفسه قائمة الأزمات خلال العامين الماضيين؛ أعلى من أزمات البطالة والإدمان وأزمة الفساد الاقتصادي وأزمة الفقر. في هذا الصدد، يقول كلانتري إن «العدو الأساسي لإيران ليس إسرائيل؛ وإنما أزمة المياه». بوضوح أكثر، يقول مستشار المرشد الإيراني للشؤون الاستراتيجية رحيم صفوي: «لا مهرب من التوترات والنزاعات في حقول المياه إذا لم تجد إيران مخرجا لأزمة المياه». الكلام يفسره كثيرون بأنه تحذير من حرب مياه داخلية تقف على أبواب إيران. في الواقع، فإن فكرة الحرب الداخلية لم تعد من صنع الخيال؛ وإنما تثبتها أرقام الإحصاءات. خلال العقود الثلاثة الماضية؛ تمحور ثلث الاحتجاجات في إيران حول موضوع المياه. وكذلك كانت أكبر الاحتجاجات خلال العقود الماضية في إيران من حيث التعداد. شهدت الأحواز في 2016 أكبر مظاهرات ضد تحويل نهر كارون بمشاركة أكثر من 40 ألفاً. أغلب احتجاجات المياه في أغلب الأوقات سجلت أعمال عنف وقمعا من قوات الأمن. الإحصاءات المستقلة تظهر أن الاحتجاجات حول المياه سجلت حتى الآن 16 قتيلا في إيران ومئات المعتقلين. واللافت في احتجاجات المياه الإيرانية أنها ليست متمركزة في نقطة واحدة؛ وإنما سببت انشقاقات في جغرافيا إيران. بهذا يعتقد الخبراء أن موضوع المياه أكبر تهديد موجه لسلامة الأراضي الإيرانية في المستقبل القريب. نظرة سريعة على أوضاع أزمة المياه وتطوراتها في إيران تظهر أنها كافية لإشعال أزمة شاملة في إيران. لكن الأمر لم يتوقف على ذلك؛ إذ أدت أزمة المياه في إيران إلى أزمات أخرى، يمكن أن تكون أي منها «أزمة فائقة» أو «سوبر تحدي». أدت أزمة المياه إلى تدخل غير مسبوق من وزارة الزراعة ووزارة الطاقة لفرض قائمة من المحاصيل الممنوعة على المزارعين في كثير من المناطق. هذا العام أعلنت السلطات عن تقييد الزارعة الصيفية في الأحواز وأصفهان ويزد وكرمانشاه وجيلان ومازندران وهمدان ومحافظة «مركزي»، وهذا يعني حرمان إيران من آلاف الأطنان من المحاصيل الزراعية وبطالة نحو 250 ألفاً، في بلد يعجز عن ترويض حصان البطالة الجامح.

وستؤدي أزمة البطالة بين المزارعين نتيجة منع الزراعة وجفاف الأراضي الزراعية وشح المياه، إلى هجرة واسعة من القرى باتجاه المدن وتفاقم أزمة سكان الصفيح. وتعد أزمة «سكان الصفيح» واحدة من 3 أزمات رئيسية في إيران، وهي «أم الأزمات» مثل الإدمان والمشكلات الاجتماعية والحرمان من الدراسة والعنف في المدن؛ أزمة تتفاقم وتتسع نتيجة جفاف الأراضي الزراعية وأزمة المياه، والهجرة من القرى إلى المدن تبعا لذلك. إضافة إلى ذلك، تسببت أزمة المياه في أزمات بيئية... جفاف أكبر 4 أحواض مياه في إيران؛ أي: بحيرة أورمية في أذربيجان الغربية، وأهوار الفلاحية والحويزة في الأحواز، وبحيرة كاوخوني في أصفهان، وبحيرة هيرمند في بلوشستان. ويعد كل منها أزمة بيئية كبيرة أصبحت منشأ عواصف الغبار التي تضرب نصف جغرافيا إيران. موجات الغبار، إضافة إلى تفشي أمراض كثيرة على رأسها تسونامي السرطان وأمراض الجهاز التنفسي والأمراض الجلدية، وضعت اللبنات الأولى لحراك اجتماعي وسياسي يرى خبراء أنه سيصبح أحد المؤثرات الأساسية في اصطفاف القوى الاجتماعية، وفي لعبة السياسة الإيرانية. ويعتقد خبراء أن الحرب الداخلية على المياه والاضطرابات الاجتماعية أمر لا مفر منه. الاحتجاجات التي شهدتها المحمرة وعبادان في الأسابيع الأخيرة وأدت إلى 5 قتلى، على الأقل، بين المتظاهرين برصاص قوات الأمن، واحتجاجات مدينة كازرون التي سجلت قتيلا واحدا برصاص قوات الأمن في الأسبوع الأخير، ربما نماذج أولية لتلك الحرب. مساعد وزير العمل الإيراني أشار في مقال بإحدى الصحف الإيرانية إلى أزمة المياه في سياق الحرب الشاملة التي تشهدها سوريا هذه الأيام، ويتوقع المسؤول الإيراني أن تأخر إيران في المعالجة لن يجعلها بعيدة عن سيناريوهات المسار السوري. مساعد الرئيس الإيراني لشؤون البيئة عيسى كلانتري يقولها بنبرة أكثر مرارة: «ربما لم يتبقَ وقت للتعويض، فإننا لم نعدْ في مرحلة الأزمة؛ وإنما دخلنا مرحلة الإفلاس المائي».

 

موسكو تتحدث عن مشاركة إسرائيلية بالحرب على الإرهاب في سوريا والتنسيق مع تل أبيب وسيلة محتملة لموازنة نفوذ طهران

موسكو: رائد جبر/الشرق الأوسط/27 تموز/18/دافعت موسكو، أمس، عن تحركات إسرائيل العسكرية في الأراضي السورية بعد مرور يومين فقط على بروز استياء من جانب موسكو على إسقاط تل أبيب مقاتلة سورية قرب الجولان. تزامن ذلك مع تقارير إعلامية ركزت على أن «الحرب السورية عززت التقارب بين إسرائيل وروسيا». وأفاد بيان أصدرته وزارة الدفاع الروسية أمس، بأن إسرائيل نجحت في القضاء على عشرات الإرهابيين في ضربة صاروخية استهدفت مواقعهم في محافظة القنيطرة، أول من أمس (الأربعاء) فقضت على مقاتلين من تنظيم داعش، ودمرت منصات صواريخ تابعة للتنظيم.

وأوضح، أن «مسلحي تنظيم داعش حاولوا استفزاز القوات الإسرائيلية لحملها على توجيه ضربة ضد قوات تابعة للجيش السوري، وذلك من خلال قصف الأراضي الإسرائيلية من مناطق بلدتي نافعة والشجرة (محافظة القنيطرة)» وأضاف البيان، أن «الرد الإسرائيلي كان حاسماً ودقيقاً»، وأنه أسفر عن «قتل عشرات الإرهابيين من (داعش)، وتدمير منصات صواريخ بضربة جوية دقيقة وفورية من جانب سلاحي الجو والمدفعية الإسرائيلية». وهذه هي المرة الأولى التي تعلن فيها موسكو تفاصيل عملية عسكرية تقوم بها القوات الإسرائيلية على الأراضي السورية، وجاءت بعد مرور يومين على بروز معطيات عن استياء روسي بسبب إسقاط مقاتلة سورية من طراز «سوخوي» قالت دمشق، إنها كانت تقوم بعملية عسكرية ضد مواقع «داعش» في محافظة القنيطرة. وكان الجيش الإسرائيلي أعلن في وقت سابق، أن طائراته ووحدات المدفعية التابعة للجيش هاجمت موقعاً في سوريا أُطلق منه صاروخان سقطا في بحيرة طبريا.

وشغلت تطورات العلاقة الروسية الإسرائيلية ومحاولة الطرفين التوصل إلى تفاهمات نهائية في شأن الوضع السوري حيزاً واسعاً من تغطيات الصحف الروسية الكبرى في الأيام الأخيرة. ولفتت صحيفة «آر بي كا» الموجهة إلى النخب السياسية والمالية في روسيا، أمس، إلى أن العلاقات الروسية - الإسرائيلية، المدعومة من جالية يهودية كبيرة في روسيا، والمتحدثين بالروسية في إسرائيل، خالطتها الجيوسياسة في السنوات الأخيرة. ورأت أن «نهاية العمليات العسكرية في جنوب سوريا وتوقع المعركة النهائية للقوات الحكومية والمعارضة في الشمال، في محافظة إدلب، التي من المرجح أن تبدأ في سبتمبر (أيلول)، تجعل موسكو تفكر في توازن القوى بعد الحرب؛ لأن الحلفاء الحاليين يمكن أن يصبحوا خصوماً في المستقبل. من هذا المنطلق، يأتي التفاعل مع إسرائيل في وقت مناسب جداً». وزادت، أن ما يظهر من جفاء بين موسكو وتل أبيب بسبب العلاقة الإيرانية - الروسية، لا يعكس حقيقة الارتباط الوثيق بين الطرفين، مضيفة أنه «على الرغم من علاقات التحالف مع طهران، تشارك موسكو سراً تل أبيب قلقها، بسبب النفوذ المفرط للقوات الإيرانية. ومع ذلك، لا يبدو أن الكرملين يعرف كثيراً كيف يمارس الضغط على إيران من دون تقويض علاقات الثقة معها».

معتبرة أن «التنسيق مع إسرائيل يمكن أن يكون وسيلة لموازنة نفوذ طهران». ولهذا السبب؛ «تفضل موسكو غض الطرف عن عمليات الجيش الإسرائيلي ضد الأهداف الإيرانية في سوريا، وقد ساهمت في القرار الأخير الذي اتخذته دمشق بحظر استخدام مرافق سلاح الجو السوري من قبل إيران وحلفائها».

على صعيد آخر، حذر مركز «حميميم» الروسي للمصالحة في سوريا من تحضيرات تقوم بها المعارضة السورية لشن هجمات متزامنة على جبهات عدة. وأفاد في بيان بأن «مسلحين من جماعات عدة، بما فيها (جبهة النصرة)، يعدون لهجمات تستهدف مواقع القوات الحكومية، وتركز حدتها على جبهات عدة في آن واحد». وأوضح مدير المركز أليكسي تسيغانكوف، أنه «وفقاً للمعلومات المتوافرة، فإن قادة الفصائل (هيئة تحرير الشام «جبهة النصرة») و(جبهة تحرير سوريا) (تتألف من تشكيل نور الدين زنكي وأحرار الشام) و(صقور الشام) و(فيلق الشام)، اتفقوا على إنشاء مقر عمليات مشترك لشن هجمات ضد مواقع القوات الحكومية السورية». وزاد، أنه «لوحظ تركز مجموعات كبيرة في آن واحد على اتجاهات عدة: جبال شمال اللاذقية، وسهل الغاب عند حدود محافظتي حماة وإدلب، والمناطق الواقعة غرب مدينة حلب». وأضاف، أن هذه الجماعات ترسل إلى تلك المناطق تعزيزات وكوادر نخبة من المسلحين، بالإضافة إلى عربات مدرعة.

 

واشنطن تعاقب أفراداً وكيانات على صلة بأسلحة سوريا الكيماوية

واشنطن/الشرق الأوسط/27 تموز/18»/فرضت وزارة الخزانة الأميركية اليوم (الأربعاء)، عقوبات على خمسة كيانات وثمانية أفراد لهم صلة ببرنامج سوريا للأسلحة الكيماوية. وقالت الوزارة في بيان، إن الكيانات والأفراد المستهدفين لعبوا دورا مهما ضمن شبكة تورد معدات إلكترونية للوكالة السورية التي تطور الأسلحة. وذكرت سيجال ماندلكر وكيلة وزارة الخزانة لشؤون مكافحة الإرهاب، أن «استخدام سوريا المروع للأسلحة الكيماوية، بما في ذلك في هجمات على نساء وأطفال أبرياء، لا يزال حاضرا بقوة في أذهاننا». وأضافت: «اليوم نواصل حملتنا لوقف الهجمات الوحشية التي ينفذها نظام الأسد باستهداف شبكات التوريد التي تدعم برنامجه للأسلحة الكيماوية».

 

وفد من «سوريا الديمقراطية» في دمشق لبحث «الإدارة الذاتية» مع النظام

بيروت/الشرق الأوسط/27 تموز/18»/يزور وفد من مجلس سوريا الديمقراطية، الواجهة السياسية لقوات سوريا الديمقراطية المدعومة من واشنطن، دمشق للمرة الأولى، بهدف بحث مستقبل مناطق الإدارة الذاتية، وفق ما أفاد قيادي في المجلس لوكالة الصحافة الفرنسية اليوم (الجمعة). وقال الرئيس المشترك لمجلس سوريا الديمقراطية رياض درار إن وفداً من مجلس سوريا الديمقراطية يزور دمشق بناء على طلب النظام السوري في «زيارة رسمية هي الأولى»، مضيفا: «نعمل للوصول إلى الحل بخصوص شمال سوريا». وأضاف: «ليس لدينا أي شروط مسبقة للتفاوض، ونتمنى أن تكون المحادثات إيجابية لمناقشة الوضع في شمال سوريا بالكامل». ويضم الوفد قيادات سياسية وعسكرية برئاسة إلهام أحمد، الرئيسة المشتركة لمجلس سوريا الديمقراطية. وتعد هذه الزيارة الأولى لمسؤولين أكراد وعرب من مناطق الإدارة الذاتية إلى دمشق، بعد إعلان رئيس النظام السوري بشار الأسد أنه بعد سيطرة قواته على مساحات واسعة في البلاد، باتت قوات سوريا الديمقراطية «المشكلة الوحيدة المتبقية» أمامه. وتحدث الأسد عن خيارين للتعامل معها «الأول أننا بدأنا الآن بفتح الأبواب أمام المفاوضات». وأضاف: «إذا لم يحدث ذلك، فسنلجأ إلى تحرير تلك المناطق بالقوة... بوجود الأميركيين أو بعدم وجودهم». وإثر ذلك، أعلن الأكراد استعدادهم للدخول في «محادثات من دون شروط» مع النظام. وتسيطر قوات سوريا الديمقراطية التي تعد الوحدات الكردية عمودها الفقري وتحظى بدعم أميركي، على 28 في المائة من مساحة البلاد، لتكون بذلك ثانية القوى المسيطرة على الأرض بعد قوات النظام السوري. وأثبتت هذه القوات فاعلية في قتال تنظيم داعش خلال السنوات الأخيرة وتخوض حاليا آخر معاركها ضده في آخر جيب يتحصن فيه في محافظة دير الزور (شرق). وتصاعد نفوذ الأكراد في سوريا مع انسحاب قوات النظام تدريجيا من مناطق سيطرتها عام 2012؛ ليعلنوا لاحقا الإدارة الذاتية ثم النظام الفيدرالي قبل نحو عامين في «روج أفا» (غرب كردستان). ولم تُدع الإدارة الذاتية الكردية إلى المشاركة في أي محادثات أو مفاوضات دولية بشأن مستقبل سوريا.

 

إسرائيل تعلن بناء وحدات استيطانية جديدة بالضفة الغربية ورداً على هجوم طعن نفذه فلسطيني وأدى لمقتل جندي وجرح مستوطنين اثنين

الضفة الغربية/الشرق الأوسط/27 تموز/18»/أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، اليوم (الجمعة) أنه سيتم بناء 400 وحدة سكنية استيطانية جديدة في المستوطنة التي شهدت مقتل إسرائيلي وجرح اثنين آخرين في هجوم أمس في الضفة الغربية المحتلة. وأعلن ليبرمان في تغريدة على «تويتر» عن بناء 400 وحدة استيطانية في مستوطنة آدم المقامة فوق أراضي بلدة جبع شمال القدس المحتلة، وبالقرب من مدينة رام الله. ويأتي هذا الإعلان بعد هجوم قام به فلسطيني بالسكين ليل أمس على مستوطنة آدم أسفر عن مقتل جندي وجرح اثنين من المستوطنين، وأعلن الجيش أن الجندي يدعى يوتام عوفادي (31 عاما). وقال الجيش إن «المهاجم الفلسطيني الذي تسلل إلى (مستوطنة) آدم يبلغ من العمر 17 عاما ويتحدر من قرية كوبر الفلسطينية» في منطقة رام الله. وأضاف أنه قُتل بالرصاص على يد مدني كان يسير في الشارع وكان شاهدا على الهجوم. من جهتها، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية عن مقتل الفتى الفلسطيني محمد طارق دار يوسف (17 عاما). وقال الجيش الإسرائيلي إنه قام بعمليات تفتيش أمنية عند مداخل القرية مشيرا إلى أن هناك مواجهات جرت صباح الجمعة بين الفلسطينيين في بلدة كوبر وأفراد الجيش. وقال الجيش إن «نحو 150 فلسطينيا شاركوا بإلقاء الحجارة والقنابل الحارقة على نطاق واسع وإشعال الإطارات المطاطية أثناء عملية التفتيش التي أجراها الجيش». وأضاف أنه «قام بالرد باستخدام وسائل تشتيت الشغب». وتابع أنه «لم يبلغ عن وقوع إصابات». واستجوب الجيش عددا من أفراد أسرة الفتى الفلسطيني التي سلمها أمرا بهدم منزلها. وقال الجيش الإسرائيلي إن المهاجم يتحدر من القرية نفسها التي جاء منها رجل آخر قتل 3 أشخاص في مستوطنة أخرى في الضفة الغربية في يوليو (تموز). من جانبها، باركت حركة «حماس» التي تدير قطاع غزة الهجوم. وأوضح فوزي برهوم، المتحدث باسم الحركة: «تبارك حركة (حماس) هذه العملية الشجاعة التي جاءت نتيجة لما ترتكبه القوات الإسرائيلية من جرائم يومية بشعة بحق أهلنا وأبناء شعبنا».

وتصاعد التوتر بين إسرائيل والفلسطينيين خلال الشهور القليلة الماضية. وقتل ما لا يقل عن 140 فلسطينياً في قطاع غزة بنيران إسرائيلية في مظاهرات أسبوعية على الحدود.

 

السيستاني يدعو لتشكيل الحكومة العراقية الجديدة «بأقرب وقت» ودعا لتلبية مطالب المحتجين بتوفير وظائف وتحسين الخدمات

بغداد/الشرق الأوسط/27 تموز/18»/دعا المرجع الأعلى لشيعة العراق آية الله علي السيستاني، اليوم (الجمعة)، إلى تشكيل حكومة «في أقرب وقت ممكن على أسس صحيحة» لمواجهة الفساد وسوء الخدمات الأساسية. ودعا السيستاني، في الخطبة التي ألقاها ممثل عنه في مدينة كربلاء، حكومة رئيس الوزراء حيدر العبادي المنتهية ولايتها إلى تلبية مطالب المحتجين بتوفير وظائف وتحسين الخدمات الأساسية. وقال السيستاني: «يجب أن تجدّ الحكومة الحالية في تحقيق ما يمكن تحقيقه بصورة عاجلة من مطالب المواطنين، وتخفف بذلك من معاناتهم وشقائهم». وقبل أسبوعين، أعلنت المرجعية الشيعية العليا في العراق، تأييدها للمظاهرات الشعبية التي تشهدها العراق وانطلقت من مدينة البصرة جنوب البلاد. وأكد ممثل السيستاني في كربلاء «التضامن المواطنين في مطالبهم الحقة مستشعرين معاناتهم ومقدرين أوضاعهم المعيشية الصعبة وما حصل من التقصير الواضح من قبل المسؤولين سابقاً ولاحقاً في تحسين الأوضاع وتقديم الخدمات لهم على الرغم من وفرة الإمكانات المالية».

 

نتائج جزئية للانتخابات في باكستان تؤكد فوز عمران خان

إسلام آباد/الشرق الأوسط/27 تموز/18»/أكدت نتائج جزئية نشرتها اللجنة الانتخابية في باكستان، بعد فرز أكثر من 80 في المائة من الأصوات، فوز بطل الكريكيت السابق عمران خان. وفي حين تنتظر باكستان النتائج النهائية للاقتراع، ستعلن بعثتا المراقبة التابعتان للكومنولث وللاتحاد الأوروبي، اليوم (الجمعة)، أيضاً انطباعاتهما الأولية عن سير الاقتراع الذي جرى في أجواء من التوتر، وشهد اعتداءات دموية. وتفيد نتائج جزئية وضعتها اللجنة صباح اليوم على موقعها الإلكتروني، بعد فرز أكثر من 80 في المائة من الأصوات، بأن حزب حركة الإنصاف، الذي يتزعمه عمران خان، يأتي حالياً في الطليعة بـ114 مقعداً من أصل 272، وهو يتقدم بفارق لم يعد من الممكن تقليصه على خصمه الرئيسي، الحزب الإسلامي الباكستاني - نواز، بقيادة شهباز شريف (62 مقعداً)، بينما يحصل حزب الشعب الباكستاني، بقيادة بيلاوال بوتو زرداري، على 43 مقعداً. وينبغي أن يحصل الحزب الفائز على 137 مقعداً ليتمكن من تشكيل حكومة.

وتواجه اللجنة الانتخابية انتقادات حادة لتأخرها في إنجاز فرز الأصوات. وأكد الأمين العام للجنة، بابر يعقوب، أن «الانتخابات جرت بنزاهة وحرية». وأعلن عمران خان فوزه في خطاب طويل اتسم بلهجة تصالحية، مباشرة من مقر قيادة حزبه في باني غالا، بالقرب من إسلام آباد. وأفاد: «نجحنا، ومنحونا تفويضاً»، مذكراً بأنه بدأ العمل السياسي في 1996. ونفى الاتهامات بالتزوير، معتبراً أن اقتراع الأربعاء كان «الانتخابات الأكثر عدلاً وشفافية التي تجرى في باكستان»، وأضاف أنه لا مجال لإعلان أي طرف أنه «ضحية سياسية». وأسهب عمران خان في الحديث عن مشاريعه بعد توليه رئاسة الحكومة، وتعهد بمكافحة الفساد الذي وصفه بـ«السرطان» والفقر، وبتعزيز المؤسسات.

 

واشنطن تستعيد من بيونغيانغ رفات 55 جندياً قُتِلوا في الحرب الكورية

واشنطن، سيول - رويترز، أ ف ب / 28 يوليو 2018 /أطلقت كوريا الشمالية عملية إعادة رفات جنود أميركيين قُتلوا خلال الحرب الكورية (1950-1953)، التزاماً بما تعهدت به خلال قمة تاريخية جمعت الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون في سنغافورة الشهر الماضي. وكتب ترامب على «تويتر»: «بعد سنوات كثيرة، ستكون لحظة عظيمة بالنسبة إلى عدد كبير من العائلات. شكراً لكيم جونغ أون». ورأى البيت الأبيض أن الزعيم الكوري الشمالي «يفي بجزء من تعهد قطعه للرئيس (ترامب) بإعادة جنودنا الأميركيين الذين سقطوا (في الحرب الكورية). نشعر بتشجيع إزاء خطوات كوريا الشمالية وهذا الفصل من تغيير إيجابي». وشوهد جنود بالزي الرسمي وقفازات بيضاء حاملين 55 صندوقاً صغيراً لُفَّت بشعار الأمم المتحدة، وضعوها في طائرة تابعة لسلاح الجوّ الأميركي أقلعت من مدينة وونسان الكورية الشمالية إلى قاعدة «أوسان» الجوية في كوريا الجنوبية. وذكرت قيادة الأمم المتحدة أن الرفات ستُنقل جواً إلى هاواي، على أن تُقام لها مراسم رسمية في 1 آب (أغسطس) المقبل. وترى الولايات المتحدة في هذه البادرة «خطوة أولى مهمة لاستئناف إعادة» رفات الجنود «والعمليات الميدانية في كوريا الشمالية، بهدف العثور على نحو 5300 أميركي لم يعودوا إلى ديارهم»، علماً أن مصير أكثر من 7700 جندي أميركي لا يزال مجهولاً، منذ مشاركتهم في الحرب الكورية. ويتزامن نقل الرفات مع الذكرى الـ 65 لاتفاق الهدنة الذي أنهى الحرب بين كوريا الشمالية والصين من جهة، وكوريا الجنوبية والولايات المتحدة من جهة أخرى. وكانت واشنطن وبيونغيانغ أبرمتا اتفاقاً استعيد بموجبه 229 صندوق رفات بين عامَي 1990 و2005، لكنّ مفاعيله جُمّدت إثر تدهور العلاقات بين البلدين. ورحبت سيول بنقل الرفات، متحدثة عن «تقدّم مهم يمكن أن يساهم في تعزيز الثقة» بين واشنطن وبيونغيانغ. وأعلنت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية أن الشطرَين اتفقتا على إجراء محادثات عسكرية على مستوى القادة العسكريين الثلثاء المقبل، لمناقشة سبل تنفيذ نزع فتيل التوترات. وجددت دعوتها بيونغيانغ إلى إصدار إعلان بانتهاء الحرب الكورية، رأت أنه سيكون «أول عملية لتحقيق السلام»، ووسيلة مهمة تدعم ضمانات أمنية تعهدت بها واشنطن لكوريا الشمالية، في مقابل تخليها عن أسلحتها النووية.

الى ذلك، أفاد ديبلوماسيون بأن الولايات المتحدة عرقلت طلباً للجنة الأولمبية الدولية للسماح بإرسال معدات رياضية الى كوريا الشمالية، لمساعدة رياضييها في استعداداتهم للألعاب الأولمبية، مبرّرة الأمر بالعقوبات المفروضة على الدولة الستالينية. على صعيد آخر، اعترضت مقاتلات كورية جنوبية طائرة عسكرية صينية، دخلت منطقة الدفاع الجوي في الشطر الجنوبي. وأعلنت وزارة الدفاع في سيول أنها استدعت الملحق العسكري في السفارة الصينية، وحضت بكين «بكل صرامة» على اتخاذ خطوات لمنع تكرار هذه الحوادث.

 

ترمب يشكر كوريا الشمالية لتسليمها رفات جنود أميركيين

واشنطن/الشرق الأوسط/27 تموز/18»/أعلن مسؤولون أن كوريا الشمالية سلمت، اليوم (الجمعة)، 55 صندوقاً صغيراً ملفوفاً بعلم الأمم المتحدة تحوي رفات جنود أميركيين قتلوا أثناء الحرب الكورية، في خطوة أولى لتنفيذ اتفاق تم التوصل إليه في قمة عقدها زعيما البلدين في يونيو (حزيران) بسنغافورة. ويُنظر إلى إعادة رفات الجنود الأميركيين الذين فقدوا في الحرب الكورية التي دارت من عام 1950 إلى 1953، على أنها نجاح دبلوماسي للرئيس الأميركي دونالد ترمب، إذ كانت أحد الاتفاقات التي توصل إليها خلال قمته مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون في سنغافورة يوم 12 يونيو، التي كانت تهدف بشكل أساسي لنزع سلاح كوريا الشمالية النووي. وكتب ترمب على «تويتر»: «بعد أعوام طويلة، ستكون هذه لحظة عظيمة لأسر كثيرة. شكراً كيم جونغ أون». وفي وقت سابق، قال البيت الأبيض في بيان: «نحن متفائلون بأفعال كوريا الشمالية وبقوة الدفع للتغيير الإيجابي». وأضاف البيان أن طائرة نقل عسكرية أميركية هبطت في مطار بمدينة وونسان بشمال شرقي كوريا الشمالية، لجلب رفات الجنود إلى قاعدة أوسان الجوية في كوريا الجنوبية. وشوهد جنود بالزي الرسمي وبقفازات بيضاء وهم يتحركون ببطء حاملين 55 صندوقاً صغيراً ملفوفاً بعلم يحمل شعار الأمم المتحدة بلونيه الأزرق الفاتح والأبيض. ووقف ضباط وقفة عسكرية إلى جوار أعلام الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية والأمم المتحدة وهم يتابعون نقل الصناديق. وأوضح البيت الأبيض أنه ستقام مراسم تسلم رسمية في أوسان يوم الأربعاء. وذكرت قيادة الأمم المتحدة في بيان أن الرفات ستنقل جوا بعد ذلك إلى هاواي. ويتزامن نقل الرفات مع الذكرى الخامسة والستين لاتفاقية الهدنة التي أنهت القتال بين قوات كوريا الشمالية والصين من جهة، وقوات كوريا الجنوبية وأخرى تقودها الولايات المتحدة من جهة أخرى. ولا تزال الكوريتان في حالة حرب رسمياً لعدم توقيع معاهدة سلام.

* بادرة حسن نية

واعتبر التعهد بنقل رفات الجنود بادرة حسن نية من جانب كيم في قمة يونيو. ورغم أن التسليم خطوة استغرقت وقتاً أطول مما كان يأمل بعض المسؤولين الأميركيين، فإنه سينعش الآمال في إحراز تقدم في المحادثات النووية. وكان كيم قد تعهَّد في بيان موسَّع عقب القمة بالعمل نحو نزع سلاح بلاده النووي، لكن بيونغ يانغ لم تقدم أي تفاصيل حول كيفية حدوث ذلك. ورحبت كوريا الجنوبية بنقل الرفات ووصفت الخطوة بأنها «تقدم مهم يمكن أن يسهم في تعزيز الثقة بين واشنطن وبيونغ يانغ». وأوضحت وزارة الدفاع بكوريا الجنوبية أن الكوريتين اتفقتا على إجراء محادثات عسكرية على مستوى القادة العسكريين، يوم الثلاثاء، لمناقشة سبل تنفيذ ما جاء في اجتماعهم، في أبريل (نيسان)، الذي تعهدوا فيه بنزع فتيل التوترات. كما أعلنت كوريا الجنوبية أنها تعتزم خفض عدد الجنود من 618 ألفاً إلى 500 ألف بحلول عام 2020، وعدد القادة العسكريين من 436 إلى 360 في إطار إصلاحات عسكرية.

ودعت بيونغ يانغ مجدداً لإصدار إعلان بانتهاء الحرب الكورية، ووصفَتْ ذلك بأنه «أول عملية لتحقيق لسلام»، ووسيلة مهمة تضيف ثقلاً إلى الضمانات الأمنية التي تعهدت بها واشنطن مقابل تخلي كوريا الشمالية عن أسلحتها النووية. وتقول وزارة الخارجية الأميركية إن واشنطن ملتزمة ببناء آلية سلام تحل محل اتفاق الهدنة بعد أن تنزع كوريا الشمالية سلاحها النووي.

 

إسرائيل تقرّ بإطلاق ناشطة تركية بطلب من ترمب وأنقرة تنفي وجود صفقة ثلاثية للإفراج عن قس أميركي

القدس/الشرق الأوسط/27 تموز/18»/أقرّت السلطات الإسرائيلية اليوم الجمعة بأنها أفرجت عن تركية متهمة بمساعدة حركة حماس بناء على طلب الرئيس الأميركي دونالد ترمب في إطار محاولة من البيت الأبيض لإطلاق سراح قس أميركي تحتجزه أنقرة لم يُكتب لها النجاح. غير أن الجانب التركي سارع إلى نفي وجود صفقة تقضي بإطلاق إبرو أوزكان مقابل إفراج أنقرة عن القس آندرو برانسون، وقال إن أنباء عن صفقة ثلاثية كهذه "لا أساس لها من الصحة على الإطلاق". وكشفت السلطات الإسرائيلية أنها رحّلت أوزكان يوم 15 يوليو (تموز) بعد أسبوع من اتهامها بأنها على صلة بحماس، وهي تهمة نفاها محامي التركية التي أوقفت خلال زيارة لإسرائيل بتأشيرة سياحية في يونيو (حزيران). وأوردت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية أمس الخميس أن ترمب طلب من نتنياهو في مكالمة هاتفية يوم 14 يوليو الإفراج عن أوزكان من أجل إنجاح صفقة لإطلاق القس آندرو برانسون الذي تحتجزه أنقرة منذ 21 شهرا. وقال مسؤول إسرائيلي طلب عدم نشر اسمه: "بوسعي أن أؤكد حصول هذا الطلب من الرئيس ترمب". وينفي برانسون الاتهامات بأنه على صلة بجماعة الداعية فتح الله غولن التي تقول أنقرة إنها وراء محاولة الانقلاب عام 2016، وقد نُقل القس من السجن إلى المنزل أول من أمس الأربعاء ووُضع قيد الإقامة الجبرية مما دفع إدارة ترمب إلى التهديد بفرض عقوبات على تركيا. إلا أن الرئاسة التركية أكدت أمس الخميس ان الولايات المتحدة "لن تحصل على النتيجة" التي تريدها عبر توجيه تهديدات "غير مقبولة". وصرح ابراهيم كالين المتحدث باسم الرئيس رجب طيب اردوغان أن "على الولايات المتحدة ان تعيد النظر في نهجها وتتبنى موقفا بنّاء قبل ان تلحق مزيدا من الضرر بمصالحها الخاصة وتحالفها مع تركيا".

 

غوتيريش يحذر من نفاد أموال الأمم المتحدة

نيويورك/الشرق الأوسط/27 تموز/18»/حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الموظفين في المنظمة الدولية من أن الأموال آخذة في التناقص وحث الدول الأعضاء على دفع ما يدينون به لها في أسرع وقت ممكن. جاء ذلك في خطابات أرسلها الأمين العام واطّلعت عليها وكالة «رويترز» أمس (الخميس). وقال غوتيريش في خطاب أرسله للدول الأعضاء (الأربعاء) إن العجز في الميزانية الأساسية للأمم المتحدة وصل إلى 139 مليون دولار اعتبارا من 30 يونيو (حزيران)، وإن الأمم المتحدة «لم تواجه من قبل هذا الموقف المالي الصعب في وقت مبكر كهذا من العام». وأضاف: «منظمة مثل منظمتنا يجب ألا تعاني من احتمالات الإفلاس. لكن الألم الأكبر هو ما يشعر به من نخدمهم عندما لا نستطيع... أن نستجيب لاستغاثاتهم». ووافقت لجنة الميزانية في الجمعية العامة للأمم المتحدة في ديسمبر (كانون الأول) على ميزانية أساسية بلغت 5.4 مليار دولار للعام 2018 - 2019. وقالت سفيرة الولايات المتحدة نيكي هيلي إن ذلك يشكل انخفاضا مقداره 285 مليون دولار عن العام 2016 - 2017. ويتم تمويل قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة بشكل مستقل. وقال غوتيريش للموظفين: «الأموال آخذة في النفاد منا في وقت مبكر عما سبق وسنظل في تلك الحال لمدة أطول». وأشار إلى أن الأمم المتحدة ستتخذ إجراءات لتقليل النفقات بالتركيز على الإنفاق غير المرتبط بالموظفين.

 

محادثات عسكرية بين الكوريتين نهاية الشهر

سيول - بيونغ يانغ/الشرق الأوسط/27 تموز/18»/ذكرت وكالة «يونهاب» الكورية الجنوبية، اليوم (الجمعة)، أن الكوريتين الشمالية والجنوبية اتفقتا على عقد محادثات عسكرية، يوم الثلاثاء، حيث يسعى الجانبان لنزع فتيل التوتر وسط تحسن في العلاقات. ونقلت «يونهاب» عن وزارة الدفاع في سيول القول إن المحادثات العسكرية على مستوى الجنرالات ستجري في قرية بانمونغوم الحدودية، الواقعة داخل المنطقة منزوعة السلاح التي تفصل بين الكوريتين. ولم يعلن على الفور جدول أعمال المحادثات. وكانت آخر مرة عقد فيها الجانبان محادثات عسكرية من هذا النوع في يونيو (حزيران).

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

ثنائيّة المسيحيين فشلت: إحذروا تقليد الشيعة!

طوني عيسى/جريدة الجمهورية/السبت 28 تموز 2018

 عاد المزاج المسيحي إلى ما كان عليه قبل «التفاهم». طبعاً، لن تندلع «حربُ إلغاءٍ» جديدة بين «التيار الوطني الحر» و«القوات اللبنانية» لأن لا سلاحَ لدى الطرفين، ولأنّ سلاحَ الدولة ما عاد سلاحَهما. لكنّ بالون الاحتقان المتبادل، الذي نَفَّسَهُ «تفاهم معراب» عاد وانتفخ. ويكفي تصفُّح مواقع التواصل الاجتماعي والاستماع إلى النواب والوزراء والكوادر في صالوناتهم الخاصة واللقاءات الحزبية لاستجلاء «بارومتر» التوتر المتبادَل. وهل هناك نموذجٌ أقوى من قصة الطالبة «القواتيّة» التي رفضت مصافحة الوزير جبران باسيل في احتفال تسليم الشهادات؟

لعلّ أكثر ما أثار الدهشة عند «افتضاح» أمر «اتفاق معراب» (كانون الثاني 2016) هو البند الذي ينصّ على أنّ الطرفين، «التيار» و«القوات»، يتقاسمان مناصفةً كل المواقع الوزارية المخصّصة للمسيحيين، بما فيها السيادية والخدماتية، وفي حكومات العهد كلها، «بعد احتساب الحصة المسيحية التي جرت العادة أن تكون لرئيس الجمهورية». ووفق الاتفاق، الحصة المسيحية للرئيس هي وزيران مسيحيان في حكومة من 24، أو ثلاثة في حكومة من 30.

أضف الى ذلك، اتفق الطرفان على اقتسام مراكز الفئة الأولى ومجالس الإدارة العائدة للمسيحيين، بما فيها المراكز القيادية كقيادة الجيش وحاكمية مصرف لبنان. وإذا لم يتوصل الطرفان إلى اتفاق حول هذه المراكز، فالمخرَج يكون بـ»تبادل المراكز بينهما».

إذاً، ليس هناك أيُّ شك في أنّ «التيار» و»القوات» أرادا احتكار التمثيل المسيحي كاملاً. وفي عبارة أخرى، كان التصميم واضحاً على اعتماد «النموذج الشيعي»، فتكون هناك «ثنائية مسيحية» ساحقة تلغي كل الآخرين أو تضعهم تحت جناح أحد القطبين، سواءٌ في الإطار الحزبي - السياسي (الكتائب و«المردة» ومستقلّو 14 آذار وسواهم) أو في الإطار العائلي - المناطقي.

أصواتُ استياء مسيحية عدة ارتفعت في وجه محاولات الاحتكار الثنائي. فبالنسبة إلى عدد من هذه القوى، ليس جائزاً أن تنتقل عدوى الاحتكار من الثنائية الشيعية إلى المسيحيين. والأحرى أن يحصل العكس، فتنتقل عدوى التنوّع المسيحي التاريخي إلى الشيعة والآخرين جميعاً.

أحد المشاركين في صناعة «اتفاق معراب» يردّ على هذه النظرية بالقول: «لنكن واقعيّين. يستحيل فكّ الارتباط بين حركة «أمل» و»حزب الله». وبالثنائية أصبح الشيعة هم الرقم الصعب في البلد، ولا أحد يستطيع خرقهما أو مواجهة خياراتهما».

ولذلك، بعيداً عن التنظيرات والمثاليات التي لا تنفع في السياسية، أليس من مصلحة المسيحيين أن يجمعوا قواهم في ثنائي قوي، تدعمه رئاسة الجمهورية وكتلة نيابية وازنة جداً وحضور قوي داخل مجلس الوزراء؟ أليس ذلك أفضل من التشرذم الحاصل تقليدياً، والذي يتيح خرق الصف واستمرار استضعاف المكوّن المسيحي؟

من زاوية براغماتية، يبدو للبعض أنّ هذا الطرح واقعي. فلا مجال لإقامة «تكافؤ طائفي» مع المكوِّن الشيعي، في دولة الطوائف، إلّا باعتماد نموذج واحد. ويقول أصحاب «التفاهم»: «لا يعني ذلك القضاء على الأصوات الأخرى في البيئة المسيحية، بل استيعابها تحت جناح الثنائي».

ويضيف هؤلاء: «ألم تُضطر الأحزاب المسيحية في مرحلة معيّنة من الحرب اللبنانية إلى حسم حال التشرذم والتنازع داخل الصفوف المسيحية، وتنفيذ عملية «توحيد البندقية»، فكان ذلك حاجة ضرورية لتأسيس «القوات اللبنانية»، في موازاة الإطار السياسي الجامع الذي هو «الجبهة اللبنانية»؟

في نظرة سريعة يبدو هذا التحليل منطقياً. ولكن، يعتبر المسيحيون المعارضون لـ«اتّفاق معراب» أنّ توحيد البندقية كانت له ضروراته العسكرية في خلال الحرب، وأنّ الأمر يختلف خلال السلم وممارسة الحياة الديموقراطية. وأما الكلام على تجربة «الجبهة اللبنانية» كإطار مرجعي للقرار المسيحي فهو يناقض منطق الاحتكار الثنائي المسيحي الذي نصّ عليه «تفاهم معراب». والدليل أنّ أصحابه أبقوه «سرّياً للغاية».

عن هذه النقطة يقول أصحاب الاتفاق: «حاولنا أن نجمع كل القوى المسيحية، ولم نستبعد أحداً. ولكنّ البعض أراد أن يأخذ أكبر من حجمه الحقيقي بكثير. وعند هذه النقطة اختلفنا معه».

إذاً، «التيار» و«القوات» صمَّما «بضمير مرتاح» على تأسيس ثنائية مسيحية. وفي خلفية خطتهما نموذج الثنائية الشيعية. وفي عبارة أخرى، أرادا تقليد الثنائي الشيعي. ولهذه الغاية، قرّرا أن يخوضا الانتخابات النيابية معاً.

كما أكدا العمل على إنجاح العهد. ويُشكل الطرفان فريق عمل لتنسيق العهد سياساته تبعاً لنظرتهما معاً، من خلال المصالحة الوطنية ومكافحة الفساد وتحقيق الإصلاح، وتعزيز الدور المسيحي وصلاحيات رئيس الجمهورية.

أساساً، كثيرون لم ينخدعوا عند توقيع التفاهم في معراب، وقالوا: «إنه زواج مصلحة لا أكثر. فالـ«التيار» أراد الحصول على أوسع تغطية مسيحية لتحقيق الهدف الكبير، أي بلوغ الرئيس ميشال عون رئاسة الجمهورية. وأما «القوات» فاحتسبت الأثمان على المديَين القريب والبعيد: حضور قوي في المجلس والحكومة… وتأسيس للموقع الأقوى في الانتخابات الرئاسية المقبلة.

وساد اقتناع لدى العارفين بأنّ «تفاهم مار مخايل» هو الذي سيقود نهج «التيار» في عهد عون، لا «تفاهم معراب». فلا مجال لمقارنة الأرباح التي يجنيها من مراعاة مار مخايل بالخسائر التي يتكبّدها من مراعاة معراب.

وحتى التفاهم مع الحريري بقي «التيار» يوليه الأرجحيّة على «تفاهم معراب». وبدأ «القواتيون» يكتشفون باكراً أنّ هناك «قوطبة» على الأرباح التي وعدوا أنفسهم بها من «تفاهم معراب»، فباشروا الهجوم المضاد.

تقول مصادر «التيار»: «قبل موعد الانتخابات النيابية بأشهرعدة، أطلق جعجع رصاصة الرحمة على أيِّ تفاهمٍ انتخابي من خلال موقفه «الملغوم» إزاء التحالف مع الوزير جبران باسيل في البترون. فقد وضع علينا شروطاً قاسية في كل المناطق مقابل التحالف في البترون لاعتقاده أنّ فوز باسيل في تلك الدائرة مرهون بـ»القوات» وحدها».

وتضيف: «هذه الذهنية كشفت أنّ «القوات» تريد ابتزازنا وانتزاع أوراق القوة التي نملكها تمهيداً لفرض خياراتها. وقد تزامن ذلك مع حرب شعواء علينا في مجلس الوزراء وتشويه صورة وزرائنا. وهناك نيّة مبيّتة لإحباط العهد. ولذلك، وقع الخلاف معها وانتهى بالطلاق الانتخابي خلافاً لما نصّ عليه اتفاق معراب».

«القوات» تقول في هذا الشأن: «نعم، نحن نواجه وزراء «التيار» في مسائل محدّدة، ولكن بسبب النقص في الشفافية. إلّا أننا مع العهد. وقد نصّ تفاهم معراب على أنّ تقوية العهد تكون بالتزام الشفافية والإصلاح ومكافحة الفساد.

وهكذا، سقط «تفاهم معراب» بالشقّ المادي التنفيذي. وفي المرحلة المقبلة، يبدو أنّ الهوّة ستكون أكثرَ اتّساعاً. كذلك اهتزّ الشق المعنوي الذي يتعلق بـ«التطبيع» النفسي بين جماهير الحزبين ومحو آثار سنوات طويلة من الحقد والعداء الذي بلغ ذات يوم حدود التقاتل الدموي المدمّر.

وفيما الحزبان الشيعيان يُظهران تماسكاً متزايداً في الاستحقاقات الحاسمة، يَجزم ركن مسيحي أن «لا مجال لإنعاش تفاهم معراب، ولا حظوظ لقيام ثنائية مسيحية ناجحة على الطريقة الشيعية. فـ«الحزب» و«الحركة» لا يتنازعان على السلطة، وكل منهما يعرف حدوده ويلتزمها». ويضيف: «أيها القادة المسيحيون، لقد اختبرتم الثنائية وفشلتم. إنها ليست لكم، وشروطها أكبر من طموحاتكم الخاصة والشخصية. فاحذروا التقليد!».

 

لماذا لم يُحدِّد «الطائف» مهلةً لتأليف الحكومة؟

راكيل عتيِّق/جريدة الجمهورية/السبت 28 تموز 2018

في 24 أيار 2018 كلّف رئيس الجمهورية العماد ميشال عون رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري تأليفَ الحكومة الجديدة. وإذ تفاءَل الحريري بتعاون الجميع معه لتأليف حكومة متوازنة سريعاً تعيش طويلاً، مرَّ على تكليفه هذه المهمّة شهران ولم يتمكّن بعد من فكّفكة العُقدِ التي تعوق الولادةَ الحكومية، في ظلّ تبَرّؤ الجميع من «الصبي» وأُمومتِه. لا رئيس الحزب «التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط تنازَل، ولا رئيس الحزب «الديموقراطي اللبناني» النائب طلال إرسلان تراجَع. وفي حين يتكتّل النواب السُنّة موالين كانوا أم معارضين حول رئيس الحكومة لخشيتِهم المسَّ بصلاحياته، يصِرّون على تقاسمِ الحصّة السنّية في الحكومة وعدمِ حصرِها بالحريري فقط. أمّا على جبهة «التيار الوطني الحر»-«القوات اللبنانية»، فالتراجع يبدو أنه شملَ اتّفاقاتهما فقط، أمّا عن «الكرسي» فلا تنازُل ولا تراجُع.

العُقد المربوطة بإحكام و«الممانعة» لأيّ فكفكة أو حلحلة، إضافةً إلى الوضع الاقتصادي المتردّي، دفعت بمرجعيات غير مُناط بها العمل على خط التأليف، للدخولِ على هذا الخط، تلافياً للانهيار العظيم، وفي مقدّمة هذه الشخصيات، البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، فهناك «فقط الحقائب لم يدخل فيها بعد». ولكن، سواء شُدَّت العُقد أو تَحلحلت، فإنّ إصدار مراسيم الحكومة محصورٌ تكليفاً برئيس الجمهورية، وتأليفاً به وبالرئيس المكلّف، ولكن ليست هناك أيّ مهلة منصوص عنها دستورياً وقانونياً تُقيّد الأخيرَ أو تُلزمه الإسراع في تأليف الحكومة، حتى إذا انقضَت ولم يؤلّف، عليه أن يعتذر أو يصبح معتذراً حُكماً، وينسحب من ساحة التكليف، فإمّا يعاد تكليفه بعد استشارات جديدة، أو يكلَّف شخصٌ آخر هذه المهمّة الدستورية. وفي هذا المسار الدستوري، القانون الأعلى في لبنان واضح ولا يَحتمل الاجتهاد أو التفسير، فهو لم ينصّ على أيّ مهلة لإنجاز التشكيلة الوزارية، لا صراحةً ولا ضِمناً. فلماذا أغفَل الدستور المنبثق من «اتّفاق الطائف» هذه النقطة؟ لا يبدو أنّ الذين أجروا التعديلات الدستورية في مؤتمر «الطائف» عام 1989، وقونَنها المجلس النيابي في القليعات لاحقاً، قد غفلوا عن هذه النقطة، لأنّ الاتّجاه حينها إلى تقليص صلاحيات رئيس الجمهورية «الماروني»، وتعزيزِ صلاحيات رئيس الحكومة «السنّي» قد حتّم عدم إلزام رئيس الحكومة المكلّف بمهلةٍ لتأليف الحكومة. ويوضِح المرجع الدستوري النائب والوزير السابق إدمون رزق، الذي شارَك في صوغ «اتفاق الطائف»، لـ«الجمهورية»، المسارَ الذي أوصَل إلى عدم تحديد مهلة لتأليف الحكومة.

فقبل «الطائف»، كانت لرئيس الجمهورية صلاحيات الرئيس في النظام الرئاسي، على الرغم من أنّ لبنان يعتمد النظامَ البرلماني، وكان رئيس الجمهورية يختار رئيس الحكومة ويفرضه من دون أيّ استشارات ملزِمة. ويؤكّد رزق، الذي واكبَ عهوداً عدة، أنّ الرئيس حين كان يسأل النواب من يريدون رئيساً للحكومة، كانت نسبة الـ 90 في المئة منهم تجيب: «اللي بتأمرو يا فخامة الرئيس».

ويُورد رزق في هذا المضمار أمثلةً، منها:

- إختيار الرئيس الياس سركيس الذي شغل قبل انتخابه منصبَ حاكم مصرف لبنان، رئيسَ هيئة الرقابة على المصارف سليم الحص رئيساً للحكومة، ولم يعترض أحدٌ حينها، لا النوّاب ولا الزعماء السنّة، بعدها فرَض سركيس الحكومة والوزراء.

- الرئيس سليمان فرنجية، بدوره، أتى بحكومة شباب ترأسَها صائب سلام، ولم تضمّ نوّاباً أو زعماء.

- الرئيس أمين الجميّل اختار رئيس حكومة ووزراء غيرَ معروفين في العالم السياسي، من خارج الأحزاب وليست لديهم قواعد شعبية.

أمّا في «الطائف» وتحت عنوان «المشاركة الحقيقية» تمّ تعديل مواد من الدستور، ومنها المواد المتعلقة بصلاحيات رئيس الجمهورية، «لكي نحافظ على كيان الدولة»، يقول رزق، مشيراً إلى أنّه أثارَ في مؤتمر الطائف موضوع ربطِ تأليف الحكومة بمهلة قد تكون أسبوعين أو ثلاثة أو شهراً، فردّ عليه حينها الرئيس صائب سلام معتبراً أنّ تحديد مهلة لعملية التأليف يتيح لرئيس الجمهورية إحباطَ مهمّة الرئيس المكلّف عبر عدمِ موافقتِه على أيّ تشكيلة وزارية يقترحها عليه، حتى ينقضيَ شهر لتكليف غيره، وقال سلام في هذا السياق: «يجب أن تحرّرونا من هذه الهيمنة».

ورأى رزق، أنّ فكرة سلام «منطقية»، لكنّه اعتبر أنه «لا يجوز أن تكون المهلة مفتوحة إلى ما لا نهاية، فردّ سلام: «كلّا يجب أن تكون معقولة لتكون مقبولة».

ويقول رزق: «ترَكنا الأمر لأخلاقيات كلّ من رئيسَي الجمهورية والحكومة المُكلّف».

إذن، ماذا يُمكن أن نفعلَ غير انتظار «الفرَج»؟

يجيب رزق أن «لا يُمكن التعويل إلّا على «غضبِ الناس» وتحرّكِهم، وعلى أن يأخذ رئيس الجمهورية والرئيس المكلف الأمرَ على عاتقيهما، وفرضِ تشكيلة حكومية ملائمة وتلبّي طموحات الشعب».

لكن وفي ظلّ تعدُّدِ «المؤلِّفين» وبروزِ تشديد كلّ طرف على «صلاحياته» المُفترضة، يخفّ التفاؤل، خصوصاً أنّ الاستشارات النيابية المُلزمة قد تكون بدورها من عوامل الضغط على رئيس الحكومة، إذ عليه إرضاء الكتلِ الكبيرة لضمان أن تنال حكومته ثقة المجلس الذي كانت غالبيته قد سمّته لمهمّة التأليف.

يَعتبر رزق أنّ وجهة النظر هذه خاطئة، ويشدّد على أن «ليس ضرورياً أن يكون هناك إجماع نيابي على الحكومة، فالديموقراطية تعني حُكم الأكثرية وليس حُكم الإجماع. ويجب أن تكون هناك معارضة».

وردّاً على من يقول إنّ تأليف الحكومة مناط حصراً برئيس الحكومة المُكلّف، يوضح رزق أنّ رئيس الحكومة يقترح تشكيلةً حكومية على رئيس الجمهورية، وينص مرسوم التأليف على أنّه «بناءً على اقتراح رئيس الحكومة يَرسم رئيس الجمهورية ما يأتي»، ويصدر المرسوم عن رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة، ممهوراً بتوقيعيهما.

لماذا لم يُعمل على إقرار دستور أكثر وضوحاً ومرونةً؟ يؤكّد رزق أنّ «هناك خللاً في التطبيق والأخلاقية السياسية، لا في النص. وأنّ الحقبة الحاليّة هي حقبة فقدان ثقافةِ الأخلاق والأخلاقية السياسية»، مستشهداً بالممارسة في بريطانيا حيث لا دستور مكتوب، بل أعراف مقدّسة، ومن يُخطئ يُحاسَب وتنتهي حياته السياسية مهما علا شأنه ومركزه. ويشدّد على أنّ «المحاسبة هي الأساس في الأنظمة الديموقراطية. الشعب ينتخب نوّاباً ويحاسبهم. النواب يَمنحون الحكومة الثقة ويمكنهم أن يسحبوها منها. هناك دائرة متواصلة الحلقات، وانقطاع إحداها يُحدث خللاً في النظام الديموقراطي. وأهمّ أمرٍ في هذا النظام هو المعارضة التي يلغونها اليوم. فالمعارضة تراقب الحكومة والحُكم. وحين يتمثّل مجلس النواب بكامله في الحكومة، تُلغى الرقابة، وتحلّ المصالح والمساومات والسمسرات. ويُصبح معارضاً كلُّ مَن لا يُخصَّص له «كميون زفت»!

 

نواب «صولو» في كسروان... والبون «مِختفِي»!

ملاك عقيل/جريدة الجمهورية/السبت 28 تموز 2018

يخطئ من يظن أنّ ذيول الانتخابات النيابية في كسروان قد انتهت. بعد إقفال صناديق الاقتراع وإعلان النتائج إنتقلت دائرة كسروان الى مرحلة جديدة من الكباش بين «الحلفاء» أكثر بكثير بينهم وبين خصومهم!

بعد 6 أيار إنقلب المشهد في جورة بدران، مسقط رأس النائب السابق منصور البون، رأساً على عقب. أبواب منزل «أبو فؤاد» مقفلة أمام ناسه الذين تعوّدوا الدخول من دون إستئذان، ينتظرون «الشيخ منصور» بعد يوم خدماتي طويل بين دوائر جونية وبيروت وزيارات العزاء والأفراح طلباً لخدمة.

حليف «التيار الوطني الحر» على لائحة «الأقوياء» في دائرة كسروان- جبيل يمرّ بمرحلة «نفسية» صعبة لم يخرج منها بعد على رغم مرور ثلاثة أشهر على الانتخابات. حتى أقرب أصدقاء البون لم يعد يرَ مبرراً لهذا الإعتكاف الطويل. زيارة واحدة يتيمة قام بها الى بعبدا بعد الانتخابات حيث التقى رئيس الجمهورية ميشال عون، و«مواجهة» أخرى مع الوزير جبران باسيل. «فشّ خلقه» في لقاء المصارحة، وبعدها قفل عائداً الى «صومعته» يقطع صمتها أحياناً «سفرات» محدودة الى الخارج. أول الخاسرين على لائحة تكتل «لبنان القوي» نال 6589 صوتاً تفضيلياً بفارق 204 أصوات عن آخر الرابحين على اللائحة روجيه عازار، مرشح «التيار» الحزبي الوحيد في كسروان! لا نصيب لـ«الشيخ منصور» مع العونيين. عاداهم ووقف بوجههم عامي 2005 و2009 وخسر، ثم حين قرّر التحالف معهم في أيار الماضي سقط بـ«الضربة القاضية». في الاستحقاقين السابقين تفهّم كثيراً دواعي الخسارة و«لم يزعل». في الأول كان هناك «تسونامي عون» ودمّ الرئيس الشهيد رفيق الحريري، في الثاني فرز عمودي حاد بين 8 و14 آذار. لكن ما سبب الخسارة على لائحة «العهد القوي»؟

في الكلمات القليلة جداً التي يردّدها أمام من يقطع عزلته «أنا أتحمّل المسؤولية، لا أريد أن أختبئ وراء إصبعي، لكنّ زعلي كبير هذه المرة. «ما كان لازم إخسر، كيف خسرت؟!»

من واكب انتخابات كسروان يعلم أنّ البون في قرارة نفسه يحمّل «تركيبة» اللائحة بفرض باسيل إدخال نعمة إفرام اليها، والمال الهائل الذي استخدمه مرشحون «حلفاء» على اللائحة مسؤولية «إقفال بيته» السياسي والخدماتي. الناخبون صوّتوا لأسماء وليس للوائح.

الاستنتاج «البوني» المختصر «لائحتنا الوحيدة التي دار «لعب البوكس» بين أعضائها. لم يحصل ذلك مع فريد هيكل الخازن الذي لفّ حوله فارس سعيد، ولا حتى على لائحة القواتي شوقي الدكاش»!

ظنّ البون أنّ العهد «بظهره»، ورصيده الخدماتي سيَفيه حقه بعد «ماراتون» شاق للجلوس مجدداً على مقاعد النواب، لكنّ خيبة الأمل كانت بالمرصاد. نُصِح «الشيخ» بتقديم طعن الى مجلس الشورى، يردّ «لا تربيتي ولا أخلاقي تسمح بذلك»، رغم وضعه علامات استفهام كبيرة حول 1019 ورقة ملغاة، وتصويت المغتربين و«المال» الذي أغرق كسروان! لكن ما لا يعلمه نائب كسروان السابق، أو يعرفه ويطنّش تحت ضغط الإحباط، أنّ الفائزين على اللائحة يتصرّفون كمَن ربح كل واحد منهم على لائحة منافسة. ولّت أيام تربّع «الجنرال» عون على عرش قيادة «معقل» الموارنة ونوابه. لا مرجعية في كسروان بل «مشاريع دكاكين»، ونواب «المفرّق» يخدمون كسروان «صولو»!

بعد الانتخابات، لم يُجر «التيار» الذي وُجِد بعض ناشطيه مُشتتين على لوائح أخرى أي مراجعة ذاتية أو محاسبة على الأداء، رغم الآثار السلبية لمعركة الانتخابات التمهيدية الداخلية ضمن الحزب «البرتقالي»، و«تواضع» النتيجة في الصناديق، وتسلّل مئات الأصوات العونية، حتى الحزبية، نحو «الحليف» نعمة إفرام ولوائح أخرى! في دائرة كسروان - جبيل التي خُرقت لائحتها الرئيسية (8 مقاعد) بمقعدين قواتيين وثالث إنتزعه فريد هيكل الخازن ورابع «تصيّده» المرشح الشيعي على لائحة الأخير مصطفى الحسيني بـ 259 صوتاً تفضيلياً، يغنّي نواب المنطقة كلّ على ليلاه، تحديداً ضمن لائحة «لبنان القوي».

رغم النكسة في «معقل» عون السابق تحدّث الوزير باسيل، خلال افتتاحه قبل عشرة أيام مكتب الخدمات في «التيار»، عن «ربح» سينتج عنه تمثيل كسروان بوزير من «التيار»، معتبراً أنّ الفوز بثلاثة مقاعد من أصل خمسة في قضاء كسروان يكرّس بقاء الأكثرية بيد «التيار». وفق المعلومات، يزكّي باسيل خيار ندى البستاني مستشارته السابقة في وزارة الطاقة والمستشارة الحالية للوزير سيزار ابي خليل. حين تحدّث باسيل عن النواب الثلاثة كان يقصد صديقه نعمة وعازار والعميد شامل روكز. الأخير قاطع الاحتفال، وإفرام لم يحضر، كذلك بداً لافتاً غياب بعض مسؤولي «التيار» في كسروان.

ربما سيكون حضور روكز صعباً، خصوصاً حين سيسمع باسيل يقدّم مرة جديدة «وِسام» العمل الخدماتي في القضاء لعازار، تماماً كما فعل في «لقاء ميروبا» الانتخابي قبل أيام من الانتخابات.

وهو اللقاء، بحسب قريبين من روكز، الذي أخرج الأخير عن طوره ودفعه الى توجيه اتهامات صريحة لباسيل بإعطاء كلمة السر للعونيين بالتصويت لعازار، ومن ثم قلب المزاج الكسرواني ضده بسبب خطابه «غير المسؤول والمتهوّر». أكبر الاخفاقات، برأي الضابط السابق، إنخفاض نسبة الاقتراع وهي مسؤولية خطاب وأداء قيادة «التيار» على كامل الدوائر الانتخابية! لا شيء يدلّ على أن المناخ اختلف بين باسيل وروكز بعد ثلاثة أشهر من الانتخابات. بنظر العميد السابق «تركيبة» اللائحة أسهمت في تفخيخها من الداخل، خصوصاً بانضمام إفرام وعازار اليها. الأول «إشترى» العونيين، والثاني «اشترى» محازبي «التيار». وباسيل الذي اعترف أمام أنصاره قبل أيام بأنّ «الظروف» لم تسمح بالفوز بأربعة مقاعد في قضاء كسروان، يرى أنّ روكز لم يكن أهلاً لمعركة بهذا الحجم، فيما طبيعة قانون الانتخاب أدّت الى خسارة المقعد الشيعي العائد لربيع عواد. بنظر باسيل خسارة منصور البون خسارة لروكز وليس له أو للائحة! بعد أيام يستعد «التيار» لإقامة احتفال خاص في ذكرى السابع من آب في كفرذبيان بحضور الوزير باسيل، فيما لم يقرّر روكز بعد المشاركة من عدمها. العارفون يجزمون: «الفجوة بين «الصهرين» باتت أكبر من أن تردمها أي وساطة حتى رئاسية». سيبدو المشهد سوريالياً رؤية روكز وعازار وإفرام على طاولة واحدة في جلسة عصف فكري من أجل «إنماء أفضل» لكسروان، ومحاكاة لجولة ثانية من خوض الانتخابات معاً لرفع الحاصل في الدائرة الى خمسة أو ستة. تضعضع الصفوف فرصة مثالية لـ»القوات» لتكمّل انتصارها الكسرواني بـ«سحب» المزيد من مناصري «التيار» والاحزاب الأخرى والعائلات و«الشغل» على المقاطعين، ولفريد الخازن من أجل أن يكبّر دائرة زعامته التي سحبها من «زلعوم» العونيين.

 

الكتائب» خارج الحكومة: الى المعارضة دُر

أسعد بشارة/جريدة الجمهورية/السبت 28 تموز 2018

بعد صمت الانتخابات وقراءة نتائجها وإعطاء الفرصة للحكم على أداء مختلف، انسحب أمس رئيس الكتائب النائب سامي الجميل من اجتماع لجنة البيئة في مجلس النواب، وانسحبت معه النائب بولا يعقوبيان اعتراضاً على الاتّجاه لإقامة محرقة النفايات في الكرنتينا.

لم يأمل حزب الكتائب الصامت والمنتظر أن يتغيّر الأداء السلطوي، لكنه تحفّظ عن إعلان رأيه بتشكيل الحكومة واستقبل رئيسه موفد الرئيس ميشال عون الوزير الياس بو صعب الذي حمل عرضاً مرفوضاً سلفاً في الشكل: مقعد وزاري للحزب من حصة رئيس الجمهورية على أن تكون الكتائب من حصة الرئيس سياسياً وتحالفياً، وفي المعلومات أنّ النائب الجميل رفض العرض بلياقة، فحزب الكتائب عندما يتمثل في الحكومة، يكون قد تمثل بموقعه وحجمه وتاريخه وليس من حصة أحد، والحكم على أداء العهد يكون حسب المواقف، دعماً أو معارضة.

أوّل المؤشرات التي ترجّح اتجاه الكتائب لعدم المشاركة في الحكومة، ما صدر عن الرئيس امين الجميل الذي مازال سياسياً الرئيس الأعلى للحزب، وراسم ضوابطه. فالرئيس الجميل عندما يصف أداء الرئيس ميشال عون بأنه منحاز، إنما يكون قد تجاوز اعتبارات كثيرة، وبقّ بحصة كبيرة لم يكن ليبقّها، باعتباره رئيساً سابقاً للجمهورية وابناً لمدرسة تحاذر انتقادَ رئيس الجمهورية، وتحافظ على موقع الرئاسة. وحتى يقول الرئيس الجميل هذا الكلام فهذا يعني أنّ الاستياء من أداء العهد تخطّى المواقف المتحفّظة ليظهر الى العلن، على الأقل للمرة الأولى في عمر التوازنات النيابية التي أفرزتها الانتخابات.

في المعلومات أنه بات مرجّحاً أن يكون حزب الكتائب خارج التشكيلة الحكومية بقرار منه. فالنائب سامي الجميل طرح تساؤلات حول التوزير وطريقة تشكيل الحكومة، وهو يرى أنّ هذه الحكومة يتمّ تشكيلُها وفق قاعدة الصراع على الأحجام، وليس الاتّفاق على مشروع إنقاذ وطني واقتصادي، فلا هذه القوى متّفقة على النأي بالنفس ولا على موضوع اللاجئين ولا على سلاح «حزب الله» ولا على الحدّ الأدنى من برنامج إقتصادي إنقاذي وبالتالي فإنّ دخولها في حكومة واحدة سيؤدّي حتماً الى تفجّر الخلافات داخل الحكومة والى شلل العمل الحكومي، أو بأسوا الاحوال الى التفاهم على صيغة «مرّقلي لمرّقلك»، التي أخرجت الكتائب من حكومة تمام سلام. من هنا بدا واضحاً أنّ اعتراض النائب الجميل على محرقة الكرنتينا التي أُقِرّت من دون السماح بالنقاش، هو نفسه الاعتراض على ردم النفايات في البحر من دون نقاش، كما هو نفسه الاعتراض على ملف البواخر، وإفشاله من خارج الحكومة، وبالتالي هو اعتراض على أداء متكامل، من الصعب أن يتحوّل الى قدرة على المشاركة في حكومة مرسومة اجندتها الاقتصادية والسياسية سلفاً، فالاعتراض داخل الحكومة في حال المشاركة سيتحوّل هو ايضاً الى صوت صارخ في برّية هذا الأداء المستمر.

لا يخفى أنّ هناك اصواتاً في الكتائب تدعو الى التريّث في إعلان عدم المشاركة في هكذا حكومة، وأنّ رئيس الكتائب متحفّظ إلى الآن ولا يريد إعلان موقف نهائي بانتظار التشكيل، ولا يخفى أيضاً أنّ اصواتاً تميل الى دعم العهد من منطلق الحرص على دعم موقع الرئاسة، لكنّ الواضح أنّ ظروف تشكيل الحكومة لا تتيح للكتائب خيارات كبيرة للتفكير بما هو معروض عليها. وفي المعلومات أنّ الكتائب ستتجنّب إعطاء ذريعة لمَن سيطعن في معارضتها، عبر تجنّب الظهور بمظهر المساومة «على أيّ حقيبة نريد»، للقول بأنّ عدم اشتراكها في الحكومة كما في الحكومة الحالية، سببه حرمانها من الحقائب المهمة، ولهذا ترجّح المعلومات أن يكون الحزب مرة اخرى في المعارضة في مواجهة الملفات الكبيرة التي ستتولّى هذه الحكومة تمريرها.

 

برنامج «العودة السورية» بين التجربتين «القبرصية» و«الفلسطينية»!؟

جورج شاهين/جريدة الجمهورية/السبت 28 تموز2008 

لم يكن أيّ من المسؤولين اللبنانيين يتوقع أن تقود موسكو المبادرة لإعادة النازحين السوريين الى بلادهم. ففي جانبٍ منها تجسّدت أحلام البعض ونظرياتهم دون أيّ توقعات مسبَقة. فكل ما رافق لقاءات كبار المسؤولين مع الموفدين الدوليين حمل شيئاً من المبادرة قبل أن تتجمع عناصرها مكتملة في الخطة الروسية. ما هو الدافع الى هذه المعادلة؟ مخطئ مَن يحاول أن يقرأ المبادرة الروسية من اجل إعادة النازحين السوريين الى بلادهم ليسقطها في موازين القوى الداخلية في لبنان التي أفرطت في مواقفها الديماغوجية وأغرقت البلاد في «جدل بيزنطي» لم يكن من السهل الخروج منه في ظلّ غياب أيّ موقف أو رؤية رسمية موحّدة.

ويخطئ أكثر إن حاول ترجمتها انتصاراً لفريق على آخر ويرتكب جريمة اكبر إن حاول تبنّيها وركوبها من اجل تسجيل النقاط في سعي البعض الى استدراج لبنان الرسمي الى موقف يحيي برامج التطبيع مع النظام السوري.

بهذه المعادلة يلخّص أحد الغربيين حجم ما سمّاه المفاجأة التي أحدثتها المبادرة الروسية تجاه ملف النازحين السوريين وخصوصاً أنها اقترنت في شكلها ومضمونها وتوقيتها بالنتائج الفورية التي أنتجتها القمّة الأميركية – الروسية في هلسنكي واعتبارها نتاج توافق استثنائي تمّ بين الرئيسين الأميركي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين اللذين التقيا على إعطاء الأولوية لهذا الملف ليس من أجل تقديم مقاربة او حلّ للأوضاع الإقتصادية المتردّية في دول الجوار السوري وخصوصاً في لبنان والأردن فحسب بل من أجل تحاشي انفجار إجتماعي عاشته الساحة الأردنية قبل اسابيع قليلة والمخاطر المحدِقة بالساحة اللبنانية على المستويات الإقتصادية والإجتماعية ومختلف مناحي الحياة اليومية.

ففي التقارير التي رفعتها سفارات دول عدة ومراكز امنية ومؤسسات اقتصادية أجرت مقاربة للأوضاع الإقتصادية في لبنان تحدّثت عن مخاطر جمّة تفيض على ما هو متوقع أمنياً، لا يمكن مقاربتها ما لم يتمّ التخفيف من حجم الضغوط التي تَسبَّب بها النزوح السوري الكثيف وانتشاره على مساحة الوطن الصغير بنسبة قاربت في آخر الإحصائيات 43،7% من سكان لبنان، وهم أنشأوا دورة اقتصادية تكاد تكون مستقلّة تجاوزت نسبتها الـ 37% من الحركة الإقتصادية في البلاد، ورفعت من نسبة البطالة والفقر وتقلّص حجم الإنتاجية في البلاد.

ورفع بعضهم حجم الخسائر المترتّبة على لبنان الى اكثر من 19 مليار دولار منها ما هو مرئي ومنها ما زال مغطّى تحت غطاء من التدابير المالية والنقدية الصعبة التي يخفيها المسؤولون اللبنانيون عن مواطنيهم.

والى هذه المستجدات السياسية والإقتصادية والأمنية فقد أدّى التفاهم الأميركي – الروسي على ضرورة تحاشي ما امكن من الأزمات الكبرى الناشئة عن الأزمة السورية قبل بلوغ الحلّ السياسي الى وضع ملف النازحين في أوّل سلّم الأولويات. فـ «الطحشة الدبلوماسية» التي عبّرت عنها موسكو بتجنيد كل قدراتها المنتشرة في العالم لم تكن من فراغ.

فهي استندت الى هذا التفاهم النادر بين موسكو وواشنطن، والى القوة العسكرية الروسية المتحكّمة بمفاصل سوريا الجغرافية والإستراتيجية في أجزاء واسعة من «سوريا المفيدة» حيث ينتشر أكثر من 78% من سكانها.

فوحداتها العسكرية أحكمت السيطرة على معظم مدنها الكبرى والطرقات الإستراتيجية التي تربط في ما بينها والمواقع الإستراتيجية فيها ونشرت وحدات من الشرطة العسكرية لضمان الأمن فيها وردع المخالفين أيّاً كانت هويّتهم ولو كانوا من الجيش السوري النظامي والأدلّة على ذلك لا تحصى.

وبالعودة الى ما شهدته الساحة اللبنانية من معالجات لملف النازحين يتوقف المراقبون أمام المحاولات التي قادها لبنان للإضاءة على حجم المخاطر الناجمة من هذا النزوح فلجأ الى مؤتمرات «سيدر واحد» و«بروكسيل 2» و«روما 2» من أجل تحميل المجتمع الدولي مسؤوليّته في ملف لم يتوحّد حوله اللبنانيون وهو ما تفهّمته حكومات العالم قبل أن يستوعب اللبنانيون مخاطره وانعكاساته المحتملة ليس على لبنان فحسب بل على الدول المرشّحة لتشهد موجات نزوح جديدة ما لم تتم معالجة الوضع في لبنان.

وعلى هذه الخلفيات، يتذكّر المسؤولون اللبنانيون بعض ردات الفعل الدولية التي يئست من توحيد الموقف اللبناني والتزامهم الشامل بسياسة «النإي بالنفس» فسعوا الى هذه المبادرة لمعالجة أخطر مظاهر الأزمة.

ويستذكر رئيس الجمهورية في هذا الإطار ردّ فعل السفير الروسي الكسندر زاسبيكين الذي خرج عن الإجماع الدبلوماسي بتأجيل البحث في ملف العودة بانتظار الحلّ السياسي في سوريا. جرى ذلك في الإجتماع الذي التقى فيه سفراء مجموعة الدعم الدولية من اجل لبنان الذين قصدوه بناءً لطلبهم بعد نشوء الأزمة بين وزير الخارجية والمفوضية العليا لشؤون اللاجئين. فقد كان لافتاً عندما بادر السفير زاسبيكين الى الكشف عن استعدادات بلاده لأيِّ مبادرة تؤدّي الى فتح ملف النزوح ومعالجته قبل بلوغ الحلّ السياسي في سوريا والذي يمكن أن يكون بعيداً وفق مسار الأمور المعقّد في سوريا نتيجة العوامل المختلفة التي تزيد الأمور تعقيداً بين مرحلة وأخرى. وهو ما مهّد للمشروع الروسي الذي على ما يبدو أنه شكّل مساراً للخطة الروسية الجديدة في وقت لاحق والتي كان يجرى التحضير لها منذ ما قبل ذلك التاريخ بكثير.

وفي الإطار عينه، يستذكر رئيس الجمهورية أمام زوّاره بالمقارنة التي أجراها في لقائه مع سفراء مجموعة الدعم مثلاً آخر يدفعه الى استعجال برامج العودة للنازحين السوريين. فقد أجرى في ذلك اللقاء مقارنة بين الأزمتين الفلسطينية والقبرصية. وقال لهم إنّ النازحين القبارصة الذين زاروا لبنان ودول الجوار في اعقاب أحداث العام 74 عادوا الى بلادهم بعد ساعات على وقف النار ولم ينتظروا الحلّ السياسي. أما الفلسطينيون المنكوبون منذ العام 48 فمازالوا بعد عبور عشرات السنوات ينتظرون الحلّ السياسي في فلسطين المحتلة ليعودوا الى مسقط رأسهم. ومَن أراد أن يتّعظ فليتّعظ!

 

عملية «داعش» المركّبة في السويداء تهزّ مصداقية النظام وتُعيد بناء الحسابات

قمّة هلسنكي لم تصل إلى تصوّر نهائي حول حل معضلة الوجود الإيراني في سوريا

رلى موفّق/اللواء/27 تموز/18

في التداعيات السياسية، بمعزل عن تبادل الاتهامات حول الجهة الاستخباراتية التي تقف وراء «داعش» في العملية المركبة التي تبناها في السويداء، وتضمنت هجمات انتحارية في قلب المدينة تزامناً مع هجمات لانغماسيين على مجموعة قرى في الريف الشرقي الواقع تحت سيطرة النظام على أقصى خط التماس مع البقعة الجغرافية التي يتواجد فيها التنظيم في بادية السويداء، فإنها تُشكّل ضربة لنظام بشار الأسد وتهز صدقية قدرته التي يعمل على إظهارها في الجبهة الجنوبية، متجاهلاً أن ما حققه من عودة سيطرة قواته إليها حتى الحدود الدولية ما كان ممكناً لولا تفاهم جنوب سوريا الذي تم بين أطراف أربعة هي: روسيا وأميركا وإسرائيل والأردن، ويشمل كلاً من محافظات القنيطرة والسويداء ودرعا. كما أنها تشكل إحراجاً وإرباكاً لروسيا الدولة الضامنة لعملية تنفيذ التفاهم وحمايته.

القراءات تنصبّ حول مغزى التوقيت وأهدافه والرسائل المُراد إيصالها من العملية التي وإن كانت تحمل توقيع «التنظيم» إلا أن ثمة جهات رسَمَت وغضّت الطرف وسهّلت وحدّدت الزمان والجغرافيا المستهدفة، وتراهن على انعكاسات اهتزاز البيئة الدرزية التي استطاعت منذ اندلاع الحرب السورية التعامل مع المتناقضات في المشهد السوري والسير بين النقاط للحفاظ على المنطقة التي تُشكّل فيها ثقلاً ديموغرافياً في واقع سياسي - جغرافي معقد ودقيق.

قد تجد قراءة ما جرى، من زاوية محاولة خلق حال من الترهيب في البيئة الدرزية لدفعها إلى مزيد من انخراط شبابها في قوات النظام والتحاق المتخلفين عن الخدمة العسكرية والذين يقدرون بالآلاف بغية سد النقص في قوات النظام، أرضية نظراً إلى أن الجهة المستفيدة ستكون النظام، ولكن القراءة المقابلة تجد أرضية لها كذلك، حين تعتبر أن النظام خسر كثيراً من صُدقيته في هذه المجزرة التي سُفكت فيها دماء مدنيين أبرياء أخذوا على حين غرة وهم في كنف الأسد، في وقت كان يحاول المراكمة على وهج ما يعتبره انتصاراً يصبّ في خانة تثبيت شرعيته وموقعه بعدما مشت القوى الإقليمية والدولية بقرار إعادة تأهليه وتأهيل المؤسسة العسكرية تحت مسؤولية الروس، كمقدمة لتهيئة المناخات لإطلاق العملية السياسية وفي مقدمها وضع دستور جديد للبلاد من شأنه أن يرسم معالم سوريا المستقبل. تلك القراءة لا تستبعد أن يكون هجوم السويداء، الذي استفاد منفذوه من كونها خاصرة رخوة ومن خصوصيتها الحساسة، رسالة ضغط على وقع المفاوضات الدائرة  بين الروس والإسرائيليين حول مدى انسحاب الميليشيات الشيعية التابعة لإيران من منطقة الجنوب، والتي رفضت فيها تل أبيب عرضاً روسياً لانسحاب أذرع إيران العسكرية مسافة 100 كلم عن الجولان.

تشير المعلومات إلى أن إسرائيل تتمسّك بشرط انسحاب إيران وأذرعها انطلاقاً من إدراكها أن أي مساومة في هذا الموضوع تعني تطويق حدودها من جانبين. فهي تعي أنها مطوقة عملياً من لبنان، ولن تقبل - تحت أي ظرف - تطويقها من سوريا. النقاش دار حول دوافع بقاء الصواريخ الإيرانية في سوريا إذا كانت المحادثات الدائرة هدفها إعادة الأمور على الحدود مع إسرائيل إلى ما كانت عليه قبل الثورة السورية. أما التذرع بأن إيران جزء من الحرب على الإرهاب، فذلك لا يعتمد على الصواريخ  بل على سلاح جوي يدعم العمليات البرية. وذهبت المحادثات الإسرائيلية - الروسية إلى أن انسحاب إيران لمسافات محددة لا يشكل ضمانة لأمن إسرائيل لأنها قد تتسلل، سواء من داخل سوريا أو من الحدود اللبنانية - السورية، إلى مناطق محظورة عليها لتنفيذ هجمات صاروخية ضد إسرائيل.

وذهبت تل أبيب إلى إثارة مسألة الحدود اللبنانية - السورية لطرق باب صواريخ «حزب الله» المخزنة في لبنان واستمرار خطرها على الأمن الإسرائيلي، وهو أمر عمل الروس على عدم ربطه بموضوع قواعد ومخازن وتواجد وحتى مصانع ميليشيات إيران في سوريا، ذلك أن مسألة الحدود اللبنانية - الإسرائيلية يضمنها القرار الدولي 1701 الذي ينص من بين بنوده على منع تواجد أي ميليشيات في جنوب الليطاني، وبالتالي فإن أي خرق له تعود معالجته إلى مجلس الأمن والذي تتحرّك روسيا عندنا في إطاره. 

وفق المعطيات، لم تصل قمة هلسنكي وما تلاها من محادثات إسرائيلية - روسية إلى نهائيات حل معضلة الوجود الإيراني في سوريا بالشكل الذي يضمن نجاح التفاهم الراهن ويفتح الباب أمام تفاهمات أبعد. شكّلت محادثات سرية إسرائيلية - إيرانية غير مباشرة ومحادثات روسية - إسرائيلية اختراقاً ملموساً لجهة انسحاب الميليشيات الشيعية، لكنها غير كافية بالنسبة لتل أبيب وأميركا اللتين تُركَت لهما مسألة التعامل مع الوجود الإيراني، فيما تولى عدد من الدول العربية النقاش مع روسيا والنظام في المسائل الأخرى في ضوء قرار إعادة تأهيل نظام الأسد.

تؤكد شخصية أمنية - سياسية مقرّبة من النظام السوري أن الأسد، بعدما عزز وضعه، ذاهب في مسار تشددي حيال تركيا من جهة، وحيال الأردن ولبنان من جهة أخرى والدول العربية التي عملت على إسقاطه بدعمها للثورة، وأنه لن يسمح بالتالي بفتح معبر نصيب على الحدود السورية - الأردنية،  الذي هو الرئة الاقتصادية لعمان وبيروت، قبل أن يحصل على ثمن سياسي يتمثل بعودته إلى الجامعة العربية. غير أن مطلعين على كواليس مواقع قرار خليجية يشككون في قدرة الأسد على استعمال معبر نصيب كورقة ضغط توصلاً إلى تلك المقايضة، ذلك أن قرار عودة العلاقات العربية - السورية، التي ستظلل عودته إلى الحظيرة العربية مرهون بأجندة تتضمن ثلاثة مطالب أساسية، أولها إعلان وقف إطلاق نار شامل يُستثنى منه محاربة التنظيمات الإرهابية، وثانيها، إعلان عفو عام شامل يتم اتخاذه حين تحط الحرب أوزارها، ويشكل مقدمة لرأب الصدع والشرخ الذي تنتجه الحروب، ولا سيما لجهة العفو عن المنشقين من الجيش والمتخلفين عن التجنيد وعن الالتحاق بالقوى النظامية، وثالثها، وضع آليات لعودة اللاجئين. وهو مطلب رئيسي وحيوي ليس فقط للدول العربية بل أيضا للدول الأوروبية والغربية عموما.

من هنا يبرز قرار قمة هلسنكي في شأن عودة اللاجئين السوريين إلى ديارهم وتحديداً إلى قراهم، ويكتسب التحرّك الروسي أهمية كبرى كونه الجهة التي ستتولى رعاية هذه المسألة وسط توافقات على عودة مليوني لاجئ في مرحلة أولى، على أن يتم في مرحلة ما بعد حل وضع محافظة إدلب, العمل على إعادة ثلاثة ملايين نازح إلى مناطقهم، فيما سيتم لاحقاً البحث في كيفية تأمين المستلزمات لعودتهم في إطار عملية إعادة الإعمار.

«خارطة الطريق» التي رُسم بعض من خطوطها وما يزال بعضها الآخر قيد الإنجاز، يتوقع أن تأخذ وقتها للتنفيذ، من دون استبعاد إمكانية أن تصاب بنكسات خلال عملية التنفيذ وعراقيل نتيجة تعقيدات اللاعبين وتضارب مصالحهم. على أن السقوف الزمنية تذهب إلى ربيع 2019 حيث ينتظر معه أن تكون الصورة أكثر جلاء لجهة ما قد تكون أسفرت عنه التوترات الأميركية - الإيرانية المرشحة أن تترجم بأشكال مختلفة متصاعدة خلال الأشهر المقبلة.

 

دروز سورية «بدهم حرية»

مكرم رباح/الراي/27 تموز/18

«يا غيرة الدين» عبارة صدحت في أرجاء جبل العرب والسويداء بالأمس في محاولة من الدروز للتصدّي لهجوم «داعش» على السويداء وقراها، والذي انتهى بسقوط أكثر من 240 شهيداً والعشرات من الجرحى والمخطوفين. ورغم أن الطرف المهاجم واضح وجلي للعلن، فإن الهجوم «الداعشي» على الدروز، كما يقولون هم أنفسهم «مسألة على ثلاث طُوْق»، يخفي في طياته صراع الشعب السوري في وجه نظام بشار الأسد والمرتزقة المنخرطين في صفوف الممانعة العالمية.

نجح دروز سورية في البقاء خارج دوامة الحرب السورية والتي حاول بشار الأسد إظهارها على أنها صراع بين الإسلام السني التكفيري وعلمانية نظام البعث الحامي للأقليات في المشرق. سردية نظام الأسد الأقلوية تحطمت بفضل ظروف عدة من أهمها رفض دروز المشرق ودروز سورية تحديدا الانخراط في مغامرة الأسد عبر رفضهم المشاركة ضمن صفوف الجيش الأسدي في تهجير وقتل رفاقهم من الوطن من الذين وقفوا هاتفين «سورية بدا حرية». حكمة عقلاء الدروز وساستهم ومن بينهم زعيمهم الأوحد وليد جنبلاط نجحت في تحييد أبناء طائفة الموحدين الدروز وحمايتهم من ضغوط عدة عبر التحذيرات المستمرة من عواقب استعمالهم كقتلة في نظام الأسد وعصاباته. وقف دروز سورية وعلى رأسهم الشيخ وحيد البلعوس مؤسس تنظيم «رجال الكرامة» بوجه أبناء طائفته البعثيين ليذكرهم بأن لا مصلحة للدروز بقتال الطوائف الأخرى ولا سيما أنه ليس للدروز أي أعداء من أبناء وطنهم وأن تقاليد الموحدين الدروز وسلاحهم وجدوا ليستخدموا حصراً في الدفاع عن الأرض والعرض. موقف البلعوس الشجاع دفع بنظام الأسد إلى اغتياله في محاولة لتقويض الدروز وتذكيرهم بعواقب جنوحهم. ورغم استشهاده، استمرت حركة البلعوس لتترسخ كعقيدة سياسية وعسكرية تشبه الحياد الإيجابي، ما دفع بالأسد إلى استخدام صورة اللواء عصام زهر الدين أحد أبرز الضباط الدروز في صفوف الحرس الجمهوري لاستمالة الدروز وإعادة انخراطهم في النظام. صور بطش عصام زهرالدين وجرائمه أثناء المعارك كانت محاولة فاشلة من النظام السوري لإظهاره كممثل لأبناء طائفته في وجه العقلاء الدروز الذين «رموا الحُرم الديني» بحق أي من أبناء طائفة الموحدين الذي يسقطون في القتال خارج حدود الدفاع عن المناطق الدرزية باستثناء حالة الدفاع عن النفس. مقتل زهر الدين في معارك دير الزور وسط ظروف غامضة أكدت أنه حالة شاذة، وأن بشار الأسد قد خسر الدروز ولا سيما الذين وقفوا إلى جانب النظام منذ تأسيسه.

وبناء على هذا الواقع، قرر الأسد الانتقام من التمرد الدرزي عبر استخدام داعش «سلاحه غير السري» الذي ينبت في أماكن تخدم النظام حصراً، على أن يبادر بدوره إلى طرح نفسه كمنقذ ومكافح للإرهاب بمساعدة حليفه الروسي. ليس من باب الصدفة أن يقوم «داعش» بمهاجمة الدروز بعد أسابيع فقط من الاجتماع العاصف الذي جمع قيادتهم بممثلي الجيش الروسي ونظام الأسد، حيث قام الجنرال الروسي بتهديد رجال الكرامة مطالبا إياهم بتسليم سلاحهم والطلب من الـ52 ألف المتخلفين عن التجنيد بالالتحاق الفوري بالجيش الأسدي، تحت طائلة وصمهم بالإرهابيين واتخاذ الخطوات التي ترافق عادة مثل هذا التصنيف.

تهديدات الجنرال الروسي والنظام تُرجمت على أرض الواقع سياراتٌ انتحارية وحملة واسعة على الدروز من قبل تنظيم «داعش» الذي تمت مواكبته من مخيم اليرموك في دمشق إلى أطراف السويداء ليلعب عناصره دورهم التقليدي وينتقموا من نساء وأطفال السويداء التي حمت وأوت أهالي درعا الفارين من هجوم قوات النظام والمليشيات الإيرانية.

والمفارقة تكمن في تزامن مجزرة السويداء مع الحملة الدولية التي تقودها روسيا بالتعاون مع أطراف لبنانية لإعادة اللاجئين السوريين تحت ضمانات روسية شبيهة بسابقاتها والتي نكث الروسي بها في أول فرصة له. روسيا ترغب في آخر المطاف بالخروج من المستنقع السوري عبر تمكين جيش الأسد وإعادة أبنائه ليصبح قادراً على الوقوف في وجه التحديات وأهمها التنظيمات والميليشيات الإيرانية التي استوطنت مناطق حساسة في سورية. وفي سبيل تحقيق ذلك، يجب على السوريين ومن ضمنهم العائدين «طوعاً» حمل السلاح من أجل سورية الأسد.

دروز سورية الذين ساهموا في بناء سورية الحديثة هم تاريخياً أبناء اللاجئين الدروز الذين نزحوا من لبنان إثر معركة عين دارة بين القيسيين واليمنيين سنة 1711، والتي أجبرت الجناح اليمني المهزوم على الجلاء باتجاه الداخل السوري والاستيطان في نواحي حوران. قد يبدو للكثيرين أن الثورة في سورية قد هُزمت وأن ساعة الانتقام من كل من تقاعس أو تواطؤ ضد الأسد قد حانت، لكن التاريخ يشهد بأن الانتصار العسكري ليس بالضرورة مؤشر الانتصار الشامل، بل هو مجرد حالة ترافق نشوة القوة والسلاح.

لقد نجح الدروز في سورية سابقاً في الدفاع عن أنفسهم عبر رفض الأسد ومنطقه، وفي الأمس نجحوا أيضاً في دفاعهم عن عرضهم وأرضهم بوجه جحافل داعش «المبعثين»، ولكن على الدروز في كل من سورية والمشرق استخدام أحد أقوى أسلحتهم وهو سلاح الموقف. وعلى الدروز كما كل أبناء سورية أن يتذكروا أن الخطر الفعلي على مستقبلهم هو بشار الأسد الذي احترف استعمال التكفيريين في قتل البشر وتدمير الحجر. وفي نهاية المطاف، على كل من يراهن على بشار الأسد وحلفائه أن يعي تماماً أن القوة قد تجعل من أشباه الرجال رؤساءً وحكاماً، لكن الحكمة والشجاعة وحدهما تجعلان من الرجال قادة، كما هو حال الشيخ البلعوس وسلطان باشا الأطرش اللذين ما زال طيفهما يحرس أهل السويداء ونضالهم المستمر.

 

مرحلة عودة النازحين السوريين قطار العودة أطلق صفارته

الهام فريحة/الأنوار/28 تموز/18

ما كان تقديرات قبل قمة هلسنكي بين الرئيسين دونالد ترامب وفلاديمير بوتين، أصبح حقيقةً بعدها. قبل القمة قدَّر معظم المحللين أنَّ الملف السوري مفتوحٌ على مصراعيه على طاولة الجبَّارين في هلسنكي، لم يكن الأمر مفاجئاً، المفاجأة كانت في السرعة الروسية، إذ ما إن انتهت القمة حتى فاجأت روسيا العالم بالإعلان عن خطة لإعادة النازحين السوريين إلى بلادهم، وتحديداً إلى المدن والبلدات والقرى التي كانوا فيها قبل اندلاع الحرب السورية في آذار 2011. الخطة الروسية تستهدف أولاً الدول التي فيها "اكتظاظ نازحين" أي لبنان والأردن وتركيا، ولهذا فإنَّ الوفد الروسي زار أولاً الأردن ثم لبنان، ومنه توجَّه إلى تركيا.

في لبنان خاطب الموفد الرئاسي الروسي ألكسندر لافرنتييف الرئيس ميشال عون قائلاً: "يمكن الإعتماد على دعمنا وهذه رسالة الرئيس بوتين إليكم". كان ذلك في قصر بعبدا في حضور الجانبين اللبناني والروسي. وأبرز ما خاطب به رئيس الجمهورية الجانب الروسي، أنَّ البدء بإعادة النازحين لا يُلغي حقَّ لبنان في تعويضه عن الخسائر التي تكبدها في كلِّ مرافقه وبناه التحتية، والتي فاقت العشرين مليار دولار، من جراء هذا النزوح على مدى سبعة أعوام ونصف العام. الجانب الروسي كان متفهِّماً، لكن الأولوية بالنسبة إليه هو الحفاظ على سوريا موحدة، مما يعني إعادة النازحين إلى قراهم وبلداتهم وليس فقط إلى بلدهم. وبهذا يكون الجانب الروسي قد أسقط نظرية "التطهير الطائفي والمذهبي"، لكن مع ذلك فإنَّ القضية ما زالت في بداية الطريق. أما الآلية العملية لِما حمله الجانب الروسي، فهي تشكيل لجان مشتركة لبنانية - روسية وأردنية - روسية وتركية – روسية، تشرف عليها لجنة مركزية تدير وتنسّق عملية إعادة النازحين من هذه الدول. بالنسبة إلى لبنان، فإنَّ الرئيس سعد الحريري ناقش مع الوفد الروسي الذي زاره أولاً، أنَّ التمثيل عن الجانب اللبناني لن يكون على المستوى الوزاري، لئلا يُعتبر الأمر إتصالاً بالجانب السوري الرسمي. وانطلاقاً من هذا الشرط فإنَّ رئاسة الوفد اللبناني ستكون للمدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم، وتُرجِّح المعلومات أن يكون الجانب الروسي ممثلاً بسفير روسيا في لبنان ألكسندر زاسبيكين، كما رجحت أن يكون الجانب السوري ممثلاً برئيس مكتب الأمن القومي. الملف ما زال في أول الطريق، فلبنان والأردن يستقبلان كلاً منهما نحو مليون نازح، وتركيا نحو ثلاثة ملايين ونصف المليون نازح، ولكن العدد الإجمالي لكل النازحين السوريين في مختلف أنحاء العالم يبلغ نحو 6 ملايين ونصف المليون وفق إحصاءات الأمم المتحدة. هكذا يكون ملف النازحين السوريين قد دخل مسار التدويل ولم يعد شأناً محلياً، أما الأساس في هذه القضية فهو أن يكون الجانبان الروسي والأميركي على الخط ذاته في ما يتعلق بهذا الملف من خلال حزمة المقترحات والخطط. إذا ما انطلق هذا الملف فإنَّه سيكون عنوان المرحلة المقبلة وبداية مسار طويل، لأنه ملف هائل وهو الأكبر منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية، وهذا ما تؤكده الأرقام حيث أنَّ هناك نحو 1.7 مليون لاجئ سيتمكنون من العودة: من لبنان 890 ألف وهو الرقم المسجَّل لدى المنظمات الدولية، ومن تركيا 300 ألف ومن الأردن 600 ألف ومن الإتحاد الأوروبي 200 ألف. وربما العدد من الإتحاد الأوروبي هو الذي سيُغري الدول الأوروبية لتقديم المساعدات لتمويل العودة. إذاً، قطار العودة أطلق صفارته.

 

أي تأثير لعودة النازحين على الإقتصاد؟

ايفا ابي حيدر/جريدة الجمهورية/السبت 28 تموز 2018

 مع تقدم المبادرة الروسية -الاميركية لتأمين عودة النازحين السوريين الى بلادهم، الى اي مدى ستنعكس هذه الخطوة ايجابا على الاقتصاد اللبناني؟ وكيف يستفيد لبنان اقتصاديا من عودتهم؟

هل ستشكل العودة المنتظرة للنازحين السوريين المتواجدين حاليا في لبنان، متنفسا للاقتصاد اللبناني الذي تكبد وفق ارقام البنك الدولي 18 مليار دولار خسائر منذ 2011 حتّى 2017، ام ان المشكلة الاساسية في الاقتصاد تكمن في مكان آخر؟

في هذا السياق، أكد وزير الاقتصاد السابق النائب نقولا نحاس ان عودة النازحين تريح لبنان، ونحن نأمل بعودتهم جميعا وليس فقط الـ 890 الفا. وذكّر عبر «الجمهورية» بدراسة قام بها البنك الدولي عام 2013 أظهرت ان كلفة النزوح السوري على الدخل القومي وعلى استهلاك البنى التحتية تراوحت بين 12 الى 13 مليار دولار، ولا شك انها ارتفعت حتى العام 2018، من دون احتساب حجم العمالة السورية التي حلّت مكان العمالة اللبنانية في سوق العمل اللبناني وارتفاع نسب البطالة في صفوف اللبنانيين، وهذا برأيي الوقع الاشد ألماً في ملف النزوح.

أكد نحاس ان «لا شيء يحول دون عودة النازحين السوريين الى بلادهم حتى ممن وجد له عملا في لبنان ويعتبر انه استقر فيه، والا سنكون امام أزمة جديدة، ألا تكفينا الأزمة الفلسطينية؟ ملاحظاً ان الفارق بين الأزمة الفلسطينية والأزمة السورية ان الفلسطيني ليس لديه ارض ليعود اليها على عكس السوري الذي لديه ارض ودولة وكل العالم يسعى الى قيام هذه الدولة مجددا، فلا عذر ولا منطق يحول دون عودتهم».

وأشار نحاس الى ان التوصل الى حل في أزمة النزوح السوري يريح لبنان ويعطي مؤشراً الى ان المنطقة بأكملها بدأت تحلّ امورها المستعصية والتي كانت لها انعكاسات مدمرة عليها.

وردا على سؤال، اوضح نحاس ان عودة النازحين الى سوريا توقف الضرر الناتج عن هذه الأزمة، وتعني ان هناك املا باعادة اعمار سوريا وهذا باب يمكن الاستفادة منه.

حداد لـ«الجمهورية»

من جهته، اعتبر وزير الاقتصاد السابق سامي حداد ان النزوح السوري شكل عبئا اقتصاديا كبيرا على لبنان، وصحيح اننا نتلقى مساعدات من الدول الا انها غير كافية. عودة النازحين تريح لأنهم أخذوا الوظائف او الاعمال من درب اللبنانيين؟ نعم بالتأكيد لكن هل هؤلاء الذين يعملون اليوم سيعودون ام لا؟ هنا السؤال ولا شيئ مؤكدا. لكن بالعودة الى العام 2010، قبل الأزمة كان يدخل الى لبنان الكثير من السوريين بداعي العمل وقد تتراوح اعدادهم ما بين 100 الى 300 الف سوري، وهؤلاء كانوا يعملون بغالبيتهم في قطاعي الزراعة والبناء وكان كلانا يستفيد. وبرأيي هؤلاء الذين كانوا موجودين نحن نحتاج اليهم في هذه القطاعات، لكن مشكلتنا مع الذين أخذوا اعمال ووظائف كانت للبنانيين. واعتبر حداد ان الوجود السوري هم كبير وعبء ثقيل انما الحجم السياسي اهم من الحجم الاقتصادي في هذا الموضوع، لكن لا يجب ان نتناسى ان وضعنا المالي والمديونية مخيفة ونحن قادمون على أزمة اقتصادية كبيرة ان عاد النازحون ام لم يعودوا، وللاسف لا احد يولي هذا الموضوع الاهتمام اللازم. تابع: عندما ذهبنا الى باريس 3 منذ 10 سنوات ونصف السنة كانت الاوضاع الاقتصادية افضل بكثير من اليوم وتقدمنا باقتراحات رفضت، وللاسف خلال هذه المدة لم يُقدم أي مسؤول على خطوات انقاذية للاقتصاد لذا فان الوضع سيء جدا اليوم.

والأحداث تتكرر اليوم مع مؤتمر «سيدر» الذي هو مهم جدا للبنان ونتائجه ايجابية الا انه يطلب منا ان نقترض اكثر ولم يعد في إمكاننا ذلك، كما يطلب اصلاحات ولا احد يتحدث اليوم عن اصلاحات، والدولة تصرف اموالا اكثر من ايراداتها.

 

«سيتي غروب»: النفط الى 45 دولاراً للبرميل

طوني رزق/جريدة الجمهورية/السبت 28 تموز 2018

ناقضت مجموعة سيتي غروب المالية العالمية كل التوقعات بتجاوز سعر النفط 100 دولار، مشيرة الى انّ النفط سوف يتراجع الى 45 دولاراً في غضون عام واحد مقارنة مع أسعاره الحالية حول الـ 70 دولاراً. كشفت مجموعة «سيتي غروب» المالية العالمية أنه من المتوقع أن يهبط سعر برميل النفط خلال الـ 12 شهراً المقبلين إلى 45 دولارا أميركيا، كما أشارت إلى أنّ توقعات الاتجاه الصعودي المتزايدة مؤخراً لأسعار النفط تعتمد على تحليلات ليست دقيقة. وكان اد مورس، أحد كبار المحللين في المجموعة، هو الذي توقّع انهيار اسعار النفط الخام في عام 2014، وهو من توقّع في وقت مبكر وبدقة أن تنتهي اتفاقية منظمة «أوبك» العالمية المعقودة بينها وبين كبار مُنتجي النفط المستقلّين بخصوص الحد من حجم الانتاج، والتي ألزمت الاعضاء بخفض معدل الإنتاج النفطي. وذلك قبل أن يتوقع أي أحد ذلك.ويتوقع مورس أنّ التقدم والتطور التكنولوجي من جهة والكفاءة في استخدام رأس المال، وهما بين الأسباب الرئيسية في تحسّن قطاع النفط بشكل عام، هو أمر يتعارض بشكل كبير مع التوقعات بارتفاع أسعار النفط، وذلك لأنّ هذين العاملين سوف يساهمان في خفض كلفة الانتاج، وبالتالي في تراجع الاسعار وبقوة. ونَوّه مورس، وهو رئيس قسم السلع في «سيتي غروب» المالية المذكورة، أنّ هناك خطأ كبيراً جداً يرتكبه المحللون، وذلك في تقديرهم لمعدل الحجم العالمي لإجمالي الإنتاج النفطي. وأعرب «مورس» عن رأيه في هذا الأمر قائلاً انه أمر غير منطقي أن يقوم المحللون بتنبّؤ انخفاض إنتاج النفط في الأماكن التي لم يُعان فيها الإنتاج أي انخفاض، مثل مراكز إنتاج النفط الكندية.

ومن ناحية أخرى فقد ذكر «مورس» أنّ منظمة الدول المصدرة للنفط «أوبك» هي أفضل مثال على ذلك، حيث أنها تمتلك القدرة الكافية لإنتاج متوسّط يصل حتى 35 مليون برميل من النفط في اليوم الواحد، وعلى مدار 50 سنة متواصلة. وأضاف أنه من المحتمل، وبحسب توقعاته الشخصية، أن يعاني نفط خام برنت من انخفاض الاسعار الى مستوى 45 دولارا للبرميل.

النفط

انخفضت العقود الآجلة لخام القياس العالمي مزيج برنت 5 سنتات إلى 74.49 دولاراً للبرميل بعد أن زادت 0.8 بالمئة يوم الخميس. وتتجه هذه العقود إلى تحقيق مكسب بنحو 2 بالمئة هذا الأسبوع، وهي أول زيادة من نوعها في أربعة أسابيع. وتراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 5 سنتات إلى 69.56 دولارا للبرميل بعدما ارتفعت بنحو 0.5 بالمئة في الجلسة السابقة. ويتجه العقد إلى تسجيل خسارة أسبوعية نسبتها 1.3 بالمئة في تراجع للأسبوع الرابع على التوالي. وقالت السعودية يوم الخميس إنها ستوقف بشكل مؤقّت شحنات النفط المنقولة عبر مضيق باب المندب في البحر الأحمر، بعد هجوم شنّته حركة الحوثي المتحالفة مع إيران في اليمن.

اسواق العملات

إرتفع الدولار امس إلى أعلى مستوياته في خمسة أيام، مع ترقّب المستثمرين معرفة بيانات الناتج المحلي الإجمالي في الولايات المتحدة وما إذا كانت ستفعل أيّ شيء من شأنه التأثير على العملة الأميركية التي ظلت قوية لشهور متتالية.

وعبّر الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن عدم رضاه بشأن قوة الدولار، مُتجاهلاً ما جرت عليه العادة من أن يتجنب زعماء الولايات المتحدة التدخل بشكل علني في الأسواق المالية. لكن العملة الأميركية ظلت لا تبرح مكانها بالقرب من أعلى مستوى في عام، والذي سجلته الأسبوع الماضي. وواصل الدولار صعوده امس حيث ارتفع 0.4 بالمئة مقابل سلة عملات ليسجّل مؤشره 94.796، وهو أعلى مستوى في خمسة أيام، قبل أن يجري تداوله من دون تغيّر يذكر. في الوقت ذاته عوّض اليورو بعض خسائره التي مُني بها يوم الخميس عندما أبقى البنك المركزي الأوروبي على جدوله الزمني للتخلي عن سياسته النقدية واستقر اليورو عملياً عند 1.1654 دولار. وانخفض الدولار 0.3 بالمئة مقابل العملة اليابانية إلى 110.965 ينات بعدما لم يتمكن من الاحتفاظ بمكاسبه عقب ارتفاع لفترة وجيزة إلى 111.25 نقطة. ولم يطرأ تغيّر يذكر على الجنيه الاسترليني عند 1.3123 دولار.

وارتفع الدولار الأسترالي 0.2 بالمئة إلى 0.7392 دولار أميركي متعافياً بعض الشيء بعد الهبوط الذي سجله في اليوم السابق. وتراجعت الليرة التركية امس بعد أن هدّد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بفرض عقوبات على أنقرة ما لم تُطلق سراح قس أميركي، وهو ما أثار ردّ فعل غاضباً من تركيا وفاقَم التوترات بين البلدين العضوين في حلف شمال الأطلسي. وبلغت العملة التركية 4.8650 ليرة للدولار متراجعة عن مستوى الإغلاق السابق الذي بلغ 4.8555.

بورصة بيروت

جرى أمس تداول 30267 سهماً في البورصة المحلية قيمتها 0.16 مليون دولار مع غلبة الاتجاه الصعودي لأسعار الأسهم المتداولة، وذلك من خلال 22 عملية بيع وشراء لثلاثة أنواع من الأسهم والتي زادت أسعارها جميعاً. وفي الختام زادت قيمة البورصة السوقية 0.40 % الى 10.376 مليارات دولار.

أمّا أنشط الأسهم فكانت على التوالي:

1) أسهم شركة سوليدير الفئة أ التي زادت 0.81% الى 7.43 دولارات مع تبادل 19450 سهماً.

2) أسهم بنك بيبلوس التي ارتفعت 1.42% الى 1.48 دولار مع تبادل 10000 سهم.

3) اسهم شركة سوليدير الفئة ب التي زادت 0.40 % الى 7.452 دولارات مع تبادل 817 سهماً.

الاسهم العالمية

ارتفعت الأسهم الأوروبية في التعاملات المبكرة أمس الجمعة واتجهت إلى اختتام الأسبوع على أعلى مستوى في ستة أسابيع، بدعم من انحسار المخاوف بشأن الرسوم الجمركية الأميركية ونتائج الأعمال الجيدة التي أعلنتها شركات.

وارتفع مؤشر ستوكس 600 الأوروبي 0.16 بالمئة بحلول الساعة 0716 بتوقيت غرينتش.

وأغلقت الأسهم اليابانية مرتفعة امس. وبلغ مؤشر نيكي القياسي الياباني أعلى مستوى إغلاق في أسبوع عند 22712.75 نقطة، واختتم الأسبوع مرتفعاً 0.56 بالمئة.

وبينما هدأ المستثمرون بعد اتفاق غير رسمي بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة بشأن التعرفات الجمركية، ظلت حالة التفاؤل رهينة بالتكهنات بشأن التغييرات التي سينفذها بنك اليابان المركزي في سياسته النقدية خلال المراجعة القادمة.وارتفع مؤشر توبكس الأوسع نطاقا 0.57 بالمئة إلى 1775.76 نقطة، بينما أغلق مؤشر جيه.بي.إكس-نيكي مرتفعاً 0.55 بالمئة إلى 15694.70 نقطة.

الذهب

بلغ الذهب امس الجمعة أدنى مستوى في أسبوع مع ارتفاع الدولار قبيل نشر بيانات النمو الاقتصادي في الولايات المتحدة، وفي الوقت الذي انحسرت فيه المخاوف من حرب تجارية بعد اتفاق بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وتراجع الإقبال على أصول الملاذ الآمن.

وانخفض الذهب 0.3 بالمئة في المعاملات الفورية إلى 1218.92 دولاراً للأونصة بعد أن بلغ أدنى مستوى في أسبوع عند 1217.86 دولاراً، ويتجه صوب الانخفاض للأسبوع الثالث على التوالي. وانخفض المعدن الأصفر 0.6 بالمئة في العقود الأميركية الآجلة للتسليم في آب إلى 1218 دولاراً للأونصة.

ومن بين المعادن النفيسة الأخرى، انخفضت الفضة 0.1 بالمئة إلى 15.35 دولاراً للأونصة متجهة إلى تسجيل تراجع للأسبوع السابع على التوالي. وهبط البلاديوم 0.1 بالمئة إلى 926.40 دولاراً للأونصة. وانخفض البلاتين 0.3 بالمئة إلى 818 دولاراً للأونصة.

 

اختبارات اتفاق هلسنكي السورية

وليد شقير/الحياة/28 تموز/18

كان لا بد من أن يتعرض اتفاق هلسنكي بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأميركي دونالد ترامب للاختبارات الدراماتيكية. الاختبار الأكثر بشاعة هو تلك المجزرة المرتكبة في مدينة السويداء والتي أُعلن أن «داعش» تبناها، وقبله إسقاط طائرة «سوخوي» السورية فوق الجولان المحتل...

على أهميته في السعي إلى تطبيق خريطة طريق قيل أنهما رسماها من أجل استقرار الوضع في سورية على معادلة ما، كانت مقدمات اتفاق الرئيسين مؤشراً إلى حصوله. لكنه اتفاق يتناول أدوار دول على الساحة السورية المشرعة الأبواب منذ أكثر من 7 سنوات. هي أبواب شرعها الروس والأميركيون أنفسهم، فغرقوا في الفوضى التي صنعوها بأيديهم. ولذلك من الطبيعي أن يتساءل المتابعون لتفاصيل ما اتفق عليه في هلسنكي عما إذا كان كافياً، وعما إذا كانت الدولتان الكبريان قادرتين على أن تنوبا عن القوى الإقليمية وأن تلزمانها بكل الخطوات.

سبق الاتفاق تفاهم موسكو وواشنطن على أولوية أمن إسرائيل في الجنوب السوري، ثم تسليم إسرائيل بأن بقاء بشار الأسد في السلطة أفضل لها لضمان أمنها على الحد الفاصل في الجولان المحتل، طالما جرى تبني مطلبها إبعاد إيران عن الحدود. وعلى رغم أن بنيامين نتانياهو لم يكتف بداية بأن تكون مسافة الإبعاد 100 كيلومتر عن الجولان، بحجة أن لديها صواريخ مداها أكثر من تلك المسافة، فإنه عاد وسلم بالاقتراح الروسي بعدما أبلغه بوتين أنه في هذه الحال، يجب إبعاد إيران نفسها جغرافيا، لأن لديها صواريخ يمكنها إصابة إسرائيل إذا أطلقت من أراضيها وليس من سورية. سلمت إسرائيل بمسافة الـ100 كيلومتر بناء على الوعد بأن قرار الانسحاب الكامل لإيران والميليشيات التابعة لها من سورية سيأتي، وأن موسكو تتعهد حصوله. فالتفاوض الروسي- الإيراني أثناء زيارة مستشار المرشد في طهران علي أكبر ولايتي لموسكو قبل أسبوعين، (بالتزامن مع زيارة نتانياهو لبوتين) أفضى إلى التفاهم على تلك المسافة، وحتى على أن فكرة الانسحاب من سورية آتية. كان ما يهم الجانب الإيراني في تلك المفاوضات أن تستخدم روسيا الوجود الإيراني في سورية ورقة من أجل التفاوض على الانسحاب الأميركي والتركي أيضاً. من الطبيعي أن يسعى القادة الإيرانيون إلى كسب الوقت والمناورة، فيما يثق الكرملين بأن في إمكانه التوافق مع أنقرة وواشنطن على سحب قواتهما من سورية إذا تقدم تطبيق التفاهمات التي توصلا إليها في هلسنكي ثم في لقاءات أخرى قد تتم قبل القمة المقبلة مع ترامب. واجتماع آستانة المقرر الاثنين المقبل مناسبة لمفاتحة أنقرة بالتهيؤ هي الأخرى لترتيبات تقود إلى انسحابها خلافاً لأنباء عن نية تسليمها المنطقة الشمالية وصولاً إلى حلب. كررت طهران فكرة الإفادة من ورقة وجودها لسحب القوى الأخرى، حين زارها موفد بوتين الخاص في الأزمة السورية ألكسندر لافرنتييف، لإبلاغها بتثبيت قمة هلسنكي قرار ابتعاد قواتها 100 كيلومتر عن الجولان، والتهيؤ للانسحاب الكامل لاحقاً الذي ربطته بطلب الحكومة السورية منها تنفيذه.

تثق موسكو بقدرتها على انتزاع هذا الطلب من الأسد، بحيث سيأتي يوم يشكر فيه كل من ساعده، لا سيما إيران و «حزب الله»، ليتمنى عليهما سحب قواتهما. وثمة من يقول أن من التعويضات لطهران، وجودها الاقتصادي في سورية ومساهمتها في إعادة الإعمار، بدليل القرار السوري إعفاء كل البضائع الإيرانية التي تستوردها دمشق من الرسوم والضرائب على أنواعها حتى آخر العام. هل تكتفي طهران بذلك؟

في الانتظار يبدو أن النقطة الجوهرية والمهمة في اتفاق هلسنكي، إضافة إلى خطة البدء في إعادة النازحين الذين يريد نظام الأسد تأخيرها قدر الإمكان لأن همه الاطمئنان إلى خضوعهم له، هي قرار إقفال الطريق بين طهران ودمشق عبر إقفال الحدود العراقية- السورية التي جهدت طهران طوال العام الماضي لإبقائها مفتوحة وتمكنت من السيطرة عليها من جهة معبر «البوكمال»، مقابل تمركز القوات الأميركية على جانب منها عند معبر التنف. فواشنطن وإسرائيل تصران على وقف تدفق الأسلحة والمقاتلين من هذه الحدود. ولربما دفع «قوات سورية الديموقراطية» ذات الغالبية الكردية، والمدعومة من واشنطن، نحو هذه الحدود، إحدى صيغ تنفيذ هذا القرار في وقت فُتح التواصل بين الأكراد والنظام. في المشهد الإقليمي المقلق للحرس الثوري، إذا أضيفت إليه انتفاضة العراقيين، يأتي الرد بإقفال مضيق باب المندب واستهداف ناقلات النفط رداً على إقفال طريق العراق- سورية. وليس مستبعداً أن يكون هناك من أراد توجيه رسالة اعتراض على الاتفاقات أيضاً، عبر مجزرة السويداء.

 

نحو فرض حلّ في سورية بإرادة روسية - أميركية

عبدالوهاب بدرخان/الحياة/28 تموز/18

فجأةً أصبح الرئيسان الأميركي والروسي مهتمَّين بالشأن الإنساني في سورية. لماذا كان متعذّراً في بعض الأحيان إيصال علبة حليب للأطفال أو رغيف خبز أو حبّة دواء لأي منطقة تحاصرها قوات نظام بشار الأسد وميليشيات إيران، ولماذا كان الروس يدعمون سياسات الحصار والتجويع بقصف المخابز والأسواق والمستوصفات ومحطات الكهرباء لدفع الناس إلى النزوح والتخلّي عن بيوتهم وأرزاقهم وأملاكهم، ولماذا أمّنوا الحماية والحصانة لاستخدام السلاح الكيماوي؟.. لأنهم كانوا يريدون إفراغ هذه المناطق وتلك من السكان ليستعيد النظام «السيطرة» عليها ويفتح الطرق لتمكين قوافل «التعفيش» من نهب ما خلّفه النازحون والمرحّلون وراءهم، كذلك لتمكين إيران من زرع ميليشياتها حيثما تشاء. لكن فلاديمير بوتين ودونالد ترامب وجدا فرصة لإضفاء «وجه إنساني» على لقائهما في هلسنكي، عبر التركيز على سورية. يصعب تصديق أنهما معنيان فعلاً بهذا الملف، لكنهما احتاجا إليه للإيحاء بأن للقمّة نتائج أخرى غير اتفاقهما على «العمل بشكل مشترك لتنعم إسرائيل بالأمن والسلام».

إذاً، كان بوتين يحتجز «الملف الإنساني» وترك النظام يستخدمه لابتزاز شعبه، وقد منعت موسكو منذ خريف 2011 تفعيل القانون الإنساني الدولي لمصلحة الشعب السوري الذي ركّزت تظاهراته حينذاك على طلب «الحماية» من قتلة الأسد، وبعدما تدخّلت مباشرة في خريف 2015 لم تكن لها أي مساهمة مسجّلة في تسهيل عمليات الإغاثة الدولية حتى أن طائراتها قصفت إحدى قوافلها وقتلت عدداً من العاملين فيها. في الوقت نفسه كانت لروسيا مشاركة فعلية في عمليات التهجير القسري من حلب وريفي حمص وحماة وأخيراً من الغوطة ودرعا. بل إنها انضمّت إلى النظام والإيرانيين في استعداء منقذي «الخوذ البيضاء»، إذ كانوا يرفضون وجود متطوّعين لرفع جثث القتلى ودفنها أو إجلاء المصابين لمعالجتهم. وإذ استهدفوهم بالقتل وأجبروهم على النزوح أو اختطفوا عدداً منهم لرميهم في أقبية التعذيب، فإنهم استهجنوا أخيراً خروج «الخوذ البيضاء» مع عائلاتهم من درعا إلى الأردن عبر إسرائيل. كان الروس يريدونهم أن يسلّموا أنفسهم إلى قتلة الأسد كمجرمين مستسلمين. دانت الخارجية الروسية خروج «الخوذ» من سورية «بدعم أجنبي»(!)، ووصفهم النظام بأنهم «أدوات» في أيدي الدول التي موّلت نشاطهم الإنقاذي، وكان معروفاً أنهم لم يقاتلوا وأنهم بالتأكيد منحازون إلى الشعب.

لم يخرج «الملف الإنساني» من جيب بوتين إلا بعدما تيقّن صاحبه أولاً بأن كل الجرائم ارتكبت فيه إلى حدّ أنه فقد وظيفته في «الحل العسكري» للأزمة السورية وإنْ كانت عقدة إدلب لا تزال تنتظر، وبعدما لمس ثانياً أن هذا الملف مناسبٌ لافتتاح «المساومة» مع الولايات المتحدة، ومن خلالها مع الدول الغربية. لا أحد يصدّق أن بوتين وترامب منشغلان في القمة الأولى بينهما بعودة اللاجئين والنازحين السوريين، بعدما تفرّجت الدولتان على إذلالهم وطردهم من مواطنهم، وها هما تضعانهم الآن على الطاولة للمساومة عليهم. فبالتزامن مع إعلان أن موسكو قدمت اقتراحاً لإعادة اللاجئين وأن وزيري خارجية الدولتين تواصلا للتشاور في القضية، سلّط الإعلام الروسي الضوء على «العملية الإنسانية المشتركة الأولى» مع فرنسا التي قدّمت خمسين طنّاً من المواد الطبيّة المخصّصة للغوطة الشرقية وقد شحنتها طائرة روسية إلى قاعدة حميميم. هل ستوزّع بواسطة النظام وعلى طريقته، وهل ستصل إلى مستحقّيها أم يتولّى الوسطاء بيعها لمصلحة أطراف في النظام؟ إذا استطاعت باريس أن تعرف مصير مساعداتها فسيكون ذلك إنجازاً.

الملاحظ أن وزارة الدفاع الروسية هي المكلّفة بالملف، وبمقدار ما يُفترض أن يعني ذلك جدّية وفاعلية بمقدار ما يوجب التذكير بأن الممارسات العسكرية الروسية لم توحِ بالثقة في أي مرحلة، وتجربة التفاوض و»الضمانات» في الغوطة ودرعا افتقدت المصداقية واستوحت كل خدع النظام وأكاذيبه، ذاك أنها أظهرت مجدداً أن وجود شرطة روسية لم يمنع أعمال التنكيل والنهب المنظّم، والأرجح أنه لن يشكّل ضماناً كافياً لتشجيع اللاجئين الراغبين في العودة. ما يدعم الشكوك، على سبيل المثال، أن المسؤول في الوزارة ميخائيل ميزنتسيف دخل باكراً جداً في الترويج الدعائي لخطة عمل مشتركة يدرسها الروس والأميركيون بهدف «إعادة اللاجئين إلى المناطق التي كانوا يعيشون فيها قبل 2011»، وبدل أن يؤكّد قابلية تلك المناطق لاستقبالهم بعد التدمير والنهب والأرض المحروقة فقد سارع إلى إعطاء تقديرات بأن 1,7 مليون لاجئ سيتمكّنون بإشراف مجموعة مراقبة روسية- أميركية- أردنية في عمان، ومجموعة مماثلة في لبنان الذي سيغادره 890 ألف لاجئ، وإن 300 ألف سيعودون من تركيا و200 ألف من أوروبا.

لا يدعم هذه التقديرات العشوائية سوى ما يتم في لبنان بترتيبات يتولّاها «حزب الله» مع بعض الأجهزة الأمنية، بمعزل عن الدولة والحكومة، وبضغوط تُمارس خصوصاً على الشباب لسدّ حاجة نظام الأسد إلى المجنّدين، وبغية تصوير «عودة اللاجئين» كتزكية لـ «شرعية» الأسد واعتراف بضرورة استمرار نظامه وبالتالي كامتنانٍ للحلفاء الروس والإيرانيين الذين أنقذوه. لا تقلّ الرغبة الأردنية عن الرغبة اللبنانية في التخلّص من عبء اللاجئين، أمّا الفارق ففي أن عمّان لا تتعجّل «تطفيشهم» بالأسلوب الإيراني بل تعوّل على التعاون الروسي- الأميركي، وحتى الروسي- الأوروبي، إذا قدّر له أن يفلح. غير أن الجميع يطرح التساؤلات نفسها، أولاً عن سلوك النظام الذي لم تصدر عنه أي إشارة إلى أنه تعلّم شيئاً من الأزمة سوى أن إمعانه في الوحشية كان «مجدياً» في نهاية المطاف وأن أحداً لا يطالبه بالتوقف عن القتل، وثانياً عن سلوك الإيرانيين الذين ربما يخفّفون ظاهرياً من وجودهم العسكري الذي يعتبر الروس أنه يمنع أي حل للأزمة ولم يعد ضرورياً لكن انتشار ميليشياتهم المحلية ووجودهم «المدني» باتا يستثمران في حال الفقر والضعف والإحباط التي تسود البيئة الشعبية المعارضة (سابقاً؟!)، والأهمّ ثالثاً عن سلوك الروس وما إذا كانت لديهم تصوّرات دقيقة عما يريدونه وما يستطيعونه، خصوصاً أن العقل العسكري- الإخضاعي مسيطر على مقاربتهم لمسألتي الحل السياسي وإعادة الإعمار.

هذه التساؤلات يتدارسها الأوروبيون أكثر مما تشغل الأميركيين، لكن ما يتشاركونه أنهم جميعاً لم «يبلعوا» بعد خيار التعامل مع نظام همجي امتهن الإجرام ووظّف ترسانته العسكرية في قتل شعبه وتدمير بلده والتسبّب بأكبر مأساة لجوء ونزوح، ولا يزال مصمماً على ارتكاب المزيد من الجرائم بمساعدة الإيرانيين والروس. هؤلاء الروس الذين يحاولون من خلال التقارب الشخصي بين بوتين وترامب رسم نهج جديد لحل الأزمة السورية، قوامه إيلاء الملف بكامله إلى روسيا والتعاون معها كخيار بديل من التعامل مع الأسد. هذا لن يمنع الأخير من إعلان «نصره النهائي» واستخدام الضمان الإسرائيلي المعلن له ولنظامه ومحاولة فرض شروط على الدول كافة للتعامل الرسمي معه ومع نظامه، لكن الروس هم الذين سيفرضون إرادتهم في الواقع، والأميركيون سيعملون معهم لفرض حلّ في سورية. ثمة اقتناع روسي- أميركي مشترك بأن النظام والمعارضة مترافضان إلى حدّ يصعب معه بناء أي حلّ إلّا بإرادة الدولتين الكبريين، بما تعنيه من مراهنة أميركية على موسكو. فبعدما صُفّيت المعارضة العسكرية عملياً بموافقة أميركية لم تعد سرّاً على أحد، وبعدما حُصر مقاتلوها بين إدلب ومنطقة «درع الفرات» حيث يمكن تركيز الضغط عليها، حان الوقت للشروع في تطبيق «الحل البوتيني» الذي بات يتمتّع بمباركة ترامبية لا لبس فيها. فالرئيس الأميركي لم يجدّد في هلسنكي عزمه على الانسحاب من سورية قريباً، ويبدو أن نظيره الروسي هو من أقنعه بما لم يقنعه به جنرالات البنتاغون. فالحضور الأميركي مطلوب لتحقيق الحلّ المنشود، إنْ لم يكن للتثبّت من احتواء الإرهاب وإضعافه فعلى الأقل لدعم روسيا في ضبط الأتراك والإيرانيين. أي أن الوجود الأميركي ضروري في هذه المرحلة شرط أن يسهّل المهمة الروسية، وترامب لا يريد التخريب عليها أو اللعب ضدّها.

* كاتب وصحافي لبناني

 

دونالد ترامب: فنّ إبرام أي صفقة كانت

بيري كاماك/الحياة/28 تموز/18

لم تُقدَّم بعد أدلة مباشرة تُثبت أن موسكو تملك معلومات محرجة وفاضحة عن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وأنه تواطأ مع روسيا خلال الحملة الرئاسية الأميركية في العام 2016. لكن بعدما وقف ترامب إلى جانب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في هلسنكي يوم الاثنين ما قبل الماضي، وألقى باللائمة على بلاده في الهجوم السيبراني الروسي على الولايات المتحدة، لم يعد ممكناً إسقاط هذا الاحتمال من الحسابات. أما البديل فأن يكون شعور ترامب غير المفهوم بعدم الأمان ورغبته النرجسية في إبرام الصفقات هما ما سمحا له بتقديم المصالح الروسية على المصالح الأميركية. وهذا بالكاد يمنح شعوراً أكبر بالارتياح. وأياً تكن دوافع ترامب، فلن تنتهي القصة، ولا الأضرار المحتملة، في هلسنكي. بعد ثمانية عشر شهراً في سدّة الرئاسة، بدأت مقاربة ترامب للسياسة الخارجية تتّضح للعيان. فقد استثمر في قادة مثل بوتين، والرئيس الصيني شي جينبينغ، والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ-أون، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، وسواهم. صحيحٌ أن الديبلوماسية الرئاسية تجد ما يُبرّرها في كل واحدة من الحالات، إلا أن ترامب لا يسعى خلف المجهود الديبلوماسي التدريجي. فالمفاوِض الأكبر في العالم يريد صفقات، وأيّ صفقة أفضل من عدم التوصل إلى صفقات على الإطلاق.

ماذا لو أن مبادرةً من النوع الذي يتفرّد به ترامب – كصفقة كبرى مع روسيا، اتفاق نووي مع كوريا الشمالية، صفقة تجارية مع الصين، اتفاق سلام في الشرق الأوسط – تكلّلت فعلاً بالنجاح؟ ثمة أسبابٌ عدّة للاعتقاد بأن النجاح ليس متعذِّراً.

أولاً، لقد جرى التقليل من شأن ترامب في كل خطوة من خطوات صعوده السياسي الصاروخي. لنتوقّف عند تقييم نايت سيلفر – أشهر المتوقِّعين السياسيين في أميركا – في آب (أغسطس) 2015، الذي اعتبر فيه أن لدى ترامب حظوظاً بنسبة 2 في المئة للفوز بترشيح الحزب الجمهوري (فما بالكم بإلحاق الهزيمة بهيلاري كلينتون). كذلك، تعرّضت مساعي ترامب المتعلّقة بالسياسة الخارجية – بدءاً من هجماته على حلف شمال الأطلسي (الناتو) والاتحاد الأوروبي، مروراً بالاجتماعين اللذين عقدهما مع كلٍّ من بوتين وكيم، ووصولاً إلى جهوده على الجبهة الإسرائيلية - الفلسطينية – لانتقادات شديدة من المعلّقين، ومنهم كاتب هذه السطور، معتبرين أن مصيرها المؤكّد هو الفشل. لقد حان الوقت للإقرار بأن سلوك ترامب غير مسبوق وغير قابل للتوقع، إلى درجة أننا نفتقر إلى القدرة على تقييم نتائجه.

ثانياً، يعتبر ترامب أن جوهر أفعاله غير مهم مقارنةً مع وقع هذه الأفعال على قاعدته الشعبوية. فهو مستعدّ للقيام بأي شيء تقريباً من أجل الهيمنة على الدورة الإخبارية. بيد أن مسائل السياسة الخارجية التي يخوض فيها – مثل البرنامج النووي الإيراني والبرنامج النووي الكوري الشمالي، والحرب في سورية، والعلاقات مع الصين وروسيا – معقّدة، ومتعدّدة الأوجه، وتتطلب إدارةً ثابتة الخطى تشقّ طريقها بجهد وتروٍّ، من النوع الذي يزدريه ترامب.

ثالثاً، ترامب مسكون بهاجس التجارة (والهجرة) أكثر من أي شيء آخر. لكن، نظراً إلى حجم الاقتصاد الأميركي، تُعدّ التجارة أقل أهمية لأميركا مما هي عليه بالنسبة إلى أي بلد آخر في العالم تقريباً. فعلى سبيل المثل، تبلغ حصة التجارة من إجمالي الناتج المحلي 37 في المئة في الصين و84 في المئة في أوروبا، إنما 26 في المئة فقط في الولايات المتحدة. مع ذلك، يتحدث ترامب عن التجارة، والإجحاف في الترتيبات التجارية الأميركية، أكثر من أي قائد أميركي آخر في الذاكرة، ومن أيٍّ من نظرائه المحتملين.

رابعاً، ينظر دونالد ترامب بازدراء إلى المصالح القومية الأميركية التقليدية. فهو رئيس مفتون بالسلطوية، ويعتبر أن معظم الالتزامات الاقتصادية والأمنية الأميركية التقليدية لا تُحتمَل. يُضاف إلى ذلك أنه لا يثق، غريزياً، بتعدّد الأطراف. صحيحٌ أن أسلافه غالباً ما أُصيبوا بالإحباط بسبب تعدّد المصالح العالمية المتقاطعة للولايات المتحدة، وكان هناك اختلافٌ في ما بينهم حيال طريقة ترتيبها ضمن الأولويات ودعمها، إلا أنهم أدركوا أهميتها.

يبدو أن ترامب يتعاطى مع السياسة الخارجية بالطريقة نفسها التي يتعاطى بها مع السوق العقارية في منهاتن. فهو، لتمويل إفلاساته، يستفيد من المال الموروث والقروض والمتاجرة بالأصول. لقد ورث الحلف الأطلسي، والشراكات الأمنية، والمؤسسات التجارية، والسيادة على الأراضي، والوجود العسكري الأميركي حول العالم، والالتزامات المنصوص عليها في المعاهدات. لكن، إذا لم يكن ترامب وفياً لسبعين عاماً من المكتسبات المتراكمة على صعيد السياسة الخارجية الأميركية، فهو لن يتورّع عن المتاجرة بها أو التخلّي عنها.

إذا أضفنا كل تلك المكوّنات إلى بعضها البعض، نحصل على مزيج قابل للاشتعال. لكن بالنسبة إلى خصوم أميركا (وأصدقائها في الشرق الأوسط)، يمكن أن تقدّم إمكانية قيامها بمقايضة مصالحها الاستراتيجية باتفاقات سياسية قصيرة المدى، فرصة العمر. كيف يمكن أن تبدو هذه المقاربة في الواقع العملي؟ لنتوقف عند النقاط الآتية:

سورية: لقد تبيّن أن سورية عصيّة على التسوية السياسية بسبب وكر الدبابير المتمثل في الأولويات الإقليمية المتضاربة هناك. لكن، لنتخيّل أن الولايات المتحدة لا تعترض على التوصّل إلى تسوية مع الرئيس السوري بشار الأسد، وأنها قادرة أن تغضّ الطرف عن المصالح الأردنية وحتى الإسرائيلية. في هذه الحالة، قد تبرز ملامح صفقة روسية - أميركية، تتمّ بموجبها (موقتاً) مقايضة الوجود الإيراني على مقربة من الحدود الإسرائيلية بسحب القوات الأميركية (في صورة دائمة) من شرق البلاد. أوروبا: يراوح النزاع الأوكراني مكانه منذ أعوام عدة. لكن لو كان الاعتراف الأميركي بضم روسيا غير القانوني للقرم أو الوضعية العسكرية الأميركية في أوروبا مطروحَين على طاولة البحث، لأمكن تخيّل مجموعة هائلة من الترتيبات الأميركية - الروسية المحتملة. وإذا صدّق ترامب كلام بوتين بأنه لم يتدخّل في الانتخابات الأميركية، فما الذي يمنعه من السعي إلى إبرام صفقة من شأنها أن تُكرّس هذه الضمانات؟

الصين: تُقدِّم تهديدات ترامب أخيراً بخوض حرب تجارية مع الصين دليلاً واضحاً جدّاً على سعيه للتوصل إلى صفقة. حصلت المبادرة التي تحمل بصمة شي جينبينغ الخاصة، والمعروفة بـ «مبادرة الحزام والطريق»، على زخم كبير بفعل انسحاب ترامب من اتفاق الشراكة عبر المحيط الهادئ. غير أن الدعم الأميركي لحرية الملاحة الدولية كبحَ إلى حد كبير طموحات بيجينغ في بحر الصين الجنوبي. فهل يمكن أن تستشف بيجينغ فرصة لمقايضة التنازلات التجارية الموقتة (مثل خفض قيمة العملة أو شراء سلع أميركية لخفض العجز التجاري) بتنازلات استراتيجية أميركية في بحر الصين الجنوبي أو «مبادرة الحزام والطريق»؟

كوريا الشمالية: يبدو أن احتمال قيام ترامب بمغامرة في كوريا الشمالية، وفقاً لقواعد اللعبة المعهودة، متدنٍّ إلى حد كبير على ضوء حصص الولايات المتحدة في المنطقة ونفوذها المحدود. لقد سبق أن تخلّى ترامب عن التدريبات العسكرية الأميركية مع الجيش الكوري الجنوبي من دون الحصول على أي شيء في المقابل، ومنح كيم شرعية على الساحة العالمية. فهل ثمة ما يمنعه من التفكير في التخلّي عن الالتزامات الأمنية الأميركية في شرق آسيا من أجل التوصل إلى صفقة مع كوريا الشمالية والصين؟ الصراع في الشرق الأوسط: ثمة إجماعٌ شبه كوني بأن من المستحيل إحراز تقدّم نحو التوصل إلى تسوية إسرائيلية - فلسطينية نهائية. غير أن ترامب يبدو متلهّفاً لإزالة الفلسطينيين تماماً من المشهد. فهل ثمة ما يمنعه إذاً من استخدام التقارب الناشئ في المنطقة، وتوليفه في إطار اتفاق سلام عربي-إسرائيلي أوسع نطاقاً؟ لنكن واضحين، كلٌّ من هذه السيناريوات عبثي وقائم على التكهّنات، ومن شأنه أن يكون منبوذاً من إدارة أميركية تنهض بمهامها كما يجب. لذا، لن يسلك أيٌّ منها، على الأرجح، طريقه إلى التنفيذ. لكن مجدّداً، ارفعوا يدكم إن توقّعتم فعلاً انتخاب دونالد ترامب رئيساً لأميركا.

*النصّ نشره موقع «ديوان» التابع لـ «مركز كارنيغي للشرق الأوسط»

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

عون رحب بالمبادرة الروسية بتأمين عودة 890 الف نازح وفوشيه بحث معه في الزيارة المرتقبة لماكرون

الجمعة 27 تموز 2018 /وطنية - اعرب رئيس الجمهورية العماد ميشال عون عن امله في "ان تلقى المبادرة الروسية في اعادة النازحين السوريين الى بلادهم، دعم الامم المتحدة، لوضع حد لمعاناة هؤلاء النازحين، لا سيما اولئك المنتشرين في المناطق اللبنانية.

وابلغ الرئيس عون، ممثلة الامين العام للامم المتحدة بيرنيل كارديل خلال استقباله لها قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، ان "لبنان رحب بالمبادرة الروسية التي تم التطرق اليها خلال قمة هلسنكي بين الرئيسين الروسي والاميركي، وهي تؤمن عودة نحو 890 الف سوري من لبنان الى بلادهم، وان لبنان سوف يشكل من جانبه لجنة للتنسيق مع المسؤولين الروس المكلفين لهذه الغاية، وذلك لدرس التفاصيل التقنية المتعلقة بآلية العودة". وفيما اعرب الرئيس عون عن امله في "ان تحقق المبادرة الروسية عودة للنازحين السوريين الموجودين في لبنان"، لفت الى ان "الفقرة التي وردت في تقرير الامين العام للامم المتحدة الى مجلس الامن حول النازحين السوريين، والذي قدم قبل ايام في نيويورك، لم تعكس بدقة الموقف اللبناني الذي نادى دائما بعودة طوعية وآمنة للنازحين. اما بالنسبة الى بقية النقاط التي وردت في التقرير، فإن لبنان يعتبرها نقاطا ايجابيا".

وطلب الرئيس عون من كارديل "ابلاغ الامانة العامة للامم المتحدة رغبة لبنان في التجديد للقوات الدولية العاملة في الجنوب لولاية جديدة، من دون تغيير لا في مهامها ولا في عديدها".

وكانت كارديل نقلت الى الرئيس عون اجواء المداولات التي تمت في مجلس الامن الدولي حول التقرير عن تنفيذ القرار 1701، حيث اكدت ان "الامم المتحدة ملتزمة الشراكة الكاملة مع لبنان للمحافظة على استقراره وابقائه بمنأى عن التطورات التي تجري في محيطه".

واشارت الى أن "مجلس الامن اشاد بقدرة لبنان على اجراء الانتخابات النيابية في موعدها، من اجل استكمال بناء المؤسسات الدستورية، وشجع رئيس مجلس الامن على الاسراع في تشكيل الحكومة الجديدة، واشاد المجلس بدور الجيش اللبناني وضرورة تطوير قدراته لبسط سلطته على كل الاراضي اللبنانية، وتطوير "الفوج النموذجي" وتعزيز التعاون مع المنظمات الدولية".

فوشيه

الى ذلك، كانت للرئيس عون سلسلة لقاءات ديبلوماسية، تمحورت حول التطورات الراهنة داخليا واقليميا. وفي هذا السياق، استقبل رئيس الجمهورية سفير فرنسا برونو فوشيه وعرض معه العلاقات الثنائية بين البلدين والزيارة المرتقبة للرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون للبنان في بداية السنة المقبلة.

كما تطرق البحث الى المبادرة الروسية لاعادة النازحين السوريين الى بلادهم، والى مسار تشكيل الحكومة الجديدة. وعبر فوشيه عن "دعم بلاده للبنان ومتابعة توصيات مؤتمر "سيدر"، اضافة الى دعم الجيش وقوى الامن الداخلي من خلال المساهمة الفرنسية التي تقررت بعيد مؤتمر "روما-2".

المري

ديبلوماسيا ايضا، استقبل الرئيس عون سفير دولة قطر علي بن حمد المري لمناسبة انتهاء مهامه الدبلوماسية في لبنان، وانتقاله الى السفارة القطرية في البانيا. وقد نقل السفير المري الى رئيس الجمهورية "تحيات امير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني وتمنياته للبنان وشعبه بدوام الاستقرار والازدهار والتقدم".

وشكر الرئيس عون السفير المري على "الجهود التي بذلها خلال وجوده في لبنان من اجل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين"، وتقديرا لذلك منحه وسام الارز الوطني من رتبة ضابط اكبر، وتمنى له "التوفيق في مسؤولياته الديبلوماسية الجديدة". يذكر ان دولة قطر عينت السفير محمد حسن الجابر خلفا للسفير المري في بيروت.

نورالدين

وعرض الرئيس عون مع سفيرة لبنان في سويسرا رلى نور الدين، العلاقات اللبنانية - السويسرية، والزيارة الرسمية المرتقبة لرئيس الاتحاد السويسري آلان بيرسي للبنان اواخر الشهر المقبل، والمواضيع التي سيتم البحث فيها بين الجانبين اللبناني والسويسري.

بقرادونيان

سياسيا، استقبل الرئيس عون، الامين العام لحزب "الطاشناق" النائب اغوب بقرادونيان، واجرى معه جولة افق، تناولت الاوضاع العامة وعملية تشكيل الحكومة الجديدة والمبادرة الروسية لاعادة النازحين السوريين الى بلادهم، اضافة الى عدد من المواضيع المتصلة بشؤون الطائفة الارمنية.

واوضح بقرادونيان انه "تم ايضا تناول المطالب الخاصة بقضاء المتن".

الفائز الاول في العلوم العامة

وزار قصر بعبدا ظهرا برفقة النائب سليم عون، الفائز بالمرتبة الاولى في لبنان في الشهادة الثانوية - فرع العلوم العامة الطالب جيلبير ايلي فريحة وافراد عائلته، حيث استقبلهم الرئيس عون مهنئا فريحة بالفوز الذي حققه. واهدى فريحة نجاحه للرئيس عون، والقى كلمة، فقال: "انتم يا فخامة الرئيس قدوة كتب التاريخ اسمها بماء الذهب على جبين الشرف، فباتت حلما يراود الشاب والشائب، ينتقل من جيل الى جيل. وهأنذا اليوم اتشرف باعتلائي هذا المنبر لأحقق الحلم بلقاء فخامتكم واهدائكم تفوقي ونجاحي، وهو ثمرة سنين من الكد والمثابرة، أهديها لقامة شامخة كما الجبال كسرت بصمودها شوكة الفساد والطغيان، وحطمت ارادتها رايات الوهن والاستسلام. ان وصول فخامتكم الى بيت الشعب، ايقظ في شبابنا روح الحياة التي غفت منذ سنين". ورد الرئيس عون بكلمة، رحب فيها بالطالب المتفوق والوفد المرافق، مجددا التهنئة "بالفوز الباهر الذي حققه"، وتمنى "ان تكون مثالا يحتذى من قبل الشباب اللبناني ليصلوا الى مراحل متقدمة للنهوض بالوطن"، وشدد على ان العبارة التي سبق وقالها: "ويل لأمة تضحي بشبابها من اجل شيبها"، قد سبق له ان اتبعها في حينه ايضا، بالعبارة التالية التي توجه بها الى الشباب اللبناني: "انتم لبنان الآتي". واعتبر الرئيس عون ان "هذا هو قانون الطبيعة التي تزهر في الربيع وتنضج وتثمر"، وقال: "نحن نعرف تماما الى اين نتجه بلبنان، والشباب مدعو الى الانتاج والعمل في سبيل اكمال بناء لبنان، هذا الوطن الذي يعاني من المشاكل منذ العام 1975، وبقي قويا، مثابرا ومعاندا، رغم كل الصعاب. وكلي ثقة بأننا بدأنا نصل الى الخواتيم، فما من شر يدوم لان الخير لا ينتهي... سنزيد الخير ونعمل على ازالة الشر".

 

الحريري ناقش مع الفريق الاستشاري لشركة ماكينزي خريطة خطة انتاجيتها

الجمعة 27 تموز 2018 /وطنية - عقد رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، ظهر اليوم، في بيت الوسط، اجتماعا مطولا مع الفريق الاستشاري لشركة ماكينزي، في حضور وزير الاقتصاد والتجارة في حكومة تصريف الاعمال رائد خوري والوزير السابق باسم السبع، رئيسة المنطقة الاقتصادية الخاصة ريا الحسن، مستشارة رئيس الجمهورية السيدة ميراي عون الهاشم، النائب السابق غازي يوسف، الامين العام للمجلس الاعلى للخصخصة زياد الحايك، والمستشارين نديم المنلا، فادي عسلي، نبيل يموت، مازن سويد وياسمينا روفايل، وتمت مناقشة خطة ماكينزي من جميع جوانبها ووضع خريطة لخطة انتاجية.

خوري

بعد اللقاء قال الوزير خوري: "جرى خلال الاجتماع عرض لخطة شركة ماكينزي التي كانت عرضت في وقت سابق على رئيس الجمهورية، وكان الاجتماع ايجابيا، ولا سيما ان الخطة الموضوعة من قبل الشركة جيدة وتعتبر استكمالا لمؤتمر "سيدر"، ولا يمكننا الوصول الى نتائج ايجابية من دون وضع خطط لتنشيط الاقتصاد عبر قطاعات منتجة". اضاف: "المرحلة التالية تقضي بعرض الخطة على مجلس الوزراء، من اجل اقرارها ووضعها قيد التطبيق، خصوصا انها تحظى على توافق سياسي، ولاول مرة يكون لدينا خطة تطبيقية واضحة تتضمن تشريعات وقوانين جديدة من خلال عمل عدة وزارات مع بعضها البعض، ضمن ورشة عمل كبيرة تحدد هدف تحرك كل قطاع. وبعد وضع الالية والموافقة عليها من قبل مجلس الوزراء يكون اصبح لدينا خريطة طريق انتاجية.

 

بري استقبل سفيرة سويسرا ووفد تجار البناء ووديع الخازن نقل عنه إعادة التأكيد على اهمية الاسراع بتشكيل الحكومة

الجمعة 27 تموز 2018 /وطنية - استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري ظهر اليوم، في عين التينة، رئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن، وعرض معه للاوضاع الراهنة. وبعد اللقاء، قال الخازن: "تشرفت بلقاء دولة الرئيس نبيه بري حيث تداولنا في الاوضاع الداخلية والتطورات على الصعيد الحكومي والاحوال الاجتماعية المنذرة بالتفاقم، فضلا عن الاستعداد الروسي مشكورا لمساعدة لبنان على تأمين عودة النازحين السوريين الى ديارهم. فاعتبر دولة الرئيس ان البلاد بحاجة ملحة الى حكومة جديدة تنقذ الوضع الاقتصادي من التدهور وتضع حدا لهذا القلق العارم الذي ينعكس سلبا على المواطنين، مع الاخذ بالاعتبار اهمية الانفتاح على التعاطي الايجابي مع سوريا، بعد فتح معبر نصيب الحدودي مع الاردن للتخلص من المشقات التي يتكبدها المزارعون اللبنانيون بحرا بتكلفة عالية لتصريف بضائعهم". أضاف: "ورأى دولته ان زيارة الوفد الروسي الى لبنان بالامس تشكل منعطفا هاما في مصير الازمة السورية الدامية، وما رشح عن مؤتمر هلسنكي بين الرئيسين بوتين وترامب. الا ان ذلك لا بد وان يفتح القنوات مع الدولة السورية لاستعادة العافية الى العلاقات التاريخية بين البلدين الشقيقين. وكان الرأي متفقا على حتمية التوصل الى قواسم مشتركة لتأليف الحكومة التي نأمل ان تبصر النور خلال ايام معدودة، لان الوضع الحالي لا يحتمل مماطلة، وانشغالا في الشروط والشروط المضادة، فالمشاركة في رسم موازنة التشكيل، على اسس عادلة، هي الاساس، والمعيار لتفعيل العمل الحكومي، والمباشرة في تلبية مطلب داخلي طارىء ودولي بعد مؤتمر سيدر الذي جعل عنوان الحكومة العتيدة مدخلا وإيذانا بتطبيق خطة المساعدات الاقتصادية للبنان".

سفيرة سويسرا

ثم استقبل الرئيس بري سفيرة سويسرا في لبنان مونيكا شموتز كيرغو، وعرض معها للتطورات الراهنة والعلاقات الثنائية بين البلدين.

صوما

واستقبل وفدا من جمعية تجار البناء برئاسة رئيسها إيلي صوما الذي عرض وضع القطاع وما يعانيه في هذه الظروف من صعوبات.

 

حاصباني من بكركي: واثقون من تذليل العقبات أمام تأليف الحكومة آلية توزيع سقوف المستشفيات شفافة وتزيل الاجحاف والحملة على الصحة سياسية

الجمعة 27 تموز 2018 /وطنية - بكركي - استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، ظهر اليوم في الصرح البطريركي في بكركي، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الاعمال غسان حاصباني، وجرى عرض الاوضاع الراهنة.

وقال حاصباني بعد اللقاء: "الزيارة للتهنئة بسلامة العودة من السفر ولوضع غبطته في الاجواء العامة للقطاع الصحي في البلد. وناقشنا الوضع الحالي والامور العامة ولا سيما القطاع الصحي والمستجدات التي تحصل في هذا الموضوع. وشكرت غبطته ومن خلاله اعضاء السينودس على موقفهم الداعم للآلية العلمية التي وضعت لتوزيع سقوف المستشفيات، للمرة الاولى، وفيها كامل الشفافية وتزيل الاجحاف عن المستشفيات التي كانت تعاني اجحافا في حقها في السابق وتضع آلية في تصرف الوزراء المتعاقبين، إن شاء الله في المستقبل لاعتمادها لأنه لم تكن هناك أي آليات لتوزيع موازنات المستشفيات في السابق".

أضاف: "تطرقنا الى الاوضاع الحالية والتطورات الاخيرة، وتمنينا ان تشكل الحكومة سريعا وان تكون هناك ايجابيات في هذا الموضوع لكي نحافظ على الاستقرار الاقتصادي والامني والاجتماعي الذي ينعم به لبنان على المدى البعيد. وتمنينا ان يستمر هذا الحوار والنقاش الدائم. وشكرت صاحب الغبطة على مواقفه الدائمة والداعمة للعمل الايجابي في الشأن العام اللبناني". وردا على سؤال عن الآلية الصحية لتشكيل الحكومة، قال: "يجب ألا نتغاضى اليوم عن ان هذه الحكومة هي حكومة مشاركة وطنية يجب ان تمثل ما يطمح اليه الشعب اللبناني. وما يطمح اليه الشعب وضعه في صناديق الاقتراع في الانتخابات النيابية. وعلى هذا الاساس، يجب ان نأخذ في الاعتبار ما يريد الشعب وما وضعه في صناديق الاقتراع لكي نشكل حكومة تمثل تطلعات الجميع وتمثل ايضا المكونات بأحجامها الحقيقية التي نتجت من الانتخابات".

سئل: هناك من يقول ان "القوات اللبنانية" تعرقل تأليف الحكومة من خلال رفع السقف، وانتم تطالبون اليوم بخمسة وزراء؟

اجاب:" لا اعتقد ان الموضوع متوقف عند "القوات اللبنانية". "القوات "وضعت طروحاتها بشكل واضح جدا للمشاركة في هذه الحكومة. واليوم نحن ندعو من مبدأ الشراكة الفعلية وليس من مبدأ المحاصصة، مبدأ المشاركة أن يكون هناك وجود وازن وفاعل يمثل ما أوكل به المواطن اللبناني الفئات المختلفة منها "القوات اللبنانية". ولكن "القوات" لا تعرقل أي شيء، هناك عوامل عديدة تحول دون التشكيل السريع، ولكن اعتقد ان جميعها تذلل، وتأليف الحكومة هو في يد الرئيس المكلف، ونحن حرصاء واكيدون انه سيتخذ القرارات الصائبة والسليمة للمضي قدما في هذا التأليف".

سئل: ما هي المعوقات؟

اجاب: "هناك معوقات كثيرة ليست محصورة في موضوع واحد، ولكن ليس هناك من هذه المعوقات ما لا يمكن تذليله اذا وضعت الامور في نصابها الصحيح وبطريقة علمية وعملية للمضي في تأليف هذه الحكومة".

سئل: هل برأيك سيكون هناك لقاء قريب بين الدكتور جعجع والوزير باسيل لتذليل العقبة المسيحية، كما قيل؟

اجاب: "لا اعتقد ان هناك عقبة مسيحية ولا علم لي بأي لقاءات محددة، اعتقد ان اي عقبات تقف امام هذه الحكومة قد تكون متعددة. ولكن كلنا لنا ملء الثقة بالرئيس المكلف سعد الحريري وبفخامة رئيس الجمهورية بأن يبذلا الجهد المطلوب لتذليل كل هذه العقبات كراعيين لهذا التشكيل وان تشكل الحكومة بسرعة".

سئل: هل الحملة على وزير الصحة والوزارة لها علاقة بتأليف الحكومة؟

اجاب: "لم تعد لدينا شكوك ابدا بأن هذه الحملة موجهة الى وزير الصحة ووزارة الصحة تحديدا، والتي ظهرت فجأة في الاسابيع الاخيرة ولها علاقة بتأليف الحكومة، طبعا لها علاقة بالسياسة بامتياز لأنها مليئة بالافتراءات والاكاذيب والمعلومات المضللة والتي قد تصل، ليس فقط الى الاذى لهذا الفريق، انما الى الرأي العام والشعب اللبناني لأنها تلعب بالشؤون الصحية وتضلل الرأي العام بالشؤون الصحية، وهي في غير محلها. نتمنى ان تنتهي هذه الحملة وان يعود الجميع الى رشدهم ويعلموا ان من يمثل في هذه الحكومة سيمثل وما سيحصل سيحصل. وهذه كلها حملات مغرضة والشعب اللبناني لديه وعي لهذه الامور".

سئل: هل نقلت اي رسالة الى غبطته من الدكتور جعجع؟

اجاب:" الزيارة اليوم فقط محصورة في هذه النقاط".

سئل: ماذا لمست من غبطته؟

اجاب: "مثل كل مرة، ألمس من غبطته الدعم الدائم لكل ما هو لمصلحة البلد ولكل عمل ايجابي يصب في مصلحة الانسان والمواطن اللبناني والاستقرار اللبناني. وفي كل مرة ازور غبطته أخرج بالانطباع الايجابي نفسه وبروح مليئة بالسلام والمحبة وروح العمل".

البطريرك الراعي استبقى الوزير حاصباني على الغداء الى مائدة بكركي.

درغام وشخصيات

وكان البطريرك استقبل على التوالي: النائب الكندي فيصل الخوري والنائب اسعد درغام، سفير لبنان لدى الفاتيكان فريد الياس الخازن، ثم وفدا برلمانيا فرنسيا برئاسة النائب مارتين وونر.

 

اختتام أعمال سينودس اساقفة الكنيسة السريانية الكاثوليكية

الجمعة 27 تموز 2018/وطنية - اختتم سينودس أساقفة الكنيسة السريانية الكاثوليكية الأنطاكية، الذي عقد برئاسة بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان، في دير سيدة النجاة - الشرفة البطريركي، درعون - حريصا، لبنان، من 23 حتى 27 تموز 2018، أعماله وأصدر بيانه الختامي الذي نص على ما يلي: "برئاسة صاحب الغبطة مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الأنطاكي، عقد السينودس السنوي العادي لأساقفة الكنيسة السريانية الكاثوليكية الأنطاكية، بمشاركة آباء السينودس الأساقفة القادمين من الأبرشيات والنيابات البطريركية والرسولية في لبنان وسوريا والعراق والقدس والأردن ومصر والولايات المتحدة الأميركية وكندا، والزائرين الرسوليين في أستراليا وأوروبا، والوكيل البطريركي في روما، وذلك في الفترة الممتدة من 23 حتى 27 تموز 2018، في الكرسي البطريركي في دير سيدة النجاة - الشرفة، درعون - حريصا، لبنان.

في مستهل اجتماعاتهم، استمع الآباء إلى رياضة روحية تأملوا فيها بشخصية إيليا النبي، وبدعوتهم كي يكونوا شهودا للمحبة والسلام والمغفرة والوداعة، في بيئة تتخبط بالعنف، ووسط الجماعة المؤمنة، فيبثوا فيها روح الرجاء، سائلين الله أن يعطيهم النعمة ليجابهوا كل التحديات التي تواجههم في الخدمة، بالأمانة والتواضع وبذل الذات. ودرس الآباء موضوع الخدمة الأسقفية، فتوقفوا عند علاقة الأسقف بالكهنة والمؤمنين، وممارسته لمهمته المثلثة بالتعليم والتقديس والتدبير، بحسب روح الإنجيل وقوانين الكنيسة، ومقتضيات صفات الأسقف الراعي الصالح، الأب الحنون والمدبر الحكيم، والمدعو للتجاوب بروح الأبوة والحكمة والمصداقية التي ترضي الضمير، مع تطلعات الرعية، وذلك بحسب قلب الرب، الذي يذكر الراعي من خلال ضعفه ومحدوديته ونقائصه أنه "بدوني لا تستطيعون أن تفعلوا شيئا!" (يو 15: 5).

وتابع الآباء دراستهم للشرع الخاص بالكنيسة السريانية الكاثوليكية، تمهيدا لإقراره. واطلعوا على خلاصة أعمال اللجنة الطقسية في دراستها للقداس الإلهي، على أمل أن تتم طباعة الكتاب الجديد الخاص بالقداس قبل السينودس القادم.

وناقش الآباء التقارير التي قدمت إليهم متناولة الأوضاع الراهنة في الأبرشيات والنيابات البطريركية والأكسرخوسيات والزيارات الرسولية في الشرق وبلاد الإنتشار، والوكالة البطريركية لدى الكرسي الرسولي. واستمعوا إلى تقرير عن اللقاء العالمي الأول للشباب السرياني الكاثوليكي الذي عقد بنجاح في لبنان من 17 حتى 22 تموز الجاري. وتناول الآباء موضوع هجرة آلاف العائلات إلى ما وراء البحار، والشعور بالمسؤولية المشتركة والضرورة الملحة لمتابعة خدمة هؤلاء المهجرين روحيا وراعويا واجتماعيا. ومن ناحية أخرى، تطرقوا إلى موضوع عودة المهجرين إلى قراهم ورعاياهم في أبرشيات سوريا والعراق، وقد نكب هذان البلدان بسبب الإضطرابات والحروب العبثية في السنوات الأخيرة.

أما أبرز ما جاء في أعمال السينودس:

أولا: تداول الآباء الأوضاع العامة في الشرق، وتوقفوا بشكل خاص عند أحوال أبناء الكنيسة السريانية وبناتها إزاء الخضات المخيفة التي تحملوها، وهم يرفعون الصوت عاليا أمام العالم، مستنكرين النكبات التي حلت بشكل خاص بالكنيسة السريانية في الأعوام الماضية، والتي أدت إلى اقتلاع عدد كبير من أبناء شعبها من أرض الآباء والأجداد في سوريا والعراق، فضلا عما يحدث في مصر والأراضي المقدسة. نكبة تكرر مأساة الإبادة التي حلت بأجدادهم منذ مئة عام! هذا الإنتهاك الخطير لحقوقهم المدنية قد هز كيانهم الإنساني والمجتمعي والحضاري، لا سيما وقد اختبروا مآسي تشرد آلاف العائلات في أنحاء شتى من العالم.

ثانيا: بحث الآباء الوضع في لبنان، فهنأوا اللبنانيين على إجراء الإنتخابات النيابية في جو من الديموقراطية وقبول الآخر، وكرروا صرختهم إلى فخامة رئيس الجمهورية ودولة الرئيس المكلف تشكيل الحكومة ورؤساء الأحزاب المسيحية، بوجوب تمثيل الطائفة السريانية الكاثوليكية في الحكومة الجديدة، ووجهوا نداء لمعالجة الأزمات الإقتصادية وغلاء المعيشة ومعضلة توقف القروض الإسكانية التي باتت تهدد مستقبل الشباب اللبناني. هذا بالإضافة إلى المعاناة التي تواجهها المدارس الخاصة في متابعة رسالتها التربوية، ما يلقي على عاتق الدولة مسؤولية إيجاد حلول جذرية تؤمن حقوق المواطنين من كل الفئات، وتوفر الفرص للشباب ليتجذروا ويصمدوا في بلدهم لبنان ولا يهاجروا منه.

ثالثا: ثمن الآباء الجهود المبذولة في سبيل وقف الحرب وإيجاد حل نهائي وجذري للأزمة المستمرة في سوريا منذ أكثر من سبعة أعوام، مهيبين بجميع الأطراف العمل معا من أجل عودة الحياة إلى طبيعتها، ومطالبين برجوع النازحين السوريين إلى أرضهم، ومحذرين من مخططات تهدف إلى سلب هوية بيت نهرين (الجزيرة).

رابعا: شدد الآباء على ضرورة التعاضد والتكاتف بين جميع مكونات الشعب العراقي، كي يجتاز بلدهم هذه المرحلة التي يتخبط فيها، فيحكم الجميع العقل ويغلبوا لغة الحوار وقبول الآخر، باذلين كل جهد لإعادة الأمن والسلام والإستقرار إلى أرض الرافدين الغالية، لما فيه خير وطنهم، وخاصةالمكون المسيحي الأصيل والمؤسس فيه.

خامسا: أعرب الآباء عن ثقتهم بالقيادة الحكيمة للرئيس والحكومة في مصر، ولما لهذه القيادة من أثر إيجابي يساهم في تعزيز الإستقرار والطمأنينة لدى المواطنين، وخاصة لدى المسيحيين بعد ما عانوه من أعمال عنف وإرهاب.

سادسا: أكد الآباء على أن القدس هي مدينة لجميع أتباع الديانات الثلاث، مشددين على حق الشعب الفلسطيني بالعودة إلى أرضه، والوصول إلى سلام دائم بحل الدولتين.

سابعا: جدد الآباء مؤازرتهم وتضامنهم مع جميع المعذبين والمضطهدين من أبناء شعبهم السرياني، الذين يكابدون آلام النزوح والهجرة والإقتلاع، مؤكدين لهم أن الكنيسة ستبقى إلى جانبهم، تقدم لهم كل ما تستطيع من مساعدة وخدمة كي يستمروا بأداء الشهادة للرب يسوع، إله المحبة والسلام، في خضم المعاناة والآلام، متشددين بقوة إلههم القائل: "ثقوا إني قد غلبت العالم" (يوحنا 16: 33).

ثامنا:توجه الآباء بالفكر والقلب إلى أبنائهم الذين غادروا أرض الآباء والأجداد في الشرق، واستقروا في بلاد جديدة تؤمن لهم السلام والأمان والعيش الكريم، في أوروبا وأميركا وأستراليا، وهم يهيبون بهم الإستمرار بعيش الأمانة لكنيستهم الأم وبلدان نشأتهم ولعاداتهم وتقاليدهم وتراثهم الأصيل في الشرق، وفي الوقت عينه يحثونهم على محبة أوطانهم الجديدة والإخلاص لها والإبداع في مختلف المجالات، مؤكدين لهم سعيهم الدائم في سبيل تأمين الخدمة الروحية لهم رغم التحديات والصعوبات.

وصدرت عن السينودس القرارات التالية:

أولا:عقد المؤتمر الثاني للكهنة السريان الكاثوليك في العالم، وذلك في لبنان خلال العام 2020، وستشكل لجنة للإعداد للمؤتمر.

ثانيا:إقرار الشرع الخاص بكنيستنا السريانية الكاثوليكية، على أن يصار إلى إصداره بحسب الأصول المرعية.

ثالثا: إتمام طباعة الكتاب الجديد الخاص بالقداس الإلهي قبل انعقاد السينودس القادم، بعد أن أنهت اللجنة الطقسية دراستها بشأنه.

رابعا:الموافقة على عقد اللقاء العالمي للشباب السرياني الكاثوليكي مرة كل ثلاث سنوات، وسيكون اللقاء الثاني في صيف العام 2021.

خامسا:اتخاذ قرارات إدارية.

وفي ختام السينودس، رفع الآباء شكرهم للرب الإله الواحد، الثالوث الأقدس، الذي جمعهم باسمه القدوس، بروح الشركة الأسقفية والمحبة الأخوية، واثقين بمعونة الرب ومؤازرته للكنيسة، "عروس الختن السماوي"، المتألمة في مسيرتها الأرضية، إنما الثابتة أبدا مهما اشتدت العواصف، حاملة مشعل الخلاص وناشرة نور الحقيقة لجميع الشعوب،يشددهم الرجاء، "فوق كل رجاء"، بوعد الرب الفادي القائل: "ارفعوا رؤوسكم فإن خلاصكم قد دنا..!" (لوقا 21: 28)".